وقفنا عند قول الله سبحانه و تعالى (الحمد لله رب العالمين). كلمة الحمد من أسرار تجعلها مميزة على الكلمات الأخرى التي هي من حقلها الدلالي (المدح، الشكر، الثناء) وكيف أنها هنا أفضل. وبيّنا أن الألف واللام لاستغراق الجنس في كلمة الحمد. و (لله) هي للملك وقلنا هذا نوع من التخصص أو التخصيص كما قالت العرب: السرج للفرس والطاقية للرأس. الحمد لله يعني هو خاص بالله تعالى ولكن الله عز وجل في الدنيا أذِن للناس أن يحمد بعضهم بعضاً في هذا الأمر. وكلمة رب العالمين جاءت متعلقة هنا (الحمد لله رب العالمين)
ولماذا جاءت بهذا الإتصال ولكن قبل أن نصل إلى كلمة (رب العالمين).
كلمة الحمد لله رب العالمين وردت في بداية أربع سور.
لفظة (الحمد) مجرّدة من غير ذكر رب العالمين بُدئ بها في أربع سور
(الحمد لله رب العالمين بُدئ بها في سورة الفاتحة وختمت بها سور أخرى ذكرناها)
لكن الحمد لله وحدها بُدئ بها في أربع سور ثم نجدها تتكرر في داخل عدد من السور في سبع عشرة مرة نحاول أن نقف عندها بصورة موجزة وسريعة:
في بداية الأنعام، الكهف، سبأ وفاطر: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الأنعام) لاحظ كأنما هذه البدايات تحاول أن تبيّن نماذجاً من الحمد. قلنا الحمد لله في الفاتحة هو جنس الحمد وهنا نماذج يُحمَد الله عز وجل لآلآئه هنا الآلآء كذا، هنا من رحمته وهنا من فضله وهنا من علمه وهنا من إعطائه العلم للآخرين وهنا من رحمته بهم وهنا من خلقه السموات والأرض. السور الأربع كأن بدياتها متكاملة:
الأولى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الأنعام) الكلام على الخلق ومعناه التقدير والتصوير فيه بمعنى البدء لكن غالباً فيه معنى التقدير والتصوير لأنهم يقولون هذا الصانع خلق القماش يعني قدّره قبل أن يقصه.
والخلق غير التكوين والإنشاء والتصوير يصور الشيء. الكلام خاص عن خلق السموات والأرض ومن رحمة الله سبحانه تعالى جعل الظلمات والنورمعناه نظّم السموات والأرض بما فيها من ظلمات ونور مبنية على الحركة وعلى وجود الإشعاع من داخل بعضها وبعضها خال من الإشعاع.
ثم (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر) هذه المنشيء لاحظ التخليق والإنشاء. ثم (جاعل الملائكة رسلاً) تكلم على جعل الملائكة ثم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) سبأ) هذا الذي في السموات والأرض ملك لله سبحانه وتعالى، ثم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) الكهف) الملائكة والرسل وإنزال الكتاب فنماذج من آلآء الله سبحانه وتعالى ونعمه التي يُحمد عليها. فالحمد لله في سورة الفاتحة نظام كليٌّ وهذه جزئيات في بدايات أربع سور بينها نوع من التلازم والتشابك.
لماا ننتقل إلى عموم سور القرآن الكريم نجد في كل موضع كلمة (الحمد لله) لها معناها ولها مدلولها لكن يجمعها جميعاً حتى في هذا الموضع أن ليس فيها معنى الحصر وقصر الحمد على الله سبحانه وتعالى وليس فيها دعوة إلى أن لا يحمد سواه لكن سنجد في آيات أخرى هناك قصر (له الحمد) وهو ما سنقف عنده بتفصيل لماذا قال هنا (له الحمد)؟ في الأماكن الأخرى قال الحمد لله بحيث يفسح المجال لأن يحمد الإنسان غير الله سبحانه وتعالى لأمر يقوم به يمكن أن يحمد على خلقه، على علمه، على كرمه للبشر لكن في هذه الأماكن حصر الحمد بالله سبحانه وتعالى (لله الحمد) أو (له الحمد). سنمر مروراً سريعاً على الأماكن التي قيل فيها (الحمد لله) وسنجد أنه ليس فيها مجال لحصر الحمد لله سبحانه وتعالى وإنما هي صور ونماذج من تفضّل الله سبحانه وتعالى على عباده. أحياناً ينقل لنا كلام عباده يعلّمنا أحياناً يقول (قل،
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا، قال) تكرار كلمة القول مع الحمد في عشرة مواضع (قل، قالوا، قال) في موضعين مع ضرب الأمثال، وفي موقع دعاء وهناك أربع مواضع في بداية السور.
نأتي الآن في سورة إبراهيم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)) هذا دعاء إبراهيم يحمد الله عز وجل به فيذكره الله تعالى لنا حتى نتعلم أن نقول الحمد لله الذي أعطانا هذا الحمد لله على الهبة وهذا جزء من الحمد الكلي. هنا عندنا (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) النحل) رب العالمين يعلمنا بالأمثال يضرب لنا مثلاً حتى نتعلم فعندما نقول الحمد لله معناه الحمد لله الذي علّمنا بضرب المثل الذي يعلّمنا، (وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا) نحن نقول الحمد لله الذي علّمنا بل أكثر هؤلاء الذين هم لا يؤمنون لا يعلمون بما علّمنا الله عز وجل من ضربه للمثل وهنا وقفة قصيرة: عبّر عن عبد مملوك ومن رزقناه منا رزقاً حسناً عبد ومرزوق وقال (لا يستوون) (من) لفظها لفظ مفرد ومعناها معنى جمع فكأن الآية تريد أن تقول هذا العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء هل يستوي مع هذا الذين ينفق وهذا الذي ينفق وهذا الذي ينفق وهؤلاء الجمع من المنفقين؟ هل يستوي هذا معهم؟ فاستفادت الآية من كلمة (من) فمرة عبّرت بالمفرد ثم رجعت مرة أخرى لتعبّر بالجمع.
الآية الأخرى أيضاً تعليم بالمثل (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) الزمر) تعليم بالمَثَل. ما قال (من) هنا قال رجل ورجل لا بد أن يستعمل التثنية. الحمد لله الذي علّمنا بضرب المثل وأكثرهم لا يعلمون. فحمد الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات لا يستدعي أن لا يحمد سواه. ممكن أن غير الله إذا علّمنا شيئاً أو أكرمنا بشيء أن نقول نحمد فلان يعني لم يدعنا إلى أن نقصر الحمد عليه لكن هذه نماذج من الحمد الذي هو الحمد لله رب العالمين الذي هو حمد الجنس وهذه كأنها تفريعات.
الآية في سورة الأعراف من هنا بدأنا نسمع القول: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)) يعلمنا أن هؤلاء الذين وُجهوا إلى الجنة صاروا يقولون الحمد لله فهو نوع من تفضله سبحانه وتعالى عليهم وعلينا عندما يعلمنا أن نقول كما قالوا. هذا في سورة الأعراف الآية 43.
عندنا في الإسراء الآية 111 (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)) هذا تلقين وتعليم أن نحمد الله عز وجل الذي علمنا التوحيد وعلمنا بعض صفاته سبحانه وتعالى ونقول الحمد لله.
مع نوح (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) المؤمنون) أيضاً تعليم بالأمر (قُل) نوع من التعليم.
في الحكاية عن قولهم (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) النمل) إذا وجد الإنسان في نفسه شيئاً قد أكرمه الله تعالى به يقول الحمد لله وهي أيضاً جزئية من كلّية جنس الحمد المخصص لله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) النمل) تعليم. أيضاً تعليم أن نقول الحمد لله أنه سبحانه وتعالى اصطفى عباداً وجعلهم مؤمنين وألقى عليهم السكينة والإستقرار. (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) النمل) إحمد الله عندما تظهر هذه الآيات أو عندما يعلمك كيف تحاور وكيف تناقش فتقول الحمد لله.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) لقمان) لو سألت الكفار من أنزل الماء من السماء يقولون الله لأنهم كانوا يعرفون الله لكن كانوا يعبدون الأصنام يقولون تقربنا إلى الله زلفى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) العنكبوت) لو استعملوا عقولهم ما عبدوا هذه الأصنام (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) لقمان) ما عندهم علم في هذه الأمور، في هذا الشرع، في هذا الدين يعني لم يستعملوا عقولهم ولم يستعملوا علماً عندهم.
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) فاطر) تعليم وتدريب بقول غيرهم أن هؤلاء الذين دخلوا الجنة قالوا هذا الكلام فتعلموا وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر) تعليم وتدريب لنا أن نقول كما قالوا في دخولهم الجنة (هذا في المستقبل ولكنه ماض في عين الله سبحانه وتعالى) إذن كل هذ المواضع ليس فيها موضع يريد الله تعالى أن يقصر الحمد عليه جلّت قدرته لكن لما ننتقل إلى مواضع أخرى نجد أن سياق الآيات يريد أن يبين لنا أن الحمد في هذا الجو قاصر على الله سبحانه وتعالى لا يستقيم أن تحمد غير الله عز وجل مع أن الله سبحانه وتعالى رخّص لك أن تحمد سواه لنفع يقدمه لك، لفضل فيه يمكن أن يكون هذا.
ننظر في سياق الآيات: (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) القصص) نلاحظ السياق هنا سياق حصر والكلام على الآخرة وسنجد أنه حينما يكون الشيء منحصراً يعني سياق الآية فيه قصر أشياء على ذات الله سبحانه وتعالى لا يصلح لغيره تأتي له الحمد بتقدم الجار والمجرور يقول له الحمد لا يقول الحمد لله الحمد يرفض لغيره لكن في هذه المواضع في مثل هذا السياق لما قال (وهو الله لا إله إلا هو) حصر بالنفي وبـ (إلاّ) الموضع موضع حصر لذلك قال له الحمد ما قال الحمد لله لأنه لا يستقيم مع الحصر. ثم فيه ذكر الآخرة وفي الآخرة لا يُحمد سوى الله تعالى. من تحمده في الآخرة في يوم القيامة؟ ما يوجد مخلوق يُحمد يوم القيامة ولا يحمد إلا الله تعالى. إذا ذُكِرت الآخرة إنحصر الحمد بالله سبحانه وتعالى. له الحمد وله الحكم أيضاً حصر (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) القصص) الجو العام في الآية هو حصر لذا لا يصح هنا أن يقال في غير القرآن: (لا إله إلا هو الحمد له وله الحكم) لا يستقيم. التقديم فيه معنى الحصر له الحمد وليس لغيره لأنه عندما يقدم الضمير أو المفعول لا تستطيع أن تعطف لكن حينما يقدم غير الضمير يعني الجار والمجرور إذا قدّم عند ذلك ما كان مرتبطاً بالله تعالى يصح أن يعطف وما عداه لا يجوز أن يعطف. نلاحظ في قوله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا (10) فاطر) حصرها وفي موضع آخر أجاز العطف عليها لارتباطها به سبحانه (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعْلَمُونَ (8) المنافقون) لرسوله: عطف مع وجود الضمير العائد على الله تعالى يعني أخذ اعزة من عزة الله تعالى ثم قال وللمؤمنين ما ذكر الضمير يعني وللمؤمنين بالله ورسوله فما أراد أن يجمع. لو قال في غير القرآن (للمؤمنين بهما) يضعف الكلام ثم يكون جمع الرسول مع الله تعالى وهذا لا يكون بالضميرين. عندما يقول (له الحكم، إليه ترجعون، لا إله إلا هو) لا يستقيم إلا (له الحمد).
الآية بعدها في سورة الروم (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)) كلمة سبحان الله سُئل عنها الإمام علي كرم الله وجهه فقال: كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه فنحن نقولها. لا يمكن أن نقول سبحان فلان. التسبيح والتنزيه والتقديس لا يكون إلا لله عز وجل فهذه كلمة حاصرة حصرت (سبحان الله) التسبيح منحصر ثم الزمن منحصر والمكان منحصر. ذكر الزمان والمكان بحصر (حين تمسون) المساء والصباح والعشي والظهر وجعلت (وله الحمد في السموات والأرض) للمكان فكأنه صار هناك نوع من الإختلاط والإتصال بين التسبيح والحمد في هذه الأوقات والتسبيح والحمد لله سبحانه وتعالى في السموات والأرض ففيها إطلاق وفيها حصر وفيها حصر للزمان وحصر للمكان فإذن لا يناسبه إلا حصر الحمد بالله سبحانه وتعالى. هذا في هذه السورة.
الرحمن الرحيم:
الرحمن على وزن فعلان والرحيم على وزن فعيل ومن المقرر في علم التصريف في اللغة العربية ان الصفة فعلان تمثل الحدوث والتجدد والامتلاء والاتصاف بالوصف الى حده الاقصى فيقال غضبان بمعنى امتلأ غضبا (فرجع موسى الى قومه غضبان اسفا) لكن الغضب زال (فلما سكت عن موسى الغضب) ومثل ذلك عطشان، ريان، جوعان يكون عطشان فيشرب فيذهب العطش
اما صيغة فعيل فهي تدل على الثبوت سواء كان خلقة ويسمى تحول في الصفات مثل طويل، جميل، قبيح فلا يقال خطيب لمن ألقى خطبة واحدة وانما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلك الفقيه.
هذا الاحساس اللغوي بصفات فعلان وفعيل لا يزال في لغتنا الدارجة الى الآن فنقول بدا عليه الطول (طولان) فيرد هو طويل (صفة ثابتة) فلان ضعفان (حدث فيه شيئ جديد لم يكن) فيرد هو ضعيف (هذه صفته الثابتة فهو اصلا ضعيف)
ولذا جاء سبحانه وتعالى بصفتين تدلان على التجدد والثبوت معا فلو قال الرحمن فقط لتوهم السامع ان هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول الجوع من الجوعان والغضب من الغضبان وغيره. ولو قال رحيم وحدها لفهم منها ان صفة رحيم مع انها ثابتة لكنها ليست بالضرورة على الدوام ظاهرة انما قد تنفك مثلا عندما يقال فلان كريم فهذا لا يعني انه لا ينفك عن الكرم لحظة واحدة انما الصفة الغالبة عليه هي الكرم.
وجاء سبحانه بالصفتين مجتمعتين ليدل على ان صفاته الثابتة والمتجددة هي الرحمة ويدل على ان رحمته لا تنقطع وهذا ياتي من باب الاحتياط للمعنى وجاء بالصفتين الثابتة والمتجددة لا ينفك عن احداهما انما هذه الصفات مستمرة ثابتة لا تنفك البتة غير منقطعة.
فلماذا اذن قدم سبحانه الرحمن على الرحيم؟
قدم صيغة الرحمن والتي هي الصفة المتجددة وفيها الامتلاء بالرحمة لأبعد حدودها لأن الانسان في طبيعته عجول وكثيرا ما يؤثر الانسان الشيئ الآتي السريع وان قل على الشيئ الذي سيأتي لاحقا وان كثر (بل تحبون العاجلة) لذا جاء سبحانه بالصفة المتجددة ورحمته قريبة ومتجددة وحادثة اليه ولا تنفك لان رحمته ثابتة. ووقوع كلمة الرحيم بعد كلمة الرب يدلنا على أن الرحمة هي من صفات الله تعالى العليا وفيها اشارة الى ان المربي يجب ان يتحلى بالرحمة وتكون من ابرز صفاته وليست القسوة والرب بكل معانيه ينبغي ان يتصف بالرحمة سواء كان مربيا او سيدا او قيما وقد وصف الله تعالى رسوله بالرحمة.
وللمقال بقية ان شاء الله(/)
ما معنى: (وإن يَكُ كَاذِباً فَعلَيه كَذِبُهُ)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Nov 2010, 06:56 ص]ـ
معنى: (وإن يَكُ كَاذِباً فَعلَيه كَذِبُهُ)
يظن الناظر الى ظاهر هذه الآية أن عقيدة الظن أو الشك جائزة. وإن اتباع الأنبياء بدون أن تثبت وتيقن في صدقهم جائز شرعاً. ولكن المتمعن في المعنى حينما يراه يجد فيه اختلافاً كثيراً.
قال ابن عاشور: (إنما قصد استنزالهم للنظر، أي فعليكم بالنظر في آياته ولا تعجلوا بقتله ولا باتباعه فإن تبين لكم كذبه فيما تحداكم به وما أنذركم به من مصائب فلم يقع شيء من ذلك لم يضركم ذلك شيئاً وعاد كذبه عليه بأن يوسم بالكاذب، وإن تبين لكم صدقه يصبكم بعضُ ما تَوَعَّدكم به، أي تصبكم بوارقه فتعلموا صدقه فتتبَعوه، وهذا وجه التعبير ب) بعض (دون أن يقول: يصبكم الذي يعدكم به. والمراد بالوعْد هنا الوعد بالسوء وهو المسمى بالوعيد. أي فإن استمررتم على العناد يصبكم جميع ما توعَّدكم به بطريق الأوْلى.
وقد شابَه مقامُ أبي بكر الصديق مقامَ مؤمن آل فرعون إذ آمن بالنبي (صلى الله عليه وسلم) حين سمع دعوته ولم يكن من آله، ويومَ جاء عقبة بن أبي مُعيط إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) (والنبي (صلى الله عليه وسلم) بفناء الكعبة) يخنقه بثوبه فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكب عقبة ودفَعه وقال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم). قال علي بن أبي طالب: (والله لَيَومُ أبي بكر خيرٌ من مؤمن آل فرعون، إنَّ مؤمن آل فرعون رجل يكتم إيمانه وإن أبا بكر كان يُظهر إيمانه وبذل ماله ودمه)
والله أعلم.(/)
مالحكمه في مجئ السجود عاما في أية النحل ومخصوصا في سورة الحج
ـ[بشوق الى الجنه]ــــــــ[23 Nov 2010, 03:38 م]ـ
سلام من الله عليكم ورحمة منه تغشاكم
هل من حكمة نلتمسها في مجئ السجود عاما في أية النحل قال تعالى {ولله يسجد مافي السموات ومافي الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون}
ومخصوصا بكثير من الناس في اية الحج قال تعالى {الم ترى أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب .... }
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[23 Nov 2010, 08:52 م]ـ
هنا ظهر لي وهو ليس اختصاصي ولكن من باب التأمل والاستنتاج انه ذكر الملائكة في آية النحل اي انه خصص ذكر الملائكة وقد قال من في السماوات!! اليست الملائكة ممن هم في السماوات والله اعلم
اما سؤالك فيجيب عليه المشائخ والاخوات الفضليات حفظكم الله
لكم التحية
ـ[بشوق الى الجنه]ــــــــ[23 Nov 2010, 09:09 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وفقها
بانتظار الاجابه من البقية
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Nov 2010, 12:47 ص]ـ
الذي فهمت من كلام الفسرين في الآيتين أن السجود عام فيهما ولكنه مرة عبر ب "ما" التي تفيد العموم وتشمل العاقل وغيره.
وعبر مرة ب "من" التي تفيد عموم العقلاء.
وهذا من باب التنويع الخطابي وهو أسلوب عربي معروف.
وأما ذكره "كثير من الناس" فقد يكون السجود الاختياري التعبدي الذي يثاب صاحبه؛ وأما السجود الآخر المعبر عنه ب "ما" فهو سجود جبري بمعنى الخضوع لله تعالى.
ويفرق بين ذلك بالفرق المعروف بين الإرادة القدرية والشرعية.
والله تعالى أعلم.
ـ[بشوق الى الجنه]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:37 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك,,,(/)
أهمية النسخ وآثاره عند الأصوليين د. عبد المنعم النجار
ـ[همتي عالية]ــــــــ[23 Nov 2010, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم من يستطيع توفير هذا الكتاب
أهمية النسخ وآثاره عند الأصوليين د. عبد المنعم النجار PDF أو word
في أمسّ الحاجة له.(/)
من الخرافات المؤثرة لترك التفسير: "إن التفسير متى قرئ يكون الجوع"
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[23 Nov 2010, 07:39 م]ـ
بسم الله
قرأت في مقدمة تحقيق كتاب "صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر" لمؤلفه محمد بن الحاج بن محمد الإفراني رحمه الله، بتحقيق د. عبد المجيد خيالي، ص 17 عند ترجمة المؤلف -نقلا عن كتاب رحلة الوافد لعبد الله بن إبراهيم التاسافتي-:
قام بعض الحاسدين للمؤلف لما رجع إلى بلاده مراكش، ليوقفوه من دروسه في التفسير، فقالوا: "إن التفسير متى قرئ بمراكش يكون به الجوع لا محالة". فقال لهم الفقيه -يعني الإفراني-: لا قائل بهذا.
اهـ المقصود بتصرف
ونقل المحقق عن بعض المعاصرين، أن مثل هذا، دليل على جمود فكر صاحب هذه المقالة. كما نقل المحقق بعض ما جرى للمؤلف من محنة وفتنة في بلدته مع تضلعه في العلوم وقيامه بالتدريس، حتى أمره الحاكم بترك درؤس التفسير والاقتصار بما جرى عليه العمل من الدرس في البخاري والفقه ونحو ذلك. والله المستعان.
نستفيد من هذا الخبر أن من أسباب ترك العلماء لتفسير كتاب الله تعالى، تصديقهم وترويجهم لمثل هذه المقولة العجيبة -ونحوها-. سواء في مراكش، أو غيرها من البقاع التي يسود فيها علماء مقلدين ومتعصبين.
ولذلك كان الاعتناء بتفسير كتاب الله عز وجل، أول لبنة للتجديد، والدعوة، والتحرير والتنوير.
وكان مما ذكره الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في مقدمة تفسيره أن قال: ...
.. ومراعياً فيه أيضاً رغبة المسلمين اليوم في دراسة كتاب الله وفهمه والعمل به، هي رغبة لم تكن لهم منذ قرون عدة حيث كان القرآن يقرأ على الأموات دون الأحياء؛ ويُعتبر تفسيره خطيئة من الخطايا وذنباً من الذنوب، إذ ساد بين المسلمين القول: بأن تفسير القرآن: صوابه خطأ وخطأه كفر، فلذا القارئ يقرأ: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}. والناس حول ضريح الولي المدفون في ناحية المسجد يدعونه بأعلى أصواتهم: يا سيدي يا سيدي كذا وكذا ولا يجرؤ أحد أن يقول: يا إخواننا لا تدعوا السيد فإن الله تعالى يقول: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ويقرأ القارئ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}. ويسمعه من يسمعه، ولا يخطر على باله أن الآية تصرح بكفر من لم يحكم بما أنزل الله، وأن أكثر المسلمين مورطون في هذا الكفر حيث تركوا تحكيم الشريعة الإسلامية إلى تحكيم القوانين الملفقة من قوانين الشرق والغرب وهكذا كان يقرأ القرآن على أموات الأحياء وأحياء الأموات فلا يرى له أثر في الحياة. اهـ المقصود
والله الهادي إلى سواء السبيل.(/)
منهج القرآن في مواجهة التحديات الثقافية
ـ[أمجاد]ــــــــ[24 Nov 2010, 04:02 ص]ـ
هذا العنوان هو موضوع لورقة عمل أعكف عليها
أخترتها لرغبتي الشديدة في بحث الموضوع نظراً لأهميته
بدأت العمل فيه ومحاولة استنباط أساليب وسمات منهج القرآن في مواجهة التحديات
ولكني أجد صعوبة في ذلك لضيق الوقت ولعدم تمكني من القرآن وعلومه
فهل أجد لديكم ما يمكن أن يعينني على بحث الموضوع والاستفادة منه
كنماذج للتحديات الثقافية الواردة في القرآن
أو أسلوب القرآن في مواجهة التحديات
أو سمات منهج القرآن في مواجهة التحديات ........
وغيره مما يمكن أن يفيد في بحث الموضوع
أعانكم الله وجزاكم خيراً
شاكرة للجميع مقدماً
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 Nov 2010, 09:52 م]ـ
لقد عالج القرآن الكريم مفاهيم ثقافية وآفاق اجتماعية كثيرة وهذا موضوع واسع:
فمن المفاهيم: مفهوم الميراث , ونكاح اليتيمة , والطلاق ... هذا في الأحوال الشخصية
ومن ذلك مفهوم التعامل مع غير المسلم (الولاء والبراء) , ومن ذلك: حقيقة الحياة الدنيا وكيفية التعامل معها إلى غير تلك المفاهيم وكثير من هذه المفاهيم كانت تمثل تحديات خصوصا أنها عادات متوارثة
وأذكر ان هناك محاضرة للشيخ محمد المنجد حول هذا الموضوع قد يحدد لك شيئا من النماذج أو يرسم لك صورة للبدء في هذا الموضوع الهام وعنوانها: دور القرآن في إنشاء تصورات المسلمين
آمل أن أكون قد أفدتك بما أردت
وفقك الله لما يحب ويرضى(/)
ماهي الكتب التي تشرح التبيان في آداب حملة القرآن
ـ[نادية]ــــــــ[24 Nov 2010, 04:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماهي الكتب التي تشرح كتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) للنووي
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 Nov 2010, 10:01 م]ـ
هناك مجموعة من الدروس الصوتية للشيخ سامي الصقير قام فيها بشرح هذا الكتاب تجدينها >> هنا ( http://www.archive.org/details/sakir-adab-quran)(/)
الإضافة النوعية القرآنية بين التوراة والحديث - مصطفى بوهندي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:25 ص]ـ
الإضافة النوعية القرآنية: بين التوراة والحديث
مصطفى بوهندي
* ألقي هذا البحث في ندوة: المنهجية في العلوم الإسلامية" التي أقامتها وحدة بحث القرآن الكريم في جامعة الزيتونة في 2 - 3 من شهر تشرين الثاني الجاري.
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=64bfd5cd876698eb296ccf1577ace 7c4&cat=1&id=784&m=62028bccb1a50a0ab17ecb6202f09da5)
يسرني أن أشارك في ندوتكم* المجيدة، عن المنهجية في العلوم الإسلامية، في محور المنهجية في علوم القرآن، بموضوع "الإضافة النوعية القرآنية، بين التوراة والحديث، من خلال قصة إبراهيم الخليل"؛ وقد انصب تركيزي على بيان الإضافة النوعية القرآنية على ما ورد في كتب أهل الكتاب وخصوصا في التوراة الحاخمية، واخترت قصة محددة هي قصة إبراهيم، وقسمتها إلى مرحلتين، مرحلة ما قبل هجرته عليه السلام، ومرحلة ما بعدها، تناولت في المرحلة الأولى موضوع البعث وموضوع التوحيد، وبيّنت كيف أصبح هذان الموضوعان خافتين في أسفار العهد القديم عموما، وفي قصة إبراهيم خصوصا، حتى غاب الحديث عن المرحلة الأولى من حياة إبراهيم بكاملها، مع ما كانت تزخر به من بيان للموضوعين، كما نجده في الأسفار غير القانونية؛ بينما اكتفى السفر القانوني بالحديث عن المرحلة الثانية من حياة إبراهيم فقط. وتناولت في المرحلة الثانية موضوع بيت الله الحرام ومناسك الحج التي جعلها الله على الناس فريضة دهرية لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه؛ وأتيت بعد المقارنة بين التوراة والقرآن في هذه القضايا الأربع في المرحلتين إلى الحديث النبوي، واخترت قصة إبراهيم من خلال صحيح البخاري، وقارنت بين ما جاء في أحاديث البخاري من جهة ونتيجة المقارنة بين القرآن والتوراة من جهة ثانية، واعتمدت في المقارنة إحصاء عدد المفردات في كل من التوراة والقرآن والحديث، حتى أتمكن من تقديم نسب تقريبية دالة لنتائجها، وإليكم تصميم المداخلة:
قصة إبراهيم بين التوراة والقرآن
المرحلة الأولى من حياة إبراهيم:
1 - إبراهيم وعهد القطع: نموذج أول.
2 - إبراهيم والتوحيد: نموذج ثان.
3 - مع الحديث النبوي في صحيح البخاري:
المرحلة الثانية من حياة إبراهيم:
1 - بيت الله الحرام وألاعيب الترجمة.
2 - بيت الله الحرام في سفر التكوين.
3 - مع القرآن الكريم:
4 - مع الحديث النبوي في صحيح البخاري:
بين التوراة والقرآن: قصة النبي إبراهيم:
يزيد عدد كلمات النص الإبراهيمي في القرآن على 4200 كلمة تتعلق بما قبل خروج إبراهيم عليه السلام من أرضه إلى الأرض المباركة للعالمين. وما يزيد على 6400 كلمة تتعلق بالملة التي وضع أسسها؛ وهو ما يجعل عدد الكلمات المتعلقة بقصة إبراهيم تفوق 10600 كلمة تتوزع على مرحلتين مرحلة ما قبل الهجرة بنسبة 40 % جاهد فيها إبراهيم أباه وقومه وملكه ونفسه لمعرفة الله والدين الحق إلى أن توجت هذه المرحلة بإلقائه في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ونجاه ولوطا إلى الارض التي بارك فيها للعالمين، وأما المرحلة الثانية التي تمثل نسبة 60 % فهي تتعلق بتأسيس ووضع أول بيت للعالمين، ليقيم الناس الصلاة ويأخذوا عن إبراهيم وذريته مناسكهم ويخلصوا العبادة له ولا يشركوا به شيئا؛ كما تضمن الحديث القرآني عن هذه المرحلة مراجعة نقدية لما عند أهل الكتاب فيما يخص إبراهيم الخليل وذريته وملته وأولى الناس به وغيرها.
وأما النص التوراتي القانوني والذي تحدث بشكل مستفيض عن إبراهيم وذريته في سفر التكوين خصوصا وذكّر بلمحات من قصته في أسفار أخرى؛ فيحتوي على ما يزيد على 11600 كلمة تتعلق بهذه القصة؛ أغلبها وردت بعد هجرته من أرض أبيه وعشيرته، أي ما يزيد على 98 %؛ بينما ورد الحديث عن المرحلة الأولى قبل الهجرة، في أسفار أخرى شفوية أو غير قانونية عند أهل الكتاب، ومن ذلك رؤيا أبراهيم، وكتاب الخمسينيات والآثار التوراتية، كما تحدثت الهاكاداة والتلمود على هذه المرحلة بتفصيل كثير، يتوافق كثيرا مع ما جاء في القرآن الكريم.
المرحلة الأولى من حياة إبراهيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى لا تأخذنا التفاصيل فتخرج بنا عن بيان الإضافة النوعية القرآنية في هذا الموضوع، فإننا نسجل على النص التوراتي القانوني أولا تغييب الأساس العقائدي والديني والإنساني في القصة؛ حيث تبدأ قصة إبراهيم في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين بالحديث عن خروج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه، دون أن تذكر لنا الأسباب الداعية له إلى هذا الخروج؛ بل إن الهجرة المذكورة –تبعا للنص القانوني- كانت قبل الأمر بها من الله، وكان الخارج هو أبو إبراهيم نفسه بابنه إبراهيم وزوجته وابن أخيه لوط: "
(31) وَاخَذَ تَارَحُ ابْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطا بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَاةَ ابْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعا مِنْ اورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى حَارَانَ وَاقَامُوا هُنَاكَ.
(32) وَكَانَتْ ايَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ." [1]
لكن هذا الخروج المشار إليه في الإصحاح الحادي عشر لما كان قبل الوحي الإلهي لإبراهيم في الإصحاح الثاني عشر، أفرغه من بعده القدسي، وجعله عملا تلقائيا يقوم به الأب تارح المفترض الابتعاد عنه وترك بيته:
" (12:1) وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ. (2) فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. (3) وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ»." [2]
ولعل غاية هذا التنفيذ القبلي للأمر الإلهي هي محاولة كتمان حقيقة الأب والعشيرة التي كانت كافرة ومشركة، ولذلك لم يتحدث سفر التكوين عن هذا الأمر إلا عرضا، بينما سجلته أسفار كتابية عديدة حُكم عليها بكونها منحولة أو أبوكريفا؛ ولا زالت آثارها باقية في ثرات كتابي كثير، نجده في التلمود والهاكاداه والمدراش والقبالاه، ولم تخل منه النصوص القانونية نفسها؛ حيث نجد في سفر يشوع: ". (2) وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ, وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. (3) فَأَخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاكُمْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ وَسِرْتُ بِهِ فِي كُلِّ أَرْضِ كَنْعَانَ, وَأَكْثَرْتُ نَسْلَهُ وَأَعْطَيْتُهُ إِسْحَقَ. " [3] ونجد في نفس الإصحاح من سفر يشوع قوله: "14 فَالآنَ اخْشُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَالٍ وَأَمَانَةٍ, وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عَبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ, وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. (15) وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ, فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ, وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ»." [4] وإن المتأمل في هذين النصين يتأكد له أن خروج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه لم يكن خروجا تلقائيا، وإنما كان هجرة لما عبده أبوه وقومه من آلهة أخرى، وإنجاء لإبراهيم من بطش المشركين من قومه إلى أرض جديدة سيكون فيها إبراهيم مصدرا للبركة العالمية؛ حيث تتبارك فيه جميع قبائل الأرض.
وخلاصة القول أن جزءا أساسيا من قصة إبراهيم قد تم التغاضي عنه وإخفاءه لصالح آباء إبراهيم في عبر النهر، لكن هذا الإخفاء فضحته نصوص قانونية أخرى بينت أن آباء إبراهيم وقومه كانوا مشركين وعبدوا آلهة أخرى؛ وفضحته نصوص شفوية وأخرى في التلمود والهكاداه والمدراش والقبالاه ذكرت كثيرا من تفاصيل هذه المرحلة من حياة إبراهيم الخليل؛ وخلاصتها أن أبا إبراهيم وقومه كانوا مشركين، وكان أبوه يصنع الأصنام ويبيعها، وكان إبراهيم يناقش أباه وقومه في نفعها والجدوى منها، وأنها من صناعة أيدي الناس فعليهم ألا يعبدوها لأنها باطلة والعابدون لها حمقى؛ وطرأت له في هذا الشأن مجادلات كثيرة مع أبيه وقومه وملكه، بين لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم من خلالها أن ما يفعلونه ضلال، وأن عليهم أن يعبدوا الله الذي خلق كل شيء وحمّر الشمس، وجعل القمر والنجوم وأعطى الإنسان حياته وإذا مرض شفاه وإذا احتاج أعطاه وهو على كل شيء قدير.
ولم ترُق لأبي إبراهيم وقومه دعوته، فقرروا بعد أن قام هو بكسر أصنامهم أن يلقوه في النار، فأنجاه الله منها هو ولوط إلى الأرض المباركة للعالمين.
أربعون في المائة من حديث القرآن الكريم عن إبراهيم، كان حديثا عن هذه المرحلة من تجربته، وهو يسعى إلى المعرفة والعلم والرشد؛ ورغم أن المرحلة ذاتها كانت شبه مغيبة عن النص التوراتي الرسمي؛ إلى أن عملية المراجعة النقدية التي وجهنا لها القرآن الكريم، والتي جعلها من أعظم مهام رسوله صلى الله عليه وسلم، عندما قال عنه: "قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"؛ أمكنها أن تساعدنا كثيرا على اكتشاف النصوص المخفية في ثنايا الأسفار القانونية الرسمية؛ وهو ما سنحاول الإطلاع عليه في المبحث الأول من هذه الدراسة؛ والذي سنعالجه من خلال مثالين:
يتعلق الأول بموضوع البعث وإحياء الموتى ونتناوله من خلال قصة إبراهيم والذبائح.
ويتعلق الثاني بموضوع التوحيد والشرك ونتناوله من خلال قصة إبراهيم مع أبيه وقومه في هدم مذبح البعل وبناء بيت الله.
1 - قصة إبراهيم وعهد القطع:
1 - سنأخذ السفر الأول من أسفار العهد القديم، وهو سفر التكوين، ونختار منه الإصحاح الخامس عشر، الذي يتحدث عن ما يطلق عليه "عهد القطع" " the covenant of pieces"، حيث سيقطع الله مع إبراهيم عهدا بوراثة الأمم الذين كان يقيم بينهم، له ولنسله من بعده؛ وخلاصة القصة أن إبراهيم عندما صار إليه كلام الرب في الرؤيا، سأل ربه أن يعطيه نسلا ليرث ممتلكاته إذ لم يكن له وارث، فاستجاب الله له، ووعده بنسل كثير، فآمن إبراهيم فحسبه له برا [5]؛ فسأل إبراهيم ربه عن العلامة التي بها يعلم أنه سيرث هذه الأرض، فأمره الله بأن يأخذ مجموعة من الذبائح من البهائم والطير، فشطر البهائم إلى شطرين قابل شطور بعضها ببعض، وترك الطيور كاملة، فكانت الجوارح تأتي لتأكل منها وكان إبراهيم يزجرها [6]، ووقع على إبراهيم سبات وحلت عليه رعبة مظلمة، فأخبره الله في سباته عن مصير ذريته من بعده وكيف أنهم يستعبدون أربعة قرون في أرض مصر، وأنهم يرجعون بعد ذلك إلى المكان عينه الذي وعدوا به [7]، وعندما يستيقظ إبراهيم من سباته، يرى تنور دخان ومصباح نار يجوز بين قطع الذبائح، وهنالك يقطع الله معه ميثاقا بأن يعطيه كل تلك الأرض من مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات، جميع أراضي شعوب المنطقة [8].
إن الهم الأكبر لهذا النص، مثلما هو لنصوص أخرى كثيرة، هو العودة إلى الأرض التي وُعد بها إبراهيم وانتزاعها من أصحابها، وإسكان بني إسرائيل فيها إتماما للنبوءات والوعود والعهود والعلامات؛ والواقع أن تلك الوعود لم تكن صحيحة ولا كانت من الله، ولم ينفذ منها شيء لا في زمن إبراهيم ولا إسحاق ولا يعقوب ولا الأسباط ولا موسى ولا يشوع ولا عيسى ولا غيرهم من الأنبياء، ولذلك تطرأ على هذه النصوص في كل مرة إضافات واستدراكات وتعديلات وتفسيرات تجعلها أكثر مواءمة مع الواقع المخالف لها. والواضح أن هذا النص كما هي النصوص الأخرى، لا تتحدث عن قيمة إنسانية أو خلقية ولا عن مسألة دينية ترتبط بالعمل والجزاء واليوم الآخر والحساب، وإنما تتمركز حول مشكلة تاريخية قومية تخص بني إسرائيل، وتناقض مقترحاتُ حلها كلَّ القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية التي جاءت بها الكتب.
ولنأخذ قراءة أخرى لنفس النص في زمن آخر، كان تأثير أمنية العودة وانتزاع الأرض من أصحابها ضعيفا، وكان تسلط الإمبراطوريات قويا، كما أن إنكار البعث واليوم الآخر لم يكن طاغيا مثلما هو الشأن عند الكهنوت الحاخامي والصدوقي الذي ينتمي إليه النص السابق.
والقصة مأخوذة من التوراة الشفوية، أو ما يطلق عليه "الهجادة"، وهو كما يضم نصوصا أساسية مدونة في التوراة القانونية، يضم نصوصا أخرى غير قانونية أو خفية يفسر بها الحاخامات الكتاب المقدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
تحت نفس العنوان (عهد القطع)، الذي أُعطي للإصحاح الخامس عشر من سفر التكوين، نجد النص الذي بين أيدينا، يتحدث على نفس الموضوع، بروح أكثر ارتباطا بالدين والقيم والأخلاق والآخرة، حيث يبدأ النص بالحديث عن ظهور الله لإبراهيم من أجل تهدئة ضميره بعد الحرب التي خاضها، وخصوصا وقد أزهقت فيها دماء الأبرياء مما سبب لإبراهيم كثيرا من عذاب الروح، وبشره ربه أنه سيكون في ذريته في المستقبل رجال أتقياء يكونون درعا لأجيالهم، مثلما هو إبراهيم الآن [9]. وزيادة في التفضيل فقد سمح له الله أن يسأل ما يريد، فقال إبراهيم: إن كانت ذريتي ستثير غضبك في المستقبل، فمن الأفضل أن أبقى عقيما، وسيكون من دواعي سروري أن يكون لوط وارثي، إضافة إلى أني قرأت في النجوم إني لن ألد أولادا [10]. فأصعده الله إلى قبة السماء وقال له: أنت نبي ولست منجما، ولم يسأل إبراهيم ربه عن أي آية ليعلم أنه سينعم بذرية، واكتفى بأن آمن بما قال الله له، فحسبه له برا، وجزاه عليه بأن أعطاه نصيبا في هذا العالم ونصيبا في العالم الآخر على إيمانه القوي بالله [11]. ورغم هذا الإيمان فإن إبراهيم كان يريد أن يعرف ما الذي تحتاجه ذريته للحفاظ على نفسها، فأمره بالتضحية بمجموعة من البهائم والطير، ليعرف مختلف القرابين التي ينبغي تقديمها في المعبد للتكفير عن الخطايا والحصول على مزيد من العناية، فسأله عما يعملون بعد تدمير المعبد، فقال له: "يحافظون على قراءة أمر القرابين فتحسب لهم كأنهم قدموها، وأغفر لهم جميع خطاياهم، ثم ربط له بين الذبائح والسلطات القائمة، بابل والإغريق والفرس والإسماعيليين، وإسرائيل هي الحمامة البريئة [12]. فأخذ إبراهيم الحيوانات وشقها من الوسط، ولم يشق الطيور، ووضع شطور القطع مقابل بعضها البعض، فعادت الحيوانات إلى الحياة وحلقت الطيور في السماء [13]. وبينما إبراهيم يعد الذبائح وقع عليه سبات عميق، ورأى دخان نار جهنم التي أعدت للآثمين، ورأى مشعل نار وحي سيناء، ورأى القرابين تحمل من طرف بني إسرائيل، وحل عليه رعب مع ظلمة شديدة، إنها سيطرة الممالك الأربع، وقال له الله بأن لليهود خياران فإما أن يلتزموا بدراسة التوراة وخدمة المعبد، وإما ينالون نار جهنم أو تسلط الغرباء. وإذا اختاروا الخيار الأول فلن يصل إليهم شيء، وإن اختاروا الخيار الثاني فعليهم أن يختاروا بين عذاب جهنم عند الله أو تسلط الغرباء في الدنيا، فاختار إبراهيم تسلط الغرباء في الدنيا [14]. عندها أعلمه الله بالاستعباد الذي سيكون لبني إسرائيل في مصر أربعمائة سنة، وأعلمه بتسلط الممالك الأربع، وأن الله بعد ذلك سيعاقب هذه الممالك ويدمرها [15].
هذه قراءة أخرى لنفس النص، تحمل أبعادا دينية مهمة، وتعيد للنص الأول كثيرا من معانيه التي فقدها بسبب الروح العنصرية البغيضة؛ فإبراهيم ليس طالب دنيا، ولا همه الدنيا دون الآخرة، ولا رغبته في الاستيلاء على أراضي الناس وطردهم منها وإسكان ذريته مكانهم، وفي هذا النص نجد حديثا مهما عن الدين والآخرة، فإبراهيم نبي وليس منجما، وهو يرجو أن ينال نصيبا في الدنيا ونصيبا في الآخرة، وذريته التي ستسخط الله أو تغضبه لا حاجة له بها، وهمه كيف تحفظ ذريته نفسها في مستقبل أيامها في الدنيا والآخرة، وكيف تعتني بنفسها وتنجو من تسلط الغرباء ومن عذاب جهنم الذي خصص للآثمين؛ وأما الذبائح التي قدمها إبراهيم، ففي القراءة الأولى فهي آية على استيلاء بني إسرائيل على أراضي الشعوب التي يعيشون بينها، والمعجزة فيها أن عمودا من الدخان والنار مر بين القطع؛ وفي القراءة الثانية فهي آية على كيفية حفظ بني إسرائيل لنفسها من الانحراف عن دراسة التوراة وخدمة المعبد، والنجاة من تسلط الغرباء ونار جهنم، وفي هذه القراءة تعاد للحيوانات المقطعة الحياة وتحلق الطيور في السماء فتدل على ما ينبغي أن تدل عليه؛ وإن مزيدا من المدارسة المتدبرة بين القراءتين لتكشف لنا عن جوانب كثيرة جدا في موضوع اليوم الآخر عند اليهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنتقل إلى قراءة ثالثة لنفس القصة، هذه المرة من القرآن الكريم، حيث يتلوها علينا تلاوة جديدة، تحاول أن تُجرّد القصة من الملابسات التاريخية التي لحقت بها سواء في القراءة الأولى أو القراءة الثانية أو غيرها من القراءات. وتقدّم لنا من خلالها اقتراحا مهما يحتاج منا لشيء من التدبر والمدارسة.
نعم لقد كان هناك حوار بين الله وربه، ولكن ليس في شأن النسل ولا الأرض ولا الوعد بالأرض، وإنما في أمر أهم من ذلك بكثير، إنه أمر إحياء الموتى؛ فإبراهيم صاحب الرشد كثير الأسئلة في موضوع الاعتقاد، كانت له مشاكل كثيرة مع أبيه وقومه وملكه أدت به إلى أن كاد يفقد حياته في النار لولا أن الله نجاه منها؛ فالحياة بعد الموت لغز محير، وهو يريد معرفة بعض أسراره، ولذلك سأل ربه: رب أرني كيف تحيي الموتى؟، فهو لا يريد الخبر فقط، وإنما يريد أن يرى كذلك، فكان الردّ الإلهي عن سبب هذا السؤال: هل بسبب عدم الإيمان؟ أو النقص في الإيمان أم ماذا؟ فكان الجواب الإبراهيمي أنه الرغبة في الزيادة في الإيمان والاطمئنان: قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي؛ وهنا يأتي الجواب الإلهي دعوة إلى العمل التجريبي في أبسط مفرداته، خذ أربعة من الطير، فصرهن إليك، واجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا، واعلم أن الله عزيزحكيم، وحتى يقوم بهذه العمليات على بساطتها، فعليه أن يصعد إلى جبال متعددة ليجعل على كل واحد منها جزءا من الطير، يصعد وينزل واحدا بعد واحد، حتى يوزع كل الأجزاء، ثم يأتي ليدعوها فتأتيه سعيا إليه بإذن الله، وهي تجربة مهمة تجعل إبراهيم يدرك القدرة الإلهية على بعث الحياة في قطع ميتة يبعد بعضها عن بعض بأميال عديدة، فتحيى وتطير.
إن آية إبراهيم كما تلاها علينا القرآن الكريم تصدق ما جاء في الكتاب المقدس في شأنها، ولكنها في نفس الوقت تبين ما أراد المنكرون للبعث أو الحساب أو اليوم الآخر كتمانه، وتبين ما ألبسوا فيه الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون لأنه لا يتماشى مع عنصريتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن الرجوع إلى النصين السابقين ومقارنتهما بالنص القرآني ليكشف لنا أن البعد الغيبي وخصوصا الآخرة فيه قد حاول المنكرون له كتمانه، ووضع مفاهيم أخرى محله ونسبتها إلى الله عز وجل، ولكن البحث والدراسة والمقارنة تبين كل محاولات التزوير والتحريف الفاشلة، كما تكشف الأخطاء التي يقع فيها الكتاب والرواة، والإضافات التي يضعها النساخ أو الشراح والمفسرون وغيرهم، عن قصد أو عن خطإ، وبالمقارنة نستطيع معرفة العوامل الإنسانية المؤثرة في تدوين النصوص وترجمتها وتوثيقها وغير ذلك.
كما أن هذه المقارنة تجيب على سؤال محوري لم يجد بعد الإجابة الوافية عليه، وهو قولهم إن القرآن الكريم قد أخذ من كتب اليهود والنصارى القانونية والأبوكريفا وصاغها بلسان عربي؟ والصحيح أن للقرآن الكريم قراءة جديدة عميقة لما جاء في الكتب المقدسة يصدق الحق الموجود فيها ويؤكده، ويبين الدخيل المرتبط بالأحوال الخاصة للناس في الأزمنة المختلفة ويرده إلى قائليه؛ نفس الأمر يمكن تطبيقه على البعث واليوم الآخر في الكتب المقدسة، فهو أصيل جاء به الأنبياء جميعا، وهو منصوص عليه بكثرة ودقة في كل الكتب المقدسة، وكان كل نبي يعيد له الاعتبار بعد أن يكون الناس قد طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وتركوه، ولم يظهر في زمن معين متأخر كما ذكره لنا الدارسون الذين يقرأون الكتب في ترتيبها التاريخي، منطلقين من فرضية أن الوحي والدين نتاج اجتماعي يعبر على تطور الفكر البشري؛ وإنما هناك أسس خالدة أوحى الله بها إلى رسله جميعا، وهناك فهم وفكر وعلم ومعرفة تتطور عبر الزمان، ولا يفترض أن هذه الأسس الخالدة قد اكتشفها العقل البشري في تاريخ الإنسان ولم يوح بها الله في كتب الأديان.
2 التوحيد والشرك:
ونتناوله من خلال قصة إبراهيم مع أبيه وقومه في هدم مذبح البعل وبناء بيت الله.
رغم محاولة الإخفاء البينة لموضوع التوحيد والشرك الذي تمثله قصة إبراهيم مع أبيه قبل الهجرة، في النصوص القانونية، إلا أن سفر يشوع بين لنا بما لا يقبل المراء أن إبراهيم قد ترك أباه وقومه وذهب إلى الأرض المباركة للعالمين هروبا من شركهم ونجاة من كيدهم؛ وهو ما سنتعرض له في هذه الفقرة الثانية من المبحث الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أفردت لنا أكثر الأسفار غير القانونية المتحدثة عن قصة إبراهيم مجالا للحديث عن علاقته بأبيه وقومه المشركين تماما مثل ما فعل القرآن الكريم، خلافا للنص الحاخامي القانوني، الذي غلب عليه الطابع المذهبي العنصري، الذي اهتم كثيرا بالعهد الأرض واستعادة الملك ووراثة النسل الإسرائيلي له من دون العالمين؛ فغُيّب الحديث عن موضوع البعث وموضوع التوحيد والشرك الذي أفاضت فيه نصوص القصة الإبراهيمية في المصادر الأخرى كما سنراه.
جاء في "رؤيا أبراهام" حديث مهم عن مجادلة إبراهيم لأبيه في أمر الأصنام والمعبودات من دون الله؛ فبعد أن بيّن إبراهيم تفاهة الآلهة المنحوتة والمصنوعة من الحجر والخشب عندما انكسرت واحترقت، انتقل لبيان تفاهة المعبودات من جميع المخلوقات أمام الله، فقال:
"وقلت: النار أكثر جدارة بأن تعبد من الأصنام، لأن ما لا يخضع يخضع لها، وهي تسخر مما يهلك بلا عذاب في نيرانها. ولكن حتى هذه الأخيرة فإنني لا أسميها إلها لأنها تخضع للماء. فأكثر جدارة بالعبادة هي المياه، لأنها تنتصر على النار وتغذي الأرض. لكنها هي أيضا لن أسميها إلها لأنها برشحها تحت الأرض فإنها تخضع لها. فأدعو الأرض أكثر جدارة بالعبادة لأنها تنتصر على طبيعة المياه وحجمها. لكنها هي أيضا لن أسميها إلها، لأنها هي أيضا تجف بالشمس وتخضع لعمل الإنسان. فأكثر من الأرض أدعو الشمس أكثر جدارة بالعبادة، لأنها تنير بأشعتها العالم ومختلف الأجواء. ولكن هذه الأخيرة لن أضعها بين الآلهة، لأن سيرها يعتم في الليل بواسطة السحب. وكذلك لن أسمي القمر إلها ولا النجوم، لأنها هي أيضا تعتم نورها في وقتها في الليل." [16]
وبعد هذا التقليب للنظر في مظاهر الطبيعة المختلفة، وجه إبراهيم وجهه وفكره وفكر أبيه ومعاصريه إلى الله رب كل شيء، قال: "فاسمع يا تراخ، يا أبي، سأفتش أمامك عن الإله الذي خلق الأشياء كلها وليس عن الآلهة التي نخترعها نحن:
"فمن هو إذن، أو ما هو الذي حمر السماوات، والذي ذهب الشمس، الذي أعطى النور للقمر ومعه للنجوم، من الذي جفف الأرض مع وجود المياه الكثيرة، ومن الذي أقامك أنت نفسك بين البشر؟ هل يمكن لله أن يكشف نفسه بنفسه لنا؟ " [17]
نجد مثل هذا النص في أدبيات يهودية كثيرة كلها تتحدث عن الرشد الإبراهيمي والمواجهة التي كانت بين إبراهيم وبين أبيه وقومه وملكه في أمر المنحوتات والمصنوعات والمعبودات من دون الله، نكتفي بما أوردناه في الدلالة عليها.
نفس الأمر نجده في التلاوة القرآنية الجديدة التي تصدق ما بين يديها من الكتاب وتعيد الاعتبار للمعاني المخفية أو المهمشة التي كتمتها المذاهب والفرق والاتجاهات المختلفة لأسباب مختلفة؛ قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) [18]
إنه نفس الخطاب الديني الذي حاول فريق من أهل الكتاب إخفاءه خلف أهداف أرضية وعنصرية لا علاقة لها بدين الله الذي أنزله في كتابه؛ وجاء القرآن بالنور المبين الذي يبين ما يخفون من الكتاب ويعفو عن كثير.
وهذا كتاب الخمسينيات يحدثنا عن الجدل بين إبراهيم وأبيه وقومه في نفس الموضوع، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وبدأ الولد يفهم ضلال الأرض. (فعرف) أن كل شيء كان يضل باتباع الصور المنحوتة والنجاسة. وعلمه والده الكتابة، (عندما كان) عمره أسبوعين من السماوات. وترك أباه لكي لا يعبد الأصنام معه، وبدأ يصلي لخالق كل شيء، لكي ينقذه من ضلال البشر، ولكي لا يكون نصيبه الذي تؤدي إليه النجاسة والدناءة." [19]
ولنستمع إلى إبراهيم وهو يحاور أباه في سفر الخمسينات، يقول: "أبي" فأجاب هذا الأخير: "ها أنذا يا بني." فقال (أبرام): "أية مساعدة وأية فائدة لنا من هذه الأصنام التي تعبدها وتسجد أمامها. ليس فيها ثمة أي نفس: إنها (صور) صماء، وضلال للروح. لا تعبدها، بل اعبد إله السماء الذي ينزل المطر والندى على الأرض، والذي ينتج كل شيء على الأرض، والذي خلق كل شيء بكلمته والذي منه تصدر كل حياة. لماذا تعبدون هذه الاشياء التي ليس لها نفس؟ إنها مصنوعة بأيدي (الإنسان). إنكم تحملونها بأنفسكم على أكتافكم، إنما لا يتأتى منها أية مساعدة لكم، وفقط خجل كبير للذين يصنعونها وضلال للروح بالنسبة للذين يعبدونها. فلا تعبدوها." [20]
نفس الخطاب الديني الوارد في هذه الأسفار هو الذي أعاد القرآن الكريم تلاوته علينا مؤكدا الحقيقة الواحدة التي جاءت بها جميع الأديان: توحيد الله وعدم الشرك به، وتأسيس الملة الإبراهيمية الحنيفة على يد أبينا إبراهيم؛ قال تعالى، وقد كرر مثل هذا الكلام بأساليب مختلفة، في غير ما موضع من القرآن الكريم: " وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) [21]
وقال عز وجل في نفس الموضوع: " وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) [22]
ينذر إبراهيم نفسه لمجاهدة الشرك والدعوة إلى التوحيد إلى أن يضيق أبوه وقومه به ذرعا بعد أن سفه أحلامهم وبخس أصنامهم؛ وتحدثنا أسفار متعددة عن الموقف الذي اتخذه قومه اتجاهه، نذكر منه ما ورد في كتاب الخمسينيات في مناسبة هجرة إبراهيم، حيث نسمعه يقول في صلاته: "إلهي أيها العلي إلهي، أنت وحدك إلهي. أنت من خلق الأشياء كلها، وكل ما هو موجود هو من صنع يديك. إنك أنت، (إنها) ألوهتك التي اخترتها. أنقذني من ضر الأرواح الشريرة التي تحكم أفكار القلب البشري فلا تضل هذه الأفكار بعيدا عنك يا إلهي. ثبتني، أنت نفسك، أنا وذريتي إلى الأبد، فلا نضل منذ الآن وإلى الأبد. إنني أتساءل إذا كنت سأعود إلى أور إلى عند الكلدانيين الذين يحاولون إعادتي، أم إذا كنت سأبقى هنا في هذا المكان. ألا اجعل لخادمك سراطا مستقيما سارا أمامك، فيمضي فيه ولا أمشي متبعا ضلال قلبي، آه يا إلهي." [23]
" وعندما انتهى من الكلام والصلاة، وجهت إليه كلمة من الرب عبر وساطتي: "اترك بلدك، وعائلتك وبيت أبيك إلى بلد سأدلك عليه، وسأجعل منك أمة كبيرة وكثيرة. سأباركك وأجعل منك اسما عظيما. ستكون مباركا على الأرض، وبك ستتبارك شعوب الارض كلها. يأبارك مباركيك وألعن الذين سيلعنونك. وسأكون إلهك، لك ولابنك ولابن ابنك ولذريتك كلها. فلا تخش شيئا بعد الآن، على مدى أجيال الأرض، فإنني إلهك." [24]
إن خروج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه كان بسبب الاختلاف في المعتقد، وبسبب مجاهدة إبراهيم لأبيه وقومه وملكه في موضوع الشرك والتوحيد؛ وتذكر لنا أسفار أخرى أن المواجهة بلغت إلى حد إلقائه في النار وإنجاء الله له منها؛ فقد جاء في الآثار التوراتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قام أبرام في الليل وأشعل منزل الأصنام. أحرق كل ما كان يوجد فيه، ولم يره أحد. وقام (الآخرون) في الليل وحاولوا إنقاذ آلهتهم. وأسرع حران لنجدتهم فاشتعلت النار فيه فاحترق ومات في أور الكلدانيين. وترك تراخ أور الكلدانيين، هو وأبناؤه، وذهب قاصدا بلد لبنان وبلد كنعان. وأقام في بلد حران. وأقام أبرام مع تراخ أبيه في بلد حران تسعة أسابيع من السنوات." [25]
ورغم محاولة إخراج أبي إبراهيم معه في هذا النص إلا أن موضوع اعتداء إبراهيم على معبد قومه سواء بالإحراق كما ورد في هذا النص، أو بكسر الأصنام أو هدم المعبد كما ورد في نصوص أخرى، كان موضوعا أساسيا من مواضيع الاعتقاد الذي سجلته الآثار والكتب اليهودية، ولا يزال كثير من تفصيلاته في كتب قانونية، بدّلت فقط اسم إبراهيم بأسماء أخرى منها "جدعون"، واحتفظت بمضامين القصة كما هي، ومن ذلك قصة جدعون الذي طلب منه الإله أن يهدم مذبح البعل ويبني بيت الله:
Jdg 6:24 فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ». إِلَى هَذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ.
Jdg 6:25 وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «خُذْ ثَوْرَ الْبَقَرِ الَّذِي لأَبِيكَ, وَثَوْراً ثَانِياً ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ, وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي لأَبِيكَ وَاقْطَعِ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ,
Jdg 6:26 وَابْنِ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ إِلَهِكَ عَلَى رَأْسِ هَذَا الْحِصْنِ بِتَرْتِيبٍ, وَخُذِ الثَّوْرَ الثَّانِيَ وَأَصْعِدْ مُحْرَقَةً عَلَى حَطَبِ السَّارِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُهَا.
Jdg 6:27 فَأَخَذَ جِدْعُونُ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ عَبِيدِهِ وَعَمِلَ كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ. وَإِذْ كَانَ يَخَافُ مِنْ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْمَلَ ذَلِكَ نَهَاراً فَعَمِلَهُ لَيْلاً.
Jdg 6:28 فَبَكَّرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي الْغَدِ وَإِذَا بِمَذْبَحِ الْبَعْلِ قَدْ هُدِمَ وَالسَّارِيَةُ الَّتِي عِنْدَهُ قَدْ قُطِعَتْ, وَالثَّوْرُ الثَّانِي قَدْ أُصْعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي بُنِيَ.
Jdg 6:29 فَقَالُوا الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: «مَنْ عَمِلَ هَذَا الأَمْرَ؟» فَسَأَلُوا وَبَحَثُوا فَقَالُوا: «إِنَّ جِدْعُونَ بْنَ يُوآشَ قَدْ فَعَلَ هَذَا الأَمْرَ».
Jdg 6:30 فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لِيُوآشَ: «أَخْرِجِ ابْنَكَ لِنَقْتُلَهُ, لأَنَّهُ هَدَمَ مَذْبَحَ الْبَعْلِ وَقَطَعَ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ».
Jdg 6:31 فَقَالَ يُوآشُ لِجَمِيعِ الْقَائِمِينَ عَلَيْهِ: «أَنْتُمْ تُقَاتِلُونَ لِلْبَعْلِ, أَمْ أَنْتُمْ تُخَلِّصُونَهُ؟ مَنْ يُقَاتِلْ لَهُ يُقْتَلْ فِي هَذَا الصَّبَاحِ. إِنْ كَانَ إِلَهاً فَلْيُقَاتِلْ لِنَفْسِهِ لأَنَّ مَذْبَحَهُ قَدْ هُدِمَ».
Jdg 6:32 فَدَعَاهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ «يَرُبَّعْلَ» قَائِلاً: «لِيُقَاتِلْهُ الْبَعْلُ لأَنَّهُ قَدْ هَدَمَ مَذْبَحَهُ».
لم تتحدث لنا القصة عما فعله قوم جدعون بهذا الفتى الذي هدم معبدهم مع أنهم كانوا يبحثون عنه ليقتلوه؛ وإنما طلبوا من أبيه أن يقدمه لهم ليقتلوه، فبدا أبوه موحدا (رغم أنه صاحب المعبد المهدوم) يدافع عنه ويحج قومه بكونهم يدافعون عن البعل والمفروض أن يدافع البعل عن نفسه؛ لقد أخرجت القصة من سياقها الإبراهيمي لتدخل في سياق قصة يهودية لا علاقة لها بها.
لكننا إذا رجعنا إلى كتاب الآثار التوراتية، سنجد موضوع إحراق إبراهيم بارزا؛ ففي معرض الحديث عن بناء البرج بالحجارة المشوية المكتوب عليها أسماء أصحابها؛ حيث "أخذ كلّ حجره، باستثناء اثني عشر رجلا رفضوا أخذ الحجارة. وتلك هي أسماؤهم: أبرام وناشور ولوث وتنوت وزابا وأرموداث ويوباب وإيسار وأبيماحل وسابا وأوسين. وأمسك بهم شعب الأرض وقادهم ليمثلوا أمام رؤسائه وقال لهم: "إنهم الرجال الذين خرقوا قراراتنا، والذين لا يريدون السير في طرقنا." فقال لهم الرؤساء: "لماذا لم تريدوا أن يضع كل منكم حجارتكم مع شعب الأرض؟ " فأجابه هؤلاء قائلين: "لن نضع حجارتنا معكم ولن نضم إرادتنا على إرادتكم. فنحن لا نعرف سوى إله واحد، وهو الذي نعبده. وحتى لو وضعتمونا في النار مع حجارتكم فلن
(يُتْبَعُ)
(/)
نوافقكم." [26]
يقرر الحاكم سجن الرجال الإثني عشر إلى أن يلقيهم في النار، غير أن مساعده المؤمن سيعمل على تهريبهم بدعوى أنهم كسروا باب السجن وهربوا ولحق بهم مائة من الرجال للقبض عليهم، ولم يبق في السجن إلى إبراهيم وحده، لأنه لم يرد أن يهرب. "عندها قالوا له: "فلنحرق إذن هذا الذي وجدناه" وأخذوه وقادوه إلى رؤسائهم. وقال له: "أين هم الذين كانوا معك؟ " وقال: "كنت نائما بعمق في الليل. وعندما استيقظت لم أجدهم." وأخذوه وبنوا أتونا وأشعلوا النار فيه. ورموا في الأتون الحجارة المحرقة بالنار. وعندها أخذ يكتام الذي أذابه الألم أبرام ورماه في الأتون مع الآجر. لكن الله حرض هزة أرضية عنيفة وأفلتت النار من الأتون في شعلات وشرارات من الشعلات وأحرقت جميع الذين كانوا خول وأمام الأتون ( ... ) أما أبرام فلم يصب ولو بجرح بسيط بسبب حرق النار. وقام أبرام من الأتون وذاب أتون النار. وهكذا أنقذ أبرام" [27]
هكذا حكى لنا كتاب الآثار التوراتية قصة نجاة إبراهيم من النار.
نفس القصة يعيد تلاوتها علينا القرآن الكريم محتفظا بكل أبعادها الدينية والإنسانية، حيث يقول تعالى:
"فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) [28]
وقال تعالى: "وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) [29]
كان القرآن الكريم مصدقا لما بين يديه من الكتاب، ومعيدا لأربعين في المائة من المعاني المخفية من قصة إبراهيم والمبعدة عن الكتب القانونية.
وبذلك كانت التلاوة القرآنية تستحضر جوانب أساسية من الدين تم تغييبها في التقليد اليهودي، وعلى رأسها موضوع التوحيد وموضوع البعث كما رأيناه في هذا المبحث. وتستبعد في المقابل موضوع النسب والعنصرية والأرض الذي أدى إلى جعل أبي إبراهيم هو الذي يخرج بابنه من أرضه، وهو ما أبطله القرآن كما أبطلته نصوص يهودية من قبل؛ منها ما ورد في دعوة إبراهيم إلى الخروج من أرضه وعشيرته وبيت أبيه في سياق النجاة من العذاب الذي سيحل ببيت أبيه، قال:
"وحصل أنني بينما كنت أحدث والدي هكذا في باحة بيته، سقط صوت القدير من السماء في سيل من النار، قائلا ومناديا: "أبراهام، أبراهام" فقلت: "هاأنذا"، فقال: "إنك تبحث عن رب الأرباب والخالق في ذكاء قلبك. إنه أنا. اخرج من عند أبيك تراخ ومن بيته، حتى لا تقتل أنت أيضا بخطايا أبيك." فخرجت، وحصل أنني خرجت ولم يكن لدي الوقت حتى أجتاز باب الباحة. فجاء صوت حرق أبي وبيته وكل ما كان في بيته على عمق أربعين ذراعا. [30]
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الحديث النبوي من خلال صحيح البخاري:
لم تنل هذه المرحلة من مراحل حياة النبي إبراهيم في صحيح البخاري إلا نسبة تقارب نسبتها في الأسفار الكتابية القانونية؛ فبينما لم تتجاوز مرحلة ما قبل هجرة إبراهيم لأبيه وقومه 2 في المائة في أسفار العهد القديم، كانت نسبة هذه المرحلة نفسها 4 % في صحيح البخاري؛ من خلال أربعة أحاديث رُوي أولها عن أبي هريرة ثلاث مرات، في شأن سؤال إبراهيم ربه: أرني كيف تحيي الموتى؟ قال رافعا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويمثل هذا الحديث برواياته الثلاث نسبة 1،8 بالمائة من مجموع الحديث عن إبراهيم في صحيح البخاري. وثاني هذه الأحاديث عن أبي هريرة أيضا، في روايتين تمثلان معا نسبة 1،16 في المائة؛ تتحدث عن أبي إبراهيم، إذ يسأل إبراهيم ربه عن كيف يجمع بين وعده إياه بألا يخزيه، مع تعذيبه أباه شر العذاب. وأما الحديث الثالث فقد جاء في رواية واحدة عن ابن عباس في الحديث عن إبراهيم لما ألقي في النار، إذ قال عنه أنه قال: حسبي الله ونعم الوكيل بنسبة 0،67 %، والحديث الرابع يتحدث عن الوزغ الذي ينبغي قتله، لأن كل المخلوقات كانت تنفخ على نار إبراهيم من أجل إطفائها إلا الوزغ كان ينفخ على النار من أجل إذكائها، ولذلك حكم عليه بالإعدام الأبدي؛ وهذه الرواية لا تمثل إلا 0،35 في المائة.
والملاحظ أن هذه الروايات جميعا لا تنسجم مع التلاوة القرآنية الجديدة، لا من حيث الحجم، إذ يمثل الكلام عن هذه المرحلة من حياة إبراهيم في القرآن نسبة أربعين في المائة، تعيد الاعتبار لموضوعي التوحيد البعث والنبوة والرسالة والدين؛ بينما تتحدث هذه الأحاديث مع نسبتها القليلة، عن أشياء أخرى؛ يتحدث أولها عن شك إبراهيم عندما سأل ربه إحياء الموتى، بينما يتحدث القرآن الكريم من خلال سؤال إبراهيم ربه عن كيفية إحياء الموتى عن يقين إبراهيم واطمئنانه، "بلى ولكن ليطمئن قلبي"، ويتحدث الحديث الثاني عن تناقض وعد القرآن مع واقع الحال عندما أخزى الله إبراهيم بتعذيب أبيه، حيث يقول:
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي فَيَقُولُ أَبُوهُ فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ثُمَّ يُقَالُ يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ [31]
وكأن هذا الحديث يدافع عن الفكرة العنصرية اليهودية التي أدت إلى كتمان موضوع التوحيد والشرك في قصة إبراهيم الواردة في الكتب المقدسة، لكونه يتنافى مع فكرة شعب الله المختار والنسل المبارك وأرض الميعاد التي جعلت للآباء والأجداد أهمية أساسية، ولذلك رفض الكتبة ضم كل ما فيه اتهام لأبي إبراهيم وعشيرته بالشرك والكفر واستحقاق العقاب، وأوردوا خلافا لذلك أخبارا تجعل منه المهاجر الأول مع ابنه إبراهيم وزوجته وابن أخيه لوط إلى حران حيث توفي هنالك. وقد توجه هذا الحديث مباشرة إلى مهاجمة القرآن الكريم، لما اعتبره تناقضا بين وعد الله في القرآن الكريم (ولا تخزني يوم يبعثون) وبين واقع الحال يوم القيامة، حيث يقول لربه: أي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ وأورد عليه شاهدا ملموسا يتمثل في إلقاء أبيه بين رجليه فإذا هو بذيخ ملتطخ يؤخذ بقوائمه فيلقى في النار أمام عينيه، فكان الجواب زيادة في الخزي.
وأما الحديث الثالث الذي تحدث عن قصة إحراق إبراهيم فلم يكن همه إلا بيان حكم الوزغ الذي ينبغي أن يقتل لأنه كان ينفخ على نار إبراهيم من أجل أن تستعر؛ والواضح أن هذا الحديث كذلك ينسجم مع التفكير الأسطوري الإسرائيلي الذي يربط بين أحداث التاريخ وأحكام الشرع، حيث يحكم على كل وزغة بالقتل لأن إحدى جداتها البعيدة في زمن إبراهيم نفخت على ناره من أجل أن تستعر؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها مفارقة عجيبة سارت إليها الرواية الحديثية، بعيدا كل البعد عن مسار القرآن، وقريبا جدا من روح الفكر التوراتي الحاخامي؛ فهل كان الامر مصادفة؟؟؟
المرحلة الثانية: هجرة إبراهيم
يمثل الجزء الثاني من حياة إبراهيم الخليل 60 في المائة من حديث القرآن الكريم، بينما يمثل ما يناهز 98 في المائة من حديث النص التوراتي الحاخامي؛ ويبدأ من خروج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه.
بدأ الحديث عن هذا الموضوع في أسفار العهد القديم منذ الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين، منذ أن أمر الله إبراهيم بالخروج من بيت أبيه؛ حيث قال له:
(12:1) وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ. (2) فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. (3) وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ».
(4) فَذَهَبَ ابْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ ابْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. (5) فَاخَذَ ابْرَامُ سَارَايَ امْرَاتَهُ وَلُوطا ابْنَ اخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. (6) وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
(7) وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
(8) ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
(9) ثُمَّ ارْتَحَلَ ابْرَامُ ارْتِحَالا مُتَوَالِيا نَحْوَ الْجَنُوبِ. [32]
لقد رأينا فيما سبق كيف أن الأسفار القانونية أغفلت موضوع الشرك الذي كان عليه أبوه وقومه وملكه، وأغفلت دعوة إبراهيم إلى التوحيد ومجادلته لقومه واحتجاجه عليهم حتى كسر أصنامهم فقرروا إحراقه بالنار فأنجاه الله منها؛ كما رأينا أن خروجه عليه السلام من أرضه إنما كان بسبب ذلك.
وسنرى فيما يلي هجرة إبراهيم؛ والتي يظهر أنها هجرة عادية، وإن كانت بأمر من الله؛ يتنقل فيها إبراهيم من مكان إلى مكان، فها هو يجتاز في شكيم إلى بلوطة مورة، ثم يبني مذبحا هناك؛ ثم ينتقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل حيث ينصب خيمته، ويبني هناك مذبحا للرب ويصلي هنالك ويدعو باسم الرب، ثم يرتحل ارتحالا متواليا نحو الجنوب.
إنها هجرة مليئة بالتنقل والترحال، بحثا عن الأرض الموعودة، التي لم يستقر بها إبراهيم أبدا؛ والتي كان دائما يسعى للحصول عليها؛ ورغم الصلاة والذبح والدعاء والبركة في هذه الأماكن إلا أنها لم تأخذ أبعادا قدسية، وكانت صورة إبراهيم دائما هي صورة البدوي المتنقل الباحث عن مكان الاستقرار المؤقت في أرض الأغيار.
مقابل هذه الصورة المهتزة لإبراهيم المرتحل، يقدم لنا القرآن الكريم صورة جديدة تربط إبراهيم بأرض القداسة وتجعله إماما للعالمين من أجل مباركتهم في عهد أبدي بينه وبين ربه وبين ذريته غير الظالمين من بعده، بناء على نجاحه في الامتحانات التي كانت من قبل، قال تعالى:
- وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) [33]
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عالجت هذه الآيات موضوع عهد إبراهيم مع ربه؛ إذ جعله بنو إسرائيل عهدا بالأرض إلى النسل والذرية، والتي هي الشعب المختار؛ وكان الجواب القرآني بأن هذا العهد إنما هو عهد بالإمامة الدينية في بيت الله، وهو عهد لا ينال الظالمين، وإنما من شروطه البر والإحسان والقيام بشعائر الله وشرائعه في المكان الذي اختاره؛ وإننا بتأملنا للنص التوراتي المؤسس في هذا الموضوع، والذي اطلعنا عليه سابقا لنكتشف هذا الشرط في ثنايا الأمر الإلهي لإبراهيم بالخروج؛ إذ قال له: اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلى الأرض التي أريك،." (2) فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. (3) وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ". فغاية الخروج هو نشر البركة في الأرض ومباركة جميع قبائلها وأممها، ولن يتأتى ذلك إلا بالبر والإحسان إلى الجميع وليس بالحرب والطرد والسرقة والعدوان على الأمم الأخرى لحساب شعب واحد مختار.
قال تعالى في شأن المكان الذي هاجر إليه إبراهيم ولوطا: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) [34]
لم يكن خروج إبراهيم بعد أن نجح في ابتلاءات التوحيد والدين من أجل امتلاك الارض وجمع الدنيا، وإنما كان من أجل حمل رسالة إنسانية عالمية، لخصها الكتاب المقدس والقرآن الكريم في لفظ البركة؛ حيث سيبني إبراهيم في هذه الأرض التي هاجر إليها بيت الله العالمي، ومنه ستنطلق البركة إلى جميع أمم الأرض؛ وإننا بالتأمل في نص سفر التكوين لندرك ذلك إذ يقول: "واذهب إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض". إن البركة التي سيحصل عليها إبراهيم ويعطيها لجميع قبائل الأرض إنما توجد في هذا المكان الذي اختاره الله له، ليكون إماما فيه، يقصده الناس من أجل الحصول هذه على البركة. وهو ما بينه القرآن الكريم في الآية السابقة وسنراه في نصوص أخرى كثيرة.
إن أول عمل قام به إبراهيم عندما وصل إلى الأرض المعلومة هو بناء بيت للعبادة في هذا المكان المختار، وهو ما رأيناه في نص الهجرة والخروج، قال:
(7) وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
(8) ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
(9) ثُمَّ ارْتَحَلَ ابْرَامُ ارْتِحَالا مُتَوَالِيا نَحْوَ الْجَنُوبِ. [35]
لقد حدد له الرب مكان بناء مذبح للرب؛ وعبارة بناء مذبح للرب في التعبير الكتابي تعني معنيين، الأول بناء بيت للعبادة، والثاني إقامة شعيرة العبادة في المعبد أو المذبح؛ حيث أن المذبح يبنى من أجل أن توضع عليه الذبيحة المحرقة؛ ومادام النص يكرر هذا الأمر فهو يقصد المعنيين معا؛ فإبراهيم قد بنى بيتا للعبادة في المكان الذي اختاره الله بعد أن لم يكن، ثم أقام في هذا البيت شعائر العبادة بما فيها الذبائح المطلوبة.
انتقال إبراهيم إذن في هذا المكان لم يكن ارتحالا كارتحال البدو الرحل بحثا عن الماء والكلإ كما يوهم النص؛ وإنما كان ارتحالا من أجل آداء المناسك التي يحتاج إبراهيم إلى تعلمها من أجل تعليمها للعالمين الذين سيأتون إليه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم؛ وهنا يأتي النص القرآني ليشرح لنا هذا الأمر ويخرجنا من الالتباس الحاصل في الموضوع، قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) [36]
لقد حددت هذه المقاطع من سورة البقرة جوانب كثيرة كانت مبهمة في النص الكتابي؛ فالمكان الذي هاجر إليه إبراهيم هو بيت الله، وهو مقام إبراهيم الذي أقام فيه، وهو الذي جعله الله مصلى للناس جميعا، وأمر الله الناس بالذهاب إليه، وجعله آمنا؛ وكان عهد الله مع إبراهيم وابنه إسماعيل أن يقوما بخدمة حجاجه، بعد أن قاما في البدء ببنائه ورفع قواعده؛ كما أن من المهام المعهودة إليهما فيه أن يقيما فيه الشعائر والمناسك ويعلماها للناس الذين يحجون إليه ويباركانهم ويدعوان لهم.
التلاوة القرآنية إذن جعلت من إمامة بيت الله الحرام وتطهيره وخدمة الحجاج فيه ومباركتهم هي العهد الذي بين إبراهيم وربه وهي العهد الذي لا ينال الظالمين من ذريته.
نفس الأمر تحدثت عنه سورة آل عمران، قال تعالى: "- إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) [37]
إننا في هذا المبحث سنركز على مسألة بيت الله كما وجهنا القرآن الكريم إلى مدارستها مع أهل الكتاب من خلال كتابهم؛ إن القرآن الكريم يؤكد أن بيت الله الحرام هو أول بيت وضع للناس، وهو الذي ببكة، بناه إبراهيم وإسماعيل، وقاما عليه بالتطهير والخدمة وتعليم المناسك والآذان والصلاة والدعاء والمباركة، وهو العهد الذي بين الله وإبراهيم وذرية إبراهيم من بعده.
وسنعالج هذا الموضوع في الكتاب المقدس المقدس من خلال فقرتين:
الأولى تتعلق بترجمة بيت إيل في سفر التكوين؛ والثانية تتعلق بمضامين بيت الله في هذا السفر.
1 - بيت الله الحرام وألاعيب الترجمة:
ذكرت عبارة "بيت إيل" اثنا عشر مرة في سفر التكوين، وعددا كبيرا من المرات في أسفار العهد القديم الأخرى، لكنها كانت تترك دائما على أصلها "بيت إيل" دون أن تترجم لفظة "إيل" العبرية فيها إلى "الله" أو "إله" بالعربية، لتصير "بيت الله" أو "بيت الإله"، خلافا لما نجده مثلا بالنسبة للفظة "يهوه"، والتي تترجم عادة ب "الرب"، ومنها "بيت يهوه" الذي يترجم دائما ب"بيت الرب". وسبب رفض المترجمين لترجمة "بيت إيل" ب"بيت الله" هو عدم اعتراف كهنة بني إسرائيل بأن هذا المكان مكان مقدس، رغم أن الآباء الكبار والأنبياء العظام قد حجوا إليه من أجل العبادة وإقامة الشعائر؛ وذلك لأن أئمته لم يكونوا من بني لاوي ولا من بني هارون، بخلاف "بيت يهوه" الذي يؤمه الكهنة اليهود، ولذلك جعلوا الثاني بيتا للرب ولم يجعلوا الأول بيتا لله، مع أن "يهوه" تترجم عادة ب"الرب" و"إيل" تترجم عادة ب"الله".
وخلاصة الملاحظات من خلال نصوص سفر التكوين الذاكرة لبيت إيل هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بيت إيل هو أول مكان خرج إليه إبراهيم بأمر من ربه، ليباركه ويبارك نسله ويجعله بركة ويبارك به جميع قبائل الأرض، وبه سيقيم هو وبنوه، وفيه سيبني بيته ويبني بيت الله و يسهر فيه على تقديم الطقوس والقرابين لله، الذي أخرجه من أرضه وعشيرته وبيت أبيه ليريه هذه الأرض المباركة للعالمين. [38]
2 - بيت إيل هو المكان الذي كان يتردد عليه إبراهيم لأداء المناسك، كما فعل أول مرة. [39]
3 - يطلق يعقوب على بيت الله اسم "بيت إيل" بالعبري، لأن هذا المكان هو باب السماء، ولأنه مكان مقدس، منه تصعد الملائكة إلى السماء وتنزل إلى الأرض. [40]
4 - وفي بيت إيل أقام يعقوب مع لابان عمود ورجمة الشهادة، التي سيطلق عليها إسم "جلعيد"، وتبقى شاهدة على العهد الذي بينهما إلى يوم الراوي. [41]
5 - وإلى بيت إيل يصعد يعقوب وكل عائلته لأداء طقوس الحج لله، في المكان الذي اختاره الله. [42]
6 - وفي بيت إيل تدفن دبورة مرضعة رفقة تحت ما ترجموه ب "البلوطة" إلى العربية، ويمكن ترجمته بالسهل أو الحقل، ودعى اسم المكان "إيلون باكوت" أي "سهل بكة" أو "حقل بكة". [43]
7 - ويطلق يعقوب على المكان الذي رأى فيه رؤيا بيت الله اسم "بيت إيل". [44]
والملاحظ أن كل هذه المواضع التي ذكر فيها هذا البيت في سفر التكوين لا تفيد إلا معنى واحدا، وهو التقديس والتعظيم وأداء العبادة والشعائر لله في المكان الذي اختاره، من طرف الآباء الكبار بدءا من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وجميع آباء بني إسرائيل؛ ولذلك فهو بيت الله الأول الذي بناه إبراهيم وأقام فيه، وكان إماما له، يُعلم الناس مناسكهم، ويبارك فيه جميع أمم الأرض، وهو عينه المكان المقدس الذي سار إليه إسحاق ويعقوب والأسباط وأدوا فيه المناسك، وهو الموجود بأرض بكة حيث دفنت دبورة مرضعة رفقة وغيرها من الأنبياء والصالحين من بني إبراهيم وإسرائيل.
ولهذا فإن "بيت إيل" بالعبري لا تعني إلا "بيت الله" بالعربي وهو الموجود ببكة أو مكة، وهو مكان الحج الذي لا يزال الناس يقصدونه إلى هذا اليوم، تصديقا لما جاء في الكتاب المقدس من أن هذه الفريضة ستكون فريضة دهرية، تقام من سنة إلى سنة، في المكان الذي اختاره الله، وإن لم يكن أئمته من بني إسرائيل.
2 - بيت الله الحرام في سفر التكوين:
قبل أن نبدأ في تفصيل وتحليل ومدارسة النصوص المختلفة المتحدثة عن هذا الموضوع، لابد من التوقف مليا عند المكان الذي اختاره الله لهجرة إبراهيم والتعرف على ملامحه وإدراك خصائصه، التي تعرضت - لأسباب كثيرة - إلى محاولات الكتم والإخفاء والتغيير والتزوير وإلباس الحق بالباطل؛ لكن قوة الحقيقة دائما تغلب محاولات تغطيتها مهما طغت، فتدمغها فإذا هي زاهقة.
إن هدف إخراج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه هي نشر البركة في الأرض ومباركة جميع الأمم، وهو ما نجده في الخطاب الإلهي إلى إبراهيم:
وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ.
فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً.
وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ» [45].
وهو ما قام به إبراهيم فعلا، مستجيبا لأمر ربه، وتاركا أرضه وعشيرته وبيت أبيه وذاهبا إلى الأرض التي سيريه الله.
ويحدثنا سفر التكوين عن هذا الخروج، بقوله:
فَذَهَبَ ابْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ ابْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.
فَاخَذَ ابْرَامُ سَارَايَ امْرَاتَهُ وَلُوطا ابْنَ اخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. [46]
وأول ملاحظة يمكن تسجيلها على هذا النص، هو أن حاران لم تكن أرض إبراهيم ولا أرض عشيرته ولا بيت أبيه، وإنما كانت هي المكان الذي توجه إليه إبراهيم في هجرته من أرضه وعشيرته وبيت أبيه في أور الكلدانيين، وهو ما حدثنا عنه الإصحاح الحادي عشر بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَاخَذَ تَارَحُ ابْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطا بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَاةَ ابْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعا مِنْ اورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى حَارَانَ وَاقَامُوا هُنَاكَ. (32) وَكَانَتْ ايَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ." [47]
وثاني ملاحظة يمكن تسجيلها، هو أن إبراهيم قد ترك أباه في أرضه، وخرج إلى الأرض المأمور بالخروج إليها ومعه زوجته ولوط ابن أخيه، وأن المكان الذي خرجوا إليه هو حاران نفسها، وفيها أقام إبراهيم وكل من خرج معه؛ وأن أبا إبراهيم لم يكن ليترك أرضه وبيته ويذهب مع ابنه الخارج من أرضه بسبب مخالفة أبيه وقومه في دينهم ومعتقدهم، بل إن إبراهيم قد هرب بدينه إلى الأرض الجديدة التي سيؤسس فيها دينا جديدا مخالفا لدين الآباء الذين تركهم في أور الكلدانيين. فلا حاجة لخروج أبيه معه، ولا حاجة لخروجه مرتين مرة إلى حاران وأخرى إلى كنعان، لأن حاران تقع ضمن نفوذ كنعان كما يدل عليه النص نفسه: " فَخَرَجُوا مَعا مِنْ اورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى حَارَانَ وَاقَامُوا هُنَاكَ ". وهذا المكان هو المكان المقدس عينه، الذي حدثنا عنه سفر التكوين في الإصحاح الثامن والعشرين، منسوبا إلى يعقوب، وليس إلى إبراهيم، رغم كونه هو المؤسس لأول بيت وضع للناس، جاء فيه:
فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ.
وَصَادَفَ مَكَانا وَبَاتَ هُنَاكَ لانَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَاخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ.
Gen 28:12 وَرَاى حُلْما وَاذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الارْضِ وَرَاسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلائِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا
Gen 28:13 وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «انَا الرَّبُّ الَهُ ابْرَاهِيمَ ابِيكَ وَالَهُ اسْحَاقَ. الارْضُ الَّتِي انْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا اعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
Gen 28:14 وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الارْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْبا وَشَرْقا وَشِمَالا وَجَنُوبا. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ.
Gen 28:15 وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَارُدُّكَ الَى هَذِهِ الارْضِ لانِّي لا اتْرُكُكَ حَتَّى افْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».
Gen 28:16 فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّا انَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَانَا لَمْ اعْلَمْ!»
Gen 28:17 وَخَافَ وَقَالَ: «مَا ارْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا الَّا بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!» [48]
وهناك نصوص متعددة تؤكد لنا أن حاران أو بيت حاران أو بيت حورون أو بيت حرمون أو هارام المتحدث عنها في أسفار العهد القديم إنما هي بيت الله الحرام الذي أسسه إبراهيم، وجعل الصعود إليه فريضة أبدية. [49]
ويوجد في هذا النص المنسوب إلى يعقوب، قول الله له في الرؤيا: "ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض"؛ وهو نفس الهدف الذي خرج من أجله إبراهيم إلى الأرض المباركة للعالمين.
وهو ما يرد أقوال المفسرين المسيحيين التي تحاول أن تجعل حاران بعيدة عن الأماكن المختلفة التي أقام فيها إبراهيم بمئات الكيلومترات. وتجعل رحلة إبراهيم تبدأ من الشرق ثم تصعد إلى أقصى الشمال ثم تنزل إلى الجنوب في مساحة تستوعب مئات الكيلومترات تشمل العراق إلى شمال سوريا إلى جنوب فلسطين.
لقد خرج إبراهيم من أرضه في رسالة إنسانية، ليؤسس أول بيت وضع للناس من أجل العبادة، وهو ما نراه جليا في وصف تنقلات الأب إبرهيم:
وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
ثُمَّ ارْتَحَلَ ابْرَامُ ارْتِحَالا مُتَوَالِيا نَحْوَ الْجَنُوبِ. [50]
وبذلك تصير الأماكن التي تنقل فيها إبراهيم وأقام فيها، شاملة لحاران وشكيم، وبلوطة مورة، حيث بنى مذبحا للرب، وحيث بيت إيل الذي نصب فيه خيمته، بين بيت إيل وعاي، وحيث قدم ذبائح وصلوات، و سعى سعيا متواليا. [51]
كل شيء في هذه التنقلات والإقامة يؤكد الهدف الذي خرج إبراهيم من أجله، وهو مباركة الناس وتعليمهم مناسكهم، كما يؤكد قدسية المكان المختار من الله للمباركة والعبادة وأداء الشعائر؛ وإن متابعتنا لهذه الأماكن في الكتاب المقدس، لتؤكد بما لا يقبل الشك أن هذا المكان بأسمائه المختلفة مكان مقدس تعبَّد فيه إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وباقي أنبياء بني إسرائيل وقضاتهم وصالحوهم على مر العصور.
وأهم الأسماء التي نأخذها من هذا النص: 1) حاران؛ 2) شكيم؛ 3) بلوطة مورة؛ 4) بيت إيل؛ 5) عاي؛
وأهم الأفعال: 1) بناء المذبح للرب؛ 2) نصب الخيمة؛ 3) الدعاء باسم الرب؛ 4) الارتحال المتوالي. وهي كلها أسماء شعائر وطقوس عبادة، سنرى كل واحد منها في مكانه وحينه.
إبراهيم يواصل أعماله في بيت إيل:
يواصل إبراهيم وزوجه ولوط تنقلاته في المنطقة، كما حدثنا الإصحاح الثالث عشر من سفر التكوين، ويقوم بالأعمال عينها التي قام بها أول مرة في نفس المكان، جاء في النص:
فَصَعِدَ ابْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَاتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَلُوطٌ مَعَهُ الَى الْجَنُوبِ.
وَكَانَ ابْرَامُ غَنِيّا جِدّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ.
وَسَارَ فِي رِحْلاتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ الَى بَيْتِ ايلَ الَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ بَيْنَ بَيْتِ ايلَ وَعَايَ
الَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ اوَّلا. وَدَعَا هُنَاكَ ابْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.
وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ ابْرَامَ كَانَ لَهُ ايْضا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.
وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الارْضُ انْ يَسْكُنَا مَعا اذْ كَانَتْ امْلاكُهُمَا كَثِيرَةً فَلَمْ يَقْدِرَا انْ يَسْكُنَا مَعا.
فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي ابْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الارْضِ.
فَقَالَ ابْرَامُ لِلُوطٍ: «لا تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ لانَّنَا نَحْنُ اخَوَانِ.
الَيْسَتْ كُلُّ الارْضِ امَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. انْ ذَهَبْتَ شِمَالا فَانَا يَمِينا وَانْ يَمِينا فَانَا شِمَالا» [52].
والأماكن المذكورة هنا، هي نفسها الأماكن المذكورة في الإصحاح السابق: 1) بيت إيل (بيت الله)؛ 2) عاي (الرجمة)؛ 3) المذبح الذي عمله أولا (مكان الذبائح، ومكان الصلوات)؛ وأما الأفعال فمنها: 1) الصعود (الحج)؛ 2) الترحال (السعي)؛ 3) الإقامة؛ 4) بناء المذبح (الذبائح)؛ 5) الدعاء باسم الرب (الصلاة)؛ 6) الذهاب يمينا وشمالا في المكان المخصص لذلك (السعي).
وتبعا للترتيب الوارد في هذا النص، فإن إبراهيم سيصعد مرة أخرى إلى أرض الجنوب؛ ولفظ الصعود إلى المكان المقدس، يعني الحج إليه وإقامة الشعائر فيه، باعتبار المكان المقدس مكانا عاليا؛ وذلك لا يعني أن إبراهيم لم يكن يقيم في ذلك المكان، إذ الحجاج ليسوا هم الوافدين على هذا البيت، وإنما هم كل من نووا القيام بتلك الشعائر بما فيهم المقيمون وخدام ذلك البيت وأئمته؛ ثم انتقل إبراهيم من بيت الله إلى المكان الذي كانت فيه خيمته في البداية بين بيت إيل وعاي، وذهب إلى مكان المذبح الذي عمله أول مرة هناك، وصلى ودعا باسم الرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قضية الموضعين بيت إيل وعاي، هي قضية أهم مكانين تتجمع فيهما شعائر الحج، فالموقع الأول هو موقع بيت الله (بيت إيل)، ويضم الكعبة وبئرها والصفا والمروة وكل الطرق التي توصل إليها، وفيه يقوم الناس بجزء من طقوس الحج، كما يقومون بالعمرة كاملة؛ وأما الموقع الثاني (عاي، التي تعني الرجمة) فيضم مجموعة أخرى من الشعائر، تبدأ بالمبيت بالوادي، ورمي الجمرات، والمبيت بمنى، والوقوف بعرفات، والنحر وتقديم الهدي والصدقات والنذور وغيرها؛ وهو جزء لا يتجزأ من شعيرة الحج؛ وهو لا يكون إلا في موسم الحج، وليس من ضمن شعائر العمرة التي يمكن القيام بها طيلة شهور السنة في الموقع الأول فقط.
والتنصيص على نصب الخيمة بين بيت الله وعاي، إنما هو للإقامة حتى يتمكن الحاج من آداء مختلف الشعائر من غير مشقة، وهي سنة الحجاج إلى يوم الناس هذا.
ويطلق على المكان كله أحد أسماء الشعائر المختلفة، فهو بيت الله، والبيت الحرام، وهو الكعبة، وهو الحج؛ ولاشك أن من حج إلى بيت الله في موسم الحج فعليه أن يقوم بكل الشعائر، وأما من اعتمر فعليه أن يقوم ببعض تلك الشعائر دون وقوف بعرفات ولا رمي جمار وما يرتبط بهما من شعائر أخرى خاصة بموسم الحج.
ويشير النص إلى الغنى الذي كان يتمتع به إبراهيم، الذي كان له الكثير من المواشي والذهب والفضة، وتتضمن هذه الإشارة قضية إخراج العشور التي تقدم بشكل قرابين في هذا المكان المقدس. كما يشير إلى الذهاب والإياب في طول وعرض هذا المكان، والذي يعبر عنه بقوله: إن ذهبت شمالا فأنا يمينا، وإن يمينا فأنا شمالا [53]؛ و وهو تعبير عن طقس السعي الذي فيه الطواف بين الصفا والمروة من الشمال إلى اليمين ومن اليمين إلى الشمال، سعيا متواليا (سبعة أشواط). وإن فعل ارتحل الذي استعمله المترجم العربي أفقد النص حمولته الدينية، ولعلنا بالرجوع إلى النص العبري نسترجع بعض هذه الحمولة، حيث يستعمل فعل:"???" "نسع"والذي يقابله فعل "سعى" بالعربي، فيصير المعنى: أن إبراهيم "سعى سعيا متواليا في أرض الجنوب"، " ???? ???? ???? ????? ?????" [54] ? وإن كثيرا من أسماء الشعائر وأفعال العبادة في هذا البيت الحرام لا زالت محافظة على مسمياتها كما هي في الكتاب المقدس، وكما كانت منذ اليوم الأول، وهي تشهد على مصداقية هذا البيت القائم اليوم، وارتباطه بالأب إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
إقامة إبراهيم عند بلوطات ممرا:
يواصل سفر التكوين تحديثنا عن أعمال إبراهيم عليه السلام، والتي هي في أغلبها طقوس عبادة ترتبط ببيت الله الحرام، وتقدّم للناس مناسكهم كما تعلّمها أبوهم إبراهيم من ربه:
"وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَ فِيهِ شِمَالا وَجَنُوبا وَشَرْقا وَغَرْبا
لانَّ جَمِيعَ الارْضِ الَّتِي انْتَ تَرَى لَكَ اعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ الَى الابَدِ.
وَاجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الارْضِ حَتَّى اذَا اسْتَطَاعَ احَدٌ انْ يَعُدَّ تُرَابَ الارْضِ فَنَسْلُكَ ايْضا يُعَدُّ.
قُمِ امْشِ فِي الارْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا لانِّي لَكَ اعْطِيهَا».
فَنَقَلَ ابْرَامُ خِيَامَهُ وَاتَى وَاقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ [55].
يمكن أن نسجل في هذا الخطاب الإلهي أمرا لإبراهيم بالمشي في الأرض طولا وعرضا؛ ولا علاقة لهذا المشي بامتلاك الأرض التي شغلت الذهن اليهودي، والكاهن والمفسر الكتابي، وفرضت عليه أن يفهم كل أوامر الله وشرائعه في إطار تحقيق الأماني والأحلام اليهودية الأرضية. وإنما يرتبط هذا المشي بالهدف الذي جاء من أجله إبراهيم إلى الأرض المباركة؛ وهو ما يفسره السلوك الإبراهيمي استجابة لأمر ربه: لقد نقل خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا، وبنى هناك مذبحا للرب؛ ولا يختلف الأمر الإلهي لأبرام في هذه المقاطع [56]، بالمشي في الأرض طولها وعرضها، عن قول لوط السابق لأبرام بالذهاب في الأرض شمالا وجنوبا، وعن النص الذي قبله المتحدث عن السعي المتوالي في أرض الجنوب، فهو كله تعبير عن طقس السعي المتوالي بين الصفا والمروة في المكان المقدس، ولذلك فقد استجاب أبرام لربه ونقل خيامه وأتى إلى بلوطات ممرا، (والتي هي المروة)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عبر عنها في النص الأول ب"بلوطة مورة" " وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ "؛ وبدأ في القيام بشعيرة السعي، ثم قام بباقي الشعائر، والتي منها بناء مذبح للرب، وهو ما يعني تقديم ذبيحة أوصلاة.
ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء:
ويواصل سفر التكوين تحديثنا عن هذا المكان المقدس والذي هو بيت الله وباب السماء، مبينا لنا، كما سبق وأوردناه، أن نبي الله يعقوب هو الذي اكتشف هذا المكان المقدس، عندما رأى فيه حلم الملائكة الصاعدة والنازلة إلى السماء من هذا البيت، وأنه هو الذي دعى اسمه "بيت إيل"؛ وإن كانت النصوص الأخرى تبين أن المقصود في هذا النص هو إبراهيم وليس يعقوب؛ ومهما يكن فقدسية المكان كانت قبل نبي الله يعقوب واستمرت بعده، وطقوس العبادة في هذا المكان بقيت فريضة أبدية على كل المؤمنين بالله في جميع الأمم، لكون هذا المكان هو مكان البركة العالمية لجميع أمم الأرض. وإن قراءة سريعة لأسماء المواقع المذكورة في هذا النص لتؤكد لنا كل ما سبق ذكره من كون الأسماء الواردة مرتبطة بهذا المكان إنما هي أسماء شعائر وليس أسماء بلدان أو مدن أو أمم أو شعوب أو غيرها، وإنما أسماء أماكن مقدسة اتخذت مناسك وشعائر يعظمها الناس ويحجون إليها في كل سنة من أجل عبادة الله وإقامة شعائره وشرائعه؛ وهذا ما جاء في النص المتحدث عن هذه الأمور:
Gen 28:10 فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ.
Gen 28:11 وَصَادَفَ مَكَانا وَبَاتَ هُنَاكَ لانَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَاخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ.
Gen 28:12 وَرَاى حُلْما وَاذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الارْضِ وَرَاسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلائِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا
Gen 28:13 وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «انَا الرَّبُّ الَهُ ابْرَاهِيمَ ابِيكَ وَالَهُ اسْحَاقَ. الارْضُ الَّتِي انْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا اعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
Gen 28:14 وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الارْضِ وَتَمْتَدُّ غَرْبا وَشَرْقا وَشِمَالا وَجَنُوبا. وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ.
Gen 28:15 وَهَا انَا مَعَكَ وَاحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَارُدُّكَ الَى هَذِهِ الارْضِ لانِّي لا اتْرُكُكَ حَتَّى افْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».
Gen 28:16 فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقّا انَّ الرَّبَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَانَا لَمْ اعْلَمْ!»
Gen 28:17 وَخَافَ وَقَالَ: «مَا ارْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا الَّا بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!»
Gen 28:18 وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَاخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَاسِهِ وَاقَامَهُ عَمُودا وَصَبَّ زَيْتا عَلَى رَاسِهِ
Gen 28:19 وَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ ايلَ». وَلَكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ اوَّلا كَانَ لُوزَ [57].
لقد وردت مجموعة من الأسماء التي انتقل بينها نبي الله يعقوب، كلها تدل على كونه عليه السلام لم يكن في رحلة عادية، وإنما كان في مسيرة تعبدية، ينتقل من شعيرة إلى شعيرة، ويؤدي مناسك الله كما وجب عليه أداؤها؛ وسنسجل أسماء الأماكن الأساسية في هذه الرحلة: 1) بئر سبع، 2) حاران، 3) بيت إيل، كما نسجل الأفعال الأساسية التي قام بها يعقوب: 1) الأخذ من حجارة المكان، 2) المبيت في المكان المقدس، 3) القيام باكرا، 4) إقامة عمود الحجارة، 5) صب الزيت على الرأس؛ 6) دعاء اسم المكان بيت إيل. والملاحظ أن رحلة يعقوب هذه لم تستغرق إلا بضع ساعات من النهار بين بئرسبع ومكان المبيت حيث اضطجع يعقوب، وقليل من الوقت في الصباح الباكر بين مكان المبيت الذي أخذ منه يعقوب الحجارة، ومكان العمود الذي أقامه؛ وهو ما يعني أن هذه الأماكن ليس بينها مسافات طويلة كالتي بين المدن والقرى، كما يحاول إيهامنا به كاهنوا ومفسروا الكتاب المقدس، الذين كانوا ولازالوا يبحثون عن مشروعية امتلاك واحتلال أراضي الأمم الأخرى باسم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتبعا لترتيب طقوس هذه الرحلة، نرى أنها تسجل طقوس المرحلة الثانية من الحج، (والتي غالبا ما تكون في يسمى عاي أو الجلجال أو جلعيد، والتي تعنى الرجمة) حيث يخرج يعقوب من بئر سبع (بئر الكعبة)، ويدخل في طقس رمي الجمار، كل هذا في البيت الحرام (حاران)، فيأخذ من حجارة الوادي ويضطجع هناك واضعا الحجارة تحت رأسه (في مزدلفة)، ويبكر صباحا لرمي هذه الحجارة على عمود الحجر المقام أصلا لهذا الغرض (رمي الجمار)، وبعد الانتهاء من هذا الطقس يكون على المحرم أن يتحلل من إحرامه بحلق رأسه أو تقصيره، وقد حدثنا النص عن صب الزيت على الرأس، والذي قد يفهم منه التحلل والتمتع من الإحرام. ومهما يكن فإن المكان الذي تتحدث عنه هذه النصوص مكان مقدس، هو بيت الله وباب السماء، وإن ما قام به يعقوب في هذا المكان إنما هي شعائر الدين التي أسسها الأب إبراهيم وعلمها لبنيه وذريته، وهي أساس البركة التي جعلها الله للناس في هذا المكان المختار.
الحجر والعمود في بيت الله:
لم تكن إقامة عمود الحجر وصب الزيت على الرأس هي كل الطقوس التي قام بها يعقوب، بل إنه نذر نذرا والتزم التزاما أن يعشر كل ما رزقه الله من خبز ولباس، في بيت الله هذا إن كان الله معه ووهبه رزقا حسنا، وفي ذلك يقول:
وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرا قَائِلا: «انْ كَانَ اللهُ مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي انَا سَائِرٌ فِيهِ وَاعْطَانِي خُبْزا لِاكُلَ وَثِيَابا لالْبِسَ
وَرَجَعْتُ بِسَلامٍ الَى بَيْتِ ابِي يَكُونُ الرَّبُّ لِي الَها
وَهَذَا الْحَجَرُ الَّذِي اقَمْتُهُ عَمُودا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَانِّي اعَشِّرُهُ لَكَ» [58].
وهو ما يؤكد أن من طقوس العبادة في بيت الله الحرام الوفاء بالنذر، وتقديم العشور عن كل ما رزق الله الناس من أنعام ورزق ولباس.
في جبل جلعاد:
إن رحلة يعقوب كانت وصفا لطقوس العبادة في الأماكن المقدسة، والتي منها "جبل جلعاد"؛ ولم تكن رحلة يعقوب في هذا المكان الصحراوي إلا على الجمال، التي كانوا يستخفونها في إقامتهم وترحالهم، وكانوا يأكلون لحمها ويشربون لبنها من قبل أن تنزل التوراة؛ وهو ما يعني أن جبل جلعاد إنما كان ضمن أرض البيت الحرام، وأنها كانت واحدة من الشعائر المقدسة التي كان يحييها الناس، فريضة أبدية. ولنستمع إلى سفر التكوين يحدثنا عنها وعن زيارة يعقوب لها في رحلة الحج العجيبة التي حكاها لنا الكتاب المقدس، وأراد أهل الكتاب كتمانها على الناس.
جاء في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر التكوين:
Gen 31:17 فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ اوْلادَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ
Gen 31:18 وَسَاقَ كُلَّ مَوَاشِيهِ وَجَمِيعَ مُقْتَنَاهُ الَّذِي كَانَ قَدِ اقْتَنَى: مَوَاشِيَ اقْتِنَائِهِ الَّتِي اقْتَنَى فِي فَدَّانِ ارَامَ لِيَجِيءَ الَى اسْحَاقَ ابِيهِ الَى ارْضِ كَنْعَانَ.
Gen 31:19 وَامَّا لابَانُ فَكَانَ قَدْ مَضَى لِيَجُزَّ غَنَمَهُ فَسَرِقَتْ رَاحِيلُ اصْنَامَ ابِيهَا.
Gen 31:20 وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لابَانَ الارَامِيِّ اذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِانَّهُ هَارِبٌ.
Gen 31:21 فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَقَامَ وَعَبَرَ النَّهْرَ وَجَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ.
Gen 31:22 فَاخْبِرَ لابَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بِانَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ
Gen 31:23 فَاخَذَ اخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ ايَّامٍ فَادْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ.
Gen 31:24 وَاتَى اللهُ الَى لابَانَ الارَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ انْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ اوْ شَرٍّ».
Gen 31:25 فَلَحِقَ لابَانُ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ. فَضَرَبَ لابَانُ مَعَ اخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. [59]
(يُتْبَعُ)
(/)
بين أن المنطقة التي يتحدث عنها النص منطقة صحراوية، يركب فيها الرجال والنساء والأطفال على الجمال، وكان يعقوب من ضمن سكان هذه المنطقة القادرين على ركوب الجمال، وكان ليعقوب صهر من غير بني إسرائيل، حدثنا سفر التكوين عن كثير من مشاكله مع يعقوب، بسبب هذا الاختلاف في الهوية؛ وحسب هذا النص فإن لابان أبو راحيل كان يعبد الأصنام، وأن ابنته سرقت أصنامه، فهرب يعقوب ومن معه من لابان صهره الذي تعقبه إلى أن رأى في رؤيا المنام أن لا يمسه بخير ولا بشر، وهو ما فعل. وحتى لا نضيع في الرواية النمطية اليهودية، التي تجعل سكان منطقة بيت الله الحرام مشركين، وبيتهم المحرم بيت شرك، والعلاقة معهم علاقة عداوة، لا يكون فيها السلام إلا استثناء أو خديعة؛ سنسجل مجموعة من الملاحظات:
1) راحيل تسرق أصنام أبيها، 2) هروب يعقوب ومن معه، 3) القيام وعبور النهر، 4) التوجه إلى جبل جلعاد، 5) احترام الحجاج وعدم مسّهم بخير ولا بشر، 6) ضرب الخيمة في الجبل. 7) مسيرة سبعة أيام.
إن سرقة الأصنام لا تعني إلا الشرط من شروط الحج، والذي هو إزالة الأصنام، ولا يعني الهروب إلا ذلك الطواف والسعي حيث يجري الناس بعضهم في إثر بعض، لكن من غير خوف ولا حرب ولا عداوة، وهي مسيرة قد تستمر سبعة أيام قبل أن ينتقل الناس إلى رمي الجمار والوقوف بعرفة.
وبعد هذه المرحلة يأتي الذهاب إلى الوادي والمبيت فيه، في انتظار الصباح من أجل القيام بشعائر رمي الجمي ثم الوقوف بالجبل) جبل عرفة في آخر المطاف)،
ومن الأمور الأساسية في موضوع الحج هو عدم إيذاء الحجاج وقد رأى لابان الأرامي هذا الأمر في رؤيا الحلم حيث كلمه الله، والحقيقة أن الأمن من أهم مميزات هذا البيت الحرام، حيث جعله الله آمنا وجعل الناس مؤتمنين فيه على أموالهم وأنفسهم، بينما يتخطف الناس من حولهم؛ ولم يرجع هذا الأمر إلى رؤيا رآها أحد الناس في هذا البيت أو خارجه، وإنما هو بيت الله الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا.
شاهد العمود والحجارة والرجمة والحلف والذبيحة:
يواصل سفر التكوين تفصيل شعائر الحج مع يعقوب، من خلال قصته مع لابان الأرامي، و يبين لنا شعيرة رمي الجمار، يقول:
فَاجَابَ لابَانُ: «الْبَنَاتُ بَنَاتِي وَالْبَنُونَ بَنِيَّ وَالْغَنَمُ غَنَمِي وَكُلُّ مَا انْتَ تَرَى فَهُوَ لِي. فَبَنَاتِي مَاذَا اصْنَعُ بِهِنَّ الْيَوْمَ اوْ بِاوْلادِهِنَّ الَّذِينَ وَلَدْنَ؟
فَالْانَ هَلُمَّ نَقْطَعْ عَهْدا انَا وَانْتَ فَيَكُونُ شَاهِدا بَيْنِي وَبَيْنَكَ».
فَاخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرا وَاوْقَفَهُ عَمُودا
وَقَالَ يَعْقُوبُ لاخْوَتِهِ: «الْتَقِطُوا حِجَارَةً». فَاخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَاكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ.
وَدَعَاهَا لابَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» وَامَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ»
وَقَالَ لابَانُ: «هَذِهِ الرُّجْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْيَوْمَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «جَلْعِيدَ»
وَ «الْمِصْفَاةَ» لانَّهُ قَالَ: «لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ.
انَّكَ لا تُذِلُّ بَنَاتِي وَلا تَاخُذُ نِسَاءً عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ انْسَانٌ مَعَنَا. انْظُرْ. اللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».
وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ.
شَاهِدَةٌ هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ انِّي لا اتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ الَيْكَ وَانَّكَ لا تَتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ وَهَذَا الْعَمُودَ الَيَّ لِلشَّرِّ.
الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالِهَةُ نَاحُورَ الِهَةُ ابِيهِمَا يَقْضُونَ بَيْنَنَا». وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ ابِيهِ اسْحَاقَ [60].
يلاحظ أن هذا النص يضم مجموعة من العناصر التي ينبغي تسجيلها: 1) العهد الشاهد، 2) عمود الحجر، 3) التقاط الحجارة
(يُتْبَعُ)
(/)
4) عمل الرجمة، 5) جلعيد ورجمة الشهادة، 6) عدم إذلال البنات والنساء؛ ومن خلال هذه العناصر يمكن أن نتحدث عن شعيرة رمي الجمار بشكل أكثر وضوحا من نصوص أخرى؛ وقبل الحديث عن تفاصيل هذا الطقس لابد من التأكيد أنه جزء من العهد، أو الحلف أو القسم، وهو واحدة من الفرائض التي عاهد الله بها الناس، وأوجبها عليهم في كل عام، وهو معنى العهد الشاهد، فهو ليس عهدا بين رجلين، وإنما هو عهد بين الله والناس يقوم به المؤمنون طاعة وإيمانا واحتسابا.
تضم هذه الشعيرة 1) عمود الحجر القائم، أو على الأصح أعمدة الحجر الثلاثة القائمة، والتي تسمى العقبات الكبرى والوسطى والصغرى، وسنجد الحديث في أماكن أخرى من أسفار الكتاب المقدس. و2) الحجارة التي ينبغي أن تلتقط، من مكان المبيت كما فعل يعقوب في غير ما مرة، وإن كانت النصوص السابقة تراوحت بيت الحديث عن مجموعة من حجارة المكان وبين حجر واحد؛ 3) عمل الرجمة، أو رمي الجمرات في الأماكن المخصصة لها؛ 4) عدم إذلال النساء، أو الامتناع عن معاشرة النساء أثناء أداء هذه الفريضة، وقد وجدنا الإشارة إلى هذا الموضوع في العديد من المواضع في الكتاب المقدس، وسنخصص مبحثا خاصا للحديث عن هذا الموضوع [61]. وطبعا فإن هذه الرجمة ستصبح عيدا يعاد في كل سنة، وهو مفهوم "جل" و "عيد"، بمعنى الرجمة الشاهدة والتي تقام كل عام. "وهكذا تصبح "جلعيد" و "جلعاد" و "جلجال" و "عاي" تدل على مكان واحد كان قائما منذ عهد إبراهيم ويعقوب، وإلى يومنا هذا، هو مكان الرجمة التي تشهد على أن بيت الله هو المكان الذي اختاره الله لأداء الفريضة السنوية الدهرية، والذي لازال قائما بجميع تفاصيله في بيت الله الحرام في مكة المكرمة إلى يوم الناس هذا.
بعد القيام بشعيرة رمي الجمار، يواصل يعقوب حجه، فيذبح الذبيحة في الجبل، ويأكل منها ويطعم إخوته، ويبيتون في الجبل، قبل يوم المباركة والوداع؛ قال:
وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا اخْوَتَهُ لِيَاكُلُوا طَعَاما. فَاكَلُوا طَعَاما وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ.
ثُمَّ بَكَّرَ لابَانُ صَبَاحا وَقَبَّلَ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَارَكَهُمْ وَمَضَى. وَرَجَعَ لابَانُ الَى مَكَانِهِ. [62]
من خلال رحلة يعقوب يتبين لنا جليا أن هدف يعقوب من الصعود إلى بيت الله إنما كان الحصول على المباركة، وهو ما رأيناه في نهاية المراحل بعد الذبح والمبيت في الجبل والقيام باكرا للوقوف للمباركة، ثم توديع المكان المقدس وأهله، وليس توديع أبنائه وبناته وتقبيلهم؛ وهو ما يسمى بطواف الوداع وإنهاء المناسك؛ ثم رجوع كل واحد إلى مكانه الذي جاء منه، بعد ان أتم منسكه.
حج يعقوب:
رغم حديثنا الوافي عن وصف حج يعقوب ومن معه إلى بيت الله الحرام في إصحاحات مختلفة من سفر التكوين، فإن الإصحاح الخامس والثلاثين سيحدثنا بشكل مباشر عن طقوس هذا الحج ومناسكه بوضوح أكبر، وسيضيف إلينا مجموعة من العناصر الأخرى التي لم نتعرض لها في ما سبق، يقول:
ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ الَى بَيْتِ ايلَ وَاقِمْ هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو اخِيكَ».
فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الْالِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَابْدِلُوا ثِيَابَكُمْ.
وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ الَى بَيْتِ ايلَ فَاصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ».
فَاعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الْالِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي ايْدِيهِمْ وَالاقْرَاطَ الَّتِي فِي اذَانِهِمْ فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
ثُمَّ رَحَلُوا. وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ فَلَمْ يَسْعُوا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ.
فَاتَى يَعْقُوبُ الَى لُوزَ الَّتِي فِي ارْضِ كَنْعَانَ (وَهِيَ بَيْتُ ايلَ) هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ.
وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا وَدَعَا الْمَكَانَ «ايلَ بَيْتِ ايلَ» لانَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ اخِيهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ ايلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ فَدَعَا اسْمَهَا «الُّونَ بَاكُوتَ» [63].
يظهر من هذا النص أن الله قد أمر يعقوب أمرا مباشرا بالصعود إلى بيت إيل والقيام بمجموعة من الأمور هناك؛ وهي: 1) الإقامة هناك، 2) صناعة المذبح لله، ويضم تقديم الذبائح والصلوات والأدعية، 3) عزل الآلهة الغريبة، 4) التطهر، 5) تبديل الثياب، 6) والقيام والصعود إلى بيت إيل، 7) إعطاء أقراط الذهب، 8) الرحلة أو السعي، 9) الأمن؛
فقام يعقوب بما أمره به ربه، وبلّغ ذلك لأهل بيته ولكل من كان معه، وأتوا إلى بيت الله، وقاموا بجميع هذه الشعائر في بيت إيل في المكان الذي سماه يعقوب "إيلون باكوت" أي "بلوطة باكوت" أو "سهل بكة" [64].
وتبدأ هذه الطقوس منذ الاستجابة لأمر الله، ونية الصعود إلى هذا البيت، وطبعا فإن الأمر الإلهي بالصعود إلى بيت الله لم يبدأ في عهد يعقوب، كما قد يفهم من النص، وإنما هو فريضة دينية، أمر بها الله عز وجل كل الناس وكل الأمم في كتبه المقدسة وعلى لسان رسله، منذ إبراهيم وإلى آخر الأيام، فريضة دهرية، من لم يستجب لها من الأمم يكون عاصيا لأمر الله ومستحقا لعقوبته [65]؛ وتبعا لترتيب هذه الطقوس في النص الذي بين أيدينا سنرى مسيرة هذه العبادة التي أسسها إبراهيم وقام بها الأنبياء والصالحون من بعده، ومنهم يعقوب عليه الصلاة والسلام وبنوه ومن كان معه:
1) الإقامة، إن على الحاج إلى بيت الله أن يقيم في هذه الأماكن مدة أداء طقوس العبادة، لأن هذه الطقوس لا تؤدى في يوم واحد، وإنما تحتاج إلى أيام عديدة في مواطن مختلفة، توجد كلها في بيت الله الحرام، 2) صناعة المذبح، تعني طقوس العبادة بكل أشكالها، بدءا من الصلاة والدعاء وتقديم القرابين والصدقات والصيام والطواف والعكوف وغير ذلك، وليس معناه تقديم الذبائح فقط؛ ولذلك سمي مكان العبادة مذبحا، واعتبرت الصلوات ومختلف العبادات قرابين وذبائح؛ وهو معنى قول النص "اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك واصنع مذبحا للرب"، فيشمل هذا المذبح كل الشعائر والمناسك التي يقوم بها الصاعد إلى "بيت الله". 3) عزل الآلهة الغريبة، إن غاية بناء هذا البيت هو إقامة دين الله الواحد وإفراده بالعبادة والصلاة دون غيره من الآلهة المزعومة، وهي المهمة التي جاء من أجلها إبراهيم، وصار على أثرها إسحاق ويعقوب والأسباط وكل الصالحين من بني إسرائيل. 4) التطهر، فبعد التطهر المعنوي والعقائدي من الشرك والآلهة الغريبة من دون الله، يأتي التطهر المادي والذي يكون عادة قبل إقامة الصلوات والعبادات، ويشمل غسل الجسم والأطراف والثياب ونظافة المحيط الذي يقيم فيه الإنسان. 5) تبديل الثياب، ليس المطلوب تغيير ثياب الإنسان بثياب أخرى كيف ما كان نوعها، ولكن المطلوب هو لبس ثياب تليق بالعبادة، يتجرد فيها الإنسان من بهرج الحياة الدنيا وزينتها، حتى لا تشغله مظاهر اللباس والزينة عن عبادة الله والخشوع له والتذلل له، ولذلك فقط اشترط في هذه الثياب أن تكون في أبسط المستويات، وأن يستغني الحاج عن كل مظاهر الزينة وعن الحلي وما إلى ذلك مما لا يليق بمقام التجرد لتعظيم الله وتقديسه؛ 6) الصعود إلى بيت إيل؛ يمكن إطلاق بيت الله على كل مناسك الحج، وهو ما يسمى إجمالا "الصعود إلى بيت إيل"، كما يطلق بيت الله على البيت المسمى بهذا الاسم، والذي هو واحد من المناسك، وهو البيت المربع الذي يطوف عليه الناس، باعتباره واحدا من شعائر البيت الحرام، وهو الذي يطلق عليه الكعبة، والبيت الحرام، كذلك، وإن كانت هذه الأسماء نفسها يمكن أن تطلق على مجمل المناسك، كما تطلق على هذا المنسك الخاص، والذي هو البيت المكعب الذي يتوسطها؛ والذي يطوف به الناس باعتباره واحدا من مناسك الحج؛ وقد يضم معه منسك الصفا والمروة دون منسك رمي الجمار الذي يطلق عليه مع المناسك التي تجاوره اسم عاي أو الجلجال أو جلعيد أي"الرجمة"؛ ومهما يكن فإن صعود يعقوب بعد أن قام بشروط الصعود المادية والمعنوية، أو ما يسمى الإحرام، والتي رأيناها فيما سبق، فسيقوم في هذه المرحلة بما ينبغي أن يقوم به في هذا البيت، والذي هو الطواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، وبعد ذلك ينتقل إلى المرحلة الثانية من هذه المسيرة التعبدية والتي هي مرحلة
(يُتْبَعُ)
(/)
عاي وقد وجدنا تفاصيلها فيما سبق، مع يعقوب في حاران وفي جلعيد؛ 7) تقديم الأقراط، إن أقراط الذهب التي في الآذان تأتي في الكتاب المقدس في سياقين، السياق الأول هو سياق الحديث عن الشرك، وهو يذكِّر عند بني إسرائيل، باتخاذهم من حليهم وذهبهم عجلا من دون الله على عهد موسى، ولذلك فهم يربطون بين إزالة الآلهة المزعومة وإزالة الأقراط من الآذان؛ والثاني هو الهدايا والصدقات والعشور المقدمة إلى بيت الله من الذهب والفضة، وهي التي يقولون عنها "فوضعت في خزانة بيت الله"، ومهما يكن فإن أقراط الآذان تحيل على الإسماعيليين الذين يميزهم عن غيرهم من سكان المنطقة وضع الأقراط في الآذان كما ينص عليه الكتاب المقدس، وقد أحال ركوب الجمال من قبل على طبيعة المنطقة التي يوجد بها بيت الله باعتبارها منطقة صحراوية يتنقل الناس فيها على الجمال. 8) الرحلة أو السعي، إن كل مناسك الحج إنما هي عبارة عن سعي متوال بين كل هذه المناسك من جهة لآداء طقوس العبادة؛ كما يوجد فيها أماكن محددة لسعي خاص قد يكون طوافا على أشواط متوالية، أو سعيا بين الصفا والمروة في سبعة أشواط كذلك، أو مشيا لرمي الجمار أو غيرها. 9) الأمن، إن أهم ما يميز هذا المكان هو الأمن والسلام سواء للعاكف أو البادي، وهو الذي نجد الحديث عنه في نصوص كثيرة بطرق مختلفة، تؤكد أن هذا البلد هو البلد الأمين الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ومن دخله كان آمنا بينما يتخطف النس من حوله في غيره من البلاد.
هذه هي بعض تفاصيل طقس الصعود إلى بيت إيل، التي جعلها الله فريضة دهرية وعيدا سنويا يقام من سنة إلى سنة في المكان الذي اختاره الله من أول يوم وإلى آخر الأيام؛ والذي لا نعرفه واقعيا إلا في مكان واحد في الأرض وهو "بكة" التي بقيت محتفظة بكل هذه الشعائر إلى يومنا هذا، وهي تقام في المكان نفسه من سنة إلى سنة إلى هذا اليوم. وهي لا زالت كما كانت، لم يتغير منها شيء، وإنما أصبحت عامرة أكثر من أي وقت مضى، خلافا لكل المواضع المدعاة أنها "بيت إيل"، إذ لا شيء فيها يوحي لا بعبادة قديمة ولا حديثة، ولا فيها تحقيق لعهد ولا لمواعيد، وإنما هي أهواء قوم أرادوا أن يجعلوا لبيت الله بيتا ضرارا للإغاطة، لكن من غير سلطان مبين، والله بكل شيء عليم.
3 - مع القرآن الكريم:
3 - إن القرآن الكريم وهو يدفعنا إلى إعادة تلاوة الكتاب المقدس يقدم لنا مقترحات أساسية تعين على هذه التلاوة من أجل استرجاع الأبعاد الأساسية المكتومة والمخفية في الكتاب، والملبس فيها الحق بالباطل بدون علم أحيانا وعن علم أحيانا أخرى؛ ولأن مجال المدارسة محدود، فإننا سنكتفي بهذا القدر في بيان بعد الدين والملة الإبراهيمية العالمية التي تنبني على تعظيم شعائر الله وحرماته في المكان الذي اختاره، وسنورد على ذلك مجموعة من النصوص القرآنية الدالة عليه.
قال تعالى عن أهل الكتاب بعد ذكره لأول بيت وضع للناس: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) [66]
إن هذا النص يجمع بين بيت الله الحرام وآياته البينات وبين كفر أهل الكتاب بهذه الآيات وهم شهداء؛ ولم نجد من العلماء والفقهاء والمفسرين من وقف عند هذا الربط بين بيت الله الذي كان أول بيت وضع للناس وما فيه من آيات بينات وبين كفر أهل الكتاب وهم شهداء.
وفي الحديث عن الصفا والمروة قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
- إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) [67]
يشير هذا النص إلى مستوى آخر لم ينتبه إليه المفسرون المسلمون، وهو ما يقوم به الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه الله في الكتاب، وأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
أي كتاب يتحدث عنه هذا النص؟ ومن هم هؤلاء الكاتمون للحق المبين في هذا الكتاب؟ وما علاقة ذلك بشعائر الله وخصوصا الصفا والمروة؟ لم يتحدث المفسرون والعلماء والفقهاء المسلمون كثيرا عن كل هذه الأسئلة السالفة الذكر؛ غير أننا نعلم أن كل كلمة في هذا النص تثير قضية غاية في الأهمية ينبغي لقارئي القرآن، وكان ينبغي لهم من قبل، أن يأخذوها بعين الاعتبار؛ فالكتاب الذي بينه الله للناس هو الكتاب السابق على محمد صلى الله عليه وسلم، بما يحويه من أسفار مختلفة أنزلت على الانبياء، بيّن فيه الله ما أنزل من البينات و الهدى، ومنها موضوع الصفا والمروة وشعائر الله الأخرى؛ لكن الذين يكتمون ما أنزل الله أرادوا إخفاءه وكتمانه عن الناس، بأساليب مختلفة، فأولئك هم الملعنون من الله واللاعنين من الملائكة ومن الناس إلا إذا تابوا وأصلحوا وبينوا والله تواب رحيم، وإلا فسيكونون في النار مع الخالدين.
وقال تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) [68]
مناقشة موضوع القبلة من أهم المناقشات التي أوردها القرآن الكريم، معتبرا مثيري هذا الموضوع من أهل الكتاب "السفهاء من الناس"، وهو يرتبط بتعريفه السابق في نفس السياق "من سفه نفسه"؛ فالسفهاء هم الذين رغبوا عن ملة إبراهيم، وإبراهيم هو باني البيت وخادمه الأول وإمامه والمؤذن في الناس بالحج ليأتوا إليه على كل ضامر من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، وليأخذوا عنه مناسكهم، وليسلموا وجوههم لله رب العالمين، ومن تنكر لهذا الموضوع بما يحمله من اعتقاد وتوحيد وعبادة فقد سفه نفسه لأنه رغب عن دين الله الذي أسسه إبراهيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القبلة التي كان عليها أتباع محمد عندما هاجروا إلى المدينة، لم تكن إلا قبلة أهل الكتاب، وكانت امتحانا للمؤمنين الأوائل بمحمد، إلى أي حد يتعلق إيمانهم بالله ورسوله؟ وإلى أي حد هم مستعدون لترك أعرافهم وتقاليدهم والتي منها التوجه إلى البيت الحرام؟ أم أن ارتباطهم بتقاليدهم سيكون أقوى فينقلبون على أعقابهم عندما يؤمرون بتغيير قبلتهم؟ لقد نجحوا في الامتحان واتبعوا الرسول الذي صلى معهم إلى قبلة أهل الكتاب؛ لكنهم جميعا كانت تتقلب وجوههم في السماء بحثا عن القبلة الحق، وانتظارا للأمر الإلهي فيها؛ إلا أن جاء الأمر بالتحول إلى البيت الحرام لأنه القبلة الحق التي اختارها الله مع إبراهيم من قبل وارتضاها رسوله، قبل الهجرة وبعد الامر الإلهي بالعودة إليها، وأما قبلة أهل الكتاب فلم تكن إلا هوى خالفوا به أوامر الله من قبل ومن بعد، وهم غير مستعدين بأي وجه من الوجوه إلى اتباع القبلة الإبراهيمية والربانية والمحمدية وإن أتيتهم بكل آية. ولذلك فهم السفهاء الذين رغبوا عن ملة إبراهيم وقبلته ومناسكه، وسيقولون للمؤمنين ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟.
قال تعالى: " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) [69]
يستمر القرآن في عرض موضوع القبلة، مبينا أن أهل الكتاب يعرفون هذا الموضوع معرفة جيدة كما يعرفون أبناءهم لكن فريقا منهم يكتم الحق وهو يعلم، والباقي فهم لا يعلمون الكتاب إلا أماني ويرددون ما يقوله أئمتهم دون علم ولا تعقل.
المطلوب من المؤمنين إذن أن يعملوا على شاكلتهم وأن يتوجهوا بصلاتهم شطر المسجدالحرام، وحيثما خرجوا يتوجهون إلى المسجد الحرام؛ ولعل في تكرار المعنى إشارة إلى الواقع التاريخي الذي كان على العهد النبوي، فقبل الهجرة لما كانوا المؤمنون عند البيت الحرام كانوا يتوجهون إلى هذا البيت بالصلاة شأن باقي المصلين قبل البعثة وبعدها، ولكنهم عندما خرجوا إلى المدينة توجهوا إلى قبلة أهل الكتاب، وهو ما اتخذه أهل الكتاب حجة ضدهم، فكان التأكيد القرآني على هذه المسألة وبيانا لسببها: "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون."
هكذا إذن يصبح بيت الله الحرام الذي بناه إبراهيم، ويصبح الحج إليه وتعظيم شعائره وحرماته والاتجاه إليه بالصلاة من جملة الملة الإبراهيمية، لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك نصوص قرآنية عديدة ناقشت أهل الكتاب في دعاواهم العنصرية والمذهبية الباطلة التي نسبت إلى إبراهيم، وردتهم إلى ما انزل الله في الكتاب وطلبت منهم أن يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم، ودعتهم إلى الملة الإبراهيمية الواحدة، التي لا تنفك فيها العقيدة عن الشريعة والتوحيد عن المناسك، وإلى الكلمة السواء التي تجمعهم مع المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وهناك إصرار كتابي على إبعاد غير اليهود من الإرث، بدءا من بكر إبراهيم الذي أخرج هو وأمه لئلا يرث مع أخيه إسحاق، ومرورا بنزع البركة من عيسو حتى لا ينافس أخاه يعقوب، وانتهاء بطرد جميع الشعوب وإبادتها حتى يتمكن أسباط الشعب المختار من تقسيم أرض الميعاد؛ ويقابل هذا الإصرار الكتابي هناك إصرار قرآني على وحدة الملة والدين والمناسك والبركة والقيم والنفس الإنسانية وعلى إعادة بناء المفاهيم الدينية وفقا لهذه الوحدة.
4 - مع الحديث النبوي في صحيح البخاري:
أما الحديث النبوي، والذي نطلع عليه من خلال الحديث عن إبراهيم في أحاديث البخاري، فيمكن تناوله من خلال ثلاث قضايا أساسية:
القضية الأولى
46،6 في المائة مما أورده البخاري في شأن إبراهيم يتعلق بأمور غيبية، يمثل موضوع الشفاعة منها 19،5 في المائة، ويمثل موضوع العروج إلى السماء 17 في المائة منها؛ إلا أن الكلام عن إبراهيم في هذين الموضوعين لم يمثل إلا جزءا ضئيلا منهما؛ حيث ذكر إبراهيم في موضوع الشفاعة ذكرا خافتا جدا، إذ لم يستطع أن يشفع لأحد من الناس الذين توجهوا إليه من أجل ذلك، بسبب كذباته الثلاث التي كذبها.
وكذلك الأنبياء الآخرون إلا محمدا صلى الله عليه وسلم لما أذن له ربه.
وأما في موضوع المعراج فكان حضوره باهتا كذلك، فمحمد صلى الله عليه وسلم يلقاه في إحدى السماوات فيسلم عليه إبراهيم ويرحب به، ولا يقوم بشيء آخر أكثر من ذلك؛ بينما يأتي الحديث عن البيت المعمور في نفس السياق، لكنه بدل أن يربط بإبراهيم وبحج الناس إلى هذا البيت الذي بناه، فإنه يربط بالملائكة الذين يأتون إليه من غير انقطاع حتى أن من جاء إليه منه مرة لا يعود إليه أبدا. ويلاحظ أن لموسى في هذا الحديث مكانة في الدين أكبر من مكانة إبراهيم، فعندما فرض الله على المؤمنين خمسين صلاة تدخل موسى ليخفف عن الأمة عددا من المرات، في كل مرة يحط عنها خمس صلوات، تماما مثلما هي مجادلة إبراهيم للملائكة في شأن قوم لوط لترك عقابهم، فكان ينقص من عدد خمسين شخصا في كل مرة خمسا. حتى استقر الأمر على خمس صلوات بأجر خمسين صلاة.
وأما الموضوع الثالث الذي تناولته هذه المجموعة من الأحاديث المتحدثة عن الغيب فهو موضوع أول من يكسى يوم القيامة، والذي هو إبراهيم، لأن الناس يبعثون عراة وحفاة وغرلا؛ وهو حديث يحضر فيه الأثر اليهودي وخصوصا في الحديث عن الغرلة والتي تقتضي الختان. وتمثل نسبة هذا الموضوع 4،4 في المائة من مجموع أحاديث إبراهيم في صحيح البخاري؛ غير أن هذا الحديث ينطلق من إبراهيم ليعالج موضوعا آخر في التاريخ الإسلامي، هو موضوع الردة، وخصوصا ردة الصحابة، حيث يذكر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة سيراهم في العذاب فيرغب في إنقاذهم فينادي أصحابي أصحابي فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
أما باقي الموضوعات التي جاءت في هذه المجموعة فلا تمثل في مجموعها إلا أقل من ستة في المائة، وتتحدث عن إبراهيم الذي يشبه محمدا، وعن صورة إبراهيم وإسماعيل التي وجدها محمد صلى الله عليه وسلم في الكعبة وفي أيديهما الأزلام، فاعتبر عليه السلام ذلك كذبا عليهما.
ثم موضوع أبو إبراهيم الذي نال من الله أشد العذاب.
هذه هي صورة إبراهيم الغيبية كما وردت في الحديث واحتلت نسبتها قريبا من نصف مفردات الحديث عند البخاري.
وأما المجموعة الثانية، والتي يمكن أن نطلق عليها مسمى أخبار إسرائيلية، فتمثل ما يزيد على خمس مفردات الحديث بنسبة 21،16 في المائة، أكثر من نصفها أي 11،16 في المائة تتحدث عن خروج إبراهيم بإسماعيل وأمه إلى الصحراء وتركهما هناك في يد الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويليها موضوع كذبات إبراهيم بنسبة 6،7 في المائة من مجموع مفردات الحديث في الباب. ثم موضوع أكرم الناس والذي هو الكريم يوسف ابن الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق ابن الكريم إبراهيم. ويليه موضوع اختتان إبراهيم بقدوم وهو ابن خمس وثمانين سنة.
والملاحظ أن الصورة المقدمة من هذه الاحاديث هي عينها المقدمة من الأسفار القانونية الكتابية، ونصوص هذه الأحاديث موجودة بحذافيرها في الكتاب القانوني المقدس.
أما المجموعة الثالثة من الأحاديث فهي المتعلقة بحديث عرضي عن إبراهيم، لمعالجة موضوع من موضوعات الواقع الإسلامي، وتمثل نسبة هذه المجموعة ما يزيد على ربع مفردات الأحاديث الواردة عن البخاري في شأن إبراهيم؛ وجزء مهم منها إنما هو تفسيرات مأثورة عن البخاري والناقل عنهم بما فيها آيات قرآنية وضعها البخاري ترجمة لأبواب معينة؛
يمثل حديث تحريم مكة من طرف إبراهيم، وتحريم المدينة من طرف محمد صلى الله عليه وسلم نسبة 6،4 في المائة من العدد الإجمالي لمفردات الأخبار المتحدثة عن إبراهيم.، وهي محاولة لجعل المدينة المنورة في مكانة مكة المكرمة من حيث القدسية؛
ويمثل حديث إعادة بناء قواعد البيت على أسس إبراهيمية نسبة 5 في المائة من مجموع مفردات هذه الأحاديث عند البخاري؛ والواضح أن الحاجة إلى توسيع البيت كانت ملحة مع الرفض المجتمعي للأمر، فكان الحديث وسيلة أساسية لجعل الناس يسمحون بتوسعة البيت الحرام وإعادة بناء الكعبة وهو ما قام به الزبير بن العوام.
ويمثل موضوع الصلاة الإبراهيمية نسبة 4،5 في المائة من مجموع مفردات هذه الأحاديث، والواضح أن لصيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم علاقة بالصراع القائم بين الأهل والأزواج والأصحاب، وهل يذكر في الصلاة على النبي الصلاة على أصحابه أو أزواجه أم آله فقط ..
وتمثل باقي الأحاديث ما يقل عن نسبة 5 في المائة المتبقية، وكلها تتحدث عن إبراهيم بشكل عرضي، فموضوع "مقام إبراهيم" الذي شغلت مفرداته 2،1 في المائة، كان يتحدث عن موافقات القرآن لعمر، ومنها موافقته في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى؛ وموضوع "دين إبراهيم" يتعلق بأحد العرب الذي كان في الجاهلية على دين إبراهيم، وحديث "قرت عين أم إبراهيم"، هو كلام أحد المصلين في اليمن سمع المقريء يقول "واتخذ الله إبراهيم خليلا؛ وحديث الجد أب، يتعلق بحكم فقهي أخذه أبو بكر من قول يوسف في قوله تعالى: "آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب"؛ كل أخبار هذه المجموعة الأخيرة ورد ذكر إبراهيم فيها بشكل عرضي، و لم يكن إبراهيم هو المقصود في حد ذاته، وإنما قصدت مواضيع أخرى تتعلق بالواقع التاريخي الإسلامي أو الفهم والاجتهاد الفردي انطلاقا من نصوص قرآنية ذكر فيها إبراهيم الخليل.
وخلاصة القول إن الأحاديث النبوية التي أوردها الإمام البخاري عن إبراهيم بعد هجرته من أرض مولده، لم تتوافق مع الحديث القرآني عن نفس المرحلة، بل إن المقصد القرآني كان هو الغائب الأساسي عنها، بينما كانت الروح الكتابية هي الموجهة لها، وكان الواقع العربي بأحواله المختلفة مؤثرا أساسيا فيها؛ ولذلك وجدنا إبراهيم سواء في المعراج وهو يستقبل محمدا صلى الله عليه وسلم في أحد السماوات، تماما مثلما نجده في معارج الأنبياء في الأسفار المقدسة الكتابية قانونية وغيرها؛ ومنه معراج إبراهيم الذي يطلق عليه رؤيا أبراهام، أو معراج باروخ أو أخنوخ أو إيليا أو موسى نفسه، ومعارج كثيرة تذكر في الأدبيات الكتابية وتحكي عن الرحلة السماوية. ومثلما وجدنا إبراهيم في المعراج وجدناه في حديث الشفاعة متأثرا بكذباته التي منعته أن يشفع في الناس، إلى أن يأتي الشافع المشفع محمد صلى الله عليه وسلم، فيأذن الله له فيقوم بالشفاعة لأمته؛ ورغم ما يحمله هذا الحديث من تنكر للأعمال واعتماد على الفضل الإلهي الخاص بالأمة المحمدية عندنا، وبأتباع الأنبياء الآخرين في فكرة الخلاص عند الأمم الأخرى؛ فإن إبراهيم يبدو متناقضا مع أحاديث أخرى أوردها البخاري نفسه عن أبي ذر الغفاري، تبدأ الشفاعة فيها بالملائكة ثم يشفع الأنبياء عموما دون حرمان أي واحد من هذا العمل ثم الشهداء ثم الصالحون، ثم يشفع الله سبحانه وتعالى ويضع رجله في النار حتى تقول قط قط؛ وفي هذا الحديث شفاعة الأنبياء جميعا دون أن تمنعهم ذنوبهم. ونجد من أحاديث الغيب
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك حديث أول من يكسى يوم القيامة والذي هو إبراهيم، ويذكر لنا الحديث جوانب مذهبية وسياسية تتعلق بالمرحلة الإسلامية تتعلق بالصحابة الذين غيروا بعده، حيث ينادي عليهم رسول الله صلعم أصحابي أصحابي فيقال له لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقال لهم بعدا بعدا وفي روايات أخرى سحقا سحقا؛ تماما كما ورد في أقوال المسيح في الإنجيل بالنسبة لأصحابه ومريديه الذين لم يسيروا على نهجه ..
أما المجموعة الثانية من الأحاديث فقد كانت موافقة بشكل حرفي لما ورد في أسفار العهد القديم، إبراهيم يكذب فيقول عن زوجته هي أختي، وإبراهيم يختتن بقدوم، وإبراهيم يخرج جاريته وابنه منها إلى الصحراء ويتركهما ويرجع إلى أهله حيث يوجد الوارث الحقيقي ..
وأما المجموعة الثالثة فهي مرتبطة بالواقع الإسلامي، حيث المدينة المحرمة التي حرمها محمد كما حرم إبراهيم مكة، وحيث تغيير قواعد إبراهيم التي لم يستطعها محمد لأن قومه حديثو عهد بالجاهلية؛ وحيث الخلاف عن الصلاة على النبي ومن يضم إليه أصحابه أم أزواجه أم آله فقط؟، وحيث الفهوم الفردية الخاصة لنصوص قرآنية ذكر فيها إبراهيم.
أما الحديث القرآني عن ما قبل الهجرة الإبراهيمية حيث الجهاد الأكبر من أجل التوحيد ضد الشرك حتى وصل الأمر بالمشركين إلى إحراقه بالنار فنجاه الله منها، وما بعد الهجرة حيث إقرار الدين العالمي وشعائر الله في البيت الذي اختاره، في ملة إنسانية واحدة تجمع الاعتقاد مع التشريع وتجعل البركة لجميع الأمم فإن كلا من النص التوراتي القانوني والنص الحديثي الإسلامي كان غافلا عنه.
وختاما اجمع بين أيديكم نسب إحصاءات الدراسة كما خلصنا إليها:
قبل هجرة إبراهيم
بعد هجرته
مجموع الكلمات
النص القرآني
4200 كلمة
40 %
6400 كلمة
60 %
10600 كلمة
أثار القرآن أهم المواضيع التي أغفلها النص التوراتي في هذه المرحلة، وهي موضوعي التوحيد والبعث
ركز القرآن على قضية بناء بيت الله وإقامة شعائر الدين فيه، واستحضار الأبعاد الإنسانية والقيمية للملة الإبراهيمية الواحدة التي يتبارك جميع أمم الأرض
النص الكتابي
250 كلمة
2 %
11350 كلمة
98 %
11600 كلمة
لم يهتم النص التوراتي بهذه المرحلة من حياة إبراهيم، ولم يذكر عنها النص القانوني إلا نتفا غابت عنها الأبعاد الأساسية للدين وعلى رأسها البعث والتوحيد، وحضرت مكانها الأبعاد العنصرية المتمثلة في النسب والذرية.
تحولت إمامة البيت الحرام إلى امتلاك الأرض وإرثها، ولذلك تحدثت الرواية عن ترك إبراهيم لابنه البكر وأمه في الصحراء حتى لا يرث مع إسحاق، غلب الحديث عن الأرض الموعودة والنسل المبارك والإرث الخاص بالشعب المختار. وغابت الأبعاد الإنسانية والدينية في المكان المختار للبركة العالمية.
النص الحديثي عند البخاري
511 كلمة
4 %
12014 كلمة
96 %
12525 كلمة
تماما مثل النص التوراتي غاب الحديث عن هذه المرحلة عموما، وما ذكر من قضايا لا ينسجم أبدا مع المضامين القرآنية وإضافاتها النوعية، وإنما يعيد إثارة إشكالات حول ما جاء به القرآن الكريم، فبدلا من الحديث عن إبراهيم ورشده وإيمانه واطمئنانه هناك حديث عن شك إبراهيم، وبدلا من إسقاط فكرة العنصرية، كان اعتبار عذاب أبي إبراهيم أبعد الخزي وهو يناقض قول إبراهيم ولا تخزني يوم يبعثون ...
وأما باقي الأحاديث فيمثل قريبا من نصفها حديث عن أمور غيبية، بعضها يتعلق بالمعراج، وبعضها بالشفاعة، وبعضها بأول من يكسى يوم القيامة ..
وتمثل المجموعة الثانية منها حديثا عن إبراهيم كما ورد في النص التوراتي، إبراهيم يكذب، ويختتن بقدوم، ويخرج ابنه إسماعيل وأمه إلى الصحراء ...
وأما المجموعة الثالثة فتمثل أمورا تتعلق بتاريخ المسلمين، ومن ذلك تحريم المدينة، وإعادة بناء الكعبة، والصلاة على النبي محمد، وباقي الكلام الآخر إنما هو تفسيرات للبخاري ولمن نقل عنهم من الأئمة.
والظاهر أن الغائب الأكبر في كل هذه الأخبار هو المقترح القرآني بما يضمه من أبعاد دينية وإنسانية ...
مجموعة 1:
46،6 % من الأحاديث تتحدث عن أمور غيبية،
يمثل حديث المعراج 19،5 %
ويمثل حديث المعراج17 %
وحديث أول من يكسى يوم القيامة 4،4 %.
مجموعة 2:
21،16 %
يمثل حديث إخراج إسماعيل وأمه 11،1 %.
موضوع كذبات إبراهيم بنسبة 6،7 في المائة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إسحاق بن إبراهيم 2،4 في المائة
اختتان إبراهيم 0،96
مجموعة 3:
21،23 %
حرمة المدينة 6،4/
قواعد إبراهيم 5 في المائة
الصلاة على إبراهيم 4،5 في المائة
مقام إبراهيم 2،1 في المائة
دين إبراهيم 1،98 في المائة
قرت عين أم إبراهيم 0،7 في المائة
الجد أب 0،55 في المائة/ فقه
مجموعة 4:
7 %
تفسيرات البخاري والناقل عنهم من المحدثين وغيرهم
الحواشي:
[1] سفر التكوين إصحاح 11 عدد 31 - 32.
[2] سفر التكوين إصحاح 12 عدد 1 - 3.
[3] سفر يشوع إصحاح 24 عدد 2 - 3.
[4] سفر يشوع إصحاح 24 عدد 14 - 15.
[5] بَعْدَ هَذِهِ الامُورِ صَارَ كَلامُ الرَّبِّ الَى ابْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ يَا ابْرَامُ. انَا تُرْسٌ لَكَ. اجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّا». (2) فَقَالَ ابْرَامُ: «ايُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ مَاذَا تُعْطِينِي وَانَا مَاضٍ عَقِيما وَمَالِكُ بَيْتِي هُوَ الِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ؟» (3) وَقَالَ ابْرَامُ ايْضا: «انَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلا وَهُوَذَا ابْنُ بَيْتِي وَارِثٌ لِي». (4) فَاذَا كَلامُ الرَّبِّ الَيْهِ: «لا يَرِثُكَ هَذَا. بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ احْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ». (5) ثُمَّ اخْرَجَهُ الَى خَارِجٍ وَقَالَ: «انْظُرْ الَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ انِ اسْتَطَعْتَ انْ تَعُدَّهَا». وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». (6) فَامَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرّا. (سفر التكوين 15/ 1 - 6)
[6] وَقَالَ لَهُ: «انَا الرَّبُّ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ اورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هَذِهِ الارْضَ لِتَرِثَهَا». (8) فَقَالَ: «ايُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِمَاذَا اعْلَمُ انِّي ارِثُهَا؟» (9) فَقَالَ لَهُ: «خُذْ لِي عِجْلَةً ثُلاثِيَّةً وَعَنْزَةً ثُلاثِيَّةً وَكَبْشا ثُلاثِيّا وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». (10) فَاخَذَ هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّهَا مِنَ الْوَسَطِ وَجَعَلَ شِقَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ صَاحِبِهِ. وَامَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشُقَّهُ. (11) فَنَزَلَتِ الْجَوَارِحُ عَلَى الْجُثَثِ وَكَانَ ابْرَامُ يَزْجُرُهَا. (سفر التكوين 15/ 7 - 11)
[7] وَلَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ الَى الْمَغِيبِ وَقَعَ عَلَى ابْرَامَ سُبَاتٌ وَاذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. (13) فَقَالَ لابْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِينا انَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبا فِي ارْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ ارْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. (14) ثُمَّ الامَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا انَا ادِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِامْلاكٍ جَزِيلَةٍ. (15) وَامَّا انْتَ فَتَمْضِي الَى ابَائِكَ بِسَلامٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. (16) وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ الَى هَهُنَا لانَّ ذَنْبَ الامُورِيِّينَ لَيْسَ الَى الْانَ كَامِلا». (سفر التكوين 15/ 12 - 16)
[8] ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ وَاذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. (18) فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ ابْرَامَ مِيثَاقا قَائِلا: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ الَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ. (19) الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ (20) وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ (21) وَالامُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ». (سفر التكوين 15/ 17 - 21)
[9] عهد القطع
بعد وقت قصير من الحرب، أظهر الله نفسه لابراهام لتهدئة ضميره من إراقة دماء الأبرياء، لكون الاضطراب قد سبب له الكثير من عذاب الروح. فأكد الله له في الوقت نفسه انه سيظهر رجال أتقياء بين ذريته، مثله، من شأنهم أن يكونوا درعا في أجيالهم. (نص مترجم عن النسخة الإنجليزية للهاجادة: بوهندي)
(يُتْبَعُ)
(/)
[10] وزيادة في التفضيل، فإن الله أعطاه أن يسأل ما يريد، وهي نعمة نادرا ما تمنح لأحد، ما عدا يعقوب وسليمان، وأحاز والمسيح. فتكلم ابراهيم قائلا: "يا رب العالمين، وإذا كان أحفادي سيثيرون غضبك في المستقبل فالأفضل لي أن أعيش عقيما. فمن أجل لوط رحلت بعيدا عن دمشق، حيث كان الله حافظي، و سيكون من دواعي سروري أن يكون وارثي. إضافة إلى ذلك، فقد قرأت في النجوم، أن أبراهام، لن يولد له أطفال. (الهجادة: ترجمة بوهندي)
[11] "وعندها أصعد الله أبراهام فوق قبة السماء، وقال له:" أنت نبي، ولست منجما "؛ ولم يسأل ابراهام آنئذ أي آية على أنه سوف ينعم بذرية. ودون أن يضيف كلمة أخرى، آمن بالرب، فجزاه الله على إيمانه التلقائي بنصيب في هذا العالم، ونصيب في العالم الآخر كذلك، وإلى جانب هذا، فإن عودة اسرائيل من المنفى ستكون جزاء على ثقته القوية بالله.
[12] ولكن على الرغم من انه يعتقد ان الوعد الذي قطعه له الله كامل وبإيمان راسخ، فقد كان المطلوب أن يعرف حتى الآن ماالذي تحتاجه ذريته لتحافظ على نفسها. ولذلك أمره الله بالتضحية ببقرة ثلاثية ومعزة ثلاثية، وكبش ثلاثي، ويمامة وحمامة، وهو ما يبين لابراهام مختلف القرابين التي ينبغي تقديمها في المعبد في كل مرة، للتكفير عن خطايا إسرائيل ومزيد من العناية بها. وسأل ابراهيم "ولكن ما الذي سوف يحدث لذريتي" "بعد تدمير المعبد؟ " فأجاب الله قائلا: "اذا كانوا يقرأون أمر القرابين كما هي في الكتب المقدسة، سأحتسبها لهم كما لو أنهم قدموها فعلا، وأغفر لهم جميع خطاياهم". ثم كشف الله لإبراهيم مسار تاريخ اسرائيل، وتاريخ العالم كله: فبقرة ثلاث سنوات تشير إلى سيطرة بابل، وماعز ثلاث سنوات يقف لامبراطورية الإغريق، وكبش ثلاثة سنوات لسلطة ميدو الفارسية، وسيادة إسماعيل تمثلها اليمامة، واسرائيل هي الحمامة البريئة.
[13] فأخذ ابراهام هذه الحيوانات وشقها من الوسط. ولو أنه لم يفعل ذلك، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على مقاومة قوة الممالك الأربع. لكن الطيور لم يشقها، ليدل على أن إسرائيل سوف تظل كاملة. وسقطت الطيور الجارحة على الجثث، ومنعها ابراهام. وهكذا أعلن عن مجيء المسيح، الذي يجعل الأوثان جذاذا، ولكن ابراهام جعل المسيح ينتظر إلى الوقت المعين له. ولأن الوقت المسيحي كان معلوما لدى ابراهام، وكذلك وقت قيامة الموتى. فعندما وضع شطري القطع مقابل بعضها البعض، عادت الحيوانات إلى الحياة ثانية وحلقت الطيور.
[14] بينما كان يعد أبراهام هذه القرابين، رأى رؤيا عظيمة. غربت الشمس، واستغرق في نوم عميق، فرأى دخان نار جهنم، النار التي أعد الله للآثمين، ورأى مشعل نار، وحي سيناء، حيث شهد كل الناس المشاعل المشتعلة؛ ورأى القرابين تحمل من قبل إسرائيل؛ ورعب مع ظلمة شديدة حلت عليه، إنها سيطرة الممالك الأربع. وقال الله له: "ياابراهام لطالما يلتزم أبناؤك بواجبي دراسة التوراة والخدمة في المعبد، وهما الواجبان، فجهنم وتسلط الغرباء لن يصل إليهم؛ ولكن اذا أهملوا هذين الواجبين، سيكون عليهم أن يعانوا من عقوبتين اثنين؛ وليس لهم إلا اختيار ما إذا كانوا سيعاقبون عن طريق جهنم أو عن طريق تسلط الغريب عليهم ". فظل ابراهام طيلة اليوم حيران، حتى قال الله له: "كم ستظل حائرا بين الرأيين؟ لتقرر واحدا من اثنين، فليكن تسلط الغريب! "
[15] عندها أعلمه الله بعبودية إسرائيل في مصر لمدة أربعمائة سنة، والحساب من ولادة اسحق، لأن أبراهام قد وعد بأن يلحق بآبائه في سلام، ولن يمسه شيء من غطرسة الغريب الظالم. وفي الوقت نفسه، فقد كان معلوما أن والد ابراهام تراح سيكون له نصيب في العالم الآخر، لكونه قام بالتكفير عن أفعاله الآثمة. إضافة إلى أنه قد أوحي إليه أن ابنه إسماعيل سيتحول إلى الطريق القويم، بينما والده كان لا يزال على قيد الحياة، وحفيده عيسو لن يبدأ طريقته المنحرفة في الحياة حتى يكون هو نفسه قد وافته المنية. وعندما تلقى وعدا بخلاصهم جميعا مع الإعلان عن عبودية ذريته، في أرض ليست لهم، أعلمه الله بأنه سيحاكم الممالك الأربع ويدمرها.
[16] مخطوطات قمران التوراة المنحول ج3 ص 573.
[17] مخطوطات قمران التوراة المنحول ج3 ص 573.
[18] سورة الأنعام 74 - 79.
[19] الخمسينيات مخطوطات قمران ج2 ص 198.
[20] الخمسينيات مخطوطات قمران ج2 ص 198.
[21] سورة الصافات 83 - 98.
[22] سورة الأنبياء 51 - 70.
[23] الخمسينيات مخطوطات قمران ج2 ص 200.
[24] الخمسينيات مخطوطات قمران ج2 ص 200.
[25] الخمسينيات مخطوطات قمران ج2 ص 199.
[26] الآثار التوراتية مخطوطات قمران ج3 ص 199.
[27] الآثار التوراتية مخطوطات قمران ج3 ص 200.
[28] سورة الصافات 83 - 98.
[29] سورة الأنبياء 51 - 70.
[30] مخطوطات قمران التوراة المنحول ج3 ص 573.
[31] صحيح البخاري - (11/ 138)
[32] سفر التكوين إصحاح 12 عدد 1 - 9.
[33] سورة البقرة 124.
[34] سورة الأنبياء 71.
[35] سفر التكوين إصحاح 12 عدد 1 - 9.
[36] سورة البقرة 125 - 129.
[37] سورة آل عمران 96 - 97.
[38] انظر سفر التكوين 12/ 8.
[39] انظر سفر التكوين 13/ 3 - 4.
[40] سفر التكوين 28/ 19.
[41] سفر التكوين 31/ 13.
[42] سفر التكوين 35/ 1 - 6.
[43] سفر التكوين 35/ 8.
[44] سفر التكوين 35/ 15 - 16.
[45] سفر التكوين 12/ 1 - 3.
[46] سفر التكوين 12/ 4 - 5.
[47] سفر التكوين 11/ 31 - 32.
[48] سفر التكوين 28/ 10 - 17.
[49] انظر مبحث حاران.
[50] سفر التكوين 12/ 6 - 9.
[51] سفر التكوين 12/ 6 - 9.
[52] سفر التكوين 13/ 1 - 9.
[53] سفر التكوين 13/ 1 - 9.
[54] سفر التكوين 12/ 9.
[55] سفر التكوين 13/ 14 - 18.
[56] سفر التكوين 13/ 14 - 18.
[57] سفر التكوين 28/ 10 - 19.
[58] سفر التكوين 28/ 20 - 22.
[59] سفر التكوين 31/ 17 - 25.
[60] سفر التكوين 31/ 43 - 53.
[61] انظر مبحث النساء في الحج.
[62] سفر التكوين 31/ 34 - 35.
[63] سفر التكوين 35/ 1 - 8.
[64] انظر مبحث بكة في الكتب المقدسة.
[65] انظر مبحث "الحج فريضة عالمية".
[66] سورة آل عمران 98 - 100.
[67] سورة البقرة 158 - 163.
[68] سورة البقرة 142 - 145.
[69] سورة البقرة 146 - 153.(/)
من العجز الحضاري في الواقع إلى الإعجاز العلمي في النص - عبد الرحمن حللي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:29 ص]ـ
من العجز الحضاري في الواقع إلى الإعجاز العلمي في النص
عبد الرحمن حللي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=db5e5182b5971e60d285c2b9f2a70 9db&cat=1&id=783&m=9f03d28cc71ca469a25b9a6d53b05338)
-1-
ظاهرة "التفسير العلمي" أو "الإعجاز العلمي في القرآن" ظاهرة حديثة نسبياً، وإن كانت ترجع جذورها إلى طبيعة النظر إلى ما يحتويه القرآن الكريم من علوم في التراث الإسلامي، فالإمام الغزالي (505هـ) يعتبر أن جميع العلوم داخلة في أفعال الله وصفاته وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله، فكان مقصد الغزالي من مقولته التعرف على الله من خلال القرآن وما اشتمل عليه من أصول العلوم ومفاتيحها، وقد حاول الإمام الرازي (606هـ) تطبيق فكرة الغزالي ووظف العلوم في معرفة أسرار القرآن والوجود، ولم يسم ذلك تفسيراً أو إعجاز علمياً إنما كان جارياً على نسق علماء كل عصر في الاستفادة من معارف زمنهم وتوظيفها في اختصاصاتهم، وجاء الإمام الشاطبي (790هـ) ورفض إدخال العلوم في تفسير القرآن وتحميل القرآن ما لم يحتمل من المعاني والعلوم التي لم تكن موجودة في عصر النزول، ولم تكن المسألة مثار جدل في التراث الإسلامي لأنها لم تشكل ظاهرة على مستوى التطبيق، أما في العصر الحديث فقد ظهر تعبير الإعجاز أو التفسير العلمي بعد اكتشاف العالم الإسلامي الهوة الساحقة بينه وبين الغرب في مجال العلوم خصوصاً فتمت العودة إلى القرآن كوسيلة لاستعادة الثقة بالذات، وكان طنطاوي جوهري (ت:1940م) صاحب أول وأشمل تفسير علمي، ويعتبر تفسيره موسوعة علمية فيه من المبالغات ما لا يقبله المنطق، وقصد بعمله حث المسلمين على الاهتمام بالعلوم ومسابقة الغرب بذلك، لكن تفسيره قوبل بالرفض لمبالغاته، ولأثر ذلك السلبي على القرآن من حيث الاستناد إلى نظريات علمية لم تصل إلى القطع فيتم بتغيرها نقض التفسير والطعن بالقرآن.
-2 -
وفي تحليل ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن ينبغي التفريق بين مستويين أساسيين، الأول: اشتمال القرآن على حقائق علمية وإشارات لقضايا ذات بعد علمي، مع مسلمة لا جدل فيها وهي استحالة التناقض بين القرآن والعلم، وفي هذا المستوى لا يوجد إشكال في بيان طبيعة الوحي وتأكيد مصدريته، أما المستوى الثاني من النظر في المسألة فهي الانتقال من هذه المسلمة (عدم التعارض بين القرآن والعلم) إلى التنظير العلمي لترجمة هذه الحقيقة من خلال أمثلة تفصيلية وأرقام وعناوين واصطلاحات علمية مباشرة وتنزيل الآيات القرآنية على المسائل العلمية أو تأويل النص القرآني في ضوء المسائل العلمية، بل والانتقال إلى البحث في القرآن عن العلم التجريبي واعتباره مرجعاً له. وهذا المستوى الثاني هو مثار الإشكال والنقاش الذي يرجع في عمقه إلى إشكال منهجي يرتبط بطبيعة النظر إلى النص نفسه وموضوعه.
فالمستوى الأول هو أثر طبيعي وتلقائي لإيمان المؤمن بأن القرآن وحي إلهي وكونه كتاباً محكماً مقروءاً فيه آيات تتلى، يقابل كتاب الله المعمور والآيات الكونية، فما في القرآن من هذه الحقائق الظاهرة إنما هي ترجمة لهذا المعنى، وثمة إشارات أخرى إلى قضايا علمية ما هي إلا دلائل للحث على النظر والبحث والاكتشاف التجريبي في ميدانها الطبيعي وليس في النص نفسه، لذلك اقترن الحديث عن الكون والظواهر العلمية بالأمر بالبحث والنظر والتأمل "قلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت:20]، "إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [الجاثية:3 - 5]، وتحصل الدلالة هنا بالبحث المستقل في الميدانين: الأول: البحث في دلالات النص القرآني عما جاء من القرآن من أجله وهو الهداية، والميدان الثاني هو البحث في الكون عن الدلائل العلمية والقوانين الإلهية وفق قواعد البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
التجريبي بعيداً عن النص القرآني، وسيقود هذا البحث العلمي الباحث إلى نتائج تكشف عن النظام الإلهي في الكون، وهذه السنن ستقود المتأمل إلى التعرف على الخالق والإيمان والتوحيد، وبذلك تلتقي نتائج البحث القرآني مع نتائج البحث العلمي في الدلالة على الخالق وتوحيده، وأي تداخل بين مساري البحث سيعطل أحدهما الآخر لاختلاف الطبيعة والمنطلق والهدف والقوانين، بل وإن التداخل بينهما يخالف طبيعة الأمر المتعلق بكل منهما، فدرس النص القرآني لغوي موضوعه الهداية إلى التي هي أقوم، ودرس العلم ميدانه المادة والتجريب والطبيعة واكتشاف القوانين، فما أشار إليه القرآن من دعوة للنظر العلمي في الأشياء لا يمكن أن يكتشف من خلال النص إنما من خلال معالجة الأشياء وتحليلها وتجريبها واكتشاف قوانينها وهي حقل خارج النص.
أما المستوى الثاني من النظر في المسألة وهو البحث في القرآن عن العلم أو التطابق بينه وبين العلم، فهو مشكل وعقيم من نواح عدة:
-الإشكال الأول: أن دعوى الإعجاز العلمي للقرآن هي في جوهرها محاولة تصديق أحدهما بالآخر، وهذا مطب خطير، لأن صدق القرآن لا يتأسس على التوافق مع التجارب العلمية وقوانينها، إنما إلى المبدأ العام فيه وهو عدم التعارض بين القرآن والعلم، فضلاً عن كون علاقة المؤمن بالكتاب علاقة إيمانية قبل أن تكون علاقة برهانية في التفصيل، وطلب التوافق التفصيلي بين العلم والقرآن قد يؤول إلى نقيض الغرض، أما محاولة التصديق المعاكسة وهي إثبات صدق العلم بالقرآن فلا تستقيم أيضاً، لأن العلم لا يثبت بأدلة نصية إنما معياره التجريب والملاحظة والنظام، ولا يستقيم علم عالم تجريبي إذا استدل على علمه بغير أدوات العلم، وليس النص واحداً منها.
-الإشكال الثاني: في أصل الفكرة والتسمية، فكلمة الإعجاز والمعجزة إنما تستلزم فكرة أساسية لا تقوم إلا بها، وهي التحدي، ويستلزم علم المتحدي وعجز المتحدى عن مضاهاة المتحدى به، بمعنى أن المسلم إذا ما ادعى أن القرآن معجز علمياً فينبغي أن يكون عالماً بالمضمون العلمي للإعجاز ابتداء قبل أن بعلمه الطرف الآخر، لكن الذي يحصل هو العكس، وهي أن من يبحثون في الإعجاز العلمي إنما يتعرفون على العلم من قبل من لا يؤمن بالقرآن أصلاً واكتشف المسائل العلمية بالتجربة، فيأتي الباحث الإعجازي ليأخذ نتائج أبحاث غيره وينظر في القرآن ليثبت أنها موجودة فيه، ولو لم يطلع على جهد هذا العالم أو ذاك لما اكتشف في القرآن إعجازاً، ولذلك تتكاثر قضايا الإعجاز العلمي مع تكاثر الاكتشافات واطلاع المسلمين عليها، وهذه الظاهرة هي عكس الإعجاز، فالعالم التجريبي لم يطلع على القرآن عند اكتشافه، والمسلم لم يكتشف العلم من القرآن قبل اكتشاف العالم له، فالعلاقة علاقة إسقاط، والأصل فيها التجربة العلمية وليس القرآن، فالذي كان ينبغي أن يتم حتى يستقيم ترتيب فكرة الإعجاز العلمي أن يصرح القرآن أو يدل على مسألة علمية بتفصيل لا يعلمه المخاطبون ثم يطلب منهم إثبات نقيضه أو التصديق به، وهذا ما لم يحصل، فلا يوجد تحد علمي في أي مستوى لقارئ القرآن، كل ما في القرآن عودة إجمالية إلى العلم والبحث والاكتشاف، ولم يسم تلك الظواهر إلا بما يؤكد هذه الدعوة القرآنية، فسميت"الآيات" وهي إشارة إلى الآفاق التي يمكن أن يكتشف العالم من خلالها الدلائل الكونية على التوحيد، فالمسألة العلمية في القرآن دعوة للاستدلال، لا التعجيز.
- الإشكال الثالث: القطيعة الزمنية بين النص المعجز علمياً –حسب المدعى-، والقضية المكتشفة، بمعنى أن وصف الإعجاز ينبغي أن يكون قائماً في النص لا ينفصل عنه، وهو متجل فيه منذ عصر نزوله، وهذا ما نلحظه في وجوه الإعجاز التي تحدى بها القرآن منكريه، لكن في مسألة الإعجاز العلمي لم يكن موضوع العلم حاضراً في النص قبل اكتشاف العلم، وبالتالي لم يكن موضوع تحد فيه، وبناء على دعوى الإعجاز العلمي فإن هذا الجانب من الإعجاز ظل معطلاً قروناً طويلة حتى إذا اكتشفنا العلم الحديث اكتشفنا أن النص القرآني معجز، وهذا عين العجز عن فهم القرآن وتوقف فهمه على تجارب العلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الإشكال الرابع: الخلط بين طبيعة النص القرآني ووظيفته، وبين طبيعة العلم ووظيفته، فالنص القرآني كما وصفه الله كتاب هداية وتربية وأحكام، وكل ما احتواه القرآن أو دل القرآن على أنه مشتمل عليه فإنما يفهم ذلك في ضوء طبيعة النص والهدف الذي سيقت الآيات من أجله، فمحور الهداية هو الحاكم على موضوعات القرآن، وما جاء فيه من متعلقات العلوم الأخرى كالتاريخ والطبيعة وغير ذلك فإنما سياقها يدل على توظيفها في مسلك الهداية الذي هو المحدد الأساسي لرسالة القرآن وموضوعاته.
- الإشكال الخامس: اللغة القرآنية ولغة العلم، فالقرآن نزل بلغة عربية مستخدمة في عصر نزوله، ولا يستقيم فهمه إلا في ضوء تلك اللغة والخصوصية القرآنية لاستعمالها، أما لغة العلم التجريبي فهي طارئة ولاحقة، وغالباً ما تكون مترجمة، وترتبط بمعطيات عصرها التي اقتضت التسمية، وهي تسمية اصطلاحية لا تستلزم بالضرورة الصلة بجذر الكلمة وأصل معناها اللغوي، فإيجاد علاقة بين العلم المكتشف بعد عصر النزول وبين لغة القرآن التي ترجع إلى عصر النزول، يتم بإحدى وسيلتين، إما اعتبار التشابه اللفظي وأخذ المسميات القرآنية على أنها نفسها المسميات العلمية، وفي هذه الطريقة تقوُّل على القرآن، لا يصح منطلقه حتى على النصوص التاريخية غير القرآن، أما الوسيلة الثانية فهي اعتبار المسميات بغض النظر عن التسمية، وهي أيضاً إسقاط لأن المسمى في عصر النزول لم يكن هو المسمى العلمي في العصر الحديث، فلا يستقيم ذلك، ومن تبعات هذا الخلل اعتبار المسميات القرآنية للأمور الطبيعية مذكورة لخصائص فيها، بينما يرجع ذكرها في القرآن لإلفها وتداولها في عصر النزول، فما ذكر مثلاً من أسماء الطعام أو الشراب أو غير ذلك من عناصر الطبيعة إنما وردت لاستعمالها من قبل العرب في ذلك العصر، ولو استعمل العرب غيرها ربما ورد ذكر غيرها، وليس هذا فحسب بل إن صور النعيم في الجنة والعذاب في الآخرة ترتبط في جزء منها بما يعهده العرب في عصر النزول من أنماط النعيم وخياله، لذلك وردت مؤشرات قرآنية على كون كل ذلك إنما هو نماذج من النعيم أو العذاب، وعليه فمقاربة العلم قرآنياً تصدم بلغة النص السابق عليه والذي له مدلولاته الخاصة، ولعل أهم مطعن في دعاوى الإعجاز العلمي هو جهل الباحثين بلغة القرآن ولغة عصر النزول واستعمالات اللغة، وإذا كان هذا الشأن بالنسبة للغة القرآن الموحاة، فالإشكال أعمق فيما يخص السنة النبوية المروية بالمعنى.
-3 -
إن المتأمل في التاريخ الحضاري للمسلمين يلحظ أن عصور الإبداع العلمي في مجالات كثيرة من العلوم كالطب والفلك وغيرها، لم تشهد ظاهرة الوصل بين المكتشفات العلمية والنصوص، رغم أن كثيراً من علماء الطبيعة كانوا فقهاء أو مفسرين ومن علماء بالشريعة، لكن أياً منهم لم يربط بين ما اكتشفه وبين القرآن رغم معرفتهم العميق به، سوى أنهم يطبقون الأمر الإلهي بالحث على العلم والنظر في الكون، وبالمقابل نلحظ أن انتشار ظاهرة التفسير العلمي في العصر الحديث إنما أثارتها الصدمة التي أصابت المسلمين باكتشاف العلوم الغربية وتطورها، بعد سبات أصاب تلك العلوم في العالم الإسلامي، بل صرح البعض بالهدف من إثارة هذا النمط من التفسير وأنه لشحذ الهمم وإعادة الثقة بالنفس، وبالتالي فالانتشار الحديث للتفسير العلمي له بعد نفسي وحضاري، لكن سطحية هذا النمط لم تسمح باستمراره وتم تقييده والرد على التخرص فيه، فخبا قليلاً في النصف الثاني من القرن الماضي، لكن عاد واشتد في تسعينيات القرن العشرين وفي العقد الأول من هذا القرن، وللأسباب نفسها، مع عوامل ساهمت في نمو الظاهرة وانتشارها، فمن جهة كثرت العلوم وتنوعت مجالات الإسقاط العلمي على القرآن، لاسيما مع انتشار حقل آخر من البدائل عن أنماط علمية مألوفة، كالطب البديل، والغذاء الصحي، والبحث في الظواهر الطبيعية والتغيرات المناخية، ومن العوامل التي أسهمت في ذلك كثرة الباحثين في المجال العلمي ممن تأثروا بالصحوة الإسلامية ورأوا في التفسير العلمي دوراً لهم يقدمون من خلاله إضافة للدعوة ووسائلها، ومن العوامل أيضاً انتشار وتنوع وسائل الاتصال والإعلام وكثرة المؤتمرات والندوات والمؤسسات التي ترعى هذا النوع من المقاربات، والأموال السخية التي يقدمها رجال الأعمال للمسابقات في
(يُتْبَعُ)
(/)
مجال الإعجاز العلمي، كل ذلك أدى على نمو الدراسات في هذا المجال.
لكن العامل الأهم الذي ينبغي الوقوف عنده هو طبيعة علاقة المسلمين بالقرآن، تلك العلاقة التي تقلصت من مساحة التدبر والترتيل وتذوق المعاني القرآنية، إلى مساحة السماع والشكل، وأصبح جمال المعنى القرآني لا يتجلى في نظامه وإحكامه، بقدر ما يتجلى في غرائب فهمه، فعقول العامة كانت ولا تزال تبحث عن الغرائب والعجائب في النص وغيره، لذلك كثرت الموضوعات والقصص الغربية في مجال المعجزات والكرامات وخوارق العادات، وظل هذا الهاجس دافعاً للبحث في النص القرآني عن هذه الجوانب، مع غفلة عن المشكلات المنهجية في هذا المسلك، بل إن من المدافعين عن الإعجاز العلمي من يرى أن هذا الوجه من الإعجاز هو الحصن للدفاع عن القرآن باعتبار أن العلم لغة العصر، وأن إعجاز النظم لا يفهمه أهل هذا العصر، وفي ذلك تبرير شنيع للجهل بخصائص القرآن وطبيعة معالجته للموضوعات التي جاءت فيه، وربما يستدلون على ذلك بدخول بعض العلماء والغربيين الإسلام بسبب الحقائق العلمية التي وردت في القرآن، ويغفلون عن أن السبب الجوهري وراء ذلك هو المستوى الأول من العلاقة بين القرآن والعلم وهو عدم التناقض والتكامل في مآلات البحث في كل، وإلا فإن دعوى صدق القرآن (إعجازه) من خلال التفسير العلمي وهو اجتهاد شخصي وتأويلي قد تؤول إلى النقيض، إما بنقض العلم أو بنقض الفهم، بل إن كان هذا دليلاً علمياً، فقد يكون في نفس الوقت دليلاً لغير المسلمين على صحة كتبهم، وهي ظاهرة منتشرة في الأديان الأخرى، وهذا يعني تضارب الكتب الدينية وتنازعها التوافق مع العلم، بينما لم يخاطب القرآن المكلفين أن يبحثوا عن العلم في القرآن إنما طلب منهم البحث عنه الطبيعة.
وإذا تركنا كل الاعتبارات الناقضة لمسلك التفسير العلمي، فالاعتبار الأهم الذي ينبغي أن يوقف هذه الظاهرة ما ينشر من المهازل العلمية والتلفيقات التي يؤسس عليها ما يسمى بالإعجاز العلمي، حتى أصبح بعضها أقرب إلى الدجل والتحريف العلمي فضلاً عن التأويل والإسقاط المتكلف، وما أبأس المنظِّر في الإعجاز العلمي عندما يعرض مكتشفاً غربياً لعالم غير مسلم ثم يأتي إلى نصوص قرآنية أو حديثية ليؤولها بما يتوافق مع هذا الاكتشاف، ويصبح إن صح التأويل مديناً لصاحب الاكتشاف الذي لا يؤمن بالقرآن أصلاً، إنه مشهد إبراز العجز بدل الإعجاز، وفيه إدانة للمسلمين أن لديكم سر هذا العلم وتقرأونه طيلة أربعة عشر قرناً وتتعبدون به، ثم لم تفهموه حتى اكتشفه غيركم، أليس في هذا المشهد إعلان بلادة فهم المسلمين لكتابهم، إن ادعينا أن النص القرآني يحتوي على هذه المعلومة العلمية أو تلك!!.
لكن الحقيقة ليست كذلك فالقرآن أرفع من أن يكون كتاب علم تجريبي، ومن يبحث عن الإعجاز العلمي فيه فإنما يحاول التعويض عن العجز العلمي عن الاكتشاف والإبداع، وهو هروب من واقع حضاري بائس، إلى عالم حضاري متخيل في النص، لكن حقيقة المشهد أن تظاهرات الإعجاز العلمي إنما هي فضح لعورة العجز الحضاري في الوقت الذي كان الدافع النفسي وراءاها هو الستر، وهذا الانتشار الذي نراه ستعقبه كبوة خجل من شدة الإسفاف فيه، وما كان لهذه الظاهرة أن تنتشر لو أن الدرس القرآني أخذ حظه من العمق، أو كان لدعاة المسلمين المعاصرين منهج في الإقناع والحوار يخاطب العقل والضمير ويتجاوز العواطف والغرائب التي تستلب السامع والعامة.
وأخيراً ... يمكن أن نلخص فنقول: إن حث القرآن على العلم بحد ذاته، وعدم تعارضه مع الحقائق العلمية، كاف للدعوة ولا حاجة للتفاصيل، والأولى بالمسلمين أن يبدعوا في العلوم ذاتها ويتفوقوا بها على غير المسلمين ويصبحوا مصدراً لهم، عند ذلك سيحظون بالاحترام، وسيطبقون الأمر القرآني بالنظر في الكون واكتشاف قوانينه وسننه، وفي انشغالهم عن ذلك بالبحث عما يسمى الإعجاز العلمي يهدرون وقتاً فيما لا طائل منه، ذلك أن هداية القرآن والإقناع به يأتي من تماسكه اللغوي والبلاغي والتشريعي، ومن توافقه مع العقل والفطرة، والتكلف في التفسير العلمي سيكون مصدراً للشك لا مصدراً للإقناع.
إن ظاهرة التفسير والإعجاز العلمي ظاهرة ظرفية تعكس الوهن الحضاري والثقافة السائدة وستبقى في حالة مد وجزر، وهي الآن في حالة طفرة ورواج سيعقبها زوال وكمون لانكشاف هشاشتها وعدم تأثيرها في دفع الحراك الحضاري للمسلمين، بل إنها تؤدي دوراً سلبياً خادعاً وهو تضخيم وهم الأسبقية واعتبار الإعجاز العلمي نصراً إسلامياً في زمن الهزائم الحضارية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2010, 08:06 ص]ـ
مقالةٌ قيمةٌ جزى الله الكاتب والناقل خيراً.
بعضُ الإخوة يندفعون في الدفاع عن الإعجاز العلمي ويُعرضون عن هذه النقاط الجوهرية التي لا ينبغي تجاوزها، ويسارعون إلى الردود العاطفية المنفعلة كأنَّ من يدعو للتمهل والتريث من أعداء القرآن لا من المدافعين عنه.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا ويهدينا للحق فيما نأتي ونذر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:45 م]ـ
من العجز الحضاري في الواقع إلى الإعجاز العلمي في النص
عبد الرحمن حللي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=db5e5182b5971e60d285c2b9f2a70 9db&cat=1&id=783&m=9f03d28cc71ca469a25b9a6d53b05338)
-1-
ظاهرة "التفسير العلمي" أو "الإعجاز العلمي في القرآن" ظاهرة حديثة نسبياً، وإن كانت ترجع جذورها إلى طبيعة النظر إلى ما يحتويه القرآن الكريم من علوم في التراث الإسلامي، فالإمام الغزالي (505هـ) يعتبر أن جميع العلوم داخلة في أفعال الله وصفاته وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله، فكان مقصد الغزالي من مقولته التعرف على الله من خلال القرآن وما اشتمل عليه من أصول العلوم ومفاتيحها، وقد حاول الإمام الرازي (606هـ) تطبيق فكرة الغزالي ووظف العلوم في معرفة أسرار القرآن والوجود، ولم يسم ذلك تفسيراً أو إعجاز علمياً إنما كان جارياً على نسق علماء كل عصر في الاستفادة من معارف زمنهم وتوظيفها في اختصاصاتهم، وجاء الإمام الشاطبي (790هـ) ورفض إدخال العلوم في تفسير القرآن وتحميل القرآن ما لم يحتمل من المعاني والعلوم التي لم تكن موجودة في عصر النزول، ولم تكن المسألة مثار جدل في التراث الإسلامي لأنها لم تشكل ظاهرة على مستوى التطبيق،
ما أدركه الغزالي لا يمنع من إدراك ما هو فوقه من الأمور بشكل أدق وأكثر تفصيلا.
ومحاولة الرازي إذا لم تكن تفسيرا أو كشفا لوجه من أوجه الإعجاز في القرآن، فماذا يمكن أن نسميها؟
وإذا سلمنا للشاطبي مبدأ رفض تفسير القرآن بالعلوم فهذا لا يمنع من أن نسلم أن في القرآن إشارات إلى معارف إنسانية تكشفت بعد عصر التنزيل لم يكن من سبيل إلى معرفتها في ذلك الوقت، وهذه هي النقطة التي يسعى إليها الباحثون في أوجه إعجاز القرآن، والعجيب أن صاحب المقالة أشار إلى ذلك في مقالته.
أما في العصر الحديث فقد ظهر تعبير الإعجاز أو التفسير العلمي بعد اكتشاف العالم الإسلامي الهوة الساحقة بينه وبين الغرب في مجال العلوم خصوصاً فتمت العودة إلى القرآن كوسيلة لاستعادة الثقة بالذات،
وهذه المقولة غير دقيقة على الإطلاق، حيث إنه من المعلوم ومن المتقرر أن القرآن كتاب معجز عند المسلمين، والقول بأن في القرآن جانبا علميا معجزا لا يغير من الواقع شيئا ولا يسد فراغا في الهوة التي بين العالم الإسلامي والعالم الغربي في مجال العلوم المادية، وإذا عرفنا أن الحضارة المادية الغربية قامت على نتاج الحضارة الإسلامية في كثير من جوانبها أصبحت هذه المقولة نوعا من المغالطة وربما بث الوهن في نفوس الذين يحاولون بث روح النهوض في الأمة والأخذ بزمام وناصية العلوم من جديد.
وكان طنطاوي جوهري (ت:1940م) صاحب أول وأشمل تفسير علمي، ويعتبر تفسيره موسوعة علمية فيه من المبالغات ما لا يقبله المنطق، وقصد بعمله حث المسلمين على الاهتمام بالعلوم ومسابقة الغرب بذلك، لكن تفسيره قوبل بالرفض لمبالغاته، ولأثر ذلك السلبي على القرآن من حيث الاستناد إلى نظريات علمية لم تصل إلى القطع فيتم بتغيرها نقض التفسير والطعن بالقرآن.
محاولة الجوهري محاولة رائدة وكان يمكن الاستفادة منها لو أنه اتبع في نقدها نفس الأسلوب المتبع في نقد تفسيرات السلف، فيقبل ما فيه من حق ويبنى عليه، ويبين ما فيه من باطل، ولكن الذي حدث معه هو المبدأ الذي يصوره المثل العامي: إما سراجين وإلا خرمس". فنحن نريد الذهب الخالص مباشرة دون اعتبار للمراحل التي تسبق مرحلة الذهب الخالص.
-2 -
وفي تحليل ظاهرة الإعجاز العلمي في القرآن ينبغي التفريق بين مستويين أساسيين، الأول: اشتمال القرآن على حقائق علمية وإشارات لقضايا ذات بعد علمي، مع مسلمة لا جدل فيها وهي استحالة التناقض بين القرآن والعلم، وفي هذا المستوى لا يوجد إشكال في بيان طبيعة الوحي وتأكيد مصدريته، أما المستوى الثاني من النظر في المسألة فهي الانتقال من هذه المسلمة (عدم التعارض بين القرآن والعلم) إلى التنظير العلمي لترجمة هذه الحقيقة من خلال أمثلة تفصيلية وأرقام وعناوين واصطلاحات علمية مباشرة وتنزيل الآيات القرآنية على المسائل العلمية أو تأويل النص القرآني في ضوء المسائل العلمية، بل والانتقال إلى البحث في القرآن عن العلم التجريبي واعتباره مرجعاً له. وهذا المستوى الثاني هو مثار الإشكال والنقاش الذي يرجع في عمقه إلى إشكال منهجي يرتبط بطبيعة النظر إلى النص نفسه وموضوعه.
إذا سلمنا بالمستوى الأول وهو اشتمال القرآن على حقائق علمية وإشارات لقضايا ذات بعد علمي، فلا يجوز رفض المستوى الثاني لأنه الطريق إلى بيان وكشف تلك الحقائق والإشارات.
ثم أريد أن أنبه إلى أن المسلمة الأولى ليست هي ذاتها ما ذكره الكاتب بين معكوفتين: (عدم التعارض بين القرآن والعلم)، فاشتمال القرآن على حقائق علمية وإشارات لقضايا ذات بعد علمي شيء وعدم التعارض بين القرآن والعلم شيء آخر، فقد يصح أن القرآن لا يتعارض مع العلم ولكن قد لا يشتمل على حقائق علمية .....
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 01:08 ص]ـ
من العجز الحضاري في الواقع إلى الإعجاز العلمي في النص
عبد الرحمن حللي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=db5e5182b5971e60d285c2b9f2a70 9db&cat=1&id=783&m=9f03d28cc71ca469a25b9a6d53b05338)
فالمستوى الأول هو أثر طبيعي وتلقائي لإيمان المؤمن بأن القرآن وحي إلهي وكونه كتاباً محكماً مقروءاً فيه آيات تتلى، يقابل كتاب الله المعمور والآيات الكونية، فما في القرآن من هذه الحقائق الظاهرة إنما هي ترجمة لهذا المعنى، وثمة إشارات أخرى إلى قضايا علمية ما هي إلا دلائل للحث على النظر والبحث والاكتشاف التجريبي في ميدانها الطبيعي وليس في النص نفسه، لذلك اقترن الحديث عن الكون والظواهر العلمية بالأمر بالبحث والنظر والتأمل "قلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت:20]، "إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [الجاثية:3 - 5]،
نلاحظ هنا أن صاحب المقال قد خلط بين الظواهر الكونية والحقائق العلمية وهما أمران مختلفان، فالظواهر الكونية أمور مدركة لكل أحد يستوي فيها الناس على جميع مستوياتهم مسلمهم وكافرهم، بينما الحقائق العلمية محل البحث في الإعجاز العلمي هي تلك المكتشفات القائمة على البحث والاستدلال الخاضعة للبراهين العلمية، وهذه ليس إدراكها في مقدور كل أحد، وإنما يدركها أهل الاختصاص في كل مجال.
وتحصل الدلالة هنا بالبحث المستقل في الميدانين: الأول: البحث في دلالات النص القرآني عما جاء من القرآن من أجله وهو الهداية، والميدان الثاني هو البحث في الكون عن الدلائل العلمية والقوانين الإلهية وفق قواعد البحث التجريبي بعيداً عن النص القرآني، وسيقود هذا البحث العلمي الباحث إلى نتائج تكشف عن النظام الإلهي في الكون، وهذه السنن ستقود المتأمل إلى التعرف على الخالق والإيمان والتوحيد، وبذلك تلتقي نتائج البحث القرآني مع نتائج البحث العلمي في الدلالة على الخالق وتوحيده، وأي تداخل بين مساري البحث سيعطل أحدهما الآخر لاختلاف الطبيعة والمنطلق والهدف والقوانين، بل وإن التداخل بينهما يخالف طبيعة الأمر المتعلق بكل منهما، فدرس النص القرآني لغوي موضوعه الهداية إلى التي هي أقوم، ودرس العلم ميدانه المادة والتجريب والطبيعة واكتشاف القوانين، فما أشار إليه القرآن من دعوة للنظر العلمي في الأشياء لا يمكن أن يكتشف من خلال النص إنما من خلال معالجة الأشياء وتحليلها وتجريبها واكتشاف قوانينها وهي حقل خارج النص.
إذا كان البحث المستقل في الميدانين يؤدي إلى نفس النتيجة فهذا ما يسعى إلي إثباته الباحثون في مجال الإعجاز العلمي، وهذا هو ما يقولونه لمكتشفي السنن المودعة في الكون، يقولون ما توصلتم إليه من خلال البحث والتجربة وأصبح حقيقة علمية، هو عندنا في نص معجز نزل على رجل أمي سابق لما وصلتم إليه بقرون.
أما المستوى الثاني من النظر في المسألة وهو البحث في القرآن عن العلم أو التطابق بينه وبين العلم، فهو مشكل وعقيم من نواح عدة:
-الإشكال الأول: أن دعوى الإعجاز العلمي للقرآن هي في جوهرها محاولة تصديق أحدهما بالآخر، وهذا مطب خطير، لأن صدق القرآن لا يتأسس على التوافق مع التجارب العلمية وقوانينها، إنما إلى المبدأ العام فيه وهو عدم التعارض بين القرآن والعلم، فضلاً عن كون علاقة المؤمن بالكتاب علاقة إيمانية قبل أن تكون علاقة برهانية في التفصيل، وطلب التوافق التفصيلي بين العلم والقرآن قد يؤول إلى نقيض الغرض، أما محاولة التصديق المعاكسة وهي إثبات صدق العلم بالقرآن فلا تستقيم أيضاً، لأن العلم لا يثبت بأدلة نصية إنما معياره التجريب والملاحظة والنظام، ولا يستقيم علم عالم تجريبي إذا استدل على علمه بغير أدوات العلم، وليس النص واحداً منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يقل أحد من الباحثين في الإعجاز العلمي أن صدق القرآن يتأسس على التوافق مع التجارب العلمية وقوانينها هذه واحدة.
الثانية علاقة المؤمن بالكتاب علاقة إيمانية قائمة على البرهان بطريقة أو أخرى وإلا لما كان لإيمان المسلم مزية على غيره من أهل العقائد المختلفة.
الثالثة القول بأن العلم لا يثبت بأدلة نصية فهذه مقولة غير صحيحة، فإذا أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن العسل فيه شفاء للناس فهل نقول هذا علم أم لا؟ وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن شكى بطنه " اسقوه عسلا " لأن الله قال عنه شفاء، هل يعد هذا القول علميا أم لا؟
وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الذباب: " إن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء " فهل يعد هذا علما أو لا يعد؟
فإذا جاء باحث وأخضع العسل للتجربة في المعمل ووجد أن العسل يقضى على أنواع عديدة من البكتيريا ويمكن استخدامه في علاج العديد من الأمراض، وجاء آخر ووضع الذباب تحت المجهر واكتشف أن في أحد جناحيه بكتيريا ممرضة وفي الجناح الآخر بكتيريا مضادة للبكتيريا الممرضة، فهل يمكن نقول هنا أن النص والعلم قد اجتمعا في الدلالة على شيء واحد أو لم يجتمعا؟
-الإشكال الثاني: في أصل الفكرة والتسمية، فكلمة الإعجاز والمعجزة إنما تستلزم فكرة أساسية لا تقوم إلا بها، وهي التحدي، ويستلزم علم المتحدي وعجز المتحدى عن مضاهاة المتحدى به، بمعنى أن المسلم إذا ما ادعى أن القرآن معجز علمياً فينبغي أن يكون عالماً بالمضمون العلمي للإعجاز ابتداء قبل أن بعلمه الطرف الآخر، لكن الذي يحصل هو العكس، وهي أن من يبحثون في الإعجاز العلمي إنما يتعرفون على العلم من قبل من لا يؤمن بالقرآن أصلاً واكتشف المسائل العلمية بالتجربة، فيأتي الباحث الإعجازي ليأخذ نتائج أبحاث غيره وينظر في القرآن ليثبت أنها موجودة فيه، ولو لم يطلع على جهد هذا العالم أو ذاك لما اكتشف في القرآن إعجازاً، ولذلك تتكاثر قضايا الإعجاز العلمي مع تكاثر الاكتشافات واطلاع المسلمين عليها، وهذه الظاهرة هي عكس الإعجاز، فالعالم التجريبي لم يطلع على القرآن عند اكتشافه، والمسلم لم يكتشف العلم من القرآن قبل اكتشاف العالم له، فالعلاقة علاقة إسقاط، والأصل فيها التجربة العلمية وليس القرآن، فالذي كان ينبغي أن يتم حتى يستقيم ترتيب فكرة الإعجاز العلمي أن يصرح القرآن أو يدل على مسألة علمية بتفصيل لا يعلمه المخاطبون ثم يطلب منهم إثبات نقيضه أو التصديق به، وهذا ما لم يحصل، فلا يوجد تحد علمي في أي مستوى لقارئ القرآن، كل ما في القرآن عودة إجمالية إلى العلم والبحث والاكتشاف، ولم يسم تلك الظواهر إلا بما يؤكد هذه الدعوة القرآنية، فسميت"الآيات" وهي إشارة إلى الآفاق التي يمكن أن يكتشف العالم من خلالها الدلائل الكونية على التوحيد، فالمسألة العلمية في القرآن دعوة للاستدلال، لا التعجيز.
وهذا ليس إشكالا إلا في نظر الكاتب ومن يعارض فكرة الإعجاز، لأن الله تعالى تحدى بهذا القرآن الثقلين أن يأتوا بمثله دون أن يبين لهم وجه الإعجاز في هذا التحدي، وإذا ثبت أن هذا القرآن معجز فحصر إعجازه في جانب معين يحتاج إلى دليل.
وتعرف الباحثين في الإعجاز العلمي على الحقائق العلمية المكتشفة من قبل لا يؤمن بالقرآن ومن ثم التعرف على أن القرآن قد نص عليها أو أشار عليها لا يطعن في القضية، بل هو أقوى في بيان الحق وقيام الحجة.
وكون المكتشف للحقيقة العلمية غير مسلم أو لا علم له بدلالة القرآن عليها غير مؤثر في هذا المبحث.
ولا تعارض بين إعجاز القرآن وكونه دعوة للاستدلال.
- الإشكال الثالث: القطيعة الزمنية بين النص المعجز علمياً –حسب المدعى-، والقضية المكتشفة، بمعنى أن وصف الإعجاز ينبغي أن يكون قائماً في النص لا ينفصل عنه، وهو متجل فيه منذ عصر نزوله، وهذا ما نلحظه في وجوه الإعجاز التي تحدى بها القرآن منكريه، لكن في مسألة الإعجاز العلمي لم يكن موضوع العلم حاضراً في النص قبل اكتشاف العلم، وبالتالي لم يكن موضوع تحد فيه، وبناء على دعوى الإعجاز العلمي فإن هذا الجانب من الإعجاز ظل معطلاً قروناً طويلة حتى إذا اكتشفنا العلم الحديث اكتشفنا أن النص القرآني معجز، وهذا عين العجز عن فهم القرآن وتوقف فهمه على تجارب العلوم.
وهذه مغالطة أخرى فكثير من الأمور العلمية المنصوص عليها يؤمن بها أهل القرآن من خلال إيمانهم بصدق القرآن، وفرق بين الإيمان بالقضية العلمية لأنه قد نص عليها في القرآن وبين ظهور مصداقها من طريق العلم لمن لا يؤمن بالقرآن، وتأخر اكتشاف تلك الحقائق العلمية لا يطعن في هذا الجانب من الإعجاز القرآني بل هو مؤيد ومؤكد له، ثم إن إعجاز القرآن لا يتوقف على إدراك الناس جميعهم لذلك الإعجاز، فهو معجز في ذاته ولو لم يظهر لكل الناس.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Nov 2010, 09:55 ص]ـ
مقال نفيس شامل، جزى الله كاتبه وناقله خيرا.
وهو يجمع أكثر ما قاله المنصفون وأهل العلم في هذا الشأن.
وتبقى الإشارة فقط إلى أن في القرآن الكريم إشارات واضحة مفهومة بلغة الخطاب الأول تدل على الإعجاز العلمي، كتفصيل خلق الجنين، والإشارة إلى عدم اختلاط البحرين العذب والمالح ... وغيرها من الأمثلة التي فهمها العرب بمعهود لغتهم، وأفادتهم علما جديدا، غير أن كشف حقيقته لم تتم إلا في العصر الحديث، وهذا هو الفرق بين الأمثلة الصحيحة والخاطئة في موضوع الإعجاز العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[25 Nov 2010, 02:13 م]ـ
مبدأ عدم التناقض هو اساس الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ونحن نوافق الكاتب في هذه المسألة.
اللازمة التي يكررها البعض فيقولون: "القرآن كتاب هداية وليس بكتاب علم"، هي مقولة عجيبة، لأنه لا هداية دون ثبوت ربانية المصدر. ثم من قال إن العلم بصدق النبوة ليس من أبواب الهداية. ثم من قال إن البراهين يجب أن تحصر في برهان واحد. وأهل علم الرياضيات يدركون أن الحقيقة الرياضية يمكن أن يكون لها أكثر من إثبات رياضي.
إذا كان الذي خلق هو الذي أنزل فلا بد أن يكون كلامه مطابقاً للواقع، ومن هنا لا بد من التوافق مع الحقائق العلمية، وذلك لأن القرآن الكريم أطال في الحديث عن الكون والمخلوقات.
من أين للكاتب وغيره القول إن الإعجاز يقتضي التحدي، ثم من قال إن التكذيب في كل عصر وعدم الإيمان بالإسلام لا يجعله في حالة تحدٍ مستمر إلى يوم القيامة. ثم ألم يواجه الكاتب بمن يطلب منه الدليل على صدق الإسلام؟!
أي منطق هذا الذي يرد الإعجاز العلمي لأن القول به يعني أنه بقي عصوراً معطلاً؟! وكلامه هذا يعني أن أي قول جديد في تفسير القرآن الكريم دليل على تعطيل المعاني لزمن طال في عصرنا، أو قصر في عصر الطبري أو ابن عباس رضي الله عنه!!
نقول بالمنطق نفسه: إن من رأى معجزات موسى عليه السلام قبل الخروج من مصر ولم ير تلك التي بعد الخروج فقد عطل في حقه بعض المعجزات. أي منطق هذا؟!
لا علاقة للوهن الحضاري بما يقوله الكاتب، بل تعاظم القول بالإعجاز العلمي بعد أن عادت الثقة بالذات الحضارية وانتشر العلم والوعي بين المسلمين. ويبدو أن الكاتب لا يدرك أن العلم ومنجزاته هو ملك البشر كل البشر ولا يمكن رده إلى أمة بعينها أو حضارة بخصوصها، لأن العلم غير الثقافة؛ فالعلم عام والثقافة خاصة.
بدهي أن يلتقط الفيزيائي الإشارات الفيزيائية في القرآن الكريم، وعالم الأحياء الإشارات المنتمية ... ألخ. وهذا لا يعني أننا قلنا ما قلناه بعد أن أكتشف غيرنا هذه العلوم، بل لأننا بتنا نحيط بهذه الحقائق كغيرنا من البشر. ولا يمكن لأحد أن يكتشف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حتى يحيط علما بما ورد في العلم وما ورد في القرآن الكريم معاً، أما من ألم بواحدٍ منها فأنى له أن يدري.
ثم كيف لمن لا يعلم حقائق العلم أن يزعم أن إخبار القرآن الكريم في مسألة ما هو من باب الإعجاز؟! من هنا ندرك لماذا لم يقل القدماء بالإعجاز العلمي، أي لأنهم كانوا يؤمنون بالخبر القرآني من غير أن تكون لديهم القدرة على إثبات ذلك من طريق العلم.
وأخيراً: ليت الكاتب وأمثاله يجعلون جهدهم في تفنيد المقولات المتكلفة والمتهافتة، والتي هي أغلب ما يكتب اليوم في الإعجاز العلمي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 08:08 م]ـ
"- الإشكال الرابع: الخلط بين طبيعة النص القرآني ووظيفته، وبين طبيعة العلم ووظيفته، فالنص القرآني كما وصفه الله كتاب هداية وتربية وأحكام، وكل ما احتواه القرآن أو دل القرآن على أنه مشتمل عليه فإنما يفهم ذلك في ضوء طبيعة النص والهدف الذي سيقت الآيات من أجله، فمحور الهداية هو الحاكم على موضوعات القرآن، وما جاء فيه من متعلقات العلوم الأخرى كالتاريخ والطبيعة وغير ذلك فإنما سياقها يدل على توظيفها في مسلك الهداية الذي هو المحدد الأساسي لرسالة القرآن وموضوعاته."
ليس هنا إشكال ولا خلط، وما أودع في القرآن من أوجه الإعجاز ومنه الإعجاز العلمي إنما هو جزء من هدايته.
ثم أين الفرق بين طبيعة النص ووظيفته حسب قول الكاتب:
"- الإشكال الرابع: الخلط بين طبيعة النص القرآني ووظيفته، وبين طبيعة العلم ووظيفته، فالنص القرآني كما وصفه الله كتاب هداية وتربية وأحكام"؟
أعتقد أننا أحيانا نكتب دون أن نفكر مليا فيما نكتب أو نراجع ما نكتب.
-"الإشكال الخامس: اللغة القرآنية ولغة العلم، فالقرآن نزل بلغة عربية مستخدمة في عصر نزوله، ولا يستقيم فهمه إلا في ضوء تلك اللغة والخصوصية القرآنية لاستعمالها، أما لغة العلم التجريبي فهي طارئة ولاحقة، وغالباً ما تكون مترجمة، وترتبط بمعطيات عصرها التي اقتضت التسمية، وهي تسمية اصطلاحية لا تستلزم بالضرورة الصلة بجذر الكلمة وأصل معناها اللغوي، فإيجاد علاقة بين العلم المكتشف بعد عصر النزول وبين لغة القرآن التي ترجع إلى عصر النزول، يتم بإحدى وسيلتين، إما اعتبار التشابه اللفظي وأخذ المسميات القرآنية على أنها نفسها المسميات العلمية، وفي هذه الطريقة تقوُّل على القرآن، لا يصح منطلقه حتى على النصوص التاريخية غير القرآن، أما الوسيلة الثانية فهي اعتبار المسميات بغض النظر عن التسمية، وهي أيضاً إسقاط لأن المسمى في عصر النزول لم يكن هو المسمى العلمي في العصر الحديث، فلا يستقيم ذلك، ومن تبعات هذا الخلل اعتبار المسميات القرآنية للأمور الطبيعية مذكورة لخصائص فيها، بينما يرجع ذكرها في القرآن لإلفها وتداولها في عصر النزول، فما ذكر مثلاً من أسماء الطعام أو الشراب أو غير ذلك من عناصر الطبيعة إنما وردت لاستعمالها من قبل العرب في ذلك العصر، ولو استعمل العرب غيرها ربما ورد ذكر غيرها، وليس هذا فحسب بل إن صور النعيم في الجنة والعذاب في الآخرة ترتبط في جزء منها بما يعهده العرب في عصر النزول من أنماط النعيم وخياله، لذلك وردت مؤشرات قرآنية على كون كل ذلك إنما هو نماذج من النعيم أو العذاب، وعليه فمقاربة العلم قرآنياً تصدم بلغة النص السابق عليه والذي له مدلولاته الخاصة، ولعل أهم مطعن في دعاوى الإعجاز العلمي هو جهل الباحثين بلغة القرآن ولغة عصر النزول واستعمالات اللغة، وإذا كان هذا الشأن بالنسبة للغة القرآن الموحاة، فالإشكال أعمق فيما يخص السنة النبوية المروية بالمعنى."
اعتقد أن هذا إشكال مفتعل والعبرة في مسألة الإعجاز العلمي ليس في اللغة وإنما في النتائج التي يتوصل إليها العلم وتتفق مع أخبر به القرآن.
والقول إن الباحثين في الإعجاز العلمي يجهلون لغة القرآن وعصر التنزيل دعوى يقابلها جهل المعارضين بلغة العلوم وقوانينها، وعليه فليس قول أحد الفريقين مقدم على الآخر، فليبحث عن غيرها.(/)
ما يميّز سورة الشورى عن غيرها من السور!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:08 ص]ـ
تتميز سورة الشورى عن غيرها من سور القرآن أنها هي الوحيدة التي تحتوي على آيتين من الأحرف المقطعة وذلك في قوله تعالى:
حم (1) عسق (2).
ذكر ابن جرير عند أول سورة الشورى {حم عسق} [42/ 1 - 2] أثرا نقله عنه ابن كثير واستغربه واستنكره ولكن وقع ما يقرب من مصداقه ومطابقته مطابقة تامة.
ونصه من ابن جرير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال له وعنده حذيفة بن اليمان أخبرني عن تفسير قول الله: {حم عسق} قال فأطرق ثم أعرض عنه ثم كرر مقالته فأعرض فلم يجبه بشيء وكره مقالته ثم كررها الثالثة فلم يجبه شيئا. فقال له حذيفة أنا أنبئك بها وقد عرفت بم كرهها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق تنبني عليه مدينتان فشق النهر بينهما شقا فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدنهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك قوله {حم عسق} يعني عزيمة من الله وفتنة وقضاء.
{حم عسق} يعني عدلا منه {سين} يعني سيكون {ق} يعني واقع بهاتين المدينتين ا هـ.
ومع استغراب ابن كثير إياه واستنكاره له فقد وقع مثل ما يشير إليه الحديث على ثورة العراق على عبد الإله في بغداد حيث يشقها النهر شقين، وأنه من آل البيت وقد وقع بها ما جاء وصفه في الأثر المذكور.
وما يميّز السورة أيضاً ورود كلمة واحدة فيها على وجهين وهي كلمة يعفو. فقد وردت بإثبات الواو مرتين وبحذفها وإبدالها بضمة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. (30)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34).
والله أعلم.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:29 ص]ـ
حياك الله ابا انس
قرأت ما كتب اعلاه واطماننت الى انك تريد اتحافنا بما هو أهل للنقاش
وعليه خطر ببالي سؤال: أليس مصر منشقة نصفين بنهر النيل؟؟ وكذلك السودان يقسمها النيل قسمين؟؟ فهل يمكن ان تكون احداهما او كلاهما المقصود بالتفسير الآنف الذكر؟!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:13 م]ـ
أليس مصر منشقة نصفين بنهر النيل؟؟ وكذلك السودان يقسمها النيل قسمين؟؟ فهل يمكن ان تكون احداهما او كلاهما المقصود بالتفسير الآنف الذكر؟!
نعم سيدي الكريم ولكن ذلك النهر يجب أن يكون من أنهار المشرق وليس المغرب. انظر النص التالي:
نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق تنبني عليه مدينتان فشق النهر بينهما شقا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Nov 2010, 05:19 م]ـ
ومن ميزات السورة أيضاً انفرادها بموضوع الشورى. وإن كلمة شورى لم تذكر إلا مرة واحدة والتي هي في سورة الشورى.
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[25 Nov 2010, 08:51 ص]ـ
سبق أن كتبت عن معاني الحروف المقطعة وأن هذه الحروف مفاتيح لفهم السورة وكل السور التي تبدأ بحم هي سور لا يعلم مقاصدها إلا الله وهذا الحميم الذي هداه الله لمعانيها ومقاصدها وهي سبع سور كل سورة تختص بأحد المواضيع السبعة الأساسية لكتب الله كلها. والسورة تخص الأنبياء وتنبه على طاعتهم ,
حم تعني رسول حميم إلى الله عز وجل وعسق تعني عليكم السمع لقوله. هذا الرسول هو الإنسان المقصود في سورة الرحمن في قول الله سبحانه: خلق الإنسان علمه البيان (4) والبيان هنا هو بيان معاني وهدايات ومقاصد الآيات في كتاب الله العظيم وهي على مستويات ولها أسرار ودلالات.
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:29 ص]ـ
وما يميّز السورة أيضاً ورود كلمة واحدة فيها على وجهين وهي كلمة يعفو. فقد وردت بإثبات الواو مرتين وبحذفها وإبدالها بضمة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. (30)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34).
والله أعلم. [/ QUOTE]
0000000000000000000
بارك الله فيك يا استاذ تيسر على هذه المشاركة
إن الصيغ الصرفية في القرآن الكريم تتنوع وفقا لسياقها القرآني ودلالتها. و ليس هذا ما يميز سورة الشورى وحدها فالصيغ الصرفية تتنوع في السورة الواحدة فالفعل قد يأتي مرفوعا أو منصوبا أو مجزوما في سور القرآن الكريم وكذلك اسم فاعل أو مفعول او صفة ............
فالفعل " يعفو " في الآية الأولى " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) والآية الثانية " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) 30 فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
أما في الآية الثالثة " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34)." يعف " فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة لأنه معطوف على " يُوبِقْهُنَّ"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمارالسامرائي]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:51 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك يااخي الفاضل على ما تكرمت بذكره لكن الذي ندين لله به ان (حم عسق) من الحروف المقطعة التي استاثرالله بعلمها فالاولى عدم ذكر احتمالات دلالتها والاختلاف فيها لان ذلك ليس مما علم من الدين بالضرورة ولا يتوقف عليه حكم شرعي فنؤمن بها كما هي. كماان من اجمل لطائف هذه السورة هو احتواء الاية رقم _15 منها على عشرة جمل كل واحدة منها مفيدة بنفسها.
وفقك الله ونفع بك ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:18 م]ـ
0000000000000000000
بارك الله فيك يا استاذ تيسر على هذه المشاركة
إن الصيغ الصرفية في القرآن الكريم تتنوع وفقا لسياقها القرآني ودلالتها. و ليس هذا ما يميز سورة الشورى وحدها فالصيغ الصرفية تتنوع في السورة الواحدة فالفعل قد يأتي مرفوعا أو منصوبا أو مجزوما في سور القرآن الكريم وكذلك اسم فاعل أو مفعول او صفة ............
فالفعل " يعفو " في الآية الأولى " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) والآية الثانية " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) 30 فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
أما في الآية الثالثة " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ (34)." يعف " فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة لأنه معطوف على " يُوبِقْهُنَّ" [/ QUOTE]
أخي الفاضل أنا أتكلم هنا فقط عن فعل يعفو فهو لم يرد على تلك الكيفية إلا في سورة الشورى. أما ما يشابهه من أفعال فهي كثيرة في القرآن لا شك قي ذلك. شكراً لاهتمامك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:22 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك يااخي الفاضل على ما تكرمت بذكره لكن الذي ندين لله به ان (حم عسق) من الحروف المقطعة التي استاثرالله بعلمها فالاولى عدم ذكر احتمالات دلالتها والاختلاف فيها لان ذلك ليس مما علم من الدين بالضرورة ولا يتوقف عليه حكم شرعي فنؤمن بها كما هي. كماان من اجمل لطائف هذه السورة هو احتواء الاية رقم _15 منها على عشرة جمل كل واحدة منها مفيدة بنفسها.
وفقك الله ونفع بك ..
بارك الله بك أخي العزيز. ولكن ابحاثنا لا تقتصر على علم الضرورات الدينية فلو كان ذلك كذلك فلا ضرورة أصلاً لتقليب الكثير من الأبحاث والتي تبحث أحياناً بفروع الفروع فلا أظن أن هناك ضير من ذكر الاحتمالات والدلائل والاختلافات وللقاريء الخيار في ردها أو اعتبارها. وأما ما ذكرته من لطيفة حول الآية 15 فهي إضافة جديدة حريّة بالذكر. وشكراً لاهتمامك وجزاك الله خيراً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:42 م]ـ
سبق أن كتبت عن معاني الحروف المقطعة وأن هذه الحروف مفاتيح لفهم السورة وكل السور التي تبدأ بحم هي سور لا يعلم مقاصدها إلا الله وهذا الحميم الذي هداه الله لمعانيها ومقاصدها وهي سبع سور كل سورة تختص بأحد المواضيع السبعة الأساسية لكتب الله كلها. والسورة تخص الأنبياء وتنبه على طاعتهم ,
حم تعني رسول حميم إلى الله عز وجل وعسق تعني عليكم السمع لقوله. هذا الرسول هو الإنسان المقصود في سورة الرحمن في قول الله سبحانه: خلق الإنسان علمه البيان (4) والبيان هنا هو بيان معاني وهدايات ومقاصد الآيات في كتاب الله العظيم وهي على مستويات ولها أسرار ودلالات.
بارك الله بك دكتور عرفه على إضافتك وجزاك ربي الجنة.(/)
المبشرات التي فهمها الشيخ الددو عن ابن برجان في تفسيره لحرب غزة
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:41 م]ـ
السلام عليكم
أترككم مع هذا المقطع
http://www.youtube.com/watch?v=0auLjubxPn8(/)
إعلان عن يوم دراسي (مؤتمر) في الدراسات القرآنية في جامعة تلمسان/ الجزائر
ـ[بومدين بلختير]ــــــــ[24 Nov 2010, 09:04 م]ـ
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة أبي بكر بلقايد- تلمسان
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم العلوم الإنسانية
شعبة العلوم الإسلامية
تنظم:
يوما دراسيا حول:
الدراسات القرآنية في المدرسة التلمسانية
الأربعاء 02/ 02/2011
ورقة تقديمية
لقد حظي القرآن الكريم بالعناية البالغة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأن لقي الحفظ بإتقان الأداء والشرح بما يستوعب مصالح الدارين، فأقبل الصحابة في أول الأمر متسابقين إلى تلقف القرآن الكريم من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غضا طريا، وتناقله التابعون من بعدهم ومن تبعهم فساروا على أثر من سلف مقتفين مناهجهم في بيان المعاني وإتقان التجويد فأسسوا مدارس في الدراسات القرآنية تربعت على عرش الدولة الإسلامية لتستوعب أطرافها فنجد مدرسة الحجاز والعراق والشام ومصر والمغرب الأندلس، وظهر بكل مدرسة من حمل لواء الدراسات القرآنية وأبدع في التأليف فيها دراية ورواية ومعان، ولا شك أن تلمسان التي عرفت تعاقب جملة من الحضارات واتُّخِذت عاصمة للمغرب الأوسط في قرون خلت كان لها الحظ الأوفر في احتضان طائفة من العلماء برزوا في علوم القرآن الكريم تدريسا وتأليفا أمثال ابن مرزوق الحفيد، محمد بن عبد الله التنسي، محمد ابن أحمد المصمودي ... وغيرهم، استطاعوا أن يجعلوا من تلمسان مدرسة في الدراسات القرآنية لها خصوصياتها حُقَّ لها أن تستقل عن مدرسة المغرب والأندلس الكبرى.
المحاور:
المحور الأول: ملامح المدرسة التلمسانية: النشأة والتطور
المحور الثاني: خصائص ومميزات المدرسة التلمسانية في مجال الدراسات القرآنية
المحور الثالث: رواد الدراسات القرآنية بتلمسان
المحور الرابع: مؤلفات علماء تلمسان في العلوم القرآنية
المحور الخامس: علاقة المدرسة القرآنية التلمسانية بباقي مدارس القطر الإسلامي
المحور السادس: أثر المدرسة القرآنية على الفرد والمجتمع
أعضاء اللجنة العلمية:
أ. د سعيدي محمد
أ. د سيب خير الدين
أ. د طول محمد
أ. د موسوني محمد
أ. بلختير بومدين
أ. ماحي قندوز
أ. بولخراص كريمة
أعضاء اللجنة التنظيمية:
د خليفي الشيخ
أ. بلخير عثمان
أ. بلحاجي عبد الصمد
أ. بلعلياء محمد
أ. طهراوي عبد القادر
أ. دايم عبد الحميد
ü تودع استمارات المشاركة بأمانة شعبة العلوم الإسلامية/ جامعة تلمسان/ قطب إمامة، أو ترسل إلى البريد الإلكتروني التالي: etudcorantlem@yahoo.com
ü آخر أجل لاستقبال الملخصات: 13/ 01/2011
ü لا تقبل الملخصات المرسلة بعد التاريخ المحدد
ü يتم الرد على المداخلات المقبولة في أجل أقصاه 10 أيام
ü تاريخ اليوم الدراسي يوم الأربعاء 02/ 02/2011
ü مراعاة الجدية والابتكار مطلوبة في البحوث المقدمة
ü لا تقبل المشاركات المقدمة من أكثر من واحد(/)
التفسير التحليلي
ـ[المشتاقة للرحمن]ــــــــ[24 Nov 2010, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ارجوا من الإخوة الكرام التفضل علي ومساعدتي في بحثي الذي يخص التفسير التحليلي
1/ تعريفه
2/ نشأته
3/ منهجه
4/ اهميته
أو التكرم بذكر بعض المراجع التي تخص هذا الموضوع.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 10:52 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120452
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 10:54 م]ـ
سورة الحجرات: دراسة تحليلية وموضوعية، لـ أ. د.ناصر العمر
http://almoslim.net/documents/hog.doc
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 10:55 م]ـ
فائدة للدكتور مساعد الطيار مهمة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=990
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 11:03 م]ـ
محاضرة عن التفسير التحليلي
http://www.alhamdun.com/play-12343.html
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 11:23 م]ـ
بحيث صغير
http://iiit.org.ma/abhat_files/bihirdi.doc(/)
كيف ندرس ونفهم القرآن
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[25 Nov 2010, 09:18 ص]ـ
لكي نفهم كتاب الله يجب أولا تعظيمه على أعلى ما يمكنا من تعظيم.
ثانيا: يجب ترتيب السور حسب النزول والأخذ في قراءته بتركيز وفهم وكأن الآيات والسور تنزل من عند الله لأول مرة.
ويجب عمل بحث فيه بالطريقة التاليه: إن القرآن مثل حديقة عظيمة بها أكثر من 70 نوعا من الزهور أي المواضيع ولكي يمكن دراستها وفهمها يجب جمع كل نوع من الزهور على حده أي يجب جمع الآيات بصورة موضوعية حسب النزول ثم دراستها على حده كأنها شيء مستقل وهذا مثال نأخذ كل ماورد في القرآن عن الحج ونجمعه في ملف ثم نقرأه بتأن وبذلك ندرك كل ما يخص موضوع الحج في القرآن. هذا يتطلب وقتا وتركيزا في مواضيع بعينها أولا.
ثالثا: إليكم هذا الترتيب وهو جديد عليكم لكن لا بأس بأي ترتيب.
السور المكية: المجموعة الأولى: العلق القلم المزمل (ماعدا آخر آية) المدثر الفاتحة المسد التكوير* الأعلى الفجر الليل الضحى الشرح العصر العاديات الكوثر التكاثر الماعون* الكافرون الفيل الفلق الناس النجم الإخلاص القدر* عبس البروج الشمس التين قريش القارعة القيامة الهمزة المرسلات ق البلد الطارق القمر.
المجموعة الثانية:ص الأعراف الجن يس * الفرقان فاطر مريم طه* الواقعة الإسراء يونس هود*
المجموعة الثالثة: يوسف الحجر الأنعام الصافات لقمان سبأ الزمر* غافر فصلت الشورى الزخرف الدخان الجاثية الأحقاف*
المجموعة الرابعة: الذاريات الغاشية الكهف النحل* نوح إبراهيم الأنبياء * المؤمنون السجدة الطور الملك * الحاقة المعارج النبأ النازعات * الإنفطار الإنشقاق الروم العنكبوت.
سور نزلت أثناء الهجرة: الشعراء النمل القصص الحج
السور المدنية: المجموعة الأولى: المطففين *البقرة *الأنفال *آل عمران النساء
المجموعة الثانية: أحزاب * الفتح محمد * الحجرات الممتحنة النور الرعد الحديد المجادلة الجمعة المنافقون الصف التغابن الطلاق التحريم البينة الحشر الرحمن الإنسان الزلزلة. براءة * المائدة والنصر
هذه مشاركة أرجو أن تنفعكم وتدرسوا هذا الكتاب العظيم كي تروا الحق وتدركوا الكثير من الخير الذي فيه للناس أجمعين.(/)
كلمة أم كلمتان؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Nov 2010, 10:10 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
الألفاظ (أحد عشر)، (اثنتا عشرة)، (تسعة عشر) ....
ما الأرجح في عدها؟ كلمة أم كلمتان ..
الكل عدّها كلمتين، وكذلك انا، ولكنني أميل إلى عدّها كلمة .. فما رأيكم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 10:41 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
الألفاظ (أحد عشر)، (اثنتا عشرة)، (تسعة عشر) ....
ما الأرجح في عدها؟ كلمة أم كلمتان ..
الكل عدّها كلمتين، وكذلك انا، ولكنني أميل إلى عدّها كلمة .. فما رأيكم؟
الصحيح أنها كلمة واحدة فهي كالأسم المركب
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:32 ص]ـ
الصحيح أنها كلمة واحدة فهي كالأسم المركب
بارك الله فيك، لقد أرحتني.
صدق من قال: وشاور لبيبا ولا تعصه.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[27 Nov 2010, 05:08 م]ـ
في العدد القرآني يتم التعامل مع الرسم العثماني ولا علاقة للمعنى بالعد. وعليه (حيثما) هي كلمة و (حيث ما) كلمتان.
في رسم المصحف وفي غيره عندما أكتب (سبع عشرة) أجعل فاصلا (سبيس) بين الكلمتين، ولو كانت كلمة واحدة لكتبت هكذا: (سبععشرة) أو (ستعشرة) أو (ثمانعشرة) ... ألخ.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 05:47 ص]ـ
في العدد القرآني يتم التعامل مع الرسم العثماني ولا علاقة للمعنى بالعد. وعليه (حيثما) هي كلمة و (حيث ما) كلمتان.
في رسم المصحف وفي غيره عندما أكتب (سبع عشرة) أجعل فاصلا (سبيس) بين الكلمتين، ولو كانت كلمة واحدة لكتبت هكذا: (سبععشرة) أو (ستعشرة) أو (ثمانعشرة) ... ألخ.
بارك الله فيك.
وكيف نكتب: أحد عشر، ثم ألا ترى فرقا بين تسعة عشر، وتسع وعشرون؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:14 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
بالنسبة لـ أحد عشر: بما أن حرف الدال لا يتصل بما بعده في الكتابة فلا يصلح هذا المثال للبت في المسألة. من هنا قمت سابقا بإعطاء أمثلة لحروف تتصل بما بعدها مثل ستعشرة.
أما تسعة عشر فيكفي التاء المربوطة في تسعة لتدل على أنها كلمة منفصلة في الكتابة. ووجود الواو العاطفة في تسع وعشرون يجعل المسألة أشد وضوحاً.
ونعود لنذكِّر أننا نتعامل مع الرسم وليس مع المعنى. ومن مؤيدات هذا باب الوصل والفصل في رسم كلمات المصحف.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:32 م]ـ
لماذا كان السؤال؟
لنتأمل الآيات الأربع الأولى في سورة يوسف:
ال?ر ? تِلْكَ ءَايَـ?تُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْمُبِينِ ?1? إِنَّا? أَنزَلْنَـ?هُ قُرْءَ ?نًا عَرَبِيًّ?ا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?2? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ بِمَا? أَوْحَيْنَا? إِلَيْكَ هَـ?ذَا ?لْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ? لَمِنَ ?لْغَـ?فِلِينَ ?3? إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَـ??أَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا وَ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَـ?جِدِينَ ?4?
من المعلوم ان عدد اخوة يوسف هو 11، وقد عبر القرآن عن هذا العدد في الآية الرابعة وليس الثالثة او الخامسة بالقول أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا. عبارة مؤلفة من 11 حرفا بعدد اخوة يوسف.
[هذا دليل على أن منهج عدّ الحروف صحيح، وان ذكر العدد 11 هو توجيه وإرشاد).
-ونلاحظ ان هذا القول يتوسط الآية الرابعة، فعدد الحروف قبله 25 وعدد الحروف بعده 25.
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَـ??أَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا وَ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَـ?جِدِينَ ?4?
ما الحكمة من ذلك عدديا؟
إن العدد الناتج من صف العداد الثلاثة هو: 251125
هذا العدد عبارة عن: 41 × 6125. تأملوا هذين العددين جيدا.
- ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العدد 41: هو عدد الكلمات في الآيات الأربع (باعتبار - احدعشر- كلمة واحدة)
العدد 6125: هو عبارة عن عدد آيات القرآن باستثناء عدد آيات سورة يوسف، فإذا أضفنا عدد آيات سورة يوسف الذي هو 111 إلى العدد 6125، فالناتج هو 6236 (6125+111=6236).
ويصر بعضهم ان لا وجود للإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
ليست غايتي من هذه المشاركة اثبات الاعجاز العددي، فهو موجود رضي من رضي وغضب من غضب، ما أود السؤال عنه: ألا ترجح هذه العلاقة الرياضية أن لفظ (احد عشر) كلمة واحدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم.
ـ[نعيمان]ــــــــ[29 Nov 2010, 10:09 م]ـ
لماذا كان السّؤال؟
لنتأمل الآيات الأربع الأولى في سورة يوسف:
ال?ر ? تِلْكَ ءَايَـ?تُ ?لْكِتَـ?بِ ?لْمُبِينِ ?1? إِنَّا? أَنزَلْنَـ?هُ قُرْءَ ?نًا عَرَبِيًّ?ا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?2? نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ?لْقَصَصِ بِمَا? أَوْحَيْنَا? إِلَيْكَ هَـ?ذَا ?لْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ? لَمِنَ ?لْغَـ?فِلِينَ ?3? إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَـ??أَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا وَ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَـ?جِدِينَ ?4?
من المعلوم ان عدد اخوة يوسف هو 11، وقد عبر القرآن عن هذا العدد في الآية الرابعة وليس الثالثة او الخامسة بالقول أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا. عبارة مؤلفة من 11 حرفا بعدد اخوة يوسف.
[هذا دليل على أن منهج عدّ الحروف صحيح، وان ذكر العدد 11 هو توجيه وإرشاد).
-ونلاحظ ان هذا القول يتوسط الآية الرابعة، فعدد الحروف قبله 25 وعدد الحروف بعده 25.
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَـ??أَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبً?ا وَ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَـ?جِدِينَ ?4?
ما الحكمة من ذلك عدديا؟
إن العدد الناتج من صف العداد الثلاثة هو: 251125
هذا العدد عبارة عن: 41 × 6125. تأملوا هذين العددين جيدا.
- ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العدد 41: هو عدد الكلمات في الآيات الأربع (باعتبار - احدعشر- كلمة واحدة)
العدد 6125: هو عبارة عن عدد آيات القرآن باستثناء عدد آيات سورة يوسف، فإذا أضفنا عدد آيات سورة يوسف الذي هو 111 إلى العدد 6125، فالناتج هو 6236 (6125+111=6236).
ويصر بعضهم ان لا وجود للإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
ليست غايتي من هذه المشاركة اثبات الاعجاز العددي، فهو موجود رضي من رضي وغضب من غضب، ما أود السؤال عنه: ألا ترجح هذه العلاقة الرياضية أن لفظ (احد عشر) كلمة واحدة؟
بارك الله فيكم.
أخي الحبيب الأستاذ أبا محمّد رضي الله عنك وأرضاك:
هل تنبّهت يا أخي إلى رقم ترتيب سورة يوسف؟
إنها السّورة رقم 12.
فإذا جمعنا هذا العدد إلى عدد آياتها الّذي هو 111، كان النّاتج 123.
وهذا العدد من مضاعفات العدد 41 (3 × 41).
فما أرجّحه أن تبقى تسعة عشر ومثيلاتها كلمتين لا كلمة واحدة؛ وذلك حسْب الرّسم العثمانيّ؛ كما كنت تعدّها سابقاً، وكما كلّ من عدّها من الباحثين فيمن اطّلعت عليهم. جزاهم الله خيراً.
وأشكر لك تلطّفك بطلب رأيي وأنت الأستاذ. حفظك الله، ورعاك، وسدّدك فيما أنت قائم له وعليه.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[29 Nov 2010, 11:34 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
الأصل تقعيد الضوابط ثم إجراء البحوث. أما أن ننقض ضوابط ملتزمة لمجرد وجود ملاحظة تعجبنا فإن ذلك يفتح باب الافتعال. تماماً كالذي عد الواو كلمة لتسلم له نتائج مزعومة. بل إن رشاد خليفة حذف بعض الآيات ليسلم له العدد.
سورة يوسف تتحدث عن أصل نشأة الأسباط الـ 12 ولا تتحدث عن الأخوة الـ 11 بدليل أن ترتيب السورة في المصحف هو 12 وليس 11
لا تزال مسألة رصف الأرقام مسألة مشكوك في صدقيتها ومنطقيتها، وهي من المسائل التي أجلبت الشغب على مسألة الإعجاز العددي. ثم إنك قمت بحذف آيات سورة يوسف لتسلم لك النتيجة ثم لتقول إن جملة أحد عشر هي كلمة. كل ذلك لمجرد أن العدد قسم على 41
أرجوك ليس كل ملاحظة تعني إعجازاً.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Nov 2010, 12:59 ص]ـ
الأخوان الفاضلان الكريمان، نعيمان وسنان
بارك الله فيكما، وجزاكما خيرا، ونفع بكما.
كان مرادي أن اطمئن إلى رأي دون أن يساورني في ذلك شك، سأعتمد اعتبار كل من (احد عشر) واخواتها كلمتين، وهو المعتبر عندي سابقا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Nov 2010, 01:24 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله
الأصل تقعيد الضوابط ثم إجراء البحوث. أما أن ننقض ضوابط ملتزمة لمجرد وجود ملاحظة تعجبنا فإن ذلك يفتح باب الافتعال. تماماً كالذي عد الواو كلمة لتسلم له نتائج مزعومة. بل إن رشاد خليفة حذف بعض الآيات ليسلم له العدد.
سورة يوسف تتحدث عن أصل نشأة الأسباط الـ 12 ولا تتحدث عن الأخوة الـ 11 بدليل أن ترتيب السورة في المصحف هو 12 وليس 11
لا تزال مسألة رصف الأرقام مسألة مشكوك في صدقيتها ومنطقيتها، وهي من المسائل التي أجلبت الشغب على مسألة الإعجاز العددي. ثم إنك قمت بحذف آيات سورة يوسف لتسلم لك النتيجة ثم لتقول إن جملة أحد عشر هي كلمة. كل ذلك لمجرد أن العدد قسم على 41
أرجوك ليس كل ملاحظة تعني إعجازاً.
أخي الكريم سنان:
انا لم أحذف لتسلم لي نتيجة،ولست أبحث عن نتيجة مسبقة في ذهني لأصل إليها.
العدد الذي ظهر لدي هو: 6125. وقد لاحظت أنه ينقص عن العدد 6236، عددا محددا هو 111 .. واللافت للانتباه ان عدد آيات سورة يوسف هو أيضا 111.
فأما الأمر الآخر، فهو ذكرك لحذف رشاد خليفة آيتين من القرآن الكريم ليسلم له العدد، وشتان بين ما زعمه خليفة وبين المثال الذي ذكرت، فهو قد انكر آيتين وحذفهما تماما زاعما انهما ألحقا في القرآن فيما بعد، ولعل البعض يفهم من كلامك ما لا تقصد .. وأنت تعلم أن كل أبحاثي تصب في إثبات سلامة القرآن من النقص والحذف، وكشف زيف وافتراء خليفة وامثاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Nov 2010, 01:36 ص]ـ
أخى العزيز عبد الله، حياك الله
يبدو أنى أميل أنا الآخر إلى نفس الرأى الذى ذهب إليه الأخوان الكريمان: نعيمان و سنان
والمثال الذى ضربه الأخ سنان يَصلُح دليلاً معتبراً من وجهة نظرى لحسم المسألة، حيث تُحتَسب " حيثما " كلمة واحدة، بينما تُحتَسب " حيث ما " كلمتين لا كلمة واحدة، لأننا نتعامل مع المرسوم وليس مع المعنى كما قال بحق الأخ سنان
ومعذرة يا أخى على مخالفتك الرأى، ولكنى أعمل بما جاء فى القول المأثور:
ليس الصديق من صَدّقك، لكن الصديق من صَدَقَك، والسلام عليكم ورحمة الله(/)
كيف نظروا إلى القرآن
ـ[ Amara] ــــــــ[25 Nov 2010, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
كنت كثيرا ما أسأل مالذي قدمه القرآن للناس أكثر من كونه هداهم لمعرفة الله .. وأهداهم طريق الحق؟
ماذا قدم القرآن لهذه الحركة العلمية التي يسميها الناس ثورة؟
أول ما لفت انتباهي وأنا أقرأ عن تاريخ العلوم، وتاريخ هذه الثورة، أن بناء القواعد العامة للظواهر لم تكن معروفة عند الناس على مر العصور قبل مجيء الإسلام ..
فالناس طوال تلك الفترة من تاريخنا كانوا إذا راموا معرفة شيء، تعرفوا عليه هو كمثال، ولم تسفعهم عقولهم لمعرفة مشابهاته، وبناء القواعد التي تحكم كل تلك المتشابهات ..
ومع مجيء الإسلام فكر المسلمون في هذا حد أنهم جعلوا للغة قواعد.
شيء آخر لفت انتباهي، هو الوقت الذي هو نصف الحياة إن لم يكن كلها .. لا أحد فكر في ذلك الوقت وتحديده بالصورة التي نراها اليوم حتى جاء الإسلام بالآية الكريمة: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا .. حينها فكر المسلمون في ضبط ذلك الوقت وفكروا في صنع الساعة .. كان هذا من أوائل تفاسيرهم للآية أكثر مما نص عليه المفسرون في كتبهم .. ونحن الآن نغفل عن ذلك التفسير ونقر فقط ما بلغنا من الكتب.
الأمر الثالث هو ما يتعلق بقوله تعالى: فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره .. لا أظن أن أحدا فكر في طريقة يحدد بها مكانه من نقطة محددة في الأرض أو في السماء حتى جاءت هذه الآية .. وهذه الآية تلزمنا بتحديد وجهتنا ونحن نصلي وكان أول من فكر في ذلك علماء الإسلام .. أما أمر تحديد تلك الوجهة في مكان ما من الأرض فهو تفسير رياضي بحت ومع ذلك فكل ذلك يعود بنا إلى هذه الآية. ربما لو سألت رجلا حتى من علمائنا كيف نحدد موقعنا ووجهتنا على الأرض فسيقول لك: استعمل جهاز الجي بي أس GPS لكنه لا يدري كيف يعمل ذلك الجهاز .. أما إذا سألت البيروني مثلا في القرن الخامس للهجرة فسيقول لك: ما عليك إلا أن تحدد الزاوية التي تدور إلى اليمين إذا وجهت نظرك للقطب الشمالي .. وتحديد تلك الزاوية سهل باعتماد طريقة البيروني .. لكنها اليوم معقدة عند أغلبنا بل لا يعرفها أغلبنا .. ولا يعرفون البيروني حتى.
أمر رابع ساءلت نفسي عنه أكثر من مرة .. ماذا لو لم تكن في القرآن آيات الميراث .. ماذا لو لم يتكلم القرآن عن الوصايا .. علم كامل هو الجبر كانت بدايته تفسيرا لتلك الآيات وامتد الآن حتى فصلناه عن القرآن .. فصل لمجرد أننا لا نعرف علاقته بالقرآن .. أصبحنا نتحدث في الجبر عن نظرية العدد ونظرية الكلام وننظر في الأشكال وفي الأشياء المرتبة .. أما في القرآن فيستهجن أن ينظر في ترتيب كلامه وفي كلامه وفي عد حرفه ..
انظروا كيف فسر أولئك القرآن
وكيف نفسره نحن اليوم .. كيف نظر فيه أولئك وكيف ننظر نحن فيه اليوم؟
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول(/)
حجازي هل له ترجمة؟
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[25 Nov 2010, 08:57 م]ـ
سؤال بحثت عن جوابه فلم أجد مايروي عطشي! صاحب التفسير الواضح أين أجد ترجمته. محمد محمود حجازي من هو؟
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:06 م]ـ
مادام إنكم شغلتم عن سؤالي وحق لكم والله!! فهذا ماوجدت من ترجمته:
محمد بن محمود حجازي
درس في الأزهر وتخرج فيه. عين مديرا لمعهد المنصورة
رسالة الدكتوراه له كانت بعنوان: الوحدة الموضوعية في القرآن. سنة1969م
ذكر في تفسيره أنه اهتدى إلى عقيدة السلف بعد زيارته الرياض.
يغلب على الظن أنه قد مات رحمة الله عليه. أو يبلغ عمره الآن110سنوات تقريبا حسب القرائن والتواريخ المذكورة في التفسير. والله أعلم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:54 م]ـ
حياكم الله أخي الفاضل وليد: سبق أن طرح سؤال في الملتقى عن الشيخ محمد حجازي، لأبي الفداء أحمد بن طراد (عضو الملتقى) قال فيه:
بحثت في كتب التراجم عن ترجمة للمفسر محمد محمود حجازي فلم أجد له ترجمة، ويترجح لدي أنه توفى في الثمانينات أو في أوائل التسعينات من هذا القرن لأني نظرت في كتب التراجم أمثال:
الأعلام للزركلي (وبالطبع هو ليس فيه لأن الزركلي مات عام 1395هـ)
معجم المؤلفين (وهو أيضاً ليس موجوداً به لأن كحالة مات عام 1409)
فبحثت في تتمة الأعلام، وكتاب ذيل الأعلام، ونثر الجواهر والدرر للمرعشلي و إتمام الأعلام لنزار أباظة، و محمد رياض المالح فلم أجد شيئا، وحاولت في البحث على الشبكة فلم أحظى بشيء عنه، فهل من يدلني ويساعدني، وجزاه الله خيرا.
فأجابه الشيخ مروان الظفيري بنحو ما كتبت:
الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمود حجازي من علماء الأزهر ومدير معهد المنصورة درس في الأزهر الشريف وتخرج فيه.
عين مديرا لمعهد المنصورة. أهم آثاره: " التفسير الواضح " 3 مجلدات طبع أكثر من مرة،وكتاب: " الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم ". من علماء الأزهر الشريف ومن رجال التفسير البارزين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:42 م]ـ
لعلك تراجع نثر الجوهر، فربما يكون قد ترجم له أو ترجمه (تعبيران صحيحان).(/)
المنهجية في الجمع بين قراءة القرءان والتفسير للشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[25 Nov 2010, 09:20 م]ـ
الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
هل بِالإِمكَان الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير، وذلك حِينما أُريدُ أن أَقرَأ القُرآن كُلَّ شهر؟ وما هِيَ أَقصَر الطُّرق لِفَهمِ الآيَات؟
يعني قراءة جُزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجُزء مع التَّدبُّر والتَّرتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومُراجعة كتب التَّفسير المُختصرة؛ لا سيَّما المتعلِّقة بغريب القرآن، يعني لا تُكلِّف شيئاً أمرُها سهل، ومن كُتب الغريب ما طُبع في حاشية المُصحف، وهذا يُيسِّر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنِّسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنِّسبة لكتاب الله -جل وعلا-! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصُّبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذٍ يتيسَّر لهُ أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمر بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءتِهِ يُدوِّن الكلمات الغريبة ليُراجع عليها بعد الفَراغ من القراءة، يُراجع عليها كتب التَّفسير، ويُراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم بهِ أكثر، نعم يُعنَى بالحِفظ أوَّلاً، ثُمَّ بعد ذلك بالمُراجعة، ثُمَّ القِراءة من أجل تحصيل أجر الحُرُوف، التَّدَبُّر والتَّرتيل والعمل؛ كُلّ هذا مطلوب بالنِّسبة لطالب العلم، يعني بالنِّسبة للعامِّي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حَصَّل أجر الحُرُوف بالنِّسبة لَهُ؛ يكفِيه! أمَّا بالنِّسبةِ لطالب العلم لا بُدَّ أن يَتَفَقَّه من كِتَابِ الله، وأن يَتَعَلَّمَ كِتَابَ الله، وأن يُعلِّمَ كتابَ الله بعد ذلك، أمَّا إذا قرأ القُرآن في شهر، كل يُوم جُزء، بإمكانه أن يَقرَأ مَعَهُ تفسير مُختَصَر، يعني سهل أن يقرأ تفسير مُختَصَر في شهر إذا كان يقول أنا لا أزيد على جُزء من القُرآن مع مُرَاجَعَة التَّفسير هذا لا بَأس؛ حينئذٍ يَتَعَلَّم القُرآن عِلمًا وعَمَلًا على طريقة الصَّحابة -رضوان الله عليهم-؛ لكن على الإنسان أن يَستَكثِر من هذا الباب الذِّي فُتِحَ لهُ مِمَّا يُقَرِّبُهُ إِلَى اللهِ -جَلَّ وعَلَا-.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Nov 2010, 07:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
والشيخ عبد الكريم حفظه الله صاحب تجارب في العبادات والأمور العملية نفع الله به(/)
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 11:19 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
قال تعالى: (((إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)))؛ فمن لقي الله تعالى على الشرك الأكبر فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقد ذكر أهل العلم أن الشرك إذا أطلق كان المراد به الشرك الأكبر في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات. وللعلماء ضوابط مشهورة في أفراد هذا الشرك؛ كضبط شرك الدعوة بدعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وضبط شرك المحبة بتعلق المحبة الخاصة بغير الله تعالى وهكذا؛ فكل من لقي الله على هذا الشرك فليس من أهل المغفرة بمقتضى هذا النص المحكم! وهذا الحكم لايختص بالشرك الأكبر بل يعم الكفر الأكبر؛ ككفر التكذيب أو الشك أو الإعراض، ويعم كذلك النفاق الأكبر بمختلف صوره؛ كبغض الإسلام وأهله، والاستهزاء بشيئ من دين الله تعالى أو ثوابه أو عقابه. وإنما خص الشرك بالذكر، لغلبته في الوجود، أو يقال: إن الشرك من الألفاظ التي تتنوع دلالتها باعتبار الافراد والاقتران، فإذا أفرد الشرك دخل في مفهومه الكفر الأكبر والنفاق الأكبر، وإذا قرن بشيئ منها كان لكل واحد منها معنى يخصه. وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية رح1 في الإيمان الكبير. فينبغي للمسلم الحذر من هذا الخطر؛ فإن من أمن منه فربما وقع فيه وهو لايشعر؛ قال تعالى: (((واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)))؛ فإذا كان إمام الموحدين يخشاه على نفسه فما الظن بغيره! قال إبراهيم التيمي رح1: (ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم)! وأول طريق لتوقي هذا الخطر الاهتمام الجاد بمعرفة أنواع الشرك والكفر والنفاق؛ فكثير من الناس لايولي هذا الجانب على خطورته كبير اهتمام!
وإذا كان أول الآية محكما لاشك في ذلك، فإن قوله (((ويغفر مادون ذلك لمن يشاء))) قد اشتبه على كثير من الناس؛ فحمله الخوارج والمعتزلة على صاحب الصغيرة، أو من تاب من الكبيرة! ولاشك في بطلان هذا المسلك؛ لأن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر، قال تعالى: (((إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم))). أما التائب فلا فرق في حقه بين الشرك وغيره، قال تعالى: (((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)))؛ فعمم وأطلق حين أراد التائبين، وهنا خص وعلق؛ خص الشرك بعدم المغفرة، وعلق مادونه على المشيئة، فعلم أن الآية في حق من لقي الله على كبيرة أوما في حكمها، وهي الصغائر مع الإصرار عند كثير من أهل العلم. وقد رفض الشوكاني تنزيل الصغيرة حال الاصرار منزلة الكبيرة؛ لضعف دليل الجمهور على ذلك.
وذهبت المرجئة إلى أنه في حق من لقي الله على كبيرة إلا أنهم جوزوا أن يغفر الله لهم كلهم، أو يعذبهم كلهم! وهذا ليس بصحيح؛ لأن الآية صريحة في وقوع المغفرة لبعض دون بعض! وهذا مقتضى أحاديث الشفاعة المتواترة؛ فإنها صريحة في تعذيب بعض عصاة الموحدين. أما غلاتهم فإنهم يقطعون بالمغفرة للجميع؛ أي أنهم يسقطون وعيد الكبائر جملة!!
أما أهل السنة والجماعة فإنهم وإن حملوا الآية على من لقي الله على كبيرة فإنهم مع ذلك يقطعون بالمغفرة لبعض وإنفاذ الوعيد في بعض إلا أنهم تنازعوا فيمن ينفذ فيه العقاب هل هو معلوم بمقتضى النصوص أو أن النصوص لم تحدد الصنف الذي يعاقب منهم؟ اختار الجمهور الثاني، وردوا أمر أصحاب الكبائر لمحض المشيئة المبنية على الحكمة، فالله وحدة يعلم أهل فضله وأهل عدله. وذهب ابن حزم رح1 وابن القيم ومال إلى ذلك ابن تيمية إلى أن هذه الآية مفسرة ومقيدة بنصوص الموازنة؛ فمن رجحت كبائره بحسناته فهو الصنف الذي لابد أن يعاقب , وإن كان مآله بعد ذلك إلى الجنة. وقد عقد ابن القيم في طريق الهجرتين مبحثا خاصا في طبقات المكلفين في الآخرة؛ ثم ذكرهم طبقة طبقة، وأفرد هؤلاء بطبقة أهل المحنة والبلية، أي الفئة التي لابد أن تعذب من أصحاب الكبائر!
والظاهر والله أعلم أن آيات الموازنة لايصح أن تكون قيدا في هذه الآية؛ لأنها تجري على طريقة القرآن الغالبة في ذكر السعداء الخلص والأشقياء الخلص دون المخلطين أصحاب الشائبتين؛ قال تعالى (((ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون)))؛ وهذا الحكم لاينطبق على صاحب الكبيرة بإجماع أهل السنة؛ فإنهم مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد. ولهذه الآية نظائر معروفة. ومن أقوى مايشكل على هذا القول إثبات الشفاعة فيمن استحق النار من أهل الكبائر ألا يدخلها إلا أن ابن القيم ذكر في تهذيب معالم السنن أنه لم يظفر على هذا النوع بدليل صحيح أ. هـ أما حديث (((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)))؛ فعام؛ فقد يكون قبل الدخول أو بعده. والذي ينبغي للحريص على دينه الحذر من الكبائر؛ فصاحبها في خطر وأي خطر! والعجيب أنك ترى كثيرا من الناس يأتون الكبائر، ولاينظرون إلا إلى أن أهلها تحت المشيئة، مع غفلة أو تغافل لما ورد في شأن الكبائر من القوارع والزواجر! واختم كلامي بأن الكبيرة هي كل ماورد فيه حد أو وعيد خاص؛ كاللعن، والغضب، والحرمان من الجنة، أو الدخول في النار. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
آية تشير الى قدرة الإنسان على الطيران
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Nov 2010, 08:23 ص]ـ
يقول الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)
لم يكن في تصور الأولين قدرة الإنسان على ركوب الفضاء والتحليق في الأجواء. ولذلك فقد ظلت هذه الآية محصورة المعنى الى أن جاء اختراع الطيران واختراع الصواريخ النفاثة والمركبات الفضائية التي وصل بعضها الى المريخ.
هذه الآية موجهة للجن والإنس. والحكمة في ذكر الجن أولاً قبل الإنس هي قدرة الجن على الطيران ومهارته في ذلك أكثر من الإنسان. ولكن ذلك لا يخرج أن الخطاب موجه فعلاً للإنس والجن معاً. والخطاب خطاب تحدي كما قال كثير من المفسرين وهو عدم قدرتهم في اختراق السموات بسبب المسافات الشاسعة الهائلة وعدم قدرتهم على اختراق الأرض أيضاً بسبب الحرارة العالية والضخور المنصهرة في باطن الأرض. . ولكنه مع ذلك خطاب علمي وجيه يدل على استحالة اختراق السموات والأرض بلا سلطان. والسلطان كلمة واسعة الدلالة لا نريد أن ندخل في متاهات تفسيراتها العديدة. ولكن علماء الفلك يقولون. أن في الفضاء الواسع وعند توغل المركبات الفضائية حول الأجرام فإن كتل النحاس الملتهب تعيق حركة تلك المركبات بل إن الاصطدام بواحدة من هذه الكتل أمراً محققاً.
الدكتور زغلول النجار له أبحاث عديدة حول هذه الآية يمكن الرجوع اليها من خلال موقعه.
ولكن الذي يهمنا من ذلك كله. أن الإنسان استطاع أن يصل بعض المسافات داخل الجرم السماوي مما يدل على إعجازية هذه الآية ودلالاتها المستقبلية كما هو شأن الكثير من الآيات الكريمات.
وأما الكلمات التعبيرية في الآية الكريمة مثل كلمة (تنفذوا) والتي تختلف في المعنى الدقيق عن كلمة تطيروا. وكذلك كلمة شواظ. فإن لأهل اللغة في استخدام تلك الكلمات دون غيرها تدعيماً يزيد في جلالة هذه الآية وأسرارها السابرة.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:57 ص]ـ
أخي الكريم تيسير: هذا مثال حي ومجال رحب للنقاش الهادئ لتطبيق قواعد التفسير للوصول إلى دلالة علمية استدلالا بآية من آيات القرآن الكريم , وهل يصح الاستدلال بها أم لا؟
أولا:
يقول الله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33)
لم يكن في تصور الأولين قدرة الإنسان على ركوب الفضاء والتحليق في الأجواء. ولذلك فقد ظلت هذه الآية محصورة المعنى الى أن جاء اختراع الطيران واختراع الصواريخ النفاثة والمركبات الفضائية التي وصل بعضها الى المريخ.
.
هذا النقل الذي نقلته بارك الله فيك فيه هضم لفهم العلماء السابقين من السلف ومن جاء بعدهم .. سبحان الله (ظلت هذه الآية محصورة المعنى إلى أن جاء اختراع الطيران ... )
أقل ما يعبّر به إن صح الاستدلال .. أن يقال: إن كلام العلماء لا يناقض هذا القول أو يمنعه, قد يكون العلماء السابقين لم يدركو كنه هذه الحقيقة العلمية وكيفيتها , أما عدم معرفتهم بالمراد أو أن المعنى ظل محصوراً فلا.
ثانيا: بالنسبة لدلالة هذه الآية على ما تفضلت به فأسوق كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسالة حيث ذكر كلاما منطقيا وقد ضمن كلامه التعليق على الاستدلال بهذه الآية
- نص الرسالة -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فقد تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن قائل: إن هذا باطل مخالف للقرآن، ومن قائل: إن هذا ثابت والقرآن يؤيده، فالذين ظنوا أنه مخالف للقرآن قالوا: إن الله أخبر أن القمر في السماء فقال:] تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً [(1). وقال:] وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً [(2). وإذا كان القمر في السماء فإنه لا يمكن الوصول إليه، لأن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق ومعه جبريل أشرف الملائكة وكان يستإذاً ويستفتح عند كل سماء ليلة المعراج ولا يحصل لهما دخول السماء إلا بعد أن يفتح لهما فكيف يمكن لمصنوعات البشر أن تنزل على سطح القمر وهو في السماء المحفوظة.
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا: إن الله قال في سورة الرحمن:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.
1 - أما كون القرآن لا يخالفه فلأن القرآن كلام الله تعالى المحيط بكل شيء علماً فهو سبحانه يعلم ما كان وما يكون من الأمور الماضية والحاضرة، والمستقبلة، سواء منها ما كان من فعله، أو من خلقه فكل ما حدث أو يحدث في السموات أو في الأرض من أمور صغيرة، أو كبيرة ظاهرة، أو خفية فإن الله ـ تعالى ـ عالم به ولم يحدث إلا بمشيئته وتدبيره لا جدال في ذلك.
فإذا كان كذلك فالقرآن كلامه وهو سبحانه أصدق القائلين ومن أصدق من الله قيلاً، وكلامه أحسن الكلام وأبلغه في البيان، ومن أحسن من الله حديثاً فلا يمكن أن يقع في كلامه الصادر عن علمه، والبالغ في الصدق والبيان غايته لا يمكن أن يقع في كلام هذا شأنه ما يخالف الواقع المحسوس أبداً، ولا أن يقع في المحسوس ما يخالف صريحه أبداً.
ومن فهم أن في القرآن ما يخالف الواقع، أو أن من المحسوس ما يقع مخالفاً للقرآن ففهمه خطأ بلا ريب.
والآيات التي يظنها بعض الناس دالة على أن القمر في السماء نفسها ليس فيها التصريح بأنه مرصع في السماء نفسها التي هي السقف المحفوظ نعم ظاهر اللفظ أن القمر في السماء نفسها، ولكن إن ثبت وصول السفن الفضائية إليه ونزولها على سطحه فإن ذلك دليل على أن القمر ليس في السماء الدنيا التي هي السقف المحفوظ وإنما هو في فلك بين السماء والأرض كما قال ـ تعالى ـ:] وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون [(1). وقال ـ تعالى ـ:] لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون [(2). قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، وذكر الثعلبي والماوردي عن الحسن البصري أنه قال: "الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة به ولو كانت ملصقة به ما جرت" ذكره عنهما القرطبي في تفسير سورة يس.
والقول بأن الشمس والقمر في فلك بين السماء والأرض لا ينافي ما ذكر الله من كونهما في السماء، فإن السماء يطلق تارة على كل ما علا قال ابن قتيبة: "كل ما علاك فهو سماء" فيكون معنى كونهما في السماء أي في العلو أو على تقدير مضاف أي في جهة السماء.
وقد جاءت كلمة السماء في القرآن مراداً بها العلو كما في قوله تعالى:] ونزلنا من السماء ماء مباركاً [(3). يعني المطر، والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض.
وإذا ثبت ما ذكروا عن سطحية القمر فإن ذلك يزيدنا معرفة في آيات الله العظيمة حيث كان هذا الجرم العظيم وما هو أكبر منه وأعظم يجري بين السماء والأرض إلى الأجل الذي عينه الله تعالى لا يتغير ولا يتقدم ولا يتأخر عن السير الذي قدره له العزيز العليم، ومع ذلك فتارة يضيء كله فيكون بدراً، وتارة يضيء بعضه فيكون قمراً أو هلالاً ذلك تقدير العزيز العليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما اشتهر من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة فإن هذا مما تلقي عن علماء الفلك والهيئة وليس فيه حديث صحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك أن ابن كثير رحمه الله مع سعة اطلاعه لما تكلم على أن الشمس في الفلك الرابع قال: "وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس وهو الكسوفات ما يدل عليه ويقتضيه". ا. هـ فقوله: "وليس في الشرع ما ينفيه". واستدلاله على ثبوته بالحس دليل على أنه ليس في الشرع ما يثبته أي ما يثبت أن الشمس في الفلك الرابع والله أعلم.
2 - وأما كون القرآن لا يدل على وصول السفن الفضائية إلى القمر فلأن الذين ظنوا ذلك استدلوا بقوله تعالى:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(1). وفسروا السلطان بالعلم.
وهذا الاستدلال مردود من وجوه:
الأول: أن سياق الآية يدل على أن هذا التحدي يكون يوم القيامة ويظهر ذلك جلياً لمن قرأ هذه السورة من أولها فإن الله ذكر فيها ابتداء خلق الإنسان والجان، وما سخر للعباد في آفاق السموات والأرض، ثم ذكر فناء من عليها ثم قال:] سنفرغ لكم آيٌّهَ الثقلان [(2). وهذا الحساب ثم تحدى الجن بأنه لا مفر لهم ولا مهرب من أقطار السموات والأرض فيستطيعون الهروب ولا قدرة لهم على التناصر فينصروا وينجوا من المرهوب، ثم أعقب ذلك بذكر الجزاء لأهل الشر بما يستحقون، ولأهل الخير بما يؤملون ويرجون.
ولا شك أن السياق يبين المعنى ويعينه فرب كلمة أو جملة صالحة لمعنى في موضع ولا تصلح له في موضع آخر، وأنت ترى أحياناً كلمة واحدة لها معنيان متضادان يتعين المراد منهما بواسطة السياق كما هو معروف في كلمات الأضداد في اللغة.
فلو قدر أن الآية الكريمة تصلح أن تكون في سياق ما خبراً لما سيكون في الدنيا فإنها في هذا الموضع لا تصلح له بل تتعين أن تكون للتهديد والتعجيز يوم القيامة وذلك لما سبقها ولحقها من السياق.
الثاني: أن جميع المفسرين ذكروا أنها للتهديد والتعجيز وجمهورهم على أن ذلك يوم القيامة وقد تكلم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي على هذه الآية في سورة الحجر عند قوله ـ تعالى ـ:] ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل شيطان رجيم [(1). ووصف من زعم أنها تشير إلى الوصول إلى السماء وصفه بأنه لا علم عنده بكتاب الله.
الثالث: أنه لو كان معناها الخبر عما سيحدث لكان معناها يا معشر الجن والإنس إنكم لن تنفذوا من أقطار السموات والأرض إلا بعلم وهذا تحصيل حاصل فإن كل شيء لا يمكن إدراكه إلا بعلم أسباب إدراكه والقدرة على ذلك، ثم إن هذا المعنى يسلب الآية روعتها في معناها وفي مكانها فإن الآية سبقها الإنذار البليغ بقوله ـتعالىـ:] سنفرغ لكم أيه الثقلان [(2). وتلاها الوعيد الشديد في قوله:] يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران [(3).
الرابع: أن دلالة الآية على التحدي ظاهرة جداً.
أولاً: لما سبقها ويتلوها من الآيات.
ثانياً: أن ذكر معشر الجن والإنس مجتمعين معشراً واحداً فهو قريب من مثل قوله ـ تعالى:] قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً [(4).
ثالثاً: أن قوله:] إن استطعتم [ظاهر في التحدي خصوصاً وقد أتى بـ "إن" دون "إذا" تدل على وقوع الشرط بخلاف "إن".
الخامس: إنه لو كان معناها الخبر لكانت تتضمن التنويه بهؤلاء والمدح لهم حيث عملوا وبحثوا فيما سخر الله لهم حتى وصلوا إلى النفوذ وفاتت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم أسرع الناس امتثالاً لما دعا إليه القرآن.
السادس: أن الآية الكريمة علقت الحكم بالجن والإنس ومن المعلوم أن الجن حين نزول القرآن كانوا يستطيعون النفوذ من أقطار الأرض إلى أقطار السماء كما حكى الله عنهم] وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً [(5). فكيف يعجزهم الله بشيء كانوا يستطيعونه، فإن قيل: إنهم كانوا لا يستطيعونه بعد بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا أدل على أن المراد بالآية التعجيز لا الخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
السابع: أن الآية علقت الحكم بالنفوذ من أقطار السموات والأرض ومن المعلوم أنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا أن ينفذوا من أقطار السموات مهما كانت قوتهم.
الثامن: أن الآية الكريمة أعقبت بقوله ـ تعالى ـ:] يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران [(1). ومعناها والله أعلم انكم يا معشر الجن والإنس لو حاولتما النفوذ من ذلك لكان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس والمعروفأإن هذه الصواريخ لم يرسل عليها شواظ من نار ولا نحاس فكيف تكون هي المقصود بالآية.
التاسع: أن تفسيرهم السلطان هنا بالعلم فيه نظر فإن السلطان ما فيه سلطة للواحد على ما يريد السيطرة عليه والغلبة ويختلف باختلاف المقام فإذا كان في مقام العمل ونحوه فالمراد به القوة والقدرة ومنه قوله تعالى عن إبليس:] إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون [(2). فالسلطان في هذه الآية بمعنى القدرة ولا يصح أن يكون بمعنى العلم، ومنه السلطان المذكور في الآية التي نحن بصددها فإن النفوذ عمل يحتاج إلى قوة وقدرة والعلم وحده لا يكفي وهؤلاء لم يتوصلوا إلى ما ذكر عنهم بمجرد العلم ولكن بالعلم والقدرة والأسباب التي سخرها الله لهم، وإذا كان السلطان في مقام المحاجة والمجادلة كان المراد به البرهان والحجة التي يخصم بها خصمه ومنه قوله تعالى:] إن عندكم من سلطان بهذا [(3). أي من حجة وبرهان ولم يأت السلطان في القرآن مراداً به مجرد العلم والاشتقاق يدل على أن المراد بالسلطان ما به سلطة للعبد وقدرة وغلبة.
فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون.
بقي أن يقال: إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟.
فالجواب: أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله ـ تعالى ـ:] فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون [(1). فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله ـ تعالى ـ:] منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى [(2). حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرج منها يوم القيامة، كما أن هناك آيات تدل على أن الأرض محل عيشة الإنسان] ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش [(3). فظاهر القرآن بلا شك يدل على أن لا حياة للإنسان إلا في هذه الأرض التي منها خلق، وإليها يعاد، ومنها يخرج، فالواجب أن نأخذ بهذا الظاهر وأن لا تبعد أوهامنا في تعظيم صناعة المخلوق إلى حد نخالف به ظاهر القرآن رجماً بالغيب، ولو فرض أن أحداً من بني آدم تمكن من النزول على سطح القمر وثبت ذلك ثبوتاً قطعياً أمكن حمل الآية على أن المراد بالحياة المذكورة الحياة المستقرة الجماعية كحياة الناس على الأرض، وهذا مستحيل والله أعلم.
وبعد فإن البحث في هذا الموضوع قد يكون من فضول العلم لولا ما دار حوله من البحث والمناقشات حتى بالغ الناس في رده وإنكاره، وغلا بعضهم في قبوله وإثباته، فالأولون جعلوه مخالفاً للقرآن، والآخرون جعلوه مؤيداً بالقرآن فأحببت أن أكتب ما حررته هنا على حسب ما فهمته بفهمي القاصر وعلمي المحدود.
وأسأل الله أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه نافعاً لعباده والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.
-- الحواشي ---
(1) سورة الفرقان، الآية: 61.
(2) سورة نوح، الآية: 16.
(3) سورة الرحمن، الآية: 33.
(1) سورة الأنبياء، الآية: 33.
(2) سورة يس، الآية: 40.
(3) سورة ق، الآية: 9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 33.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(1) سورة الحجر، الآيتان: 16 - 17.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(3) سورة الرحمن، الآية: 35.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) سورة الإسراء، الآية: 88.
(5) سورة الجن، الآيتان: 8 - 9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 35.
(2) سورة النحل، الآيتان: 99 - 100.
(3) سورة يونس، الآية: 68.
(1) سورة الأعراف، الآية: 25.
(2) سورة طه، الآية: 55.
(3) سورة الأعراف، الآية: 10.
نقل هذا البحث من: رسالة حول الصعود إلى القمر للشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14923)
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Nov 2010, 11:06 ص]ـ
يبدو ان قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة قديم جداً فهو لم يتطرق رحمه الله الى وصول الإنسان الى ما هو أبعد من القمر الى المريخ. وهذا يبدو من خلال كلامه رحمه الله: انظر: تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.
وأيضاً كلامه رحمه الله في نهاية فتواه التي استخرجتها من الأصل حيث يقول:
إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟.
فالجواب: أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله تعالى: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ}. فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}. حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرجمنها يوم القيامة،.انتهى كلامه رحمه الله.
وأظن ان امكانية موت الإنسان على غير هذه الأرض ممكنة واردة أيضاً من خلال مجمل قوله تعالى: أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
وأظن ايضاً أن تسخير الكون للإنسان ومنه النجوم والكواكب لا يمنع استثمارها واستغلالها والوصول اليها لأن كل ذلك لا يخرج عن معنى التسخير (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Nov 2010, 12:38 م]ـ
يبدو ان قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة قديم جداً فهو لم يتطرق رحمه الله الى وصول الإنسان الى ما هو أبعد من القمر الى المريخ.
بارك الله فيكم. وهل ادعى أحد أنه وصل إلى المريخ؟ (استفهاما).
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Nov 2010, 01:55 م]ـ
هنا مسألتان:
الأولى: إمكانية الصعود إلى القمر من عدمه؟
فالشيخ ابن عثيمين يرى من خلال ما نقلته أنه ليس هناك ما يثبت وليس هناك ما يمنع.
الثانية وهي التي تعنينا: الاستدلال بآية الرحمن على الصعود إلى القمر وهي محل النقاش ومن أجله سقت كلام الشيخ رحمه الله في رده الاستدلال بهذه الآية على هذا الاحتمال.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:58 م]ـ
بارك الله بكم
ولكن هل يبدو لكم أن الجهة الصحيحة في الاستفسار عن الأجرام يُسأل عنها صاحب فقه وتفسير أم صاحب علم متخصص في الأجرام والأفلاك؟؟ ومن الأصلح في الإجابة الصحيحة الشافية المقنعة حتى عن الآية التي نحن في صددها الآن؟ صاحب فقه أم عالم أجرام؟؟
أنا أستأنس بما يقوله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المعنى العام للآية الذي يمكن له أن يتقبل صعود الإنسان للقمر. أما حيثية الصعود وإمكانيتها وظروفها فيجب أن تكون من عالم فلك مسلم ثقة هذا إن كنا نحترم أهل التخصص. ولذلك فأنا أميل الى الدكتور زغلول النجار الى هذه الحيثية أكثر من الذي يحفظ السنن ويعلم كل الفنون الأخرى. ألم يقل رب العزة: واسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.؟
لا نريد أن تضحك علينا الأمم إذا ما زلنا في صراع وتشكيك هل وصل الإنسان الى القمر أم لا.
لقد كان من حق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن يشكك في ذلك وقد حاولت أن أعذره كون الرسالة التي كتبها قديمة وكونه أيضاً عالم جليل يتعامل مع هكذا أحداث بمنتهى الحذر والحيطة ولا لوم عليه البتة في ذلك رحمه الله رحمة واسعة. وجزاه عن المسلمين كل الخير.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Nov 2010, 10:07 م]ـ
بارك الله فيكم. وهل ادعى أحد أنه وصل إلى المريخ؟ (استفهاما).
نعم يا أخي ادعى الأمريكان أن مركبة غير مأهولة نزلت بالفعل على سطح المريخ واحضرت بعض عينات من التربة والآف الصور التي التقطتها. وكان ذلك عام 2006 بل وقبلها أيضاً.
ولا يشترط أن تكون المركبة مأهولة ولكن ذلك الحدث يقترب من نزول الإنسان على سطح الكوكب الأحمر قريباً.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Nov 2010, 11:48 م]ـ
لا نريد أن تضحك علينا الأمم إذا ما زلنا في صراع وتشكيك هل وصل الإنسان الى القمر أم لا.
بارك الله فيكم، هم أنفسهم أول من شكك فيه وما زالوا! وألفوا لذلك كتبا ونشروا مواقع على الشبكة عدة، تقفون عليها ببحث سريع، وقد ضحكوا علينا إذ صدقناهم فيه، وبعض من شكك من المتخصصين أصلا.
ليس هناك دليل واحد نثق به على أنهم وصلوا إلى القمر - بل على العكس هناك من الأدلة على بطلانه ما يطول الحديث ببسطه -، وليس هناك تواتر على ذلك كما ظن الشيخ ابن عثيمين رح1، فلم يأتنا الخبر إلا من جهة واحدة! وكانت عسكرية! وفي حالة حرب! وإن تواتر ذلك وشاع في كل الطبقات دونها!
لست أقول بامتناع حدوث ذلك في المستقبل، ولا أعلم ما يمنع وصول الإنسان إلى القمر أو المريخ يوما.
لكن ذلك لم يحدث إلى الآن قط، وإن وصلت أجهزتهم إلى المريخ وأرسلت صورا وحللت عينات من تربته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:29 ص]ـ
أخي الحبيب تيسير ..
ذكر الشيخ أبو عبد الرحمن المدني في المشاركة 5 أن هناك مسألتان:
الأولى متعلقة بالوصول إلى القمر.
والثانية متعلقة بدلالة الآية على هذا الوصول من عدمه.
ويهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.
وفقك الله وسددك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 06:10 ص]ـ
ما يهمنا ويهمك في ملتقى أهل التفسير معرفة المسألة الثانية، وهي التي جاء فيها كلام الشيخ ابن عثيمين، وأن الآية لا تدل على هذا الاستدلال بغض النظر عن إمكانية تحققه أو لا، فهذه هي التي يسأل فيها أهل العلم الشرعي ولا علاقة للفلكيين بها.
أما المسألة الأولى فهي التي يسأل فيها علماء الفلك -وليس الدكتور زغلول منهم بالطبع فهو عالم جيولوجيا- فأرجو ألا يساق الحديث إليها.
وفقك الله وسددك.
بارك الله بكم وسددك على الخير خطاكم. وأنتم أساتذتنا نجلكم ونقدركم. وليس لنا هدف إلا التذاكر في آيات الله تعالى. وبعد أخي الحبيب:
إذا أردنا أن نعرف أن الآية تصلح للاستدال لصعود الإنسان وتحليقه في الأجواء يجب أن نعرف ما معنى اقطار السموات والأرض. فهل يعني بأقطار السموات ما هو خارجها أم ما هو داخلها؟؟؟ وسواء كان المقصود داخلها أم خارجها فإن الإنسان بالفعل وصل الى بعض أركانها العلوية , وهذا مسلم به فلماذا لا يصلح الاستدلال بها؟؟.
وإذا كانت لا تشير الى النفوذ من أقطار السموات والأرض فإلى أي شيء تشير إذاً. وما فائدة هذا التحدي والذي أكده كثير من العلماء حتى الأقدمين منهم؟؟؟
الآية معناها ببساطة: يا أيها الجن والإنس إن استطعتم أن تخترقوا السموات والأرض وتنفذوا منها فافعلوا. فلن تفعلوا ذلك إلا بسلطان.
بعض العلماء قالوا هي تهديد ووعيد في الآخرة. وهذا جيد مقبول ولا ننفيه. ولكن لا يمنع أيضاً أن يكون المعنى عام في الدنيا والآخرة بدليل الآية نفسها وهو قوله (فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) والآخرة ليس فيها تحدي ولا حتى مجادلة بحقائق. . والعبرة بعموم اللفظ.
وأيضاً: إذا كان المعنى يقصد به الآخرة فقط فما فائدة قوله تعالى: لا تنفذون إلا بسلطان؟؟؟.فكلمة سلطان شرط لازم التحقيق في خرق السموات والأرض مما يدل على إمكانية التحقيق إن وجد.
أنا أقول والله تعالى أعلم: أن هذه الآية آية تحدي بعدم النفوذ من أقطار السموات أي خارجها. ولكن داخلها أمر هيًن حاصل. وكذلك خرق الأرض غير ممكن لما تحويه من نيران وصخور ملتهبة. ولكن النفوذ خارج غلافها الجوي ممكن وقد حصل مرات ومرات. فتظل الآية ضمن التحدي غير ممكن التحقيق سواء كان ذلك في الدنيا أم في الآخرة. والله تعالى أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:00 م]ـ
معنى (أقطار السماوات والأرض) ومعنى (النفوذ) يبينه علماء التفسير أخي الحبيب، وتفسيرهم لا ينبني عليه مسألة الوصول إلى القمر أو المريخ أوغيره من عدمه.
وما معنى الآية؟ وإلى أي شيء تشير؟ وبم وقع التحدي بها؟ ...
كل هذا قد بينه المفسرون بما يثلج الصدر ويوضح المعنى ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:33 م]ـ
ولتكتمل الفائدة أسوق إليك أخي ما قاله بعض المفسرين:
" {إن استطعتم} إن قدرتم {أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـ?رِ ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضِ} أن تخرجوا من جوانب السمـ?وات والأرض هاربين من الله تعالى فارين من قضائه سبحانه: {فَ?نفُذُواْ} فاخرجوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابه عز وجل. والأمر للتعجيز {لاَ تَنفُذُونَ} لا تقدرون على النفوذ {إِلاَّ بِسُلْطَـ?نٍ} أي بقوة وقهر وأنتم عن ذلك بمعزل وألف ألف منزل " روح المعاني
" هذا إعلان لهم بأنهم في قبضة الله تعالى لا يجدون منجىً منها ... والنفوذ والنفاذ: جواز شيء عن شيء وخروجُه منه. والشرط مستعمل في التعجيز، وكذلك الأمر الذي هو جواب هذا الشرط من قوله: {فانفذوا}، أي وأنتم لا تستطيعون الهروب ... أي فهذه السماوات والأرض أمامكم فإن استطعتم فاخرجوا من جهة منها ... وجملة {لا تنفذون إلاَّ بسلطان} بيان للتعجيز الذي في الجملة قبله فإن السلطان: القدرة، أي لا تنفذون من هذا المأزق إلا بقدرة عظيمة تفوق قدرة الله الذي حشركم لهذا الموقف، وأنَّى لكم هاته القوة " التحرير والتنوير
وعليه نلحظ أخي الكريم أن الآية تدل على خلاف ما ظننت، فسواء قلنا إنها دالة على أمر في الدنيا أو في الآخرة فالتحدي واحد، والأمر للتعجيز في الحالين، وهو أن العباد في قبضة الله تعالى مهما وصلوا إليه من قوة وعلم.
وقد سقت إليك نقلين من كتب المتأخرين، لأدلك على أن كلمة المفسرين ومناهجهم واحدة في القديم والحديث.
ففهم الآية قائم على معرفة سياقها ومفرداتها ودلالة تركيبها وعادة القرآن الكريم في أمثالها ..
وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..
وفقك الله ونفع بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:52 م]ـ
وللشيخ الشنقيطي تعليق مفيد حول هذه الآية في سورة الحجر فليرجع إليه وذكر من معاني السلطان: قول ابن عباس (الحجة والبينة) وبيّن أنه لا ينطبق على السلطان الذي حملوه على هذه الآية
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:31 ص]ـ
وهكذا تجتمع أصول التفسير وعلومه في الوصول للفهم الصحيح، وهو ما لا يدركه إلا علماء التفسير ..
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية. أنظر ماذا يقول رحمه الله:
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا: إن الله قال في سورة الرحمن:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.
رأي ابن عثيمين رحمه الله فضفاض ومتسع واستخدامه كلمة (يظهر لي) تدل على عدم الجزم والقطع في المسألة رغم ميله للرأي الآخر. وهذا هو شأن العالم الرباني المنصف الذي يدرك الخلاف والاختلاف.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:48 ص]ـ
يقول مصطفى العدوى في كتابه سلسلة التفسير:
وثمّ قول آخر ألا وهو: أن هذا القول في الحياة الدنيا، فيبين الله سبحانه وتعالى أنه لا طاقة ولا قدرة للإنس ولا للجن على اختراق السماوات، وعلى التنصت عليها كما كان الجن يفعلون قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان مسترقو السمع من الجن -كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعرجون إلى السماء واحداً فوق الآخر كما وصفه سفيان راوي الحديث بوضع إحدى كفيه على الأخرى إلى أن يصلوا إلى السماء، فيتصنتون على سماء الدنيا، ويستمعون إلى الملائكة وهم يتحدثون في العنان بما سيكون، فيخطفون الخبر من هؤلاء الملائكة ثم يمضون سريعاً إلى الكهنة والسحرة، فيلقون الخبر ومعهم مائة كذبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم شددت الحراسة على السماء كما قالت الجن: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن:9]، وكما قال الله سبحانه: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصافات:6 - 9]، فمن حاول اختراق السماوات سلطت عليه الشهب وأرسلت عليه النجوم فكانت رجوماً له، كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك:5].
فالقول الثاني في تأويل هذه الآية: أن هذا في الحياة الدنيا، وهو تحدٍ للإنس والجن، وبيان عجز الإنس والجن عن اختراق السماوات واختراق الأرض.
وعلى ذلك فقد ذهب الشنقيطي رحمه الله على إنكار وصول الإنسان الى القمر ونفي ذلك لاستحالته. يقول مصطفى العدوي:وبهذه الآية وبضمينتها في سورة (ص) استدل الشنقيطي رحمه الله تعالى على بطلان المدّعى الذي فحواه: أن الإنسان صعد إلى القمر، ووصف هذه الأقوال بأنها أكاذيب، محتجاً بقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ} [ص:10]
فهل ما ذهب اليه الشنقيطي رحمه الله صحيح؟؟ ونحن نرى بأم أعيننا الصواريخ العابرة للقارات والأقمار الصناعية التي توصل الينا الإشارات التلفزيونية والإنترنت؟؟!!!
أظن أن أول رائد فضاء عربي مسلم, زار القمر هو الأمير سلطان بن سلمان ما زال حياً يرزق وبإمكان المحطات الفضائية الإسلامية أن تجري معه لقاء حول رحلته الشهيرة ليصبح الشك يقيناً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:09 ص]ـ
أخي الفاضل
حتى ابن عثيمين رحمه الله لم ينف بالكلية أن هناك قول لبعض العلماء بالاستدلال على الطيران من خلال تلك الآية.
نعم هو لم ينفه، بل ذكره ليرد عليه بتسعة أوجه، قال بعدها: " فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون"
فهذا هو الشاهد أخي الحبيب وهو ما اتفقت عليه كلمة المفسرين.
والذي ينبغي أن نخرج به هو أن الحديث منصب على ما تدل عليه الآية، وأنه لا علاقة لها بمسألة الطيران ولا الوصول إلى القمر، فلا داعي لربط القضيتين ببعضهما، فالقرآن لم يتحدث عن هذه القضية أصلا ولم تدل عليه هذه الآية ولا غيرها إثباتا كما أنها لم تنفه.
هذا مؤدى كلام الشيخ ابن عثيمين والمفسرين قبله وكلام الإخوة أعلاه.
وبهذا نحفظ لكتاب الله تعالى حرمته فيما يصح أنه دل عليه، ونترك لعلماء الفلك وغيرهم مجالهم وبحثهم دون أن نربط بحوثهم قسرا بكتاب الله ..
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:13 ص]ـ
والذي ينبغي أن نخرج به هو أن الحديث منصب على ما تدل عليه الآية، وأنه لا علاقة لها بمسألة الطيران ولا الوصول إلى القمر، فالقرآن لم يتحدث عن هذه القضية أصلا ولم تدل عليه هذه الآية ولا غيرها إثباتا كما أنها لم تنفه.
ولكن الشنقيطي رحمه الله وكما أوردت نفى من خلال الفهم الأول إمكانية الوصول الى القمر وقد ربط ذلك مع الآية الكريمة. فارجع أخي الحبيب لما قاله الشنقيطي بمشاركتي السابقة. وبارك الله بك.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:49 ص]ـ
أظن أن أول رائد فضاء عربي مسلم, زار القمر هو الأمير سلطان بن سلمان ما زال حياً يرزق وبإمكان المحطات الفضائية الإسلامية أن تجري معه لقاء حول رحلته الشهيرة ليصبح الشك يقيناً.
بارك الله فيكم، أما رائد فضاء فنعم، أما زار القمر فلا! ولم يقل ذلك أحد أبدا.
رواد الفضاء حاليا أقصى ما يخرجون إليه هو محطة الفضاء الدولية ISS ، وطاقمها رائدان أو ثلاثة لا غير - خشية حادث قد يذهب بهم كما حدث من قريب -، وبُعدها عن الأرض كبعد المدينة عن مكة (حوالي 400 كم) فقط! أي واحد من ألف من المسافة بين الأرض والقمر (حوالي 400 ألف كم)!
وهي تدور حول الأرض كأي قمر اصطناعي، وأي رحلة إليها تشد أنظار العالم أياما، وتكون حالات طوارئ وتأهب في ناسا غير عادية، وليس يحدث ذلك إلا كل فترة؛ لتغيير الطاقم، أو نقل طعام أو أجهزة، أو تطوير بعض الأجزاء أو غير ذلك من إصلاحات تتم على متنها.
وأعتذر إليكم من استطراداتي خارج الموضوع؛ إذ لا أحسن مثلكم الحديث فيه، شيء في نفسي بثثته. نفع الله بكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:25 م]ـ
ولكن الشنقيطي رحمه الله وكما أوردت نفى من خلال الفهم الأول إمكانية الوصول الى القمر وقد ربط ذلك مع الآية الكريمة. فارجع أخي الحبيب لما قاله الشنقيطي بمشاركتي السابقة. وبارك الله بك.
ومعنى ذلك بصياغة اخرى: أن نفي الشنقيطي رحمه الله في وصول الإنسان الى القمر من خلال تفسيره للآية يعني أنها تنفع للاستدلال بطيران الإنسان في السماء. فالنفي هناك إثبات هنا. أرجو أن تكون قد وضحت الصورة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:46 م]ـ
بارك الله فيكم، أما رائد فضاء فنعم، أما زار القمر فلا! ولم يقل ذلك أحد أبدا.
رواد الفضاء حاليا أقصى ما يخرجون إليه هو محطة الفضاء الدولية ISS ، وطاقمها رائدان أو ثلاثة لا غير - خشية حادث قد يذهب بهم كما حدث من قريب -، وبُعدها عن الأرض كبعد المدينة عن مكة (حوالي 400 كم) فقط! أي واحد من ألف من المسافة بين الأرض والقمر (حوالي 400 ألف كم)!
وهي تدور حول الأرض كأي قمر اصطناعي، وأي رحلة إليها تشد أنظار العالم أياما، وتكون حالات طوارئ وتأهب في ناسا غير عادية، وليس يحدث ذلك إلا كل فترة؛ لتغيير الطاقم، أو نقل طعام أو أجهزة، أو تطوير بعض الأجزاء أو غير ذلك من إصلاحات تتم على متنها.
وأعتذر إليكم من استطراداتي خارج الموضوع؛ إذ لا أحسن مثلكم الحديث فيه، شيء في نفسي بثثته. نفع الله بكم.
هناك مدارات دائرية منخفضة تدور فيها أقمار صناعية لغايات التصوير تبعد عن الأرض ما بين 200كلم الى 1000كلم
ومدارات بيضاوية شاهقة الإرتفاع فيها أقمار صناعية لغايات البث التلفزيزني وتبعد عن محور الأرض 36000كلم.
ورحلة الأمير سلمان تجاوزت هذا الأرتفاع وخرجت المركبة التي كان على متنها عن المجال المغناطيسي والغلاف الجوي الأرضي. وليست العبرة الآن في والوصول الى القمر. ولكن العبرة بخروج المركبة عن غلاف الأرض وتحررها من الجاذبية الأرضية.
ارجع لهذا الرابط
http://www.4geography.com/vb/t1439.html
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:54 م]ـ
بارك الله فيكم، رحلة الأمير سلطان كانت على ارتفاع 387 كم فقط (وهنا ( http://en.wikipedia.org/wiki/STS-51-G) تفاصيل الرحلة STS-51-G لديسكفري في يوليو 1985م، والتي كان على متنها مع ستة غيره، وقد أطلقوا فيها أحد أقمار عربسات).
وما قصدت من تعليقاتي على كلامكم - مع خروجها عن المسألة الأولى موضوع الملتقى - إلا تصحيحا لبعض تصوراتكم عن الفضاء وأهله، وكان كل كلامي عن الإنسان وليس عن أجهزته التي في طريقها الآن لبلوتو، ولا علاقة لمشاركاتي هنا بالآية موضوع بحثكم، وإن جاءت تحشية واستطرادا. وفقنا الله وإياكم لما يحب.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2010, 08:25 ص]ـ
ومعنى ذلك بصياغة اخرى: أن نفي الشنقيطي رحمه الله في وصول الإنسان الى القمر من خلال تفسيره للآية يعني أنها تنفع للاستدلال بطيران الإنسان في السماء. فالنفي هناك إثبات هنا. أرجو أن تكون قد وضحت الصورة.
الصورة واضحة -حفظك الله- من أول مرة، وقد تبين أعلاه أن الاستدلال بالآية إثباتا أو نفيا مرجوح، ورد ابن عثيمين على الأمرين، وأنه الموافق لما عليه جماهير المفسرين سلفا وخلفا ..
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Nov 2010, 02:36 م]ـ
الصورة واضحة -حفظك الله- من أول مرة، وقد تبين أعلاه أن الاستدلال بالآية إثباتا أو نفيا مرجوح، ورد ابن عثيمين على الأمرين، وأنه الموافق لما عليه جماهير المفسرين سلفا وخلفا ..
وفقك الله.
أن تكون المسألة راجحة أو مرجوحة فهذه قضية اخرى لأنه يجب مراعاة ما يلي فيها:
أولاً: المسألة حداثية ليس للأولين فيها خلاق وذلك بسبب عدم ظهور الطيران في وقتهم.
وثانياً: على علماء التفسير الذين يشككون في وصول الإنسان الى القمر أن يتثبتوا المسألة بشكل يقيني. إذ أن التشكيك في الوصول اليه يزيد المسألة تعقيداً وتشابكاً. فالمسألة تظل مفتوحة كغيرها من المسائل الى حين البت بها بالشكل اليقيني الذي لا يقبل الظن لأن الظن لا يغني عن الحق شيئاً ..
سدد الله خطاك ووفقك الى ما يحب ويرضى.(/)
لماذا قال الله .. ولم يقل ..
ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 10:42 ص]ـ
سؤال مطروح للنقاش لأهل الملتقى
من سورة الأحزاب الأية 30 - 31 قال تعالى:
يا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً {30} وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً {31}
لماذا قال الله تعالى " يأت " ولم يقل " تأت " ... ولماذا قال الله تعالى " يقنت "ولم يقل " تقنت " وذلك فى سورة الأحزاب الأية (30 , والأية 31 رغم ان الخطاب للتأنيث .... بينما قال " وتعمل " ولم يقل -ويعمل
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[26 Nov 2010, 02:33 م]ـ
الله أكبر .. ماشاء الله .. إعمال الفكر بمثل هذا شئ محمود ..
ننتظر مشاركة أهل الاختصاص .. !!!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:41 م]ـ
بل قال الله ذلك -أيها الكريم- وهي قراءة يعقوب: (يا نِسَاء النَّبِيِّ مَن تَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَعَّفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً {30} وَمَن تَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً {31}.
والقراءتان المتواترتان بمنزلة الآيتين.
فتوجيه قراءة الجمهور هو مراعاة (من) الشرطية حيث يكون غير مؤنث.
وتوجيه قراءة يعقوب هو مراعاة ما تدل عليه (من) وهو إحدى النساء المقصودات بالخطاب ..
وفقك الله.
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[26 Nov 2010, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الحبيب محمد هذا الطرح النافع
كما أود أن أشكر أخي الحبيب محمد العبادي على مشاركته
---
إليك أخي الحبيب .. ماجاء في كتاب أسئلة بيانية في القرآن الكريم للدكتور فاضل السامرائي
*ما دلالة استخدام المذكر أولاً ثم المؤنث في قوله تعالى (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) الأحزاب) ثم لماذا الخطاب مرة لجماعة الإناث ثم جماعة الذكور؟
د. فاضل السامرائى:
ذكرنا أن (ما) و (من) لفظهما مذكر ومعناهما يختلف قد يدل على واحد أو أكثر، مذكر أو مؤنث، (من وما) تسمى من الأسماء المشترِكة تشترك في العدد والجنس سواء كانتا اسم استفهام أو إسم موصول، إذاً من حيث اللغة يجوز.
العرب فى الغالب عندما تأتي (من) يبدأون بذكر ما يدل على لفظها ثم يبينون المعنى، لفظها مفرد مذكر يأتي أول مرة بالمفرد المذكر ثم يوضح المعنى.
أمثلة: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) (من يقول) جاءت للمفرد المذكر و (ماهم بمؤمنين) (هم) جمع ليبين المعنى، بدأ بالمفرد المذكر على اللفظ ثم بين معناه. (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ (49) التوبة). (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ (99) التوبة). (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) التوبة).
هذا أمر جارٍ وهو الأفصح في اللغة والأكثر والأشيع أن تبدأ بالمفرد المذكر ثم تبين المعنى. إذا طبقنا هذا على آية سورة الأحزاب (من يأت) و (من يقنت) مفرد مذكر ثم بين المعنى بـ (وتعمل).
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة النحوية هو أن الفعل يؤنّث ويذّكر فإذا كان الفعل مؤنثاً ووقع بين الفعل والفاعل فاصلاً ثم إن الخطاب الموجه لنساء النبي r في قوله (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) هذا خطاب خاص بهن فجاء بصيغة خطاب الإناث أما في الآية (يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا الخطاب يشمل كل أهل بيت النبوة وفيهم الإناث والذكور لذا اقتضى أن يكون الخطاب بصيغة المذكر.
سؤال: هل هذا مثل قوله تعالى (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ (30) يوسف)؟
لا هذا أمر مختلف، هذا غير (من) و (ما). يذكرون أيضاً قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا (14) الحجرات) يقولون ومنهم الفرّاء وغيره أن الفعل لما يأتي ويسند إلى جمع جمع القلة يأتي بالتذكير ولما يأتي لجمع الكثرة يأتي بالتأنيث. فالنسوة جمع قلّة، كم واحدة قالت؟ قليل والأعراب كثير. فالقلة (قال نسوة) لأنهن قليلات هم جماعة الملكة وحاشيتها أما مع الأعراب قال (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا) فجاء بالتأنيث للدلالة على جمع الكثرة.فالعرب عندهم التأنيث يدل على عدد أكثر من التذكير (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (11) إبراهيم.
سؤال: أليس التأنيث هنا لأن الجمع ليس له مفرد من جنسه؟ لا، هذا ليس له دخل.
مثال آخر: (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران) جاءكم رسل، وفى آية أخرى (لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الأعراف).
الأولى هي في بني اسرائيل الذين قالوا (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ (183) آل عمران) كم واحد جاءهم بقربان تأكله النار؟ قليل. أما الثانية ففى الآخرة يوم القيامة عند الحساب عندما يخاطب الله تعالى الناس، الآخرة يوم القيامة كل الرسل للدلالة على كثرة الرسل الذين بعثوا إليهم. .
مداخلة حول آية (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ (37) الأحزاب) وكأن الله عز وجل يبيّن فيها زيادة تبرئة للنبي من الشبهات أن الله يريد إنهاء التبني وتبعيات وأن هذا الأمر شاق جداً حتى عليك أنت يا رسول الله فإذا أنت تخشى الناس أن تواجه بهذا الأمر فكيف بالآخرين؟!. الله تعالى يبين للناس جميعاً أن هذا الأمر ثقيل حتى على رسول الله فلو لم يفعله ما كان لأحد أن يفعله وهذا فيه زيادة تبرئة وزيادة تأكيد على أن الرسول r إنما فعله لأنه ملزم أن يفعله.
د. حسام النعيمى:
الكلام هو لنساء النبي r ورضي الله عنهنّ. (ومن يقنت منكم) العلماء يقولون (من) لفظها لفظ مذكر ومعناها وفقٌ للسياق بما يوافق السياق. يعني ممكن أن تأتي (من) للمفرد المؤنث وتأتي للمفرد المذكر وتأتي للمثنى وتأتي لجمع الذكور وتأتي لجمع الإناث لكن لفظها لفظ مذكر فأنت تقول: من درس أو من يدرس. بعد ذلك يمكن أن تعيد عليها بالإفراد أو التثنية أو الجمع أو التذكير أو التأنيث فيمكن أن تقول: من يدرس ينجحون، من درس نجحوا، من درس نجحت، من درس نجحا، من درس ينجحون، فيقول مرة أعدت على اللفظ ومرة أعدت على المعنى. أنت ماذا تريد من المعنى؟ فإذا قلت: من درس نجحوا، تريد الذين درسوا نجحوا ويمكن إبتداءً أن تقول من درسوا نجحوا ومن درسن نجحن ومن درست نجحت لكن غالباً لو نظرنا في آيات القرآن الكريم نجد أنه مع (من) إبتداءً يُراعي لفظها لفظ المفرد المذكر فيقول مثلاً (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) طه) فأحياناً ينظر لمّا يكون الكلام على المفرد دائماً عن المفرد لكن لما يكون عن الجمع يبدأ بالإفراد مراعاة للفظ (من). (ومن يقنت) نظر إلى لفظ (من) أنه مذكر مفرد يقال (ومن يقنت) ثم بيّن (منكن) يعني من يقع منه القنوت منكن. فإذن (من) هنا روعي لفظها لأن قلنا لفظ (من) مفرد مذكر. المعنى هنا للمؤنث الجمع، ما الدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن المعن للجمع المؤنث؟ الدليل أنه قال (منكن). فإذن في كلمة (يقنت) وهذا هو الماضي أولاً يبدأ بمراعاة لفظها ثم يُراعي معناها كأنما يعطي (من) حقها مرتين يعطي (من) حق اللفظ ثم يعطيها حق المعنى فقال (ومن يقنت منكن) راعى في كلمة (يقنت) حق اللفظ وهذه سُنّة العرب في كلامهم مع (من) تراعي حق اللفظ أولاً ثم تراعي حق المعنى. حتى يكون الكلام عاماً في البداية مع (من)
(وتعمل صالحاً) راعى المعنى مع أنه لغة يجوز أن يقول (ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها) هنا يكون قد راعى اللفظ فقط. وقُريء (ويعمل صالحاً) في السبعة و قرأ حمزة والكسائي (ويعمل صالحاً) معناها أن بعض قبائل العرب وفّقت بين الفعلين (يقنت – يعمل) ولا توجد قراءة (تقنت) لأنه خلاف لغة العرب. لغة العرب تراعي لفظ (من) أولاً ثم تعكف عليه بمراعاة المعنى لأن اللفظ هو الظاهر والمعنى يأتي بعد ذلك فهي أولاً تراعي اللفظ ثم تعلّق عليه بمراعاة المعنى. ولو عكس لاعترضت العرب وقالوا هذا ليس من كلامنا.
وشيء آخر يمكن أن نلحظه: طبعاً خمسة من القرّاء السبعة معناه أكثر القبائل العربية بل لغة قريش (من يقنت – وتعمل) لكن حمزة والكسائي أنهما كانا في الكوفة بعض قبائل العرب المحيطة بالكوفة وقرأوا بما أقرّه الرسول r لهم وليس من عند أنفسهم وهذا نكرره دائماً وأن القراءة ليست من هوى النفس وإنما برواية. وقبائل العرب روت عن آبائهم الأمة أخذته عن الأمة لكن عموم القراء قرأوا (وتعمل). لما ننظر (وتعمل صالحاً) هذا التأنيث تذكيره قد يُلبس لأن قبله (ورسوله) (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِوَتَعْمَلْ صَالِحًا) كأن العمل يعود على الرسول r فتفادياً لمثل هذا اللبس الذي قد يحدث قرأ الجمهور (وتعمل) ليس هذا هو السبب لكن كما قلت روعي اللفظ ثم المعنى ولكن لما روعي إبتعد هذا اللبس. الواو في (وتعمل) عاطفة على (ومن يقنت) ولذلك جزم.
في سورة يوسف قال (وقال نسوة) ولم يقل (قالت نسوة): قلنا هذا الجمع الذي هو جمع تكسير، النسوة جمع إمرأة لأن ليس لها مفرد من لفظه وهو جمع تكسير إذا قُدّر بالجمع وقال جمع النسوة يقول (قال) ولجماعة النسوة يقول (قالت جماعة النسوة).
وفقني الله وإياكم لكل خير
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:00 م]ـ
كل توجيه يغفل بعض القرءات المتواترة غيرمقبول، ولعل بعض الإخوة يتفضل بنقل ما ذكره البقاعي فقد راعى القراءات وكلامه دقيق يحتاج إلى تأمل.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:08 م]ـ
جزى الله كل من شارك خير الجزاء وزادكم الله علما
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:40 ص]ـ
بل قال الله ذلك -أيها الكريم- وهي قراءة يعقوب: (يا نِسَاء النَّبِيِّ مَن تَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَعَّفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً {30} وَمَن تَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً {31}.
والقراءتان المتواترتان بمنزلة الآيتين.
فتوجيه قراءة الجمهور هو مراعاة (من) الشرطية حيث يكون غير مؤنث.
وتوجيه قراءة يعقوب هو مراعاة ما تدل عليه (من) وهو إحدى النساء المقصودات بالخطاب ..
وفقك الله.
الأخ الكريم الشيخ محمد حفظه الله
اتفق القراء العشرة في المتواتر عنهم كما في كتاب النشر على القراءة بالياء في ((يأت منكن)) ((ومن يقنت منكن))
واختلفوا في (وتعمل)) و ((نؤتها)) فقرأ حمزة والكسائي وخلف العاشر بالياء في الفعلين
وقرأ الباقون بالتاء في (وتعمل) وبالنون في (نؤتها)).
وبهذا يتبين أن القراءة بالتاء في (تأت) و (تقنت) شاذة.
ولعل نسبتها في بعض الكتب إلى يعقوب يوهم أنها متواترة، وليس الأمر كذلك فهي من رواية زيد عن عمه يعقوب، ورويت أيضاً من طريق غيره، كما ذكرها الخزاعي في المنتهى، ونقلها عنه الهذلي في الكامل، وأهملها ابن الجزري في النشر. ولذا فهي اليوم روايات شاذة غير مقروء بها.
وفقني الله وإياكم والقارئين للعلم النافع والعمل الصالح الذي يرضاه.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:44 ص]ـ
الأخ الكريم محمد حسن حفظه الله
لو قلتم - سلمكم الله-:
ما الحكمة في قول الله تعالى كذا، أو ما السر أو ما النكتة البلاغية في مجيء الآية على هذا النحو؟
لكان أولى من السؤال بـ (لماذا قال الله كذا)؟
:
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:04 ص]ـ
رفع الله قدركم يا شيخ أحمد وأشكركم على البيان والتوضيح.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:28 م]ـ
أخى الكريم د/ أحمد الرويثى جزاكم الله خيرا وحفظكم الله
ولكن أخى الكريم: عندما يتبادر للذهن سؤال او تفكر فى اية من القرآن فان المرء يطرح سؤاله بتلقائية مصدرها الأيمان (وليس التشكيك فى كلام الله)
وكنت آمل باجابات توضح هل هناك فرق فى المعنى والأستفادة التطبيقية فى الفرق بين القرائتين؟
هل يوجد فرق حكمى او تشريعى فى الفرق بينهما؟
.. وليس مجرد سرد الأجابة على انها قراءات مختلفة وتنتهى القضية .. ثم التدقيق على صيغة السؤال؟!
فماذا استفدت انا او اى مسلم لا يعرف لغة العرب معرفة كاملة من الأجابة على انها اختلاف قراءات فقط.
اننى من واقع عملى كطبيب واحضر مؤتمرات دولية و اتقابل فيها مع اجانب منهم المسلمين وغير المسلمين ,
وقد سألنى احد الأجانب _ وكان من بلجيكا _ وكان مسلما ويتعلم العربية _ سألنى نفس السؤال التى طرحته فأجبتة بنفس الأجابة انها قراءات مختلفة فلم يفمها ولم يقتنع .. (وكان ذلك منذ عام) ووجدتها فرصة طيبة ان اطرح السؤال على اهل الملتقى لكى اتعلم منهم واعلم غيرى
وانى اطرح السؤال بصيغة اخرى (هل يوجد فرق فى المعنى والدلالة الحكمية بين ان اقرا - تأت بدلا من يأت -- او بيت تقنت بدلا من يقنت؟)
مع شكرى وتقديرى لك اخى الكريم ولكل اهل المنتدى
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 08:10 م]ـ
أخي الفاضل محمد حسن ..
الخلاف في هذه الآية لا يترتب عليه دلالة حكمية أو تشريعية -كما ذكرت- وإنما هو خلاف أسلوبي بلاغي يدركه من لديه دراية بعلم البلاغة وأساليب العربية.
وعليه فيمكنك أن تجيب صاحبك بأنه إذا أراد معرفة السر في هذا الاختلاف فإنه يحتاج لدراسة العربية بعمق وسيدرك كم هي البلاغة في هذا التنوع والاختلاف ..
دمت بودّ!
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[27 Nov 2010, 11:45 م]ـ
أخى الكريم د/ أحمد الرويثى جزاكم الله خيرا وحفظكم الله
ولكن أخى الكريم: عندما يتبادر للذهن سؤال او تفكر فى اية من القرآن فان المرء يطرح سؤاله بتلقائية مصدرها الأيمان (وليس التشكيك فى كلام الله)
وكنت آمل باجابات توضح هل هناك فرق فى المعنى والأستفادة التطبيقية فى الفرق بين القرائتين؟
هل يوجد فرق حكمى او تشريعى فى الفرق بينهما؟
.. وليس مجرد سرد الأجابة على انها قراءات مختلفة وتنتهى القضية .. ثم التدقيق على صيغة السؤال؟!
مع شكرى وتقديرى لك اخى الكريم ولكل اهل المنتدى
وجزاكم الله خيرا
وجزاكم خيراً أخي الكريم الدكتور محمد حسن
وأنا لم يخطر ببالي أبداً أنكم قصدتم التشكيك ... معاذ الله
ولكن كانت نصيحة أخوية امتثالاً لقول الله تعالى: ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن))
فهناك حسن وهناك أحسن، فقصدت أن أوجه نفسي وإخواني إلى اختيار العبارة الأحسن، خصوصاً إذا كان في العبارة ما يتعلق بالله عز وجل، ولم يكن الدافع مجرد النقد لشخصكم الكريم، أو لمشاركتكم المفيدة، التي استفدت منها أنا والإخوة القارئين والمشاركين، وكانت سبباً في مراجعتنا عدة كتب في هذه المسألة، فأنا شاركتُ فيما يتعلق بتخصصي وهو القراءات، وأنتظر من يشفي غليلنا فيما يتعلق بالبلاغة القرآنية. ولا شك أن القرآن فيه من دقائق البلاغة وروائع الإعجاز ما لا يخطر على بال، فهو تنزيل من حكيم حميد
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:46 ص]ـ
شكرا جزيلا لك أخى الفاضل د/ أحمد الرويثى جعلك الله من الحامدين المحمودين فى الدنيا والأخرة
واننى انتهز هذة الفرصة الطيبة ومن خلال ملتقانا العظيم (الذى استمد عظمته من هدفه الاسمى وهو تفسير الكتاب العظيم) - لكى ابعث بهذه الرسالة الى كل من فى الملتقى والى كل مسلم (وأخص المسلمين العرب علماء وعامة)
اننا امام تحديات عظام وعقبات شديدة أهمها المحاولات الجادة والسريعة للصد من نشر الأسلام
هذه المحاولات يتزعمها دول ثقيلة وبامكانيات تكنلوجية متطورة وموارد ماليه ضخمة والهدف هو الحد من انتشار الأسلام
أو تغييب علوم الأسلام عن المسلمين وغير المسلمين
وقد لمست ذلك بنفسى - وذلك كما ذكرت آنفا من واقع عملى كأستاذ طبيب أحضر كثيرا فى المؤتمرات الدولية واتقابل مع اجانب منهم المسلمين وغير المسلمين واتلقى تساؤلات كثيرة عن الأسلام ومعانى القرآن من الأجانب المسلمين وغير المسلمين
وكانت النتيجة التى استخلصتها من لقاءاتى بهم:
1 - ضعف نشر الثقافة الأسلامية بين المسلمين غير الناطقين بالعربية (الأجانب) لدرجة اننى لمست بنفسى اشياء نعدها نحن المسلمين العرب لكثرة قرآتنا وفهمنا للنصوص انها شرك وهؤلاء الأجانب المسلمين (المساكين) لا يعلمون انها شرك لقلة علمهم بالاسلام " غفر الله لهم وسامحنا على تقصيرنا فى تعليمهم "
2 - جهل كثير من المسلمين غير العرب باساسيات الأسلام فهم لا يميزون بين الفرض والسنة وبين ما هو اولى وما هو متروك. فهم لا يعرفون الخط الأحمر الفاصل بين التوحيد والشرك ولا بين الفرائض (لدرجة ان بعضهم يوزع ميراثه على الطريقة الأجنبية) ولا يعلم انها مخالفة للاسلام
3 - ضلالات وغيوم وعدم وضوح الرؤية لدى كثير من المسلمين غير العرب فى مسائل كثيرة من الأسلام وذلك بسبب اختلافات العلماء المسلمين العرب والفقهاء (خصوصا عندما يرد نص يقول - اختلف الفقهاء فى هذه المسألة - أو أختلف المفسرون فى هذه الأية) وكان رد كثير منهم تلقائيا (أليس هذا كتاب الله انزله الله للبشر كافة أم انزله لكم وحدكم انتم العرب - فاذا كنتم تختلفون فى فهم اية او بحث مسألة فقهية فماذا نفعل نحن الناطقين بغير العربية - لقد انزل الله القرآن بلغتكم فلماذا لا تتفقون؟!)
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - انتشار معلومات خاطئة بين غير العرب من المسلمين عن الأسلام خصوصا فى السيرة النبوية وتفسير القرأن الكريم (لدرجة ان أحد الأستاذة - وكان من امريكا من كاليفورنيا يعمل استاذ امراض الكلى - كتب لى على اميلى ويطلب منى ايضاح - كتب يقول " لقد قرأت القرآن كتابكم المقدس كله مرات عديدة واقتنعت به انه من عند الله فعلا وازددت منه قربا .. ولكن لما بدأت اقرأ تفاسيره المترجمة لدينا وجدت نفسى لا افهمه .. أهذا كتاب الله؟! تختلفون فى فهم بعض آياته؟! فبدأت ابعد عنه .. ولكنى فكرت ثانية فى طرح كلام المفسرين خلف ظهرى واتعلم معانيه من المسلمين زملائى فى العمل مباشرة (الغير علماء بالعلوم الأسلامية وانما هم مسلمون عامة كما يسميهم العلماء - يقول هذا الأستاذ وظللت هكذا اتعلم منهم حتى فاض نور القرآن فى قلبى فأسلمت) يقول أسلمت ليس بسبب علماء المسلمين الذين عقدوا علوم الاسلام وانما اسلمت من غير العلماء الذين بسطوا علوم الأسلام)
واستنتجت الآتى:
-- ان التقصير منا نحن المسلمين العرب الذين لم نستطع ان نقدم الأسلام لغير المسلمين بطريقة يفهمونها بما يتماشى مع ثقافتهم وطريقة تفكيرهم
(أحد الأخوة -وهو الأخ الكريم محمد العبادى - اشار لى فى اجابته ان انصح صاحبى ألأجنى بتعلم البلاغة العربية حتى يفهم الفرق بين القراءات -) وانا اقول هذا غير مطلوب منهم " انا اريد ان اقدم لهم الاسلام بطريقة سهلة (يعنى بيضة مقشرة - على راى المثل المصرى عندنا-)
- ومن واقع اختلاطى بالاجانب ... هم يحبون مبدأ " 1+1=2 " يعنى يريدون العلم بدون فلسفة وتعقيد يريدون الخلاصة التى لا اختلاف فيها وهذا واجبنا
لا اطيل عليكم اخوانى الكرام فانى سأكتب هذه الرسالة بالتفصيل ان شاء الله ورؤيتى فى نشر ألاسلام (او تقديم الاسلام للبشر كافة) فى الباب المناسب من الملتقى
سلامى لكم جميعا
ووفقكم الله
أخوكم د/ محمد حسن
استاذ الباطنة
واستشارى امراض الباطنة والكلى كلية طب جامعة المنصورة
دمياط - مصر
mhm.961@gmail.com
http://www.facebook.com/mohammad hasan
http://www.twitter.com/mhm961(/)
ملك ومالك والأحرف السبع
ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هى الحلقة الرابعة من حلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)
وهى حلقات اخترت لكل واحدة منها عنوانا مستقلا لها. وهذه الحلقة عنوانها (ملك ومالك والأحرف السبع)
وانى ألفت نظر اخوانى اهل الملتقى الى ان هذه الحلقات جمعتها من مصادر مختلفة , ولم اذكر مصدر كل سطر اتيت به , اذ اننى آثرت الا اذكر ذلك دبر كل فقرة مخافة السئامة من القراء ,, اذ ان منهم الكثير الذين ليسوا متخصصين فى الدراسات الأسلامية ,, ويهمهم ان يصلوا الى المعلومة و الفائدة مباشرة دون اطناب و اطالة للموضوع لن تفيدهم
(وانا منهم .. لست متخصصا فى الدراسات الأسلامية وانما انا دكتور طبيب استشارى الأمراض الباطنة وطب الكلى ودرست مبادىء واسس الدراسات الأسلامية بالأزهر ببلدى مصر وهذه الدراسات تمهيدية شرط لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة فى العلوم الطبية من جامعة الأزهر) لذا فضلت الا اذكر المراجع الا فى نهاية البحث بأذن الله
نبدأ ,, بسم الله الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين:
نحن ما زلنا في سورة الفاتحة ووقفتنا هذا اليوم عند قوله تعالى (مالك يوم الدين).
كلمة (((مالك)))
هي في قراءة سبعية وملك في قراءة سبعية. المشرق العربي والإسلامي وباكستان وتركيا وهذه البلاد تقرأ مالك يوم الدين وفي شمال إفريقيا والمغرب العربي يقرأون ملك يوم الدين بقراءة نافع برواية قالون. هذا يستدعي أن نبين بشيء موجز مسألة القراءات وكيف جاز أن يقرأ بعضهم مالك وبعضهم يقرأ ملك. أولاً هي رسمها في المصحف من غير ألف. هذا الرسوم سوّغ للعرب من القديم أن يقرأها بالألف لماذا؟ نحن عندنا الحركات لا تُرسم حتى بعد أن وُضعت لها رموزاً. لا نرسم الحركات نقول كتب لا نضع فتحة على الكاف لا نفعل هذا وكذلك الضمة والكسرة لا نضعها. الألف هي فتحة طويلة عندما تمد الصوت بالفتحة في (كتب) مع الكاف تصبح ألفاً (كاتب).
علماؤنا يقولون لو مددت الصوت بالفتحة نشأ من بعدها ألفاً لكن الدرس الصوتي يقول تصبح ألفاً وهذا ليس من شأننا. نحن إذن لا نضع الحركات. هذه الفتحة في (كَتَب) كما أننا لا نكتبها ولكن نقرأها كَتب وفرق بينها وبين كُتب وكتاب وكلها غير مرسومة. يبدو أن الكاتب العربي قديماً كان ينظر إلى صوت المدّ في الألف كما ينظر إلى الفتحة فكما أنه لا يكتب الفتحة أو يكن له صوت للفتحة كان لا يكتب الألف في كثير من المواضع. وأحياناً كان يكتبها متقصداً حتى لا يكون هناك إغفال لصورة الألف.
أما الواو والياء فكانوا في الغالب يرسمونها لأنه لها صورتان: الواو التي تشبه الألف في كونها حرف مدّ مثل الواو في (نقول) علماؤنا يقولون الواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء في (نبيع) الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو التي قبلها حركة أو بعدها حركة ليست من جنسها هذه تختلف. واو (وجد) وواو (لون) غير واو (نقول) من حيث الصوت. لما ترسم المقاطع على شكل الرسم الطيفي مثل تصوير القلب، واو (وجد) تظهر قاعدة للمقطع نقطة في الأسفل بينما واو نقول تظهر قمة في المقطع فهذه غير هذه لكن رُسمت بشكل واحد فالواو والياء لها صورة قيمتها قيمة حرف إعتيادي مثل وجد ولون ويبس وليت وواو وياء هي حركة طويلة مثل نقول ونسير فلآنه لها صورتان رسمت في الغالب أما الألف فليس لها إلا صورة واحدة وهي المدّ هي فتحة طويلة ولذلك الغالب أنهم لا يرسمونها.
لما ننظر إلى المنحوتات القديمة تأتينا مثلاً كلمة (الحارث) أحد الملوك الذين حكموا الشام من الأنباط قديماً نجد أنه مكتوب الحرث من غير ألف وكلمات كثيرة جداً.
فكلمة (ملك يوم الدين) رسمت بالميم واللام والكاف. لما رُسمت هكذا احتملت قراءتين:
احتملت أن تُقرأ مالك ... وإحتملت أن تُقرأ ملك لكن ... هل هذه القراءة كانت بتشهّي من القارئ؟
- الجواب لا. هذا الرسم الذي بين أيدينا يشير إشارة موجزة إلى فكرة الأحرف والقراءات ونفهم منها مسألة عامة وهي هذا النوع من التسامح بين المسلمين وإحتمال الرأي الآخر في كتاب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
لما تروي لنا كتب الصحاح والسنن أن اثنين من الصحابة عمر بن الخطاب وصحابي آخر عمر سمعه رضي الله عنهما يقرأ بطريقة غير ما يقرأ هو بها فلبّبه (أي أخذه من تلابيبه) وجاء به إلى الرسول صل1 فقال صل1 ما قرأت به صحيحاً وما قرأت به صحيحاً إقرأوا كما عُلّمتم فقد أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
ما هى السبعة أحرف؟
هذا متى كان؟
يقول صل1 سألت ربي أن يزيد في القراءات في الأحرف إلى أن وصلت بها إلى سبعة أحرف.
هذه السبعة 7 هل هي الرقم بين 6 و8؟
هل هي إشارة إلى انفتاح يعني فتح الأمر وفقاً لما أقرأهم الرسول صل1 و لم تكن بالرقم 7 بين 6 و8 لأن العرب كانت تستعمل بعض الأرقام للإشارة إلى الكثرة تستعمل 7 و70 و700 والألف كما نستعمل نحن الآن كلمة مئة في العامية لما يقول: قلت له مئة مرة أن لا يفعل هذا. مئة ليس العدد الذي بين 99 و101 ولكن إشارة إلى الكثرة. هذه عادة المجتمع والمجتمع هكذا كان.
على أي حال سواء صور الحروف أو الأحرف السبعة. هي الرقم 7 أو غيره نجد أن إبن جنّي يذكر في كتابه المحتسب في وجود القراءات الشاذة وهو يفسر ما معنى شذوذ القراءات ثم يذكر رواية عن عمر وهو خليفة كان أمير المؤمنين يعني يأمر ليُطاع أن رجلاً قرأ بين يديه أو أمامه كان يقرأ (فتربصوا به حتى حين) قرأها (عتى حين) فسأله عمر قال: من أين الرجل؟ قال من العراق وعمر يعلم أن الهذليون لم يذهبوا إلى العراق ما كان في العراق هُذلي. قال من أقرأك هذا؟ أنت لست هذلياً. قال: إبن مسعود وهو هُذلي وكان يُقريء الناس فأرسل له عمر رسالة: فإن الله قد أنزل القرآن وجعله عربياً وأنزله بلغة قريش فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تُقرئهم بلغة هذيل. مع أن هذه القراءة أجازها الرسول صل1 عن ربه لكن عمر بثاقب بصره وجد أنه السبب الذي من أجله رُخص بهذه الأحرف قد زال وهو كون العرب كانوا أمة أمية. أما الآن العرب جميعاً يقرأون ويكتبون في زمانهم من أسرى بدر بدأت القراءة والكتابة تنتشر وكان عمر في خلافته يمتحن الأعراب القادمين حتى أنه امتحن رجلاً مرة قال: تقرأ القرآن؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال فاقرأ لي أم القرآن. لو قال له إقرأ لي الفاتحة لعرف فقال الرجل أنا لا أعرف البنات فمن أين أعرف الأمهات. فأخذه واسلمه إلى الكُتاب إلى المُقريء فلبث فترة ثم إنهزم وترك قصيدة يقول فيها:
أتيت مهاجرين فعلّموني ثلاثة أحرف متتابعات
وحطوا لي أباجاد وقالوا تعلّم سعفصاً وقريّشات
وما أنا والقراءة والتهجّي وما حظ البنين من البنات.
معناه الأمة صارت قارئة. لما الأمة صارت قارئة حافظة عند ذلك عمر بثاقب بصره وجد أنه ينبغي أن يجتمعوا على حرف قريش لأن القرآن نزل بلغة قريش وعلى حرف قريش والأحرف الأخرى كانت رُخصاً من الله سبحانه وتعالى هذا نستفيد منه الآن.
نحن قلنا الترخيص معناه في كتاب الله يمكن أن أقرأ أنا مالك يوم الدين وتقرأ أنت ملك يوم الدين ويكون ما قرأت أنا صحيحاً ويكون ما قرأته أنت صحيحاً من غير تشنج ومخاصمة.
لكن الحاكم الذي يريد أن يوحّد الأمة كان له رأي آخر. تبقى هذه إذا قرأت مما هو ثابت على السبعة أو العشرة فقراءتك صحيحة عند الجمهور الأغلبية يقول في السبعة فقط.
لكن نرى لماذا صنع عثمان الصنيع الذي قال عنه علي بن أبي طالب رض1 قال: لو كنت أنا لفعلت مثل ما فعل عثمان. الذي فعله عثمان هو أنه جمع الناس على حرف قريش أراد للناس أن تجتمع على حرف واحد. الصحابة كانوا انتشروا في الآفاق
كان الصحابة قد انتشروا في الآفاق وكلٌ أقرأ بما أُقريء وفقاً لقبيلته وما أجازه صل1 عن ربه وليس من عنده. لما جاءت نسخ المصاحف التي كتبت في زمن عثمان بإجماع الصحابة.
مكي ابن أبي طالب القيسي يقول في كتابه (الإبانة) عن القراءات يقول أجمع ما يزيد على اثني عشر ألف صحابي على صحة ما فعل عثمان. إجماع الصحابة على حرف لكن لأن الكتابة لم تكن منقوطة ولا مشكولة لما وصل المصحف الإمام إلى الشام كان الناس يقرأون بقراءة معينة أو حرف معين أو أكثر من حرف فصاروا يعرضون ما قرأ على رسم المصحف فما وافق الرسم ظنوا أن عثمان أراده وما خالف الرسم تركوه ولو كان حرفاً من الأحرف السبعة من أجل وحدة الأمة. فكلمة ((())) مالك بهذه الصورة ممكن أن تُقرأ مالك لأنهم ما كانوا يرسمون الألف ويمكن أن تقرأ ملك فلما
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب المصحف إلى الناس الذين كانوا يقرأون مالك قالوا إذن عثمان أراد مالك ولما ذهب إلى الناس الذين يقرأون ملك قالوا إذن عثمان أراد ملك فمن هنا جاءت القراءات. فالقراءات إذن السبع أو العشر وقسم يقول 14 القراءات هي بقايا الأحرف السبعة يعني حرف قريش مع بقايا الأحرف السبعة فكلها مقروء بها وما كان يقرأ بها أفراد كما يتصور هذه قراءة نافع وهذه قراءة عاصم لا، هؤلاء كانوا يمثلون المدن أوالقبائل لأنه نحن نجد في كتاب سيبويه وهو أقدم كتاب وصل إلينا من كتب النحو لا يقول قرأ فلان من مكة ويقول وبلغنا أن أهل مكة يقرأون كذا وبلغنا أن أهل الكوفة يقرأون كذا (لأنه هو كان في البصرة) وبلغنا أن أهل الشام يقرأون كذا يعني يُحيل على البلدان. في مكة أهل مكة كانوا يقرأون هكذا ظهر منهم إبن كثير يبدو صوته كان جميلاً فشُهِر،
في المدينة كان نافع وفي الشام إبن عامر وفي البصرة أبو عمرو بن العلاء وفي الكوفة ثلاثة من القراء عاصم والكسائي وحمزة شيخ الكسائي. إذن من هنا جاءت ملك ومالك وبقية القراءات.
نستفيد من كل هذا شيء وهو مقترح نعرضه أنه لما كان عثمان وعمر رضي الله عنه الصحابة الكرام (12 ألف صحابي) أرادوا أن يجمعوا الناس على حرف نتمنى أن يجتمع الناس اليوم على قراءة واحدة نتمنى أنه إذا كان هناك طباعة جديدة للمصحف يتفقون ويطبعونه بصورة واحدة ويقرأون بحرف واحد لكن نقول في الوقت الحاضر إذا كنت في الرباط أو في مراكش فإقرأ ملك يوم الدين إذا قُدّمت إماماً حتى الناس لا تستغرب، وإذا كنت في بغداد فإقرأ مالك يوم الدين وإذا كنت في الموصل لا باس أن تقرأ (فأوردهم النير) لأنهم في الموصل يقولون على النار النير لكن في بغداد تقول النير يستغرب الناس منك.
نحن لا ننفي القراءت هي على العين والرأس ونقول أنتم تعلمتم هذا. هذا علم الخاصة أما ماذا تريد؟ الله تعالى يريد أن يقول لنا إن فرعون أورد قومه النار فلماذا نقول النير؟ هذه القراءة لمن كان يميل ورخّص لهم هذا وقريش ما كانت تميل وما عندها هذه الإمالة. فنتمنى - ولا نقول هذا ممنوع - لو كان عندنا رجل مثل عمر قطعاً كما نهى إبن مسعود وهو الصحابي أو مثل عثمان أو مثل علي كان يحمل الناس على حرف واحد. هذه هي الغاية تقرأ بصورة واحدة.
إذا أخذت بحرف واحد جمهور علمائنا لا يرتضون أن تقرأ بأكثر من قراءة في آن واحد. العلماء يقولون تمسك المصحف فتقرأ به قراءة واحدة إلى النهاية أو على الأقل في نفس الجلسة.
لم تُكتب الألف في ملك لكنها تُقرأ. رسم المصاحف توقيف على ما رسمه الصحابة على القولين: سواء قلنا أن الرسولصل1 أشار عليهم بطريقة رسم هذا قول أو أنه كان تطور الخط العربي إلى زمانهم فرسموا هكذا. فتوى علمائنا أنه رسم المصحف يُكرر كما رسم على زمن الصحابة. إذا أردت أن ترسم مصحفاً تضع أمامك نسخة قديمة ترسم عليها فمالك ترسم (((ملك))) لأنه إذا رسمتها مالك كما فعل بعض الخطاط في زمن الدولة العثمانية أرادت أن تجمع الناس على حرف واحد فكتبوها مالك أنت ستمنع من قراءة (((ملك))) لأن الذي يقرأ ملك هذه فيها ألف فيقول لك أنت حرمتني من القراءة لكن اكتبها ملك وقل له أتمنى أن تقرأها مالك أو ملك فلنتفق على شيء لتقرأ الأمة جميعاً ملك يوم الدين. كتابة المصحف توقيفية في كل زمان تكتب كما هي إلا للمتعلمين تكتب بخط ذلك الزمان.
الآية أمامنا (((ملك ومالك.))) بعض العلماء حاول أن يبين أيهما أميز؟ مالك أو ملك؟
لكن المحققون من العلماء يقولون لا يجوز المفاضلة بين قراءتين سبعيتين، لا يجوز لكن تقول عند قراءة كذا ستكون الفائدة كذا وكذا وكذا وعند قراءه هذه تكون الفائدة كذا وكذا وكذا.
فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالكفلما تأتي إلى فوائد كلمة ملك وفوائد كلمة مالك نقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الجمع بين القراءتين يجمع الفائدتين مع مراعاة شيء أنه لما نقرأ كلمة ملك ينبغي أن نستحضر في أذهاننا ما كان يستحضره العربي في ذلك الزمان من كلمة ملك. الآن الملك هناك الملكيات (ملك فلان وملكة فلانة) موجود ملوك ولكن عددهم قليل. الملك الآن لا يملك البلد لا يكون مالكاً للبلد إسمه الملك وإنما هو رمز لوحدة تلك الدولة، لوحدة الأمة. الملك الفلاني رمز لوحده هذه الأمة لكن يكون غيره هو الذي يتصرف في الشؤون: البرلمان أو الوزارة. الملك هو عبارة عن رمز لوحدة الأمة. الآن هو ملك لكنه ليس مالكاً قطعاً لكن قديماً الملك كان يملك الأرض وملك شيء حتى جزئيات المملوكات التي يملكها الناس، الجزئيات ملكهم لكن كأنما هو يملكها لهم ولذلك لما مزّق كسرى رسالة الرسول صل1 بنفس المفهوم قال صل1 مزّق الله ملكه.
الدولة أو المملكة هي ملك للحاكم فنفهم هكذا حتى لما نقرأ مالك يوم الدين نفهم أن الله سبحانه وتعالى هو المالك المتصرف في شؤون ذلك اليوم ويملكه ولمّا يملك اليوم يملك ما فيه. عندنا الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه ملك (((هو الملك القدوس))) ولم يُقرأ المالك هنا لأن القراءة في الحقيقة ليست على الرسم. هم كانوا يحفظون هكذا فلما جاء الرسم ووافق قراءتهم فقرأوها على الحفظ قبل أن يكون على الرسم.
(((ملك))) ما قرأوها مالك لأنه ما من أحد قرأها مالك. في مكان آخر قال تعالى (قل اللهم مالك الملك) فإذن لما نقرأ ملك يكون لنا سند والسند هو الرواية المتواترة الأمة عن الأمة وليس فرداً.، والأمر الآخر موافق لرسم المصحف وموافقة العربية وإن كان كما نقول دائماً أن القرآن حاكم على العربية وليست العربية حاكمة على القرآن. كلتا القراءتين لها وجهها والملك أو المالك يمكن أن نجمع بين القراءتين في هذا المجال وهذه خلاصة الفكرة: رسم المصحف والقراءة بحسب الأحرف والعلاقة بين القراءات والأحرف يعني أن القراءات الحالية هي ليست الأحرف وإنما بقايا الأحرف السبعة وآثار منها. القرآن كُتب على حرف قريش لكن إحتمل فظهرت فيه هذه القراءات. يجب أن نفهم اللفظة كما كانت في ذلك الزمان على ما استعمل.
كان هناك سؤال أرسلته أخت لنا أن الله تعالى يقول لأيوب صل1 (((أركض برجلك))) فتسأل الإنسان بماذا يركض؟ برجله .. فلماذا استعمل كلمة اركض برجلك؟
كلمة ركض ويركض في الإستعمال القديم كيف كان؟
لما ننظر في الإستعمال القديم وننظر في المعجم معنى ركض نجد أنها تأتي بمعنيين:
- المعنى الأساسي هو تحرك الرجل أو الضرب بالرِجل، يقال الفارس ركض فرسه أي ضربها بقدميه.
- ثم استعملت بعد ذلك بمعنى آخر وهو العدو (عدا يعدو). أُركض برجلك: هو مريض يعني أرفس الأرض برجلك ينبثق ماء هذا مغتسل بارد وشراب فتغتسل وتشرب وليس معناها اعدو. هو مريض يحتاج إلى علاج فلا يقول له أركض هو يريد: ارفس برجلك
فأنت إفهم العبارة القديمة كيف كانت تستعمل. لما تقرأ (وجاءت سيارة) لا تقول سيارة كما نفهمها اليوم فلم يكن هناك سيارات وكلمة قطار يقال جاعت القافلة فذبحوا آخر القطار. كيف؟ القطار هو الصف من الإبل. فكلمة ملك لا ينبغي أن نفهمها الا في إطارها في ذلك الزمان. الملك في ذلك الزمان كان متصرفاً في شؤون رعيته ولذلك على لسان بلقيس (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) كانوا يتصرفون بنوع من الطغيان على الجميع وليس الملوك فقط. كل الرؤوساء حتى شيخ العشيرة (لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطو والفضول) يعني لما تغزو القبيلة وتأخذ الغنائم: أولاً ربع الغنيمة له من غير تقسيم وما يصطفيه لنفسه وما هو غير قابل للقسمة ومن يختاره له أو لغيره هو لا شك يعطي هكذا كان التصرف. فهذا المِلك التصرف العام ينبغي أن نفهمه من قولنا مالك يوم الدين أو ملك يوم الدين أي أن الله تعالى هو المتصرف في كل شيء تصرفاً مباشراً وليس لأحد أن يتصرف في هذا الملك فضلاً عما يحتاج هذا من تفصيل ولا نريد أن نطيل في هذه المسألة.
(((الدين))) من الألفاظ المشتركة في القرآن الكريم فهي تأتي بمعنى الطاعة والإسلام والحساب والجزاء فما اللمسة البيانية في إختيار الدين؟
ونلتقى انشاء الله فى الحلقة القادمة لأكمل معنى قوله تعالى (((مالك يوم الدين)))(/)
(يوم الدين أم يوم القيامة)
ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 12:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقاؤنا اليوم مع الحلقة الخامسة من سلسلة حلقلت (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)
وعنوان حلقة اليوم (يوم الدين أم يوم القيامة)
مالك يوم الدين:
نحن قلنا في الحلقة الماضية أن لفظة مالك يوم الدين هي قراءة لعدد من القراء الذين يمثلون مدناً وذكرنا ما قاله سيبويه في هذا المجال بأنه كان يشير إلى البلدان، إلى المدن: قرأ أهل الشام وقرأ أهل المدينة. لم تكتب الألف لأنه يبدو أن الكتبة كانوا ينظرون إلى الألف كما ننظر الآن نحن إلى الفتحة. فكما أننا لا نكتب الفتحة كانوا لا يكتبون الألف ولكن يلفظونها ومن هنا بقيت من آثار الأحرف ملك ومالك ودعونا إلى أنه المكان الذي اشتهر فيه لفظ مالك أن يبقى الناس يقرأون مالك حتى لو علم أن هناك قراءة أخرى. المكان الذي اشتهر فيه قراءة ملك أن يقرأ فيه ملك حتى إذا كان قرأ بهذا
ثم تمنينا على أمتنا أن تتوحد على حرف واحد أو على رواية واحدة تأسياً بما فعله عثمان رضي الله عنه وأقره عليه إثنا عشر ألفاً من الصحابة وأحرقوا سائر الأحرف فلا يتشبث الإنسان ويقول ماذا أصنع؟ كل حرف يغني أي تستطيع أن تستغني به هذا الكلام الذي قلناه. إذا قرأ يأي قراءة مما قرأ به القراء السبعة بالإجماع أو العشر وفيه بعض الكلام أو القراء الأربعة عشر وفيها كلام أكثر لكن في الأقل القراء السبعة يقرأ بقراءتهم ولا يعترض عليه إلا من قبيل أن تجعل الناس يتساءلون ما هذا؟ وما الفائدة منه؟ ما الفائدة أن تقرأ (فأدخلهم النير)؟ أنت تعرف أدخلهم النار أما حتى يعلموا أن هناك قراءة ماذا يستفيدون؟ وهذا على خلاف ما أراده عثمان رضي الله عنه وإثنا عشر ألفاً من الصحابة وإجماع الصحابة حُجّة وأحرقوا الأحرف وليس بقايا الأحرف.
كلمة الدين: قد يقول قائل لماذا لم يقل مالك يوم القيامة؟ أو يوم الحساب أو يوم الحشر؟ قلنا إن كلمة الدين تضم كل هذه المعاني فالدين الحساب، الدين الجزاء، الدين المِلك ومنه سُميت المدينة أي المملوكة لأن عموم الأرض عادة غير مملوكة فلما تملك هذه الأرض وتبني ويثير فيها ملك فسميت مدينته أي القطعة المملوكة التي يملكها الناس. ومنه الدين الإعتقاد أو العقيدة لو وضع أي كلمة أخرى لا تسد مسد كلمة الدين لأن الدين شاملة لكل هذه الأمور فهو يوم الحساب وهو يوم الجزاء وهو يوم الدين نفسه يوم العقيدة يوم بروز وظهور وانتصار الإعتقاد وكل هذه المعاني. لذلك نقول ليس هناك شيء يسد مسد لفظة الدين. وهو العادة والشأن (يقولون دينه وديدنه) كل هذه المعاني تجمع في هذا اليوم.
تبقى كلمة يوم: في التطور الدلالي الآن صار عندنا اليوم يمثل 24 ساعة وهذا ليس من كلام العرب. الأصل في كلام العرب أن اليوم هو النهار فإذا قالوا ثلاثة أيام يعني ثلاثة نهارات ومنه قوله تعالى (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما). هذا معناه أن الحساب سيكون في ظرف ليس كظرف حياتنا الآن لأن نحن الآن إلفنا دوران الأرض فيكون ليل ونهار وهذا ينظر في قوله تعالى (((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات))) فالحساب في يوم يعني قياسها وكم يطول هذا النهار؟
في الآية الكريمة في سورة المعارج يقول تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه في سوم كان مقداره خمسين ألف سنة) فذلك اليوم في طوله بعض المفسرين يقول: هذا طوله على الكافرين هكذا يكون وممكن يكون طوله يحسب ما نعدّ نحن عاماً للناس جميعاً لأن الإنتظار يطول حتى أن بعض الواقفين في هذا الموقف يقولون: ربنا أنقذنا من هذا ولو إلى النار لشدة الكرب وفي هذا الوقت يكون هناك أصناف من الناس في ظل ظليل كما حدّث الرسول صل1 لا يشهدون هذا العنت " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه" رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين يذكرنا بقصة يوسف صل1 الذي رأى برهان ربه يعني معرفته بالشريعة. هؤلاء السبعة يكونون منعمين في ظل ظليل. فاليوم إذن نهار، كيف يكون هذا النهار؟ ما طوله؟ لا يكون هناك ليل يسكنون فيه ليس هناك سكون. هذا موجز.
خصّ تعالى يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً للأيام كلها
- فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟
الذي يملك هذا اليوم في يوم الجزاء، يوم المحشر هو يملك كل شيء ويملك كل ما في ذلك اليوم. لما يقول ملك اليوم يعني ملك اليوم وما فيه. الزمن هذا بذاته لا فائدة من مِلكه. أن نملك زمناً وكيف نملك الزمن؟
لكن هذا أمر الله تعالى يملك الزمان والمكان وما في الزمان وما في المكان فملكه سبحانه وتعالى عام. لا حاجة لذكر الدنيا لأنه من باب أولى إذا ملك يوم الدين وملك الحساب فهو يملك كل شيء. هذا فيما يتعلق بمالك يوم الدين وكما قلت الإمام الرازي قال في الفاتحة لوحدها ما يربو على عشرة آلآف مسألة ونحن نقتنص منه ومن غيره مما وقفوا عنده.
ونلتقى انشاء الله فى الحلقة التالية عن قوله تعالى (((اياك نعبد واياك نستعين)))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2010, 06:05 م]ـ
الأخ الفاضل محمد حسن ..
حبذا ذكر مصدر مشاركاتك من باب الأمانة العلمية أولا، ولمن أراد الاستزادة ثانيا ..
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:03 م]ـ
الأخ الفضل / محمد العبادى حفظك الله
لقد جمعت هذا البحث واختصرته من مصادر مختلفة .. وانا اذكرها
المصادر
1 - القرآن الكريم مكتبة دار الشمرلى _ القاهرة
2 - تفسير الجلالين دار التقوى _ القاهرة
3 - تفسير ابن كثير مكتبة دار التراث -- القاهرة
4 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
محمود الألوسي أبو الفضل
دار إحياء التراث العربي – بيروت
5 - تفسير التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر
6 - تفسير البحر المحيط لأبى حيان الأندلسي دار الكتب العلمية -- بيروت
7 - لمسات بيانية فى نصوص من التنزيل للدكتور فاضل السمرائى دار عمار للنشر – عمان
8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
9 - تفسير فاتحة الكتاب للشيخ محمد متولى الشعراوى حلقات تلفزيونية القناة الأولى الفضائية مصر النايل سات
file:///C:/Users/MOHAMAD/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif
د/ محمد حسن
استشاري الباطنة والكلى كلية الطب جامعة المنصورة
دمياط – مصر
mhm.961@gmail.com
mohamadhasan114@gmail.com
http://www.twitter.com/mhm961
http://www.facebook.com/mohammadhasan
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:44 م]ـ
أشكرك أخي على البيان.
ويبدو أن هذه المشاركة بالذات ومشاركات أخرى معها كان المصدر الثامن هو المصدر الوحيد فيها
8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
وهو ما أحببت أن تشير إليه ..
وفقك الله.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 04:32 م]ـ
نعم أخى الكريم / محمد العبادى
انا ركزت على اثنين وجمعت منهما معظم مشاركتى حيث وجدت انهما هما الذين شرحا تلك الآيات باستفاضة شرحا بيانيا
وهما:-
7 - لمسات بيانية فى نصوص من التنزيل للدكتور فاضل السمرائى دار عمار للنشر – عمان
8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
أما باقى المصادر فأخذت منها القليل ولكن كان يجب ان اذكرها وذلك للأمانة العلمية كما ذكرت انت ونوهت لى سابقا(/)
:: أهم الكتب لطالب العلم::
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم أحبتي في الله بكل خير ..
وصلني عبر البريد الإلكتروني منذ زمن إيميل
يحتوي على رسالة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
يوصي فيها طلبة العلم بقراءة المتون
التي ذكرها في الرسالة (ستجدوها في المرفقات ان شاء الله)
وقد ذكر الشيخ رحمه الله في كتاب طالب العلم وصايا ثمينة
وكلام نفيس ورائع أنصح بقراءته ..
بعد قراءتي لتلك الرسالة قمت بالبحث عن هذه الكتب التي ضمّنها في رسالته،
فوجدت بعضاً منها بفضل الله ..
والبعض الآخر لم أجد منه طبعة جيدة وواضحة للقاريء،
فعمدت إلى قراءتها من صفحات الكتب ,,
بعد حصولي عليها من بعض الأخوه جزاهم الله خير
وقبل عِدّة أشهر وأنا أتصفح أحد المواقع واقرأ بعض المواضيع ,,
وجدت موضوعاً لأحد الأخوه طلب فيه كتاب (مقدِمة) متن الأجروميه
وهو كتاب مختصر ومبسّط في علم النحو،
وحقيقة لدي حرص شديد على الإحتفاظ بهذا الكتاب وقراءته بين الحين والآخر
لكونه من أهم الكتب حقيقةً في علم النحو.,
وضبط أصول وقواعد لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم ..
التي ضيّعها الكثير منا في زمننا هذا للأسف وأنا أوّلُكم،
ولضعفي في اللغة العربية كنت أحرص دائماً أن اقرأ هذا المتن
وأعيد قراءته مرات ومرات إلى اليوم،
ومهما قرأته أدرك تماماً أني سأظل جاهلاً بها،
فلن ترتقي لدينا مَلكة اللغة إلا بالرجوع لكتاب الله عزوجل أولاً
والتأمل فيه وفهمه وتدبره حق تدبره فهو المرجع في كل جانب،
ولا يُستغنى عن الرجوع لكتب اللغة و البلاغة إذا أشكل علينا شيء،
بعد الإستعانة بالله عزوجل والدعاء والإخلاص في طلب العلم ,
يقول ابن المبارك (أولُ العلم النية)
وهذا في جميع الأعمال بلاشك،
ويقول أحد السلف
(من عمَر ظاهره بالسنه وباطنه بالإخلاص،
تفجّر في صدره ينابيعُ الحفظ والعلم والفهم ومن كان عمله بلا إخلاص،
فهو كرجل مسافر يملأ جرابه رملاً يُثقله ولاينفعه)
نرجع إلى صلب الموضوع.,
فبعد أن طرح صاحب الموضوع طلبه،
قام أحد الأخوه جزاه الله خير برفع هذا الكتاب على هيئة ملف وورد (الأجرومية) ..
ولكن الملف قد تم حذفه من الموقع
وعندما أردت رفع الملف وإعطاءه إياه،
قلت لِم لا أبحث عنه لعلي أجد أفضل منه،
فوجدته بفضل الله، فأستفدت من بحثي هذا الحمدلله
ورأيت أنه يختلف تماماً عن الذي سبق وأن قرأته أقصد من حيث التنسيق والإخراج،
وهذا ماحرصت عليه قبل أن أُشارك إخوتي في الله هذه الكتب وقبل أن أقوم برفعها،
تذكرت حينها تلك الرسالة التي وصلتني ولكن للأسف لم أتذكّر محتواها جيداً
فقد وصلتني عبر بريد قد تم إلغاءه من قِبل الشركة،
ولكني لازلت أذكر شيئاً يسيراً منها،
فقلت لِم لا أقوم بالبحث عن مضمون تلك الرسالة بصيغة أو بأخرى
لعلي أجدها في منتدى أو في موقعٍ آخر حتى أرجع وأقرأ ماتحويه من كتب،
واقوم بالبحث عنها في ملفاتي وأرى ماقد جمعت منها من قبل،
ففعلت ذلك ولكن لم أجد إلا القليل منها للأسف والبعض منها لم أجده
ولاأدري أين ذهب وهذا ماتعجبت منه،
ولكن من المؤكد لعدم حرصي على حفظ مثل هذه الكتب المهمة فعلاُ
كان سبباً رئيسياً في فقدانها ولو أنها كانت مجلدات وملفات
تخص مجالاً من مجالات البرامج لحرصت كل الحرص على حفظها
وعمل نسخة منها في قرص آخر،
حيث أنه لدينا شغف بجمع البرامج ولا نبالي بالحفاظ على مثل هذه الكتب والله المستعان،
أنتابني حُزن شديد حقيقةً على حالنا اليوم
وكيف ضيّعنا أوقات ولم نحرص على الإستفاده من ماقُدِم لنا من كتب في العلم الشرعي
ولم نحرص على جمعها وقراءتها والإستفاده منها وليس جمعها هكذا دون فائدة ,
فقلت لِم لا أقوم بجمع تلك الكتب من جديد وأعيد قراءتها سريعاً
وأقارن بينها وبين ماتبقى لدي وأحذف القديم منها لأحتفظ بالأفضل،
فأستعنت بالله وتوكلت عليه وبدأت عملية البحث والتنقيب في الشبكه العنكبوتيه
ورأيت مايُفرح حقيقةً، وجود هذه الرساله وإنتشارها في المنتديات وهذا شيء طيب،
إلا أن عدم الحرص والإهتمام على توفّرها في الموضوع هو ماأدهشني حقيقة،
(يُتْبَعُ)
(/)
لحظت أن جميع هذه الكتب قد تم حذفها كاملةً من الموقع
وهذا مارأيته في كثيرٍ من المنتديات،
وحقيقةً لفت إنتباهي طرح جيد ومنسّق بشكل جميل لإحدى الأخوات في منتدى طالبات العلم،
حيث حَرصت على عرض هذه الكتب وطرحها بشكل مفرد لكل قسم من العلوم بمتونه
مع وضع رابط لكل كتاب بشكل مرتّب،
ولكن للأسف، نفس الحال (ملفات تم حذفها من الموقع)
وهذا ماأحزنني كثيراً،
أن مثل هذه المواضيع تذهب الفائدة الجمّة منها مقابل حذف الملفات من الموقع
ولانحرص على توفير البديل لتلك الروابط،
فأستعنت بالله على جمع هذه الكتب وحرصت تماماً
على إنتقاء أفضلها قراءةً وتحقيقاً والموافق منها للمطبوع،
وبتيسير من الله عزوجل قمت بجمعها من هنا وهناك
وقمت بترتيبها حيث جعلت كل متن على حده في مجلد مستقل
ووضعت بداخله أهم الكتب والمشار إليها تماماً في محتوى الرسالة،
كما أني حرصت على تنويع بعض الكتب حيث أني وضعت للبعض منها كتاب إلكتروني
وكذلك على هيئة ملف وورد لِمن أحتاج هذا أو ذاك فله حرية الإختيار،
ولأجل أن أُسهّل عملية البحث عنها وأقدّمها للأخوه وتكون مرجعاً لكل من أحتاج إليها،
قمت بإضافة مجموعه بسيطه جداً من الملفات.,
ولكنها ذات أهمية لطالب العلم ستجدونها بمشيئة الله تعالى
ضمن المجلد الرئيسي الذي قمت بتقسيمه لعدة أجزاء ليسهل رفعه وتحميله،
كذلك أعجبني جدا ماذكره أحد الأخوه جزاه الله خير
عندما تطرّق إلى بعض مما جاء في سلسلة الدُر الثمين من جواهر فوائد إبن عثيمين
فقمت بوضعه لكم ضمن محتويات المجلد، لِما فيه من فائدة عظيمة.,
خِتاماً.,
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.,
وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
كما أسأله جلَ في علاه أن يعلّمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا
وأن يرزقنا عملاً صالحاً ولوجهه خالصاً.
-----
تم تقسيم الملفات إلى أربعة أجزاء ..
كل جزء منها بحجم 100 ميقا عدا الأخير بحجم 70 ميقا تقريباً
http://rapidshare.com/files/430082974/BooKs.part1.rar (http://rapidshare.com/files/430082974/BooKs.part1.rar)
http://rapidshare.com/files/430086603/BooKs.part2.rar (http://rapidshare.com/files/430086603/BooKs.part2.rar)
http://rapidshare.com/files/430091782/BooKs.part3.rar (http://rapidshare.com/files/430091782/BooKs.part3.rar)
http://rapidshare.com/files/430096035/BooKs.part4.rar (http://rapidshare.com/files/430096035/BooKs.part4.rar)
أو
http://www.4shared.com/file/sDbD1mch/BooKspart1.html (http://www.4shared.com/file/sDbD1mch/BooKspart1.html)
http://www.4shared.com/file/wGjen7lT/BooKspart2.html (http://www.4shared.com/file/wGjen7lT/BooKspart2.html)
http://www.4shared.com/file/zET6aF5P/BooKspart3.html (http://www.4shared.com/file/zET6aF5P/BooKspart3.html)
http://www.4shared.com/file/x3bA5wbO/BooKspart4.html (http://www.4shared.com/file/x3bA5wbO/BooKspart4.html)
أو
http://www.fileserve.com/file/Gb8Jwmu (http://www.fileserve.com/file/Gb8Jwmu)
http://www.fileserve.com/file/NubXGQV (http://www.fileserve.com/file/NubXGQV)
http://www.fileserve.com/file/2x99zgg (http://www.fileserve.com/file/2x99zgg)
http://www.fileserve.com/file/Ap8tYjH (http://www.fileserve.com/file/Ap8tYjH)
أو
http://www.mediafire.com/?1ulygis5y2zaxr8 (http://www.mediafire.com/?1ulygis5y2zaxr8)
http://www.mediafire.com/?717vo7b9n0jbn7n (http://www.mediafire.com/?717vo7b9n0jbn7n)
http://www.mediafire.com/?8kkyz7es28ohjap (http://www.mediafire.com/?8kkyz7es28ohjap)
http://www.mediafire.com/?al6kf1pcebbhn5l (http://www.mediafire.com/?al6kf1pcebbhn5l)
أو
http://uploadingit.com/d/4FZ6ERAP4XMLLLYA
http://uploadingit.com/d/JZEYOCQKEJ5EMJRS
http://uploadingit.com/d/OJ6FE6QI9QEDSWN5
http://uploadingit.com/d/YVAAZ3QPTHAYGVFR
أو
http://ifile.it/rfwgi2n/BooKs.part1.rar
http://ifile.it/xyhleoj/BooKs.part2.rar
http://ifile.it/k8s539q/BooKs.part3.rar
http://ifile.it/i3et9jf/BooKs.part4.rar
وفقكم الله ورعاكم(/)
رسالة إلى مشائخ البلَد بشأن فتح مساجد الله بالبكرة والأصيل!
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:27 م]ـ
هذا الموضوع في أصله رسالة بَعثت بها إلى مشائخ بلدي (غرداية، الجزائر) لترغيبهم على إحياء سنة مهجورة؛ هي إقامة حلقات ذكر في كتاب الله بالبكرة والأصيل في المساجد، أرجو من الإخوة الأكارم أن يطالعوها ويبدو آراءهم حَولها، وجزيتم خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
رسالة إلى المَشائِخ بشأن فَتح مساجِد الله ب "البُكرَة والأصيل"
مشايخنا الأَجلاَّء؛ يَا مِن أكرَمهم اللَّه بِوِفادَة عِباد الرَّحمن في بُيُوتِه؛ سَلام عَليكُم جَميعا وتَحيَّة مِن عِندِ اللَّه مُبارَكة طيِّبَة.
وبعد: فقَد خلَقنا الله تَعالى في هَذا الوُجود، ولَم يترُكنَا سُدى ضائِعين، ولا هَملا حائِرين؛ لا نَبتَغي مَقصَدا ولا نَفقَهُ وِجهَة ولا مَصيرا؛ بل أكرَمنا بالوَحي نُورا وهُدى وبَصائِر؛ أرشَدَنا بِه بَعد ضَلال؛ وأحيانا بِه بَعدَ مَوات، ونوَّرَنا بِه بَعد ظُلمات، وعلَّمنا بِه بَعدَ جَهل، وبَصَّرنا بِه بَعدَ عَمى ..
?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ? [الشورى: 53].
?الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ? [إبراهيم1].
?هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ? [الجاثية: 20].
?قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [المائدة:15ـ 16].
? وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً? [النساء113].
فهذا الكِتابُ العَظيم الذي بينَ أيدينَا؛ هُو الخَير كُلُّه؛ والنُّور كُلُّه؛ والشِفاء كُلُّه، والبَركَة كُلُّها ... أمرَنا الله سُبحانَه بالاستِمساك بِه؛ والاعتصام بِغَرزِه؛ دِراسَة ومُدارَسة؛ تذكُّرا وتدبُّرا؛ تجسيدا وتَبليغا؛ وأَمرَنا بِتعلُّمِه وتَعليمِه. وتِلك كاَنت مَهمَّة مَن كانَ خُلُقُه القُرآن؛ وحَياتُه القُرآن؛ عاشَ للقُرآن؛ ومَات في سَبيلِ القُرآن؛ محمَّد عليه أفضَل الصَلاة وأزكَى السَلام.
?فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ? [الزخرف: 44].
?وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ? [آل عمران: 79].
?كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ? [ص: 29].
?إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ? [النمل: 92].
?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [يوسف: 108].
وقَد توعَّد الله تَعالى بأقسَى صُنوفِ العذاب مَن زاغَ عَن سَبيلِ كِتابِه ونأى عَنه؛ ولَم يَحتَكم إلى آياتِه البيِّنات في كل جُزئيَّة مِن جُزئيَّات حياتِه؛ واتَّخذَ مِن دُونِه سُبلا وطَرائِق قِددا!
?وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? [الأنعام: 153].
(يُتْبَعُ)
(/)
?وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً? [الكهف 27].
?وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى? [طه: 126].
?وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ? [النمل:83 - 85].
?وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ? [الزمر:71 - 72].
كِتابٌ بِهذِه العَظَمة وهَذه الرِّفِعة؛ وهذه الخُطُورة، مِن شأنِه أن تُصرَف لَه الأَعمَار، وتُفرَّغَ لَه الأَوقات، وتُبذَل دُونَه الأنفُسُ والأَموال، وتُعقَد لَه المَجالِس، ويوصَل نُورُه إلى الآفاق؛ كَما كانَ ديدَن الرَّعيل الأوَّل مِن المُهاجِرين والأنصَار حَول الرَّسُول القُدوَة؛ مُعلِّم البَشريَّة؛ ومنقِذ البريَّة؛ عَليه الصلاة والسلام.
?لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ? [آل عمران: 164].
?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً? [الفرقان: 1].
لقَد كانَ القُرآن الكَريم همَّ الرَّسُول ? المقيمَ المُقعِد؛ سَخَّر لَه حَياتَه، ووَهب له عُمره وأوقاتَِه ... يتهجَّد بِه ساعاتٍ طَويلةً في جَوفِ اللَّيل؛ ويُبلِّغُه للقاصِي والدَّاني في بَحر النَّهار؛ مثنى وفُرادى وجَماعات؛ بصَبر وجَلد وثبات. ويَجلِس لتَعليمِه في حَلقات ذِكر مُنتَظَمةٍ بالغَداة والعَشِي؛ فهَدى اللَّه على يَديه أناسيّ كثيرا، فنَصرَه الله نَصرا عزيزا، وفَتح عليه فتحا مبينا، وأراه أناسا يَدخُلون في دِين الله أفواجا! وأصبَحت "يثرِب" "مدينة مُنوَّرة" بالنُّور الرَّبَّاني؛ تُشَدُّ إليهَا الرِّحال؛ بَعد أن كانَت حيا بسيطا مِن أحياءِ العَرب لا شأن لَها كبيرٌ بينَ قبائل جَزيرة العرب.
?مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً? [الفتح: 29].
والآن؛ وقَد خَفُتَ هذا النُّور الإِلهي الوَضَّاء مِن القُلوب، واندَرسَت مَعالِمُه مِن الأفئِدة (إلا من رَحمَ ربِّي)، وضُربَت على "المُسلٍمين" الذِّلَّة والمَسكَنة؛ وانتَشرت في أوسَاطِهم المَعاصي والمُوبِقات، واستَفحلت الشُّرور والمُنكَرات ... أمَا آنَ لَنا أن نَعُودَ إلى ما كانَ عَليه الرَّسُول ? وصَحبِه الكِرام؟! أَما ظَهر لَنا جليَّا بُعدُ الشُّقَّة بينَنا وبينَهُم؟! أما اشتاقَت نُفُوسُنا لتفيُّؤِ ظِلال تِلك الحَياة الكَريمة المِثاليَّة؟! أما حانَ الوَقت لنَعمَل لنَصر قَريب على أعداء الله في كلِّ مَسلَك وسَبيل؛ كذَاك الذي نُصِرَه الحبيب المُصطَفى؟!
ولَكِن هَل مِن خُطوَة أُولى في الطَّريق؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
والجَواب أنَّ أبسَط شَيء خَفيف المُؤنَة نستَهلُّ بِه مِشوارَ هَذا المَشرُوع العَظيم؛ أن نَسعَى جدِّيا بكلِّ ما أوتينَا مِن قُوَّة لأن نُحيي حَلقَات الذِّكر والقُرآن بالبُكرة والأَصيل في بيوت الله؛ امتثالا للأَمر الإلَهي المبيّن في سُورة النُّور:
?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ. رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ. لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ? [النور: 36 - 38].
فكَيف ننتَظر أن يرفع الله بيوته، وكيفَ ننشُدُ تَكوينَ رِجال مِن طراز عَهدِ النُّبوَّة، ومَساجِدُنا في هذه الأوقات المُباركَة مُوصَدة؛ لا تُفتَح إلاَّ في مَواعيد الصَّلوات المَكتُوبة؟!
وهَل بَقيَ لنا بَعد قَوله تعالى " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسبِّح لَهُ فيها بالغدو والآصال رجال" عذر نلقى به ربّنا؟! والحال أنّ القرآن قولٌ فصلٌ وما هو بالهزل ..
فهذا الرَّسُول ? على مَكانَته وشَرفِه، وعُلوِّ كَعبِه في ذِكر الله تعالى؛ أمَره الله سُبحَانَه وتعالى بالمُداوَمة على ذِكرِه وتسبيحِه؛ بُكرة وأصيلا! قبل طُلوع الشَّمس وقَبل غُروبِها؛ لأنّ المداومة على هذا التسبيح بالبكرة والأصيل، هي الكَفيلَة بتثبيتِه وتَصبيرِه على هُمومِ الدَّعوة، ورِضَاهُ بِما قدّر الله لَه!
مشايخنا المسؤولين: لنتدبّر هذه الآيات البيِّنات ..
?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ? [غافر: 55].
?وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى? [طه:130].
?وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ. وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ? [ق: 38 - 39].
?وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً? [الإنسان: 26]
بل وأكثَر مِن هذا .. فإنَّ الله سبحانه وتعالى حكم بالغفلة على من يهجر الذكر والتَّسبيح في هذه الأَوقات المُبارَكة؛ لأنّ الغَفلة تَأخُذُ بِمجامِع القَلب؛ فيصير صاحبه بِعيدا عَن مَنهَج ربِّه!
?وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ? [الأعراف: 205].
الخِطاب لِمن يا تُرى؟! لرسول الله الأسوة الحسنة؛ فكيفَ بِمن دُونَه؟!
? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً?الأحزاب21
هذه الغَفلة التي قرَّر الخالِق العَظيم أنَّها مُستَحكِمة في قُلوب أكثر الناسِ!
?اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ? [الأنبياء:1ـ 3].
?وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ? يونس92
?وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ? الأعراف179
فما دام الأمر كذلك .. لا مناص من اتّباع منهج الرسول ? في التسبيح بالبكرة والأصيل.
وفي سُورَة الفَتح نَجِدُ أنَّ تَسبيح الله تعالى بالبُكرَة والأصيل مِن أبرَز وأهمِّ ما أُرسِل الرَّسُول ? مِن أجلِه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
?إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً? [الفتح:8 - 9].
ولَم يَكُن الرَّسُول ? في هَذا بِدعا مِن الرُّسل؛ بل هُو مُتَّبع لِمن سَبقَه مِن الأنبياء قبله.
فهذا نبي الله زَكريَّاء? لمَّا طَلب الوَلدَ استَجابَ الله دُعاءَه، وجَعل لَه آية، وَأمَره بِذكره ذِكرا كثيرا وتَسبيحِه بُكرَة وعَشيا؛ حَمدا .. وشُكرا .. واستِدرارا لِلمزيد ..
?قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ? [آل عمران: 41].
وقَد كانَ هَذا النبي الكَريم نِعم المُجيبين؛ فَلم يَكتَف بالامتثال بالأَمر في خاصَّة نَفسِه؛ بل خَرَج على قَومِه مِن المِحراب؛ فأوحى إليهم أن سبّحوا بكرة وعشيّا!
?فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً? [مريم: 11].
وهذا نبي الله دَاوود مِن قُوَّة تسبيحِه وذِكره، سخَّر الله الجِبالَ والطَّير يسبّحن مَعَه بالعَشي والإِشراق!
?وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ. إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ. وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ. وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ? [ص:17 - 20].
ولَم يَخرُج ابنُه سُليمان عَن هذا السَّنن العَظيم؛ بل اقتَفى سيرَة والِده وسيرَة الأنبياءِ مِن قَبلِه؛ حتَّى إنَّه تلهّى يَوما باستِعراض خُيولِه العَسكريَّة فداهمَته الشَّمس بالمَغيب؛ فخرَّ منيبا إلى ربّه، وطَفق على خُيولِه مَسحا بالسُّوقِ والأعناق!
?وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ. إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ. فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ. رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ? [ص:30 - 33].
ولَم يكتفِ ربُّ العِزَّة بأمر الرسول ? أن يتلو القرآن مع خاصّة نفسه فحسب، بل أمره أن يُصابِر ويرابط مَع إخوانِه بالغَداة والعَشي؛ وأن لا تعدوَ عيناهُ عَنهم؛ بدعوى أشغال الحياة الدُّنيا ..
?وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا? [الكهف: 28].
وما زينة الحياة الدنيا التي حذّر الله أن تُشغل الناس عن الذكر بالغداة والعشيّ؟
?الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً? الكهف46
فإذا كانَ أُسوَة الذَّاكرين؛ رسول الله ? مُحتاجًا إلى هذا الزَّاد الرُّوحاني المُتجدِّد، وهَذه المُصابَرة اليوميَّة المُتواصِلة، وإلا وَقع في بَراثن الغَفلَة؛ فكيفَ بِمن دُونه بأشواط؟!
وللأهمِّيَّة البالِغة لحلقَات الذِّكر في ِهذه الأَوقات المُبارَكة؛ في تَجديد الإيمان في القُلوب، وتَعليم النَّاس الكِتاب والحِكمَة لَم يَرتَض الخالِق العَظيم أن يُمنَع أحدٌ مِن شُهودِها؛ مَهمَا كانت الاعتبارات والمبرّرات!
فقَد جاء وَفد مِن أشرافِ قُريش إلى الرَّسُول ? في مَجلِسِه؛ فكأنَّهم أنِفُوا واستَنكَفُوا أن يُجالِسُوا فُقراء المُهاجِرين والأنصار لعزَّة فيهِم وحميَّة؛ فطلبُوا مِن رسُول الله ? أن يُخرِج هؤلاء مِن مَجلسِه حتَّى يستَمعُوا إليه، فأَنزلَ الله هذه الآية الكَريمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
?وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ. وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ? [الأنعام 52 - 53].
وإذا نَظرنا إلى مَوضُوع "مدارسة القرآن بالبُكرَة والأصيل" مِن زاوِية العَقل والمَنطِق السَّوي؛ لأدركنا بالفعل أنْ لا غِنى لإنسان ذَاكر يبتغي رِضاء ربِّه عَن هذه الأوقات!
فمَتى يَتبتَّل الإنسان ويَنقَطع لذِكر ربِّه؛ وتعلُّم قَوانينِ الوَحي المُتعيِّن عَليه تعلُّمَها وهذا القُرآن بَحر لا سَاحِل لَه يَحتَاج إلى أوقات وأوقات؟!
أفي عزِّ النَّهار؟ كلا! فالوَقت وَقتُ معاش وكَدح وسعي في الأَرض ابتِغاء فَضل الله!
?وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً? [النبأ: 11]. ?إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً? [المزّمِّل: 7].
أم في الظَّهيرة؟ كلا! فالظَّهيرة للقَيلُولَة والرَّاحة بَعد عَناء يوم طَويل!
?وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ? [النور: 58].
أم بينَ المَغرب والعِشاء؟ أيضا كلاَّ: لأنَّ الوَقت أوَّل أوقَات اللَّيل؛ وطاقَة الاستيعاب والتَّركيز للإنسان ضَعيفة؛ والنَّوم قَد بدَأ يُغازِل الأَجفان؛ والبُطُون تَشكُو الجُوع بَعد نَهار طَويل مُجهِد؛ فلا يُمكِن التَّعويل على هَذا الوَقت.
وقَد ثبَت في سيرة الرَّسُول ? أنَّه كانَ يزُور أرحَامَه، ويُلاقي بَعض إخوانِه في مِثلِ هَذا الوَقت؛ وكانَ في أحيان أُخرى يَتعشَّى مَع أهلِه ويُحادِثُهم ويُؤانِسهم.
بل وثبت عنه ? أنّه كانَ يَنهى عَن الحديث بَعد العِشاء؛ حتَّى يأوي النَّاس إلى مضاجِعِهم باكِرا؛ استِعدادا لُمنجاة الخَالق في ثُلث اللَّيل الآخِر!
بقيَت فَترة "قيام الليل" فهي التوقيت الأنسب لنُزولِ القُرآن في القَلب، وتلقي القَول الثَّقيل استِعدادا لليَوم الثَّقيل؛ لأنّ طابِع الخُشوع والضَّراعَة غالب عَليها؛ إضَافَة إلى أنَّها فَترة خُلوَة بين المَرء وخالِقِه.
وعليه .. فتعيَّن أنَّ خِدمَة القُرآن مِن كافَّة وُجوهِه والمَشيَ بِه في النَّاس، والإِنذَارَ بِه، والمُصابَرةَ على تعلُّمِه وتَعليمِه تَحتَاج إلى أوقات مخصوصة؛ فلَم يبقَ إذَن إلا وَقتُ البُكرَة والعَشي!
فإذا ما ابتغينا من ربّنا أن يغدق علينا بالرَّحمات، ورجوناه أن يخرجنا من الظُلُمات؛ فَما عَلينا إلا أن نُصابِر على ذِكرِه ذكرا كثيرا بكرةً وأصيلا؛ بدراسة آياته البيّنات.
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44) ? الأَحزاب.
ختامًا .. مشايخنا الأَجلاَّء؛ يَا مِن أكرَمهم اللَّه بِوِفادَة عِباد الرَّحمن في بُيُوتِه التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ..
هذه رسالة الله من السماء إلى أهل الأرض! وهذا هو الحقّ الذي لا ريب فيه! والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل .. أنزل الكتاب بالحقّ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه .. فإن كنّا حقّا نؤمن بالله ربّا .. وبالقرآن إمامًا .. وبسيّدنا محمّد ? نبيئا ورسولا .. فعلينا أن نرفع بيوت الله بالذكر والتسبيح بكرةً وأصيلا .. وألاّ نقتصر على عمارته عند الصلوات الخمس المفروضة فحسب؛ هذه هي رسالة المسجد التي يريدها الله من عباده الذين استخلفهم فيها. وإنّا لنخشى أن تضيع الأمانة في أيدينا إن سكتنا عن تبيين هذا الحقّ للناس ..
?وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ? آل عمران187
?إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ? البقرة159ـ160
والسَلام عَليكُم جَميعا ورحمة الله وبركاته
وآخر دَعوانا أن الحَمد لله ربِّ العَالمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:52 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
الصواب (مشايخ) بالياء لا بالهمز. ولذا قيل: لا تهمز المشايخ.
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[26 Nov 2010, 06:48 م]ـ
وفيك بارَك الله أُستاذَنا وشُكرا على المُلاحَظة(/)
ضابط الأذى الذي يترتب عليه الوعيد الوارد في قوله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤمنين ... }
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Nov 2010, 08:50 م]ـ
جرت مذاكرة مع بعض الإخوة من طلاب العلم في حج هذا العام ـ 1431هـ، وهذه من المنافع ـ عن الضابط في الأذى الذي يترتب عليه الوعيد الوارد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
تحرير محل النزاع:
اتفقت الكلمة بيننا على دخول نوعين من الأذى في هذه الآية:
1 ـ التعدي على منافع المسلمين العامة، كما يدل له الحديث الثابت في "الصحيح": "اتقوا اللعانين! قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم".
2 ـ الأذى الذي يحصل بسبب فعل محرمٍ في ذاته، كمن يدخن عند والديه ـ وهما يتأذيان بهذا ـ أو يترك الصلاة مع الجماعة ـ ووالداه يتأذيان بذلك ـ، أو جارٌ يعتدي على حق جاره، أو يسلبه حقه، أو شابٌ يؤذي الناس بصرير كفراته (التفحيط)، وهلم جرّاً.
وبقي البحث في أمثال هذه الصور:
ـ والدٌ (أم أو أب) يكره من ولده الانشغال بالكرة، مع أن الولد لم يقصر في أداء حقوق والديه، وقل مثل ذلك: في البقاء على الإنترنت طويلاً، أو صحبة شخص من الناس، لا قدح في دينه ولا خلقه، لكن الأب يكره ذلك نفسياً (لا لسبب شرعي).
ـ جارٌ يطبخ أنواعاً من الأكل المباحة، يكره الجار الآخر ويتأذى من رائحتها.
ـ إنسان جاء إلى المسجد وفيه رائحة ثوم أو بصل، وقد آذى إخوانه المسلمين بها، فهل يلحقه الوعيد؟
فما قول الإخوة الكرام في هذه المسألة التي نتعرض لها يومياً؟! لأن الوعيد شديد، والأذى حاصل!
لعلنا نتذاكر؛ لنخرج بما يفيد، والله الموفق.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Nov 2010, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور عمر على هذه المباحثات المفيدة، وأرى أنه ينبغي تحرير معنى الأذى الوارد في الآية، حتى يتم إدخال الصور الجزئية فيه، وقد ذكر المفسرون عدداً من الأمور الداخلة في معنى الأذى ومنها:
- يرمونهم بما ليس فيهم (ذكره ابن الجوزي عن المفسرين).
- يَنْسُبُونَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ بُرَآء مِنْهُ لَمْ يَعْمَلُوهُ وَلَمْ يَفْعَلُوهُ. (قاله ابن كثير).
وأنبه إلى أن القيد المذكور في قوله تعالى: (بغير ما اكتسبوا) ليس له مفهوم، فلا تجوز الأذية للمؤمن بتعييره مثلاً بما هو فيه، قال ابن عاشور: "وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْحَالِ تَقْيِيدَ الْحُكْمِ حَتَّى يَكُونَ مَفْهُومُهُ جَوَازَ أَذَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِمَا اكْتَسَبُوا، أَيْ أَنْ يُسَبُّوا بِعَمَلٍ ذَمِيمٍ اكْتَسَبُوهُ لِأَنَّ الْجَزَاءَ عَلَى ذَلِكَ لَيْسَ مَوْكُولًا لِعُمُومِ النَّاسِ وَلَكِنَّهُ مَوْكُولٌ إِلَى وُلَاةِ الْأُمُورِ" [22/ 105]. فيخرج من ذلك أذيته بما يستحق من قبل ولاة الأمر، كالحدود والقصاص والتعزير ...
ـ[علي النجيدي]ــــــــ[27 Nov 2010, 04:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتقد يا د. عمر ان المسألة الاخيرة لاتدخل ضمن المسائل السابقة لورود النص بالمنع
و قد علل بأذية الملائكة والآدميين
بقي المسائل السابقة يرجع فيها الى الوارد في تفسير وذكر بعض المفسرين ان المقصود ايذاء ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن ابيها
بارك الله فيكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Nov 2010, 06:14 م]ـ
أحسِبُ أنَّ من المُهِمِّ عند تحديدِ هذا الضَّابط أن نرجعَ إلى الاستعمالاتِ القرآنيَّةِ للأذَى , فقد جاء القرآنُ الكريمُ بهذه اللفظةِ واستَعمَلها مرادِفَةً للمَنِّ بمعنى الاحتقار والازدراءِ في القلبِ للفقير الآخِذِ في قول الله تعالى (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى))) وجاءَ بها في معنى الكراهيةِ والنَّدامةِ ومُتضَمِّنةً كُلَّ إساءةٍ عليهِ باللفظِ في قول الله تعالى (((قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى))) , وجاءَ بهِ في معنى الفِرى والكذبِ والأراجيفِ في قوله تعالى (((لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى))) , وجاءَ بهِ في معنى المشَقَّةِ والشكايةِ والألمِ في قول الله تعالى (((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ))) وجاء بهِ في معنى القذَرِ العارِضِ كما في قوله تعالى (((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ))) وجاءَ بهِ في معنى التضرُّر والحرَجِ كما في قوله تعالى (((وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ))).
وقد ذكرَ ابنُ عاشور عليهِ رحمة اللهِ أنَّ الآيةَ المسؤولَ عنها هُنا مُرادٌ بالأذَى فيها أذَى القولِ بسببِ اقترانهِ بقوله تعالى فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا لأنَّ البُهتَانَ قولٌ ويُرادُ بهِ التَّحقِيرُ من شأنِ من يُبهَتُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[28 Nov 2010, 05:57 م]ـ
بارك الله بك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:01 ص]ـ
أثر قد يثري الموضوع:
في تفسير ابن أبي حاتم (10/ 3153):
عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَال: إِيَّاكُمْ وَأَذَى الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اللَّهَ يَحُوطُهُمْ وَيَغْضَبُ لَهُمْ وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَرَأَهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَأَفْزَعُهُ ذَلِكَ حَتَّى ذَهَبَ إِلَى أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنِّي قَرَأْتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَوَقَعَتْ مِنِّي كُلَّ مَوْقِعٍ: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}! وَاللَّهِ إِنِّي لاعَاقِبُهُمْ، وَأُضْرِبُهُمْ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا أَنْتَ مُعَلِّمٌ.
والشاهد أن في هذا الأثر ـ إن صح ـ فائدتان:
1 ـ أن استشكال ما ذكرتُه في المقدمة قائم قديماً، حيث فهم عمر رضي الله عنه العموم، حتى أزال أبي بن كعب الإشكال عنه.
2 ـ أن هذا النوع من التأديب غير داخل في هذا العموم؛ لظهور المصلحة في هذا الأذى الموجود، والله أعلم.
ولي عودة ـ إن شاء الله تعالى ـ على بعض التعليقات.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 Dec 2010, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الضابط والله أعلم " الافتراء " لقوله تعالى:
(((فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)))
يقول الطبري رحمه الله تعالى في تفسير الآية الكريمة:
[فقد احتملوا زورا وكذبًا وفرية شنيعة]
ولابد أن نذكر كما أشير سابقا أن أذية المسلمين بشكل عام لا تجوز، والضابط العام:
أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
وقد وردت الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك حتى بوب البخاري بابا في صحيحه فقال:
(بَاب الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
" عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "
وقد يقول قائل قوله تعالى:
(((بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا)))
يدل على العموم، فنقول الضابط السابق والذي ورد في سياق الأية حصر الأمر في الضابط السابق وهو الافتراء.
فقد يؤذي أخ أخاه لدينه وأمانته.
هذا والله أعلم وأحكم.(/)
أثر مفهوم المتقدمين والمتأخرين على النسخ
ـ[همتي عالية]ــــــــ[27 Nov 2010, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعرف أن النسخ عند المتقدمين: البيان , وعند المتأخرين: رفع الحكم الشرعي بخطاب شرعي متراخ عنه.
وأن تعريف المتقدمين أوسع وأعم من تعريف المتأخرين.
ولكن السؤال:
ما أثر هذين المفهومين على النسخ؟
هل لهما أثر أم لا؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 08:48 م]ـ
هل هناك فرق بين مصطلح المتقدمين والمتأخرين في الناسخ والمنسوخ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=17346)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Nov 2010, 09:57 م]ـ
معنى النسخ عند السلف والخطأ في فهمه ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9863)
ـ[همتي عالية]ــــــــ[30 Nov 2010, 08:04 م]ـ
رزقكم الله من حيث لا تحتسبون
وبارك لكم(/)
تبعات قوله تعالى على اليهود: غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:29 م]ـ
يقول الله تعالى في سورة المائدة: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
هذه الآية قضت على اليهود أن تكون فيهم صفة ملازمة لهم الى يوم القيامة وهي صفة البخل. فاقتضاء الله تعالى محكوم عليهم بهذه الصفة الى يوم الدين. وما مماطلتهم على أرض الواقع في فلسطين اليوم إلا تأكيداً لهذا الحكم الذي يميزهم عن جميع البشر.
في أمريكا يطلق عليهم لقب ( cheap) وتعني الرخيص أو البخيل. فإذا تعامل أمريكي مع رجل بخيل فإنه يبادر بالقول له: لا تكن بخيلاً كاليهودي. وهذه النظرة مشهورة معروفة عنهم في أمريكا كلها ناهيك عن قارة أمريكا الجنوبية التي تحتقر اليهودي وتزدريه بسبب نظرتهم السوداوية عنه ومعرفتهم عن جشعه وحبه الشديد للمال.
فالواقع الذي يعيشه اليهود في العالم اليوم يؤيد ما حكمه الله تعالى عليهم بالبخل والشح. لأنهم أساؤا الأدب مع الله تعالى واتهموه بالبخل تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ولعنة الله عليهم بما قالوا.
اقرأوا إن شئتم أيضاً الحكم عليهم باللعنة الدائمة:
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)
وقوله سبحانه أيضاً:
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)
وفي سورة البقرة حيث بخلوا أن يذبحوا بقرة إلا بشق الأنفس:
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71)(/)
ما الفرق بين .. (انزل الى). و. (انزل على)
ـ[محمد حسن]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم اهل الملتقى ..... وبعد ,
مانى اطرح عليكم هذا السؤال للمناقشة
ما الفرق فى المعنى البلاغى - و الحكم التشريعى بين فول الله تعالى (انزل الى) و (انزل على) وهى وردت كثيرا فى القرآن الكريم وانا اورد بعض الأمثلة من تلك الايات:-
{والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} البقرة4
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} البقرة136
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة285
وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} البقرة231
{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} آل عمران3
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} آل عمران84
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} النساء105
{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} النساء113
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم اهل الملتقى ..... وبعد ,
مانى اطرح عليكم هذا السؤال للمناقشة
ما الفرق فى المعنى البلاغى - و الحكم التشريعى بين فول الله تعالى (انزل الى) و (انزل على) وهى وردت كثيرا فى القرآن الكريم وانا اورد بعض الأمثلة من تلك الايات:-
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} البقرة136
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} آل عمران84
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} النساء105
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
بخصوص هاتين الآتين، نلاحظ أن آية البقرة بدأت بخطاب المؤمنين ((قولوا آمنا)) فلذا ناسب أن يكون بعدها ((وما أنزل إلينا)) لأن القرآن لم ينزل على كل واحدٍ من المؤمنين، وإنما وصل إليهم بواسطة النبي صل1 الذي أنزل عليه القرآن.
ولذا لما بدأت آية آل عمران بقوله: ((قل آمنا)) وهو خطابٌ للنبي صل1 ناسب أن يكون بعدها: ((وما أنزل علينا))
لأن القرآن أُنزل عليه صل1.
وقد أشار إلى هذه الحكمة بعض من كتب في بلاغة المتشابة اللفظي في القرآن.
علماً بأن هناك آيات كان الخطاب فيها موجهاً للنبي صل1 فجاء فيها مرة ((أنزلنا إليك الكتاب)) ومرة ((أنزلنا عليك الكتاب)).
فليس ما ذُكر من توجيه بلاغي للمتشابة قاعدةً عامةً.
ومثل هذا: التفريق بين (نزّل) و (أنزل) بأن (أنزل) تفيد النزول مرة واحدة، و (نزَّل) تفيد تكرر النزول.
ولذا قال الله عز وجل: ((نزل عليك الكتاب بالحق)) لأن القرآن نزل مفرقاً، ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل)) لأنهما نزلا جملةً واحدةً.
ولكن هذا ليس قاعدة مطردة، فالله عز جل قال في بعض الآيات عن القرآن: ((إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق)).
فمعناهما متقارب، ولذا يستعمل أحدهما مكان الآخر.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:28 ص]ـ
ما الفرق بين أنزلنا إليك (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَاأُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْرَبِّهِمْ لَانُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) وأنزلنا عليك (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَعَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَوَيَعْقُوبَوَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْرَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 84) آل عمران)؟
د. حسام النعيمى:
أحياناً حروف الجرّ يستعمل بعضها مكان بعض لكن يلفت النظر لِمَ استعملت هذا هنا وهذا هنا؟
لما تأتي (إلى) معناها الغاية، الوصول. ولما تأتي (على) فيها معنى نوع من الإستعلاء. لاحظ عندما تقول: دخل زيد إلى القوم. يعني مشى ودخل إليهم كأنه في مستوى واحد. لكن لما تقول دخل عليهم كأنه مرتفع عنهم فيه نوع من التعالي. كذلك (خرج على قومه في زينته) فيها نوع من العلو. هو نفس الفعل خرج ودخل.
لما تأتي: أُرسل إليه أو أُرسل إلينا كأنه قريب منا وباشرنا نحن، مسّنا. وعلينا: فيه نوع من التلقّي من علوّ. لكن لِمَ استعمل هذا هنا واستعمل هذا هنا؟ لمَ قال مرة إلينا ومرة علينا؟
ننظر في آية البقرة (وما أنزل إلينا) وفي آل عمران (وما أنزل علينا) نلاحظ آية البقرة كان في بدايتها نوع من الدعوة أو مباشرة الدعوة لغير المسلمين من المسلمين أن يكونوا معهم ويأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر عندئذ قالوا نحن وصل إلينا أو ورد إلينا ما هو خير مما عنكم. فيها معنى الوصول لاحظ الآيات (آمنا بما أنزل إلينا) هذا شيء وصل إلينا يعني تسلّمناه لا نحتاج إلى ما عندكم. فلما قال (أنزل إلينا) العطف عادة يكون مثل المعطوف عليه (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136))
بينما في آية آل عمران الكلام عن ميثاق أُخِذ على الأنبياء أن يوصوا أتباعهم باتّباع النبي الجديد الذي سيأتي. ميثاق من الله عز وجل ففيه علو وفيه ذكر للسماء أو للسموات ففيها علو فناسب أن يقول (أُنزل علينا).
هناك شيء آخر يلفت النظر في الآيات: أنه في آية البقرة قال (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) أعاد كلمة (أُوتي). وفي آل عمران قال (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْرَبِّهِمْ) حذف أوتي. لماذا؟ لأن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (لَمَا آَتَيْتُكُمْ) فلم يكررها بينما هناك لم يذكرها فكررها.
د. أحمد الكبيسى:
· أولاً فى آل عمران (قُل) وفى البقرة (قولوا) يا مسلمون قولوا.
· في آل عمران (وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) هنا (وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ) إذاً عندنا قُل وقولوا، علينا وإلينا،
· وفي البقرة (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) ما أوتي مكررة إذاً موسى وعيسى أوتوا شيئاً والنبيون أوتوا شيئاً آخر. في آل عمران لم يذكر (وما أوتي) مكررة وإنما وردت فقط مرة واحدة (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ). فروق دقيقة جداً ما من شيء في هذا الكتاب اختلاف ولو حركة إلا وهو رسمٌ جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاًلماذا قال في البقرة قال قولوا وفي آل عمران قال قل؟ في البقرة وجدت هذه الآية بعد قولٍ لأهل الكتاب (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?135? البقرة) مِلَة إبراهيم حنيفاً تجمعنا جميعاً (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا ?67? آل عمران) كان أبو الأنبياء جميعاً فنحن جميعاً على ملته، هذا المفروض نحن موحَّدون (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا).
ثانياًهناك (وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) إذاً الفرق بين قولوا يا مسلمون قُل يا محمد هذا واحد. (وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) (وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) الوحي لما يأتي من أين يأتي؟ من الله عز وجل الذي هو أعلى فلما يأتي من الله نقول أُنزِل علينا من الله لما يصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم نقول نزل إلى محمد معنى هذا ماذا؟ آمنا بالله وما أُنزِل علينا من الله فإيمان بالله بتصديق الربوبية أن هذا الكلام كلام الله لما نقول أُنزِل علينا نحن سنؤمن بأن هذا الكلام أنزل علينا من الله فنحن إذاً تصديق الربوبية. أُنزِل إلينا هذا الذي نزل نزل لمن؟ نزل لمحمد إذاً صار هناك تصديق النبوة والرسالة فالآيتان إحداهما تتحدث عن تصديق الربوبية والثانية تتحدث عن تصديق الرسالة والرسول والنبوة. إذاً كلمة علينا وإلينا ليست هي من باب الصدفة ما أُنزِل علينا من الله عز وجل هذا كتاب كلام الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوتي موسى وعيسى كل هذا نؤمن بأنه قادم من الله هذا أُنزِل علينا وهذا الذي نزل نزل على إبراهيم وموسى وعيسى وإسحاق ويعقوب والأسباط إلى أخرهم محمد أنزل إليهم وأنزل إليهم أي يعني نحن نصدق بأن هؤلاء مرسلون من رب العالمين وهم صادقون في الرسالة. فكلمة إلينا بحرف الجر هذا بشبه الجملة (علينا وإلينا) رب العالمين أوجز تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة هذا واحد.
أخيراً قال (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) هذا في البقرة وما أوتي موسى وعيسى في جانب وما أوتي النبيون من ربهم في جانب آخر، في آل عمران قال (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) كله شيء واحد لماذا حدث (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ)؟ أقول لك يا أخي جداً واضح نحن نتكلم الآن عن موجز الرسالات وعلاقتها بالله عز وجل تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة، حينئذٍ هذا الذي نزل من السماء عليهم وإليهم منه ما هو خاص بهم أبداً (إن للرسول سراً لو اطّلع عليه المسلمون لفسد أمرهم) كل الرسل من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم كل واحد إن بينه وبين الله سرّاً لا يعلمه غيره إلا ماذا قال (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ?26? إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ?27? الجن) حينئذٍ رب العالمين يُعلِّم رسله علماً لا ينبغي لهم أن يعلِّموه لأتباعهم (لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيراً) إذاً معنى ذلك علينا إلينا هناك ربوبية ورسالة ونبوة وهناك (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) سيدنا موسى وعيسى لهم قطعاً خصوصية لماذا؟ أولاً أول مرة يبدأ الوحي المجرّد بموسى u حيث أن الوحي كان يأتي كهيئة رجل (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ?69? هود) (قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ?62? قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ?63? الحجر) يأتي رجل ويقول لك أنا ملك وكلام مباشر وبسيط، الوحي المجرّد لكي ينزل كتاب من الله عز وجل كما قال الكتاب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان هذا أول بدايته كان بموسى u. إذاً ما أوتي النبيون كلهم شيء وما أوتي موسى وعيسى ومحمد شيء ثاني قطعاً. ثالثاً هؤلاء من أولي العزم ليس كل الأنبياء من أولي العزم، رابعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وموسى وعيسى التقوا قبل أن يخلق النبي بشراً في عالم الخلق (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ?23? السجدة) هذا الذي التقيت به إنما هو موسى فعلاً وهكذا إذاً
(يُتْبَعُ)
(/)
قطعاً بكل مقاييس الديانات الثلاثة أن لسيدنا موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام جميعاً خصوصية لا يملكها بقية الأنبياء والرسل فعندما أفردهم بالإيتاء بإيتاء معين الرسل كلهم أوتوا شيئاً وموسى وعيسى ومحمد أوتوا كتباً منزّلة إلى يوم القيامة هذا واحد. ثانياً هناك قاسم مشترك بين كل الأنبياء (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ?25? الأنبياء) التوحيد والفقه المطلوب وما هو مطلوب للبشرية هذا مشترك بين جميع الرسل فإذا قال (وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى) يشير إلى خصوصية هؤلاء الأنبياء الثلاثة إذا جمعهم طبعاً جمعهم مع قواسم مشتركة كثيرة بين كل الأنبياء والرسل هناك شروط وهناك أسباب وهناك علم وهناك فقه رب العالمين أوحى به لكل الأنبياء. وهناك خصوصيات لم يوحي بها إلا إلى موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام جميعاً. الآية التي بعدها (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ?137? البقرة) إذا آمن أهل الكتاب بما آمنتم به من أن جميع الأديان الثلاثة كما هو هنا كلها أديان من الله عز وجل أنزلت علينا أو إلينا تصديق الربوبية أو تصديق الرسالة والنبوة أو ما هو خاصٌ بالأنبياء فقط لا ينبغي أن يطّلع عليه الناس وما هو عام في كلا الحالات إذا آمن أهل الكتاب (فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة) سيبقون معكم إلى يوم القيامة في عداء وفي حرب وفي منازلات وفي مساجلات ينغّصون عليكم كل شيء ولكن الله (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) من حيث لن يفلح كل من يشاد هذا الدين بأن يلغيه كما يمكن أن يدور في خلد بعض الناس. والتاريخ الإسلامي طموحات وآمال كثيرة في أن كثيراً من الناس يلغون هذا الدين، الشيوعية حاولت وقبلها الدهرية حاولت وقبلها كثير من الأمم حاولوا إلغاء هذا الدين والآن كما تعرفون الحرب على الإسلام في كل مكان ولكن الله تعالى قال (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ) ولهذا سقطت الشيوعية وبقي الإسلام زاهراً. على كثرة ما حاولوا وبذلوا في أفريقيا جمهوريات سبع ثمان جمهوريات إسلامية سبعين عاماً بقيت تحت الحكم الشيوعي ذبح وإبادة وقتل وتعذيب وما أن زال الإتحاد السوفييتي حتى عادوا أقوى مما كانوا سابقاً (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُالْعَلِيمُ). إذاً هذا الفرق بين قولوا وقُل وبين وما أُنزِل علينا أو أُنزِل إلينا وبين تكرار وما أوتي عيسى وموسى والنبيون هذه الأولى هكذا هو الفرق بين الآيتين في آل عمران 84 والبقرة 136.
ما الفرق بين أنزل وأوتي في الآية (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة)؟ (د. فاضل السامرائى)
هذه الآية فيها إنزال وإيتاء. الإنزال يأتي من السماء ويستعمل للكتب. أما الإيتاء فهو يستعمل للكتب وغير الكتب مثل المعجزات نسأل سؤالاً: مَنْ من الأنبياء المذكورين ذُكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السلام ولم يذكرمعجزات للمذكورين الباقين. هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزالاً ولذلك فرّق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوّته بالإيتاء وبين الإنزال، هذا أمر. كلمة (أوتي) عامة تشمل الإنزال والإيتاء. الكُتب إيتاء. أنزل يعني أنزل من السماء وآتى أعطاه قد يكون الإعطاء من فوق أو من أمامه بيده. لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فالإيتاء أعمّ من الإنزال لأن الإنزال كما قلنا يشمل الكتب فقط. لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السلام ذكر الإيتاء لم يذكر الإنزال ثم قال (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ) دخل فيها كل النبييبن لأنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء. (وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ) قد يكون إنزالاً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السلام في هذه الآية هذا إيتاء وليس إنزالاً لأنه يتحدث عن معجزة ولأنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة ونجد أن حجج موسى u لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات. الآخرون إنزال وعندما يتعلق الأمر بالمعجزة قال إيتاء. وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة (أنزل) مطلقاً لموسى في القرآن كله وإنما استعملت كلمة (أوتي) لموسى. أما بالنسبة للرسول r فقد جاء في القرآن (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وجاء أيضاً (وما أُنزل إليك).
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:20 ص]ـ
وبالبحث وجدت ردا في كتاب ملاك التأويل للعلامة الغرناطي ج 1
طبعة دار الغرب الاسلامي تحقيق سعيد الفلاح
صـ 238:240
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:04 م]ـ
رابط تحميل الكتاب
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20265&highlight=%E3%E1%C7%DF+ (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20265&highlight=%E3%E1%C7%DF+%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1)
%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20265&highlight=%E3%E1%C7%DF+%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1)
رابط مناقشة حوله
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4625
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:25 م]ـ
شكرا جزيلا أخى الكريم د/ أحمد الرويثى
وشكرا جزيلا اختنا الكريمة/ منى لملوم
ولكن أخى د/ أحمد انا اومن علم اليقين ان الله تعالى لم يضع كلمة الا فى موضعها الدقيق ولا يصح ان نضع غيرها موضعها بل ولا يتضح المعنى بكلمة اخرى غير التى وضعها الله (وانا اتبع منهج بعض علماء التفسير والفقه بأنه لا مترادفات فى القرآن - يعنى لا يستقيم معنى بكلمة بدلا من كلمة أخرى مرادفة لها)
لذا فكلمة انزلنا اليك او اليكم غير انزلنا عليك او عليكم
والسؤال لا يزال مطروح للمناقشة ونتعلم جميعنا من بعض للنشر العلم للآخرين كل فى مجاله
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
سؤال في قواعد التفسير
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض الاسئلة تتعلق بقواعد التفسير للشيخ السعدي رحمه الله
فانا ادرسه حاليا مع معلمة بارك الله في علمها ونفع بها الاسلام والمسلمين
وقد وصلنا الى القاعدة (الايات القرانية التي يفهم منها قصار النظر التعارض يجب حمل كل نوع منها على ما يليق ويناسب المقام)
وقد طلبت الاستاذة حفظها الله على كل جملة يذكرها الشيخ ما يدل علها من ايات القران الكريم
فمثلا:حينما ذكر الشيخ (الاخبار في بعض الايات ان الكفار لا ينطقون ولا يتكلمون يوم القيامة وفي بعض الايات انهم ينطقون ويحاجون) فعلى هذا ناتي بايات تدل على ما يؤيد كلام الشيخ ايات تدل انهم لا ينطقون وايات تدل انهم لا يتكلمون وهكذا ....
وبفضل الله وكرمه انتهيت من اغلب التكاليف الا انه تبقى لي بعض ما اشكل علي فما اردت بكتابة الموضوع الا مساعدة اختكم الضعيفة والاستفادة لكم ايضا
وما اشكل علي هو: ماذكره الشيخ (النهي في ايات كثيرة عن موالاة الكافرين وعن موادتهم وفي بعض الامر بالاحسان لهم ومصاحبتهم بالمعروف)
ما وجده هو ما ورد في النهي اما ما ود في الامر بالاحسان لمن له حق ومصاحبتهم بالمعروف لم اجد الا ما ذكر عن الوالدين فهل من ايات ارى وردت قد غابت عن ذهني؟؟؟
ايضا ماذكره الشيخ ان اللله امر في بعض الايات بكف الايدي عن الجهاد والاخلاد عن السكون لماجد الا اية واحدة (ألم ت الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) لكنها نسخت بالامر بالجهاد فهل يوجد غيرها ام اني اخطات في استخراجها؟؟؟
ايضا ما اشكل علي وهو الاخير باذن الله ما ذكره الشيخ (انه الله تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها وتارة يضيفها الى عموم قدره) لم استطع استراج اي اي على هذه الجملة
فهل من يساعدني ويفرج عني؟؟؟
بارك الله في اوقاتكم وجهودكم وزادكم علما
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Nov 2010, 11:02 م]ـ
وما اشكل علي هو: ماذكره الشيخ (النهي في ايات كثيرة عن موالاة الكافرين وعن موادتهم وفي بعض الامر بالاحسان لهم ومصاحبتهم بالمعروف)
ما وجده هو ما ورد في النهي اما ما ود في الامر بالاحسان لمن له حق ومصاحبتهم بالمعروف لم اجد الا ما ذكر عن الوالدين فهل من ايات ارى وردت قد غابت عن ذهني؟؟؟
ايضا ماذكره الشيخ ان اللله امر في بعض الايات بكف الايدي عن الجهاد والاخلاد عن السكون لماجد الا اية واحدة (ألم ت الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) لكنها نسخت بالامر بالجهاد فهل يوجد غيرها ام اني اخطات في استخراجها؟؟؟
من الآيات آيات سورة الممتحنة, ومن ذلك قوله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وهي في مسألة المجادلة.
ايضا ما اشكل علي وهو الاخير باذن الله ما ذكره الشيخ (انه الله تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها وتارة يضيفها الى عموم قدره) لم استطع استراج اي اي على هذه الجملة
يمكن أن تراجعي في ذلك كتاب قواعد التفسير للشيخ خالد السبت فقد ذكر هذه القاعدة ووضع لها أمثلة
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[27 Nov 2010, 11:10 م]ـ
نزل قبل أيام شرح بن عثيمين لكتاب الشيخ نشر دار ابن الجوزي تستفيدين منه ... آية الممتحنة لاينهاكم الله عن .. والآيات المكية في ترك الكفار وهجرهم كثيرة في السور المكية (واهجرهم) (ذرهم) إلخ. أما الأخير فمرة يخبر بأن البلاء بالذنب والنعمة بالفضل ومرة يخبر أن االبلاء من عنده. بارك الله فيكم
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وزادكم علما
لكن انا مازلت مبتدئة في الطلب وقد بحثت في كتاب الشيخ خالد السبت ولم يتضح لي فهل هو في الجزء الاول ام الثاني
فقد تكون مرت المعلومة علي ولم اتفطن لها
اما كتاب الشيخ ابن عثيمين لن استطيع الحصول عليه
فهلا افدتموني بارك الله فيكم
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:55 ص]ـ
بحثت في كاتب الشيخ خالد في الجزء الثاني في القاعدة 23 لم يذكر الشيخ سوى الامثلة عن (ان الكفار لا يتكلمونولا ينطقون وفي بعض الايات ان الله يكلمهم ويسالهم)
فهل من قاعدة اخرى؟؟؟
عمر الله اوقاتكم بالطاعات
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[28 Nov 2010, 03:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت في كتاب دفع ايهام الاضطراب وما وجدته متعلق بهذه الجملة هو (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا) (واعرض عن المشركين) (فمهل الكافرين امهلهم رويدا) ما اعدا ذلك فلم اجد
ايضا ماذكره الشيخ ان الله امر في بعض الايات بكف الايدي عن الجهاد والاخلاد عن السكون لماجد الا اية واحدة (ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) لكنها نسخت بالامر بالجهاد فهل يوجد غيرها ام اني اخطات في استخراجها؟؟؟
وما لم اجده هو ما يتعلق بالجملتين التاليتين:
وما اشكل علي هو: ماذكره الشيخ (النهي في ايات كثيرة عن موالاة الكافرين وعن موادتهم وفي بعض الامر بالاحسان لهم ومصاحبتهم بالمعروف)
ايضا ما اشكل علي وهو الاخير باذن الله ما ذكره الشيخ (انه الله تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها وتارة يضيفها الى عموم قدره) لم استطع استخراج اي اية على هذه الجملة
فهل من يساعدني ويفرج عني؟؟؟
بارك الله في اوقاتكم وجهودكم وزادكم علما
هل من من يتفضل ويرشدني الى كتاب اخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:15 م]ـ
ايضا ما اشكل علي وهو الاخير باذن الله ما ذكره الشيخ (انه الله تارة يضيف الاشياء الى اسبابها التي وقعت وتقع بها وتارة يضيفها الى عموم قدره) لم استطع استخراج اي اية على هذه الجملة
فهل من يساعدني ويفرج عني؟؟؟
من الأمثلة قوله تعالى: (((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)))
يقول الطبري:
وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله: {ولا الضالين} وإضافته الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه،
وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنهم المغضوب عليهم، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية جهلا منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه. ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه لوجب أن يكون شأن كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره، وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك لغيره سبب فالحق فيه أن يكون مضافا إلى مسببه، ولو وجب ذلك لوجب أن يكون خطأ قول القائل: تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح، واضطربت الأرض، إذا حركتها الزلزلة، وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب.
وفي قول الله جل ثناؤه: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} وإضافته الجري إلى الفلك، وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله من وصفنا قوله في قوله: {ولا الضالين} وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى تصحيحا لما ادعى المنكرون أن لله في أفعال خلقه سببا من أجله وجدت أفعالهم، مع إبانة الله عز ذكره نصا في آي كثيرة من تنزيله أنه المضل الهادي؛ فمن ذلك قوله جل ثناؤه: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون} فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره. (1/ 198)
هذا النقل من الطبري مثال داخله أمثلة يمكنك التمثيل بها و وقد ذكر الشيخ السعدي عند ذكره للقاعدة مثالا بالمعنى فقال:
وقد يخبر أن ما أصاب العبد من حسنة فمن الله، وما أصاب من سيئة فمن نفسه وهو يشير إلى آية سورة النساء
وهي موجودة في قواعد التفسير (1/ 303)
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[29 Nov 2010, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم اله خيرا وبارك فيكم وفي جهدكم وعمر اوقاتكم بالطاعة وجعلكم مباركين اينما كنتم
لكن لدي اشكال:وهو المشاركة التي تفضلتم بها الحقيقة لم افهمها نهائيا وهذا لجهلي ولقلة علمى فانا مبتدئة ولم افهم علاقتها بما طلبت
فهلا وضحتم بارك الله فيكم
ان كان الامر سيثقل عليكم فلا باس
يسر الله لنا ولكم(/)
من وحي القرآن 1
ـ[جنة ريان]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:19 ص]ـ
فإذا فرغت فانصب
تفتح هذه الآية الكريمة للمسلم نافذة على جانب من فلسفة الإسلام ودستوره في الحياة. إنه جانب يتعلق بالحركة المستمرة والنشاط الذي لا ينقطع. فالآية تحمل إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يكون في حركة دؤوب تصاحبه في كل آونة وحين. إنه يتحرك عندما يعمل، ويتحرك عندما يرتاح. فعمله راحة وراحته عمل. نعم، إن حاجة الإنسان الفطرية إلى الراحة لا تنتفي، وترسيخا لهذا الحق الفطري فقد جعل الإسلام لأبداننا علينا حقا. ولكن الراحة المعنية هنا هي الراحة النشيطة الإيجابية التي يتحول بها وقت الفراغ من نعمة مغبونة إلى نعمة مضمونة، يستفيد منها صاحبها متعة بالراحة وأجرا أخرويا على تلك الراحة. فيكون له بدل الأجر أجران؛ أجر على الراحة مع أجره على العمل. والراحة المأجورة هي التي توضع في موضعها الصحيح، ولا تستثمر فيما يعود على صاحبها وعلى محيطه بالضرر. فهذه مرتبة. وهناك مرتبة أعلى منها وهي مرتبة من يرتاح بالعمل، ويجعل وقت راحته مقدمة لعمل آخر دون كلل أو ملل. الذي يعيش في هذه المرتبة هو الذي يعيش اليسرفي العسر. وهو الذي يعيش حياته كاملة بلا فجوات.
فاللهم أذقنا لذة الراحة بالعمل، وارزقنا حسن تدبير وقت الراحة، ووفقنا في جميع ذلك لما تحب وترضى.(/)
سؤال: هل من مؤلفات تفيد في ربط الآيات بخواتمها
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:32 ص]ـ
هل توجد مؤلفات خاصة تفيد في ربط الآيات بخواتمها غير كتب المتشابه اللفظي ....
حتى يكون من يحفظ يحفظ عن فهم عميق وليس مجرد حفظ؟
أرجوكم دلوني على مؤلفات مناسبة في ذلك ....
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Nov 2010, 05:38 ص]ـ
لعلكم تقصدون كتبا في توجيه المتشابه؟
إن كان كذلك فهاكم:
- (درة التنزيل وغرة التأويل) للخطيب الإسكافي (ت 420 هـ):
- أسرار التكرار في القرآن (البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان) للكرماني (ت بعد 531).
- (ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي القرآن) لابن الزبير الغرناطي (ت 708).
- (كشف المعاني في المتشابه من المثاني) للإمام بدر الدين ابن جماعة (ت 733).
- (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن) للإمام زكريا الأنصاري (ت 926).
خمستها يمكنكم تحميلها من هنا ( http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfolder&id=69) .
وللدكتور صالح الشثري - وفقه الله - بحث في مناهجها مطبوع بعنوان:
(المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية). [تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8472#7) ] .
وكذلك يمكنكم الاستفادة من كتاب (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) للفيروزآبادي (تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17300) ) .
إذ هو من الكتب التي اعتنت بتوجيه المتشابه.
وأخيرا أنصحكم بالاطلاع على كتاب قيّم نافع:
(إعانة الحفاظ على ضبط الآيات المتشابهة في الألفاظ) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=327) للشيخ محمد طلحة منيار. [تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13138) ] .
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2010, 05:54 ص]ـ
جوابٌ ممتاز وفقك الله أخي حسين ونفع بك.
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:17 ص]ـ
يمكنك الاطلاع على ملفات اللمسات البيانية في آيات القرآن الكريم فقد تجدين فيها مبتغاك أختي الكريمة، على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12049&page=8
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:11 م]ـ
لعلكم تقصدون كتبا في توجيه المتشابه؟
إن كان كذلك فهاكم:
- (درة التنزيل وغرة التأويل) للخطيب الإسكافي (ت 420 هـ):
- أسرار التكرار في القرآن (البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان) للكرماني (ت بعد 531).
- (ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي القرآن) لابن الزبير الغرناطي (ت 708).
- (كشف المعاني في المتشابه من المثاني) للإمام بدر الدين ابن جماعة (ت 733)
- (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن) للإمام زكريا الأنصاري (ت 926).
خمستها يمكنكم تحميلها من هنا ( http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfolder&id=69) .
وللدكتور صالح الشثري - وفقه الله - بحث في مناهجها مطبوع بعنوان:
(المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية). [تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8472#7) ] .
وكذلك يمكنكم الاستفادة من كتاب (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) للفيروزآبادي (تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17300) ) .
إذ هو من الكتب التي اعتنت بتوجيه المتشابه.
وأخيرا أنصحكم بالاطلاع على كتاب قيّم نافع:
(إعانة الحفاظ على ضبط الآيات المتشابهة في الألفاظ) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=327) للشيخ محمد طلحة منيار. [تجدونه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13138) ] .
وفقكم الله.
تم التحميل .. بارك الله فيكم ... ونفعني بما حمّلتُ ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:13 م]ـ
جوابٌ ممتاز وفقك الله أخي حسين ونفع بك.
بارك الله فيكم
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:21 م]ـ
يمكنك الاطلاع على ملفات اللمسات البيانية في آيات القرآن الكريم فقد تجدين فيها مبتغاك أختي الكريمة، على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12049&page=8
بارك الله فيك على دلادلتك على الخير ...
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[28 Nov 2010, 09:19 م]ـ
الأخ حسين قطع جهيزة كل خطيب! جزاه الله خيرا(/)
نعمة هل شكرت
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وبعد:
إن من نعم الله علينا هذا الهواء الذي نتنفسه ولشدة الحاجة اليه جعله الله مبذولاً متاحاً للمخلوقات في كل مكان وبدون ثمن أو مال، ولكن عندما يتلوث هذا الهواء بالقدر الذي لا يمكن الافادة منه فإن حال الناس تصبح صعبة وحرجة تصل ربما الى حالات من الإغماء أو الإختناق.
كان في جميع الحضارات والأمم السابقة خرافات ومعتقدات خرافية عن الرياح وكان يسود الظن بأن هناك آلهة مختلفة للرياح والعواصف, وجاء القرآن الكريم ليبين مباشرة بأن الرياح بيد الله الواحد وأنها مسخرة بإذنه متناسقة مع باقي المسخرات وتسير بنظم ثابتة في هذا الكون ليؤازر بعضها بعضًا.
والسؤال الآن: ما هي الرياح؟ أو ما هو الريح؟
والجواب: جاء على لسان من علمهم القرآن من زمن بعيد أن الريح هي: (حركة أجسام لطيفة غير مرئية). أما المصطلح العلمي للرياح الآن فهو: (حركة جزيئات الهواء والغازات المكونة للغلاف الجوي, والرياح توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه).
ومن آيات الله أن جعل في هذه الجزيئات الخفيفة القوة الخارقة التي تقلع الأشجار, وتهدم الديار, والآن تستخدم في رفع الأثقال وتكسير الأحجار, وهي أيضا الرياح اللطيفة التي تنقل الروائح الجميلة وعبير الأزهار وتنقل حبوب اللقاح وتسوق السحاب - بإذن الله.
الرياح هواء متحرّك عبر سطح الأرض. وقد تهب الرياح ببطء ولُطف شديدين، لدرجة تجعل من الصعوبة الإحساس بها، أو قد تهب بسرعة وعُنف كبيرين لدرجة تجعلها تدمر المباني، وتقتلع الأشجار الكبيرة من جذورها. والرياح القوية يمكنها أن تضرب أمواج المحيط العاتية، التي من شأنها أن تحطم السفن، وأن تغمر الأرض. وبإمكان الرياح إزالة التربة من الأراضي الزراعية، ومن ثم تتوقف المحاصيل عن النمو. وتستطيع ذرات التربة الناعمة، التي تحملها الرياح أن تُبلي الصخر، وتغير ملامح الأرض.
الرياح أيضاً جزء من الطقس، فاليوم الحار الرطب قد يتحول فجأة إلى بارد، إذا ما هبّت الرياح من منطقة باردة. والسحب المُحَمَّلة بالمطر والبرق قد تتكون حيث يلتقي الهواء البارد بالهواء الحار الرطب. وقد تدفع رياح أخرى السحب بعيدًا، وتسمح للشمس بأن تدفئ الأرض مرة أخرى. ويمكن للرياح أن تحمل العاصفة الهوجاء إلى مسافات بعيدة.
تُسمى الرياح وفقًا للاتجاه الذي تهب منه. فعلى سبيل المثال تهب الرياح الشرقية من الشرق إلى الغرب، والرياح الشمالية من الشمال إلى الجنوب.
وجاء ذكر كلمة (رياح) في القرآن الكريم عشر مرات وذكر لفظة (ريح) أربع عشرة مرة, ولفظ (ريحًا) أربع مرات. وجاء ذكر الرياح مجموعة دائما مع الرحمة (مبشرات, حاملات, مرسلات, ناشرات, ذاريات, لواقح).
وإن كل مرة ذكر فيها الريح مفردة تكون مقترنة بالعذاب (عاصف, قاصف, عقيم, صرصر). إلا في سورة يونس في قوله تعالى: (((جرين بهم بريح طيبة))) (الآية 22) , وسورة يوسف في قوله تعالى: (((لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)))
فورود كلمة الرياح مع الجمع تعني أن الرياح بهذه الصفة المقرونة بها قد يحدث في نفس الوقت على أماكن أخرى من الكرة الأرضية مثل تصريف الرياح أو يرسل الرياح فهي كمرسلات هنا وهناك ناشرات في نصف الكرة الشمالي والجنوبي في نفس الوقت.
أما الإفراد فإنها تأتي بمواصفات خاصة كجسد واحد يؤدي غرضا محدودًا, فريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء تؤدي غرضاً بعينه
ولنا لقاء إن شاء الله
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:59 ص]ـ
ساقني ريح ندي وشجي
حط بي في معدن العلم الرخي
أسأل الله تعالى
أن يثبتك كما ثبت يوسف
وريح يوسف
التي لم تغيرها
عتمة الجب
ولا حسد الأحبة
ولا شهواتهم
ولا غيابات السجن
ولا كيد النساء
ولا عزة السلطان
ولا سنين القحط
ولا أعوام الرخاء
آمين
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2010, 08:06 ص]ـ
ولك أيضاً أخي الأستاذ عصام
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 Nov 2010, 12:37 ص]ـ
حياك الله أخي العزيز عبدالله في هذا المتلقى بين إخوانك ومحبيك، وأشكر لك هذه الفوائد وننتظر منك الكثير.(/)
ما هي كتب غريب القرآن التي تعنى باختلاف القراءات؟؟
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما هي كتب غريب القرآن التي تعنى ببيان اختلاف معاني الألفاظ باختلاف القراءات؟؟ وهل يوجد كتب غريب مرتبة حسب ترتيب السور تعنى بذلك؟؟
مثال:
ورد في قوله تعالى في سورة النحل (لا جرم ان لهم النار و أنهم مُفرَطوُن)
لفظة مفرطون ورد فيها قراءات
مُفرَطوُن: فتح الراء بمعنى معجلون
مُفرِطوُن: كسر الراء بمعنى متجاوزووا الحد
مُفرِّطوُن: كسر الراء مع تشديدها بمعنى مقصِّرون فيما يجب عليهم
هل يوجد كتاب غريب جمعها كلها باختلاف ألفاظها؟؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
من أشهر كتب الغريب التي اعتنت بذلك فيما أعلم: (نزهة القلوب) للسجستاني رح1. (تجدونه هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2574) ) .
وفي المثال الذي ضربتم خاصة قال:
" (مفرَطون): أي مقدمون معجلون إلى النار، وقيل: مفرطون أي متروكون منسيون في النار، و (مفرِطون) بكسر الراء: مسرفون على أنفسهم في الذنوب، و (مفرّطون): مضيعون مقصرون " [نزهة القلوب / 191، ط صبيح].
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا،
لكن طريقة ابن عزيز - رحمه الله - في ترتيب كتابه فيها مشقة حيث أنه مرتب على الحروف مع عدم مراعاة أصل الكلمة وبدأ بالمفتوح فالمضموم فالمكسور، وهذه طريقة يصعب فيها الوصول إلى اللفظ
هل هناك كتب على غرار ابن مكي أو ابن قتيبة أو أبو عبيدة أو من المعاصرين الخضيري؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:04 م]ـ
لكن طريقة ابن عزيز - رحمه الله - في ترتيب كتابه فيها مشقة حيث أنه مرتب على الحروف مع عدم مراعاة أصل الكلمة وبدأ بالمفتوح فالمضموم فالمكسور، وهذه طريقة يصعب فيها الوصول إلى اللفظ
في تحقيق محمد أديب جمران للكتاب -الصادر عن دار قتيبة- تجد آخر الكتاب فهرسا لجميع الكلمات بعد إعادتها لأصولها اللغوية، وهو بهذا يحل المشكلة التي أشرت إليها.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:57 م]ـ
في تحقيق محمد أديب جمران للكتاب -الصادر عن دار قتيبة- تجد آخر الكتاب فهرسا لجميع الكلمات بعد إعادتها لأصولها اللغوية، وهو بهذا يحل المشكلة التي أشرت إليها.
جزاك الله خيرا
لعل الله أن ييسر لي اقتناء هذه الطبعة إن وجدت بالرياض
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:29 م]ـ
ومن الكتب كذلك تفسير غريب القرآن لابن قتيبة وهو مرتب على سور القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2010, 12:25 م]ـ
كتاب التبيان لابن الهائم أعاد ترتيب كتاب السجستاني حسب السور وزاد عليه زيادات قليلة مميزة بحرف (ز). فأنت بقراءته تقرأ كتاب السجستاني مرتباً على ترتيب السور.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Nov 2010, 03:58 م]ـ
كتاب التبيان لابن الهائم أعاد ترتيب كتاب السجستاني حسب السور وزاد عليه زيادات قليلة مميزة بحرف (ز). فأنت بقراءته تقرأ كتاب السجستاني مرتباً على ترتيب السور.
جزاك الله خيرا أبا عبد الله على الدلالة، ما هي الطبعة المرشحة؟؟ وهل هي متوفرة؟؟ أظن ان هناك طبعة لدار الغرب إن لم أكن مخطئاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2010, 04:09 م]ـ
نعم هي طبعة دار الغرب بتحقيق ضاحي عبدالباقي. وقد سلمت نسختي لأخي المساهم لتصويرها وصورها PDF في الملتقى وفقه الله.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[29 Nov 2010, 05:12 م]ـ
أرجوا أن يسمح لي شيوخنا الأفاضل بنقل رابط تحميل الكتاب
وأنا أسأل الله لهم وللجميع أن يزيدهم من علمه وأن يرزقهم الإخلاص وأن ينفع بهم وبعلمهم المسلمين والناس أجمعين
الموضوع منقول عن ملتقي أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184298
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبي ونعم الوكيل
الكتاب من تصوير القائمين على مكتبة المدينة الرقمية - جزاهم الله خيرا -
- العنوان: التبيان في تفسير غريب القرآن
- المؤلف: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عماد الشافعي المعروف بابن الهائم (753 - 815هـ)
- المحقق: د. ضاحي عبدالباقي محمد
- الناشر: دار الغرب الإسلامي
- الطبعة: الأولى - 2003م
- رابط التحميل: من هنا
( http://www.archive.org/download/Tebyan_Ghareeb/Tebyan_Ghareeb.pdf)
* سقطت الصفحات التالية عند التصوير:
- من متن الكتاب (الأهم): 178، 179
- من فهرس الألفاظ الغريبة المفسرة (مهمة): 427، 428، 434، 435
- من المراجع والفهرس العام: 511، 512، 513، 514، 515، 516
فلعل أحد الإخوة الكرام يتفضل بتصويرها خاصة ما سقط من متن الكتاب
وجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Nov 2010, 07:04 م]ـ
استدراك
بارك الله فيكم
أمدّني الشيخ الكريم/ المساهم - حفظه الله وبارك فيه - بالصفحات الناقصة وزيادة
وهذا رابط للكتاب بعد إضافتها حجمه أكبر لكن صورته أوضح:
http://www.archive.org/download/Ghar...reeb_Haaem.pdf (http://www.archive.org/download/Ghareeb_Haaem/Ghareeb_Haaem.pdf)
جزى الله الشيخ المساهم خيرا
ولعل أحد المشرفين الكرام يتفضل بتعديل الرابط في المشاركة الأولى وحذف التنبيه على السقط
مقتبس من نفس الموضوع في ملتقى أهل الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Nov 2010, 07:19 م]ـ
رجعت لكتاب ابن الهائم و بحثت عن اللفظة التي ذكرتها في المثال " مفرطون" في سورة النحل فوجدته نقل معنى قراءة واحدة فقط "مفرِّطون " بمعنى مضيعون و مقصرون!!! و لم يستدرك عليه المحقق في المعنى!! مع ان ابن عزيز ذكر المعاني كلها!! أظن أن هذا يستلزم الرجوع للأصل و لا يغني عنه ترتيب ابن الهائم، والله المستعان(/)
اياك نعبد واياك نستعين:
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:07 م]ـ
السلام عليكم اهل الملتقى
وبعد .... فهذا هو اللقاء (الحلقة السادسة) من سلسلة حلقات (تأمل وتدبر فى أم الكتاب)
وقد جمعتها واختصرتها من المصادر الأتية:
1 - 1 - القرآن الكريم مكتبة دار الشمرلى _ القاهرة
2 - 2 - تفسير الجلالين دار التقوى _ القاهرة
3 - 3 - تفسير ابن كثير مكتبة دار التراث -- القاهرة
4 - 4 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
محمود الألوسي أبو الفضل
دار إحياء التراث العربي – بيروت
5 - 5 - تفسير التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر
6 - 6 - تفسير البحر المحيط لأبى حيان الأندلسي دار الكتب العلمية -- بيروت
7 - 7 - لمسات بيانية فى نصوص من التنزيل للدكتور فاضل السمرائى دار عمار للنشر – عمان
8 - 8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
9 - 9 - تفسير فاتحة الكتاب للشيخ محمد متولى الشعراوى حلقات تلفزيونية القناة الأولى الفضائية مصر النايل سات
اياك نعبد واياك نستعين: قدم المفعولين لنعبد ونستعين وهذا التقديم للاختصاص لانه سبحانه وتعالى وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدك ونستعينك لانها لا تدل على التخصيص بالعبادة لله تعالى اما قول اياك نعبد فتعني تخصيص العبادة لله تعالى وحده وكذلك في الاستعانة (اياك نستعين) تكون بالله حصرا (ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير) (الممتحنة آية 4) كلها مخصوصة لله وحده حصرا فالتوكل والانابة والمرجع كله اليه سبحانه (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) (ابراهيم 12)
(قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) (الملك آية 29) تقديم الايمان على الجار والمجرور هنا لان الايمان ليس محصورا بالله وحده فقط بل علينا الايمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدر لذا لم تأت به آمنا. أما في التوكل فجاءت وعليه توكلنا لا توكلنا عليه لان التوكل محصور بالله تعالى.
الآن لماذا كررت اياك مع فعل الاستعانة ولم يقل اياك نعبد ونستعين؟
التكرار يفيد التنصيص على حصر المستعان به لو اقتصرنا على ضمير واحد (اياك نعبد ونستعين) لم يعني المستعان انما عني المعبود فقط ولو اقتصرنا على ضمير واحد لفهم من ذلك انه لا يتقرب اليه الا بالجمع بين العبادة والاستعانة بمعنى انه لا يعبد بدون استعانة ولا يستعان به بدون عبادة. يفهم من الاستعانة مع العبادة مجموعة تربط الاستعانة بالعبادة وهذا غير وارد وانما هو سبحانه نعبده على وجه الاستقلال ونستعين به على وجه الاستقلال وقد يجتمعان لذا وجب التكرار في الضمير اياك نعبد واياك نستعين. التكرار توكيد في اللغة، في التكرار من القوة والتوكيد للاستعانة فيما ليس في الحذف.
اياك نعبد واياك نستعين: اطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين على شئ او نستعين على طاعة او غيره انما اطلقها لتشمل كل شئ وليست محددة بامر واحد من امور الدنيا. وتشمل كل شئ يريد الانسان ان يستعين بربه لان الاستعانة غير مقيدة بامر محدد. وقد عبر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع (نعبد ونستعين) وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين وفي هذا اشارة الى أهمية الجماعة في الاسلام لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة وفيها دليل على اهمية الجماعة عامة في الاسلام مثل الحج وصلاة الجماعة، الزكاة، الجهاد، الاعياد والصيام. اضافة الى ان المؤمنين اخوة فلو قال اياك اعبد لأغفل عبادة اخوته المؤمنين وانما عندما نقول اياك نعبد نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين ايضاً.
لماذا قرن العبادة بالاستعانة؟
اولاً ليدل على ان الانسان لا يستطيع ان يقوم بعبادة الله الا بإعانة الله له وتوفيقه فهو اذن شعار واعلان ان الانسان لا يستطيع ان يعمل شيئاً الا بعون الله وهو اقرار بعجز الانسان عن القيام بالعبادات وعن حمل الامانة الثقيلة اذا لم يعنه الله تعالى على ذلك، الاستعانة بالله علاج لغرور الانسان وكبريائه عن الاستعانة بالله واعتراف الانسان بضعفه.
لماذا قدم العبادة على الاستعانة؟
العبادة هي علة خلق الانس والجن (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) (الذاريات 56) والاستعانة انما هي وسيلة للعبادة فالعبادة اولى بالتقديم.
العبادة هي حق الله والاستعانة هي مطلب من مطالبه وحق الله اولى من مطالبه.
تبدأ السورة بالحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين وهذه كلها من اسلوب الغيبة اي كلها للغائب ثم انتقل الى الخطاب المباشر بقوله اياك نعبد واياك نستعين. فلو قسنا على سياق الآيات الاولى لكان اولى القول اياه نعبد واياه نستعين. فلماذا لم يقل سبحانه هذا؟
في البلاغة يسمى هذا الانتقال من الغائب للمخاطب أو المتكلم او العكس الإلتفات. للالتفات فائدة عامة وفائدة في المقام، اما الفائدة العامة فهي تطرية لنشاط السامع وتحريك الذهن للاصغاء والانتباه. اما الفائدة التي يقتضيها المقام فهي اذا التفت المتكلم البليغ يكون لهذه الالتفاتة فائدة غير العامة مثال: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم) (يونس آية 22) لم يقل وجرين بكم فيها التفات لانهم عندما ركبوا في البحر وجرت بهم الفلك اصبحوا غائبين وليسوا مخاطبين.
وعندما قال سبحانه الحمد لله رب العالمين فهو حاضر دائما فنودي بنداء الحاضر المخاطب. الكلام من اول الفاتحة الى مالك يوم الين كله ثناء على الله تعالى والثناء يكون في الحضور والغيبة والثناء في الغيبة اصدق واولى أما اياك نعبد واياك نستعين فهو دعاء والدعاء في الحضور اولى واجدى اذن الثناء في الغيبة اولى والدعاء في الحضور اولى والعبادة تؤدى في الحاضر وهي اولى.
ونلتقى انشاء الله مع الحلقة السابعة(/)
من يرشدني بارك الله فيكم
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اخبركم بمشكلتي لعلي اجد من يعينني ويساعدني ويرشدني للحل فمن دواعي تسجيلي بهذا الملتقى هو اطرح مشكلتي
انا بفضل الله خاتمة لكتاب الله وما يؤسفني هو ما ينقصني من تدبره وفهمه فبفضل الله اشتعلت همتي لطلب ذلك وقمت بالاطلاع على عدة تفاسير للسورة الواحدة كنت سعيدة بذلك لكن وجدت بعض الصعوبة في تحصيلي مما اوقفني عن المتابعة لاني لا ارغب بالاعتماد على تفسير معين بل اجمع من عدة تفاسير لاني اعلم ان كتاب الله عزيزلا يؤتي فهمه كله لعقل واحد بل نجد في اختلاف التفاسير ما يثري العقل واجد المعلومة قد برع فيها المفسر بينما الاخر برع في اخرى لذا اريد ان احصل الفائدة من الجميع لكني اجد الصعوبة والمشقة في ذلك بل اجد همتي تفتر وقد احضرت دفترا كبيرا قسمته على 6اقسام كل قسم 5اجزاء لكي ادون فيه ما اجده اثناء تصفحي للمنتديات او الكتب لكني اجده خاليا فاحزن لذلك
فبم ترشدونني؟؟ بارك الله فيكم
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[01 Dec 2010, 06:09 م]ـ
يجب أن يكون تفهمك للتفسير بأناة وذا نافع بالتجربة، ولاعليك أن تقتصري أولا على تفسيرين أوثلاثة لاتتجاوزينها لأنك الآن في مرحلة التأسيس فتتأسسين على قول واحد أو قولين فقط. ولاتكثرين فمن طارد عصفورين افتقدهما جميعا. وينبغي عليك أن تمري على التفسير كاملا بهذه الطريقة. وأنا لا أخبر بكلام نظري بل هذه تجربتي
علمك الله آمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Dec 2010, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اخبركم بمشكلتي لعلي اجد من يعينني ويساعدني ويرشدني للحل فمن دواعي تسجيلي بهذا الملتقى هو اطرح مشكلتي
انا بفضل الله خاتمة لكتاب الله وما يؤسفني هو ما ينقصني من تدبره وفهمه فبفضل الله اشتعلت همتي لطلب ذلك وقمت بالاطلاع على عدة تفاسير للسورة الواحدة كنت سعيدة بذلك لكن وجدت بعض الصعوبة في تحصيلي مما اوقفني عن المتابعة لاني لا ارغب بالاعتماد على تفسير معين بل اجمع من عدة تفاسير لاني اعلم ان كتاب الله عزيزلا يؤتي فهمه كله لعقل واحد بل نجد في اختلاف التفاسير ما يثري العقل واجد المعلومة قد برع فيها المفسر بينما الاخر برع في اخرى لذا اريد ان احصل الفائدة من الجميع لكني اجد الصعوبة والمشقة في ذلك بل اجد همتي تفتر وقد احضرت دفترا كبيرا قسمته على 6اقسام كل قسم 5اجزاء لكي ادون فيه ما اجده اثناء تصفحي للمنتديات او الكتب لكني اجده خاليا فاحزن لذلك
فبم ترشدونني؟؟ بارك الله فيكم
أختنا الفاضلة
عليك أولاً أن ترجعي الى أحد التفاسير السهلة الممتعة. حتى إذا استقر الأمر ووقر الله تعالى في قلبك حب هذا العلم تتجاوزي الى غيره. أنصحك أولاً بقراءة تفسير الصابوني أو مختصر ابن كثير. عليك أولاً يا أختنا أن تمشي على الشط ولا تتجاوزي الضحضاح. حتى إذا أتقنت السباحة تخوضين البحر اللجي العميق. وتذكري قول الشاعر:
ومن لم يتق الضحضاح زلت = به قدماه في البحر العميق(/)
إهدنا الصراط المستقيم
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:35 م]ـ
أخوانى أهل ملتقى التفسير الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ... فهذه هى الحلقة السابعة _ والأخيرة _ من سلسلة حلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)
وقد جمعتها واختصرتها من المصادر الآتية:
المصادر
1 - القرآن الكريم مكتبة دار الشمرلى _ القاهرة
2 - تفسير الجلالين دار التقوى _ القاهرة
3 - تفسير ابن كثير مكتبة دار التراث -- القاهرة
4 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
محمود الألوسي أبو الفضل
دار إحياء التراث العربي – بيروت
5 - تفسير التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور الدار التونسية للنشر
6 - تفسير البحر المحيط لأبى حيان الأندلسي دار الكتب العلمية -- بيروت
7 - لمسات بيانية فى نصوص من التنزيل للدكتور فاضل السمرائى دار عمار للنشر – عمان
8 - لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمى حلقات تلفزيونية – قناة الشارقة – النيل سات
9 - تفسير فاتحة الكتاب للشيخ محمد متولى الشعراوى حلقات تلفزيونية القناة الأولى الفضائية مصر النايل سات
إهدنا الصراط المستقيم
هذا دعاء ولا دعاء مفروض على المسلم قوله غير هذا الدعاء فيتوجب على المسلم قوله عدة مرات في اليوم وهذا بدوره يدل على اهمية الطلب وهذا الدعاء لان له اثره في الدنيا والآخرة ويدل على ان الانسان لا يمكن ان يهتدي للصراط المستقيم بنفسه الا اذا هداه الله تعالى لذلك. اذا ترك الناس لانفسهم لذهب كل الى مذهبه ولم يهتدوا الى الصراط المستقيم وبما ان هذا الدعاء في الفاتحة ولا صلاة بدون فاتحة فلذا يجب الدعاء به في الصلاة الفريضة وهذا غير دعاء السنة في (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (البقرة آية 201)
والهداية هي الالهام والدلالة. وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه دون حرف جر مثل اهدنا الصراط المستقيم (تعدى الفعل بنفسه) وقد يتعدى بإلى (وانك لتهدي الى صراط مستقيم) (الشورى آية 52) (واهديك الى ربك فتخشى) (النازعات آية 19) وقد يتعدى باللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا) (الاعراف 43) (بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان) (الحجرات آية 17)
ذكر اهل اللغة ان الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه ان التعدية بالحرف تستعمل عندما لا تكون الهداية فيه بمعنى ان المهدي كان خارج الصراط فهداه الله له فيصل بالهداية اليه. والتعدية بدون حرف تقال لمن يكون فيه ولمن لا يكون فيه كقولنا هديته الطريق قد يكون هو في الطريق فنعرفه به وقد لا يكون في الطريق فنوصله اليه.
(فاتبعني اهدك صراطا سويا) (مريم آية 43) ابو سيدنا ابراهيم لم يكن في الطريق،
(ولهديناهم صراطا مستقيما) (النساء آية 68) والمنافقون ليسوا في الطريق.
واستعملت لمن هم في الصراط (وقد هدانا سبلنا) (ابراهيم آية 12) قيلت في رسل الله تعالى وقال تعالى مخاطبا رسوله (ويهديك صراطا مستقيما) (الفتح آية 2) والرسول مالك للصراط. استعمل الفعل المعدى بنفسه في الحالتين.
التعدية باللام والى لمن لم يكن في الصراط (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط) (ص آية 22) (هل من شركائكم من يهدي الى الحق) (يونس آية 35)
وتستعمل هداه له بمعنى بينه له والهداية على مراحل وليست هداية واحدة فالبعيد عن الطريق، الضال، يحتاج من يوصله اليه ويدله عليه (نستعمل هداه اليه) والذي يصل الى الطريق يحتاج الى هاد يعرفه باحوال الطريق واماكن الامن والنجاة والهلاك للثقة بالنفس ثم اذا سلك الطريق في الاخير يحتاج الى من يريه غايته.
واستعمل سبحانه اللام (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله) (الاعراف آية 43) وهذه خاتمة الهدايات.
ونلخص ما سبق على النحو التالي:
-انسان بعيد يحتاج من يوصله الى الطريق نستعمل الفعل المتعدي بإلى
-اذا وصل ويحتاج من يعرفه بالطريق واحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه
-اذا سلك الطريق ويحتاج الى من يبلغه مراده نستعمل الفعل المتعدي باللام
(يُتْبَعُ)
(/)
الهداية مع اللام لم تستعمل مع السبيل او الصراط ابدا في القرآن لان الصراط ليست غاية انما وسيلة توصل للغاية واللام انما تستعمل عند الغاية. وقد اختص سبحانه الهداية باللام له وحده او للقرآن لأنها خاتمة الهدايات كقوله (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) (الاسراء آية 9) وقوله (يهدي الله لنوره من يشاء) (النور آية 35)
قد نقول جاءت الهدايات كلها بمعنى واحد مع اختلاف الحروف.
(قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى) (يونس آية 35)
جاءت يهدي للحق المقترنة بالله تعالى لان معنى الآيات تفيد هل من شركائكم من يوصل الى الحق قل الله يهدي للحق الله وحده يرشدك ويوصلك الى خاتمة الهدايات، يعني ان الشركاء لا يعرفون اين الحق ولا كيف يرشدون اليه ويدلون عليه.
(يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم) (المائدة آية 16)
استعمل الهداية معداة بنفسها بدون حرف واستعملها في سياق واحد مع الفعل المعدى بالى ومعنى الآيات انه من اتبع رضوان الله وليس بعيدا ولا ضالا استعمل له الفعل المعدى بنفسه والذي في الظلمات هو بعيد عن الصراط ويحتاج الى من يوصله الى الصراط لذا قال يهديهم الى صراط مستقيم (استعمل الفعل المعدى بإلى)
نعود الى الآية اهدنا الصراط المستقيم (الفعل معدى بنفسه) وهنا استعمل هذا الفعل المعدى بنفسه لجمع عدة معاني فالذي انحرف عن الطريق نطلب من الله تعالى ان يوصله اليه والذي في الطريق نطلب من الله تعالى ان يبصره باحوال الطريق والثبات والتثبيت على الطريق.
وهنا يبرز تساؤل آخر ونقول كما سبق وقدم سبحانه مفعولي العبادة والاستعانة في (اياك نعبد واياك نستعين) فلماذا لم يقل سبحانه ايانا اهدي؟ هذا المعنى لا يصح فالتقديم باياك نعبد واياك نستعين تقيد الاختصاص ولا يجوز ان نقول ايانا اهدي بمعنى خصنا بالهداية ولا تهدي احدا غيرنا فهذا لا يجوز لذلك لا يصح التقديم هنا. المعنى تطلب التقديم في المعونة والاستعانة ولم يتطلبه في الهداية لذا قال اهدنا الصراط المستقيم.
فلم قال اهدنا ولم يقل اهدني؟
لانه مناسب لسياق الآيات السابقة وكما في ايات الاستعانة والعبادة اقتضى الجمع في الهداية ايضا.
فيه اشاعة لروح الجماعة وقتل لروح الاثرة والانانية وفيه نزع الاثرة والاستئثار من النفس بان ندعو للآخرين بما ندعو به لانفسنا.
الاجتماع على الهدى وسير المجموعة على الصراط دليل قوة فاذا كثر السالكون يزيد الانس ويقوى الثبات فالسالك وحده قد يضعف وقد يمل او يسقط او تأكله الذئاب. فكلما كثر السالكون كان ادعى للاطمئنان والاستئناس.
والاجتماع رحمة والفرقة عذاب يشير لله تعالى الى امر الاجتماع والانس بالاجتماع وطبيعة حب النفس للاجتماع كما ورد في قوله الكريم (ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها) (النساء آية 13) خالدين جاءت بصيغة الجمع لان المؤمنين في الجنة يستمتعون بالانس ببعضهم وقوله (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) (النساء آية 14) في العذاب فيزيد على عذاب الكافر عذاب الوحدة فكأنما عذبه الله تعالى بشيئين النار والوحدة.
لذا فعندما قال سبحانه وتعالى اهدنا الصراط المستقيم فيه شئ من التثبيت والاستئناس هذا الدعاء ارتبط باول السورة وبوسطها وآخرها. الحمد لله رب العالمين مهمة الرب هي الهداية وكثيرا ما اقترنت الهداية باسم الرب فهو مرتبط برب العالمين وارتبط بقوله الرحمن الرحيم لان من هداه الله فقد رحمه وانت الان تطلب من الرحمن الرحيم الهداية اي تطلب من الرحمن الرحيم ان لا يتركك ضالا غير مهتد ثم قال اياك نعبد واياك نستعين فلا تتحقق العبادة الا بسلوك الطريق المستقيم وكذلك الاستعانة ومن الاستعانة طلب الهداية للصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم اي صراط الذين سلكوا الصراط المستقيم، ولا الضآلين، والضالون هم الذين سلكوا غير الصراط المستقيم فالهداية والضلال نقيضان والضالين نقيض الذين سلكوا الصراط المستقيم.
لماذا اختار كلمة الصراط بدلا من الطريق او السبيل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو لاحظنا البناء اللغوي للصراط هو على وزن (فعال بكسر الفاء) وهو من الاوزان الدالة على الاشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار والغطاء والفراش، هذه الصيغة تدل على الاشتمال بخلاف كلمة الطريق التي لا تدل على نفس المعنى. الصراط يدل على انه واسع رحب يتسع لكل السالكين اما كلمة طريق فهي على وزن فعيل بمعنى مطروق اي مسلوك والسبيل على وزن فعيل ونقول اسبلت الطريق اذا كثر السالكين فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل على الاشتمال. فكلمة الصراط تدل على الاشتمال والوسع هذا في اصل البناء اللغوي (قال الزمخشري في كتابه الكشاف الصراط من صرط كانه يبتلع السبل كلما سلك فيه السالكون وكانه يبتلعهم من سعته).
صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين
لماذا جاءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة اخرى (صراط الذين انعمت عليهم)؟ جاءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين: بالالف واللام والاضافة وموصوفا بالاستقامة مما يدل على انه صراط واحد (موصوف بالاستقامة لانه ليس بين نقطتين الا طريق مستقيم واحد والمستقيم هو اقصر الطرق واقربها وصولا الى الله) واي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم لا يوصل الى المطلوب ولا يوصل الى الله تعالى. والمقصود بالوصول الى الله تعالى هو الوصول الى مرضاته فكلنا واصل الى الله وليس هناك من طريق غير الصراط المستقيم. (ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا) (المزمل آية 19) (الانسان آية 29) (ان ربي على صراط مستقيم) (هود آية 56) (قال هذا صراط علي مستقيم) (الحجر آية 41)
وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجتمعة ابداً بخلاف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جمعا (سبل) لان الصراط هو الاوسع وهو الذي تفضي اليه كل السبل (فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (الانعام 153) (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام) (المائدة 16) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت 69) (هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة) (يوسف آية 108) الصراط هو صراط واحد مفرد لانه هو طريق الاسلام الرحب الواسع الذي تفضي اليه كل السبل واتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عن المقصود. (انظر شرح د. أحمد الكبيسي لكلمة الصراط وغيرها من مرادفات الطريق) فى مقالنا الفرق بين الصراط والطريق والسبيل ( http://www.islamiyyat.com/kalima_letterj.htm#%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85% D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82_) (http://www.islamiyyat.com/al-fateha.htm#%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D 8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B7_%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8 %A7%D8%AA%D9%87%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9 %82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9% 8A%D9%85_%D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%A3%D8%AD%D9%8 5%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A #%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1 %D8%A7%D8%B7_%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA% D9%87%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1% D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85_% D9%84%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D 9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D 8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%8A)
ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالاستقامة وتعريفه بأل بقول (صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) جمعت هذه الآية كل اصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم احدا فذكر:
- الذين انعم الله عليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه.
- الذين عرفوا الحق وخالفوه (المغضوب عليهم) ويقول قسم من المفسرين انهم العصاة.
- الذين لم يعرفوا الحق وهم الضآلين (قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) (الكهف آية 103 - 104) هذا الحسبان لا ينفعهم انما هم من الاخسرين.
ولا يخرج المكلفون عن هذه الاصناف الثلاثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الاصناف.
وقال تعالى (صراط الذين انعمت عليهم) ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟
اختار الفعل الماضي على المضارع
(يُتْبَعُ)
(/)
اولاً: ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عليهم النعمة (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) (النساء آية 69) صراط الذين انعمت عليهم يدخل في هؤلاء. واذا قال تنعم عليهم لأغفل كل من انعم عليهم سابقا من رسل الله والصالحين ولو قال تنعم عليهم لم يدل في النص على انه سبحانه انعم على احد ولاحتمل ان يكون صراط الاولين غير الآخرين ولا يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عليه السلام إلى ان تقوم الساعة. مثال: اذا قلنا أعطني ما اعطيت امثالي فمعناه أعطني مثل ما اعطيت سابقا، ولو قلنا اعطني ما تعطي امثالي فهي لا تدل على أنه اعطى احدا قبلي.
ثانيا: لدلالة العدد الغير محدود:ولو قال تنعم عليهم لكان صراط هؤلاء اقل شأنا من صراط الذين انعم عليهم فصراط الذين انعم عليهم من اولي العزم من الرسل والانبياء والصديقين اما الذين تنعم عليهم لا تشمل هؤلاء. فالاتيان بالفعل الماضي يدل على انه بمرور الزمن يكثر عدد الذين انعم الله عليهم فمن ينعم عليهم الآن يلتحق بالسابقين من الذين انعم الله عليهم فيشمل كل من سبق وانعم الله عليهم فهم زمرة كبيرة من اولي العزم والرسل واتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عليهم اما الذين تنعم عليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عدد المنعم عليهم قليل لذا كان قوله سبحانه انعمت عليهم اوسع واشمل واعم من الذين تنعم عليهم.
لماذا قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين؟
اي لماذا عبر عن الذين انعم عليهم باستخدام الفعل (انعمت) والمغضوب عليهم والضآلين بالاسم؟
الاسم يدل على الشمول ويشمل سائر الازمنة من المغضوب عليهم والدلالة على الثبوت. أما الفعل فيدل على التجدد والحدوث فوصفه انهم مغضوب عليهم وضالون دليل على الثبوت والدوام.
اذن فلماذا لم يقل المنعم عليهم للدلالة على الثبوت؟
لو قال صراط المنعم عليهم بالاسم لم يتبين المعنى اي من الذي أنعم انما بين المنعم (بكسر العين) في قوله أنعمت عليهم لان معرفة المنعم مهمة فالنعم تقدر بمقدار المنعم (بكسر العين) لذا اراد سبحانه وتعالى ان يبين المنعم ليبين قدرة النعمة وعظيمها ومن عادة القرآن ان ينسب الخير إلى الله تعالى وكذلك النعم والتفضل وينزه نسبة السوء اليه سبحانه (وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا) (الجن آية 10) والله سبحانه لا ينسب السوء لنفسه فقد يقول (ان الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم اعمالهم فهم يعمهون) (النمل آية 4) لكن لا يقول زينا لهم سوء اعمالهم (زين لهم سوء أعمالهم) (التوبة آية 37) (زين للناس حب الشهوات) (آل عمران آية 14) (وزين لفرعون سوء عمله). (غافر آية 37) (أفمن زين له سوء عمله) (فاطر آية 8) (واذ زين لهم الشيطان اعمالهم) (الانفال آية 48) اما النعمة فينسبها الله تعالى الى نفسه لان النعمة كلها خير (ربي بما انعمت علي) (القصص آية 17) (ان هو الا عبد انعمنا عليه) (الزخرف آية 59) (واذا انعمنا على الانسان أعرض ونئا بجانبه واذا مسه الشر كان يؤوسا) (الاسراء آية 83) ولم ينسب سبحانه النعمة لغيره الا في آية واحدة (واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك) (الاحزاب آية 37) فهي نعمة خاصة بعد نعمة الله تعالى عليه
.
* (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) الفاتحة) لماذا ذكرت المغضوب عليهم بصيغة المبني للمجهول والضالين بصيغة إسم الفاعل؟ (د. فاضل السامرائى)
أولاً جيء بكل منهما إسماً (المغضوب عليهم) و (الضالين) للدلالة على الثبوت الغضب عليهم ثابت والضلال فيهم ثابت لا يرجى فيهم خير ولا هدى لم يقل صراط الذين غضب عليهم وضلوا وإنما المغضوب عليهم ولا الضالين فجاء بالوصفين بالإسمية للدلالة على ثبوت هذين الوصفين فيهما. يبقى السؤال لماذا جاء المغضوب عليهم إسم مفعول ولم يقل غاضب إسم فاعل؟ مغضوب عليهم إسم مفعول يعني وقع عليهم الغضب لم يذكر الجهة التي غضبت عليهم ليعم الغضب عليهم من جميع الجهات غضب الله وغضب الغاضبين لله من الملائكة وغيرهم لا يتخصص بغاضب معين ليس غضب عليهم فلان أو فلان وإنما مغضوب عليهم من كل الجهات بل هؤلاء سيغضب عليهم أخلص أصدقائهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
الآخرة (وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الأنعام) (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا (25) العنكبوت) إذن مغضوب عليهم من جميع الجهات من كل الجهات، حذف جهة الغاضب فيه عموم وشمول. أما الضالين فهم الذين ضلّوا.
لماذا قال المغضوب عليهم ولم يقل أغضبت عليهم؟
جاء باسم المفعول واسنده للمجهول ولذا ليعم الغضب عليهم من الله والملائكة وكل الناس حتى اصدقاؤهم يتبرأ بعضهم من بعض حتى جلودهم تتبرأ منهم ولذا جاءت المغضوب عليهم لتشمل غضب الله وغضب الغاضبين.
غير المغضوب عليهم ولا الضآلين: لم كرر لا؟
وقال غير المغضوب عليهم والضالين؟ اذا حذفت (لا) يمكن ان يفهم ان المباينة والابتعاد هو فقط للذين جمعوا الغضب والضلالة فقط اما من لم يجمعها (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) فلا يدخل في الاستثناء. فاذا قلنا مثلا لا تشرب الحليب واللبن الرائب (اي لا تجمعهما) اما اذا قلنا لا تشرب الحليب ولا تشرب اللبن الرائب كان النهي عن كليهما ان اجتمعا او انفردا.
فلماذا قدم اذن المغضوب عليهم على الضآلين؟
المغضوب عليهم الذين عرفوا ربهم ثم انحرفوا عن الحق وهم اشد بعدا لان ليس من علم كمن جهل لذا بدأ بالمغضوب عليهم وفي الحديث الصحيح ان المغضوب عليهم هم اليهود واما النصارى فهم الضالون. واليهود اسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضى التقديم.
وصفة المغضوب عليهم هي اول معصية ظهرت في الوجود وهي صفة ابليس عندما امر بالسجود لآدم عليه السلام وهو يعرف الحق ومع ذلك عصى الله تعالى وهي اول معصية ظهرت على الارض ايضا عندما قتل ابن آدم اخاه فهي اذن اول معصية في الملأ الأعلى وعلى الأرض (ومن يقتل مؤمنا متعمدا. فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه) (النساء آية 93) ولذا بدأ بها.
أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلان المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم.
خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وان الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد الى الصراط المستقيم فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون.
ولقد تضمنت السورة الايمان والعمل الصالح، الايمان بالله (الحمد لله رب العالمين) واليوم الآخر (مالك يوم الدين) والملائكة والرسل والكتب (اهدنا الصراط المستقيم) لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب. وقد جمعت هذه السورة توحيد الربوبية (رب العالمين) وتوحيد الالوهية (اياك نعبد واياك نستعين) ولذا فهي حقاً أم الكتاب.(/)
كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:52 م]ـ
السلام عليكم اهل الملتقى الكرام
تتمة لحلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب) رأيت ان أضيف هذة المقالة النافعة للعلم الجليل الدكتور /أحمد الكبيسى
فى الفرق بين الصراط والطريق والسبيل والنهج والفج والجادة:
*كلمة الصراط وأخواتها في القرآن الكريم للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي*
لعله من المناسب لعرض اللمسات البيانية في سورة الفاتحة ذكر ما أفاض به الدكتور أحمد الكبيسي بارك الله به في برنامجه الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم على قناة دبي الفضائية في شرح كلمة الصراط واخواتها في القرآن الكريم وكيف أن كل كلمة منها وردت في القرآن في مكانها المناسب والمعنى الذي تأتي به كل كلمة لا يمكن ان يكون الا من عند العلي العظيم الذي وضع كل كلمة بميزانها وبمكانها الذي لا يمكن لكلمة اخرى ان تأتي بنفس معناها.
مرادفات كلمة الطريق تأتي على النحو التالي:
إمام – صراط – طريق - سبيل – نهج – فج - جدد (جمع جادة) – نفق
وجاء معنى كل منها العام على النحو التالي:
إمام: وهو الطريق العام الرئيسي الدولي الذي يربط بين الدول وليس له مثيل وتتميز أحكامه في الاسلام بتميز تخومه. وقدسية علامات المرور فيه هي من اهم صفاته وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن ( Highway). وقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدل على الشرائع (يوم ندعو كل اناس بإمامهم) (الإسراء آية 71) أي كل ما عندهم من شرائع وجاء أيضا بمعنى كتاب الله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (يس آية 12)
صراط: هو كل ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر أو قمتي جبلين أو الحق والباطل والضلالة والهداية في الاسلام او الكفر والإيمان. والصراط واحد لا يتكرر في مكان واحد ولا يثنى ولا يجمع. وقد استعير في القرآن الكريم للتوحيد فلا إله إلا الله تنقل من الكفر إلى الإيمان (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) (الأنعام آية 161) (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) (الأنعام آية 39) (اهدنا الصراط المستقيم) (الفاتحة آية 7) (فاتبعني أهدك صراطا سويا) (مريم آية 43) (وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) (المؤمنون آية 74)
والصراط عموما هو العدل المطلق لله تعالى وما عداه فهو نسبي. (إن ربي على صراط مستقيم) (هود آية 56) والتوحيد هو العدل المطلق وما عداه فهو نسبي.
سبيل: الطريق الذي يأتي بعد الصراط وهو ممتد طويل آمن سهل لكنه متعدد (سبل حمع سبيل) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت آية 69) السبل متعددة ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة وتصب في نقطة واحدة عند الهدف. وفيه عناصر ثلاث: ممتد، متحرك ويأخذ إلى غاية.
و المذاهب في الاسلام من السبل كلها تنطلق من نقطة واحدة وتصل إلى غاية واحدة. وسبل السلام تأتي بعد الإيمان والتوحيد بعد عبور الصراط المستقيم. ولتقريب الصورة إلى الاذهان فيمكن اعتبار السبل في عصرنا الحاضر وسائل النقل المتعددة فقد ينطلق الكثيرون من نقطة واحدة قاصدين غاية واحدة لكن منهم من يستقل الطائرة ومنهم السيارة ومنهم الدراجة ومنهم الدواب وغيرها.
واستخدمت كلمة السبيل في القرآن بمعنى حقوق في قوله (ليس علينا في الأميين سبيل) (آل عمران آية 75)
وابن السبيل في القرآن هو من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في تجارة او للدعوة فلا تعطى الزكاة لمن انقطع عن أهله بسبب غير مشروع كالخارج في معصية او ما شابه.
طريق: الطريق يكون داخل المدينة وللطرق حقوق خاصة بها وقد سميت طرقا لأنها تطرق كثيرا بالذهاب والاياب المتكرر من البيت الى العمل والعكس. والطريق هي العبادات التي نفعلها بشكل دائم كالصلاة والزكاة والصوم والحج والذكر. (يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (الاحقاف آية 30)
نهج: وهو عبارة عن ممرات خاصة لا يمر بها إلا مجموعة خاصة من الناس وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم مثل نهج القائمين بالليل ونهج المجاهدين في سبيل الله ونهج المحسنين وأولي الالباب وعباد الرحمن فكل منهم يعبد الله تعالى بمنهج معين وعلى كل مسلم أن يتخذ لنفسه نهجا معينا خاصا به يعرف به عند الله تعالى كبر الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن والاحسان وغيرها (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) (المائدة آية 48) وإذا لاحظنا وصفها في القرآن وجدنا لها ثلاثة صفات والانفاق فيها صفة مشتركة. نهج المستغفرين بالاسحار: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم) (الذاريات آية 17 - 19) ونهج أهل التهجد: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (السجدة آية 16) ونهج المحسنين: (الذين ينفقون بالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) (آل عمران آية 134)
فج: وهو الطريق بين جبلين (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) (الحج آية 27)
جادة: وتجمع على جدد كما وردت في القرآن الكريم (ومن الجبال جدد بيض وحمر) (فاطر آية 27) والجادة هي الطريق الذي يرسم في الصحراء او الجبال من شدة الاثر ومن كثرة سلوكه.
نفق: وهو الطريق تحت الأرض (فان استطعت أن تبتغي نفقاً في الارض) (الأنعام آية 35)
هذا ولله الحمد والفضل والمنة
د/ محمد حسن
استشاري الباطنة والكلى كلية الطب جامعة المنصورة
دمياط – مصر
mhm.961@gmail.com
mohamadhasan114@gmail.com
http://www.twitter.com/mhm961
http://www.facebook.com/mohammadhasan(/)
لماذا قال سيدنا زكريا غلام في الموضعين وقالت السيدة مريم ولد في موضع وغلام في آخر؟
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 08:52 م]ـ
لماذا قال سيدنا زكريا غلام في الموضعين وقالت السيدة مريم ولد في موضع وغلام في آخر؟
. ٹ ٹعلي لسان سيدنا زكرياچ ? ? چ چ چ چ ژ چآل عمران: 40
چ گ گ گ ? ? ? ? چ مريم: 8
ٹ ٹعلي لسان السيدة مريم چ پ ? ? ? ? ? ? چآل عمران: 47
چ ? ں ں ? ? ہ چمريم: 20
وقد بحثت في كتاب ملاك التأويل وكتاب درة التنزيل وغرة التأويل فلم أجد ذكر للإجابة.
هذا علي قدر بحثي المتواضع.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[28 Nov 2010, 10:27 م]ـ
أختى الكريمة / منى
برجاء اعدة كتابة السؤال لأنه ربما حدث خطأ فى الكتابة من keyboard
وعموما السؤال واضح لمن يبحث
وسأبحث فى كتاب التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور وكتاب الكشاف للزمخشرى
والله الموفق
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:43 م]ـ
لماذا قال سيدنا زكريا غلام في الموضعين وقالت السيدة مريم ولد في موضع وغلام في آخر؟
قال تعالي: علي لسان سيدنا زكريا (((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ))) آل عمران: 40
(((قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ))) مريم: 8
وقال تعالي:علي لسان السيدة مريم (((قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ))) آل عمران: 47
(((قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ))) مريم: 20
وقد بحثت في كتاب ملاك التأويل وكتاب درة التنزيل وغرة التأويل فلم أجد ذكر للإجابة.
هذا علي قدر بحثي المتواضع.
أخي الكريم أشكر لك الرد والتنبيه
وأرجوا أن يكون السؤال بلا أخطاء حيث أني غيرت الخط الذي نقلت به الآيات.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[29 Nov 2010, 01:16 ص]ـ
جزء من الحلقة 147
سؤال: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47) آل عمران) (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) مريم) ما دلالة الاختلاف بين كلمتي ولد وغلام؟
هذا السؤال شبيه بسؤال سبق في حلقة ماضية لكن كان السؤال على لسان سيدنا زكريا والآن السؤال على لسان السيدة مريم والجواب سيكون شبيهاً. في سورة مريم قال لها الملك (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) فالجواب (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ (20))، في آل عمران (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)) قال (كلمة) وما قال غلام ولا ولد، (كلمة) عامة، أعم من الغلام فقالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ (47)) الولد أعم من الغلام، نحن قلنا الولد يشمل الذكر والأنثى فلما كان التبشير بـ (كلمة) وهي أعم ذكرت الكلمة الأعم وهي الولد ولما كان التبشير بالغلام أخص خصصت وقالت (غلام). قال (بكلمة) والكلمة عامة. هناك أمر آخر في سورة مريم كان الذي بشّرها في القرآن ذكر أنه ملك واحد (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) تمثل لها بشراً سوياً، في آل عمران (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ) الملائكة أعم، والولد يُطلق على المفرد وعلى الجمع (إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) الكهف) في اللغة مفرد وجمع فلما جاء بالملائكة قال (ولد) الذي يُطلق عل الجمع فهذه ملاءمة من جهتين من جهة المفرد ومن جهة مناسبة البشارة فهي متناسبة.
سؤال من المقدم: هل الغلام مرحلة عمرية؟
قبل أن يكون شاباً وهو صغير والولد عامة يعني كل غلام ولد وكل بنت ولد وليس كل ولد غلام.
منقول عن موقع إسلاميات.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[29 Nov 2010, 08:21 م]ـ
الظاهر من السياق أن قول مريم: (((قالت رب أنى يكون لي ولد))) في سورة آل عمران كان سؤالاً موجّهاً لله تعالى بعد تلقيها الخبر من الملائكة، سؤالاً مستأنفاً عن إمكان ولادة الولد أصلاً من غير مس بشر؛ أي من غير اجتماع الأسباب المعهودة للولادة (من الأبوين)، ولذلك كان الجواب لها من الله تعالى: (((قال كذلك الله يخلق ... ))) سبحانه وتعالى.
وأما الذي في سورة مريم: (((قالت أنى يكون لي غلام)))، فقول ردّت به من قبيل المشاكلة اللفظية على الرسول الذي ذكر لها الغلام في أثناء كلامه (((قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً. قال: أنى يكون لي غلام؟)))، وليس سؤالاً لله تعالى، ولذلك أجاب الملك: (((قال كذلك قال ربك))) وما على الرسول إلا البلاغ.
وأما أمر زكريا فأظهر من أمر مريم لأنه كان مهيّئاً منذ قوله داعياً ربه أن يهبه الذرية الطيبة: (((قال: رب هب لي من لدنك ولياً)))، فالولادة مسلمة، ولا يطلب زكريا في الدعاء مستحيلاً، فبشر بغلام اسمه يحيى، وكان سؤاله لله بلفظ مشاكل للفظ الذي ذكره الله له (((غلام)))، وكان السؤال عن إمكان مجيء هذا الغلام بعد الكبر، لا عن إمكان الولادة، لأن أسبابها المعهودة ممكنة، وإن كانت بعيدة وقليلة ونادرة، بدليل موافقته لقصة إبراهيم، وقد قالت امرأته: ( ... قالت عجوز عقيم ... )، وهو أسبق من زكريا بقرون.
أما القول بأن (((يبشرك بكلمة منه))) يفيد العموم، وبناء العموم في لفظ (ولد) عليه فلا يسلم من إشكال؛ لأن بعده قوله الذي يصرح فيه بكنه هذه الكلمة، وهو (((اسمه المسيح عيسى ابن مريم ... ))) فأعاد عليه الضمائر بالتذكير، وصرح بأنه (((ابن))) لا (((ابنة))).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مني لملوم]ــــــــ[29 Nov 2010, 09:38 م]ـ
أما القول بأن (((يبشرك بكلمة منه))) يفيد العموم، وبناء العموم في لفظ (ولد) عليه فلا يسلم من إشكال؛ لأن بعده قوله الذي يصرح فيه بكنه هذه الكلمة، وهو (((اسمه المسيح عيسى ابن مريم ... ))) فأعاد عليه الضمائر بالتذكير، وصرح بأنه (((ابن))) لا (((ابنة))). [/ QUOTE]
جزاكم الله خيرا
وهذا القول بالفعل لا يسلم من اشكال تفضلت بذكره
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Nov 2010, 12:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بعض الجواب عن هذا السؤال والله تعالى أعلم:
تعبيرُ مريم عليها السلام بلفظ الولد؛ هو بسبب كون قصتها أغرب من قصة زكريا. فلذلك نبّه على تعجبها من أصل الولادة بغض النظر عن كون المولود ذكرا أو أنثى. {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}. وقد وقفت على كلام للبقاعي (ت 885هـ) رحمه الله تعالى في نظم الدرر ينص على هذا المعنى حيث قال: "ولما كان استبعادها لمطلق الحبل لا بِقَيْد كونه ذَكراً كما في قصة زكريا عليه السلام قالت {ولد} وقالت {ولم يمسسني بشر} لِفَهْمِهَا ذلك مِنْ نِسْبَتِه إليها فقط".
ومما يزيد هذا المعنى تأكيدا أن الله تعالى أجابها بقوله: {قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} فاستعمل لفظ الخلق. بخلاف السياق الذي ورد فيه لفظ "الغلام" سواء بالنسبة لمريم أو زكريا؛ فالذي ورد في الجواب في شأن مريم عليها السلام هو قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ..... قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} (مريم 20 - 21)
وقوله تعالى في شأن زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ...... قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} (مريم 8 - 9)
وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ..... قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (آل عمران 40) فذكر هاهنا لفظ "الفعل" بدل لفظ "الخلق".
قال الإمام البقاعي رحمه الله تعالى: "ولما كان استبعادها لمطلق التكوين من غير سبب أصلاً عبَّر في تعليل ذلك بالخلق فقال: {الله} أي الملك الأعظم الذي لا اعتراض عليه {يخلق} أي يقدر ويصنع ويخترع {ما يشاء} فعبر بالخلق إشارة إلى أن العجب فيه لا في مطلق الفعل كما في يحيى عليه السلام من جعل الشيخ كالشاب".
وقد سبق ابن عطية 542هـ إلى التنبه إلى هذا الفرق حيث قال: "وجاءت العبارة في أمر زكريا "يفعل" وجاءت هنا، "يخلق" من حيث إن أمر زكريا داخل في الإمكان الذي يُتعارَف وإنْ قلَّ، وقصة مريم لا تتعارف ألبتة، فلفظ الخلق أقرب إلى الاختراع وأدل عليه".
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[30 Nov 2010, 01:02 م]ـ
[ QUOTE= مصطفى فوضيل;130393]
تعبيرُ مريم عليها السلام بلفظ الولد؛ هو بسبب كون قصتها أغرب من قصة زكريا. فلذلك نبّه على تعجبها من أصل الولادة بغض النظر عن كون المولود ذكرا أو أنثى. {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}. وقد وقفت على كلام للبقاعي (ت 885هـ) رحمه الله تعالى في نظم الدرر ينص على هذا المعنى حيث قال: "ولما كان استبعادها لمطلق الحبل لا بِقَيْد كونه ذَكراً كما في قصة زكريا عليه السلام قالت {ولد} وقالت {ولم يمسسني بشر} لِفَهْمِهَا ذلك مِنْ نِسْبَتِه إليها فقط".
جزاك الله خيرا أخي الكريم الأمر يزداد وضوحا
وربما مزيد مما وقف عليه الأخوة يكون فيه زيادة فائدة(/)
أركان (تربية القرآن)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[29 Nov 2010, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أركان (تربية القرآن)
أنزل الله عز وجل في كتابه المجيد أربع سور من تأملها وقف على أركان تربية القرآن لأهل الإيمان، وجميع هذه السور من أوائل ما نزل باتفاق المفسرين وهي: اقرأ فالمدثر ثم المزمل ثم القلم، بل إنها عند المحققين منهم نزلت متقاربة جدا في زمن نزولها، كما دلّ عليه الترتيب المشهور للسور عن جابر بن زيد تلميذ ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وهذه الأركان الأربعة هي:
1ـ العلم في سورة (اقرأ)
2ـ الدعوة في سورة (المدثر)
3 ـ العبادة الخفية في (المزمل)
4 ـ الخُلق الجميل في (القلم)
وكل واحدة من هذه السور تضمنت أمورا أربعة:
الأول: ماهيةُ وحقيقة هذا الركن.
الثاني: وسائل تحقيقه في النفس.
الثالث: العوائق والعوالق التي تحول دون بلوغه.
الرابع: قياس تحقيق هذا الركن في الحياة.
الركن الأول: العلم المأمور به في سورة (اقرأ)
هذا هو الركن الأول من أركان تربية القرآن، ووجه كونه الأول أن من عادة القرآن ـ وعادته محكمة ـ ألا يُقدِّم عليه غيره، فأول أمرٍ في القرآن إنما هو بالعلم (اقرأ)، وأول قسم في القرآن جاء بأداة العلم (والقلم)، وحين أُمر بالعلم والعمل معاً قُدم العلم (فاعلم).
- وحقيقة هذا العلم ورأسه هو العلم بالله ثم بموعوده ثم بأحكامه.
ولله درُّ ابن القيم حين قال:
والعلم أقسام ثلاث ما لها ... من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله ... وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه ... وجزاؤه يوم المعاد الثاني
وقد بدأت السورة بالعلم بقدرة الله: (بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ)، ثم بالعلم بكرم الله (اقْرَأْوَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)، ثم بالعلم بإحاطة الله (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى).
ثم ثنّت بموعوده: (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)، (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ).
ثم ثلَّثت بأمره ونهيه فذكرت من المأمورات الصلاة مرتين والهدى والتقى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى)، (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، ونهت عن طاعة ذاك الجاهل الذي ينهى عن الصلاة (كَلَّا لَا تُطِعْهُ)، وهذا كله مما ينبه على عظيم العلاقة بين العلم والصلاة.
- وأما وسيلة تحقيقه في النفوس:
فقد نبهت السورة إلى الوسيلة العظمى لمعرفة العبد الصغير بربه العظيم سبحانه وهي (القراءة)، وكررت الأمر (اقرأ) مرتين، ولكل أمر ما يميزه عن صِنوه.
فأمرُ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في مطلع السورة متوجه إلى نوعين من القراءة:
أما الأول: فهو قراءة وحيه الذي خصه به.
وهذه القراءة لن تنفع صاحبها نفعاً تاماً حتى تكون ملتصقةً بـ (اسم الله) مستمدة العون منه، ومستحضرةً نعمة (الربِّ الأكرم) الذي علمها هذا العِلم الأعظم.
وأما الثاني: فهو قراءة كونه الذي دلَّ عليه.
وهذا النوع الثاني نبهت السورة على تنوع دلالته بتكرار الأمر به، فتارة تدل هذه القراءة في الكون على (كمال القدرة) من خلال خلقه للإنسان من مجرد علقة، وتارة تدل على (تمام النعمة) بأعظمِ منّة وأكرمِ عطية وهي العلم وأداة العلم.
فمن أراد معرفة الله حق معرفته فلا غنى له عن الولوج من هذين البابين العظيمين:
"القراءة بتدبرٍ في الآيات المتلوة وبتفكرٍ في الآيات الكونية"
ومن أعظم ما يورث معرفة الله وتعظيمه كثرة التدبر في آيات يوم القيامة التي ملأت ما بين الدفتين من الكتاب المبين.
- وأما العوائق والعوالق التي تحول دون بلوغه.
فقد نبهت السورة على أشدها نكالا، وهما جنسان من الجهل:
أحدهما: جهل الإنسان بحقيقة نفسه، فلا يعرف قدرها ويجهل فقرها، مع وضوح دلائله (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى).
وهذا الجهل بالنفس لا يكون عادة في طرفي الحياة وإنما في حال الفتوة والقوة، فذكره الله بحال البدء وهو الخلق من (علق)، والانتهاء الذي تليه (الرجعى).
ثانيهما: جاهل يريد أن يصد الإنسان عن العلم الذي فيه نجاته (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى)، والصلاة رأس العمل الذي يُورثه أزكى العلم.
وكل تكذيب أو إعراض من هذا الإنسان إنما سببه الجهل ونقص العلم بالله وصفاته (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) فلو علم العلم الحق بالله لصدق ثم أذعن.
- أما قياس هل حققنا هذا الركن في حياتنا أم لا؟
فقد قال الله عز وجل في ختامها (كَلَّا لَا تُطِعْهُ) أي لا تطع هذا الجاهل، (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) فمن أراد أمارة العلم النافع فهي في زيادة المعرفة بالله التي تورث التذلل بين يديه بالسجود (واسجد)، ومحبة القرب منه (واقترب).
فمن لم يورثه العلم ذلك فما حصله في حقيقته ليس بعلم، ولذا روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
"ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية "
فأخذها منه مجاهد والنخعي والحسن والثوري والفضيل وأحمد وغيرهم فقالوا: "إنما العلم الخشية"،
حتى عقد الإمام الدارمي في سننه باباً أسماه "بابٌ من قال: العلم الخشية"
رزقنا الله العلم الحق باطناً وظاهراً
وجعل الله سورة "اقرأ" حجة لنا لا علينا
..........
وللموضوع تتمة إن يسر الله وأعان،،(/)
وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ --- ماذا يعني؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[29 Nov 2010, 10:32 ص]ـ
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ? فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ?
وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ?28?
فَكَفَى? بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ?29?
هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ? وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ? وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ?30?
ماذا تعني الجملة باللون الأحمر؟ هل أنكرت الأصنام (وغيرها من الناس الذين كانوا شركاء) أن المشركين كانوا يعبدونهم!!! يعني هل كذب الشركاء ليتهربوا من عقاب الله؟(/)
تأمل في سر اختيار لفظ: (لينة) دون نخلة.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[29 Nov 2010, 11:21 ص]ـ
قال تعالى (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله .. )
اختلف المفسرون في معنى اللينة، فذهب عكرمة وقتادة إلى أن اللينة: النخل كلها ما خلا العجوة، زاد الزهري والبرنية، وأهل المدينة يسمون ما خلا العجوة من التمر الألوان واحدها لون ولينة،وقال مقاتل:هي ضرب من النخل يقال لثمرها اللون شديد الصفرة يرى نواه من خارج يغيب فيها الضرس وكان أجود تمرهم،وقيل الفسيلة الصغيرة، قال مجاهد: اللينة النخل كلها من غير استثناء.
فلماذا عبر باللينة دون النخلة؟
لم أجد ـ فيما اطلعت عليه ممن يهتم بسر اختيار اللفظ كالزمخشري وغيره من تطرق لها ـ وأرى ـ والله أعلم ـ أن النخلة شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمن ـ كما في صحيح البخاري ـ فلا يناسب في اللفظ قطع المؤمن لها.
والله اعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2010, 09:09 م]ـ
" قال الثوري: اللينة: الكريمة من النخل، كأنهم اشتقوها من اللين ... ويمكن أن يقال: أراد باللينة النخلة الكريمة لأنه يصف الناقة بالعراقة في الكرم فينبغي أن يرمز في المشبه به إلى ذلك المعنى " الألوسي
" وإيثار {لينة} على نخلة لأنه أخف ولذلك لم يرد لفظ نخلة مفرداً في القرآن، وإنما ورد النخل اسم جمع " ابن عاشور
" فإن قيل: لم خصت اللينة بالقطع؟ قلنا: إن كانت من الألوان فلِيستبقوا لأنفسهم العجوة والبرنية، وإن كانت من كرام النخل فلِيكون غيظ اليهود أشد " الرازي
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[30 Nov 2010, 02:03 م]ـ
" وقال البغوي: ورواية زاذان عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع نخلهم إلا العجوة. وأهل المدينة يسمون ما خلا العجوة من التمر الألوان واحدها لون ولينة " البقاعي.(/)
من وحي القرآن 2
ـ[جنة ريان]ــــــــ[29 Nov 2010, 01:27 م]ـ
وللآخرة خير لك من الأولى
سورة الضحى نزلت في أشد الأيام ضيقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد من شدة تلك الأيام عليه أن انقطع الوحي. فجاءت السورة للتسرية عنه وتطييب خاطره. وفيها هذه الآية التي تقول له إن غدك سيكون أفضل من يومك الحالي، ومستقبلك سيكون أفضل من حاضرك. فلفظة الآخرة تعني في أصلها الغد بالنسبة لليوم، والحال القادمة بالنسبة للحال الحاضرة. هذه الآية تخبر النبي صلى الله عليه وسلم أو تعده بأن أيام نبوته الأولى في مكة التي اتسمت بالضيق ستفرج نوعًا مافي المدينة، وأن المشاكل والصعاب الظاهرية والشكلية ستنقلب إلى نعمة. والتاريخ يشهد بأن هذا هو ماحصل فعلا. ففي كل يوم كان نجمه يرتفع، ودعوته تتوسع، وكان كل يوم أفضل من سابقه. وفي مقابل صورة الضيق والقلق الذي كان يعانيه الرسول في الواقع جاءت الآية بصورة المستقبل المشرق. وكانت بشارة بالرحمة الشاملة واللطف الواسع القادم بالنسبة للضيق الحالي واللطف النسبي الحالي، كل ذلك ابتداء من المستقبل القريب في هذه الدنيا وانتهاء بالمستقبل الأبدي في الحياة الأخرى.
وهذه البشارة التي خوطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست خاصة به، وإنما هي بشارة عامة تشمل كل من اقتدى به واهتدى بهديه. إنها بشارة له أولا باعتباره رسولا، ثم هي بشارة لأصحابه والمنتسبين الأوفياء لدعوته ثانيًا. فكأنها تقول لكل واحد منهم أيضا (وللآخرة خير لك من الأولى)، وتبشره بأنه سينقلب إلى حال أفضل، ومن الخير النسبي إلى الخير الحقيقي، ومن الضيق إلى الفرج، وأخيرا تبشره بأن الآخرة الحقيقية المتمثلة في الجنة والمنتهية برؤية الله تعالى ستكون أفضل من كل ماعداها. فيا لها من آية تبث في المسلم روح اليقين المتفائل بالمستقبل، وتبعث فيه همة العمل بموجب ذلك اليقين!
فاللهم إنا نسألك الرضا بالقضاء، واليقين فيما عندك، ولذة النظر إلى وجهك الكريم. وصل اللهم على المبعوث رحمة للعالمين. [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
[1] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أضواء قرآنية في سماء الوجدان، محمد فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1426 هـ - 2006 م، ص 345 – 347. بتصرف.(/)
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
ـ[ Amara] ــــــــ[29 Nov 2010, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
من هم اهل البيت وال البيت عند اهل السنة.
يغفر الله لي ولكم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 Nov 2010, 05:02 م]ـ
لقد اختلف العلماء في تحديد المراد بآل النبي صل1 على أربعة أقوال:
الأول / هم الذين حرمت عليهم الصدقة وفيه تفصيل.
الثاني / هم ذريته وأزواجه خاصة.
الثالث / هم أتباعه إلى يوم القيامة.
الرابع / هم الأتقياء من أمته.
ورجح ابن تيمية أنهم بنو هاشم وأزواج النبي صل1 وينظر تفصيل ذلك ونسبة الأقوال لأصحابها وأدلتهم في كل من: السنن الكبرى للبيهقي (2/ 212 - 218)، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 81)، وتفسير القرطبي (2/ 82)، ومنهاج السنة لابن تيمية (7/ 76 - 395)، وجلاء الأفهام لابن القيم ص (236 - 257)، وكتاب العقيدة في أهل البيت للدكتور سليمان السحيمي (1/ 55 - 74).
ـ[ Amara] ــــــــ[29 Nov 2010, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب حاتم
فمن هن نساء النبي في قوله تعالى: يا نساء النبي.
وهل تدخل بناته في نسائه.
يغفر الله لي ولكم(/)
الهيئة العالمية لتحفيظ القران تطلق برنامج عضوية الهيئة للمؤسسات القرانية والمجازين بالسند
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[29 Nov 2010, 04:19 م]ـ
في إطار تواصل الهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم مع الهيئات والمؤسسات القرآنية في العالم والمتخصصين في الاقراء والاجازة أطلقت الهيئة برنامجا جديدا للعضويات، مما يؤصل للعمل المؤسسي في خدمة تعليم كتاب الله ويمد جسور التواصل بين العاملين في خدمة القران.
وهذه العضويات على قسمين:
الاولى: عضوية الهيئة للمؤسسات القرآنية.
الثانية:عضوية الهيئة للحفاظ المجازين.
ولكل عضوية مزايا وواجبات، واليكم هذه المزايا والواجبات.
أولا: عضوية الهيئة للمؤسسات القرآنية
لائحة تنظيم العضوية وشروطها
Regulation of organic and conditions
عضوية الهيئة
Organization Membership
عضوية الهيئة:
تمنح عضوية الهيئة للجمعيات والمؤسسات والهيئات التي تعنى بتعليم القرآن الكريم وعلومه بشكل خاص.
شروط العضوية
1. أن تلتزم المؤسسة بمنهج الوسطية والاعتدال كما ورد في الكتاب والسنة.
2. أن تكون المؤسسة معنية بالقرآن الكريم وعلومه.
3. أن يكون قد مضى على إنشاء المؤسسة سنتان على الأقل.
4. أن تكون المؤسسة معترف بها لدى الجهات الرسمية في الدول العاملة بها.
5. أن يكون للمؤسسة نظام أساسي وهيكل إداري.
6. أن لا يقل عدد الطلاب التابعين للمؤسسة عن 200 طالب.
7. أن يكون للمؤسسة نشاط ملموس وخطة عمل واضحة, إضافة إلى خطة إستراتيجية لمدة عامين على الأقل.
8. أن يكون للمؤسسة حد أدنى من التمويل الذاتي بنسبة 10%.
9. أن يكون للمؤسسة لوائح علمية ومالية وإدارية منضبطة وواضحة.
10. أن يكون للمؤسسة مجلس أمناء أو مجلس عمومي.
11. أن تزكى المؤسسة من قبل ممثل الهيئة أو من جمعيات تتمتع بعضوية الهيئة.
12. أن تعبئ المؤسسة عضوية الهيئة خطياً.
13. أن تقوم المؤسسة بإمداد الهيئة بالمعلومات الكاملة عن الدولة والعمل القرآني (حسب النموذج المرفق) وأي معلومات أخرى تراها مناسبة.
قرار العضوية
يصدر الأمين العام قراراً بقبول عضوية المؤسسة بناءً على توصية من لجنة العضوية في الأمانة العامة ويبلغ القرار للمؤسسة مباشرة أو عن طريق ممثل الهيئة في المنطقة.
مدة العضوية
تحدد مدة عضوية المؤسسة بسنتين قابلة للتجديد بعد مراجعة وضع المؤسسة.
تعليق العضوية أو إلغاؤها
يحق للأمين العام بتوصية من لجنة العضوية تعليق عضوية أي مؤسسة مؤقتاً أو إلغاؤها نهائياً إذا ثبت مخالفتها لشروط العضوية.
حقوق المؤسسة العضو
مزايا عضوية الجمعيات بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم
أولاً: الارتقاء بمستوى العملية التعليمية
1. منح شهادات العضوية.
2. تطوير مناهج تعليمية نموذجية وتزويد الجمعيات بها.
3. الاعتراف واعتماد الشهادات (تحت التنفيذ).
4. التزويد بأجهزة وبرامج الكترونية لتعليم القرآن الكريم (مخفضة/مجاناً).
5. دعوة الجمعيات للمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات التي تنظمها الهيئة داخل الدولة.
6. مشاركة الهيئة في الحفلات التي تقيمها الجمعيات.
7. تقديم المنح الخارجية للحفاظ المتميزين في شتى التخصصات (شرعية, علمية، إدارية).
8. تزكية الحفاظ خريجي الجمعيات في الحصول على قبول في الدراسة في جامعات المملكة.
9. رعاية خريجي الجمعيات أثناء دراساتهم في دول أخرى (إقامة دورات – رحلات - .. ) (جاري تحديد عدد ودول).
10. طباعة الكتب والبحوث المتميزة التي طورتها المؤسسة ونشرها.
11. إنشاء وتطوير وتغذية المكتبة العلمية بالمؤسسة.
12. تزويد الجمعيات بنسخ من المجلات التي تصدرها الهيئة (هدى القرآن – نور القرآن – زيد).
13. قيام المجلس العلمي بالإجابة عن الاستفسارات عن القضايا القرآنية المعاصرة (دورات مكثفة في القرآن، المصحف الملون للتجويد، ... الخ).
14. المشاركة في التنافس على جائزة القرآن الكريم الدولية (أفضل جمعية، أفضل معهد، أفضل معلم، أصغر حافظ، أفضل موقع، أفضل برنامج تلفزيوني، أفضل قناة قرآنية، أفضل إذاعة للقرآن الكريم).
15. الدخول في فرصة ترشيح أحد محفظي القرآن المتميزين لأداء فريضة الحج.
16. فرصة ترشيح الطلاب لمسابقة الماهر بالقرآن.
ثانياً: الارتقاء بمستوى العمليات الإدارية والموارد البشرية والتقنية
(يُتْبَعُ)
(/)
1. دعم الجمعيات في مجال التوظيف (بتوفير قاعدة بيانات عن الباحثين عن الوظائف) (جارٍ التنفيذ بمركز المعلومات).
2. توفير أدلة عمل ولوائح وسياسات إدارية نموذجية (يتم اختيار أفضل الممارسات لدى الجمعيات العالمية ويعاد تهيئتها ويتم تعميمها) (طور التنفيذ).
3. توفير تطبيقات حاسب آلي نموذجية لإدارة العمليات الإدارية والتعليمية (يتم اختيار أفضل الممارسات لدى الجمعيات العالمية ويعاد تهيئتها ويتم تعميمها).
4. تدريب الكوادر القيادية والإدارية بالجمعيات (في كافة التخصصات: إدارة تنمية الموارد، إدارة الأوقاف، الإدارة التعليمية، الإعلام والعلاقات العامة، الشئون المالية والإدارية وتقنيات الحاسب الآلي).
5. قيام مركز الاستشارات بالهيئة بالمساهمة في تذليل العقبات وحل المشكلات الإدارية والفنية (طور التنفيذ).
6. تحديد مراكز التميز في مجالات عمل الجمعيات ونشر خبراتها للجمعيات الأخرى (إدارة البحوث والبرامج التلفزيونية بالهيئة في مجال الإخراج التلفزيوني للبرامج القرآنية، إدارة الأوقاف، التخطيط الإستراتيجي، ... الخ).
ثالثا: دعم التواصل وتبادل الخبرات بين الجمعيات
1. استخدام الإنترنت:
o تأسيس منتديات الكترونية متخصصة لتفعيل التواصل بين الجمعيات
o إنشاء قواعد بيانات أو مركز معلومات الكتروني عن الجمعيات
o إنشاء قواعد بيانات عن المتخصصين في علوم القرآن
o عمل بريد الكتروني للجمعيات بموقع الهيئة
2. استخدام القنوات الفضائية:
o برنامج تلفزيوني وثائقي (محدد الفقرات) للتعريف بالجمعيات
o إخراج وبث حفلات التخرج والمسابقات للجمعيات
o بث الإعلانات التعريفية بالقنوات
o السعي لبث البرامج التلفزيونية المتميزة التي تنتجها الجمعيات في قناة الهيئة أو القنوات المتعاونة
3. اللقاءات والمؤتمرات والندوات.
4. الإصدارات.
o تبادل الإصدارات بين الجمعيات من خلال الهيئة
5. السعي لترتيب لتبادل الزيارات بين الجمعيات وترتيب زيارات جماعية لمواقع الجمعيات المتميزة.
رابعاً: دعم الجمعيات في تنمية الموارد المالية بها وحسن إدارتها
6. تطوير كفاءة العاملين بالمؤسسة في مجال تنمية الموارد عن طريق الدورات.
7. مساندة الجمعيات في تسويق الأوقاف والمشاريع المتميزة لديها (بناء معاهد والكليات النموذجية، الخلاوي، مشاريع الثروة الحيوانية والزراعية ... الخ) لدى المحسنين.
8. بث إعلانات تلفزيونية ترويجية وتسويقية للمشاريع المتميزة للجمعيات في قناة الهيئة والقنوات المتعاونة.
9. فتح فروع لمراكز لوقف المصحف ووسائل تعليم القرآن الكريم وكتب علوم القرآن ويكون الريع للجمعيات.
10. التزويد والمساعدة بأفكار ووسائل تنمية الإيرادات ونماذج من المواد الفنية المستخدمة (تصميم مطبوعات، أفلام تلفزيونية، ... الخ) ونشرها لاستفادة الجمعيات منها.
11. تسجيل مصحف لكبار القراء في الدول ويكون الريع للمؤسسة.
12. مساعدة الجمعيات برسوم تسجيل الأراضي الموقوفة وحسن استثمارها.
واجبات المؤسسة العضو
1. أن تزود المؤسسة الهيئة بمتطلبات شروط العضوية، وكل تبديل يطرأ على أي منها.
2. أن تزود المؤسسة الهيئة بصفة دورية بأسماء أعضاء المجلس العمومي أو مجلس الإدارة أو أعضاءها المنتخبين.
3. أن تقدم المؤسسة تقريراً سنوياً عن نشاطها وخطط عملها.
4. أن تساند المؤسسة الهيئة في الدفاع عن قضايا العمل القرآني في أنحاء العالم.
5. أن تتعاون المؤسسة مع الهيئة في تنفيذ برامجها وأنشطتها.
6. أن تدعو المؤسسة الهيئة بمواعيد الحفلات التي تقيمها.
7. أن تسعى المؤسسة إلى تدريس بعض مناهج الهيئة؛ ولو ضمن الأنشطة اللاصفية.
8. أن يكون عدد الحفاظ 10% من عدد الطلاب ولا يقل عن 5%.
9. هذه العضوية لا تمنح الحق بالحديث باسم الهيئة دون الرجوع إليها لدى الجهات الرسمية والغير رسمية "مثل الحكومات والوزارات والهيئات والجمعيات الأخرى ورجال الأعمال ... إلخ".
ثانيا: لائحة تنظيم عضوية الحفاظ المجازين وشروطها
لائحة تنظيم عضوية الحفاظ المجازين للهيئة وشروطها
Regulation and conditions of HQMIO memorizer membership
العضوية
Membership
عضوية الحفاظ المجازين:
تمنح العضوية للحفاظ المجازين الذين يعتبر مجال تخصصهم وعملهم تعليم القرآن الكريم وعلومه بشكل خاص.
ولهذه العضوية 3 فروع هي /
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - (عضو مُجاز بالقراءات " أ - العشر الكبرى & ب - العشر الصغرى & جـ - السبع")
2 - (عضو مُجاز بإحدى الروايات)
شروط عضوية الحفاظ المجازين
1. أن يكون العضو حافظاً ومتقناً للقرآن الكريم بموجب إجازة مصدقة من مجلس شيوخ الإقراء بالهيئة.
2. أن يلتزم بمنهج الوسطية والاعتدال كما ورد في الكتاب والسنة.
3. أن يكون معنيّاً بتعليم القرآن الكريم وعلومه.
4. أن يُزكى من قبل ممثل الهيئة في بلده أو من جمعيات رسمية.
5. أن يعبئ طلب عضوية الهيئة.
6. أن يكون قد حفّظ / أجاز 3 طلاب على الأقل.
قرار العضوية
يصدر الأمين العام قراراً بقبول عضوية المرشح بناءً على توصية من لجنة العضوية في الأمانة العامة ويبلغ القرار للمرشح مباشرة أو عن طريق ممثل الهيئة في المنطقة.
مدة العضوية
تحدد مدة عضوية الحفاظ المجازين بسنتين قابلة للتجديد بعد مراجعة وضع العضو.
تعليق العضوية أو إلغاؤها
يحق للأمين العام بتوصية من لجنة العضوية تعليقَ عضوية أي عضو مؤقتاً أو إلغاءها نهائياً إذا ثبت مخالفته لشروط العضوية.
مزايا عضوية الحفاظ المجازين بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم
أولاً: المزايا العلمية
المزايا
عضوية الحفاظ المجازين
1 - يمنح بطاقة العضوية.
2 - التزويد بأجهزة وبرامج الكترونية لتعليم القرآن الكريم (مخفضة/مجاناً).
حسب الضوابط
3 - دعوة العضو للمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات التي تنظمها الهيئة داخل الدولة.
4 - تقديم المنح الدراسية الخارجية للأعضاء المتميزين في شتى التخصصات (علمية، إدارية).
حسب الضوابط
5 - تزكية العضو في الحصول على قبول في الدراسة في جامعات المملكة.
6 - رعاية العضو أثناء دراساته في دول أخرى (إقامة دورات – رحلات - .. ).
حسب الضوابط
7 - طباعة الكتب والبحوث المتميزة التي طورها العضو ونشرها.
8 - الأولوية في قيام المجلس العلمي بالإجابة عن الاستفسارات عن القضايا القرآنية المعاصرة.
9 - فرصة ترشيح العضو المتميز للمشاركة في حملة الحج للهيئة (حملة أهل القرآن).
10 - فرصة ترشيح العضو لمسابقة الماهر بالقرآن بعد التنسيق مع مكتب الهيئة في الدولة.
11 - تزويد العضو بالكتب و البحوث التي تتم طباعتها عن طريق الهيئة.
12تزويد العضو بنسخ من المجلات التي تصدرها الهيئة.
ثانياً: المزايا الإدارية والموارد البشرية والتقنية
المزايا
عضوية الحفاظ المجازين
1 - دعم العضو في مجال التوظيف (بتوفير قاعدة بيانات عن الباحثين عن الوظائف).
2 - تحديد نواحي التميز في مجال عمل العضو ونشر خبراته عن طريق إتاحة الفرصة لعمل مقابلة معه في برنامج تلفزيوني.
ثالثا: دعم التواصل وتبادل الخبرات بين الجمعيات
المزايا
عضوية الحفاظ المجازين
1 - استخدام الإنترنت:
· تأسيس منتديات الكترونية متخصصة وصفحة رسمية في facebook لتفعيل التواصل بين الأعضاء.
· إنشاء قواعد بيانات أو مركز معلومات الكتروني عن الأعضاء.
· إنشاء قواعد بيانات عن المتخصصين في علوم القرآن.
· عمل بريد إلكتروني على موقع الهيئة.
2 - استخدام القنوات الفضائية:
· برنامج تلفزيوني وثائقي (محدد الفقرات) للتعريف بنشاطات الأعضاء.
· السعي لبث البرامج التلفزيونية المتميزة التي ينتجها الأعضاء في قناة الهيئة أو القنوات المتعاونة.
3 - اللقاءات والمؤتمرات والندوات.
واجبات العضو
1. يزود العضو الهيئة بمتطلبات شروط العضوية، وكل تبديل يطرأ على أي منها.
2. أن يساند العضو الهيئة في الدفاع عن قضايا العمل القرآني في أنحاء العالم.
3. أن يتعاون العضو مع الهيئة في تنفيذ برامجها وأنشطتها.
4. العضوية لا تعتبر تخويلاً رسمياً للتحدث باسم الهيئة.
5. أن يقدم العضو تقريراً سنوياً عن نشاطه القرآني.
6. يشترط في العضو تخريج 1 حافظ مُجاز سنوياً على الأقل.
ومرفق لكم نماذج العضوية.(/)
أحاديث تفسير القرآن الكريم
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[29 Nov 2010, 04:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
كنت قد عرضت من قبل كتاب (الصحيح المسند من أسباب النزول) للشيخ مقبل الوادعي، ونظرا لأهميه هذا القسم أعني تفسير القرآن بالسنه، أردت أن أذكر لحضراتكم صنفين من أحاديث القرآن الكريم:
1 - أحايث وفضائل سور وآيات القرآن الكريم.
2 - أحاديث أسباب نزول القرآن الكريم.
والمؤلفات في ذلك متنوعه، وأذكر منها مايستفاد منه في معرفه حال الحديث أو الأثر من صحه أو ضعف. فمن ذلك:
1 - التفسير الصحيح: أعده الأستاذ الدكتور / حكمت بن بشير بن ياسين أستاذ التفسير في كليه القرآن الكريم بالجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره.
والمؤلف يعتمد كثيرا في تخريجه للحديث علي أحكام الأئمه الأعلام، وعلي أحكام علمائنا المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر، والشيخ الألباني، والشيخ شعيب الأرناؤط.
وقد يجتهد هو فيحكم علي الحديث، أو يضع حكمه مع أحكام الأئمه، فهو كتاب مفيد ونافع جدا جزي الله مصنفه خيرا، أرجو من اخواني اقتناء الكتاب، وقد طبعته دار المآثر بالمدينه المنوره.
وفي القريب العاجل أقدم تعريفا لكتاب آخر ان شاء الله تعالي.
للعلم اقتبست هذا الكلام من شيخي فضيله الأستاذ الدكتور / عبدالمهدى بن عبدالقادر بن عبدالهادي حفظه الله، أستاذ ورئيس قسم الحديث وعلومه بجامعه الأزهر. فجزاه الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2010, 06:04 م]ـ
وفقكم الله أخي العزيز.
هذه مجرد إشارات فقط للكتب باختصار، وليست عرضاً للكتب. والعرض الذي نريده يفضل فيه أن يسير على هذه الطريقة التي ذكرتها في هذا الموضوع:
- كيفية تقويم كتاب: ما أهم عناصر التقويم؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=122542)
وهذه أمثلة لعروض جيدة لبعض الكتب:
- تقييم كتاب: (أسباب اختلاف المفسرين في تفسير آيات الأحكام) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=127874) .
- عرض موجز لكتاب "الظاهرة القرآنية" لمالك بن نبي. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13757)
فمثل هذا العرض هو الذي يفيد القارئ، ويزيد في معلوماته حول هذه المؤلفات، وأما مجرد الإشارة فهي لا تفخى على أكثر رواد هذا الملتقى المبارك.
وفقكم الله ونفع بكم.(/)
هل يختلف رأي الشوكاني عن الزمخشري في هذا الاستدراك
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[29 Nov 2010, 09:56 م]ـ
قال تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً} النساء172
قال الشوكاني في فتح القدير: وقد استدل بهذا القائلون بتفضيل الملائكة على الأنبياء وقرر صاحب الكشاف وجه الدلالة بما لا يسمن ولا يغني من جوع وادعى أن الذوق قاض بذلك ونعم الذوق العربي إذا خالطه محبة المذهب وشابه شوائب الجمود كان هكذا وكل من يفهم لغة العرب يعلم أن من قال لا يأنف من هذه المقالة إمام ولا مأموم أو لا كبير ولا صغير أولا جليل ولا حقير ثم يدل هذا على أن المعطوف أعظم شأنا من المعطوف عليه وعلى كل حال فما أردأ الاشتغال بهذه المسألة وما أقل فائدتها وما أبعدها عن أن تكون مركزا من المراكز الشرعية الدينية وجسرا من الجسور. هل يختلف رأي الشوكاني عن الزمخشري في هذا الاستدراك؟
ومضة
ليس المهم أن نترك بصمات كثيرة على جدار الزمن
لكن المهم أن تكون بصمات متميزة(/)
بعدما: متى تُعدّ كلمتين؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Nov 2010, 04:28 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
ورد لفظ " بعدما " 33 مرة في القرآن، كلها تعد كلمتين " بعد + ما " باستثناء المرة الواردة في الآية رقم 37 سورة الرعد فقد عُدت كلمة واحدة (المعجم المفهرس - موقع مصحف المدينة).
وقبل ما يزيد على عام وصلتني رسالة من باحث أظن أن اسمه الجوهري، يحصي لفظ " بعدما " بطريقة مختلفة، وقد نسيتها.
سؤالي:
متى تعد " بعدما " كلمة واحدة في القرآن؟
مع جزيل الشكر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Dec 2010, 01:07 ص]ـ
چ ? ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? چ الرعد: 37
هذه هي المرة الوحيدة المعتبرة في مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي كلمة واحدة، وما عدا ذلك فكلمتين.
السؤال: هل هذا صحيح؟ ولماذا؟ وماذا بشأن عدد مرات ورود (بعدما) الأخرى وعددها 32؟
نرجو من الأخوين العليمي وسنان المشاركة؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[01 Dec 2010, 02:31 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله
راجعت المصحف فلم أتبين قولك إن بعدما في سورة الرعد قد اختلف رسمها، حيث يصعب تمييز ذلك. ويرجع ذلك إلى كون الدال لا تتصل بما بعدها. لكن لاحظ أن قولي بعدها يسهل البت أنها كلمة لأن الضمير هنا يتصل رسماً.
سألت مركز نون حول المسألة فقالوا: " لم تلتبس علينا بعد المجرورة مثل: (من بعدِ ما)، ولكن التبست المنصوبة (بعدَما)، وبعد الدراسة رأينا أن لا فرق. أي أن بعد كلمة وما كلمة أخرى" انتهى.
والذي أراه أن سبب الالتباس هو كون ما في مثل (من بعد ما) هي موصولة بمعنى الذي. أما ما في مثل (بعدما) فهي ما المصدرية.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[01 Dec 2010, 08:34 ص]ـ
والذي أراه أن سبب الالتباس هو كون ما في مثل (من بعد ما) هي موصولة بمعنى الذي. أما ما في مثل (بعدما) فهي ما المصدرية.
بارك الله فيكم، هذا الإطلاق لا يصح؛ فقد جاءت (ما) في بعضها موصولة؛ ومنها: (بعدَ ما جاءك) [الرعد: 37].
وفي أكثرها جاءت مصدرية، ومنها قوله تعالى (بعدَ ما سمعه) [البقرة: 181].
وانظروا: كتاب (الإبانة في تفصيل ماءات القرآن) للباقولي، بتحقيق الدكتور محمد الدالي.
وكما أجابكم الأخوة في مركز نون؛ يبدو أن لا وجه لعدّهما كلمة واحدة. وفقنا الله وإياكم وإياهم لما يحب.
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[01 Dec 2010, 09:53 ص]ـ
أترقب ما يصل إليه الأخوة الكرام من حسم في مسألة (الموصول والمفصول) من هذه الكلمة في القرآن , وطرح ذلك مفصلا هنا لتعم الفائدة وجزاكم الله خيرا.
وهناك ملاحظة لطيفة وهي أننا تلقينا من شيخينا الفاضل الشيخ / إبراهيم الأخضر ـ حفظه الله ـ أن هناك فرق في أداء هذه الكلمة حين تكون متصلة أو تكون منفصلة , وفي الواقع لم أسأله ما المتصل عنده منها وما المنفصل؟.
والفرق بين قراءتها متصلة أو منفصلة فرق دقيق جدا يعرفه القراء المهرة. ولتقريب هذا الفرق للأذهان نراقب كيفية أداءنا لكلمة (أن ما) و (إنما) وسنجد بالفعل فرقا بين أداء الكلمتين.
آمل ألا تبخلوا علينا بما توصلتم إليه في هذه المسألة.
بارك الله في جهودكم وعلمكم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Dec 2010, 07:25 م]ـ
چ ? ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? چالرعد: 37
هذه هي المرة الوحيدة المعتبرة في مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي كلمة واحدة، وما عدا ذلك فكلمتين.
السؤال: هل هذا صحيح؟ ولماذا؟ وماذا بشأن عدد مرات ورود (بعدما) الأخرى وعددها 32؟
نرجو من الأخوين العليمي وسنان المشاركة؟
الأخ العزيز / عبد الله جلغوم
أنا لا أكترث كثيرا لمباحث عد الكلمات، لأن اهتمامى الأكبر يَنصَبّ على عد الحروف
ولكن بما أنك سألتنى عن رأيى فى المسألة المذكورة، كان لزاما علىّ أن أبحثها
ولقد راجعت جميع المواضع التى وردت فيها (بعدما) فى القرآن الكريم، فتبين لى أن (ما) قد وردت فيها على النحو التالى:
1 - ما المصدرية الصرفة فى 26 موضعا من القرآن
2 - ما المحتملة للمصدرية و الموصولة فى موضعين فقط
3 - ما المحتملة للموصولة والموصوفة فى موضعين كذلك
4 - ما المصدرية الظرفية فى موضع واحد
5 - ما النافية غير العاملة فى موضع واحد كذلك
6 - ما الموصولة فحسب فى موضع واحد هو نفس الموضع الذى تسأل عنه (الرعد 37)!!
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[02 Dec 2010, 03:54 ص]ـ
5 - ما النافية غير العاملة فى موضع واحد كذلك
أي موضع هو بارك الله فيكم؟ ولو تفضلتم بتفصيل المواضع على تصنيفكم، جزاكم الله خيرا.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:47 م]ـ
أي موضع هو بارك الله فيكم؟
فى الآية 117 من سورة التوبة
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:21 م]ـ
فى الآية 117 من سورة التوبة
بارك الله فيكم، أليست (ما) هنا مصدرية؟ انظروا (الإبانة) للباقولي / 196.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Dec 2010, 05:47 م]ـ
بارك الله فيكم، أليست (ما) هنا مصدرية؟ انظروا (الإبانة) للباقولي / 196.
أنصح الأخ الفاضل بتنويع مراجعه العلمية، وعدم الإقتصار على واحد منها فحسب
فإذا فعل ذلك فسيجد من يقول أن (ما) فى قوله تعالى: (بعد ما كاد) هى ما النافية غير العاملة
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Dec 2010, 04:12 ص]ـ
بارك الله فيكم، كان سؤالي استفهاما، وليس إنكارا، وكنت أتوقع إجابتكم في سطر واحد يحيلني على مَن قال بذلك، كما أحلتكم على ما رجعت إليه تمثيلا؛ لتخصصه وقيمته وقدر مؤلفه ومحققه، وإلا فقد رجعت إلى غيره. نفع الله بكم وجزاكم خيرا.
وأعتذر إليكم إن بدت مشاركاتي تعقبا لمشاركاتكم، فوالله ما جاء ذلك إلا قدرا ومحض عرض ما قصدته.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:29 م]ـ
الأخ العزيز / عبد الله جلغوم
أنا لا أكترث كثيرا لمباحث عد الكلمات، لأن اهتمامى الأكبر يَنصَبّ على عد الحروف
ولكن بما أنك سألتنى عن رأيى فى المسألة المذكورة، كان لزاما علىّ أن أبحثها
ولقد راجعت جميع المواضع التى وردت فيها (بعدما) فى القرآن الكريم، فتبين لى أن (ما) قد وردت فيها على النحو التالى:
1 - ما المصدرية الصرفة فى 26 موضعا من القرآن
2 - ما المحتملة للمصدرية و الموصولة فى موضعين فقط
3 - ما المحتملة للموصولة والموصوفة فى موضعين كذلك
4 - ما المصدرية الظرفية فى موضع واحد
5 - ما النافية غير العاملة فى موضع واحد كذلك
6 - ما الموصولة فحسب فى موضع واحد هو نفس الموضع الذى تسأل عنه (الرعد 37)!!
الأخ الكريم العليمي
ألا تحتمل هذه المواضع أو غيرها عدّ (بعدما) كلمتين؟ وإن جاز، فما هي؟
وسبب سؤالي أن عدد كلمات القرآن عند القدماء (وهم من كلفهم الحجاج بعدها) كان 77437، وهذا العدد يزيد عما نرجحه خمس كلمات. مع الشكر والتقدير.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:10 م]ـ
بارك الله فيكم، كان سؤالي استفهاما، وليس إنكارا، وكنت أتوقع إجابتكم في سطر واحد يحيلني على مَن قال بذلك، كما أحلتكم على ما رجعت إليه تمثيلا؛ لتخصصه وقيمته وقدر مؤلفه ومحققه، وإلا فقد رجعت إلى غيره. نفع الله بكم وجزاكم خيرا.
وأعتذر إليكم إن بدت مشاركاتي تعقبا لمشاركاتكم، فوالله ما جاء ذلك إلا قدرا ومحض عرض ما قصدته.
لا عليك يا أخى الفاضل
وشاكر لك حُسن أدبك وتهذيبك، جزاك الله كل خير
وإذا أردت أن تستفسر عن شىء آخر فعلى الرحب والسعة فى أى وقت أخى الفاضل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:13 م]ـ
الأخ الكريم العليمي
ألا تحتمل هذه المواضع أو غيرها عدّ (بعدما) كلمتين؟ وإن جاز، فما هي؟
وسبب سؤالي أن عدد كلمات القرآن عند القدماء (وهم من كلفهم الحجاج بعدها) كان 77437، وهذا العدد يزيد عما نرجحه خمس كلمات. مع الشكر والتقدير.
بل الشكر والتقدير لك أخى الكريم الأستاذ عبد الله
ويُخيّل إلىّ أنك تقيس " بعدما " على " حيثما " والتى وردت كذلك بطريق الفصل: حيث ما
أى أن " بعدما " قد اشتبهت عليك من طريق الوصل لا الفصل
والذى أرجّحُه أن " بعد " هى كلمة، و " ما " هى كلمة أخرى، كما تفضل بذلك الأخوة قبلى، فهى أقرب إلى " حيث ما " منها إلى " حيثما "، والله أحكم وأعلم(/)
لماذا ذُكر زيد في القرآن تصريحاً وذُكر من هو أفضل منه تلميحاً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Nov 2010, 06:13 م]ـ
يقول الله تعالى فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}.
وقع في قلبي تدارس الحكمة في ذكر اسم زيد بن حارثة تصريحاً. ولم يُذكر غيره من الصحابة وممن هم أفضل منه كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين.
في قلبي من ذلك شيء أرغب بالتصريح عنه بعد أن أسمع رأي الأخوة الأفاضل في ذلك. ولا نريد أن ننتطرق الى القصة إلا إذا كان ذلك يخدم الحكمة التي نبحث عنها. فالقصة معروفة وربما مكررة في هذا الملتقى ومطروقة في التفاسير بشكل لا يخفى على أحد. وبالله التوفيق. وبارك الله بكم. وبانتظار محاوراتكم القيّمة.
ـ[د. عبد الحكيم بن عبد الله القاسم]ــــــــ[30 Nov 2010, 06:41 م]ـ
الحمد لله:
الذي ظهر لي: [حكمتان: الأولى التشريف بذكره في القرآن] في تفسير الإمام القرطبي:"السادسة: قال الإمام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال: زيد بن محمد حتى نزل: {ادعوهم لآبائهم} ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=130418#docu) فقال: أنا زيد بن حارثة ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=138). وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=130418#docu)} يعني: من زينب.
ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له.
ألا ترى إلى قول أبي بن كعب حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة كذا " فبكى وقال: أوذكرت هنالك؟، وكان بكاؤه من الفرح حين أخبر أن الله تعالى ذكره،
فكيف بمن صار اسمه قرآنا يتلى مخلدا لا يبيد؟، يتلوه أهل الدنيا إذا قرءوا القرآن!، ....
فاسم زيد هذا في الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة، تذكره في التلاوة السفرة الكرام البررة. وليس ذلك لاسم من أسماء المؤمنين إلا لنبي من الأنبياء، ولزيد بن حارثة ( http://tafsir.net/vb/showalam.php?ids=138) تعويضا من الله تعالى له مما نزع عنه.
وزاد في الآية أن قال: وإذ تقول للذي أنعم الله عليه ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=130418#docu) أي بالإيمان، فدل على أنه من أهل الجنة، علم ذلك قبل أن يموت، وهذه فضيلة أخرى. "
[الحكمة الثانية] مما يضاف على ذلك: أن ذكر اسم زيد في القرآن ضروري لإبطال التبني، فلما شاء تعالى إبطال التبني نص على اسم ابن محمد المتبنى، ولو لم يذكره باسمه لحصل غموض في تحريم التبني. والله أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Nov 2010, 06:56 م]ـ
أرى والله أعلم مما جاء في القصة أنه لما خُيّر زيد بن حارثة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيه إختار النبي صلى الله عليه وسلم على أبيه وأهله وعشيرته ولما كان هذا التفضيل لحبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام الذي ربّاه شاء الله تعالى أن يكرمه على هذا الاختيار فاختاره من بين الصحابة ليشرّفه بذكر اسمه في القرآن واختاره ليتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجته بعد أن يطلقها ليشرّع بذلك بطلان التبني. فكان اصطفاء الله تعالى له جزاء اصطفائه لحبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم على أهله وعشيرته. هذا والله تعالى أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Nov 2010, 07:57 م]ـ
لدي فقط تعليق بسيط على عنوان المشاركة (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا وذُكر من هو أفضل منه تلميحًا) كلما قرأته وجدت في نفسي شيئًا، فليس لنا نحن أن نحدد من هو الأفضل حتى لا نكون ممن يتألى على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى وهو الذي يفضل بعضنا على بعض. لذا أرى أن يعدل العنوان ليكون مثلًا: (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا بينما ذُكِر غيره تلمحيًا؟) هذا من وجهة نظري المتواضعة والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن باب المصادفة الجميلة وأنا أنقّح الحلقة 26 من برنامج بينات سمعت د. محمد الخضيري حفظه الله يذكر ما يلي:
(بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ?) التزكية والمدح الحقيقي إنما هو من عند الله –جل وعلا-فلا عبرة بما يفعله الإنسان مع نفسه عندما يزكيها، بل العبرة الحقيقة والفرح الحقيقي عندما يزكيك الله ويمدحك ويثني عليك أو يثني عليك رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الذي لاينطق عن الهوى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Nov 2010, 09:26 م]ـ
لدي فقط تعليق بسيط على عنوان المشاركة (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا وذُكر من هو أفضل منه تلميحًا) كلما قرأته وجدت في نفسي شيئًا، فليس لنا نحن أن نحدد من هو الأفضل حتى لا نكون ممن يتألى على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى وهو الذي يفضل بعضنا على بعض. لذا أرى أن يعدل العنوان ليكون مثلًا: (لماذا ذكر زيد في القرآن صريحًا بينما ذُكِر غيره تلمحيًا؟) هذا من وجهة نظري المتواضعة والله أعلم.
ومن باب المصادفة الجميلة وأنا أنقّح الحلقة 26 من برنامج بينات سمعت د. محمد الخضيري حفظه الله يذكر ما يلي:
(بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ?) التزكية والمدح الحقيقي إنما هو من عند الله –جل وعلا-فلا عبرة بما يفعله الإنسان مع نفسه عندما يزكيها، بل العبرة الحقيقة والفرح الحقيقي عندما يزكيك الله ويمدحك ويثني عليك أو يثني عليك رسول الله –صلى الله عليه وسلم –الذي لاينطق عن الهوى
أختي د سمر
لا يقعن في نفسك شيء فالعنوان لا بأس به وليس فيه أي إشكال. ولا يحق لنا نحن أن نزكي أحداً ولكن اقرأي إن شئت:
روي عن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كُنَّا نَقُولُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: أَفْضَلُ هذِهِ الأمَّةِ بَعْدَ نَبيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَليٌّ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يُنْكِرُهُ).
وَصَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ، وَلَو شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الثَّالِثَ).
وَرَوَى أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: ((مَا طَلَعَتِ شَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ)).قال العلماء: أنَّ المهاجرين أفضلُ الصَّحابة
ويليهم الأنصارُ، ثمَّ مَنْ شهدَ بيعةَ الرِّضوانِ، ثمَّ من أسلَمَ قبل الفتحِ -فتح مكة-، ثمَّ من أسلم بعد ذلك، قال -جلَّ وعلا-: {لا يسْتَوي منكُمْ من أنفقَ من قبلِ الفتحِ وقاتلَ أولئك أعظمُ درجةً من الَّذين أنفقوا من بعدُ وقاتلُوا وكلاًّ وعدَ اللهُ الحسنى واللهُ بما تعملون خبيرٌ}، والفتحُ، المرادُ به هنا: صلحُ الحديبيَّةِ، فلا يستوي من بايعَ بيعةَ الرِّضوانِ ممَّن أسلمَ بعد ذلك، فهذه طبقاتُهُم في الفضلِ إجمالاً.
ونقول أيضاً:
إنّ جنسَ الصَّحابةِ أفضلُ من جنسِ من بعدَهُم، لكنْ قد يكونُ في أفراد من بعدَ الصَّحابةِ من هو أفضلُ من بعضِ الصَّحابةِ، لكنَّه من حيثُ الجنسِ والعمومِ فالصَّحابةُ أفضلُ هذه الأمَّةِ، لكنْ قد يكون فيمنْ بعدهم أفضلُ من بعضِ الصحابةِ في مقاماتِ الإيمانِ، والجهادِ، والإحسانِ؛ كما قرَّرَ ذلك أهلُ العلمِ، فالكلامُ على الجنسِ من حيثُ إنَّ الصَّحابةَ هم أفضل.
أفضلُ المهاجرين وأفضلُ الصَّحابةِ بل وأفضلُ هذهِ الأمَّةِ العشرةُ المبشَّرون بالجنَّةِ؛ وهم أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وأبو عبيدةَ عامرُ بنُ الجرّاحِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، رضي اللهُ عنهم.
.وما قصدت بالأفضل إلا الخلفاء الراشدين مثل الصديق والفاروق وعثمان وعلي والذين ذكروا تلميحاً في القرآن كثيراً مثل قوله تعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار. وقوله: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {53}.
نزلت في عمر بن الخطاب - رضي الله عنه ونحو ذلك من آيات.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:08 ص]ـ
بارك الله بكل من تفضل وأضاف. وأخص بالذكر الدكتور عبد الحكيم الذي اتحفنا بنقله عن القرطبي.
وإذا كان من إضافة على ما تفضل به فأقول:
ان ذكر زيد رضي الله عنه في تلك الآية كان ضرورياً محورياً لما لهذه القضية من تخصيص تخص النبي عليه الصلاة والسلام شخصياً لأنه ابنه في التبني كما سائداً معروفاً. فكان ذكره في المقام الأول لأجل هذه القضية ومعالجتها قبل أن تكون تشريفاً أو غيره. فذكر زيد لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الآية تخص زيد ونسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام لتخرس أقوتال المتفيهقين بعد ذلك. ولو لم يذكر زيد بالاسم الصريح الدال لخاض الناس بالمقصود خوضاً كبيراً يُبعدهم عن الحق.
وليس ببعيد عن ذلك ما يدعيه الشيعة الآن من إنكارهم في أن أبا بكر لم يكن هو المقصود في قوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار). وتصريفهم للأمر حسب أهوائهم وبما تتقوله مرجعياتهم على غير هدىً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Dec 2010, 08:35 ص]ـ
فليس لنا نحن أن نحدد من هو الأفضل حتى لا نكون ممن يتألى على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى وهو الذي يفضل بعضنا على بعض.
هذي هي حجة الشيعة، وهي حجة داحضة
وبها يتمسك الزيدية الذين يرفضون مقارنتهم بالشيعة، ويقولون:
لن يسألنا الله من أفضل؟
بل النصوص جاءت بتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على علي رض3
ومن خالف ذلك، فهو شيعي، والتشيع دركات ولا أقول درجات
أفضلُ المهاجرين وأفضلُ الصَّحابةِ بل وأفضلُ هذهِ الأمَّةِ العشرةُ المبشَّرون بالجنَّةِ؛ وهم أبو بكرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ، والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ، وسعيدُ بنُ زيدٍ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، وأبو عبيدةَ عامرُ بنُ الجرّاحِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ، رضي اللهُ عنهم.
فهؤلاء العشرة رض3 - على الأقل - أفضل من زيد رض1
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:17 ص]ـ
هذي هي حجة الشيعة، وهي حجة داحضة
وبها يتمسك الزيدية الذين يرفضون مقارنتهم بالشيعة، ويقولون:
لن يسألنا الله من أفضل؟
بل النصوص جاءت بتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على علي رض3
ومن خالف ذلك، فهو شيعي، والتشيع دركات ولا أقول درجات
[/ SIZE]
حسبنا الله ونعم الوكيل!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:27 ص]ـ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ
وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لَاسْتَخْلَفَهُ.
مسند أحمد، مصنف ابن أبي شيبة، الحاكم في المستدرك، الترمذي والنسائي في السنن، تحفة الأشراف، ...
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:42 ص]ـ
عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ فَرَضَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ وَفَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِيهِ لِمَ فَضَّلْتَ أُسَامَةَ عَلَيَّ فَوَاللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلَى مَشْهَدٍ
قَالَ: لِأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ
وَكَانَ أُسَامَةُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ
فَآثَرْتُ حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُبِّي
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Dec 2010, 10:12 ص]ـ
في قوله تعالى {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} التوبة40
لاشك تشريف لأبي بكر، بقرنه برسول الله
لكن حذف اسم زيد لا يضعه، وذكره لا يرفعه، فلا فرق
وليست المسألة كـ "يا أيها النبي - يا ايها الرسول" مقارنة بـ "يا إبراهيم - يا موسى - يا عيسى"
وسؤال للأستاذ عصام:
تفتؤ تسرد مناقب زيد رضي الله عنه
فهل - إذا صح الحديثان - نفهم أن احتمال تفضيله على الشيخين وارد؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:13 ص]ـ
أود التنبيه إلى أن موضوع التفضيل متشعب الجهات.
ولا يدخل من مات قبل موت الرسول في المفاضلة ..
كما لا تدخل خديجة ولا عثمان بن مظعون ولا يدخل حمزة ولا مصعب ولا سعد بن معاذ ولا زيد ولا جعفر.
أما العشرة فكلهم مات رسول الله صلى عليه وسلم وهو عنهم راض تصريحاً، وهم أحياء، ومن المهاجرين السابقين.
رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Dec 2010, 12:53 م]ـ
أيها الأحبة ..
أرى الموضوع تشعب في غير ما وضع له.
وقد كان تعليق الأخت الفاضلة سمر -وفقها الله- على نقطة معينة جاءت استطرادا بعد أن وضعت ردها في صميم الموضوع، وكانت وجهة نظر بينتها في غاية الأدب ووصفتها بـ (تعليق بسيط).
ثم جاء الأخ تيسير صاحب الموضوع فبين هو الآخر وجهة نظره بوضوح.
وأظن هذا كاف في هذا الاستطراد ولا داعي للخروج عن أصل الموضوع بسببه ..
وفقكم الله جميعا لكل خير.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:23 م]ـ
لقد نوّهت الى عدم الخروج عن الموضوع واظن أن سكوت الأخت سمر على استطرادي وعدم ردها هو التزام في عدم التشعيب والسكوت علامة الرضا والقبول والاستحسان فاكتفينا بذلك. فيا حبذا العودة الى صلب الموضوع مرة أخرى وأثنّي على دعوة الأخ الفاضل محمد العبادي في عدم التشعيب.
وواضح من جميع الإجابات ان ذكر زيد ليس فيه تفضيلاص على غيره من الصحابة الذين ذكروا تلميحاً. فتظل الحكمة محصورة في ضرورة ورود اسمه لحاجة السياق الى ذلك ليس أكثر. أو أن يكون نوعاً من التكريم الذي خص الله به زيد كما قال القرطبي وبعض الأحبة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Dec 2010, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن محاولة البحث عن الحكمة من ذلك أمر جيد، قال تعالى:
(((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)))
ومما انقدح في الخاطر، أن القرآن الكريم كتاب الله تعالى فيه من الرحمة والخير لكل طبقات الناس بحيث لا يفرق فيه بين الضعيفو القوي والفقير والغني، وأبدا سيسأل الناس عن قصة زواج الكريمة أم المؤمنين زينب أم المساكين بزيد، وسيذكر أنها استغربت تزويجها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لمن وقع في الأسر وصار عبدا مملوكا فترة من الزمن وهي أيم قريش، ومن ثم ما حصل بينها وبينه من مشاحنات، فكان ذكره في القرآن تكريما له وإزالة لما سيعلق في النفس من تفاصيل القصة،وفي ذلك بينا لواقع الحياة في ذلك الوقت وكيف سما به القرآن الكريم والسنة المشرفة، هذا والله أعلم وأحكم.(/)
تفسير ايه {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}
ـ[نْوره .. ]ــــــــ[30 Nov 2010, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اما بعد ..
كم نحن والله بحاجة لتأمل ما في كتاب الله
من حكم ووعظ وقصص وفوائدما الله بها عليم
ولكن الله المستعان
هذه لطيفة من لطائف
الشيخ صالح المغامسي حفظة الله
في تفسير آية من كتاب الله
يقول:
قال الله جل وعلا:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}
(الإسراء:65)
قال شيخنا حفظه الله في تفسيره للآية:
{وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}
من حيث صناعة المعنى هذه الآية تحتمل في المخاطب ثلاث جهات:
* إما أن يكون المخاطب إبليس،
* وإما أن يكون المخاطب عموم الإنسان،
* وإما أن يكون المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم،
على الوجه الأول: أن المخاطب بالآية إبليس: يؤيده أن السياق يتحدث عن المحاورة بين الرب جل وعلا وبين إبليس {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} نحن متفقون على أن المخاطب إبليس، {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} إذا أبقينا الآية في سياقها يصبح المخاطب إبليس، لكن الإشكال القائم في أن الله قال: {وَكَفَى بِرَبِّكَ} وهذا يُشعر بالقرب، وهو ما يتنافى مع خطاب الله مع إبليس، هذا هو الإشكال، وهذا الإشكال يُدفع بشيء آخر؛ الذين أثبتوا هذا القول يدفعون هذا الإشكال بشيء آخر وهو قولهم أن المقصود من ذكر الربوبية هنا بيان أن إبليس وإن خرج بكفره من طاعة الله بقدر الله إلا أنه لم يخرج عن سلطان الله؛ أي بكفره وعصيانه خرج من رحمة الله لكنه لم يخرج عن سلطان الله، فلهذا قالوا إن لفظ الربوبية هنا ليس المقصود منه التشريف ولكن المقصود منه بيان أن إبليس تحت سلطان الله جل وعلا وقهره ... هذا الأول.
الوجه الثاني: قال بعضهم أن في الآية التفات، ومعنى الالتفات أن يتحول الخطاب وهو منحىً بلاغيا، فقولنا في الأول أن المخاطب إبليس لا يسمى التفاتاً لأنه كان مخاطبا من قبل، لكن لما أُدخل مخاطب آخر سميت القضية قضية التفات عند البلاغيين، وقالوا إن الملتفت إليه هو الإنسان عموما، فيصبح المخاطب بقول الله جل وعلا: {وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} كأن الآية نقلت القضية إلى المسئولية الفردية في أن على كل إنسان أن يتعظ ويعتبر ويعلم أن الله جل وعلا وكيل وكفيل على كل شيء.
الوجهة الثالثة: أن يكون المخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يثبته أصل عام
وهو أن الأصل أن القرآن المخاطب به أولا هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه الله عليه وسلم
وهذا الذي يبدو ظاهرا لي من الآية
لأن لفظ {وَكَفَى بِرَبِّكَ} يشعر بالقرب
والنبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس بهذا القرب.
محاسن التأويل / سورة الإسراء(/)
ماتفسير (يتيهون في الأرض)
ـ[أبوغنام]ــــــــ[30 Nov 2010, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماالمقصود بالتيه هل هو أنهم يسيرون ولايهتدون إلى أي مدينة 40 سنة أم أنهم حرمت عليهم المدن فمنعوا وأجبروا على العيش في الصحراء
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 Nov 2010, 09:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الخيار الأول.(/)
ابن ابي جعفر،،،،،من هو؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[30 Nov 2010, 09:49 م]ـ
وقوله: (لكن الذين اتقوا ربهم) (الزمر:20) أي اتقوه بطاعته واتباع مرضاته، لهُم بساتين تجري من تحتها الأنهار باقين فيها أبدا إنزالاً من الله إياهم فيها أنزلهموها من عند الله من قِبلِ الله كرامةً لهم وما عند الله من الجزاء والكرامة وحسن المآب خير للأبرار وهم أهل طاعته، مما ينقلب فيه الذين كفروا من المتاع القليل الخسيس، روي معنى ذلك عن ابن زيد وعبد الله وابن أبي جعفر.
فمن هو ابن ابي جعفر؟
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[01 Dec 2010, 01:37 ص]ـ
هو عبد الله بن أبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي
يرد كثيراً في تفسير الطبري راوياً عن أبيه، فيختصره الطبري قائلاً: ابن أبي جعفر عن أبيه.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[03 Dec 2010, 09:40 م]ـ
جزاك الله كل خير يا ابن المدينة
ومن هو عبد الله؟؟؟؟(/)
كيف يدعو موسى عليه السلام بعدم الهداية على فرعون وملئه؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:25 ص]ـ
وَقَالَ مُوسَى? رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ
? رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى? أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى? قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى? يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ?88?
عندما قرأت هذه الآية وقعت في قلبي ... فكيف لنبي من أولي العزم يصنعه الله عز وجل على عينه يدعو ألا يهتدي فرعون وملئه!!!
"واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا"
أشعر أنها قوية زائدة عن الحد .. (هذا شعوري ولو كنت مخطئاً) وبصراحة كنت أعتقد أن دعاء موسى بهذه الطريقة لا يليق بنبي مهما لاقى من الصعاب ... ولكن تفاجأت أن الآية التالية تظهر أن الله استجاب لدعائه!!! ... وهذا إقرار من الله عز وجل على موقف موسى عليه السلام وعلى دعائه.
قالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ?89?
فظهر لي أن هناك خلل في تفكيري ويبدو أني لا أفهم كيف يحق لنبي أن يدعو على قومٍ بعدم الهداية (والتي أراها أقسى دعوة وتتناقض مع مهمة النبي الذي جاء ليهدي الناس).
أفهم أن يدعو نبي على قوم بالهلاك إن ظهر له من الله أنهم لن يؤمنوا.
وأفهم أيضاً أن يدعو نبي على قوم بالعذاب علهم يرجعون إلى الله.
وأفهم أيضاً أن يدعو نبي على قوم بالعقاب جزاءً مساوياً على ما فعلوه من مظالم.
ولكن أن يدعو بعدم الهداية!!! فهذا شيء مختلف.
فهل من شارح وباسط للموضوع ليزيل اللبس؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:39 ص]ـ
ثم ظهر لي والله أعلم أنه قد يكون الله عز وجل أوحى إلى موسى أنهم من أهل الضلال .... كما أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومه غير الذين آمنوا معه .... وعليه يزول الإشكال ....
ما الدليل .... سأضع الآيات وألون ما أعتقده إشارة إلى ذلك والله أعلم:
وبغض النظر .. فإني أنتظر مشاركة الإخوة في إزالة الإشكال.
فَما آمَنَ لِموسى إِلّا ذُرِّيَّةٌ مِن قَومِهِ عَلى خَوفٍ مِن فِرعَونَ وَمَلَئِهِم أَن يَفتِنَهُم وَإِنَّ فِرعَونَ لَعالٍ فِي الأَرضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ المُسرِفينَ ?83? وَقالَ موسى يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلوا إِن كُنتُم مُسلِمينَ ?84? فَقالوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلنا رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمينَ ?85? وَنَجِّنا بِرَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرينَ?86?
وَأَوحَينا إِلى موسى وَأَخيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيوتًا وَاجعَلوا بُيوتَكُم قِبلَةً وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ ?87?
وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ ?88?
قالَ قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ ?89?
وَجاوَزنا بِبَني إِسرائيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَجُنودُهُ بَغيًا وَعَدوًا حَتّى إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ ?90? آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدينَ ?91? فَاليَومَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلونَ ?92?
وَلَقَد بَوَّأنا بَني إِسرائيلَ مُبَوَّأَ صِدقٍ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اختَلَفوا حَتّى جاءَهُمُ العِلمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقضي بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ ?93? فَإِن كُنتَ في شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَاسأَلِ الَّذينَ يَقرَءونَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ لَقَد جاءَكَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلا تَكونَنَّ مِنَ المُمتَرينَ ?94? وَلا تَكونَنَّ مِنَ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكونَ مِنَ الخاسِرينَ ?95? إِنَّ الَّذينَ حَقَّت عَلَيهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤمِنونَ ?96? وَلَو
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءَتهُم كُلُّ آيَةٍ حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ ?97?
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:39 ص]ـ
(مكررة)
ـ[مني لملوم]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:58 ص]ـ
عندما قرأت السؤال بدر إلي ذهني دعاء سيدنا نوح علي قومه بعد طول صبره عليهم،
وبعد أن قال الله له: (((إِنَّهُ لَنْ يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ)))
وعندما بحثت وجدت الآتي أنقله نصا من ملتقي أهل الحديث:
في تفسير القرطبي ما نصه:
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ بَعْض النَّاس هَذِهِ الْآيَة، فَقَالَ: كَيْفَ دَعَا عَلَيْهِمْ وَحُكْم الرُّسُل اِسْتِدْعَاء إِيمَان قَوْمهمْ؟!
فَالْجَوَاب أَنَّهُ لَا يَجُوز أَنْ يَدْعُو نَبِيّ عَلَى قَوْمه إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْ اللَّه، وَإِعْلَام أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُؤْمِن وَلَا يَخْرُج مِنْ أَصْلَابهمْ مَنْ يُؤْمِن.
دَلِيله قَوْله لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام: " إِنَّهُ لَنْ يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ" [هُود: 36] وَعِنْد ذَلِكَ قَالَ: "رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" الْآيَة [نُوح: 26]. وَاَللَّه أَعْلَم.
لقد وجدت الآتي في موقع (الإسلام سؤال وجواب):
قد يشتبه على بعض الناس دليلان، في ظاهرهما الدلالة على جواز الدعاء على الظالم بالإثم والمعصية.
أحدهما: من القرآن الكريم، وذلك في حكاية الله عز وجل عن موسى عليه السلام دعاءه على فرعون وقومه وفيه: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) يونس/88
فالجواب عن هذا بأن يقال إن دعاء موسى جاء بعد علمه بوحي من الله تعالى أن قوم فرعون لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية ومعجزة، وليس فيه الدعاء مطلقا على كل كافر أو ظالم بطمس القلب واليأس من الإيمان والتوبة.
يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 290):
" (وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ) قال ابن عباس: أي اطبع عليها، (فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ) وهذه الدعوة كانت من موسى عليه السلام غضبًا لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنه لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيء، كما دعا نوح عليه السلام فقال: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا) " انتهى.
ويقول القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (8/ 375):
" وقد استشكل بعض الناس هذه الآية فقال: كيف دعا عليهم، وحُكْم الرسل استدعاء إيمان قومهم؟
فالجواب: أنه لا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن من الله، وإعلام أنه ليس فيهم من يؤمن ولا يخرج من أصلابهم من يؤمن، دليله قوله لنوح عليه السلام: (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) وعند ذلك قال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) " انتهى.
ويقول الشيخ أحمد النفراوي في "الفواكه الدواني" (1/ 470):
" اختلف في جواز الدعاء على المسلم العاصي بسوء الخاتمة.
قال ابن ناجي: أفتى بعض شيوخنا بالجواز، محتجا بدعاء موسى على فرعون بقوله تعالى حكايةً عنه: (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ) يونس/88
والصواب عندي أنه لا يجوز، وليس في الآية ما يدل على الجواز؛ لأنه فرق بين الكافر المأيوس من إيمانه كفرعون، وبين المؤمن العاصي المقطوع له بالجنة إما ابتداءً أو بعد عذابٍ " انتهى.
الثاني: حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، في قصة شكاية أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر، وقيام ذلك الرجل في المسجد واتهامه لسعد بتهم عدة قال:
(قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لأدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.
وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ)
رواه البخاري (755)
فظن بعض الناس أن سعدا دعا عليه بالمعصية والإثم، ولكن الصواب أنه دعا عليه بتعرضه للفتن والبلايا والمحن في الدين والدنيا – كما قال: " وعرضه بالفتن " - والفتنة لا تعني المعصية، ولكنها تعني الشدة التي قد توقع في المعصية إن لم يصبر عليها، وهذا ما حصل.
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 241):
" وفيه جواز الدعاء على الظالم المعين بما يستلزم النقص في دينه، وليس هو من طلب وقوع المعصية، ولكن من حيث إنه يؤدي إلى نكاية الظالم وعقوبته " انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[01 Dec 2010, 03:49 م]ـ
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
شكراً يا مني ملوم على المشاركة.
ـ[أسامة بن مصطفى بن عمر المغربي]ــــــــ[01 Dec 2010, 05:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أخي الحبيب، إن استشكالك مبناه على خطإ متقدم في كلامك، ذلك أنك - حفظك المولى من كل زلل- قد استغربت دعاء نبي من أولي العزم على قومه بعدم الهداية، و الأمر ليس كذلك -وهذا الذي قد أغفل عند عرض هذا الاستشكال- إذ أن فرعون ليس من قوم موسىصل1، فإنه صل1 إنما بعث لبني إسرائيل خاصة و ليس فرعون منهم، و بتعبير آخر؛ إن فرعون لم يكن من أمة الدعوة، و ما من نبي إلا وقد أرسل لقوم خاصة و بعث رسولنا صل1 للناس كافة، و هذا من خائص نبينا محمد صل1، و إنما جرى ذكر فرعون لكونه كان مسترقا قاهرا لقوم موسى صل1، فلم يكن يمكنه أخذهم -كما أمره الله تعالى- إلى بقبول من فرعون لذلك. و لهذا فأنت - وفقني الله و إياك و سائر المسلمين- تجد أن موسى صل1 لم يدع فرعون إلى الإسلام، بل كان أول ما طلبه موسى صل1 من فرعون (((أن أرسل معي بني إسرائيل))).
و أرجو أن يكون قد زال هذا اللبس عنك أخي العزيز.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:30 ص]ـ
و لهذا فأنت - وفقني الله و إياك و سائر المسلمين- تجد أن موسى صل1 لم يدع فرعون إلى الإسلام، بل كان أول ما طلبه موسى صل1 من فرعون (((أن أرسل معي بني إسرائيل))).
و أرجو أن يكون قد زال هذا اللبس عنك أخي العزيز.
نعم كان لنبي الله مهمة وهي إنقاذ بني اسرائيل من بطش فرعون. ولكن ذلك لا يتعارض أن يكون له أيضاً مهمة أخرى نذيراً ورسولاً لفرعون وقومه وظاهر الآيات الكثيرة تشير الى ذلك بكل وضوح. وقد كان بإمكان موسى عليه السلام أن يأخذ بني اسرائيل ويفر بهم كما فعل بدون أن يواجه فرعون وبدون أن يأتيه بالآيات المعجزات التي قدرت بتسع آيات. اقرأوا معي:
1 - إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً (16)
2 - اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)
3 - ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)
4 - وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12)
5 - وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لاَّ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (19)
6 - وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ (42)
فإذا لم يكن فرعون ضمن مهمة موسى في الهداية والإيمان فلماذا كل هذا العناء الذي لم يكن له طائل في نهاية الأمر بعد أن أصر فرعون على كفره؟؟؟. فلا يعني ذلك إلا في إقامة الحجة عليه وعلى قومه ليخرج موسى بعد ذلك وقد عمل ما عليه من مهمات. مهمة هداية فرعون وقومه. ومهمة الخروج ببني اسرائيل والعودة بهم الى غور فلسطين وباديتها.(/)
جمع الاستدراكات على كتاب (التفسير والمفسرون) للذهبى - رحمه الله -
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد،
لا ينكر الباحث فى علوم القرآن ما لكتاب (التفسير والمفسرون) للإمام الذهبى – رحمه الله - من أهمية كبيرة بل وعمدته فى هذا الباب – مناهج المفسرين – ولكن الكمال لله وحده، فقد وقع في هذا الكتاب بعض الإشكالات التى يجدر بطالب العلم معرفتها وعدم السير عليها، فأحببت فى هذا الملتقى المبارك أن نستفيد من مشايخنا وأساتذتنا المتخصصين فى هذا المجال وذلك بكتابة ما استدركوه على هذا الكتاب بحيث نخلص فى نهاية البحث بجزء يجمع هذه الاستدراكات ثم تحرر بعد ذلك حيث أنى سمعت بعض المشايخ يذكر بعضا من هذه الاستدراكات فتمنيت أن تكون مجموعة فى كتاب ليستفيد منها الباحث.
وإليكم الآن بعض الاستدراكات الموجودة الآن عندى وكنت قد دونتها من دروس شيخنا/ مساعد الطيار، وكذا بعض الاستدراكات لشيخنا / محمد بن عبدالعزيز العواجى، دونتها عندما درسنا هذا الكتاب فى كلية القرآن، فجزاهما الله خيرا.
وقد أخبرنى الشيخ/ أحمد الشرقاوى أن لديه كذلك بعض الاستدراكات المهمة فلعله يتحفنا بها مشكورا.
أولا: استدراكات للشيخ /مساعد الطيار
الاستدراك الأول:-
ذكر الذهبى فى بداية الباب الثانى فصلاً بعنوان (التفسير فى عصر التابعين)، ثم قسَّم المفسرين من السلف إلى مدارس فبدأ بمدرسة مكة، ثم مدرسة المدينة، ثم مدرسة العراق، وذكر أشهر رجال كل مدرسة وسماتها.
تحليل الاستدراك:
يأتى الاستدراك على هذا الفصل من ناحيتين هما:
1 - أن لفظ (مدرسة) مصطلح غربى وليس إسلامياً.
2 - لا يصح تقسيم السلف لمدارس لأن منهجهم واحدٌ، بخلاف مثلاً مذهب المعتزلة فيمكن جعله مدرسة لأنه مغاير فعلاً لما كان عليه السلف.
الاستدراك الثانى:
قسَّم الذهبى- رحمه الله- فى كتابه التفسير إلى قسمين متباينين هما (التفسير بالمأثور – التفسير بالرأى) وذكر أمثلة لكلا النوعين من كتب التفسير.
تحليل الاستدراك:
لا يمكن الفصل بين كلا النوعين لأن التفسير بالمأثور نفسه لابد فيه من إعمال الرأى وقد يكون الرأى فيه مذموماً وقد يكون محموداً، فلا يمكن الفصل بينهما أصلاً، ومما يشهد لذلك أن الذهبى عندما ذكر كتب التفسير بالمأثور ذكر منها تفسير البغوى، ولما ذكر كتب التفيسر بالرأى ذكر منها تفسير الخازن مع أن كتاب الخازن أصله كتاب البغوى مع إضافات عليه ولم يخالف منهجه، فكيف نجعل الأول من التفسير بالمأثور والثانى من التفسير بالرأى؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا استدراكات للشيخ/محمد بن عبدالعزيز العواجى
الاستدراك الأول:
ذكر الذهبى – رحمه الله - فى بداية الباب الثانى تحت عنوان (التفسير فى عصر التابعين) تراجم لرجال كل مدرسةٍ من مدارس التفسير على حسب تقسيمه - رحمه الله – وعند ترجمته للإمام مجاهد بن جبر تكلم عن بعض ما أُخذ على مجاهد فقال (وكان مجاهد - رضى الله عنه – يعطى عقله حريةً واسعةً فى فهم بعض نصوص القرآن التى يبدو ظاهرها بعيداً، فإذا ما مرَّ بنصٍ قرآنىٍّ من هذا القبيل، وجدناه ينزله بكل صراحةٍ ووضوحٍ على التشبيه والتمثيل وتلك الخطة كانت فيما بعد مبدءًا معترفاً به ومقرراً لدى المعتزلة فى تفسير القرآن بالنسبة لمثل هذه النصوص) ا. هـ
ثم ذكر بعد ذلك مثالين استدلالاً لصحة هذا الكلام وهما عند تفسير مجاهد لقوله تعالى (فقلنا لهم كونواقردة خاسئين) فقال: "مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة"، والمثال الثانى عند تفسيره لقوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) فقال:"تنتظر الثواب من ربها لا يراه من خلقه شيء" ا. هـ
تحليل الاستدراك:
ما سبق من كلام الذهبى لا يمكن التسليم له من اتهام مجاهد بهذا الاتهام، لأنه لا يوجد غير هذين المثالين عن مجاهد فكيف نسلم بذلك؟.
الاستدراك الثانى:
ذكر الذهبى فى الباب الثالث أسباب الوضع فى التفسير، وذكر كلاماً ملخصه أن الوضع فى التفسير ينحصر تحت سببين هما 1 - التعصب المذهبى. 2 - الزندقة.
تحليل الاستدراك:
ينبغى إضافة سبب ثالث إلى هذين السببين من أسباب الوضع فى التفسير ألا وهو (انتشار القصاص).
الاستدراك الثالث:
ذكر الذهبى فى الباث الثالث فصلا بعنوان (مصادر التفسير) فذكر خمسة مصادر هى 1 - الرجوع إلى القرآن نفسه.
2 - النقل عن الرسول. 3 –الأخذ بما صح عن الصحابة. 4 - الأخذ بمطلق اللغة. 5 - التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضى من قوة الشرع.- مع تفصيل فى كل مصدر-.
تحليل الاستدراك:
ينبغى تقييد المصدر الأول والثانى بشرط مهم، ألا وهو (وضوح الدلالة).
- وكذا المصدر الرابع وهو الأخذ بمطلق اللغة، ينبغى تقييده بشرط مهم وهو (أن لا يخالف مقتضاه ما سبق-أى من المصادر-).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما تيسر لى الآن تدوينه بفضل الله – عز وجل –
فآمل من مشايخنا الكرام إفادتنا فى هذا الموضوع لما لهذا الكتاب من أهمية كبيرة سائلاً المولى – عزوجل- أن يكتب لنا ولكم الأجروالثواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[01 Dec 2010, 05:44 م]ـ
ومن الاستدراكات: قوله عن ابن المنير أنه سني العقيدة. وليس كذلك بل هو أشعري عفا الله عنه. وكذا ماذكره عن الألوسي أنه سلفي. وعنده اضطراب وتردد في بعض مسائل الصفات، وكذا عده فتح القدير للشوكاني من تفاسير الزيدية وليس كذلك رحم الله الذهبي رحمة واسعة وأكرم الله نزله آمين
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[02 Dec 2010, 06:59 ص]ـ
ألا ترى يا أخي الحبيب أن كثيراًمما ذكر على أنه استدراك لا يعدو أن يكون اجتهاداً مخالفاً لاجتهاد الذهبي- رحمه الله-؟ فمسألة المدارس التفسيرية -مثلاً- مجال الاجتهاد والأخذ والرد فيها واسع فيمكننا عرض الرأي الذي نعتقد أن الأدلة تؤيده لكن لا على أنه استدراك بل على انه رأي، وقد لا يحسن في بعض الأحيان ربطه بكتاب معين، الاستدراكات في تصوري - وجزى الله خيراً من صحَّح - تتعلق بأوهام وقع فيها المؤلف أو مخالفة لأصول منهج أهل السنة أو قيدٍ أغفله أو معلومة ذهل عنها ونحو ذلك، والله اعلم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Dec 2010, 08:00 ص]ـ
وأنا أستدرك عليكم أنكم وصفتم المؤلف رحمه الله بـ (الإمام) وهو دكتور
فإن هذا المصطلح يوحي بأنه من القدامى، ولولا أني أعرف أنه دكتور لظننته شمس الدين الذهبي رحمه الله
أما الملاحظة الجوهرية - التي تستحق اسم الاستدراك - فهي مثل نسبة أحدهم إلى مذهب - أو تجريده -
وهو ليس كذلك؛ و لايكفي مجرد موافقتهم - أو مخالفتهم - في مسألة أو حتى عشر (مالم تكن من الأصول)
كما يفعل من نسب ابن حجر والنووي إلى الأشعرية، أو الشوكاني إلى الزيدية
أو أخرج الألباني من السلفية .. رحم الله الجميع
وها هنا في اليمن مشايخ أفاضل، يرفضون نسبتهم إلى الزيدية - مع إصرارهم على ذم معاوية -
ومنع الترضي عنه، وتفضيل علي على الشيخين
وإنكار الرؤية، وعذاب القبر، وتخطيء سؤال: أين الله؟ وإجازة الدعاء بـ "يا محمد" فأما "يا علي" فلا
فهل هؤلاء سلفيون؟ أم سنة؟ أم زيدية؟ أم لست أدري
أو مذهب كوكتيل؟
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[02 Dec 2010, 04:32 م]ـ
الأخ وليد العصامى / جزاك الله خيرا.
شيخنا / محمد نصيف: بارك الله فيكم ونفع بنا وبكم، نعم وانا معكم فيما قلتم، ولذلك قلت عبارة فى بداية كلامى فى الوضوع حبذا لو راجعموها ألا وهى (ثم تحرر بعد ذلك).
شيخنا رصين / جزاك الله خيرا على التنبه، نعم ينبغى التنبه للعبارة، وماكان منى إلا الحرص على احترام المؤلف وتبجيله أكرمكم الله.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[25 Dec 2010, 10:47 ص]ـ
أذكر كذلك استدراكا للشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - أن الذهبي - رحمه الله - ذكر أن التفسير في عصر الصحابة والتابعين كان مدرجا بين الأحاديث ولك يكن هناك تمييز له من بين الأحاديث بل كان مبثوثا فيها و لكن الواقع يشهد أن التفسير كان علما مستقلا و له رجاله وكان هناك نسخ تفسيرية عند التابعين تدل على انفصال علم التفسير عن الحديث
ـ[عبد الله علي محمد]ــــــــ[25 Dec 2010, 01:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذا الموضوع ..
الكل يعلم مدى أهمية كتاب الدكتور الذهبي في التفسير والمفسرون، وإن وقع في أشياء اجتهادية .. فحسناته كبيرة جداً .. وأنا أعلم أنكم توافقونني الرأي في ذلك .. لكنني أحببت التنبيه على ذلك لكيلا يتوهم البعض.
وقد وقفت على بعض الملاحظات التي أشار إليها الدكتور مساعد الطيار وفقه الله.
وستكون لي معه بعض المناقشات تأييداً أو تصحيحاً لكل ما ذُكر.
بوركتم
ـ[مني لملوم]ــــــــ[25 Dec 2010, 10:19 م]ـ
مميزات كتاب التفسير والمفسرون:
1 - أنه يعد أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين، حيث لم يسبقه أحد في هذا العلم، والفضل للمتقدم كما قال الأول! ولذلك فقد نفدت طبعته الأولى في أسابيع معدودة من طباعته.
2 - أنه درس مناهج كتب عديدة لم تطبع في ذلك الوقت، وقد كان لهذا فائدة كبيرة ولا زال.
- القرطبي ومنهجه في التفسير للدكتور القصبي محمود زلط، وهو رسالة دكتوراه تقدم بها لجامعة الأزهر قبل عام 1395هـ. واستفاد فيها من كتاب التفسير والمفسرون، مع أنه أشار في مقدمته إلى أن هذا الموضوع لم يسبق إليه، ولعله يشير إلى أنه لم يسبق إليه على جهة الاستقلال.
- الرازي مفسراً للدكتور محسن عبدالحميد العراقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الواحدي ومنهجه في التفسير للدكتور جودة محمد المهدي. 1978م.
- منهج ابن عطية في التفسير للدكتور عبدالوهاب فايد. طبع بمصر سنة 1394هجرية.
- أبو حيان المفسر للدكتور عبدالمنعم الشافعي.
- الإسرائليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور الأردني رمزي نعناعة، وهو من أفضل ما كتب في الإسرائليات،
وقد كانت هذه الرسالة للدكتوراه تحت إشراف الدكتور الذهبي.
- وكتب كذلك عن مناهج عدد من الصحابة في التفسير والتابعين ومن بعدهم كذلك.
فهذه الرسالة قد فتحت للباحثين آفاقاً كثيرة للبحث، ونفع الله بهذا الكتاب نفعاً عظيماً.
3 - أنه قد خرج من تحت عباءة هذا الكتاب عدد كبير من الرسائل العلمية،
فقد أفردت بعد ذلك رسائل عديدة لمناهج المفسرين الذين أشار إليهم في كتابه،
وبعض تلك الدراسات كانت تحت إشراف الدكتور الذهبي رحمه الله.
وقد أشار الذهبي - رحمه الله - إلى أن كتابه فيه تركيز شديد فقال: (ولعلي بعد ذلك أن لا أكون قد أسأمت القارئ الكريم من طول دعتني إليه ضرورة البحث، ودفعتني إليه رغبة الاستيفاء والاستقصاء. واعتقادي - رغم هذا الطول - أن في هذا البحث تركيزاً كبيراً، واختصاراً كثيراً، إذ أن كل موضوع من موضوعات هذا الكتاب يصلح لأن يكون كتاباً وحده، وكتاباً موسعاً مسهباً).أ. هـ.
http://www.tafsir.net/vb/archive/index.php/t-300.html
ألا ترى يا أخي الحبيب أن كثيراً مما ذكر على أنه استدراك لا يعدو أن يكون اجتهاداً مخالفاً لاجتهاد الذهبي- رحمه الله-
بارك في الأخ محمد نصيف علي ما قال
فالاستدراك شيء والاجتهاد برأي مخالف شيء آخر.
جزاك الله أخينا خيرا علي جمع بعض الاجتهادات لمن خالفوا بعض ما كتبه الدكتور الذهبي علي أن نعرف اسمها بحيث لا يتوهم أحد صحتها وخطأ الشيخ الذهبي رح1 الذي كانت له الصدارة في الموضوع وعلم الكثيرين وفتح الباب لهم.
أما قدر الكاتب والكتاب ..
أنه يعد أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين، حيث لم يسبقه أحد في هذا العلم، والفضل للمتقدم كما قال الأول
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[28 Dec 2010, 04:22 م]ـ
عفوا إخواني الكرام هل هذه استدراكات هذه تعليقات مثلا
وهل تخرج الأشعرية من زمرة أهل السنة والجماعة تري كم ألف إمام من أئمة الإسلام ستخرجهم وكم تعد ممن ترى أنهم من السنة كما ترى ... ممكن أن نقول وأهل السنة منهم الأشعري والماتريدي والظاهر والسلفي لعل الله يجمعنا على كلمة واحدة كلمة الحق بارك الله فيكم على غيرتكم وحرصكم على تحرى الحق
هناك كتابان قيمان لشيخنا العلامة الدكتور إبراهيم خليفة - علمت أن الشيخ الدكتور مساعد ممن يقرأ له ومعجب بتحقيقاته بارك الله في الجميع-" مناهج المنفسرين
والدخيل في التفسير" فقد قام باستدراكات كثيرة بداية من تعريف التفسير بالرأي إلى ما ذكره رحمه الله من المسائل الفرعية في كتابه
وأضيف استدراكا خفيفا فقد ذكر أن سيدنا أبي بن كعب من أحبار اليهود الذين أسلموا وهذا لم يذكر في أي ترجمة لسيدنا أبي رضى الله عنه- وإن ذكره الزركلي في الأعلام ولا سالف له في هذا القول
وبارك فيكم ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والإخلاص(/)
سؤال حول الرماني والزجاج
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Dec 2010, 02:03 م]ـ
هل كتب احد رسالة علمية حول منهج الرماني او الزجاج في تفسير القران؟
نرجو ممن يعلم ان يدلي بدلوه(/)
مركز تفسير يصدر العدد الثالث والرابع من نشرة راصد 1431هـ
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[01 Dec 2010, 04:21 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
صدر عن مركز تفسير للدراسات القرآنية العدد الثالث والرابع من نشرة راصد التي يصدرها المركز دورياً لرصد الأنشطة والجديد في الدراسات القرآنية من المطبوعات والندوات والمؤتمرات والبرامج المتصلة بالقرآن وعلومه. وقد صدر هذا العدد المزدوج ليرصد أبرز الأنشطة والجديد خلال عام 1431هـ. وقد سعى المركز لتطوير هذه النشرة بإنشاء هيئة لتحرير هذه النشرة رغبة في الارتقاء بها وتطويرها، ونرجو أن تكون هذه الخطوة دافعة للمزيد من التطوير.
وقد تم توزيع النشرة خلال اللقاء الثامن الذي عقده المركز بالرياض، وأرسلت للمتخصصين في الجامعات السعودية، ونضعها هناء بين يدي الجميع لقراءتها على هيئة إلكترونية PDF راجين أن يكون في ذلك نفع لمن يطلع عليها.
ونرجو تزويدنا بملحوظاتكم ومقترحاتكم لتطوير هذه النشرة على العناوين المسجلة في آخر النشرة.
- راصد - العدد الثالث والرابع - مركز تفسير للدراسات القرآنية1431هـ ( http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfile&id=378) .
الأعداد السابقة:
- العدد الأول ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17051).
- العدد الثاني ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18600).(/)
تأملات في تقسيم أنصبة المواريث بالآيتين 11،12من سورة النساء
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[02 Dec 2010, 12:11 ص]ـ
بسم الله .. وأزكى صلاة وسلام على حبيبنا محمدصل1سيدولد آدم على الله ,ولافخر ..... والحمد لله الذى أنعم علينا بنعمة الاسلام وكفى بها نعمه ..... أما بعد: فهذه أولى مشاركاتى على الأطلاق فى ملتقيات أسلامية, وان كان هذا لما رأيت ووجدت وتيقنت من جمع هذا الملتقى للنخبة الأجلاء من أساتذة وعلماء يعجز اللسان عن وصف فضلهم وقمة علمهم حفظهم الله وزادهم ونفعنا جميعا من علمهم، فسمحت لنفسى التماسا لمواطن الرحمة أن أجعل نفسى بين نفحاتهم راجيا من المولى العلى القدير سبحانه أن ينفعنا ويرفعنا جميعا بذكره والقرآن .... آمين
أقدم لحضراتكم من بحث لى راجعته هيئة علماء المسلمين بأسم (صور من الأعجاز العددى بالقرآن) , وهو كتاب تحت الطبع حاليا وهو معنى بأظهار المعنى القرآنى بالرقم فى عدة صور مختلفة من الأعجاز أقدم منه مثال من الأعجاز التشريعى من تقسيم أنصبة المواريث بما يتساوى معه الحصة المذكوره مع عدد الحروف للكلمات الدالة عليها وأسأل الله العلى القدير أن يتقبله منا وينفع به المسلمين .. ولا أنسى أن أدون هنا قول لفضيلة الشيخ الشعراوى رح1 عند خواطرة التفسيريه للجزء الثالث من سورة البقرة (أن القرآن هو كلام الله والله سبحانه هو الكامل فلابد أن يأتى كلام الكامل كاملا فيحوى جميع الاعجاز والكمال فى المعانى وأساليب الكمال) وأضيف على ذلك القول (ما دام التفسيرأو الاظهار لايخالف أهل السنه والجماعه).
والى حضراتكم مشاركتى:
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?دِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا" {النساء/11} ان توزيع الحصص بالنسب المقررة فى الآية تتم على أساس عدد الحروف والكلمات الداله عليها:
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?دِكُمْ) 18 حرف (النصيب الأصلى لتوزيع الحصه 18حرف في المثال)
* (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?ـدِكُمْ) 18 حرف 4 كلمات
* (لِلذَّكَر مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) 18 حرف 4 كلمات
* (فى أولـ?دِكُم لِلذَّكَر) 13 حرف 3 كلمات
* (مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) 13 حرف 3 كلمات
* (فإن كُنَّ نِسَآءً فَوقَ اثنَتَينِ فلهنَّ ثُلُثَا ما تَرَكَ)
* (فإن كُنَّ نِسَآءً فَوقَ اثنَتَينِ فـ) 18 حرف (والثلثان منها)
* (لهنَّ ثُلُثَا ما تَرَكَ) 12 حرف الرقم 12 هو الثلثان من النصيب 18 حرف
* (وإن كانت و?حِدةًَ فلها النِصفُُ)
(إن كانت و?حِدة) 10 حروف (ونصفها)
(النِصفُُ) 5 حروف
(فلها النِصفُُ) 9 حروف من (النصيب لتوزيع الحصه 18 حرف)
(إن كانت) 6 حروف (ونصفها)
(نصف) 3 حروف
* (ولأَبَويهِ لكلِّ و?حِد منهُما السُّدُسُ ممَّا تَرَكَ إن كان لَهُ وَلَدٌ فإن لَّم يَكُن لَّهُ وَلَدُ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فلأُمِّهِ الثُلُثُ) 72 حرف نصيب (السُّدُسُ) = 18 حرف (كل الحصة) ÷ 3 حروف كلمة (سُّدُسُ) = 6 (السدس)
* (ولأَبَويه) 7 حروف (لكلِّ واحِد) 7 حروف
حروف المقطع للنصاب هو72 حرف وسدسهما 12 إذاً 72 حرف ÷ 6 (السُّدُسُ) = 12 حرف
* (لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا) 12 حرف
* ولأَبَويهِ لكلِّ و?حِد منهُما السُّدُسُ ممَّا تَرَكَ إن كان لَهُ وَلَدٌ فإن لَّم يَكُن لَّهُ وَلَدُ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فلأُمِّهِ الثُلُثُ) 72 حرف
ان هذا المقطع عدد حروفه 72 حرف, فاذا وزعت نصاب الثلث لأمه من هذا العدد يصبح (ثلث الـ 72 حرف) 24 حرف
(يُتْبَعُ)
(/)
في: (لَّهُ وَلَدُ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فلأُمِّهِ الثُلُثُ) 24 حرف = (الثلث) تماماً (لَّم يَكُن لَّهُ وَلَدُ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فلأُمِّهِ الثُلُثُ) 30 حرف إذاً الثلث 10 حروف مجموع حروف (فلأُمِّهِ الثُلُثُ) وهم 10 حروف الثلث
* (فَإن كان لَهُ إخوَةٌ فَلأُمِّهِ السُدُسُ مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِى بِهَا أو دَيْنٍ) 42 حرف (إن كان لَهُ إخوَةٌ فَلأُمِّهِ الـ) = 18 حرف ÷ 6 (سُّدُسُ) = 3 هي حصة (السُّدُسُ)
وكل من كلمتى (أُمِّهِ)، (سُدُسُ) = 3 حروف لكل منهما أى نصيب (السُّدُسُ)
الايه:?? (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ {النساء/12}) 88 كلمة
* (لَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ) 18 حرف (ونصفها) (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا) 9 حروف = (تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ) 9 حروف
(لَكُمْ نِصْفُ) 6 حروف = نصف ? (ما تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ) 12 حرف (ونصفها) هى كلمه (نِصْفُ) 3 حروف =
نصف ? (أزو?جَكُم) 6 حروف
* (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) 32 حرف (ونصفها) (إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) 16 حرف
* (إِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ) 20 حرف (والربع منها) (الرُّبُعُ) 5 حروف 20 كل الحصة ÷ 4 (الربع) = 5 (حصة الربع) وهى عدد الحروف لكلمة (الربع)
(لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ) 4 كلمات × 5 حروف (الربع) = 20 حرف نصاب الربع بالكلمات
(فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ) 28 حرف (مِمَّا تَرَكْنَ) 7 حروف
28 كل النصاب ÷ 4 (الربع) = 7 حروف (مِمَّا تَرَكْنَ) وهى أيضا عدد حروف (َلَكُمُ الرُّبُعُ) وهم عدد 8 كلمات وربعها كلمتان هما (فَلَكُمُ الرُّبُعُ)
نصاب الربع (وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ) 36 حرف (فَلَكُمُ الرُّبُعُ) 9 حروف 36 كل النصاب ÷ 4 (الربع) = 9 حروف (حصة الربع) وهى عدد حروف (فَلَكُمُ الرُّبُعُ)
* (لَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) 31 حرف + 49 حرف (إِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) = 80 حرف (والربع منها) (إِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ) 11 حرف + 8 حروف (لَكُمُ الرُّبُعُ) 20 حرف 80 كل النصاب ÷ 4 (الربع) = 20 حرف (حصة الربع) تنويه: (المخاطب بالتشريع فيما سبق الكلام فيه مخصص للذكور وأما من بداية هذا المثال " انتقل التخصيص للنساء ")
(مثال 1): فيما يخص نصيب (الربع) في الآيه
* (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ) 68 حرف 68 النصاب كله ÷ 4 (الربع) = 17 حرف (حصة الربع) وهم عدد حروف الكلمات الداله علي الربع من الآيه (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ)
(مثال 2): (هُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ) ? 28 حرف (والربع منها) (مَّا تَرَكْتُمْ) ? 7 حروف 28 جملة الحصة ÷ 7 حروف (مَّا تَرَكْتُمْ) (الربع)
وإذا انتقلنا للجزء الثانى من نفس مقطع الآية وهو (الثُّمُنُ)
(كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ) 40 حرف 11 كلمة
40 حرف نصاب الكل ÷ 8 (الثمن) = 5 حروف للسهم الواحد ما يساوي (الثُّمُنُ) وأيضا حروف كلمه (تَرَكْتُم)
(يُتْبَعُ)
(/)
اما ما يخص نصيب الثمن في الآيه ان عدد كلمات الآية كلها 88 كلمة ÷ 8 نصاب الثمن = 11 كلمة عدد كلمات المقطع الخاص بالثُمن (فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ) 11 كلمة نصيب (الثمن) من جملة 88 كلمة للآيه كلها وعدد الحروف للكلمات الدالة على نصاب الثمن المذكورة أعلاه
اما ما يخص نصيب السدس في الآيه (كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ) 48 حرف (يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ) 42 حرف
42 جملة النصاب ÷ 6 (السُّدُسُ) = 7 عدد حروف (َلِكُلِّ وَاحِدٍ) 7 حروف
اما ما يخص نصيب الثلث في الآيه
(فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ) 69 حرف والثلث من الرقم 69 هو ? (إِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء) 23 حرف 69 كل الحصة ÷ 3 (الثُّلُثِ) = 23 قيمة سهم الثلث
ومن بداية انتقال التشريع إلى بيان ما يخص النساء من الميراث
فى: (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) عدد 215 حرف والثلث منها هو ......
(فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) 72 حرف 215 حرف جميع النصاب ÷ 3 (الثلث) = 71.6666667 مقدار (الثلث) من النصاب كله
(فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ) 9 كلمات (وثلثها) (شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ) 3 كلمات 9 كلمات الحصة كلها ÷ 3 قيمة سهم (الثلث) = 3 نصيب (الثلث) أي (شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ)
عدد كلمات الآية كلها 88 حرف ÷ 3 (الثلث) = 29.333333 (فالكلمات أتت في الآيه تساوي ثلث كلمات الآيه)
(وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ) 29 كلمة
(وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ) 24 كلمة و (الثُّلُثِ) ? (كَانُوا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُم شُرَكَاءُ فى الثُلُثِ) 8 كلمات أي ما يساوي 24 كلمة ÷ 8 كلمات قيمه (ثلث) = 3 نصيب (ثُّلُثِ)
على محمد على فراج
عضو المعهد العالمى للاعجاز القرانى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Dec 2010, 06:20 ص]ـ
لاحظت أن الأخ على يحتسب أحياناً الاحرف في التقسيم وأحياناً أخرى يحتسب الكلمات
فمثلاً في هذا المثال ذكر عدد الأحرف والكلمات: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?ـدِكُمْ) 18 حرف 4 كلمات
ولكن لا يوجد ذكر للأحرف في المثال التالي الذي ذكره:
(وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ) 24 كلمة و (الثُّلُثِ) ? (كَانُوا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُم شُرَكَاءُ فى الثُلُثِ) 8 كلمات أي ما يساوي 24 كلمة ÷ 8 كلمات قيمه (ثلث) = 3 نصيب (ثُّلُثِ).
فهل يوجد ضبط معين يستطيع من خلاله الباحث الإعتماد عليه في انتقاء الأحرف أو الكلمات أو كلاهما؟؟؟؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:34 م]ـ
أولا أرحب بك أخي الفاضل بين إخوانك، وأسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنك.
الملاحظ في بحثك -حفظك الله- عدم وضوح القاعدة التي تعد على أساسها واضطراب المنهج المتبع، ويظهر هذا من خلال ما ذكره الأخ تيسير، وكذا من خلال الأمثلة التالية في المقطع الأول فقط من البحث:
- (فى أولـ?دِكُم لِلذَّكَر) 13 حرف 3 كلمات الأساس الذي تم عليه اختيار هذه الكلمات.
- (فإن كُنَّ نِسَآءً فَوقَ اثنَتَينِ فـ) ... (لهنَّ ثُلُثَا ما تَرَكَ) فصل الفاء وإضافتها لعد الأولى بينما حذفت من الثانية، وكذلك عد الفاء من (فإن) هنا بينما حذفت الواو من:
- (إن كانت و?حِدة) 10 حروف. فمرة تعد ومرة لا تعد.
- (النِصفُ) 5 حروف (فلها النِصفُ) 9 حروف من (النصيب لتوزيع الحصه 18 حرف) اعتماد الحروف التسعة دون الخمسة.
هذه مجرد نظرة سريعة، وبتتبع البحث تظهر أمثلة أخرى عديدة جديرة بوضع علامات استفهام عديدة حوله والمقدمات التي بُني عليها والنتائج التي وصل إليها.
وأترك للإخوة المختصين ببحوث الإعجاز العددي بيان القيمة العلمية لمثل هذا البحث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Dec 2010, 02:38 م]ـ
يضاف لما ذكر الأخوان - وإن كان يكفي - أنه ينبغي أن يوضع ضابط واضح تعرف فيه الكلمة عند أصحاب هذا الطرح الإعجازي فإنك لو راجعت مثلا أي علم من العلوم الشرعية أو حتى الرياضية وجدت علماءه يعرفون أسس هذا العلم حتى لا يبقى لبس ..
ففي علم النحو مثلا يعرفون الكلام عندهم بأنه لفظ مفيد ... إلخ. حتى لا يختلط بالكلام عند أهل اللغة وغيرهم وحتى لا تدخل فيه الإشارة والخط والرسم ونحوها.
وحتى في جزئيات العلوم يبدأون بتعريف المسائل حسب اصطلاحهم فيقول الأصوليون - مثلا - في الأمر هو طلب الفعل ... إلخ. حتى لا يختلط بالأمر عند النحاة أو غيرهم .. وهكذا.
فالمطلوب الآن هو:
1 - ما هو تعريف الكلمة عندكم؟
2 - هل تعتبرون الضمائر كلمات أم أنكم تفرقون بينها؟
3 - متى تعتمدون في استنتاجكم على الحروف ومتى تعتمدون على الكلمات ومتى تحسبون الجمل؟
والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Dec 2010, 06:36 م]ـ
أظن ان الذي يكتب بحثاً كهذا عليه على الأقل أن يتابع الردود ويرد عليها أولاً بأول حتى لا تتراكم الإنتقادات وتتشعب ويذهب ريح المشاركة في هباء. فما زلنا بانتظار الأخ علي للرد على ما ورد من ملاحظات. أو على الأقل يرد من هم في مضمار الإعجاز العددي ومريديه.
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:20 م]ـ
الأخ تيسيرالغول سلام الله عليكم ورحمته ولجميع من شاركنى فى الموضوع المطروح فوالله أن خط النت قد أنفصل عنى اليوم لفترات طويلة مماآلمنى من التأخير بلومك لى .. وأوجة نظر جميع مشاركى الملتقى أنى أحترم وأقدر الجميع .. ويبدو أن التنسيق لمشاركتى أتعبنى لأختلافة عن الموقع مما شوة بعض الترتيب للتوضيح وخاصة أنى أجد صعوبة فى الدخول .. وبحثى متعلق (بالمعنى القرآنى بالرقم) وأعتمد بصفة رئيسية على الحروف ثم أن وجدت لذلك من الكلمات الدالة على المعنى أخذت بهافكل الهدف أن القرآن لايعتمد على أعجاز أرقام بعينها ولكن كل معنى يتعلق بالرقم الدال عليه .. وأما عن (يوصيكم الله فى أولدكم) 18حرف 4كلمات تلك رأس الوصيه وأثبات بأن هذا مساو لتفسيرهاتجد (للذكر مثل حظ الأنثثين) 18 حرف 4كلمات أيضا وأيضا فى تساوى الأنصبه (للذكر مثل) = (حظ الأنثيين) 8حروف فى كلمتان ... لك تقديرى على مشاركتك معى ............. أخيكم على فراج
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:44 م]ـ
سلام الله عليك أخى الأستاذ محمد العبادى .. وأعتذر لعدم الرد فى مناسب التوقيت وأشكر حضراتكم على المشاركات الفعالة هذه
وقد أوضحت بعض أستفسارمنك فى رسالة الأخ تيسيرالغول وأستكمالا معك بخصوص
فصل حرف (ف) فى (فان كانتا أثنتين فـ) (لهن ثلثا ماترك) .. والفاء كما هو معلوم لحضراتكم حرف توكيد ولايضر ولايعتبرأخلالا لنص الآية ولَا للمعنى المرادمنها وأنما ذلك حتى يصل المعنى المراد من التفسيرللقارىء .. وكذا الحال فى حرف الواو (ان كانت واحدة) ... وأما عن السؤال الثانى فـ (النصف) 5حروف فهى النصف للمعنى والعدد لـ (ان كانت وَحدة) 10حروف،،و (كانت واحدة) 9حروف أى النصف من الحصة الأصل 18حرف لكل منهمافى (يوصيكم الله فى أولدكم) وأيضا (للذكرمثل حظ الأنثيين) وسوف أرشل مشاركة جديدة قريبا ان شاء اللة لتوضيح المعنى القرآنى بالرقم أكثر ولكم تحياتى وأنتظر ردودكم ........... أخيكم على فراج
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[03 Dec 2010, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم أستاذ ابراهيم الحسنى .. وأقدر لحضراتكم الأهتمام بالرد والتواصل فى الموضوع وأنا من أنصارأن النقد دائما بنّاء الا لدى المتعصبين وليس هذا من أدب تناول العلم عندى .. واتناول الرد على أسئلة حضرتك الأربع على النحو التالى:-
1 - الكلمات القرآنية عندى فى مجال البحث .. هو كل وجميع المكتوب الموصول حتى حروف الجر (فلايستقيم المعنى بدونها)
2 - وعلى ذلك أيضا فان الضمائرالموصولة أعدها من الكلمات أما الضمير (كالهاء) نهايةكلمه مثل (عندة، اليه) أعُده حرف ضمن الكلمة
3 - أعتمدأساسأعلى عدالحروف فهى أبلغ فى أظهار الأعجاز للمعنى .. والكلمات تكوين الحروف وأتناول أيا منهماليس بمعايير معينةسوى تناول أيا منهما لأى نوع من أظهارالأعجاز وكثيرا ماتجد أن كل منهمايتناول ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ولاأعترف بما يسمونه (حساب الجمل) فلم أجد قاعدةسليمه ذات أساس يستندعليها .... ولك التحية .. أخيك على فراج
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2010, 03:50 ص]ـ
علي محمد علي
والى حضراتكم مشاركتى:
(يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?دِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا" {النساء/11}
ان توزيع الحصص بالنسب المقررة فى الآية تتم على أساس عدد الحروف والكلمات الداله عليها:
* (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلـ?ـدِكُمْ) 18 حرف 4 كلمات
عدّ الحروف حسب رسم المصحف.
* (وإن كانت و?حِدةًَ فلها النِصفُُ)
(إن كانت و?حِدة) 10 حروف: استثنيت الواو من العدّ؟
(النِصفُُ) 5 حروف: استثنيت فلها؟
* (ولأَبَويه) 7 حروف
(لكلِّ واحِد) 7 حروف: عدّ الحروف بالرسم الإملائي، عدد الحروف في رسم المصحف 6 وليس 7.
* (لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا) 12 حرف: عدد حروف هذه الكلمات بالرسم العثماني 11 وليس 12 (تحذف ألف واحد).
* (لَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ) 18 حرف: حذف حرف الواو - العدّ بالرسم الاملائي. وبرسم المصحف 17.
(ونصفها) (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا) 9 حروف: عدّ حرف الواو.
= (تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ) 9 حروف. العد بالرسم العثماني.
(لَكُمْ نِصْفُ) 6 حروف = نصف ? (ما تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ) 12 حرف (ونصفها) هى كلمه (نِصْفُ) 3 حروف =
نصف ? (أزو?جَكُم) 6 حروف
كلمة أزواجكم: عُدت 7 أحرف بالرسم الاملائي مرة، و6 أحرف بالرسم العثماني في المرة الثانية.
* (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَ?جُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) 32 حرف: العدد 31 حرفا.
(ونصفها) (إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ) 16 حرف: الصحيح 13 حرفا.
(هنا عد الحرف المضعف حرفين، بينما لم يعده في الكلمات نفسها في العبارة السابقة، ولو طبق المنهج نفسه فعدد الحروف هو 34).
أعتقد أنه لا حاجة للمتابعة، فالباحث يعد مرة باعتبار الرسم الاملائي، ومرة باعتبار الرسم العثماني، ومرة يحتسب الحرف المضعف حرفين، ومرة يعتبره حرفا، وفي الكلمة الواحدة؛ وهذا كاف ...
والبقية عندكم
وللأخ الكريم علي: يؤسفني أن أقول لك، هذا ليس من الإعجاز العددي.
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[03 Dec 2010, 04:32 ص]ـ
الأخ الأستاذ عبد الله جلغوم .. أجمل وأبلغ رد علمى من علم القراءات ربنا يكرمك وهذا ما كنت أنتظرة من نقد (ولكن ليس على أطلاقة)
هذة هى المشكلة التى تقابل أحصاء الأعداد لحروف القرآن .. الألف اللازم والمد الواجب والتضعيف وغيرة مما لايخفى على أهل العلم فى ذلك .. لان أختلاف الرسم وتدوين المصاحف بمر العصور الأسلاميه جعل دراسات مستفيضة فى ذلك ورجائى كل رجائى منك ان كان لديك وسيلة عد ثابتة أنى تنفعنى بها وجزاك الله خيرا وأنتظر ردك على مشاركتى الأخيرة
ولى ردود على بعض ملاحظاتك ولكن تقديرا لأهل الذكر أكتفى وأكرر لك شكرى
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Dec 2010, 05:00 م]ـ
أخي الكريم على محمد علي وفقني الله وإياك لكل خير.
لقد بحثت كثيرا في مواضيع ما يسمى بالإعجاز بفروعه الكثيرة؛ ولم أجد ما تطمئن النفس إليه إلا في الإعجاز البياني والبلاغي الذي عليه سلف هذه الأمة.
أما الإعجاز العلمي - وإن كنت أقر أن هناك إشارات علمية لكنها لا ترقى لأن تسمى إعجازا ويُدندَن حولها - فقد بين بعض الإخوة ضعف أدلة أصحابه في مواضيع كثيرة في هذا الملتقى وفي غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يسمى بالإعجاز العددي ويدخل فيه العد الإحصائي ونحو ذلك فقد حاول بعض الإخوة من أعضاء الإشراف على هذا الملتقى المبارك أن يبين المدافعون عنه الأسس والضوابط التي يبنون عليها دعواهم هذه لكن دون جدوى؛ فلم نجد ضوابط ثابتة علمية، وإنما هي فلسفات غير منضبطة فتارة يقومون بعملية الضرب وتارة بالقسمة ومرة بالطرح .. إلخ. دون أي ضابط علمي مستند على عقل أو نقل.
ولكن هذا لا يمنع من إبداء الرأي حول هذه المواضيع فإن جاءتنا أدلة علمية ترقى إلى مستوى الاستدلال فبها ونعمت وإلا فكتاب الله تعالى أجل وأعظم من أن يترك للقيل والقال والأخذ والرد تحت مسميات مختلفة ..
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:08 م]ـ
الأخ الكريم / على
أرجو ألا يساورك الحزن من نقدات الأخوة لك، فإنهم يبتغون النصح والتقويم لك، كما يبتغون الإجلال والتقديس لكتاب الله العزيز، خاصةً وإنك قد عرضت لهم اجتهاداتك تحت مُسمى " إعجاز القرآن "، وتلك دعوى عريضة يجب أن ترتكز على أسس راسخة، ودعائم قوية متينة، وإلا انهالت عليها معاول النقد من كل جانب
وكل ما حدث أنك لم تستطع إقناعهم بما فيه الكفاية بأن هذا يُعَدّ إعجازاً قرآنياً، ولهذا فقد كان ما كان
ولكن لا تحزن مما كان، فإن لك - حتى وإن اخطأت – أجر على اجتهادك، فموازين الله عز وجل تختلف عن موازين البشر، وبما أن نيتك كانت خالصةً لوجهه تعالى فى اجتهادك هذا، فإنك مأجور عليه أياً كان حظه من الصواب أو الخطأ، لأنك إذا أصبت فلك أجران، وإذا أخطأت فلك أجر واحد، ففى الحالتين ستكون مأجورا إن شاء الله
ولكنى أنصحك أخى الكريم بأن تضع اجتهاداتك السابقة، وما يماثلها، تحت عنوان أكثر تواضعا من عنوان " الإعجاز "، إلى أن يوفقك الله فى العثور على الشواهد القوية التى تؤهلها تماما لإستحقاق وصف الإعجاز، دون أن يمارى فى ذلك أحد
أما نصيحتى الأهم لك من أخ مخلص لك ويريد لك الخير، فهى: أن تلتزم بمنهج موحد فى بحوثك العددية.
والمنهج الأقرب للصواب - فيما أرى، وفيما يراه أغلب الباحثين فى الإعجاز الإحصائى – هو أن تلتزم برسم المصحف الشريف وحده، وتدع عنك الرسم الإملائى الحديث
وكذلك بألا تحتسب الحرف المُشَدد حرفين، بل تحتسبه حرفاً واحداً كما هو مرسوم
وجماع الأمر فى هذا المنهج هو التعويل على رسم المصحف الشريف وحده
فهذا المنهج هو الأقرب للصواب بالفعل، بل إن عندى أدلة قوية على أنه كان هو نفس منهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم - فى عدهم لحروف القرآن الكريم
وإذا أحببت أن تتعرف على تلك الأدلة فأرجو أن تتابع ما كتبتُه اليوم فى الموضوع الذى عنوانه:
" احصائيات السلف "
مع تمنياتى لك بالتوفيق والسداد فى أبحاثك ومشاركاتك المقبلة إن شاء الله
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:54 م]ـ
وجماع الأمر فى هذا المنهج هو التعويل على رسم المصحف الشريف وحده
بارك الله فيكم. وقد اختلفت المصاحف في ذلك، فأيها نقدم؟ ولماذا؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Dec 2010, 05:55 م]ـ
بارك الله فيكم. وقد اختلفت المصاحف في ذلك، فأيها نقدم؟ ولماذا؟
فماذا تقول فى " مصحف المدينة على رواية حفص "؟
ألم تستخدمه أنت شخصيا فى عدّك لحروف سورة نوح؟
فلماذا يا أخ حسين اخترته هو دون سواه، ثم تسألنا الآن عن غيره؟!!
سبحانك اللهم!!
وبالمناسبة يا أخ حسين، هذه فرصة لأقول لك:
لقد أخطأتَ فى عدّك لحروف سورة نوح، فليس عددها كما تقول 949 حرفاً وفقاً للمنهج الذى اخترته أنت، وإن أحببت أن أبيّن لك مواضع الخطأ فى عدك فلا مانع عندى، وسأذكرها لك – إن أنت طلبت َذلك - فى نفس الموضوع: ((عدد حروف سورة نوح – عليه السلام – بين الإعجاز وعدمه)) والموجود بملتقى: القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
وليكن معلوماً للجميع أن عدد حروف سورة نوح الصحيح هو 950 حرفاً بعدد سنين دعوته فى قومه (ألف سنة إلا خمسين عاما)
أقولها بكل ثقة ويقين، سواء شاء ذلك مُنكِرو الإعجاز العددى أم أبوا
أقولها وأصدع بها؛ لأنى لا أستطيع أن أكتم شهادة عندى من الله
قال تعالى: " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "
كما قال كذلك " ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه "
وقال كذلك: " وأقيموا الشهادة لله "
وهى شهادة من الله عز وجل على مصداقية الإعجاز العددى لكتابه العزيز
شاء من شاء، وأبى من أبى
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:12 م]ـ
وليكن معلوماً للجميع أن عدد حروف سورة نوح الصحيح هو 950 حرفاً بعدد سنين دعوته فى قومه (ألف سنة إلا خمسين عاما)
أقولها بكل ثقة ويقين، سواء شاء ذلك مُنكِرو الإعجاز العددى أم أبوا
أقولها وأصدع بها؛ لأنى لا أستطيع أن أكتم شهادة عندى من الله
قال تعالى: " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "
كما قال كذلك " ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه "
وقال كذلك: " وأقيموا الشهادة لله "
وهى شهادة من الله عز وجل على مصداقية الإعجاز العددى لكتابه العزيز
شاء من شاء، وأبى من أبى
لكن تحت أي منهج قلتها أخي الكريم؟
هل تعد المضعف حرفا واحدا أم حرفين؟
وهل تعد الصلة حرفا أم لا؟
وهل حسبت البسملة منها أم لا؟
ومن هو سلفك في نظام العد الذي تتبعه إن كان هناك ضابط ثابت؟
وإذا بينت منهجك في العد في سورة نوح هل ستلتزم به في بقية فروع الإعجاز العددي أم أنه إن اختلف في مسألة أخرى فستتخلى عنه؟
كل ذلك من أجل الفائدة لا غير.
وليكن معلوما للجميع أن فترة دعوة نوح ثبتت بالنص فلا تحتاج إلى استدلال آخر بعدد الحروف ولا غيره؛ فما فائدة إثبات أن سورة نوح عددها كذا؟
هل سيزيدنا ذلك يقينا بمدة دعوته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:26 م]ـ
أنا، أبو حسن محمد الحسن بوصو، سأكون شاكرا وداعيا للشيخ/العليمي المصري لو أثبت لي، حسب خط المصحف الشريف، أن سورة نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام 950 حرفا بالضبط، بلا زيادة ولا نقصان، على قدر سني دعوته المباركة.
ويزداد شكري ودعائي له لو تكرم وأرشد إلى الطريقة التي اتبعها والمنهج الذي التزمه حتى نتمكن من مراجعة ذلك ونضيف إلى الأدلة النقلية دليلا علميا مبنيا على النقل
والله من وراء القصد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Dec 2010, 02:05 ص]ـ
أنا، أبو حسن محمد الحسن بوصو، سأكون شاكرا وداعيا للشيخ/العليمي المصري لو أثبت لي، حسب خط المصحف الشريف، أن سورة نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام 950 حرفا بالضبط، بلا زيادة ولا نقصان، على قدر سني دعوته المباركة.
ويزداد شكري ودعائي له لو تكرم وأرشد إلى الطريقة التي اتبعها والمنهج الذي التزمه حتى نتمكن من مراجعة ذلك ونضيف إلى الأدلة النقلية دليلا علميا مبنيا على النقل
والله من وراء القصد
بكل سرور يا أبا حسن
ولكن بعد أن يجيب الأخ حسين عن سؤالى له
أما الأخ الكريم ابراهيم فله أقول: يبدو أنك لم تفهم المغزى البعيد من كون عدد حروف السورة 950 حرفاً، فليس المراد هو إثبات أن نوحاً عليه السلام قد لبث فى قومه 950 سنة كما فهمت أنت، فهذا أمر لا يحتاج إلى إثبات، وإنما يحتاج إلى إيمان وحسب يا أخى الكريم
أما المغزى البعيد من ذلك فهو إثبات وجود إعجاز إحصائى (أو عددى) فى القرآن الكريم
ولستُ أنا الذى يريد إثبات وجوده، وإنما الذى هذا كلامه – عز وجل – هو الذى بث هذه الآية البينة فيه ليلفت أنظارنا إلى وجود هذا النوع من الإعجاز فى كلامه العزيز، فالمرجو الإنتباه إلى هذا
وأنا أعلم جيداً أنك والأخ بوصو – وغيركما - لا تعترفان بوجود مثل هذا الإعجاز، ولهذا أتوقع منكما معارضة شديدة لما أقول، ولكن أرجو ممن يعارضنى أن يلتزم بآداب الحوار التى أمرنا بها ربنا جل وعلا، وهى الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتى هى أحسن، كما فعل الأخ بوصو هنا، وليس كما فعل هناك بملتقى القراءات!!
أما عن وابل الأسئلة الذى أمطرنى به الأخ ابراهيم بينما نحن لا نزال بعد فى أول الطريق!!، فالبعض منها يجد لها أجوبة إن هو طالع مشاركتى الأخيرة بموضوع " إحصائيات السلف " فليتكرم بمطالعته، أما ما لن يجد له اجابة فسوف يعرف عنه كل شىء فى حينه المُقدّر إن شاء الله، وذلك حين أبيّن معالم المنهج الذى اتبعته فى الموضوع المخصص لذلك بملتقى القراءات، وبعد أن يجيب الأخ حسين عن سؤالى له
والله من وراء القصد أولا وآخراً، وليكن هذا أيضاً فى الحُسبان
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[06 Dec 2010, 03:18 ص]ـ
وأنا أعلم جيداً أنك والأخ بوصو – وغيركما - لا تعترفان بوجود مثل هذا الإعجاز، ولهذا أتوقع منكما معارضة شديدة لما أقول، ولكن أرجو ممن يعارضنى أن يلتزم بآداب الحوار التى أمرنا بها ربنا جل وعلا، وهى الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتى هى أحسن، كما فعل الأخ بوصو هنا، وليس كما فعل هناك بملتقى القراءات!!
المعارضة حاصلة، لكنها قد لا تكون شديدة هذه المرة.
وَلِوَعْيِي بأن هذه المعارضة قد تكون نتيجةً لجهلي بالطرق المتبعة أردت هذه المرة أن ألتزم الأدب، وأتوخّى الحيدة.
وفي سياق "الجدال بالتي هي أحسن" أرجو أن تتحلَّوْا بقدر كبير من الصبر عندما تعالجون قضايا صعبة ومعقدة مع مستفهِم متّهَمٍ، قليل البضاعة، مستفحل البلادة.
أما ما فعلتُه في ملتقى القراءات فقد تبتُ منه، وأرجو من الذي يقبل التوبة من الكافرين بـ {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} أن يغفر للمؤمنين أمثالنا. وعلى كلٍّ {عفا الله عما سلف}.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Dec 2010, 04:26 ص]ـ
فماذا تقول فى " مصحف المدينة على رواية حفص "؟
ألم تستخدمه أنت شخصيا فى عدّك لحروف سورة نوح؟
فلماذا يا أخ حسين اخترته هو دون سواه، ثم تسألنا الآن عن غيره؟!!
سبحانك اللهم!!
بارك الله فيكم، كانت مشاركتي ردا على سؤال الأخ الفاضل صاحب الموضوع على أي شيء اعتمد مَن عدها 950 وبأي اعتبار؟
ولم يكن يسأل ولم تكن إجابتي عما أعتمده أنا في العد وأعتقد صحته! فتأمل بارك الله فيك.
فجربت نسخ السورة وعدّها آليا ببرنامج Word بعد الإبقاء على الرسم فقط، فوجدتها 950، فظننت أن العادّ اعتمد مصحف المدينة لا سيما مع شهرته واعتماد كثير من المشارقة عليه، فأجبته على أنها كذلك على رسم مصحف المدينة، وكنت مخطئا كما ذكرتُ قبل إذ نسيت حذف همزة (جاء)، لذا وضعت النص المعدود في مشاركتي ليراجعه الكرام بعدي وليتأكدوا من ذلك.
وهذه كانت مشاركتي هناك:
950 باعتبار الرسم (مصحف المدينة على رواية حفص)، ويمكنكم نسخه وعدّه يدويا، أو آليا بوورد Word مثلا:
ولو كنت أعتمد مصحف المدينة أو غيره، لما ذكرته أصلا، كما يفعل كثير من أصحاب العد، ولكنت ذكرت الرقم قولا واحدا، ولما اعتبرت الخلاف بين المصاحف في ذلك؛ ففي ذكري له إشارة لاختلاف المصاحف لمن تأمل، وليس الأمر كما ظننتم أني أعتمد مصحف المدينة أو غيره. نفع الله بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:13 ص]ـ
المعارضة حاصلة، لكنها قد لا تكون شديدة هذه المرة.
وَلِوَعْيِي بأن هذه المعارضة قد تكون نتيجةً لجهلي بالطرق المتبعة أردت هذه المرة أن ألتزم الأدب، وأتوخّى الحيدة.
وفي سياق "الجدال بالتي هي أحسن" أرجو أن تتحلَّوْا بقدر كبير من الصبر عندما تعالجون قضايا صعبة ومعقدة مع مستفهِم متّهَمٍ، قليل البضاعة، مستفحل البلادة.
أما ما فعلتُه في ملتقى القراءات فقد تبتُ منه، وأرجو من الذي يقبل التوبة من الكافرين بـ {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} أن يغفر للمؤمنين أمثالنا. وعلى كلٍّ {عفا الله عما سلف}.
عفا الله عما سلف، أقولُهَا من جهتى كذلك
" ربنا لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا. . " نرفع بها أكُف الضراعة لمن وسِعَت رحمته كل شىء سبحانه
بارك الله فيك أخى الفاضل، لقد أسرتنى بكريم عنصرك و طيب معدنك وجميل شمائلك
ومن جهتى فسوف أجتهد ما وسعنى فى الصبر على معارضة إخوانى المعارضين، وأدعو الله العلى القدير أن يُعيننى على ذلك، وأن يُجنّبنى وإياهم نزغ الشيطان وكيده، اللهم آمين
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:16 ص]ـ
وأنا أيضا أحبك في الله:)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:18 ص]ـ
بارك الله فيكم، كانت مشاركتي ردا على سؤال الأخ الفاضل صاحب الموضوع على أي شيء اعتمد مَن عدها 950 وبأي اعتبار؟
ولم يكن يسأل ولم تكن إجابتي عما أعتمده أنا في العد وأعتقد صحته! فتأمل بارك الله فيك ..
بارك الله فيكم، تقول أن الأخ الفاضل صاحب الموضوع لم يكن يسألك عما تعتمده فى العد
فدعنى أنا إذاً أسألك ما لم يسأله لك الأخ الفاضل:
ما المصحف الذى تعتمده أنت بصفة شخصية فى العد؟
و هب أنك قد خلوت إلى نفسك، ثم خطر على بالك فجأة أن تعد حروف سورة ما، من تلقاء نفسك، ودون أن يسألك أحد من الناس البتة عن ذلك، فأى المصاحف تلجأ إليه؟
هل ستلجأ إليها جميعا واحداً تلو الآخر؟!!!
أم أنك ستتخير مصحفا واحداً لتعدّ فيه؟
وأى تلك المصاحف هو؟
فى إنتظار جوابكم، نفع الله بكم
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Dec 2010, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم، سألتني عن نفسي فأقول: لو أردت ذلك لغرض نافع - مع عدم اعتقادي بتوقيف الرسم - لرجعت إلى علم الرسم وأهله، ولذكرت جميع ما وقفت عليه دون انتقاء إلا بدليل. وربما انتقيت مصحفا بعينه بحسب نوع البحث وغرضه (مع تبيين ذلك وعلته).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:02 م]ـ
عفا الله عما سلف، أقولُهَا من جهتى كذلك
" ربنا لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا. . " نرفع بها أكُف الضراعة لمن وسِعَت رحمته كل شىء سبحانه
بارك الله فيك أخى الفاضل، لقد أسرتنى بكريم عنصرك و طيب معدنك وجميل شمائلك
ومن جهتى فسوف أجتهد ما وسعنى فى الصبر على معارضة إخوانى المعارضين، وأدعو الله العلى القدير أن يُعيننى على ذلك، وأن يُجنّبنى وإياهم نزغ الشيطان وكيده، اللهم آمين
كن مستعدا أخي العليمي أن يطالبك احدهم بإثبات أن حرف ال (الباء) هو حرف واحد وليس ثلاثة احرف، باعتبار أنه يلفظ باء، وقد يؤدي ذلك إلى إشكال في الهمزة، والسؤال: هل تعد حرفا من حرف الباء أم لا؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:09 م]ـ
بارك الله فيكم، سألتني عن نفسي فأقول: لو أردت ذلك لغرض نافع - مع عدم اعتقادي بتوقيف الرسم - لرجعت إلى علم الرسم وأهله، ولذكرت جميع ما وقفت عليه دون انتقاء إلا بدليل. وربما انتقيت مصحفا بعينه بحسب نوع البحث وغرضه (مع تبيين ذلك وعلته).
الأخ الكريم
القائلون بتوقيف الرسم يستندون إلى أدلة القدماء - وأعتقد أنها معلومة لديك - (وهذه مقابل أدلتك) وإلى واقع المصحف، وإلى كمّ هائل من العلاقات الرياضية، وإلى المنطق .. فعلام تستند انت؟ وما دليلك؟ ومن كفته الراجحة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:17 م]ـ
أما المغزى البعيد من ذلك فهو إثبات وجود إعجاز إحصائى (أو عددى) فى القرآن الكريم
ولستُ أنا الذى يريد إثبات وجوده، وإنما الذى هذا كلامه – عز وجل – هو الذى بث هذه الآية البينة فيه ليلفت أنظارنا إلى وجود هذا النوع من الإعجاز فى كلامه العزيز، فالمرجو الإنتباه إلى هذا
هذا صحيح، إن في القرآن بينات ترشد إلى منهج عد الحروف، ومنهج عد الكلمات، وكذلك الآيات والسور.
وللسائلين عن منهج عد الكلمات: لقد توصل العادون زمن الحجاج إلى أن عدد كلمات القرآن هو 77437، واليوم نجد أن هذا العدد عند البعض 77407، 77436، 77432، 77437 .. وهذا يعني أن المنهج واحد لدى الجميع، والاختلاف في عدد محدود من الكلمات وهي معروفة للجميع.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:36 م]ـ
كن مستعدا أخي العليمي أن يطالبك احدهم بإثبات أن حرف ال (الباء) هو حرف واحد وليس ثلاثة احرف، باعتبار أنه يلفظ باء، وقد يؤدي ذلك إلى إشكال في الهمزة، والسؤال: هل تعد حرفا من حرف الباء أم لا؟
نعم! من المحتمل أن نسأل ذلك، حسب المنهج الذي تفضل ودلنا عليه. ربما نعد (الباء) خمسة أحرف أو أربعة أو اثنين، وربما نعدّ الشكلات، أوصلة همز الوصل أو المطة فوق الألف. حسب المنهج الذي نُرشَد إليه.
ففي كلمة {الظالمين} بسورة نوح مثلا، لو انتهج مذهب المهدوي عددنا الألف بين الظاء واللام، أما إذا انتهج مذهب الداني تركْنا عدّه.
وإن كان المنهج التزام مذهب معين في الرسم كالمقنع أو التنزيل أو العقيلة أو المنصف أو ترحيجات معينة مثل ترجيحات ابن القاضي أو اختيارات سيدي عبد الله، أو ما عليه العمل للمارغني أو للضباع أو لغيرهما اتبعنا ذلك المنهج.
ولو كان المنهج يلتزم مصحفا محددا أو طبعة من ذلك المصحف سلكنا مسلكه.
المهمُّ هو المنهج فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Dec 2010, 01:37 م]ـ
الأخ الكريم
القائلون بتوقيف الرسم يستندون إلى أدلة القدماء - وأعتقد أنها معلومة لديك - (وهذه مقابل أدلتك) وإلى واقع المصحف، وإلى كمّ هائل من العلاقات الرياضية، وإلى المنطق .. فعلام تستند انت؟ وما دليلك؟ ومن كفته الراجحة؟
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الله، لا دليل على التوقيف أصلا، ولم يقل أحد من القدماء به، وقد نوقش هذا غير مرة في الملتقى، فلا أرضى أن يتشتت الموضوع أكثر من ذلك. وفقكم الله.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Dec 2010, 01:45 م]ـ
الأخ الكريم العليمي حفظه الله تعالى.
أولا: لا أظن أن الأسئلة عن منهج جديد وإعجاز لم يكن معروفا - على الأقل بحالته الراهنة - عند السلف أمر ينتقد أو يلاحظ أو يوصف بوابل؛ فلم يكن قصدي سوى بيان منهجك في الإعجاز؛ لأن أكابر المنادين به في هذا الملتقى قد عجزوا من قبل في مواضيع مختلفة عن الإتيان بضوابط يستند لها.
وأما قول فضيلتكم: أما الأخ الكريم ابراهيم فله أقول: يبدو أنك لم تفهم المغزى البعيد من كون عدد حروف السورة 950 حرفاً، فليس المراد هو إثبات أن نوحاً عليه السلام قد لبث فى قومه 950 سنة كما فهمت أنت، فهذا أمر لا يحتاج إلى إثبات، وإنما يحتاج إلى إيمان وحسب يا أخى الكريم
أما المغزى البعيد من ذلك فهو إثبات وجود إعجاز إحصائى (أو عددى) فى القرآن الكريم
ولستُ أنا الذى يريد إثبات وجوده، وإنما الذى هذا كلامه – عز وجل – هو الذى بث هذه الآية البينة فيه ليلفت أنظارنا إلى وجود هذا النوع من الإعجاز فى كلامه العزيز، فالمرجو الإنتباه إلى هذا
فهذا يدل على التزامكم بحسن الأدب والحوار.
ولكن لتكمل حسناتك إذن فتفهمني قولك وليكن معلوماً للجميع أن عدد حروف سورة نوح الصحيح هو 950 حرفاً بعدد سنين دعوته فى قومه (ألف سنة إلا خمسين عاما)
أقولها بكل ثقة ويقين، سواء شاء ذلك مُنكِرو الإعجاز العددى أم أبوا
وأما تفضلت به من كون ذلك إرادة لله تعالى فهذا هو محل النزاع وصورة النزاع لا يستدل بها على الخصم؛ بل يبحث عن أدلة متفق عليها توصل إلى تحقيق صورة النزاع كما هو معروف.
والمهم أن هذه الأسئلة التي وصفتها بالوابل هي ملحة وأظن أنها تزيل كثيرا من الإشكالات المتعلقة بالإعجاز العددي.
فإن كان الهدف هو الحق فأجبني عليها مشكورا مأجورا حتى نعرف هل هناك منهج واحد متبع في الإعجاز أم عدة مناهج لنعرف مكمن الصواب ومواقع الاعتراضات.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:47 م]ـ
السلام عليكم جميعاأيها الأخوة الكرام .. وأخص بالتنوية: الأساتذة .. ابراهيم الحسنى، العليمى المصرى، amara.. محمودالشنقيطى، شندويل، الحسن بوصو، والجميع ووالله أنى أحب أهل الذكر والقرآن وأشكر كل من نقدنى وأقدر كل من تلطف بالكلام .. أحبكم فى الله والله .. أيها الأخوة ماقدمت من مشاركة بهذا الوصف للتقسيم من المواريث عدديا ما كنت أبغى به بعد متابعتى للملتقى لمن يكتب فى العدد أكثر من شهر ونصف دون تسجيل الادراسة أقدمها أن شاء الله لأحدى المؤسسات العلميه الهامة فى ذلك ومن مجمل ما قدمتم من أختلاف بالرأى تناولته وعسى الله أن ينفع به وخاصة ونحن نقر أن هذا العلم بالأحصاءما يزال فى بدايتة .. وأجعلها فرصة طيبةللجميع لعلكم تخرجون الينا أولى القواعد المنظمة لذلك العلم خاصة وأن الثابت من قولة عزوجل (مافرطنا فى الكتاب من شىء) وبتكرار المعنى من الآيات (وكل شىء فصلناة تفصيلا) وأن القرآن هو كلام الله الكامل سبحانة وكلام الكامل لايكون الا كاملا فلابد أن يشمل جميع الأعجاز وبلا أستثناء .. ومن هنا لاتعتبروا أن ألأخوة ابراهيم الحسنى والحسن البوصووغيرهم .. أعداء للأعجاز العددى لاوالله انهم لايكرهون ذلك بل يتمنون عليكم أن تجعلوا من القاعدة الثابته المرجع لهم ولغيرهم للقياس وأنهم مامن شك مرآة الآخرين ممن لاتسمعون منهم .. فأستسمحكم أن تعطونى فرصة الطرح للنقاط الأهم فى ذلك (غير مدعى لنفسى علم ولكنى أتعلم ممن يعلم) ولعل الله ينفع منها .. :-
أولا .. ما دام القرآن نزل مفرقا، شفهيا ولم ينزل مكتوبا كماكانت ألواح موسى فلماذا التمسك برسم المصاحف؟ وعلى أى أساس تستند فى ذلك؟ وخاصة أن القرآن نزل بحروف 7 وقراءات 7؟ ويعلم الجميع أنة لم يدون الأ فى زمن عثمان بن عفان
هل هو على صواب .. من تناول العد للسور والأيات على الرسم بالمصحف حسب ترتيب السور؟ ولماذا لايكون الصواب أن العد بحسب ترتيب النزول أوَلى؟
وهل العد بحساب أن عددالسور للقرآن114 صحيح؟ ولماذا لايكون الأولى كما رأى معظم الصحابة وعلى رأسهم بن عباس أنها113سورة وأعتبار التوبة والأنفال سورة واحدة .. كما تركها الرسول صلى الله عليه وسلم بدون فاصل البسملة
وأخيرا .. ما بال الأعجاز العددى من الحديث الشريف (ان وجد) وأى الضوابط علية .. أليس قوله صلى الله علية وسلم عن قول ربنا عنه (وماينطق عن الهوى .... علمة شديد القوى)؟ والسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته ...... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 08:51 م]ـ
[علي محمد علي
السلام عليكم جميعاأيها الأخوة الكرام .. وأخص بالتنوية: الأساتذة .. ابراهيم الحسنى، العليمى المصرى، amara.. محمودالشنقيطى، شندويل، الحسن بوصو، والجميع ووالله أنى أحب أهل الذكر والقرآن وأشكر كل من نقدنى وأقدر كل من تلطف بالكلام ..
.. ما دام القرآن نزل مفرقا، شفهيا ولم ينزل مكتوبا كماكانت ألواح موسى فلماذا التمسك برسم المصاحف؟ وعلى أى أساس تستند فى ذلك؟ وخاصة أن القرآن نزل بحروف 7 وقراءات 7؟ ويعلم الجميع أنة لم يدون الأ فى زمن عثمان بن عفان
أتريد إلغاء رسم المصاحف بعد خمسة عشر قرناً؟ ولماذا؟
هل هو على صواب .. من تناول العد للسور والأيات على الرسم بالمصحف حسب ترتيب السور؟ ولماذا لايكون الصواب أن العد بحسب ترتيب النزول أوَلى؟
وتريد ترتيب السور في المصحف حسب النزول؟ ولماذا؟
وهل العد بحساب أن عددالسور للقرآن114 صحيح؟ ولماذا لايكون الأولى كما رأى معظم الصحابة وعلى رأسهم بن عباس أنها113سورة وأعتبار التوبة والأنفال سورة واحدة .. كما تركها الرسول صلى الله عليه وسلم بدون فاصل البسملة
وتريد ان نعتمد العدد 113 عددا لسور القرآن؟ ولماذا؟
وتقول أن لديك أبحاثا حكمها العلماء، وقيد الطباعة ... ولديك كل هذه الأسئلة.
أشياء عجيبة!!!
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[06 Dec 2010, 09:16 م]ـ
الأستاذ .. عبد الله جلغوم ... وفقك الله
أما قولك أنى أريد ... ؟ وأريد ... ؟ فيبدو أنه لم يصلك من كلامى المراد منه، فرجوعا للفهم!!
وأما .. ماذكرت بخصوص أن عدد السور للقرآن 113 هذا ليس لى وأكرر وأكرر أن أبن عباس رض1 على قائمة الصحابة الذين قالوا بذلك .. ولا عجب!!
وكالعادة ... !! ولا أجابة عن أسئلة الفقير الى علمكم يا أستاذى؟ ولكن دائما أسئلة .. وأتمنى مما فضلك بة الله أن تجيب هذا التلميذ عما سألت عنة جميع الأفاضل .. فلى شرف طلب الفريضة (العلم) وهوالوحيدالذى أمرنا سبحانة بطلب المزيد منة.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:09 م]ـ
ومن هنا لاتعتبروا أن ألأخوة ابراهيم الحسنى ومحمد الحسن (ال) بوصو وغيرهم .. أعداء للإعجاز العددى لا والله انهم لايكرهون ذلك بل يتمنون عليكم أن تجعلوا من القاعدة الثابته المرجع لهم ولغيرهم للقياس وأنهم مامن شك مرآة الآخرين ممن لاتسمعون منهم
هذا كلام صحيح، بارك الله فيكم. ونحن بانتظار المنهج
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:23 م]ـ
الأخ أبا الحسن ... أعتذر عن خطأ املائى فى تدوين أسمك الصحيح (بوصو) فعذراً أخى الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:17 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي محمد علي http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=131318#post131318)
ومن هنا لاتعتبروا أن ألأخوة ابراهيم الحسنى ومحمد الحسن (ال) بوصو وغيرهم .. أعداء للإعجاز العددى لا والله انهم لايكرهون ذلك بل يتمنون عليكم أن تجعلوا من القاعدة الثابته المرجع لهم ولغيرهم للقياس وأنهم مامن شك مرآة الآخرين ممن لاتسمعون منهم
ليتك تحدد من تعني بـ: تعتبروا، يتمنون عليكم، ....
هل وكلوك بالدفاع عنهم؟ ألم تسجل في الملتقى، وتجعل مشاركتك الأولى في الإعجاز العددي؟
كان عليك - ما دمت من محبي الإعجاز العددي، وباحثيه - أن تعد باعتبار الرسم الإملائي، أو باعتبار الرسم العثماني، أما أن تجمع بين الاثنين، فهذا غير مقبول. وأن تلتزم ذلك التزاما تاما وكاملا في القرآن كله.
ثم من قال لك أن للإعجاز العددي أعداء؟ الناس أعداء لما يجهلون، ومن جهل شيئا عاداه. وليس في تلك العداوة - المتخيلة - انتقاصا من قدره وقيمته.
نسأل الله ان يوفقك ويسدد قولك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:20 ص]ـ
هذا كلام صحيح، بارك الله فيكم. ونحن بانتظار المنهج
الأخ الكريم
إن ما ذكره الأخ العليمي عن آية البسملة وعدد حروفها الـ 19 فيه أكثر من نصف الإجابة على سؤالك.
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[07 Dec 2010, 01:29 ص]ـ
أستاذ عبدالله ... أما الأولى فقد أخذت فيها برأى سيادتكم بأن ما قدمت ليس من الأعجاز العددى (وقدمت سبب مشاركتى بهذا الأسم للدراسة) وعليه أعنى بقولى يتمنون عليكم (أى الأفاضل المتخصصين فى ذلك) وحتى أتعلم منكم ولاحرج عندى فى ذلك.
وعن الثانية .. فلا داعى لان تخرجنا من لب ما سألت عنة مما تقدم فى مشاركتى .. أم أن الأجابات على هذة الأسئلة ستطيح بمعظم ما قُدم من دراسات وأبحاث عن الأعجاز العددى؟؟؟؟!!!
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[07 Dec 2010, 02:16 ص]ـ
الأخ الكريم
إن ما ذكره الأخ العليمي عن آية البسملة وعدد حروفها الـ 19 فيه أكثر من نصف الإجابة على سؤالك.
إذاً المنهجُ اتباعُ رسمِ الصحابة، المسمى بالسواد، مجردا عن الضبط. أو بعبارة أخرى اتباع مذهب الداني في اعتبار المكتوب وليس المقروء. وعليه نعدّ كل ما كتبته الصحابة، قُرئ أو لم يُقرأ، ولا نعدّ كل ما لم يكتبوه، ولو قُرئ في الوصل، أو في الوقف، أو فيهما معا. هل هذا التقرير صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Dec 2010, 02:32 م]ـ
أخي الكريم: علي محمد علي.
مشاركاتك في هذا الموضوع جيدة ومستقيمة؛ ولا أخفيك أنني فعلا من أعداء الإعجاز العددي وليس جهلا مني له وإلا فقد يقال عن أعداء التزام منهج السلف الصالح أنهم أعداء لمنهج السلف الصالح باعتبار أنهم يجهلونه ولكن هذا الطرح سقيم ومريض ..
أنا - وغيري من الإخوة الأفاضل في هذا الملتقى المبارك وفي غيره - لا يعادون شيئا لأنهم يجهلونه وإنما يعادونه لمخالفته لمنهج السلف الصالح ولجراءته على كتاب الله تعالى؛ فلا يصلح أن يترك كتاب الله تعالى لكل من هب ودب وتعالم دون أي قاعدة.
وأعلم أنك بريء من هذا الطرح الذي يسلكه كثير من المدافعين عن الإعجاز العددي.
ولكن لو فرضنا أن المعارضين لما يسمى الإعجاز العددي يجهلونه فلا يخلو المدافع عنه من حالين:
1 - أن يعلمهم هذا الشيء الذي وصلت إليه عبقريته الفذة وعلمه الواسع بأسلوب يفهمونه ويبسط لهم القواعد والأسس التي بنى عليها اكتشافاته العلمية التي رفعت شأن الأمة وأوصلتها إلى النصر على أعدائها .. !!
2 - أن يكون ذلك العلم الذي اكتشفه طلاسم لا يفهمها إلا هو ومن على شاكلته فهذا لا يعتبر علما بالمعنى الإسلامي؛ نعم هو علم بالمعنى الصوفي، وقد نبهت على ذلك في موضوع سابق تحت عنوان عودة الحروفيين تجده هنا: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19979
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[07 Dec 2010, 03:47 م]ـ
سلام الله عليك ورحمتة وبركاتة .. وأنا من أكثر المتأثرين بطريقة عرض موضوعاتك .. ولك كل حبى وتقديرى
منذ الحظة الأولى لمشاركتى وبدون قراءة لما بين سطور مشاركتى السابقه هاجت الأقلام وتراصت الألفاظ تسب جهرا وعلنا لهذا الجاهل بأصول علم الأعداد (دعنى لاأسميه أعجاز) وكل ما قصدته شيئان الأول ايصال الطرح الجديد فى هذا العلم بلا عداء وكِبر (فكل جديد مستهجن وممقوت عند سابقية) ... وأما الثانية لتناولى لهذا الأساس ببحث دراسى لمؤسسة هامة فى مجال الأعجازومحور الرسالة فى القاعدة الشرعية (أن حرف المد اللازم كالموجود حكما) .. ولكنى لم أملك فرصتى فى التمهيد للعرض على الملتقى
1 - وأما بقولك الآخرأن المدافع عن الأعجاز العددى على قسمين .. الخ! ما معناه .. اما أن توضح وتظهر هذا الجديد ليُنتفع به .. أو أن ما أفهمة لا يتجاوز فكرى وما أعتقدة (أقتناعا من نفسى بنفسى) ... وأجيبك أخى الكريم أننى بعد هذة السباب اللغويه من أصحاب العلية العددية لايجوز تقديم جديدولايصح نقض أو َسمها (نقد) لأساس القديم الا بمعرفته أولاً حتى تتم المقارنة بينهما لجميع من يهتم
2 - وعن الثانية .. هل تعتقد أخى ابراهيم أن بحث (دعنا نتكلم عما نتكلم عنة فقط) بحثا قُدم وراجعتة اللجنة العليا بهيئة الأعجاز لمؤتمر تركيا2011 .. ومن جهة أخرى راجعتة اللجنة الشرعية للمعهد العالمى للأعجاز القرآنى فهل يجوز بعد ذلك التعريض بهذة اللفته مهذا العدد للأعضاء على الأقل تجاوز 10 مراجعين .. وأعلم من بين كلماتك تلميحا الى قول البعض فى ذلك (فهذة ليست الا فى رؤوس أصحابها .. فاصبر وما صبرك الا بالله) وقد أجبتك وفى هذة المناسبة أسأل (الأفاضل المتخصصين فى الأعجاز العددى) الأجابة على الأسئلة المتعلقة بـ (التأصيل والتقعيد) أخى الحبيب عمارة شندويل (والله أنى أحبك فى الله) *أخصك بالأسم لأنك من عرضت التأصيل والتقعيد للمسائل فى مشاركة لك بالملتقى
وعن مشاركتك أخى ابراهيم (عودة الحروفيين) فقد حفظتها منذ وضعت مباشرة
ولننتظر ولعل وعسى .. !!! وحتى يجيب من يتناول قشور الكلام وما يلبث أن يهاجم نقدا .. أكرر للسادة التخصصين فى الأعجاز العددى (أننى لست بعالم ولا متعلم وانما طالب علم) ...
وأخيرا لك شكرى وخالص تقديرى أ/ ابراهيم الحسنى .. والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاتة
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Dec 2010, 05:53 م]ـ
الأخوة الكرام، السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول العام الهجرى 1432
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
وبعد، فإن المنهج الذى سألنى عنه بعض الأفاضل، والذى اتّبعتُه فى عدى لحروف سورة نوح خاصة وسور القرآن عامةً، هو منهج فى غاية اليسر
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو نفس منهج الإمام الدانى – رحمه الله – مع إضافة طفيفة جدا أدخلتُها عليه، حيث رأيتُ أن قواعد اللغة وعلم التجويد يُوجبان وجودها
فمنهج الإمام الدانى كما هو معلوم يعتمد المرسوم من الحروف دون الملفوظ منها، وهذا من وجهة نظرى هو المنهج الصحيح، وقد طبّقه الأخ حسين بن محمد فى عده لحروف سورة نوح ولكنى وجدتُ أنه لم يحتسب الهمزة فى المد المتصل، وذلك فى كلمتى: (دعاءى) و (جاء)، وهذا ما أراه غير سديد، وذلك لأن الهمزة فى المد المتصل ذات حضور قوى، فإنها هى السبب فى مد حرف المد أكثر من المد الطبيعي، وذلك لأن حرف المد ضعيف بذاته وبه صفة الخفاء، بينما الهمزة ثقيلة في النطق لأنها حرف شديد مجهور، ولذا فقد زِيد المد قبلها للتمكن من النطق بها، حتى أن كل القراء أجمعوا على زيادة المد المتصل عن المقدار الطبيعي اعتداداً بأثر الهمزة على حرف المد
وخلاصة ما رأيتُه أن همزة المد المتصل لا يمكن بحال تجاهل وجودها، وبالتالى فينبغى أن تُعد حرفاً من الحروف، تلك هى الإضافة الوحيدة التى أدخلتها على هذا المنهج.
ولو تأملنا فى عد الأخ الفاضل حسين، ثم فى تعليق الأخ الكريم بوصو عليه (وذلك فى موضوع: عدد حروف سورة نوح، بملتقى القراءات)، لوجدنا أن الأخ بوصو قد استدرك على الأخ حسين عدّه لهمزة (جاء)، بينما غفل عن همزة (السماء) فلم يستدركها عليه
وقد جاء عدد حروف سورة نوح وفقاً لعد الأخ حسين 949 حرفاً بعد أن استبعد همزة (جاء) من العد، ولكن بعد أن تُستَبعد معها همزة (السماء) فالعدد سوف ينقص ليكون 948 حرفاً
أما إذا طبقنا المنهج الذى خلُصتُ إليه بأن حسبنا الهمزات فى الألفاظ (جاء، دعاءى،السماء)، فسيزيد العدد إلى 951 حرفاً، هذا وفقا للنص الذى أورده الأخ حسين فى الموضوع المشار إليه آنفا، وهذا العدد يزيد واحداً عن العدد الذى نتج عنه احصائى أنا، فما السبب؟!
قمتُ بمراجعة النص الذى أورده الأخ حسين مرة أخرى، فتبين لى أنه قد وقع فى خطأ آخر، حيث زاد من عنده حرفاً ليس له وجود فى رسم مصحف المدينة على رواية حفص، هذا الحرف هو ألف المد فى كلمة (المؤمنات) التى وردت فى ختام السورة، فإنها لم تُرسم هكذا فى مصحف المدينة، وإنما رُسِمَت هكذا: المؤمنت، بدون ألف مد، ويبدو أن أحداً غيرى لم ينتبه إلى وجود هذا الخطأ!!
وبحذف هذا الحرف الزائد يصير عدد حروف سورة نوح 950 حرفاً بالتمام والكمال، ودون زيادة ولا نقصان!!
أرأيتم إخوانى وأخواتى إلى إعجاز القرآن الكريم فى إشارته إلى عدد سنى دعوة نوح عليه السلام، وذلك فى السورة الوحيدة التى إقتصرت على قصته هو وحده من أولها وحتى آخرها!!!
فهذا الإقتصار على قصته ودعوته فى قومه يُعدّ إشارة أخرى إلى موافقة عدد حروف السورة لعدد سنى دعوته
ومما هو جدير بالذكر أن هذا المنهج الإحصائى الذى خلُصتُ إليه منذ فترة طويلة، قد أغرانى بتطبيقه على سور أخرى، فأدّى كذلك إلى نتائج إعجازية لا تقل فى روعتها عن تلك الخاصة بسورة نوح
وإذا شئتم عرضتُ لكم نموذجا آخر منها
ولعل نجاح هذا المنهج معى فى أكثر من سورة، هو ما جعلنى أصدع بقوة بأن عدد حروف سورة نوح هو 950 حرفا لا تزيد ولا تنقص، وبأن هذه آية وبينة لنا من الله عز وجل على مصداقية الإعجاز الإحصائى لكتابه العزيز.
والله عز وجل أعلى وأعلم، وهو ولى التوفيق
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Dec 2010, 10:39 م]ـ
على كل حال دعونا قبل التطبيق على سور أخرى نتفق معك على هذا المنهج الذي اتبعته أو بالأحرى لنفهمه زيادة لأن التطبيق لا إشكال فيه؛ بل المشكلة كل المشكلة في وضوح الرؤية؛ ولنلخص بعض ما جاء في مشاركة الأخ العليمي وهو حسب فهمي القاصر ما يلي:
1 - أنه حسب همزة المد المتصل، واستدل على ذلك بقوله: وذلك لأن الهمزة فى المد المتصل ذات حضور قوى، فإنها هى السبب فى مد حرف المد أكثر من المد الطبيعي، وذلك لأن حرف المد ضعيف بذاته وبه صفة الخفاء، بينما الهمزة ثقيلة في النطق لأنها حرف شديد مجهور، ولذا فقد زِيد المد قبلها للتمكن من النطق بها
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا يقع إشكال لأمثالي من الضعفاء وهو: هل الهمزة في المد المتصل تختلف عنها في المد المنفصل.؟ أليست شديدة مجهورة فيهما وحرف المد أليس بنفس صفاته فيهما؟ وإذا كان كذلك فما وجه تقييده بالمد المتصل؟
2 - كيف نقول عن بقية المصاحف والقراءات، هل نقول هذا إعجاز خاص بمصحف المدينة وبرواية حفص؟
آمل أن لا يكون هذا من الوابل السابق الذي بقي في الصحراء.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:01 ص]ـ
الأخوة الكرام، السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول العام الهجرى 1432
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
وبعد، فإن المنهج الذى سألنى عنه بعض الأفاضل، والذى اتّبعتُه فى عدى لحروف سورة نوح خاصة وسور القرآن عامةً، هو منهج فى غاية اليسر
فهو نفس منهج الإمام الدانى – رحمه الله – مع إضافة طفيفة جدا أدخلتُها عليه، حيث رأيتُ أن قواعد اللغة وعلم التجويد يُوجبان وجودها
فمنهج الإمام الدانى كما هو معلوم يعتمد المرسوم من الحروف دون الملفوظ منها، وهذا من وجهة نظرى هو المنهج الصحيح، وقد طبّقه الأخ حسين بن محمد فى عده لحروف سورة نوح ولكنى وجدتُ أنه لم يحتسب الهمزة فى المد المتصل، وذلك فى كلمتى: (دعاءى) و (جاء)، وهذا ما أراه غير سديد، وذلك لأن الهمزة فى المد المتصل ذات حضور قوى، فإنها هى السبب فى مد حرف المد أكثر من المد الطبيعي، وذلك لأن حرف المد ضعيف بذاته وبه صفة الخفاء، بينما الهمزة ثقيلة في النطق لأنها حرف شديد مجهور، ولذا فقد زِيد المد قبلها للتمكن من النطق بها، حتى أن كل القراء أجمعوا على زيادة المد المتصل عن المقدار الطبيعي اعتداداً بأثر الهمزة على حرف المد
وخلاصة ما رأيتُه أن همزة المد المتصل لا يمكن بحال تجاهل وجودها، وبالتالى فينبغى أن تُعد حرفاً من الحروف، تلك هى الإضافة الوحيدة التى أدخلتها على هذا المنهج.
ولو تأملنا فى عد الأخ الفاضل حسين، ثم فى تعليق الأخ الكريم بوصو عليه (وذلك فى موضوع: عدد حروف سورة نوح، بملتقى القراءات)، لوجدنا أن الأخ بوصو قد استدرك على الأخ حسين عدّه لهمزة (جاء)، بينما غفل عن همزة (السماء) فلم يستدركها عليه
وقد جاء عدد حروف سورة نوح وفقاً لعد الأخ حسين 949 حرفاً بعد أن استبعد همزة (جاء) من العد، ولكن بعد أن تُستَبعد معها همزة (السماء) فالعدد سوف ينقص ليكون 948 حرفاً
أما إذا طبقنا المنهج الذى خلُصتُ إليه بأن حسبنا الهمزات فى الألفاظ (جاء، دعاءى،السماء)، فسيزيد العدد إلى 951 حرفاً، هذا وفقا للنص الذى أورده الأخ حسين فى الموضوع المشار إليه آنفا، وهذا العدد يزيد واحداً عن العدد الذى نتج عنه احصائى أنا، فما السبب؟!
قمتُ بمراجعة النص الذى أورده الأخ حسين مرة أخرى، فتبين لى أنه قد وقع فى خطأ آخر، حيث زاد من عنده حرفاً ليس له وجود فى رسم مصحف المدينة على رواية حفص، هذا الحرف هو ألف المد فى كلمة (المؤمنات) التى وردت فى ختام السورة، فإنها لم تُرسم هكذا فى مصحف المدينة، وإنما رُسِمَت هكذا: المؤمنت، بدون ألف مد، ويبدو أن أحداً غيرى لم ينتبه إلى وجود هذا الخطأ!!
وبحذف هذا الحرف الزائد يصير عدد حروف سورة نوح 950 حرفاً بالتمام والكمال، ودون زيادة ولا نقصان!!
أرأيتم إخوانى وأخواتى إلى إعجاز القرآن الكريم فى إشارته إلى عدد سنى دعوة نوح عليه السلام، وذلك فى السورة الوحيدة التى إقتصرت على قصته هو وحده من أولها وحتى آخرها!!!
فهذا الإقتصار على قصته ودعوته فى قومه يُعدّ إشارة أخرى إلى موافقة عدد حروف السورة لعدد سنى دعوته
ومما هو جدير بالذكر أن هذا المنهج الإحصائى الذى خلُصتُ إليه منذ فترة طويلة، قد أغرانى بتطبيقه على سور أخرى، فأدّى كذلك إلى نتائج إعجازية لا تقل فى روعتها عن تلك الخاصة بسورة نوح
وإذا شئتم عرضتُ لكم نموذجا آخر منها
ولعل نجاح هذا المنهج معى فى أكثر من سورة، هو ما جعلنى أصدع بقوة بأن عدد حروف سورة نوح هو 950 حرفا لا تزيد ولا تنقص، وبأن هذه آية وبينة لنا من الله عز وجل على مصداقية الإعجاز الإحصائى لكتابه العزيز.
والله عز وجل أعلى وأعلم، وهو ولى التوفيق
تجدون في الملف المرفق أن سورة نوح، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، حسب المنهج الذي تم تحديده، 947 أو 951 لماذا؟ لأنه بترك الهمزات التي لم يكتبها الصحابة في {جاء} {السماء} {دعاءي} {خطيئتهم} يكون العدد (951 - 4) = 947
وبعد الهمزات الأربع يكون العدد 947 حرفا صحابيا + 4 أحرف من الضبط = 951 حرفا. ونوح عليه الصلاة والسلام إنما لبث فيهم {ألف سنة إلا خمسين عاما} وليس تسعة وأربعين ولا ثلاثة وخمسين عاما.
ثم إن السبب الذي من أجله عُدّت همزات {جاء} {دعاءي} {السماء} متوفر في خطيئتهم لما ذا تم اسبعاده واحتساب الثلاث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:20 ص]ـ
لم أستطع إرفاق ملف إكسيل الذي وعدت به، لعل الشتوي يرشدنا إلى ذلك مشكورا
ـ[رقي]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:43 ص]ـ
متابعة بصمت
جمع الله قلوبكم على إظهار الحقّ
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:21 ص]ـ
أمام عجزي لإرفاق الملف فلا يسعني إلا أن أنقل النتائج التي حصلت عليها:
الهمزة (ء) غير المصورة:4 {جاء} {دعاءي} {السماء} {خطيئتهم} - الألف الطويلة (ا): 186 - الألف القصيرة (ى): 4 - الباء: 27 - الجيم:19 - الدال: 25 - الهاء: 34 - الهاء:87 - الزاي: 4 - الحاء:3 - الطاء:5 - الياء:52 - الكاف:32 - اللام: 107 - الميم: 75 - النون: 6 - الصاد: 4 - العين: 25 - الفاء: 18 - الضاد: 6 - القاف: 21 - الراء: 60 - السين: 20 - التاء: 34 - الثاء: 6 - الخاء: 10 - الذال: 10 - الظاء: 2 - الغين: 8 - الشين: 2
المجموع 951 حرفا، وبدون الهمزات 947 حرفا. أرجو تحقيق ذلك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Dec 2010, 04:04 ص]ـ
أمام عجزي لإرفاق الملف فلا يسعني إلا أن أنقل النتائج التي حصلت عليها:
الهمزة (ء) غير المصورة:4 {جاء} {دعاءي} {السماء} {خطيئتهم} - الألف الطويلة (ا): 186 - الألف القصيرة (ى): 4 - الباء: 27 - الجيم:19 - الدال: 25 - الهاء: 34 - الهاء:87 - الزاي: 4 - الحاء:3 - الطاء:5 - الياء:52 - الكاف:32 - اللام: 107 - الميم: 75 - النون: 6 - الصاد: 4 - العين: 25 - الفاء: 18 - الضاد: 6 - القاف: 21 - الراء: 60 - السين: 20 - التاء: 34 - الثاء: 6 - الخاء: 10 - الذال: 10 - الظاء: 2 - الغين: 8 - الشين: 2
المجموع 951 حرفا، وبدون الهمزات 947 حرفا. أرجو تحقيق ذلك
إحصاء غير دقيق. ليس في الهمزات فقط، بل في أحرف واضحة، الواو، اللام، الميم ...........
وعند العليمي الخبر اليقين.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Dec 2010, 06:05 ص]ـ
سبحان الله! مع أن كثيرا من الأفاضل مرّوا على مشاركتي ولم ينتبهوا لذلك، حتى فضيلتكم شكرني عليها حينها دون تعقب!
لكني حسبي أمران: أني أحلت، ومن أحال فقد برئ، وفي أني لم أبنِ على العدد دلالة كما يفعل غيري.
المهم: ما زال الشيخ العليمي - جزاه الله خيرا - لم يجبني على هذا السؤال:
ما موقفكم من اختلاف المصاحف في الرسم؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:25 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل لو تمّ تغيير العنوان من "الأعجاز" إلى الإعجاز.
جزاكم الله خيراً
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Dec 2010, 10:20 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/images/icons/research.gif من الأعجاز العددى فى تقسيم أنصبة المواريث بالآيتين 11،12من سورة النساء
هذا هو أصل الموضوع، وكان يجب ان يتوقف عند المشاركة العاشرة. فأما ما زاد على ذلك فموضوع آخر، بل مواضيع أخرى وأوقات ضائعة هدرا.
مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك فى اظهار المعنى القرانى بالرقم من خلال ما قرأت؟ ممتاز http://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar2-r.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar2.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar2-l.gifhttp://tafsir.net/vb/clear.gif 00% جيد http://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar3-r.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar3.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar3-l.gifhttp://tafsir.net/vb/clear.gif 00% مقبول http://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar4-r.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar4.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar4-l.gifhttp://tafsir.net/vb/clear.gif 00% ضعيف http://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar5-r.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar5.gifhttp://tafsir.net/vb/styletafsir/polls/bar5-l.gifhttp://tafsir.net/vb/clear.gif 12 (http://tafsir.net/vb/poll.php?do=showresults&pollid=128)100.00%
فأما عن تبديل العنوان، فالأنسب له أن يبقى على حاله، فهو أعجاز وليس إعجازا.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:26 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إحصاء غير دقيق. ليس في الهمزات فقط، بل في أحرف واضحة، الواو، اللام، الميم ...........
وعند العليمي الخبر اليقين.
الرجاء إيراد الإحصاء الدقيق في عدد الأحرف المذكورة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:38 م]ـ
وهنا يقع إشكال لأمثالي من الضعفاء وهو: هل الهمزة في المد المتصل تختلف عنها في المد المنفصل.؟ أليست شديدة مجهورة فيهما وحرف المد أليس بنفس صفاته فيهما؟ وإذا كان كذلك فما وجه تقييده بالمد المتصل؟
.
يا سبحان الله!!!!!
لماذا يا أخ ابراهيم تريد أن تفتح باباً للتشكيك بأى شكل كان!!
هلا فهمت كلامى أولاً؟
إنما ذكرتُ المد المتصل دون المنفصل لسبب وجيه جدا وهو ظاهر بلا خفاء فى كلامى
فهمزة المد المتصل كانت هى موضع الإلتباس فى عد الأخ حسين، أما باقى أنواع الهمزات فلم تشتبه عليه فى شىء، ولم يخطىء فى عد ما عده منها، أو فى ترك ما تركه
أخى الكريم،كنتُ آمل منك أن تقول: سبحان من هذا كلامه!!، لا أن تُجهد نفسك وتكد فى البحث والتنقيب عن أى مبرر ليخوّل لك التشكيك فى هذا الإعجاز المبهر الذى بثه ربنا جل وعلا فى كلامه العزيز!!
-2 كيف نقول عن بقية المصاحف والقراءات، هل نقول هذا إعجاز خاص بمصحف المدينة وبرواية حفص؟
هذا إذاً هو السبب!!، فأنت لا تتبع رواية حفص ولا مصحفه
فهل لهذا السبب تنقم علينا اعتمادنا عليه!!!
دعنى إذاً أُطمئِنك تماما أخى الفاضل أن لكل رواية صحيحة إعجازها الخاص بها، ولكل مصحف يوافقها إعجازه الخاص به، فبدلاً من أن تشكك فى معجزات مصحف حفص وتبذل فى هذا وسعك كله، حرىُ بك أخى الكريم أن تدخر هذا الجهد لتنفقه فى الخير، أعنى فى البحث عن معجزات المصحف الذى تتبعه، فذلك خير وأهدى سبيلا
آمل أن لا يكون هذا من الوابل السابق الذي بقي في الصحراء.
هذا لغو من القول، وقد أمر ربنا بأن نمر عليه كراماً، ولهذا فلا تعليق لى عليه، مثلما لم أعلق على مشاركتك السيئة قبل الأخيرة (رقم 39)، والتى فيها ما فيها!!
هداكم الله وأصلح بالكم، وغفرلنا ولكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:48 م]ـ
تجدون في الملف المرفق أن سورة نوح، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، حسب المنهج الذي تم تحديده، 947 أو 951
ها قد عدنا للتشكيك مرة أخرى!!
ولكن يزول العجب حين نعلم أن الأخ الكريم بوصو هو الآخر لا يتبع رواية حفص
وأقول له كما قلتُ لأخينا الحسنى: إن لمصحف ورش كذلك معجزاته، فابحثا عنها ولا تشككا فى معجزات غيره رعاكما الله
ووالله يا أخواى إنى لصادق، وأنصحكما لوجه الله تعالى
لأنه بترك الهمزات التي لم يكتبهاالصحابة في {جاء} {السماء} {دعاءي} {خطيئتهم} يكون العدد (951 - 4) = 947
وبعدالهمزات الأربع يكون العدد 947 حرفا صحابيا + 4 أحرف من الضبط = 951 حرفا.
هذا خطأ محض يا أخى، فالهمزات ليست أربع كما تقول، بل ثلاث فحسب، فمن أين جئت بهمزة خطيتهم؟!!
ثم إن السبب الذي من أجله عُدّت همزات {جاء} {دعاءي} {السماء} متوفر في خطيئتهم لما ذا تم اسبعاده واحتساب الثلاث؟
دعنى أقول لك لماذا؟
لأن السبب الذى أشرتَ إليه غير متوفر فى (خطيءتهم) كما تقول، فالهمزة هنا موضوعة على المتسع (المُطة التى بين الياء والتاء: ـءـ) وليست على نبرة (ئـ)، وقد رسمتها لك ولونتها بالأحمر لتعرف موقعها وأنها على المتسع لا على نبرة، وما كان على المتسع فلا يُعد
ويقول علماء الرسم الثقات: المراد بالمتسع المطة التي تصل ما قبل الهمزة بما بعدها، ووضع الهمزة عليها هو الأصل وعليه رسم المصحف العثماني، أما النبرة - أي السِّنَّة - فهي من زيادات المتأخرين لتحسين الخط.
ثم دعنى أخى الفاضل أسألك: إن كنت ترى الهمزة هنا تُعد، فلماذا لم تستدركها من قبل على الأخ حسين حين كنتَ تستدرك عليه، ثم جئت الآن لتستدركها علينا؟!!
فلتسأل الأخ حسين: لماذا ترك عدها؟ وأنا أعرف عنه أنه أخ فاضل جدا وسيشهد بالحق ممتثلاً لقوله تعالى: (وأقيموا الشهادة لله)
وختاماً فإنى لأعجب: لماذا يشكك بعض المؤمنين فى إعجاز كلام رب العالمين؟!!!
فما الذى تركناه لغير المؤمنين؟!
اللهم غفرانك
أناشد الأخوة الأفاضل المعارضين بأن يَكُفوا عن الجدال وأن يخوضوا فى حديث غير هذا
مُذكرا إياهم بقول النبى صلى الله عليه وسلم:
" أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقاً "
غفر الله لنا ولكم، وأصلح أحوالنا جميعاً
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:01 م]ـ
أمام عجزي لإرفاق الملف فلا يسعني إلا أن أنقل النتائج التي حصلت عليها:
الهمزة (ء) غير المصورة:4 {جاء} {دعاءي} {السماء} {خطيئتهم} - الألف الطويلة (ا): 186 - الألف القصيرة (ى): 4 - الباء: 27 - الجيم:19 - الدال: 25 - الهاء: 34 - الهاء:87 - الزاي: 4 - الحاء:3 - الطاء:5 - الياء:52 - الكاف:32 - اللام: 107 - الميم: 75 - النون: 6 - الصاد: 4 - العين: 25 - الفاء: 18 - الضاد: 6 - القاف: 21 - الراء: 60 - السين: 20 - التاء: 34 - الثاء: 6 - الخاء: 10 - الذال: 10 - الظاء: 2 - الغين: 8 - الشين: 2
المجموع 951 حرفا، وبدون الهمزات 947 حرفا. أرجو تحقيق ذلك
إليك أخى الفاضل تحقيق ذلك:
الهمزة ء: 3 (وليس 4) حيث همزة (خطيءتهم) لا تُعدّ كما سلف بيانه
الواو (وليس الهاء): 88 (وليس 87)
الياء والألف القصيرة (ى): 55 (وليس 52 + 4 = 56)
اللام: 106 (وليس 107)
الميم: 77 (وليس 75)
النون: 60 (وليس 6)
تلك كانت مواضع الخطأ فى نتائج الإحصاء الذى أوردتَه أنت، أما فيما عدا ذلك فصحيح
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Dec 2010, 06:29 م]ـ
فلتسأل الأخ حسين: لماذا ترك عدها؟ وأنا أعرف عنه أنه أخ فاضل جدا وسيشهد بالحق ممتثلاً لقوله تعالى: (وأقيموا الشهادة لله)
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على حسن ظنكم بي، والأمر يسير، فهونوا على أنفسكم.
مع أني قلت ذلك مرارا، لكن لا بأس أعيده؛ الأمر بكل يسر أني كنت قد وضعت هذي المشاركة متعجلا إذ كنت هامّا بالقيام من على المكتب، فرأيت سؤال الأخ الفاضل حول عد حروف سورة نوح، فما كان مني إلا أن نسخت نص السورة من بعض البرامج، وكان مضبوطا ومرسوما على الإملاء الحادث، ثم حاولت قدر نظري - وهو ضعيف والحمد لله - أن أحذف ما زاد عن رسم مصحف المدينة (لشهرته لا غير)، ويدخل في ذلك الهمزات التي لا أثر لها في الرسم، فأبقيت على سِنّتين فقط بين الخاء والهاء في كلمة (خطيآتهم)، وكان يجب أيضا أن أحذف همزتي (جاء، والسماء)، ولو رأيتهما لحذفتهما كما حذفت همزتي (دعاءي و خطيآتهم)، وكذلك ألف (المؤمنات).
ولعجلتي نشرت المشاركة بسرعة قبل مراجعتها، واكتفيت بإحالتكم على النص الذي عددتُ لتراجعوه، ومع أن كثيرا اطلعوها لكنهم لم ينتبهوا هم أيضا لذلك، حتى فضيلتكم شكرني عليها ولم يعقب أو يستدرك حينها، حتى تنبه بعض الأفاضل لهمزة (جاء)، ثم تنبهتم أنتم لهمزة (السماء) وألف (المؤمنات).
هذا ما حدث مفصلا. وكان يكفي سطر واحد يعقب مشاركتي من قِبل فضيلتكم يستدرك الخطأ وانتهى الأمر، فلعل الله عز وجل أراد أمرا، ولا أعدم فوائد كثيرة خرجت بها مما حدث، والحمد لله على كل حال.
فكان يجب على ما نويتُ عدّه أن تكون 947 فقط، ولو كانت كذلك ما وضعت المشاركة أصلا، لأني وضعتها على أساس ظني خطأً أن ذلك هو ما اعتمد عليه من عدها 950، فرجعنا للسؤال على أي شيء اعتمد، ولا أحسبه علم منهجيتكم هذي بعدّ همزات (جاء، والسماء، ودعاءي)، وإلا لعد أيضا همزة (خطيآتهم)، فلا فرق بينها إلا أن الهمزة في الأخيرة على المتسع، وأربعتها لا أثر لها في الرسم، وقد اعتبرتم المد المتصل في العد.
نفع الله بكم، ووفقنا وإياكم لما يحب.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Dec 2010, 06:45 م]ـ
يا سبحان الله!!!!!
لماذا يا أخ ابراهيم تريد أن تفتح باباً للتشكيك بأى شكل كان!!
هلا فهمت كلامى أولاً؟
إنما ذكرتُ المد المتصل دون المنفصل لسبب وجيه جدا وهو ظاهر بلا خفاء فى كلامى
فهمزة المد المتصل كانت هى موضع الإلتباس فى عد الأخ حسين، أما باقى أنواع الهمزات فلم تشتبه عليه فى شىء، ولم يخطىء فى عد ما عده منها، أو فى ترك ما تركه
أخى الكريم،كنتُ آمل منك أن تقول: سبحان من هذا كلامه!!، لا أن تُجهد نفسك وتكد فى البحث والتنقيب عن أى مبرر ليخوّل لك التشكيك فى هذا الإعجاز المبهر الذى بثه ربنا جل وعلا فى كلامه العزيز!!
هذا إذاً هو السبب!!، فأنت لا تتبع رواية حفص ولا مصحفه
فهل لهذا السبب تنقم علينا اعتمادنا عليه!!!
دعنى إذاً أُطمئِنك تماما أخى الفاضل أن لكل رواية صحيحة إعجازها الخاص بها، ولكل مصحف يوافقها إعجازه الخاص به، فبدلاً من أن تشكك فى معجزات مصحف حفص وتبذل فى هذا وسعك كله، حرىُ بك أخى الكريم أن تدخر هذا الجهد لتنفقه فى الخير، أعنى فى البحث عن معجزات المصحف الذى تتبعه، فذلك خير وأهدى سبيلا
هذا لغو من القول، وقد أمر ربنا بأن نمر عليه كراماً، ولهذا فلا تعليق لى عليه، مثلما لم أعلق على مشاركتك السيئة قبل الأخيرة (رقم 39)، والتى فيها ما فيها!!
هداكم الله وأصلح بالكم، وغفرلنا ولكم
أخانا العليمي وفقني الله وإياك لحسن القول وطلب العلم الشرعي الصحيح.
مشاركتك هذه تدل على حسن أدبك وجودة طرحك العلمي المشتق من اسمك "العليمي".
أخانا الفاضل استوقفني من جميل مشاركتك قولك إنني أنقم عليكم بسبب رواية حفص؛ وتنبيها لا تعليما لأن أمثالكم بلغ ما بلغ فأنا حفظت القرآن برواية حفص عن عاصم وعندي فيها إجازتان وليستا من الإجازات "النتية".
وسؤالي كان عن موضوع ما يسميه فضيلتكم إعجازا وأنتم تبع في ذلك لبقية الإخوة المدافعين عنه في هذا الملتقى.
وأما بقية كلامكم فهو ليس على المستوى الذي أستطيع إجابته فهو فوقي مستوى وعلما ومنهجا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:05 م]ـ
بارك الله فيكم، السؤال عن موقفكم من اختلاف مذاهب القراء وأهل الرسم والعد = لا يعني العداء أبدا!
إنما هو استبيان للوقوف على المنهج لا غير، سواء وافقناكم عليه أو خالفناكم، وقد اتضحت لي بعض معالمه من ردودكم. نفع الله بكم.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[08 Dec 2010, 10:41 م]ـ
أرجو من الشيخ عبد الله الشتوي أن يزودني بإيميل غير الخاص لأرسل له الإحصاء الذي عملته ويلحقه بمشاركاتي هنا.
حاولت الإرفاق له على الخاص فلم أنجح!
ثم إن الشكر على مشاركة لا يعني الموافقة التامة، قد يكون الشكر على أسلوب الحوار، أو على أدب الكلام، أو على جدة الموضوع. ما فتئنا في مداخلاتنا الأولى نقول حسب "إحصاء الشيخ حسين بن محمد"، وكررنا أنا "لم نعد عده".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[09 Dec 2010, 06:37 ص]ـ
هذه مبادرة طيبة من الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله.
أنا لا أرى فرقاً بين الذي ذكره هنا ويرى أنه ليس من الإعجاز العددي ويرى من الواجب عليه تحذيرنا منه، وبين ما يكتبه هو وأخي نعيمان في بقية المشاركات ويستغربون من انتقادنا له.
فكلها تتشابه في أنه ليس لها ضابط يضبطها إلا اندهاش القارئ من نتائجها.
وشعورنا مع كتابتهم كشعورهم مع هذه النتائج التي أوردها الأستاذ عبدالله جلغوم هنا.
فهل من مستجيب لما كتبه أخي نايف الزهراني على علمٍ منا ومشورة بعنوان:
الحاجة إلى كتابة علمية حول موضوعات الإعجاز العددي في القرآن ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222)
ولا نريد أن نعيد ونكرر ما قلناه في أكثر من مناسبة .......... انتهى كلام سيادته فى ذلك ...
وأعطيك الثانية ولن أطيل فى عرض من أمثلة ذلك فهو أكثر من أن يحصى ..
أبو الحارث العامودي ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=8571) http://tafsir.net/vb/styletafsir/statusicon/user_offline.gif
مشارك نشيط
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 35
شَكر: 0
تم شُكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
أنا من الذين يقبلون بفكرة الإعجاز العددي. ولكن ليس بالطريقة التي تطرحها. والملاحظات العددية التي طرحتها الآن تعتبر مثال مثالي على التكلف والتمحّل. وأنت بهذه الطريقة تحارب فكرة الإعجاز العددي وتجعلها تبدو سخيفة. ولم أعد ألوم الأخوة الذين يخالفونك. أنت بهذا المسلك تحرج الأخوة الجادين في بحوثهم ونتائجهم. آن لك أخي عبد الله أن تدرك ذلك. وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي لأنني ناصح يرجو أن تصوب الأخطاء ولا يكون ذلك إلا بالمصارحة.
أما بعد .. فهذه مشركتى
أستاذ عبد الله جلغوم ... سلا ما
ويبدو أنك لا تفهم ... ولن تفهم .. قصدى من وضع مشاركة المواريث للاستطلاع وتركها هكذا .. !!!
ولابد أن أكرر وأكرر وأكرر لعل وعسى بعد مشاركتى الـ11 أن تعى!! واذا فطنت فراجع قولك فى مشاركتك (نقد الاعجاز العددى) فى الربع الأول منها عن الكتابة عن الرسم العثمانى خاصةً .. وأن تركى لها عن عمد لتُعرى وتكشف التّكلف والمبالغة فقط لما يتوهم الآخرون أنه اعجاز ومنتهى الاعجاز (فلماذ لم تُعرف لكل من سألك من قبل وحتى الآن .. ما هوتعريف الاعجاز العددى؟؟ وما معاييرة التى يقوم عليهامن القرآن؟ .. وبالاختصارعن نفسى (حتى لاتسألنى عن وكالتهم لى) لماذا لاتجيب عما سألتك عنه!!؟؟) فقط تمسك واقتناع برأيك كما تقول فى أحدى مشاركاتك (أننى لا أعترف الا بما أقوم به بنفسى من أحصاء) ولكنى والله الذى لاالة الا هو لايتسع لدى الوقت لجلب هذة المقولة من مشاركتك هذة وغيرها كثير) أفى العلم تلك الأساليب التى تستعملها؟ أومعظم التى تعرضها أو التى تتحدث بها مع الآخرين؟؟ (لاحظ أننى لاأكتب الأعجاز) وان ظل الحال على هذا فيصدق فيه تسمية الأستاذ نعيمان (أعجاز عددى) وأطمئن جدا جدا فلن أترك الملتقى الابعد أن تجيب عما سألت فيه (أم أن الاجابات ستهدم روائعك العددية) ولك عندى أن أعرض عليك أولاًبأول ومنذ الآن جميع المتناقضات من الآراء التى قيلت منكم فى ذلك .. والرد عليها ان شاء الله
وأحب فى هذة المناسبة أن أخبرك عن قولك (جاء أحدهم يستشيرك فى بحث له) أقسم لك غيرحانث فى قسمى هذا أنى كنت أعطيك الطعم حتى أستدرجك ومعروف عن معاليك أنك سريع الأجابة .. ولاحرج (خُلق الانسان من عجل .. )
ولا أريد أن أثقل عليك وكفى عليك جهاد أهل المناقشة للحق فى ذلك وان شئت أفردت اليك عشرات من ارآء الأعضاء عن مشاركاتك .... وان كان يكفينى رأى سيادتة وهو رئيس الملتقى وفى هذا كفاية كل خبر ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:15 ص]ـ
الأخ الكريم علي محمد علي وفقه الله
أشكرك على مشاركتك معنا في الملتقى لعلك تستفيد مما يكتب فيه، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما ينفعنا في ديننا ودنيانا من العلم والعمل.
وقد لاحظتُ من قراءة للموضوع الأصلي واستعراض سريع للتعقيبات أن الكاتب الكريم في حاجة إلى التعلم والحرص على العلم بشكل أكبر ومعرفة المنهج الصحيح للبحث العلمي، والذي يبدو لي أن التأليف غير مناسب لأخي علي في هذه المرحلة، والاحتجاج بمراجعة البحث من قبل الهيئة العالمية للإعجاز العلمي غير مقبول، فالبحث ضعيف جداً، ونتائجه غير علميَّة، وفيه خلل كبير في المنهج والنتائج، والهيئة تصلها أبحاث كثيرة جداً غالبها ضعيف متهافت لا قيمة له.
ويبدو لي من كلامك أخي العزيز أنك محب للعلم وحريص على الحق، فالذي أنصحك به عدم نشر هذا الكتاب الذي ذكرتم خوفاً عليك من القول في كتاب الله بغير علم، ولعلك تحتفظ به ريثما تتقوى في العلم الشرعي والعلم بكتاب الله خصوصاً، واحفظ وقتك وأوقات القراء من تطويل الكلام فيما لا فائدة فيه من الجدال الذي لا ثَمرة له مع الزملاء هنا، فإن الوقت هو الحياة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والعلم النافع.
ملحوظة:
تم تعديل العنوان إلى: تأملات في تقسيم أنصبة المواريث بالآيتين 11،12من سورة النساء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:20 م]ـ
سبحان الله! مع أن كثيرا من الأفاضل مرّوا على مشاركتي ولم ينتبهوا لذلك، حتى فضيلتكم شكرني عليها حينها دون تعقب!
لكني حسبي أمران: أني أحلت، ومن أحال فقد برئ، وفي أني لم أبنِ على العدد دلالة كما يفعل غيري.
المهم: ما زال الشيخ العليمي - جزاه الله خيرا - لم يجبني على هذا السؤال:
ما موقفكم من اختلاف المصاحف في الرسم؟
وجزاكم الله خيرا أخى حُسين
نعم، لقد شكرتك على مشاركتك الأولى فى موضوع " عدد حروف سورة نوح " بملتقى القراءات، دون تعقب لما فيها، وهذا لأنى وجدتُك تذكر أن نتيجة احصائك لحروف السورة قد وافقت 950 حرفاً، ولما كان هذا هو ما كنتُ أعرفه من قبل فلم أجد حاجة تدعونى لفحص النص الذى أوردتَه لنا أو التدقيق فيه، ليقينى حينذاك بأنك لم تخطىء فى نتيجة عدك، لا فى منهج العد ذاته
أما الجواب عن سؤالكم الأخير فقد ذكرتُه فى مشاركاتى الأخيرة، حيث قلتُ أكثر من مرة:
إن لكل رواية صحيحة إعجازها الخاص بها، ولكل مصحف يوافق واحدةً منها إعجازه كذلك
ولكن ربما كان لمصحف المدينة على رواية حفص النصيب الأوفر من الكشف عن معجزاته، لا لشىء إلا لإنتشاره الواسع فى ديار الإسلام مقارنةً بباقى المصاحف
وربما لو أتيحت نفس هذه الفرصة للمصاحف الأخرى، لكان الباحثون قد كشفوا عن كثير من أوجه الإعجاز المكنونة فيها
آمل أن يكون جوابى واضحاً لك ولكل من يتابع هذا الموضوع
وسلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:30 م]ـ
فرجعنا للسؤال على أي شيء اعتمد، ولا أحسبه علم منهجيتكم هذي بعدّ همزات (جاء، والسماء، ودعاءي)، وإلا لعد أيضا همزة (خطيآتهم)، فلا فرق بينها إلا أن الهمزة في الأخيرة على المتسع، وأربعتها لا أثر لها في الرسم، وقد اعتبرتم المد المتصل في العد.
نفع الله بكم، ووفقنا وإياكم لما يحب.
بارك الله فيكم، تسألنى: لماذا لم أعدّ همزة خطيءاتهم؟
وإليك الجواب مُفصلاً:
لأنه بحسب منهجى فى إحصاء الحروف فإن الهمزة (ء) لا تُحتَسب حرفاً بذاته إلا إذا سبقها مد متصل، أو إذا جاءت على نبرة وليس على المتسع (ـ ء ـ)
أما فى حالة مد البدل فإن الهمزة تعتبر حركة لا حرفاً، وآية ذلك أن همزة مد البدل تؤول فى الرسم الإملائى إلى مَدّة (~)، فمثلا لفظ (قرءان) يؤول إلى قرآن، و لفظ (ءامنوا) يؤول إلى آمنوا، ولفظ (ءاية) يؤول إلى آية، وهكذا، مما يدل على كونها هنا تمثل حركة خالصة لا حرفا مستقلاً
ومن هنا جاء استبعادى للهمزة فى كلمتىّ: ءاذانهم وءالهتكم الواردتين فى سورة نوح، لأن المد فيهما هو مد البدل، وصورته هى:ءا
فماذا عن كلمة: خطيءاتهم؟
حين ننظر فيما ورد على المتسع (المطة ـ) فى كلمة خطيءاتهم فماذا نجد؟
نجد همزة يعقبها ألف خنجرية هكذا: ءا، وهذه لعمرى هى صورة مد البدل بعينه!!
والدليل على هذا أيضاً أن هيئة هذه الكلمة بالرسم الإملائى نجدها هكذا: خطيآتهم، بألف فوقها مَدّة، بل إنك أخى حُسين قد أوردتها هكذا فى مشاركتك رقم 55 والتى هى موضع ردى الراهن، حيث جاء فيها قولك:
فأبقيت على سِنّتين فقط بين الخاء والهاء في كلمة (خطيآتهم)
ولكن حتى هذه الألف الممدودة (آ) نجدها محذوفة من رسم المصحف لهذه الكلمة
ومن هنا فالهمزة لا تُعد حرفاً بذاته فى هذه الكلمة، وذلك وفقاً لمنهجى الذى يقضى باستبعادها فى صورة مد البدل، أو فى حالة وضعها على متسع سواء جاءت فى مد بدل أو متصل
وعليه تكون الهمزات المحسوبة ثلاث فقط لا أربع، وبإضافتها إلى باقى الحروف الواردة فى سورة نوح (وعددها 947حرفاً) يصير المجموع 950 حرفاً تماماً
وهناك مسألة على قدر كبير من الأهمية ولكنى لم أجد أحداً قد انتبه إليها الإنتباه الكافى بعد:
حيث يبدو لى أن سورة نوح قد جاءت فيها الحروف على هذا النحو (بما فيها الهمزات) عن عمد وقصد وحكمة، وذلك لتهدينا إلى الطريقة المنهجية الصحيحة فى عد الحروف وبحيث يوافق عددها فى النهاية 950 حرفاً بالتمام
هل وصلت الفكرة؟ أم ليس بعد؟
بعبارة أخرى أقول: أرى أن الله عز وجل قد أورد حروف سورة نوح بهذه الكيفية حتى نهتدى إلى المنهجية الصحيحة فى عد الحروف، بحيث يكون المنهج الذى يحقق ذلك التوافق (950) هو المنهج الصحيح، فكأن هذا العدد (950) هو علامة على المنهج الصحيح وإمارة على صحته
وأحسبُ أن الله عز وجل قد هدانى – بفضل منه – إلى ذلك المنهج ووفقنى إلى استخلاصه
ومما يؤكد ذلك أن هذا المنهج قد أثبت معى نجاحه الكامل وصحته التامة من خلال توسعى فى تطبيقى له على سور أخرى، أى أنه توجد شواهد أخرى قد أكّدت لى صوابه وصحته، حيث أسفرت تلك التطبيقات عن نتائج إعجازية مماثلة لتلك المتعلقة بسورة نوح، بل وأشد إعجازاً منها!!
ولا أجدُ ما أقوله أكثر مما قلتُه لإقناعكم بصواب هذا المنهج؟
فلقد أفرغتُ وسعى كله، وحسبى أنى قد بلّغتُ
والله هو الهادى إلى سواء السبيل(/)
سؤال عن قصة أصحاب السبت
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[02 Dec 2010, 12:58 م]ـ
لدي بعض الأسئلة حول قصة أصحاب السبت:
1ـ قال العوفي في تفسيره عن ابن عباس: {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} فجعل الله منهم القردة والخنازير. فزعم أن شباب القوم صاروا قردة والمشيخة صاروا خنازير.
فهل هذا صحيح؟ مع أن صريح الآية (فقلنا لهم كونوا قردةً ... )؟
وإذا كان غير صحيح فمامعنى قوله تعالى: (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [المائدة: 60]
2ـ أين أجد أصح رواية في قصة أصحاب السبت في كتب السنة وفي كتب التفاسير؟
3ـ عن ابن عباس، قال: إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فُوَاقا ثم هلكوا. ما كان للمسخ نسل)
نسمع البعض حين يتحدث عن اليهود يقول (أبناء القردة والخنازير) ويقولون لانقصد أنهم من نسلهم لكن مسبة ً لهم ونسبة ً لهم إلى قصة السبت فهل هذا صحيح؟
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:41 م]ـ
وأضيف إلى تساؤلاتك ياأخية تساؤل آخر ..
ماالذي حل بالساكتين الذي قالوا لأولئك الدعاة إلى الله:" .... لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ?اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ? .... "
هل نجوا أم لم ينجو .. ؟؟؟
وماهو مصير من يسكت عن البغاة والطغاة في هذا الزمن .. ؟؟؟
ولقد لاحظت أن هناك كثير من طلبة العلم يتهجمون على أهل الدعوة والتبليغ الذين يخرجون في سبيل الله لتبليغ دين الله ..
فهل هناك مطابقة لحال الفريقين .. ؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Dec 2010, 02:23 م]ـ
مسألة أصحاب السبت فيها خلاف مشهور بين أهل التفسير ..
ولا شك أن الله تعالى مسخ من اليهود جماعة قردة وجماعة خنازير ..
ولكن هل تناسل الممسوخون أم لا؟ فيه خلاف معروف ولا أتذكر أرجح القولين فيه ولعلي أجد وقتا أبحث كلام أهل العلم لأستفيد وأفيدكم إن استطعت.
وأما مظان البحث في هذا الموضوع فهي الكتب التي تعنى بمشكل القرآن الكريم مثل دفع إيهام الاضطراب وغيره.
وجزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع المفيد.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:06 م]ـ
مسألة أصحاب السبت فيها خلاف مشهور بين أهل التفسير ..
ولا شك أن الله تعالى مسخ من اليهود جماعة قردة وجماعة خنازير ..
ولكن هل تناسل الممسوخون أم لا؟ فيه خلاف معروف ولا أتذكر أرجح القولين فيه ولعلي أجد وقتا أبحث كلام أهل العلم لأستفيد وأفيدكم إن استطعت.
وأما مظان البحث في هذا الموضوع فهي الكتب التي تعنى بمشكل القرآن الكريم مثل دفع إيهام الاضطراب وغيره.
وجزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع المفيد.
بارك الله فيكم ... وجزاكم خيرًا ...
أنتظر مالديكم من علم ....
ـ[مني لملوم]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:35 ص]ـ
هل للمسخ نسل؟
روى ابن مسعود ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم أنه قال لم يهلك الله قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وهو صريح في الباب(/)
بدء نقل درس الدكتور مساعد الطيار عبر قناة البث المباشر أسبوعياً من الدرس القادم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:13 م]ـ
[/ URL][URL="http://tafsir.net/vb/ajax.php?do=quickedit&p=130703"]http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png (http://tafsir.net/vb/ajax.php?do=posttemplate&template=24&wysiwyg=1&allowsmilie=1)
الحمد لله الذي يسر لنا قناة البث المباشر في هذا الموقع، وسوف يبدأ نقل درس أخي الدكتور مساعد بن سليمان الطيار في تفسير الإمام الطبري من جامع الراجحي مساء كل سبت بدء من يوم السبت القادم 28/ 12/1431هـ بإذن الله عبر القناة ..
قناة البث المباشر ( http://tafsir.net/vb/live.php)
وأشكر مدير الملتقى التقني أخي العزيز عبدالله الشتوي على جهوده في تطوير هذه الخدمة خصوصاً والملتقى عموماً هو وفريقه المميز وفقهم الله لما يحب ويرضى.
الخميس 26/ 12/1431هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:26 م]ـ
شكر الله لكم دكتور عبد الرحمن على هذا الإعلان ونحن بانتظار هذه الدروس للدكتور مساعد الطيار حفظكم الله جميعًا.
لكن في أية ساعة يبدأ الدرس بارك الله بكم؟
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخي الحبيب وبارك فيكم ..
وهذه بعض المعلومات المتعلقة بدرس شيخنا الحبيب الدكتور مساعد بن ناصر الطيار حفظه الله.
مكان الدرس: جامع الراجحي بالرياض.
وقت الدرس: يوم السبت بعد صلاة العشاء.
الكتب التي تقرأ في الدرس:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لإمام المفسرين محمد بن جرير الطبري.
وقد توقف الشيخ في الدرس الماضي الموافق 1431/ 12/21 عند نهاية تفسير قوله تعالى: (((يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ))) الآية السادسة من سورة المطففين.
2. مقدمات التفاسير. وقد فرغ الشيخ وفقه الله من التعليق على كلٍ من مقدمة تفسير مقاتل بن سليمان، ومقدمة ابن أبي زمنين، وشرع في الدرس الماضي في التعليق على مقدمة تفسير هود بن محكَّم الهُوَّاري.
أسأل الله تعالى يبارك في شيخنا الفاضل إبي عبدالملك وأن يجزيه خير الجزاء وأتمه وأوفره.
وأتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على جامع الراجحي وأخص منهم رئيس وحدة البث الأخ الفاضل: عبدالمنعم الجندي. أسأل الله تعالى أن يبارك فيهم وأن يوفقهم لك خير.
كما أشكر الأخ الفاضل خالد التويجري حفظه الله على مساهمته الكريمة في نقل الدرس.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Dec 2010, 07:40 م]ـ
لكم الشكر الجزيل
ونرجو أن توافونا بالتسجيلات
أسأل الله أن يوفقكم ويبارك فيكم
ـ[عزتي بالله]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:57 م]ـ
بارك الله جهودكم وأعانكم وسددكم ونفع بكم
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[03 Dec 2010, 06:42 م]ـ
-شكر الله سعيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
واسأل هل سينقل درس فضيلته لشرح منظومة الزمزمي ليوم الاثنين ايضا؟؟
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[03 Dec 2010, 08:35 م]ـ
-شكر الله سعيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
واسأل هل سينقل درس فضيلته لشرح منظومة الزمزمي ليوم الاثنين ايضا؟؟
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة ..
أما حالياً فلا، ولكن لا أدري ما يكون في مستقبل الأيام.
علماً أنه يتم نقل الدرس عبر موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)، وعنه موقع جامع عثمان بن عفان ( http://www.norayn.org.sa/o/page_other.php?page__id=6).
وهنا ( http://www.norayn.org.sa/o/?ar=oath&oathsid=119&oaths=5&oathso=10&oathst=118&oathsth=119) أرشيف لما مضى من دروس شرح منظومة الزمزمي.
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[03 Dec 2010, 09:38 م]ـ
-شكر الله سعيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
واسأل هل سينقل درس فضيلته لشرح منظومة الزمزمي ليوم الاثنين ايضا؟؟
على ما اعتقد أن الشيخ انتهى من شرح من شرح المنظومة في 6 أسابيع و الآن بدأت دورة أخرى في الجامع
ـ[رقية باقيس]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:46 ص]ـ
وفقكم الله لك خير، ونفع بكم
ـ[التواقة]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:40 م]ـ
دخلت القناة ولم تشتغل عندي؟!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:45 م]ـ
أخبرني الآن - الساعة 7:44 مساء السبت - أخي عبدالله الشتوي أن هناك خللاً في اتصال الانترنت منع من البث فمعذرة.
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:54 م]ـ
الحمد لله على كل حال
كله خير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 08:17 م]ـ
الحمد لله ظننت الخلل من عندي، لكن السؤال الآن هل سجلتم الحلقة؟ وهل ستضاف لأرشيف القناة لنستمع لها لاحقًا؟ جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:05 م]ـ
أكرر الاعتذار للإخوة والأخوات ..
بالنسبة لدرس اليوم فقد تم تسجيله من قبل جامع الراجحي وسوف يتم إدراجه إلى أرشيف الجامع قريباً.
وأما الدروس السابقة فهي محفوظة على موقع الجامع ( http://www.grajhi.org.sa/) من حين انتقل درس الشيخ إلى اليه.
ويمكن الوصول إليها من خلال الرابط التالية: (1428 ( http://www.grajhi.com/inc/schedule/setup.asp?Parent2=&id2=&Parent=63&id=63) - 1429 (http://www.grajhi.com/inc/schedule/setup.asp?Parent2=&id2=&Parent=85&id=85) - 1430 (http://www.grajhi.com/inc/schedule/setup.asp?Parent2=&id2=&Parent=109&id=109) - 1431 (http://www.grajhi.org.sa/index.php?ar=archm&ty=all&arci=2&iD=29&idcomm=86&&oathsid=156&oaths=156&oathso=140&Ss=sS&&mk=2&id=8&nw=))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التواقة]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:56 م]ـ
نشكر للشيخين عبدالله الشتوي ود. عبدالرحمن الشهري والمرات القادمة أكثر ...
كله خير والحمد لله
ظننت الخلل من عندي لذا وضعت سؤالي ...
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 Dec 2010, 08:57 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزى الله خيرا فضيلة الدكتور مساعد، وكذا كل من ساهم في نقل الدرس إلينا.
لي فقط استفساران:
- أرسلت سؤالا أول الدرس مستخدما زر (أرسل سؤالا) الموجود أسفل شاشة البث في الملتقى هنا، ولا أظنه وصل للشيخ، فهل تعمل هذي الخدمة أم لا؟
- وانقطع البث عندي لبعض الدقائق، فهل كان ذلك عامّا؟
وأقترح عليكم إنشاء خريطة للقناة على Google Calender ، لنشر مواعيد البرامج، وتذكير الأفاضل بها عن طريق البريد الإلكتروني قبل موعدها بساعة أو عشر دقائق مثلا.
وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[11 Dec 2010, 11:11 م]ـ
لي فقط استفساران:
- أرسلت سؤالا أول الدرس مستخدما زر (أرسل سؤالا) الموجود أسفل شاشة البث في الملتقى هنا، ولا أظنه وصل للشيخ، فهل تعمل هذي الخدمة أم لا؟
- وانقطع البث عندي لبعض الدقائق، فهل كان ذلك عامّا؟ بارك الله فيك أخي الحبيب حسين ..
- سؤالك وصل سلمك الله، ولكن لا يوجد حتى الآن شخص يتابع الأسئلة ويطبعها ويعرضها على الشيخ في نفس الدرس، ولكن لعلنا نجد في الأيام القادمة طريقة مناسبة لعرض الأسئلة على الشيخ في نفس الدرس.
- أما انقطاع البث فقد يكون لكونه صوتاً وصورةً، وهذا يزيد في حجم البيانات التي يتم نقلها، وهذا يتطلب اتصال عال حتى يكون بالجودة والثبات المطلوب، ولعل الإخوة والأخوات الذين تابعوا الدرس يبينوا هل حصل الانقطاع عندهم كذلك أو لا.
وأقترح عليكم إنشاء خريطة للقناة على Google Calender ، لنشر مواعيد البرامج، وتذكير الأفاضل بها عن طريق البريد الإلكتروني قبل موعدها بساعة أو عشر دقائق مثلا.أحسن إليك أخي العزيز، فكرة رائعة وبديعة، وقد قمت اليوم بإدراج بعض الدروس، وقمت أيضاً بإرسال دعوة إليك على بريدك في الياهو، ولا أدري هل وصلت إليك أو لا؟
ولعلي خلال هذا الأسبوع أكمل إعداداته وأعلن عنه.
وفقك الله ورضي عنك.
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[11 Dec 2010, 11:55 م]ـ
أخي العزيز حسين .. أعدت الآن سماع الدرس ووصلت إلى الانقطاع الذي أشرت إليه وفقك الله.
وأظن أن سببه فراغ بطارية كاميرا التصوير، فقد رأيت المصور أثناء الدرس يقوم بتغييرها، ويبدو أنه لم يتنبه مباشرة إلى أن شحنها قد أنتهى ولذا تأخر في استبدالها.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[12 Dec 2010, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا يا شيخ عبد الله ونفع الله بكم، وجعلك سباقا إلى الخيرات.
ونرجو أن ينصلح الحال تقنيا المرات القادمة إن شاء الله، وأن يقوم فاضل بمتابعة الأسئلة وعرضها على الشيخ، فهذا باب عظيم يجب استغلاله.
وقد وصلتني دعوتك، وصلك الله برحمته وفضله.
وللفائدة: يمكن الاستفادة من هذا التقويم في عمل خريطة لجميع نشاطات مركز تفسير، من برامج ولقاءات وندوات ومؤتمرات وغيرها. مع جعلها عامةً Public ، ووضع كود مشاركتها في صفحة القناة بالملتقى لمن شاء سحب المواعيد إلى تقويمه الخاص؛ فذلك يتيح له استقبال رسائل تذكير على جواله. نفع الله بكم ووفقكم لما يحب.
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[12 Dec 2010, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب حسين، وبإذن الله تعالى ترى ما يسرك بهذا الخصوص ..
ولا استغني عن رأيك وتجربتك لا حرمنا الله منك ..(/)
آراء الجنيد في التفسير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:44 م]ـ
هل كتب أحد رسالة علمية حول آراء الجنيد في التفسير جمعا ودراسة أو شيئا حول هذا العنوان؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Dec 2010, 06:32 م]ـ
من خلال مراجعتي لسيرة الجنيد واختلاف الناس فيه. فقد تبين لي أن الصوفية قد ركبوا موجته واحتالوا وتقوّلوا عليه. فتجد الكثير مما نسب اليه من باب الإفتراء والتقوّل. وقد وجدت أيضاً أن كثيراًَ من المنصفين أمثال ابن تيمية وابن كثير والذهبي قد وصفوه بالاعتدال وبرّؤا كثيراً مما نُسب اليه.
أما ما تسألون عنه حول جمع رأي الجنيد رحمه الله في التفسير فلا علم لي أن أحداً قام بذلك إلا بعض الرسائل التي قام بجمعها علي حسن عبد القادر. وهذا هو رابطها
http://www.4shared.com/file/71825990..._____.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/71825990/82162121/______.html?s=1)
وبارك الله بكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Dec 2010, 12:24 ص]ـ
شكرا لك وهذه الرسائل كنت قد اطلعت عليها وليس فيها شيء من التفسير(/)
من بلاغة الأعجاز العددى فى القرآن
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[03 Dec 2010, 03:41 ص]ـ
?الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد .. فقد فاتنى من مشاركتى السابقه أن القارىء ليس لديه مقدمة شرح من بداية مقدمة بحثى وما تلاها لذا أقدم هذا المثال من الأعجاز العددى لأظهار المعنى القرآنى بالرقم ولعلها أقرب الى ما أعنى من سابقتها
أتناول فيها من أعجاز لذكر من نزل فى حقهم قرآن وأظهارذلك عدديا بما يناسب حروف الأسم ..
10? (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ {القلم/10}) 16 حرف
جاء لأسباب نزول هذه الآية وما تلاها
(أخرج بن جرير عن بن عباس قال نزل على النبى ? (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ) وما بعدها فلم نعرفه حتى نزل عليه بعد ذلك (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ {القلم/13}) فعرفناه له زنمة كزنمة الشاه وجاء فى تفسير القرطبى (10/ 6713) والمقصود به (الوليد بن المغيرة المخزومى)
ونجد من الإعجاز بين هذا وما ورد فى حقه من كلمات وحروف الآيات:
(الوليد بن المغيرة) 15 حرف
?1? (لَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ) 15 حرف
?14? (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) 15 حرف
?16? (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) 15 حرف
ثانياً: وبمثال آخر على نفس الاسم من الآيات:
?14? (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) 5 كلمات
?15? (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) 7 كلمات
?16? (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) 3 كلمات
(الوليد بن المغيرة) 15 حرف
مجموع كلمات الآيات 15 كلمة
ثالثاً:
?11? (هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ {القلم/11}) 3 كلمات
?12? (مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ {القلم/12}) 4 كلمات
?13? (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ {القلم/13}) 4 كلمات
?14? ((أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ {القلم/14}) 5 كلمات
?15? (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {القلم/15}) 7 كلمات
(الوليد بن المغيرة المخزومى) 23 حرف
يصبح المجموع بالكلمات 3 + 4 + 4 + 5 + 7 = 23 كلمة يساوى حروف اسمه كاملاً
على محمد على
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:41 ص]ـ
ليس هذا من الإعجاز العددي.
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[03 Dec 2010, 01:01 م]ـ
يبدو أن الأعجاز العددى يتوقف على ما تعتقدة سيادتك فقط ويبدو أن الأعجاز العددى يقف عند عمليات حسابية معقدة ومتواليات رياضية توقف تفكيرك حتى لايستوعب القارىء منها شىء ثم مطلوب منه فى هذة الحال أن يقول سبحان اللة ياأستاذ .. فى الحقيقة ذلك هو سبب محاربة الأعجاز العددى والله أنى أقول الحق فى ذلك
الأعجاز من المعجزة والمعجزة حين ينتهى اليها بصرك مباشرة (وهذا البحث لو شئت ارسلت اليك أشادت هيئة علماء المسلمين به) وأيضا للمعهد العالمى للأعجاز القرآنى هل انت أفضل رأيا من هؤلاء العلماء؟ فقد أخذ البحث فى هيئة الأعجاز عام كامل من البحث والدراسة من اللجنة العليا لمؤتمر تركيا 2011 ولكن هذا نوع غير الذى تتناولة أنت فلا داعى أن تشعرنا أننا نجلس أمام مدرس الفصل فالثقة الزائدة لاتسمى الا غرورا فاذا كان لاهذا ولاذاك أعجاز فما يسمى؟ أو بالأصح ما هو تعريف الأعجاز العددى عندك؟ وما قولك لأشادة هيئة الأعجازومعهدالأعجاز فى البحث وهم خير أهل التخصص؟!! وشكرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Dec 2010, 03:45 م]ـ
سُبحَانكَ ربي.!
هكذا يُخمِّسُ أحدُنا ويُعَشِّرُ ويعتقدُ حساباتِهِ إعجازاً لا مريةَ فيهِ , ثمَّ يأتي أحدُنا ويقولُ ببسَاطَةٍ هذا ليس إعجازاً , وهكذا ... ! أخذٌ وردٌّ لأنَّ الفوضى المنهجيَّةَ من أهمِّ الأسس التي يقومُ عليها هذا التخميسُ والتعشيرُ المُسَمِّى تَشَهِّياً (الإعجازَ العدديَّ).
فهل من أناةٍ وتعاونٍ في سبيلِ صِيانَةِ كتاب الله.؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:49 م]ـ
سُبحَانكَ ربي.!
هكذا يُخمِّسُ أحدُنا ويُعَشِّرُ ويعتقدُ حساباتِهِ إعجازاً لا مريةَ فيهِ , ثمَّ يأتي أحدُنا ويقولُ ببسَاطَةٍ هذا ليس إعجازاً , وهكذا ... ! أخذٌ وردٌّ لأنَّ الفوضى المنهجيَّةَ من أهمِّ الأسس التي يقومُ عليها هذا التخميسُ والتعشيرُ المُسَمِّى تَشَهِّياً (الإعجازَ العدديَّ).
فهل من أناةٍ وتعاونٍ في سبيلِ صِيانَةِ كتاب الله.؟
الأخ الكريم محمود:
الفوضى التي تراها لا تدل على عدم وجود ضوابط، ومناهج للإعجاز العددي. كما ان كونها غير معلومة لك لا يعني جهل الاخرين بها، ولكل أجل كتاب.
كما أن عدم الاستجابة لوضع هذه الضوابط والمناهج بين أيديكم - على الأقل حتى الآن -، قد يكون لها أسبابها.
مع احترامي لشخصك الكريم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:47 م]ـ
شَيخَنا الكريم: عبد الله , كل عامٍ وأنتم ومن تحبون بخير وعافية.
من تأمَّلَ القرآنِ الكريمَ وجدَ البُرهانَ والدليلَ ظاهرةً طاغيةً حتى في أوضحِ المُسلَّمات كوحدانية الله وربوبيته وخلقه للعالمين , وهذا يُعلِّمنا أنَّ ما وراءَ ذلكَ ليس من الإنصافِ طلبُ التسليمِ بهِ من غير برهان , فلن تثبت الأقوالُ والمُكتشفاتُ والإعجازُ للمرء مُصادفةً ولا عفواً , وما دامت الضوابطُ والمناهجُ سريةً جداً إلى هذا الحدِّ الذي نتخوَّفُ فيه من إعلانها مع قناعتنا أنها قد تكونُ سببَ هدايةٍ أو على الأقل مسكتةً للمكدِّرينَ ففيمَ الإعلانُ عنها والدعوةُ إليها , وما دامت هذه الضوابطُ لها طُرقُها الخاصة في الطرحِ فمن باب أولى أن تكونَ نتائجُها - التيي امتلأت بها المنتدياتُ - كذلك حتى يقيضَ الله لها موقع (ويكيلس) يكشف لنا خباياها المجحودةَ عنَّا , أو يجودَ بها الباحثونَ المكتشفون لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:12 ص]ـ
شَيخَنا الكريم: عبد الله , كل عامٍ وأنتم ومن تحبون بخير وعافية.
من تأمَّلَ القرآنِ الكريمَ وجدَ البُرهانَ والدليلَ ظاهرةً طاغيةً حتى في أوضحِ المُسلَّمات كوحدانية الله وربوبيته وخلقه للعالمين , وهذا يُعلِّمنا أنَّ ما وراءَ ذلكَ ليس من الإنصافِ طلبُ التسليمِ بهِ من غير برهان , فلن تثبت الأقوالُ والمُكتشفاتُ والإعجازُ للمرء مُصادفةً ولا عفواً , وما دامت الضوابطُ والمناهجُ سريةً جداً إلى هذا الحدِّ الذي نتخوَّفُ فيه من إعلانها مع قناعتنا أنها قد تكونُ سببَ هدايةٍ أو على الأقل مسكتةً للمكدِّرينَ ففيمَ الإعلانُ عنها والدعوةُ إليها , وما دامت هذه الضوابطُ لها طُرقُها الخاصة في الطرحِ فمن باب أولى أن تكونَ نتائجُها - التيي امتلأت بها المنتدياتُ - كذلك حتى يقيضَ الله لها موقع (ويكيلس) يكشف لنا خباياها المجحودةَ عنَّا , أو يجودَ بها الباحثونَ المكتشفون لها.
ليس امامك اخي الكريم إلا الصبر والانتظار، ولا تتوقع من صاحبك (ويكيلس) ان يهتدي إليها؛ لأنها في رؤوس أصحابها،ولم تدون في وثائق. إن الله مع الصابرين إذا صبروا.
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Dec 2010, 05:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما،
أخي الحبيب علي محمد علي،
يبدو أن الأعجاز العددى يتوقف على ما تعتقدة سيادتك فقط ويبدو أن الأعجاز العددى يقف عند عمليات حسابية معقدة ومتواليات رياضية توقف تفكيرك حتى لايستوعب القارىء منها شىء ثم مطلوب منه فى هذة الحال أن يقول سبحان اللة ياأستاذ .. فى الحقيقة ذلك هو سبب محاربة الأعجاز العددى والله أنى أقول الحق فى ذلك
الأعجاز من المعجزة والمعجزة حين ينتهى اليها بصرك مباشرة ...
ربما يكون البحث أعمق مما قدمت .. ولكن الذي قدمت منه لا يمكننا الحكم عليه بأنه إعجاز.
فهب أن أحدا سألك، لماذا لا يكون: الحكيم بن المغيرة المخزومي؟
ماذا يكون جوابك؟
أليس عد الحروف هو هو في الاسمين؟
فلماذا جعلته الوليد ولم تجعله الحكيم؟ ألكون الرواية تقول ذلك؟
فأين الإعجاز لم يقل؟ حتى قيل له ..
أما قولك:
(وهذا البحث لو شئت ارسلت اليك أشادت هيئة علماء المسلمين به) وأيضا للمعهد العالمى للأعجاز القرآنى هل انت أفضل رأيا من هؤلاء العلماء؟ فقد أخذ البحث فى هيئة الأعجاز عام كامل من البحث والدراسة من اللجنة العليا لمؤتمر تركيا 2011 ولكن هذا نوع غير الذى تتناولة أنت فلا داعى أن تشعرنا أننا نجلس أمام مدرس الفصل فالثقة الزائدة لاتسمى الا غرورا فاذا كان لاهذا ولاذاك أعجاز فما يسمى؟ أو بالأصح ما هو تعريف الأعجاز العددى عندك؟ وما قولك لأشادة هيئة الأعجازومعهدالأعجاز فى البحث وهم خير أهل التخصص؟!! وشكرا
فسأجيبك وأصدقك القول، فآراء اللجان لا تصلح في الغالب لتقييم أي بحث، وأقول في الغالب حتى لا أظلم أحدا. وليست هي مقياس قبوله من الناس. فالرأي إنما يعطي انطباع المقيم على ما فهم، وقد لا يفهم شيئا .. وقد لا يقرأ شيئا .. وهذا سواء في البحوث المتعلقة بالقرآن وعلومه أو بالعلوم المجردة والتجريبية .. فكم من بحوث علمية تكون خاطئة النتائج ومع ذلك تنشر .. وهذا لا يخفى على أحد ..
أما ذووا الاختصاص فمن هم؟
العلم نور يا سيدي .. والاختصاص الذي ما فتئ الناس يتكلمون عنه لا يجوز في حق العلم ..
لا يمكنك أن تتبع طريقا وتجهل الطريق الثاني وإلا فلن تحمل نورا .. لأن طريق العلم هو في كل اتجاه ..
لهذا دعانا الله تعالى في كتابه للقراءة والنظر والتفكر والتدبر ومشاهدة الملكوت ..
لم يقل لنا اقرأ .. أو انظر .. أو تفكر .... ليغفل البقية .. إنما أمرنا بها كلها ..
فلما فهمنا من ذلك أن المختص هو من يسلك أحد هذه الطرق .. كانت النتائج كما ترى ..
أو تقول غير ذلك .. فلماذا يجهل القارئ للقرآن أبسط عمليات الحساب؟ أليس هذا مما جناه علينا الاختصاص؟
ولماذا يجهل العالم بالرياضيات أبسط أحكام الميراث؟ أليس هذا ما نجني من الاختصاص.
فإن قدم بحث يحمل من هذا ومن هذا، فلا أظن أن المختص سيفهم مما لا يعلم، فإما أن ينبهر بما لم يكن له به علم، ويرفعه .. وإما أن ينكره حتى إن كان الحق فيه فيهمله .. وإما أن ينظر في اسم كاتبه فلا يجيز لنفسه أن يرفع مجهولا أو يحط من قيمة من كان له اسم بين الناس .. وفي كل هذا يغيب التقييم الحق .. وكل هذا واقع لا ريب.
أخي الحبيب،
ولكن هذا نوع غير الذى تتناولة أنت فلا داعى أن تشعرنا أننا نجلس أمام مدرس الفصل فالثقة الزائدة لاتسمى الا غرورا فاذا كان لاهذا ولاذاك أعجاز فما يسمى؟ أو بالأصح ما هو تعريف الأعجاز العددى عندك؟ وما قولك لأشادة هيئة الأعجازومعهدالأعجاز فى البحث وهم خير أهل التخصص؟!! وشكرا
إنك يا سيدي تتحدث عن القرآن .. وإعجاز القرآن .. فلماذا تحشر غيره فيه؟
إنك كلما حشرت مثالا من غير القرآن في القرآن .. أتيناك بأكثر من مثال ..
والنتيجة أن كلام الله لا يبدل ولا يغير ولا يحرف ..
ومتى وقفت على القرآن وحده فلن تستطيع الاتيان بأي مثال ..
وهذا هو لب الإعجاز ..
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:44 م]ـ
السادة الكرام بأسرة الملتقى .. وبتقدير لكل من شارك بالرأى سواء كان من ويكليس أو .. ؟ ولكن أوضح أننى تلمست أن هناك تحزبات على الملتقى والأهم منه أن معظم من يعطى الرأى لا يكلف نفسة أمر تناول الموضوع كاملا وأستيعاب محتواة ولكنها نظرة نقد للبحث عن أخطاء ومازادنى أستغراب ألأستهانه أو التقليل من شأن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء كاالأخ الكريم الذى أعترض على علماء معظم اللجان البحثية (وبدون أطالة أذا كان ملتقاكم لمثل هذة الحروب الكلامية وعلى عكس ما كنت أظن) فمع كامل تقديرى للجميع لاتعتبروا عدم مشاركتى فيما بعد أنسحابا لهجوم أتحاد ويكليس علىّ ولكن للتعصب الأعمى لما يعتقدة البعض ..
فرأيت أن أضع بين أيديكم ما أصبو اليه من هذا البحث فى تناولى لأظهار المعنى القرآنى بالرقم ...
واليكم مقطع منسوخ من المقدمة للبحث ..
أما بعد ..
- أما ما نتناوله في هذا البحث من أنواع الإعجاز العددي فيظهر في الأتي:
أولا: نوع من الإعجاز يُظهر الأرقام والأعداد الحسابية التي ذكرت صراحة وبصورة (مباشرة) في الآيات القرآنية مثل ذكر: (ستة أيام، سبع ليال، وثمانية أيام حسوما، أربعين سنة يتيهون في الأرض، .... ) بحيث يصبح مدلول الرقم عدديا يتساوى تماما في عدد الحروف أو الكلمات أوكلاهما معا عن المعنى الذى تتناولة الآيه
ثانياً: نوع آخر من إظهار إعجاز عددي (نوعى) بآيات وكلمات بالقرآن الكريم لم تذكر فيها أرقام وأعداد بصورة مباشرة ولكن بصورة غير مباشرة (نوعية) مثال ذلك (أنصبة المواريث والحصص المقررة في الآيات الخاصة بها،وأيضا فى ذكر (الضعف، المثل، المثلين، وأكبر وأصغر، وزيادة ونقص؛ الزوج من الشيء أو الزوجين .. وما يشبه ذلك) وأيضاً من ذلك النوع إظهار (فترات الحمل والرضاع وعدة الطلاق، مدة سنوات الوحي وعمر الرسول r ، عدد أجزاء القرآن، والغزوات الحربية وما يتعلق بها من أرقام وكعدد المسلمين فى الغزوات، وعدد المشركين وتواريخ بعض الغزوات وأماكنها وأسراها وقتلاها بعددهم)) وكيفية الترابط بالإعجاز العددي بين ما أشرنا إليه سابقاً وبين عدد الحروف وعدد الكلمات الدالة على الحدث أو الموضوع.
ثالثا: هذا نوع مختلف من الإعجاز العددي يتعلق بعدة أنواع من صنف واحد
تجد أن مجموع حروف بعض الآيات يشير إلى رقم سورة في ترتيب المصحف ونجد في نفس السورة هذه إما في مقدمتها أو ختامها وأحياناً تجد نفس رقم الآية بالسورة يحمل نفس المعنى مثال ذلك "
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {النحل/40} 36 حرف
وإعجاز هذا الرقم هو أنه رقم سورة يس في ترتيب المصحف وآخر السورة لفظياً معنى وكلمات هذه الآية (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يس/82})
* نوع آخر نجد أن مجموع حروف مقدمة بعض السور يتساوى تماماً مع عدد آي السورة نفسها مثال ذلك (1، 2، 3) من سورة يوسف مجموع حروفهم (111) حرف وهذا العدد هو نفس عدد آي السورة ومن ذلك سور أخرى كـ (النساء، الكهف)
* ومن نفس النوع ذلك أيضاً إظهار لتساوى عدد حروف آيات فيما بينهم سواء نفس الآية أو الآية وما يليها أو يسبقها وما يناسبها في المعنى قد تكون مع الآية السابقة واللاحقة لها والتي تتحدث في نفس الموضوع ومكملة له و يستوي في هذا التساوي عدد الحروف أو الكلمات أو كلاهما معاً
ثم هناك في داخل هذا النوع أحياناً مقارنة عدديه بين بعض الآيات المتماثلة والمتحدثة في ذات الموضوع ولكن في أشكال لفظية مختلفة بآيات القرآن وإظهار الإعجاز العددي في ذلك كأن تتساوى هذه الآية فيما بينها بالحروف أو بالكلمات أو كلاهما ومن ذلك ((مقارنة بين الآيات المذكور فيهاالنبى زكريا والسيدة مريم عليهما السلام في السورتين آل عمران ومريم))
رابعاً: هو نوع بديع وجميل نتعرض فيه إلى إظهار إعجاز عددي يربط ما بين عدد الحروف والكلمات للآيات التي نزلت في حق أشخاص والربط بينهما بالتساوي بين عدد حروف أسماء هؤلاء الأشخاص وبين عدد الكلمات أو الحروف التي نزلت في حقهم مع ذكر لسند سبب النزول بأن هذه الآية نزلت في حقهم وذلك بالرجوع إلى كتاب (لباب النقول في أسباب النزول للإمام الجليل السيوطى) (وذكر سبب النزول حتى لايسئل من لايعلم .. لماذا كتبت الوليد بدلا من الحكيم)
أسأل الله العلي القدير أن يتقبله منا وينفع به المسلمين
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Dec 2010, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
أخي الفاضل محمد علي،
تذكر كلامي جيدا
ربما يكون البحث أعمق مما قدمت .. ولكن الذي قدمت منه لا يمكننا الحكم عليه بأنه إعجاز.
والذي تكلمنا عنه هو ما قدمت منه ..
ولعل السر يختفي فيما بقي .. ولكننا حكمنا على ما قدمت لنا ..
أما كلامك عن وكيليكس و ... ؟ فلا محل له هنا .. وأجدر لو أجبتنا ..
وعلى كل حال، من يجيبنا شكرناه ومن لم يفعل عذرناه ..
أما الاعتراض عن العلماء، فما كان لي أن أعترض على واحد منهم أبدا ..
ولكني أرى واقعا فوصفته .. فإن كان الواقع غير ما تكلمت فتلك أمنيتي .. وإن كان كما تكلمت فلي أمنية ثانية أن نغير هذا الواقع لا أن نقف يذم بعضنا بعضا .. ونستهجن عن بعضنا النصح، فما نصحك إلا لحبيب وما ينصحك إلا محب .. ولولا حبكم المبثوث في كل نقطة من فؤادي ما تكلمت .. ولكني أغار عليكم غيرتي على اخوتي الذين اجتمعوا معي على عبادة الله وتوحيده وعلى سنة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، وأمتهم أمومة أزواجه رضي الله عنهن جميعا.
فلا ينفرنك كلامي أن تنسحب من هذه المائد الطيب ثمرها ..
ومالك إذ وجدت صغيرا قليل الفهم، أن تهمس إليه بلطف وتعلمه مما آتاك وفضلك ..
دعواتي لك ومحبتي
يغفر الله لي ولكم(/)
المفسرون في الجزائر لأبي إبراهيم عبد الرحمان أمجد
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:41 ص]ـ
بسم الله
وجدت بحثا مكتملا مطولا في موقع "منبر وهران": عنوانه " المفسرون في الجزائر" قام به الباحث: أبو إبراهيم عبد الرحمان أمجد، ماجستير في اللغة والدراسات القرآنية.
وهذا رابطه:
http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html
المصدر:منبر وهران ( http://http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Dec 2010, 09:56 م]ـ
هذا نص البحث:
بسم الله الرحمن الرحيم
[القسم الأول: كيفية دخول الإسلام إلى إفريقيا وبالخصوص المغرب (الأدنى والأوسط والأقصى)، وبعض التقلبات السياسية في كل فترة ... ]
[القسم الثاني: قائمة المفسرين الجزائريين مرتبة على الحروف الألفبائية.]
هذا عمل متواضع حاولت فيه فتح نافذة على أعلام الجزائر، في فن من الفنون المهمة، ألا وهو التفسير، حيث ما زالت إلى الآن تعد منطقة الجزائر من المناطق التي يكثر فيها حفاظ كتاب الله عز وجل، لكن كما هو معلوم، لم يشتهر بين قُرَّائها فضلاً عن العامة مَن يفسر هذا الكتاب العزيز من أبناءها، إلاَّ ما هو معروف معلوم، من علمين من أعلامها ألا وهما الشيخ: عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجعفري (ت 875 ه)؛ والشيخ: عبد الحميد بن باديس (ت1359ه)؛ رحمهما الله جل وعلا، فلهذا السبب أحببنا فتح هذه النافذة، فاخترت منهجية متبعة في ذلك وهي كالتالي:
1. ترجمت لكل عَلم مفسر وإن لم يكن له تفسير؛ فبمجرد نَعتِه أنه مفسر، أدرجته تحت قائمة المفسرين الجزائريين.
2. عددت كل علم مفسر، مات أو تعلم، أو أصبح له لقب مفسر خارج القطر الجزائري؛ عددته جزائرياً إن كانت ولادته في القطر الجزائري المعروف اليوم بحدوده.
3. ترجمت لكل ما توصلت إليه، ولم أراع مذاهب المفسرين ومناهجهم، وإنما أردتُ التعريف بهم فقط، على طريقة أصحاب الفهارس والكتب التي اعتنت بالتراجم.
4. ذكري لشخص أنه مفسر، ليس تزكية له ولا لتفسيره، فكم من تفسير فيه كل شيء إلاّ التفسير.
5. رتبت التراجم حسب الأحرف الهجائية، وذكرت سنة الميلاد والوفاة، حسب التاريخ الهجري والميلادي، وما لم يعرف تاريخه وضعت نقاطا ( ... )
6. لم أقتصر على ترجمة المؤلف فقط، بل ذكرت شيئا من مصنفاته وآثاره.
7. ذكرت كنية المؤلف مع البلدة أو المدينة التي ينسب إليها، إن توفر.
8. رقمت المفسرين حتى يسهل الرجوع إليهم.
9. اعتمدت في الترجمة على: طبقات المفسرين وكتب التراجم عامة، وكان عمدة هذه الكتب كتابين: "معجم المفسرين" ([1] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn1)) و"معجم أعلام الجزائر" كلاهما للمؤلف عادل نويهض، كما استعنت بكتاب "التفسير والمفسرون في غرب إفريقيا" للمؤلف د. محمد بن رزق بن طرهوني.
10. وصلتُ في التراجم إلى عهد استقلال الجزائر؛ فلم أترجم للمعاصرين.
وقبل الشروع في التراجم أذكر باختصارٍ كيفيةَ دخول الإسلام إلى إفريقيا وبالخصوص المغرب (الأدنى والأوسط والأقصى)، وبعض التقلبات السياسية -فكل فترة كان لها حكمها الخاص- وأثر ذلك قي الحياة العلمية، وهذا إلى زمن معرفة المغرب الأوسط باسم الجزائر:
القسم الأول:
بعض الفتوحات الإسلامية، وتواريخها، وعلاقة ذلك بالحياة العلمية؛ ونخص بالذكر التفسيرَ والمفسرين.
لما توفي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قام صحابته -رضي الله عنهم- بحمل عبئ الدعوة وإتمام الفتوحات الإسلامية، وما إن أتم المسلمون الفتح النهائي لمصر بعد معاهدة الإسكندرية سنة (21ه) حتى سارع عمرو بن العاص-رضي الله عنه- ففتح "برقة" سنة (22ه) و"طرابلس" سنة (23ه) وللحِفاظ على المنطقة والتوسع والتوغل في عمق الصحراء؛ ضَمَّن هذه الحماية "عقبة بن نافع الفهري"، والذي كان له الشأن العظيم في تاريخ إفريقية الشمالية وإسلامها، وذاك حين غزا "معاوية بن حديج" إفريقية ثلاث غزوات، الأولى سنة (34ه) والثانية سنة (40ه) (وهي غزوة لا يعرفها كثير من الناس)، والثالثة سنة (45ه) لما ولي معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنه-، وولى معاوية بن حديج السكوني مصر، فبعث في سنة خمسين عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فغزاها واختطها في عشرة آلاف من المسلمين ([2] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn2)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن زيد بن أبي حبيب عن رجل من جند مصر قال: قدمنا مع عقبة بن نافع وهو أول الناس اختطها وقطعها للناس مساكن ودورا وبنى مسجدها فأقمنا معه حتى عزل وهو خير وال وخير أمير ثم عزل معاوية في هذه السنة أعني سنة خمسين. ([3] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn3))
وقال زياد بن العجلان أن أهل أفريقية أقاموا بعد ذلك أربعين سنة ولو التمست حية أو عقرب بألف دينار ما وجدت ([4] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn4)).
ثم عُزل عقبة بن نافع من قبل أبي المهاجر، و لما وليَ يزيد بن معاوية؛ رد عقبة بن نافع على عمله، فغزا السوس الأدنى وهو خلف طنجة، وجوّل فيما هناك لا يعرض له أحد ولا يقاتله، فانصرف.
ومات يزيد بن معاوية وبويع لابنه معاوية بن يزيد، وهو أبو ليلى فنادى: الصلاة جامعة، ثم تبرأ من الخلافة وجلس في بيته، ومات بعد شهرين. ثم كانت ولاية مروان بن الحكم وفتنة ابن الزبير-رضي الله عنهما-، ثم وُلي عبد الملك بن مروان فاستقام له الناس، فاستعمل أخاه عبد العزيز على مصر، فولى إفريقية زهير بن قيس البلوى، ففتح تونس ثم انصرف إلى برقة، فبلغه أن جماعة من الروم خرجوا من مراكب لهم فعاثوا، فتوجه إليهم في جريدة خيل فلقيهم فاستشهد ومن معه، ثم ولى حسان بن النعمان الغساني، فغزا ملكة البربر الكاهنة (والتي كانت تعد الوحيدة في تهديد الكيان الإسلامي في إفريقيا) فهزمته، ثم إن حسان غزاها ثانية فقتلها وسبى سبيا من البربر، وبعث به إلى عبد العزيز ([5] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn5)).
وأقام حسان بعد قتل الكاهنة لا يغزو أحداً ولا ينازعه أحد ثم عزله عبد العزيز بن مروان الوالي على مصر وكان الوالي على مصر يولي على أفريقية، فعزل حساناً وأمره بالقدوم عليه. وولى موسى بن نصير، وذكر ابن قطان أنَّ عزلَ حسان وولاية موسى بن نصير كان من قبل عبد العزيز بن مروان دون أمر أخيه عبد الملك ولا مشورته ([6] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn6)).
وأُمِّر موسى بن نصير على أفريقية سنة تسع وسبعين (79ه) فعزل أبا صالح وافتتح عامة المغرب وواتر فتوحه، ثم توفي عبد الملك بن مروان وكانت وفاته كما حدّث به يحيى بن بكير عن الليث بن سعد يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة (86ه) واستخلف الوليد بن عبد الملك فتواترت فتوح المغرب على الوليد من قبل موسى بن النصير فعظمت منزلة موسى عنده واشتد عجبه به ([7] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn7)).
وتحت هذه التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها المنطقة كان بالطبع؛ الفتح الإسلامي هو المنبع المشع بالحياة العلمية والذي قامت عليه الفتوحات من إخراج الناس من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان، ومن رجس الأوثان إلى توحيد رب الأكوان.
و قد نالت القيروان الفضل في نشر علوم الشريعة، وتأسيس ركائز الفقه والتفسير والحديث .. كما أن القيروان اكتسبت نوعاً من الاحترام والتعظيم باعتبارها البلد الذي أسسه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهر بها على أيديهم كثير من الكرامات، واستقر بها بعضهم مدة من الزمن، وهي آخر ما دخله الصحابة من بلاد المغرب، كل هذه الأمور هيأت القيروان لدور الريادة العلمية في إفريقية والمغرب حتى وصفها أبو إسحاق الجبنياني بقوله: "القيروان رأس وما سواها جسد، وما قام برَدِ الشبه والبدع إلا أهلها ولا قاتل ولا قُتل على إحياء السنة إلا أئمتها"اه، وقد لهج المؤلفون القدامى بفضل القيروان على سائر بلاد المغرب في المجال العلمي من ذلك ما وصفها به ماقديشي بأنها: "منبع الولاية والعلوم، فهي لأهل المغرب أصل كل خير، والبلاد كلها عيال عليها، فما من غصن من البلاد المغربية إلا منها علا، ولا فرع في جميع نواحيها إلا عليها ابتنى، كيف لا ومنها خرجت علوم المذهب وإلى أئمتها كل علم ينسب، ولا ينكر هذا خاص ولا عام، ولا يزاحمها في هذا الفضل أحد على طول الأمد والأيام"اه، وهكذا أصبحت القيروان دار العلم الإفريقية وبرز فيها كبار المحدثين والفقهاء والقراء ورحل إليها أهل المغرب والأندلس لطلب العلم، وقد نافح أهلها عن مذاهب السلف فصارت دار السنة والجماعة بالمغرب، لقد قامت القيروان بدور كبير في فتح شمال إفريقية كله والأندلس ونشر الإسلام في
(يُتْبَعُ)
(/)
المغرب وأصبحت من أهم مراكز الحضارة الإسلامية ([8] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn8)).
وما كان أيضاً من موسى بن نصير في غزواته حيث كان معه جيشٌ كثيفٌ جلهم من البربر، وجعل معهم من يعلمهم القرآن والفرائض ([9] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn9)). وقيل ترك سبعة عشر رجلاً من العرب يعلمونهم القرآن وشرائع الإسلام ([10] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn10)).
وقد روي عن غياث بن شبيب أنه قال: كان سفيان بن وهب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بنا ونحن غلمة بالقيروان فيسلم علينا ونحن في الكُتّاب وعليه عمامة قد أرخاها من خلفه. ([11] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn11))
ويمكن أن نلخص هذه الفترة بأن جلها كانت فتوحات مع تأسيس لبنة لطلبة العلم في تلك المنطقة، ويلاحظ عدم اشتهار أي بدعة فيها بل عرفت بتتبع الآثار والسنة على عقيدة صحيحة خالية من فلسفات المتفلسفين ومباحث المتكلمين.
و بعد استقرار الفتح وانتهائه شهدت منطقة غرب إفريقية تقلبات سياسية واجتماعية وقبائلية ونزعات قومية وفتنا خارجية كانت لها الأثر في الحياة العلمية.
نلخصها فيما يلي ونركز على جانب الحياة العلمية:
أولا: عصر الولاة (96 - 184ه/715 - 800م) وقيام دولة الأدارسة الأولى في المغرب الأقصى:
وشهد دخول المغرب في هذه الفترة فرقتان:
الأولى: الإباضية وتنسب إلى عبد الله بن إباض المري، وأول من أدخلها إلى القيروان سلمة بن سعد الحضرمي ([12] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn12)). وعنه فشت في قبائل المغرب.
الثانية: الصفرية وتنسب على الأرجح إلى زياد بن الأصفر، ثم تولى زعامة الصفرية بالمغرب ميسرة المطغري.
وشهدت هذه الفترة بهؤلاء اضطرابات وثورات، حيث تضافرت جهود الإباضية والصفرية للإحاطة بخلافة قيروان وتم لهم ذلك حيث تمكن الخوارج من الاستيلاء عليها مرتين؛ في سنة (140ه) استولت عليها الصفرية مدة سنة وشهرين وقتلوا كل من كان فيه من قريش؛ ثم وليها بعدهم الإباضية لمدة سنتين ([13] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn13)). حتى تم القضاء عليها في عهد يزيد بن حاتم سنة (156ه).
وتسببت هذه الاضطرابات في شل الحركة العلمية، بانشغالهم في تلك الفتن، لكن حافظ على مسار الحياة العلمية فئة من طلابه الأوفياء للعلم؛ فبرع منهم جميل بن كريب المعافري (ت139ه) وزيد بن الطفيل الذي كان يرأس حلقة عظيمة بجامع عُقبة، وعبد الله بن فروخ (115 - 176ه) الذي رحل إلى المشرق فلقي جماعة من العلماء والمحدثين كزكريا بن أبي زائدة وهشام بن حسان وعبد الملك بن جريج، والأعمش والثوري ومالك بن أنس (وهم من أعلام المفسرين)، وأبي حنيفة وغيرهم. فسمع منهم وتفقه بهم. قال أبو بكر: وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس، وبصحبته اشتهر، وبه تفقه، لكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب. ثم انصرف إلى أفريقية فأقام بالقيروان يعلم الناس العلم ويحدثهم فانتفع به خلق ([14] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn14))، ويعد أول من أدخل مذهب أبي حنيفة المغرب.
كما نشطت فئة الخوارج في نشر مذهبهم، ونشر المصنفات له، وكان من أكبر علماء الإباضية محمد بن أفلح وأبو خرز الحامي وهود بن محكم الذي صنف تفسيراً ويعد أول تصنيف في التفسير في الجزائر حيث تعد "تيارت" منبعاًَ أسسوا فيه دولتهم.
وفي آخر هذه الحقبة نشطت الرحلات العلمية إلى المشرق حيث عاد الطلاب بعلم مالك (ت179ه) واشتهر منهم علي بن زياد (283ه).
قال عنه أبو العرب: علي بن زياد من أهل تونس ثقة مأمون متعبد بارع في الفقه ممن يخشى الله عز وجل مع علوه في الفقه. سمع من مالك وسفيان الثوري والليث ابن سعد، وابن لهيعة وغيرهم. وسمع بإفريقية قبل هذا من خالد بن أبي عمران، لم يكن بعصره بإفريقية مثله. سمع منه البهلول بن راشد وسحنون وشجرة وأسد بن الفرات وغيرهم. وروى عن مالك الموطأ، وكتب سماعه من مالك الثلاثة. قال أبو سعد بن يونس: هو أول من أدخل الموطأ وجامع سفيان المغرب، وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه ([15] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn15)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان سحنون لا يقدم عليه أحداً من أهل أفريقية، ويقول ما بلغ البهلول بن راشد شسع نعل علي بن زياد. قال سحنون: وكان البهلول يأتي إلى علي بن زياد ويسمع منه، ويفزع إليه. يعني في المعرفة والعلم، ويكاتبه إلى تونس يستفتيه في أمور الديانة. وكان أهل العلم بالقيروان إذا اختلفوا في مسألة كتبوا بها إلى علي بن زياد ليعلمهم بالصواب. قال وكان علي خير أهل أفريقية في الضبط للعلم ([16] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn16)).
وهكذا انتشر مذهب مالك وتسارع أهل إفريقية إلى الأخذ عنه مباشرة حتى بلغ عنه الرواة من أهل إفريقية أكثر من ثلاثين طالباً.
وكان أسد بن الفرات (213ه) مع نشاطه في رواية الحديث يلقي التفسير أيضاًَ؛ خاصة تفسير المسيب بن شريك. ورحل أيضاً إلى المشرق موسى بن معاوية الصمادحي (226ه) ([17] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn17)) والذي سمع بمكة من سفيان بن عيينة صاحب التفسير المشهور، كما أكثر عن وكيع بن الجراح وأخذ عنه مصنفه ورواه في القيروان، ووكيع صاحب تفسير مسند كما كان الشأن لعلي بن زياد في السبق حيث أدخل جامع سفيان الثوري الكبير والأوسط إلى إفريقية.
ثانياً: عصر الدولة الأغلبية في المغرب الأدنى (184 - 296ه/800 - 909م) ودولتي الخوارج (المدرارية، الرستمية) في المغرب الأوسط، ودولة الأدارسة في المغرب الأقصى:
لقد شهدت الجزائر في هذه الفترة، حينما كانت تنعت بالمغرب الأوسط، تأسيس الصفرية دولتهم المدرارية بسجلماسة (140 - 297ه)؛ وتأسيس الإباضية دولتهم الرستمية بتيهرت الجديدة (161 - 297ه) وانشغلت الدولتان ببناء كيانها وتعمير أراضيها فشهدت الفترة هدوءً وسلما مع الدولة الأغلبية إلا قليلاً من المحاولات الفاشلة، وعاش المغرب الأقصى أوضاعه المتقلبة حتى جاء يحيى بن إدريس وكان رجلاً صالحاً حافظًا للحديث، وفي أيامه اختط عبيد الله الباطني المهدية وفرض سلطانه على المغرب الأقصى، فكانت نهاية دولة الأدارسة الأولى.
وكان النشاط العلمي يتزايد في الدولة الأغلبية مع حرصهم وميلهم إلى مذهب أبي حنيفة، حتى وصل بهم الحد إلى تعيين القضاة الحنفية، وجاءت بدعة خلق القرآن، وامتحن بها العلماء وكانت لهم مواقف مشرفة كموقف سحنون مع بعض ولاة الأغالبة ممن تبنى منهج الاعتزال كما تبناه أيضاًَ بعض حكام الأدارسة؛ ووصل الأمر إلى تدريس نظرياتهم في مسجد عقبة إلا أن علماء السنة قاوموا هذا الفكر بقوة وصدرت المؤلفات والفتاوى حتى زال بالكلية من إفريقية، بعد قيام دولة بني عبيد.
أما الإباضية والصفرية فكان لهم نشاط، ودليل ذلك ما شهده جامع عقبة من عقد حلقاتهم العلمية إلى جانب المعتزلة وكان ذاك لمدة نصف قرن من العهد الأغلبي حتى جاء الإمام سحنون فشرّدهم.
وخلاصة القول أن النشاط العلمي كان لكل فرقة، حيث اهتموا بنشر أفكارهم ودعوة الناس إليها، وظهرت الردود السنية وانتشر العلم، فصنف يحي بن سلام (ت200ه) جامعه في الحديث وتفسيره، الذي يعتبر من التفاسير الأثرية، ولذلك عظم شأنه بين الطلبة.
وهذه المكانة دفعت العلماء إلى الاشتغال به وتدريسه واختصاره، ففي بلاد الأندلس اختصره عالمان:
- ابن أبي زمنين (ت 398ه).
- وأبو المطرف القناعي عبد الرحمن بن مروان (ت 314 ه)، واختصاره مفقود.
- كما اختصره ثالث وهو: هود بن محكم الهواري (ت 380ه)، قاضي الإباضية في قبيلة (هوارة) البربرية في الجزائر.
ورتب الإمام سحنون المدونة وذيّل مسائلها بالأحاديث، وصنف محمد بن سحنون شرحاً على الموطأ وكثرت المصنفات في الرد على المعتزلة مثل كتاب الحجة على القدرية لمحمد بن سحنون وكتاب الاستواء لسعيد بن الحداد وغيرهما.
ثالثاً: عصر الشيعة الإسماعيلية (296 - 362ه/909 - 973م)، وقيام دولة الأدارسة الثانية في المغرب الأقصى:
ينتمي العبيديون إلى الطائفة الإسماعيلية من الرافضة، وهم القائلون بإمامة إسماعيل بعد أبيه جعفر الصادق، رغم اتفاق أهل التاريخ على وفاة إسماعيل في حياة أبيه ويعتبرون أن عبيد الله صاحب إفريقية رابع أئمتهم المستورين، وهم يلقبون بالباطنية والرافضة والملاحدة، لما في مقالتهم من الإلحاد كما سموا بالمشارقة لقدومهم من المشرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحياة العلمية في هذه الفترة، فقد عاشت حياة الاضطهاد، تحت حكم الإسماعيلية بإفريقية والمغرب ستاً وثمانين سنة، وقد مارسوا فيها جهودهم ضد الدعوة السنِّيَّة السلفية وراحوا في نشر بدعهم بجميع الوسائل، وقمع وإماتة السنّة بحقدهم، لكن رغم الظلم العظيم والضيق الشديد، كان أهل السنة من المحدثين والفقهاء بالمرصاد، رغم منعهم من التدريس في المساجد، ونشر العلم والاجتماع بالطلبة، فكان يأتيهم الطلاب على خوف وريبة، فكان الموطأ يقرأ في البيوت سراً، وكان بعض العلماء يخرج إلى المقبرة فيستتر فيها ويقرأ على الطلبة سراً.
لكن لم يكن للتفسير حظٌ كبيرٌ في هذه الفترة، التي كانت شديدة على أهل السنة، وذاك لما ارتكبه العبيديون في الشمال الإفريقي من الجرائم، ونلخصها فيما يلي ليُعرف شرُهم ومكرهم عبر التاريخ؛ وهذه صفحات منه ([18] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn18)):
1. لقد اضطُهد العلماء وامتحنوا في عهد عبيد الله؛ قال محمد بن خراسان: لما وصل عبيد الله إلى رقادة، طلب من القيروان ابن البردون، وابن هذيل، فأتياه وهو على السرير، وعن يمينه أبو عبد الله الشيعي، وأخوه أبو العباس عن يساره، فقال: أتشهدان أن هذا رسول الله؟ فقالا بلفظ واحد: والله لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان: إنه رسول الله، ما قلنا ذلك. فأمر بذبحهما ([19] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn19)).
وابن بردون هو الذي حلاه الذهبي بقوله: "الإمام الشهيد المفتي، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن البردون الضبي مولاهم الإفريقي المالكي، تلميذ أبي عثمان بن الحداد" ([20] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn20)).
2. لقد كان شعراء الدولة العبيدية يمدحون خلفاءهم إلى درجة الكفر البواح وينشرونها بين الناس، وقد ظهر ذلك في شعر ابن هانئ الأندلسي في مدحه للمعز وكان أحد شعرائهم.
3. شنوا حربًا نفسية على أهل السنة وذلك بتعليق رؤوس الأكباش والحمير على أبواب الحوانيت والدواب، وكتبوا عليها أسماء الصحابة رضي الله عنهم، (لعنهم الله أنى يؤفكون)، وأظهروا سب الصحابة رضي الله عنهم، وطعنوا فيهم وزعموا أنهم ارتدوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وخصصوا دعاة للنداء بذلك في الأسواق.
4. عمل العبيديون على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين؛ ولذلك أصدر عبيد الله أمرًا بإزالة أسماء الحكام الذين بنوا الحصون والمساجد، وجعل اسمه بديلاً منهم، واستولى هذا الرافضي الخبيث على أموال الأحباس وسلاح الحصون، وطرد العُبّاد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله مخزنًا للسلاح.
5. حرص العبيديون على منع التجمعات خوفًا من الثورة والخروج عليهم؛ ولذلك جعلوا بوقًا يضربونه في أول الليل، فمن وجد بعد ذلك ضرب عنقه، كما أنهم كانوا يفرقون الناس الذين يجتمعون على جنازة من يموت من العلماء.
6. أتلفوا مصنفات أهل السنة، ومنعوا الناس من تداولها كما فعلوا بكتب أبي محمد بن أبي هاشم التجيبي (ت 346ه) الذي توفي وترك سبعة قناطير كتب، كلها بخط يده، فرفعت إلى سلطان بني عبيد فأخذها ومنع الناس منها كيدًا للإسلام وبغضًا فيه.
7. حرَّموا على الفقهاء الفتوى بمذهب الإمام مالك، واعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها بالضرب والسجن أو القتل أحيانًا، ويعقب ذلك نوع من الإرهاب النفسي، حيث يدار بالمقتول في أسواق القيروان وينادى عليه: «هذا جزاء من يذهب مذهب مالك»، ولم يبيحوا الفتوى إلا لمن كان على مذهبهم كما فعلوا بالفقيه المعروف بالهزلي «أبو عبد الله محمد بن العباس بن الوليد» المتوفى عام (329ه).
8. منعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد، ونشر العلم، والاجتماع بالطلاب، فكانت كتب السنة لا تقرأ إلا في البيوت خوفًا من بني عبيد، فكان أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد بن التبان وغيرهما، يأتيان إلى أبي بكر بن اللباد، شيخ السنة بالقيروان في خفية، ويجعلان الكتب في أوساطهما حتى تبتل بالعرق خوفًا من بني عبيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
9. أجبروا الناس على الدخول في دعوتهم فمن أجاب تركوه، وربما ولوه بعض المناصب، ومن رفض قُتل، كما فعلوا عقب أول جمعة خطبها عبيد الله بالقيروان، وقعت بين الدولة العبيدية وأهل القيروان مقتلة عظيمة، فأمر الشيعي بالكف عن العوام، وافتعل مناظرات صورية، فدارت على علماء السنة محن عظيمة، وقتل منهم عدة آلاف بسبب تمسكهم بإسلامهم ودفاعهم المستميت عن السنة، قال القابسي: «إن الذين ماتوا في دار البحر -سجن العبيديين- بالمهدية من حين دخل عبيد الله إلى الآن أربعة آلاف رجل في العذاب، ما بين عالم وعابد ورجل صالح.
10. زادوا في الأذان: «حي على خير العمل»، وأسقطوا من أذان الفجر «الصلاة خير من النوم»، ومنعوا الناس من قيام رمضان، وليس شيء أشد على بني عبيد من هذه الصلاة، ومنعوا صلاة الضحى، وقدموا صلاة الظهر لفتنة الناس، أما خطبة الجمعة فقد أظهروا فيها سب الصحابة وضروبًا من الكفر، فتركها الناس، وأقفرت المساجد في زمانهم.
إلى غير ذلك مما فعلوه بأهل السنة، -رحم الله أعلام السنة وقدس أرواحهم-واللعنة على العبيديين-.
رابعاً: دولتا بني زيري أو الدولة الصنهاجية (362 - 449ه/973 - 1057م)، ودولة بني حماد بالمغرب الأوسط ودولة الأدارسة الثالثة بالمغرب الأقصى:
لقد تغيرت الأوضاع ووقع الخلاص نهائيا من أتباع العبيديين، على عهد آخر أمراء صنهاجة بالقيروان وهو المعز بن باديس (407 - 449ه) حيث شهدت الحياة العلمية عصرها الذهبي وعادت بصفة رسمية، الحظيرة إلى أهل السنة والجماعة بعد اضطهادهم والكيد منهم، فبدأت تتكون الشعلة العلمية، مع بعض الرواسب الباطنية التي كان لها الأثر في ظهور التفسير الباطني، والاتساع في مجال التأويل الفاسد، الذي ساعد أرباب الصوفية، في تقديس شيوخهم ورفعهم منزلة لا تليق إلا بالله والملاحظ أنه منهج مقتبس من التفاسير الباطنية الإسماعيلية الرافضية.
خامساً: عصر المرابطين والموحدين (434 - 668ه/1043 - 1270م):
المرابطون هم الملثمون الذين ينتمون إلى قبيلة لمتونة من أعظم قبائل البربر من بطون صنهاجة، وبدأت دعوتهم على يد الفقيه المالكي عبد الله بن ياسين وزعيم قبيلة جدالة الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي، إلى أن وصلت على يد يوسف بن تاشفين وقد أحكم قبضته على المغرب الأقصى، واعتبر هو المؤسس لدولة المرابطين، وراح إلى الأندلس لمواجهة النصارى حتى توفاه الله، وتولى ابنه علي بن يوسف تاشفين الذي سار سيرته، وكان لانتصاراته صدى في المغرب العربي.
وفي أثناء ذلك ظهر محمد بن تومرت، والذي نشأ نشأة دينية، بحيث طلب العلم ورحل إلى الأندلس، ثم إلى المشرق، وعند رجوعه إلى المغرب التقى بالمدعو عبد المؤمن بن علي الذي صحبه وحفظ عنه تعاليم الدين، والذي أصبح فيما بعد المؤسس الحقيقي لدولة الموحدين، بعد سقوط دولة المرابطين في مراكش سنة (541ه)، والذي أحكم قبضته على المغرب الأقصى ثم توجه إلى المشرق حيث توالت انتصاراته حتى وصل إلى طرابلس ونجح في تحقيق وحدة سياسية للمغرب الإسلامي، وأتم الانتصارات بعد وفاته سنة (558ه) ولدُه يوسف بن عبد المؤمن الملقب بمنصور الذي بلغ أوج ازدهار دولة الموحدين، وذاك لما حققه في الأندلس في معركة الأرك التي أوقفت زحف النصارى وزادت من هيبة الموحدين، وبذلك ازدهرت الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
أما الحياة العلمية، فشهدت تكريما لطلاب العلم يفوق الوصف خاصة في دولة الموحدين، وأصبح للعلماء والقضاة شأن عظيم حتى في النفوذ خاصة في دولة المرابطين، وتعود تلك الأسباب، إلى أساس قيام الدولة، حيث أسست ركائزها على مبدأ ديني إصلاحي، لذلك شهدت هذه الفترة إنتاجا علميا كبيرا، خاصة في مجال الدراسات القرآنية، حيث انتشرت الكتاتيب وزاد حفاظ كتاب الله الكريم، وأصبحت الحاجة ماسة لتفسير هذا الكتاب العظيم، كما شهد تفسير ابن عطية (ت541ه) اهتماما لا مثيل له عند المغاربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في المغرب الأوسط ولأول مرة تظهر نجوم من العلماء وبالخصوص في علم التفسير، وذلك راجع للاستقرار وطول حكم الدولة التي اعتنت بالعلماء، فظهر في الجزائر من المفسرين: يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراتي الورجلاني أبو يعقوب (ت 570 ه)؛ وحسن بن علي بن محمد المسيلي أبو علي (ت 580 ه)؛ وعلي بن عبد الله بن ناشر أبو بكر وقيل أبو الحسن الوهراني (ت 615ه)؛ و أحمد بن علي بن يوسف تقي الدين البوني (ت622 ه)؛ و يحيى بن محمد بن يوسف التجيبي، التلمساني أبو زكريا (ت 652 ه).
وحين ضعفت دولة الموحدين، وأوشكت نهاية عهد الدولة الشاسعة، بحيث انقسمت إلى ثلاثة دول إسلامية، ظلت تتنازع فيما بينها وتحاول كل واحدة منها التوسع على حساب جارتها، وهي: الدولة الحفصية في المغرب الأدنى، والدولة الزيانية في المغرب الأوسط، والدولة المرينية في المغرب الأقصى.
ومنذ ذاك الحين اعتبر المغرب الإسلامي الكبير منقسما إلى ثلاث دول لكل منها تاريخه المستقل تونس، الجزائر والمغرب ويتبعها موريتانيا.
وفي هذا البحث نقتصر على تاريخ الجزائر والحياة العلمية فيها، والذي تأثر في المجال العلمي، بالأدوار السابقة والتقلبات التي حصلت في منهجه ومصادره، والتي كانت تتأثر بدورها بالتقلبات السياسية، ولم تمس هذه التقلبات من كان راسخاً في العلم متبعاً لمنهج النبوة على طريقة السلف الصالح، والملاحظ على الساحة العلمية تأثر العلماء بالإباضية التي لا تزال بقايا رواسبها، ومنهج الباطنية الذي أفسد منهج التصوف وأخرجه من إطاره الأخلاقي إلى الإطار العقدي، المخالف لما كان سائدا في المنطقة أول الأمر وهو منهج الإمام مالك رحمه الله في العقيدة والسلوك، منهج أحد أعيان القرون الثلاثة المفضلة.
ونقتصر الآن على دولة بني زيان ثم الأتراك بعدهم ثم الاحتلال الفرنسي ثم الاستقلال المُشرق للجزائر.
الدولة الزيانية (بنو عبد الواد) في المغرب الأوسط (الجزائر) (668ـ-961ه/1270 - 1554م):
وأول حكامها هو يغمراسن بن زياد بن ثابت؛ وكان مطيعاً للموحدين وعندما ضعفت دولتهم حملهم على التنازل له عن إمارة تلمسان، لكنْ أبو الحسن السعيد خليفة الموحدين لم يعجبه هذا الأمر ورآه خروجاً عن سلطانه، فخرج لقتاله فقُتل خليفة الموحدين، وتثبتت أركان دولة بني عبد الواد، ومن ثم أصبحت دائمة التعرض للمطامع، حتى جاء أبو حمو موسى الثاني سنة (760ه)، وظل أمرها قائماً حتى كثر النزاع بين ملوكها وتشتت أركانها، وانتهى أمرها باستيلاء الأتراك عليها سنة (961ه/1554م).
أما الحياة العلمية فكان للعلماء إنتاج لا مثيل له، ومن أكبر أسبابه استقرارهم في دولة المرابطين والموحدين، مما جعل لهم طلاباً وتلاميذ حملوا الأمانة بعدهم، وظهروا في الدولة الزيانية التي استقرت بعلمائها وتفننوا في العلوم، فكان منها في التفسير فقط: أبو عبد الله محمد بن محمد المقري التلمساني (ت 759 ه)، و أبو العباس أحمد بن العباس النقاوسي (ت 765 ه)؛ و أبو عبد الله العلويني محمد بن أحمد بن علي الإدريسي الحسني المعروف بالشريف التلمساني (ت 771 ه)؛ و عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي، البجائي (ت 786ه)؛ و سعيد بن محمد التجيبي التلمساني العقباني (ت 811 ه)؛ و أبو يحيى، عبد الرحمن بن محمد التلمساني (ت826ه)؛ و أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي (ت 830 ه)؛ و أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق العجيسي التلمساني (ت 842 ه)؛ و أحمد بن محمد بن زاغو المغراوي التلمساني (ت 845 ه)؛ و أبو الفضل قاسم بن سعيد العقباني التلمساني، (ت854 ه)؛ و إبراهيم بن فائد بن موسى النبروني الزّواوي القسنطيني (ت 857 ه)؛ وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم المشذالي (ت 866)؛ و عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجعفري (ت 875 ه) وتفسيره معروف ومشهور؛ و أبو عبد الله محمد بن قاسم الأنصاري التلمساني ثم التونسي (ت 894 ه)؛ ومحمد بن يوسف الحسني السنوسي التلمساني (ت 895 ه)؛ وأحمد بن محمد بن زكري (ت 899 ه)؛ ومحمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني (ت 909 ه)؛ و أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن أبي يحي بن أبي العيش الخزرجي التلمساني (ت 911ه)؛ و أبو الحسن عليّ بن موسى المطغري (ت 951 ه).
حكم العثمانيين للجزائر (924 - 1246ه/1518 - 1830م): وشهد ثلاثة أدوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
شهدت الحياة العلمية بصفة عامة في عصر العثمانيين، نوعاً من الركود والانغلاق والتقليد، بحيث قل الإنتاج العلمي بصفة عامة، وما بقي إلا تبعية مجردة عن الاجتهاد، حيث كثرت المختصرات وحورب الاجتهاد، وذلك بسبب أمرين رئيسيين: الأول: العوامل الفكرية التي كانت تسيطر آنذاك، من غلق باب الاجتهاد، وفي الوقت نفسه تقديس الأشخاص والمنع من مخالفة أقوالهم. الثاني: توقيف الرحلات العلمية، وانطواء الفكر الداخلي على نفسه، بحيث يعد من خرج عن الفكر الداخلي المعروف آنذاك، قد خالف النظام العلمي، وعيِّر بألقاب منها المشرقي ولا مذهبي والشاذ ... إلى غيرها.
وامتاز هذا العصر بكثرة المختصرات، وكثرة الحواشي على الحواشي، وانهمك الطلبة في حل رموز المختصرات، حتى صعب العلم على الطالب، وأصبح مهما اجتهد لم يبلغ منتهاه، حتى في مذهبه الواحد، وهذه الطريقة ذمها من قبل ابنُ خلدون حيث قال تحت عنوان كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم: " ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والإنحاء في العلوم يولعون بها ويدونون منها برنامجا مختصرا في كل علم يشتمل على حصر مسائله وأدلتها باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلا بالبلاغة وعسرا على الفهم، وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون للتفسير والبيان فاختصروها تقريبا للحفظ، كما فعله ابن الحاجب في الفقه وابن مالك في العربية والخونجي في المنطق وأمثالهم وهو فساد في التعليم وفيه إخلال بالتحصيل، وذلك لأن فيه تخليطا على المبتدئ بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعد، وهو من سوء التعليم كما سيأتي، ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم بتزاحم المعاني عليها وصعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت ثم بعد ذلك فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تم على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن الملكات التي تحصل من الموضوعات البسيطة المطولة بكثرة ما يقع في تلك من التكرار والإحالة المفيدين لحصول الملكة التامة وإذا اقتصر على التكرار قصرت الملكة لقلته كشأن هذه الموضوعات المختصرة فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلمين فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تحصيل الملكات النافعة وتمكنها، ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له والله سبحانه وتعالى أعلم". ([21] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn21))
وخلاصة القول: لم يكن في هذه الفترة نشاط كبير، أما في مجال التفسير اقتُصر على حفظ كتاب الله عز وجل، ولم يكن من العلماء الأفذاذ من يفسره، إلا قليل، ومن القليل، قل من يفسره على طريقة المفسرين من أهل السنة والجماعة على فهم السلف الصالح-والله المستعان.
وإليك أدوار العثمانيين.
دور الولاة الملقبين بيكلر بك (يعني أمير الأمراء بالتركية) (924ه-995ه/1518م-1587م):
بدأ هذا الدور بخير الدين، الذي ألحق بالإسبان هزيمة منكرة ثم تولى بعده حسن أغا سنة (941ه/1534م) ثم عين حسن باشا بن خير الدين والياً على الجزائر (العاصمة) واستولى على تلمسان، ثم تولى الأمر صالح ريس الذي طرد الإسبان من بجاية والمهدية وما لبث أن توفي عاد حسن باشا وأتم الانتصار على الإسبان فهزمهم في مستغانم، واستدعاه السلطان العثماني في حصار مالطة، وخلف بعده علج علي سنة (976ه/1568م).
لم يعرف أحد من المفسرين في هذه الفترة، فيما وصلنا من المصادر والمراجع، وأظن أن سبب ذلك هو أولاً: انشغال أمراء الترك في معرفة المنطقة الغريبة عنهم جغرافياً، مع الحروب مع الإسبان، وثانياً: المدة التي مكثوا فيها في الحكم حيث تعد (71 سنة فقط).
دور الباشوات (995 - 1082ه/1587 - 1671م):
الباشوات لقب يحمله كل ولي ترسله إستامبول وذاك منذ سنة (995ه/1587م) ويحكم الباشا لمدة ثلاث سنوات، وحدث في عهدهم خلاف وثورات بين الجنود والقبائل مما أحدث فوضى عظيمة انتهت بتولي رؤساء البحرية السلطة وهو ما يعرف بحكم الديات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ظهرت في هذه الفترة حركة علمية من المفسرين وكان على رأسهم: محمد بن أحمد بن محمد ابن الوقاد (ت 1001ه)؛ و علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي أبو الحسن (ت 1057ه)؛ و يحيى بن محمد النابلي، الشاوي الملياني أبو زكرياء (ت 1096 ه).
دور الدايات (1082 - 1246ه/1671 - 1830م):
لم يلبث الدايات حتى نصّبوا واحدا منهم على أن يتولى الأمر والسلطة مدى حياته، ولقبت إستامبول الداي لقب باشا باعتباره الممثل الرئيسي لسلطتها في الجزائر، وبقي الأمر على ذلك حتى دخل الاستعمار الفرنسي الغاشم.
وشهدت هذه الفترة امتدادا للحركة التفسيرية السابقة بحيث ظهر منهم: أحمد بن محمد بن أبي العيش بن محمد أبو العباس المقري التلمساني (ت 1041ه)؛ و أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني (ت 1139 ه)؛ و الحسين بن محمد ابن العنابي الجزائري (ت 1150 ه)؛ و محمد بن محمد بن محمد الحسنى البليدي (ت 1176 ه)؛ و يوسف بن عدون بن حمو أبو يعقوب (ت بعد 1223 ه)؛ و محمد بن أحمد بن عبد القادر الراشدي الجليلي الملقب بأبي رأس المعسكري (ت 1238 ه)؛ و علي بن محمد الميلي، الجمالي (ت 1248 ه).
عهد الاستعمار الفرنسي (1246 - 1382ه/1830 - 1962م):
لقد عانى الشعب الجزائري شتى أنواع الاضطهاد، في فترة الاستعمار الفرنسي، حيث لا يخفى على أحد من الجزائريين، تاريخهم المجيد. لكن ما يخفى على البعض بغض الاستعمار لتعاليم الإسلام المجيد، وتضليلهم العامة بزرع الخرافات والشرك بأنواعه، ونصبهم مشايخ الضلال، ليخدموا مصالح فرنسا، فأكثروا لهم المشاهد والقبور والأعياد، باسم الدين، وعلقوهم بغير الله -جل وعلا – لأنهم على دراية بأن القوة في التوحيد (بما تحمله كلمة التوحيد من المعاني في ذلك) وأن الضعف والهوان والخذلان، في الشرك بالله سبحانه وتعالى؛ قال جل وعلا: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ?
ولم يسكن حقد الاستعمار، من مخططاته الشريرة، لفصل هذا الشعب عن هويته التاريخية، والدينية، فراح يَحرمُه من تعليم لغة القرآن، حتى تنقطع صلته بتاريخه ودينه، فأصدر "شوطان" وزير الداخلية آنذاك، قراراً في مارس سنة 1938م بمنع تعليم العربية في الجزائر، واعتبرها لغة أجنبية، وتصدت جمعية علماء المسلمين لهذا القرار، باستمرار مدارسها، رغم التضييق والضغط عليها، فكانت نافذة للرحمة والعلم.
ويعلن الكردينال "لا فيجري" سنة 1930م: " أن عهد الهلال في الجزائر قد غبر، وأن عهد الصليب قد بدأ، وأنه سيستمر إلى الأبد".
فيعلن العلامة المفسر: ابن باديس بتأسيس جمعية العلماء المسلمين سنة 1931م، ليكون منبرا لنشر العلم والإسلام، وغرس الأخلاق والقيم المجيدة لهذا الشعب.
ويهدد الوزير الفرنسي، وفد المؤتمر الإسلامي سنة 1936م بأن لدى فرنسا مدافع طويلة؛ ويرد عليه الشيخ ابن باديس بأن لدينا مدافع أطول "وأنها مدافع الله".
وهذا كان شديداًَ على الاستعمار، فراحوا يدبرون له المكايد فأرسلوا للشيخ مجرماً يترصد به ليقتله، لكن أطال الله في عمره ولم يفلح المجرم ولم يفلح الاستعمار.
وهكذا ظل جميع العلماء الأوفياء، باذلين جهدهم في مقاومة الاستعمار بما أوتوا من الأقلام والقلوب والأفواه والأيدي.
ولم يعرف في هذه الفترة نشاط كبير في فن التفسير، بحيث لم يرد تفسير كامل إلاَّ تفسير ابن باديس، لكن للأسف لم يحفظ بل ضاع منه الكثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المفسرين في هذه الفترة: محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي المالكي: (ت 1310ه)؛ و محمد بن أبي القاسم الشهير بالهاملي (ت 1315ه)؛ و محمد بن يوسف أطفيش الوهبي، الإباضي (ت 1332 ه)؛ وأحمد بن مصطفى المستغانمي الشهير بالعلوي (ت 1353 ه)؛ و عبد الحميد بن باديس (ت 1359 ه)؛ و عمر راسم البجائي (ت 1379ه)؛ وإبراهيم أطفيش (ت 1385 ه).
الهوامش:
[1] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref1) معجم المفسرين يتميز بذكر المفسرين الجزائريين، لأن مؤلفه عاش في الجزائر، وقد قام بتأليف معجم أعلام الجزائر، لذلك أدرجهم في معجمه.
[2] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref2) فتوح البلدان - (ج 1 / ص 268)
[3] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref3) الجزء المتمم لطبقات ابن سعد - (ج 1 / ص 318)؛ تاريخ الطبري - (ج 4 / ص 178)؛ تاريخ دمشق - (ج 40 / ص 531)
[4] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref4) فتوح مصر وأخبارها - (ج 1 / ص 213)
[5] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref5) فتوح البلدان - (ج 1 / ص 270)
[6] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref6) البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب - (ج 1 / ص 14)
[7] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref7) فتوح مصر وأخبارها - (ج 1 / ص 220/ 221)
[8] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref8) عمر بن عبد العزيز معالم الإصلاح والتجديد - (ج 2 / ص 65)
[9] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref9) الكامل في التاريخ - (ج 2 / ص 334)
[10] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref10) البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب - (ج 1 / ص 16)
[11] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref11) الدولة الأموية للصلابي - (ج 2 / ص 61)
[12] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref12) الخوارج في بلاد المغرب ص46
[13] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref13) البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب - (ج 1 / ص 70 - 71)
[14] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref14) ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 119)
[15] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref15) نفس المصدر - (ج 1 / ص 113)
[16] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref16) نفس المصدر - (ج 1 / ص 113)
[17] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref17) قال أبو العرب: وكان على فقهه مأموناً عالماً بالحديث والفقه، كثير الأخذ عن رجاله المدنيين، والكوفيين والبصريين، وغيرهم. سمع من وكيع ابن الجراح، والفضل بن عياض، وعلي بن مهدي، وطبقتهم، وجرير بن عبد الله، وأبي معونة الضرير، وسمع من ابن القاسم وغيره. سمع منه سحنون وعامة أهل إفريقية، وسمع منه ابن وضاح، وأحمد بن يزيد القرشي، وعمي بعد قدومه من المشرق بيسير. ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 238)
[18] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref18) صفحات من التاريخ الإسلامي - الدولة الفاطمية - (ج 1 / ص 68 - 72)
[19] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref19) سير أعلام النبلاء - (ج 14 / ص 216)
[20] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref20) نفس المصدر - (ج 14 / ص 215)
[21] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref21) تاريخ ابن خلدون - (ج 1 / ص 532/ 533)
يتبع: القسم الثاني: التراجم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:00 م]ـ
القسم الثاني:
قائمة المفسرين الجزائريين مرتبة على الحروف الألفبائية:
1. إبراهيم بن فائد بن موسى بن عمر بن سعيد بن علال بن سعيد النبروني الزّواوي النجار القسنطيني: فقيه مالكي جزائري ([22] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn22)). (796 - 857 ه / 1394 - 1453م).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة في جبل جرجرا ثم انتقل إلى بجاية فقرأ بها القرآن واشتغل بها في الفقه على أبي الحسن علي بن عثمان ثم رحل إلى تونس فأخذ الفقه أيضاً وكذا المنطق عن أبي عبد الله الأبي والفقه أيضاً وكذا التفسير عن القاضي أبي عبد الله القلشاني والفقه وحده عن يعقوب الزعبي والأصول عن عبد الواحد الفرياني، ثم رجع إلى جبال بجاية فأخذ العربية عن الأستاذ عبد العالي بن فراج ثم انتقل إلى قسنطينة فقطنها وأخذ بها الأصلين والمنطق عن حافظ المذهب أبي زيد عبد الرحمن الملقب بالباز والمعاني والبيان عن أبي عبد الله محمد اللبسي الحكم الأندلسي ورد عليهم حاجاً والأصلين والمنطق والمعاني والبيان مع الفقه وغالب العلوم المتداولة عن أبي عبد الله بن مرزوق عالم المغرب قدم عليهم قسنطينة فأقام بها نحو ثمانية أشهر، ولم ينفك عن الاشتغال والأشغال حتى برع في جميع هذه الفنون لا سيما الفقه من مصنفاته:
· عمل تفسيراً.
· وشرح ألفية ابن مالك في مجلد.
· وتلخيص المفتاح في مجلد أيضاً وسماه تلخيص التلخيص.
· ومختصر الشيخ خليل في ثلاث مجلدات سماه: " تسهيل السبيل لمقتطف أزهار روض الخليل" في مختصر الشيخ خليل
· وكذا في آخر إن كان كمل في مجلدين سماه فيض النيل.
· تحفة المشتاق في شرح مختصر خليل بن إسحاق. ([23] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn23))
وحج مراراً وجاور وتلا لنافع على الزين بن عياش بل حضر مجلس ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين وممن أخذ عنه الشهاب بن يونس بل شاركه في أخذه عن محمد بن محمد بن عيسى الدلدوي أحد مشايخه ولقيه البقاعي في سنة ثلاث وخمسين حين حج أيضاً.رحمه الله ([24] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn24)).
2. إبراهيم أطفيش ([25] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn25)) (1305 - 1385 ه / 1888 - 1965م):
إبراهيم (أو محمد إبراهيم) بن محمد إبراهيم بن يوسف أبو إسحاق أطفيش: أديب من علماء الإباضية. ولد في قرية بني يسجن (بوادي ميزاب في الجزائر) وقرأ الفقه والنحو والتفسير، بعد حفظ القرآن الكريم، على شيخه عم والده الشيخ محمد يوسف، ولازمه إلى أن توفي (سنة 1332 ه) فانتقل إلى تونس وحضر دروسا في جامع الزيتونة.
وشارك في الحركة الوطنية فأبعده الفرنسيون، فتوجه إلى القاهرة، (1341 ه / 1923م) فأنشأ مجلة (المنهاج) ونشر كتبا علمية لبعض أعلام الاباضية.
وصنف كتاب (الدعاية إلى سبيل المؤمنين - ط) وشرع في كتابة (تاريخ الاباضية) وعاجلته المنية قبل إتمامه.
وعمل في دار الكتب المصرية، فشارك في تحقيق بعض مطبوعاتها الكبيرة كتفسير القرطبي وأجزاء من (نهاية الارب).
ورجع إلى السياسة فكان ممثلا لدولة إمامة عمان في جامعة الدول العربية، ورئيسا لوفدها في هيئة الامم المتحدة (دورة 1960) وأسس أول مكتب سياسي لدولة إمامة عمان في القاهرة سنة 1375 ه /1956م) وشهد بعض المؤتمرات الإسلامية في القدس وبغداد.
وكان مرجعا للفتوى في المذهب الاباضي عند المشارقة والمغاربة. وتوفي بالقاهرة ([26] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn26)).
3. أحمد بن العباس أبو العباس النقاوسي ([27] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn27))(... - 765 ه / .... - 1364م):
أحمد بن العباس النقاوسي أبو العباس: نحوي، من فقهاء المالكية، حافظ أديب، له مشاركة في علوم التفسير والحديث واللغة والمنطق.
أخذ عن أبي منصور بن أحمد بن عبد الحق المشذلي (ت731ه)، وابن راشد القفصي.
رحل من تلمسان واستقر في تونس واشتغل بالتدريس؛ لقيه أبو البقاء خالد بن عيسى البلوي الأندلسي قبل سنة 765ه وذكره في رحلته المسماة" تاج المفرق في تحلية أهل المشرق" ومما قاله فيه: " كان حافظاً مجيداً، وعارفاً مديداً، ومدرسا مفيداً"اه
من مصنفاته:
· الروض الأريض في علم القريض.
· حديقة الناظر في تلخيص المثل السائر.
· شرح المصباح لابن مالك.
· إيضاح السبيل إلى القصد الجليل في علم الخليل ([28] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn28)).
4. أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن زاغو المغراوي التلمساني ([29] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn29))(782 - 845 ه / 1380 - 1441م):
(يُتْبَعُ)
(/)
مفسر، من فقهاء المالكية، من أهل تلمسان. قال القلصادي: "كان أعلم الناس في وقته بالتفسير وأفصحهم" من كتبه:
· تفسير الفاتحة.
· مقدمة في التفسير.
· شرح التلمسانية في الفرائض.
· أجوبة فقهية [30] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn30) .
· وله فتاوى كثيرة [31] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn31).
5. أحمد بن علي بن أحمد الباغاني، الربعي، الأندلسي (أبو العباس) مقرئ (345 - 401 ه/957 - 1011م):
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغاني المقرىء، يكنى: أبا العباس.
قدم الأندلس سنة ستٍ وسبعين وثلاث مائة. وقدم إلى الإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن، ثم عتب عليه فأقصاه، ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الأشبيلي الفقيه على يدي قاضيه أبي بكر بن وافد، ولم يطل أمده.
وكان: من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم، وكان في حفظه آيةً من آيات الله تعالى، وكان بحراً من بحور العلم، وكان لا نظير له في علم القرآن قراءاته وإعرابه، وأحكامه، وناسخه ومنسوخه. وله كتابٌ حسن في أحكام القرآن نحا فيه نحواً حسناً وهو على مذهب مالك رحمه الله.
روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الاذفوي وغيرهما. قال ابن حيان توفي يوم الأحد لأحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة مع أبي عمر الإشبيلي في عام واحد. قال أبو عمرو: ومولده بباغا في سنة خمس وأربعين وثلاث مائة [32] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn32).
6. أحمد بن علي بن يوسف، تقي الدين أبو العباس البوني ( ... - 622 ه / ... - 1225م):
صاحب المصنفات في علم (الحروف) متصوف مغربي الأصل، نسبته إلى بونة (بافريقية، على الساحل) التي تعرف الآن بعنابة من القطر الجزائري: كتبه يستعملها أصحاب السحر والتعاويذ -والعياذ بالله-
من مصنفاته:
· أسرار الحروف والكلمات.
· إظهار الرموز وإبداء الكنوز.
· بحر الوقوف في علم الأوفاق والحروف.
· تحفه الأحباب ومنية الانجاب في أسرار بسم الله وفاتحة الكتابية والتوجيهات العطائية.
· جواهر الأسرار في نواهر الأنوار.
· حزب النصر.
· خصائص سر الكريم في فضائل بسم الله الرحمن الرحيم.
· رسالة التجليات.
· رسالة الشهود على طريقة على الحروف.
· الرسالة اللامية. الرسالة النونية.
· سير نور الأنوار وقبس سير سر الأسرار.
· شرح أسماء الله الحسنى.
· شرف الشكليات وأسرار الحروف الورديات.
· شمس المعارف ولطائف العوارف.
· شمس الواصلين وأنس السائرين في سر السير على براق الفكر والطير.
· علم الهدى وأسرار الاهتداء في فهم معنى سلوك أسماء الله الحسنى.
· فتح الكريم الوهاب في فضائل البسملة مع جملة من الأبواب.
· قبس الإقتداء إلى وفق السعادة ونجم الاهتداء إلى شرف السيادة.
· قوت الأرواح ومفتاح الأفراح.
· كتاب الحروف والعدد.
· كتاب فاه باللسان ورسمه بالبنان على ألواح البيان في عالم العيان.
· لطائف الإشارات في أسرار الحروف العلويات.
· اللطائف العشرة.
· كنز اللطائف الروحانية في أسرار اللمعة النورانية.
· اللمعة النورانية في الأوراد الربانية [33] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn33).
· المشهد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
· مطلع العزائم.
· مواقف الغايات في أسرار الرياضات [34] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn34).
· مواقيت البصائر ولطائف السرائر.
· موضع الطريق وقسطاس التحقيق في شرح الأسماء الحسني.
· نهاية الآمال في فضائل الأعمال.
· هداية القاصدين ونهاية الواصلين.
وغير ذلك. توفي بالقاهرة [35] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn35).
7. أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني (1063 - 1139 ه / 1653 - 1726م):
(يُتْبَعُ)
(/)
عالم بالحديث. قال عنه صاحب الضوء اللامع: هو الإمام العلامة المحدث المسند الجماع المطلع صاحب التآليف العديدة والأنظام الكثيرة، أبو العباس أحمد بن قاسم ابن أبي عبد الله محمد ساسي التميمي البوني من بونة التي تعرف الآن بعنابة من القطر الجزائري، المولود ببونة سنة 1063ه والمتوفى سنة 1139 ه عن ست وسبعين سنة، ترجمه الأديب أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي في رحلته المسماة ب " نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية " و " التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق " قال: " لما دخلتها يعني بونة أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني الذي بنيت هذه الرحلة المباركة على قواعد بركته أساسي أبي العباس أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد الله قاسم ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي، فوجدته طلق المحيا، وأنزلني بمنزل لإكرام أضيافه مهيأ، فأقمت عنده ينزهني في كل يوم في رياض تآليفه الحديثية وغيرها، وينثر عليّ كل ساعة من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، وكنت أحضر أثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه، مع مشايخ بلده وولديه، ومما رويت عنه فسح الله في أجله وأسهب، وإن تآليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر ومسهب، ولما وقفت في علم الحديث على البحر العباب، والعجب العجاب، سألته الإجازة فيما وقفت عليه وغيره من تصانيفه ... " الخ كلامه.
قلت: تآليف المترجم كثيرة عديدة عظيمة، منها في السنة وعلومها:
· نظم الخصائص النبوية.
· المستدرك على الحافظ السيوطي من خصائص الجمعة مائة أخرى وعشرين.
· طرز الحمائل في الشمائل.
· زاد المسير إلى دار المصير.
· إظهار نفائس ادخاري المهيأة لختم كتاب البخاري.
· اختصار مقدمة ابن حجر للفتح.
· فتح الباري في شرح غريب البخاري.
· والثمار المهتصرة في مناقب العشرة.
· الرحلة الحجازية.
· تنوير السريرة بذكر أعظم سيرة.
· نظم نخبة ابن حجر مسمى بالدرر.
· نفح الروانيد بذكر بعض المهم من الأسانيد.
· وتخميس القصيدة المسماة قرة العين بمدح الصحيحين لسيدي محمد ساسي.
· والنفحات العنبرية بنظم السيرة الطبرية.
· وظل السحابة في الصحابة لكنه لم يتم.
· والتيسير في إسنادنا في كتب جمع من التفاسير.
· فتح الإغلاق على وجوه مسائل خليل بن إسحاق.
· الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه.
· الإعانة على بعض مسائل الحصانة.
· الظل الوريف في الحث على العلم الشريف.
· إتحاف الأقران ببعض مسائل القرآن.
· حث الورّاد على حب الأوراد (في ثمانية أجزاء).
· نور الشمعة المُذهب لظلام أهل الرياء والسمعة.
· نهاية الآمال في فضائل الإعمال.
· إعلام القوم بفضائل الصوم.
· النور الصاوي علي عقيدة الطحاوي.
· النفحة المسكية في نظم العقيدة السبكية.
· فتح المعيد بنظم عقيدة ابن دقيق العيد.
· نظم العقيدة الوسطى.
· نظم عقيدة الرسالة لابن زيد القيرواني.
· نظم عقيدة ابن الحاجب.
· تليين القاسي في نظم الإمام الفاسي.
· الجوهرة المصية في نظم الرسالة القدسية. أبياتها نحو 775بيتاً.
· نظم الأجرومية في تسعين بيتاً.
· تلقيح الأفكار بتنقيح الأذكار.
· إعلام أرباب القريحة بالأدوية الصحيحة. في الطب
· إعلام الأحبار بغرائب الأخيار.
· إظهار القوة بإحكام الباب والكوة.
· الفتح المولوي بشرح حزب النووي.
· فتح المعين بذكر مشاهير النحاة واللغويين.
· تحفة الأريب بأشرف الغريب. اختصر فيه غريب العزيزي للقرآن
· أنس النفوس بفوائد القموس.
· رفع العنا عن طالب الغنى. لم يكمل.
· ديوان الشعر.
· " التعريف بما للفقير من التواليف ".عدّد فيه أسماء مؤلفاته وهي نحو مئة كتاب.
· الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة، وهي الألفية الصغرى [36] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn36).
· وله الألفية الكبرى التي فيها 3000 بيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
يروي عن أبيه وغيره من الجزائريين والتونسيين والمغاربة كالشيخ الشمس محمد بن سليمان الرداني والشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني وأحمد بن عبد اللطيف البشبيشي ويحيى الشاوي والزرقاني والخرشي والشبرخيتي وغيرهم عامة، ويروي عن الشيخين المعمرين أكثر من مائة وعشرين سنة أبي الحسن عليّ الخضري الرشيدي الحنفي وأبي عبد الله محمد بن عبد العزيز المنوفي الشافعي، الأول عن الشيخ عبد الرؤوف المناوي عن الشعراني عن زكرياء، والثاني عن عبد الواحد البرجي والشمس الرملي، الأول عن الحافظ السيوطي، والثاني عن زكرياء الأنصاري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر. ويروي الشهاب البوني عن أبيه عامة، وهو يروي عامة عن أبي الحسن عليّ الأجهوري، وعندي إجازته له عليها ختمه، وهي عامة، وعن أبي مهدي عيسى الثعالبي وغيره، ويروي الشهاب البوني المذكور عن أبي الحسن الاجهوري بالإجازة العامة لأهل العصر قال: " فإنه أجاز لمن أدرك حياته " وكان هو وقت موت الأجهوري ابن نحو أربعة أعوام [37] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn37).
8. أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي أبو العباس. ( ... - 830 ه) ( .... - 1427م):
فقيه مالكي مفسر، كان من تلاميذ محمد بن محمد بن عرفة (ت:803ه) له تفسير كبير جمع فيه إملاءات شيخه ابن عرفة في دروسه التفسيرية، وأضاف له زيادات يقع في مجلدين، منه عدة نسخ في الخزانة العامة بالرباط.
· تفسير القرآن الكريم (ط). [38] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn38)
9. أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي العيش بن محمد أبو العباس المقري التلمساني المولد المالكي المذهب (986 - 1041ه/1578 - 1631م):
نزيل فاس ثم القاهرة حافظ المغرب جاحظ البيان ومن لم ير نظيره في جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة البديهة وكان آية باهرة في علم الكلام والتفسير والحديث ومعجز أباهرا في الأدب والمحاضرات وله المؤلفات الشائعة منها:
· عرف الطيب في أخبار ابن الخطيب.
· وفتح المتعال الذي صنفه في أوصاف نعل النبي صلى الله عليه وسلم.
· وإضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة.
· وأزهار الكمامه.
· وأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض.
· وقطف المهتصر في أخبار المختصر.
· وإتحاف المغرى في تكميل شرح الصغرى.
· وعرف النشق في أخبار دمشق.
· والغث والسمين والرث والثمين.
· وروض الآس العاطر الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام مراكش وفاس.
· والدار الثمين في أسماء الهادي الأمين.
· وحاشية شرح أم البراهين.
· وكتاب البدأة والنشأة كله أدب ونظم.
· وله رسالة في الوفق المخمس الخالي الوسط.
· حسن الثنا في العفو عمن جنى - وهو مختصر ضمن الآيات والأحاديث والآثار الواردة في طلب العفو والصفح عن المسيء. ([39] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn39))
وغير ذلك ولد بتلمسان ونشأ بها وحفظ القرآن وقرأ وحصل بها على عمه الشيخ الجليل العالم أبي عثمان سعيد بن أحمد المقرى مفتى تلمسان ستين سنة ومن جملة ما قرأ عليه صحيح البخارى سبع مرات وروى عنه الكتب الستة بسنده عن أبي عبد الله التنسى عن والده حافظ عصره محمد بن عبد الله التنسى عن البحر أبى عبد الله بن مرزوق عن أبي حيان عن أبي جعفر بن الزبير عن أبي الربيع عن القاضي عياض بأسانيده المذكورة في كتاب الشفا والأحاديث المسندة في الشفاء جميعها ستون حديثا أفردها بعضهم في جزء من أراد رواية الكتب الستة من طريقه فليأخذها من كتاب الشفا أو من الجزء المذكور وكان يخبر عن بلدة تلمسان أنها بلدة عظيمة من أحاسن بلاد المغرب وأنها في يد العثمانيين سلاطين مملكتا وهي الحد المضروب بين سلطاننا وسلطان المغرب ورحل إلى فاس مرتين مرة سنة تسع بعد الألف ومرة سنة ثلاث عشرة وكان يخبر أنها دار الخلافة للمغرب وكان بها الملك الأعظم مولاى أحمد المنصور المشهور بالفضل والأدب المقدم ذكره وأن الفتوى صارت إليه في زمنه ومن بعده لما اختلت أحوال المملكة بسبب أولاده إلى حديث يطول ذكره ارتحل تاركا للمنصب الوطن في أواخر شهر رمضان سنة 1027 قاصدا حج بيت الله الحرام وذاك لما اختلت أحوال المملكة، ثم زار بيت المقدس سنة 1029 ورجع إلى القاهرة وكرر منها الذهاب إلى مكة واملى بها دروسا عديدة - ثم رجع منها إلى مصر سنة 39 ودخل القدس ثم ورد منها إلى دمشق فاقام بها أربعين
(يُتْبَعُ)
(/)
يوما واملى صحيح البخاري بجامعها ونال من سكانها وعلمائها الحظوة والاكرام ما لم يتفق لغيره فلما رأى من أهلها ما رأى كثر الاهتمام بمدقها وقد عقد في كتابة نفح الطيب فصلا يتعلق بها وبأهلها وأورد في مدحها اشعارا - ثم رحل منها إلى مصر وعاد إلى دمشق مرة ثانية في أواخر شعبان سنة 40 وحصل له من الإكرام ما حصل في قدمته الأولى.
ودخل مصر واستقر بها مدة يسيرة ثم أراد العود إلى دمشق للتوطن بها ففاجأه الحمام قبل نيل المرام ودفن بمقبرة المجاورين [40] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn40).
10. أحمد بن محمد بن زكري: فقيه أصولي بياني. ( ... - 899 ه / .... - 1493م):
المانوي، التلمساني (أبو العباس) فقيه، ناظم، ناثر، مشارك في بعض العلوم كالتفسير والمنطق والبيان وعلم الكلام. من أهل تلمسان. نشأ يتيما، وتعلم الحياكة فاستؤجر للعمل بنصف دينار في الشهر، فرآه العلامة ابن زاغو، فأعجبه ذكاؤه، فسأله عن ولي أمره فقال أمي، فذهب إليها وتعهد بأن يعطيها في كل شهر نصف دينار وأن يفقه ولدها ويؤدبه، فرضيت، واستمر إلى أن نبغ واشتهر. من كتبه:
· مسائل القضاء والفتيا.
· بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب ([41] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn41)).
· شرح الورقات لإمام الحرمين في أصول الفقه.
· منظومة في علم الكلام من 1500 بيت و نيف ([42] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn42)). سماها: محصل المقاصد. ([43] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn43))
11. أحمد بن مصطفى بن محمد بن أحمد المستغانمي أبو العباس، الشهير بالعلوي الجزائري ([44] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn44)): (1291 - 1353 ه /1874 - 1934م):
فقيه متصوف. مولده ووفاته في مستغانم بالجزائر، رحل إلى المغرب الأقصى وتونس وليبيا والحجاز والشام
له كتب، منها:
· المنح القدسية.
· لباب العلم في تفسير سورة: والنجم.
12. حسن بن علي بن محمد المسيلي، أبو علي ([45] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn45)) (...- نحو 580 ه / .... - نحو 1185م):
فقيه، من أهل بجاية ولي قضاءها مدة وتوفي بها. ونسبته إلى (مسيلة)،وكان معاصرا للفقيه عبد الحق الاشبيلي. كما كان ينعت بأبي حامد الصغير، تشبيها له بأبي حامد، الغزالي، من مصنفاته:
· التفكر فيما تشتمل عليه السور والآيات من المبادئ والغايات، (على نسق إحياء علوم الدين).
· التذكرة (في أصول علم الدين).
· و النبراس في الرد على منكر القياس.
13. الحسين بن محمد ابن العنابي الجزائري (… - 1150 ه / …. - 1738م):
مفسر واسع المعرفة في علوم الشريعة من فقهاء الحنفية، سكن مدينة الجزائر العاصمة وولي الإفتاء فيها أربع مرات، وتوفي بها سنة خمسين ومائة وألف. له: تفسر القرآن ([46] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn46)).
14. سيعد بن محمد التجيبي التلمساني العقباني: (720 - 811 ه / 1320 - 1408م):
قاضي، فقيه مالكي، من أهل تلمسان. ولي القضاء في بجاية في أيام السلطان أبي عنان المريني كما ولي قضاء تلمسان ووهران ومراكش وسلا، ومدة ولايته للقضاء نيف وأربعين سنة وحمدت سيرته. نسبته إلى عقبان (قرية بالأندلس) من مصنفاته:
· شرح جمل الخونجي.
· العقيدة البرهانية.
· شرح الحوفية (في الفرائض على مذهب مالك) ([47] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn47)).
· المختصر في أصول الدين ([48] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn48)).
· تفسير سورة الأنعام والفتح قال الدوودي: أتى فيه بفوائد جليلة. ([49] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn49))
الهوامش:
[22] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref22) معجم المفسرين ج1ص 18؛ معجم أعلام الجزائر، ص160
[23] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref23) قال التنبكتي: رأيت السفر الأول منه في خزانة جامع الشرفاء بمراكش.
[24] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref24) الضوء اللامع - (ج 1 / ص 72)
[25] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref25) معجم أعلام الجزائر، ص19.
[26] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref26) الأعلام للزركلي - (ج 1 / ص 73 ص 73)
(يُتْبَعُ)
(/)
[27] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref27) ينظر: أعلام الجزائر، ص331
[28] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref28) شرح على عروض ابن الحاجب.
[29] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref29) معجم المفسرين ج1ص 71.
[30] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref30) مخطوط في خزانة تمكروت (بسوس) في المجموع 1525 فرائض.
[31] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref31) الأعلام للزركلي - (ج 1 / ص 227)
[32] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref32) معجم المفسرين ج1ص 49.الصلة - (ج 1 / ص 28) وينظر: معجم المؤلفين - (ج 1 / ص 316)
[33] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref33) مخطوط في مغنيسا (الرقم 1451) وفى جامعة الرياض (131)
[34] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref34) رسالة مخطوطة في الازهرية.
[35] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref35) هدية العارفين - (ج 1 / ص 47)
[36] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref36) وقد عقد في الصغرى الباب الرابع منها لذكر شيوخه، وفيه فصول، الأول لذكر شيوخه المغاربة، الفصل الثاني: في ذكر شيوخه من بونة، الفصل الثالث: في ذكر شيوخه من باجة، الفصل الرابع: في ذكر مشيخته من أهل تاستور وسليمان، الفصل الخامس: في ذكر مشيخته من أهل القيروان، الفصل السابع: في ذكر مشيخته من أهل سوسة، الفصل الثامن: في ذكر مشيخته من أهل تونس. ينظر: فهرس الفهارس - (ج 1 / ص 238)
[37] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref37) معجم أعلام الجزائر ص 49/ 50؛ فهرس الفهارس - (ج 1 / ص 236 ص 237).
[38] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref38) معجم المفسرين ج1ص 71؛ و ينظر: معجم المؤلفين - (ج 2 / ص 85)، و ينظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 438، 439.
[39] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref39) طبع طبعة حجر مصر (دون تاريخ).
[40] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref40) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - (ج 1 / ص 191) وينظر: معجم المطبوعات - (ج 2 / ص 1777). معجم أعلام الجزائر ص310.
[41] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref41) مخطوط في أوقاف بغداد (5223).
[42] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref42) مخطوط في الأزهرية 6: 190 وشستربتي 4214 و Broc.
[43] (http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref43) الأعلام للزركلي - (ج 1 / ص 231)؛ معجم المؤلفين - (ج 2 / ص 103).
[44] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref44) ينظر: معجم المفسرين ج1/ 80؛ الأعلام للزركلي - (ج 1 / ص 258)
[45] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref45) معجم أعلام الجزائر ص299؛ وينظر: الأعلام للزركلي - (ج 2 / ص 203)
[46] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref46) معجم أعلام الجزائر ص244؛ معجم المفسرين ج1ص160.
[47] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref47) عبارة عن مخطوط
[48] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref48) عبارة عن مخطوط
[49] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref49) معجم المفسرين:1/ 209؛ وينظر: الأعلام للزركلي - (ج 3 / ص 101).
يتبع: عبد الحميد بن باديس
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:03 م]ـ
15. عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي ابن باديس (1308 - 1359 ه / 1889 - 1940م):
هو عبد الحميد بن محمد بن المصطفى بن مكي ابن باديس الصنهاجي، ولد سنة 1308ه من أسرة معروفة بالعلم والجاه والثراء، وأسرته تنحدر من الصنهاجيين، وهي قبيلة ملك وسلطان، اشتهر منها المعز بن باديس.
حفظ القرآن الكريم على الشيخ محمد المواسي، ثم نهج طريق المعرفة والعلم، فقيد الله له الشيخ الورع حمدان الونيسي، ليكون شيخه ومعلمه، فرباه على القيم والفضل، والعلم والأدب، وأوصاه بالابتعاد عن الوظيفة، وقراءة العلم للعلم لا للرغيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتزوج سنة 1904م، وأنجب ولداً أسماه إسماعيل، لكن ما لبن أن حفظ القرآن، حتى جاءته المنية وهو صغير؛ ولم يخلف ذرية بعده.
بدأ سنة 1908م مشواره العلمي، فارتحل إلى جامع الزيتونة لإثراء حصيلته العلمية، فتتلمذ على صفوة علماء الزيتونة كالشيخ محمد النخلي القيرواني، والعلامة المفسر صاحب التحرير والتنوير محمد الطاهر بن عاشور وكان لهذا فضل تكوينه الأدبي واللغوي، والشيخ الخصر حسين، والشيخ الصالح النفير وغيرهم؛ وتخرج من الزيتونة سنة 1912م بشهادة عليا (التطويع)، وفي هذه السنة قصد حج بيت الله الحرام، وإلتقى في المدينة النبوية بشيخه المهاجر حمدان الونيسي، والشيخ البشير الإبراهيمي، وآنذاك تبلورت فكرة ضرورة إنشاء " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" التي تحققت فيما بعد؛ وعند رجوعه من الحج زار لبنان وسوريا ومصر، وبها أجازه الشيخ بخيت من كبار علماء الأزهر بشهادة العالمية.
بدأ انشغاله بالتدريس أولاً سنة1913م بجامع الأخضر بقسنطينة وكانت له مجالس منتظمة خاصة منها في التفسير، وتأثر بابن تيمية وسلفيته المنطقية، الواضحة المعالم، القوة الأسس، محكمة المباني، أصيلة، متأصلة، متبعة لا مبتدعة، مسلمة غير مكلفة، صادقة غير كاذبة، منبرها العلم والتوحيد، وطريقها الإتباع والتسليم، ومصدقها فهم السلف، فكان بذلك مجدد وشيخ الإسلام في الجزائر حيث يعتبر من الأفذاذ الجزائريين الذين أتموا تفسير القرآن كاملاً فدرسه رحمه الله في خمس وعشرين سنة؛ قال عنه زميله المخلص البشير الإبراهيمي في بصدد ذكر خصائص تفسيره:" كان للأخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله-ذوقا خاصاً في فهم القرآن كأنه حاسة زائدة خص بها، -يرفده بعد الذكاء المشرق، والقريحة الوّقادة، والبصيرة النافذة-بيان ناصع واطلاع واسع، وذرع فسيح في العلوم النفسية والكونية، وباع مديد في علم الاجتماع، ورأي سديد في عوارضه وأمراضه، يمد ذلك كله شجاعة في الرأي، وشجاعة في القول، لم يرزقهما إلى الأفذاذ المعدودون في البشر؛ وله في القرآن رأي بنى عليه كل أعماله في العلم، والإصلاح والتربية والتعليم وهو: أنه لا فلاح للمسلمين إلا بالرجوع إلى هدايته والاستقامة على طريقته، وهو رأي الهداة من قبله؛ وكان يرى-حين تصدى لتفسير القرآن-أن تدوين التفسير بالكتابة مشغلة عن العمل المقدم، لذلك آثر البدء بتفسيره درساً تسمعه الجماهير فتتعجل من الاهتداء به ما يتعجله المريض المنهمك من الدواء، وما يتعجله المسافر العجلان من الزاد ... فاقتصر على تفسير القرآن درساً ينهل منه الصادي، ويتزود منه الرائح الغادي، وعكف عليه إلى أن ختمه في خمس وعشرين سنة؛ ولم يختم التفسير درساً ودراية بهذا الوطن غيره، منذ ختمه أبو عبد الله الشريف التلمساني في المائة الثامنة".اه
قال عنه توفيق محمد شاهين: " هو كاتب ممتع، وسلفي النزعة في كتباته، ومهذب في كتاباته، قليل السخرية بالأعداء والمغضبين، ولكن قلمه أمضى من السنان، وأسلوبه من السهل الممتنع، تدرج أسلوبه حتى بلغ منزلة رفيعة، له بصر بالأدب وباع في اللغة وفقهها"اه.
وصفه الشاعر الجزائري الشيخ محمد العيد:
يراعيك في التحرير أمضى من الظبا وأقضى من الأحكام أيان يشهر
قبست من القرآن مشعل حكمة ينار به السر اللطيف و يبصر.
من أعماله:
1. أسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، وانتخب رئيساً لها من بدء قيامها سنة 1931 م، إلى وفاته.
2. أصدر المجلات الآتية: " المنتقد" و"السنة" و"الصراط"والشريعة" و"البصائر"وأنشأ "الشهاب" وأبطل الاستعمار جميعها لما فيها من الحق ونشر العلم وانتقاد الباطل، وإعلاء السنة، وإيضاح الصراط، وتبيين الشريعة، وتبصير الخليقة، ولم يبقى منها إلاّ الشهاب التي كانت شهاباً بحق على أعداء الله من الاستعمار الغاشم ومن المبتدعة الحاقد، الجاهل المضلل عن صراط رب العالمين.
3. أسس النوادي في العواصم الجزائرية لنشر الثقافة والتربية الدينية.
4. أسس جمعية التجار المسلمين، والجمعيات الاقتصادية لإنعاش الاقتصاد والمحافظة على الثورة.
5. أسس " الميتم الإسلامي" جمعية رعاية الأيتام، والجمعيات الخيرية لإنقاذ الطفولة.
6. أنشأ مطبعة عربية في قسنطينة طبعت صحفه ومجلاته، وما يحييه من كتب ومنشورات.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. نشر الكتب السلفية القيمة، وعمل على إحياء الكتب العربية القديمة، واحتفل باللغة العربية وروج لها لتحيى في أبناء الجزائر رغم أنوف الاستعمار الظالم.
8. أرسل طلابه كل مجموعة إلى الأزهر وإلى الزيتونة وإلى جامعة القرويين في الغرب، ليعودوا علماء ودعاة عاملين في الجزائر حتى تتوسع دائرة الخير فتعم وتنفع في أنحاء الوطن.
9. أسس المدارس الابتدائية الحرة العربية في طول البلد وعرضها.
إلى غير ذلك من الأعمال.
من مصنفاته مما جمعت:
· تفسير القرآن الكريم، اشتغل به تدريسا زهاء 25 عاما، ونشرت نبذ منه ثم جمع تفسيره لآيات من القرآن، باسم (مجلس التذكير – ط سنة:1964م)
· ونشر في الجزائر (آثار ابن باديس) في 4 مجلدات. ([50] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn50))
· من الهدي النبوي. ط سنة:1965م
· رجال السلف ونساؤه. ط سنة:1965م
· عقيدة التوحيد من القرآن والسنة. ط سنة:1964م
· أحسن القصص.
· رسالة في الأصول. ط
· مجموعة كبيرة من المقالات السياسية، الاجتماعية، جمعت مع بعض ما سبق، وطبعت في كتاب.
· مجموعة خطب ومقالات ابن باديس، وطبعت في كتاب سنة 1966م.
16. عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي، البجائي ( ... –786ه/ ... - 1384م):
عالم، فقيه، متكلم. توفي ببجاية. من آثاره:
· المقدمة.
· وفتاوي. ([51] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn51))
وصفه مخلوف بالفقيه الأصولي المحدث المفسر، وقال كان عمدة أهل زمانه وفريد عصره وأوانه. ([52] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn52)) .
17. عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني ([53] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn53))(...–826 ه/ .... - 1423م):
عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية، من أهل تلمسان، ولد بها في رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة، أخذ عن أبيه الشريف التلمساني وسعيد العقباني المفسرين أبي القاسم بن رضوان وغيرهم. وعنه ابنه إبراهيم، وابن زاغو، وابن مرزوق الحفيد المفسرين وجماعة. ووصفه الونشريسي، وابن القاصي بالعالم المفسر.
توفي بتلمسان في فجر السادس والعشرين من رجب سنة ست وعشرين وثمانمائة.
له: تفسير سورة الفتح: قال مخلوف: على غاية من التحقيق.
18. عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجعفري المالكي ([54] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn54)) (785 - 875 ه/1383 - 1471م):
ولد بمحل سكنى والديه في وادي يسر الذي بينه وبين مدينة الجزائر مسافة مرحلة وأصله من وطن الثعالبة في عمالة الجزائر بأفريقية - ذكره السخاوي في الضوء اللامع وقال: كان
إماما علامة الخ وترجمه أحمد بابا التنبكتي في كفاية المحتاج وقد اثنى عليه جماعة من شيوخه رحل في طلب العلم ودخل بجاية وكان عمدة قرأنه بها.
ممن أخذ عنه أبي القسم العبدوسي وحفيد ابن مرزوق والبرزلي والغبريني. ثم ارتحل إلى المشرق فلقي بمصر الشيخ ولي الدين العراقي فأخذ عنه علوما جمة ثم لقي بمكة بعض المحدثين ورجع إلى الديار المصرية ومنها إلى تونس فمكث بها سنة ثم رجع إلى مدينة الجزائر وفيها نشر علمه الغزير، توفي بمدينة الجزائر.
من مصنفاته:
· أربعين في إغاثة الملهوف.
· الإرشاد في مصالح العباد.
· التقاط الدرر.
· الأنوار في آيات النبي المختار.
· الأنوار المضية في الشريعة والحقيقة.
· تحفة الأخوان في إعراب بعض آي القرآن.
· جامع المهمات في الفقه.
· الجواهر الحسان في تفسير القرآن.
· الدر الفائق المشتمل على أنواع الخيرات والأذكار والدعوات.
· الذهب الإبريز في غرائب القرآن العزيز.
· روضة الأنوار ونزهة الأخيار.
· رياض الصالحين.
· العلوم الفاخرة في النظر بأمور الآخرة.
· قطب العارفين في التصوف.
· شرح مختصر ابن الحاجب.
19. عبد الرحيم بن علي بن إسحاق بن مراون القرشي محيي الدين البوني ([55] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn55)) المتوفى سنة ... له منافعه القرآن.
أوله: "الحمد لله الذي أجرى على ألسنتنا الضعيفة كتابه العظيم. . . الخ". ([56] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn56)).
20. عثمان بن سعيد المالقي أبو سعيد المستغانمي ([57] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn57))( أوائل القرن 13الهجري):
(يُتْبَعُ)
(/)
مفسر نحوي من فقهاء المالكية من أهل مستغانم بالجزائر، من أهل القرن الثالث عشر.
له:
· تفسير القرآن الكريم: كبير وصغير.
· تحفة الألباب.
21. علي بن عبد الله بن ناشر بن المبارك أبو بكر وقيل أبو الحسن الوهراني ([58] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn58)) (... –615 ه/ ... - 1219م):
مفسّر نحوي، لغوي شاعر من أهل وهران المعروف بخطيب داريا؛ رحل إلى المشرق وسكن مدينة دمشق، وولى الخطابة بجامع داريا (من قرى دمشق بالغوطة).
سمع منه أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي (555 - 648ه) وخرّج عنه في " معجمه" قطعة من شعره؛ توفي سنة 615 خمس عشرة وستمائة.
من مصنفاته:
· تفسير القرآن.
· شرح جمل الكبيرة للزجاجي في النحو.
· شرح المعلقات السبع وإعرابها. هو مخطوط في برلين.
22. علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله ابن السراج الأنصاري المالكي أبو الحسن السجلماسي ثم الجزائري ([59] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn59))(...–1057 ه/ .... - 1647م):
من سلالة سعد بن عبادة الخزرجي: فقيه مالكي، من العلماء ولد بتافلات، ونشأ بسجلماسة وأقام بمصر مدة. واستقر بفاس، فنصب مفتيا في الجبل الأخضر، وتوفي في الجزائر سنة 1057 سبع وخمسين وألف.
من مصنفاته:
· تفسير القرآن.
· التقييد الجليل على مختصر الشيخ خليل في الفروع لم يكمل.
· الدرة المنيفة في السيرة السنية الشريفة منظومة عدد أبياتها 828.
· ديوان خطب.
· السيرة الصغرى.
· شرح درر اللوامع لأبي الحسن ابن بري.
· شرح مقدمة الأجرومية.
· شرح النخبة لابن عاصم.
· عقد الجواهر في نظم النظائر.
· كفاية الطالب النبيل في حل ألفاظ مختصر الخليل.
· مسالك الوصول إلى مدارك الأصول.
· المنح الإحسانية في الأجوبة التلمسانية.
· منظومة في الأصول.
· منظومة في التشريح.
· منظومة في الفرائض.
· منظومة في مصطلح الحديث.
· منظومة في المعاني والبيان.
· منظومة في المنطق.
· منظومة في وفيات الأعيان.
· نظم أصول الشريف التلمساني.
· شرح المنظومة المذكورة.
· نظم في مسألة الأوتاد والإبدال.
· اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعالم المدينة في الأشباه والنظائر الفقهية.
23. علي بن محمد الميلي، الجمالي، التونسي، المالكي ([60] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn60))(..- 1248 ه/ .. - 1832م):
مفسر، متكلم، نسبته إلى " ميلة " بقرب قسنطينة. سكن مصر، وتوفي بها.
من مصنفاته:
· تحفة الأحباب في تفسير قوله تعالى: " ثم أورثنا الكتاب .. ".
· الكواكب الدرية والأنوار الشمسية في إثبات الصفات السنية القائمة بالذات الأزلية.
· الشمس والقمر والنجوم الدراري في إثبات القدر والكسب والاستطاعة والجزء الاختياري.
· السيوف المشرقية لقطع اعتناق القائلين بالجهة والجسمية.
· والصمصام الفاتك في نصرة الإمام مالك.
24. عليّ بن موسى بن عليّ ابن موسى بن هارون أبو الحسن، المطغري ([61] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn61))(...- 951 ه / ... - 1545م):
وبه عرف، من مطغرة تلمسان، الإمام العلامة المؤرخ المتفنن مفتي فاس وخطيب جامع القرويين، انتقل من تلمسان جده عام 818 وسكن فاساً وأخذ المترجم بها عن ابن غازي، وكان قارئه في أكثر دروسه ولازمه 29 سنة وأجازه عامة، وأخذ أيضاً عن أبي العباس الونشريسي والقاضي المكناسي وأدرك أبا مهدي الماواسي وأبا الفرج الطنجي، وتوفي بفاس سنة 951 ه وقد ناف على الثمانين.
أروي ما له من طريق أبي العباس المقري عن عمه سعيد بن محمد المقري التلمساني عنه. ح: ومن طريق المنجور عنه. وقال في فهرسته لما ترجمه: إفاداته كثيرة لا ساحل لها كأنه لا يتنفس إلا بفائدة، وأما حفظه لأخبار من أدركه من العامة شيوخاً وعجائز وغيرهم فخارجة عن الحصر، ولم يخلف بعده في فنه مثله ".
25. عمر راسم بن علي بن سعيد بن محمد البجائي ([62] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn62))(1300- 1379 ه / 1883 - 1959م):
(يُتْبَعُ)
(/)
صحفي، خطاط كبير اشتهر بخطه العربي الجميل، من الرعيل الأول في الإصلاح والكفاح. ولد بالجزائر وتعلم بكتاتيبها، كان من المتبنين الأفكار الإصلاحية متأثرين بدعوة الأستاذ محمد عبده، أنشأ جريدة "الجزائر" في 17 أكتوبر 1908م، ثم جريدة"ذو القفار" في 25 أكتوبر 1913م وكان اسمه المستعار " أبو منصور الصنهاجي" سجنه الفرنسيون في الحرب العالمية الأولى فلاقى المحن الشديدة في سجنه.
من آثاره:
· تفسير القرآن الكريم. كتبه في سجنه.
· تراجم علماء الجزائر.
· مقالات كثيرة في الاجتماع والسياسة ..
توفي بمدينة الجزائر سنة 1959.
26. قاسم بن سعيد العقباني التلمساني، أبو الفضل ([63] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn63))(768 - 854 ه / 1367 - 1450م):
فقيه، بلغ درجة الاجتهاد. نسبة لبني عقبة - التلمساني المغربي المالكي ويدعى أبا القاسم. ولد في سنة ثمان وستين وسبعمائة، وقدم القاهرة فكتب لابن شيخنا وغيره بالإجازة في سنة ثلاثين وثمانمائة، وممن أخذ عنه في الفقه وأصوله أبو الجود البنبي وقال صاحب الترجمة أنه قرأ على والده وأنه كتب قطعة على ابن الحاجب الفرعي، وله أجوبة في مسائل تتعلق بالصوفية واجتماعهم على الذكر وأن مولد والده سنة عشر أو سبع عشرة وسبعمائة؛ ومن مصنفاته:
· تفسير لسورتي الأنعام والفتح.
· وشرح للبرهانية للسلانكي في أصول الدين.
· وشرح لابن الحاجب الأصلي.
· وشرح للحوفي في الفرائض.
· وشرح للجمل في المنطق للخونجي.
· وشرح للبردة.
الهوامش:
[50] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref50) الأعلام للزركلي - (ج 3 / ص 289)
[51] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref51) معجم المؤلفين - (ج 5 / ص 123)
[52] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref52) الشجرة (1/ 237).
[53] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref53) معجم المفسرين:1/ 275.
[54] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref54) معجم المفسرين:1/ 276. ينظر: الضوء اللامع - (ج 2 / ص 291)؛ معجم المطبوعات - (ج 1 / ص 661)؛ هداية العارفين - (ج 1 / ص 276)
[55] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref55) معجم أعلام الجزائر ص51؛هداية العارفين - (ج 1 / ص 298)
[56] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref56) كشف الظنون - (ج 2 / ص 1835)
[57] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref57) معجم أعلام الجزائر ص297.
[58] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref58) معجم أعلام الجزائر ص349. معجم المفسرين:1/ 368؛ طبقات المفسرين للسيوطي - (ج 1 / ص 13)؛ طبقات المفسرين - الأدنروي - (ج 1 / ص 219)؛ هداية العارفين - (ج 1 / ص 376)؛ كشف الظنون - (ج 1 / ص 461)
[59] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref59) معجم المفسرين:1/ 370؛هداية العارفين - (ج 1 / ص 404)؛ الأعلام للزركلي - (ج 4 / ص 309)
[60] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref60) معجم المفسرين:1/ 387؛ معجم المؤلفين - (ج 7 / ص 235).
[61] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref61) فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1105)
[62] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref62) ينظر: معجم أعلام الجزائر ص 243.
[63] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref63) ذكره الأدنروي في طبقات المفسرين- (ج 1 / ص 320)؛ وينظر: الضوء اللامع - (ج 3 / ص 250)؛ كذا الأعلام للزركلي - (ج 5 / ص 176).
يتبع: من اسمه محمد
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:05 م]ـ
27. محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يحيى القرشي أبو عبد الله اللغوي المقري التلمساني ([64] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn64))(..- 759 ه / .. - 1359م):
(يُتْبَعُ)
(/)
لأشهر العلامة الأظهر أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن أحمد المقري القرشي التلمساني النشأة والقبر الفاسي المسكن وقاضي الجماعة بفاس المتوفى بها سنة 759 ونقل إلى تلمسان، وهو الذي أفرده ابن مرزوق الجد بمؤلف سماه " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري " له في مشيخته وفوائده عنهم النظم المذكور، وقد أتى بملخصه المقري في نفحه وأزهاره، وله في ذلك تلخيص؛ وهو من أكابر علماء المذهب المالكي في وقته، وشيخ لسان الدين ابن الخطيب وعبد الرحمن بن خلدون
ومن مصنفاته:
· الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من معاني السنة وآي الفرقان.
· الحقائق والرقائق.
· رحلة المتبتل.
· لمحة العارض لتكملة ألفية ابن الفارض.
· القواعد واشتمل على 1200قاعدة قال عنه الونشريسي: " إنه كتاب عزيز العلم، كثير الفوائد، لم يسبق إلى مثله"اه
· الطرف والتحف.
· عمل لمن طب لمن حب.
· المحاضرات.
· شرح لغة قصائد المغربي الخطيب.
· إقامة المريد.
· شرح التسهيل.
· النظائر.
· المحرك لدعاوى الشر من أبي عنان.
· اختصار المحصل. لم يكمله.
· شرح جمل الخنوجي. لم يكمله.
· وله نظم جيد أرده ابن الخطيب نماذج منه في كتاب الإحاطة.
28. محمد بن أحمد بن عبد القادر الراشدي الجليلي المعسكري الجزائري ([65] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn65)):
الملقب بأبي رأس (1150 - 1238 ه / 1737 - 1824م):
مؤرخ، من العلماء بالحديث ورجاله. من أهل بلاد معسكر (بالجزائر) ووفاته فيها.
هو محمد أبو رأس بن أحمد بن عبد القادر ابن محمد بن أحمد بن الناصر الجليلي المعسكري الجزائري حافظ المغرب الأوسط ورحالته، صاحب التآليف الكثيرة في الفقه والأدب والتاريخ والأنساب وغير ذلك، المتوفي ببلاد معسكر عشية يوم الأربعاء 13 جمادي الثانية سنة 1239، رحل ودخل فاساً وتونس وقسمطينة ومصر والشام والحجاز، ولقي أعلام هذه البلاد وذاكرهم وناظرهم وساجلهم، وأجازه السيد مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير الكبير، ووصفاه في إجازتهما له بالحافظ، والشرقاوي ووصفه بشيخ الإسلام، وعبد الملك القلعي وعثمان الحنبلي وتلك الطبقة. له كتاب سماه لب أفياخي في عدة أشياخي وله السيف المنتضى فيما رويته بأسانيد الشيخ مرتض.
قال عنه تلميذه الأستاذ ابن السنوسي بعد أن حلاه بالإمام الحافظ: كان حافظاً متقناً لجميع العلوم عارفاً بالمذاهب الأربعة لا يسأل عن نازلة إلا يجيب عنها بداهة كأنها حاضرة بين شفنيه، محققاً لمذهب مالك غاية لا سيما مختصر خليل فله فيه الملكة التامة بحيث يلقيه على طلبته في أربعين يوماً، والخلاصة في عشرة أيام. وكان شيخنا المذكور حافظ عصره وإمام قطره، الشائع عنه أنه لا يزيد على مرة في مطالعة الدرس لما منحه الله من سيلان الذهن وسعة الحافظة، وله مؤلفات تزيد على الخمسين منها تفسير القرآن، وحاشية الخرشي، وحاشية المكودي، وشرح العقيقية، والحاوي الجامع بين التوحيد والتصوف والفتاوي، وقد ناهز التسعين، اه.
وقد حدث مفتي وهران الشيخ الحبيب بن عبد الملك، المغربي الأصل، عن شيخه عالم وهران السيد الحبيب بن البخاري الوهراني عن أبيه وقد عاصر الشيخ أبا رأس أن جماعة من تلاميذه تذاكروا في قوة حافظته وكأنهم اتهموه بالاختلاق فركبوا اسماً نطق كل واحد منهم بحرف منه وجعلوه اسماً لملك، وسألوا الشيخ عنه فأملى لهم ترجمته وسيرته وأعماله، فاتفقوا على أن الشيخ كاذب، ولما طالت المدة وقف أحدهم على الاسم والسيرة في كتاب تاريخي على نحو ما كان أملاه الشيخ أبو رأس عليهم، فعلموا أن الشيخ صادق وهم مقصرون متهمون الشيخ مما هو منه برئ، وهذه حالة كبار الحفاظ مع القاصرين والجاهلين.
من مصنفاته: له نحو 50 كتابا، منها:
· لب أفياخي في عدة أشياخي.
· و السيف المنتضى فيما رويته بأسانيد الشيخ مرتضى.
· وتخريج أحاديث دلائل الخيرات.
· ودر السحابة فيمن دخل المغرب الأقصى من الصحابة.
· و ذيل القرطاس في ملوك بني وطاس.
· و الزمردة الوردية في الملوك السعدية.
· و مروج الذهب في نبذة من النسب.
· و الخبر المعلوم في كل من اخترع نوعا من أنواع العلوم.
· و تفسير القرآن.
· ورحلة ذكر بها سياحة له في المشرق والمغرب ومن لقي من أعيانهما.
· و شرح المقامات الحريرية.
· شرح الشمقمقية.
· حاشية على المكودي.
· شرح العقيقة.
· كتاب التأسيس.
· درء الشقاوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
· حاشية على السعد.
· حاشية على الشرح الكبير للخراشي.
· شرح الحلل السندسية.
· فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته.
وغير ذلك، مما لم يطبع.
29. محمد بن أحمد بن علي الادريسي الحسني، أبو عبد الله العلويني المعروف بالشريف التلمساني ([66] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn66))(710 - 771 ه / 1310 - 1370م):
باحث من أعلام المالكية، مفسر انتهت إليه إمامتهم بالمغرب.
كان من قرية تسمى العلوين (من أعمال تلمسان) ونشأ بتلمسان، ورحل إلى فاس مع السلطان أبي عنان، ثم نكبه أبو عنان، واعتقله شهرا.
وأطلقه (سنة 756) وأقصاه، ثم أعاده وقربه (سنة 759) ودعي إلى تلمسان، وكان قد استولى عليها أبو حمو (موسى بن يوسف) فذهب إليها، وزوجه " أبو حمو " ابنته، وبني له مدرسة أقام يدرس فيها إلى أن توفي.
من كتبه:
· مفتاح الوصول إلى بناء الفروع والأصول ([67] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn67)). في أصول الفقه كتب عليه عبد الحميد ابن باديس شرحا مختصرا، حاد تدريسه له.
· و شرح جمل الخونجي.
وكان لسان الدين ابن الخطيب كلما ألف كتابا بعثه إليه وعرضه عليه.
30. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق أبو عبد الله العجيسي التلمساني المالكي ([68] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn68))(766 - 842 ه / 1365 - 1439م):
قال السخاوي-رحمه الله-:"ويعرف بحفيد ابن مرزوق وقد يختصر بابن مرزوق. ولد في الثالث عشر ربيع الأول سنة ست وستين وسبعمائة واشتغل ببلاده، وتلا لنافع على عثمان بن رضوان بن عبد العزيز الصالحي الوزروالي وانتفع به في القراءات والعربية وبجده وبن عرفه في الفقه وغيره؛ وأجاز له أبو القسم محمد بن محمد بن الخشاب ومحدث الأندلس محمد بن علي بن محمد الأنصاري الحفار ومحمد بن محمد بن علي بن عمر الكناني القيجاطي وعبد الله بن عمر الوانغلي وأخرون، وحج قديماً سنة تسعين رفيقاً لأبن عرفة وسمع من البهاء الدماميني باسكندرية ونور الدين العقيلي النويري بمكة وفيها قرأ البخاري على ابن صديق ومن البلقيني وابن الملقن والعراقي وابن حاتم بالقاهرة ولازم بها المحب بن هشام في العربية، وكذا حج في سنة تسع عشرة ولقية الزين رضوان بمكة وقرأ عليه ثلاثيات البخاري بقرأته لها على ابن صديق؛ وكذا لقيه شيخنا قريباً من هذا الوقت بالقاهرة وقال في ترجمة جده من درره: نعم الرجل معرفة بالعربية والفنون وحسن الخط والخلق والخلق والوقار والمعرفة والأدب التام حدث بالقاهرة وشغل وظهرت فضائله؛ زاد في معجمه: سمع مني وسمعت منه وأخذ عني قطعة من شرح البخاري ومن نظمي وأجاز لابني محمد ولم يطل الإقامة بالقاهرة، وكان نزهاً عفيفاً متواضعاً. قلت وكذا قال المقريزي في عقوده أنه قدم حاجاً فأقام بالقاهرة مدة ثم سافر لبلاده ثم رجع في سنة تسع عشرة فحج أيضاً وعاد، قال وكان نزهاً عفيفاً متواضعاً. وممن أخذ عنه الأمين والمحب الأقصرائيين وأكثر عنه وناصر الدين بن المخلطة والشريف عيسى الطنوبي وأحمد بن يونس وكان أخذه عنه لما قدم عليهم بلدة قسنطينة وأقام بها ستة أشهر"اه.
ومن مصنفاته منها:
· المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح لم يكمل.
· و تفسير سورة الإخلاص.
· وأنواع الذراري في مكررات البخاري.
· وإظهار المودة في شرح البردة ويسمى أيضاً صدق المودة.
· واختصره وسماه الاستيعاب لما في البردة من المعاني والبيان والبديع والإعراب.
· والذخائر القراطيسية في شرح الشقراطسية.
· ورجز في علوم الحديث سماه الروضة.
· وأختصره في رجز أيضاً وسماه الحديقة
· وأرجوزة في الميقات سماها المقنع الشافي.
· وانتهاز الفرصة في محادثة عالم قفصة وهو أجوبة عن مسائل في فنون العلم وردت عليه من المشار إليه.
· والمعراج إلى استمطار فؤاد ابن سراج.
· والنصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص.
· والروض البهيج في مسايل الخليج جمع مسيل.
· والمفاتح المرزوقية في استخراج خبر الخزرجية.
· وشرح التسهيل.
· وكذا ألفية ابن ملك.
· ومختصر الشيخ خليل وسماه المنزع النبيل ولم يكملا.
· وابن الحاجب والتهذيب وسماه روضة الأديب ومنتهى أمل اللبيب في شرح التهذيب.
· والجمل للخونجي وسماه منتهى الأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
· ونظم المتن وعمل عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد.
· والآيات البينات في وجه دلالة المعجزات.
· والدليل الواضح المعلوم على طهارة ورق الروم.
· وجزء في إثبات الشرف من قبل الأم.
· وغير ذلك مما أخذ عنه بعضه بالقاهرة. ومات بتلمسان في عشية الخميس رابع عشر شعبان سنة اثنتين وأربعين عن ست وسبعين سنة، وأرخه بعض في ربيع منها والأول أضبط رحمه الله.
31. محمد بن أحمد بن محمد ابن الوقاد ([69] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn69))(...-1001 ه/ ... -1593م):
محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن الوقاد: قاض، عالم بالتفسير والحديث والفقه والأدب، من أهل تلمسان، هاجر منها إبان دخول الأتراك إلى ترودانت ثم اضطر إلى الذهاب إلى سجلماسة فمكناس ففاس، ثم عاد إلى ترودانت، فولى التدريس والفتوى بجامعها الكبير. قال التمنارتي: " هو أول من قرأ الجامع الصحيح للبخاري بترودانت قراءة ضبط واتقان"اه
32. محمد بن عبد الرحمن أبي يحي بن أبي العيش الخزرجي أبو عبد الله التلمساني ([70] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn70))(...911 ه/ ... -1505م):
مفسر أصولي أديب شاعر من فقهاء المالكية، أصله من أشبيلية بالأندلس. ولد ونشأ وتعلم بتلمسان ثم أفتى ودرس، وفتويه معروفة نقل بعضها الونشريسي في كتابه المعيار. توفي في صفر سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
33. محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ([71] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn71))(..- 909 ه / .. - 1503م):
هو الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني أبو عبد الله المتوفى سنة 909 مفسر، فقيه، من أهل تلمسان يروي عن الثعالبي ويحيى بن بدير وغيرهما، له فهرسة. وقع نزاع بينه وبين الحافظ جلال الدين السيوطي في علم المنطق.
قال عنه مخلوف: خاتمة الأئمة المحققين والعلماء العاملين مع البراعة والمتقن في العلوم والصلاح والدين المتين.
اشتهر بمناوأته لليهود وهدمه كنائسهم في توات (بقرب تلمسان) ورحل إلى السودان وبلاد التكرور، لنشر أحكام الشرع وقواعده. وتوفي في توات.
له كتب، منها:
· البدر المنير في علوم التفسير.
· مصباح الأرواح في أصول الفلاح.
· والتعريف، فيما يجب على الملوك – (خ) لعله رسالته المساماة (تاج الدين، فيما يجب على الملوك والسلاطين - ط).
· و أحكام أهل الذمة – (خ).
· مغني النبيل وهو شرح مختصر خليل في فقه المالكية.
· الكيل المغني.
· شرح بيوع الآجال. من ابن حاجب.
· كتاب في المنهيات.
· مختصر تلخيص المفتاح.
· تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين بدعوى مقامات العارفين.
· كتاب الفتح المبين.
· فهرست.
· و مفتاح النظر في علم الحديث.
· و منح الوهاب - (خ). منظومة في المنطق.
· له شرح عليها سماه (إمناح الأحباب من منح الوهاب) في دار الكتب.
· وله نظم، منه قصيدة عارض بها البردة.
وغير ذلك.
34. محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي المالكي ([72] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn72)):(1243-1310 ه/1828 - 1892م):
محمد بن عيسى الجزائري: من الكتاب البلغاء، عارف باللغة والتفسير من كتاب لوزارة التونسية الموفى بها سنة 1310 عشر وثلاثمائة وألف.
من مصنفاته:
· الماس في احتباك يعجز الجنة والناس تفسير قوله تعالى: "ومن يكرههن فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم ".طبع في تونس 1306ه.
· الثريا لمن كان بعجائب القرآن حفيا (تفسير) تونس طبع في 1307ه.
· الوسيلة في مدح الفضيلة. منظومة طبعت في تونس 1306ه.
35. محمد بن قاسم أبو عبد الله الأنصاري التلمساني ثم التونسي المغربي المالكي ([73] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn73))(..- 894 ه / .. - 1489م):
هو محمد بن قاسم الأنصاري، أبو عبد الله، الرصاع: قاضي الجماعة بتونس ولد بتلمسان، ونشأ واستقر بتونس (831) وعاش وتوفي بها. وله فيها عقب إلى الآن.
اقتصر في أواخر أيامه على إمامة جامع الزيتونة والخطابة فيه، متصدرا للإفتاء وإقراء الفقه والعربية وأصول الدين والمنطق وغيرها وجمع شرحاً في شرح الأسماء النبوية وآخر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأفرد الشواهد القرآنية من المغنى لابن هشام ورتبها على السور وتكلم عليهما وشرح حدود ابن عرفة وقيل أنه شرع في تفسير وأنه اختصر شرح البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرف بالرصاع لان أحد جدوده كان نجارا يرصع المنابر.
له كتب، منها:
· التسهيل والتقريب والتصحيح لرواية الجامع الصحيح – (خ).
· و تذكرة المحبين في شرح أسماء سيد المرسلين – (خ).
36. محمد بن أبي القاسم بن رجيح أبو عبد الله، الشهير بالهاملي (1239 - 1315ه/1823 - 1897م):
فقيه مالكي، برع في التفسير والحديث والأصول والنحو، ولد في الحامدية قرب حاسي بحبح في شمال الصحراء في الجزائر. وت
علم في زاوية علي الطيار، وزاوية ابن أبي داود في زواوة؛ أسس الزاوية المعروفة " بزاوية الهامل" سنة (1280ه/1863م)، وتوفه رحمه الله في بويرة الصحاري في طريق عودته من الجزائر العاصمة إلى زاويته. ([74] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn74))
37. محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الصمد، أبو عبد الله المشذالي ( .. - 866 ه/ .. - 1462م):
مفتي بجاية وخطيبها. نسبته إلى مشذالة، من قبائل زواوة، ومولده ووفاته في بجاية. و قيل كنيته أبو الفضل وبها عرف عند أهل المشرق: مفسر، عالم بالحديث ورجاله، أصولي فرضي فقيه، من أشهر علماء المالكية في عصره؛ ولد ببجاية، وتعلم بها وبتلمسان ثم تصدر للإقراء والتدريس وفي سنة: (849ه/1441م) ثم دخل عنابة وقسنطينة وتونس، ثم توجه إلى المشرق عن طريق قبرص، فدخل بيروت ودمشق وطرابلس الشام وحماه، وسكن بيت المقدس مدة.
وحج سنة 849ه، ثم دخل القاهرة، ودرس بها فبهر العقول وأدهش الألباب؛ ولقي الإمام السخاوي ([75] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn75)) الذي خصه بترجمة وافية في كتابه: حيث قال " وقد حصلت بيننا اجتماعات وصحبة ورأيت منه من حدة الذهن وذكاء الخاطر وصفاء الفكر وسرعة الإدراك وقوة الفهم وسعة الحفظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرأي واستقامة النظر ووفور العقل وطلاقة اللسان وبلاغة القول ورصانة الجواب وغزارة العلم وحلاوة الشكل وخفة الروح وعذوبة المنطق ما لم أره من أحد".اه
من كتبه:
· تكملة حاشية الوانوغي على المدونة. ([76] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn76))
· و مختصر البيان لابن رشد.
· و الفتاوى ([77] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn77)).
مشواره في الطلب:
ابتدأ في بجاية حفظ القرآن وهو في الخامسة فأكمل حفظه في سنتين ونصف بل حفظ حزب سبح قبل أن يتهجى بغير إقراء أحد له وإنما هو بسماعه ممن يدرسه وتلا للسبع على أبيه والإمام الولي أبي عبد الله محمد بن أبي رفاع ولنافع فقط على الشيخين هرون المجاهد وأبي عثمان سعيد العيسوي وغيرهما وحفظ الشاطبيتين ورحز الخرازي في الرسم والكافية الشافية ولامية الأفعال لابن ملك في النحو والصرف وغالب التسهيل وجميع ألفيته وابن الحاجب الفرعي والرسالة وأرجوزة التلمساني في الفرائض ونحو الربع من مدونة سحنون وطوالع الأنوار في أصول الدين للبيضاوي وابن الحاجب الأصلي وجمل الخونجي والخزرجية في العروض وتلخيص ابن البنا في الحساب وتلخيص المفتاح والديوان لامرئ القيس وللنابغة الذبياني ولزهير بن أبي سلمى ولعلقمة الفحل ولطرفة بن العبد ثم أقبل على التفهم فبحث على أبي يعقوب يوسف الريفي الصرف والعروض ثم على أبي بكر التلمساني في العربية والمنطق والأصول والميقات وعن أبي بكر بن عيسى الوانشريسي أخذ الميقات أيضاً ثم على يعقوب التيروني في النحو ثم على أبي إسحق إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر فيه والمنطق ثم على موسى بن إبراهيم الحسناوي في الحساب ثم الحساب أيضاً مع الصرف والنحو والأصلين والمعاني والبيان وعلوم الشرع التفسير والحديث والفقه على أبيه ثم على أبي الحسن علي بن إبراهيم الحسناوي أظنه أخا موسى في الأصلين. ثم رحل في أول سنة أربعين إلى تلمسان فبحث على محمد بن مرزوق ابن حفيد العالم الشهير وأبي القسم بن سعيد العقباني وأبي الفضل بن الإمام وأبي العباس أحمد بن زاغو وأبي عبد الله محمد بن النجار المعروف لشدة معرفته بالقياس ببساطور القياس وأبي الربيع سليمان البوزيدي وأبي يعقوب يوسف بن إسمعيل وأبي الحسن علي بن قاسم وأبي عبد الله محمد البوري وابن أفشوش فعلى الأول في التفسير والحديث والفقه والأصلين والأدب بأنواعه والمنطق والجدل والفلسفيات والطب والهندسة وعلى الثاني الفقه وأصول الدين وعلى الثالث التفسير والحديث والطب والعلوم القديمة
(يُتْبَعُ)
(/)
والتصوف وعلى الرابع التفسير والفقه والمعاني والبيان والحساب والفرائض والهندسة والتصوف وعلى الخامس في أصول الفقه والمعاني والبيان ومما قرأه عليه مختصر ابن الحاجب الأصلي، وكان مرجع الناس بتلك البلاد في أمر المختصر فكان كما نقله البقاعي عن علي البسطي إذا عرض للشيخ إشكال في الأصول أمر بعض تلامذته أن يذكره بحضرته لعله يحله وعلى السادس في الفقه وكان أعلم الناس به ولكن لم يكن له إلمام بالعربية فأمر بعض تلامذته فقرأ عليه بحضرته شرح الألفية لابن عقيل فصار يعرفها فيما قاله البسطي أيضاً" ([78] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn78)). اه
38. محمد بن محمد بن محمد الحسنى التونسي المالكي المعروف بالبليدي ([79] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn79))(1096 - 1176 ه / 1685 - 1763م):
عالم بالعربية والتفسير والقراءات؛ جزائري الأصل، من أهل بليدة سكن القاهرة وتوفى فيها.
من آثاره ([80] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn80)):
· نيل السعادات في المقولات العشر.
· الدرر على خطبة المختصر في الفقه المالكي.
· حاشية على أنوار التنزيل في تفسير القرآن في ثلاث مجلدات، (وهي حاشية على تفسير البيضاوي).
· رسالة في دلالة العام على بعض أفراده.
· وحاشية على شرح الألفية للأشموني في النحو.
39. محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي، التلمساني، الحسني (أبو عبد الله) (832 - 895 ه/1428 - 1490م):
محدث، متكلم، منطقي، مقرئ، كان عالما بالتفسير والحديث؛ نشأ بتلمسان جمع تلميذه الملالي في أحواله وسيره وفوائده تأليفا كبيرا في نحو سبعة عشر كراسا سماه "بالمواهب القدسية في المناقب السنوسية" ([81] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn81)) . من مصنفاته في التفسير ([82] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn82)):
· تفسير سورة ص و ما بعدها من السور.
· ومختصر حاشية التفتازاني على الكشاف.
· و تفسير القرآن إلى قوله: "أولئك هم المفلحون".
وله أيضاً ([83] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn83)):
· حاشية على صحيح مسلم. ([84] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn84))
· شرح عجيب على البخاري لم يكمله.
· وحاشية لطيفة على مشكلاته.
· شرح ايساغوجي في المنطق.
· شرح قصيدة الحباك في الاسطرلاب.
· مصنف في مناقب الأربعة رجال المتأخرين.
· أم البراهين في العقائد.
40. محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح أطفيش الوهبي، الإباضي ([85] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn85))،(1236 - 1332 ه) (1820 - 1914م):
مفسر، فقيه محدث، أديب، شاعر، بياني، عروضي، منطقي، مشارك في غير ذلك، إباضي المذهب، مجتهد، سياسي.
وهو من وادى ميزاب ولد في بني يسقن بصحراء الجزائر من بلاد المغرب.
قال الذهبي عنه في كتابه التفسير والمفسرون: "نشأ بين قومه، وعُرِف عندهم بالزهد والورع .. واشتغل بالتدريس والتأليف وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وانكبَّ على القراءة والتأليف، حتى قيل إنه لم ينم فى ليلة أكثر من أربع ساعات. وله من المؤلفات فى شتَّى العلوم ثروة عظيمة تربو على الثلاثمائة مؤلَّف ... "اه.
من مصنفاته: فمن ذلك في التفسير
· داعي العمل ليوم الأمل. لم يتم وهو في أربعة أجزاء فسر فيه القرآن من سورة الرحمن إلى سورة الناس.
· و هميان الزاد إلى دار المعاد، طبع في ستة أجزاء.
· و تيسير التفسير، وهو مختصر من السابق، في سبعة أجزاء.
وله أيضاً:
· نظم المغنى لابن هشام خمسة آلاف بيت .. وكان ذلك فى شبابه.
· وشرح كتاب التوحيد للشيخ عيسى بن تبغورين وهو من أهم مؤلفاته فى علم الكلام.
· وشرح كتاب العدل والإنصاف في أُصول الفقه لأبى يعقوب يوسف ابن إبراهيم الورجلانى.
وله في الحديث:
· وفاء الضمانة بأداء الأمانة، وهو مطبوع فى ثلاثة مجلدات.
· وجامع الشمل في حديث خاتم الرسل، وهو مطبوع في مجلد واحد.
وله في الفقه:
· شرح كتاب النيل وشفاء العليل. وهو مطبوع فى عشر مجلدات وبه قامت شهرته.
· وله مؤلفات أخرى فى النحو والصرف، والبلاغة، والفلك، والعروض، والوضع، والفرائض، وغيرها منها:
· إيضاح الدليل إلى علم الخليل في العروض.
· والإصلاح في شرح ديباجة المصباح في النحو.
· زبدة الفتاوى
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد توفى المؤلف في 23 ربيع الثاني سنة 1332 ه (اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف من الهجرة)، وله من العمر ست وتسعون سنة.
41. هود بن مُحكم الهواري الأوراسي ([86] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn86))( القرن الثالث الهجري-التاسع الميلادي):
مفسر من علماء الإباضية؛ كان والده قاضياً بتهيرت على عهد الإمام أفلح بن عبد الوهاب (190 - 140ه) عاش هود في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري.
من مصنفاته:
تفسير القرآن ([87] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn87))، كان مخطوطا؛ ونص الدكتور عمار طالبي الأستاذ بجامعة الجزائر أنه أول تفسير عرف في الجزائر.
هذا التفسير مختصر من تفسير الإمام يحيى بن سلام ـ رحمه الله ـ وقد حقق تفسير الهواري الباحث الجزائري: الحاج بن سعيد شريفي، ونشرته له دار الغرب ـ بيروت ـ لبنان ـ سنة 1410ه ـ 1990 م، في أربعة مجلدات.
42. يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى النابلي، الشاوي، الملياني، الجزائري، المالكي أبو زكرياء ([88] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn88)) (1030 - 1096 ه/1621 - 1685م): فقيه، نحوي، مفسر، متكلم، ناظم.
هو فخر الجزائر أبو زكرياء يحيى بن الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى النائلي، نسبة إلى قبيلة أولاد نائل بالقطر الجزائري، الملياني الشاوي تسمية لا نسباً، الجزائري المالكي المتوفى على ظهر البحر عام 1096، ثم نقل إلى مصر فدفن بها بمقبرة المالكية. قال فيه تلميذه المحبي في " خلاصة الأثر ": " هو الأستاذ الذي ختمت بعصره أعصر الأعلام، وأصبحت عوارفه كالأطواق في أجياد الليالي والأيام، ولد بمدينة مليانة، ونشأ بالجزائر، وأخذ بها عن أعلام أعلاهم سنداً أبو محمد سعيد قدورة وعلي بن عبد الواحد الأنصاري ومحمد بن محمد بهلول الزواوي السعدي، وأجازه شيوخه، وروى كتب الشيخ السنوسي عن عبد الله بن عمر الشريف عمن اجتمع بالشيخ السنوسي، وروى حزب البحر للشاذلي عن عبد الرحمن الهواري عن سيدي أبي عليّ عن أخيه سيدي محمد بن عليّ عن الشيخ أحمد بن يوسف الملياني عن الشيخ زروق بأسانيده، وقدم مصر حاجاً عام 1074 وأجازه بها الشمس البابلي والنور الشبراملسي والشيخ سلطان المزاحي وأخذ عنه أهلها وأذعنوا له " قال المحبي: " كانت حافظته مما يقضى منها بالعجب " اه.
وقال تلميذه الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته: " كان يحفظ شرح التتائي الكبير وشرح الإمام بهرام الوسط وغيرهما، بل يحفظ ستين كتاباً من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولاً منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى، كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين، ثم اشتهر بالحفظ وحدة الذهن وجودة الإدراك حتى عبر عنه شيخنا سيدي بركات بن باديس القسنطيني بقوله: " إنه عالم الربع المعمور " اه.
وقد ترجمه النور عليّ النوري الصفاقصي في فهرسته وحلاه ب " أشعري الزمان، وسيبويه الأوان، وقال: لم أر أسرع منه نظماً، قال: وقرأنا عليه شرح المرادي على الألفية، وكنا نصحح نسخنا على حفظه، ولما كتب لي الإجازة قال: مؤرخة بمجموع الاسم واللقب، فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ، فتعجبت من شدة فطانته " اه.
وترجمه الشهاب النخلي في فهرسته وعظم شأنه أيضاً، وذكر أنه أجازه بجميع مروياته ومؤلفاته، قال: منها الترجيح في بيان ما للبخاري من التصحيح وحواشي التسهيل والألفية وفيما له في علم الكلام وفي إعراب الكلمة المشرفة، وذكر النور عليّ النوري أنه جمع فهرسة لشيخه الحافظ البابلي وأنه نظم جواباً في إثبات حياة الخضر في أبيات 36 في درجين، ونظم قصيدته اللامية في إعراب كلمة الشهادة في ساعة بين العشائين، وهو يتحدث مع بعض الأصحاب، وذكر البوني أنه زل عليه في داره بمصر سنة فكان يرد عليه في كل يوم نحو العشرين سؤالاً وأكثر، فيجيب عنها بلا كلفة ولا مطالعة، قال: الحاصل أنه لا نظير له، وما ذكرت من وصفه حتى العشر، وطوبى لعين رأته ولو مرة في الدهر " اه. وللمترجم ترجمة نفيسة، في " نزهة دائرة الأنظار في علم التواريخ والأخبار " للشيخ محمود بن سعيد مقديش
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفاقصي من أغرب ما فيها أنه ولي مشيخة الجامع الأزهر، والله أعلم. اه
من آثاره:
· حاشية على أم البراهين للسنوسي.
· نظم لامية في إعراب الجلالة وشرحها.
· شرح التسهيل لابن مالك في النحو.
· قرة العين في جمع البين من علم التوحيد.
· والنيل الرقيق في حلقوم انساب الزنديق.
قتال الذهبي: " يحيى الشاوى المغربى يفرد مؤلفاً عنوانه: "بين أبى حيان والزمخشري" يجمع فيه اعتراضات أبى حيان على الزمخشري وهو مخطوط في مجلد كبير بالمكتبة الأزهرية.
وله الحاكمة حاشية على تفسير الزمخشرى وتفسير ابن عطية. ([89] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn89))
43. يحيى بن محمد بن يوسف التجيبي، التلمساني أبو زكريا ([90] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn90)) (... - 652 ه/ ... - 1254م):
مفسر، واعظ صنف في التفسير والرقائق، وتوفي في 9 شوال.
قال الذهبي: حج وجاور وسمع بمكة من أبي الحسن بن البناء وسكن الإسكندرية ووعظ وصنف التفسير و الرقائق. توفي في شوال سنة اثنتين وخمسين وستمائة.
44. يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراتي الورجلاني أبو يعقوب ([91] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn91)) (500 - 570 ه/1106 - 1175م):
مؤرخ مفسر أصولي متكلم، رياضي من أكابر فقهاء الإباضية، من أهل ورجلان مولدا ووفاة. رحل في شبابه إلى الأندلس وسكن قرطبة طلبا للعلم. شبهه الأندلسيون بالجاحظ.
نسبة إلى ورجلان أحد أودية المغرب الأقصى.
ذكره الذهبي في التفسير والمفسرون ([92] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn92)) في معرض ذكر علماء الإباضية في التفسير.
من آثاره:
· تفسير القرآن الكريم في سبعين جزءاً، قال البرادي: " رأيت منه في بلاد ريغ سفراً كبيراً لم أرَ، ولا رأيت قط، سفراً أضخم منه ولا أكبر منه .. "اه.
· العدل والإنصاف في أصول الفقه في ثلاثة أجزاء.
· الدليل والبرهان في عقائد الإباضية في ثلاثة أجزاء (وهو: الدليل لأهل المعقول لباغي السبيل بنور الدليل - في عقائد الإباضية طبع حجر مصر 1316 في ثلاثة أجزاء.
· مرج البحرين في المنطق والهندسة والحساب.
· القصيدة الحجازية. نظم فيها رحلته إلى الحجاز.
· المغرب في تاريخ المغرب.
· الجامع الصحيح. وهو عبارة عن مسند الربيع بن حبيب بن عمرو الأزدي البصري، رتبه
وله نظم.
45. يوسف بن عدون بن حمو، أبو يعقوب ([93] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftn93))(1158 - بعد 1223 ه / 1745 1808م): من دعاة الإصلاح في وادي ميزاب، بالجزائر.
أقام بالقاهرة أربع سنين وفي رجوعه من الحج لقي علماء الأزهر.
من آثاره:
· حاشية على تفسير البيضاوي.
الهوامش:
[64] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref64) معجم أعلام الجزائر ص 312؛ هدية العارفين - (ج 2 / ص 31) فهرس الفهارس (ج 2 / ص 682)؛أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض - (ج 1 / ص 1)
[65] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref65) معجم أعلام الجزائر ص 306؛فهرس الفهارس - (ج 1 / ص 150)؛ الأعلام للزركلي - (ج 6 / ص 18)
[66] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref66) الأعلام للزركلي - (ج 5 / ص 327)
[67] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref67) يعتبر كتابه "مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول"من أجود المصنفات في علم أصول الفقه، ألفه على منهج جديد، مرتب منظم، قوي العرض دقيق النظر، يعنى بما خلت منه المؤلفات في علم الأصول مما يلزم المتعلم، ويمرن الفقيه، فهو تطبيق للمسائل الفقهية على الأصول والأدلة الكلية، وتحرير للفروع الخلافية، مع تيسير في الاستنباط، وهو لهذا الاعتبار يعد من كتب القواعد وإن كان ليس في القواعد الفقهية الخالصة، ولكنه يجمع بين القواعد والأصول.
[68] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref68) الضوء اللامع - (ج 3 / ص 384)؛ فهرس الفهارس - (ج 1 / ص 524)
[69] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref69) ينظر: معجم أعلام الجزائر ص343.
[70] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref70) معجم المفسرين ج2/ 799
(يُتْبَعُ)
(/)
[71] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref71) ينظر: معجم أعلام الجزائر ص308.فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 573)؛ /الشجرة: 1/ 274؛ الأعلام للزركلي - (ج 6 / ص 216).
[72] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref72) ينظر: معجم أعلام الجزائر ص 112؛معجم المطبوعات - (ج 1 / ص 695)؛ هداية العارفين - (ج 1 / ص 657)
[73] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref73) الضوء اللامع - (ج 4 / ص 251)؛الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 5)
[74] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref74) معجم المفسرين ج2ص802؛ وينظر: معجم أعلام الجزائر ص335
[75] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref75) الضوء اللامع - (ج 4 / ص 384)
[76] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref76) مخطوط في الرباط (317 ج) في فقه المالكية.
[77] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref77) الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 5)
[78] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref78) الضوء اللامع - (ج 4 / ص 383)
[79] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref79) معجم المفسرين ج2ص630؛ وينظر: الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 68)
[80] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref80) ينظر: معجم المؤلفين - (ج 11 / ص 275)
[81] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref81) ، ينظر: معجم المطبوعات - (ج 1 / ص 1058)
[82] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref82) معجم المفسرين ج2ص656
[83] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref83) ينظر: فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 999)؛ ينظر: معجم المؤلفين - (ج 12 / ص 132)
[84] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref84) قال المشدالي: " هو من أحسن الشروح وانفعها " اه. قال عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني قلت: اختصر فيه " مكمل الإكمال " للآبي وهو مطبوع.
[85] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref85) معجم المفسرين ج2ص658؛ التفسير والمفسرون للذهبي - (ج 4 / ص 284)؛ معجم المؤلفين - (ج 12 / ص 133)
[86] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref86) معجم المفسرين ج2ص713.
[87] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref87) ذكره د. الذهبي التفسير والمفسرون (ج 4 / ص 282).
[88] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref88) معجم المفسرين ج2ص736؛ معجم المؤلفين - (ج 13 / ص 227)؛ فهرس الفهارس - (ج 2 / ص 1132 ص 1133)
[89] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref89) التفسير والمفسرون للذهبي - (ج 4 / ص 63)؛ معجم المفسرين ج2ص737
[90] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref90) طبقات المفسرين - السيوطي - (ج 1 / ص 108)؛ طبقات المفسرين - الأدنروي - (ج 1 / ص 187)؛ معجم المفسرين ج2ص735؛ معجم أعلام الجزائر ص83.
[91] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref91) ينظر: معجم المفسرين ج2ص735؛معجم المؤلفين - (ج 13 / ص 267 ص 268)؛ معجم المطبوعات - (ج 2 / ص 1914). معجم أعلام الجزائرص341.
[92] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref92) الذهبي في التفسير والمفسرون - (ج 1 / ص 358)
[93] ( http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html#_ftnref93) معجم المفسرين ج2ص735؛ الأعلام للزركلي - (ج 8 / ص 241)
هذا آخر البحث، منقولا من منبر وهران: http://www.minbarwahran.net/ar/st1_m5.html
والحمد لله رب العالمين(/)
ما سر الفرق في ترتيب الكلمات في بعض آيات القرآن
ـ[مليكة]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:17 م]ـ
ما سر الفرق في ترتيب جملة:
" وكلا منها رغداًحيث شئتما" الآية35 سورة البقرة والجملة الأخرى "فكلوا منها حيث شئتم رغداً" الآية 58 سورة البقرة
الاولى في قصة خلف آدم عليه السلام والثلنية في قصة بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر
ـ[مني لملوم]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:46 م]ـ
هناك كتب عديدة تهتم بهذا الموضوع
ومنها ملاك التأويل للعلامة الغرناطي
ج1 صـ 189:186
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20265&highlight=%E3%E1%C7%DF+%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1
ودرة التأويل وغرة التنزيل للشيخ الامام الاسكافي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23923
تناول في سورة البقرة ثلاثة وعشرون آية وما تسألين عنه أختي هو السؤال الأول فيهم
وكذلك كتاب البرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2705
وأعتذر عن نقل نص ما جاء فيه واكتفيت هنا بالإشارة للكتب
داعية الله عز وجل أن أن أكون قدمت لك ما يعينك في بحثك وأن توفقي فيه
ـ[مليكة]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:21 م]ـ
شكرا جزيلا سأخرج انا الاجابة جزاك الله خيرا
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:32 م]ـ
أختي الغالية مليكة تجدين الإجابة أيضا في كتب الدكتور فاضل السامرائي ..
وفقنا الله جميعا ..(/)
قسمة محكمة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2010, 08:00 م]ـ
إلى جميع الأخوة الأفاضل:
في سبيل إثبات الإعجاز العددي
كيف تقسم العدد 111 إلى ثلاثة اعداد، إذا صُفَّت كان العدد الناتج عددا من مضاعفات العدد 114؟
مثال:
يمكن قسمة العدد 111 إلى الأعداد الثلاثة: 27 و 36 و48. فهذه مجموعها 111، ولكن العدد الناتج من صفها وهو: 483627 ليس عددا من مضاعفات العدد 114. فالإجابة خطا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:18 ص]ـ
الأخ الكريم محمود الشنقيطي
أرجو المحاولة، ولك أن تستعين بمن تشاء. فمن وراء هذا السؤال هدف، قد يوضح لك أمرا يحيرك.
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Dec 2010, 04:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
اخوتي الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي الحبيب عبد الله جلغوم، إجابة على سؤالك
كيف تقسم العدد 111 إلى ثلاثة اعداد، إذا صُفَّت كان العدد الناتج عددا من مضاعفات العدد 114؟
مثال:
يمكن قسمة العدد 111 إلى الأعداد الثلاثة: 27 و 36 و48. فهذه مجموعها 111، ولكن العدد الناتج من صفها وهو: 483627 ليس عددا من مضاعفات العدد 114. فالإجابة خطا.
فهمت منك أن تكون الأعداد الثلاثة أعدادا ثنائية الأرقام، أعني كل واحد منها متكون من رقمين .. ولا أدري إن كنت تريد أن تكون هذه الأعداد الثلاثة في نسق تصاعدي .. لذلك اعتمادا على برنامج Matlab يمكننا استعمال الخوارزمية التالية التي تجدها على هذا الرابط http://tafsir.net/mlffat/files/428.pdf ، والتي تعطينا 90 احتمالا ..
مثلا:
10، 31، 70، مجموعها 111، والعدد 103170= 905. 114
82، 17، 12، مجموعها 111، والعدد 821712= 7208. 114
ملاحظة: إذا صففنا الأعداد الأولى بالطريقة التالية: 703110 فلن نتحصل على مضاعف 114.
فإذا أردت أن يكون صف الأعداد الثلاثة على النحوين xyz و zyx يقبل القسمة على 114، فالنتيجة ثلاثتان:
الثلاثة الاولى هي: 14، 45، 52: 14+45+52= 111، 144552= 1268. 114
و 524514= 4601. 114
و الثلاثة الثانية هي: 14، 83، 14 فيكون عندك، 14+ 83+ 14= 111 و 148314= 1301. 114,
فإن كنت تريدها على النحو الذي ذكرت لك، وتكون الأعداد الثلاثة مختلفة فيما بينها، لم تحصل إلا على احتمال واحد، هو الأول في الاثنين الأخيرين ..
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
اخوتي الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخي الحبيب عبد الله جلغوم، إجابة على سؤالك
فهمت منك أن تكون الأعداد الثلاثة أعدادا ثنائية الأرقام، أعني كل واحد منها متكون من رقمين .. ولا أدري إن كنت تريد أن تكون هذه الأعداد الثلاثة في نسق تصاعدي .. لذلك اعتمادا على برنامج Matlab يمكننا استعمال الخوارزمية التالية التي تجدها على هذا الرابط http://tafsir.net/mlffat/files/428.pdf ، والتي تعطينا 90 احتمالا ..
مثلا:
10، 31، 70، مجموعها 111، والعدد 103170= 905. 114
82، 17، 12، مجموعها 111، والعدد 821712= 7208. 114
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
بارك الله فيك أخي الحبيب عمارة، كنت رائعا ومازلت، وستبقى.
ماذا تقول في قسمة العدد 111 إلى الأعداد الثلاثة: 22 و 1 و 88؟
العدد الناتج من صفها هو 88122 ويساوي 773 × 114.
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Dec 2010, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله سلم تسليما
أخي الحبيب عبد الله،
الذي فهمته في البداية عن الاعداد الثلاثة أنها أعداد مؤلفة من رقمين، فلم أحتسب الأعداد ذوات الرقم الواحد.
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
ـ[محمد حسن]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:23 م]ـ
اخى لكريم / عبد الله جلغوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:-
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} النساء82
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} القمر17
وقال الله تعالى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} الأنعام92
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأنعام155
{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} إبراهيم1
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} طه113
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} الحج16
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29
وبعد: ماذا نستفيد أخى الكريم ,,, وما سوف يستفيد المسلمون وغير المسلمين من هذه الحسابات والتى (فى رأى) لا تزيد الناس من القرآن الا هجرا " وذلك لصعوبة التفكير والاستنتاج من آيات الله
لقد ظهر فى الآونة الأخيرة أناس يدعون الى ما يسمى بالعجاز العددى للقرآن الكريم " فهل من أهداف انزال وتنزيل القرأن الكريم هو ان نعتكف نحسب حسابات ليس لها أول ولا آخر
ونحول القرآن الكريم من كتاب هدايه ونظام ومنهج حياة الى كتاب ديجيتال " Digital " عبارة عن أرقام فى أرقام لا يفهماه الا النادر " وليس القليل " بل النادر من الناس
فلنراجع الآيات السابقة (وغيرها كثير) يبين لنا الله فيها " لماذا انزل الينا وعلينا هذا الكتاب العظيم "
هدانى الله واياكم الى ما فيه الخير والرشاد
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Dec 2010, 07:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما،
أخي الفاضل، محمد حسن، أحسن الله إليك.
ماذا نستفيد أخى الكريم ,,, وما سوف يستفيد المسلمون وغير المسلمين من هذه الحسابات والتى (فى رأى) لا تزيد الناس من القرآن الا هجرا " وذلك لصعوبة التفكير والاستنتاج من آيات الله
لقد ظهر فى الآونة الأخيرة أناس يدعون الى ما يسمى بالعجاز العددى للقرآن الكريم " فهل من أهداف انزال وتنزيل القرأن الكريم هو ان نعتكف نحسب حسابات ليس لها أول ولا آخر
ونحول القرآن الكريم من كتاب هدايه ونظام ومنهج حياة الى كتاب ديجيتال " Digital " عبارة عن أرقام فى أرقام لا يفهماه الا النادر " وليس القليل " بل النادر من الناس
قد قلت عن كلامك أنه محض رأي .. ولو كان هذا حكم الشرع أن ننتهي عن النظر في العدد في القرآن لكنا انتهينا ..
لكن رأي من ليس عنده فهم بهذه اللطائف المعجزة .. وهل عيب القرآن أن تكون فيه أسرار لا يعرفها أغلبنا ..
سيدي،
كثيرا ما أجد هذه الكلمات .. كتاب ديجيتال، اللغة الرقمية .. لغة العصر .. هذه الكلمات الجوفاء التي لا تعني إلا قلة العلم بها ..
الله تبارك وتعالى قد أودع فينا أسرار الهداية ثم أرسل إلينا كتابه لنهدى به .. ومن علامات الهدى أن نتعامل مع هذا العالم بحق ..
وكذلك أودع فينا أسرار البحث والتدبر وأرسل إلينا كتابه لنسترشد به ونتعلم .. ومن علامات الرشاد أن ننظر في هذا العالم وما فيه ببصيرة ونفاذ عقل وجميل فكر ولطيف تدبر.
وحدثنا عن أمور مخفية في نفوسنا ..
فلماذا نختصر الطريق بالقرآن فنضيق المدى الشاسع الذي جاء به، ونحصره فيما يفهم عامتنا ..
أقول لك: لماذا قال الله تعالى: تلك عشرة كاملة .. ؟
لماذا قال: والفجر وليال عشر؟
لماذا قال: والشفع والوتر؟
لماذا العشر ولماذا الشفع ولماذا الوتر؟
هل يعني أمرا مخصوصا؟ ماهو؟
أم يعني أمورا؟ وماهي؟
هل لك أن تفسر ذلك؟
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول(/)
استدراكات على تفسير القاسمي رحمه الله
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:31 م]ـ
وبعد فهذه بعض الفوائد العلمية النادرة التي أملاها على شيخنا العلامة الشيخ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة إبان قرائتي عليه لرسالتي العالمية وتشرفت بإشرافه على الرسالة من عام 1997 إلى نهاية 1999 فجزاه الله عنا خيرا وهذه الاسندراكات نقلتها من الرسالة من غير ترتيب ولا شرح لأنها للخاصة فقط فانظروا كيف تستفيدون منها
قال - أي القاسمي وهكذا في كل مرة -في تفسير قوله تعالى (وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة) [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
ويظهر أن في عود الضمير من (بها) إلى الوجوه مراداً بها الذوات بشبه استخدام ولم أر من نبه عليه [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وقوله ولم أر من نبه عليه. قلت:بل تنبه لذلك الألوسي من قبل، حيث قال: وجوز أن يكون الضمير راجعاً إليها أي إلى الوجوه على أن الوجه بمعنى الذات استخداما و فيه بعد [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). قال شيخنا:وعندي أنه لا بعد فيه.
قد تلطف شيخنا – حفظه الله – إلى أمر مهم قد خفي على من تكلم عن إعجاز القرآن حيث إنهم – جزاهم الله خيرا – قد صرحوا بأن إعجاز القرآن وتحدي الله للعالمين يكون بآية بل وجزء من آية ولكن أين هذا الزعم من قول الله تعالى في آخر آية تحدى بها أن يؤتى بسورة من مثله حيث لم يتحداهم بآية أو آيتين فضلا عن جزء من آية، أما ما ذكروه من إعجاز القرآن فيما ذكروه فنعده من مُلَحِ العلم أو بلاغة القرآن وبركة القرآن، لا أنه من الإعجاز .. ملخص من كلام شيخنا حفظه الله .. فالحاصل أنا لا ننازع في بلوغ ما ذكروه الدرجة العليا من البلاغة والروعة ولكن هذا شيء وكون الشيء معجزة خارقة للعادة لا يقدر على الإتيان بها إلا الله تعالى شيء آخر.
وفى تفسيره لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) هذه الآية دالة على تأكيد تحريم الخمر والميسر لوجوه منها ـ تصدير الجملة بإنما وذلك لأن هذه الكلمة للحصر فكأنه تعالى قال: لا رجس ولا شئ من عمل الشيطان إلا الخمر والميسر وما ذكر معهما [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) ، كذا قال وهو صريح في حصر الرجس في المذكورات مع أن الأمر بالعكس أي حصر الخمر وما معها في الرجسية ضرورة أن المحصور هو ما بعد إنما أعني المسند إليه هنا وأن المحصور فيه هو المتأخر أعني المسند هنا كما هو مقرر في محله انتهى شيخنا.
وفى تفسيره لقوله تعالى (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)) قال:وتكرير الإشارة لزيادة تنويه بشأنهم وتوسيط الضمير للإشارة إلى انحصار التقوى فيهم [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7), متبادر في أن طريق الحصر هنا هو توسط الضمير وهو خلاف التحقيق وإنما طريق الحصر هنا هو تعريف الطرفين المسند إليه بالإشارة والمسند بالموصولية وإما توسيط الضمير بين الطرفين فهو لتقوية الحصر وتأكيده انتهى شيخنا.
وفى تفسير قوله تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)). قال: أي تتنزل وهو استئناف [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9). مسوق لبيان استحالة تنزل الشياطين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد امتناع تنزلهم بالقرآن [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
وفى تفسيره لقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)). قال: استئناف مقرر لما قبله من الأمر بالإصلاح فإن من لوازم الأخوة أن يصطلحوا [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى تفسيره لقوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل هو أذن خير لكم [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)) . قال: وعطف قوله تعالى (ويقولون) عطف تفسير: لأنه نفس الإيذاء [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) القيامة: 24، 25
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) المحاسن: 16/ 5996
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) روح المعاني:29/ 146
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) المائدة 9
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) المحاسن 6/ 2144
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) البقرة 177
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) المحاسن 3/ 349
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) الشعراء: 221
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) وسر الفصل هنا هو كمال الانقطاع الحاصل بين الجملة الإنشائية الطلبية المصدرة بالاستفهام وبين ما قبلها من الجملة الخبرية (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي …) وما بينهما اعتراض استدعاه الكلام. انتهى شيخنا
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) المحاسن 13/ 4648.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) ظاهره كمال الاتصال وليس معينا هنا بل يجوز ان يكون من شبه كمال الاتصال الحاصل بتقديم سؤال وهو ظاهر انتهى شيخنا.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) المحاسن: 15/ 5455.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) التوبة: 61
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) المحاسن:8/ 3187 … كذا قال وهو غير مسلم فانه لو كان كذلك لوجب حذف العاطف وإنما الصواب أنه من عطف الخاص على العام أو مما يشبه ذلك أي يؤذونه صلى الله عليه وسلم بأنواع الايذاءات المختلفة ولا سيما قولهم هو أذن.انتهى شيخنا.(/)
عنب وأعناب بين صيغة الجمع والإفراد في القرآن
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:31 ص]ـ
وردت كلمة (عنب) في القرآن الكريم على هيئة الإفراد مرتين:
في المرة الأولى في قوله تعالى: أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91)
والمرة الثانية بقوله تعالى: فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)
ووردت على هيئة الجمع تسع مرات:
مثل قوله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
وقوله أيضاً: وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ.
الناظر في الآية الأولى التي ذُكرت بالإفراد نلاحظ أن النخيل ذُكر بالجمع (نخيل وعنب)
وفي المثال الذي ذكرت فيه الكلمة بالجمع نلاحظ أيضاً أن النخيل ذكر بالجمع بينما الزرع ذكر بالإفراد على غير ما أتى بموضع آخر على صيغة الجمع بقوله تعالى: وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)
فهل من أسباب أو حكم لهذا الاختلاف بين صيغة الإفراد والجمع لهذه الكلمة؟؟ أرجو من الأخوة المدارسة حول هذا الموضوع. وبارك الله بكم
ـ[مني لملوم]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:59 ص]ـ
قال الأستاذ الفاضل، فاضل السامرائي:
في كتابه بلاغة الكلمة في التعبير القرآني
الجواب عن الجزء الثاني من السؤال النخل والنخيل
((ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب)) وقوله ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) في حين قال ((ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات))، وقال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً))، فما الفرق بينهما؟
4 - ومن ذلك [في الإفراد والتثنية والجمع] استعمال النخل والنخيل، فقد يستعمل القرآن أحياناً (النخل) وقد يستعمل أحياناً (النخيل) وذلك نحو قوله تعالى:
- لقد ذهب السهيلي إلى أن كلمة (النخيل) تفيد الكثرة، وذلك لأنها تتناول الصغير والكبير، أما النخل فهو خاص بالمثمر، وعلى هذا يكون النخل أقل عدداً من النخيل.
جاء في (البرهان) ((قال السهيلي في الروض الأنف)): إذا قلت: عبيد ونخيل، فهو اسم يتناول الصغير والكبير من ذلك الجنس، قال تعالى ((وزرع ونخيل)) وقال ((وما ربك بظلام للعبيد))، وحين ذكر المخاطبين منهم قال (العباد)، ولذلك قال حين ذكر المثمر من النخيل ((والنخل باسقات)) و ((أعجاز نخل منقعر))، فتأمل الفرق بين الجمعين في حكم البلاغة واختيار الكلام)) البرهان 4/ 21
والذي أراه العكس، فإن (النخل) أكثر من (النخيل)، وذلك أن النخل اسم جنس جمعي والنخيل جمع، واسم الجنس أشمل وأعم من الجمع، كما قرره علماء اللغة، وكما هو في الاستعمال القرآني، ذلك أن اسم الجنس يشمل المفرد والمثنى والجمع، ويقع على القليل والكثير، فيصح من أن يقول من أكل تمرة واحدة (لقد أكلت التمر)، ولا يصح أن يقول: أكلت تمرتين ولا تمرات ولا تموراً، ويصح أن يقول من شاهد نخلةً واحدةً أو نخلتين (لقد شاهدت النخل)، ولا يقول: شاهدت النخيل ولا النخلات.
[ثم ذكر الأستاذ فاضل تأييداً لذلك من شرح الرضي على الكافية]
ثم قال: وأما ما ذكره السهيلي في ((الروض الأنف)) ففيه نظر من حيث اللغة، ومن حيث الاستعمال القرآني، فإن الله كما قال ((وما ربك بظلام للعبيد)) قال ((وما الله يريد ظلماً للعباد))، وكما قال ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) فذكر الثمر، فإنه قال ((ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل)) وهو مثمر أيضاً، قال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً))، فالنخيل يقال للمثمر وغيره وكذلك النخل.
ثم قال الأستاذ: أما الفرق بينهما، فما ذكرناه: وهو أن النخل أعم وأشمل من النخيل، لأنه اسم جنس جمعي، وهذا ما قرره علماء اللغة، ويؤيده الاستعمال القرآني. يدل على ذلك أن القرآن أورد (النخيل) في ثمانية مواضع، وهي فيها لا تفيد الشمول.
فقد قال تعالى ((أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء)) البقرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ((أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً)) الإسراء
وقال ((فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون)) المؤمنون
وقال ((وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون)) يس
فأنت ترى في هذه الآيات الأربع، أنه جعل (النخيل) في جنات، فلا يشمل ما في غير الجنات، فلا تدخل فيها النخلة الواحدة، أو النخلتان وقليل النخل.
وقال ((وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل)) الرعد، فقال ((يسقى بماء واحد)) فخرج ما لم يسقى بماء واحد.
وقال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً)) النحل، فخرج منه ما لم يتخذ منه السكر.
أما (النخل) فهو عام يشمل الصغير والكبير المثمر وغيره، سواء كان في جنات أم في غيرها، وسواء كانت نخلة واحدة أم أكثر.
قال تعالى في وصف الجنة ((فيها فاكهة ونخل ورمان)) الرحمن، ونخل الجنة كثير كثير.
وقال ((أتتركون في ما هاهنا آمنين () في جنات وعيون () و زروع ونخل طلعها هضيم)) الشعراء، والنخل هنا يشمل ما في الجنات وغيرها.
وقال ((والأرض وضعها للأنام () فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام)) الرحمن، وهو يشمل جميع النخل سواء كان في جنات أم لم يكن.
وقال ((تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)) القمر
وقال ((فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)) الحاقة
وقال ((و لأصلبنكم في جذوع النخل)) طه
وقال ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) ق
فأنت ترى أنه لم يخصص النخل بشيء، فهو أعم من النخيل وأشمل.
وقد تقول: ولكن القرآن قد يستعمله استعمالاً واحداً، وذلك نحو قوله تعالى في سورة النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون () ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)).
وقوله في سورة عبس ((فلينظر الإنسان إلى طعامه () أنا صببنا الماء صباً () ثم شققنا الأرض شقا () فأنبتنا فيها حباً () وعنباً وقضباً () وزيتونا ونخلاً () وحدائق غلباً () وفاكهة وأبا () متاعاً لكم ولأنعامكم)).
فاستعمل النخل والنخيل لما يخرج من الأرض على وجه العموم، ولم يخصص النخيل بشيء.
والحق أن السياق مختلف، وأن (النخل) في عبس أكثر من (النخيل) في النحل. وإليك ما يوضح ذلك:
وقال في عبس ((أنا صببنا الماء صباً () ثم شققنا الأرض شقاً () فأنبتنا)) بإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم بصيغة الجمع للتعظيم، وهذا يقتضي الزيادة في التفضل على الإنسان فيما ذكر. 1 - أنه قال في النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً)) وقال في عبس ((أنا صببنا الماء صباً)) والصب أكثر من الإنزال، علاوة على أنه أكده بقوله (صب) 2 - جعل الماء في النحل للشراب والشجر، فقال: ((لكم منه شراب ومنه شجر)) في حين خصص الماء في عبس للطعام، ولم يذكر الشراب. فالماء المعد للزراعة في عبس أكثر، فإنه لم يخصص قسماً منه للشرب، بل جعله للطعام خاصة. 3 - ثم إن المنتوجات في عبس أكثر، فقد ذكر في النحل الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات، وذكر في عبس الحب والعنب والقضب والزيتون والنخل والحدائق والغلب، وهي ملتفة كثيرة الشجر، والفاكهة والأب، فلم زاد في الماء المخصص للزرع في عبس زادت المنتوجات في النوع والكمية. 4 - ذكر النخيل والأعناب بصورة الجمع في النحل، وذكر النخل والعنب بصورة اسم الجنس الجمعي في عبس وهو أكثر. 5 - قال في النحل ((هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب منه شجر فيه تسيمون () ينبت لكم به الزرع)) بإسناد الفعل إلى ضمير الغيبة.
فاستعمل (النخل) في آية (ق) ولم يستعمل (النخيل) كما في النحل.
قال الأستاذ السامرائي: ويتضح سبب ذلك في النظر في الآيتين:
والإسناد إلى المتكلم يقتضي زيادة التفضل والإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ثم انظر كيف أنه لما زاد في الكمية والأنواع في عبس جاء بضمير الجمع فقال ((أنا، صببنا، شققنا، فأنبتنا)) وجاء بضمير الإفراد في النحل. ونحو ذلك قوله تعالى ((ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد () والنخل باسقات لها طلع نضيد () رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج)) ق. 1 - فقد أسند إنزال الماء في (ق) إلى ضمير المتكلم بصيغة الجمع للتعظيم (ونزلنا) في حين أسنده في النحل إلى ضمير الغائب، كما أسلفنا.
2 - قال في النحل (أنزل) وقال في (ق) (نزلنا) بالتضعيف للدلالة على التكثير، فالماء في (ق) أكثر.
وقال في (ق) (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً)
3 - قال في النحل (هو الذي أنزل من السماء ماءً)
فوصف الماء في (ق) بأنه مبارك ولم يصفه بذلك في النحل، والمبارك هو الكثير الزائد، فإن البركة: هي النماء والزيادة.
فما في النحل يصدق على الإنزال القليل والكثير بخلاف ما في (ق).
4 - جعل الماء في النحل للشراب والشجر والزرع، في حين خصه في (ق) بالإنبات، فجعل الماء الكثير للزرع خاصة، وهذا يقتضي زيادة المنتوجات الزراعية في (ق) على ما في النحل، من هذه المتوجات النخل.
وهذا نظير ماذكرناه في (النحل) و (عبس).
في حين جعل الماء الكثير في (ق) لما يأكله الإنسان، فقال ((رزقاً للعباد)) 5 - لقد قسم الماء في النحل على ثلاثة أشياء: الشراب ولما يأكله الإنسان، ولما يأكله الحيوان، فقال ((لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون)) أي: ترعون ماشيتكم، وقال ((ينبت لكم به الزرع)) وهو عام يأكله الإنسان والحيوان.
وهذا يقتضي زيادة المنتوجات من هذا النوع من الزرع، فكان ما في (ق) أكثر.
فلما ضاعف في التنزيل وأسنده إلى نفسه، وبارك في الماء وخصه بإنبات ما يأكله الإنسان، زاد في الإنتاج في (ق) فقال ((والنخل باسقات)) بصيغة اسم الجنس الجمعي.
ولما لم يقل ذلك في (النحل)، قال ((والنخيل والأعناب)) فذكر النخل في مواطن التكثير.
فدل ذلك على أن (النخل) أعم وأشمل من (النخيل).
ثم انظر كيف أنه لما كان المقام في سورة (ق) مقام ذكر الزينة والجمال، فقال ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج)) فذكر زينة السماء، وبهجة الزرع في الأرض وذكر جمال النخل فقال ((والنخل باسقات)) وهو صورة جميلة من صور النخل، ثم وصف ثمرها بقوله ((لها طلع نضيد)) وهي صورة جمالية أخرى، فناسب بين الصورة والمقام.
ولا نريد أن نطيل في هذا الأمر، وإلا فالكلام فيه يطول. (انتهى كلامه حفظه الله)
ملتقي أهل الحديث
وإن شاء الله أبحث عن جواب الجزء الأول
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:00 م]ـ
أظن أن كلمة عنب واعناب تدلان على الكثرة والقلة. فحينما تأتي بالمفرد دلّ ذلك على القلة. وإذا ذكرت أعناب فإنها تدل على الكثرة. تماماً مثل نخل ونخيل.
انظر الى الأية التالية في قوله تعالى:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)
يلاحظ من خلال هذا النص القرآني أن البستانين مزروعين بالأعناب الكثيرة والنخل الكثير وأما الزرع فهو زراعة جانبية جاءت لاستغلال ما بقي من فضل الأرض. ولذلك استخدم في هذا النص كلمة أعناب لتدل على الكثرة. وجاءت كلمة زرع بالافراد لأنها زراعة عارضة وليست رئيسة في البستان.
وأظن أن المثال الثاني الذي جاء به العنب مفرداً لا يخرج عن هذا المعنى. والله أعلم.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:43 م]ـ
جزاي الله الجميع خيرا واسأل الله أن ينفعنا جميعا بهذا الكلام الطيب.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:46 م]ـ
قد يكون المقصود بالعنب هو الثمر الذي يؤكل وهو فاكهة والسياق في سورة عبس على الطعام فقال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)) طعام وليس جنات.
ذكر ما يؤكل من الحب والعنب والقضب (فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا).
أما الأعناب فقد يكون المقصود منها الشجر نفسه لأنه يرد في سياق ذكر شجر الجنات وليس في سياق الأكل، والقرآن لم يذكر الكرمة وهي شجرة العنب لأنه ليس فيها فائدة سوى الثمر بينما يذكر النخيل ويراد به الثمر والشجر وكل ما ينتفع به فالنخلة مفيدة كلها، هذا والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:39 م]ـ
قد يكون المقصود بالعنب هو الثمر الذي يؤكل وهو فاكهة والسياق في سورة عبس على الطعام فقال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)) طعام وليس جنات.
ذكر ما يؤكل من الحب والعنب والقضب (فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا).
أما الأعناب فقد يكون المقصود منها الشجر نفسه لأنه يرد في سياق ذكر شجر الجنات وليس في سياق الأكل، والقرآن لم يذكر الكرمة وهي شجرة العنب لأنه ليس فيها فائدة سوى الثمر بينما يذكر النخيل ويراد به الثمر والشجر وكل ما ينتفع به فالنخلة مفيدة كلها، هذا والله أعلم.
التفاتة جيدة أختي د سمر لو استمر السياق على ذكر أنواع الطعام. ولكن ذكر النخل في نفس الآية لا يدل على الأكل ولو دل كما تفضلت لقال تمراً أو رطباً فالنخل يقابل العنب سواء كان ثمراً أو شجراً. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 08:07 م]ـ
لكن القرآن لم يرد فيه ذكر التمر على الإطلاق وإنما يذكر النخل ويراد به الثمر أو الشجر أما الرطب فقد ورد مرة واحدة في القرآن في سورة مريم في قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)) وفي ذكر الرطب هنا تحديدا لفتة إعجازية تدل على فوائد الرطب للمرأة الحامل عندما تلد بحسب ما قرأت وسمعت. لذا ذكر النخيل والنخل في القرآن يراد بها الثمر كما يراد بها الشجر ولكن بحسب سياق الآيات. والله تعالى أعلم وننتظر آراء أهل العلم في هذا الملتقى المبارك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 08:49 م]ـ
والقرآن لم يذكر الكرمة وهي شجرة العنب لأنه ليس فيها فائدة سوى الثمر
نعم أختي د سمر. القرآن لم يذكر الكرمة بل إن تسمية العنب بالكرمة مكروه أيضاً وهذا ما أحببت أن اشير اليه منذ البداية فشكراً لك لأنك ذكرتني.
أما ان شجرة العنب ليس فيها فائدة سوى ثمرها فأظن أن هذا القول فيه نظر. فأنت لبنانية وأحب الطبخات لأهل لبنان والشام عموماً طبخة الدوالي (ورق العنب).
وكذلك فإن أغصانها الطرية إذا ما جفت تعتبر لقمة سائغة لوقود النار وعمل الشاي والقهوة. ومعرشاتها يتفيأ تحتها المصطافون ويلوذوا تحتها من أشعة الشمس. ولها فوائد أخرى جليلة. اليس كذلك؟؟؟
وعودة الى قولك ان ذكر العنب يقصد به الثمر. فقد ورد ذكر ثمر العنب على هيئة الجمع في قوله تعالى: وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.(/)
لا تقولوا راعنا. .
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[04 Dec 2010, 02:40 م]ـ
النداء الأول
[لاَتَقُولُواْ راعنا. . .]
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ?] البقرة104 [.
إن الكلمة إذا أصبح لها مدلول اصطلاحي أي حقيقة عرفية خاصة، وصار لاستعمالها واقع فحينها يسَلَّط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي، فإن كلمة (راعنا) كلمة عربية بمعنى انتظرنا وأمهلنا وهي نفس معنى كلمة (انظرنا)، ولكن اليهود يستعملون (راعنا) في معنى السبّ والشتم ويستغلون استعمال المسلمين لها في نداء الرسول صلى الله عليه وسلم فسيتعلمونها هم في نداء الرسول كذلك بقصد السبّ والشتم، فنزلت الآية بأن لا يستعمل المسلمون هذه الكلمة لأنها أصبحت اصطلاحاَ – حقيقة عرفية خاصة- بمدلول جديد، وأصبح الحكم الشرعي لمثل هذه الكلمات يسلط على المعنى الاصطلاحي وليس على المعنى اللغوي.
فمثلا لو سُئلنا الحكم الشرعي في الاشتراكية، فلا نبحث معنى الاشتراكية اللغوي من اشترك أو شركاء أو شركة حسب معانيها اللغوية ونسلط الحكم عليها، بل نسلط الحكم الشرعي على المعنى الاصطلاحي لكلمة (اشتراكية) فنجد أن أهلها سموها بهذا الاسم للدلالة على مبدأ معين ينكر أن هناك خالقاً للمادة ويعتبرها أزلية، ثم يطبق أحكاماً منبثقة من عقيدته هذه، فيقول بتطور المادة وإلغاء الملكيات وأنواع المساواة المبنية في ذلك النظام، وبهذا المعنى نقول إن الاشتراكية نظام كفر للنصوص الواردة حول مدلولها الاصطلاحي. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ومثلها
الديمقراطية والرأسمالية والعلمانية .. إلخ.
المعاني المفردة
رَاعِنَا: فِعْلُ أَمْرٍ. أمر من المراعاة، أي راعنا سمعك أي اسمع لنا ما نريد أن نسألك عنه أو انظر في مصالحنا وتدبير أمورنا ..
انْظُرْنا: انظر إلينا، أو انتظرنا وتأنّ علينا وأمهلنا.
الإعراب [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
« لا تَقُولُوا» لا ناهية جازمة تقولوا مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل. والجملة لا محل لها ابتدائية. «راعِنا» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو الياء والكسرة دليل عليه والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ونا مفعول به والجملة مقول القول. «وَقُولُوا» الواو عاطفة قولوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل. والجملة معطوفة. «انْظُرْنا» فعل أمر وفاعله أنت ونا مفعول به والجملة مفعول به مقول القول. «وَاسْمَعُوا» أمر وفاعله ومفعوله محذوف تقديره واسمعوا كلام رسولكم، والجملة معطوفة. «وَلِلْكافِرِينَ» الواو استئنافية للكافرين متعلقان بمحذوف خبر مقدم. «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر. «أَلِيمٌ» صفة مرفوعة، والجملة استئنافية.
سبب النزول [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
قالَ ابنُ عباسٍ في روايةِ عطاءٍ: وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِهَا، فَلَمَّا سَمِعَتْهُمُ الْيَهُودُ يَقُولُونَهَا لِلنَّبِيِّ صل1أَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ وَكَانَ ?رَاعِنَا? فِي كلام اليهود سبًّا قبيحًا فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا نَسُبُّ مُحَمَّدًا سِرًّا فَالآنَ أَعْلَنُوا السَّبَّ لِمُحَمَّدٍ لِأَنَّهُ مِنْ كَلَامِهِمْ، فَكَانُوا يَأْتُونَ نَبِيَّ اللَّهِ صل1 فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ ?رَاعِنَا? وَيَضْحَكُونَ فَفَطِنَ بِهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَكَانَ عَارِفًا بلغة اليهود، وقال: يا أَعْدَاءَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَئِنْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ فَقَالُوا: أَلَسْتُمْ تَقُولُونَهَا لَهُ؟ فَأَنْزَلَ الله تعالى: ?يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا? الآيَةَ.
مناسبة الآية في السياق [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
" اعلم أن الله تعالى لما شرح قبائح أفعالهم قبل مبعث محمد عليه الصلاة والسلام أراد من ههنا أن يشرح قبائح أفعالهم عند مبعث محمدصل1 وجدهم واجتهادهم في القدح فيه والطعن في دينه"
(يُتْبَعُ)
(/)
[ومناسبة نزول هاته الآية عقب الآيات المتقدمة في السحر وما نشأ عن ذمه، أن السحر كما قدمنا راجع إلى التمويه، وأن من ضروب السحر ما هو تمويه ألفاظ وما مبناه على اعتقاد تأثير الألفاظ في المسحور بحسب نية الساحر وتوجهه النفسي إلى المسحور، وقد تأصل هذا عند اليهود واقتنعوا به في مقاومة أعدائهم. [. من فوائد ابن عاشور فى الآية.
في ظلال النداء
يتجه الخطاب في مطلع هذا الدرس إلى ? الذين آمنوا ? يناديهم بالصفة التي تميزهم، والتي تربطهم بربهم ونبيهم، والتي تستجيش في نفوسهم الاستجابة والتلبية.
وبهذه الصفة ينهاهم أن يقولوا للنبي صل1: ? راعنا ? - من الرعاية والنظر – وأن يقولوا بدلاً منها مرادفها في اللغة العربية: ? أنظرنا ? .. ويأمرهم بالسمع بمعنى الطاعة،
ويحذرهم من مصير الكافرين وهو العذاب الأليم:
? يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا: راعنا وقولوا انظرنا. واسمعوا. وللكافرين عذاب أليم ?.
وتذكر الروايات أن السبب في ذلك النهي عن كلمة ? راعنا ? .. أن سفهاء اليهود كانوا يميلون
ألسنتهم في نطق هذا اللفظ، وهم يوجهونه للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤدي معنى آخر مشتقاً من الرعونة. فقد كانوا يخشون أن يشتموا النبي صلى الله عليه وسلم مواجهة، فيحتالون على سبه - صلوات الله وسلامه عليه - عن هذا الطريق الملتوي، الذي لا يسلكه إلا صغار السفهاء! ومن ثم جاء النهي للمؤمنين عن اللفظ الذي يتخذه اليهود ذريعة، وأمروا أن يستبدلوا به مرادفه في المعنى، الذي لا يملك السفهاء تحريفه وإمالته. كي يفوتوا على اليهود غرضهم الصغير السفيه!
واستخدام مثل هذه الوسيلة من اليهود يشي بمدى غيظهم وحقدهم، كما يشي بسوء الأدب، وخسة الوسيلة، وانحطاط السلوك. والنهي الوارد بهذه المناسبة يوحي برعاية الله لنبيه وللجماعة المسلمة، ودفاعه - سبحانه - عن أوليائه، بإزاء كل كيد وكل قصد شرير من أعدائهم الماكرين.
هداية وتدبر [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
1. الرعي حفظ الغير لمصلحته، وكان المسلمون يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام راعنا أي راقبنا وتأن بنا فيما تلقننا حتى نفهمه، وسمع اليهود فافترصوه وخاطبوه به مريدين نسبته إلى الرعن، أو سبه بالكلمة العبرانية التي كانوا يتسابون بها وهي راعينا، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما يفيد تلك الفائدة ولا يقبل التلبيس، وهو انظرنا بمعنى انظر إلينا. أو انتظرنا من نظره إذا انتظره. وقرئ أنظرنا من الإنظار أي أمهلنا لنحفظ. وقرىء راعونا على لفظ الجمع للتوقير، وراعنا بالتنوين أي قولاً ذا رعن نسبة إلى الرعن وهو الهوج، لما شابه قولهم راعينا وتسبب للسب. (((واسمعوا))) وأحسنوا الاستماع حتى لا تفتقروا إلى طلب المراعاة، أو واسمعوا سماع قبول لا كسماع اليهود، أو واسمعوا ما أمرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه. (((وللكافرين عَذَابٌ أَلِيمٌ))) يعني الذين تهاونوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وسبوه.
2. نهي الجماعة المسلمة عن التشبه بهؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب في قول أو فعل بما يتوافق مع معاني ومدلولات غير المسلمين فما بالكُم بالإيمان والاعتقاد والعمل بما عندهم من أفكار ومناهج حياة وسلوك.
3. التمسّك بسدّ الذرائع وحمايتها .. وقد دلّ على هذاالأصل الكتابُ والسُّنة. والذَّرِيعة عبارةٌ عن أمر غير ممنوع لنفسه يُخاف من ارتكابه الوقوع في ممنوع. – وَهِيَ الْوَسَائِلُ الَّتِي يُتَوَسَّلُ بِهَا إِلَى أَمْرٍ مَحْظُورٍ –.
4. استخدام مثل هذه الوسيلة من اليهود يشي بمدى عظيم غيظهم وحقدهم، كما يشي بسوء الأدب، وخسة الوسيلة، وانحطاط السلوك.
5. النهي الوارد بهذه المناسبة يوحي برعاية الله لنبيه وللجماعة المسلمة، ودفاعه – سبحانه – عن أوليائه، بإزاء كل كي دوكل قصد شرير من أعدائهم الماكرين.
6.كشف دسائس اليهود وكيدهم للإسلام والمسلمين؛ وتحذير الجماعة المسلمة من ألاعيبهم وحيلهم، وما تكنه نفوسهم للمسلمين من الحقد والشر، وما يبيتون لهم من الكيد والضر. ويكشف للمسلمين عن الأسباب الحقيقية الدفينة التي تكمن وراء أقوال اليهود وأفعالهم، وكيدهم ودسهم، وألاعيبهم وفتنهم، التي يطلقونها في الصف الإسلامي.
7. فرِّغوا أيها المؤمنون أسماعكم لما يقول النبي عليه السلام حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة. واسمعوا سماع قبول وطاعة ولا يكن سماعكم سماع اليهود حيث قالوا: سمعنا وعصينا. واسمعوا ما أمرتم به حتى لا ترجعوا إلى ما نهيتم عنه تأكيدا ًعليهم.
8. تجنّب الألفاظ المحتمِلة التي فيها التعريض للتنقيص والغَضّ.
9. قوله تعالى: ? لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا ? نهي ٌيقتضي التحريم.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1). التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة ص134 - 135. ط 1418هـ 1998م
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) . الحَاوِى فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) . انظر: التفسير المنير ج1 ص235.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) . الحَاوِى فى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الْكَرِيمِ ج6 ص 27. وفي ظلال القرآن.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5). انظر: أسباب نزول القرآن. الواحدي. مفاتيح الغيب. التحرير والتنوير. في ظلال القرآن. التفسير المنير. الجامع لاحكام القرآن. تفسير البيضاوى حـ 1 صـ 375.
في ظلال النداء: من في ظلال القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[04 Dec 2010, 02:54 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا رضوان
جلّيت الموضوع وأمطت عن بعض الجوانب اللثام
وما فهمته من السياق ان هذا يأتي ضمن سلسلة دروس ام انا واهم؟
أفدنا جزاك الله خيرا
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[04 Dec 2010, 03:14 م]ـ
لفت نظري المرجع الاول في الموضوع وهو
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1). التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة ص134 - 135. ط 1418هـ 1998م
وكما اعرف ان الاستاذ عطا ابو الرشته المهندس المدني رئيس حزب التحرير في الاردن ويستند في افكاره الى فلسفات علم لكلام
وله آراء غريبة، والسؤال: هل هذا المرجع من المراجع الموثوقة علميا والمقرة من اهل الاختصاص؟
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:37 م]ـ
الأستاذ العزيز محمد عقل
نعم هو يأتي ضمن سلسلة دروس إن شاء الله تعالى
راجيا سماع الآراء والتقييم
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:57 م]ـ
شيخنا رضوان
الحمد لله انني لم اكن واهما
والحقيقة ان اسلوبك في تناول الموضوع وترتيبه هو ما لفت نظري
وانتبهت اكثر الى انها سلسلة نداءات قرآنية لا تطويل فيها ولا حشو
جزاك الله عنا كل خير
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[05 Dec 2010, 02:18 م]ـ
شيخنا رضوان
الحمد لله انني لم اكن واهما
والحقيقة ان اسلوبك في تناول الموضوع وترتيبه هو ما لفت نظري
وانتبهت اكثر الى انها سلسلة نداءات قرآنية لا تطويل فيها ولا حشو
جزاك الله عنا كل خير
أشكر لك جميل تعليقاتك
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[06 Dec 2010, 08:26 ص]ـ
لفت نظري المرجع الاول في الموضوع وهو
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1). التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة ص134 - 135. ط 1418هـ 1998م
وكما اعرف ان الاستاذ عطا ابو الرشته المهندس المدني رئيس حزب التحرير في الاردن ويستند في افكاره الى فلسفات علم لكلام
وله آراء غريبة، والسؤال: هل هذا المرجع من المراجع الموثوقة علميا والمقرة من اهل الاختصاص؟
وهل هناك أخي محمد هيئة أو لجنة أو مجمع من أهل الاختصاص يقرون ويوثقون مثل هذه الأعمال والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم
وليس لأحد أن يحجر على أحد إلا أن يكون نقاشا علميا
ألا يجوز للمهندس أو الطبيب أو المؤرخ أو ... إذا ملك أدوات علم آخر أن يدلو بدلوه فيه وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ومن بعضها:
الشيخ الفاضل محمد صالح المنجّد فإنّ تخصّصه في الأصل إدارة صناعية.
العلامة صالح آل الشيخ / كان طالبا في كلية الهندسة مدة 4 سنوات قبل انتقاله لكلية الشريعة.
الشيخ عز الدين رمضاني الجزائري عنده أنجينيورة في علوم الفلاحة. كما يقال عند المصريين مهندس دولة.
الشيخ عبد الغني عويسات متحصل على شهادة في الكهرباء و هو يعمل عند الشركة الأم في الجزائر في هذا المجال.
الشيخ ابو اسحاق الحوينى امتياز فى كلية الالسن الاربع سنين وقد عين معيدا فى الكليه ومع ذلك كان يدرس بقوة فى علوم الحديث
الألباني - ساعاتي!
عطاء عبد اللطيف - قصاب (جزار).
مصطفى العدوي - مهندس!
محمد عبد المقصود - كيميائي!
سليمان العلوان - متوسط!
عمر عبد الكافي - زراعة!
محمد حسان - إعلام!
الدكتور راغب السرجاني أستاذ دكتور في جامعة القاهرة كلية الطب.
وأخيراً هنا وهنالك أخي محمد ممن يحملون شهادات الدكتوراه في الشريعة ولا يتقنون قراءة الفاتحة؟!
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[06 Dec 2010, 09:57 ص]ـ
اخي ابا الوليد سلام عليك
انت ذهبت بعيدا جدا في الرد
فالمقصود ليس اختصاص الرجل بقدر الفلسفات الكلامية التي يحملها
واثرها على العقيدة
وتاثر كتاباته بها
وانت تعرف ان حزب التحرير قد حرر الكثير من المسائل الاعتقادية
وغيرها بطريقة انفردوا بها عن غيرهم
وعليه فالتوجه الذي يحمله زعيم الحزب لا بد ان يكون تاثر بها ايضا
وبما ان له كتابا في قضايا التفسير ومنشور فلا شك ان هذا الكتاب له وعليه
وبما انك مطلع عليه فيا حبذا لو تفضلت بطرح بعض مما ورد فيه من رؤى وافكار للمدارسة في هذا الملتقى
علما انني التقيت الرجل في مقابلة صحفية لاهبة وكانت تغطي ابعادا سياسية اكثر من المسائل الاعتقادية التي لها ناسها
والرجل من اهل الاخلاق الرفيعة والعقل الراجح ولا نزكيه على الله
والايام التي قضايا حبيسا اكثر بكثير من التي قضاها محررا
وهو من القلائل الذين يؤمنون بالفكرة ويقبضون عليها الى آخر نفس من حياتهم
ـ[محمد الخليلي]ــــــــ[07 Dec 2010, 06:29 ص]ـ
الاستاذ رضوان
السلام عليكم
جهدكم مشكور ومأجور ان شاء الله
اولا: هل كتاب التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة/ متوفر في الاسواق؟؟
وان لم يكن متوفرا هل يمكنكم اضافته الى الموسوعة الشاملة للاطلاع عليه؟؟!!
ثانيا: هل سننتظر طويلا بقية النداءات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:09 م]ـ
الاستاذ رضوان
السلام عليكم
جهدكم مشكور ومأجور ان شاء الله
اولا: هل كتاب التيسير في اصول التفسير: عطا ابو الرشتة/ متوفر في الاسواق؟؟
وان لم يكن متوفرا هل يمكنكم اضافته الى الموسوعة الشاملة للاطلاع عليه؟؟!!
ثانيا: هل سننتظر طويلا بقية النداءات؟
أخي محمد أشكرك
1. الكتاب فهو غير متوفر لأن صاحبه رئيس حزب التحرير الإسلامي وأنا حصلت عليه بطريقة شخصية.
ولكن ممكن الدخول على موقع عطا أبو الرشتة فتحصل عليه إن شاء الله.
2. بقية النداءات ستنزل هنا تباعاً بإذن الله نعالى.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:41 م]ـ
وصلني عن طريق الإيميل واستأذنت صاحبه المحترم بإضافته فأذن لي
..........................................
راعنا" تعني: سيئنا
قال الله تعالى في نهيِ المؤمنينَ عن محاكاةِ وتقليد اليهودِ في مخاطبتِهم خاتمَ المرسلينَ:
"لا تقولوا: راعِنا، وقولوا: انظُرْنا واسمعوا".
اختلف المفسرون في كلمة " راعنا"، وجاء في أمرِها آراءٌ عجيبة. ولمّا كانتِ الآية ُ"منَ الذينَ هادوا يحرّفون الكلمَ عن مواضعِهِ ويقولونَ سمعْنا وعصيْنا واسمعْ غيرَ مُسمَعٍ وراعِنا ليّاً بألسنتِهم" تبين بصراحةٍ أنها من أقوالِ اليهودِ ليّاً بألسنتِهم، فهذا يعني أنّ اليهودَ كانوا يقولونَها ليّاً بألسنتِهم إيهاماً بأنَّها عربيّةٌ، مع أنَّ القصد منها هو معناها في العبريّةِ، وهذا يعني أنَّ كلمة "راع" موجودةٌ في لغتِهم. ومن هنا كان حريّاً بالمفسرينَ أنْ يمسكوا بكلمة "راع" في العبريّةِ، لينطلقوا منها إلى فهمِ المسألة على حقيقتِها.
إنْ كلمة "رَعْ "?? - نقرؤها راعْ - العبرية معناها: سيّء، أي هي وصفٌ للشيءِ بالسوء أو القذارة وما إلى ذلك.
فإذا قلتَ في العبريةِ: "شارونْ راعْ" فتقصد: "شارون سيئ" أو إذا قلتَ: "شارونْ هوْ إيشْ راعْ" فتقصدُ أنَّ شارونَ هو رجلٌ سيّءٌ.
طبعاً (دخولاً في السياسة)، لا ريْبَ في ذلك.
ولوْ كنتَ بينَ قومٍ عبرانيّينَ وأرادوا أن يشيروا لك إلى شخصٍ بعينِهِ بأنه السيءُ فيهم، أو بأنهُ سيّئهم، فإنهم يقولون عنهُ: "راعينو" ???? ra'aino, ra3aino ـ أيْ: هوَ سيئُنا.
ولتوضيحِ المقصودِ باللَّيِّ:
كلمةُ "سِْفر" التي معناها: كتاب، هي في العبريّةِ أيضاً "سِفِرْ" ???، وتلفظُ بمدِّ الكسرةِ الأولى التي تحتَ السين فنقول: "سيِفِر sefer ،saifer فنلفظُ المقطع الأول كما في كلمة: say . وإذا أردنا في العربيّةِ أن نبينَ عن سفرٍ بأنهُ خاصتُنا ولنا فإننا نقول: سِفْرُنا. وأمّا في العبريّةِ فنقول: سِفْرينو ????? ( sifraino).. أي عند لفظِها نلوي بلساننِنا ونُميلُه.
فماذا كان يفعل اليهودُ في المدينةِ من أجل الإساءة إلى الرسول، عليهِ السلامُ؟
انتهز هؤلاء كلمةَ "راعنا" العربيةَ، والتي يقصد العربُ بقولِها أن ينظرَ المخاطَبُ بها إليهم، أي كان العربُ يستعملونها في طلبِ نظرةِ الرعايةِ والاعتناء بهم من قِبَلَ الذي يخاطبونه. ولا نزال إلى اليومِ نستعملُها، وبخاصةٍ في مجال البيعِ والشراء، فنقول للبائعِ الذي نشعرُ أنه يطلبُ سعراً غالياً، ونريد أن يكرمَنا بخفضِهِ – نقول له: راعِنا يا ابن الحلال! .. أو نستنكرُ منه طلب سعرٍ غالٍ فنقول له: ما لكَ لا تراعينا يا رجلُ!
حسناً، انتهز يهودُ المدينةِ كلمةَ: "راعنا" العربيّةَ ليقولوها قاصدينَ منها معناها، لا العربيَّ، بل معناها في لسانِهم العبريِّ: "ليّاً بألسنتِهم". ومن البدهيِّ أن كثيراً منهم كانوا يلحنون في تحدُّثِهم بالعربيّةِ، ومن ذلكَ تغييرُ بعض الحركاتِ في الكلماتِ العربيّةِ بما يناسبُ ما في لسانِهم، فانتهزوا هذا أيضاً للتغطية وتمشيةِ الخداعِ.
أجل، انتهزَ اليهودُ كلمة "راعِنا" العربيّةَ معَ الليِّ لها بألسنتِهم، وصاروا يخاطبونَ بها الرسولَ، عليهِ السلامُ، قاصدينَ منها أن يصفوهُ بأنهُ سيئهم (أي السيء في القوم الموجودين حين الخطاب). وهنا يوجد احتمالان في ليِّ تلك الكلمةِ:
الاحتمال الأول (وأراه الأقوى): هو أنهم كانوا يقولونَها: راعينو ???? ( ra'aino, ra3aino) ، أي: يا سيّئَنا، أو: يا أيّها السيءُ فينا ومن بيننا.
الاحتمال الثاني: هو أنهم كانوا يقولونَها: "راعْنا"، بتسكين العين على أصلِ كلمة "راعْ" في لسانِهم. وهي أيضاً بمعنى: يا سيّئنا، أو: أيها السيءُ فينا ومن بيننا.
وهكذا كان اليهودُ يفعلونَ بكلمة "راعِنا"، عندما يخاطبون الرسولَ،عليْهِ السلامُ، يلوونَ ألسنتَهم بها، أو يلحنونَ في لفظِها، من أجل أن يقصدوا أن يصفوهُ بأنّه سيّءٌ، أيْ كانوا يتظاهروَن كأنهم مهتمون أن يوجهَ إليهم نظرَهُ وسمعَهُ؛ إيهاماً بانهم يجعلون لاهتمامه بهم اعتباراً ووزناً.
ومن أجل أن يقطعَ الله تعالى عليهم هذا الخبثَ، وتلك المخادعةَ، وذلك التمويهَ، فقد طلب منهم أن يقولوا:"اسمعْ وانظُرْنا".
"منَ الذينَ هادوا يحرّفون الكلمَ عن مواضعِهِ ويقولونَ سمعْنا وعصيْنا واسمعْ غيرَ مُسمَعٍ وراعِنا ليّاً بألسنتِهم وطعناً في الدين، ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمعْ وانظُرْنا لكانَ خيراً لهم وأقومَ، ولكنْ لعنَهم اللهُ بكفرِهم فلا يؤمنون إلّا قليلاً" (النساء: 46 (
"يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انظُرْنا واسمعوا وللكافرينَ عذابٌ أليمٌ" (البقرة: 104).
*******
من كتاب: "التفسير الغائب"
تأليف: عطية زاهدة
attiyah_zahdeh@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[09 Dec 2010, 05:32 م]ـ
كلمة (راعنا) كلمة كان المسلمون يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلّم طلباً لرعايته لهم ولطفه بهم وتوجيهه إياهم، واستغلها اليهود لأنها في لغتهم توحي بمعنى الرعونة، بمعنى التنقيص من قدر الذي تقال فيه، فكانوا يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلّم بقصد تنقيصه، فمُنع المسلمون من أن يقولوها لئلا يفتحوا المجال لليهود ليعبثوا بمقام قدره صلى الله عليه وسلّم، وفي هذا ما يدل على أن الإسلام جاء بسد ذرائع الفساد، فالشيء وإن كان في ذاته حقاً إلا أنه يمنع أحياناً بسبب ما يؤدي إليه من مفسدة.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[19 Dec 2010, 02:53 م]ـ
أرجو من الإخوة الأكارم والعلماء الفضلاء أن يبدوا ملاحظاتهم على هذه السلسلة من نداءات الإيمان
جزاكم الله خيرا(/)
ورود " كلَا " فى القرآ ن الكريم
ـ[محمد حسن]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:54 م]ـ
وردت لفظة " كلًا " فى القرآن 33 مرة .. فما هو مدلولها اللغوى والبلاغى والحكمى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 08:39 م]ـ
هل تقصد أخي الكريم كُلًّا أم كلّا؟
ـ[محمد حسن]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:43 م]ـ
أقصد كلَا كما فى قوله تعالى:
{كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً} مريم79
{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى} المعارج15
{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} الانفطار9
{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} المطففين18
وهكذا أختى الكريم .. وكل اهل الملتقى الكرام .. لا أريد أن أطيل .. وانما ذكرت بعض الأمثلة من ال33 مرة التى ذكرت فيها كلمة " كلَاَ "
كما أخبرك اننى قد قرات عن ورودها ومعانيها فى كتاب " البرهان فى علوم الفرآن " لبرهان الدين الزركشى ..
ولكن لأننى غير متخصص فى العلوم العربية وجدتنى لم افهم جيدا من الكتاب فطرحت السؤال على ملتقانا العظيم لعلى أجد من أخوانى من يعلمنى - بأسلوب سهل - وجزاك الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:52 م]ـ
ذكر السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن في باب الأدوات التي يحتاجها المفسر التالي:
كلا مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية شددت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين.
وقال غيره: بسيطة فقال سيبويه والأكثرون: حرف معناه الردع والذم لا معنى له عندهم إلا ذلك حتى انهم يجيزون أبداً الوقف عليها والابتداء بما بعدها.
وحتى قال جماعة منهم: متى سمعت كلا في سورة فاحكم بأنها مكية لأن فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة لأن أكثر العتوكان بها.
قال ابن هشام: وفيه نظر لأنه لا يظهر معنى الزجر في نحو ما شاء ركبك كلا يوم يقوم الناس لرب العالمين كلا ثم إن علينا بيانه كلا وقولهم انته عن ترك الإيمان بالتصوير في أي صورة شاء الله وبالبعث وعن العجلة بالقرآن تعسف إذ لم تتقدم في الأولين حكاية نفي ذلك عن أحد ولطول الفصل في الثالثة بين كلا وذكر العجل وأيضاً فإن أول ما نزل خمس آيات من أول سورة العلق ثم نزل كلا إن الإنسان ليطغى فجاءت في افتتاح الكلام ورأى آخرون أن معنى الردع والزجر ليس مستمراً فيها فزادوا معنى ثانياً يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها.
ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى فقال الكسائي: تكون بمعنى حقاً.
وقال أبوحاتم: بمعنى ألا الاستفتاحية.
قال أبوحيان: ولم يسبقه إلى ذلك أحد وتابعه جماعة منهم الزجاج.
وقال النضر بن شميل: حرف جواب بمنزلة إي ونعم وحملوا عليه كلا والقمر وقال الفراء وابن سعدان بمعنى سوف حكاه أبوحيان في تذكرته.
قال مكي: وإذا كان بمعنى حقاً فهي اسم وقرئ كلا سيكفرون بعبادتهم بالتنوين ووجه بأنه مصدر الكل إذا أعيا: أي كلوا في دعواهم وانقطعوا أومن الكل وهوالثقل: أي حملوا كلاً وجوز الزمخشري كون حرف الردع منوناً كما في سلاسلاً.
ورده أبوحيان بأن ذلك إنما صح في سلاسلا لأنه اسم أصله التنوين فرجع به إلى أصله للتناسب.
قال ابن هشام: وليس التوجيه منحصراً عند الزمخشري في ذلك بل جوز كون التنوين بدلاً من حرف الإطلاق المزيد في رأس الآية: ثم إنه وصل بنية الوقف.
ـ[محمد حسن]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:16 م]ـ
شكرا جزيلا اختى الكريمة وجزاك الله خيرا وزادك الله علما ونفع بك المسلمين
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:58 م]ـ
كلا في القرآن الكريم
وهي ترد في القرآن على وجهين:
بمعنى:لا
• في سورة مريم أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً {77} أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً {78} كَلَّا
• في سورة المؤمنين: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} المؤمنون100
• في سورة الشعراء: قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ {12} وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ {13} وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ {14} قَالَ كَلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
• في سورةسبأ {قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سبأ27
• في سورة المعارج يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14} كَلَّا إِنَّهَا لَظَى {15
• في سورةالقيامة {يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ {10} كَلَّا لَا وَزَرَ {11}
• في سورة المطففين {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ {12} إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {13} كَلَّا}
• في سورةالفجر فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم}
• في سورةالهمزة وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} كلا} في هذه المواضع يحسن الوقوف عليها
المعنى الثاني حقا
• في سورة المدثر {كَلَّا وَالْقَمَرِ} المدثر 32 {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} المدثر54
• في سورةالقيامة {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} القيامة20 {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ} القيامة26
• في سورة عبس {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} عبس11
• {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} عبس23
• في سورة في الانفطار {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} الانفطار9
• في سورة المطففين {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} المطففين7 {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} المطففين
• {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} المطففين18
• في سورة الفجر {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً} الفجر21
• في سورةالعلق {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى} العلق6لا إن الانسان ليطغى {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} العلق15
• {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} العلق19
• في سورة التكاثر {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} التكاثر3
في هذه المواضع لا يحسن الوقف عليها وعددها في القرآن ثلاث و ثلاثون موضع ليس في النصف الأول منها شيئ قال ثعلب لا يوقف على كلا في جميع القرآن
منقول من المدهش (الجوزي) من منتدى لمسات بيانية / منتدى حفاظ الوحيين
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:00 م]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63405
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:01 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13598(/)
أثر السياق في التفسير
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:44 م]ـ
أثر السياق في التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
د. مرهف عبد الجبار سقا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الألفاظ المستخدمة في الكلام تتقيد دلالتها بالمعنى المناسب لسياقها في الكلام، فإذا خرجت المفردة عن المعنى المناسب لسياقها في الكلام أخرجت الكلام كله عن المعنى المراد منه، وهذه قاعدة بدهية في علم الدلالة وقواعد التفسير، فالسماء مثلاً في وضعها اللغوي تدل على العلو المطلق، فكل ما علاك سماء، ولكن يختلف معنى السماء عندما توضع في سياق الكلام بحسب السياق الذي سيقت به، فالسماء في قوله تعالى: (((وهو الذي أنزل من السماء ماء))) [الأنعام: 99] غير السماء في قوله تعالى: (((والسحاب المسخر بين السماء والأرض))) [البقرة 164]، وهكذا يتغير مدلول السماء في كل آية بحسب سياقها وما يناسبها من معنى.
كما يظهر اعتناء العلماء بالسياق في التفسير في الإعراب فهم يعتنون بتقدير المحذوف المناسب من الضمائر ليتصل المعنى ويتناسب البيان، ويعبرون عنه بقولهم (حذف اختصاراً) ومثال ذلك في تفسير قوله تعالى: (((وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ))) (الأنبياء: 79) يقول ابن عطية رح1 في تفسيره: (وقوله (((وكنا فاعلين))) مبالغة في الخير وتحقيق له، وفي اللفظ معنى، وكان ذلك في حقه وعند مستوجبه منا فكأنه قال (((وكنا فاعلين))) لأجل استجابة ذلك، وحذف اختصاراً لدلالة ظاهر القول عليه على ما حذف منه)
ومثال آخر في تفسيرقوله تعالى: (((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ))) [القصص 61] يقول ابن عاشور رح1 في تفسيره: (ومعنى (((مِنَ الْمُحْضَرِينَ))) أنه من المحضرين للجزاء على ما دل عليه التوبيخ في (((أَفَلا تَعْقِلُونَ))) [القصص: 60] والمقابلة في قوله (((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً))) المقتضية أن الفريق المعين موعودون بضد الحسن، فحذف متعلق (((الْمُحْضَرِينَ))) اختصارا كما حذف في قوله (((وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ))) [الصافات: 57] وقوله (((فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ))) [الصافات: 127، 128]
ولعل من أهم القضايا التي ينبغي لفت النظر إليها عند البحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هي قضية السياق القرآني وأثره وفي ضبط الدلالة المستنبطة من المفردة القرآنية، وهذا السياق بمفهومه العام يعني مناسبة دلالة المفردة – محل البحث – لما قبلها وما بعدها، يقول الرازي رح1 في ذلك: (وإنما حسن تفسير لفظ معين لشيء معين إذا حصل بين ذلك اللفظ وبين ذلك المعنى مناسبة، أما إذا لم تحصل هذه الحالة كان ذلك التفسير فاسداً)، ثم ضرب الرازي رح1 مثلاً لهذه القاعدة بقوله في تفسيره لقوله تعالى: (((إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... ))) الآية [النحل:]، فقال: (فإذا فسرنا العدل بشيء والإحسان بشيء آخر وجب أن نبين أن لفظ العدل يناسب ذلك المعنى، ولفظ الإحسان يناسب هذا المعنى، فلما لم نبين هذا المعنى كان ذلك مجرد تحكم).
أقول: والحكم في هذه المسألة هو السياق الذي تنتظم فيه المفردات، هذا مع مراعاة الوضع اللغوي وتصريف الدلالات للمفردة القرآنية.
ولنضرب مثالاً لذلك في قوله تعالى: (((فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان))) [الرحمن:37]، إذ جعل بعضهم تفسير هذه الآية ما رآه من صورة منشورة على الشبكة العنكبوتية لإحدى وكالات الفضاء لانفجار نجم عملاق اسمه عين القط وجاء الانفجار على شكل صورة وردة جورية ذات أوراق حمراء قانية محاطة بوريقات خضر، ولم يكتف بذلك بل إن هذا الكاتب حصر مدلول الآية بهذه الصورة فقط ورفض غيرها من التفاسير، ومحل الشاهد هنا هو مخالفته لسياق الآية والوضع اللغوي، فإن الآية هنا جاءت في سياق أحداث يوم القيامة، بدليل الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: (((فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جانّ))) [الرحمن: 39]، فالتنوين في (يومئذٍ) تنوين بدل، أي فيوم تنشق السماء وتقوم الساعة لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان، ثم الآية التي تليها: (((يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام))) [الرحمن 41]، فهل هذه الوقائع في الدنيا أم في الآخرة، فإن مشهد انفجار النجوم سنة كونية منذ القدم وليس حادثة طارئة لا تتكرر؛ أما مشهد انشقاق السماء يحصل في الآخرة وقد دل لذلك آيات عديدة في القرآن الكريم ومن ذلك (((وانشقت السماء فهي يومئذٍ واهية))) [الحاقة:16]، وقوله تعالى: (((ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً))) [الفرقان 25]، وقوله تعالى: (((إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت))) [الانشقاق1 - 2].
كما أن هذا الكاتب خالف اللغة في عدم التفريق بين الانفجار والانشقاق، وعدم التفريق بين النجم والسماء.
إذن فيجب على الباحث في الإٌعجاز العلمي أن يضع نصب عينيه عند بيان وجه الإعجاز العلمي في الآية القرآنية قضية السياق القرآني ومناسبة مدلول الآية لما قبلها وما بعدها ومناسبة مدلولة المفردة القرآنية لسياق الآية وجو السورة التي فيها حتى لا يقع بما يتعمده الفاسقون – مثلاً - لتبرير تركهم للصلاة بقوله تعالى: (((فويل للمصلين))) ويقفون ولا يكملون قوله تعالى: (((الذين هم عن صلاتهم ساهون))) والحمد لله رب العلامين.(/)
تنزيهه السيدة زليخة عن طلب الزنا من سيدنا يوسف
ـ[محمد القادري]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:44 م]ـ
تفسير قوله تعالى (ولقد همّت به وهمّ بها) سورة يوسف 24
للعارف بالله الشيخ (محمد النبهان) رحمه الله
فلقد نزهها سيدنا محمد النبهان عن طلبها الزنا من سيدنا يوسف وهذا نص كلامه رحمه الله:
قال رضي الله عنه:
سيدنا يوسف نبي ورسول، ما اختلف أحد في رسالته، والعلماء على الإطلاق يقولون: النبي معصوم والعارف محفوظ، الفرق بين المعصوم والمحفوظ:
المحفوظ عنده استعداد أن يقع لكن الحق يحفظه،
أما الرسول فما عنده استعداد للوقوع بتاتاً، ولا يعرف الشيء المخالف البتة! لماذا؟ لأنه خُلِق طيباً، طينته طيبة، وبقي طيباً، اسمه معصوم، كل نبي يحب الحق ويبغض الباطل أينما وجد، الله يقول (إنه من عبادنا المخلَصين) [سورة يوسف 24] لا المخلِصين! المخلَص: الله استخلصه من الموجودات .. المخلَصين "بفتح اللام" أعلى من المخلِصين "بكسر اللام" لأن المخلَص لا يشهد له وجوداً مع الله سبحانه، والمخلِص يشهد له وجوداً مع الله،
لهذا قال الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس هلكى إلاّ العالمون، والعالمون هلكى إلاّ العاملون، والعاملون هلكى إلاّ المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم"! قال تعالى: (إلاّ عبادك منهم المخلَصين) (سورة الحجر40].
(سيدنا يوسف عليه السلام) كان من المحبوبين! وما ابتلي سيدنا يعقوب بمثل ما ابتلي سيدنا يوسف!
فأكثر ما ابتلي سيدنا يعقوب بفقد سيدنا يوسف، لكن سيدنا يوسف: بالبئر أولاً .. ثم بالسجن .. وبقي إلى يومنا هذا ما خلص من الناس
(ولقد همّت به وهمّ بها) سورة يوسف 24 (هذه الآية تبقى إلى يوم القيامة، سيدنا يعقوب معذور! ما كان إكرامه لابنه سيدنا يوسف من حيث كونه يحبه ـــ أمه جديدة ـــ أو أجمل! لا لا بل كان سيدنا يعقوب بمجرد ما ينظر إلى سيدنا يوسف فالحق يتجلى عليه التجلي الأتم والأكمل، ولما يرى إخوته لا يأتيه التجلي الكامل والتام! إلاّ يوسف، لماذا؟ لأن يوسف محبوب و شخصية بارزة، عالٍ عند الله كثيراً جداً، فسيدنا يعقوب كان يحب يوسف لا لكونه ابنه! لا .. الأنبياء ما هم خائنين، حاشاهم! إذا لم يكن الأنبياء أهل العدل فمن هم أهل العدل!؟؟ لما فقد منه يوسف بكي حتى ابيضت عيناه ما بكى على يوسف! وإنما بكى على المرتبة التي فقدت منه بفقدان يوسف، حقه أن يبكي
وأنا أبكي على بكائه! دليل ذلك لما جاءه قميصه ارتد بصره .. افهموا افهموا القرآن، الأنبياء أعلى وأتم، الأنبياء بالشهود دائماً في الشهود الإلهي .. إخوة سيدنا يوسف ما فهموا هكذا! فهموا بأن أباهم يحب أولاد الجديدة يوسف وأخاه بنيامين، لا .. فسيدنا يعقوب عليه السلام رسول، والرسول معصوم، والمعصوم كامل لا يمكن أن يقع منه شيء مخالف للإنسانية ولا ذرة. يا عيني يا مفسرون! ألستم مؤمنين؟ يقولون: نعم، إيمانكم بماذا يوحي إليكم؟ أما يقول لكم: أن الأنبياء معصومون؟ يقولون: نعم! إذاً فكيف تقولون همّ؟ العارف لا يهم! فكيف النبي يهم؟ وكله كمال كله طهارة كله أدب؟ كيف تقولون هكذا؟ أما عندكم نور؟ أما عندكم تقوى؟ أما بكم حقيقة؟!
خالفوا عقيدتهم!
الّذي يتكلم على سيدنا يوسف وسيدتنا زليخة (جاهل) وحتى الألفاظ العربية اللغوية لا تعطي هذا المعنى أبداً البتة، لأن الهمّ لا يكون إلاّ بالضرب اوالبطش، هذا هو الهمّ، لا بالسقوط والسفالة! سيدتنا زليخة كانت شخصيتها أكبر الشخصيات في زمانها، أكبر من شخصية زوجها! زوجها العزيز تحت أمرها! لا يقدر أن يخالفها لأنها صاحبة شخصية، علم، ومال، وكل شيء فيها، وكانت تهيمن على نساء الوزراء أجمع، ما كان زوجها يعبئ دماغها فلما رأت سيدنا يوسف عليه السلام انجذبت إليه، حاشاها تطلب الزنا، طلبته لا للزنا لا واللهِ! لأن صاحب الشخصية لا يعرف السقاطة،
والرسول صلى الله عليه وسلم لما سألته الحرائر: "أو تزني الحرة يا رسول الله؟ "/ مجمع الزوائد: 6/ 38 قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات / ولو كان صحيح أنها تريد الزنا كيف يتزوجها سيدنا يوسف عليه السلام؟ ليس معقولاً أن تطلب الزنا ثم يتزوجها! ليس معقولاً البتة! كانت تحب سيدنا يوسف! رأت نور النبوةـ وهي لا تعرف النبوة ـــ رأت اللطافة رأت الكمال، هذا الّذي أخذ لبها قهرها رغماً عن أنفها
(يُتْبَعُ)
(/)
تريده أن يجلس ويحكي معها وتغلّق الأبواب حتى تسأله لأنها سيدته وهو خادمها، إيّاكم أن تسيئوا الظن بسيدتنا زليخة إياكم! زليخة لا تعرف الزنا، تريده هو، مع أنها كافرة لا تفهم الحرام والحلال! وسيدنا يوسف لا يقدر؛ لأنه يعتقد هذا ظلماً فلا يجوز! الرجل لا يقعد مع المرأة إلاّ بمقدار خاص مثل الطبيب مع المريضة، قال لها (إنه لا يفلح الظالمون!) [سورة الأنعام 135] أنا لا أقدر، أبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، رسول ابن رسول ... هذا العمل لا يصير (أي هذا العمل لا يصح ولا يقع) كيف تطلبين مني أن أجلس معك في بيت وحدنا؟ هذا لا أملكه هذا لرب العالمين، وهي لا تعرف الحلال والحرام، وهو صاحب شخصية من عدا الحرام والحلال، الرجل صاحب الشخصية لا يلمس امرأة أبداً، الرسول صلى الله عليه وسلم ما لمس امرأة ولا حين المبايعة، بكلامه يبين لهم عليه الصلاة والسلام، حتى ملّلها سيدنا يوسف عليه السلام لا مرّة ولا مرّتين .. لما ملّلها قالت له: أنت غلامي آمرك فلا تأتمر؟ أذهبْتَ لي سيادتي! يوسف؟
ورفعت يدها لتضربه! همت أن تبطش به لأنها تطالبه فلا يوافقها، رفع يده ليقابلها بالمثل ليضربها لأنه عزيز لا يعمل مخالفات، شخصية بارزة (الرجال قوّامون على النساء .. ) ولو كانت هي سيدته (لولا أن رأى برهان ربه)
افهموا البرهان، قال الله لسيدنا يوسف: ما تصنع يايوسف قال: يا رب، امرأة تريد أن تضربني وأنا رجل! قال له: لا يا يوسف! هذه محبة لك، وهي معذورة، لا عقل لها البتة! حب وعقل لا يجتمعان، تريدك أنت وتطلب منك طلباً معقولاً! لكن الحق معك لكونك شرعياً! قال له: يا رب، فماذا أعمل إذن؟ قال له: اهرب! ما لك إلاّ أن تهرب من وجهها (فاستبقا الباب) فهرب .. ركض مثل ما قال له الله تعالى! فلحقته، لكن الله سلّمه منها، لقوة ركضه وقوة سحبها تمزق الثوب بيدها! وإذا بالعزيز يفتح الباب! وحين دخل العزيز رأى هذه الحالة! .. والعزيز عنده خبر، لكن العزيز مؤمن بسيدنا يوسف عليه السلام بصدقه وإخلاصه ونزاهته، ويؤمن بزوجته زليخة مؤمن بإخلاصها ونزاهتها وعفتها
قالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلاّ أن يسجن أو عذاب أليم؟! قال: هي راودتني عن نفسي! {هي التي تطالبني} يوسف، أعرض عن هذا {دخيلك استرنا! لا تفضحنا، لا تحكِ أمام الناس، أنا العزيز عزيز مصر، وهذه زوجتي (يوسف، أعرض عن هذا) ثمّ توجه إليها وقال (واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) وهؤلاء اللاتي قطّعن أيديهن جاءت بهن فتنة حتى تفهمهن من تحب! .. جئن خمس دقائق .. وأعطت كل واحدة سكينة وتفاحة لتقشرها (قالت: اخرج عليهن) فلما خرج عليهن (قطّعن أيديهن) ما بقي عندهنَّ عقل أبداً (قلن: حاش لله! ما هذا بشراً! إن هذا إلاّ ملَك كريم!) ما هذا بشراً ما هذا بشراً ما هذا بشراً! .. انظروا: ما لاحظن جماله الصوري، بل لاحظن الجمال الإلهي،! قلن: حاش لله! ما هذا بشراً إن هذا إلاّ ملَك كريم هنالك كلهن وافقنها! وهي صار لها عنده سنوات .. لا قطّعت يدها ولا عملت شيئاً! كل هذا وهي آمرة وناهية، إذن عندها قوة عندها شخصية.
سيدتنا زليخة في آخر عمرها لما كبرت في السن وعميت وأنفقت مالهاكانت غنية كثيراً) تقول لهم: بالله خذوني محل ما يكون يوسف! قال لها سيدنا يوسف: يا زليخة كيف حالكِ؟ قالت له: أنا على ما أنا عليه! قال لها: أما تتزوجيني!؟ قالت له: لا! أين أنا منك؟ قال: الحق عزّ وجلّ أمرني! قالت: نفّذ أمر ربك! ..
قال لي واحد: أنت محامٍ عن يوسف طيب لا مانع! أمحامي عن زليخة؟ قلت له: نعم! لماذا؟ لأنها صارت زوجة لسيدنا يوسف عليه السلام، لا أرضى أحداً أن يتكلم عليها كلام واطئاً، لا أرضى أبداً أبداً، لو أنها قد طلبت منه الزنا فحاشاك يا سيدنا يوسف أن تأخذ واحدة طالبة الزنا، لا .. بل كانت تطلبه لذاته، لا لجماله الصوري، بل لجمال شخصيته، وهذه تأخذ القلب!
نحن لما كنا بالسير ما الّذي يجذبنا للرسول صلى الله عليه وسلم؟ ليس جماله الصوري، بل جماله الّذاتي، قلت لهم: الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ لبي، ما أخذ قلبي في الوجود غير الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:06 م]ـ
يا ريت لو بقي سيدك على قيد الحياة لسالناه:
وما معنى (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) فهل يحتمل هذا إلا مقدمات الزنا من سيدتك زليخة؟؟؟؟؟
وبما أن سيدتك زليخا رأت الجمال الالهي في يوسف فلماذا لم تسلم بالحال؟؟؟؟ وهل حال المسلم إذا أسلم يصيبه ما أصاب زليخا؟؟؟؟
ثم أي مفسر هذا الذي تتهمه بقصور الفهم وعدم إدراك المعنى وتستعلي عليه بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً؟؟؟ هل هو ابن عباس أم الصحابة من قبله ومن بعده أم من؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:53 م]ـ
تكلف ظاهر.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:55 م]ـ
نص كثير من أهل العلم أن قصة تزوج يوسف من امرأة العزيز بعد هلاك زوجها غير ثابتة لا في الكتاب ولا في السنة، إنما هي من أخبار أهل الكتاب التي تحتمل الصدق والكذب.
وبناء تحليل القصة على عصمة زليخا التي ذكرها الأخ القادري عن شيخه بزواجها من يوسف = بناء منهار من جميع الجهات .. لأنها قصة غير ثابتة، وما هذا التحليل إلا كنقش في الهواء.
وقصارى أمرها بعد اقترافها المراودة والمكر بيوسف عليه السلام أنها تابت إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، بعد أن حصحص الحق، واعترفت أمام الجميع بخطئها، كما هو معروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد القادري]ــــــــ[04 Dec 2010, 11:50 م]ـ
يا ريت لو بقي سيدك على قيد الحياة لسالناه:
وما معنى (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) فهل يحتمل هذا إلا مقدمات الزنا من سيدتك زليخة؟؟؟؟؟
وبما أن سيدتك زليخا رأت الجمال الالهي في يوسف فلماذا لم تسلم بالحال؟؟؟؟ وهل حال المسلم إذا أسلم يصيبه ما أصاب زليخا؟؟؟؟
ثم أي مفسر هذا الذي تتهمه بقصور الفهم وعدم إدراك المعنى وتستعلي عليه بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً؟؟؟ هل هو ابن عباس أم الصحابة من قبله ومن بعده أم من؟؟؟؟؟؟
أخي الحبيب .... إذا كان أسلوبك بالحوار هو التهكم والسخرية فإني أترفع عن ذلك احتراما للعلماء وليس لك ......... وما نقلته لك هو كلام رجل عارف بالله وعالم رباني يوزن علمه وفهمه بميزان علماء الأمة قاطبة وبشهادة كبار علماء عصره وبمن أتى بعده
أما إذا كنت تريد الحوار حول هذا الكلام بطريقة علمية ترقى بمستوى طلبة العلم فحياك الله ......
ـ[محمد القادري]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:10 ص]ـ
نص كثير من أهل العلم أن قصة تزوج يوسف من امرأة العزيز بعد هلاك زوجها غير ثابتة لا في الكتاب ولا في السنة، إنما هي من أخبار أهل الكتاب التي تحتمل الصدق والكذب.
وبناء تحليل القصة على عصمة زليخا التي ذكرها الأخ القادري عن شيخه بزواجها من يوسف = بناء منهار من جميع الجهات .. لأنها قصة غير ثابتة، وما هذا التحليل إلا كنقش في الهواء.
وقصارى أمرها بعد اقترافها المراودة والمكر بيوسف عليه السلام أنها تابت إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، بعد أن حصحص الحق، واعترفت أمام الجميع بخطئها، كما هو معروف.
الغريب منك أخي الحبيب أنك تسطر في توقيعك (ماجستير في اللغة العربية) وتنتقد كلام الشيخ الذي حاججك وحاجج كل لغوي بأن يأتوا بكملة واحدة من قوله تعالى تدل على أن السيدة زليخه رضي الله عنها طلبت الزنا من سيدنا يوسف عليه السلام .... فهل (همت به) بحسب فهمك مقصورة على طلب الفحشاء أم أنها تستعمل في كثير من الأمور .... أخي الحبيب كلمة (راود) و (راودته) تستعمل هذه الكلمة لأكثر من معنى وليس الأمر كما يفهم قاصرعلى معنى واحد ألا وهو (الوطء والجماع) ففي معجم الصحاح يقول:
راوَدْتُه على كذا مُراوَدةً ورِواداً، أي أردتُهُ
وفي (تاج العروس من جوهر القاموس)
وراوَدَ جارِيَتَه عن نفسها، وراودَتْه هي عن نَفْسِه، إذا حاولَ كلُّ واحد من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ، ومنه قوله تعالى: "تُراوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ" فجعَلَ الفِعْلَ لها. والمُرَاوَدة: المُرَاجَعَةُ والمُرَادَدَةُ. وراوَدْتُه عن الأَمْرِ
وعليه: دَارَيْتُه.
وفي. (لسان العرب)
وفي حديث أَبي هريرة: حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه؛ ومنه حديث الإسراء: قال له موسى، صلى الله عليهما وسلم: قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه. وراودْته عن
الأَمر وعليه: داريته
فلو قسنا هذه الكلمة على الحال الذي كان به سيدنا يوسف عليه السلام والسيدة زليخة في الظاهر أنا معك قد يفهم المعنى أنه لطلب الوطء والجماع
ولكن لونظرنا لها من عدة أوجه لختلف المعنى تماماً والواقع في حالهما يوضح ذلك. وهذا هو لب الخلاف بين المفسرين فلو أن المفسرين فهموا هذه النقطة لحلت المسألة تماما ولزال الخلاف. والله أعلم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:32 ص]ـ
أخي الكريم القادري
المقامات محفوظة ..
ومقام العلم أولى من كل مقام ..
وللمفسرين الأولين مقامات في العلم والصلاح لا تخفى عنكم.
وأول ما يجب في هذا المقام أن تثبت لنا صحة قصة زواج يوسف من زليخا بسند صحيح ونقل مصدَّق.
وبعدها أخبرنا ما المقصود بقوله تعالى حكاية عنها بعد المراودة وتغليق الأبواب وقولها له: (هيت لك).
ـ[مني لملوم]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:40 ص]ـ
ليس كل من قال كلاما غريبا عالما
وليس كل من خالف من قبله أعلم منهم
قد تكون النية حسنة
ولكنها لاتكفي وحدها
بل يجب سماع اهل العلم والتخصص في مثل تلك الآراء
نحن لسنا ضد كل جديد ولكن يجب ألا يكون متكلف لمجرد مخالفة رأي ظاهر
وتذكر أن البحث العلمي الصحيح قائم علي خطوات يصل بعدها الباحث إلي النتيجة
أما هنا فكان العكس
وضعت النتيجة وبدأ في لوي النصوص لتحتمل ما أراد
قال زليييخا تزوجت سيدنا يوسف (نتيجة) لابد تبرأتها من التهمة
والخبر لم يصح
هذا أمر
الأمر الثاني
أنه من المعروف أن القرآن الكريم حمال ذو أوجه
وما خرج الخوارج علي سيدنا علي بن أبي طالب إلا بآية من القرآن
ولا يكفي ان تذكر الدليل فعليك أن تأتي بوجه الدلالة فيه هذا ما تعلمناه
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:30 ص]ـ
الموضوع سطحي والأسلوب ضعيف والنتيجة خطأ وبيان بطلان ذلك أمر لا يحتاج لدليل.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Dec 2010, 05:55 ص]ـ
لهذا قال الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس هلكى إلاّ العالمون، والعالمون هلكى إلاّ العاملون، والعاملون هلكى إلاّ المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم"! قال تعالى: (إلاّ عبادك منهم المخلَصين) (سورة
العلماء لا يحتجون بقصص خيالية اسرائيلية كزواج زليخا من يوسف عليه السلام ولا يحتجون بأحاديث موضوعة فالحديث أعلاه موضوع للأسف وأطفال أهل الحديث يعلمون أنه موضوع ولا خلاف في ذلك.
ثم إن هذا التفسير تفسير باطني لا يخلو من الغرابة وهو يشبه الى حد كبير التفسير الصوفي الذي لا يعتمد على أسس علمية ولا يعترف باللغة ولا بالمناسبة. وهو قريب من تفسير الشيعة الذي يعتمد نفس الأسس ونفس الأُطر ونفس الأسلوب.
ثم إن الخروج بهذا التفسير الغريب ليس تعدٍ على أهل التفسير المحدثين بقدر ما هو إساءة لكل عالم تفسير على مر الدهور والعصور. ثم تطالب الناس بالأدب العلمي القائم على الحوار؟؟؟؟!!!
أي حوار بعد أن نسفت كل ما قاله الأولون والآخرون من علماء وتتقهقر في رأيك وتتمترس حوله رغم وهن الحجة وضعف المنطق؟؟؟!!!
ثم إن هذا التفسير لم ينل إعجاب أي متصفح في هذا الملتقى مما يدل على أن تلك البضاعة مزجاة لا رائج لها. على الأقل هنا في هذا الملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:48 ص]ـ
الذي يظهر من كلام المفسرين أن حمل المراودة في الآية على طلب الزنا محل إجماع فأرجو من الأخ محمد القادري أن ينقض هذا الإجماع.
ـ[محمد القادري]ــــــــ[05 Dec 2010, 09:24 ص]ـ
نقل بواسطة عصام المجريسي
وأول ما يجب في هذا المقام أن تثبت لنا صحة قصة زواج يوسف من زليخا بسند صحيح ونقل مصدَّق.
وبعدها أخبرنا ما المقصود بقوله تعالى حكاية عنها بعد المراودة وتغليق الأبواب وقولها له: (هيت لك)
قال محمد بن إسحاق رحمه الله:
" لما قال يوسف للملك: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) قال الملك: قد فعلت! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير، وعزل إطفير عما كان عليه، يقول الله: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء)، الآية.
قال: فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي، وأن الملك الرَّيان بن الوليد، زوَّج يوسف امرأة إطفير " راعيل "، وأنها حين دخلت عليه قال: أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين؟ قال: فيزعمون أنها قالت: أيُّها الصديق، لا تلمني، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالا، ناعمةً في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك، فغلبتني نفسي على ما رأيت.
فيزعمون أنه وجدَها عذراء، فأصابها، فولدت له رجلين: أفرائيم بن يوسف، وميشا بن يوسف، وولد لأفرائيم نون، والد يوشع بن نون، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام. " انتهى.
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/ 2161)، والطبري في " جامع البيان " (16/ 151) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق به.
وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات.
نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/ 553)
الّذي يتكلم على سيدنا يوسف وسيدتنا زليخة (جاهل)
أخي الحبيب الشيخ رحمه الله ينتقد على من يقول وينقل قصة زواج سيدنا يوسف من السيدة زليخة ومن ثم يتهمها بطلب الزنا منه كقوله (أدينك من فِيك)
كيف تورد زواجه منها .... وهل يقبل أي رجل فضلا عن النبي المعصوم أن يقبل زواجا من امرأة دينئة النفس ترضى بمواقعة الرجال لإطفاء شهوتها حتى وإن تابت وأصلحت فالنفس البشرية تعاف مثل هذه الأشياء فكيف بالنبي الذي يشرع للناس ويصير له ذرية وأحفادا من بعده يعيرهم الناس بأم فاسقة ..... إن هذا لشيء عجاب!!
فكلام الشيخ واضح ودفاعه عنها منطقي فلسان حاله: إما أن تنفوا وتردوا خبر زواجه منها قطعاً فتكون فعلا طالبة الزنا
أو أن تثبتوا فحينها ليس لكم الحق في إتهامها بذلك
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[05 Dec 2010, 09:37 ص]ـ
الأخ القادري حفظه الله يلوم على السخرية، وما يدرى أن الكلام الذي نقله عن العارف بالله هو عين السخرية بكتاب الله قبل أن يكون سخرية بعقول الناس.
قد تكون النسبة للعارف غير صحيحة، فهذا ليس كلام العارف بالله بل (بالله ما هو عارف).
نعم المراودة في اللغة تكون عن أشياء، وهنا كانت المراودة عن النفس.
أين نذهب بالألفاظ الآتية ودلالاتها في سياقها: "قال معاذ الله ... إنه لا يفلح الظالمون"، " امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين"، "ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين"، " قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين"، " فصرف عنه كيدهن"، " ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء"، "أنا راودته عن نفسه"، كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء".
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[05 Dec 2010, 09:49 ص]ـ
جزى الله خيراً شيخنا الفاضل الأستاذ الدكتور صالح الفايز وفقه الله، فقد كفى ووفى في التعليق على هذا المقال بكلمات مختصرة حين قال: الموضوع سطحي والأسلوب ضعيف والنتيجة خطأ وبيان بطلان ذلك أمر لا يحتاج لدليل.
ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:25 ص]ـ
سؤال واضح جلي:
أخي الكريم القادري
وأول ما يجب في هذا المقام أن تثبت لنا صحة قصة زواج يوسف من زليخا بسند صحيح ونقل مصدَّق.
.
قال محمد بن إسحاق رحمه الله:
" لما قال يوسف للملك: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) قال الملك: قد فعلت! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير، وعزل إطفير عما كان عليه، يقول الله: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء)، الآية.
قال: فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي، وأن الملك الرَّيان بن الوليد، زوَّج يوسف امرأة إطفير " راعيل "، وأنها حين دخلت عليه قال: أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين؟ قال: فيزعمون أنها قالت: أيُّها الصديق، لا تلمني، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالا، ناعمةً في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك، فغلبتني نفسي على ما رأيت.
فيزعمون أنه وجدَها عذراء، فأصابها، فولدت له رجلين: أفرائيم بن يوسف، وميشا بن يوسف، وولد لأفرائيم نون، والد يوشع بن نون، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام. " انتهى.
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/ 2161)، والطبري في " جامع البيان " (16/ 151) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق به.
وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات.
نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/ 553)
.
.
ليس هذا جوابه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:30 ص]ـ
مبدئيا، يجب أن نبعد الألقاب عند الكلام، فلا نقول العارف بالله!! أو العالم الرباني أو أو أو، فهذا كما نقول: محاولة لبيع الفكرة بتأكيد أن قائلها هو من هو، بل النقل أن تقول: قال فلان في تفسيره لكذا، ومن ثم يخضع القول للقبول أو الرفض، فلا نتعدى بالحكم إلى الشخص نفسه فنتهمه بالكذب أو الجهل، وفي هذه الطريقة منجاة لشيخك من الطعن عليه.
هذه واحدة.
الثانية، أنك - والخطاب لكاتب الموضوع - قد نقلت إلينا قصة الزواج بالسند، ولكن لم تنقل لنا الحكم بالصحة أو التضعيف أو ما إلى ذلك، وهذا يتطلب منك أن تبحث عن الحكم أو تنتظره ممن هو أهل الاختصاص.
الثالثة: مخالفة الإجماع تحتاج إلى دليل قوي يتوقف عنده الطعن في الرأي المخالف نفسه، وبذا يشق الإجماع، أما ما ذكرت - نقلا عن شيخك - فلا فيه دليل واضح بين، بل هو محض رأي.
الرابعة: أن تستحضر:
- كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم.
- الرجال يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال.
- العصمة للأنبياء فقط
وإن أردت أن نتكلم بعد ذلك في بيان فساد هذا الرأي المذكور فعلت، بالأدلة اللغوية التي ذكرتها، وبذكر أقوال المفسرين، وبالمنطق حتى.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:34 ص]ـ
((ولقد همت به وهم بها لولا أن أى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)) ....
همت به: مراودةً له عن نفسه .. بدليل السباق ((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه))
المراودة بالسوء: بدليل 1 - استعاذته بالله وخشيته أن يكون من الظالمين بالاستجابة ... 2 - طلبها بقولها ((هيت لك)) وفعلها ((وغلقت الأبواب)) 3 - و جذبها له ((وقدت قميصه)) وهو هارب منها ((من دبر))
4 - بيانه ورده عليه السلام على رميها له بما همت -هي- من السوء ومراودتها له عن نفسه ((قال هي راودتني عن نفسي))
5 - شهادة الشاهد الذي هو من أهلها .. ((إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين))
6 - بقول سيدها زوجها بعد التحقق من الملابسات والإدلة الجنائية والقرائن ((فلما رأى قميصه قد من دبر)) مع ما كانت فيه من الزينة: ((قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم)) ((واستغفري لذنبك)) وحكمه عليها ((إنك كنت من الخاطئين))
7 - وقول النسوة وتعييرهم لهذه الحرة -التي نزهها فضيلة الشيخ - التي انسلخت عن حريتها وقتذاك ووقعت في أسر شهوتها والحب الشغف الفتان ((وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا نراها في ضلال مبين))
8 - وإصراها على السوء وتهديدها ووعيدها بعدما جمعتهن وأخرجته عليهن وما وقع منهن من التقطيع لأيديهن ... ((فذلك الذي لمتنني فيه)) وإقرارها ((ولقد راودته عن نفسه)) وتأكيد نزاهته وتقواه وبراءته بقولها ((فاستعصم)) وإصرارها على السوء ((ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين)
8 - واختياره السجن ضارعا إلى الله بصرف كيدهن وخشيته من الميل إليهن وأدنى الركون إليهن وخشيته أن يصبح بذلك من الجاهلين ((قال رب السجن أحب إلي وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) ...
وهذا ما شهدت به أمام الملك في نهاية المطاف ((أنا راودته عن نفسه فاستعصم وإنه لمن الصادقين)) الصادقين بقوله: ((هي راودتني عن نفسي)) أمام اتهامها وتعريضا به ((ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً .. ))
ولقد فسرت الهم الواقع منها بقولها وإقرارها: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه)) وشهادتها بما كان منه ووقع فعليا ((فاستعصم)) ..
والحديث يطول ويطول .....
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أدري ما الذي دفع هذا الشيخ الكريمرح1 - الذي لا نعلم عنه إلا التقوى والخير والرشاد السلوكي والتربوي فيما يظهر ونعلم - للوقوع بهذه التأويلات الخارجة عن سنن الرشاد والعلم والهدى والتي تظهر قاطعة بأن مراودتها كانت مراودة بالسوء والفحشاء ... لا إلا زيادة ورع ... لكن الحق أحق من تأويل النصوص بهذه الطريقة وحملها هذه المحامل التي لن تفضي في النهاية إلا إلى تأويلات باطنية والعياذ بالله .. لكن هيهات هيهات أن يعصم عالم من زلة .. أولا تكون له من كبوة ولا نعلم من معصوم في هذه الأمة إلا سيدها محمد رسول اللهصل1
وحقاً كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنسرح1: ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر ... فدته نفسي وروحي وعرضي عليه الصلاة والسلام
وكتبه العبد الفقير طارق بن عبد الله
ـ[محمد القادري]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:49 ص]ـ
وباختصار نذكر بعض النقاط التي اعتمد عليها الشيخ النبهان رحمه الله (بنفيه طلب الزنا من السيدة زليخة):
1 - زواجه بها إن صح فهو دليل قاطع على عدم طلبها الزنا منه (كما أورد ذلك كثير من المفسرين وهو زواج سيدنا يوسف من زليخة)
2 - أن زليخة سيدة مطاعة في قومها، حرة، صاحبة شخصية قوية، وصاحب الشخصية الحر لا ينزل إلى السقاطات والسفالات عقله يسوقه لا شهوته كما في الحديث: عن عائشة قالت: جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه، فنظر إلى يديها فقال لها: اذهبي فغيري يديك، قالت: فذهبت فغيرتها بحناء، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، قالت: أوتزني الحرة؟ قال: ولا تقتلي أولادك خشية إملاق، قالت: وهل تركت لنا أولادا فنقتلهم؟ قالت: فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: جمرتين من جمر جهنم. (وكما هو معلوم أن السيدة هند رضي الله عنها كانت صاحبة شخصية قوية فاستغربت كون الحرة تقبل الزنى)
3 - كلمة (راود) في اللغة تحتمل عدة معاني لا معنى واحد كما يعتقد البعض (من إرادة الفحشاء) ففي الحديث (قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى .... ) و (حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام ...... ) أو قول بعضنا (راودني شعور غريب ..... )
4 - كلمة (هيت لك) أيضا تحتمل عدة معان وليس معنى واحد وهو (الرغبة بالجماع)
(ففي الصحاح):
(هلم هَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم، بمعنى تعالَ. يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: "والقائِلينَ لإخْوانِهِمْ هَلُمَّ إلينا". وأهل نجد يصرِّفونها فيقولون للاثنين هَلُمَّا، وللجمع هَلُمُّوا، وللمرأة هَلمِّي، وللنساء هَلْمُمْنَ،
وفي تهذيب اللغة:
قال الفراء بإسناد له عن ابن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَيْتَ لك. قال الفراء: ويقال إنها لغةٌ لأهل حَوْران سقطت إلى مكة فتكلموا بها. قال: وأهل المدينة يقرءون: هِيتَ لكَ، يكسرون الهاء ولا يهمِزون. قال: وذكر عن علي وابن
عباس أنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تهيَّأتُ لك، وأنشد الفراء:
أبلغ أميرَ المؤمني نَ أخذا العِراقِ إذا أَتَيْتاَ
أن العِراقَ وأهلهَ عُنُقٌ إلأيكَ فَهْيَتَ هيْتا
ومعناه: هُلمَّ هُلمّ. وقال الفراء في المصادر: من قرأ: هَيْتَ لك فمعناه: هَلُمّ لك.
4 - هروب سيدنا يوسف منها لأن سيدنا يوسف شرعي ملتزم بالشريعة لا يجالس النساء ولا يسامرهن هو في البيت للخدمة فقط يدخل ويخرج بحدود الشريعة والأدب فالسيدة زليخة طلبت منه أن يسامرها ويجالسها ويتحدث إليها لا أن تطلب منه الزنا كما يفهم فهي عشقته وعشقت جماله الرباني ورحه الطاهرة وليس للعاشق الحقيقي أن يطلب الزنا من معشوقه وهذه كانت معروفة لدى العرب في الجاهلية وقبلها وقد سأل الأصمعي أعرابياً ذات مرة:
ما العشق فيكم؟ قال: النظرة بعد النظرة، وإن كانت القبلة بعد القُبلة، فهو الوصول إلى الجنّة. فقلت: ليس العشق عندنا كذلك، قال: فما هو عندكم؟ قلت: تفرقُ بين رجليها وتحمل نفسك عليها. فقال: بأبي أنت لستَ بعاشقٍ، إنما أنت طالب ولد.
وأنا في نظري أن رأي الشيخ محمد النبهان هو الأقرب للصواب والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:18 ص]ـ
وباختصار نذكر بعض النقاط التي اعتمد عليها الشيخ النبهان رحمه الله (بنفيه طلب الزنا من السيدة زليخة):
1 - زواجه بها إن صح فهو دليل قاطع على عدم طلبها الزنا منه (كما أورد ذلك كثير من المفسرين وهو زواج سيدنا يوسف من زليخة)
2 - أن زليخة سيدة مطاعة في قومها، حرة، صاحبة شخصية قوية، وصاحب الشخصية الحر لا ينزل إلى السقاطات والسفالات عقله يسوقه لا شهوته كما في الحديث: عن عائشة قالت: جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه، فنظر إلى يديها فقال لها: اذهبي فغيري يديك، قالت: فذهبت فغيرتها بحناء، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، قالت: أوتزني الحرة؟ قال: ولا تقتلي أولادك خشية إملاق، قالت: وهل تركت لنا أولادا فنقتلهم؟ قالت: فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: جمرتين من جمر جهنم. (وكما هو معلوم أن السيدة هند رضي الله عنها كانت صاحبة شخصية قوية فاستغربت كون الحرة تقبل الزنى)
3 - كلمة (راود) في اللغة تحتمل عدة معاني لا معنى واحد كما يعتقد البعض (من إرادة الفحشاء) ففي الحديث (قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى .... ) و (حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام ...... ) أو قول بعضنا (راودني شعور غريب ..... )
4 - كلمة (هيت لك) أيضا تحتمل عدة معان وليس معنى واحد وهو (الرغبة بالجماع)
(ففي الصحاح):
(هلم هَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم، بمعنى تعالَ. يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: "والقائِلينَ لإخْوانِهِمْ هَلُمَّ إلينا". وأهل نجد يصرِّفونها فيقولون للاثنين هَلُمَّا، وللجمع هَلُمُّوا، وللمرأة هَلمِّي، وللنساء هَلْمُمْنَ،
وفي تهذيب اللغة:
قال الفراء بإسناد له عن ابن مسعود أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَيْتَ لك. قال الفراء: ويقال إنها لغةٌ لأهل حَوْران سقطت إلى مكة فتكلموا بها. قال: وأهل المدينة يقرءون: هِيتَ لكَ، يكسرون الهاء ولا يهمِزون. قال: وذكر عن علي وابن
عباس أنهما قرآ: هِئْتُ لك، يراد به في المعنى: تهيَّأتُ لك، وأنشد الفراء:
أبلغ أميرَ المؤمني نَ أخذا العِراقِ إذا أَتَيْتاَ
أن العِراقَ وأهلهَ عُنُقٌ إلأيكَ فَهْيَتَ هيْتا
ومعناه: هُلمَّ هُلمّ. وقال الفراء في المصادر: من قرأ: هَيْتَ لك فمعناه: هَلُمّ لك.
4 - هروب سيدنا يوسف منها لأن سيدنا يوسف شرعي ملتزم بالشريعة لا يجالس النساء ولا يسامرهن هو في البيت للخدمة فقط يدخل ويخرج بحدود الشريعة والأدب.
وأنا في نظري أن رأي الشيخ محمد النبهان هو الأقرب للصواب والله تعالى أعلم.
هذا موجز رد على نقاطك التي تريد بها خرم إجماع المفسرين (كما قال الشيخ محمد نصيف)، بحسب ترتيبها عندك:
1 - زواجه بها لا يثبت أبداً برواية مرسلة من ابن إسحاق عن أهل الكتاب، فالزواج غير ثابت بسند مصدق. والظن بهذا الزواج المزعوم أنه من أكاذيب اليهود على يوسف عليه السلام وحسدهم لنسله، بدليل أن سبط يوسف لم يكن له شأن في تاريخهم بعد.
2 - زليخا (أي امرأة العزيز) ليست - على الراجح - سيدة ولا حرة ولا هي زوجة شرعية للعزيز، بل هي أمة من إماء صاحب القصر، لعلها سيدة الإماء فيه والمقدمة عليهن، وقد قص الله علينا منزلتها بقوله: (وألفيا سيدها لدى الباب). ولو كانت زوجة لقال تعالى: زوجها أو بعلها. وأحسب أن العزيز ساوى بينهما في رتبة المملوكية حين قال لهما معاً: (يوسف أعرض عن هذا. واستغفر لذنبك).
3 - الفعل (راود) إذا تعدى للمفعول الثاني بحروف جر فإنه يفيد المعنى منها بحسب التركيب كاملاً، ولا يجوز التمسك بلفظ واحد وترك الباقي كما لا يجوز لي النص عن معناه المسوق إليه، فراوده على الإسلام: طلب منه الدخول في الإسلام، وراودتني نفسي على رغبة: طلبت مني نفسي رغبة من رغباتها، وراودته على الكلام: طلبت منه الحديث، وراودته على المسامرة: طلبت منه أنه يسامرني، وراودته عن نفسه: طلبت منه شيئاً من متعلقات نفسه، ألا وهو الشهوة لا غير، وليس الكلام فحسب.
4 - فإذا اجتمع امرؤ مع امرأة وحصلت هذه الأفعال الثلاثة معاً: (راود) مع (غلقت الأبواب) مع (هيت لك) فما رأيك بما يحصل؟ لا شك هو الزنا، إلا إذا عصم الله تعالى، وليس مسامرة كلامية. وهذا ما حصل مع المعصوم يوسف عليه السلام.
5 - هروب يوسف كان لما استفحل الأمر، لأنه كان في بيتها، وتحت إمرتها، ورؤيته ممكنة لها، ومخاطبته العادية ممكنة أيضاً. فهناك قدر زائد على الكلام والرؤية ...
وهي من بعد امرأة قد تابت، وحقها على المؤمنين أن يغضوا الحديث عن شخصها، وأن يعتبروا بقصتها ...
ووالله تمنيت منك أن تنقل لنا من نفائس شيخك الكريم، بدل أن تنقل لنا زلاته. غفر الله لنا وله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:45 ص]ـ
أخي محمد القادري
أما قول هند رضي الله عنها: أو تزني الحرة؟
أخي الكريم هذا استفهام إنكاري منها تعبر به عن شدة غرابتها لأن تقع حرة مثلها في مثل ذلك والله أعلم
ولقد أعلمنا الله تعالى في كتابه بحد المحصنة الحرة ((الزانية)) ... في كتابه وكذلك حد َّالعبدة الأمة ولو كان محال الوقوع لما كان لبيانه من ضرورة تنزه كلام الباري عنه ...
ولولم يكن ممكن الوقوع لما كان أحد بنود ومواد البيعة والعهد حيث قال الله تعالى: ((ولايزنين)) ...
والله تعالى يقول: ((واللآتي يأتين الفاحشة من نسائكم ... الآية)) وهي عامة في النساء حرائر كن أم إماء وإن كان الأصل فيها الحرائر لا الإماء لأن نكاحهن استثناء
ويوسف ذاته سيد الأحرار تعوذ بالله منه فقال: ((وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين))
كما قال أخي الدكتور عصام انقل من نفائس الشيخ رح1 بدل أن تنقل من زلاته .... فالشيخ رحمه الله له نفائس كثيرة وصاحب علم وتربية ولكن جل من لايخطىء ولايزل أويختار غير الصواب ... فتخير لنا من نفائسه ودعك من الغرائب
ـ[محمد القادري]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:43 م]ـ
اقتباس بواسطة عصام عبدالله المجريسي
زليخا (أي امرأة العزيز) ليست - على الراجح - سيدة ولا حرة ولا هي زوجة شرعية للعزيز، بل هي أمة من إماء صاحب القصر، لعلها سيدة الإماء فيه والمقدمة عليهن، وقد قص الله علينا منزلتها بقوله: (وألفيا سيدها لدى الباب). ولو كانت زوجة لقال تعالى: زوجها أو بعلها. وأحسب أن العزيز ساوى بينهما في رتبة المملوكية حين قال لهما معاً: (يوسف أعرض عن هذا. واستغفر لذنبك).
لعلِ أحسن الظن بك سيدي وأقول أنك لم تقرأ سورة يوسف كاملة لتعرف هل زليخة امرأة العزيز أم أمة من إماء القصر قال تعالى (قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسهِ قلن حاشا لله ماعلمنا عليهِ من سوء قالت امرأت العزيز الئن حصص الحق ..... ) وقال تعالى (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ .... ) فأنت تقول لنا هي ليست امرأة العزيز وليست زوجته الشرعية والحق تعالى يقول هي زوجته والحق أصدق مني ومنك فلا تهرف بما لا تعرف يا أخي بارك الله فيك وأحسن إليك
الثانية: قولك: ليست سيدة ولا حرة
قال تعالى (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أهلها ..... ) فهل للأمة أهل يرجع إليهم السيد ليتحقق من براءة أمته؟!!
وقال تعالى (يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) هل من عادة الملوك أن يتلطفوا بمماليكهم ويطلب منها الاستغفار والتوبة أم يعاقبها ويسجنها (ولكنها كانت صاحبة شخصية جعلته تحت أمرها مع علمه -أي العزيز- بأنها كاذبة ..... قال تعالى (قالت فذلك الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم وإن لم يفعل ما ءامره ليسجنن ولكونا من الصاغرين) فهل (((بنظرك))) للأمة أن تأمر وتنهى وتسجن وتذل من تريد أم هذه من خصائص الحرة والسيدة المطاعة في قومها؟!!
ـ[محمد القادري]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:17 م]ـ
كنت ومنذ الوهلة الأولى اعتقد بأن هذا المنتدى وهو منتدى يعنى بتفسير كلام رب العالمين مما يخيل للمرء ويوحي له بأن جميع من فيه متخلقون بأخلاق القران الكريم الذي هو كلام رب العالمين والذي يحوي بين طياته علوم كل شيء ومن صفات حملة كتاب الله ومما يمتازون به هو الهيبة والوقار والأخلاق العالية قالت السيدة عائشة وهي تصفه صلى الله عليه وسلم (كان قرآن يمشي على الأرض) وفي رواية (كان خلقه القران) فهل من أخلاق حملة كتاب الله هذه الألفاظ وعلى من على أهل العلم والعلماء:
تكلف ظاهر. أبو عمر الهلالي
الموضوع سطحي والأسلوب ضعيف والنتيجة خطأ وبيان بطلان ذلك أمر لا يحتاج لدليل. أ. د صالح الفايز والغريب كون المعلق أستاذ ودكتور وهذا هو أسلوبه وأخلاقه مع من خالف رأيه عظم الله أجورنا في جيل سيتخرج من تحت يد هكذا مربين.
ثم إن هذا التفسير تفسير باطني لا يخلو من الغرابة وهو يشبه الى حد كبير التفسير الصوفي الذي لا يعتمد على أسس علمية ولا يعترف باللغة ولا بالمناسبة. وهو قريب من تفسير الشيعة الذي يعتمد نفس الأسس ونفس الأُطر ونفس الأسلوب.
ثم إن هذا التفسير لم ينل إعجاب أي متصفح في هذا الملتقى مما يدل على أن تلك البضاعة مزجاة لا رائج لها. تيسير الغول
وإن أردت أن نتكلم بعد ذلك في بيان فساد هذا الرأي المذكور فعلت، بالأدلة اللغوية التي ذكرتها، بدر عرابي
ووالله تمنيت منك أن تنقل لنا من نفائس شيخك الكريم، بدل أن تنقل لنا زلاته. غفر الله لنا وله. عصام المجريسي
ولكن للأسف يبقى هذا هو حالنا وهذه أخلاقنا وبأسنا شديد بيننا والعصمة لعقولنا وآرائنا والنصر لأنفسنا والقمع والطغيان لمخالفنا سأخرج من هذا المنتدى حامل معي كل سوء الذكر وصدق الشاعر بوصفنا إذ قال:
عرب وهل في الأرض ناس كالعرب بطش وطغيان ووجه أبي لهب
سلاما سلاما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:57 م]ـ
يا قادري
قلت لك من الأول: المقامات محفوظة!!.
وأنت آخر الأمر - عوض أن تأتي بالحجج على ما ادعيت - لقد أفسدت وأسأت الأدب وأشعرت أنك لا تنتمي للشيخ النبهان!.
هل علمك شيخك أن تسب أهل القرآن بأنهم (وجه أبي لهب)؟.
عيب!.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[05 Dec 2010, 02:24 م]ـ
أخي عصام
لقد شكرت مشاركتك حيث جاء فيها:
زواجه بها لا يثبت أبداً برواية مرسلة من ابن إسحاق عن أهل الكتاب، فالزواج غير ثابت بسند مصدق. والظن بهذا الزواج المزعوم أنه من أكاذيب اليهود على يوسف عليه السلام وحسدهم لنسله، بدليل أن سبط يوسف لم يكن له شأن في تاريخهم بعد.
- الفعل (راود) إذا تعدى للمفعول الثاني بحروف جر فإنه يفيد المعنى منها بحسب التركيب كاملاً، ولا يجوز التمسك بلفظ واحد وترك الباقي كما لا يجوز لي النص عن معناه المسوق إليه، فراوده على الإسلام: طلب منه الدخول في الإسلام، وراودتني نفسي على رغبة: طلبت مني نفسي رغبة من رغباتها، وراودته على الكلام: طلبت منه الحديث، وراودته على المسامرة: طلبت منه أنه يسامرني، وراودته عن نفسه: طلبت منه شيئاً من متعلقات نفسه، ألا وهو الشهوة لا غير، وليس الكلام فحسب.
4 - فإذا اجتمع امرؤ مع امرأة وحصلت هذه الأفعال الثلاثة معاً: (راود) مع (غلقت الأبواب) مع (هيت لك) فما رأيك بما يحصل؟ لا شك هو الزنا، إلا إذا عصم الله تعالى، وليس مسامرة كلامية. وهذا ما حصل مع المعصوم يوسف عليه السلام.
5 - هروب يوسف كان لما استفحل الأمر، لأنه كان في بيتها، وتحت إمرتها، ورؤيته ممكنة لها، ومخاطبته العادية ممكنة أيضاً. فهناك قدر زائد على الكلام والرؤية ...
وهي من بعد امرأة قد تابت، وحقها على المؤمنين أن يغضوا الحديث عن شخصها، وأن يعتبروا بقصتها ...
وهو كلام طيب اعتدت قراءته في هذا الملتقي المبارك ومنك بارك الله فيك
ولكن
استوقفتني هذه العبارة التي تقول فيها:
أن امرأة العزيز أمة وأنها ليست زوجته
ولكني لم أحب أن آخذ الموضوع إلي نقطة فرعية بعيدة عن الموضوع الأصلي.
وإقرأ أخي ما جاء في تفسير آية "وقال لامرأته أكرمي مثواه" من تفسير القرطبي والتحرير والتنوير
وفي لسان العرب:أنه لا يقال امرأة فلان إلا للزوجة.
مع تقديري لما تكتب وشكري لك
أخي محمد
لماذا رفضت ما قاله أخي عصام رغم أنه وجه قوله؟
هل هذا لأنه خالف ما تعتقد به؟
أم خالف ما عليه الاجماع؟
ويبقي السؤال لك .....
وكل الاحترام لأهل القرآن
ولا يجوز غير ذلك
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[05 Dec 2010, 03:00 م]ـ
الاخ الكريم القادري
أضحكتني أضحك الله سنّك، حيث لمتَ الأخوة على جفائهم ثم أنت تختم بما ختمت به. وأنا أفسر لك سر الهجمة: أخي الكلام المنسوب إلى العارف لا يقول به صغار أهل العلم. وهو يستفز كل من له حمية علمية. في المقابل أنا أتفهم موقفك؛ فقد دخلت موقع النبهان فوجدت تبجيلاً وتعظيماً يُدخل الهيبة إلى النفوس ويجعلنا نصدق كل ما نسب إليه حتى لو خالف البدهيات.
الأخوة الكرام
قوله تعالى: (سيدها) يشير إلى أنها في الأصل مسبية. وقد تكون ذات حسب قبل السبي. وقوله تعالى: (امرأة العزيز) (لامرأته) يشير إلى أنها محررة. ومثل هذا مألوف جداً. ومما يعزز هذا أن الحكم في عصر يوسف عليه السلام كان للرعاة الهكسوس وليس للفراعنة. فقد تكون المرأة فرعونية سباها الهكسوس وأعتقها العزيز وتزوجها. وبهذا نكون قد جمعنا بين معاني الألفاظ القرآنية البليغة. أما القول إن الزوج يسمى سيداً فغير مقنع.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2010, 03:21 م]ـ
يؤيد كلام الأخ الفاضل سنان
بعض العلماء يذكر (سيدها) فيما ورد من المعرب عن القبط:
وقال أبو عمرو بأنه لا يعرف ذلك في لسان العرب.
ينظر: المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Dec 2010, 03:27 م]ـ
إذا أجمع الناس في واحد= وخالفهم في الرضى واحد
فقد دل اجماعهم دونه = على رأيه انه فاسد
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[05 Dec 2010, 04:27 م]ـ
لا أدري ما هو الخلق الذميم: القول بفساد الرأي، أم القول بفساد الشخص، أم القول بفساد الخلق؟!!!!!!
أم هل المطلوب أن نطبطب عليك ونقول لك: برافو، وإلا صرنا (يبقى هذا هو حالنا وهذه أخلاقنا وبأسنا شديد بيننا والعصمة لعقولنا وآرائنا والنصر لأنفسنا والقمع والطغيان لمخالفنا)
إني لأشم رائحة الصوفية التي إذا ما تم تحديها بالأدلة العقلية والنقلية تاهت وتخبطت، وانتقلت إلى شخصنة الأمور والخوض يمنة ويسرة، إلا من رحم ربي.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[مني لملوم]ــــــــ[05 Dec 2010, 04:35 م]ـ
ويبقي سؤال
هل كان نفس رد الفعل منك أخي محمد دفاعا عن أمنا عائشة؟
التي برأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات
وهي زوج النبي صلي الله عليه وسلم لاشك
.....................
ترتيب الأولويات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مني لملوم]ــــــــ[05 Dec 2010, 04:46 م]ـ
تعلمنا الاختيار من بين الأقوال
وهذا منهج البحث العلمي الصحيح
ونحن لا نقدس أشخاص
وكما ذكر في مشاركة سابقة
يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال
وهذا هو القول الفيصل
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[05 Dec 2010, 04:48 م]ـ
يا إخوان إذا أشكلت علينا آية واختلفنا فيها نتحاكم في فهمها على فهم الصحابة العارفين بالله. وينتهي الأمر ونصل إلى الحق برضانا. والحمدلله. واللغة واسعة جدا يستطيع المرء ان يوجهها عدة توجيهات فوجب الرجوع إلى تفسير الصحابة. في فهم القرآن فعلى كل من نصر أحد القولين أن يأتي بأثر. المسألة جدا سهلة لكن لابد أن نسبر على قواعد. اللهم اغفر لمحمد قادري واجزه خير الجزاء على اجتهاده. وكذا كل من اجتهد في بيان الحق آمين.,هذا أخوكم محمد أراد نفعكم فإن أصاب فاشكروه. وإن أخطأ فنبهوه. لنصل إلى الصواب.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[05 Dec 2010, 05:49 م]ـ
القول الذي عرضه الأستاذ القادري من شذوذ القول ويجب علي أخي الفاضل أن يستدل بأكبر قدر ممكن من أقوال المفسرين المعتدلين وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:24 م]ـ
يا أحباب رغم أن القول شاذ، وأن الردودفي محلها إلا أن بعض الردود قد تشتمل على بعض العبارت التي توغر الصدور فليتنا نتجنبها جميعا، وليتنا نتأمل فيما كتبناه قبل المشاركة به.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:33 م]ـ
يا أحباب رغم أن القول شاذ، وأن الردودفي محلها إلا أن بعض الردود قد تشتمل على بعض العبارت التي توغر الصدور فليتنا نتجنبها جميعا، وليتنا نتأمل فيما كتبناه قبل المشاركة به.
نسأل الله أن يجنبنا سوء الخلاف.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[05 Dec 2010, 07:02 م]ـ
أين الشيخ الدكتور / عبدالرحمن الشهرى في هذا الموضوع، إن مشاركاته ماتعه بحق لعل المانع من ذلك خير.
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:01 ص]ـ
أرى ان الموضوع أخذ أكبر من حجمه.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[07 Dec 2010, 01:10 ص]ـ
الأستاذ محمد القادري رعاك الله وسلمك إليك بعض بحث كتبته في الآية الكريمة أتمنى أن تقرأه وإن كان طويلا وفقني الله وإياك والأخوة الفضلاء لكل خير
ٹ ٹ چ ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? چ چ چچ ? ? ? ? چ ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn1)).
المبحث الأول
بيان معنى الآية الكريمة:
قال الرازي رحمه الله: (هذه الآية من المهمات التي يجب الاعتناء بالبحث عنها) ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn2)).
ولا شك أن بيان معناها مهم فهي تذكر ما جرى بين يوسف الصديق عليه السلام وبين امرأة العزيز، وأن كل منهما هم بالآخر، لكن الله سبحانه وتعالى أقام برهانا حفظ بسببه نبيه من فعل القبيح، هذا هو ظاهر الآية الكريمة،وفي هذا الظاهر شبهة لمن يطعن في عصمة الأنبياء، إذ كيف يهم نبي الله المعصوم بالفعلة الشنيعة؟
وإذا عرفنا معنى الهم وما المراد بهم كل واحد منهما زال ذلك الإشكال فأقول وبالله التوفيق:
الهم في اللغة:مصدر هممت. قال الطبري رحمه الله: (معنى الهم بالشيء في كلام العرب: حديث المرء نفسه بمواقعته ما لم يواقع) ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn3)) ، وكذا قال ابن الجوزي رحمه الله ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn4)).
وفي النكت والعيون: (أصل الهم حديث النفس حتى يظهر فيصير فعلاً، ومنه قول جميل ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn5))
هممت بهم من بثينة لو بدا
شفيت غليلات الهوى من فؤاديا) ([6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn6)).
وفي المفردات: الهم: ما هممت به في نفسك ([7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn7)).
وقال البغوي رحمه الله: الهم:هو المقاربة من الفعل من غير دخول فيه ([8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn8)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الكشاف: هم بالأمر إذا قصده وعزم عليه، ومنه قولك: لا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما، أي: ولا أكاد أن أفعله كيدا ولا أهم بفعله هما ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn9)).
قال صاحب اللسان: تقول أهمني هذا الأمر، والهمة: ما هم به من أمر ليفعله ([10] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn10)).
فالهم بالشيء: قصده والعزم عليه، ومنه الهمام: وهو الذي إذا هم بالشيء أمضاه ([11] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn11)).
قال الفيروزبادي رحمه الله: (الهمة: فعلة من الهم، وهو مبدأ الإرادة،ولكن حصولها بنهاية الإرادة. والهم مبدؤها، والهمة نهايتها ([12] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn12)).
وفي فتح القدير (هم بالأمر: إذا قصده وعزم عليه) ([13] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn13)).
وأشار الآلوسي رحمه الله إلى أن الهم قد يستعمل بمعنى القصد والإرادة مطلقا، أو بمعنى القصد الجازم والعقد الثابت ([14] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn14)).
وذكر القاسمي رحمه الله: أن الهم يكون بمعنى القصد والإرادة، ويكون فوق الإرادة ودون العزم إذا أريد به اجتماع النفس على الأمر والإزماع عليه، ويكون بمعنى العزم وهو القصد إلى إمضائه فهو أول العزيمة ([15] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn15)).
مما سبق يتضح أن الهم نوعان، وهذا ما نص عليه شيخ الإسلام رحمه الله حيث قال: (الهم: اسم جنس تحته نوعان ... هم خطرات، وهم إصرار) ([16] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn16)).
هذا معنى الهم، أما المراد به في الآية الكريمة فهو ما سنعرفه في المبحثين التاليين.
المبحث الثاني
المراد بقوله چ ? ? ?چ
المراد بالهم هنا هم امرأة العزيز بمواقعة الفاحشة مع يوسف عليه السلام، وهذا أمر واضح بدلالة النصوص، وانتفاء المعارض الصارف للمعنى الظاهر. وشهد لذلك أدلة كثيرة منها:
قوله تعالى چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ? ?? ? ? ? ?ٹ ٹ ٹ ٹ ? چ ([17] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn17)).
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن سيدة البيت طلبت من أجيرها الطاهر يوسف أن يواقع الفاحشة معها، وغلقت الأبواب لتستتر عن أعين البشر، فراودته وطلبت منه ما يكون من الرجال مع النساء، وقالت له: هيت لك، تعال وأقبل فقد تهيأت لك، فامتنع عما دعي إليه مستعيذا بالله راغبا في حسن المثوى والفوز بما عنده. وفي قوله چ ٹ ٹ ? چما يدل على أن ما تدعوه إليه ظلم ([18] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn18)).
ومن ذلك قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? چ ([19] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn19)).
هذه الآية جاءت بعد آية چ ? ? ?? ? چ وفيها بيان أن يوسف عليه السلام فر هاربا فذهب يسابق سيدته نحو الباب، هو هارب منها وهي طالبة له، هو هارب لطلب الطهارة والنزاهة، وهاربة هي لطلب الدنس والفحش، هرب منها فأمسكت به من الخلف حتى انقد قميصه، وحضر السيد قرب الباب وشاهد الموقف، فتغيرت بمشاهدته الأمور فانقلب العفيف متهما، والمراود حاكما، والسيد مصغيا ومنفذا ([20] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn20)).
هكذا تبين هذه الآية فلقد كانت تلك السيدة راغبة وحريصة على بقائه معها لعلها تحصل على مرادها، فلما رأت زوجها عند الباب، وخافت الفضيحة عكست القضية، وادعت مراودة يوسف لها.
ويدل على ذلك قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? چ ([21] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn21)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي تمزق قميص نبي الله يوسف عليه السلام من الدبر ما يدل على أن امرأة العزيز عازمة على الإمساك به وعدم تمكينه من الهروب، لعلها تحصل منه على تحقيق ما همت به ([22] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn22)).
ويدل عليه أيضا قوله تعالى عنها چ ? ? ? ? ?? ? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([23] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn23)).
في هذه الآية الكريمة تصريح من امراة العزيز عما همت به.
فقد وضحت بجلاء، وصدعت بالحقيقة أمام الملأ، بعد أن هيأت من الأدلة ما يبرر فعلتها.
وهاهي توبخ اللائمات لها من النساء كيف يلمنها على ما حصل منها، كيف يلمنها على مراودتها لهذا الشاب الحسن الجميل،كيف يلمنها ولا يلمن أنفسهن، لقد وجدت لها عذرا عند الناس فصدعت بقول الحق، وبينت براءة يوسف، واعترفت بعملها ومراودتها، وبينت نزاهة يوسف، وطهارته، وبعده عن مواطن الريب. شهدت على نفسها وكفى بها شهادة چ ? چ چ چ چ? چ ([24] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn24)).
ومن الأدلة قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([25] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn25)).
هذا اعتراف جماعي ببراءة يوسف عليه السلام وبعده عن مواقعة السوء، اعتراف من النسوة أولاً، ثم من صاحبة الشأن ثانيا، لقد اعترفت تلك السيدة بفعلتها هنا بكل وضوح وصراحة كما اعترفت فيما سبق بذلك،لقد اعترفت بفعلتها وأثبتت نزاهة يوسف عليه السلام وبراءته ([26] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn26)).
ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أن امرأة العزيز همت بفعل الفاحشة مع يوسف عليه السلام، وحرصت على الظفر بمرادها وهيأت الأسباب، ولم يمنعها من ذلك إلا حفظ الله لنبيه يوسف عليه السلام وتمنعه وهروبه.
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: تأكيد همها بقد ولا القسم يفيد أنها عزمت عزما محققا ([27] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn27)).
ومما يدل أيضا على أن هم امرأة العزيز كان هم عزم وإرادة أنه لا يوجد ما يصرف الهم الصادر منها لغير ذلك، فيوسف عليه السلام أعطي من الحسن ما يبهر العقول، وكان شابا عزبا أسيرا في بلاد العدو، حيث لم يكن هناك أقارب، أو أصدقاء فيستحي منهم إذا فعل الفاحشة، فإن كثيرا من الناس يمنعه من مواقعة القبائح حياؤه ممن يعرف، فإذا تغرب فعل ما يشتهيه، وكان أيضا خاليا لا يخاف مخلوقا،وأجيرا عند المرأة، وهي امرأة منعمة لها سلطة ومكانة وليس لها دين يمنعها من ذلك، وزوجها في يدها قليل الغيرة، فما الذي يمنعها من تحقيق رغبتها و ولوعها بيوسف ([28] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn28)).
وذكر أهل التفسير رحمهم الله أن همها هم قصد واعتقاد.
ففي تأويل مشكل القرآن: أنها همت منه بالمعصية هم نية واعتقاد ([29] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn29)).
وذكر ابن الجوزي رحمه الله: أنها دعته إلى نفسها فترقت همتها إلى العزيمة فصارت مصرة على الزنا ([30] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn30)).
وقال القرطبي رحمه الله: لا خلاف أن همها كان المعصية ([31] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn31)).
وذكر البغوي ([32] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn32))، وأبو السعود ([33] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn33)) ، والنسفي ([34] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn34)) والشنقيطي ([35] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn35)) رحمهم الله أن همها هم عزم.
مما سبق يتضح أن هم امرأة العزيز هو الهم بفعل الفاحشة.
المبحث الثالث
بيان المراد بقوله چ ? ? چ
(يُتْبَعُ)
(/)
عرفنا فيما سبق هم امرأة العزيز وأنه هم قصد وإرادة لفعل الفاحشة، وليس المهم ذلك، ولكن المهم معرفة الهم الذي صدر من نبي الله يوسف عليه السلام وهو النبي المعصوم فهل همه كهمها أم لا؟
هذا ما سأحاول توضيحه بإذن الله فقد نثر الكلام فيه نثرا فحرصت على جمعه، وترتيبه، وتلمس الأدلة من سياق العبارات وتحديد الأقوال قدر المستطاع.وأهم ما قيل في هم يوسف عليه السلام ما يلي:
القول الأول: أن الهم الذي حصل من يوسف عليه السلام هو الهم بضربها أو أن ينالها بمكروه.
ومن أدلة ذلك قوله تعالى چ ? ? چ چ چ چفالله قد صرف عن نبيه السوء والفحشاء، وعطف الفحشاء على السوء دليل على تغايرهما، ولنفي التكرار، ومن المعلوم أن المراد بالفاحشة الفعلة القبيحة، فالسوء هو الإساءة إليها ليبعدها عما أرادت منه، وقد صرفه الله عنه لأنه لو ضربها لجر التهمة إلى نفسه، ولصدق الناس كل إدعاء قد تقوله.
قال ابن الجوزي رحمه الله: (هم أن يضربها ويدفعها عن نفسه فكان البرهان الذي رآه من ربه أن الله أوقع في نفسه إن ضربها كان ضربه إياها حجة عليه، لأنها تقول: راودني فمنعته فضربني) ([36] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn36)) . وكذا قال القرطبي ([37] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn37)) وابن كثير ([38] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn38)) أيضا.
وقد رد العلماء رحمهم الله هذا القول ولم يرتضوه، فالطبري رحمه الله عند تفسيره للآية قال: (وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف، وتأولوا القرآن بآرائهم، فإنهم قالوا في ذلك أقوالا مختلفة، فقال بعضهم: معناه: ولقد همت المرأة بيوسف، وهم بها يوسف أن يضربها،أو ينالها بمكروه لهمها به مما أرادته من المكروه لولا أن يوسف رأى برهان ربه، وكفه ذلك عما هم به من أذاها) ([39] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn39)).
وفي التسهيل قال ابن جزي رحمه الله: من جعل همها به من حيث مرادها، وهمه بها ليدفعها، بعيد لاختلاف سياق الكلام ([40] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn40)).
وقال الشنقيطي رحمه الله: تأويل الهم بأنه هم بضربها، أو هم بدفعها عن نفسه كل ذلك غير ظاهر، بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه ([41] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn41)).
القول الثاني: أن همه عليه السلام هم بالعفة ([42] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn42)).
وهذا مردود بأمرين
الأول: يفهم من هذا القول أن يوسف عليه السلام لم يكن عفيفا، وأنه هم بالعفة وهذا باطل.
الثاني: لم أجد من ذكر هذا القول إلا الماوردي رحمه الله،ولم يذكر دليلا عليه، ولم يشر إليه أحد من المصنفين في التفسير غيره على حسب ما رأيت، وكفى بإهمال العلماء له دليلا على بطلانه.
القول الثالث: أنه هم بالمرأة أن يتزوجها ([43] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn43)).
وهذا القول نسبه ابن الجوزي رحمه الله لابن عباس رضي الله عنهما ([44] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn44)).
وقد بين البغوي رحمه الله ضعفه فقال: (وقيل: همت بيوسف أن يفترشها، وهم بها يوسف أي: تمنى أن تكون له زوجة، وهذا التأويل وأمثاله غير مرضية لمخالفتها أقاويل القدماء من العلماء الذين أخذ عنهم الدين والعلم) ([45] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn45)).
ويضاف لقول البغوي رحمه الله أن يقال: كيف يهم يوسف بالزواج من امرأة معصومة بزوج يعلم أنها لا تحل له.
ويمكن أن يقال أيضا: الهم بالزواج ليس بإثم والتصريح به لا شيء فيه، والله قد بين أنه صرف عنه السوء والفحشاء، والهم بالزواج لا يدخل في السوء ولا في الفحشاء.
القول الرابع: أنه هم بالفرار منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا قول ضعيف كما ذكر ذلك ابن الجوزي رحمه الله حيث قال: (وهو قول مرذول، أفتراه أراد الفرار منها فلما رأى البرهان أقام عندها) ([46] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn46)).
ثم هو عليه السلام لم يهم بالفرار بل فر حقيقة، وكذلك الهم بالفرار من المعاصي مما يمدح عليه، والآية تشير إلى أن يوسف عليه السلام هم بأمر لا يمدح عليه، وأن الله أراه البرهان الذي بسببه عصم عن ذلك الهم، وأن الذي عصم عنه سوء وفحشاء، وليس الفرار من المعاصي حقيقة داخلا في السوء والفحشاء فكيف يدخل الهم بالفرار في ذلك.
القول الخامس: أنه عليه السلام قارب الهم ولم يهم.
ومثلوا لذلك بقول العرب: قتلته لو لم أخف الله، أي: قاربت أن أقتله ([47] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn47)).
وهذا القول مردود فالآية صرحت بصدور الهم من يوسف، وصرف اللفظ عن الظاهر يحتاج لدليل ولا دليل. ولذا لما أورد الشنقيطي رحمه الله هذا القول ذكر أنه غير ظاهر بل هو بعيد من الظاهر ولا دليل عليه ([48] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn48)).
القول السادس: همه عليه السلام كهمها وهو الهم بالمعصية ([49] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn49)).
ومن أدلة هذا القول ما يلي:
1 - قوله تعالى چ ? ? ?? ? ? چقالوا: الله قد ذكر أن الهم صدر من امرأة العزيز ومن نبيه يوسف عليه السلام، وقد قامت القرائن، والأدلة على أن هم امرأة العزيز كان الفاحشة، وهم يوسف مشاكل له فهو مثله ومن جنسه.
قال ابن الجوزي رحمه الله: (لا يجوز في اللغة هممت بفلان، وهم بي وأنت تريد اختلاف الهمين) ([50] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn50)).
2 - أن هذا القول قال به طائفة من السلف.
وقد ساق ابن جرير رحمه الله ([51] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn51)) روايات كثيرة عن السلف في بيان هم يوسف عليه السلام. وهي روايات غريبة،ولولا أن المجال مجال بحث نحرص على جمع أطراف الموضوع لكي تتجلى الحقيقة، ولنا من العلماء الكبار والفضلاء الأخيار سلف حيث ذكروها، لولا ذلك لأعرضت عنها جملة وتفصيلا، ولكن سأذكر بعضا منها على استحياء وأعرض عن روايات كثيرة تؤدي نفس المعنى إلا أن فيها من العبارات، والتفاصيل ما يؤذي الأذن، ويكدر الفؤاد، خاصة وأنها تتعلق بنبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. فحسبنا الله ونعم الوكيل.ومن تلك الروايات ما يلي:
أن ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال:استلقت له وجلس بين رجليها وحل ثيابه أو ثيابها ([52] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn52)) .
وعن مجاهد رحمه الله ([53] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn53)) قال: حل السراويل حتى التبان، واستلقت له ([54] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn54)).
وقال ابن الجوزي رحمه الله: كان همه من جنس همها فلولا أن الله تعالى عصمه لفعل،وإلى هذا المعنى ذهب الحسن ([55] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn55)) وسعيد بن جبير ([56] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn56)) والضحاك ([57] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn57)) رحمهم الله. وهو قول عامة المفسرين المتقدمين، واختاره من المتاخرين جماعة منهم ابن جرير رحمه الله ([58] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn58)) ، واحتج من نصر هذا القول بأنه مذهب الأكثرين من السلف والعلماء الأكابر ([59] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn59)).
وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله: أن أقوال الناس، وعباراتهم في هذا المقام مختلفة، وأحال على ما ذكره الطبري من روايات عن السلف ([60] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn60)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزجاج رحمه الله: (والذي عليه المفسرون أنه هم بها، وأنه جلس منها مجلس الرجل من المرأة إلا أن الله تفضل بأن أراه البرهان) ([61] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn61)).
وقريبا من ذلك قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن ([62] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn62)).
وفي فتح القدير قال الشوكاني رحمه الله: (والمعنى أنه هم بمخالطتها كما همت بمخالطته، ومال كل واحد منهما إلى الآخر بمقتضى الطبيعة البشرية، والجبلة الخلقية) ([63] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn63)).
وممن ذكر هذا القول الواحدي رحمه الله فقد قال: (طمعت فيه وطمع فيها) ([64] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn64)).
وقال البغوي رحمه الله: (قال أبو عبيد القاسم بن سلام ([65] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn65)): قد أنكر قوم هذا القول وقالوا: هذا لا يليق بحال الأنبياء،، والقول ما قال متقدموا هذه الأمة، وهم كانوا أعلم بالله أن يقولوا في الأنبياء من غير علم) ([66] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn66)).
وقال القرطبي رحمه الله: (وقال أبو عبيد القاسم بن سلام وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه، وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم) ([67] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn67)).
3 - قوله تعالى:چ ? ? ?? پ پ پ پ ? ? ? ?? ? ? ? ? چ ([68] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn68))
في هذه الآية دليل أن النفس أمارة بالسوء، وأن نفس يوسف غير برئة من الأمر بالسوء، وما دام الأمر كذلك فغير بعيد أن يكون ما صدر منه من هم هو من السوء فيحمل على الهم بالفاحشة إذا الحديث عما جرى بينه وبينها يدور حول هذا.
وقد وردعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
لما قال چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([69] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn69)) قال له جبريل: ولا حين هممت بها يا يوسف؟ فقال عند ذلك: چ ? ? ? چ ([70] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn70)).
4 - في أثبات ذلك في حق يوسف عليه السلام مثلا للمذنبين حتى لا يقنطوا من التوبة وعفو الله، وليجدوا، ويجتهدوا في العبادة كلما تذكروا ذلك.
روى عن الحسن رحمه الله أنه قال: إن الله عز وجل لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها، ولكنه ذكر لكيلا تيئسوا من التوبة ([71] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn71)).
وذكر ابن جرير رحمه الله: أن من ابتلي من الأنبياء بخطيئة فإنما ابتلاه الله بها ليكون على وجل من الله إذا ذكرها فيجد في طاعته إشفاقا منها، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته ([72] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn72)).
وفي المحرر الوجيز: (الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم، ولم يوبقه القرب من الذنب) ([73] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn73)).
وذكر القرطبي رحمه الله: أن لزلة الأنبياء حكما منها: زيادة الوجل، وشدة الحياء بالخجل، والتخلي عن عجب العمل، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل ([74] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn74)).
هذه هي الأدلة التي استدل بها أصحاب هذا القول وكل دليل منها لا يسلم من نقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستدلالهم بأن الهم ورد في الآية، وهو مقابل بهم امرأة العزيز فيكون من جنسه ونوعه لا يسلم لهم، لأننا قد عرفنا أن الهم قسمان: هم قصد وعزم، وهم خطرات، واختيار أحد النوعين وجعله مرادا في الآية يحتاج لدليل، وقد قامت الأدلة على أن هم المرأة هو القصد والعزم، وجعل هم يوسف من هذا النوع قادح في عصمة الأنبياء ولذا وقع الخلاف في الآية، ولولا هذا المعارض القوي لما أطال الناس الكلام عليها و لسووا بين الهمين وانتهى الأمر، هذا جانب.
وجانب آخر: في الرد على قولهم هذا أن يقال: بناء على قولكم يمكن أن يجعل هم المرأة تبعا لهم يوسف،وينزل همه على القسم الثاني من الهم - وهو هم الخطرات - حتى لا يطعن بالأنبياء فتكون بذلك لم تقع فيما تلام عليه، وأنتم وغيركم لا تقولون إلا أن هم المرأة: هو العزم، والأدلة قد قامت على ذلك وبهذا ينخرم هذا الدليل.
وأما ما ورد عن السلف رحمهم الله فإن لكلامهم مهابة في النفس، والتعامل معه يحتاج إلى روية، فهم أزكى قلوبا،وأعمق فهما،وأشد غيرة على مقام الأنبياء عليهم السلام، ولذا سأكتفي بإيراد ما قيل حول تلك الروايات المنقولة عنهم عليهم رحمة الله.
قال ابن الجوزي رحمه الله: (ولا يصح ما يروى عن المفسرين أنه حل السراويل وقعد منها مقعد الرجل،فإنه لو كان هذا دل على العزم،والأنبياء معصومون من العزم على الزنا) ([75] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn75)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ما ينقل من أنه حل سراويله،وجلس مجلس الرجل من المرأة،وأنه رأى صورة يعقوب عاضا على يده،وأمثال ذلك فكله مما لم يخبر الله به ولا رسوله، وما لم يكن كذلك فإنما هو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبا على الأنبياء،وقدحا فيهم،وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله، لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا صلى الله عليه وسلم حرفا واحدا) ([76] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn76)).
وقال أيضا: (وقد اتفق الناس على أنه لم تقع منه الفاحشة، ولكن بعض الناس يذكر أنه وقع منه بعض مقدماتها،مثل ما يذكرون أنه حل السراويل، وقعد منها مقعد الخاتن ونحو هذا، وما ينقلونه في ذلك ليس هو عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مستند لهم فيه إلا النقل عن بعض أهل الكتاب، وقد عرف كلام اليهود في الأنبياء وغضهم منهم، كما قالوا في سليمان [عليه السلام] ما قالوا، وفي داود [عليه السلام] ما قالوا، فلو لم يكن معنا ما يرد نقلهم لم نصدقهم فيما لم نعلم صدقهم فيه، فكيف نصدقهم فيما قد دل القرآن على خلافه) ([77] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn77)).
وقال ابن جزي رحمه الله: (من جعل هم المرأة وهم يوسف من حيث الفعل الذي أرادته ذكروا في ذلك روايات من جلوسه بين رجليها، وحله التكة، وغير ذلك مما لا ينبغي أن يقال به لضعف نقله، ولنزاهة الأنبياء عن مثله) ([78] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn78)).
وقال الآلوسي رحمه الله: وأما أقوال السلف فالذي نعتقده أنه لم يصح منها شيء عنهم، لأنها أقوال متكاذبة يناقض بعضها بعضا مع كونها قادحة في بعض فساق المسلمين فكيف بالمقطوع لهم بالعصمة ([79] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn79)).
وأورد الشنقيطي رحمه الله كثيرا من الروايات المنقولة عن السلف ثم بين أنها منقسمة إلى قسمين: قسم لم يثبت نقله عمن نقل عنه بسند صحيح - وهذا لا إشكال في سقوطه -، وقسم ثبت عن بعض من ذكر عنه، ومن ثبت عنه منهم شيء من ذلك فالظاهر الغالب على الظن المزاحم لليقين أنه إنما تلقاه عن الإسرائيليات لأنه لا مجال للرأي فيه،ولم يرفع منه قليل ولا كثير إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وبهذا تعلم أنه لا ينبغي التجرؤ على القول في نبي الله يوسف عليه السلام بأنه جلس بين رجلي كافرة أجنبية يريد أن يزني بها، اعتمادا على مثل هذه الروايات ([80] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn80)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما استدلالهم بقوله چ ? ? ? چ فهذا مردود أيضا فإن سياق الآيات يدل على أن ذلك من كلام امرأة العزيز وليس من قول يوسف، كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة لا يرتاب فيها من تدبر القرآن حيث قال تعالى چ ہ ھ ھ ھھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([81] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn81)) فهذا كله كلام امرأة العزيز، ويوسف عليه السلام إذ ذاك في السجن لم يحضر لمقابلة الملك، ولا سمع كلامه ولا رآه. ولكن لما ظهرت براءته في غيبته كما قالت امرأة العزيز:چ ? ? ? ? ? ? چ أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوده راودته، فحينئذ قال الملك چ ٹ ٹ ٹ ٹ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ وقد قال كثير من المفسرين: إن هذا من كلام يوسف،ومنهم من لم يذكر إلا هذا القول، وهو قول في غاية الفساد، ولا دليل عليه، بل الأدلة تدل على نقيضه. قاله شيخ الإسلام رحمه الله ([82] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn82)).
وقال رحمه الله: (ما ذكر من قوله چ پ پ پ پ ? ? ? ?چإنما يناسب حال امرأة العزيز لا يناسب حال يوسف، فإضافة الذنوب إلى يوسف في هذه القضية فرية على الكتاب والرسول، وفيه تحريف للكلم عن مواضعه، وفيه الاغتياب لنبي كريم، وقول الباطل فيه بلا دليل، ونسبته إلى ما نزهه الله منه، وغير مستبعد أن يكون أصل هذا من اليهود أهل البهت، الذين كانوا يرمون موسى بما برأه الله منه، فكيف بغيره من الأنبياء؟ وقد تلقى نقلهم من أحسن به الظن وجعل تفسير القرآن تابعا لهذا الاعتقاد) ([83] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn83)).
وذكر رحمه الله أيضا: أن الذي ابتلى به يوسف عليه السلام كان من أعظم الأمور، وإن تقواه وصبره عن المعصية حتى - لا يفعلها مع ظلم الظالمين له، حتى لا يجيبهم - كان من أعظم الحسنات وأكبر الطاعات وإن نفس يوسف عليه الصلاة والسلام كانت من أزكى الأنفس، فكيف أن يقول چ ? ? ?? پ پ پ پ? ? ? ?? ? ? ? ? چوالله سبحانه وتعالى يعلم أن نفسه بريئة ليست أمارة بالسوء، بل نفس زكية من أعظم النفوس زكاء، والهم الذي وقع كان زيادة في زكاء نفسه وتقواها، وبحصوله مع تركه لتثبت له به حسنة من أعظم الحسنات التي تزكي نفسه ([84] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn84)).
مما سبق يتبين لنا ضعف هذا القول.
القول السابع: لم يقع هم من يوسف عليه السلام.
ومن الأدلة على ذلك:
1 - أن هم يوسف عليه السلام الوارد في الآية جاء من باب المشاكلة فقط.
قال الآلوسي رحمه الله: إن التعبير عنه بالهم لمجرد وقوعه في صحبة همها في الذكر بطريق المشاكلة ([85] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn85)).
2 – في الآية تقديم وتأخير فيكون المعنى: چ ? ? ?? چ ثم ينتهي الإخبار عنها ويبدأ الخبر عن يوسف بقوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ?? چ فلولا رؤيته برهان ربه لهم بها، ولكنه رأى البرهان فلم يهم بها. وهو كقول الله تعالىچ ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ([86] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn86)). قال الزجاج رحمه الله: (والمعنى لولا أن رأى برهان ربه لأمضى ما هم به) ([87] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn87)).
وجاء في التبيان: أن جواب لولا محذوف تقديره: لهم بها، والوقف على چ ? ? ?? چ والمعنى: أنه لم يهم بها، وقيل التقدير: لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية ([88] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn88)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صاحب اللسان: (سئل ثعلب ([89] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn89)) عن قوله عز وجل: چ ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? چقال: همت زليخا بالمعصية مصرة على ذلك، وهم يوسف عليه السلام بالمعصية، ولم يأتها ولم يصر عليها فبين الهمتين فرق ... قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير كأنه أراد: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها) ([90] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn90)).
وقد أشار الطبري والبغوي ([91] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn91)) وابن كثير ([92] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn92)) رحمهم الله إلى ضعف هذا القول، وذلك أن العرب لا تقدم جواب لولا قبلها، لا تقول: لقد قمت لولا زيد وهي تريد لولا زيد لقد قمت.
وذكر النحاس رحمه الله أن قوما قالوا في الآية على التقديم والتأخير ثم قال: وهذا القول عندي محال، ولا يجوز في اللغة،ولا في كلام من كلام العرب، لا يقال: قام فلان إن شاء الله، ولا قام فلان لولا فلان ([93] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn93)).
وأورد ابن الجوزي رحمه الله هذا القول، ثم نقل عن أهل العربية أنهم قالوا: تقديم جواب لولا عليها شاذ مستكره لا يوجد في فصيح كلام العرب ([94] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn94)).
وقال القرطبي رحمه الله: (وأما يوسف [عليه السلام] فهم بها لولا أن رأى برهان ربه، ولكن لما رأى البرهان ما هم، وهذا لوجوب العصمة للأنبياء قال الله تعالى چ ? ? ? چ چ چچ ? ? ? ? چفإذا في الكلام تقديم وتأخير أي: لولا أن رأى برهان ربه هم بها) ([95] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn95)).
وأشار الآلوسي رحمه الله إلى أن ما روي لا يساعد عليه كلام العرب، لأنه يقتضي كون الجواب محذوفا لغير دليل لأنهم لم يقدروا بناءا على ذلك الهم بها، وكلام العرب لا يدل إلا على أن يكون المحذوف من معنى ما قبل الشرط لأنه الدليل عليه ([96] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn96)).
وقال النسفي رحمه الله: (جواب لولا لا يتقدم عليها لأنه في حكم الشرط، وله صدر الكلام) ([97] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn97)).
وذهب أبو حيان رحمه الله إلى أن الهم لم يقع من يوسف عليه السلام، ولكنه لم يجعل جواب لولا متقدما بل جعله محذوفا فقال: والذي أختاره أن يوسف عليه السلام لم يقع منه هم بها ألبتة، بل هو منفي لوجود رؤية البرهان، كما تقول: لقد قارفت لولا أن عصمك الله، ولا نقول إن جواب لولا متقدم عليها ... بل نقول إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه ([98] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn98)).
واختار الشنقيطي رحمه الله هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وذكر أنه أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية ([99] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn99)).
مما سبق يتضح أن هذا القول قد تباينت فيه أقوال أهل اللغة فبينما يجيزه البعض يرفضه آخرون.
القول الثامن: وقع هم من يوسف عليه السلام ولكنه هم خطرات لا عزم.
ومن أدلة هذا القول:
1 – قوله تعالى چ ? ? ?? ? ? چ
2 - قوله تعالى چ ? ? چ چ چچ چقال ابن الجوزي رحمه الله: واحتج على أن همته لم تكن من جهة العزيمة وإنما كانت من جهة دواعي الشهوة بقوله چ ? ? ?? ? ? چوقوله چ ? ? چ چ چچ چوكل ذلك إخبار ببراءة ساحته من العزيمة على المعصية ([100] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn100)).
3 - أن هذا فيه إثبات للهم دون القدح بعصمة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام، والهم كما مر قسمان: هم العزم وهم الخطرات. وهو هنا هم خطرات، وهذا لا يؤاخذ عليه العبد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن الجوزي رحمه الله: أن يوسف عليه الصلاة والسلام عارضه ما يعارض البشر من خطرات القلب، وحديث النفس من غير عزم، فلم يلزمه هذا الهم ذنبا فإن الرجل الصالح قد يخطر بقلبه وهو صائم شرب الماء البارد فإذا لم يشرب لم يؤاخذ بما هجس في نفسه، وقد سئل سفيان الثوري ([101] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn101)) أيؤاخذ العبد بالهمة؟ فقال: إذا كانت عزما ([102] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn102)).
قال الشنقيطي رحمه الله: المراد بهم يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى، وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى، وهذا لا معصية فيه لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)) ([103] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn103)) يعني ميل القلب الطبيعي ... وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحد ([104] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn104)) كهم يوسف هذا، بدليل قوله چ ? ? ? ? ? پ پ پپ ? ? ? ? چ ([105] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn105)) .
لأن قوله چ پ پ چ يدل على أن ذلك الهم ليس معصية لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية ([106] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn106)).
4- هذا القول يظهر رفعة نبي الله يوسف عليه السلام، وما سبق من الأقوال تسعى لنفي قدح قد يرمى به، وفرق كبير بين الأمرين، فنبي الله عليه السلام هم ولكن لم تتجاوز همته إلى المحظور فهو مثاب على ذلك ومأجور، يشهد لذلك الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)) ([107] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn107)).
قال الآلوسي رحمه الله: من نظر في قوله سبحانه چ ? ? ? ? چرآه أفصح شاهد على براءته عليه السلام، ومن ضم إليه قول إبليس چ ? ? ? ? چ ([108] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn108)) وجد إبليس مقرا بأنه لم يغوه ولم يضله عن سبيل الهدى، كيف وهو عليه السلام من عباد الله تعالى المخلصين بشهادة الله تعالى، وقد استثناهم من عموم لأغوينهم أجمعين ([109] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn109)).
وذكر ابن تيمية رحمه الله ([110] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn110)) أن يوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه، فلم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها، وقال تعالى: چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ ([111] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn111)).
وقال رحمه الله: الهم الذي وقع منه عليه السلام فيه زيادة في زكاء نفسه وتقواها، وبحصوله مع تركه لله لتثبت له به حسنة من أعظم الحسنات التي تزكي نفسه ([112] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn112)).
5 - هذا القول سالم من المعارضات بعكس غيره مما سبق بيانه من الأقوال، فكل قول منها لم يسلم من اعتراض كما مر بيان ذلك.
6 - أن الله لم يعنف نبيه يوسف عليه السلام، ولم يذكر عنه توبة وإنابة مما يدل على أن همه هم خطرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن الله لم يذكر في كتابه عن نبي من الأنبياء ذنبا إلا ذكر توبته منه، كما ذكر في قصة آدم، وموسى وداود، وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويوسف عليه الصلاة والسلام لم يذكر الله تعالى عنه في القرآن أنه فعل مع المرأة ما يتوب منه، أو يستغفر منه أصلا، وقد اتفق الناس على أنه لم تقع منه الفاحشة، والقرآن قد أخبر عن يوسف عليه السلام من الاستعصام، والتقوى، والصبر في هذه القضية ما لم يذكر عن أحد نظيره، فلو كان يوسف عليه السلام قد أذنب لكان إما مصرا، وإما تائبا، والإصرار من الأنبياء منتف فتعين أن يكون تائبا، والله لم يذكر عنه توبة في هذا، ولا استغفارا كما ذكر عن غيره من الأنبياء، فدل ذلك على أن ما فعله يوسف عليه السلام كان من الحسنات المبرورة والمساعي المشكورة كما أخبر الله عنه بقوله تعالى چ ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? چ ([113] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn113)).
وقال عليه رحمة الله: يوسف عليه السلام لم يفعل ذنبا ذكره الله عنه، وهو سبحانه وتعالى لا يذكر عن أحد من أنبيائه ذنبا إلا ذكر استغفاره من ذلك الذنب ولم يذكر عن يوسف عليه السلام استغفارا من هذه الكلمة، كما لم يذكر عنه استغفارا من مقدمات الفاحشة، فعلم أنه لم يفعل ذنبا في هذا ولا هذا، بل هم هما تركه لله فأثيب عليه حسنة ([114] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn114)).
وقال الرازي رحمه الله: إن الأكابر كالأنبياء متى صدرت عنهم زلة أو هفوة استعظموا ذلك واتبعوه بإظهار الندامة، والتوبة والتخضع، والتنصل، فلو كان يوسف عليه السلام أقدم على هذه الفاحشة المنكرة لكان من المحال أن لا يتبعها بذلك، ولو كان قد أتبعها لحكى، وحيث لم يكن علمنا أنه ما صدر عنه في هذه الواقعة ذنب أصلا ([115] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn115)).
7 - أن من نفى الهم عن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام خالف النص الصريح في الآية، وما وجه به الآية لم يسلم له كما مر سالفا. ومن أثبته على غير هذا المعنى وقع في المحذور الشرعي، وقدح في عصمة النبي يوسف عليه السلام،وعلى هذا القول يستقيم ظاهر الآية وينتفي المحذور وهذا هو المطلوب.
8 - في هذا القول تفريق بين الهمين. والإشكال الوارد على الآية نتيجته عدم التفريق بينهما، فلما فرق بين معنييهما زال الإشكال.
قال ابن الجوزي رحمه الله: (فإن قيل فقد سوى القرآن بين الهمتين فلم فرقتم؟ فالجواب أن الاستواء وقع في بداية الهمة ثم ترقت همتها إلى العزيمة بدليل مراودتها، واستلقائها بين يديه، ولم تتعد همته مقامها بل نزلت عن رتبتها وانحل معقودها بدليل هربه منها، وقوله {معاذ الله} وعلى هذا تكون همته مجرد خاطر لم يخرج إلى العزم) ([116] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn116)).
9 - أن هذا القول اختيار أكثر أهل التفسير والمحققين من العلماء.
قال البغوي رحمه الله: (قال بعض أهل الحقائق: الهم همان. هم ثابت إذا كان معه عزم وعقد و رضى، مثل هم امرأة العزيز، والعبد مأخوذ به، وهم عارض وهو: الخطرة وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه السلام، والعبد غير مأخوذ به ما لم يتكلم أو يعمل) ([117] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn117)).
وكذا قال ابن عطية ([118] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn118))، والقرطبي ([119] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn119)) و ابن جزي ([120] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn120))، وابن كثير ([121] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn121)) وأبو السعود ([122] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn122)) والنسفي ([123] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn123)) ، والآلوسي ([124] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn124))
(يُتْبَعُ)
(/)
،والبيضاوي ([125] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn125)) والشوكاني ([126] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn126)) رحمهم الله.
وقال ابن العربي رحمه الله: إنما بين الله به حال يوسف من حين بلوغه بأنه آتاه العلم، وأتاه العمل بما علم، وخبر الله صادق، ووصفه صحيح، وكلامه حق، فقد عمل يوسف عليه السلام بما علمه الله من تحريم الزنا، وتحريم خيانة السيد، أو الجار، أو الأجنبي في أهله، فما تعرض لامرأة العزيز، ولا أناب إلى المراودة بل أدبر عنها وفر منها حكمة خص بها، وعملا بمقتضى ما علمه الله سبحانه، وهذا يطمس وجوه الجهلة من الناس، والغفلة من العلماء في نسبتهم إليه ما لا يليق، وأقل ما اقتحموا من ذلك أنه هتك السراويل، وهم بالفتك فيما رأوه من تأويل وحاشا لله ما علمت عليه من سوء بل أبرئه مما برأه الله منه. وإنما الذي كان منه الهم وهو فعل القلب، فما لهؤلاء المفسرين لا يكادون يفقهون حديثا، ويقولون: فعل فعل والله إنما قال: هم بها ([127] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn127)).
بهذا يتضح لنا أن هم يوسف عليه السلام هم خطرات، وهذا لا يقدح في عصمته عليه السلام - كما مر معنا بيانه - بل يزيده رفعة وشرفا صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول أرجح الأقوال وهو الذي يعول عليه والله أعلم.
وهو الموفق سبحانه للصواب فإن أصبت فيما رجحته فبتوفيقه وتسديده،وإن كان الأمر على خلاف ما ذكرت فهو الكريم العفو الغفور نسأله الصفح والتجاوز وهو حسبنا ونعم الوكيل.
([1]) سورة يوسف الآية 24.
([2]) مفاتيح الغيب 9/ 117.
([3]) جامع البيان 12/ 183.
([4]) انظر زاد المسير 4/ 203.
([5]) هو جميل بن عبد الله بن معمر القضاعي الشاعر. انظر الأعلام 2/ 134.
([6]) النكت والعيون 3/ 24.
([7]) انظر المفردات في غريب القرآن ص 545.
([8]) انظر معالم التنزيل2/ 418.
([9]) انظر الكشاف 2/ 248.
([10]) انظر لسان العرب 12/ 620.
([11]) انظر أنوار التنزيل 1/ 480.
([12]) بصائر ذوي التمييز 5/ 345.
([13]) فتح القدير 3/ 19.
([14]) انظر روح المعاني 12/ 213.
([15]) انظر محاسن التأويل 9/ 212.
([16]) دقائق التفسير 1/ 272.
([17]) سورة يوسف آية 23.
([18]) انظر جامع البيان 12/ 178، الجامع لأحكام القرآن 9/ 162.
([19]) سورة يوسف آية 25.
([20]) انظر جامع البيان 12/ 192، الجامع لأحكام القرآن 9/ 170.
([21]) سورة يوسف آية 28.
([22]) انظر جامع البيان 12/ 196، الجامع لأحكام القرآن 9/ 175.
([23]) سورة يوسف آية 32.
([24]) انظر جامع البيان 12/ 209، الجامع لأحكام القرآن 9/ 177.
([25]) سورة يوسف أية51.
([26]) انظر جامع البيان 12/ 236، الجامع لأحكام القرآن 9/ 206.
([27]) انظر تفسير التحرير والتنوير 12/ 252.
([28]) انظر دقائق التفسير 3/ 274.
([29]) انظر تأويل مشكل القرآن ص 404.
([30]) انظر زاد المسير 4/ 204.
([31]) انظر الجامع لأحكام القرآن 9/ 166.
([32]) انظر معالم التنزيل 1/ 418.
([33]) انظر إرشاد العقل السليم 4/ 265، روح المعاني 12/ 213.
([34]) انظر تفسير النسفي 2/ 184.
([35]) انظر أضواء البيان 2/ 59.
([36]) زاد المسير 4/ 206.
([37]) انظر الجامع لأحكام القرآن 9/ 166.
([38]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 474.
([39]) جامع البيان 12/ 185.
([40]) انظر كتاب التسهيل لعلوم التنزيل2/ 117.
([41]) انظر أضواء البيان 3/ 68.
([42]) انظر النكت والعيون 3/ 24.
([43]) انظر زاد المسير 4/ 205،جامع البيان 9/ 166، تفسير القرآن العظيم 2/ 474.
([44]) انظر زاد المسير 4/ 205.
([45]) معالم التنزيل 2/ 418.
([46]) زاد المسير 4/ 207.
([47]) انظر الكشاف 2/ 249، تفسير النسفي 2/ 217.
([48]) انظر أضواء البيان 3/ 60
(يُتْبَعُ)
(/)
([49]) لقد رد هذا القول بعض المفسرين ووصفوا القائلين به بأوصاف لا تليق وفي عبارتهم قلة أدب في حق السلف. قال الرازي رحمه الله: (نقول لهؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف عليه السلام هذه الفضيحة: إن كانوا من أتباع الله فليقبلوا شهادة الله تعالى على طهارته، وإن كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليبقوا شهادة إبليس على طهارته، ولعلهم يقولون: كنا في أول الأمر تلامذة إبليس إلى أن تخرجنا عليه فزدنا عليه في السفاهة) مفاتيح الغيب 9/ 119، وذكر صاحب المنار أن هذا القول قول الجمهور،ثم انبرى يرد عليه ويبطله وأطال في ذلك معتمدا على الأدلة العقلية غالبا، وذاكرا أن معولهم على روايات انخدعوا بها. فراجعه في تفسير المنار 12/ 280.
([50]) زاد المسير 4/ 204، وهذا القول نسبه إلى ابن قتيبة.
([51]) انظر جامع البيان 12/ 183.
([52]) انظر جامع البيان 12/ 183، فقد أورد الطبري الأثر بسند رجاله ثقات إلا أن قبيصة بن عقبة السوائي الراوي عن سفيان الثوري تكلم جماعة في سماعه من سفيان، وقال فيه يحيى بن معين: (ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان فليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير) وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 10/ 131 بعد أن أورد ما قيل فيه: (الرجل ثقة، وما هو في سفيان كابن مهدي و وكيع، وقد احتج به الجماعة في سفيان وغيره). وسفيان الثوري روى بالعنعنة عن عبد الملك بن جريج، وسفيان مع إمامته مدلس كما ذكر ابن حجر في كتابه النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 639، وكذلك عبد الملك بن جريج القرشي مدلس أيضا كما ذكر ابن حجر في المصدر السابق وقد روى بالعنعنة عن ابن أبي مليكة فلا بد من التصريح بالسماع وخاصة في أمر مهم كهذا.
([53]) هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، ويقال: مولى عبد الله بن السائب، أكثر الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه أخذ القرآن، والتفسير، والفقه، وروى عن أبي هريرة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر وغيرهما رضي الله عنهم وروى عنه خلق كثير،قال يحيى بن معين، وطائفة: مجاهد ثقة، توفي رحمه الله سنة 103 هـ.
انظر ترجمته في الطبقات الكبرى 5/ 466، سير أعلام النبلاء 4/ 449.
([54]) انظر جامع البيان 12/ 183، والرواية في سندها سفيان بن وكيع بن الجراح وقد تكلم فيه،وتركه البعض كما في سير أعلام النبلاء 12/ 152. وفيها أيضا الأعمش سليمان بن مهران وهو مع إمامته قد عرف بكثرة التدليس، كما ذكر ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 640 ولم يصرح بالسماع من مجاهد بل روى عنه بالعنعة.
([55]) هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري أدرك عددا من الصحابة رضي الله عنهم، وروى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب، وأبي بكرة الثقفي، والنعمان بن بشير، وجابر، وجندب البجلي، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومعقل بن يسار، والاسود ابن سريع، وأنس، وخلق من الصحابة رضي الله عنهم.كان رحمه الله عالما، رفيعا، فقيها، ثقة، حجة، مأمونا، عابدا، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، جميلا، سيد أهل زمانه علما وعملا، توفي سنة 110 هـ.
انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى 7/ 156، سير أعلام النبلاء 4/ 563.
([56]) هو الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد، سعيد بن جبير الأسدي الوالبي مولاهم روى عن ابن عباس فأكثر وجود، وعن عبد الله بن مغفل، وعائشة، وعدي بن حاتم، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وأبي مسعود البدري، وعن ابن عمر، وابن الزبير، والضحاك بن قيس، وأنس، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم، وكان رحمه الله من كبار العلماء، ثقة ثبتا فقيها، قتله الحجاج سنة 95 هـ.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب 1/ 108، تقريب التهذيب 1/ 292.
([57]) هو الضحاك بن مزاحم الهلالي، كان من أوعية العلم، له باع في التفسير والقصص، حدث عن أبي سعيد الخدري، وابن عمر، وأنس بن مالك رضي الله عنهم، وليس بالمجود لحديثه، وهو صدوق في نفسه، توفي سنة 102 هـ وقيل بعدها.
انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى 6/ 300، سير أعلام النبلاء 4/ 598.
(يُتْبَعُ)
(/)
([58]) لم ينص ابن جرير على اختيار هذا القول ومن عادته غالبا أن ينص على ما يراه الأولى أو ما يختاره، وقد عرض لعدد من الأقوال ولم يرجح كما ذكره ابن الجوزي وعبارة الطبري في تفسيره 12/ 191 (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من آيات الله زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة، وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب وجائز أن تكون صورة الملك ... ) فالطبري هنا يتحدث عن البرهان وليس عن الهم. وقد يفهم من قوله: زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة أنه يختار ذلك ولكنه لم ينص عليه والله أعلم.
([59]) انظر زاد المسير 4/ 204.
([60]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 474.
([61]) معاني القرآن وإعرابه 3/ 101.
([62]) إعراب القرآن 2/ 323.
([63]) فتح القدير 3/ 19.
([64]) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/ 402.
([65]) هو الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام، كان فاضلا ثقة ورعا مأمونا صاحب سنة، صنف كتبا في أنواع العلوم، وكان يقسم الليل أثلاثا فيصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنف الكتب ثلثه توفى بمكة سنة 223 هـ.
انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 4/ 60، سير أعلام النبلاء 10/ 490.
([66]) معالم التنزيل 2/ 418.
([67]) انظر الجامع لأحكام القرآن 9/ 167، روح المعاني 12/ 214، مفاتح الغيب 9/ 117.
([68]) سورة يوسف الآية 53.
([69]) سورة يوسف الآية 52.
([70]) انظر جامع البيان 13/ 1، معالم التنزيل 2/ 419، الجامع لأحكام القرآن 9/ 166، وهذه الرواية ساق الطبري لها أسانيد كثيرة وفيها سماك بن حرب الذهلي تكلموا فيه، وروايته عن عكرمة مضطربة وفي غير عكرمة صالح قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 238: (تجنب البخاري إخراج حديثه، وقد علق له البخاري استشهادا به، فسماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك،ولا ينبغي أن تعد صحيحة لأن سماك إنما تكلم فيه من أجلها).
([71]) المصدر السابق 9/ 167.
([72]) انظر جامع البيان 12/ 185.
([73]) المحرر الوجيز 9/ 278.
([74]) الجامع لأحكام القرآن 9/ 167.
([75]) زاد المسير 4/ 205.
([76]) دقائق التفسير3/ 272.
([77]) المصدر السابق 3/ 280.
([78]) كتاب التسهيل لعلوم التنزيل 2/ 117.
([79]) انظر روح المعاني 12/ 217.
([80]) انظر أضواء البيان 3/ 68.
([81]) سورة يوسف الآيات (50 - 53).
([82]) انظر دقائق التفسير 3/ 273.
([83]) مجموع الفتاوى 15/ 149.
([84]) انظر المصدر السابق 15/ 139.
([85]) انظر روح المعاني 12/ 213.
([86]) انظر جامع البيان 12/ 185، معالم التنزيل 2/ 418.
([87]) معاني القرآن وإعرابه 3/ 101.
([88]) انظر التبيان في إعراب القرآن 2/ 51.
([89]) هو العلامة المحدث إمام النحو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم ثقة حجة، دين صالح، مشهور بالحفظ توفي سنة 291 هـ.
انظر ترجمته في:معجم الأدباء 5/ 102، سير أعلام النبلاء 14/ 5.
([90]) لسان العرب12/ 620.
([91]) انظر جامع البيان 12/ 185، معالم التنزيل 2/ 418.
([92]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 474.
([93]) انظر إعراب القرآن 2/ 323.
([94]) انظر زاد المسير 4/ 206.
([95]) الجامع لأحكام القرآن 9/ 166.
([96]) روح المعاني 12/ 214.
([97]) تفسير النسفي 2/ 217.
([98]) انظر البحر المحيط 5/ 295.
([99]) انظر أضواء البيان 3/ 60.
([100]) انظر زاد المسير 4/ 205.
([101]) هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الإمام روى عن ست مئة شيخ، وروى عنه خلق كثير، كان رأسا في الزهد، والتأله، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم، توفي سنة 261 هـ.
انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/ 286، سير أعلام البلاء7/ 237.
([102]) انظر زاد المسير4/ 204.
(يُتْبَعُ)
(/)
([103]) رواه أبو داود في سننه 2/ 601 كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء حديث رقم 2134، والنسائي في سننه 5/ 281 كتاب عشرة النساء، باب ميل الرجل إلى بعض نسائه دون بعض حديث رقم 8891، وابن ماجة في سننه 1/ 634 كتاب النكاح، باب القسمة بين النساء حديث 1971.
([104]) ورد في البخاري عن جابر رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية فينا {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول {والله وليهما}. انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري 7/ 357 كتاب المغازي. باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} حديث 4051.
([105]) سورة آل عمران آية 122.
([106]) انظر أضواء البيان 3/ 58.
([107]) رواه البخاري انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 323 كتاب الرقاق، باب من هم بحسنة أو بسيئة حديث 6491.
([108]) سورة ص آية 82 - 83.
([109]) انظر روح المعاني 12/ 215.
([110]) انظر دقائق التفسير3/ 272.
([111]) سورة الأنعام آية 201.
([112]) انظر دقائق التفسير 3/ 275 وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن ما حدث من يوسف عليه السلام فيه زكاء لنفسة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ويوسف لم تدعه فقط بل راودته وهيأت الأسباب وقد ذكر أنها كانت جميلة، ولا شكأنها كانت ذات منصب،ومع ذلك تمنع فله بذلك حسنات ولا نقص عليه. انظر دقائق التفسير 3/ 378.
([113]) انظر مجموع الفتاوى 15/ 147، والآية رقم 90 من سورة يوسف.
([114]) انظر المصدر السابق 15/ 117.
([115]) انظر مفاتيح الغيب 9/ 119.
([116]) انظر زاد المسير 4/ 205.
([117]) معالم التنزيل 2/ 419.
([118]) انظر المحرر الوجيز 9/ 278.
([119]) انظر الجامع لأحكام القرآن 9/ 167.
([120]) انظر كتاب التسهيل لعلوم التنزيل 2/ 117.
([121]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 474.
([122]) انظر إرشاد العقل السليم 4/ 266.
([123]) انظر تفسير النسفي 2/ 217.
([124]) انظر روح المعاني 12/ 213.
([125]) انظر أنوار التنزيل 1/ 480.
([126]) انظر فتح القدير 3/ 19.
([127]) انظر أحكام القرآن 3/ 1082.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[07 Dec 2010, 04:26 ص]ـ
شيخنا الجليل، جزاكم الله خيرا على هذه الإفادة البالغة.
واغفر لي إذ أضع ههنا نتيجة البحث، وترك الاستزادة والتفصيل لقراءة البحث نفسه؛ إذ هو طويل ومستفيض كما أشرت فضيلتكم.
بهذا يتضح لنا أن هم يوسف عليه السلام هم خطرات، وهذا لا يقدح في عصمته عليه السلام - كما مر معنا بيانه - بل يزيده رفعة وشرفا صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول أرجح الأقوال وهو الذي يعول عليه والله أعلم.
وهو الموفق سبحانه للصواب فإن أصبت فيما رجحته فبتوفيقه وتسديده،وإن كان الأمر على خلاف ما ذكرت فهو الكريم العفو الغفور نسأله الصفح والتجاوز وهو حسبنا ونعم الوكيل.
تقبل الله منك البحث في ميزان العلم النافع والخير الناجع.
اللهم آمين
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Dec 2010, 12:53 م]ـ
السلام عليكم
عرفنا فيما سبق هم امرأة العزيز وأنه هم قصد وإرادة لفعل الفاحشة، وليس المهم ذلك، ولكن المهم معرفة الهم الذي صدر من نبي الله يوسف عليه السلام وهو النبي المعصوم فهل همه كهمها أم لا؟
البحث يجزم أنه كان فى مقام النبوة ذلك الحين؛ بالرغم ان الآية السابقة تقرر أنه كان فى مقام الاحسان " وكذلك نجزى المحسنين " مما يعنى أنه لم يكن وصل مقام النبوة بعد؛
والقول أنه معصوم فى هذه اللحظة يجعل أن لافضل له فى الامتناع عن الفعل .... إذ هو معصوم؛
ويكون الاقتداء به غير وارد؛ ويكون ذكر القصة لنعلم ماحدث لنتغنى بها وكفى .... ؛
فإذا قلت لشاب أن يوسف عليه السلام منع نفسه رغم جمال المرأة و ... ,قوة الفتنة لقال لك إن الله عصمه ولم يعصم هو نفسه؛ إنه ماكان يستطيع أن يعصم نفسه!! فلن أجد جوابا لكلام هذا الشاب لأنه كلام منطقى!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2010, 02:52 م]ـ
عجيب!
عجيب أمر بني إسرائيل مع هذا النبيء الصديق عليه السلام!!
كيف يتبادر إلى الفهم أن يوسف النزيه في كل خطوة من خطواته، وفي كل خطرة من خطراته كان قد تلاعبت به تلك الأنواع الدنيئة من الخطَرات!؟، وهو الذي قد قالها قولةً قاطعةً ثابتةً، قبل أن يحدث لها وله هذا الهم، ارتج منها قصر العزيز وأبوابه المغلقة:
((معاذ الله! إنه ربي! أحسن مثواي! إنه لا يفلح الظلمون))!!.
أفليس هذا من قواطع العزم وروادع الفعل اللائقة بعظمة الأنبئاء عليهم الصلاة والسلام.
أوليس هذا القول الواضح والمحكم والظاهر يجعلنا نرتب الأحداث صعوداً متألقاً مطّرداً، ابتداءً من هذه النقطة الناصعة البياض والنقاء والشرف والنزاهة ... ؟!
تلك النقطة الناصعة البياض التي تنتظم في تألقها وصعودها إلى قمة النزاهة النبوية أنواع هموم يوسف والبراهين التي تراءت أمامه، وهو في قمة تأبيه على السوء والفحشاء!.
...(/)
قول ابن عطية في قوله {وكان وراءهم ملك .. }
ـ[دارس]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:22 ص]ـ
ذكر ابن عطية في محرره معنى قوله (((وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)))
قال القاضي أبو محمد: " وقوله " وراءهم " هو عندي على بابه وذلك أن هذه الألفاظ إنما تجيء مراعا بها الزمن وذلك أن الحادث المقدم الوجود هو الإمام وبين اليد لما يأتي بعده في الزمن والذي يأتي بعد هو مكررة الوراء وهو ما خلف وذلك بخلاف ما يظهر ببادي الرأي .. "
من يوضح لي مراده؛ لأنه أشكل لدي؟!
نفع الله بكم ..
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[05 Dec 2010, 10:06 ص]ـ
و"كان وراءهم ملك": لا أدري لماذا استشكل أهل التفسير كلمة وراءهم فقالوا إنها بمعنى أمامهم. فلعلهم لم يتصوروا أن سفينة الملك تبحث عن السفن لتغصبها، ومن هنا عندما ترى سفينة من بعيد تلحق بها. والأسهل عندهم للفهم أن تتلاقى السفن فيقوم الملك بالغصب نتيجة التلاقي.
من هنا يرى القاضي أبو محمد أنها على بابها ولا يلزم أن نقول إنها بمعنى أمامهم، لأن المقصود هنا الزمان وليس المكان. ففي الزمن المقبل هناك عام 1432هـ ومن ورائه العام 1433هـ. لأنه يأتي خلفه في مستقبل الزمن.
ـ[دارس]ــــــــ[05 Dec 2010, 05:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ..(/)
التفسير الفيزيائي .. ليوم القيامة!
ـ[منير الصالح]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
وردتني مقاطع صوتية على بريدي الالكتروني تحوي تفسيراً لبعض آيات القرآن بلغة (الفيزياء) لمهندس اسمه: علي منصور كيالي.
الّلافت في الأمر أنه يحدّد على وجه التقريب تاريخ ولادة أبونا آدم عليه السلام، وطريقة فناء الدنيا من خلال الرّبط بين آيات (اليوم الآخر) بطريقة فزيائية. .
هذه بعض المقاطع ..
http://www.youtube.com/watch?v=dvaKU8rY_Ig&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=GNVpRA5kvmA&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=nmeesmbKd78&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=bDg18JuYKwU&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=6zqwOm5Q8J0&feature=related
أتمنى من أهل الاختصاص الافادة حول مثل هذا الكلام. . سيما وانه يتعلّق بكلام الله تعالى.
والله يرعاكم؛؛؛
ـ[منير الصالح]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:01 م]ـ
يرفع للافادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2010, 11:04 ص]ـ
شكراً لأخي منير وفقه الله.
وصلتني هذه المقاطع على بريدي من أكثر من شخص، ولم أجد وقتاً لمشاهدتها، وقد استمعتُ الآن لهذه المقاطع متأملاً لما فيها، وقد استفدت منها أشياء لأول مرة أتوقف عندها، وقد لاحظت في طرح المهندس الكيالي - وفقه الله - جُرأَةً في الجزم بمعاني بعض الآيات لا يمكنني أن أقول إنه قد أخطأ فيها فلديه قدرة على الاستدلال الدقيق بآيات بالقرآن الكريم مع تحديد أرقام الآيات ومواضعها، ويحتاج المشاهد لهذه المقاطع إلى مراجعة دقيقة للمعاني التي ذكرها والتأمل في مدى اتفاقها مع أقوال بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم.
وقد يلاحظ بعض من يريد انتقاد المهندس اللحن في قراءة بعض الآيات أو في ضبطها ولكن يلتمس له العذر بأنه يتلوها من حفظه. ولكنه قد تكلم بكلام يبدو لي أنه متخصص فيه وهو الفيزياء في تحديد مقدار عمر السموات والأرض وغيرها، وتقريب وقت الساعة دون تحديد دقيق مع استدلاله بآيات قيام الساعة في القرآن.
وقد يؤخذ عليه تسمحه في بعض العبارات في التعبير.
ولكن مجمل كلامه جدير بالاستفادة منه والاستماع إليه بعناية ففيه فوائد ولفت نظر لمعاني دقيقة من معاني الآيات القرآنية.
وليت الإخوة يعطوننا تعريف بالمهندس الكيالي، وسيرته الذاتية، وأين يعمل، وأين تقع هذه المحاضرات من سيرته العلمية وجهوده.
نسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع، والتفقه في كتابه الكريم، والتأمل في معانيه والعمل بها على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى.
الجمعة 4 محرم 1432هـ
ـ[عثمان السعيد]ــــــــ[10 Dec 2010, 09:02 م]ـ
شكرا للأخ منير الصالح على جميل الطرح
وشكرا للمهندس المجتهد/ علي كيالي
أعجبني اجتهاده في تفسير الآيات بطريقة فيزيائية وهذا يدل على أن القرآن الكريم العظيم شاملا على كل العلوم ومهيمنا عليها.
كيالي قرب لنا التصور العام ولا أقول الدقيق عن يوم القيامة فجزاه الله كل خير ونفع بعلمه ..
كل التوفيق لمن سعى إلى الخير ..(/)
" لا إله إلّا هو ": ... مثال عن التدبّر التلقيني!؟
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[05 Dec 2010, 07:21 ص]ـ
اعلم!
أن العالم بجميع أنواعه من طبقات الغيب والشهادة يشهد بأنّه:
" لا إله إلاَّ هُو "
إذ التساند بينها هكذا يقتضي ..
وبجميع أركان جميع أنواعها من المنظومة الشمسية وغيرها تشهد بأنه:
"لاَ رَبَّ إلاَّ هُوَ"
إذ التشابه مع التناظر هكذا يقتضي ..
وبجميع أعضاء جميع أركانها من أرضنا وغيرها تشهد بأنه:
"لا مَالِكَ إلاَّ هُوَ"
إذ التماثل مع اتحاد السَّكة هكذا يقتضي ..
وبجميع اجزاء جميع اعضائها من طوائف النباتات وقبائل الحيوانات تشهد بأنه:
"لا مُدبِّر إلاَّ هُوَ"
إذ التعاون مع الاشتباك هكذا يقتضي ..
وبجميع جزئيات جميع أجزائها تشهد بأنه:
"لا مُربّيَ إلاَّ هُوَ"
إذ توافق الأفراد في أساسات الأعضاء يصرّح باتحاد القلم وبأن المربي واحد، وتمايزها في الصور المنتظمة ينصّ على أن الكاتب مختار حكيم ..
وبجميع حجيرات جميع جزئياتها تشهد بأنه:
"لاَ مُتَصَرف في الحَقيقَةِ إلاَّ هُوَ"
ولا تصرف إلّا تحت أمره التكويني؛ إذ لو لم يتحد للزم وجود متصرفين غير متناهيين، مع أنها أضدادٌ أمثال 1 ومع أنّها مستقلون أُسَراءٌ، ومع أنّها مطلقون مقيَّدون مع محالات أُخر كثيرة ..
وبجميع ذرّات جميع حجيراتها تشهد: بأنّه:
"لاَ نَاظِمَ الاَّ هُوَ"
إذ اتحّاد الخيط بين الجواهر الفردة هكذا يقتضي ..
وبعموم أثير ذَرّاتها تشهد بأنه:
"لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ"
اذ بساطة الأثير وسكوته وانتظاره وسرعة امتثاله لأوامر الخالق هكذا يقتضي.
_____________________
1اي على الرغم من انها متماثلة فهي متضادة، وهي حرة وأسيرة، ومقيدة ومطلقة الى آخر ذلك من المحالات.
الأستاذ الأعظم
في
المثنوي العربي النوري(/)
هل هذه الآيات تدل على تقدم الأمم السابقة في العلم أكثر منا اليوم؟
ـ[سليمان احمد سلامة]ــــــــ[05 Dec 2010, 07:33 ص]ـ
يقول الله عز وجل"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ "ويقول ايضا"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "ويقول ايضا"كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"ويقول ايضا"أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "ويقول ايضا") أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ" المتأمل بدقة في الايات السابقة يوقن ان الامم والاقوام السابقة مثل قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح قد بلغت من القوة والتقدم واخص التقدم التكنولوجي الذي وصلنا اليه اكثر منا بل اننا لم نبلغ عشر ما بلغوه من التقدم مصداقا لقوله تعالى"وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ " كما ان الاكتشافات الحديثة تصدق ما اقول ومن اهم هذه الاكتشافات سلسلة كهوف تاسيلي التي يمكنكم الاطلاع عليها عبر الانترنت وما تم اكتشافه من رسومات تدل على تقدم الامم السابقة كما ان اثار الاقوام السابقة وما بها من اتقان وتصميم هندسي وضخامة ومن هذه الاثار الاهرامات والمسلات التي هي من اثار قوم لوط وليس من اثار الفراعنة وبامكانكم الاطلاع على بحث الدكتور محمد سمير عطا الذي اثبت فيه ان عاد هم بناة الاهرامات الحقيقيين كما ان رحلة ذو القرنيين وما بها من سرعة وكيفية عمل ردم من سبيكة النحاس مع الحديد تدل على انه كان يمتلك ادوات والات متقدمة جدا كما ان مدينة ماتشو بيتشو التي أُكتشفت في مدينة كوزوكو في البيرو بين جبلين من سلسة جبال الانديز على ارتفاع 2340متر فوق سطح البحر وكيف تم ايصال الحجارة الى هذا الارتفاع وبامكانكم الاطلاع على تفاصيل اكثر عبر الانترنت نرجو من الخوة الاعضاء المشاركة في هذا الموضوع
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[07 Dec 2010, 09:54 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل على هذه المشاركة.
وأنا حقا أتعجب من هذه الفرضية , فمن وجهة نظري:
أن الحديث عن بناء الأهرامات على عظمتها كرمز على تقدم الأمم السابقة , يوازيه بل ويفوقه الحديث عن غزو الفضاء في عصرنا هذا , وكذلك صناعة الطائرات والغواصات , وبناء الناطحات والأبراج. و .... و .... الخ
وكما أشرتَ في مقالك أن المتأمل لهذه الآيات يدرك أن الأمم السابقة كانوا أكثر تقدما منا.
ولكن ألا يحتمل أن يكون المخاطب بتلك المقارنة هم كفار قريش مثلا؟؟
أترقب اجابة العارفين بالتفسير على هذا التساؤل
ـ[سليمان احمد سلامة]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:17 ص]ـ
اشكرك بنت اسكندراني
(يُتْبَعُ)
(/)
لو رجعنا الى الاية رقم 9 من سورة الروم التي تقول" أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" وربطنا هذه الاية بما قبلها من الايات ولنبدا من قوله تعالى " وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ" ورجعنا الى قوله تعالى "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" وركزنا على كلمة اكثر الناس لعلمنا ان الناس هنا ليس هم كفار قريش ولكن المقصود بالناس هنا هم الناس في كل زمان ولوعدنا الى الاية رقم 9 وبدأنا من اولها "اولم يسيروا في الارض " المخاطب هنا اكثر الناس وهم الناس في كل زمان ومن هنا نستنتج ان الناس في هذا العصر من المخاطبين في هذه الاية وان الامم السابقة بلغت من القوة اكثر مما وصلنا اليه الان وعمروا الارض اكثر منا الان وذلك حسب قوله "كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" ونلاحظ ايضا ان كلمة قوة جاءت نكرة لتشمل جميع القوى من قوة مادية وقوة تكنولوجية وقوة عسكرية من طائرات واسلحة وجميع اصناف القوة المتوفرة الان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:37 ص]ـ
مرحباً بالأخ الكريم سليمان أحمد سلامة في الملتقى وأرجو له التوفيق.
هذا الفهم الذي فهمتموه من الآيات في عمومه صحيح أن فيه دلالة على أن الأمم التي ذكرها الله في كتابه قد أوتيت حظاً من العلم وأسباب القوة، لكن ليس بهذه التفاصيل والجزم الذي فهمتموه لافتقار ذلك إلى أدلة قاطعة.
ومثل هذه البحوث التي ذكرتم في إثبات أن بناة الأهرام هم قوم عاد ونحو ذلك من الكتب والبحوث التي انتشرت في زماننا لا يَطمئنُّ الباحثون إليها، ولا تَملك أدلةً علمية على ما تذهب إليه من نتائج، وإنما هي الظنون والفرضيات والتخمينات، وتطويل الكلام دون أدلة، وقد قرأتُ عدداً من تلك الكتب ولم أخرج بطائل.
ونصيحتي لنفسي ولإخواني الحذر من الانسياق وراء مثل هذه المؤلفات المبنية على الظنون الضعيفة، والاستدلال بآيات القرآن في غير موضعها، وبناء الجدال على نتائجها دون بينة وحجة.
ـ[الدرة]ــــــــ[09 Dec 2010, 12:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأستاذ عبد الرحمن الشهري على ما تفضل به، وأُيد كلامه بأنه لافائدة من القراءة في أقوال الباحثين لأنها لاتعتمد على دليل قطعي وإنما هي مجرد تخمينات ليس فيها دليل لا من القرآن ولا السنة.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[09 Dec 2010, 12:19 م]ـ
(((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ القصص))) 38
(((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍغافر))) 36 - 37
قرأت بحث عاد بناة الأهرامات واستوقفتني هذه الآية!!!!
والمعني واضح فيما وصل إليه فرعون
وبارك الله في الشيخ الشهري فقد وجدت الكثيرين مقتنعين بمثل تلك الأبحاث بصورة غريبة
وحبذا لو تم التنبيه علي مثل تلك الأبحاث من الدكتور الشهري في موضوع خاص تحذير من بعض الأبحاث التي انتشرت عن النت
أعزكم الله ونصر بكم الدين
ـ[سليمان احمد سلامة]ــــــــ[10 Dec 2010, 07:17 ص]ـ
اشكر الاخوة الاعضاء واشكر الاستاذ عبد الرحمن الشهري
نحن طرحنا الموضوع للنقاش ومن عنده ادلة تثبت صحة او خطأ ما اقول فليدلي بها وبشكل تفصيلي وأسأل هل فهمي للاية رقم 9 من سورة الروم بالشكل الذي طرحته سابقا هل هو صحيح ام لا وارجو من اهل الاختصاص في تفسير القرآن الرد وبارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عثمان السعيد]ــــــــ[11 Dec 2010, 11:10 م]ـ
لا شك في هذه الآيات ولا ريب أن الأمم السابقة كان لديها من العلم والقوة ما أقامت بهما حضارات وأنشأت بروج مشيدات ورموز وكتابات أضنت وقصمت ظهور الباحثين والباحثات والمستكشفين والمستكشفات ..
كثير من حضاراتهم باقية وجثثهم تالدة وكتاباتهم مسطرة شاهدة شاهدة على العلم والقوة ولكنها للأسف كانت رمز للاستعلاء والتكبر حتى ضرب الله بهم مثلا كي نحذر ما لم يحذروا!!
وعندما أقرأ آيات عن الأمم السابقة أحيانا وما وصلوا إليه من تقدم حضاري أتذكر الناعقين من الشرق والغرب غرورا عندما يتهموا القرون الأولى بالبدائية والعصور الحجرية وما قبل الحضارة ووو،،
علما بأننا لو تفكرنا قليلا في حضارات الشرق والغرب حاليا لوجدناها متوقفة على سائل أسود من آبار معدودات متى ما غار ماؤها ذهبت حضاراتها فلا يبقى إلا المنشآت العظيمات عبرة وآية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
فلماذا تلك العبارات المغرورة وهم وألئك الأمم سواء؟!!
(تبيد الأمم وتهلك وتذهب حضاراتها إلا المسلمون)
هذا والله أعلم
أما بالنسبة للباحث محمد سمير عطا فلا أدري عن عقيدة ذلك الرجل لأنه يرى في زعمه أن المجرة (درب التبانة) يراها عرش الرحمن في حد زعمه، ويرى أن المجرات عروش الرحمن، ويرى أن طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع، وأن المجموعة الشمسية هي الكرسي، كما يرى أن الشمس هي جهنم!!!!
يذهب في ذلك إلى دلائل علمية ودينية ولكنها هشة ولا يحق أن تفسر بذلك التفسير الذي انتهجه
ويستدل بأحاديث ضعيفة جدا، ويقحم نفسه في اللغة وهو ضيف فيها كل الضعف، وبحوثه محل بحث أصلا فالأفضل تركه .. والله أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Dec 2010, 11:23 م]ـ
هذا الموضوع الذي تفضلت به تدل عليه آيات كثيرة في كتاب الله تعالى؛ وهي شبه صريحة في المعنى الذي ذهبت إليه، وأقل أحوالها أن تكون ظاهرة فيه، وصرف اللفظ عن ظاهره لا يصح إلا بدليل ولا دليل عند المخالفين إلا ظنهم أن الغرب الآن وصل مرحلة لم تصلها البشرية، وأنه من المستحيل - عندهم عقلا - أن لا يبقى أثر لما ندعيه من التقدم للحضارات السابقة ..
ولا شك أن عدم بقاء الأثر لا يصلح لصرف الآيات عن ظاهرها ..
وكنت قد كتبت حول هذا الموضوع في هذا الملتقى تحت عنوان: التقدم التقني للحضارات السابقة في ضوء القرآن الكريم انظره هنا: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18567
يضاف إلى الآيات التي ذكرت قصة ذي القرنين ووجوده للشمس وهي تغرب؛ وقد بينت في موضوع آخر أن وجد ليست بمعنى رأى وأنها شيء زائد على الرؤية فما المانع أن يكون غزا الفضاء وأبعد في غزوه.
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:39 ص]ـ
أهلا ومرحبا بك أخي الكريم بين إخوانك في ملتقاك بيت الكرام {أهل التفسير}
ولتسمح لي أن أعقب على ما تفضلتم به وأشكرك وأشكر من سبقني فأقول أما قولكم:
لورجعنا الى قوله تعالى "وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" وركزنا على كلمة اكثر الناس لعلمنا ان الناس هنا ليس هم كفار قريش
قلت: لو زدت كلمة واحدة لاستقام قولك ـ حفظك الله ـ وهي {فحسب} فقلت: الناس هنا ـ أي في الآية ـ ليس هم كفار مكة فحسب ثم تكمل [ QUOTE] ولكن المقصود بالناس هنا هم الناس في كل زمان لأن كفار مكة يدخلون دخولا أوليا فيمن عناهم الله بهذه الآيات ومن هنا لا يصلح أن نقول: الناس في الآية ليس هم كفار مكة بل هم هم وغيرهم ممن يصلح له الخطاب.
ومن مرحجات المعاني: السياق أو ما يسمى بالسباق واللحاق، كذا الجو الذي نزلت فيه الآية.
والمعني ": وعد الله المؤمنين وعدًا جازمًا لا يتخلف، بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين، ولكن أكثر {الناس} أي: كفار "مكة" ـ وغيرهم ممن هم على شاكلتهم ــ لا يعلمون أن ما وعد الله به حق، وإنما يعلمون ظواهر الدنيا وزخرفها ....
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أحمد: .. عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأرْضِ} قال: غُلبت وغَلَبت. قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذُكر ذلك لأبي بكر،، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا. فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ألا جعلتها إلى دُون" أراه قال: "العشر". "قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر. ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا، وقال الترمذي: حسن غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان، عن حبيب. أ. هـ ابن كثير بتصرف يسير.
ومن هنا كان التنويه بعدم نسيان سياق الآي وجو النزول.
ولوعدنا الى الآية رقم 9 وبدأنا من اولها "اولم يسيروا في الارض " المخاطب هنا اكثر الناس وهم الناس في كل زمان
ومن هنا نستنتج ان الناس في هذا العصر من المخاطبين في هذه الاية وان الامم السابقة بلغت من القوة اكثر مما وصلنا اليه الان وعمروا الارض اكثر منا الان وذلك حسب قوله "كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" ونلاحظ ايضا ان كلمة قوة جاءت نكرة لتشمل جميع القوى من قوة مادية وقوة تكنولوجية وقوة عسكرية من طائرات واسلحة وجميع اصناف القوة المتوفرة الان
أما عن كون الأمم السابقة قد وصلت إلى أكثر مما وصلنا إليه الآن فهذا ما لم نتفق فيه مع حضرتكم خاصة في النواحي التقنية وأسلحة الدمار والطب والهندسة والزراعة والتجارة , ....... ، وهذا ـ أيضا ـ ما لم يؤيده نص استشهادكم، إذ القوة نسبية كنسبية تفضيل بني إسرائيل على عالمي زمانهم {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47البقرة) أما بعد بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم فلا أفضلية لهم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ... (143) {البقرة}
وأرجع إلى عنوانكم " هل هذه الآيات تدل على تقدم الأمم السابقة في العلم أكثر منا اليوم؟
الجواب: تدل على تقدمهم المتوافق مع زمانهم وممتلكات حضارتهم في هذا الزمان.
أما الآن فقد علم الله الإنسان ما لم يخطر على بال أحد من السابقين فمثلا قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) {النحل} فالخيل والبغال والحمير معروفة وقت نزول القرآن أما السيارة والطائرة ومركبات الفضاء وأتوبيسات الفضاء كل ذلك يدخل تحت " ويخلق ما لا تعلمون " وهذا ما ينسبك مع قوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} {العلق}
والله الموفق والمستعان
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:17 ص]ـ
تقدم الإنسان في عصرنا تقدما مذهلا في مجالات شتى، منها الطب مثلا، ولكن مع تقدم الطب وعلومه لم يستطع الباحثون إلى الآن حل لغز قديم جدا هو التحنيط، فكيف لجثث تبقى كل هذه الفترة من الزمن على تلك الحالة الجيدة؟؟
ورغم هذا التقدم فلم يدرك الباحثون طريقة أخرى لحفظ الأجساد لفترة زمنية تشبه أو تقارب المدة الناتجة عن التحنيط.
ربما هذا يقودنا إلى أن الأمر مرتبط بالأخذ بأسباب القوة، ففعلا كما أشار بعض الأكارم أن القوة هنا تعني تقدمهم على من عاصرهم، ولكني أزيد عليهم أن التقدم أيضا قد يصل إلى أنهم يتعدون من بعدهم من الأمم في بعض الأمور وليس بالضرورة كلها، فلا زالت إلى اليوم تتوالى العجائب التي يكتشفها الغرب في كتابات علماء المسلمين أمثال البتاني ومحيي الدين بن الريس وابن الهيثم والخوارزمي و غيرهم الكثير.
البحث العلمي يقود إلى الكثير والكثير، ومنا من يصل للنتيجة بعد عام ومنا من يصل بعد أعوام ومنا من لا يصل، وتظل تلك النتيجة أثرا علميا محيرا وتدور حوله الأساطير.
ربما لم يصلوا للقمر، ولكنهم بنوا الأهرامات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 07:03 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل على هذه المشاركة.
وأنا حقا أتعجب من هذه الفرضية , فمن وجهة نظري:
أن الحديث عن بناء الأهرامات على عظمتها كرمز على تقدم الأمم السابقة , يوازيه بل ويفوقه الحديث عن غزو الفضاء في عصرنا هذا , وكذلك صناعة الطائرات والغواصات , وبناء الناطحات والأبراج. و .... و .... الخ
وكما أشرتَ في مقالك أن المتأمل لهذه الآيات يدرك أن الأمم السابقة كانوا أكثر تقدما منا.
ولكن ألا يحتمل أن يكون المخاطب بتلك المقارنة هم كفار قريش مثلا؟؟
أترقب اجابة العارفين بالتفسير على هذا التساؤل
القرآن الكريم لم يخاطب كفار قريش فقط. وإنما يخاطب الأمم والعالم الى قيام الساعة. الخطاب في القرآن الكريم عالمي ولذلك نجد قوله تعالى (يا أيها الناس) كثير في طيات القرآن العظيم.
ولأجل أن نقارب بين وجهات النظر بين كون الأمم السابقة عمرت الأرض وبين الحضارة السائدة في هذه الأيام. فؤبما نستطيع القول أن عمارة الأرض متفاوتة في الكيفية. وأظن أن الأمم السابقة قد استطاعت فعلاً ان تبدع في فنون العمارة أكثر من أي أمة جاءت بعدها. العمارة في هذا الوقت تراجعت كثيراً. والبيت الأمريكي يطير من خلال هبة هواء شديدة. والآيات السابقة تركز على العمارة وفنونها وضخامتها. وهذا صحيح. أما المواصلات والثورة المعلوماتية وطرق الاتصال فقد ظلت بدائية بالأمم السابقة إلا ما كان منها بإعجاز من رب العالمين وهذا لم يكن إلا للأنبياء مثل سليمان عليه السلام.
والملاحظ للنقطة الثانية أن الآيات التي ذكرها أخينا في بداية بحثة تركز على القوة (كانوا أكثر منكم قوة) وقد تكررت في كثير من الآيات. والواقع يؤكد ذلك.فإن البنية الجسدية للأمم السابقة أقوى بأضعاف ما نملك من قوة في هذا الزمن. ويعزى ذلك الى قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله خلق آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا، ثم قال: فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن.
فقد كانت الأمم السابقة عملاقة قوية وهذا لم يتأتى الى أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وهذا الذي يؤكده القرآن الكريم من أسباب تمكن لم تكن إلا للأمم السابقة وذلك بسبب قوة أجسادهم وعظمتها. والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 07:31 ص]ـ
هذا الموضوع الذي تفضلت به تدل عليه آيات كثيرة في كتاب الله تعالى؛ وهي شبه صريحة في المعنى الذي ذهبت إليه، وأقل أحوالها أن تكون ظاهرة فيه، وصرف اللفظ عن ظاهره لا يصح إلا بدليل ولا دليل عند المخالفين إلا ظنهم أن الغرب الآن وصل مرحلة لم تصلها البشرية، وأنه من المستحيل - عندهم عقلا - أن لا يبقى أثر لما ندعيه من التقدم للحضارات السابقة ..
ولا شك أن عدم بقاء الأثر لا يصلح لصرف الآيات عن ظاهرها ..
وكنت قد كتبت حول هذا الموضوع في هذا الملتقى تحت عنوان: التقدم التقني للحضارات السابقة في ضوء القرآن الكريم انظره هنا: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18567
يضاف إلى الآيات التي ذكرت قصة ذي القرنين ووجوده للشمس وهي تغرب؛ وقد بينت في موضوع آخر أن وجد ليست بمعنى رأى وأنها شيء زائد على الرؤية فما المانع أن يكون غزا الفضاء وأبعد في غزوه.
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ذو القرنين مختلف فيه بعضهم يقول أنه نبي وبعضهم يقول أنه رجل صالح. فإن كان نبياً فلا مانع أن يكون معه معجزات خارقات للوصول الى ما وصل اليه. حتى لو صحت الرواية أنه رجل صالح فليس صعباً على الله تعالى أن يؤيده كما أيد الصحابة فمشوا على الماء بسبب صلاحهم وتقواهم. أو كما كلم عمر بن الخطاب قائد الجيش سارية وهو في مرتفعات أفغانستان.
أما المانع في وصول الأمم السابقة الى الفضاء. فهو عدم وجود آثار ولو بسيطة تشير وتدل على ذلك. فقد اكتشف الإنسان العصري كل ما خلفته الأمم السابقة من أدوات. فلم يعثروا على شيء يدل على غزو الفضاء رغم أنهم اكتشفوا دقائق الأمم وآثارهم.
دعنا الآن من الأمم السابقة. قبل مئة سنة فقط كان أجدادنا يبنون بيوتهم بطريقة الأقواس والقبب. وهي الآن بين أيدينا نتعجب من قدرتهم رغم بساطة الأدوات التي كانت لديهم كيف بنوها وتفننوا بها. بل لقد وقع عيني على إعلان في الصحف يطلب من القادرين على التعمير العربي القديم مراجعته. فلم يجد الإعلان حاجته مما طلب. وذلك بسبب موت وهلاك أولئك الذين كانوا قادرين على إجادة هذا النوع من البناء.
هل تستطيع أن تقنعني أن كل وسائل الأتصال والسفن الفضائية للأمم السابقة قد اندثرت ولم يبق لها أي أثر. بينما وجدوا الملعقة والفنجان والإبرة في كهوفهم وأهراماتهم؟؟؟!!! هذا عجيب والله عجيب!!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:23 م]ـ
أخي الكريم: تيسير.
حتى على فرض أن ذا القرنين نبي فهل القوم الذين وجد عند الشمس أو عند العين - على احتمالات عود الضمير - هم أنبياء أيضا؟
لم أجد من قال بذلك من أهل العلم.
وأما أن نعارض ظواهر النصوص بعدم وجود آثار تدل على تقدم الأمم السابقة فلم أجد من العلماء من اعتبر ذلك معارضا يصلح لصرف النص عن ظاهره.
يضاف إلى ذلك أنه من المحتمل أن يكتشف ذلك في المستقبل؛ فلم يقل عاقل فضلا عن عالم أن الإنسان اكتشف كل الآثار في الأرض بله الفضاء ... !!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:46 م]ـ
أخي الكريم: تيسير.
حتى على فرض أن ذا القرنين نبي فهل القوم الذين وجد عند الشمس أو عند العين - على احتمالات عود الضمير - هم أنبياء أيضا؟
لم أجد من قال بذلك من أهل العلم.
وما الخارق الذي فعلوه حتى نقول عنهم أنبياء. ألم تسمع بالمثل القائل أن الكثرة غلبت الشجاعة؟؟؟. فقد اجتمعوا على يد رجل واحد على كثرتهم فأنجزوا ما أُمروا به!!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Dec 2010, 06:37 م]ـ
وما الخارق الذي فعلوه حتى نقول عنهم أنبياء. ألم تسمع بالمثل القائل أن الكثرة غلبت الشجاعة؟؟؟. فقد اجتمعوا على يد رجل واحد على كثرتهم فأنجزوا ما أُمروا به!!!
عذرا أخي الكريم: ألم تسمع أنت أن الخروج عن الموضوع موضوع هو الآخر ... ! لم أفهم ما تعنيه من هذه المشاركة .. !!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 07:33 م]ـ
عذرا أخي الكريم: ألم تسمع أنت أن الخروج عن الموضوع موضوع هو الآخر ... ! لم أفهم ما تعنيه من هذه المشاركة .. !!
بل هذا هو الذي لم أفهمه منك: (فهل القوم الذين وجد عند الشمس أو عند العين - على احتمالات عود الضمير - هم أنبياء أيضا؟)
فماذا تقصد أخي الحبيب؟؟؟؟؟ وما الذي فعله أولئك القوم حتى تعتقد أنهم أنبياء؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 07:41 م]ـ
وأما أن نعارض ظواهر النصوص بعدم وجود آثار تدل على تقدم الأمم السابقة فلم أجد من العلماء من اعتبر ذلك معارضا يصلح لصرف النص عن ظاهره.
النصوص تتحدث عن القوة وكانوا أقوياء أضعاف قوتنا. وتتحدث عن العمارة وفنونها وهم بالفعل أقدر منا على ذلك وذلك بسبب بنية أجسادهم وضخامتها. فهل يوجد إشارة مثل هاتين الإشارتين حول الفضاء؟؟؟ أم أنك تعتقد أن النص القرآني غير قادر على صياغة جملة تشير الى الفضاء سواء كان ذلك تلميحاً أو تصريحاً.
أنا أقول: لو وصلوا الى الفضاء لأشار القرآن الى ذلك بكل صراحة. لأن الله تعالى يعلم بأننا سنصل الى الفضاء يوم ما. فالإشارة الى الفضاء عند ذلك يبهتنا ويقلل من افتخارنا وتحدينا في الوصول اليه, وذلك لأن الأمم السابقة تكون قد وصلت اليه قبلنا. ففيم يكون الإعجاب عندئذ؟؟!!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Dec 2010, 08:22 م]ـ
بل هذا هو الذي لم أفهمه منك: (فهل القوم الذين وجد عند الشمس أو عند العين - على احتمالات عود الضمير - هم أنبياء أيضا؟)
فماذا تقصد أخي الحبيب؟؟؟؟؟ وما الذي فعله أولئك القوم حتى تعتقد أنهم أنبياء؟؟؟؟
أخي الفاضل: عليك التمعن في المشاركات لتعرف من منا يظن أنهم أنبياء؛ أنت قلت في مشاركة سابقة: ذو القرنين مختلف فيه بعضهم يقول أنه نبي وبعضهم يقول أنه رجل صالح. فإن كان نبياً فلا مانع أن يكون معه معجزات خارقات للوصول الى ما وصل اليه. حتى لو صحت الرواية أنه رجل صالح فليس صعباً على الله تعالى أن يؤيده كما أيد الصحابة فمشوا على الماء بسبب صلاحهم وتقواهم. أو كما كلم عمر بن الخطاب قائد الجيش سارية وهو في مرتفعات أفغانستان.
فسألتك إن كان ذو القرنين وصل إلى مغرب الشمس وإلى مشرقها بسبب أنه نبي وأن ذلك كان معجزة له على حسب قولك وفهمك؛ فما جوابك عن الذين وجد عند الشمس أو عند العين؟ هل كانوا أنبياء أيضا؟
وأظن أن هذا كلام عربي واضح بنية ومعنى.
وأما تقييدك لقوة الأمم السابقة بأنها كانت قوة عضلية وضخامة في الأجسام؛ فلا أعرف من أين لك هذا التقييد وقد أطلق القرآن الكريم لفظ القوة في غير ما آية.
ناقش الأمر بعلمية مستصحبا معك متعلقاته من علم الأصول واللغة؛ ومتجردا من التصور الحالي لمفاهيم القوة والتقدم الغربي، واعرض ما عندك من الأدلة دون تعجل في إصدار الأحكام.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 08:53 م]ـ
ناقش الأمر بعلمية مستصحبا معك متعلقاته من علم الأصول واللغة؛ ومتجردا من التصور الحالي لمفاهيم القوة والتقدم الغربي، واعرض ما عندك من الأدلة دون تعجل في إصدار الأحكام.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(ابتسامة)
أفعل ذلك إن شاء الله. على أن تعدني أن تفعله أيضاً بعد أول اكتشاف أثري يُظهر مركبة فضائية بدائية لقوم عاد كانت تجوب الفضاء.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Dec 2010, 10:09 م]ـ
(ابتسامة)
أفعل ذلك إن شاء الله. على أن تعدني أن تفعله أيضاً بعد أول اكتشاف أثري يُظهر مركبة فضائية بدائية لقوم عاد كانت تجوب الفضاء.
لن أبتسم معك في هذه؛ لأن الاكتشافات الأثرية لا تقوي يقيني بظواهر النص القرآني فضلا عن أسس عليها فهمها.
فاعذرني في هذه الابتسامة وحدها.(/)
بدء درس أسبوعي للدكتور حسين بن علي الحربي (تطبيقات على قواعد الترجيح عند المفسرين)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2010, 09:49 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png (http://tafsir.net/vb/ajax.php?do=posttemplate&template=24&wysiwyg=1&allowsmilie=1)
استمراراً للدروس العلمية المتخصصة عبر قناة البث المباشر للملتقى سوف يبدأ يوم السبت 5 محرم 1432هـ درس أسبوعي لفضيلة الشيخ الدكتور حسين بن علي الحربي عضو هيئة التدريس بجامعة جازان بعنوان:
تطبيقات على قواعد الترجيح عند المفسرين
* موعد الدرس: 5 - 5:30 عصراً بتوقيت مكة المكرمة كل يوم سبت.
نسأل الله أن ينفع بهذا الدرس، وأن يجزي الدكتور حسين الحربي خيراً على استجابته للدعوة لإلقاء هذا الدرس، ونرجو أن ينتفع به الجميع وقت بثه أو بعد تسجيله عبر أرشيف قناة البث المباشر.
الأحد 29/ 12/1431هـ
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[09 Dec 2010, 08:36 م]ـ
نسأل الله أن ينفع بهذا الدرس، وأن يجزي الدكتور حسين الحربي خيراً على استجابته للدعوة لإلقاء هذا الدرس، ونرجو أن ينتفع به الجميع وقت بثه أو بعد تسجيله عبر أرشيف قناة البث المباشر.
اللهم آمين
جزاكم الله عنا خير الجزاء(/)
فكرة أن الله تكفل بحفظ القرآن ... هل كانت واضحة أيام الصحابة والتابعين؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[05 Dec 2010, 12:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من أحاديث نبوية أو روايات أيام الصحابة والتابعين (وليس من بعدهم) تدل على أن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل وأنه لن يضيع أو يحرف كما حرفت الكتب السماوية السابقة وضاعت؟ هل هناك رويات تشير أن فكرة أن "الله تكفل بحفظ القرآن" كانت معروفة كما هي معروفة اليوم بين المسلمين؟
عندما أتأمل موقف الخطاب من معركة اليمامة وحث أبي بكر - رضي الله عنهما - على جمع القرآن ... أشعر وكأن التسليم بحفظ القرآن لم يكن واضحاً في ذلك الوقت ... لذا كان خوفهم من ضياع القرآن.
======== أيام أبي بكر ===========
أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن يكتب الوحي قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر
البخاري - كتاب تفسير القران.
=====================
1 - لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر رضي الله عنه أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: ابن كثير - المصدر: فضائل القرآن - الصفحة أو الرقم: 59
خلاصة حكم المحدث: منقطع حسن
قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه
فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع: خاف عليه
====================== وهذا أيام جمع عثمان ==============
أن أنس بن مالك حدثه، " أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: " يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ". قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، سمع زيد بن ثابت، قال: " فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها، فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فألحقناها في سورتها في المصحف ".
صحيح البخاري
===============
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:03 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله تعالى خيرا وبارك بك
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تكفل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم من أن يناله التغيير والتحريف والتبديل ومدى وضوح ذلك عند الرعيل الأول رض3 فهذه قضية لامرية فيها بين سلف الأمة وخلفها الراشد باتباعهم؛ إذ هي قضية إخبارية ثبتت في أم الكتاب مما لايحتمل التبديل ولا التغيير ولا النسخ ولا التأويل ... في من كبريات يقينيات هذا الدين وعقائده الثابة بقواطع الأدلة والنصوص .... ومثل هذا لايمكن أن يغيب عن سلف هذه الأمة وحملة رسالتها الأولون السابقونرض3 .... فلقد قال الله تعالى .. ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) كما الوعد بالتمكين ((وعد الله الذين آمنوا .... ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمننا .... ) لكن كل ذلك لن يغَيِّبّ عن الرعيل الأول ولا عن خلفهم ممن اتبعهم بإحسان الواجبَ التكليفيَّ ببذل الجهد لتحقيق ذلك ... فكل ما ورد من هذه الأبواب أبوب الإخبارات لم يكن ليقعد الأمة التي أحسنت التلقي عن الله وتربت على يد رسوله وكانت مضرب المثل في صفاء الفهم ورسوخ العلم وصالح العمل ما كانت لتقعدهم عن الواجب التكليفي ببذل الجهد واستفراغ الوسع لنيل شرف القيام به وأن يكون أحدهم من وسائل تحقيقه بالكسب الذي يلق الله به مما أمر من واجب الجمع والحفظ والتحفيظ والتفهم والتعلم والتعليم ... وكان أحدهم ليخشى أشد ما يخشاه من التخلف ببذل الوسع والنصرة من الاستبدال الذي هو سنة الله تعالى في المتقاعسين ... ((يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ... ولقد روي لهم خبر من قبلنا ممن استحفظوا الكتاب فنسوا حظاً مما ذكروا به ... فكان أحدهم يخشى أن تسري فيه تلك السنة بذلك الكسب من التهاون والتخاذل والدعة ومجرد الركون والتعلل بالموعود فكانوا يرون كل ما يقومن به وهم عليه قادررون من التكليف الواجب
وأما الاختلاف فهو واقع وسيقع وسيضل به أقوام وينجو منه آخرون ولكن اختلافهم لاينافي حفظه عند الراسخين وعموم الأمة تبع لهم في ذلك وهم سوادها ممن لايزال ممسكين بالكتاب وهم به يعدلون وهم الجماعة ... والله تعالى أعلم فإن أصبت فبتوفيق من الله ورحمه و‘ن زللت وأخطأت فمني ومن الشيطان
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[05 Dec 2010, 01:17 م]ـ
[ QUOTE= منيب عرابي;131083] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك من أحاديث نبوية أو روايات أيام الصحابة والتابعين (وليس من بعدهم) تدل على أن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل وأنه لن يضيع أو يحرف كما حرفت الكتب السماوية السابقة وضاعت؟ هل هناك رويات تشير أن فكرة أن "الله تكفل بحفظ القرآن" كانت معروفة كما هي معروفة اليوم بين المسلمين؟
الشيخ طارق، جزاكم الله خيرا على هذا الرد الجميل المنطقي لكن السؤال كان عن "أحاديث نبوية" أو "روايات أيام الصحابة والتابعين"
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:58 م]ـ
[ QUOTE]
الشيخ طارق، جزاكم الله خيرا على هذا الرد الجميل المنطقي لكن السؤال كان عن "أحاديث نبوية" أو "روايات أيام الصحابة والتابعين"
جزاكم الله خيراً ... كما قلت يا محمد.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[06 Dec 2010, 06:00 م]ـ
هناك رواية تقول أن القرآن سيختفي في آخر الزمان صفحة صفحة أو شيء من هذا القبيل ... قد يكون في هذا دلالة على حفظ القرآن حتى آخر الزمان.
لا أذكر كلمات الحديث حتى أبحث عنه ولا أعرف درجة صحته.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:10 م]ـ
أخي الكريم دعني أن أنقل لك بعضا مما أجاب به الشيخ محمد صالح المنجد في بيان ذلك ورده على سؤال حول الموضوع حيث قال:
الحمد لله
جاءت عدة أحاديث تدل على رفع القرآن الكريم في آخر الزمان، ومن هذه الأحاديث:
عَنْ عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ: " لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ " أخرجه الدارمي بسند صحيح برقم 3209.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الدارمي برقم 3207 بإسناد حسن لغيره: عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: " أَكْثِرُوا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ " قَالُوا: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ! فَكَيْفَ بِمَا فِي صُدُورِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: " يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلا فَيُصْبِحُونَ مِنْهُ فُقَرَاءَ، وَيَنْسَوْنَ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَشْعَارِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَقَعُ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ " والمراد بالقول: ماجاء في الآية الكريمة: (وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجَنا لَهُمْ دَابَةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوْقِنُون) النمل / 82. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق يخرج الله لهم دابة من الأرض، قيل من مكة وقيل من غيرها .. فتكلم الناس على ذلك؛ قال ابن عباس والحسن وقتادة - ويروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم: " تكلمهم كلاماً " أي تخاطبهم مخاطبة، وقال عطاء الخراساني - ويروى عن علي واختاره ابن جرير -: " تكلمهم فتقول لهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " وفي هذا القول نظر لا يخفى والله أعلم، وقال ابن عباس في رواية: " تجرحهم " وعنه رواية قال: " كُلاً تفعل " يعنى هذا وهذا، وهو قول حسن ولا منافاة والله أعلم) تفسير القرآن العظيم (3/ 375 - 378).
وقد ورد في ذكر الدابة أحاديث وآثار كثيرة؛ منها:
ما روي عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: " أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة؛ فقال: لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم عليه السلام، والدجال، وثلاثة خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق - أو تحشر- الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " رواه الإمام أحمد برقم 46 واللفظ له، ورواه مسلم برقم2901، وأبوداود برقم 4311، والترمذي برقم 2183 وقال: حسن صحيح، والنسائي برقم 11380، وابن ماجه برقم 4055.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من المغرب - أو من مغربها - " رواه الترمذي برقم 3072 وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة " رواه مسلم برقم 2947 وابن ماجه برقم 4056 وغيرهما. وهناك أحاديث كثيرة يطول ذكرها تدل على أن الدابة ستخرج في آخر الزمان، والله المستعان.
ومما جاء أيضاً في رفع القرآن آخر الزمان ما رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 8698 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم، قيل له: يا أبا عبد الرحمن: كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء، ويصبح الناس كالبهائم " ثم قرأ قول الله تعالى: (ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً) الإسراء / 86. قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 16): سنده صحيح ولكنه موقوف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 329): رجاله رجال الصحيح، غير شداد بن معقل وهو ثقة. وصححه الألباني.
وهذا الحديث حكمه حكم المرفوع، لأنه لا يُقال بالرأي.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (3/ 198): " فإنه يسرى به فى آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى فى الصدور منه كلمة، ولا فى المصاحف منه حرف ".
وقد أنزل الله القرآن هدى للناس وتكفّل بحفظه وهو المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم وسيبقى يتعلّم منه ويهتدي عليه الأولون والآخرون ولكن في آخر الزمان قبل قيام الساعة مباشرة يقبض الله أرواح المؤمنين ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق ولا تكون صلاة ولا صيام ولا حجّ ولا صدقة، ولا تكون هناك فائدة من وجود الكعبة ولا بقاء القرآن فيقدِّر الله عزّ وجلّ خراب الكعبة على يد كافر من الحبشة (روى البخاري في صحيحه برقم 1519 أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ")، ويرفع الله عزّ وجلّ القرآن من الأرض فلا تبقى منه آية في المصاحف والصدور، والله يغار أن يبقى كتابه في الأرض بلا فائدة لا يُعمل به فيحدث هذا الأمر.
وهذا الحدث المُخيف والخطير يدفع المسلم الصادق إلى المسارعة بالاهتمام بكتاب الله تعلما وحفظا وتلاوة وتدبّرا قبل أن يُرفع الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:26 م]ـ
الأمر كان في عصر الصحابه كما هو في عصرنا من ناحيه أن كل من له يد في العمل علي خدمه كتاب الله بما تيسر له مع اليقين في أن الله سبحانه وتعالي قد تكفل بحفظ كتابه الكريم يجتهد قدر وسعه وطاقته وكل بقدر منزلته ومهامه التى أنيط بها، والله أعلم.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:42 م]ـ
لا شك أن الصحابة رضي الله عنهم يعتقدون بأن الله تكفل بحفظ القرآن
كيف لا وهم يقرؤون في كتاب الله (((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)))
إذن لماذا جمعوا القرآن؟
لأنهم رض3 علموا أن الله إذا أراد شيئاً هيأ له سبباً أو أسباباً، فأرادوا أن ينالوا شرف جمع القرآن، ويكونوا سبباً في ذلك
وفي تحصيل الأجور المترتبة عليه.
ولذا كان علي رض1 يقول لا تقولوا في عثمان رض1 إلا خيراً، فلو وليت من أمر المصاحف ما ولي لفعلتُ مثلما فعل
والله أعلم
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:58 م]ـ
حسناً.
وما تفسير/تأويل الكلمات باللون الأحمر بمشاركتي الأولى؟
وها هي مرة أخرى للاختصار.
- وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه
- فرق - خاف - أبو بكر رضي الله عنه أن يضيع
- أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 05:07 م]ـ
أبوبكر و حذيفة بن اليمان رضي لله عنهما يعرفون حق المرفة أن الله يحفظ هذا القرآن من التحريف و التبديل و النقص و الزيادة, كيف لا و هم يقرؤون قوله تعالى * إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون * كما ذكر الأخ د. أحمد بن حمود الرويثي, و هم أئمة التفسير و يفهمون خطاب ربهم. فلا يمكن أن تُعارض مقولتهم فهمهم للآية, و حاشا الصحابة أن يشكُّوا بوعد الله لهم من حفظٍ للقرآن.
فمقولة حذيفة رضي الله عنه فهي واضحة, فإنه أتى إلى عثمان لكي يخبره بأن الناس اختلفوا في القرآن , فكان مجيء حذيفة هو لحل مشكلة وقعة بين المسلمين بسبب اختلافٍ في القراءات, و ليس لأن القرآن خيف عليه من الضياع, بل القراء كانوا كُثر. فليس هناك ثمة إشكال في قول حذيفة بن اليمان رضي الله.
و أما عن قول أبي بكر (وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه) فلعل الإخوة في الملتقى يأتون بتأويل صحيح لكلام أبي بكر رضي الله عنه يجمع بين مقولته و بين فهمهم للنصوص التي ذكر الله فيها حفظه لهذا القرآن الكريم.
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[11 Dec 2010, 01:38 م]ـ
عندما أتأمل موقف الخطاب من معركة اليمامة وحث أبي بكر - رضي الله عنهما - على جمع القرآن ... أشعر وكأن التسليم بحفظ القرآن لم يكن واضحاً في ذلك الوقت ... لذا كان خوفهم من ضياع القرآن.:
على العكس تماما بل هذا هو التسليم بعينه ..
إذ هم صفوة البشر آنذاك فهم من أسباب حفظ القران الكريم .. قد سخرهم الله لحفظ كتابه ..
فلو لم يخافوا فمن سيخاف عليه ويحفظه فهو عليهم تنزل وتلقوه من فم الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة بلا واسطة ..
نعم الله سبحانه لايحتاج لأسباب حفظ حتى يحفظ كتابه لكنها السنن التي جرت ..
فأقول هم عندما سلّموا الأمر لله سبحانه وتعالى وأيقنوا أن الله حافظ كتابه
بدأوا بجمعه فكان لهم الفضل والسبق ..
إن أصبت فمن الله وحده لاغير وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
هذا والله أعلم ..
- وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه
- فرق - خاف - أبو بكر رضي الله عنه أن يضيع
- أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
شيء طبيعي جداً لأن القتل فعلا وقع وليس ضربا من الخيال ..
فلا يُعقل أن يسمع هذا الخبر أبو بكر فيقف مكتوف اليدين ويقول تكفل الله بحفظه.!
وحُق له أن يخاف فهو بشر ليس معصوماً من ماينتاب البشر من الخوف والرهبة ..
والرسول صلى الله عليه وسلم خاف أيضاً على أمّته وبكى كذلك
وعندما كسفت الشمس بكى وأخذ يدعوا يارب انت وعدتني أن لاتعذبه وأنا فيهم وهم يستغفرون
أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. فلا يخالف يقين رسول الله بموعود الله ..
وكان يقرأها رسول الله بل عليه تنزّلت فلماذا دعى وبكى وخشي الهلاك على قومه آنذاك؟؟؟؟
والله قد وعده لايعذبهم وهو فيهم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يكون قياسي في غير محلّه وهذا لأهل الاختصاص ينظرون ذلك ..
مجرّد استنباطات عقلية لاأكثر ولاأقل تحتمل الصواب بقدر ضئيل والخطأ بقدركبير جدا
فاستغفر الله العظيم لي ولكم ..
وننتظر الفصل الخطاب .. ّ
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[11 Dec 2010, 03:45 م]ـ
على العكس تماما بل هذا هو التسليم بعينه .. إذ هم صفوة البشر آنذاك فهم من أسباب حفظ القران الكريم .. قد سخرهم الله لحفظ كتابه .. فلو لم يخافوا فمن سيخاف عليه ويحفظه فهو عليهم تنزل وتلقوه من فم الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة بلا واسطة .. نعم الله سبحانه لايحتاج لأسباب حفظ حتى يحفظ كتابه لكنها السنن التي جرت .. فأقول هم عندما سلّموا الأمر لله سبحانه وتعالى وأيقنوا أن الله حافظ كتابه بدأوا بجمعه فكان لهم الفضل والسبق .. إن أصبت فمن الله وحده لاغير وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. شيء طبيعي جداً لأن القتل فعلا وقع وليس ضربا من الخيال .. فلا يُعقل أن يسمع هذا الخبر أبو بكر فيقف مكتوف اليدين ويقول تكفل الله بحفظه.! وحُق له أن يخاف فهو بشر ليس معصوماً من ماينتاب البشر من الخوف والرهبة .. والرسول صلى الله عليه وسلم خاف أيضاً على أمّته وبكى كذلك وعندما كسفت الشمس بكى وأخذ يدعوا يارب انت وعدتني أن لاتعذبه وأنا فيهم وهم يستغفرون أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. فلا يخالف يقين رسول الله بموعود الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل هناك من أحاديث نبوية أو روايات أيام الصحابة والتابعين (وليس من بعدهم) تدل على أن القرآن محفوظ من التغيير والتبديل وأنه لن يضيع أو يحرف كما حرفت الكتب السماوية السابقة وضاعت؟ هل هناك رويات تشير أن فكرة أن "الله تكفل بحفظ القرآن" كانت معروفة كما هي معروفة اليوم بين المسلمين
نذكر بأن السؤال لم يكن عن فعل الصحابة رض3 بل عن أحاديث نبوية وروايات أيام الصحابة والتابعين. وقد أورد الأخ/ طارق عبد الله منه شيئا مهما في المشاركة السادسة.
أنا لا أعرف السائل ولكني أعتقد أنه يوافق جميع المسلمين على أن ما فعله الصحابة في جمْع القرآن في الصحف أيام أبي بكر رض1، وتوحيدها في المصحف، أيام عثمان، رض1 هو الصواب بعينه، ولا صواب غيره.
وعليه فالمطلوبُ إيرادُ أحاديثَ نبويةٍ أو روايات أيام الصحابة والتابعين.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[11 Dec 2010, 04:18 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا.
ـ[نعيمان]ــــــــ[11 Dec 2010, 06:24 م]ـ
السّلام على الأحبّة ورحمة الله وبركاته
نأمل تغيير العنوان من فكرة إلى مسألة، أو قضيّة، أو حقيقة، أو حسْب ما ترونه.
فلفظ الفكرة لا يتناسب وتكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم؛ فيما أعلم. والله سبحانه أعلم وأحكم.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[11 Dec 2010, 06:24 م]ـ
عندما أتأمل موقف الخطاب من معركة اليمامة وحث أبي بكر - رضي الله عنهما - على جمع القرآن ... أشعر وكأن التسليم بحفظ القرآن لم يكن واضحاً في ذلك الوقت ... لذا كان خوفهم من ضياع القرآن.
حسناً.
وما تفسير/تأويل الكلمات باللون الأحمر بمشاركتي الأولى؟
وها هي مرة أخرى للاختصار.
- وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه
- فرق - خاف - أبو بكر رضي الله عنه أن يضيع
- أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
هذه ايضا من ضمن أسئلة الأخ المبارك
وكان تعقيبي عليها ..
ولم يقتصر هو فقط على طلب الروايات ..
قد يكون ماقاله الأخوة بارك الله فيهم يكفي .. لكن من باب المدارسة ..
وفقكم الله
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Dec 2010, 04:29 م]ـ
آسف على التأخير وشكراً لكل من شارك .... ولا مشكلة في تغيير العنوان إن وجد المشرف داعٍ لذلك.
ما هو ثابتٌ عند المسلمين الآن ليس بالضرورة أن يكون ثابتاً أيضاً عند أوائل المسلمين بالطريقة الواضحة نفسها. فمثلاً نحن نقول بعمارة الأرض وأنها إحدى تفاسير "إني جاعلٌ في الأرض خليفة" .... ولكن ليس بالضرورة أن تكون عمارة الأرض واضحة للصحابة عن طريق فهمهم لهذه الآية بالتحديد ... بل قد تكون عن طرق أخرى أو أحاديث أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قضية حفظ القرآن هي عندنا من المسلمات وذلك تتبعاً للتاريخ فهي حقيقية لا مرية فيها بالإضافة إلى أن الله تكفل بحفظ القرآن في عدة آيات وأشهرها {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
ولكن عندما تقرأ تفسير الآية {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} تتفاجأ أن بعض المفسرين قالوا أن الهاء في "وإنا له لحافظون" عائدة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... فليس الفهم واحد لكل آيات القرآن ... ولا حتى فهم الصحابة لكل آية هو نفسه بالضبط.
وحتى تفسير أن الهاء عائدة على القرآن فقد يفهمها البعض أن الله تكفل بحفظ القرآن وإنزاله كما هو على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. أي دون تغيير أو تبديل من أي أحد ... وليس بالضرورة كما نفهمها نحن بأن حفظه إلى يوم القيامة من التبديل والتحريف.
فأحببت أن أعرف إذا كان ثمة أحاديث أو روايات عن صحابة يجزمون بها أن الله تكفل بحفظ القرآن أو تدل على هذا الأمر.
وكلام أبي بكر يوحي أنه يخاف على القرآن من الضياع. والأمر ليس جملة عابرة ... بل الأمر أن عمر راجعه مراراً حتى اقتنع .... ولم يقل مثلاً: "هذه فكرة رائعة ... فليستخدمنا الله بحفظ القرآن" كما يعتقد بعض الإخوة.
نحن نعرف أن أبا بكر وغيره من الصحابة قد زادهم الله شرفاً بجمعهم للقرآن .... مع أن حتى جمع القرآن فإن الله عز وجل تكفل به أيضاً {إن علينا جمعه وقرآنه}.
ثم لنفترض أن مسألة تكفل الله بحفظ القرآن لم يكن بهذا الوضوح عند أبي بكر .... (أنا أقول لنفترض) .... وأخبره عمر بقتل القراء .. وأبو بكر فعلاً يخاف من ضياع القرآن أو جزء منه ويخاف فعلاً من التحريف فيه وفي معناه كما حصل مع كتب اليهود والنصارى (فقد ضاع جزء منها وبدل بعضها وحرف معاني بعضها .. وحفظ بعضها دون تغيير) كما أشار إلى ذلك أبو حذيفة عندما قال اختلاف اليهود والنصارى ... إذا كان أبو بكر بالفعل لا يدرك تماماً أن الله تكفل بحفظ القرآن ماذا كان سيقول لعمر؟
ألا تعتقد أن جملة مثل: "فيذهب كثير من القرآن" أو "أخاف عليه أن يضيع" .... تكون ملائمة لمثل هذا الموقف؟
أحياناً ننزل تفكيرنا ومسلماتنا على المواقف بدلاً من أن ننطلق من المواقف إلى تفكيرنا.
وما زال سؤالي عن "تأويل كلام أبي بكر وحذيفة" وعن روايات حفظ القرآن مفتوحاً.
جزاكم الله خيراً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Dec 2010, 06:53 م]ـ
في الصحيحين من حديث أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قلت ومن أبو زيد قال أحد عمومتي وزاد ابن أبي شيبة كالمصنف من رواية الشعبي مرسلا وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب.
ألا تدل هذه الأحاديث وتشير الى مسألة حفظ القرآن؟؟؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Dec 2010, 12:17 م]ـ
في الصحيحين من حديث أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد وأبو زيد قلت ومن أبو زيد قال أحد عمومتي وزاد ابن أبي شيبة كالمصنف من رواية الشعبي مرسلا وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب.
ألا تدل هذه الأحاديث وتشير الى مسألة حفظ القرآن؟؟؟
ممم .... أعتقد أنها تشير إلى أن البعض جمع في صدره (حفظ عن ظهر قلب) كل القرآن أيام النبي ... لا أعتقد أنها تتكلم عن حفظ القرآن إلى آخر الزمان .... لا أعرف ما رأيكم؟
من الممكن أن يكون بعض أنصار عيسى عليه السلام حفظ الإنجيل كاملاً ... ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن حفظ الإنجيل دون تغيير أو تحريف سيستمر إلى يوم القيامة.(/)
من وحي القرآن 3
ـ[جنة ريان]ــــــــ[05 Dec 2010, 03:43 م]ـ
ولسوف يعطيك ربك فترضى [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
( ولسوف) عبارة تحتمل أن تكون للوعد أو للإخبار. فهنا يخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، أو يعده، بأنه سيعطيه، وأن نتيجة ذلك العطاء ستكون هي الرضا المحقق. ويقدم له بعد ذلك علامات من التحسن التدريجي الذي حصل في حاله، لتكون دليلا على أن التحسن سيستمر إلى أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم مقام الرضا. وهذه العلامات هي أن الله وجده يتيما فآواه ووجده ضالا فهداه ووجده عائلا فقيرا فأغناه. وكل ذلك تطور ملموس في حاله يكفي للاطمئنان إلى حصول التطور نحو الأفضل فيما سيستقبل من حياته. ولم تحدد الآية هذا الرضا بسقف زمني، وإنما تتركه مفتوحا يمتد من لحظة الإخبار، أو الوعد، إلى ما بعدها، تماما كما جاء في انفتاح لفظ (الآخرة) في الآية التي قبلها. فالعطاء والرضا يحصل له ابتداء من الغد ويمتد إلى الأبد. إنه رضا متزايد باستمرار يرافقه في دنياه ويبلغ منتهاه في آخرته.
وسواء كانت الآية إخبارا أو وعدا فالنتيجة واحدة؛ وهي أن العطاء والرضا سيحصلان حتما. والنتيجة واحدة لأن الذي صدر عنه الخبر أو الوعد هو الله تعالى، فخبره صادق، ووعده صادق وواقع لا محالة. بخلاف وعد البشر الذي قد يحتمل الوقوع وعدمه لأنه يحتمل الصدق والكذب. فالضامن الأول لصدق الوعد أو الخبر هو صدوره عن الله، والضامن الثاني لذلك الصدق هو مجيء الوعد أو الخبر مسبوقين بلام القسم، لأن اللام في "ولسوف" – كما في "وللآخرة"- تحتمل أن تكون للقسم. فالله يَعِد ويُخبر، ويقسم على تحقق نتيجة الوعد ومضمون الخبر.
والحقيقة أن مثل هذه العاقبة الجميلة واردة بحق كل من اقتدى بالنبي فعاش حياته ضمن إطار أوامر ربه ونواهيه، مثلما عاش النبي حياته ملتزما بأوامر ربه ومجتنبا لنواهيه. والمهم هنا ألا يقوم الشخص باستعمال القابليات الممنوحة له استعمالا سيئا وفي اتجاهات خاطئة. وبتوفر هذه الشروط يتحقق فيك أيضا الوعد والخبر، فتجد نفسك بين شلالات السعادة المادية والروحية والفكرية. آنذاك لا يبقى هم ولا حزن ولا كدر ولا ضر أو قلق. آنذاك سترى كل ألوان الرضا والسعادة، وتعيش كل مظاهر النفس الراضية.
فاللهم اجعلنا من المقتدين بالرحمة المهداة للعالمين، واجعلنا ممن صدق فيهم وعد العطاء ووعد الرضا بعد العطاء.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أضواء قرآنية في سماء الوجدان، محمد فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1426 هـ - 2006 م، ص 348 – 349. بتصرف. تابع ما فاتك على هذا الرابط: http://jennahrayan.maktoobblog.com/(/)
استدراكات على تفسير محاسن التأويل للقاسمي -رحمه الله-عطف الخبر على الإنشاء
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[05 Dec 2010, 08:23 م]ـ
وبعد فهذه بعض الفوائد العلمية النادرة التي أملاها على شيخنا العلامة الشيخ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة إبان قرائتي عليه لرسالتي العالمية وتشرفت بإشرافه على الرسالة من عام 1997 إلى نهاية 1999 فجزاه الله عنا خيرا وكنا - الباحثون- نبتدئ معه من حيث انتهينا فنجمع المادة العلمية ونجتهد في تحيقيق المسائل المراد بحثها ونقرأ عليه الرسالة كلمة كلمة وقال لي ذات مرة لو أردت مخالفتي فلك ذلك ولو لم تقنعني سأكون أحد المناقشين وقت المناقشة! وكان يكمل لنا الموضوع فقد قال لي مرة الدكتور دراز كان يقول لا إطناب في القرآن بل كله إيجاز وحسب فناقشه في تلك المسألة وكان يملي ما أحتاج إليه وشيخنا حفظه اللله ممن يفرق بين الواو والفاء علامة في المعقول والمنقول هذه شهادة العلماء له
وهنا مسألة صعبة تحتاج لمن يقرأها أن يتقن موضوع الفصل والوصل فهي تناقش من أجاز عطف الخبر على الانشاء وهو مخالف لكلام محققي البلاغة فاقرأ وتدبر وادع الله لى ولشيخي بالقبول.
قال - أي القاسمي - لطيفة: قال ابن القيم في (طريق الهجرتين).في هذه الآية: كلمة (السلام) هنا تحتمل أن تكون داخلة في حيز القول فتكون معطوفة على الجملة الخبرية وهى " الحمد لله " ويكون الأمر بالقول متناولاً للجملتين معاً وعلى هذا فيكون الوقف على الجملة الأخيرة ويكون محلها النصب محكية بالقول [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) . ويحتمل أن تكون الجملة مستأنفة مستقلة معطوفة على جملة الطلب وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب.
وهذا التقدير أرجح، وعليه يكون السلام من الله عليهم وهو المطابق لما تقدم من سلامه سبحانه على رسله صلى الله عليهم وسلم.
وعلى التقدير الأول يكون أمر بالسلام عليهم.
ولكن يقال على هذا: كيف يعطف الخبر على الطلب مع تنافر ما بينهما فلا يحسن أن يقول:قم وذهب زيد ولا اخرج وقعد عمرو ويجاب على هذا بأن جملة الطلب قد حكيت بجملة خبرية. ومع هذا لا يمنع العطف فيه بالخبر على الجملة الطلبية لعدم تنافر الكلام فيه وتباينه.وهذا نظير قوله تعالى (قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون).
فقوله (وما تغنى الآيات) ليس معطوفاً بالقول وهو (انظروا) بل معطوف على الجملة الكبرى.على أن عطف الخبر على الطلب كخبر كقوله تعالى (قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) وقوله (قل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين).والمقصود أنه على هذا القول يكون سبحانه قد سلم على المصطفين من عباده والرسل أفضلهم [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) انتهى
هذا وقد اهتم علماء المعاني بحديثهم عن الجامع فقد قالوا ولصاحب علم المعاني في احتياج كثير إلى معرفة الجامع لاسيما الخيالي [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) .
لذا نجد الإمام القاسمي ينقل عن صاحب المفتاح كلاماً نفيساً عن الجامع الخيالي فبعد أن فسر عدة آيات من سورة الغاشية وهى قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) . قال شيخنا بل الصواب هو ما عليه أهل البلاغة وجماهير أهل اللغة بعامة وما نظر به من الآيات الثلاث لجواز هذا العطف مما أخطأه التوفيق في الاستدلال بمثله أما الآية الأولى وهى قوله (قل انظروا ماذا في السماوات) فإنه لا يمتنع أن يكون عدم الإغناء معطوفا على الأمر بالنظر داخلاً معه في حيز القول فتكون الجملتان المقولتان مما له محلً من الإعراب فلا يدخل فيما معنا مما أوجب البلغاء فيه المنع كما يجوز أن يكون جملة عدم الإغناء جملة حالية من فاعل (قل) أي قل هذا والحال عدم إغناء الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون فيكون لهذه الجملة محلاً من الإعراب كذلك فلا تدخل في حيز المنع.وأما الآية الثانية الأمر فيها اظهر ما يكون وقد علم جوابه مما ذكرناه في سابقتها فإن قول النبي (وربنا الرحمن المستعان) معطوفا على
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله (رب احكم بالحق) وداخلاً معه في حيز القول ذو محل من الإعراب إذن وثمّ أمر آخر اشتدت عنه غفلة الرجل هنا وهو أن العطف في هذه الآية ليس عطف خبر على طلب فإنه ليس عطفا على الأمر الكريم (احكم بالحكم) كما هو بين وإنما هو عطف على جملة النداء كلها والنداء وإن كان إنشاء لكنه ليس من أنواع الطلب المعروفة حيث يمكن تأويله بالخبر لفظاً ألا ترى أن محصل قول المنادى: يا محمد أدعو محمداً وأن محصل النداء هنا إذن (ادعو ربى أن يحكم أو ليحكم بالحق) ومثل هذا لا يمتنع عطف الخبر عليه أصلا كما هو مقرر في محله وقل هذا بعينه في ثالثة الآيات ولنعد الآن إلي الآية آلتي هي أصل موضوع الحديث والتي أصبح الجواب على الشبهة فيها بما قلناه في مظاهرها على الثمام فإن لنا أن نجعل جملة السلام معطوفة على جملة الحمد داخلة معها في حيز القول وهو معنى مستقيم جداً بأن يكون صلى الله عليه وسلم مأموراً بتحميده تعالى والتسليم على إخوانه المصطفين عليهم السلام ولنا أن نعطف بها على جملة الطلب بكاملها (قل …… الخ) مصوبين ذلك بكون جملة السلام هي في الحقيقة طلبية من حيث المعنى أي وليسلم عباده الله الذين اصطفى على ما هو التحقيق في أمثال هذا انتهى شيخنا
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) وهذا غير صواب فالجملة الطلبية هنا غير محكية بالمرة وإنما المحكى- إن جاز إضفاء هذا الوصف عليه هنا -هو مقول هذا الطلب أعنى مقول القول على أن هذا المحكي أيضاً والذي هو مقول القول الطلب له (الحمد لله) مما اختلف الناس في إنشائيته وخبريته وما صوب فيه المحققون أن خبريته لفظية فحسب وأما معناه فإنشاء كما يعلم من مظانه في كتب البلاغة والتفسير انتهى شيخنا
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) المحاسن 13/ 4676
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) المحاسن 17/ 6140،6141 , وشروح التلخيص 3/ 104
-[4] الغاشية: 17 - 20(/)
تأمل في سورة الانعام
ـ[همتي فوق الثريا]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:17 م]ـ
قال تعالى: (((ذلكم الله ربكم خالق كل شي فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل)))
قال السعدي رحمه الله:
ومن المعلوم أن الأمر المتصرف فيه يكون استقامته وتمامه وكمال انتظامه بحسب حال الوكيل عليه .. ووكالته تعالى على الأشياء ليست من جنس وكالة الخلق فإن وكالتهم وكالة نيابة , والوكيل فيها تابع لموكله ..
وأما الباري ...
تبارك وتعالى فوكالته من نفسه لنفسه .. متضمنة لكمال العلم وحسن التدبير والأحسان فيه والعدل .. فلا يمكن لأحد أن يستدرك على الله , ولايرى فب خلقه خللا ولا فطورا ولا في تدبيره نقصا ولا عيبا ..
ومن وكالته أنه تعالى توكل ببيان دينه وحفظه عن المزيلات والمغيرات .. وأنه تولى حفظ المؤمنين وعصمهم عما يزيل إيمانهم ودينهم ...
فيالها من نعمة ماأعظمها .. أن نكون عبيدا لهذا الرب العظيم الذي توكل بجميع أمورنا .. فاللهم إنا نسألك أن تحفظ لنا ديننا وألا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتها وأن تهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ...
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ..
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
فائدة رائعة ..
ـ[همتي فوق الثريا]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:02 م]ـ
بارك الله فيك اشراقة امل جزيت خيرا على المرور.(/)
تبيان بالمدينة النبوية تدعوكم لمحاضرة (مكانة تفسير القرآن الكريم عند السلف وطريقتهم فيه)
ـ[تبيان]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:28 ص]ـ
يسر اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالمدينة المنورة دعوتكم لحضور محاضرة بعنوان:
مكانة تفسير القرآن الكريم عند السلف وطريقتهم فيه
لفضيلة الشيخ:
أ. د./ ملفي بن ناعم الصاعدي
أستاذ التفسير في كلية القرآن الكريم
يوم الثلاثاء: 1/ 1/1432هـ
بعد صلاة العشاء مباشرة في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 08:30 م]ـ
بالتوفيق إن شاء الله وموضوع جميل ...
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[06 Dec 2010, 08:43 م]ـ
ما شاء الله محاضرة علمية تفسيرية سلفية، في أول أيام العام الجديد، غرة محرم الحرام، وفق الله شيخنا ملفي وسدده.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:53 م]ـ
والنساء؟!
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم.
كيف كانت المحاضرة? هل هناك مٍنً الأخوة مًنْ سجَّل المحاضرة?
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم.
هل هناك مٍنً الأخوة مًنْ سجَّل المحاضرة?(/)
استفسار: عن حقيقة موضوع هذا الكتاب
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[06 Dec 2010, 06:47 م]ـ
أود أن أستفسر من الإخوة المطلعين عن حقيقة موضوع هذا الكتاب
(هداية الحيران في بعض أحكام تتعلق بالقرآن)
للإمام عبدالله بن محمد بن عبدالله الحسيني المغربي ثم المصري الشافعي المتوفى سنة (1027هـ)
هل هو في التفسير الفقهي أو في التجويد
حيث ذكره د/ مولاي عمر ين حماد (في مقال قديم له هنا في الملتقى) أنه من كتب أحكام القرآن على مذهب الشافعية،
ووجدت د/ سعد الحكيم قد ذكره في مذكرته عن كتب القراءات أنه كتاب تجويد، وذكر أنه مطبوع بـ:
تحقيق وتعليق / محمود زين العابدين محمد عبد اللطيف
مكتبة دار الفجر الاسلامية – المدينة المنورة
ثم وقفت على كلام لصاحب هدية العارفين 1/ 247 يؤكد أنه في القراءات.
لكن العجيب أن أصحاب فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم لمجمع المصحف 3/ 1320: ذكروه، ورجعوا إلى إيضاح المكنون 2/ 720 الذي ذكره غفلاً، وإلى معجم شواخ 1/ 121، ولم أطلع عليه.
فهل من مفيد يا أهل القرآن والتجويد؟
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:49 م]ـ
الكتاب الذي ستتفسر عنه عبارة عن رسالة صغيرة لا تتجاوز صفحاتها (123) صفحة وبين يدي الآن نسخة منها صادرة عن دار الفجر الاسلامية بالمدينة المنورة، وهي بتحقيق الدكتور محمود زين العابدين محمد عبد اللطيف، ولعلها الطبعة التي أشرتم إليها، أما موضوع الكتاب، فهو موضوع أدائي صرف لاعلاقة له بأحكام القرءان على مذهب الشافعية،،،،،،،،،،،فقد بدأ المؤلف رسالته بالحديث عن أحكام النون الساكنة والتنوين وأتبع ذلك بالحديث عن بقية مباحث الأصول المعهودة في هذا المقام،كالمد والقصر وأحكام الراءات ... ثم ختمها بمبحث حول فرش الحروف لم يستوعب فيه سور القرءان، وإنما اقتصر على السور التي ورد فيها ذكر همزة (إن) ولفظ (تعلمون) متتبعا المواضع التي قرئت فيها همزة (إن) بالفتح والكسر والمواضع التي قريء فيها لفظ (يعلمون) بالياء فقط، وذكر أن السبب الذي حمله على ذلك أن بعض الناس يعتقد أنه يجوز في همزة إن الفتح والكسر حيث وقع في القرءان وأن لفظ يعلمون حيث وقع في القرءان يجوز أن يقرأ بالتاء والياء .......(/)
ما رأيكم في تحقيق كتاب الإكسير للطوفي الحنبلي؟
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:59 م]ـ
ما رأي الأساتذة الأفاضل في تحقيق كتاب الإكسير للطوفي الحنبلي (716هـ)، وإذا كان الجواب بالإيجاب، فحبذا تقديم أي معلومة تخدم في ذلك.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:04 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=491
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 11:18 م]ـ
كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي
http://tafsir.net/mlffat/files/461.pdf
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[07 Dec 2010, 03:16 م]ـ
قرأت بعض النقد لهذا التحقيق، وما قام به الدكتور عبد القادر حسين عمل طيب، ولكن سؤالي عن إمكانية تحقيقه في رسالة علمية، وهل له نسخ خطية غير نسخة قره جلبي التركية، لأن عمل الدكتور عبد القادر كان بحثاً، والأقرب أنه كان عملا اجتهادياً بمبادرة منه.
وفي الرابط الأول يتعجب شيخنا مساعد من تغيير عنوان الكتاب، مع أن المؤلف نص عليه نصاً في المقدمة، وقد أوردها المحقق!!!(/)
النداء الثاني: استعينوا بالصبر والصلاة
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 01:22 م]ـ
النداء الثاني
اسْتَعِينُواْبِالصَّبْرِوَالصَّلاَةِ
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?] البقرة [153
لقد كانت الصلاة من أعظم ما يتزود به النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول أيضًا: «أرحنا بها يا بلال».
وكيف يربي المربي الناس على أمور هو مفرط فيها ومضيع لها أو على الأقل متهاون فيها، وهذا مما يضعف همته في التربية ويفقده الحماس المطلوب للعملية التربوية، بل يجعل المتربين لديه غير متأثرين به؛ لأنهم يرونه قدوة غير صالحة في هذا المجال، يقول محمد أحمد الراشد: [في كتاب الرقائق]: فإن من يتخرج في مدرسة الليل يؤثر في الأجيال التي بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه، والدليل عند بشر الحافي منذ القديم شاهده وأرشد إليه فقال: بحسبك أن أقوامًا موتى تحيا القلوب بذكرهم وأن أقوامًا أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
ويقول الشيخ عائض القرني في كتاب:] حتى يكون أسعد الناس [: الصَّبْرِ وَالصَّلاةِ هما وقود الحياة، وزاد السير، وباب الأمل، ومفتاح الفرج، ومن لزم الصبر وحافظ على الصلاة فبشره بفجر صادق، وفتح مبين، ونصر قريب. جُلد بلال وضُرب عُذب وسُحب وطُرد وهو يردد: أحد أحد، لأنه حفظ ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل واستقل ما قدم لأن السلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة.
المعاني المفردة
الاستعانة: طلب العون.
الصبر: قال الجَوْهَرِيّ: حَبْسُ النَّفْسِ عن الجَزَعِ، وحَبْسُ اللّسَانِ عن الشَّكْوَى، وحبْسُ الجوارِحِ عن التَّشْوِيشِ.
الصلاة: فياللغة: أصلمعناهاالدعاء ومنه قولُه تعالى: ?وصَلِّ عَلَيْهم?، أَي ادْع لَهُم. وقيلَ: الصَّلاةُ في اللغةِ مُشْتركةٌ بينَ الدُّعاءِ والتَّعْظيمِ والرَّحْمة والبَرَكةِ.
وشرعاً: عبادة لله تعالى ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم. والمراد بالأقوال التكبير والقراءة والتسبيح والدعاء ونحوه. والمراد بالأفعال: القيام والركوع والسجود والجلوس ونحوه.
الإعراب
«اسْتَعِينُوا» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. «بِالصَّبْرِ» متعلقان بالفعل قبلهما. «وَالصَّلاةِ» معطوف على الصبر. «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها. «مَعَ الصَّابِرِينَ» مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن، الصابرين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.
مناسبة الآية في السياق [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
بعد تقرير القبلة، وإفراد الأمة المسلمة بشخصيتها المميزة، التي تتفق مع حقيقة تصورها المميزة كذلل .. كان أول توجيه لهذه الأمة ذات الشخصية الخاصة والكيان الخاص، هذه الأمة الوسط الشهيدة على الناس .. كان أول توجيه لهذه الأمة هو الاستعانة بالصبر والصلاة على تكاليف هذا الدور العظيم. والاستعداد لبذل التضحيات التي يتطلبها هذا الدور من استشهاد الشهداء، ونقص الأموال والأنفس والثمرات، والخوف والجوع، ومكابدة أهوال الجهاد لإقرار منهج الله في الأنفس، وإقراره في الأرض بين الناس. وربط قلوب هذه الأمة بالله، وتجردها له، ورد الأمور كلها إليه .. كل أولئك في مقابل رضى الله ورحمته وهدايته، وهي وحدها جزاء ضخم للقلب المؤمن، الذي يدرك قيمة هذا الجزاء ..
في ظلال النداء
يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيراً؛ ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع؛ والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات؛ والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة الأعصاب، مجندة القوى، يقظة للمداخل والمخارج .. ولا بد من الصبر في هذا كله .. لا بد من الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على جهاد المشاقين لله، والصبر على الكيد بشتى صنوفه، والصبر على بطء النصر، والصبر على بعد الشقة، والصبر على انتفاش الباطل، والصبر على قلة الناصر، والصبر على طول الطريق الشائك، والصبر على
(يُتْبَعُ)
(/)
التواء النفوس، وضلال القلوب، وثقلة العناد، ومضاضة الإعراض ..
وحين يطول الأمد، ويشق الجهد، قد يضعف الصبر، أو ينفد، إذا لم يكن هناك زاد ومدد. ومن ثم يقرن الصلاة إلى الصبر؛ فهي المعين الذي لا ينضب، والزاد الذي لا ينفد. المعين الذي يجدد الطاقة، والزاد الذي يزود القلب، فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع. ثم يضيف إلى الصبر، الرضى والبشاشة، والطمأنينة، والثقة، واليقين.
إنه لا بد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى، يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة. حينما تواجهه قوى الشر الباطنة والظاهرة. حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع، وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة. حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود، ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئاً وقد أوشك المغيب، ولم ينل شيئاً وشمس العمر تميل للغروب. حينما يجد الشر نافشاً والخير ضاوياً ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق ..
هنا تبدو قيمة الصلاة .. إنها الصلة المباشرة بين الإنسان الفاني والقوة الباقية. إنها الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي لا يغيض. إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض.
إنها الانطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير. إنها الروح والندى والظلال في الهاجرة، إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود .. ومن هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في الشدة قال: «أرحنا بها يا بلال» ويكثر من الصلاة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء بالله.
إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة. والعبادة فيه ذات أسرار. ومن أسرارها أنها زاد الطريق. وأنها مدد الروح. وأنها جلاء القلب. وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر .. إن الله سبحانه حينما انتدب محمداً صلى الله عليه وسلم للدور الكبير الشاق الثقيل، قال له:
?يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً? فكان الإعداد للقول الثقيل، والتكليف الشاق، والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن .. إنها العبادة التي تفتح القلب، وتوثق الصلة، وتيسر الأمر، وتشرق بالنور، وتفيض بالعزاء والسلوى والراحة والاطمئنان.
ومن ثم يوجه الله المؤمنين هنا وهم على أبواب المشقات العظام .. إلى الصبر وإلى الصلاة .. ثم يجيء التعقيب بعد هذا التوجيه: ?إن الله مع الصابرين? ..
معهم، يؤيدهم، ويثبتهم، ويقويهم، ويؤنسهم، ولا يدعهم يقطعون الطريق وحدهم، ولا يتركهم لطاقتهم المحدودة، وقوتهم الضعيفة، إنما يمدهم حين ينفد زادهم، ويجدد عزيمتهم حين تطول بهم الطريق .. وهو يناديهم في أول الآية ذلك النداء الحبيب: ?يا أيها الذين آمنوا? .. ويختم النداء بذلك التشجيع العجيب: ?إن الله مع الصابرين?.
والأحاديث في الصبر كثيرة نذكر بعضها لمناسبته للسياق القرآني هنا في إعداد الجماعة المسلمة لحمل عبئها والقيام بدورها:
عن خباب بن الأرثّ رضي الله عنه «قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة. فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه .. والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء عليهم السلام، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، وهو يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وعن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم».
هداية وتدبر [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
(يُتْبَعُ)
(/)
1. اطلبوا العون - أيها المؤمنون - فى كل ما تأتون وما تذرون بالصبر على النوائب والمصائب والأمور الشاقة، والصبر على الطاعات والقربات. وبالصلاة التى هى أمّ العبادات، التي تطمئن بها النفس. وتنهى عن الفحشاء والمنكر. إن الله بقدرته القاهرة وبعونه وتوفيقه وتسديده مع الصابرين فهو وليهم وناصرهم.
2. الناظر في القرآن الكريم يجد الحديث عن الصبر ومشتقاته قد جاء في نحو من تسعين آية: تأمر به حيناً، وتثني على أهله حيناً آخر، تعدُهم بالمحبة والمعية، وتزفُّ البشرى بالجنة وبالأجر العظيم الذي يوفَّى لهم بغير حساب.
3. نحن مأمورون بطلب العون من الله تعالى وأن ندعو الله تعالى به ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? ..
إذا لم يكن عون من الله للفتى =فأول ما يجني عليه اجتهاده
4.تارك الصلاة على خطر عظيم. ?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً ( http://javascript<b></b>:openquran(18,59,60))? [ مريم: 59،60]. يقول صل1: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِوَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ «[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
5. الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين. وهي أُم العبادات: وأفضلُ الطاعات، ولذلك جاءت نصوص الكتاب والسنة بإقامتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتها.
6. كانت الصلاة آخر وصايا النبي صل1 قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
7. الصلاة أفضل الأعمال. وهي نهر من الطهارة والمغفرة. وكفارة للذنوب والخطايا. وعهد من الله بدخول الجنة. وأول ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة. والصلاة نور. وهي مناجاة بين العبد وربه. وأمان من النار. وأمان من الكفر والشرك. وهي حفظ وأمان للعبد في الدنيا.
8. كان رسولنا الكريم إذا حزبه أمر صلى. عَنْ حُذَيْفَةَ قال: "كان النبى صل1 إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى". [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
9. الصبر والصلاة: رادعان عن المعاصي. فليس شيء من الطاعة الظاهرة أشد من الصلاة على البدن لأنه يجتمع فيها أنواع الطاعات: الخضوع والإقبال والسكون والتسبيح والقراءة فإذا تيسرعليه الصلاة تيسر عليه ما سوى ذلك وليس شيء من الطاعات الباطنة أشد من الصبر على البدن فجمع تعالى الأمر بهما.
10. الصبر أنواع: 1 - صبر على ترك المحارم والمآثم. 2 - وصبر على فعل الطاعات والقربات. 3 - وصبر على المصائب والنوائب.
11. الصبر سبب في مضاعفة الأجر .. ويكفي في ذلك بشارة قوله تعالى: ?إِنَّمَا يُوَفَّى ?لصَّـ?بِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِحِسَابٍ? [الزمر: 10].
12. إن المعية التي أوضحها الله بقوله: ?إِنَّ ?للَّهَ مَعَ ?لصَّـ?بِرِينَ? إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين، وفيها أعظم ترغيب لعباده سبحانه إلى لزوم الصبر على ما ينوب من الخطوب، فمن كان الله معه لم يخش من الأهوال، وإن كانت كالجبال.
13. جمع الله تعالى للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم ورحمته لهم وهدايته إياهم. قال تعالى: ?وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ? [البقرة:157].
14. ويمكن تحقيق الصبر بمعرفة حقيقة الحياة الدنيا الزائلة فهي ليست بدارمقام. وتذكر حسن الجزاء عند الله للصابرين. والتأسي بأنبياء الله تعالى ورسله أكرم الخلق على الله، وقد لاقوا من بلاء الدنيا ما لاقوا وصبروا .. والتيقن بالفرج بعد الشدة. والنصر مع الصبر. والاستعانة بالله والتوكل عليه فانه خير معين. والتزود بالإيمان بالقضاء والقدر، والعلم بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. وتصغير المصاب وشأنه وتذكُّر أن الهمَّ الأكبر هو همُّ الآخرة. فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1). في ظلال القرآن.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2). جامع البيان. تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. تفسير بحر العلوم. فتح القدير. تفسير المنتخب. تفسير مجمع فهد.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) . حديث 256 - كتاب الإيمان ( http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g2b2&id=112)- باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة ( http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g2b2&id=301)- صحيح مسلم ( http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g2b2&id=0).
[4] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) . حديث 1321 - التطوع - سنن أبى داود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:53 م]ـ
النداء الثاني
اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?] البقرة [153
أحاديث في الصبر
1. عَنْ معاذ بن جبل رض1 أن النبي صل1 قال: "من كظم غيظا وهو قادر عَلَى أن ينفذه دعاه اللَّه سبحانه عَلَى رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره مِنْ الحور العين ما شاء" رَوَاهُ أبو داود والْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
2. وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رض1 أن رَسُول اللَّهِ صل1 قال: ليس الشديد بالصُرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عندالغضب" مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ. و"الصُرَعة" أصله عند العرب: من يصرع الناس كثيراً.
3. وعَنْ سليمان بن صرد رض1 قال: كنت جالساً مع النبي صل1 ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رَسُول اللَّهِ صل1: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عَنْه ما يجد، لو قال أعوذ باللَّه مِنْ الشيطان الرجيم ذهب عَنْه ما يجد" فقالوا له إن النبي صل1 قال تعوذ باللَّه مِنْ الشيطان الرجيم. مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
4. وعَنْ أنس رض1 قال، قال رَسُول اللَّهِ صل1: "إذا أراد اللَّه بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد اللَّه بعبده الشر أمسك عَنْه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" وقال النبي صل1: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
5. وعَنْ أبي سعيد وأبي هُرَيْرَةَ رض11 عَنْ النبي صل1 قال: "ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه" مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ
6. وعَنْ ابن مسعود رض1 قال دخلت عَلَى النبي صل1 وهو يوعك فقلت: يا رَسُول اللَّهِ إنك توعك وعكا شديدا. قال: " أجل إني أوعك كما يوعك رجلان مِنْكم " قلت: ذلك أن لك أجرين. قال: " أجل ذلك كذلك، ما مِنْ مسلم يصيبه أذى: شوكة فما فوقها إلا كفر اللَّه بها سيئاته، وحطت عَنْه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها" مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
7. وعَنْ عائشة رض11 أنها سألت رَسُول اللَّهِ صل1 عَنْ الطاعون؟ فأخبرها" أنه كان عذاباً يبعثه اللَّه تعالى عَلَى من يشاء فجعله اللَّه تعالى رحمة للمؤمنين، فليس مِنْ عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب اللَّه له إلا كان له مثل أجر الشهيد" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
8. وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رض1 أن رَسُول اللَّهِ صل1 قال: " يقول اللَّه تعالى: ما لعبدي المؤمِنْ عندي جزاء إذا قبضت صفيه مِنْ أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة "رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
9. وعَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صل1 يقول: "إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته مِنْهما الجنة "يريد عينيه. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (حبيبتيه أي عينيه) و "الوعك": مغث الحمى. وقيل: الحمى.
10. وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رض1 قال، قال رَسُول اللَّهِ صل1: "من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[19 Dec 2010, 03:08 م]ـ
النداء الثاني
اسْتَعِينُواْبِالصَّبْرِوَالصَّلاَةِ
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?] البقرة [153
أحاديث في الصلاة من البخاري
526 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ أَخْبَرَنِى قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِىَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِىَّ صل1 أَىُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قَالَ ثُمَّ أَىُّ قَالَ «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ». قَالَ ثُمَّ أَىُّ قَالَ «الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ». قَالَ حَدَّثَنِى بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِى.
524 - .. حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رض1 فَقَالَ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صل1 فِى الْفِتْنَةِ قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ. قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهَا - لَجَرِىءٌ. قُلْتُ «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ وَالنَّهْىُ». قَالَ لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ وَلَكِنِ الْفِتْنَةُ الَّتِى تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ. قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ قَالَ يُكْسَرُ. قَالَ إِذًا لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا. قُلْنَا أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ قَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ إِنِّى حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ الْبَابُ عُمَرُ.
525 - .. عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِىَّ صل1 فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ). فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِى هَذَا قَالَ «لِجَمِيعِ أُمَّتِى كُلِّهِمْ».
527 - .. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صل1 يَقُولُ «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ». قَالُوا لاَ يُبْقِى مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا. قَالَ «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا».(/)
الفوائد المنتقاة من كتاب (الشاهد الشعري) للشيخ عبد الرحمن الشهري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 Dec 2010, 06:35 م]ـ
هذه هي الفوائد المنتقاة من رسالة الدكتوراه
لفضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري:
(الشاهد الشعري في تفسير القرآن)
(أهميته وأثره ومناهج المفسرين في الاستشهاد به)
أضعها هنا بعد أن أذن لي الشيخ عبد الرحمن بكتابتها ونشرها
وأرجو أن يستفيد منها الجميع.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 Dec 2010, 06:46 م]ـ
سأبدأ إن شاء الله بذكر بعض الفوائد المهمة قبل غيرها.
ثم أعقب بجميع الفوائد المنتقاة على ترتيب الكتاب.
24
والذين حاولوا معرفة أولية الشعر الجاهلي ربطوه بحرب البسوس / التي دارت رحاها بين بكر وتغلب منذ أوائل القرن الخامس الميلادي، حيث ترجع إليها أقدم مجموعة من الشعر العربي التي تستند إلى مصادر صحيحة نسبيا، لشعراء مشهورين في تاريخ العرب الأدبي
36
والحديث عن الشعر في كل ما ورد في القرآن يتحدث عن الشاعر وليس عن الشعر، ولذلك قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}: هذه الآية ليست من عيب الشعر، كما لم يكن قوله تعالى: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} من عيب الخط.
50
فإذا اقتضت البلاغة في نظر المفسر أن يحمل مثل هذه الكلمات على معنى غير المعنى المعروف لدى الجمهور من العرب احتاج إلى الاستشهاد بشعر العرب أو نثرها، بحيث تكون دلالته على هذا المعنى الذي ذهب بالآية / أو اللفظة المفردة إليه واضحةً، حتى لا يتردد في قبول التفسير من لم يقف على أن هذه الكلمة قد تستعمل عند العرب في غير المعنى المشهور الذي يعرفه غالب العرب.
92
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا = بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فهو شاهد عند النحويين على أن المبتدأ والخبر إذا تساويا تعريفا وتخصيصا يجوز تأخير المبتدأ إذا كان هناك قرينة معنوية على تعيين المبتدأ ....
وشاهد عند البلاغيين على أنه جاء على عكس التشبيه ....
/ وشاهد عند الفقهاء والفرضيين في بابي الوصية والانتساب للآباء دون الأمهات ...
111
وأما في البادية المنقطعة فيحتج بشعر شعرائها حتى نهاية القرن الرابع الهجري، تقديرا لبداوتهم وبعدهم عن تأثير اللحن، فترى أهل العربية يحتجون بشعر ابن ميادة وأبي نخيلة الراجز وأبي حية النميري وابن هرمة وكلهم بدوي فصيح، ولا يحتجون بمن عاصرهم من شعراء المدن مثل بشار بن برد والوليد بن يزيد وأبي نواس وأبي تمام والبحتري؛ لأنهم من أبناء المدينة والحضارة.
114
وإما أن يكون الفارابي قد ذهب بهذا التحديد مذهبا اجتماعيا فلسفيا، وأنه كان ينبغي أن يكون عمل أهل العربية على ذلك، لا أنه هو الذي وقع فعلا، وذلك أن الفارابي اشتهر بكونه فيلسوفا ولم يكن من أهل اللغة المعروفين بها، وكتابه (الألفاظ والحروف) شرح لكتاب (ما بعد الطبيعة) لأرسطو.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Dec 2010, 04:13 م]ـ
10
وهو [القرطبي] أوسع كتب التفسير التي درستها إيرادا للشعر لتأخره واطلاعه على شواهد المتقدمين.
61
وإيراد النحويين للشواهد الشعرية للمولدين من باب التمثيل والاستئناس وتوضيح القاعدة ليس إلا
63
[كلام نفيس في الحاشية عن شرح شواهد سيبويه للنحاس:
الكتاب المطبوع مختصر جدا، وفيه شواهد كثيرة ليست من شواهد سيبويه، وهو مخالف لما وصفه العلماء من الغزارة وسعة المسائل والفوائد، مما دفع الدكتور خالد عبد الكريم جمعة إلى التشكيك في كونه الكتاب الأصلي لابن النحاس [كذا] الذي شرح به شواهد سيبويه، وإنما هو في أحسن الأحوال مختصر فيه إخلال واختلاف بقلم أحد النساخ]
100
العلماء كانوا يعيبون كثيرا من أشعار المتقدمين من شعراء الجاهلية ومن بعدهم كما تراه في كتاب (الموشح) للمرزباني، وفي صدر كتاب (الوساطة) للجرجاني.
120
وربما اتهم النحويون بوضع بعض الشواهد الشعرية تأييدا لما يذهبون إليه .... /
حذر أمورًا ...
وادعى [أبان] اللاحقي تدليس هذا البيت على سيبويه .... وأقدم من رد هذا الشاهد هو المبرد فقد قال عنه: وهذا بيت موضوع محدث. غير أن السيرافي دافع عن هذا الشاهد فقال: وقد زعم قوم أن أبا يحيى اللاحقي حكى أن سيبويه سأله عن شاهد في إعمال فَعِلٍ فعمل له البيت، وإذا حكى أبو يحيى مثل هذا عن نفسه ورضي بأن يخبر أنه قليل الأمانة، وأنه اؤتمن على الرواية الصحيحة فخان، لم يكن مثله يقبل قوله، ويعترض به على ما قد أثبته سيبويه. وهذا الرجل أحب أن يتجمل بأن سيبويه سأله عن شيء، فخبر عن نفسه بأنه فعل ما يبطل الجمال، ويثبت عليه عار الأبد. ومن كانت هذه صورته بعد في النفوس أن يسأله سيبويه عن / شيء.
148
والحق أن الشاهد الذي لم يعرف قائله إذا صدر ممن يحتج بقوله أو رواه عالم ثقة صح الاستشهاد به، وقد استشهد الأصمعي برجز مشكوك في نسبته للأغلب العجلي ثم قال: إن لم يكن له فهو لغيره ممن هو ثبت أو ثقة.
149
كما قال ابن سلام: وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولدون. وإنما عضّل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من ولد الشعراء، أو الرجل ليس من ولدهم، فيشكل ذلك بعض الإشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 Dec 2010, 08:04 م]ـ
واصل أبا مالك بارك الله فيك،
فوائد نفيسة لشيخنا أبي عبدالله(/)
القول الفصل في قوله تعالى:" لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين "
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[07 Dec 2010, 09:52 م]ـ
القول الفصل في قوله تعالى:" لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين "
فالذبح معلوم .. والسلطان المبين معروف ولكن السؤال / كيف تعذب طير .. ؟؟؟
ماالذي قاله المفسرون حول هذه المسألة؟؟؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:40 ص]ـ
الاكثرون على ان تعذيبه نتف ريشه قال القرطبى وكان الله اباح له ذلك كما اباح ذبح البهائم والطير للاكل
وقيل تعذيبه الحبس مع الاضداد اى مع غير جنسه فعن بعضهم شر السجون معاشرة الاضداد
وقيل تعذيبه ايداعه القفص
وقيل ان يبعده من خدمته
والله اعلم
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:42 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هل نفهم من ذلك أنه ينزل من مرتبة داعٍ كان محلقا يجوب الأرض مشرقا ومغربا إلى مرتبة عابد بعد تنتيف ريشه ... ؟؟
هل الأمة الآن منتف ريشها خاصة بعد أن تركت التحليق وقعدت عن الدعوة إلى الله؟؟؟
هي خواطر جالت في بالي .. ؟؟(/)
هل انا مصيب فى الجمع بين هذه الآيات التى ظاهرها التناقض؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[07 Dec 2010, 11:05 م]ـ
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض
ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض
فى الآيتين السابقتين نفهم ان هناك تفاضل بين النبيين ثم نجد فى القرآن
(قولوا آمنا بالله وماانزل الينا وماانزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط ومااوتى موسى وعيسى ومااوتى النبيون من ربهم لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون)
(آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله)
فى الآيتين نفهم انه لافارق بين النبيين اى كلهم سواء
وفى جلسه مع بعض اخوانى من طلاب العلم تناولنا هذه الآيات فقلت
الايتين الاوليتين المفاضله من الله فالرسل عنده ليسوا فى منزله واحده وقد نسب التفضيل له وتأمل تلك الرسل فضلنا والاخرى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض
اما الايتان اللتان فيها عدم الفرقه بين النبيين فهذا على لسان المؤمنين وتامل قولوا اى ايها المؤمنون قولوا لانفرق بين احد منهم وفى الاخرى تامل قوله والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته الخ ثم لانفرق اى نحن المؤمنون لانفرق بين احد من رسله
الخلاصة
المفاضله من الله وعدم المفاضله من المؤمنين
وان كنا نعتقد بافضليه البعض عن البعض ولكن على سبيل الاجمال والله تعالى اعلم
هل وفقت فى هذا الجمع صوبونى بارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Dec 2010, 11:53 م]ـ
مسألة الخلاف في تفضيل بعض النبيين على بعض مشهورة في كتب التفسير؛ والآيات فيها وكذا الأحاديث ظاهرها التعارض؛ وقد جمع بينهما أهل العلم بأوجه كثيرة لا أذكرها وإن بحثت عنها تجدها في كتب التفسير ..
ولعل أرجحها أن التفضيل ثابت وجائز لكنه ليس في النبوة ذاتها وإنما في مسائل أخرى كما خصهم الله تعالى به من المعجزات المتفاوتة وكتكليمه لبعضهم ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[08 Dec 2010, 06:53 ص]ـ
انظر كتاب جامع البيان في متشابه القرآن للدكتور / أبو السريع (ص112).
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:02 ص]ـ
التفضيل وارد فنقول ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام خير الرسل. ونقول ان أولي العزم من الرسل أفضل من غيرهم. والرسول أفضل من النبي. لأن النبي يأتي أحياناً مكملاً لرسالة ما جاء به الرسول.
أما قوله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله). فهنا معناه التفريق العقدي. أي لا نفرق بما جاء به موسى على ما جاء به عيسى او ما جاء به محمد عليهم السلام جميعاً. فكلهم جاؤا بالصدق والحق. ولا تشير هذه الآية من قريب أو بعيد على المفاضلة بين الرسل. والله أعلم.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:35 ص]ـ
التفضيل وارد فنقول ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام خير الرسل. ونقول ان أولي العزم من الرسل أفضل من غيرهم. والرسول أفضل من النبي. لأن النبي يأتي أحياناً مكملاً لرسالة ما جاء به الرسول.
أما قوله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله). فهنا معناه التفريق العقدي. أي لا نفرق بما جاء به موسى على ما جاء به عيسى او ما جاء به محمد عليهم السلام جميعاً. فكلهم جاؤا بالصدق والحق. ولا تشير هذه الآية من قريب أو بعيد على المفاضلة بين الرسل. والله أعلم.
استاذى الفاضل
لقد قلت فى آخر موضوعى ان التفضيل يكون اجمالا كما تفضلتم ببيان افضلية الرسا واولى العزم ولكن نهينا عن التفضيل بالتعيين لقوله صلى الله عليه وسلم لاتفاضلوا بين الانبياء
اضافتكم بأن لانفرق بين احد من رسله المقصود بها لانفرق فى عقائدهم لانها عقيده واحده حسنه جدا وتتفق مع ماسطره العبد الفقير باننا لانفرق بين احد منهم
اما التفضيل الوارد فى الآيات المذكوره فى الموضوع فهو من الله تعالى قد نسب لنفسه التفضيل بينهم
ونشكركم مره اخرى استاذى الفاضل وفى انتظار مزيد من التصويب
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:36 ص]ـ
انظر كتاب جامع البيان في متشابه القرآن للدكتور / أبو السريع (ص112).
جزاكم الله خيرا وسافعل ان شاء الله ونشكركم على مروركم
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Dec 2010, 08:38 ص]ـ
مسألة الخلاف في تفضيل بعض النبيين على بعض مشهورة في كتب التفسير؛ والآيات فيها وكذا الأحاديث ظاهرها التعارض؛ وقد جمع بينهما أهل العلم بأوجه كثيرة لا أذكرها وإن بحثت عنها تجدها في كتب التفسير ..
ولعل أرجحها أن التفضيل ثابت وجائز لكنه ليس في النبوة ذاتها وإنما في مسائل أخرى كما خصهم الله تعالى به من المعجزات المتفاوتة وكتكليمه لبعضهم ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
بارك الله فيكم نشكركم على مروركم الكريم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:37 م]ـ
استاذى الفاضل
ولكن نهينا عن التفضيل بالتعيين لقوله صلى الله عليه وسلم لا تفاضلوا بين الانبياء
قال العلماء في شرح هذا الحديث: إن هذا النهي يقتضي منع إطلاق ذلك اللفظ لا منع اعتقاد ذلك المعنى، فإنَّ الله تعالى قد أخبرنا بأن الرسل متفاضلون كما قال تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}، وكما قد علمنا أن نبينا قد خُصَّ بخصائص من الكرامات والفضائل بما لم يُخصّ به أحدٌ منهم، ومع ذلك فلا نقول: نبينا خير من الأنبياء، ولا من فلان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نهى عنه، وتأدبًا بأدبه، وعملاً باعتقاد ما تضمنه القرآن من التفضيل، ورفعا لما يتوهم من المعارضة بين السُّنَّة والتنزيل.
وبارك الله بك أخينا الفاضل.(/)
هل هناك تفسير للقرآن الكريم مكتوب للدكتور أحمد نوفل؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[08 Dec 2010, 12:25 م]ـ
هل هناك كتاب تفسير لكامل القرآن الكريم للدكتور أحمد نوفل؟
أذكر أن أحدهم قال أنه يوجد مصحف يحوي تفسير مختصر لكلمات القرآن وآيه على هامشه للدكتور أحمد نوفل .... هل هذا صحيح؟
هل موجود مثل هذا التفسير المختصر على الإنترنت؟
هذا رابط موقعه والكتب التي ألفها ... يبدو لا يوجد ما أبحث عنه.
http://www.ahmadnofal.com/Portals/Category/?info=YVdROU9Ea21jMjkxY21ObFBVTmhkR1ZuYjNKNUpuUjVj R1U5TmlZPSt1.plx
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[08 Dec 2010, 10:17 م]ـ
قام الدكتور أحمد نوفل بمراجعة تفسير مختصر موجز مطبوع على هامش المصحف الشريف أعده أيمن جبر وسماه روائع البيان، كما شرفت بمراجعته كذلك، وقد أثبت الأخ أيمن اسمينا قبل اسمه في الطبعة الأولى منه مما أوهم كثيرين أن التفسير لنا ودورنا فيه مقتصر على المراجعة ولعل هذا هو الذي أشرت إليه في السؤال.
كما شارك الدكتور نوفل في التفسير المنهجي الذي قام بإعداده خمسة، والباقون هم: أد. فضل عباس، ود. صلاح الخالدي، ود. جمال أبو حسان، وكاتب هذه الأسطر، والمقدار الذي كتبه د. نوفل هو القسم الأخير من التفسير ويضم الأجزاء الستة الأخيرة.
وصدر للدكتور نوفل تفسير سورة القصص في جزء، من إصدار جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[08 Dec 2010, 11:42 م]ـ
وله: "سورة يوسف دراسة تحليلية"، الطبعة الثانية: 1420هـ، دار الفرقان للنشر والتوزيع - الأردن.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[11 Dec 2010, 12:57 م]ـ
قام الدكتور أحمد نوفل بمراجعة تفسير مختصر موجز مطبوع على هامش المصحف الشريف أعده أيمن جبر وسماه روائع البيان، كما شرفت بمراجعته كذلك، وقد أثبت الأخ أيمن اسمينا قبل اسمه في الطبعة الأولى منه مما أوهم كثيرين أن التفسير لنا ودورنا فيه مقتصر على المراجعة ولعل هذا هو الذي أشرت إليه في السؤال.
كما شارك الدكتور نوفل في التفسير المنهجي الذي قام بإعداده خمسة، والباقون هم: أد. فضل عباس، ود. صلاح الخالدي، ود. جمال أبو حسان، وكاتب هذه الأسطر، والمقدار الذي كتبه د. نوفل هو القسم الأخير من التفسير ويضم الأجزاء الستة الأخيرة.
وصدر للدكتور نوفل تفسير سورة القصص في جزء، من إصدار جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن.
مشكور على التفصيل الذي كنت أحتاجه.
أستاذ أحمد:
هل نستطيع أن نقول أن روائع البيان لأيمن جبر يحوي ترجيحات الدكتور أحمد نوفل (أو أغلب ترجيحاته) في تفسير الآيات؟
بالنسة للتفسير المنهجي ... أعتقد أنه مخصص للتدريس في المدارس صحيح؟ وليس كتاب تفسير تقليدي، صحيح؟(/)
نداء الإيمان [3] كلوا واشكروا
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[08 Dec 2010, 01:32 م]ـ
النداء الثالث
كُلُوا واشكروا
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? [البقرة 172]
[يختلف الإنسان المسلم عنغيره في كونه يعيش الحياة بقطاعيها الباطني والخارجي بتركيز أشد .. في الباطن يحركالإسلامُ كل قوى الإنسان وفاعلياته وإمكانياته الذاتية، الحسية والعاطفيةوالخيالية والعقلية والانفعالية والروحية، ويسير بها صوب استجابة مكثفة مترعة إزاءكل ما يحركها ويهزها ويدفعها إلى مزيد من "الحياة"، ومن ثم مزيد من المعطياتالتعبيرية. وفي الخارج يدفع الإسلام الإنسان إلى أن ينمي ويوسع متع واستجابات حواسهالمختلفة عن طريق ربط هذه المتع والاستجابات ربطاً نفسياً وذهنياً فذاً بتجربة الإيمانالشاملة، باعتبار أن هذه الطيبات جميعاً، وتلك الطاقات الجمالية الكونية التي لابدء لها ولا انتهاء، أمور سخرها الله سبحانه لبني آدم، وأن عليهم ـ إذا ما أرادواتقدير خلق الله حق قدره ـ أن يتمتعوا ويشكروا، وان ينموا علاقاتهم الحسية الثرةواستجاباتهم لكل ما يحيط بهم من قوى مذخورة، ومتع طيبة، وقيم جمالية ..
وما أروع القرآن الكريم وهو يسأل باستنكارهالمؤثر العجيب ?قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ? .. وما أروعه، مرة أخرى، عندما يحشد عدداً كبيراً من الآيات يطالب فيها الإنسان أنيفتح حواسه جميعاً لتلقي المؤثرات التي بثها الله في الكون، من أجل أن يتمتع عبادهويعبروا عن شكرهم بضروب من معطيات الفكر والفن والوجدان لا تعدو أن تكون حمداًوتسبيحا.] [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
هداية وتدبر [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
1. يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله، وأقروا لله بالعبودية، وأذعنوا له بالطاعة، اطعَموا من حَلال الرزق الذي أحللناهُ لكم، فطاب لكم بتحليلي إياه لكم، مما كنتم تحرِّمونَ أنتم، ولم أكن حرمته عليكم، من المطاعم والمشارب. وأثنوا على الله بما هو أهله منكم، على النعم التي رزقكم وَطيَّبها لكم. إن كنتم منقادين لأمره سامعين مطيعين، فكلوا مما أباح لكم أكله وحلله وطيَّبه لكم، ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان.
2. إن الله ينادي الذين آمنوا بالصفة التي تربطهم به سبحانه، وتوحي إليهم أن يتلقوا منه الشرائع؛ وأن يأخذوا عنه الحلال والحرام. ويذكرهم بما رزقهم فهو وحده الرازق، ويبيح لهم الطيبات مما رزقهم؛ فيشعرهم أنه لم يمنع عنهم طيباً من الطيبات، وأنه إذا حرم عليهم شيئاً فلأنه غير طيب، لا لأنه يريد أن يحرمهم ويضيق عليهم - وهو الذي أفاض عليهم الرزق ابتداء - ويوجههم للشكر إن كانوا يريدون أن يعبدوه وحده بلا شريك. فيوحي إليهم بأن الشكر عبادة وطاعة يرضاها الله من العباد ..
3. كل ما في الأرض والبحر والجو من نبات وحيوان وسمك وطير حلال لنا إلا ما ذكر من المحرمات هنا وفي سورة المائدة وما نص عليه في كتب الفقه الإسلامى.
4. وللمضطر أن يأكل مما حرم قدر الضرورة [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). والضرورة: هي الحالة الشاقة الشديدة التي لا مدفع لها، والتي لا يطيق الناس تحملها في المعتاد، ولا يصبرون على استمرارها، سواء أدت إلى هلاكهم، أو إلى إدخال العنت الشديد في حياتهم، والمؤمن الذي يخاف الله، لا بد أن يعرف حد الضرورة، والإنسان على نفسه بصيرة، وينبغي عرض كل حالة على العلماء الموثوقين لتقدير تلك الضرورة، وهل هي تدخل في حد الضرورة أو لا؟.
5. أهمية شكر الله تعالى على كل نعمه، فلقد أمر الله أن نشكره، ونهى عن أن نكفره، وأثنى على الشاكرين، ووصف فيه خواص المتقين، وجعله غاية خلقه وأمره، فالشكر غاية، ووعد أهله بأحسن الجزاء، وجعله سبباً لمزيد من العطاء، وحارساً وحافظاً لنعمته، وأخبر أن أهله هم الذين ينتفعون بآياته، واشتق له اسماً من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور، وهو ينقل الشاكر إلى مشكور، تشكر فتشكر، وهو غاية الرب من عبيده، وهو ثمن الجنة وأهله قليلون جداً. ?وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ? [سبأ13]
(يُتْبَعُ)
(/)
6. الأكل قد يكون واجباً، وذلك عند دفع الضرر عن النفس، وقد يكون مندوباً، وذلك أن الضيف قد يمتنع من الأكل إذا انفرد وينبسط في ذلك إذا سوعد، فهذا الأكل مندوب، وقد يكون مباحاً إذا خلا عن هذه العوارض، والأصل في الشيء أن يكون خالياً عن العوارض، فلا جرم كان مسمى الأكل مباحاً. وهنا في قوله تعالى ? كُلُواْ ? في هذا الموضع لا يفيد الإيجاب والندب بل الإباحة.
7. الطيِّب في أصل اللغة هو المستلذ المستطاب، ولعل أقواماً ظنوا أن التوسع في المطاعم والاستكثار منطيباتها ممنوع منه. فأباح الله تعالى ذلك بقوله: كلوا من لذائذ ما أحللناه لكم فكان تخصيصه بالذكر لهذا المعنى.
8. الأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة. وكذا فإن الشكر يكون بالقول والعمل، ولذلك قارَنَ النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الآية في خطاب المؤمنين، وما في معناها من خطاب المرسلين قال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:?ي?أَيُّهَا ?لرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ?لطَّيِّبَـ?تِ وَ?عْمَلُواْ صَـ?لِحاً إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ?، وقال: ?يـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَـ?كُمْ? ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى? يستجاب لذلك؟ " [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
9. وجوب شكر الله على نعمه ومنها النصر على الأعداء والفتح للمسلمين وعلى كل نعمة من نعمه عز وجل التي لا تُعَد ولا تُحصى بتسبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه ?إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ*وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ?] النصر [. وبالشكر تزيد النعم.
10. من واجب شكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة أن يحافظ عليها وأن يتجنب أسباب زوالها. قال صلى الله عليه وسلم: «التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله، والجماعة بركة، والفرقة عذاب» [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
11. إن شكر النعمة مربوط بالزيادة؛ فمن شكر الله تعالى على نعمه؛ زاده .. والزيادة من الله تعالى؛ زيادة من الغنى .. مالك كل شيء! قال الله تعالى: ?وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ? [إبراهيم7]. قال علي رضي الله عنه لرجل من أهل همدان: «إنَّ النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله
عز وجل؛ حتى ينقطع الشكر من العبد».
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) . أ. د. عماد الدين خليل http://alfikr.org/view.aspx?rid=254 (http://alfikr.org/view.aspx?rid=254)[ موقع الغكر الحر]
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) . تفسير الطبري. من دروس الشيح محمد راتب النابلسي http://www.nabulsi.com/text/03quran/2j-ram04/ram4-008a.php (http://www.nabulsi.com/text/03quran/2j-ram04/ram4-008a.php) . تفسير المنار. في ظلال القرآن.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) . أن يقتصر فيما يباح تناوله للضرورة في رأي جمهور الفقهاء على الحد الأدنى أو القدر اللازم لدفع الضرر، (ما تندفع به الضرورة) لأن إباحة الحرام ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، لذلك "اختلف العلماء في مقدار ما يأكل المضطر من الميتة، فقيل: لا يأكل المضطر من الميتة إلا مقدار ما يسد الرمق والنفس، وقيل: ما يسد جوعته، وقيل: من تغد لم يتعش منها، ومن تعش لم يتغد منها، أي ليس له أن يجمع بينهما، وفي الحديث المرفوع، متى تحل لنا الميتة يا رسول الله؟ قال: (ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا) والصبوح الغداء، والغبوق العشاء، ونحو هذا".
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) . رواه مسلم في صحيحه والترمذي من حديث فضيل بن مرزوق.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) . رواه البيهقي في الشعب/ صحيح الجامع: 3014.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:24 ص]ـ
معاني المفردات
طَيِّبَاتِ: الطيبات: أَكثر ما يرد بمعنى الحلال المستلذ، كما أَن الخبيث كناية عن الحرام.
رَزَقْنَاكُمْ: الرِّزْقُ: الكسب الحلال، والحرام لا يسمَّى رزقاً .. فإنّ كل ما رزقه الله لا يكون إلا حلالاً [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23761#_ftn1).. قال تعالى: ?فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ? [العنكبوت: 17].
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23761#_ftnref1) . تفسير الكشاف/ الزمخشري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[10 Dec 2010, 11:01 ص]ـ
النداء الثالث
كُلُوا واشكروا
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? [البقرة 172]
الإعراب
(((كُلُوا))) فعل أمر والواو فاعل والجملة لا محل لها ابتدائية. (((مِنْ طَيِّباتِ))) متعلقان بمحذوف صفة للمفعول المحذوف. (((ما رَزَقْناكُمْ))) ما اسم موصول في محل جر بالإضافة. رزقناكم: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول. (((وَاشْكُرُوا))) معطوف على كلوا. (((لِلَّهِ))) لفظ الجلالة مجرور باللام وهما متعلقان بالفعل قبلهما. (((إِنْ كُنْتُمْ))) إن حرف شرط جازم كنتم: فعل ماض ناقص والتاء: اسمها وهو فعل الشرط. (((إِيَّاهُ))) ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. (((تَعْبُدُونَ))) فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كنتم، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[11 Dec 2010, 12:12 م]ـ
النداء الثالث
كُلُوا واشكروا
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? [البقرة 172]
مناسبة الآية لما قبلها [1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=131562#_ftn1)
قال الفخر الرازي: اعلم أن هذه الآية شبيهة بما تقدم من قوله: ?كُلُواْ مِمَّا فِى الأرض حلالا طَيّباً? [البقرة: 168] ثم نقول: إن الله سبحانه وتعالى تكلم من أول السورة إلى ههنا في دلائل التوحيد والنبوة واستقصى في الرد على اليهود والنصارى، ومن هنا شرع في بيان الأحكام.
وقال البقاعى: ولما أخبر سبحانه وتعالى أن الدعاء لا يزيدهم إلا نفوراً رقي الخطاب من الناس إلى أعلى منهم رتبة فقال آمراً لهم أمر إباحة أيضاً وهو إيجاب في تناول ما يقيم البنية ويحفظها: ?يا أيها الذين آمنوا كلوا?.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=131562#_ftnref1) . جامع لطائف التفسير.
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[19 Dec 2010, 02:44 م]ـ
في ظلال النداء*
[إن الله ينادي الذين آمنوا بالصفة التي تربطهم به سبحانه، وتوحي إليهم أن يتلقوا منه الشرائع؛ وأن يأخذوا عنه الحلال والحرام. ويذكرهم بما رزقهم فهو وحده الرازق، ويبيح لهم الطيبات مما رزقهم؛ فيشعرهم أنه لم يمنع عنهم طيباً من الطيبات، وأنه إذا حرم عليهم شيئاً فلأنه غير طيب، لا لأنه يريد أن يحرمهم ويضيق عليهم - وهو الذي أفاض عليهم الرزق ابتداء - ويوجههم للشكر إن كانوا يريدون أن يعبدوه وحده بلا شريك. فيوحي إليهم بأن الشكر عبادة وطاعة يرضاها الله من العباد. . كل أولئك في آية واحدة قليلة الكلمات:
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ?.]
......................................
* في ظلال القرآن سيد قطب.(/)
(أصول التفسيرلابن عثيمين) للشيخ/د. سعد الشثري
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:20 م]ـ
أصول التفسير لابن عثيمين/ للشيخ د. سعد الشثري
نقل مباشر
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=13994&action=listen
خلاف المشهور عند الأصوليين
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12574&action=listen
شرح كتاب الواسطية
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=14164&action=listen
ـ[نهى الحميدي]ــــــــ[10 Dec 2010, 04:04 م]ـ
جزاكي الباري خيرا كنت ابحث عن هذا الموضوع من قبل ...
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[10 Dec 2010, 08:48 م]ـ
وجزاكِ رب العالمين أختي نهي ..
الحمدلله علي تيسيره للعباد مبتغاهم من الخير.(/)
شرح مقدمات التفاسير- تفسير الطبري/د. مساعد الطيار
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:25 م]ـ
نقل مباشر
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12029&action=listen
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:42 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر الله سعيكم ..
أختي الفاضلة، ليتك وفقك الله تزيدين الأمر بياناً بذكر اليوم الذي ينعقد فيه الدرس ووقته.
وللعلم فدرس الدكتور مساعد الطيار حفظه الله تعالى سوف يتم نقله على قناة ملتقى أهل التفسير ( http://tafsir.net/vb/live.php) بإذن الله.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[10 Dec 2010, 08:14 م]ـ
وبارك فيكم وشكركم الله لكم ..
وجزاكم الله خيرا علي التنبيه ..
الحمدلله أنه يتم نقله عبر قناة ملتقي التفسير ( http://tafsir.net/vb/live.php) ، ماكنت أعلم ..
ومن فضل الله- تعالي وحده- أن يكون درسين مهمين، في يوم السبت:
1 - تطبيقات علي قواعد الترجيح عند المفسرين/د. حسين الحربي،س5م
2 - مقدمات التفسير- تفسير الطبري/ د. مساعد الطيار، س7.20م.(/)
وقفات في سورة الاعراف
ـ[همتي فوق الثريا]ــــــــ[08 Dec 2010, 10:13 م]ـ
/ (((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخَاسِرِينَ)))
فمن أشبه آدم بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع ـ إذا صدرت منه الذنوب اجتباه ربه وهداه.
ومن أشبه إبليس ـ إذا صدر منه الذنب، لا يزال يزداد من المعاصي فإنه لا يزداد من اللّه إلا بعدًا. ابن السعدي
(((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( http://javascript<b></b>:openquran(6,32,33)))))
وهذا التوسيع من اللّه لعباده بالطيبات، جعله لهم ليستعينوا به على عبادته، فلم يبحه إلا لعباده المؤمنين، ولهذا قال: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ( http://javascript<b></b>:openquran(6,32,32)) أي: لا تبعة عليهم فيها.
ومفهوم الآية أن من لم يؤمن باللّه، بل استعان بها على معاصيه، فإنها غير خالصة له ولا مباحة، بل يعاقب عليها وعلى التنعم بها، ويُسأل عن النعيم يوم القيامة. ابن السعدي
(((وَإِذَاقُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( http://javascript<b></b>:openquran(6,204,204)))))
والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.
وأما الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع، فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب اللّه، فإنه ينال خيرا كثيرًا وعلماغزيرا، وإيمانا مستمرا متجددا، وهدى متزايدًا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب اللّه حصول الرحمة عليهما، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير. ابن السعدي
(((فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)))
في هذه الآية تخويف بليغ , فإن العبد لا ينبغي أ يكون آمنا على ما معه من الإيمان بل لا يزال خائفا أن يبتلى ببلية تسلب إيمانه ولا يزال داعيا بالثبات وأن يسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن فإن العبد ولو بلغت به الحال ما بلغت فليس على يقين من السلامة. ابن السعدي(/)
آية سورة النور رقم 35
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[09 Dec 2010, 04:06 ص]ـ
في سورة النور شيء هام وهو ما شرعه الله في تنظيم العلاقة بين الذكور والإناث وبعض مما يقع فيه أهل النفاق. لكننا في هذه المقالة نهديكم بيان هداية آية محفوظة ومحببة للكثيرين وهي آية الله نور السماوات والأرض ...
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) إن هذه السورة كل ما فيها من آيات وأحكام تنير جانبا يستحي الناس منه ولا ينفع فيه إلا ما أمر الله به من النور والمواجهة والصراحة والله عز وجل يحب النور والشيطان لعنه الله لا يحب النور أبدا ويبين الله عز وجل أنه يرسل بالنور في السماوات والأرض كي يضيق على الشيطان واتباعه أهل الفجور والظلمات فيضرب لنا مثلا لما يرسله من النور كمشكاة وهي مكان يشع نورا في داخل المكان أي في المشكاة مصباح ينتج النور الذي في المشكاة ثم يشع منها وهذا المصباح داخل زجاجة تحميه من تيارات الهواء التي تنحرف بالنور يمينا أو يسارا فتضعفه فهو في حماية من ذلك والزجاجة رائقة جدا لا تكاد تعرفها من شفافيتها وكأنها والمصباح جزء واحد. وهذا المصباح يوقد بزيت من شجرة مباركة هي شجرة الزيتون التي مدحها الله في القرآن في منطقة من العالم لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
المصباح كان محمدا والمشكاة هي المدينة والزجاجة المتقين حوله والزيت هدى الله من الوحي السماوي لا شرقي ولا غربي يكاد الوحي يضيء من نفسه بلا حاجة لرسول أو ربانيين لكنه بهم يضيء على العالمين في كل بقعة ينزلوا بها معهم هذا الزيت المبارك القرآن العظيم فهم بالقرآن نور ومعهم النور يهدي الله بنوره الرسول وأصحابه ووحيه القرآن من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس أي ان عليهم الإنتشار في الأرض والدعوة إلى الله والله بكل شيء عليم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي طارق على هذا التدبر في الآية الكريمة، وهو اجتهاد منك تشكر عليه، ولكن ليتك حاولت أن تبحث عن كلام العلماء حول هذا المثل الذي ضربه الله في هذه الآية الكريمة وهو من أشهر الأمثال التي ضربها الله في القرآن، وللعلماء به عناية كبيرة، ثم تلخص لنا أقوالهم وتبين وجهة نظرك لنا، حيث إن مجرد عرض رأيك هنا لا يجعل القارئ يطمئن إليه، فالجزم بمثل هذا غير مقبول بغير دليل يلزم التسليم له.
وتقبل أطيب تحياتي.(/)
أركان تربية القرآن (2ـ قم فأنذر)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[09 Dec 2010, 01:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أركان تربية القرآن
(2ـ قم فأنذر)
الركن الثاني: الدعوة المأمور بها في سورة (المدثر)
هذا السورة العظيمة هي الثانية نزولا بعد سورة (اقرأ)، ففي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ فَنُودِيتُ .. فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا. قَالَ: فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا. قَالَ: فَنَزَلَتْ (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ). وفي لفظ لهما (وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ).
- بيان مقصودها:
السورة لا يعرف لها إلا هذا الاسم فكان دالا على مقصودها وهو"الدعوة بالنذارة والبشارة" (قُمْ فَأَنْذِرْ)، يقول العلامة البقاعي في نظم الدرر موضحاً ذلك: مقصودها الجد والاجتهاد في الإنذار بدار البوار لأهل الاستكبار، وإثبات البعث في أنفس المكذبين الفجار، والإشارة بالبشارة لأهل الأدكار، بحلم العزيز الغفار، واسمها المدثر أدل ما فيها على ذلك، وذلك واضح لمن تأمل النداء والمنادى به والسبب.
وهي من أوائل ما نزل فكان أسلوبها الدعوة بالنذارة، ويقابلها في ذلك سورة الدعوة الأخرى (فصلت) وهي في الدعوة بالبرهان والحجة،، وكلاهما مكيتان لكن "فصلت" نزلت متأخرة كثيراً عن "المدثر".
- حقيقة الدعوة فيها:
الدعوة فيها هي"إيصال التذكرة على وجهها المشروع" ولذا وصف الله كتابه بقوله (كلا إنه تذكرة) فمهمة الداعية هي إظهار الحق ساطعاً جميلاً يمحو بنوره ظلمة الليل (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، ثم تنتهي مهمته ليقول للناس بعد ذلك (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ).
فيمحو ظلمة الليل (كلا والقمر (32) والليل إذ أدبر (33) والصبح إذا أسفر) .. ثم تنتهي مهمته ليقول للناس بعد ذلك (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر حصول التذكرة من الناس أمره إلى الله (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، أما مهمتنا نحن معاشر الدعاة فهي (قُمْ فَأَنْذِرْ) بشرط تلبس الداعية بالصفات السّت مطلع السورة.
وهذه الصفات الستة هي: (قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7))
والفاء في (فأنذر) تعقيبية، وفي البقية (فصيحة) تفصح عن شرط محذوف وتقديره في قوله تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) مهمْا يكن شيء فكبّرْ ربّك، وبقياسه في بقية الآيات.
والثياب في قوله تعالى (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) تشمل: القلب واللسان والجوارح والبدن والملابس كما يدل عليه مجموع ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
ومنه ألا يلبس الداعية ثيابه على غدرة ودسيسة وخبيئة سوء بينه وبين الله أو بينه وبين الناس، وقد كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا: إن فلانا لدنس الثياب، وإذا أوفى وأصلح قالوا: إن فلانا لطاهر الثياب، وعن عكرمة أن ابن عباس سُئل عن قوله: وثيابك فطهر قال: لا تلبسها على غَدْرَةٍ وَلا فَجْرَةٍ، ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة:
إني بحمد الله لا ثوب فاجر ... لبستُ ولا من غدرة أتقنع
وأهم مهمة وأعظم مُلمة لكل داعية أن يحمل لواء التوحيد ونبذ الشرك صغيره وكبيره (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، فداعية يلتهي عن التوحيد بغيره أو يترك النهي عن الشرك لما يزعم بلسان قيله أو حاله أنه أهم منه؛ قد انتقص ركناً ركيناً من صفات الداعية الستة في سورة المدثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنهي عن (المنّ) هنا نهي عن تعداد الداعية لنعمه سواء ذكرها في نفسه أو على المدعوين، فالمنّ: تذكير المنعِم المنعَمَ عليه بإنعامه. والاستكثار: عدّ الشيء كثيراً، واستعظامه في النفس، فيبدأ الداعية بعدِّ كم عدد من اهتدى على يديه ونوعهم، وكم أقام من المشاريع وأثرها، وكم بنى من مسجد، وكم أنفق من درهم، وكم أنكر من منكر، وهذا وشبهه خلاف الأدب الواجب مع الله، وهو لا يليق بالعامة فكيف بالدعاة؟!
وختمت الصفات بالأمر بالصبر لأن الداعية بدون صبر ضرره أعظم من نفعه.
والنص على التكبير والتطهير فيهما تهيئة لمشروعية الصلاة التي لم تشرع بعدُ فهُيئ لها بذكر شرطها "الطهارة" وافتتاحها "التكبير" كما أشار ابن عاشور، وقد جاء الأمر بها قريبا في قوله سبحانه (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)، وهو تنبيه إلى ضرورة أن تأخذ الصلاة والاستعداد لها حظها وافياً غير منقوص من عناية واهتمام الداعية.
- وأما أسلوب الدعوة فيها فهو (الإيمان قبل الأحكام):
فقد استهلت السورة بعد ذكرها لصفات الداعية بذكر اليوم الآخر (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)، فليس من الأساليب شيء مؤثر في المدعوين كتذكيرهم بساعة القيام والجنة والنار، لأن هذه تنقر القلوب نقراً، والنقر بطبيعته محصورُ الموضع شديدُ الوقع فيبقى أثره زمناً مديداً خصوصا لمن تعاهد قلبه به ساعة بعد ساعة.
لقد كانت تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم في بداية دعوته بالجنة والنار وأهوال القيامة حتى قالت الصديقة رضي الله عنها كما في البخاري "نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا وَلَوْ نَزَلَ لَا تَزْنُوا لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ (بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ"
وهذا الوصف منها لبيان أثر المنهج الذي تنزّل به القرآن وأن مخالفته من أعظم ما يكون خطراً على المدعوين، فإن قولها (ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع شرب الخمر) بيان لحال الصحابة مع نهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالآمر هو الله والمبلغ الرسول والمأمور الأصحاب ثم بعد هذا لو أن منهج التدرج الموافق لتربية القرآن خُولف فرد المدعوين سيكون صريحاً (لا ندع الخمر .. لا ندع الزنا).
فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يُقال لهم أولاً (لا تشربوا الخمر، لا تزنوا، لا تفعلوا كذا وكذا)؛ الجواب نراه عياناً بياناً في موقف الأمة من أوامر ربها وأوامر رسولها صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا سبب رئيس في ضعف أثر الدعوة على المدعوين ولابد من التفطن له.
وهذه المسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من أهل القرآن وجه الصواب فيها، فوقعوا في خلاف منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه رضوان الله عليهم.
ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاً قبل تعليم الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم (العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره)، وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة:
- فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعنه رضي الله عنه قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدرى ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه.
- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة " متفق عليه.
وهذا المعنى تؤكده سورة الدعوة (المدثر) فمع أن المخاطبين كفار لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب جاءت الآيات فيها مليئة بالتذكير بيوم القيامة والتخويف بالنار: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) .. (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) .. (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) .. (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ).
ويقع الخطأ الكبير منّا في تربيتنا لمن تحت أيدينا حين نفر من منهج القرآن إلى مناهج حادثة نُكثر فيها من استخدام مصطلحات (مستوردة) زاعمين أن رحى (التربية المؤثرة) تدور عليها، فتارة يُنادى بما يسمى بـ (الإيجابية) وأخرى (التحفيز) وثالثة (الإقناع) وهذه كلها طرائق (حق) لو اكتفت بحيزها اللائق بها، أما أن تُزاحِم أو تُقدَّم على منهج التربية بالوعد والوعيد والجنة والنار والقيامة والساعة والطامة والقارعة والحاقة والزلزلة ... التي امتلأت بها السور المكية فخطأ جارف وضلال يلوح، وويحُ من ترك منهج تربية القرآن واستعاض بغيرها من تجارب البشر طلباً للطُرق (الإيجابية) فيما يزعم، ولو أفاد منهما وجعل ذِه تبعاً لتلك لأحسن وأجمل.
ومن تأمل القرآن علم أن منهج التربية بـ "التذكير" بذكر القيامة والجنة والنار وهو خطاب "قلبي" له القدح المعلى من بين أساليب تربية القرآن، ويليه منهج "التفكير" وهو خطاب "ذهني"، وقد ورد في الأمر بالتفكر قريباً من ألفٍ وثلاثمائة آية في القرآن.
ومن أفصح ما نطقت به الألسنة في توضيح ذلك ما قاله الإمام الرباني الحسن البصري قال: ما زال أَهل العلم يعودون بالتذكر على التفكُّر، وبالتَّفكُّر على التَّذكُّر، ويناطقون القلوب حتى نطقت.
وقد نبهت سورة المدثر أن أعظم سبب لإعراض المدعوين إلى الإيمان ليس هو "عدم التصديق العقلي" ـ وإن كان موجوداً ـ بل هو "العناد والاستكبار" وقد نطقت الآيات بهذا (إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا) (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ)، وعلاج داء كهذا لا يكون بالبرهان العقلي بل بالتخويف القلبي (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)، وقد كان حاله قبلها ما جاء في ذلك الوصف البليغ (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ)، وتأمل أن الله كرر ذم هذا المعرض على (تقديره) دون (تفكيره) مع أنه ذكر الحالين، وهذا لأنه حال تقديره حال معاندٍ متحيرٍ همته في شيء واحد وهو بأي شيء يَصِم القرآن، وتكرار (ثم) أربع مرات مفصح عن زمن معتبر استغرقه هذا الجاحد في تنقله بين هذه المراتب الأربع، والعبوس يكون مع الغضب وأما البُسور فمع الهمّ والكمد والنكد.
- التحديات والعوائق التي حذرت منها السورة:
نبهت السورة على فتن شاءها الله بحكمته تعترض طريق الداعية والمدعو امتحاناً للناس، وضرب سبحانه مثلا على ذلك بفتنتين:
الأولى: فتنة مال وجاه (شهوة): (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا).
والثانية: فتنة فكر ونظر (شبهة): في قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً .. )، فهذا العدد القليل (تسعة عشر) فتنة لصنفين من الناس (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) و (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والداعية والمؤمنون بدعوته لا ينهمكون بحثاً عن أسباب حدوث هذا الفتن التي يمتحن الله بها عبادة بل ديدنهم التسليم المطلق لقدر الله، فإن ظهرت لهم الحكمة من دون تكلف فرحوا بها وإلا خضعوا لسلطان الله من دون تردد، لأن التشكك والتحير هنا من صفات غيرهم (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا)، وكان الجواب على هذا السؤال كاشحاً كاشفاً بأنها إرادة الله وكفى من دون إطناب في التعليل (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
ومن أعظم أسباب الفتنة اعتماد الداعية على كسب يده وحذقه وفصاحة منطقه وقوة تأثيره دون لجوئه لربه، أي على العمل دون الفضل، وعلى الأسباب دون الانكباب، فقال سبحانه محذرا من هذه الحال (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)، فمن كان رهين كسبه (فقط) فقد هلك، وهاك مقولاً ربانياً يجلي معنىً في غاية التأثير لهذا الاستثناء العظيم، فعن القاسم بن محمد قال: كلّ نفس مأخوذة بكسبها من خير وشر إلاّ من اعتمد الفضل والرحمة دون الكسب والخدمة، فكل من اعتمد على الكسب فهو رهين به ومَنْ اعتمد على الفضل فإنّه غير مأخوذ.
ومن البيّن أن السورة حين أرادت أن تعالج الفتنتين استعملت التذكير بالنار (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)، (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) لأن المدعوَّ هنا بلغ مرحلة العناد (عنيدا)، وأيضاً في (قلبه مرض) مزمن وآخر الطب الكي بالنار، وفي غيرها من السور قد يختلف الأمر كما تقدمت الإشارة إليه في شأن سورة "فصلت"، والتي تشترك مع سورة "المدثر" في كون رحى آياتها تدور حول الدعوة، ولكنها تختلف عنها في أسلوبها لاختلاف حال المدعُوّين.
- بقي السؤال .. كيف يقيس الداعية نجاح دعوته من خلال السورة؟ أي هل يتحقق هذا الركن بحصول التذكرة .. أم بشيء آخر؟
والجواب: أن الميزان ليس هو حصول التذكرة فهذا أمره إلى الله (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، ولكنه" إيصال التذكرة على وجهها المشروع" ولذا وصف كتابه بقوله (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ).
فإن أوصل الداعية دعوته وفق منهج القرآن وسنة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم واستفرغ الوسع في تحبيب الناس بها وسلك كل سبيل مباح لتحقيق هذه الغاية لكنهم مع هذا أعرضوا عنها؛ فلا يكترث بهم ولا لهم فقد ضرب الله مثلا عجيبا لحالهم وهو آخر أمثال القرآن وهو مثل "الحُمُر" (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)، فكل من أعرض عن هذا القرآن فهو في حقيقته واحد من هذه "الحُمُر" بحكم ربه عليه، وليس هو أيّ واحد منها، لا .. بل هو نوع خاص منها فقد عقله من شدة خوفه على حياته، فخيل لنفسك وكأنك تراها في حالها تلك فما الذي أنت راءٍ؟!
إن تصور حال المشبه به وهي الحمير الفارّة المذعورة، وأن الله هو من شبه المعرض عن التذكر بالقرآن بذلك؛ سيحرك النفس الشريفة للبعد عن كل أوجه الشبه بهذه الحال المخزية.
هذا مَثَل من أعرض، أما من سار على هدى هذه السورة المُنيفة، وامتثل صفاتها، واتبع أسلوبها، وتجنب محاذيرها، وكرر بين الفينة عرض دعوته على آياتها، وتصحيح ما خالف منهجها وأمرها ونهيها، فثمرتها ما ختم الله به عظيمَ آياتها، وهي البشرى له ولمن أجاب دعوته بأنه سبحانه معهم (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ).
رزقنا الله جميعا الدعوة على منهاج النبوة
وجعل هذه السّور العظام حجة لنا لا علينا
..........
وللموضوع تتمة عن الركن الثالث من "أركان تربية القرآن" إن يسر الله وأعان،،
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[09 Dec 2010, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا ونفع الله بك وننتظر الركن الثالث
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Dec 2010, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عصام على هذه المشاركات القيمة نفع الله بعلمك وزادك علماً، متابعون معك باقي الأركان بإذن الله تعالى(/)
أساليب الحوار الدعوي
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:14 م]ـ
أساليب الحوار الدعوي
من أجل إبراز الحقائق وهداية العالمين, لا بد أساسا من سلوك سبيل القناعة العقلية لإقامة الحجج الثابتة والبراهين الدامغة.
أ- الاستدلال العقلي:
1 - الاستدلال بالتشبيه والأمثال:
في ضرب المثال زيادة إفهام وتذكير وتصوير للمعا ني، وذلك لأن المعاني العقلية المحضة لا يقبلها الحس والخيال والوهم، فإذا ذكر ما يساويها من المحسوسات تَرك الحس والخيال والوهم تلك المنازعة.
وانطبق المعقول على المحسوس, وحصل الفهم التام والوصول إلى المطلوب. (القرآن والنظر العقلي لفاطمة إسماعيل، ص109 وما بعدها بتصرف)
والمحسوس هو ما خضع للمشاهدة والمعرفة والتجربة, ومن هنا أنكر القرآن الكريم إدعاء المجوس أن ملائكة الرحمان إناث في قوله u :
{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} الزخرف19
وأجاب القرآن الكريم:
{مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} (الزخرف:20)
فهم لا يملكون أي دليل من حجة أو برهان أو مشاهدة و لهذا جاء الإنكار عليهم في سورة الصافات:
{أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ؟} (الصافات:150)
ثم رد عليهم يقول عز وجل:
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (الصافات:154)
والناس في تعاملهم مع الأمثال فريقان, فريق آتاه الله عقلا وقلبا نيراً، فهو يصغي إلى الحق ويأخذ به، وفريق أصابه العناء فإن ساعفه الدليل زاد إصراراً وإمعاناً في الضلال. (القرآن والنظر العقلي لفاطمة إسماعيل، ص109 وما بعدها بتصرف.)
2 - الاستدلال بالتجزئة:
ومن الأدلة القرآنية أدلة جزئية تعتمد على وقائع جزئية, وكل جزء يصلح وحده دليلا ومنها قوله عز وجل:
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ؟ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ؟ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّه؟ ِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (النمل:60)
إنه استدلال ينقل من الجزئي إلى الكلي أومن الخاص إلى العام.
3 - الاستدلال بالتعميم ثم التخصيص:
والتعميم أن يذكر قضية عامة تؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالها، ثم يتعرض المستدل إلى جزئيات القضية، فيبرهن على أن كل جزء منها يؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب إثباتها أو أنها بمجموعها تؤدي إلى إثبات الدعوة، ومن ذلك قوله عز وجل:
- {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى؟} (طه:49)
- قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
- قال فما بال القرون الأولى؟
- قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} طه 49 - 55
نبه سيدنا موسى عليه السلام إلى معاني الربوبية ثم ذكر جزئيات تتعلق بالنبات والأنعام، وأهل مصر أهل زرع وضرع تذكيراً بنعم الله عليهم، وأنه لا صانع لها إلا هو جلت قدرته وعزت إ رادته.
4 ـ الاستدلال بالتعريف:
والاستدلال بالتعريف هو أن يؤخذ من ماهية موضوع القول دليل الدعوة، بأن يؤخذ مثلا من حقيقة الأصنام دليل على أنها لا تصلح أن تكون معبوداً، ومن بيان صفات الله تعالى دليل على أن يكون وحده المستحق للعبادة.
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام: 95 - 96)
5 - الاستدلال بالمقابلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المقابلة بين شيئين أو أمرين أو شخصين، تكون ليُعرف أيهما المؤثر في عمل معين, وإذا ثبت أن التأثير لواحد منهما, كان له فضل التقدم على غيره ومن ذلك قوله سبحانه:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ؟ أَفَلا تَذَكَّرُونَ؟ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (النحل:18)
إنها مقابلة بين من يخلق ومن لا يخلق، فهي تصلح دليلا مثبتا في عدة دعاوي, ويكون فيها الحكم الفاصل الهادي المرشد.
6 - الاستدلال بالقصص القرآني:
اتخذ القرآن من القصص سبيلا للإقناع والتأثير، وفي ضمن القصة رسل يعرفون بقدرهم ومكانتهم كإبراهيم وموسى عليهما السلام.
ومجيء الدليل على لسان يقر بفضله المخالفون، كإبراهيم عند العرب
وموسى عند بني إسرائيل، يعطي الدليل قوة فوق قوته الذاتية، ومن ذلك قوله تعالى:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} (مريم:43)
إنه كلام متضمن لأبلغ تعبير عن بُطْلان عبادة الأصنام.
7 - الاستدلال بالجدل والمناظرة:
حث القرآن الكريم على الجدال بالحسنى إثباتا للحقائق ودحضا للشبهات, ومن ذلك:
{- وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً.
-وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (الأنعام:9)
ب- مناهج القرآن في الجدل:
يعتمد القرآن عدة أساليب في منهجه الجدلي أذكر منها
1 - السبر والتقسيم:
هو نوع من إحصاء فيه نسبر جميع العناصر التي يتناولها الموضوع ثم نبدأ في التحليل والتقسيم:
{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْن؟ ِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْن؟ ِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الأنعام:143)
السبر هنا جاء ببيان وجوه التحريم:
- يلزم أن يكون جميع الذكور حراما.
- يلزم أن يكون جميع الإناث حراما.
- يلزم أن يكون الصنفين معا حراما.
2 - التحدي:
يرفع الفرآن التحدي الذي لا مناص منه ولن تجد له سبيلا:
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} (هود: من الآية13)
{فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران168
3 - القول بالموجب:
وهو أخذ الخصم بموجب كلامه واستنباط ما يريده، من ذلك قوله سبحانه وتعالى:
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8)
جاء على لسان المنافق" ليخرجن الأعز منها الأذل"، والأذل هم المؤمنون في اعتباره لكن الله أوضح أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
4 - التسليم:
وهو أن يفرض المحال إما منفيا أو مشروطا بحرف الامتناع لكون المذكور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه, ثم يسلم وقوع ذلك تسليما جدليا, ويدل على عدم فائدة ذلك على تقدير وقوعه.
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (المؤمنون:91)
5 - السجال:
هو أن تثبت على لسان خصمك ألفاظا في سياق آخر تسجل به عليه ما كان عنده محل شبهة وإنكار:
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (لأعراف:44)
6 - الانتقال من الاستدلال لكي يلائم مدارك الخصم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن ينتقل المستدل من دليل إلى دليل أو من مثال إلى مثال، لعدم فهم الخصم وجه الدلالة من الدليل أو المثال الأول، أو عند فهمه وجه الدلالة ولكنه يقصد المغالطة، فيأتي المستدل بدليل أو مثال آخر لا يجد الخصم معه مفرا دون الانقطاع أو التسليم.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ،
- إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ،
- قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت،
ُ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:258)
7 - مجاراة الخصم لتبين عثرته أو أسلوب إرخاء العنان:
وذلك بأن تسلم للخصم بعض مقدماته مع الإشارة إلى أنها لا تنتج ما يريده هو، بل هي مساعدة على إنتاج ما تريده أنت، ومن ذلك قوله i :
{ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً.
- قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ.
- قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (ابراهيم:11)
8 - الاستدلال الاستقرائي في عالم الكونيات:
عالم الكونيات عالم مشاهد محسوس، يستطيع العقل الإنساني أن يخضعه للملاحظة الدقيقة والمشاهدة والتجربة الحسية، وتتمثل أولى خطوات المنهج الاستقرائي كما يعبر عنها القرآن الكريم في النظر إلى جزئيات هذا العالم، جزئية جزئية، بما في ذلك الإنسان نفسه:
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذريات:21)
{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ؟} (يونس:101)
{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (لأعراف:185)
وليس الاستقراء عملية آلية ليس فيها أثر للتحليل أو الاستنباط، بل على العكس نجد أن عملية تحليل الظاهر مهمة تمكن من الوقوف على نظامها وكيفية تركيبها، لذلك حث القرآن الكريم على البحث في كيفية خلق الأشياء:
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ؟ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ؟ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ؟
وتنقسم الملاحظة في منهج القرآن الكريم إلى صنفين:
* الملاحظة بالعين (حاسة الإبصار).
* الملاحظة بالبصيرة (وهي تشمل الحس والعقل).
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} (الحشر: من الآية2)
قال المفسرون: الاعتبار هو النظر في حقائق الأشياء وجهات دلالاتها ليعرف بالنظر فيها شيء آخر من جنسها. وقيل الاعتبار هو التدبر وقياس ما غاب على ما ظهر. الكليات لأبي البقاء، ص147.
9 - الاستقراء التاريخي:
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف:111)
إن للتاريخ سننا وحكمة يرتبط بها ارتباطا وثيقا، لا ينفك عنها مهما تغير البشر، لكون الحكم واحد والمسطرة واحدة لا تحابي أحدا.
{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} (هود:37)
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (لأنفال:30)
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (البقرة:10)
(يُتْبَعُ)
(/)
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (الصف: من الآية5)
10 - الشك سبيل اليقين:
(ابن رشد، فصل المقالة فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، ص9. والقرآن والنظر العقلي، ص 130).
* أسلوب التجرد:
يعتمد هذا الأسلوب على تفريغ الموقف من الأفكار المسبقة التي تحول الموقف إلى عقيدة تفرض نفسها على كل مواطن الحوار وتشكل حاجزا يمنع الأطراف من الشعور بحرية الحركة فيما يقبلون وما يرفضون, فليس هناك حكم مسبق أو سابق من أي الطرفين، ومن ذلك
قوله سبحانه:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سبأ:24)
إنه التجرد للحق, فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطلق من موقف نفى عن نفسه فيه صفة الهدى أو الهداية ولم يدفع خصمه بصفة الضلال مع إيمانه العميق بصدق القضية.
* إقامة الحجة على الخصم:
] قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (القصص:49)
لقد تجرد الموقف من حالات التعصب والتزمّت التي تحجر الفكرة، فلا يسمح لها بالتحرك الذي تخوض معه قصة الصراع من جديد، فيكون الموقف الإيماني واضحا قويا، يتحدى ويقبل التحدي، بحيث يكون جاهزاً في كل وقت لمقاومة خصومه أخذاً بأيديهم إلى شاطئ النجاة.
والخلاصة: فكلا الأسلوبين يلتقيان في فسح المجال للحوار بالحركة بكل حرية رغم تباين الموقفين.
ج- بداية الحوار ونهايته:
من يبدأ الحوار وكيف؟ وفي الختام كيف ينتهي الحوار وعلى أي أساس ولصالح من؟
1 - من يدير الحوار؟
لابد عند كل حوار من منسق متزن هادئ الأعصاب, لا يميل الكفة لصالح ذا أو ذاك, بقدر ما يحرص على التنسيق الجيد بعيدا كل البعد عن جو الإرهاب الفكري.
وبرودة الأعصاب وسعة الصدر، اسفنجة لامتصاص حرارة الخطاب، وقد يقذف بمستملحات تظهر البسمة بعد تأجج الغضب، كما ينبغي له أن يستعين بأمثال شعبية أو نصوص الكتاب والسنة، لردع الغضب الثائر واستلطاف الجو وتهدئة الحوار.
وقد يكون المحاور هو المسير, وآنذاك لابد من مراعاة جو الحوار وبرودة الأعصاب رغم حرارة الحوار، فإذا ما اتضح أن جو الحوار بدا غير ملائم، أجل الحوار وحصر النتائج فيما تم الاتفاق عليه، رغم تباعد وجهات النظر.
2 - كيف يبتدئ الحوار؟
بين ثنائية السؤال والجواب، وبين إشراك الجميع في التواصل والتوصل إلى الحقيقة، تلك هي دائرة الحوار وتلك بدايته، والمهم أن تكون هنالك انطلاقة جادة وهادفة.
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا لكن أين أجد أسس الحوار ومناهجه؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:09 ص]ـ
الأستاذة الكريمة إشراقة أمل؛
إليك هذا الرابط الذي يحتوي على أكثر الكتب العربية والإسلامية:
kitablink.com(/)
معجزة عددية في فواتح السور التي بها حروف؟؟؟
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[09 Dec 2010, 03:10 م]ـ
(ألم) (حم) (ن) (ق) ..... الخ
تحير المفسرون في محل هاته الحروف الواقعة في أول هاته السور، وفي فواتح سور أخرى عدة جميعها تسع وعشرون سورة ومعظمها في السور المكية، أقوال متعددة وأبحاث كثيرة، ومجموع ما وقع من حروف الهجاء أوائل السور أربعة عشر حرفاً وهي نصف حروف الهجاء
وأكثر السور التي وقعت فيها هذه الحروف: السورُ المكية عدا البقرة وآل عمران، والحروف الواقعة في السور هي:
: أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي،
بعضها تكرر في سور وبعضها لم يتكرر وهي من القرآن لا محالة
وبينما أنا عاكف على هذه الأحرف أقدم حرفا وأؤخر آخر ...
وكنت قد وضعت جملة " نص حكيم قاطع له سر" مجالاً للتفكر في هذه الأحرف
وبالنظر في المصحف حيث السور الأربعة عشر بعد المائة وجدت أن هذه الأحرف الأربعة عشر أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي، التي وردت في فواتح 29 سورة لم ترد إلا في 29 سورة فقط وهي:
1ـ آل عمران، وحروفها " ا، ل، ع، م، ر، ن " وهي من الأربعة عشر ... !!
2ـ النساء
3ـ الأنعام
4ـ النحل
5ـ الإسراء
6ـ مريم، وحروفها " م، ر، ي "
7ـ طه، وحروفها " ط، ه "
8ـ النمل
9ـ القصص
10ـ لقمان، وحروفها " ل، ق، م، ا، ن "
11ـ يس
12ـ ص
13ـ ق
14ـ القمر
15ـ الرحمن
16ـ الطلاق
17ـ الملك
18ـ القلم
19ـ الحاقة
20ـ القيامة
21ـ الإنسان
22ـ الطارق
23ـ الأعلى
24ـ الليل
25ـ العلق
26ـ القارعة
27ـ العصر
28ـ النصر
29ـ الناس
وهكذا فحروف هذه السور ال 29 لايخرج عن الحروف ال 14 التي هي فواتح السور، والله تعالى أعلم،،،،
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Dec 2010, 03:44 م]ـ
بانتظاركم وفقك الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 12:37 ص]ـ
وجدت أن هذه الأحرف الأربعة عشر أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي،التي وردت في فواتح 29سورة، لم ترد إلا في 29 سورة فقط وهي: آل عمران ـ النساء – الأنعام ـ النحل ـ الإسراء ـ مريم ـ طه ـ النمل - القصص ـ لقمان ـ يس ـ ص ـ ق ـ القمرـ الرحمن ـ الطلاق ـ الملك ـ القلم ـ ا لحاقة ـ القيامة ـ الإنسان ـ الطارق ـ الأعلى ـ الليل ـ العلق ـ القارعة ـ العصرـ النصرـ الناس
بارك الله فيك أخى صالح، ملحوظة سديدة تماما منك، وفى محلها، فإنها قد أصابت كبد الحقيقة
فلقد قمتُ بمراجعة ال 114 اسماً لسور القرآن كلها، فوجدتُ أن ما ذكرتَه كان صحيحاً تماماً ولا ريب فيه!!
ولكن:
أولا: ملحوظتك الكريمة تلك لا تعنى أبداً أن هذا هو معنى تلك الحروف، أو أن هذا هو مراد الله تعالى من ذكره لها، فإن أمر الإعجاز فى تلك الحروف يُعد أكبر من هذا بكثير، وأقولها – ولله الحمد - عن علم وبحث وتحقيق
ثانياً: حتى تصبح هذه الملحوظة إعجازاً كما يقول عنوان الموضوع، فيلزم التثبت من أمر واحد فحسب
هذا الأمر هو إثبات أن تسمية سور القرآن يُعد أمراً توقيفياً وليس اصطلاحياً
وأعتقد أن إثبات ذلك ليس بالأمر الهين أو الميسور، لأن هذه المسألة خلافية فيما أعلم، وليست موضع إجماع العلماء
وعليه، يقع على عاتقك إثبات أن أسماء السور توقيفية
فإن استطعت ذلك تكون قد انتقلت بملحوظتك الكريمة هذه من باب اللطائف إلى باب الإعجاز المؤكد
ولكن لا توجل مما كلفتك به أخى الكريم، وحتى أُطمئنك دعنى أقول لك مُبشِراً:
أثناء بحثك لهذه لمسألة ستجد أن أكثر العلماء هم على القول بأن أسماء السور توقيفية، وسوف أدعمك فى المشاركات التالية بفوائد طالعتها فى هذ الصدد
وفقك الله أخى الكريم، وسدد نحو الحق خطاك
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 12:57 ص]ـ
أسماء السور كانت معروفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشهورة، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن هذه التسمية كانت متداولة في ذلك العهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي المسندوالسنن أن ابن عباس قال: ((قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال، وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مماتنزّل عليه الآيات، فيدعو بعض من كان يكتب له، ويقول له: ضع هذه الآية في السورةالتي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية والآيتان، فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطوال، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم.))
وفي صحيح مسلم وغيره أن النواس بن سمعان الكلابي قال: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهماشرق، أو كأنهما حِزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما".
وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
وفيه أيضاً عن حذيفة قال: ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء،فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها ... إلى آخر الحديث.
وفي الصحيحين في قصة الرجل الذي أراد أن يتزوج امرأة، وليس معه شيء من المال، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ماذا معك من القرآن؟ "، قال: معي سورة كذا، وسورة كذا عدها قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟ "، قال: نعم قال: "اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن".
وفي صحيح البخاري أن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق.
والظاهر أن وضع هذه الأسماء كان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه، وقد جزم السيوطي في الإتقان بأنها توقيفية قال: وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك. انتهى
(من مشاركة للأخ: أمين حمدان بملتقى أهل الحديث)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:11 ص]ـ
ومن موقع الإسلام سؤال وجواب أنقل لكم تلك الفتوى:
هل أسماء سور القرآن الكريم توقيفية؟
السؤال: متى وضعت أسماء سور القرآن في زمن نزول الوحي، هل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من قام بتسمية تلك السور في حياته، أم الصحابة من بعده عند جمعهم للقرآن في المصحف خلال فترة حكم عمر وعثمان رضي الله عنهم؟
الجواب:
الحمد لله
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمَّى بعض سور القرآن، كالفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف.
واختلف العلماء، هل أسماء سور القرآن الكريم كلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أم أن بعضها ثبت اجتهاداً عن الصحابة رضي الله عنهم؟
فذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله:
" لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى.
"جامع البيان" (1/ 100).
وقال الزركشي رحمه الله:
"ينبغي البحث عن تعداد الأسامي: هل هو توقيفي، أو بما يظهر من المناسبات؟
فإن كان الثاني فلن يعدم الفَطِنُ أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها، وهو بعيد" انتهى.
"البرهان في علوم القرآن" (1/ 270).
وقال السيوطي رحمه الله:
"وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك" انتهى.
"الإتقان" (1/ 148).
وقال الشيخ سليمان البجيرمي رحمه الله:
"أسماء السور بتوقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن أسماء السور وترتيبها وترتيب الآيات كل من هذه الثلاثة بتوقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم، أخبره جبريل عليه السلام بأنها هكذا في اللوح المحفوظ" انتهى باختصار.
"تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (2/ 163).
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله:
"وأما أسماء السور فقد جُعلت لها من عهد نزول الوحي، والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة" انتهى.
"التحرير والتنوير" (1/ 88).
وهذا ما اختاره بعض المعاصرين الذين كتبوا في علوم القرآن، مثل الدكتور فهد الرومي في "دراسات في علوم القرآن" (ص/118)، والدكتور إبراهيم الهويمل في بحث "المختصر في أسماء السور" في "مجلة جامعة الإمام" (ع30، ص135).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن بعض أسماء سور القرآن الكريم كان بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها، وبعضها كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 16):
"لا نعلم نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تسمية السور جميعها، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي صلى الله عليه وسلم، كالبقرة، وآل عمران، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة رضي الله عنهم" انتهى.
وهو الذي رجحته الدكتور منيرة الدوسري في رسالتها: "أسماء سور القرآن الكريم وفضائلها".
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيك ..
الآن أعكف على تركيب الأحرف الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية بل وحتى السداسية حتى نخلص إلى جملة شبيهة ب" نص حكيم قاطع له سر "
والعملية تتم عن طريق ضرب المضروب 14
فمضروب الرقم 14=14×13×12×11×10×9×8×7×6×5×4×3×2×1
وهكذا ...
سنصل إلى نتيجة بإذن الله .. قد يستغرق الأمر بعض الوقت .. !!!!
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:20 ص]ـ
لنفرض أنها توقيفية سيكون ماتوصلنا إليه حقيقة ثابتة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:20 ص]ـ
وللأخ الزميل فى الملتقى عبد العزيز الداخل بحث فى هذه المسألة بعنوان " فوائد فى تسمية السور "، وهذا هو رابطه:
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif (http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif)
ويُنظر كذلك فى هذا النقاش العلمى المهم الذى دار فى ملتقانا المبارك بين المثبتين للتوقيف والنافين له، على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif (http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:31 ص]ـ
لنفرض أنها توقيفية سيكون ماتوصلنا إليه حقيقة ثابتة.
إذا ما ثبت ذلك، فالجواب هو: نعم، بالقطع، سيكون عندئذ حقيقة ثابتة
وفقك الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:35 ص]ـ
وللأخ الزميل فى الملتقى عبد العزيز الداخل بحث فى هذه المسألة بعنوان " فوائد فى تسمية السور "، وهذا هو رابطه:
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif (http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif)
ويُنظر كذلك فى هذا النقاش العلمى المهم الذى دار فى ملتقانا المبارك بين المثبتين للتوقيف والنافين له، على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif (http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/navbits_finallink_rtl.gif)
يبدو أن الروابط لا تعمل!!
ولا أدرى ما السبب؟!
ليت الأخوة المشرفين يعالجون الأمر، مع الشكر
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[10 Dec 2010, 04:00 ص]ـ
(ألم) (حم) (ن) (ق) ..... الخ
تحير المفسرون في محل هاته الحروف الواقعة في أول هاته السور، وفي فواتح سور أخرى عدة جميعها تسع وعشرون سورة ومعظمها في السور المكية، أقوال متعددة وأبحاث كثيرة، ومجموع ما وقع من حروف الهجاء أوائل السور أربعة عشر حرفاً وهي نصف حروف الهجاء
وأكثر السور التي وقعت فيها هذه الحروف: السورُ المكية عدا البقرة وآل عمران، والحروف الواقعة في السور هي:
: أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي،
بعضها تكرر في سور وبعضها لم يتكرر وهي من القرآن لا محالة
وبينما أنا عاكف على هذه الأحرف أقدم حرفا وأؤخر آخر ...
وكنت قد وضعت جملة " نص حكيم قاطع له سر" مجالاً للتفكر في هذه الأحرف
وبالنظر في المصحف حيث السور الأربعة عشر بعد المائة وجدت أن هذه الأحرف الأربعة عشر أ، ح، ر، س، ص، ط، ع، ق، ك، ل، م، ن، هـ، ي، التي وردت في فواتح 29 سورة لم ترد إلا في 29 سورة فقط وهي:
1ـ آل عمران، وحروفها " ا، ل، ع، م، ر، ن " وهي من الأربعة عشر ... !!
2ـ النساء
3ـ الأنعام
4ـ النحل
5ـ الإسراء
6ـ مريم، وحروفها " م، ر، ي "
7ـ طه، وحروفها " ط، ه "
8ـ النمل
9ـ القصص
10ـ لقمان، وحروفها " ل، ق، م، ا، ن "
11ـ يس
12ـ ص
13ـ ق
14ـ القمر
15ـ الرحمن
16ـ الطلاق
17ـ الملك
18ـ القلم
19ـ الحاقة
20ـ القيامة
21ـ الإنسان
22ـ الطارق
23ـ الأعلى
24ـ الليل
25ـ العلق
26ـ القارعة
27ـ العصر
28ـ النصر
29ـ الناس
وهكذا فحروف هذه السور ال 29 لايخرج عن الحروف ال 14 التي هي فواتح السور، والله تعالى أعلم،،،،
أين وجه الإعجاز؟ وما علاقة عدد الرقم 14 بالرقم 29؟
في ظل هذه البهلوانيات التي يسلك أصحابها هذه الطرق الوعرة للوصول إلى أهداف معتمة، يتساءل المرء عن الفرق بين القرآن والقبالة في نظر هؤلاء.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Dec 2010, 09:07 ص]ـ
أخي الفاضل الاستاذ العليمي المصري
حتى ولو لم تكن أسماء السور توقيفية. فعلى الأقل إن الأسماء التي نتداولها الآن هي وجه من أوجه الأسماء المعروفة. وبما أن معظم الأمة الآن اجتمعت على تسميتها ورضيت بذلك فهي إعجازية على الأقل في هذا الوجه. وما يدريك انها ايضاً اعجازية حتى ولو اختلف بعض أسمائها؟؟؟ فعند ذلك سننتظر اعجازاً آخر من هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
أنا أقول أن ما جاء به الأخ الفاضل صالح حري أن يُنظر اليه بالتقدير والإجلال. وبارك الله بالجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:14 م]ـ
أين وجه الإعجاز؟ وما علاقة عدد الرقم 14 بالرقم 29؟
في ظل هذه البهلوانيات التي يسلك أصحابها هذه الطرق الوعرة للوصول إلى أهداف معتمة، يتساءل المرء عن الفرق بين القرآن والقبالة في نظر هؤلاء.
بارك الله فيك وفي تشريفك العطر ... !!!!
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:16 م]ـ
أخي الفاضل الاستاذ العليمي المصري
حتى ولو لم تكن أسماء السور توقيفية. فعلى الأقل إن الأسماء التي نتداولها الآن هي وجه من أوجه الأسماء المعروفة. وبما أن معظم الأمة الآن اجتمعت على تسميتها ورضيت بذلك فهي إعجازية على الأقل في هذا الوجه. وما يدريك انها ايضاً اعجازية حتى ولو اختلف بعض أسمائها؟؟؟ فعند ذلك سننتظر اعجازاً آخر من هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
أنا أقول أن ما جاء به الأخ الفاضل صالح حري أن يُنظر اليه بالتقدير والإجلال. وبارك الله بالجميع.
بارك الله فيك ياأخي ورفع قدرك ومقامك ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Dec 2010, 02:53 م]ـ
الأخ الفاضل صالح
ما قدمته حتى الان صحيح،ومؤيد بالكثير من الأدلة. لا تلتفت إلى المحبطين والمثبطين؛ فالعدد 29 هو احد المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني، وافتتاح الله سبحانه 29 سورة لا غير (هذا العدد المحدد) من سور القرآن بحروف مقطعة ليس مصادفة ولا دون قصد،إنما كان ذلك وفق قانون رياضي معلوم، قانون عالمي وليس عربيا ..
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:09 م]ـ
المضروب أو العاملي للعدد الصحيح ال 14 هو:
87178291200 كلمة منها ماهو ثنائي ومنها ماهو ثلاثي ومنها ماهو رباعي .. وهكذا ... !!!
نتج مبدئيا عندنا عدد من الكلمات والجمل المفيدة .. ولكن سيظل البحث قائما إلى حين الوصول إلى المقصود بإذن الله تعالى .. ،،،
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[10 Dec 2010, 09:56 م]ـ
الأخ الكريم صالح
سور الفواتح 29 سورة، والفواتح تتألف من 14 حرفاً. وكونك تلاحظ أن هناك 29 سورة تتألف أسماؤها من هذه الـ 14 فهذه ملاحظة جميلة. ولكن يشغب على هذا أن الهمزة لم ترد في حروف الفواتح وإنما الألف.
أضيف ملاحظة قد تعجب الأخ عبدالله جلغوم وهي أن السور الـ29 سور الفواتح منها 10 والسور التي لا تستهل بحروف مقطعة هي 19
كونك تضرب الأعداد من 1 إلى 14 غير مفهوم حتى الآن ما لم تقدم نتائج لافتة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Dec 2010, 10:57 م]ـ
الأخ الكريم صالح
سور الفواتح 29 سورة، والفواتح تتألف من 14 حرفاً. وكونك تلاحظ أن هناك 29 سورة تتألف أسماؤها من هذه الـ 14 فهذه ملاحظة جميلة. ولكن يشغب على هذا أن الهمزة لم ترد في حروف الفواتح وإنما الألف.
أضيف ملاحظة قد تعجب الأخ عبدالله جلغوم وهي أن السور الـ29 سور الفواتح منها 10 والسور التي لا تستهل بحروف مقطعة هي 19
كونك تضرب الأعداد من 1 إلى 14 غير مفهوم حتى الآن ما لم تقدم نتائج لافتة.
بارك الله فيك، ملاحظة رائعة. ويبدو أنه ليس في جعبة الأخ صالح جديد.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[12 Dec 2010, 11:25 م]ـ
أليس من الإعجاز أن يكون عدد سور القرآن 114 بمعنى 1+1+4 = 6 وآخر سورة منه بترتيب المصحف ست آيات بالضبط؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Dec 2010, 11:34 م]ـ
وبينما أنا عاكف على هذه الأحرف أقدم حرفا وأؤخر آخر ...
ليتك يا أخ صالح تعكف على دراسة وجوه بلاغة القرآن الكريم وأسرار تشريعه وأنوار هديه، فهذا ما يحتاجه الناس اليوم، وأما هذه الأرقام فلا أُرها تزيد هدى ولا تعصم من ضلال، بل هي تكلفات يخشى أن تكون من القول في كتاب الله بلا علم.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[13 Dec 2010, 07:10 ص]ـ
بارك الله فيك، ملاحظة رائعة. ويبدو أنه ليس في جعبة الأخ صالح جديد.
الجديد قادم بإذن الله، وقد قلت لربما احتجنا بعض الوقت ...
أشكرك على تجاوبك ..
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[13 Dec 2010, 07:26 ص]ـ
ليتك يا أخ صالح تعكف على دراسة وجوه بلاغة القرآن الكريم وأسرار تشريعه وأنوار هديه، فهذا ما يحتاجه الناس اليوم، وأما هذه الأرقام فلا أُرها تزيد هدى ولا تعصم من ضلال، بل هي تكلفات يخشى أن تكون من القول في كتاب الله بلا علم.
جزاك الله كل خير .. ،، ولكن ألا ترى معي أن هناك إعجاز في هذه الفواتح أعيت العلماء ..
ومااجتهاد علماء السلف في ربط هذه الأحرف مع بعضها إلا دليل على ذلك ..
قال الزمخشرى وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف .. ، فجميع هذه الحروف فى جملة (نص حكيم قاطع له سر) .. ، فسبحان الذي دقت كل شئ حكمته .. فى هذا المقام كلاماً قال:
" لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثاً ولا سدى، ومن قال من الجهلة إن فى القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيراً .. ولم يجمع العلماء فيها على شئ معين وإنما اختلفوا."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[13 Dec 2010, 01:01 م]ـ
الأخ الكريم بوصو
يقولون: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ونلاحظ أن الغالبية من الرافضين للإعجاز العددي ليس لديهم التصور الصحيح عن هذه المسألة. ولذلك أسباب منها كثرة المتسوّرين على هذا العلم وكثرة الغثاء في أبحاث هؤلاء.
الأخ الكريم الحميضي
الإعجاز هو القضية الأولى في الدين وعليها ينبني الدين. وإلا كيف نميز بين النبي الصادق والنبي المدّعي. وتلاحظ - على سبيل المثال - أن عيسى عليه السلام قد تعددت معجزاته على الرغم من أن واحدة - كإحياء الموتى - تكفي. وكذلك الأمر في رسالة موسى عليه السلام.
فالبحث في المعجزة إذن هو تأسيس لهداية حقيقية. ويختلف الناس في مشاربهم، ومن هنا يحتاجون إلى تنوع في دلائل النبوة. والذي يغمض عينه عن واقع الناس فيزعم أنهم لا يحتاجون الدليل يعيش في عالم الوهم. ثم إن الإسلام رسالة الله إلى كل البشر، وحاجة البشر إلى الدليل والبرهان ظاهرة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Dec 2010, 01:39 م]ـ
الأخ الكريم بوصو
يقولون: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ونلاحظ أن الغالبية من الرافضين للإعجاز العددي ليس لديهم التصور الصحيح عن هذه المسألة. ولذلك أسباب منها كثرة المتسوّرين على هذا العلم وكثرة الغثاء في أبحاث هؤلاء.
ا
إذا لم يستطع طلبة العلم تصور هذا العلم فالواجب هو تعليمهم وبيان أسس هذا العلم في أسلوب مبسط ليسهل على العلماء وطلبة العلم تصوره؛ وإلا فما فائدته إذا كان حكرا على الأذكياء العباقرة من دعاته؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Dec 2010, 05:53 م]ـ
الأخ الكريم بوصو
يقولون: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ونلاحظ أن الغالبية من الرافضين للإعجاز العددي ليس لديهم التصور الصحيح عن هذه المسألة. ولذلك أسباب منها كثرة المتسوّرين على هذا العلم وكثرة الغثاء في أبحاث هؤلاء.
الأخ الكريم الحميضي
الإعجاز هو القضية الأولى في الدين وعليها ينبني الدين. وإلا كيف نميز بين النبي الصادق والنبي المدّعي. وتلاحظ - على سبيل المثال - أن عيسى عليه السلام قد تعددت معجزاته على الرغم من أن واحدة - كإحياء الموتى - تكفي. وكذلك الأمر في رسالة موسى عليه السلام.
فالبحث في المعجزة إذن هو تأسيس لهداية حقيقية. ويختلف الناس في مشاربهم، ومن هنا يحتاجون إلى تنوع في دلائل النبوة. والذي يغمض عينه عن واقع الناس فيزعم أنهم لا يحتاجون الدليل يعيش في عالم الوهم. ثم إن الإسلام رسالة الله إلى كل البشر، وحاجة البشر إلى الدليل والبرهان ظاهرة.
إذا كان: " الحكم على الشيء فرع تصوره "، فبماذا يُحكم على شيء ليس له صورة؟
وهل فقدت صورة المعجزة البيانية صلوحيتها فاحتاجت إلى صورة أخرى تتجلى فيها؛ كما قد يُفهم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Dec 2010, 01:14 م]ـ
إذا كان: " الحكم على الشيء فرع تصوره "، فبماذا يُحكم على شيء ليس له صورة؟
وهل فقدت صورة المعجزة البيانية صلوحيتها فاحتاجت إلى صورة أخرى تتجلى فيها؛ كما قد يُفهم؟
الأخ الكريم عصام
كلام الأخ الفاضل سنان واضح ومفهوم، وليس فيه ما فهمته أنت.
وهذا كلامه: فالبحث في المعجزة إذن هو تأسيس لهداية حقيقية. ويختلف الناس في مشاربهم، ومن هنا يحتاجون إلى تنوع في دلائل النبوة. والذي يغمض عينه عن واقع الناس فيزعم أنهم لا يحتاجون الدليل يعيش في عالم الوهم. ثم إن الإسلام رسالة الله إلى كل البشر، وحاجة البشر إلى الدليل والبرهان ظاهرة.
فما تراه أنت في المعجزة البيانية قد يراه غيرك في المعجزة العددية، وإن كنت غير محتاج لغيرها، فغيرك في حاجة. وإن كنت ترى أن إعجاز القرآن محصور في بيانه، فغيرك يرى فيه متسعا لوجوه كثيرة من الإعجاز.
فالله سبحانه حينما قال (بمثل هذا القرآن)، لم يحصر إعجاز القرآن في وجه واحد لا يتعداه، بل ترك الباب مفتوحا للأجيال والعصور، وتطور أدوات المعرفة ..
فلماذا تريد ان تنوب عن الله سبحانه، وتحصر إعجاز القرآن في وجه لا ترى غيره؟ أيحق لك - أو لغيرك - ذلك؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Dec 2010, 02:44 م]ـ
الأخ الكريم عصام
كلام الأخ الفاضل سنان واضح ومفهوم، وليس فيه ما فهمته أنت.
وهذا كلامه: فالبحث في المعجزة إذن هو تأسيس لهداية حقيقية. ويختلف الناس في مشاربهم، ومن هنا يحتاجون إلى تنوع في دلائل النبوة. والذي يغمض عينه عن واقع الناس فيزعم أنهم لا يحتاجون الدليل يعيش في عالم الوهم. ثم إن الإسلام رسالة الله إلى كل البشر، وحاجة البشر إلى الدليل والبرهان ظاهرة.
فما تراه أنت في المعجزة البيانية قد يراه غيرك في المعجزة العددية، وإن كنت غير محتاج لغيرها، فغيرك في حاجة. وإن كنت ترى أن إعجاز القرآن محصور في بيانه، فغيرك يرى فيه متسعا لوجوه كثيرة من الإعجاز.
فالله سبحانه حينما قال (بمثل هذا القرآن)، لم يحصر إعجاز القرآن في وجه واحد لا يتعداه، بل ترك الباب مفتوحا للأجيال والعصور، وتطور أدوات المعرفة ..
فلماذا تريد ان تنوب عن الله سبحانه، وتحصر إعجاز القرآن في وجه لا ترى غيره؟ أيحق لك - أو لغيرك - ذلك؟
أخي الكريم الدكتور عبدالله وفقه الله
اسمح لي بهذا النقاش العلمي المجرد.
ما هي أدوات المعرفة التي تطورت الآن وكل ما نراه من أدوات المحصين هو:
= العد من واحد إلى ما آخر العدد المقصود.
= جمع حاصل الأعداد.
= طرح أعداد من أعداد.
= ضرب الأعداد بعضها في بعض.
= قسمة الأعداد.
= استبعاد الكسور الجبرية البتة.
أليست هذه هي جل أدوات الإحصاء التي تستخدم؟
ألم تكن موجودة منذ القرن الأول؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:36 م]ـ
أخي الفاضل الاستاذ العليمي المصري
حتى ولو لم تكن أسماء السور توقيفية. فعلى الأقل إن الأسماء التي نتداولها الآن هي وجه من أوجه الأسماء المعروفة. وبما أن معظم الأمة الآن اجتمعت على تسميتها ورضيت بذلك فهي إعجازية على الأقل في هذا الوجه. وما يدريك انها ايضاً اعجازية حتى ولو اختلف بعض أسمائها؟؟؟ فعند ذلك سننتظر اعجازاً آخر من هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
أنا أقول أن ما جاء به الأخ الفاضل صالح حري أن يُنظر اليه بالتقدير والإجلال. وبارك الله بالجميع.
وهل أنا قلتُ غير هذا يا أستاذ تيسير؟
وأعتقد أنى كنتُ أول من شجّع الأخ صالح، وأول من أثنى على بحثه، بل وقدمتُ له الدعم فى مسألة توقيفية أسماء السور وفى عدة مشاركات متتابعة، لا لشىء إلا لأنى وجدت بحثه جديراً بذلك، ولأنى توقعتُ الإعتراضات التى يمكن أن يواجهه بها البعض، وكان مما توقعته أن يعترض عليه مُعترِض بمسألة اصطلاحية أسماء السور
هذا هو كل ما فى الأمر، أما من جهتى فلا إعتراض لى على بحثه، وأرجو له (وللمرة الثالثة) السداد والتوفيق
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:41 م]ـ
أضيف ملاحظة قد تعجب الأخ عبدالله جلغوم وهي أن السور الـ29 سور الفواتح منها 10 والسور التي لا تستهل بحروف مقطعة هي 19.
لقد سبقتك أخى إلى هذه الملاحظة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ولكن تلميحاً لا تصريحاً، وإذا رجعتَ إلى مشاركتى الأولى فى هذا الموضوع ونظرت فى الإقتباس الذى أوردته فيها لوجدت أننى قد وضعت خطوطاً تحت أسماء السور التى بدأت بحروف مُقَطَّعة بصفة خاصة
ويمكن أن نضيف إلى هذه الملاحظة ملاحظة أخرى شبيهة بها، وهى أن سور الفواتح ذاتها (أعنى التى بدأت بأحرف مقطعة) تنقسم هى الأخرى إلى 10 و 19، حيث إن منها 10سور وردت فيها هذه الحروف فى جزء من آيتها الأولى (مثل: طس)، و 19 سورة انفردت فيها بالآية الأولى كلها (مثل: طسم)
كونك تضرب الأعداد من 1 إلى 14 غير مفهوم حتى الآن ما لم تقدم نتائج لافتة.
فى الواقع لم أفهم مثلك قصد الأخ صالح من هذه المسألة، وأخشى عليه أن يضل الطريق فى تيه الأرقام والأعداد، لذا أنصحه كأخ لنا فى الله بأن يجتنب المسائل التى قد تكون فيها شبهة تكلف وافتعال، وان يكتفى بإيراد أقوى الشواهد وأبعدها عن التكلف
مع تمنياتى له بالسداد والتوفيق فيما يعكف عليه
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:47 م]ـ
الأخ الكريم الحميضي
الإعجاز هو القضية الأولى في الدين وعليها ينبني الدين. وإلا كيف نميز بين النبي الصادق والنبي المدّعي. وتلاحظ - على سبيل المثال - أن عيسى عليه السلام قد تعددت معجزاته على الرغم من أن واحدة - كإحياء الموتى - تكفي. وكذلك الأمر في رسالة موسى عليه السلام.
فالبحث في المعجزة إذن هو تأسيس لهداية حقيقية. ويختلف الناس في مشاربهم، ومن هنا يحتاجون إلى تنوع في دلائل النبوة. والذي يغمض عينه عن واقع الناس فيزعم أنهم لا يحتاجون الدليل يعيش في عالم الوهم. ثم إن الإسلام رسالة الله إلى كل البشر، وحاجة البشر إلى الدليل والبرهان ظاهرة.
أعتقد أن أخى سنان لم يتبين له المقصد الحقيقى من كلام الدكتور ابراهيم الحميضى حفظه الله، مع أنه قد أشار إليه صراحةً ودون مواربة
ذلك أن فضيلته – ويشاركه فى ذلك كثير من أعضاء الملتقى كما لحظتُ – يخشى أن تكون تلك الإجتهادات وما يماثلها من قبيل القول فى كتاب الله بغير علم
والذى أراه أن هذا دافع طيب ومحمود ويُشكر عليه، ولكن إذا استمر هذا التوجس والخوف من كل جديد انطلاقاً من هذا الدافع وحده فإننا نكون بذلك قد أغلقنا باب الإجتهاد وأحكمنا إغلاقه تماما، مما يعطى كثير من الناس ذريعة لإتهامنا بالجمود الفكرى والتحجر المذهبى
والذى أراه أقرب للوسطية والإعتدال، وإلى العدل والإنصاف معاً، أن يُعرض كل اجتهاد جديد على كتاب الله تعالى وسُنّة رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم –، فإذا لم نجد فيه مخالفة لأىٍ منهما، فما المانع إذاً من أن ننظر فيه بحيدة وموضوعية، وأن نُحكّم فيه عقولنا، فما استقام منه قبلناه، وما وجدنا فيه تكلف رددناه
وأعتقد أن هذا المنهج الفكرى فى التعامل مع كل جديد ليس فيه مخالفة شرعية، كما أنه هو الأقرب إلى العدل الذى أمرنا به ربنا تبارك وتعالى
أسأل الله أن يهدينا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنه، وأن يجعلنا من المقسطين
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Dec 2010, 07:33 م]ـ
فى الواقع لم أفهم مثلك قصد الأخ صالح من هذه المسألة، وأخشى عليه أن يضل الطريق فى تيه الأرقام والأعداد، لذا أنصحه كأخ لنا فى الله بأن يجتنب المسائل التى قد تكون فيها شبهة تكلف وافتعال، وان يكتفى بإيراد أقوى الشواهد وأبعدها عن التكلف
مع تمنياتى له بالسداد والتوفيق فيما يعكف عليه
أنا معك في هذا القول، وهذا هو محل الاعتراض تحت هذا الموضوع، ولو اكتفى الأخ صالح بالمشاركة (1)، ولم يجعلها مقدمة للعدديات والافتراضات وإدخال الرقم (19) في المعادلة ... لكان هناك مجال للنظر في النتيجة التي توصل فعلاً إليها وحدها، وهي - في ذاتها - نتيجة رائعة في نظري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[17 Dec 2010, 06:03 م]ـ
لقد وعدتنا اخى العليمى المصرى ببحثك اكثر من مرة ولم اجد اى كلام حول بحثك التى وعدتنا به فى اكثر من موضع فى هذا الملتقى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2010, 07:40 ص]ـ
لقد وعدتنا اخى العليمى المصرى ببحثك اكثر من مرة ولم اجد اى كلام حول بحثك التى وعدتنا به فى اكثر من موضع فى هذا الملتقى
عجباً لك أخى البتار!!
ألا زلت تردد هذا الكلام؟! حتى بعد أن تيقنتَ من أن الأمر ليس بيدى؟!
وبعد أن كنتَ أنت شاهداً على ذلك؟!
ألم ترانى أطلب الأذن بعرض بحثى عن الأحرف المُقَطّعَة؟!
ألم أقل بأعلى صوت أنى مستعدّ لعرضه على الفور إذا ما وافقت إدارة الملتقى على ذلك؟!
وكان من الضرورى أن أستأذن أولاً بعد أن قامت الإدارة بحظر النشر فى الأبحاث القائمة على الإعجاز العددى، وأنت تعلم ذلك جيداً، وتعلم أيضا أنها لم ترفع هذا الحظر بعد، وحتى هذه اللحظة
وكل تلك الوقائع التى ذكرتها تجدها مُسَجّلة ومُدَوَنة فى موضوع: " هل ما زال فى التفسير ما لم يُحسَم بعد؟ "والذى كتبه الزميل " مسافر وحدى "، وهو الموضوع الذى وجهت لى فيه نفس هذا الكلام عينُه
وإذا كنت قد نسيت ذلك فلتطالع فيه المشاركات التالية: 47، 49، 53
وفيها تجدنى قد أبديت استعدادى التام للشروع فى عرض البحث فوراً إذا ما تمت الموافقة على ذلك من ذوى الشأن فى الملتقى، فكان يتوجب عليك أن توجّه كلامك هذا إليهم هم وليس لى يا أخانا الفاضل
والسلام عليكم
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[19 Dec 2010, 02:11 ص]ـ
عذراً اخى المصرى ولكن حرصى الشديد هو ما دفعنى الى ذلك
انت قلت من قبل ان بحثك لم يقم كلياً على الاعجاز العددى فى القران وقد ناقشت معك تلك المسألة فى حساب الجمل وقلت لى ان بحثى ليس قائم كلياً على الاعجاز العددى فى القران بل فيه فوائد جمة وارجوا من ادارة الملتقى الموافقة على بحثك لعل يكون فية فائدة والاتيان بجديد وارجوا منك اخى عرض الموضوع ومناقشتة كأى موضوع فاظن ان الاخوة ليس عندها مانع من عرض بحثك فكم من ابحاث عن الحروف المقطعة عرضت ولم تعترض الادارة ولم تحذف موضوعة بل يكون بابقاء الموضوع ومناقشته من الاخوة والتعقيب والاستدراك عليه فالاصل ابقاء الموضوع ومناقشته اما بالتاييد والشكر لصاحب لموضوع او التعقيب والاستدراك على الموضوع من الاخوة اظن ان ذلك سياسة الملتقى فتوكل على بركة الله اخى فلا اظن الاخوة والادارة يعترضون على عرض بحثك اما الرفض والقبول من عند الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Dec 2010, 02:05 ص]ـ
عذراً اخى المصرى ولكن حرصى الشديد هو ما دفعنى الى ذلك
الأخ الكريم البتار وفقه الله، بادىء ذى بدء أشكر لك حرصك كما تقول، أو اهتمامك الكبير بهذا الموضوع، وهو أمر يسرنى ويُسعدنى كثيرا، لأنه يدل بوضوح على أنك قد لمست - من خلال حوارك معى بملتقى البيان - أن فى جعبتى ما هو جدير فعلا بأن يقال بشأن هذه الحروف الواردة بفواتح السور، وبأنها تحمل إعجازا باهراً سواء فى طرائق تركيبها أم فى مدلولاتها، والأمركذلك بالفعل
انت قلت من قبل ان بحثك لم يقم كلياً على الاعجاز العددى فىالقران
هذا صحيح، فإن بحثى لم يقم كلياً على الأعداد والأرقام فقط كما قلتَ أنت، وكما قلتُ أنا عنه من قبل فى ملتقى البيان
ولكن مع ذلك لا يمكن إغفال أو تجاهل أننى قد استعنت فيه بالمنهج الإحصائى كأداة رئيسة من أدوات منهجى فيه ككل، فهذا ما يجب أن تضعه فى الحسبان أخى الفاضل
فلا اظن الاخوة والادارة يعترضون على عرض بحثك
أما الإخوة فربما أوافقك على ظنك فيهم، وأما الإدارة فلا أظن ما ظننته أنت أخى الكريم
فالذى قيل لنا منها يخالف ظنك هذا ويتعارض معه جذرياً، وقد قيل ما قيل بعبارات صريحة وقاطعة وواضحة كل الوضوح
وإن كنت فى شك من ذلك فأذهب إلى المشاركة الأولى من موضوع: " الحاجة إلى كتابة علمية حول موضوعات الإعجاز العددى فى القرآن " لأخينا الفاضل نايف الزهرانى، وستجد فيها مثلاً عبارة كهذه:
((ندعوا جميع الأعضاء المؤيدين لهذا النوع إلى التوقف عن الكتابة الجديدة , أوالمشاركة في موضوعات سابقة حول الإعجاز العددي))
أو عبارة كهذه:
((وستحفظ كل كتابة جديدة حول الإعجاز العددي في المحذوفات))
فقل لى بربك ما الذى تفهمه من هذا الكلام؟!
فها هم أصحاب الشأن فى الملتقى يدعوننا علانيةً وجهاراً إلى التوقف عن الكتابة الجديدة حول الإعجاز العددى، بينما أنت تقول: إنهم لن يعترضوا!!
فمن هو الأولى بتصديقه؟ أصحاب الشأن أم غيرهم؟
ومعذرة يا أخى، فليس من طبعى أن أقتحم البيوت على أهلها، أو أن آتيها من ظهورها، أو أن أتطفل على الموائد بغير دعوة رسمية تأتينى من أصحابها
ولكن - بالرغم من هذا - دعنى أبشّرك بخبر سار:
إن أخى العزيز الدكتور نعيمان قد أخبرنى بأنه يعكف منذ فترة وحتى الآن على كتابة تحرير علمى لضوابط البحث فى الإعجاز العددى ولمناهج الباحثين فيه، وبأنه سوف ينشره فى الملتقى عما قريب، فلتصبر أخى، فلعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً
هذا هو كل ما يمكننى قوله الآن، وقد صارحتكم به بكل شفافية ووضوح
ومرة أخرى أشكر لك اهتمامك وحرصك أخى الكريم، ولكن رجاءاً: اصبر حتى يتم البت والفصل فى أمر الإعجاز العددى من قِبَل إدارة الملتقى، وحتى ينتهى عزيزنا الدكتور نعيمان - وفقه الله - من بحثه ونرى ردود الفعل عليه، وتفاءل خيراً إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[23 Dec 2010, 09:19 م]ـ
هل من الممكن أن نقول ان الله حفظ القرآن من التحريف بكود رقمي هو رقم 19 وقد أثار اهتمامي علاقة رقم 19 بالمقطعات وتبين لي أن هذا الرقم موجود وله علاقة بمجموعة المقطعات الوحيدة المكونة من خمسة حروف وهي "كهيعص" لها الترتيب الخامس بين مجموعات المقطعات الأربعة عشر
فأثار هذا التوافق فضولي وسرعان ما تبين لي أنها تقع في بداية سورة مريم وترتيب هذه السورة في القرآن هو الرقم 19 لماذا هذه المجموعة بالذات واصلت المقارنة والنظر فوجدت أن عدد مجموعات المقطعات يبلغ 14 أي 4+1=5وعدد الحروف بدون تكرر يبلغ 14اى 4+1=5
وعدد المجموعات من حيث عدد حروف كل مجموعة يبلغ 5 مجموعات وترتيب مجموعة "كهيعص" بينها حسب ورودها في القرآن هو ترتيب رقم 5 ومجموع عدد حروفها 5.
فهذا التكرر الملحوظ لرقم خمسة بما يتعلق بهذه المجموعة جاء للدلالة الى موقع السورة وهو رقم 19 أي السورة ذات الترتيب الخامس بين سور المقطعات رقمها في ترتيب سور القرآن
ـ[محمد جابري]ــــــــ[26 Dec 2010, 03:26 م]ـ
الأخ الفاضل صالح
ما قدمته حتى الان صحيح،ومؤيد بالكثير من الأدلة. لا تلتفت إلى المحبطين والمثبطين؛ فالعدد 29 هو احد المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني، وافتتاح الله سبحانه 29 سورة لا غير (هذا العدد المحدد) من سور القرآن بحروف مقطعة ليس مصادفة ولا دون قصد،إنما كان ذلك وفق قانون رياضي معلوم، قانون عالمي وليس عربيا ..
الأستاذ الكريم؛
فالبحث العلمي لا يلتفت إلا لقوة الحجة والبرهان اليقيني، بعيدا عن كل تخمين ورجم بالغيب.
وليتك كنت دقيقا أكثر عسى أن ينكشف لنا هذا القانون العالمي، أليس رمزك يشير إلى حساب الجمل؟ والذي تم إبعاد الكلام عنه من قبل علماء الأزهر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Dec 2010, 01:39 ص]ـ
الأستاذ الكريم؛
فالبحث العلمي لا يلتفت إلا لقوة الحجة والبرهان اليقيني، بعيدا عن كل تخمين ورجم بالغيب.
وليتك كنت دقيقا أكثر عسى أن ينكشف لنا هذا القانون العالمي، أليس رمزك يشير إلى حساب الجمل؟ والذي تم إبعاد الكلام عنه من قبل علماء الأزهر.
الأخ الفاضل محمد،
لا علاقة له بحساب الجُمَّل أبدا.
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[27 Dec 2010, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم
لقد تكلم الشيخ خالد بين عثمان السبت في سلسلة سمِّاها (سلسلة الإعجاز العلمي والعددي في الميزان) عن هذا الذي يُسمِّى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم و بين ما فيه من الضلال المبين و القول على الله بغيرعلم.
هذه هي السلسلة:
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1550
و هذا هو الدرس الذي تكلم فيه عن الإعجاز العددي:
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=29145&scholar_id=339&series_id=1550
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Dec 2010, 10:19 ص]ـ
السلام عليكم
لقد تكلم الشيخ خالد بين عثمان السبت في سلسلة سمِّاها (سلسلة الإعجاز العلمي والعددي في الميزان) عن هذا الذي يُسمِّى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم و بين ما فيه من الضلال المبين و القول على الله بغيرعلم.
أتريد أن نصدق الشيخ ونكذب القرآن الذي بين أيدينا؟
لماذا لا تحتكمون إلى القرآن الكريم بدل الاحتكام إلى القيل والقال بغير علم؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[27 Dec 2010, 06:07 م]ـ
الأخ الفاضل محمد،
لا علاقة له بحساب الجُمَّل أبدا.
الأستاذ عبد الله جلغوم؛
ما لا أراه سبيلا للتطرق لكلام الله جل جلاله من إعجاز عددي هو ما يستجيب لقراءة واحدة دون أخرى، فما قولنا آنئيذ، أهو حقا إعجاز قرآني أم سبيل للشهادة بتحريف القراءات الأخر؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[27 Dec 2010, 10:22 م]ـ
الأخ الكريم الأحمدي
سبق أن استمعت لكلام الشيخ السبت ووافقته في مسائل ووجدته في أخرى غير مُقنع. ويبدو أن إلمامه بهذ المسألة إلمام العابر، ولا عجب، فالعدد ليس من اختصاصه، ثم إن الكثير من الأبحاث العددية متكلفة وغير مقنعة وبعضها مستفز.
الأخ الكريم جابري:
القراءات القرآنية متواترة، ووجود نتائج عددية متعلقة بالمصحف على رواية حفص لا يعني عدم وجود مثلها في القراءات القرآنية. والأمر يحتاج إلى دراسات في أثر اختلاف القراءات في النتائج العددية. وبما أن العدد يتعلق بالحروف والكلمات والآيات وترتيب السور فسوف نجد أن اختلاف القراءات يؤثر بالدرجة الأولى على الحروف ثم بدرجة أقل على الكلمات والآيات، ولا تؤثر إطلاقاً على المسائل المتعلقة بترتيب السور. ومثال ترتيب السور أن سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف والملاحظ أن عدد كروموسومات النحل هو 16 وإذا درسنا سورة النحل عددياً فسوف نجد نتائج كثيرة تتعلق بالعدد 16. وكذلك ترتيب سورة الحديد أي 57 وعلاقته بالوزن الذري للحديد، وعلاقة العدد 57 بكلمات الحديد في القرآن الكريم. ومثل ذلك ترتيب سورة النمل وعلاقته بكروموسومات النمل، وكذلك ترتيب سورة العنكبوت ...... ألخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[28 Dec 2010, 12:48 ص]ـ
الأخ الكريم الأحمدي
سبق أن استمعت لكلام الشيخ السبت ووافقته في مسائل ووجدته في أخرى غير مُقنع. ويبدو أن إلمامه بهذ المسألة إلمام العابر، ولا عجب، فالعدد ليس من اختصاصه، ثم إن الكثير من الأبحاث العددية متكلفة وغير مقنعة وبعضها مستفز.
الأخ الكريم جابري:
القراءات القرآنية متواترة، ووجود نتائج عددية متعلقة بالمصحف على رواية حفص لا يعني عدم وجود مثلها في القراءات القرآنية. والأمر يحتاج إلى دراسات في أثر اختلاف القراءات في النتائج العددية. وبما أن العدد يتعلق بالحروف والكلمات والآيات وترتيب السور فسوف نجد أن اختلاف القراءات يؤثر بالدرجة الأولى على الحروف ثم بدرجة أقل على الكلمات والآيات، ولا تؤثر إطلاقاً على المسائل المتعلقة بترتيب السور. ومثال ترتيب السور أن سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف والملاحظ أن عدد كروموسومات النحل هو 16 وإذا درسنا سورة النحل عددياً فسوف نجد نتائج كثيرة تتعلق بالعدد 16. وكذلك ترتيب سورة الحديد أي 57 وعلاقته بالوزن الذري للحديد، وعلاقة العدد 57 بكلمات الحديد في القرآن الكريم. ومثل ذلك ترتيب سورة النمل وعلاقته بكروموسومات النمل، وكذلك ترتيب سورة العنكبوت ...... ألخ.
الأستاذ الكريم
أعوذ بالله من القول بغير علم، بل سبق أن قرأت أبحاث تتحدث عن الإعجاز العددي، وقارنت الدراسة مع قراءة أخرى وبدا الخلاف جليا؛ ورفضت البحث لهذه العلة.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[28 Dec 2010, 10:42 ص]ـ
زادكم الله حرصا وفقها .......
لقد أثريتم الموضوع بتفضلكم بالمشاركة ..
فبارك الله في الجميع ..(/)
هل استعمل لفظ (الكرامة) في الجاهلية وصدر الإسلام؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:45 م]ـ
السلام عليكم،
دار حوار بيني وبين أستاذة جامعية حول مفهوم الكرامة الإنسانية، فطرِح سؤال حول ظهور هذا المصطلح اللغوي المقابل للمصطلح الإنجليزي ( Human Dignity).. فذكرت من ذاكرتي أن هذا المصطلح لم يرد في لغة العرب في الجاهلية وصدر الإسلام. وإنما دارت جميع المعاني حول مفهوم الكرم.
بعبارة أخرى: إن لم يستعمل لفظ (الكرامة الإنسانية)، فما هو المرادف الذي استعملوه للتعبير عن نفس المفهوم؟
مع خالص التحية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2010, 08:42 م]ـ
الذي فهمته أخي محمد أنك تقصد مؤدى قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) وليس مصطلح (الكرامة) الشرعي.
أما هذه اللفظة فمعروفة عند العرب ومتداولة بينهم من قديم وليست متأخرة، وقد اشتهر قولهم عند الموافقة على أمرٍ ما وتأكيده: نَعَم وكرامة، وحُباً وكرامة، وفي الحديث قال النبي صل1 لرجل من الأنصار: زوجنى ابنتك. قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونُعمة عين.
فهي لفظة عربية لا إشكال فيها.
والكرم لا يعني السخاء وحسب كما هو متداول، بل يعني طيب الشيء وشرفه وعلو منزلته، ومنه وصف القرآن بـ (الكريم) أي: عالي المنزلة رفيع القدر.
وهو أحد معاني (الكريم) من أسماء الله تعالى الحسنى.
وعليه فكرامة الإنسان هي شرفه ومنزلته التي خلقه الله عليها، و (الكرامة الإنسانية) نسبة صحيحة إلى هذه الكرامة.
أما كونها ظهرت مقابلة لمصطلح إنجليزي فلا يلزم منه خطؤها في نفس الأمر، فلو سلمنا بكونها لم تظهر كمصطلح إلا في مقابل ذاك المصطلح فإن هذا لا يعني أن النسبة مستحدثة أو الكلمة غير فصيحة، فقد يستخدم من المصطلحات ما هو عربي في الأصل ومتداول عند العرب، وقد يكون خلاف ذلك، وليس هذا محل نقاش هذا ..
والله أعلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Dec 2010, 08:45 م]ـ
إشارة دقيقة .. بارك الله فيك ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Dec 2010, 09:57 م]ـ
كان الحجاج إذا أرسل جيشاً يقول لهم إذا ساروا:: إن للسائر المجتهد الكرامة والأثرة، وللهارب الهوان والجفوة، والذي لا إله غيره لئن فعلتم في هذه المواطن كفعلكم في المواطن الأخر لأولينكم كنفاً خشناً، ولأعركنكم بكلكل ثقيل.
وقد ذكر عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: ألقي لعلي وسادةٌ فجلس عليها وقال: إنه لا يأبى الكرامة إلا حمارٌ.
ثم أوليس قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) تشير بوضوح الى الكرامة الإنسانية ولو لم تذكر بالاسم الصريح؟؟. وبارك الله بكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:01 ص]ـ
كان الحجاج إذا أرسل جيشاً يقول لهم إذا ساروا:: إن للسائر المجتهد الكرامة والأثرة، وللهارب الهوان والجفوة، والذي لا إله غيره لئن فعلتم في هذه المواطن كفعلكم في المواطن الأخر لأولينكم كنفاً خشناً، ولأعركنكم بكلكل ثقيل.
وقد ذكر عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال: ألقي لعلي وسادةٌ فجلس عليها وقال: إنه لا يأبى الكرامة إلا حمارٌ.
ثم أوليس قول عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) تشير بوضوح الى الكرامة الإنسانية ولو لم تذكر بالاسم الصريح؟؟. وبارك الله بكم.
بوركتم ..(/)
تبيان تدعوكم لحضور لقاء (ضوابط الكتابة في الموضوع القرآني)
ـ[تبيان]ــــــــ[09 Dec 2010, 09:10 م]ـ
http://store2.up-00.com/Oct10/qz492130.jpg
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) دعوتكم لحضور اللقاء العلمي (السادس والعشرين)
بعنوان: ضوابط الكتابة في الموضوع القرآني
ضيفا اللقاء:
أ.د. زيد عمر العيص. الأستاذ بجامعة الملك سعود.
د. محمد بن سريع السريع. رئيس مجلس إدارة الجمعية، الأستاذ المشارك بجامعة الإمام.
يوم الثلاثاء 8/ 1 / 1432هـ
بعد صلاة المغرب
المكان: قاعة المقصورة - الرياض (مخرج 10 طريق الملك عبدالله) باتجاه الغرب.
وهناك مكان مخصص للأخوات الفاضلات في قاعة المقصورة أيضا.
وسينقل اللقاء إن شاء الله عبر موقع البث الإسلامي.
ـ[همّة]ــــــــ[09 Dec 2010, 10:53 م]ـ
رآئع ماشاء الله ..
الله ييسر لنا الحضور للاستفادة .. !
زادكم الله علما ونفع بكم ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:22 م]ـ
موضوع مهم وضيوف أعزاء بارك الله فيكم، ونسأل الله تيسير الحضور ...
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Dec 2010, 04:22 م]ـ
موضوع مهم ومفيد ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[تبيان]ــــــــ[12 Dec 2010, 10:34 م]ـ
رابط نقل المادة
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=14231&action=listen
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[14 Dec 2010, 12:36 ص]ـ
التفسير الموضوعي من المسارات الحيوية التي نستطيع بها أن نجعل القران يؤثر في حياتنا، يعالج مشاكلنا،ويصحح مسارنا في شؤوننا كلها،عبادة وسلوكا، ومعاملة،وعلاقة بمن يعيش معنا، القران كتاب هداية،والتفسير الموضوعي من أهم سبل بيان هذه الهداية.
وهذا اللون الهام من ألوان التفسير –وان كانت جذورة قديمة عند المفسرين- إلا أنه ازدهر في هذا العصر،فاعتنى به مجموعة من الباحثين تأصيلا،وتطبيقا، وتناولته أقسام الدارسات القرآنية في الجامعات تدريسا،وبحثا، وتوجه إليه بعض طلبة الدراسات العليا ليكون مجالا لأبحاثهم في مرحلة الماجستير والدكتوراة
ومع وجود كتابات في التأصيل العلمي لهذا العلم لطريقة الكتابة فيه إلا أن الأمر يحتاج إلى كتابة موضوعية لوضع منهجية علمية واضحة المعالم لهذا الفن، لان كثيرا من الكتابات يضعف فيها الجانب المنهجي، فأضحت بعض هذه الأبحاث أشبه بكتابات ثقافية عناوينها قرآنية،لكن مضامينها كلام إنشائي، مما جعل بعض المتخصصين يتوقف كثيرا في هذا الموضوع،بل قد يقف موقف الرافض له.
ونحن في "تبيان" في إطار سلسلة ضبط المنهجية العلمية لمسارات الدراسات القرآنية، سيكون لقاؤنا غدا،لدراسة موضوع:
ضوابط الكتابة في الموضوع القرآني
وسيتحدث في هذا الموضوع باحثان مما يميزهما: المنهجية العلمية في الطرح، والضبط العلمي فيما يكتبان، عالجا هذا الموضوع كثيرا من خلال تدريسهما لمادة التفسير الموضوعي في الدراسات العليا في جامعتيهما (الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص أستاذ الدارسات العليا في الملك سعود وله كتاب في التفسير الموضوعي، ود/محمد السريع أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام)
وسوف يكون اللقاء على شكل حلقة نقاش، يطرح كل من المحاضرين الضوابط، ثم
نستمع لرأي الحضور للخروج بما يشبه الإجماع على هذه الضوابط، ولذا تمت دعوة رؤساء أقسام الدراسات القرآنية في مختلف الجامعات السعودية، إضافة لدعوة المعنيين بتدريس هذا المقرر،
وعلى رأس هؤلاء علم من أعلام هذا اللون شيخنا الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم
وسيكون هذا اللقاء هوالحلقة الأولى في هذا الموضوع
والحلقة الثانية ستكون في الفصل الثاني عن شق آخر منه
نسعد بحضوركم الذي سيثري هذا اللقاء
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[14 Dec 2010, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا، علي أنه سيبث عبر الموقع، لتعم الفائدة.
بارك الله في جهودكم، ونفع بكم ..
ـ[رقية باقيس]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:08 م]ـ
شكر الله لكم وبارك في جهودكم ونفع بكم، وحبذا لو تكتب هذه الضوابط وترفع في الملتقى خاصة وإننا لم نتمكن من متابعة البث نظرا لانقطاع الصوت.
ونحن في انتظار المزيد حول هذا الموضوع.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[15 Dec 2010, 12:06 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
في ليلة علمية ماتعة شارك فيها كوكبة متميزة من المتخصصين والمتخصصات في الدراسات القرآنية،كان لقاء" تبيان " في موضوع حي وحيوي. ضوابط الكتابة في الموضوع القراني.
قام كل من المحاضرين بذكر مايراه من ضوابط في عشر دقائق لكل منهما،
-ثم استمعنا لعدة تعليقات حول هذه الضوابط -جملة -ومن هؤلاء:
-أ. د/ محمد الشايع – الأستاذ بجامعة الإمام
-د / محمد عبد العزيز الخضيري – الأستاذ المساعد بكلية المعلمين جامعة الملك سعود
-د/نورة الورثان – الأستاذ المشارك بجامعة الأميرة نورة.
-د/ناصر المنيع – الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود.
-د/ عبدالرحمن الشهري –الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود.
-د/فهد الوهبي –الأستاذ المساعد بجامعة طيبة.
-د/محمدعبدالله الخضيري – الأستاذ المشارك بجامعة الإمام.
-د/عبدالعزيز السحيباني – الأستاذ المشارك بجامعة الإمام.
-د/أمل الغنيم – جامعة الأميرة نورة.
-أ. د/ فهد الرومي –الأستاذ بجامعة الملك سعود.
-أ.د/ مصطفى مسلم –أحد ابرز المعتنيين بالتفسير الموضوعي.
ثم أخذ الحوار شكلا آخر للخروج بورقة عمل يتوافق عليها الحاضرون لتمثل وثيقة أولية لضوابط الكتابة في الموضوع القرآني. فكتبت كل الضوابط الستة عشر أمام الحضور-كتبها د/ الخضيري بخطه الجميل -، وتمت مناقشتها مناقشة مستفيضة، كل ضابط يقرأ ثم يخضع للنقاش ثم الإقرار.
وقد كانت مناقشات حرة وعلمية،ساخنة أحيانا -بأدب جم من كل المناقشين-
-واتفق في نهاية اللقاء على مايلي:
1 - إقرار هذه الضوابط الستة عشر من حيث المضمون.
1 - أن يعاد صياغة هذه الضوابط ويدمج المتشابه منها، وتحدد الضوابط بشكل واضح لتكون معالم علمية لمن أراد أن يكتب في هذا الموضوع.
2 - ترسل هذه الضوابط للأقسام العلمية في الجامعات السعودية، واللجان الفرعية للجمعية العلمية السعودية في مختلف الجامعات السعودية لإبداء الرأي حولها استدراكا أو إضافة أو تأييدا.
وهذه تجربة أظنها ستكون ناجحة لضبط بعض المسارات العلمية الحديثة في الدارسات القرآنية، خاصة أنه توافرعليها في مثل هذا اللقاء أساتذة من مختلف الجامعات (جامعة الملك سعود/ جامعة الإمام، جامعة الأميرة نورة، جامعة طيبة، جامعة الخرج، جامعة شقراء)
-كان الحضور متميزا في الجانبين الرجالي والنسائي، فحضر مايقرب من 45 من الأخوات من جامعة نورة وجامعة الإمام وجامعة الملك سعود وجامعة شقراء.
-وفي جانب الرجال حضر من ذكرت اسمه من المداخلين ومجوعة من أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين وطلبة الدارسات العليا.
-سوف يتم وضع اللقاء بكامل مناقشته في موقع الجمعية "تبيان" باذن الله
-اترك المجال لبعض الحضور لكتابة الضوابط التي طرحت.
وكتبه:عيسى الدريبي
8 محرم 1423هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Dec 2010, 01:55 ص]ـ
أشكر تبيان وأعضاءها الكرام على هذا اللقاء الماتع حقاً والمفيد، وقد استمتعت بالنقاشات العلمية حول ضوابط كتابة الموضوع القرآني وأعجبتني تلك الروح العلمية السائرة في جو الأدب الجم بين جميع المداخلين، وقد استفدت من الورقتين لشيخنا الفاضل الدكتور زيد بن عمر العيص والدكتور الفاضل محمد بن سريع السريع، وليت ذلك النقاش وتلك المحاور تنقل هنا ليعم نفعها جميع من يطلع على الملتقى.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد،،،
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Dec 2010, 01:57 ص]ـ
شكر الله لكم يا د. عيسى هذا الجهد المشكور، وشكر الله لجميع العاملين في تبيان هذا المسير المتميز والنافع في خدمة كتاب الله وعلومه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Dec 2010, 05:30 م]ـ
من المفرح حقا أن تستثمر مثل هذه اللقاءات للخروج بنتيجة عملية يمكن تطبيقها ونشرها.
فأسأل الله تعالى أن يوفق كل من كان سببا في مثل هذا الثراء.
وإلى مزيد من التألق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Dec 2010, 11:22 ص]ـ
لقد انشغلت بالسفر عن هذا اللقاء، وكنت أتمنى حضوره، وسأتابع هذا اللقاء صوتيًا إن شاء الله تعالى، ولعل الضوابط الستة عشر تكتب هنا ليدور حولها النقاش.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Dec 2010, 12:39 م]ـ
بارك الله بكم جميعًا
هذا رابط الاستماع
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=83897
ـ[تبيان]ــــــــ[18 Dec 2010, 03:44 م]ـ
بارك الله بكم جميعًا
هذا رابط الاستماع
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=83897
ويمكن الاستماع من هذا الرابط من موقع جمعية تبيان
http://www.alquran.org.sa/
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[18 Dec 2010, 10:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
-اترك المجال لبعض الحضور لكتابة الضوابط التي طرحت.
ولعل الضوابط الستة عشر تكتب هنا ليدور حولها النقاش.
بناءً على طلب مشايخِنا الأفاضلِ أكتب الضوابطَ التي طرحها الشيخان الفاضلان، علمًا أن صياغتَها النهائيةَ وتحريرَها سيوكل إلى الشيخين الفاضلين، ثم تمرر على أقسام الدراسات القرآنية في جامعات المملكة ليقروها، أو نحو ذلك.
وأستأذنكم في وضع بعض ملاحظاتي والاعتراضات التي لم يُجب عنها وذلك لأن وضعها هنا للنقاش والاستفادة، وفي صياغتها بعضُ تصرفٍ، وكان عندي بعض الأسئلة لم أذكرها حين كان اللقاءُ، فأعرض بعضها هنا للإجابة عنها، وأما شكلها النهائي المحرر فستضعه (تبيان) في موقعها إن شاء الله.
ذكر الضوابط التي ذكرها الدكتورُ: زيدُ بنُ عمرَ العيص.
- أن يستحضرَ الكاتبُ أن التفسيرَ الموضوعيّ ليس مجردَ إطارٍ فارغٍ يمكن أن يحتملَ أيّ تجميعٍ يوضع فيه، بل منهج له منتج.
- أن ينظرَ إلى الآياتِ على أنها ينبغي أن تُخدم لا أن تُستخدم، وهنا يلزم الأخذ بعين الاعتبار بمسألتين في غاية الأهمية:
- أن يكون الموضوع منتزَعًا من القرآن، لا يأتيه من الخارج، فلا يكون دورُ الآيات دورًا تكميليًا شكليًا من أجل إضفاءِ صفة الدراسة القرآنية على هذا البحث.
-وهذا يقتضي تجنب المقررِ السابق، الذي في الغالب قد يفرض نفسَه علينا. <أريد توضيحًا أكثر لهذا: هل المقرر السابق هو أن يكون الموضوع جاهزًا في الذهن ثم نجعل الآيات تشهد على ما قرره الباحث مسبقًا؟ ..
- ضرورةُ التفريقِ بين الموروث الإسلامي وبين الموقف الإسلامي من قضية ما؛ بمعنى: أن تعالَج المشكلة في ضوء ما جاء في القرآن فقط، دون ما يكون في خارج القرآن من نصوص.
- ضرورةُ استحضارِ وحدة النص القرآني. على ضوء قضية هل القرآن كله نص واحد، أو أنه مجموعة نصوص يميزها موضوعها.
واستحضار هذا في البحث في الموضوع القرآني الهدف منه أن لا يبتر الموضوع بترًا.
- وجوب الاستقراء الكامل للموضوع المطروح في الآيات. وهي مسألة نظرية قد يكون تنفيذها صعب، لكن نطرحها. لأن الاستقراء مبني على تحديد الآيات ذات الدلالة على هذا الموضوع، والدلالة إما صريحة واضحة أو ظنية غير مباشرة (الاستنباط)، إما دلالات ثانوية أو دلالات كلية، وقد تختلف هنا الآراء في هذا الشرط. < هنا أقول يمكن: يبحث في الصريح باستقراء كامل، والظني بابه واسع يجمع ماظهر له، وقد يأتي مَن بعده فيظهر له ما لم يظهر للأول! وهذا من فتوح الله على العباد .. يعني صعب ضبطه.
- استحضار أن التفسير الموضوعي ليس علمًا مستقلًا برأسه، وليس ندًّا لغيره من التفاسير، وليس موازٍ لها، بل هو تابع لها وعالة عليها. <في هذه الفقرة ذكر الشيخ الدكتور مصطفى مسلم أن التفسير الموضوعي هو أهمها، وكلها خادمة للتفسير الموضوعي، فيبدأ بالتفسير التحليلي، ثم يقارن بين الآراء، ثم يرجح رأيًا منها –وهو الإجمالي-، ثم يخلص إلى الموضوعي. <هل لابد من ترجيح قول ما حتى نخرج بالموضوعي؟
- استحضارُ أغراضِ القرآنِ الكبرى وأن تكونَ ماثلةً أمامَ الباحث؛ عند اختيار الموضوع وعند الكتابة فيه، حتى لا تكونَ النتيجةُ غيرَ متطابقةٍ مع الأغراض القرآنية، فتكون نتيجةً غيرَ مرضيةٍ.
- أن يستحضرَ الباحثُ أن الكتابةَ في التفسيرِ الموضوعي ليست مجردَ تجميع، بل لا بد أن يكون لها هدفٌ واضحٌ من البداية؛ فصاحب هذه الدراسة هل يريد أن يجمعَ متفرقًا، أو يكشف مخفيًا، أو يزيل إشكالًا متوهَمًا؟، لا بد أن يحددَ من البداية ماذا يريد بهذه الدراسة التي يقوم بها. < وهنا وردت مداخلة من د. محمد الشايع: هل يؤثر استحضار الهدف والغرض على دراسة الموضوع كونه شبيهًا بأن حدد النتيجة قبل الدراسة؟
الضوابط التي ذكرها شيخي الدكتور محمد ُبنُ سريع السريع.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ضوابطُ تتعلق بالباحثِ: أن يكونَ ذا أهليةٍ للكتابة في التفسير، بأن يكون متمكنًا من أصول الفقه، والقضايا الفقهية ونحوها. <وورد اعتراض على هذا من الدكتور عبد الرحمن الشهري أن هذا الضابط قد يؤدي إلى التوقف والمنع. وقد وضّح الشيخ د. محمد السريع بأن هذا الشرط يمنع كثيرًا ممن أراد الخوض فيه واعتبره مسلكًا سهلًا ثم هو –الباحث- يخطئ ويسيء، وذلك لعدم أهليته العلمية في التفسير، ويكون ما يكتب أقرب للمقالات الثقافية ونحوها، وهو منسوب للتفسير، فلابد من وجود هذه الضوابط. وأضاف د. عبد العزيز السحيباني إلى هذا الضابط: أهلية المشرف أيضًا.
- أن يكون الموضوعُ قرآنيًا، دل عليه القرآن. وانتقد الشيخ منهج تحديد عدد الآيات في البحث!، بل الضابط هو الكيف لا الكم.
- أن تكون تقسيماتُ البحثِ الكبرى من القرآن، ويجوز أن تكون التقسيمات الفرعية من خارج القرآن للحاجة.
- أن لا يُغرقَ الباحثُ في الجزئيات التحليلية، كالقراءات والأوجه اللغوية ونحوها؛ إلا ما يحتاج إليه في الموضوع.
- الاستقراء التام لآيات الموضوع في القرآن الكريم.
- تناول الموضوع تناولًا تفسيريًا، لتختلف عن الكتابات الثقافية العامة.
- أن يستحضر أنه يبحث في موضوع معين؛ فلابد أن يبرز الموضوع القرآني، فلا يخرج عن الموضوع، ولابد أن يكون عنده إلمامٌ بالموضوع المبحوث، كما يجب أن يبرز الموضوع ويعالجه من خلال القرآن.
- أن يرتب الآيات ترتيباً تدريجيًا حسب النزول؛ إن كان النزول متدرجًا، والموضوع نزوله متدرج، حتى لا يفتات على القرآن. <اختلفت بعض وجهات النظر في هذا الضابط.
ذكر بعض المداخلات:
- متى يكون الموضوع قرآنيًا. د. فهد الوهبي. وأجاب على بعضه هو.
- لم يذكر في الضوابط العناية بإبراز العلاقات في الموضوع القرآني، وهو من أهم ما يميز التفسير الموضوعي. د. محمد بن عبد العزيز الخضيري.
-
.................................................. ......
شكر الله للأساتذة جهدهم، ونفع الله بهم.
لم أذكر كلام المشايخ كلَّه نصًا، فإن كان ثمة خطأ فربما قد تكون مني، ولم أذكر كل المداخلات اختصارًا، والتسجيل الصوتي موجود.
نورة العنزي. ماجستير قسم القرآن وعلومه, جامعة الإمام.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Dec 2010, 11:28 م]ـ
أشكر الأخت الفاضلة نورة على هذا التلخيص المفيد ...
وقد استفدنا بلا شك من اللقاء فقد اجتمع عدد من المتخصصين والمتخصصات لمناقشة هذا الموضوع الحيوي، وقد أبدى عدد من الإخوة إضافات على هذه الضوابط، وقد شاركت في ذكر بعض الأمور منها ما يأتي:
1 - ينبغي أن يتم تحديد معنى الموضوع القرآني، ووضع ضابط لما يمكن أن يسمى موضوعاً قرآنياً، لأن عدداً من الأبحاث الموضوعية القرآنية هي أبحاث إسلامية عامة لا تختص بالقرآن الكريم، وقد اقترحت ضابطاً هو:
(أن يختص القرآن بتناول الموضوع بخصائص لا يشاركه فيه غيره)
ويكون دور الباحث هنا إبراز تلك الخصائص عند تناول ذلك الموضوع، وقد ضربت لذلك مثلاً بـ:
- حديث القرآن عن النفوس البشرية كمثل الآيات التي تحدثت عن غزوتي أحد وبدر.
- خصائص القرآن عند الحديث عن الأحكام الفقهية.
- الحديث عن التربية القرآنية وأساليبها.
ويظهر لي والله أعلم أن أكثر ما يمكن أن يدخل في الموضوع القرآني هو الحديث عن الأساليب القرآنية.
2 - التأكيد على خطورة الخوض في التفسير الموضوعي، فإنه حديث عن مقصود القرآن، وهو كلام الرب سبحانه، فليس من السهل أن يقال هذا هو حديث القرآن عن الموضوع.
والله أعلم،،،
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Dec 2010, 03:14 ص]ـ
شكر الله للجميع جهدهم.
وحقيقة كان اللقاء ماتعا فبارك الله في الجميع.
وملاحظتي: كان الأولى قبل أن نتحدث عن الضوابط أن نحدد أولا مجالات التفسير الموضوعي , وعلى اثرها تكون الضوابط , اذ بعض المجالات ينبغي فيها استحضار مالم يذكر ويقيدها ضابط أدرج.
وفي ظني أن أغلب الاعتراضات كانت لعدم تحديد هذه المجالات , فهناك من يجعلها ثلاث مجالات وهناك من ينظر إليها على أنها خمس مجالات وغير ذلك.
فمثلا: مجال دراسة المفردة -وهو في ظني من أجود الدراسات وأنفعها لخدمة التفسير التحليلي- كثير من الضوابط المذكورة لا تتسق معه.
والذي أراه والله أعلم أن تحدد الضوابط حسب المجالات , وهناك مجالات يدخل بعضها في بعض فتكون ضوابطها واحدة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[19 Dec 2010, 04:30 ص]ـ
عمل طيب ما شاء الله
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[19 Dec 2010, 09:13 م]ـ
للرفع.(/)
تأملات قرآنية
ـ[محمد فهد الحمود]ــــــــ[09 Dec 2010, 09:32 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين أما بعد:
فإن خير ما تقضى به الأوقات وتستجلب به المسرات وتحل به البركات هو بالعيش في ظلال القرآن الوارفة والنهل من معينه الصافي ولعلي أزدلف بكم عند آيتين من سورة الأحزاب (70، 71) حتى نجني من ثمارهما وتتجول أذهاننا في رياضهما.
قال سبحانه وتعالى " (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً *يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
ينادي الله جل وعلا عباده المؤمنين بنداء ما أعظمه وما أجله إنه نداء يسكب في قلوب المؤمنين السكينة، ويفيض عليهم الطمأنينة إنه نداء من القوي إلى الضعيف، من الخالق إلى المخلوق، من الباقي إلى الفاني، يأمرهم فيه بتقوى الله سبحانه في جميع أمورهم وأحوالهم وخلواتهم وجلواتهم، وأن يقولوا القول الصواب الحق الذي لا باطل فيه ولا تلبيس معه، ووعدهم إن فعلوا ذلك بأن يوفقهم للأعمال الصالحة ويغفر لهم ذنوبهم ثم قال الله عز وجل (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) إي والله فوز وأي فوز إنه الفوز برضا الله تعالى ودخول جناته والنجاة من عذابه قال سبحانه (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
ولي مع هاتين الآيتين عدة وقفات وفوائد جليلة يمكن إيرادها على النحو التالي:
1 - الهاء في لفظة (أيها) تسمى هاء التنبيه، أي أنها تعمل على شد انتباه السامع ومن هنا يمكن أن نستنبط من هذه اللفظة أن على الداعية أن يتعلم الأساليب التي تثير المخاطب وتقود قلبه إلى الانسياق وراء ما يريد أن يزرعه ويبذره في قلبه.
2 - مخاطبة المؤمنين بأحب الأسماء إليهم؛ إذ إن الله جل وعلا نادى عباده المؤمنين بأحب الأوصاف إليهم وهو وصف الإيمان، ومن ذلك المناداة بالكنية، يقول الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقب
3 - إكرام الله تعالى لعباده المؤمنين وإجلاله لهم وعلو منزلتهم عنده؛ حيث إن الله تبارك وتعالى خصهم بالنداء وما ذلك إلا لرفعة شأنهم عنده، قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقال سبحانه: (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من إراقة دم امرئ مسلم) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والفضل إنما هو بالأسماء المحمودة في الكتاب والسنة مثل الإسلام والإيمان والبر والتقوى والعلم والعمل الصالح والإحسان ونحو ذلك لا بمجرد كون الإنسان عربياً أو أعجمياً أو أسود أو أبيض ولا بكونه قروياً أو بدوياً " اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 415).
4 - تقوى الله سبحانه وتعالى وذلك بأن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية باتباع أوامره واجتناب نواهيه. وللتقوى مراتب ودرجات و عمودها التزام الأوامر واجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر كما أن من مكملات التقوى أداء السنن وترك المكروهات وفضول المباحات.
5 - التزام القول السديد وهو القول الصواب الذي يوافق مرضاة الله عز وجل ومن جملة القول السديد الأمور التالية:
أ - قول لا إله إلا الله من قلب مخلص لله سبحانه وتعالى وقد أخرج البخاري ومسلم عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).
ب - قراءة القرآن الكريم قال جل وعلا: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور).
ج- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
د- لين الكلام ولطفه في مخاطبة الأنام، وقد نوه على هذا المعنى الشيخ السعدي رحمه الله، قال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) ويقول الحق سبحانه: (وقولوا للناس حسناً)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: لمن هي يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائماً والناس نيام) رواه أحمد وحسنه الألباني.
أيها الإخوة: إن لين الكلام بنية التقرب إلى الله سبحانه عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الصالحين ولربما ألفيت عالماً أو طالب علم ذا حظ من العبادة والصلاة والصيام ولكنه فظ غليظ القلب يخاطب الناس بجفاوة وأهله منه في شقاوة، النهر ديدنه والتسفيه عادته، ولاشك أن هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقال له: يرحمك الله، فجعل بعض الصحابة يرمونه بأبصارهم ثم من بعد ذلك ضربوا بأيديهم على أفخاذهم ليصمتوه يقول معاوية: فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ثم قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن).
هـ - الإكثار من ذكر الله عز وجل، يقول الحق تبارك وتعالى (فاذكروني أذكركم) ويقول عز من قائل عليم: (يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً. وسبحوه بكرة وأصيلاً) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
و- نصح العباد بما يعود عليهم بالنفع في أمور الدين والدنيا وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة ثلاثاً قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.
كما نبه الله سبحانه في هذه السورة على عدد من الأمور التي تجانب القول السديد كنسبة الرجل إلى غير أبيه وهو ما يعرف بالتبني؛ لأنها دعوى باطلة والله أخبرنا في مستهل هذه السورة أنه يقول الحق قال جل علا: (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) فهو الحق في ذاته وأقواله وأفعاله وصفاته وشرعه سبحانه وتعالى، ومما حذرت منه هذه السورة من الأقوال وجعلته من صميم صفات المنافقين نشر الأراجيف التي يراد منها النيل من الدين وأهله، قال سبحانه: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً) ومن ذلك ما حدث في شهر رمضان الماضي من الطعن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في عرضها الشريف، وكذلك نشر بعض الصحف الأخبار المغلوطة عن جهاز هيئة المر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكذلك فقد جاء في ثنايا هذه السورة نهي نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن من المؤمنات تبع لهن عن الخضوع في القول، قال سبحانه: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ً).
وقد ابتلينا في هذه الأزمان بنساء يتوسعن بالحديث مع الرجال إما مع الباعة في الأسواق، أو أثناء مداخلتهن في القنوات الفضائية وللأسف فإن هذا موجود حتى في بعض القنوات الفضائية المحافظة والله المستعان.
6 - في قوله سبحانه: (يصلح لكم أعمالكم) إشارة إلى أن تقوى الله والقول السديد سبب لصلاح الأعمال وقبولها، قال تعالى: (إنما يتقبل الله من المتقين).
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - كما أن في قول الرب سبحانه (يصلح لكم أعمالكم) دليل على أن تقوى الله عزوجل وسداد القول يوجبان التوفيق للعمل الصالح وعدم تعريض العمل إلى ما يحبطه، قال جل وعلا: (والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم)، وقال بعض السلف: " إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن ثواب السيئة السيئة بعدها "
وهذه الفائدة والتي قبلها استقيتها من الشيخ السعدي رحمه الله.
8 - إن الأعمال الصالحة ممثلة في تقوى الله عز وجل وسداد الأقوال سبب لغفران الذنوب.
9 - أن طاعة الله ورسوله سبب للفوز بالجنان والنجاة من النيران، وبقدر الطاعة تتفاوت درجات العباد في الجنة، كما جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى،والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)
10 - حجية السنة وأن ما كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعمل به ويؤتمر عند أمره وينتهى عند نهيه.
11 - التحفيز لعمل الخير إما بذكر الثواب الذي أعده الله سبحانه في جناته وشواهد ذلك من الكتاب والسنة كثيرة جداً ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)
وإما بالثناء ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
فتأمل يا أخي كيف أثر هذا الثناء في نفس عبد الله بن عمر.
وإما أن يكون التحفيز بالمال، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل قتيلاً فله سلبه) وأنواع التحفيز كثيرة ولكن أكتفي بما ذكرت.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن ينفع بهذه الوقفات الكاتب والقارئ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.(/)
مفاتيح تدبر القرآن
ـ[همتي فوق الثريا]ــــــــ[10 Dec 2010, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
" إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لايعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة
التدبر يعني التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه , وإدراك معانيه , وحكمه , والمراد منه
علامات التدبر:-
1) اجتماع القلب والفكر حين القراءة ودليلة التوقف تعجباً وتعظيماً
2) البكاء من خشية الله
3) زيادة الخشوع
4) زيادة الإيمان ودليله التكرار العفوي للآيات
5) الفرح والاستبشار
6) القشعريرة خوفاً من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة
7) السجود تعظيماً لله عز وجل
فمن وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكر , أما من لم يحصل أياً منها فهذا هو المحروم ..
المفتاح الأول / حب القرآن
إن القلب آلة الفهم والعقل , وهو بيد الله وحده سبحانه وتعالى
قال تعالى {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها .. الآية} (3)
وقال {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} (4)
فتذكر وأنت تحاول فهم القرآن أن القلوب بيد الله تعالى وأن الله يحول بين المرء وقلبه فليست العبرة بالطريقة والكيفية بل الفتح من الله وحده , وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة من الله تستوجب الشكر
علاقة حب القرآن بالتدبر: معلوم أن القلب إذا احب شيئاً تعلق به واشتاق اليه وشغف به وانقطع عمّا سواه , والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق , وبالعكس.
عليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر.
علامات حب القلب للقرآن:
1) الفرح بلقائه
2) الجلوس معه أوقاتاً طويله دون ملل
3) الشوق إليه متى بعد عنه العهد
4) كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة.
5) طاعته , أمراً ونهياً
فمتى وجدت هذا العلامات فإن الحب موجود , ومتى فقدت فحبه مفقود.
فإنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال: هل أنا أحب القرآن؟
قال أبو عبيد " لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله "
وسائل تحقيق هذه المحبة:
1) التوكل على اله والاستعانة به .. وسؤاله سبحانه أن يرزقك (حب القرآن) ويكرر ذلك ويتحرى مواطن الاجابة ويجتهد في السؤال بتضرع وإلحاح وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى.
2) فعل الأسباب: وخير الاسباب في هذا المقام (العلم) ووسيلته: القراءة .. أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقول السلف في تعظيمهم وحبهم للقرآن.
المفتاح الثاني: أهداف قراءة القرآن
معظم الناس لا يستحضر هدف واضح لقراءة القرآن .. لذلك فهو لايستشعر أهميته , فترى مثلاً حافظاً للقرآن غير عامل ولا متخلق به.
وقراءة القرآن يجتمع فيها مقاصد خمسة ونيات كلها عظيمه , وأهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك (ثمّ شعّ):
(الثاء): ثواب , (الميم): مناجاة .. (الميم): مسأله , (الشين): شفاء , (العين): علم .. (العين): عمل.
فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضراً المقاصد الخمسة معاً كان انتفاعه بالقرآن أعظم وأجره أكبر.
ومن قرأه يريد العلم رزقه الله العلم , ومن قرأه يريد الثواب فقط أعطي الثواب , قال ابن تيمية (من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق)
والكلام في هذا المفتاح كثير لايتسع المجال لذكره (5)
المفتاح الثالث / القيام بالقرآن:
إن هذا المفتاح من أهم المفاتيح لتدبر القرآن وأعظمها شأناً وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته , قال تعالى {ومن الليل فتهجد به نافلة ... الآية} (6)
وقال {يا أيها المزمل * قم اليل إلا قليلاً .... الآيات} (7)
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره , وإن لم يقم به نسيه " (8)
فهذا هو بيت القصيد في تدبر القرآن والانتفاع به , فمن كان يقوم به آناء الليل والنهار .. تجد ان اجابته حاضره وسريعه , وتجده وقّافاً عند كتاب الله , وبالعكس.
المفتاح الرابع / أن تكون القراءة في ليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ان الليل _ وخاصة وقت السَّحَر _من أفضل لأوقات للتذكر , فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء , وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي.
ومما يدل على أن القراءة في ليل أحد مفاتيح التدبر قوله تعالى {ومن الليل فتهجد به نافلة لك .. الآية} (9)
وقوله {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا} (10)
قال الشيخ عطيه سالم يحكي عن شيخه الشنقيطي رحمه الله: " لايثبت القرآن في الصدر , ولايسهل حفظه , وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل " , وقال السري: (رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل)
وقال النووي: (ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر , وفي صلاة الليل أكثر , والأحاديث والآثار في هذا كثيرة .... الى آخر كلامه رحمه الله)
المفتاح الخامس / التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه:
أهمية ذلك: كلما تقاربت أوقات القراءة وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم , ومن أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن ويحرصون أكثر على كثر تلاوته وتكرارها.
وان عادات النجاح ليست كثيره بل هي واحد وهي: المحافظه على قراءة حزبك من القرآن , بل هي عبادة وليست عادة.
كيفية تحزيب القرآن ومدة الختم: قراءة القرآن مثل العلاج لابد أن يكون بمقدار معين لايزيد ولا ينقص حتى يحدث أثره.مثل المضاد الحيوي .. ان طالت المده ضعف أثره وان تقارب اكثر من المناسب أضر بالبدن.
فكذلك قراءة القرآن.
كيفية تطبيق هذا المفتاح: بتطبيق قاعدة (أدومه وإن قل) .. وبالتدرج في القراءة والتحزيب.
المفتاح السادس / أن تكون القراءة حفظاً:
أهمية هذا: ان مثل الحافظ للقرآن وغير الحافظ , كاثنين مسافرين الأول زاده التمر , والآخر زاده الدقيق , فالأول متى ماجاع اخذ التمر وأكل , والثاني لابد له من النزول والعجن وايقاد النار والخبز والانتظار.
والعلم مثل الدواء لا يؤثر حتى يدخل الجوف ويختلط بالدم , وان لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب) (11)
وقال ابن تيمية " انا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت فهي معي " وهو يريد بذلك القرآن والسنة.
وقال سهل بن عبدالله لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟ قال: لا. قال: واغوثاه لمؤمن لايحفظ القرآن! فبم يترنم! فبم يتنعم! فبم يناجي ربه!)
وهذا المقصود من كون الحفظ احد مفاتيح التدبر لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة.
المفتاح السابع / تكرار الآيات:
إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني , وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص , والتكرار أيضاً قد يحصل لا إرادياً تعظيماً أو إعجاباً بما قرأ ,وهذا مشاهد في واقع الناس.
فالتكرار نتيجة وثمرة الفهم والتدبر وهو أيضاً وسيلة اليه حينما لايوجد , قال ابن مسعود رضي الله عنه (لاتهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل , قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب , ولايكن هم حدكم آخر السورة)
وهكذا كان حال السلف رحمهم الله ورضي عنهم.
المفتاح الثامن / ربط الألفاظ بالمعاني:
مفهومه: أي حفظ المعاني , وهو أيضاً ربط الآية بالواقع؛ أي تنزيل الآية على المواقف والأحوال اليومية التي تمر بالشخص , هو التمثيل بالقرآن في كل حدث يحصل في اليوم والليلة , بحيث يبقى القرآن حياً في القلب تؤخذ منه الإجابات والتفسيرات للحياة.
أنواعه: عفوي , قصدي
العفوي / إلهامات وفتوحات يفتحها الله على من يشاء من عباده
القصدي / هو أن تقوم بالربط ثم التكرار حتى يرسخ ويثبت
والتكرار الذي يحقق الربط نوعان: تكرار آني , تكرار اسبوعي
الآني / تكرار الايات اثناء قرائتها
الاسبوعي / تكرارها اسبوعياً
كيفية الربط / ان تكرر اللفظ مع استحضار معنى جديد في كل مره , حتى تمر على كل المعاني التي يمكن ان تتذكرها من النص أو اللفظ.
المفتاح التاسع / الترتيل:
يعني الترسل والتمهل.
ومن ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ وتمام المعنى , بحيث يكون القارئ متفكراً فيما يقرأ.
قال الحسن البصري (يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة!)
قال ابن مفلح رحمه الله (أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة , وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها)
والصحيح أن من أسرع في القراءة فقد اقتصر على مقصد واحد من مقاصد القراءة وهو: الثواب.
ومن رتل وتأمل فقد حقق المقاصد كلها وكمل انتفاعه بالقرآن واتبع هدي النبي صلوات ربي وسلامه عليه وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
المفتاح العاشـ ـر / الجهر بالقراءة:
عن ابو هريرة قال: " ليس منّا من لم يتغن بالقرآن يجهر به "
وعنه ايضاً قال أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يجهر بالقرآن) (12)
قال ابن عباس لرجل ذكر انه يسرع القراءة (إن كنت فاعلاً فاقرأ قراءة تسمعها أذنك ويعيها قلبك)
وعن ابي ليلى قال (إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن قلبك عدل بين اللسان والأذن)
فإن الجهر بما يدور في القلب أعون على التركيز والانتباه ولذلك تجد الانسان يلجأ اليه قسراً عندما تتعقد الأمور ويصعب التفكير.
ختاماً /
ان من يواظب على قراءة القرآن كما تم بيانه ووصفه من حال السلف فإن هذا سيؤدي إلى حياة قلبه وقوة ذاكرته وصحة نفسه وعلو همته وقوة ارادته , وهذه هي مرتكزات النجاح الحقيقيه , ذلكم النجاح الشامل المتكامل الثابت في حال الشده كما هو في حال الرخاء.
إن من يطبق هذه المفاتيح العشرة فسيرى بأم قلبه نور القرآن ... ويكون ممن قال الله فيهم {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا}
بقلم الدكتور / يحيى الغوثاني جزاه الله خيراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Dec 2010, 04:27 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
تذكير جميل ونقل موفق ..
ـ[همتي فوق الثريا]ــــــــ[13 Dec 2010, 11:25 م]ـ
.. شكر الله لك .. جزاك الله خير على مرورك ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:21 ص]ـ
شكر الله للدكتور يحيى الغوثاني على هذه المفاتيح الرائعة وشكر لك أختي الكريمة على مشاركتنا بها جعلنا الله وإياكم من المتدبرين لكتابه العزيز.(/)
[اهدنا الصراط المستقيم] وقفة تدبريّة~
ـ[روضة الناظر]ــــــــ[10 Dec 2010, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[الثبات حتى الممات]
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]
تسأل ربك الهداية؛ هداية التوفيق والإلهام للصراط المستقيم، وهذا يجعل القلب يتفكر ويسأل: ألسنا مهتدين؟
نحن على خير إن شاء الله، فما فائدة هذا السؤال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6].
تكرره في كل يوم وليلة كذا وكذا مرة؟ ما فائدة هذا التَّكرار؟
يعلمك ربك أنك لا تظن أنّ هذا الصراط، أنك إذا هديت عليه أول الأمر، أنك لا تحتاج إلى تثبت له، تثبيت لسيرك عليه؟
فإنّ هذا الصراط المستقيم تحتاج دائمًا إلى العناية بنفسك عليه، وأن تسأل ربك الثبات عليه سؤالًا حينًا بالهداية، وسؤالًا حينًا بالعبادة، وسؤالًا حينًا بالطاعة، وسؤالًا حينًا بالدعوة، كل هذه من وسائل التثبيت على الصراط المستقيم؛
لأن هذا الصراط قد انتصب عليه شياطين الإنس والجن {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ} [الأعراف:16 - 17].
قول إبليس في سورة الأعراف {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف:17]. إذن هذا الصراط قد انتصب عليه يعني هذا الدين، اتّباع الشريعة هذا القرآن هو الصراط- قد انتصب لك عليه شياطين الإنس يضلوك ويثبطوك عن المُضِي فيه، فاحذر منهم، واسأل الله دائمًا الثبات عليه، اسأل الله دائمًا، وأنت تقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6].
اسأله حقيقة لا لفظًا، اسأله مستشعرًا بحاجتك المُلِحَّة للثبات على صراط الله.
[المصدر: محاضرة آيات من كتاب الله (2) للشيخ: صالح آل الشيخ]
المصدر
موقع الهيئة العالمية لتدبر القران
http://www.tadabbor.com/nbian/article/194/?p=2
المصدر:موقع الهئية العالمية لتدبّر القران الكريم ( http://http://www.tadabbor.com/nbian/article/194/?p=2)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:45 م]ـ
حبذا لو تم فعلا تدبر هذه الآية وليس الحومان حولها.
اهدنا الصراط المستقيم؛ دعاء استعانة وتثبيت كما جاء فيقولك، لكن كيف ذلك؟
يقول الحق سبحانه وتعالى:
ٍ {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير: 28] وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 29] ِ}
ولنا أن نتساءل ما مفهوم الآية 29 من سورة التكوير؟ يجيب التقسير الميسر " وما تشاؤون الاستقامة, ولا تقدرون على ذلك, إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين." نأخذ المعنى ونبتعد عن الإلحاد في الأسماء لنبقي على اسم " الله رب العالمين" من غير تحريف ولا تبديل.
ومعلوم بأن إخلاص العبادة يكمن في تخصيص الله جل جلاله بالعبادة والاستعانة، وما جاءت الأسماء الحسنى إلا للاستعانة بها على قضاء مآربنا وهنا اصطفى الجليل جل جلاله اسم "الله رب العالمين" لهذه الغاية. ألم تر كيف افتتح الله سورة الفاتحة التي بها طلب الاستقامة: " الحمد لله رب العالمين" وإذا عرفت الحكمة القرآنية والتي تأتي بكل شيء في محله، تأكد لدينا أن اسم الله المخصص للاستعانة على الاستقامة: هو: " الله رب العالمين ". والله لا يخيب من رجاه. وما جاءت الإسماء الحسنى في القرآن الكريم إلا للاستعانة بها على قضاء مآربنا {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180] والإلحاد ميل وانحراف سواء في الأسماء أو الصفات؛ إذ هي بدوها أسماء، حيث أن كل صفة هي اسم ولا عكس.
وكما يرى القارئ الكريم فالاسم مركب من اسم الجلالة وتركيب إضافي؛ "رب العالمين".
أليس في هذه الإشارة نقض لقواعد الأستاذ العثيمين في القواعد المثلى حيث يقرر: بأن الأسماء الحسنى هي بالغة في الحسن غايته"؟ والتركيب الإضافي كما يقرر هو يحتاج إلى مضافه ليبدي دلالته.
فهل من إشارة من خبير؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:48 م]ـ
أرجو أن يكون الرد من قبل خبير بالأسماء الحسنى، وأطلب ممن ليس له باع في هذا المجال أن يقصر.(/)
ترجمة يحيى بن سلام
ـ[محمد بن الحسن]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:47 م]ـ
المرجو من الفضلاء في الملتقى ان يدلوني على مصادر ترجمة الامام يحيى بن سلام. جزيتم الخيرات البواقيا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Dec 2010, 04:18 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/00.gif
أهلا بكم وسهلا. انظروا:
- (معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان) للدباغ، 1/ 321 - 328. [يمكنكم تحميله من هنا ( http://wadod.net/bookshelf/book/1641) ] .
- ( رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية) للمالكي، 1/ 188 - 192. [هنا ( http://wadod.net/bookshelf/book/1487) ] .
- ( الاختصار في التفسير) لعلي العمري، 92 - 102. [هنا ( http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfile&id=328) ] .
- مقدمة تحقيق كتابه (التصاريف لتفسير القرآن) للدكتورة هند شلبي. [هنا ( http://shamela.ws/index.php/book/11783) للشاملة].(/)
عندي سؤال في قول الله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا}
ـ[راجية]ــــــــ[10 Dec 2010, 02:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيوخنا الأفاضل و طلبة العلم الكرام في ملتقى أهل التفسير المبارك
عندي سؤال بارك الله فيكم أسأل الله أن يشرح صدوركم للإجابة عليه
قرأت عن القاعدة التي تقول: نفي الضد دليل على ثبوت ضده
ثم استوقفني قول الله تعالى: {و ما كنت متخذ المضلين عضدا} [الكهف]، و تعالى الله، تعالى الله، كيف ستطبق هذه القاعدة مع هذه الآية، فهل سيكون المعنى أن الله تعالى يتخذ عضدا من غير المضلين، تبارك ربي و تعالى؟؟
لما قرأت في بعض التفاسير لم أجد إلا ذكر تفسير لفظ العضد: أنه المعين،، فقط
فكيف أفهم هذه الآية؟
جزاكم الله خيرا و شرح صدوركم و أنطقكم بما يحبه ويرضاه و هداني و إياكم إلى صراطه المستقيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[10 Dec 2010, 10:24 م]ـ
الحركة نقيض السكون، فإذا نفيت الحركة فالسكون حتما هو البديل.
الأبيض ضد الأسود، فإذا نفي البياض فهذا لا يعني أن البديل الحتمي هو الأسود، بل البدائل هي آلاف الألوان.
وبعد أن فرقنا بين النقيض والضد، نعود إلى السؤال:
وما كنت متخذ المضلين عضدا، مفهوم المخالفة هنا أنه يمكن اتخاذ العضد من غير المضلين. ومفهوم المخالفة عند الأحناف لا يصلح دليلاً شرعياً. أما الجمهور فعملوا بمفهوم المخالفة بشروط، وأنصحك أخي أن ترجع إلى كتب أصول الفقه وتنظر شروط العمل بمفهوم المخالفة.
ـ[راجية]ــــــــ[10 Dec 2010, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
الفرق بين الضد و النقيض اتضح و لله الحمد
أما عن شروط العمل بمفهوم المخالفة، فقد بحثت في النت فوجدتها و لله الحمد و جزى الله خيرا من كتبها
الشرط الذي - و الله أعلم - أظن أنه يناسب هذه الآية هو الشرط الأول:
ـ أولا ـ أن لا يدل على المسكوت عنه دليل خاص يعارض مفهوم المخالفة، مثال ذلك قوله تعالى وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوَاْ النساء - 101 - ، فمفهوم المخالفة (مفهوم الشرط) يدل على عدم جواز القصر حالة الأمن، ولكن ورد دليل خاص يجوز صلاة القصر في الخوف والأمن على السواء، وهو قوله " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " رواه مسلم، فيقدم النص على مفهوم المخالفة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم.
و لا أدري إن كان يحق لي أن آتي بدليل من فهمي يعارض مفهوم المخالفة، لكن أسأل الله أن يغفر لي إن أخطأت، و أتمنى أن يصوب لي شيوخنا الأفاضل في المنتدى
الدليل حسب فهمي - و هذا الذي ذكرني به ربي تبارك و تعالى - هو قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)} [سورة سبأ]
جاء في تفسير ابن كثير ما يلي:
{وما له منهم من ظهير} أي وليس لله من هذه الأنداد من ظهير يستظهر به في الأمور, بل الخلق كلهم فقراء إليه عبيد لديه, قال قتادة في قوله عز وجل: {وماله منهم من ظهير} من عون يعينه بشيء.
فهل ما كتبته صوابا؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[11 Dec 2010, 02:47 ص]ـ
اقول من باب المدارسه
لو شاء الله ان يكون له اعوان لايمكن ان يتخذ هؤلاء المضلين
الم تر الى قوله تعالى (لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق مايشاء)
يعنى هو ليس له ولد ولو افترضنا ان يكون له فيكون باختياره لا ماينسبه له اهل الاهواء
وبالتالى مفهوم الاية
ليس له اعوان وان شاءت حكمته ان يكون له اعوان لايكون هؤلاء المضلون
مشاركتى من باب المدارسه والعرض على اهل العلم
والله اعلم
ـ[راجية]ــــــــ[14 Dec 2010, 06:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Dec 2010, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من أهم ما يعين على فهم معنى الآية: تأمل السياق الواردة فيه
أول الآية:
(ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) أي ما أشهدتُ إبليس وذريته خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم ولا استعنتُ بهم، وما كنت متخذَهم عضداً أي أعواناً، فكيف تشركونهم معي في عبادتي وطاعتي وأنا المنفرد بالخلق وهم مخلوقون مثلكم وأعداءُ أبيكم.
إذن معنى (وما كنت متخذ المضلين عضدا) أي وما كنت متخذهم (إبليس وذريته) عضداً: أعواناً.
ووقع في هذه الآية الإظهار في مقام الإضمار.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله:
(وَالْعُدُولُ عَنِ الْإِضْمَارِ بِأَنْ يُقَالَ: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَهُمْ إِلَى الْمُضِلِّينَ لِإِفَادَةِ الذَّمِّ، وَلِأَنَّ التَّذْيِيلَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَلَامًا مُسْتَقِلًّا.)
التحرير والتنوير - (15/ 344)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Dec 2010, 03:41 م]ـ
أستسمح الأحبة الأكاريم؛
فنفي اتخاذ المظلين عضدا، يعني من جانب آخر أن الله يوالي من والاه، {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257]
وبأضداها تعرف الأشياء ففي قوله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]
لكن فهمنا المسبق لمعاني الشرك بغير ضابط شرعي يبقى الحاجز النفسي لمنع إدراك حقيقة الأمر.
أليس كافيا أن يكون الله نصيره؟ {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]؛
فما وجه الاستشهاد بالله وجبريل وصالح المؤمنين ثم الملائكة بعد ذلك ظهير؟ إن لم ننعم النظر في معاني الآيات لا يتفتح لنا الفهم السوي إلا بعرض للمعنى في دراسة موضوعيبة متكاملة، وهو ما لا يتأتى في هذه العجالة، وما لا يدرك كله لا يترك جله؛ وقد وعدنا الجليل جل جلاله {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت: 30] نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: 31]}
والملاحظ أن الملائكة تأتي بالبشرى والنصرة لعباد الله الصالحين؟ وهل فقط الملائكة وحدها تأتي في النصرة؟. فإن وعد الله بنصرة نبيه من قبل جبريل وصالح المؤمنين والملائكة، فكيف ننفي ذلك عن غيره من الخلق؟
أليس الأليق بنا التأدب مع الأحاديث المتواترة في الأقطاب والنقباء والنجباء [الأبدال في أمتي ثلاثون، بهم تقوم الأرض، و بهم تمطرون و بهم تنصرون] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 3033 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
فهل نحيد على مبدأ معتقد السلف الصالح من الصحب الكرام والتابعين لهم بإحسان؟(/)
من وحي القرآن 4
ـ[جنة ريان]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:27 م]ـ
فذكر إن نفعت الذكرى
قد يفهم بعضنا هذه الآية لأول وهلة بشكل خاطئ فيقول: إن نصائحي لم تفد ولم تأت بخير. أو يقول: لقد أسديت النصح لفلان خمسن مرة ولكنه لم ينتفع. ثم يتوقف بناء على ذلك عن إسداء النصح والإرشاد لمن هو مسؤول على نصحهم وإرشادهم. وكأن الآية جعلت الاستمرار في التذكير مشروطا باستجابة الناس للتذكير وانتفاعهم به. بينما الحقيقة التي تشير إليها هذه الآية حقيقة أخرى مغايرة تماما لهذا الفهم. إنها تعلِّم كل من كان منا مسؤولا عن التذكير والإرشاد والنصح (كلٌّ بحسب موقعه في المجتمع) أن يقوم بواجبه اتجاه من هو مسؤول عنهم. وتقول له: إن كان تذكيرك صحيحا ومفيدا في حد ذاته فداوم عليه. فالآية من هذا المنظور لاتفيد التقييد، بل تفيد تأكيد هذه المهمة وهذا التكليف. إذن نستطيع أن نقول استنادًا إلى هذه الآية: انصح لأنه لا بد أن تكون هناك فائدة من النصيحة. فالنصيحة الصحيحة مفيدة بالقوة وإن لم يتحقق نفعها لأشخاص معينين بالفعل. نتحدث هنا طبعا عن النصيحة الصحيحة، وهي المستوفية لشروط النصح وآدابه.
أما استفادة السامعين أو عدم استفادتهم فموضوع آخر مستقل. خاصة وأن قوله تعالى "إن نفعت الذكرى" يعتبر إشارة إلى أن النفع أمر محتمل؛ فالبعض قد لا ينتفع بالإرشادات والنصائح. لذا كان من الضروري معرفة هذه الحقيقة منذ البداية حتى لايقع الناصح في اليأس والقنوط، وحتى لايتدخل في أمور هي خارج مهمته ووظيفته بأن يحاول مثلا إلزام الناس بنصائحه وإرشاداته. فقد قال الله عز وجل لأفضل ناصح ومرشد توجه إلى الناس بأفضل النصائح والإرشادات التي استوفت كافة شروط النصح والإرشاد وآدابهما: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء". فمهمة كل ناصح منا هي النصح، والنصح فقط.
فاللهم اجعلنا من النافعين بالنصحية والمنتفعين بها، وصل اللهم على خير مبعوث لهداية العالمين.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
[1] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أضواء قرآنية في سماء الوجدان، محمد فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1426 هـ - 2006 م، ص 343 – 344. بتصرف.(/)
بين المصالح المرسلة والسنن الإلهية:
ـ[محمد جابري]ــــــــ[10 Dec 2010, 10:10 م]ـ
بين المصالح المرسلة والسنن الإلهية:
من مشكاة السنن الإلهية نتساءل:
*- هل استوعب دارسو المصالح نصوص الكتاب؟
لاشك أن أخذ أئمتنا بالمصالح المرسلة لم يكن إلا من باب العمل برفع الحرج, وصرف الضرر لكونه قاعدة كلية، ثم إن المصالح تخضع أحيانا للأمزجة والأهواء, وهذا ما ستكشفه السنن الإلهية القرآنية.
وهل للسنن الإلهية من استنتاج غير ما سبق عن طريق المصالح المرسلة؟ هل السنن الإلهية جاءت لتزحزح المصالح المرسلة عن كونها أحد الأدلة المختلف فيها علما والمتفق عليها عملا؟
انطلاقا من أوامر الله الصادرة لمخلوقاته تهدينا السنن الإلهية القرآنية إلى ما يرتاح له الضمير وينساق له الفؤاد في راحة بال وسكون نفس.
لكن حتى لا نمضي لنفحص كل ما قيل عنه أنه جاء من باب المصالح المرسلة؛ لكون ذلك يقتضي تعقبه مجلدات نكتفي بالإشارة إلى بعض المصالح المرسلة, ونكشف ما انطوت عليه من انسجام أو مخالفة للسنن الإلهية وهكذا سنرى تبعا:
أولا: مسألة جمع القرآن.
ثانيا: تدوين الدواوين.
ثالثا: قتل الجماعة بالواحد.
رابعا: تضمين الصناع.
خامسا: ثلاث طلقات بكلمة واحدة.
سادسا: الخروج على الحكام.
ننطلق ونقتحم هذه المجالات بعد التوكل على الله والاستعانة به جل جلاله.
*- بين كلمات الله التامات والمصالح المرسلة عند الأصوليين:
السنن الإلهية أو كلمات الله التامات وهي عبارة عن عهود الله لكل شيء في هذا الوجود, ليسير الكون في نظامه البديع على نمط رفيع وبشكل رائع.
أن المصالح المرسلة منها المعتبرة شرعا ومنها الملغاة شرعا ومنها ما سكت عنها الشارع ولم يتعرض لها باعتبار ولا بإلغاء وهذه هي المصالح المرسلة أو الاستصلاح. فمن العلماء من اعتبرها وجعلها أصلا من أصول التشريع ومنهم من أنكر العمل بها.
ولا يوجد رابط بين السنن الإلهية من جهة والمصالح المرسلة من جهة ثانية. وليس المجال مجالا أصوليا للتصدي للفروق ومناقشةتعريف العلماء للمصالح المرسلة.
? جمع القرآن والمصالح المرسلة:
ولعل أول من أصل المصالح المرسلة في مذهبه: الإمام مالك رحمه الله, وإن لم يكن أول من عمل بها بحكم العمل بمقتضاها جرى في "عرف الأصوليين" منذ الخلافة على منهاج النبوة, أي منذ زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
ومن ذلك ما ثبت أن زيد بن ثابت t قال: أرسل إلي أبو بكر - مقتل أهل اليمامة – فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر t : إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن, قلت لعمر, كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله r قال عمر: هذا والله خير ... الحديث. [ i] (http://tafsir.net/vb/#_edn1)1
E- يقول الأصوليون:
إن في جمع القرآن خير, والخير والمصلحة إن لم يكونا شيئا واحدا, فهما متلازمان, ففي كل مصلحة خير، وفي الخير مصلحة, ومصلحة جمع القرآن وإن لم يأمر بها الرسول صل1,فإنه بالمقابل لم ينه عن ذلك, فهي إذن مصلحة مرسلة.
ومن ذلك أيضا: تدوين الدواوين, وتضمين الصناع, وقتل الجماعة بالواحد إلى غير ذلك، وليس المقام مقام مناقشة الأصوليين في اعتبار المصالح المرسلة أو إلغائها بل في مقارنة ما توصل إليه العلماء من أقوال واجتهادات من باب المصلحة المرسلة مع ما تمليه السنن الإلهية في مواطن هذه الحالات.
ما سنة الله القرآنية فيما جرى به الحكم في هذا الباب عند الفقهاء؟
- جمع القرآن من منظور السنن الإلهية القرآنية:
اقتضت المصلحة المرسلة بجمع القرآن خشية ضياعه لما استحر القتل في القراء في حرب اليمامة.
لكن السنن الإلهية تنظر لهذا العمل الجليل على أنه جاء وفق وعد الله:
] إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة: 17.
وهنا تكمن نبوة سيدنا محمد صل1 إذ لو كان مفتريا لهذا القرآن لحرص أيما الحرص على جمعه والنصح به حتى لا يضيع في ثنايا الإهمال، لكنه صل1 فعل ما أمره ربه وترك الأمر لمالكه, وإذا أراد الله شيئا هيأ له أسبابه.
كيف يجهد نفسه في تبليغ القرآن والدعوة إليه ثم يمضي إلى ربه ويتركه في صدور الصحابة, أو مكتوبا على الرقع, أو فيما تيسرت الكتابة عليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا وعد سبحانه وتعالى بجمع القرآن, وشرح لذلك صدر الصحابة ورأوه خيرا, واقتحموه ونعم ما فعلوا.
فهل استجاب هذا العهد الرباني لضابط المصلحة لدى الأصوليين؟
فالنص قائم والعهد لا مرد له، ها هو قد انجز كما أراده ربه، وليست هناك مصلحة مرسلة بل عهد رباني أمضاه سبحانه وتعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا.
والقول بالمصلحة المرسلة في هذا الباب انحراف فهم، وعدم إدراك لسنن الله في قرآنه وكونه.
ب- تدوين الدواوين:
?- تدوين الدواوين بين المصالح المرسلة وسنن الله القرآنية:
عن باشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب رض1 يقول في يوم الجابية وهو يخطب الناس:
إن الله عز وجل جعلني خازنا لهذا المال وقاسمه له, ثم قال: بل الله يقسمه, وأنا بادئ بأهل النبي صل1 ثم أشرفهم. ففرض لأزواج النبي صل1 عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة. فقالت عائشة إن رسول الله كان يعدل بيننا, فعدل بينهن عمر, ثم قال إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين, فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا, ثم أشرفهم ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف ولمن كان شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف, ولمن شهد أحدا ثلاثة آلاف ... الحديث. 3 ( http://tafsir.net/vb/#_edn2)
هكذا يصرح النص أن عمر رض1 دون الدواوين ديوان المهاجرين وديوان أهل بدر وديوان أهل أحد ...
?- ما قول السنن الإلهية في الموضوع؟
يقول عز من قائل:
] وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [- يس: 12.
] وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا [الجن: 28.
] لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا [مريم: 94.
فالله جل جلاله مستغن عن التدوين والإحصاء, ويخبرنا بفعله؛ تعليما لنا لتقنيات التسيير وضروراته، إذ أفعال الله ممدوح الاقتداء بها, إلا بما اختص سبحانه وتعالى به من عظمة وتكبر.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :" الْعِزُّ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ"4 ( http://tafsir.net/vb/#_edn3).
يقول عز من قائل:
] وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: 38.
ومن هنا يضحى اتخاذ الدواوين ضرورة ملحة أذن فيها الشارع:
] وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا [- النبأ: 29.
وكل شيء أحصاه الله كتابا, وهو سبحانه وتعالى لا ينام ولا ينسى, فكيف بمن النسيان آفته؟ أليس هو أجدر بإحصاء كل شيء كتابا؟ والحكمة ضالة المؤمن.
فهل فعلا تدوين الدواوين هو تحصيل حاصل من نقل ناقل عن اليونان وتدويناتهم، أم فعلا كوننا قصرنا في فهم شرع ربنا؛ وصرنا عالة على تقليد غيرنا بينما كتابنا يرشدنا لاتخاذ الإحصاء سبيلا والدواوين لذلك تقييدا.
وأين باتت المصلحة المرسلة التي لم ينص عليها الشارع، وهذا كتابنا يحثنا ويعلمنا سبل تسيير الأمور؟
ج - قتل الجماعة بالواحد:
?- قتل الجماعة بالواحد والمصالح المرسلة:
يقول الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم بعد أن بين أن الجماعة تقتل بالواحد والرجل يقتل بالمرأة: " فإن قال قائل أرأيت قول الله عز وجل:
] كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى [- البقرة: 178.
هل فيه دلالة على أن لا يقتل حران بحر ولا رجل بامرأة؟ قيل له لا نعلم مخالفا في أن الرجل يقتل بالمرأة. فإذا لم يختلف أحد في هذا ففيه دلالة على أن الآية خاصة".
وبعد أن ساق حديثا في سبب نزول الآية شاهدا على كلامه5 ( http://tafsir.net/vb/#_edn4).
يعقب سعيد رمضان البوطي على قول الشافعي هذا, فإن سقطت دعوى المعارضة بين ما قضى به عمر بن الخطاب ونص الكتاب, فإن غاية ما في الأمر أن تكون الآية ساكتة عن هذا الحكم, وحينئذ يكون سنده الاستحسان عند من يقول به أو المصالح المرسلة عند الآخرين وبهما استدل كثير من الفقهاء6 ( http://tafsir.net/vb/#_edn5).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رشد:" أما قتل الجماعة بالواحد فإن جمهور فقهاء الأمصار قالوا: تقتل الجماعة بالواحد, منهم مالك وأبو حنيفة والشافعي والثوري وأحمد وأبو ثور وغيرهم, سواء كثرت الجماعة أو قلت, وبه قال عمر. وقال داود وأهل الظاهر لا تقتل الجماعة بالواحد وهو قول ابن الزبير وبه قال الزهري وروي عن جابر ... فعمدة من قتل بالواحد الجماعة النظر إلى المصلحة, فإنه مفهوم أن القتل إنما شرع لنفي القتل كما نبه عليه الكتاب في قوله تعالى:
] وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ [البقرة: 179.
وإذا كان ذلك كذلك, فلو لم تقتل الجماعة بالواحد لتذرع الناس إلى القتل بأن يتعمدوا قتل الواحد بالجماعة، لكن للمعترض أن يقول: إن هذا إنما كان يلزم لو لم يقتل من الجماعة أحد, فأما إن قتل منهم واحد وهو الذي من قتله يظن إتلاف النفس غالبا على الظن, فليس يلزم أن يبطل الحد حتى يكون سببا للتسليط على إذهاب النفوس, وعمدة من قتل الواحد بالواحد قوله تعالى:
] وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ … [- المائدة: 45 "7 ( http://tafsir.net/vb/#_edn6)
هذه خلاصة قول الفقهاء في المصلحة المرسلة في هذا الشأن.
? - قتل الجماعة بالواحد والسنن الإلهية:
فما قول السنن الإلهية في قتل الجماعة بالواحد: يقول الحق في كتابه العزيز:
] مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا. [المائدة: 32
ومعلوم أن "من" تستعمل في حق الشخص كما تستعمل في حق الجماعة ولما سعى الشخص أو الجماعة إلى قتل الناس جميعا يقتل بهم أو يقتلون بقتلهم. وهكذا يتناغم الاستنتاجان ويأتيان بنتيجة واحدة.
وبهذا فإن الشخص الذي قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، يقتل بقتلها كما أن الجماعة التي قتلت شخصا بغير نفس أو فساد في الأرض تقتل جميعا بقتله.
وهكذا يحسم الأمر من جهة السنن الإلهية لمصلحة من قالوا بقتل الجماعة بالواحد, وظهر خطأ من قال بأن لا تقتل الجماعة بالواحد.
فهل جاء الحكم بناء على نص من الكتاب أم بما اقتضته المصلحة المرسلة كما يقول الأصوليون؟
فالنص واضح وليست هناك ما تقتضيه المصلحة المرسلة، إذ لا اجتهاد مع نص؟
د- تضمين الصناع:
?- تضمين الصناع والمصالح المرسلة:
قال القرافي: " يد المستأجر يد أمانة على المعروف من المذهب لأجل الإذن في المباشرة, كالوكيل والمودع. وقاله الأئمة. وقيل ضامن كالقابض في البيع الفاسد, أما يد الأجير على سلعة يؤثر فيها كالخياط ونحوه فيده يد ضمان عمل في بيته أو حانوته بأجر أو بغير أجر يلقب بصنعته أولا إن انتصب للصنعة وإلا فيده يد أمانة ".8 ( http://tafsir.net/vb/#_edn7)
قال ابن رشد: " أما الذين اختلفوا في ضمانهم من غير تَعَدٍّ إلا من جهة المصلحة فهم الصناع, .. أما تضمين الصناع ما ادعوا هلاكه من المصنوعات المدفوعة إليهم, فإنهم اختلفوا في ذلك, فقال مالك وابن أبي ليلى وأبو يوسف: يضمنون ما هلك عندهم, وقال أبو حنيفة: لا يضمن من عمل بغير أجر ولا الخاص, ويضمن المشترك, ومن عمل بأجر. وللشافعي قولان في المشترك والخاص عندهم هو الذي يعمل في منزل المستأجر, وقيل هو الذي لم ينتصب للناس, وهو مذهب مالك في الخاص, وهو عنده غير ضامن, وتحصيل مذهب مالك على هذا أن الصانع المشترك يضمن, و سواء عمل بأجر أو بغير أجر. وبتضمين الصناع قال علي وعمر ... وعمدة من لم ير الضمان عليهم أنه شبه الصانع بالمودع عنده والشريك والوكيل وأجير الغنم ومن ضمنه فلا دليل له إلا المصلحة وسد الذريعة.
وأما من فرق بين أن يعملوا بأجر أو بغير أجر فلأن العامل بغير أجر إنما قبض المعمول لمنفعة صاحبه فقط فأشبه المودع, وإذا قبضها بأجر المنفعة لكليهما, فغلبت منفعة القابض, أصله القرض والعارية عند الشافعي وكذلك أيضا من لم ينصب نفسه لم يكن في تضمينه سد ذريعة، والأجير عند مالك لا يضمن إلا أنه استحسن تضمين حامل القوت وما يجري مجراه وكذلك الطحان وما عدا غيرهم فلا يضمن إلا بالتَّعَدِّي".9 ( http://tafsir.net/vb/#_edn8)
?- تضمين الصناع والسنن الإلهية:
قال عز من قائل:
] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا [فصلت: 46.
(يُتْبَعُ)
(/)
] مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [القصص: 84.
يتضح من خلال هذه العهود أنه من أفسد شيئا أو أضاعه فهو ضامن لا غرو؛ لكونه أساء عملا, والصانع تعطى له الأشياء لإصلاحها لا لإتلافها وضياعها، ويقيم التعويض بمقدار ما أضاع:
(((فلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))) - القصص: 84.
- خلاصة القول:
القول بتضمين الصانع قول سديد ورأي رشيد وموفق, تؤيده السنن الإلهية على عكس من عارض أو شاكس.
فهل جاء الأمر وفق مقتضى سنة من سنن الله وعهوده، أم هو أمر اقتضته المصلحة المرسلة التي لم يشهد لها الشارع باعتبار أو بإلغاء؟
هـ- ثلاث طلقات في طلقة واحدة:
?- مع المصالح المرسلة:
يقول سعيد رمضان البوطي:" تحقيق في عمل عمر, وفي حكم الطلاق الثلاث بلفظ واحد:
والحقيقة أنه ليس في قضاء عمر هذا, أي مخالفة للكتاب والسنة.
فأما الكتاب فليس في قوله تعالى: (الطلاق مرتان ... ) الآية, ما يدل دلالة قاطعة ولا ظاهرة ظهورا جليا, على أن المراد مرة بعد مرة, بحيث لو لم يقع كذلك لم يقع الطلاق أو لم يقع للثلاث. وإذا سلمنا أن فيه إشارة إلى ذلك, فإن مما يبطل هذه الإشارة ويلغيها دلائل كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صل1.
- فأما دلائل الكتاب: فمنها قوله تعالى:
(((وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ))) الطلاق: 1.
بعد قوله تعالى:
(((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ))) الطلاق: 1.
وقوله تعالى:
(((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا))) الطلاق: 2.
فقد فسر ذلك عمر وابن مسعود وابن عباس وعائشة وأبو هريرة وغيرهم من الصحابة بأن الزوج إذا طلق بغير العدة, أو لم يفرق بين الطلقات كما أمر فقد ظلم نفسه, ولم يجعل الله له مخرجا مما أوقعه بنفسه إن لحقه ندم, وذلك على العكس مما لو اتبع سبيل السنة في التطليق فقد جعل الله له مخرجا عند الندم وهو الرجعة ...
- وأما دلائل السنة:
فمنها حديث عويمر العجلاني10 ( http://tafsir.net/vb/#_edn9) الذي ذكره الشيخان في باب اللعان فقد قال بعد أن لاعن زوجته في مجلس رسول الله صل1, كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها, هي طالق ثلاثا.
ولا يخدش شيئا من دلالة هذا الحديث أن طلاق عويمر لا أثر له؛ لوقوعه بعد بينونة أعظم من بينونة الطلاق ...
كما أن تلفظ عويمر بالطلاق الثلاث دليل واضح على أنها كلمة كانت مطروقة مستعملة, ولا تكون كذلك إلا حيث يكون لها الأثر المطلوب ... "11 ( http://tafsir.net/vb/#_edn10) أه.
هكذا ذهب سعيد رمضان البوطي لتبرير و تجويز فعل عمر بن الخطاب رض1 أو بالأحرى لتأصيله.
فإذا لم يتق الله المطلِّق, فهل يتقيه القاضي لئلا يطبق على أخيه أحكاما غير مشروعة؟.
?- مع السنن الإلهية:
إن سنن الله القرآنية تخبرنا:
] وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق: 1.
وموقفنا مع الظالم, أن نأخذ على يديه لقوله صل1: "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُه".13 ( http://tafsir.net/vb/#_edn12)
وقوله طالق ثلاثا هي قولة خبيثة يشم من نتن رائحتها الكذب والزور, والكلمة الخبيثة لا أصل لها، إنما هي كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار، وتمييزها بالخبث جاء وفق القول في الإسلام إما كونه قولا طيبا وإما خبيثا, ولا ثالث له. والقول الطيب هو قول الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال؟
وقول القائل "هي طالق ثلاثا " هو لفظ بالطلاق مع شهادة زور ينبغي أن يعزر عليها.
] وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا [المجادلة: 2.
ولهذا حكمها طلاق واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)