ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:09 م]ـ
عيدك مبارك يا أبا عبدالله وأسأل الله لك التوفيق والقبول.
وأرجو أن ينجح عمل البرنامج الآن مع الجميع ولا سيما مع اختلاف عدد التفاسير في المكتبة الشاملة الخاصة بكل واحد منا.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:52 ص]ـ
لا تزال تظهر لي تحديد المسار غير صحيح ولا أدري ما الحل أحسن الله إليكم؟
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:59 م]ـ
المطلوب تحديد المؤشر على ملف الشاملة المحتوي على قواعد البيانات وهو الأكبر حجما سواء كان في قرص خارجي او داخل الجهاز وهذا للمرة الأولى فقط ثم يتعرف عليه البرنامج مستقبلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:37 م]ـ
الملف عمل معي هذه المرة بشكل ممتاز جداً وفقكم الله يا أبا عبدالله وتقبل منكم.
ـ[العيدان]ــــــــ[15 Sep 2010, 10:06 م]ـ
أشكركم ...
لكن بودي شرح كيفية الاستفادة من هذه الخدمة، بمعنى كيف أستفيد منها إذا كنت مقتنياً للشاملة، أين أحفظ هذا الملف؟، بعد حفظه ماذا أصنع؟
وفقكم الله ..
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[16 Sep 2010, 10:34 ص]ـ
أضم صوتي لصوت اخينا العيدان وفقه الله ... نحن في حاجة ايها الاخوة لشرح بسيط لايكلفكم شيئا ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:07 ص]ـ
شرحها الأخ يوسف الحوشان هنا
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21808
وسوف يتم جمع الموضوعات في مكان واحد، ولعل الزملاء في الملتقى التقني يقومون بشرحها شرحاً مصوراً تسهيلا للجميع.
ـ[العيدان]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:19 م]ـ
أشكركم دكتور على تفاعلكم ...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
ـ[إيمان]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:51 ص]ـ
شكر الله لك أخي يُوسف هذا الإصدار المميز، وأسأل الله لك المزيد من التوفيق والتسديد في خدمة القرآن الكريم ..(/)
كيف أطلب علم التفسير؟
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[03 Sep 2010, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقترح على مشايخنا الكرام -حفظهم الله- أن يجعلوا لنا جدولاً لدراسة منهجية للتفسير وإن تيسر تجعل روابط لدروس يشرح فيها الكتب التي يتدرج فيها طالب علم التفسير, ثم يوضع جدولا بعد الدارسة وتوضع أسئلة ويجيب عليها الطالب ,أعلم أن الأمر قد يحتاج وقتًاوجهدًا لكن ستكون ثماره عظيمة-بإذن الله -,وأعتقد أن كثير من إخواني وأخواتي سيوافقوا على هذا الأمر ,أسأل الله أن ييسر ذلك ,ويرزقنا موافقكتم في هذه الليالي المباركة.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:35 ص]ـ
أشاطرك الرأي أختنا "راجية الهدى" وفقك الله، حقيقة هذا ما كنت أبحث عنه منذ زمن ولعلنا وجدنا بُغيتنا بالانضمام لهذا الملتقى المبارك، ونطمع أن نجد توجيهاً من المشايخ الفضلاء حول "المنهجية الصحيحة لطالب علم التفسير"، نسأل الله من فضله
وأن يرزقنا وإياكم قلوباً تفهم كتابه، وتعرف معانيه، وتدرك أسراره، وأن يفتح علينا وعليكم من أبواب فهم القرآن ما يقربنا إلى رضاه،
ـ[راجيه رضا ربي]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:28 م]ـ
أتمنى تحقيق ذلك
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:38 ص]ـ
لعلّه تحقق ذلك عبر هذا الرّابط ..
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22230
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:14 ص]ـ
جزى الله خيرا الأخت الفاضلة على هذا الاقتراح الطيب.
ولعلها تقصد أن تكون هناك غرفة صوتية تابعة للموقع تبث فيها الدروس والله اعلم.
ـ[همّة]ــــــــ[20 Nov 2010, 11:54 م]ـ
أوافقك أختي العزيزة على هذا الاقتراح الرائع ..
ونرجو من المشائخ الفضلاء في هذا الملتقى المبارك
أن يوجهونا ولو بوضع جدول للمبتدئين في هذا العلم ..
... شكر الله لكم ...
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:47 ص]ـ
وضعت قبل يومين موضوعا بعنوان: (للمدارسة) نحو المنهجية في دراسة كتاب الله تجدونها على هذا الرابط هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=23354)
؛ فليت أهل الاختصاص يطلعون عليه ويفيدوننا بما عندهم.(/)
مايكون تعظيما لله عز وجل لايكون تعظيما لغيره من المخلوقين
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[04 Sep 2010, 07:23 م]ـ
ليس كل شيء من الكلام يكون تعظيما لله عز وجل يكون تعظيما لغيره من المخلوقين
تذكرت تعليق د. أحمد الحصين حفظه الله في التفسير المباشر115في تفسيره لآية الأنبياء
عندما استوقفته الآية
{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} ( http://ziyadsafi.maktoobblog.com/1632011/%d9%82%d9%8e%d8%a7%d9%84%d9%8e-%d8%a8%d9%8e%d9%84%d9%92-%d9%81%d9%8e%d8%b9%d9%8e%d9%84%d9%8e%d9%87%d9%8f-%d9%83%d9%8e%d8%a8%d9%90%d9%8a%d8%b1%d9%8f%d9%87%d 9%8f%d9%85%d9%92-%d9%87%d9%8e%d8%b0%d9%8e/) الأنبياء63
قال قوله كبيرهم ليس فيه تعظيم حيث قال المفسرون: هذا الوصف لايتساوى مع التعظيم لأن التعظيم لايكون للآمور التي حقرها الله تعالى
تذكرت هذا وأنا و أقرأ في دراسة لغوية قرآنية في كتاب (من أسرار الجمل الإستئنافية) د. أيمن الشوا
فنقلت هنا بعض أقوال اللغويين في هذا حتى نطلع على الأمر من الناحية اللغوية بعد إطلاعنا على التفسير
قال سيبيويه:"ليس كل موضع يجوز فيه التعظيم،ولا كل صفة يحسن أن يعظم بها"
قال السيرافي:"يحتاج التعظيم إلى اجتماع معنيين في المعظم: أحدهما:أن يكون الذي عظم به فيه مدح وثناء ورفعة،والآخر:أن يكون المعظم قد عرفه المخاطب وشهر عنده بماعظم به، أو يتقدم من كلام المتكلم ما يتقرر به عند المخاطب حال مدح وثناء وتشريف في المذكور يصح أن يورد بعدها "
،وهذا معنى ماذكره سيبيويه
هذه فائدة اصطدتها وودت لو أفدتكم بها
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[04 Sep 2010, 08:16 م]ـ
ليس كل شيء من الكلام يكون تعظيما لله عز وجل يكون تعظيما لغيره من المخلوقين
هذا المعنى الذي ذكرته الأخت صحيح، ولكن يضاف إليه أن التعظيم الذي لا يُصرف إلا لله تعالى لا يجوز صرفه لأحد من المخلوقين.
مثل مسألة "علم الغيب"، فإنه مما اختص الله تعالى به، ولا يجوز تعظيم أحد من المخلوقين بوصفه أنه يعلم الغيب، ولذلك عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين تقول كما في الصحيحين: ومن حدثك أن محمداً يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً).(/)
نظرية الصرفة حقيقتها القائلون به والردّ عليها (1)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[04 Sep 2010, 10:29 م]ـ
نظرية الصرفة حقيقتها القائلون به والردّ عليها
بحث من إعداد الطالب: فتحي بودفلة
مقدمة:
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله
ألا وإنّ خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار أعاذني الله وإيّاكم كمها
أما بعد ...
تعتبر نظرية الصرفة التي جهر بها النظّام في نهاية القرن الثاني وبداية الثالث للهجرة الشرارة الأولى التي أثارت علماء الإسلام للبحث بموضوعية ومنهجية علمية دقيقة في مسألة إعجاز القرآن الكريم , فطابقت بحق وصدق المثل السائر "ربّ ضارة نافعة" ... فجلّ ما كتب بعدها في إعجاز القرآن وبلاغته جاء كردة فعل لهذه النظرية بدءاً بضحدها وإبطالها ثم إثبات كون القرآن معجز بذاته وبيان أوجه الإعجاز فيه ...
واللافت للانتباه أنّ أوّل وأكثر من ردّ على النظّام وأبطل نظريته سواء إبطال كلي بضحدها أو جزئي بإعادة تهذيبها هم أصحابه وأهل مذهبه , المعتزلة وكأنهم أرادوا بذلك نفي شبهة القول بها عن مذهبهم والحفاظ على تقدمهم واختصاصهم من دون سائر الفرق بمهمة الدفاع عن القرآن الكريم والذوذ عنه
ثم إنّ هذا التقدم والاختصاص في الحديث عن ظاهرة إعجاز القرآن وبلاغته والدفاع والذوذ عنه أمام المشككين والملحدين كان بمثابة الشرارة الثانية أو الدافع إلى مزيد من الدراسات القرآنية المتخصصة والتي قادتها باقي الفرق الإسلامية وعلى رأسها أهل السنة والجماعة والأشاعرة وغيرهم سواء من باب الردّ عليهم لأنهم ألبسوا هذه الدراسات الإعجازية والبلاغية كثيرا من عقائدهم وفلسفاتهم أو من باب نقض هذا الاختصاص والتقدم فظهرت نتيجة لذلك ابتداء من القرن الرابع الهجري أسماء بارزة كالخطابي والبقلاني والجرجاني وغيرهم ...
الشرارة الثالثة والأسباب والدوافع الأخيرة التي أعادت الحياة والجدّة ــ إذا صحّ التعبير ــ لهذا العلم هو الاتصال بالحضارة الغربية والغرف من معينها ومختلف علومها سواء اللسانية منها أو غيرها كالعلوم الاجتماعية والنفسية والطبية والفلكية .... إلخ ...
فلكي يتم الإحاطة بإعجاز القرآن وحقيقة النظريات التي قيلت فيه لا بدّ من الوقوف على هذه الشرارات والدوافع الثلاث التي أثّرت في هذه الدراسات أيّما تأثير وهي كما سبق ذكره وبيانه:
نظرية الصرفة ودورها الريادي في بداية الكلام العلمي والمنهجي في إعجاز القرآن وبلاغته ...
جهود المعتزلة في الدرس البلاغي سلبا وإيجابا ودورهم في إثارة باقي الفرق الإسلامية ...
الحضارة الغربية وما أضافته للدرس البلاغي ودورها توسيع مجالات وبحوث إعجاز القرآن ...
وما سأحاوله في هذه الخلاصة هو التعرض للشرارة الأولى ــ نظرية الصرفة ــ معتمدا المنهج التحليلي والمقارن من أجل الوقوف على حقيقة هذه النظرية وعلى ما أثارته من ردود أفعال مقسما بحثي إلى مقدمة خاتمة يتوسطهما فصلان أما المقدمة فتوطئة لبيان أهمية وسبب اختيار الموضوع كما تعرضت فيها لمنهجية وعناصر البحث وفي الخاتمة تناولت أهم النتائج التي صدر عنها البحث وفي الفصل الأوّل تعرضت لحقيقة نظرية الصرفة لصاحبها لتعريفها لحقيقتها ولأصلها ... بينما خصصت الفصل الثاني للردّ عليها وإبطالها ......
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد وصل اللهمّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلّم ...
حول مصادر ومراجع هذا البحث:
لعل أوّل ملاحظة أسجلها ها هنا هو النقص الشديد إن لم أقل انعدام مرجع معتزلي خالص يتحدث عن نظرية الصرفة وخاصة للنظّام نفسه أول وأشهر من قال بها فجلّ أقواله منقولة من كتب خصومه وأشياعه ... وسواء هؤلاء وهؤلاء ــ من الناحية المنهجية ــ لا يمكن الثقة المطلقة بها ولا الطمأنينة لها لأنه لا يبعد أن تكون محاطة وملفقة بأحكام ذاتية أو ذوقية أو مذهبية بعيدة عن الموضوعية من شأنها أن تصرف هذه النصوص عن حقيقته الأولى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الملاحظة الثانية أنني استعنت بالعديد من المصادر والمراجع الخاصة المتاحة في حدود الإمكانيات البسيطة ... وقد أثبتها جميعا في فهرس خاص تجدونه في آخر البحث ... ولكن جلّ المصادر والمراجع المذكورة في حشو البحث لم أقف عليها مباشرة وإنما هي منقولة من المصادر والمراجع المثبتة في الفهرس الخاص
الملاحظة الأخيرة هي الاستعانة الكبيرة بالشبكة العنكبوتية والبرامج الإلكترونية والإحالة عليها ليست بالشيء السهل الميسور في كلّ الأحوال ... وطريقة الإحالة ليست متفق عليها كلّ الاتفاق ...
فهرست الموضوعات وعناصر البحث:
1. المقدمة
• حول مصادر ومراجع هذا البحث
• فهرست الموضوعات وعناصر البحث
2. الفصل الأول: نظرية الصرفة
د - من هو النظّام؟
ذ - الصرفة والصرف في لغة العرب
ر - الصرفة في اصطلاح المتكلمين
ز - حقيقة الصرفة
س - أوجه الصرفة الواقعة على المتحدين
ش - الصرفة النظّامية
ص - أصل نظرية الصرفة ومصدرها
• الأصل الهندي
• الأصل الاعتزالي
• أصلها منهج الاستدلال عند النظام
• أصلها الافتتان ببلاغة العرب
د - القائلون بالصرفة غير النظّام
o من المعتزلة
o من غير المعتزلة ـ الأشاعرة
o ـ الشيعة الإمامية
ذ - الصرفة عند الجاحظ
ر - الانصراف عند القاضي عبد الجبار
ز - الصرفة عند الأشاعرة
3. الفصل الثاني: إبطال نظرية الصرفة
أولا: الأدلة العلمية النقلية والعقلية
ثانيا: الأدلة التطبيقية العملية الواقعية
1. النظر في أضرب وأصناف كلام العرب
2. النظر في بلاغة القرآن
3. تتبع معارضات القرآن
أ - ما المقصود بالمعارضة
ب - نماذج من معارضات القرآن
ت - شبهات حول هذه المعارضات:
- المعارضات الحقيقية أتلفها المسلمون
- المعرضون المذكورون سفلة جهال لا تنتقض بمثلهم نظرية الصرفة
- هذه المعارضات من وضع المسلمين من أجل إثبات إعجاز القرآن والتفكه على خصومهم
... يتبع إن شاء الله
الفصل الأوّل
من هو النظّام؟
لأنّ أوّل من جهر بنظرية الصرفة وأشهر من قال بها هو النظّام حتى صارت لا تذكر إلاّ مقرونة باسمه ولا تعرف إلاّ من خلاله وبعض القاصرين يحسبها من شذوذه وانفراداته التي لم يوافقه عليها أحد ارتأينا أن نبدأ هذا البحث بالوقوف على ترجمة بسيطة لهذا العلم الاعتزالي الذي أعطى للدرس البلاغي والإعجازي دفعا قويا سواء من حيث أراد ذلك أو لم يرد وسواء من حيث حاول الدفاع عن القرآن الكريم أو الطعن فيه ...
مصادر ومراجع الترجمة:
الوافي بالوفيات - (ج 2 / ص 226)
سيّر أعلام النبلاء للذهبي 10\ 542\172
الفرق بين الفرق ص270
تاريخ الفلسفة في الإسلام , الأستاذ الدكتور ج. دي بور جامعة أمستردام ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريدة كلية الآداب جامعة القاهرة. ط الدار التونسية للنشر والمؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1980 من الصفحة 111 إلى الصفحة 121
شوقي ضيف , تاريخ الآداب العربي العصر العباسي الأول ج3\ص430 وما بعدها ط دار المعارف مصر الطبعة السادسة
نشأة الفكر الفلسفي , أ د علي سامي النشار دار السلام 2008 ج1ص555 ...
إبراهيم بن سيار بن هانئ أبو إسحاق مولى آل الحارث بن عباد الصبعي البصري المتكلم , ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة
المعروف بالنظام بالظاء المعجمة المشددة،
قالت المعتزلة: إنما لقب بذلك لحسن كلامه نظماً ونثراً، وقال غيرهم: إنما سمي بذلك لأنه كان ينظم الخرز بسوق البصرة ويبيعها.
وكان منذ صباه شديد الذكاء، حكي أنه أتى أبو الهذيل العلاف إلى صالح بن عبد القدوس وقد مات له ولد وهو شديد التحرق عليه ومعه النظام وهو حدث فقال له أبو الهذيل: لا أعرف لتحرقك وجهاً إذ كان الناس عندك كالزرع، فقال: إنما أجزع عليه لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك، فقال: وما هو؟ قال: كتاب وضعته من قرأه شك فيما كان حتى يتوهم فيما كان أنه لم يكن وفيما لم يكن حتى يظن أنه كان، فقال النظام: فشك أنت في موت ابنك واعمل على أنه لم يمت أو أنه عاش وقرأ هذا الكتاب ولم يمت إلاّ بعد ذلك، فبهت صالح وحصر.
ويحكى عنه أيضاً أنه أتي به إلى الخليل ابن أحمد فيما أظن ليتعلم البلاغة فقال له: ذم هذه النخلة! فذمها بأحسن كلام، فقال له: امدحها! فمدحها بأحسن كلام فقال: اذهب فما لك إلى التعليم من حاجة. وزعموا أنّه قال له: يا بنيّ نحن إلى السماع منك أحوج "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الجاحظ عن عظم علمه وسعة ثقافته:"ما رأيت أحدا أعلم في الفقه والكلام من النظام"
وعنه يقول ابن المرتضى:"حفظ القرآن والإنجيل والتوراة والمزامير وتفسيرها مع كثرة حفظه للأشعار والأخبار واختلاف الناس في الفتيا ... " [نقلا عن المنية والأمل ص 4]
ممّا قاله الأستاذ الدكتور علي سامي النشار واصفا النظام و مبيّنا منزلته بين علماء الإسلام:" ... أكبر شخصية فلسفية معتزلية في العالم الإسلامي , صدر عن فكر مبدع ونظام فلسفي دقيق , وقد تنبّه الأقدمون إلى ما له من قيمة عظيمة وأثر كبير, وقد شغلت هذه الشخصية القرن الثالث والرابع وتأثرت به المجامع الفكرية سواء كان أصحابها فلاسفة أو متكلمين أو شعراء أو أدباء بحيث نجد اسمه ستردد على ألسنتهم جميعا ... " اهـ
ويعتبر كلٌّ من ابن حزم الظاهري (طوق الحمامة ص123 الفصل 4\ 174) وابن نباتة (سرح العيون 122) النظام أعظم رجال المعتزلة مطلقا
أما المعتزلة فيبالغون في تعظيم الرجل رغم سعة الخلاف بينه وبينهم فهذا تلميذه وأوّل منتقديه الجاحظ يزعم أنّ الأوائل يقولون في كلّ ألف سنة رجل لا نظير له وإن كان هذا صحيحا فإن رجل ألفيته هو أبو إسحاق النظام.
ويقول ابن المرتضى المعتزلي الشيعي في كتابه المنية والأمل ص28:"إنه لا ينبغي أن يكون في الدنيا مثله"
أما المستشرقون فهم يعتبرونه رائد الفلسفة الإسلامية وأول رجالاتها إذ قبله لم تكن الفلسفة الأسلامية قائمة على أسس وأصول علمية منهجية واضحة وعلى رأس هؤلاء ستين ( STEIN) وهورفيتز ( HORVITZ) وماكدونالد ( Mac Donald) وديبور ( Débord)
أقواله ومذاهبه سواء منها التي وافق جمهور المعتزلة أو التي انفرد بها دونهم:
? ومنها أن الله لا يقدر على الظلم ولا الشر، ولو كان قادرا، لكنا لا نأمن وقع ذلك، وإن الناس يقدرون على الظلم، وصرح بأن الله لا يقدر على إخراج أحد من جهنم، وأنه ليس يقدر على أصلح مما خلق
? منها أن الله تعالى إنما يقدر على فعل ما علم أن فيه صلاح العباد هذا بالنظر إلى أحكام هذه الدنيا وما في الآخرة فلا يوصف بالقدرة على زيادة عذاب أهل النار ولا ينقص منه شيئاً ولا يقدر على أن يخرج أحداً من الجنة.
? ومنها أنه نفى إرادة الله تعالى حقيقةً فإذا قيل إنه مريد لأفعال العباد فالمراد أنه أمر بها، وعنه أخذ هذا المذهب أبو القاسم الكعبي.
? ومنها أنه وافق الفلاسفة على أن الإنسان حقيقة هو النفس، والبدن قالبها، ثم إنه قصر عن إدراك مذهب الفلاسفة فمال إلى قول الطبيعيين فقال: الروح جسم لطيف مشابك للبدن داخل بأجزائه فيه كالدهن في السمسم والسمن في اللبن.
? ومنها أنه وافق الفلاسفة في نفي الجزء الذي لا يتجزأ، وما حسن قول ابن سناء الملك:
ولو عاين النظام جوهر ثغرها ... لما شك فيه أنه الجوهر الفرد ولما ألزم النظام مشي نملةٍ على صخرة من طرف إلى طرف أنها قطعت ما لا يتناهى وهي متناهية فكيف يقطع ما يتناهى ما لا يتناهى أحدث القول بالطفرة
? ومنها أنه قال: إن الجوهر مؤلف من أعراض اجتمعت وإن الألوان والطعوم والروائح أجسام.
? ومنها أن الله تعالى خلق جميع الحيوانات دفعةً واحدةً على ما هي عليه الآن حيوانات وإنس ونبات ومعادن ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده ولكن الله أكمن بعضها في بعض فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهورها من مكانها لا في حدوثها، وهذه المسألة أخذها من أصحاب الكمون والظهور وأكثر ميل النظام إلى مذاهب الطبيعيين دون الإلهيين.
? ومنها أنه قال: الإجماع ليس بحجة في الشرع وكذلك القياس ليس بحجة وإنما الحجة قول الإمام المعصوم.
? ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم وقال: نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما، وقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد، فقال: لا يخلو إما إن جهلوا فلا يحل لهم أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق، وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر والمنافق فاسق أو كافر وكلاهما يوجب الخلود في النار.
? ومنها أنه قال: من سرق مائة درهم وتسعةً وتسعين درهماً أو ظلمها لم يفسق حتى يبلغ النصاب في الزكاة وهو مائتان.
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل: لم يكن النظام ممن نفعه العلم والفهم" كما ذكر الإمام الذهبي فقد كان فاسقا مدمنا على شرب الخمر توفي وفي يده قدحا من الخمر يشربه في مكان عالٍ وهو ينشد:
اشرب على طربٍ وقل لمهددٍ ... هون عليك يكون ما هو كائن
فلما فرغ من إنشاد ذلك البيت وقع وسقط من مكانه فمات سنة ثلاثين ومائتين 230هـ
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أن النظام كان في الباطن على مذهب البراهمة الذين ينكرون النبوة وأنه لم يظهر ذلك خوفاً من السيف، فكفره معظم العلماء وكفره جماعة من المعتزلة حتى أبو الهذيل والإسكافي وجعفر ابن حرب كلٌ منهم صنف كتاباً في تكفيره،
وذكر غير واحد من علماء التراجم والفرق أنه كان رجلا ديّنا تقيا وأنّ تهمة الفسق والخمر من اختراعات وادّعاءات أعدائه لا غير وممّن قال بهذا الأستاذ الدكتور علي سامي النشار في نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام 1\ 558 حيث يقول:"هاجم معظم مفكري أهل السنة والنظام , واعتبروه ملحدا من كبار الملاحدة وصوروا حياته تصوير رجل مستهتر يقضي جلّ وقته في الفسق والفجور ونحن لا نسرع بتصديق هذا فقد اشتهر المعتزلة بأنهم رجال أتقياء وزهاد متعبدون وقد دافع الخياط عنه دفاعا مجيدا وذكر لنا في مواضع عدة دفاع النظام عن الإسلام. وقيامه في وجه الملاحدة والثنوية والسمنية والفلاسفة وذكر القاضي عبد الجبار أنّ النظام كان يقول وهو يجود بنفسه "اللهمّ إن كنت تعلم إني لم أقصّر في توحيدك , اللهمّ ولا أعتقد مذهبا إلاّ سنده التوحيد اللهم إن كنت تعلم ذلك فاغفر لي ذنبي وسهّل عليّ سكرة الموت." [مقالات الإسلاميين للأشعري 3\ 66 ـ 177] فمات لساعته وهذا دليل على انتهاء حياة الرجل صادقا لم يأل جهدا في الدفاع عن الإسلام. اهـ
قال ابن أبي الدم قاضي حماة وغيره في كتب الملل والنحل إن النظام كان في حداثته يصحب الثنوية وفي كهولته يصحب ملاحدة الفلاسفة فطالع كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة وصار رأساً في المعتزلة وإليه تنسب الطائفة النظامية
قال الإمام الذهبي: وله نظم رائق، وترسل فائق، وتصانيف جمة، منها: كتاب " الطفرة " وكتاب " الجواهر والاعراض "، وكتاب " حركات أهل الجنة "، وكتاب " الوعيد "، وكتاب " النبوة "، وأشياء كثيرة لا توجد ذكر مؤلفاته ابن النديم في الفهرست ص206
ومن كتبه ومؤلفاته كذلك (الجزء) ذكره الأشعري في مقالات الإسلاميين. (الحركة) أو (حركة الأجسام) ذكره الأشعري و (الثنوية) ذكره البغدادي (التوحيد) ذكره الجاحظ وهو في إثبات وجود الله عن طريق الحركة
(العالم) و (نقض كتاب أرسططاليس)
الصرفة والصرف في اللغة:
لسان العرب
(صرف) الصَّرْفُ رَدُّ الشيء عن وجهه صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ وصارَفَ نفْسَه عن الشيء صَرفَها عنه وقوله تعالى ثم انْصَرَفوا أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه وقيل انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مما سمعوا صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ ... وقوله عز وجل فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ... والصَّرْفُ أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك وصَرَّفَ الشيءَ أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه
العين , (ف , ر , ص)
وتصريف الرِّياحِ: تَصَرُّفُها من وَجْهٍ الى وَجهٍ، وحالٍ الى حال، وكذلك تصريف الخُيُول والسُّيُول والأمُور ...
المحيط في اللغة للصاحب ابن العباد (ص ر ف)
وأنْ تَصْرِفَ إنساناً عن وَجْهٍ تُرِيْدُه إلى مَصْرفٍ غَيْرِ ذلك
الصحاح في اللغة للجوهري (ص ر ف)
صَرَفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ. وصَرَفْتُ الصبيان: قَلَبْتهم. وصَرَفَ الله عنك الأذى
القاموس المحيط
... " فما يَسْتَطيعُونَ صَرْفاً ولا نَصْراً "، أي ما يَسْتَطِيعُونَ أن يَصْرِفوا عن أنْفُسِهِم العَذابَ ... واسْتَصْرَفْتُ اللّهَ المَكارِهَ: سألتُه صَرْفَها عَنِّي. وانْصَرَفَ: انكَفَّ، ...
اللعاب الزاخر (ص ر ف)
والانصراف: الانكفاء ...
وخلاصة القول في مادة صرف أنها تدور حول معنى تغير شيء عن وجهته وأصله وهو معنى ظاهر في صرف العرب بذواتهم أو هممهم عن معارضة القرآن فهم محوّلون من اتجاه الإتيان بمثل القرآن إلى وجهة أخرى وهي عدم الإتيان بمثله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الصرفة في اصطلاح المتكلمين:
يمكننا تعريف نظرية الصرفة في اصطلاح المتكلمين والمختصين بقولنا هي صرف العرب عن إجابة التحدي الرباني والإتيان بمثل القرآن الكريم رغم قدرتهم على ذلك.
حقيقة الصرفة:
إنّ نظرية الصرفة تقابل عند المتكلمين وعلماء الإسلام نظرية القول بإعجاز القرآن في ذاته أو ما يسميه البعض الإعجاز بالنظم , فإذا كان جمهور المسلمين يرون أنّ القرآن من حيث بلاغته وبداعة سبكه وروعة نظمه وجمال أسلوبه وصل درجة الكمال والإعجاز وبالتالي تقصر القدرة البشرية وتعجز عن الإتيان بمثله سواء في زمن الوحي والنبوة يوم وقع التحدي أوّل مرة أو قبله أو بعده على حدّ سواء ...
بينما نظرية الصرفة على خلاف مذهب الجمهور قائمة على ثلاثة أسس:
? أولا: الاعتراف بفصاحة القرآن وبلاغته ولكن ليس إلى حدّ الكمال والإعجاز ...
? ثانيا: إمكانية الإتيان بمثله فإنّ ذلك في طوق بلغاء العرب وقدرتهم ...
? ثالثا: إنّ إعجاز القرآن يكمن في الحيلولة دون معارضته رغم إمكانية ذلك ...
يقول الإمام الزركشي (794هـ) مبيّنا وشارحا قول النظّام:"إنّ الله صرف العرب عن معارضته , وسلب عقولهم , وكان مقدورا لهم لكن عاقهم أمر خارجي فصار كسائر المعجزات."
ويقول الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (1360هـ 1948م):"ومن الباحثين من طوّعت له نفسه أن يذهب إلى القول بأن وجه إعجاز القرآن هو الصرفة؛ أي صرف الله العرب عن معارضته على حين أنه لم يتجاوز في بلاغته مستوى طاقتهم البشرية وضربوا لذلك مثلا فقالوا: إنّ الإنسان كثيرا ما يترك عملا هو من جنس أفعاله الاختيارية ومما يقع مثله في دائرة كسبه وقدرته , إما لأنّ البواعث على هذا العمل لم تتوافر , وإما لأنّ الكسل أو الصدود أصابه فأقعد همته وثبط عزيمته وإما لأنّ حدثا مفاجئا لا قِبَلَ له به قد اعترضه فعطّل آلاته ووسائله وعاق قدرته قهراً عنه , على رغم انبعاث همته نحوه وتوجه إرادته إليه. فكذلك انصراف العرب عن معارضتهم للقرآن ... "
قال أبو سليمان حمد بن محمد إبراهيم الخطابي (388هـ): "وذهب قوم إلى أنّ العلة في إعجازه الصرفة أي صرف الهمم عن المعارضة , وإن كانت مقدورا عليها و غير معجوز عنها , إلاّ أنّ العائق من حيث كان أمرا خارجا عن مجاري العادات , صار كسائر المعجزات فقالوا: ولو كان الله عزّ وجلّ بعث نبيا في زمان النبوات , وجعل معجزته في تحريك يده أو مدّ رجله في وقت قعوده بين ظهراني قومه , ثم قيل له ما آيتك فقال أن أخرج يدي أو أمدّ رجلي ولا يمكن أحدا منكم أن يفعل مثل فعلي , والقوم أصحاء الأبدان , لا آفة بشيء من جوارحهم , فحرّك يده أو مدّ رجله فراموا أن يفعلوا مثل فعله فلم يقدروا عليه و كان ذلك آية دالّة على صدقه. وليس ينظر في المعجزة إلى عظم حجم ما يأتي به النبي , ولا إلى فخامة منظره , وإنما تعتبر صحتها خارجا عن مجرى العادات ناقضا لها و فمهما كانت بهذا الوصف كانت آية دالّة على صدق من جاء بها وهذا أيضا وجه قريب"
أوجه الصرفة الواقعة على المتحدين:
لا تخرج جميع أوجه الصرف التي تحدث عنها القائلون بها أو مثلوا لها عن ثلاثة أوجه:
? الأولى: صرف دواعيهم وهممهم عن القيام بالمعارضة يقول الرّماني مبيّنا هذا الوجه من الصرفة: (أمّا الصَّرْفة فهي صرف الهمم عن المعارضة، وعلى ذلك كان يعتمد بعض أَهل العلم في أنّ القرآن معجز من جهة صرف الهمم عن المعارضة، وذلك خارج عن العادة، كخروج سائر المعجزات الّتي دلّت على النبوة، وهذا عندنا أحد وجوه الإعجاز الّتي يظهر منها للعقول ... )
? الثانية: سلبهم علوم وأدوات المعارضة وفي هذا يقول السيد المرتضى من الشيعة الإمامية: "إنّ تعالى سلب العرب العلوم الّتي كانت تتأتّى منهم بها الفصاحة الّتي هي مثل القرآن متى راموا المعارضة، ولو لم يسلبهم ذلك لكان يتأتى منهم ... " ويقول ابن سنان الخفاجي وهو شيعي كذلك: (إذا عدنا إلى التحقيق وجدنا إعجاز القرآن: صرف العرب عن معارضته، بأن سلبوا العلوم التي بها كانوا يتمكنون من المعارضة، وقت مرامهم ذلك ... ) قال الشيخ تقي الدين أبي الصلاح الحلبي (447 هـ): "معنى الصرف هو نفي العلوم بأضدادها أو قطع إيجادها في حال تعاطي المعارضة الّتي لولا انتفاؤها لصحّت المعارضة، وهذا الضرب مختصّ بالفصاحة والنّظم معاً، لأنّ التحدي واقع
(يُتْبَعُ)
(/)
بهما، وعن الجمع بينهما كان الصرَّف)
? الثالثة: توفر الدواعي والهمم والعلوم ولكن " لم يمنعهم إلاّ إلجاؤه تعالى فتقهقروا في حلبة المعارضة لغلبة القوة الإلهية على قواهم " وعلى هذا الوجه يحمل كلام العديد من القائلين بصرفة العرب عن معارضة القرآن رغم توفر الدواعي الباعثة والعلوم المساعدة ومنهم الراغب الأصفهاني في جامع التفسير: (فلما رئي أهل البلاغة والخطابة الذين يهيمون في كل واد من المعاني بسلاطة ألسنتهم، وقد دعا الله جماعتهم إلى معارضة القرآن، وعجزهم عن الإتيان بمثله، وليس تهتز غرائزهم ألبتة للتصدي لمعارضته، لم يخف على ذي لب أن صارفا إلهيا يصرفهم عن ذلك، وأي إعجاز أعظم من أن تكون كافة البلغاء مخيرة في الظاهر أن يعارضوه، ومجبرة في الباطن عن ذلك، وما أليقهم بإنشاد أبي تمام:
فإن نك أهملنا فأضعف بسعينا وإن نك أجبرنا ففيم نتعتع.
والله ولي التوفيق والعصمة.) ويقول الفخر الرازي في مفتاح العلوم: (الطريق الثاني، أن نقول: القرآن لا يخلو إما أن يقال: إنه كان بالغا في الفصاحة إلى حد الإعجاز، أو لم يكن كذلك، فإن كان الأول: ثبت أنه معجز، وإن كان الثاني: كانت المعارضة على هذا التقدير ممكنة، فعدم إتيانهم بالمعارضة، مع كون المعارضة ممكنة، ومع توفر دواعيهم على الإتيان بها، أمر خارق للعادة، فكان ذلك معجزا، فثبت أن القرآن معجز على جميع الوجوه، وهذا الطريق عندنا أقرب إلى الصواب)
وحقيقة هذه الأوجه الثلاثة أنّ الأولى متوجهة للهمم والدواعي فكأنها لم تتخطى مخيلة وأفكار المتحدين بينما هي في الثانية متوجهة لآليات هذا التحدي وأدواته أما في الثالثة فهي متعلقة بعوارض منفصلة تحول دون الوصول إلى التحدي
الصرفة النظّامية:
نظرة النظّام للقرآن أنه كتاب عادي كسائر الكتب السماوية أنزل لبيان الحلال والحرام لا غير وأنّ كلّ ما فيه من الإعجاز منحصر في أخبار الغيب أما من حيث نظمه فلا إعجاز فيه ومثله في كلام العرب كثير بل العرب قادرة على الإتيان بما هو أفضل وأرقى منه
فمن أقوال النظام التي تنص صراحة على هذا المعتقد قوله: (الآية والأُعجوبة في القرآن ما فيه من الإخبار عن الغيوب، فأمّا التأليف والنَّظم، فقد كان يجوز أن يقدر عليه العباد لولا أنّ الله منعهم بمنع وعجز أَحدثهما فيهم ... ) ويقول أيضا: ( ... وإنّه من حيث الإخبار عن الأُمور الماضية ومنع العرب عن الإهتمام به جبراً وتعجيزاً، حتى لو خلاّهم لكانوا قادرين على أن يأتوا بسورة من مثله، بلاغةً وفصاحةً ونظماً ... )
يقول أبو منصور عبد القاهر الجرجاني مبيّنا معتقد النظّام في القرآن من حيث إعجازه: (والفضيحة الخامسة عشرة من فضائحه - أي النظام -: أن نظم القرآن وحسن تأليف كلماته، ليست بمعجزة للنبي – عليه الصلاة والسلام - ولا دالة على صدقه في دعواه النبوة، وإنما وجه الدلالة منه على صدقه، ما فيه من الإخبار بالغيوب، فأما نظم القرآن وحسن تأليف آياته، فإن العباد قادرون على مثله، وعلى ما هو أحسن منه في النظم، والتأليف)
ولعل أكبر دليل على أنّ النظّام لم يكن يرى للقرآن في باب البلاغة والفصاحة أدنى فضل على كلام العرب وأنّه أبدا ما بلغ حدّ الإعجاز كما كان سائدا قبله بل ومجمع عليه قبل ظهور مقالته الفاسدة كلام تلميذه الجاحظ (255هـ) وهو أقرب الناس إليه وأعرفهم بمقالاته ... حيث يقول مخاطبا ابن أبي داؤد (240هـ) في (حجج النبوة): (فكتبت لك كتابا أجهدت فيه نفسي، وبلغت أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن، والرد على الطعان، فلم أدع فيه مسألة لرافضي، ولا لحديثي، ولا لحشوي، ولا لكافر مباد، ولا لمنافق مقموع، ولا لأصحاب النظام، ولمن نجم بعد النظام، ممن يزعم أن القرآن حق، وليس تأليفه بحجة، وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة.) ويقول الفخر الرازي (606هـ): (قال النظام: إن الله تعالى ما أنزل القرآن ليؤيد به النبوة، بل هو كتاب مثل سائر الكتب المنزلة، لبيان الأحكام من الحلال والحرام، وإنما لم يعارضه العرب، لأن الله صرفهم عن ذلك وسلب دواعيهم عن الاعتراض)
فخلاصة الصرفة عند النظام وأسسها ما يلي:
1. الوجه الأوّل لإعجاز القرآن هو ما حواه من الأخبار الغيبية
(يُتْبَعُ)
(/)
2. الوجه الثاني لإعجاز القرآن ــ وهو الأهمّ ــ يكمن في صرف الله تعالى العرب عن معرضة القرآن والإتيان بمثله
3. القرآن ليس بمعجز من حيث نظمه
4. قدرة العرب على معارضة القرآن الكريم والإتيان بمثله وبما هو أفضل منه
أصل نظرية الصرفة ومصدرها:
1) الأصل الهندي لنظرية الصرفة:
إنّ للهنود كتابا دينيا وثنيا يسمونه " الفيدا" وهو عبارة عن مجموعة شعرية لإلههم "براهما" يدّعون لها الإعجاز وعدم قدرتهم على الإتيان بمثلها لا من جهة محتواها أو بلاغتها ولكن لأنّ براهما صرفهم عن أن يأتوا بمثلها
يقول البيروني (430 هـ) في كتابه (ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة):"إنّ خاصتهم يقولون إنّ في مقدورهم أن يأتوا بأمثالها ولكنهم ممنوعون من ذلك احتراما لها ... "
قال د. أحمد العمري معلقا على قول البيروني: " ولم يبين البيروني وجه , أهو منع تكليفي يسبقه الإيمان بهذه الكتب وتكون دلائل وجوب الإيمان من نواح أخرى , أم هو منع تكويني بمعنى أنّ براهما صرفهم بمقتضى التكوين عن أن يأتوا بمثلها والأخير هو الظاهر لأنه الذي يتفق مع قول جمهور علمائهم وما اشتهروا من أنّ القول بالصرفة نبع في واديهم "
وممّا يؤكد ويؤيد أنّ أصل نظرية الصرفة هندي دخيل على أمّة الإسلام أمور أهمّها ما يلي:
? رواج الفلسفة والعقائد اليونانية والهندية في البيئة التي ظهرت فيها نظرية الصرفة: لقد كان لانتشار الفلسفات الأجنبية الوافدة على الأمة وافتتان الفرق الإسلامية بها فتلقفتها وتتبعتها محاولة ـ زعما ـ خدمة الدين بمثل هذه الأقوال الغريبة أو عرضها على مبادئ الإسلام وأصوله فيبطلون ويردون ما يتعارض مع هذه الأصول ويثبتون ويتبنون ما ناسبها ووافقها بحسب فهمهم وإدراكهم لهذه الأصول. وممّا يدللّ على أنّ سوق الفلسفة كان نافقا راجحا والاشتغال بها مربحا ما ورد في كتاب البخلاء للجاحظ وهو من تلامذة النظام ومعاصريه قال الجاحظ: " إنّ طبيبا عربيا مسلما يدعى أسد بن حاني كسدت حاله مرة , فقال له قائل: السَنةُ وَبيئة ٌ ـ أي كثيرة الأوبئة ـ والأمراض فاشية , وأنت عالم , ولك صبر وخدمة , ولك بيان ومعرفة , فمن أين أتاك الكساد؟ قال: أما واحدة فإني عندهم مسلم , وقد اعتقد القوم قبل أن أتطبب , بل قبل أن أخلق أن المسلمين لا يفلحون في الطبّ , واسمي أسد , وكان ينبغي أن يكون اسمي: صليبا أو يوحنا , وكنيتي أبو الحارث , وكان ينبغي أن تكون: أبو عيسى , أو أبو زكريا , أو أبو إبراهيم , وعليَّ رداء قطن أبيض وكان ينبغي أن يكون علي رداء حرير أسود , ولفظي عربي وكان ينبغي أن تكون لغتي لغة أهل ـ جند نيسابور ـ " بدأت هذه الأفكار تلج بلاد الإسلام في زمن الخليفة أبي جعفر المنصور (156هـ) لما قرّب إليه بعض الأطباء النصارى وعهد إلى بعض حكماء بني إسرائيل بترجمة شيئا من الكتب القديمة ثم ما زالت هذه الظاهرة تزيد وتتفاقم حتى بلغت أشدّها وأوجّها في زمن الرشيد (193هـ) وابنيه الأمين (198هـ) والمأمون (218هـ) وكانت البصرة على وجه الخصوص تعجّ بحكمة الهند وأشعارها وآدابها وفلسفاتها وعقائدها ... فمنها أخذ الإعجام وعلم الضبط وترجمت الكثير من أعمالهم الأدبية كما تبنت العديد من الفرق الإسلامية مبادئ وأفكارا هندية خالصة كإخوان الصفة وغيرهم ....
? علاقة النظّام بالفرق الهندية والمذاهب الفلسفية: فقد ذكروا أنّ النظّام كان في شبابه على علاقة وطيدة ببعض الفرق الهندية كالسمنية وهي فرقة بوذية ترى بقدم العالم وتناسخ الأرواح والثنوية؛ فرقة ترى بأزلية الظلمة والنور وخالط الفلاسفة ودوّن مذاهبهم وشبههم بل لقد رماه غير واحد من أصحابه والعارفين به أنه فُتِنَ بمذهب البراهمية وأنه كان يقول به ويبطنه دون الإسلام ذكر القاضي عبد الجبار أنّ جعفر البرمكي ذكر أرسططاليس , فقال النظام: قد نقضت عليه مقالته فقال جعفر: كيف وأنت لا تحسن أن تقرأه؟ فقال: أيّهما أحب إليك أن أقرأه من أوّله أم من آخره؟ ثم اندفع يقرأ شيئا فشيئا وينقض عليه [ابن المرتضى ص29] وقد ذكر ابن نباتة أنّ العلة فيما انتهى إليه النظام من مذاهب استُبشعت منه أنّه اطّلع على كتب الفلاسفة ومال في كلامه إلى الطبعيين منهم والإلهيين وأنه استنبط من كتبهم مسائل خلطها بكلام المعتزلة
(يُتْبَعُ)
(/)
? اختلاف المعتزلة على النظام وشدّة معارضتهم له: وممّا يدل على أن نظرية الصرفة لم تكن نتاج بعض الأفكار الاعتزالية المبنية على نفي صفات الله عزّ وجلّ (التوحيد) هو اختلاف المعتزلة على النظام بل من أوّل واشدّ من انتقد هذه النظرية أصحابه وعلى رأسهم تلميذه الجاحظ حتى وصل الأمر ببعضهم إلى تكفيره ولعل هذه الشدّة من المعتزلة في انتقاد النظام ونظرية الصرفة سببها محاولتهم التنصل منها حتى لا تنسب إليهم ويرمون بها. وفي هذا المعنى يقول الدكتور سامي عطا حسن: " ... انّ عدم اتفاقهم ـ يعني المعتزلة ـ على مفهوم واحد لنظرية الصرفة يدل على أنها لم تصدر عن عقيدتهم في كلام الله وفي خلق القرآن لذا أميل على ما ذكره كل من البيروني والبغدادي والشهرستاني من أقوال ... تبين مصدرها الخارجي ... "
2. الأصل الإعتزالي لنظرية الصرفة:
أوّلا من الناحية العملية: عُرف المعتزلة ــ في أوّل لقاء وتصادم بين أمة الإسلام وغيرها من الأمم ــ بأنّهم حملة لواء الدفاع عن الدين والذوذ عن الكتاب المبين وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم فهم الذين واجهوا الملحدين والدهريين والمشككين وضحدوا الشبهات والنظريات الوافدة من خارج دولة الإسلام سواء منها خرفات وهرقطة فلسفة الهند واليونان أو تحريفات وتضليلات اليهود والنصارى
ونظرية الصرفة ما هي إلاّ حلقة في سلسلة ردودهم على المشككين في معجزة القرآن الكريم وكونه كلام الله تعالى الموحى به إلى خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم
وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد أبو زيد " ... فإيراد قضية إعجاز القرآن في سياق هذا البحث المتعلق بالصرفة , وفي معرض الرد على الدهريين يفيد بأنّ هذه النظرية إنما وُضعت للدفاع عن القرآن وتنزيهه عن مطاعن الملحدين ... "
ثانيا من الناحية العلمية: هذا من الجهة العملية التطبيقية أمّا من الجهة العلمية النظرية فإنّ الاعتزال قائم على أصول ستة لعلّ أوّلها وأهمها ما يصطلحون عليه بالتوحيد وحقيقته وأساسه نفي الصفات عن الله عزّ وجلّ
وما القول بنظرية الصرفة إلاّ انعكاسا لهذا الأصل إذ منطلقها نفي الكلام عن الله عزّ وجلّ ... فلفظ القرآن خلقه الله سبحانه وتعالى وليس هو من صفاته ... لأنّ القول بأنه صفة من صفاته يقتضي بالضرورة مغايرته لكلام البشر في لفظه ومعناه وفي أسلوبه ومحتواه ... وبالتالي إعجازه من جهة ذاته .... لهذا السبب لجأ المعتزلة إلى إثبات إعجازه خارج لفظه واهتدوا إلى نظرية الصرفة
وإلى بيان هذه الفكرة أشار الدكتور محمد زغلول سلام في سياق ذكره أصول هذه النظرية ــ وهي عنده أصلين اثنين هذا أحدها ــ يقول: " ... إنّ هذا الرأي يبدو أنه صادر عن عقيدتين في نفس الرجل: الأولى:عقيدته في التوحيد والعدل على مذهب المعتزلة ونفي صفات الله عن ذاته ومن ثم فلا كلام لله في الشكل اللفظي المعهود من الخلق وإنما كلام الله وحي وإلقاء في الروع .... "
3. منهج النظّام في الاستدلال والاستنباط أصل نظرية الصرفة:
و هو الأصل الثاني الذي ذكره د. محمد زغلول سلاّم في كتابه أثر القرآن في النقد العربي وتمام كلامه الذي سبق ذكر بعضه:" ... الثانية: مذهبه القياسي التجريبي الطبيعي في التفكير , وتزمته في تطبيقه على القرآن وبيانه " اهـ
وقصد الدكتور بهذا المنهج أنّ النظّام كان يظنّ الظنّ ويعتقده حتى يصير عنده قطعيا ويقينيا سواء استقاه من مجرد تخمينه وتفكيره أو من كلام الفلاسفة الهنود أو اليونان ثم ينطلق منه يقيس عليه ويحكم به وكأنه أصلٌ ميلّمٌ لا جدال فيه ولا نقاش ...
ولعل أشهر من فضح منهجه هذا وانتقده تلميذه وأعرف الناس به الجاحظ حيث يقول في كتابه الحيوان:"إنما عيبه الذي لا يفارقه سوء الظنّ وجودة قياسه على العارض والخاطر والسابق الذي لا يوثق بمثله فلو كان بدل تصحيحه القياس التمس تصحيح الأصل, الذي قاس عليه , كان أمره على الخلاف , ولكنه كان يظنّ الظنّ , ثم يقيس عليه , وينسى أن بدء أمره كان ظنا , فإذا أتقن ذلك , وأيقن , جزم عليه , وحكاه عن صاحبه حكاية المستبصر في صحة معناه , ولكنه كان لا يقول: سمعت زلا رأيت , وكأن كلامه خرج مخرج الشهادة القاطعة , فلم يشك السامع أنه إنما حكاه عن سماع قد امتحنه أو معاينة قد بهرته ... " اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وللتمثيل لهذا المنهج في غير نظرية الصرفة نعرج على ثاني أشهر أقوال النظام ونظرياته وهو القول بالطفرة فإنّه كان ابتداء ينكر الجزء الذي لا يتجزأ وهو مجرد رأي وتخمين وظنّ [بل هو مخالف للقطعي المشاهد المحسوس] لكنه جعله أصلا لا يُعارض بشيء وكلّ ما خالفه لا بدّ أن يؤوّل أو يردّ ... فلما أقحم بأدلة تردّ هذا الذي زعمه صوابا وجعله أصلا أجاب بما هو أقبح وأخطر وأفظع أجاب بنظرية الطفرة ....
4. افتتانه بفصاحة العرب وبلاغتهم هي أصل القول بالصرفة:
إنّ العرب بلغوا في صناعة الكلام وحسن صياغته وسبكه الشأن العظيم الذي لم يبلغه أحدٌ من البشر ولقد كان النظّام على علم واسع بذلك وعلى دراية كبيرة بدقائق بلاغة العرب ونكت فصاحتهم وتفصيلاتها ... فهو الشاعر البارع والخطيب المفوّه ...
يصفه الدكتور شوقي ضيف في تاريخ الأدب العربي بقوله:"وله شعر كثير يدور في كتب التراجم وهو مطبوع بطوابع المتكلمين والمعتزلة منهم خاصة إذ نراه يمزجه باصطلاحاتهم نافذا إلى أغوار المعاني متصرفا فيها تصرف الحاذق الفطن وملائما بينها إلى أبعد حدود الملاءمة يعينه في ذلك حسٌ دقيق مرهف وشعور رقيق حادّ ... "
فلعل افتتانه ببلاغة العرب جعلته يحسبهم قادرين على مصل القرآن الكريم وإلى هذا الأصل يشير بعض الدارسين بقوله: " ... فإنّ القول بالصرفة نجم من الإغترار بما روي من رشيق الكلمات , وبليغ العبارات عن العرب فزعم هؤلاء أنّ كلّ من قدر على تلك الأساليب البلاغية يقدر على المعارضة , إلاّ أنه سبحانه عرقلهم عنها وثبّطهم فيها .... " اهـ
القائلون بالصرفة غير النظّام:
ليس القول بالصرفة مقصورا على النظّام كما يظنه البعض بل لقد سلك هذا الطريق كثير من علماء الإسلام سواء من فرقة المعتزلة أو من غيرهم
المعتزلة:
? عيسى بن صبح المكنى بأبي موسى المردار 226هـ كان معروفا بالناسك أخذ الاعتزال عن بشر بن المعتمر تولى رئاسة المعتزلة ببغداد وهو القائل "الناس قادرون على أن يأتوا بمثل هذا القرآن وبما هو أفصح منه "
? عباد بن سليمان الصخري: معتزلي من أهل البصرة من تلامذة هشام بن عمرو القوطي
? القاضي هشام بن عمرو القوطي بصري عدّه القاضي في نهاية الطبقة السادسة من المعتزلة كان يحظى باحترام المأمون
? أبو إسحاق النصيبي من الطبقة الحادية عشرة من المعتزلة وكان يشك في النبوات كلّها
? الجاحظ
? الرماني
? القاضي عبد الجبار .... وسيأتي الحديث عن هؤلاء الثلاثة وعن مذهبهم في الصرفة مفصلا إن شاء الله
من غير المعتزلة (الأشاعرة): وجلّهم إنّما يقبل بنظرية الصرفة إماّ كوجه ثانوي من أوجه الإعجاز فهو عندهم تابع للوجه الأوّل والأهمّ وهو إعجاز القرآن بنظمه وذاته وإمّا يقولون بها من باب المجادلة والمنافحة عن الحق لا غير
? ينسب إلى أبي الحسن الشعري يقول الشهرستاني: محمد بن عبد الكريم (ت548هـ) أثناء حديثه عن أبي الحسن الأشعري: - (والقرآن عنده معجز من حيث البلاغة، والنظم، والفصاحة، إذ خير العرب بين السيف وبين المعارضة، فاختاروا أشد القسمين اختيار عجز عن المقابلة، ومن أصحابه من اعتقد أن الإعجاز في القرآن من جهة صرف الدواعي، وهو المنع من المعتاد) وقال الشيخ السفاريني: محمد بن أحمد (1189هـ): - (وفي شفاء أبي الفضل القاضي عياض بعض ميل للقول بالصرفة، فإنه قال: وذهب الشيخ أبو الحسن (الأشعري –) إلى أنه مما يمكن أن يدخل مثله تحت مقدور البشر، ويقدرهم الله عليه، ولكنه لم يكن هذا، ولا يكون، فمنعهم الله هذا، وعجزهم عنه.)
? الفخر الرازي (606هـ) أطلق القول بالصرفة في بعض مواضع تفسيره كقوله عند تعرضه لآية التحدي في سورة البقرة: (الطريق الثاني، أن نقول: القرآن لا يخلو إما أن يقال: إنه كان بالغا في الفصاحة إلى حد الإعجاز، أو لم يكن كذلك، فإن كان الأول: ثبت أنه معجز، وإن كان الثاني: كانت المعارضة على هذا التقدير ممكنة، فعدم إتيانهم بالمعارضة، مع كون المعارضة ممكنة، ومع توفر دواعيهم على الإتيان بها، أمر خارق للعادة، فكان ذلك معجزا، فثبت أن القرآن معجز على جميع الوجوه، وهذا الطريق عندنا أقرب إلى الصواب) وفي مواضع أخرى قيدها بالسور القصار حيث يقول (فإن قيل: قوله (فأتوا بسورة من مثله) يتناول سورة الكوثر، وسورة العصر، وسورة (قل يا
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الكافرون)، ونحن نعلم بالضرورة أن الإتيان بمثله، أو بما يقرب منه ممكن، فإن قلتم: إن الإتيان بأمثال هذه السور خارج عن مقدور البشر، كان ذلك مكابرة، والإقدام على هذه المكابرات مما يطرق التهمة إلى الدين، قلنا: فلهذا السبب اخترنا الطريق الثاني، وقلنا: إن بلغت هذه السورة في الفصاحة إلى حد الإعجاز، فقد حصل المقصود، وإن لم يكن الأمر كذلك، كان امتناعهم عن المعارضة - مع شدة دواعيهم إلى توهين أمره -معجزا، فعلى هذين التقديرين يحصل المعجز.)
? الحافظ ابن كثير (774هـ) أقرّها على سبيل المجادلة والمنافحة على الحق لا غير حيث يقول:) وقد قرر بعض المتكلمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة، وقول المعتزلة في الصرفة، فقال: إن كان القرآن معجزا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله، ولا في قواهم معارضته، فقد حصل المدعى وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله، ولم يفعلوا مع شدة عداوتهم له، كان ذلك دليلا على أنه من عند الله، لصرفه إياهم عن معارضته مع قدرتهم على ذلك، وهذه الطريقة -وإن لم تكن مرضية لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته كما قررنا - إلا أنها تصلح على سبيل التنزل، والمجادلة، والمنافحة عن الحق، وبهذه الطريقة أجاب الرازي في تفسيره عن سؤاله في السور القصار، كالعصر، وإنا أعطيناك الكوثر.)
? أبو إسحاق الاسفراييني (418هـ) فقد عدّها وجها من أوجه الإعجاز حيث قال في شرحه للمواقف: (وقيل: إعجازه بالصرفة، على معنى أن العرب كانت قادرة على كلام مثل القرآن قبل البعثة، لكن الله صرفهم عن معارضته، واختلف في كيفية الصرف، (فقال الأستاذ) أبو اسحاق منا، (والنظام) من المعتزلة، (صرفهم الله عنها مع قدرتهم) عليها، وذلك بأن صرف دواعيهم إليها، مع كونهم مجبولين عليها، خصوصا عند توفر الأسباب الداعية في حقهم، كالتقريع بالعجز، والاستنزال عن الرياسات، والتكليف بالانقياد، فهذا الصرف خارق للعادة، فيكون معجزا.)
? الراغب الأصبهاني (425هـ) حيث يقول: (اعلم أن إعجاز القرآن ذكر من وجهين، أحدهما: إعجاز يتعلق بنفسه، والثاني: بصرف الناس عن معارضته) ثم يتبع ذلك بقوله: (فلما دعا الله أهل البلاغة والخطابة، الذين يهيمون في كل واد من المعاني - بسلاطة لسانهم - إلى معارضة القرآن، وعجزوا عن الإتيان بمثله، ولم يقصدوا لمعارضته، فلم يخف على ذوي البلاغة أن صارفا إلهيا صرفهم عن ذلك، وأي إعجاز أعظم من أن يكون كافة البلغاء عجزوا في الظاهر عن معارضة مصروفة في الباطن عنها.)
? أبو الحسن الماوردي (450هـ) قال في أعلام النبوة: (الوجه العشرون من أوجه إعجازه: الصرفة عن معارضته، واختلف من قال بها: هل صرفوا عن القدرة على معارضته مع دخوله في مقدورهم .. ؟ على قولين: أحدهما:- إنهم صرفوا عن القدرة، ولو قدروا لعارضوا.
والقول الثاني:- إنهم صرفوا عن المعارضة مع دخوله في مقدورهم.
والصرفة إعجاز على القولين معا .... ) ثم يقول: (فإذا ثبت إعجاز القرآن من هذه الوجوه كلها، صح أن يكون كل واحد منها معجزا، فإذا جمع القرآن سائرها كان إعجازه أقهر، وحجاجه أظهر، وصار كفلق البحر، واحياء الموتى، لأن مدار الحجة في المعجزة إيجاد ما لا يستطيع الخلق مثله) ومثل ذلك يقوله في تفسير النكت والعيون: (فأما إعجاز القرآن الذي عجزت به العرب عن الإتيان بمثله، فقد اختلف العلماء فيه على ثمانية أوجه، إلى أن يقول: والثامن: أن إعجازه هو الصرفة، وهو أن الله تعالى صرف هممهم عن معارضته، مع تحديهم أن يأتوا بسورة من مثله، فلم تحركهم أنفة التحدي، فصبروا على نقص العجز، فلم يعارضوه، وهم فصحاء العرب، مع توفر دواعيهم على إبطاله، وبذل نفوسهم في قتاله، فصار بذلك معجزا لخروجه عن العادة كخروج سائر المعجزات عنها. واختلف من قال بهذه الصرفة على وجهين:
أحدهما: أنهم صرفوا عن القدرة عليه، ولو تعرضوا لعجزوا عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: -أنهم صرفوا عن التعرض له، مع كونه في قدرتهم، ولو تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه. فهذه ثمانية أوجه، يصح أن يكون كل واحد منها إعجازا، فإذا جمعها القرآن، وليس اختصاص أحدها بأن يكون معجزا بأولى من غيره، صار إعجازه من الأوجه الثمانية، فكان أبلغ في الإعجاز، وأبدع في الفصاحة والإيجاز)
? إمام الحرمين الجويني (478هـ) يقول في العقيدة النظامية: (وقد أكثر الناس في وجه إعجاز القرآن، وتقطعوا فيه أيادي سبأ، وصار معظم الناس إلى أن القرآن تميز على صنوف الكلام بمزية البلاغة والجزالة، خارج عن المعتاد في ذلك، ثم زعم زاعمون: أن إعجازه في شرف جزالته، وذهب آخرون: إلى أن إعجازه في الجزالة الفائقة، وأسلوبه الخارج عن أساليب النظم والنثر، والخطب، والأراجيز، ثم يقول: - من رام أن يثبت إعجاز القرآن بأنه في جزالته خارق للعادات، مجاوز لفصاحة اللدد البلغاء،واللسن الفصحاء، فقد حاد عن مدرك الحق) ثم يقرر ويقول: (فتبين قطعا أن الخلق ممنوعون عن مثل ما هو من مقدورهم، وذلك أبلغ عندنا من خرق العوائد بالأفعال البديعة في أنفسها، ومن هدي إلى هذا المسلك فقد رشد إلى الحق المنير، وانعكس كل مطعن ذكره الطاعنون عضدا وتأييدا.)
إلى أن يقول: (فإذا لم تجر المعارضة، لم يبق لامتناعها، مع توفر الدواعي عليها محمل إلا صرف الله الخلق، فكيف يهتدي إلى إعجاز القرآن، من يحاول أن يثبت خروجه عن العادة في الجزالة، وشفاء الصدور في الحكم؟ فإن مثله من مقدورات الخلق، ولكنهم مصدودون ممنوعون بصرف الله إياهم)
? أبو حامد الغزالي (505هـ) الذي يقول في باب المحاجاة: (فإن قيل: لعل العرب اشتغلت بالمحاربة والقتال فلم تعرج على معارضة القرآن، ولو قصدت لقدرت عليه، أو منعتها العوائق عن الاشتغال به، والجواب: - إن ما ذكروه هوس، فإن دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف، مهما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي، وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات.)
القائلون بها من الشيعة الإمامية: وهم حملة لواء القول بالصرفة في العصور المتأخرة خاصة وأنهم ورثة الفكر الاعتزالي
? الشيخ المفيد (338هـ) قال في جهة إعجاز القرآن: ("إنّ جهة ذلك هو الصرف من الله تعالى لأهل الفصاحة واللسان عن معارضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثله في النظام عند تحدّيه لهم، وجعل انصرافهم عن الإتيان بمثله ـ وإن كان في مقدورهم دليلاً على نبوته. واللُّطف من الله تعالى مستمر في الصرف عنه إلى آخر الزمان. وهذا أوضح برهان في الإعجاز، وأعجب بيان. وهو مذهب النظّام، وخالف فيه جمهور أهل الإعتزال ... )
? علي بن الحسين المعروف بالشريف المرتضى (355هـ) نقل عنه الطوسي قوله: - (إن الله سلب العرب العلوم التي كانت تتأتى منهم بها الفصاحة التي هي مثل القرآن، متى راموا المعارضة، ولو لم يسلبهم ذلك لكان يتأتى منهم)
? نصر الدين الطوسي (385هـ) قال بها في كتابه (تمهيد الأصول في علم الكلام) وهو شرح لكتاب (جمل العلم والعمل) للشريف المرتضى ولكنه تراجع عن القول بها صراحة في كتاب (الاقتصاد)
? ابن سنان الخفاجي (466هـ) يقول في كتابه سرّ الفصاحة: (إذا عدنا إلى التحقيق وجدنا إعجاز القرآن: صرف العرب عن معارضته، بأن سلبوا العلوم التي بها كانوا يتمكنون من المعارضة، وقت مرامهم ذلك ... ) و يقول أيضا: (إن الصحيح أن إعجاز القرآن هو صرف العرب عن معارضته، وإن فصاحته كانت في مقدورهم لولا الصرف ... ) و في موضع آخر: (متى رجع الانسان الى نفسه، وكان معه أدنى معرفة بالتأليف المختار، وجد في كلام العرب ما يضاهي القرآن في تأليفه …!!)
الصرفة عند الجاحظ:
يعترف الجاحظ بإعجاز القرآن من حيث نظمه فلا قدرة للعرب على إجابة التحدي الرباني بمعارضته والإتيان بمثله ولكن ذلك لم يمنعه من القول بالصرفة كذلك حتى يحفظ القرآن من عبث العابثين وتشكيك المشككين
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الجاحظ: (ومثل ذلك ما رفع من أوهام العرب، وصرف نفوسهم عن المعارضة للقرآن، بعد أن تحداهم بنظمه، ولذلك لم نجد أحدا طمع فيه، ولو طمع فيه لتكلفه، ولو تكلف بعضهم ذلك، فجاء بأمر فيه أدنى شبهة، لعظمت القضية على الأعراب، وأشباه الأعراب، والنساء، وأشباه النساء، ولألقى ذلك للمسلمين عملا، ولطلبوا المحاكمة والتراضي ببعض العرب، ولكثر القيل والقال)
ويقول أيضا: (وذكرنا من صرف أوهام العرب عن محاولة معارضة القرآن، ولم يأتوا به مضطربا، ولا ملفقا، ولا مستكرها، إذ كان في ذلك لأهل الشغب متعلق) فلا تعارض بين الصرفة وبين إعجاز القرآن بنظمه عند الجاحظ فالتحدي عنده واقع بنظم القرآن وما الصرفة إلاّ تدبير رباني حفظ به الله تعالى كتابه المعجز عن تلاعب السفهاء وعن الأخذ فيه والعطاء الذي من شأنه أن يُذهب هبته وينزل من قدره وعظمته يقول الدكتور سامي عطا حسن مبينا الفرق بين نظرية الصرفة عند كلّ من النظام والجاحظ: (فهناك فرق بين مفهومي النظام، والجاحظ للصرفة، فالنظام: يرى قدرة المنشئين على أن ينظموا مثل القرآن، والإعجاز في صرف الله لهم عن هذا الصنيع. أما الجاحظ: فلم يستعمل الصرفة بمفهومها النظامي الذي سبق أن أنكره عليه، وإنما استعملها بمفهوم آخر، لا يتنافى والقول بإعجاز القرآن بالنظم. فانصراف العرب عن معارضة القرآن، إنما وقع بعد أن تحداهم الرسول
_ صلى الله عليه وسلم – - بنظمه، وهي لذلك ليست تعني أن الله أحدث فيهم منعا، وعجزا، وإنما تعني أن له تعالى تدبيرا، حفظ به القرآن من شغب المعاندين، فصرف أوهامهم ونفوسهم، عن كل محاولة لمعارضة القرآن، لما قد يدخل بذلك من الشبه على ضعاف العقول، ولما قد ينشأ عنه من الفتنة.)
الانصراف بدل الصرفة عند القاضي عبد الجبار:
هو أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل بن عبد الله الهمداني قاضي القضاة شيخ المعتزلة في زمانه توفي سنة 415 هـ
انتقد أصحابه القائلين بالصرفة أشدّ الانتقاد معتبرا هذه النظرية تطعن في القرآن الكريم من حيث بلاغته المعجزة ومن حيث ثبوته أو ثبوت بعض آياته ثم من حيث مزيته وخصيته يقول عليه رحمة الله معددا أوجه انتقاده لنظرية الصرفة:
(أولا:- لوكانوا ممنوعين من الإتيان بكلام فصيح، أو قول بليغ، لكان ذلك لا يختص بكلام دون كلام، وأنه لو حصل ذلك في ألسنتهم، لما أمكنهم الكلام المعتاد، ولكن القوم ظلوا يتكلمون، ويأتون بالقول الفني الممتاز، ولم ينحدر مستوى بيانهم، أو يهبط، ولكنه كان - على علوه -، لا يرقى الى مستوى القرآن.
ثانيا: - ولو ثبت هذا المنع، لكان في حد ذاته هو المعجز، وليس القرآن، فإن من سلك هذا المسلك في القرآن، يلزمه أن لا يجعل له مزية ألبتة.
ثالثا: - ولو ثبت هذا المنع بأية صورة من صوره، لبطل بعض القرآن، ولما كان صحيحا قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) ...
رابعا: - القول بالصرفة يتعارض مع الآية السابقة، لأنه لا يقال في الجماعة إذا امتنع عليها الشيء: إن بعضها يكون ظهيرا لبعض، لأن المعاونة، والمظاهرة،إنما تمكن مع القدرة، ولا تصح مع العجز، والمنع.)
ولكنّه لجأ إلى نظرية أخرى أو نظرة مقاربة ليحاول تبرير عدم محاولة العرب معارضة القرآن فهو يقول في هذا الصدد: (أن دواعيهم انصرفت عن المعارضة، لعلمهم بأنها غير ممكنة، على ما دللنا عليه، ولولا علمهم بذلك، لم تكن لتنصرف دواعيهم، لأنا نجعل انصراف دواعيهم تابعا لمعرفتهم بأنها متعذرة .. ) ويقول أيضا: (فالصحيح ما قلناه، من أنهم علموا بالعادة تعذر مثله، فصار علمهم صرفا عن المعارضة.) فالمانع من المعارضة عند القاضي عبد الجبار لم يعد خارجيا كما كان عند النظام وأصحابه بل هو صارف داخلي وهو يشبه الشعور باليأس عند المتحدين من إمكانية الإتيان بمثله .... ولهذا اصطلحنا عليه بالانصراف لا الصرفة ...
الصرفة عند الأشاعرة:
اجتهاد الأشاعرة في حديثهم عن البلاغة والإعجاز ابتداء من القرن الخامس الهجري كان عبارة عن ردّة فعل لاشتغال واختصاص المعتزلة بهاتين القضيتين
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاءت هذه الاجتهادات في شكل ردود أفعال تمثلت ابتداء بمحاولة تصفية وتمييز الدرس البلاغي والإعجازي عن المعتقد الاعتزالي ... ثم محاولة صبغ هاذين العلمين بالمعتقد الأشعري
ثم إنّ غالب من تكلم في إعجاز القرآن الكريم من الأشاعرة أنكر مسألة الصرفة جملة وتفصيلا ... ولكن ذلك لم يمنع بعض كبار القوم وعليتهم من القول بها وعلى رأسهم أبو الحسن الأشعري فيم يزعم البعض ...
والقول بالصرفة عند الأشاعرة غير القول بها عند المعتزلة فهم يقولون بها في حدود ضيقة جدّا وبضوابط صارمة لعل أهمها ما يلي:
? أنّ أعظم معجزات القرآن بلاغته (وليست معجزته الوحيدة ... )
? أنّ العرب والعجم بل الإنس كلّهم والجنّ معهم لا يقدرون على معارضة القرآن والإتيان بمثله ...
? ليس في كلام البشر قديما وحاضرا ومستقبلا شيئا يشبه القرآن أو يقاربه ...
? صرف المتحدين عن معارضة القرآن والإتيان بمثله وجه آخر لإعجاز القرآن ولكنه وجه تابع وثانوي ...
? صرف المتحدين عن معارضة القرآن والإتيان بمثله إنما سببه إبعاد الشكوك عن إعجاز القرآن وحتى لا يصير مجالا للقيل والقال والأخذ والعطاء فيتأثر الضعفاء ومن في قلوبهم مرض ...
يتبع إن شاء الله ...
فتحي بودفلة
الفصل الثاني
إبطال نظرية الصرفة:
يمكننا تصنيف وترتيب جملة الأدلة التي تمّ بها إبطال نظرية الصرفة في مجموعتين اثنين الأولى عبارة عن ردود وأدلة نظرية وعلمية نقلية وعقلية والثانية عبارة عن ردود عملية تطبيقية واقعية
أولا الأدلة العلمية النقلية والعقلية المبطلة لنظرية الصرفة:
1) استدلّ الإمام الخطابي على بطلان نظرية الصرفة بقوله تعالى: ???? ??? ?????? ???????????? ??????? ?????????? ?????? ??? ????????? ???????? ?????? ????????????? ?? ????????? ??????????? ?????? ????? ?????????? ???????? ???????? ???? قال عليه رحمة الله الواسعة: " ... فأشار في ذلك إلى أمر طريقة التكلف والاجتهاد وسبيله التأهب والاحتشاد والمعنى في الصرفة التي وصفوها لا يلائم هذه الصفة فدلّ على أنّ المراد غيرها والله أعلم." اهـ ويقول الإمام السيوطي مستدلا بهذه الآية: ( ... فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم، ولو سلبوا القدرة، لم تبق فائدة لاجتماعهم، لمنزلته منزلة اجتماع الموتى، وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره، ... )
لو كان الإعجاز في الصرفة كما يزعمون لكان الأبلغ فيها أن يأتي القرآن في أدنى مراتب البلاغة والبيان فالعجز عن الإتيان بالشيء البسيط بالصرفة أبلغ وأوكد من العجز عن الإتيان بالشيء العظيم , وإلى هذا الوجه أشار الباقلاني (403هـ) بقوله: (لو كان الأمر على ما ذهبوا اليه، وكان الإعجاز بالصرفة حقا، لكان الأقوى في الحجة، والأبين في الدلالة، أن يجيء القرآن في أدنى درجات البلاغة، لأن ذلك أبلغ في الأعجوبة، فإن الذي يعجز عن كلام هو في مستوى كلام الناس أو أدنى منه، يكون ذلك دليلاعلى أن هناك قوة غلابة، حالت بينه وبين المعارضة، ولم يكن هناك حاجة لمجيء القرآن الكريم في نظم بديع، ومستوى رفيع عجيب، لأن الأقرب إلى قوة الدليل، ووضوح الحجة حين تكون الصرفة هي الوجه للإعجاز- أن يكون القرآن في مستوى كلامهم، أو دونه.)
2) الآيات الدالة على التحدي والإعجاز تحمل في طياتها دلالة واضحة على مزية القرآن وأنّه فوق قدرة البشر فإنّ الخطاب القرآني لم يوقع التحدي إلاّ بعد الحديث عن نظم القرآن وعن معارضة العرب ورفضهم لدعوته وأحكامه ومعانيه والقول بالصرفة مناقض ومخالف لذلك
3) الإجماع وقع قبل قول النظام بالصرفة على أنّ القرآن معجز بنظمه ولا سبيل لخرقه يقول الإمام القرطبي في أحكام القرآن مفندا القول بالصرفة: (وهذا فاسد، لأن الإجماع قبل حدوث المخالف: أن القرآن هو المعجز، فلو قلنا: إن المنع والصرفة هو المعجز، لخرج القرآن عن أن يكون معجزا، وذلك خلاف الإجماع، وإذا كان كذلك، علم أن نفس القرآن هو المعجز، وأن فصاحته وبلاغته أمر خارق للعادة، إذ لم يوجد كلام قط على هذا الوجه، فلما لم يكن كذلك مألوفا معتادا منهم، دل على أن المنع والصرفة، لم يكن معجزا.) وممّا قاله السيوطي رادّا على القاشلين بالصرفة: ( ... هذا مع أنّ الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز للقرآن فكيف يكون معجزا وليس فيه صفة الإعجاز ... ) وممن
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر هذا الإجماع واستدل به كذلك علي بن محمد الجرجاني (812هـ) في شرح المواقف والألوسي في روح المعاني
4) إذا كان العرب صرفوا عن الإتيان بمثل القرآن الكريم بعد نزوله ووقوع التحدي فما بالنا لا نجد في كلامهم قبل وقوع التحدي ما يشبهه أو يقاربه في بلاغته وبيانه؟ يقول الإمام الباقلاني: (إننا لوسلمنا أن العرب المعاصرين للبعثة قد صرفوا كما يزعمون، لم يكن من قبلهم من أهل الجاهلية مصروفين عما كان يعدل به في الفصاحة والبلاغة، وحسن النظم، وعجيب الرصف، فلما لم يوجد في كلام من قبله مثله) ويقول أبو القاسم الخوئي (1413هـ) من علماء الشيعة الإمامية) لو كان إعجاز القرآن بالصرفة، لوجد في كلام العرب السابقين مثله، قبل أن يتحدى النبي البشر، ويطالبهم بالإتيان بمثل القرآن، ولو وجد ذلك لنقل وتواتر، لكثرة الدواعي إلى نقله، وإذ لم يوجد ولم ينقل، كشف ذلك عن كون القرآن بنفسه إعجازا إلهيا، خارجا عن طاقة البشر.) وإلى مثل هذا أشار الشريف الجرجاني (812هـ) بقوله: (إنه لا يتصور الإعجاز بالصرفة، وذلك لأنهم كانوا حينئذ يعارضونه بما اعتيد منهم من مثل القرآن الصادر عنهم قبل التحدي به، بل قبل نزوله، فإنهم لم يتحدوا بإنشاء مثله بل بالإتيان به فلهم بعد الصرفة الواقعة بعد التحدي، أن يعارضوا القرآن بكلام مثله صادر عنهم قبل الصرفة)
5) القول بالصرفة يقتضي أنّ بلاغة العرب تعطّلت أو على الأقل تراجعت بعد وقوع التحدي والواقع خلاف ذلك فإنّ شعراءهم هم هم وخطباءهم كذلك وكلامهم الفصيح وأسلوبهم البديع والألفاظ المنمقة والمعاني الجليلة السامية بقيت هي هي لم يتغير من ذلك كلّه شيء ... ممّا يؤكد أنّ العجز واقع في أنفسهم وقدرتهم لمزية هذا القرآن وعلوّ شأنه وإعجازه في بلاغته ونظمه لا غير ... وإلى مثل هذا أشار القاضي عبد الجبار المعتزلي (415هـ): (لوكانوا ممنوعين من الإتيان بكلام فصيح، أو قول بليغ، لكان ذلك لا يختص بكلام دون كلام، وأنه لو حصل ذلك في ألسنتهم، لما أمكنهم الكلام المعتاد، ولكن القوم ظلوا يتكلمون، ويأتون بالقول الفني الممتاز، ولم ينحدر مستوى بيانهم، أو يهبط، ولكنه كان - على علوه -، لا يرقى الى مستوى القرآن.) وليس بعيد عن هذا قول يحيى بن حمزة العلوي في الطراز: (البرهان الثالث: الرجع بالصرفة التي زعموها، هو أن الله تعالى أنساهم هذه الصيغ، فلم يكونوا ذاكرين لها بعد نزوله، ولا شك أن نسيان الأمور المعلومة في مدة يسيرة، يدل على نقصان العقل، ولهذا فإن الواحد إذا كان يتكلم بلغة مدة عمره، فلو أصبح في بعض الأيام لا يعرف شيئا من تلك اللغة، لكان دليلا على فساد عقله وتغيره، والمعلوم من حال العرب، أن عقولهم ما زالت بعد التحدي بالقرآن، وأن حالهم في الفصاحة والبلاغة بعد نزوله كما كان من قبل، فبطل ما عول عليه أهل الصرفة.) ويقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني (471هـ): (أنه يلزم على ادعائهم هذا، أن يكون العرب قد تراجعت حالها في البلاغة والبيان، وفي جودة النظم وشرف اللفظ، وأن يكونوا قد نقصوا في قرائحهم وأذهانهم، وعدموا الكثير مما كانوا يستطيعون، وأن تكون أشعارهم التي قالوها، والخطب التي قاموا بها، - من بعد أن أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحدوا إلى المعارضة - قاصرة عما سمع منهم من قبل ذلك القصور الشديد، وإذا كان الأمر كذلك، وأنهم منعوا منزلة من الفصاحة قد كانوا عليها، لزمهم أن يعرفوا ذلك من أنفسهم، ولو عرفوا لجاء عنهم ذكره، ولكانوا قد قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:إنا كنا نستطيع هذا قبل الذي جئتنا به، ولكنك سحرتنا، واحتلت علينا في شيء حال بيننا وبينه، وكان أقل ما يجب عليهم في ذلك أن يتذاكروه فيما بينهم، ويشكوا البعض إلى البعض، ويقولوا: ما لنا نقصنا في قرائحنا .. ؟ وإذا كان ذلك لم يرد، ولم يذكر إن كان منهم قول في هذا المعنى، لا ما قل ولا ما كثر، فهذا دليل على أنه قول فاسد، ورأي ليس من آراء ذوي التحصيل.)
(يُتْبَعُ)
(/)
6) لو عرض للعرب صارف منعهم من معارضة القرآن كما يدعيه القائلون بالصرفة لنقل وأثِر عنهم ذلك لوجود الدواعي فقد كانوا يجهدون أنفسهم ويبالغون في البحث عن شيء يعللون به رفضهم لدعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالكذب والبهتان حتى , وما أيسر وأسهل أن يقولوا إننا قادرون على الإتيان بمثل هذا القرآن ولكن طرأ لنا كذا أو منعنا كذا أو أنّ سحر محمد حرمنا من بياننا وبلاغتنا ولكن كلّ ذلك لم ينقل لا لشيء إلاّ لأنه لم يقع أصلا والله أعلم ... يقول يحيى بن حمزة العلوي في الطراز (إنّهم لو صُرفوا عن المعارضة مع تمكنهم منها، لوجب أن يَعْلَموا ذلك من أنفسهم بالضرورة، وأنْ يُميزوا بين أوقات المنع والتخلية. ولو علموا ذلك، لوجب أن يتذاكروا في حال هذا المعجز على جهة التعجّب. ولو تذاكروه، لظهر وانتشر على حدّ التواتر. فلمّا لم يكن ذلك، دّلّ على بطلان مذهبهم في الصرفة) وإلى مثل هذا أشار علي بن عيسى الرماني في نكت الإعجاز
7) فإن قيل وقعت الصرفة دون أن يشعروا بها لزم من هذا القول أنّ حجة الله تعالى الواقعة بتحديهم لا تصحّ في حقهم بل لا بدّ من وقوع التحدي وأن يعلم المتحدي به ويتأكد من عجزه وجهة عجزه كذلك وإلاّ بطل الإعجاز أصلا
8) القول بالصرفة يقتضي أنّ الإعجاز فيها وفي قدرة الله الخارقة لا في القرآن الكريم الذي يفقد بذلك كلّ فضيلة وتميز على غيره من الكلام وهذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة التي تثني على القرآن الكريم وتؤكد على خصوصيته وتميزه عن سائر الكلام بما في ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث القدسي الشريف .... وإلى هذا أشار الباقلاني في إعجاز القرآن بقوله: (إنه لو كانت المعارضة ممكنة، وإنما منع منها الصرفة، لم يكن الكلام معجزا، وإنما يكون المنع هو المعجز، فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره.)
9) تعظيم العرب لبلاغة القرآن وإجلالهم وإكبارهم له رغم معارضته وكره أحكامه وحدوده وما جاء به ... والقصص في سيرته العطرة التي تثبت ذلك كثيرة فمنها ما رواه الامام محمد بن اسحق في كتاب السيرة (أن -عتبة بن ربيعة- كان سيدا في قومه، قال يوما وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء .. ويكف عنا .. ؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة حتى جلس إليه، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السطة (أي: الشرف) في العشيرة، والكمال في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم، وكفرت من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أ مورا، فتنظر فيها لعلك تقبل مني بعضها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع، قال: يا ابن أخي، إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا: جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا: سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا: ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالناحتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يستمع إليه قال: أفرغت يا أبا الوليد .. ؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: أفعل، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: [بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون] ثم مضى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقرأ هذه السورة وعتبة ينصت إليه، وهو ملق يديه خلف ظهره، معتمدا عليهما، حتى انتهى الرسول إلى السجدة، ثم قال: (قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك)، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس اليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد .. ؟ قال: ورائي أني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت
(يُتْبَعُ)
(/)
نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: قد سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم.) وقصة إسلام عمر والطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنهما وتأثر خالد وعمرو بن العاص بالقرآن الكريم كلّ ذلك معروف مشهور في كتب السيرة يقول يحيى بن حمزة العلوي (749هـ): (لو كان الوجه في إعجازه هو الصرفة - كما زعموه -، لما كانوا مستعظمين لفصاحة القرآن، فلما ظهر منهم التعجب لبلاغته، وحسن فصاحته - كما أثر عن الوليد بن المغيرة - حيث قال: إن أعلاه لمورق، وإن أسفله لمعذق، وإن له لطلاوة، وإن عليه لحلاوة، فإن من المعلوم من حال كل بليغ وفصيح سمع القرآن يتلى عليه، فإنه يدهش عقله، ويحير لبه، وما ذاك إلا لما قرع مسامعهم من لطيف التأليف، وحسن مواقع التصريف في كل موعظة، وحكاية كل قصة، فلو كان ما زعموه من الصرفة، لكان العجب من غير ذلك، فلو كان كما زعمه أهل الصرفة، لم يكن للتعجب من فصاحته وجه، فلما علمنا بالضرورة إعجابهم بالبلاغة، دل على فساد هذه المقالة.) وبمثل هذا استدلّ عبد القاهر الجرجاني على بطلان القول بالصرفة حيث يقول: (فمحال أن يعظموه وأن يبهتوا عند سماعه، ويستكينوا له، وهم يرون فيما قالوه وقاله الأولون مايوازيه، ويعلمون أنه لم يتعذر عليهم، لأنهم لا يستطيعون مثله، ولكن وجدوا في أنفسهم شبه الآفة، والعارض يعرض للإنسان فيمنعه بعض ما كان سهلا عليه، بل الواجب في مثل هذه الحال أن يقولوا: - إن كنا لا يتهيأ لنا أن نقول في معاني ما جئت به ما يشبهه، إنما نأتيك في غيره من المعاني بما شئت، وكيف شئت، بما لا يقصر عنه)
10) لكلّ نبيّ معجزة تتوافق وطبيعة قومه وقدراتهم فموسى عليه السلام بعث في قوم كثر فيهم السحر وبعث كلّ من هود وصالح في قوم فتنوا بالتفاخر والتعالي في البنيان وبعث عيسى عليه السلام في قوم يحسنون الطب ويشتغلون به ــ وقيل غير ذلك ــ وبعث نبينا عليه الصلاة والسلام في قوم صناعتهم الكلام يقول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ما نصه: (وإنما يعرف فضل القرآن من كثُر نظره واتّسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب وما خصّ الله به لغتها دون جميع اللغات فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتّساع المجال ما أوتيته العرب خِصيصَا [خِصيصَ] من الله لما أرهصه في الرسول صلى الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب فجعله عَلَمَهُ , كما جعل عَلَمَ كلّ نبيّ من المرسلين مِن أشبهِ الأمور بما في زمانهم المبعوث فيه: فكان لموسى فلق البحر واليد والعصا وتفجّر الحجر في التيه بالماء الروّاء على سائر أعلامه زمن السحر وكان لعيسى إحياء الموتى وخلق الطير من الطين وغبراء الأكمه والأبرص إلى سائر أعلامه زمن الطبّ وكان لمحمد صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي لو اجتمع الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثله لم يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا إلى سائر أعلامه زمن البيان ... ) ويقول الجاحظ في حجج النبوة: (بعث الله محمدا- صلى الله عليه وسلم - أكثر ما كانت العرب شاعرا وخطيبا، وأحكم ما كانت لغة، وأشد ما كانت عدة، فدعا اقصاها وأدناها إلى توحيد الله، وتصديق رسالته، فدعاهم بالحجة، فلما قطع العذر وأزال الشبهة، وصار الذي يمنعهم من الاقرار الهوى والحمية، دون الجهل والحيرة، حملهم على حظهم بالسيف، فنصب لهم الحرب ونصبوا، وقتل من أعلامهم، وعليائهم، وأعمامهم، وبني أعمامهم، وهو في ذلك يحتج عليهم بالقرآن، ويدعوهم صباحا ومساء إلى أن يعارضوه إن كان كاذبا بسورة واحدة، أو بآيات يسيرة، فكلما ازداد تحديا لهم بها، وتقريعا لعجزهم عنها، تكشف من نقصهم ما كان مستورا، وظهر منه ما كان خافيا .. إلى أن يقول: إن القرآن إذ تحداهم بالحجة، ولم يقدروا على الإتيان بمثله عجزا منهم ووهنا، لا تهاونا وتغافلا، لأن الاتيان بمثل أصغر سورة منه كان كفيلا بأن يكفيهم قتل الأنفس والأولاد، وأن التقريع بالعجز أشد على نفوس العرب، والبدو خاصة، لما فيهم من الأنفة والعزة، فكيف والقرآن يتحداهم في أخص خصائصهم وهو البيان، وهم قد عرفوا فيه بالبراعة والبلاغة .. ؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
11) صرف الناس وحملهم قهرا على شيء معين من خصائص الله سبحانه وتعالى ولا يتحدى به إلاّ من ادّعى شيئا منها كما فعل إبراهيم عليه السلام مع النمرود في مسألة إحياء الموتى وشروق الشمس وغروبها أما العرب فهم مقرون بقدرة الله على الإحياء والإماتة والخلق والرزق ... وعلى الصرفة فلا يجوز أن يتحدون بما يقرون به أصلا ...
12) جميع المعجزات السابقة استمدت إعجازها من ذاتها كالعصا وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى فما بال أعظم المعجزات لخلودها وعمومها ... تستثنى من هذا الأصل الذي يقدح فيها ينقص من قيمتها أمام باقي المعجزات بل أمام غير المعجزات حتى ... (الكلام البشري العادي)
13) إنّ إعجاز القرآن سببه إحاطة صاحبه بالعلم كلّه وعجز العرب عن الإتيان بمثله لأنّ علمهم محدود يقول ابن عطية (546هـ) (ووجه إعجازه: أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما، وأحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن، علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى، وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر معهم الجهل، والنسيان، والذهول، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، وبهذا النظر يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن، فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح: أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة، أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لايزال ينقحها حولا كاملا، ثم تعطى لآخر بعده، فيبدل فيها وينقح، ثم لا تزال فيها بعد ذلك مواضع للنظر والبدل، وكتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد.)
14) من الأدلة على أنّ القرآن الكريم في مقدور البشر أن يأتوا بمثله أنّه متكون من الكلمات والجمل وقالوا أنّ القول بعدم القدرة على مثل كلماته تمحل ومكابرة وأنّ القدرة على الجزء تقضي القدرة على الكل لأنّ ما هو إلاّ مجموعة من الأجزاء .... وممّا قاله أبو القاسم الخوئي مفندا هذه المقولة: (قالوا إن العارف باللغة العربية، قادر على أن يأتي بمثل كلمة من كلمات القرآن، وإذا أمكنه ذلك أمكنه أن يأتي بمثل القرآن، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد. الجواب: إن هذه الشبهة لا تليق بالذكر، فإن القدرة على الإتيان بمثل كلمة من كلمات القرآن، بل على الإتيان بمثل جملة من جملاته، لا تقتضي القدرة على الإتيان بمثل القرآن، أو بمثل سورة من سوره، فإن القدرة على المادة، لا تستلزم القدرة على التركيب، ولهذا لا يصح لنا أن نقول: إن كل فرد من أفراد البشر قادر على بناء القصور الفخمة، لأنه قادر على وضع آجرة في البناء، أو نقول: إن كل عربي قادر على إنشاء الخطب والقصائد، لأنه قادر على أن يتكلم بكل كلمة من كلماتها ومفرداتها، وكأن هذه الشبهة هي التي دعت (النظام) وأصحابه، إلى القول بأن إعجاز القرآن بالصرفة، وهذا القول في غاية الضعف ... )
.... إلخ ...
ثانيا الأدلة التطبيقية العملية الواقعية:
لإبطال نظرية الصرفة وإثبات الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم من الناحية العملية التطبيقية ثلاثة طرق تتبع كلام العرب , النظر في بلاغة القرآن وأخيرا الوقوف على معارضات القرآن ومحاولات تقليده وإجابة تحديه ...
وسنكتفي في النقطة الأولى والثانية بمجرد إشارات ونحاول قدر الاستطاعة والتمكين التفصيل في النقطة الثالثة
1) أوّلا النظر في أضرب وأصناف كلام العرب من شعر وأمثال وخطب ... قبل وقوع التحدي وأثناءه وبعده وخاصة قبل وقوع التحدي لأنّ حجيته على القائلين بالصرفة قطعية وواضحة ... ومحاولة مقارنة ذلك كلّه بالقرآن الكريم هل نجد في هذا الإنتاج الحافل والزاخر شيئا يماثل أو يشابه القرآن الكريم أو يصل ولو بدرجة قريبة إلى بلاغته وأحيل القارئ ها هنا إلى ما كتبه العلماء في هذا الموضوع وعلى رأسهم الجاحظ في الكثير من كتبه وخاصة البيان والتبيين فإنّه انتهج أسلوب التمثيل والمقارنة والموازنة بين التراث الأدبي العربي بل والعالمي كذلك في مقابل الأسلوب القرآني المعجز البليغ ... ومثله وبطريقة أعنف صنع الباقلاني في إعجاز القرآن لما
(يُتْبَعُ)
(/)
راح يبحث في تراث أبلغ الشعراء ليبرز شطحاتهم ويظهر نقائصهم وترهاتهم في مقابل أسلوب القرآن الذي لا يعتريه نقص أبدا وسأكتفي في هذا المبحث بنقل كلام لأبي حيان الأندلسي (654هـ) يردّ به على القائلين بالصرفة افتتانا ببلاغة العرب وبيانها يقول عليه رحمة الله الواسعة: (اختلفوا فيما به إعجاز القرآن، فمن توغل في أساليب الفصاحة وأفانينها، وتوغل في معارف الآداب وقوانينها، أدرك بالوجدان أن القرآن أتى في غاية من الفصاحة لا يوصل إليها، ونهاية من البلاغة لا يمكن أن يحام عليها، فمعارضته عنده غير ممكنة للبشر، ولا داخلة تحت القدر، ومن لم يدرك هذا المدرك، ولا سلك هذا المسلك، رأى أنه من نمط كلام العرب، وأن مثله مقدور لمنشئ الخطب، فإعجازه عنده إنما هو بصرف الله تعالى إياهم عن معارضته، ومناضلته، وإن كانوا قادرين على مماثلته. والقائلون بأن الإعجاز وقع بالصرف، هم من نقصان الفطرة الإنسانية في رتبة بعض النساء، حين رأت زوجها يطأ جارية، فعاتبته، فأخبر أنه ما وطئها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ شيئا من القرآن، فأنشدها بيت شعر ذكر الله فيه ورسوله وكتابه فصدقته، فلم ترزق من الرزق ما تفرق به بين كلام الخلق وكلام الحق)
2) ثانيا النظر بتمعن وتفحص وعمق في بلاغة القرآن الكريم لنقف على نكته وأعاجيبه البيانية التي لا ولن يستطيعها الإنس والجنّ ولو اجتمعوا عليه ظهيرا ... وسأكتفي ها هنا بنقل نماذج من بلاغة القرآن ـ مع تسجيل ملاحظة مهمة هي كون القرآن كلّه بجميع آياته وأجزائه معجز وليس بعضه دون بعض ـ فهذه بعض الآيات نقف فيها على بعض نكتها
? ??????????? ??????? ??????????? ????????????? [الكهف 18] إثبات الهيئة لا غير لأنّ الكلب ميّت والفعل يقتضي التجدد فلا يصلح مكانَ الاسم
? ???????????? ?•??????? ??????? [مريم 4] فالإعجاز هنا ليس للاستعارة كما يقولون ولكن للترتيب فلو قلت (شيب الرأس) لما اشتمل جميع الرأس , أما هنا فمعنى الشمول والشيب أتيا كالقول: اشتعلت الدارُ نارًا
? ???? ????????????? ??????? ???? ??? ????????? ??? ????????? [يوسف 23] ولم يسمّها ويقل امرأة العزيز لتنزيه يوسف عن الفحشاء
? •??? ?????????? ????? ?????? ??? [العصر2]
? ???????? ????????????? ????????? ?
? ????•??????????? ???????? ?•?•???? ?????? ???????? [البقرة 96] الحياة هنا نكرة لتفاهتها
? ???????? ??? ??????????? ???????? ??????????? ??????????? ?????????? ????????? ????? [البقرة179] تنكير الحياة هنا معناه حياة عظيمة لأنها يرتدع فيها القاتل فتخلو الحياة من القتل
? ????? ?????? ??????????? ?????????? ???? ????? ???? ??????? ???????????? ????????? ?•?????? ????? ?????? ??????? ?????? ?????? ????????? ???????? ???? [طه 18]
? ???????? ??????? [يوسف 18] أي فأمري وأمركم صبر جميل اعتمادا على الحال وتعويلا على دلالة الموقف بينه وبين أولاده
فهذه بعض النماذج ولمن أراد المزيد أن يعود إلى مظان المسألة ....
3. ثالثا تتبع معارضات القرآن الكريم:
وهذا هو الذي يهمنا في هذا البحث وهو الذي سنركز عليه أكثر باعتباره يردّ ردّا مباشرا على القائلين بالصرفة , فإذا كان النظّام وأصحابه يزعمون أنّ الله تعالى صرف العرب عن معارضة القرآن الكريم فإنّنا في هذا المبحث نثبت خلاف ذلك وهو أنّ العرب والعجم كذلك قد عارضوا القرآن وحاولوا إجابة التحدي ولكنهم لم يستطيعوا أن يبلغوا مبلغه ويصلوا إلى بيانه وفصاحته ....
ما المقصود بالمعارضة؟
قال السبحاني في الإلهيات: (معنى المعارضة أنّ الرجل إذا أنشأ خطبة أو قال شعراً، يجي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين، فيحكم بالفلج على أحد الطرفين. وليس معنى المعارضة أن يأخذ من أطراف كلام خصمه، ثم يبدل كلمة مكان كلمة، فيصل بعضه ببعض وصل ترقيع وتلفيق ... )
ولعل في المعارضات والموازنات التي تقع بين شعراء العرب وخطبائهم وبلغائهم بعيدا عن الحديث عن القرآن الكريم وإعجازه ما يبيّن ويوضح ذلك أتمّ توضيح
(يُتْبَعُ)
(/)
كالموازنة بين شعر النابغة وامرؤ القيس في وصف الليل وما يحمله من الحزن والهموم أو كنقائض الشعر الأموي أو الموازنة بين شعر البحتري وأبي تمام فإنّ الموازنة والمعارضة في جميع ذلك تقع على مستوى الألفاظ والتركيب والمعاني وغيرها ... أما أن يعارض بتكرار ألفاظ القرآن بمعان وأفكار مستقبحة أومعان القرآن الجليلة بألفاظ غريبة أو رديئة.فهذا لا يسمى معارضة بل تقليد على مستوى استعمال الألفاظ أو اقتباس على مستوى استعمال المعاني
وأذكر ها هنا نموذجين للمعارضات والموازنات بين بعض الشعراء حتى نعتمد نفس الطريقة في الحكم على من عارض القرآن وزعم أنّه أتى بما يماثله ــ زعمًا ــ
المثال الأوّل: بين النابغة وامرئ القيس:
يقول الأوّل:
كِليني لهمّّ يا أمَيمةُ ناصبِ وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجومَ بآيبِ
وصدرٍ أراح الليلُ عازبَ همّه تضاعفَ فيه الحزنُ من كلّ جانبِ
يقول الأستاذ الدكتور شوقي ضيف معلقا على هذه الأبيات: ( ... فهو محزون في أوّل القصيدة يخاطب ابنته أمامة ويشكو لها همومه وأشجانه لما وقع في قبضة الغساسنة من أسرى قومه , ونراه يصور الليل وهمّه فيه تصويرا بديعا , فالكواكب بطيئة لا تجري , حتى ليظنّ أنّ الصبح الذي يرعى النجوم بأضوائه ويحصدها حصدا لن يؤوب , والليل يثقل على صدره بما يردّ عليه من موجات الهمّ والحزن , وهي براعة استهلال رائعة تدلّ دلالة بيّنة على أننا بإزاء شاعر يعرف كيف يجسّم معانيه وكيف يعبر عنها تعبيرا واضحا مستقيما بالصور .... )
ويقول امرؤ القيس في نفس الموضوع:
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلتُ له لما تمطّى بصلبه وأردفَ أعجازًا وناءَ بكلكلِ
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح فيك بأمثل
فيالك من ليلٍ كأنّ نجومه بكلّ مُغارِ الفتلِ شُدّت بيذبُل
كأنّ الثُريا عُلّقت في مصامها بأمراس كَتّانٍ إلى صمِّ جندل
يقول الأستاذ شوقي ضيف: (فهو يتصور الليل بسواده وهمومه كأنه أمواج لا تنتهي , ويحس كأنه طال وأسرف في الطول حتى ليظنّ كأنّ نجومه شدّت بأسباب وأمراس من الجنادل والجبال فهي لا تتحرك ولا تزول و كأنّما سمّرت في مكانها , فهي لا تجري ولا تسير , وقد ردّد الشعراء بعده هذا المعنى طويلا ... )
وفي الموازنة بين الشاعرين وشعرهما يقول السحباني ما نصّه: (فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همّه وطول ليله، ويقال إنّه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: «وصدر أراح الليلُ عازب همّه». وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة. إلاّ أنّ في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة، وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبّه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنّها مشدودة بحب الوثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصَرُّم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الرَّوْح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أنّ البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء ... إلى آخر ما في شعره من النكات.
فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل [المفاضلة] بين الكلامين، من تقديم لأحدهما، أو تأخير، أو تسوية بينهما .... )
المثال الثاني: بين جرير وأبي نواس
يقول الأوّل: إذا غضِبتْ عليك بنو تميم حسبتَ الناسَ كلّهم غضابا
ويقول الثاني: ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالَم في واحد
انظر كيف جعل جرير من بني تميم الناس كلّهم حين يغضبون لشدّة هول هذا الغضب ووقع أثره على المغضوب عليه ثمّ انظر كيف زاد أبي نواس عليه زيادة رشيقة بديعة فهو لم يجمع الناس في قبيلة كما صنع جرير بل رجلٌ واحد يجمع عنده العالَم كلّه "فكان ما قاله أبلغ وأدخل في المدح والإعظام "
وننتقل الآن لسرد نماذج من المعارضات التي زعم أصحابها أنّهم تحدوا بها القرآن وأتوْا بمثله
أ - مسيلمة الكذاب: مسيلمة بن حبيب الكذّاب ادّعى النبوة باليمامة وزعم أنّ الله أشركه في الأمر مع محمد صلى الله عليه وسلم فجعل لكلّ منهما نصف الأمر ... ممّا عارض به القرآن وحاول محاكاته قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لقد أنعم الله على الحبلى , أخرج منها نسمة تسعى , بين صِفاق وحَشَى) وفي رواية (ألم تر كيف فعل ربّك بالحبلى ... ) والصفاق هو الجلد الأسفل الذي يمسك البطن وهو الذي إذا انشقّ كان منه الفتق
(الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل ... )
ياضفدع يا بنت ضفدعين , نقي ما تنقين , نصفك في الماء ونصفك في الطين , لا الماء تكدّرين , ولا الشارب تمنعين ... )
(والمُبذرات زرعا , والحاصدات حصدا, والذاريات قمحا, والطاحنات طحنا , والعاجنات عجنا , والخابزات خبزا, والثاردات ثردا, واللاقمات لقما , إهالة وسمنا ... لقد فضلتم على أهل الوبر , وما سبقكم أهل المدر , ريفكم فامنعوه , والمعتر فآووه والباغي فناوئوه ... )
(والشاء وألوانها , وأعجبها السود وألبانها , والشاة السوداء , واللبن الأبيض , إنّه لعجب محض , وقد حرم المَذق فما لكم لا تمجعون ... ) المذق: مزج اللبن بالماء والمجمع: اللبن يشرب بالتمر أو يعجن به قال الأستاذ محمد سعيد العريان معلقا على هذا الكلام: ( ... ولعمر الله ما ندري أكان هذا القرآن ينزل على قلب مسيلمة أو على معدته ... أو كان بين قومٍ جياع فتأثيره أن يسيل لعابهم ... !)
وكلامه هذا في غاية الحماقة والسقط يُعرب عن كذب الرجل وجهله بل وعن مكابرته للحقّ الفاضحة ... يروى عن الأحنف بن قيس أنّه دخل مع عمّه على مسيلمة الكذّاب بعد أنِ ادّعى النبوة فلمّا خرجا سأل الأحنف عمّه: كيف وجدته أو رأيته فأجابه: (ليس بمتنبئ صادق ولا بكذّاب حاذق)
قال السحباني معلقا على كلام مسيلمة ومقارنا بينه وبين كلام الله عزّوجلّ: ( ... فانظر إلى قوله سبحانه وتعالى: "الحاقّة ما الحاقّة وما أدراك ما الحاقّة ... " وقوله: "القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة .. " ثم ما أتبع قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش ... " فإين هو من قول القائل "الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل" فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مقدمة لأمر عظيم الشأن متناه الغاية , فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذنب والمشفر , ويتصور أنه تحققت المعارضة ... )
ب - طلحة بن خويلد الأسدي: كان يزعم أنّ ذا النون يأتيه بالوحي فمن كلماته التي عارض بها القرآن:
(إنّ الله لا يصنع بتعفير وجوهكم , وقبح أدباركم شيئا. فاذكروا الله قياما , فإنّ الرغوة فوق الصريح) فنسخ ـ زعما ـ بكلامه هذا الركوع والسجود في الصلاة ولم يبق فيها سوى القيام
(والحمام واليمام , والصرد الصوام , ليبلغ ملكنا العراق والشام)
ت - سجاح بنت الحارث: من بني تغلب القبيلة النصرانية المعروفة ادّعت النبوة وعارضت القرآن بما زعمته يوحى به إليها , فمن نماذج ذلك:
( ... إنّه الوحي , أعدّوا الركاب , واستعدوا للنهاب , ثمّ أغيروا على الرباب , فليس دونهم حجاب ... )
وممّا قالته وهي متوجهة لقتال مسيلمة الكذاب (عليكم باليمامة , ودقوا دفيف الحمامة و فإنها غزوة صرامة , لا يلحقكم بعدها ندامة ... )
(يا أيها المؤمنون المتقون , لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون ... )
ث ـ الأسود العنسي: من أهل اليمن كان معروفا بالفصاحة والكهانة والسجع ممّا يؤثر عنه قوله:
(سبح اسم ربّك الأعلى , الذي يسر على الحبلى , فأخرج منها نسمة تسعى , من بين أضلاع وحشى , فمنهم من يموت ويدسّ في الثرى , ومنهم مي يعيش ويبقى ... )
ج - ابن المقفّع (145هـ): كان مجوسيا وأسلم أو ادّعى الإسلام كما يقول البعض قيل أنّه عارض القرآن بكتابه (الدرة اليتيمة) وهو مطبوع متداول وليس فيه شيء ينص ويدلّ على ذلك بل جلّ ما فيه حكم الفرس والهند وكثير من حكم علي رضي الله عنه مدوّنة فيه وغير منسوبة إليه ... وقيل أنه عارض القرآن وكتب فيه الشيء الكثير ولكنه مزّق ذلك كلّه لما بلغ قوله تعالى: ???? ??????? ?????????? ????????? ???????? ????????????? ????????? ??????? ?????????? ???????? ???????? ???????????? ????? ???????????? ? ??????? ??????? ??????????? ????????????? ???? [هود 44] وقال: هذا الكلام لا يستطيعه البشر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ح - ابن الراوندي: أبو الحسن أحمد بن يحيى (293هـ وقيل غير ذلك) قيل أنّه عارض القرآن بكتاب سماه (التاج) وممّا قاله المعري في انتقاد هذا الكتاب والردّ عليه قوله في رسالة الغفران: ( .. وأما تاجه فلا يصلح أن يكون فعلا ... وهل تاجه إلاّ كما قالت الكاهنة: أفٍّ وتُفّ وجوربٌ وخفّ. قيل: وما جورب وخف؟ قالت: واديان بجهنّم)
خ - المتنبي (354هـ): تنبأ وفي عمره سبعة عشر عاما ببادية السمَّاوة بين الكوفة والشام وقد تبعه قوم كُثر ثم ما لبث أن عاد إلى رشده وممّا يؤثر عنه قوله: (والنجم السيّار , والفلك الدوّار , والليل والنهار , إنّ الكافر لفي أخطار , امض على سُنّتِك , واقْفُ أثر من قبلك من المرسلين , فإنّ الله قامعٌ بك زيغ من ألحد في دينه وضلّ عن سبيله ... )
د - أبو العلاء المعري (449هـ): زعموا أنّه ألف كتابا في معارضة القرآن سمّاه (الفصول والغايات في مجاراة السور والآيات) ممّا جاء فيه قوله: (أقسم بخالق الخيل , والريح الهابّة بليل , بين الشرط مطلع سهيل , إنّ الكافر لطويل الويل , وإنّ العمر لمكفوف الذيل , تَعَّدَ مدارج السيل , زطالع التوبة من قبيل , تنج وما إخالك بناج.) قال الأستاذ الرافعي معلقا على هذا الكلام المسجوع لا غير: (فلفظة "ناج" هي الغاية , وما قبلها فصل مسجوع , فيبتدئ بالفصل ثم ينتهي إلى الغاية , وهذا كما ترى عكس الفواصل في القرآن الكريم , لأنّها تأتي خواتم لآياته , فكأن المعارضة نقضٌ للوضع ومجاراة للموضوع , وكأنها صنعة وطبع.)
شبهة 1: زعموا أنّ العرب في زمن النبوة عارضوا القرآن بسور وربما بكتب ولكن صولة الإسلام وقوة دولته أخفت ذلك كلّه ومحته عن الوجود حتى لا يصلنا شيء منه
والجواب أنّه رجم بالغيب وتخيّل مناف للمنهج العلمي يحتاج إلى أدلة ونقول تثبته
يقول السحباني في الردّ على هذه الشبهة: (إنّه رجمٌ بالغيب وتصوّر باطل لا تصدقه الموازين التاريخية والعلمية، إذ لو كانت ثمة معارضة ومقابلة، لما اختفى على العرب المعاصرين ولا على غيرهم. كيف، وإن الإتيان بمثل معجزته، يسجل للمعارض خلود الذكر وسموّ الشرف، بل لَسَعى أعداء الإسلام في نشره بين المعتنقين لدينه وغيرهم، لأنّهم يجدون فيه بغيتهم.)
ويقول الخوئي: (إنّ هذه المعارضة لو كانت حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها، وشَهَرتها في مواسمها وأسواقها، وَلأَخذ منه أعداء الإسلام نشيدا ًيوقعونه في كل مجلس، وذكراً يرددونه في كل مناسبة، وعَلَّمَه السلف للخلف، وتحفّظوا عليه تحفّظ المدعي على حجّته، وكان ذلك أقرّ لعيونهم من الإحتفاظ بتاريخ السلف. كيف، وأشعار الجاهلية ملأت كتب التاريخ وجوامع الأدب، مع أنا لا نرى أثراً لهذه المعارضة .. )
وممّا قاله الإمام الخطابي مفندا هذا الزعم الباطل قوله: (إنّ هذا السؤال ساقط , والأمر فيه خارج عمّا جرت به عادات الناس من التحدّث بالأمور التي لها شأن وللنفوس بها تعلق , وكيف يجوز ذلك عليهم في مثل هذا الأمر الذي قد انزعجت له القلوب , وسار ذكره بين الخافقين. ولو جاز ذلك في مثل هذا الشأن مع عظم خطره , وجلالة قدره , لجاز أن يقال إنه خرج في ذلك العصر نبي آخر وأنبياء ذوو عدد , وتنزّلت عليهم كتب من السماء وجاءوا بشرائع مخالفة لهذه الشريعة , وكتم الخبر فيها فلم يظهر , وهذا ممّا لا يحتمله عاقل ... )
شبهة 2 أنّ الذين أقدموا على معارضة القرآن هم سفلة القوم وجهلتهم لهذا جاءت هذه المعارضات بهذا الشكل الهزيل ولو تقدم لهذا الأمر فصحاء العرب وحكمائهم لأتوا بمثل القرآن أو بما هو أفضل منه
والجواب على هذه الشبهة من جهتين اثنين أولاهما: أنّ الواقع يكذّب هذا الزعم فالذين عارضوا القرآن ــ ممّن سبق ذكرهم ــ ليسوا سفلة ولا أراذل قومهم بل هم سادة القوم وشرفائهم وهم قادة قبائلهم وحكمائهم ... فمسيلمة بن حبيب سيّد اليمامة وزعيمها بلا منازع وكذلك جلّ من ذكر من المتنبئين في الزمن الأوّل ... وقد ملكوا من الفصاحة وأدوات البلاغة الشيء الكثير فلا يظنّنّ القارئ لمعارضاتهم المتقدمة أنّهم جاهلون بفنّ البيان ومواضع الكلام فمسيلمة كان معروفا بلسانه القويم وكلامه الفصيح والجميل وهو القائل لسجاح بنت الحارث (هل لكِ أن أتزوّجك فآكل بقومي وقومك العرب) فهذه كلمة بسيطة ولكنها بليغة حيث خَيّلَ لسجاح أنّه يريد أكل العرب بقومه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقومها أي يريد الغلبة والسيطرة ... وهو القائل لمّا استحرّ القتل (أمّا الدين فلا دين , قاتلوا عن أنسابكم) "فأيّ إيجاز , وأيّ قوة , وأيّ إيحاء وتحميس أقوى من هذا: قاتلوا عن أحسابكم؟ ... "
وطليحة بن خويلد الأسدي من مشهور كلامه وبليغه ما قاله لعمر رضي الله عنه حين أسِر وأراد قتله لقتله عكاشة بن محصن وثابت بن أكرم رضي الله عنهما فأجابه: (ما تَهُمُّ من رجل يكرمهما الله بيدي ولم يُهِنّي بأيديهما) فهذه الكلمة البليغة والوجيزة قد بلغت من قوة بيانها وفصاحتها وتأثيرها أن دفعت عمر ــ رضي الله عنه ــ الذوّاق والناقد العارف بأسرار كلام العرب إلى العفو عنه وهكذا الأمر والشأن مع جميع من ذكر من معارضي القرآن الأوائل أما المتأخرين منهم فالمتنبي هو أشعر العرب عند جمهور النقاد والمطّلع على أدب المعري يعرف مقدار بيان الرجل وفصاحته ... إذًا ليس صحيحا ما يدّعونه من أنّ هذه المعارضات المذكورة إنّما قام بها سفهاء الناس وجهلتهم وأنّ هذه المحاولات لا تنتقد نظرية الصرفة بل المعارضين سادة شرفاء حكماء وبلغاء ...
الجواب الثاني أنّ هذا الانحطاط وهذه الرداءة التي نلاحظها في معارضات القرآن ليس سببها بلادة قائليها وحقارتهم وسفاهتهم وكذا جهلهم بفنّ الكلام وعجزهم عن فصيحه وبليغه كما تزعمون بل إنّ السبب الرئيس وراء ذلك كلّه هو مقابلة القرآن وما نشعر بهذا التفكه والاستهزاء والتحقير لهذه المحاولات إلاّ لأنّنا وازنّا بينها وبين القرآن الكريم وجعلناها في مقابله لا غير وسيأتي في جواب الشبهة الموالية مزيد بيان عنّ سرّ هذا الشعور الملازم لجميع معارضات القرآن الكريم ...
شبهة 3 حول الشعور بالاستهزاء والتفكّه والتحقير في هذه المعارضات
قد يقول القائل حين نستعرض لمثل هذه المعارضات التافهة "يحتمل أن تكون هذه المعارضات من اختلاق وصنع المسلمين حتى يتفكهون على المعارضين ويثبتون الإعجاز والتقدم للقرآن الكريم" والجواب على هذا من وجوه: أوّلها أنّ القرآن الكريم لا يحتاج إلى الكذب والافتراء لإثبات إعجازه لأنّ الواقع يثبته سواء عن طريق أسلوب المماثلة والموازنة بينه وبين كلام البشر أو عن طريق استقصاء الأساليب القرآنية المعجزة في بلاغتها أو غيرها من الطرق والأساليب العلمية المنهجية المثبتة لبلاغة القرآن المعجزة ... ثانيا هذا الذي زعموه إدّعاء يحتاج إلى دليل فلا يكفي في مجال البحث العلمي مجرد الرمي والقذف بالغيب خاصة وأنّ المسلمين قد ذكروا من الشبه التي رُمي بها الإسلام الشيء الكثير فلما يعدلون عن منهجهم الذي أثبته استقراءُ كتبهم ومؤلفاتهم التي لا تعدّ ولا تحصى إلى هذا الذي يدّعونه من اختلاق هذا الكلام لأجل التفكّه.ثمّ إنّ الكذب على الغير ــ ولو كافرـ محرم في شريعة الإسلام ... ثالثا ــ وهي النقظة المهمة في الردّ على هذه الشبهة ــ إذا كان سبب هذا الذي زعموه ركاكة وتفاهة هذه المعارضات فكأنّهم استغربوا أن تصدر من عاقل حكيم ندب نفسه لشيء عظيم كمعارضة رسالة الإسلام وكتابه القرآن ... والسبب الحقيقي وراء هذا الاستغراب ليس ركاكة ألفاظها وبداءة معانيها ــ وإن كان فيها شيء من ذلك ــ ولكن السبب الحقيقي هو المقارنة والموازنة الواقعة بين هذه المعارضات البشرية الناقصة وبين كلام الله عزّ وجلّ البديع الكامل المعجز , فهذه المعارضات ــ مهما قيل ــ شبيهة تمام المشابهة بسجع الكهان الذي كان منتشرا في جاهلية العرب كقول سَلِمة بن أبي حَيّة المعروف بعزّى سَلِمة وهو كما قال الجاحظ أكهن العرب وأسجعهم: (والأرض والسماء , والعقاب والصقعاء , واقعة ببقعاء , لقد نفّر المجدُ بني العُشَراء للمجد والسناء ... ) ومنه قول زبراء كاهنة بني رِئام تنذرهم غارة (واللوح الخافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنّجم الطارق والمزن الوادق إنّ شجر الوادي ليأدو خَتلا ويحرِق أنيابا عُصْلا , وإنّ صخر الطّود ليُنذِر ثُكلا , لا تجدون عنه مَعْلا ... ) ولا فرق بين هذا الكلام ومعارضات مسيلمة وغيره من العرب القدماء من حيث بناؤه وتركيبه ومن حيث سجعُه وغريبُ لفظه ... إلاّ فيما يشعر به القارئ وهو يردّد كلاّ منهما فإذا كان الأثر الذي يتركه سجع الكهان هو الاستغراب وربّما الاستطراف أحيانا والاستعذاب فإنّ كلام مسيلمة وهو بنفس الطريقة والأسلوب يترك هذا الشعور
(يُتْبَعُ)
(/)
بالاستهزاء والتفكه والتحقير ... لا لشيء إلاّ لأنّ القارئ والسامع يضعه ــ وضع مقارنة ــ في مقابل كلام الله الكامل والمعجز ...
وللتّأكد من هذه الحقيقة التي لا ينبغي أن ينكرها أحد للننظر في بعض كلام العرب القديم قبل نزول القرآن أي قبل وقوع التحدي والصرفة؛ الكلام الذي جاء فيه شيء من مواضيع القرآن الكريم كالحديث عن اليوم الآخر ونبذ الشرك وعبادة الأصنام وغيرها من المواضيع دون أن يقترن هذا الكلام بمعارضة القرآن ومجابهته
فمن ذلك شعر أمية بن أبي الصلت حيث يقول:
لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا فلا شيء أعلى منك مجدا وأمجدا
ومنه قوله يصف الملائكة بين يدي الله سبحانه وتعالى:
ملائكة أقدامهم تحت عرشه بكفَّيه لولا الله كلُّوا وأبلدوا
قيام على الأقدام عانين تحته فرائصهم من شدّة الخوف تُرْعَدُ
وسِبْطُ صفوف ينظرون قضاءه يُصيخون بالأسماع للوحي رُكّد
أمينٌ لوحي القدس جبريل فيهمُ وميكالُ ذو الروح القويّ المسدّدُ
وحُرّاس أبواب السماوات دونهم قيام عليها بالمقاليد رُصّدُ
ومنه قول زيد بن عمرو مخاطبا قومه: (يا معشر قريش أيرسل الله قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحونها لغيرالله؟) ومن رائق شعره قوله:
وأسلمتُ وجهيَ لمن أسلمتْ له الأرض تحملُ صخرا ثِقالا
دحاها فلمّا رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمتُ وجهيَ لمن أسلمتْ له المُزنُ تحمل عذبا زُلالا
إذا هي سيقت إلى بلدةٍ أطاعت فصُبّت عليها سجالا
ويقول قس بن ساعدة خطيب الجاهلية: (أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكلّ ما هو آت آت ... ) ومن شعره
في الذاهبين الأوّلـ ينَ من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأصاغر والأكابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
ولورقة بن نوفل قوله:
لقد نصحتُ لأقوام وقلتُ لهم أنا النذير فلا يغرركم أحدُ
فهذا الكلام وهذه الأشعار جميعها في غاية الجمال ومنتهى الحسن ولكن هل تبلغ مبلغ القرآن الكريم؟ وهل تصل إلى فصاحته وبلاغته؟ أبدا لن تدرك ذلك!!! ولم يقل أحد بذلك!!! لا قائلوها ممّن أدرك الإسلام كورقة بن نوفل الذي أسلم أو أمية بن أبي الصلت الذي كفر ... ولا العرب وهم أحوج ما يكونون يومها لتقديم مثل هذا الكلام لمعارضة كلام الله ... فالقرآن لم يطلب منهم الإنشاء بل مطلق الإتيان والإنشاء يقتضي الجِدّة بينما الإتيان يجزئ فيه القديم كذلك ...
ثم لننظر في وقع هذا الكلام على النفوس هل يستوجب الاستهزاء والتفكّه والتحقير كما هو الشأن في جميع معارضات القرآن؟ لا وإنّما يجد الواحد منّا في نفسه وهو يقرأ مثل هذا الكلام شيئا من التعظيم والتقديس والاتعاظ كذلك , ولكنه لا يبلغ مبلغ كلام الله عزّ وجلّ ولا سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقد يجعله المتساهل منّا في منزلة كلام الوعاظ من علماء الإسلام كالحسن البصري وابن الجوزي ... وأخيرا لنسأل السؤال المتعلق بمبحثنا لما لم يستوجب هذا الكلام الاستهزاء والتفكّه والتحقير؟ السبب هو ببساطة عدم مقابلته مع كلام الله عزّ وجلّ واعتقاد أنّ صاحبه يدّعي أنّ كلامه هذا يوازي القرآن الكريم
نقطة أخرى تؤكّد أنّ معارضة كلام البشر الناقص لكلام الباري الكامل والمعجز هي التي استوجبت هذا الشعور الذي لا يفارق معارضات القرآن عبر مختلف الأزمان ... إنّنا إذا نظرنا في النصوص العربية الإسلامية الشعرية منها والنثرية نجدها معبّأة بالاقتباس من كتاب الله عزّ وجلّ ونلاحظ أنّ هذا الاقتباس ــ وهو شبيه إلى حدٍّ بعيد بما يفعله المعارضون ــ يزيد النصّ جمالاً من جهة الألفاظ المستعملة والتي تترك في النفس أثراً بليغًا ووقعا جميلاً كما تزيده قوّة وتوثيقا من جهة الأفكار والمعاني المقتبسة
سأنقل ها هنا نماذج لشاعر معاصر يكثر من الاقتباس القرآني إلى درجة أنّه يستعمل في كثير من الأحيان آيات كاملة وأجزاء كبيرة منها في أشعاره وهو الأستاذ أحمد مطر:
يقول في قصيدة قلّة أدب:
قرأتُ في القرآنِ
"تبّت يدا أبي لهب "
فأعلنت وسائل الإذعانِ
"إنّ السكوت من ذهب"
أحببتُ فقري ... لم أزل أتلو:
"وتبّ
ما أغنى عنه ماله وما كسب"
فصودرت حنجرتي
بجرم قلّة الأدب
وصودر القرآن
لأنّه حرضني على الشغب
وفي قصيدة له بعنوان: فبأيّ آلاء الشعوب تكذبان
غفتْ الحرائق ...
أسبلت أجفانها سحب الدخان
الكلّ فان
لم يبق إلاّ وجه ربّك ذي الجلال واللجان
ولقد تفجرَ شاجبا ومنددا ولقد أدان
فبأيّ آلاء الولاة تكذبان!
وله الجواري الثائرات بكلّ حان
وله القيان
وله الإذاعة
دجن المذياع لقّنه البيان
الحقّ يرجع بالربابة والكمان
فبأيّ آلاء الولاة تكذبان
وله أيضا:
والعصر ...
إنّ الإنسان لفي خسر
في هذا العصر
فإذا الصبح تنفس
أذّنَ في الطرقات نباحُ كلاب القصر
قبل أذان الفجر
وانغلقت أبواب اليتامى ...
وانفتحت أبواب القبر
والأمثلة والشواهد كثيرة وما يهمنا منها هو رغم هذا الاقتباس الكثير من القرآن ورغم هذا التشابه الكبير مع المعارضات التي سبق ذكرها فإننا لا نجد هذا الشعور بالفكاهة والاستهزاء والتحقير الذي نجده في المعارضات والسبب هو عدم مقابلتها بالقرآن الكريم ...(/)
نظرات تدبرية
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[05 Sep 2010, 12:39 ص]ـ
قال تعالى: وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [فاطر:12]
التدبر:
1 - نلاحظ أن الله تعالى عندما وصف الماء العذب وصفه بأنه سائغ للشاربين بينما عند الحديث عن الماء المالح لم يذكر أنه يشرب مع أننا نشربه هنا في الخليج ولكن بعد التقطير والمعالجة من حرارة وبرودة فكذلك هو
كل شيء في الدنيا يعود إلى أمرين: السهولة أو الصعوبة
وفيه تأكيد للإختلاف بين الأشياء وبين الأشخاص حيث بعضها تحتاج منا إلى المعالجة باللين والشدة وبالترغيب والترهيب بينما الأخرى تقدم ماعندها بسهولة ويسر.
مثال: كذا الأبناء والأزواج والأصدقاء فمنهم السهل اللين الرقراق في العاطفة صاحب الكلمة الطيبة ومنهم الجاف الصعب الذي يحتاج للمعالجة حتى تنتزع منه حاجتك وتتفاجأ بعد محاولات صعبة معه أن بداخله درر عظيمة لاتجدها عند غيره.
وكذا الأيام منها الحلو حيث الأفراح ومنه الحزن
وحتى الداعية أو معلم الناس الخير أو المدرس منه من يتدفق بالمعلومات كالماء العذب ومنه ما يحتاج إلى أن تسأله وتلاحقه حتى يفيدك بما تريد.
2 - نلاحظ أن الفئة الصعبة عندها من الخير الكثير بل أكثر من الفريق اللين السهل ولكن بشرط ن نتعلم كيف نستخرجه منها بالضبط مثل النهر والبحر فالبحر فيه اللؤلؤ والمرجان وفيه من الأملاح والمعادن وحتى ملوحته تحفظ لنا الأكل بطعم أفضل والملح فيه فائدة حفظ الأطعمة ولكن لابد من السعي والتعب للإستخراج.
3 - نعود لمثال العالم أو طالب العلم عند المجاهدة في طلب العلم من شيخةو بالمدارسة والمجاهدة فإنه يلبس حلية فماهي هذه الحلية التي يلبسها فإنما البحر يلبسك اللؤلؤ والمرجان أما هنا فستحصل على حلية عجيبة تلبسها ألا وهي حلية التقوى (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) الأعراف26
4 - أيضا الأبناء نفهم أن شخصياتهم مختلفة فنتعامل مع كل منهم بحسب طبيعته وشخصيته.
5 - نحتاج إلى تعلم كيف ندرس أنماط الشخصيات ليسهل الإستفادة التامة من الخيرات التي معهم بإختلافها.
6 - أن الله تعالى يتعامل مع البشر بحسب عقولهم.وعلينا أن نتعامل مع الناس كل حسب ثقلفته وعقليته.
7 - والعكس صحيح فأولادنا –أزواجنا- أقاربنا وغيرهم لابد لنا من تقريب أفكارنا لهم وتفهيمهم إياها ولاننتظر منهم أن يفهموها لوحدهم.
8 - الترتيب في طلب إحتياجاتنا حسب الأولوية فالتركيز على الأهم الذي لايمكن الإستغناء عنه ثم الأقل أهمية وهكذا حيث أن الله جل وعز رتبها حسب الأولوية أولا الشرب ثم الأكل ثم الحلية.
9 - تأكيد حاجتنا في حياتنا للصنفين فالحزن والألم أيضا ضروري للحياة حتى لانسأمها.
10 - المذاق المالح للبحر المليء بالخيرات يوحي إلينا بالمكاره التي تحف بالجنة فالملوحة تدل على صعوبة إتباع الطاعة وعكسها الماء العذب قد يدلنا على مذاق المعصية العذب ولكن بعدها لاشيء غير الألم فكثرة تجرع الماء العذب قد تؤدي الى الضد من كثرة الأملاح المعدنية في الجسم مثلا
11 -
وأخيراعلي أن أوسع ثقتي بالله عز وجل بأنه تعالى لايأتي منه إلا الخير وحتى لو أعتقدنا أنه شر فهو خير ولامحنة إلا تأتي بعدها منحة فأي مصيبة أو بلاء علينا أن نتفهم ونستخلص منه العبرة لماذا دبر الله تعالى لنا هذا الأمر وأيضا أبدئ بتغيير نفسي أولا ثم من هم حولي ولاأتوقف (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69
فمجاهدة النفس بشرط التدرج فيها لايأتي إلا بخير.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[05 Sep 2010, 09:39 م]ـ
2
قال تعالى:"َتَرَىَ كُلّ أُمّةٍ جَاثِيَةً كُلّ أمّةٍ تُدْعَىَ إِلَىَ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هََذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) الجاثية28 - 29
التدبر:
إن كل مشروع ناجح لابد أن يمتلك رؤية مستقبلية لمعرفة الواقع وبالتالي حصول فرصة النجاح أكبر وهنا يعطينا الله تعالى رؤية مستقبلية ليوم الحساب تقدم لنا فرصة أكبر بالنجاة في الآخرة، وأيضا لابد من تحديد أهداف هذا المشروع.
1. وهنا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامة (ترى)
2. الهدف هو التحذير من الفتور عن العمل والحذر من مكر الله تعالى والحذر من الفضيحة على رؤوس الأشهاد.
3. .الجثو يوم القيامة سيكون للجميع للصالح والطالح لأنه سيكون الجثو في وقت الترقب هل هو (القبول أم الرد) الكل يجثوا من هول الموقف لاتحمله ساقيه خوفا أن لايقبل ولاتقبل أعماله.
4. يدعى الفرد إلى كتابه وأعماله وكم أحدث في شريعة الله عزوجل وكذا تدعى الجماعة من الأفراد و أصحاب المذهب و الفرقة والملة وتسأل عما أحدثت في شريعة الله تعالى.
5. -تكرار قوله تعالى (كل أمة) يفيد تعظيم الموقف وإتسام الموقف بالجدية التامة.
6. -قوله تعالى (تعملون) أشمل وأوسع دائرة من لو قال عز وجل (تفعلون) وبالتالي يدخل معنا حتى السكوت عن المنكر مثلا وعدم إنكاره باليد أواللسان أو القلب.
7. ومن هنا نستنبط أنه لابد منا أن نحدد منهاجنا في الحياة والهدف والرؤية والجدول اليومي الذي نتبعه ومعاهدة النفس بالتمسك بالعروة الوثقى وعدم الإلتفات للفتن حتى تتحقق الأهداف.
8. وأخيرا بين الله تعالى أن الكتاب سينطق بالحق ولم يبين كيفية النطق كتابة أوصوت وصورة أو بالثلاث أبعاد أو بتقنية لم نتوصل لها ولانعلمها ونلاحظ أن عدم تحديد نوع الجزاء فيه إسترسال للنفس في تصور عظم هذا الجزاء.(/)
البشير الإبراهيمي: طريقة في التفسير حجبت المسلمين عن فهم كتاب الله
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Sep 2010, 08:33 ص]ـ
جاء في مذكرات الشيخ محمد الصالح الصديق حفظه الله -وهي تنشر في جريدة الشروق اليومية بالجزائر (وهي الحلقة 23) - وهذا الرابط: ( http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/58876.html (http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/58876.html))، وهو يتحدث عن سفره إلى جامع الزيتونة وحضوره لدرس في التفسير فيه، فقال متذكرا:
وكان مما استرعى انتباه الطالب محمد الصالح الصديق -يعني نفسه- اهتمام المفسّر بالقواعد العربية والتحليلات اللفظية إلى حدّ أن من يستمعه لا يخطر على باله أن الدرس في تفسير القرآن الكريم، وتذكّر ما قرأه للعلامة الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي في مجلة الشهاب ج4 م14 جوان جويلية 1938 وهذا نصه:" لقد كنت ضيفا بتونس منذ سبع عشرة سنة، فقيل لي عن عالم من مشائخ جامع الزيتوية ومن أبعدهم صيتا في علم التدريس: إنه يقرئ التفسير، فشهدت يوما درسه لأكوّن فكرة عن دراسة التفسير في ذلك المعهد الجليل، وكنت معنيا بهذا البحث، وجلست إليه أكثر من نصف ساعة، فوالذي نفسي بيده ما سمعت منه كلمة واحدة عن الآية التي هي موضوع الدرس، ولا لمحت أمارة ولا إشارة تدل على أن الدرس في التفسير، وما كان كل الذي سمعت إلا حكاية لجدل عنيف، وتمثيلا لمعركة مستعرّة بين السيد الجرجاني وعبد الحكيم حول عبارة لعلها لمفسر من المفسرين الاصطلاحيين، ثم انقضت الحصة، وقام الطلبة المساكين يتعثرون تبدو عليهم سيماء التعب والملل والخيبة، وقمت أنا مستيقنا أن هذه الطريقة في التفسير هي أكبر الحجب التي حجبت المسلمين عن فهم كتاب الله، ثم زهدتهم فيه وصدّتهم عن موارده".
قال محمد الصالح الصديق حفظه الله معقبا: وقد قارن الطالب في الحال طريقة هذا العالم الزيتوني في التفسير بطريقة أستاذه العالم الأزهري الشيخ محمد الرزقي الشرفاوي الذي حضر بعض دروسه في التفسير في زاوية الشيخ عبد الرحمن اليلولي، حيث كان يتلو الآية، ثم يقدم قاموسها اللغوي، ثم يعرب ما يتوقف فهم معناه على إعرابه، ثم يذكر سبب نزول الآية ومكانتها في النسق ثم يغوص في معناها تدريجيا حتى ينتفع المبتدئ والمنتهي، ولا يترك بعدا من أبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية إلا وفتح الباب إليه وأضاء جوانبه!
وهي مذكرات مفيدة يحكي فيها الشيخ - وقد تجاوز عمره 80 سنة- مذكراته ابتداء بأمه وجده ووالده، وحفظه للقرآن وطلبه ودراسته، وشيوخه، ولقائه للشيخ عبد الحميد بن باديس وحضوره لمحاضرة للطيب العقبي وهو لم يتجاوز سن العاشرة، واجتهاده في حفظ المتون والعلم، وقساوة الاستدمار (الاستعمار) الفرنسي، ومحاربته للعلم والعلماء، وسفره لطلب العلم إلى الزيتونة بتونس وما تكبده من متاعب ومحن، ....
وما سبق من الحلقات موجودة في موقع جريدة الشروق (شروق أون لاين) على هذا الرابط:
http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/index.1.html
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[05 Oct 2010, 10:37 ص]ـ
صدق رحمة الله عليه،
مما أبعد المسلمين عن الفهم الصافي لكتاب الله فعلُ بعض المفسرين رحمهم الله وغفر لهم،
القرآن في الأصل كتاب هداية (((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)))،
أما أن يحُشى بمسائل اللغة والمنطق والجدل والكلام والإسرائيليات ووو (أقصد المبالغة فيها لا ما كان معينا على الفهم)
كما قيل عن أحد التفاسير " فيه كل شيء إلا التفسير"!،
فهذا كما قال الشيخ يحجب المسلمين عن كتاب الله،
مع مراعاة الفارق بين العوام وطلبة العلم، وبين مقام الدراسة والتدبر،
والله أعلم(/)
سؤال عن أقل مدة حمل المرأة: هل هي ستة أشهر أم أقل؟
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[05 Sep 2010, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
في أحد المنتديات وجدت سؤال لأخت مسلمة تستفسر عن رد مقنع على مسيحية كانت تتحدث معها عن الاسلام و يبدو من السؤال والله أعلم أن المسيحية تنوي الدخول في الاسلام و قد قرأت القران بتمعن
فهذا اقتباس السؤال و أرجوا من الاخوة المختصين في التفسير مساعدتها و كتب الله لكم الأجر والتوفيق يارب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انا سؤالي سألته لي واحدة مسيحية صديقة لي مع العلم انا مصرية مسلمة لكن مقيمة الان في السعودية و بحكم تربيتي في مصر خالطت الكثير من المسيحيين بحكم وجودهم في مصر المهم لي صديقة مسيحية بكلمها كل فترة على النت و فوجئت بها بتسألني سؤال ديني وانا حاولت افهمها بحكم معلوماتي و لقيتها بتجادل اكثر فحبيت ارجع لاهل العلم اولا قبل ان ارد عليها
كان سؤالها هو ان فيه ايتين محيرينها وهما
الأولى في سورة البقرة:?وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ? (البقرة: 233).
والثانيه في سورة الأحقاف:?وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًاوَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا? (الأحقاف: 15).
هي بتقول ان الفطام 24 شهر و ان الحمل و الفطام 30 شهر يعني مدة الحمل بتكون 6 اشهر؟؟؟ كيف
فكان ردي ان اقل مدة للحمل بتكون 6 اشهر
فقالتلي لا فيه اطفال ولدو 5 اشهر و عاشو وده موجود حاليا في بعض المستشفيات في الخارج و ساعتها ماعرفتش ارد عليها و قلت ارجع اولا لاهل العلم ياريت تساعدوني اني ارد عليها؟؟؟؟
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[05 Sep 2010, 10:30 ص]ـ
وهذا كان ردي المتواضع البسيط عليها و أحتاج لرأي ذوي الاختصاص والعلم
لم تكن الحمل و الرضاعة من الأشياء المحددة صراحة كغيرها في القران مثل ألف شهر في ليلة القدر أو ألف سنة كمسافة بين السماء والأرض والتي كانت سببا في اعجاز علمي لتحديد سرعة الضوء بل ذكر الله فقط أن حولين كاملين "لمن أراد أن يتم الرضاعة" و علم الله أن ليس كل النساء ستتممن الرضاعة فهي ارشاد من الله للأفضل وليس تحديد
و في اية الحمل والرضاعة فهو الوقت الذي يحتاجه الطفل من أمه من غذاء في رحمها و غذاء من الرضاعة ليكتمل نموه وصحته و لم يحدد فترة الحمل لأنها مختلفة من أم لأم مثل الرضاع سبحان الله
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[05 Sep 2010, 01:54 م]ـ
قال الشوكاني -رحمه الله- في السيل الجرار "أقول لم يات دليل قط لا صحيح ولا حسن ولا ضعيف مرفوع الى رسول الله صلى الله عليه و سلم في ان اقل الحمل كذا ولم يستدلوا الا بقوله عز و جل وحمله وفصاله ثلاثون شهرا مع قوله سبحانه وفصاله في عامين ويقوى هذه الدلالة الايمائية انه لم يسمع في المنقول عن اهل التواريخ والسير انه عاش مولود لدون ستة اشهر وهكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا بل الغالب ان المولود لستة اشهر لا يعيش الا نادرا لكن وجود هذا النادر يدل على ان الستة الاشهر اقل مدة الحمل وقد كان من جملة من ولد لستة اشهر من المشهورين عبدالملك بن مروان الخليفة الاموي وهكذا .... "
والذي يظهر والله أعلم أن أقل مدة للحمل في الوضع العادي ستة أشهر ولكن لو سقط الطفل قبل ستة أشهر ووضع في حاضنة صناعية -تقوم مقام رحم الأم- حتى ينهي الشهر السادس فلا أظن أن هناك تعارض مع نصوص الكتاب ... والله الموفق
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:14 م]ـ
الأولى في سورة البقرة:?وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ? (البقرة: 233).
والثانيه في سورة الأحقاف:?وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًاوَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا? (الأحقاف: 15).
ألا تلاحظي أختي أن الآية الأولى تقول: لمن أراد أن يتم الرضاعة؟؟ فمسألة الرضاعة حولين كاملين ليست مدّة مقدسة فيجوز أن يفطم الرضيع قبل السنتين ولكن كمال الإرضاع يكون في سنتين. ولكن لو فُطم الطفل قبل السنتين فهل تأثم الأم أو الأب على ذلك؟؟؟.
فإذاً فإن الآية الثانية لا يُشترط كمال الرضاعة في معناها لعدم ورود دليل بوجوب الرضاعة حولين كاملين. بل الذي يُشترط ولا شك عقلاً ونقلاً كمال الحمل وتمامه. ولذلك فإنه يُحسب للحمل تسعة أشهر ويكون باقي الشهور للرضاعة. لأن الوقت لإتمام الحمل أولى بالضرورة مخافة هلاك الجنين. لا العكس. فيكون تمام الحمل تسعة أشهر عرفاً وغالباً. والباقي للرضاعة التي يجوز تقديمها قليلاً بدون أن يشكل ذلك الخطر والتلف للجنين. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريم]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:20 م]ـ
أميل إلى رأي المشارك الذي قبلي
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:23 م]ـ
الاخت الطبيبة أم عبد الله.سلمك الله ,هاك إشارة فكري فيها ثم قدري وأجيبي:احسبي فرق ما بين ثلاثين شهرا قمريا وثلاثين شهرا شمسيا.وفقت.
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[07 Sep 2010, 10:10 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا و جزاك أ. رشيد على التنبيه
هل تقصد أن الفرق بين الثلاثين شهرا الشمسية و القمرية شهرين و بهذا يكون أقل الحمل يتراوح بين 4 الى 6 أشهر سبحان الله؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:07 م]ـ
كلام الشوكاني رحمه الله يشير إلى أن هذه المسألة اجتهادية لم يرد فيها دليل قاطع، والمستند فيها هو الاستنباط من الآيتين كما فهمها علي بن أبي طالب ووافقه على فهمه كثيرون إقراراً لدقة فهمه، ولكنه يبقى اجتهاداً في فهم الدليل لا يقطع باستحالة حياة من وُلِدَ لأقل من ستة أشهر ولو كان نادراً.
وهذا درسٌ في خطورة استخدام مثل هذه المسائل في التحدي من بعض من يكتب في إعجاز القرآن، وهي مسائل لم يرد فيها نص قاطع، فإن هذا قد يكون فتنة لأقوام يصدهم عن الدين، فينبغي أن تعرض مثل هذه المسائل على أنها اجتهاد من المفسرين في الفهم، ولعل التي سألتكم قرأت ما يدل على الجزم بصحة هذا الفهم أن أقل الحمل ستة أشهر فأوقعها ذلك في الحيرة واتهمت القرآن حينها بالخطأ، والقرآن لم يحدد مدة أقل الحمل نصاً كما تفضلتم.
وتبقى المسألة للبحث والمدارسة بيننا هنا، فقد يكون ما أشار إليه الأخ رشيد أو غيره مفتاحاً لفهمها والله أعلم.
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:56 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا و جزاك أ. رشيد على التنبيه
هل تقصد أن الفرق بين الثلاثين شهرا الشمسية و القمرية شهرين و بهذا يكون أقل الحمل يتراوح بين 4 الى 6 أشهر سبحان الله؟
هديت ووفقت يا أم عبدالله.ومن باب "فأما بنعمة ربك فحدث" فإني لا أعلم أحدا سبقني الى هذا الاستنباط والحمدلله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:09 م]ـ
هديت ووفقت يا أم عبدالله.ومن باب "فأما بنعمة ربك فحدث" فإني لا أعلم أحدا سبقني الى هذا الاستنباط والحمدلله.
أخي الفاضل رشيد لا تتعجل. فإن العلماء يقولون أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن الشهور والسنين فإنه يقصد الشهور والسنين القمرية لا الشمسية. فهي المعتمدة شرعاً لكل العبادات مثل العدة وبدايات العبادات كالصلاة والصوم والحج والزكاة وغيرها من أمور فقهيّة. وقد أخطأ من فسّر قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعاً) بأن تلك التسع الزيادة هي الفرق بين الميقات الشمسي والقمري. وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" (وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين؟ "
فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية، وازدادوا تسعاً بالقمرية؛ فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، مَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد.
وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟
الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية، (وازدادوا تسعاً) قمرية قول ضعيف.
أولاً: لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا.
ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) يونس/5، وقال تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) البقرة/189 " انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ذلك أخي الفاضل فإن الرضاعة الكاملة هي سنتين قمريتين.وشهور الحمل أيضاً هي بالحساب القمري سواء زادت عن التسع أو نقصت فلا يهمنا من ذلك شيء لعدم ورود الدليل بأصل الحمل هل هو تسعة أشهر أو أكثر أو أقل.
وأرجو من الأخت السائلة أيضاً أن لا تتعجل في الرد على السائلة النصرانية حتى تُكتمل مناقشة هذه القضية. وبارك الله بكم جميعاً
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:08 م]ـ
كلام الشوكاني رحمه الله يشير إلى أن هذه المسألة اجتهادية لم يرد فيها دليل قاطع، والمستند فيها هو الاستنباط من الآيتين كما فهمها علي بن أبي طالب ووافقه على فهمه كثيرون إقراراً لدقة فهمه، ولكنه يبقى اجتهاداً في فهم الدليل لا يقطع باستحالة حياة من وُلِدَ لأقل من ستة أشهر ولو كان نادراً.
.
أخي الفاضل د عبد الرحمن
السلام عليكم ورمضان وعيد مبارك عليكم. وجزاكم الله خير الجزاء.
لقد قمت بتقصّي قصّة على بن أبي طالب والتي رواها الطبري وغيره فوجدتها لا تصح. وكما تعلم فإن القصة مأخوذ منها حكم فقهي يعتد به الناس، ومن الخطورة بمكان اعتبارها صحيحة والاستناد عليها كدليل لأمر ما.
والقصة كما وردت في بطون الكتب كالتالي:
)) أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له علي: إن الله تعالى يقول (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً)
وقال تعالى {وفصاله في عامين} فالحمل ستة أشهر والفصال في
عامين، فترك عمر رجمها وقال: لولا علي لهلك عمر، أخرجه
العقيلي، وأخرجه ابن السمان عن أبي حرب بن أبي الأسود،
قال العلماء: وفي سند هذه الرواية عثمان بن مطر الشيباني
قال يحيى بن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، ليس بشيء،
وقال علي بن المديني: عثمان بن مطر ضعيف جداً،
وقال أبو زُرعة: ضعيف الحديث،
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث،
وقال صالح البغدادي: لا يكتب حديثه،
وقال أبو داود: ضعيف،
وقال النسائي: ليس بثقة
وقال البخاري: منكر الحديث،
وقال ابن حبان: كان عثمان بن مطر ممن يروي الموضوعات عن
الأثبات
وهذه القصة يتداولها الشيعة لإثبات أن عليّ أحق بالخلافة من عمر وذلك بإقرار عمر وبلسانه أنه لولا عليّ لكان من الهالكين. ولا أدري هل كان يفوت عمر بن الخطاب الفاروق لو صحت القصة تلك اللفتة وهل سيفوت عمر بن الخطاب أيضاً أن يقول: لولا الله ثم عليّ لهلك عمر؟؟ ويؤكد الشيعة على صحتها للتمسك بهذا الدليل المريض ولا حول ولا قوّة إلا بالله
بارك الله بكم دكتور عبد الرحمن وجزاكم الله الجنة وختم على أعمالكم بالقبول والرضى. وكل عام وأنتم بألف خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:49 م]ـ
أحسنت أخي تيسير وفقك الله. فلم أبحث من قبل عن ثبوت هذه الحكاية، وقد تكون بحاجة لمزيد بحث إضافة لما تفضلتم به.
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:56 م]ـ
.
لقد قمت بتقصّي قصّة على بن أبي طالب والتي رواها الطبري وغيره فوجدتها لا تصح. وكما تعلم فإن القصة مأخوذ منها حكم فقهي يعتد به الناس، ومن الخطورة بمكان اعتبارها صحيحة والاستناد عليها كدليل لأمر ما.
قال الهلالي:يا محب.لم المجازفة؟ لقد كان في اشتهارهذه القصة وتلقي العلماء لها بالقبول مايغني عن تطلب اسانيدها والبحث في طرقها. وكان عليك إذ أبيت هذا المسلك،واخترت منهج "التقصي" أن تستوعب دراستها بجمع طرقها ورواياتها من مظانها ثم تحكم عليها بميزان اهل العلم،أما أن توردها من طريق واحد و"توهم" الناس أن لا إسناد لها سواه! فليس ذلك من "التقصي"في شيء.
وهذه القصة قدر رويت على وجوه، فأخرجهاعبد الررزاق عن عثمان بن مطر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حرب بن الأسود الديلي عن أبيه قال رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة اشهر فأراد عمر أن يرجمها فجاءت أختها إلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقالت إن عمر يرجم أختي فأنشدك الله إن كنت تعلم أن لها عذرا لما أخبرتني به فقال علي إن لها عذرا فكبرت تكبيرة سمعها عمر من عنده فانطلقت إلى عمر فقالت إن عليا زعم أن لأختي عذرا فأرسل عمر إلى علي ما عذرها قال إن الله عز و جل يقول والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين وقال وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فالحمل ستة أشهر والفصل اربعة وعشرون شهرا قال فخلى عمر سبيلها ...
وقد أعلها الاخ تيسير بعثمان بن مطر، فلم يصنع شيئا،حيث جهل أن ابن ابي حاتم قد اخرجه من طريق أبي عدي (كذا في المطبوع وصوابه بن ابي عدي) عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حرب يعني ابن أبي الأسود الديلي , عن أبيه، أن عمر بن الخطاب،"رفعت إليه امرأة ولدت لستة أشهر، فهم برجمها، فبلغ ذلك عليا، فقال: ليس عليها رجم، قال الله تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " وستة أشهر، فذلك ثلاثون شهرا
قال الهلالي:وهذا اسناد رجاله كلهم ثقات.
واخرج ابن جرير الطبري من طريق ابن وهب، ثني: ابن أبي ذئب، عن أبي قسيط، (كذا وصوابه ابن قسيط) عن بعجة بن زيد الجهني، أن امرأة منهم دخلت على زوجها، وهو رجل منهم أيضا، فولدت له في ستة أشهر، فذكر ذلك لعثمان بن عفان رضي الله عنه فأمر بها أن ترجم، فدخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وحمله
وفصاله ثلاثون شهرا) وقال: (وفصاله في عامين) قال: فوالله ما عبد عثمان أن بعث إليها ترد. قال يونس، قال ابن وهب: عبد: استنكف.
وهذا اسناد صحيح لا مطعن فيه،وجائز ان تكون الواقعة قد تعددت.
وقد اوردها مالك في الموطأ بلاغا. واخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابي عبيد مولى عبد الرحمن وفيها ان المستدل هو ابن عباس. وهذا اسناد صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:58 م]ـ
قال الهلالي:يا محب.لم المجازفة؟ لقد كان في اشتهارهذه القصة وتلقي العلماء لها بالقبول مايغني عن تطلب اسانيدها والبحث في طرقها. وكان عليك إذ أبيت هذا المسلك،واخترت منهج "التقصي" أن تستوعب دراستها بجمع طرقها ورواياتها من مظانها ثم تحكم عليها بميزان اهل العلم،أما أن توردها من طريق واحد و"توهم" الناس أن لا إسناد لها سواه! فليس ذلك من "التقصي"في شيء.
وهذه القصة قدر رويت على وجوه، فأخرجهاعبد الررزاق عن عثمان بن مطر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حرب بن الأسود الديلي عن أبيه قال رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة اشهر فأراد عمر أن يرجمها فجاءت أختها إلى علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقالت إن عمر يرجم أختي فأنشدك الله إن كنت تعلم أن لها عذرا لما أخبرتني به فقال علي إن لها عذرا فكبرت تكبيرة سمعها عمر من عنده فانطلقت إلى عمر فقالت إن عليا زعم أن لأختي عذرا فأرسل عمر إلى علي ما عذرها قال إن الله عز و جل يقول والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين وقال وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فالحمل ستة أشهر والفصل اربعة وعشرون شهرا قال فخلى عمر سبيلها ...
وقد أعلها الاخ تيسير بعثمان بن مطر، فلم يصنع شيئا،حيث جهل أن ابن ابي حاتم قد اخرجه من طريق أبي عدي (كذا في المطبوع وصوابه بن ابي عدي) عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حرب يعني ابن أبي الأسود الديلي , عن أبيه، أن عمر بن الخطاب،"رفعت إليه امرأة ولدت لستة أشهر، فهم برجمها، فبلغ ذلك عليا، فقال: ليس عليها رجم، قال الله تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " وستة أشهر، فذلك ثلاثون شهرا
قال الهلالي:وهذا اسناد رجاله كلهم ثقات.
واخرج ابن جرير الطبري من طريق ابن وهب، ثني: ابن أبي ذئب، عن أبي قسيط، (كذا وصوابه ابن قسيط) عن بعجة بن زيد الجهني، أن امرأة منهم دخلت على زوجها، وهو رجل منهم أيضا، فولدت له في ستة أشهر، فذكر ذلك لعثمان بن عفان رضي الله عنه فأمر بها أن ترجم، فدخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وحمله
وفصاله ثلاثون شهرا) وقال: (وفصاله في عامين) قال: فوالله ما عبد عثمان أن بعث إليها ترد. قال يونس، قال ابن وهب: عبد: استنكف.
وهذا اسناد صحيح لا مطعن فيه،وجائز ان تكون الواقعة قد تعددت.
وقد اوردها مالك في الموطأ بلاغا. واخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابي عبيد مولى عبد الرحمن وفيها ان المستدل هو ابن عباس. وهذا اسناد صحيح.
أخي الفاضل جزاك الله خيراً على ما قدمت وهذا يدل إن ثبت على الإختلاف في صحة تلك القصة. فلماذا تعيب عليّ ما نقلته وكأنك تجرمني؟؟؟ ألم يعجبك قول ابن معين والبخاري وأقطاب الجرح والتعديل؟ ثم لماذا لا نحيل الترجيح لأهل العلم من أهل الحديث لأن معظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدّل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل. فانتبه يرحمك الله.
ثم إني أشكك بالمتن الذي في القصة. فهل يُعقل أن عمر بن الخطاب يقول لولا علي؟؟ والأولى به أن يقول لولا الله ثم عليّ؟؟ ثم إن الذين يؤكدون على صحتها هم الشيعة ويستميتون في ذلك ليس حبهم للقصة بقدر ما هو حبهم لعلي وأحقيته بالخلافة دون عمر. فقد استثمرها الشيعة للطعن في عمر. أيهون عليك أن تتعجل في الحكم عليها وهذا هو مقامها عندهم؟؟ نعم أخي أنا أدعوك للتريث ولو قليلاً. حتى ولو ثبتت صحتها. فإن ذلك لا يثبت بالقطع كما ذكر د عبد الرحمن أن أقل الشهور في الحمل 6 أشهر وتبقى المسألة اجتهادية لا قطع فيها ولا نطع. وبارك الله بك وشكراً على إفاداتك على كل حال من غير تشنج ولا ارتجاج.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2010, 11:22 م]ـ
استنباط أن أقل الحمل ستة أشهر بناء على الآيتين استنباط مقبول سواء كان المستنبط له علي بن أبي طالب رضي الله عنه أم غيره من الصحابة أم أحد المفسرين، ولكنه يبقى استنباطاً مبنياً على الاجتهاد. غير أن ثبوته - إن ثبت - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعَمَلَ عمرَ بن الخطاب ومَن حضره من الأصحاب يرقى به إلى درجة أعلى وأثبت في الاحتجاج.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلتكن مسألتنا إذن الآن هي:
هل ثبت هذا الاستنباط عن أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم سواء كان علياً أو غيره؟ وهل قصة علي رضي الله عنه مع عمر ثابتة؟
ليته يتيسر لها أحد الباحثين من أهل التفسير أو الحديث بعيداً عن المكتبة الشاملة والنقل منها فقط، حتى تتحرر لنا المسألة ونخرج بفائدة من سؤال الأخت أم عبدالله جزاها الله خيراً.
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[09 Sep 2010, 12:29 ص]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيراً على ما قدمت وهذا يدل إن ثبت على الإختلاف في صحة تلك القصة. فلماذا تعيب عليّ ما نقلته وكأنك تجرمني؟؟؟
قال الهلالي:غفر الله لي ولك يا أخي.أما أصل القصة فثابت، والاختلاف الواقع في متونها اختلاف تعدد وقائع ليس إلا ,ولذلك اعتمدها العلماء وأصلوها وبنوا عليها ما بنوا من أحكام. وأنا ما "جرمتك" بما نقلت،ولكني انتقدت.
ألم يعجبك قول ابن معين والبخاري وأقطاب الجرح والتعديل؟
قال الهلالي:عفا الله عنك لم "تنبزني"بما ليس في؟ ومن اين "استنبطت"من كلامي هذا الذي تدعيه علي؟ ألم تفهم أنني وافقتك على ما نقلته من كلامهم في عثمان بن مطرحيث جئتك بتلك المتابعة الصحيحة ولوكان عثمان بن مطر ممن يفرح بروايته لما احتجت الى ذكر من تابعه.
على أن الذين ردوا حديثه هذا لم يردوا اصل القصة ولكنهم انتقدوا عليه تلك الزيادة التي تفرد بها وهي قول عمر ـ زعموا ـ (لولا علي لهلك عمر) فإن هذه الزيادة زيادة منكرة لا يثبتها اهل النقل وأصح منها ـ وان كانت ضعيفة ـ مقولة (لولا معاذ لهلك عمر)
ثم لماذا لا نحيل الترجيح لأهل العلم من أهل الحديث لأن معظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدّل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل. فانتبه يرحمك الله.
قال الهلالي:أما أخوك فيعرفها.فلا تبتئس! ومن جهلك استجهلك.
ثم إني أشكك بالمتن الذي في القصة. فهل يُعقل أن عمر بن الخطاب يقول لولا علي؟؟ والأولى به أن يقول لولا الله ثم عليّ؟؟
قال الهلالي:وجود هذه اللفظة المنكرة لا يوجب رد القصة كلها. وقد قدمت لك انها زيادة منكرة تفرد بها عثمان بن مطر الذي قد علمت ونقلت لنا ما قيل فيه.
ثم إن الذين يؤكدون على صحتها هم الشيعة ويستميتون في ذلك ليس حبهم للقصة بقدر ما هو حبهم لعلي وأحقيته بالخلافة دون عمر. فقد استثمرها الشيعة للطعن في عمر. أيهون عليك أن تتعجل في الحكم عليها وهذا هو مقامها عندهم؟؟ نعم أخي أنا أدعوك للتريث ولو قليلاً.
قال الهلالي: اولا. أهل الحق يحدثون بما ثبت عندهم ولا يكتمونه حتى ولو كان في ظاهره ما يؤيد مقالة باطلة،ولو تأملت في بعض ما اخرجه علماء اهل السنة واودعوه في مصنفاتهم لعلمت ان هذا منهجهم،ولو صحت هذه الكلمة لكان لها وجه غير الذي حجرت على الفهوم غيره! أما واللفظة لم تثبت فلا نتكلف لها جواباولا نتعنى.ثم لو أردت أن تقلب على حمقى الروافض هذا الدليل لقلت لهم:مادمتم تثبتون هذه الكلمة فاثبتوا لازمها ولابد،ولازمها هو اقراركم بانصاف الفارق من نفسه تواضعه، أترونه يفرح أن "استنقذه"علي بفتوى كل هذا الفرح ثم يغتصب عليا حقه في الخلافة.إن يكن هالكا فهلكه بالغصب والتكذيب للنبي صل1 ـ كما تزعمون ـ أشد من هلاكه في قضية اجتهادية.
وبارك الله بك وشكراً على إفاداتك على كل حال من غير تشنج ولا ارتجاج.
أما أخوك فقد برأه الله من ذلك.فانظر لنفسك ولا يستخفنك الشيطان،وتكلم في البحث ودع عنك ما غاب عنك من احوال الناس.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 12:40 ص]ـ
.فانظر لنفسك ولا يستخفنك الشيطان،وتكلم في البحث ودع عنك ما غاب عنك من احوال الناس.
نعوذ بالله من الشيطان ومن نفخه ونفثه. وسوف أدع غيري يتكلم من أهل الاختصاص لأن الذي غاب عني كثير والله كثير. وجزاك الله خيراً. وبارك الله بك على حلمك عليّ.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:30 م]ـ
نشكر الأخت كاتبة الموضوع والأخوات الداعيات ونسأل الله تعالى أن يشرح صدر الباحثة عن الإيمان إلى دينه القويم وأن ينصرها وينتصر بها،، وبعد فلو رجع أيٌّ منا إلى كتب الفقه القديم لوجد جمهور الفقهاء يظنون خطأً أن أطول فترة للحمل ما بين 3 سنين إلى سبع سنين وأن بعضهم بنى على ذلك حكما شرعيا فلو سافر شخص ما 3 سنين وعاد ووجد زوجته قد ولدت لتوّها لعدّه هؤلاء ولدا له وأوجبوا عليه قبوله (!) وحرموا عليه نفيه وعدم إلحاقه به (!). وروت لنا كتب الأدب أن شخصيات من تاريخنا قد لبثت في بطن أمها 3 سنين أو تزيد (!)، وكانت عقليات ذلك الزمان تقبل مثل هذا بدلالة أن الجاحظ على جلالة قدره قد قال "وسألت إحدى القابلات عن ذلك [لبث الجنين في بطن أمه ثلاث سنين] فلم تعرفه، وليس عندي بالمستنكر" لكنه مستنكر جدا في عقلية ابن حزم الفذة وقد أخذ بمذهبه [أو وافقه] القانون الإنكليزي في عدّ أطول فترة للحمل سنة واحدة.
وأنا هنا أدعو جميع قوانين الأحوال الشخصية في البلدان الإسلامية أن لا تخالف مذهب ابن حزم رح1في المسألة، والدليل على صحة مذهبه فيها أن عدد النساء اللائي يحملن ويلدن اليوم أكثر من عدد سكان الأرض من البشر في عصر الفقهاء، فلما لم تشذ ولا واحدة بحمل أكثر من 10 شهور وعشرين يوما حتى عدّ معجم جنس للأرقام القياسية أطول فترة للحمل أقل من سنة، كان ذلك دليلا على صحة ما ذهب إليه ابن حزم رح1وخطأ ما روي عن علي رض1ومالك والشافعي وسائر الفقهاءرض3 في المسألة، فقد ظنوا ظنا ولم يوافقوا فيه واقع المسألة.
وكلام الشوكاني رحمه الله في غاية الدقة وبعد النظر وتعليق الأخ الشهري عليه جميل ومهمّ.
فالمرجع في مثل هذه المسائل هو تاريخ القضية من الناحية الواقعية والتجريبية، وفي تراثنا الفقهي والتشريعي محاولات من قبل مسلمين أن يفهموا النصوص وهذه المحاولات جهد بشري وكل جهد بشري عرضة للقصور.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خير وزادكم علما و هداية و فتح عليكم و علينا فتوح العارفين بكتابه يارب(/)
تدبر في قوله تعالى {بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}
ـ[الجنوبي]ــــــــ[05 Sep 2010, 08:29 م]ـ
] {بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} الزمخشري: هذان الوقتان (وقت البيات ووقت القيلولة)، لأ?ما وقت الغفلة والدعة فيكون نزول العذاب فيهما أشد وأفظع،
وقوم لوطأهلكوا بالليل وقت السحر،
وقوم شعيب وقت القيلولة. انتهى.
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[06 Sep 2010, 05:07 م]ـ
تأملت في قوله تعالى (حكى اذا اخذت الارض زخرفها و ازينت أتاها امرنا ليلا او نهارا) فظهر لي إن أمر الله (قيام الساعة) إذا جاء عم الارض كلها،وأهلها يومئذ بين مليل ومنهر، فناسب أن يقول (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا) ليشمل جميع سكانها.فسبحان العليم الحكيم
ـ[ريم]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
بالنسبة لـ:" مليل ومنهر" أول مرة أسمعها و لم أفهم المراد إلا بعد تكرار النظر لكن لم أستطع قراءتها هلا قام أحد بتشكيلها
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
بالنسبة لـ:" مليل ومنهر" أول مرة أسمعها و لم أفهم المراد إلا بعد تكرار النظر لكن لم أستطع قراءتها هلا قام أحد بتشكيلها
وإياكم جزى رب العباد.
مليل بضم الميم وسكون اللام وكسر ما بعده أي داخل في الليل
منهرعلى الوزنأي داخل في النهار كما تقولين متهم و منجد ووو. أرجو ان يكون الامر قد اتضح.
ـ[ريم]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:36 ص]ـ
شكراً نعم اتضح
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:26 ص]ـ
لفظ سكرت الباب هل هي مأخوذة من قولة تعالى (سكرت ابصارنا)
أخوكم المحب / ابوسلمان
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[12 Oct 2010, 03:17 م]ـ
نعم هي من قولهم "سكرت مجرى الوادي" إذا سددته،ومادة س، ك،ر تفيد معنى الاغلاق و التغطية.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Oct 2010, 04:20 م]ـ
فلماذا كانت (بياتاً) بلفظ مفرد، و (هم قائلون) جملة؟(/)
كيف نتدبر القرآن وننتفع به؟ دورة تدريبية عرض بوربوينت
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 03:55 ص]ـ
برنامج تدريبي قدمه فضيلة الشيخ د. عويض بن حمود العطوي في كثيرٍ من المناطق، نرفق لكم مادته وهي عبارة عن (عرض شرائح)، سائلين المولى عز وجل أن ينفع بهذه المادة.
تحميل المادة ( http://alatwi.net/imgads/Kayfa-natadabar.ppt)
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:35 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم(/)
المخطط التفصيلي لتدبر سورة النصر
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:05 ص]ـ
http://alatwi.net/images/Sorat-Al-nnasr-Maqal-Mosuwar.png
ـ[ريم]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:39 ص]ـ
رائع ...
حبذا لو يكون مثل هذا لسور القرآن كافة
أخي الكريم من أين عثرت على هذا؟ أريد الاستزادة
جزاك الله خيراً
ـ[الجنوبي]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:25 ص]ـ
لاتوجد غلا واحدة فقط في موقع الدكتور العطوي
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[07 Sep 2010, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
سمعت في احد البرامج على المجد الشيخ اظنه ابو بشيت يقول انه قد وضع مخطط تفصيلي لسورة البقرة
وذكر موقعه .. ما المطلوب؟
نسيت موقعه وقد بحثت على قوقل ولم اجدها فان تيسرت لاحدكم فارجو ان يفيدنا بها
ـ[الجنوبي]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:19 ص]ـ
حياكم الله
و ماذكرتم لا علم لي به(/)
من أسرار سورة الحجرات عرض بور بوينت
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:07 ص]ـ
من أسرار سورة الحجرات
- هل أدركتَ شأن القيَم؟
- هل عرفت أنواع الأدب مع الرب، مع الرسول، مع المخالِف، مع الموافِق ... ؟
- الأخلاق الستة المحذروة، هل عرفتها؟
كل ذلك ستجده في الملف المرفق، والذي هو عبارة عن عرض باوربوينت.
تحميل ( http://alatwi.net/imgads/Al-Hojaraat-Aradh.ppt)(/)
أسرار سورة الكهف؟ عرض بوربوينت
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:08 ص]ـ
أسرار سورة الكهف؟
- لماذا تقرأ سورة الكهف كل جمعة؟
- ما سر ذكر النور مع هذه السورة في الأحاديث؟
- ما علاقة هذه السورة بالدجال؟
- ما أهم موضوعاتها؟
كل ذلك ستجده في الملف المرفق (باوربوينت).
تحميل ( http://alatwi.net/imgads/Al-Kahf-Ardh.ppt)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2010, 09:45 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على هذه المشاركة ولكن الملف مرفوع سابقًا على الملتقى تحت هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=113025
فأرجو التأكد من الموضوع قبل إضافته لئلا يحصل تكرار.
بارك الله فيك
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:34 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم
قبل و ضع المشاركة استخدمت خاصية البحث للتاكد من عدم التكرار فما ظهر شئ لي فوضعتها
لكن بما انه تبين التكرار فتحذف و سأراسل مشرف القسم بحول الله
ـ[ريم]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:11 م]ـ
عرض رائع
جزاك الله خيراً(/)
كيف يكون درس القرآن مؤثرًا؟ عرض بوربوينت
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:10 ص]ـ
كيف يكون درس القرآن مؤثرًا؟
يشتكي الكثير من معلمي مادة القرآن الكريم من (كثرة الطلاب، ضيق المكان، طول المنهج، كثرة النصاب التدريسي، وغيرها من العقبات)، فلا يكون لمادة القرآن أثرٌ في الطلاب، بسبب عدم تخطي معلم المادة لهذه العقبات، ومن ثم الارتقاء بحصة القرآن الكريم، والإفادة منها حق الإفادة، وإدخالها إلى نفوس الطلاب بوسائل عدة.
في هذه المادة ستجد -أخي الكريم- أهم الطرق والسبل التي توصل معلم القرآن إلى الارتقاء بطلابه في حصة القرآن الكريم.
كل ذلك ستجده في الملف المرفق (باوربوينت).
تحميل
( http://alatwi.net/imgads/Dars%20Al-Quraan.ppt)(/)
سؤال تدبر:إن قلت: لم جمعت الديار، مع الصيحة، وأفردت مع الرجفة؟
ـ[الجنوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 05:23 ص]ـ
السلام عليكم
((فأخذ?م الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين)) في الاعراف: أفرد الديار، وقال في هود ((وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)) فجمع الديار مع الصيحة، وأفردها مع الرجفة.
فال ابن عرفة في تفسير سورة الأعراف:
فالجواب من ثلاثة أوجه
الأول
: لشيخنا: وهو أن أثر الصيحة في القلوب، لقول الزمخشري: (أتتهم صيحة
من السماء
)، فتقطعت قلو?م فهلكوا.
وأما الرجفة فأثرها في أبدا?م، ومساكنهم، لأ?ا زلزلة تزلزل الأرض ?م، وهي مسببة عن
الصيحة، حسبما قال الزمخشري
: (({الرجفة}: الصيحة التي زلزلت لها الأرض، واضطربوا لها)).
فجمعت الديار مع الصيحة لأ?ا تنال كل واحد في داره، وتبقى الديار على حالها، ولما كانت
تصير كدار واحدة بالرجفة
أفردت معها.
الثاني
: للشيخ ابن عبد السلام: وهو أن الرجفة: عقوبة أرضية، (فنسبة) الديار إليها نسبة
واحدة، والصيحة عقوبة سماوية، فتخص كل دار على حد?ا
الثالث: لصاحب درة التتريل: وهو أن (الآيات التي ذكرت فيها الديار)
.ذكر فيها نجاة النبي وقومه، وكانوا يجتمعون (لاستماع) قوله، واختبار أحواله،
فلما ذهب المعنى الذي كانوا
(به) يجتمعون لأجله، تفرقوا في البلاد، فناسب جمع الديار، والآية
التي أفردت فيها الرجفة لم يذكروا فيها نجاة النبي وقومه، وإذا لم يترل النبي من أظهرهم لم يزالوا
مجتمعين، فكأ?م في دار واحدة، وعذا?م عذاب واحد
ـ[ريم]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:51 ص]ـ
جميل
ـ[الجنوبي]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:24 ص]ـ
حياك الله و بارك فيك(/)
لماذا لا نتأثر بالقرآن؟
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:08 ص]ـ
لماذا لا نتأثر بالقرآن؟
الحلقة (1)
قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر21].
سؤال نطرحه على أنفسنا عند تلاوتنا، أو سماعنا لكتاب الله، لماذا لا نتأثر بالقرآن؟
القرآن الذي كان بأيدي الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ... هو القرآن الذي بين أيدينا اليوم.
لماذا هم يتأثرون بالقرآن، ونحن لا نتأثر؟
لماذا هم يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويقفون عند حدوده، ونحن في إعراض مستمر عن أحكامه، وتعاليمه، وتوجيهاته؟.
لماذا يبكون عند تلاوة القرآن، ونحن لا نبكي إلا من رحم الله؟
لو سألت أحداً منا اليوم:
ماذا استفدت من قراءتك للقرآن؟
لن يتعدى الجواب عند أحدنا: " للحصولِ على الثواب ".
وأنعم بها من فائدة ... ولكن أين العناية والاستفادة من معاني القرآن، وما تحمله من هداية واستقامة على دين الله، وأوامر الله:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة185].
هدى، وبينات من الهدى والفرقان ....
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء 9].
يهدي للتي هي أقوم ....
(مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه2].
سعادة ...
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) [الفرقان32].
تثبيت للقلوب ...
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [الزمر 27].
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) [ق45].
ذكرى وموعظة ...
(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر21].
خشوع لله، وتعظيم ...
فالواحد منا يقرأ القرآن، ويختم القرآن، ويجود القرآن، ويقرأه على عدة قراءات، ويفسره، دون أن تجد أثراً لهذه القراءة، وهذا التفسير في أفعاله وسلوكه ـ إلا من رحم الله ـ بل لو سألت أحداً منا عن الآيات التي أستوقفته وأثرت فيه وفي حياته، لا تجد عنده جواباً.
فهل القرآن نزل من أجل تجويده، وترتيله، وتفسيره، وطلب الثواب في قراءته فقط؟!!
لا، قيمة القرآن وبركته، تكمل في معانيه، في تدبره وتأمله، والعمل به، فما اللفظ وترتيله إلا وسيلةٌ في إدارك المعنى وتحصيله، وطلبِ الخشوع، و التأثرِ به ..
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء82].
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [ص29].
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد24].
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:10 ص]ـ
الحلقة (2)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ في مقدمة أصول التفسير (ص 75): «ومن المعلوم أن كلَّ كلامٍ فالمقصودُ منه فهمُ معانيه دون مجردِ الفاظه، فالقرآنُ أولى بذلك» أهـ.
فالعبرةُ ليست بمقدار ما يقرأه الإنسان، بل بمقدار ما يستفيده.
فأين التأثيرُ من قراءة القرآن .. والله تعالى يقول:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً) الآية [الرعد31].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر21].
هل يكون تأثرُ الجن بهذا القرآن خيراً منا؟!
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (32). [سورة الأحقاف].
أين النفوسُ والقلوبُ التي تحسنُ الاستماعَ إلى القرآن، واستقبالَه، والتعاملَ معه على أنه كتابُ هدايةٍ وشفاءُ للناس من الجهل، والشرك، والذنوب، والمعاصي، شفاءٌ للقلوب من ظلمةِ الكفر والشرك بالله إلى نور الإيمان والهداية، والفرحِ والسرور، والرضا عن الله تعالى؟
أين القلوب التي تحسن الاستماعَ إلى القرآن، والتأثرَ به، والعملَ به ..
قبل أيام من شهر رمضان المبارك كنت أستمع إلى قراءة أحد أئمة الحرم عبر الرائي يقرأ ـ حفظه الله ـ بقراءة كلها خشوع وبكاء، وكنت أنظر إلى عدسة التصوير تجوب أرجاء الحرم المكي الشريف وترى الناس وكأنهم لا يسمعون القرآن ـ إلا من رحم الله ـ وعندما قنت الإمام وأخذ بالدعاء رأيت العجب من البكاء، والخشوع، والتضرع ـ وهذا طيب ـ ولكن كان الأولى أن ترى هذا الخشوع، وهذا البكاء، وهذا السؤال والتأثر في الناس وهم يستمعون القرآن، وهم يستمعون تلك الآيات التي لو أنزلت على (جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) [الحشر21].
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:12 ص]ـ
الحلقة (3)
لماذا غير القرآنُ حياةَ الصحابة – رصي الله عنهم -، ولم يغير حياتَنا؟!
الجواب: لأنهم أحسنوا التعاملَ مع القرآن، أدركوا قيمتَه وفهموا المقصدَ من نزوله، وأنه لا عزَّ لهم ولا نصرَ لهم إلا بالتمسك به وبتعاليمه.
عاش الصحابةُ القرآنَ بكل ما فيه، تلاوةً، وخشوعاً، وتدبراً، وعلماً، وعملاً، حتى صار الواحدُ منهم كأنه قرآناً يمشي على الأرض.
كان القرآنُ حياتهُم:
أخرج ابن إسحاق، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في غزوة ذات الرِقاع من نخل، فأصاب رجل إمرأة رجل من المشركين. فلما انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قافلاً أتى زوجُها ـ وكان غائباً ـ فلما أُخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يُهَرِيقَ في أصحاب محمد دماً. فخرج يتبع أثر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فنزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ منزلاً فقال: «من يكلؤنا ليلتَنا؟» فانتدب رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله. قال: «فكونا بفم الشِّعب من الوادي» فلما خرجا إلى فم الشِّعب قال الأنصاري للمهاجري: أيُّ الليل تحب أن أكفيكَهُ أولَه أم آخرَه؟ قال: بل أكفني أوّلَه، فاضطجع المهاجريُّ فنام؛ وقام الأنصاريُّ يصلِّي.
قال: وأتى الرجل: فلما رأى شخصَ الرجلِ عرف أنه ربيئةُ القوم، فرمى بهم فوضعه فيه، فانتزعه الأنصاريُّ ووضعه وثبت قائماً.
قال: ثم رمى بسهم آخر فوضعه فيه، فنزعه فوضعه وثبت قائماً.
قال: ثم عاد له بالثالث، فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، ثم ركع وسجد، ثم أهبّ صاحبَه، فقال: إجلس فقد أُثْبِتُ.
قال: فوثب الرجل، فلما رآهما عرف أنه قد نَذِرا به، فهرب.
قال: ولما رأى المهاجريُّ ما بالأنصاري من الدماء، قال: سبحان الله!! أفلا أهببتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة أقرؤها، فلم أحبَّ أن أقطعها حتى أنفذها.
فلما تابع عليّ الرمي ركعت فآذنتك، وايْمُ الله، لولا أن أضيِّع ثغراً أمرني رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بحفظه لقَطَع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها.
علقه البخاري في "صحيحه" في " كتاب الوضوء" فقال: ويذكر عن جابر بن عبد اللّه، أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان في غزوة ذات الرقاع، فرمى رجل بسهم فنزفه الدم، فركع وسجد ومضى في صلاته. انتهى.
قال الحافظ في الفتح (1/ 375): «وصله ابن إسحق في المغازي، قال: حدثني صدقة بن يسار، عن عقيل بن جابر، عن أبيه مطولاً.
وأخرجه أحمد، وأبو داود، والدارقطني، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، كلهم من طريق ابن إسحق.
وشيخه صدقة ثقة، وعَقيل بفتح العين لا أعرف راوياً عنه غير صدقة، ولهذا لم يجزم به المصنف، أو لكونه اختصره، أو للخلاف في ابن إسحق».
وقال: «وأخرجه البيهقي في الدلائل من وجه آخر، وسمى الأنصاري المذكور عباد بن بشر، والمهاجري عمار بن ياسر، والسورة الكهف».
القوةُ في تعظيم القرآن، الهيبةُ لكلام الله وهو يقرأ، سرُ حياتهم هذا القرآن.
وايْمُ الله، لولا أن أضيِّع ثغراً أمرني رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بحفظه لقَطَع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:14 ص]ـ
< BLOCKQUOTE> الحلقة (4)
العبرةُ ـ والله ـ ليس بختم القرآن فقط دون تدبر وتعقل لمعانيه، العبرة أن نقيم القرآن في حياتنا وواقعنا، أن نقرأ القرآن على مكث:
< FONT face="Traditional Arabic">( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْ
ـ[محمد جمال ابراهيم]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:25 م]ـ
اولا اشكر الاخ الفاضل علي اثارة هذا الموضوع لانه من وجهة نظري مهم جدا
تدبر القرآن
وردت نصوص كثيره تحث المسلمين علي تدبر القران وانه ما نزل الا لهذا الامر
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها وايضا قوله تعالي كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته. وغيرها
ترك التدبر هو نوع من انواع الهجر, هجر القرآن ليس فقط هجر تلاوة كما تعلمون ولكنه هجر 1 - تلاوه 2 - سماع 3 - تدبر 4 - استشفاء وتداوي 5 - عمل
ولكن كل من يقرا القران الامن رحم ربي لا يعنيه فقط الا هجر التلاوه فاذا قرا يعتقد بذلك ادي الذي عليه حتي ولم يعي شيئا مما قرا
وهذا الذي عليه حالنا اليوم ,فقوم يقومون باقامة حروفة ومضيع لحدوده! وقوم مضيع لحدوده وحروفه!
فعندما يخطئ بعضنا في نطق ايه يقولون اين التجويد ولكن اذا قرات مجود لا يسالك عن التدير
وانا اعتقد من وجهة نظري ان تدبر القرآن واجب وتجويده مستحب.
تدبروا حفطكم الله (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ( http://tafsir.net/vb/#docu)) انا اعلم انكم تحفظونها منذ نعومة اظفاركم , ولكن اين الخشوع من خشية الله , فيالهها من غفله.
وسوف اقوم بطرح موضوع جديد حول كيفية تدبر القران علي الاعضاء والمشرفين لعلهم يفيدوننا في هذا الموضوع الذي والله لا يقل اهميه عن علم القرآت او التجويد.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:37 م]ـ
الحلقة (4)
العبرةُ ـ والله ـ ليس بختم القرآن فقط دون تدبر وتعقل لمعانيه، العبرة أن نقيم القرآن في حياتنا وواقعنا، أن نقرأ القرآن على مكث:
(وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) [الإسراء106]
على مُهل وتؤدة ليفهموه ..
وأخيراً: هذا القرآن، هو القرآن الذي كان بأيدي الصحابة .. والذي صنع منهم الجيل المثالي للأمة، صنع منهم العلماء، صنع منهم الدعاة، صنع منهم العُبّادَ، والأتقياءَ، والقادةَ، والأبطالَ، صنع منهم النساءَ المثاليات، والأمهاتِ المربيات، لا يعرفن تبرجاً ولا سفوراً، نصب أعينهن قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب 33].
صنع لهم حياةً مثاليةً فيها عزُّ الدنيا والآخرة ..
فما الذي حدث؟
لماذا لم يعد القرآن ينتج مثل نماذج الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين ـ رحمه الله ـ؟
هل فقد مفعوله في الأمة، أم الأمة فقدت مفعولها من القرآن؟
لا واللهِ، العيبُ فينا .. العيبُ في الأمة ... وليس في القرآن، حاشا لله أن يكون في القرآن، وهو معجزةُ الله الخالدة إلى يوم القيامة، الهدايةُ من الله للأمة:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء 9].
الخلل فينا نحن، فمع وجود المصاحف في كل بيت، وما تبثه الإذاعات ليل نهار من آيات القرآن، ومع وجود عشرات بل مئات الآلاف من الحفاظ على مستوى الأمة وبصورة لم تكن موجودةً في العصر الأول، إلا أن الأمة لم تجن ثماراً حقيقية لهذا الاهتمام بالقرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لأننا لا نوفر للقرآن الشروط التي يحتاجها لتظهرَ آثارُ معجزته ويقوم بمهمة التغيير، فلقد اقتصر اهتمامنا بالقرآن على لفظه، واختزل مفهومُ تعلم القرآن على تعلم حروفه، وكيفية النطق بها دون أن يصحبَ ذلك تعلمُ معانيه، وأصبح الدافعُ الرئيسي لتلاوته هو نيل الثواب والأجر دون النظر إلى ما تحمله آياته من معان هادية وشافية، مما جعل الواحدَ منا يسرح في أودية الدنيا وهو يقرأ القرآن، ويفاجأ بانتهاء السورة ليبدأ في غيرها، ويبدأ في السرحان مرة أخرى دون أن يجد حرجاً في ذلك، بل إنه في الغالب ما يكون سعيداً، وفرحاً بما أنجزه من قراءة كماً لا كيفاً!
ندير مؤشر المذياع على صوت قارئ القرآن، ثم نتركه يرتل الآيات، ويخاطب بها الجدران (وأستغفر الله من هذا اللفظ، فإنه عظيم)، أو للبركة، أو من أجل العين، أو الحسد، أو السحر فقط، هذا هو حالنا وواقعنا مع القرآن، ثم ينصرف كل منا إلى ما يشغله، فأين الاستماع إلى القرآن؟.
هذا هو تعاملنا مع القرآن، تعاملٌ شكليٌّ لاحقيقة فيه، تعاملٌ مع حروفه، تعاملٌ مع التغني به، تعاملٌ مع تجويدِهِ وقراءتِهِ على عدةِ أوجه .. تعاملٌ لجعله فقط رُقى نعالج به المرضى ...
وهذا، والله طيب، ولكن أين التعامل الحقيقي مع القرآن، أين التعامل مع معانيه، أين التعامل مع حدوده وواجباته، وأوامره ونواهيه، أين التعامل مع توجيهاته وتوصياته، أين التعامل مع التفقه فيه، أين التعامل مع أوامره ونواهيه، لهذا فقدنا تأثير القرآن، فقدنا معجزة القرآن، تغيرت علينا أنفسُنا وقلوبنُا وأصبحنا لا ننتفع بالقرآن.
فلا بد من عودة لنحيا بالقرآن ..
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال2] ..
(إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) [النمل].
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تم بحمد الله تعالى ..
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:36 ص]ـ
يعطيك العافية يا شيخ ضيدان
على هذه الكلمات المباركات ..
وأظن أن الأمر متعلق بالتوفيق والإعانة، والحرمان والخذلان
ولا يخفاك ما ماز الله به تعالى الرعيل الأول رض3 من غيرهم
ولا يمنع أن يتحقق ذلك بعدُ في جماعة محدودة أو أفرادٍ معينين بفضله ومنّه عز وجلّ
كما أن الله سبحانه - يغار على كتابه إذا جمع العبد به ما يضاده فيصرفه عنه ..
وأيضاً لطبعنا وجبلتنا الناقصة المقصّرة نحتاج دوماً إلى التذكير والموعظة والتوسع في ذلك
أما أن تطمع أن نكون ملائكة لا نذر صغيرة ولا كبيرة منه إلاّ قمنا بها .. فهيهات!
أسأل الكريم الرحمن لي ولك، ولكل مسلم أن يجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا
وجلاء همومنا وغمومنا وأن يتوفانا وهو راضٍ عنّا
يارب ..
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[21 Oct 2010, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خير موضوع جميل نحن بحاجة ان نعيش مع القرآن محبك ابو سلمان(/)
استشارة في بحث عن أهمية أصول الفقه بالنسبة للمفسر
ـ[محمد آل يعقوب النوبي]ــــــــ[06 Sep 2010, 11:35 ص]ـ
http://img296.imageshack.us/img296/8479/7094ha0.gif
هذه استشارة من أخينا الشيخ" أبي هشام نصر بن عبد الستير " - حفظه الله - طلب مني أن أوصلها لفضيلتكم لأنه لا يستطيع الدخول إلى العنكبوتية
وهي حول بحث يعده في أهمية أصول الفقه بالنسبة للمفسر وأنه لا يمكن للمفسر أن يستغني عن فصول من أصول الفقه
وضرب الأمثلة ببعض المفسرين الذين اخطأوا في التفسير بناء على عدم مراعاة القواعد الأصولية
هل سبق وكتب بهذا الموضوع بحثا يكفي؟
وما هي المراجع التي تنصحونه بها؟
ونصيحتكم له في هذا البحث
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[07 Dec 2010, 07:14 م]ـ
الأخ محمد بارك الله فيك: الشيخ فهد الوهبى له بحث فى هذا الموضوع لا أدرى أطبع أم لا عنوانه (المباحث المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه)، وإليك بعض الفوائد للشيخ مساعد الطيار أثناء شرحه الصوتى للنوع الخمسين من كتاب الإتقان.
-بحث مقترح مهم: هل نحن بحاجة لهذه المصطلحات الأصولية؟ ومادام أن لها علاقة بالتفسير فهل نحن نطبقها كما يطبقها الأصوليون؟ أم هل يمكن الاستغناء عنها لمصطلحات خاصة تكون مرتبطة بالتفسير؟.
-وجهة نظر د/مساعد: أننا عندما نقرأ فى كتب التفسير لا نجد لهذه المصطلحات أثراً وإنما نجد التطبيقات موجودة، فهنا نقول أنه يمكن التجديد فى هذه الموضوعات والاقتصار على مانحتاجه ونرى له أثراً بيناً كالعام والخاص والمحكم والمتشابه النسبى، أما بقيتها كالمنطوق والمفهوم والمجمل والمبين .. الخ فتطبيقها من جهة الاصطلاح قليل جدا فنحتاج إلى تطبيقها تطبيقات خاصة على سورة معينة مثلاً.
أما المتقدمون فتطبيقهم لها قليل جدا ولايوجد إلا فى الأحكام بقلةٍ أيضاً، والشنقيطى مثالٌ لمن بحث هذه المباحث فى التفسير.(/)
قواعد التدبر (القواعد العلمية)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:56 ص]ـ
قواعد التدبر
(القواعد العملية)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد تقدم ذكر جملة من القواعد العلمية التي تمثل أساساً لقدح زناد الفكر، وإذكاء جذوة العقل، وفتح أقفال القلب، لتحصيل التدبر، الذي يورث الانتفاع بالقرآن العظيم. وإلى جانب تلكم القواعد العلمية المنشئة، هناك قواعد عملية مساعدة، تعين العقل على القيام بوظيفته، وتستجيش القلب لتفجير ينابيع الحكمة، من الذكر الحكيم. فمن ذلك:
أولاً: الترتيل، والتغني: وصفان يتعلقان بالأداء، يؤثران في التالي، والسامع. قال البغوي، رحمه الله: (ترتيل القراءة: التأني، والتمهل، وتبيين الحروف، والحركات) شرح السنة: 2/ 465. وقد وصف ذلك أنس، رضي الله عنه، لما سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كان يمد مداً. ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. رواه البخاري. وكذا صنعت أم سلمة، رضي الله عنها، لما نعتت قراءته، صلى الله عليه وسلم، فإذا هي تنعت قراءةً مفسرة، حرفاً، حرفاً) رواه الثلاثة.
وهذا اللون من الأداء، يتيح للعقل أن يستحضر المعاني، وللقلب أن يستدعي المشاعر، دون ازدحام، أو تداخل، كمن يشرب الماء بأنفاس، فيهنأ به، بخلاف من يعبه عباً، بنفس واحد، كشرب البعير.
وأما التغني فوصف تحسيني، تكميلي، يراد به: تحسين الصوت بالقرآن. وفي المتفق عليه: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن). قال القرطبي، رحمه الله: (أي ليس منا من لم يحسن صوته بالقرآن) مقدمة الجامع لأحكام القرآن: 1/ 11، وحكى خلاف السلف في مسألة (التطريب). قال ابن القيم، رحمه الله: (وفصل النزاع أن يقال: التطريب، والتغني، على وجهين: أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف، ولا تمرين، ولا تعليم، بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب، والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعته بفضل تزيين، وتحسين، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: (لو علمت أنك تسمع، لحبرته لك تحبيراً) ... فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه، ويستمعونه، وهو التغني الممدوح، المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي، والسامع ... الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل غلا بتكلف، وتصنع، وتمرن، كما يتعلم أصوات الغناء، بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزان مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلم، والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلف، وعابوها، وذموها، ومنعوا القراءة بها، وأنكروا على من قرأ بها) زاد المعاد: 1/ 492 - 493.
ولا ريب أن التغني المحمود، مدعاة لتيقظ العقل، وحضور القلب، ونشاطهما، وتنعمهما، مما يوجب تأثراً، ويثمر تدبراً.
ثانياً: الوقوف، والتكرار: وصفان زائدان على مجرد التلاوة، والأداء، يقصد بهما إعطاء النفس قدراً أكبر، وزمناً أطول، وذوقاً أنعم، للتدبر. فيتخلل ذلك إدامة فكر، أو لهج بذكر. قال حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقرأها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها. يقرأ مترسلاً؛ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع) رواه مسلم. وعن عوف بن مالك، رضي الله عنه، نحوه، عند أبي داود.
إن هذا التوقف، والتقطيع، يعزز التأمل، وينتج المناجاة؛ فكأن العبد في محاورة مع ربه، ومراجعة في الكلام؛ يتملقه، ويتضرع إليه، ويعمر قلبه بمعاني العبودية.
وقد لا تطيب نفس المؤمن من قراءة الآية مرةً واحدة، ولا يحس بالشبع والامتلاء منها، حتى يكررها، ويبالغ في تذوقها. فعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح، يرددها: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) رواه أحمد وابن ماجه، وإسناده صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجرى نحو ذلك لعدد من الصحابة؛ كتميم الداري، وابن مسعود، وأم سلمة، وغيرهم، رضي الله عنهم، ولجمع من التابعين؛ كسعيد بن جبير، والضحاك، وغيرهم. عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذّوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة. رواه البغوي.
ثالثاً: الخلوة: قطع الشواغل والمؤثرات الخارجية، يصفي الذهن، ويجمع الهم. لكن العزلة المطلقة ضرب من الرهبنة المذمومة، تفوت بها مصالح شخصية كثيرة، وتهدر بها مقاصد شرعية عامة. لذلك كان (المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم) رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني. وجمعاً بين المصالح ينبغي للمؤمن اللبيب أن يفرغ شيئاً من يومه أو ليلته، للنظر، والتفكر، والتأمل. وأعظم ما أجال فيه النظر كتاب الله؛ فإنه يفتح عليه في أوقات الصفاء، والفراغ من الشواغل، ما لا يفتح عليه في حالات الحركة، والضجيج. جاء في حديث بدء الوحي: (ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ) رواه البخاري
ومن عجيب ما يساق في فضل الخلوة في القرآن، ما قاله شيخ الإسلام، ابن تيمية، رحمه الله، حين سجن في قلعة دمشق: (قد فتح الله علي في هذا الحصن، في هذه المرة، من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 344
رابعاً: القيام به ناشئة الليل: قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل: 6]. قال ابن كثير، رحمه الله: (والمقصود أن قيام الليل، هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع على التلاوة؛ ولهذا قال: {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا} أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولَغَط الأصوات وأوقات المعاش) تفسير القرآن العظيم
لم يزل التهجد شعار الصالحين الذين (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [السجدة: 16]. وفي تلك المناسبة الحبيبة إلى قلوبهم، وقد صفوا أقدامهم في محاريبهم، وصوبوا أبصارهم إلى مواضع سجودهم، وقاموا مقام العبودية، يفيض الله عليهم من فتوحاته، وإلهاماته، ما لم يكن لهم بحسبان، وما لم يخطر من قبل بالأذهان.
ألا ما أحوجنا إلى القرآن العظيم، لنتدبره، ونتعظ به، ونستشفي به، ونستنبط منه الهدى، والرشاد، في أمورنا الخاصة، وهمومنا العامة. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المصدر:العقيدة والحياة ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=b7ic1nnf)(/)
حم
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Sep 2010, 10:00 ص]ـ
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير
قال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
المتفكر في هذه الآية يستنتج أن المخاطب بهذا الكلام يتولد في ذهنه سؤالان يود الإجابة عليهما هما:
1) متى يرينا آياته؟
2) ماهي تلك الآيات؟
لو قلت لأحد: عندي لك مفاجأة سأريكها في المستقبل، فإن السؤال الذي سيشغل بال المخاطب والذي يريد معرفة إجابته هو:
1) ماهي تلك المفاجأة؟ و 2) متى سيرينيها؟
كذلك قوله تعالى (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ)، فالسؤال الذي نتطلع إلى معرفة الإجابة عليه بالتفصيل هو من شقين (متى وما هي).
إن كانت الإجابة فقط على أحدهما فتفصيل الإجابة لا يعتبر حينئذ كاملا.
إذا فلا بد أن تفصيل الآية 93 من سورة النمل موجود في الذكر الحكيم، وأن السورة التي ينبغي أن تتضمن التفصيل هي سورة (فصلت)، فاسم السورة يدل على طلاقة التفصيل، كما أن الآية الثالثة منها تؤكد التفصيل (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
وجدنا في سورة (فصلت) تفصيلا للآية 93 من سورة النمل ملخصا في الآية 53 وهي ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... ).
هذه الآية تتضمن جوابا على (متى وماهي تلك الآيات التي سيرينها الله).
في الآفاق: تفصيل الجواب على (متى سيريكم آياته).
في الأنفس: تفصيل الجواب على (ما هي تلك الآيات).
أما (في الآفاق) فينبغي أن تكون سورة فصلت هي السورة الخامسة عشر ترتيبا في المصحف إذا بدأنا العد من سورة النمل لأن الله أرانا آياته في أنفسنا في هذا القرن وهو القرن 15، فقد رأينا كيف ضرب الله المسيح ومحمدا عليهما الصلاة والسلام مثلا آيتين في أنفسنا، فالمسيح صلى الله عليه وسلم آية لخلق الإنسان في بطن أمه ثم نفخ الروح فيه.
ومحمد صلى الله عليه وسلم آية تمثل ولادة الإنسان ليخرج إلى الحياة أميا لا يعلم شيئا فيتعلم.
فالمسيح يمثل مرحلة الحمل،ومحمد يمثل مرحلة الولادة، وبعد هذين المرحلتين فإن المرحلة المتوقع أن يضرب الله لها مثلا في أنفسنا هي مرحلة بلوغ سن الرشد، ورأينا أن الله ضرب إبراهيم عليه السلام مثلا لأمة الإسلام، فقد ذكر اسم إبراهيم في القرآن 69 مرة، منها 15 مرة في سورة البقرة بالرسم التالي (إبر'هم) بدون ياء بين الهاء والميم، فسورة البقرة وحدها التي انفردت بهذا الرسم، فكأن الرسم القرآني لاسم (إبر'هم) في سورة البقرة ضرب مثلا لطفولة الإنسان والأمة، والمرة الخامسة عشر والأخيرة التي ذكر فيها اسم (إبر'هم) بهذا الرسم في سورة البقرة هي في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
نفهم من هذه الآية أن الأمة تبلغ هداها في القرن 15 فترى آيات الله كما رأى إبراهيم عليه السلام آية إحياء الموتى، ويصبح إيمانها إيمان شهادة بعد أن كان إيمانا بالغيب، كما كان إيمان إبراهيم بالغيب فأصبح من الموقنين (حق اليقين) بعد أن أراه الله ملكوت السموات والأرض.
إذا فآيات الله في أنفسنا رأيناها في القرن 15 بعد الهجرة، فكان من الحكمة أن يعبر القرآن عن آية الآفاق هذه ترتيبا في المصحف، فمن (سيريكم آياته) سورة النمل إلى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) سورة فصلت مجموعها 15 سورة.
وبما أن سورة فصلت هي تفصيل لآيات في الأنفس رأيناها في هذا القرن فإن الآية (حم) هي أيضا آية في أنفسنا وفي الآفاق، فهي من الآيات التي تنطبق عليها (سيريكم آياته فتعرفونها) ويسأل عنها ب
(ماهي ومتى).
أما: ماذا تعني (حم)؟ فالإجابة على هذا السؤال يتطلب ربط الآية الأولى (حم) بالآية 53، فالآية 53 تعتبر شهادة شاهد (شهيد) بدليل قوله تعالى بعدها (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، ومنطقيا فإن أية شهادة توجب معرفة الشاهد والمشهود له، فلو سألت أحدا: ماذا بداخل هذا الظرف الأصفر؟ فأجابني: إنها شهادة في الهندسة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من شهد لمن؟
فسيجيب: إنها شهادة جامعة كذا للمهندس فلان، كذلك في سورة فصلت توجد شهادة وهي الآية 53، فلا بد من ذكر الشاهد والمشهود له، وبهذا نعلم ما ترمز إليه (حم) فهي: شاهد ومشهود له.
وأما الإجابة على (متى) كآية في الآفاق فإن مجموع أرقام آيات سورة فصلت من الآية 1 إلى الآية 53 هو تاريخ فك ما ترمز إليه (حم).
{1+2+3+4+5+ ... 53} = 1431، ونحن الآن في سنة 1431 بعد الهجرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2010, 12:51 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا علي وكل عام وأنتم بخير.
مقالتك هذه نتاج طبيعي لعدم انضباط قواعد ما تعتمد عليه من الأعداد وتوظيفها في فهم القرآن الكريم بالتشهي والخرص، وهذا فتح لبابٍ من أبواب تحريف معاني القرآن الكريم من بعد مواضعه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:49 م]ـ
ا
إذا فآيات الله في أنفسنا رأيناها في القرن 15 بعد الهجرة، فكان من الحكمة أن يعبر القرآن عن آية الآفاق هذه ترتيبا في المصحف، فمن (سيريكم آياته) سورة النمل إلى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) سورة فصلت مجموعها 15 سورة.
أخي الفاضل تعبير سنريهم تفيد الأستمرار أي في كل زمان وحين سنريهم آياتنا. فلآية لا تخص زمناً معيناً. وإذا كان فهمك أن الله أرانا آياته في القرن 15. فقل لي: ماذا سيرى أبناء القرن 18 بعد الهجرة وكيف سيفهمون هذا الفهم الذي توصلت اليه من خلال أرقامك؟ أليس من حقهم أيضاً أن يفهموا معنى تلك الآية وبالدقة التي فهمتها أنت.؟ أم أن لديك دليل أن هذه الآية تنتهي مدتها في القرن الخامس عشر وأنه ليس من حق أحد أن يقف عليها وقفتك أنت؟؟؟.
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم
بمناسبة قرب حلول العام الجديد كل عام وأنتم بخير.
الأخ الفاضل عبد الرحمن، تحية طيبة.
كان علي أن أضيف ما يلي:
قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.
الدعوة هنا لتدبر كتاب الله بكل آياته بما فيها الحروف المقطعة، لو كانت هذه الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمها لاستثناها من التدبر لأن تدبرها لن ينتج عنه فهم لمعانيها، وإذا كان الله قد وصف كتابه بأنه هدى للناس فإن بعض آيات هذا الكتاب حروف مقطعة، فكيف تكون هدى للناس ومعانيها مبهمة!! هل يهتدي العربي إلى طريقه بلسان أعجمي لا يفقه مفرداته!!.
إذن فالحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض السور هي آيات لها دلالاتها، لا بد أن تكون معانيها مفصلة في آيات السورة نفسها التي افتتحت بها، فالأستاذ لا يأمر تلاميذه بإيجاد قيمة س و ص بدون أن يفصل لهم ذلك في معادلة رياضية.
مفتاح العلم في هذه المسألة هو (فصلت) فالتفصيل بيان، يتعارض مع الإبهام،وقد تكرر التفصيل ثلاث مرات بصيغة واحدة وهي (فصلت):
1) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.
2) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ...
3) إسم السورة (فصلت).
الآية 44 بينت لنا عمل التفصيل، فهو ضد الإعجام، لو جاءتني رسالة مكتوبة باللغة الصينية فلن أفهم معاني مفرداتها لأنها أعجمية، فإذا ترجمت إلى العربية فإن معانيها تصبح مفهومة، هذا هو عمل التفصيل ونتيجته.
سورة (فصلت) افتتحت بعد البسملة بآية مكونة من حرفين (حم)، وصف الله هذه الآية بأنها (تنزيل من الرحمن الرحيم)، بعدها يصف الله الكتاب بأنه فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، فالتنبيه والتذكير بتفصيل الكتاب يأتي بعد الحروف المقطعة لأن هذه الحروف هي التي اختلف فيها الناس، فمنهم من قال إنها طلاسم لا معنى لها، ومنهم من قال إنها مما استأثر الله بعلمها، فيرد الله على هؤلاء بأنه قد فصل آيات كتابه كلها، ولا توجد فيه آية لا معنى لها.
ويصح أيضا أن تكون الآية الثالثة من سورة (فصلت) وصفا لما قبلها، ف (حم) كتاب فصلت آياته لقوم يعلمون، فلفظ (كتاب) يطلق على أي شيئ مكتوب حتى لو كان كلمة واحدة أو حرفا أو نقشا له معنى، قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ... ، (مِنْ كِتَابٍ) تعني أي شيئ يُكْتَب حتى لو كان حرفا واحدا. وبهذا تكون الآية الثالثة وصفا ل (حم)، فهو كتاب يرمز إلى معاني يدركها قوم يعلمون.
إذن ف (حم) هي آية بينة لقوم يعلمون، فهؤلاء الموصوفون ب (قوم يعلمون) هم الذين قال الله عنهم في نفس السورة: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالآية 53 هي تفصيل للآية الأولى (حم)، ف (حم) آية من الآيات التي قال الله عنها ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... )، لا يوجد ما ينفي أن تكون من ضمن آيات الآفاق والأنفس آية قرءانية،بل إن الضمير في (أَنَّهُ): حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ (أَنَّهُ) الْحَقُّ يوجب أن يكون من بينها آية أو آيات قرآنية لأنه يعود تقديرا على الرسول والرسالة، فما هو الذي يتبين لهم أنه الحق؟
لا شك أن الجواب هو (الرسول والرسالة)، وبما أن رسل الله هم أنفسهم آيات الله، والرسالات التي جاءوا بها هي آيات من عند الله فإن الآيات في الآفاق والأنفس هي آيات الرسول والرسالة، أي أننا سنرى الرسول صلى الله عليه وسلم آية في أنفسنا، ونرى الرسالة آية في أنفسنا، وهذا هو المنطق الحكيم، إذا قال أحد: سأريك مهارتي في الهندسة وفن العمارة حتى تعلم أني أملك قصرا رائعا فإن ما سيريكه هو قصره، كذلك الآيات في الآفاق الأنفس هي آيات الرسول والرسالة ليتبين لهم أن الرسول والرسالة حق.
بعض المسلمين كلما سمع عن اكتشاف علمي يتوافق مع القرءان يستشهد بالآية ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... ) هذا استدلال في غير محله لأن الكافر والملحد لا تنطبق عليه هذه الآية، فالله يري آيات الهدى للضال الذي يبحث عن الهدى وليس للملحد، ويزيد المهتدي هدى (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين). إذن فالآية التي تتناسب مع الاكتشافات العلمية التي تتوافق مع القرءان والتي قد يكتشفها ملحد هي (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ).
قوله تعالى: كتاب فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) هذا أيضا وصف للسورة، فكل سورة هي كتاب بحد ذاته، والوصف إذا بلغ الكمال صار إسما علما، وهكذا تجاوز التفصيل الوصف حتى صار اسم السورة (فصلت)، فما معنى أن يوصف كتاب بالتفصيل أو يسمى به؟
الكتاب أو الموضوع المفصل يعني أنه بين كل ما يتعلق بالموضوع بكل جزئياته.
مثلا: قال وكيل النيابة لقاضي المحكمة بعد أن سلمه ملف قضية جنائية: هذا الملف فيه تفصيل للقضية، ولما فتح القاضي الملف وجده يتكلم عن متهم بجريمة قتل، ووجد كذلك كلاما يفهم منه أن المتهم لم يكن ساعة وقوع الجريمة في مكان الحادث.
الملف لم يذكر اسم المتهم ولا اسم الشاهد، فكيف يحكم القاضي في هذه القضية وهو لا يعرف من هو الجاني ولا الشاهد على براءته.
إذا فالقضية ليست مفصلة، فالتفصيل ينقصه ذكر الشاهد والمشهود له، فلو ذكر اسم الشاهد (س) واسم المشهود له (ص) لصح عندئذ أن يوصف بالمفصل.
هذا المثل الذي ضربته لو جاءني في الاختبار وأجبت عليه بنفس هذه الإجابة لكان هو الجواب الصحيح، وأقسم بالله العظيم على صحته.
سورة فصلت كما يدل عليها اسمها شبيهة بهذا المثل الذي ضربته، فيها شهادة شاهد ومشهود له بدون تعريف للشاهد وللمشهود له، إذن فذكر الشاهد وذكر المشهود له (حم) هو الذي يجعل السورة (مفصلة)، فكان من الحكمة أن تعبر السورة عن هذا واقعيا حيث جاء ذكر التفصيل (فصلت) بعد (حم) تنزيل من الرحمن الرحيم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[04 Dec 2010, 12:38 م]ـ
ما هذا يا أبا علي؟!
الملاحظ أنه بعد اشتهار مسألة الإعجاز العددي انتشر نوع من الهوس، وساد الدراسات العددية غثاء يخشى أن يطغى على الحقيقة. وما كتبه أبو علي هنا مثال يحرّض الناس على الكفر بمسألة الإعجاز العددي. فالأخ أبو على يجمع الأعداد من 1 إلى 53 ليصل إلى نتيجة أن هذا العام هو العام الذي يبين الله ... عندما قرأت ما كتبه الأخ الكريم قلت في نفسي:" لعل الرجل يريد أن يبين لنا سخافة ما يصنعه البعض فبالغ لينبهنا وحتى نأخذ العبرة".
طغيان الأبحاث السخيفة لا يرد أهل الجد عن متابعة المسيرة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Dec 2010, 01:52 م]ـ
أخ أبا علي
كلامك هذا تكرره منذ سنين
كفى إعجازاً لـ (حم) وأخواتها، أن كل من يحاول تفسيرها على غير حقيقتها الحرفية يجلب على نفسه ضحك العالمين في كل القرون!!
(سنريهم آياتنا في الآفاق)
هل (حم) من الآفاق؟؟؟
وهل تعتقد أن الآفاق لم ينظر إليها أحد من الخلق إلا في هذا القرن؟؟؟(/)
مواقف مع الآيات .. سؤال لأساتذتى الأفاضل!!!
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة الكرام والعلماء الأفاضل:
زادكم الله علماً ونفع بكم، كنت أود السؤال عن كتاب أو مرجع يفيدنى في بحثى عن الآيات الكريمات التى جاء ذكرها أو تعليق عليها في موقف للنبي صل1 أو على لسان أحد الصحابة الكرام أو التابعين، وعلى سبيل المثال:
- في سورة الزمر وموقف الرسول صل1 حين تلا قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره).
- ما ذكره د. مصطفى مسلم من قصة الفرّان وفهمه لقوله عزّ وجلّ (إلا أن يشاء الله) في حلقة سورة الكهف من برنامج التفسير المباشر.
وهذا لما أجد فيه من الاستفادة والتدبر للآيات بجوار كتب التفاسير، وهو مما يساعد كثيراً على الإحساس بمعانى الآيات وتطبيقها في مواقف حية وليس فقط قراءتها كنص مكتوب، وإنما للجمع بين الفهم والتدبر والعمل، فكم سمعنا عن تأثر الصحابة بآيات نمر عليها يومياً دون أن نتأثر بما فيها من المواعظ!
أرجو إفادتى!!! جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن التالين له حق تلاوته وجعله لكم نوراً فى الدنيا والآخرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2010, 10:22 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
هذه المواقف حسب علمي غير مجموعة باستقصاء في كتاب واحد، ولكن يوجد بعض البحوث حول (موقف السلف من التأثر بالقرآن) فيه عدد من هذه المواقف والقصص. ولعلي أذكر بعضها بعد المراجعة.
وأما قصة الفران التي ذكرها شيخي الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله، فقد ذكرها العلامة أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه (أحكام القرآن) عند تفسير الآية 89 من سورة المائدة، وقد نقلها عنه القرطبي فقال:
قال ابن العربي: وكان أبو الفضل المراغي يقرأ بمدينة السلام، وكانت الكتب تأتي إليه من بلده، فيضعها في صندوق ولا يقرأ منها واحدا مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه ويقطع به عن طلبه، فلما كان بعد خمسة أعوام وقضى غرضا من الطلب وعزم على الرحيل، شد رحله وأبرز كتبه وأخرج تلك الرسائل، فقرأ فيها ما لو أن واحدا منها يقرؤه بعد وصوله ما تمكن بعده من تحصيل حرف من العلم، فحمد الله ورحل على دابة قماشه وخرج إلى باب الحلبة طريق خراسان، وتقدمه الكري بالدابة وأقام هو على فامي يبتاع منه سفرته، فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي
آخر: أما سمعت العالم يقول - يعني الواعظ - أن ابن عباس يجوز الاستثناء ولو بعد سنة، لقد اشتغل بذلك بالي منذ سمعته فظللت فيه متفكرا، ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لايوب: " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث " [ص: 44] وما الذي يمنعه من أن يقول: قل إن شاء الله! فلما سمعه يقول ذلك قال: بلد يكون فيه الفاميون بهذا الحظ من العلم وهذه المرتبة أخرج عنه إلى المراغة؟ لا أفعله أبدا، واقتفى أثر الكري وحلله من الكراء وأقام بها حتى مات.
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:48 م]ـ
شكر الله لك د. عبد الرحمن ونفع بك وجزاك عنى خيرا. وفي انتظار أن تفيدنى بذكر أسماء بعض البحوث في هذا الموضوع.(/)
ملاحظة: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)
ـ[حماد]ــــــــ[07 Sep 2010, 10:27 م]ـ
قال الله تعالى:
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=2&AyaNum=22&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1) البقرة 22
وقال تعالى
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=2&AyaNum=164&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1) البقرة164
وقال تعالى
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=6&AyaNum=99&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1) الأنعام 99
وقال تعالى
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=8&AyaNum=11&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1).. الآية الأنفال 11
وقال تعالى
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=14&AyaNum=32&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1) إبرهيم 32
وقال تعالى
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=15&AyaNum=22&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%85%d8%a7%d8%a1%26Level%3dexact%26Type%3dphrase% 26Page%3d0%26SectionID%3d-1) الحجر 22
http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=223&Words=%u0645%u0627%u0621&Level=exact&Type=phrase
ملاحظ أنه لم يذكر مصدر الماء في القرآن إلا وتذكر كلمة نزل قبله ومعلوم أن مصادر المياه العذبة كلها سواء التي من الأنهار أو التي من الآبار والعيون والينابيع كلها من الماء الذي أنزله الله سبحانه بقدرته من السماء ما يعرف بالأمطار أم ما لا يعرفه الكثير أن تحلية ماء البحر تكون بطريقة التكثيف وهي غلي الماء المالح في خزان ماء بدون ضغط , ويصعد بخار الماء الى أعلى الخزان ويخرج عبر مسار موصل الى المكثف الذي يقوم بتكثيف بخار الماء الذي تتحول الى قطرات ماء يتم تجميعها في خزان الماء المقطر. يعني أن البخار يصعد إلى أعلى كما تصعد أبخرة البحار والمحيطات مكونة السحب ثم تنزل كما ينزل الله الماء من السحب.
والله تعالى أعلم
هذا ما لاحظته فهل أنا على صواب أم مخطيء(/)
مصحف سيمانور لذوي القدرات الخاصة (جديد)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:49 ص]ـ
هذا مصحف سيمانور لذوي الاجتياجات الخاصة وفيه تحديث جديد قامت به الشركة، وهو يقوم بتنفيذ جميع الأوامر من تقليب لصفحات المصحف أو قراءته أو الذهاب للفهرس واختيار السورة عن طريق الأوامر الصوتية. فلعلكم تحاولون نشره لكي يصل للمنتفعين به من أصحاب الإعاقات شفاهم الله وعافاهم.
للحصول على البرنامج مع التفسير ...... اضغط هنا ( http://www.semanoor.com.sa/files/quranV.zip)
للحصول على تلاوة الآيات داخل البرنامج ...... اضغط هنا ( http://www.semanoor.com.sa/files/voice.zip)
للحصول على ترجمة الآيات المصحف داخل البرنامج ...... اضغط هنا ( http://www.semanoor.com.sa/files/tarjmah.zip)
متطلبات البرنامج:
نظام التشغيل:
1 - Windows XP عربي وانجليزي
2 - Windows Vista انجليزي فقط
3 - Windows 7 إنجليزي فقط
البرامج الملحقة:
1 - Flash Player 9 و ما بعده
2 - Real Player ويجب أن يكون آخر إصدار من الموقع الرسمي لهم 3 - SAPI 5
المصدر: هنا ( http://www.semanoor.com.sa/quranvoice.html) .(/)
القصة القرآنية - د. فضل حسن عباس
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:22 م]ـ
د. فضل حسن عباس
القصة القرآنية
أهمية القصة القرآنية
إن المساحة التي شغلتها القصة القرآنية من كتاب الله كانت مساحة واسعة، ما نظن أن موضوعاً آخر كان له ما كان للقصة من نصيب، فالقصص القرآني لايقل الحيز الذي شغله من كتاب الله تعالى عن الربع إن لم يزد قليلاً، فإذا كان القرآن ثلاثين جزءاً، فإن القصص يبلغ قرابة الثمانية أجزاء من هذا الكتاب ولا تعجب من ذلك، لأن القصة القرآنية لم تأت لتقرر هدفاً واحداً، بل إن هذا القصص كانت له أهدافه الكثيرة وغاياته المتعددة، فعلى سبيل الإجمال يهدف القصص القرآني إلى تربية نوع الانسان تربية تضمن له خير المسالك ليتبوأ أفضل المدن والممالك، وتحول بينه وبين المنزلقات والمهالك، وإذا أردنا أن نفصل بعض التفصيل، فإننا نجد أن القصص القرآني جاء:
أولاً: ليعمق العقيدة في النفوس ويبصر بها العقول، ويحيي بها القلوب، ويسلك لتلك القضية المهمة الخطيرة أحسن الطرق إمتاعاً وإقناعاً، إمتاعاً للعاطفة، وإقناعاً للعقل، هذه العقيدة بأسسها الكبرى، الألوهية والرسالة واليوم الآخر، وكل من هذه الأصول الثلاثة ذو قضايا رئيسة كثيرة، فلقد ركزت القصة القرآنية في مقام الألوهية على وحدانية الله، وعدله، وقدرته، وحكمته، وحبّه، وودادته لعباده.
وفي مجال الرسالة ركزت القصة القرآنية على الصفات الخيرة للأنبياء، ليكون للناس فيهم أسوة، وبهم قدوة فهم وإن كانوا بشراً إلا أنهم أكرموا بالوحي والرسالة، وكذلك في الحديث عن اليوم الآخر، وما يكون فيه من أحداث (لتجزى كل نفس بما تسعى)، وفي حديثها عن ذلك كله نجد الدليل القاطع، والبرهان الساطع منتزعاً من النفس تارة، ومن الآفاق تارة، وتسلك لذلك كله الترغيب تارة والترهيب أخرى.
ثانياً: السمو بهذا الانسان حتى يمتاز عن الحيوان الذي يشترك معه في بعض الصفات، هذا السمو، الذي لايركز على جانب واحد في هذا الانسان، فهو سمو روحي، وخلقي، ونفسي يشعر به الفرد، وتجد به حلاوته ولذته، وهو بعد ذلك سمو اجتماعي تجد الجماعة فيه بغيتها وأمنها وضالتها وفضيلتها، والقصص القرآني يسلك أكثر من أسلوب للوصول بالإنسان إلى هذه النتيجة الطيبة.
ثالثاً: ولا يظنن أحد أن هذا القصص كانت عنايته بالمعنويات فحسب، وإنما ركز كثيراً على الرقي المادي، وأسباب القوة، لأن هذه المادية عنصر أساسي رئيس في مقومات هذا الانسان.
رابعاً: كان لهذا القصص عناية خاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم والجماعات والأفراد، وقد فصّل ذلك تفصيلاً عجيباً، وهو يتحدث عن الترف والطغيان، والبطر والظلم، والاستعباد الفكري والإرهاب والسخرية والرضا بالذل إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة المبثوثة في هذا القصص.
خامساً: التركيز على أن التدين الحق لاينفصل عن الحياة العملية، ولا ينفصم عن واقع هذا الانسان، وإنما هو مرتبط به ارتباطاً وثيقاً، بل هو جزء منه.
سادساً: كما فصل في أسباب السعادة الروحية فصل كذلك أسباب الرقي المادي، حتى تتم السعادة للمؤمنين بهذا القصص العاملين بتوجيهاته وارشاداته.
سابعاً: في هذا القصص كثير من الحقائق العلمية المتعلقة بالكون، والانسان، والحياة والأحياء في السماوات والأرض، والتي تزيدها الأيام وضوحاً وظهوراً.
ثامناً: هذا كله عدا ما في القصة القرآنية من رونق الأسلوب، وبديع النظم، وجمال الصورة، مما ترقص له قلوب الأدباء، وعدا ما فيها كذلك من المواقف والتحاليل النفسية، والاستنتاجات الكامنة وراء الأحداث التي يجد فيها علماء النفس بغيتهم، وغير هؤلاء وأولئك، مما يطلع عليه من يتأمل هذه القصص ويتدبره.
لا عجب إذن أن يكون هذا القصص بدعاً مما عرفته الانسانية من هذا اللون في القديم والحديث حتى ذلك القصص الذي جاء في الكتب السماوية نجده يختلف تماماً عن القصة القرآنية، فأنت تجد القصة في هذه الكتب فضلاً عما فيها من مخالفة لقواعد العلم وقوانين التربية، فهي مع ذلك تذكر الله ورسله بما يأباه العقل وتشمئز منه النفس، وماذا أكثر من أن يوصف الله بالندم والبداء، والظهور بصورة البشر ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ وان يوصف الرسل بالكذب والسكر والزنا!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القصة الأدبية في القديم والحديث فبعضها يقوم على الخيال الذي لا حقيقة له، وبعضها يقوم على تشويه الحقائق وثالث ينحرف به كاتبه عن القيم والمثل والمبادئ.
ستبقى القصة القرآنية إذن الشعلة التي تضيء لهذا الانسان، لتصل حاضره بماضيه، وستبقى النفحة الربانية التي تشرق بها النفس وتعمر القلب، وستبقى الوثيقة الوحيدة الصادقة الخالدة التي يطمئن الانسان لمصداقيتها، وستبقى النمط السويّ، الذي إن ترسمناه حقاً فسيقينا سلبيات التشويش والتهويش والتشويه.
تلك بعض الحقائق عن القصة القرآنية، هو موضوع التكرار، التكرار في القصص القرآني.
فالناظرون في كتاب الله تعالى من أجل تلاوته وتدبره، أو بهدف التشكيك والطعن يجدون لأول وهلة ان هناك قضايا ذكرت أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع كالقصص وموضوعات العقيدة وبعض الجمل والآيات، وسموا ذلك تكراراً.
ومع ان إجماعهم على هذه التسمية، إلا انهم اختلفت فيه مذاهبهم وتعددت مشاربهم، وتلك طبيعة في أحوال الناس، بل هي سنة من سنن الله في هذا المجتمع البشري، فالكثرة الكثيرة من المتدبرين رأوا أن في هذا التكرار سحر بيان، وتثبيت بنيان، فعدوه بلاغة واعجازاً ووجدوا فيه منهجاً قويماً، وهدفاً عظيماً من مناهج التربية وأهدافها، وحاولوا أن يبرهنوا على ذلك ببراهين مما عرفته العرب في كلامها شعراً ونثراً، وأن يقيموا عليه الأدلة مما قرره علماء النفس وعلماء الاجتماع وأساطين التربية، وذووا الاختصاص في فن الإعلام والدعاية.
وفئة قليلة عميت أو تعامت هيمن عليها الحقد فعدت هذا مثلبة ومطعناً في كتاب الله، وهؤلاء لم يظهروا إلا بعد أن فسد الذوق البياني، وضعفت السليقة العربية، لذا رأينا أن هذه القضية لم تظهر مبكرة، فلم نسمع شيئاً عنها حتى من أعداء القرآن الذين كانوا ذوي سلائق سليمة في اللغة، بل على العكس من ذلك وجدنا ان هذا القرآن يملك عليهم كل شيء وإن لم يؤمنوا به، ولكن هذه القضية ظهرت فيما بعد حينما فسد المزاج اللغوي، واجتمع الطاعنون على دين الله من كل صوب، وتألبوا حسداً على دين الله، فبدأ الحديث عن شبهة التكرار. هذا وقد شمّر العلماء عن سواعد الجد ليردوا إلى النحور الظالمة سهام الحقد، فبينوا أنّ اللفظ حينما يكرر في الحسن فإنما يقرر في النفس.
وعرض المفسرون والكاتبون في علوم القرآن والدراسات القرآنية لهذه القضية فلم يألوا جهداً في دراسة هذه القضية، ولعل من أقدم الذين عرضوا لقضية التكرار عرضاً موجزاً مركزاً امام أهل السنة اللغوي ابن قتيبة:
قال رحمه الله: (وأما تكرار الأنباء والقصص، فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوماً في ثلاث وعشرين سنة بفرض بعد فرض، تيسيراً منه على العباد، وتدريجاً لهم إلى كمال دينه، ووعظ بعد وعظ تنبيهاً لهم من سنة الغفلة وشحذاً لقلوبهم بتجدد الموعظة، وناسخ بعد منسوخ، استعباداً لهم، واختباراً لبصائرهم يقول الله عز وجل: (وقال الذين كفروا، لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً)).
ثم يقول: (وكانت وفود العرب ترد على رسول الله (ص) للإسلام فيقرئهم المسلمون شيئاً من القرآن فيكون ذلك كافياً لهم. وكان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثناة ومكررة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم، فأراد الله بلطفه ورحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض، ويلقيها في كل سمع ويثبتها في كلب قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير.
وليست القصص كالفروض، لأن كتب رسول الله (ص) كانت تنفذ إلى كل قوم بما فرضه الله عليهم من الصلاة، وعددها وأوقاتها، والزكاة وسنتها، وصوم شهر رمضان وحج البيت، وهذا ما لاتعرف كيفيته من الكتاب، ولم تكن تنفذ بقصة موسى وعيسى ونوح وغيرهم من الانبياء، وكان هذا في صدر الإسلام قبل إكمال الله الدين، فلما نشره الله عزوجل في كل قطر، وبثّه في آفاق الأرض، وعلّم الأكابر الأصاغر، وجمع القرآن بين الدفتين: زال هذا المعنى، واجتمعت الأنباء في كل مصر، وعند كل قوم).
وقد أخبر الله عزوجل بالسبب الذي من أجله كرر الأقاصيص والأخبار في القرآن، فقال سبحانه: (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكّرون) وقال تعالى: (وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن نستمع لعالم آخر هو الإمام الزركشي ـ رحمه الله ـ فلقد أشار في كتابه البرهان إلى التكرار في معاني القرآن بعامة، وإلى التكرار في القصة بخاصة، فبعد أن بيّن انّ التكرار أسلوب من أساليب العرب، وانّ الكلام حينما يكرر فإنه في النفوس يقرر، وعاب على الذين ينكرونه عرّفه بقوله: (وحقيقته إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنىً، خشية تناسي الأول لطول العهد به، فان أعيد لا لتقرير المعنى السابق لم يكن منه كقوله تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين، وأمرت لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه) (الزمر: 11 ـ 15).
فأعاد قوله: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني) بعد قوله: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين) لا لتقرير الأول، بل لغرض آخر، لأن معنى الأول: الأمر بالإخبار أنه مأمور بالعبادة لله والإخلاص له فيها، ومعنى الثاني: انه يخص الله وحده دون غيره بالعبادة والإخلاص ... واعلم انه إنما يحسن سؤال الحكمة عن التكرار إذا خرج عن الأصل، أما إذا وافق الأصل فلا، ولهذا لايتجه سؤالهم: لم كرر (إياك) في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين).
إن القصة الواحدة من هذه القصص، كقصة موسى مع فرعون ـ وان ظنّ انّها لاتغاير الأخرى ـ فقد يوجد في ألفاظها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير، وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ، فإن كل واحدة لابد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد منه، لايوقف عليه إلا منها دون غيرها، فكأن الله تعالى فرق ذكر ما دار بينهما وجعله أجزاء، ثم قسم تلك الأجزاء على تارات التكرار لتوجد متكررة فيها، ولو جمعت تلك القصص في موضع واحد لأشبهت ما وجد الأمر عليه من الكتب المتقدمة، من انفراد كل قصة منها بموضع، كما وقع في القرآن بالنسبة ليوسف (ع) خاصة، فاجتمعت في هذه الخاصية من نظم القرآن عدة معان عجيبة.
والتكرار ـ كما نراه ـ هو إعادة اللفظ نفسه في سياق واحد، ولمعنى واحد، فإذا لم يتوفر هذان الشرطان، أي إذا لم يكن المعاد اللفظ نفسه، أو إذا ذكر اللفظ أكثر من مرة ولكن لكل موضع سياقه الخاص ومعناه الخاص، فانّ ذلك لانسميه تكراراً أبداً. هذا هو التعريف الدقيق للتكرار كما يظهر لنا.
وقد أجمعوا على أن لا تكرار في آيات الأحكام، وإنما الذي يمكن أن يكون فيه تكرار، هما الموضوعان الأخيران آيات العقيدة والقصص. هذا من حيث الموضوع.
أما من حيث اللفظ، فقد قالوا: إن هناك جملاً أو آيات ذكرت أكثر من مرة، مما يوجب القول بأنها مكررة. فالتكرار عند هؤلاء هو أن يذكر الموضوع، أو الجملة أو الآية أكثر من مرة، ولسنا معهم في هذا التعريف. والذي يهمنا هنا موضوع القصة، أما الموضوعان الآخران، وهما: آيات العقيدة، والتكرار في الألفاظ، فقد ضمناها كتابنا (نظرات في إعجاز القرآن).
القصص القرآني صدق كله لاينبغي أن يرتاب فيه مرتاب، لأنه إنما ذكر في هذا الكتاب الذي لاريب فيه: (ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)، (نحن نقصُّ عليك نبأهم بالحقّ) ليس إذن كما ادعى المتخيلون الذين رأوا ان عنصر الواقعية، ليس من الضروري أن يتحقق في هذا القصص، وكذلك لاينبغي أن نعدل بالقصص القرآني عن ظاهره فنحمله على التمثيل، فنحن لانهرع إلى التمثيل إذا كان الحمل على الظاهر ممكناً. فالقصص القرآني واقعي من جهة، ولا يجوز أن يحمل على غير ظاهره من جهة أخرى.
هل في القصص القرآني تكرار؟!
لانحب أن نتعجل الإجابة عن هذا السؤال، نرجئه حتى نلم بالموضوع من جميع الجهات، ولابد أن نقرر هنا ما يلي:
1 ـ لم تلتزم القصة القرآنية طريقاً واحداً من حيث الطول والقصر والإجمال والتفصيل، فهناك القصة المفصلة: كما في قصة موسى (ع) في سورة الأعراف، وقصة نوح (ع) في سورة هود.
وهناك القصة المجملة: كما في قصة نوح في سورة الأعراف، وقصة موسى في سورة هود، فلقد أجملت كل من السورتين ما فصلته الأخرى.
كذلك سورة يونس فصلت بعض التفصيل في قصة موسى (ع) وأجملت في قصة نوح (ع).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إن كل قصة قرآنية مجملة أم مفصلة، قصيرة أم غير قصيرة، جاءت تفي بالغرض الذي سيقت من أجلهن فليس قصر القصة يشعر القارئ بشيء من النقص، بل ربما يذكر في القصة القصيرة ما لايذكر في غيرها، ولعل خير مثال على ذلك ما ذكرته قصة نوح في سورة العنكبوت.
3 ـ ان بعض القصص القرآني لم يذكر إلا مرة واحدة، وبعضه الآخر ذكر أكثر من مرة، فالقصة التي ذكرت أكثر من مرة في كتاب الله كانت ذات صلة وثيقة بقضية الدعوة والدعاة إلى الله تعالى.
أما التي ذكرت مرة واحدة فمع سمو الحقائق التي قررتها، وما فيها من مناهج تربوية، وغايات رائدة، ألا أنها لم تكن تتحدث عن مجال الدعوة، وعما كان بين الأنبياء (ع) وأممهم، وما لاقاه هؤلاء من أولئك، إنما كان حديثها في مجالات اجتماعية، وجوانب انسانية، وقيم خلقية تمد الباحثين والعلماء بقبس لايخبو على مدى الدهر.
وهذا الضرب من القصص ـ أعني الذي لم يذكر كثيراً في كتاب الله تعالى ـ يظن البعض لأول وهلة أنه قليل إذا قيس بغيره، مما ذكر مرات كثيرة، لكن الأمر على العكس من ذلك، فقصة يوسف (ع) لم تذكر إلا مرة واحدة، كذلك قصة موسى (ع) مع العبد الصالح التي جاءت في سورة الكهف، وقصة موسى مع قومه في دخول الأرض المقدسة التي جاءت في سورة المائدة، ومع قومه في ذبح البقرة. ومن هذا القبيل ما جاء في شأن ابني الخالة يحيى وعيسى (ع)، حيث ذكرتا مرتين، إحداهما: في مكة في سورة مريم، والأخرى: في المدينة في سورة آل عمران، وما جاء في شأن يونس (ع) وما كان من خبر أيوب وداود وسليمان عليهم صلاة الله وسلامه، فلقد ذكر خبر أولئك مفرقاً على عدة سور، حيث خصت كل سورة بجانب يتلاءم مع موضوعها وشخصيتها.
ولعل القصة الوحيدة التي خرجت عن هذه القاعدة فذكرت أكثر من مرة وليس لها صلة مباشرة بالدعوة والدعاة، قصة آدم، ولكن إذا عرفنا أن قصة آدم أبي البشر جاءت تحدثنا عن النواحي الفطرية والجوانب الرئيسة في حياة الانسان، وعن الاستعدادات والغرائز التي تتكون منها طبيعته، إذا عرفنا ذلك أدركنا السر الذي ذكرت من أجله قصة آدم في أكثر من سورة.
فالقصص الذي ذكر أكثر من مرة، قصص أولئك الأنبياء الذين تحملوا المشقة ولاقوا العنت، وهم يدعون أقوامهم كنوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام.
على أن في القرآن الكريم قصصاً لغير الأنبياء، أو لمن اختلف في نبوتهم لم تذكر إلا مرة واحدة في كتاب الله، كقصة ذي القرنين، وما كان من حديث لقمان لابنه، ونبأ ابني آدم وقصة أهل الكهف وخبر المائدة التي طلبها الحواريون ونبأ أصحاب الجنة الذي جاء في سورة (ن).
فهذه القصص جميعها مع ما تعطيه من قيم، ومع كثرة ما فيها من عظات وفوائد، ومع ما يستنتج منها من قواعد كثيرة في الاجتماع والتربية والسياسة والحكم وغير ذلك من المجالات الحيوية المفيدة التي أراد الله تبارك وتعالى لهذه الأمة أن تفيد منها. أقول: مع ما تعطيه هذه القصص من ذلك كله إلا انه اكتفي بذكرها مرة واحدة، لأنها تؤدي الغرض الذي سيقت من أجله من غير أن تذكر مرة أخرى.
4 ـ إن بعض السور القرآنية ذكر فيها أكثر من قصة من هذا اللون، أعني اللون الذي لم يذكر إلا مرة واحدة، فإذا نظرنا لهذا القصص في هذه السورة وجدناه ذا ترتيب بديع، عجيب الشأن، إذ هو يكوِّن منهجاً متكاملاً لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون أفراداً وجماعات، ولنأخذ سورة الكهف مثلاً، فلقد انفردت بقصص ثلاث لم تذكر في سواها وهي قصة أهل الكهف، وقصة موسى مع العبد الصالح، وقصة ذي القرنين، والذي يبدو لنا ـ والله أعلم بما ينزل ـ أن ذلك إيحاء للمسلمين ليدركوا العناصر الرئيسة التي لابد أن تتوفر في شخصيتهم، فقصة هل الكهف تمثل عنصر العبادة والعقيدة، ولما كان أكثر ما يزلزل هذه العقيدة في النفوس ويفسد هذه العبادة. أمران إثنان هما: طغيان المال وإغواء الشيطان ذكرا بعد هذه القصة مباشرة حتى يستطيع المسلمون ان يحصنوا عقائدهم ويحافظوا على عباداتهم، فذكرت قضية المال وما يسببه من طغيان في قوله سبحانه: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب) (الكهف 32). وبعد ذلك ذكرت القصة الثانية، وهي قصة سيدنا موسى (ع) مع العبد الصالح، وهذه القصة إنما تبين عنصراً آخر لابدّ أن يتوفر للمسلم وهو عنصر العلم، ذلك ان العبادة بدون علم لايأمن صاحبها على نفسه من أن يضل ويطغى، وتزل قدم بعد ثبوتها، ولعل في حديث جريج الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا رسول الله (ص) ما يثبت ذلك، فلقد جاء أن جريجاً كان عبداً واتخذ صومعة له بعيداً عن الناس، وكانت أمه يهفو إليه قلبها، فتذهب لرؤيته، فتجده يتنفل في صلاته وتناديه فيأبى أن يكلمها. ففعل ذلك أكثر من مرة، وفي المرة الثالثة دعت عليه أن لايميته الله حتى يريه وجوه المومسات، واستجاب الله الدعوة، وفي هذا الحديث تقرير لفضل العلم وأن العبادة وحدها لاتفي بما يريده الانسان من سعادة فلقد كان جريج عابداً بغير علم، ولقد كانت أمه ذات علم ومعرفة فلم تدع عليه أن يفتن.
أما القصة الثالثة في سورة الكهف فهي قصة ذي القرنين، هي تمثل العنصر الثالث في حياة المسلمين، وهو عنصر الجهاد، وهكذا رأينا هذه السورة الكريمة تحدثنا عن القضايا الأساسية التي لابد للمسلمين منها: العقيدة والعلم والجهاد.
5 ـ إن القصص الذي ذكر أكثر من مرة في كتاب الله لانجد منه قصة واحدة ذكرت في سورتين إثنتين بطريقة واحدة، بل نجد كل قصة جاء فيها ما لم يجيء في الأخرى، ففي كل قصة من المشاهد والجزئيات والأحداث ما تفردت به السورة التي ذكرت فيها هذه القصة.
صحيح إن هناك قضايا مشتركه اقتضاها السياق، ولكن هذه القضايا المشتركة لم تأت على أسلوب واحد.
ولكي نصل إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر، فلابد أن نلم به من زوايا ثلاث:
أولاً: من حيث الألفاظ والتراكيب التي ذكرت في كل قصة.
ثانياً: من حيث الموضوعات والجزئيات والمشاهد والمواقف الموزعة على السور التي ذكرت فيها القصة.
------------------------------
المصدر: القصص القرآني ـ إيحاؤه ونفحاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنوبي]ــــــــ[08 Sep 2010, 01:28 م]ـ
بارك الله فيك و سددك
هنالك في اخر جزئية يدو و جود تقص مبتور
ولكي نصل إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر، فلابد أن نلم به من زوايا ثلاث
فذكرت زاويتين و بقية الثالثة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 04:54 م]ـ
هذا ليس خطأي أخي الفاضل ولكنه كما نقلته تمامًا ولم أنتبه إلى النقص إلا بعد أن أتممت النقل والتنسيق فقلت ربما يسوق الله تعالى لنا من يكمل هذا النقص إن كان لديه المقال كاملًا بدلًا من أن أحذفه فلا ننتفع به أبدًا(/)
ماهي الكتب المعاصرة في (تفسير آيات الاحكام)
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[08 Sep 2010, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي الكتب المعاصرة في (تفسير آيات الاحكام)؟
وماهو افضلها؟
وما افضل طبعة؟
علما ان الكتاب يحتاج اليه لاجل جعله كتاب دراسي للطلاب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Sep 2010, 01:03 ص]ـ
أحكام القرآن للصابوني طبعة مكتبة الغزالي ومناهل العرفان.
أو أحكام القرآن للدكتور القصبي محمود زلط طبعة الإمارات
.أو أحكام القرآن للسايس طبعة مصر الحلبي تقريبا والكل يصلح لذات الغرض المشار إليه.
والله الموفق
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Sep 2010, 01:06 ص]ـ
كنت قرأت كتاب (تفسير آيات الأحكام) للشيخ الجليل محمد علي السايس،
ومن دقته عدت إلى قراءته للمرة الثانية وأتممت القراءة منذ عامين أو ثلاثة، وهذا الكتاب كان من مقررات كلية الشريعة بجامعة الأزهر أيام الزمن الجميل ثم حلت المذكرات السطحية محل كتب الفحول.
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:51 ص]ـ
هل بالامكان رفع كتاب الشيخ محمد علي السايس
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:13 ص]ـ
هذه فائدة استفدها من شيخنا الأستاذ الدكتور محمد الفائز أثناء شرحه لمناهج المفسرين.
ولعل هذا الموضوع فرصة للنشرها كي يستفيد منها أهل التفسير
وهي جديرة بأن تنشر لانها معلومات في نظري قد لا تكاد تجدها في كتاب جمع هذا الكم من المعلومات خصوصاً بإعطاء أبرز مميزات الكتاب وأهم طبعاته وأهم الملاحظات عليه:
كتب أحكام القرآن:
1. أحكام القرآن؛ للسايس وهو محمد بن علي السايس عام فقيه ورع أزهري من أعضاء هيئة كبار العلماء توفي سنة 1396 ه موجود له ترجمة في ذيل الأعلام لعلاونة (2/ 165)، وكانت له جهود في التدريس ومناقشة الرسائل العلمية وله مواقف في العلم مشهودة.
طبع الكتاب في مجلدين مشهور بين طلبة العلم؛ لكن د. الرومي في اتجاهات التفسير، وكذلك د. فضل عباس في التجديد في التفسير شككا في صحة نسبته للسايس؛ والذي يظهر من كلامهما أن الكتاب لمجموعة من الأساتذة أشرف عله السايس لكن أغلبه له وبهذا - إن شاء الله - ينحل الإشكال.والكتاب محقق تحقيق جيد ومتداول وهو يعد بحق أوسعها وأدقها في اختيار النصوص الدالة على الأحكام وكذلك عنده جودة في الترتيب وحصر الأقوال ويمتاز أيضاً بإتباع الدليل وعدم التعصب مع أنه شافعي كبير.
2. تفسير آيات الأحكام؛ لمناع بن خليل القطان توفي سنة 1420 ه له ترجمة في ذيل الأعلام للعلاونة (2/ 196) وهو عالم مجاهد داعية أزهري درَّس في المملكة في المعاهد العلمية والجامعات وله كتب قيمة في التخصص منها؛ نزول القرآن على سبعة أحرف.
طبع الكتاب في المكتب الإسلامي بدمشق سنة 1384 ه والكتاب أصله مقرر في كلية الشريعة على طلاب المستوى الثالث والرابع ويع الكتاب بحق من أحسن الكتب في أحكام القرآن يمتاز بما امتاز به السايس ويزيد عليه:
(أ) أن فيه مباحث لغوية قوية.
(ب) فيه مبحث هام يتكلم فيه عن حكمة التشريع.
ومن العيوب عليه؛ أنه لم يكمله فقد وصل فيه مع الأسف إلى سورة النحل.
3. تفسير آيات الأحكام للدكتور عبد الحميد هنداوي. مجلدين طبع سنة 2001م في مؤسسة المختار بالقاهرة والكتاب مميزاته نفس مميزات السايس ويبدو أنه مأخوذ منه مع بعض الزيادات عليه والاختصار.
4. تفسير آيات الأحكام للدكتور طه عبد الرؤوف سعد. طبع في المكتبة الأزهرية للتراث في مجلدين وهو عادي من ناحية الطبع والتحقيق ومختصر معظمه من السايس.
5. تفسير آيات الأحكام للدكتور حسن سويدان. طبع في دار ابن كثير في بيروت مجلدين وهو عادي ومختصر من السايس.
6. تفسير البيان لأحكام القرآن. تأليف الإمام الكبير جمال الدين محمد الموزعي توفي سنة 825 ه يماني شافعي طبع في مجلدان كبار محقق رسالة دكتوراة ممتاز جداً كنه في الغالب يقتصر على المذهب الشافعي، ومن مميزاته أن له وقفة قوية ضد الصوفية ولم يستوعب كل آيات الأحكام. حققه أحمد المقرئ سنة 1418 ه وأحسن ما في الكتاب صفاء العقيدة والرد على الصوفية وجودة التحقيق من المحقق.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. فيوض على تفسير آيات الأحكام للشوكاني تأليف محمد لقمان السلفي. طبع في دار الداعية بالرياض 1423 ه مجلدين ممتاز من ناحية الجمع ومن ناحية التحقيق إلا أنه يعاب عليه أنه مجرد سرد ويقل فيه الترجيح وهو مهم في آيات الأحكام.
8. تفسير آيات الأحكام للعلامة فخر الدين عبد الله النحوي. حققه في رسالة دكتوراه محمد بن صالح العتيق.
9. الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة في تفسير آيات الأحكام للفقيه الكبير يوسف بن أحمد الزيدي. طبع في مكتبة التراث اليمني 1423 ه وهو من التفاسير المهمة عندهم خاصة، وهو مطبوع في خمسة مجلدات كبار ومحقق تحقيق علمي توفي مؤلفه 832 ه والكتاب قيم إلا أنه فيه مؤاخذات عقدية فيبدو أنه شيعي زيدي ويبدو أن فيه تعصب للمذهب الزيدي.
10. الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم. تحقيق أحمد شاكر طبع الكتاب في القاهرة في مجلدين سنة 1345 ه ويعد من أهم المراجع في أحكام القرآن على المذهب الظاهري والكتاب ليس متخصص في أحكام القرآن بل فيه أصول وأحكام وأغلبه فقه.
11. أحكام القرآن لابن الفرس؛ وهو عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي الغرناطي توفي سنة 597 ه فقيه مقرئ أصولي من شيوخ المالكية، له ترجمة في مقدمة الكتاب ولها أيضاً مراجع. ألف الكتاب وله 25 سنة ويع الكتاب أبرز مؤلفاته وكتبه.
مميزاته: سهل العبارة، وجيد في الترجيح، ليس عنده تعصب واهتم بنواحي علوم القرآن المتعلقة بملابسات النص كالناسخ والمنسوخ المحكم والمتشابه. طبع في ثلاث مجلدات محقق كل جزء حققه باحث؛ فالمجلد الأول من الفاتحة إلى البقرة حققه طه بن على بو سرح، والمجلد الثاني من آل عمران إلى المائدة حققه الباحثة منجية بنت الهادي السوايحي، والمجلد الثالث من الأنعام إلى آخر القرآن حققه الباحث صلاح الدين بو عفيف.
وله تفسير مخطوط في الخزانة الحسينية برقم 5040 بالجزائر.
من عيوب الكتاب؛ أن فيه تأويل والغريب أنه نسبه للطبري ولعله زلة قلم (1/ 49) ومنها ذكر أحاديث ضعيفة ومنها ذكر قصص دون تعقيب ويظهر والله أعلم أنه جيد في التخصص في الأحكام وغالباً لا يتعرض لمسائل العقيدة.
12. أحكام القرآن للطحاوي؛ أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر توفي سنة 321 ه مصري حنفي له تفسير كبير يبدأ بالأنفال بجامع الشيخ بالاسكندرية تكلم عنه المحقق في المقدمة (1/ 42)، طبع عدة مرات الطبعة الأولى لقلعجي، الطبعة الثانية للدكتور سعد الدين أونال طبعة مركز البحوث باستنبول في مجلدين كبار.
مميزاته: مرتب على حسب أبواب الفقه، يورد الآية ثم الأسباب ثم المعنى ثم المأثور في ذلك بالإسناد ثم الحكم ويناقش ويرجح بمنهج حكيم ويع الكتاب بحق كتاب فقه وحديث مقارن بآثار السلف المجيدة.
13. تفسير آيات الأحكام د. عبد القادر شيبة الحمد معاصر، والكتب طبع في مجلد واحد 280 ورقة مكتبة العبيكان 1427 ه والموجود فيه من الأنعام إلى النور وهو مقرر السنة الثالثة والرابعة بالرياض لعام 1381 ه والكتاب مختصر فيه لغة وأسباب نزول ومعاني ويطيل في الأحكام وأدلتها والحق يقال أن الكتاب ممتاز وفيه دربة على النقد والفقه المقارن، ومن أهم العيوب فيه الاختصار المخل وكذلك عد تخريج الأحاديث وهو على المذهب الحنبلي.
14. أحكام القرآن للقاضي أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق المالكي توفي سنة 282 ه حققه الدكتور عامر بن حسن صبري. طبع في دار ابن حزم في بيروت في مجلد واحد 1426 ه، مسند عن الرسول r والصحابة والتابعين لكنه مختصر، وله مختصر للإمام أبو بكر بن العلاء القشيري يشتغل فيه طلبة سعوديين في كلية أصول الدين.
15. فوائد قرآنية للإمام أحمد بن خيري الحسيني أديب مصري توفي سنة 1387 ه طبع الكتاب في الإسكندرية سنة 1385 ه والكتاب قيم في ثلاث مجلدات لكنه يظهر والله أعلم أنه قريب من السايس.
16. قلائد الدرر في بيان الأحكام بالأثر للشيخ أحمد الجزائري توفي سنة 1151 ه طبع بمكتبة النجاح ببغداد وبالنجف سنة 1383 ه في ثلاث مجلدات كبار وهو شيعي فقيه وعنده تعصب.
17. التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية للإمام أحمد بن سعيد المعروف بملا جيون تفسير فقهي حنفي يظهر والله أعلم أنه مختصر من الهراس والجصاص طبه بتركيا سنة 1320 ه في ثلاث مجلدات كبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
18. تفسير القرآن بالقرآن والسنة والآثار بالأسلوب الحديث لأحمد بن عبد الرحمن القاسم طبع قي مكتبة الرشد سنة 1422 ه تفسير ممتاز غلب عليه أحكام القرآن والاستطراد في ذلك وهو حنبلي مجتهد والكتاب ممتاز.
19. قبس من التفسير الفقهي للدكتو الشامي عبد الرحمن السيد طبع في دار المحمدية بلاهور سنة 1401 ه ثلاث مجلدات كبار وهو حنفي والكتاب مختصر من الجصاص.
20. تفسير آيات الأحكام للدكتور القصبي محمود زلط طبع 1428 ه في دار المجد بمصر في أربع مجلدات كبار وهو شبيه إلى حد كبير بأحكام القرآن للسايس لكنه يمتاز بجودة الترتيب وقوة المناقشة والترجيح ومن عيوبه عدم التخريج للأحاديث.
21. الإلمام ببعض آيات الأحكام تفسيراً واستنباطاً للشيخ محمد بن عثيمين طبع دار النفائس الكويت 1404 ه زأغلبه يتناول سورة المائدة وأصله مقرر للمعاهد العلمية في المرحلة المتوسطة والثانوية.
22. أحكام من القرآن للشيخ محمد بن عثيمين وصل فيه إلى الآية 32 من سورة آل عمران طبع دار طويق تحقيق عبد العزيز المقرن سنة 1416ه.
23. نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام للإمام الكبير محمد الكرجي أبو أحمد القصاب إمام فقيه محدث مفسر توفي سنة 360 ه وهو سلفي قرر مسائل العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة وتوسع في الرد على المخالفين.
طبع الكتاب كرسائل علمية بدار ابن القيم سنة 1424 ه حققه كلاً من على بن غازي التويجري من الفاتحة إلى الرعد، وإبراهيم الجنيدل من إبراهيم إلى ص، وشايع بن عبده الأسمري من الزمر إلى آخر القرآن،
مميزاته: تناول جميع السور، الجودة في المعتقد وحسن الرد على المخالفين، فيه مسائل أصولية وفقهية كثيرة جداً وكثير من أهل العلم يعدونه حنبلياً.
24. أحكام القرآن للصابوني وهو مشهورٌ جداً. تناوله أكثر الكتاب في مناهج المفسرين؛ والحق يقال أنه كتاب من ناحية التنظيم والترتيب والترجيح جيد إلا أنه يلاحظ عليه المسائل العقدية. ويبدو أنه مأخوذ من كتاب أحكام القرآن للقطان.
25. آيات الأحكام للدكتور سليمان اللاحم؛ سورة الأحزاب، والبقرة، وآيات الأحكام من آل عمران والنساء والمائدة والنور وهو في الغالب قريب من منهج العثيمين ويعتمد على ابن كثير والعثيمين.
26. نيل المرام من تفسير آيات الأحكام للأمير محمد حسن بن علي القنوجي صديق حسن خان. مجلد واحد تحقيق على السيد صبحي مكتبة المدني 1395 ه. مميزاته؛ لم يتناول إلا الآيات الصريحة في الأحكام، ترك ما هو متفق عليه أو معلوم بالضرورة، يرجح ولا يتعصب.
27. المصطفى من تفسير آيات الأحكام للدكتور فريد مصطفى مسلم. طبع له مجلدين؛ الأول الفاتحة والبقرة، والثاني الأنعام والأعراف. طبعة دار النفائس 1412 ه والكتاب بحق يعتبر من النوادر في الجودة والدقة وفيه دقة وتحرير وجرى فيه على منهج التفسير الصحيح.
28. أحكام القرآن للتهاوني. طبع في إدارة القرآن بكراتشي 1407 ه توفي سنة 1158ه حنفي هندي طبع الكتاب في أربع مجلدات كبار وهو تقريباً مختصر من الجصاص.
29. أحكام القرآن الملقب بدلائل القرآن على مسائل النعمان تأليف ملا جيون طبع بكراتشي سنة 1398 ه وهو مختصر من الجصاص.
30. كنز العرفان في فقه القرآن للشيخ جمال الدين القدادي بن عبد الله السيوري توفي سنة 826 ه حققه محمد باقر شريف زاده طبع في طهران 1384 ه والكتاب مرتب على ترتيب الفقه شبيه بالطحاوي وهو شيعي معتدل.
31. تفسير آيات الأحكام للطبطباني طبع في مطبعة النجف 1385 ه في أربع مجلدات والرجل يمتاز بالقوة العقلية واستقراء النصوص إلا أنه متعصب للشيعة.
32. زبدة الأحكام لآية الله الخميني طبع في الدار الإسلامية ببيروت سنة 1407 ه في مجلدين كله شنيع وإنشائيات وفيه تعصب.
33. الشامل في تفسير آيات الأحكام طبع في مطبعة السعادة 1395 ه للإمام د. منصور أبو المعاطي الجوهري في ثلاث مجلدات؛ لا أعرف الفرق بينه وبين السايس.
34. دراسات في تفسير بعض آيات للدكتور كامل جودة أبو المعاطي يبدأ بالأنفال إلى آخر القرآن وهو أزهري جيد فيه زيادات على السايس.
35. درة البيان في أحكام القرآن لأحمد بن محمد الأردبيلي توفي سنة 993 ه طبع بدار الفلاح بدمشق في مجلدين 1390 ه وهو عراقي فاضل تولى القضاء وعدة مناصب ويظهر والله أعلم أنه حنبلي.
36. مسالك الإفهام إلى آيات الأحكام لمحمد الجواد وهو شيعي معتدل طبع في مجلدين بطهران سنة 1387 ه.
37. تفسير آيات الأحكام للإمام المجاهد عبد العزيز بن ناصر الرشيد توفي سنة 1333 ه ترجم له صاحب ذيل الأعلام (2/ 109) نجدي عالم مدرس واعظ والكتاب جيد في مجلدين لكن يعوزه التنظيم.
38. الفتوحات الربانية في تفسير أوامر ونواهي القرآن لمحمد بن عبد العزيز الحكيم طبع سنة 1324 ه في مجلدين كبار وهو مقرر في جامعة بغداد.
39. أحكام القرآن للجصاص.
40. أحكام القرآن للهراس.
41. أحكام القرآن للقرطبي.
42. أحكام القرآن لابن العربي.
* قد يكون هناك سقط أو خطأ وهي من الناقل.
وفق الله الدكتور محمد الفائز لكل خير وجزاه الله عن وعن أهل القرآن خيرا الجزاء وبارك في علمه ووقته وجهوده ونفع بها الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:48 م]ـ
إضافة إلى ما نقل الأخ سلمان عن الشخ الفايز، هناك كتاب مهم وطويل جداً في أحكام القرآن وهو:
القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز للسمين الحلبي، وهو مخطوط ويجري تحقيق بعضه بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وكانت رسالة أخي عمر الحسيني للماجستير في تحقيق سبع آيات فقط (180 - 187) من سورة البقرة.(/)
لطائف من القرآن الكريم [1/ 3]
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:32 ص]ـ
لطائف من القرآن الكريم [1/ 3]
د. صالح بن أحمد الغزالي
موقع الاسلام اليوم
http://www.islamtoday.net
الحلقة الأولى:
الحمد لله الذي نوّر بكتابه القلوب، وأنزله في أحسن لفظ وأعجز أسلوب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، خيرة الله من خلقه وخليله، وعلى صحابته الأبرار وآله الأطهار، والتابعين لهم بإحسان.
أحبتي في الله: إن أولى ما عنيت به القرائح والأفهام هو التدبر في كلام المولى العزيز العلام، والفحص عن حقائق التنزيل وأسرار التأويل.
إن أفضل ما عنيت له، وتعنيت أن تهتم بكتاب مولاك سبحانه، وأن تنظر في خطاباته الموجهة لك، فتقرأها كما تقرأ الرسالة توجَّه لك، فهذا هو منهج السلف مع كتاب الله.
ألا وإن من السعادة –والله- أن تعيش مع كتاب الله الكريم، فتتلوه وترتله، وتفهمه وتتدبره، وتتأمل في بلاغته وفصاحته، وترقب بديع إشاراته وعجيب انتقالاته.
هذا وكم فيه من مزايا ... وفي زواياه من خبايا
وكما أن الله تعالى لا يوصف بحد يُنتهى إليه في الكمال والجلال، فكذا لا نهاية لفهم كلامه سبحانه، يضيق به الوصف والعلم، وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله عليه، وكلام الله غير مخلوق، لا تبلغ نهاية فهمه فهومٌ مُحدثةٌ مخلوقة.
أحبتي في الله: سيدور حديثنا حول تدبر كلام الله تعالى، وفهم معانيه، وبالتحديد يتركز الحديث عن دقائق التفسير ولطائف المعاني وحِكم الألفاظ ..
يقول الله سبحانه: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وفي آية أخرى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا " وقال سبحانه: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".
كما ذم الله تعالى المعرضين عن تدبره وعقله وفهمه، قال تعالى:"ولقد صرّفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل. فأبى أكثر الناس إلا كفورا"، وقال:"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه ... " الحديث.
وقال الحسن البصري –رحمه الله-:"والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيما أُنزلت وما يعني بها ".
وقال الحسن بن علي رضي الله عنه: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدارسونها بالليل وينفذونها بالنهار".
أحبتي في الله: إن فهم كتاب الله وتدبر آياته في المنزلة العالية، ولكن هنالك أقفال تمنع منه، ولهذا قال: "أم على قلوب أقفالها" بعد قوله سبحانه: "أفلا يتدبرون القرآن".
وأعظم هذه الأقفال هو التكذيب بالدين، أي التكذيب بيوم القيامة، وبما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – من عند الله، فهذا القفل يستحيل معه عقل وفهم، كما قال الله سبحانه:"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً. وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً" فكيف يفقه من أُغلق عليه بالحجاب وبالأكنة وبالوقر؟!
ومن الأقفال: البدعة، وهي تغيير حقيقة الدين، فإنها من أعظم الصوارف عن تدبر القرآن بل من أعظم البواعث لتحريف آياته ومعانيه، ولهذا لا تجد صاحب بدعة في الدين إلا يحرف كتاب الله تعالى ويبدله على حسب معتقده، فهو يمشي على قاعدة ومنهج (اعتقد ثم استدل) أي يجعل الدليل من الكتاب والسنة بحسب الهوى والمذهب.
ومن الأقفال: (الهوى) والولوغ في المعاصي، فهذا ينسلخ من آيات الله، ويحرف معانيه، ويُمنع من الفهم الصحيح والاستقبال الحسن لآيات الله، فإن القرآن كلام الله وهو نور، والمعصية ظلمة، والنور والمعصية لا يجتمعان أبداً.
ومن الأقفال: أن ينكب الشخص على الدنيا، ويجعلها أكبر همه، فهذا يُصرف عن التدبر ولا ريب، قال الإمام سفيان الثوري – رحمه الله -: "لا يجتمع فهم القرآن والاشتغال بالحطام في قلب مؤمن أبداً" انتهى.
والله تعالى من صفاته أنه يغار على دينه، ومن غيرته عل دينه وكتابه أنه لا يعطي مكنون حكمته المعرض عنه وعن كلامه ودينه.
ولهذا نرى أن العالم التقي يفهم ما لا يفهمه غيره، من معاني التنزيل ومن دقائق التفسير، يُفهم ما لا يفهمه الجاهل وما لا يفهمه الفاسق وغير الصالح، قال أهل السنة: إن للتزكية والتقوى أثراً ظاهراً في فهم العلم وفي بركته لاسيما في علم الدين والقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه البركة في العلم ليست مطلقة يدعيها من شاء ويقول بها ما شاء، بل إن الإنسان كلما كان للشرع أطوع، وللنبي صلى الله عليه وسلم أتبع كان فهمه وعلمه أقرب وأعمق.
فإن سألت: ما هو أفضل الطرق للكشف عن معاني التنزيل ومعرفة أسرار التأويل والوقوف على حقائق الألفاظ؟
فالجواب: أن أحسن ما يُعرف به كلام الله هو كلام الله، وأقرب ما يُفسر به القرآن هو القرآن، فما أجمله الله في آية أوضحه في أخرى، وقد يكون هذا إيضاحاً متصلاً به وقد يكون منفصلاً عنه.
فمن الأول يقول سبحانه: "ويل للمطففين" ثم قال تفسيرا لها: "الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " وكقوله تعالى: "الله الصمد" قال محمد بن كعب القُرضي: "تفسيره" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد".
ومن البيان المنفصل أنه قال في سورة الفاتحة:"مالك يوم الدين" وبينه في سورة الانفطار بقوله:"وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذٍ لله".
فإن لم يهتد للتفسير في القرآن، فعليك بكلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – فهو أعرف الناس بكلام الله عز وجل، وهو القائم على بيانه كما قال سبحانه:"وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم" قال الإمام الشافعي – رحمه الله: "كل ما حكم به رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فهو مما فهمه من القرآن.
فإن لم تجد في كلام الله ولا كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – تفسيراً، فنقدم كلام أصحاب النبي- صلى الله عليه وآله وسلم -، فهم أفقه هذه الأمة وأعلمها، وأولى من جهة التنزيل، ومن جهة اللسان، ومن جهة الخشية والتقوى، ومن جهة السماع، ومن بعد الصحابة التابعون.
فإن سألت: فإن لم يوجد تفسيرٌ بالمأثور، لا من الكتاب والسنة ولا من أقوال الصحابة والتابعين، فهل يجوز أن نذكر قولاً في معنى آية أو بيان حكمه أو استخراج لطيفة أو بيان دقائق ذلك بما لم يكن منقولاً بنصه عن السابقين؟
فالجواب عن ذلك: أن الكلام على معاني الآيات على نوعين:
نوع لا يُستغنى فيه عن النقل مثل: أسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، أو تخصيص عموم آية بآية أخرى أو الجزم بمعنى مُعيّن دون غيره مما يحتمله اللفظ.
وأما النوع الثاني: وهو مما يقبل الاجتهاد الصحيح من غير الأمور المذكورة فلا يُشترط فيه أن يكون منصوصاً عليه في الشرع، فهو باب واسع، ورزق سائغ للمتأهلين من ذوي العلم إلى يوم الدين، قال بعض السلف: " للقرآن نزول وتنزل، فالنزول قد انقضى، وأما التنزل فهو باقٍ إلى يوم القيامة.
وفي الحديث الذي رُوي مرفوعاً وموقوفاً والصحيح وقفه: أنه الذكر الحكيم الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه.
الحلقة الثانية:
في هذه الحلقة نواصل الحديث عن التدبر لكلام الله تعالى، ونُبيّن أقسام الناس منه، وكيف نتعرف على الأقوال الصحيحة في معاني الآيات وحِكَم التفسير ودقائقه.
قال الله تعالى في سورة الفرقان: "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً" قال أهل التفسير: "والهجر للقرآن على مراتب أربع: هجر للإيمان به، وهجر للفهم والتدبر، وهجرٌ للقراءة والترتيل، وهجر للعمل انتهى.
والناس على أقسام أربعة من كتاب الله تعالى:
فمن الناس من يتلو كلام الله حق تلاوته ويتدبره ويعمل به، فهؤلاء هم السعداء حقاً - جعلنا الله منهم – وهؤلاء هم المؤمنون حقا، الذين يتلونه حق تلاوته.
ومن الناس من لا يؤمن به أصلا ولا يلتفت إليه، فلم يقرأه وينظر إليه، وإن قرأه وتفهمه فمن غير إيمان وتصديق ولو أُعجب به كما قال المشرك الجاهلي الأول: سجدت لفصاحته، وكما قال أحد أرباب الشعر الحديث: إنما أُؤمن من القرآن ببلاغته وفصاحته.
فهؤلاء قد توعدهم الله بأشد الوعيد، وبشّرهم بالذلة والعذاب يوم الدين، و قبل ذلك بشرهم الله بالخزي والضنك في الدنيا، قال الله سبحانه: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" أي في الدنيا
"ونحشره يوم القيامة أعمى".
ومن الناس: من يؤمن بالقرآن، ولكنه لا يتلوه ولا يقرأه إلا نذرا يسيرا، وهذا –والله- هجر عظيم للقرآن، وخذلان عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الناس من يؤمن بالقرآن ويتلوه، ولكن من غير تدبر وفقه في معانيه، ومن غير اعتبار وخشية، ومن كان هذا ديدنه، وهو لم يتلُ كتاب الله حق تلاوته، وفعله أشبه بفعل اليهود، الذين ذمهم الله بقوله: "لا يعلمون الكتاب إلا أماني، وإن هم إلا يظنون" قال أهل التفسير: "أي يتلونه تلاوة مُجرّدة، عن الفهم والعمل.
أحبتي في الله: لقد تعددت صور تقصيرنا في تلاوة كتاب الله، فمنا مَن يقرأ القرآن وكأنه يقرأ كلام بشرٍ مثله، ومنا من يقرأ وكأن المخاطب أحداً غيره، وبعضنا يقرأ القرآن وهو ساهٍ لاهٍ غافل القلب، وأصبح كثير منا يقرأ القرآن وهمه الوصول إلى آخر السورة أو الجزء.
كان سلفنا – رضوان الله عليهم أجمعين – آية واحدة تُمرضهم، وآية واحدة تقض مضاجعهم، أما نحن فيُقرأ علينا كتاب ربنا من أوله إلى آخره، من فاتحته لخاتمته، فلا يُحرك في القلوب ساكناً.
التفكر في كتاب الله، باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يقفله العبد بفعله، قال الحسن البصري – رحمه الله -: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الزكاة، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلاّ فاعلموا أن الباب مُغلق".
التفكر براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد مولاه، وما أعده الله من النعيم المقيم.
التفكر لكلام الله أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يصل إلى القلب، وأسمى ما يتعلق به العقل الواعي.
يُحيي نفوس الناس ويكشف عنها العناء.
هنالك من الناس من يذكرون الله، ولكنهم لا يفهمون معنى الذِكر، فتصبح قلوبهم بعيدة من استشعار جلال الله، وقدره حق قدره.
فإن سألتْ: كيف نصل إلى فهم بلاغة القرآن، ومعرفة حِكَمه؟ وكيف نصل إلى معرفة الدقائق في التفسير، واللطائف في التأويل؟
فالجواب: قال العلماء: إن مآخذ التفسير خمسة: القرآن ثم السنة ثم أقوال الصحابة والسلف المأخذ الخامس التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، والمقتضى من قوة الشرع، أي ما يُفهم من اللغة ومن الشرع بلطيف الدلالة، ودقيق المعنى، وما ينقدح في النفس عند سماع الآية مُستنداً على الدليل.
قالوا: وهذا النوع هو الذي دعا به النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –لابن عباس–رضي الله عنه – بقوله: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)، وهو الذي عناه علي بن أبي طالب –رضي الله عنه– بقوله: (إلا فهما يؤتيه الله تعالى رجلا في كتابه) عندما سُئل: هل خصكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – بشيء؟
فإن قلتَ: ما علامة صحة التفسير بالرأي والاجتهاد، وصواب الحِكَم والدقائق واللطائف المُستنبطة من الآيات، وكيف نُميّز ما يصح منها وما لا يصح؟
فالجواب: لابد لهذا من شروط خمسة:
أولها: الموافقة للسان العربي، فإن كان التفسير لم يشهد له اللسان العربي، فهو تفسير باطل؛ لأن القرآن نزل بلسان العرب، وعلى أساليب بلاغتهم ووصفه الله بذلك، في قوله تعالى: "لسانُ الذي يُلحدون إليه أعجمي، وهذا لسانٌ عربي مُبين".
ومن هنا نعرف بطلان القول: بأنه يوجد في القرآن أسرار لا يعرفها إلا أشخاص بأعيانهم، يُزعم أنهم من الخواص، أو أنهم من الأولياء، يقولون في القرآن بهواهم وأذواقهم.
ويُعرف كذلك بطلان الاعتماد على التفسير المبني على كل ما يُخالف لسان العرب ولم يكن معهودا عندهم، مثل حساب الجُمل، ومثل الرمز الذي لا يرتبط بلغة صحيحة، كقول بعضهم: "المر" معناها: أنا الله الرحمن الرحيم.
الشرط الثاني: أن يكون للتفسير شاهد من الشرع يدل عليه، فإن كان مخالفاً للشرع يُعد مردودا على صاحبه، وإن من قواعد التفسير المعلومة: أن من شرط صحة التفسير بالرأي والاجتهاد، ألا يُخالف التفسير بالمأثور.
فإذا قلنا في الآية: الحكمة كذا وكذا، أو المقصد منها كذا، ولم يشهد لهذا نص أو قاعدة عامة أو خاصة فلا يُقبل هذا القول.
الشرط الثالث: ألا يُخالف التفسير تفسير جمع علماء السلف، ولا يُضاد منهجهم في فهم الذين، فهم أعلم هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن مُلزمون باتباع منهجهم، ونحن نقول في كل صلاة: "اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم" والمنعم عليهم من هذه الأمة هم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – والصحابة بشهادة الله تعالى لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو فُسر لفظٌ أو آيةٌ من القرآن بما يُخالف تفسير الصحابة وهديهم، لرددنا هذا التفسير، فلو قال قائل في قوله تعالى: "واذكر اسم ربك" أي قل: الله، الله، الله تعبداً وتقرباً إلى الله، لحكمنا أن هذا التفسير باطل؛ لمخالفته الصريحة لفهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – والصحابة، فلم يؤثر عنهم ذكراً مُفرداً.
الشرط الرابع: إذا كان التفسير لم يُنقل عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولم تدل عليه اللغة صراحة، فإننا نذكر هذا التفسير غير جازمين بأنه مراد الله، فلا نقول: مراد الله كذا إلا باليقين، لكن نقول: من الفوائد كذا؛ لأن هذا مقتضى التدبر والتفكر والاجتهاد، أما مقام الجزم فهو مقام النقل والنص.
الشرط الخامس: أن يكون المتكلم في معنى الآية عالماً أو ينقل عن العلماء. صحيحٌ أن كل شخص له أن يتدبر ويتفكر في كلام الله، بل هو مأمور بذلك؛ لأن الله تعالى قد أمر بذلك أمراً عاماً، لم يستثنِ منه أحداً، وهذا بلا شك من خصائص كلام الله المعجز، أن يفهمه كل شخص بقدر ما آتاه الله، فهذا مقام التدبر.
وأما مقام البيان للغير، والتفسير لكلام الله للناس، فهذا لابد فيه من أن يعلمه الشخص علماً صحيحاً ثابتاً باتفاق العلماء.
وقد ذكر العلماء أنه يجب على المتكلم في الآيات، أن يكون عالماً بأسباب النزول، وعارفاً بالناسخ والمنسوخ، وإلا وقع في الغلط. ذكر ابن تيمية – رحمه الله – في المنهاج وغيره: "أن عليًّا –رضي الله عنه– رأى رجلاً يقص في المسجد، وكأنه يتطرق لمعاني القرآن فقال له: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: إذاً أنت أبو اعرفوني، أي تريد الشهرة.
الحلقة الثالثة:
في هذه الحلقة نتناول الحديث عن الاستعاذة، أي الاستعاذة من الشيطان، وهي قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو قولك: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فأنت إذا قلت بأحد القولين فقد أصبت؛ لصحة وروده في السنة، وإن قلت هذا مرة وهذا مرة، فهذا أحسن؛ لأن التنويع في صيغ الذكر المشروع من كمال اقتدائك بفعل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -.
لنسأل: هل الاستعاذة آية أم ليست آية من القرآن؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ليست آية بالاتفاق، لكن الله تعالى أمرنا إذا أردنا أن نقرأ القرآن أن نستعيذ، قال تعالى: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" أي إذا أردت أن تقرأ القرآن، كما قال تعالى: "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم" أي: إذا أردتم القيام للصلاة.
وبما أن لفظ الاستعاذة ليست آية، فلا يصح لك أن تقول: قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بل تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم تقرأ. أو تقول: قال الله تعالى، وتقرأ الآية مُباشرة، أما إذا قلت: قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فأنت نسبت إلى الله كلاماً لم يقله.
ومُلحظٌ آخر: إن هذا المعنى لا يصح، أي لا يصح أن تنسب الاستعاذة لله عز وجل، يعني أن الله لا يستعيذ من الشيطان الرجيم، ولا من غيره من المخلوقات، فالله هو ذو القوة المتين، والذي يستعيذ هو العبد الفقير، أما القوي القادر فلا يستعيذ، فلا يصح نسب الاستعاذة إلى الله تعالى بحال.
قال أهل اللغة: عاذ به يعوذ، أي لاذ به ولجأ إليه واعتصم، وعُذتُ بفلان واستعذتُ به أي: لجأت إليه.
وأعوذ بالله: أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم، أن يضرني في ديني أو دنياي، أو أن يصدني عن فِعل ما أُمرتُ به، ويحضني على ما نُهيت عنه.
والشيطان هو إبليس؛ لأن (أل) هنا للعهد، أي ذلك المعهود لديكم، والشيطان مأخوذ من شَطَن أي بَعُد عن رحمة الله، والرجيم هو المرجوم، وهو المُبعد المهان الذليل، وهذا هو أصدق وصف يستحق أن يوصف به الشيطان، الذي عصى الله تعالى وخالف أمره عناداً واستكباراً.
بعد أن تبيّن لنا معنى الاستعاذة نقف عند بعض المعاني وبعض الحِكم المستنبطة من الاستعاذة، وهذا ليس من باب التفسير، ولكنه من باب الاعتبار ومن باب التدبير ومن باب تلمس الحِكم.
نبدأ بذكر فوائد الاستعاذة وحِكمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعض العلماء: الحكمة في مشروعية الاستعاذة، أنك تطهر لسانك قبل تلاوة كلام الله تعالى، فالإنسان قد كُتب حظه من اللغو والباطل، وربما وقع في معصية صريحة كالكذب والغيبة وقول الزور، فإذا أراد أن يتلو كتاب الله بلسانه وقد تنجس بالمعصية فلابد إذاً أن يُطَهره، كيف يُطهره؟ يكون ذلك بذِكر الله تعالى، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، فالتعوذ إذاً، يُمكن أن يُسمى تطهيراً للسان كما أن التوضؤ تطهير للبدن قبل الشروع في الصلاة.
قال بعض السلف: الحِكمة في الابتداء بالتعوذ قبل القراءة، أن العبد قد ينجس لسانه بالكذب والغيبة والنميمة، فأمر الله العبد بالتعوذ ليصير طاهراً، فيقرأ بلسانٍ طاهر كلاماً أنزله رب طيب. انتهى.
ومن الفوائد: أن في التعوذ قبل التلاوة دلالة على فضيلة الفرآن الكريم، فأنت لا تقرأ هذا القرآن إلا بعد أن تستعد لقراءته، وتتعوذ من الشيطان الرجيم، وهكذا كل عمل عظيم تستعد له.
ومنها أيضاً: الإشارة إلى أن التلاوة لكلام الله عبادة محضة لله، لا يُشرك معه غيره، فلهذا يُطرد الشيطان قبل التلاوة فيكون التالي لكلام الله المتعوذ مخلصاً بلسانه وقلبه، أو هكذا ينبغي أن يكون.
ومن الفوائد: أن الاستعاذة توجب على صاحبها أن يكون حاضر القلب، وأن يكون مُصغياً بسمعه للتلاوة، مُتعبداً عن الاشتغال بغير التلاوة.
لماذا؟
لأنك إذا أردت أن تقرأ قلت بلسانك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فأنت إذاً أخبرت عن نفسك، أنك مُقبل على كلام الله تعالى، مُبتعداً عن الشيطان، وعن وسوسته، مُستعيناً بالله على ذلك، فتحقيق القول بلسانك أن يوافق ذلك فعلك وعملك، وإلا كنت غير صادق في استعاذتك.
ومن فوائد الاستعاذة: أنه يعلم العبد حاجته إلى مولاه، وعدم غناه عنه ولو لحظة واحدة، فأنت أيها الإنسان لا يُمكن أن تتغلب على شيطانك لوحدك، ولست بمستطيع أن تنجو منه بقدرتك، فلابد إذاً أن تستعين بقدرةٍ أعظم من قدرتك وأعظم من قدرته.
فمن استعان بنفسه على شيطانه فقد قابل بين قدرة مخلوقٍ ومخلوق، وقد يغلب أحدهما، فإن استعان بالله واستجار بقدرته سبحانه، كانت الكفة لصالحه؛ لأن قدرة الله ومعونته تصبح مع قدرة العبد، وكانت قدرة الشيطان في جهة، ومن كان الله معه فهو الغالب لا محالة.
ويتفرع من هذه الفائدة فائدة أخرى: وهي أن المؤمنين لا يتمكنون من النصر على أعدائه من أولياء الشيطان، إلا بعد أن يستعينوا بالله وبدينه وكتابه، فتكون قدرة الله وقوته معهم.
وفي الاستعاذة: درس لأصحاب القلوب الحية، وقاعدة نافعة للمصلحين الذين يُريدون أن يسلكوا طريق الدعوة على بصيرة، وأن يُصلحوا ما أفسده غيرهم.
ففي الاستعاذة قبل القراءة بيان أن الإقدام على الطاعات لا يتوافر إلا بعد الفرار من الشيطان وغوايته، وتصفية القلوب وتهيئتها، وهذا من أنجع الوسائل لنجاح الدعوة وحصول الأثر الطيب في النفس.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، اللهم ذكرنا منه ما نُسينا وعلمنا منه ما لم نعلم، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يُرضيك عنا.
الحلقة الخامسة
الحديث في هذه الحلقة عن أول آية من فاتحة الكتاب، فاتحة كتاب الإسلام، يقول الله تعالى: "الحمد لله رب العالمين".
ما هو الحمد؟
"الحمد لله" معناه: الشكر لله خالصاً دون سائر ما يُعبد من دونه، و "الحمد لله" هو الثناء على الله بصفات الكمال له، وعظيم الأفعال الصادرة منه سبحانه، "الحمد لله" هو الثناء على الله بالوصف الجميل على وجه التعظيم والتبجيل. قال الجوهري رحمه الله: الحمد نظير الذم، والحمد أعم من الشكر. وقال غيره: الحمد هو المدح والوصف بالجميل، والحمد والمدح أخوان.
فهذه كلمات ثلاث وهي: المدح والشكر والحمد، والكلمة القرآنية هنا هي الحمد، يعني: الكلمة التي اُختيرت في هذا الموضع هي لفظ الحمد، ولهذا حكمة وسرّ، فقول الله: "الحمد لله" لا يُوازيه أي مقولة أخرى، ولا يُغني عنها ولو في المعنى أن نقول الشكر أو المدح أو غيرها. لماذا؟
قال العلماء: الفرق بين الحمد والمدح من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن المدح قد يحصل للحي وغير الحي، فأنتَ تقول للبستان الأنيق: مدحته. ولا تقول: حمدته ألبته، والحمد أيضا: يتعلق بالإشارة إلى إحسان المحمود عندك، وهذا ما لا يتضمنه لفظ المدح، وثالثاً: أن المدح قد يكون بحق أو بغير حق ولهذا نهي عن كثير منه، بخلاف الحمد فإنه لم يأتِ في الشرع إلا وله معنى لائق ودلالة صحيحة.
وأما الفرق بين الحمد والشكر، فإن معنى الشكر فيه قصور عن معنى الحمد؛ لأن الشكر لا يكون إلا لأجل إحسان وصل إليكَ أنتَ بشخصك، بخلاف الحمد فهو شكر عام وصل إليكَ أم وصل إلى غيرك، وهذا هو المنطق.
وأيضاً: لم يقل في الآية الكريمة: أحمد الله. وإنما قال: "الحمد لله". لماذا؟ وما الفرق بينهما؟
قالوا: إن عبارة "الحمد لله" أجود، وتدل على معان أعظم؛ لأن القائل لو قال: أحمد الله. لأخبر بذلك عن نفسه فقط، ولفُهم منه أنه قادر على حمده. وأما لو قال: "الحمد لله" ففي هذه العبارة إيضاح أن الله محمود في الأزل وفي الأبد، حمده الحامدون أو لم يحمدوه. ولفظ "الحمد" يُنبئ عن استحقاق الله له سبحانه أي للحمد، بخلاف لفظ (أحمد) فلا تدل على الملكية والاستحقاق.
ونحن إذا تأملنا قول الله تعالى: "الحمد لله". جزمنا أن لفظ الحمد الذي جاء في القرآن هو أكمل العبارات، وهو أفضل الصيغ التي يُمكن أن تُعبر عن الثناء الجميل للمُنعم سبحانه، كيف يكون هذا؟
لنتأمل ونُركز النظر!!
"الحمدُ" جاءت أولاً مُعرفة بألف ولام، وهذه تُسمى (أل) التي لاستغراق الجنس، وهي تدل على معنى كل، ومعنى جميع، يعني: جميع المحامد، وكل المحامد فالحمد لله توازي قولك كل حمد لله. هذه واحدة.
وثانيا: "الحمد لله" جملة اسمية، والجملة الاسمية تدل على الاستمرار والدوام، فلفظ " الحمد " يُنبئ عن استمرار الحمد لله في كل آن وفي كل زمان، وهذا هو عين الصواب وعين الحكمة؛ فإن مقتضى الحكمة أن يظل الخالق سبحانه محموداً، وأن يظل العبد حامداً شاكراً، قال ابن أبي الصلت:
الحمد لله حمداً لا انقطاع له ... فليس إحسانه عنا بمقطوع
وثالثاً: قال الله سبحانه: "الحمدُ " بالرفع، ولم يقل: الحمدَ بالنصب، وفرق بين الاثنين، قال سيبويه: أن الذي يرفع الحمد؛ يُخبر أن الحمد منه ومن جميع الخلق، وأن الذي ينصب يُخبر أن الحمد منه وحده لله تعالى.
يتلخص أن لفظ "الحمدُ" دلنا على ثلاثة أشياء في الحمد:- الأول: أن كل حمد لله وليس حمداً دون حمد. الثاني: أن هذا الحمد مستمر لا ينقطع ألبته. الثالث: أن هذا الحمد يجب أن يكون من كل مخلوق.
ننتقل إلى لفظ الجلالة "الله":
قال سبحانه:"الحمد لله" ماذا يعني هذا؟
يعني أن جميع المحامد مستحقة لله وحده، فلا يستحق الحمد حقيقة غير الله. كيف عرفنا هذا من اللفظ؟
(أل) في لفظ (الحمد) تدل على استغراق كل حمد –كما مرّ– واللام في لفظ الجلالة (لله) هي للاختصاص، أي: تُفيد حصر الحمد في ذات الله.
فقول (الحمد لله) يستلزم انحصار أفراد الحمد كلها في اسم الله تعالى؛ لأنه إذا اختص الجنس اختصت الأفراد، ولو فرض أن فرداً من أفراد الحمد استحقه غير الله لتحقق الجنس في ضمنه، ولما صح دخول لام الاختصاص عل لفظ الجلالة.
فإن قيلَ: ألا يستحق غير الله الحمد؟
قلنا: لا يستحق حقيقة الحمد إلا الله وحده، ولا يستحق الحمد حقيقة إلا الله سبحانه، يعني: لا يخلص الحمد لغير الله، ولا يكمل إلا لله. وهذا المعنى لا ينفي أن نشكر مَن أسدى إلينا المعروف، وأن نحمد الناس على جميل صفاتهم وحُسن أفعالهم، ولكن ينبغي أن نتيقظ لمسألة مهمة، وهي غاية في الدقة، وهذه المسألة: أن كل مَن استحق الحمد من البشر فإن الحمد له ناقص، وأن الحمد له موصول بحمد الله؛ لأننا إن حمدناهم على عمل صالح فإن الذي وفقهم هو الله، وإن حمدناهم على إحسان ومعروف فإن الدافع له هو الثواب من الله، فآل الحمد كله لله.
"الحمد لله" كلمتان خفيفتان في اللسان، قليلتان في الحروف والألفاظ، ولكنهما عظيمتان جداً في المعنى والمضمون، وثقيلتان جداً في الميزان عند الله.
"الحمد لله" افتتح الله بها كتابه العزيز – القرآن الكريم – وهذا الافتتاح له دلالات عظيمة، من دلالاته: الإشارة إلى أن القرآن هو أعظم النعم وأجل الهبات الربانية للبشر؛ ولهذا أوجب أن يُستفتح بالمدح والثناء لله والتحميد والتمجيد لمُنزل القرآن صاحب النعمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن هو كلام الله وذكره سبحانه، وهو حبل الله الذي يصل العباد بربهم؛ فيُذكرهم بفضله وآلائه، و" الحمد لله " هو أول شعور يجيش في قلب الإنسان عند ذكر الله وعند تذكر آلائه ونعمه.
"الحمد لله " €€افتتح الله بها كتابه قولا وثناءً منه سبحانه لنفسه، إذ لا يُمكن أن يبلغ حمده حقيقة إلا نفسه. قال الإمام القرطبي رحمه الله: معنى: "الحمد لله رب العالمين" أي: سبق الحمد مني لنفسي قبل أن يحمدني أحد من العالمين. وقيل: لمّا علم سبحانه عجز عباده عن حمده حَمَدَ نفسه بنفسِه، ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله: (لا أُحصي ثناءً عليك). وأنشدوا:
إذا نحن أثنينا عليكَ بصالحٍ ... فأنتَ كما نثني وفوق الذي نثني
"الحمد لله" افتتح الله بها كتابه، وهذا تنبيه لنا أن نحمده سبحانه بما حمَدَ به نفسه. قال الإمام الطبري رحمه الله: "الحمد لله" ثناء أثنى الله به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يُثنوا عليه، كأنه قال: قولوا الحمد لله، وههنا لطيفة ينبغي أن تستوقفنا، وينبغي أن نشكر الله تعالى ونحمده عليها. هذه الطيفة: أن الله سبحانه من حكمته ورحمته بنا أن جمع لنا غاية الحمد والثناء عليه في كلمتين اثنتين (الحمد لله) ورضي لنا في هذه العبارة المختصرة أن تقوم مقام الشكر له والثناء عليه
كيف لو أوكل الله لنا الحمد؟
لو وقف الواحد منّا أمام عظيم من عظماء الدنيا، لعجز أن يثني عليه بالحق أو بالباطل، ولتكلف من الكلام الطويل ومن العبارات المُنمقة، وربما نظم القصائد ودبج الخطب. فكيف يبلغ الحمد لله وهو ولي كل نعمة وصاحب كل مزية؟!
"الحمد لله" تعليم من الله لنا أن نستفتح عملنا بالحمد، كلامنا بالحمد، كتبنا بالحمد، خطبنا بالحمد، وقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان في جميع أحواله حامدا لله، وفهم المسلمون ذلك قاطبة، ولهذا كل خطبة لم تبتدئ بحمد الله فهي خطبة جذماء عندهم، وقد لقبوا خطبة زياد بن أبي سفيان التي خطبها بالبصرة بـ (البتراء)؛ لأنه لم يفتتحها بالحمد.
"الحمد لله" ذكر وفكر، عقيدة وشعور وعمل، هي ليست حروف تُلفظ وأقوال تُردد، وهي ليست عقيدة مُكتنزة لا عمل معها، قال بعض السلف في تفسير "الحمد": هو على ثلاثة أوجه:
أولها: إذا أعطاكَ الله شيئاً، تعرف مَن أعطاك. والثاني: أن ترضى بما أعطاك. والثالث: ما دامت قوته في جسدك، ألا تعصيه. فهذه شرائط الحمد. انتهى.
اللهم لكَ الحمد حتى ترضى، ولكَ الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد مثل ما نقول، ولك الحمد فوق ما نقول، لا نُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيت على نفسك.
الحلقة السادسة:
الحمد هو الثناء كله لله تعالى وليس لغيره، وهذا الثناء يكون لله تعالى لجليل صفاته وعظيم أفعاله الدائرة بين العبد والفضل، وقد كان موضوع الحلقة السابقة: الكشف عن دلالات كلمة (الحمد لله)، وما تحويه من إشارات ولطائف ودقائق.
وقد خلصنا إلى أن هذه الكلمة العظيمة والآية الكريمة لا يوازيها كلمة في شكر الله، وأن "الحمد لله" هو أفضل ما ينبغي أن يُحمد به الله، وليس لفظ يوازيه في المعنى أبداً، وقد توصلنا إلى ذلك من خلال الدلالة اللغوية والأسلوب البلاغي العربي، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحمد لله تملأ الميزان" فهذا نص في أن هذه الكلمة قد بلغت الغاية في الأجر والثواب حتى ملأت الميزان، وما كانت تكون كذلك إلا لأنها قد بلغت الغاية في الثناء على الله والشكر له، فهذا من دلالة لحن الحديث وفحواه.
وقد روي عن بعض السلف رحمهم الله أنه قد ضاع له مال أو متاع فأقسم بالله تعالى إن وجد ضيعته تلك، أن يحمده بقولٍ لم يُحمد الله بمثله، ثم وجد ضيعته تلك فما كان منه إلا أن قال: الحمد لله، فقال له أصحابه: إنكَ قد قُلتَ إن رد الله لك ضيعتك لتحمدنه بقول لم يُحمد بمثله، وإنك لم تقل سوى: الحمد لله؟!! فقال هذا الرجل – وقد كان فقيهاً رحمه الله – كلمة فيها بلاغة عظيمة وهي حق محض، ماذا قال؟ قال: وهل مثل الحمد لله حمد. ونحن نقول: نعم ليس مثل الحمد لله حمد.
ننتقل إلى تفسير قوله سبحانه: "رب العالمين".
الرب هو: السيد، والرب هو: المُصلح والمُدبر والجابر، يُقال لمن قام بإصلاح شيء وأقامه: هو ربٌ له، والعالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله عز وجل.
ماذا نستفيد من قوله تعالى: "رب العالمين"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
من فوائد "رب العالمين": أن نُقر لله بالغنى المطلق، وقد فهمنا هذا من لفظ (رب) ودلالاته على ذلك التزام، يعني: لا يكون رباً حتى يكون غنياً، فإذا أضيفت الربوبية للعالمين كان الغنى في غايته التي لا يصل إليها حد.
ومن فوائدها: أن نعلم فقر العبيد إلى الله، وحاجة المخلوقين إلى الخالق، وأنه لا يوجد أحد ينفد عن تصرف الله، وعن ملكه وربوبيته، أو يكون له شيء من الاستقلالية والغنى عن الله ولو لحظة، فإن المربوب لا قيام له إلا بالرب.
ولفظ (العالم) يدل على كل ما سوى الله تعالى، فلو قال: رب العالم لدل على أن كل موجود تحت ربوبية الله، ولكن لفظ (العالمين) أكد في العموم وأعظم في الدلالة على الربوبية لله والعبودية لغيره، بحيث لا يخرج أحد عن هذه الربوبية، وبحيث لا يبقى مجال لمتأول، فيقول مثلا: العالم قد يُعنى به هذا العالم المشهود فينفي هذا التأويل وغيره لفظ "العالمين".
وهذه الفائدة والتي قبلها تتضمن تأسيس توحيد الربوبية، وإبطال مذهب المشركين بالله تعالى في ربوبيته، وهؤلاء كُثر لا كثرهم الله، ومنهم مَن ينسب الخلق إلى الطبيعة، ومنهم مَن ينسب الرزق إلى الأفلاك والنجوم، ومنهم مَن يحيل التصرف في الكون إلى الجن، ومنهم مَن يزعم أن الذي يدير هذا الكون ويتحكم فيه الأولياء والأقطاب، وهؤلاء كلهم مُفترون على الله، ويُبطل مذهبهم كله قول الحق سبحانه: "رب العالمين"
ومن فوائد "رب العالمين": بيان طبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوقين، وأن هذه العلاقة قائمة على الإحسان إلى المخلوقين كما هو مُقتضى الربوبية، فالله هو ربهم وهو مُصرف أمورهم والمُحسن لهم على الدوام، ورعايته لهم أعظم من رعاية أقرب الناس لهم كالوالدين وغيرهم.
وفي هذا إبطال لمذهب فلاسفة اليونان، وفلاسفة الغرب الذين تخبطوا في إثبات ربوبية الله، فمنهم مَن يُنكر الربوبية بالكلية، وأمثلهم طريقة كأرسطو يزعم أن الله تعالى بعد أن خلق الخلق لم يعد يعتني به، ويُفكر فيه، فهو أعظم من ذلك، فهو عندهم - عياذاً بالله - لا يُفكر إلا في نفسه، وهذا كذب يرده النقل، ويرده الواقع المشاهد المحسوس.
من فوائدها: إبطال أساطير فلاسفة الإغريق الوثنية التي يرونها عن الرب سبحانه، وأنه بزعمهم - تنزه وتعالى عما يقولون - يطارد عباده ويتربص بهم الدوائر ويُدبر لهم المكائد والحيل في قصص غريبة وافتراءات عجيبة منكرة.
فهذا كله مما يعتقده أهل الأوثان القدماء، وقد تلقفه عنهم –للأسف- أهل الكتاب ونقلوه وسطروه في الكتاب المُقدس، وخصوصاً العهد القديم (التوراة) وقد نعى الله عليهم صنيعهم هذا، قال تعالى:"قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" [المائدة: 77].
وبهذا البيان القرآني "رب العالمين" تنتفي أيضاً صفة الصراع بين الخالق والمخلوق، كما يصور ذلك فلاسفة الغرب، ويبنون عليه مناهجهم في التفكير وفي التصور، ويُرى على ذلك أثره في إنتاجهم الأدبي، من شعر وقصص وتمثيل.
وللأسف الشديد قد تلقف كثيراً من هذه التصورات الفاسدة بعض أبناء المسلمين، وانحرفوا بها في تفكيرهم وفي مُعتقدهم، وفي سلوكهم وأخلاقهم، وفي علمهم وأدبهم وفنونهم، وبنوا على ذلك فكرة الصراع في الحياة، فمرة بين الخالق والمخلوق، ومرة بين الدنيا والدين، ومرة بين الحاكم والمحكوم، ومرة بين الرجل والمرأة، وهذه هي نقطة الانطلاق في فكر القوم (دعاة التغريب).
فهذا كله خرافة، يردها دين الإسلام، ويُبطلها قول الحق سبحانه: "رب العالمين"، والعقل والواقع المحسوس دليل صادق على ذلك، وشاهد على أنه سبحانه رب العالم ومُدبرهم ومالكهم وراعيهم، كما يحس بذلك مَن له أدنى شعور من الإنسانية، فضلا عمن يعرف نور الوحي والقرآن، قال بعض العلماء: سمي العالم عالما؛ لأنه علامة على وجود الخالق سبحانه.
سؤال: ما المُناسبة بين "الحمد" وبين ما بعده "الله" و "رب العالمين"؟
نقول: إن الحمد لله هو الثناء، والثناء على شيء لا يكون إلا لأحد سببين: إما لصفة عظيمة في المحمود تستحق الحمد، وإما لإحسان من ذلك المحمود لغيره يستحق عليه الشكر والثناء، ونحن إذا تأملنا لفظ "الله" و "رب العالمين" وجدنا أنها تشتمل على كلا الأمرين؛ تشتمل على الوصف بالجميل، وعلى الإحسان إلى الغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله هو: الإله، وهو أكبر أسماء الله وأجمعها، وينبئ هذا الاسم العظيم عن كل صفة كمال وكل صفة جلال وجمال، فبهذا يستحق الحمد من هذا الوجه.
ولفظ "رب العالمين" هو يقتضي الحمد كذلك؛ لأن الربوبية تشمل على كل إحسان وعلى كل فضل ونعمة وصلت إلى الناس، فكأنه قال: "الحمد لله"؛ لأنه الإله المُتصف بالصفات العظيمة، "والحمد لله"؛ لأنه رب العالمين المُحسن إليهم في كل حين.
وقوله: "الحمد لله رب العالمين" فيه تقرير عقيدة الإسلام.
تضمنت هذه الآية تقرير التوحيد بنوعيه:- الخبري، والعملي. فالتوحيد إما أن يختص بالعمل والعبادة، وهذا يُسمى توحيد الألوهية أو توحيد العبادة، وإما أن يختص بالعلم والاعتقاد، وهذا يتضمن الإيمان بالربوبية وبالأسماء والصفات.
كيف دلت الآية على نوعي التوحيد؟
قوله تعالى: "الحمد لله" هذه دلتنا على توحيد العبادة وتوحيد الألوهية، وهذه الدلالة من وجهين ومن طريقين: الأول: أنها أثبتت صفات الإله لله وحده بقوله تعالى: "لله"، فهذا اللفظ يدل على إثبات الألوهية له سبحانه، وإبطال ألوهية ما سواه، والألوهية تتضمن أول ما تتضمن: استحقاق العبادة له وحده دون سواه.
الطريق الآخر نستفيده من لفظ "الحمد لله"، يعني: أن الحمد الخالص الذي هو عبادة وقُربة، وهو الحمد المطلق، لا يكون إلا لله تعالى، يعني: أن صرف العبادة لا يكون إلا لله، فإن الفرد يدل على الجنس، لأنه إذا كان الحمد لا يكون إلا لله، فكذلك الدعاء والاستغاثة وبقية العبادات.
وأما قوله سبحانه: "رب العالمين"، فهذا فيه إثبات للتوحيد الخبري، المبني على الاعتقاد، وفيه الوصف له سبحانه بالربوبية التي تشمل صفات الخلق والرزق والتدبير وغيرها.
وعند التفصيل نقول: "رب العالمين" دلنا على توحيد الربوبية، ولفظ "الرحمن الرحيم" دلنا على توحيد الأسماء والصفات، "والحمد لله" دلنا على توحيد العبادة كما تقدم، وبهذا يحصل التنبيه على أنواع التوحيد الثلاثة في هذه الآية العظيمة.
ومن الاعتبار بذلك، أن يعي المسلم حقيقة التوحيد، وأن يستشعر أهميته وعظمته، ويُقدمه في جميع أحواله، كما قدمه الله تعالى بالذكر في ابتداء كتابه وبنى عليه دينه.
ويتأكد هذا المعنى بالنسبة إلى الداعية إلى دين الإسلام، فإنه يدعو إلى دين الله تعالى مُقتفياً هدى كتاب الله تعالى، وهاهو كتاب الله قد ابتدأ دعوته للخلق بذكر التوحيد والتنويه بشأنه وتثبيته في القلوب وذلك في أول سوره وأول آياته.
اللهم وفقنا للعمل بكتابك، واقتفاء سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
الحلقة السابعة:
الكلام في هذه الحلقة عن الآية الثانية، قوله سبحانه: "الرحمن الرحيم".
لفظ هذه الآية الكريمة هي جزء من البسملة، وقد سبق الحديث عنها بشيء من التفصيل فلمَ الإعادة؟
هذا وقد جرت عادة المُصنفين وعادة المُفسرين أن يقولوا في مثل هذا المقام: قد سبق تفسير قوله تعالى: "الرحمن الرحيم" عند تفسير البسملة، أو يقولون: قد تقدم الكلام على معاني هذه الآية بما يُغني عن التكرار وعن الإعادة.
ونحن إن أردنا التحقيق وأردنا التدقيق، وإن أردنا كمال النظر قي كلام الله ومقام التدبر، فإننا نجزم أن إعادة الألفاظ - لا سيما في كلام الله - لا يُغني بعضها عن بعض، وليس هو من باب مُجرد التكرار أو لا يحسن أن يُعاد ولا يفيد.
إن الكلمة الواحدة في القرآن تكون في عدة مواضع، ويكون في كل موضع منها دلالات وإشارات ومعاني ليست في غيرها من المواضع، وهذا شيء طبعي وأمر منطقي! لماذا؟
لأن الكلمة مُجردة لها دلالة، وإن أُضيفت فلها دلالة أُخرى، وإن جاءت في سياقٍ زادت دلالتها ومضمونها بحسب السياق والسباق لها. أيضاً لو نظرنا إلى قائل هذه الكلمة سنفهم دلالةً غير التي نفهمها من كلام غيره والقرآن كلام وهو القائل له سبحانه.
نقرأ قول الله سبحانه: "الرحمن الرحيم".
ِنتدبر الآية الكريمة:
على أي شيء يدل الاسمان الكريمان؟ ما المُناسبة بين هذه الآية والتي قبلها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
"الرحمن الرحيم" اسمان لله يدلان على صفة الرحمة له تعالى، هذه الصفة لله تعالى صفة عظيمة جداً، ومن عظمها أنها عمت الخلق ووسعت كل شيء، وأنها عمت الدنيا والآخرة، بل إنها غلبت بعض صفات الله الأخرى وسبقتها كما يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ورحمتي سبقت غضبي، وقد قرنها الله بصفة العلم له سبحانه، وهي الصفة التي لا يحدها شيء. قال سبحانه في مُحكم التنزيل: "وسعت كل شيء رحمة وعلماً". [غافر: 7].
جاء السياق القرآني هنا ليدلنا على عظم هذه الصفة، هذا السياق يُبين شمول هذه الصفة ويُبين قوّتها، وأسبقيتها لغيرها، فقال تعالى: "الرحمن الرحيم". كيف هذا؟
أولاً: أن الله تعالى عندما ذكر قوله: "رب العالمين" عقب عليه بقوله: "الرحمن الرحيم".
قال بعض العلماء: هذا التعقيب فيه تحديد، وفيه لفت للأنظار وفيه ترغيب للقلوب.
فيه بيان أن ربوبية الله للعباد ربوبية رحمة وربوبية عطف وإنعام وربوبية إحسان. فكأنه يقول: أنا ربكم جميعاً، أنا المُتصرف في أحوالكم و تصرفي لكم مبني على الرحمة وعلى الإحسان وعلى العطف.
أيضاً: اللفظ الدال على الربوبية لفظ واحد وصفة واحدة (رب)، ولكن اللفظ الذي يدل على الرحمة لفظان (الرحمن) و (الرحيم)، فهذه الزيادة لا شك تدل على معنى، تدل على الغلبة وعلى السبق، قال بعض المُفسرين: الحكمة من تكرير الرحمة كأنه قيل: اذكر أني إله رب مرة، واذكر أني رحمن رحيم مرتين، ليُعلم أن العناية بالرحمة أكثر من سواها.
وأمر ثالث: قرن الله بين اسم الرحمن واسم الرحيم لِيكتمل معنى الرحمة في حقه سبحانه، ولِيدل كل من اللفظين على ما لا يدل عليه الآخر، ليدلان على عموم الرحمة وشمولها وعلى قوتها وأسبقيتها.
أن لفظ (الرحمن) كلفظ شبعان في الوزن، وما كان كذلك فهو يدل على الامتلاء في الصفة، وعلى السعة والزيادة.
ولفظ (الرحيم) أخص في المعنى على الرحمة، لكنه يدل على الفعل وعلى إيصال الرحمة للخلق.
إذاً فبهذا اللفظ وبذاك يكتمل المعنى العظيم من الرحمة، ويدل على كمال الرحمة في ذات الله تعالى، ويدل على كمال الرحمة في فعله وإيصالها للمخلوقين.
وهاهنا لطيفة. لماذا قدم لفظ (الرحمن) على لفظ (الرحيم)؟
قالوا: لأن لفظ (الرحمن) في الدلالة على ذات الله تعالى، فالرحمن لا يُسمى به غير الله بحال من الأحوال، والرحيم قد يُسمى به الله ويُسمى به غيره، ومن قواعد اللغة: أن ما دل على الاتصاف الذاتي فهو أولى بالتقديم.
ننتقل إلى ذكر المُناسبة:
ما المُناسبة بين (الحمد) وبين (الرحمن الرحيم)؟
الحمد هو الثناء بالقول الجميل، وهذا الثناء له سببان: أما الاتصاف بعظيم الصفات، وأما الإحسان إلى الغير، ودل على المعنى الأول لفظ الجلالة (الله)، ودل على المعنى الثاني لفظ (رب العالمين) ولفظ (الرحمن الرحيم)، ولهذا جاء سياق الآيات مُتسقاً ورُبط الحمد بهذه المعاني.
قال سبحانه: "الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم" يعني: الحمد لمن كانت هذه صفاته ولمن كانت هذه أفعاله، فالكلام في قوة: الحمد لله؛ لأنه الإله. والحمد لله؛ لأنه رب العالمين. والحمد لله؛ لأنه الرحمن. والحمد لله؛ لأنه الرحيم.
ومن المقرر بلا جدال أن الله موصوف بالحمد على جميع أفعاله وجميع صفاته، وهو الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وإن كان شيئاً من الصفات يستوجب الحمد فإن الرحمة من أعظم ما يستوجب الشكر والثناء، لماذا؟
لأن الحمد سببه الرئيس هو الإحسان، والإحسان سببه الرئيس هو الرحمة، ولهذا جاء في الحديث (أن الدابة لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تُصيبه). أي من الرحمة.
وفي الحديث الآخر: أن امرأة وجدت صبياً في السبي، فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ " قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها. وفي السياق أيضاً قوله تعالى: "رب العالمين، الرحمن الرحيم" فما المُناسبة بينهما؟ وما الفوائد المُترتبة على ذكر (الرحمن الرحيم) بعد (رب العالمين)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام القرطبي – رحمه الله -: وصف نفسه تعالى بعد (رب العالمين) بأنه (الرحمن الرحيم)؛ لأنه لما كان في اتصافه بـ (رب العالمين) ترهيب، قرنه بـ (الرحمن الرحيم) لما تضمنه من الترغيب، لِيجمع في صفاته بين الرهبة منه والترغيب إليه، فيكون أعون على طاعته وأمنع، كما قال تعالى: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم" وقال: "غافرِ الذنب وقابلِ التوب شديدِ العقاب ذي الطول".
نختم الحديث عن "الرحمن الرحيم" بالتنبيه على أعظم ما دلت عليه وبيان المقصد الأول لها على أي شيء؟ دلت على إثبات صفة الرحمة لله تعالى، هذه الصفة العظيمة يجب أن نؤمن بها على الحقيقة ومن غير تشبيه لها بصفات المخلوقين، ومن غير تحريف أو تعطيل عن معناها الحقيقي، وهذه قاعدة جليلة تجري على جميع آيات الصفات.
من الخطأ الكبير أن نُنكر هذه الصفة أو نفهمها كما نفهم الصفات التي يتصف بها المخلوقون، فبذلك نحدث بالتشبيه بين الخالق والمخلوق، هذا التشبيه لا يُقره عقل ولا دين.
ولهذا التشبيه تجد بعض الناس يعترض على أقدار الله، ويستنكر بعض أفعاله سبحانه، ويظن أنها خالية من الرحمة.
بعض الناس إن قُلتَ له: إن فلاناً قدر الله له بكذا من مرض أو حادث، تجده يبادرك بالكلام: فلان والله مسكين، فلان والله ما يستاهل ما أصابه.
وبعض الناس يتساءل مُنكراً على الله تعالى – عياذاً بالله – لماذا لم يحصل كذا وكذا؟ لماذا لا يُعطي الله المسلمين كما يعطي الكافرين؟
وهذا كله والله من الشيطان، وكله من الجهل، وأساسه تشبيه صفة الخالق بالمخلوق، ورحمة الله برحمة البشر، وسببه عدم التسليم له سبحانه.
اللهم ارحمنا برحمتك، وجنبنا الزلل وألهمنا الرشد ووفقنا إلى كل خير.
الحلقة الثامنة:
حديثنا في هذه الحلقة عن قول الحق سبحانه وتعالى: "مالك يوم الدين".
هذه الآية الكريمة تتكون من ثلاث كلمات: "مالكْ" و "يومْ" و "الدينْ". والتفسير لألفاظ القرآن والكشف عن معانيها، لابد فيه من النظر إلى ثلاثة أمور: إلى اللفظ بمفرده، وإلى اللفظ مُركباً مع غيره، وإلى الجملة كاملة، والأمر الثالث: أن ننظر إلى ارتباط الآية أو الجملة بما قبلها و بما بعدها، وأن نتأمل في الدلالات المحيطة باللّفظ، والإشارات التي تُفهم من السياق.
ولنبدأ بذكر معاني الآية كلمة كلمة:
"مالك" فيها قراءتان سبعيتان، قراءة عاصم والكسائي "مالك" بالألف، اسم فاعل من المِلك، كقوله سبحانه: "مالِك المُلك" [آل عمران:26]. وقرأ الباقون السبعة "مَلِكْ "، كقوله سبحانه: "المَلِكُ القدوسُ" [الحشر:23]. و "مالك" مأخوذة من المِلْك، ومَلِك مأخوذة من المُلك، والمالك هو المتصرف بالأعيان المملوكة كيف شاء وبما شاء، والمَلِك هو الذي يأمر وينهى فيُطاع.
وقد طوّل أهل التفسير الكلام على ترجيح أحد القراءتين، وأشهر ما قيل:
إن المَلِك أبلغ في الدلالة على الملكية؛ لأن أمره نافذ على المالك في ملكه.
وقيل: لفظ (المالك) أبلغ؛ لأنه يكون مالكٌ للناس وغيرهم، والمَلِك لا يكون إلا على الناس، فلا يُقال: ملكٌ على البهائم وعلى الحجارة!
ومن أوجه الترجيح اللطيفة أن (مالك) أكثر حروفاً من (مَلِك) والزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، وأيضاً قيل: أنها تدل على الزيادة في الأجر فإن لقارئ: (مالك) عشر حسنات زيادة على مَن قرأ (ملك).
فإن قيل: هل يصح الترجيح بين القراءات، وكلها كلام الله؟
فالجواب: أن الترجيح إن كان على وجه التنقيص من القراءة الأخرى، فهذا لاشك حرام، ولا يستحله مسلم عالم ذاكر لما يقول.
وأما إن قُصد المُقارنة بين لفظ (مالك) و (ملك)، وأن نُبيّن ما يتضمنه كل منهما من مزية، فهذا لا بأس به.
فإن قيل: ما الفائدة من وجود القراءتين، من جهة اللفظ والبلاغة؟
فالجواب: إن القراءتين للكلمة القرآنية بمثابة الآيتين، وهذه قاعدة ولعله من كمال بلاغة القرآن أن يجيء في الموضع الواحد بالكلمتين، فتُقرأ هذه مرة وهذه مرة، وبذلك تكتمل الدلالة على ملكية الله تعالى لذلك اليوم العظيم. قال الإمام القرطبي – رحمه الله –: إن وُصِفَ الله سبحانه بأنه (مَلِك) كان ذلك من صفات ذاته، وإن وُصِفَ بأنه (مالك) كان ذلك من صفات فعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في جامع الترمذي أنه يقرأ بـ (ملك) ويقرأ بـ (مالك)، قال العلماء: ومن كمال الاقتداء به صلى الله عليه وسلم أن نفعل ذلك فنقرأ بهذه تارة وبتلك تارة؛ لكن بشرط أن لا يحصل به التشويش على العامة والتشكيك لهم في كلام الله تعالى.
جاء بعد لفظ (مالك) لفظ (يوم). فما هو اليوم؟
اليوم يُطلق في لغة العرب على الجزء من الزمن. واليوم في الشرع: هو ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والأيام عند الله يقدرها بما شاء سبحانه، فيوم عند ربك بألف سنة، ويوم بخمسين ألف سنة وهكذا .. لكن ما هو اليوم الحقيقي؟ إن اليوم الحقيقي، وإن اليوم الحق هو يوم القيامة، كما قال سبحانه:"ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا" وقال: "اليوم تُجزى كل نفس ما كسبت".
وأما لفظ (الدين) فهو يدل على الجزاء؛ لأن الله تعالى يدين الناس على أعمالهم،، ويوم الدين هو يوم القيامة ومبدأ الآخرة.
وقوله تعالى: "مالك يوم الدين" فيها فوائد جمة، فمن فوائدها: إثبات القدرة العظيمة لله عز وجل، وأنه يُعيد الخلق كما بدأه.
ومن فوائدها: تخويف الناس من يوم القيامة.
ومن فوائدها: إثبات العدل لله سبحانه، فإنه قال: "يوم الدين". ولم يقل: يوم الحساب؛ لأن لفظ الدين أدل على إثبات المُجازاة بالعدل.
ومن فوائدها: إظهار العجز التام للناس، وإثبات العبودية المحضة لجميع الخلق، ففي يوم الدين لا حرية لأحد، ولا إرادة لأحد، ولا ملك لأحد، ولا تصرف لأحد، إلا لله الواحد الأحد.
وإن قيل: لما قال سبحانه: "مالك يوم الدين" وهو سبحانه مالك لجميع الأيام؟
فهذا له أجوبة:
من أجوبته: أن التخصيص لا يعني الحصر، يعني تخصيصنا لشيء بالذكر لا ينفي غيره، فلو قلنا: فلان يملك كذا من الإبل، فهذا لا يعني أنه لا يملك غيرها.
وقد تقرر أن الله تعالى مالكٌ لجميع الأيام، ومالكٌ لجميع الأوقات، مالك للدنيا والآخرة، وفي سياق الآيات إثبات الملكية التامة لله، وهذا حاصل بقوله تعالى: "رب العالمين"، فالعالمين كل ما سوى الله تعالى، وهو عام في الدنيا والآخرة.
ومن الأجوبة البديعة: أن يوم الدين يوم لا يُنازع الله في ملكيته أحد، في الدنيا كانوا يُنازعونه في الملك ولو بالكذب، أما في الآخرة وفي يوم القيامة فلا يجرأ أحد أن يُنازع الله في شيء ولو بالكذب، لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. لمَن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار.
في الدنيا هنالك ملك مجازي، وهنالك حرية وتصرف من المخلوقين، وهنالك أسباب ومُسببات، أما يوم القيامة، فإن الله تعالى يتصرف لوحده لا أحد يتصرف غيره، والله يملك لوحده لا أحد يملك غيره، والله يُجازي لوحده لا يُنازعه أحد، لا ظاهراً ولا باطناً، ولا حقيقة ولا مجازاً.
قوله: "يوم الدين" إثبات لهول يوم الدين وتعظيم ليوم القيامة، فإن الله مالكٌ ليوم الدين ولغيره ولكن خصه بالذكر لتعظيمه ولعظمته، ميّزه لهوله وميّزه لجلالته وأهميته.
وهذا التميُّز فيه إظهار عظمة الخالق، أيضاً فيه إظهار عظيم الملك لله. فنحن مثلاً إن أردنا فإننا ننسب الملك إلى شخص فننسب إليه أعظم الأشياء وأفضلها. لو أننا نعلم شخصاً من الناس يملك الذهب العظيم الخالص، ويملك بإزائه شيئاً حقيراً كخزف أو قش، فنحن نقول: فلان مالك الذهب. ولا نقول: مالك الخزف. فإن الخزف أمام الذهب لا شيء، والدنيا أمام الآخرة لا شيء، ولهذا قال: "مالك يوم الدين".
بقي الحديث عن المُناسبة بين الآيات:
لننظر في ارتباط الآية بما قبلها، ارتباط "مالك يوم الدين" بـ "الحمد لله".
بينهما تناسب، لو تأملنا لوجدنا أن الكلام في قوة: الحمد لله لأنه مالك يوم الدين. لماذا؟
يوم الدين يُقيم الله تعالى فيه العدل، يوم الدين يقتص فيه المظلوم من الظالم حتى الشاة العجماء، العدل والإنصاف لا يكون إلا في يوم الدين، لا يكون في الدنيا عدل تام حتى لو نُفذ الشرع، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنني أقضي بما أسمع).
أيضاً يوم الدين هو الذي يصلح أهل الدنيا، كيف هذا؟
لولا يوم الدين لرأينا غير الذي نراه، يوم الدين يجعلنا نستقيم فلا ننحرف، يجعلنا لا نظلم، لا نسرق، لا نغتاب، لا نقتل.
وهاهنا لطيفة دقيقة: أن الله ذكر في أول السورة خمسة أسماء له: الله، الرب، الرحمن، الرحيم، الملك أو المالك. لماذا؟ أو ما الفائدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في التفسير الكبير: السبب فيه كأنه يقول: خلقتك أولاً، فأنا إله. ثم ربيتك بوجوه النعم، فأنا رب. ثم عصيتَ فسترتُ عليكَ، فأنا رحمن. ثم تُبتَ فغفرت لك، فأنا رحيم. ثم لابد من إيصال الجزاء إليكَ، فأنا مالك يوم الدين.
وقال تعالى: "الرحمن الرحيم" ثم قال: "مالك يوم الدين". فما فائدة التعقيب هنا؟
قال العلماء: لمّا بيّن الرحمة المُضاعفة، فكأنه قال: لا تغتروا بذلك، فإني مالك يوم الدين، فهذا جمع بين الترغيب والترهيب، وقدم (الرحمن) على (مالك)؛ لأن الرحمة سبقت في علم الله غضبه وعقوبته. & shy;
الحلقة التاسعة:
يقول المولى سبحانه وتعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين".
هذه الآية هي الآية الرابعة من سورة الفاتحة سبقتها ثلاث آيات، وستتلوها ثلاث آيات أو اثنتان، وقد جعل الله تعالى الفاتحة نصفين، وجعل هذه الآية نصفين. فالآيات الثلاث الأول كلها ثناء على المولى سبحانه وتمجيد، والآيات الثلاث الأخيرة كلها دعاء من العبد إلى ربه ومولاه.
وأما هذه الآية فهي نصفان نصفها للرب، ونصفها للعبد، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين. قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.
"إياك نعبد" أي لك يا ربنا نُصلي ونسجد ونحفد ولا نعبد سواك ولا نتوجه إلى غيرك. معناها: نُخلص العبادة لك ونُخلص التوحيد لك، ولا نُشرك معك غيرك، معناها: أنت المُستحق للعبادة وحدك.
و " إياك نستعين " أي نستمد العون منك في جميع الأمور ولا نستعين بأحد سواك، ولا نطلب العون إلا منك. معناها: نُعلن لك عجزنا وضعفنا، ونُعلن براءتنا من كل حول ومن كل قوة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هذه الآية دلتنا على أساس ديننا، دلتنا على لب شريعتنا، ودلتنا على سر وجودنا.
هذه الآية بمثابة قولنا: لا إله إلا الله، هي توازي كلمة التوحيد في المعنى، تتضمن إثبات العبادة لله وحده، وتتضمن نفي العبادة عما سواه سبحانه، وهذا المعنى هو أساس الدين وسر الوجود، وهذا المعنى هو الغاية التي أُنزل القرآن لأجلها.
ولهذا جاء عن بعض السلف تعظيم هذه الآية، روي عن بعضهم: أن معاني القرآن الكريم تعود إلى هذه الآية. وقال بعضهم: "إياك نعبد وإياك نستعين" سر القرآن.
هذه الآية الكريمة مع قصر ألفاظها قد حوت المعاني العظيمة، وقد حوت البلاغة العجيبة، عجائب هذه الآية لا تقضى.
نذكر منها ما يتسع له المقام:
هذه الآية جاءت بصيغة موجزة، ولكن بأسلوب بليغ جداً، ومن بلاغتها أنها تدل على حصر العبادة في عبادة الله، وعلى اختصاص التوحيد به سبحانه ونفي الشريك عنه.
قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" تقديم "إياك" هنا يفيد الحصر، ويفيد الاختصاص، قالوا: لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، و"إياك" هنا مفعول به وحقه التأخير، وعامله "نعب " و "نستعين". قال ابن القيم – رحمه الله -: فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك.
من فوائد تقديم "إياك" كذلك: العناية والاهتمام، فإن شأن العرب أن تقدم الأهم، قالوا: ولئلا يتقدم ذكر العبد على ذكر الرب سبحانه.
وقال سبحنه: "إياك نعبد وإياك نستعين" ولم يقل: أعبد وأستعين، لماذا؟ يعني ما الفائدة من نون الجمع هنا؟
هذا التعبير القرآني فيه فوائد، وفيه دلالات عظيمة، وفيه إشارات لطيفة.
فيه تنبيه العابد على صلاة الجماعة فيقال له: احضر إلى بيت الله وصلي مع المسلمين. كيف؟ لأنه يقول: نعبد ويقول نستعين. في صلاته، وهذا اللفظ يدل على الجماعة، فلزم منه أن يكون المُصلي في الجماعة، ليكون أصدق وأدق في التعبير.
من فوائد (نون الجمع) تعلم العبد حُسن السؤال من الله، وتعليمه أدب الخطاب بين يدي مولاه، قال بعض المفسرين: كأن العبد يقول: إلهي ما بلغت عبادتي إلى حيث تُستحق أن أذكرها وحدها؛ لأنها ممزوجة بالذنوب والتقصير، ولكن أخلطها بعبادات جميع العابدين، وأذكر الكل بعبارة واحدة، وأقول: "إياك نعبد" قالوا: وهذا أدعى للقبول.
وقد فرع الفقهاء مسألة: وهي أن الرجل إذا باع من غيره عشرة عبيد فإن المُشتري إما أن يقبل الكل أو لا يقبل واحداً منها، وليس له أن يقبل البعض دون البعض في تلك الصفقة بتلك الصفة. بل جاء في الحديث: هم القوم لا يشقى جليسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الفوائد: أن لفظ نعبد بالجمع يدلنا على إثبات علم الغيب لله. لماذا؟ لأن الفاتحة قد فرض الله قراءتها في صلاة الجماعة في الجهر وفي السر، وقد نزلها قبل فرض صلاة الجماعة بهذه الصفة. والصياغة "نعبد" و "نستعين".
ومن الفوائد: أن لفظ "نعبد" بالجمع يدلنا على الاجتماع يدلنا على إيجاب التعاون بين المؤمنين. كيف؟
من وجوه، منها: أن المؤمنين الذين يجتمعون على عبادة الله وهي أعلى المطالب، يجب أن يجتمعوا على غيرها. ومنها: أن المؤمنين الذين يعبدون إلهاً واحداً ويستعينون به حري أن تكون كلمتهم واحدة، وأن يكون رأيهم ووجهتهم واحدة. ومنها: أن العبادة لفظ جامع لكل عمل يُحبه الله ويرضاه، وقد جاء هنا بلفظ الجمع، فدل على التعاون في كل عمل يُحبه الله.
قال تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" ولم يقل: إياك نستعين وإياك نعبد.
قال العلماء: تقديم العبادة هنا على الاستعانة من باب تقديم الغايات على الوسائل، فالعبادة غاية والاستعانة وسيلة لها، والغاية أحق وأولى بالتقديم.
وقيل: إن العبادة حق لله، والاستعانة حق للعبد، وما كان حق لله فهو أولى بالتقديم.
فإن قيل: لمَ كرر الضمير "إياك" مرتين؟ أي ما فائدة تكرار الضمير؟
قيل جواباً: إن التكرار هنا له فوائد:
من فوائده: العناية بالمعبود وتعظيمه وتقديمه.
ومن فوائده: تأكيد الاختصاص والحصر، ليتأكد أن العبادة والاستعانة لا تكون إلا لمن دل عليه ضمير إياك وهو الله سبحانه وتعالى.
ومن فوائده: ليحصل شيء من التفريق بين العبادة والاستعانة، فالعبادة لا تكون إلا لله، والاستعانة قد تكون بالمخلوق فيما يقدر عليه، وقد قال الله سبحانه: "وتعاونوا على البر والتقو ".
هذه الآية وردت بأسلوب الحاضر، والآيات التي قبلها كلها بأسلوب الغائب "الحمد لله" غيب" رب العالمين "غيب" الرحمن الرجيم "غيب" مالك يوم الدين "غيب" إياك نعبد وإياك نستعين " حاضر. انتقل الخطاب من الغيب إلى الحضور. ومن الغياب إلى الشهود. لماذا؟
أولاً: التنقل في أسلوب الخطاب له فائدة عامة، وهذه الفائدة: هي لفت الأنظار وتنبيه السامع وحضه على مزيد التركيز والعناية، يعني أن هذه الجملة وهذا المعنى عظيم فتنبه عنه وأصغ له سمعك.
لماذا قال: "إياك نعبد" بأسلوب الحاضر؟
"إياك نعبد وإياك نستعين" سؤال ودعاء والتجاء إلى الله، وما كان كذلك فالأليق فيه المُشافهة والمُخاطبة المُباشرة، والآيات قبلها هي ثناء ومدح وتمجيد، والأليق في شأن الثناء هو خطاب الغيبة لا الحضور.
ومن اللطائف: أن يقال: مقام العبادة هو مقام الحضور بين يدي المولى، وهو ميدان المُراقبة لله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". فناسب لأجل هذا أن يأتي بأسلوب الحضور والشهود.
الحلقة العاشرة:
الحديث في هذه الحلقة عن قول الحق سبحانه وتعالى: "اهدنا الصراط المُستقيم".
لنتدبر الآية ونقف عند ألفاظ الآية كلمة كلمة. اهدنا. الصراط. المُستقيم. ونعرض القول في معانيها ودلالاتها الإجمالية، ونقف على الفوائد منها.
"اهدنا" فعل أمر بمعنى دلنا، والأمر هنا بمعنى الدعاء. لماذا؟ لأن الأمر إن جاء من الأدنى إلى الأعلى، ومن الأقل إلى الأعظم فهو يدل على الدعاء وعلى الترجي.
الفاعل هنا ضمير مستتر تقديره (أنت) أي يا ربنا اهدنا. و (نا) في "اهدنا" ضمير متصل في محل نصب مفعول أول، والصراط مفعول ثانِ.
قال العلماء: الهداية في اللغة: هي الدلالة إلى الخير، والهداية في الشرع قسمان: هداية بيان وإرشاد وتوضيح، وهداية توفيق وإلهام وقبول. هداية البيان هي التعريف بالحق وهذه الهداية مُثبتة للخالق ومُثبتة للمخلوق، وهداية الإلهام والتوفيق وهذه لا تكون إلا للخالق سبحانه، ولا يقدر عليها إلا الله سبحانه، حتى نبيه صلى الله عليه وسلم لا يقدر عليها "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
الهداية في هذه الآية بمعنى: ألهمنا دينك الحق، ووفقنا للعمل به، ودلنا دلالة التوفيق ودلالة العمل والإلهام. لماذا؟
قال بعض العلماء: لأن الهداية إذا كانت مُتعدية بإلى فهي للدلالة وللبيان وللإرشاد فقط كما قال الله:" وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم". وإن كانت مُتعدية بنفسها فهذه تكون الإلهام والتوفيق والعمل. والهداية هنا مُتعدية بنفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الهداية هي الدلالة بلطف، وهي الدلالة إلى الخير، والتخصيص هنا فيه نكتة. والنكتة هي: اختصاص الدلالة بالدلالة إلى الخير؛ لأن التلطف يُناسب مَن أُريد به الخير.
وقال سبحانه: " اهدنا " بصيغة الجمع. لماذا؟ لأن الذي يدعو به يدعو به في الصلاة، وقد تكون الصلاة جهرية، واللائق بالإمام أن يدعو له ولغيره، وهذا فيه إثبات علمه سبحانه بالغيب، وإثبات رحمته بالخلق.
وقيل: إن الدعاء للمؤمنين حسن في كل حال، ولكن هذا من حقوق الأخوة الإيمانية، وجاءت بلفظ الآية.
وقيل: إن الدعاء بصفة الجمع؛ لأنه هو أقرب إلى القبول. والكل جائز والكل معنى صحيح.
قال سبحانه: " اهدنا الصراط " فما هو الصراط؟
الصراط هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه، قال الإمام الطبري – رحمه الله -: وهذا المعنى مُتفق عليه.
والصراط هنا هو دين الإسلام، فإن الله يقول: "قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم. ديناً قيماً" [الأنعام: 161]، فقوله: "ديناً قيماً" تفسير لقوله: "صراط مستقيم" وهكذا هنا، والقرآن يُفسر بعضه بعضاً.
وقد اتفقت كلمة العلماء على تفسير الصراط بهذا المعنى، ولكن اختلفت تعبيراتهم، قال بعضهم: الصراط هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: هو القرآن. وقال بعضهم: هو طريق العبودية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ما معناه: هذا الاختلاف تنوع في العبارة، واختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وإلا فإن المعنى والمُسمى واحد.
وروي عن بعض السلف أنه قال: الصراط هو الحج. وهذا التفسير لا يُقصد به التعيين ولكن يُقصد به التمثيل. فمثاله: لو سأل رجل من العجم عن معنى الخُبز؟ فجاء شخص وأشار له إلى رغيف. فهذا الجواب يقصد به المثال ولا يقصد به الحصر والتعيين، يعني الرغيف كهذا. وهكذا قوله: الصراط الحج.
ولهذا استعير لفظ الصراط ليدل على دين الإسلام. وإلا فإن الصراط هو الطريق، ولكن الطريق لا يُسمى صراطاً إلا إذا جمع بين أربع خصال ما هي؟ الاستقامة، والإيصال إلى المقصود، والسعة، والقرب.
إذاً التعبير عن الإسلام بالصراط له معانٍ، وله دلالات وإشارات.
الصراط في اللغة: الطريق الواسع، والإسلام هو الدين الحق وهو الطريق الحق، ومن صفاته: أنه الطريق الواسع، وسع الخلق ووسع الحق فهو الدين الذي دعا جميع الخلق إلى جميع الحق، وهو الطريق الذي لم يحوج سالكيه إلى غيره، لم يُحوجهم أن يخرجوا منه ويسلكوا طريقاً غيره.
ولهذا نقول: في هذه الآية رد وتكذيب، رد على مَن قال: إن أحداً من الناس يسعه الخروج عن طريق الإسلام. وتكذيب لمن قال: إن دين الإسلام قاصر، أو أنه عاجز في وقت من الأوقات أو في زمن من الأزمان.
ومن فوائد لفظ "الصراط المستقيم": الإخبار بأن دين الإسلام هو أقرب الطرق وهو أقصر وهو أسرع الطرق. فإن لفظ "الصراط" من صفاته القرب، ولفظ "المستقيم" هو أقرب خط وأقرب طريق بين نقطتين.
ومن الفوائد: أن لفظ " المستقيم " يتضمن الإشارة إلى أنه يوجد طرقاً غير مستقيمة، ويوجد مناهج ملتوية، ولعل هذا تبكيت لليهود والنصارى ..
ومن الفوائد اللطيفة: إيضاح أن الحق واحد لا يتعدد، فإن لفظ " المستقيم " لفظ يدل على الفرد، وأل فيه للعهد، وأن لفظ المستقيم يدل أيضاً على الانفراد، فالمستقيم كما يُعرفه أهل الهندسة هو: أقرب خط يصل بين نقطتين، وهذا لا يكون إلا واحداً، وهكذا طريق الحق لا يكون إلا واحداً كما أخبر الله سبحانه " فماذا بعد الحق إلا الضلال ".
ومن الفوائد: الإبانة بأن طرق الباطل كثيرة وهذه واحدة، وأن طرق الباطل ملتوية ومُجهدة ومُتعبة لأصحابها وهذه ثانية، وأنها طرق لا توصل إلى المقصود الصحيح وهذه ثالثة.
هذه الفوائد الثلاث تؤخذ من لحن العبارة، تؤخذ من مفهوم المخالفة للفظ "الصراط المستقيم".
من فوائد الآية الكريمة: التنبيه إلى عظم هذا الدعاء، الدعاء بالهداية إلى الدين، وفضل هذا الدعاء. لماذا؟
لأن هذا الدعاء دعاء قرآني، قد تكلم به الله تعالى في مُحكم التنزيل.
وثانياً: هذا الدعاء قد فرضه الله، فرضه سبحانه في كل صلاة فرضه في كل ركعة أن تقوله وأن تدعو به.
وإن قيل: لمَ قال: "اهدنا الصراط المستقيم " أليس المُصلي مهتدِ، أليس المسلم على الصراط المستقيم هل هذا من تحصيل الحاصل؟
أجاب عنه العلماء بأجوبة، كلها أجوبة صحيحة، وأجوبة مُتقاربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
منهم مَن قال: "اهدنا الصراط المستقيم" أي طريق المُتقدمين الأولين، وهي طريقة عظيمة ومنازل رفيعة، وهذا تدل عليه الآية التي بعدها "صراط الذين أنعمت عليهم".
ومنهم مَن قال: "اهدنا" أي ثبتنا.
ومنهم مَن قال: أي زدنا. فإن الطريق المستقيم هو الطريق الوسط تماماً، وهذه الوسطية الدقيقة غير مُتحققة لكل مُهتدِ. ولهذا جاء وصف الصراط المستقيم في الآخرة أنه صراط دقيق، أحدّ من السيف وأدقّ من الشعرة.
ومنهم مَن قال: المقصود على الحقيقة، أي طلب الهداية لماذا؟ الإنسان محتاج إلى طلب الهداية في كل وقت وفي كل حين. هو محتاج إلى هداية جديدة في كل وقت؛ لأنه مكلف في كل وقت بعمل جديد، ولهذا من أحسن ما فُسر به "الصراط المستقيم" هو العلم والعمل في كل وقت بما أمر الله.
هذا التوجيه ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -، وهذا توجيه جيد، وفيه نكتة ولطيفة. ولكنه لا يُعارض ما قيل من التوجيهات، بل يوافقها تماماً، وهو لا يُعارض التفسير بمعنى: زدنا أو ثبتنا.
قال الله سبحانه: "إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم".
بين الآيتين تناسب وبينهما ترابط وتكامل، بينهما توافق في الغاية. كأن المعنى: نحن نعبدك وحدك ونستعين بك وحدك فاهدنا لأجل ذلك إلى الطريق الحق، فهو قد جعل ذكر العبادة المُتقدمة وسيلة لقبول الدعاء.
وأيضاً المعنى: اهدنا الصراط المستقيم والطريق الحق الذي هو طريق عبادتك وإخلاص الاستعانة بك. فعلى هذا، العبادة تفسير للصراط، ولكن جاء ذكرها مُتقدماً عليها. وفي سورة الأنعام جاء ذكر الصراط أولاً ثم العبادة، كما قال سبحانه: "قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، ديناً قيماً". [الأنعام: 161].
وأيضاً المعنى: إياك نعبد ولا نعبد غيرك، فنحن لأجل هذا نطلب الهداية منك لا من غيرك، فالآية الأولى توافق الثانية تمام الموافقة.
المصدر:الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:37 ص]ـ
لطائف من القرآن الكريم [2/ 3]
د. صالح بن أحمد الغزالي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما وبعد:
يقول الله سبحانه:"اهدنا الصراط المستقيم" ثم قال: "صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
أخي الكريم: سبق الحديث عن قوله سبحانه: "اهدنا الصراط المستقيم"، وفي هذه الحلقة نفصِّل القول عن قول الحق سبحانه: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين".
هذه الآية الكريمة تضمَّنت فوائد جليلة، هذه الآية الكريمة أشارت إلى معانٍ عظيمة، وإلى لطائف بديعة.
من فوائد الآية: إيجاب أن نلتزم بطريق السلف، بطريق الصحابة رضي الله عنهم، فيها فرض الاقتداء بمنهجهم وبطريقهم في فهم الدين وفي العمل به، وأن يكون المسلمون مقتدين بالسلف الصالح.
وجه الدلالة: أن الله تعالى أمرنا أن نطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم، إلى الهداية إلى الإسلام، الهداية إلى الكتاب والسنة.
ثم لم يقف الطلب عند هذا الحد، بل زادت وأوضحت وبينت "صراط الذين أنعمت عليهم".
كأنه يقول: الصراط المستقيم، والهدي المستقيم، والدين المستقيم هو طريق الذين أنعمت عليهم، والذين أنعم الله عليهم من هذه الأمة كثير، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الله زكّاهم، ولأن الله مدحهم.
من فوائد الآية: إثبات حجية الإجماع، لاسيما الصحابة؛ لأن إجماعهم من الطريق الذي أمر الله أن نسلكه، وأن ندعو الله أن يهدينا إليه، وهذا واضح لا إشكال فيه، وفيه إثبات حجية قول الصحابي إذا لم يُخالف أحداً من الصحابة، ولم يُخالف الدليل، وهذا في الدلالة أقل من الذي قبله.
ومن التفريع على هذه الفائدة: إثبات خلافة الصديق رضي الله عنه فإنه من الذين أنعم الله عليهم. قال تعالى:"مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين" وهو الصديق الأكبر في هذه الأمة.
قال سبحانه: "الصراط" وقال: "صراط الذين" جاء كلا اللفظين مُعرفاً، الأول بـ (أل) والثاني بالإضافة، قال العلماء: التعريف يدل على الإفراد وفي هذا تنبيه إلى أن الطريق الحق واحد وأنه لا يتعدد، وأما طرق الشر فهي كثيرة ومتشعبة كما قال الله سبحانه: "وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ". [الأنعام: 153].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الله سبحانه: "أنعمت عليهم" الإنعام إيصال النعمة، والإنعام لا يُطلق على غير ابن آدم، ولا يُسمى إيصال النعمة إلى البهائم إنعام، لا نقول: أنعمتُ على الحمار، أو على الفرس، ولكن على بني آدم، قال تعالى: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه".
قال هنا: "أنعمت عليهم" بالضمير الصريح، وهذا في حق المهتدين، في بيان الفضل، وقال بعدها: "المغضوب عليهم" وقال: "الضالين" لماذا؟
هذا لأجل الأدب مع الله، من حُسن خطاب المولى سبحانه: في حال الخير يُنسب القدر إليه، وينسب الفعل إلى الله، وفي حال الشر وفي حال الضر ينسبه إلى المخلوق، هذه السنة لا ننفي أن الله لم يُقدره ولكن من حُسن الأدب.
ولهذا قال العلماء: من حُسن أدب الجن المؤمنين أنهم قالوا: "وأنا لا ندري أشر أُريد بمن في الأرض "هذا بدون نسبة، وقالوا: " أم أراد بهم ربهم رشداً " فنُسب الخير والرشد إلى الله، وهكذا هنا.
قال: "غير المغضوب عليهم" وقال: "ولا الضالين " مَن هم المغضوب عليهم؟ ومَن هم الضالون؟
المغضوب عليهم مَن استوجبوا غضب الرب سبحانه، والضال هو الذي خطئ الطريق الصحيح، وعلى رأس المغضوب عليهم اليهود، وعلى رأس الضالين النصارى. قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: "غير المغضوب عليهم " قال: (هم اليهود)، و "لا الضالين" قال: (هم النصارى).
قال العلماء: لا يُقصد بهذا الحصر، لكن اليهود من المغضوب عليهم والنصارى من الضالين. والسبب أن اليهود عرفوا الحق فكتموه ولم يعملوا به؛ فاستحقوا غضب الله، والنصارى جهلوا الحق وضيعوه وعملوا بغير علم؛ فاستجوبوا الضلال والخروج عن الصراط.
ولهذا علينا أن نتنبه، علينا ألا نتشبه بهم، علينا أن نعرف الحق وأن نعمل به، عرفنا هذا من الآية الكريمة.
إذاً من فوائد الآية: أنها أوجبت علينا أن نتعلم حتى لا نكون ضالين، وأوجبت علينا أن نتعبد حتى لا نكون مغضوباً عليهم، أوجبت علينا أن نعلَم وأن نعمل حتى نكون من الذين أنعم الله عليهم، وأن نكون على الصراط المستقيم.
قال الله تعالى: "ولا الضالين " ولم يقل: والضالين. يعني أضاف كلمة: (لا).
قال العلماء إضافة كلمة (لا) هنا لها فوائد:
منها: أنها تدل على التأكيد، أي تأكيد انحراف الضالين عن أصحاب الصراط المستقيم، الذين أنعم الله عليهم، لنعلم أن لفظ " الضالين " ليس معطوفاً على الذين أنعمت عليهم.
ومنها: أن نعلم أن الضالين فرقة مستقلة، ليست داخلة في فرقة المغضوب عليهم.
ومنها: لئلا يتوهم متوهم أن المقصد هو الجمع بين الغضب والضلال، لتعلم أن المغضوب عليهم منحرفون، وأن الضالين منحرفون، يعني يتحقق التحذير والانحراف منهم مجتمعين ومتفرقين.
الآية الكريمة تدلنا على أن الدين هو أعظم النعم. كيف؟
قال: " أنعمت عليهم " لفظ عام ثم حدد فقال " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " يعني كأنه سلب عن المغضوب عليهم وعن الضالين كل نعمة، كأنه أخرجهم من كل نعمة. لماذا؟ لأن مَن فقد نعمة الدين كأنه لا نعمة عنده ألبته.
الآية الكريمة تدلنا على أن أصحاب الصراط المستقيم في غاية الانشراح في غاية الانبساط في غاية التلذذ. كيف؟
قال: "اهدنا الصراط المستقيم" ثم وصفهم وحددهم بقوله: "الذين أنعمت عليهم" قال: أنعمت عليهم بصفة العموم، وهذه تدخل فيها النعمة في الدنيا، وتدخل فيها معنى النعمة في اللغة، النعمة في كلام العرب: الحالة التي يستلذها الإنسان، ويهنأ بها.
وهذا المعنى يوافق قول الحق سبحانه: "ومَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينه حياة طيبة (أي في الدنيا) ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (أي في الآخرة) ".
في الآية الكريمة إثبات صفة الغضب لله سبحانه، إثبات هذه الصفة على ما يليق بجلاله سبحانه، فلا نقول: إن غضبه كغضب البشر، ولا نقول: إن الغضب لله لا يليق به. أو أن نقول: معناه الانتقام، هذا تغيير لمعنى كلام الله، ويرده كلام الله، قال تعالى: فلما آسفونا (أي أغضبونا) انتقمنا منهم"، انظر رعاكَ الله كيف فرَّق الله بين المعنيين. ورتب الثاني على الأول، وهذا التفريق يدلنا على الاختلاف في المعنى.
قال الله تعالى: "الضالين" ولم يقل: المُضلين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: أيهما أبلغ هنا: الضالين أو المضلين؟ يعني ما الأفضل والأعم والأقوى أن يستعيذ العبد من أن يكون من المضلين أو الضالين؟
الجواب: الضالين. لماذا؟ لأن كل مُضل فهو ضال، وليس كل ضال مُضل، وبهذا يتبين لنا مزية اللفظ القرآني.
في هذه الآية: هدم لغرور العبد، هدم لقول أهل الزيغ: أن الإنسان له القدرة التامة، هدم لمذهب نفاة القدر، قال القرطبي رحمه الله: قد كذبهم الله في هذه الآية إذ سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم، فلو كان الأمر والاختيار بيدهم دون ربهم لما سألوه الهداية، ولا كرروا السؤال في كل صلاة.
وفي الآية لطيفة بديعة: دلت الآية على وجوب أن يكون أهل الحق طائفة واحدة، أن يكونوا على طريق واحد. كيف؟ الآية ذكرت أقسام الناس كلهم، جعلت المقبولين طائفة واحدة " الذين أنعمت عليهم " وجعل المردودين طائفتين "المغضوب عليهم" و"الضالين ".
الحلقة الثانية عشرة
حديثنا في هذه الحلقة عن أول آية من سورة البقرة.
افتتح الله هذه السورة العظيمة بقوله: " الم ". هذه الأحرف تُسمى حروفاً مُقطعة، يعني أننا نقرؤها قراءة مُقطعة من غير إعرابٍ لها، نُسكن آخرها على الدوام، ونحن أيضاً في القراءة ننطق بمسماها، فنقول: ألف لام ميم، ولا نقول ألم.
الحديث عن هذه الأحرف ينطبق على الأحرف المُقطعة في كتاب الله، في هذه السورة وفي غيرها.
هذا الحديث يتضمن ثلاثة مباحث:-
الأول: عن معناها وتفسيرها. الثاني: عن الحكمة منها. الثالث: عن الفوائد والاعتبار بها. نبدأ بالعنصر الأول:
ما هو معنى هذه الأحرف؟ وما هو تفسيرها؟
نقول: قد خاض في تفسيرها كثير من الناس، وجزموا فيها بأقوال مُتعددة، ونقول أيضاً: ينبغي لنا أن نجزم بأن التفسير لها لا يصح، وليس له مُستند مُعتبر.
فإن قلتَ: ولمَ؟
فالجواب: إن التفسير لكلام الله لا يسلم إلا إذا جاء عن أحد طريقين: إما عن طريق اللسان الذي نزل به القرآن، وإما عن طريق الرسول الذي نزل عليه القرآن. وما لم يعتمد على أحد هذين الطريقين فسبيله هو الهوى ومُجرد الظن.
إذا رجعنا إلى اللسان العربي لم نجد في قواعد هذه الأحرف بهذه الكيفية، ولا نجد في أساليب بلاغته تفسيراً لهذه الأحرف، لم يكن النطق بأسماء الحروف معهوداً عندهم للتخاطب، هذه الأحرف هي حروف المباني، وحروف المباني غير حروف المعاني، حروف المباني لا تدل على معنى إذا لم تقترن بغيرها، وحروف المباني لا تدل على معنى إذا لم يسبقها كلام.
إذاً تفسير هذه الأحرف من جهة اللغة ليس له مدخل.
أيضاً: من جهة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يُنقل عنه نقلاً صحيحاً في تفسير حرف منها، قال العلماء: والعلم والعمل الذي يتقرب به العبد والذي يتعبد به إذا لم يكن عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد على صاحبه.
لو كان بيان هذه الأحرف مقصوداً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم. إذاً الواجب من باب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلمأن نسكت عنها كما سكت، وأن لا نخوض في تفسيرها.
إذاً لا نقول شيئاً في تفسيرها، والذين جزموا بتفسير شيء منها لم يكن عندهم علم.
فلا يصح لنا أن نقول: هذه الأحرف أسماء لله. ولا نقول: إنها رموز على جُمَل ومعاني عقدية إيمانية، كقول القائل: " الم " يعني أنا الله العلم أو خلاف هذا من المعاني والتفاسير المظنونة بغير علم.
أسوأ من هذا، استغلال هذه الأحرف في إدخال عقائد فاسدة في التفسير، زعم بعض الضلال أن هذه الأحرف تدل على أسرار، وأنها تدل على وقائع وغيوب، وأنه يُستخرج بها حوادث مُستقبلية. فصاحب هذا القول – كما قيل – قد تقوّل ما ليس له، وقد طار في غير مطاره، وادعى علم ما لا يعلمه إلا الله.
هذه الطريقة الحسابية طريقة باطلة، يُسمونها (حساب الجُمّل) أو (حساب أبا جاد)، طريقة مأخوذة عن السحرة، سحرة بابل نقلها عنهم اليهود، ثم انتقلت إلى المسلمين. أخرج الإمام البيهقي وابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن قوماً يحسبون أبا جاد وينظرون في النجوم، ولا أرى لِمَن فعل ذلك من خلاق.
ننتقل إلى الحديث عن تلمس الحكمة في إيراد هذه الأحرف. هذا الحديث ليس من الخوض في التفسير لها أو تحديد معانيها.
ما الحكمة في إيرادها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أكثر العلماء قالوا: إيراد هذه الأحرف يتضمن معنى الإعجاز ومعنى التحدي. قالوا: تدلنا هذه الأحرف على أن القرآن كلام الله. تدل على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثله، هذه الأحرف رمز للتحدي والإعجاز.
فإن قلتَ كيف نفهم ذلك منها؟
قالوا: دلالة هذه الأحرف أن الكلام المتلو عليكم كلام منظوم مما تنظمون منه كلامكم، هذا القرآن مُركب من هذه الحروف التي هي مادة كلامكم، وهذا أبلغ في الإعجاز، وأقوى في التحدي.
وزاد البعض في بيان الدلالة فقال: كأنه بهذه الأحرف يُغريهم بمحاولة المُعارضة، وكأنه يستأنس لأنفسهم بالشروع في ذلك. يتهجى الأحرف أمامهم، ويُلقنهم كتلقين الصبيان.
قالوا: إن سياق الآيات بعدها يدلنا على مقصد الإعجاز. كيف؟
يأتي بعد ذكر الأحرف غالباً خبر القرآن، وذكر تنزله وبيان إعجازه وعظمته، وبيان أنه كلام الله سبحانه .. فكأن الأحرف هذه إجمالاً لمعنى ما يأتي بعدها أو تنبيه وتقديم له.
ننتقل إلى البحث الثالث في هذه الأحرف، هذا البحث هو من باب الاعتبار، من باب الاستفادة العامة، وليس تفسيراً، وليس ذكراً للمعاني، ولا الدلالات، يُفهم من جهة المُقتضى واللازم والاعتبار بالشيء.
إن تأملنا هذه الأحرف وجدنا فيها فوائد، وجدنا فيها عبراً تتعلق بحياتنا، وتتعلق بتلاوتنا للقرآن، وتتعلق بإيماننا وعقيدتنا في الله تعالى.
من الفوائد: أن يتبرأ العبد من نفسه، وأن يتعلق بربه ويُقر لنفسه.
يعني أن أول درس لنا في هذه الأحرف أن نعلم عظمة الخالق سبحانه، وأن قدرته سبحانه مُطلقة، وأن علمه سبحانه لا يحده شيء.
يعلم العبد أنه مخلوق، وأن قدرته ضعيفة ومحدودة، وقدرته أقل من أن يُفسر هذه الأحرف، أو يعلم معناها، قدرته أقل وأضعف أن يأتي بشيء من مثل هذا الكتاب الذي أُنزل بهذه الأحرف.
ننتقل إلى فائدة ثانية، هذه الفائدة تتعلق بقراءتنا للقرآن، وبالتحديد بطريقة تلاوة القرآن، يتبين من خلالها كيف نتلوا القرآن، يتبين لنا أن الطريقة الصحيحة لتلاوة القرآن هي طريق التلقين، طريق المُشافهة والتلقي المُباشر عن الأشياخ وأهل العلم، يعني لا يجوز لنا أن نعتمد في قراءة القرآن على مُجرد الكتابة، بل لابد أن يكون الاعتماد على التلقي والتلقين.
فإن قلتَ: كيف عرفنا هذا من هذه الأحرف؟
نقول: أولاً، هذه الأحرف إن نظرنا إلى مُجرد اسمها، وإلى مُجرد كتابتها فإننا لا نعرف أن ننطقها نطقاً صحيحاً، فنحن لا نُفرق بين "الم" في سورة البقرة، و "ألم" في سورة الفيل في الكتابة.
لكن الفرق يتبين لنا حين النطق بها، كيف عرفنا أن نُطق هذه (ألف لام ميم) وعرفنا نُطق تلك (ألم)؟ لم نعرف ذلك إلا بالتلقين، فإذاً طريق التلاوة الصحيح لكلام الله هو طريق التلقين.
مسألة أخرى: ألف لام ميم، هذه لها خصيصة ليست لغيرها من كلمات القرآن.
كل كلمات القرآن تُبنى على الوصل، أما هذه الأحرف فإنها لا تكون موصلة أبداً، يعني لا نُحرك أواخرها، بل دائماً نسكت آخرها، فنقول: (ألف) بالسكون، (لام) بالسكون، و (ميم) بالسكون، على جميع الأحوال.
كيف عرفنا هذا؟ لم نعرفه عن طريق الكتابة، وإنما عرفنا عن طريق التلقين والمُشافهة والتلاوة المُباشرة عن الأشياخ.
ننتقل إلى فائدة ثالثة في هذه الأحرف، وهذه الفائدة عزيزة، نختم بها الكلام عن الأحرف المُقطعة.
هذه الأحرف نتعلم من قراءتها أن الله رحيم بنا، نعلم عظم عطاء الله لنا في قراءة كلامه.
إننا نقرأ هذه الأحرف ونحن لا نعلم معناها، ولا نُدرك تفسيرها، ومع هذا فإن الله تعالى يأجرنا على تلاوتها، نعم يأجرنا بكل حرف نتلوه منها حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أقول: ألف لام ميم حرف، بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".
ماذا يعني هذا؟
يعني أنا لو قرأنا القرآن للتعبد والتلاوة فنحن مأجورون، ولو قرأنا مع الفهم والتدبر فنحن مأجورون أكثر، فهذا جائز، وهذا جائز. لكن الأصل هو قراءة التدبر والفهم؛ لأن القرآن أُنزل لأجل الفهم، ولأن الغاية منه العمل.
قد يأتي للإنسان وقت لا يُمكن أن يتدبر كل ما يقرأ. فهل يؤجر؟ نعم! يؤجر على مُجرد القراءة، وقد عرفنا هذا من هذه الأحرف، فهذا من فوائدها، وهذا من رحمة الله.
اللهم ارزقنا تلاوة كتابك على الوجه الذي يُرضيك عنا، وعلمنا منه ما لم نعلم، وذكرنا منه ما نسينا واجعله حجة لنا يا رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحلقة الثالثة عشرة:
الحديث في هذه الحلقة يكون عن الآيات الأول من سورة البقرة. من قول الحق سبحانه: "ذلك الكتاب لا ريب فيه" إلى قوله تعالى: "إن الله على كل شيء قدير".
حديثنا عن الآيات يتناول العبر والفوائد، يتناول اللطائف والنكات، يتناول الدقائق في التفسير.
يقول تعالى:"ذلك الكتاب" في قوله: ذلك. إشارة إلى علو منزلة هذا الكتاب وإظهار لرفعة مكانته، قال العلماء: أشار إليه بلفظ: (ذا) الدال على البعيد؛ لبعد مكانته وعلو درجته.
وفي قوله: الكتاب، فوائد فقهية ولطائف ونكات:
الأولى: تسمية القرآن بالكتاب، إشارة إلى جواز كتابة القرآن، وقد اتفق العلماء على أن كتابة القرآن فرض كفاية على الأمة.
الثانية: جواز جمع القرآن الكريم لتسميته كتاباً، وهذا ما فعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: "أل" في الكتاب للعهد، أي ذلك الكتاب المعهود عندكم المعروف لديكم، المحفوظ، فدل ذلك على أن القرآن محفوظ لدى المسلمين.
وقد فرّع العلماء على هذه الفائدة حكمين:
الأول: وجوب حفظ القرآن الكريم عن الضياع والدرس والتحريف.
الثاني: أن مَن أنكر شيئاً من ذلك الكتاب - ولو حرفاً واحداً - فهو كافر مرتد.
الفائدة الرابعة: إن لفظ (الكتاب) يدل على تعظيم شأن الكتاب، لأن الله أطلق عليه لفظ الكتاب، فهو الكتاب الكامل، الذي لا يستحق غيره أن يُسمى كتاباً في جنسه.
وفي قوله تعالى: "هدى للمتقين" إثبات أن هداية القرآن هداية عامة في كل شيء؛ لأن لفظ (هدى) جاء مُنكّراً، والتنكير يدل على الإطلاق وعلى العموم.
ويتفرع عن هذه الفائدة الرد على المكذبين بهداية القرآن العامة، فبينت هذه الآية الكريمة أن القرآن هادٍ للمسلمين في جميع أمورهم وفي جميع أحوالهم وشؤونهم.
قال أهل السياسة المُنحرفة: القرآن ليس هداية في سياسة الأمة. وقال أهل الكلام المذموم: القرآن ليس هدىً في إثبات المعاد والصفات والنبوات. وقالت الشرذمة اللادينية: إن هداية القرآن محصورة بين العبد وبين ربه.
وقد أكذبهم الله جميعاً في هذه الآية، وأثبت للقرآن الهداية التامة العامة بلفظ موجز.
وفي قوله تعالى:"هدى للمتقين" دليل على أن الاهتداء بالقرآن مرتبط بتقوى الله تعالى، ومرتبط بالخوف من عقابه، وأن غير المهتدي لا ينتفع بهداية القرآن.
ويتفرع عن هذه الفائدة: أن الداعية إلى كتاب الله، وأن المُتصدي لإصلاح الناس ينبغي له أولاً أن يزرع في قلوبهم التقوى والخوف من الله، وأن يسعى لإزالة القسوة وأسباب الإعراض عن دين الله، فإذا نجح في هذا وُفق للموعظة بالكتاب، ونجح في التجاوب والتأثير.
وفي قوله تعالى: "هدى للمتقين" إيضاح المقصد من القرآن، وأنه أُنزل لسوق الناس إلى الآخرة وتخويفهم من الله ومن عذابه، فهو كتاب موعظة وهداية إلى التقوى. ويتفرع عن هذا أن القرآن ليس كتاباً في العلوم التجريبية، لا في الطب ولا في الفلك، ولا في الجغرافيا ولا في علوم الأحياء، وأن مَن تكلف لأجل إخضاع آيات القرآن لهذه العلوم ليس بمُصيب ولم يعرف مقاصده. نعم قد يوجد فيه إشارات إلى مسائل علمية مُعجزة، وهذا لا يُخرجه عن مقصده الأساس.
قال الله سبحانه: "هدى للمتقين" ثم بين معنى التقوى فقال: "الذين يُؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون" فهذه الآية تفسير للتي قبلها، وفيها بيان معنى المتقين، وتفسير لفظ التقوى في كتاب الله الكريم.
والله تعالى قد وصف المتقين بثلاث صفات، هذه الصفات تتضمن كمالات العبد، فـ (الإيمان بالغيب) حظ القلب، و (إقامة الصلاة) حظ البدن، و (مما رزقناهم يُنفقون) حظ المال.
في قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب" الإشارة إلى أن كل عمل صالح أساسه الإيمان بالغيب، وتقدّم ذِكْره هنا لتقدم أمره، ولبناء غيره عليه.
وقال الله: " يؤمنون بالغيب " ولم يقل: (الغائب)، فالغيب يدخل فيه الإيمان بالله، وأما الغائب فلا يدخل فيه. قال بعض العلماء: فرق بين الغيب والغائب، فالغيب: هو مالا تراه أنت، وأما الغائب: فهو ما لا تراه ولا يراك.
وفي قوله: "ويُقيمون الصلاة " إشارة إلى وجوب المحافظة على الصلاة، وإدامة أدائها في كل مرة بدون تخلف؛ لأن مادة الإقامة تدل على المواظبة والتكرار، والإقامة بمعنى جعلها قائمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلماء: في قوله يُقيمون الصلاة دليل على أن المطلوب من المسلم هو إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وفرق بين مجرد الأداء والإقامة.
قالوا: وإقامة الصلاة تشمل أداء الصلاة في وقتها كل مرة، والإتيان بها ظاهراً وباطناً كما أمر الله، وحصول الأثر بها على عمل العبد وسلوكه.
وفي قوله: "ومما رزقناهم يُنفقون" ثلاث فوائد ولطائف:
الأولى: أن الرزق كله من عند الله، وأن الرزاق هو الله وحده لا شريك له، فلا نُسمي غيره رزاقاً، ولا نقول: فلان يقطع رزق فلان.
الثانية: أن يستشعر العبد في حال التصدق والنفقة، أن المال هو مال الله، وأنه عنده عارية.
الفائدة الثالثة: (مما) أصلها (من ما) و (من) هنا للتبعيض، فيكون الكلام في قوة: من بعض أموالهم يُنفقون، وفيه دليل على أن المطلوب من العبد أن يُنفق بعض ماله لا كله.
وفي قوله: "وبالآخرة هم يوقنون" الإشارة إلى فضيلة التفكر والتدبر في أمور الآخرة، وإعمال العقل وغوص الفكر للتوصل إلى اليقين بالآخرة، لا مجرد التقليد، وقد عرفنا هذا من مادة (يوقنون) قال أهل اللغة والبلاغة: اليقين هو العلم بالشيء عن طريق النظر والاستدلال.
وفي قوله تعالى: "أولئك على هدى" فائدتان عزيزتان:
الأولى: أن المؤمن متمكن من الهداية ومستمر عليها، فشُبهت حاله وتمسكه بالحق، بحال مَن اعتلى شيئاً وركبه. فهو ثابت فوقه مستمر في السير عليه.
الفائدة الثانية: فيها الإشعار بأن صاحب الحق في حال العلو والارتفاع؛ لأن لفظ (على) يدل على الاستعلاء، ولفظ (في) يدل على السُفل والانحطاط، ولهذا جاء في القرآن: "وإنا أو إيّاكم لعلى هدى أو في ضلال مُبين".
وفي قوله تعالى: "أولئك هم المُفلحون" دلالة على أن الفلاح مرتبط بالتقوى، وأن غير المتقي لا يفلح أبداً. قال العلماء: لفظ (هم) في الآية يدل على حصر الخبر في المبتدأ، فإنك لو قلتَ: الإنسان ضاحك. فهذا يُفيد أن الضاحكية تحصل من الإنسان ومن غيره. وأما لو قلتَ: الإنسان هو الضاحك. فهذا يُفيد أن الضاحكية لا تحصل إلا من الإنسان.
ننتقل إلى الكلام عن الآيات النازلة في شأن الكفار والمنافقين.
قال الله في شأن الكافرين: "ختم الله على قلوبهم" ففيها دلالة على أن القلب هو محل العلم، وهذا هو الموافق لقوله سبحانه: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وغيرها من الآيات.
وقال الله في شأن المنافقين: "وما هم بمؤمنين" وذلك بعد أن حكى قولهم: " آمنا بالله وباليوم الآخر" قال العلماء: في الآية الكريمة رد على الكرّامية وأشباههم ممَن يقول الإيمان هو قول باللسان وإن لم يقترن به الاعتقاد بالقلب.
وقال الله تعالى عن المنافقين أيضاً: " ألا إنهم هم المفسدون " هذا التعبير فيه فائدتان لطيفتان:
الأولى: حذف معمول (يُفسدون) ليدل على أن فسادهم عام في كل شيء، فهو لم يقل: مفسدون في كذا. بل أطلق لفظ (مفسدون).
الثانية: في الآية حصر الإفساد فيهم دون غيرهم، وذلك ليكون أبلغ في الرد على دعواهم: "إنما نحن مصلحون" هم حصروا أنفسهم في الصلاح، وهو رد عليهم بحصر الإفساد فيهم، وهذا أبلغ.
وقال الله عن المنافقين: "ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"وقال قبل ذلك: "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " قال مرة: يعلمون. وقال مرة: يشعرون؟
قيل: هاهنا ناسب ذكر السفه مع ذكر الجهل الذي هو خلاف العلم، لأنه لا يتسافه إلا جاهل، وقال عند ذكر فساد المنافقين: لا يشعرون؛ لأن النفاق وما فيه من البغي المُفضي إلى الفساد أمر ضروري جاري مجرى المحسوس الذي يُعلم من غير حاجة إلى العلم النظري.
وقال الله عن المنافقين: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا " وقال: "وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ".
عند المؤمنين قالوا: آمنا. وعند شياطينهم قالوا: إنا معكم. أيهما أبلغ؟ قولهم للكفار أبلغ وآكد.
قال أهل اللغة: الجملة الاسمية تدل على الاستمرار والثبوت، والجملة الفعلية تدل على التجدد. فقولهم للكفار: إنا معكم. جملة اسمية تدل على الثبات والتأكيد والاستمرار على الكفر. وقولهم للمؤمنين: آمنا. ليست كذلك في اللفظ إشارة مع ما بعده إلى أن إيمانهم إيمان متذبذب غير ثابت وليس بمستمر.
وقال عنهم: "اشتروا الضلالة بالهدى" فلفظ (اشتروا) فيه معنيان لطيفان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن لفظ (الشراء) هو الاستبدال، فكأنهم امتلكوا الحق فتخلوا عنه، وفي هذا زيادة في توبيخهم.
الثاني: لفظ (الشراء) يدل على محبتهم للشيء الذي اشتروه، فهم قد اختاروا الضلالة محبة ورغبة – عياذاً بالله -.
وقال تعالى: "ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يُبصرون" هاهنا لطيفة دقيقة: ربط سبحانه بين النور وبين الإبصار، أي إذا لم يكن ثمة نور، لا يكون إبصار. وهذا المعنى قد ثبت بواسطة العلم التجريبي الحديث، قال أهل الطب: إن العين لا تُبصر بذاتها، لكن تُبصر بانعكاس النور على الأشياء، ثم انعكاسه على العين، ولهذا فإن الإنسان لا يُبصر في الظلام.
الحلقة الرابعة عشرة:
حديثنا اليوم من قول الله تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" إلى قول الحق سبحانه وتعالى في آخر قصة آدم: "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".
حديثنا عن الآيات يتناول العبر والفوائد، يتناول اللطائف والنكات، يتناول الدقائق في التفسير.
في قوله تعالى: "لعلكم تتقون" إثبات الغاية من العبادة، وبيان أن غاية عبادة العباد هي تقوى الله تعالى واتقاء عذابه وعقابه في الآخرة، وهذا البيان يتضمن التكذيب لمن يزعم خلافه، ويرد على مَن يقول إنه يعبد الله لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في جنته، وفيه أيضاً الرد لمَن يعيد فوائد العبادات ومصالحها إلى مصالح دنيوية وفوائد جسمانية.
وفي قوله تعالى: "جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً "
فوائد ونكات:
الفائدة الأولى: إثبات كمال رحمة الله بالخلق في الدنيا، وإثبات أن النعم كلها من عند الله. قال العلماء: إن النعم الحاصلة للعباد إما أن يكون سببها الإيجاد، وإما أن يكون سببها الإمداد، فأما الإيجاد فقد بينه الله تعالى في قوله: "الذي خلقكم والذين من قبلكم"، وأما الإمداد بالنعم فذكره في هذه الآية: " الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً ".
الفائدة الثانية: إن قيل: جعل هنا بمعنى صيّر. فهذا فيه دليل على انتقال الأرض من حال إلى حال، وهكذا السماء حتى صارتا كما هي، وقواعد علم طبقات الأرض المسماة بـ (الجيولوجيا) توافق هذا المعنى تمام الموافقة.
الفائدة الثالثة: يُستنبط من الآية لطيفة فقهية، وهي أن الإنسان إذا مَلَك أرضاً فإنه يملك قرارها، ويملك ما يُقابله أيضاً من سمائها، فالأرض له فراش والسماء له هواء كما أشارت إليه الآية.
وقد فرّع الفقهاء على هذه المسألة مسائل منها: أن الجار لا يتعدى على هواء جاره، ومن المسائل المستحدثة، البحث عن حُكم مرور وسائل النقل الجوية من فوق الأراضي المملوكة للغير، وهل يلزم الإذن بذلك أم لا؟ وهل يملك صاحب الأرض الإذن في جميع الأحوال أم لا؟
الفائدة الرابعة: قال الإمام القرطبي – رحمه الله – قد دلت هذه الآية على أن الله تعالى أغنى الإنسان عن كل مخلوق. وقال غيره: أعلم الله عز وجل في هذه الآية سبيل الفقر، وهو أن يجعل الأرض وطاء والسماء غطاء، والماء طيباً والكلأ طعاماً، ولا نعبد أحداً في الدنيا من الخلق بسبب الدنيا.
وفي قوله تعالى: "فأخرج به من الثمرات " إثبات المسببات وأسبابها، أي أن الله تعالى جعل في بعض المخلوقات خواصاً وأسباباً يُتوصل بها إلى الغير، كما جعل في النار خاصية الإحراق، وجعل في الماء خاصية الإحياء للنبات، ولهذا قال تعالى: "فأخرج به" أي بالماء، بسببه، ولو لم يكن الماء سبباً ولم يكن الله قد أودع فيه خاصية الإحياء للنبات لما قال: به، وإنما قال: عنده أو نحو ذلك.
وفي قوله تعالى: "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون " بيان أن المعاصي مع العلم أقبح وأشد من وقوعها مع الجهل، وأن ذنب العالم أعظم من ذنب غيره.
وقال تعالى مُتحدياً: "فأتوا بسورة من مثله" أي من مثل القرآن الكريم وهذا فيه غاية التحدي، بأن يأتوا بمثل سورة، وليس بسورة، وهو أقل ما وقع به التحدي، وقد ظن البعض أن التحدي قد وقع بآية، وهذا ليس بصحيح وليس في كتاب الله الكريم، ومن الآيات ما يكون حروفاً مقطعة كقوله تعالى: "الم" وقوله: "طه".
وقوله تعالى: "وادعوا شهداءكم من دون الله" فيه فائدتان لطيفتان:
الأولى: أن الله أعظم لهم التحدي بأن يأتوا بشهداء من حزبهم هم، لا من حزب الله يشهدون بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: استدل بعض الفقهاء بالآية على عدم اشتراط العدالة في إثبات العيوب والسلامة لأهل المعرفة، وعللوا ذلك بأن المقصود من العدالة تحقق الوازع عن شهادة الزور، وقد قام الوازع العلمي أو العرفي في شهادة أهل المعرفة مقام الوازع الديني، لأن العارف حريص ما استطاع ألاّ يؤثر عنه الغلط والخطأ (أفاده ابن عاشور في تفسيره).
وقال تعالى: "فإن لم تفعلوا " أي في الحاضر، وهذا تحدٍّ عظيم، ثم قال: "ولم تفعلوا" أي في المستقبل وهذا تحدٍّ أعظم. قال العلماء: قد تضمنت الآية إعجازين:
الأول: التحدي لهم بأن يأتوا بمثل سورة من القرآن.
والإعجاز الثاني: أنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل سورة من القرآن.
وفي قوله تعالى: "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة" توبيخ للمشركين بتغليظ وتبليد، كأنه يقول لهم: أنتم والحجارة سواء في نار جهنم، كما كنتم في الدنيا كالحجارة لا تفهم ولا تعي عن الله، وكما كانت قلوبكم قاسية كقسوة الحجارة لا تتأثر بمواعظ الله.
وفي قوله تعالى عن النار: "أعدت للكافرين" إثبات أن النار موجودة مخلوقة الآن، وهذا هو المذهب الحق الذي عليه أهل السنة، وخالف فيه بعض أهل البدع.
وقوله سبحانه: "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات" دليل على أن العمل من الإيمان ويُعرف هذا من وجهين: الأول، أن الجنة تُنال بالإيمان وبالعمل الصالح معاً، ولهذا جمع الله بينهما في الآية، والإيمان المُتنازع فيه هو الإيمان الذي يُدخل الجنة.
الوجه الثاني: قال القرطبي – رحمه الله -: قوله تعالى:"وعملوا الصالحات " رد على مَن يقول: إن الإيمان يقتضي الطاعات؛ لأنه لو كان ذلك ما أعادها. انتهى.
وقال سبحانه:"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " قال ابن عاشور– رحمه الله-: أن الآيات السابقة اشتملت على تحدي البلغاء بأن يأتوا بسورة مثل القرآن، فلما عجزوا عن معارضة النظم سلكوا في المعارضة طريق الطعن في المعاني.
وقوله تعالى: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً" فيه فوائد:
الأولى: صحة مذهب جمهور الفقهاء في إباحة كل ما في الأرض مما يُنتفع به، وليس فيه ضرر، ولم يحرم، وأن الأصل في الأشياء الإباحة لا التحريم. قال الفقهاء: لو اشتبه علينا حل حيوان وحرمته فالأصل إباحته، ولو اشتبه علينا حل عمل دنيوي أو حرمته فالقول لمَن قال بالإباحة حتى يأتي المُحرم بدليل.
الثانية: في قوله: "لكم" إظهار تكريم الله لعباده، وتفضله عليهم، وأنه سبحانه قصدهم بالانتفاع.
الثالثة: قال القرطبي – رحمه الله -: قال علماؤنا – رحمهم الله – خوف الإقلال من سوء الظن بالله، لأن الله خلق الأرض بما فيها لولد آدم.
الرابعة: في الآية إثبات أن الإنسان هو الكائن الأعلى في الأرض، وأنه هو المخلوق الأول الذي يُخدم ولا يَخدم في هذا الميدان الواسع، وأنه هو سيد الأرض وسيد الآلة. (أفاده صاحب الظلال).
ويتفرع عن هذه الفائدة: أن القيم الإنسانية مُقدمة على القيم المادية، وأن فيها هدماً لمناهج الغربيين في تقديس المادة، وإبطال كل هدف ينطوي على تصغير قيمة الإنسان، وأن المادة مُسخرة للإنسان لا أن تستذله أو تستعلي عليه (أفاده صاحب الظلال).
الفائدة الخامسة: في الآية الكريمة الحث على إثارة الأرض، والعمل في استعمارها، والتقدم في بنائها وعمرانها والانتفاع بها. وقال تعالى: " جميعاً " ليتحصل الانتفاع بكل الأرض لا ببعضها. وفي هذا غاية التقدم المادي والتطور الحضاري.
الفائدة السادسة: في قوله تعالى: "لكم" إثبات تعليل أفعال الله تعالى وتعلقها بالأغراض. وقد نقل الشاطبي – رحمه الله – في الموافقات عن جمهور علماء المسلمين: أن أحكام الله تعالى مُعللة بالمصالح ودرء المفاسد.
ننتقل إلى قصة آدم عليه السلام وذكر خلقه وخلافته.
قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " قال القرطبي – رحمه الله -: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة ليُسمع له ويُطاع، لتُجمع به الكلمة، وتستفيد به أحكام الخليقة.
وفي الآية: إثبات أن الملائكة مخلوقات لها عقول مُدركة، ولها إرادات وهم يتحاورون ويتكلمون، فلهم القدرة على الأعمال، وفي هذا إبطال لقول بعض الفلاسفة: أن الملائكة عبارة عن القوى الخيرية وأنها ليست أجساماً تعقل وتتكلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الآية: إثبات صفة الكلام لله تعالى، وأن كلامه سبحانه مسموع، سمعته الملائكة، وأجابوا عليه، وهذا هو الحق.
وفي قوله تعالى: " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " إثبات كمال عبادة الملائكة، وإثبات كمال تعظيمهم لله سبحانه، ويُفهم هذا من جهات مُتعددة:
الأولى: قوله: " نُسبح بحمدك " أي بالقول. " ونُقدس لك " أي بالاعتقاد، فجمعوا في تعظيم الله بين القول وبين الاعتقاد.
الثانية: لفظ (نسبح بحمدك ونُقدس لك) جملة اسمية والجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات، بمعنى نحن ملازمون لتسبيحك وتحميدك مستمرون على ذلك.
الثالثة: قالوا: "نُقدس لك" ولم يقولوا: نُقدسك. قال بعض العلماء: فائدة اللام هنا لمزيد الاختصاص، أي نُقدسك أنت ولا نُقدس غيرك.
وقوله: " اسكن أنت وزوجك الجنة" أي اتخذا الجنة مسكناً، قال بعض العلماء: في لفظ (اسكن) تنبيهاً على الخروج، لأن السكنى لا تكون ملكاً، وهذا معنى عُرفي لا لغوي، ولهذا لو أسكن رجلا منزلا له، لم يكن بذلك قد ملكه.
في قوله تعالى: "ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"فائدتان أصوليتان:
الأولى: دلت الآية على أن النهي من الشرع يقتضي التحريم، لأن الله خلقه على الظلم، والظلم محرم.
الثانية: أن الله لم ينهِ عن أكل الشجرة فقط، ولكن عن كل ما يدعو إلى الأكل منها، قال ابن عطية – رحمه الله -: وهذا مثال يبين في سد الذرائع.
وقوله تعالى عن الملائكة: "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " استنبط منه العلماء فائدتين:
الأولى: أن الواجب على مَن سأل عن علم لا يعلمه أن يقول: الله أعلم، لا علم لي ولا أدري، اقتداء بالملائكة عليهم السلام.
الثانية: في قوله تعالى: "مما نزلنا على عبدنا" إثبات صفة العلو لله تعالى، لأن التنزيل لا يكون إلا من عند الأعلى إلى الأدنى.
الحلقة الخامسة عشرة:
الحديث في هذه الحلقة عن قول الله تعالى: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " إلى قول الحق سبحانه: "فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ".
ولنذكر لك أخي الكريم من فوائد الآيات، ومن لطائف الإشارات، ونكات التأويل.
في قوله: "يا بني إسرائيل" تهييج للمدعوين أن يستجيبوا للحق، وترغيب لهم أن يمتثلوا أمر الله ويدخلوا في دينه كما كان أبوهم إسرائيل، الذي هو يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام، قال ابن كثير – رحمه الله -: تقدير الآية: يا بني العبد الصالح المُطيع لله كونوا مثل أبيكم في مُتابعة الحق.
ويتفرع عن هذه الفائدة قاعدة دعوية وطريقة شريفة في مُخاطبة الناس، فإذا أردنا أن ندعوهم إلى الحق فإن الواجب أن نتخير أحسن اللفظ، وأن نأتي بأفضل الكلمات التي تُرغبهم في قبول الحق.
وقال سبحانه: "أوفوا بعهدي أوف بعهدكم"بينه في سورة المائدة بقوله تعالى:"ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمَن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل".
وفي قوله تعالى: "واركعوا مع الراكعين" فوائد:-
الأولى: الإرشاد إلى شهود الجماعة، والخروج إلى المساجد، استدل بها بعض الفقهاء على وجوب الجماعة، قالوا: لأن الأمر يقتضي الوجوب، ولفظ (مع) يقتضي الوجود والمصاحبة، ويقوي هذا المسلك أن الأمر بوجوب مطلق لصلاة قد مضى في أول الآية. ولا معنى هنا لتكراره سوى الإرشاد إلى الجماعة.
الفائدة الثانية: تضمنت الآية الإشارة إلى وجوب أن يدخل اليهود في دين محمد صلى الله عليه وسلم وفي صلاته وعبادته. ولفظ الأمر بالركوع دال عليه، إذ إن صلاتهم لا ركوع فيها. قال مُقاتل: أمرهم أن يركعوا مع أمة محمد، يقول: كونوا معهم ومنهم.
الفائدة الثالثة: دلت الآية على إيجاب الصلاة كاملة بأركانها وشروطها، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يفعله المسلمون العابدون الله تعالى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ووجه الدلالة: إن الله تعالى أمر بركن الركوع، والأمر ببعض أركان الصلاة دالٌ على غيره من الأركان والشروط، وهذا من باب دلالة الفرد على النوع والجنس.
ويتفرع عن هذه الفائدة: وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلمفي تفسيره لمجمل القرآن الكريم، لاسيما في أمر العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتفرع كذلك من الفوائد: وجوب اتباع سبيل المؤمنين والاقتداء بهم في العبادات الشرعية، واتباعهم لا مُخالفتهم.
وفي قوله تعالى: "ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً " الإشارة اللطيفة إلى أن جميع ما في الدنيا ثمناً قليلاً مهما عظم ومهما كبر.
وفي قوله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة" الإشارة إلى أن في الصلاة سراً إلهيّاً عظيماً في تجلية الأمر وفي كشف الغم عن النفس. وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلمأنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
وقوله: "وإنها لكبيرة" أي مجموع الصبر والصلاة، فهما كالدواء الواحد يُشار إليه بضمير الفرد. كما قال سبحانه: "والله ورسوله أحق أن يرضوه".
وفي قوله تعالى: "يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم" فائدتان:-
الأولى: أنه نسب الذبح إلى آل فرعون، والآمر به هو فرعون؛ وذلك لأنهم هم الذين يُباشرون الذبح.
ويتفرع عن هذه فائدة وقاعدة، وهي أن مَن أمره ظالم بقتل أحد أو ظلمه فقتله فإن المُباشر للفعل مؤاخذ بالفعل، كما يؤاخذ الآمر سواء بسواء، إلا في أحوال خاصة بيّنها العلماء.
الثانية: قال: "ويستحيون نساءكم" ولم يقل: بناتكم كما قال: "أبناءكم"!
قال بعض أهل التفسير: لأن الغرض من إبقاء عنصر الإناث وهو الاستمتاع بهن والتلذذ المحرم وهذا أعظم في الابتلاء كما أخبر الله سبحانه: " وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ".
وقال سبحانه: "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون" قال أهل اللغة: فائدة " مِن " الإشارة إلى استعجالهم في المخالفة، وبيان أنهم اتخذوا العجل ابتداء من أول زمن بعد مغيب موسى - عليه السلام - عنهم.
في قوله تعالى: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فائدة، قال رشيد رضا – رحمه الله -: تضمنت الآية تقريراً لقاعدة مهمة، وهي أن كل ما يطلبه الدين من العبد فهو لمنفعته، وأن كل ما نهاه عنه فإنما يقصد به دفع الضرر عنه.
ويتفرع عن هذه القاعدة: إثبات التعليل لأوامر الله الشرعية، وبناءً عليه إثبات صحة القياس في شرعنا، وأن ما لم ينص الشرع على إباحته أو تحريمه، فهو مُلحق بنظيره مما نص عليه الشارع.
وقال سبحانه: "فبدل الذين ظلموا" ثم قال: " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً " كرر لفظ (الظلم) هنا مرتين، لماذا؟
قال العلماء: تشنيعا عليهم ولتعظيم الأمر عليهم، وإشارة إلى أنهم كانوا ظالمين فيما بدلوه، وإلى أنهم استحقوا الرجز بسبب الظلم.
وفي قوله عز وجل: "فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم " فائدة شرعية، وهي أن الألفاظ التي أمر الله تعالى بها عباده أن يقولوها، وأراد منهم أن يلتزموا بها لفظاً ومعنى، لا يجوز تبديلها ولا تغييرها ولا تحريفها.
قال العلماء: من ذلك في شريعتنا ألفاظ القرآن الكريم، والذكر المخصوص في الصلاة، والأذكار الشرعية النبوية.
وقال سبحانه: "وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر … الآية " ذكر العلماء فيها فوائد وأحكاماً:
أولاً: مشروعية الاستسقاء والتوسل بدعاء الرجل الصالح كما قال بعد ذلك: "فادع لنا ربك".
الفائدة الثانية: جواز توزيع الماء بين الناس إذا حصل بينهم تشاحٌ عليه وتكاثر على طلبه.
الفائدة الثالثة: في قوله تعالى: "قد علم كل أُناس مشربهم" دليل على صاحب البئر والنبع من الماء وهو أحق به من غيره، وهذه الفائدة من قوله: " مشربهم " فأضاف المشرب إلى صاحبه.
في قوله تعالى: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" فائدتان تتعلق بآداب الأكل:-
الأولى: جواز تخير الأطيب من الطعام، ويتفرع عن هذا أن العاقل لا يتخير الأدنى على الأعلى من أمور الدين من باب أولى.
والثانية: من لفظ الآية نستفيد جواز قول القائل: هذا الطعام أطيب من هذا، وذاك الطعام أدنى من ذاك، وليس في هذا اللفظ ازدراء لنعمة الله كما يُفهم من سياق الآية وتقريرها.
وقال سبحانه: "اهبطوا مصراً " لماذا قال "مصراً" ولم يقل: مصر؟
قال علماء البيان: التنوين يدل على التنكير، وعدمه يدل على العلمية، والعلم ممنوع من الصرف، يعنى لفظ (مصرَ) بدون تنوين يعني البلدة المعروفة، و (مصراً) يعني بلدة من البلدان، وهذا هو المراد.
وقال سبحانه: "ويقتلون النبيين بغير الحق" في قوله: "بغير الحق" نكتتان:-
الأولى: زيادة التشنيع عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: أن فعلهم هذا منكر حتى في معتقدهم ودينهم، فهو بغير حق حتى عندهم، وأنه لم يكن لهم فيه عذر ولا تأويل ولا جهل، قال بعض المفسرين: دل لفظ الآية على شدة التقبيح لفعلهم، فهو أولاً: قتل نبي لا أي نفس، وثانياً: قتل جماعة لا واحد، وثالثاً: كونه بغير حق. والله تعالى أعلم.
الحلقة السادسة عشرة:
قال الله سبحانه: "ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " في هذه القصة فوائد ولطائف:
قال علماء التفسير: إن الله تعالى جازى اليهود من جنس صنيعهم، هم لم يمتثلوا أمر الله حقيقة وإنما فعلوا فعلاً مشابهاً له في الظاهر، والله تعالى حوّلهم إلى أقرب الحيوانات شبهاً بالإنسان.
اليهود أشبهوا البشر في الصورة دون الحقيقة، هم لم يتلقوا أمر الله بفهم مقصده ومغزاه، وأخذوا بصورة اللفظ فأشبهوا العجماوات في وقوفها عند المحسوسات، فهم أشبهوا الحيوان في المعنى، ولهذا استحقوا أن يكونوا مثلهم في الصورة.
اليهود ألغوا آدميتهم، وأسقطوا المعاني البشرية عن عقولهم، فنقلهم الله من الإنسانية إلى البهيمية في القيم والإرادة والخِلْقَة.
الفائدة الثانية: دلت الآية على إبطال القول بالظاهر الذي يتنافى مع المقصد الشرعي والتكليف الإلهي، وقد ذهب إلى بعض هذه المعاني ابن حزم وطوائف، وهذه الآية من أعظم الأدلة على إبطال هذا المسلك وإسقاطه من أبواب الفقه والأصول و الاستنباط.
الفائدة الثالثة: في الآية إبطال نظرية دارون في النشء و الترقي، والتكذيب لِمَن يزعم أن البشر أصلهم قردة، قال العلماء: ومَن قال بذلك فإنه يكون كافراً بمجرد قوله. لماذا؟ لأنه مكذب لله، ولأنه مُنكرٌ لما علم من دين الإسلام بالضرورة.
وفي قوله تعالى: "وموعظة للمتقين" الإشارة إلى أن غير المتقين لا تنفع فيهم الموعظة، ولا تجدي معهم النصيحة.
ويتفرع عن هذه الفائدة فائدة دعوية علمية وهي: إيجاب السعي على الدعاة والمصلحين إلى استصلاح الناس بالتقوى لأجل أن تنفع فيهم الموعظة والنصيحة والتذكير بكلام الله تعالى.
ننتقل إلى قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها.
قال الله سبحانه: "وإذ قال موسى لقومه: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. قالوا: أتتخذنا هزواً؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " فيها فوائد ولطائف:
الأولى: اختلف الفقهاء أيهما أفضل النحر أم الذبح؟ واتفقوا على أن الجميع مُجزئ، وعلى أن الذبح أولى للغنم، وأن النحر أولى للإبل، واختلفوا في البقر، ورجح البعض في البقر الذبح استناداً إلى لفظ الآية.
اللطيفة الثانية: قال الماوردي – رحمه الله -: إنما أُمروا بذبح بقرة دون غيرها؛ لأنها من جنس ما عبدوه من العجل، ليهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه.
الثالثة في قوله تعالى: "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين" الإشارة إلى تحريم الاستهزاء بالغير والسخرية بهم.
وقال سبحانه في وصف البقرة: "لا فارضٌ ولا بكرٌ عوانٌ بين ذلك" قال بعض الفقهاء: يُستحسن في النسيكة أن تكون فوق الصغيرة ودون الكبيرة؛ لأن الله وصفها بقوله: "لا فارض ولا بكر "أي ليست كبيرة وليست صغيرة، ثم أكد ذلك بقوله: " عوانٌ بين ذلك " أي وسط بين الكبيرة والصغيرة.
وقال سبحانه عن البقرة أيضاً: " صفراءُ فاقعٌ لونها تسرُّ الناظرين " قال بعض السلف: إن الصفرة في الألوان السارة التي تُذهب الهم عن النفس وتُدخل إليها السرور بدلالة هذه الآية.
وأُعترض على هذا بأن الله تعالى أضاف إدخال السرور إلى البقرة، وليست إلى مُجرد لون الصُفرة، وهذا على كل حال من مليح العلم وليس من متينه.
وقال بعض الفقهاء: دلت الآية على استحسان الصورة الجميلة في النسيكة التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، وأن ما كان جميلاً من الحيوانات فهو أولى بالقربة.
ومن فوائد الآيات: إثبات أن الأمر في الشريعة يقتضي الوجوب، وهذا ظاهر.
ومن الفوائد أيضاً: إثبات أن الأمر يقتضي الفورية، ويوجب المُبادرة إلى الفعل، وهذا مأخوذ من قول موسى لقومه: "فافعلوا ما تُؤمرون "ومن قول الله سبحانه: " فذبحوها وما كادوا يفعلون " ففي الآية الأولى حض لهم على المُبادرة إلى الفعل، وفي الآية الثانية تعريضٌ لهم بسوء تلقيهم الأمر وتباطؤهم في تنفيذه.
ومن فوائد القراءة: أن القارئ ينبغي له أن لا يقف عند قوله: " لا ذلول " ويبدأ بقوله: " تثير الأرض " لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن المقصود في الآية هو نفي كلا الجملتين، فهي بقرة وصفها الله بأنها ليست مُذللَةٌ بحيث تُثير الأرضَ، وتقدير الآية: لا ذلولٌ ولا تُثير الأرضَ ولا تسقي الحرثَ.
وقال سبحانه: "مُسلمةٌ لا شية فيها " وذلك بعد قوله: "لا ذلولٌ تُثير الأرض ولا تسقي الحرث " قال علماء التفسير: هذا احتراس عن الظن بأن البقرة لا تُثير الأرض ولا تسقي الحرث بسبب علة بها أو عيب ككونها هزيلة أو عجفاء.
ومن الفوائد الفقهية: قال الإمام القرطبي – رحمه الله -: في هذه الآية أدل دليل على حصر الحيوان بصفاته، وإذا ضُبط بالصفة وحُصر بها جاز السلم فيه. وبه قال مالك وأصحابه والشافعي رحمهم الله.
ويتفرع عن هذه الفائدة قاعدة وهي: جواز تعيين المعقود عليه بالوصف، كالتعيين في عقد البيع وفي عقد النكاح، فلو قال الرجل: بعتك بيتي ووصفه بما يتميز به صح البيع، ولو قال الأب: زوجتك ابنتي ووصفها بما تتميز به، صح التعيين، بدلالة صحة التعيين في الآية الكريمة.
وفي الآيات فائدة من دقائق علم أصول الفقه، وقواعد علم القياس، قال ابن عاشور – رحمه الله -: فيها الأخذ بالأوصاف المؤثرة في التشريع، دون الأوصاف الطردية التي ليس لها تأثير.
وفي قوله تعالى: "إن شاء الله لمهتدون" ردٌّ على المعتزلة وإبطال لقولهم في القدر، وإنكارهم للمشيئة الإلهية والإرادة الربانية، قال في التفسير الكبير: احتج أصحابنا بهذا على أن الحوادث بأسرها مرادة لله تعالى، فإن عند المعتزلة أن الله تعالى لمّا أمرهم بذلك فقد أراد اهتداءهم لا محالة، وحينئذ لا يبقى لقولهم إن شاء الله فائدة، أما على قول أصحابنا فإنه تعالى قد يأمر بما لا يُريد (أي قدراً) فحينئذ يبقى لقولنا: إن شاء الله فائدة، انتهى.
وقال سبحانه: "وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها والله مُخرج ما كنتم تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها … الآية " احتج بعض المالكية بها على اعتبار قول المقتول: دمي عند فلان. وأنه موجب للقسامة، واعتُرض عليه بأن هذه الآية مُعجزة، والخوارق الخارجة عن العادات لا يُقاس عليها.
وأجاب ابن العربي المالكي بأن المُعجزة في إحياء الميت: فلما صار حيًّا كان كلامه ككلام سائر الأحياء. وفي الجواب نظر. والله تعالى أعلم.
الحلقة السابعة عشرة:
في قوله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم … الآية " فوائد:
الأولى: الإشارة إلى أن الإيمان لا يملكه الناس، لا أهل الدعوة ولا غيرهم، وأن التكليف على الدعاة هو الدلالة للحق وتبليغ الدعوة، لإدخال الإيمان في قلوب الناس.
الثانية: قوله: "لكم" يتضمن الإشارة إلى أن اليهود يعتقدون في قرارة أنفسهم بصحة القرآن والنبوة، ولكنهم لا يُقرون بذلك للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، قال علماء البلاغة: فائدة (اللام) في " لكم " لتضمين " يُؤمنوا " معنى يُقروا.
ويتفرع عن هذه الفائدة: الرد على مذهب غلاة المرجئة، وتفنيد مزاعمهم في تعريف الإيمان الشرعي قالوا: الإيمان هو مجرد المعرفة. والآية نفت عن اليهود الإيمان مع معرفتهم التامة بذلك.
الفائدة الثالثة: أشارت الآية بلحن الخطاب فيها: أن أفضل الطرق الدعوية هي إسماع الناس كلام الله تعالى وإفهامهم له، وقد دلت الآية كذلك على أن مَن لم تُجْدِ معه هذه الوسيلة فهو أجدر ألاّ تُجْدِي معه غيرها، ولا تؤثر فيه.
ثم قال الله سبحانه: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم" أي من نعت النبي صلى الله عليه وسلم وصفته، وقد جاء التعبير عنه بالفتح للإيذان بأنه سر مكتوم وباب مغلق (أفاده الألوسي رحمه الله في تفسيره).
ثم قال موبخاً لهم: "أفلا تعقلون" قال بعض المتأخرين: هذا ختام منطقي للآية؛ لأن مَن يتصرف تصرفهم ويقول كلامهم لا يكون عنده عقل، الذي يقول: "لِيُحاجوكم به عند ربكم" يكون مؤمناً بأن له رباً، ثم لا يخاف هذا الإله ولا يخاف عقابه، هذا لا يُمكن أن يتصف بالعقل.
وقال الله تعالى عنهم: " ومنهم أُميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني "فُسرت الأماني: بالتلاوة المجردة، وهي التلاوة التي لا يكون معها فهم ولا عمل، وفي هذا أدل دليل على ذم القوم الذين ليس لهم حظ من كتاب الله غير التلاوة المجردة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتفرع عن هذا الذم: الذم لكل عمل يكون فيه وضع القرآن في غير موضعه، ويتجرد صاحبه عن الفهم والعمل به، فيدخل في هذا الذم: تعليق القرآن على الصدور للحفظ من العين، وتعليقه على ألواح لأجل الزينة، أو قراءته في المحافل كرسوم وطقوس خاوية.
وفي ختام الآية قال: "وإن هم إلاّ يظنون " وفُسرت الآية: بإطلاق الذم على اليهود الذين لا يعلمون الكتاب إلا بما يظنون به.
ويتفرع عن هذا التفسير فائدة عزيزة: وهي الترغيب في معرفة كلام الله عز وجل معرفة يقينية، ويدخل فيه إتقان الحفظ لآياته، وإتقان الفهم لمعانيه وتفسيره.
ويتفرع من هذا أيضاً: الجد في طلب العلم لا سيما علم كتاب الله، وتلقيه عن أهل العلم الموثوقين في تلقينه وتفسيره وتزكية الناس على معانيه وآدابه.
وقال سبحانه: "يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله" لماذا قال بأيديهم؟ وهل تكون الكتابة بغير اليد؟
أجاب عنه العلماء بأجوبة لطيفة:
الجواب الأول: أن هذا اللفظ يتضمن التأكيد مثل: "يقولون بأفواههم "وقوله: " ولا طائر يطير بجناحيه " والمقصد منه تحقق وقوع الكتابة ومنع المُجاز عنه.
الجواب الثاني: أنه تصوير للحالة في النفس كما وقعت، حتى يكاد المُستمع لذلك أن يكون مشاهداً للهيئة، فهو من بديع التصوير القرآني.
الجواب الثالث: أنه يتضمن الإخبار عن اهتمام القوم بتزييف كلام الله وتزويرهم، فهم يقومون به بأيديهم ليتأكدوا من وقوعه ومن إتمامه على ما أرادوا.
وختم الآية بقوله: "فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " هذا تفصيل للويل السابق.
ومن الفوائد المستنبطة منه إثبات قاعدة شرعية: وهي أن العبد كما يُعاقب على نفس فعله، فهو أيضاً يُعاقب على أثر فعله؛ لأن الله غاير بين الأمرين، فإنه بيّن في الأول استحقاقهم العذاب بنفس الفعل، وفي الثاني ذكر استحقاقهم له بأثره.
ومن الفوائد منه: قال القرطبي رحمه الله: في هذه الآية والتي قبلها التحذير من التبديل والتغيير والزيادة في الشرع، فكل مَن بدل أو غيّر أو ابتدع في دين الله ما ليس منه فهو داخل تحت هذا الوعيد.
وقال سبحانه: "بلى مَن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون" تضمنت الآيتان قاعدة جليلة، وأصلاً من أصول الإيمان، وهي أن الأحكام الأخروية مُترتبة على الأوصاف لا على الأعيان.
وفي قوله تعالى: "وبالوالدين إحساناً" الأمر بتعظيم الوالدين والإحسان إليهم من غير قيد أو شرط ولو كانا غير مؤمنين. كيف يُفهم هذا من الآية؟
الجواب: أن الله تعالى علّق الإحسان إليهم بصفة كونهما (والدين)، ومن المعلوم في قواعد الأصول: أن الحكم المترتب على الوصف مُشعر بعليّة ذلك الوصف.
وفي قوله تعالى: "وذي القربى" لطيفة دقيقة: لم يقل: ذوي القربى مع أنه سبحانه قال: "اليتامى والمساكين" كلها بصيغ الجمع، وهاهنا إفرد اللفظ (ذي)؟
قيل: كأن فيه إشارة إلى أن ذوي القربى وإن كثروا فهم كشيء واحد، لا ينبغي أن يضجر من الإحسان إليهم.
وفي قوله تعالى: "وقولوا للناس حُسناً " فائدتان لطيفتان:
الأولى: عند ذكر الوالدين وذي القربى واليتامى كان الأمر بالإحسان إليهم بالفعل، وهاهنا تحول الخطاب من الإحسان الفعلي إلى الإحسان القولي. قالوا: والسر في ذلك أن الإحسان بالفعل إلى جميع الناس ليس في المقدور، ومن حكمته سبحانه ورحمته أنه لا يأمر بغير المقدور؛ ولهذا أمر هنا بما يُمكن وهو الإحسان القولي دون ما لا يُمكن وهو لا الإحسان الفعلي لجميع الناس.
الثانية: تضمنت هذه العبارة الإشارة إلى جميع الآداب. قال الرازي في التفسير: قال أهل التحقيق: كلام الناس مع الناس إما أن يكون في الأمور الدينية، أو في الأمور الدنيوية.
فإن كان في الأمور الدينية فإما أن يكون في الدعوة إلى الإيمان، وهو كما قال تعالى لموسى وهارون: " فقولا له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى "أمرهما الله تعالى بالرفق مع فرعون مع جلالتهما ونهاية كفر فرعون وتمرده وعتوه على الله تعالى، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: "ولو كُنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك … الآية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإما في دعوة الفساق فالقول الحسن فيه مُعتبر قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " وقال "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
وأما في الأمور الدنيوية فمن المعلوم بالضرورة أنه إذا أمكن التوصل إلى الغرض بالتلطف من القول لم يحسن سواه، فثبت أن جميع آداب الدين والدنيا داخلة تحت قوله: "وقولوا للناس حُسناً".انتهى.
وفي قوله سبحانه وتعالى: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" التوبيخ الشديد لِمَن يُقرُّ ببعض الشريعة ويُنكر البعض الآخر، وأن فعله مثل فعل اليهود – قبحهم الله -.
ومن الفوائد العزيزة: أن هذا اللفظ من الآية قد تضمن الرد على جميع أهل البدع في شريعتنا، والإنكار على جميع أهل الأهواء بأقوى دليل وأوضح برهان، لماذا؟
لأن جميع البدع مبنية على إنكار بعض الشرع، وجميع البدع سببها الرئيس هو تجزئة أحكام الدين والإيمان ببعض الكتاب.
وفي هذه الآية الكريمة أدل دليل على إبطال القول بإقصاء الدين والشريعة من شؤون السياسة والحكم والحرب، والآية الكريمة نص في ذلك قال سبحانه: "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تُسفكون دماءكم ولا تُخرِجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون". قال أهل التفسير: كان الله قد أخذ عليهم أربعة عهود: ترك القتل، وترك الإخراج، وترك المُظاهرة، وفداء أسراهم، فأعرضوا عن كل ما أُمروا به إلاّ الفداء، فوبخهم الله توبيخاً يُتلى فقال: " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ". والله تعالى أعلم.
الحلقة الثامنة عشرة:
يقول الله تعالى عن اليهود: "فلما جاءهم ما عرفوا " أي محمد صلى الله عليه وسلم " كفروا به فلعنة الله على الكافرين "كفّر اليهود بعد أن بيّن كونهم عارفين بالحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدلنا على أن الكفر ليس محصوراً في الجهل.
وقال الله عنهم: "واُشربوا في قلوبهم العجل" أي حب عبادته وتأليهه، ومن النكت البديعة: أن التعبير عن حبهم للعجل جاء بلفظ (الشراب)، فقال: " واُشربوا ".
قيل: المقصود هو التنبيه على أن حبهم للعجل قد بلغ بهم كل مبلغ، وأنه تمكن من جميع أجزائهم، وتغلغل في جميع أعضائهم، كما يتغلغل الشراب في الأعضاء فيصل إلى باطنها.
وقال لهم مُتحدياً: "قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " يؤخذ منها فائدتين متقابلتين:
الأولى: عدم جواز تمني الموت؛ لأن الله علّق تمنيه على أمر غيبي، وهو كون الدار الآخرة خالصة له عند الله، ولما كان هذا ممتنعاً علمه، امتنع المُعلق عليه وهو جواز تمني الموت.
الفائدة الثانية: أن يُعكس الاستدلال، فيُقال: يؤخذ من الآية جواز الاشتياق إلى الموت الموصل إلى الجنة وإلى الدار الآخرة؛ لأن الله لم ينف التمني مُطلقاً، ولكنه ذكر أن السبب القاضي له هو خلوص الأجر في الآخرة.
وقوله: "ولن يتمنوه أبداً" خبر قاطع من الله تعالى أن اليهود لا يتمنون الموت في تحدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم، قال بعض العلماء: وفي هذا إعجاز علمي غيبي؛ لأن ذلك لم يقع مع توفر الدواعي عندهم على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وسهولة الإتيان به.
وفي قوله تعالى: "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة … الآية " فوائد:
الأولى: تنكير لفظ (حياة)؛ ليدل على حرص اليهود الشديد على أدنى حياة، ولو كانت حياة قليلة حقيرة، فإن لفظ التنكير هنا يدل على العموم ويُشير إلى القلة والحقارة.
الثانية: قال: "ومن الذين أشركوا " أي أن حرص اليهود على طول العمر أكثر من حرص المشركين، قيل: لأن اليهود يعلمون أنهم صائرون إلى النار، والمشركون لا يعلمون ذلك، أو هم لا يعلمونه كعلم اليهود.
الثالثة: قال: "وما هو بمزحزحه " ولم يقل بمبعده أو بمُخرجه. لماذا؟
"وما هو بمزحزحه" معناها: لا يؤثر في إزالة العذاب عنه أقل تأثير وأدنى إبعاد، ولو قال: ما هو بمُبعده أو مُنجيه لما دل على هذه الآية كدلالة لفظ (مزحزحه).
وفي قوله تعالى: "أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم " وصفٌ لليهود بالغدر المستمر، ونعتهم بنكث العهد على الدوام، قال علماء اللغة: (كلما) تُفيد التكرار، وأنه وصف لازم. والمعنى: كلما حصل منهم عهد، حصل منهم نكث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتفرع عن هذه الفائدة: تحذير المسلمين من الاغترار بعهود اليهود، ووجوب الاحتياط في معاملتهم، وعدم الركون والوثوق بهم، مهما قالوا ومهما قيل عنهم.
ومن الفوائد: أن الله خاطب اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل أسلافهم ونسب الفعل إليهم، فنسب إليهم قتل النبيين، ونسب إليهم تكذيب الرسل والغدر وغير ذلك، قال القرطبي يرحمه الله: وإنما توجه الخطاب لأبنائهم لأنهم كانوا يتولون أولئك الذين قتلوا.
ويتفرع عن هذه الفائدة: قاعدة خطيرة وهي: أن مَن تولى الظلمة فهو مثلهم في الحكم ومثلهم في العقوبة، وأن مَن رضي بالمعاصي نُسبت إليه ولو لم يُباشر فعلها.
ومن قوله تعالى: "وما كفر سليمان " يُستنبط أن السحر كُفر ولابد في جميع الأحوال، وأن مُتعاطي السحر كافر بالله العظيم، ووجه الدلالة: أن اليهود اتهموا سليمان عليه الصلاة والسلام بالسحر ونسبوه إليه، فرد الله عليهم دعواهم بنفي الكفر عنه، فدل هذا على أن كل سحر كُفر، ولو لم يكن ذلك كذلك لم تحصل التبرئة التامة لِسليمان عليه السلام، وهذا مُحال في كلام الله تعالى، قال القرطبي رحمه الله: ولم يتقدم في الآية أن أحداً نسبه إلى الكفر، ولكن اليهود نسبته إلى السحر.
وفي قوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلاّ بإذن الله " فوائد:
الأولى: إثبات أن للسحر حقيقة. وإثبات أن الله تعالى أودع فيه ضرراً من جهة الأسباب الكونية، وهذا هو الحق الذي عليه أهل السنة، وخالفهم في ذلك المعتزلة ودعاة العقلانية.
الثانية: في الآية الإشارة إلى علاج السحر، وهو الالتجاء إلى الله تعالى، قيل لما كان الضرر حاصلاً بإذن الله، فلابد أن يكون دفعه بإذن الله أيضاً.
وفي قوله تعالى: "يُفرقون به بين المرء وزوجه" فائدتان:
الأولى: قال الشوكاني رحمه الله: ذهبت طائفة من العلماء إلى أن الساحر لا يقدر على أكثر مما أخبر الله به من التفرقة، لأن الله ذكر ذلك في معرض الذم للسحر، وبيّن ما هو الغاية في تعليمه، فلو كان يقدر على أكثر من ذلك لذكره.
الثانية: في الآية إشارة إلى أن المحبة بين الزوجين عظيمة جداً، وأن سكون الرجل إلى زوجته، وسكون المرأة إليه أمر شديد، وهو معروف زائد على كل مودة، ولا يُقاس غيره به.
وفي قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا " فوائد:
الأولى: إثبات قاعدة (سد الذرائع) وهي من قواعد الشريعة العظيمة. وقد اعتنى بها الإمام مالك رحمه الله وأصحابه عناية فائقة، وبنوا عليها كتاب الآجال وغيره من المسائل في البيوع وغيرها.
الثانية: استدل علماء التوحيد بالآية على النهي عن الألفاظ المجملة، الدائرة بين معاني حقة ومعاني باطلة. قالوا: كما أن الله تعالى نهى عن لفظة (راعنا) في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فيُنهى أيضاً عن إطلاق كل لفظ يُحتمل لمعنيين أحدهما باطل.
الثالثة: استدل بالآية بعض الفقهاء على إيجاب حد القذف بالتعريض، قالوا: مَن ورّى أو كنّى أو أتى بلفظ يُحتمل قذف المُحصن، فهو مُستحق للعقوبة، والاستدلال في الآية مبني عن النهي الوارد فيها.
وفي قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها " فوائد:
الأولى: استنبط الفقهاء منها أكثر أحكام النسخ، ومنها: صحة وقوع النسخ في شريعتنا، والرّد على المُنكرين له من المُبتدعة، والآية صريحة في ذلك، لا يُمكن دفع دلالتها على وقوع النسخ إلاّ بالتكذيب لها أو بما يُشبه التكذيب.
الثانية: اُستدل بالآية على أن النسخ في القرآن لا يكون إلاّ إلى بدل، ودلالة الآية تُفيد الحصر في إتيان البدل، إما مثل المُبدل منه، أو بخير منه.
الثالثة: من دلالة الآية، إثبات وقوع التفاضل في سور القرآن الكريم وفي آياته، وهذا التفاضل يُثبت كما أثبته الشرع فنقول مثلاً: سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن، وآية الكرسي أعظم آية، و " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن، وأنكر ذلك أهل الكلام، وقولهم ليس بشيء مع قول الله تعالى.
الرابعة: استدل الإمام الشافعي رحمه الله بالآية على أن الكتاب لا يُنسخ بالسنة ولو كانت متواترة. قال: لأن الله يقول: "نأتِ بخير منها أو مثلِها" والسنة لا تكون خيراً من القرآن بحال.
الحلقة التاسعة عشرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله تعالى: "وقالوا لن يدخل الجنة إلاّ من كان هوداً أو نصارى " يحكي الله مقالة اليهود والنصارى، ثم رد عليهم سبحانه فقال: "تلك أمانيهم ".
أي هي مجرد أماني، وهاهنا نكتة بلاغية: جمع لفظ (الأماني) مع أن ما أُشير إليه أمنية واحدة، لماذا؟
قال صاحب الانتصاف: ليُفيد جمعها أنها متأكدة في قلوبهم، بالغة منهم كل مبلغ. وقال غيره: ليدل على تردد الأمنية في نفوسهم مرة بعد مرة.
قال أهل اللغة: الجمع هنا يدل على الزيادة وعلى التأكيد، والجمع يُفيد بوضعه الزيادة في الآحاد، فينتقل هنا إلى تأكيد الواحد، وإلى إبانة زيادته على نظرائه.
وقوله: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " هي أيضاً رد على دعواهم السالفة، وإبطال لمقولتهم الفاسدة، والتأكيد على أنها مقولة مُجردة عن البرهان.
وقد أشارت الآية إلى أصول النظر والمُحاجة، وإلى تقعيد الأدلة والبينات.
فهذه الآية دلت على بطلان القول بغير علم ولا برهان، قال في الكشاف: هذا أهدم شيء لمذهب المقلدين، وأن كل قول لا دليل عليه فهو غير ثابت.
واستُنبط منها قاعدتان في أصول النظر: الأولى، إثبات حجية النظر، والرد على مَن ينفيه. والثانية، مُطالبة المُدعي بالدليل والبرهان، نفياً وإثباتاً.
وفي قوله سبحانه: "بلى مَن أسلم وجهه لله وهو محسن" الإشارة إلى سر قبول الأعمال عند الله، وهو توافر شرطين: الأول: الإخلاص وأشار إليه بقوله: "أسلم وجهه لله" أي أخلص توجهه وقصده.
والشرط الثاني: الموافقة لهديه صلى الله عليه وآله وسلم وسنته، وأشار إليه بقوله: "وهو مُحسن" أي مُحسن في عمله.
وفي قوله تعالى: "كذلك قال الذين لا يعلمون" النعي على أهل الكتاب، وأنهم والمشركون الذين لا يعلمون سواء، كأنه يقول لهم: من المُفترض أن يُميزكم العلم، ومن المُفترض ألاّ تكونوا وأنتم أهل كتاب كمَن لا كتاب لهم ولا علم لديهم.
وفي قوله تعالى: "ومَن أظلم ممن منع مساجد الله " فوائد:
الأولى: الإشارة إلى أن منع الذكر في مساجد الله هو أعظم الظلم، قال العلماء: "مَن أظلم" أي: لا أحد أظلم منه.
ويتفرع عن هذا الإشارة إلى أن الأصل هو جواز الذكر في المسجد في جميع الأوقات، وأنه لا يجوز منع الذكر فيه إلاّ بدليل يصلح لإخراجه من العموم.
الفائدة الثانية: استُدل بالآية على حُرمة منع المرأة من الحج إذا كانت صرورة – أي لم يسبق لها الحج – استدلوا بها أيضاً على عدم منع المرأة من حضور المساجد لصلاة الجماعة، ولِسماع الموعظة؛ إذا لم يخف الفتنة منها أو عليها.
الفائدة الثالثة: قال القرطبي رحمه الله: دلت الآية على تعظيم أمر الصلاة، وأنها لما كانت أفضل الأعمال كان منعها أعظم الآثام.
وفي قوله تعالى: "أن يُذكر فيها اسمه" الإشارة إلى أن المساجد إنما وُضعت للذكر والعبادة والصلاة، ويتفرع عنه: النهي عن كل ما ليس من الذكر، كإيقاع البيع والشراء والإجارة وإنشاد الضالة، وغيرها من أعمال الدنيا المحضة.
وقوله: (ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين (إرشاد المؤمنين إلى حماية بيوت الله من الكافرين، وأن يجعلوهم بحالة إذا أرادوا الدخول كانوا على وجل وخوف من أن يفطن لهم أحد من المسلمين فيُنزلون بهم الأذى والإذلال.
ويتفرع عن هذا الإرشاد: إرشاد المسلمين إلى العزة والقوة، وإلى المحافظة على مُقدساتهم، وإلى حماية شعائرهم، وتطهيرها من تدنيس المشركين من يهود ونصارى وثنيين وغيرهم.
وفي قوله سبحانه: "وقالوا اتخذ الله ولداً" لطائف وفوائد:
الأولى: في لفظ (اتخذ) الإشارة إلى بطلان قولهم وتناقضهم؛ لأن الولد لا يُتخَذ ولا يُصنع، ولكن يحصل بالولدية والمُجانسة، كما في قوله سبحانه: " أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ".
الفائدة الثانية: استدل بها بعض الفقهاء على أن مَن مَلَكَ ولده أُعتِقَ عليه؛ لأن الله تعالى نفى الولدية بإثبات العبودية، فدل ذلك على تنافي الماهيتين، وهو استرواح حسن.
الفائدة الثالثة: ويتفرع من الفوائد: الإرشاد إلى حُسن تربية الأولاد، وأن الولد لا يُعامل كما يُعامل العبد، ولا يخضع كخضوع العبد فإن هذا يتنافى مع الولدية، وهو أيضاً يتنافى مع التربية السليمة وغرس الشخصية والعزيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سبحانه: "بل له ما في السماوات والأرض" وقال: "كل له قانتون" ففي الأول جاء بلفظ (ما) الدال على غير العاقل، وفي الثاني جاء بلفظ (كل) الدال على العاقل، لماذا؟
في الجملة الأولى: إشارة إلى المِلك، والمعهود في الذائقة أن الملك عادة يتعلق بما لا يعقل، وفي الجملة الثانية: كان الكلام متوجهاً للقنوت والخضوع لله، والقنوت هو من عمل العقلاء. قال في المنار: وهذا كما ترى من أدق التعبير وألطفه، وأعلى البيان وأشرفه.
وفي قوله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " فوائد:
الأولى: تكرار النفي بقوله: "ولا النصارى" للإشارة إلى أن رضا النصارى قد يكون غير رضا اليهود، وللتأكيد بأن النصارى يتصفون بنفس صفة اليهود في هذا الأمر، ولو كانوا أقل عداوة كما أخبر في آية أخرى.
الثانية: استدل كثير من الفقهاء بقوله: "حتى تتبع ملتهم" على أن الكفر ملة واحدة، وفرّعوا عن هذه مسائل أهمها: مسألة توارث اليهودي والنصراني إذا كانا قريبين.
الثالثة: من فوائد الآية: التحذير من صنوف الغزو الفكري والغزو الأخلاقي من قِبل اليهود والنصارى، إلى أهل الإسلام والإيمان، وهذه مسألة المسائل في عصرنا هذا.
الرابعة: في الآية كذب مَن يقول: أن عداوة الكفار لنا ليست دينية، وإنما هي عداوة اقتصادية أو سياسية أو أطماع استعمارية. ونحن إما أن نُصدقهم ونكذب الله – عياذاً بالله – أو أن نُكذبهم ونُصدق الله، ومَن أصدق من الله قيلاً.
وفي قوله تعالى: "يتلونه حق تلاوته " فوائد:
الأولى: دلت الآية على وجوب الاستهداء بالقرآن، وأن كل مَن يتلو القرآن ويتدبره بصدق يستهدي به. ويتفرع عن هذا: إثبات أن القرآن مُعجز بهدايته العامة التي لا يُشاركه فيها كتاب ولا كلام.
الثانية: فُسر لفظ (يتلونه) أي يتبعونه، قال ابن عباس: يتبعونه حق اتباعه، ثم قرأ "والقمر إذا تلاها". وقال ابن مسعود: يُحلون حلاله، ويُحرمون حرامه، ولا يُحرفونه عن مواضعه.
ومن اللطائف: أنه عبّر عن العمل بالقرآن وبتدبره وفهمه عن طريق لفظ (التلاوة) لِيدلنا على أن ذلك هو المقصود من التلاوة التي يشترك فيها أهل العلم والفهم وغيرهم.
الثالثة: إيجاب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة، وإقامة حروفه من غير اعوجاج، والترتيب بين آياته وألفاظه، فهذا كله يدخل في حق التلاوة.
الحلقة العشرون:
الحديث في هذه الحلقة عن قصة خليل الرحمن إبراهيم في سورة البقرة:
يقول الله تعالى: "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" يُخبر الله أنه امتحن عبده إبراهيم فوفى الامتحان وبادر إلى الامتثال. قال العلماء: جيء (بالفاء) في قوله:"فأتمهن "للدلالة على الفورية في الامتثال إلى أمر ربه.
" قال: إني جاعلك للناس إماماً. قال: ومن ذريتي؟ " في الآية مشروعية التخصيص بالدعاء للقرابة في موضع لائق به. ومن فوائدها: العناية الفائقة بالأقربين في توجيه أسباب الدعوة وإنالتهم للخير، ومُباشرة إصلاحهم بالوسائل الدعوية النافعة.
ومن فوائدها: بيان أدب الدعاء مع الرب سبحانه، فهو لم يقل: ذريتي. بل قال: ومن ذريتي. مُراعاة لحكمة الله وسنته الجارية المعروفة، التي تقتضي ألاّ يكون نسل الرجل الواحد كلهم أئمة.
وقال: "ومن ذريتي" ولم يقل: أبنائي! ليُشرك في ذلك اللفظ أبناء البنات، ولا يخص به العصبة، وهو خلاف العصبية القبلية لأبناء الأبناء دون أبناء البنات.
وقال سبحانه جواباً على دعاء الخليل: "لا ينال عهدي الظالمين" قال المُفسرون: أي لا يستحق الإمامة مَن تلبس بالظلم. وقد استدل الفقهاء بها على اشتراط العدالة في منصب الإمامة، وأن غير العدل لا يصلح أن يكون قاضياً ولا مُفتياً ولا شاهداً ولا حاكماً ولا إمام صلاة، وفي هذا تفصيل عند كتب الفقهاء.
وفي قوله تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً " ثلاث فوائد:
الأولى: قوله: "مثابة" أي يثوبون إليه من البلدان كلها، مرة بعد مرة، مع المحبة والاشتياق، كما قيل: جعل البيت مثابة لهم، ليس منه يقضون الوطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتفرع عن هذه الفائدة: إقرار الشوق للأعمال الصالحة، والسرور بالعبادات والطاعات، ويتفرع عنه: بأن مَن يأتي إلى البيت يشتاق إلى الرجوع إليه، وإذا لم يكن كذلك؛ فليُراجع الإنسان نفسه، وقد علمنا وعلم غيرنا من حال الناس، حرصهم الشديد على الذهاب إلى هذا البيت، وأداء العبادة فيه، وتكليف النفس لذلك حتى من غير المستطيع، أكثر من غيره من العبادات، ولعل السر في هذا عند قوله: " مثابة للناس ".
الفائدة للثانية: قوله: "وأمناً " استدل به أبو حنيفة وجماعة على ترك إقامة الحدود في الحرم. قالوا: أمناً، أي اجعلوه أمناً.
الفائدة الثالثة: قال: "مثابة للناس" ولم يقل: أمناً للناس، لماذا؟
ليُشير إلى أن الأمن عام للناس ولغيرهم، أي أن البيت يأمن فيه حتى غير الناس، من النبات والحيوان والوحش وغيرهم.
وقال سبحانه: "طهرا بيتي" أضاف الباري سبحانه البيت إليه لفائدة التشريف والتعظيم له، ولاِهتمام إبراهيم وإسماعيل به لكونه بيت الله، وللإشارة إلى أن هذه الإضافة هي السبب في كونه مثابة للناس وأمناً، وفي كونه تهفو القلوب إليه والأفئدة.
وقال سبحانه: " للطائفين والعاكفين والركع السجود" رتبهم بحسب اختصاصهم، فالطائف لا يكون إلاّ في المسجد الحرام، والعاكف يكون في كل مسجد، والركع السجود في كل مكان.
وقال سبحانه: "الركع السجود" ولم يقل المصلين، مع أن لفظ (المصلين) أخصر وأدل، لماذا؟
قيل: لفائدة عظيمة: وهي أن المقصود الصلاة ذات الركوع والسجود، أي صلاة المسلمين الحنفاء لا صلاة اليهود والنصارى.
ومن الفوائد الفقهية في الآية: الإرشاد إلى كون الطائف بالبيت مُتطهراً، كيف؟ لأن الأمر بتطهير البيت لأجل الطائف يقتضي تطهر الطائف نفسه ومن باب أولى.
ومن الفوائد الفقهية أيضاً: استدل جماعة من السلف بالآية على جواز أداء صلاة الفريضة في جوف الكعبة، كجواز أداء النافلة فيها؛ لعموم لفظ الآية، عموم لفظ (الركع السجود)، وعموم لفظ (بيتي)، فالأول يدخل فيه كل صلاة، فريضة أو نافلة. والثاني يدخل فيه كل موضع من البيت جوف الكعبة وغيره.
وقوله: "طهرا" لفظ يُفيد العموم والمُبالغة، فيدخل فيه كل تطهير حسي ومعنوي، ويدخل فيه ما يُمنع منه شرعاً، كالحائض والجنب والمُشرك.
وقوله: "اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات " الإشارة إلى أهم عنصرين من عناصر المدنية الفاضلة والحياة السعيدة في الدنيا، وهما: الأمن والرزق. قال بعض المتأخرين: هذه أول مظاهر تكوين المدينة الفاضلة التي دعا أفلاطون لإيجادها بعد بضعة عشر قرناً.
وقيل: إن الخليل عليه السلام أراد بهذه الدعوة الإعانة على إقامة الدين وتحقيق الملة الحنيفية وخدمة البيت العتيق، فلا يضطر أهله إلى الخروج منه، ولا إلى الانشغال عنه. ويتفرع عن هذه الفائدة: أن من أعظم الوسائل في تقوية الدعوة إلى الله وتهيئة الناس للإصلاح والعبادة، أن يتوفر لهم الأمن وأن يتوفر لهم الرزق. فالأول فقده يستتبع انشغال القلب، والثاني فقده يستتبع انشغال البدن بالبحث عن الرزق.
وقد أجاب الله إبراهيم في دعائه الأول بقوله: "لا ينال عهدي الظالمين". وأجابه هاهنا بقوله: "ومَن كفر" أي وأرزق كذلك مَن كفر، كما أرزق مَن آمن في الدنيا.
والنكتة هاهنا: أن عطاء الألوهية غير عطاء الربوبية، العطاء الذي يكتبه الله للبشر بصفة الألوهية والعبودية الخاصة، هو خاص بأهل الإيمان، لا يناله الظالمون. وأما العطاء الذي تكفله الله للخلق بصفة كونه رباً وخالقاً، فهذا يناله المؤمن والكافر، ويناله العدل والظالم، كما قال: "ومَن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار".
وفي قوله تعالى: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" فوائد:
الأولى: "يرفع" جاء بلفظ المضارع؛ ليحكي أمراً قد قُضي، والمضارع دال على زمن الحال، قالوا: الفائدة هي استحضار صورة البناء في ذهن السامع.
الثانية: قال: "يرفع " ولم يقل: يبني، وبينهم فرق. قال أهل الهندسة: كل بناء له طول وله عرض وله ارتفاع، والرفع هو الصعود والإعلاء، والرفع لا يكون إلاّ لشيء موجود من قبل. وقد اُستُفيد من هذا اللفظ: أن البيت كان قد بُني من قبل، وإنما هُدم وطُمر فجاء الخليل عليه السلام لِيرفع قواعده، وأصرح منه في الدلالة قوله عليه السلام: " ربِّ إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " قاله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يبني البيت، وكان إسماعيل إذ ذاك رضيعاً.
الثالثة: تأخر ذكر إسماعيل بعد ذكر البيت، لماذا؟ قيل: للإشارة إلى أن المأمور من الله ببناء البيت هو إبراهيم، وأن إسماعيل هو إنما كان مُساعداً له.
وفي قوله تعالى: "ربنا " كرر النداء بقصد إظهار الضراعة إلى الله والتملق وحُسن السؤال له سبحانه. ولفظ (رب) يستجلب التحنن من الرب على العبد.
ومن فوائد التكرار هذا: الإفادة بأن كل طلب من هذه المطالب هو مقصود لذاته.
وفي قوله تعالى: "أرنا مناسكنا" الإشارة إلى العناية بمعرفة مكان العبادة، إذا كانت مُقيدة بمكان مُعين، مثل الطواف بالبيت، ومثل السعي بين الصفا والمروة، ومثل الوقوف بعرفة، ورمي الجمار.
ومن الفوائد: إثبات الصفة المُختصة بالعبادات، وأن مَن جاء بها بغير هيئتها المخصوصة، فهو لم يأتِ بها على الوجه الصحيح.
ويتفرع عن هذه الفائدة: الرد لجميع البدع التعبدية الدينية، وأن الله تعالى لم يرض بها. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:40 ص]ـ
لطائف من القرآن الكريم [3/ 3]
د. صالح بن أحمد الغزالي
الحلقة الحادية والعشرون:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
قال تعالى: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" وقال: "ربنا واجعلنا مسلمين لك" كرر النداء بـ "ربنا"؛ لإظهار التضرع، وإظهار الفقر إلى الله، وحُسن التملق والسؤال.
وقوله:"واجعلنا مسلمين" فيه دليل على خلق الله لأفعال العباد، قال أهل التفسير: الجعل يقتضي الخلق.
وقالا: "ومن ذريتنا أمة مسلمة لك" أي: ومن ذريتنا فاجعل. قال أهل التفسير: قالا: ومن ذريتنا ولم يقولا: وذريتنا! هذا من حُسن السؤال وأدب الدعاء.
وقالا: "وأرنا مناسكنا وتب علينا" قرن بينهما، قيل: الفائدة في ذكر التوبة بعد ذكر التوسل والعبادة؛ لِيدل على أن ذلك الموقف وتلك المواضع، مكانٌ للتنصل من الذنوب وطلب التوبة.
وفي قوله تعالى: "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم" إثبات أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العرب بأوضح الدلائل.
وفي قوله تعالى: "منهم" الإشارة إلى استحسان أن يكون الداعية والمصلح من أهل المدعوين ومن مجتمعهم.
وقوله سبحانه: " يُعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم" فيه الإشارة إلى أن التعليم وحده لا يكفي، وأنه لابد في دعوة الإصلاح من التزكية والتربية الصحيحة، قال صاحب المنار: عَلِم إبراهيم وإسماعيل أن تعليم الكتاب والحكمة لا يكفي لإصلاح الأمم وإسعادها، بل لابد أن يقترن التعليم بالتربية على الفضائل، والحمل على الأعمال الصالحة بحُسن الأسوة والسياسة، فقالا: "ويزكيهم".
ويتفرع عن هذا إبطال منهج التعليم من غير تزكية، أو التزكية من غير تعليم، وأن الداعية الناجح لابد أن يجمع بين المنهجين: التزكية والتعليم، وأن هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو منهج أبينا إبراهيم عليه السلام، ومَن يرغب عنه فقد سفه نفسه.
وقوله تعالى: "ومَن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ مَن سَفِه نفسه" استُدل بها على حجية شرع مَن قبلنا، وخصوصاً ملة أبينا إبراهيم، وأنها شريعة لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخها.
واستُدل بالآية على أن النصرانية واليهودية بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان، قال قتادة: "إلاّ مَن سفه نفسه" هم اليهود والنصارى، رغبوا عن ملة إبراهيم، واتخذوا اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله تعالى.
قال تعالى: "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمتُ لله رب العالمين" فيه إشارتان:
الأولى: فضيلة إبراهيم عليه السلام، وأنه بادر إلى الامتثال لأمر الله، دون تردد أو تباطؤ، كما يُفيده وقوع الجواب: "قال: أسلمتُ لرب العالمين".
الثانية: أنه قال: "أسلمتُ لرب العالمين" ولم يقل: لك. لِيكون قد أتى بالإسلام وبدليله. فيكون قد ذكر الحكم وهو: الإسلام، وذكر دليله وتعليله وهو: كون الله رب العالمين وخالقهم وموجدهم، كأنه يقول: أسلمتُ لك؛ لأنك ربي ورب العالمين.
وقوله سبحانه: "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموتُ" فيه فوائد:
الأولى: فضيلة الدعاء إلى التوحيد، وإلى الحنفية ملة إبراهيم عليه السلام، وفضيلة يعقوب عليه السلام، حيث لم يُشغله الموت والاحتضار عن الوصية بالدين والتوحيد.
الثانية: الاعتبار بقول المحتضر، وأن قوله يُعتبر به ما لم يعترضه دليل آخر يُخرجه عن هذا الأصل.
وقوله تعالى:"ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" يُستفاد منه فائدتين:
الأولى: الحض على التمسك بالإسلام في كل وقت، وعدم مُفارقته ولو لحظة واحدة؛ لأن الموت يُمكن أن يأتيك في أي لحظة.
قيل: أُدخل النهي على الموت لنكتة أخرى: وهي الإشارة إلى أن هذا الموت، وهو الموت بغير الإسلام، لا خير فيه، وأن من حق هذا الموت ألاّ يحل بكم.
الفائدة الثانية: تضمنت الآية كذلك الإشارة إلى أن غير المؤمن لا ييأس من الدخول في هذا الدين، وعليه أن يُبادر بالدخول فيه، فهاهو لم يمت؛ فليُبادر إليه حتى يتوفاه الله عليه.
وقوله تعالى: "آباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق" استدل به الفقهاء على تسمية الجد أباً، وفرعوا عليه القول بتوريثه كتوريث الأب، عند فقده، وأنه يحجب الأخوة في الميراث كما يحجبهم الأب والقول الآخر التشريك بينهم، وفي المسألة خلاف قديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: "قولوا: آمنا بالله وما أُنزل إلينا … الآية" فوائد:
الأولى: جواز التصريح بالمعتقد الصحيح، وإعلان الدين الحق للناس، والصدع بالحق؛ ليحصل الإقتداء والأسوة.
الثانية: الإشارة إلى أن الإيمان واجب جماعي على الأمة، فيجب عليهم تحمله جميعاً، ويجب عليهم الاعتصام به، والاجتماع عليه.
الثالثة: اُستُدل بالآية على جواز قول القائل: (آمنت)، وهذا بخلاف قوله: (أنا مؤمن)؛ فالأول إخبار بالواقع الماضي والحاصل الحاضر، ولا إشكال فيه.
وفي قوله تعالى: "لا نُفرق بين أحد منهم" تبكيت على أهل الكتاب، والتشهير بهم، فهم آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، وفرقوا بينهم.
وقال تعالى: "فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به" ولم يقل: فإن آمنوا بما آمنتم به. يعني: ما فائدة (مثل) هنا؟ وعلى أي شيء تدل؟
أن أهل الكتاب يؤمنون بالله، ويؤمنون بما أُنزل على الأنبياء، ولكن إيمانهم بذلك إيمانٌ مُنحرف، وإيمانٌ دخلته الأهواء والبدع والتحريفات.
إذن المطلوب هو الإيمان إيماناً صحيحاً، إيماناً كإيمانكم، ليس مجرد الإيمان، لو قيل لهم: آمنوا بالله وما أُنزل على الأنبياء. لقالوا: نحن نؤمن بذلك.
إذن تقول لهم: آمنوا بالله وما أُنزل على الأنبياء إيماناً صحيحاً، كما بينه القرآن، وكما آمن به المسلمون الصادقون، وهذه فائدة قوله: (بمثل). قال بعض العلماء: لفظ (مثل) هنا هو الذي يقطع عرق الجدل.
وفي قوله تعالى: "صبغة الله ومَن أحسن من الله صبغة" فائدتان:
الأولى: الرد على اليهود والنصارى فيما يعتقدونه صبغة، وما ابتدعوه في ذلك من الدين مع تضييع أصول الشرع. كأنه يقول لهم: الصبغة الحقة هي صبغة الله، المتضمنة الإيمان بالله وبما أنزل وبالعمل الصالح، لا هذه الرسوم والطقوس الخاوية من الإيمان. وقال لهم: "قولوا: آمنا" وقال: " ونحن له مسلمون" وقال: "ونحن له مخلصون".
الفائدة الثانية: الصبغة في العادة تنفذ إلى المصبوغ، وتطبع به جميعَ جسمه. فالتشبيه هنا يدل على شدة التمسك بالدين، كأنه يقول لهم: لِيكن إيمانكم وتمسككم بملة إبراهيم وبدين الإسلام كالصبغة، فهو يتغلغل فيكم وفي أعمالكم كما تتغلغل الصبغة في المصبوغ.
الفائدة الثالثة: يُستفاد من الآية: الأمر بإظهار شعائر الدين وعلامات الاستقامة؛ لأن الله عبّر عن الدين بالصبغة. قال القرطبي – رحمه الله -: سمى الدين صبغة استعارة ومجاز، من حيث تظهر أعماله وسَمْتُه على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب.
وقوله تعالى: "تلك أمة قد خلت" كررها هنا بعد ذكرها قبل آيات لفوائد:
الأولى: قال الراغب: إعادة هذه الآية من أجل أن العادة مُستحكمة في الناس، صالحهم وطالحهم أن يفخروا بآبائهم، ويقتدوا بهم في مُتحرياتهم لاسيما في أمور الدين.
الفائدة الثانية: إن المعنى يختلف باختلاف السياق الذي جيء بالآية فيه، ففي المرة الأولى رَدّت الآية على أهل الكتاب بأنه لا شفاعة لهم يوم القيامة في نسبتهم إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وأن النسب لا يُفيد.
وفي المرة الثانية: رد عليهم من جهة ادعائهم النسبة الدينية، وقولهم: أنهم يهود ونصارى فهو يقول لهم: لن ينفعكم الانتساب إلى دين اليهودية والنصرانية، وأن إبراهيم كان مسلماً حنيفاً.
الحلقة الثانية والعشرون:
في قوله سبحانه: "سيقول السفهاء" إخبار لهم عما سيكون، أي إخبار بالغيب الذي سيقع من اعتراض السفهاء على تغيير القبلة، ففيه مُعجزة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتأييد للوحي بما يوافق الواقع.
وفيه إثبات أن هؤلاء المُعترضين سفهاء على الحقيقة، وبشهادتهم على أنفسهم وإقرارهم.
قال بعض المفسرين: برغم أن الله تعالى قال: "سيقول السفهاء". أي: أنهم لم يقولوها إلا بعد أن نزلت هذه الآية مما يدل على أنهم سفهاء حقاً، ولو أنهم امتنعوا عن القول – وهذا مُحال – لكان في ذلك تشكيك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن لأنهم سفهاء فعلاً قالوا ذلك.
وقوله سبحانه: "قل لله المشرق والمغرب" تتضمن الإشارة إلى حقيقة الطاعة وإلى حقيقة التشريع. كيف هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كل الجهات لله، المشرق والمغرب، إذن ما الذي يُميز هذه الجهة من غيرها؟ الذي يُميزها هو أمر الله تعالى، إن قال الله للعبد: ارمِ هذا الحجر. رماه، وإن قال: قَبِّل هذا الحجر. قبّله، وإن قال: توجه إلى هذه القبلة. توجه، أمر الله هو الذي يعطي هذه الجهة الخصوصية وليس ذات الجهات .. فلا وجه للاعتراض بحال.
وقوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" فيه الإشارة إلى توسط الكعبة للكرة الأرضية، قيل المعنى: كما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً، وسطية الكعبة وسطية المكان، وهذا فيه عدل، ووسطية الأمة وسطية عدالة وخيار.
وفي الآية الكريمة دليل على أن إجماع الأمة حجة قاطعة، وأنهم معصومون في جملتهم عن الخطأ؛ لأن الله تعالى أطلق على مجموعهم لفظ (وسطاً)، قال العلماء: فلو قدر اتفاقهم على الخطأ لم يكونوا وسطاً إلاّ في بعض الأمور، والآية بخلافه.
وقال سبحانه: "لتكونوا شهداء على الناس" وقال: "ويكون الرسول عليكم شهيداً" أخَّر لفظ (على) في شهادة الناس، وقدَّمها في شهادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليهم. لماذا؟
قال صاحب الكشاف: لأن في الأول إثبات شهادتهم على الناس، وفي الآخر اختصاصهم بكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شهيداً عليهم.
ومن الفوائد: الاستدلال بها على أنه لا يشهد إلاّ العدول، وأنه لا يعتد بقول الغير على الغير إلاّ أن يكون عدلاً.
ومن الفوائد: أن الشاهد يشهد بما حصل له من العلم، وإن لم يُشهده المشهود عليه، وأن الشاهد يشهد على العلم بالسماع والأدلة اليقينية، وإن لم يره بعينه.
ومن الفوائد: أن التزكية أصل عظيم في الشهادة، وأن المُزكِّي يجب أن يكون أعدل وأفضل من المُزكَى.
ومن الفوائد: أن المُزكِّي لا يحتاج إلى تزكية.
ومن الفوائد اللطيفة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشهد على الأمة، وأن الأمة لا تشهد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال بعض العلماء: ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: (ألا هل بلغت؟) فيقولون: نعم. فيقول: (اللهم اشهد) فجعل صلى الله عليه وآله وسلم الشاهد عليه هو الله سبحانه لا أمته.
ومن الفوائد: إيجاب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووجوب اتباعه في كل أمر صغيراً كان أو كبيراً، وهذا من مُقتضيات شهادته صلى الله عليه وآله وسلم على أمته.
ومن الفوائد: إثبات اشتراط العدالة في الحكم وفي الشهادة و الإفتاء وما كان من نحو ذلك.
وقال سبحانه: "وما كان الله لِيُضيع إيمانكم" أي صلاتكم السابقة إلى بيت المقدس، قال القرطبي: فسمى الصلاة إيماناً؛ لاشتمالها على نية وقول وعمل. وقال مالك رحمه الله: إني لأذكر بهذه الآية قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان! يعني: أن هذه الآية ترد على المرجئة في قولهم: العمل ليس من الإيمان.
ومن فوائدها الفقهية: أن مَن لم يبلغه الناسخ فهو مُتعبد بالحكم الأول، ولا يصح أن يُقال: إن الحكم الأول يرتفع عنده بوجود الناسخ لا العلم به.
وقوله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها" فيه فوائد:
الأولى: إثبات علو الله تعالى على خلقه، وأن السماء قبلة الدعاء.
الثانية: أدب النبي صلى الله عليه وآله وسلم العظيم في دعاء ربه ومناجاته.
الثالثة: المنزلة العظيمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ربه في قوله: "ترضاها" لم يقل: أرضاها. ولكن قال:" ترضاها". قال صاحب التفسير الكبير: وفي الشاهد إذا وصف واحد من الناس محبة آخر، قالوا: فلان يحول القبلة لأجل فلان، على جهة التمثيل.
ومن اللطائف: أن الله تعالى خص الكعبة بإضافتها إليه في قوله: "بيتي"، وخص المؤمنين بإضافتهم بصفة العبودية إليه، وكلتا الإضافتين للتخصيص والتكريم، فكأنه تعالى يقول: يا مؤمن! أنت عبدي، والكعبة بيتي، والصلاة طاعتي، فأقبل بوجهك في طاعتي إلى بيتي وبقلبك إليَّ.
وقوله تعالى: "شطر المسجد الحرام" فيه فائدة فقهية: وهي إثبات أن التكليف إلى جهة الكعبة، لا إلى خصوصية الكعبة لِمن كان خارج المسجد الحرام، قالوا: وإلا لم يكن لكلمة (شطر) فائدة، ولكان لفظ (فول وجهك المسجد الحرام) يُغني عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك" فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه إخبار بحال المُعاندين من أهل الكتاب، وأن كفرهم كفر عناد لا بسبب البرهان أو بسبب عدم فهم الإسلام، قال صاحب الظلال رحمه الله: إن كثيراً من طيبي القلوب ليظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يُقدم لهم في صورة مُقنعة، وهذا وهم، إنهم لا يُريدون الإسلام لأنهم يعرفونه، يعرفونه فهم يخشونه على مصالحهم، وعلى سلطانهم، ومن ثم يكيدون له ذلك الكيد الناصب الذي لا يفتر.
وقوله تعالى: "وما أنت بتابع قبلتهم" قال الراغب: فيه إشارة إلى أن مَن عرف الله حق معرفته، فمن المحال أن يرتد، ولهذا قيل: ما رجع مَن رجع إلاّ من الطريق، أي ما أخل بالإيمان إلاّ مَن لم يصل إليه حق الوصول.
وقوله تعالى: "ولئن اتبعت أهواءهم "استُنبط منه: الترهيب من اتباع أهل الأهواء والبدع، قال الشوكاني رحمه الله: اتباع أهوية المبتدعة يشبه أهوية أهل الكتاب، كما يُشبه الماء الماء، والتمرة التمرة، وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على الملة؛ لِكونهم ينتمون إلى الإسلام وهم على العكس.
ومن الفوائد في الآية: النهي الصريح عن اتباع منهج اليهود والنصارى ومنهم المستشرقون، يقول صاحب الظلال رحمه الله في تفسير الآية: وما أجدرنا اليوم أن نستمع إلى هذا التحذير، ونحن في بلاهة منقطعة النظير، نروح نستفتي المستشرقين في أمر ديننا، ونتلقى عنهم تاريخنا، ونأمنهم على القول في تراثنا، ونسمع لما يدسونه من شكوك في دراسة لقرآننا، وحديث نبينا وسيرة أوائلنا، ونُرسل إليهم البعثات من طلابنا يتلقون عنهم علوم الإسلام!
وقوله تعالى: "ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات" استُدل به على أفضلية الصلاة في أول الوقت، قال المُستدل: ربط الله بين التوجه إلى القبلة وبين الأمر باستباق الخيرات، فعلمنا أن المقصود هو المُبادرة إلى الصلاة.
وقوله تعالى: "ولأُتم نعمتي عليكم" فيه البشارة بدخول الجنة لأهل الإيمان، وللعبد الذي يواظب على الطاعة والصلاة، قال سعيد بن جبير يرحمه الله: ولم تتم نعمة الله على عبده حتى يُدخله الجنة.
الحلقة الثالثة والعشرون:
في قوله تعالى: "ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات" أعظم حض وأبلغ ترغيب على الجهاد في سبيل الله، وتعريض النفس على القتل فيه سبحانه، وفيه إثبات أن الشهيد له حياة خاصة غير حياة غيره.
وقوله: "ولكن لا تشعرون" يدل على أن هذه الحياة تكون للشهداء قبل يوم القيامة، أي في حياة البرزخ. كيف هذا؟ لأن الله أخبر أننا لا نشعر بوجود هذه الحياة والإحياء، والإحياء يوم القيامة نشعر به كما نشعر به في هذه الدنيا وأبلغ.
وقال سبحانه: "ولنبلونكم" ثم قال: "وبشر الصابرين" ففي الآية الأولى: أسند البلوى إلى الله تعالى، وفي الآية الثانية: أسند البشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الفوائد في ذلك: أن إسناد البلوى إلى الرب سبحانه يُخفف من آلامها، ففي استشعار العبد أن البلوى من عند الله تعالى دلالاته على أنها خير محض. إذ إن أفعال الرب سبحانه وتعالى كلها خير وكلها صلاح، ولا يدخل فيها شيء من الشر والفساد.
وأما إسناد البشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو تكريم له صلى الله عليه وسلم ورفعة لشأنه صلى الله عليه وسلم عند المؤمنين، بحيث تحصل خيراتهم بواسطته.
ومن فوائد الآية: إثبات المحاسبة في حياة البرزخ، وأن القبر إما روضة من رياض الجنان، وإما حفرة من حفر النيران. نسأل الله حسن الخاتمة.
قيل: ولو كان المراد إحياءهم يوم القيامة لقال: سيحيون. ولم يقل: أحياء. الذي يدل على الحاضر الناضر، وفرق بين اللفظين.
وقال سبحانه: "ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع " وقال في سورة (النحل): "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف"ففي الآية الأولى: يُخاطب الله تعالى عباده المؤمنين، فأتى لهم بلفظ (شيء) ليدل على المواساة والتعليل والتهوين.
وأما آية سورة (النحل): فإن الخطاب فيه عن المكذبين الذين كفروا بأنعم الله، فأتى عند الإخبار بلفظ (لباس) وهو لفظ يدل على التكلف واللزوم. نسأل الله لنا العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا" لطيفة ونكتة: وهي الإشارة إلى صاحب المصيبة يجمع بين الصبر بالفعل وبين الصبر بالقول، قال صاحب التحرير والتنوير: لأن الاعتقاد يُقوى بالتصريح؛ لأن استحضار النفس للمدركات المعنوية ضعيف، يحتاج إلى التقوية بشيء من الحس.
وفي التعبير القرآني الدقيق: " إذا أصابتهم مصيبة قالوا" فائدة بليغة: وهي أن الاسترجاع يكون عقب المصيبة مُباشرة، وأن الصبر عند الصدمة الأولى، وأن الثواب الأعظم الذي يترتب على الصبر هو ما كان في أول الأمر، وهذا هو الصبر، لهذا قيل: إن الذي يفعله العاقل عند المصيبة، يفعله الجاهل بعد ثلاث.
" إنا لله" أي نحن مملوكون لله، وهو سبحانه المالك لنا ولغيرنا، وأن من حق المالك أن يتصرف في ملكه بما يشاء، وأن لا يعترض المملوك على المالك في شيء. هذه واحدة.
والثانية: أن العقل والمنطق يقتضي أن المالك لا يتصرف في ملكه إلا بما هو الأصلح له، وأنه لا يكون مُفسداً لملكه بحال من الأحوال.
وفي هذا اللفظ الجليل: "إنا لله وإنا إليه راجعون" ما ليس في غيره من الألفاظ الدالة على الاسترجاع، وفيه من التسلية والتعزية للنفس ما ليس في غيره من الجمل والعبارات، فتتجلى فيه بلاغة التفسير القرآني وروعته.
وفي قوله: "إنا لله وإنا إليه راجعون" كمال التعزية والترضية للنفس المصابة، نقول: نحن وغيرنا سنرجع إلى الله، ويُجزينا على كل صبر وفقد.
ونقول: إننا سنرجع إلى الله، وسيعوضنا ما فقدناه أو خيراً منه، وإن كانت المصيبة في عزيز وقريب فستلتقي به عند الله، ولا أحسن من هذه المواساة.
وقال سبحانه: "أولئك عليهم صلوات من ربهم" ولم يقل لهم صلوات! لفظ (عليهم) أبلغ في الدلالة وأعظم في المزية، فهو هنا يدل على اختلاط الصلوات بهم، وإشارة إلى أنهم منغمسون في رحمة الله قد غشيتهم وتجللتهم، كما يقول ذلك الألوسي رحمه الله، في روح المعاني.
واستنبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى: "إن الصفا والمروة " البدء بالصفا قبل المروة، قال صلى الله عليه وسلم: (نبدأ بما بدأ الله به). قال العلماء: فإن بدأ بالمروة قبل الصفا لم يُجزئه.
وقوله تعالى: "فمَن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما" فيه دليل على أنه لا يُشرع السعي مُفرداً، بل لابد أن يكون مُقترناً بكونه حج البيت أو اعتمر.
وفي قوله سبحانه: " ومَن تطوع خيراً" إبطال لجميع البدع. لماذا؟
لأن الله قيّد التقرب إليه بما هو (خير) والبدع في الدين شر محض ليس فيه خير ألبته، والآية نصت على أن المتطوع إلى الله بالخير يناله الشكر من الله، وعليه: الذي يتطوع بالبدع لا يكون مثله ولا يناله الأجر والشكر، لا يناله غير العناء والنصب.
وفي قوله سبحانه: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى" الوعيد الشديد لكتمان العلم، قال العلماء: دلت الآية على أن كتمان العلم من الكبائر؛ لأن الله تعالى قد رتب عليه اللعن الشديد المتتابع منه سبحانه ومن الملائكة والناس أجمعين.
وفرّعوا عليه: أن تبليغ العلم الواجب لا يُستحق الأجرة عليه بذاته، كما لا يُستحق الأجرة على الإسلام، وعلى ما هو واجب فعله.
ومن فوائد الآية: وجوب العمل بخبر الواحد خلافاً لمذهب أهل الكلام، قال المستدل: لم يوجب عليه تبليغ البينات إلا وقد وجب قبول قوله، ولو لم يجب العمل ببيانه لم يكن إظهار هذا البيان واجباً بالنسبة له.
ويؤكده قوله: "إلاّ الذين تابوا وأصلحوا وبينوا". حَكَم سبحانه بوقوع البيان بخبرهم. والبيان يجب العمل به بالاتفاق.
وفي قوله تعالى: "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا" بيان أن للتوبة شروطاً، وأن من شروطها: الإصلاح والبيان، وأن مَن يعصي الله علانية يجب عليه أن يتوب علانية، وأن مَن يُفسد في الأرض لابد في تصحيح توبته من إصلاح ما أفسد وتبينه.
وقوله: "وماتوا وهم كفار"استدل به على أن الكافر الذي لم يمت لا يجوز لعنه؛ لأنه لا يُعلم بأي شيء يُختم له.
وفي قوله تعالى: "أولئك عليهم لعنة الله" تجويز لعن مَن مات على الكفر بعينه؛ لأن الله أخبر على سبيل التقرير أن الناس يلعنونهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال سبحانه: "وإلهكم إله واحد" جاءت هذه الآية بعد التحذير الشديد من كتم العلم والحق والهدى، قال الشوكاني رحمه الله: فيها الإشارة إلى أن أول ما يجب بيانه ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد.
وقوله تعالى:"وإلهكم إله واحد" عقبه بقوله: "لا إله إلا هو" للتأكيد والتقوية، ونفي الاحترازات الموهمة، قال الرازي: لما قال:"وإلهكم إله واحد" أمكن أن يخطر ببال أحد أن يقول: هب أن إلهنا واحد، فلعل إله غيرنا مغاير لإلهنا! فلا جرم أزال هذا الوهم ببيان التوحيد المعلق فقال: "لا إله إلا هو".
وختم الآية بقوله: "الرحمن الرحيم" ليُعلم أن الألوهية الربانية ألوهية رحمة، وأن رحمته سبحانه تسبق عقابه.
الحلقة الرابعة والعشرون:
في قوله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض" أعظم دليل على تحقيق معاني التوحيد التي ذكرها الله تعالى في الآية التي قبلها: "وإلهكم إله واحد" قال العلماء: دلت الآية على استحقاق العبودية لله وحده على سبيل اللزوم العقلي.
فكما أنه سبحانه هو المُتفرد بالخلق والتدبير والإنشاء: فهو كذلك المُستحق للعبادة دون سواه، والمتفرد بالألوهية من غير شريك.
وفي قوله تعالى: "إن في خلق" الإشارة إلى أن الاعتبار واجب، وأن النظر لا يكون قاصراً على المخلوق، بل يتعداه إلى الخلق نفسه والحكمة فيه.
ويتفرع عنه: النفي على أولئك القوم الذين لا يتعدون في نظرهم إلى صفات المخلوقين، والذين لا يتجاوزون بعلمهم ظواهر الحياة.
وفي الآية جواز النظر وجواز استعمال الأدلة العقلية الثابتة على الأوجه الصحيحة في الأمكنة المُناسبة.
وفي قوله تعالى: "السماوات والأرض" جَمَعَ لفظ (السماوات) ولم يجمع لفظ (الأرض) فلم يقل: أرضين، مع أنه ثبت تعدد الأرض كما ثبت تعدد السماوات!!
قيل: إن الأرض وإن تعددت: فهي عالم واحد، وأما السماوات فهي عوالم عظيمة مُختلفة مُتباينة.
وقيل: إن الأرض وإن تعددت: فإن طبقاتها غير مُتباينة ولا مُنفصلة وهي كالشيء الواحد، وأما السماوات فإنها مُتباينة جداً كما جاء في الأحاديث الصحيحة: أن بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام.
وفي قوله تعالى: "اختلاف الليل والنهار" نص على أن العبرة أعظم ما تكون الاختلاف بين الليل والنهار، وكأنه يُشير إلى أن هذا الاختلاف فيه سر، وقد ااكتُشف شيء من هذا السر: وهو أن الاختلاف من آثار دوران الأرض حول الشمس.
ومن إشارات اللفظ "اختلاف الليل والنهار" أنهما أعراض وأوصاف وليسا أجساماً كثيفة كما كان يتصورها أهل الجاهلية القدماء.
وقوله تعالى: "والفلك التي تجري في البحر" استُدل به على جواز ركوب البحر مُطلقاً، سواء كان للتجارة أو للعبادة أو للجهاد أو لغير ذلك، وأن ركوبه ليس من الغرر، وليس فيه تعريض بالمُهج في جميع الأحوال.
وفي قوله تعالى: "بما ينفع الناس" الإشارة إلى تحقيق الانتفاع في ركوب الفلك التي تجري في البحر، وفيه إشارة إلى أن الشيء الذي يحصل به النفع تحصل به النعمة الإباحة، قال القرطبي –رحمه الله -: قال بعض مَن طَعَن في الدين: إن الله تعالى يقول في كتابكم: " ما فرَّطنا في الكتاب من شيء" فأين ذكر الملح والفلفل وغير ذلك؟ !
فقيل له: في قوله تعالى: "بما ينفع الناس" ..
وفي قوله تعالى: "وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض" دليل على أن الله جعل في الماء سبب إحياء الأرض، فهذا فيه إثبات الأسباب وتأثيرها بإذن الله تعالى، والرد على المُنكرين لها.
وفي الآية: إشارة إلى أن الماء النازل من السماء هو الذي يُنبت الزرع، وهو الذي يُحيي به الأرض بعد موتها، وأما الماء الذي في البحر ولم ينزل من السماء: فهو ماء ملح أُجاج، لا تَحيى به الأرض، وكأن ماء البحر إذا صعد إلى السماء وُضع فيه من المواد والصفات والخصائص ما يجعله حياة للأرض.
وفي قوله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً" الإشارة إلى بطلان مُعتقدهم وفساد صنيعهم وهذا مُستفاد من لفظ (يتخذ) هنا، فغن الأنداد الحقة لا تُتَخذ ولا تُصنع، وإنما هي ثابتة بنفسها، وهذا في التعبير مثل قوله تعالى: "وقالوا اتخذ الله ولداً".
وقال سبحانه: " من دون الله" ولم يقل: دون الله، يعني ما فائدة لفظ (من)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أهل اللغة: أن (من) هنا بمعنى: وراء، وهي تُفيد الحيلولة، فقوله: اتخذه دون الله. أي: أفرد غير الله بالمحبة، وقوله: من دون الله. أي: أشركه مع الله في المحبة.
وقال الله تعالى: "والذين آمنوا أشد حُباً لله " ولم يقل: أحب لله.
ففي التعبير الأول: أكثر تأكيداً، وأعظم مزية، كما في قوله سبحانه عن قلوب المشركين: "فهي كالحجارة أو أشد قسوة" ولم يقل أقسى.
وفي قوله تعالى: "أن القوة لله جميعاً" إثبات صفة القوة لله تعالى، والآية نص في المسألة، وفيها رد على المُعتزلة وغيرهم ممَن يُنكر الصفات، تعالى الله عن قولهم.
وقوله تعالى: "أن الله شديد العذاب" بعد قوله: " أن القوة لله جميعاً" تأكيد وإثبات لتحقيق العذاب في مَن كان يتخذ الأنداد، لعل قائل يقول: هب أن القوة لله جميعاً، لعل الله يعفو عنهم ولا يُعذبهم فقال الله سبحانه: "أن الله شديد العذاب".
وفي قوله تعالى: "تقطعت بهم الأسباب" جاء التعبير بلفظ (بهم)؛ ليفيد أنهم قد فقدوا الأسباب التي اتخذوها في أشد ما يحتاجون إليه، أي: وهم مُتلبسون بها، قال صاحب التحرير: الباء في (بهم) للملابسة. أي: تقطعت الأسباب مُتلبسة بهم، أي: فسقطوا.
وفي قوله تعالى: "وما هم بخارجين من النار" دليل قاطع على خلود أهل الكفر الدائم في نار جهنم – عياذاً بالله – ومَن خالف فيه لم يأتِ بطائل، وقد خالف صريح القرآن الذي لا يقبل التأويل.
وفي قوله تعالى: "وما هم بخارجين من النار" إشارة إلى أن أهل الكبائر من الموحدين ليسوا أهل الخلود الدائم في النار، وأنهم خارجون منها، ووجه الدلالة أن لفظ (ما هم) يُفيد تخصيص المُشار إليهم بالحكم، وهم الكُفار دون غيرهم، قال الشوكاني - رحمه الله -: ظاهر هذا التركيب يُفيد الاختصاص.
وفي قوله تعالى: "يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً" الإيماء إلى علة الإباحة ومناط التكليف، وفيه إبطال ما كان يعتقده الجاهلية من تحريم الطيبات، ونعيٌ عليهم وتوبيخ، واُستُدل بالآية إلى أن مَن حرّم طعاماً فإن تحريمه يكون لاغٍ، ولا يحرم عليه.
وفي قوله تعالى: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" الإشارة إلى ذم التقليد في الباطل والنهي الشديد عنه، قال القرطبي – رحمه الله -: قال علماؤنا: وقوة ألفاظ هذه الآية تُعطي إبطال التقليد.
وفي قوله تعالى: "وإذا قيل" جاء التعبير بقوله: (وإذا)؛ لِيدل على أن تقليدهم الآباء في الباطل قاعدة ثابتة عندهم، وهي ليست حادثة واحدة، ولفظ (إذا) يُفيد التجدد والتكرار.
وفي قوله تعالى: "فهم لا يعقلون" (الفاء) تُفيد الربط بين عدم العقل، وبين كونهم صُمٌ بُكمٌ عُميٌ، في هذا إشارة إلى نَعْتَهُم بـ (صُمٌ بُكمٌ عُميٌ) ليس لنفي أصل البصر والسمع والكلام، لكن نفى عنهم فائدة هذه الحواس وثمرة هذه الآلات: وهو العقل عن الله.
وقوله سبحانه: " إن كنتم إياه تعبدون" استنبط منه أن الأكل من الحلال سبب لقبول العبادة، كما أنه سبب لقبول الدعاء، فالآية قد رتبت العبادة الحقة على الامتثال لله بالأكل من الطيبات، والشكر له سبحانه فقال: "كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون".
ومن الفوائد: أن الله عقَّب على الأمر بالأكل من الطيبات بالشكر له سبحانه، فدل هذا على أن الذي يستبقي النعم هو الشكر، وأن واجب التنعم هو الشكر.
ومن الفوائد: أن الله قرن بين الشكر له سبحانه وبين عبادته ولازم بينهما فقال: "واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون" قال ابن القيم – رحمه الله -: المعنى: أن عبادتكم لله تستلزم شكركم له، فإن كنتم ملتزمين بعبادته، داخلين في جملتها؛ فكلوا من رزقه، واشكروه على نعمه. وهذا كثير ما يورد في الحجاج، كما تقول للرجل: إن كان الله ربك وخالقك؛ فلا تعصه. وإن كان لقاء الله حقاً؛ فتأهب له.
الحلقة الخامسة والعشرون:
قال الله تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر مَن آمن بالله واليوم الآخر" إلى قوله: "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون".
وقوله سبحانه "ولكن البر مَن آمن" تقديره: ولكن البر بر من آمن، كما قاله سيبويه وغيره، وهو أسلوب بليغ ومثله في القرآن: "أجعلتم سقاية الحاج كمَن آمن" أي: أجعلتم أهل سقاية الحاج كمَن آمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله سبحانه "وآتى المال على حبه" التقرير بأن حب المال أمر فطري، وأن النفس مجبولة عليه، وفيه أن إعطاء الصدقة في حال الشح والفقر أفضل من إعطائها في حال المرض والغنى.
وفي قوله سبحانه "ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب" ترتيب لأهل المصارف بحسب حاجتهم، وتقديم بعضهم بحسب أحقيتهم في الصدقة وفي الإنفاق.
فهو أولاً قدّم ذوي القربى؛ لكونهم أحق الناس بالمعروف، ولكون الإنفاق عليهم يجمع بين الصلة والصدقة، ثم عقبهم باليتامى، واليتيم: وهو أحق من سائر الفقراء؛ لكون اليتيم مع فقره وحاجته لا كاسب له فهو منقطع عن الأسباب، ثم ذكر المساكين وهم: مَن أسكنتهم الحاجة وفقرهم فقر تام، ثم ابن السبيل، وهو المنقطع عن ماله فهو فقير من وجه لا من كل الوجوه، ثم جاء بعدهم ذكر السائلين، والسائل قد يكون من الفقراء حقاً وقد لا يكون، وأخّر ذكر الرقاب؛ لكونهم لهم أرباب يعولونهم.
واختلف العلماء في المراد بقوله: " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب" هل هي الزكاة المفروضة أم هي غيرها؟
والصواب أنها غيرها بل هي صدقة والدليل عليه أن الله جل ذكره ذكر الزكاة عقب هذا الموضع قال: "وأقام الصلاة وآتى الزكاة" بعد قوله: "وآتى المال على حبه" ومن حق المعطوف والمعطوف عليه التغاير والتباين.
وفي قوله سبحانه "آتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى" تجويز إعطاء القريب واليتيم من المال ومن صدقة التطوع ولو كانا غنيين، قال أهل العلم: يُعطى القريب بحكم القرابة والهدية، ويُعطى اليتيم بحكم التحنن والصلة لليُتم.
وفي قوله سبحانه: "وفي الرقاب" نكتة ولطيفة!! جاء بكلمة (في) هنا ولم يُذكر عند غيرهم من أنواع المصارف. قال: "وفي الرقاب" ولم يقل: في ذوي القربى وفي اليتامى. لماذا؟
قيل: الحكمة في ذلك هي أن المال الذي يُصرف لأهل هذه الجهة (الرقاب المملوكة) لا يُقصد به تمليكهم، بل هو لتخليص رقابهم من الرق، لا لتمليكم فهم ليسوا من أهل التمليك.
وفي قوله سبحانه: "والصابرين" نكتة عجيبة! ما قبله مرفوع وهو منصوب قال: "الموفون بعهدهم" ثم قال:" الصابرين" غيّر إعرابه إلى النصب، تنبيهاً إلى مزية الصبر .. قال أهل النحو: الصابرين منصوب على الاختصاص، والتقدير: أخص الصابرين بالذكر.
لماذا خصهم؟
قيل: لأن الصبر تتجمع فيه جميع الفضائل، وهو منشأ كل فضيلة، فكان له إعراب مختلف كأنه هو شيء مُستقل واحد وجميع الفضائل غيره شيء واحد.
وقال: "والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس" قيل: البأساء الفقر، والضراء المرض، وحين البأس القتال، وقد رتبهم سبحانه في الذكر بحسب التدرج، قال الألوسي – رحمه الله -: هذا من باب الترقي في الصبر من الشديد إلى الأشد، لأن الصبر على المرض فوق الصبر على الفقر، والصبر على القتال فوق الصبر على المرض.
وفي قوله سبحانه: "كُتب عليكم القصاص" الإشارة على أن فريضة القصاص فريضة لازمة، وحتم واجب لابد منه، وقد دل على ذلك قوله: "كُتب" وقوله: "عليكم".
وفي قوله سبحانه: "عليكم" حكم يعم مجموع الأمة، ويدخل فيه أولياء القاتل، ويدخل فيه القاتل نفسه، ففيه دلالة على أنه يجب عليهم تمكين أولياء الدم من القصاص.
وفي قوله سبحانه: "القصاص" الإيماء إلى علة الحكم، وأن قتل القاتل إنما شُرع لقصد العدل والمماءلة والمساواة الحقة.
وفي قوله سبحانه: "القصاص" إشارة إلى أن قتل القاتل ينبغي أن يكون بمثل الصفة التي قَتَل بها المقتول، قال أهل اللغة: القصاص: هو المماثلة، ومنه القِصة كأنه يُماثل المحكي، واقتص أثره: أي اتبعه، ومنه قوله تعالى: "وقالت لأخته قصيه".
وفي قوله سبحانه: "فمَن عُفي له من أخيه شيء" إشارة بديعة إلى أن العفو الصادر من أولياء الدم يُسقط القَوَد ولو من أحدهم، قال الله: "فمَن عُفي له من أخيه شيء" ولم يقل سبحانه: فمَن عفا له أخوه. قال الراغب: العدول إلى ذلك للطيفة وهي: أنه لا فرق بين أن يكون صاحب الدم قد عفا أو جماعة فعفا أحدهم، حيث القصاص يبطل ويعدل حينئذ إلى الدية، فقال: "فمن عُفي له من أخيه شيء" ليدل على هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله سبحانه: "شيء" التأكيد على أن العفو يقع ولو من أحدهم، وفيه أن العفو يقع ببعض الدية كما يقع في الكل، قال الشوكاني – رحمه الله – تنكير شيء للتقليل فيتناول العفو عن الشيء اليسير عن الدية، ويتناول العفو الصادر عن فرد من أفراد الورثة.
وفي قوله سبحانه: "أخيه" ترقيق للنفس وتعطف داع لهم إلى العفو.
وفي قوله سبحانه: "أخيه" إثبات قاعدة جليلة عند أهل السنة وهي: أن المعاصي لا تُخرج صاحبها من الإيمان مهما بلغت ولو كانت قتلاً عمداً.
وقال تعالى: "ولكم في القصاص حياة" قال العلماء والبلغاء: هذه العبارة حوت الغاية من الفصاحة والبلاغة، ووجوه الإعجاز مما لا يمكن أن نستقصيه.
وفي قوله سبحانه: "لكم" الإشارة إلى العناية الربانية بهذه الأمة على الخصوص لماذا؟
لأن الله عز وجل صرّح أن هذا التشريع يحصل به حياتهم وهي مرادة له سبحانه.
وقال تعالى: "ولكم في القصاص" ولم يقل: (في القتل)؟ قيل: لتعميم الحكم في القتل وفي غيره مما يحصل به القصاص، فيدخل فيه الجروح والضرب ونحوه.
وقال تعالى: "فاتباع بالمعروف" ولم يقل: اتباعاً بالمعروف؟ قيل: إن الرفع هنا دال على وجوب الحكم؛ لأن المعنى: عليه اتباع قال النحاس: "فمن عُفي له من أخيه شيء" شرط. والجواب: " فاتباع".
وقال تعالى: "أداء إليه بإحسان" ولم يقل: أداء بإحسان؟ قيل: فائدة (إليه) إشارة إلى أنه لا يُمطله، وأنه يوصل الحق إليه ولا يكلفه الحضور بالمطالبة أو إرسال مَن يستقصيه.
وفي قوله سبحانه: "إن ترك خيراً الوصية" الإيماء إلى أن المال الذي ينبغي أن تقع به الوصية هو المال الحلال المأذون فيه، لا مالاً خبيثاً لا خير فيه.
وفي قوله سبحانه: "فإنما إثمه على الذين يُبدلونه" إبطال لما قد يتعلق به الموصي ويعدل من ترك الوصية بعلة خوف أن يُبدله غيره.
ويتفرع من هذا: أن المكلف إذا أدى ما عليه فقد برئت ذمته ولو خان غيره، واستُدل بها على أن مَن كان عليه دين فأوصى بقضائه برئت ذمته وسلمت تبعته في الآخرة وإن لم يوصله الورثة، ما لم يكن مفرطاً في الحياة.
ومن فوائد الآية: تجويز مقدار الوصية الصحيح دون مقدار الوصية غير الصحيحة، كمَن أوصى بأكثر من الثلث، فيجوز منها الثلث ويبطل ما زاد. قالوا: لأن الله تعالى لم يبطل الوصية جملة بالجور فيها بل جعل فيها ما يصح.
الحلقة السادسة والعشرون:
قال الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
في قوله: "كما كُتِب على الذين من قبلكم" تطييب لأنفس المخاطبين وتهويناً لمشقة الصوم، فهو يقول لهم: كما كُتب عليكم الصوم فقد كُتب على الأمم قبلكم. والأمر الشاق إذا عمّ على الجميع سهل وخف.
وفي قوله تعالى: "لعلكم تتقون" الإشارة إلى أن الصوم يُضعف داعي العصيان، ويحصل به كسر باب الشهوة.
وفي قوله سبحانه: "أياماً معدودات" تهوين – أيضاً – وتسهيل لِمشقة الصيام، فهو يقول لهم: هي أيام قليلة معدودة سهلة، والعرب تقول: الكثير لا يُعد وإنما يُعد القليل.
ويتفرع عنه: أن الداعي إلى الإسلام يُرغب الناس في تكاليفه ويُسهل عليهم الالتزام بشرائعه الظاهرة والباطنة، ويقول لهم نحو ما قاله الله في هذه الآية.
وقوله تعالى: "وعلى الذين يُطيقونه" أي لا يُطيقون الصوم إلاّ بجهد جهيد، وبمشقة عظيمة، كيف هذا؟
الطاقة هي اسم لمقدار ما يُمكن أن يفعله الإنسان مع المشقة.
وفي قوله تعالى: "شهر رمضان نص على أن الواجب هو استيفاء جميع الشهر بالصوم، لو قال: (رمضان) لدل على جميعه، ولكن دلالة الظاهر التي هي أقل من دلالة النص.
وفي قوله تعالى: "شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن" إشعار بخصوصية قراءة القرآن في شهر رمضان قال الحرالي: أشعرت الآية أن في الصوم حُسن تلقٍّ لمعناه ويُسراً لتلاوته.
و في قوله تعالى: "أُنزل فيه القرآن" إشارة إلى علو الله تعالى على خلقة، وأن الله جل جلاله فوق عباده.
وفي قوله تعالى: "ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر" الإشارة إلى أفضلية الفطر للمسافر والمريض دون الصوم.
كيف هذا؟
ذكرت الآية أن حق المسافر القضاء دون الصيام، والقضاء يلزم منه الفطر، وما ذكره الله فهو أولى بالتقديم والتأخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: "أو على سفر" دليل على إباحة الفطر لكل مسافر وفي كل سفر قصيراً أو طويلاً، سفر طاعة أو معصية، وبالوسائل الحديثة وبغيرها.
وفي قوله تعالى: "أو على سفر" الإشارة إلى أن استباحة السفر لا تحل إلاّ إذا شرع في السفر. وهو لم يقل: (مسافر). ولكن قال: "على سفر" والعرب لا تقول: على سفر إلاّ لمَن شرع فيه، وربما قالوا: (مسافر) لمَن استقبل السفر وينويه.
وقوله تعالى: "على" تأكيد لهذا المعنى وتقوية له، لأن لفظ (على) دال على الاستعلاء والتمكن، ولا يصح هذا في حق مَن نوى السفر فقط.
وفي قوله تعالى: "أو على سفر" الإيماء إلى أن السفر لابد فيه من وجود النية والقصد بخلاف المرض فهو يحصل بنية وبغير نية.
وفي قوله: "فعدة من أيام أخر" وجوب القضاء بعدد أيام الفطر من غير تعيين الزمان، فهو يقضي عدد ما أفطر في أي زمان شاء، شاءوا صيفاً، أياماً قصيرة أو طويلة، حارة أو باردة، متتابعة أو متفرقة. قال العلماء: لفظ عدة مسترسل لا يختص بزمان دون زمان، ومَن خصصه فلا دليل له، إلاّ أن يكون القضاء في نفس العام.
وفي قوله تعالى: "فعدة من أيام أخر" الإشارة إلى وجوب القضاء بعدد الأيام التي أفطرها دون نقص. وأن مَن أفطر شهراً كاملاً فهو يقضيه كاملاً، وإن كان الشهر ناقصاً قضاه تسعةً وعشرين.
وفي قوله سبحانه: "يُريد الله بكم اليسر" عقب قوله: "ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر" الإشارة إلى ترجيح الفطر على الصيام لمَن كان في حال المرض أو حال السفر، وأنه هو اليسر، وأنه هو مراد الله تعالى، إذ لا مذكور غيره.
وفي قوله سبحانه: "ولِتكبروا الله على ما هداكم" إشارة إلى آكدية التكبير ليلة عيد الفطر. ووجهه: أن الله تعالى ذكر التكبير بلفظ: (ولتكبروا) رتبه على الشيء الذي أراده الله سبحانه، وما أراده الله تعالى من خلقه فلا يحسن التخلي عنه.
وفي قوله سبحانه: "ولتُكملوا العدة ولتُكبروا الله على ما هداكم" دليل على أن وقت ابتداء التكبير من حين انقضاء غروب آخر يوم من رمضان، فهو الذي يحصل به إكمال العدة وإتمام الشهر.
وقال الله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني" ولم يقل: وإن سألك عبادي عني. قال أهل اللغة: (إذا) تدل على الكثرة، و (إن) تدل على القلة، ففيه إشارة إلى استحباب كثرة السؤال لله الواحد القهار.
وقال الله تعالى: "عبادي" ولم يقل: عبيدي. لماذا؟ قيل: إن لفظ (العباد) أخص من لفظ (العبيد). العبيد هم: المقهورون بربوبية الله، وهم جميع المخاليق، والعباد هم: أهل الطاعة وأهل الكرامة فقط.
وقال الله تعالى: "فإني قريب" ولم يقل سبحانه: (فقل إني قريب) لماذا؟
قيل: للإشعار بفرط قُرب الله منهم، ولإسقاط الوسائط بين الخالق والمخلوق في شأن الدعاء.
وفي قوله سبحانه: "فإني قريب" الإشارة إلى أدب المُناجاة والمُسارَّة في الدعاء، دعاء القريب يكون مُناجاة، ودعاء البعيد يكون مُناداة.
وفي قوله سبحانه: "فإني قريب" إبطال لمناهج المُبتدعة في دعاء غير الله، وأن التوسط والتوسل بالغير إلى الله سبحانه لا فائدة منه، وعبث لا معنى له.
وقال الله تعالى: "فإني قريب" ولم يقل سبحانه: فالعبد مني قريب. لماذا؟
فيه الإشارة إلى أن القرب هو محض تفضل من الله، ومحض تكرم منه سبحانه لا منهم.
وفي قوله سبحانه: "أُجيب دعوة الداع إذا دعان" الإشارة إلى وجوب إخلاص الدعاء لله وحده دون سواه، وأن مَن دعا غير الله فهو حريٌ بعدم الإجابة.
وفي قوله سبحانه: "إذا دعان" إثبات النفع في الدعاء، وأنه من أعظم أسباب تحصيل الرزق وتغيير الحال.
وفي قوله سبحانه: "إذا دعان" إبطال لمنهج المتفلسف الذي يَدَعَ الدعاء ويقول: حالي يُغني عن سؤالي، وهذا لا يصح عن الخليل عليه السلام، ولا عن أتباعه بإحسان رضي الله عنهم.
وقال سبحانه: "فليستجيبوا لي" ولم يقل: فليُجيبوا لي. لماذا؟
قال الراغب: أوثر (فليستجيبوا) على (فليجيبوا) للطيفة، وهي أن حقيقة الاستجابة طلب الإجابة وإن كان قد يُستعمل في معنى الإجابة، فتبين أن العباد متى تحروا إجابته بقدر وسعهم فإنه يرضى عنهم.
ومن فوائد الآية: إثبات آكدية الدعاء في حق الصائم، قال ابن كثير – رحمه الله -: لأن الله تعالى قد تخلل آيات الصيام بآية الدعاء. وقال غيره: وتدل على مشروعية الدعاء عند إتمام كل يوم من رمضان؛ لأن كل يوم صوم مُنفرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله سبحانه: "الرفث إلى نسائكم" الإشارة إلى أن المحرم على الصائم إنما هو الإفضاء إلى المرأة بالجماع لا ما دونه. كيف؟
لفظ الرفث يدل على الجماع وعلى دواعيه، ولم يقل: الرفث بنسائكم وهو الشائع في الاستعمال، وإنما عداه بـ (إلى) ليتضمن معنى الإفضاء.
وفي قوله سبحانه: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" الدليل الصريح على جواز معاشرة الرجل زوجه على كل وجه تحصل به المُلابسة .. إلاّ ما خصه الدليل.
وفي قوله سبحانه: "هن لباس لكم" التقعيد لأهل الإيمان أن يتأدبوا في التلفظ فيما لا يحسن ذكره.
وفي قوله سبحانه: "تختانون أنفسكم" الإشارة إلى أن المعاصي يعود ضررها على صاحبها لا على غيره، نسب الله الخيانة هنا إلى نفس العاصي لا إلى غيره.
وفي قوله سبحانه: "وابتغوا ما كتب الله لكم" تحريض على مُباشرة النساء بقصد طلب الولد وحصول الإعفاف. وفيه الإشارة إلى قاعدة دينية نافعة وهي: ابتغاء المصالح الدينية من وراء مزاولة الأعمال الدنيوية واللذائذ الوقتية.
وفي قوله سبحانه: "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" دليل على استحباب السحور، ودليل على استحباب تأخيره إلى ذلك الوقت.
وفي قوله سبحانه: "من الفجر" دليل على أن مَن طلع عليه الفجر وهو جُنب لم يُبطل صومه بل يغتسل ويُصلي.
وفي قوله سبحانه: "ثم أتموا الصيام إلى الليل" الإشارة إلى أن مُنتهى الصوم في الشريعة هو الليل.
وفرعوا عليه: أن الصائم يُفطر بمجرد غروب الشمس أكل أو لم يأكل، قال ابن العربي – رحمه الله -: وقد سُئل الإمام أبو إسحاق الشيرازي عن رجل حلف بالطلاق ثلاثاً أنه لا يفطر على حار ولا بارد. فأجاب: أنه بغروب الشمس يفطر ولا شيء عليه.
وفي قوله سبحانه: "إلى الليل" النهي عن مواصلة الصوم في الليل. كيف؟ جعلت الآية نهاية الصوم هو الليل.
وفي قوله سبحانه: "وأنتم عاكفون في المساجد" أدل دليل على مشروعية الاعتكاف في كل مسجد، وأنه لا يختص بمسجد دون مسجد وليس في السنة الصحيحة تخصيص.
الحلقة السابعة والعشرون:
قال تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون".
في قول سبحانه: "ولا تأكلوا أموالكم" الإشارة إلى الأخوة الإيمانية، وإلى أن عصمة مال الغير كعصمة مال النفس، فهو يتضمن أن آكل مال غيره كآكل مال نفسه بالباطل. وعبر عن الائتلاف بالأكل. لماذا؟
لأنه هو أهم الحوائج، ولأن به يحصل إتلاف المال غالباً.
وقوله سبحانه "بالباطل" أُستدل به على تحريم كل معاملة ليست بحق. قال القرطبي: هذه الآية متمسك كل مؤالف ومخالف في كل حكم يدّعونه لأنفسهم بأنه لا يجوز فجوابه أن يُقال: لا نسلم بأنه باطل حتى تثبته بالدليل. انتهى. كيف يُثبت كونه باطلاً بالدليل؟ الباطل في المعاملات على أوجه ثلاثة:
الأول: ما يعلم جميع المستمعين أنه باطل كالغصب والسرقة.
الثاني: ما حكم الشرع بأنه باطل، ويخفى كونه باطلا عند أكثر المستمعين، مثل كثير من أنواع الربا.
الثالث: ما استنبطه العلماء وألحقوه بالباطل في الشرع، فهذا لا يستدل عليه بمجرد ذكر الباطل من الآية، بل لابد من الدليل على كونه باطلاً بعينه.
وفي قوله سبحانه: "وتُدلوا بها إلى الحكام" أُستُنبط منه أن حكم الحاكم لا يُحلل حراماً وأن مَن حكم له القاضي بشيء مستدلا في حكمه على باطل كنحو شهادة زور أو يمين فجور فلا يُحلل له ذلك، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على ما أسمع فمَن قُضي له من أخيه بشيء فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار".
وفي قوله سبحانه: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" الإشارة إلى أن الإحرام بالحج لا يُشرع في غير أوقاته، لو كن مشروعاً في كل وقت لما احتيج إلى معرفة الأهلة في توقيته، إنما احتيج لكونه خاصاً بأشهر معلومة متميزة لا في كل وقت لا يقع في غيرها.
ومن اللطائف: أن يُعكس الاستدلال فيُقال: دلت الآية على جواز الإحرام بالحج في كل وقت، و (هي) ضمير يعود على جميع الأهلة وجميع الشهور وهذا قال به طائفة، والأول هو الأقوى. لماذا؟
لأنه هو ظاهر الآية المتبادر إلى الفهم، وأن التفسير الثاني يضعف معنى الآية الكريمة ويُبطل فائدة التخصيص فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الله تعالى: "مواقيت للناس والحج" ولم يقل مواقيت للصوم أو غيرها من العبادة التي يُشترط فيها التوقيت. لماذا خصص الحج بالذكر؟
قيل: أفرد سبحانه الحج بالذكر لأن أهل الجاهلية من العرب كانوا يؤخرونه عن وقته وكانوا ينسئونه فأبطل الله النسيئة كما في سورة التوبة. وهنا أشار الله إلى أن ذلك لا يجوز تأخير الحج عن وقته، لا يجوز نقل الحج من تلك الأشهر إلى أشهر غيرها، والحج مقصور على الأشهر التي عينها الله.
قال الله تعالى: "وليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرَّ مَن اتقى وأتوا البيوت من أبوابها" قال الله: " وليس البرُّ" بالرفع، وقال قبل ذلك في نفس السورة: "ليس البرَّ أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب .. " رفع في هذا الموضع ونصب في الموضع الأول. لماذا؟
قال أهل اللغة: يكون الاسم معروفاً لك فتلحق به الوصف، ومرة تجهل الاسم وتعرف الوصف فتلحق الاسم بالوصف وهذا سر اختلاف الرفع والنصب في كلمة البر و قال العلماء: في هذه الآية النفي لجنس البر عن هذا العمل ولهذا قال: "وأتوا البيوت من أبوابها" يعني: هذا الفعل ليس من البر بكل حال ليس فيه أي بر، وهناك نفي البر الأعظم، يعني: ليس البر الأعظم هو تولية الوجه للقبلة لم ينفعه، ولهذا لم يقل: وتولَّوا إلى أي جهة.
ومن فوائد الآية: إنكار كل بدعة لم يشرعها الله، وإبطال كل محدثة في الدين، وأن كل ما لم يُشرعه الله لا يُعد قربة بأن يتقرب به متقرب.
ومن فروعه: أن فعل المباح لا يجوز أن يتخذ قربة إلى الله بذاته، مثلاً: نحن لا نلبس زياً معيناً لم يخصصه الشرع ثم نزعم أنه قربة، ولا نتغنى بالشعر ثم نزعم أن التغني قربة.
وفي قوله سبحانه: "وأتوا البيوت من أبوابها" الإشارة إلى تحسين اليسر في كل شيء، فيه تنبيه إلى أن الواجب على العاقل هو أن يأتي الأمر من الطريق السهل القريب الذي جُعل له موصلاً.
ويتفرع عن هذا: الإرشاد إلى الحسن في جميع أحوال الناس وفي جميع أفعالهم من أمور الدين وشؤون الدنيا مثل: طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطريق العلم، وطريق الأكل والشرب والجماع وغيرها من الوظائف وغيرها. استدل بالآية إلى وجوب إتيان الأشياء من أبوابها وطرقها الصحيحة.
وفي قوله سبحانه: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" استدل به على قتال كل مشرك وأنه كافر يستحق القتل بسبب الكفر، غير مَن استثنى الله وهم أهل الجزية. لماذا؟
لأنه سبحانه أطلق فقال: "واقتلوهم" ولم يُعلق قتالهم بالاعتداء منهم، علق القتال بنفي الشرك بقوله: "حتى لا تكون فتنة" أي شركاً وأكده عموم القتال بقوله: "ويكون الدين كله لله" وأكده مرة أخرى بقوله: "فإن انتهوا" أي عن الشرك "فلا عدوان إلاّ على الظالمين" يعني أن كل مشرك هو مستحق للقتال بسبب شركه – غير الكتابيين – وبه قال طائفة من العلماء الفضلاء.
وفي قوله سبحانه: "والحرمات قِصاص" أصل وقاعدة في جواز المقاصة بالمثل.
وفي قوله سبحانه: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" تبيين صفة المقاصة، فهو أولاً أجمل ثم فصل.
وفي قوله سبحانه: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" الإشارة إلى أن ترك الجهاد وترك الإنفاق هو التهلكة بعينها، كيف فُهم هذا؟
سياق الآيات يدل عليه: قال: "وقاتلوا في سبيل الله" وقال "أنفقوا في سبيل الله" ثم قال عقبه: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
وفي قوله سبحانه: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" النهي عن كل سبب يؤدي إلى التهلكة.
وفي قوله سبحانه: "بأيديكم" لطيفة ونكتة، قال الألوسي: فائدة ذكر الأيدي: التصريح بالنهي عن الإلقاء إليها بالقصد والاختيار.
وفي قوله سبحانه: "وأتموا الحج والعمرة" أُستدل به على وجوب الحج والعمرة وفرضيتهما، واستدل به على وجوب إتمام الحج لمن شرع فيه، ولو كان نفلاً في أصله.
وجه الأول: أن المراد من قوله: " أتموا" الإتيان بهما على وجه الكمال والتمام. ووجه الثاني يكون المعنى: أنكم إن شرعتم فيهما فلابد لكم أن تتموهما.
وعلى الوجه الأول يكون حكم العمرة كحكم الحج واجبة لا مجرد نافلة.
وفي قوله سبحانه: "لله" الإشارة إلى وجوب الإخلاص وزيادة تحقيقه لوجه الله تعالى، ولم يقل سبحانه في الصلاة والزكاة: (لله) وإنما خص الحج. لماذا؟
قيل: لأنهم في الجاهلية كانوا يتقربون إلى أصنامهم ببعض أفعال الحج فخصها بالذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: لأن الحج عبادة ظاهرة ظهوراً عظيماً فهي أولى بمراعاة الإخلاص ومدافعة الرياء.
وفي قوله سبحانه: "تلك عشرة كاملة" فوائد، فصل العلماء في ذكر بعضها:
منها: نفي التوهم في أن يكون المقصود هو التخيير إما ثلاثاً وإما عشرة. لماذا؟ لأن لفظ (الواو) قد يأتي للتخيير.
ومنها: الإشارة إلى أن صوم الصائم الذي لم يجد النسك فعله وحجه كامل كما هو شأن الناسك الذي لم يذبح.
ومنها: أن هذا الخطاب مع العرب ولم يكونوا أهل حساب، فبين الله ذلك بياناً شافياً قاطعاً للشك والريب، كما ورد مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الشهر: (هكذا وهكذا) وأشار بيديه ثلاثاً وأشار مرة أخرى وأمسك إبهامه في الثالثة.
ومنها: إزالة اللبس في أن المراد بـ (السبعة) هو العدد لا الكثرة.
وفي قوله سبحانه: "كاملة" إشارة إلى تأكيد قضية الصوم ولحصول
الأجر فيه كما يحصل في الهدي. كيف هذا؟
إن المعتاد أن يكون البدل أضعف من المبدل منه، فينفي الله هذا الاحتراز بقوله: "كاملة"، فهي كاملة في البدل عن الهدي، وهي كاملة في الثواب عند الله، وهي كاملة في صفة الحج ومناسكه.
الحلقة الثامنة والعشرون:
قال تعالى: "فمَن فرض فيهن الحج" نَسَبَ الفرض إلى العبد المكلَّف، والفرض لا يكون إلاّ من الله. لماذا؟
قيل: السر في ذلك أن الحج عبادة تعرض بالشروع فيها ولو كانت في الأصل مندوبة، تقدير الآية: فمَن ألزم نفسه فيهن بالحج. كيف يلزم نفسه؟
يلزم نفسه بالشروع في الحج، يكون بالنية قصداً باطناً، وبالإحرام فعلاَ ظاهراً، وبالتلبية نطقاً مسموعاً، ويكون بإشعار الهدي وتقليده.
وفي قوله سبحانه: "فمَن فرض فيهن الحج" الإشارة إلى أن الحج لا يكون في غير أشهره، وأنه لا يجوز الإحرام بالحج إلاّ في تلك الأشهر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. قيل: لو جاز أن يكون في غير تلك الأشهر لما كان لذكر (فيهن) فائدة.
وقال سبحانه: "وما تفعلوا من خير" ولم يقل: وما تفعلوا من شيء. قيل الفائدة في ذلك أن السياق يقتضيه، المحرم بالنسك يقتضي أن يُرغب في الخير ويُحض عليه، يقول للحاج: كل ما تتحمله من أنواع المشقة في سبيل الخير وكل ما تفعله من خير فإنني به عليم، أنا مطلع عليه أجزيك عليه.
وفي قوله سبحانه: "من خير" الترغيب في فعل كل خير، والإشارة إلى أنه يجب على الحاج في ذلك الوقت أن يستغل كل فرصة لفعل الخير، وأن يستغل فضل الزمان والمكان. قال العلماء: (من) للتخصيص على العموم.
وفي قوله سبحانه: "وما تفعلوا من خير" بعد قوله: "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال" الإشارة إلى أنه لا يكفي المكلف الترك والاجتناب للمنهيات، لكن عليه أن يقرن ترك الشر بفعل الخير والمواظبة على الطاعة.
وفيه إشارة إلى أن ترك الحرام لا يستحق عليه الأجر إلاّ من جهة أنه حرام وأن الله أمر بتركه. وإلاّ لم يُسمَ خيراً.
وفي قوله سبحانه: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" الإشارة إلى مشروعية الجمع بين عمل الدنيا النافع وبين عمل الآخرة الخالص. التزود من القوت والتزود من الطاعة، وأن هذا من ذاك ولا يُعارضه.
وفي قوله سبحانه: "فإن خير الزاد التقوى" الإشارة إلى أن الدنيا ليست بدار قرار وأنها دار سفر.
وفي قوله سبحانه: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" إباحة الاتجار في الحج، وأنه فعل لا يُنقص الثواب والأجر، ولا يُخرج المكلف من اسم الإخلاص ولب العبادة.
وقال الله تعالى: "فضلاً من ربكم" ولم يقل: رزقاً أو زاداً!
قيل: لأن ذكر الزاد، والمشار هنا أكثر منه. المعنى: أن الحاج يتزود للحج قبل مجيئه فإذا حضر لا بأس أن يبتغي فضلاً وزيادة من الرزق. قال: "من ربكم" زيادة في التحليل والإشعار بنعمة الخالق على المخلوق.
وفي قوله سبحانه: "المشعر الحرام" الإشارة إلى أن عرفات ليست من الحرم، والتنصيص على أن مزدلفة منه. قال عنها (مشعر) لأنها علامة على مناسك الحج من المبيت والدعاء والذكر والصلاة.
وفي قوله سبحانه: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" بعد قوله: "فإذا أفضتم من عرفات" الإشارة إلى وجوب المبيت في مزدلفة. لماذا؟
قال: "فإذا أفضتم من عرفات" ثم قال: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" (ثم) تدل على التراخي وعلى التأخر، ومقتضى التراخي هنا بين الإفاضتين هو المبيت في منى ليلة العاشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: لفظ (ثم) ليس للتراخي، وليس هنا إفاضتان، هي إفاضة واحدة تُسمى الحُمس كانوا يفيضون من مزدلفة الحرام ترفعاً وتكبراً أن يفيضوا مع الناس، فأكد الله عليهم مكان الإفاضة بقوله: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" أي: أفيضوا من عرفات حيث أفاض الناس.
ما وظيفة (ثم) على هذا القول؟
(ثم) هنا ليست للتراخي، مستعارة لإظهار التفاوت بين الإفاضتين في الرتبة، فلإشعار أن أحدهما صواب والأخرى خطأ.
وفي قوله سبحانه عقبه: "واستغفروا الله" تعقيد لسنة شريفة وهي ختم العبادات بالتوبة والاستغفار، وأكدها بقوله: " فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله".
وفيه إشارة إلى إثبات قصور العبد في أداء حق الرب سبحانه.
وفي قوله سبحانه: "ومن الناس مَن يقول" عقب قوله: "فاذكروا الله" الإشارة إلى أدب عظيم من آداب الدعاء، وهو تقديم الذكر والثناء على الله وتمجيده.
وفي قرن الذكر بالدعاء فائدة عزيزة ونكتة، قال الألوسي – رحمه الله – قرن سبحانه الذكر بالدعاء للإشارة إلى أن المعتبر من الذكر ما يكون عن قلب حاضر وتوجه باطن كما هو حال الداعي حين طلب حاجة، لا مجرد التفوه والنطق به.
وفي قوله سبحانه: "كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً" التعريض بما كان عليه أهل الجاهلية من التفاخر بالأنساب، وإبطال التفاخر بالآباء.
ومن الفوائد في الآية: إثبات أن الدعاء ذكر، وأن الذكر دعاء؛ لأن الله سبحانه ربط بينهما فقال: "ومن الناس مَن يقول" بعد قوله: "فاذكروا الله كذكركم آباءكم".
ومن الفوائد: إثبات أن الدعاء يكون بخيري الدنيا والآخرة، وأن الاقتصار على طلب الآخرة لوحدها مع الإعراض عن خير الدنيا ليس هو المطلوب.
ومن الفوائد: الرد على مَن يزعم أن عبادة الله منزهة عن الأغراض، لا لأجل ثواب ولا لخوف عقاب، وإنما هي لذات الله سبحانه.
الحلقة التاسعة والعشرون:
قال الله سبحانه: " من الناس مَن يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه" وفي قراءةٍ: "يشهد اللهُ على ما في قلبه" قوله سبحانه: "والله يشهد أن المنافقين لكاذبون" قال العلماء هذه الآية الكريمة في وصف حال المنافق، وهو من أدق وصف لحال أهل النفاق. ما المناسبة بينها وبين ما قبلها؟
لما ذكر أهل الإيمان بقوله سبحانه: "ومن الناس مَن يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" ثم ذكر أهل النفاق بقوله: "ومن الناس مَن يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وما له في الدنيا من خلاق" بقي صنف ثالث: وهم أهل النفاق ذكرهم هنا عقب الآيتين السابقتين.
وفي قوله سبحانه: " يُعجبك قوله في الحياة الدنيا" الإيماء إلى الذي لا يُحسا إلاّ الحديث عن الدنيا هو مظنة للتهمة، وأن الأمر الحسن حقيقة هو ما كان في الآخرة والأمر الباقي، في الحديث الشريف ما هو أبلغ من الذم، قال صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في مجلس لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة).
وفي قوله سبحانه: "وهو ألد الخصام" التنفير ممَن كان هذا وصفه، وفيه الإشارة إلى ذم الخصومة الشديدة.
واستدل به على ذم علم الجدل.
ثم قال الله تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها" يعني إذا انصرف من عندك كان عمله عمل الفساد لا كقوله الذي يُعجبك.
وقيل: "وإذا تولى" إي إذا غلب وصار والياً عمل ما يفعله ولاة السوء من الفساد في الأرض بإهلاك الحرث والنسل.
وهذا التفسير سائغ في اللغة، ولكن التفسير الأول هو الأولى هنا؛ لأنه هو المناسب للسياق قبله. قال: "ومن الناس مَن يُعجبك قوله" ثم قال: "وإذا تولى".
وفي قوله سبحانه: "ليُهلك الحرث والنسل" الإشارة إلى زراعة الأرض وغرس الأشجار، وأن جلب النسل - وهو نماء الحيوان - أمر مطلوب.
وفي قوله سبحانه: "ليُهلك الحرث والنسل" التوعد لكل عمل يحصل به فساد الأرض من غير حق وبلا مصلحة، قال بعض العلماء في الآية: أن مَن يقتل حماراً أو كدساً من الزرع فقد استوجب الملامة، ولحقه الشين إلى يوم القيامة.
وقوله سبحانه "ليهلك الحرث والنسل" من الألفاظ الفصيحة جداً الدالة مع اختصارها على المبالغة الكثيرة.
ومن فوائد الآية: تفطين أهل الإيمان لئلا يغترّوا بالمظاهر دون الحقائق، وأن يعتبروا بما وراء الكلام الحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الفوائد: إثبات مشروعية تحرّية الشهود، وهذا مذهب المالكية. قال القرطبي – رحمه الله -: وفي هذه الآية دليل وتنبيه على الاحتياط فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا، واستبراء أحوال الشهود والقضاة .. لأن الله بيّن أحوال الناس، وأن منهم مَن يظهر قولاً جميلاً وهو ينوي قبيحاً.
ومن الفوائد في الآية: أن الاعتبار في التزكية هو الأفعال لا مجرد الأقوال، وأن الأقوال التي تصدر من الشخص لا تدل بمفردها على صلاحه أو فساده.
واستدل المالكية بها أن القاضي يُخيِّر الشهود، وأنه لا يغتر بتمويههم وتزكية أنفسهم لأنفسهم.
وفي قوله سبحانه: "والله لا يُحب الفساد" النهي عن كل فساد قلَّ أو كثر في الدين أو في الدنيا. ما هو الفساد؟
الفساد هو: إخراج الشيء عن حالة محمودة لا لغرض صحيح، فكل ما حصل فساد فهو منهي عنه. قال عطاء – رحمه الله -: أن رجلاً أحرم في جبة فأمره النبيصلى الله عليه وسلم أن ينزعها. قال قتادة لعطاء: إنا كنا نسمع أن نشقها فقال عطاء: إن الله لا يُحب الفساد.
وقال الله تعالى: "وإذا قيل له: اتق الله" أي إذا نُصح هذا المنافق "أخذته العزة بالإثم".
وفي قوله سبحانه: "وإذا قيل له: اتق الله" إشارة إلى أن المذكور الموصوف يُخالف فعله قوله، فقوله حسن يُعجب، وفعله قبيح غير معجب.
قال تعالى: "وإذا قيل له: اتق الله" لماذا؟ لأن فعله يدعونا إلى الإنكار عليه يدعونا إلى أن نقول له: اتق الله.
سبحانه: " أخذته" تفسير عجيب: كأن العزة الباطلة قد أحاطت به، بل هي جذبته إليها جذباً شديداً وصار كالمأخوذ بها.
وقال تعالى: "بالإثم" لماذا؟
لأن العزة قد تكون بحق بغير إثم، كما في قوله سبحانه: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".
ومن فوائد الآية: الذم البليغ لمَن يُعرض عن الموعظة.
ومن الفوائد: الوعيد الشديد لمَن يستنكف من قول: اتق الله، قيل لبعض السلف: اتقِ الله. فوضع خده على الأرض. فقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه: اتقِ الله. فيقول له: عليك نفسك.
وقد فرّع الفقهاء على هذا المعنى مسائل. قالوا: إذا قال الخصم للقاضي: اعدل. فله أن يُعزره، وإن قال له: اتق الله. فلا يفعل به شيئاً.
ثم قال الله سبحانه: "ومن الناس مَن يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" هذا صنف والأول صنف، هذا مؤمن وذلك منافق، بين الله صفة الرجلين فكان مناسباً تمام المناسبة.
قرأ رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما الآيات:"وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة …" ثم قوله: "ومن الناس مَن يشري نفسه ابتغاء …" فقال ابن عباس: اقتتل الرجلان، أرى هذا أخذته العزة بالإثم بقوله: اتقِ الله. فيقول هذا: وأنا أشتري نفسي ابتغاء مرضاة الله. فيُقاتله.
وفي قوله سبحانه: "ادخلوا في السلم كافة" التنصيص على أن الواجب هو العمل بجميع الدين، والدخول في جميع شرائعه وأحكامه.
وفي قوله سبحانه: "كافة" الرد على جميع أهل البدع والأهواء. كيف هذا؟
ما من صاحب بدعة إلاّ وهو تارك لبعض الدين وهو منكر لبعض الشرع جهلاً أو تأويلاً أو تكذيباً.
وفي قوله سبحانه: "كافة" أدل دليل على إبطال مذهب اللادينيين، إبطال الفريا العظيمة التي جعلت الدين أجزاء، وعملت ببعض الشرائع وكفرت بالبعض. عملت بالعقيدة والعبادة كما يفهمون، وكفرت بالاقتصاد والسياسة.
وفي قوله سبحانه: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" بعد قوله: "ادخلوا في السلم كافة" يعني أن مَن لم يدخل في الإسلام، فهو ولابد يتبع خطوات الشيطان.
لما أمرهم أن يدخلوا في السلم حذرهم من اتباع الشيطان، كأنه يقول: إما الإسلام وإما طريق الشيطان، وليس ثمة خيار بين الطريقين " ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان".
وقال تعالى: "خطوات الشيطان" ولم يقل الشيطان. لماذا؟ ما فائدة ذكر الخطوات والتنصيص عليها؟
ليُبيّن لنا سبحانه وهو الرؤوف الرحيم كيف يضلنا إبليس وجنده.
إن للشيطان خططاً ومخططات فتزيينه ووسوسته كالخطوات واحدة تتلو الأخرى.
وهي خطوات كذلك تندرج في الشر.
وهي خطوات كذلك كل خطوة تتبع الأخرى .. كل معصية وإثم يورّث معصية وإثماً. وهي خطوات كذلك.
ثم قال تعالى: " فإن زللتم".
جاء التعبير هنا يناسب لفظ (خطوات) تمام المناسبة.
الزلل: أصله الزلق. الذي يتبع خطوات الشيطان، الذي يتبع وسوسته يتضرر به ليحصل به الزلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
يشبه الذي يمشي على أثر غيره. يعني: يقع منه الزلل. كيف هذا؟
طريق الرحمن طريق مستقيم، وطريق إبليس طريق منحرفة، الذي يتبع طريق إبليس يخرج عن الطريق المستقيم، يعني: يزل بخروجه إلى طريق الشيطان وإلى اتباع خطواته. قال بعض أهل البلاغة: إن ما يأمر به الشيطان بمنزلة الطريق المزلقة.
وفي قوله سبحانه: "من بعد ما جاءتكم البينات" دليل على أن عقوبة العالم بالشيء أعظم من عقوبة غيره.
وفي قوله سبحانه: "من بعد ما جاءتكم البينات" دليل على أن الحجة في مجيء الآيات لا في فهمها ومعرفتها. كيف هذا؟
قال: "من بعد ما جاءتكم" ولم يقل: من بعد ما أيقنتم، يعني أن المعتبر هو حصول البيان لا حصول التبيين بها.
ويتفرع عنه أن المكلف لا يُعذر بمجرد الجهل، الذي جاءته البينات والآيات لا يُعذر ولو لم يحصل منه العلم، يلحقه الوعيد كما يلحق العارف لأنه مفرط في طلب الحق.
وفي قوله سبحانه: "فإن زللتم فاعلموا أن الله عزيز حكيم" تهديد بليغ، أبلغ من التصريح بالعقوبة.
لو قال الوالد لولده: إن خالفت أمري فأنت تعرفني، تعرف بأني كذا وكذا. فهذا أبلغ.
وقوله سبحانه "عزيز حكيم" تدليل مناسب للتهديد بالعقوبة، "عزيز حكيم" هنا تلويح بالعقوبة وتهديد بالكف عن المخالفة.
روي أن أعرابياً سمع قارئاً قرأ هذه الآية وقال: فإن الله غفور حكيم، فأنكره - وهو لا يحفظ لفظ الآية – وقال: لا يقول الحكيم كذا، لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه.
وفي قوله سبحانه: "حكيم" إيحاء أن ما أمر به لا يخرج عن مقتضى الحكمة، وأن شرع الله هو الخير المحض لا طرق الشيطان.
وفي قوله سبحانه: "إنه لكم عدو مبين" تبيين وتنبيه لقوله: "خطوات الشيطان" يعني: إشارة إلى أن مَن لم يُدرك عداوته في مبدأ الخطوات، أدركه في العاقبة وفي الغايات، يعني: الشيطان عدو مبين لكم فلا تعتبروا به ولا تغتروا بخطواته، وهي خطوات لخفاء مكره لا لخفاء عداوته. ودّ العدو لو أهلك عدوه لأول وهلة، ولكن مقتضى الإضلال يقتضي التدرج والإمهال.
الحلقة الثلاثون:
قال الله سبحانه: "هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقُضي أمر الله وإلى الله تُرجع الأمور" هذا خطاب المكذبين، تهديد ووعيد، كقوله سبحانه: " وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم".
وقال: "الغمام" لماذا؟
الغمام هو السحاب، أو هو السحاب الأبيض منه، والغمام عند اليأس مظنة الرحمة وهو رمز لحصول الخير، وتجد هذا في قصصهم وفي أشعارهم وفي صورهم. لو قيل لأحدهم: صوّر لنا منظر يستوحي منه الناظر معاني الرحمة. لما وجد شيئاً أحسن من تصويره لمنظر الغمام.
أن الغمام هو مظنة للرحمة فإذا نزل منه العذاب كان أفظع، لأن الشر إذا جاء من حيث لا يُحتسب فهو أهول، فكيف إن جاء من حيث يُحتسب أن يأتي منه الخير! لا شك هذا أفظع وأهول.
وفي قوله سبحانه: " وقُضي الأمر" إشارة إلى أن أحوال يوم القيامة إن جاءت فهي متتالية سريعة التتابع، كما جاء في وصف علامات الساعة الكبرى، يقع أمر الله تعالى ليس لقضائه دافع ولا لحُكمه مانع، سبحانه وتعالى ما أعظم شأنه.
وقال تعالى: "زُيّن للذين كفروا الحياة الدنيا" ولم يقل: زُيّنت الحياة الدنيا. لفظ (زُيّنت) مؤنث والحياة مؤنثة. لماذا جاء اللفظ هنا (زين) المذكر؟ ما هو الجواب؟
قيل: لأنه فصل بين لفظ (زُيّن) وبين لفظ (الحياة الدنيا) بقوله: " للذين كفروا" وإذا فُصل بين المؤنث وبين الاسم بفاصل، حسُن تذكير الفعل، لأن الفاصل يغني في هذا الحال عن تاء التأنيث.
وفي قوله سبحانه: "زُيّن للذين كفروا" إشارة إلى الابتهاج بالدنيا هو من خصائص الذين كفروا، فلا ينبغي لنا أهل الإيمان أن نكون مثلهم .. وفيه أن هذه الدنيا هي آفة الخلق من الانقطاع عن الحق سبحانه.
وفي قوله سبحانه: " زُيّن للذين كفروا الحياة الدنيا" إشارة إلى أن سبب الكفر هو تزيين الحياة الدنيا وشهواتها المحرمة وفي مثله قالوا: حب الدنيا رأس كل خطيئة. وفيه إشارة إلى أن الكفار وأن أعمالهم إنما هي لأجل الحياة الدنيا، وأنها لا لأجل القيم ولا المعاني السامية، ولا لأجل منطق ولا غيره من أغراض الخير، ولهذا يقول أهل الخبرة والحقائق: أن ما يستحسن من أخلاق الكفار إنما هي في الحقيقة أخلاق تجارية، تؤول في حقيقتها إلى مصالح دنيوية لا غير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة" ولم يقل سبحانه: والذين آمنوا. لماذا؟
قيل: لأجل أن بني إسرائيل هم يدعون الإيمان لأنفسهم، فجاء لهم لفظ لا يُمكن أن يدعوه.
وقيل: آثر التعبير بالتقوى للإشعار بعلية الحكم.
وفي قوله سبحانه: "يرزق مَن يشاء بغير حساب" الإيماء إلى أن مقدورات الله غير متناهية.
وفي قوله سبحانه: "بغير حساب" إشارة إلى أن كل ما أعطاه فقد أعطاه بمحض الفضل والإحسان لا بسبب الاستحقاق، وهو تفضل وتكرم لا غير.
وفي قوله سبحانه:"بغير حساب" إشارة إلى أن الرزق قد يكون له سبب ظاهر، وقد لا يكون له سبب، وأن الأمر في الحقيقة مرده كله إلى الله.
وقال الله تعالى: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مُبشرين ومُنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إلاّ الذين أُتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
وفي قوله سبحانه: "فبعث الله" إشارة إلى كلام محذوف مقدر، يعني: كان الناس أمة واحدة فاختلفوا، فبعث الله النبيين.
كيف فُهم؟ هذا ومن أين؟
الفاء في قوله: "فبعث" تقتضي ذلك، تقتضي أن يكون بعثهم بعد الاختلاف. لو كانوا قبل ذلك أمة واحدة – كما يدل عليه اللفظ من غير تقدير لكان بعثة الرسل قبل هذا الاختلاف أولى وأحق؛ لأنهم لما بعثوا عندما كان بعضهم محقاً وبعضهم مبطلاً، فلأنْ يُبعثوا حين ما كانوا كلهم مبطلين مصرين على الكفر كان أولى.
ويؤيده قوله تعالى: "وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" هو تأييد وتأكيد إلى وقوع الاختلاف قبل البعث.
وفي قوله سبحانه: "ليحكم" التنصيص على علة إنزال الكتاب، أي أن الله تعالى أنزل الكتاب من أجل أن يحكم بين الناس، لم ينزل الكتاب ليُركن ويُعلق أو تُغطى به الجدر أو حتى ليُعتنى به ويُرتل فقط.
نصت الآية على أن الكتاب أُنزل ليحكم.
أسند الضمير في "ليحكم" إلى الكتاب. لماذا؟ ليدل على أن الحاكم على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى.
وفي قوله سبحانه: "ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" إشارة بليغة إلى أن وحدة الأمة لا تكون إلاّ عن طريق إثبات الحق، ويُقدم حكم الكتاب على كل حكم.
وفي قوله سبحانه: "ليحكم بين الناس" الرد على كل مَن أخر حكم الكتاب.
وفي قوله سبحانه: "معهم" إيذان بالمصاحبة على جهة التأييد والنصر.
هي أن الكتاب يحصل به النصرة والتأييد كما في قوله تعالى لموسى وهارون: "إنني معكما أسمع وأرى" وقال هنا: "أنزل معهم الكتاب".
وقال تعالى: "فهدى الله" ولم يقل: ثم هدى الله. قيل: لأن للإيذان سرعة اهتداء المؤمنين في مواطن الاختلاف، وفيه التنبيه إلى عظم تدارك رحمة الله بهم.
وقال سبحانه: "فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق" ولم يقل: فهدى الله الذين آمنوا إلى الحق فيما اختلفوا فيه، بمعنى: لماذا قدم لفظ الاختلاف؟
قال أهل التفسير: قدم لفظ الاختلاف على لفظ الحق للاهتمام به، إذ القضية المعتنى بها هنا هي قصة الاختلاف، كما في قوله سبحانه: "لم يكن له كفواً أحد" قدم كفء على أحد بنفي الكفء والمثيل والنظير عن الله.
وقال سبحانه: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقولَ الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب".
قال تعالى: "ولمّا يأتكم" ولم يقل: ولم يأتكم؟!
قال كثير من المفسرين: (لمّا) هي مثل (لم) للنفي و (ما) زائدة!
هل هذا صحيح؟ الجواب: لا. ليس في القرآن حرف زائد، ولله في كتابه وألفاظ القرآن مقاصد.
(ما) ليست زائدة؛ (لمّا) تقع في مواضع لا تقع فيها (لم).
(لمّا) لما على التوقع، إذا قال القائل: لم يأتني زيد. فهو نفي لقولك: أتاك زيد؟
وإذا قال: (لمّا) يأتيني. فمعناه: لم يأتِ بعد وأنا أتوقعه.
وقال تعالى: "لمّا يأتكم مَثَل الذين خلوا" ولم يقل سبحانه: مِثْل.
قال أهل البيان: إن لفظ (المَثل) فيه معنى المثلية، ولكن زيادة معنى الروعة والتعجب.
وقال سبحانه: "مستهم الضراء" لفظ (مستهم) تدل على تحقق وقوع الضر وبلوغه كل مبلغ.
وقال: "وزلزلوا" وفيه إيحاء بحقيقة الزلزلة، أعني: أن لفظ (زلزلوا) يوحي لنا عند نطقه بصورة الزلزلة وواقعية معناها .. وهذا من خصائص هذه اللغة ومن عجائب القرآن.
"زلزلوا" يُشير إلى معنى الزلزلة، وهو الوقوع المتكرر المتخالف. لفظ (الزلزلة) يعني: تحرك الجسم من مكانه بشدة والتضعيف فيه (زل زل) يدل على تكرار الفعل، يعني: تكرار الوقوع.
مثل لفظ (كُبكِبوا) يوحي هذا اللفظ بحقيقة معناه، نطقه يصور لنا واقعية المعنى وكيفية وقوع الحدث.
ونختم هذا الحديث بجملة مناسبة للعالم ابن المنيّر - رحمه الله – يقول: فتنبه لهذا السر فإنه بديع، لا تجده يراعى إلاّ في الكتاب العزيز؛ لاشتماله على أسرار البلاغة، ونكت الفصاحة، ولا يُستفاد منه إلاّ بالتنقيب في صياغة البيان، وعلم اللسان.
والله تعالى أعلم(/)
نظرات في الآيات 204 - 205 - 206 من سورة البقرة
ـ[د. ئاراس محمد صالح]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:44 ص]ـ
قال تعالى: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ204 وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ 205 وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ] 206.
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته الى يوم القيام .. أما بعد:
لايخفى علينا أن كتاب الله فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
ومن هذا المنظور أن القرآن الكريم فيه نبأ ما قبل نزوله وبعد نزوله، وبعد ما رأيت وقرأت في كثير من المجلات والجرائد والمواقع الكترونية أثار استخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل ولاة السوء والنفوس الشريرة والدول المغترسة ضد المدنيين وأناس أبرياء في اليابان والعراق وغيرهما في القرن العشرين وفي عصر العلم والتكنولوجيا، وظهور آثار هذه الاسلحة المتقدمة على البيئة والإنسان بشكل كبير والى زمن بعيد بعد استخدامها رأيت إشارة واضحة في القرآن الكريم الى ولاة السوء الذين يعلنون محاربتهم لله ورسوله وللمسلمين، والتجائهم الى الإفساد في الأرض ومحاولاتهم للهلاك الحرث والنسل من أجل سيطرتهم على ثروات بلدانهم وابتعادهم عن دينهم وعقيدتهم الربانية حتى تمكنوا من نشر أفكارهم الخبيثة وتنفيذ مشروعهم الفاسد في الأرض اخترت هذه الآيات في سورة البقرة لأتكلم في ظلها بعون الله سبحانه وتعالى.
قوله تعالى: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ] واضح ومعنى قوله: [وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ] أنه يحلف على ذلك فيقول: يشهد الله على ما في قلبي من محبتك أو من الإسلام أو يقول: الله يعلم أني أقول حقا وأني صادق في قولي لك وقرأ ابن محيصن: [وَيَشْهدُ اللَّهُ] بفتح حرف المضارعة ورفع الاسم الشريف على أنه فاعل والمعنى: ويعلم الله منه خلاف ما قال، وقوله: [فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] متعلق بالقول أو بيعجبك فعلى الأول القول صادر في الحياة وعلى الثاني الإعجاب صادر فيها [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) والألد: الخصيم الشديد التَّأبِّي، وجمعه: لُدٌّ. وقوله: [وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] وأصل الألد: الشديد اللديد، أي: صفحة العنق، وذلك اذا لم يمكِن صرفه عما يرده، وفلان يتلدد، أي: يتلفت [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
هذه اللمسات العجيبة من الريشة المبدعة في رسم ملامح النفوس، تشي بذاتها بأن مصدر هذا القول المعجز ليس مصدراً بشرياً على الإطلاق. فاللمسات البشرية لا تستوعب- في لمسات سريعة كهذه - أعمق خصائص النماذج الإنسانية، بهذا الوضوح، وبهذا الشمول.
إن كل كلمة أشبه بخط من خطوط الريشة في رسم الملامح وتحديد السمات، وسرعان ما ينتفض النموذج المرسوم كائناً حياً، مميز الشخصية. حتى لتكاد تشير بأصبعك إليه، وتفرزه من ملايين الأشخاص، وتقول: هذا هو الذي أراد إليه القرآن! إنها عملية خلق أشبه بعملية الخلق التي تخرج كل لحظة من يد الباريء في عالم الأحياء! هذا المخلوق الذي يتحدث، فيصور لك نفسه خلاصة من الخير، ومن الإخلاص، ومن التجرد، ومن الحب، ومن الترفع، ومن الرغبة في إفاضة الخير والبر والسعادة والطهارة على الناس، هذا الذي يعجبك حديثه. تعجبك ذلاقة لسانه، وتعجبك نبرة صوته،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعجبك حديثه عن الخير والبر والصلاح: [وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] زيادة في التأثير والإيحاء، وتوكيداً للتجرد والإخلاص، وإظهاراً للتقوى وخشية الله [وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] تزدحم نفسه باللدد والخصومة، فلا ظل فيها للود والسماحة، ولا موضع فيها للحب والخير، ولا مكان فيها للتجمل والإيثار [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
وجاء في تفسير الطبري: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ الله تبارك وتعالى وَصَف هذا المنافقَ بأنه إذا تولى مدبرًا عن رسول الله sعَمِل في أرض الله بالفساد. وقد يدخل في"الإفساد" جميع المعاصي، وذلك أن العمل بالمعاصي إفسادٌ في الأرض، فلم يخصص الله وصفه ببعض معاني"الإفساد" دون بعض. وجائزٌ أن يكون ذلك الإفساد منه كان بمعنى قطع الطريق، وجائز أن يكون غير ذلك. وأيّ ذلك كان منه فقد كان إفسادًا في الأرض، لأن ذلك منه لله عز وجل معصية. غير أن الأشبه بظاهر التنزيل أن يكون كان يقطع الطريقَ ويُخيف السبيل. لأن الله تعالى ذكره وصَفه في سياق الآية بأنه" سَعى في الأرض ليفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل"، وذلك بفعل مخيف السبيل، أشبهُ منه بفعل قَطَّاع الرحم [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5).
قوله تعالى: [وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ] حملته العزوعلى الإثم من قولك أخذته بكذا: إذا حملته عليه وألزمته إياه وقيل: أخذته العزة بما يؤثمه: أي ارتكب الكفر للعزة ومنه: [بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ] [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) وقيل الباء في قوله: [بِالْإِثْمِ] بمعنى اللام: أي أخذته العزة والحمية عن قبول الوعظ للإثم الذي في قلبه وهو النفاق وقيل الباء بمعنى مع: أي أخذته العزة من الإثم وقوله: [فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ] أي: كافيه معاقبة وجزاء كما تقول للرجل: كفاك ما حل بك وأنت تستعظم عليه ما حل به والمهاد جمع المهد وهو الموضع المهيأ للنوم ومنه مهد الصبي وسميت جهنم مهادا لأنها مستقر الكفار وقيل المعنى: أنها بدل لهم من المهاد [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
هذا الذي يتناقض ظاهره وباطنه، ويتنافر مظهره ومخبره هذا الذي يتقن الكذب والتمويه والدهان حتى إذا جاء دور العمل ظهر المخبوء، وانكشف المستور، وفضح بما فيه من حقيقة الشر والبغي والحقد والفساد، وإذا انصرف إلى العمل، كانت وجهته الشر والفساد، في قسوة وجفوة ولدد، تتمثل في إهلاك كل حي من الحرث الذي هو موضع الزرع والإنبات والإثمار، ومن النسل الذي هو امتداد الحياة بالإنسال وإهلاك الحياة على هذا النحو كناية عما يعتمل في كيان هذا المخلوق النكد من الحقد والشر والغدر والفساد مما كان يستره بذلاقة اللسان، ونعومة الدهان، والتظاهر بالخير والبر والسماحة والصلاح: {والله لا يحب الفساد} ولا يحب المفسدين الذين ينشئون في الأرض الفساد والله لا تخفى عليه حقيقة هذا الصنف من الناس؛ ولا يجوز عليه الدهان والطلاء الذي قد يجوز على الناس في الحياة الدنيا، فلا يعجبه من هذا الصنف النكد ما يعجب الناس الذين تخدعهم الظواهر وتخفى عليهم السرائر [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8).
ويمضي السياق يوضح معالم الصورة ببعض اللمسات: {وإذا قيل له: اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} إذا تولى فقصد إلى الإفساد في الأرض؛ وأهلك الحرث والنسل؛ ونشر الخراب والدمار؛ وأخرج ما يعتمل في صدره من الحقد والضغن والشر والفساد، إذا فعل هذا كله ثم قيل له: {اتق الله} تذكيراً له بخشية الله والحياء منه والتحرج من غضبه أنكر أن يقال له هذا القول؛ واستكبر أن يوجه إلى التقوى؛ وتعاظم أن يؤخذ عليه خطأ وأن يوجه إلى صواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذته العزة لا بالحق ولا بالعدل ولا بالخير ولكن {بالإثم} فاستعز بالإجرام والذنب والخطيئة، ورفع رأسه في وجه الحق الذي يذكر به، وأمام الله بلا حياء منه؛ وهو الذي كان يشهد الله على ما في قلبه; ويتظاهر بالخير والبر والإخلاص والتجرد والاستحياء! إنها لمسة تكمل ملامح الصورة، وتزيد في قسماتها وتمييزها بذاتها. . وتدع هذا النموذج حياً يتحرك. تقول في غير تردد: هذا هو. هذا هو الذي عناه القرآن! وأنت تراه أمامك ماثلا في الأرض الآن وفي كل آن! وفي مواجهة هذا الاعتزاز بالإثم؛ واللدد في الخصومة؛ والقسوة في الفساد؛ والفجور في الإفساد، في مواجهة هذا كله يجبهه السياق باللطمة اللائقة بهذه الجبلة النكدة: {فحسبه جهنم ولبئس المهاد} حسبه ففيها الكفاية جهنم التي وقودها الناس والحجارة. جهنم التي يكبكب فيها الغاوون وجنود إبليس أجمعون. جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة، جهنم التي لا تبقي ولا تذر، جهنم التي تكاد تميز من الغيظ! حسبه جهنم {ولبئس المهاد} ويا للسخرية القاصمة في ذكر {المهاد} هنا ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء.
نظرات في قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ:
قوله تعالى: [وَإِذَا تَوَلَّى] قد قال العلماء فيه أن التولي يحتمل أحد أمرين: إما أن يكون معناه الانصراف والذهاب بعد أن خدع الناس بحلو القول وأقسم الأيمان المغلظة الكاذبة وجادل وناضل فيما يدعيه من حب الخير والإصلاح، وإما أن يراد به التولي بمعنى الولاية والإمرة على الناس.
وعلى الإحتمال الثاني، وهو أن يكون معنى تولى صار والياً، أن هذا الذي اجتذب ثقة الناس بالأماني البراقة، والأقوال الخادعة والأيمان الكاذبة واللسن في الجدل اذا تحققت بغيته، ونال طلبته، وصار والياً على الناس، لا يسعى لنفعهم، ولا يقيم الحق بينهم، بل يسعى لإشباع رغباته، ويحكم الناس لنفسه لا لهم، والفاصل بين الحكم العادل والحكم الظالم، أن الحاكم العادل يعتقد أنه تولى أمر الناس لتكون ثمرة الحكم للناس، وأما الحاكم الظالم فهو الذي يحكم الناس لتكون الثمرة له ومن معه، وأمثلة ذلك في التاريخ كثيرة لا يحصيها العد.
وهنا نختار أن يكون معنى التولى هو صيرورته والياً، لأنه ذلك هو الذي يتفق مع الآية الآتية، وهي قوله تعالى: [وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ]. هذه حال الطغاة يرتكبون ما يرتكبون، وينزلون بالناس ما ينزلون، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وقد زين لهم سوء عملهم فرأه حسناً، وإذا كانت النوازل تنزل بالضعفاء لم يلتفتوا إليها لعماية الطغيان وفساد البصر والمدارك، فإذا تقدم أحد الناس مرشداً واعظاً نهروه، و ربما امتدت إليه أيديهم بالأذى، وأخذتهم العزة، أي: الاستعلاء الجاهلي وحماقة الكبرياء، ودفعتهم الجرائم الى إثم آخر فوق إثم الطغيان، وفوق ما ارتكبوا من آثام، وما أنزلوا بالضعفاء من الآم [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).
نظرة في قوله تعالى: [وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ] لماذا حدد سبحانه وتعالى هلاك الحرث والنسل اذا تولى ولاة السوء زمام أمور الناس؟ في عصرنا الحاضر ولاة السوء يستخدمون الأسلحة المتطورة لفرض طغيانهم وغطرستهم الشريرة على الناس، وهذه الأسلحة لها أثارها على هلاك الحرث والنسل كما بينها علماء مختصون في هذا العصر.
أثر استخدام الأسلحة الكيمياوية على الحرث والنسل: التلوث بالاسلحة الكيمائية: وتعتبر الاسلحة الكيمائية أحد أنواع أسلحة التدمير الشامل وهدفها الانسان والحيوان والنبات كما تعتبر البيئة أحد أهدافها وهذه الأسلحة الكيميائية تسبب التلوث للهواء والماء والتراب والنبات لتنقل عن طريقها الى الانسان ومن انواع تلك الاسلحة الكيميائية غازات الاعصاب أو عوامل الأعصاب كالزارين والغازات الكاوية الخردل الحارق وغازات الدم والـ ( VX) مثل حمض الهيدروسينيك والغازات الخانقة كالفوسجين والغازات المقيئة مثل الادمست والمسيلة للدموع مثل الكلوراسيتوفيتون وغاز الهلوسة مثل ( LSD) وهي غازات قاتلة او مزعجة وتشكل القدرة وتستمر في البيئة لمدة زمنية
(يُتْبَعُ)
(/)
معينة أما غازات الاعصاب والكاوية فتستمر 21 ساعة الى عدة ايام والغزات الاخرى غير المستمرة تبقى من عدة دقائق الى بضع ساعات وتؤثر في لون النباتات والمزروعات وتسبب في موت كثير من الحيوانات ويعتبر ذلك من علاماتها .. اما السموم الكيميائية فتمثل الاحماض والقلويات وغيرها من المواد الخطيرة مثل «سيانيد الصوديوم» والبوتاسيوم وهي تحدث التهابات جلدية وخطورتها الكبيرة تكمن عند انتاج غاز سيانيد الهيدروجين او ابخرته السامة جداً حيث جرعته المميتة تصل الى 9 مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم وذلك عن طريق التنفس او الهضم او تأثيرها على انزيمات التنفس بالذات مما يؤدي الى موت الخلية في النهاية او السموم الكيميائية بمعاملة الاحماض بكميات محسوسة من القلويات كالصودا الكاوية او البوتاسا الكاوية بغرض تحطيم مكوناتها الضارة مما يقلل آثارها الخطرة على صحة الانسان، اضافة الى طرق اخرى من المعالجة الطبيعية بواسطة الكشف والتطهير والمعالجة طبعاً وهناك آلية وميكانيكية للتسمم والتلوث حادة وتراكمية لسنا بصدد ذكرها حالياً [10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
وارتفع عدد الإصابات بالسرطان في محافظة بغداد من 4183 حالة عام 1989م إلى 6427حالة عام 1994م. وبلغ عدد حالات الإسقاط 41716 حالة عام 1994م سجلت أغلبها في المحافظات الجنوبية التي تعرضت للقصف بقذائف اليورانيوم المستنفذ. في ضوء الآثار الكارثية الناجمة عن استخدام أسلحة اليورانيوم المستنفذ أولت الدول والمنظمات الدولية وشخصيات مستقلة اهتمامًا ملحوظًا لدراسة الآثار الناجمة عن استخدام أسلحة اليورانيوم المستنفذ على السكان والبيئة والسعي لحظر استخدامها. وتمثل هذا الجهد في المساعي الأوربية الهادفة إلى وضع مفاهيم قانونية واضحة بشأن هذا السلاح خصوصًا بعد افتضاح أمر الولايات المتحدة الأمريكية عند استخدامها لليورانيوم المستنفذ في العمليات الحربية في يوغسلافيا السابقة. وعند مراجعة القانون الدولي الذي يتضمن قواعد قانونية تحرم استخدام الأسلحة ذات التدمير الشامل والعشوائي على الكائنات الحية والبيئة [11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11).
خصائص أسلحة الدمار الشامل:
تتميز هذه الأسلحة بعدة خصائص تميزها عما سواها، فمن ذلك:
1 - ليس لها سلاح مضاد يمنع تأثيرها أو يبطل أثرها، فالطائرة مثلا لها مضادات جوية وهي طائرة مثلها، ولها مضادات أرضية كالمدافع المضادة للطائرات والصواريخ وهكذا، أما أسلحة الدمار الشامل فليس هناك سلاح يمنع تأثيرها أو يبطل أثرها.
2 - التأثير الشديد على البيئة: تؤثر أسلحة الدمار الشامل على البيئة كلها سواء الإنسان أو الحيوان أو الزرع أو الهواء تأثيرا شديدا، كل ذلك في آن واحد، ولا يقتصر أثرها على مكون من مكونات البيئة كالإنسان مثلا.
3 - امتداد التأثير زمنيا: لا يقتصر أثر تلك الأسلحة على الفترة الزمنية التي استخدم فيها السلاح أو قريبا منها، بل قد يمتد أثره إلى عدة عقود تالية لاستخدامه حتى إنه يشمل أجيالا لم تكن مخلوقة زمن استخدامها.
4 - القوة التدميرية الهائلة التي تفوق الخيال: فلهذه الأسلحة قدرة فائقة على التدمير، فلا يقتصر أثرها على إحداث بعض الإصابات التي يسهل علاجها في بعض المجالات، بل تتعدى ذلك إلى التدمير الكلي أو قريبا منه سواء للإنسان أو الحيوان أو الزرع أو التربية أو الهواء
5 - المساحة التدميرية الضخمة: السلاح العادي مهما بلغت قوته التدميرية لا يتعدى مساحة محدودة، بينما مساحة التدمير والخراب التي توجدها أسلحة الدمار الشامل مساحة واسعة جدا تبتلع حجم مدينة، (وإن وجدت محاولات لإيجاد طرازات من هذه الأسلحة يكون تأثيره محدودا بمساحة أقل، لكنه يبقى مع ذلك أكثر بكثير جدا من المساحة التي تتأثر بالأسلحة التقليدية).
ويترتب على العاملين الأخيرين زيادة حجم الإصابة والدمار بدرجة عالية، حتى إنها تشمل الكثيرين من المحاربين وغير المحاربين ومن الموجودات جميعها [12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).
(يُتْبَعُ)
(/)
الخاتمة: في عصرنا الحاضر نرى بأعيوننا فساد ولاة السوء ومحاولاتهم الشريرة لهلاك الحرث والنسل، ومكرهم بالليل والنهار لخداع البشرية بأجهزتهم الإعلامية الكاذبة لفرض غطرستهم على جميع بلدان العالم، ومن أجل الوصول الى غايتهم الفاسدة يلتجئون الى جميع الوسائل الشرعية وغير الشرعية، ولا يبالون عاقبة استخدام هذه الوسائل ولا يراعون القوانين السماوية والبشرية، بل همهم الوصول الى غاياتهم الفاسدة وهذه هي صفات النفوس الشريرة وولاة السوء، وهذه هي أثار استخدام تلك الأسلحة لهلاك الحرث والنسل كما أشار اليه القرآن الحكيم قبل القرون من ظهور هذه الأسلحة، كما قال تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ .. وصدق الله العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الدكتور ئاراس محمد صالح
جامعة السليمانية- العراق
قسم الدراسات الإسلامية
مدرس التفسير وعلوم القرآن
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- جاء هذا الكلام في أثر غير صحيح في سنن الترمذي، كتاب فضائل القرآن عن رسول الله s، باب ما جاء في فضل القرآن، الرقم: 2906. وضعفه الألباني.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- انظر: الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، تحقيق السيد ابراهيم، الطبعة الأولى 1413هـ1993م، دار الحديث-القاهرة م1ص 308 - 309.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- انظر: الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، الطبعة الرابعة 1430هـ 2009م، دار القلم- دمشق، ص 739.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- انظر: سيد قطب، في ظلال القرآن، الطبعة الشرعية السابعة والثلاثون، 1429هـ 2008م، دار الشروق –بيروت- لبنان، م1 ص 204 - 205.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- انظر: الطبري، تفسير الطبري، الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن، المحقق أحمد محمد شاكر، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م، مؤسسة الرسالة، م4ص239.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- سورة ص، الآية:2.
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- انظر: الشوكاني تفسير الشوكاني، م1 ص309.
[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- انظر: سيد قطب، في ظلال القرآن، م1 ص 205.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)- انظر: الشيخ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، الطبعة الأولى، دار الفكر العربي، القاهرة، م2ص 642 - 644.
[10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10)- أنظر: د. معتوق الرعيني، مقالة بعنوان: الاسلحة الكيميائية تستهدف الانسان والحيوان والنبات وتسبب التلوث للهواء والماء والتراب، الموقع الألكتروني،. www.26sep.net (http://www.26sep.net)
[11] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)- انظر: هاني كرم، مقالة بعنوان: تأثير الحروب على البيئة:تأكل الأخضر واليابس وتسمم الماء وتلوث الهواء، الموقع الألكتروني: www.almarefh.org (http://www.almarefh.org).
[12] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)- انظر: محمد بن شاكر الشريف، أسلحة الدمار الشامل بين المنع والوجوب، الموقع الأكتروني، صيد الفوائد: www.saaid.net.(/)
مجالس تدبرية جماعية
ـ[مازن إبراهيم]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد النظر والتأمل والاحتيار في الاختيار وبعد الاستخارة والاستشارة كانت هذه المشاركة الجماعية مني شخصيا ونيابة عن زملائي ولا أملك إلا أن أقول:
إن تجد عيبا فسد الخللا جل من لا عيب له وعلا
بعنوان:
مجالس قرآنية
في شهر رمضان – وفي العشر الأواخر - لعام 1429 هـ
المدينةالمنورة – وفي المسجد النبوي
وفي ليالي الاعتكاف وبعد صلاة التراويح
كانت لنا مدارسة للقرآن الكريم ولمدة نصف ساعة يوميا مع بعض الاخوة في الله من طلبة العلم وغيرهم من الشباب وهي عبارة عن سؤال يومي ثم يقوم شخص بالبحث عن الجواب خلال اليوم التالي ثم عرض الجواب ومناقشته والتعقيب و الاضافة عليه و تم بحمد الله جمعها وترتيبها وتدوينها بل واختصارها لتعم الفائدة فكانت هذه المجالس.
مجالس قرآنية 1
حرصا على تعلم القرآن والعمل به كانت هذه المشاركة
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَال لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50))
بعد تأملك و تدبرك لقصة إبراهيم مع أبيه في سورة مريم، تجد بعض الوقفات التربوية:
منها
1. البدء في الدعوة بالأهل وذي القربى
2. استخدام العبارات الحانية الرقيقة رغم عبارات الأب الغليظة
3. القدوة الحسنة في الدعوة إلى الله.
4. البدء في الدعوة إلى الله تعالى بالعقيدة
5. تحقيق مبدأ الولاء و البراء
6. الدعاء له
7. استخدام الدليل العقلي في الدعوة
8. الصدق في القول و العمل و الاعتقاد
9. أهمية العلم و فضل أهله
10. عبادة الله لا تكون إلا بعلم به سبحانه
11. كل معصية هي من عبادة الشيطان
12. الاستغفار للوالدين من أبر البر
13. أن الهداية بيد الله
14. مبدأ الحوار في الدعوة إلى الله.وغيرها
وصلى الله على نبينا محمد
-
للمهندس عبدالله الزهراني
بعد قراءتك و تأملك في سورة نوح، اذكر الأساليب الدعوية التي استخدمها نوح مع قومه
1 - دعا قومه في جميع الأوقات و لم يقتصر على وقت واحد بل دعاهم في الليل و النهار} قال رب إني دعوت قومي ليلا و نهارا {
2 - و من الأساليب التي اتخذها عليه الصلاة و السلام الدعوة السرية و الدعوة الجهرية
3 - ومن الأساليب استخدام أسلوب الترهيب في قوله تعالى} إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون {
4 - و كذلك استخدام أسلوب الترغيب في قوله تعالى} فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا {
5 - و من الأساليب التي استخدمها مخاطبته للفطر و العقول و يتجلى ذلك في قوله تعالى} و قد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف .... }
6 - إخباره ببعض الغيبيات كقضية البعث {ثم يعيدكم فيها .... }
-
للمهندس محمد باهيثم
ذم الله عز و جل الحياة الدنيا في عدة مواضع في القران، اذكر ثلاثة مواضع
سورة الحديد آية (20)
سورة العنكبوت آية (64)
سورة آل عمران (185)
سورة الكهف (45)
سورة يونس (24)
سورة غافر (39)
-
للمهندس عبدالله القرني
كم نداء للمؤمنين في سورة البقرة، و اذكر أول نداء و آخر نداء
عدد النداءات 11 نداء
(يُتْبَعُ)
(/)
أول نداء قوله تعالى {يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا ....... }
آخر نداء قوله تعالى {يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم .............. }
-
الطالب ربيع منصور علي حاتم
كم مرة ذكر الله عز و جل كلمة الأرض في جزء النبأ
الرقمالسورة
الاية
الصفحة
1
عم
6
582
2
عم
37
583
3
النازعات
30
584
4
الانشقاق
3
589
5
البروج
9
590
6
الطارق
12
591
7
الغاشية
20
592
8
الفجر
21
593
9
الشمس
6
595
10
الزلزلة
1
599
11
الزلزلة
2
599
ذكرت إحدى عشر مرة
-
أسئلة الأستاذ مازن مغيربي
للأستاذ خالد المحمادي
فوائد من قصة موسى و فرعون سورة النازعات
1 - تسلية النبي صلى الله عليه و سلم
2 - فيه إثبات بأن موسى كليم الله
3 - توضيح المهمة و سبب إرسال موسى لفرعون بأنه طغى
4 - تزويد موسى بالبينات و القول
5 - حب الرياسة و جمع الناس من فرعون
6 - إعلان كلمة الكفر من الطاغية فرعون أمام الملأ
7 - عاقبة الطغيان و الظلم و الجبروت
8 - لا يستفيد من الآيات إلا من لديه خشية قلبية و إنابة
-
للمهندس عبدالله الزهراني
رتب خمس سور القران الأطول من حيث عدد الآيات مبتدئا بالأطول ثم الأقصر
البقرة (286) – الشعراء (227) – الأعراف (206) – آل عمران (200) – الصافات (182) – النساء (176)
-
للمهندس محمد باهيثم
للألوان أثر في النفوس طيب، استخرج ذلك من سورة الإنسان و سورة البقرة
سورة البقرة / الأصفر، الأبيض، الأسود - سورة الإنسان / الأخضر
-
للمهندس عبدالله القرني
النصر حتما للإسلام مهما سعى الأعداء لإطفائه، اذكر من الآيات ما يدل على ذلك
سورة التوبة (32) - سورة الصف (8)
-
ربيع منصور علي حاتم
من خلال سورة سبأ و سورة ص و سورة الواقعة احصر كلمة (قليل) الواردة في الآيات
- في سورة ص صـ454 ــ {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
- في سورة سبأ صـ429 ــ {يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب و قدور راسيات اعملوا ءال داود شكرا و قليل من عبادي الشكور}
- في سورة سبأ صـ430 ــ {فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أُكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل}
- في سورة الواقعة صـ534 ــ {ثلة من الأولين و قليل من الآخرين}
ذكرت أربعة مرات
-
أسئلة المهندس عبدالله القرني
للأستاذ مازن مغيربي
ذكر الله سبحانه و تعالى صفات و أخلاق للنبي صلى الله عليه و سلم في القران، اكتب ما تستطيع من هذه الصفات
هي على نوعين: 1 - مباشر.2 - غير مباشر
1 - عبد
2 - رؤوف بالمؤمنين (الإسراء – المنافقين <الاستغفار، الإذن > – لا ترموه)
3 - عزيز: يشق عليه الذي يشق عليكم
4 - حريص: يحب لهم الخير و حريص على إسلامهم
5 - رحيم: (و ما أرسلناك إلا رحمة)
6 - الحياء: لا يسأل شيئا إلا أعطى أشد حياءًا من العذراء
7 - العفو: {عفا الله عنك} - محارب بن خصفة - (لا تثريب عليكم)
8 - القران
9 - الصبر: عندما مثلوا بعمه حمزة
-
للأستاذ خالد المحمادي
للتقوى ثمرات ذكرها الله في القران، من خلال سورة الطلاق اذكر بعض هذه الثمرات
1 - أن يجعل الله له مخرجا
2 - الرزق
3 - تيسير أموره
4 - تكفير السيئات و تعظيم الأجر
-
للمهندس عبدالله الزهراني
طلب الله من عباده الدعاء في أكثر من موضع في القران، اذكر بعض هذه المواضع
قال تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}
سورة البقرة آية (186)
قال تعالى {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين}
سورة الأعراف آية (55)
قال تعالى {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ... }
سورة الإسراء آية (110)
قال تعالى {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .... }
سورة غافر آية (60)
-
للمهندس محمد باهيثم
كثيرا ما يذكر القران أن الله يحب أشياء، {إن الله يحب ...... }، {و الله يحب .... }
اذكر بعض هذه الأشياء
سورة الصف آية (4)
سورة المائدة آية (54)
سورة البقرة آية (195)
سورة البقرة آية (222)
سورة آل عمران آية (31)
سورة آل عمران آية (134)
سورة آل عمران آية (146)
سورة آل عمران آية (148)
سورة آل عمران آية (159)
سورة المائدة آية (13)
سورة المائدة آية (42)
سورة التوبة آية (4)
سورة التوبة آية (7)
سورة التوبة آية (108)
-
ربيع منصور علي حاتم
بعد قراءاتك لسورة الحجرات، اذكر الآداب الإسلامية التي أمر الله الذين ءامنوا أن يتحلوا بها
1 - تقوى الله سبحانه و تعالى
2 - عدم رفع أصواتكم فوق صوت النبي
3 - عدم سخرية قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم
4 - عدم التنابز بالألقاب
5 - اجتناب كثير من الظن لأن بعض الظن إثم
6 - أمرهم بعدم التجسس
7 - بين لهم أن أكرمكم عند الله أتقاكم
8 - أمرهم بألا يغتاب بعضكم بعضا
------------------------------------------------------------------
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:43 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي مازن أنتم وصحبك الكرام، وتقبل منكم ما عملتم في هذه المجالس القرآنية الموفقة.
نسأل الله لكم القبول والعلم والفقه في كتابه الكريم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Sep 2010, 04:49 م]ـ
خطوة موفقة، وإلى المزيد إن شاء الله.
ولو كتبت تجارب في مدارسة القرآن في هذا المتلقى لكانت مرجعًا لمن أراد الاستفادة من طرق المسلمين في مدارسة القرآن.(/)
(لا إكراه فى الدين ... ) بحث للدكتور محمد عناية الله أسد سبحانى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:22 ص]ـ
هذا كتاب جديد للدكتور محمد عناية الله أسد سبحانى بعنوان (لا إكراه فى الدين ... ) نشرته دار عمار للنشر والتوزيع بالأردن، وقد وصلني على بريدي نسخة أولية منه على هيئة PDF ، أحببت مشاركتكم في الاطلاع على البحث والنظر فيه. ولم أقرأه بعدُ، غير أني أعرف بعض بحوث الدكتور سبحاني وفقه الله.
تعريف بالبحث مرفق مع الرسالة:
كما أنه لا إكراه في دين الإسلام لمن لم يذق طعم الإسلام أصلا، فكذلك لا إكراه في دين الإسلام لمن ذاق حلاوته، ثم غلبت عليه شقوته، فأراد أن ينقلب على عقبيه، وأراد أن يرتدّ إلى الوثنية، أواليهودية، أوالمسيحية، أوالمجوسية، وما إليها من الملل والنحل، فالمرء حرّ في اختياره ابتداء، وحرّ في اختياره انتهاء، وهو يجني ما غرس بعد مماته، إن حُلواً فحُلواً، وإن مُرّاً فمُرّاً، ولا تثريب عليه في الدنيا، وإنما هو نصح ونقاش وموعظة، وتعليم وإقناع بالحجة، وإزالة للفتنة، إن كانت هناك فتنة، ثم نكل أمره إلى الله.
هذا، إذا كان ارتداداً فرديّا، وكان بريئا من الكيد والمؤامرة، ولم تكن له خلفية بعيدة مريبة، ولكن إذا كان ذلك من جنس الكيد والمؤامرة ضد الإسلام، ودولة الإسلام، وكان في معنى محاربة الله والرسول، وكانت حباله ممتدّة إلى طواغيت الأعداء، فحينئذ لا يسمى ذلك ارتدادا، وإنما هو غدر وخيانة، وتبييت وتدبير، ومحاربة الله و الرسول، ويكون حكمه كحكم من يحارب الله والرسول، وهو كما قال تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورةالمائدة:33 - 34) هذا إجمال يحتاج إلى بيان، ويحتاج إلى دليل، وسنفصل ذلك فيما يلي بإذن الله.
البحث في المرفقات.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم(/)
إعجاز كلمتي (حق) و (باطل)
ـ[أبو عبد الله البيحاني]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:33 ص]ـ
لقد تكرر ذكر القرآن للطريقة الصحيحة التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم (الإسلام) بلفظ [الحق]، والطريقة المخالفة للشرع (الكفر) بلفظ [الباطل] فهل هناك مدلول للفظين من الناحية البلاغية الإعجازية؟
إن التعبير بهذين اللفظين له مدلوله الذي يبين إعجاز القرآن الكريم في النظم حتى على مستوى اختيار الحرف له مدلوله سواء من ناحية المخرج أومن ناحية الصفة أو النبرة أو غيرها فما هو الإعجاز في هذين اللفظين؟
نرى أن كلمة (حق) بدأت بحرف الحاء وانتهت بحرف القاف، وتعالوا ندرس هذين الحرفين لنعرف مدلولهما اللغوي ولماذا عبر القرآن بهذين اللفظين اللذين يحملان هذه الحروف.
سنرى أن حرف (حاء) من حروف الهمس وهو الخفاء في اللغة، وفي الاصطلاح/ كما هو في كتب التجويد [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)؛ جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وهو من حروف الرخاوة التي هي اللين – وجريان الصوت مع الحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وهو من حروف الترقيق التي تدل على الرقة والضعف ومن حروف الاستفال التي تحمل معنى الضعف وهكذا لو درسنا جميع صفاته سنرى أنها تحمل معنى الضعف والخفاء أي أن الحق يبدأ بضعف وفي خفاء، ولكن الحرف الأخير فيه هو حرف (القاف) الذي هو من حروف الشدة (أجد قطٍ بكت)، كما أنه من حروف القلقلة (قطب جد)، كما أنه من حروف الجهر التي تدل على الإعلان، كما أنه من حروف الاستعلاء الذي يدل على الشدة والعلو، وهكذا جميع صفاته تدل على الشدة والقوة والإعلان، وهذا يعني أن الحق ينتهي دائماً بشدة وقوة وإعلان، كما بدأ بضعف ينتهي بقوة وشدة.
وأما الباطل فلو درسنا حروفه لوجدنا أن أول حرف فيه هو (الباء) وهو من حروف الجهر أي الإعلان، كما هو من حروف الشدة (أجد قط بكت) أي يدل على الشدة، كما هو من حروف القلقلة التي أيضاً تدل على الشدة، وهكذا سائر صفاته تدل على القوة والشدة، أي أن أول الباطل يدل على قوة وشدة وإعلان، وأما أخر حرف فيه فهو (اللام) الذي هو من حروف الإذلاق، وهو من حروف الانحراف وكذلك باقي صفاته تدل على أنه ينتهي بسرعة وضعف وانحراف ولو طبقنا هذا الكلام على الواقع لوجدنا أن التعبير بهذه الألفاظ لم يكن عشوائياً بل هو ما يحكيه الواقع فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته وهي دعوة الحق ولاشك في هذا بضعف وسرية تامة مع أن معه الحق ثم في فتح مكة انتهى بشدة وقوة وإعلان، وأما الباطل فبدأ بقوة فنرى في بداية الدعوة صولة وجولة لأهل الباطل فنراهم يسومون المسلمين أشد العذاب حتى نالوا من النبي صلى الله عليه وسلم فسبُّوه وشتموه وخنقوه ورجموه ووضعوا الشوك على طريقه والسلا على كتفيه الشريفتين ولكن في فتح مكة وقد جُمِعوا لينظر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انتهت صولتهم وجولتهم وخارت قواهم وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، عندما نظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ وكأنه أراد أن يقول لهم ماذا فعل باطلكم وقوتكم وصولتكم وجولتكم وكيف انتهت قوتكم هل عرفتم كيف ينتهي الباطل وكيف ينتهي الحق، فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم، وكأنهم أرادوا أن يقولوا له أنت صاحب حق وصاحب الحق دائماً كريم يقينه بالحق يجعله ينسى ما فعله أهل الباطل، وهكذا عفا عنهم صلى الله عليه وسلم، ودخل الناس في دين الله أفواجاً [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)،
وهكذا في كل حين ووقت نرى الحق يبدأ ضعيفاً ولكن سرعان ما ينتهي بقوة وشدة وبعكسه الباطل الذي يبدأ بغطرسة وقوة وشدة ولكن سرعان ما تحدث له نكسه وانذلاق فينتهي بضعف وصدق الزبيري [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) رحمه الله يوم قال:
والحق يبدأ في آهات مكتئبٍ وينتهي بزئيرٍ ملئه النقمُ [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
فهو يبين كيف يبدأ الحق بضعف يدل عليه (آهات) التي غالباً ما تخرج من المتألم الذي معه الحق ولا يستطيع فعل شيء غير الآهات والاكتئاب، ثم صور كيف ينتهي بشدة وقوة والتي عبر عنه بلفظة (زئير) التي غالباً ما تستخدم مع القوة لأن الزئير خاص بالأسد الذي هو رمز للقوة. وهكذا نرى أن التعبير القرآني كان دقيق في اختيار اللفظة وفي اختيار الحرف، فهو معجز حتى على اختيار الحرف، وصدق الله: (قُلْ جَاءَ الحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)) سبأ: 49 - والله أعلم’’’
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- ينظر، البرهان في علم التجويد لقمحاوي، والمفيد من علم التجويد، وفن التجويد.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- ينظر كتب السير؛ وعلى رأسها/ المباركفوري؛ صفي الدين – الرحيق المختوم – بتصرف كثير.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- هو محمد محمود الزبيري أبو الأحرار شاعر الثورة اليمنية، قام بالثورة في 48 ضد الإمامية ولكن فشلت فهرب إلى عدن ومن ثم أنتقل إلى مصر وانظم لجماعة الإخوان المسلمون وعاد إلى اليمن بعد انتهاء عصر الإمامية وبدأ يوعي الناس من الجهل بأمور الدين وعين وزير للمعارف وظل يتنقل في القرى والمحافظات يعو إلى دين الله إلى أن قتل ببرط من محافظة الجوف في 67م – سمعته من رفيق دربه الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- ينظر؛ محمد فايز الدليه وأحمد قاسم المخلافي وعبد الله قاسم النهاري – 1423ه-2003م – البلاغة والنقد للصف الثالث الثانوي – الجمهورية اليمنية – وزارة التربية والتعليم _ من قصيدته التي قال بعد هروبه من السجن بعد فشل الثورة والتي في مطلعها (سجل مكانك في التاريخ يا قلم ........ ص44.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله البيحاني]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:26 ص]ـ
هذا تعديل للمشاركة الأصلية لأن الآية لم تظهر وهي بخط مصحف المدين فلم تظهر لذلك أعدت كتابتها مع إضا فة بعض الكلمات المناسبة لموقعهالقد تكرر ذكر القرآن للطريقة الصحيحة التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم (الإسلام) بلفظ [الحق]، والطريقة المخالفة للشرع (الكفر) بلفظ [الباطل] فهل هناك مدلول للفظين من الناحية البلاغية الإعجازية؟
إن التعبير بهذين اللفظين له مدلوله الذي يبين إعجاز القرآن الكريم في النظم حتى على مستوى اختيار الحرف له مدلوله سواء من ناحية المخرج أومن ناحية الصفة أو النبرة أو غيرها فما هو الإعجاز في هذين اللفظين؟
نرى أن كلمة (حق) بدأت بحرف (الحاء) وانتهت بحرف (القاف)، وتعالوا ندرس هذين الحرفين لنعرف مدلولهما اللغوي ولماذا عبر القرآن بهذين اللفظين اللذين يحملان هذه الحروف.
سنرى أن حرف (حاء) من حروف الهمس وهو الخفاء في اللغة، وفي الاصطلاح/ كما هو في كتب التجويد [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)؛ جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وهو من حروف الرخاوة التي هي اللين – وجريان الصوت مع الحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وهو من حروف الترقيق التي تدل على الرقة والضعف ومن حروف الاستفال التي تحمل معنى الضعف وهكذا لو درسنا جميع صفاته سنرى أنها تحمل معنى الضعف والخفاء أي أن الحق يبدأ بضعف وفي خفاء، ولكن الحرف الأخير فيه هو حرف (القاف) الذي هو من حروف الشدة (أجد قطٍ بكت)، كما أنه من حروف القلقلة (قطب جد)، كما أنه من حروف الجهر التي تدل على الإعلان، كما أنه من حروف الاستعلاء الذي يدل على الشدة والعلو، وهكذا جميع صفاته تدل على الشدة والقوة والإعلان، وهذا يعني أن الحق ينتهي دائماً بشدة وقوة وإعلان، كما بدأ بضعف ينتهي بقوة وشدة.
وأما الباطل فلو درسنا حروفه لوجدنا أن أول حرف فيه هو (الباء) وهو من حروف الجهر أي الإعلان، كما هو من حروف الشدة (أجد قط بكت) أي يدل على الشدة، كما هو من حروف القلقلة التي أيضاً تدل على الشدة، وهكذا سائر صفاته تدل على القوة والشدة، أي أن أول الباطل يدل على قوة وشدة وإعلان، وأما أخر حرف فيه فهو (اللام) الذي هو من حروف الإذلاق، وهو من حروف الانحراف وكذلك باقي صفاته تدل على أنه ينتهي بسرعة وضعف وانحراف ولو طبقنا هذا الكلام على الواقع لوجدنا أن التعبير بهذه الألفاظ لم يكن عشوائياً بل هو ما يحكيه الواقع فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته وهي دعوة الحق ولاشك في هذا بضعف وسرية تامة مع أن معه الحق ثم في فتح مكة انتهت هذه الدعوة بشدة وقوة وإعلان، وأما الباطل فبدأ بقوة فنرى في بداية الدعوة صولة وجولة لأهل الباطل فنراهم يسومون المسلمين أشد العذاب حتى نالوا من النبي صلى الله عليه وسلم فسبُّوه وشتموه وخنقوه ورجموه ووضعوا الشوك على طريقه والسلا على كتفيه الشريفتين ولكن في فتح مكة وقد جُمِعوا لينظر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انتهت صولتهم وجولتهم وخارت قواهم وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، عندما نظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ وكأنه أراد أن يقول لهم ماذا فعل باطلكم وقوتكم وصولتكم وجولتكم وكيف انتهت قوتكم هل عرفتم كيف ينتهي الباطل وكيف ينتهي الحق، فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم، وكأنهم أرادوا أن يقولوا له أنت صاحب حق وصاحب الحق دائماً كريم يقينه بالحق يجعله ينسى ما فعله أهل الباطل، وهكذا عفا عنهم صلى الله عليه وسلم، ودخل الناس في دين الله أفواجاً [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)،
وهكذا في كل حين ووقت نرى الحق يبدأ ضعيفاً ولكن سرعان ما ينتهي بقوة وشدة وبعكسه الباطل الذي يبدأ بغطرسة وقوة وشدة ولكن سرعان ما تحدث له نكسه وانذلاق فينتهي بضعف وصدق الزبيري [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) رحمه الله يوم قال:
والحق يبدأ في آهات مكتئبٍ ... وينتهي بزئيرٍ ملئه النقمُ [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
فهو يبين كيف يبدأ الحق بضعف يدل عليه (آهات) التي غالباً ما تخرج من المتألم الذي معه الحق ولا يستطيع فعل شيء غير الآهات والاكتئاب، ثم صور كيف ينتهي بشدة وقوة والتي عبر عنه بلفظة (زئير) التي غالباً ما تستخدم مع القوة لأن الزئير خاص بالأسد الذي هو رمز للقوة. وهكذا نرى أن التعبير القرآني كان دقيق في اختيار اللفظة وفي اختيار الحرف، فهو معجز حتى على اختيار الحرف، وصدق الله تعالى إذ يقول: " قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد" سبأ: 49 - والله أعلم’’’
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- ينظر، البرهان في علم التجويد لقمحاوي، والمفيد من علم التجويد، وفن التجويد.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- ينظر كتب السير؛ وعلى رأسها/ المباركفوري؛ صفي الدين – الرحيق المختوم – بتصرف.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- هو محمد محمود الزبيري أبو الأحرار شاعر الثورة اليمنية، قام بالثورة في 48 ضد الإمامية ولكن فشلت فهرب إلى عدن ومن ثم أنتقل إلى مصر وانظم لجماعة الإخوان المسلمون وعاد إلى اليمن بعد انتهاء عصر الإمامية وبدأ يوعي الناس من الجهل بأمور الدين وعين وزير للمعارف وظل يتنقل في القرى والمحافظات يعو إلى دين الله إلى أن قتل ببرط من محافظة الجوف في 67م – سمعته من رفيق دربه الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- ينظر؛ محمد فايز الدليه وأحمد قاسم المخلافي وعبد الله قاسم النهاري – 1423ه-2003م – البلاغة والنقد للصف الثالث الثانوي – الجمهورية اليمنية – وزارة التربية والتعليم _ من قصيدته التي قال بعد هروبه من السجن بعد فشل الثورة والتي في مطلعها (سجل مكانك في التاريخ يا قلم ........ ص44.(/)
نظرية الصرفة حقيقتها القائلون بها والردّ عليها (2)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:34 ص]ـ
الفصل الثاني
إبطال نظرية الصرفة:
يمكننا تصنيف وترتيب جملة الأدلة التي تمّ بها إبطال نظرية الصرفة في مجموعتين اثنين الأولى عبارة عن ردود وأدلة نظرية وعلمية نقلية وعقلية والثانية عبارة عن ردود عملية تطبيقية واقعية
أولا الأدلة العلمية النقلية والعقلية المبطلة لنظرية الصرفة:
1) استدلّ الإمام الخطابي على بطلان نظرية الصرفة بقوله تعالى: قال عليه رحمة الله الواسعة: " ... فأشار في ذلك إلى أمر طريقة التكلف والاجتهاد وسبيله التأهب والاحتشاد والمعنى في الصرفة التي وصفوها لا يلائم هذه الصفة فدلّ على أنّ المراد غيرها والله أعلم." اهـ ويقول الإمام السيوطي مستدلا بهذه الآية: ( ... فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم، ولو سلبوا القدرة، لم تبق فائدة لاجتماعهم، لمنزلته منزلة اجتماع الموتى، وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره، ... )
لو كان الإعجاز في الصرفة كما يزعمون لكان الأبلغ فيها أن يأتي القرآن في أدنى مراتب البلاغة والبيان فالعجز عن الإتيان بالشيء البسيط بالصرفة أبلغ وأوكد من العجز عن الإتيان بالشيء العظيم , وإلى هذا الوجه أشار الباقلاني (403هـ) بقوله: (لو كان الأمر على ما ذهبوا اليه، وكان الإعجاز بالصرفة حقا، لكان الأقوى في الحجة، والأبين في الدلالة، أن يجيء القرآن في أدنى درجات البلاغة، لأن ذلك أبلغ في الأعجوبة، فإن الذي يعجز عن كلام هو في مستوى كلام الناس أو أدنى منه، يكون ذلك دليلاعلى أن هناك قوة غلابة، حالت بينه وبين المعارضة، ولم يكن هناك حاجة لمجيء القرآن الكريم في نظم بديع، ومستوى رفيع عجيب، لأن الأقرب إلى قوة الدليل، ووضوح الحجة حين تكون الصرفة هي الوجه للإعجاز- أن يكون القرآن في مستوى كلامهم، أو دونه.)
2) الآيات الدالة على التحدي والإعجاز تحمل في طياتها دلالة واضحة على مزية القرآن وأنّه فوق قدرة البشر فإنّ الخطاب القرآني لم يوقع التحدي إلاّ بعد الحديث عن نظم القرآن وعن معارضة العرب ورفضهم لدعوته وأحكامه ومعانيه والقول بالصرفة مناقض ومخالف لذلك
3) الإجماع وقع قبل قول النظام بالصرفة على أنّ القرآن معجز بنظمه ولا سبيل لخرقه يقول الإمام القرطبي في أحكام القرآن مفندا القول بالصرفة: (وهذا فاسد، لأن الإجماع قبل حدوث المخالف: أن القرآن هو المعجز، فلو قلنا: إن المنع والصرفة هو المعجز، لخرج القرآن عن أن يكون معجزا، وذلك خلاف الإجماع، وإذا كان كذلك، علم أن نفس القرآن هو المعجز، وأن فصاحته وبلاغته أمر خارق للعادة، إذ لم يوجد كلام قط على هذا الوجه، فلما لم يكن كذلك مألوفا معتادا منهم، دل على أن المنع والصرفة، لم يكن معجزا.) وممّا قاله السيوطي رادّا على القاشلين بالصرفة: ( ... هذا مع أنّ الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز للقرآن فكيف يكون معجزا وليس فيه صفة الإعجاز ... ) وممن ذكر هذا الإجماع واستدل به كذلك علي بن محمد الجرجاني (812هـ) في شرح المواقف والألوسي في روح المعاني
4) إذا كان العرب صرفوا عن الإتيان بمثل القرآن الكريم بعد نزوله ووقوع التحدي فما بالنا لا نجد في كلامهم قبل وقوع التحدي ما يشبهه أو يقاربه في بلاغته وبيانه؟ يقول الإمام الباقلاني: (إننا لوسلمنا أن العرب المعاصرين للبعثة قد صرفوا كما يزعمون، لم يكن من قبلهم من أهل الجاهلية مصروفين عما كان يعدل به في الفصاحة والبلاغة، وحسن النظم، وعجيب الرصف، فلما لم يوجد في كلام من قبله مثله) ويقول أبو القاسم الخوئي (1413هـ) من علماء الشيعة الإمامية) لو كان إعجاز القرآن بالصرفة، لوجد في كلام العرب السابقين مثله، قبل أن يتحدى النبي البشر، ويطالبهم بالإتيان بمثل القرآن، ولو وجد ذلك لنقل وتواتر، لكثرة الدواعي إلى نقله، وإذ لم يوجد ولم ينقل، كشف ذلك عن كون القرآن بنفسه إعجازا إلهيا، خارجا عن طاقة البشر.) وإلى مثل هذا أشار الشريف الجرجاني (812هـ) بقوله: (إنه لا يتصور الإعجاز بالصرفة، وذلك لأنهم كانوا حينئذ يعارضونه بما اعتيد منهم من مثل القرآن الصادر عنهم قبل التحدي به، بل قبل نزوله، فإنهم لم يتحدوا بإنشاء مثله بل بالإتيان به فلهم بعد الصرفة الواقعة بعد التحدي،
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يعارضوا القرآن بكلام مثله صادر عنهم قبل الصرفة)
5) القول بالصرفة يقتضي أنّ بلاغة العرب تعطّلت أو على الأقل تراجعت بعد وقوع التحدي والواقع خلاف ذلك فإنّ شعراءهم هم هم وخطباءهم كذلك وكلامهم الفصيح وأسلوبهم البديع والألفاظ المنمقة والمعاني الجليلة السامية بقيت هي هي لم يتغير من ذلك كلّه شيء ... ممّا يؤكد أنّ العجز واقع في أنفسهم وقدرتهم لمزية هذا القرآن وعلوّ شأنه وإعجازه في بلاغته ونظمه لا غير ... وإلى مثل هذا أشار القاضي عبد الجبار المعتزلي (415هـ): (لوكانوا ممنوعين من الإتيان بكلام فصيح، أو قول بليغ، لكان ذلك لا يختص بكلام دون كلام، وأنه لو حصل ذلك في ألسنتهم، لما أمكنهم الكلام المعتاد، ولكن القوم ظلوا يتكلمون، ويأتون بالقول الفني الممتاز، ولم ينحدر مستوى بيانهم، أو يهبط، ولكنه كان - على علوه -، لا يرقى الى مستوى القرآن.) وليس بعيد عن هذا قول يحيى بن حمزة العلوي في الطراز: (البرهان الثالث: الرجع بالصرفة التي زعموها، هو أن الله تعالى أنساهم هذه الصيغ، فلم يكونوا ذاكرين لها بعد نزوله، ولا شك أن نسيان الأمور المعلومة في مدة يسيرة، يدل على نقصان العقل، ولهذا فإن الواحد إذا كان يتكلم بلغة مدة عمره، فلو أصبح في بعض الأيام لا يعرف شيئا من تلك اللغة، لكان دليلا على فساد عقله وتغيره، والمعلوم من حال العرب، أن عقولهم ما زالت بعد التحدي بالقرآن، وأن حالهم في الفصاحة والبلاغة بعد نزوله كما كان من قبل، فبطل ما عول عليه أهل الصرفة.) ويقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني (471هـ): (أنه يلزم على ادعائهم هذا، أن يكون العرب قد تراجعت حالها في البلاغة والبيان، وفي جودة النظم وشرف اللفظ، وأن يكونوا قد نقصوا في قرائحهم وأذهانهم، وعدموا الكثير مما كانوا يستطيعون، وأن تكون أشعارهم التي قالوها، والخطب التي قاموا بها، - من بعد أن أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحدوا إلى المعارضة - قاصرة عما سمع منهم من قبل ذلك القصور الشديد، وإذا كان الأمر كذلك، وأنهم منعوا منزلة من الفصاحة قد كانوا عليها، لزمهم أن يعرفوا ذلك من أنفسهم، ولو عرفوا لجاء عنهم ذكره، ولكانوا قد قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:إنا كنا نستطيع هذا قبل الذي جئتنا به، ولكنك سحرتنا، واحتلت علينا في شيء حال بيننا وبينه، وكان أقل ما يجب عليهم في ذلك أن يتذاكروه فيما بينهم، ويشكوا البعض إلى البعض، ويقولوا: ما لنا نقصنا في قرائحنا .. ؟ وإذا كان ذلك لم يرد، ولم يذكر إن كان منهم قول في هذا المعنى، لا ما قل ولا ما كثر، فهذا دليل على أنه قول فاسد، ورأي ليس من آراء ذوي التحصيل.)
6) لو عرض للعرب صارف منعهم من معارضة القرآن كما يدعيه القائلون بالصرفة لنقل وأثِر عنهم ذلك لوجود الدواعي فقد كانوا يجهدون أنفسهم ويبالغون في البحث عن شيء يعللون به رفضهم لدعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالكذب والبهتان حتى , وما أيسر وأسهل أن يقولوا إننا قادرون على الإتيان بمثل هذا القرآن ولكن طرأ لنا كذا أو منعنا كذا أو أنّ سحر محمد حرمنا من بياننا وبلاغتنا ولكن كلّ ذلك لم ينقل لا لشيء إلاّ لأنه لم يقع أصلا والله أعلم ... يقول يحيى بن حمزة العلوي في الطراز (إنّهم لو صُرفوا عن المعارضة مع تمكنهم منها، لوجب أن يَعْلَموا ذلك من أنفسهم بالضرورة، وأنْ يُميزوا بين أوقات المنع والتخلية. ولو علموا ذلك، لوجب أن يتذاكروا في حال هذا المعجز على جهة التعجّب. ولو تذاكروه، لظهر وانتشر على حدّ التواتر. فلمّا لم يكن ذلك، دّلّ على بطلان مذهبهم في الصرفة) وإلى مثل هذا أشار علي بن عيسى الرماني في نكت الإعجاز
7) فإن قيل وقعت الصرفة دون أن يشعروا بها لزم من هذا القول أنّ حجة الله تعالى الواقعة بتحديهم لا تصحّ في حقهم بل لا بدّ من وقوع التحدي وأن يعلم المتحدي به ويتأكد من عجزه وجهة عجزه كذلك وإلاّ بطل الإعجاز أصلا
(يُتْبَعُ)
(/)
8) القول بالصرفة يقتضي أنّ الإعجاز فيها وفي قدرة الله الخارقة لا في القرآن الكريم الذي يفقد بذلك كلّ فضيلة وتميز على غيره من الكلام وهذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة التي تثني على القرآن الكريم وتؤكد على خصوصيته وتميزه عن سائر الكلام بما في ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث القدسي الشريف .... وإلى هذا أشار الباقلاني في إعجاز القرآن بقوله: (إنه لو كانت المعارضة ممكنة، وإنما منع منها الصرفة، لم يكن الكلام معجزا، وإنما يكون المنع هو المعجز، فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره.)
9) تعظيم العرب لبلاغة القرآن وإجلالهم وإكبارهم له رغم معارضته وكره أحكامه وحدوده وما جاء به ... والقصص في سيرته العطرة التي تثبت ذلك كثيرة فمنها ما رواه الامام محمد بن اسحق في كتاب السيرة (أن -عتبة بن ربيعة- كان سيدا في قومه، قال يوما وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء .. ويكف عنا .. ؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة حتى جلس إليه، فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السطة (أي: الشرف) في العشيرة، والكمال في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم، وكفرت من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أ مورا، فتنظر فيها لعلك تقبل مني بعضها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع، قال: يا ابن أخي، إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا: جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا: سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا: ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالناحتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يستمع إليه قال: أفرغت يا أبا الوليد .. ؟ قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: أفعل، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: [بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون] ثم مضى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقرأ هذه السورة وعتبة ينصت إليه، وهو ملق يديه خلف ظهره، معتمدا عليهما، حتى انتهى الرسول إلى السجدة، ثم قال: (قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك)، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس اليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد .. ؟ قال: ورائي أني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: قد سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم.) وقصة إسلام عمر والطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنهما وتأثر خالد وعمرو بن العاص بالقرآن الكريم كلّ ذلك معروف مشهور في كتب السيرة يقول يحيى بن حمزة العلوي (749هـ): (لو كان الوجه في إعجازه هو الصرفة - كما زعموه -، لما كانوا مستعظمين لفصاحة القرآن، فلما ظهر منهم التعجب لبلاغته، وحسن فصاحته - كما أثر عن الوليد بن المغيرة - حيث قال: إن أعلاه لمورق، وإن أسفله لمعذق، وإن له لطلاوة، وإن عليه لحلاوة، فإن من المعلوم من حال كل بليغ وفصيح سمع القرآن يتلى عليه، فإنه يدهش عقله، ويحير لبه، وما ذاك إلا لما قرع مسامعهم من لطيف التأليف، وحسن مواقع التصريف في كل موعظة، وحكاية كل قصة، فلو كان ما زعموه من الصرفة، لكان العجب من غير ذلك، فلو كان كما زعمه أهل الصرفة، لم يكن للتعجب من فصاحته وجه، فلما علمنا بالضرورة إعجابهم بالبلاغة، دل على فساد هذه المقالة.) وبمثل هذا استدلّ عبد القاهر الجرجاني على بطلان القول
(يُتْبَعُ)
(/)
بالصرفة حيث يقول: (فمحال أن يعظموه وأن يبهتوا عند سماعه، ويستكينوا له، وهم يرون فيما قالوه وقاله الأولون مايوازيه، ويعلمون أنه لم يتعذر عليهم، لأنهم لا يستطيعون مثله، ولكن وجدوا في أنفسهم شبه الآفة، والعارض يعرض للإنسان فيمنعه بعض ما كان سهلا عليه، بل الواجب في مثل هذه الحال أن يقولوا: - إن كنا لا يتهيأ لنا أن نقول في معاني ما جئت به ما يشبهه، إنما نأتيك في غيره من المعاني بما شئت، وكيف شئت، بما لا يقصر عنه)
10) لكلّ نبيّ معجزة تتوافق وطبيعة قومه وقدراتهم فموسى عليه السلام بعث في قوم كثر فيهم السحر وبعث كلّ من هود وصالح في قوم فتنوا بالتفاخر والتعالي في البنيان وبعث عيسى عليه السلام في قوم يحسنون الطب ويشتغلون به ــ وقيل غير ذلك ــ وبعث نبينا عليه الصلاة والسلام في قوم صناعتهم الكلام يقول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ما نصه: (وإنما يعرف فضل القرآن من كثُر نظره واتّسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب وما خصّ الله به لغتها دون جميع اللغات فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتّساع المجال ما أوتيته العرب خِصيصَا [خِصيصَ] من الله لما أرهصه في الرسول صلى الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب فجعله عَلَمَهُ , كما جعل عَلَمَ كلّ نبيّ من المرسلين مِن أشبهِ الأمور بما في زمانهم المبعوث فيه: فكان لموسى فلق البحر واليد والعصا وتفجّر الحجر في التيه بالماء الروّاء على سائر أعلامه زمن السحر وكان لعيسى إحياء الموتى وخلق الطير من الطين وغبراء الأكمه والأبرص إلى سائر أعلامه زمن الطبّ وكان لمحمد صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي لو اجتمع الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثله لم يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا إلى سائر أعلامه زمن البيان ... ) ويقول الجاحظ في حجج النبوة: (بعث الله محمدا- صلى الله عليه وسلم - أكثر ما كانت العرب شاعرا وخطيبا، وأحكم ما كانت لغة، وأشد ما كانت عدة، فدعا اقصاها وأدناها إلى توحيد الله، وتصديق رسالته، فدعاهم بالحجة، فلما قطع العذر وأزال الشبهة، وصار الذي يمنعهم من الاقرار الهوى والحمية، دون الجهل والحيرة، حملهم على حظهم بالسيف، فنصب لهم الحرب ونصبوا، وقتل من أعلامهم، وعليائهم، وأعمامهم، وبني أعمامهم، وهو في ذلك يحتج عليهم بالقرآن، ويدعوهم صباحا ومساء إلى أن يعارضوه إن كان كاذبا بسورة واحدة، أو بآيات يسيرة، فكلما ازداد تحديا لهم بها، وتقريعا لعجزهم عنها، تكشف من نقصهم ما كان مستورا، وظهر منه ما كان خافيا .. إلى أن يقول: إن القرآن إذ تحداهم بالحجة، ولم يقدروا على الإتيان بمثله عجزا منهم ووهنا، لا تهاونا وتغافلا، لأن الاتيان بمثل أصغر سورة منه كان كفيلا بأن يكفيهم قتل الأنفس والأولاد، وأن التقريع بالعجز أشد على نفوس العرب، والبدو خاصة، لما فيهم من الأنفة والعزة، فكيف والقرآن يتحداهم في أخص خصائصهم وهو البيان، وهم قد عرفوا فيه بالبراعة والبلاغة .. ؟)
11) صرف الناس وحملهم قهرا على شيء معين من خصائص الله سبحانه وتعالى ولا يتحدى به إلاّ من ادّعى شيئا منها كما فعل إبراهيم عليه السلام مع النمرود في مسألة إحياء الموتى وشروق الشمس وغروبها أما العرب فهم مقرون بقدرة الله على الإحياء والإماتة والخلق والرزق ... وعلى الصرفة فلا يجوز أن يتحدون بما يقرون به أصلا ...
12) جميع المعجزات السابقة استمدت إعجازها من ذاتها كالعصا وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى فما بال أعظم المعجزات لخلودها وعمومها ... تستثنى من هذا الأصل الذي يقدح فيها ينقص من قيمتها أمام باقي المعجزات بل أمام غير المعجزات حتى ... (الكلام البشري العادي)
(يُتْبَعُ)
(/)
13) إنّ إعجاز القرآن سببه إحاطة صاحبه بالعلم كلّه وعجز العرب عن الإتيان بمثله لأنّ علمهم محدود يقول ابن عطية (546هـ) (ووجه إعجازه: أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما، وأحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن، علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى، وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر معهم الجهل، والنسيان، والذهول، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، وبهذا النظر يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن، فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح: أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة، أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لايزال ينقحها حولا كاملا، ثم تعطى لآخر بعده، فيبدل فيها وينقح، ثم لا تزال فيها بعد ذلك مواضع للنظر والبدل، وكتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد.)
14) من الأدلة على أنّ القرآن الكريم في مقدور البشر أن يأتوا بمثله أنّه متكون من الكلمات والجمل وقالوا أنّ القول بعدم القدرة على مثل كلماته تمحل ومكابرة وأنّ القدرة على الجزء تقضي القدرة على الكل لأنّ ما هو إلاّ مجموعة من الأجزاء .... وممّا قاله أبو القاسم الخوئي مفندا هذه المقولة: (قالوا إن العارف باللغة العربية، قادر على أن يأتي بمثل كلمة من كلمات القرآن، وإذا أمكنه ذلك أمكنه أن يأتي بمثل القرآن، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد. الجواب: إن هذه الشبهة لا تليق بالذكر، فإن القدرة على الإتيان بمثل كلمة من كلمات القرآن، بل على الإتيان بمثل جملة من جملاته، لا تقتضي القدرة على الإتيان بمثل القرآن، أو بمثل سورة من سوره، فإن القدرة على المادة، لا تستلزم القدرة على التركيب، ولهذا لا يصح لنا أن نقول: إن كل فرد من أفراد البشر قادر على بناء القصور الفخمة، لأنه قادر على وضع آجرة في البناء، أو نقول: إن كل عربي قادر على إنشاء الخطب والقصائد، لأنه قادر على أن يتكلم بكل كلمة من كلماتها ومفرداتها، وكأن هذه الشبهة هي التي دعت (النظام) وأصحابه، إلى القول بأن إعجاز القرآن بالصرفة، وهذا القول في غاية الضعف ... )
.... إلخ ...
ثانيا الأدلة التطبيقية العملية الواقعية:
لإبطال نظرية الصرفة وإثبات الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم من الناحية العملية التطبيقية ثلاثة طرق تتبع كلام العرب , النظر في بلاغة القرآن وأخيرا الوقوف على معارضات القرآن ومحاولات تقليده وإجابة تحديه ...
وسنكتفي في النقطة الأولى والثانية بمجرد إشارات ونحاول قدر الاستطاعة والتمكين التفصيل في النقطة الثالثة
1) أوّلا النظر في أضرب وأصناف كلام العرب من شعر وأمثال وخطب ... قبل وقوع التحدي وأثناءه وبعده ... ومحاولة مقارنة ذلك كلّه بالقرآن الكريم هل نجد في هذا الإنتاج الحافل والزاخر شيئا يماثل أو يشابه القرآن الكريم أو يصل ولو بدرجة قريبة إلى بلاغته وأحيل القارئ ها هنا إلى ما كتبه العلماء في هذا الموضوع وعلى رأسهم الجاحظ في الكثير من كتبه وخاصة البيان والتبيين فإنّه انتهج أسلوب التمثيل والمقارنة والموازنة بين التراث الأدبي العربي بل والعالمي كذلك في مقابل الأسلوب القرآني المعجز البليغ ... ومثله وبطريقة أعنف صنع الباقلاني في إعجاز القرآن لما راح يبحث في تراث أبلغ الشعراء ليبرز شطحاتهم ويظهر نقائصهم وترهاتهم في مقابل أسلوب القرآن الذي لا يعتريه نقص أبدا وسأكتفي في هذا المبحث بنقل كلام لأبي حيان الأندلسي (654هـ) يردّ به على القائلين بالصرفة افتتانا ببلاغة العرب وبيانها يقول عليه رحمة الله الواسعة: (اختلفوا فيما به إعجاز القرآن، فمن توغل في أساليب الفصاحة وأفانينها، وتوغل في معارف الآداب وقوانينها، أدرك بالوجدان أن القرآن أتى في غاية من الفصاحة لا يوصل إليها، ونهاية من البلاغة لا يمكن أن يحام عليها، فمعارضته عنده غير ممكنة للبشر، ولا داخلة تحت القدر، ومن لم يدرك هذا المدرك، ولا سلك هذا المسلك، رأى أنه من نمط كلام العرب، وأن مثله مقدور لمنشئ الخطب،
(يُتْبَعُ)
(/)
فإعجازه عنده إنما هو بصرف الله تعالى إياهم عن معارضته، ومناضلته، وإن كانوا قادرين على مماثلته. والقائلون بأن الإعجاز وقع بالصرف، هم من نقصان الفطرة الإنسانية في رتبة بعض النساء، حين رأت زوجها يطأ جارية، فعاتبته، فأخبر أنه ما وطئها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ شيئا من القرآن، فأنشدها بيت شعر ذكر الله فيه ورسوله وكتابه فصدقته، فلم ترزق من الرزق ما تفرق به بين كلام الخلق وكلام الحق)
2) ثانيا النظر بتمعن وتفحص وعمق في بلاغة القرآن الكريم لنقف على نكته وأعاجيبه البيانية التي لا ولن يستطيعها الإنس والجنّ ولو اجتمعوا عليه ظهيرا ... وسأكتفي ها هنا بنقل نماذج من بلاغة القرآن ـ مع تسجيل ملاحظة مهمة هي كون القرآن كلّه بجميع آياته وأجزائه معجز وليس بعضه دون بعض ـ فهذه بعض الآيات نقف فيها على بعض نكتها
[الكهف 18] إثبات الهيئة لا غير لأنّ الكلب ميّت والفعل يقتضي التجدد فلا يصلح مكانَ الاسم
• [مريم 4] فالإعجاز هنا ليس للاستعارة كما يقولون ولكن للترتيب فلو قلت (شيب الرأس) لما اشتمل جميع الرأس , أما هنا فمعنى الشمول والشيب أتيا كالقول: اشتعلت الدارُ نارًا
[يوسف 23] ولم يسمّها ويقل امرأة العزيز لتنزيه يوسف عن الفحشاء
للتفخيم والتهويل
العدول إلى الاسم الموصول للتهويل
هنا استعمل اسم الإشارة للتحقير
• [العصر2]
• •• [البقرة 96] الحياة هنا نكرة لتفاهتها
[البقرة179] تنكير الحياة هنا معناه حياة عظيمة لأنها يرتدع فيها القاتل فتخلو الحياة من القتل
• [طه 18]
[يوسف 18] أي فأمري وأمركم صبر جميل اعتمادا على الحال وتعويلا على دلالة الموقف بينه وبين أولاده
فهذه بعض النماذج ولمن أراد المزيد أن يعود إلى مظان المسألة ....
3. ثالثا تتبع معارضات القرآن الكريم:
وهذا هو الذي يهمنا في هذا البحث وهو الذي سنركز عليه أكثر باعتباره يردّ ردّا مباشرا على القائلين بالصرفة , فإذا كان النظّام وأصحابه يزعمون أنّ الله تعالى صرف العرب عن معارضة القرآن الكريم فإنّنا في هذا المبحث نثبت خلاف ذلك وهو أنّ العرب والعجم كذلك قد عارضوا القرآن وحاولوا إجابة التحدي ولكنهم لم يستطيعوا أن يبلغوا مبلغه ويصلوا إلى بيانه وفصاحته ....
ما المقصود بالمعارضة؟
قال السبحاني في الإلهيات: (معنى المعارضة أنّ الرجل إذا أنشأ خطبة أو قال شعراً، يجي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين، فيحكم بالفلج على أحد الطرفين. وليس معنى المعارضة أن يأخذ من أطراف كلام خصمه، ثم يبدل كلمة مكان كلمة، فيصل بعضه ببعض وصل ترقيع وتلفيق ... )
ولعل في المعارضات والموازنات التي تقع بين شعراء العرب وخطبائهم وبلغائهم بعيدا عن الحديث عن القرآن الكريم وإعجازه ما يبيّن ويوضح ذلك أتمّ توضيح
كالموازنة بين شعر النابغة وامرؤ القيس في وصف الليل وما يحمله من الحزن والهموم أو كنقائض الشعر الأموي أو الموازنة بين شعر البحتري وأبي تمام فإنّ الموازنة والمعارضة في جميع ذلك تقع على مستوى الألفاظ والتركيب والمعاني وغيرها ... أما أن يعارض بتكرار ألفاظ القرآن بمعان وأفكار مستقبحة أومعان القرآن الجليلة بألفاظ غريبة أو رديئة.فهذا لا يسمى معارضة بل تقليد على مستوى استعمال الألفاظ أو اقتباس على مستوى استعمال المعاني
وأذكر ها هنا نموذجين للمعارضات والموازنات بين بعض الشعراء حتى نعتمد نفس الطريقة في الحكم على من عارض القرآن وزعم أنّه أتى بما يماثله ــ زعمًا ــ
المثال الأوّل: بين النابغة وامرئ القيس:
يقول الأوّل:
كِليني لهمّّ يا أمَيمةُ ناصبِ وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجومَ بآيبِ
وصدرٍ أراح الليلُ عازبَ همّه تضاعفَ فيه الحزنُ من كلّ جانبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأستاذ الدكتور شوقي ضيف معلقا على هذه الأبيات: ( ... فهو محزون في أوّل القصيدة يخاطب ابنته أمامة ويشكو لها همومه وأشجانه لما وقع في قبضة الغساسنة من أسرى قومه , ونراه يصور الليل وهمّه فيه تصويرا بديعا , فالكواكب بطيئة لا تجري , حتى ليظنّ أنّ الصبح الذي يرعى النجوم بأضوائه ويحصدها حصدا لن يؤوب , والليل يثقل على صدره بما يردّ عليه من موجات الهمّ والحزن , وهي براعة استهلال رائعة تدلّ دلالة بيّنة على أننا بإزاء شاعر يعرف كيف يجسّم معانيه وكيف يعبر عنها تعبيرا واضحا مستقيما بالصور .... )
ويقول امرؤ القيس في نفس الموضوع:
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلتُ له لما تمطّى بصلبه وأردفَ أعجازًا وناءَ بكلكلِ
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح فيك بأمثل
فيالك من ليلٍ كأنّ نجومه بكلّ مُغارِ الفتلِ شُدّت بيذبُل
كأنّ الثُريا عُلّقت في مصامها بأمراس كَتّانٍ إلى صمِّ جندل
يقول الأستاذ شوقي ضيف: (فهو يتصور الليل بسواده وهمومه كأنه أمواج لا تنتهي , ويحس كأنه طال وأسرف في الطول حتى ليظنّ كأنّ نجومه شدّت بأسباب وأمراس من الجنادل والجبال فهي لا تتحرك ولا تزول و كأنّما سمّرت في مكانها , فهي لا تجري ولا تسير , وقد ردّد الشعراء بعده هذا المعنى طويلا ... )
وفي الموازنة بين الشاعرين وشعرهما يقول السحباني ما نصّه: (فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همّه وطول ليله، ويقال إنّه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: «وصدر أراح الليلُ عازب همّه». وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة. إلاّ أنّ في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة، وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبّه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنّها مشدودة بحب الوثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصَرُّم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الرَّوْح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أنّ البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء ... إلى آخر ما في شعره من النكات.
فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل [المفاضلة] بين الكلامين، من تقديم لأحدهما، أو تأخير، أو تسوية بينهما .... )
المثال الثاني: بين جرير وأبي نواس
يقول الأوّل: إذا غضِبتْ عليك بنو تميم حسبتَ الناسَ كلّهم غضابا
ويقول الثاني: ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالَم في واحد
انظر كيف جعل جرير من بني تميم الناس كلّهم حين يغضبون لشدّة هول هذا الغضب ووقع أثره على المغضوب عليه ثمّ انظر كيف زاد أبي نواس عليه زيادة رشيقة بديعة فهو لم يجمع الناس في قبيلة كما صنع جرير بل رجلٌ واحد يجمع عنده العالَم كلّه "فكان ما قاله أبلغ وأدخل في المدح والإعظام "
وننتقل الآن لسرد نماذج من المعارضات التي زعم أصحابها أنّهم تحدوا بها القرآن وأتوْا بمثله
أ - مسيلمة الكذاب: مسيلمة بن حبيب الكذّاب ادّعى النبوة باليمامة وزعم أنّ الله أشركه في الأمر مع محمد صلى الله عليه وسلم فجعل لكلّ منهما نصف الأمر ... ممّا عارض به القرآن وحاول محاكاته قوله:
(لقد أنعم الله على الحبلى , أخرج منها نسمة تسعى , بين صِفاق وحَشَى) وفي رواية (ألم تر كيف فعل ربّك بالحبلى ... ) والصفاق هو الجلد الأسفل الذي يمسك البطن وهو الذي إذا انشقّ كان منه الفتق
(الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل ... )
ياضفدع يا بنت ضفدعين , نقي ما تنقين , نصفك في الماء ونصفك في الطين , لا الماء تكدّرين , ولا الشارب تمنعين ... )
(والمُبذرات زرعا , والحاصدات حصدا, والذاريات قمحا, والطاحنات طحنا , والعاجنات عجنا , والخابزات خبزا, والثاردات ثردا, واللاقمات لقما , إهالة وسمنا ... لقد فضلتم على أهل الوبر , وما سبقكم أهل المدر , ريفكم فامنعوه , والمعتر فآووه والباغي فناوئوه ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
(والشاء وألوانها , وأعجبها السود وألبانها , والشاة السوداء , واللبن الأبيض , إنّه لعجب محض , وقد حرم المَذق فما لكم لا تمجعون ... ) المذق: مزج اللبن بالماء والمجمع: اللبن يشرب بالتمر أو يعجن به قال الأستاذ محمد سعيد العريان معلقا على هذا الكلام: ( ... ولعمر الله ما ندري أكان هذا القرآن ينزل على قلب مسيلمة أو على معدته ... أو كان بين قومٍ جياع فتأثيره أن يسيل لعابهم ... !)
وكلامه هذا في غاية الحماقة والسقط يُعرب عن كذب الرجل وجهله بل وعن مكابرته للحقّ الفاضحة ... يروى عن الأحنف بن قيس أنّه دخل مع عمّه على مسيلمة الكذّاب بعد أنِ ادّعى النبوة فلمّا خرجا سأل الأحنف عمّه: كيف وجدته أو رأيته فأجابه: (ليس بمتنبئ صادق ولا بكذّاب حاذق)
قال السحباني معلقا على كلام مسيلمة ومقارنا بينه وبين كلام الله عزّوجلّ: ( ... فانظر إلى قوله سبحانه وتعالى: "الحاقّة ما الحاقّة وما أدراك ما الحاقّة ... " وقوله: "القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة .. " ثم ما أتبع قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش ... " فإين هو من قول القائل "الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل" فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مقدمة لأمر عظيم الشأن متناه الغاية , فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذنب والمشفر , ويتصور أنه تحققت المعارضة ... )
ب - طلحة بن خويلد الأسدي: كان يزعم أنّ ذا النون يأتيه بالوحي فمن كلماته التي عارض بها القرآن:
(إنّ الله لا يصنع بتعفير وجوهكم , وقبح أدباركم شيئا. فاذكروا الله قياما , فإنّ الرغوة فوق الصريح) فنسخ ـ زعما ـ بكلامه هذا الركوع والسجود في الصلاة ولم يبق فيها سوى القيام
(والحمام واليمام , والصرد الصوام , ليبلغ ملكنا العراق والشام)
ت - سجاح بنت الحارث: من بني تغلب القبيلة النصرانية المعروفة ادّعت النبوة وعارضت القرآن بما زعمته يوحى به إليها , فمن نماذج ذلك:
( ... إنّه الوحي , أعدّوا الركاب , واستعدوا للنهاب , ثمّ أغيروا على الرباب , فليس دونهم حجاب ... )
وممّا قالته وهي متوجهة لقتال مسيلمة الكذاب (عليكم باليمامة , ودقوا دفيف الحمامة و فإنها غزوة صرامة , لا يلحقكم بعدها ندامة ... )
(يا أيها المؤمنون المتقون , لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون ... )
ث ـ الأسود العنسي: من أهل اليمن كان معروفا بالفصاحة والكهانة والسجع ممّا يؤثر عنه قوله:
(سبح اسم ربّك الأعلى , الذي يسر على الحبلى , فأخرج منها نسمة تسعى , من بين أضلاع وحشى , فمنهم من يموت ويدسّ في الثرى , ومنهم مي يعيش ويبقى ... )
ج - ابن المقفّع (145هـ): كان مجوسيا وأسلم أو ادّعى الإسلام كما يقول البعض قيل أنّه عارض القرآن بكتابه (الدرة اليتيمة) وهو مطبوع متداول وليس فيه شيء ينص ويدلّ على ذلك بل جلّ ما فيه حكم الفرس والهند وكثير من حكم علي رضي الله عنه مدوّنة فيه وغير منسوبة إليه ... وقيل أنه عارض القرآن وكتب فيه الشيء الكثير ولكنه مزّق ذلك كلّه لما بلغ قوله تعالى: [هود 44] وقال: هذا الكلام لا يستطيعه البشر ...
ح - ابن الراوندي: أبو الحسن أحمد بن يحيى (293هـ وقيل غير ذلك) قيل أنّه عارض القرآن بكتاب سماه (التاج) وممّا قاله المعري في انتقاد هذا الكتاب والردّ عليه قوله في رسالة الغفران: ( .. وأما تاجه فلا يصلح أن يكون فعلا ... وهل تاجه إلاّ كما قالت الكاهنة: أفٍّ وتُفّ وجوربٌ وخفّ. قيل: وما جورب وخف؟ قالت: واديان بجهنّم)
خ - المتنبي (354هـ): تنبأ وفي عمره سبعة عشر عاما ببادية السمَّاوة بين الكوفة والشام وقد تبعه قوم كُثر ثم ما لبث أن عاد إلى رشده وممّا يؤثر عنه قوله: (والنجم السيّار , والفلك الدوّار , والليل والنهار , إنّ الكافر لفي أخطار , امض على سُنّتِك , واقْفُ أثر من قبلك من المرسلين , فإنّ الله قامعٌ بك زيغ من ألحد في دينه وضلّ عن سبيله ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
د - أبو العلاء المعري (449هـ): زعموا أنّه ألف كتابا في معارضة القرآن سمّاه (الفصول والغايات في مجاراة السور والآيات) ممّا جاء فيه قوله: (أقسم بخالق الخيل , والريح الهابّة بليل , بين الشرط مطلع سهيل , إنّ الكافر لطويل الويل , وإنّ العمر لمكفوف الذيل , تَعَّدَ مدارج السيل , زطالع التوبة من قبيل , تنج وما إخالك بناج.) قال الأستاذ الرافعي معلقا على هذا الكلام المسجوع لا غير: (فلفظة "ناج" هي الغاية , وما قبلها فصل مسجوع , فيبتدئ بالفصل ثم ينتهي إلى الغاية , وهذا كما ترى عكس الفواصل في القرآن الكريم , لأنّها تأتي خواتم لآياته , فكأن المعارضة نقضٌ للوضع ومجاراة للموضوع , وكأنها صنعة وطبع.)
شبهة 1: زعموا أنّ العرب في زمن النبوة عارضوا القرآن بسور وربما بكتب ولكن صولة الإسلام وقوة دولته أخفت ذلك كلّه ومحته عن الوجود حتى لا يصلنا شيء منه
والجواب أنّه رجم بالغيب وتخيّل مناف للمنهج العلمي يحتاج إلى أدلة ونقول تثبته
يقول السحباني في الردّ على هذه الشبهة: (إنّه رجمٌ بالغيب وتصوّر باطل لا تصدقه الموازين التاريخية والعلمية، إذ لو كانت ثمة معارضة ومقابلة، لما اختفى على العرب المعاصرين ولا على غيرهم. كيف، وإن الإتيان بمثل معجزته، يسجل للمعارض خلود الذكر وسموّ الشرف، بل لَسَعى أعداء الإسلام في نشره بين المعتنقين لدينه وغيرهم، لأنّهم يجدون فيه بغيتهم.)
ويقول الخوئي: (إنّ هذه المعارضة لو كانت حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها، وشَهَرتها في مواسمها وأسواقها، وَلأَخذ منه أعداء الإسلام نشيدا ًيوقعونه في كل مجلس، وذكراً يرددونه في كل مناسبة، وعَلَّمَه السلف للخلف، وتحفّظوا عليه تحفّظ المدعي على حجّته، وكان ذلك أقرّ لعيونهم من الإحتفاظ بتاريخ السلف. كيف، وأشعار الجاهلية ملأت كتب التاريخ وجوامع الأدب، مع أنا لا نرى أثراً لهذه المعارضة .. )
وممّا قاله الإمام الخطابي مفندا هذا الزعم الباطل قوله: (إنّ هذا السؤال ساقط , والأمر فيه خارج عمّا جرت به عادات الناس من التحدّث بالأمور التي لها شأن وللنفوس بها تعلق , وكيف يجوز ذلك عليهم في مثل هذا الأمر الذي قد انزعجت له القلوب , وسار ذكره بين الخافقين. ولو جاز ذلك في مثل هذا الشأن مع عظم خطره , وجلالة قدره , لجاز أن يقال إنه خرج في ذلك العصر نبي آخر وأنبياء ذوو عدد , وتنزّلت عليهم كتب من السماء وجاءوا بشرائع مخالفة لهذه الشريعة , وكتم الخبر فيها فلم يظهر , وهذا ممّا لا يحتمله عاقل ... )
شبهة 2 أنّ الذين أقدموا على معارضة القرآن هم سفلة القوم وجهلتهم لهذا جاءت هذه المعارضات بهذا الشكل الهزيل ولو تقدم لهذا الأمر فصحاء العرب وحكمائهم لأتوا بمثل القرآن أو بما هو أفضل منه
شبهة 3 حول الشعور بشيء من الاستهزاء والتفكّه والتحقير في هذه المعارضات
قد يقول القائل حين نستعرض لمثل هذه المعارضات التافهة "يحتمل أن تكون هذه المعارضات من اختلاق وصنع المسلمين حتى يتفكهون على المعارضين ويثبتون الإعجاز والتقدم للقرآن الكريم" والجواب على هذا من وجوه: أوّلها أنّ القرآن الكريم لا يحتاج إلى الكذب والافتراء لإثبات إعجازه لأنّ الواقع يثبته سواء عن طريق أسلوب المماثلة والموازنة بينه وبين كلام البشر أو عن طريق استقصاء الأساليب القرآنية المعجزة في بلاغتها أو غيرها من الطرق والأساليب العلمية المنهجية المثبتة لبلاغة القرآن المعجزة ... ثانيا هذا الذي زعموه إدّعاء يحتاج إلى دليل فلا يكفي في مجال البحث العلمي مجرد الرمي والقذف بالغيب خاصة وأنّ المسلمين قد ذكروا من الشبه التي رُمي بها الإسلام الشيء الكثير فلما يعدلون عن منهجهم الذي أثبته استقراءُ كتبهم ومؤلفاتهم التي لا تعدّ ولا تحصى إلى هذا الذي يدّعونه من اختلاق هذا الكلام لأجل التفكّه.ثمّ إنّ الكذب على الغير ــ ولو كافرـ محرم في شريعة الإسلام ... ثالثا ــ وهي النقظة المهمة في الردّ على هذه الشبهة ــ إذا كان سبب هذا الذي زعموه ركاكة وتفاهة هذه المعارضات فكأنّهم استغربوا أن تصدر من عاقل حكيم ندب نفسه لشيء عظيم كمعارضة رسالة الإسلام وكتابه القرآن ... والسبب الحقيقي وراء هذا الاستغراب ليس ركاكة ألفاظها وبداءة معانيها ــ وإن كان فيها شيء من ذلك ــ ولكن السبب الحقيقي هو المقارنة والموازنة الواقعة بين هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
المعارضات البشرية الناقصة وبين كلام الله عزّ وجلّ البديع الكامل المعجز , فهذه المعارضات ــ مهما قيل ــ شبيهة تمام المشابهة بسجع الكهان الذي كان منتشرا في جاهلية العرب كقول سَلِمة بن أبي حَيّة المعروف بعزّى سَلِمة وهو كما قال الجاحظ أكهن العرب وأسجعهم: (والأرض والسماء , والعقاب والصقعاء , واقعة ببقعاء , لقد نفّر المجدُ بني العُشَراء للمجد والسناء ... ) ومنه قول زبراء كاهنة بني رِئام تنذرهم غارة (واللوح الخافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنّجم الطارق والمزن الوادق إنّ شجر الوادي ليأدو خَتلا ويحرِق أنيابا عُصْلا , وإنّ صخر الطّود ليُنذِر ثُكلا , لا تجدون عنه مَعْلا ... ) ولا فرق بين هذا الكلام ومعارضات مسيلمة وغيره من العرب القدماء من حيث بناؤه وتركيبه ومن حيث سجعُه وغريبُ لفظه ... إلاّ فيما يشعر به القارئ وهو يردّد كلاّ منهما فإذا كان الأثر الذي يتركه سجع الكهان هو الاستغراب وربّما الاستطراف أحيانا والاستعذاب فإنّ كلام مسيلمة وهو بنفس الطريقة والأسلوب يترك هذا الشعور بالاستهزاء والتفكه والتحقير ... لا لشيء إلاّ لأنّ القارئ والسامع يضعه ــ وضع مقارنة ــ في مقابل كلام الله الكامل والمعجز ...
وللتّأكد من هذه الحقيقة التي لا ينبغي أن ينكرها أحد للننظر في بعض كلام العرب القديم قبل نزول القرآن أي قبل وقوع التحدي والصرفة؛ الكلام الذي جاء فيه شيء من مواضيع القرآن الكريم كالحديث عن اليوم الآخر ونبذ الشرك وعبادة الأصنام وغيرها من المواضيع دون أن يقترن هذا الكلام بمعارضة القرآن ومجابهته
فمن ذلك شعر أمية بن أبي الصلت حيث يقول:
لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا فلا شيء أعلى منك مجدا وأمجدا
ومنه قوله يصف الملائكة بين يدي الله سبحانه وتعالى:
ملائكة أقدامهم تحت عرشه بكفَّيه لولا الله كلُّوا وأبلدوا
قيام على الأقدام عانين تحته فرائصهم من شدّة الخوف تُرْعَدُ
وسِبْطُ صفوف ينظرون قضاءه يُصيخون بالأسماع للوحي رُكّد
أمينٌ لوحي القدس جبريل فيهمُ وميكالُ ذو الروح القويّ المسدّدُ
وحُرّاس أبواب السماوات دونهم قيام عليها بالمقاليد رُصّدُ
ومنه قول زيد بن عمرو مخاطبا قومه: (يا معشر قريش أيرسل الله قطر السماء وينبت بقل الأرض ويخلق السائمة فترعى فيه وتذبحونها لغيرالله؟) ومن رائق شعره قوله:
وأسلمتُ وجهيَ لمن أسلمتْ له الأرض تحملُ صخرا ثِقالا
دحاها فلمّا رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمتُ وجهيَ لمن أسلمتْ له المُزنُ تحمل عذبا زُلالا
إذا هي سيقت إلى بلدةٍ أطاعت فصُبّت عليها سجالا
ويقول قس بن ساعدة خطيب الجاهلية: (أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكلّ ما هو آت آت ... ) ومن شعره
في الذاهبين الأوّلـ ينَ من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يمضي الأصاغر والأكابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
ولورقة بن نوفل قوله:
لقد نصحتُ لأقوام وقلتُ لهم أنا النذير فلا يغرركم أحدُ
فهذا الكلام وهذه الأشعار جميعها في غاية الجمال ومنتهى الحسن ولكن هل تبلغ مبلغ القرآن الكريم؟ وهل تصل إلى فصاحته وبلاغته؟ أبدا لن تدرك ذلك!!! ولم يقل أحد بذلك!!! لا قائلوها ممّن أدرك الإسلام كورقة بن نوفل الذي أسلم أو أمية بن أبي الصلت الذي كفر ... ولا العرب وهم أحوج ما يكونون يومها لتقديم مثل هذا الكلام لمعارضة كلام الله ... فالقرآن لم يطلب منهم الإنشاء بل مطلق الإتيان والإنشاء يقتضي الجِدّة بينما الإتيان يجزئ فيه القديم كذلك ...
ثم لننظر في وقع هذا الكلام على النفوس هل يستوجب الاستهزاء والتفكّه والتحقير كما هو الشأن في جميع معارضات القرآن؟ لا وإنّما يجد الواحد منّا في نفسه وهو يقرأ مثل هذا الكلام شيئا من التعظيم والتقديس والاتعاظ كذلك , ولكنه لا يبلغ مبلغ كلام الله عزّ وجلّ ولا سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقد يجعله المتساهل منّا في منزلة كلام الوعاظ من علماء الإسلام كالحسن البصري وابن الجوزي ... وأخيرا لنسأل السؤال المتعلق بمبحثنا لما لم يستوجب هذا الكلام الاستهزاء والتفكّه والتحقير؟ السبب هو ببساطة عدم مقابلته مع كلام الله عزّ وجلّ واعتقاد أنّ صاحبه يدّعي أنّ كلامه هذا يوازي القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
نقطة أخرى تؤكّد أنّ معارضة كلام البشر الناقص لكلام الباري الكامل والمعجز هي التي استوجبت هذا الشعور الذي لا يفارق معارضات القرآن عبر مختلف الأزمان ... إنّنا إذا نظرنا في النصوص العربية الإسلامية الشعرية منها والنثرية نجدها معبّأة بالاقتباس من كتاب الله عزّ وجلّ ونلاحظ أنّ هذا الاقتباس ــ وهو شبيه إلى حدٍّ بعيد بما يفعله المعارضون ــ يزيد النصّ جمالاً من جهة الألفاظ المستعملة والتي تترك في النفس أثراً بليغًا ووقعا جميلاً كما تزيده قوّة وتوثيقا من جهة الأفكار والمعاني المقتبسة
سأنقل ها هنا نماذج لشاعر معاصر يكثر من الاقتباس القرآني إلى درجة أنّه يستعمل في كثير من الأحيان آيات كاملة وأجزاء كبيرة منها في أشعاره وهو الأستاذ أحمد مطر:
يقول في قصيدة قلّة أدب:
قرأتُ في القرآنِ
"تبّت يدا أبي لهب "
فأعلنت وسائل الإذعانِ
"إنّ السكوت من ذهب"
أحببتُ فقري ... لم أزل أتلو:
"وتبّ
ما أغنى عنه ماله وما كسب"
فصودرت حنجرتي
بجرم قلّة الأدب
وصودر القرآن
لأنّه حرضني على الشغب
وفي قصيدة له بعنوان: فبأيّ آلاء الشعوب تكذبان
غفتْ الحرائق ...
أسبلت أجفانها سحب الدخان
الكلّ فان
لم يبق إلاّ وجه ربّك ذي الجلال واللجان
ولقد تفجرَ شاجبا ومنددا ولقد أدان
فبأيّ آلاء الولاة تكذبان!
وله الجواري الثائرات بكلّ حان
وله القيان
وله الإذاعة
دجن المذياع لقّنه البيان
الحقّ يرجع بالربابة والكمان
فبأيّ آلاء الولاة تكذبان
وله أيضا:
والعصر ...
إنّ الإنسان لفي خسر
في هذا العصر
فإذا الصبح تنفس
أذّنَ في الطرقات نباحُ كلاب القصر
قبل أذان الفجر
وانغلقت أبواب اليتامى ...
وانفتحت أبواب القبر
والأمثلة والشواهد كثيرة وما يهمنا منها هو رغم هذا الاقتباس الكثير من القرآن ورغم هذا التشابه الكبير مع المعارضات التي سبق ذكرها فإننا لا نجد هذا الشعور بالفكاهة والاستهزاء والتحقير الذي نجده في المعارضات السبب هو عدم مقابلتها بالقرآن الكريم ...
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[23 Oct 2010, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من خلال البحث لم أجد تكملة للموضوع، ووجدت بقيته في غير الملتقى، فهل لنا بالمادة متكاملة، وعند أي رقم يتوقف البحث فقد شرعت في قراءة بدايته، ومتلهفة لخاتمته، أثابكم الله .... وبارك فيكم(/)
تقبل الله من الجميع شهرهم، وبارك لهم عيدهم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:11 م]ـ
أسأل الله لي ولجميع المسلمين أن يتقبل منا شهر رمضان، وأن يبارك لنا في عيدنا، وأن نُرِي ربَّنا ما يحب منا، وأن ينعم علينا بما هو خير لنا في الدنيا والآخرة، وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:19 م]ـ
عيدكم مبارك
وأسأل الله تعالى أن يتبقل منا ومنكم صالح الأعمال
كما أسأله أن يبارك لنا في عيدنا، وأن يعيد أمتنا إلى عزِّها وتمكينها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:23 م]ـ
شكر الله لك دكتور مساعد تهنئتك الطيبة، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات وأعاد علينا هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة وسنين مديدة وقد صلح حال الأمة بانتصارها على نفسها أولًا ثم على أعدائها ووحّد كلمة المسلمين في كل مكان على الدين الحق القويم.
عيدكم مبارك وعساكم من عواده
ـ[الجنوبي]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:24 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم وأعاده الله علينا وعلى المسلمين وأمة الإسلام في منعة وعزة وأنتم في عمل موصول مأجور مشكوروسلام مطمئن وراحة في البال والحال ونعمة ممدودة مشكورة
http://www.arabiccards.com/cards/3id_fetr/3id_fetr_13_L.gif
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:32 م]ـ
اللهم آمين.
أبارك لجميع إخواني وأخواتي في هذا الملتقى بعيد الفطر المبارك، وأسأل الله لنا جميعاً القبول والإخلاص، ولأمتنا النصر والتمكين، وأن يهدينا سبيل الرشاد.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:48 م]ـ
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0205.gif
http://pcs.fares.net/images3/eida001.gif
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:56 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال, وأعاد الله علينا رمضان أعوامًا عديدة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:17 م]ـ
تقبل الله من الجميع
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
اللهم انصر اخواننا في فلسطين
http://www.up7up.com/pics/n/22/1213829187.gif (http://www.up7up.com/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:54 م]ـ
تقبل الله من الجميع طاعتهم , وكل عام وأنتم بخير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:56 م]ـ
الله أكبر .. الله أكبر ..
لا إله إلا الله ..
والله أكبر .. الله أكبر ..
ولله الحمد.
شكر الله لكم التهنئة، وجعله عيد خير وبركة ونصر وتمكين للأمة الإسلامية قاطبة، وأن يعيده علينا وعلى المسلمين أعواما عديدة وأزمنة مديدة في خير وعافية.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:44 م]ـ
تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح العمل، وأدخلنا جميعاً برحمته في عباده الصالحين.
ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا، وأن نعمل صالحاً ترضاه، وأصلح لنا في ذرياتنا، إنا تبنا إليك وإنا من المسلمين.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:55 م]ـ
أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يتقبل منا صيامنا، وقيامنا،وصالح أعمالنا، وأن يتجاوزعن تقصيرنا، و يكتبنا من المقبولين
وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير حال وعيد مبارك
أخوكم الداعي لكم بكل خير
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:43 م]ـ
تقبل اللهُ منا ومنكم، وأحالَ اللهُ عليك ...
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:46 م]ـ
أللهم آمين .. بارك الله للجميع، وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً، وأن يثبتنا وإياكم على ما يحب ربنا ويرضاه حتى نلقاه وهو راض عنا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:23 م]ـ
أسأل الله لي ولجميع المسلمين أن يتقبل منا شهر رمضان، وأن يبارك لنا في عيدنا، وأن نُرِي ربَّنا ما يحب منا، وأن ينعم علينا بما هو خير لنا في الدنيا والآخرة، وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
اللهم آمين
تقبل الله منا ومنكم
وأعاد علينا وعليكم وعلى أمة الإسلام شهر رمضان بالعز والمنعة والنصر وصلاح الأحوال
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:32 م]ـ
الله أكبر .. الله أكبر
لا إله إلاّ الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/9/photo/090910110907mfaqzspv0.jpg
ـ[أحمد عبد السلام العمادي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:36 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم الطاعات
أسأل الله أن يبارك لنا في أيامنا ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:18 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم و كل عام و أنتم بخير.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:26 م]ـ
تقبل الله من الجميع طاعتهم , وكل عام وأنتم بخير.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:24 م]ـ
تقبل الله منّا ومنكم .... وجعل ربي صومكم وقيامكم مقبولاً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفوراً ...
وأعاده الله علينا وعليكم بالخيرات والمسرات ونحن والمسلمون بعزّ وتمكين وسعة رزق وحسن عبادة لربنا الكريم المنان ...
وشكر الله لك يا شيخ مساعد هذه البادرة الطيبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:50 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Sep 2010, 01:31 ص]ـ
تهنئة طيبة من طيبة الطيبة بعيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم بالخير والمسرات وانفراج الكربات
اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:49 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير.
ـ[حماد]ــــــــ[10 Sep 2010, 05:24 م]ـ
عساكم من عواده
وأسأل الله العلي القدير كما بلغنا الفرحة الأولى بالفطر أن يبلغنا الفرحة الكبرى يوم لقاءه
آمين
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Sep 2010, 01:52 ص]ـ
من طيبة الطيبة أهنئكم بعيد الفطر المبارك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير
ـ[العطاء]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:28 م]ـ
آمين آمين ,, تقبل الله جميع دعواتكم
كل عيد وقلوبنا أنقى وعلاقتنا بالله أبقى وصحائف أعمالنا بالخير ترقى تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:20 ص]ـ
عيدكم مبارك ...
وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال ...
ـ[شعاع]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:13 ص]ـ
تقبل الله منه ومنكم
http://img185.imageshack.us/img185/5871/50574774.gif
ـ[باحثة علم]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:17 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
كل عام أنتم اقرب إلى الله وأيضا بصحة وسلام آمين
عساكم من عواده
بارك الله فيكم جميعا
ـ[نعيمان]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:38 ص]ـ
استجاب الله دعاءكم جميعاً، وجعلنا ممّن يسعد بالصّلاة في المسجد الأقصى المبارك محرّراً وكلّ ديار المسلمين.
http://pcs.fares.net/images3/eida001.gif
ـ[نور مشرق]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:14 ص]ـ
كل عام وانتم بخير .. كل عام وأنتم إلى الله أقرب .. كل عام والامة الإسلامية بخير ..
أعاده الله علينا وعليكم بالفرحة والإيمان واليمن والبركة ..
ـ[هاني درغام]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:21 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ورزقنا وإياكم الثبات علي الإيمان وأكرمنا جميعا بالجنة والرضوان
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:23 م]ـ
كل عام واستاذنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار وجميع اعضاء منتدى اهل التفسير بخير, وأشكر أستاذنا على رسالته اللطيفة، سائلا الله تعالى أن ينفع بعلمه وعلم اهل تفسير.
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:30 م]ـ
http://file8.9q9q.net/local/thumbnail/46968244/600x600.gif
http://file8.9q9q.net/local/thumbnail/82577292/600x600.gif
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:32 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم(/)
((عيدية)) برنامج (نتائج الشاملة)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:27 م]ـ
غفر الله للجميع وعيدكم مبارك
برنامج (نتائج المكتبة الشاملة) يصدر جميع النتائج بملف نصي مع التخريج والعزو بالجزء والصفحة
وهو هدية للجميع وإن سمحتم أن أخص أخويَّ الكريمين (د.مساعد الطيار ود.عبدالرحمن الشهري) والإخوة والأخوات العاملين في خدمة الكتاب المجيد
مع الدعاء للدكتور نافع مبرمج الشاملة على عمله الكبير لا حرمه الله الأجر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:04 ص]ـ
تقبل الله منكم وجزاكم خيراً يا أبا عبدالله.
عملَ البرنامج بنجاح وفقك الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:55 ص]ـ
مشكور أخي يوسف عل ىالعيدية اللطيفة، وأسأل الله أن يتقبل منكم الصيام والقيام، وأن يبارك لكم عيدكم.
محبكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:09 ص]ـ
شكر الله لك دكتور يوسف هذا الجهد.(/)
الجانب المالي للفساد فى الأرض كما نستوحي من القرآن الكريم (موضوع مرشح)
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:33 ص]ـ
إن القرآن الكريم قد وصم أعمالا وسلوكيات مختلفة بالفساد فى الأرض، والتأمل فى تكرارالكلمة فى مواضع كثيرة يحدو بنا أن نقول: إن كلمة الفساد فى الأرض كاد أن يكون مصطلحا قرآنيا له دلالالته وأبعاده وإيحاءاته.
وكلمة الفساد فى الأرض له دلالات قوية، فإن الأرض وضعت للأنام، وهي المأوى الوحيد لجميع الأنام إلى يوم القيامة، فإذا كان سلوك فرد أو جماعة يسيء إلى هذا المأوى أو يؤدي إلى خرابه فلا غرابة عقلا فى أن يقوم بحكم الفطرة جميع البشر ضده وللضرب على يديه، فالقرآن الكريم حينما يقرر لسلوك أنه الفساد فى الأرض فإنما يجعل المشكلة تخص كل البشر، ويجعل الموقف نفسه ينادي البشر أجمعهم إلى المبادرة لإيجاد حل مكافح لها، ولا يوجد من البشر من يعارض هذا النداء إلا من كان له مصلحة شخصية فى المشكلة نفسها.
ولما كانت الأرض مخزنا للموارد الطبيعية ومستودعا للثروات التي بها قيام الحياة ناسب أن يكون إساءة استخدام تلك الموارد والثروات من أبرز مظاهر الفساد فى الأرض، ولذلك يرى المتتبع لكلمات القرآن الكريم أن كلمة الفساد وإن كانت تشمل المساوئ كلها إلا أن الاستخدام القرآني للكلمة يدل على أن للكلمة صلة قوية بالانحراف الاقتصادي والجرائم المالية، لاسيما إن كانت كلمة الفساد مقرونة بالأرض.
ثم فى جانب آخر نجد تصريحات من علماء اللغة بأن كلمة الفساد تطلق أكثر ما تطلق على المدلول المالي. يقول الفيروزآبادي: والفساد أخذ المال ظلما، والمفسدة ضد المصلحة، وتفاسدوا قطعوا الأرحام [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1). بينما نجد توضيحا أكثر فى تاج العروس حيث جاء: والفساد أخذ المال ظلما بغير حق، هكذا فسر مسلم البطين قوله تعالى: للذين لايريدون علوا فى الأرض ولافسادا [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
خصوصية الفساد فى الأرض بجرائم مدين
إن صلة الكلمة بالجانب المالي تتضح جليا حين التأمل فى قصة مدين الواردة فى التنزيل الحكيم فى مواضع أربعة، في سورة الأعراف من آية 85 إلى آية 93 وفى سورة هود من آية 84 إلى آية 95 وفى سورة الشعراء من آية 176 إلى آية 190 وفى سورة العنكبوت فى الآيتين 36 و37. حيث إن كلمة الفساد فى الأرض وردت فى كل موضع من المواضع الأربعة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الصلة الوثيقة بين دلالة الفساد فى الأرض وبين جرائم القوم والتي كانت جرائم مالية، ولانرى مثل هذا الاطراد فى استخدام الكلمة فى أي أمة أخرى من الأمم التي ورد ذكرهم فى القرآن الكريم. وقد سمى انحرافهم المالي المتمثل فى عدم إيفائهم الكيل والميزان فى مواضع ثلاثة مقرونة بذكر الفساد في الأرض بينما فى سورة العنكبوت لم يسم الانحراف المالي بل اكتفى بذكر قوله "ولاتعثوا فى الأرض مفسدين". أي إن عنوان الانحراف الذي تورطوا فيه هو الفساد فى الأرض، كما أن عنوان الانحراف الذي وقعت فيه قوم لوط هو الفاحشة والإجرام.
إن الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه قوم شعيب هو نقص المكيال والميزان، والنية من وراء النقص هو الحصول على مال الغير من غير رضى منه ولا مقابل يدفعه، ومن ثم الإخلال بثقة الناس فى الميزان الذي وضعها الرحمن رحمة بالعباد حتى تستقيم لهم الحياة، وقد اتفق العقلاء على أن الحياة قيامها المال، وأن العمران أساسه الميزان، فإذا كان الاعتداء على المال اختلت الحياة وإذا كان الإضرار بالميزان تضرر العمران.
ونبي الله شعيب عليه السلام هو الاسم الأول الذي ورد إلينا من خلال تاريخ موثق لإصلاح النظام المالي والاقتصادي، وذكر القرآن الكريم قصته مرارا وبتفصيل يدل على أن القصة تحمل فى طيها مساحة كبيرة للتأمل لمن يتطلع إلى الفوز بحكمة القرآن. وحقيق بمن يريد أن يتقدم بمشروع إصلاح النظام الاقتصادي أن يجعل مثال شعيب الحجر الأساس لكل محاولاته.
الحرية المطلقة تفتح أبوب الفساد
ومن تأمل فى الأزمات المالية المتتالية فى زماننا وجد أنها تعود إلى إعطاء رواد السوق حرية مطلقة من القيم الأخلاقية، وللعلامة أحمد رشيد رضا وقفة جميلة عند قصة مدين فى هذا الخصوص حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"في قصَّة شعيب مع قومه مسأَلةٌ من أَهمِّ مسائل الاجتماع في العالم المدنيِّ، وهي التَّنازع بين رجال المال ورجال الإِصلاح في حرِّيَّة الكسب المطلقة، وتقييد الكسب بالحلال ومراعاة الفضيلة فيه، فقوم شعيبٍ كانوا يستبيحون تنمِية الثَّروة بجمِيع الطُّرقِ الممكنة حتَّى التَّطفيف في المكيال والميزان، فإِذا كالوا أَو وزنوا للنَّاس نقصوا وأَخسروا، وإِذا اكتالوا عليهم لأَنفسهم استوفوا وأكثروا، وكانوا يبخسون النَّاس أشياءهم في كلِّ أَنواعها، وكان شعيبٌ - عليه السَّلام - ينهاهم عن ذلك ويوصِيهم بالقسط فيه، واجتناب أكل أموال النَّاس بالباطل والقناعة بالحلال، وكانت حجَتهم حرِّيَّة الكسب مقرونةً بحرِّيَّة الِاعتقاد، كما حكاه اللهُ عنهم بقوله: - قالوا يا شعيب أَصلاتك تأْمرك أَن نترك ما يعبد آباؤُنا أَو أَن نفعل في أَموالنا ما نشاء - 87، ... وما زال التَّنازع الْماليُّ أَعقد مشاكل الاجتماع، وزعم بعض علماء الاقتصاد أَنَّ الإِصلاح الماليَّ أَعظم أُسس الإِسلام، ولأَجله عادى كبراء قريْشٍ بعثة محمَّدٍ - عليه الصَّلاة والسَّلام – [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
إذا اختلت الموازين فانتظر الويلات
إن التأمل فى قصة مدين يرشدنا إلى نقطة مهمّة، وهي أنهم استحقوا العذاب المستأصل لأنهم أصبحوا الخطر الأعظم على عمران الأرض، وتحديا خطيرا لمسيرة المدنية، لما ساد الفساد المالي عليهم أجمعين، وغدا هو العرف والقانون، فإن تلبس بعض أفراد المجتمع فى نقص المكيال والميزان أمر هين مادام ذلك جريمة فى نظر المجتمع، وسيئة فى قانون العرف، حيث إن المجتمع والقائمين عليه سوف يقومون بالضرب على أيدي هؤلاء المجرمين، كما نرى اليوم فى كل دول العالم، بغض النظر عن الدين والنظام، حيث توجد فى كل دولة القوانين الصريحة والإجراءات الحاسمة لمكافحة الغش التجاري.
أما إذا اختلت الموازين العامة وأصبح الغش هو العرف، والأمانة هي السذاجة والغباء، وأصبح موضوع السخرية والملام من أنكر ذلك، فهناك غضب الله والعقاب الشديد.
فينبغي أن تحذر البشرية من الويلات والأزمات فى كل ترخيص قانوني لأي تعامل مالي يؤدي بالبشرية إلى الضرر ويصدق عليه الفساد فى الأرض وما أكثر ذلك فى زماننا من البيوع القصيرة والمستقبليات والاتجار بالمخاطر وتجارة الديون إلى تعاملات لانهاية لها نالت ترخيصا قانونيا، ففتحت أبواب الفساد فى الأرض.
جرائم قوم ثمود المالية
لقد ذكر الفساد فى الأرض في قصة ثمود، ومع أن القرآن الكريم لم ينص على أنهم كانوا منغمسين فى الفساد المالي، إلا أن ابتلاءهم بالناقة يدل على شدة حرصهم على الدنيا، وإفراطهم فى حب المال، وقد ذهب المفسرون فى تفسيرقوله تعالى: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) [النمل] إلى أن هؤلاء الرهط كانوا قد قطعوا شوطا كبيرا فى مخادعة الناس فى أموالهم، فقد جاء فى تفسير ابن كثير:
قال عبد الرزاق: أنبأنا يحيى بن ربيعة الصنعاني، سمعت عطاء -هو ابن أبي رباح -يقول: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} قال: كانوا يقرضون الدراهم، يعني: أنهم كانوا يأخذون منها، وكأنهم كانوا يتعاملون بها عددًا، كما كان العرب يتعاملون.
وقال الإمام مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه قال: قَطْع الذهب والورق من الفساد في الأرض [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4). ولاشك أن الذين يتجرأون على قرض الدراهم ويستسيغون خداع الناس لايقفون عند قرض الدراهم، إنما يتخذون كل وسيلة لتلبية رغباتهم، وكان ابن كثير موفقا عندما قال: والغرض أن هؤلاء الكفرة الفسقة، كان من صفاتهم الإفساد في الأرض بكل طريق يقدرون عليها، فمنها ما ذكره هؤلاء الأئمة منها ما لم يذكروه.
أكل السحت من الفساد فى الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تحدث القرآن الكريم عن جرائم بني إسرائيل وقال: "وترى كثيرا منهم يسارعون فى الإثم والعدوان وأكلهم السحت ... (المائدة62) "إلى أن قال:" ويسعون فى الأرض فسادا والله لايحب المفسدين" (المائدة 64) فإن الإعطاء عن طيب القلب بر وإنفاق، بينما الأخذ من غير رضا سحت وعدوان، وبالأول تعمر الأرض وتتزين وبالأخير يظهر الفساد فى الأرض. ومن أدمن السحت والعدوان فلا وازع يردعه ولا حد يمنعه من المسارعة فيهما. وكان اليهود وأقرانهم مسارعين فى العدوان وأكل السحت، إلا أن وسائل التقنية الحديثة السريعة زادت من مسارعتهم هذه، وبالتالي كبرت فى حجم انتشارالفساد فى الأرض.
لاتمنعوا خلق الله من الأكل فى أرض الله
وفى موضع من قصة ثمود يذكر القرآن الكريم ناقة الله ويقول: وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) [الأعراف]
ونظام الآيات يشير إلى أن الإساءة إلى الناقة ومنعها من الأكل فى أرض الله اعتبرها الله من الفساد فى الأرض.
وهنا وقفة للتأمل فإن الناقة كانت آية الله، وكذلك الإنسان آية من آيات الله، وقد منع الإساءة إليه إلا بحق، كما أن من حق الإنسان الأساسي أن يكون لديه مايسد به جوعه وتقوم عليه حياته، فإذا بلغ من قسوة بعض الفئات لطمعهم فى الازدياد من الثروات أن يدفعوا الآخرين بمخططاتهم إلى الفقر والفاقة والحرمان من أساسيات الحياة، فإن ذلك من الفساد فى الأرض، والواجب على كل من لايرضى تحول الأرض الجميلة إلى عالم البؤس والشقاء أن يكافح تلك المخططات والسياسات بكل جرأة وصمود.
السرقة والنهابة من الفساد فى الأرض
صلة الفساد فى الأرض بالجريمة المالية تظهر أيضا فى قصة يوسف عليه السلام، حيث إنه عندما وجهت تهمة السرقة إلى إخوته، قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) [يوسف]
فإذا كانت السرقة من الفساد فى الأرض فما بالك بقطع الطريق ونهب أموال الناس، ويتجلى ذلك فى الآية التي نزلت فى عقوبة المحاربين ومنهم النهبة وقطاع الطريق، حيث قال تعالى:
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33]
وفى قصة ذي القرنين وصف القوم ياجوج وماجوج بالمفسدين فى الأرض حيث جاء: قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) [الكهف] فأعمال النهب التي كانوا يقومون بها بين حين وحين سميت فسادا فى الأرض.
إقامة السدود لحماية الثروات
وهناك نكتة لطيفة وهي أن القوم قد طلبوا من ذي القرنين إقامة السد بينهم وبين ياجوج وماجوج للتوقي من توغلهم ونهبهم أموالهم، ولاشك أن إقامة سد مثل هذا يتطلب جهودا جبارة وتكاليف مالية باهظة، ولكنهم احتملوا كل ذلك، لأن الخطوة مع صعوبتها كان لابد منها لأجل مستقبل آمن وحماية أكيدة للأنفس والممتلكات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقياسا على ذلك، إذا كانت الشعوب القوية تفرض على الشعوب الضعيفة سياسات اقتصادية تزيد فى فقرهم وتبعيتهم للغير ويتم استغلال مواردهم الاقتصادية عن طريق اتفاقيات مالية مختلفة، فإن العلاج الناجع هو ما كان قد وصف فى أمر ياجوج وماجوج، أي سد كل الثغرات التي يخشى من خلالها تسلل تلك السياسات الاستعمارية إلى البلاد، وإنها خطوة صعبة ولا ريب، وتتطلب تضحيات من الشعوب والتي بعدها يكتب لهم الاكتفاء الذاتي ويكتب لمواردهم وممتلكاتهم الحماية من أيد عابثة.
إهلاك الحرث والنسل من الفساد فى الأرض
ومن الفساد فى الأرض الإضرار بالموارد الطبيعية فى الأرض، ويشهد لذلك قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة: 205]
فجميع السياسات الاقتصادية والنشاطات الصناعية التي تسبب الضرر إلى الطبيعة ومواردها يجب أن يعاد فيها النظر على الفور، ويدخل فى ذلك ظاهرة الاستعجال فى استغلال الموارد الطبيعية بغض النظر عما سيبقى للأجيال القادمة.
إن النظرية الاقتصادية الصحيحة هي التي تزيد فى عمران الأرض وليس فى فسادها، وإن العيب الأكبر فى النظريات الاقتصادية الحديثة أنها تخضع لرغبة استقطاب ثروات العالم إلى دولة أو مجموعة دول، وليس فى تعمير الأرض كلها، فإذا أيدت الاقتصاد الحر والتجارة الحرة فإنما لدعم اقتصادها وإذا رفعت صوتها فى صالح التدخل الحكومي فى النشاط الاقتصادي وفرض قيود على السوق فإنما لدعم اقتصادها فحسب، أما عن عمران العالم كله ورفع المستوى الاقتصادي للبشر أجمعهم، فلم يبد له أي اهتمام. أما القرآن الكريم فإنه يهتم بالأرض كلها لأن الأرض لله والإنسان خليفة من الله فى الأرض كلها.
الفساد فى الأرض يتربى على أيدي المترفين
وآفات الثراء والترف من الفساد فى الأرض، ويتجلى ذلك فى قوله تعالى: فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) [هود] ونظام الآية يدل على الصلة الوثيقة بين الظلم والإجرام وبين الترف، فالظلم والإجرام ينشآن فى بيئة الثراء والترف، ومن ثم يؤول الأمر إلى الفساد فى الأرض. وقد شاع بين الناس فى عصر المادية الحديث، أن الثري ليس لديه خيار إلا أن يبقى ثريا، بينما الذي ليس بثري لديه خيار في أن يبقى على حاله أو يختار أن يصبح ثريا. يعني إذا بقي الفقير فقيرا فاللوم عليه أنه لماذا لم يأخذ بالخيار الآخر. بدون تعليق على صحة هذا القول وبدون تعليق على أن الاستعمار الاقتصادي الجديد هل فعلا أعطى الفقراء خيار النقلة النوعية ليصبحوا أثرياء، إلا أنه من المؤكد أن فرص التلبس بالفساد فى الأرض متاحة للأثرياء أكثر بكثير من الفقراء وهم يستغلون تلك الفرص إلا من خشي الله.
والقرآن الكريم قد ذكر للاعتبار قصة قارون الذي بغى على قومه لما أوتي من أموال وكنوز فعدّ ذلك من الفساد. إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) [القصص]
ولسيد قطب وقفة جميلة عند هذه الآيات حيث يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"لقد كان قارون من قوم موسى، فآتاه اللّه مالا كثيرا، يصور كثرته بأنه كنوز - والكنز هو المخبوء المدخر منالمال الفائض عن الاستعمال والتداول - وبأن مفاتح هذه الكنوز تعبي المجموعة من أقوياء الرجال .. من أجل هذا بغى قارون على قومه. ولا يذكر فيم كان البغي، ليدعه مجهلا يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم - كما يصنع طغاة المال في كثير من الأحيان - وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء، كي لا يكون دولة بين الأغنياء وحدهم ومن حولهم محاويج إلى شيء منه، فتفسد القلوب، وتفسد الحياة. وربما بغى عليهم بهذه وبغيرها من الأسباب ....
«وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ» .. الفساد بالبغي والظلم. والفساد بالمتاع المطلق من مراقبة اللّه ومراعاة الآخرة.
والفساد بملء صدور الناس بالحرج والحسد والبغضاء. والفساد بإنفاق المال في غير وجهه أو إمساكه عن وجهه على كل حال. «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» .. كما أنه لا يحب الفرحين. [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
الشح والربا وقلة المواساة من الفساد فى الأرض
ومن الآيات التي توضح المفهوم الاقتصادي للفساد فى الأرض، قوله تعالى:
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) [الروم]
وقد ذهب الكثير إلى ربط الفساد فى الآية المذكورة بالشرك لقرب ذكره، إلا أن التأمل فى نظام مجموعة الآيات يوحي بأن الفساد الذي ظهر فى البر والبحر له صلة قوية أيضا ببخس حقوق الناس وفشو التعامل بالربا.
فإن أبواب الفساد فى الأرض تفتح على مصراعيها حينما تكون الغاية الوحيدة لدى الإنسان هو الزيادة فى المال، فيفر عن مسؤولياته الاجتماعية خشية أن يحدث الإنفاق فيها نقصا فى أمواله، ويجعل الأولوية للإقراض الربوي لأن ذلك يضمن الزيادة فى أمواله زيادة مضاعفة من غير مخاطر، ومثل هذا الإنسان لايعرف قلبه الرحمة بالبشر، ولا يعني شيئا بهموم من حوله ولو كان من ذوي قرابته، إنما يصف لكل محتاج وصفة واحدة تتلخص فى الاقتراض الربوي.
وفى هذه الآيات كلمة جامعة للإمام الفراهي يقول فيها: "يشير إلى أن بناء الفساد هو الشرك. ومن الشرك ينشأ حب الدنيا، والشح، وقلة المواساة والتقوى، فيجمع أسباب الفساد" [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6).
فى الشركة عمران وفى البغي على الشركاء فساد
لقد ذكر الفساد فى الأرض فى قصة داود عليه السلام، وهناك أيضا نجد أن له صلة بالفساد المالي، يقول تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) [ص]
فذكر فى ثنايا القصة: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ. وقال فى ختام القصة: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ. فقوله: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. ناظر إلى قوله: كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ. أي إن بغي الخلطاء بعضهم على بعض هو من الفساد فى الأرض. والمراد بالخلطاء الذين تجمعهم شركة فى المال والمصالح من أي نوع كانت. والمعنى أن عمران الأرض قائم على أساس الشركة فى المال والمصالح وتظافر الجهود، فإذا دخل البغي وأفسد العلاقات، فإن ذلك يؤدي إلى الفساد فى الأرض، ويبطل مقصد العمران. ويؤيد ذلك ما جاء عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مرفوعا قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
مبدأ "قد علم كل أناس مشربهم"
لقد ذكرالله تعالى فى سورة البقرة في سياق النعم التي أنعم بها على بني إسرائيل: (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وفى الآية إشارة إلى أن الماء إذا تم قسمته الواضحة العادلة فلا مبرر للنزاع حول الماء والاعتداء على حصة الغير، حيث مقتضى القسمة العادلة أن يعرف كل حقه ولايتجاوزه إلى غيره.
وبناء على المبدأ المنبثق من الآية، يحق أن نقول إن الموارد الاقتصادية إذا تمت قسمتها العادلة ونالت القسمة احتراما وامتثالا من الجميع فإن ذلك يغلق بابا من أبواب الفساد فى الأرض.
وإن كانت بعض الدول ذات قوة لم تقتنع بمواردها الاقتصادية ولاسيما الطبيعية منها المتوفرة فى منطقتها وتوغلت فى مناطق أخرى وسيطرت على مواردها وحرمت أهلها منها فإن هذا الاستعمار الاقتصادي فساد فى الأرض وإن كان باسم التجارة الحرة والاستثمار الحر.
إن المبدأ المنبثق من "قد علم كل أناس مشربهم" مبدأ عظيم من رب رحيم ويجب أن يطبق على كل المستويات من مائدة طعام بسيطة إلى سياسات واتفاقيات دولية.
والجدير بالذكر أن بني إسرائيل هم أول من تم تلقينهم بهذا المبدأ، وهم مع أقرانهم أكثر الشعوب انتهاكا لحرمة هذا المبدأ، ولسان حالهم يقول: مهما انفجرت العيون وتكاثرت، فلن نسمح لأحد أن ينهل من مورد.
صلة الرحم عمران وقطع الرحم فساد
والفساد فى الأرض له صلة بقطع الرحم، وهذه الصلة واضحة جدا فى ثلاث مواضع من القرآن الكريم وهي كالتالي:
الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) [البقرة]
وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) [الرعد]
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) [محمد]
ونظام الآيات يدل على أن صلة الرحم له تأثير إيجابي كبير على عمران الأرض، كما أن القطيعة إعلان بالفساد. وصلة الرحم باب عظيم من الاقتصاد الإسلامي، فإن المجتمع الذي أنشئ على الإحسان إلى الأقربين والإنفاق على المحتاجين، وقويت فيه قيمة صلة الأرحام، لا يكون فى حاجة إلى نظام التأمين الصناعي القائم فى التسويق على متاجرة الخوف، واستغلال الضعف النفسي عند البشر. فهل آن للبشرية أن تعيد النظر فيما أفسد أمرها وأوهن عظمها وأسلمها للذل والهوان؟ وهل آن لها ان تقارن بين النظامين، نظام التكافل الإسلامي الطبيعي ونظام التأمين التجاري.
ــــــ
[1] القاموس المحيط، فسد
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) تاج العروس، فسد
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) تفسير المنار 12/ 200
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) تفسير ابن كثير: دار طيبة (6/ 199)
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) فى ظلال القرآن (5/ 2710)
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) تفسير الإمام عبد الحميد الفراهي تفسير سورة الروم
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) باب فى الشركة، سنن أبي داود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:56 ص]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:36 ص]ـ
أرحب بأخي الكريم الدكتور محي الدين غازي بن الشيخ محمد عناية الله سبحاني صاحب البحوث القيمة التي سبقت الإشارة إليها في الملتقى، وهي كتاب:
1 - إمعان النظر في نظام الآي والسور، وهو رسالته للماجستير.
2 - البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران، وهو رسالته للدكتوراه. وقد أشرت إليه هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=110122) .
ولعل انضمام ابنه أخي الدكتور محي الدين غازي يكون حلقة وصلٍ بيننا وبين والده وأبحاثه الجديدة في الدراسات القرآنية إن شاء الله.(/)
كلمة الحق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:08 ص]ـ
"الشيخ أحمد محمد شاكر ( http://tafsir.net/vb/index.cfm?do=cms.author&authorid=1732)
لجينيات ـ ما أقل ما قُلْنا (كلمة الحق) في مواقف الرجال، وما أكثر ما قصَّرنا في ذلك، إن لم يكن خوفًا فضعفًا، ونستغفر الله وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا، كفارة عما سلف من تقصير، وعما أسلفت من ذنوب، ليس لها إلاّ عفو الله ورحمته والعمر يجري بنا سريعًا والحياة توشك أن تبلغ منتهاها.
وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا، وبلادنا، بلاد الإسلام، تنحدر في مجرى السيل إلى هُوَّةٍ لا قرار لها، هُوَّة الإلحاد والإباحية والانحلال، فإن لم نقف منهم موقف النذير، وإن لم نأخذ بحُجَزِهم عن النار، انحدرنا معهم، وأصابنا من عقابيل ذلك ما يصيبهم، وكان علينا من الإثم أضعاف ما حملوا.
ذلك بأن الله أخذ علينا ميثاق {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}، آل عمران: 187، وذلك بأن الله ضرب لنا المثل بأشقى الأمم، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، المائدة: 78 – 79.
وذلك بأن الله وصفنا. معشر المسلمين، بأننا خير الأمم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110]، فإن فقدنا ما جعلنا الله به خير الأمم، كنا كمثل أشقاها، وليس من منزلة هناك بينهما.
وذلك بأن الله يقول: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ}، الأحزاب: 39.
وذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم)) رواه أحمد في المسند 11494 بإسناد صحيح.
وذلك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحقرن أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمرًا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله ـ عز وجل ـ له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس. فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى)) رواه ابن ماجه 2/ 252 بإسناد صحيح.
* * *
نريد أن نقول (كلمة الحق) في شؤون المسلمين كلها، نريد أن ننافح عن الإسلام ما استطعنا، بالقول الفصل، والكلمة الصريحة، لا نخشى فيما نقول أحدًا إلاَّ الله؛ إذ نقول ما نقول في حدود ما أذن الله لنا به، بل ما أوجب عليه أن نقوله بهدي كتاب ربنا وسنة رسوله.
نريد أن نحارب الوثنية الحديثة والشرك الحديث، اللذين شاعا في بلادنا وفي أكثر بلاد الإسلام، تقليدًا لأوربة الوثنية الملحدة، كما حارب سلفنا الصالح الوثنية القديمة والشرك القديم.
نريد أن ننافح عن القرآن، وقد اعتاد الناس أن يلعبوا بكتاب الله بين أظهرنا، فمن متناوّل لآياته غير مؤمن به، يريد أن يفسرها على غير ما يدل عليه صريح اللفظ في كلام العرب، حتى يوافق ما آمن به، أو ما أشربته نفسه ومن عقائد أوربة ووثنيتها وإلحادها، أو يقربه إلى عاداتهم وآدابهم، إن كانت لهم آداب، ليجعل الإسلام دينًا عصريًّا في نظره ونظر ساداته الذين ارتضع لبانهم أو رُبِّي في أحضانهم، ومن منكر لكل شيء من عالم الغيب، فلا يفتأ يحاور ويداور، ليجعل عالم الغيب كله موافقًا لظواهر ما رأى من سنن الكون، إن كان يرى أو على الأصح لما فهم أن أوربة ترى!!
نعم، لا بأس عليه ـ عنده ـ أن يؤمن بشيء مما وراء المادة إن أثبته السادة الأوربيون، ولو كان من خرافات استحضار الأرواح!! ومن جاهل لا يفقه في الإسلام شيئًا، ثم لا يستحي أن يتلاعب بقراءات القرآن وألفاظه المعجزة السامية، فيكذب كل الأئمة والحفاظ فيما حفظوا ورووا، تقليدًا لعصبية الإفرنج التي يريدون بها أن يهدموا هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ ليجعلوه مثل ما لديهم من كتب .. وهكذا مما نرى وترون.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
نريد أن نحفظ أعراض المسلمين، وأن نحارب، ما أحدث (النسوان) وأنصار (النسوان) من المنكرات الإباحية والمجون والفجور والدعارة، هؤلاء (النسوان) اللائي ليس لهن رجال إلا رجال (يشبهن) الرجال!! هذه الحركة النسائية الماجنة، التي يتزعمها المجددون وأشباه المجددين، والمخنثون من الرجال، والمترجلات من النساء، التي يهدمون بها كل خلق كريم، يتسابق وأولئك وهؤلاء إلى الشهوات، وإلى الشهوات فقط.
نريد أن ندعو الصالحين من المؤمنين، والصالحات من المؤمنات: الذين بقي في نفوسهم الحفاظ والغيرة ومقومات الرجولة، واللائي بقي في نفوسهن الحياء والعفة والتصون إلى العمل الجدي الحازم على إرجاع المرأة المسلمة إلى خدرها الإسلامي المصون، إلى حجابها الذي أمر الله به ورسوله، طوعًا أو كرهًا.
نريد أن نثابر على ما دعونا وندعو إليه من العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله في قضائنا كله، في كل بلاد الإسلام، وهدم الطاغوت الإفرنجي الذي ضرب على المسلمين في عقر دارهم في صورة قوانين، والله تعالى يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} [النساء: 60 – 61]. ثم يقول: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، النساء: 65.
* * *
نريد أن نتحدث في السياسة، السياسة العليا للأمم السابقة، التي تجعلهم "أمة واحدة"، كما وصفهم الله في كتابه، نَسْمُوا بها على بدعة القوميات، وعلى أهواء الأحزاب نريد أن نبصر المسلمين وزعماءهم بموقعهم من هذه الدنيا بين الأمم، وتكالب الأمم عليهم بغيًا وعدوًا، وعصبية وكراهية الإسلام أولاً وقبل كل شيء.
نريد أن نعمل على تحرير عقول المسلمين وقلوبهم من روح التهتك والإباحية، ومن روح التمرد والإلحاد، وأن نريهم أثر ذلك في أوربة وأمريكا، اللتين يقلدانهما تقليد القردة، وأن نريهم أثر ذلك في أنفسهم وأخلاقهم ودينهم.
نريد أن نحارب النفاق والمجاملات الكاذبة، التي اصطنعها كُتَّاب هذا العصر أو أكثرهم فيما يكتبون وينصحون! يظنون أن هذا من حسن السياسة، ومن الدعوة إلى الحق (بالحكمة والموعظة الحسنة) اللتين أمر الله بهما! وما كان هذا منهما قط، وإنما هو الضعف والاستخذاء والمَلق والحرص على عرض الحياة الدنيا.
* * *
وما نريد بهذا أن نكون سفهاء أو شتامين أو مُنَفِّرِين معاذ الله ((وليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء)) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ رواه الترمذي (3/ 138 من شرح المباركفوري) وأحمد في المسند 3839، 3948 ـ ولكننا نريد أن نقول الحق واضحًا غير ملتو، وأن نصف الأشياء بأوصافها الصحيحة، بأحسن عبارة نستطيعها، ولكننا نربأ بأنفسنا وبإخواننا، أن نصف رجل يعلن عداءه للإسلام، أو يرفض شريعة الله ورسوله ـ مثلاً ـ بأنه (صديقنا) والله سبحانه نهانا عن ذلك نهيا حازما في كتابه، ونربأ بأنفسنا أن نضعف ونستخذي فنصف أمة من الأمم تضرب المسلمين بالحديد والنار، وتهتك أعراضهم وتنتهب أموالهم، بأنها أمة (صديقة) أو بأنها أمة (الحرية والنور) إذا كان من فعلها مع إخواننا أنها أمة (الاستعباد والنار)! وأمثال ذلك مما يرى القارئ ويسمع كل يوم، من علمائنا، ومن كبرائنا وزعمائنا ووزرائنا! والله المستعان.
نريد أن نمهد للمسلمين سبيل العزة التي جعلها الله لهم ومن حقهم إذا اتصفوا بما وصفهم به: أن يكونوا (مؤمنين)، نريد أن نوقظهم وندعوهم إلى دينهم بهذا الصوت الضعيف صوت مجلتنا هذه المتواضعة، ولكننا نرجو أن يُدَوِّي هذا الصوت الضعيف يومًا ما، فيملأ العالم الإسلامي، ويبلغ أطراف الأرض، بما اعتزمنا من نية صادقة، نرجو أن تكون خالصة لله وحده، جهادًا في سبيل الله، إن شاء الله.
فإن عجزنا أو ذهبنا، فلن يعدم الإسلام رجلاً أو رجالاً خير منا، يرفعون هذا اللواء، فلا يزال خفاقًا إلى السماء بإذن الله؟
المحدث المحقق أحمد محمد شاكر"
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=45901
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[13 Sep 2010, 02:56 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم هذه الاشارات النورانية، التي نحتاجها اليوم أكثر من أي مضى،
نعم نريد ذلك كله، وعلينا أن نبدأ بقول الحق أولا مع أنفسنا، ثم مع أهلنا، ثم مع محيطنا الصغير، لننطلق الى المحيط الكبير.
وأنت تعرف الحديث المعلق الذي رواه البخاري في الصحيح عن عمار بن ياسر:" ثلاث من كن فيه فقد استكمل الايمان، الانصاف من نفسك، ثم السلام على العالم، ثم الانفاق من الاقتار.
وأسأل الله حسن التطبيق.(/)
لماذا قال تعالى (يشرب بها) وليس (يشرب منها)؟
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت العبارة في سورتي الإنسان والمطففين
فلماذا قال الله تعالى (عينا يشرب بها) وليس (عينا يشرب منها) وما أعرفه أن الشرب يكون من العين وليس بالعين، أرجو توجيهي وشكرا الله سعيكم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:56 م]ـ
نقلت لك من أحد المواقع
وفقك الله لكل خير ... وجدت حواراً للدكتور السامرائي، اقتبست منه ماأظنه يفيدك إناء الله
سؤال: في سورة الإنسان (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) ما اللمسة البيانية في (من كأس) و (يشرب بها)؟
د. فاضل: يشرب بها معناها يرتوي بها، الشرب معناه الارتواء
المقدم: ما معنى عين؟
د. فاضل: عين الماء، ورد في القرآن جنات وعيون يجري منها الماء
المقدم: يشرب بها؟ ألا نقول يشرب منها أي من العين؟
د. فاضل: يشرب بها كما قال الأولون لها دلالتان: الباء تفيد الإلصاق مثل أقام بالبلد مثل (في) يشرب بها يعني هم موجودون في العين ويرتوون بها. يعني يتمتعون بالنظر والشرب موجودين في المكان، (مِنْ كَأْسٍ) الكأس يُنقل.
المقدم: خارج القرآن نفهمها يشربون منها بكأس مثلاً؟
د. فاضل: يشربون حتى يرتوون وهم في نفس المكان في العين نفسها يذهبون إلى العين ويرتوون. فتكون لهم لذة النظر والريّ لأن (من) لا تنفع لو قلت لواحد أكلت من تفاح بستانك هل بالضرورة أن يكون في البستان؟
المقدم: لا.
د. فاضل: ليس بالضرورة. فلما أشرب من الكأس ليس بالضرورة أن أكون في العين
المقدم: يشربون من كأن يعني ليس بالضرورة أن يكونوا في العين. ويشرب بها؟
د. فاضل: يعني هو في العين يشرب حتى يرتوي.
المقدم: يعني هؤلاء درجة وتلك درجة.
د. فاضل: نعم ولذلك قال تعالى في سياق الآيات (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) هذا أعلى، هؤلاء المقرّبون (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ?22? عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ?23? تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ?24? يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ?25? خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ?26? وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ?27? عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ?28? المطففين) إذن هما نوعان الأبرار وعباد الله المقرّبون، المقربون أعلى فإذن لما كانوا أعلى كان الجزاء أعلى. أولئك يمزج لهم (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)
المقدم: مزاجها ألا تعني طعمها؟
د. فاضل: لا، يعني ممتزجة ليست صِرفة. التسنيم كما يقال هو أعلى شراب في الجنة
المقدم: إسمه تسنيم؟
د. فاضل: ربنا سمّاه تسنيم. هذا أعلى شراب كما قيل. الأبرار يمزج لهم من هذا الشراب بقدر أعمالهم كيف كانوا يمزجون في أعمالهم في الدنيا يُمزج لهم. المقرّبون خالص من العين وبالعين. أولئك كان يمزج لهم (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)
المقدم: هنالك فارق
د. فاضل: هنالك فارق، ذاك ممتزج. هذه (يشرب بها) في العين نفسها يكون في العين ويشرب بها حتى يرتوي. فإذن يشرب بها تكون أعلى وتحتمل معنيين الري والوجود في المكان.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Sep 2010, 03:34 م]ـ
إضافة لما تفضل به أخى الجنوبى أقول:
هذا السؤال قد أجاب عنه الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، حفظه الله تعالى فى حلقة من برنامج (الشريعة والحياة) الذى يُذاع على قناة الجزيرة وكان موضوع الحلقة يدور حول مشكل القرآن، وكان محاوره فى اللقاء الأستاذ عثمان عثمان
وفيما يلى قطوف من هذا اللقاء الماتع، والذى تطرق إلى السؤال المطروح:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحمد حسن فرحات: حروف المعاني لها معان معروفة في اللغة العربية، في بعض الأحيان نجد أن هنا كمذهبين في اللغة العربية مذهب الكوفيين ومذهب البصريين، الكوفيون يقولون بالنيابة في الحروف يعني يمكن للحرف أن ينوب عن الحرف الآخر، البصريون يقولون ما في حاجة للنيابة بالحروف وإنما نقول بالتضمين في الأفعال يعني نضمن الفعل معنى فعل آخر ثم نعديه تعدية، لو أخذنا مثالا يوضح هذه النقطة، نقول مثلا {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَاعِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان: 5، 6] هنا كلمة { .. عَيْناًيَشْرَبُ بِهَا .. } كيف عينا يشرب بها؟ الكوفيون قالوا الباء بمعنى من ..
عثمان عثمان: يشربوا منها.
أحمد حسن فرحات: أيوه، يشربوا منها وريحوا حالهم خلص وانتهى الموضوع. البصريون قالوا لا، نضمن فعل يشرب معنى فعل يرتوي ..
عثمان عثمان: لماذا لم ترد يرتوي؟.
أحمد حسن فرحات: ويرتوي تتعدى بالباء، ولكن بيبقى السؤال لوكان الأمر كما قال الكوفيون إذاً لماذا جاءت الباء ولم تأت من؟ ولو كان الأمر كما قال البصريون لماذا جاء فعل يشرب ولم يأت فعل يرتوي؟ إذاً يبقى هناك في بحث عن حكمة، حكمة هذا التعبير، هذا الكلام قد يقبل في كلام البشر في كلام الشعر في غيرذلك لكن القرآن لما يعدل عن قضية إلى قضية كأنه يقول لنا قفوا وتأمل هنا معنى خفي يجب أن تصل إليه.
عثمان عثمان: ما هو المعنى الخفي في هذه الآية؟
أحمد حسن فرحات: هنا الباء الحقيقة نستطيع أن نقول من سياق الكلام {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً .. } مزاجها، يعني مخلوطة بالكافور، تمزج بالكافور، الكافور من أين؟ عينا، إذاً عينا بدل من الكافور، إذا في الجنة ما في مكان نروح نشتري منه كافور وإنما هناك عين، هذه العين من يفجرها؟ الأبرار، عينا يفجرونها تفجيرا، طيب إذاً هم يفجرون العين وهم يمزجون الكأس، الكأس هي من الخمر، خمر الجنة تمزج بالكافور، من الذي يمزج؟ الأبرار، إذاً الباء هنا تفيد المزج كما تقول شربت الشاي بالحليب يعني ممزوجا به، إذاً {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا .. } يعني يشربون الكأس ممزوجة بها { .. يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} لما نقول بهذا المعنى ماذا نضيف إلى المعاني السابقة؟ نضيف أنه إلى متعة الشرب متعة التفجير ومتعة المزج، وهذه كلها تزول هذه المتع إذا قلنا بالنيابة بالحروف أو إذا قلنا بتضمين الأفعال.
عثمان عثمان: نعم. فضيلة الدكتور هل هناك آيات قد تكون مشكلة عندالبعض وعند البعض الآخر تكون غير مشكلة؟
أحمد حسن فرحات: هوممكن، يعني هذا بيسموه أحيانا المتشابه النسبي، قد يكون بعض العقول عندها من الذكاء ومن الغوص على المعاني القرآنية ما تحل به الإشكال مباشرة، وقد تكون عند البعض الآخر هي إيش؟ مشكلة، لكن في كل الأحوال هذا النوع من الإشكال سواء كان ابتداء أوكان لبعض الناس دون البعض الآخر المقصود منه حفز الذهن لكي يفكر ولكي يتدبر ولكي يبنى من خلال هذه العملية التي هي عملية اجتهادية في الواقع، يعني هناك أحيانا مثلا تقول من فوائد علم الرياضيات أنه بيحفز الذهن بيعمل رياضة عقلية وكذلك العملية الاجتهادية في فهم القرآن هي في الواقع نوع من هذه التربية العقلية الهائلة جدا
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[10 Sep 2010, 03:43 م]ـ
تساؤل حسن سائغ لأن الأئمة من قبلنا قد تساءلوا ذات التساؤل وحاولوا الإجابة فلنحاول أن نفهمها معاً بالاعتماد على أقوال أهل العلم ولنبدأ أولا بانتساخ ما قاله أئمة التفسير فيها ثم نوازن ونقارن
1 - الطبري
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (عينا يشرب بها عباد الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4988&idto=4988&bk_no=50&ID=5065#docu) ) يقول تعالى ذكره: كان مزاج الكأس التي يشرب بها هؤلاء الأبرار كالكافور في طيب رائحته من عين يشرب بها عباد الله الذين يدخلهم الجنة، والعين على هذا التأويل نصب على الحال من الهاء التي في (مزاجها) [ص: 94] ويعني بقوله: (يشرب بها عباد الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4988&idto=4988&bk_no=50&ID=5065#docu) ) يروى بها وينتقع. وقيل: يشرب بها ويشربها بمعنى واحد. وذكر الفراء أن بعضهم أنشده:
شربن بماء البحر ثم ترقعت متى لجج خضر لهن نئيج
وعني بقوله: " متى لجج " من، ومثله: إنه يتكلم بكلام حسن، ويتكلم كلاما حسنا
2 - ابن كثير
(إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=76&ayano=6#docu) ) وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة، مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة.
قال الحسن: برد الكافور في طيب الزنجبيل ; ولهذا قال: (عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=76&ayano=6#docu) ) أي: هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا بلا مزج ويروون بها ;
ولهذا ضمن يشرب " يروى " حتى عداه بالباء، ونصب) عينا) على التمييز.
قال بعضهم: هذا الشراب في طيبه كالكافور. وقال بعضهم: هو من عين كافور. وقال بعضهم: يجوز أن يكون منصوبا ب) يشرب) حكى هذه الأقوال الثلاثة ابن جرير.
3 - القرطبي
عينا يشرب بها عباد الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=76&ayano=6#docu) قال الفراء: إن الكافور اسم لعين ماء في الجنة ; ف " عينا " بدل من كافور على هذا. وقيل: بدل من كأس على الموضع. وقيل: هي حال من المضمر في مزاجها. وقيل: نصب على المدح ; كما يذكر الرجل فتقول: العاقل اللبيب ; أي ذكرتم العاقل اللبيب فهو نصب بإضمار أعني. وقيل يشربون عينا. وقال الزجاج المعنى من عين. ويقال: كافور وقافور. والكافور أيضا: وعاء طلع النخل وكذلك الكفرى ; قاله الأصمعي.
وأما قول الراعي:
تكسو المفارق واللبات ذا أرج من قصب معتلف الكافور دراج
فإن الظبي الذي يكون منه المسك إنما يرعى سنبل الطيب فجعله كافورا. يشرب بها ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=76&ayano=6#docu) قال الفراء: يشرب بها ويشربها سواء في المعنى، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع ; وأنشد [الشاعر أبو ذؤيب]:
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
[ص: 113] قال: ومثله فلان يتكلم بكلام حسن، ويتكلم كلاما حسنا. وقيل: المعنى يشربها والباء زائدة وقيل: الباء بدل (من) تقديره يشرب منها ; قاله القتبي.
4 - البغوي
(إن الأبرار ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) يعني المؤمنين الصادقين في إيمانهم المطيعين لربهم [واحدهم] بار مثل: شاهد وأشهاد، وناصر وأنصار، و " بر " أيضا مثل: نهر وأنهار (يشربون ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) في الآخرة، (من كأس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) [ فيها] شراب (كان مزاجها كافورا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) قال قتادة: يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك. قال عكرمة: " مزاجها " طعمها. وقال أهل المعاني: أراد كالكافور في بياضه وطيب ريحه وبرده؛ لأن الكافور لا يشرب، وهو كقوله: " حتى إذا جعله نارا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) " ( الكهف - 96) أي كنار. وهذا معنى قول [قتادة] ومجاهد: يمازجه ريح الكافور. وقال ابن كيسان:
(يُتْبَعُ)
(/)
طيبت بالكافور والمسك والزنجبيل. وقال عطاء والكلبي: الكافور اسم لعين ماء في الجنة. (عينا) نصب تبعا للكافور. وقيل: [هو] نصب على المدح. وقيل: أعني عينا. وقال الزجاج:
الأجود أن يكون المعنى من عين (يشرب بها) [قيل: يشربها] والباء صلة،
وقيل بها أي منها (عباد الله) قال ابن عباس أولياء الله (يفجرونها تفجيرا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) أي يقودونها حيث شاءوا من منازلهم وقصورهم، كمن يكون له نهر يفجره هاهنا وهاهنا إلى حيث يريد. (يوفون بالنذر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=76&ayano=6#docu) ) هذا من صفاتهم في الدنيا أي كانوا في الدنيا كذلك.
5 - الشوكاني
عينا يشرب بها عباد الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=66&surano=76&ayano=6#docu) انتصاب عينا على أنها بدل من كافورا؛ لأن ماءها في بياض الكافور.
وقال مكي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17140) : إنها بدل من محل (من كأس) على حذف مضاف كأنه قيل: يشربون خمرا خمر عين، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون: أي عينا من كأس، وقيل هي منتصبة على الاختصاص، قاله الأخفش وقيل منتصبة بإضمار فعل يفسره ما بعده:
أي يشربون عينا يشرب بها عباد الله،
والأول أولى [لعله قول مكي]، وتكون جملة يشرب بها عباد الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=66&surano=76&ayano=6#docu) صفة لـ (ـعينا).
وقيل إن الباء في يشرب بها ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=66&surano=76&ayano=6#docu) زائدة،
وقيل بمعنى " من " قاله الزجاج ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14416)، ويعضده قراءة ابن أبي عبلة ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12356) " يشربها عباد الله ".
وقيل إن " يشرب " مضمن معنى يلتذ،
وقيل هي متعلقة بـ (يشرب)، والضمير يعود إلى الكأس.
وقال الفراء: يشربها ويشرب بها سواء في المعنى، وكأن يشرب بها يروى بها وينتفع بها، وأنشد قول الهذلي:
شربن بماء البحر ثم ترفعت
قال: ومثله تكلم بكلام حسن، وتكلم كلاما حسنا يفجرونها تفجيرا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=66&surano=76&ayano=6#docu) أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاءون ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يريدون وصوله إليه، فهم يشقونها شقا كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا.
قال مجاهد: يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم، والجملة صفة أخرى ل عينا.
وقوله: (يفجرونها تفجيرا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=76&ayano=6#docu) ) أي: يتصرفون فيها حيث شاؤوا وأين شاؤوا، من قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالهم.
وندخل الآن في موضوع لماذا يشرب بها وليس يشرب منها ونجد أن المعنى يدور حول 3 احتمالات
تضمين الفعل معنى فعل آخر، أو أن الباء زائدة أو أن الباء بمعنى من.
وكل من هذه الثلاثة الموضوعات من خاص علم اللغة أعني التضمين، وزيادة الحرف وتبادل حروف الجر المعاني
نص الطبري على أنه ضمّن يشرب (معنى يروى) كأنه أخذه من الفراء، ولما كانت (يروى بـ) لا (يروى من) أخذ الفعل الحرف الملازم لما ضُمِّن معناه، ونقل الشوكاني أنه قد ضمّن يشرب (معنى يلتذ) ولذلك قال يشرب بها، فقد اتفقوا على التضمين. وحين نرجع إلى كتب الصرف لنرى تضمين فعل ما معنى فعل آخر نجدهم يقولون في قوله تعالى (((ولا تعزموا عقدة النكاح))) أنه تعالى ضمّن تعزموا معنى تنووا ولذلك عداه بدون حرف الجرّ لأن تعزموا يعدى بعلى. فنفهم من ذلك أن تضمين الفعل معنى فعل آخر يجعله يأخذ تركيبته النحوية فيأخذ تعديته إذا كان الفعل الأصل لازما ويأخذ حرف الجر الملازم للمتضمَّن بدل حرف الجر الملازم للأصل لكن ما ضوابط التضمين وهل يحق لك أن تُضمِّن أي فعل معنى أي فعل مقارب له؟
ليس الأمر مفتوحا كما يلحظ فلا بد للفعل أن يكون من مرادفات الفعل الأصل وها أنت أيها الأخ الكريم قد فتحت بتساؤلك مشروع بحث ضوابط تضمين الفعل معنى فعل آخر في اللغة العربية، ويحتاج الباحث أن يستقري الشواهد المنصوص عليها أولا ثم يشرع في استقراء شواهد باجتهاده مما يحتمل التضمين، ويقوم بعد ذلك بتصنيف أنواع الوظائف المنتقلة مع التضمين كتعدية اللازم ونوع حرف الجر. ولما كانت الباء من ملازمات الفعل مزج وتقدم ذكر المزاج في نفس الجملة لأن عينا حال والحال فضلة لجملة تسبقها صار من الممكن أن يكون المعنى كان مزاجها كافورا عينا يشربـ[ـونها ممزوجا] بها، فيكون المعنى أن الكافور ممزوج بالعين. وهذا المعنى تحتمله تركيبة المعنى المشار إليها من قبل الأئمة في الأقوال السابقة، وإن كنت أميل إلى معنى التضمين فقط لأنه أقرب إلى الظاهر والله أعلم
وأتمنى على الإخوة المتابعين للدراسات النحوية والصرفية أن يتحفونا هنا بما يعنّ لهم من دراسات عن الموضوعات الثلاثة
تضمين فعل ما معنى فعل آخر
تبادل حروف الجر معاني بعضها
زيادة حروف الجر بعد أفعال مخصوصة
فإن هذه الثلاثة المواضيع ذات خطر في علم الدلالة وتحليل النصوص. والمصادر المطلوبة هي أرقام الصفحات والطبعات من الكتب الكبيرة، ومظان الدراسات الحديثة. وشكر الله سعيكم مقدماً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:13 م]ـ
هذا الموضوع سبق نقاشه بتوسع في الملتقى، وقد تم عرض كتاب قيم تناول الموضوع بعنوان (التضمين النحوي في القرآن الكريم) للدكتور نديم فاضل، وكتاب آخر عن تناوب حروف الجر، وهي مسألة مشهورة.
وفقكم الله
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:40 ص]ـ
شكرا لكم وجزاكم الله تعالى كل خير
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[11 Sep 2010, 03:58 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
بخصوص طلب الدكتور عبدالرحمن الصالح، فجميع كتب النحو مصادر، لكن لعل أهمها ثلاثة:
1 - حروف المعاني للزجاجي 337هـ 2 - رصف المباني في شرح حروف المعاني، للمالقي 702هـ 3 - الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن قاسم المرادي 749 هـ
على أن الأخيرين لا يختلفان كثيرا عن الأول. وبشكل عام فكل من تكلم في هذي المسألة إنما نقل أوشرح كلام الفراء 207هـ رحمه الله في معاني القرآن 3/ 215 -
أما أهم دراسة حديثة فهي رسالة الدكتوراة للباحث أحمد هندي، وعنوانها:
حروف الجر في اللغة العربية .. من سيبويه إلى ابن مالك .. دراسة وصفية تحليلية في البنية والدلالة ونظام الجملة - جامعة عين شمس 1989
وثمة بحث آخر فيه إشارات وهو: نزع الخافض في الدرس النحوي .. للباحث حسين الحبشي
أما الفقير إلى ربه فله رأي مختلف، فالأمر لا يعدو أن يكون أحد اثنين، أو هما معا:
1 - أن تكون لهجات، فقبيلة تقول شربت منه، وأخرى تقول شربت به. ومثله تعدية الفعل (سأل) بعن في قوله تعالى
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} الأعراف163 {قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} سبأ25 {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} البقرة119 - وهو الأكثر - وبالباء في قوله {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} الفرقان59 {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} المعارج1 وهو الأقل، فقبيلة من العرب تقول سأل عنه، وأخرى تقول سأل به.
أما لماذا جرى اختيار هذه هنا وتلك هناك، فقد يكون له أسباب بلاغية أو دلالية أو - وهذا الراجح عندي - موسيقية إيقاعية
فلو أنه قال هناك " يشرب منها عباد الله " لأصبح إيقاع الإيات أبطأ، ولا يناسبه سوى السرعة
وأخيرا لم يذكر لنا فضيلته: قراءة ابن أبي عبلة سبعية هي أم عشرية أم ماذا؟ فلم أستدل عليها في مصدر قبل البحر المحيط.
فما لم تكن قراءة ثابتة، فتفسير يشرب بها بأنه يشربها على اعتبار زيادة الباء - كما احتمل الفراء - خطأ؛ لأن المعنى مختلف بين هذا وتلك، وقد نجد من يقول شربت الإناء، ولكن لا يقول " شربت النهر (أو البئر) " أحد
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Sep 2010, 09:38 م]ـ
الذي اقوله الان ان الاجابة ليست فيما تفضل به السادة الفضلاء ولكن جاءت يشرب بها دون منها مثلا لبيان ان تلك العين مذللة للشارب تذلل الكاس في يده فهو يشرب بالكاس الشراب تبيانا لتذللها وليس في الاية لازيادة ولا تضمين وابعد الاجابة تلك التي كنت من الفاضل السامرائي وبقية الاراء معروفة هذا ما خطر الان بالبال والله اعلم
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129855
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:21 ص]ـ
الذي اقوله الان ان الاجابة ليست فيما تفضل به السادة الفضلاء ولكن جاءت يشرب بها دون منها مثلا لبيان ان تلك العين مذللة للشارب تذلل الكاس في يده فهو يشرب بالكاس الشراب تبيانا لتذللها وليس في الاية لازيادة ولا تضمين وابعد الاجابة تلك التي كنت من الفاضل السامرائي وبقية الاراء معروفة هذا ما خطر الان بالبال والله اعلم
أرى أنك أخي الفاضل رددت جميع الأقوال، ثم جئت بقول، ولم تدلل عليه
وهذا ليس بمنهج علمي، وليس يكفي أن يكون ما عن بالبال
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 Sep 2010, 01:21 ص]ـ
أما لماذا جرى اختيار هذه هنا وتلك هناك، فقد يكون له أسباب بلاغية أو دلالية أو - وهذا الراجح عندي - موسيقية إيقاعية
فلينزه كتاب الله عن مثل هذه المصطلحات.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:52 ص]ـ
فلينزه كتاب الله عن مثل هذه المصطلحات.
أي مصطلحات؟ أتنكر أن في القرآن بلاغة وإيقاعا موسيقيا؟
ولعل له تسمية أخرى عندك
سمه ما شئت فلا مشاحة في الاصطلاح
ـ[مني لملوم]ــــــــ[28 Nov 2010, 04:41 م]ـ
1. ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پ پ پ چالإنسان: 6
كلمة يشرب هنا ضمنت معني يُروي بها.
لماذا لم يقل يروي بها؟
لأنه هناك فرق بين يشرب ويروي، فالانسان حين يشرب يأخذ قليلا من الماء دون أن يؤثر في العين، أما الارتواء فهو كثرة الشرب بحيث ينعكس ذلك علي كمية الماء بالنقص.
فجمعت الكلمة المعنيان، حيث أن عيون الجنة لا تنفذ (يشرب) ومن يشرب منها (يرتوي).
من محاضرة التضمين للأستاذ الدكتور محمد الصفتي.(/)
(من رب السماوات) ثم (سيقولون لله) لماذا تم استخدام حرف الجر؟
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[10 Sep 2010, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في سورة المؤمنون (قل من رب السماوات ... ) وأيضا (قل من بيده ... ) الجواب على هكذا سؤال يكون (سيقولون لله) فلماذا كان الجواب (لله)؟؟ طبعا مع العلم أن قراء البصرة (أبا عمرو ويعقوب) قرأوها (الله)
وشكر الله سعيكم
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:38 ص]ـ
أرجو إفادتي وكل الشكر لكم
ـ[عبدالله أحمد حسن]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:23 م]ـ
يرفع
وجزاكم الله تعالى خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:39 م]ـ
أرجو إفادتي وكل الشكر لكم
يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان:
"وقوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} جاء في هذه الآيات ثلاث مرات.
الأول: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}. وهذه اتفق جميع السبعة على قراءتها بلام الجر الداخلة على لفظ الجلالة، لأنها جواب المجرور بلام الجر، وقوله تعالى: {قُل لِّمَنِ الأرض وَمَن فِيهَآ} فجواب لمن الأرض، هو أن تقول: لله، وأما الثاني الذي هو {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} والثالث: الذي هو قوله {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ} فقد قرأهما أبو عمرو بحذف لام الجر ورفع الهاء من لفظ الجلالة.
والمعنى: على قراءة أبي عمرو المذكورة واضح لا إشكال فيه، لأن الظاهر في جواب من رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، أن تقول: الله بالرفع أي رب ما ذكر هو الله، وكذلك جواب قوله: {مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} فيه معنى من هو مالك السموات والأرض، والعرش، وكل شيء فيحسن الجواب بأن يقال: لله: أي كل ذلك ملك لله، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر:
إذا قيل من رب المزالف والقرى ... ورب الجياد الجرد قلت لخالد
لأن قوله: من رب المزالف فيه معنى من هو مالكها، فحسن الجواب باللام: أي هي لخالد. والمزالف: جمع مزلفة كمرحلة. قال في القاموس: هي كل قرية تكون بين البر والريف، وجمعها مزالف."
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير:
"وقرأ الجمهور {سيقولون لله} بلام جارة لاسم الجلالة على أنه حكاية لجوابهم المتوقع بمعناه لا بلفظه، لأنهم لما سئلوا ب (مَن) التي هي للاستفهام عن تعيين ذات المستفهم عنه كان مقتضى الاستعمال أن يكون الجواب بذكر اسم ذات المسؤول عنه، فكان العدول عن ذلك إلى الجواب عن كون السماوات السبع والعرش مملوكة لله عدولاً إلى جانب المعنى دون اللفظ مراعاة لكون المستفهم عنه لوحظ بوصف الربوبية والربوبية تقتضي الملك. ونظير هذا الاستعمال ما أنشده القرطبي وصاحب «المطلع
»: ... إذَا قِيلَ مَنْ ربّ المَزَالف والقرى
وربّ الجياد الجُرد؟ قلت لخالد ... ولم أقف على من سبقهما بذكر هذا البيت ولعلهما أخذاه من «تفسير الزجاج» ولم يعزواه إلى قائل ولعل قائله حذا به حذو استعمال الآية.
وأقول: إن الأجدر أن نبين وجه صوغ الآية بهذا الأسلوب فأرى أن ذلك لقصد التعريض بأنهم يحترزون عن أن يقولوا: رب السماوات السبع اللَّهُ، لأنهم أثبتوا مع الله أرباباً في السماوات إذ عبدوا الملائكة فهم عدلوا عما فيه نفي الربوبية عن معبوداتهم واقتصروا على الإقرار بأن السماوات ملك لله لأن ذلك لا يبطل أوهام شركهم من أصلها؛ ألا ترى أنهم يقولون في التلبية في الحج «لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك». ففي حكاية جوابهم بهذا اللفظ تورك عليهم، ولذلك ذيل حكاية جوابهم بالإنكار عليهم انتفاء اتقائهم الله تعالى.
وقرأه أبو عمرو ويعقوب {سيقولون الله} بدون لام الجر وهو كذلك في مصحف البصرة وبذلك كان اسم الجلالة مرفوعاً على أنه خبر (مَن) في قوله {من رب السموات} والمعنى واحد.
ولم يؤت مع هذا الاستفهام بشرط {إن كنتم تعلمون} [المؤمنون: 84] ونحوه كما جاء في سابقه لأن انفراد الله تعالى بالربوية في السماوات والعرش لا يشك فيه المشركون لأنهم لم يزعموا إلهية أصنامهم في السماوات والعوالم العلوية.
وخص وعظهم عقب جوابهم بالحث على تقوى الله لأنه لما تبين من الآية التي قبلها أنهم لا يسعهم إلا الاعتراف بأن الله مالك الأرض ومن فيها وعقبت تلك الآية بحظهم على التذكر ليظهر لهم أنهم عباد الله لا عباد الأصنام. وتبين من هذه الآية أنه رب السماوات وهي أعظم من الأرض وأنهم لا يسعهم إلاّ الاعتراف بذلك ناسب حثهم على تقواه لأنه يستحق الطاعة له وحده وأن يطيعوا رسوله فإن التقوى تتضمن طاعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
وحذف مفعول {تتقون} لتنزيل الفعل منزلة القاصر لأنه دال على معنى خاص وهو التقوى الشاملة لامتثال المأمورات واجتناب المنهيات."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:56 م]ـ
قد يقال والعلم عند الله:
أنهم لما سئلوا في المرة الأولى (((قلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ))) ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=23&AyaNum=84&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%82%d9%84%2b%d9%84%d9%85%d9%86%26Level%3dexact%2 6Type%3dphrase%26Page%3d0%26SectionID%3d-1) كان جوابهم مطابقا لصيغة السؤال فقالوا (((لله)))،
وكأنهم لشدة ظهور هذه الحقيقة عندهم وتسليمهم بها، جعلوا يجيبون على الأسئلة الموالية (((قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=23&AyaNum=86&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%82%d9%84%2b%d9%85%d9%86%26Level%3dexact%26Type% 3dphrase%26Page%3d0%26SectionID%3d-1))))((( قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( http://quran.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=217&SuraNum=23&AyaNum=88&Return=http%3a%2f%2fquran.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2fLoader.aspx%3fpageid%3d223%26Words%3d% d9%82%d9%84%2b%d9%85%d9%86%26Level%3dexact%26Type% 3dphrase%26Page%3d0%26SectionID%3d-1)))) بالجواب الأول دون انتباه لتغير الصيغة لعدم تركيزهم لأن الجواب لا يحتاج إلى تفكير كأنهم يغمضون أعينهم ويهزون رؤوسهم مستبقين الأسئلة الآتية بالإجابة المعروفة: لله، لله ... وكل ما ستسألنا عنه فهو لله أيضا. والله أعلم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2010, 02:25 ص]ـ
. . .كأنهم يغمضون أعينهم ويهزون رؤوسهم مستبقين الأسئلة الآتية بالإجابة المعروفة: لله، لله ... وكل ما ستسألنا عنه فهو لله أيضا. والله أعلم.
أحسنت، بارك الله فيك، فإن تفسيرك هذا هو نفس التفسير الذى خطر على بالى أنا كذلك بعد التفكير وقبل أن أطالع كلامك هذا
وأضيف: كأن الآيات الكريمة تصور لنا الحالة النفسية للقوم تصويرا دقيقا، حيث يبدون لنا وكأنهم يجيبون تلقائيا دون إصغاء وإنصات لصيغة السؤال، وكأنهم قوم لا يفقهون!!
وهذا من دقيق التعبير القرآنى المعجز، ومن مظاهر جماله الأخاذ!!(/)
الخلاف في معنى (قربانا آلهة) في قوله تعالى (اتخذوا من دون الله قربانا آلهة)
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[12 Sep 2010, 07:36 ص]ـ
قال تعالى: (فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون)
اختلف في إعراب (ألهة) بدلا عن (قربانا):
حيث ذهب الزمخشري إلى فساد المعنى على هذا الإعراب، ولم يبين وجه فساده.
يقول: (القربان: ما تقرب به إلى اللّه تعالى، أى: اتخذوهم شفعاء متقربا بهم إلى اللّه، حيث قالوا:
هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه. وأحد مفعولي اتخذ الراجع إلى الذين «1» المحذوف «2»، والثاني: آلهة،
وقربانا: حال ولا يصح أن يكون قربانا مفعولا ثانيا وآلهة بدلا منه لفساد المعنى.)
في حين ذهب أبو حيان إلى صحة المعنى وعدم فساده
يقول: (ولم يبين الزمخشري كيف يفسد المعنى، ويظهر أن المعنى صحيح على ذلك الإعراب.)
ولكن ابن المنير بين وجه فساد المعنى يقول: (لم يتبين وجه فساد المعنى على هذا الإعراب. ونحن نبينه فنقول: لو كان قربانا مفعولا ثانيا ومعناه متقربا بهم: لصار المعنى إلى أنهم وبخوا على ترك اتخاذ اللّه متقربا به، لأن السيد إذا ونخ عبده وقال: اتخذت فلانا سيدا دوني، فإنما معناه اللوم على نسبة السيادة إلى غيره، وليس هذا المقصد، فان اللّه تعالى يتقرب إليه ولا يتقرب به لغيره، فإنما وقع التوبيخ على نسبة الالهية إلى غير اللّه تعالى، فكان حق الكلام أن يكون آلهة هو المفعول الثاني لا غير.)
وبمثل قوله قال ابن هشام في مغنيه ..
يقول ابن هشام: ( ..... في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها:
الجهة الأولى أن يراعي ما يقتضيه ظاهر الصناعة ولا يراعي المعنى وكثيرا ما تزل الاقدام بسبب ذلك
.... الثامن عشر قول بعضهم في (فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة) إن الأصل اتخذوهم قربانا وإن الضمير وقربانا مفعولان وآلهة بدل من قربانا وقال الزمخشري إن ذلك فاسد في المعنى وإن الصواب أن آلهة هو المفعول الثاني وأن قربانا حال ولم يبين وجه فساد المعنى ووجهه أنهم إذا ذموا على اتخاذهم قربانا من دون الله اقتضى مفهومه الحث على أن يتخذوا الله سبحانه قربانا كما أنك إذا قلت أتتخذ فلانا معلما دوني كنت آمرا له أن يتخذك معلما له دونه والله تعالى يتقرب إليه بغيره ولا يتقرب به إلى غيره سبحانه)
ويقول السمين مؤيا فساد المعنى في دره: ( ...... الثاني: أنَّ المفعولَ الأولَ محذوفٌ، كما تقدَّم تقريرُه، و «قُرْباناً» مفعولاً ثانياً و «آلهةً» بدلٌ منه. وإليه نحا ابنُ عطية والحوفيُّ وأبو البقاء. إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ مَنَعَ هذا الوجهَ قال: «لفسادِ المعنى»، ولم يُبَيِّنْ جهةَ الفساد. قال الشيخ: «ويَظْهَرُ أنَّ المعنى صحيحٌ على ذلك الإِعراب»
قلت: ووجهُ الفسادِ - واللَّهُ أعلم - أنَّ القُرْبان اسمٌ لِما يُتَقَرَّبُ به إلى الإِله، فلو جَعَلْناه مفعولاً ثانياً، وآلهةً بدلاً منه لَزِمَ أَنْ يكونَ الشيءُ المتقرَّبُ به آلهةً، والفَرَضُ أنه غيرُ الآلهةِ، بل هو شيءٌ يُتَقَرَّب به إليها فهو غيرُها، فكيف تكون الآلهةُ بدلاً منه؟ هذا ما لا يجوزُ.)
وهذه المسألة كما يقول الشهاب في حاشيته عنها بأنها (من مزال الأقدام)
وقد فصل في هذه المسألة الشيخ العلامة محمد الأمين رحمه الله في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام لما سأله الأمير خالد السديري عن إعراب (قربانا) في بيت جرير:
هل تتركن إلى القسين هجرتكم ومسحهم صلبهم رحمن قربانا
يقول: (القربان: هو ما يتقرب به إلى الله تعالى، سواء كان معبودا يعبد من دون الله تعالى كما في هذا البيت، وكما في قوله تعالى (فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة)
أو كان شيئا آخر يتقرب به إلى الله كما في قوله تعالى من قول اليهود: (إن الله عهد إلينا آلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار)، وكما في قوله تعالى (واتل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما)
وقوله (رحمن قربانا) يحتمل فيما يظهر وجهين من الإعراب:
أحدهما: أن (رحمن) بدل من قوله (صلبهم) لأن الرحمن المذكر هو عين الصليب المتقرب به إلى الله عندهم، فو تابع بالنسبة بلا واسطة، كما هي عادة البدل، و (قربانا) بدل من (رحمن) بناء على جواز أن يكون من البدل بدل كما قال بعض المحققين، وأجروا عليه قوله تعالى (من الضأن اثنين ومن المعز اثنين) فإنه بدل من قوله (ثمانية أزواج) مع أن قوله (ثمانية أزواج) بدل من (حمولة وفرشا)
أو كل من (رحمن) و (قربانا) بدل من قوله: (صلبهم) لأن المراد بالرحمن والقربان عنده هو عين الصليب لا شيء آخر.
ونظير هذا الإعراب قوله تعالى (فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة) لأن أحسن أوجه الإعراب فيه أن قوله (قربانا) هو المفعول الثاني لاتخذوا، ومفعوله الأول الضمير المحذوف ..... والتقدير: فلولا نصرهم الذين اتخذوهم قربانا، وقوله (آلهة) بدل من قوله (قربانا) كما قال غير واحد من المحققين.
وذكرنا أنه أحسن أوجه الإعراب في الآية المذكورة، ونظيره الإعراب الذي ذكرنا في البيت.
..... والوجه الثاني من الإعراب: أن يكون قوله (رحمن قربانا) منصوبا بعامل محذوف دل المقام عليه، وتقديره: ومسحهم صلبهم يدعونها، أو يجعلونها رحمن ... ) أهـ
فالاختلاف في المعنى نشأ حول القربان أيطلق على الآلهة أم لا يطلق عليها؟
فمن منع البدلية نظر إلى أن القربان غير الآلهة ومن أجاز البدلية وهو الراجح نظر إلى أن القربان في هذه الآية هو الآلهة لقوله تعالى في سورة الزمر: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) والله أعلم
فما رأي المتخصصين في هذه المسألة وكل عام وأنتم بخير؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:57 ص]ـ
هذا رد من بعض الأحبة في منتديات أخرى على هذه المسألة أنقله للفائدة
((حياكم الله أخي العزيز الأستاذ أحمد الفقيه، وكل عام وأنتم بخير!
الأصل أن يكون القربان غير الإله، ولكن لا يلزم التمسك بهذا الأصل عند إعراب هذه الآية دون اعتبار للقرائن الحالية، وإني لأجد وجه البدلية أدل على المعنى، وقبل بيان رجحانه (كما أرى) لعلي أقدّم لكلامي بسؤال:
هل المشركون المقصودون في الآية كانوا يعاملون قرابينهم وفق الدلالة الأصلية لكلمة قربان، أو أنهم تجاوزوا هذا المفهوم إلى حد التأليه فدعوا تلك القرابين وذبحوا لها وصرفوا لها من العبادات ما لا يصرف إلا للإله الحق؟
أظن الجواب أن موقفهم من هذه القرابين مزدوج، فهم من حيث القول يقولون إنها قرابين يأملون أن تقربهم إلى الله، ومن حيث الفعل يؤلهون القرابين ويصرفون لها من العبادة ما لا يصرف إلا لله.
فهي قرابين حسب قولهم ومفهومهم، وهي آلهة حسب الواقع والحال، أو لنقلْ (قربان بمنزلة إله).
وإذا علمنا أن بدل الكل على نية الطرح علمنا أن المقصود الأساس من التوبيخ إنما هو توبيخهم على اتخاذهم أولئك الأشخاص أو تلك الأصنامَ آلهة، فكلمة (آلهة) في الآية هي المفعول الثاني المقصود من حيث المعنى لأنها بدل من (قربانا) على نية الطرح.
فإن قيل لمَ سلط الفعل على (قربانا) ثم أبدل منها (آلهة)؟
الجواب أنها لما كانت في عرفهم وزعمهم قرابين بدأ بها (قربانا) لتحضر تلك القرابين في الذهن فلا يُتوهم غيرها، ثم أبدل منها الكلمة التي تتفق دلالتها الحقيقية مع أفعالهم تجاه قرابينهم (آلهة) ليُعلم أن القربان والآلهة شيء واحد ما دام كلاهما يعبد من دون الله.
تحياتي ومودتي))
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[15 Sep 2010, 11:17 ص]ـ
السلام عليكم
اذا هي قربان بإعتبار انهم يظنون انها تقربهم الى الله والواقع غير ذلك بل هذه القرابيين تزيدهم بعدا لا قربا من الله تعالى لأن الله لم يأذن بها لتكون وسيلة وقربة إليه فصار هذا القربان آلهة لهم، فهي قربان كما زعموا ـ وليس الأمر كما ظنوا ـ بل هي آلهة وإن أنكروا فأعلم أنه " لا إله إلا الله "(/)
مختصرات "البحر المحيط"، وسهو لأبي حيان، ورأيه في مختصر الصفاقسي.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Sep 2010, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
تمهيد:
منذ ألَّف أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي (654هـ - 745هـ) تفسيره العظيم: "البحر المحيط"، وهذا التفسير طلبة الطلاب والعلماء، خصوصا في مباحثه النحوية واللغوية والبلاغية التي أهلته لاحتلال الصدارة بين التفاسير اللغوية. ومن مظاهر الاهتمام بهذه المباحث اللغوية أن تلاميذ أبي حيان ومعاصريه بدؤوا في حياته يفردون هذه المباحث في كتب مستقلة ويعلقون عليها موافقين أو مخالفين؛ فجرد ثلاثة من أصحاب أبي حيان، المباحث النحوية من "البحر المحيط"؛ كأنما استشعروا أن أبا حيان إنما أبدع في هذا الجانب، وأما في مباحثه الأخرى فهو كسائر المفسرين. ولن نستغرب هذا إذا تذكرنا أن أبا حيان - حسب عبارة الصفدي (في ترجمته في أعيان العصر وأعوان النصر) -: "كان أمير المؤمنين في النحو" "وعلى الجملة فكان إمام النحاة في عصره شرقا وغربا، وفريد هذا الفن الفذ بعدا وقربا، ( .. ) خدم هذا العلم مدة تقارب الثمانين، وسلك من غرائبه وغوامضه طرقا متشعبة الأفانين". وإذا كان أبو حيان في "البحر المحيط" قد أكثر من مناقشة أبي البقاء العكبري وابن عطية والزمخشري، فإن أصحاب أبي حيان قد اتبعوا المنهج نفسه مع شيخهم، فناقشوه كما ناقش هو سلفه من المعربين.
مختصرات "البحر المحيط":
1 - النهر الماد من البحر:
لأبي حيان نفسه، لكنه خالف سائر المختصرين في أنه لم يقتصر في هذا الاختصار على المباحث النحوية، لكنه مع ذلك أشار إلى أنه يوليها اهتماما خاصا، كما يقول في مقدمته عن منهجه (النهر الماد من البحر: 1/ 4 – 12): "وبعد فإني لما صنفت كتابي الكبير، المسمى بـ"البحر المحيط" في علم التفسير، عجز عن قطعه لطوله السابح، وتفلت له عن اقتناصه البارح منه والسانح، فأجريت منه نهرا تجري عيونه، وتلتقي بأبكاره فيه عونه، لينشط الكسلان في اجتلاء جماله، ويرتوي الظمآن بارتشاف زلاله، وربما نشأ في هذا النهر، ما لم يكن في البحر، وذلك لتجدد نظر المستخرج للآليه، المبتهج بالفكرة في معانيه ومعاليه، وما أخليته من أكثر ما تضمنه البحر من نقوده، بل اقتصرت على يواقيت عقوده، ونكبت فيه عن ذكر ما في البحر من أقوال اضطربت بها لججه، وإعراب متكلف تقاصرت عنه حججه، وتفكيك أجزاء يخرج بها الكلام عن براعته، ويتجرد من فاخر بلاغته ونصاعته، وهذا النهر مده من بحر ليس له جزر، فيعسر ورده على من حظه من النحو نزر، لأن إدراك عويص المعاني، مرتب على تقدم معرفة المباني".
2 - الدر اللقيط من البحر المحيط:
للإمام أبي محمد تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي الحنفي النحوي (682 – 749هـ)، وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان. يقول في مقدمته عن منهجه (الدر اللقيط: 1/ 4 - 11): "وبعد فهذا كتاب يشتمل على ذكر ما في كتاب شيخنا الأستاذ العالم الحافظ أبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي نزيل القاهرة، أيده الله، في تفسير القرآن المسمى بـ"البحر المحيط"، من الكلام مع الإمام العلامة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر بن محمود الزمخشري، والقاضي المفسر العالم أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي، رحمهم الله، والرد عليهما في ما ذكراه في كتابيهما في التفسير، والتنبيه على خطئهما في الأحكام الإعرابية، وتقرير ذلك أحسن تقرير، جردته منه لنفسي، وجعلته عمدة عند الوحشة لأنسي، إذ كان نخبة ما فيه، وزبدة ما يتضمنه من المعاني الشريفة ويحويه، وإن كانت فرائده تزهو على الزهر، وفوائده تزيد على عدد نقط القطر، وربما ذكرت فيه من فوائد الكتاب المذكور غير ذلك من ما يعم به النفع ويثلج الصدر". وإن كان ابن مكتوم قد يخرج عن "البحر المحيط" ويأتي بزيادات من عنده، كما يقول الصفدي (في ترجمة ابن مكتوم من أعيان العصر وأعوان النصر): "وملكت بخطه "الدر اللقيط من البحر المحيط" وهو في مجلدين، التقطه
(يُتْبَعُ)
(/)
من تفسير شيخنا أثير الدين، وتكلم هو في بعض الأماكن وليس بكثر بعض شيء، فجاء كتابا جيدا".
3 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون:
للإمام شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين، (ت: 756هـ) وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان أيضا، وقد تأثر فيه تأثرا بالغا بشيخه (انظر: الدر المصون (الدراسة) 1/ 79 - 80)، حتى قطع بعضهم بأن "الدر" هو تلخيص لـ"لبحر" مع زيادات، كما يقول التنبكتي (نيل الابتهاج: 43): "وتأليفه في إعراب القرآن في أربعة أسفار كبار لخصه من تفسير أبي حيان وزاده أشياء"، ويقول الإمام محمد الأمير (حاشية الأمير على المغني: 2/ 42): "أي: لخص كل منهما إعرابا [يعني: من "البحر المحيط"]، وهما الصفاقسي وشهاب الدين الحلبي المعروف بالسمين". ومن الدليل على أن "الدر" هو اختصار لـ"لبحر" أن السمين تبع أبا حيان في سهوه في مسألة "زبرا". كما سيأتي. لكن السمين لم يقتصر على الاختصار وإنما أكثر من مناقشة أبي حيان (انظر: الدر المصون (الدراسة): 1/ 81 - 96)، كما يقول ابن حجر (في ترجمة السمين في الدرر الكامنة: 1/ 55): "وله تفسير القرآن في عشرين مجلدة رأيته بخطه، والإعراب سماه: "الدر المصون"، في ثلاثة أسفار بخطه، صنفه في حياة شيخه وناقشه فيه مناقشات كثيرة، غالبها جيدة".
ولم يذكر محققو "البحر المحيط" (ط. دار الكتب العلمية: 1/ 93) "الدر المصون" بين اختصارات "البحر المحيط".
4 – إعراب القرآن الكريم:
للإمام برهان الدين إبراهيم بن محمد القيسي الصفاقسي (ت: 742هـ): وهو من أصحاب أبي حيان، وقد ألف هذا الكتاب في حياة أبي حيان أيضا، وهو أكثر اختصارا من "الدر المصون" (انظر: نيل الابتهاج: 43). ويتميز هذا الكتاب عن المختصرين السابقين بأن الإمام أبا حيان لم يرض عنه، بل انتقده انتقادا لاذعا، كما يروي الإمام أبو زكرياء السراج في فهرسه، عن الإمام منديل بن أبي عبد الله محمد بن آجروم الصنهاجي، أنه لقي أبا حيان فأملى عليه ما يلي: (نيل الابتهاج: 613 - 614): "يعلم واقفه أن شخصا يسمى إبراهيم الصفاقسي، وقف على نسخة سقيمة غاية [كذا] الرداءة والتصحيف والتحريف من كتابي "البحر المحيط"؛ فنقل منه مسائل في كتب [كذا] جمعه من الإعراب، وغيَّرَه، وزاد من كلام أبي البقاء، وإنما ذكر كلامي ليروج به كتابه، وأنا بريء من عهدة ما نقل عني؛ إذ لم ينقل كلامي بلفظه ولم ينتقه، وليس بأهل لفهم كلامي لضعفه جدا في العربية، مشتغل [كذا] بفروع مذهب مالك وشيء من أصول الفقه، مع صغر السن وعدم الأصيل [كذا] ومنشإ يعرفه من يعرفه، وقد عاتبته على ذلك".
وقد نقل الإمام ابن غازي كلام أبي حيان بالمعنى وجعل راويه هو أبا عبد الله بن آجروم لا ولده منديل، كما يقول: (نيل الابتهاج: 42 – 43): "ولما حج الأستاذ الأكبر أبو عبد الله بن آجروم الفاسي استجاز أبا حيان فأجازه، وكان من من أدرج في إجازته تعريفا لأهل الغرب، وقال: "إن فتى يقال له إبراهيم الصفاقسي لا يحسن النظر في العربية، وإنما يحسن شيئا من فقه مذهب مالك، قد تسور على ديواني "البحر المحيط"؛ فسلخ ما فيه من الإعراب بغير إذني وقولني فيه ما أقل، فإني بريء منه. أو ما هذا معناه".
وقد علق التنبكتي على خلط ابن غازي بين منديل وأبيه هنا بقوله (نيل الابتهاج: 614): "قلت: وتقدمت هذه الحكاية في ترجمة الصفاقسي عن أبي المترجم به هنا، وما هنا هو الصواب".
ثم علق ابن غازي على انتقاد أبي حيان لاختصار الصفاقسي لـ"لبحر المحيط"، بأن المغاربة لم يقتنعوا به، بل تقبلوا اختصار الصفاقسي بقبول حسن (نيل الابتهاج: 614): "ومع هذا فقد أعطاه الغرب [كذا] الأذن الصماء، وأكبوا على تصنيف الصفاقسي:
والناس أكيس من أن يمدحوا رجلا=ما لم يروا عنده آثار إحسان".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ابن غازي أيضا في كتابه: "المطلب الكلي في محادثة الإمام القلي" (نيل الابتهاج: 42): "ولقد كان شيخنا شيخ الجماعة الإمام الأستاذ أبو عبد الله الكبير يثني كثيرا على فهم الصفاقسي ويراه مصيبا في أكثر تعقباته وانتقاداته لأبي حيان". ويقول ابن مرزوق في الثناء على هذا الكتاب (نيل الابتهاج: 42): "سمعت من لفظه كتابه الذي أعرب فيه وأغرب في إعراب القرآن، وتحدث فيه مع شيخنا أبي حيان في أبحاثه". ويقول ابن فرحون في الثناء عليه (الديباج المذهب: 92): "وهو من أجل كتب الأعاريب وأكثرها فائدة".
ولم يذكر محققو "البحر المحيط" (ط. الكتب العلمية: 1/ 93) اختصار الصفاقسي بين اختصارات "البحر المحيط".
5 – المحاكمات أبي حيان والزمخشري:
للإمام أبي زكرياء يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله، الشاوي الملياني الجزائري (1030 - 1096هـ) نزيل مصر، يقول في مقدمته عن منهجه: "وبعد: فالكتاب قصدت فيه جمع اعتراضات الإمام ذي البيان، المشتهر بأبي حيان، على ابن عطية ومحمود الزمخشري، والتكلم معه بما يظهر للقريب والبعيد، وأسأل الله في ذلك التسديد". (انظر: الأعلام للزركلي: 8/ 169، والبحر المحيط ط. دار الكتب العلمية (الدراسة): 1/ 93).
وهكذا لم تقتصر الاختصارات النحوية لـ"لبحر المحيط" على تلاميذ أبي حيان؛ فهذا أحد المتأخرين يختصره اختصارا نحويا أيضا.
مختصران يتبعان أبا حيان في سهوه:
قال الإمام ابن هشام (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: 2/ 48): "وحصل للإمام فخر الدين في تفسير هذه الآية [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم] سهو؛ فإنه سأل: "ما الحكمة في تقديم "من دونكم" على "بطانة"؟ وأجاب بأن محط النهي هو "من دونكم" لا "بطانة"؛ فلذلك قدم الأهم. وليست التلاوة كما ذكر. ونظير هذا أن أبا حيان فسر في سورة الأنبياء كلمة "زبرا" بعد قوله تعالى: "وتقطعوا أمرهم بينهم"، وإنما هي في سورة المؤمنون، وترك تفسيرها هناك. وتبعه على هذا السهو رجلان لخصا من تفسيره إعرابا".
فمن هما هذان الرجلان اللذان اختصرا "البحر المحيط" وتبعا أبا حيان على هذا السهو؟
أبهم ابن هشام الرجلين، ولم يشأ أن يحددهما لنا؛ فأثار ذلك إشكالا لدى طلاب العلم والشيوخ؛ قال الإمام التنبكتي (نيل الابتهاج: 43): "وذكر الشيخ أبو عبد الله الرصاع التونسي في كلامه على آيات المغني أن الطلبة كثيرا ما يسألون عن ثاني الرجلين المذكورين، وأنه سأل عنه بعض شيوخه فلم يجبه".
واختلفت الآراء في تحديد المقصود بهذين الرجلين. مع ملاحظة أن ابن هشام نفسه (ت: 761هـ) من أصحاب أبي حيان أيضا، فهو لا شك يعني بالرجلين بعض زملائه أصحاب أبي حيان.
فالإمام ابن فرحون – وقد عاش في عصر أبي حيان وأصحابه (ت: 799هـ) - يرى أن إبراهيم الصفاقسي لم ينفرد بتأليف "إعراب القرآن"، بل شاركه في تأليفه أخوه القاضي شمس الدين محمد؛ وعليه فيكون الكتاب من تأليف شخصين، كما يقول ابن فرحون (الديباج المذهب: 92): "ومن تآليفهما "إعراب القرآن الكريم" وهو من أجل كتب الأعاريب وأكثرها فائدة جرده من "البحر المحيط". وتبعه محمد بن محمد مخلوف الذي يقول عن مؤلفات الصفاقسي (شجرة النور الزكية: 209): "وإعراب القرآن مشهور له وأخيه الشمس محمد".
فإذا كان "إعراب القرآن الكريم" من تأليف الأخوين الصفاقسيين، صح أن يكونا هما المقصودين بـ"الرجلين" في كلام ابن هشام. وهذا الرأي هو ما أخذ به الإمام ابن غازي؛ فهو يوافق ابن فرحون في نسبة الكتاب إلى الرجلين، بل صرح بأنهما هما المقصودان بكلام ابن هشام، كما يقول في كتابه: "المطلب الكلي في محادثة الإمام القلي" (نيل الابتهاج: 42): "وقد كان له أخ نبيل شاركه في تصنيف كتابه المجيد المذكور، كما نبه عليه صاحب "المغني" حيث نكت عليهما في إعراب "زبرا" في غير محله تبعا لأبي حيان".
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن الإمام التنبكتي لم يوافقهم على هذا الرأي، بل رأى أن "إعراب القرآن الكريم" هو من تأليف إبراهيم وحده، ورأى أن السبب في نسبة الكتاب إلى الأخوين الصفاقسيين هو الفهم الخاطئ لكلام ابن هشام في "المغني"؛ بل الرجل الآخر الذي قصده ابن هشام هو السمين الحلبي، وعزا التنبكتي ذلك إلى هامش نسخة عتيقة من "المغني"، كما يقول ردا على رأي ابن فرحون وابن غازي (نيل الابتهاج: 43): "وليس ذلك بمعتمد، وقد تقدم من كلام ابن مرزوق وتلميذه ومن كلام الحافظ ابن حجر أن برهان الدين هو مؤلف "الإعراب". وإنما ثاني الرجلين الذي عناه ابن هشام: الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الدائم الحلبي المصري الشافعي الشهير بالسمين، أحد أكابر أصحاب أبي حيان، وتأليفه في إعراب القرآن في أربعة أسفار كبار لخصه من تفسير أبي حيان وزاده أشياء سماه "المصون" ( .. ) فالرجلان اللذان عنى ابن هشام هما الصفاقسي والسمين، وكذلك رأيت اسمهما مقيدا على نسخة عتيقة من "المغني" بخط عتيق، والله أعلم". ونرى الموقف نفسه عند الإمام محمد الأمير؛ فقد نص على أن الرجل الآخر هو السمين الحلبي، كما يقول (حاشية الأمير على المغني: 2/ 42): "أي: لخص كل منهما إعرابا، وهما الصفاقسي وشهاب الدين الحلبي المعروف بالسمين".
ومن ما يدل على صواب ما قاله التنبكتي أن السمين قد وقع في هذا السهو تقليدا لأبي حيان، كما قال التنبكتي؛ فقد أعرب السمين "زبرا" في سورة الأنبياء، بل يفهم من كلامه أنه ينتقد أبا البقاء على ذكرها في سورة المؤمنين لا في سورة الأنبياء!! كما يقول (الدر المصون: 10/ 329): "نقله أبو البقاء في سورة المؤمنين. ( .. ) ولم يتعرض له أبو البقاء في هذه السورة وتعرض له في المؤمنين"!!
أما "الدر اللقيط" فليس هو المقصود بلا شك؛ لأنه لم يتعرض للمسألة (6/ 336). (وانظر البحر المحيط (ط. دار السعادة): 6/ 338).
المراجع:
- الأعلام - تأليف: الزركلي (خير الدين) – دار العلم للملايين – بيروت – ط 11.
- أعيان العصر وأعوان النصر – تأليف: الصفدي (أبي الصفاء صلاح الدين خليل بن أيبك).
- البحر المحيط – تأليف: أبي حيان (أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي) - مطبعة السعادة بمصر – ط 1 – 1328هـ.
- البحر المحيط - تأليف: أبي حيان (أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي) – دراسة وتحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ علي محمد معوض. شارك في تحقيقه: د. زكريا عبد المجيد المنوفي، ود. أحمد النجولي الجمل – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان – ط 1 – 1413هـ/1993م.
- حاشية الأمير على مغني اللبيب – تأليف: الأمير (محمد الأمير السنباوي المالكي) – بهامش مغني اللبيب.
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة – تأليف ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي) – تحقيق: محمد سيد جاد الحق – دار الكتب الحديثة / مطبعة المدني – مصر – 1966م.
- الدر اللقيط من البحر المحيط – تأليف: ابن مكتوم القيسي (أبي محمد تاج الدين أحمد بن عبد القادر الحنفي النحوي) - بهامش البحر المحيط.
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون – تأليف: السمين الحلبي (شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الدائم) – تحقيق: د. أحمد محمد الخراط – دار القلم – دمشق.
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب – تأليف: ابن فرحون (قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي المدني) – مطبعة السعادة – مصر - ط. 1 – 1329هـ.
- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية – تأليف: محمد بن محمد مخلوف التونسي – المطبعة السلفية ومكتبتها – القاهرة – 1349هـ.
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب – تأليف: ابن هشام (جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف) – مصر – 1303هـ.
- النهر الماد من البحر - تأليف: أبي حيان (أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي) - بهامش البحر المحيط.
- نيل الابتهاج بتطريز الديباج – تأليف: التنبكتي (أحمد بابا) – إشراف وتقديم: عبد الحميد عبد الله الهرامة – منشورات كلية الدعوة الإسلامية – طرابلس – الجماهيرية الليبية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:06 ص]ـ
مقالةٌ رائعةٌ، جَمَّةُ الفوائدِ، تذكرني بكتاب قيم جداً بعنوان (عبقرية التأليف العربي) للدكتور كمال عرفات نبهان، أشار فيه إلى أفكار قيمة جداً في تتبع تاريخ المؤلفات وما دار حولها من تآليف كالمختصرات والتعقبات والاستدراكات والشروح والتهذيبات والتلخيصات والنظم والحواشي وغيرها من فنون التأليف. وهو كتاب هممت غير مرة بعرضه في الملتقى لجودة أفكاره وإمكانية توظيف الكثير منها في الدراسات القرآنية، وأرجو أن ييسر الله لي أو لغيري ذلك.
رعاك الله يا دكتور أحمد وأدام توفيقك.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:36 ص]ـ
اثني بالشكر على هذه المقالة الماتعة المليئة بالفوائد وارجو من الشيخ عبد الرحمن ان لا يعرض الكتاب الذي اشار اليه فحسب بل ارجوه ان يتكرم ويصوره نسخة (بي دي اف) ويضعه في الملتقى لتعم الفائدة منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:41 ص]ـ
اثني بالشكر على هذه المقالة الماتعة المليئة بالفوائد وارجو من الشيخ عبد الرحمن ان لا يعرض الكتاب الذي اشار اليه فحسب بل ارجوه ان يتكرم ويصوره نسخة (بي دي اف) ويضعه في الملتقى لتعم الفائدة منه
سأفعل إن شاء الله.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:58 م]ـ
جزاكما الله خيرا يا صاحبي الفضيلة، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكما.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:44 ص]ـ
أشكر فضيلة الدكتور أحمد كوري على مشاركاته العلمية القيمة التي يتحفنا بها في الملتقى، وهي تنم عن علم غزير وعقل ذكي، وقد استفدنا منها العلم الأصيل، والأدب الجميل، وأرجو أن تكون مثالاً يُحتذى من قبل الإخوة الفضلاء، والأخوات الفضليات.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ، على الاهتمام والمشاركة، وشكرا جزيلا لكم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:38 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
وعلى هذا الرابط
هنا نتناقش فيما يرد في لقاءات النحو ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=674&page=5)
تجدون هذه الفائدة الجكنية:
قال ابن هشام رحمه الله:
" ...... ونظير هذا أن أبا حيان فسّر في سورة الأنبياء كلمة " زبراً " بعد قوله تعالى " وتقطعوا أمرهم بينهم " وإنما هي في سورة المؤمنون، وترك تفسيرها هناك، وتبعه على هذا السهو رجلان لخصا من تفسيره إعراباً " اهـ
قال محشّيه الأمير:
" قوله (لخصا من تفسيره إعراباً) أي لخص كل منهما إعراباً وهما: السفاقسي وشهاب الدين الدين الحلبي المعروف بالسمين ". اهـ
قال العبد الضعيف:
قال ابن هشام رحمه الله في الكلام على " ثم ": وأما الترتيب فخالف قوم في اقتضائها إياه تمسكاً بقوله تعالى " هو الذي خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها " اهـ
قال الأمير:
" قوله (هو الذي خلقكم) هكذا في نسخة، وتلاوة الآية التي فيها (ثم) بدون (هو الذي) فالصواب حذفها لأنها في الزمر ونصها " خلقكم من نفس واحدة ثم جعل " وأما التي فيها (هو الذي) فهي آية الأعراف وليس فيها " ثم " بل فيها الواو بدلها.اهـ
وعفواً على التطفل على النحويين.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Sep 2010, 04:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[23 Oct 2010, 12:01 ص]ـ
بعد كتابة هذه المقالة اطلعت على مقال في مجلة العرب (ص: 427 - 431)، بعنوان: "نصوص محققة في علوم القرآن"، ذكر فيه كاتبه لائحة هذه النصوص، وذكر من بينها: "المجيد في إعراب القرآن المجيد" للسفاقسي المتوفى سنة: 742هـ، ثم قال:
"وقد قام بتحقيق هذه الرسائل الأستاذ الجليل الدكتور حاتم صالح الضامن – رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة بغداد – وكان نشرها في مجلات مختلفة، ثم جمعها في كتاب واحد، وحسنا فعل".
ثم قال كاتب المقال: "و"المجيد في إعراب القرآن المجيد" كان المحقق الكريم ذا اهتمام به منذ أيام دراسته في القاهرة، حيث رغب أن يكون تحقيقه موضوع رسالة الدكتوراة ولكنه انتقل إلى موضوع آخر بعد انتقاله من جامعة القاهرة إلى جامعة أخرى. ومؤلف الكتاب من تلاميذ أبي حيان صاحب كتاب "البحر المحيط" وهو كثير النقل عنه، كما رجع إلى كتاب أبي البقاء العكبري "البيان في إعراب القرآن"، ويظهر أن هذه الرسالة جزء من كتاب، إذ هي لا تحتوي إلا على إعراب سورة الفاتحة".
المصدر:
مجلة العرب – لصاحبها: حمد الجاسر – ج 5، 6 - س 27 – ذوا القعدة والحجة سنة: 1412هـ - أيار / حزيران (مايو / يونيو) سنة: 1992م.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Nov 2010, 05:34 م]ـ
ثم وقفت على القطعة التي حققها ونشرها العلامة د. حاتم الضامن؛ فإذا هو قد ذكر في مقدمته لها أنه كان ينوي تحقيق الكتاب كاملا، وسجل تحقيقه ودراسته موضوعا للدكتوراه في جامعة القاهرة، بعد أن تهيب كثيرون خوض غمار تحقيقه لطوله وكثرة شواهده وتفرق مخطوطاته، ثم انتقل إلى جامعة بغداد وغيَّر موضوع رسالة الدكتوراه، وأعرض عن إكمال تحقيق الكتاب، ثم نشر منه تحقيق قسم البسملة والفاتحة فقط. (انظر: المجيد: 325).
(يُتْبَعُ)
(/)
فليت هذا الأثر النفيس، يجد مِن أمثال د. حاتم الضامن – وقليل ما هم – مَن يحققه تحقيقا يناسب مكانته.
منهج "المجيد":
يقول الإمام الصفاقسي في مقدمته متحدثا عن منهجه بعد أن بين أن المنهج الصحيح في إعراب القرآن هو بناء النحو والصرف على أصولهما (المجيد: 336 - 337):
"وقل من سلك هذه الطريقة من المعربين، واقتعد غاربها من المحققين، إلا الشيخ الفاضل المحقق أثير الدين؛ فإنه ضمن كتابه المسمى بـ"البحر المحيط" هذا الطريق، وسلك فيه سبيل التحقيق، وزيف أقوال كثير من المعربين، وبين حيدها عن أصول المحققين، هذا مع ما له في علم اللسان، من الكتب العظيمة الشان، جمع فيها ما لم يسبق إليه، ولا احتوى أحد قبله ولا يحتوي بعده عليه، فلقد أتقن ما جمع نهاية الإتقان، وأحسن إلى طلبة هذا العلم غاية الإحسان، فجزاه الله عن العلم والعلماء خيرا، وزاده شرفا كثيرا، لكنه – أبقاه الله – سلك في ذلك سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب فتفرق فيه هذا المقصود، وصعب جمعه إلا بعد بذل المجهود، فاستخرت الله تعالى في جمعه وتقريبه، وتلخيصه وتهذيبه، فوجدت لسبيل التأميل مدرجا، وجعل الله لي من ربقة العجز مخرجا، فشرعت في ما عزمت عليه، وامتطيت جواد الجد إليه، فجاء – والحمد لله – في أقرب زمان على نحو ما أملت، وتيسر علي سبيل ما رمت وقصدت، ولا أقول إني اخترعت، بل جمعت ولخصت، ولا إني أغربت، بل بينت وأعربت، ولما كان كتاب أبي البقاء المسمى بـ"البيان في إعراب القرآن" كتابا قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه، جمعت ما بقي فيه من إعرابه، من ما لم يضمنه الشيخ في كتابه، وضممت إليه من غيره، ما ستقف عليه – إن شاء الله تعالى – عند ذكره، ليكتفي الطالب لهذا الفن بضيائه، ولا يسير إلا تحت لوائه:
كالشمس يستمد من أنوارها=والشمس لا تحتاج لاستمداد
على أنه لو لم يشتمل على هذه الزيادة، لكان فيه أعظم كفاية ومزادة، وبالنظر فيه ترى الفرق، وتعرف الحق. وجعلت علامة ما زدت على كتاب الشيخ: (م)، وما يتفق لي – إن أمكن – فعلامته: (قلت)، وما فيه من (اعترض) و (أجيب) و (أورد) ونحو ذلك، من ما لم أسم قائله فهو للشيخ. وقد تكون القراءة الشاذة عن أشخاص متعددين فأكتفي بذكر واحد منهم قصدا للاختصار، وما كان عن بعض القراء أو شاذا عزيته إليه، ثم أقول: (والباقون) وأريد به: من السبعة."
ذلك هو منهج الكتاب، وقد جاءت مقدمته حافلة بالإعجاب والثناء على شخص أبي حيان وكتابه، لكن الصفاقسي مع ذلك أثار غيظ شيخه أبي حيان، لأنه قد تعقبه في بعض المواضع، وأضاف إلى "البحر" زيادات من "تبيان" العكبري.
وتلفت النظر في الكتاب ظاهرة كثرة الشواهد الشعرية، كما يقول العلامة د. حاتم الضامن (المجيد: 329): "وامتاز الكتاب بكثرة شواهده التي أربت على الألف، وتتضح قيمة هذه الثروة الشعرية إذا ما قوبل بغيره من كتب إعراب القرآن؛ فقد بلغت شواهد مكي بن أبي طالب في كتابه "مشكل القرآن" اثنين وثلاثين شاهدا، وبلغت عند أبي البقاء العكبري في كتابه: "التبيان في إعراب القرآن" واحدا وستين شاهدا".
مخطوطات "المجيد":
اعتمد المحقق على مخطوطتين للكتاب، هما:
1 – نسخة دار الكتب الظاهرية، المرقمة بـ: (530 تفسير).
2 – نسخة دار الكتب المصرية، المرقمة بـ: (222 تفسير).
(انظر: المجيد: 329).
"المجيد": هل هو اختصار مباشر أم اختصار للاختصار؟
ذهب الإمام السيوطي إلى أن "المجيد" هو اختصار لـ"لدر المصون" للسمين الحلبي، ومعروف أن "الدر" هو اختصار لـ"لبحر"، يقول السيوطي في الإتقان: "النوع الحادي والأربعون في معرفة إعرابه: أفرده بالتصنيف خلائق منهم مكي وكتابه في المشكل خاصة، والحوفي وهو أوضحها، وأبو البقاء العكبري وهو أشهرها، والسمين وهو أجلها على ما فيه من حشو وتطويل، ولخصه السفاقسي فحرره، وتفسير أبي حيان مشحون بذلك".
لكن حاجي خليفة في "كشف الظنون" وهَّم السيوطي في ذلك، وبرهن على أن "المجيد" اختصار لـ"لبحر"، لا لـ"لدر"، يقول معلقا على كلام السيوطي: "وهو وهم منه؛ لأن السفاقسي ما لخص إعرابه منه، بل من "البحر" كما عرفت، والسمين لخصه أيضا من "البحر" في حياة شيخه أبي حيان وناقشه فيه كثيرا، وسماه: "الدر المصون في علم الكتاب المكنون" وفرغ منه في أواسط رجب سنة أربع وثلاثين وسبعمائة".
(يُتْبَعُ)
(/)
اختصار "المجيد": اختصار الاختصار:
رغم الجهد الذي بذله الصفاقسي في اختصار "البحر"، فقد أحس بعضهم بأن هذا الاختصار ما زال مطولا في حاجة إلى الاختصار، فاختُصِر بُعَيْد عصر الصفاقسي؛ فقد اختصره شمس الدين محمد بن سليمان بن عبد الله الصرخدي النحوي (ت: 792هـ) بكتابه: "مختصر إعراب الصفاقسي". قال عنه ابن حجر في "إنباء الغمر بأنباء العمر": "وله اختصار إعراب السفاقسي، واعترض عليه في مواضع". وقال عنه صاحب "شذرات الذهب": "وصنف شرح المختصر ثلاثة أجزاء، واختصر إعراب السفاقسي، واعترض عليهما في مواضع، ( .. ) وكتب الكثير بخطه، واحترق غالب مصنفاته في الفتنة قبل تبييضها".
فليت هذا المختصر يكون من ما سلم من ألسنة النار!
أبو حيان والسمين، أيهما المصيب في المسائل التي اختلفا فيها؟
أكثرَ السمينُ من الاعتراض على أبي حيان؛ فأثار الترجيحُ بين هذين الفحلين شهيةَ من جاء بعدهما من العلماء، فبحثوا في الموضوع وتناظروا فيه وألفوا، كما يقول حاجي خليفة في "كشف الظنون": "فائدة أوردها تقي الدين في "طبقاته" هي: أن المولى الفاضل علي بن أمر الله المعروف بابن الحنائي القاضي بالشام، حضر مرة درس الشيخ العلامة بدر الدين الغزي لما ختم في الجامع الأموي من التفسير الذي صنفه، وجرى فيه بينهما أبحاث منها اعتراضات السمين على شيخه؛ فقال الشيخ: "إن أكثرها غير وارد"، وقال المولى علي: "والذي في اعتقادي أن أكثرها وارد"، وأصرا على ذلك، ثم إن المولى المذكور كشف عن ترجمة السمين فرأى أن الحافظ ابن حجر وافقه فيه حيث قال في "الدرر": "صنفه في حياة شيخه، وناقشه فيه مناقشات كثيرة غالبها جيدة"، فكتب إلى الشيخ أبياتا يسأله أن يكتب ما عثر الشهاب من أبحاثه؛ فاستخرج عشرة منها ورجح فيها كلام أبي حيان وزيف اعتراضات السمين عليها وسماه: بـ"الدر الثمين في المناقشة بين أبي حيان والسمين"، وأرسلها إلى القاضي؛ فلما وقف انتصر للسمين ورجح كلامه على كلام أبي حيان، وأجاب عن اعتراضات الشيخ بدر الدين ورد كلامه في رسالة كبيرة، وقف عليها علماء الشام ورجحوا كتابته على كتابة البدر وأقروا له بالفضل والتقدم".
هل الصفاقسي: بالصاد أم بالسين؟
قال الزبيدي في "تاج العروس" (مادة: ص ف ق س): "صفاقس: بفتح الصاد، وقد يكتب بالسين أيضا، وضم القاف".
وقال الحميري في "الروض المعطار": "ومن الناس من يكتب "صفاقس" بالسين".
المصادر:
- إنباء الغمر بأنباء العمر – تأليف: ابن حجر (شهاب الدين أحمد العسقلاني).
- تاج العروس من جواهر القاموس – تأليف: الزبيدي (مرتضى الحسيني الحنفي).
- الروض المعطار في خبر الأقطار – تأليف: الحميري (أبي عبد الله محمد بن عبد المنعم) – تحقيق: د. إحسان عباس – بيروت – 1395هـ/1975م.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب – تأليف: ابن العماد (عبد الحي بن أحمد الحنبلي).
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون – تأليف: حاجي خليفة.
- المجيد في إعراب القرآن المجيد – تأليف: الصفاقسي (برهان الدين إبراهيم بن محمد القيسي) – ضمن: نصوص محققة في علوم القرآن الكريم – تحقيق: د. حاتم صالح الضامن – نشر: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (العراقية) – جامعة بغداد – 1411ه/1991م.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2010, 06:06 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور أحمد على هذه الفوائد الرائعة، والفرائد الثمينة. وقد استفدت من قراءة هذا الموضوع كثيراً، وهذا الموضوع يدعو إلى بحث موضوع (قواعد إعراب القرآن عند أبي حيان الغرناطي: جمعاً ودراسة) ويكون هناك تتبع لتطبيقاته في تفسيره ففيه فوائد كثيرة، ولو ضم إليه من باب الموازنة صنيع السمين الحلبي في الدر المصون لكان في ذلك فوائد للباحث.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Nov 2010, 08:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور المشرف العام، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.(/)
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا؟
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:00 م]ـ
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا. الاسراء (28)
هل يصح أن نفسر الآية على عموم ألفاظها فيكون المراد بالرحمة: كلما فيه رحمة لنا من العمل الصالح وطلب العلم وتعلم القران"قل بفضل الله وبرحمته" مع أن أكثر كلام المفسرين على أن المراد بها الرزق , أو التوسعة في المال ..
وبناء عليه: هل يصح أن نستدل بهذه الآية على مشروعية رد بعض طلب الوالدين ومن دونهم من الأقربين والإعراض عنهم ابتغاء رحمة من الله نرجوها , كطلب علم أو اعتكاف أو نحوه , بشرط أن يكون الإعراض بأدب وبخفض جناح مع تطييب خاطرهم ووعدهم بالتلبية بعد الفراغ من الشغل "فقل لهم قولا ميسورا" ,وليس هذا من باب تقديم مثل هذه النوافل والمستحبات على طاعة الوالدين , وإنما من باب أدب الوقت وتقديم مايفوت بفوات الوقت على ما يدرك في كل وقت , خاصة إذا علم المرء أنه ربما يفوته الكثير من الخير بفقدان مثل هذه الاولويات؟
هذا ما ظهر لي في العشر الأخير من شهر رمضان حينما سألني بعض إخواني في أي الأمرين أفضل: أن يجاور مسجد رسول الله للصلاة والقيام , أم أنه يرافق أمه لبعض حاجاتها مما قد يستطيع تعويضه بعد العشر؟ فقلت له اغتنم هذه الأوقات بالصلاة والقيام فهو فضيلة الوقت وأدبه , وقل لها قولا ميسورا وعدها خيرا ,وأنك انما فعلت ذلك ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ,, ما لم يكن ثمة أمر طارئ أو ضروري لا يعوضه زمان أو شخص آخر؟؟ والله أعلم
هل يصح مثل هذا التوجيه؟؟ ثم هل يصح أن يستدل له بهذه الآية؟؟؟ أفتوني في ما رأيت , وفقنا الله لكل خير ,,,,
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:43 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقد تذكرت بهذا السؤال الوجيه ما أملى علي شيخنا محمد أمانة الله الإصلاحي فى هذه الآية حيث قال: المراد بالآية أن المؤمن إذا توجهت إليه النداء أن ينفق ماله فى الجهاد فى سبيل الله مثلا حيث يبتغي أجرا ورحمة من الله بهذا الإنفاق واضطر بذلك أن يعرض عن الإنفاق على الأقربين والمسكين وابن السبيل الوارد ذكرهم فى الآية السابقة فليكن معاملته لهم قولا ميسورا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:01 م]ـ
أخي الكريم الدكتور عمر النشيواتي وفقه الله وتقبل منه.
استئذان الوالدين أو أحدهما عن طيب نفسٍ منهما في تأجيل قضاء أمرٍ أو نحوه جائزٌ ولا حرج فيه، وإنما سؤالك عن صحة هذا الفهم من هذه الآية بعينه، والذي يبدو لي أن الآية تحتمل هذا التوجيه الذي تفضلتم به، حيث إن الضمير في قوله (عنهم) يحتمل أن يعود على الوالدين لدخولهم في ذوي القربى، ولأنَّ ما ترجوه من رحمة الله يدخل فيه الرزق وهو معنى واسع يدخل فيه ما ذكرتم من طلب العلم وغيره.
ولعلك لو رجعت لكلام ابن الجوزي في (زاد المسير) عند هذه الآية تجد الأقوال في مرجع الضمائر في الآية.
أسأل الله لكم التوفيق.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:16 ص]ـ
وفقك الله أخي دكتور عمر على عرضك ما فهمت من معنى الآية ولكن الذي يظهر لي والله أعلم أن الاستدلال بالآية على هذا المعنى لا يصح وليتك ترجع لما قاله ابن عاشور والشعراوي والشنقيطي
وما ذكره حبيبنا أبو عبدالله عن ابن الجوزي ربما أنه استعجل في قراءة النص وإن أصر على فهمه وافقته! فتأمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:14 ص]ـ
إنما قلتُ ما قلتُ يا أبا صالح من باب المدارسة والبحث، واستدراكك على عيني ورأسي وفقك الله.
لقد كنت أريد التحقق من خلال استقراء مواضع التعبير بـ (أولي القربى) في القرآن هل يدخل فيها الوالدان أم لا، وعندما مررت عليها مروراً سريعاً يحتاج إلى تحقق لم أجدها دلت على دخول الوالدين فيها، وفي هذه الآية قدم ذكر الوالدين ثم ثنى بعدهم بذي القربى والمسكين وابن السبيل. ولذلك فأنا أعود عن القول الذي قلته أولاً في دلالة الآية مباشرة على المقصود الذي ذكره أخي عمر.
لكن يبقى دلالة الآية على سبيل القياس والاعتبار.
فنقول: نقيس الوالدين على هذه الأصناف في الآية، ونقيس على الرزق الذي تدل عليه عبارة (رحمة) سائر ما ينتفع به المرء من العلم والعبادة وغيرها من الخير، ويكون ذلك تفسيراً من باب القياس، كما قاس بعضهم من ينتقص من صلاته على من ينقص الكيل والميزان فأدخله في زمرة المعنيين بقوله تعالى (ويل للمطففين).
ونسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم لكلامه، ونعوذ بالله من القول عليه بغير علم، وجزاك الله خيراً يا ابا صالح على التنبيه والتصحيح.(/)
طلب من الإخوة الأعزاء
ـ[محمد زكريا حريري]ــــــــ[13 Sep 2010, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبحث عن مخطوط في التفسير يجمع اللغة العربية والتفسير
فيرجى المساعدة
ولكم كل الشكر والامتنان(/)
نتائج مسابقة ملتقى أهل التفسير لأحسن مشاركة
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[13 Sep 2010, 06:44 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فقد يسر الله تعالى بمنه وكرمه إعداد مسابقة ملتقى أهل التفسير لأحسن مشاركة ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21341) ، من شهر رمضان لهذا العام 1431هـ، فأثمرت بعون الله تعالى ثمرات عديدة أهمها:
1 - استقطاب عدد من الأعضاء المميزين الجدد للمشاركة في الملتقى.
2 - بث روح التنافس.
3 - إثراء الملتقى بالمشاركات النافعة والنقاشات المثمرة.
وقد لمسنا هذا واقعا خلال هذا الشهر، فالعادة أن رمضان يعد من أقل الشهور من حيث عدد المشاركات، بسبب انشغال الناس ببرامجهم الرمضانية الخاصة والعامة، لكن هذا المسابقة جعلت كثيرين يلتفتون إلى الملتقى ويثرونه بالجديد والمفيد.
وهذا داخل فيما يشتغل به في رمضان، إذ مجاله هو القرآن الكريم، ولكل وجهة هو موليها.
وإنما كان الغرض من المسابقة -بالإضافة إلى ما سبق- إبراز أحسن ما كتب خلال الشهر الكريم، لتكون دافعا إلى التميز بالكتابة وتشجعا عليه مستقبلا، وهذا هو الأساس الذي الذي تم عليه ترشيح الموضوعات، وإلا فالملتقى يزخر بكتابات عديدة مبثوثة خلال العام تمثل تميزه.
وقد بلغ عدد المشاركات المرشحة اثنتا عشرة مشاركة.
ونحن في هذا اليوم نعلن النتائج التي حصلت عليها كل مشاركة، مرتبة على التوالي من الأعلى إلى الأدنى، وبالله التوفيق.
المركزعنوان المشاركةالدرجة المستحقةالأولالمدخل لدراسة القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21461)91.25 الثانيالجانب المالي للفساد في الأرض كما نستوحي من القرآن ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21944)87.5 الثالثقاعدة في الحكمة من ختم الآيات بالأسماء الحسنى ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21767)84 الرابعسورة الإنسان وتنظيم الحياة ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21144)80.5 الخامستفسير المثل الأعلى ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21740)79 السادسوتزودوا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21426)77.75 السابعاعبر بدنياك إلى الآخرة ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21483)74.25 الثامنهو خير مما يجمعون ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21518)73.25 التاسعكيف نقرأ ونستمع لسورة النساء ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21408)69.5 العاشرالمنتقى النفيس من تفسير العلامة ابن باديس ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21427)66.25 الحادي عشرالتثبت والتبين في القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21365)63.5 الثاني عشركيف نقرأ سور القرآن؟ ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21328)58.25
وعليه فتكون الجوائز العشر للمشاركة العشر الأولى، وسوف يتم التواصل مع أصحابها لإيصالها لهم بالطريقة المناسبة.
وفي الختام نود الإشارة إلى بعض الأمور:
1 - الطريقة المعتمدة في الدرجات هي متوسط ما حصلت عليه كل مشاركة من درجات لجنة التحكيم (وعددهم أربعة) وقد ذكر في الإعلان أن درجات هذه اللجنة تمثل نسبة 70% من مجموع الدرجات والباقي للتصويت.
إلا أننا استبعدنا أخيرا النسبة التي جعلت للتصويت نظرا لعدم المشاركة الفعالة فيها، مما يؤثر سلبا على الدرجة المستحقة، ورغبة في تحري العدل والإنصاف اعتمدت درجات لجنة التحكيم وحسب.
2 - لوحظ أن غالب الموضوعات المرشحة تصب في جانب التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، وهذا أمر طبيعي خلال شهر رمضان، إذ العادة أن يغلب فيه على القارئ جانب التدبر الهدائي، فتثمر مثل هذه الكتابات النافعة، ونحن مع تشجيعنا لهذا الأمر، نرجو أن تشمل المنافسة -في مسابقات قادمة- جوانب أخرى من الدراسة القرآنية.
3 - هذه المسابقة هي الأولى من نوعها –كما جاء في العنوان- والبدايات يشوبها في العادة ما يشوبها، لذا نرجو من جميع الإخوة الكرام التكرم بمراسلتنا بكل ما من شأنه الارتقاء بمثل هذه المسابقات، وتقديم أي مقترح لتطويرها.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفق الجميع لكل خير وأن يسددنا جميعا في الأقوال والأعمال إنه سميع مجيب
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:07 م]ـ
أبارك للزملاء الفائزين في هذه المسابقة وفقهم الله ونفع بهم، وأشكر الزملاء القائمين على تنظيم هذه المسابقة ومتابعتها وعلى رأسهم رئيس اللجنة أخي محمد العبادي وفقه الله.
وأرجو أن تكون هذه المسابقة بداية لما هو أقوى وأجود في ملتقى أهل التفسير.
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:57 م]ـ
نشكر القائمين على هذه المسابقة , ونسأل الله أن يجزل لهم المثوبة والأجر ,, وبحق فقد أثرت هذه المسابقة الملتقى وخلقت فيه روحا تفاعلية , وأرجو أن تكون هناك مسابقة ثابتة لأفضل مشاركة في كل شهر, وذلك ضمن بنود معينة وأقسام مختلفة , ولو كانت بدون جوائز,,
ثم أقترح أن يكون هناك نقد وتصويب لهذه المشاركات وتبيين مواطن القوة والضعف لكل مشارك , مثل أن تتم مراسلة كل مشارك ببنود التقييم , حتى نرتقي بكتاباتنا و بحوثنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 08:08 م]ـ
مبارك على الفائزين الفوز
وأدعوا الله أن يديم هذه المسابقة النافعة كل عام
وفقكم الله لكل خير
ـ[نور مشرق]ــــــــ[13 Sep 2010, 08:25 م]ـ
الله يبارك في جهود كل القائمين على المسابقة
.. وهنيئاً لكل الفائزين ..
ومن لم يدرك المشاركة أو الفوز هذا العام حظًا أوفر في العام المقبل بحول الله وقوته.
ـ[محمد فال]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:40 م]ـ
مبارك للفازئين، والله ينفع بنا وبهم، ويجعل التوفيق حليفنا وحليفهم في الدنيا والآخرة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:48 م]ـ
أسأل الله أن يبارك للفائزين فوزهم وأن ينفعنا بما كتبوه
كما أشكر أخي الكريم الأستاذ/ محمد بن حامد العبادي صاحب هذه الفكرة وأشكر بقية لجنة التحكيم على متابعتهم المستمرة للمشاركات ومن ثم تقييمها وهو لعمري يحتاج إلى جهد وخصوصا في هذا الشهر الكريم
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Sep 2010, 11:44 م]ـ
الشكر كل الشكر للقائمين على المسابقة المتميزة وهنيئا للإخوة الاعزاء الذين وفقهم الله الكريم ببركة الشهر الكريم إلى الفوز في المسابقة الميمونة وعلى رأسهم الأخ الفاضل محمد بن جماعة، ومزيدا من خدمة كتاب الله الكريم عنوان عزنا وسر سعادتنا في الدنيا والآخرة ....
أخوكم علي بن عبد العزيز عدلاوي الجزائري ثم الجلفاوي
لا تنسونا من دعواتكم المباركات
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:07 ص]ـ
ما شاء الله!
بداية موفقة
بارك الله في القائمين على هذه المسابقة وفي كل من شارك وكتب بحثا في هذا الشهر العظيم
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:35 ص]ـ
بارك الله خطوات جميع الاخوة الذين شاركوا في هذه المسابقة إعدادا وإعلاما ونشرا وردا وتعقيبا، وإني لفرح مسرور بإدراج موضوعي ضمن المواضيع الفائزة، وأريد أن أقول للإخوة المعدين للبرنامج، بأني أريد أن أعفيكم من إرسال تلك الجائزة، وأرجوكم أن تتصدقوا بها نيابة عني لدار أيتام تكون موجودة بقربكم، فهي هدية قرآنية، وأريد أن تصل الى قلوب مكلومة، عسى الله أن يبارك فيها فتكون لهم عونا ولو لأيام إن شاء الله.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[14 Sep 2010, 02:50 ص]ـ
بارك الله للجميع بمثل هذه الأعمال
(((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)))
وتحصيلنا واستفادتنا من هذه المشاركات فوز لنا وظفر لا يعدله شيء ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:04 ص]ـ
أبارك للإخوة الفائزين، وأشكر الإخوة المنظمين لهذه المسابقة، ولعلها تتطور مرة بعد مرة إن شاء الله تعالى.
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:56 ص]ـ
انطلاقا من الحديث النبوي الشريف: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" نشكر إخواننا ومشايخنا الأجلاء القائمين على هذا الملتقى عموما، والساهرين على إنجاح مثل هذه الأنشطة المباركة خصوصا، نشكر الجميع على ما مجهوداتهم المبذولة الواضحة/ ونسأل الله لنا ولهم ولجميع المشاركين في المسابقة والملتقى الفردوس الأعلى.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:17 م]ـ
جهد مبارك وعمل موفق، جزاكم الله خيراً.
ومبارك للفائزين.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Sep 2010, 02:38 م]ـ
أبارك للفائزين، فعلا بحوث مميزة، ولم أشارك في التصويت، وكم أتمنى أن يتم الترشيح في نفس الوقت، حتى يقرأ الإنسان ومن ثم يقارن، فقد يرى أحدهم أن بحثا ما ممتاز ومن ثم يقرأ غيره فيرى أنه أميز، وهذا يذكرني بعصابة الفصل الذين كانوا يضغطون على المتميزين حتى لا يرفعوا مستوى الفصل فيصعب الأستاذ الامتحان.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[14 Sep 2010, 02:41 م]ـ
بارك الله خطوات جميع الاخوة الذين شاركوا في هذه المسابقة إعدادا وإعلاما ونشرا وردا وتعقيبا، وإني لفرح مسرور بإدراج موضوعي ضمن المواضيع الفائزة، وأريد أن أقول للإخوة المعدين للبرنامج، بأني أريد أن أعفيكم من إرسال تلك الجائزة، وأرجوكم أن تتصدقوا بها نيابة عني لدار أيتام تكون موجودة بقربكم، فهي هدية قرآنية، وأريد أن تصل الى قلوب مكلومة، عسى الله أن يبارك فيها فتكون لهم عونا ولو لأيام إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنيئا لكم وشكر الله لكم شعوركم النبيل نحو إخوانكم المعوزين والمحتاجين ... وقد كنت أنوي-في حال نجاحي في المسابقة-أن أطلب من إخواني المنظمين أن يرسلوا بالجائزة لإخواننا في غزة العزة ... أشهدكم على ذلك والله على ما أقول شهيد ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Sep 2010, 03:06 م]ـ
أبارك للسادة الموفقين الحائزين على جوائز المسابقة وأشكرهم على ما بذلوه من أجل إثراء الملتقى.
كما أتقدم بشكري وتقديري لمن فكر ورصد وحكّم وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان الحسنات.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:08 م]ـ
أبارك للفائزين، فعلا بحوث مميزة، ولم أشارك في التصويت، وكم أتمنى أن يتم الترشيح في نفس الوقت، حتى يقرأ الإنسان ومن ثم يقارن، فقد يرى أحدهم أن بحثا ما ممتاز ومن ثم يقرأ غيره فيرى أنه أميز، وهذا يذكرني بعصابة الفصل الذين كانوا يضغطون على المتميزين حتى لا يرفعوا مستوى الفصل فيصعب الأستاذ الامتحان.
ومن هذه البحوث أو الدراسات التي قُدمت (لقط الجوهر من سورة الكوثر) أتسائل وأهمس في قلبي همساً مخافة أن يسجل عليّ نكتة سوداء: ما الذي يُعيب هذا البحث في أن يكون مرشحاً على الأقل وليس فائزاً؟؟!!! ولا أريد أن أذكّر ببحوث اخرى كان اللازم فيها على الأقل الترشيح ولو على طريقة المشورة واحترام رأي الأعضاء الذين أخذوا 30% من نسبة التصويت ثم الغيت بسبب العزوف.ثم اليست ظاهرة جديرة بالدراسة عزوف الأخوة عن التصويت وإقبالهم بنفس الوقت على قراءة المواضيع؟؟ اليس هذا تناقضاً واضحاً؟؟ وإن لم يكن فما هو سره؟؟؟ مع احترامي وتقديري الشديدين لكل الجهود التي بذلت في هذا الشأن والتي ستكون لا شك في موازين العمل إن شاء الله ونحن نعلم ان اي عمل لا بد له من هفوة او نقص ولا نقول ذلك الا على سبيل المناصحة والمحبة في الله ان شاء الله. وبارك الله بك أيتها الاخت ام عبد الله الجزائرية. والحقيقة أنني ترددت كثيراً في كتابة هذه الملاحظة ولكن أنت من شجعني لذلك.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:35 م]ـ
تيسير الغول أتسائل وأهمس في قلبي همساً مخافة أن يسجل عليّ نكتة سوداء: ما الذي يُعيب هذا البحث في أن يكون مرشحاً على الأقل وليس فائزاً؟؟!!! ولا أريد أن أذكّر ببحوث اخرى كان اللازم فيها على الأقل الترشيح ولو على طريقة المشورة واحترام رأي الأعضاء الذين أخذوا 30% من نسبة التصويت ثم الغيت بسبب العزوف.ثم اليست ظاهرة جديرة بالدراسة عزوف الأخوة عن التصويت وإقبالهم بنفس الوقت على قراءة المواضيع؟؟ اليس هذا تناقضاً واضحاً؟؟ وإن لم يكن فما هو سره؟؟؟
فعلا ظاهرة غريبة ... أن تكون المقروئية طافحة على التصويت؟؟؟؟
أنا مثلا صوت على موضوعي9 منها4ممتاز
أخونا الكريم العزيز الفائز الأول محمد بن جماعة لم يصوت على موضوعه سوى3 ممتاز
أرجو أن يعاد النظر في مسألة التصويت هاته مع سالف شكرنا وامتناننا للأخ محمد العباد المشرف على المسابقة الكريمة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:41 م]ـ
سررت بنتيجة المسابقة، وهنيئا لجميع الفائزين.
وجزى الله الإخوة المشرفين على اعتمادهم هذا الشكل من الحوافز لتنشيط الأعضاء وتشجيعهم على الكتابة والحوار العلمي البنّاء.
وأرجو أن يثير مقالي المذكور حوارا مثمرا، فتلك هي الجائزة الحقيقية والحافز الأهم عندي.
كما أرجو أن تتطور فكرة المسابقة مستقبلا، وأقترح ما يلي:
1 - قد يكون من الأفضل عدم فتح الباب للترشيح العلني، لأنه يثير الحساسيات، خصوصا عندما يكون الأمر متعلقا بجوائز مالية. وترك الأمر للجنة مقترحة من عدد من المشرفين وعدد من القرّاء الجيّدين
2 - قد يكون من الضروري محاولة وضع معايير دقيقة وممكنة القياس، لتحديد جودة المقالات (ويمكن الاطلاع في ذلك على الموضوع الذي أثرته منذ بضع سنوات في هذا الملتقى حول معايير تقييم الكتابات الجيدة)
3 - عدم الاكتفاء بترشيح المقالات، وإنما إضافة ترشيح للتعقيبات والتعليقات ونقد المواضيع المطروحة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Sep 2010, 07:28 ص]ـ
مبارك للفائزين وأشكر اللجنة الكريمة المشرفة على المسابقة، ولعل المسابقة تتطور لتكون دورية بإذن الله تعالى ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:11 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين تفضلوا بالمشاركة وإبداء الرأي.
كما أبارك لجميع الإخوة الفائزين، وأسأل الله أن ينفع بما كتبوا.
وقد كان لهذه المسابقة أثر طيب ولله الحمد، تمثل في استحثاث الأعضاء على الكتابة المميزة والانتقاء الجيد، واستقطاب أوجه جديدة للمشاركة في الملتقى في وقت تقلّ فيه المشاركات عادة.
وقد كان بريد المسابقة يستقبل يوميا عددا من المشاركات، يتم قراءتها وتسجيل أصحابها في الملتقى وعرض مشاركاتهم فيه، ثم مراسلتهم بالروابط التي عرضت عليها المشاركات.
كما كانت هناك متابعة دقيقة لكل ما يكتب في الملتقى العلمي وفرز وترشيح للمميز منه.
وبخصوص ما ذكره الإخوة أعلاه من شأن التصويت فإن العبرة ليست بعدد الأصوات بل بما حصل عليه العضو من تقييم المصوتين.
وقد كان الغرض منه إضفاء شيء من روح التنافس وتفاعل الأعضاء، لكننا وجدنا بعض الموضوعات المرشحة لم يصوت عليها سوى اثنان، فكيف يمكن أن نأخذ بتقييمهما؟!
لذا ارتأت اللجنة اعتماد درجات لجنة التحكيم إذ هي الأقرب للصواب والواقع.
والأمر في هذا يسير وواضح إن شاء الله.
وبخصوص ما ذكره أخي تيسير -وفقه الله- فالموضوع المشار إليه كتب قديما، والمسابقة خاصة بالموضوعات المكتوبة خلال شهر رمضان.
وأخيرا ..
أكرر شكري لكل من أبدى ملاحظة أو وضع اقتراحا، فالأعمال لا تنمو إلا بتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات، وأعده بأن ما ذكره سيكون محل العناية والتقدير، فالنية قائمة على عقد مسابقات مستمرة تهدف إلى إبراز المشاركات المميزة والارتقاء بالكتابة القرآنية بشتى مجالاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:16 م]ـ
نبارك للأخوة الفائزين , مع شكرنا الوافر للأخوة المنظمين.(/)
سؤال حول قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دينَکُمْ)
ـ[زينب]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:21 م]ـ
سوالي يکون حول هذه الايه
((ا الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دينَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتي».
تعرضت هذه الايه لمناقشات ووجهات نظر کثيرة واقترحوا ارا متنوعة " بعضهم يقولون
ان هذه الايه يتم بحثها حول الغدير
ومنها من يقول ان هذه الاية استکمالا لصلح الحديبية
هل هذه الايه مستقلة عن الايات الباقي التي في السورة المائدة ام لا استکمالا ولها مناسبة في السورة المذکورة
ارجوا الفائدة
ودمتم سالمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:36 ص]ـ
مرحباً بكم أختي الكريمة في الملتقى وأرجو أن ينفعك الله بما فيه.
الذي فهمته من سؤالك أنك تسألين عن نزول هذه الآية متى وأين؟ وهل هي نزلت مع ما قبلها وما بعدها من الآيات أم منفصلةً عنها؟
والجواب على ذلك أن هذه الآيات قد نزلت يوم عرفة من السنة العاشرة من الهجرة في حجة الوداع على النبي صل1، وأن هذا هو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية:
وقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} هذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا} [الأنعام: 115] أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم؛ ولهذا قال [تعالى] {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا.
وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عَرَفَة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات. قالت أسماء بنت عُمَيس: حَجَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تَجلَّى له جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت فأتيته فَسَجَّيْتُ عليه بُرْدا كان علي.
قال ابن جُرَيْج وغير واحد: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد وثمانين يوما.
رواهما ابن جرير، ثم قال: حدثنا سفيان بن وَكِيع، حدثنا ابن فُضَيْل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: لما نزلت {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك؟ " قال: أبكاني أنّا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذْ أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص. فقال: "صدقت".
ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غَرِيبًا، وسيعود غريبا، فَطُوبَى للغُرَبَاء".
وقال الإمام أحمد: حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا أبو العُمَيْس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرءون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} فقال عمر: والله إني
لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه البخاري عن الحسن بن الصباح عن جعفر بن عون، به. ورواه أيضا مسلم والترمذي والنسائي، من طرق عن قيس بن مسلم، به ولفظ البخاري عند تفسير هذه الآية من طريق سفيان الثوري، عن قيس، عن طارق قال: قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا. فقال عمر: إني لأعلم حين أنزلت، وأين أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت: يوم عرفة، وأنا والله بعرفة -قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية.
وشك سفيان، رحمه الله، إن كان في الرواية فهو تَوَرُّعٌ، حيث شك هل أخبره شيخه بذلك أم لا؟ وإن كان شكا في كون الوقوف في حجة الوداع كان يوم جمعة، فهذا ما أخاله يصدر عن الثوري، رحمه الله، فإن هذا أمر معلوم مقطوع به، لم يختلف فيه أحد من أصحاب المغازي والسير ولا من الفقهاء، وقد وردت في ذلك أحاديث متواترة لا يشك في صحتها، والله أعلم، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر.
وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن عُلَيَّةَ، أخبرنا رَجاء بن أبي سلمة، أخبرنا عبادة بن نُسَيّ، أخبرنا أميرنا إسحاق -قال أبو جعفر بن جرير: هو إسحاق بن خَرَشة-عن قَبِيصة -يعني ابن ذُؤيب-قال: قال كعب: لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية، لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم، فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه. فقال عمر: أي آية يا كعب؟ فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فقال عمر: قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان الذي أنزلت فيه، نزلت في يوم جمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا قَبيصة، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار-هو مولى بني هاشم-أن ابن عباس قرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} فقال يهودي: لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدًا. فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين اثنين: يوم عيد ويوم جمعة.
وقال ابن مَرْدُويه: حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا يحيى بن الحُمَّاني، حدثنا قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن سَلْمان، عن أبي عمر البَزّار، عن ابن الحنفية، عن علي [رضي الله عنه] قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قائم عَشِيَّةَ عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.) أهـ.
وأما نزولها عند غدير خم فهو قول ضعيف.
قال ابن كثير:
(قلت: وقد روى ابن مَرْدُويه من طريق أبي هارون العَيْدي، عن أبي سعيد الخدري؛ أنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غَدِير خُم حين قال لعلي: "من كنتُ مولاه فَعَليٌّ مولاه". ثم رواه عن أبي هريرة (1) وفيه: أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع.
ولا يصح هذا ولا هذا، بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية: أنها أنزلت يوم عرفة، وكان يوم جمعة، كما روى ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأول ملوك الإسلام معاوية بن أبي سفيان، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وسَمُرَة بن جندب، رضي الله عنهم، وأرسله [عامر] الشعبي، وقتادة بن دعامة، وشَهْر بن حَوْشَب، وغير واحد من الأئمة والعلماء، واختاره ابن جرير الطبري، رحمه الله.
وأما هل نزلت {اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسلام دِيناً} مع التي قبلها والتي بعدها في يوم عرفة من حجة الوداع فقد تكلم المفسرون في ذلك، ورجح أكثرهم نزولها معها في ذلك اليوم. وقد أشار إلى التفصيل في ذلك ابن عاشور رحمه الله فقال:
{اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسلام دِيناً}.
إن كانت آية {اليوم أكملت لكم دينكم} نزَلت يوم حجّة الوداع بعد آية {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} بنحو العامين، كما قال الضحّاك، كانت جملة مستقلّة، ابتدائية، وكان وقوعها في القرآن، عقب التي قبلها، بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم بجمعها مع نظيرها في إكمال أمر الدّين، اعتقاداً وتشريعاً، وكان اليوم المعهود في هذه غير اليوم المعهود في التي قبلها وإن كانتا نزلتا معاً يومَ الحجّ الأكبر، عام حجّة الوداع، وهو ما رواه الطبري عن ابن زيد وآخرين.
وفي كلام ابن عطيّة أنَّه منسوب إلى عمر بن الخطّاب، وذلك هو الراجح الذي عَوّل عليه أهل العلم وهو الأصل في موافقة التلاوة للنزول، كان اليومُ المذكور في هذه وفي التي قبلها يوماً واحداً، وكانت هذه الجملة تعداداً لمنّة أخرى، وكان فصلُها عن التي قبلها جارياً على سنن الجمل التي تساق للتعداد في منَّة أو توبيخ، ولأجل ذلك: أعيد لفظ {اليوم} ليتعلّق بقوله {أكملت}، ولم يستغن بالظرف الذي تعلّق بقوله: {يَئِسَ} فلم يقل: وأكملت لكم دينكم.
ــ الحواشي ــ
(1) وفي إسناده أبو هارون العبدي شيعي متروك، لكن تابعه عطية العوفي رواه الطبراني في الأوسط برقم (3737) "مجمع البحرين"، وحديث أبي هريرة رواه الطبراني في الأوسط برقم (3738) "مجمع البحرين". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: "ليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته فنقل عنه البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي". وقد جمع طرق هذا الحديث الشيخ ناصر الألباني في السلسلة الصحيحة (1750).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زينب]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:35 م]ـ
شکرا للجواب لکن قبل ان اسال سوالي
انا دخلت في هذا المنتدي کمحققة کباحثة في علوم القرانية والحديث
طبعا عندما رايت هذا المنتدي والمشرفين اليه فهمت ان تستطيع اي فرق من فرق المسلمين الزيديه
والشيعه والسنه جميعا يسالوا سوالهم وبدون اي ضغط او احراج لهم وللمشرفين
والحمدالله انتم تدرکون ان من قال اشهدان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسوال الله فهو مسلم
ايضا انا کشيعية قبلها انا مسلمه
وبهذه المقدمه
اسال سوال
اذا قبلنا ان نعم صح هذه الايات تدل علي اکمال الشريعه واکمال الدين ونزلت في عرفه
اذن لما بعدها جاء هذا الحديث
اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي
طبعا انت وانا نعلم بان کما لکل ايه سبب نزول وشان نزول لکل حديث صحيح ومتواتر من کل الفرق يجب ان يکون سبب نزول وشان نزول وهذا الحديث متفق عليه انه صحيح
اذن من هم العترة؟ ولما وصي بهما الرسول صلوات الله عليه واله واصحابه
؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
قد عرفتُ مقصدك منذ قرأتُ سؤالك، واسمك فيه قرينة على هذا، ونحن في الملتقى لا نضيق بمن يسأل ليتعلم لا ليثير الشبهات، والدين الذي يعتنقه الشيعة الإمامية دين مختلف عما جاء به النبي صل1، فقد كذبوا على الله وعلى رسوله صل1 وعلى الصحابة، وطعنوا في أمهات المؤمنين وفي العشرة المبشرين بالجنة وفي القرآن ولم يبق معهم من الإسلام إلا اسمه.
وهذا موضوع ليس هذا محله وإنما قلته تعليقا على مقالتك الخاطئة بأن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فهو مسلم وهذا غير صحيح ما لم يحقق لوازم هاتين الشهادتين من طاعتهما والانقياد لحكمهما.
وأما قول النبيصل1 في خطبته بغَدِير خُمّ: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض) فهي رواية مطعون فيها وليس صحيحاً أنه متفق على صحته بهذا اللفظ.
وهناك رواية صحيحة لهذا الحديث في صحيح الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري برقم (2408) من حديث زيد بن الأرقم رضي الله عنه، ونصه: قام فينا رسول الله صل1 خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: (أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي و إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به) فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي).
وللعلامة ابن تيمية رحمه الله في كتاب منهاج السنة النبوية تعليق على هذا الحديث الذي سألتم عنه يقول فيه:
(وهذا اللفظ يدل على إن الذي امرنا بالتمسك به و جعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله، وهكذا جاء في غير هذا الحديث
كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة وقال قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عنى فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات وأما قوله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فهذا رواه الترمذى وقد سئل عنه احمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح.
وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة قالوا ونحن نقول بذلك كما ذكر القاضي أبو يعلي وغيره).
وحب آل البيت من ديننا فنحن نحبهم ونوقرهم ونعرف لهم مكانتهم وحقهم وقرابتهم من رسول الله صل1، وهذه المحبة مُقيدة بالضوابط الشرعية، ويكون المؤمن فيها لا مُجافٍ ولا مُغالٍ كما هو ديدن المسلم في سائر أمره، والتمسك بكتاب الله يدعونا لذلك، وليس معنى محبتهم رفعهم حتى قارب اتخاذهم آلهة من دون الله كما يفعل بعض الشيعة، وأهل البيت أنفسهم يتبرأون من ذلك وينكرونه أشد الإنكار.
والغلو في ادعاء محبة أهل البيت الذي اتخذته الرافضة مذهباً تركت به الإسلام خلفها، وأقامت دينها على دعوى كاذبة لمحبة آل البيت، في الوقت الذي كفروا فيه أقرب الصحابة للنبي صل1 وهم زوجته عائشة وصاحبه أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من أعمدة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، واتخذوا لعن شيوخ الإسلام ديناً ومذهباً والعياذ بالله.
أسأل الله لكم الهداية للحق، وإنما أجبتُ تقديراً لسؤالك، وإلا ففتح باب الحوار حول مثل هذه الأديان الباطلة ليس محله ملتقى أهل التفسير لوجود مواقع متخصصة في نقاش مثل هذه الأقاويل.
ـ[زينب]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:50 ص]ـ
احب ان اقول شي واحد وهوانت يا استاذ الکريم عبدالرحمن الشهري لا تعلم شي
وهو ان الشيعة ليس کلهم مثل ما تقول
نحن نحب اهل البيت لکن نعوذ بالله ان نتخذهم الهة
وهذا ليس من عقايدنا کما تقول
في مذهب اهل السنة بعضهم نري يسبون الامام علي (ع)
وهو کان خليفة المسلمين وله احتراما للمسلمين نري ونري کثيرا من هذا السب من جانب اخواننا السنة
لکن هل يصح ان انا اقول کل اهل السنة هکذا
لا والله نري البعض ان يحب ويحترموا اهل بيت الرسول
وها نحن في مذهبنا نري البعض يسبوا عايشه لکن علماءنا وانا ليس منهم نحن نحترم الخلفاء الاربعه وزوجات الرسول
ولا نقبل لاحد ان يسبو اهل البيت
نحن مسلمون وانا مسلمة ولا اهتم بما يقول لي الرافضية طبعا الکل مختار بما يقول
انا اشترک في هذا المنتدي کباحثة في علوم القرانية والقران لنا جميعا السنة والشيعة
والحمدالله علي نعمة الاسلام وحب اهل البيت
دمتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:57 ص]ـ
أسأل الله لك الهداية والتوفيق للحق، ومذهب الشيعة معروف وكتبه المعتمدة معروفة، والحمد لله على الهداية.
وما دمتِ باحثة في الدراسات القرآنية كما تقولين - وإن كانت اللغة العربية الضعيفة التي تكتبين بها لا تدل على ذلك إلا أن تكوني فارسية اللغة - فأدعوك للاطلاع بإنصاف على هذا الكتاب:
أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية للدكتور ناصر القفاري ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/10/0901/0901.rar)
فسوف يتضح لك الفرق بين الإسلام وبين التشيع بوضوح.
وثقي أننا نحب الإنصاف والعدل والتجرد من الأهواء المضلة، ونتمنى لك ولغيرك الهداية للحق، ولكننا لسنا مغفلين وجهلة كما تتوقعين، وقد مللنا من كذب شيوخ وكبار الرافضة ودجلهم وصفاقتهم فضلاً عن عامتهم المساكين المغلوبين على أمرهم.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:16 ص]ـ
أرى والله اعلم - حفاظا على تميز هذا الملتقى- أن يتم حذف هذا الموضوع ...... وإلا امتلأ بما يشغل مرتاده عن مراده ....
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:20 ص]ـ
إذا امتلأ بما يشغل مرتاده عن مراده فلكل حادث حديث. وأما إن بقي في حدود العلم والأدب فلا حاجة لحذفه فيما أرى وفقكم الله وجزاكم خيراً على حرصكم على الملتقى.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:23 ص]ـ
دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق وثواني
ومثلك شيخنا الفاضل لو بقي يناقش كل وارد وصادر .. فمتى يكون التحرير والبحث والتحقيق لمسائل التفسير .... التي تندم شيخ الاسلام ابن تيمية آواخر عمره انه لم يجعل عمره كله فيها .... ولكن جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .... لم يدع فرقة ضالة الا أفحمها وهدّ أركانها ... فحفظ الله به الدين ..... والحمد لله رب العالمين
ـ[زينب]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:00 ص]ـ
نعم انا اتکلم بالغة الفارسية
وشکرا علي الارشاد وانشالله وبفضل الله تعالي ابذل جهدي لکتابة العربي الفصيح والله هو المستعان
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 04:09 م]ـ
سوالي يکون حول هذه الايه
((ا الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دينَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتي».
تعرضت هذه الايه لمناقشات ووجهات نظر کثيرة واقترحوا ارا متنوعة " بعضهم يقولون
ان هذه الايه يتم بحثها حول الغدير
ومنها من يقول ان هذه الاية استکمالا لصلح الحديبية
هل هذه الايه مستقلة عن الايات الباقي التي في السورة المائدة ام لا استکمالا ولها مناسبة في السورة المذکورة
ارجوا الفائدة
ودمتم سالمين
يرجى تعديل حرف الياء في المشاركة وكذلك في اسم الأستاذة المشاركة!
والله المستعان
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:57 ص]ـ
الأخت الكريمة زينب ... الأخوة الكرام
أهل بيت الرسول عليه السلام هم الذين كانوا يخالطونه في بيته كالزوجات والأولاد والأحفاد ... أما الذين لم يخالطوه عليه السلام من نسل فاطمة عليها السلام فلا يصح اعتبارهم من أهل بيته. فإذا كانت الأخت زينب من ذرية آدم يقيناً فلا يصح اعتبتارها من أهل بيت آدم، لأنها لم تره ولم تخالطه في بيته عليه السلام.
أما قوله عليه السلام:"وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض" فغاية ما تدل عليه هذه العبارة أن أهل بيت الرسول عليه السلام سيموتون على الحق. فما علاقة من جاء بعدهم من نسلهم؟!
هناك خلط ملحوظ بين مفهوم الأهل ومفهوم الآل، بل زعم بعضهم أن الأهل هم الآل لغة.
وقد عجبت للألباني رحمه الله ووسع مدخله كيف صحح حديث الثقلين الضعيف لأن له شاهد وهو الحديث الذي فيه تذكير بمراعاة حرمة أهل بيته:"أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي"، في حين أن مضمون الحديث الضعيف يختلف عن مضمون هذا الحديث؛ فالحديث الضعيف يعتبر العترة (أهل بيته) مصدراً للتشريع والشاهد الذي لا يشهد يذكّر بحرمة أهل البيت وضرورة حفظهم بعده عليه السلام، فأنى يلتقيان ليشهد أحدهما للآخر؟!
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:51 ص]ـ
نداء عاجل
قد خرج الموضوع خروجا صارخا عن تفسير قوله تعالى (((اليوم أكملت لكم دينكم .... ))) الآية
فليس من الحكمة بحال - إن كان يهمنا أمر هذا الملتقى العظيم- أن يُترك يزاحم ويشوش على المواضيع النافعة التي هي من صميم التفسير وأصوله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:31 ص]ـ
نداء عاجل
قد خرج الموضوع خروجا صارخا عن تفسير قوله تعالى (((اليوم أكملت لكم دينكم .... ))) الآية
فليس من الحكمة بحال - إن كان يهمنا أمر هذا الملتقى العظيم- أن يُترك يزاحم ويشوش على المواضيع النافعة التي هي من صميم التفسير وأصوله
من يتصدى لحوار الناس لا بد أن يتحلى بالصبر والنية الصالحة والعلم الموثق، ونحن نرحب أخي الكريم بكل سائل أو سائلة يريد أن يتعلم ويستفيد، وأرجو أن تكون الأخت زينب من هؤلاء.
ولم أجد خروجاً صارخاً عن الموضوع كما ذكرتم، وهذه طبيعة المواقع الحوارية فاطمئن بارك الله فيك.
والإخوة المشرفون يتابعون ويحاولون أن يجيبوا عن أسئلة السائلين بقدر الاستطاعة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.(/)
استفسار حول "ذكر القرآن بعد حروف التهجي "
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[13 Sep 2010, 11:16 م]ـ
قال الإمام فخر الرازي في مفاتيح الغيب:
"كل سورة في أوائلها حروف التهجي فإن في أوائلها ذكر الكتاب أو القرآن، واقرأ أول سورة البقرة وآل عمران. والأعراف. ويس. وق والقرآن المجيد. والحواميم إلا ثلاث سور: سورة مريم، والعنكبوت هذه، والروم ... "استقرأت السور و أشكلت علي سورةالقلم لمَ لم يدخلها-رحمه الله - فيما استثناه.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:07 م]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله, أربع أيام ولم يجب أحد. أسأل الله أن يرزقني.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:49 ص]ـ
لعله سها عنها، فالأمر هيِّن.
أو لعله رآى في قوله (والقلم وما يسطرون) إشارة إلى كتابة القرآن بأنه جزء مما يسطرونه، بل هو أشرف مسطور.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:51 ص]ـ
بارك الله فيك.
لعله سهو منه رحمه الله، وإلا فهي معدودة ضمن السور المستثناة من الاستقراء الذي ذكره عدد من العلماء قديماً وحديثاً.
وبعض المفسرين ذكر هذه المعلومة دون استثناء السور المذكورة، ومنهم ابن كثير رحمه الله:حيث قال أثناء حديثه عن الأحرف المقطعة وتعداده للأقوال في الحكمة من إيرادها:
(وقال آخرون: بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه [تركب] من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 1، 2]. {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [آل عمران: 1 - 3]. {المص * كِتَابٌ أُنزلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} [الأعراف: 1، 2]. {الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم: 1] {الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 1، 2]. {حم * تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت: 1، 2]. {حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الشورى: 1 - 3]، وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر، والله أعلم.
واستدرك عليه بعضهم هذا بأن هناك سور لم يعقب ذكر هذه الأحرف المقطعة في أولها بذكر القرآن مباشرةً، وإن كانت لم تخل سورة منها من الإشارة إلى القرآن في أثناء السورة. فبعضهم ذكر السور الأربع (مريم، والعنكبوت، والروم، والقلم) وبعضهم ذكر بعضها فقط كما فعل الرازي. فلذلك يحمل فعل مثلهم على ما تحمل عليه أفعال البشر عادةً من النسيان ونحوه ما لم يكن هناك حكمةٌ ينص عليها أو يستنبطها من يعرف منهجه في ذلك، وإلا فالغالب هي أن العلة هي نقص الاستقراء أو الغفلة أو نحو ذلك والكمال في مثل ذلك عزيزٌ والله أعلم.
وأذكر مثالاً كالرازي من المعاصرين الشيخ عبدالحميد طهماز رحمه الله، في سلسلته (من موضوعات سور القرآن الكريم) حيث إنه تناول في الجزء رقم 10 الحديث عن سورة مريم، فكان مما قاله تعقيباً على استقراء ابن كثير السابق: (وقد اعترض بعضهم على استقراء ابن كثير بثلاث سور افتتحت بالحروف المقطعة، ولم يذكر فيها الانتصار للقرآن، وهي سورة مريم، وسورة العنكبوت، وسورة القلم) [ص10]، فنسي سورة الروم، كما نسي الرازي سورة القلم.
وتعرض لكلام ابن كثير في كلامه عن سورة الأعراف فلم يذكر الاستدراك، وكذلك في كلامه عن سورة يونس لم يذكر الاستدراك، وهذه هي كتب البشر مليئة بالنقص والاستدراكات من المؤلفين أنفسهم على أنفسهم أو من غيرهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:52 ص]ـ
معذرة يا أبا عبدالملك فقد رددنا في وقت واحد! ولو رأيت جوابك ما كتبتُ بعدك فمعذرةً يا شيخنا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:36 م]ـ
ياصاحبي
لقد كان جوابكم مفصلاً، ولو رأيته ـ أيضًا ـ لما كتبت مشاركتي، والتوافق الزمني يحصل في أكثر من مشاركة، ولم أنتبه لمشاركتكم إلا في اليوم التالي، فوفقكم الله للإفادة، ولكن استعجلت الجواب عفو الخاطر لما رأيت تحسر السائل على عدم الرد على سؤاله، والله المعين.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:32 م]ـ
أحمد الله الرزاق أولاً
وجزاكم الله خيرًا على هذه الإجابة الشافية الكافية, أسأل الله أن يرزقنا المزيد من علمكما شيخينا الفاضلين.(/)
المقرئ المفسر أبو عمر الطلمنكي المالكي (ت. 429 هـ)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:06 ص]ـ
أبو عمر الطلمنكي
(340 - 429 هـ)
إعداد: أم عبد الله الميساوي
المقرئ الحافظ أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الأندلسي الطلمنكي.
كنيته: أبو عمر
مذهبه الفقهي: مالكي
مولده: سنة أربعين وثلاثمائة (340 هـ). (1)
الطلَمَنْكي: نسبة إلى بلده طَلَمَنكة، وهي مدينة بثغر الأندلس الشرقي، بناها الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم. (2)
بها وُلد، ونشأ بقرطبة. (3)
رحل إلى بلاد كثيرة، وسمع من خلق كثير، ورجع إلى الأندلس بِعِلمٍ جَم.
من شيوخه:
= بقرطبة:
- أبو جعفر أحمد بن عون الله وأكثر عنه (4)
- أبو محمد عبد الله الباجي.
- خلف بن محمد الخولاني.
وغيرهم
= بمكة:
- أبو الطاهر محمد العجيفي.
- أبو حفص عمر بن محمد بن عراك.
- أبو الحسن بن جهضم
وغيرهم
= بالمدينة: أبو الحسن يحيى بن الحسين المطلبي.
= بمصر:
- أبو العلاء ابن ماهان
- أبو بكر ابن إسماعيل
- أبو القاسم الجوهري
وغيرهم
= بدمياط: أبو بكر محمد بن يحيى بن عمار، وسمع منه بعض كتب ابن المُنذر.
= بالقيروان:
- ابن أبي زيد القيرواني
- أبو جعفر بن دَحْمُون
وغيرهما (5)
أخذ القراءة عن:
- أبي الحسن ابن بشر الأنطاكي
- أبي الطيب ابن غلبون
- محمد بن الحسين بن النعمان. (6)
من تلاميذه:
- ابن عبد البر
- ابن حزم (7)
- حاتم بن محمد الطرابلسي
- محمد بن خلف بن المرابط (8)
- أبو محمد عبد الله بن سهل المقرئ (9)
وغيرهم
سيرته وقول النقاد فيه:
قال حاتم الطرابلسي: (كان أبو عمر من أهل العناية بالعلم والضبط له، وله علوم حسنة.)
قال ابن الحصار الخولاني: (كان من الفضلاء الصالحين على هدي وسنة، قديم الطلب والعلم، مقدما في الفهم، مجودا للقرآن، حسن اللفظ به، فضائله جمة، أكثر من أن تحصى.)
قال ابن الحَذّاء: (وكان فاضلا، شديدا في كتاب الله، سيفا على أهل البدع، سكن قرطبة وقرأ بها؛ ثم سكن المرية، ثم مرسية، ثم سرقسطة، ثم عاد إلى بلده طلمنكة مرابطا، فتوفي بها.) (10)
قال أبو عمرو الداني: (أخذ القراءة عرضًا عن أبي الحسن الأنطاكي وأبي الطيب بن غلبون ومحمد بن الحسين بن النعمان، وسمع من الأدفوي ولم يقرأ عليه، وكان فاضلًا ضابطًا شديدًا في السنة) (11)
قال الحميدي عنه: (وكان إماما في القراآت مذكورا، وثقة في الرواية مشهورا.) (12)
قال القاضي عياض: (تفنن في علوم الشريعة، وغلب عليه القرآن والحديث، وألف تواليف نافعة كثيرة، كبارا، ومختصرة، احتسابا.) (13)
قال ابن الجزري: (رجع إلى الأندلس بعلم كثير، وكان أول من أدخل القراءات إليها، وألف كتاب الروضة.) (21)
قال ابن بشكوال: (وانصرف إلى الأندلس بعلم كثير، وكان أحد الأئمة في علم القرآن العظيم، قراءته وإعرابه وأحكامه، وناسخه ومنسوخه، ومعانيه. وجمع كتبا حسانا كثيرة النفع على مذاهب أهل السنة، وظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه، وكانت له عناية كامِلة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة برجاله وحَملته. حافظا للسنن، وجامعا لها، إماما فيها، وعارفا بأصول الديانات، مُظهرًا للكرامات، قديم الطلب للعلم، مُقَدما في المعرفة والفهم، على هَدْي وسُنة واستقامة. وكان سيفا مُجردا على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم، غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله تعالى.) (14)
قال عيسى بن محمد الحجاري: (خرج علينا أبو عمر الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه، فقال: اقرءوا واكثِرُوا فإني لا أتجاوز هذا العام، فقلنا له: ولِمَ؟ يرحمك الله!
فقال: "رأيت البارحة في منامي مُنشدًا يُنشدني:
اغْتَنِموا البرَّ بشيْخٍ ثَوىَ ... تَرحَمهُ السُّوقَةُ والصِّيد
قَد خَتَم العُمْرَ بعيدٍ مَضَى ... لَيس لهُ مِن بَعْده عِيدُ
قال: فتوفي في ذلك العام.) (15)
من مؤلفاته:
- الروضة في القراءات (22)
- كتاب في تفسير القرآن، نحو 100 جزء.
- البيان في إعراب القرآن
- فضائل مالك
- رجال الموطأ (16)
- الوصول إلى معرفة الأصول في مسائل العقود في السنة (17)
- الرسالة المختصرة في مذاهب أهل السنة (18)
- الدليل إلى طاعة الجليل فيما تنطوي عليه الجوانح وتباشره بالعمل الجوارح، وهو ستون جزءًا (19)
- فهرسة (20)
وفاته: توفي في طلمنكة في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة وقد قارب التسعين.
______________
(1) الصلة لابن بشكوال (ج1 ص85)، وترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض (ج8 ص32)
(2) الروض المعطار في خبر الأقطار للحِميري (ص393)؛ وترتيب المدارك (ج8 ص32)
(3) ترتيب المدارك وتقريب المسالك (ج8 ص32)
(4) الصلة (ج1 ص83)
(5) الصلة (ج1 ص83 - 84)؛ ترتيب المدارك (ج8 ص32)؛ سير أعلام النبلاء (ج17 ص567)
(6) سير أعلام النبلاء (ج17 ص567)
(7) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي (ص114)
(8) ترتيب المدارك (ج8 ص32)
(9) سير أعلام النبلاء (ج17 ص567)
(10) ترتيب المدارك (ج8 ص33)
(11) تذكرة الحفاظ للذهبي (ج3 ص198)
(12) جذوة المقتبس (ص114)
(13) ترتيب المدارك (ج8 ص33)
(14) الصلة (ج1 ص84)
(15) الصلة (ج1 ص84 - 85)
(16) ترتيب المدارك (ج8 ص33)؛ الأعلام للزركلي (ج1 ص213)
(17) ترتيب المدارك (ج8 ص33)؛ وفهرسة ابن خير الإشبيلي (ص225)
(18) فهرسة ابن خير الإشبيلي (ص225)، قال: (كتاب الوصول إلى معرفة الأصول في مسائل العقود في السنة؛ تأليف أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ الطلمنكي رحمه الله. وكتاب الرسالة المختصرة في مذاهب أهل السنة، وذكر ما درج عليه الصحابة والتابعون وخيار الأمة، من تأليفه أيضا. حدثني بهما شيخنا الخطيب، أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح المقرئ رحمه الله، عن خاله أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني عن أبي عمر الطلمنكي مؤلفهما.)
(19) فهرسة ابن خير الإشبيلي (ص256)
(20) فهرسة ابن خير الإشبيلي (ص384)
(21) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (ج1 ص110)
(22) غاية النهاية لابن الجزري (ج1 ص110)؛ والأعلام للزركلي (ج1 ص213)؛ وكشف الظنون لحاجي خليفة.
(23) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)
المصدر: «موقع عقيدة السلف الصالح» ( http://www.as-salaf.com/)
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:52 م]ـ
بالنسبة لكتاب "الروضة" في القراءات فقد قرأت في احدى المواقع أنه مفقود
أما التفسير وإعراب القرآن فلا أعرف عنهما
وكذلك باقي الكتب
فمن كان لديه معلومات عنها فأرجو إفادتنا بها وجزاكم الله خيرا
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[28 Dec 2010, 07:01 ص]ـ
أما كتابه: تفسير القرآن
موجود في مكتبة: الفاتيكان (بورجياني) 1/ 262 - 263 رقم المخطوط [8/ 163]-
ج5: أي الموجود من المخطوط هو الجزء الخامس (الورقة 133) تاريخ النسخ: القرن 8 هـ
- وذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي في الملحق 1/ 729
راجعي الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط
علوم القرآن-مخطوطات التفسير وعلومه- الجزء الأول
الصادر عن المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية -مؤسسة آل البيت في الأردن- عمان 1989(/)
هل سبقني لهذا الاستنباط أحد حول قوله تعالى " هاؤم اقرأوا كتابيه "
ـ[أم ديالى]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا تاقت نفسك للرياء والتلذذ بمدح الناس تذكر يوم يقول المؤمن " هاؤم اقرأوا كتابيه "
فما أجملها من لحظة، وما أروعها من شهرة، وما أعظمه من ثواب ينتظرك سيراه الناس أجمعون .. " فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون "
هل أصبت في هذا الفهم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا تاقت نفسك للرياء والتلذذ بمدح الناس تذكر يوم يقول المؤمن " هاؤم اقرأوا كتابيه "
فما أجملها من لحظة، وما أروعها من شهرة، وما أعظمه من ثواب ينتظرك سيراه الناس أجمعون .. " فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون "
هل أصبت في هذا الفهم؟
وجزاكم الله خيرا
بارك الله بك أخت أم ديالي على هذا التدبر. ولا أحد يستطيع أن ينفي ما تفضلت به لأنه لا يخرج عن المعنى العام للآية.
ولكن إذا تاقت النفس للرياء والتلذذ بمدح الناس لماذا لا يتذكر من يفعل ذلك بقول الله تعالى (يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية) أليس ذلك أقرب من مشهد أهل اليمين الذين يقولون" هاؤم اقرأوا كتابيه " بسبب اخلاصهم وحسن سيرتهم؟؟؟.
يقول سيد قطب رحمه الله:
(يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية) انه مشهد التعري من كل شيء. فالكل مكشوف ذلك اليوم مكشوف الجسد مكشوف النفس مكشوف الضمير مكشوف العمل مكشوف المصير. إنه عريان الجسد والروح والقلب والشعور والنية والضمير.
بارك الله بك اختي ام ديالي على حسن تدبرك وجزاك الله الجنة.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[14 Sep 2010, 07:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل تيسير الغول دائما تتحفنا بالمفيد
انت أتيت بالمعنى من ناحية الترهيب بينما انا نظرت للترغيب
والناس يتفاوت تقبلهم للحق فمن الناس من يردعه الترهيب كما تفضلت
ومنهم من يقوده للخير اسلوب الترغيب ..
اكرر شكري لكم بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أم ديالى على هذه الموعظة، ولكن هذا لا يسمى استنباطاً وإِنَّما هو وعظ بالقرآن بالكريم فيما يظهر لي.
زادكم الله فهماً لكتابه.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 Sep 2010, 10:19 م]ـ
الشيخ الفاضل د. عبد الرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا على تنبيهكم
فما سجلت هنا الا لأستفيد منكم ومن الإخوة الكرام.
نفع الله بكم وبعلمكم(/)
نظرية الشعراوي في تفسيره ... مقاربة تأصيلية
ـ[د. عثمان عبد الرحيم القميح]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:50 م]ـ
نظرية الشعراوي التفسيرية
منذ المحاضرة الأولى لتفسيره والشعراوي يكشف لنا عن نظريته التي سار عليها في تفسيره لآيات الذكر الحكيم، فهو يقر بداية بأن تناوله للقرآن لا يعدو أن يكون" خواطر لا تمثل تفسيراً للقرآن "، وأن هذه الخواطر هبات صفائية ربانية تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات" ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)) .
وفضلاً عن أن هذه الكلمات القليلات تكشف بوضوح عن رأيه فيما يخص مسألة الخلاف حول التفسير والتأويل والعلاقة بينهما، فإنها تبين لنا النظرية التي اعتمدها الشعراوي خلال مسيرته مع القرآن، وهي نظرية الخواطر القائمة على " الموازنة بين الذات والموضوع في تفسير القرآن " وهو منهج عرفته مسيرة التفسير التاريخية منذ الأيام الأولى لنزول القرآن، وقد كان لهذا المنهج مراحل مختلفة وأطوار متباينة. ففي عهد الصحابة لم تكن تحمل هذه النظرية اسماً أو مصطلحاً، ونتيجة لعوامل كثيرة طرأت على الحياة العلمية عند المسلمين - كتعدد الثقافات وتوسع الفتوحات وتناقص الخيرية وتباعد القرون عن العهد النبوي وما تلاه من جيلين - تطورت هذه النظرية وحملت نفساً صوفياً ومسحة سلوكية، فاصطلح المفسرون بعد ذلك على تسميته بالتفسير الإشاري ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) ، ثم عرف بالذوق الانطباعي في الأبحاث المعاصرة ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) .
وقد عرف الذهبي هذه النظرية في ثوب التفسير الإشاري بأنها ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4))" تأويل آيات القرآن الكريم، على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر.
لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة" ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)).
ثم يكشف لنا الذهبي عن قدم هذا المنهج فيقول " لم يكن التفسير الإشاري بالأمر الجديد في إبراز معاني القرآن الكريم، بل هو أمر معروف من لدن نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشار إليه القرآن، ونبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وعرفه الصحابة رضوان الله عليهم وقالوه به". ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6))
ولعل الذهبي يقصد بقدم هذا المنهج من لدن نزول الوحي ما أخرجه البخاري عن ابن عباس أنه قال " كان عمر يدخلني على أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح)؟ فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. قال: قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أعلمه له قال: إذا جاء نصر الله والفتح، وذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً) فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول " ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)).
ولما كان هذا المنهج الذي يعتمد الخواطر النفسية أساساً للقول في كتاب الله كان لابد له من معيار ينضبط به، حتى يتميز عن عبث المتلاعبين بالقرآن تحت ستار اسم باطن القرآن، وهم لا يفسرون القرآن على الحقيقة، بل يتلاعبون لهدم الشريعة باسم الشريعة، ومن ثم فقد وضع علماء الشريعة معايير وضوابط تقيد هذا المنهج وتصونه، مما يتخذه البعض ذريعة لتقول على القرآن ما لم ينزل الله به سلطاناً، فاشترطوا لاعتماد هذا المنهج:
- أن يصح مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب، حيث يجري على المقاصد العربية، وذلك ضرورة كون القرآن عربياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وأن يكون له شاهد شرعي نصاً أو ظاهراً يشهد لصحته من غير معارض وذلك لأنه إن لم يكن للتفسير الإشاري شاهد في محل آخر أو كان له شاهد لكن له معارَض صار دعوى تدعي على القرآن من غير دليل، والدعوى التي لا دليل عليها مرفوضة باتفاق العلماء.
- لا يدعى أن التفسير الإشاري هو المراد وحده دون الظاهر، بل لابد أن تعترف بالمعنى الظاهر أولاً، إذ لا يُطمع في الوصول إلى الإشارة قبل إحكام فهم العبارة " فإن من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر فهو كمن ادعى البلوغ إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب "!
- وألا يكون تأويلاً بعيداً سخيفاً ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)) .
وتكمن إشكالية هذه النظرية التي اعتمدها الشعراوي في مدى دقة الموازنة بين الذات وبين الموضوع، كما تكمن أيضاً في ندرة وجود المفسر الذي يجمع بين العلم الراسخ، وبين الربانية الصافية، فكما أن للذات حقها في جانب الاستغراق في النص والتفكر فيه والشعور بحلاوته، بحيث لا يصل إلى ما يتصادم مع مجمل ما جاء به القرآن، فكذلك للموضوع أيضاً حقه في التزام مدلوله اللغوي، وحدوده الشرعية والتزام أبعاد معانيه ومدلولاته، بحيث لا يتجاوزها فيشطح، وبقدر هذا التوازن يكون الاستقرار والثبات والسلامة، وذلك لأن الذات إذا طغت على الموضوع خرج عن نطاقه إلى نطاق التفسير الصوفي الذي يعتمد على الأوهام أكثر من اعتماده على الحقائق الشرعية، وإذا طغى الموضوع على الذات خرج عن نطاق التذوق إلى نطاق التفسير العلمي، وضاقت جوانب جذبات النفس وارتباطها بالنص، وأصبح المفسر والنص كتلتين منفصلتين لا تمازج بينهما ولا تجاذب ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)). فالإشكالية تكمن في ندرة وجود المفسر الذي يوازن بين الذات والموضوع بهذه الدقة المتناهية.
ومع الإقرار بأن لكل مسلم تذوقاً خاصاً حينما يقرأ القرآن أو تتلى عليه آياته- إذ التذوق حركة نفسية وانطباع ذاتي لا يملك الإنسان له رداً، ولا يستطيع له منعاً بل لابد أن يظهر أثره في خلجات سامعه وسكناته شاء ذلك أم أبي على اختلاف بين المسلمين، فمنهم من يفيض دمعه، ومنهم من يقشعر جلده، ومنهم من يلين قلبه - ومع الإقرار بأحقية كل مسلم في ممارسة هذه الأحوال النفسية؛ إلا أن هذه الأحاسيس لم تتجاوز محيط التأثر الذاتي، فلم يترجمها أحد أحرفاً على الورق يفيض بها ذوقه السامي ويسطرها قلمه معالم يهتدي بها من قصر باعه، وخلت بضاعته فلم يتذوق النص أو لم يستطع التعبير عنه، وذلك أمر ربما يعود إلى انقطاع الصلة بين القيم الشعورية والقيم التعبيرية ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)).
ومن هنا كان هذا النوع من التفسير أقل اتجاهات التفاسير ثراءً بل وجوداً، فالباحث غالباً لا يكاد يعثر على نماذج كثيرة في جهود المفسرين المحدثين تتخذ التذوق وحده رائداً في التفسير ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11))، وتلك إشكالية أخرى يعيشها منهج الموازنة بين الذات والموضوع.
ونتيجة لاتصاف القرون الأولى بقوة الإيمان، ورقة القلب، الأمر الذي أدى إلى غلبة اللطائف الرقائقية والإشارات الوعظية على نظرية الخواطر في التفسير " فقد صبغت هذه النظرية بالصبغة الصوفية، وأطلق عليها التفسير الإشاري كانعكاس للبيئة التي كان يحياها التفسير آنذاك، وصار اسم التفسير الإشاري ملازماً وملتصقاً بالخواطر القرآنية، غير أن الأمر قد تغير في واقعنا المعاصر، فتناقصت خيرية القرون المتتابعة واستشرى الفساد، واستبدلت الشرائع، ورق الدين وضعف أثره في قلوب كثيرين، الأمر الذي انعكس على الخواطر الإيمانية لدى مفسر هذا الزمن، فصار حديث نفسه: كيف يعالج بهذه الخواطر ما وصلت إليه أمته؟ فجاء سيد قطب بخواطره " في ظلال القرآن " ومن بعده الشعراوي في خواطره حول القرآن ".
وقد أجاد سيد قطب الموازنة بين ذاته وبين موضوع القرآن، ولكن دون أن يكون ذلك صادراً عن فكر متصوف، فتجردت هذه النظرية التفسيرية – ولأول مرة – من جبتها الصوفية لترتدي جبة الواقعية والحركية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ظن بعض الباحثين ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)) أن سيد قطب قد نشأ على يديه ما يعرف بنظرية" الذوق الانطباعي"، وهذا رأي فيه نظر؛ وذلك أن الذوق الذي اعتمده سيد في ظلاله هو قوام منهج الموازنة بين الذات والموضوع، وهذا المنهج منهج قديم قدم التفسير نفسه، وأن كل ما فعله سيد –رحمه الله- هو انتقاله بالخواطر القرآنية من مرحلة الإشارات ولطائف المتصوفة ومصطلحاتهم – التي كانت تناسب تلك الأزمنة التي غلب على أصحابها الزهد والتصوف والانخلاع من الدنيا - إلى مرحلة يقتضيها واقع الأمة المعاصر وهي مرحلة الواقعية والحركية.
ولعل السبب الذي نشأ عنه توهم ميلاد منهج الموازنة بين الذات والموضوع على يد سيد قطب، هو الخلط بين " الإشارية " التي وصفت بها هذه النظرية والتصقت بها فترة طويلة من الزمن وبين النظرية ذاتها القائمة على الموازنة بين الذات التي قد يغلب عليها التصوف أو الحركية أو السلفية وبين موضوع القرآن نفسه.
وهناك سبب آخر وهو الحساسية المفرطة من تسمية نظرية الخواطر بالتفسير الإشاري الذي ينصرف بداهة إلى الفكر الصوفي، وما يرافق هذه التسمية من توجس وانقباض؛ لا سيما في البيئات العلمية التي سيطر عليها الفكر السلفي الأثرى؛ فنتج عن ذلك الدعوة إلى استئناف منهج جديد مستقل؛ خشية الربط بين هذه النظرية وبين التفاسير الأخرى الفاسدة التي افتقدت شرائط التفسير الإشاري المقبول.
غير أنه ينبغي أن تتلاشى هذه الحساسية وأن تزول حينما يتم التفريق بين التفسير الصوفي النظري من جانب وبين التفسير الإشاري المقبول من جانب آخر، فالأول وهو التفسير الصوفي النظري تفسير فاسد، يحول فيه الصوفي القرآن عن هدفه ومقصده إلى ما يقصده هو ويرمي إليه، وغرضه بهذا كله أن يروج لتصوفه على حساب القرآن، وأن يقيم نظرياته وأبحاثه على أساس من كتاب الله، وبهذا الصنيع يكون الصوفي قد خدم فلسفته التصوفية ولم يعمل للقرآن شيئاً، اللهم إلا هذا التأويل الذي كله شر على الدين وإلحاد في آيات الله ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13))، هذا بالإضافة إلى أن المفسر الصوفي يرى أن كل ما تحتمله الآية من المعاني - وليس وراءه معنى آخر - يمكن أن تحمل الآية عليه هذا بحسب طاقته طبعاً ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
أما التفسير الذي يعتمد الذوق النفسي فلا يرتكز على مقدمات علمية بل يرتكز على رياضة روحية منضبطة بأصول الشريعة يأخذ بها المفسر نفسه، ويعيش مع القرآن آناء الليل وأطراف النهار، ويذوق حلاوته وتنسكب معانيه وخواطره في أحاسيسه فيهبه الله قدرة عجيبة وتوفيقاً نادراً في الجمع والموازنة الدقيقة بين ذاته وبين القرآن؛ دون أن يخرج بفكره وخواطره عن دائرة ما جاءت به الشريعة ومن غير أن يفقد شرطاً من شروط اعتباره.
يقول د. فهد الرومي " ونحن لا ننكر وجوب التدبر في القرآن الكريم
ولا ننكر أيضاً أن يكون لمعاني القرآن معانٍ ظاهرة متبادرة للذهن، ومعانٍ أخرى حقاً تحتاج إلى تدبر وتمعن، يؤتيه الله من يشاء من عباده، وتتفاوت فيه الدرجات، لكنا نرفض - كل الرفض - أن يكون هذا النوع هو الذي يزعمه الصوفية من إشارات ورموز وطلاسم، قوامها الوجد والذوق تذهب صفاء القرآن الكريم ونقاءه" ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)).
ويزيل د. السيد أحمد خليل، اللبس الذي قد يقع بين التفسير الذي يعتمد على الذوق السليم، والفكر الصحيح، وبين التفسير الفاسد الناتج عن ذوق منتكس وعقيدة خربة فيقول " يجب أن نفرق بين نوعين من التفسير هما:
1 التفسير الإشاري 2 التفسير الرمزي
أما الأول فحق، وهو ينقسم إلى قسمين:
تفسير إشاري معنوي، وتفسير إشاري لفظي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ونريد بالتفسير الإشاري المعنوي: التفسير المرتبط بإشارة المعنى العام للآية أو السورة، وهي الدلالة على معنى آخر يستبطن المعنى الإجمالي. فهماً يؤتيه الله من يشاء من عباده لا يخالف نصاً ولا يجافي لفظاً ولا يجاوز معنى حقاً، ومن هذا النوع ما سبق ذكره من استدعاء عمر لابن عباس في مجلسه مع شيوخ بدر … رضي الله عنهم .. كل هذه المعاني باطنة لا تخالف المعنى الظاهر للآية ولاتنتهك نطاق لفظه ولا حدود معانيه، فكان القبول لها حليفاً.
ونريد بالتفسير الإشاري اللفظي: التفسير المرتبط بإشارة لفظة خاصة يستدل بها على معنى آخر يستبطن معناها في سياقها العام، ومن هذا النوع من التفسير ما استدل به العز بن عبد السلام على صحة أنكحة الكفار من قوله تعالى (وامرأته حمالة الحطب) ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)) ، ومنه أيضاً ما استدل به المفسرون من قوله تعالى
(وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)) بأنه " عبر عنه بهذه العبارة؛ إشارة إلى جهة وجوب المؤن عليه؛ لأن الوالدات إنما ولدن للآباء، ولذلك ينسب الولد للأب دون الأم " ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)) . هذا هو التفسير، بل يستمد مقوماته من النص الماثل أمامه من غير تحريف ولا تأويل خارج عن حدود الدين واللغة، وهو الذي تدل عليه النصوص والأدلة التي استدلوا بها لصحة التفسير الإشاري؛ إذ هذا هو ما تدل عليه، أما النوع الذي يجب أن نفرق بينه وبين التفسير الإشاري فهو التفسير الرمزي، وهو التفسير الذي سلكه الصوفيون، وهم يحسبون أنهم يسلكون الأول وما هم بسالكيه، ذلك أن التفسير الرمزي تفسير صوفي يعتمد - في سبيل الوصول إلى المعرفة - على منهج قوامه الوجد والذوق والترقي في مقاماتهم حتى يصل المتصوف إلى مقام العرفان، فتفيض عليه – بزعمهم- مكنونات العلم وأسرار المعرفة جملة الأمور إليه، بحيث لا يسقط ورق من شجر إلا بإذن وكتاب وأجل منه، وليس وراء هذه مقام ومرتبه ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)).
وبذلك نستطيع القول إن تفسير الشعراوي – في مجمله – لا يخرج عن كونه تفسيراً اعتمد على الخواطر القائمة على الموازنة بين ذات الشعراوي - التي عاشت مع القرآن وذاقت حلاوته، وتدبرت معانيه آناء الليل، وأطراف النهار وبين القرآن حتى فتح الله عليه بخواطر وإيمانيات وإشارات معنوية ولفظية
لا تخالف نصاً ولا تجافي لفظاً ولا تجاوز معنى حقاً، بل كان – رحمه الله – يحرص حرصاً شديداً على أن تكون خواطره ولطائفه دائرة في فلك القرآن والسنة لا تخرج عن إطارهما وتدور معهما حيث دارا، وإن كان للشيخ شطحاته وتجاوزاته التي ذكرناها في موضعها ورددنا عليها.
ولكن هل ألزم الشعراوي نفسه بمنهجه الذي رسمه لنفسه، وأقر به في بداية تفسيره وهو أن كلامه في القرآن ليس تفسيراً وإنما هو " خواطر وهبات صفائية ربانية تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات"؟ ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)) ، أو بمعنى آخر هل كان تفسير الشعراوي تفسيراً ذوقياً رقائقياً؟ أم أنه اشتمل على ألوان أخرى من مناهج التفسير وألوانه ومدارسه؟ في الواقع أن تفسير الشعراوي لم يكن كله خواطر وهبات صفائية وإشارات روحانية كما قال الشعراوي صحيح أنه بدأ كلامه عن التفسير، وهو يحرص حرصاً شديداً على أن تكون مسيرته مع القرآن مسيرة خواطر وإيمانيات وسبحات ربانية لاحت لرجل عاش مع القرآن طيلة عمره يتفكر في آياته، ويتدبر معانيه، ويتشوق إلى فضائله، وبركاته، ولكن سرعان ما وجدنا الشعراوي يتوسع في تفسيره لتتلاشى الخواطر ويحل مكانها النزعة اللغوية والبلاغية والاجتماعية ليخرج بذلك التفسير عن دائرة " الخواطر " إلى دائرة " التفسير الموسوعي " الذي يشتمل على كل ألوان التفسير ونماذجه، وله أسسه التي يقوم عليها.
([1]) تفسير الشعراوي 1/ 9.
([2]) انظر: التفسير والمفسرون للذهبي ص2/ 91.
([3]) اطلق اسم " التفسير الذوقي الانطباعي " على هذا المنهج د. عفت الشرقاوي في كتابه " الفكر الديني في مواجهة العصر " ثم سار عليه د. فهد الرومي في كتابه " بحوث في أصول التفسير ومناهجه " ص111، وكذلك الخالدي في كتابه الشهيد الحي ص185.
([4]) التفسير والمفسرون للذهبي 2/ 353.
([5]) كما عرفه د. صبحي الصالح بأنه " التفسير الذي تؤول به الآيات على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي " انظر: مباحث في علوم القرآن 296.
([6]) التفسير والمفسرون للذهبي 2/ 45.
([7]) كتاب التفسير باب (إذا جاء نصر الله والفتح) ح4970.
([8]) انظر: الموافقات للشاطبي 3/ 394، مناهل العرفان للزرقاني 2/ 81، وعلوم القرآن الكريم، د. نور الدين عتر 99 ومباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح ص296، ومباحث في علوم القرآن، د. فهد الرومي 220.
([9]) بحوث في أصول التفسير ومناهجه، د. فهد الرومي 112.
([10]) المرجع السابق ص111.
([11]) الفكر الديني في مواجهة العصر، د. عفت الشرقاوي ص338.
([12]) د. عفت الشرقاوي في كتابه " الفكر الديني في مواجهة العصر " ص335، ود. فهد الرومي في كتابه " بحوث في التفسير وأصوله " ص111.
([13]) التفسير والمفسرون للذهبي 3/ 12.
([14]) المرجع السابق 3/ 18.
([15]) اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، د. فهد الرومي 1/ 407.
([16]) سورة المسد الآية 4.
([17]) سورة البقرة الآية 233.
([18]) تفسير القاسمي للقاسمي 3/ 610.
([19]) دراسات في التفسير، د. السيد أحمد خليل 127.
([20]) تفسير الشعراوي 1/ 9.(/)
محاولة لفهم موضوع سورة الشورى
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[14 Sep 2010, 03:27 م]ـ
محاولة لفهم موضوع سورة الشورى
يُعتبر علم موضوعات السور من العلوم الجليلة التي تفتح على قارئ القرآن فتوحات تدبرية عميقة , وتكشف له من الأسرار ما لاينكشف له بدونها ..
وفي رمضان هذا العام خاصة , أتحفنا برنامج التفسير المباشر بالجديد والمفيد في هذا الباب , وفتح شهيتنا ودفع بنا إلى المحاولة والاجتهاد والتدبر في مواضيع السور , وهذا ما بذلت له شيئاً من جهدي في ختمتي في العشر الأخير لرمضان هذا العام , وكانت بحمد الله تعالى ختمة متميزة عن كل سابقاتها في ظل التدبر في مواضيع السور القرآنية الجليلة ..
ويكفي من حسنات الاهتمام بمثل هذا الأمر أني ربما سمعت أو قرأت السورة كاملة من أولها إلى آخرها , وذلك دون شرود أو انقطاع أو خروج عن جو السورة , خاصة مع اجتماع شرف الزمان والمكان , حيث جاورت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا من عظيم فضل الله تعالى الذي لا يعد ولا يحصى ,, فلله الحمد أولا وآخرا , ونسأله تعالى الإخلاص والقبول.
وفي هذه الورقة سجلت بعض ملا حظاتي التي خرجت بها , في محاولة مني لفهم موضوع سورة الشورى , أضعها بين يدي مشايخي , وأساتذتي وإخواني , أرجو أن لايحرموني من تصويبهم ونصحهم وتعقيبهم , خاصة وأن الحديث في مثل هذا الأمر عده بعض أهل العلم من التقول على الله تعالى , لكن إنما هو اجتهاد طالب بين يدي أساتذته.
موضوع السورة واسمها:
اقترحت عنوانا لموضوع لهذه السورة: دعوة إلى جمع الكلمة , أو دعوة إلى ترك الإختلاف المذموم , حيث تحدثت هذه السورة عن الاختلاف بنوعيه الشرعي والكوني ,وأنه سنة ماضية , وذكرت حكم الاختلاف الشرعي (أي الأختلاف في الأحكام) ودعت إلى ترك الخلاف ونبذه , وذكرت بعض أسبابه , و كيفية معالجته , و ذكرت جزاء المختلفين من الطرفين.
وبهذا يظهر لي والعلم عند الله ربط اسم السورة بهذا الموضوع حيث أن الشورى والمشورة من أفضل الوسائل و أنفعها في اجتماع الكلمة ودفع الاختلاف كما لايخفى.
فاتحة السورة وخاتمتها:
افتتحت السورة بذكر القرآن: كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ واختتمت به: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا وكأنها اشارة الى أهمية القرآن ومحوريته في دفع الاختلاف بل جاء الأمر صريحا في ثنايا السورة بالرجوع الى كتاب الله وحكمه عند الاختلاف: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10).
وتوسطت السورة ذكر القرآن وعربيته ووضوحه والحكمة من إنزاله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)
وتوسطت السورة كذلك ذكر انزال القرآن بالحق وأنه الميزان العدل عند الاختلاف: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) {اللهُ الذي أنزل الكتابَ} يعني القرآن {بالحق} أي: لم ينزله لغير شيء " زاد المسير.
وقال الشوكاني:"والمراد ب {الميزان}: العدل، كذا قال أكثر المفسرين وقيل: الميزان ما بيِّن في الكتب المنزّلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به. وقيل: هو: الجزاء على الطاعة بالثواب، وعلى المعصية بالعقاب. وقيل: إنه الميزان نفسه أنزله الله من السماء، وعلم العباد الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم".
الاختلاف سنة كونية:
(يُتْبَعُ)
(/)
تكررت في ثنايا السورة بعض المشاهد الكونية التي ترسخ في نفس قارئها أن الاختلاف سنة كونية , وكأن الآيات تريد أن تعبر بنا من خلال هذه المسلمات الكونية الى أن الاختلاف لابد وأنه واقع كذلك في الأمور الشرعية , بل إن حكمته سبحانه اقتضت أن يختلف الناس حتى يحصل الابتلاء و التكليف وعلى هذا قامت الدعوات والرسالات: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (8)
ومن تلك المشاهد الكونية التي جاءت في السورة: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
وقال سبحانه: وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)
وقال: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
وهذا الأسلوب تكرر في القرآن وجاءت آيات صريحة في سورة الليل تدل على هذا قال تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فكما يختلف الليل والنهار والذكر والأنثى , تختلف كذلك مشارب الناس وأهواءهم ومقاصدهم ...
أسباب الاختلاف:
السورة في مجملها واضحة في دعوتها إلى التوحيد وترك الشرك , و لا شك أن التوحيد والإيمان هو سبب كل الفة ووحدة , وأن الشرك هو من أعظم أسباب الإختلاف والتفرق لذلك ناقشت السورة هاتين القضيتين ودعت إلى توحيد الله تعالى: اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ (15) كما حذرت من الشرك: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ (21).
أشارت السورة كذلك إلى بعض أسباب الاختلاف والتفرق الذي حصل بالأمم السابقة وأنه البغي والعناد والتكبر على الحق: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (14) " أي: إنما كان مخالفتهم للحق بعد بلوغه إليهم، وقيام الحجة عليهم، وما حملهم على ذلك إلا البغيُ والعنادُ والمشاقة" ابن كثير.
حصل ذلك منهم مع أن الله أوصاهم وأوصى أنبياءه- وخص منهم في هذه السورة أولو العزم من الرسل- أوصاهم بإقامة الدين وعدم التفرق فيه: أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13) قال البغوي "بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة".
ومن أسباب الاختلاف المذكورة في السورة إرادة الانسان بعمله الدنيا والرياء بالعمل ونسيان الآخرة: مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)
ومنها القول على الله بغير علم: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)
ومنها الاقتتال على الدنيا ومافيها , وكم فرقت الدنيا بأموالها وزينتها وزخرفها بين المجتمعين لذلك بين الله قانونه السماوي في مسألة الأرزاق و بين حكمته من ذلك: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)
ومنها الذنوب والمعاصي: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)
العلاج والتوصيات لحل الخلاف:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت السورة وصايا خاصة وعامة لجمع الكلمة والصف وحل الخلافات , منها ما جاء صراحة كالرجوع الى حكم الله وكتابه وسنة نبيه وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) وقوله: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)
ومن الوصايا الصريحة أيضا: الدعوة الى ما وصى الله به ألو العزم من الرسل , أن نجتمع ولانتفرق , والاستقامة على أمر الله , والتحاكم إلى الشريعة لا إلى الهوى , والإيمان بالكتاب , والعدل , والتوحيد ... وكل هذه الوصايا جاءت في قوله: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) ولا يخفى أثر هذه الأمور جميعها في جمع الكلمة و نبذ الاختلاف.
ومن الوسائل أيضا في العلاج والتي جاءت الوصية بها في السورة:عدم الاختلاف على الدنيا وأنها متاع و التذكير بزوالها وأن ماعند الله خير: فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)
ومن الوصايا كذلك: العفو والصبر عند الغضب والمقدرة خاصة ,إلا أن يصيبنا بغي وجور وقد تكررت الوصية بذلك في السورة:وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)
وقال: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)
وقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)
ومنها القيام بأمر الله تعالى وأداء الفرائض من الصلاة والزكاة وخص التذكير بأهمية الشورى ولا تخفى جوهريتها في حل الخلاف والتنازع وما ضيع هذه الأمة مثل الاستبداد والدكتاتوريات؟؟ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38).
الجزاء والثمرة:
ذكرت السورة سبب كل عقوبة ومصيبة تحل بالعبد في الدنيا وهي عقيدة مضطردة عند أهل السنة أنه لا تحل مصيبة إلا بسبب ذنب العبد ومعصيته ولا شك أن الاختلاف على حكم الله وشرعه كبيرة ومعصية يستحق صاحبها العقوبة عليها قال تعالى:: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)
كما جاء في ثنايا السورة ذكر جزاء الظالمين في الآخرة , وفي المقابل جزاء المؤمنين: تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)
وقال تعالى: وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (45)
وذكّر هنا بالخسارة الحقيقية: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وليست هي خسارة الدنيا ومتاعها الذي اختلفتم من أجله ... جعلنا الله من الناجين والفائزين المفلحين في الدنيا والآخرة , و هدانا جميعا صراطه المستقيم.
كانت هذه محاولة مني لفهم سورة الشورى ترددت في كتابتها ونشرها كثيرا , خوفا من أن أكون قلت في كتاب الله برأي ليس لي فيه من الله برهان , أو حمّلت كلامه مالا يحتمل , لكن أرجو أن يكون لي في هذا شفيعا أني ما كتبت إلا ما أرى أنه من التدبر الذي حثنا عليه ربنا في كتابه , طالبا كذلك التصويب والنصيحة من أهل العلم والجتهاد ,وأستغفر الله من الزلل والجهل , و الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:46 ص]ـ
أخي الكريم الدكتور عمر: أسأل الله أن يوفقنا وإياك لفهم كتابه وتدبره والعمل به على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى، وأسأل الله لكم القبول والتوفيق.
قرأت ما كتبتموه عدة مرات بعد طباعته، ثم قرأت سورة الشورى عدة مرات للتأمل في صحة النتائج التي توصلتم إليها في تدبركم المبارك، ولي مع مقالتكم وقفات من باب المشاركة معكم في التأمل في هذه السورة العظيمة:
الوقفة الأولى: أشكرك على سلوك هذا المنهج في التدبر، وأرجو أن يفتح الله عليك من العلم بكتابه بسلوك هذا المنهج مع كل سورة من السور، والمدراسة مع الزملاء في الملتقى هنا ستكون عوناً لك على الاستمرار، ونحن نستفيد من ذلك أكثر منك، والغاية هي العلم والتعلم نسأل الله الإخلاص.
الوقفة الثانية: لم أراجع أي مؤلف سابق في سورة الشورى، وبودي لو تكرمت بمراجعة ما كتبه مؤلفو (موسوعة التفسير الموضوعي لسور القرآن) في السورة، وكذلك ما كتبه البقاعي في (مصاعد النظر)، وما كتبه ابن عاشور في (التحرير والتنوير)، وما كتبه الدكتور عبدالله شحاته في (مقاصد سور القرآن) وغيرهم، وهناك مؤلفات مفردة في سورة الشورى لعدد من الباحثين لعلك تراجعها أو أراجعها لاحقاً، حيث إن التفرد في مثل هذه المسائل موحشٌ، والاعتضاد بعقول الباحثين الذين بحثوا هذه السورة وخصصوها بالنظر من قبل مزيد طمأنينة لا بد من الحرص عليها دوماً في النظر في كتاب الله، وليس هذا بمانعٍ من الاجتهاد والإضافة بالطبع، وإنما هو الاسترشاد بعقول العلماء والباحثين.
الوقفة الثالثة: يبدو لي أن الموضوع الرئيس للسورة هو ما تفضلتم به مع تعديل يسير ليكون الموضوع هو (الاجتماع على الدين الحق ونبذ الفرقة)، وتكون الآية المحورية في السورة هي قوله تعالى في الآية رقم 13:
چ ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ? ? ?? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? چ
وأنا أُفَضِّلُ في تَحديد عمود السورة حشدَ كلِّ الأدلة من السورة على تأكيد هذا العمود والمحور بقدر ما يسعف الفهم، وقد فعلتم جزءاً من ذلك مشكورين. ولو تم صنع ذلك في جدول من عمودين: الأول فيه الآية، والثاني: فيه وجه دلالتها على المقصد لكان أفضل.
والآية رقم 15 جديرة بوقفة أطول مما فعلتم في تأكيد موضوع السورة، وهي آية عظيمة يشبهها البعض بآية الكرسي في معانيها وسعتها.
وهناك بعض الملحوظات اليسيرة والإضافات التي قد تؤكد ما تفضلتم به لعلي ألحقها في وقت أوسع بإذن الله، ولعلنا نراجع معاً ما ذكرت لكم من المؤلفات ونرى ما ذهب إليه السابقون في الأمر مما قد يؤكد هذا الفهم الذي هديتم إليه أو يدل على معنى آخر.
أكرر شكري وتقديري لهذا المجهود الذي تفضلتم به جعله الله في موازين حسناتكم.
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[16 Sep 2010, 02:58 م]ـ
شكر الله لك فضيلة الشيخ عبدالرحمن على ماتفضلت به , و ما اقترحت من عنوان لموضوع السورة هو الأشمل و الأفضل فأحسن الله إليك ..
وقد راجعت ما كُتب في موسوعة التفسير الموضوعي عن سورة الشورى , وكان الموضوع مغايرا أو أنه أشمل وأوسع مما ذكرنا على ما يظهر
فقد ذكروا أن موضوع السورة هو نفس موضوعات السور المكية التي تعالج أمور العقيدة:الوحدانية , الرسالة , البعث والجزاء والمحور الذي تدور عليه السورة هو الوحي والرسالة.
وإلى قريب من هذا ذهب سيد قطب في مقدمته على سورة الشورى.
ولم يذكر ابن عاشور شيئا في موضوع السورة على ما ظهر لي في المكتبة الشاملة إلا أن تكون المكتبة الشاملة لم تحوي مقدمات السور
وشكر الله لك مرة أخرى على ما تبذل من وقت لنا , وأعانك علينا وزادك صبرا واحتسابا
ـ[سالمين]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:21 ص]ـ
شكرا للأخ عمر النشيواتي هذه المحاولة الممتازة وقد استفدت منها ومن جواب شيخنا عبدالرحمن بارك الله فيه.
وأشكره على برنامج التفسير المباشر الذي تابعت معظم حلقاته في رمضان ولم يفتني منها إلا خمس حلقات فقط لعلي أشاهدها على اليوتيوب.
وأتمنى أن يستمر بعد رمضان ولو في الأسبوع مرة أو في الشهر مرة.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:22 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيراً أخي عمر، وأضيف أن الشيخ سعيد حوى في تفسيره الأساس أشارإلى قريب مما ذكرتَه لكنه أعم منه حيث قال: " السورة تتحدث عن صفات جماعة المسلمين" 9/ 5062، وقد اشار إلى ما أشرت إليه من مسألة التفرق، ويحسن أن ترجع إلى كلامه فهو طويل متفرق في ثنايا تفسيره للسورة، بل ويحسن أن ترجع إلى كلامه في كل سورة من سور القرآن فقد اعتنى بموضوع السورة أيما عناية بل أثبت الدكتور: أحمد بن محمد الشروقاوي ضمن رسالته للماجستير أن سعيد حوى - رحمه الله- هو صاحب أول نظرية متكاملة في الوحدة الموضوعية، لا في السورة الواحدة فحسب بل على مستوى القرآن، وجزء من بحث الدكتور الشرقاوي موجود في موقع [صيد الفوائد] بعنوان: "نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم من خلال كتاب الأساس في التفسير للشيخ سعيد حوى - رحمه الله - "، أما العلامة ابن عاشور فقد أسقطت المكتبة الشاملة - في بعض إصداراتها- مقدماته قبل كل سورة، ومما جاء في مقدمته لسورة الشورى رحمه الله: " ... نزلت بعد سورة الكهف وقبل سورة إبراهيم وعدت التاسعة والستين في ترتيب نزول السور عند الجعبري المروي عن جابر بن زيد. وإذا صح أن آية {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [الشورى: 28] نزلت في انحباس المطر عن أهل مكة كما قال مقاتل تكون السورة نزلت في حدود سنة ثمان بعد البعثة، ولعل نزولها استمر إلى سنة تسع بعد أن آمن نقباء الأنصار ليلة العقبة فقد قيل: إن قوله {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] أريد به الأنصار قبل الهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. "، وما أشار إليه ابن عاشور يحتاج إلى مزيد نظر وتحرير لكنه ابتداء متناسب مع موضوع السورة عندك وعند سعيد حوى فالوقت كان وقت تهيئة للجماعة المسلمة لإقامة الدولة إبان بيعة العقبة
فهو وقت يحتاج فيه المسلمون إلى مواصفات الجماعة المسلمة ومن أخطر ما يواجه هذه الجماعة التفرق الذي أشرتم إليه، وأخيراً أقول: سبحان من هذا كلامه.
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[24 Sep 2010, 08:59 ص]ـ
شكر الله لك أخي محمد نصيف على مشاركتك واضافتك , وقد سبق لي الاطلاع على كتاب الأساس في التفسير لسعيد حوى وهو كتاب جدير بالرجوع اليه في مواضيع السور ولكنه ليس بحوزتي حاليا وغير مضاف في المكتبة الشاملة , كما أرجو ان تسنح لي الفرصة للاطلاع على بحث الدكتور الشرقاوي الذي اشرت اليه
وشكرا لك على نقل ما كتب ابن عاشور في موضوع السورة , وآمل ان لاتحرمنا دائما من اضافاتك ومشاركاتك .. وتحية طيبة لك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:06 ص]ـ
أشكر أخي الحبيب الدكتور عمر على هذه المشاركة القيمة، وهذا الاجتهاد الموفق، كما أشكر الإخوة الذين أفادوا في الموضوع.
والملاحظ ـ من حيث العموم ـ أن سور الحواميم تحدث عن القرآن من جهات متعددة: (المرسِل، والمُرسَل، والمنزل عليه، والوحي النازل)، ثم بعد ذلك تنطلق إلى موضوعات تفصيلية متعلقة بهذا الوحي العظيم.(/)
يونس بن حبيب ويوسف عليه السلام
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:14 م]ـ
قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
فتذكرت ما اشتهاه يونس بن حبيب رحمه الله وعفا عنه مناظرة يوسف عليه السلام في هذه الآية ........
يقول: (ثلاثة والله أشتهي أن أمكن من مناظرتهم يوم القيامة:
آدم عليه السلام فأقول له: قد مكنك الله من الجنة وحرم عليك الشجرة فقصدتها حتى طرحتنا في هذا المكروه،
ويوسف عليه السلام فأقول له: كنت بمصر، وأبوك يعقوب بكنعان وبينك وبينه عشر مراحل يبكي عليك حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم ترسل اليه اني في عافية وتريحه مما كان فيه من الحزن.
وطلحة والزبير (رضي الله عنهما) أقول لهما: إن علي ّ بن أبي طالب بايعتماه بالمدينة وخلعتماه بالعراق فأي شيء أحدث.)
فما تقولون فيما ذكره عفا الله عنه؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:27 ص]ـ
هذا مذكور في ترجمة يونس في كتاب (أخبار النحويين) لأبي طاهر المقرئ، ويبقى التثبت من صحة نسبة ذلك له محل نظر وتأمل فما أكثر ما يروى عن أمثال هؤلاء من القصص الباطلة التي تقدح في علمهم وفضلهم.
والمقصود بيونس بن حبيب إذا أطلق هو يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم البصري النحوي، روى القراءة عرضاً عن أبان بن يزيد العطار وأبي عمرو بن العلاء وأخذ العربية عنه وعن حماد بن سلمة، روى القراءة عنه ابنه حرمي بن يونس وأبو عمرو الجرمي وإبراهيم بن الحسن بن عبد الله ابن سليمان وعيسى الأسدي وموسى بن عبد الصمد الأبلي، توفي بعد اثنتين وثمانين ومائة وقال القاضي سنة خمس وثمانون وله ثمان وثمانون سنة وقيل قارب المائة وقيل جاوزها. وهو من شيوخ سيبويه الثقات الذين نقل عنهم كثيراً.
فالظاهر أن مثل هذه العبارات من مُمازحات يونس بن حبيب التي قد يكون قالها في شبابه، والمظنون به في علمه وفضله وجلالته أنه لا يقصد بها التنقص لهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو يعلم أن ما وقعوا فيه مُقَدَّرٌ عليهم قبل خلقهم كما ثبت في الحديث الصحيح، في محاججة آدم وموسى عليهما الصلاة والسلام. وأما أمر طلحة والزبير رضي الله عنهما فالأمر معهما أهون.
وإلا فالنفس تنفر من مثل هذا الكلام الذي قاله رحمه الله رعاية وتعظيماً لجناب الأنبياء عليهم السلام، وهو أكثر توقيراً لهم مني رحمه الله وغفر له، وإحسان الظن بيونس بن حبيب مُقدَّمٌ.(/)
الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء ...
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[14 Sep 2010, 10:19 م]ـ
يخبر تعالى بلطفه بعباده ليعرفوه، ويحبّوه، ويتعرّضوا للطفه وكرمه ..
واللّطف من أوصافه تعالى، ومعناه: الذي يدرك الضمائر والسّرائر، الذي يوصل عباده وخصوصاً المؤمنين إلى ما فيه الخير لهم من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون.
فمن لطفه بعبده المؤمن أن هداه إلى الخير هدايةً لا تخطر بباله بما يسَّر له من الأسباب الدّاعية له إلى ذلك، من فطرته على محبة الحق والانقياد له.
وإيزاعه لملائكته الكرام أن يُثبّتوا عباده المؤمنين ويحثّوهم على الخير، ويُلقوا في قلوبهم من تزيين الخير ما يكون داعياً لأتباعه.
ومن لطفه أن أمر المؤمنين بالعبادات الاجتماعية التي بها تقوى عزائمهم، وتنبعث هممهم، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه واقتداء بعضهم ببعض
ومن لطفه أن قيّض كل سبب يعوقُه ويحولُ بينه وبين المعاصي، حتى إنّه تعالى إذا علم أنّ الدنيا والمال والرياسة ونحوها مما يتنافس فيه أهل الدنيا تقطع عبده عن طاعته أو تحمِلُه على الغفلة عنه أو معصيته، صرفها عنه وقَدَر عليه رزقه، ولهذا قال "يرزق من يشاء" بحسب اقتضاء حكمته ولطفه. " وهو القوي العزيز" الذي له القوّة كلُّها، فلا حول ولا قوّة لأحدٍ من المخلوقين إلا به، الذِّي دانت له جميع الأشياء.
انتهى تفسير الشيخ السعدي رحمه الله لهذه الآية الكريمة، غفر الله له، وأكرم منزلته، وأسكنه الفردوس الأعلى .. اللهم آمين ..
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[07 Oct 2010, 12:24 م]ـ
الإشراقة الثانية:إن ربِّي لطيفٌ لما يشاء
من لُطفِ الله بعبده أن يبتليه ببعض المصائب، فيُوفِّقه للقيام بوظيفة الصبر فيها، فيُنيله رفيع الدَّرجات وعالي الرُّتب، وأن يُكرمه بأن يُوجد في قلبه حلاوة روح الرَّجاء وتأميل الرَّحمة وانتظار الفرج، وكشف الضُّر فيخِف ألمه وتنشط نفسه.
ومن لُطف الله بِعبده أن يُقيِّض له إخواناً صالحين ورفقاء مُتَّقين، يُعينونه على الخَير ويَشُّدون من أزره في سُلوك سبيل الاستقامة، والبُعد عن سبيل الهلاك والانحراف.
*******
الإشراقة الثَّالثة: إنّ الله يُدافِعُ عن الذين آمنوا
هذا إخبارٌ ووعد وبِشارة من الله للذِّين آمنوا، أنَّ الله يدفع عنهم كل مكروه، ويَدفع عنهم بسبب إيمانهم كُلَّ شُرور الكُفّار وشروروسوسة الشَّيطان، وشُرورأنفسهم، وسيئاتِ أعمالهم، ويحملُ عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحمَّلون، فيُخَفِّفَ عنهم غاية التَّخفيف، وكلَّ مؤمن له من هذه المدافعة والفضِّيلة بحسب إيمانه فمُستَقِل ومُستكثر.
ـ[زمرد]ــــــــ[08 Oct 2010, 07:47 ص]ـ
شكر الله لك أم عبدالباري
اللهم يالطيف ألطف بنا.
ويوجد فرق بين لطف "به"، ولطف "له" مذكور في نونية ابن القيم وفي غيرها والله أعلم.(/)
نبذة عن معنى الاستقامة ومتعلقاتها.
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:16 ص]ـ
ذكر الدكتور محمد عبدالله دراز رح1 أن معنى الاستقامة سلوك الطريق القويم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط , وهذا كما يكون في الأعمال يكون في الأخلاق ويكون في الآراء , فالاعتدال في الرأي ان يكون المرء في تفكيره بين الخبث والبله , فلا يكذب بعد البرهان كأهل الإلحاد , ولا يصدق بغير برهان كأهل الخرافات الدينيه. والاعتدال في الأخلاق أن يكون في شهواته بين الجمود و الشره , وفي غضبه بين الجبن والتهور , والاعتدال في الأعمال يكون بألاتنيل نفسك كل مقتضى شهوتها وغضبها حتى تكون من المسرفين اللذين لا يبالون باقتحام ظاهر الإثم و باطنه , ولا تحجم بها عن كل ما طمحت إليه حتى تكون من الرهبانين الذين يضعيون حقوق أنفسهم وحقوق الناس عليهم.
والاعتدال في الاعتقادات يكون بسلوك الوسط في الصفات والنبوات و السمعيات , فلا تمثيل في صفات الله ولا تعطيل ولا إطراء في حق الأنبياء ولا جفاء , ولا ميل في نصوص الوعد والوعيد الى طرف دون آخر.انتهى مختصرا من مختار كنوز السنه
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الافادة
حفظكم الله(/)
القرآن الكريم مذيّلاً بـ: التفصيل الموضوعي، وتفسير كلمات القرآن
ـ[منال القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهنئ الجميع على إتمام شهر رمضان وبلوغ عيد الفطر .. جعلنا الله من الفائزين .. وأعاده علينا وأمتنا على خير حال ..
بحثت عن مثل هذا الموضوع في هذا الملتقى مع أنني متابعة لما فيه حتى قبل أن أنضمّ إلى أعضائه خشية التّكرار، لكنني لم أجد موضوعا فيما أريد الكتابة عنه .. فعذرا إن كرّرت بلا قصد ..
لفتت نظري نسخة للمصحف الشّريف مع إحدى الأخوات، الآيات فيه ملونه، كل مجموعة آيات بلون!! وحين اطّلعت عليه وجدت مكتوبا على غلافه: القرآن الكريم مذيّلاً بـ: التفصيل الموضوعي، وتفسير كلمات القرآن.
ووجدت من قام عليه يجعل لكل موضوع أو موضوعات لونا يرمز إليه، بحيث يمكن الربط بين اللون والموضوع ..
فحرصت على اقتنائه للتعرف عليه عن قرب، متفائلة بأنه سيعين كثيرا الحفاظ على تثبيت الحفظ، وسهولة الربط، وغيرهم على التّأمل في الآيات والتّعرف على موضوعاتها .. ومتسائلة في ذات الوقت عن صحة تقسيم الآيات واستخراج الموضوعات ..
وهذه صور لهذه النسخة من المصحف الشّريف التي أشرف عليها الأستاذ: مروان نور الدين (الجامع للقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة وطيبة) وعدد من العلماء:
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/0914101709353sklc6k4fan2tzkan.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170935sf2yrte3sdkm43829bf.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170935szbxusgtkf7t.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170935tk781apyzrm8n8y1cw.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/0914101709351asv3fnvx0y56j5yo95p.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170935d8v2s832ji3otz5ilp.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936o1qxkd2.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936fothudrxsig.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936pbrtye4bwx82.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936k2qtgxulvn3we.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936ra0irl5hk6006wm.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936waag10ug8gez1jzgbc.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410170936ki36bywpkm19331a26dg.jpg
وعلى الرغم من أني لم أقرأ فيه إلا من خمسة أيام تقريباً إلا أنني لاحظت بعض الملاحظات الطفيفة؛ ففي سورة البقرة جعلت الآيات (261 - 266) تحت موضوع واحد، والآيات (267 - 271) موضوعا آخر .. مع أنها جميعها في النفقة!!
وكذلك جعلت الآيتين (275، 276) في موضوع، وبعدها (278 - 282) في آخر، مع أن الآيات (275 - 279) جميعا في الربا!!
هذه نظرتي الأوليّة ..
وأتمنى لو يوفق الله أساتذة وطلبة علوم القرآن والباحثين للنّظر في هذه النّسخة، ونقد التفصيل الموضوعي الذي ذيّلت به؛ فهو في الحقيقة مجهود يستحق القائمين عليه الشّكر، فإن كانت كما نرجو ونتمنى أهديناه إلى حفظة القرآن والباحثين لأنه سيكون عونا كبيرا لهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:02 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم، ومرحبا بكم في ملتقى أهل التفسير وفقكم الله.
كثرت في السنوات الأخيرة مثل هذه المصاحف ولا سيما من دور النشر في سوريا، ومنها هذا المصحف الذي عرضتموه، وقد تم بيعه في معارض الكتب منذ صدوره، وفيه جوانب:
- جانب الألوان والترميز اللوني للموضوعات، وهناك مصاحف أخرى تم ترميز أحكام التجويد لونياً، كما استخدمت الألوان في القرآن لغير هذين الأمرين. وهذه المسألة أتوقف في الحديث عنها حتى نطلع على بحوث علمية يعدها بعض الباحثين لعلها تنشر قريباً، فهناك بحث للدكتور محمد بن صالح الفوزان حول الموضوع، وبحث للدكتور أحمد خالد شكري في الموضوع وأرجو أن نراهما قريباً.
- وأما جانب التفصيل الموضوعي للآيات القرآنية في المصحف فهو عملٌ مسبوقٌ في دراسات وبحوث كثيرة منشورة في التفسير، وقد قام الإخوة بتلخيصها وتركيز عبارتها في أسفل صفحات المصحف، وقاموا بتلوين خلفية كل مقطع بلون مختلف. وهو تقسيم اجتهادي بالطبع ذكروا في المقدمة مستندهم في التقسيم، والاختلاف في التقسيم الموضوعي سائغ لا إشكال فيه ما دام مبرراً.
ورأيي الشخصي أن مثل هذا العمل يصلح مرجعاً للبحث، ويعين القارئ على التدبر والتوقف عند المقاطع والموضوعات، وإن كان قد يرى فيه بعضنا تشتيتاً للذهن، ونوعاً من إذهاب هيبة القرآن وجلالته، لكن لا أريد استباق الحكم حتى أقرأ ما وصل إليه الباحثون في مسألة استخدام التلوين في المصحف.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:39 م]ـ
جزاك الله خيرا.
أرى أن أضيف ما يلي، هناك المصحف المشهور وهو مصحف القيام، وهو بنفس الفكرة إلا أن صفحاته أكبر بحيث أن أربعة أوجه تساوي جزء من المصحف المعروف، وليس هناك تفسير لكلمات القرآن على الهامش الجانبي فقط التفسير الموضوعي في الهامش، وفي الحقيقة رأيته مفيدا جدا من ناحية ما رتب لأجله وهو حمله في صلاة القيام، إلا أنه يحوي فائدة وهي المساعدة الجيدة جدا على تدبر كتاب الله تعال، فالكل يعلم أن قراءة القليل وقلب الصفحة أدعى إلى تشتت الذهن وعدم الربط بين الآيات، وبالنسبة لاستخدام الألوان، رأيت ذلك مفيدا لمثل هذا المصحف، لكن لا أحبذ أن تطبع كل المصاحف هكذا، فمفيد أن يكتب المصحف بمراعاة تلوين الحروف وحركات الإعراب كما أشار بعض أهل العلم الذين يتحدثون عن ضبط المصحف ورسمه عند القدماء واستخدامهم للآلوان للدلالة على القرآءة المجودة.
هذا والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:36 م]ـ
طبعة للقرآن الكريم وبهامشه التفسير الموضوعي
قبل أربعة أسابيع كان لي مشاركة تحت عنوان طبعة للقرآن الكريم وبهامشه التفسير الموضوعي
اعود وأضعها بين أيديكم مرة أخرى فهي تتحدث عن نفس المصحف الذي تتكلم عنه الأخت منال بارك الله بها
عن دار غار حراء في دمشق صدرت عدة طبعات للقرآن الكريم وبهامشه التفسير الموضوعي من إعداد بشار العجلاني.
وكانت أول هذه الطبعات في عام 1425هجرية. الجدير بالذكر أن ورق هذه الطبعات ملوّن الى عدة ألوان بحيث يأخذ كل موضوع في الآيات لون يختلف عن الموضوع الذي يليه. فمثلاً سورة النبأ تنقسم الى ستة موضوعات يحتل كل موضوع منها لون مميز يحتل اللون البني أول خمسة آيات ثم اللون الأخضر الفاتح من آية 6 الى آية 16. ليبدأ موضوع آخر ولون آخر من آية 17 الى آية20. وهكذا. أما في الحاشية فإنك تجد ما يشير الى وحدة الموضوع الملون ضمن الآيات: فاللون البني فيشيرالى الإخبار عن موضوع يوم القيامة وإنكار كفار قريش لها. واللون الأخضر يشير الى الدلائل والبراهين على قدرة الله تعالى وهكذا حتى نهاية القرآن.
الجميل في هذا القرآن جودة الطباعة ووضوحها. بالإضافة أنها تخدم طالب العلم في الوصول الى رأس الموضوعات كوحدة واحدة. وتسهّل على الباحثين ما يبحثون عنه من موضوعات تخدم أباحثهم.
وبارك الله بكم
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:09 م]ـ
إن مما اخذت في نفسي على هذه الفكرة، أن أصحابها قد اعتمدوا في تصنيف الآيات موضوعيا على تفسير الامام ابن كثيررح1
كما نص على ذلك القائمين بهذا العمل في أول الطبعة، لدار حراء. في حين هناك من كتب التفسير ما تخصصت في بيان ذلك اكثر من ابن كثيررح1، ومنها: نظم الدرر للإمام البقاعي ت 815هـ ومنها مفاتح الغيب للرازي ت 606هـ، ومن المعاصرين: سيد قطب في ظلال القرآن، وغيرهم.
وعلى كل فهو مشروع مبارك، وفق الله القائمين عليه، وامكنهم من خدمته بدقة اكثر، ليعم النفع للمسلمين، ويضاف عمل خدمي جديد لكتاب ربنا العزيز.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:18 م]ـ
الحديث عن هذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل، ويمكن الاستفادة مما كتب حول مصحف التجويد، وعلى كل حال خلاصة رأيي أنه ينبغي أن تصان المصاحف عن مثل هذه الأمور الاجتهادية، ولا سيما إذا كانت اجتهاد فرد واحد، ثم إن بعض الموضوعات متداخلة لا يمكن تمييزها وتوضيحها بمجرد الألوان، ويغني عن ذلك كتب التفسير التي قسمت السور حسب موضوعاتها ووضعت عنوانا لكل مقطع كالتفسير المنير، والتفسير الموضوعي لسور القرآن، وتفسير المراغي، وغيرها.
ـ[منال القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:05 م]ـ
د. عبد الرحمن الشهري .. حفظكم الله ..
أسعدني تعليقكم وأضاف إليّ الكثير؛ خاصة فيما يتعلق بالدراسات والبحوث العلمية التي أجريت على المصاحف الملوّنة باختلاف أغراضها .. ونحن معكم في انتظارها إلى أن تصدر بإذن الله.
الأخت أم عبد الله الجزائرية بارك الله فيك ..
أشكر لك مشاركتك ..
وربما كان ما أشرت إليه (مصحف القيام) مفيدا لكثيرين .. لكني أرى أنه يشّتت الحفظ، حيث أن الحافظ لكتاب الله يستعين غالبا بذاكرة صورية لمواضع الصور والآيات .. مع أنني لم أطلع عليه بعد!!
المكرم: تيسير الغول ..
أشكرمرورك وتعليقك .. وأعتذر بعدم رؤيتي لموضوعك!!
لكن هذه النسخة التي عرضتُ ليست لدار حراء؛ بل هي لـ دار الفجر بدمشق أيضا.
الفاضل: توفيق العبيد ..
شكر الله لك مرورك وتعليقك ..
وأؤيدك طبعا أن مثل هذا العمل يحتاج لدقّة أكبر ..
وأبشرّكم أن ما أردتموه قد تحقّق جزئيا؛ حيث أن هذه النّسخة -نسخة دار الفجر- قد اعتمد القائمون عليها -كما ذكر في آخرها- على:
1 - تفسير المراغي.
2 - تفسير ابن كثير.
3 - صفوة التفاسير.
4 - في ظلال القرآن.
5 - تفصيل آيات القرآن (للمستشرق: جول لابوم).
د. إبراهيم الحميضي .. وفقكم الله ..
وجهة نظركم في أن المصاحف لا بد أن تصان عن مثل هذه الأمور الاجتهادية تحترم، وهي موضع تقدير كبير؛ إذ الدافع وراءها حفظ القرآن وصيانته ..
لكن .. أن يكون مثل ذلك متاحا ومبسّطا لغير المتخصصين شيء طيب جدا يحمد القائمين عليه، وهي على كل حال في ظني تحتاج لمزيد من النظر!!(/)
الإعجاز في نظم القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:13 م]ـ
د. راغب السرجاني
الإعجاز في نظم القرآن الكريم
http://ar.islamstory.net/images/stories/articles/167/15013_image002.jpg يختلف القرآن الكريم في نَظْمِه عن النثر والشعر، ولكنه في ذات الوقت يجمع من خصائصهما ما يُحَيِّر السامع له، ولإعجاز النَّظْم في القرآن الكريم عدَّة مظاهر تتجلَّى فيها [1] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn1).
أولًا: الخصائص المتعلِّقة بالأسلوب
أ- أن الأسلوب القرآني يَجْرِي على نسق بديع خارجٍ عن المعروف من نظام جميع كلام العرب، فالفنون التعبيريَّة عندهم لا تَعْدُو أن تكون شعرًا أو نثرًا، ولكن القرآن شيء آخر؛ فلننظر إلى قوله تعالى: {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت: 1 - 5].
فهذه الآيات القرآنية بتأليفها العجيب، ونظمها البديع حينما سمعها عتبة بن ربيعة -وكان من أساطين البيان- استولت على أحاسيسه ومشاعره، وطارت بلُبِّه، ووقف في ذهول وحَيْرة، ثم عبَّر عن حَيْرته وذهوله بقوله: "والله لقد سمعتُ من محمد قولاً ما سمعتُ مثله قطُّ، والله! ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ... والله ليكوننَّ لقوله الذي سمعتُهُ نبأ عظيم" [2] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn2).
ب- كما أن الأسلوب القرآني يظلُّ جاريًا على نسق واحد من السموِّ في جمال اللفظ، وعمق المعنى ودقَّة الصياغة وروعة التعبير، رغم تنقُّله بين موضوعات مختلفة من التشريع والقصص والمواعظ والحِجج والوعد والوعيد، وتلك حقيقة شاقَّة، بل لقد ظلَّت مستحيلة على الزمن لدى فحول علماء العربيَّة والبيان.
ج- ومن خصائص الأسلوب القرآني كذلك أن معانيه مصاغة بحيث يصلح أن يخاطَب بها الناس كلهم على اختلاف مداركهم وثقافتهم، وعلى تباعد أزمنتهم وبلدانهم، ومع تطوُّر علومهم واكتشافاتهم.
خُذْ آية من كتاب الله ممَّا يتعلَّق بمعنًى تتفاوت في مدى فهمه العقول، ثم اقرأها على مسامع خليط من الناس يتفاوتون في المدارك والثقافة، فستجد أن الآية تعطي كلاًّ منهم معناها بقدر ما يفهم، وأنَّ كلاًّ منهم يستفيد منها معنًى وراء الذي انتهى عنده علمه، مثل قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: 61]، فهذه الآية تصف كلاًّ من الشمس والقمر فالعامِّي من العرب يفهم منها أن كلاًّ من الشمس والقمر يبعثان بالضياء إلى الأرض، والمتأمِّل من علماء العربيَّة يُدْرِك من وراء ذلك أن الآية تدلُّ على أن الشمس تجمع إلى النور الحرارة؛ فلذلك سمَّاها سراجًا، والقمر يبعث بضياء لا حرارة فيه لذلك سمِّيَ منيرًا، أمَّا العالِمُ الفلكي الحديث فقد يفهم منها أن إضاءة الشمس ذاتية كالسراج، بينما نور القمر مجرَّد انعكاس .. وكل هذه المعاني صحيحة [3] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn3).
(يُتْبَعُ)
(/)
د- ومن خصائص الأسلوب القرآني تميّزه بظاهرة التكرار الذي ينطوي على معانٍ بلاغية كالتهويل، والإنذار، والتجسيم والتصوير، ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1 - 3]، وقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر: 26، 27].
وهناك تَكْرَار من نوع آخر وهو تكرار بعض القصص القرآني؛ ولكنه تكرار يُؤَدِّي معاني خاصة، حيث تبدأ القصص المكرَّرة بإشارة مقتضبة، ثم تطول هذه الإشارات شيئًا فشيئًا، ثم تعرض في حلقات كبيرة تكون في مجموعها جسم القصة، وخير شاهد على ذلك قصة موسىالتي وَرَدَتْ في حَوَالَيْ ثلاثين موضعًا في القرآن، ولكنها في كل موضع تُخْرَجُ إِخْرَاجًا جديدًا يناسب السياق الذي وَرَدَتْ فيه، وتهدف إلى هدف خاصٍّ لم يُذْكَرْ في مكان آخر؛ حتى لكأننا أمام قصَّة جديدة لم نسمع بها من قبلُ؛ ففي سورة الأعلى -السورة الثامنة في النزول- وردت إشارة قصيرة عن موسى، فقال: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 18، 19]، ثم تُعرض القصة في سور مختلفة وبطرق مختلفة في سورة الأعراف والشعراء والنمل، ثم تأتي سورة القصص حيث تبدأ القصة من أول حلقة فيها من مولد موسى في إبان اضطهاد فرعون لقومه، ووضعه في التابوت، وإلقائه في البحر، والتقاط آل فرعون له، ثم تنتهي عند حلقة فرعون بعد خروج موسى، وهكذا في باقي المواضع الثلاثين؛ ممَّا يؤكِّد أن التكرار في القرآن ليس تكرارًا مطلقًا، بل لمقصد وغاية تربوية وعقائدية [4] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn4).
ثانيًا الخصائص المتعلِّقة بجمال المفرَدَة القرآنيَّة
والتي من أهمِّ مزاياها وخصائصها جمال وقعها في السمع، واتِّساقها الكامل مع المعنى، واتِّساع دلالتها لما لا تتَّسع له عادةً دلالات الكلمات الأخرى من المعاني والمدلولات.
وقد نجد في تعابير بعض الأدباء والبلغاء كلمات تتَّصف ببعض هذه المزايا والخصائص، أمَّا أن تجتمع كلها معًا وبصورة مطَّرِدَة لا تتخلَّف أو تشذُّ فذلك ممَّا لم يتوافر إلاَّ في القرآن الكريم، وإليك هذا المثال القرآني الذي يوضح هذه الظاهرة ويجليها:
يقول تعالى في وصف كلٍّ من الليل والصبح: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 17، 18]، ففي هاتين الكلمتين: "عَسْعَسَ"، و"تَنَفَّسَ" تشعر أنهما تبعثان في خيالك صورة المعنى محسوسًا مجسَّمًا دون حاجة للرجوع إلى قواميس اللغة؟! وهل في مقدورك أنْ تُصَوِّر إقبال الليل وتمدُّده في الآفاق المترامية بكلمة أدقَّ وأدلَّ من "عَسْعَسَ"؟! وهل تستطيع أن تُصَوِّر انفلات الضحى من مخبأ الليل وسجنه بكلمة أروع من "تَنَفَّسَ" [5] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn5)؟!
ثالثًا: الخصائص المتعلِّقة بالجملة القرآنيَّة وصياغتها
ونجد ذلك واضحًا في التلاؤم والاتِّساق الكاملين بين كلماتها، وبين حركاتها وسكناتها؛ فالجملة في القرآن تجدها دائمًا مؤلَّفة من كلمات وحروف وأصوات يستريح لتألُّفها السمع والصوت والمنطق، ويتكوَّن من تضامِّها نسق جميل ينطوي على إيقاع رائع، ما كان لِيَتِمَّ لو نقصت من الجملة كلمةٌ أو حرف، أو اختلف ترتيب ما بينها بشكل من الأشكال، فاقرأ قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 11، 12]، وتأمَّل تناسق الكلمات في كل جملة، بل وتناسق الحروف قبل الكلمات، وعن هذا التناسق البديع بين الجمل والكلمات يقول الباقلاني: "تلك الألفاظ البديعة، وموافقة بعضها بعضًا في اللطف والبراعة، ممَّا يتعذَّر على البشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمتنع" [6] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn6)!
كما نجد الجملة القرآنيَّة تدلُّ بأقصر عبارة على أوسع معنى تامٍّ متكامل، لا يكاد الإنسان يستطيع التعبير عنه إلاَّ بأسطر وجمل كثيرة، دون أن تجد فيه اختصارًا مُخِلاًّ، أو ضعفًا في الأدلَّة [7] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn7)، اقرأ قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179]، فلا يمكن التعبير الدقيق عن أثر قيمة القصاص في حياة المجتمع إلاَّ بكلمة حياة؛ فالحياة التي في القصاص تنبثق من كفِّ الجناةِ عن الاعتداء ساعة الابتداء، فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنًا لحياة مَن يقتل جدير به أن يتروَّى ويفكِّر ويتردَّد، كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل، وفي القصاص حياة على معناها الأشمل الأعم؛ فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها، واعتداء على كل إنسان حي، يشترك مع القتيل في سمة الحياة، فإذا كَفَّ القصاصُ الجاني عن إزهاق حياة واحدة؛ فقد كَفَّه عن الاعتداء على الحياة كلها [8] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn8).
وكذلك إخراج الجملة القرآنية للمعنى المجرَّد في صورة حسية ملموسة، ببثِّ الرُّوح والحركة فيها، فيقول: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17]، إنه يُصَوِّر لك هذا المعنى في مظهر من الحركة المحسوسة الدائرة بين عينيك؛ حيث شبَّه حال المنافق المضطرب بين الحقِّ والباطل بالأعمى الذي لا يبصر [9] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn9).
هذه بعض مظاهر الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن، وقد اعترف نصارى العصر الحديث بعظمة القرآن، وسجَّلوا في ذلك شهاداتهم التي تنطق بالحقِّ؛ فها هو ذا الدكتور ماردروس [10] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn10) المستشرق الفرنسي بعد أن كلَّفَتْهُ وزارتا الخارجيَّة والمعارف الفرنسيَّة بترجمة اثنين وستِّين سورة من القرآن يعترف بعظمة القرآن الكريم، وقال في مقدِّمة ترجمته الصادرة سنة (1926م): "أمَّا أسلوب القرآن فهو أسلوب الخالق جلَّ وعلا؛ فإن الأسلوب الذي ينطوي على كُنْهِ الخالق الذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلاَّ إلهًا، والحقُّ الواقع أن أكثر الكُتَّاب شكًّا وارتيابًا قد خضعوا لسلطان تأثيره" [11] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftn11).
د. راغب السرجاني
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref1) في مظاهر إعجاز النظم في القرآن الكريم انظر محمد السيد شيخون: الإعجاز في نظم القرآن الكريم، والمحمدي عبد العزيز الحناوي: دراسات حول الإعجاز البياني في القرآن، وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ): إعجاز القرآن البياني.
[2] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref2) البيهقي: دلائل النبوة (509) 2/ 79، وابن هشام: السيرة النبوية 1/ 294، والسهيلي: الروض الأنف 2/ 46، وابن كثير: السيرة النبوية 1/ 504، 505
[3] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref3) انظر: محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم ص 147، 148.
[4] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref4) انظر: سيد قطب: التصوير الفني في القرآن ص156 - 162.
[5] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref5) وللوقوف على الخصائص المتعلِّقة بالمفردة القرآنية انظر: تمام حسان: البيان في روائع القرآن من ص289 - 328.
[6] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref6) الباقلاني: إعجاز القرآن ص42.
[7] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref7) محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم ص 153، وانظر: تمام حسان: البيان في روائع القرآن ص395 - 421.
[8] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref8) سيد قطب: في ظلال القرآن 1/ 137.
[9] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref9) محمد أبو زهرة: المعجزة الكبرى القرآن ص272.
[10] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref10) جوزيف شارل مارْدْرُوس Joseph Charles Mardrus (1868-1949 م): طبيب ومستشرق فرنسي، ولد بالقاهرة, ورحل إلى باريس فدرس فيها الطب، وترجم معاني (القرآن الكريم) إلى الفرنسية, وكتاب (ألف ليلة وليلة). انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 1/ 241.
[11] ( http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85#_ftnref11) محمد رشيد رضا: مجلة المنار 33/ 282.(/)
الإعجاز العلمي في التخدير بالذبح و وجوب عدم نخع الذبائح للدكتور جواد الهدمي
ـ[المستصفى]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:45 ص]ـ
الإعجاز العلمي في التخدير بالذبح و وجوب عدم نخع الذبائح
آب أغسطس 2010
د. جواد الهدمي ( PhD)
دكتوراه علوم الدواجن التطبيقية وأمراضها/ لندن
عضو هيئة علوم الدواجن العالمية WPSA/ لندن – لاهاي (هولندا) - عضو وباحث مشارك/ الجمعية العلمية الطبية – هارفارد ( USA) - عضو هيئة علوم اللحوم الأمريكية AMSA/(USA)
E- mail address: drjawadhidmi@gmail.com (drjawadhidmi@gmail.com) jawadhidmi@hotmail.com (jawadhidmi@hotmail.com),
تقدمة:
تم إعداد هذه الدراسة بناء لطلب بعض الأخوة الأفاضل بالجهات العلمية والفقهية برابطة العالم الإسلامي ولمقتضيات الحاجة وحسم الجدل الفقهي, ذلك للأمور التالية:
1. لبيان الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالذبح بوجه عام واستكمالا لبحث سابق لي في هذا الموضوع. وستساهم هذه الدراسة في دعم المناظرة العلمية بين المسلمين وغير المسلمين فيما يتعلق بطريقة الذبح حسب الشريعة ومقارنتها بطرق الذبح بأوروبا.
2. أن نتائج هذه الدراسة التحليلية العلمية في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ستفند مزاعم الغرب في حرصهم على الرفق بالحيوان و على صحة الإنسان.
3. أن نتائج هذه الدراسة التحليلية العلمية في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ستؤكد على أن ديننا الحنيف وقرآننا الكريم هو دين العلم والإيمان, وستؤكد اليقين بأن عملية الذبح حسب الشريعة ومتطلباتها لها أساس وتفسير علمي ويجب الخوض في بحاره ومعرفته بالتفصيل وهذا ما تم.
4. بيان التفسير العلمي للألم إن وجد من عدمه عند الذبح حسب الشريعة الإسلامية وبيان وجه الإعجاز فيه.
5. بيان الموقف العلمي والشرعي النهائي لجواز أو عدم جواز (التدويخ) باستخدام الصدمة الكهربائية ( Stunning) وأثرها, وهناك فتاوى قد أجازتها كما جاء في الكتاب الصادر بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت وبأن عملية التدويخ لا تسبب ألم للذبيحة!!! وبيان وجه الإعجاز العلمي في التخدير بالذبح حسب الشريعة.
6. بيان الموقف والتفسير العلمي والشرعي النهائي لجواز أو عدم جواز قطع الرقبة (النخع) مع الذبح وبيان وجه الإعجاز فيه, وهناك فتاوى قد أجازتها كما جاء في بعض المراجع الفقهية و حجتهم في ذلك أن الذابح في هذه الحالة قد أتي بشروط التذكية من قطع الودجين و إراقة الدماء و ما زاد عن ذلك فلا بأس به, و من ذلك ما نقله العلامة بن عثيمين بأن قطع الرأس مرة واحدة؛ حلت لحصول الذكاة بذلك!!!.
7. بيان الموقف بخصوص اللحوم المستوردة من الخارج للعالم الإسلامي ومدى أهليتها حسب مقتضيات الشريعة , وهناك الآن ملف مفتوح بخصوص هذا الشأن و فيه فتاوى المجمع الفقهي الأوروبي بشأن التحليل و فتاوى أخرى لكبار علماء المسلمين بتحريم اللحوم المستوردة لأنها لا تذبح على الطريقة الإسلامية وهناك قول الجمهور بشأن نخع الذبائح.
ولهذا جاءت ضرورة البحث ولحسم الجدل الفقهي.
ونأمل التوفيق من الله تعالى.
* المبادئ الإسلامية الأساسية في عملية الذبح:
وضع الإسلام منذ أربعة عشر قرنا من الزمان مبدأين أساسيين فيما يتعلق بعملية الذبح والأكل:
المبدأ الأول: يتعلق بصحة الإنسان من خلال تخليص الذبيحة من أكبر قدر ممكن من الدماء
المبدأ الثاني: يتعلق بالإنسانية والرفق بالحيوان في سياق قتل الحيوان (الذبح حسب الشريعة) من أجل التغذي على لحومها, و ذلك من خلال التسمية علي الذبيحة, و تخديرها بالذبح الإسلامي.
وتجسدت تلك المبادئ من خلال الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية:
فبالنسبة لمبدأ لصحة الإنسان قال تعالي (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم) 3 المائدة, و قال تعالى (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) 173 البقرة, فحرم على الإنسان كل لحم من شأنه أن يؤدي إلي الضرر بصحة الإنسان, و فرض عليه تذكية الحيوان المشروع أكله أي ذبحه للتخلص من دمائه.
أما بالنسبة إلي مبدأ الإنسانية و الرفق بالحيوان فقد قال تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم’ اللهِ عليه) 121 الأنعام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86% D8%B9%D8%A7%D9%85), وسيرد التفصيل العلمي لاحقا لبيان أهمية التسمية في سكون الحيوان عند الذبح ونوعية اللحوم الناتجة, و قال صلى الله عليه و سلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته) رواه مسلم.
هذه هي نعمة من الله تعالى على المسلمين وعلى الحيوانات أيضا قررها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا من الزمان بها مبدأين أساسيين وهي المحافظة على صحة الإنسان ثم الرأفة بالحيوان (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين [يونس (37).
البحث كاملاً في المرفقات(/)
الشاهد الشعري عند مفسري مدرسة مكة
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:46 م]ـ
الشاهد الشعري عند مفسري مدرسة مكة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:31 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد ونفع بكم وبعلمكم، قمت بتحميل البحث وسأقرؤه للإفادة منه أحسن الله إليكم.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:14 م]ـ
بل أنا أشكرك جزيل الشكر أخي الدكتور عبد الرحمان، وما وضعته في الملتقى إلا ليُقرأ، ويُصحح ويُضاف إليه ما ينبغي أن يضاف، لأن عمر هذا العمل يناهز السنوات العشر وقد ظهرت خلال هذه السنوات تصنيفات وتصنيفات، وموسوعات وموسوعات. وبالتأكيد هناك أعمال علمية اهتمت بالشعر وعلاقته بالتفسير، لعلها أضافت وتضيف الشيء الكثير لما دونته في دراستي هاته. ولي كامل اليقين أن هذا من اهتماماتك الأولية، لهذا فأنا أنتظر منك الشي ءالكثير، وأيضا من رواد الملتقى المتخصصين والمطلعين. وشكرا في البدء والختام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:37 ص]ـ
بارك الله فيكم د أحمد على هذا البحث، وهذه الإحصائية المجدولة، ولا أدري هل هذا استقراء كامل لمفسري أهل مكة من ابن عباس وتلاميذه أم ماذا؟
فهل لا يوجد استشهادات بالشعر إلا لابن عباس وتلميذين فقط؟!
مع ملاحظة أن سؤلات نافع فيها كلام، وهي تحتاج إلى تمحيص، ولعل الدكتور عبدالرحمن الشهري يعطينا خلاصة ما توصل إليه في رسالة الدكتوراه (الشاهد الشعري).
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:29 م]ـ
أخي الكريم، وأنت أيضا بارك الله فيك وفي ذريتك ومن تحب، وأشكرك على ملاحظتك، وأقول لك أخي الحبيب، أن لا أحد يستطيع الادعاء بالاستقراء التام، لكن بحسب البحث في الموجود من المظان التي اعتمدتها وهي تشمل كتب التفسير، والحديث، والمصنفات، والمسانيد، والطبقات، وكتب الرجال، وكتب اللغة والمعاجم، وغيرها من الكتب المتنوعة الموجودة في المكتبات، فهذا جهد المقل، ومع ذلك لو أعدت النظر فيه أو أعاد النظر فيه من يهتم بمثل هذا العمل بحثا وتنقيبا فإني متأكد من تغيير الشيء الكثير فيه، وما وضعه هنا إلا للعمل على إتمامه إن شاء الله وتصحيح ما يمكن تصحيحه، وفوق كل ذي علم عليم. وجزاك الله خيرا.(/)
تفسير القشيري
ـ[أحمد المغيري]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:31 ص]ـ
كغيري ممن لهم توجه لقراءة كتب التفسير ... أحببت أن أسأل من له اطلاع على كتاب (تفسير الامام القشيري)
ماهي مميزات هذا الكتاب؟
بارك الله في الجميع
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:13 ص]ـ
كنت قد قمت بدراسة موجزة عن تفسير الإمام القشيري، وها أنذا أرفعها هنا لعل فيها فائدة.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي بلال على هذه البحث الموجز المركز، ولعلك تضيف له شيئاً واحداً، وهو أنه من الواضح في عدد من المواضع من الكتاب أن المؤلف يثبت المعنى الظاهر للآية ثم يتكلم على الإشارة في الآيات، وإثبات المعنى الظاهر شرط في قبول التفسير الإشاري، هذا وقد سألت الشيخ -العارف بالكتب في شتى الفنون -: يوسف خلاوي منذ سنوات عن الكتاب فقال إنه أحسن كتب التفسير الإشاري.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:16 م]ـ
أشكر لأستاذي الفاضل محمد هذا المرور وهذا الاطراء الذي هو تشريف وتكليف لي في نفس الوقت.(/)
سؤال عن الإعجاز العلمي ووجوده؟
ـ[زينب]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليکم
هل يجب علينا بحث عن القرآن وعلومه في جهة الاعجاز العلمي اومن جهة بلاغته؟
هل يوجد في القرآن اعجاز العلمي؟ نعلم جميعا ان القرآن فيه البلاغة والفصاحة وجميع ما نحتاجه ليوم الدين لکن حول اي شي؟ هل فيه علوم الانسانية او الانجازات والخبرات الذي تکتشف کل يوم من طرق الانسانية.؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:48 م]ـ
أرجو من الأعضاء الجدد في الملتقى قبل طرح أي سؤال جديد البحث في الملتقى قبل السؤال حتى لا يقع التكرار ويضطرنا لحذف الموضوعات الجديدة.
هذا الموضوع المسئول عنه سبق بحثه كثيراً في الملتقى. ويمكن الاطلاع على هذه المشاركات:
- دعوة لقراءة كتاب (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) لهند شلبي. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15938) والكتاب هنا. ويجب عليك قراءته فهو قيم في الموضوع.
- (التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين) للدكتور محمد الشايع ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18024) .
وهناك نقاشات كثيرة جداً في الموضوع في الملتقى يمكن البحث عنها والاستفادة منها وشكراً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليکم
هل يجب علينا بحث عن القرآن وعلومه في جهة الاعجاز العلمي اومن جهة بلاغته؟
هل يوجد في القرآن اعجاز العلمي؟ نعلم جميعا ان القرآن فيه البلاغة والفصاحة وجميع ما نحتاجه ليوم الدين لکن حول اي شي؟ هل فيه علوم الانسانية او الانجازات والخبرات الذي تکتشف کل يوم من طرق الانسانية.؟
اختي زينب الاحظ أنك تستبدلين الألف المقصورة في كتابتك بدل الياء المنقطة وأظن أن ذلك خطأ فهناك فرق بين (ي) التي تحتها نقطتين وبين (ى) وهي ما يطلق عليها الألف المقصورة بدون نقط تحتها. فهل انتبهت أختي لذلك؟؟ جزاك الله خيراً
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:18 م]ـ
اختي زينب الاحظ أنك تستبدلين الألف المقصورة في كتابتك بدل الياء المنقطة وأظن أن ذلك خطأ فهناك فرق بين (ي) التي تحتها نقطتين وبين (ى) وهي ما يطلق عليها الألف المقصورة بدون نقط تحتها. فهل انتبهت أختي لذلك؟؟ جزاك الله خيراً
جزاك الله خيرا أخي تيسير على التنبيه
وقد نبهت لذلك فيهذا الموضوع في المشاركة (11)
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22015
والعجيب أن اسمها كذلك يحتاج لتعديل
ولكن ربما لم ينتبه لذلك المشرفون
والله المستعان
ـ[زينب]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:09 ص]ـ
شکرا علي التنبيه اخ الازهري وتيسير
لکن ممکن طلب
انا اتکلم باللغة الفارسية لکن من اصل عربية
طبعا ممکن يوجد خطاء في الکتابة والبيان
انا للحين ما فهمت قصدکم من التنبيه
بالضبط اين الخطاء ممکن تکتبون لي الکلمة وتقولون اين الخطاء
وشکرا لکم
ـ[زينب]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:15 ص]ـ
شکرا شيخنا عبدالرحمن الشهري
الحقيقة انا في بداية التعليم وصار لي کم يوم دخلت هذا المنتدي لا اعلم سوالي طرح من قبل ام لا ولا اريد ازعاج الاخرين
شکرا علي الارشاد
وجزاک الله خيرا
دمتم بخير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:32 م]ـ
شکرا علي التنبيه اخ الازهري وتيسير
لکن ممکن طلب
انا اتکلم باللغة الفارسية لکن من اصل عربية
طبعا ممکن يوجد خطاء في الکتابة والبيان
انا للحين ما فهمت قصدکم من التنبيه
بالضبط اين الخطاء ممکن تکتبون لي الکلمة وتقولون اين الخطاء
وشکرا لکم
حسناً سأكتب لك الآن بطريقة صحيحة النص الذي كتبتيه أنت:
أنا أتكلم الفارسية ولكن من أصل عربية ممكن يوجد خطأ في الكتابة والبيان أنا الحين ما فهمت قصدكم من التنبيه بالضبط أين الخطأ
هل لاحظت أختي أين هو خطأك؟ إنه في كتابة الياء فأنت تسبدلينها بحرف آخر وهو ى. وعلى ذلك فإن اسمك أيضاً يجب أن يكتب بالطريقة التالية: زينب محمد حسين. وليس كما تكتبينه
بارك الله بك أختي.
ـ[زينب]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:08 م]ـ
شكرا
للتنبيه
اخ تيسير جزاك الله خيرا
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:24 م]ـ
الأخت الكريمة زينب
هذه مشاركة تحتوي على كتاب مرفق هذا الكتاب لا يبحث في قضية وجود الإعجاز العلمي في القرءآن أو عدمه , إنما يأتي بالأية ويأتي بظواهر علمية تثبت ما أثبتته الأيه , ثم يبين وجه دلالة الأية على هذه الظاهرة العلمية فيما يعرف بالإعجاز العلمي.
المشاركة: (كتاب الإعجاز العلمي في القرءآن والسنة) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22146)
قومي بتحميل الكتاب من المرفقات عساك تجدين فيه ما يفيدك
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:24 م]ـ
أختنا الكريمة: فقط للتنبيه: إضافة لما قاله د تيسير جزاه الله خيرا: أقول: على الباحث في القرآن أن يسعى لإتقان العربية إملاء وتعبيرا، هذا النص بعد تصحيح الدكتور تيسير الغول له إملاء: أنا أتكلم الفارسية ولكن من أصل عربية ممكن يوجد خطأ في الكتابة والبيان أنا الحين ما فهمت قصدكم من التنبيه بالضبط أين الخطأ.
وبصياغة أصح: أنا أتكلم الفارسية، ولكنني من أصل عربي، ومن الممكن وجود خطأ في كتابتي ....
هذا اجتهادي الله اعلم. اردنا النصح. وأسأل الله ان يقوم أقلامنا وألسنتنا بلغة القرآن، وأن تبق رايتها خفاقة مصونة.(/)
من يزيل هذا الاشكال؟
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:28 م]ـ
الحمد لله.
قال الله تعالى: [لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ ... الآية (61) من سورة النور]
ما وجه ذكر هؤلاء في هذا الموطن؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:58 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج وَلَا عَلَى الْأَعْرَج حَرَج وَلَا عَلَى الْمَرِيض حَرَج وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ أَوْ بُيُوت آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوت أُمَّهَاتكُمْ أَوْ بُيُوت إِخْوَانكُمْ أَوْ بُيُوت أَخَوَاتكُمْ أَوْ بُيُوت أَعْمَامكُمْ أَوْ بُيُوت عَمَّاتكُمْ أَوْ بُيُوت أَخْوَالكُمْ أَوْ بُيُوت خَالَاتكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه أَوْ صَدِيقكُمْ} قَالَ أَبُو جَعْفَر: اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي هَذِهِ الْآيَة فِي الْمَعْنَى الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ , فَقَالَ بَعْضهمْ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة تَرْخِيصًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْأَكْل مَعَ الْعُمْيَان وَالْعُرْجَان وَالْمَرْضَى وَأَهْل الزَّمَانَة مِنْ طَعَامهمْ , مِنْ أَجْل أَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ امْتَنَعُوا مِنْ أَنْ يَأْكُلُوا مَعَهُمْ مِنْ طَعَامهمْ , خَشْيَة أَنْ يَكُونُوا قَدْ أَتَوْا بِأَكْلِهِمْ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامهمْ شَيْئًا مِمَّا نَهَاهُمْ اللَّه عَنْهُ بِقَوْلِهِ: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُون تِجَارَة عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} 4 29. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19872 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثني عَبْد اللَّه , قَالَ: ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ} ... إِلَى قَوْله: {أَوْ أَشْتَاتًا} وَذَلِكَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ} 4 29 فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللَّه قَدْ نَهَانَا أَنْ نَأْكُل أَمْوَالنَا بَيْننَا بِالْبَاطِلِ , وَالطَّعَام مِنْ أَفْضَل الْأَمْوَال , فَلَا يَحِلّ لِأَحَدٍ مِنَّا أَنْ يَأْكُل عِنْد أَحَد. فَكَفَّ النَّاس عَنْ ذَلِكَ , فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْد ذَلِكَ: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} ... إِلَى قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه}. 19873 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} ... الْآيَة , كَانَ أَهْل الْمَدِينَة قَبْل أَنْ يُبْعَث النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُخَالِطهُمْ فِي طَعَامهمْ أَعْمَى وَلَا مَرِيض , فَقَالَ بَعْضهمْ: إِنَّمَا كَانَ بِهِمْ التَّقَذُّر وَالتَّقَزُّز. وَقَالَ بَعْضهمْ: الْمَرِيض لَا يَسْتَوْفِي الطَّعَام كَمَا يَسْتَوْفِي الصَّحِيح , وَالْأَعْرَج الْمُنْحَبِس لَا يَسْتَطِيع الْمُزَاحَمَة عَلَى الطَّعَام , وَالْأَعْمَى لَا يُبْصِر طَيِّب الطَّعَام. فَأَنْزَلَ اللَّه: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح} فِي مُؤَاكَلَة الْمَرِيض وَالْأَعْمَى وَالْأَعْرَج. فَمَعْنَى الْكَلَام عَلَى تَأْوِيل هَؤُلَاءِ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس فِي الْأَعْمَى حَرَج أَنْ تَأْكُلُوا مِنْهُ وَمَعَهُ , وَلَا فِي الْأَعْرَج حَرَج , وَلَا فِي الْمَرِيض حَرَج , وَلَا فِي أَنْفُسكُمْ , أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ. فَوَجَّهُوا مَعْنَى " عَلَى " فِي هَذَا الْمَوْضِع إِلَى مَعْنَى " فِي ". وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة تَرْخِيصًا لِأَهْلِ الزَّمَانَة فِي الْأَكْل مِنْ بُيُوت مَنْ سَمَّى اللَّه فِي هَذِهِ الْآيَة ; لِأَنَّ قَوْمًا كَانُوا مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدهمْ فِي بُيُوتهمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا يُطْعِمُونَهُمْ , ذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى بُيُوت آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتهمْ أَوْ بَعْض مَنْ سَمَّى اللَّه فِي هَذِهِ الْآيَة , فَكَانَ أَهْل الزَّمَانَة يَتَخَوَّفُونَ مِنْ أَنْ يُطْعَمُوا ذَلِكَ الطَّعَام لِأَنَّهُ أَطْعَمَهُمْ غَيْر مِلْكه. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19874 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد: {لَا جُنَاح عَلَيْكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ أَوْ بُيُوت آبَائِكُمْ} قَالَ: كَانَ رِجَال زَمْنَى - قَالَ ابْن عَمْرو فِي حَدِيثه: عُمْيَان وَعُرْجَان. وَقَالَ الْحَارِث: عُمْي عُرْج - أُولُوا حَاجَة , يَسْتَتْبِعهُمْ رِجَال إِلَى بُيُوتهمْ , فَإِنْ لَمْ يَجِدُوا طَعَامًا ذَهَبُوا بِهِمْ إِلَى بُيُوت آبَائِهِمْ وَمَنْ عَدَّدَ مِنْهُمْ مِنَ الْبُيُوت , فَكَرِهَ ذَلِكَ الْمُسْتَتْبِعُونَ , فَأَنْزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح} وَأَحَلَّ لَهُمْ الطَّعَام حَيْثُ وَجَدُوهُ. 19875 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ مَعْمَر , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: كَانَ الرَّجُل يَذْهَب بِالْأَعْمَى وَالْمَرِيض وَالْأَعْرَج إِلَى بَيْت أَبِيهِ , أَوْ إِلَى بَيْت أَخِيهِ , أَوْ عَمّه , أَوْ خَاله , أَوْ خَالَته , فَكَانَ الزَّمْنَى يَتَحَرَّجُونَ مِنْ ذَلِكَ , يَقُولُونَ: إِنَّمَا يَذْهَبُونَ بِنَا إِلَى بُيُوت غَيْرهمْ , فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة رُخْصَة لَهُمْ. * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , نَحْو حَدِيث ابْن عَمْرو , عَنْ أَبِي عَاصِم. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَتْ تَرْخِيصًا لِأَهْلِ الزَّمَانَة الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّه فِي هَذِهِ الْآيَة أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت مَنْ خَلَّفَهُمْ فِي بُيُوته مِنَ الْغُزَاة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19876 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ مَعْمَر , قَالَ: قُلْت لِلزُّهْرِيِّ , فِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} مَا بَال الْأَعْمَى ذُكِرَ هَا هُنَا وَالْأَعْرَج وَالْمَرِيض؟ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا إِذَا غَزَوْا خَلَّفُوا زَمْنَاهُمْ , وَكَانُوا يَدْفَعُونَ إِلَيْهِمْ مَفَاتِيح أَبْوَابهمْ , يَقُولُونَ: قَدْ أَحْلَلْنَا لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِمَّا فِي بُيُوتنَا! وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ مِنْ ذَلِكَ , يَقُولُونَ: لَا نَدْخُلهَا وَهِيَ غُيَّب. فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة رُخْصَة لَهُمْ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِقَوْلِهِ: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج وَلَا عَلَى الْأَعْرَج حَرَج وَلَا عَلَى الْمَرِيض حَرَج} فِي التَّخَلُّف عَنِ الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه. قَالُوا: وَقَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ} كَلَام مُنْقَطِع عَمَّا قَبْله. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19877 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج وَلَا عَلَى الْأَعْرَج حَرَج وَلَا عَلَى الْمَرِيض حَرَج} قَالَ: هَذَا فِي الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه. وَفِي قَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ} ... إِلَى قَوْله: {أَوْ صَدِيقكُمْ} قَالَ: هَذَا شَيْء قَدْ انْقَطَعَ , إِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي الْأَوَّل , لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَبْوَاب وَكَانَتِ السُّتُور مُرْخَاة , فَرُبَّمَا دَخَلَ الرَّجُل الْبَيْت وَلَيْسَ فِيهِ أَحَد , فَرُبَّمَا وَجَدَ الطَّعَام وَهُوَ جَائِع , فَسَوَّغَهُ اللَّه أَنْ يَأْكُلهُ. قَالَ: وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ الْيَوْم الْبُيُوت الْيَوْم فِيهَا أَهْلهَا , وَإِذَا أُخْرِجُوا أَغْلَقُوهَا ; فَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة تَرْخِيصًا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَّقُونَ مُؤَاكَلَة أَهْل الزَّمَانَة فِي مُؤَاكَلَتهمْ إِذَا شَاءُوا ذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19878 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ: ثنا سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم , عَنْ مِقْسَم , فِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} قَالَ: كَانُوا يَتَّقُونَ أَنْ يَأْكُلُوا مَعَ الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج , فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاح أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}. وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي مَعْنَى قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِيَ بِذَلِكَ وَكِيل الرَّجُل وَقَيِّمه , أَنَّهُ لَا بَأْس عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُل مِنْ ثَمَر ضَيْعَته , وَنَحْو ذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19879 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثنا مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} وَهُوَ الرَّجُل يُوَكِّل الرَّجُل بِضَيْعَتِهِ , فَرَخَّصَ اللَّه لَهُ أَنْ يَأْكُل مِنْ ذَلِكَ الطَّعَام وَالتَّمْر وَيَشْرَب اللَّبَن. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ: مَنْزِل الرَّجُل نَفْسه أَنَّهُ لَا بَأْس عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19880 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول: قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} يَعْنِي: بَيْت أَحَدهمْ , فَإِنَّهُ يَمْلِكهُ , وَالْعَبِيد مِنْهُمْ مِمَّا مَلَكُوا. 19881 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} مِمَّا تُحِبُّونَ يَا ابْن آدَم. 19882 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه} قَالَ: خَزَائِن لِأَنْفُسِهِمْ , لَيْسَتْ لِغَيْرِهِمْ. وَأَشْبَه الْأَقْوَال الَّتِي ذَكَرْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج} ... إِلَى قَوْله: {أَوْ صَدِيقكُمْ} الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه , وَذَلِكَ أَنَّ أَظْهَر مَعَانِي قَوْله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج وَلَا عَلَى الْأَعْرَج حَرَج}: أَنَّهُ لَا حَرَج عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سُمُّوا فِي هَذِهِ الْآيَة أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت مَنْ ذَكَرَهُ اللَّه فِيهَا , عَلَى مَا أَبَاحَ لَهُمْ مِنَ الْأَكْل مِنْهَا. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ أَظْهَر مَعَانِيه , فَتَوْجِيه مَعْنَاهُ إِلَى الْأَغْلَب الْأَعْرَف مِنْ مَعَانِيه أَوْلَى مِنْ تَوْجِيهه إِلَى الْأَنْكَر مِنْهَا , فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , كَانَ مَا خَالَفَ مِنْ التَّأْوِيل قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: لَيْسَ فِي الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج حَرَج , أَوْلَى بِالصَّوَابِ. وَكَذَلِكَ أَيْضًا الْأَغْلَب مِنْ تَأْوِيل قَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ} أَنَّهُ بِمَعْنَى: وَلَا عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس. ثُمَّ جَمَعَ هَؤُلَاءِ وَالزَّمْنَى الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ قَبْل فِي الْخِطَاب , فَقَالَ: أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت أَنْفُسكُمْ. وَكَذَلِكَ تَفْعَل الْعَرَب إِذَا جَمَعَتْ بَيْن خَبَر الْغَائِب وَالْمُخَاطَب , غَلَّبَتِ الْمُخَاطَب فَقَالَتْ: أَنْتَ وَأَخُوك قُمْتُمَا , وَأَنْتَ وَزَيْد جَلَسْتُمَا , وَلَا تَقُول: أَنْتَ وَأَخُوك جَلَسَا , وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ} وَالْخَبَر عَنْ الْأَعْمَى وَالْأَعْرَج وَالْمَرِيض , غَلَّبَ الْمُخَاطَب , فَقَالَ: أَنْ تَأْكُلُوا , وَلَمْ يَقُلْ: أَنْ يَأْكُلُوا. فَإِنْ قَالَ قَائِل: فَهَذَا الْأَكْل مِنْ بُيُوتهمْ قَدْ عَلِمْنَاهُ كَانَ لَهُمْ حَلَالًا إِذْ كَانَ مِلْكًا لَهُمْ , أَوْ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَانَ أَيْضًا حَلَالًا لَهُمُ الْأَكْل مِنْ مَال غَيْرهمْ؟ قِيلَ لَهُ: لَيْسَ الْأَمْر فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَوَهَّمْت ; وَلَكِنَّهُ كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه , أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا غَابُوا فِي مَغَازِيهمْ وَتَخَلَّفَ أَهْل الزَّمَانَة مِنْهُمْ , دَفَعَ الْغَازِي مِفْتَاح مَسْكَنه إِلَى الْمُتَخَلِّف مِنْهُمْ , فَأَطْلَقَ لَهُ فِي الْأَكْل مِمَّا يَخْلُف فِي مَنْزِله مِنَ الطَّعَام , فَكَانَ الْمُتَخَلِّفُونَ يَتَخَوَّفُونَ الْأَكْل مِنْ ذَلِكَ وَرَبّه غَائِب , فَأَعْلَمَهُ اللَّه أَنَّهُ لَا حَرَج عَلَيْهِ فِي الْأَكْل مِنْهُ وَأَذِنَ لَهُمْ فِي أَكْله. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ تَبَيَّنَ أَنْ لَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة مِنْ أَجْل كَرَاهَة الْمُسْتَتْبِع أَكْل طَعَام غَيْر الْمُسْتَتْبَع ; لِأَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: لَقِيلَ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ حَرَج أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ طَعَام غَيْر مَنْ أَضَافَكُمْ , أَوْ مِنْ طَعَام آبَاء مَنْ دَعَاكُمْ , وَلَمْ يَقُلْ: أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ أَوْ بُيُوت آبَائِكُمْ. وَكَذَلِكَ لَا وَجْه لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج فِي التَّخَلُّف عَنِ الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ; لِأَنَّ قَوْله: {أَنْ تَأْكُلُوا} خَبَر " لَيْسَ " , وَ " أَنْ " فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى أَنَّهَا خَبَر لَهَا , فَهِيَ مُتَعَلِّقَة بِ " لَيْسَ " , فَمَعْلُوم بِذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَام: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج أَنْ يَأْكُل مِنْ بَيْته , وَلَا مَا قَالَهُ الَّذِينَ ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّهُ لَا حَرَج عَلَيْهِ فِي التَّخَلُّف عَنِ الْجِهَاد. فَإِذْ كَانَ الْأَمْر فِي ذَلِكَ عَلَى مَا وَصَفْنَا , تَبَيَّنَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَام: لَا ضِيق عَلَى الْأَعْمَى , وَلَا عَلَى الْأَعْرَج , وَلَا عَلَى الْمَرِيض , وَلَا عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس , أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت أَنْفُسكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت آبَائِكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت أُمَّهَاتكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت إِخْوَانكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت أَخَوَاتكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت أَعْمَامكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت عَمَّاتكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت أَخْوَالكُمْ أَوْ مِنْ بُيُوت خَالَاتكُمْ أَوْ مِنَ الْبُيُوت الَّتِي مَلَكْتُمْ مَفَاتِحهَا أَوْ مِنْ بُيُوت صَدِيقكُمْ , إِذَا أَذِنُوا لَكُمْ فِي ذَلِكَ , عِنْد مَغِيبهمْ وَمَشْهَدهمْ. وَالْمَفَاتِح: الْخَزَائِن , وَاحِدهَا: " مَفْتَح " إِذَا أُرِيدَ بِهِ الْمَصْدَر , وَإِذَا كَانَ مِنْ الْمَفَاتِيح الَّتِي يُفْتَح بِهَا , فَهِيَ مِفْتَح وَمَفَاتِح ; وَهِيَ هَا هُنَا عَلَى التَّأْوِيل الَّذِي اخْتَرْنَاهُ جَمْع مِفْتَح الَّذِي يُفْتَح بِهِ. وَكَانَ قَتَادَة يَتَأَوَّل فِي قَوْله: {أَوْ صَدِيقكُمْ} مَا: 19883 - حَدَّثَنَا بِهِ الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة: {أَوْ صَدِيقكُمْ} فَلَوْ أَكَلْت مِنْ بَيْت صَدِيقك مِنْ غَيْر أَمْره , لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ بَأْس. قَالَ مَعْمَر: قُلْت لِقَتَادَة: أَوَلَا أَشْرَب مِنْ هَذَا الْحُبّ؟ قَالَ: أَنْتَ لِي صَدِيق.
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=13&Page=358
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:04 م]ـ
أشكر للأخ مجدي هذه الإفادة والمتابعة، ولكنه أتعبنا بهذا النقل الطويل عن الإمام ابن جرير رحمه الله*، وكان الأحسن لو لخص لنا كلامه، وأجاب السائل عن إشكاله، ويكون بذلك قد أجاب وأفاد وأجاد كثيراً، وشكراً كثيراً ...
*لاسيما وأن كتاب الطبري وغيره من المراجع متوفرة الآن، ولو بضغطة زر، ولكن المحك في القدرة على الفهم والتلخيص ....
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه ذكر هؤلاء في هذا الموطن ـ والله أعلم ـ أن الجميع مشتركون في رفع الحرج، حيث رخص الله تعالى للجميع في الأكل بدون دعوة كما رخص لهؤلاء (الأعمى والأعرج والمريض) في الأكل أيضاً من بيوت المسلمين لأنهم لا يستطيعون العمل وكسب الرزق.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:21 م]ـ
خلاصة كلام ابن جرير رحمه الله تعالى:
قال اهل التفسير في هذه الآية أقولا وهي:
-ليس عليكم جناح أن تأكلوا مع الأعمى والأعرج والمريض , وذلك أنهم تحرجوا من مخالطتهم لما كان هؤلاء أضعف منهم خوفا من أن يأكلوا من حصتهم لأن الله نهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل.فالأعمى والمريض يكون حلهم البطء في الأكل وكذا الأعرج لا يستطيع المزاحمة كالصحيح.
--القول الثاني:أن أناسا من المسلمين كانوا يطعمون المرضى والعمي والعرج من بيوتهم فإن لم يجدوا في بيوتهم ذهبوا إلى بيوت أبائهم ومن ذكرهم الله فتحرج من دعي للطعام من من كان أعرجا او مريضا أو أعمى أن يأكل من تلك البيوت لأن الذين دعوهم اليها ليسوا أصحاب تلك البيوت ,فرفع الله عز وجل الحرج عمن ذكر وفيما ذكر من تلك البيوت.
-- -القول الثالث أن الخطاب موجه للأعمى والأعرج والمريض أنه ليس عليهم جناح في الأكل من بيوت المجاهدين الذين غستخلفوهم في بيوتهم وأعطوهم مفاتيح تلك البيوت , لأن هؤلاء كانوا يتحرجون من الأكل من تلك البيوت , فرخص الله الله لهم وأذهب عنهم الحرج من ذلك.
---- القول الرابع أنما هو الكلام عن التخلف عن الغزو أي ليس على من كانت تلك صفته أن يتخلف عن الجهاد
ورجح ابن جرير أن يكون المعنى:" أَنَّهُ لَا حَرَج عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سُمُّوا (الأعمى والاعرج والمريض) فِي هَذِهِ الْآيَة أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ بُيُوت مَنْ ذَكَرَهُ اللَّه فِيهَا (بُيُوتكُمْ أَوْ بُيُوت آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوت أُمَّهَاتكُمْ أَوْ بُيُوت إِخْوَانكُمْ أَوْ بُيُوت أَخَوَاتكُمْ أَوْ بُيُوت أَعْمَامكُمْ أَوْ بُيُوت عَمَّاتكُمْ أَوْ بُيُوت أَخْوَالكُمْ أَوْ بُيُوت خَالَاتكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحه أَوْ صَدِيقكُمْ) , عَلَى مَا أَبَاحَ لَهُمْ مِنَ الْأَكْل مِنْهَا "
رحم الله ابن جرير
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:53 ص]ـ
اجتهد الشيخ الشعراوي رحمه الله في الجواب عن سؤالك فقال:
كأن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يريد لأصحاب هذه الآفات أن يتوافقوا مع المجتمع، لا يأخذون منه موقفاً، ولا يأخذ المجتمع منهم موقفاً؛ لذلك يعطف على {لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَىا حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 61] ثم يقول سبحانه {وَلاَ عَلَىا أَنفُسِكُمْ} [النور: 61] يعني: هم مثلكم تماماً، فلا حرجَ بينكم في شيء.
راجع تفسير الشعراوي لسورة النور. ص 2823.(/)
الله ليس كمثله شيء
ـ[محمد نينش]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.
الحمد لله رب العالمين و به استعين و عليه اتوكل و هو حسبي و نعم الوكيل سبحانه و تعالى جل جلاله و عز جاره من اله عظيم جليل قدير عزيز رحمان رحيم قهار جبار تقدست اسماؤه و تقدست ذاته و تقدست صفاته و افعاله اهل الثناء و المجد لا احصي ثناءا عليك يالله سبحانك انت كما اثنيت على نفسك.
سبحان الله العظيم الملك الجليل العزيز الاله المعبود العظيم الذي لا يعرف قدر عظمته و لا عزته الا هو سبحانه و تعالى.
اما بعد:ايها الاخوة القراء المرجو ان تقرؤوا هذا الموضوع من اوله الى اخره.
يقول الله عز و جل و هو اصدق القائلين في كتابه العزيزمتحدثا عن نفسه و واصفا نفسه سبحانه: ليس كمثله شيء و هو السميع البصير. كما قال سبحانه: لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفؤا احد. صدق الله العظيم.
اي ان الله سبحانه و تعالى ليس كمثل ذاته ذات و ليس كمثل صفاته صفات و ليس كمثل افعاله افعال. اي ان الله سبحانه و تعالى لا يشبهه شيء و هو سبحانه لا يشبه مخلوقاته و لا يتصف بصفات الحوادث اذ ان الله عز و جل ليس شيئا و المخلوقات تعد اشيائا , و الايمان الحق به ان نؤمن ان ذاته ليست ذاتا مشبهة بالذوات و للذوات ذون التعطيل او النفي عن ذات الله سبحانه الصفات , اي اننا معشر المسلمين و المؤمنين نثبت لله سبحانه ما أثبت لنفسه من الصفات و ننفي عنه سبحانه ما نفى عن نفسه من الصفات. ثم الايمان بالله , بنفسه وذاته و صفات و اسمائه و افعاله و اخلاقه دون تعطيل او تشبيه او تجسيد. فإنه لا يجب التفكير في ذات الله سبحانه و لكن الواجب التفكير في اخلاق الله سبحانه و في مخلوقاته و عظيم ابداعه , إن الله سبحانه لا كفؤ له و لا نظير و لا مثيل. و لذلك فإن كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك.
لكن الشيء الذي لم يتطرق اليه المفسرون و لا العلماء و لا المفكرون هو ما يلي:
ان الله سبحانه اذ ليس كمثله شيء فإنه سبحانه لا تنطبق في حقه الاحكام و الظوابط التي تنطبق على المخلوقات ولا تحكمه الاحكام التي و و الظوابط و القوانين التي تحكم المخلوقات.
فإذا خطرت ببالكم اوصاف غير لائقة تبدو في حق الله سبحانه و تعالى فهي ليس في حق الله سبحانه ابدا لان الاله عز و جل عزيز لا ينذل ابدا و من عزته عزة ارادته فالله سبحانه و تعالى لا يريد الا العزة لنفسه كما ان الله سبحانه هو قد علم بكل ما كان و ما يكون و علم الافكار و الاوصاف التي ستخلق في الوجود من بداية الخليقة الى الاعدام و الله جل جلاله هو مسير الافكار فلا يمكن ابدا ان يخلق الاله اوصافا غير لائقة به لا في عقول البشر و لا في عقول غيرهم من المخلوقات و انما اذا وردت تلك الاوصاف في عقولكم نتيجة لطبع الدنيا اللعينة او نظرا لطباع البشر او وساوس الهوى و وساوس النفس اوو وساوس الشيطان اللعين او الوسواس القهري المرضي الناتج عن اختلال الدماغ فإن كل تلك الخواطر التي تخطر انما هي مكر من الله سبحانه و هو خير الماكرين و قد تكون استهزاءا من الله سبحانه بالدنيا او بالوسواس القهري او استهزاءا بالشيطان او توضيحا للمقام الديني للشخص الذي تخطر بباله تلك الاوصاف عندما تخطر ببالنا تلك الافكار و الاوصاف انما يجب علينا ان نتوجه الى الله عز و جل و نسبحه اي ننزهه عن كل تلك الاوصاف و عن كل سوء و نقص و عيب و ذل و نقول في اسلوب مناجاة رفيع في نوع من الخلة بيننا و بين الله سبحانه و تعالى بكل ادب مع الله: يالله انما هذه الاوصاف التي خطرت ببالي انما هي مكر منك سبحانك فاللهم امكر لي و لا تمكر علي.
اذا وًًُصف الانسان مثلا: بالحمار , فالاله لا يوصف بمثل هذه الاوصاف لا في سباب و لا في شتائم لان الله ليس كمثله شيء و هذه الاوصاف السيئة كلها ان ما هي في حق المخلوقات الاشياء , و ان ما أوتينا من العلم الا قليلا.
خلاصة القول: ان الله سبحانه و تعالى لا ينطبق في شأنه و حقه ما ينطبق على المخلوقات و تحكمه الاحوال و الاحكام و الظوابط و الاوصاف و القواعد و القوانين التي تحكم المخلوقات اي الاشياء. فأهنؤوا و قروا عينا و لا تتحسروا على تلك الافكار و الاوصاف التي لا تليق بجلال الله سبحانه و التي تبدو انها في في شأن الاله و انما في الحقيقة هي ليست في حقه سبحانه و ان كانت تبدو في شأنه و لكن الحقيقة غير ذلك ابدا فهذا من العلم و الحكمة التي لم يدركها البشر و ليس لهم بها علم , تلك الاوصاف التي هي من طبع الدنيا النتنة الخسيسة التي لعنها الله عز و جل فشتان بين الدنيا اللعينة و بين عالم الاخرة و الحياة الاخرة و المنظومة العقلية في عالم الاخرة التي تختلف اختلافا كبيرا عن طبع الدنيا , تلك الاوصاف التي لطالما تحزن القلوب و الارواح المحبة لله سبحانه المتعلقة به و بعرشه المسبحة له.
و انا اقول الحمد لله لان الله سبحانه و تعالى ليس كمثله شيء و الحمد لله أن الله ليس كمثله شيء.
تم بحمد الله و توفيقه و حسن عونه هذا الموضوع العظيم. فأن احسنت و اصبت فمن الله و بحسن عونه و ان اخطأت فمن نفسي و الشيطان و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
ايها الاخوة القراء كتبت هذا التفسير و هذا الطرح انا العبد الفقير الى الله الغني سبحانه:الاستاذ محمد نينش المكاوي العلوي ادعوا لي بالشفاء و الثبات على الدين و الجنة جازاكم الله خيرا على دعائكم و السلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على جهدك ولكن أحب أن أنبهك الى بعض الأخطاء المتداولة: فقولهم:"ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك " هو قول مغلوط وإنما الصواب كما قال السلف "لا يتوهم ولا يقال كيف ".
والفارق أن معنى خطر في بالك أي وقع في بالك وإنما يقتصر التوهم على الصورة التي يرسمها الإنسان بباله ,فلذلك كان السلف يثبتون الصفة على المعنى المعروف عند العرب دون أن يتوهمون شيئا من يرونه من البشر أو المخلوقات.فلذلك قال مالك الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة , وقال الترمذي في سننه:
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينُ الرَّحْمَنِ مَلْأَى سَحَّاءُ لَا يُغِيضُهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ قَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَتَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ
{وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}
وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَتْهُ الْأَئِمَّةُ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُفَسَّرَ أَوْ يُتَوَهَّمَ هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِنْهِمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ"سنن الترمذي - (ج 10 / ص 308)
وقال في حديث الرؤية:
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أَنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَذِكْرُ الْقَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَالْمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ثُمَّ قَالُوا تُرْوَى هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنْ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا تُفَسَّرُ وَلَا تُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ"سنن الترمذي - (ج 9 / ص 116)
وقال في حديث الصدقة:
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الرِّوَايَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَاهُنَا الْقُوَّةُ و قَالَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} "سنن الترمذي - (ج 3 / ص 71)
أما بالنسبة للحوادث فمدار الخلاف في العقيدة على أساسها , فأهل السنة يثبتون للخالق أفعال ذكرها الله عز وجل , وغيرهم ينفون ذلك لأنهم ظنوا أن ذلك يعني أنه يشبه الجواهر والأعراض بزعمهم.
والأصل في الصفات أنها توقيفية لا يثبت ولا ينفى إلا ما أخبر الخالق عز وجل ,فليست الخاطرة دليل لإثبات أو نفي لصفة ولا مجرد توهم الإنسان أن هذه الصفة حميدة أو ذميمة دون علم باللغة والشرع وكلام العرب شيئا يعتمد عليه. والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:23 م]ـ
اذ ان الله عز و جل ليس شيئا و المخلوقات تعد اشيائا (أشياءً)
بل الله شيء ولكنه ليس كالأشياء، وهذا ثابت بالنص، قال الله تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} [الأنعام: 19]
قال البخاري رحمه الله في صحيحه بعد ذكر هذه الآية:
(فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا، وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ شَيْئًا وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَقَالَ {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ})
وانظر معنى التشبيه في صفات الله هنا:
http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar ( ما هو التشبيه في صفات الله؟)
.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:37 م]ـ
بل الله شيء ولكنه ليس كالأشياء، وهذا ثابت بالنص،
الحمد لله وحده ..
هذا قول معروف ..
ويعارضه قول آخر تحملته عن بعض مشايخي يمنع إطلاق الشيء على الله ولا يجوز ذلك فالشيء هو ما شاءه الله عز وجل فكان.
وإيقاع مثل ذلك على الله عز وجل ممتنع في فقه العربية أو فقه أولية الملك الجليل سبحانه ..
وقوله تعالى: ((قل أي شيء أكبر شهادة)) هو كلام تام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل المشركين: أي شيء أكبر شهادة عندهم ,ولم يذكر الله تعالى جوابهم عن ذلك , وقوله تعالى: ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم: الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء ,والأخرى: وقوله تعالى في آخر سورة القصص: ((كل شيء هالك إلا وجهه)) واحتجاجهم بها عجيب , وهي من الاستثناء المنقطع, وهو كثير في كلام العرب ..
فلا نص في المسألة ..
..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:07 م]ـ
ويعارضه قول آخر تحملته عن بعض مشايخي يمنع إطلاق الشيء على الله ولا يجوز ذلك فالشيء هو ما شاءه الله عز وجل فكان.
وإيقاع مثل ذلك على الله عز وجل ممتنع في فقه العربية أو فقه أولية الملك الجليل سبحانه ..
وقوله تعالى: ((قل أي شيء أكبر شهادة)) هو كلام تام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل المشركين: أي شيء أكبر شهادة عندهم ,ولم يذكر الله تعالى جوابهم عن ذلك , وقوله تعالى: ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم: الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء ,والأخرى: وقوله تعالى في آخر سورة القصص: ((كل شيء هالك إلا وجهه)) واحتجاجهم بها عجيب , وهي من الاستثناء المنقطع, وهو كثير في كلام العرب ..
فلا نص في المسألة ..
..
سؤال: هل اختلف السلف في هذه المسألة؟ هل هناك أثر ثابت عنهم يعترض على اطلاق "شيء" على الله عز وجل؟
فإذا كان الثابت عنهم أثباته ولم يثبُت عن أي منهم رده أو الاعتراض عليه فلا قيمة لاعتراض من جاء بعدهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:24 م]ـ
[ QUOTE] وقوله تعالى: ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم: الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء. [/ COLOR][/CENTER]
لا فرق بين أن يأمره بأن يجيب عنهم أو يجيب بعد جوابهم هم، ففي كلتا الحالتين هو مأمور بالإجابة، وجوابه هو "الله شهيد بني وبينكم" وهو جواب سؤال " أي شيء أكبر شهادة"، فجوابه بـ" الله شهيد بني وبينكم" يعني أن الله أكبر شهادة، أي أن الله شيء ولكنه ليس كالأشياء.
وهذا ما فهمه السلف الصالح وهو قول المفسرين من أئمة السنة، ولا يُلتفت لاعتراض من خالف من المتأخرين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:36 م]ـ
أي سلف صالح أختي الكريمة؟!!
هذه المسألة لا يحفظ الكلام فيها عن أحد من السلف أصلاً ..
وإنما تكلم فيها واحد أو اثنان من علماء أهل السنة في منتصف القرن الثالث الهجري ثم تبعهم عليه قوم آخرون، وما كان كذلك = فليس اتفاقاً وإنما هو قول علمي يرد بالحجة والبرهان ..
ولم تفهمي معنى أنه لم يؤمر بسؤلهم وإنما المراد أن هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم وهو جواب مبتدأ لا صلة له بكلمة شيء فالواحد سيجيب منهم بشيء مما عهده في الخلق فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أكبر شهادة من أي شيء سيظنوه أكبر شهادة، ولا يعني هذا أن الله شيء،فالشيء هو ما شاءه الله فكان والله هو الأول بلا ابتداء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:41 م]ـ
أي سلف صالح أختي الكريمة؟!!
هذه المسألة لا يحفظ الكلام فيها عن أحد من السلف أصلاً ..
وإنما تكلم فيها واحد أو اثنان من علماء أهل السنة في منتصف القرن الثالث الهجري ثم تبعهم عليه قوم آخرون، وما كان كذلك = فليس اتفاقاً وإنما هو قول علمي يرد بالحجة والبرهان ..
وهل علماء القرن الثالث ليسوا من أئمة السلف الصالح المتفق على إمامتهم؟
مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم كثير ممن عاشوا في القرن الثالث وتوفوا فيها؟
يكفي أنهم تلاميذهم (على القول بأن القرن هو الجيل) وإمامتهم وحسن اعتقادهم متفق عليه
وقد كانوا يعتبرون إنكار إطلاق "شيء" على الله من عقيدة الجهمية
قال الحافظ أبو عاصم خُشيْش بن أصرم (توفي 253 هـ) شيخ أبي داود والنسائي، في كتابه الإستقامة عند حديثه عن الفرق:
"ومهم الجهمية وهم ثماني فرق
منهم: صنف من المعطلة يقولون إن الله لا شيء وما من شيء ولا في شيء ولا يقع عليه صفة شيء ولا معرفة شيء ولا توهم شيء ولا يعرفون الله فيما زعموا إلا بالتخمين فوقعوا عليه اسم الألوهية ولا يصفونه بصفة يقع عليه الألوهية
وقال الله عز و جل في كتابه قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيدا بيني وبينكم فأخبر أنه شيء وقال أيضا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون."
وما دام أن هناك أئمة متفق على إمامتهم وحسن اعتقادهم قالوا بهذا، ولم يرد عن أي ممن كان قبلهم من الأئمة الثقات خلاف ذلك ولا اعتراض ولا إنكار، فمعناه أنه الحق والصواب ... خاصة وأنهم ذكروا بأن مخالفة هذا الاعتقاد هو من صفات الجهمية، ولم يكن هناك مخالف ولا معارض في زمن الأئمة الذين أثبتوا هذا ولا قبلهم، سوى من بعض الفرق الضالة كالمعتزلة والجهمية.
ولم تفهمي معنى أنه لم يؤمر بسؤلهم وإنما المراد أن هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم وهو جواب مبتدأ لا صلة له بكلمة شيء فالواحد سيجيب منهم بشيء مما عهده في الخلق فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أكبر شهادة من أي شيء سيظنوه أكبر شهادة، ولا يعني هذا أن الله شيء.
كيف لا صلة له بكلمة "شيء" وهو ما ورد في السؤال الذي كان جوابه من النبي صلى الله عليه وسلم -بأمر من الله- (الله شهيد بيني وبينكم)
قال ابن سيده في "المحكم والمحيط الأعظم":
(قل أى شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم) وذلك أن أيا اذا كانت استفهاما لا يجوز أن يكون جوابها إلا من جنس ما أضيفت إليه، ألا ترى أنك لو قال لك قائل: "أى الطعام أحب إليك" لم يجز أن تقول له: الركوب، ولا المشي، ولا غيره، مما ليس من جنس الطعام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك ..
المقصود أن السلف (القرون المفضلة) لم يتكلموا في هذا، ومن بعدهم تكلم واحد واثنان وليست إجماعاً، وعقيدة الجهمية المذمومة هي قولهم أن الله معدوم وليست مجرد منع إطلاق (الشيء) على الله،والجواب منقطع عن السؤال، فالسؤال من تعرفون من الاشياء أكبر شهادة والجواب الله أكبر شهادة من كل شيء تعرفونه ولا يقتضي هذا أن الله من الأشياء؛ ولذا لم يفسر الآية واحدة من الصحابة أو التابعين بأن الله شيء، وابن سيده ليس من أهل السنة ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:30 م]ـ
بالنسبة لأصل المقال ففيه كلام طيب حسب اجتهاد صاحبه وفقه الله وزاده علما وعليه بعض الملحوظات التي لا تخفى على مرتادي الملتقى المبارك.
أما الخلاف في اطلاق الشيء على الله تعالى فهذا مقال مفيد من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي وفقه الله
قولهم الجهمية الله شيء لا كالأشياء قول الجهمية الله شيء لا كالأشياء.
قال أحمد وقلنا: هو شيء؟ فقالوا: هو شيء لا كالأشياء، فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية.
الشُّنعة بضم الشين يقال شنُع شناعة: قبح، فهو شنيع، والاسم: الشُّنعة، وقيل: المراد به: الفظاعة، يدفعون عن أنفسهم القبح والشناعة والفظاعة بهذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أحمد "وقلنا: أي للجهمية هو أي الله -عز وجل- الرب -عز وجل- هل هو شيء؟ قالوا: هو شيء لا كالأشياء. قال الله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6&nAya=19)http://shrajhi.com/images/B1.gif .
" قلنا: هو شيء؟ ": استفهام "قالوا: هو شيء لا كالأشياء"، فقال الإمام أحمد -رحمه الله-: الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء يعني أنه معدوم".
ولكنكم أنتم لا تريدون أن تصرحوا وتقولوا: إنه معدوم؛ لأنكم تريدون أن تدفعوا عن أنفسكم الشناعة بما تقرون من العلانية.
أنتم تقرون من العلانية تقولون: إن هناك إلها، هناك ربا، وتصفونه بهذه السلوب حتى تدفعوا عن أنفسكم الشنعة، وتصرحوا وتقولوا هو معدوم، لكن هذا هو العدم، الشيء الذي لا كالأشياء عدم، كيف ذلك؟
من قال: إن الله لا يشبه شيئًا -بوجه من الوجوه- من الأشياء، فإنه قال بالعدم، ما يقال: إن الله لا يشبه شيئا من الأشياء بوجه من الوجوه، بل هناك شيء لا بد من إثباته، مشابه، كل موجودات لا بد أن تتفق في شيء من الأشياء، وهو الاتفاق في المعنى الذهني عند إطلاق اللفظ والقطع عن الإضافة والتخصيص، كلفظ وجود، لفظ علم لفظ يد.
من المعلوم بالضرورة أنه ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يتفقان فيه، في الذهن، في مطلق اللفظ، عند القطع عن الإضافة والتخصيص، ولا يجب تماثلهما في الخارج كلفظ وجود، لفظ "وجود" يشمل وجود الله، ووجود المخلوق، ففي الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وهو وجود الله، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم، وهو وجود المخلوق، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود تماثلهما عند الإضافة والتخصيص لماذا؟
لا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود تماثلهما عند الإضافة والتخصيص؛ لأن الاتفاق إنما هو في المسمى العام، لفظ وجود، وهو لا يقتضي التماثل في مسمى الاسم عند تخصيصه وإضافته.
لفظ وجود يشمل وجود الله ووجود المخلوقين لماذا هذا الاشتراك في أي شيء؟
اشتراك في مطلق اللفظ وفي الذهن، لفظ وجود، أعرف في الذهن أن الوجود ضد العدم يشمل وجود الله، ووجود المخلوق، لكن متى يزول الاشتباه؟ عند التخصيص والإضافة، إذا قلت وجود الخالق، وجود المخلوق خلاص تبين.
وجود الخالق وجود كامل لا يعتريه نقص، ولا موت ولا نعاس ولا نوم ولا فساد، أما وجود المخلوق فيعتريه ذلك.
لفظ يد تشمل يد المخلوق ويد الخالق لماذا؟
لأنها قطعت عن الإضافة، بينهما اتفاق في الذهن، فيه اشتراك، وكذلك في مطلق اللفظ، لكن إذا أضفت يد الخالق زال الاشتباه، يد المخلوق زال الاشتباه.
يمثل العلماء العرش والبعوضة متفقان في مسمى الشيء والوجود، كل من العرش والبعوضة موجود، هذا الاتفاق متى يكون الاتفاق بين العرش والبعوضة، أو بين البعوضة والفيل؟
عند القطع عن الإضافة والتخصيص.
"وجود": كل من العرش والبعوضة موجود.
حياة: كل منهما حي، وفيل، لفظ الحياة.
لكن لفظ الحياة، اسم الحياة، اسم الوجود، هذا عام فلا يقول عاقل: إن العرش والبعوضة: أو البعوضة والفيل متماثلان لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود، فكذلك أسماء الله وصفاته توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم عند الإطلاق والتجريد عن التخصيص.
لفظ يد، علم، قدرة، سمع، بصر، يد تشمل يد الخالق ويد المخلوقين عند الإطلاق يد، قدرة تشمل قدرة الخالق والمخلوق، سمع يشمل سمع الخالق والمخلوق، متى يزول الاشتباه؟ أو متى يزول الاشتراك؟ إذا أضفت أو خصصت، يد الله، يد المخلوق، قدرة الله، قدرة المخلوق، زال الاشتباه، أما عند القطع فيه اشتراك، لا بد من الاشتراك، فالذي لا يثبت هذا الاشتراك معناها أنه نفي وجود الله، نفي أسمائه وصفاته، والجهم نفى هذا الاشتراك فأنكر وجود الله.
إذًا أسماء الله وصفاته توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم عند الإطلاق والتجريد عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق المسمى الموجود في الخارج، وعند الاختصاص والإضافة يقيد بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق من الخالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان العقل يفهم قدرًا مشتركًا من المسميين فلا بد من هذا، فيفهم ما دل عليه الاسم بالمواطئة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه -سبحانه وتعالى-.
فإذًا لا بد من إثبات نوع من الاشتباه، نوع من الشبه بين الخالق والمخلوق، لا بد من إثباته، وهو الاشتراك في الذهن، وفي مطلق اللفظ عند القطع عن الإضافة والاختصاص، هذا فيه اشتراك بين الخالق والمخلوق، لفظ وجود، لفظ قدرة، لفظ سمع، فالذي ينفي هذا النوع من الاشتباه معناه أنكر وجود الله، أنكر أسماءه وصفاته.
والجهم أنكر هذا؛ ولهذا قال الإمام أحمد للجهم هو شيء؟ قال: شيء لا كالأشياء، لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه، حتى ولا في الذهن عند القطع بالإضافة والتخصيص، فقال الإمام أحمد إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء أنه معدوم.
فعند ذلك تبين للناس أنهم -يعني الجهمية - أنهم لا يثبتون شيئًا، لا يثبتون وجودا لله، لا يثبتون شيئًا من أسمائه وصفاته، ولا يثبتون وجودا لله، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشنعة بما يقرون من العلانية، يقولون: نثبت الإله، ويصفونه بالسلوب حتى يدفعوا عن أنفسهم الشناعة، ما تجرءوا على القول بإنكار وجود الله صراحة؛ لأنهم زنادقة ومنافقون.
لكن أهل العلم كالإمام أحمد عرفوا أنهم ينكرون وجود الله، من قولهم: هو شيء لا كالأشياء.
فالذي يقول: إن الله شيء لا كالأشياء، أو لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه هذا إنكار لوجود الله، لا بد أن تثبت وجهًا من المشابهة في الذهن، وفي مطلق اللفظ عند القطع عن الإضافة والتخصيص، مثل لفظ وجود، لفظ علم، لفظ قدرة، لفظ سمع، لفظ يد، هذا فيه نوع اشتباه واشتراك بين الخالق والمخلوق.
لكن هل هو موجود في الخارج؟ لا، إلا بالإضافة والتخصيص، لفظ يد هذا عام في الذهن، في الذهن تتصور أن لفظ يد يشمل يد الخالق ويد المخلوق، لفظ علم يشمل علم الخالق وعلم المخلوق في ذهنك، لفظ قدرة تشمل قدرة الخالق وقدرة المخلوق.
هذا نوع من الشبه بين الخالق والمخلوق، متى يزول هذا الاشتراك؟ إذا أضفت، ويشبه هذا مثل لفظ إنسان، الإنسانية معنى في الذهن لفظ الإنسان يشمل جميع الآدميين، اشتراك واشتباه متى يزول الاشتباه في الخارج؟ إذا سميت عمرو، بكر، خالد وفلان، زال الاشتباه بأفراده في الخارج، لكن لفظ إنسان هذا عام، يشمل، لكن خصص محمد، بكر، علي، زال الاشتباه.
لفظ الحيوانية، حيوان هذا عام معناه في الذهن، متى يزول الاشتراك بأفراده في الخارج، فرس، جمل، خروف، وهكذا في الأفراد، أما لفظ حيوان، لفظ إنسان، لفظ علم، لفظ قدرة، لفظ وجود، هذا عام مشترك، لكنه في الذهن ما فيه اشتراك في الخارج، اشتراك معنى في الذهن عند إطلاق اللفظ وعدم تقييده وتخصيصه.
أظنه اتضح معنى قول الإمام أحمد "وقلنا: هو شيء فقالوا: هو شيء لا كالأشياء، فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء"، كلمة بشيء -إن صحت- يعني بشيء من الأدلة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Sep 2010, 08:18 م]ـ
بسم الله وأصلي وأسلم على رسول الله
عندي مداخلة في موضوع إطلاق كلمة "شيء" على الله تعالى، وأستسمح المشاركين في ذلك،
لقد ثبت في الشرع جواز إطلاق "شيء" على الله تعالى، فلا يجوز إنكاره بعد أن ثبت في الشرع.
وقد تقدم نقل كلام الإمام البخاري رحمه الله عند قوله تعالى (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله) واستدل أيضا بقوله (كل شيء هالك إلا وجهه)
وقال البغوي رحمه الله: (كل شيء هالك إلا وجهه) سمى الله نفسه شيئا. [شرح السنة (1/ 172) له]
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "لا شيء أغير من الله عز وجل" [البخاري (5222) مسلم 2762]
وعن ابن مسعود مرفوعا بلفظ:"لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ شَىْء أَحَبّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، لِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ" [البخاري (4634 ومواضع أخرى)]
وحكى ابن بطال رحمه الله أن في هذه الآيات والآثار ردّا على من زعم أنه لا يجوز أن يطلق على الله اسم شيء. [فتح الباري (13/ 496/7417)
قال الشيخ الغنيمان في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري (1/ 343): يريد بهذا -يعني الإمام البخاري بتبويبه- أنه يطلق على الله تعالى أنه شيء وكذلك صفاته، وليس معنى ذلك أن الشيء من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه تعلى بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته أنها شيء، لأن كل موجود يصحّ أن يقال إنه شيء. اهـ
قال ابن حجر: لفظ شيء يطلق على الله تعالى، وهو الراجح [الفتح الباري].
ولا محذور من إطلاق "شيء" على الله، فالشيء يساوي الموجود لغة وعرفا، قال ابن حجر رحمه الله: أطبق العقلاء على أن لفظ شيء يقتضي إثبات موجود، وعلى أن لفظ "لا شيء" يقتضي نفي موجود (الفتح 13/ 496/رقم7417)
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 08:18 م]ـ
[ COLOR=navy] المقصود أن السلف (القرون المفضلة) لم يتكلموا في هذا، ومن بعدهم تكلم واحد واثنان وليست إجماعاً
وهل سكوتهم يعني أنهم لم يكونوا يثبتونه؟
ومن أولى بالاتباع؟ تلاميذ السلف الصالح ممن اتفق أئمة السنة على إمامتهم كالبخاري وأبو سعيد الدارمي وأبو عاصم ابن أصرم؛ أم أفراد من مشايخ هذا العصر؟
وأضف إليهم من أئمة السنة المتقدمين: ابن جرير الطبري، وابن أبي زمنين رحمهما الله، وربما غيرهم ممن لم أطلع على أقوالهم في هذه المسألة.
ثم مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل؟
وعقيدة الجهمية المذمومة هي قولهم أن الله معدوم وليست مجرد منع إطلاق (الشيء) على الله
الحافظ أبو عاصم ذكر بعدها الآية وأنها دليل على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل، ردًّا على تلك الفرقة من الجهمية، فهذا يدل على أنهم كانوا ينكرون إطلاق "شيء" على الله عز وجل، على الأقل فرقة من فرقهم إن لم يكن كلهم.
فالسؤال من تعرفون من الاشياء أكبر شهادة والجواب الله أكبر شهادة من كل شيء تعرفونه
ليس في الآية شيء يدل على ما قلته.
ولا يقتضي هذا أن الله من الأشياء؛ ولذا لم يفسر الآية واحدة من الصحابة أو التابعين بأن الله شيء
كما قلت، عدم ورود أثر عنهم في ذلك لا يعني أنهم لم يكونوا يثبتونه.
وابن سيده ليس من أهل السنة ..
أعلم أن لديه اعتقادات مخالفة لأهل السنة
ولم أستشهد به في الاعتقاد، ولكن في الجانب اللغوي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2010, 09:24 م]ـ
عدم ورود شيء عنهم دليل على عدم ورود شيء عنهم، وهذه مسألة في تفسير آية من كلام الله تعرض لها السلف الصحابة والتابعون وأتباعهم فأين في كلام واحد منهم أن الله يطلق عليه أنه شيء؟!!
بل هذا ظاهر جداً أن ليس في المسألة قول للسلف. ولو وجد = لنقل فصلاً عن أن يوجد إجماع قديم للسلف فيها.
وإنما هو فقه بعض علماء أهل السنة لآيتين في كتاب الله،وهذا الفقه رأي علمي منهم يكون صواباً ويكون خطأ، والآيتان تحتملان قولهم وتحتملان ما قلناه، وليست الآية نصاً في المسألة لا يحتمل النزاع، بل الذي في الآيتين وحديث الغيرة وحديث عدي (هل تعلم شيئاً أكبر من الله) أسلوب في قطع الكلام شائع جداً في شعر العرب، وهو كقولك (هل تعلم رجلاً أصبر من عائشة) وكقولك (كل رجل يبلغ علمه إلا عائشة).فالنصوص تحتمل أن النص مقطوع وأن الله سبحانه ليس داخلاً في المستثنى منه وتحتمل دخوله سبحانه،فيفتقر الترجيح لحجة،والحجة معنا أن الشيء هو ما شاءه الله فكان، والله أول بلا ابتداء، أما قول بعضهم الشيء هو ما يشار إليه وأنه هو الموجود فهي دعوى لا دليل عليها من كلام العرب ولا من اشتقاق الكلمة ..
ولا توجد فرقة من الجهمية عقيدتها مجرد إطلاق الشيء وإنما مقصودهم أنه لا يشار إليه فهو معدوم، ولم يثبت الجهمية أسماء الله أصلاً حتى ينازعوا في إطلاق الشيء من عدمه ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 Sep 2010, 09:45 م]ـ
أعيد وأكرر سؤالي:
مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات؟
وأضيف إليه سؤالا آخر:
هل القرآن شيء؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:29 ص]ـ
مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات؟
لا تأثير لهذا السؤال أصلاً؛ لأننا إذا اتفقنا أن السلف لم يتكلموا في المسألة ولم يقل واحد منهم أن الله شيء رغم مرورهم على الآية وتفسيرها = صح أن فهم هذا المعنى من الآية هو اجتهاد فقهي لمن قال به من علماء أهل السنة، فلو تتابعوا عليه إلى زماننا لم يكن هذا إجماعاً ...
ومما يؤيد هذا: أن شيخ الإسلام خالف علماء السنة هؤلاء ولم يعد الشيء من أسماء الله بل جعله مما يخبر به عن الله فلم يعد تتابعهم على عده اسماً = شيئاً ملزماً ..
ومما يؤيد هذا أن بعض الأسماء الحسنى تتابع عليها علماء أهل السنة منذ طبقات معينة ثم أبطلها بعض المعاصرين لضعف إسنادها أو لتقعيد لهم في الأسماء الحسنى، وكل هذا من الاجتهاد السائغ؛ إذ مالم يثبت في المسألة نص لا يحتمل التأويل ولا إجماع للسلف قديم كانت المسألة من مسائل النزاع السائغ لا يضر فيها أن يخالف المجتهد تتابع علماء أهل السنة من طبقات معينة مالم يكن هذا التتابع إجماعاً ..
نعم القرآن وكل فعل لله عز وجل = شيء؛ لأن الله شاءه فكان، وما يشاؤه الله نوعان،وهما نوعا الحوادث (الأفعال والمخلوقات) ..
وقد سلم بهذا الإمام أحمد لما احتجت عليه المعتزلة في خلق القرآن بآية ((الله خالق كل شيء)) لكنه نازع في عموم الآية فقط ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:11 ص]ـ
ايها الاخوة القراء كتبت هذا التفسير و هذا الطرح انا العبد الفقير الى الله الغني سبحانه:الاستاذ محمد نينش المكاوي العلوي ادعوا لي بالشفاء ...
شفاك الله وعافاك!
ولم أجد في هذا الموضوع أخي العزيز الذي وصفته بقولك
تم بحمد الله و توفيقه و حسن عونه هذا الموضوع العظيم
ما يدل على عظمته من حيث المعالجة العلمية، والإضافة التي ننتظرها، أمَّا الآية التي ناقشتها فهي آية عظيمة معلوم معناها.
أرجو أن نقرأ لكم موضوعات أعمق وأكثر عناية مستقبلاً بارك الله فيكم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:47 ص]ـ
أخي ابو فهد بارك الله فيك الأخوة نقلوا لك أقولا كافية زأنت تصر على منع دون أن تشير لسبب غير ما رد عليه الأخوة.
وأحب أن أستفسر:ان لم يكن هناك قول مخالف لما نقل عن الأعلام من الأئمة في المسألة وكان ردهم على الجهمية واضح فلم تطلب أكثر من ذلك؟
وكلام الامام أحمد رحمه الله معروف في رده على الجهمية عندما قالوا هو شيء لا كالأشياء.فكلام الامام رحمه الله متعلق في أصل نفيهم لأن نفيهم للمعنى هو نفي الوجود لغة ,فقولهم لا كالأشياء هو نفي للمعنى المعروف للفظ.ولعلك تصل الى ذلك من خلال بحثك عن معنى شيء , وما مدلول قول الناس "لا شيء"فان ذلك يعني ما لا قيمة له أو ما لا وجود له.
والله اعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:11 ص]ـ
أعيد وأكرر سؤالي:
مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات؟
سؤالي للأخت الفاضلة:
ما الذي تفيده العبارة: " الله شيء"؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:07 ص]ـ
أخي ابو سعد
ما معنى ليس شيء؟
اليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
فهل من هذا المعنى ينفى أن يكون الله شيء؟
قال ابن جرير رحمه الله تعالى:الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {قُلْ أَيّ شَيْء أَكْبَر شَهَادَة قُلْ اللَّه شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ} يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ وَيَجْحَدُونَ نُبُوَّتك مِنْ قَوْمك: أَيّ شَيْء أَعْظَم شَهَادَة وَأَكْبَر , ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ أَكْبَر الْأَشْيَاء شَهَادَة اللَّه الَّذِي لَا يَجُوز أَنْ يَقَع فِي شَهَادَته مَا يَجُوز أَنْ يَقَع فِي شَهَادَة غَيْره مِنْ خَلْقه مِنْ السَّهْو وَالْخَطَأ وَالْغَلَط وَالْكَذِب , ثُمَّ قُلْ لَهُمْ: إِنَّ الَّذِي هُوَ أَكْبَر الْأَشْيَاء شَهَادَة شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ , بِالْمُحِقِّ مِنَّا مِنْ الْمُبْطِل وَالرَّشِيد مِنَّا فِي فِعْله وَقَوْله مِنْ السَّفِيه , وَقَدْ رَضِينَا بِهِ حَكَمًا بَيْننَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَة أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 10219 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {أَيّ شَيْء أَكْبَر شَهَادَة} قَالَ: أُمِرَ مُحَمَّد أَنْ يَسْأَل قُرَيْشًا , ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ فَيَقُول: {اللَّه شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ}. * - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ: ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , نَحْوه.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:21 م]ـ
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: {أيّ شيء أكبر شهادة}، قال: (أمر محمد أن يسأل قريشًا، ثم أمر أن يخبرهم فيقول: {الله شهيد بيني وبينكم}).
ثم روى البيهقي في كتاب الأسماء والصفات تفسيراً له ما رواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أشعر بيت تكلمت به العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل))
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيحين من حديث عروة بن الزبير عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا شيء أغير من الله)).
وفي رواية عند الإمام أحمد أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وهو على المنبر.
وإنكار أن يسمى الله شيئا تجاسر عليه بعض الجهمية، وبعضهم لم يتجاسر عليه لظهور بطلان وصف الله تعالى بنقيض ذلك فلم يجدوا إلا استعمال التمويه، وكلتا طريقتيهم ظاهرتا البطلان.
وذلك أن بعضهم قال مموهاً: (هو شيء لا كالأشياء) وأرادوا بقولهم لا كالأشياء نفي صفاته.
ولذلك قال الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية: (وقلنا: هو شيء؟
فقالوا: هو شيء لا كالأشياء.
فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية).
فإيراد الإمام أحمد هذا السؤال على الجهمية يدل على تقرر هذا الأمر عند كل من يؤمن بوجود الله، وأنه من المستبشع المعلوم بطلانه بالضرورة الجواب بالنفي، ولذلك لم يجرؤ الجهمية الذين ناظرهم الإمام أحمد على التزام النفي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض مبيناً مراد الإمام أحمد رحمه الله: (ولما قالوا هو شيء لا كالأشياء علم الأئمة مقصودهم فإن الموجودين لا بد أن يتفقا في مسمى الشيء فإذا لم يكن هناك قدر اتفقا فيه أصلا لزم أن لا يكونا جميعا موجودين وهذا مما يعرف بالعقل.
ولهذا قال الإمام أحمد: فقلنا إن الشيء الذي كالأشياء قد عرف أهل العقل إنه لا شيء؛ فبين أن هذا مما يعرف بالعقل وهذا مما يعلم بصريح المعقولات.
ولهذا كان قول جهم المشهور عنه الذي نقله عنه عامة الناس أنه لا يسمى الله شيئا لأن ذلك بزعمه يقتضي التشبيه، لأن اسم الشيء إذا قيل على الخالق والمخلوق لزم اشتراكهما في مسمى الشيء وهذا تشبيه بزعمه.
وقوله باطل؛ فإنه سبحانه وإن كان لا يماثله شيء من الأشياء في شيء من الأشياء فمن المعلوم بالعقل أن كل شيئين فهما متفقان في مسمى الشيء وكل موجودين فيها متفقان في مسمى الوجود وكل ذاتين فهما متفقان في مسمى الذات فإنك تقول الشيء والموجود والذات ينقسم إلى قديم ومحدث وواجب وممكن وخالق ومخلوق ومورد التقسيم بين الأقسام.
وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع وبينا غلط من جعل اللفظ مشتركا اشتراكا لفظيا.
وهذا الذي نبه عليه الإمام أحمد من أن مسمى الشيء والوجود ونحو ذلك معنى عام كلي تشترك فيه الأشياء كلها والموجودات كلها هو المعلوم بصريح العقل الذي عليه عامة العقلاء).
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: (فجعلتموه لا شيء وقد كذبكم الله تعالى بذلك في كتابه فقال: {كل شيء هالك إلا وجهه} وقال تعالى: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله}؛ فجعل نفسه أعظم الأشياء وأكبر الأشياء وخالق الأشياء). [الرد على الجهمية]
وكان بعض الزيدية ينفون أن يوصف الله بأنه شيء؛ فلما قيل: لهم أفتقولون: إنه ليس بشيء؟!
توقفوا، ولم يلتزموا لا زم مقالتهم.
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: (واختلف المتكلمون هل يسمى البارىء شيئا أم لا؟ على مقالتين؛ فقال جهم وبعض الزيدية: إن البارىء لا يقال إنه شيء؛ لأن الشيء هو المخلوق الذي له مثل.
وقال المسلمون كلهم: إن البارىء شيء لا كالأشياء).
وعبارة (هو شيء لا كالأشياء) يطلقها أهل السنة ويريدون بها معنى صحيحاً، ويطلقها الجهمية والمعتزلة ويريدون بها تعطيل الصفات.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:31 م]ـ
تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية ..
ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها ..
وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد: كل شيء خلال ما شاءه الله باطل،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب، وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وحجة ذلك هي دلالة الاشتقاق على معنى الكلمة = شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً،وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه،وقالوا كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه ..
أما قولهم الشيء: كل ما يخبر عنه فزيادة لا حجة عليها ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:51 م]ـ
تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية ..
ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها ..
الكلام في اشتقاق اللفظ وتعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً قضية يدخلها الاجتهاد والخطأ، ومن طرق معرفة الخطأ مخالفة مؤدى القول لدليل صحيح واقتضاؤه معنى باطلاً.
وليس هذا ما نحن بصدده، ولا ما أردت الاعتراض عليه.
غير أن اللفظ الواحد يطلق ويراد به معان متعددة قد يجمعها أصل واحد في الاشتقاق، وقد لا يكون الأمر كذلك.
وتعريف سيبويه للشيء أقرب من تعريف الراغب الأصفهاني وإن كانا قد اتجها للتعريف بالحد الرسمي.
فسيبويه يقول الشيء يقع على كل ما يخبر عنه، ولذلك يعده أعم العام.
والراغب يقول: الشيء عبارة عن كل موجود إما حساً كالأجسام وإما معنى كالأقوال.
ويمكن أن يحتج للراغب بالاتفاق على أن المعدوم ليس بشيء، فيكون عكسه شيئاً، كما قال تعالى: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً}
وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد: كل شيء خلال ما شاءه الله باطل،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب، وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله ..
بطلان الشيء وكذلك لفظ (ليس بشيء) يطلق على نفي الوجود الحسي، وعلى نفي الاعتبار، ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان: (ليسوا بشيء) رواه مسلم، ومنه أيضاً بيت لبيد فإن مراده ظاهر، وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك هو بطلان ما يعبد من دون الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قال صلى الله عليه وسلم ((أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل)) وهذا تصديق قوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير} وقال تعالى: {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}).
ومن ذلك على أحد القولين قوله تعالى: {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء} على اعتبار أن (ما) نافية.
والمشركون كانوا يدعون أن الله أراد عبادتهم ما يعبدون من دونه، وأنه يرضى ذلك، وبيت لبيد على ما ذكرت من التأويل مما يحتج لهم به، وهذا نقيض استدلال النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه للبيد على قوله بل تفضيله له في الصدق على قول كل شاعر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك ..
الأنبياء والملائكة والحق والخير والجنة والنار لا يبطلون لا حساً ولا اعتباراً ..
وإدخال قول لبيد في مسألة العبادة أجنبي عن سياق شعره ولم يتقدمه في هذا القصيد ماله تعلق بالعبادة ..
وأي حجة على عبادة غير الله تنفع المشركين في بيت يقول صاحبه وكل ما لا يشاؤه الله لا يكون؟!
ولبيد كان إذ قال هذا الكلام مشركاً يعبد غير الله،ولا يكون أن واحداً من العرب المشركين يرى إبطال عبادة غير الله ثم هو يقيم عليها!!
والنبي صلى الله عليه وسلم صدقه في أن كل شيء لا يشاؤه الله لا يكون،وهذا محل تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يناسب سياق الأبيات ولحاقها ..
ونعم الاستدلال بالاشتقاق يخطي ويصيب ولكنه أحسن من قول لا حجة له كالذي يذكرونه، خاصة إلى ما معه من القرائن المؤيدة التي منها أنك لا يعوزك على هذا التفسير أن تؤول عدداً كبيراً من نصوص الوحيين، وألا أن تطيل الطريق في إخراج المعدوم من جملة الأشياء ..
فهذا التفسير يجمع دلالة الاشتقاق وحفظ نصوص الشرع من كثرة إدخال التخصيص عليها، وهو أقرب في إبطال كلام المبتدعة ..
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد العزيز وحفظكم الله ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:28 م]ـ
تحية للأخ محمد نينش وفي الحقيقة ما كان موضوعك يستحق كل هذه التعليقات من علماء أفاضل وطلاب علم وليس فيه من العظمة التي أشرت إليها (أقصد الموضوع والأسلوب) شيء يذكر.
ولولا مداخلة الفضلاء لما استحق البقاء في هذا الملتقى المبارك، ولكن الفائدة في التعليقات لا في أصل المقال.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:35 م]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة زوجة وأم وزاك الله علماً ومكانه، كلامك صحيح، وهو قول مشايخنا وعلمائنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:27 م]ـ
فانتهوا خيرا لكم
ما رأيك أخي الحبيب لو انتهيت أنت خيراً لك؟
النقاش علمي مميز
والفائدة في النقاشات كما قال حبيبنا د. فاضل .. جزى الله الزملاء المتحاورين خيراً.
وأنا أعتذر للأخت زوجة وأم نيابة عن الأخ محمد نينش أصلحه الله، فأرجو أن لا يقع في نفسها حرج منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:07 م]ـ
وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله ..
تقدير كلمة لبيد على تفسيرك: (ألا كل شيء ما خلا ما يشاؤه الله باطل) ولو أعلمت مفهوم المخالفة لهذا الكلام لتبين بطلانه.
ولقد أعياني يا أبا فهر أن أجد لك سلفاً في هذا التفسير.
وقد راجعت كلام شراح الحديث وكلام جمع ممن تطرق لشرح كلمة لبيد فلم أجد أحداً ذكر هذا المعنى، وإنما يذكرون في تفسيره معنيين متلازمين:
الأول: أنها بمعنى (لا إله إلا الله) التي هي أصدق كلمة وأشرف كلمة، وفي ذلك ما يناسب تنويه النبي صلى الله عليه وسلم بها، وكلمته استفتاحية تامة لا تقتضي سباقاً لا يفهم الكلام إلا به.
وكون لبيد غير مسلم حين قال تلك القصيدة لا يعني أنه لا يقول صدقاً ولا حقاً في هذا الباب، وقد يكون من بعض العرب قول لبعض الحق والآثار عنهم في ذلك مشهورة، ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص في معلقته المعروفة:
وإن الله ليس له شريك = علام ما أخفت القلوب
من يسأل الناس يحرموه = وسائل الله لا يخيب
بالله يدرك كل خير = والقول في بعضه تلغيب
وعلى هذا المعنى يفسر الشيء في هذا السياق بما يناسبه، فيكون مراده بكل شيء أي مما يعبد.
وهذا لا يقتضي أن الأنبياء والملائكة والجنة والنار وسائر ما وصف بأنه حق في النصوص أنه باطل، لأن المقصود ذكر ما يُعبد.
ألا ترى أنه لو تناظر رجلان فقال أحدهما للآخر: كل كلامك باطل.
أنه لم يرد إلا كلامه في تلك المناظرة، وأنه لا يريد كلامه كله من أول ما ولدته أمه إلى ساعته.
المعنى الثاني: أنها بمعنى (كل شيء هالك إلا وجهه) وهذه الآية فسرت على وجهين أحدهما يوافق المعنى الأول وهو أنه كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل، والمعنى الثاني أن كل مخلوق فهو هالك لا وجود له إلا بالله.
ومن أهل العلم من حمل كلمة لبيد على المعنيين كليهما كما فعل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال:
(كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل، وإن كان فيه لذة ما، وأما الكائنات فقد كانت معدومةً منتفيةً؛ فثبت أن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: " ألا كل شيء ما خلا الله باطل " وكما قال صلى الله عليه وسلم ((أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل))، وإنها تجمع الحق الموجود والحق المقصود، وكل موجود بدون الله باطل، وكل مقصود بدون قصد الله فهو باطل، وعلى هذين فقد فسر قوله {كل شيء هالك إلا وجهه} إلا ما أريد به وجهه، وكل شيء معدوم إلا من جهته).
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد العزيز وحفظكم الله ..
وأنت فجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأخوك ليس دكتوراً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:06 م]ـ
يعني أنا اللي دكتور يا مولانا؟!!
ولكنك رجل فاضل مبارك وأنا أحيل الطلبة على معهدك وأستفيد أنا منه أحياناً ..
ألا كل شيء ما خلا ما يشاؤه الله باطل
بارك الله فيكم العبارة في بيان البيت هكذا غير محررة ..
وإنما قول لبيد: لا يكون الشيء شيئاً كائناً إلا إن شاءه الله عز وجل فأراد أن يكون شيئاً كائناً فلا يكون إلا يشاؤه الله وما لم يشأ الله أن يكون شيئاً لا يكون إلا أن يُشيئه الله ويجعله شيئاً بمشيئته ..
وكلام عبيد عن الشركة في معرفة ما في القلوب وهذا كالشركة في الخلق يقع نفيه في كلام العرب ..
أما نفي الشركة في العبادة فلا يقع من مشرك يشرك في العبادة ..
وأرى أن قد أبنتُ عن حجتي وما قصرتَ أيها الشيخ الكريم في بيان حجتك والمسألة عندي من مسائل الاجتهاد السائغ لدقتها ولطف مأخذها ..
وجزاكم الله خيراً فقد انتفعتُ بنقاشكم ومن قبلكم استفدتُ من مناقشة الفاضلة الكريمة (زوجة وأم) ..
بورك فيكم ونفعنا الله جميعاً بما نكتب ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:31 م]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم جميعا خيرًا
توقفت عن النقاش لقلة علمي في الجانب اللغوي وأخونا الفاضل أبو فهر شبهته من هذه الناحية فلا أستطيع أن أناقش جانبا بضاعتي فيه قليلة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:45 م]ـ
الأخ الفاضل أبو فهر
هناك سؤال في نفسي أريد جوابك عليه:
أنت تقول بأن المحظور هو في معنى "شيء" .. وقلت بأن معناه: هو ما شاءه الله
سؤالي هو: هل الإمام البخاري وأبو سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وكل أئمة السنة قديما وحديثا ممن قالوا بجواز إطلاق "شيء" على الله بناءً على فهمهم لتلك الآية والنصوص الأخرى التي ذكرها المشايخ -جزاهم الله خيرا-، لم يكونوا يعرفون ذلك المعنى لكلمة "شيء" وما يلزمه من محظور؟
وإذا كانوا يثبتون معنًا آخر صحيح لكلمة "شيء" مما ليس فيه محظور ... فلماذا لا تثبت ذلك المعنى الذي أثبتوه لكلمة "شيء" لله عز وجل وتنفي عنه المعنى المحظور؟
وهذا ما فعله السلف وأئمة السنة مع الكلمات الأخرى التي تحتمل معنى حق ومعنى باطل، فأثبتوا الحق ونزهوا الله عن الباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:54 م]ـ
أخي ابو سعد
ما معنى ليس شيء؟
اليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
فهل من هذا المعنى ينفى أن يكون الله شيء؟
.
حياك الله أخي مجدي
تقول: ما معنى ليس شيء؟
أقول:
أقصد أن هذا اللفظ ليس من أسماء الله ولا صفاته.
أما قولك:
أليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
أقول:
هذا محل النزاع
الله يعلم بأسمائه وصفاته ويخبر عنه بها، ولكن لا يقال عنه شيء، لأن النص لم يرد بذلك، وكل النصوص الواردة متاشبهة ترد إلى المحكم.
ومنع هذا الوصف في حق الله تعالى لا يلزم منه وصفه بالعدم أو نفي الصفات كما يتوهم البعض، كما أن وصفه بالمعاني المشتركة بين الخالق والمخلوق لا يلزم منه المماثلة.
والأشياء هي أثر المشيئة، فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:11 ص]ـ
سؤالي هو: هل الإمام البخاري وأبو سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وكل أئمة السنة قديما وحديثا ممن قالوا بجواز إطلاق "شيء" على الله بناءً على فهمهم لتلك الآية والنصوص الأخرى التي ذكرها المشايخ -جزاهم الله خيرا-، لم يكونوا يعرفون ذلك المعنى لكلمة "شيء" وما يلزمه من محظور؟
وإذا كانوا يثبتون معنًا آخر صحيح لكلمة "شيء" مما ليس فيه محظور ... فلماذا لا تثبت ذلك المعنى الذي أثبتوه لكلمة "شيء" لله عز وجل وتنفي عنه المعنى المحظور؟
لو شاء كل متعصب لقول إمام أن يقول هذا ويدفع به وجه الحجة = لقاله، وما كان يغني عنه شيئاً، ولجبه الحنفي الشافعي: أو أبو حنيفة وأصحابه جهلوا هذا؟
ولقال الرجل لابن تيمية: أو الأئمة الأربعة جهلوا الحجة فيما خالفتهم فيه؟
ولقال الرجل لابن تيمية: أو البخاري و ... و .. جهلوا أن (الشيء) ليس فيه حسن تام فلا يسمى به كما تزعم ..
ولقال الرجل لابن عبد الوهاب: أو جهل السيوطي والهيثمي أن التوسل كذا وكذا ..
وكل ذلك لا ينفع في مقام الاحتجاج لأقوال أهل العلم التي ليست إجماعاً، والخطأ وارد على هؤلاء وأكثر منهم وليسوا بمعصومين والذهول عن موطن الخلل في (الشيء) إنما دخلهم من متابعتهم من عرف الشي بأنه المعلوم، ومن هنا سهل دخول الخطأ عليهم إذ لو لم يتبعوه وعرفوا الشيء بما ذكرناه مما تؤيده الحجة = لفقهوا موطن الخلل في إطلاق الشيء على الله ..
ولا أثبت معناهم الذي ليس فيه محظور-كما تقولين- لعدم قيام الحجة عليه، وهم تبعوا فيه غيرهم أما أنا فلا أرضى اتباع هذا الغير من غير حجة، والمحظور عندي قائم فقد خلف هؤلاء الأئمة من احتاج بسبب هذا التعريف الغلط لتطويل الطريق في الرد على من زعم أن المعدوم شيء (وتعريف الشيء بالمعلوم عندي هو طريق هذه البدعة وربما كان من أنبت هذا التعريف هم أصحابها)،وهذا التعريف لا يخلص به من كون المعدوم شيئاً إلا بشق الأنفس، وهذا عندي محظور؛ فلا حجة على تعريفهم وفيه محظور عندي من الجهة التي بينتها ..
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:09 ص]ـ
من قلد البخاري رح1 وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع:-
اللهم يا شيء اغفر لي
ومن قلد من قد قال فقال: إن الله ليس بشيء .. فقد قال على الله بغير علم ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:52 ص]ـ
من قلد البخاري رح1 وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع:-
اللهم يا شيء اغفر لي
ومن قلد من قد قال فقال: إن الله ليس بشيء .. فقد قال على الله بغير علم ..
أين دليلك على أن البخاري رحمه الله كان يقول بأن "شيء" من أسماء الله؟
بل الذي فهمته من كلامه هو أنه يجوز الإخبار عن الله بذلك وليس أنه من أسمائه .. وكذلك غيره ممن أجاز إطلاق "شيء" على الله
وكل ذلك لا ينفع في مقام الاحتجاج لأقوال أهل العلم التي ليست إجماعاً، والخطأ وارد على هؤلاء وأكثر منهم وليسوا بمعصومين والذهول عن موطن الخلل في (الشيء) إنما دخلهم من متابعتهم من عرف الشي بأنه المعلوم، ومن هنا سهل دخول الخطأ عليهم إذ لو لم يتبعوه وعرفوا الشيء بما ذكرناه مما تؤيده الحجة = لفقهوا موطن الخلل في إطلاق الشيء على الله ..
أنت تقول بأنه ليس بإجماع
وأنا أقول لك: كيف تقول بأن الخلاف جائز في مسألة ليس لك فيها إمام؟
قد يكون القول بالإجماع في المسألة ظنيّا ولكن أيضا قولك بأنه ليس بإجماع ظني لأنك لم تذكر أي إمام سبقك بالاعتراض على هذا الاعتقاد
نحن نتبع السلف في فهم النصوص، وإذا لم نجد أي كلام لهم في المسألة، فننظر لمن بعدهم مباشرة، أي تلاميذهم، فإذا وجدنا منهم اتفاقا دون أي مخالفة في المسألة، فالأخذ بفهمهم للنص مُقدم على فهمنا، خاصة إذا كان موافقا لظاهر النص
وتفسيرك للنص أقرب للتأويل من ظاهر النص
فبهذا خالفت قول الأئمة المُجمع على إمامتهم وحسن اعتقادهم من تلاميذ السلف الصالح ومن أتى بعدهم من العلماء المتبعين، وكذلك فسرت النص بما لا يُفهم من ظاهره، بل تفسير فيه تكلف.
أما قولك حفظك الله
لو شاء كل متعصب لقول إمام أن يقول هذا ويدفع به وجه الحجة = لقاله، وما كان يغني عنه شيئاً، ولجبه الحنفي الشافعي: أو أبو حنيفة وأصحابه جهلوا هذا
الفرق بين قولي وقولهم هو أنهم يقولون ذلك في مسألة ثبت وقوع الخلاف فيها في العصور المتقدمة والمتأخرة، أما في المسألة هذه فلم أر منك نقلا واحدًا لأحد أئمة السنة غير المعاصرين يعترض على إطلاق "شيء" على الله، والذين قالوا بجوازه هم مجموعة من الأئمة الثقات المتبعين، ولم يخالفهم فيه أحد حسب علمي إلا بعض الفرق الضالة، ففرق بين هذا وهذا.
وأفضل تقليد أئمة الهدى المتقدمين كالبخاري والدارمي وأبو عاصم والطبري على تقليد شيخ معاصر بنى اعتقاده وفهمه للنص على معنى لغوي يحتمل الخطأ.
فأرجو أن تثبت بأن المسألة فيها خلاف، وتذكر إمامك أو سلفك في قولك بعدم جواز إطلاق "شيء" على الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:18 ص]ـ
من قلد البخاري رح1 وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع:-
اللهم يا شيء اغفر لي
....
اذا قال يا شيء دخل في ذلك أي شيء ,وأنت أخي الكريم شيء فهل تقبل أن يناديك إنسان يا شيء؟
وأنت تعلم أخي أن للدعاء آداب وأنه لا يجوز الإعتداء في ذلك.
وهنا أحب أن أنبهك لأمر أخي الكريم وهو أنه فارق بين احداث المسائل والخوض فيها ,فالبخاري رحمه الله إنما أراد بذلك أن يرد على من قال أنه عز وجل ليس شيئا ,وقد رد الإمام أحمد قبله على من قال هو شيء لا كالأشياء.
وهذه المسائل ومثلها ما كان أحد ليخوض فيها لولا ما أحدثه المبتدعة من أقوال ينفون فيها الصفات ,وشبهتهم أنه لو كان شيئا لكان جسما , ونحن نقول هذا لا يلزم وانما هو من مخيلتهم.
وقد ذكر الله عز وجل الكثير من أمر كالمكر والخداع ولا ينادى بها في الدعاء وهي وان كانت في باب المقابلة إلا أنها الفاظ استخدمها العرب.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:21 ص]ـ
ومن لم يسعْه ما وسع أصحاب النبي صل1 فلا أتم الله له ....
اتباع الصحابة في هذه المسألة يكون السكوت وليس الاعتراض
فإذا كنت حقا تتبع الصحابة كما تقول فعليك السكوت .. فلا تثبت ولا تعترض
أما بالنسبة لي، فأنا أرى أن سكوتهم لمكان لعدم الحاجة لذكره لأنه ظاهر النصوص، وذلك مثل عدم حديثهم في معاني الصفات كثير من الصفات، فكان سكوتهم لأجل أن المعنى ظاهرٌ من النص ولا حاجة لتفسيره، ولكن الذين أتوا بعدهم اضطروا للتعمق فيه لأجل ظهور البدع وإنكار الصفات.
وهنا في هذا الموضوع أتى شخص فأنكر أن يكون الله شيء، فاضطررت للحديث فيه للرد عليه وإلا لما تكلمت فيه.
فإذا أردت أن تنكر على شخص فانكر على صاحب الموضوع الذي تكلم فيه أولا.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:18 م]ـ
الأخت الفاضل الكريمة زوجة وأم، أسأل الله أن يرفع قدرك في عليين ما قررته هو المطابق لعقيدة السلف الصالح وعليه أئمة الدعوة السلفية، وياليت الإخوة يدركون أن مسائل الاعتقاد يجب أن يكون الكلام فيها عن علم وبصيرة ودراية، وأن يسير الراغب في الخير في هذا الباب على ما سار عليه سلفنا الصالح أئمة العلم والهدى:
يصح إطلاق لفظة (شيء) على الله - عَزَّ وجَلَّ - أو على صفة من صفاته، لكن لا يقال: (الشيء) اسم من أسمائه تعالى.
الدليل على ذلك من كتاب الله:
قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الأنعام: 19].
وقوله: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) [القصص: 88].
والوجه صفةٌ ذاتيةٌ لله تعالى.
وقوله تعالى: (أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ). [الأنعام: 93]، والقرآن كلام الله، وهو صفةٌ من صفاته، والقول في الصفة كالقول فيالذات.
والدليل على ذلك من السنة:
حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -؛ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: «أمعك من القرآن شيْءٌ؟» قال: نعم، سورة كذا، وسورة كذا؛ لسُوَرٍ سمَّاها. رواه البخاري في صحيحه (7417).
وقال الإمام أبو عبد الله البخاري – رحمه الله - في كتاب التوحيد من "صحيحه": «باب: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللهُ)، فسمى الله تعالى نفسه شيئاً، وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن شيئاً، وهو صفةٌ من صفات الله، وقال: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) (ثم أورد حديثَ سهلٍ السابق».
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان – وفقه الله - في " شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري " (1/ 343): «يريد بهذا أنه يطلق على الله تعالى أنه شيء، وكذلك صفاته، وليس معنى ذلك أن الشيء من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه تعالى بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته بأنها شيء؛ لأن كل موجود يصح أن يقال: إنه شيء».اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (6/ 142): «ويفرق بين دعائه والإخبار عنه؛ فلا يدعى إلاَّ بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه؛ فلا يكون باسمٍ سيء، لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيء، وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل اسم شيء، وذات، وموجود».
ينظر "مجموع الفتاوى" (9/ 300 - 301).
وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد " (1/ 162): « .. ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً؛ كالقديم، والشيء، والموجود ... ».
فاطلاق الشيء على الله تعالى يعني إثباتاً للوجود، ونفياً للعدم، قال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: من الآية11] لكن لفظ: (الشيء) ليس اسماً لله - تعالى -.
وهكذا يُقال: في إطلاق لفظ: (الشيء) على القرآن.
ولكن جهما ً وأتباعه يطلقونه اسماً من أسماء الله؛ حتى يدللوا على: أن أسماء الله مخلوقة، وعلى أن القرآن مخلوق لعموم قول الله - تعالى -: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر:62].
وهذا الاستدلال تلبيس من بِشر وشيخه الجهم.
وعلى طريقتهم الضالة: أليس الله يقول: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) ويقول - سبحانه -: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ). والله - سبحانه - حيٌّ دائِمٌ لا يموت.
فينبغي التنبه لمثل هذا، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[22 Sep 2010, 02:33 ص]ـ
أيها الأفاضل:
زادكم الله علما ...
أود فقط أن أشير إلى نقطة ولا أظنكم عنها بغافلين وهي أن هذا الملتقى المبارك يسير وفق منهج أهل السنة والجماعة وبذلك نكون قد فنّدنا الكثير مما لا يتفق مع منهج السلف الصالح.
وقد أطال الإخوة النقاش ونحن نتابع لنتعلم ونعلم الحق لا مجرد الأراء العقلية، وليس المجال لأن يدلي كلٌّ برأيه لأن الموضوع متعلق بباب من أعظم الأبواب وهو باب الاسماء والصفات وكما هو معلوم فالاصل فيه التوقيف ... ولكن من لديه حجة ودليل على زعمه وما يدين به إلى الله تعالى فليُفد بما لديه وإلا فليمسك ويكون متابعا فذاك خير لنا وله.
وأرجوا أن لا أكون قد تجاوزت قدري.
واستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:42 ص]ـ
وعلى طريقتهم الضالة: أليس الله يقول: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) ويقول - سبحانه -: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ). والله - سبحانه - حيٌّ دائِمٌ لا يموت.
فينبغي التنبه لمثل هذا، والله تعالى أعلم.
أليس الأصوب أن نقول: باق؟
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:22 ص]ـ
[/ INDENT] أليس الأصوب أن نقول: باق؟
أخي عبد الله - حفظه الله -:
الدائم، الموصوف بالبقاء، الذي لا يستولي عليه الفناء، فبقاءه أبدي أزلي لم يزل ولا يزال موصوفاً به سبحانه.
فالعبارة صحيحة وقد تحريت فيها الدقة لأنني أتكلم في باب عظيم من أبواب معرفة الله.شكراً لك وبارك فيك.(/)
قال تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[17 Sep 2010, 09:27 م]ـ
يقول ابن سعدي:
{وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} وهذا يشمل كل ما يؤثم من صغير وكبير، فمن كسب سيئة فإن عقوبتها الدنيوية والأخروية على نفسه، لا تتعداها إلى غيرها، كما قال تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} لكن إذا ظهرت السيئات فلم تنكر عمت عقوبتها وشمل إثمها، فلا تخرج أيضا عن حكم هذه الآية الكريمة، لأن من ترك الإنكار الواجب فقد كسب سيئة.
وفي هذا بيان عدل الله وحكمته، أنه لا يعاقب أحدا بذنب أحد، ولا يعاقب أحدا أكثر من العقوبة الناشئة عن ذنبه، ولهذا قال: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} أي: له العلم الكامل والحكمة التامة. أهـ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما مِن ذَنْب أجْدَر أن يُعَجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يَدَّخِر له في الآخرة مثل البَغي وقطيعة الرَّحِم. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
وفي رواية لأحمد: ذَنْبَانِ مُعَجَّلانِ لا يُؤَخَّرَانِ: الْبَغْيُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ.
فهل يصح أن يقوم بعضهم بادعاء نسخ الآية أو تأويل الحديث من حيث لا يشعر بأبيات من الشعر أو قصة تدل أن من وقع في الزنى مثلا ولم يتب منه زني بأهل بيته؟؟؟!!!
ويذكرون أبياتا تنسب للشافعي:
عُفّوا تَعُفّ نساءكم في الْمَحْرَمِ = وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين إذا أقرضته = كان الوفا مِن أهل بيتك فاعلم
من يَزْنِ في قوم بألفي درهم = في أهله يُزنَى بربع الدرهم
من يَزْنِ يُزنَ به ولو بِجداره = إن كنت يا هذا لبيب فافهم
يا هاتكا حُرَمَ الرجال وتابِعًا = طُرق الفساد عِشْت غيرَ مُكرّم
لو كنت حُراً من سلالة ماجدٍ = ما كنت هتاكاً لحرمة مسلمِ
فما رأي الفضلاء في هذه المسألة؟ ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:30 ص]ـ
من باب التنزل أخي العزيز أحمد أقول: ليس في الأبيات نسخٌ للآية، وإلا فالنسخ لا يكون إلا بدليل شرعي وقد انقضى زمن النسخ كما تعلم بوفاة النبي صل1.
ومقصود الشعر - إن صح معناه - هو تحميل فاعل ذلك مسئولية عمله الشنيع في أعراض الناس بأن الله سوف يبتليه في عرضه من باب أن الجزاء من جنس العمل، وليس قول ذلك في الشعر مقتضياً لوقوعه.
ولعل الشاعر قال هذا الشعر عندما رأى بعضهم يقع منه الوقوع في الحرام ويقع من أهله مثل ذلك بعلمه أو بغير علمه لضياع البيت وسوء التربية والبعد عن الله ونحو ذلك، فقال هذه الأبيات في مثل هذه الأسر المفككة التي يقع أفرادها رجالاً ونساء في المحرمات والعياذ بالله.
واستخدام هذه الأبيات في باب الترهيب والوعظ غالباً رجاء أن يرهب الناس الوقوع في هذه الفواحش والعياذ بالله، وأرجو ألا يكون في ذلك حرج إن شاء الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:52 ص]ـ
أخي الكريم أحمد وفقه الله ...
لا شكَّ أن الآية محكمة، وأن الله سبحانه بعدله وحكمته قضى أن لا يحمل الوزر إلا فاعله، وأما ما اشتهر بين الناس مما ذكره الشاعر فيقصدون به الترهيب، ولكن الترهيب بالعقوبة يحتاج إلى دليل شرعي، وقد ذكر الله تعالى عقوبة الإثم في القرآن وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، وما في الشرع كافٍ ولا شك لكل مسلم ...
والله أعلم،،،(/)
الكتاتيب القرآنية بالمغرب بين الموجود والمقصود "سبل تطويرها مع الحفاظ على خصوصياتها "
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل:" اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم". والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين القائل:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ، وعلى آله وأصحابه الذي ورثوا علمه، وشهدوا أموره، وبلغوها لمن كان غائبا لحظتها، وعلى أتباعه ومن تحملها بعدهم وعلينا الى يوم الدين.
وبعد:
إذا كان قد قيل على لسان الأستاذ محمد إقبال رحمه الله:" إن التعليم -الغربي- هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي، ثم يكون كما شاء، وأن هذا الحامض هو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيماوية". ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) فإني أقول بأن:" الكتاتيب القرآنية هي خط الدفاع الأول عن هذا الكائن الحي، والمحافظ الأول على فطرته". إنها الحقيقة التاريخية التي لا تُنكر، حقيقة دور الكتاب القرآني في الأمة الاسلامية بصفة عامة، والأمة المغربية في كل مدنها وقراها بصفة خاصة.
أولا: الكتاتيب القرآنية بالمغرب، دواعي الوجود وتجلياته:
لا يستطيع أحد أن ينكر وجود هذه الكتاتيب وانتشارها انتشارا أفقيا وعموديا في كل أرض المغرب الحبيب، وقد تحدث السيد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور أحمد التوفيق يوم الأربعاء 28 ذو القعدة 1424/ موافق 21/ 01/2004، في قبة البرلمان عن عددها، وهو يجيب السائلين عن ذلك من نواب الأمة، فقال: يبلغ عدد مؤسسات الكتاتيب القرآنية ما يناهز (16400) كتابا قرآنيا، حسب إحصاء مؤقت تتوفر عليه الوزارة، وأنها قد تكون أكثر من ذلك بزيادة ثلاثين في المائة، وأن الوزارة مهتمة حاليا بإحصاء جديد ودقيق لهذه الكتاتيب. وذكر سيادته أن (3600) كتاب منها تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، من حيث الانفاق والاشراف المباشر عليها، بينما يتكفل الخواص والجماعات بنحو اثني عشر ألفا وثمانمائة (12800) كتاب قرآني. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3).
- كما لا يمكننا أن ننكر دور الدولة وخاصة الوزارة المعنية في الاهتمام بهذا المجال المعرفي الهام من حيث التمويل والعناية والتسيير.
بل واهتمام جلالة الملك محمد السادس بها وبإحيائها والتشجيع على تجديدها، حيث أحدثت جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية باعتبارها من مؤسسات التعليم العتيق بتاريخ 23/ 07/2002. تشمل منهجية التلقين، وطرق التسيير، ومردودية التعليم.
ثانيا: واقع الكتاتيب القرآنية بالمغرب (الموجود):
يعتبر الكتاب القرآني رافدا من روافد العلم والمعرفة التي أسهمت في حماية وصقل المجتمع المغربي قديما وحديثا، وهو نوع من التعليم المحصن للسان من حيث الأداء اللغوي، وللفكر من حيث سلامة العقيدة، وللروح من حيث البناء السليم.
لكن هذا النوع من التعليم عرف منافسة شديدة من قبل الوسائل التعليمية الأخرى المتطورة، كالمدارس التعليمية المهنية المتخصصة، والفضائيات التعليمية، والشبكة العنكبوتية. كما عرف هذا النوع من التعليم نوعا من التراجع النسبي من حيث كثرة رواده، وضعف المتخصصين في التدريس فيه من حيث عدم مواكبتهم للتطور التقني العلمي المعاصر. وهذا العرض هو محاولة لتقديم وسائل معينة على تطوير الكتاب القرآني، يستطيع من خلالها وبها مواكبة تطور العصر وتطور الانسان.وهذا لن يتم إلا بالنظر السديد في مكوناته الست الأساسية، بقصد النظر فيها والسعي لتطويرها مع الحفاظ على خصوصيتها.وتتمثل هذه المكونات الست في:
1 - واقع الفضاء التعليمي:
إذا انطلقنا من التقرير الذي أعدته وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية عن عدد الكتاتيب والجوائز التي تقدمها تشجيعا لهذه المؤسسات وأهلها، تبين لنا أن الكتاتيب موجودة في حياتنا وحياة المغاربة، وأن أثرها واقع على شريحة كبيرة، إن لم نقل على قسم كبير منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي عبارة عن بيوت هيئت أو أفرغت لهذا الغرض، أو المساجد نفسها يؤخذ منها محل تابع لها، أو مكان الصلاة نفسه في غير وقت الصلاة وخصوصا في بعض البوادي، أو بيوت المعلمين أنفسهم في بعض الأحيان، فهي إذن أماكن قد تكون صالحة لتلقي العلم والمعارف وقد لا تكون. وفي الوقت الحالي، بدأ النظر يتغير الى هذا الموضوع، حيث بدأ يتم بناء الكتاتيب القرآنية مع بناء المساجد الجديدة خصوصا التي تبنى من طرف المحسنين.
2 - واقع الزمن التعليمي:
وهو الوقت المعروف منذ القديم، بحسب كل بيئة وكل منطقة، فقد يأخذ اليوم كله، ويبتدئ من بعد صلاة الصبح الى صلاة العصر وتنعقد في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، وفي بعض القرى ما عدا يوم التسوق، قد يكون يوم الأحد أو غيره. وكذا أيام المناسبات الوطنية والدينية. والذي يلاحظ هو طول الفترة الدراسية خلال اليوم، فهي تستمر ساعات طويلة لا يتخللها شيء من وقت الراحة إلا ما أخذ لوجبة الغذاء، أو للصلاة، أو لمحو اللوحة الخشبية قصد تجديد الكتابة عليها. وهو نظام قد يناسب البعض دون آخرين، ونظام أيضا قد يكون مناسبا لزمن غير زمننا، إذ يأخذ من التلميذ جل وقته، دون أن يستطيع الاستفادة من شيء آخر في حياته، أو يستفاد منه.
3 - واقع المتعلمين:
أغلبهم من الأطفال الصغار، اختار لهم آباؤهم هذا الطريق بإرادتهم أم بدونها، اختيار له ما يبرره واقعا ومستقبلا، فمن حيث الواقع، فلأن هذه الرغبة نابعة من صميم ذوات الأسر وعميق إيمانهم. ومستقبلا لأن قارئ القرآن وحافظه مهما صعبت الظروف، له المكانة المحترمة في حواضرنا وقرانا. وبالتأكيد أن ما يتعلم في الصغر يبقى هو الأساس في تكوين الفرد المسلم.
وقد يكونون أيضا من الشباب الذين تأخروا في اختيار هذا المسار، فيتوجهون إليه بعد أن يكونوا قد تجاوزوا سن العاشرة أو أكثر، وهذا أحيانا يكون باختيارهم وإرادتهم، وهو منتشر بقوة في بلدنا.
ومما يلاحظ في هذا الجانب، بُعد الفتاة عن هذا الفن من التعليم إلا ما ندر، إضافة الى الانقطاع الذي يحصل لعدد لا يستهان به من هؤلاء المتعلمين عن مواصلة الدراسة لعدة أسباب، منها: عدم استغناء الأسرة عن خدمات البعض منهم في كثير من أعمال الزراعة والرعي والسقي، كما هو الشأن في البوادي، أو الخروج للبحث عن العمل ومساعدة الأهل في لقمة العيش.
4 - واقع منهج التلقين:
يختلف من كتاب الى آخر، بحسب البيئة ومستوى ثقافة الملقن.
-حيث يجلس المعلم على الارض في مواجهة المتعلمين الذين يجلسون أمامه في صفوف منتظمة على شكل حلقات يختلف حجم الواحدة منها عن الأخرى، يتجمع التلاميذ المبتدئون على مسافة قريبة من المعلم حيث يقوم مساعد له بإرشادهم في التلاوة، بينما يكون التلاميذ الآخرون مع المعلم نفسه يعين لتلميذ سورة أو مجموعة من السور لقراءتها خلال ذلك اليوم ويتلوها مرة أولى أمامه، ويحاول عند تلاوة المعلم تتبع تلاوته بالاشارة الى الكلمات في النص الموجود أمامه. وبعدما ينتهي المعلم من التلاوة يذهب التلميذ الى مكانه ليقرأ سورته تلك مرارا وتكرارا، وبين الحين والآخر ينادي عليه المعلم ليعيد عليه ما قرأ ويصحح له أخطاءه إذا ما دعت الحاجة لذلك.
-وغالبا ما يعتمد التحفيظ على وسائل معروفة، من ألواح خشبية وأقلام، وعندما ينتهي التلميذ من حفظ ما كتب يؤذن له بمحو " البالية " الوجه القديم، ويكتب " الجديدة ". ما كتب جديدا ولم يقرأ بعد أو يحفظ، وهي وسائل أصيلة خدمت القرآن وخدمت الانسان.
-أما نظام العقوبات، فالتلاميذ هم أبناء المعلم، لهذا فإن له الحرية المطلقة في التصرف في تربيتهم وتأديبهم، وذلك ناتج كما قلنا سابقا عن الثقة الكاملة في تربية المعلم وفقهه وعلمه.
وكثيرا ما سمعنا من آباء قالوا لمعلمي أبنائهم: " أنت تقتل وأنا أدفن ".
وعندما يلاحظ المعلم بعض التلاميذ غير المنتبهين فإنه يحذرهم أولا، فإن لم يجد التحذير والعتاب كانت العصا هي العلاج، فيضربهم على ظهورهم فيتعلم التلاميذ من أخطائهم السابقة حتى لا يقعوا فيها خوفا من العقاب. وكذلك في حال تأخر التلميذ في الحفظ أو تهاونه في ذلك فإنه يعرض نفسه للعقاب بالضرب أو باستبقائه في المسجد أو الكتاب وقتا من الأوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل التربية بالعصا قد بدأت تقل لتأثر المدرسين بالواقع المتغير، لكنهم ما استعملوها إلا لما يعلمون من أهميتها وأثرها في الإعداد التربوي.
ومما يحكى من نوادر المعلمين في هذا الباب ما حكاه الجاحظ قال:" مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة وعصا قصيرة وصولجان وكرة وطبل وبوق، فقلت: ما هذه؟ فقال: عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة فأضربه بالعصا القصيرة، فيتأخر فأضربه بالعصا الطويلة، فيفر من بين يدي فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه، فتقوم إلي الصغار كلهم بالألواح، فأجعل الطبل في عنقي والبوق في فمي وأضرب الطبل وأنفخ في البوق، فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إلي ويخلصوني منهم ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
وبالتأكيد أن فقهاء يومنا ومعلمي كتاتيبنا بعيدون عن مثل هذا النوع من العقاب، لكن العقاب كان موجودا ولا يزال، ترك آثاره السلبية في نفوس كثير من القراء والحفاظ وكذا الآثار الايجابية، وهذا لا ينكر إلا جاحد ...
ومن الأمور التي تؤخذ على هذا المنهج، قيامه على وسائل تقليدية تقوم على الحفظ دون الفهم والممارسة، مما يقيم قطيعة بين تلاوة القرآن وتدبره، ويلغي البعد العملي في تعاليم الاسلام، ويهمل أبعادا متعددة من كيان المتعلم كلها، كالبعد النفسي والخلقي والاجتماعي والاقتصادي.
-إضافة الى النقص الملاحظ في تنوع المواد المدرسة، فالنص القرآني وحده لا يكفي لتحقيق تكوين شامل ومتوازن لدى الناشئة.
-ويضاف الى كل هذا انفصال التعليم بالكتاتيب عن العمل المنتج والحياة المهنية
-ولا ننسى الانفصام التام الموجود بين هذه الكتاتيب والتعليم النظامي الحديث الذي أثر في وجودها وصيرورتها.
5 - واقع المدرسين:
هم في الأعم الأغلب أئمة المساجد نفسها، أو حفاظ يتفرغون لهذا العلم وراثة عن الأجداد والآباء، أو متطوعون "بالشرط " يكون من مهامهم القيام بتعليم أبناء الحي أو أبناء الدوار أو المدشر، يساعدهم في ذلك أبناؤهم أو أحد التلاميذ المتفوقين ...
وهذا يعني أنهم لا يكادون يأخذون مقابل عملهم إلا الكفاف من العيش والقليل من العوض، "كالحدية" أو" الآربعية" ولها أسماء مختلفة بحسب الأقاليم، وهو عوض مالي قليل، يتسلمه الفقيه من التلاميذ يوم الأربعاء والأحد، وكذا ما قد يحصل عليه في بعض المناسبات الدينية وهي ضئيلة، ومن بعض الهدايا البسيطة في بعض المناسبات الخاصة كحفل ختم القرآن.
مع أخذنا بعين الاعتبار المؤسسات التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، التي تدر على الكتاتيب التابعة لها بعض المنح التشجيعية غير الكافية بالطبع. ولا ننسى أن عددا من هؤلاء المعلمين يتمتعون بكل الحب والاحترام من قبل المتعلمين وأهاليهم خصوصا إذا كان المدرس من أهل العلم والصلاح، وكان متضلعا في الفقه والفتوى ...
-ومما يلاحظ على بعض من انبرى للتعليم بهذا الميدان، ضعف تكوينهم علميا ومنهجيا، فأكثرهم لا يزيد على حفظ نص القرآن –إن حفظه- دون إلمام كاف باللغة العربية أو بعض العلوم الاسلامية، فضلا عن المعارف العصرية، أو مناهج التدريس وعلوم النفس والتربية، وإذا كان المعلم قليل العلم مختل المنهج أو منعدمه فإن ذلك سينعكس ولا ريب سلبا على أساليب التدريس ومضامينه ونتائجه.
6 - واقع التسيير والتدبير:
تقوم الكتاتيب القرآنية في أغلب الأحوال على مبدأي التطوع والكفاف في التمويل والتسيير، بحيث لا تحتاج في أداء مهمتها إلا الى أبسط حد ممكن من التجهيزات المادية. وهي تجهيزات قد توجد ملتصقة بالمساجد سواء في الحواضر أم البوادي، أو قد يوفرها المجتمع المعني تطوعا واختيارا، لكن هذا لا يفي بالغرض المطلوب والمرغوب في زمننا، عصر الفضائيات والشبكة العنكبوتية التي اقتحمت كل بيت أينما بعد أو قرب، وعصر تنامي الأفكار وتلاقحها، وانتشار القض والقضيض والغث والسمين من الأفكار والتوجهات التي أثرت سلبا على كثير من خريجي الكتاتيب القرآنية، باعتبارهم من حملة القرآن الكريم.
وهذا يبين حاجة هذه المؤسسات لمن يأخذ بيدها قبل فوات الأوان، وقبل أن تفعل فيها موجة العولمة عولمتها، فتحصل المنافسة غير المتكافئة بين إدارة وتسيير عفويين، وبين واقع يدار بتدبير وتخطيط.
ثالثا: آفاق الكتاتيب القرآنية (المقصود):
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحديث عن الآفاق، هو حديث عن الإحياء والتجديد اللازمين لهذه المؤسسات بكل مكوناتها الست، وهذا لا يتم إلا بالحديث المفصل بعض الشيء عما يلزم كل مكون من هذه المكونات داخل المنظومة التعليمية ببلدنا، وتحديد الهدف -وإن لم يكن – التفكير في وضعه والبناء عليه.
1 - آفاق الفضاء التعليمي:
هو المكان الذي يجلس فيه المتعلمون ساعات طويلة ليتلقوا القرآن الكريم حفظا وفهما وسلوكا، وهو مكان إن لم تتوفر فيه شروط السلامة والصحة، وكذا وسائل الترغيب في البقاء فيه لحين إدراك المرغوب، فإن الملل سيكون رفيق كل متعلم، خصوصا والأمر لم يعد كما كان قديما، فالطفل يحتاج -إضافة الى تلقي المعارف في صغره -الى اللعب واللهو، وهي مرحلة إن تجووزت أضرت بالمراحل التي قد تأتي بعد. وأذكر هنا المنشور الوزاري الذي أصدرته وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية الذي يتضمن الوثائق والشروط المطلوبة للحصول على فتح كتاب قرآني، ويهمنا منها ما يتعلق بالمكان، حيث طلب المنشور: إحضار شهادة صلاحية المحل المعد لذلك، مسلمة من لدن المصالح الصحية المختصة بالاقليم.
ولكن ما ينبغي الانتباه له الآن، هو كيف نقلل من كثرة هذه الكتاتيب من حيث الكم غير المتقن من حيث المكان والمؤطر والمؤطر، وهذا أمر ليس بالسهل تناوله، إذ يحتاج الى خريطة دقيقة بالموجود، ووضع سترجة " استراتيجية" للتغيير، وليكن في تصورنا أن نوجد مثلا كتابا في كل قرية، نحرص على دعمه ومراقبته متابعته، وذلك بترميم المكان وتطويره.
وإن كان الموجود غير كاف أو أن هناك نقصا ما في أماكن معينة، فبإنشاء كتاتيب جديدة وتوزيعها توزيعاً جيداً.
2 - آفاق الزمن التعليمي:
وهو أيضا يحتاج الى نظر وتجديد، تراعى فيه خصوصية كل منطقة، وخصوصية الأشخاص المتعلمين وحاجياتهم.
إذ لابد من وضع برنامج يصلح لكل فئة تعليمية، ولكل منطقة، يناسب أحوال الناس وأسرهم وحاجاتهم، حتى لا يستهلك وقت المتعلمين فقط في تلقيهم للعلوم النظرية، دون استفادة أسرهم منهم، واستفادتهم هم أيضا من الوقت لأعمال أخرى أو معارف أو صنعة أخرى قد تنفعهم في حياتهم المهنية. ولم لا مثلا، اختيار وقت الصباح كله للدراسة، وتفريغ المتعلمين بعد ذلك ... وهذا سيسمح لكثير من الأطفال ولوج هذه الأقسام باعتبارها تمنحهم ما يستطيعون من خلاله تلبية حاجيات أخرى لهم ولأسرهم ... ولم لا امتهان حرفة أو مهنة ...
3 - آفاق المتعلمين: وبدون وجودهم لن تكون عندنا كتاتيب، ولا عملية تعليمية، فتشجيعهم على اقتحام هذا المجال، وتوفير الشروط الضرورية لذلك أمر واجب اليوم على المديرية المعنية، فإذا وفرنا الفضاء والمؤطر والمنهج والتسيير، يبقى علينا توفير المتعلمين، وهم في الأعم الأغلب أبناء القرى والبوادي.
نعم، إن رغبة الآباء قوية من أجل الدفع بأبنائهم للكتاتيب، سواء بالمدن أو بالقرى، لكن هناك أمور تعيق نجاح هذا التوجه، منه على سبيل المثال ما يتعلق بأبناء البوادي، وعلى رأسه: مشكل التوقيت الذي يستغرق كل يوم المتعلم، وهذا أمر يمكن تدارسه داخل كل منطقة على حدة، مما يقتضي توفير إدارة أو مراقبين يحرصون على مثل هذا الفعل.
أما داخل المدن، فما نشاهده هو رغبة الآباء في هذا النوع من التعليم، لكن الوقت أيضا لا يسمح بذلك، وقد تغلب على هذه الصعوبة بنوع من الاجتهاد والتنظيم، حيث تم الاتفاق في بعض المدن وبعض المساجد وبعض المؤطرين على أن يكون التعليم بالكتاب ساعة فراغ الأبناء من الدراسة النظامية، وذلك كل يوم أربعاء مساء، ويوم السبت والأحد صباحا، صحيح أن هذا الوقت غير كاف لتحقيق المطلوب، لكنه معين على تنشئة الأبناء التنشئة المطلوبة وانقاذ ما يمكن انقاذه ...
4 - آفاق منهج التلقين:
أ-طرق التلقين:
وهي ما سميتها قبل قليل بالطرق البيداغوجية، كما يشمل الوسائل المعينة على حسن تلقي التلقين.
-فطريقة التلقين والتحفيظ تحتاج الى تجديد ونظر، فاللوحة الخشبية أعطت الكثير لأبناء الكتاتيب، ولم ولن يتوقف عطاؤها وصلاحيتها، لكن يمكن الاستفادة من وسائل معاصرة، ولما لا تكون السبورة المتحركة، أو الدفاتر والكراريس بأقلام جد متوفرة تعين التلميذ على اكتساب الخط، وتعلم الكتابة. وطبعا بحسب المكان والزمان والامكانيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحيث أمكن فعل هذا يكون أحسن، وحيث امتنع يُبحث عن السبل الكفيلة لتحقيقه. إذ وسائل تلقي المعارف والعلوم قد تطورت، فلماذا يكتفى بالوسائل القديمة وإن أثبتت صلاحيتها واستمراريتها وصمودها؟. ولا يبحث عن الارتقاء بها، كما تم الارتقاء بذلك في المدارس النظامية.
-وفي هذا يمكن الاستعانة بكل ما أنجز من برامج معينة في الموضوع، وأقراص ومطبوعات، وكلها متوفرة في الأسواق، وبُذل فيها جهد لا يستهان به.
-ولا ننسى المحافظة على تلقي الرسم والكتابة القرآنية من طرف الفقيه وتصحيحها والحفاظ عليها، وهو علم بدأ يقل ويندرس، بل ويهمل في واقعنا، خصوصا عند الحفاظ عن طريق الصحف والكتب.
بل ويجب أن لا يهمل ما عادته الاهمال في كتاتيبنا، وهو حسن ترتيل القرآن، وكذا تعليم قواعد التجويد في الكتاتيب، إذ عادة ما يلاحظ على غالبية الحفاظ المتخرجين منها ضعف حسهم التجويدي، وعدم حسن إتقانهم لمخارج الحروف. ويمكن الاستعانة على كل هذا بالكثير من الوسائل السمعية والبصرية التي يستخدمها اليوم مدرسو القرآن الكريم في العالم الاسلامي، في مختلف مراحل سلك التعليم.
ب-ضرورة ربط العلم بالعمل:
وهذا من التجديد، وهو مما يعاب على أغلب خريجي الكتاتيب القرآنية، إذ الهدف في نظر معلميهم، وفي نظر آبائهم، هو الحفظ ثم الحفظ، وهذا غير كاف، إذ ينبغي تغيير الأهداف المسطرة في الكتاتيب وعند القائمين بأمورها.
بهذا نستطيع أن نبني أمتنا من خلال بناء أبنائنا داخل هذه المؤسسة الصغيرة، الكبيرة في واقعنا وفي آثارها الايجابية. وبدون ربط المتعلمين بالعمل بما تعلموه، سيفرز لنا هذا التعليم أفرادا يحفظون أمورا يخالفونها تطبيقا وممارسة، وأوضحها قلة اكتراثهم بالشعائر التعبدية وبالمسجد.
ج- تدبر المحفوظ وتفسيره:
وهذا موضوع لا يجب الاستهانة به، إذ لا يعقل أن يتخرج شاب أو حافظ لكتاب الله حفظا متقنا دون أن يكون له علم بآياته وشرح لمعانيه. وهذا ما يدفعنا الى القول بضرورة تدخل المديرية المعنية بفرض تفسير معين على جميع الكتاتيب القرآنية وعلى مؤطريها، ولما لا يكون تفسير الشيخ العلامة المكي الناصري، فهو سهل ميسر يتتبع المغاربة سماعه كل يوم عبر الاذاعة ويفهمونه لبساطته وسهولة مأخذه. أو ينجز تفسير لهذ الغرض يتفرغ له الأكفاء من أبناء أمتنا وعلمائنا الأفذاذ. وهذا أمر إن تم سيخرج لنا رجالا يفهمون ما يحفظون، وسيسهل عليهم العمل بمما يفهمون، بل وحسن تبليغه إن فتح لهم مجال التبليغ أو اقتحموه. ولا أنسى أن أذكر بضرورة أن يساير المعلم تلاميذه أثناء حفظ القرآن بما يلزم من معرفة، كمتن أو منظومة ابن بري في قراءة نافع، وبعض المنظومات في رسم القرآن ...
د-توحيد المنهج العقدي:
فالمغرب ولله الحمد والمنة، امتاز بوحدة مذهبه الفقهي، ونهجه العقدي وسلوكه التربوي، كما تعلمنا من متن ابن عاشر:
وبعد فالعون من الله المجيد ... في نظم أبيات للأمي تفيد
في عقد الأشعري وفقه مالك ... وفي طريقة الجنيد السالك
وهذه الاشارة في هذا الباب أثيرها قصدا، لما يحصل من التأثر بالمناهج الأخرى داخل الكتاتيب القرآنية، وهي غير ضارة في حد ذاتها، بقدر ما تنتج لنا من أناس يختلفون مع غيرهم فيما تعلموه وتربوا عليه في البلد الواحد. إذ تلقي الرأي الآخر ومعرفة الخلاف العالي وباقي المذاهب لا يضر مع مستقبل الأيام، لكن في هذه المراحل الأولية من التعليم بالكتاتيب، يُحتاج الى توحيد الرأي والمذهب والفقه أثناء الشرح والتوجيه. مما يقتضي توفر الكتاتيب على مؤطرين لهم نفس التوجه الفكري والعقدي، فالتعليم بالقدوة له أكبر الأثر في نفسية المتلقي، فإن غاب الأمر عن المقتدى به فلا يمكننا انتظاره من المقتدي.
هـ-الحرص على تعليم اللغة العربية مع حفظ القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يلاحظ على مؤطرينا أنهم لا يستعملون اللغة العربية للتخاطب والتحدث بها بين المتعلمين أنفسهم فضلاً عن بقية المجتمع، بل يضطر المعلم أن يشرح في كثير من الأحيان أو يوجه باللهجات المحلية لتلاميذه!.كما أنه من بين أسباب ضعف اللغة الاقتصار على تعلم النحو والصرف غالباً –دون دراسة الأدب والبلاغة والتعبير-، مما يخرج طالباً قارئاً كاتباً فقط!.فتقويم لسان الأطفال داخل الكتاب أمر أساسي، والحفظ يمنح بعض هذا، ولكن لا يمنحه كاملا، لهذا يبقى دور الفقيه والمعلم أساسي في هذا الأمر، ولعل مما يعين عليه، التحدث بها داخل الكتاب، وحسن توجيههم نحو فهمها والقراءة فيها. ويستحسن أن يرفق تعليم القرآن بتعليم وحفظ متن الأجرومية في النحو، ولامية ابن الوردي في الأدب ...
وهذا يدفعني الى القول والسؤال، لماذا لا يتم تنظيم هذه الكتاتيب في إطار يجمعها ويحدد منهجها، ويضعها في درج سلم معين، من ارتقاه وصل الى ما يليه.
و-التدرج في التعليم:
وهذا منهج فريد تميزت به شريعة الرحمان، بحيث يلزم اتباعه حين الرغبة في إيصال المعارف والعلوم، إذ لا يعقل أن يلقى العلم أو تعطى المعارف جملة أو طفرة واحدة، بل لابد من التدرج في إملاء العلوم وتلقينها، وخصوصا تحفيظ القرآن، فإملاؤه على المتعلمين يكون بحسب معرفة مداركهم وقوة حفظهم ومدى استيعابهم، وكذا سائر العلوم التي يحتاجها الحافظ لكتاب الله من تفسير ولغة وبيان ...
إن التدرج في التعليم له ما له من إيجابيات، بحيث يستطيع المعلم اكتشاف قدرات مريديه، فيميز بين المتفوق منهم والبسيط في الفهم ... فيبني على ذلك حلقاته وتوجيهاته.
ز-التربية العقابية:
لن نبدع بالتأكيد في مسألة العقاب ووسائله، ولكني أقدم هذه الأسئلة لتجيب عن نفسها في الموضوع.لماذا الضرب في حد ذاته؟.وهل أعطى ثماره في السابقين؟.
ألا يحتاج الأمر بعض الاستقراء وبعض الحوارات مع من تخلوا عن الدراسات بالكتاب بسبب الضرب الشديد الذي تلقوه على يد الفقيه؟.
بل ألا يحتاج الأمر الاستفسار عمن انحرفوا بعد الحفظ بسبب هذا النوع من العقاب؟.
نعم، إنها أسئلة، ولكني أجيب باختصار، بأن زمن الضرب قد ولى، واقتحم عليه المجال زمن الحوار والافهام والتواصل بشتى أنواعه، كما حل محله زمن الترغيب والمسابقات والمباريات ...
ويجب أيضا على معلمي الكتاتيب كما يبدعون في وسائل التعليم وتحبيب المواد المدرسة، أن يبدعوا في وسائل العقاب الايجابية، بدل السلبية التي لا تثمر شيئا سوى الحقد والكراهية وحب الانتقام مع توالي الأيام، أما الوسائل العقابية الايجابية فهي تثمر التحفيز والرغبة والمسارعة نحو تجاوز الأخطاء والتقدم على الأقران .... وهذا لا يعني أبدا ترك الحبل على الغارب، بل يعني ضمن ما يعنيه الحزم من غير فضاضة والرفق دون هزل كما قال الشاعر:
فقسا ليزجره ومن يك حازماً ... فليقس أحياناً على من يرحم [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
5- آفاق المدرسين:
وهم من أقطاب العملية التربوية والتعليمية، وينبغي الاهتمام بوضعيتهم، ومكانتهم، ومؤهلاتهم.ولن يتم ذلك إلا بما يلي:
أ-إحصاء المدرسين بكتاتيبهم.
ب-وضع ملف علمي لكل معلم بالكتاتيب، لمعرفة الموجود كما يلزم للانطلاق الى المقصود.
ج-توحيد الشواهد التي ينبغي توفرها في معلم الكتاب.
د- تأطير خاص للمعلمين، تعد له الوزارة المعنية ولو جهويا أو بجمع الجهات المتقاربة. [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) وهذا إن حصل سيكون له أكبر الأثر في الدفع بمسار التعليم بالكتاتيب القرآنية ببلدنا.
وأقترح هنا:
-أن يكون اختيار معلمي الكتاتيب اختيارا دقيقا، حيث يكونوا أصحاب أهلية علمية، وخبرة عملية، وهمة وبصيرة دعوية، ليكون تأثيرهم أكثر وأنفع.
-عقد دورات تدريبية لمدرسي الكتاتيب يحضرها ويؤطرها المتخصصون، وتكون تحت عناية ونظر المديرية المعنية.
وأقترح أن يشمل هذا البرنامج ثلاث نقط:
أ-طرق التحفيظ: من أجل النظر فيها، وتجديد ما يمكن تجديده فيها، وتجنب ما ينبغي تجنبه فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب –الطرق البيداغوجية: من أجل تبني الصالح منها، وتصحيح السلبي أو المتجاوز منها، وهذا ليس عيبا، بل هو عين الحقيقة وعين الواقع، فلكل زمان منهجه ونهجه التربوي، وقديما قيل:" لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
فقديما كان التحفيظ من أجل التحفيظ، واليوم ينبغي أن يحدد الهدف من التحفيظ، والهدف الأكبر الذي يطمح للوصول إليه.ومهما اختلفت مناهج التلقين، فإن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب معين على تجاوز صعوبات المنهج، واختلاف الطرق التربوية ...
ج-وضع دليل عام - كما فعلت الوزارة المعنية مع الأئمة، بحيث قامت بإنجاز دليل للامام قبل إعداد دورات تكوينية لهم - يقدم جملة من الملاحظات والتوجيهات التربوية والمنهجية، الهدف منه الاسهام في رفع مستوى المربين معرفيا منهجيا.
6 - آفاق التسيير والتدبير:
وهذا موضوع لا يجب الاستهانة به، فالتنظيم هو أساس كل تنمية، وعملية الكتاتيب هي عملية تنموية للموارد البشرية، وتنظيمها وحسن إدارتها هو إسهام في التنمية البشرية وضبطها ...
فكما هو معلوم ف" لا عقل كالتدبير". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) وتدبير الأشياء عامل في نجاحها، وحافظ لها مما قد يلم بها ...
وقد قدمت بعض هذه الاقتراحات حين معالجة المكونات الست التي تقوم عليها الكتاتيب القرآنية، وأضيف إليها الآن أمرين اثنين:
أ-بعد إحصاء الموجود من الكتاتيب إحصاء دقيقا، ووضع أرشيف للمؤطرين، ومستواهم العلمي، يتم إعداد دليل علمي عليه يسير الجميع، مع مراقبة تنفيذ هذه الإجراءات من طرف المجالس العلمية وفروعها، بتنسيق مع مندوبيات الشؤون الاسلامية.
ب-وهذا أمر يجب الانتباه إليه ووضعه في الحسبان، ويتمثل في أسئلة أساسية ينبغي وضعها، تبعا لهذا الاهتمام، وتتمثل الأسئلة في:
-ما هو مستقبل خريجي الكتاتيب القرآنية؟ وكيف يمكن التنسيق بين الموجود من الكتاتيب والمعاهد الاسلامية.؟.وكيف يمكن التنسيق أيضا بين الكتاتيب والمدارس القرآنية والعتيقة؟. وما هي علاقة هذا التعليم كله بالتعليم الأصيل الذي شهد إصلاحات جوهرية بداية من شهر شتنبر 2005.
بالتأكيد أن هذا الموضوع يحتاج الى تدبير إداري وعلمي، إذا رغبنا في السير قدما بالتعليم الديني والعتيق في بلدنا، وذلك ب:
-ربط الصلة بين هذه المؤسسات جميعها ربطا محكما، بحيث تصب كل واحدة في الأخرى.
-وأمر آخر يجب ان لا ينسى أو يهمل، ويتمثل في البحث عن كيفية استفادة المتعلمين بالكتاتيب من قناة محمد السادس للقرآن الكريم؟. وكذا الدروس التي تعدها وزارة الأوقاف للأئمة في المساجد.؟.
هذه إذن إشارات وددت بها تقديم اقتراحات في موضوع الكتاتيب، إسهاما مني في التنمية البشرية التي يسير في ضوئها بلدنا الحبيب في جميع الميادين، والرغبة في العمل شيء إيجابي، يحتاج من بعد الى إتقان العمل المطلوب، حتى لا يضيع الوقت ويضيع الجهد، فرقي الأمم اليوم يقاس بمدى استغلالها للجهد والوقت والعاطفة، وهو ما بينه الرسول الكريم في سنته حيث قال: " إن الله يحب إذا عمل العبد عملا أن يتقنه". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).
خلاصة:
هذه هي التنمية البشرية التي نسعى إليها، والانسان هو محورها ونواتها وأصلها وقاعدتها، فبدون الانسان الصالح، لن نستطيع أن نخلق تنمية ولا أن نبني حضارة، ولا أن نشيد صرحا.
هذا ما يجب أن يفهمه الخاص والعام من أبنائنا، ويعمل الجميع من أجله، وربنا يقول: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون "."سورة التوبة/105".فإما أن نعمل لنكون، وإما أن الحضارة ستتجاوزنا، والركب سيسبقنا، ولن يكون النادم غيرنا، فحي على العمل حتى نحقق للتنمية تنميتها.
د/أحمد العمراني
الجديدة المغرب
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- صحيح البخاري رقم الحديث:4739
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- بواسطة كتاب: الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية للندوي.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- كتاب نشرة الأئمة العدد السادس: 1424/ 2004.ص/28.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- المستطرف في كل فن مستظرف لشهاب الدين أبي الفتح محمد بن أحمد الأبشيهي: 2/ 519 - 520.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- الوافي في الوفيات: 1/ 903.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- كما حصل في شهر مارس من سنة 2006 بإقليم دكالة، من اختيار سبعة أفراد من خمس جهات يدرسون بالمدارس العتيقة، بحيث تبادلوا المعارف والتجارب، كما تلقوا توجيهات وتدريبات موحدة ستعمل بكل تأكيد على تجديد نظرتهم للتعليم العتيق.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- إغاثة اللهفان:2/ 265. والملل والنحل للشهرستاني:2/ 82.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- سنن ابن ماجه:2/ 1410/4218، والمعجم الكبير للطبراني:2/ 157/1651، ومجمع الزوائد للهيثمي:4/ 392/7113، وصحيح ابن حبان:2/ 76/361. وضعفه الألباني في الضعيفة .. :4/ 382/1910.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)- المعجم الكبير للطبراني:24/ 306/ والسلسلة الصحيحة:3/ 106.(/)
تدبر لقوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[17 Sep 2010, 11:48 م]ـ
تدبرت هذه الاية الكريمة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإسراء1. فقادني ذلك لإنشاء هذه الخاطرة:
في هذه الآية نص أعظم شهادة يحلم الانسان أن يحصل عليها: ألا وهي شهادة من الله أن فلانا موحد غير مشرك، وهنا يشهد الله أن محمد r هو موحدا لله بقوله (بعبده) فقد بين أن محمدا هو عبد لله وحده، واينا حصل على مثل هذه التزكية؟ إنها أعظم شهادة.
إن شهادات الدنيا تخولك العمل لدى البشر، وكلما علت شهادتك كلما كان منصبك ودخلك عند من يقدر ذلك أكبر، فما هي المجالات التي تخول شهادة التوحيد حاملها أن يعمل:
أولا- دخول الجنة: لا يسمح لأحد أن يدخلها إلا لحامل شهادة واحدة فقط وهي شهادة التوحيد، ومن لا يحملها فهو ممنوع من الدخول، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} الأعراف40، بينما حامل هذه الشهادة يقال له: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ {32} مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ {33} ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ {34} لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {35}.ق 31 - 35. وروى البخاري في صحيحه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رض1 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل1: مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْأً دَخَلَ النَّارَ وَقُلْتُ أَنَا مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْأً دَخَلَ الْجَنَّةَ.
ثانيا – فتح بيت المقدس وإهلاك يهود قبل قيام الساعة: فالجيش الذي سيقود تلك المعركة الفاصلة مؤلف من جنود يحملون هذه الشهادة بتفوق، وهذا ما يخبرنا به النبي r في الحديث الذي في صحيح مسلم: عن أبي هريرة أن رسول الله r قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود.
ثالثا- يخول صاحب هذه الشهادة بمنصب حكم الأرض كخليفة مطلق فيها، قال تعالى لدواود u: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ص26. لأن داوود u يحمل هذه الشهادة بقوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ص17، وكل مؤمن يحمل هذه الشهادة قد وعده الله بذات المنصب فقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55. وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} الأنبياء105. ولا يمكن تحقق الصلاح بغير الدراسة التي تنتهي بالحصول على هذه الشهادة، ومصداق ذلك في الحديث الذي يخرجه البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ rإِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ.
رابعا- تقل ميزان صاحبها يوم القيامة: روى ابن حبان في صحيحه: عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله r( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول له: أتنكر شيئا من هذا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب فيقول: أفلك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل ويقول: لا يارب فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول: أحضر وزنك فيقول: يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة يقال: فلا يثقل اسم الله شيء).
ما هو المنهج الذي اتبعه النبي r فنال هذه الشهادة العظيمة: 85
الجواب بالرجوع لخاتمة سورة النحل التي قبلها حيث قال تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {120} شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {122}. ولأن ابراهيم كان إمام التوحيد في الأرض فقد أمر الله نبيه محمدا r أن يتبع منهجه فقال: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {123} النحل. فلما اتبع النبي r منهج ابراهيه u تنفيذا لأمر ربه تعالى: نال الشهادة العظيم بقوله تعالى: (بعبده).
ما هي مواد هذا المنهج، والذي صنع من ابراهيم أمة في رجل:
المادة الأولى: كان قانتا لله (قانتا) مطيعا لله، ومصداقية ذلك قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} هود75، فهذه شهادة من الله على كون ابراهيم طائعا لله، وكذلك استجابته لأمر الله بذبح ولده: َلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ {103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ {106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {107} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ {108} سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {109} كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {110} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {111}.
المادة الثانية: (حنيفا) مائلا إلى الدين القيم، ولذلك هجر قومه البعدين عن هذا الدين: قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {75} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ {76} فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ {77}.
المادة الثالة: لم يك من المشركين: وقد حرص النبي r من هذا الداء أن يصيبه فقد قال النبي r في الحديث الذي يرويه البخاري في الأدب المفرد: معقل بن يسار يقول: انطلقت مع أبي بكر الصديق tإلى النبي r فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من جعل مع الله الها آخر قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره قال قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم.
أخيرا:
هذه شهادة التوحيد وما تخول حاملها من منصب ورزق، وهذا بيان كيفية الحصول عليها.
والقرآن هو منبع التعاليم والدروس التي تنتهي بدارسها لنيل هذه الشهادة قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} الإسراء9.
فإن أصبت فيما كتبته فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه براء. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:04 م]ـ
كتبته لأحصل من تعليقات إخواني في هذا الملتقى على الفائدة وتعرف مواطن الخطأ والتقصير فيما كتبت، لكني لم أجد ردا من أحد.
إذا كان الموضوع ليس أهلا للبحث ولا فائدة ترجى منه فلا مانع عندي من قيام الإخوة المشرفون بحذفه.
جزيتم خيرا ووفقنا الله جميعا لخدمة كتابه.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:41 م]ـ
كتبته لأحصل من تعليقات إخواني في هذا الملتقى على الفائدة وتعرف مواطن الخطأ والتقصير فيما كتبت، لكني لم أجد ردا من أحد.
إذا كان الموضوع ليس أهلا للبحث ولا فائدة ترجى منه فلا مانع عندي من قيام الإخوة المشرفون بحذفه.
جزيتم خيرا ووفقنا الله جميعا لخدمة كتابه.
السلام عليكم ورحمة الله ... أحسن الله اليك أستاذنا الفاضل على هذه التأملات في هذه الآية العظيمة من كلام رب العالمين.
ولا تستعجل فلعل مشايخنا لم يطلعوا على الموضوع لانشغالهم كذا اخواننا طلبة العلم ومن له باع في العلم حتى يتعقب ما كتبت.
وقد تقدم ذكرك لما تناولت الآية من شهادة بالعبودية لخير البشر محمد صل1 من ربه الذي اصطفاه نبيا رسولا للثقلين جميعا داعيا الى عبادته وحده سبحانه ... وقد ابتدأت الآية ب: سبحان ... وقد قال في ذلك الشيخ المغامسي حفظه الله: المجيئة هنا بالمفعول المطلق {سبحان} تدل على أن ثمة امرا عظيما وقع لا يقدر عليه إلا رب العزة.اه.
تقبل مروري وأسأل الله تعالى أن لا يكون استعجالي في الرد من سوء أدبي مع المشايخ وأرجوا منهم المعذرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[18 Sep 2010, 09:11 م]ـ
بارك الله لكم علي هذه التأملات ووفقكم لما يحبه ويرضاه
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:40 م]ـ
كتبته لأحصل من تعليقات إخواني في هذا الملتقى على الفائدة وتعرف مواطن الخطأ والتقصير فيما كتبت، لكني لم أجد ردا من أحد.
إذا كان الموضوع ليس أهلا للبحث ولا فائدة ترجى منه فلا مانع عندي من قيام الإخوة المشرفون بحذفه.
جزيتم خيرا ووفقنا الله جميعا لخدمة كتابه.
لا تستعجل يا أخي ــــ لقد كنت مثلك ـــــ ومن عرف معرفتي ...............
مشاركة موفقة وتدبر أسأل الله أن يجعله في ميزان حسانتك؛
وتأمل كيف قال ((بعبده)) وهذا لشرف العبودية ولولا ذلك لما قال في مقام أنسه سبحان الذي أسري بعبده.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:35 م]ـ
اشكركم جميعا لردودكم الطيبة المشجعة: وعذرا للإستعجال، لكن لما طال غياب إشراقات إخواني فقلت على قول المثل: هز الورد لتشم رائحته. وهاقد شممت عطر كلماتكم الطيبة، واضفت لنفسي رصيدا من التوجيهات الأخوية.
وجزيتم خيرا(/)
فدعهم يعضوا على صُم الحَصَى كمداً
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[18 Sep 2010, 08:11 ص]ـ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} و {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً * قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}.
يقول أحد القسس النشطاء: تخرجت من الفاتيكان معقل التنصير في العالم، وبدأت أتنقل من بلدٍ إلى بلد لتنصير المسلمين وكانت أكثر زياراتنا لمصر فه مصدرٌ من مصادر قوة المسلمين، ثم جلست يوماً مع مجموعة من القساوسة والمبشرين فقلت لهم: لقد طفنا أكثر بلاد الأرض ولم يبقى إلا جزيرة محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) لم تصل إليها دعوة المسيح، ولا بد من اقتحامها فهي معقل الإسلام، فخططت للوصول والحصول على طريقة أدخل بها فنجحت في ذلك، فلما وصلت بدأت أبحث عمن يعطيني نسخةً مترجمةً للقرآن لأبحث فيها عن أخطاء القرآن، ولتكون تلك هي طريقي لتنصير المسلمين ومحاججتهم، وما زلت أطلب نسخة من القرآن المترجم حتى حصلت عليها، فأخذتها وأغلقت على نفسي وجلست وحدي .. بدأت أقرأ بتمعن وفي نيتي تتبع الأخطاء واستخراجها .. فإذا بأول صفحة من سورة البقرة تتحداني وتخبرني أن هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء .. صعقت من البداية .. فلا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ليقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولا ريب فيه .. ولكن القرآن على العكس تماماً يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويتحداك {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} ..
ومع المتابعة لفت نظري كثرة ذكر أسماء شخصيات قديمة ولمئات المرات، بينما لم أجد أيّ أسم لأيّ من زوجاته أو بناته أو خلفائة .. بل إن اسمه هو لم يوجد في القرآن كله إلا أربع مرات بينما ذكر موسى عليه السلام باسمه الصريح أكثر من (130) مرة .. وذكر إبراهيم عليه السلام لأكثر من (60) مرة، وذكر نوح عليه السلام لأكثر من (50) مرة، وذكر عيسى عليه السلام لأكثر من ثلاثين مرة، وذكرت مريم عليها السلام مثل ذلك وغيرها من الشخصيات القديمة .. كما لفت نظري أنه لم يذكر أحداث طفولته ولا أي من الأحداث الحزينة التى تأثر بها كموت زوجته وعميه وأبنه وكبار أصحابه .. بينما وجدت أنواعاً من العتاب الموجه له شخصياً صلى الله عليه وسلم وتسآئلت كيف يثبت هذا في القرآن: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} .. {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} .. وبدأت أقفال الكفر تتحلل .. وبدأ ظلام الشرك ينجلي، وبدأت أمطار الهداية بالنزول، وبدأ القرآن يجاوبني على كل الأسئلة والاستفسارات التي تدور في نفسي، وبدأت أقول لنفسي: من هذا الذي يتحداني؟ ومن هذا الذي عنده القدرة ليتكلم في ملكوت الأرض والسماوات بكل هذه الثقة والتحدي؟ فجاءني الجواب من أعماق قلبي .. إنه الله جل جلاله ..
يقول: تعمقت أكثر وأكثر، وكلما خطر ببالي سؤال محير وجدت عنده الجواب الشافي، فلم أملك إلا أن اسلم وأعلن إسلامي .. وسرعان ما انطلق من كان قسيساً وعدواً لدوداً في يومٍ من الأيام .. ليكون داعية موفقاً من أنجح الدعاة إلى الله .. فأسلم على يديه في سنوات قليله عشرات الآلاف من النصارى والأمريكان في كل مكان، وكان أشد ما أغاض عباد الصليب الأمريكان وجعلهم يتطاولون على القرآن، ما عبر عنه هذا الداعية الموفق بقوله: أقسم بالله لما جاءت قواتهم إلى جزيرتنا لتحرير الكويت لم يرجعوا إلا وقد أسلم منهم أكثر من سبعة وعشرين ألفاً، ولا زلنا نمدهم بعشرات الآلاف من المصاحف والكتيبات، ولا زلت أستلم منهم يومياً عشرات الرسائل والاستفسارات وأرد عليهم
فدعهم يعضوا على صُم الحَصَى كمداً ... من مات من غيظه فزرعه حصدا
{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}
إنه القرآن الذي صنع خير أمةٍ أخرجت للناس .. القرآن الذي نزل والعرب في أوج قوتهم البيانية والبلاغية شعرا ونثرا، فتحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا، فخفض التحدي: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} فعجزوا، فخفض التحدي أكثر وأكثر: {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فلم يستطيعوا، فنادى عليهم بالعجز إلى قيام الساعة: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
القرآن الذي خلع أفئدة الكفار، وألقى الهيبة في قلوبهم، فهذا جبير بن مطعم رضي الله عنه قبل إسلامه وكان من أكابر قريش .. فلما أُخذ في أسرى بدر وربِط في المسجد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ} قال: (كاد قلبي أن يطير، وكان ذك أول ما دخل من الإيمان في قلبي). بل إن أكابر مشركي مكة لم يملكوا أنفسهم حين سمعوا قول الله: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}، لم يملكوا أنفسهم فسجدوا، لقد أرغمتهم هيبة القرآن على السجود. وحتى إن فصحاءهم وكبراءهم لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بالقرآن، حتى قال كبيرهم الوليد بن المغيرة: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ووالله ما يقول هذا بشر". حتى الأعراب الأقحاح أهل الصحراء القاحلة،وذوي الطباع القاسية .. رضخوا لفصاحة القرآن وبلاغته وقوة أسلوبه، حتى إن أعرابياً حين سمع قول الله: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} قال: سجدت لفصاحتها، وسمع آخر قول الله: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} قال: أشهد أن مخلوقًا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
وحتى أصحاب الأديان الأخرى من الذين أراد الله بهم خيرًا كانوا يتأثرون عند سماعه: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}. ثم في النهاية يسلمون: {رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}. الله أكبر، يا عباد الله .. إنه القرآن! الذي أدهش العقول، وأبكى العيون، وأحيا القلوب، وطأطأت له رؤوس أهل الكفر؛ بل لقد أدهش الجنَّ وحرَّك ألبابهم: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ *
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} ومن ثم كانت النتيجة كما حكى الله {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
الحمد لله وكفى ..
أما بعد: فيقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}
إنها كراهية الحقّ .. فالقرآن العظيم الهادي إلى الصراط المستقيم إذا تليت آياته ورِمَت أنوف الكفار واشتدّ غيظهم، حتى لم يتمالكوا كتم في قلوبهم، فظهر على وجوههم، وهاهو اليوم يظهر جلياً في قنواتهم وتصريحات رموزهم الدينية .. إنها سلسلة ماضية في حلقاتها منذ أن نزل هذا القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.
تأملوا ـ مرة أخرى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ}، لم يقل المولى سبحانه: "تعرف في وجوههم المنكر" بل قال: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا}، إذًا هذا هو السبب، وهذه هي العلة (الكفر)، ثم إنه ذكر سبحانه الوجوه وأنه يظهر عليها أثر الكره والبغض، وفي هذا كناية عن امتلاء نفوسهم من الغيظ حتى تجاوز فظهَر على وجوههم، قال تعالى: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}
معاشر المؤمنين، إذا كانوا يضمرون كل هذا الشرّ لمجرد تلاوة الآيات فماذا يمكن أن يفعلوا لو ظفروا بهذا الكتاب ووقع في أيديهم، أو دارت لهم الدائرة على حملة هذا القرآن، هذا ما يذكره الله عنهم في قوله: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}، ومعنى يَسْطُونَ أي: يبطشون، إنهم يكادون ويقاربون أن يصُولُوا على الذين يتلون هذا الكتاب من شدّة حقدهم وغيظهم من سماع هذا القرآن.
ويحهم! وماذا وجدوا فيه غير سعادة البشرية؟! ماذا وجدوا فيه غير الحق والهدى؟! ماذا وجدوا فيه حتى تمتلأ قلوبهم بكل هذا الغيظ لمجرد سماع آياته؟! اللأنهم لا يملكون حُجة ولا دليلاً ولا برهانًا، {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}
عباد الله، عبثُ الصاغرين ضدَّ هذا الكتاب سيبقى ما بقي الخير والشر، ربما تتنوع الأساليب، ربما تتلون الأقنعة، لكنهم بإذن الله خاسرون وأمام كلام الله مدحورون .. تأملوا يارعاكم الله مرة أخرى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} .. تأملوا تكرار العلة ذاتها .. إنه الكفر .. هو الذي يدفعهم للتواصي والتعدّي على هذا الكتاب، فيقول سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، إنها إذًا وصية الكبراء المنظرين، حملَة القرار لأنفسهم ولجماهيرهم، {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ}، ردٌّ للحق قبل سماعه، بلا حِوار ولا مناقشة، بل بلا سماع بالكلية، ليس هذا فحسب، بل: {وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}، أتدري ـ أيها المؤمن ـ ما معنى ذلك: معناه الصياح وترديد أقوال لا معنى لها، المهمّ أن تعلوَ أصواتهم فوق صوت القرآن فلا يسمعوه، ولِما كل هذا {لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}. لعلكم بصيغة التضعيف فهم يدركون جيداً أن القرآن غالبهم ..
كمن يريد حجب الشمس بغربال .. يريدون إسكات القرآن وحجب هدايته ... مرة بالأغاني والموسيقى .. ومرة بالتمزيق والدوس وإلقائة في الأماكن القذرة .. ومرة بالحرق وغير ذلك من أشكال اللغو .. وكلها صور مكررة ومتنوعة من الهزيمة النكراء .. لكنها في عصر بحسبه. والنتيجة بحول الله دائماً واحدة .. فمن يغالب الله يُغلب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي أساليب الأعداء يا عباد الله، وذاك هو موقفهم من القرآن، ولن يتغير؛ ووالله لو وجدوا غير ذلك لما ادخروا وسعاً .. فحين أعيتهم الحيلة لجؤوا إلى هذه الأساليب الوضيعة التي لا تدنّس إلا سمعتهم، ولا تحط إلا من أقدارهم.
ومن أعاجيب قضاء الله وأمره .. أنهم في كل مرةٍ يقدمون دليلاً جديدًا على أن الله جلت قدرته هو وحده الحافظ لهذا القرآن العظيم .. أما قال جلت قدرته: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، تأملوا يا عباد الله: سبع كلمات يجتمع فيها ما يقرب من عشر مؤكدات: "إنَّ" و"ن" الخطاب وألفها .. الدالتين على العظمة والقوة، و"نحن" الدالة على الجمع للتفخيم وعلى التوكيد والحصر أي: نحن وليس غيرنا، "نزلنا" صيغة مبالغة من "أنزلنا" فهي أبلغ وأوكد، ثم "ن" الخطاب وألفها مرة ثانية ولكن هذه المرة مع الجمع للتفخيم .. الدال على القدرة والعظمة، ثم أختار من أسماء القرآن "الذكر" .. وفي ذلك ما يشعر بأنه رفيع القدر عالي المكانة .. ثم تكرار لـ"إنا" وبعدها "له" ضمير يعود على القرآن .. ثم لام التوكيد في "لحافظون"، فكل هذه المؤكدات المتتالية تمنح المؤمنين ثقة وطمأنينة بحفظ الله لهذا الكتاب العزيز. الحفظ الشامل الكامل .. العام التام،
فعلى سبيل المثال حين نزل القرآن منجّمًا حسب الحوادث، لم يوكل أحداً ليجمعه بل تولى ذلك بنفسه تبارك وتعالى قال تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}، فالمولى جل وعلا هو الذي تكفّل بجمع القرآن وتكفل بحفظه وتكفل بطريقة قراءته وتكفل ببيانه وتوضيحه، وتلك بعض صور الحفظ الشاملة التي تجعل المسلم اليوم يقرأ القرآن وهو مطمئنّ أنه يقرأه غضاً طرياً، كما كان يقرؤه المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
وبعد كل هذه الضمانات من الحفظ فلن يجرؤ أحد على مغالبة هذا الكتاب إلا سفيه أو معتوه، قد حكم على نفسه بالسقوط والهوان. {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} .. فهذا القرآن سيبقى عزيزًا مكرمًا رغم أنوف الأعداء، ولن يستطيع أحد أن ينال منه شيئاً؛ لأن القرآن قد انتصر في معركته مع جميع أعدائه وعلى جميع الأصعدة والأزمنة، انتصر بنصّه فلم يتغيَّر ولم يتبدّل، وانتصر بآياته وعلمه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} وانتصر بنوره وهديه فما زالت القلوب تهفو إليه، وما زال تأثيره يزداد وشأنه يعلو ويصعد ..
يا أيها الكرام، تأملوا معي هذا المثل: لو أنّ الناس كلهم انقلبوا إلى كناسين لتراب الأرض ليلوّثوا به صفحة السماء النقية أو يلطخوا به وجه الشمس البهية، فلن يغبّروا إلا على رؤوسهم، ولن يؤذوا إلاّ أنفسهم وأنفاسهم، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ..
وما مثل هؤلاء الحاقدين الصاغرين والقرآن إلا كمثل ذباب أحمق زعم أنه يريد أن يقتل صقراً، فلما أقترب منه جاءته قصفة من طرف ريشة من أطراف جناح الصقر فشتت أوصال الذباب وجعلته شذر مذر .. وما علم به الصقر ولا شعر بوجوده من أصله ..
فاطمئن أيها المؤمن بربه، فهم الذين سيزدادون صغارًا على صغارهم وذلاً على ذلهم، وسيزداد القرآن وأهله سموا وعلوا ..
إلا أن علينا واجباً عظيماً تجاه القرآن الكريم .. فلنتقي الله ونؤديه على الوجه المطلوب .. فوالله ما تطاول عليه الأعداء إلا لما ضعف قدره عند أهله، فاحذروا أن يكون أحد منا قد تسبب في ذلك.
أولا يوجد من المسلمين اليوم من لا يُنزل القرآن منزلته اللائقة به؟! فهو لا يقرؤه، ولا يعمل به، ولا يعيره أدنى اهتمام، يهمله إهمالا كاملا، وربما أكثر من ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها المسلمون، أنزل الله القرآن الكريم ليُخرج به الناس من الظلمات إلى النور، ولم ينزله تبارك وتعالى ليُتْلَى باللسان تلاوة مجردة عن التدبر والعمل، ولا ليكتب على لوحات مزخرفة تزين بها جدران البيوت والمجالس، ولم ينزله سبحانه ليُكتب في حُجُب وتمائم تعلق في الرقاب؛ ليدفَع العين والأذى، وما أنزل القرآن ليُقرأ على الموتى والأضرحة، أو في مناحات العزاء، ولا لتُفتتح وتغلق به برامج الإعلام المريء والمسموع .. ثم يكون بين ذلك ما يكون من المعاصي والمنكرات! إنما أُنزِل ليُقرأ وليُتدبَّر، وليتذكر به مَن يتذكر، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} ..
لقد تكفّل سبحانه لمن قرأ القرآن واتبع ما جاء فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، قال تعالى: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} كما أنذر من أعرض عنه بأشد الوعيد وأخطره فقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ..
أيها الفضلاء، ليكن ما تعرض له القرآن العظيم دافعاً ليحاسب كل منا نفسه محاسبة دقيقة وليعرف كل منا منزلة القرآن عنده .. فكل مسلم في هذا المجتمع صغر أو كبر عليه جزء من المسؤولية تجاه كتاب الله جل وعلا .. لنعد إلى الوراء قليلاً .. ولنتأمل علاقتنا مع القرآن: ما شأنها؟! أهي على ما يريد الله أم أن الأمر بخلاف ذلك؟!
و والله إن أبلغ رد على أعداء القرآن أن نكون من أهل القرآن .. المعظمين له حق تعظيمه .. القائمين بحقوقه على الوجه الصحيح .. المجتهدين على خدمته ورفع شأنه بين العالمين بكل ما نستطيع ..
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} اللهم اجعلنا خدّامًا لكتابك، عاملين بما فيه، مقيمين لحدوده وحروفه، برحمتك يا أرحم الرحمين .. اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم، واجعله مسمارًا في نعش حضارتهم. ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Sep 2010, 09:16 ص]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل على هذا المقال الرائع. وأسأل الله تعالى الهداية لكل الضالين من المسلمين وغيرهم. وإنها لنعمة نعمة الهداية التي أغدق الله تعالى بها علينا. وكفا بها من نعمة والله. والحمد لله رب العالمين(/)
الدعاء في القرآن
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:17 م]ـ
فائدة
كل دعوة في القرآن فهي مستجابة ما عدا دعاء أهل النار، وتصديق ذلك في كتاب الله، قال الله تعالى: (له دعوة الحق) وقال عن أهل النار: (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) وإذا كان دعاء الكافرين في ضلال فلا يستجاب لأن الضلال خلاف الحق قال الله تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال). والله أعلم.(/)
أَسرار التنزيل
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:45 ص]ـ
أرجى آية في كتاب الله
لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله
الله جل جلاله يُعبد خوفاً وطمعاً والرجاء فيما عنده أحد أركان الإيمان بالله الثلاثة وهي:
محبته سبحانه والخوف منه والرجاء في فضله.
وعلى هذا فمما عني به أهل التفسير والتحقيق في أي آية في كتاب الله أرجى؟
فمن نظر من أهل العلم ما بينه الله في آية المداينة من الطرق الكفيلة بصيانة الدَّيْن من الضياع ولو كان الدّيْن حقيراً كما هو ظاهر الآية قالوا: " هذا من المحافظة في آية الدّيْن على مال المسلم مع العناية التامة بمصالح العبد المسلم فكيف إذاً بعناية اللطيف الخبير لعبده المسلم يوم القيامة وهو في شدة الحاجة إلى ربه؟ " لاريب أن ذلك أعظم وأولى.
وذهب شيخنا الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ إلى أن من أرجى آيات القرآن قوله تعالى في سورة فاطر: ((ثُمَّ أَوْرَثْنَاالْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا)).
قال رحمه الله: " والواو في ((يَدْخُلُونَهَا)) شاملة للظالم والمقتصد والسابق على التحقيق ولذا قال بعض أهل العلم حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين " أ هـ.
ونصّ رحمه الله في الموضع نفسه بأن وعد الله الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين.
ومن أهل العلم أيها المبارك من تأمل ما جاء في خبر الصديق مع مسطح بن أثاثة:
إذ أن أبا بكر الصديق لما أنزل الله براءة عائشة وكان مسطح ممن وقع في عرضها حلف ألا ينفع مسطحاً منافعه وكان ينفق عليه من قبل فأنزل اللطيف الخبيرقوله: ((وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُواالْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) (النور 22). وذهبوا إلى أن ما صنعه مسطح يحط النجم من قدره ومع ذلك عاتب الله الصديق في حقه وعظيم جرم مسطح وما وقع فيه إلا أن الله لم يبطل له ما سلف من عمل فسمّاه مهاجراً فدل ذلك كما نصَّ العلماء على أن هجرة مسطح في سبيل الله لم يحبطها قذفه لعائشة رضي الله عنها.
ومن هنا ذهب من ذهب من العلماء إلى أن هذه أرجى آية في كتاب الله والحق أن مسلكهم في الاستدلال مسلك حسن وله حظ كبير من العقل والنقل.
ومن المهم أن ندرك أن ما وقع من مسطح إنما كان قبل أن ينزل القرآن ببراءة أُمِّنا رضي الله عنها،أمّا وقد برّأها الله من فوق سبع سموات فإن قذفها بعد ذلك كفر بواح فمن هذا الذي يرد على الله قوله؟
أما القرطبي رحمه الله فقد ذكر في كتابه القيم الجامع لأحكام القرآن خبراً عن تدارس هذا الأمر بين الصحابة:
وأن الصديق رضي الله عنه يرى أن أرجى آية هي قول الله تعالى في فاتحة غافر: ((غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ)) وسِرُّ ذلك أن الله قدم قبول التوبة على غفران الذنوب وفي هذا بشارة للمؤمنين.
واختار عثمان رضي الله أن أرجى آية هي قول الله في سورة الحجر: ((نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
بينما يرى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن أرجى آية هي قول الله تعالى من سورة الزمر: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ .. )).
ثم قال الإمامالقرطبي رحمه الله معقباً:
وقرأت القرآن كله من أوله وآخره فلم أرى آية أحسن وأرجى من قول الله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)).
وصلّى الله وسلّم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.(/)
(((ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ... ))) تساؤل مشكل حقاً
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:19 ص]ـ
ما فائدة أن تسأل الله شيئا وعدك إياه ... ؟
المعذرة فأنا ما طرحت هذا التساؤل عجزا عن البحث عنه ...
ولكني لا أجد الوقت لذلك فأنا مغترب عن الوطن للدراسة .. والله المستعان
فمن كان لديه علم فلا يكتمه عنا ...
(((لتبيننه للناس ولاتكتمونه)))
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:06 ص]ـ
الله وعدَ عباده المؤمنين وعوداً حسنةً على ألسنة رسله بشروطٍ لا يعلم قيامَهم بِها على وجهها غيرُه، فالدعاء للتجاوز والعفو عن التقصير. ثم إن في الدعاء بهذا كمال تضرع بين يدي الكريم بذكر كرمه ووعده الحسن بالمغفرة، وهذا يدعو كرماء الدنيا للعفو والجود إذا ذكرهم السائل بوعدهم له سابقاً، ويدعوهم هذا للبذل والجود والمسامحة، فكيف بالله رب العالمين الذي هو أكرم الأكرمين ويحب المتضرعين المتذللين بين يديه.
والتأمل في الآيات التي وردت الآية التي سألتم عنها في سياقها تؤكد هذا وتبينه أتم بيان، ولا أحسب هذا بخافٍ عنك أخي مساعد فقد لمستُ منك في مشاركاتك القليلة الماضية عنايتك بلغة القرآن والتدسس في دقائقها، ولكنك أحببت اسثارة إخوانك لمشاركتك في التدبر لهذه الآية الكريمة نسأل الله أن يجعل لنا من تحقيقها أوفر الحظ والنصيب يوم الحساب.
والله أعلم.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:20 ص]ـ
الله وعدَ عباده المؤمنين وعوداً حسنةً على ألسنة رسله بشروطٍ لا يعلم قيامَهم بِها على وجهها غيرُه،
.
لله درك
والله لقد دُهشت من هذا الجواب الشافي!
وما استطعت إكمال جوابك وبقيت أردد:
ما شاء الله .. لا قوة إلا بالله .. اللهم بارك عليه .. عملا بالسنة عند الاعجاب بشئ ما
حفظك الله ذخراً لنا ونور قلبك وأطلق بصيرتك وجمعنا بكم في دار كرامته إنه قريب مجيب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:30 ص]ـ
حفظك الله أخي العزيز، وهذا بعض ما عندك فتح الله عليك.
نسأل الله أن ينور بصائرنا، ويهدينا دوماً للحق والصواب.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:36 ص]ـ
أو بعبارة أخرى -من أجل التوضيح فقط-
يكون المعنى الإجمالي لدعائهم:
ربنا وفقنا حتى لا نموت إلا ونحن مسلمون فينالنا ماوعدت به المؤمنين على رُسُلك من المغفرة والنعيم المقيم
ولعل في كلمة (((آتنا))) دلالة لطيفة على ذلك فمن وفقه الله حتى مات على الاسلام فقد آتاه المغفرة والنعيم الذي وعده إياه على رسله
ولكن هنا إشكال آخر - أعانك الله علينا - (ابتسامة)
أنه قد يكون في هذا مورد شبهة على أهل السنة والجماعة لأنهم يمنعون التأويل في أسماء الله وصفاته .. فقد يقول قائل: ها أنتم أولاء تأولون وتصرفون اللفظ عن ظاهره فلماذا تجيزوه هنا وتمنعوه في باب الاسماء والصفات ...
إشكال عندي جوابه ولكن أريد أن أختبر أهل الملتقى إذا ما ناظرهم أشعري أو ماتريدي كيف سيكون جوابهم له ... ؟
تنبيه:
هذا الإشكال وإن كان يصنف من علم العقيدة فإنه قطعا من صميم علم التفسير ... لأننا ملزمون بأن نبين للمخاطب لماذا أولنا هنا ومنعنا في مثل قوله تعالى (((يحبهم ويحبونه)))
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 03:15 م]ـ
السلام عليكم
"رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى? رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ?لْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ?لْمِيعَادَ "194 آل عمران
هل يمكن القول ان الدعاء كى يؤتيهم الله ماوعدوا به فى الدنيا ... الهداية " اهدنا الصراط المستقيم "؛ النصر والتمكين؛ الاستخلاف ...
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 03:39 م]ـ
لعله كذلك
(((ربنا وآتنا ماوعدتنا على رسلك))) للدنيا
(((ولا تخزنا يوم القيامة))) للآخرة
كقوله تعالى ((( ... ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)))
وجزاك الله خيرا
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:31 ص]ـ
وإذا جعلنا قوله تعالى: (((ربنا وآتنا ماوعدتنا على رسُلك))) للدنيا .. يكون المعنى الإجمالي لهذا الدعاء:
ربنا وفقنا لأن نكون مؤمنين حقا فنستحق وعدك الذي وعدتنا على رسُلك من النصر والتمكين والاستخلاف في الأرض
وبهذا يكون الدعاء جاريا على سمة أهل الإيمان أنهم يدعون بخيري الدنيا والآخرة ... لاتشغلهم الدنيا وهمومها عن تذكر الآخرة والإشفاق من عذابها ونعيمها ...
كما قال الله تعالى: (((فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [202])))
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالمين]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:19 ص]ـ
بارك الله فيكم.
استفدت من هذا الموضوع فعلا.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:11 ص]ـ
وفيك بارك ....(/)
وقفاتٌ جميلة مع كتاب الله من أحد القساوسة النصارى الذين أسلموا: أدعوك لقراءتها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:52 ص]ـ
وردني على بريدي من أخي سعادة العميد عبدالله الصقلي الشهري وفقه الله رسالة عنون لها بـ (قس نصراني يقول .. ). وهو يتعاهدني برسائله الجميلة بين الحين والآخر جزاه الله عني خيراً.
وسأورد الرسالة كما وردتني مع بعض التنسيق فقط، ثم أعلق عليها بعد ذلك.
نص الرسالة:
اقرأ هذه القصة فيها أشياء عجيبة المسلمون غافلون عنها ..
إسلام أكبر داعي للنصرانية في كندا!!!
هذا كان أكبر داعيه للنصرانيه في كندا يعلن اسلامه ويتحول إلى أكبر داعيه للإسلام فى كندا، كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible .
هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير ... لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور ...
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني ...
كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ...
لكنه ذهل مما وجده فيه .......
بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده .... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ......
بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!! ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهن .....
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرة الرجل ....
أخذ يقرأ القرآن بتمعن اكثر لعله يجد مأخذا عليه .... ولكنَّه صعق بآيةٍ عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء: 'أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا '
يقول الدكتور ملير عن هذا الآية: (من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبد إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها وهو ما يسمى بـ Falsification test ..... والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ...... )
يقول أيضا عن هذه الآية: ' لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد '
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء: 'أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون'
يقول: 'إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب ' فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله
يقول الدكتور ملير: ' الان ناتي الى الشيء المذهل في امر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بان الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول: 'وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَايَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 ' الشعراء ويقول سبحانه وتعالى' فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 ' النحل ارايتم؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة اي كتاب؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل ان تقرأ هذا الكتاب يجب عليك ان تتعوذ مني؟؟ ان هذه الايات من الامور الاعجازية في هذا الكتاب المعجز! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة
(يُتْبَعُ)
(/)
' من القصص التي ابهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابي لهب .......... يقول الدكتور ملير: 'هذا الرجل ابو لهب كان يكره الاسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم اينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم, اذا راى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب اليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم ابيض فهو اسود ولو قال لكم ليل فهو نهار المقصد انه يخالف اي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه. قبل 10 سنوات من وفاة ابي لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر ان ابو لهب سوف يذهب إلى النار , اي بمعنى اخر ان ابو لهب لن يدخل الاسلام. خلال عشر سنوات كل ما كان على ابو لهب ان يفعله هو ان ياتي امام الناس ويقول 'محمد يقول اني لن اسلم و سوف ادخل النار ولكني اعلن الان اني اريد ان اد خل في الاسلام واصبح مسلما!! , الان مارايكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا؟ هل الوحي الذي ياتيه وحي الهي؟. لكن ابو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم ان كل افعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الامر يعني القصة كانها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي لهب انت تكرهني وتريد ان تنهيني , حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي! ..... لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالاسلام!! عشر سنوات كانت لديه الفرصه ان يهدم الاسلام بدقيقة واحدة! ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابا لهب لن يسلم. كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان ابا لهب سوف يثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟؟ كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان مالديه حق لو لم يكن يعلم انه وحيا من الله؟؟ لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا امر واحد هذا وحي من الله ' تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 1 مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ 2 سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ 3 وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ 5
يقول الدكتور ملير عن اية ابهرته لاعجازها الغيبي: 'من المعجزات الغيبية القرانية هو التحدي للمستقبل باشياء لايمكن ان يتنبأ بها الانسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق الا وهو falsification tests او مبدأ ايجاد الاخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره ,وهنا سوف نرى ماذا قال القران عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى القران يقول ان اليهود هم اشد ان الناس عداوة للمسلمين في وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للملسلمين هم اليهود '
ويكمل الدكتور ملير: 'ان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك ان اليهود لديهم الفرصة لهدم الاسلام بامر بسيط الا وهو ان يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها:ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقران يقول اننا اشد الناس عداوة لكم ,اذن القران خطأ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة!! ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس انسان!! ' يكمل الدكتور ملير: ' هل رايتم ان الاية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول!! ' ' لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 ' المائدة وعموما هذة الاية تنطبق على الد كتور ملير حيث انه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الاسلام واصبح داعية له ....... وفقه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
يكمل الدكتور ملير عن اسلوب فريد في القران اذهله لاعجازه: ' بدون ادنى شك يوجد في القران توجه فريد ومذهل لا يوجد في اي مكان اخر ,وذلك ان القران يعطيك معلومات معينة ويقول لك: لم تكن تعلمها من قبل!! مثل: سورة آل عمران ' ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون '44 سورة هود ' تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين '49 سورة يوسف ' ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون '102 يكمل الدكتور ملير: ' لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الاسلوب , كل الكتب الاخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من اين اتت هذه المعلومات , على سبيل المثال الكتاب المقدس (الانجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص اخر كان له عدد كذا من الابناء واسماءهم فلان وفلان .. الخ. ولكن هذا الكتاب (الانجيل المحرف) دائما يخبرك اذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك ان تقرأ الكتاب الفلاني اوالكتاب الفلاني لان هذه المعلومات اتت منه '
يكمل الدكتور ملير: ' بعكس القران الذي يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة!! بل ويطلب منك ان تتأكد منها ان كنت مترددا في صحة القران بطريقة لا يمكن ان تكون من عقل بشر. والمذهل في الامر هو اهل مكة في ذلك الوقت -اي وقت نزول هذه الايات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بان هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه , بالرغم من ذلك لم يقولوا: هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , ابدا لم يحدث ان قالوا مثل ذلك ولم يقولوا: نحن نعلم من اين جاء محمد بهذه المعلومات , ايضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث ان احدا لم يجرؤ على تكذيبه او الرد عليه لا نها فعلا معلومات جديدة كليا!!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل '
جزاك الله خيرا يا دكتور ملير على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر.
تعليق:
بغض النظر عن بعض المعلومات الواردة ومدى دقتها فقد أعجبني أسلوب النظر والتأمل في الآيات الذي نغفل عنه كثيراً، وبعض العلماء قد أشار إلى بعض ما ورد في هذه الرسالة ولكن ظهورها على لسان هذا الرجل - وأنا لا أدري هل هو شخص حقيقي يحمل هذا الاسم في كندا أم لا، وليت الزملاء الخبراء يؤكدون لنا ذلك أو يصححونه - فيه لفت نظرنا لزوايا التأمل في القرآن، وإعمال الفكر والعقل في هذه الأدلة الواضحة التي تثبت صحة القرآن والثقة التاااااامة به وبما فيه.
وأعجبني هذا المنطق السليم في التعامل مع القرآن فهو مع سهولته في غاية العمق والفائدة.
كما أبان هذا فائدة أن يوزان الباحث بين ما ورد في القرآن وغيره من الكتب السابقة ليعرف عظمة القرآن ومعنى هيمنته على الكتب السابقة مع علمنا بتحريف الكتب السابقة، ولكن ولو معرفة مجملة استئناساً ببقاياها وأساليبها العامة.
نسأل الله أن يرزقنا الفهم لكتابه، وكمال اليقين بوعده سبحانه وتعالى.
ليتكم بعد قراءة الموضوع تذكرون رأيكم في هذه التأملات وما الذي أثارته في نفوسكم؟
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:32 ص]ـ
وأعجبني هذا المنطق السليم في التعامل مع القرآن فهو مع سهولته في غاية العمق والفائدة
أقول:
ماضر طلبة العلم وقطَعَ عليهم الطريق إلا التكلف والتقعر في الطلب ... لو أن:
طالب التفسير
أخذ تفسير ابن عاشور وبقي يقرأ فيه حتى يتمه لوصل بإذن الله
ولو أن طالب الفقه والأصول:
بقي سنة أو سنتين يستمع لدروس الشيخ ابن عثيمين استماعا فاعلا لوصل بإذن الله
ولو أن طالب الحديث دراية ً
أخذ كتاب الألباني "النصيحة" حتى يعرف حجج تصحيح الحديث
وكتاب الشيخ د. أحمد الخليل " مستدرك التعليل" حتى يعرف حجج تضعيف الحديث
لوصل بإذن الله
وهكذا وهلم جرا
ولكن نحن هولنا الموضوع
هاهو ذا القس قدم استدلالات دامغة بكل منطق سليم وبكل بساطة ولم يعرف شيئا اسمه " أصول فقه " ولا " منطق" ولا " جدل"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن نحن من حجرنا على عقولنا بهذه الآصار والأغلال التي تسمى " أصول فقه" ومنطق " و"جدل"
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:37 ص]ـ
خاطرة أخرى:
القرآن بمجموع مافيه من عجائب معجزة .. جعلت القس المذكور يسلم ..
أفراد عجائبه لا يصح أن تسمى الواحدة منها بمفردها معجزة لتطرّق النقاش إليها
مثل نظرية الانفجار الكبير ليست حقيقة ثابتة وحولها جدال كبير
ومثل قوله تعالى ((( ... كأنما يصعد في السماء))) لايصح أن يسمى بمفرده اعجاز
وخطر في ذهني الآن وانا أكتب:
أنه ربما يصح إطلاق اسم الإعجاز العلمي على مجموع ما اكتشف في العصر الحديث وقد دل القرآن عليه بغض النظر عن قوة الدلالة من ضعفها ... مجموع ذلك كله
فيصح أن أضع عنوانا " الإعجاز العلمي في القرآن والسنة"
لكتاب يتكلم عن جملة كبيرة من الآيات التي فيها دلالة على شئ لم يكتشف إلا حديثا بشرط أن يكون في معظم مجالات العلم الحديث لأن الناظر العاقل فيه يضطر عقله للإذعان والتسليم بأن القرآن لا يمكن أن يكون من وضع البشر فيصح بذلك إطلاق لفظ الإعجاز أما كل مسألة بمفردها فقد يكون فيها من المراجعات والعثرات ما الله به عليم وذلك مثل التواتر في الحديث ... والله أعلم
ولا يصح أن أضع عنوانا " الاعجاز العددي في القرآن والسنة"
لكتاب ليس فيه إلا هذا المجال فحسب ... لأنه لا يجبر العقل السليم على الاذعان والتسليم بمجرده والمعجزة هي ما تقطع على العقل كل احتمال ... كما أسلم سحرة فرعون ...
وإني أظن -والله أعلم- أن هذا القس المهتدي لو لم يطلع من دلائل صدق القرآن إلا على مايذكره الأخ الموفق: عبد الله جلغوم وأمثاله
لما وصل للقناعة التي تجعله يسلم ...
فلا نستطيع أن نسمي أبحاث الدلائل العددية التي يكتبها الأخ جلغوم وأمثاله " إعجازا" حتى يذعن لها كبار علماء الرياضيات في العالم
ويسلّموا تسليما أن هذا الذي في القرآن من ترتيب ليس في مقدور البشر وطاقاتهم أما ولما يتم ذلك فليس من المنهجية في شئ أن نسميه
" إعجازا "
والله تعالى أعلم .....
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:55 ص]ـ
...
...
ولكن نحن من حجرنا على عقولنا .....
هذه المسألة تستحق البحث والمناقشة فعلاً ..
ولكن تربيتنا على ألا نتقدم على من سبقنا، وألاّ نظهر قولاً غير مسبوق
تمنعنا من إبراز كثير من الدلائل التي يدركها الكثير بالفطرة والفكرة
ولكنها لما جاءت على لسان القس الذي أسلم .. كان لها مذاق آخر!
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وثمة شريط كاسيت يحكي قصة عالم رياضيات غربي أسلم وتأمل تأملات مشابهة في بداية سورة البقرة وفي قصة آدم مع الملائكة وجعله خليفة , تأملات رائعة جدا ونسيت صاحب الشريط إن لم يكن عبد العزيز السويدان
أنصح جدا بسماعه ..
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:22 م]ـ
ولكن تربيتنا على ألا نتقدم على من سبقنا، وألاّ نظهر قولاً غير مسبوق
تمنعنا من إبراز كثير من الدلائل التي يدركها الكثير بالفطرة والفكرة
ما قعد بنا عن ركاب النهضة والتقدم إلا هذا!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:52 م]ـ
وإني أظن -والله أعلم- أن هذا القس المهتدي لو لم يطلع من دلائل صدق القرآن إلا على مايذكره الأخ الموفق: عبد الله جلغوم وأمثاله لما وصل للقناعة التي تجعله يسلم ...
فلا نستطيع أن نسمي أبحاث الدلائل العددية التي يكتبها الأخ جلغوم وأمثاله " إعجازا" حتى يذعن لها كبار علماء الرياضيات في العالم
.....
يا أيها الفاضل: هناك من عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وشاهد الكثير من معجزاته بأم عينيه، وواكب نزول القرآن ... ومع ذلك فلم يسلم. وهناك من سمع بضع آيات، فكفته، وأعلن إسلامه ..
وما يدريك، لعل هذا القس - إن كان شخصية حقيقية - لو اطلع على هذا البحث لأسلم؟ بخاصة أنه من أهل الرياضيات .. أم أنك قد أطلعته عليها، فلم يقتنع بها؟
ثم، لماذا تربط اعترافك بهذا الإعجاز بانتظار علماء الرياضيات؟ هل تعتقد أن في مقدور البشر، أن يبدأوا بتأليف كتاب حسب ما يجري في عالمنا من احداث، يوما بيوم، فإذا انتهوا منه، جاء كتابا محكم الترتيب ووفق علاقات رياضية محكمة.
نحن نقول إنها إعجاز، وها نحن نعرض أدلتنا من واقع القرآن. أثبتوا أنتم أنها ليست إعجازا، أو فسروا لنا كيف جاءت هذه العلاقات الرابطة بين سور القرآن وآياته، مع ما نعلمه من نزول القرآن مفرقا. لا تقل لي أنك قد تجد مثلها في أي كتاب، كما قال غيرك، فهذا افتراء، وعبث، واستهزاء بكتاب الله. .
أفيقوا يا أهل القرآن، أفيقوا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:05 م]ـ
هذه المسألة تستحق البحث والمناقشة فعلاً ..
ولكن تربيتنا على ألا نتقدم على من سبقنا، وألاّ نظهر قولاً غير مسبوق
تمنعنا من إبراز كثير من الدلائل التي يدركها الكثير بالفطرة والفكرة
ولكنها لما جاءت على لسان القس الذي أسلم .. كان لها مذاق آخر!
صدقت أخي الفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وثمة شريط كاسيت يحكي قصة عالم رياضيات غربي أسلم وتأمل تأملات مشابهة في بداية سورة البقرة وفي قصة آدم مع الملائكة وجعله خليفة , تأملات رائعة جدا ونسيت صاحب الشريط إن لم يكن عبد العزيز السويدان
أنصح جدا بسماعه ..
إن هذه القصص وأمثالها مشكوك في صحتها، بل هي عارية عن الصحة وملفقة. والعجيب أنها تسري بيننا سريان النار في الهشيم.
هل نحن متعطشون إلى هذا الحد لشهادة هؤلاء، ام أنها شهادة الأعداء التي نهيم بها عشقا، ونستدل بها على صحة ما لدينا؟.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:39 م]ـ
قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ... الآية.
وليس بغريب أبدا على من يتدبر آي القرآن الكريم أن يجده معجزا بكل ما فيه ... وكل حسب تخصصه:فهذا القس إن صحة القصة تأمل من زاوية ربما لم يتأمل منها الكثير منّا فكانت تأملاته غاية في النباهة وصفاء العقل ولا يكون ذلك إلا لمن تجرد للحق وأذعن له وأفرغ رأسة ممّا قد يتناقض معه من أفكار خاطئة لا تتفق معه ولأن الحق واحد.
وكما أورد الاخوة الافاضل قبلي أننا بحاجة إلى الوقوف على معاني القرآن ودعوة إلى التأمل والتفكر والتدبر فربما دبّ فينا مرض هو من اخطر الأمراض وهو أن تصير العبادة عادة والله المستعان.
ونشكر للدكتور عبد الرحمان هذا الطرح بغض النظر عن مدى صحة القصة وقد أشار إلى ذلك في معرض كلامه جزاه الله خيرا إلا انها وليس كما قال بعض الأفاضل (ام أنها شهادة الأعداء التي نهيم بها عشقا، ونستدل بها على صحة ما لدينا؟) بل لعلها اشارة تغني عن العبارة.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن فهم كتابة وأن يجعلنا من الذين يزدادون بتلاوة القرآن إيمانا وتصديقا وأن يفتح علينا فيه بفتوح العارفين به سبحانه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:18 م]ـ
والشيء بالشيء يذكر ..
يقول الكاتب النصراني (أمين نخلة):
قال الكاتب والشاعر النصراني أمين نخلة: "كلما قرأت القرآن قلتُ لنفسي: ويحك انجي فإنك على النصرانية"! انتهى.
وصدق الله إذ يقول: {ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون}.
حقاً إن القراءة المتأنية المتدبرة لهذا الكتاب العظيم تورث خيراً عظيماً ـ كما رأينا في قصة د. ملير ـ وهاهو أحد نصارى العرب يعبر عن ذلك بهذه الكلمات الموجزة التي تدل على عميق أثره في نفوسهم.
فأينَ أينَ المسلمون عن تدبر هذا الكتاب العظيم؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:53 م]ـ
إن هذه القصص وأمثالها مشكوك في صحتها، بل هي عارية عن الصحة وملفقة. والعجيب أنها تسري بيننا سريان النار في الهشيم.
هل نحن متعطشون إلى هذا الحد لشهادة هؤلاء، ام أنها شهادة الأعداء التي نهيم بها عشقا، ونستدل بها على صحة ما لدينا؟.
الشيخ عبد الله أنت لديك مشكلة في كل من لا يقتنع بآرائك ,
نحن نفرح هنا أن شرح الله صدره للإسلام وأن طريق هدايته روعة هذا القرآن وما وجده من صدق محتواه , قد لا يستشعر هذه المعاني من ولد مسلما لعدم التفاته لدلائل اثبات صدق القرآن فهو ولله الحمد ولد مسلما ويمارس دينه مستسلما لله بالطاعة فمثل هذه المواقف تجدد الإيمان وتزيده ..
ملاحظة // هناك مواقع انترنت كثيرة تتكلم عن الإعجاز العددي في الكتاب المقدس عند النصارى بطريقة تشابه الطريقة التي تقوم بها أنت مع القرآن.!!
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:25 م]ـ
أقول:
هاهو ذا القس قدم استدلالات دامغة بكل منطق سليم وبكل بساطة ولم يعرف شيئا اسمه " أصول فقه " ولا " منطق" ولا " جدل"
ولكن نحن من حجرنا على عقولنا بهذه الآصار والأغلال التي تسمى " أصول فقه" ومنطق " و"جدل"
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي ليست آصارا وأغلال كما ذكرت بل ما وصل الكبارممن زكرت إلي ما وصلوا إليه إلا بأصول وضوابط تتمثل في قواعد تنضبط بها أصول الفهم والاستنباط أأصول الفقه تسمي آصارا وأغلالا والذي لا إله غيره لقد تغيرت نظرتي لعلم التفسير بله العلوم الشرعية بعامة حين درست أصول الفقه، ثم كيف يفهم الطالب ما ذكرت من الكتب بغير هذه العلوم، ثم كيف تجمع بين أصول الفقه والمنطق والجدل ــ مع فائدتهما ـــ، يا أخي ليس العيب فيما تسميه ((آصارا وأغلالا)) إنما العيب فيمن يدرس أو يدرّس هذه الآصار والأغلال ــــ علي حد تعبيرك ــــ!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرجو أن تراجع هذا الكلام لأنه {في نظري} جد خطير!!؟
نعم لا للتكلف والتقعر، ونعم لليسر والسهولة، ولكن كما مشي الأولون نمشي، لكي نصل كما وصلوا.
والحمد لله رب العالمين.
أما عن المقال فرائع.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:31 م]ـ
إن هذه القصص وأمثالها مشكوك في صحتها، بل هي عارية عن الصحة وملفقة. والعجيب أنها تسري بيننا سريان النار في الهشيم.
هل نحن متعطشون إلى هذا الحد لشهادة هؤلاء، ام أنها شهادة الأعداء التي نهيم بها عشقا، ونستدل بها على صحة ما لدينا؟.
دعوة الى إعادة أحياء علم الإسناد والنثبت
لا شك أخي الفاضل أن هذه القصة التي تفضل الدكتور عبد الرحمن بذكرها مؤثرة في القلوب. ولكن مثل هذه القصة ومثيلاتها الكثيرات التي نسمعها ونقرأ عنها يستدعي منا العودة الى التثبّت من صحتها والتأكد تماماً من مصدرها ولو عن طريق العنعنة والتسنيد والتي هي طريقة فريدة في التثبت والتأكد. لماذا لا توثق هذه القصص التي تكثر في الملتقيات بطريقة علميّة ويرجع فيها الى صاحبها؟؟ هناك قصة مشابهة تماماً تتكلم عن قس أسلم على يديه كمّ هائل من الأمريكيين. فهل يعقل أننا لا نعرف اسم هذا القسيس الذي اسلم وهل اسمه فعلاً ليس بالضرورة أن يُعرف؟ ولماذا لا يروي هو بنفسه هذه القصة حتى تؤخذ عنه بطريقة علمية سليمة وأين هو دور الإعلام الإسلامي من ذلك كله؟؟ أين هي الفضائيات الإسلامية لتأخذ على عاتقها هذا الدور المهم. أنا أقول أن التثبت من هذه القصص يزيد في الدعوة الى الله ومن خلالها أيضاً يفظها التاريخ بطريقة علمية كما حفظ لنا في الماضي ما قاله الأولون. وهذه دعوة لإعادة علم الجرح والتعديل وعلم الأسانيد وأحوال الرجال. وبارك الله بكم
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:31 م]ـ
كلنا نشكر الدكتور عبد الرحمن ..
ولا داعي للتطبيل!
...
...
فأينَ أينَ المسلمون عن تدبر هذا الكتاب العظيم؟
وما هي علامة تدبرهم للكتاب لديكم!
فتح بيت المقدس؟، أو إقامة الخلافة من جديد؟، أو أنها ثقافة إنكار الذات؟
وماذا تسمي هذه التفاسير والبحوث والأنشطة والمواقع المتلاحقة في هذا الباب .. !!
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:10 م]ـ
ايها الأحبة الكرام، أيها الكتاب في الملتقى والمعقبون، إن حياة الملتقى في نفسكم هذا، فاجعلوه نفسا لله، إن كل كلمة تكتبونها لها الأثر الكبير في القارئ لها، فاكتبوا ما لا تعتذرون منه غدا، وجزاكم الله خيرا،:" من كان سيكتب فليكتب خيرا أو ليصمت قلمه". أقول هذا الكلام أيها الأحبة، لأننا نستفيد من المقالات كيفما كانت، ومن الافادة العمل على تصحيحها، والعمل على تأصيلها والعمل على إرجاعها الى مصادرها، والتدقيق فيما ورد فيها من معلومات، إنه الملتقى، فالرجاء أن تتحفونا بكل ما لديكم في هذا، واعذروني واقبلوا مني هذه الكلمات، والله يوفقكم ويسدد خطواتكم والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 07:25 م]ـ
الشيخ عبد الله أنت لديك مشكلة في كل من لا يقتنع بآرائك ,
نحن نفرح هنا أن شرح الله صدره للإسلام وأن طريق هدايته روعة هذا القرآن وما وجده من صدق محتواه , قد لا يستشعر هذه المعاني من ولد مسلما لعدم التفاته لدلائل اثبات صدق القرآن فهو ولله الحمد ولد مسلما ويمارس دينه مستسلما لله بالطاعة فمثل هذه المواقف تجدد الإيمان وتزيده ..
ملاحظة // هناك مواقع انترنت كثيرة تتكلم عن الإعجاز العددي في الكتاب المقدس عند النصارى بطريقة تشابه الطريقة التي تقوم بها أنت مع القرآن.!!
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
الأخ الفاضل:
1 - كل ما جاء على لسان القس المهتدي سمعناه وقرأناه منذ عشرات السنين، أي ليس جديدا وليس هو اول من تدبر القرآن بهذه الطريقة ووصل إلى هذه المعاني - على افتراض أنه شخصية حقيقية -.
2 - نفس هذا الكلام سمعناه اكثر من مرة وعن شخصيات اخرى، لا تحضرني الآن، منهم الياباني ومنهم الفرنسي وحتى اليهودي، ومنهم طالبة بريطانية تدرس في جامعة اردنية اجابت عن سؤال في القرآن عجز عنه كل الطلاب المسلمين، واذكر قصة مماثلة عن اسلام مايكل جاكسون، وغيرها الكثير .. ويتبين في النهاية انها ملفقة ..
3 - وفي حرب امريكا عل العراق انتشرت مئات القصص الخرافية عن الملائكة والخيول البيضاء والصور التي ظهرت على القمر وعن المطر ورمال الصحراء،والعقارب التي تلسع الامريكان، و اسلام الجنود الامريكان، وانضمام الجيوش العربية المشاركة في القتال الى جانب الجيش العراقي ... وكان هناك اناس ينقلون هذه القصص في الشوارع ويروجونها، وبعضها في المساجد .... وبعد فوات الاوان: قيل انها الحرب النفسية، وقد عرف العدو كيف يحارب المسلمين ويدغدغ عواطفهم بقصص غريبة يحبونها ...
4 - فأما قولك أن هناك مواقع تتحدث عن الاعجاز العددي بطريقة تشبه طريقتك، فكلام ينقصه الدليل. انهم يتحدثون عن اعجاز عددي، ولكن ليس بطريقتي، وقد ناقشنا هذا الموضوع سابقا.
ونقول كما تقول:
نسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:20 م]ـ
شكر الله لصاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن وبارك فيه، والمقالة معبرة وجميلة ولقد وردت في كتاب إظهار الحق (قساوسة وعلماء مستشرقون أشهروا إسلامهم) لمحمد عبدالحليم عبدالفتاح، لكن ليست بتمامها، وذكر أن الدكتور غاري ملير أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في قسم الرياضيات.وأن له من المؤلفات (القرآن المذهل)، (الفرق بين القرآن والكتاب المقدس)، (نظرة إسلامية لأساليب المبشرين). وفي الحقيقة أن بعض الإخوة سلمه الله وحفظه يعكر جو المقالات بالذهاب بعيداً بالموضوع، مما يزهد في أحيان كثيرة بعض المداخلين من المشاركة والتعقيب، لأن الأجواء المشحونة تسبب ضيقاً في تنفس العبارة، والقصة إن كانت حقيقة وهو الظن فحسن، وإن كانت رمزية اختلقها أحدهم فشكر الله له فلم يختلق شيئاً باطلاً، وبالنسبة لشريط الشيخ عبدالعزيز السويدان فهو جميل ونافع بارك الله فيمن أشار إليه، وأسأل الله أن يجمع قلوب الإخوة والأخوات على الخير والحق وأن يجعلنا الله وإياكم ممن قال الله فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:41 م]ـ
كلنا نشكر الدكتور عبد الرحمن ..
ولا داعي للتطبيل!
وما هي علامة تدبرهم للكتاب لديكم!
فتح بيت المقدس؟، أو إقامة الخلافة من جديد؟، أو أنها ثقافة إنكار الذات؟
وماذا تسمي هذه التفاسير والبحوث والأنشطة والمواقع المتلاحقة في هذا الباب .. !!
لا داعي للتطبيل؟ أين التطبيل هداك ربي؟ أهذا أسلوب يليق بطالب علم؟!
علامة التدبر بيّنها الله في كتابه في مواضع لا تخفى على أي حافظ لكتاب الله، منها:
1 ـ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ... } [الأنفال: 2 - 4].
2 ـ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] ليس مجرد تلاوة لفظية بل تلاوة عملية .. تشمل القول والعمل والسلوك .. أما أن ترى حافظاً أو تالياً للقرآن، ولا يبالي بالمحرمات، ولا يتورع عن المشتبهات، ولا يقلق من تقصيره في الواجبات فما تلاه حق تلاوته، ولو كان أحفظ إنسان على وجه الأرض لحروفه .. وإذا وجدتَ من يرعى حرمات الشرع، ويعظم شعائره، ويتورع عن المشتبهات، فهذا ممن تلاه تلاوة عملية ولو كان لا يحفظ إلا جزء عمَّ!
لسنا يا أخي متعبدين بانتظار فتح المقدس ـ وشرف لنا لو كنا في صفوف ذلك الجيش ـ ولا متعبدين بانتظار عودة الخلافة، ولا غير ذلك، بل نحن متعبدون بتدبره والعمل به، وتربية الناس به، وأما حصول الفتوح والخلافة ... الخ، فهذا يأتي تبعاً، ولن يفتح بيت المقدس ولن تعود الخلافة إلى أمة لا تعرف من القرآن إلا حفظ حروفه، أو ترى أن تعظيمه مقتصر على تلاوته في الإذاعات أو المآتم!!
واقرأ إن شئت مقدمة الشيخ الغزالي لكتابه (فقه السيرة) وقصته مع المهاجرين الجزائريين؛ ليتبين لك المراد.
أرجو أن لا يخرج الموضوع عن مساره الذي أراده له الكاتب وفقه الله.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:45 م]ـ
الاخ مساعد احمد صبحي: أقول لك: قلت (أقول:
ماضر طلبة العلم وقطَعَ عليهم الطريق إلا التكلف والتقعر في الطلب ... لو أن:
طالب التفسير
أخذ تفسير ابن عاشور وبقي يقرأ فيه حتى يتمه لوصل بإذن الله
ولو أن طالب الفقه والأصول:
بقي سنة أو سنتين يستمع لدروس الشيخ ابن عثيمين استماعا فاعلا لوصل بإذن الله
ولو أن طالب الحديث دراية ً
أخذ كتاب الألباني "النصيحة" حتى يعرف حجج تصحيح الحديث
وكتاب الشيخ د. أحمد الخليل " مستدرك التعليل" حتى يعرف حجج تضعيف الحديث
لوصل بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا وهلم جرا ولكن نحن هولنا الموضوع هاهو ذا القس قدم استدلالات دامغة بكل منطق سليم وبكل بساطة ولم يعرف شيئا اسمه " أصول فقه " ولا " منطق" ولا " جدل"). فهمت من كلامك أن تنتقد طالب العلم المشتغل بأصول الفقه والمطنق، على أنها كما -فهمت- تضييع للوقت، فهل استدلالات القس الغير مستندة كما تقول لأصول الفقه والمنطق، معناها أن نترك محراب أصول الفقه ونعتمد في الاستدلال بغيرها؟! وهل العلم فقط تفسير ابن عاشور، ومحاضرات ابن عثيمين ونصيحة الالباني؟ لا يا صاح! أخالفك في هذا، فما فسر ابن عاشور القرآن إلا بعد ان هضم الفقه واصوله واللغة وبيانها، والمنطق واركانه، وكذلك ابن عثيمين رحم الله الجميع. وانا أؤكد كلام الأخ عبد الله الأزهري.
وأما ما قرأته لك حول مفهومك للإعجاز العلمي فأقول: الاعجاز العلمي هو - أعرفه بتعبيري الشخصي كما تعلمته وفهمته - ما ورد في القرآن من معلومات ضمن مجال العلوم الكونية من فلك وبحار ونحوها، ويوافق حقيقة علمية- لا أقول نظرية علمية فالفرق بينمها شاسع- ومسألة كون آية (كأنما يصعد في السماء) أنها ليست من الاعجاز، فهذا ما اخالفك به، فهذه حقيقة علمية: فلا يشك اثنان ان نسبة الأكسجين تقل كلما ارتفع الانسان في الجو، مما يسبب له ضيقا في النفس، وهو قانون علمي لا يختلف تسليمنا به عن التسليم بقانون جاذبية الارض، ونحوها، وضرب القرآن المثل لضيق صدر الكافر بسبب الكفر بضيق صدر من نقص لديه الاكسجين بسبب الارتفاع في الجو، واضح في كونه من الاعجاز، ووجه ذلك أن العرب والعالم في ذلك زمن تنزل القرآن لم تعرف هذه الحقيقة، ولما أخبر بها القرآن مع تعذر اجهزة وجود الرصد وادوات العلم، لا يمكن صدوره من بشر، اذ البشر لم يدركوا هذه الحقيقة إلا مؤخرا. إذاً المتكلم ليس بشرا ولكنه رب البشر العالم بما خلق.
عذرا منك وتحمل كلماتي: أقول انك لم تدرك حقيقة الاعجاز العلمي وتأصيله، وكلامك حوله لا يشير لمعرفة معمقة لديك بهذا المجال، فلا يعدو ما قلته أكثر من وجهات نظر. ليتك تراجع ما كتبه الإخوة في هذا الملتقى حول مفهوم الإعجاز العلمي. وكلامي هذا ليس المقصود به إهانة أو نحو ذلك- معاذ الله - فارجو فهم القصد. وانا أخذت من كلامك جزء لأبين لك بعض قواعد هذا العلم كما تعلمناه. ولعلك تراجع كتاب: البيان في إعجاز القرآن، د. صلاح عبد الفتاح الخالدي.
اللهم إن اصبت فمنك وحدك وإن أخطات فمن نفسي والشيطان. واشكرك سعة صدر الإخوة في قراءة مشاركتي هذه المطولة.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:03 ص]ـ
...
علامة التدبر بيّنها الله في كتابه في مواضع لا تخفى على أي حافظ لكتاب الله، منها:
1 ـ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ... } [الأنفال: 2 - 4].
2 ـ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] ليس مجرد تلاوة لفظية بل تلاوة عملية .. تشمل القول والعمل والسلوك ...
...
...
المعذرة يا شيخ عمر ..
يبدوا أن نفَس الحروف - كما ذكر الفاضل: أحمد العمراني - قد بلغ منك كل مبلغ.
أنا أصغر من أن أدخل معك في جدال يشطّ بنا عن النقطة التي أخرجتنا عن الموضوع
واستفهامك الإنكاري على عموم المسلمين بباقعة من القسيسين!
أو أنك لا ترى من وصفتَ في جوابك الأخير: على أرض الواقع؟!
.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:49 ص]ـ
كما ذكرت للشيخ عبد الرحمن، الرجل شخصية حقيقية، واسمه جاري ميلر ( Gary Miller) وهو كندي كان قسيسا .. وأسلم منذ وقت طويل (يقال منذ سنة 1978).
ولدي أيضا صديق كندي كان قسيسا هو الآخر، واسمه شاوْن سميث (والآن يسمي نفسه: يحي عبد الرحمن) .. أسلم منذ حوالي 13 سنة.
وجاري كيلر لديه أيضا دكتوراه في الرياضيات .. وله بعض المناظرات مع المسيحيين، متوفرة على اليوتيوب، ويبدو أنه كان لديه صلة بأحمد ديدات _رحمه الله_ وتلميذه الداعية الهندي ذاكر نائق ( zakir naik).
ولا أستبعد أن تكون قصة إسلام الرجل حقيقية، لأنني قرأت كثيرا من قصص اهتداء الغربيين إلى الإسلام، وفي بعضها شَبَه بهذه القصة.
غير أنني أتحفظ على المبالغة في الوصف، بالقول إنه "كان أكبر داعيه للنصرانيه في كندا" وأصبح "أكبر داعيه للإسلام". وهذا مما يضعف مصداقية هذه القصص .. فلا هو أكبر في هذا ولا هو أكبر في ذاك، وإنما هو عبد من عباد الله اهتدى بنعمة من الله وفضل، وكان له على ما يبدو جهد محمود في الدعوة. ولا أدري ما حاله حاليا، وإن كان ما زال حيا أو لا.
وبالمناسبة: يوجد كتاب ممتاز يروي قصة إسلام حوالي 50 من الأمريكيات (على ما أذكر)، بعنوان "بنات الطريق الآخر" ( Daughters of Another Path) وهو أيضا مترجم للفرنسية بعنوان: "" Les filles de l'autre voie"، وكاتبه عالمة اجتماع أمريكية اسمها كارول أنواي Carol L. Anway.. والكتاب مكتوب في شكل دراسة اجتماعية معتمدة على حوارات واستبيانات مستفيضة .. وتقول الكاتبة في سبب تأليف الكتاب، أنها وزوجها المسيحيين صدما صدمة كبيرة عندما أشهرت ابنتهما إسلامها، بعد تعرفها على زميل مسلم في الجامعة ودخلت معه في حوارات عميقة حول الإسلام. وقد كانت الأم تظن أن الأمر كان مجرد علاقة عاطفية بين الطالبين، غير أنها اكتشفت تحولا جذريا في سلوكيات ابنتها التي أصبحت أكثر طيبة وأكثر اهتماما بوالديها ومساعدة في البيت، إلخ ذلك من السلويكيات التي لم تتعود عليها الأم في السابق. فرغبت الأم، بحكم تخصصها في علم الاجتماع أن تدرس سر التحول الأخلاقي وهل كان أمرا خاصا بابنتها فقط أم أنه حصل أيضا في حياة أمريكيات أخريات دخلن الإسلام ..
وأتحدى من يقرأ الكتاب ويمر على هذه القصص المتنوعة أن يحجز نفسه عن البكاء .. وأدعو كل من يرغب في إعادة اكتشاف إيمانه، لأن يقرأ مثل هذا الكتاب الأكاديمي لأن القصص والتحليل العلمي المصاحب لها يذكّر بقصص إسلام الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:45 ص]ـ
هذا هو "ملير" في الثمانينات في ضيافة الشيخ أحمد ديدات في "داربن" في جنوب أفرقيا
http://www.youtube.com/watch?v=qZ3po7AtQ-o&feature=related
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:56 ص]ـ
شكراً جزيلاً للزملاء الذين أضافوا إضافات قيمة للموضوع وخصوصاً إخواني أبا عاتكة وفهد الجريوي وأحمد العمراني وعمر المقبل ومحمد بن جماعة وأبا سعد الغامدي، فالعبرة متحققة من القصة وهي قصة حقيقة وقديمة أيضاً وكنتُ أظنها قريبة جداً فبارك الله فيكم ورزقنا التمسك بالحق والثبات عليه، فهذه القصص كما قال أخي محمد بن جماعة مؤثرة ومبكية نسأل الله من فضله.
وأما الزملاء الذين خرجوا بنا عن الموضوع فأقول: سامحكم الله وغفر لكم، لماذا تكدرون الحوارات بمثل هذه المنازعات؟ وقد سبق أن نبهتُ على ضرورة البقاء في الموضوع لننتفع بما نقرأ في هذا الموضوع هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=120150#post120150) . فهل أنتم منتهون؟
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:06 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن:جزيت خيرا على نصيحتك، ولا أدري إن كنت مشمولا مع من ذكرت أنهم خرجوا عن محور الموضوع وقادوه لمنازعات، وإن كان في كلامي ما يؤذي أحد: فالعذر عند كرام القوم مقبول.
وغفر الله لنا جميعا: إن أردت إلا النصح جهدي.
ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصص في هذا الباب عجيبة، منها قصة حدثت لي شخصيا في عام 1999تقريبا، كنت في زيارة لمدينة واشنطن عاصمة الولايات المتحدة وكان بصحبتي مهندس من دولة الأرجنتين وكان مسيحيا ولديه ثقافة عالية في مواضيع مختلفة، وتزامن مع هذه الزيارة إقامة معرض المملكة بين الأمس واليوم؛ وقد طلب مني مرافقته لزيارة المعرض ليتعرف على مظاهر الحياة في المملكة؛ فذهبنا في المساء، وأثناء الجولة كنت أشرح له بعض الانجازات الهندسية للمباني والطرق وغيره، وكان يهز رأسه دون أن يظهر عليه أية دهشة تذكر؛ ثم دخلنا إلى صالة وقد عرض فيها نسخ من القرآن الكريم وقد فتحت هذه النسخ على صفحات مختلفة خلف ألواح زجاجية لحفظها من الزائرين وتحت كل صفحة ترجمة باللغة الإنجليزية لتلك الصفحة، ومررت مسرعا على تلك النسخ وإذا بصاحبي يقف عند أحد النسخ وقد علاه الذهول، فوقفت انظر إليه وإلى دهشته العجيبة وكيف إختلفت ملامح وجهه وكأنه إنسان آخر، سألته: ماذا حدث لك؟،قال لي بصوت يرتجف:"ما هذا الكتاب المعروض خلف هذه الزجاجات؟ "، قلت له:هذا هو القرآن الكريم"، وأردفت:" هذا هو كتاب الله رب العالمين"، قال لي: هل يمكن أن أحصل على نسخة كاملة من هذا الكتاب، قلت له: يمكن لك ذلك، ولكن قل لي مالذي جعلك تقف مذهولا أمام هذه الصفحات بالذات؟، قال لي:" أنا أبحث منذ سنوات كثيرة عن أجابات لأسئلة كثيرة ولم أجد من يعطيني إجابة لها، وحين وقفت أمام هذه الصفحات وجدت إجابات شافية وافية لأكثر هذه الأسئلة، وأردت أن أحصل على نسخة كاملة لأبحث عن إجابات بقية الأسئلة".طلبت منه أن يخبرني عن تلك الأسئلة ولكن الدهشة التي استولت عليه حالت دون استمرارنا في النقاش؛ فافترقنا بعد تلك الزيارة ولم أعرف ما حدث له بعد ذلك بعد أن أرشدته لمقر السفارة للحصول على نسخة من القرآن، واستفدت من تلك القصة أن الثقافة العالمية الصحيحة التي يحتاجها الإنسان هي ثقافة يجب أن تنهل من القرآن الكريم، وللقارئ الكريم أن يتخيل كيف لصفحة واحدة أو آية واحدة من القرآن الكريم أن تثير من الدهشة والتغيير في وجدان إنسان أكثر من معرض كامل بكل مافيه من معروضات، والحمد لله رب العالمين القائل في كتابه: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.(/)
من الإعجاز العددي في العدد 10
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:53 م]ـ
من الإعجاز العددي في العدد 10 في القرآن الكريم:
طرحنا في بداية بحثنا عن البسملة ونظام العددين 9و10، السؤال: ما عدد السور التي عدد آيات كل منها 9 أو مضاعفاته. وأجبنا على ذلك بأنها: 10.
سؤالنا الآن: كيف تمت قسمة السور الـ 10 في القرآن الكريم؟
وهل في القرآن ما يشير إلى تلك القسمة؟
: المرة الأولى التي ورد فيها العدد 10 في القرآن، جاءت في الآية رقم 196 في سورة البقرة، وهي قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196).
تأملوا الآية جيدا:
لقد تمت قسمة العدد 10 في الآية إلى عددين هما 3 + 7: تلك عشرة كاملة.
لقد كان ممكنا الاكتفاء بذكر العددين 3 و 7، أليس كذلك؟ فلماذا الجمع؟ أليس له من فائدة؟
هل من معترض؟
هل يمكن لأحد أن يشكك في هذه القسمة؟ قسمة العدد 10 إلى عددين هما تحديدا 3 و 7؟
- لا بأس أن أذكركم أن هذه الآية هي الآية الوحيدة في القرآن المؤلفة من 73 كلمة. أترون العدد 73؟ إنه مصفوف الرقمين 3و7 .. الرقمين اللذين وردا في الآية؟ ألا يعني هذا صحة المنهج المتبع في عدّ الكلمات؟ إن عدد الكلمات محدد على نحو يشير إلى الرقمين اللذين وردا في الآية.
-واسمحوا لي أن أذكركم بملاحظة أخرى: بما أن عدد آيات سورة البقرة 286، فهذا يعني أن الآية جاءت قبل نهاية السورة بـ 90 آية، أي: 9 × 10.
والآن، يمكننا أن ننتقل إلى السور العشر (10) التي عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته ..
ونذكركم أولا بأن عدد سور القرآن التي جاء عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته هو 10.
هذه السور هي حسب ترتيب ورودها في المصحف:
1 الحجر 99 آية
2 طه 135
3 سبأ 54
4 فاطر 45
5 فصلت 54
6 الحجرات 18
7 ق 45
8 التغابن 18
9 المطففين 36
10 الهمزة 9
- تأملوا أعداد الآيات في هذه السور: إنها 3 أعداد مكررة و 7 الباقية. (المكررة: 54/ 45/18)
لقد قسمت السور الـ 10 إلى عددين هما تحديدا: 3 و 7. هل يجوز الاعتراض هنا؟
-عودوا ثانية، وتأملوا مواقع هذه السور العشرة في المصحف:
إنها: 3 سور جاءت في النصف الثاني من القرآن (التغابن، المطففين، الهمزة) (النصف الثاني: السور من 58 – 114)، و 7 سور في النصف الأول.
مرة ثانية: قسمت السور العشرة إلى 3 و 7.
لا حاجة للتعليق، سأتركه لكل منكم حسب فهمه.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:08 م]ـ
حبيبي أتظن أني سأتركك وشأنك!!!
انظروا هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=120000#post120000
لتعلموا بأنفسكم نهاية هذا الهراء!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:13 م]ـ
حبيبي أتظن أني سأتركك وشأنك!!!
انظروا هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=120000#post120000
لتعلموا بأنفسكم نهاية هذا الهراء!
أسأل الله سبحانه أن يجازيك بشرّ كلامك اليوم قبل الغد.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:21 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:04 م]ـ
حبيبي أتظن أني سأتركك وشأنك!!!
انظروا هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=120000#post120000
لتعلموا بأنفسكم نهاية هذا الهراء!
عتبي على العقلاء في هذا الملتقى،الصامتون، يرون هذا الغرّ المأفون، الذي لا نعرف عنه غير اسمه المستعار، يصف ترتيب القرآن الكريم بالهراء، ويظلون في صمتهم. عشرات المئات طالعوا ما كتبته عن إعجاز العددين 9و10، واحببت هنا أن أذكر بعض التفاصيل، فمن منكم رأى فيما كتبت ما يزعم هذا المجهول أنه هراء؟
لا أظن أن مسلما يجرؤ على وصف ترتيب كتاب الله بالهراء، ولا أظن أن هذا المخبول إلا مدسوسا، ما لم يثبت غير ذلك بالوثائق الرسمية.
ـ[نعيمان]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:04 م]ـ
حبيبي أتظن أني سأتركك وشأنك!!!
انظروا هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=120000#post120000
لتعلموا بأنفسكم نهاية هذا الهراء!
ٹ ٹ چ ک ک ک گ چ الفجر: 14
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ فاطر: 10
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چ فاطر: 43
ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? پ پپ پ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ الكهف: 5
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:09 م]ـ
نناشدكم الالتزام بأدب الخلاف في المناقشة
جزاكم الله خيرا
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:48 م]ـ
عفا الله عنا ورحمنا
أخي العزيز
أغاظك أن بينت للناس سقطاتك وزلاتك العظيمة!
واعلم أنه لن يثنيني هذا السباب والشتائم التي يترفع عنها العباد الصالحون فضلا عن طلبة العلم عن ملاحقتك أينما ذهبت! فأبشر
ونصيحتي لك أنت بين طلبة علم فطناء لا يخفى عليهم من هو صاحب الحق
ولو تأملت قليلا:
لأيقنت أنك لا تسئ بهذا السب والشتم إلا إلى نفسك الكريمة عليك ..
فانته خيرا لك
(((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)))
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:52 ص]ـ
هذا ما يبين قيمة الرجل العلمية والأدبية:
فانظروا بأنفسكم:
ومن يرفض هذا الإعجاز والذي يعني لديّ: (إحكام الترتيب القرآني) بحجة عدم انطباقه على المصاحف الأخرى، لا يغيّر من الأمر
شيئا، لأنه لا يمكنه أن يكذّب ما هو امام عينيه إلا عنادا واستكبارا، بل هو في هذه الحال يشكك بالمصاحف الأخرى من حيث
لا يعلم ..
هذا ما كنت أخشى منه وما جعلني أرفض تسمية هذه الابحاث الأولية (((إعجازا))) انفلت من عقاله وأخذ يتهم من خالفه بأنه يشكك في المصاحف الأخرى ّ!!! كل هذا انتصارا لأبحاثه المصطنعة!!!
انظروا بأم أعينكم لتعلموا من شكك فعلا بالمصاحف الأخرى ...
عندما نوقش بـ:
هنا ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=90&mushaf_pageno=558&imagewidth=550) مصحف المدينة النبوية برواية ورش، وفيه سورة القارعة عشر آيات!
كان رده بـ:
المصحف المعتمد هو مصحف المدينة النبوية براية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي عن عاصم بن أبي النجود.
وفيه عدد آيات سورة القارعة إحدى عشرة آية.
أما الآن فيحق لي أن أقول لك أخي الكريم:
اتق الله
انته خيرا لك
الله غني عن أبحاثك هذه ... التي مجّها الغالبية العظمى في الملتقى ... لا تستبعدوا أن يشكك في عقولكم وأذواقكم أيضا!!!
الناس في مشارق الأرض ومغاربها يسلمون لمجرد سماعهم للقرآن ,,, ويبكون،،، ويزيدهم خشوعا،،، ولم يعلموا معنى آية واحدة
فضلا عن هذه الحسابات الملفقة!
ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:20 ص]ـ
الاستاذ الفاضل مساعد
بارك الله فيكم. لا أراكم ألا مخطئين في المشاركة.
فما أفهمه أن المطلوب منا تجاه مشاركات الاستاذ عبد الله جزاه الله خيراً هو الشكر الدائم الذي لا ينقطع تجاه ما يتحفنا به من فتوحات (أو طلاسم - حسب وجهة نظر القارئ).
أما الرد و المناقشة و الاستفسار فلن تقابل ألا بالتجاهل أو التسفيه أو (كما حصل لكم) بالدعاء على المناقش.
أعانكم المولى تبارك و تعالى.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:48 ص]ـ
لج في هياجه!!!
لماذا؟
من أجل أننا طالبناه بالضابط فيما يسطره من هذيان!
ولنتأمل هذه اللطيفة:
إن أول آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 9 هي الآية رقم 9 سورة البقرة، وهي قوله تعالى:
(يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
#تم تحرير وتصحيح الآية من قبل المشرف#
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد كلماتها 10.
فماذا عن آخر آية رقم ترتيبها 9؟
إنها الآية رقم 9 سورة الهمزة وهي قوله تعالى (في عمد ممددة)
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد حروفها 10.
بلا تعليق
ما الضابط الذي جعلك تأخذ من الآية الأولى الكلمات دون الحروف
........................... وتأخذ من الثانية الحروف دون الكلمات
ببساطة
العقل لا يقبل المقارنة بين أمرين مختلفين
هل يصح أن تقارن بين طول قامة رجل وبين طول شعر امرأة!!!
أخي الكريم:
نحن لسنا مغفلين إلى هذه الدرجة!
إما أن تأتينا بضابط منطقي يقبله العقل السليم وإلا فأنت:
دجال من الدجاجلة!
ولسان حاله يقول:
(((ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)))
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:58 ص]ـ
(((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))) (9)
صدق الله العظيم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:54 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(((يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))) (9)
صدق الله العظيم
أهذا هراء وهذيان؟ يا أهل القرآن
ما عدد سور القرآن الكريم التي عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته؟
الجواب: 10.
1 - أول هذه السور سورة الحجر، السورة رقم 15، وعدد آياتها 99، وآخرها سورة الهمزة السورة رقم 104، وعدد آياتها 9.
نلاحظ أن الفرق بين عددي آيات السورتين هو 90، أي 9 × 10. كما أن عدد سور القرآن ابتداء من سورة الحجر وانتهاء بالهمزة هو 90 أيضا، أي 9 × 10.
2 - في سورة الهمزة جاءت آخر آية رقم ترتيبها 9، نلاحظ أن عدد حروفها هو 10، كما أن عدد السور التالية لسورة الهمزة وحتى نهاية المصحف هو 10. والآية هي قوله تعالى (في عمد ممددة).
3 - أول آية رقم ترتيبها 9 هي الآية رقم 9 سورة البقرة، وهي قوله تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)
نلاحظ أن عدد كلماتها 10.
هذه الحقائق العددية ثابتة في المصحف ومن السهل التأكد منها خلال دقيقة واحدة. دورنا محصور في الملاحظة، ويسأل سائل متهما الباحث بالهذيان، والبحث بالزلات واسقطات العظيمة .. لماذا؟
يقول: لماذا أخذت من الآية في سورة البقرة عدد كلماتها الـ 10، ومن الآية في سورة الهمزة عدد حروفها الـ 10؟
أولا أنا لم آخذ جزءا من الآية وإنما كلها، وكان سؤالنا بداية: ما أول سورة وآخر سورة، عدد آيات كل منهما 9 ومضاعفاته؟ ومما يتصل بذلك: أول آية وآخر آية رقم ترتيب كل منهما 9 ..
ووجدناهما هكذا في المصحف. أي لم نأت بشيء من عندنا.
(هل نعترض على كتاب الله؟ لماذا لم يأت بالآية في سورة الهمزة مؤلفة من 10 كلمات كآية سورة البقرة)
الآن لماذا هذه 10 كلمات، وتلك 10 حروف؟ فنحن لسنا من وضعهما كذلك، ولكن قد يكون في وسعنا محاولة البحث عن حكمة ما: وقد يكون ذلك مما يتناسب مع البناء العام للترتيب القرآني، فسور النصف الأول من القرآن مميزة بطولها، وسور النصف الثاني مميزة بقصرها، وهذا يفسر لنا الفرق الكبير بين عددي الآيات بين نصفي القرآن، فمجموع آيات النصف الأول هو 5104 آيات، ومجموع أعداد الآيات في النصف الثاني هو 1132. فمجيء العدد 10 عددا للكلمات في آية البقرة هو المناسب لها، وعددا للحروف في آية الهمزة هو المناسب لها، كما أن العدد 99 (الأطول) هو المناسب لسورة الحجر، والعدد 9 (الأقصر) المناسب لسورة الهمزة.
وسواء أكان هذا التعليل صحيحا أم لا، فهو لا يقلل من شأن الملاحظة، ولا يجوز وصف الباحث بالهذيان، ووصف هذا الترتيب بالهراء -إنه اعتداء سافر غبي على كتاب الله وليس على الباحث - والزعم أنه اختار عدد الكلمات في الأولى وعدد الحروف في الثانية، وما ضابطه في ذلك الاختيار. الباحث لم يختر، بل هو يرى و ينقل ملاحظته وهي صحيحة.
إن جزاء هؤلاء الذين يخادعون الله والذين آمنوا، هو ما تفصله سورة الهمزة:
بسم الله الرحمن الرحيم:
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
وبئس المصير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 10:00 م]ـ
الحاجة إلى كتابة علمية حول الإعجاز العددي. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222)(/)
النص الأثري التفسيري ومنهاج قراءته بين الموجود والمقصود
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:58 م]ـ
لقد أعدت نشر النص ضمن المرفقات ليحمل كما هو بجداوله، رغبة في إرثاء النقاش حول مضامينه.وشكر الله للجميع.(/)
مدرسة مكة في التفسير بين الأثر والتأثير
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:01 م]ـ
لقد أعدت نشر الدراسة بجداولها التي لم تظهر في الملف السابق، رغبة في إثراء النقاش حولها، ولحسن الاستفادة مما ورد فيها. وشكر الله للجميع.(/)
تحرير قول شيخ الإسلام؛ ابن تيمية في قوله تعالي ((أأمنتم من في السماء)) وما جري مجراها ..
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:44 م]ـ
تحرير قول شيخ الإسلام؛ ابن تيمية في قوله تعالي ((أأمنتم من في السماء)) وما جري مجراها ..................
قوله تعالى: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك:16]
المتأمل في هذه الآية وأضرابها يجد أن العلماء وأهل الإثبات من المفسرين لهم في هذه الآية قولان؛
الأول: أن (في) هنا بمعنى على واستدلوا بأن هذا من التناوب بين الحروف وقد جاء في اللغة كثيراً، بل في القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ} [الأنعام:11] فليس المعنى أنهم يدخلون في جوف الأرض، بل المراد السير عليها، وكقوله تعالى في قصة موسى ـ عليه السلام ـ: {وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه:71]، ومعلوم أنه لن يدخلهم في الجذوع، وإنما يصلبهم عليها، إلي غير ذلك، ((وهذا القول مبني علي القول بتناوب حرف الجر)).
الثاني: أن السماء يقصد بها العلو، ((وليست السماء المبنية))، وقالوا هذا جاء في القرآن أيضا، ومنه قوله تعالي: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} فالمراد العلو لأن الماء ينزل من السحاب لا من السماء التي هي السقف المحفوظ.
راجع شرح الواسطية لابن عثيمين ((1/ 389))، وشرح القواعد المثلي ((286)).
... والمتأمل في كلام شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالي ـ يجد أنه لم يذكر في الآية ((من رأيه)) علي حد بحثي إلا القول الثاني {أن السماء بمعني العلو} راجع ((مجموع الفتاوي 3/ 53، 16/ 68 ـ 69، 106)) وهذا والله أعلم يرجع إلي أن شيخ الإسلام لا يؤيد ((فكرة التناوب المطلق ـ هكذا ـ في اللغة)) كما ذكر ذلك في مقدمته فقال "" وَالْعَرَبُ تُضَمِّنُ الْفِعْلَ مَعْنَى الْفِعْلِ وَتُعَدِّيهِ تَعْدِيَتَهُ وَمِنْ هُنَا غَلِطَ مَنْ جَعَلَ بَعْضَ الْحُرُوفِ تَقُومُ مَقَامَ بَعْضٍ كَمَا يَقُولُونَ فِي قَوْلِهِ: ?لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلَى نِعَاجِهِ? أَيْ مَعَ نِعَاجِهِ و ?مَنْ أَنْصَارِي إلَى اللَّهِ? أَيْ مَعَ اللَّهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ
وَالتَّحْقِيقُ مَا قَالَهُ نُحَاةُ الْبَصْرَةِ مِنْ التَّضْمِينِ فَسُؤَالُ النَّعْجَةِ يَتَضَمَّنُ جَمْعَهَا وَضَمَّهَا إلَى نِعَاجِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ?وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ?ضُمِّنَ مَعْنَى يُزِيغُونَك وَيَصُدُّونَك وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ?وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا? ضُمِّنَ مَعْنَى نَجَّيْنَاهُ وَخَلَّصْنَاهُ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ?يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ? ضُمِّنَ يُرْوَى بِهَا وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ ""
[وقد عقد ابن هشام في كتابه (مغني اللبيب) الباب السادس في التحذير من أمور اشتهرت بين
المعربين والصواب خلافها، وذكر منها ص 861، قولهم: " ينوب بعض حروف الجر عن
بعض "، وقال: "هذا مما يتداولونه ويستدلون به، وتصحيحه بإدخال (قد) على قولهم:
"ينوب ... "، وحينئذ يتعذر استدلالهم به، إذ كل موضع ادعوا فيه ذلك يقال لهم فيه: لا
نسلم هذا مما وقت فيه النيابة، ولو صح قولهم لجاز أن يقال: مررت في زيد، ودخلت من
عمرو، وكتبت إلى القلم، على أن البصريين ومن تابعهم يرون في الأماكن التي ادعيت فيها
النيابة أن الحرف باق على معناه، وأن العامل ضمن معنى عامل يتعدى بذلك الحرف، لأن
التجوز في الفعل أسهل منه في الحرف " اهـ
وذكر في الباب الثامن الذي عقده في ذكر أمور كلية يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور
الجزئية، ذكر ص897 " القاعدة الثالثة: قد يشربون لفظاً معنى لفظ فيعطونه حكمه،
ويسمى ذلك تضمينا ً، وفائدته أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين " اهـ
وهذه المسألة من مسائل الخلاف بين الكوفيين والبصريين، فالقول بجواز جعل بعض الحروف
تقوم مقام بعض، هو قول أكثر الكوفيين، بخلاف البصريين. انظر: الإنصاف في مسائل
الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين (1/ 266)، الجنى الداني ص 46، مغني
اللبيب ص150 - 151. ونصر قول البصريين ابن جني في الخصائص (2/ 306 - 310، 435)،
ونسبه للمحققين المرادي في الجنى الداني ص 46، ونسب ابن القيم في بدائع الفوائد (2/ 21)
طريقة الكوفيين إلى ظاهرية النحاة، ومذهب البصريين إلى فقهاء أهل العربية.]
انظر شرح مقدمة في أصول التفسير ((د. محمد بازمول ط.
دار الإمام أحمد ص. 104/ 113))
والله أعلم ..... ،
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:13 م]ـ
رحم الله شيخ الإسلام(/)
حاجة الأمة الى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:13 م]ـ
انظر المقال في الملتقى المفتوح وشكرا ..(/)
كيف تصف القران لمن لا يعرفه؟
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[19 Sep 2010, 09:21 م]ـ
غفر الله للجميع
سألني زميل دكتور (ألماني) يعمل معي؛عن القرآن: محتوياته وعما يتحدث (هكذا سأل)
فأجبته بأن عليه أن يقرأه حتى يكتشف بنفسه. واعطيته ترجمة المانية ثم وعدته بمناقشته بعد مدة.
السؤال: هل هناك تعريف بسيط واضح (لغير المسلمين) عن القران بلغة العصر نقدمه لأبنائنا المغتربين يقدمونه لمن يطلبه
ـ[حماد]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:24 م]ـ
من أفضل التعريفات بكتاب الله المجيد قول علي - رضي الله عنه قال:
كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ( http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=96&hid=29418&pid=363533)
هو الفصل ليس بالهزل
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد
ولا تنقضي عجائبه
هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله
هو حبل الله المتين وهو والذكر العظيم والصراط المستقيم
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:05 م]ـ
من أفضل التعريفات بكتاب الله المجيد قول علي - رضي الله عنه قال:
كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ( http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=96&hid=29418&pid=363533)
هو الفصل ليس بالهزل
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد
ولا تنقضي عجائبه
هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله
هو حبل الله المتين وهو والذكر العظيم والصراط المستقيم
بارك الله فيك
هل ترى أنه يصلح لزميلي الألماني؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:16 م]ـ
ترددنا في الجواب يا أبا عبدالله لأن أمور التعريفات - كما تعودنا - تحتاج إلى أن تكون جامعة مانعة، ويقع من أجل ذلك خلاف طويل فيها وفي تفاصيلها وفي محترزاتها. ولكن يمكن تلبية طلبك بتعريف القرآن لمن لا يعرفه بأن يقال له ..
- القرآن الكريم هو كتاب يرسم لك منهج الحياة في علاقتك بخالقك الذي تعبده، وعلاقتك بالمخلوقين في الدنيا كيف تتعامل معهم، وما هو مصيرك في الآخرة بعد الموت.
- القرآن الكريم ... كتاب يُعرِّفكَ بنفسك: كيف جئت، ولماذا خلقت، وإلى أين سيكون مصيرك.
- القرآن الكريم .. آخر كتاب سماوي نزل على آخر الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صل1، وهو كتاب محفوظ من أي تبديل وتغيير إلى اليوم، وفيه منهج حياة الإنسان الذي ينبغي أن يسير عليه في حياته لينجو في الآخرة.
وأعتقد أننا لو نجحنا في تحديد مقاصد القرآن الأساسية بدقة وقد سبق أن كتب فيها في الملتقى لاستطعنا أن نضمنها في التعريف ونصوغه بلغة سهلة يفهمها مثل هذا الأخ الذي سألك أو أي شخص لا يعرف القرآن من قبل.
وللحديث بقية ..
وأرجو من الزملاء المشاركة في الموضوع بما يقترحونه من تعريفات سهلة بعيدة عن التعقيدات المنطقية.
ـ[محمد فال]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:25 م]ـ
فأجبته بأن عليه أن يقرأه حتى يكتشف بنفسه. واعطيته ترجمة المانية ثم وعدته بمناقشته بعد مدة.
هذا التصرف من الأخ الكريم جيد، حتى يتعرف الألماني على القرآن الكريم وعلى ما يحتوى عليه عن كثب، وهو أفضل -في نظري- من أن تعطيه تعريفا اصطلاحيا للقرآن الكريم وبارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:40 م]ـ
القرآن الكريم: كلام الرّب جلّ وعلا، تكلّم به حقيقة وألقاه على جبريل الأمين، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ليكون من المنذرين، وهو الشّفاء لما في الصّدور، والموعظة للمتقين.
القرآن الكريم: مأدبة الله عزّوجل فيها الأوامر والنّواهي، فيها الأخبار الصّادقة، فيها القصص النّافعة
القرآن الكريم: حبل يوصِّل إلى عزّوجل، وإلى دار كرامته، النور المبين في القلب، النّور المبين في الوجه، النّور المبين في القبر، النّور المبين في القيامة.
القرآن الكريم: هو الشّفاء النّافع، شفاءُ لأمراض الأبدان، فكم من مريض تُليت عليه سورة الفاتحة فقام معافاً بريئاً من المرض.
القرآن الكريم: عصمةٌ لمن تمسّك به، نجاةٌ لمن اتبّعه، لا يخلق مع كثرة الترداد، ولو قرأ الإنسان كل يوم وليلة وفي كل ساعة لم يجده خَلِقاً، بل هو يتجدّد كلما تلاه الإنسان بتدبر.
القرآن الكريم:: هو الشّفاء لمن ابتلي بالوساوس التي تصيب النّفوس والقلوب والتخيلات والأوهام الباطلة
" كتاب: الضياء اللامع من الخُطب الجوامع / لسماحة الوالد: الشيخ: محمد بن صالح العثيمين- طيّب الله ثراه ...
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:02 م]ـ
القرآن الكريم هو كتاب الله عز وجل المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو آخر الرسل بعد الأنبياء كلهم
وهو خطاب الله عز وجل لعباده - وكلامه سبحانه جل وعلا - من اعتصم به لا يضل - ومن تمسك به فقد نجا -
فيه خبر من كان قبلنا
وخبر ما سيحدث مستقبلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:32 ص]ـ
أظن أن الشأن ليس تعريفات فقط ..
وإنما نبذة تشتمل على التعريف والتاريخ والمقاصد وأبرز المواضيع التي يدور عليها المحتوى وتقسيمه إلى سور ونحو ذلك مما يتعلق بالصورة العامة، ثم صياغة هذه النبذة بما يناسب خالي الذهن وما يناسب العقل الغربي وطريقته في بناء المعلومة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:21 ص]ـ
أظن أن الشأن ليس تعريفات فقط ..
وإنما نبذة تشتمل على التعريف والتاريخ والمقاصد وأبرز المواضيع التي يدور عليها المحتوى وتقسيمه إلى سور ونحو ذلك مما يتعلق بالصورة العامة، ثم صياغة هذه النبذة بما يناسب خالي الذهن وما يناسب العقل الغربي وطريقته في بناء المعلومة.
أحسنتَ.
هو هذا بالضبط الذي يريده أخي الدكتور يوسف الحوشان وفقه الله. فليتك تصوغه وتضعه نتناقش حوله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:58 ص]ـ
هناك تعريف بالقرآن على الشبكة باللغة الإنجليزية في الموسوعة المشهورة " Wikpedia"
على هذا الرابط:
http://en.wikipedia.org/wiki/Qur'an
ولا أدرى مدى دقة المعلومات الموجودة على الرابط، ولكن يبدو أنه تعريف شامل موثق بالمصادر، وليت أحد الأخوة الأفاضل ممن لديه الوقت والقدرة على الحكم أن يطلع على الموضوع ويلخص لنا مدى صحة ودقة المعلومات المذكورة على تلك الصفحة.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:51 م]ـ
هناك تعريف بالقرآن على الشبكة باللغة الإنجليزية في الموسوعة المشهورة " Wikpedia"
على هذا الرابط:
http://en.wikipedia.org/wiki/Qur'an
في الموسوعة نفسها تعريف بالقرآن باللغة العربية هنا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)
مع العلم أنه ليس هو نفسه الأول بل بينهما اختلاف منه: زيادة (المقارنة مع الكتب الأخرى) في المكتوب باللغة الانجليزية ولم أستطع الوصول إلى ترجمة سليمة له، وما كتب باللغة العربية يصلح كنسخة مبدئية نبني عليها التعديلات.
ومما لاحظته عليها:
- التوسع في جانب جمع القرآن مع أن القارئ لا يحتاجه بذلك القدر الذي يهمه فيه: عن أي شيء يتحدث هذا الكتاب؟.
- الاختصار في جانب مقاصد القرآن والتي أُتي بها ضمن الكلام وانظر إلى الهداية والتوحيد.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن هو رسالة خالقك إليك يعرفك فيها بنفسه ويرشدك إلى طريق السعادة في الحياة الدنيا والآخرة ويحذرك من طريق الخسارة والشقاوة ويعرفك بنفسك التي تجهلها.
ومواضيعه:
-حديث عن الله سبحانه خالقنا تعريفاً بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
-وتعريف بثمرة معرفته ومحبته وطاعته وهي سعادة الأبد في الدارين في نعيم فيه ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
-وفيه حديث عن أحوال الطائعين من قبلك ممن أنعم الله عليهم من الأنبياء وأتباعهم الذين ينالون تلك الثمرة.
- وفيه تعريف بالطريق المستقيم الواحد الواضح الذي سلكه هؤلاء الواصلون إلى السعادة.
- وحديث عن الخاسرين الأشقياء الذين لم يتعرفوا إلى الله تعالى أو عرفوه وأعرضوا أو جحدوا واستكبروا وهم أعداء الفريق الأول.
-وفي القرآن تحذير من حال هؤلاء وتبصير بطرقهم لتبتعد عنها وتخويف من ثمار أعمالهم وأقوالهم المنتهية بهم في عذاب الدنيا وعذاب بعد الموت لا يتصوره عقل بشر.
- في القرآن تحذير من أعداء يريدون لك الشر والخسارة يزينون لك الباطل ويقبحون الحق الحسن لتكون منهم.
-في القرآن حديث عن النفس البشرية وعن أمراضها وأدويتها وعن ملذاتها وآلامها وعن فجورها وتقواها عن سعادتها وشقائها.
باختصار القرآن يحدثك - حديث خبير عليم - عن ماضي البشر وحاضرهم ومستقبلهم ويخبرك أن الناس فريقان لا ثالث لهما أهل الجنة جعلنا الله منهم وأهل النار أعاذنا الله أن نكون منهم.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين به ولا أحد يستطيع أي يصف القرآن حق وصفه بكلام البشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) [سورة الإسراء]
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 Sep 2010, 03:25 م]ـ
غفر الله لكم جميعا وشكر لكل من شارك
وجهد الفاضل أبى زرعة جهد لطيف يمكن الانطلاق منه
بقي أن ننظر في وصف القران للقران؟
ـ[ريم]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:40 م]ـ
جذبني عنوان الموضوع و ظننته طلب موجه لأهل الملتقى أن يعرف القرآن من وجهة نظره و كيف يراه لكن بعدما قرأت الموضوع و الردود تذكرت حادثة حدثت لي قبل سنة تقريباً حيث كنت أقدم اختباراً في اللغة الإنجليزية للحصول على شهادته التي هي من شروط الانتظام في الكلية و قد سبق أن قدمته مرة قبل ذلك و نجحت لكن ليس بالمعدل الذي حددته الكلية و عندما حان موعد الاختبار الثاني لم أكن قد أتممت استعداي جيداً و قدمت أجوبتي على بعض أسئلة الكتابة و القراءة و الاستماع بشيء التردد و عدم اليقين و قد كنت أتوقع ألا أحصل على المعدل الذي طلبته الكلية و بقي القسم الرابع و الأخير (المحادثة) فدلفت إلى غرفة الاختبار و كانت من تختبرني غير مسلمة على أغلب الظن و على الرغم من شخصيتي الواثقة - نوعاً ما - إلا أن أدائي في الفروع السابقة ألقى بظلاله على أدائي في الاختبار الأخير فبدا التوتر واضحاً علي المهم أجبت عن بعض الأسئلة المبدئية و حان وقت السؤال الأساسي و قد زاد توتري فقد كان بعيداً كل البعد على الأمثلة الكثيرة التي طالعتها قبل الامتحان، سألتني ما أفضل مقالة أو كتاب قمت بقراءته و من مؤلفه و لماذا نال إعجابك؟ أمهلتني ثوان لترتيب أفكاري دقيقة للحديث و الإجابة و بينما كانت تقرأ علي السؤال لم أجد شيئاً أجيبها به و يكون أفضل من القرآن الكريم لكن تعقد لساني و لم أجد الكلمات التي أعبر بها خاصة أن إلمامي بالمصطلحات الدينية التي يمكن أن تصف القرآن الكريم ليس بذاك كل ما قلته أنه كتاب منزل من عند الله يتضمن كل وسائل السعادة في الحياة و شيئاً من هذا القبيل و توقفت عن الكلام و لم أكمل كل الدقيقة الأمر الذي أزعجني و ضاعف ظني بعدم الحصول على العلامة المطلوبة أتممت الاختبار و خرجت و أنا أعد نفسي باختبار ثالث و في طريق العودة إلى المنزل تأسفت كثيراً ليس لأدائي الذي لم يرضيني فحسب بل للصورة التي ظهرت بها أمام تلك المرأة التي اختبرتني ما الذي ستقوله هي و من سيقوم بتقييم التسجيل:مسلمة و لا تستطيع أن تعرف كتابها المقدس و تعرض نبذة عنه بشكل و اثق و منظم بالرغم من أنني أجيد ذلك بلغتي الأم لكن لم أحسن فعل ذلك بالإنجليزية
و العجيب أنني حصلت على المعدل المطلوب و لم أضطر إلى الامتحان الثالث! _ الحمد لله_
فعزمت بيني و بين نفسي على حفظ تعريف مختصر عن القرآن الكريم باللغة الإنجليزية ليكون حاضراً بين كلماتي عندما أحتاجه لكنني لم أنفذ عزمي بعد و أتمنى أن ألتقي بتلك الممتحِنة و أهديها مصحفاً مترجماً علني أصحح تصرفي السابق
و تمنيت الآن بعد قراءة الردود خصوصاً الرد رقم 4 و الرد رقم 13 أن أكون قد ذكرت لها شيئاً من ذلك
و بالنسبة لتعريف القرآن الكريم فمن وجهة نظري هو النور الذي يبدد لك الظلام و الصاحب الذي تأنس به في خلوتك كتاب اكتنفه الرقي و الجلال من جميع جوانبه فيه خطاب للبشرية جمعاء ... و خطاب للمؤمنين و آخر للكفار و رابع لأهل الكتاب ... للغني خطاب للفقير خطاب للحاكم خطاب للمحكوم خطاب و غير ذلك الكثير الكثير في تناسق مذهل و إحكام مدهش يجمع بين سهولة اللفظ و سحر الأسلوب و روعة العبارة بالإضافة للجوانب الإعجازية في كل الميادين و شتى العلوم ... يحصل لك بمجرد النية و تلاوته و النتقل بين أسطره و سوره الشفاء و تتحقق الطمأنينة في أسمى معانيها، و لا سبيل للخلاص من أنواع الهموم و صور الضيق و الأحزان إلا بالنهل من منبعه و مداومة الاطلاع عليه و التعرف عليه، هو الكتاب الوحيد من بين الكتب لا تمل قراءته و لاتسأم من تكرار آياته فكل مرة ثمة شيء جديد إذا كلما ختمه أحدنا عاد لأوله و شرع في تلاوته مجدداً على خلاف غيره من الكتب التي قد نتركها جانباً بعد قراءتها و الاستفادة منها و لا نعود لها إلا عند احتياجها،كتاب شهد بكماله من حارب دعوته فقال (إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إنه ليعلو و لا يعلى عليه ... )
و لا تعريف له أفضل مما ذكره منزله و قائله جل و علا فقد جاء ذكر القرآن و عظمته و ماهيته في أكثر من موضع منها: (((لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... ))) (((تبياناً لكل شيء ... ))) (((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين ... ))) (((و لقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ... )))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:34 ص]ـ
هو اخر رسالة من الخالق لخلقه و سيظل باب اتصال قلب المخلوق بخالقه الى أن نلقاه سبحانه
هو الكتاب الذي عندما تقرأه لأول مرة تشعر أنه يتكلم عنك و عن خبايا نفسك بالتفصيل و ينيبن لك من نفسك مالا أحد يعرف و كأنه يتوجه لك خاصة من دون الناس بالنصح و الارشاد
و عندما تقرأه في كل مرة تجد معنى جديد و فهم جديد للعالم كله
و كلما ازدادت قراْتك له ازدادت سعادتك و أضاءت جوانب حياتك رغم كل مافيها من تعقيدات
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:16 ص]ـ
أخي الدكتور يوسف
من نعمة الله عليكم ما تقومون به من نشاطات متعددة مشكورة، وأسأل الله أن يكون لكم ذكر في الآخرين.
وإن مشاركة بعض إخواني هنا تدل على أن عندنا مشكلة في كيفية التواصل مع تلك الأقوام التي تفكر بطريقة تختلف عن طريقتنا، وليسوا مسلِّمين بما عندنا حتى نقدم لهم هذه التعريفات التي تصلح لنا نحن المسلمين.
وإني أرى أن نرجع إلى أوصاف القرآن في القرآن لاستخراج الوصف (وليس التعريف الجامع المانع، لأنه ليس هو المراد هنا) الذي يمكن تقديمه لمثل هؤلاء، ولو كان بأسلوب يسير سهل.
وانظروا مثلاً سورة الشعراء من قوله تعالى (وإنه لتنزيل رب العالمين) إلى آخر السورة؛ مالذي يمكن أن نجمعه من أوصافه مما يمكن أن يقدَّم لمثل هؤلاء.
وأذكر أن بعض الدعاة في تلك البلدان كانوا يستخدمون طريقة السؤال، ثم الإحالة على القرآن لقراءته، كما فعل أخونا الدكتور يوسف مع هذا الألماني.
ومما أذكر أنه كان يقول لمن يريد دعوته:
ما أكبر مشكلة تواجهك في حياتك؟
أنا كفيل بأن هذا الكتاب سيوضح حلها لك، فهلاَّ قرأته.
وعندي طلب للدكتور يوسف أرجو أن يسمح به كريم نفسه، وأن يستجيب له، وهو أن يحدثنا عن بعض مواقف هذا الألماني من شهر رمضان الماضي، فقد كان حبيبنا الدكتور يوسف حدثني عن بعض أقاصيص أرى حُسن بثِّها للمسلمين.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:47 ص]ـ
الشيخ خالد ياسين من كندا،يستخدم القرآن فى دعوته غير المسلمين، وله أسلوب مؤثر جداً جداً:
http://www.youtube.com/watch?v=tyxtDtbqlAg&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=Vj7q2WpLV0w
http://www.youtube.com/watch?v=BE_5H6EbcmQ
( واستمعوا إلى الرابط الثالث أولاً)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2010, 01:30 م]ـ
خالد ياسين داعية مبدع في طريقة عرضه لأفكاره
كثيرا ما أستمتع بسماعه في مواضيع أعرفها جيدا ولكن على طريقته كأني لم أعرفها من قبل
وهناك الكثير من دعاة الغرب المبدعون الذين يملكون القدرة على الجذب والاقناع منهم: Shabir Ally
http://www.youtube.com/watch?v=Znpy7OVbdrY&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=NIfqgWwN4pA&feature=related(/)
ما معنى كلمة - لدا -
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
أحبتي لدي سؤال وهو ما معنى كلمة لداً المذكورة في قوله تعالى ((لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لداً)) في سورة مريم حيث رجعت إلى تفسير ابن كثير وجدت هناك أقوال متعددة لكثير من المفسرين.
فأردت أن أعرف أصل الكلمة أي (لدا)) مما هي مشتقة.
.
.
.
وبارك الله في أوقاتكم
ورزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:20 م]ـ
أنا في انتظار ردودكم مشايخنا الكرام
.
.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Sep 2010, 10:41 م]ـ
قال مجاهد: قوماً لداً أي لا يستقيمون، وقال الضحاك: الألد الخصم، وقال القرطبي: الألد الكذاب، وقال الحسن: لداً أي صماً، وقال ابن عباس: قوماً لداً أي فجاراً. وهناك أقوال غيرها يمكنك مراجعة كتب التفسير.
أظن أن منها اللدود هو شديد العداوة أيضاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:24 ص]ـ
إضافة إلى ما تفضل به أخي أبو أنس وفقه الله.
(لُدَّا) في الآية جَمعٌ، والمفرد (أَلَدُّ)، أي شديد الخصومة. ومن قول الشاعر:
وأَلَدُّ ذي حَنَقٍ عليَّ كأَنَّمَا * تَغلي عَداوةُ صدرهِ في مِرْجَلِ
فيقال: (قومٌ لُدٌّ) كما في الآية للجمع، و (رجل أَلَدُّ) للمفرد كما في بيت الشعر.
وقد اجتهد ابنُ فارس في تأصيلِ المفردة فقال:
اللام والدال أصلان صحيحان:
- أحدهما يدل على خصام.
- والآخر يَدُلُّ على ناحيةٍ وجانبٍ. (انظر: مقاييس اللغة 5/ 203)
واللفظةُ التي في الآية من الأصلِ الأول الذي يدل على خصامٍ.
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[06 Nov 2010, 10:30 م]ـ
بارك الله فيكم يا مشيخنا الكرام(/)
سؤال في أسرار فواتح السور ..
ـ[الهياج]ــــــــ[19 Sep 2010, 11:29 م]ـ
السلام عليكم
وتقبل الله طاعتكم ..
وعيدكم مبارك علينا وعليكم ..
شكر الله لكم .. لي فترة وانا ابحث لماذا افتتح الله تبارك وتعالى سور النور ب (سورة أنزلنها وفرضناها ... ) الآية
وبحثت في كتب التفسير عن ذلك ..
وقلت لا بد من استشارة الأخوة هنا في معرفة الكتب المهتمة بفواتح السور واسرارها ومدولولاتها ومقاصدها ..
فلا تحرموني خبرتكم شكر الله لكم ..
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:36 ص]ـ
أبشر أخي الكريم: فقد كنت شرعت في مسيرة عملي المسجدي بتفسير سورة النور مرات عدة، وإليك بعض ما أعلمه حول سبب افتتاح السورة بهذه الآية:
السورة تدور حول موضوع: الحفاظ على الأسس الأخلاقية للمجتمع الاسلامي، وقد تناولت السورة الموضوع من خمسة محاور:
1 - عقاب من اعتدى على الأعراض بالفعل (وهو الزنا). 2 - عقاب من اعتدى على الاعراض باللسان (قذف المحصنات).
3 - ذكر جملة من الآداب التي يتكفل تطبيقها بالحفاظ على الأسس الأخلاقية للمجتمع المسلم.
4 - بيان جملة من الآيات الكونية الدالة على عظمة الآمر المشرع، حيث جاءت عقب الحديث عن تلك الآداب، ليقول الله للمكلف: الا تريد طاعتي فيما ادعوك لتطبيقه من آداب وأخلاق؟! فلعل منبع الامتناع عن التطبيق هو جهلك بقدر الآمر فتعال أعرفك عليه: الله نور السماوات والأرض ... من 35 - 47. 5 - عودة للتمة الأحكام والآداب مع بيان لصورة المؤمن والمنافق والكافر من خلال إظهار موقف الكل من أحكام الله تعالى.
عذرا للإطالة:
أعود بك لسؤالك:
بعد الذي قلته لك: يظهر لنا سر الإفتتاح بقوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النور1
وذلك أن الله يضع لنا عنوان وهدف السورة والهدف مما فيها من أحكام فيقول: هذه سورة انزلناها وفرضناها (وفي قراءة وفرَّضناها بالتشديد) أي جعلنا تطبيق ما فيها من أحكام وآداب فرض عليكم، وفي قراءة التشديد يكون المعنى: سورة أنزلناها وشددنا عليكم فرض تطبيق ما فيها. واودعنا فيها آيات واضحات لا تحتمل صرفها عن حقيقة ما تبينه: فالآيات من 11 - 26 واضحة في براءة ام المؤمنين عائشة، والدرس الملقن لمن خاض في الطعن بها جلي واضح وانكار برائتها تكذيب لنص القرآن وبالتالي كفر من انكر ذلك. وختمها بقوله لعلم تذكرون: أي تتعظون وتعلمون أنه لن يصون مجتمعكم غير ما فيها من احكام.
وتأمل أخي الكريم هذه الآداب التي ذكرت فيها:
1 - آداب الاستئذان: ولها دور في عدم مشاهدة العورات التي قد يؤدي الاطلاع عليها إلى وقوع المحذور، وكذلك يدفع الريبة من القلوب: لاحظ قول النبي صل1عن الصحابي الجليل صفوان بن المعطلرض1: وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي. اذاً دخول صفوان بيت النبيصل1 مستئذنا دفع الريبة في قلب النبيصل1 نحوه.
2 - آداب غض البصر: ومعلوم ما لسهم النظر من اثر سام.
3 - آداب زينة المرأة أمام الرجل المحارم والنساء المحارم والاطفال وغيرهم.
4 - النصح بالزواج وما لهو من اثر في اعفاف الفرد وبالتالي المجتمع.
5 - الامر بإغلاق دور البغاء: َلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {33}
- منع الدخول دون الاستئذان في اوقات حط اللباس.
لو طبقت هذه الآداب لبقي المجتمع مصانا من الفاحشة وأثرها.
لكل ذلك: كانت افتتاحية السورة تصف موضوع السورة اجمالا تؤكد على ضرورة الالتزام بما فيها.
يمكنك مراجعة أصل ما قلته آنفا في كتب التفسير ولكن، سقته لك مع تدبر خاص مني واختصار شديد لكثير من تفاصيل اسرار هذه السورة، والتي لا سعفني المقام بذكرها.
اللهم إن اصبت فمنك وحدك وغن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:38 م]ـ
إضافة إلي ماذكره أخي الفاضل د. توفيق العبيد
فإن كلمة (سورة) وهي ما يعبر بها عن المجموعة المتكاملة من الآيات القرآنية .. فالسورة من جهة تشبه السورالذي يحيط بالبيت فيجعله مستقلا عن غيره ومن جهة أخرى تشبه السوارالذي يحيط بالمعصم فيعطيه زينة وجمالا وكما أن لكل مجموعة بشرية سورا يحيط بهم وهو الأسرة التي تمثل الحجر الأساس في بناء المجتمع
وكما فرض الله السورة القرآنية فانه فرض الأسرة التي هي بمثابة سورالإنسان وحصنه الذي يلجأ اليه في الحياة الإجتماعية وهذا ما تؤكده الآيات التالية التي تتحدث عن عقوبة الزنا وعقوبة القدف به
ـ[الهياج]ــــــــ[03 Oct 2010, 11:10 م]ـ
أحسنتم وبارك الله فيكم ..
جاري التمعن في جميل وجليل الكلام أعلاه ..
وننتظر الزيادة
حفظكم الله وبارك فيكم(/)
أين بحوث د. محمد فتحي عثمان في الدراسات القرآنية؟
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:21 م]ـ
قرأت هذا المقال للكاتب الإسلامي والمفكر السياسي المعروف د. عبد الوهاب الأفندي في أحد المواقع، ولم أسمع بالدكتور/محمد فتحي عثمان فضلا عن بحوثه التي يشير إليها الكاتب في الدراسات القرآنية ويلمح إلى جدتها وطرافتها وأهميتها، فهل تعرفون شيئا عن ذلك؟
من يعرف تلك البحوث أرجو أن يتكرم بإفادتنا بها حتى تعم الفائدة ونعرف حقيقتها.
وهذا هو المقال:
(1)
في عصر يوم السبت الماضي الموافق ثاني أيام عيد الفطر المبارك والحادي عشر من سبتمبر، ووري الثرى في ضواحي لوس انجليز في جنوب كاليفورنيا جثمان الدكتور محمد فتحي عثمان، أحد أبرز مفكري الإسلام في العصر الحديث أوائل رواد النهضة والتجديد في الفكر الإسلامي. ولكنه، وهو الأهم، كان شخصاً دمث الأخلاق، حسن المعشر، شديد التواضع، شديد الاستقامة، رحمه الله وأحسن إليه.
(2)
تعرفت على فتحي عثمان في صيف عام 1982 حين زرت مقر مجلة "أرابيا" في قلب لندن بناء على اقتراح الأخ الكريم أحمد كمال الدين الذي كان سبقني للعمل هناك لأناقش مع الناشرين العمل في تلك الدار. وكان العمل تحت قيادة فتحي عثمان ممتعاً ومدهشاً في آن معاً. فقد كان الرجل ديمقراطياً فكراً وممارسة، نادراً ما يفرض رأيه على المحررين. ولكنه كان في نفس الوقت مدافعاً شرساً عن حرية الكتاب وعن استقلالية المجلة.
(3)
في عام 1996، أقام محبي الدكتور فتحي عثمان من ماليزيا وتونس وبريطانيا وأمريكا ومصر وبلدان أخرى لقاء فكرياً على شرفه، تحدثت فيه ثلة من المفكرين عن إشكاليات الإسلام والحداثة من زوايا مختلفة. (نشرت مداولات اللقاء عام 2001 في كتاب من تحرير الفقير إلى مولاه بعنوان: إعادة التفكير في الإسلام والحداثة: مقالات على شرف فتحي عثمان). وقد كلفت حينها بتقديم نبذة تعريفية عن الدكتور ومساهماته الفكرية والعملية.
(4)
لم أتمالك نفسي من الانفجار في الضحك أثناء تقديم تلك الورقة وأنا أروي بعض وقائع المواجهة بين فتحي وناشري المجلة، ومنها تلك الحالة التي اعترض فيها الناشرون على سياسة المجلة تجاه باكستان، وانتقاداتها الحادة لدكتاتورية الجنرال ضياء الحق الذي كان الناشرون على علاقة طيبة معه. وزاد غضب الناشرين حين نشرت المجلة تحقيقاً من ست صفحات لأحد أبرز محرريها في نقد الأوضاع هناك. كان رد فتحي عثمان إن الناشرين أحرار لو أرادوا أن يكتبوا رأياً مخالفاً. وبالفعل صدر العدد التالي من "أرابيا" وهو يحملة رسالة من الناشر تنتقد بمرارة تغطية المجلة لشؤون باكستان!
(5)
كانت هذه إشارة كذلك على ديمقراطية تفكير الناشرين، واحترامهم لفتحي عثمان ومقامه. عندما توليت إدارة تحرير المجلة كنت بدوري أحافظ على الاستقلالية بدعم قوي من فتحي عثمان والناشرين، ولكنني كثيراً ما كنت أتمرد عليه وعليهم أيضاً، فكان الكل يقبل ذلك برحابة صدر. وفي إحدى المرات النادرة ألح علي في نشر مقالات ذات طابع أكاديمي كتبها أحد أصدقائه، فقلت له إنه يعرف إن مثل هذه المقالات لا تصلح للمجلة. فتساءل إن كان من الممكن اختصارها وإعادة صياغتها لتصبح صالحة، فرفضت الفكرة، ولم يصر.
(6)
ولد فتحي عثمان في المنيا في عام 1928، وتخرج في جامعة القاهرة قسم التاريخ عام 1948 (أي وهو دون العشرين). وقد انضم وهو في الجامعة إلى جماعة الإخوان المسلمين، فكان نصيبه السجن والطرد من العمل. عاد بعد ذلك إلى الحقل الأكاديمي، حيث حصل خلال فترة وجيزة على شهادة ماجستيرفي القانون من جامعة الاسكندرية (1960) وأخرى في التاريخ من جامعة القاهرة (1962). ثم ما لبث أن التحق بالأزهر كمدير لقسم البحوث والمكتبات، وساهم مع الإصلاحيين في قيادة الأزهر ووزارة الأوقاف وقتها في الجهود الرامية إلى تطوير وإصلاح الأزهر.
(7)
(يُتْبَعُ)
(/)
في نهاية الستينات انتقل فتحي عثمان إلى الجزائر حيث عمل محاضراً في جامعاتها، ثم سافر إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة برنستون، وعمل بعدها محاضراً بجامعة الرياض في المملكة العربية السعودية. من هناك جاء إلى لندن في عام 1981 حيث عمل رئيساً لتحرير "أرابيا" حتى توقفت عن الصدور عام 1986، فانتقل إلى لوس انجليز للعمل بالمركز الإسلامي وجامعة جنوب كاليفورنيا، وأقام في شقة متواضعة في ضاحية مونتروز بلوس انجليز مع زوجته الأستاذة عايدة عبدالرحمن وابنته غادة استاذة اللغة العربية حالياً في جامعة سان دييغو.
(8)
في عام 1961 أصدر فتحي عثمان كتابه "الفكر الإسلامي والتطور"، الذي قدم فيه لأول مرة أطروحات جريئة حول إعادة صياغة الفكر الإسلامي بما يتواءم مع العصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق غير المسلمين. وقد كانت تلك الأطروحات غريبة وقتها، ولكن تأثر بها فيما بعض مفكرون كثر، وبنوا عليها، على رأسهم الاستاذ فهمي هويدي الذي اكد أنه اقتبس بعض أفكاره من مقالة نشرها فتحي عثمان في مجلة المسلم المعاصر.
(9)
نشر فتحي عثمان بعد ذلك أكثر من 25 كتاباً بالعربية والإنجليزية، أبرزها كتاب "مفاهيم القرآن" الصادر عام 1996 في أكثر من ألف صفحة. وقد ركز فتحي في مقالاته وكتبه ومحاضراته على القرآن وإعادة فهمه وتفسيره. حتى مقالاته في مجلة "أرابيا" كان أكثر من نصفها استشهادات بنصوص قرآنية.
(10)
في عام 1997 كنت في كاليفورنيا لإلقاء محاضرات في جامعة بيركلي بالقرب من سان فرانسسكو. ولجهلي بجغرافية المنطقة خلت لوس انجليز قريبة من هناك، فحادثت فتحي عثمان واتفقت على أن أن أزوره والاسرة. ولكنني سرعان ما اكتشفت أن الأمر يحتاج إلى سفر بالطائرة، فاعتذرت. وقد قدر لنا أن نلتفي بعد ذلك ببضع سنوات في كوالا لمبور، كان للأسف آخر العهد به.
(11)
خلف فتحي عثمان وراءه ما نرجو أن يكون صدقة جارية من عشرات الكتب ومئات، إن لم يكن آلاف، المقالات والمحاضرات، جلها حول القرآن ومحاولات استجلاء معانيه وتنزيل قيمه على واقع المسلمين اليوم. كان حتى وهو قد تجاوز الثمانين لايكل من الكتابة أو المحاضرة. ولكنه فوق ذلك خلف ذكرى طيبة عند كل من التقاه أو تعامل معه. ألا رحم الله محمد فتحي عثمان وتقبله في الصالحين، فإننا نشهد أننا ما علمنا عنه إلا خيراً.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:13 ص]ـ
ألا أحد هنا يعرف شيئا عن بحوث هذا الرجل في الدراسات القرآنية والتفسير؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:35 ص]ـ
نشر فتحي عثمان بعد ذلك أكثر من 25 كتاباً بالعربية والإنجليزية، أبرزها كتاب "مفاهيم القرآن" الصادر عام 1996 في أكثر من ألف صفحة. وقد ركز فتحي في مقالاته وكتبه ومحاضراته على القرآن وإعادة فهمه وتفسيره. حتى مقالاته في مجلة "أرابيا" كان أكثر من نصفها استشهادات بنصوص قرآنية.
خلف فتحي عثمان وراءه ما نرجو أن يكون صدقة جارية من عشرات الكتب ومئات، إن لم يكن آلاف، المقالات والمحاضرات، جلها حول القرآن ومحاولات استجلاء معانيه وتنزيل قيمه على واقع المسلمين اليوم.
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له.
قرأتُ بعض كتبه في الفكر الإسلامي والثقافة، وأما كتبه في الدراسات القرآنية التي أشار إليها فلم أطلع عليها بعدُ، وأحسن الله إليك لتنبيهنا على هذا العالم الجليل، وأرجو أن يكون هذا دافعاً لقراءة كتبه التي أشار إليها الكاتب جزاه الله خيراً.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:17 م]ـ
شكر الله لك، شيخنا المفضال الدكتور، عبد الرحمن على هذه المشاركة المشجعة، ولعلي أكتب إلى كاتب المقال وأسأله عن كتب الدكتور الراحل في الدراسات القرآنية، أين هي؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟ وما قيمتها العلمية ومنهجها في نظره؟(/)
تفسير القرآن الكريم لمحمد عبد المنعم خفاجي
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 04:02 م]ـ
السلام عليكم
لقد رأيت في مكتبة القاهرة في درب الأترك -القاهرة-طبعة قديمة لتفسير أول مرة أراه للأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي
فما تقييمكم لهذا التفسير
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:43 م]ـ
هل من مجيب؟(/)
مراحل ترجمة القرآن الكريم: أنواعها، أهدافها، أسباب أخطائها
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:29 م]ـ
بحث بعنوان: "مراحل ترجمة القرآن الكريم: أنواعها، أهدافها، أسباب أخطائها"
د. محمد بهاء الدين حسين أحمد
أستاذ مشارك في قسم الدراسات القرآنية والحديثية الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
نشر في: مجلة تفكُّر (مجلة سودانية)، مجلد (8)، العدد (1)، 2007م / 1428هـ
في المرفقات.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا على نشر هذا البحث القيم
جعله الله في ميزان حسناتك(/)
تمديد استلام الإجابات
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:25 م]ـ
نظراً لرغبة الكثير من المشاركين في المسابقة الرمضانية الكبرى في تمديد موعد استلام الإجابات لفتح باب المشاركة لأكبر عدد ممكن، فقد تقرر تمديد فترة استلام الإجابات إلى نهاية شهر شوال الجاري، سائلين الله تعالى التوفيق للجميع وبارك الله فيكم.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:15 م]ـ
جزاكم الله خيرًا, والمسابقة فعلاً تحتاج لوقت في البحث والتنقيب،نفعنا الله وإياكم.
ـ[ريم]ــــــــ[22 Sep 2010, 10:13 م]ـ
خلال رمضان كنت أبحث و بدأت في تدوين الإجابات لكنني ارتبطت حالياً بدراستي فتوقفت إذ يصعب علي التوفيق و الجمع بين الاثنين
لذلك أرجو أن يتم طرح الإجابات بعد انتهاء مهلة التسليم حتى تتم الاستفادة فهناك الكثير من الأسئلة التي أرغب في معرفة إجاباتها
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:28 م]ـ
بإذن الله تعالى سنقوم بإنزال كامل الإجابات مع أسماء الفائزين بعد إكمال فرزها وتصحيحها وتدقيقها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[كمال فتحي عبد الهادي]ــــــــ[25 Sep 2010, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً(/)
مناقشة تأييد أية (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) لموقف عمر من أسرى بدر
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل قول الله تعالى
(((ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم)))
نزل مؤيدا لرأي سيدنا عمر رض1؟ وما الدليل الصحيح الصريح على ذلك؟
من المعروف أن رأي سيدنا عمر رض1 هو قتل أسرى بدر وليس القتل أثناء الحرب وقبل الأسر
أليس معنى الأية أنه لا ينبغي للنبي صل1 أن يأسر حتى يقتل ويحدث نكاية في العدو
وذلك مصداقا لقول الله تعالى (((فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)))
فيبطل بذلك استشهاد كثير من الدعاة بهذه الأية على أن الله أيد رأي سيدنا عمر رض1؟
أرجوا التوضيح بشكل مفصل
جزاكم الله خيرا(/)
تكملة تفسير المنار؟
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:09 م]ـ
في حواره مع مجلة البيان (عدد 277 رمضان 1431هـ ـ سبتمبر 2010م)، ذكر الشيخ فتحي أمين عثمان (وهو مدير إدارة مركز التراث التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة) وهو مهتم جداً بجمع تراث الجماعة، ذكر أن تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا (1935م) الذي فسر إلى سورة يوسف، قد تابع الشيخ محمد حامد الفقي (1959م) إكماله فبدأ بتفسير سورة الرعد ثم إبراهيم ثم الحجر فالنحل، ومات بعد أن فسر إحدى عشرة آية من سورة الإسراء، وتابع بعد الشيخ عبد الرحمن الوكيل، ثم الشيخ سيد رزق الطويل.
وذكر الشيخ أن هذه التكملات مما نشر في مجلات الجماعة كالمنار والهدي النبوي والتوحيد.
لكن لا أدري هل طبعت مستقلة أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:30 م]ـ
قرأت الحوار الذي أشرتم إليه في مجلة البيان فعلاً، واستوقفني ما ذكرتم. وحسب علمي أنه لم يطبع طباعة مستقلةً، وقد قرأتُ بحوثاً متأخرة جداً عن التفسير لم تشر إلى ذلك، وأتوقع أنهم تتبعوا الطبعات جيداً ولو طبعت مثل هذه التكملة لكانت من المتداول المعروف بين الباحثين. والله أعلم.(/)
ستجدني ان شاء الله من الصابرين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:30 م]ـ
قول موسى عليه السلام للخضر: ستجدني ان شاء الله من صابراً ولا أعصي لك أمراً.
قول علّقه على المشيئة والمعلق على المشيئة ليس فيه إثم ولا كفارة. فموسى عليه السلام لم يصبر واستعجل الأمر واستنكر لفعل الخضر لأنه لم يعلم حقيقة العلم الذي أعطاه الله تعالى للخضر.
أما اسماعيل عليه السلام حينما قال لأبيه أيضاً (ستجدني ان شاء الله من الصابرين) فكان معلقاً أيضاً على المشيئة ولكن الله تعالى أوقف خاصيّة القطع من السكين فلم يُذبح رغم أنه لم يخلف ما وعد به. فعفاه الله تعالى بأمر منه. فلم يلزمه أيضاً اثم ولا كفارة لأنه اسلم لله رب العالمين.
كثيرة هي الأشياء التي نعزم على فعلها ولا نعملها بسبب عارض ولا نعلّقها للمشيئة فنكون عرضة للإثم والكفارة والاستغفار. حري بنا أن نقول دوماً إن شاء الله. فنجعل من هذه العبارة ورد لا ينفد ولا ينقطع وحرزاً من الإثم واستغلاظ الأيمان بلا سبب شرعي. وصدق الله تعالى القائل:
ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداّ إلا أن يشاء الله
ـ[ Amara] ــــــــ[21 Sep 2010, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
صدقت أخي الفاضل،
ولعلي أسألك ..
لماذا قال موسى صابرا بصيغة المفرد؟
وقال اسماعيل من الصابرين بصيغة الجمع؟
أذكر أني قلت لرجل: إن شاء الله، فقال لي كلمة موسى أو كلمة اسماعيل .. فلم أفهم منه، واستخف لساني اسم موسى فقلت له: كلمة موسى، فضحك ولم أدر.
يغفر الله لي ولكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
صدقت أخي الفاضل،
ولعلي أسألك ..
لماذا قال موسى صابرا بصيغة المفرد؟
وقال اسماعيل من الصابرين بصيغة الجمع؟
ذكر الألوسي فائدة حول هذا المعنى وهي أن إسماعيل عليه السلام قال: (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) وصبر، وموسى كليم الله عليه السلام قال: (ستجدني إن شاء الله صابرا) ولم يصبر، مع قولهما إن شاء الله؛ وإن هذا يدل على فضيلة إدخال الإنسان نفسه مع الجماعة في الدعاء. الم تقرأ قول الله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:21 م]ـ
صبر إسماعيل عليه السلام كان على أمر قد تقرر بوحي من الله تعالى فهو عليه السلام يقوم بما يعتقد أنه واجب، وهو إمتثال أمر الله تعالى الموحى به إلى إبراهيم عليه السلام من خلال الرؤيا،ورؤيا الأنبياء حق.
أما فعل موسى عليه السلام فكان وعدا بالصبر، ولكنه واجه أمورا لا يمكن أن يصبر عليها لمخالفتها لما قد علمه من شرع الله وظاهر الحكمة، وهذا أمر لا ينقص من قدره عليه السلام فعذره بين ظاهر، لا سيما وأن العبد الصالح قد أشار إلى أنه لن يصبر:
(قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68))
وعليه الفرق بين إسماعيل عليه السلام وموسى عليه السلام هو:
أن إسماعيل كان على علم بما هو مقدم عليه
بخلاف موسى عليه السلام.
مع سلامي للأخوين الكريمين تيسر وعمارة
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Sep 2010, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقين أن الأشياء التي يمكن قراءتها من خلال هذه الآية كثيرة وجليلة ..
من ذلك أدب الانسان مع ربه .. وأدب المتعلم مع معلمه ..
فالأولى، قول اسماعيل عليه السلام: ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
والثانية، قول موسى عليه السلام: ستجدني إن شاء الله صابرا.
يغفر الله لي ولكم(/)
نظرات عددية في آية الحفظ
ـ[ Amara] ــــــــ[21 Sep 2010, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب، عبد الله جلغوم
قد أنهوا حوارا بدأوه ولم ينهو مجلسا بدأناه.
أما نحن فمازلنا نريد أن نستمتع من أخينا الحبيب عبد الله جلغوم.
أريد أن أبدأ بسؤالك أستاذي:
لعلك تلاحظ ايها الفاضل أن العدد 15 في ترتيب الاعداد الأولية هو العدد 47
وأن العدد 99 في ترتيب الأعداد الأولية هو العدد 523
وربما سألتني عن السر في ذلك؟
نحن نعلم أن العدد 15 هو ترتيب سورة الحجر وأن العدد 99 هو عدد آياتها.
تأمل معي إن المجموع 15 + 99 = 114 عدد سور القرآن
ومجموع 47 + 523= 570= 5. 114
لعل أحدا يتساءل وماذا في ذلك؟
وسأتساءل معكم لماذا 5. 114؟
إلا أني سأوجهكم لأمر جميل جدا. هو أن العدد 5 هو بالضبط عدد السور التي مجموع عدد ترتيبها وعدد آياتها يساوي 114.
وهي كالآتي:
1 - الحجر 15/ 99
2 - الزمر 39/ 75
3 - المعارج 70/ 44
4 - الغاشية 88/ 26
5 - الماعون 107/ 7
وأجمل أن مجموع أرقام ترتيب السور الخمس هو 319، وهذا العدد هو الفرق بين عدد آيات القرآن (6236) ومجموع أرقام ترتيب سور القرآن (6555): 6555 - 319=6236.
ولعلك سيدي تلاحظ معي موقع آية الحفظ (الآية 9 من سورة الحجر)، فهي الفاصلة بين 1810 آية تسبقها و4425 آية تأتي بعدها.
أما الفرق بين العددين فهو 4425 - 1810 = 2615.
ولعلنا نتساءل وماذا في ذلك؟
لاشيء غير أن النتيجة هي التالية:
2615 = 5. 523
تأمل معي العددين 5 و 523 ...
ولعلك تلاحظ معي شيئا أبدع وأروع .. هو أن العدد 66 هو العدد الذي يمثل ترتيب كلمة لحافظون في سورة الحجر.
ولعلي أسألك عن السر في ذلك ..
وربما سألت عن من سيحفظ القرآن؟ وسيكون الجواب يقينا أنه الله ...
والروعة هو أن العدد 66 هو القيمة العددية لكلمة الله.
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي ولكم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:20 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور عمارة.
ما هذه اللفتات الرائعة منك بكثيرة، فأنت المتخصص في علوم الرياضيات، أرقى العلوم وأجلها.
وفقك الله، وأنار بصيرتك.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وربما سألت عن من سيحفظ القرآن؟ وسيكون الجواب يقينا أنه الله ...
والروعة هو أن العدد 66 هو القيمة العددية لكلمة الله.
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي ولكم
هل الكلمات لها قيم عددية؟ من قال بذلك؟
ما الضابط أو القانون الذي جعلك تقرر أن العدد 66 هو القيمة العددية لكلمة الله؟
حضرك تذكرني بحروف أبي جاد فقد جعل مبتدعها لكل حرف قيمة عددية حددها من هواه!
أرجوا إيضاح الصورة
ـ[محمد فال]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:31 ص]ـ
ما هذه اللفتات الرائعة منك بكثيرة، فأنت المتخصص في علوم الرياضيات، أرقى العلوم وأجلها.
عذرا يا أستاذ عبد الله متى كانت الرياضيات أرقى العلوم وأجلها؟ وأين علم الرياضيات من العلم الشرعي علم الكتاب والسنة، أم هذا الكلام من باب المدح المبالغ فيه؟؟؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:35 ص]ـ
ما هذه اللفتات الرائعة منك بكثيرة، فأنت المتخصص في علوم الرياضيات، أرقى العلوم وأجلها.
عذرا يا أستاذ عبد الله متى كانت الرياضيات أرقى العلوم وأجلها؟ وأين علم الرياضيات من العلم الشرعي علم الكتاب والسنة، أم هذا الكلام من باب المدح المبالغ فيه؟؟؟؟
1 - علم الرياضيات هو من علوم القرآن التي غفل المسلمون عنها.
2 - الكون كله بني على الرياضيات.
3 - يمكنك إضافة حرف الجر " من " فتصبح الجملة " مِن أرقى .... " وتنتهي المشكلة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:52 ص]ـ
علم الرياضيات هو من علوم القرآن التي غفل المسلمون عنها.
لا أدري لماذا لم تقنعني هذه العبارة، برع كثير من المسلمين في هذا العلم على مر العصور فمن المؤكد أن مبادئ و أساسيات علوم الرياضيات من جبر و هندسة و غيرها وضعها مسلمون و شهد المنصفون من الغرب بذلك
هذا صحيح. ولكنهم لم يستمروا على هذا النهج، فكان أن أخرجوا علم الرياضيات من علوم القرآن (فيما بعد). هذا هو المقصود. ولو استمروا على ذلك، لما كانت حالنا على ما نحن عليه الآن. لقد احتُقِرت كل العلوم لصالح علوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللأخ الفاضل الدكتور عمارة مقالة مفصلة حول هذا الموضوع لا أدري ما رابطها.
الكون كله بني على الرياضيات.! كيف؟
الكون بمجراته ونجومه وكواكبه - الجسم البشري - الصناعات الحديثة (الكمبيوتر).
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Sep 2010, 02:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب محمد فال والأخت الفاضلة ريم،
عذرا يا أستاذ عبد الله متى كانت الرياضيات أرقى العلوم وأجلها؟ وأين علم الرياضيات من العلم الشرعي علم الكتاب والسنة، أم هذا الكلام من باب المدح المبالغ فيه؟؟؟؟
نعم، الرياضيات علم المنطق و هو ممتع للغاية، رائع و راقي لكن لا يرقى إطلاقاً لعلم الدين و علوم القرآن و السنة النبوية ...
علم الرياضيات هو من علوم القرآن التي غفل المسلمون عنها ..
لا أدري لماذا لم تقنعني هذه العبارة.
أقول لكليكما ..
هل تعلمتم الفقه؟ هل تعلمتم الحديث؟ هل تعلمتم الفرائض؟ هل تعلمتم الوصايا؟
ما منزلة هذه العلوم؟ أليست هي من علوم القرآن؟
وما هي الرياضيات بحسب رأيك كل واحد فيكم؟
جوهر الرياضيات وأصوله هي في أصول الفقه، وأسسه أسس المحاججة والمجادلة .. وما أكثرها في القرآن ..
ومادته كل ما تعلق بأمور الحياة، وأمور الفكر ..
كان يحضرني دائما حديث عن ابن مسعود، رواه أبو يعلى والبزار: يقول عليه الصلاة والسلام:
تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض حتى يختلف الرجلان في الفريضة لا يجدان من يخبرهما.
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحديث آخر عن أبي هريرة، أخرجه ابن ماجة والحاكم في المستدرك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا الفرائض وعلموه الناس، فإنه نصف العلم.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَالْفَرَائِضَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَفْتَقِرَ الرَّجُلُ إِلَى عِلْمٍ كَانَ يَعْلَمُهُ أَوْ يَبْقَى فِي قَوْمٍ لا يَعْلَمُونَ.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا الفرائض واللحن والسنن كما تعلمون القرآن.
وعن عبيد الله بن بريدة، عن أبيه قال:
كانوا يؤمرون، أو كنا نؤمر، أن نتعلم القرآن، ثم السنة، ثم الفرائض، ثم العربية: الحروفَ الثلاثة. قال: قلنا وما الحروف الثلاثة؟ قال الجر والرفع والنصب.
والذي أريد أن أنبه إليه من وراء كل هذه الأحاديث والمرويات، هو أن منشأ الرياضيات الحديثة أصله وأساسه القرآن ..
ولعلي أضرب لك مثالا أخي الحبيب،
لو لم يكن علم الفرائض وعلم الوصايا ما كان علم الجبر أصلا ..
أو قل لتأخر علينا وجود هذا العلم وتفاصيله التي تدخل في كل وجوه التطور، وفي كل الأبحاث الصورية والتجريبية ..
ولولا الإسلام لن تستطيع أنت مكاتبتي عبر هذا المنتدى، وفي أفضل الاحتمالات سيتأخر عليك ذلك ..
ولولا الوصايا، ما بلغت الهندسة الأوج الذي بلغت ..
وقس على ذلك ...
لكنك يا سيدي، وغيرك كثير، وربما هم الأغلبية لم يقرؤوا التاريخ ..
أو قل قد قرؤوا التاريخ .. ولكنهم ما وقفوا على مرحلة الإسلام العظيمة التي قدمت للبشرية ما قدمت ..
سبعة قرون من الزمان لن تقرأ عنها يا سيدي لأن معظم آثارها محيت ..
لن يقبل عقلك إن قلت لك إننا الآن شعوبا مستهلكة .. تستهلك ماضي الأمة المسلمة الزاخر ..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي، رواه ابن ماجه ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13478) والدارقطني ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14269) .
فتأمل كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أزكاها ..
يغفر الله لي ولكم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:06 م]ـ
هل الكلمات لها قيم عددية؟ من قال بذلك؟
ما الضابط أو القانون الذي جعلك تقرر أن العدد 66 هو القيمة العددية لكلمة الله؟
حضرك تذكرني بحروف أبي جاد فقد جعل مبتدعها لكل حرف قيمة عددية حددها من هواه!
أرجوا إيضاح الصورة
رغم أنني لا أستخدم حساب الجُمَّل في أبحاثي، فإني قد لمست في هذا النمط من الحساب ما يدل على مصداقيته.
أود أن أسألك اخي عطاء الله:
إن كان هذا النمط من الحساب كما تقول، فكيف تفسر لي أن:
القيمة العددية لأسماء الله الثلاثة الحسنى الواردة في آية البسملة: بسم الله الرحمن الرحيم، هي 684، أي عدد من مضاعفات العدد 114 الذي هو عدد سور القرآن الكريم؟ (684 = 6 × 114).
- وكيف تفسر لي أن:
القيمة العددية لعبارة لا إله إلا الله (الشهادة الأولى) وفق حساب الجمل هو: 165.
والقيمة العددية لعبارة:محمد رسول الله (الشهادة الثانية) في حساب الجمل هو: 454.
لنتدبر الآن الحقيقة التالية والتي تستدعي التدبر, وتشكل دعما آخر لحساب الجمّل:
إن مجموع العددين 165 و 454 هو: 619.
ما سر العدد 619؟ إنه العدد رقم 114 في ترتيب الأعداد الأولية.
أليس من الواضح الترابط التام بين الشهادتين وعدد سور القرآن الكريم؟ ..
واعلم اخي الكريم أننا لو رفضنا أي نتيجة مبنية على هذا النمط من الحساب، فهناك من النتائج الأخرى ما يكفي لكشف الحقيقة، ومحورها العدد 66.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:24 م]ـ
أحمد الله قد كُفِيت
بالأزهري و فال
ما أنا بعد بمستميت
في نقض هذا الخبال!
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:31 م]ـ
أتحدى جلغوم و Amara أن يأتياكم بالضوابط والقواعد لما يختارانه من عمليات رياضية ... فطالبوهم بذلك ...
وضيقوا عليهم به ....
فإن يأتوكم به .. وإلا
فاهجروهم هجرا جميلا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:53 م]ـ
أتحدى جلغوم و Amara أن يأتياكم بالضوابط والقواعد لما يختارانه من عمليات رياضية ... فطالبوهم بذلك ...
وضيقوا عليهم به ....
فإن يأتوكم به .. وإلا
فاهجروهم هجرا جميلا
لقد أضحكتني هذه المرة، فشكرا لك، فأنا نادراً ما أضحك. صحيح أن شرَّ البليّة ما يضحك.
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Sep 2010, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
سيدي الكريم عبد الله جلغوم،
الاخوة الأفاضل،
أريد أن أسألك سيدي عن عدد الآيات في سورة الحجر التي يكون ترتيبها مضاعفا للعدد 9، الذي هو ترتيب آية الحفظ؟
طبعا ستقول لي 11 آية.
فإن سألتك ثانية:
ماذا تتوقع أن يكون مجموع الكلمات في هذه الآيات؟
لن أتركك متحيرا.
وسأجيبك أن تعال تأمل معي:
1 - الآية رقم 9، عدد كلماتها 7. 2 - الآية رقم 18، عدد كلماتها 7. 3 - الآية رقم 27، عدد كلماتها 7. 4 - الآية رقم 36، عدد كلماتها 6. 5 - الآية رقم 45، عدد كلماتها 5. 6 - الآية رقم 54، عدد كلماتها 8. 7 - الآية رقم 63، عدد كلماتها 7. 8 - الآية رقم 72، عدد كلماتها 5. 9 - الآية رقم 81، عدد كلماتها 5. 10 - الآية رقم 90، عدد كلماتها 4. 11 - الآية رقم 99، عدد كلماتها 5.
إن مجموع كلمات هذه الآيات هو: 66. لا مجال للتشكيك أن العدد 66 عدد مقصود ومدبّر، وله دلالات واضحة.
ربما ستكون مندهشا بعض الشيء .. وسأقول لك .. إنه القرآن .. عجيب كله ..
لنمض معا ..
وسأسألك من جديد .. كم مرة ذكر اسم الجلالة "الله" في السورة؟
لقد ورد مرتين وفقط مرتين .. مرة في الآية 69 ومرة في الآية 96.
ربما لن تعجب بعضكم هذه النتيجة لأنه سيلاحظ العدد ومعكوسه .. لكني ساطمئنه أني لن أغضبه هذه المرة ولن اتحدث عن هذا وإن كانت الملاحظة ذات دلالة بل دلالات.
لكن تأمل معي:
فمجموع ارقام الآيات قبل الآية رقم 69 هو 2346، ومجموعها بعد الآية رقم 96 هو 294 مجموع العددين هو 2640 وهذا العدد = 40 × 66.
فأما حاصل طرح العددين فهو 2052 وهذا العدد من مضاعفات العدد 114
وقد أضيف لك شيئا مجموع العددين 9+6= 15 وهو ترتيب السورة في القرآن.
و15 هو أيضا عدد كلمات أطول آية في السورة الآية عدد 88.
ربما هي أمور لا تظهر لكل واحد منا من الوهلة .. ولكنها أمور بينة.
فهل من متدبر فيها؟
يغفر الله لي ولكم
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Sep 2010, 07:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب مساعد أحمد الصبحي
الحمد لله قد كُفِيت
بالأزهري و فال
ما أنا بعد بمستميت
في نقض هذا الخبال!
كنت أظنك مساعدا .. فألفيتك بحاجة إلى من يساعدك .. فمرحى لك ومرحى لنا بك ..
فإن كنت تريد سبنا فلا تكتب هجوا فينا .. فإنا أقدر على ألفاظ العربية منك .. لكن مقام المنتدى مقام علم .. وإني ما تركت الرد عليك إلا صونا لنفسي ولو كنت مثلك لانشدت كلام المنشدين:
ألا لا يجهلن أحد علينا.:. فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ولكني ثبت وقرأت قوله تعالى: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ...
فاترك السب لأهله فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إني لم ابعث سبابا. ولنا فيه الاسوة الحسنة.
فإن غلبتك نفسك على سبنا فارسل إلينا على الخاص.
أتحدى جلغوم و Amara أن يأتياكم بالضوابط والقواعد لما يختارانه من عمليات رياضية ... فطالبوهم بذلك ...
وضيقوا عليهم به ....
فإن يأتوكم به .. وإلا
فاهجروهم هجرا جميلا
اً
سلام .. كنت سألتك سابقا أن تأتيني بمسميات عشر عمليات رياضية تخص العدد من بين ما ذكرت أنها عندك بالعشرات، فلم تجبني ..
فكيف آتيك بالضوابط وأنت أصلا تجهل أبسط الأشياء.
لكن دعك وانصت إلينا وتدبر ما نقوله لك .. فإني أعلم أنك تعجب له .. وما من أحد إلا ويعجب لمثله ..
يغفر الله لي ولكم
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:29 م]ـ
رحمكم الله، وما الفائدة التي نجنيها من مثل هذه " البحوث"؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:56 م]ـ
رحمكم الله، وما الفائدة التي نجنيها من مثل هذه " البحوث"؟
إن كنت لا تستفيد منها، فدعها وشأنها، فغيرك يستفيد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
سيدي الكريم عبد الله جلغوم،
الاخوة الأفاضل،
وقد أضيف لك شيئا مجموع العددين 9+6= 15 وهو ترتيب السورة في القرآن.
و15 هو أيضا عدد كلمات أطول آية في السورة الآية عدد 88.
ربما هي أمور لا تظهر لكل واحد منا من الوهلة .. ولكنها أمور بينة.
فهل من متدبر فيها؟
يغفر الله لي ولكم
بارك الله فيك يا دكتور عمارة، إنها ملاحظات مذهلة حقا، لا ينكرها إلا مستكبر أو معاند.
وقد تتبعت ملاحظتك الأخيرة، لأجد أن:
مجموع أرقام الآيات من 1 - 87 في سورة الحجر هو 3828، وهذا العدد من مضاعفات العدد 66 أيضا (58×66).
وأن مجموع أرقام الآيات من 88 - 99 هو 1122 وهذا العدد من مضاعفات العدد 66 أيضا (17× 66).
قد يقول قائل: إن من الطبيعي أن يكون مجموع الأرقام من 1 - 87 من مضاعفات العدد 66 ...
الإعجاز هنا هو في تحديد موقع الآية الأطول في سورة الحجر، المؤلفة من 15 كلمة، من عدد مماثل لرقم ترتيب سورة الحجر، وترتيبها في الموقع 88 ..
وبذلك تمت قسمة الآيات الى مجموعتين، مجموع ارقام كل منهما من مضاعفات العدد 66.
فلو افترضنا أن الآية الأطول في سورة الحجر جاءت في موقع الترتيب 87 لما ظهرت العلاقة الرياضية المتمحورة حول العدد 66.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:33 م]ـ
حقا
ثناءيٌّ مدهش.
كلما كتب أحدهم شكره الآخر ...
اللهم اهدهم وأصلحهم ...
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:50 م]ـ
فإن كنت تريد سبنا فلا تكتب هجوا فينا .. فإنا أقدر على ألفاظ العربية منك .. لكن مقام المنتدى مقام علم ..
لا أدري كيف تجرؤ على تسميته علما وليس له عندك لجام ولا زمام ...
انظروا الروابط التالية .. لتعلموا منذ متى وهم يُطالبون بالضوابط والقواعد وهم يتهربون!
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15616
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15620
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15714
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15669
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:59 م]ـ
سلام .. كنت سألتك سابقا أن تأتيني بمسميات عشر عمليات رياضية تخص العدد من بين ما ذكرت أنها عندك بالعشرات، فلم تجبني ..
فكيف آتيك بالضوابط وأنت أصلا تجهل أبسط الأشياء.
أنا قد اعترفت سابقا أننيجاهل بعلم الرياضيات ..
ولكن فليكن فرَضا أن العمليات الرياضية فقط اثنتين .. قسمة و ضرب
ونحن نبكي بين أيديكم ونصيح أخبرونا لماذا اخترتم هنا الضرب دون القسمة واخترتم هناك القسمة دون الضرب .. هذا هو سؤالنا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:55 م]ـ
الحاجة إلى كتابة علمية حول الإعجاز العددي. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222)(/)
مسألة ترتيب الآيات والسور
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله .. وفقكم الله وقفت على كلام لمحمد بن هبة الله المكي ت (599هـ) - رحمه الله- حيث قال:
فصل
"اعلم أن آحاد السور وجمع بعض الآيات إلى بعض ونسبتها إلى سورة واحدة وترتيب السور على الولاء ثبت بالتواتر والخلف فيه واضطراب الروايات ظاهر وكذا اختلاف القراء في حروفهم في القراءة المنسوبة إلى كل منهم وإنما ثبت جمع السور وتوالي آياتها وترتيبها بالإجماع وكذا الحرف الذي نقرأ به في المصحف الإمام هكذا قال أبو بكر بن مجاهد وأبو جعفر الطبري وعامة علماء هذا الشأن وهو الصحيح الذي لا مرية فيه فإن كل واحد من القراء السبعة لم يأخذ القرآن عن عدد تواتر، والذي يحمله عنهم عدد قليل أيضا يقرب من عدد من أخذ القراءة عنه ووجل جماعة من علماء الشريعة حين حملهم الوجل على أن قالوا قراءة كل إمام من المشهورين ثبتت بالتواتر وهذا مجرد بحكم دعوى لا دليل لها بل إن أريد أن كلما اتفق عليه وهو الأكثر ثبت بالتواتر فذلك لا طعن فيه فإن هؤلاء السبعة نقلوا ما نقله جم غفير وعدد كثير قبلهم، وذكر بعضهم جماعة من الأئمة مما اتفقوا في نقله تواتر لا محالة أما إثبات الأل في ملك وحذفها والقراءة السراط بثلاث لغات وبالإشمام فلا وجه للتواتر فيه وكذا كل ما أشبهه نحو إسكان الميم من عليهم وإليهم ولديهم وضمها والمد وتحقيق الهمزتين إذا التقتا وما ضاهاه فالأمر فيه عليها.
لكن إن قيل أن التواتر ثابت بالنظر إلى اختلافهم في الجملة لا في آحاد الحروف فذلك سائغ فإنه مقطوع به ويكون كتواتر الشجاعة والكرم والعابدة وحكم الحكم عن أهلها فإن آحاد القضايا لا يمكن إفراد معرفتها بتواتر لكن يسلم أنه شجاع وكريم وعابد وحكيم بالتواتر في الجملة وهذا حسن وأحسن منه أن القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مما لا يمارى فيه ……"
حيث ذكر الخلاف في مسألة ترتيب السور والآيات كما هو معلوم؛ لكنه ذكر في أول كلامه (آحاد السور) فما المقصود من آحاد السور؟.
وكذلك ذكر أن ابن مجاهد وابن جرير رحمهم الله ذكروا - حسب فهمي - أن ترتيب السور والآيات بالاجماع -وأظنه يقصد الاجتهاد- فهل يوجد من حرر هذه المسألة لدى ابن مجاهد وابن جرير؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:14 ص]ـ
وفقكم الله يا أبا أنس ونفع بكم.
أستأذنك في إعادة نشر نقلك لكلام ابن هبة الله المكيِّ، مع وضع علاماتِ الترقيمِ في مواضعها، وضَبطِ بعضِ العبارات، ثُمَّ نناقشُ أسئلتك بعدَ ذلك؛ فإن ثمة تداخلٌ في الكلام، وأحسبك قد نقلته عن مخطوطة للكتاب، وليتك سميت لنا من أي كتاب نقلت هذا النص لو تكرمت.
فصلٌ
(اعلم أَنَّ آحادَ السورِ، وجَمعَ بعض الآيات إلى بعضٍ، ونسبتَها إلى سورةٍ واحدةٍ، وترتيبَ السورِ على الولاءِ ثَبَتَ بالتواترِ.
والخُلفُ فيهِ، واضطرابُ الرواياتِ ظاهرٌ.
وكذا اختلافُ القراءِ في حُروفِهم في القراءةِ المنسوبةِ إلى كلٍّ منهم.
وإِنَّما ثَبتَ جَمعُ السورِ، وتوالي آياتِها، وترتيبِها بالإجماعِ.
وكذا الحرفُ الذي نقرأُ بهِ في المصحف الإمامِ.
هكذا قال أبو بكر بن مجاهد، وأبو جعفر الطبري، وعامةُ علماءِ هذا الشأَنِ.
وهو الصحيحُ الذي لا مِريةَ فيهِ؛ فإِنَّ كلَّ واحدٍ من القراء السبعةِ لم يأخذ القرآنَ عن عددِ تواترٍ، والذي يَحملُهُ عنهمْ عددٌ قليلٌ أيضاً يَقرُبُ مِن عَددِ مَنْ أَخذَ القراءةَ عنه.
وَوَجِلَ جَماعةٌ من علماء الشريعةِ حين حَمَلَهُم الوَجَلُ على أَن قالوا: قِراءةُ كُلِّ إمامٍ من المشهورين ثَبَتتْ بالتواترِ.
وهذا مُجردُ بحكم [لعلها: حُكمُ أو تَحكم] دعوى لا دليلَ لها.
بَلْ إِنْ أُريدَ أَنَّ كلَّما اتُّفِقَ عليه - وهو الأكثرُ - ثَبَتَ بالتواترِ فذلك لا طَعْنَ فيه؛ فإِنَّ هؤلاء السبعةَ نَقلوا ما نَقَلَهُ جُمٌّ غفيرٌ، وعددٌ كثيرٌ قبلَهم.
وذِكْرُ بعضِهم جَماعةً من الأئمةِ مِمَّا اتفقوا في نقلهِ تَواترٌ لا مَحالةَ، أَمَّا إثباتُ الأل [لعلها: الألف] في (((مَلكِ))) وحذفُها، والقراءة [لعلها: وقراءة] (((السِّراط))) بثلاثِ لغاتٍ وبالإشمامِ فلا وجهَ للتواترِ فيهِ.
وكذا كُلُّ ما أَشبهَهُ، نحو: إِسكانُ الميمِ مِنْ (((عَلَيْهِمْ))) و (((إِلَيهِمْ))) و (((لَدَيْهِمْ))) وضمُّها.
والمدُّ، وتَحقيقُ الهمزتينِ إذا التقتا، وما ضاهاهُ فالأَمرُ فيه عليها.
لكنْ إِنْ قيلَ: إنَّ التواترَ ثابتٌ بالنَّظرِ إلى اختلافِهِم في الجملةِ لا في آَحادِ الحُروفِ فذلكَ سائغٌ؛ فإِنَّهُ مقطوعٌ بهِ، ويكونُ كتواترِ الشجاعةِ، والكرمِ، والعابدة [لعلها: العِبادة، بدلالة قوله بعد قليل: وعابد]، وحِكَمِ الحَكِم [لعلها: وحِكْمَةِ الحكيمِ، أو: وحِكَمِ الحَكيم بدلالة قوله بعد قليل: وحكيم] عَن أهلِها؛ فإِنَّ آحادَ القضايا لا يُمكنُ إِفرادُ معرفتِها بتواترٍ، لكنْ يُسَلَّمُ أَنَّهُ شجاعٌ، وكريمٌ، وعابدٌ، وحكيمٌ بالتواترِ في الجُملةِ، وهذا حَسَنٌ.
وأَحْسَنُ منه أَنَّ القُرآنَ الذي جاء به محمدٌ صل1 مِمَّا لا يُمارَى فيهِ ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:10 ص]ـ
كلامي سيكون بناء على المنقول، وأخشى أن يكون للنص تعلقٌ بكلام قبله للمؤلف ينبني عليه فهم كلامه هنا فأرجو التنبيه إن وقع خطأ في الفهم بسبب ذلك، حيث يظهر أن هذا الكلام للمؤلف جاء وسط كلام طويل متعلق به.
حيث ذكر الخلاف في مسألة ترتيب السور والآيات كما هو معلوم؛ لكنه ذكر في أول كلامه (آحاد السور) فما المقصود من آحاد السور؟.
كلامه متشابك ويحتاج إلى تفكيك:
اشتمل كلامه على الحديث عن:
1 - ترتيب الآيات في السور. وقد ذكرها بقوله: (اعلم أَنَّ آحادَ السورِ، وجَمعَ بعض الآيات إلى بعضٍ، ونسبتَها إلى سورةٍ واحدةٍ)
2 - ترتيب السور بعضها في إثر بعض (على الولاء) كما قال: (وترتيبَ السورِ على الولاءِ).
3 - الاختلاف في الحروف التي رُويتْ عن القُرَّاءِ.كما ذكر في بقية كلامه.
والمقصود بآحاد السورِ في كلامه أنَّ ترتيبَ الآياتِ في كُلِّ سورةٍ بِمُفردها ثابتٌ بأَنَّهُ تَوقيفٌ عن النبي صل1، وهذه مسألة لا خلافَ فيها بين العلماء، والأدلة على ذلك معروفة في كتب علوم القرآن، وهذه المسألة الأولى في كلامه. وليتك تراجع كتاب (المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع ص 123 - 130).
وهو يرى في النص السابق أن ترتيب السور أيضاً في المصحف توقيفي، وهذا أحد قولين للعلماء في المسألة، ولكل قولٍ منهما أدلته القوية، وإن كان الأرجح في نظري - والله أعلم - أن ترتيب السور توقيفي كما قال المؤلف هنا. ولك مراجعة الاستدلالات في مظانها في كتب علوم القرآن التي لا تخفى عليك.
وقوله بعد ذلك: (والخُلفُ فيهِ، واضطرابُ الرواياتِ ظاهرٌ. وكذا اختلافُ القراءِ في حُروفِهم في القراءةِ المنسوبةِ إلى كلٍّ منهم) غريبٌ، فإن كان يعود إلى كلامه الذي قبله وهو قد ذكر أنه ثابت بالتواتر، فكيف يكون التواتر مع ظهور الخلاف فيه، واضطراب الروايات؟ إلا إن قصد أنه بالرغم من تواتره فقد وردت روايات كثيرة لكنها لم تقدح في التواتر.
وقوله: (وإِنَّما ثَبتَ جَمعُ السورِ، وتوالي آياتِها، وترتيبِها بالإجماعِ) يحتمل أنه يقصد جمع السور كل سورة على حدة بآياتها وهذا ثابت بالإجماع فعلاً، ويحتمل أنه يقصد جمع السور مرتبةً في المصحف وهذا فيه خلافٌ قوي، فلعل هذا يرجح أن المقصود جمع السور بآياتها مفردة دون ترتيبها في المصحف، مع كونه يميل هو إلى أن ترتيب السور في المصحف ثبت بالتواتر، ولكنَّ القول بأنه ثبت بالإجماع غير مسلم لشهرة الخلاف فيه بين العلماء قديماً وحديثاً.
ولعله يقصد بقول أبي بكر بن مجاهد وأبي جعفر الطبري قوله: (وكذا الحرفُ الذي نقرأُ بهِ في المصحف الإمامِ.
هكذا قال أبو بكر بن مجاهد، وأبو جعفر الطبري، وعامةُ علماءِ هذا الشأَنِ) خصوصاً، حيث إِنَّ الطبري يذهب إلى أنَّ الأحرف السبعة قد استُبعِدَ منها ستةٌ في جَمع عثمان بن عفان رض1 وأبقي على واحدٍ من الأحرف السبعة هو الذي بقي في المصحف الإمام. (انظر: تفسير الطبري (ط. دار هجر) 1/ 53 وما بعدها)، وهذا القول رده الدكتور عبدالعزيز القارئ في كتابه (حديث الأحرف السبعة) ص 57 من هذه الطبعة هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21044) .
ولست أدري عن قول أبي بكر بن مجاهد في المسألة فلعلها تراجع في كتابه (السبعة في القراءات)، أو حيث نُقِلَ عنه قولُه في كتب علوم القرآن وغيرها.
وتبقى مسألة المقصود بالتواتر عند القراء مسألةً طويلة الذيل، ولا زالت بحاجة إلى تتبعٍ دقيق، وبيان ودراسة ترفع كثيراً من اللبس في كتابات العلماء حولها.
وأدع الحديث للزملاء لإثراء هذا الموضوع وفقهم الله وتصويب ما وقع في كلامي.
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:10 ص]ـ
حياك الله شيخنا الكريم ولا زالت سحائب خيركم تمطر علينا .. اسم المخطوط الانتخاب لما قصد من آيات الكتاب ...
وأعتذر إليك أشد الاعتذار فقد سقط في نقلي حرف - غير مسار الكلام- ولوكان كان على الأمر الذي ذكرتم لسهل ذلك.
قال المؤلف -رحمه الله- بعد أن تكلم عن جمع القران وتحزيبه (اعلم أَنَّ آحادَ السورِ، وجَمعَ بعض الآيات إلى بعضٍ، ونسبتَها إلى سورةٍ واحدةٍ، وترتيبَ السورِ على الولاءِ لم يثَبَتَ بالتواترِ.)
فأعتذر فلقد سقط ذلك سهوا، وهذا الذي أوقع الإشكال لدي.
وحسب فهمي من كلامكم - بارك الله فيكم - أن معنى آحاد السور السورة الواحدة بكامل آياتها، أليس كذلك؟
(ولو تسنى تعديلها في المشاركات السابقة فأظنه أولى لأنه يغير مسار الحديث كاملا)
وفقكم الله ورعاكم
ـ[د. محي الدين غازي]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:14 م]ـ
جزاك الله أبا أنس على الاستدراك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:28 م]ـ
بارك الله فيك.
وهذا من أسباب الخطأ في فهم كثير من كلام أهل العلم، وهو الاستعجال وعدم التثبت.
جزيت خيراً وأرجو التثبت مستقبلاً في مثل هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عائشة]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:34 م]ـ
موضوع رائع يستحق الوقوف عليه بارك الله فى الجميع وياليت تتحفونا أكثر فى موضوع جمع وتحزيب القران وإن كان باختصار
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:22 م]ـ
وتبقى مسألة المقصود بالتواتر عند القراء مسألةً طويلة الذيل، ولا زالت بحاجة إلى تتبعٍ دقيق، وبيان ودراسة ترفع كثيراً من اللبس في كتابات العلماء حولها.
.
هل من الممكن أن نقف على من قال بالتواتر من العلماء، وممن قال بعدمه؟!
وهل القراءات السبعة متواترة كل قراءة بمفردها أم بعموم القراءات؟
والله يرعاكم(/)
سؤال حول الرويات الإسرائيلية
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2010, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يوجد مرويات في أسباب النزول اسرايئليه خاصة في كتاب ابن كثير ولكم جزيل الشكروالعرفان.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[23 Sep 2010, 05:28 م]ـ
أخي الفاضل: نعم توجد روايات إسرائيلية في تفسير ابن كثير، لكن قبل ذلك أحب أن أقدم بعض الاشارات في المجال: فالرواة الاسرائيليون من حيث الاكثار وقلته على لى ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: المكثرون جداً وهم: كعب الأحبار، ثم وَهَب بن منبه، وابن جريج ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# جريج)، وابن إسحاق، والسدي الكبير الكذاب ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# السدي) " أرجو الاطلاع على درساة قام بها الأخ محمد الأمين وقدمها في الملتقى، بعنوان تحرير حال الشيعي الخبيث: السدي الكبير.
المرتبة الثانية: دونهم في النقل وهم: قتادة ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# قتادة)، وسعيد بن جبير ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# جبير)، ومحمد بن كعب ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# أخرى) القرظي (ثقة عالم بالتفسير، وجَدّه من اليهود).
المرتبة الثالثة: المقلون نسبياً في النقل عنهم وهم: مجاهد ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# مجاهد)، وابن عباس ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# عباس).
يضاف لذلك مرتبة رابعة: المكثرون في النقل لكنهم كذابون في النقل كذلك، مما يرجح كون تلك الإسرائيليات من اختراعهم لا من نقل اليهود. من هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي (شيعي سبئي يهودي النزعة، وضاع للحديث)، وتلميذيه مقاتل بن سليمان ( http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm# مقاتل) ومحمد بن مروان السدي الصغير.
... وكما يقال بالمثال يتضح المقال: ففي تفسير ابن كثير توجد روايات رواها كعب الأحبار يفوق عددها 60 رواية: منها:
تفسيره لقوله تعالى: {أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ} قال ابن كثير: وأما من فَسَّر بيت المقدس، فقال كعب الأحبار: إن النصارى لما ظهروا على بيت المقدس خربوه فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ} الآية، فليس في الأرض نصراني يدخل بيت المقدس إلا خائفا.
... وما روي عن وهب بن منبه أيضا يفوق 60 رواية.
منها: قال وهب بن منبه: في تفسير قوله تعالى:" ملك يوم الدين" لله ثمانية عشر ألف. وفي قوله تعالى:" ولا تقربا هذه الشجرة"، قال وهب بن منبه: هي البُر، ولكن الحبة منها في الجنة ككُلَى البقر، ألين من الزبد وأحلى من العسل.
ومنها قوله: لما أسكن الله آدم وزوجته الجنة، ونهاه عن أكل الشجرة، وكانت شجرة غصونها متشعب بعضها من بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم، وهي الثمرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته.
- وتوجد روايات كثيرة للسدي الكبير تفوق 500 رواية، ومقال بن سليمان أكثر من 100 رواية، ولابن جريج، ولابن اسحاق روايات كثيرة ......
ومن الطريف أن ابن كثير نقل عن كعب الأحبار ووهب بن وهبه، وعقب على ما نقل عنهما، حيث قال عند تفسير الآيات (41 - 44) من سورة النمل - وقد ذكر في قصة ملكة سبأ أثرًا طويلا عن ابن عباس، وَصَفَه بأنه "منكر غريب جدًا"-ثم قال: "والأقربُ في مثل هذه السياقات أنها متلقَّاةٌ عن أهل الكتاب، مما وُجد في صُحُفهم، كروايات كعب ووَهْب، سامحهما الله فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان وما لم يكن، ومما حُرِف وبدِّل ونُسِخَ. وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصحُّ منه وأنفعُ وأوضحُ وأبلغُ. ولله الحمد والمنة".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Sep 2010, 09:50 ص]ـ
كيف يكون سببا للنزول وتكون من الإسرائيليات؟.
أقصد سبب النزول يعني مناسبة أنزل فيها القران على النبي صلى الله عليه وسلم ,والإسرائيليات هي ما نقل عن أهل الكتاب وكتبهم.
ولكن قد ذكر بعض الإسرائيليات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكانت سببا في النزول كقوله تعالى "وما مسنا من لغوب "
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:19 ص]ـ
أخي فيصل:
قولكم (مرويات في أسباب النزول اسرايئليه) يدل على أنك لم تحقق مصطلح الإسرائيليات، فياليتك توضح مرادك به إن كان غير ما انتشر في الكتب.
وإن كان مرادكم مثل ما رواه البخاري، قال:حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرًا - رضى الله عنه - قَالَ كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ. فَنَزَلَتْ (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)، فهذا قد ورد في بعض أسباب النزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 09:26 م]ـ
أخي مجدي،
هذا هو النص الذي ساقه ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى:" وما مسنا من لغوب " الذي استشهدت به، وقد نقله عن ابن جرير الطبري.
قال ابن جرير: حدثنا هَنَّاد بن السري، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي سعيد البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس -قال هناد: قرأت سائر الحديث-أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال: "خلق الله الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} لمن سأل، قال: "وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال، حين يموت من مات، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم، وأسكنه الجنة، وأمر إبليس بالسجود له، وأخرجه منها في آخر ساعة". ثم قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: "ثم استوى على العرش". قالوا: قد أصبت لو أتممت! قالوا: ثم استراح، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فنزل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ.فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [ق: 38] (1).
قال ابن كثير بعد سوقه لهذا الأثر: هذا الحديث فيه غرابة. انظر تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - (7/ 168).
ثم قال بعد ذلك، فأما حديث ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل" فقد رواه مسلم، والنسائي في كتابيهما، عن حديث ابن جريج، به .. وهو من غرائب الصحيح، وقد عَلَّله البخاري في التاريخ فقال: رواه بعضهم عن أبي هريرة [رضي الله عنه] عن كعب الأحبار، وهو الأصح.
وأورد بعده بقليل أثرا عن قتادة قال: قالت اليهود -عليهم لعائن الله-: خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي: من إعياء ولا نصب ولا تعب، كما قال في الآية الأخرى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف: 33]، وكما قال: {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57] وقال {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: 27].
فأرجو أن يكون قد اتضح الأمر، وزال اللبس فيما يتعلق بورود سبب نزول عن أهل الكتاب ... ، فليس كل سبب نزول صحيح كما تعلم، بل يحتاج التفسير كثيرا الى التلقيح والتحقيق والتصحيح.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Sep 2010, 12:24 ص]ـ
بارك الله فيك دو أحمد العمراني.
ما نقلته هو تفسير من سورة فصلت http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1663&idto=1663&bk_no=49&ID=1706
., أما سورة ق ففيها كما أورد ابن كثير:"وقوله: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) : فيه تقرير المعاد ; لأن من قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى.
وقال قتادة: قالت اليهود - عليهم لعائن الله -: خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: (وما مسنا من لغوب ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) أي: من إعياء ولا نصب ولا تعب، كما قال في الآية الأخرى: (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) [ الأحقاف: 33]، وكما قال: (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) [ غافر: 57] وقال (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) [ النازعات: 27]."
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1765&idto=1765&bk_no=49&ID=1817
بالنسبة لما ذكر عن حديث ابو هريرة ,فالراجح عندي انه عن النبي لا عن كعب الأحبار ,وذلك لأسباب عديدة أهمه مخالفته لما في كتب اهل الكتاب من اوجه عديدة.(/)
الحاجة إلى كتابة علمية حول موضوعات الإعجاز العددي في القرآن
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:37 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه وسلم .. أمّا بعد:
فهذا الموضوع يعالج الكتابات المتكاثرة حول الإعجاز العددي في الملتقى , وأُذَكّر قبل بيانه بمسائل مهمة يسيرة:
أوّلاً: أن هدف هذه الموضوعات - الإعجاز العددي - عند أصحابها محمود , لكن لا بد من سلامة الوسائل وصحتها.
ثانياً: أن بحثها كغيرها من الموضوعات مقبول في محيط النظر العلمي.
ثالثاً: أن عامّة ما كُتب حوله في الملتقى نتائج مُسبَقة , تفتقر إلى المدخل الصحيح , والتأصيل السليم.
ونحن ندعو من يرى في نفسه القدرة العلمية , والأسلوب العلمي - القائم على العلم والعدل - من جميع المؤيدين لهذا النوع إلى الكتابة فيه؛ موضوعاً محرراً يتحدد فيه بوضوح:
- معنى الإعجاز المقصود؟
- وضوابطه؟
- وهل كل توافق عددي يكون إعجازاً؟
- وما طريقة الوصول إلى توافق عددي معجز؟
- وهل تلك الطريقة خاصة بالقرآن أم يمكن انطباقها على غيره؟
- وهل انطباقها على غيره من الكلام يجعله معجزاً؟
- وهل النتائج في هذا الموضوع سابقة للبحث أم العكس؟
- وهل النتائج يقينية لا تقبل الشك أو النقض؟
- وهل يسلّم بكل نتيجة أم لابد من الشهادة من أهل الاختصاص بسلامة المقدمات الحسابية؟
- وهل لاختلاف الرسم والعدد في مصاحف المسلمين أثر على تلك النتائج؟ ولماذا؟
- وهل الأولى الأخذ بالمنهج العلمي الرياضي أو الأخذ بالعمليات الرياضية في التعامل مع القرآن؟ وأيهما أسلم وأبلغ أثراً؟
- وما أثر الاشتغال بهذه العمليات على مقاصد القرآن الكريم؟
ونحوها من المسائل التي تقبل الحوار الجاد , وتجعل من الحديث في الجانب التطبيقي لهذا الموضوع ذا فائدة مرجوة.
وحتى يتم ذلك .. ندعوا جميع الأعضاء المؤيدين لهذا النوع إلى التوقف عن الكتابة الجديدة , أو المشاركة في موضوعات سابقة حول الإعجاز العددي؛ فقد كُتبَ فيه الكثير , ولم يستطع أحد إقناعنا بسلامته من الناحية العلمية , أو جدواه من الناحية الواقعية.
وقد انجر الحديث فيه في عدد من المشاركات إلى ما لا يليق بالمسلم في عفّة لسانه , وسلامة صدره لإخوانه , وللعلم هيبة لا نرضى بانتقاصها , وللمسلم حقوق لا نحب تجاوزها.
وستحفظ كل كتابة جديدة حول الإعجاز العددي في المحذوفات حتى تتحقق قيمتها العلمية من خلال ما سبق.
وبالله تعالى التوفيق , وهو المسؤول أن يعيننا على السير في أقوم طريق , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الأربعاء 13/ 10 / 1431هـ
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 10:08 م]ـ
المرجو من كل راغب في الكتابة الالتزام بالعناصر السابقة , وتحسين الكتابة مادّة وأسلوباً لتتم الفائدة.
ـ[نعيمان]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:25 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه وسلم .. أمّا بعد:
فهذا الموضوع يعالج الكتابات المتكاثرة حول الإعجاز العددي في الملتقى , وأُذَكّر قبل بيانه بمسائل مهمة يسيرة:
ندعوا جميع الأعضاء المؤيدين لهذا النوع إلى التوقف عن الكتابة الجديدة , أو المشاركة في موضوعات سابقة حول الإعجاز العددي؛
..........
وقد انجر الحديث فيه في عدد من المشاركات إلى ما لا يليق بالمسلم في عفّة لسانه , وسلامة صدره لإخوانه , وللعلم هيبة لا نرضى بانتقاصها , وللمسلم حقوق لا نحب تجاوزها.
أحسنت أحسن الله إليك، ورضي عنّا وعنك
وستحفظ كل كتابة جديدة حول الإعجاز العددي في المحذوفات حتى تتحقق قيمتها العلمية من خلال ما سبق.
أتمنّى ألا يكون هذا قراراً، ويبقى دعوة فقط؛ إذ هذا تحكّم لا ينبغي أن يسود منتدياتنا الجادّة الرّصينة؛ ليس لكوني من المؤيّدين لهذا النّوع من الإعجاز؛ بل ولو كنت من الرّافضين له رفضاً قاطعاً.
فلا ينبغي السّماح لما يوافق مذهب المشرف أو المستشار فقط؛ فإنّ لهذا العلم أنصاره؛ استطاعوا إقناع الرّافضين أم لا.
مع احترامي وإجلالي وتقديري
وصلى الله على حبيبنا محمّد وعلى وآله وصحبه وسلم.
الخميس: 15 / شوّال / 1431هـ - 23 / أيلول/ 2010م.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
أتمنّى ألا يكون هذا قراراً، ويبقى دعوة فقط؛ إذ هذا تحكّم لا ينبغي أن يسود منتدياتنا الجادّة الرّصينة؛ ليس كوني ممّن المؤيّدين لهذا النّوع من الإعجاز؛ بل ولو كنت من الرّافضين له رفضاً قاطعاً.
فلا ينبغي السّماح لما يوافق مذهب المشرف أو المستشار فقط؛ فإنّ لهذا العلم أنصاره؛ استطاعوا إقناع الرّافضين أم لا.
ليس مذهبا أو قرارا فرديا - بارك الله فيك -، ولا تحكّما؛ انظر هنا ( http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=116276&postcount=21) ، وهنا ( http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=118353&postcount=36) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:18 ص]ـ
الأخوة الأفاضل:
رغم ما يبدو من الانقسام بيننا إلى مؤيدين للإعجاز العددي، ومعارضين او مترددين، فمما لا شك فيه أن ما يجمعنا هو الايمان بكتاب الله الكريم، والتفاني في خدمته والذود عنه.
المعارضون يطالبون بقواعد وضوابط ومناهج، منطلقين من تصور غير واضح لمسألة الإعجاز العددي. والمؤيدون يطالبون بتفسير منطقي لما تمّ الكشف عنه من الحقائق الرياضية الثابتة في المصحف. وكلا الطرفين متوقف عند هذا الحدّ، منذ زمن طويل.
ويتدخل بعض المعارضين بحجج واعتراضات تفتقر إلى أدنى درجات المنطق والعقلانية، تحول دون المضي قدما في مسألة الإعجاز العددي، ويتحول حوار الفريقين إلى "حوار طرشان ".
قد أكون أنا أكثر من كتب في الإعجاز العددي، والذي يعني لديّ (إعجاز الترتيب في سور القرآن وآياته)، وغايته إثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن كتاب الله الكريم المحفوظ بتعهد من الله سبحانه، والردّ على ما يثار من شبهات حول القرآن. وبذلك يخرج لدي ما يكتبه الآخرون تحت مسمى الإعجاز العددي ..
ولعلنا هنا نلاحظ أهم ضوابط البحث في الإعجاز العددي. (فالحديث مثلا عن انهيار برجي التجارة لا علاقة له بالاعجاز العددي)
والمتدبر في كل ما كتبته، يلاحظ منهجا واحدا واضحا: فكل الحقائق العددية المكتشفة ذات ارتباط وثيق بالعدد 114، الذي هو عدد سور القرآن الكريم، وهذا يعني أن هناك منهجا محددا قاعدته العدد 114، الذي هو أساس العلاقات الرياضية في القرآن كلها.
ولعل المتدبر في آخر ما كتبت (نظام العددين 9 و 10) يدرك ذلك تماما، فلم يكن تكلفا، ولم تكن النتائج مصادفة.
إن ما تطالبون به، يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد، وكما قلت: إن معارضي الإعجاز العددي ينطلقون من تصور يجهل عظمة هذا الإعجاز، ويحسبونه هينا بسيطا.
مما جاء في ورقة أخينا الحبيب نايف تساؤل: كيف الوصول إلى توافق عددي في القرآن؟
سؤال في أربع كلمات، وإجابته تحتاج إلى مجلد. ذلك أن هناك أكثر من طريقة وأكثر من منهج، والتمثيل على واحد منها يعني أن نتناول سور القرآن كلها.
ولي سؤال: هل تم وضع ضوابط للإعجاز العلمي أولا، ثم بدأ الباحثون بعد ذلك أبحاثهم؟ أيهما كان أولا؟ ومثل ذلك يقال في التفسير.
لو قلت لكم: إن العدد 114 هو أساس الترتيب القرآني؟ فماذا أنتم فاعلون؟ ستطلبون الدليل، في أحسن الأحوال (وما حدث ويحدث الآن: سيصرخ بعضهم: لا نريد دليلا) ..
فإن كان لديكم الحرص على كتاب الله – وانا لا أشك في ذلك – تعالوا نتعاون معا على إظهار الحقيقة، وسواء شئتم أم أبيتم، فالله سيظهر الحق وسيتولى كتابه بالحفظ، وإظهار إعجازه العددي.
...... كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) سورة الرعد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:20 ص]ـ
كنت أتمنى من الشيخ نايف ألا يستعجل بإنزال الموضوع حتى ننتهي من مشاوراتنا مع الإخوة المشرفين عن كيفية معالجة الموضوع، فلسنا محجرين على أحد أن يكتب ما شاء بعلم وأدب، ولسنا ممن يحمل في قلبه على أحد بإذن الله تعالى، ونسأل الله دائماً أن يهدينا للحق، وبيبن لنا الصواب، وأن يرينا الحق حقَّاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وعلى جميع الإخوة التزام المنهج العلمي في الكتابة والبعد عن القذف والتهجم على الأشخاص، والعبرة بالدليل، والله الموفق،،،
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:56 ص]ـ
لو كان عندهم نقطة علم لذكروها هنا!
ولكن الذي يظهر لي أن العجائز والدرايش أعلم منهم!
أخي الكريم مساعد، أرجو أن تخفف من أسلوبك، ولا تستخدم هذه العبارات التي لا تليق بك ولا بأعضاء الملتقى، وأنت والشيخ عبد الله جلغوم ممن نحترم ونقدر، ونثق بأن الهدف هو العلم والحق، وليس بمثل هذا تكون المجادلة والمحاورة، واسمح لي أن علقت على كلامك حباً وتقديراً لك ولأخي الشيخ عبد الله جلغوم، فالجميع مقدَّرٌ بإذن الله، وإن كان لديك اعتراض علمي أو تصحيح كما ذكر الشيخ نايف فهاته، وفقك الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:48 م]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل نايف الزهراني خير الجزاء على طرحه هذا الموضوع القيم المهم
وأشكر الإدارة الموقرة على جهودها في معالجة الموضوع
كما أتوجه بالشكر لكل من ساهم من الأعضاء في احتواء الموقف
وأسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنك أخي مساعد أحمد الصبحي
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام
اللهم آمين
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Sep 2010, 11:16 م]ـ
ولي سؤال: هل تم وضع ضوابط للإعجاز العلمي أولا، ثم بدأ الباحثون بعد ذلك أبحاثهم؟ أيهما كان أولا؟ ومثل ذلك يقال في التفسير.
فإن كان لديكم الحرص على كتاب الله – وانا لا أشك في ذلك – تعالوا نتعاون معا على إظهار الحقيقة
هذا هو بالضبط ما أردت أن أقوله و أبيّنه بالأمس، فسبقنى إليه أخى الأستاذ جلغوم اليوم!!
فوالله الذى لا إله إلا هو لقد تفكرت بالأمس فى نفس هذه الفكرة، فقلت فى نفسى:
عجبا لقوم يطالبون بوضع ضوابط وقواعد مسبقة قبل أن تنضج البحوث وتستوفى النصيب الأوفر من المراجعة والتنقيح، ومن الفحص والنقد!!
فهل حدث هذا مع قواعد اللغة العربية ذاتها التى يلوكون ألسنتهم بها؟!
هل تم وضع قواعد هذه اللغة الشريفة مسبقا وقبل أن ينطق أهلها بها؟!
أم أن تلك القواعد قد تم استنباطها واستخلاصها مؤخرا جدا؟
لقد ظل العرب ينطقون العربية بلا لحن حقبا طويلة دون إنتظار منهم لأبى الأسود الدؤلى ليضع لهم قواعد وأصول علم النحو العربى فى القرن الأول الهجرى كما هو معلوم
وهاك مثال آخر:
لقد ظل العرب ينظمون الشعر منذ عصورهم الجاهلية الأولى، ولكن علم العروض والبحور لم يتبلور كعلم إلا مع الخليل بن أحمد الفراهيدى المتوفى سنة 170 هجرية
ثم إن تاريخ العلم بوجه عام يُعلّمنا أن تقعيد القواعد، واستنباط الضوابط، واستخلاص الأصول، واكتشاف القوانين، واستنتاج النتائج. . . كل هذا إنما يأتى فى مرحلة لاحقة على الإستقراء والتجريب وليس قبلهما، فالمحاولة والتجربة فى العلم الطبيعى يأتيان أولا، ثم يأتى من بعدهما الاستنباط والاستنتاج والتقعيد والتقنين والتأصيل.
كان هذا هو ما تفكرت به بالأمس، فإذا بى أجده اليوم فى كلام أخى جلغوم!!
ولكن لماذا العجب؟ ذلك أن الحق واحد لكل الباحثين عنه بإخلاص وتجرد
وأقول: لو لم يكن فى كلام أخى الأستاذ جلغوم إلا تلك الفقرة المذكورة فى الاقتباس أعلاه لكفى بها دفعا للإعتراض الذى عورض به، فكيف ومجمل كلامه كله أجده منطقيا ومتزنا!!
ونصيحتى لكم: لا تظلموا هذا الرجل، ولا تحبطوه
دعوه يجتهد ويبحث، ومن خلال اجتهاده وبحثه المستمر سوف يتوصل بنفسه إلى ما تنشدونه من قواعد وضوابط، بتوفيق من الله تعالى وبإذنه، ومصداقا لوعده الصادق:
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
فلا تضيّقوا عليه وعلى أمثاله كما أوصاكم أحد المعترضين عليه – عفا الله عنه – بل ادعوا له ولأمثاله بأن يهديهم الله إلى ما تطالبونهم به من ضوابط وقواعد، فذلك خير وأهدى سبيلا، وعسى أن يجعل الله فى ذلك خيرا كثيرا
هذا، والله هو ولى التوفيق
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Sep 2010, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام لقد أنتهيت منذ مدة من إعداد بحث علمي موسوم بـ ((تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم)) وبإذن الله سأدرجه في هذا الملتقى بعد اتخاذ الإجراءات العلمية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 Sep 2010, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم
لدي بعض الأسئلة في هذا الموضوع:
ما يُسمى بـ"الإعجاز العددي" ما فائدته؟
هل هو إعجاز يقيني أم ظنّي؟
هل دلالته على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أن القرآن كتاب الله، أقوى من الجانب العلمي واللغوي؟
وإذا كان العكس صحيح، أي أن الإعجاز العلمي واللغوي في القرآن أقوى، فلماذا نبحث وننقب ونحاول أن نكتشف إعجازا دلالته أضعف؟
هل هو حقيقةً اكتشاف عظيم ينفع الأمة أم أنه مضيعة للوقت وليس فيه كبير فائدة لا في دين ولا دنيا؟
هل هو يُشغلنا عن ما هو أهم؟
وهل فيه إخراجٌ للقرآن عن الهدف الذي من أجله أُنزل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تساؤلات أتمنى أن أجد لها جوابَا ممن يؤيدون الإعجاز العددي
وشكرًا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:08 ص]ـ
نحن في ملتقى علمي , ومن واجبنا أن نتكلم بعلم (((ولا تقف ما ليس لك به علم))) ,
وندع ما لا نعلم صوابه (((وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون))) ,
ومن حقنا أن نطالب بالدليل والبرهان (((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))).
هذا منهج القرآن الذي تخضع له جميع مناهج الأرض الرياضية والعلمية وغيرها (((ومهيمناً عليه))).
إن ما تطالبون به، يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد
نحن لم نطالب أحداً بعينه , وإنما دعونا من لديه القدرة العلمية , فمن رأى هذا الأمر صعباً فليدعه لأهله ولا حرج , ومن استطاله فليحتسب , ومن استكثره فليختصر , ولا قليل في العلم.
ولي سؤال: هل تم وضع ضوابط للإعجاز العلمي أولا، ثم بدأ الباحثون بعد ذلك أبحاثهم؟ أيهما كان أولا؟ ومثل ذلك يقال في التفسير
أرجو ألاّ يحملنا عجزنا عن تحديد الضوابط على إنكارها , إذ لا علم إلا بمفهوم وضوابط من أوّل يوم , ولا بناء إلا على أسس , وقديماً قالوا: ثَبِّت العرش ثم انقش. وكل كلام على غير أساس فمصيره الزوال. وفرق بين وجود هذه الضوابط وبين كتابتها وإبرازها , والمكتوب في موضوعات الإعجاز العددي في الملتقى قديم وكثير , فهل يصح أو يقبل أن يفني الإنسان عمره في أمر لا يعلم صوابه أو دليله , ولا ضابط له؟ ولم يوافقه عليه أهل العلم بالقرآن وعلومه , بل تتابع أكثرهم على إنكاره؟
وسواء شئتم أم أبيتم، فالله سيظهر الحق وسيتولى كتابه بالحفظ، وإظهار إعجازه العددي
أخي عبد الله .. لماذا ترانا مجانبين للحق حين نتوقف عن موافقتك إلا بدليل؟
نحن ندعوك إلى إظهار هذا الحق بدليله العلمي , ونعينك عليه , ونقبله منك وممّن جاء به , فأيّ إنصاف أجمل من هذا؟!
ونصيحتى لكم: لا تظلموا هذا الرجل، ولا تحبطوه , دعوه يجتهد ويبحث
نحن من يدعوه وغيره إلى البحث والاجتهاد وتأصيل ما يدعو إليه , وحثه على توثيقه وتصحيحه ليُقبَل عنه , فليس الأمر كما فهمته رعاك الله.
بل نحن من أوّل يوم كتب فيه الأخ عبد الله ما لديه ونحن نقرأ له ونجتهد أن نقبل ما نقرأ , وشكرناه ودعوناه إلى ما ندعو إليه الآن غيره.
فنحن نشكر له اجتهاده , ونخاف الجرأة على كتاب الله , ونعظّم الحديث فيه وعنه بلا بيّنة , وندعوه وغيره إلى الارتقاء بهذه الموضوعات إلى ما يليق بعقول وأفهام أهل العلم وطلابه في هذا الملتقى وغيره.
لقد أنتهيت منذ مدة من إعداد بحث علمي موسوم بـ ((تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم)) وبإذن الله سأدرجه في هذا الملتقى بعد اتخاذ الإجراءات العلمية
شكر الله لك يا دكتور حسن , وهذا ما كنا نحبه من أوّل يوم , أسأل الله أن ييسره لك قريباً.
لدي بعض الأسئلة في هذا الموضوع:
ما يُسمى بـ"الإعجاز العددي" ما فائدته؟
هل هو إعجاز يقيني أم ظنّي؟
هل دلالته على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أن القرآن كتاب الله، أقوى من الجانب العلمي واللغوي؟
وإذا كان العكس صحيح، أي أن الإعجاز العلمي واللغوي في القرآن أقوى، فلماذا نبحث وننقب ونحاول أن نكتشف إعجازا دلالته أضعف؟
هل هو حقيقةً اكتشاف عظيم ينفع الأمة أم أنه مضيعة للوقت وليس فيه كبير فائدة لا في دين ولا دنيا؟
هل هو يُشغلنا عن ما هو أهم؟
وهل فيه إخراجٌ للقرآن عن الهدف الذي من أجله أُنزل؟
تساؤلات أتمنى أن أجد لها جوابَا ممن يؤيدون الإعجاز العددي
تساؤلات جيدة , وأكثرها داخل في العناصر المذكورة في أصل الموضوع.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 05:28 ص]ـ
أتمنّى ألا يكون هذا قراراً، ويبقى دعوة فقط؛ إذ هذا تحكّم لا ينبغي أن يسود منتدياتنا الجادّة الرّصينة ... فلا ينبغي السّماح لما يوافق مذهب المشرف أو المستشار فقط؛ فإنّ لهذا العلم أنصاره؛ استطاعوا إقناع الرّافضين أم لا
أخي الكريم نعيمان .. هذا قرار بالدرجة الأولى , ثم هو دعوة قديمة ومتجددة , نخاطب فيها الباحثين الجادّين ممّن هم على دراية بهذا الفن , وأنت أحدهم وفقك الله.
والتحكّم المذموم أن يكون بلا سبب , وهذه الموضوعات موجودة من سنين ولم يمنع منها شيء , فهل في تحريرها وتأصيلها وتفهّمها تحكّم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس الأمر أن أنصار هذا العلم لم يستطيعوا إقناع غيرهم - وهي مشكلة - , ولكن المشكلة أنهم لم يكتبوا تأصيلاً محرّراً يغطي جوانبه ويجمع أطرافه من خلال تلك العناصر الضرورية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:09 ص]ـ
السلام عليكم
لدي بعض الأسئلة في هذا الموضوع:
ما يُسمى بـ"الإعجاز العددي" ما فائدته؟
هل هو إعجاز يقيني أم ظنّي؟
هل دلالته على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أن القرآن كتاب الله، أقوى من الجانب العلمي واللغوي؟
وإذا كان العكس صحيح، أي أن الإعجاز العلمي واللغوي في القرآن أقوى، فلماذا نبحث وننقب ونحاول أن نكتشف إعجازا دلالته أضعف؟
هل هو حقيقةً اكتشاف عظيم ينفع الأمة أم أنه مضيعة للوقت وليس فيه كبير فائدة لا في دين ولا دنيا؟
هل هو يُشغلنا عن ما هو أهم؟
وهل فيه إخراجٌ للقرآن عن الهدف الذي من أجله أُنزل؟
تساؤلات أتمنى أن أجد لها جوابَا ممن يؤيدون الإعجاز العددي
وشكرًا
القرآن كتاب معجز وهذا أمر متفق عليه
ولا يصح حصر إعجاز القرآن في جانب دون آخر دون دليل قاطع.
وإذا ظهر الإعجاز في الجانب المتعلق بالعدد فالفائدة منه هي الفائدة المترتبة على الإعجاز في الجانب: التشريعي، والإخباري، واللغوي ......
أما من ناحية اليقين والظن فهو سؤال يتوجه إلى كل من حصر إعجاز القرآن في جانب من الجوانب.
أما دلالته على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيندرج تحت الإعجاز العام للقرآن فالتفريق بين وجوه الإعجاز لا يصح.
والبحث الجاد في هذا الجانب لا شك أنه سيثمر خيرا للأمة في دينها ودنياها لأن القرآن كتاب مبارك مهما بحثنا في أي جانب من جوانبه أخرج لنا كنوزه.
ومن رأى أن البحث في الجانب العددي في القرآن يشغله عن ما هو أهم فلا يشتغل به ولكن ليس له أن يثرب على الآخرين الذين لا يشغلهم البحث فيه عما هو أهم.
أما كون البحث فيه إخراج للقرآن عن الهدف الذي من أجله أنزل فلا أعتقد ذلك إلا إذا زعم الباحث فيه أن هذه هو الغرض الوحيد للقرآن وأن الفائدة محصورة فيه ولا أظن أن عاقلا يقول بذلك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:45 ص]ـ
نحن لم نطالب أحداً بعينه , وإنما دعونا من لديه القدرة العلمية , فمن رأى هذا الأمر صعباً فليدعه لأهله ولا حرج , ومن استطاله فليحتسب , ومن استكثره فليختصر , ولا قليل في العلم.
ما عنيته بقولي: يحتاج هذا إلى وقت وجهد كبيرين. هو: الإجابة على أسئلتك. ومن ذلك سؤالك: وما طريقة الوصول إلى توافق عددي معجز؟ فهناك طرق كثيرة، ولو أخبرتك عن واحدة منها، وأخذت أنت الأمر ماخذ الجد، فقد تحتاج إلى عام من البحث، ومن المؤكد انك ستخرج باكتشافات جديدة ومثيرة في ترتيب القرآن الكريم.
أرجو ألاّ يحملنا عجزنا عن تحديد الضوابط على إنكارها ,. وفرق بين وجود هذه الضوابط وبين كتابتها وإبرازها , والمكتوب في موضوعات الإعجاز العددي في الملتقى قديم وكثير , فهل يصح أو يقبل أن يفني الإنسان عمره في أمر لا يعلم صوابه أو دليله , ولا ضابط له؟
لقد وضع الباحثون في ندوة الاعجاز العددي التي أقيمت في دبي ورقة تحمل عنوان: ضوابط الاعجاز العددي، وكذلك في المؤتمر الأول للإعجاز العددي الذي عقد في المغرب. فماذا كان موقفكم منها؟
ولم يوافقه عليه أهل العلم بالقرآن وعلومه , بل تتابع أكثرهم على إنكاره؟
ليس هذا دليلا على بطلان الإعجاز العددي. فهذا علم جديد وما يقدم فيه غير مسبوق، وهو لا يحتاج إلى حافظ لصحيح مسلم ولا حتى للقرآن.
أخي عبد الله .. لماذا ترانا مجانبين للحق حين نتوقف عن موافقتك إلا بدليل؟
نحن ندعوك إلى إظهار هذا الحق بدليله العلمي
وما هو الدليل العلمي الذي تطالبني به؟ حينما أقول لك: عدد آيات سورة الفاتحة 7، وعدد ما ورد فيها من حروف اللغة 21 أي 3×7، وقد خلت من 7 أحرف.
وأن السورة الوحيدة غير الفاتحة المؤلفة من 7 آيات هي سورة الماعون، وقد جاءت قبل نهاية المصحف ب 7 سور، ومجموع أرقام ترتيبها من مضاعفات العدد 7 .... الخ.
ما الدليل العلمي الذي تطالب به؟ أنا أقول لك: هذا هو المصحف بيني وبينك، وكل ما أذكره حقائق ثابتة في المصحف، ألا تقبل المصحف دليلا؟
أتريد أن أثبت أن العدد 7 مثلا، هو 7؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن من يدعوه وغيره إلى البحث والاجتهاد وتأصيل ما يدعو إليه , وحثه على توثيقه وتصحيحه ليُقبَل عنه , فليس الأمر كما فهمته رعاك الله.
وأنا أقول: إن مصدري الوحيد في كل أبحاثي هو المصحف (مصحف المدينة النبوية)، فما الذي تريد مني أن أوثقه؟
ما أقوله مستنبط من المصحف. فأما تصحيحه: أُصحّح ماذا؟ لقد قلت مرارا لكم، اكتشفوا خطأ في حساباتي، أو مخالفة لما هو في القرآن، وحاسبوني. فما الذي سأصححه؟ هل اكتشفتم خطأ ولم تعلنوه للناس؟ أنا أحرص باحث على أن لا يقع مني خطأ، ولا تدري ما الذي يحدث لي حتى لو كان خطأ طباعة. فلا يوجد لدي ما أصححه.
بل نحن من أوّل يوم كتب فيه الأخ عبد الله ما لديه ونحن نقرأ له ونجتهد أن نقبل ما نقرأ , وشكرناه ودعوناه إلى ما ندعو إليه الآن غيره.
وغيرك لم يتورع عن وصف ما أكتبه بالهراء والهذيان والتفاهة والافتراء وغير ذلك، ويعلم أنني ما جئت بشيء من عندي. ولو كان يعرف الحق لفتح المصحف وتأكد بنفسه، وحينما يجد لدي أدنى مخالفة فليقل ما بدا له.
كيف تريدني وهذه الحال التي تكررت كثيرا أن أستجيب لبعض مطالبكم؟
فنحن نشكر له اجتهاده , ونخاف الجرأة على كتاب الله ,
وأنا والله أشد خوفا مما تظن. وتعلم أنني قد أجريت عملية قلب مفتوح وعندي مشاكل وجلطات في القلب، وقد أتعرض لمفاجأة ... أتراني أصر على خطأ وما في العمر متسع؟
وندعوه وغيره إلى الارتقاء بهذه الموضوعات إلى ما يليق بعقول وأفهام أهل العلم وطلابه في هذا الملتقى وغيره.
سامحك الله. ألا يليق ما أكتبه بعقول أهل الملتقى؟ فلماذا يشهد لي حملة الدكتوراه في الشريعة والرياضيات والعلوم؟ أم أن هؤلاء لا عقل لهم؟ ماذا تقول لشخص جاءني من بلد بعيد ليشكرني على ما أقدمه، ويقول لي: إنه يحاضر في تلك الأبحاث؟ أهو بلا عقل؟ ماذا تقول عن شخص قرأ بعض أبحاثي فبكى؟
أخي الكريم نايف:
آخر مواضيعي كانت عن العددين 9و10، وعن الإعجاز العددي في آية الحفظ: ما أتمناه أن نجمع جمهورا من الناس، مسلمين وغير مسلمين، عربا وغير عرب .. فأحدثهم أنا عن الإعجاز العددي في هذه الآية، وليقم أي عالم متخصص فيحدثهم عن أي شيء يريده حول الآية .. ثم نرى أي الحديثين أبلغ تأثيرا .. الآية في القرآن إلى جانب إعجازها البياني تختزن إعجازا عدديا، هذه هي الحقيقة. وأنا أرى أن إعجازها البياني مرتبط بترتيب حروفها وتكرارها وكلماتها ..
وعلى أي حال، لعلني بحاجة إلى فترة توقف أراجع فيها مئات الأوراق المكدسة امامي، وإعادة ترتيبها، ولعل الله يفرجها.
ولعل المؤتمر الثاني للإعجاز العددي الذي سيعقد في المغرب إن شاء الله قريبا يجيب عن بعض ما يطرح من أسئلة.
وفقكم الله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:47 ص]ـ
وما هو الدليل العلمي الذي تطالبني به؟ حينما أقول لك: عدد آيات سورة الفاتحة 7، وعدد ما ورد فيها من حروف اللغة 21 أي 3×7، وقد خلت من 7 أحرف.
وأن السورة الوحيدة غير الفاتحة المؤلفة من 7 آيات هي سورة الماعون، وقد جاءت قبل نهاية المصحف ب 7 سور، ومجموع أرقام ترتيبها من مضاعفات العدد 7 .... الخ.
ما الدليل العلمي الذي تطالب به؟ أنا أقول لك: هذا هو المصحف بيني وبينك، وكل ما أذكره حقائق ثابتة في المصحف، ألا تقبل المصحف دليلا؟
أتريد أن أثبت أن العدد 7 مثلا، هو 7؟
والفائدة من هذا الاكتشاف بالنسبة للمسلم؟
هل لها أي فائدة في دينه ودنياه؟
أما بالنسبة للكفار
فإن هذا غير كاف في أن يقنعه بصدق الإسلام
سيقول لك "تريدني أن أعتنق دينا بناءً على توافق في الأرقام بين عدد حروفه والسور .. إلخ
هل عجزت عن أن تثبت صدق دينك حتى لجأت إلى استخدام الأرقام؟ "
ما يجعل الناس يعتنقون دينا معينا هو تعاليمه، أو المعجزات التي تحصل على يدي المُرسل به
أو رجل يعتنق الدين لأجل امرأة يرغب فيها أو العكس
أما بسبب "معجزة عددية" فلم أسمع عنه واستبعده جدا خاصة وأنه ليس معجزة خارقة للعادة.
كل القصص التي سمعتها وحضرتها لمن اعتنقوا دين الإسلام من الأعاجم كانت بسبب تعاليم القرآن أو الإعجاز العلمي فيه
أو لأن المرأة كانت ترغب في رجل مسلم وهو قال لها بأنه يرغب في زوجة مسلمة فاعتنق الإسلام لأجله
الحقيقة لا زلت غير مقتنعة بمنفعة هذا الإعجاز، ولو كان فيه أي منفعة فهي ضعيفة جدا لا تستحق أن نشغل أوقاتنا فيها، فهناك أمور أهم وأعظم نفعا تحتاج لاهتمام أكبر
وكل ما سمعت عن الاعجاز العددي تذكرت قصة رشاد خليفة مدعي النبوة ومنكر السنة، فهو أول من سمعت عنه يتكلم في الاعجاز العددي وكان اكتشافه "لإعجاز الرقم 19" قبل ادّعاءه النبوة .. وبسببها ادّعى أن آيتين في القرآن ليست منه لأنها الوحيدة التي لا توافق العدد 19 وهي تدعو لاتباع السنة، الذي هو ليس من دين الاسلام!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:25 ص]ـ
لقد تحدث العلماء عن الإعجاز اللغوي في القرآن وألفوا فيه مؤلفات ولا يزالون
ومع هذا لم أسمع أن أحدا أسلم وخاصة من غير الناطقين بالعربية بناء على هذا الإعجاز
فهل الحديث في هذا الباب من باب الاشتغال بما لا ينفع؟
وهل اقتناع الشخص أو عدم اقتناعه بأمر ما هو منطق علمي ترد به الحقائق؟
إلى متى سنبقى على هذه الطريقة من التفكير؟
وسؤال أتوجه به إلى الفاضلة زوجة وأم حول قول الله تعالى:
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة (261)
هل تعتقدين أن لله تعالى حكمة في النص على هذه الأرقام المذكورة الآية:
" 1و 7 و 100"؟
أو أنها جاءت هكذا دون فائدة؟
وهل من حق المسلم أن يتدبر العلاقة بين هذه الأرقام الواردة في هذه الآية الكريمة لعلها تقوده إلى أمر نافع في أمر دينه ودنياه، أو ليس من حقه أن يفعل ذلك؟
وهل تعرفين حبة تنبت سبع سنابل؟
وما علاقة العدد "100" بالمضاعفة؟
وما هو الرابط بينها وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ"؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:13 م]ـ
هل عجزت عن أن تثبت صدق دينك حتى لجأت إلى استخدام الأرقام؟ "
لم يقل أحد أن إثبات صدق الدين مرهون بالأرقام.
ما يجعل الناس يعتنقون دينا معينا هو تعاليمه،
كل أناس بما لديهم فرحون
أو المعجزات التي تحصل على يدي المُرسل به
لقد ذهبت المعجزات بذهاب الرسل
أو رجل يعتنق الدين لأجل امرأة يرغب فيها أو العكس
أو لأن المرأة كانت ترغب في رجل مسلم وهو قال لها بأنه يرغب في زوجة مسلمة فاعتنق الإسلام لأجله
إذن لا علاقة للإعجاز باعتناق الإسلام.
ولقد فاتنا أن نكون سببا في هداية امرأة بالزواج منها.
الحقيقة لا زلت غير مقتنعة بمنفعة هذا الإعجاز،
ليس اقتناعك ضروريا، فغيرك مقتنع، بل عاشق له حتى النخاع. وأنا منهم.
ولو كان فيه أي منفعة فهي ضعيفة جدا لا تستحق أن نشغل أوقاتنا فيها، فهناك أمور أهم وأعظم نفعا تحتاج لاهتمام أكبر
دعي هذه الأمور الصغيرة لنا، وسندع لك ما هو أهم وأعظم.
وكل ما سمعت عن الاعجاز العددي تذكرت قصة رشاد خليفة مدعي النبوة ومنكر السنة،
هذا أمر يخصك، فلن نتدخل فيه.
ونرجو منك أيتها الفاضلة أن لا تخرجي عن الموضوع ثانية.
وفقك الله.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:46 م]ـ
لا علم إلا بمفهوم وضوابط من أوّل يوم
هذا الكلام – أخى الكريم - يتعارض جذريا مع ما هو معلوم عن نشأة العلوم وتطورها، ويٌجافى سُنّة التقدم والتطور
فأين هو ذلك العلم الذى بانت معالمه وتحددت أصوله وضوابطه منذ أول يوم له كما تقول فضيلتكم؟!
بل – ولا يخفى على مثلكم - إن علم التفسير ذاته قد بدأ مبكرا جدا وقبل أن توضع قواعده بزمن بعيد
وانظر مثلا إلى ما قاله الأستاذ الدكتور مصطفى فوضيل عن علم التفسير فى مقالة له حيث جاء فيها ما يلى:
((واقع قواعد التفسير والتأليف فيها:
واقع هذه القواعد هو واقع هذا العلم، وهو -كما قال أستاذنا الدكتور الشاهد البوشيخي- "مازال ينتظر جهودا صادقة مخلصة لاستخلاصه من مصادره، وتخليصه مما التبس به، وتصنيفه وتكميل بنائه".
فالقواعد مبثوثة وموزعة في بطون كتب التفسير وغيرها، لكنها لم تعتمد خطة متكاملة تستوعب ما أمكن من المصادر الموجودة وتضم سائر الجهود المبذولة، وهو أمر أعظم من أن يقوم به فرد أو مجموعة أفراد، إنه تأسيس علم، وأي علم؟!. فلابد من تضافر الجهود بكافة أشكالها لإنجاز هذا المشروع)) انتهى
وهكذا – أخى الكريم – ترى أن كل علم لا يزال فى حاجة دائمة إلى تكميل بنائه، وإلى إدخال التحسينات والتنقيحات المستمرة عليه مرة بعد مرة، فيما يشبه أن يكون حركة تأسيس لا تنقطع، فلم تعرف البشرية بعد علما قد تحددت معالمه وأبعاده كلها من أول يوم له كما قلتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن كلامى هذا لا يعنى أن ننصرف عن إلتماس الضوابط التى تحكم مسار الاعجاز الاحصائى وتنظّم البحث فيه، بل نؤيدكم تماما فى ضرورة هذا وندعو إليه مثلكم تماما وبنفس الحماس
كل ما فى الأمر أننا نريدها دعوة يُستحب الاستجابة لها، لا فريضة يجب الالتزام بها، لأنه قد يكون فى هذه الفريضة عنت شديد على الباحثين، وهو عنت قد يصل إلى حد التعجيز، ونحن مأمورون بالتيسير لا بالتعسير
قال صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا) رواه البخاري.
غفر الله لنا ولكم، وعفا عنا وعنكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:46 م]ـ
لقد تحدث العلماء عن الإعجاز اللغوي في القرآن وألفوا فيه مؤلفات ولا يزالون
ومع هذا لم أسمع أن أحدا أسلم وخاصة من غير الناطقين بالعربية بناء على هذا الإعجاز
فهل الحديث في هذا الباب من باب الاشتغال بما لا ينفع؟
بالطبع غير الناطقين بالعربي لن يتأثروا بالإعجاز اللغوي لأنهم لا يعرفون العربي
ولكن العرب يتأثرون خاصة ممن لديهم علم قوي باللغة ... وقد حصل في وقت النبي صلى الله عليه وسلم أن تاثر بعض كفار قريش بذلك فهم أهل اللغة .. وبعضهم كاد أن يسلم ولكن الله طمس على قلبه
وهل اقتناع الشخص أو عدم اقتناعه بأمر ما هو منطق علمي ترد به الحقائق؟
المقصود هو أنني لم أرى فائدة واحدة مذكورة لهذا "العلم" حتى الآن سوى قول أحدهم بأنه يثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ولم أرى لذلك دليلا حتى الآن.
والمسلم يحرص على ما فيه نفع، وليس ما ليس له اي فائدة، بل أحيانا قد يؤدي بالإنسان إلى الاغترار بنفسه وينحرف مثل ما حصل مع رشاد خليفة
وسؤال أتوجه به إلى الفاضلة زوجة وأم حول قول الله تعالى:
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة (261)
هل تعتقدين أن لله تعالى حكمة في النص على هذه الأرقام المذكورة الآية:
" 1و 7 و 100"؟
أو أنها جاءت هكذا دون فائدة؟
وهل من حق المسلم أن يتدبر العلاقة بين هذه الأرقام الواردة في هذه الآية الكريمة لعلها تقوده إلى أمر نافع في أمر دينه ودنياه، أو ليس من حقه أن يفعل ذلك؟
وهل تعرفين حبة تنبت سبع سنابل؟
وما علاقة العدد "100" بالمضاعفة؟
وما هو الرابط بينها وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ"؟
وما دخل هذا بما ذكره جلغوم من عدد الحروف والآيات والسور .. إلخ؟
الأرقام المذكورة في الآية تصور كيف يتضاعف أجر المنفق في سبيل الله، بأنه مثل حبة واحدة تضاعفت إلى 700 حبة .. فكذلك يتضاعف أجر المنفق
فهي مرتبطة بمعنى الآية، هي تعلمنا مسألة معينة في الدين
أما ما ذكره جلغوم فليس فيه أي فائدة من ناحية التفسير وبيان معانى القرآن أو تعاليم دين الإسلام
فشتان بين هذا وذاك!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:54 م]ـ
لا يصح حصر إعجاز القرآن في جانب دون آخر دون دليل قاطع
نعم، هذا حق، بالحكمة نطقت
والبحث الجاد في هذا الجانب لا شك أنهسيثمر خيرا للأمة في دينها ودنياها لأن القرآن كتاب مبارك، مهما بحثنا في أي جانب منجوانبه أخرج لنا كنوزه
صدقت والله
ويا لها من كنوز!!
يا ليت قومى يعلمون، فإنهم لم يروا من كنوز الإعجاز الإحصائى بعد إلا النزر اليسير، ولكنهم يتعجلون الحكم عليه مع أنه فى بداية الطريق، فهوعلم ناشىء حديث العهد ولم ينضج تماما بعد كل النضج
ولا أدرى ما سر هذه العجلة فى الحكم عليه بالنفى أوالإعدام وهو لا يزال فى مقتبل العمر؟!
ومن رأى أن البحث في الجانب العددي في القرآن يشغله عنما هو أهم فلا يشتغل به ولكن ليس له أن يثرب على الآخرين الذين لا يشغلهم البحث فيهعما هو أهم.
وبهذا ينحل الإشكال، إن كان يوجد إشكال من الأصل!!
بارك الله فيك يا أبا سعد و زان عقلك بالحكمة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:05 م]ـ
[زوجة وأم;
وما دخل هذا بما ذكره جلغوم من عدد الحروف والآيات والسور .. إلخ؟
الأرقام المذكورة في الآية تصور كيف يتضاعف أجر المنفق في سبيل الله، بأنه مثل حبة واحدة تضاعفت إلى 700 حبة .. فكذلك يتضاعف أجر المنفق
فهي مرتبطة بمعنى الآية، هي تعلمنا مسألة معينة في الدين
أما ما ذكره جلغوم فليس فيه أي فائدة من ناحية التفسير وبيان معانى القرآن أو تعاليم دين الإسلام
فشتان بين هذا وذاك!
المعذرة أخي الكريم نايف، فمثل هذه المداخلة لا يصلح الرد عليها إلا ببيان طرف من الإعجاز العددي في الآية التي استشهد بها الأخ الكريم الغامدي، واعتُرِض عليها:
الآية 261 البقرة:
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
الأعداد الواردة في الآية:
حبة 1 أنبتت 7 سنابل، في كل سنبلة 100 حبة 0 أي (7 × 100 = 700 حبة). والله يضاعف .... بالآلاف
هذه الآية فاصلة بين مجموعتين من الآيات: 267 آية قبلها ابتداء من آية البسملة و 5968 عدد آيات القرآن التالية لها وحتى نهاية المصحف.
الفرق بين العددين هو 5701. (5968 - 267)
هذا العدد 5701 بصورة أخرى هو: 1 + (7 × 100) + 5000
والان تعالوا نعد آيات القرآن ابتداء من آية البسملة إلى أن ننتهي إلى الآية رقم 5701 في الترتيب العام لآيات القرآن:
هذه الآية هي قوله تعالى: وكل شيء أحصيناه كتابا. الآية 29 النبأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:25 م]ـ
الفاضلة زوجة وأم:
ردي من أجل أن نلتقي فيما ينفع ولا نفترق، ونتعلم الجديد.
تقولين:
بالطبع غير الناطقين بالعربي لن يتأثروا بالإعجاز اللغوي لأنهم لا يعرفون العربي
ولكن العرب يتأثرون خاصة ممن لديهم علم قوي باللغة ... وقد حصل في وقت النبي صلى الله عليه وسلم أن تاثر بعض كفار قريش بذلك فهم أهل اللغة .. وبعضهم كاد أن يسلم ولكن الله طمس على قلبه
هل سمعت أن أحدا قرأ كتاب "دلائل الإعجاز" للجرجاني، ثم أسلم بناء على تلك القراءة؟
تقولين:
المقصود هو أنني لم أرى فائدة واحدة مذكورة لهذا "العلم" حتى الآن سوى قول أحدهم بأنه يثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم ولم أرى لذلك دليلا حتى الآن.
والمسلم يحرص على ما فيه نفع، وليس ما ليس له اي فائدة، بل أحيانا قد يؤدي بالإنسان إلى الاغترار بنفسه وينحرف مثل ما حصل مع رشاد خليفة
هل كونك لم تر فائدة واحدة ينفي وجود الفائدة؟ أو ينفي استفادة غيرك؟
أما الحرص على ما ينفع وما فيه فائدة فهو المطلوب من كل مسلم إمتثالا لأمر الله ورسوله صل1
ولكن هل ما نحن بصدده فيه فائدة أولا؟
هذا محل الخلاف بيننا.
أما الاغترار بالنفس فهو مرفوض عقلا وشرعا أدى إلى انحراف أو إلى غيره.
تقولين:
وما دخل هذا بما ذكره جلغوم من عدد الحروف والآيات والسور .. إلخ؟
الأرقام المذكورة في الآية تصور كيف يتضاعف أجر المنفق في سبيل الله، بأنه مثل حبة واحدة تضاعفت إلى 700 حبة .. فكذلك يتضاعف أجر المنفق
فهي مرتبطة بمعنى الآية، هي تعلمنا مسألة معينة في الدين
أما ما ذكره جلغوم فليس فيه أي فائدة من ناحية التفسير وبيان معانى القرآن أو تعاليم دين الإسلام
فشتان بين هذا وذاك
العلاقة بين المثال وما بين ماذكره الأستاذ عبد الله جلغوم هو أن في القرآن إعجازا عدديا مختلف الأوجه والثمرة.
أما حكمك على مباحث الأستاذ عبد الله فهو في نظري غير دقيق
لقد وصف الله القرآن: " كتاب أحكمت آياته" وهذا وجه من الإحكام.
!
كلمة أخيرة:
ليست العبرة في الحكم على أمر بأنه ذو فائدة أو عدمها بالكثرة
لقد سير النبي صلى الله عليه وسلم جيشا إلى خيبر وأمر عليه عليا رض1 وقال له:
"عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ" رواه البخاري من حديث سهل بن سعدرض1.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:56 ص]ـ
وما دخل هذا بما ذكره جلغوم من عدد الحروف والآيات والسور .. إلخ؟
الأرقام المذكورة في الآية تصور كيف يتضاعف أجر المنفق في سبيل الله، بأنه مثل حبة واحدة تضاعفت إلى 700 حبة .. فكذلك يتضاعف أجر المنفق
فهي مرتبطة بمعنى الآية، هي تعلمنا مسألة معينة في الدين
أما ما ذكره جلغوم فليس فيه أي فائدة من ناحية التفسير وبيان معانى القرآن أو تعاليم دين الإسلام
فشتان بين هذا وذاك!
أما زال هذا رأيك بعد ما ذكرناه عما وراء تلك الأعداد من أسرار وفوائد؟ إن من يقبل بالأولى يجب عليه أن يقبل بالثانية؟
ومن يشعر أنه بحاجة للاطمئنان، فليجرب أن يحصي عدد كلمات الآيات في سورة البقرة التالية للآية رقم 261، ويخبرنا بالنتيجة.
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:09 م]ـ
الموضوع خرج عن مقصوده، وصار كغيره من المواضيع التي لطالما احتد فيها النقاش وتنوعت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض،
فالمرجو أن تكون المشاركات في صلب الموضوع المطروح بعيدًا عن ضرب الأمثلة التي قرأناها متناثرة في مواضيع الأستاذ عبد الله جلغوم وغيره.
إلى الأفاضل المعارضين: قد كُفيتم بأسئلة الشيخ نايف المنهجية، فلا داعي لتشتيت الأفاضل المؤيدين بمزيد من الاعتراضات التي قد تبعدنا عن المقصود من الموضوع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:53 م]ـ
الموضوع خرج عن مقصوده، وصار كغيره من المواضيع التي لطالما احتد فيها النقاش وتنوعت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض،
فالمرجو أن تكون المشاركات في صلب الموضوع المطروح بعيدًا عن ضرب الأمثلة التي قرأناها متناثرة في مواضيع الأستاذ عبد الله جلغوم وغيره.
إلى الأفاضل المعارضين: قد كُفيتم بأسئلة الشيخ نايف المنهجية، فلا داعي لتشتيت الأفاضل المؤيدين بمزيد من الاعتراضات التي قد تبعدنا عن المقصود من الموضوع.
الموضوع لم يخرج عن المقصود
إلا إذا كنا من النوع الذي يطرح السؤال ويريد أن يكون الجواب على الوجه الذي يتمناه أو يتخيله.
ومشكلة المعارضين هو عجزهم عن إدارك حقيقة ما يكتب في الإعجاز العددي.
وهي نفس المشكلة التي يعاني منها المعارضون لما يكتب حول الإعجاز في ألفاظ القرآن وتراكيبه ونظمه.
وهي نفس المشكلة مع الذين لا يستوعبون ما يكتب حول الإعجاز التشريعي في القرآن.
أما أسئلة الأخ نايف فقد أجاب عنها الأخ عبد الله وانتهى الموضوع.
ثم ليكن في علمك وعلم غيرك أن مثل هذه الأمور كغيرها من المسائل العلمية ستبقى محل اختلاف وجهات النظر وكل سيدلي بدلوه ووجهة نظره، أما القناعات فهي تأتي من داخل النفس لا من الخارج، فمحاولة فرض وجهة النظر تعتبر من الأمور العبثية وغير المنطقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Sep 2010, 03:11 م]ـ
إلى الأفاضل المعارضين: قد كُفيتم بأسئلة الشيخ نايف المنهجية، فلا داعي لتشتيت الأفاضل المؤيدين بمزيد من الاعتراضات التي قد تبعدنا عن المقصود من الموضوع.
من المعارِضون ومن المؤيِّدون؟
ولقد سبق شكرنا لأخينا الفاضل أحمد في هذه المشاركة بالذّات؛ فالشّكر لمن تعجبنا مشاركته وإن كان مخالفاً.
فعذراً إن لم تعجبني المشاركة وشكرت سهواً؛ وجزى الله "المنصفون" خيراً. والمنصفون مرفوعون دوماً على الرّأس والعين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:59 ص]ـ
فالمرجو أن تكون المشاركات في صلب الموضوع المطروح بعيدًا عن ضرب الأمثلة التي قرأناها متناثرة في مواضيع الأستاذ عبد الله جلغوم وغيره.
ألا ترى أخي الكريم أن المثال العددي -أحيانا- يكون أبلغ في الردّ؟ ولك في الآية رقم 261 البقرة دليل.
إلى الأفاضل المعارضين: قد كُفيتم بأسئلة الشيخ نايف المنهجية، فلا داعي لتشتيت الأفاضل المؤيدين بمزيد من الاعتراضات التي قد تبعدنا عن المقصود من الموضوع
وحتى نحاصر التشتيت، ونضيق الخناق عليه، فيا حبذا اخي الكريم أن تضع لنا قائمة تدوّن فيها كل الاعتراضات التي عندك وعند غيرك، وأعدك أن ننسفها لكم نسفا، عسى أن يكون ذلك قريبا إن شاء الله .. ولكن أرجو أن لا يكون من بينها: ما فائدة هذا العلم؟ فهذا سؤال وليس اعتراضا، والناس - كما تعلم - متفاوتون في أفهامهم، فلعل الكثير مما تفهمه انت لا أفهمه انا، وليس من حقي أن أشكك به لهذا السبب.
وتقبل احترامي
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:31 ص]ـ
القائمة جاهزة، وضعها الشيخ نايف.
فياحبذا لو اقتبست منها السؤال تلو الآخر - كما فعلت مع مشاركتي- ونسفت الأسئلة نسفًا!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:40 ص]ـ
القائمة جاهزة، وضعها الشيخ نايف.
فياحبذا لو اقتبست منها السؤال تلو الآخر - كما فعلت مع مشاركتي- ونسفت الأسئلة نسفًا!
يا أخي الكريم، تلك أسئلة. وشتان بين الأسئلة والاعتراضات.
انظر بعض ما جاء في كلام أخينا نايف:
-معنى الإعجاز المقصود؟
- وضوابطه؟
- وهل كل توافق عددي يكون إعجازاً؟
- وما طريقة الوصول إلى توافق عددي معجز؟
إنه يسأل عن معنى الإعجاز، فعن الضوابط، فطريقة الوصول إلى توافق عددي، وهل كل توافق معجز .....
أنا أرى أسئلة وليس اعتراضات. فقل لنا ما اعتراضاتك وفقك الله؟ لنجيبك عليها.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:33 ص]ـ
أما زال هذا رأيك بعد ما ذكرناه عما وراء تلك الأعداد من أسرار وفوائد؟ إن من يقبل بالأولى يجب عليه أن يقبل بالثانية؟
ومن يشعر أنه بحاجة للاطمئنان، فليجرب أن يحصي عدد كلمات الآيات في سورة البقرة التالية للآية رقم 261، ويخبرنا بالنتيجة.
أخي الكريم ... الأرقام أو الإحصاءات التي ذكرتها في مشاركتك رقم 22 لم أستفد منها شيئا لا في ديني ولا في دنياي، أما أرقام الآية فقد نفعتني في ديني .. فهي ساعدتني في فهم الآية وزادت إيماني، وحضتني على الإنفاق في سبيل الله.
فإذا كنت ترى أن في شرحك فائدة في دين أو دنيا فأرجو أن تبينها لي
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:12 م]ـ
أستاذنا عبد الله،
إنما اعترض من اعترض لعدم وضوح المنهج، والإجابة عن هذه الأسئلة توضحه وتزيل اللبس.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:46 م]ـ
سؤال للأستاذ عبد الله جلغوم، وفقه الله ونفع به:
...
ما الضوابط التي بها نميز الدراسات الجادة في الإعجاز العددي من غيرها؟
فقد دخل في هذا الباب من لا يحسنه، أو أراد فسادا، كما لا يخفاكم.
وما الذي تأخذونه على غيركم من المشتغلين بذلك ممن لا ترضون عن مناهجهم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2010, 02:41 م]ـ
أخي الكريم ... الأرقام أو الإحصاءات التي ذكرتها في مشاركتك رقم 22 لم أستفد منها شيئا لا في ديني ولا في دنياي، أما أرقام الآية فقد نفعتني في ديني .. فهي ساعدتني في فهم الآية وزادت إيماني، وحضتني على الإنفاق في سبيل الله.
فإذا كنت ترى أن في شرحك فائدة في دين أو دنيا فأرجو أن تبينها لي
العكس هو الصحيح، فالأرقام والاحصاءات التي ذكرتها هي السبب في زيادة الايمان، ذلك أنها إضافة جديدة لما هو معلوم سابقا، ثم هي مطابقة تماما للأرقام الواردة في الآية. بالعربي: إن لهذه الأعداد وظيفة أخرى أكثر من عدّ الحَب والسنابل.
ولكنه التعصب الأعمى.
فأما أنك لم تستفيدي منها هنا، واستفدت منها هناك، فهذه مشكلتك.
وبما أنك قد فهمت الأرقام في الآية: فكيف يكون عدد الحَبّ في السنبلة مائة؟
مع احترامي لشخصك الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2010, 02:44 م]ـ
سؤال للأستاذ عبد الله جلغوم، وفقه الله ونفع به:
...
ما الضوابط التي بها نميز الدراسات الجادة في الإعجاز العددي من غيرها؟
فقد دخل في هذا الباب من لا يحسنه، أو أراد فسادا، كما لا يخفاكم.
وما الذي تأخذونه على غيركم من المشتغلين بذلك ممن لا ترضون عن مناهجهم؟
لقد وعدتك أن أفرغ نفسي لعمل يجيب عن كل هذه التساؤلات، متى توفر الوقت المناسب. وأريده أن يكون شافيا كافيا.
ولعله يصدر عن فريق من الباحثين، والمفكرين المتدبرين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Sep 2010, 04:46 م]ـ
لقد سَبَقَ واستغلَقَ عليَّ فهمُ بعضِ ما يطرحهُ والدُنا الكريم عبد الله جلغوم في موضوع (الإعجاز) العددي , وتكوَّن عندي رُكامُ تساؤلاتٍ من خلال قراءتي لما يكتُبُهُ بين آنٍ وآخرَ , وسأوردُ ما تسعفني به الذاكرةُ من هذه التساؤلاتِ لعلَّهُ استجدَّ لها جوابٌ عندهُ حفظه الله تعالى:
من أبرز ملامحِ إعجاز القرآن (بجميع أنواعهِ) أن تتعدد الأوجهُ والرواياتُ ويبقى هو حاضراً مع كل وجهٍ وروايةٍ ثبت بها القرآنُ , وهذا ما نفتقدهُ في (الإعجازِ) العددي الذي يُسقطُ أرقامَهُ الضخمةَ أبسطُ خلافٍ في القراءاتِ أو الرسمِ , فهل سيكونُ الإعجازُ العدديًُّ مقيداً - بناءً على هذه النتيجةِ - بوجهٍ من عشرينَ وجها , أو مذهبٍ في الرسمِ , تواترَ إلينا بجميعها القرآنُ المجيدُ , وهل يُناسبُ مدلولَ الإعجازِ - وما احتواهُ من التحدي والإلجاءِ - تقييدهُ بوجهٍ واحدٍ من هذه الوجوهِ الكثيرة.؟
والسؤالُ أعلاهُ يجرُّ إلى سُؤالٍ آخرَ أو اقتراحٍ , يرمي إلى أنَّ العجَلةَ في زعمِ الإعجازِ ينبغي أن تُتركَ إلى جهدٍ متأنٍّ جماعيٍّ يقومُ عليهِ خُبراءُ في الحسابِ كوالدنا الكريم وتحت إشرافهِ فريقٌ علميٌّ متخصِّصٌ في الجوانبِ التي تتولِّدُ منها الإشكالاتُ عند عامَّةِ القُراءِ وأعني بذلكَ في المقام الأولِ (القراءاتِ وعدَّ الآيِ والرَّسمَ والتفسيرَ) حتى وإن امتدَّ عمرُ المشروعِ إلى منتصفِ القرنِ القادمِ.
والسؤال الثالثُ يتعلقُ باعتقاد القائمينَ على إثباتِ الإعجازِ العدديِّ أنَّهُ حكمٌ فصلٌ بينَ الخلافاتِ الضَّاربةِ في عُمقِ التاريخِ كترتيبِ السور وغيرها , وذلك لأنَّ من لوازمِ الإعجاز العدديِّ اعتقادَ ترتيبِ المصحفِ اليومَ كما هو عند الله تعالى , ودونَ ذلك عند من لا يراهُ راجحاً خرطُ القتادةِ وامتطاءُ الكوكبِ , حتى وإن وصلَ العادُّونَ إلى نتيجةٍ يرغمونَ بها أنوفَ المخالفينَ كما في عناوينِ بعضِ الأطروحات.!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:43 م]ـ
إن الشيء الوحيد المتفق عليه في قضية الإعجاز هو أن القرآن كتاب معجز تحدى الله به الجن والإنس أن يأتوا بمثله
وقد عجزوا
وأما أوجه الإعجاز فقد اختلف فيها اختلافا بينا، وكل من زعم أن وجه الإعجاز في القرآن هو كذا لم يسلم من معارض
فلماذا توقفنا عند الإعجاز العددي ........... ؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:37 م]ـ
وذلك لأنَّ من لوازمِ الإعجاز العدديِّ اعتقادَ ترتيبِ المصحفِ اليومَ كما هو عند الله تعالى , ودونَ ذلك عند من لا يراهُ راجحاً خرطُ القتادةِ وامتطاءُ الكوكبِ , حتى وإن وصلَ العادُّونَ إلى نتيجةٍ يرغمونَ بها أنوفَ المخالفينَ كما في عناوينِ بعضِ الأطروحات.!
أخي الفاضل محمود
ألا ترى أن هذا الاعتقاد الذي أشرت إليه من لوازم اعتقاد أن كتاب الله محفوظ من أن يتطرق إليه الخلل في نظمه وترتيبه والذي يدل عليه قول الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر (9)
وقوله تعالى:
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) القيامة (17)؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2010, 05:36 ص]ـ
أخي الفاضل محمود
ألا ترى أن هذا الاعتقاد الذي أشرت إليه من لوازم اعتقاد أن كتاب الله محفوظ من أن يتطرق إليه الخلل في نظمه وترتيبه والذي يدل عليه قول الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر (9)
وقوله تعالى:
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) القيامة (17)؟
أخي الحبيب أبا سعد سلمك الله تعالى.
كونُ القرآنِ محفوظاً لا تلازُمَ بينهُ وبينَ الترتيبِ وتوقيفهِ , وتطرُّقُ الخللِ إلى النَّظمِ ممنوعٌ بنصِّ كتاب الله , أمَّا تطرُّقُ الخللِ إلى الترتيبِ فهو (عندي) يحتاجُ تصوراً وتعريفاً قبل الخوضِ في إمكانهِ وجوازهِ أو عدم ذلك , لأنَّ تقديمَ الأنفالِ على براءةَ أو العكسِ لا يمكنُ أن يصدرَ عنهُ ما يصدقُ عليه لغةً أو شرعاً ما يُسمَّى خللا.
والقولُ بأنَّ الترتيبَ توقيفيٌّ لا مجالَ لاجتهادِ الصَّحابةِ فيه يمنعُ منهُ كثيرٌ من الآثار المُتَّفقِ على صحَّتها والتي تدلُّ صراحةً على أنَّ لترتيبِ القرآنِ أشكالاً عدةً منها ما كانَ من تأليفِ ابن مسعود رض1 وتأليف غيرهِ من الصحابة رض3 أجمعينَ.
والقولُ بتوقيفِ الترتيبِ لا يجوزُ معهُ إلا الإلزامُ باتباع ترتيب المصحفِ في التعليمِ والصلاةِ والتلقينِ , بمعنى حُرمة مخالفتهِ لأنه من عند الله , وهذا أمرٌ لا تُسعِفُ فيه الأدلةُ.
وأنا لا أعترضُ على هذه المسألة وترجيحِ احد قولَيها بمُرجِّحٍ معهودٍ قبولهُ في الخلافاتِ الشرعيَّةِ بقدر ما أعترضُ على أن يكونَ الطرحُ والقسمةُ والضربُ (الإعجاز العددي) هو الحكم الفاصلُ فيها بين أكابر الصحابةِ والتابعينَ ومن تبعهم جاذباً أحدَ طرفي الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:07 ص]ـ
[
محمود الشنقيطي
كونُ القرآنِ محفوظاً لا تلازُمَ بينهُ وبينَ الترتيبِ وتوقيفهِ ,
أيكون الحفظ بشكل فوضوي؟
لأنَّ تقديمَ الأنفالِ على براءةَ أو العكسِ لا يمكنُ أن يصدرَ عنهُ ما يصدقُ عليه لغةً أو شرعاً ما يُسمَّى خللا.
لقد أثبتنا أن هناك نظاما تخضع له جميع سور القرآن واطلقنا عليه قانون الحالات الأربع لسور القرآن وأثبتنا أن أي تغيير في موقع أي سورة يؤدي إلى خلل في ترتيب سور القرآن.
والقولُ بأنَّ الترتيبَ توقيفيٌّ لا مجالَ لاجتهادِ الصَّحابةِ فيه يمنعُ منهُ كثيرٌ من الآثار المُتَّفقِ على صحَّتها والتي تدلُّ صراحةً على أنَّ لترتيبِ القرآنِ أشكالاً عدةً منها ما كانَ من تأليفِ ابن مسعود رض1 وتأليف غيرهِ من الصحابة رض3 أجمعينَ.
لقد رد الكثيرون بأن مصاحف الصحابة - رضي الله عنهم -كانت مصاحف شخصية، ولم تكن كاملة، ولذلك تخلوا عنها عندما جمع عثمان- رضي الله عنه - المصحف. ولو كانت المسألة الاجتهادية لتمسكوا بها.
وليس صحيحا ان لترتيب القرآن أشكالا عدة. هذا إذا افترضنا ان ما وصلنا من روايات في هذه المسألة صحيحة لا يرقى إليها الشك. والاحتجاج بمصاحف الصحابة، كالاحتجاج بقصة المعوذتين هل هما من القرآن أم لا؟ أيخبرنا سبحانه بأنه تعهد بحفظ القرآن ثم يترك الناس يرتبونه على هواهم؟ ويسمح لهم بإضافة ما ليس منه، أو ضم ما ليس منه إليه؟
ثم ألا ترى أن ترتيب سور القرآن هو من المتفق عليه في جميع الروايات؟ الاختلاف هو في ترقيم الآيات وليس في الترتيب.
والقولُ بتوقيفِ الترتيبِ لا يجوزُ معهُ إلا الإلزامُ باتباع ترتيب المصحفِ في التعليمِ والصلاةِ والتلقينِ , بمعنى حُرمة مخالفتهِ لأنه من عند الله , وهذا أمرٌ لا تُسعِفُ فيه الأدلةُ.
استدلال غير صحيح. ترتيب سور القرآن توقيفي، وليس هناك ما يمنع من قراءة أي سورة منه دون التزام بالترتيب.
وأنا لا أعترضُ على هذه المسألة وترجيحِ احد قولَيها بمُرجِّحٍ معهودٍ قبولهُ في الخلافاتِ الشرعيَّةِ بقدر ما أعترضُ على أن يكونَ الطرحُ والقسمةُ والضربُ (الإعجاز العددي) هو الحكم الفاصلُ فيها بين أكابر الصحابةِ والتابعينَ ومن تبعهم جاذباً أحدَ طرفي الخلاف.
لغة الترتيب والتخطيط والنظام هي لغة الرياضيات، وهي الأصلح لإثبات النظام والإحكام والدقة في أي شيء.
مع فائق التقدير والاحترام لشخصك الكريم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:11 ص]ـ
رض2 [
أيكون الحفظ بشكل فوضوي؟
لقد أثبتنا أن هناك نظاما تخضع له جميع سور القرآن واطلقنا عليه قانون الحالات الأربع لسور القرآن وأثبتنا أن أي تغيير في موقع أي سورة يؤدي إلى خلل في ترتيب سور القرآن.
لقد رد الكثيرون بأن مصاحف الصحابة - رضي الله عنهم -كانت مصاحف شخصية، ولم تكن كاملة، ولذلك تخلوا عنها عندما جمع عثمان- رضي الله عنه - المصحف. ولو كانت المسألة الاجتهادية لتمسكوا بها.
وليس صحيحا ان لترتيب القرآن أشكالا عدة. هذا إذا افترضنا ان ما وصلنا من روايات في هذه المسألة صحيحة لا يرقى إليها الشك. والاحتجاج بمصاحف الصحابة، كالاحتجاج بقصة المعوذتين هل هما من القرآن أم لا؟ أيخبرنا سبحانه بأنه تعهد بحفظ القرآن ثم يترك الناس يرتبونه على هواهم؟ ويسمح لهم بإضافة ما ليس منه، أو ضم ما ليس منه إليه؟
ثم ألا ترى أن ترتيب سور القرآن هو من المتفق عليه في جميع الروايات؟ الاختلاف هو في ترقيم الآيات وليس في الترتيب.
استدلال غير صحيح. ترتيب سور القرآن توقيفي، وليس هناك ما يمنع من قراءة أي سورة منه دون التزام بالترتيب.
لغة الترتيب والتخطيط والنظام هي لغة الرياضيات، وهي الأصلح لإثبات النظام والإحكام والدقة في أي شيء.
مع فائق التقدير والاحترام لشخصك الكريم
الوالد الكريم: عبد الله جلغوم:
المُشكِلةُ عند بعضِنا هي الإلزامُ بما لا يلزمُ , ومن أمثلةِ ذلك إلجاءُ القائل بأنَّ الترتيبَ اجتهاديٌّ إلى أنَّ الترتيبَ فوضويٌّ , والفوضَى وصفُ نقصٍ يتنزَّهُ عنهُ كل ما يتصلُ بالقرآنِ , فلا وجهَ لتفسير القول بالاجتهاد في الترتيب أنَّهُ فوضى , بل يمكنُ إحسانُ الظنِّ والقول وتفسير ذلكَ المذهب بأنَّهُ سعةٌ ورحمةٌ أو رخصةٌ ربَّانيةٌ.!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما تفضلتُم به من الجزمِ بإثباتِ أن هناك نظاما تخضع له جميع سور القرآن مطلقينَ عليه قانون الحالات الأربع لسور القرآن هُو ما يناقشكم فيه المستشكِلونَ الذين لم يصلوا بعدُ إلى مرحلةِ التَّسليمِ لكم أنَّكم أثبتُّم ذلك فعلاً.! , واصطلاحُ (الخلل) الذي أثبتُّم أن أي تغييرٍ في موقع أي سورةٍ يؤدي إليهِ غيرُ مفهومٍ إلا في العمليات الحسابية الضخمة التي يُسقِطها حذفُ حرفٍ أو زيادتهُ أو تقديمُ سورةٍ أو تأخيرُها , أمَّا من ناحيةٍ شرعيةٍ تفسيريةٍ أو قِرائيةٍ أو غيرها فلا خللَ إطلاقاً عند عدم ترتيب القرآنِ كما هو في المصحفِ.
قلتم حفظكم الله: (لقد رد الكثيرون بأن مصاحف الصحابة - رضي الله عنهم -كانت مصاحف شخصية، ولم تكن كاملة، ولذلك تخلوا عنها عندما جمع عثمان- رضي الله عنه - المصحف. ولو كانت المسألة الاجتهادية لتمسكوا بها)
وأسألكم وفقكم الله: هل كانَ الصحابةُ وهم يكتبونَ مصاحفهم الشخصيةَ يجهلونَ توقيفَ الترتيبِ أو يعلمونهُ ويتعمَّدونَ مخالفته.؟
وإذا كانَ ما نعُهم من الترتيب أثناءَ النزولِ هو عدمُ اكتمال القرآنِ مع اعتقادِ توقيفِ الترتيبِ فما الحاملُ لهم - بعد قبضِ النبي صلى الله عليه وسلم - على استمرار مخالفة التوقيفِ الإلهي القاضي بترتيب السور.؟
قلتم حفظكم الله: (وليس صحيحا ان لترتيب القرآن أشكالا عدة. هذا إذا افترضنا ان ما وصلنا من روايات في هذه المسألة صحيحة لا يرقى إليها الشك)
وهذا نسفٌ عجيبٌ جداً لخلافٍ شرعيٍّ معتَبر منذ عصر التنزيلِ حتى الساعة.!
فأنا أتحدَّثُ عن أدلةٍ مُتَّفَقٍ على صحَّتها بمعنى أنَّ تطرُّقَ الشكٍّ إليهِ دونهُ ما دونهُ , ومن ذلك على وجهِ الخصوص ما رواهُ البخاريُّ في الصحيح من حديثِ ابنِ مسعودٍ رض1 قال (((لَقَدْ تَعَلَّمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ النَّبِىُّ صل1 يَقْرَؤُهُنَّ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ)))، قال الراوي رح1: فَسَأَلنا عَلْقَمَة، فَقَالَ: (((عِشْرُونَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ عَلَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ آخِرُهُنَّ الْحَوَامِيمُ (حم الدُّخَانِ)، و (َعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ)))) , وكذلك حديثُ أم المؤمنينَ عائشة رض2 في الصحيح حين جاءها الأعرابي رض1
قَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ قَالَتْ لِمَ قَالَ لَعَلِّي أُوَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُقْرَأُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ قَالَتْ (((وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْل))) فهل يمكِنُ للشَّكِّ أن يرقى لمثل هذه الرواياتِ ونظائرها.؟ خصوصاً أنَّ المُفصَّلَ في مصحفِ عثمانَ رض1 لا تدخلهُ الحواميمُ بوجهٍ , وروايةُ علقمةَ لهذه النظائرِ على هذا الوجهِ دليلٌ على أنَّ توقيفَ الترتيبِ لم يكُن عقيدةً عند ابن مسعود رض1 وإلا لما استجازَ مخالفتهُ والاستمرارَ عليها بعد انتهاء نزول القرآنِ , بل وتعلمَها التابعينَ رحمهم الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 11:30 ص]ـ
رض2
الوالد الكريم: عبد الله جلغوم:
المُشكِلةُ عند بعضِنا هي الإلزامُ بما لا يلزمُ.
هل يدخل في هذا قولك السابق:
والقولُ بتوقيفِ الترتيبِ لا يجوزُ معهُ إلا الإلزامُ باتباع ترتيب المصحفِ في التعليمِ والصلاةِ والتلقينِ , بمعنى حُرمة مخالفتهِ لأنه من عند الله , وهذا أمرٌ لا تُسعِفُ فيه الأدلةُ."؟
ثم سؤال آخر أيها الحبيب محمود:
على أي أساس اختار الصحابة رض3 هذا الترتيب للمصحف دون غيره؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Sep 2010, 12:49 م]ـ
هل يدخل في هذا قولك السابق:
؟
ثم سؤال آخر أيها الحبيب محمود:
على أي أساس اختار الصحابة رض3 هذا الترتيب للمصحف دون غيره؟
الأخ المكرم: أبا سعد:
لا يدخلُ إلزامي فيما اعترضتُّ بهِ , لأنَّ القولَ بأنَّهُ توقيفيٌّ لا يجوزُ معهُ تنكيسهُ كما حكاهُ غيرُ واحدٍ من الأئمةِ الذينَ يرونَ الترتيبَ لا مجال فيه للاجتهادِ.
وأساسُ الصحابة في اختيار الترتيبِ لا أعرفهُ , ولكنَّ القائلينَ بأنهُ اجتهادٌ منهم يرونهُ عملاً توافقياً تُلقيَ بالقبولِ بين الصحابةِ وألزمَ بهِ وليُّ لأمر يومئذٍ وأطاعهُ النَّاسُ , وجرى عليه العملُ , ولكنَّ مجموعَ ذلك لا يمنحُ العصمةَ التي يُريدها المستدلونَ منَّا على التوقيفِ اليومَ , والله أعلمُ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 04:33 م]ـ
الأخ المكرم: أبا سعد:
لا يدخلُ إلزامي فيما اعترضتُّ بهِ , لأنَّ القولَ بأنَّهُ توقيفيٌّ لا يجوزُ معهُ تنكيسهُ كما حكاهُ غيرُ واحدٍ من الأئمةِ الذينَ يرونَ الترتيبَ لا مجال فيه للاجتهادِ.
..
أخي الفاضل
ليس فيما ذكرت شيئا من التنكيس أيها الفاضل:
قال بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح:
"وَأَمَّا مَا جَاءَ عَنْ السَّلَف مِنْ النَّهْي عَنْ قِرَاءَة الْقُرْآن مَنْكُوسًا فَالْمُرَاد بِهِ أَنْ يَقْرَأ مِنْ آخِر السُّورَة إِلَى أَوَّلهَا، وَكَانَ جَمَاعَة يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فِي الْقَصِيدَة مِنْ الشِّعْر مُبَالَغَة فِي حِفْظهَا وَتَذْلِيلًا لِلِسَانِهِ فِي سَرْدهَا، فَمَنَعَ السَّلَف ذَلِكَ فِي الْقُرْآن فَهُوَ حَرَام فِيهِ. "
ثم ها هي مسألة ترتيب الآيات في السورة الواحدة مجمع على أنه توقيفي، وهذا لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قراءة آيات متفرقة من سور متفرقة:
روى مسلم رحمه من حديث بن عباس رضي الله عنها قال:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ
{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا}
وَالَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ
{تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} ".
وفي الصحيح أيضا:
"مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"
وفيه أيضا:
"إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ"
وقال بن بطال رحمه الله في شرحه على البخاري:
"وقد قال قوم من أهل العلم: إن تأليف سور القرآن على ما هو عليه فى مصحفنا كان على توقيف من النبى - صلى الله عليه وسلم - لهم على ذلك وأمر به.
وأما ما روى من اختلاف مصحف أبىّ وعلىّ وعبد الله إنما كان قبل العرض الأخير، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رتب لهم تأليف السور بعد أن لم يكن فعل ذلك. روى يونس عن ابن وهب قال: سمعت مالكًا يقول: إنما أُلف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة رسول الله، ومن قال هذا القول لا يقول: إن تلاوة القرآن فى الصلاة والدرس يجب أن يكون مرتبًا على حسب الترتيب الموقف عليه فى المصحف؛ بل إنما يجب تأليف سوره فى الرسم والكتابة خاصة.
ولا نعلم أن أحدًا منهم قال: إن ترتيب ذلك واجب فى الصلاة، وفى قراءة القرآن ودرسه وإنه لا يحل لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة، ولا الحج بعد الكهف، ألا ترى قول عائشة للذى سألها أن تريه مصحفها ليكتب مصحفًا على تأليفه: لا يضرك أيه قرأت قبل؟! "
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يستشهد بالآية من السورة دون مراعاة للترتيبها في السورة، والأمثلة على ذلك كثير.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:30 م]ـ
الأستاذ الكريم: أبا سعد
أشكُرُ لكَ هذا الهُدوءَ الرائعَ قي النِّقاشِ , وأرجو أن نوحِّدَ جهةَ النِّقاشِ في ترتيبِ السور بعيداً عن ترتيبِ الآيات.
أنا أحبُّ أن أبيِّنَ أنَّ أقوال العلماءِ في ترتيبِ السور هي:
1 - القولُ بأنَّها توقيفٌ.
2 - القولُ بأنَّها اجتهادٌ محضٌ.
والقائلونَ بأنَّها توقيفٌ معصومٌ لا مجال فيه للاجتهاد , مختلفونَ في تنكيس السور على قولين أيضاً:
1 - جوازُ التنكيسِ بمعنى قراءةِ الآخرِ منها قبلَ الأوَّل كما تفضَّل الشيخُ أبو سعدٍ بالتدليلِ عليهِ بما نقلهُ من نصوصٍ عن ابن بطال وغيره , وكما يُشعرُ به قولي من قبلُ: (لأنَّ القولَ بأنَّهُ توقيفيٌّ لا يجوزُ معهُ تنكيسهُ كما حكاهُ غيرُ واحدٍ من الأئمَّةِ) فمفهومُ ذلك أن غيرهم ممن يرى توقيفَ الترتيبِ لا إشكال عندهُ في التنكيس.
2 - المنعُ من مخالفةِ ترتيب المصحفٍ كما جاءَ عند ابن أبي داود رح1 عن الحسن رض1 حيثُ كرهَ مخالفة تأليفِ مصحفِ عثمانَ رض1 في القراءةِ , وكما هو مفهومُ كلام أبي العباسِ بن تيميةَ رح1 وكما هو اختيارُ النووي رح1 , وحجةُ أولئك أنَّ الترتيبَ الذي يعتقدونهُ توقيفياً إنما جُعلَ لحِكمةٍ لا ينبغي إهمالُها بل الواجبُ المحافظةُ عليها.
وبذلك يزولُ استشكالكم على الجملة أعلاهُ حفظكم الله تعالى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Sep 2010, 12:06 ص]ـ
الأستاذ الكريم: أبا سعد
أشكُرُ لكَ هذا الهُدوءَ الرائعَ قي النِّقاشِ , وأرجو أن نوحِّدَ جهةَ النِّقاشِ في ترتيبِ السور بعيداً عن ترتيبِ الآيات.
أنا أحبُّ أن أبيِّنَ أنَّ أقوال العلماءِ في ترتيبِ السور هي:
1 - القولُ بأنَّها توقيفٌ.
2 - القولُ بأنَّها اجتهادٌ محضٌ.
.
الأخ الفاضل محمود
بصراحة، لو جئتني بمائة قول أن ترتيب سور القرآني اجتهادي محض، ما أخذت بها ولا نظرت فيها، ذلك ان ما أراه في ترتيب سور القرآن في المصحف من الإحكام والدقة والتخطيط العجيب الذي لا مثيل له، يحول دون ذلك، وأنا غير مستعد أن أصدق تلك الروايات وأكذب ما أراه في القرآن بعينيّ وعقلي.وأدلتي على ذلك ما أقدمه من أمثلة، ويكفي ما كتبته عن نظام العددين 9و 10، وعن الإعجاز العددي في آية الحفظ، وعن الإعجاز العددي في الآية 261 سورة البقرة .. رغم أن أيا منها لم ينشر كاملا.
# حُرِّرَ من قِبل المشرف #
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:20 ص]ـ
الأخ الفاضل محمود
بصراحة، لو جئتني بمائة قول أن ترتيب سور القرآني اجتهادي محض، ما أخذت بها ولا نظرت فيها، ذلك ان ما أراه في ترتيب سور القرآن في المصحف من الإحكام والدقة والتخطيط العجيب الذي لا مثيل له، يحول دون ذلك، وأنا غير مستعد أن أصدق تلك الروايات وأكذب ما أراه في القرآن بعينيّ وعقلي.
ومع خالص التقدير والاحترام، ولكم الحرية أن تحذفوا هذه المشاركة.
استدراك: إلا إن ثبت ثبوتاً قطعيّاً عن الصّادق المصدوق يا حبيبنا أبا محمّد؛ وهيهات أن يثبت.
(مسألة مطلوبة في التّسليم لله تعالى ولرسوله صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وإن خالف يقيننا الظّاهر)
تعقيب وأمنية عزيزة: أمّا الحرّيّة فليتها لا تكون بيد أحد إلا إن تجووزت ضوابطها الخُلُقيّة فحسب.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:37 ص]ـ
الأخ الفاضل محمود
بصراحة، لو جئتني بمائة قول أن ترتيب سور القرآني اجتهادي محض، ما أخذت بها ولا نظرت فيها، ذلك ان ما أراه في ترتيب سور القرآن في المصحف من الإحكام والدقة والتخطيط العجيب الذي لا مثيل له، يحول دون ذلك، وأنا غير مستعد أن أصدق تلك الروايات وأكذب ما أراه في القرآن بعينيّ وعقلي.وأدلتي على ذلك ما أقدمه من أمثلة، ويكفي ما كتبته عن نظام العددين 9و 10، وعن الإعجاز العددي في آية الحفظ، وعن الإعجاز العددي في الآية 261 سورة البقرة .. رغم أن أيا منها لم ينشر كاملا.
وهذه تكملة لمقالة كتبتها عن الإعجاز العددي في سورتي آل عمران والماعون، وقد تمّ حذفها (ربما لأن الأخ الفاضل أبو سعد الغامدي وصفني بالمبدع) فهان ذلك على الأخ الفاضل نايف الزهراني أو على غيره من المشرفين ..
لا علينا.
الوالد الكريم: عبد الله جلغوم.
أنتَ بذلكَ تضعُ حداً فاصلاً لمن يختلفُ معكَ في هذه العملياتِ الحسابيَّةِ التي تشترطُ - حالاً ومقالاً- على الناظر فيها مُطلَقَ التَّسليمِ , وهذا لم نُتَعبَّد بهِ في غير الوحيِ.!
وأجدُني مضطراً إلى القولِ بأنَّ العقلَ المُجرَّد يقتضي عند إهمالنا البحثَ والتَّرجيحَ بين هذين القولين لسببٍ أو آخرَ - أسوةً بكم حفظكم الله - أن نعتبرَ الإعجازَ العدديَّ - الذي يتعامى أصحابهُ عن صحيح الروايات المثبتة للخلاف - في مقابلِ رواياتِ الصحابة والتابعينَ ومن بعدهم ضرباً من اللغو والتأثيمِ , لأنَّ القائلينَ بهِ أبعدُ عن عصر النبوةِ فبينهم وبينه أربعة عشر قرناً , وهم كذلك أقلُّ علماً بالقرآنِ من أكابر الصحابة الذين يرون الترتيبَ اجتهادياً , والذين يقول أحدهم وهو ابنُ مسعود رض1 (((وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرَهُ، مَا نَزَلَتْ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ، إِلاَّ وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَ نَزَلَتْ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ مَكَانَ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَنَالُهُ الْمَطَايَا لأَتَيْتُهُ))) ولا شكَّ أنَّ تركَ هذه اليمينِ البرَّةِ وصاحبها البرَّ الصادقَ الذي زكَّى رسول الله صل1 علمَهُ بالقرآنِ إلى تخميس وتعشير أناسٍ لا يميزونَ المقطوعَ من الموصولِ ولا يلتفتونَ لأي روايةٍ تهدمُ ما يشيدونَ ولا يُريدونَ التأنِّيَ إلى حينِ التغلُّبِ على الإشكالاتِ التي تحولُ بينَ الإعجازِ اصطلاحاً وبين عملياتهم هو استبدالٌ للأدنى بالذي هو خيرٌ وأهدى سبيلاً.
وما دمتم أشرتم حفظكم الله إلى العددين 9 و 10 فكم نتمنَّى عليكم - أطال الله عمركم - في خضمِّ هذه العملياتِ التي تقعِّدونَ بها للإعجاز أن تنتصروا للقرآنِ بطريقِ العمليَّات الحسابية والرياضياتِ - التي لا يجادلُ أحدٌ في تسخيركم لها خدمةً للقرآنِ - ونرى في المستقبل نقداً أو تعقُّباً لمشروع رشاد خليفة التسع عشري الذي كانَ يدعي إيجاد الإعجاز وهو يسعى حقيقةً لتقرير عقيدة البهائيين والانتصار لها ومحاولة ليِّ حروف وكلمات القرآن لتسخيرها لنصرة ثقافات البهائيين ومعتقداتهم كما في رسالتَيْه (عليها تسعة عشر) و (دلالات جديدة في القرآن) للتقعيد لمعتقد البهائيين والتدليل له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دمتم يا شيخنا الكريم تصرحون نصاً وظاهراً أنَّ سردَ مائةِ قول لا يقنعكم بخلافٍ في أصل الموضوع , فهذا متضمنٌ رغبتَكم في أن يكونَ ما تكتبُونهُ إملاءً لا يقبلُ التأمُّلَ والمُراجعةَ , ولو أذنتم لنا بمعاملة بحوثكم كما تعاملون أقوال الصحابة والتابعينَ (بمعنى أنَّ ألفَ ألفِ عمليَّةِ حسابيَّةٍ لا يمكنُ لها زعزعةُ قناعةِ أحدنا بوجودِ الخلافِ ووجاهته) لعلمتم يقيناً أنَّ قدرَكُم عندنا عظيمٌ جداً , لأنَّكم بالطبعِ تُجلُّونَ سلفَ هذه الأمَّةِ الصالحَ وإن كانت أقوالهم لا تعني لكم شيئاً في مقابل الحساب , وتقبلوا مشكورينَ فائقَ الاحترامِ والتقدير.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 12:19 م]ـ
أخطاء منهجية فى معالجة هذا الموضوع
- 1 -
الخطأ الأول
الأخ الفاضل الشيخ نايف
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد
فى واقع الأمر يوجد إشكال كبير فى معالجتكم لموضوع الاعجاز الاحصائى (وأنا أفضّل تسميته بالاحصائى لا بالعددى)
هذا المُشِكل هو أنكم لم تبيّنوا لنا: عن أى نمط من الاعجاز الاحصائى تتحدثون؟
ذلك أن هذا الوجه من الاعجاز ليس نمطا واحدا، وانما له أشكال عديدة، سواء من حيث المنهج، أو من حيث الموضوع كذلك، وتلك مسألة هامة للغاية أرى أنكم قد غفلتم عنها، وإن كان يبدو لى أنكم تقصدون فى المقام الأول الأبحاث المنشورة بالملتقى، وهى فى معظمها - فيما أعلم – تخص الأستاذ جلغوم بالدرجة الأولى
ولكن تلك الأبحاث لا تمثل الاعجاز الاحصائى كله، فالأستاذ جلغوم يبحث فى منطقة بعينها من جهة الموضوع، كما أنه يستخدم طرائق محددة من جهة المنهج، فموضوعه الأثير هو (ترتيب السور والآيات)، ومنهجه فى البحث هو عدد الآيات والسور، وأحيانا عدد الكلمات
ولكن هذا لا يغطى كل موضوعات الاعجاز الاحصائى من جهة، ولا يحصر كل أدواته المنهجية من جهة أخرى
وحتى يكون حديثنا علميا وموضوعيا فإن الأمانة العلمية تقتضى منا أن نكون أكثر تحديدا فى تناولنا للموضوع، حتى لا يتوهم الناس أن هذا الوجه من الاعجاز محصور فى نطاق محدد وضيق هو المعروض فى الملتقى فحسب، بينما هو فى واقع الأمر يُعدّ واسعا ورحبا للغاية
فإننى – مثلا - من الباحثين فى هذا الاعجاز منذ أمد بعيد، ولكنى أسلك فيه مسلكا آخرغير الذى يسلكه زميلى الأستاذ جلغوم، سواء من ناحية الموضوع، أو من ناحية المنهج وأدوات البحث، ولهذا السبب فإننى لا أستطيع أن أتحدث عن الضوابط المنهجية لأبحاث الأستاذ جلغوم وفقه الله، لأنها بعيدة عن مجال بحثى من جهتى المنهج والموضوع معا
ولكنى أستطيع بيسر أن أتحدث عن ضوابط شديدة الإحكام والإتقان فى موضوع آخر من موضوعات الاعجاز الاحصائى العديدة
فهل تقبلون أن أفتح موضوعا أستعرض فيه مظهرا جديدا من مظاهر الاعجاز الاحصائى فى المجال الذى أتقنه؟
أم أنكم لا تريدون عرض نماذج جديدة لهذا الوجه الاعجازى قبل وضع ضوابط عامة يسير عليها كل الباحثين بلا استثناء على إختلاف موضوعاتهم ومناهجههم؟!
هذا ما لم يك واضحا فى ورقتكم البحثية فأردت الاستعلام عنه
وفى إنتظار جوابكم
وفقكم الله لما فيه الخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 12:24 م]ـ
- 2 -
الخطأ المنهجى الثانى
أما الخطأ الثانى فقد جاء فى كلام الأخ الفاضل محمود الشنقيطى وفقه الله
ذلك أنه يعترض على الباحثين فى الاعجاز الاحصائى بإختلاف القراءات وإختلاف رسم المصاحف
وهو إعتراض لا يصح منهجيا على الاطلاق، وذلك لأنه من غير المقبول ولا المعقول منهجيا أن يُجرى الباحث الاحصائى بحثا محددا على أكثر من قراءة وأكثر من رسم فى نفس الوقت، فتلك أقرب إلى الفوضوية منها إلى المنهجية العلمية السليمة، بل إنها لن تكون من العلم فى شىء
فالباحث الذى يجرى بحثه وفق قراءة حفص مثلا، وعلى مصحف المدينة النبوية الموافق لتلك القراءة، لا يحق لنا أن نسائله: ولماذا تركت قراءة ورش والرسم الذى يوافقها؟
فهذا سؤال لا محل له لعدة أسباب، منها:
أولا: لأن الباحث لم يقل أنه يجحد القراءات الأخرى غير حفص، ولا الرسوم القائمة عليها، واعتماده على قراءة واحدة لا يعنى بالضرورة أنه ينكر ما عداها من قراءات.
ثانيا: لأن مسلك الباحث لا يعنى كذلك أنه ينكر وجود إعجاز خاص بتلك القراءات الأخرى، بل غاية ما يعنيه أنه لم يتسن له البحث فيها والكشف عن إعجازها المخبؤ
ثالثا: لأن المنهج العلمى الصحيح يتميز بالإطراد والموضوعية، لذا يجب توحيد جهة البحث وحصرها فى قراءة واحدة أيا كانت تلك القراءة، فالمهم أن تكون واحدة
أما الخلط بين القراءات فإنه يعد تلفيقا يتنزه عنه البحث العلمى الموضوعى
رابعا: إذا نظرنا إلى الباحث من منظور شخصى نجد أنه شخص مسلم قد نشأ فى بلدة قد اشتهرت فيها قراءة بعينها، فمن الطبيعى أن يُجرى بحوثه على القراءة التى شب عليها وعرفها جيدا دون القراءات الأخرى التى لا يعلم عنها شيئا
خامسا: و مما يؤكد أن إعتماد قراءة واحدة فى البحث هو المنهج العلمى الصحيح هو ما جاء فى ضوابط البحث فى الاعجاز الاحصائى التى أقرتها ندوة دُبى كما سنرى لاحقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 12:31 م]ـ
- 3 -
الأخ الفاضل محمود
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد
من ضوابط البحث فى الإعجاز الإحصائى التى اتفق عليها الباحثون في ندوة دبي الضوابط التالية:
1. الالتزام بالعد طبقا للرسم العثماني للقرآن الكريم.
2. اتباع منهج واحد في الإحصاء إما للمرسوم خطا، أو للمتلو لفظا.
3. الالتزام بترتيب الآيات والسور كماهي مرتبة في المصحف الشريف.
4. الالتزام بقراءة واحدة في كل دراسة، ولايجمع بين القراءات إلا بقصد المقارنة.
. . . . .
17. يشترط في الأنظمة العددية التي يستخدمها الباحثون (مثل احتساب القيم العددية للحروف أو طريقة احتساب الكلمات وغير ذلك):
أ. أن توافق الرسم العثماني وأحد وجوه اللغة العربيّة.
ب. أن يتم استخدامها باتّساق (بدون تناقض) وباضطّراد (في كل الأحوال التي تستدعي ذلك وليس بانتقائيّة)
ج. أن تظهر جدارتها عبر الأمثلة المقنعة.
فما هو رأى الأخ الكريم فى الضوابط المذكورة؟ وبخاصة الضابطين الثالث و الرابع منها لأن لهما تعلق شديد بما سألت عنه
وينبغى ملاحظة أن الضابط الرابع ينص على ضرورة الإلتزام بقراءة واحدة، دون تحديد لقراءة بعينها، فكل القراءات المتواترة مقبولة، ويمكن الأخذ بأى منها فى الدراسات الإحصائية دون تمييز لإحداها على الأخريات، فهذا ملحظ دقيق ينبغى الانتباه إليه جيدا
وليت الأخ الكريم الشيخ نايف يُبدى لنا رأيه كذلك فى المذكور آنفا، لأن رأيه هنا بالذات سيكون حاسما فى التوصل إلى حلول وأجوبة مقنعة لما طرحه من أسئلة، وربما كان فاتحة خير لنشر فتوحات جديدة فى إعجاز القرآن المجيد
عسى الله أن يهدى الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه
إنه ولى ذلك والقادر عليه
أرجو من الأخوين الكريمين الاهتمام بما طلبت، مع فائق الاحترام والتقدير
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 12:35 م]ـ
- 4 -
((ما للذين يقولون كلما تحدثنا، استنادا إلى رواية معينة من الروايات الثابتة عن النبي و المنقولة إلينا بالتواتر، عن بناء ظهر إعجازه و دقة إحكامه بصورة يدهش لهاكل عقل .. لو غيرنا الرواية لانهار كل هذا البناء .. أو شيئا من هذا القبيل .. فإني أقول لهم: هل الاستناد إلى رواية صحت عن النبي في حكم شرعي يسقط الحكم إذا خالفتهارواية أخرى أو يعدد الحكم تيسيرا على الأمة؟!
مثلا قوله تعالى: ((أَوْلَامَسْتُمُ النِّسَاءَ)) ألم تقرأ أيضا: ((أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ))
و كذلك اختلاف القراءات فى قوله تعالى: ((وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن))
فكيف نقرهنا بتعدد الأحكام الفقهية استنادا إلى الروايات و نقول بانهيار الإعجاز باختلافها؟! .. إنما يتعدد الإعجاز فتدبر))
(مقتبس من مشاركة للزميل الدكتور عمارة شندول فى موضوع مماثل عن الإعجاز العددى بهذا الملتقى، وقد أوردته هنا للتأمل فيه لصلته الوثيقة بهذا الموضوع، ولأن حجته بدت لى مقنعة، فأرجو التأمل فيها)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Oct 2010, 01:29 م]ـ
- 4 -
((ما للذين يقولون كلما تحدثنا، استنادا إلى رواية معينة من الروايات الثابتة عن النبي و المنقولة إلينا بالتواتر، عن بناء ظهر إعجازه و دقة إحكامه بصورة يدهش لهاكل عقل .. لو غيرنا الرواية لانهار كل هذا البناء .. أو شيئا من هذا القبيل .. فإني أقول لهم: هل الاستناد إلى رواية صحت عن النبي في حكم شرعي يسقط الحكم إذا خالفتهارواية أخرى أو يعدد الحكم تيسيرا على الأمة؟!
مثلا قوله تعالى: ((أَوْلَامَسْتُمُ النِّسَاءَ)) ألم تقرأ أيضا: ((أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ))
و كذلك اختلاف القراءات فى قوله تعالى: ((وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن))
فكيف نقرهنا بتعدد الأحكام الفقهية استنادا إلى الروايات و نقول بانهيار الإعجاز باختلافها؟
الجواب:
إنه التحكم والقناعة المسبقة فقط لا غير.
وكما يقال بالبلدي " عنز ولو طارت".
أيها الأحبة لا شك أن المسلم يجب أن يعمل بما يقتنع به ويتمسك بقناعاته، لكن لا يصح له أن يستخدمها في المغالطات ومصادرة أراء الآخرين بطريقة متعسفة، ومن ذلك قبول القاعدة في مكان وإنكارها في مكان آخر.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Oct 2010, 05:19 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الخطأ الثانى فقد جاء فى كلام الأخ الفاضل محمود الشنقيطى وفقه اللهذلك أنه يعترض على الباحثين فى الاعجاز الاحصائى بإختلاف القراءات وإختلاف رسم المصاحف
وهو إعتراض لا يصح منهجيا على الاطلاق، وذلك لأنه من غير المقبول ولا المعقول منهجيا أن يُجرى الباحث الاحصائى بحثا محددا على أكثر من قراءة وأكثر من رسم فى نفس الوقت، فتلك أقرب إلى الفوضوية منها إلى المنهجية العلمية السليمة، بل إنها لن تكون من العلم فى شىء
فالباحث الذى يجرى بحثه وفق قراءة حفص مثلا، وعلى مصحف المدينة النبوية الموافق لتلك القراءة، لا يحق لنا أن نسائله: ولماذا تركت قراءة ورش والرسم الذى يوافقها؟
الأستاذ الكريم: العليمي , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أجمَلَ هذا الفصلَ المُتحيِّزَ لو جمَّلتمُوهُ بتدليلٍ أو تعليلٍ , كي لا يرُدَّ مخالفكَ كلامكَ بنفسِ هذه العباراتِ فلا تستفيدانِ ولا القراءُ الكرام شيئاً أيَّ شيءٍ من النقاشِ القائم , والذي يُثبِتُ أحقِّيَّةَ التساؤلِ من عدمهِ هو المُعطَياتُ الشرعيةُ والاعتراضاتُ المنطقيةُ التي بُحَّت أصواتُ المنادينَ بها.
ولستُ أدري أيَّ الفريقينِ أحقُّ بالفوضى: أهُمُ الذين يعُدُّون الحروفَ عداً غيرَ منضبطٍ بقاعدةٍ معينةٍ فيحسبونَ المكتوبَ دونَ المنطوقِ تارةً , ويعكسونَ تارةً أخرى , ويتعامَونَ عن تسعةَ عشر وجهاً أخرى ثبتَ بها القرآنُ بالإضافةِ إلى مذاهبَ شتَّى في الرسمِ والقطعِ والوصلِ , أم هُمُ الذينَ يفرحونَ بإعجازِ القرآنِ ويريدونَ لهُ جُهداً مضبوطاً يشتركُ فيه أهلُ القرآنِ مع العادِّينَ فيُحصِّنوا بحوثهم من إغاراتِ الهازئينَ كي لا ينقلبَ إعجازهم مطعناً يُنالُ بهِ من كتاب الله.؟
لأن الباحث لم يقل أنه يجحد القراءات الأخرى غير حفص، ولا الرسوم القائمة عليها، واعتماده على قراءة واحدة لا يعنى بالضرورة أنه ينكر ما عداها من قراءات.
لو قالَ الباحثُ الكريمُ الوالد عبد الله جلغوم - وحاشاه حفظه الله - أو قال غيرُهُ ذلكَ لكانَ أهونَ علينا وعلى اللهِ من جناحِ بعوضةً , لأنَّ هذا ناقضٌ من نواقضِ الإسلامِ المُجمَعِ عليها , والتزكيةُ بتركِهِ قد يفهمُها بعضُ البلاغيينَ تأكيدَ ذمٍّ بما يشبهُ المدحَ.
: لأن مسلك الباحث لا يعنى كذلك أنه ينكر وجود إعجاز خاص بتلك القراءات الأخرى، بل غاية ما يعنيه أنه لم يتسن له البحث فيها والكشف عن إعجازها المخبؤ
إذاً لمَ العجلةُ , والمجالُ مُتاحٌ لإيجادِ مواطنَ عدديَّةِ معجزةٍ تشتركُ فيها القراءاتُ كُلُّها ولا تتضاربُ فيها مذاهبُ الرسمِ والعَدِّ.؟
: لأن المنهج العلمى الصحيح يتميز بالإطراد والموضوعية، لذا يجب توحيد جهة البحث وحصرها فى قراءة واحدة أيا كانت تلك القراءة، فالمهم أن تكون واحدة أما الخلط بين القراءات فإنه يعد تلفيقا يتنزه عنه البحث العلمى الموضوعى
هذهِ: (الخلط بين القراءات فإنه يعد تلفيقا يتنزه عنه البحث العلمى الموضوعى) نتيجةٌ صحيحةٌ متَّفقٌ عليها , ولكنَّها مبنيَّةٌ على مقدِّمةٍ باطلةٍ تقول: (يجب توحيد جهة البحث وحصرها فى قراءة واحدة أيا كانت تلك القراءة)
: إذا نظرنا إلى الباحث من منظور شخصى نجد أنه شخص مسلم قد نشأ فى بلدة قد اشتهرت فيها قراءة بعينها، فمن الطبيعى أن يُجرى بحوثه على القراءة التى شب عليها وعرفها جيدا دون القراءات الأخرى التى لا يعلم عنها شيئا
وهذا أيضاً استطرادٌ لا يخدمُ الخلافَ , وقد يُعذرُ بذلكَ الأعرابُ في عصر التنزيل والآفاقيونَ إبَّانَ بداياتِ الفتحِ الإسلاميِّ , أمَّا والقراءاتُ الصحيحةُ أقربُ إلى أحدنا (أعني المتصدرينَ للبحوثِ القرآنية واكتشافِ الإعجاز) من حبل الوريد فلا مجالَ لهذه الجملةِ.
: و مما يؤكد أن إعتماد قراءة واحدة فى البحث هو المنهج العلمى الصحيح هو ما جاء فى ضوابط البحث فى الاعجاز الاحصائى التى أقرتها ندوة دُبى كما سنرى لاحقا
وفَّقَ الله تعالى القائمينَ على تلكَ النَّدوةِ , لكنَّ هذا الكلامَ كُلَّهُ لا يحوي تبريراً لعنوانهِ الرئيسِ الذي يُنبئُ عن اكتشافٍ خطإٍ (منهجي) وإصلاحهِ , ولك فائقُ الشكرِ والاحترامِ والتقدير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:23 م]ـ
أخطاء منهجية فى معالجة هذا الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
فى واقع الأمر يوجد إشكال كبير فى معالجتكم لموضوع الاعجاز الاحصائى هذا المُشِكل هو أنكم لم تبيّنوا لنا: عن أى نمط من الاعجاز الاحصائى تتحدثون؟
أخي الكريم العليمي المصري
هذا المُشكِل الكبير غير موجود , وعناصر الكتابة العلمية المذكورة في أصل الموضوع عامّة , وليس فيها ما يدل على التخصيص بنوع أو شخص.
وإن كان يبدو لى أنكم تقصدون فى المقام الأول الأبحاث المنشورة بالملتقى، وهى فى معظمها - فيما أعلم – تخص الأستاذ جلغوم بالدرجة الأولى ولكن تلك الأبحاث لا تمثل الاعجاز الاحصائى كله
لا حاجة إلى تشخيص الموضوع وترك الفكرة العامة , فالأستاذ عبد الله صديق قديم في الملتقى , وله من التقدير الشيء الكثير , وقد قال ما عنده فيه.
فإن كان لدى فضيلتكم ما يبين تلك العناصر بوضوح فأنت مدعوّ لذلك رعاك الله.
هذا الوجه من الاعجاز ليس نمطا واحدا، وانما له أشكال عديدة، سواء من حيث المنهج، أو من حيث الموضوع كذلك.
...
فإننى – مثلا - من الباحثين فى هذا الاعجاز منذ أمد بعيد، ولكنى أسلك فيه مسلكا آخرغير الذى يسلكه زميلى الأستاذ جلغوم، سواء من ناحية الموضوع، أو من ناحية المنهج وأدوات البحث.
...
ولهذا السبب فإننى لا أستطيع أن أتحدث عن الضوابط المنهجية لأبحاث الأستاذ جلغوم وفقه الله، لأنها بعيدة عن مجال بحثى من جهتى المنهج والموضوع معا.
هل في الإعجاز العددي -أو الإحصائي- مناهج؟ وفي ماذا تختلف تلك المناهج (لا الموضوعات)؟
لا مانع من إضافة هذا السؤال إلى عناصر الموضوع عند بيانها , والحديث عنه مفصلاً.
فهل تقبلون أن أفتح موضوعا أستعرض فيه مظهرا جديدا من مظاهر الاعجاز الاحصائى فى المجال الذى أتقنه؟
أم أنكم لا تريدون عرض نماذج جديدة لهذا الوجه الاعجازى قبل وضع ضوابط عامة يسير عليها كل الباحثين بلا استثناء على إختلاف موضوعاتهم ومناهجههم؟!
شكر الله لك
بإمكانك أن تتناول العناصر المذكورة من وجهة نظرك , وبحسب منهجك في هذا الباب , دون الدخول في تفصيلات النماذج على أيّ مسلك كانت.
وأسأل الله لك التوفيق.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:25 م]ـ
الأستاذ الكريم: العليمي , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أجمَلَ هذا الفصلَ المُتحيِّزَ لو جمَّلتمُوهُ بتدليلٍ أو تعليلٍ , كي لا يرُدَّ مخالفكَ كلامكَ بنفسِ هذه العباراتِ فلا تستفيدانِ ولا القراءُ الكرام شيئاً أيَّ شيءٍ من النقاشِ القائم , والذي يُثبِتُ أحقِّيَّةَ التساؤلِ من عدمهِ هو المُعطَياتُ الشرعيةُ والاعتراضاتُ المنطقيةُ التي بُحَّت أصواتُ المنادينَ بها.
أخى الكريم، لا أدرى عن أى إعتراضات منطقية تتحدث بعد كل ما ذكرته لك من براهين منطقية بحتة، بل وغارقة فى المنطق حتى أذنيها؟!
وبعد أن دعمت كلامى بما اتفق عليه الباحثون فى ندوة علمية محكمة؟!
أخى الكريم، لا أريد أن يتحول نقاشنا إلى ساحة جدال أو مراء، وكنت أرجو أن تساعدنى على ذلك، عفا الله عنك
ولستُ أدري أيَّ الفريقينِ أحقُّ بالفوضى: أهُمُ الذين يعُدُّون الحروفَ عداً غيرَ منضبطٍ بقاعدةٍ معينةٍ فيحسبونَ المكتوبَ دونَ المنطوقِ تارةً , ويعكسونَ تارةً أخرى , ويتعامَونَ عن تسعةَ عشر وجهاً أخرى ثبتَ بها القرآنُ بالإضافةِ إلى مذاهبَ شتَّى في الرسمِ والقطعِ والوصلِ , أم هُمُ الذينَ يفرحونَ بإعجازِ القرآنِ ويريدونَ لهُ جُهداً مضبوطاً يشتركُ فيه أهلُ القرآنِ مع العادِّينَ فيُحصِّنوا بحوثهم من إغاراتِ الهازئينَ كي لا ينقلبَ إعجازهم مطعناً يُنالُ بهِ من كتاب الله.؟
ولماذا تأخذ الكل بجريرة البعض؟!
دعك من الفوضويين، فنحن مثلك لا نرحب بهم
ومما لا شك فيه أنك ستجد فى النهاية نفر من الباحثين المنضبطين كأشد ما يكون الانضباط وأحكمه، فليس الكل سواء أخى الفاضل، ليسوا سواء
لو قالَ الباحثُ الكريمُ الوالد عبد الله جلغوم - وحاشاه حفظه الله - أو قال غيرُهُ ذلكَ لكانَ أهونَ علينا وعلى اللهِ من جناحِ بعوضةً , لأنَّ هذا ناقضٌ من نواقضِ الإسلامِ المُجمَعِ عليها , والتزكيةُ بتركِهِ قد يفهمُها بعضُ البلاغيينَ تأكيدَ ذمٍّ بما يشبهُ المدحَ
كلامى كان على وجه العموم، ولا أقصد شخصا بعينه، لا الأستاذ جلغوم حفظه الله ولا غيره، وبالتالى لا أجد ما يدعوك إلى هذا التعقيب!
إذاً لمَ العجلةُ , والمجالُ مُتاحٌ لإيجادِ مواطنَ عدديَّةِ معجزةٍ تشتركُ فيها القراءاتُ كُلُّها ولا تتضاربُ فيها مذاهبُ الرسمِ والعَدِّ.؟
سبحان الله!!
ولماذا نكتم ما فتح به الله علينا إنتظارا لأمر بعيد المنال ويحتاج إلى جهود مضنية؟!
الخلط بين القراءات فإنه يعد تلفيقا يتنزه عنه البحث العلمى الموضوعى) هذه نتيجةٌ صحيحةٌ متَّفقٌ عليها , ولكنَّها مبنيَّةٌ على مقدِّمةٍ باطلةٍ تقول: (يجب توحيد جهة البحث وحصرها فى قراءة واحدة أيا كانت تلك القراءة
يؤسفنى أخى الفاضل أنك لم تفهم كلامى هنا على وجهه الصحيح!!
لأن المقدمة التى تقول ببطلانها هى نفس ما حرص العلماء فى ندوة دبى على اعتبارها شرطا أساسيا من شروط البحث المنضبط
ومعنى كلامى مرة أخرى:
فى البحث الواحد (أى الدراسة الواحدة) لا يصح الجمع بين قراءات شتى، بل يجب أن يرتكز البحث (الدراسة) على قراءة واحدة فحسب حتى تتحقق الموضوعية العلمية
ويبدو لى أنك قد فهمت كلامى على وجه آخر غير الوجه الذى أوضحته الآن والذى أعدت لك صياغته بعبارة أخرى
وفَّقَ الله تعالى القائمينَ على تلكَ النَّدوةِ , لكنَّ هذا الكلامَ كُلَّهُ لا يحوي تبريراً لعنوانهِ الرئيسِ الذي يُنبئُ عن اكتشافٍ خطإٍ (منهجي) وإصلاحهِ , ولك فائقُ الشكرِ والاحترامِ والتقدير.
إن كنت لا ترى فى كلامى كله أى تنبيه على خطأ منهجى، فهذا ما لم يره الأخوة الذين شكرونى على هذا الكلام، والذين فهموا كلامى على وجهه الصحيح
وأخيرا فأرجو أن تصدقنى حين أقول:
لا أشتهى الجدال ولا أريده، وأقسم بالله العظيم على ذلك، وإنما أريد الاصلاح ما استطعت
وما توفيقى إلا بالله
وأرجو لك أنت كذلك التوفيق والسداد
والله يهدينا إلى الحق بإذنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2010, 08:42 م]ـ
أخي الكريم العليمي المصري
هذا المُشكِل الكبير غير موجود , وعناصر الكتابة العلمية المذكورة في أصل الموضوع عامّة , وليس فيها ما يدل على التخصيص بنوع أو شخص ..
عفوا أخى الكريم، بل الإشكال موجود وقائم، أما كونك لا تراه فهذا شىء آخر
لا حاجة إلى تشخيص الموضوع وترك الفكرة العامة , فالأستاذ عبد الله صديق قديم في الملتقى , وله من التقدير الشيء الكثير , وقد قال ما عنده فيه.
فإن كان لدى فضيلتكم ما يبين تلك العناصر بوضوح فأنت مدعوّ لذلك رعاك الله.
أين هو ذلك التشخيص؟!
كلامى على وجه العموم، فأنا أصف واقعا ماثلا لا أكثر ولا أقل
وحتى الأستاذ جلغوم نفسه قد فهم كلامى على وجهه الصحيح، بدليل أنه شكرنى عليه، فلماذا يُساء فهم كلامى على هذا النحو، عفا الله عنا وعنكم
هل في الإعجاز العددي -أو الإحصائي- مناهج؟ وفي ماذا تختلف تلك المناهج (لا الموضوعات)؟
لا مانع منإضافة هذا السؤال إلى عناصر الموضوع عند بيانها , والحديث عنه مفصلاً
أجل يا أخى الكريم، فى الإعجاز الإحصائى مناهج عديدة، وإليك نماذج منها:
يعتمد بعض الباحثين – كالأستاذ جلغوم مثلا – على عدد الآيات والسور، وعلى مواقع ترتيب السور
بينما يعتمد البعض الآخر على عد الكلمات وفق ضابط معين
ويخالفهم آخرون فى الضابط فقط
ويعتمد فريق آخر على عد الحروف وفق ضابط معين
ويماثلهم فريق آخر، ولكن وفقا لضابط مغاير،. . . وهكذا
شكر الله لك
بإمكانك أن تتناول العناصر المذكورة من وجهة نظرك , وبحسب منهجك في هذا الباب , دون الدخول في تفصيلات النماذج على أيّ مسلك كانت.
وأسأل الله لك التوفيق
وشكر الله لكم، ولكن: أإلى هذا الحد تضايقكم التفاصيل؟!!!
حتى وأنت لا تعلم عنها شيئا بعد!!!
وإذا كنت تسأل الله لى التوفيق كما تقول، فلماذا لا تعطينى الفرصة كاملة لأعرض للناس كنوز الاعجاز الاحصائى التى أنعم بها المُنعم الوهاب على شخصى الضعيف؟!
عفا الله عنا وعنك، وأصلح بالنا جميعا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Oct 2010, 09:18 م]ـ
وإذا كنت تسأل الله لى التوفيق كما تقول، فلماذا لا تعطينى الفرصة كاملة لأعرض للناس كنوز الاعجاز الاحصائى التى أنعم بها المُنعم الوهاب على شخصى الضعيف؟!
عفا الله عنا وعنك، وأصلح بالنا جميعا
إن من حق أخينا الفاضل العليمي أن يعطى الفرصة التي يطلبها، ولا أظن أن أحدا لا يرغب أن يطلع على كنوز قرآنية مازالت مخبوءة.
وما يدرينا، لعلها تفتح لنا بعض الأبواب المغلقة، ويكون فيها خيرا كثيرا. من شاء قبلها، ومن شاء أغمض عينيه حتى لا يراها.
أنا في لهفة كبيرة، لمعرفة ما لدى أخينا الفاضل العليمي، وفقه الله ووفقنا جميعا إلى ما فيه خدمة القرآن وأهله.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:19 م]ـ
إن من حق أخينا الفاضل العليمي أن يعطى الفرصة التي يطلبها، ولا أظن أن أحدا لا يرغب أن يطلع على كنوز قرآنية مازالت مخبوءة.
جزاك الله خيرا أخى الأستاذ جلغوم على تلك الروح الطيبة، وهذا الإيثار السامى
ولكن ليكن معلوما لجميع الأخوة الأفاضل أننى لا أستجدى أو أتسول من أحد أيا كان
ذلك أن كنوز القرآن تتصف بكونها عزيزة نفيسة، رفيعة القدر، عالية المنزلة
فعلى من أنعم الله تعالى عليه بشىء منها أن يكون كذلك عزيزا عفيف النفس
أما من أراد أن يحيط بشىء منها فعليه أن يطلبها ممن أنعم الله بها عليه، وأن يسعى إليه جاهدا، لا أن ينتظر منه أن يُلقى بها إليه تحت قدميه وهو غير عابىء بها!!. . . فكيف بمن يزهد فيها أصلا!!!
لهذا فقد ضربت صفحا عن عرضى السابق
وهو فى حقيقة الأمر لم يكن عرضا أو طلبا، بقدر ما كان تنويها وبلاغا ليس إلا
كان تحدثا بنعمة كبيرة أنعم بها العزيز الوهاب على هذا الفقير
أضف إلى ذلك أننى لست من أولئك الذين ينتهزون الفرص متى سنحت لهم
فما كان لى أبدا أن أتخطاك بأن أكتب فى موضوع أنت – أخى الكريم – ممنوع من الكتابة فيه إلا بشروط
ولم أكن لأتحدث بشىء قبل أن تُعطَى أنت حريتك الكاملة فى الكتابة من جديد
فتلك هى الأصول التى درجنا عليها، والتى نحترمها ونُلزم أنفسنا بها عن رضى وطيب خاطر
ولك منى وافر الاحترام والتقدير
ـ[نعيمان]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:54 م]ـ
ما شاء الله عنك الفاضل العزيز: العليميّ.
أيّة أخلاق تحمل! وبأيّة شمائل تتّصف!
رفع الله في الدّنيا والآخرة قدرك، وبالصّالحات عمرك، وأحسن خاتمتك، والأحبّة جميعاً، وعلّمنا وفهّمنا وتقبّل منّا.
وهكذا فلنكن أو لا نكون.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Oct 2010, 05:13 م]ـ
ما شاء الله عنك الفاضل العزيز: العليميّ.
أيّة أخلاق تحمل! وبأيّة شمائل تتّصف!
رفع الله في الدّنيا والآخرة قدرك، وبالصّالحات عمرك، وأحسن خاتمتك، والأحبّة جميعاً، وعلّمنا وفهّمنا وتقبّل منّا.
وهكذا فلنكن أو لا نكون.
الأخ العزيز الدكتور نعيمان، زاده الله من نعيمه فى الدارين
أخوك الضعيف هو دون ما وصفت بكثير، ولا يبغى غير الستر والمغفرة، وأن يرزقه الله تعالى حُسن الخاتمة
هذا هو كل ما أرجوه من عرض هذا الأدنى
وأنا يا أخانا الحبيب لم أفعل شيئا أستحق عليه الشكر، فإنى لم أفعل إلا ما يمليه علىّ الواجب، وما تقتضيه الأصول فحسب، ولكن لأنك إنسان مرهف الإحساس، ورجل خلوق ومهذب للغاية فقد بدا لك أن ما فعلته شيئا كبيرا
وإذا كان هناك من يستحق الثناء فهو أنت، وذلك على إنسانيتك المفرطة وحسك الرهيف
بارك الله فى أمثالك، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Oct 2010, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام لقد أنتهيت منذ مدة من إعداد بحث علمي موسوم بـ ((تأصيل فكرة الإعجاز العددي في القرآن الكريم)) وبإذن الله سأدرجه في هذا الملتقى بعد اتخاذ الإجراءات العلمية.
بارك الله فيك أخى الدكتور حسن، زاده الله حُسنا وإحسانا
ننتظر بشغف بالغ ما وعدتنا به
ومما يجدُر ذكره أن " جمعية الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والسُنّة الشريفة "، ومقرها فى بلدى الحبيب مصر – حرسها الله – قد أجرت منذ نحو خمس سنين تقريبا مسابقة علمية كبيرة لأفضل بحث علمى يُحرر تحت هذا العنوان " الإعجاز العددى للقرآن بين الإفراط والتفريط "، ومعلوم أن (الإفراط) يقابله (التفريط) ويقف منه على طرف النقيض
وقد كنت أزمع فى ذلك الحين أن أشارك ببحث علمى فى تلك المسابقة، ولكنى إنشغلت بأمور أخرى، ولا أدرى عما أسفرت عنه تلك المسابقة
فعلى من يعلم عن ذلك شيئا أن يوافينا به مشكورا
ومن جهتى فسوف أُجرى بعض الاتصالات مع القائمين على الجمعية للوقوف على نتيجة المسابقة، وبمجرد العلم بشىء ذى بال فسوف أوافيكم به إن شاء الله
وفقك الله أخى الحبيب وأعانك على ما عزمت عليه
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Oct 2010, 03:29 م]ـ
ومن جهتى فسوف أُجرى بعض الاتصالات مع القائمين على الجمعية للوقوف على نتيجة المسابقة، وبمجرد العلم بشىء ذى بال فسوف أوافيكم به إن شاء الله
وفقك الله أخى الحبيب وأعانك على ما عزمت عليه
ذهبت بالأمس إلى مكتب الأستاذ الدكتور كارم السيد غنيم (رئيس جمعية الاعجاز العلمى بمصر والأستاذ بجامعة الأزهر) واستقبلنى بترحاب بالغ كعادته معى منذ سبعة عشر عاما – جزاه الله خيرا – وامتد اللقاء لأكثر من ساعة، وقد علمت منه أن البحث الفائز كان لأحد أساتذة جامعة طنطا، وأنه قد توفى السنة الماضية – يرحمه الله – ولكن لم يتسن نشر البحث فى الكتاب الدورى الذى تصدره الجمعية بسبب قلة مواردها المالية، مما اضطرها إلى وقف إصدار كتابها الدورى
هذا هو كل ما أمكننى جمعه من معلومات حول ذلك البحث
ثم تطرق الحديث إلى موضوعنا هذا: الحاجة إلى كتابة علمية. .، فأدلى الدكتور بوجهة نظره قائلا:
" يمكن تقليص حجم الفجوة إلى حد كبير بين فريقى المؤيدين والمعارضين لهذا الفن إذا ما اتفقوا معا على تسميته (الإحكام العددى) بدلا من (الإعجاز العددى)، وذلك على هَدى قوله تعالى: " كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير "
وذلك رفعا للخلاف القائم فى كونه إعجاز قائم بذاته، أو فى كونه لا يقل عن الاعجاز البيانى الذى لا يجادل فى ثبوته أحد "
ثم أردف قائلا:
" ولا يمكن لأحد أن يجادل فى صفة (الإحكام) التى نص عليها القرآن، والتى جاءت مطلقة غير مخصصة بوجه دون آخر
فالإحكام صفة ثابتة لآيات القرآن على كافة الأصعدة والوجوه، وهى لا تقتصر على الوجه البيانى وحده، وليس فى مقدور أحد أن يخصصها بذلك فحسب طالما لم توجد قرينة فى النص ذاته تفيد هذا التخصيص "
ولما سألته عن رأيه فى الموقف الشرعى الصحيح من الاعجاز العددى، أو لنقل (الإحكام العددى) أجابنى قائلا:
" لا يصح التنكر لهذا النوع من الأبحاث القائمة على الإحصاء ولا يجوز ذلك، إذ أن السلف الصالح أنفسهم لم يتنكروا لها، بل وقام البعض منهم بعمل احصاءات قرآنية، فالإحصاء فى القرآن يُعد عملا مشروعا وله تاريخ عريق وطويل، فلا يصح التنكر له أو مصادرة الأبحاث القائمة عليه "
كان هذا طرف من الحوار الذى دار بيننا بالأمس، وقد نقلته بأمانة دون تعليق على ما جاء فيه
وأرجو من الأخوة المعارضين أن يتأملوا فيه لعلهم يراجعوا أنفسهم فيما اتخذوه من قرارات
والله يهدينا إلى سواء السبيل
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2010, 10:32 م]ـ
ولكن لم يتسن نشر البحث فى الكتاب الدورى الذى تصدره الجمعية بسبب قلة مواردها المالية، مما اضطرها إلى وقف إصدار كتابها الدورى
ولكن ألم يكن بالإمكان نشر البحث بأي وسيلة أخرى؟
ألا توجد طريقة للحصول على نسخة منه بأي طريقة؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2010, 05:54 ص]ـ
ولكن ألم يكن بالإمكان نشر البحث بأي وسيلة أخرى؟
ألا توجد طريقة للحصول على نسخة منه بأي طريقة؟
الأخ الفاضل محمد العبادى، وفقه الله
لم يفتنى بالطبع أن أتوجه بهذا السؤال إلى محاورى الكريم
وقد أجابنى بجواب مهذب فحواه أن حالته الصحية لا تعينه على البحث عنه من بين أربعين ألف بحث ودراسة تزخر بها مكتبة الجمعية
ثم يا أخى الحبيب إن أمر الاعجاز الإحصائى هو أكبر من أن نجعله متوقفا على بحث بعينه، ولولا كلام أخى الفاضل الدكتور حسن لما تذكرت أمر هذا البحث بالمرة
أخى الكريم، إن موضوعنا يُعد أكبر من أن نحصره فى أمر كهذا، فالأهم بالنسبة لى أن أعرف رأيك فيما ورد فى بقية المشاركة حول مفهوم الإحكام فى القرآن وشموله للجانب الاحصائى، وحول عراقة وأصالة هذا الجانب فى التاريخ الاسلامى
وكذلك آراء باقى الأخوة المتحفظين، هذا هو ما يهمنى أكثر، وذلك حتى لا يكون حوارنا من طرف واحد فحسب فيفقد بالتالى صفة الحوار
كما كنت أنتظر كذلك رأى الأخوة المتحفظين على الاعجاز الاحصائى فى ضوابط هذا الاعجاز التى ذكرت لهم بعضا منها من قبل، ولكن لم يصلنى منهم أى رد على ذلك (انظر المشاركة رقم 51)
وفق الله الجميع الى الحق وألهمهم الصواب، وجمعنا وإياكم على كلمة سواء تلم الشمل وتوحد الصف
اللهم آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Oct 2010, 03:34 م]ـ
فالأهم بالنسبة لى أن أعرف رأيك فيما ورد فى بقية المشاركة حول مفهوم الإحكام فى القرآن وشموله للجانب الاحصائى، وحول عراقة وأصالة هذا الجانب فى التاريخ الاسلامى
وكذلك آراء باقى الأخوة المتحفظين، هذا هو ما يهمنى أكثر، وذلك حتى لا يكون حوارنا من طرف واحد فحسب فيفقد بالتالى صفة الحوار
كما كنت أنتظر كذلك رأى الأخوة المتحفظين على الاعجاز الاحصائى فى ضوابط هذا الاعجاز التى ذكرت لهم بعضا منها من قبل، ولكن لم يصلنى منهم أى رد على ذلك (انظر المشاركة رقم 51)
سبحان الله الكبير المتعال!!
أجدُنى معذورا إذا قلت:
لقد أصبحت أشك فى الدوافع الحقيقية وراء قرار إيقاف الكتابة فى الإعجاز الإحصائى
فقد قيل لنا أن المطلوب منا أولا هو تحرير المسألة تحريرا علميا
ولما بدأنا عرض بعض الحلول والمقترحات لم يردوا علينا!!
بل لقد قطعنا مع فريق المعترضين والمتحفظين شوطا أبعد من هذا، حيث أبدينا إستعدادنا للحديث عن ضوابط تتصف بكونها شديدة الإحكام والإتقان وفى غاية الدقة والصرامة، مع عرض نماذج تطبيقية تكون مُصدّقة لها وناطقة بصوابها وسلامتها المنهجية، فقيل لنا: تحدثوا عن الضوابط فقط دون التعرض لذكر أية تفاصيل أو نماذج تطبيقية!!! (أنظر المشاركات: 49، 55، 57، 58)
أليس هذا بالأمر العجيب؟!!
أترك الحكم للمنصفين، وإن الحكم إلا لله من قبل ومن بعد
ـ[محمد عبد الله الزهراني]ــــــــ[31 Oct 2010, 01:28 ص]ـ
بعد حمد الله والثناء عليه أقول
أن القران معجز بكل شيء بلفظه ومعناه وهذا محل اتفاق
وقديما قيل:خير الكلام ماقل ودل
أخواني رعاكم الله أقف موقف الوسطية والاعتدال وأقول أن لله حكمة في العدد كمثل عدد آيات سورة الفاتحة
لله حكمة في العدد 7 وجعل السورة الوحيدةغير الفاتحة من القران سبع آيات سورة الماعون وجعل بعدها 7 سور على نهاية المصحف
كل هذا لايخلوا من الحكمة ولكن الأعجاز لا
تحدى الله وافحم واعجز الكفار بأن يأتي بمثل هذا القران ثم سور 000الخ
وهذا دليل على أنه اعجاز والشيء المعجز هو الذي لاتستطيع أن تأتي بمثله
واما العدد ولاعجاز فيه فمن ذا الذي لايقدر على أن يحسن كلاما على سبع احرف ويجعل بعد سبع كلمات كلمة معينة وهكذا
كلنا نستطيع ذلك اي ان هذا الشيء غير معجر
وقيل في السير أن أحد الخطباء كان عنده مشكلة في حرف الثاء والسين لايستطيع أن ينطق الحرفين بصورة صحيحة
فكتب خطبة كاملة خالية من هذين الحرفين فيلزمكم أن هذا اعجاز حرفي
وأقول (الحق أحق أن يتبع)
وبالله التوفيق
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 Oct 2010, 07:30 ص]ـ
لعل الشيخ نايف من خلال تحصنه وتعسكره خلف الآكام ولا يلقي بالاً لكل ما قيل سببه هو التزامه الحرفي بقول النبي عليه الصلاة والسلام: (نحن أمة أميّة لا نفقه الحساب)
أو تطبيقه لقول ابن عمر: إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني بكفيه ثلاثين وتسعة وعشرين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Oct 2010, 02:31 م]ـ
لله حكمة في العدد 7 وجعل السورة الوحيدةغير الفاتحة من القران سبع آيات سورة الماعون وجعل بعدها 7 سور على نهاية المصحف كل هذا لايخلوا من الحكمة ولكن الأعجاز لا
وبالله التوفيق
الأخ الكريم
ولكن الظاهرة التي أشرت إليها ليست على هذا النحو، ولو كانت كما تصورتها لما كانت من الإعجاز. أنت اقتطعت فقرة من الظاهرة وحكمت عليها، وهي أكبر من ذلك بكثير.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Oct 2010, 02:36 م]ـ
لعل الشيخ نايف من خلال تحصنه وتعسكره خلف الآكام ولا يلقي بالاً لكل ما قيل سببه هو التزامه الحرفي بقول النبي عليه الصلاة والسلام: (نحن أمة أميّة لا نفقه الحساب)
أو تطبيقه لقول ابن عمر: إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني بكفيه ثلاثين وتسعة وعشرين
هذا الذي ذكرت - اخي الفاضل تيسير - دليل على ان ترتيب سور القرآن توقيفي بالوحي، فإحكام ترتيب سور القرآن،ودقة العلاقات الرياضية الرابطة بينها، لا يُسند إلا إلى عالم مدبر لهذا الإحكام , ولا يُتوقع صدوره عن أمة لا تعرف الحساب.
ـ[محمد عبد الله الزهراني]ــــــــ[31 Oct 2010, 11:21 م]ـ
الاخ عبدالله
أنا أقتطعت ذلك مثالا فقط وليس ذكرا له لأني لاأرى فائدة في ذلك وقد وضحت نظرتي كاملة
في مقالي السابق والله ولي التوفيق(/)
ما مدى صحة نسبة التفسير الكبير للرازي؟
ـ[محمد فال]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:26 م]ـ
إن الأقوال لتتضارب في صحة نسبة التفسير الموسوم بالتفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي، فأود من المشائخ الكرام الإجابة على السؤال إجابة مدعومة بالأدلة والبراهين تقطع الشك باليقين، والسؤال هو: ما مدى صحة نسبة ذلك التفسير لفخر الدين الرازي. بارك الله فيكم
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[23 Sep 2010, 01:09 ص]ـ
التفسير حتما للرازي وقد وجدت في ملتقى البيان لتفسير القرآن مشاركة لزملاء لنا في ذلك الملقى أغنتني عن الاعادة لما أتو به من دلائل على ذلك لاسيما مشاركة الاخ هاني الرضا الاخيرة واليك الرابط http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=1788
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 05:50 ص]ـ
سبقت مناقشة الموضوع كثيراً هنا في الملتقى فابحث قبل سؤالك رضي الله عنك.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 Sep 2010, 06:18 ص]ـ
انظروا هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1584) ، وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?threadid=243) ، وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=50688#17) .
ـ[محمد فال]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:42 م]ـ
سبقت مناقشة الموضوع كثيراً هنا في الملتقى فابحث قبل سؤالك رضي الله عنك
يا دكتور عبد الرحمن بارك الله فيك وسدد على طريق الخير خطاكم، إني بحثت في الملتقى قبل طرح السؤال غير أن النتيجة كانت سلبية فذلك طرحته والله يوفقنا جميعا.
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:31 م]ـ
قد بحث هذه المسألة العلامة عبدالرحمن المعلمي وتوصل الى ان هناك سورا ليست من تفسيره بل هي من تفسير غيره وبحثه قيم جدا وقد ذكر لهذا الترجيح أمثلة قوية جدا فلو يرجع إليه(/)
استفسار
ـ[سعد عيسى السرحاني]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, وبعد
لدي استفسارين:-
الأول: في قوله تعالى في وصف المتقين في سورة الذاريات (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون)
فما هو القليل؟ ثم هل كل الليل كان في صلاة فقط؟
الثاني: في قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء إلا ماقد سلف ... الآية)
مالمقصود بكلمة (ماسلف)؟
جزاكم الله خير ... ونفع الله بكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 06:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخانا الفاضل سعد
بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير
لقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3))
ويفهم منه أن النصف أو أكثر من النصف بقليل هو المراد بالقليل
ولقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا" رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
أما قوله تعالى: " إلا ما قد سلف"
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان:
"وأظهر الأقوال: في قوله تعالى: {إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22] أن الاستثناء منقطع، أي لكن ما مضى من ارتكاب هذا الفعل قبل التحريم فهو معفو عنه كما تقدم، والعلم عند الله تعالى."
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:06 ص]ـ
جزيت خيرا ابا السعد، واسمح لي أن أضيف بعض الاشارات، وإلا فما أوردته كاف في البيان إن شاء الله،
فقد وردت تفسيرات عن السلف الصالح في الآية، منها:
-ما أخرجه الحاكم في مستدركه:8/ 417/3697، عن ابن عباس:" لا تمر بهم ليلة ينامون حتى يصبحوا يصلون فيها ".
-وأخرج الحاكم أيضا:8/ 417/3696 وأبو داود في سننه: 4/ 91/1127 وصححه الألباني عن أنس قال: كانوا يصلون بين العشاء والمغرب ".قال صاحب البحر المحيط بعد إيراده مثل هذا التفسير:" ولا يدل لفظ الآية على الاقتصار على هذا التفسير".10/ 135.
-وبوب البخاري َأحد كتبه بقوله:" باب الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:"كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "،أَيْ مَا يَنَامُونَ.
وأورد المفسرون مجموعة من أقوال السلف منها:
-قول عبد الله بن رواحة قال: هجعوا قليلاً ثم مدوها إلى السحر.
-قول مطرف بن عبد الله:" قل ليلة تأتى عليهم لا يصلون فيها لله، إما من أولها، وإما من وسطها ".
-وقول ابي العالية:" كانوا يصيبون فيها حظا". وفي لفظ: لا ينامون عن العشاء الآخرة ".
-وقول مجاهد،:" قليل ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون".
-وقول الحسن: مدوا الصلاة إلى الأسحار، ثم أخذوا بالأسحار في الاستغفار. شرح السنة للبغوي:4/ 44.
-وقول قتادة:" كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء". وهو قول تؤكده رواية ابن وهب قال:" أنه يراد بها ما بين المغرب والعشاء. قال: كانت الأنصار يصلون المغرب وينصرفون إلى قباء فبدا لهم، فأقاموا حتى صلوا العشاء، فنزلت الآية. الهداية الى بلوغ النهاية: 11/ 7080.
-وأورد البيهقي في شعبه: 4/ 512/2900، أن الأوزاعي رحمه الله سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "، فقَالَ: " قَلِيلًا مَا تَجِدُ الْمُؤْمِنَ يَنَامُ لَيْلَتَهُ كُلَّهَا.
-وقال البقاعي صاحب نظم الدرر:" ما يهجعون " أي يفعلون الهجوع وهو النوم الخفيف القليل، فما ظنك بما فوقه لأن الجملة تثبت هجوعهم وهو النوم للراحة، وكسر التعب وما ينفيه، وذكر الليل لتحقق المعنى فإن الهجوع النوم ليلاً، فالمعنى أنهم يحيون أكثر الليل وينامون أقله ".8/ 198.
-ومن التفاسير الطريفة ما أورده ابن ابي شيبة عن الضحاك في قوله تعالى:" كانوا قليلاً"، المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلاً. 2/ 238//6361، وفي رواية ابن جرير عنه: كانوا قليلاً من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك.
قال ابن عاشور رحمه الله في شرح الآية:" ودلت الآية على أنهم كانوا يهجعون قليلاً من الليل، وذلك اقتداء بأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: " قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه "، المزمل / 2 4، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك كما في حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص: " أن رسول الله قال له: لم أُخْبَر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال: نعم. قال: لا تفعل إنك إن فعلت ذلك نفِهت النفس وهَجمت العين. وقال له: قم ونَم، فإن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ".14/ 95.
ومن تعقيبات بعض السلف بعد سماعهم لهذه الآية:
-قال الأحنف بن قيس: لست من أهل هذه الآية، وهذا إنصاف منه.
-وقيل لبعض التابعين مدح الله قوماً:" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون "، ونحن قليل من الليل ما تقوم، فقال: رحم الله عبداً رقد إذا نعس، وأطاع ربه إذا استيقظ.
-أما قوله تعالى:" إلا ما قد سلف":
أخرج ابن أبي حاتم،عن عطاء بن أبي رباح في قول الله تعالى:" إلا ما قد سلف" يقول: في جاهليتكم. قال حكمت بشير في الصحيح المسبور: سنده صحيح.2/ 24.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد عيسى السرحاني]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:39 ص]ـ
جزاكم الله خير وأسأل الله أن لايحرمكم الأجر
لكن أريد أن أسال هل يدخل في قوله تعالى (كانوا قليلاً من الليل مايهجعون) من قضى جل ليلته في دعوة أوصلة رحم أو زيارة مريض أو اتباع جنازة أو ..... الخ من أنواع العبادات؟
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:53 ص]ـ
أخي الحبيب، كل ما ذكرته يدخل في أبواب البر والخير، وأنت مأجور عليه إن شاء الله، أما الآية الكريمة فتفسيرها واضح كما سبق، وهي مرتبطة بما قبلها وما بعدها" قال تعالى:" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) من سورة الذاريات.(/)
القرآن كتاب الرحمة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:21 ص]ـ
هذا الموضوع جزء من بحث كتبته منذ أربعة أعوام تحت عنوان
"الإسلام دين الرحمة"
فإن وجدتم فيه ما ينفع فالحمد لله أولا وآخرا
وإن رأيتم فيه خللا فأعينوني على سده وإصلاحه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:22 ص]ـ
v المبحث الثاني: كتاب الإسلام "القرآن" رحمة:
الإسلام دين الرحمة لأن الكتاب الذي نزَلَ بتعاليمه كتاب رحمة، نزل من عند الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ژ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ژ [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn1).
ولقد وصف الله كتابه بوصف الرحمة في أكثر من آية منها:
قول الله تعالى: ژ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ژ [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn2). وقوله تعالى: ژ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ژ [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn3) وقوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ژ [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn4) وقوله تعالى:ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ژ [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn5) وقوله تعالى: ژ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn6). وقوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftn7).
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref1) ( فصلت:1 - 3).
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref2) ( لقمان:1 - 3).
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref3) ( لأعراف:52)
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref4) ( يونس:57)
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref5) ( النحل:64).
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref6) ( النحل: من الآية89).
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120724#_ftnref7) ( النمل:76 - 77).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:23 ص]ـ
· أوجه الرحمة في القرآن:
لا شك أن القرآن كله رحمة، وإذا أردنا أن نعرف أوجه الرحمة في القرآن، فالقرآن قد وُصِف بأوصاف كثيرة منها؛ أنه حق، وأنه فرقان، وأنه ذكر، وأنه عزيز، وأنه برهان، وأنه مبارك، وأنه ميسر للذكر، وأنه محفوظ من التبديل والتحريف، وأنه محكم ومفصل، وأنه تبيان لكل شيء، وأنه روح، وأنه نور، وأنه هدى، وأنه شفاء.
هذه الأوصاف وغيرها مما لم أذكره، لها آثارها الطيبة في حياة المؤمنين بهذا القرآن، وتشير إلى أن هذا القرآن إنما هو رحمة، ويمكن أن نستجلي هذه الحقيقة في ذكر الأغراض الأربعة الرئيسة لهذا الكتاب العظيم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:26 ص]ـ
· الأغراض الرئيسة للقرآن:
الغرض الأول: تعريف الخلق بخالقهم:
الإقرار بوجود الخالق أمر فطري جبلت عليه النفوس، ولا خلاف بين البشر في وجود خالق لهم ولهذا الكون من حولهم، و لا ينكر وجود الخالق إلا مكابر.
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر عدداً من آيات القرآن الكريم الدالة على وجود الله تعالى:
"فليس يخفى على من معه أدنى مسكة من عقل إذا تأمل بأدنى فكرة مضمون هذه الآيات وأدار نظره على عجائب خلق الله في الأرض والسموات وبدائع فطرة الحيوان والنبات أن هذا الأمر العجيب والترتيب المحكم لا يستغني عن صانع يدبره وفاعل يحكمه ويقدره؛ بل تكاد فطرة النفوس تشهد بكونها مقهورة تحت تسخيره ومصرفة بمقتضى تدبيره. ولذلك قال الله تعالى ژ ? ? ? ? ? ? ژ [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn1). ولهذا بعث الأنبياء صلوات الله عليهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا " لا إله إلا الله " وما
(يُتْبَعُ)
(/)
أمروا أن يقولوا لنا إله وللعالم إله. فإن ذلك كان مجبولاً في فطرة عقولهم من مبدأ نشوءهم وفي عنفوان شبابهم. ولذلك قال عز وجل ژ ? ? ? ? ? ? ? ?ژ [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn2). وقال تعالى: ژ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ژ [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn3). فإذاً في فطرة الإنسان وشواهد القرآن ما يغني عن إقامة البرهان" [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn4).
ولكن الخلاف وقع بين البشر في حقيقة هذا الخالق، يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
"لقد جاء الإسلام وفي العالم ركام من العقائد والتصورات والأساطير والفلسفات والأوهام والأفكار يختلط فيها الحق بالباطل، والصحيح بالزائف، والدين بالخرافة، والفلسفة بالأسطورة. والضمير الإنساني تحت هذا الركام الهائل يتخبط في ظلمات وظنون ولا يستقر منها على يقين.
وكان التيه الذي لا قرار فيه ولا يقين ولا نور، هو ذلك الذي يحيط بتصور البشرية لإلهها، وصفاته وعلاقته بخلائقه، ونوع الصلة بين الله والإنسان على وجه الخصوص.
ولم يكن مستطاعاً أن يستقر الضمير البشري على قرار في أمر هذا الكون، وفي أمر نفسه وفي منهج حياته، قبل أن يستقر على قرار في أمر عقيدته وتصوره لإلهه وصفاته، وقبل أن ينتهي إلى يقين واضح مستقيم في وسط هذا العماء وهذا التيه وهذا الركام الثقيل.
ولا يدرك الإنسان ضرورة هذا الاستقرار حتى يطلع على ضخامة هذا الركام، وحتى يرود هذا التيه من العقائد والتصورات والأساطير والفلسفات والأوهام والأفكار التي جاء الإسلام فوجدها ترين على الضمير البشري.
ومن ثم كانت عناية الإسلام الأولى موجهة إلى تحرير أمر العقيدة، وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر الله وصفاته، وعلاقته بالخلائق، وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين.
ومن ثم كان التوحيد الكامل الخالص المجرد الشامل، الذي لا تشوبه شائبة من قريب ولا من بعيد. . هو قاعدة التصور التي جاء بها الإسلام، وظل يجلوها في الضمير، ويتتبع فيه كل هاجسة وكل شائبة حول حقيقة التوحيد، حتى يخلصها من كل غبش. ويدعها مكينة راكزة لا يتطرق إليها وهم في صورة من الصور. . كذلك قال الإسلام كلمة الفصل بمثل هذا الوضوح في صفات الله وبخاصة ما يتعلق منها بالربوبية المطلقة. فقد كان معظم الركام في ذلك التيه الذي تخبط فيه الفلسفات والعقائد كما تخبط فيه الأوهام والأساطير " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn5).
جاء القرآن ليبدد هذا الركام من الأوهام والأساطير والتصورات الباطلة، وليوقف البشرية على حقيقة خالقها ومبدع الكون من حولها، فيقول لها إن خالقها: ژ ? ں ں ? ? ? ?? ? ہ ہہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ژ [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn6).
تحدث القرآن عن وحدانية الله وتفرده في ذاته وصفاته فقال: ژ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn7). وقال: ژ ? ? ?? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ?? ? ? ?? ? ٹ ٹ ٹ ژ [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn8).
وتحدث عن تفرده في الملك والخلق فقال: ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn9) وقال: ژ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ژ [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn10).
وكما تفرد بالخلق والملك تفرد بالأمر أيضاً: ژ ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ?? ں ں ? ?? ? ? ? ہ ہ ژ [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn11).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو متفرد أيضاً في علمه: ژ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گ گ گ ? ژ [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn12) وقال: ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn13).
وهو تعالى متفرد في قدرته، قال تعالى: ژ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ژ [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn14).
وقال: ژ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ژ [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn15).
إن حديث القرآن عن الخالق تبارك وتعالى لا يبقي للنفس البشرية تساؤلاًً إلا أجاب عليه، ولا شبهة إلا كشفها، ولا حيرة إلا هداها، فهو بحق رحمة وهدى ونور وشفاء لما في الصدور، يقول شارح العقيدة الطحاوية رحمه الله تعالى:
لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه.
ومن المحال أن تستقل العقول بمعرفة ذلك وإدراكه على التفصيل، فاقتضت رحمة العزيز الرحيم أن بعث الرسل به معرفين، وإليه داعين، ولمن أجابهم مبشرين، ولمن خالفهم منذرين، وجعل مفتاح دعوتهم، وزبدة رسالتهم، معرفة المعبود سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله، إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn16)
ويقول بن القيم رحمه الله تعالى:
الرب تعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:
أحدهما: النظر في مفعولاته.
والثاني: التفكر في آياته وتدبرها. فتلك آياته المشهودة وهذه آياته المسموعة المعقولة.
فالنوع الأول كقوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ ژ [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn17) وقوله: ژ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ ژ [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn18). وهو كثير في القرآن.
والثاني كقوله: ژ چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn19) وقوله: ژ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ژ [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn20) وقوله: ژ ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ ژ [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=120726#_ftn21). وهو كثير أيضا.
فأما المفعولات فأنها دالة على الأفعال، والأفعال دالة على الصفات، فإن المفعول يدل على فاعل فعله، وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه، لاستحالة صدور الفعل الاختياري من معدوم أو موجود لا قدرة له ولا حياة ولا علم ولا إرادة، ثم ما في المفعولات من التخصيصات المتنوعة دال على إرادة الفاعل وأن فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحدا غير متكرر. وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى، وما فيها من النفع والإحسان والخير دال على رحمته، وما فيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه، وما فيها من الإكرام والتقريب والعناية دال على محبته، وما فيها من الإهانة والإبعاد والخذلان دال على بغضه ومقته، وما فيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف ثم سوقه إلى تمامه ونهايته دال على وقوع المعاد، وما فيها من أحوال النبات والحيوان وتصرف المياه دليل على إمكان المعاد، وما فيها من ظهور آثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات، وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة دليل على أن معطي تلك الكمالات أحق بها، فمفعولاته من أدل شيء على صفاته وصدق ما أخبرت به رسله عنه، فالمصنوعات شاهدة تصدق الآيات المسموعات، منبهة على الاستدلال بالآيات المصنوعات.
(يُتْبَعُ)
(/)