وقوله تعالى: قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا.:. قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا.:. فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا.:.
فانظر كيف هو العجب؟ عجب فيه بداية إيمان، وعجب فيه بداية كفر، وعجب فيه بداية علم .. فلينظر كل واحد كيف هو عجبه؟
ولعلي أزيد:
أريد أن أجنح بك إلى الأعداد وقوانين الأعداد وخصائص الأعداد. ولك أن تعلم أننا بعد لا نعرف إلا القليل.
لو سألتك عن تعريف الأعداد الأولية؟
ربما لو كان لك علم بها ستقول هي الأعداد التي لا تقبل القسمة بما دونها غير الواحد؟
فهل يجوز مثلا أن أسأل لماذا استعملنا القسمة ولم نستعمل الجمع أو الطرح أو الضرب؟
ربما سيجيبك آخرون: هي هكذا، الصورة كانت مع القسمة وهي ليست ظاهرة مع غيرها؟
وربما سألت لماذا الواحد ليس أوليا؟
وربما أجابك بعضهم لأنه ليس له أصغر منه يفصله عن نفسه .. وهو إلى حد ما جواب مقنع ..
ولي أن أقول لك أيضا، إن كان الواحد أوليا .. فلن يوجد عدد أولي. وستكون كل الأعداد الأولية مركبة لأنها تكتب في صورة العدد في الواحد.
طيب لعلي أسألك لماذا الواحد بالخصوص؟ مالذي يميز الواحد في الأعداد عن بقية الأعداد ..
وجميل جدا أن تعلم أن الواحد متأصل في جميع الاعداد ..
وربما سألتني مالذي تعنيه بأنه متأصل فيها؟ أقول لك بما أن كل عدد يساوي نفسه في الواحد فالواحد فيه وهو معه .. ومع ذلك لا نستطيع فصله عنه ..
يغفر الله لي ولكم
الرجل أنهى الحوار وقال دعاء ختام المجلس وقلنا الحمد لله فلا ينبغي أن نفتح الحوار من جديد معه
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكر الله لك إنهاء الحوار
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:58 م]ـ
ينظر هنا. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222)(/)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:49 ص]ـ
الحمد لله الذي يسبح له من في السماوات والأرض , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
قال الله سبحانه وتعالى " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41
فاسمحوا لي أيها الأحباب الكرام أن نعيش مع هذه الآية العظيمة لنرى كيف يسبح الكون بحمد ربه الخالق العظيم.
أولاً الخطاب في قوله " ألم ترَ" لواحدٍ , فمن هو المخاطب؟
هو كل من يستطيع الرؤية سواء كان كافرا أو مؤمنا , فأما الكافر فيرى بأم عينيه ملكوت الله في سمائه وأرضه ومخلوقاته , وأما المؤمن فهو يصدق الله عز وجل في كل ما قال وأخبر وكأنه يرى.
لطيفة: لما أخبر الله عز وجل بقوله " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات ... " أي من استقر في السماء " ... والأرض ... " أي من استقر في الأرض , تبادر إلى الذهن سؤال: وماذا عن المخلوقات التي لا تستقر في أرض ولا سماء كالطير مثلا؟ فقال تعالى مجيبا عن هذا التساؤل " ... والطير صافَّات كل قد علم صلاته وتسبيحة ... "
سبحان الخالق العظيم
والتسبيح يا رعاك الله نوعان 1 - تسبيح قولي 2 - تسبيح فعلي "بلسان الحال"
والتسبيح في جملته: انقياد وخضوع لله رب العالمين , فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي.
فأهل الكفر اليوم بما لديهم من إمكانيات وآلات ومراكز أبحاث يستشعرون تماما تسبيح الكون لله , بل هم الذين يوصلون لنا ذلك , كيف؟
فللنظر في أبحاث هؤلاء في عالم الحيوان , وعالم النبات , وعالم الجماد , وباطن الأرض وظاهرها , بل وفي السماء بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات , بما يؤكد أن هذا الكون يسير بنظام ودقة متناهية , بأمر من الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإلَهُ أَمْ كَيفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَة ٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِدُ
والآن هيا بنا أخي الكريم نأخذ نظرة عن كثب لبعض عجائب الله سبحانه وتعالى في خلق الحيوان ولنبدأ بـ
1 - السلحفاة: تحتوى مائدة طعام السلحفاة أحيانا على بعض أنواع من الأفاعي السامة , واعتادت السلحفاة بعد أكلها لهذه الأفاعي السامة أن تسرع لتتناول نبات معين هو الزعتر بكميات كبيرة , لماذا؟ اكتشف علماء الغرب أن نبات الزعتر به مادة عصارية تنزل منه تمنع سريان السم في الجسد , فتضمن السلحفاة بذلك النجاة من سم الأفعى بعد أن تلذذت بطعمها وملأت بطنها.
فمن الذي أعلم السلحفاة بذلك العلم الطبي الكيميائي؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
2 - ابن عرس: حيوان مولع بأكل نوع معين من النبات يسمى السذاب " الحزا والحزاء" (قال ابن منظور: الحزا والحزاء جميعاً نبت يشبه الكَرَفْس، وهو من أحرار البقول ولريحه خَمْطَة تزعم الأعراب أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحزاء)
وهذا النبات له رائحة كريهة جدا لا يطيقها أحد , وابن عرس هذا له عدوان لدودان هما الأفعى والكلب , فهو أمام هاذين العدوين ضعيف وليس له وسيلة بدنية ليدافع بها عن نفسه , فاكتشف العلماء أن لرائحة نبات السذاب الكريهة تأثير سحري منفر للكلب والأفعى , فابن عرس يعمد إلى هذا النبات فيأكل منه ما يشاء , فإذا رأى الأفعى أو الكلب قادمان جلس وتربع في ثقة وفتح فمه عن آخره , فإذا بالرائحة تنطلق وكأنها صاروخ سام 6 فينفر منها الكلب وتلوذ الأفعى بالفرار.
فمن الذي أعلم ابن عرس بذلك العلم؟ ومن الذي حباه بهذه الحيلة؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
3 - التمساح: ذلك الحيوان القوي المخيف , والقاتل المفترس الرهيب ,
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما ينتهي من التهام فرائسه وخاصة من الأسماك واللحوم , يتخلل أسنانه الضخمة بقايا اللحوم وأشواك الأسماك , وهو يتضايق منها ويتألم , فيجعل الله سبحانه وتعالى رزق بعض أنواع الطيور في فم ذلك التمساح , كيف؟
ذلك أن التمساح يجلس بعد الانتهاء من الطعام فاتحا فمه عن آخره , فيأتي ذلك النوع من الطيور فتدخل في فمه بإذن وتصريح مرور من التمساح شخصيا لتتغذى على بقايا الطعام الذي بداخل أسنانه , والغريب أن التمساح لا يفترس منها شيئا لأن الإتفاق المبرم بينهما فيه تبادل للمصالح , فالتمساح يحصل بموجبه على تنظيف مجاني لأسنانه مقابل غذاء مفتوح (غذاء حتى الإشباع) للطيور , فلو أنه افترس منها شيئا لفقدت الثقة فيه ولم تعد إليه أبدا.
ألم يدعك ذلك للتسبيح؟ بلى ... سبحان الله العظيم
4 - القنفذ: في العصور الوسطى تحدثوا عن رجل عُدَّ من أغنى أغنياء العالم في زمانه , فما السر في غناه؟ إنه حيوان القنفذ ... يا للعجب!!!!!!!!!!!!! وكيف ذاك؟
دأب هذا الرجل على التنبؤ بميعاد واتجاه الريح التي تهب على بلدته وتحدث الدمار والهلاك , ورصدت له حكومة هذه البلدة مبالغ شهرية كبيرة جدا مقابل هذا التنبؤ الذي كان لا يخطئ فيه أبدا , واحتاروا في سر هذا الرجل حتى وافته المنية , وبعد وفاته اكتشفوا أن هذا الرجل كان له بيت , وحول هذا البيت قطعة أرض رملية , وكان يربي قنفذا , فلاحظ أن هذا القنفذ يحفر له في الأرض جحرا له فتحة "باب" ليدخل ويخرج منها , فلاحظ الرجل أن القنفذ يغير هذه الفتحة من حين إلى آخر , وازدادت قوة ملاحظة الرجل لهذا الأمر وأنه مرتبط بميعاد هبوب الرياح والأعاصير واتجاهها , فوجد أن القنفذ عنده حاسة شديدة يتنبأ بها اتجاه وميعاد هبوب هذه الرياح والأعاصير , فكان يفتح فتحة الجحر في عكس اتجاه الريح , فبدأ الرجل يخبر البلدة باتجاه الريح حتى يأخذوا حذرهم , ويعدوا عدتهم لمواجهة أخطارها.
فمن الذي علَّم القنفذ ذلك العلم الجيوغرافي البيئي؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
5 - عالم النمل: عندما يريد النمل تجهيز بيت للسكن فإنه لا يجعل طريق الوصول إليه مستقيما بل يجعله متعرجا ولولبيا , فلماذا؟
وجدوا أن أعدى أعداء النمل هو الماء , إذا سقط ودخل جحره لتسبب في هلاكه , فالطريق اللولبي هذا يمنع وصول الماء داخل الجحور.
أيضا يخرج النمل في الصيف بأعداد كبيرة ليجمع الطعام الذي يكفيه موسمي الشتاء والخريف , فمن عجائب النمل في ذلك أنه يعتبر من أقوى الحشرات على الإطلاق حيث أنه الوحيد الذي يستطيع حمل عشرات أضعاف حجمه بلا تعب ولا كلل , فسبحان الله.
هذا المخلوق العجيب قبل أن يدخل الحبوب إلى جحره لابد وأن يكسرها إلى نصفين ... لماذا؟
وجدوا أن العلة في أن باطن الأرض مكان رطب صالح للإنبات , فلو أدخل الحبة كاملة و تركها داخل الجحر لحدث ما يخشاه وهو إنباتها فالبذور لو تركت مدة طويلة في جو رطوبته عالية لنبتت ..
ويضطر النمل إلى فلق هذه الحبوب وكل حبة نصفين وبذلك يمنع إنباتها , وتعجب أكثر إذا علمت أن النملة تقسم حبة الكزبرة إلى نصفين ثم تقسم كل منهما إلى نصفين آخرين أي أنها تقسم حبة الكزبرة إلى أربعة أرباع!!!!!!!!!
ولما درس الباحثون الحكمة من هذا العمل وجدوا أن حبة الكزبرة تستطيع أن تنبت إذا قسمت إلى نصفين لكنها لا تنبت إذا قسمت إلى أربعة أجزاء!! والنملة تعلم ذلك ...
نعم إنها خلق من خلق الله .. أودع الله فيه أسرار وعجائب سيظل الإنسان يدرس ويبحث لكي يكشف بعضها يوما بعد يوم ..
فمن الذي علَّم النمل ذلك العلم؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
6 - الإبل (الجمال): "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" إذا نظرت أخي الحبيب في خلق الجمل لوجدت عجب العجاب
خلق الله خفي الجمل عريضتين حتى يستطيع المشي في رمال الصحراء دون أن تغرس قدميه في الرمال.
وحباه الله بخزان ماء متحرك في سنامه , لا يصدأ ولا ينخرم ولا يبلى , فالخالق العظيم هو من يتولى صيانة هذا الخزان بنفسه سبحانه "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى".
ثم فللنظر إلى عظمة تسخير الجمل , هذا الحيوان القوى ذو البأس الشديد والضخامة والهيبة , فيأتي طفل لا يتعدى عمره السابعة , فيقف أمام الجمل فيأمره ويوجهه فيطيعه , وهو الذي لو وضع عليه إحدى خفيه لسواه بالأرض.
تجربة: لكي نعلم مدى تسخير الله لهذا الكائن وأنه لولا تسخير الله له ما استطاع إنسان على وجه الأرض ترويضه ولا الاستفادة منه في شيء , نجري تجربة بسيطة فنستدعي بطل العالم في المصارعة الحرة , وبطل العالم في كمال الأجسام "وطبعا بلباس كامل وليس كما يظهرون عرايا في التليفزيون" وبطل العالم في الكاراتيه وغيرهم من أقوى أقوياء العالم في صف واحد , ثم نحضر لهم فأرا أو صرصارا ونربطه , ونطلب منهم بقوتهم وجبروتهم أن يأمروه بأن يتحرك في إتجاه معين , أو أن يقف في مكانه , هل يا تُرى سيستجيب الفأر أو يذعن الصرصار؟ كلا والله. لماذا؟ لأنه غير مسخر لنا , فسبحان الخالق العظيم.
صبر الجمل: إن الجمل هو الحيوان الوحيد المسخر للإنسان وليس له مرارة لزيادة تحمل الجمل وزيادة صبره , ولذلك صبره ليس له حدود ... سبحان الله الخالق العظيم.
من الذي امدنا بهذه المعلومات وهذه الإكتشافات , إنه الغرب الكافر , فهو بالنسبة لهم اكتشاف وبالنسبه لنا تسبيح.
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:12 ص]ـ
كلام جميل ومعلومات جميلة
شكر الله لك أخانا الفاضل عطية محمد
ولكن أود أن أنبه على أمرين
الأول: إن علماء المسلمين قد سبقوا الغرب في رصد سلوك الحيوان وسجلوا الكثير من هذه السلوكيات ولعلي أذكر بعض المصادر التي يمكن الرجوع إليها في هذا الباب
الأمر الثاني: هو تسبيح الكائنات
المخلوقات تسبح لله تعالى وإذا كنا عرفنا صفة تسبيح الإنسان فإن تسبيح بقية المخلوقات ليس لنا إليه سبيل لأن الله قد قال:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء (44)
فالقول أن تسبيح الحيوان أو الجماد هو كذا أو كذا لا أظنه يصح مع هذه الآية
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:10 م]ـ
المخلوقات تسبح لله تعالى وإذا كنا عرفنا صفة تسبيح الإنسان فإن تسبيح بقية المخلوقات ليس لنا إليه سبيل لأن الله قد قال:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء (44)
فالقول أن تسبيح الحيوان أو الجماد هو كذا أو كذا لا أظنه يصح مع هذه الآية
كلام حسن.
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:58 ص]ـ
أخي الفاضل سعد الغامدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا على التعليق , وأود أن أضيف شيئا قد ذكرته في بداية مقالتي وهو أن العلماء قسموا التسبيح إلى نوعين
(والتسبيح يا رعاك الله نوعان 1 - تسبيح قولي 2 - تسبيح فعلي "بلسان الحال"
والتسبيح في جملته: انقياد وخضوع لله رب العالمين , فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي.) وكان الأحرى بي اقول (وإن لم تفقه فيها التسبيح القولي) فأنا لم أنفِ التسبيح القولي وأنَّى لي ذلك , بل أنا لم أتطرق إلى التسبيح القولي لأنه مما استأثر الله بعلمه , وأما التسبيح الفعلي الذي هو بلسان الحال فهو ثابت في كل ما خلق الله , فأود أن أسألك سؤالا أخي الحبيب وأرجو أن تجيبني عليه , لو أخبرك أحد المختصين من الأطباء مثلا عن شيء في جسم الإنسان فيه إعجاز وكان هذا الأمر يخفى عليك , فمثلا أخبرك الطبيب المختص في الفم والأذن والحنجرة أن الأذن تحتوي على كريات سمعية تقدر بالآلاف وهي دقيقة جدا لا ترى إلا بالميكروسكوب الدقيق , وظيفة كل كرة منها الإحتفاظ بصوت معين , حتى يستطيع الإنسان التعرف على الأشياء والأشخاص بمجرد أن يسمع حتى ولو لم يراها , فما أول تعبير ستقوله عندما تسمع هذا الكلام العجيب؟ أرجوك جاوبني ...
ثم إن القرطبي رحمه الله قد قال في تفسير
هذه الآية " قال مجاهد وغيره: الصلاة للإنسان , والتسبيح لما سواه من الخلق , وقال سفيان: للطير صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود. وقيل إن ضربها بأجنحتها صلاة , وإن أصواتها تسبيح , حكاه النقاش. وقيل: التسبيح هاهنا ما يرى في المخلوق من أثر الصنعة.
وفي تفسير آية الإسراء " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم" قال القرطبي: " واختلف في هذا العموم هل هو مخصص أم لا , فقالت فرقة ليس مخصوصا , والمراد به تسبيح الدلالة, وكل محدث يشهد على نفسه بأن الله عز وجل خالق قادر , وقالت طائفة: هذا التسبيح حقيقة , وكل شيء على العموم يسبح , تسبيحا لا يسمعه البشر ولا يفقهه , ..... " ثم ذكر القرطبي أدلة كثيرة على أن المخلوقات تسبح الله تسبيحا حقيقيا ولكنه غير معلوم للإنسان .... ثم قال " ... وقيل: تسبيح الجمادات أنها تدعو الناظر إليها إلى ان يقول: سبحان الله! لعدم الإدراك منها , يقول الشاعر: تُلْقَى بتسبيحةٍ من حسن ما خلقت وتَسْتَفِزُّ حشا الرائي بإرعادِ
أي يقول من رآها: سبحان خالقها , فالصحيح أن الكل يسبح , للأخبار الدالة على ذلك , ولو كان التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداوود , وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا. وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء , فالقول به أولى. والله أعلم " انتهى كلام القرطبي رحمه الله. ورغم إختياره وتأييده للرأي القائل بأن التسبيح حقيقي بالقول , إلا أنه ذكر بعض الآراء الأخرى فالأمر فيه اجتهاد , وأؤكد مرة أخرى أني لا أنفي التسبيح القولي ولكني اتجهت إتجاها آخر لأستطيع أن أتكلم بطلاقة عن الإعجاز في خلق الحيوانات.
وبارك الله فيك أخي.(/)
السبيل إلى تحصيل النور
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:02 ص]ـ
السبيل إلى تحصيل النور
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله النبي الأمين، وبعد، يقول الحق سبحانه في محكم التنزيل:" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا، كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"الأنعام (122). .
ليسمح لي القراء الكرام أن أبدأ حديثي معهم بقصة قد تحصل لأي واحد منا يملك دابة-سيارة أو غيرها-، تصور أخي أنك مسافر في الليل مع أهلك، وفي طريق وعر منقطع، وفجأة انطفأ المصباح، فلا ترى ما أمامك، ولا ما خلفك، ولا ما على يمينك، ولا ما على يسارك، فالخطر محدق بك من جميع الجوانب، وفجأة جاء من يضيء لك الطريق ويسير أمامك ويطلب لك أن تتبعه حتى تخرج من الخطر.
تُرى أخي كم يساوي عمل هذا الرجل؟ .. لقد أنقذ روحك، أنقذ أرواح أسرتك بكاملها، بل أنقذ أرواح أناس كان يمكن لك أن تدوسهم في طريقك دون أن تراهم.
إنه مثل قول إياس بن معاوية في التفسير بالنسبة لفهم القرآن:" مثل الذين يقرأون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب" [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
هل يوجد على وجه هذه الأرض من لا يعرف النور بكل ما تعنيه الكلمة فلولا النور لما استطعنا الرؤية، فهل يستطيع أي إنسان أن يرى أو أن يمارس حياته فى الظلام؟ الإجابة لا .. لا يستطيع الإنسان العيش في الظلام بدون النور وهل من أحد يستطيع أن يأتيك بالنور غير الله رب العالمين؟.
للاجابة على هذا يقول تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ". القصص/71.
-إنه النور، وضده الظلمة: " ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .. ".
-النور اسم من أسماء الله الحسنى، بل هو حجاب الرحمان، كما جاء في سنة النبي العدنان:" عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ".سنن ابن ماجه 1/ 227) 191 ..
-إنه خلق من خلق الله، خلقه يوم الاربعاء، حيث جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ الْعَصْر، ِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ". صحيح مسلم - (13/ 376) 4997.
-إنه النور الرباني الذي أصيب به كل مؤمن عندما ألقاه الله على خلقه، جاء في سنن الترمذي عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ فَلِذَلِكَ أقُولُ جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ". سنن الترمذي - (9/ 236) 2566.قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
-إنه النور الذي نحتاجه في قبورنا، كما قال صلى الله عليه وسلم:" إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر والآخر: النكير فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فهو قائل ما كان يقول فإن كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان له: إن كنا لنعلم إنك لتقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه فيقال له: نم، فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ". رواه الترمذي وابن حبان وحسنه الألباني.
-إنه النور الذي يسعى بين أيدينا نحو جنة ربنا، قال تعالى:" يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". (الحديد:12).
-إنه النور، الذي سميت به سورة من سور القرآن، وسميت كذلك لما فيها من إشعاعات النور الرباني؛ بتشريع الأحكام والآداب والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله على عباده وفيض من فيوضات رحمته وجوده " الله نور السموات والأرض "من استئذان، وغض بصر، وحفظ الفرج، وحجاب، وتسهيل تزويج الشباب، ومنع البغاء وإشاعة الفواحش، ... قال ابن الجوزي قال شيخنا علي بن عبيد الله: النور هو الضياء المتشعشع الذي تنفذهأنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه.
نحن نبحث عن هذا النور، نبحث عما يحققه لنا في الدنيا ويوم لقاء الله، إنه النور الذي يصيب قلب كل مؤمن، فالقلوب أربعة كما قال صلى الله عليه وسلم:" قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح، فأما القلب الأجرد: فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها الدم والقيح، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه. رواه الإمام أحمد. وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد حسن.
-نور لا يُحصّل بالدرهم والدينار، وإنما هو هبة الله عز وجل فهو الذي يهب هذا النور لمن يشاء قال تعالى:" نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ "، وقال تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ". (النور/40). ولكن هناك أسباب إذا بذلها العبد وهبه الله هذا النور، وتتمثل في:
أولا: أمور عقدية:
1 - التمسك بدين الاسلام: قال تعالى:" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبىالله إلا أن يتم نوره "، وفي سورة الصف:" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره".
2 - محبة الله وطاعته والعبودية له سبحانه: فإنه جل وعلا نور السماوات والأرض يهدي لنوره من يشاء من عباده قال تعالى:" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". (النور/35). فمن أحبه الله أعطاه القبول في الارض وكذا في السماء، وذاك نور أنى يتحصل عليه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ .. ".الموطأ - (6/ 23) 1502.وقال تعالى:" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعته، فرسول الله نور أرسله لنستضيء بهديه فقال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ". (الحديد/28).
ثانيا: أمور تعبدية:
1 - الصلاة: عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآَنِ، أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)). (صحيح مسلم). وقال صلى الله عليه و سلم: " من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف.
- وعن أبي الدرداء: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة ". قال شعيب الأرنؤوط: صحيح بشواهده.
وقال صلى الله عليه وسلم: " بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " رواه أبو داود والترمذي.
2 - الحج: عن عبادة بن الصامت قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ... فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته: يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟. قالوا: جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة، فيقول الله عز وجل: فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج، وأما رميك الجمار قال الله عز وجل:" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"، وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة، وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ". رواه الطبراني و صححه الألباني.
3 - الوضوء: عبد الله بن مسعود قال: قيل يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ قال: غر محجلون بلق من آثار الوضوء ". رواه ابن ماجة وقال الألباني حسن صحيح.
4 - ذكر الله: قال تعالى:" أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ". (الزمر/22). قال ابن القيم:" إن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله " .. الوابل الصيب.
*الإكثار من قول لا إله الا الله والنطق بها عند الموت: عن جابر بن عبد الله قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شعثت واغبررت منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك ساءك يا طلحة إمارة بن عمك، قال معاذ الله إني لأحذركم أن لا أفعل ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده وكانت له نورا يوم القيامة فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم يخبرني بها فذلك الذي دخلني، قال عمر رضي الله عنه: فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد فما هي؟. قال: هي الكلمة التي قالها لعمه لا إله إلا الله قال طلحة صدقت". قال: شعيب الأرنؤوط: صحيح بطرقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
*تلاوة القرآن: قال تعالى: " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". (الشورى/52). وعن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا فيقولان بما كسينا فيقال بأخذ ولدكما القرآن". رواه الحاكم وحسنه الألباني.
---ومنه: قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين) رواه الحاكم وصححه. وجاء عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا". رواه أحمد.
---قراءة الفاتحة وخواتم سورة البقرة: عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل عليه السلام إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل عليه السلام بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته ".رواه النسائي وصححه الألباني.
5 - الإكثار من النوافل واكتساب الحسنات: قال ابن عباس:" إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البدن، وزيادة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه و ظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق و بغضة في قلوب الخلق " ..
6 - قيام الليل: الخلوة بالرب جل وعلا في جوف الليل من أعظم ما يكسب العبد النور في قلبه ووجهه وسائر حياته وقد قيل للحسن رحمه الله:" ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً؟ قال لأنهم خلوا بنور الرحمن في الظلمة فألبسهم نوراً من نوره ".
7 - المكوث في المساجد: المساجد محل الأنوار فهي بيوت الله وفيها تقام الصلاة ويتلى كتاب الله وهي مأرز الملائكة التي خلقت من نور، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
ثالثا: شعب إيمانية:
1 - تقوى الله: قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ". (الحديد/28). قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا وما التقوى؟ قال: أنتعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور منالله تخاف عقاب الله.
2 - التوبة: فالتائب حبيب الرحمن، كيف لا وقد كان في ظلمات المعاصي فأنار الله قلبه بالهدى وأحياه بعد أن كان في عداد الموتى قال تعالى:" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122).
3 - الصبر: قال صلى الله عليه وسلم: (والصبر ضياء) قال النووي رحمه الله: "الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب". شرح مسلم: (3/ 101).
4 - البعد عن الذنوب والمعاصي: عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ". رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - غض البصر: قال تعالى:" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن". قال ابن القيم رحمه الله عن غض البصر:" أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى الله نور السموات والارض عقيب قوله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ": روضة المحبين: (101).
6 - الدعاء: عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ". رواه أبو داود. وحسنه الألباني، انظر حديث رقم: 352 في صحيح الجامع.
-وعن ابن عباس قال:" بت ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فأتى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتي القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين ولم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له فتوضأت فقام فصلى فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني عن يمينه فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نورا ". رواه مسلم.
7 - الشيب: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة". رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة". شعب الإيمان وحسنه الألباني.
رابعا: شعب سلوكية:
1 - بر الوالدين: قال تعالى:" إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ".يوسف/4. وقال تعالى:" وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً". فالأم والأب على الحقيقة هم شمسك و قمرك هم نورك الذي تبصر به في ظلمات الحياة، كم بدد الله بدعائهما لك كثيراً من الظلمات فاحرص على برهما، وإياك والتقصير في ذلك، فمن قصّر في حقهما وحرم نورهما فهو في بحار الظلمات حُرم من أعظم الأنوار.
2 - الأخوة في الله: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس اسمعوا و اعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، أنعتهم لنا جلهم لنا يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد.
3 - تعليم الأبناء و تحفيظهم كتاب الله: عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، و يكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا؟. فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ". رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم وقال الألباني حسن لغيره.
4 - العدل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ". رواه مسلم.
5 - الدعوة إلى الله: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:" نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع ". رواه أحمد والترمذي وقال صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرؤاً سمع منا شيئا فبلّغه كما سمعه، فربّ مبلَّغ أوعى من سامع". قال الخطابي: معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعيم والبهجة ...
6 - الجهاد في سبيل الله: قال تعالى:" وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) الحديد/ 19، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة ". البزار وصححه الألباني.
أيها القارئ الكريم، إنها الجنة دار النور فهل من مشمر لها؟. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهتة قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال: قولوا: إن شاء الله تعالى فقال القوم: إن شاء الله ". رواه ابن ماجه و ابن حبان.
وكتبه د/ أحمد العمراني أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي
الجديدة المغرب.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- الجامع للقرطبي:1/ 26. فتح القدير:1/ 20، والجواهر الحسان وهو تفسير للثعالبي:1/ 11.
المصدر: http://(/)
منهجية التدبر للمعتكفين
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:05 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
فما أعظم فرصة العشر الأواخر من رمضان لإحياء سنة الاعتكاف، وتحقيق سنة مدارسة القرآن في رمضان في بيت من بيوت الله تعالى لتذوق روحانية تلك الليالي بكتاب الله تعالى، إذ لا تكتمل حلاوة الاعتكاف بغير القرآن، ومن هنا تأتي أهمية وجود منهجية للتدبر والمدارسة تحقق للمعتكفين تلك السنن والأثر المقصود، وبالتأمل في واقع المعتكفين فإننا نرى أن كثيراً من المعتكفين ليس له برنامج محدد لاغتنام تلك الساعات الفاضلة بل ربما تضيع تلك الساعات بأحاديث لاتنفع المعتكف ولا تحقق له مقصود الاعتكاف، ولأجل ذلك أحببت أن أطرح هذه المنهجية وأرجو أن يحيي فيها المعتكفون سنة المدارسة ويتذوقون من خلالها حلاوة القرآن ويجدون أثره في نفوسهم بإذن الله.
تنبيه: قبل أن أطرح المنهجية المقترحة أوضح أمرين مهمين:
1 - أن الأصل في الاعتكاف الخلوة والانقطاع عن الناس، وهو الهدي النبوي كما يشهد لذلك ما رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه عَنْ عَائِشَة قَالَتْ: " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِف صَلَّى الْفَجْر , ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفه , وَإِنَّهُ أَمَرَ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ " فإن تيسر للمعتكف الخلوة التامة فهو الأكمل، ولكن الواقع يشهد بندرة من يحقق ذلك لمشقة الانقطاع التام عند كثير من الشباب خاصة، ولعدم وجود خلوات في المساجد. والمنهجية الفردية على هذا الحال ممكنة بتلاوة القرآن ومراجعته وتدبره والقيام به، وعرضه على النفس لزيادة الإيمان والعلم والعمل.
2 - أن هذه المنهجية لاتنافي الخلوة والانقطاع المشروع من حيث أن وقتها المشترك ساعة أو تزيد ومقصدها المدارسة المشروعة، ومن هنا فينبغي للمعتكف أن يكون غالب وقته منقطعاً عن الناس خالياً بربه وبكتابه يتلوه ويحفظه ويتدبره.
المنهجية المقترحة هي كالآتي:
1 - وضع مجلس خاص للمدارسة بين التراويح والقيام لمدة ساعة ونصف تقريباً. وفي حال وجود أكثر من عشرة معتكفين فيمكن تعدد المجالس أو الحلقات، ويدير المجلس الإمام أو طالب علم إن أمكن.
2 - اختيار سورة بمقدار نصف جزء تقريباً، ومما يرشح: سورة الكهف أو النور أو الحج أو الزمر أو غيرها.
3 - تحديد وجه واحد يومياً، ويطلب من كل مشارك:
· حفظ الوجه.
· قراءته في الصلاة والنوافل بتدبر عدة مرات.
· قراءة تفسيره من التفسير الميسر أو تفسير آخر مختصر.
· تدبره واستخراج ما أمكن من الفوائد واللطائف والاستنباطات، وكتابتها إن أمكن، مع إمكانية مراجعة التفاسير.
4 - الاجتماع في وقت الجلسة المحدد، وتسميع الوجه من الجميع بصوت مسموع ومرتل ثم مدارسة الوجه بذكر الفوائد واللطائف عن طريق المدارسة وطرح التساؤلات والإشكالات والإجابة عنها أو بحثها، مع التركيز على الفوائد العملية. (ويمكن أن يوضع حافز لأفضل فائدة مستنبطة ليكون ذلك أدعى للتركيز والاستنباط)
5 - جمع أبرز الفوائد والاستنباطات لمراجعتها والاستفادة منها بعد الاعتكاف. [مع لزوم التحقق من الاستنباطات المتعلقة بالمعنى بموافقتها لمراد الله تعالى من خلال الرجوع للتفاسير].
وأرجو أن يكون في هذه المجالس تأسياً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل في رمضان فيدارسه القرآن وذلك كل ليلة، وتحقيقاً للمنهج النبوي العظيم المتمثل بقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)
ويتحقق بهذه المجالس:
1 - تلاوة كتاب الله.
2 - حفظ ماتيسر منه.
3 - مدارسته وفهمه.
4 - زيادة الإيمان والعلم والعمل بإذن الله.
5 - تحقيق الهدي النبوي وحصول الموعود به في الحديث السابق بإذن الله.
وهذه منهجية مجربة في دورة صيفية، وقد كان لها أثر عظيم في نفوس المشاركين بتنمية ملكة التدبر، فضلاً عما تورثه من زيادة الإيمان والفهم والعلم والعمل، وتذوق لحلاوة القرآن وروحانية الاعتكاف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المهتدين بهدي نبيه في مدارسة القرآن وأن يرزقنا تذوق حلاوته والعمل بهديه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:28 ص]ـ
جزيت خيرا أيها الشيخ الفاضل
منهجية رائعة ومفيدة ومثمرة، وفيها عدة فوائد:
1 - مساعدة الشباب المعتكف على تنظيم أوقاتهم والإفادة من طلاب العلم المتمكنين في هذا المجال.
2 - مشروع التدبر الجماعي في حلقات التفسير مثمر وله نتائج رائعة، وقد رأيت أثر ذلك في دروس التفسير مع طالباتي وهن من الناطقات بغير العربية، فكن يستخرجن لطائف وفوائد فريدة، حتى أني كنت أدون بعضها في مذكرتي، وكان ذلك نتيجة العصف الذهني الذي كنت أستخدمه معهن أثناء الدرس.
3 - إحياء هذه الليالي المباركة في التلاوة والمدارسة، خير من إنشغال بعض المعتكفين بالأحاديث الدنيوية، أو بالقراءة الصامتة الخالية من التدبر، فالاعتكاف له حكم عظيمة لا يحصلها إلا من عاش في جو إيماني خالص، بعيداً عن الماديات والدنيويات، ولم أجربه ولكني أستشعر هذه الحكم من المعنى الشرعي له، وأسأل الله أن يقدر لي العيش في هذه النعمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:24 م]ـ
أحسن الله إليكم.
فكرة جميلة وميسرة.
ويمكن استمرار هذه الجلسات التدبرية لهذه المجموعة خلال العام كله، مثلا تكون الجلسة مرة واحدة أسبوعيا، ويتم تطبيق ما ساروا عليه من المدارسة خلال شهر رمضان، وخير العمل أدومه وإن قلّ.
بارك الله فيكم جميعا ..
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:33 م]ـ
الله أكبر .. عمل صالح ما أجله وما أجمله!
وهكذا كان السلف كما قال الإمام البخاري، رحمه الله: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا إنما يتذاكرون كتاب ربهم وسنة نبيهم، ليس بينهم رأي ولا قياس.
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:08 ص]ـ
شكر الله لك أبا عبدالله ..
وفي تقديري أن أثر هذه الساعة والنصف سيمتد إلى باقي أوقات هؤلاء المتدبرين سائر اليوم حين يذوقون حلاوة القرآن، وبركة تدبره، ولعل الله يخرج منهم من يقول ما قاله محمد بن كعب القرظي ـ كما في حلية الأولياء (3/ 214) ـ على الأقل في أمثال تلك الليالي الغرّ: "إن عجائب القرآن تورد علي أمورا حتى أنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي".
أنا متأكد لو أن 1000 معتكف في السعودية ـ مثلاً ـ و1000 في مصر، و 1000 في كل دولة من دول العالم الإسلامي طبقوا هذا لحققنا خيراً كثيراً كثيراً، ولخرجنا بعشرات الآلاف من المعتكفين المتدبرين، ولحققنا مكسباً عظيماً في اختصار مسافات من تربية قلوب الناشئة والشبيبة الذين يحفظون القرآن أو بعضه.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:56 م]ـ
أظن أن المجال مفتوح لإبداء وجهات النظر، ولذلك أقول: لماذا لا يكون هذا البرنامج في غير الاعتكاف، أما الاعتكاف فله مقصد آخر، ثم إن الساعة وقت طويل في يوم المعتكف، بل إن مجرد الاختلاط في الفطور والسحور يقلل من نفع هذه العبادة على القلب، واختلاط المعتكف بالناس في هذه الساعة من الليل -التي ينبغي أن يصلي فيها وحده- يشوش عليه خلوته التي هي المقصود الأعظم من اعتكافه، وقد يتعذر البعض بأن بعض الشباب قد يمل من طول الخلوة في الاعتكاف فيفتر، وأقول: على هذا الذي لا يصبر على الاعتكاف أن يتدرج فيعتكف يوماً أو اثنين بدلاً من أن يشغل من صار يستطيع أن يعتكف العشر، الاعتكاف - كما لا يخفى عليكم - خلوة بالرب وعكوف على ذكره وحمده وتمجيده، وهي فرصة لا تعوض، و كل شيء خلاف المقصود له أوقاته الأخرى المناسبة، وليتنا نوصل هذه الفكرة لشبابنا وإخواننا، ثم ألا تلاحظون أن الأخ المعتكف سيشغل وقته بالتحضير والتفكير والتدوين لما يأتيه من معان حتى يتحف بها إخوانه والقلوب تتقلب والنيات تتغير- وكلنا ذلك الرجل -؛ فلا أقل من أيام قليلة يصفو فيها الإنسان ويخلو بربه فتكون له زاداً إلى حين.
وأخيراً أعتذر إن طرحت ما في النفس بأسلوب غير لائق خاصة وقد كتب الموضوع وأثنى عليه من يفوقونني في كل شيء- ربما استثني العمر في بعضهم-، شاكراً لمن رأى خللاً في كلامي فنبهني وأخذ بيدي.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[21 Aug 2010, 03:10 ص]ـ
شكر الله للإخوة أم أحمد المكية، والفجر الباسم وللشيخين الجليلين الدكتور خالد والدكتور عمر مشاركتهم وتفاعلهم وتأييدهم.
وأما ماذكره أخي محمد نصيف من الأصل في الاعتكاف وهو الانقطاع فقد نبهت إليه أولاً. ولكن لو نظرنا إلى واقع المعتكفين فلا أظني مبالغ إذا قلت أن 80% من المعتكفين لايستطيعون هذا الانقطاع والخلوة لعدم اعتيادهم عليها. وغالبهم من الشباب. ومما يلاحظ لمن جرب الاعتكاف أن كثيراً من المعتكفين يضيع وقتهم فيما بين الفصلين، فوجود مثل هذا البرنامج يعينهم ويحفزهم، فضلا عن أنه سينمي لديهم ملكة التدبر والعيش مع القرآن حقيقة، فإذا ذاقوها في مثل هذه الليالي المباركة فما ظنك بأثرها عليهم، وما ظنك بشوقهم للاستمرار عليها بعد رمضان.
فضلاً عن أن هذه المنهجية يمكن أن تكون:
فرصة للخلوة بحيث ينقطع المعتكف بقية وقته وهو كثير في تدبر كتاب الله تعالى، والتدبر أفضل وأنفع من مجرد القراءة، قال الآجري: (القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلى من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال آئمة المسلمين). أخلاق أهل القرآن ص80.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:36 ص]ـ
فكرة د. محمد الربيعة رائعة لنفع معتكفي هذا الزمان والارتقاء بهم إيمانياً بدلاً من شغل أوقاتهم بما هو أقل نفعاً.
وفكرة د. محمد نصيف هي المثل الأسمى الذي يجب أن يحتذى لمن عَلَتْ همتُه وصلح حالُه.
فيمكن أن يكون تطبيق هذه الفكرة للمعتكفين بحسب حالهم، فالمعتكف الذي يجد من نفسه الصبر على الخلوة وعكوفه على إصلاح قلبه والانكسار بين يدي خالقه فليلزم هذا فإن فيه النفع العظيم لقلبه، وأما من كان على النقيض من هذا ففكرة التدبر هذه رائعة له وأفضل من لهوه بالكلام المباح فضلا عن غيره. والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:32 م]ـ
جزى الله كل من أدلى بدلوه خيراً، ولي وقفتان:
1/ أعتقد أننا نحتاج طوال العام أن نربي أنفسنا ومن ينتظر توجيهنا على شيء من الخلوة والإقبال على الله ونتتدرج بهم في ذلك (جلوس فردي إلى شروق الشمس - قيام ليل - اعتكاف يوم وليلة ... إلخ) حتى إذا جاءت العشر كانوا مهيئين للاعتكاف.
2/ يمكن أن تجعل الجلسة في البرنامج المقترح للمعتكفين بعد العصر حتى لا تأخذ من وقت قيام الليل، والذي هو أجمل الأوقات في تنزل معاني القرآن على القلب، فيكون التدبر الجماعي عصراً والتدبر الفردي ليلاً.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Aug 2010, 04:39 ص]ـ
كنت في مكة أنا وبعض الطلاب وقمنا بتطبيق هذه المنهجية - وكانوا أول مرة يقومون بتطبيقها - حيث كانت عادتهم في دروس التفسير قراءة النص المفسر من إحدى كتب التفسيروالإشارة إلى الفوائد من الكتاب ,فاستثقلوها في البداية وشيئا فشيئا حتى وجدوا لذتها وثمرتها وطالبوا أن تكون كل أوقات الفراغ مدارسة سورة من سور جزء تبارك -وهو الجزء الذي اخترناه- بهذه الطريقة
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Aug 2010, 01:05 ص]ـ
يمكن أن تجعل الجلسة في البرنامج المقترح للمعتكفين بعد العصر حتى لا تأخذ من وقت قيام الليل، والذي هو أجمل الأوقات في تنزل معاني القرآن على القلب، فيكون التدبر الجماعي عصراً والتدبر الفردي ليلاً.
رأي منصف أخي محمد نصيف
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[26 Aug 2010, 05:40 م]ـ
الشيخ محمد الربيعة جزاك الله كل خير وبارك فيك
ولا ننسى ان الاعتكاف في المسجد له بركته الخاصة والتي سوف يساعد ان شاء الله على رسوخ العلم وتفتح ابوابه
ومن يزور الحرم النبوي في رمضان يجد من العلماء الشيخ ابو بكر الجزائري حفظه الله يقٌراء عليه تفسيره
(ايسر التفاسير) والمعتكفين من حوله, كما ان المعتكف بحاجة إلى ما يحمض به حتى لا يمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:55 م]ـ
فتح الله عليكم جميعاً وتقبل منكم ورزقنا وإياكم لذة الطاعة والتدبر لكلامه والعمل به، ولا شك أن تدبر القرى، والعيش معه في أوقات الاعتكاف له روحانيته الخاصة التي لا يعدلها غيرها.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[03 Sep 2010, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.(/)
أثر القرآن في ضبط نفس الانسان
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:21 ص]ـ
أثر القرآن الكريم في ضبط نفس الإنسان
يتمحور موضوع البحث حول مفهومين أساسيين، أولهما النفس البشرية، وثانيهما أثر القرآن في ضبطها وانضباطها. فالانسان مكون من ثلاث لطائف " العقل والقلب والنفس". حيث إن دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له، وبعض الأفعال التي تقتضيها صورة الانسان كالغضب والرضا، والجرأة والخوف، والجود والشح والسخط والقبول، محلها القلب، وبالنفس يشتهي الانسان ما يستلذه من المطاعم والمشارب والمناكح.
1: النفس البشرية، قواها وأنواعها:
حديثنا إذن يهم النفس؛ الهوية الحقيقية للانسان الآدمي، ومحتواها الحقيقي هو الذي يحدد وجهة الانسان نحو السعادة، ويبين مصيره المستقبلي. فالنفس في الانسان هي صورته وهواه ورغباته وشهوته، هي أثر من آثار الروح التي تمنح النفس القوة لأداء خواصها بأمر الله تعالى كما ورد عن بعض السلف:" إذا دخلت الروح الجسد سمي نفسا، وبها تحس النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشم وتتذوق ".
فالنفس ترى بالعين، وتسمع بالأذن، وتحس بواسطة مسام الجلد، وتتذوق بواسطة الخلايا الموجودة في اللسان. هذه الأحاسيس والادراكات العقلية بمجموعها غير المادية هي ما يسمى بالنفس الانسانية، فإذا أخذ الله الروح وخلي الجسد منها، انقطعت تلك الطاقة عن الأسلاك العصبية، وفقدت تلك الحواس، ماتت النفس التي عبر القرآن عنها في قوله تعالى:" كل نفس ذائقة الموت ". (آل عمران/185.).
فعن طريق النفس ينصرف الانسان الى أمانيه المادية وشهواته الدنيوية فينحط بقدر اشتغاله في تلبية ذلك، وانصرافه عما يسمو به من فضائل وطاعات، أو يعلو ويسمو بانصرافه للفضائل الايجابية فيرتقي بقدر إعمال نفسه في الدرجات.
وهذا يعني ويبين أن للنفس مراتب، وأنها تخضع للتغيير والتبديل من حالة الى حالة كما حقق القرآن ذلك في قوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". (الرعد/11). فإذا نظرنا إليها في تقلباتها هذه وجدناها تمر عبر قوى أساسية تتمثل في:
-قوة الشهوة وقوة الغضب وقوة العقل، فبالعفة تهزم الشهوة، وبالشجاعة ينهزم الغضب، وبالحكمة والحرص عليها يسمو العقل، ولجميعها يحتاج الانسان؛ فلو كان عقلا فقط لكان ملَكا، لكن الله خلق الانسان الذي يخطئ ويصيب، ولو كان غضبا فقط لكان سبعا، لكنه يحتاج الى القوة الغضبية ليدافع عن نفسه، ولو كان شهوة فقط لكان بهيمة، لكنه يحتاج الى الشهوة ليعيش ويتناسل. وحسب استخدام هذه القوى المذكورة، تمر النفس الانسانية بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث هي:
1 - 1 - النفس اللوامة: قال تعالى:" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ". (القيامة /1 - 2.) حيث أقسم سبحانه بيوم عظيم لتحقيق وقوعه وبيان هوله، وإيقاظ النفوس النائمة الغافلة عنه، فتصحو وتنتبه من سباتها.
وقد ذكر الله تعالى النفس اللوامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيام ذلك اليوم، حيث تقف فيه وحيدة دون نصير؛ فهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها، نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر.
فالانسان في بداية أمره إذا ارتكب ذنبا أو خطيئة ابتداء، شعر في داخله بإحساس يؤنبه، وتمنى لو لم يفعله، وإذا عاد إليه ثانية ضعفت خاصية الشعور بالذنب والخطيئة، وانتقل صاحبها الى مرحلة الميل الى المعصية واستحسانها لتنتقل نفسه من لوامة الى أمارة بالسوء ....
1 - 2 - النفس الأمارة: حيث تميل النفس الى السوء وحب العصيان، والغفلة عن الطاعة والعبادة، ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء؛ نفس استحوذ عليها الشيطان وسيطر على سلوكها وذوقها، وقتل فيها الحياء والعفة. هذه النفس تعلل فجورها واستمرارها في المعصية، بنسبة كل ما يفعله الانسان الى البيئة والآباء أوالمجتمع. قال تعالى:"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا". (الاعراف/28). فتستكبر وتقع في الظلم لتقع في الخسران الأبدي، قال تعالى: " إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ". (الشورى/45). وسبب ذلك حدده الشارع في قوله تعالى:" لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ... ". (الفرقان/21.).
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - 3 - النفس المطمئنة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة، لا تفعل إلا ما تيقن لها صلاحه، نفس تحقق لها الورع والاخلاص، وسمت عن الدنيا وشهواتها، واشتغلت عنها بعمارة عالم الآخرة الباقية الخالدة المحددة في قوله تعالى:" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين". (السجدة/17)، نفس استحقت الذكر والتمجيد في قوله تعالى:" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ". (الفجر /27.).
2 - مفهوم الضبط والانضباط: الارتقاء بالنفس والنهوض بها باعتبار طبيعتها التغييرية، يحتاج الى ضبط وانضباط خاصين، يستمدان أصولهما من كتاب الله، الذي تحدث عن مراتب النفس، وبينه من خلال سوره وآياته. وقبل تحديد ذلك نحتاج الى بيان مفهوم الضبط والانضباط.
فالضبط هو لزوم الشيء وحبسه، والضابط هو الذي يلازم ما يضبطه، ويصبر نفسه معه حفظا وحزما، والأضبط الذي يعمل بيديه جميعا، و" ضبط " فعل يتعدى بنفسه، بمعنى أن له فاعلا ومفعولا، فالفاعل هو الضابط والمفعول هو المضبوط، أي الموضوع والمجال، الذي يقع فيه أو به أو عليه الفعل والعملية الضبطية. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) فإذا انصرف المعنى الى ضبط النفس وانضباطها دل على حبس النفس عن الشر وإلزامها بالخير مع الصبر عليها والحزم معها. وهو ما أطلق عليه علماء التربية بتزكية النفس في مقابل تدسيتها.
وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكى نفسه والخاسر من دساها فقال:" والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء ما بناها والارض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ". (الشمس/1 - 10. (.
والمقصود بالتزكية هنا، طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها، مخالفا للدس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال. ولا يعني ذلك أبدا التزكية مطلقا لما تعترضها من سلبيات مثل: الاستعلاء والتكبر والترفع الذي نهى الله تعالى عنه كما في قوله:" ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ". (النساء/49.).
والقرآن هو طب النفوس باعتباره روح الروح ونور البصيرة، به يتحقق الضبط والانضباط، كما قال تعالى:" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ". (الشورى/52.)
والنور يضيء ويبين الأمراض، ويهدي الى طريق الصواب، ولا يتم ذلك إلا بتحديد أمراض النفس المهلكة التي سطرها القرآن، من أجل تقديم الدواء الناجع لها من آياته وسوره العظام.
والنفس البشرية معرضة لآفتين لا ثالث لهما ذكرهما القرآن، وبمعرفتهما يستعان على تحقيق الضبط والانضباط لنفس الانسان الخطأ والنسيان. وهما مستمدان من آية يعلمنا فيها الخالق أن ندعوه ونسأله عدم المؤاخذة فيهما في قوله تعالى: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ". (البقرة/.285)
حيث إن أول معصية وقعت في الكون من طرف الانسان كانت بسبب النسيان، لقوله تعالى:" ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ". (طه/115) .. وسبب ذلك وسوسة الشيطان كما قال تعالى:" فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" (طه/120). ووساوس الشيطان لا تنتهي، كيف وقد أقسم بعزة الرحمان أن يغرر بالانسان ويوقعه في جملة من المعاصي والآثام. حيث ذكر القرآن على لسانه:" قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " (الأعراف/17). وقوله: " وقال لأتخذ من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ". (النساء/119). والهدف هو أن يقع الانسان في نسيان ذكر الله كما قال تعالى:" استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ". (المجادلة /10.).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الطبعي أن تقع النفس البشرية في الخطأ لقوله صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) بل لو لم تخطئ لغيرها الله بغيرها من أجل التوبة والمغفرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لو لم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) والخطأ يصدر عن النفس بدلائل من القرآن منها:
-قوله تعالى:" أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ". (آل عمران/165.). وقوله تعالى:" وما أصابك من سيئة فمن نفسك ". (النساء/79).وما ورد على لسان الأبوين:" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا. وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". (الاعراف/130). وقوله على لسان بلقيس:" قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ب العالمين". (النمل /44). وقوله على لسان موسى كليم الرحمان:" قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له". (القصص/16). وقوله على لسان امرأة العزيز:" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ". (يوسف /.53.).
-وقوله تعالى على لسان الشيطان حين القضاء بين العباد:" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ". (ابراهيم/22.).
3 - وسائل ضبط النفس وانضباطها: ضبط النفس ليس بالأمر الهين، إذ الصراع داخلي مائة بالمائة، ولكن آثاره بوادره داخلية وخارجية، ولكن لحسن السير، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، لا مفر من ذل مجهود مضاعف يستطاع به ضبط أمراض النفس، ولن يتم ذلك إلا ب:
3 - 1 - الاعتراف بعيوب النفس والتعرف عليها: ويتم ذلك باتباع توجيهات القرآن التي سماها بالبصائر في قوله تعالى:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه .. ". (الانعام/104.)
فإذا أراد الله بعبده خيرا بصره بعيوب نفسه، ومن كملت له بصيرته لم تخف عليه عيوبه، وإذا عرف عيوبه أمكنه علاجها.
فالانسان يلاحظ كثيرا على غيره، ولكنه لا يجرؤ على النظر في عيوبه، أو يبحث عنها، الكل يرى القذى في عين أخيه ولكنه لا يرى ما في عينيه؛ ما يحصل للانسان هو نفسه ما يحصل للجمل الذي يرى ما على ظهر أخيه من تقوس واعوجاج، ولكنه لا يعلم أن الاعوجاج عام في بني جنسه.
ولتحقيق هذا الاستبصار وجب سلوك سبيلين:
أ-أن يطلب ذلك بالجد والاجتهاد والاخلاص؛ ولا يتم ذلك إلا بمراقبة من يعلم السر وأخفى، على مستوى القول والفعل والسلوك، مع الاستعانة بمد يد الرجاء الى الله تعالى.
وحتما بهذا الفعل ستكون النتيجة هي الاهداء لقوله تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ". (العنكبوت/69).
ب-مراقبة أحوال وأقوال وأفعال الآخرين، ليقف على السيء منها فيلحظه في نفسه ليتجنبه، باعتبار تقارب طباع الناس، فيتفقد نفسه ويطهرها في ضوء ما يراه مذموما في غيره. وقد قيل قديما:" العاقل من اتعظ بغيره. ".
فالاعراض عن معرفة العيوب هو ضعف ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس، ولهذا الاعراض سبب أساسي يوقع فيه وهو:
-اعتقاد الانسان أنه بلغ مرحلة من الصلاح، مع أن كل إنسان معرض للنقصان والخطأ، ورحم الله عمر القائل:"أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
3-2- مجاهدة أمراض النفس وأخطائها وصفاتها الذميمة: أخطاء النفس كثيرة، لا يستطيع عاد عدها أو حصرها، وإن كانت الاشارة إليها والتنبيه على أهمها أمر أساسي.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله بعض أخطاء النفس فقال:" في النفس كبر ابليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغى قارون، وقحّة هامان (أي لؤم)، وهوى بلعام (عرّاف أرسله ملك ليلعن بني اسرائيل فبارك ولم يلعن)، وحيل أصحاب السبت، وتمرّد الوليد، وجهل أبي جهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
والحديث عن كل هذه الأخطاء بالتفصيل يحتاج الى مداد ليس بالقليل، ووقت ليس باليسير وجهد عسير، عسى أن يمن به المولى العزيز الكريم، فنتصدى لها بالتفسير والتعليل. لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فليكن حديثي عن بعضها وأهمها في نظري انطلاقا مما ذكر القرآن.
3 - 2 - 1 - الشهوة ووسيلة ضبطها: يقول الله تعالى:" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب". (آل عمران/14). وخطورتها تكمن في كون طريقها يؤدي الى النار حيث يقول صلى الله عليه وسلم:" حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره، ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر فيها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، قال: فلما خلق النار قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل اذهب إليها فانظر إليها، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
فالشهوة ما تشتهيه النفس وتتمناه وترغب في تحقيقه مهما كان المقابل خطيرا. وقد جبل النفس على حب الشهوات التي لن تتجاوز ما ذكر في القرآن، ويمكن أن نطلق على الآيات السابقة أصول الشهوات التي يتفرع عنها غيرها.
-فأصل الشهوات النساء كما أكد على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:" ما تركت بعدي فتنة في الناس أضر على الرجال من النساء". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) وقد يحصل الشذوذ والانحراف فتنقلب الشهوة الى نمط آخر كما قال تعالى: " إنك لتاتون الرجال شهوة من دون النساء ". (الأعراف/81.والنمل/55.).
-ويتبعها البنون لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن الولد مجبنة محزنة". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
- ثم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث: لقول النبي (صلى الله عليه وسلم):" إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن " وفي رواية " ومضلات الهوى". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
ووسيلة ضبطها " أي الشهوات " ذكرها القرآن بعد سردها كلها فقال سبحانه:" قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله، والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار". (آل عمران/14.).
وهذا يدل على الاعتقاد الجازم في قضاء الله وأن محل تحقيق شهوات النفس دون الوقوع فيما يغضب الله الجنان حيث يقول تعالى:" وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون". الأنبياء/102. وقال تعالى:" ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ". (فصلت/31.). وقال تعالى ": وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ". (الزخرف/71.).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً قَالَ هُوَ رَجُلٌ يَجِىءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيُقَالُ لَهُ أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ. فَيَقُولُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ. فَقَالَ فِى الْخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ. قالَ رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً قَالَ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِى وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ". قَالَ وَمِصْدَاقُهُ فِى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ " [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).
3-2-2- الغفلة ووسيلة ضبطها اليقظة والتذكر: واليقظة تعني ضمن ما تعنيه طرد الغفلة والتفريط الذي يحصل للنفس البشرية، وقد حذر الشارع الحكيم من الوقوع في ذلك فقال: " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن ياتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت من قبله لمن الساخرين " (الزمر/53.).
والتفريط يعني: التقصير والتضييع كما في اللسان، فرط في الأمر أي: قصر فيه وضيعه. [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) وهو لا يحصل إلا بالغفلة والنسيان، أو التكاسل والاهمال.
ومسلمو اليوم كما غالى الكثير منهم في الكثير من أمور دينهم، ضيعوا الكثير من أمور دينهم، وابتعدوا عن منهج حبيبهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكل ما وقع بالتأكيد أسباب أدت إليه وأوقعت فيه، أسباب محتاجة الى تجليتها وبيانها، لعل الأعين تبصر والآذان تسمع والقلوب تعقل، فتحصل الوقفة النقدية المرجوة، بحثا عن التصحيح. وهي كثيرة، قد نصل الى إدراك بعضها وقد تغيب أخرى ومنها:
*-الانشغال التام بالدنيا.
*-الاقتصار على بعض مظاهر التدين.
*-عدم إدراك قيمة النعم وقدر المنعم.
*-التسويف.
3 - 2 - 3 - الحسد ووسيلة ضبطه: ومصدره نفس الانسان لقوله تعالى: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق ". (البقرة/109). وهو ثاني المعاصي التي وقعت في الكون وتمثلت في قتل الانسان لأخيه الانسان وسببه النفس الغضبية أو السبعية، أي: عدم كظم غيظ النفس والاستسلام لظلمها. وسببها الحسد الذي هو خلق في الانسان يحتاج الى محاربته في نفسه وإلا أوقعه في النيران.
وقد حسد قابيل أخاه هابيل لما قبل قربانه ولم يتقبل منه فقتله وفي ذلك يقول القرآن:" واتل علهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فطوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من الخاسرين.". (المائدة/30).
كما حسد إخوة يوسف أخاهم وسعوا الى قتله حيث يقول تعالى:" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ". (يوسف/9). وليس لهذا الداء من ضبط سوى:
*-الاستعانة بالله أولا، ثم الصبر وتقوى الله: فمن وجد في نفسه حسداً لغيره فليستعمل معه الصبر والتقوى فيكره ذلك في نفسه.
*-القيام بحقوق المحسود:
*-عدم البغض: وفي الحديث:" ثلاثٌ لا ينجو منهن أحد: الحسد والظن والطيرة وسأحدثكم بما يخرج من ذلك: إذا حسدت فلا تبغض وإذا ظننت فلا تحقّق وإذا تطيّرت فامض ". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
(يُتْبَعُ)
(/)
-العلم بإن الحسد ضرر على الحاسد في الدين والدنيا ومنفعته للمحسود في الدين والدنيا:
-الثناء على المحسود وبرَّه: قال تعالى:" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميم ". (فصلت/34).)
*-القناعة بعطاء الله: قال بعض الحكماء:" من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، فيكون راضياً عن ربه ممتلئ القلب به. ويتيقن بأن الحرمان أحيانا للإنسان خيرا من العطاء، وأن المصيبة قد تكون له نعمة، وأن الإنسان أحيانا يحب ما هو شر له ويكره ما هو خير له ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
*- قمع أسباب الحسد: فأما الدواء المفصَّل فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر وغيره وعزة النفس وشدة الحرص على مالا يغني، فهي مواد المرضى ولا يقمع المرض إلا بقمع المادة. بالاضافة الى هذه الآفات، ذكر القرآن مجموعة من الأمراض تسيطر على النفس وتقودها الى العصيان والخذلان منها:
-الكبر لقوله تعالى:" أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ". (البقرة/87.).
-الشح لقوله تعالى: " وأحضرت الانفس الشح ". (النساء/128.).
-الاغترار بالرأي الشخصي واتباع الظن، لقوله تعالى: " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ". (النجم/23.).
4 - ضوابط أساسية لضبط النفس:
4 - 1 - الاستعانة بالبرنامج العبادي: التقرب إلى الله عز وجل وعلا بما يحب من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وخير ما تقرب به المتقرِّبون إلى الله الفرائض التي فرضها الله جل وعلا، وعلى رأسها توحيد الله، ثم إن في النوافل لمجالاً واسعًا عظيمًا لمن أراد أن يرتقي إلى مراتب عالية عند الله كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأًعيذنَّه " [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
ومن فضل الله –علينا أن جاء هذا الدين بعبادات شتى تملأ حياة المسلم في كل الظروف والأحوال؛ بالليل والنهار، بالقلب والبدن التي يعتبر أداؤها من أهم عوامل ضبط النفس من قيام ليل وصيام تطوع وصدقة وقراءة قرآن، وذكر لله آناء الليل وأطراف النار. لاشك أن هذه العبادات تقوِّي الصلة بين العبد وربه، وتوثِّق عُرى الإيمان في القلب؛ فتضبط النفس وتزكو بها، وتأخذ من كل نوع من العبادات المتعددة بنصيب؛ فلا تَكَلُّ ولا تَسْأَمُ. لكن الانتباه لأمور ترد أمر أساسي ومنها:
*-الحذر من تحول العبادة إلى عادة
*-الحذر من تقديم المهم على المهم، أو بالأدنى على الأعلى، ـأي بالنوافل على الفرائض؛ كمن يقوم الليل -مثلاً- ثم ينام عن صلاة الفجر.
فالمسلم كالنحلة تجمع الرحيق من كل الزهور، ثم تخرجه عسلاً مصفًّى شهيًا سائغًا للآكلين.
*-تقديم الواجب عند تعارضه مع المستحب.
*-التركيز على أعمال القلوب، وتقديمها على أعمال الجوارح لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب" [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
إن استشعار المؤمن المكاره التي تحف بالجنة، يتطلب منه هِمَّة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي للتغلب عليها، مع تنقية تلك الهمم من كل شائبة تدفع لوجه غير وجه الله، وإنما تفاوت الناس بالهِمَم لا بالصور والله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
ولنستمع الى ثابت البناني الذي يقول: تعذبت بالصلاة عشرين سنة، ثم تنعمت بها عشرين سنة أخرى، والله إني لأدخل في الصلاة فأحمل همَّ خروجي منها [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18) وقد قيل للإمام أحمد: يا إمام متى الراحة؟ فيقول وهو يدعو إلى المجاهدة: الراحة عند أول قدم تضعها في الجنة. [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)
إنها الراحة الأبدية التي يُستعذَب كل صعب في سبيل الوصول إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي الصلاة التي تعتبر رمز الضبط والانضباط، قال تعالى:" واستعينوا بالصبر والصلاة .. ". وقوله تعالى:" إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين ". (المعارج/19.).
فالهلع والجزع والمنع نقائص وعيوب، وعلاجها يكون بالصلاة وعموم الطاعات والعبادات.
فهي قيام ومثول بين يدي الله سبحانه وتعالى، وحقها حضور القلب وخشوع الجوارح و"ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون". لكن كم من مصل ليس له من صلاته إلا التعب والنصب، كم من مصل يصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا النصف أو الثلث. وأن ليس للانسان من صلاته إلا ما عقل منها. بل إنها لتدعو للانسان أو عليه. ثم إن الصلاة مضبوطة بأزمنة وأمكنة، فالازمنة منها ما هو اختياري، ومنها ما هو اضطراري، والأمكنة منها ما هو فاضل كالمسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي، ومنها ما هو عادي كسائر المساجد، ومن الأمكنة ما تحرم فيه الصلاة أو تكره كظهر الكعبة والمزبلة والمجزرة وهلم جرا.
والصلاة مضبوطة بالامام والمأموم، فالامام يحسن أن يمتاز بصفات كأن يكون أقرأ القوم وغير مكروه لديهم، والمأموم له أن ينبه الامام عند السهو أو الخطأ، لكن يخشى عليه إن هو رفع رأسه قبل الامام أن يجعل رأسه رأس حمار، فإنما جعل الامام ليأتم به.
والصلاة مضبوطة بالاحرام والتسليم، وبالركوع والسجود، وما يتخلل ذلك من تكبير وغيره، وهي الى ذلك مضبوطة بالنواقض والجوابر، إلخ.
إنها الصلاة التي كانت راحة لرسول الله، كما أخبر الصادق المصدوق يوما لصاحبه: " أرحنا بها يا بلال ". [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)
عكس أبناء الأمة اليوم الذين يقولون" أرحنا منها ". وإن لم تنطق بها شفاههم، فإن أفعالهم بها ناطقة، إنها مفزع رسول الله، حيث كان كلما حزبه أمر صلى ". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21) وقرة عينه صلى الله عليه وسلم كما قال:" حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)
إنها المعين الحقيقي على تقوية الايمان، فإقامة الصلاة بأداء أركانها وسننها وهيئاتها في أوقاتها يوصل الانسان الى تحقيق تلك الصلة المطلوبة بين العبد وربه، وحري بمن فعل ذلك أن يعينه الله، وحري به هو أن يكون لما سواها مقيما، كما قال عمر في رسالة لعماله: " إن أهم أموركم عندي الصلاة من حفظها أو حافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ". [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)
الفريضة المرافقة لوجود الانسان المؤمن فوق هذه البسيطة، فريضة لا تسقط أبدا مع جميع الأعذار سواء كان مرضا أم خوفا أم حربا.
إقامة الصلاة كما أرادها الله أن تقام، لا كما أرادها الناس.
والعجيب في القرآن أنه عند حديثه عن فلاح المومنين ذكر من صفاتهم الست، الصلاة مرتين، حيث بدأ بها وختم بها، فكان البدء بالخشوع فيها والختم بالمحافظة عليها، فقال:" قد أفلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأمانتهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ". (المومنون/1 - 10).
إنها مضخة الاطفاء التي تطفئ النار المشتعلة الموقدة التي تلفح القلوب والعقول، وممحاة للذنوب حيث يروي [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24) لنا سلمان الفارسي أنه كان يوما مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت شجرة فأخذ منها غصنا يابسا، فهزه حتى تحات ورقه، ثم قال: يا سلمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق، ثم تلا:" وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ". (هود/119.).
(يُتْبَعُ)
(/)
-بل إنها كالماء الذي يطفئ دخان النار وسوادها ويغسل أثرها من بين جوانح الانسان، لهذا قال (صلى الله عليه وسلم): " إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة يا بني آدم قوموا الى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها ". [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25) وهو ما شرحه ابن مسعود: " تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا تكتب عليكم حتى تستيقظوا " [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)
هذا بعض من كل، وغيض من فيض من عظمة الصلاة ودورها في ضبط وانضباط النفس، ولكل مؤمن أن يتساءل عن عدد المصلين وعدد مساجد المسلمين، وغياب الضبط المطلوب، فسيتعرف على السبب اليقين ولن يلوم إلا نفسه ولن يرجو إلا رب العالمين.
ومما يفيد النفس ويضبطها ويزكيها أمام باريها كثرة الذكر والاستغفار لقوله تعالى:" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه يجد الله ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " (النساء/110).
4 - 2 - الاستعانة بمحاسبة النفس: قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ". (الحشر/18). إن آيات القرآن لتذكر الانسان بيوم لا مرد له، فيه مساءلة الرحمان لبني الانسان بكل ما سعت له وإليه من أعمال كما قال تعالى: " إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى .. ". (طه/15.).
والانسان محتاج للتذكر والتذكير بأن هذا اليوم هو يوم العدل المطلق، ليس فيه ظلم " لا ظلم اليوم". وليس فه رخصة للرجوع والاعتذار أو المقايضة كما قال تعالى:" ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به .. ". (يونس/54.).
بل سيجد الانسان نفسه وبيده كتابه يقرأه بنفسه، كما قال تعالى:" اقرأ كتابك فى بنفسك اليوم عليك حسيبا ". (الاسراء /14.).
ومحاسبة النفس تكون قبل العمل كما قال الحسن البصري: " رحم الله عبدا وقف عند همه فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره تأخر ". [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27) وأثناءه باستحضار شرع الله ومراقبته في السر والعلن. وبعده، باستحضار قوله تعالى: " فوربك لنسألنهم أجمعين " (الحجر/98) وقوله: " ليسأل الصادقين عن صدقهم ". (الاحزاب/8).قال أحد السلف: " فإذا سأل الله الصادقين فما بالك بالكاذبين ".
4 - 3 - تنمية الصفات الطيبة: وذلك حتى يكون لها الغلبة، ذلك مثل: صفات الحلم والكرم والتواضع والشكر، ولا يكفي في ذلك قراءة كتاب أو حفظ نصوص، لكن تحصيلها لابد له من مجاهدة وتمرن وتدريب؛ فمثلا من أراد أن يكون حليما، فهذا ينبغي له أن يقوي إيمانه ويزيد في صبره ويكظم غيظه ويملك نفسه في مواقف الغضب، قال صلى الله عليه وسلم: " إنما الحلم بالتحلم " .. [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)
وقد أثنى الله جل وعلا على الكاظمين الغيظ فقال جل من قائل:" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ للَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (آل عمران/133).
فالحديث عن المتقين هنا هو حديث عن صفة مهمة من صفاتهم، وهي كظم الغيظ وهو أحد أهم الوسائل المعينة على ضبط النفس. قال القرطبي في معناه: " كظم الغيظ رده في الجوف.". [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29) ويقال كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه. فكظم الغيظ هو منعه من أن يقع. [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)
ومن خلال ما ذكر نستطيع القول بأن ضبط النفس في مثل هذه الحالة، يكون بمنعها من التصرف خطأ في المواقف الطارئة والمفاجئة التي تتطلب قدرا من الشجاعة والحكمة وحسن التصرف. وقد وردت أحاديث كثيرة عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فيها بيان فضل كظم الغيظ وبالتالي ضبط النفس منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رواه ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله " .. [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)
وبإيجاز، فضبط النفس يقتضي من المسلم أن يتجاوز مرحلة البناء التي يجب أن لا تتوقف، باعتبار استمرارها الى آخر رمق من عمر الانسان لقوله تعالى: " واعبد ربك حتى ياتيك اليقين ". (الحجر/99). ليصل بالنفس الى مرحلة الاعراب.
فأن يصبح المرء معربا، هذا هو المطلوب، فهو كالكلمة، المعرب منها له في موقع الفاعل الرفع وفي موقع المفعول به النصب و أحيانا تجر إذا سبقت بحرف صغير من حروف الجر، أما المبني فقد تجاهله النحاة من قبل ولم يعيروه اهتماما لأنه ثابت لا يتغير كما أنه لا يتفاعل مع ما حوله من جمل وكلمات.
فيجب على الانسان أن يبادر (الفاعل) ليرفع سهمه عند الله بحسن عمله في المجتمع بإبداعاته و إنجازاته، فالمؤمن كالغيث النافع أينما وقع نفع، وكل همه أن يسود الخير، وتنتشر المحبة، ويشارك في صناعة الحياة، همه أن يصبح راحلة يعين في رفع الأثقال عن أمته، وليس فقط واحدا يريد أن يحمل، وقد ورد في الحديث الصحيح:" الناس كإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة". [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32) فليحرص الانسان على أن يكون راحلة ينفع نفسه وينفع أمته.
كتبه عبد ربه الدكتور أحمد بن محمد العمراني
أستاذ الفقه المقارن والتفسير بجامعة شعيب الدكالي
كلية الآداب الجديدة المغرب.
[/ URL] لسان العرب مادة ضبط [1]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) سنن الترمذي 4/ 659/2499وحسنه الألباني، وسنن ابن ماجه 2/ 1420/4251، ومسند احمد 3/ 198/13072. [2]
صحيح مسلم 4/ 2105/2748/وسنن الترمذي 5/ 548/3539.ومسند احمد 5/ 414/23562. [3]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي 1/ 299 [4]
الفوائد لابن القيم [5]
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) صحيح مسلم رقم:7308.
المستدرك للجاكم:1/ 79/72/ 72.وسنن ابي داود:4/ 236/4744، وصحيح ابن حبان:16/ 406/7393.ومسند احمد:2/ 354/8674. [7]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) صحيح مسلم:2067. [8]
المستدرك للحاكم رقم:4771، وسنن ابن ماجه:/215/ 2972/3733، وصححه الألباني. [9]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) سنن الترمذي رقم:2342/والمستدرك:4/ 354/7896/ 53. [10]
مجمع الزوائد:1/ 188/و7/ 301، والبزار:9/ 292/و308/رقم:3844/ومسند احمد 4/ 420/ورقم:19872/والترغيب والترهيب:2/ 184/والمعجم الصغير:1/ 3وصححه الهيثمي. [11]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) صحيح مسلم:485. [12]
اللسان مادة فرط [13]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) رواه ابن ابي الدنيا من حديث ابي هريرة. [14]
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) المستطرف 1/ 59.
صحيح البخاري رقم:6137. [16]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) صحيح ابن حبان 1/ 531/2531.، وسنن الدارمي 2/ 319/2531، ومسند الطيالسي 1/ 106/788. [17]
طريق الهجرتين 1/ 474 [18]
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) الحلية 10/ 132، وتاريخ دمشق:6/ 13، وفيض القدير:2/ 563/53.
سنن ابي داود رقم:1985.والمعجم الكبير:7/ 4. [20]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) مسند احمد رقم:23540. [21]
سنن النسائي:3949، ومسند احمد رقم:12359و13123و14114، والمعجم الكبير:20/ 420.وطبقات ابن سعد:1/ 398/و2/ 220. [22]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) الجامع لأحاكم القرآن للقرطبي:1/ 164/و10/ 364/و11/ 123.وتفسير ابن كثير: 3/ 128/والدر للسيوطي:1/ 713. [23]
سنن الدارمي:1/ 197/ومسند احمد رقم:23873/و23864، والمعجم الكبير:6/ 257. [24]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) المعجم الأوسط:6448. [25]
المعجم الأوسط:2245 [26]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) شعب الايمان 5/ 458/7279/وفيض القدير:2/ 499 [27]
الجامع الصغير وزيادته:10/ 410/4093، والمعجم الأوسط:2663. [28]
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) الجامع:4/ 202. [29]
اللسان مادة كظم. [30]
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31"] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) صحيح الترغيب 2752، وصحيح ابن ماجه 2/ 407/4179. [31]
[32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) صحيح البخاري 6133/ج:5/ 2383/وصحيح مسلم 4/ 1972/2547.(/)
النص الأثري التفسيري ومنهاج قراءته بين الموجود والمقصود
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:26 ص]ـ
النص الأثري التفسيري ومنهاج قراءته
بين الموجود والمقصود.
بسم الله الرحمان الرحيم، وبحمد الله أستعين وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وبعد
لا يكاد التاريخ يعرف أمة من الأمم عنيت بكتاب ربها كما عرف ذلك للأمة الاسلامية، فمن يوم نزل القرآن غضا طريا على قلب النبي محمد) صلى الله عليه وسلم) والأمة قائمة على العناية به، فمن حفظ في الصدور، إلى كتابته في السطور، إلى فهم لمعناه واستكناه له، وكشف عن أسراره وغوص، على درره وعجائبه التي لا تنقضي.
ولم يكن هم سلف الأمة من القرآن الكريم حفظ لفظه فحسب، بل كانت غايتهم العظمى تدبره والعمل بكل ما جاء به، فقد كانوا ينظرون إلى القرآن على أنه كتاب هداية وإرشاد، يطهر القلوب ويزكي النفوس ويثقف العقول ويهدي للتي هي أقوم، فلا هداية تداني هدايته، ولا صلاح للبشرية بدون الأخذ بأحكامه وآدابه.
وبهذا أمكن لسلف الأمة أن يكونوا مدينة فاضلة ذكراها شذى يتضوع، وأن يسودوا العالم في أقل من قرن ..
ومن البدهي أن العمل بالقرآن والاهتداء بهديه في العقائد الصحيحة والأحكام السامية والآداب العالية لن يكون إلا بعد فهمه والوقوف على ما حوى من نصح ورشد، وهذا لا يتحقق إلا بعد الكشف والبيان لما تدل عليه ألفاظه، وهو ما يعرف بعلم " تفسير القرآن ".
وإذا كان الصحابة على ما كانوا عليه من سليقة عربية سليمة وما رزقوا من مواهب عقلية قلبية، وماسمعوا وشاهدوامن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قداحتاجوا إليه في تفسيركثير من آيات القرآن ومعرفة المراد منها، فما أحوج المسلمين بعدهم إلى معرفة التفسير، لاسيما في العصور التي فسدت فيها ملكة البيان العربي، وتلاشت فيها خصائص العروبة.
وقد قيض الله سبحانه وتعالى لكتابه القرآن العظيم من الصحابة والتابعين ومن تبعهم إلى يومنا هذا علماء أجلاء وأئمة فضلاء تركوا لنا في تفسيره ثروة قيمة، بما رووه عن صاحب الرسالة وما استنبطوه بعقولهم الصائبة وأذواقهم المرهفة.
ثم حمل هذاالعلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، فكان من ذلك تراث لايحصى من نتاج العقلية الاسلامية لاتزال تفاخربه على مرالدهور.
وقد نوه أئمة الدين بفضل هذا العلم وشرفه، حيث قال سعيد بن جبير: " من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى ... ". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وقال إياس بن معاوية: " مثل الذين يقرأون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب." [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). وقال السيوطي رحمه الله: " وقد أجمع العلماء أن التفسير من فروض الكفايات وأجل العلوم الشرعية " [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4).
وقال الأصبهاني:." ... وبيان ذلك أن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها مثل الصياغة، فإنها أشرف من الدباغة، لأن موضوع الصياغة؛ الذهب والفضة وهما أشرف من الدباغة الذي هو جلد الميتة، وإما بشرف غرضها مثل صناعة الطب، فإنها أشرف من صناعة الكناسة، لأن غرض الطب إفادة الصحة، وغرض الكناسة تنظيف المستراح، وإما لشدة الحاجة إليها كالفقه، فإن الحاجة إليه أشد من الحاجة إلى الطب، إذ ما من واقعة من الكون في أحد من الخلق إلا وهي مفتقرة إلى الفقه، لأن به انتظام صلاح أحوال الدنيا بخلاف الطب، فإنه يحتاج إليه بعض الناس في بعض الأوقات، إذا عرف ذلك؛ فصناعة التفسير قد حازت الشرف من الجهات الثلاث، أما من جهة الموضوع، فلأن موضوعه كلام الله الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، وأما من جهة الغرض منه، فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى، وأما من جهة شدة الحاجة إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله.". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5).
ونظرا لكل هذا وغيره، ارتأيت النظر في بعض أمهات الكتب بحثا عن الأثر التفسيري أينما وجد، لعلي أسهم واسعا مع الباحثين في المجال، فأقدم لهم قراءة تفيد وتغني عن التنقيب غير الممنهج.
وهذا العمل هو جهد شخصي فردي، سبق إعدادي لأطروحة الدولة التي قدمتها سنة 2002 م بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المعنونة ب: " مدرسة مكة في التفسير، جمع وتحقيق ودراسة ".
وقد اندفعت لهذا العمل الخاص انطلاقا من إشارات علمية بدت لي أثناء السير، أهمها اتصالي بكتب التراجم أثناء البحث والتنقيب عن موضوع يصلح للبحث، وثانيها: اتصالي بكتاب الدر المنثور للسيوطي منذ السنوات الأولى في دراستي الجامعية.
وقد استفدت من هذا الجهد الشخصي الشيء الكثير، وبعد أن قرأت دعوة مجلة الامام الشاطبي عبر الشبكة العنكبوتية، قررت أن أعيد النظر فيه، تحقيقا وتنظيما وتحليلا، وأنا الآن أقدمه للدارسين عسى أن يكتب في صحيفتي يوم الدين، أنال به الأجر عند رب العالمين، والدعاء الصالح من الباحثين الخيرين.
وقد تبين لي بعد لأي، أن الحديث عن الموجود من التفسير الأثري، يبدأ بالبحث عن النص المأثور، أين يمكن إيجاده؟ هل في كتب التفسير المطبوعة المشهورة؟ مثل: جامع البيان للطبري، ت:310هأو تفسير ابن أبي حاتم الرازي، ت:337هـ، أو تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ت:774هـ، أو غيرها من الكتب؟ أو في المخطوط منها؟.
ليثار السؤال الطبيعي،أين هي هذه المخطوطات؟ ما هي قيمتها العلمية؟ أسئلة كثيرة يمكن أن يضعها كل راغب في البحث عن النص الأثري دون أن يجد لها الجواب الشافي.
وإذا تجاوزنا كتب التفسير المطبوع منها والمخطوط،ألا يمكن البحث عن النص الأثري في غير ما ذكر؟.
إنها إشكالية عسيرة الحل، ولكن باختصار أقول: في كل هذا يبحث عن النص الأثري، في المطبوع والمخطوط من الكتب المتنوعة المعارف سواء كانت تفسيرية أم حديثية، فقهية أم أصولية، أدبية أم تاريخية.
إذ ما يعترف به كل مطلع منصف - ويجب أن يعترف بذلك - هو أن السابقين أودعوا لنا في مؤلفاتهم حقائق وحِكما ما كنا لنعرفها لولا تدوينهم لها، كما أعلن ذلك الجاحظ منذ القدم فقال: " لو ما أودعت لنا الأوائل في كتبها، وخلدت من عجب حكمتها من أنواع سرها حتى شاهدنا بها ما غاب عنا، وفتحنا بها كل مستغلق كان علينا، فجمعنا إلى قليلنا كثيرهم، وأدركنا ما لم ندرك إلا بهم لقد خس حظنا من الحكمة وضعفت سبلنا إلى المعرفة " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)..
وما يثبت هذا القول عمليا بحثان أضعهما بين يدي كل مهتم وقارئ.
أولا: استقراء من نسب إليهم تفسير من خلال ما اشتهر من كتب التراجم:
يتعلق هذا العمل بتقديم جرد مفصل لأسماء العلماء الأوائل الذين اشتهروا بالتفسير أو ألفوا في التفسير، أو نسب لهم تفسير، أو أملوا تفسيرا، واستقراء ما ذكر حول المفسرين وكتب التفسير، من بطون عديد من المصنفات التي تهتم بتراجم الرجال مثل:
طبقات المفسرين للسيوطي، وطبقات المفسرين للداودي، والفهرست لابن النديم، وتهذيب التهذيب لابن حجر، ومعجم المؤلفين لرضا كحالة، والطبقاتالكبرى لابن سعد، والتفسير والمفسرون للذهبي.
لأثير بعد ذلك السؤال الطبيعي أين هي تفاسير من ذكرهم هؤلاء ضمن المؤلفين في التفسير أو المسهمين فيه بنوع، أو نسب إليهم في هذا الموضوع شيء من التفسير، مرتبا ذلك ترتيبا تاريخيا؛ أي بحسب سنة وفاتهم ..
ولعله من نافلة القول التأكيد على أن كتب التراجم كتبت في قديم التاريخ ووسيطه وحديثه، لأن الأشخاص هم العقل العالم والوجدان المتفنن، فهم الحياة في التاريخ ولم لا هم التاريخ الحي؟ وما عدا الأشخاص من الدول والآثار والأعمال والعقائد إلا التاريخ الصامت، بل الميت إذا لم يعرف الأشخاص الذين نفخوا في كل ذلك من روحهم، فكأنما كل ما كتب من التاريخ ليس إلا سطورا في ترجمة الأشخاص الذين صنعوا أحداثه ووقائعه. ومن هؤلاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الصحابة رضوان الله عليهم الذين اشهروا بمعرفة الكتاب وخدمته، قال الامام السيوطي:" اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة، الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
وبالتأكيد أن تفاوت هؤلاء الكرام في التفسير أمر طبعي، فحاجة الناس الى التفسير في السنوات التي عاش فيها الكرام العشرة لم تكن ملحة بقدر ما أصبحت بعد وفاة البعض منهم. ليعمر بعدهم ابن عباس حبر الأمة الذي انشغل فعليا بالعلم الشرعي بجميع تخصصاته، فكان ما نقل عنه أكثر من غيره؛ ومن هؤلاء الصحابة الكرام أذكر من أثر في مسيرة التفسير بنوع من التأثير وهم:
1 - عمر بن الخطاب:
الفاروق، من جُعل الحق على لسانه وقلبه " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) ، وكان من الكتاب [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) ، حفل عصره باجتهادات جريئة برهنت على ثقب بصره، وحسن نفاذه الى بواطن الأمور، ليقر كبار الصحابة لاجتهاداته، ويعترفوا بفضله وعلمه.
وقد تميزت شخصية عمر الفاروق بتأليف الرجال الذين ورثوا عنه العلم، وتفرغوا من بعده للتعليم والتلقين، وعلى رأس مؤلفاته البشرية، حبر الأمة عبد الله بن عباس، الذي نهل منه ولازمه وتحمل عنه، سواء في مجالسه التي كان يعقدها، أو في رحلاته التي كان يقوم بها، يشهد بذلك قوله: " لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللتين قال الله تعالى لهما: (إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما) فحججت معه، فعدل وعدلت معه بالاداوة أي المطهرة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه من الاداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللتان قال الله تعالى لهما: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " قال: واعجبا لك يا ابن عباس! عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه .. " [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
وجاء في تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: " قدم على عمر رجل فسأله عن الناس، فقال: قرأ منهم القرآن كذا وكذا، فقال ابن عباس: ماأحب أن يسأل عن آي القرآن، قال: فزبرني عمر، فانطلقت إلى منزله فقلت: ما أراني إلا قد سقطت من نفسه، فبينما أنا كذلك إذ جاءني رجل فقال: أجب، فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال: ما كرهت مما قال الرجل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت فأستغفر الله، قال: لتحدثني، قلت: إنهم متى تنازعوا اختلفوا، ومتى اختلفوا تقاتلوا، قال: لله أبوك لقد كنت أكتمها الناس " [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11).
- وكان تقدير عمر لابن عباس مثار إعجاب الصحابة واستغرابهم لحداثة سنه، دفع بعضهم للاستفسار: " لم يدخل هذا معنا، وإن لنا أبناء مثله! فيقول لهم عمر: إنه من علمتم، فدعاهم ذات يوم، فأدخله معهم، يقول ابن عباس: فمارأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: (إذا جاء نصرالله والفتح)؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: هو أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح. فذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).
إنها إشارات في نصوص تبين الأثر الذي خلفه عمر الفاروق في حبر الأمة، وتبين قدره في فهم كتاب الله.
وقد قام الباحث ابراهيم بن حسن منذ سنة 1983م، بجمع تفسير عمر الفاروق والتعليق عليه، وصدرت طبعته الأولى عن الدار العربية للكتاب. وهو بحث تقدم به صاحبه لنيل شهادة علمية تحت إشراف الدكتور علي الشابي.
2 - أبي بن كعب:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحد الرواحل [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) ، وسيد القراء [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) ، وأحد كتاب الوحي وحفاظه [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) وأقرأ الأمة له [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) ، تلقاه من في رسول الله [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17) ، حيث روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لأبي مرة (أي أبي): " إني أمرت أن أعرض عليك القرآن، فقال أبي: بالله آمنت وعلى يدك أسلمت ومنك تعلمت، قال فرد النبي (صلى الله عليه وسلم) القول، قال: يا رسول الله وذكرت هناك؟ قال: نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى، قال: فاقرأ إذن يارسول الله.". وعرضه عليه بأمر من الله [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18). وهو ممن أسهم في جمع القرآن. [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)
3- عبد الله بن مسعود:.
هو ابن أم عبد، أحد القراء المعدودين من أوائل القرأة، فقد عده الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن أربعة أمر المسلمين أن يأخذوا القراءة عنهم. [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20) ، وقال عن نفسه: " والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعملهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم" [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21). وقال: " ما أنزلت سورة إلا وأنا اعلم فيم نزلت، ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل أو المطايا لآتيته ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22).
وقد جمع تفسيره الباحث محمد أحمد عيسوي في رسالة جامعية، والكتاب مطبوع من مجلدين، بعنوان: تفسير ابن مسعود جمع وتحقيق ودراسة، وقد طبع الكتاب على نفقة مؤسسة الملك فيصل الخيرية سنة:1405هـ.
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ4 - علي بن أبي طالب:
وارث علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأدبه، تيسر له ما لم يتيسر لغيره من الصحابة؛ من مصاهرة وسكن ومرافقة في الحل والترحال، حيث قال: " كنت إذا سألت رسول الله أعطاني وإذا سكت ابتدأني " [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23).
شهد له الصحابي الجليل عبد الرحمان السلمي بالتمكن من كتاب الله فقال: " ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله من علي " [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24). وهو ما أكده بنفسه حين قال: " ووالله ما نزلت آية إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت وعلام نزلت " [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25).
تفنن (كرم الله وجهه) في كل المعارف والعلوم تمكنا وإتقانا، شهد بذلك تلميذه ابن عباس في قوله: " قسم علم الناس خمسة أجزاء، فكان لعلي منها أربعة أجزاء ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم به. " [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26) . ليجالسه ويرافقه، وينال من علمه ويعتمده، حيث قال: " إذا ثبت لنا الشيء من علي لم نعدل عنه الى غيره " [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)، خاصة تفسير القرآن حيث قال: " ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي ابن ابي طالب " [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28).
5- زيد بن ثابت: ت:45 هـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
امتاز رضي الله عنه بالحفظ والذكاء منذ صغره، حيث حفظ ست عشرة سورة وعمره لم يناهز عشر سنوات [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29) ، وتعلم العبرانية في خمسة عشر يوما [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30) ، والسريانية في سبعة عشر يوما [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31). حينما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم اللغتين حين خشي الزيادة على رسائله والعبث بها، لما عهد فيه من نبوغ وأمانة، قال زيد: " قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم) إني أكتب الى قوم، فأخاف أن يزيدوا علي أوينقصوا، فتعلم السريانية، فتعلمتها في سبعة عشر يوما. ثم تعلم العبرانية في خمسة عشر يوما. وهو واحد من كبار كتاب الوحي [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32) ، وجامعه [33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33).
6- عبد الله بن عباس:
حبر الأمة وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدعو له بالحكمة وبالفقه في الدين والعلم بالتأويل.
منح رضي الله عنه ألقابا كثيرة تشهد لنبوغه، وتبين قدره وقيمته العلمية. أذكر منها: ترجمان القرآن [34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34) ، وفارس القرآن [35] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35) وحبر الأمة [36] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36) ، وحبر العرب [37] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37) ، وبحر الأمة، [38] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38) ، ورئيس المفسرين [39] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39) ، وشيخ المفسرين [40] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn40) ، والأب الأول لتفسير القرآن [41] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn41) ، وأفقه من مات وعاش [42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn42) ، ورباني العلم [43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn43) ، ومن الراسخين في العلم [44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn44) وأعلم الناس [45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn45) . وأفقه من مات وعاش، [46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn46) ورباني العلم [47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn47)، ومن الراسخين في العلم [48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn48) وأعلم الناس [49] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn49) .
وقد تميز عبد الله بن عباس عن غيره من الصحابة بفقه الكتاب، بل يُفهم من عدد غير يسير من الأقوال أنه (رضي الله عنه) من أوائل من ألفوا في التفسير، أو أملوا تفسيرا كاملا، وهو رأي تعضده مجموعة من الشواهد، مثل:
-ما روي عن تلميذه مجاهد أنه كان يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله. [50] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn50) .
- وما روي عن موسى بن عقبة قال: " وضع عندنا كريب بن مسلم حمل بعير من كتب ابن عباس، فكان علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه، ابعث إلي بصحيفة كذا وكذا، فينسخها ويبعث بها ". [51] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn51).
كما اهتم برواياته التفسيرية عدد لا يستهان به من الباحثين قديما وحديثا، جمعا ودراسة. ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
-كتاب " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط وهو تفسير جل رواياته تدور على محمد بن مروان السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس، وهو سند تكلم فيه نقاد الرجال، فالسدي يضع الحديث ومتروك، فإذا انضم إليه الكلبي فتلك سلسلة الكذب [52] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn52) ، وقد ورد عن الكلبي قوله لأصحابه في مرضه: " كل شيء حدثتكم عن ابي صالح كذب " [53] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn53)، ومن هنا يتبين أنه لا يمكن القطع بأن تفسير ابن عباس موجود في مثل هذا الكتاب لأن أغلبه موضوع، وإن لم يطعن في قيمته الذاتية، وإنما في قيمة نسبته ليس غير ..
وقد قام الباحث إبراهيم محمد عوض النجار، تحت إشراف د: النعمان عبد المتعال القاضي، حسب ما قرأته في إحدى المجلات المتخصصة يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، بدراسة هذا الكتاب وتوثيقه، سنة:1980 م. لما أتمكن من الاطلاع عليه.
-كتاب " تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة "، للدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي، وهو عمل مهم قام صاحبه باستخراج كل النصوص التفسيرية المنسوبة لابن عباس مسندة كانت أو غير مسندة، من عدد لا بأس به من كتب السنة حيث قام بدراسة المسند منها مبينا معنى الآيات والأحاديث التي أوردها، كما حاول الجمع بين الروايات التي يظهر وجود تعارض بينها، وإن تعذر رجح بالاسناد أو بمناسبة الأثر لسياق الآيات، كما أنه يذكر الآية كاملة وإن كان تفسير ابن عباس هو لجزء منها فقط معللا ذلك بأن معنى الآية لا يظهر إلا بذكرها كاملة.
-كتاب " تفسير ابن عباس المسمى صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير القرآن الكريم " لراشد عبد المنعم الرجال، وهو عمل يعنى بجمع تفسير ابن عباس الذي رواه عنه علي بن أبي طلحة جمعه الباحث من مجموع من المظان من كتب التفسير والحديث والتاريخ والرقائق وغيرها، مع عدم تمكنه من الاطلاع على تفسير ابن أبي حاتم الذي يحوي عددا هائلا من النصوص التفسيرية لابن عباس المروية عن طريق علي بن أبي طلحة.
يقول صاحب البحث: " إن منهجي في هذه الدراسة الذي حددته لنفسي منذ البداية هو أن أجمع هذا الشتيت المبعثر في ثنايا الكتب الأصيلة، وأرتبه وأوثقه، مقدرا أن هذا الأمر ليس سهلا ولا هينا ... " [54] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn54).
* بالاضافة الى هذه الكتب المطبوعة، هناك رسائل علمية بحث أصحابها في تفسير ابن عباس ببعض الجامعات السعودية لم أتمكن من الاطلاع عليها وليس لي بها من علم سوى عناوينها وأسماء الباحثين والجامعات المسجلة بها هذه البحوث وهي كما يلي:
-"عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه في سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران." لمحمد بن صالح القادر، بجامعة الامام محمد بن سعود، ماجستير سنة:1401هـ.
-"عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه في سورة النساء والمائدة والأنعام " لناصر بن عبد الرحمان العمار، ماجستير بنفس الجامعة، سنة:1403هـ.
-"عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه من سورة الأعراف والأنفال والتوبة " لمحمد بن صالح القرعاوي، ماجستير بنفس الجامعة، سنة:1403.هـ.
-عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه من سورة يونس الى آخر سورة مريم " لمحمد بن منصور الفائز، ماجستير بنفس الجامعة، سنة:1407.هـ.
-عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه من سورة طه الى آخر سورة العنكبوت " لسعود بن عبد العزيز الحمد، ماجستير بنفس الجامعة، سنة:1407.هـ.
-عبد الله بن عباس مفسرا وتحقيق المروي عنه من سورة الروم الى آخر سورة الشورى " لصالح بن محمد الجهني، ماجستير بنفس الجامعة، سنة:1407هـ.
-"ابن عباس ومنهجه في التفسير وتفسيراته الصحيحة في الثلث الأول من القرآن " لآدم محمد علي، ماجستير بالجامعة الاسلامية،
سنة:1401هـ.
- ابن عباس ومنهجه في التفسير وتفسيراته الصحيحة في الثلثين الأخيرين من القرآن الكريم " لآدم محمد علي دكتوراة، 1406هـ. بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أكتم علما، فقد قمت بدوري بعد اطلاعي على ما أنجز من بحوث في الموضوع، ببحث حول مدرسة ابن عباس في التفسير، جمعت فيه تفسير مدرسة مكة بكامله من جميع المظان، تفسير عبد الله بن عباس، وتفسير مجاهد بن جبر، وتفسير سعيد بن جبير، وتفسير عكرمة مولى ابن عاس، وتفسير عطاء بن أبي رباح، وتفسير طاوس بن كيسان اليماني. وهو إضافة جديدة لما قدم، جمعت فيه تفسير هؤلاء من كل كتاب موجود يعتقد أن به نصا تفسيريا، سواء كان المصدر كتاب تفسير أو حديث أو لغة أو أدب أو تاريخ، مع تحقيق أسانيد تلاميذ المدرسة، ودراسة منهج هؤلاء الرجال.
ولعل هناك بحوثا أخرى لما أطلع عليها، هي من قبيل المشتت أيضا، أو المفقودة بسبب السجن الجديد الذي وضعت فيه، سواء كان رف مكتبة، أو درج مكتب، فهي سجينة إلى أن يُفك قيدها بأن توضع رهن إشارة الباحثين للاستفادة والافادة.
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
7 - مسروق بن عبد الرحمان:
وهو من أصحاب ابن مسعود، قال فيه الذهبي: " إن تتلمذ هذا الرجل على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يد ابن مسعود الذي اشتهر بتفسير القرآن جعل مسروق إماما في التفسير وعالما خبيرا بمعاني كتاب الله " ت:63هجرية. [55] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn55)
8- الأسود بن يزيد النخاعي:
قال فيه الذهبي: " هو من أشهر رجال مدرسة التفسير بالعراق " ت: 74هـ. [56] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn56)
9- مرة بن شراحيل:
الهمذاني الكوفي المفسر كان بصيرا بالتفسير.76 هجرية .. [57] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn57)
10- زر بن حبيش:
من تلاميذ ابن مسعود وأبي، قال فيه ابن عبد البر: كان عالما بالقرآن قارئا فاضلا، ت:81 هـ. [58] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn58)
11- رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي ك
من تلاميذ أبي بن كعب وابن مسعود، قال فيه أبو بكر بن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية الرياحي …، له تفسير رواه عنه الربيع بن أنس البكري.93هـ. [59] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn59)
12- سعيد بن جبير:
قال أبو حاتم في ترجمة عطاء بن دينار: أخذ التفسير من الديوان وكان عبد الملك سأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه تفسيرا فوجده عطاء فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير، كتب تفسيرا في عهد الملك بن مروان،95هـ. [60] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn60)
وقد أنجز الأستاذ الدكتور محمد أيوب يوسف بن علي حسب ما اطلعت عليه عند زيارتي للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة سنة 1416 هـ، على بحث للماجستير وآخر لدكتوراة الدولة، حول تفسير سعيد بن جبير، جمع فيهما تفسيره من بطون كتب التفسير والحديث وباقي المصنفات.
13 - مجاهد بن جبر المقرئ المفسر:
قال خصيف: " كان أعلمهم بالتفسير مجاهد "، وقال ابن ابي مليكة: " رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، فقال ابن عباس: أكتب، حتى سأله عن التفسير كله " اعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري، وهناك مخطوطة في التفسير حققت ونسبت إليه وهذا خطأ. ت:101هـ. [61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn61)
ولبيان هذا الخطأ في نسبة التفسير المحقق إليه، أبرز في هذه الأسطر بعض ذلك في هذه الاشارات، فقد قام بتحقيق المخطوطة: د محمد بن عبد السلام أبو النيل وهو تحقيق ثان لمخطوطة في التفسير بعد التحقيق الأول الذي قام به الشيخ عبد الرحمان الطاهر بن محمد السورتي (مجمع البحوث الاسلامية أسلام أباد)، والمخطوطة كما يقول أبو النيل:" .. يتيمة لا أخت لها .. وليست كلها عن مجاهد، وإنما بها قدر غير يسير عن غيره، بل هناك سور بتمامها لم يذكر شيء فيها عن مجاهد كالمعارج ونوح والمدثر والقيامة والدهر والتكاثر والقارعة، ولم يأت بالمخطوطة تفسير شيء من سورة الفاتحة ولا من سورة الكافرون " .. قام بمراجعتها على بعض كتب التفسير كالطبري والسيوطي وابن كثير، ثم ذكر ما زاد في تفسير الطبري على ما في المخطوطة من آراء مجاهد [62]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn62)
والذي تبين لي بعد الاطلاع على تحقيق المخطوطة، أنها كتبت سنة 544هـ، أي في منتصف القرن السادس، ولم تشر إلى نسخة أخذت عنها، فبين كتابة هذه المخطوطة ووفاة مجاهد حوالي أربعة قرون ونصف. وأيضا فالمخطوط لا يحمل اسم تفسير مجاهد، ولكنه تفسير ابن خيرون عن ورقاء عن ابن ابي نجيح عن مجاهد، وكان الأولى الاحتفاظ على الاسم كما ورد، إذ نسبته الى ابن خيرون أدق من نسبته الى مجاهد. ولو أسماه جامعه " المتتقى من تفسير السلف " لكان أفضل له وأقوم.
ثم إنه من المعلوم أن فكرة جمع تفسير لمجاهد بن جبر ليست حبيسة عصر ابن خيرون، ولا هذا العصر، بل قد فكر في القيام بذلك الدكتور مصطفى زيد والدكتور فؤاد سزكين، حيث قال الأول في كتابه النسخ: " أما مجاهد ... فيستطاع جمع كتاب كل منهم أو صورة تقريبية منه، إذا تتبع الدارس الآثار التي صحت روايتها عنهم في جميع كتب السنة، وكتب التفسير بالمأثور وكتب الناسخ والمنسوخ ". [63] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn63) وقال الثاني في كتابه تاريخ التراث [64] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn64): " ويمكن إعادة جمع هذا التفسير-تفسير مجاهد-من الاقتباسات التي أخذها عنه الطبري في تفسيره.
14 - عكرمة مولى ابن عباس
ذكر ابن النديم أنه ألف كتابا في نزول القرآن عن ابن عباس، وعن سلام بن مسكين قال: كان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير. [65] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn65)
وللإشارة فقد أنجزت -حسب علمي -رسالتان جامعيتان حول عكرمة مولى ابن عباس، الأولى حول تتبع مروياته في صحيح البخاري، نال بها الباحث مرزوق هياس شهادة الماجستير من الجامعة الاسلامية سنة:1398هـ. بالمدينة المنورة.
-والثانية بعنوان: " تفسير عكرمة مولى ابن عباس (جمع وتحقيق ودراسة)، رسالة علمية نالت بها الباحثة سعيدة عبد الخالق، شهادة الماجستير من كلية الآداب بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة المغربية، شعبة الدرسات الاسلامية، تحت إشراف الدكتور محمد بالوالي.
15 - محمد بن سيف الأزدي الحذائي:
أخرج له النسائي وابو داود في المراسيل، له تفسير. [66] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn66)
16- الضحاك بن مزاحم:
لقي سعيد بن جبير بالري وأخذ عنه التفسير، وقال ابن عدي عرف بالتفسير ت:105هـ. [67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn67)
17- الشعبي عامر بن شراحبيل:
روي عن خمسمائة من الصحابة، ذكره الذهبي في أشهر رجالات المدرسة التفسيرية بالعراق ت:109هـ. [68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn68)
18- الحسن البصري:
له تفسير رواه عنه جماعة، قال حماد بن سلمة عن حميد: قرأت القرآن على الحسن وفسرته على الأثبات، ت:110هـ. [69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn69)
19- محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب:
له تفسير رواه عنه زياد بن المنذر أبو الجارود، ت:117هـ[70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn70)
20- قتادة بن دعامة السدوسي:
المفسر، روى تفسيره شيبان بن عبد الرحمان التميمي قال فيه ابن حبان: كان من علماء الناس بالقرآن، ويقول هو عن نفسه: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا، وقد قام بجمع بعض تفسيره أحد الدارسين عبد الله ابو السعود في رسالة ماجستير بإشراف الدكتور يوسف خليل من أول القرآن الى آخر التوبة.ت:118هـ. [71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn71)
21- القاسم بن ابي بزة:
لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم، وكل من يروي عن مجاهد التفسير فإنما أخذه من كتاب القاسم. ت:124هـ. [72] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn72)
22- اسماعيل بن عبد الرحمان بن ابي كريمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو محمد الكوفي الأعور صاحب التفسير ت:127هـ، قال سلم بن عبد الرحمان: مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر لهم القرآن وقال: أما أنه يفسر تفسير القوم. [73] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn73)
23- واصل بن عطاء البصري الغزال:
له من التصانيف كتاب معاني القرآن، ت:131هـ. [74] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn74)
24- عطاء بن ابي مسلم:
له كتاب تنزيل القرآن، وتفسيره، وناسخه ومنسوخه، ت:135هـ. [75] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn75)
25- عبيد بن سوية بن ابي سوية الأنصاري:
قال ابن يونس كان رجلا صالحا يفسر القرآن، ت:135هـ. [76] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn76)
26- زيد بن أسلم العدوي:
قال الذهبي: وليزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمان وقال يعقوب بن شيبة: كان عالما بتفسير القرآن، ت:136هـ. [77] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn77)
27- ثابت بن أبي صفية الثمالي:
له تفسير [78] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn78)
28- داود بن ابي هند القشيري:
من تلاميذ أبي العالية الرياحي له تفسير، ت:140هـ. [79] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn79)
29- أبان بن تغلب:
صنف كتاب معاني القرآن، ولطيف القراءات، ت:141هـ. [80] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn80)
30- محمد بن السائب الكلبي المفسر:
له تفسير مشهور، تفسير الآي الذي نزل في أقوام بأعيانهم وناسخ القرآن ومنسوخه.، قال فيه ابن سعد: وكان عالما بالتفسير.ت:146هـ. [81] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn81)
31- مقاتل بن حيان:
له تفسير، ت:150هـ، وهومن تلاميذ مجاهد [82] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn82).
32- حسان بن المداري:
كان عارفا بالتفسير. [83] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn83)
33- عبد الملك بن جريج:
صاحب التفسير، رواه عنه حجاج بن محمد المصيصي سمعه منه في الاملاء، قيل في تفسيره أنه أول المدونات جمع فيه بعض الآثار وأقوال مجاهد [84] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn84)
34- مقاتل بن سليمان المفسر:
قال الشافعي: الناس كلهم عيال على مقاتل في التفسير، له من الكتب: التفسير الكبير، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب تفسير الخمسمائة آية، وكتاب القراءات، وكتاب متشابه القرآن، وكتاب نوادر التفسير وكتاب الوجوه والنظائر. [85] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn85)
35- الحسين بن واقد القرشي المروزي:
صنف التفسير ووجوه القرآن والناسخ والمنسوخ، ت:157هجرية. [86] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn86)
36- ابراهيم بن طهمان:
صنف التفسير، ت: بضع وستين ومائة هجرية. [87] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn87)
37- بكير بن معروف الدمغاني:
وذكره ابن حجر فقال: صاحب التفسير ت: بضع وستين ومائة هجرية. [88] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn88)
38- زائدة بن قدامة ابو الصلت الثقفي:
له كتاب التفسير والقراءات، ت:161هـ. [89] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn89)
39- سفيان بن سعيد بن مسروق:
صاحب التفسير المشهور الذي رواه عنه ابو حذيفة النهدي، وهو مطبوع، ولد قبل وفاة مجاهد بسبع سنوات حيث عاصر تلاميذه، وبإحصاء تفسيره وجدت ثلثه لمجاهد بالسند أو بالارسال، ت:161هـ. [90] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn90)
40- سعيد بن بشر الأزدي:
صنف التفسير، ت:168هـ. [91] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn91)
41- مالك بن أنس:
وهو أول من صنف تفسير القرآن بالاعتماد على طريقة الموطأ وله كذلك التفسير لغريب القرآن، ت:179هـ. [92] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn92)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قام باحث من مدينة فاس المغربية بإنجاز رسالة ماجستير حول تفسيره، عنونه بتفسير مالك بن أنس جمع ودراسة. والبحث مطبوع.
42 - عطية بن الحارث ابو روق:
صاحب التفسير قاله ابن سعد. [93] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn93)
43- عبد الله بن المبارك:
له من الكتب معاني القرآن، ت:183هـ. [94] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn94)
44- هشيم بن بشير ابو معاوية بن ابي خازم:
له من الكتب: التفسير، والقراءات، ت: في خلافة هارون. [95] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn95)
45- ابو الحسن الكسائي:
علي بن حمزة أحد القراء السبعة، له كتاب معاني القرآن، ت:183هـ. [96] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn96)
46- ابو اسحاق الواسطي، محمد بن يزيد الكلاعي: [97] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn97)
له كتاب إعجاز القرآن في نظمه، ت:190هـ
47 - محمد بن الفضيل ابو عبد الرحمان الضبي:
له كتاب التفسير، ت:194هـ. [98] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn98).
48- مؤرج السدوسي:
صنف معاني القرآن،غريب القرآن ت:195هـ. [99] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn99).
49- اسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي:
له كتاب التفسير ت:194هـ. [100] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn100)
50- وكيع بن الجراح:
صاحب التفسير الذي رواه عنه محمد بن اسماعيل الحساني، ت:197هـ. [101] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn101)
51- سفيان بن عيينة:
صاحب التفسير يرويه عنه سعيد بن عبد الرحمان المخزومي، قال ابن النديم: له تفسير معروف، وجوابات القرآن، وقد استعان بتفسيره ابن حجر في تغليق التعاليق الذي نقله البخاري عن مجاهد، وهو من تلاميذه، ت:198هـ. [102] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn102)
52- يحيى بن سلام:
نزل المغرب وسكن افريقية وسمع الناس كتابه بها في تفسير القرآن، ت:200هـ. [103] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn103)
وبعد:
-هذا جهد لا أدعي له الكمال ولا الاستقراء التام، أقدمه لكل مهتم عساه يجد فيه ضالته، اكتشفت فيه ما يفوق الخمسين علما من أعلام التفسير، بعضهم جمع تفسيره، وأصبح موجودا بالمكتبات الاسلامية، أو بالجامعات وإن لم يتيسر طبعه، كتفسير سعيد بن جبير، وتفسير عكرمة، أو طبع مثل: تفسير الامام مالك، وابن مسعود، وعمر بن الخطاب، وتفسير سفيان الثوري، ومقاتل، أو هو قيد الدراسة والتحقيق، كتفسير يحيى بن سلام، وغيره.
أما التفاسير الأخرى فهي لا تزال مشتتة في بطون كتب التراث تنتظر التكشيف والاخراج والدراسة، إلى أن ييسر الله ذلك على يد رجال يحملون هم تصفية تراثنا مما علق به من شوائب لا علاقة له بها، فيصفو العلم ويذهب عنه كدره، وتحسن القراءة ويحسن الاستدلال فالاستنباط وهلم جرا ...
ثانيا – استقراء أسماء المؤلفات والمؤلفين الذين نقل عنهم السيوطي تفسيره الدر المنثور:
يسهم هذا البحث في الجواب عن السؤال المثار، أين الموجود من النصوص؟
وبصيغة أخرى، كيف نعرف الموجود؟
وعملي هذا عبارة عن فهرسة علمية دقيقة وجرد مفصل لكتاب يعتبر من الدرر، سماه صاحبه " الدر المنثور في التفسير المأثور "، كتاب نقل صاحبه مادته التفسيرية من أغلب سابقيه ممن ألف في التفسير وغيره، وتعامل مع مؤلفات منها الموجود المطبوع وهو قليل، ومنها المخطوط ومنها المفقود، ونقل عن مؤلفين منهم من نعرف بالبحث والاستقصاء، ومنهم من يتعذر علينا معرفتهم إما لعدم ذكر اسمهم الكامل، أو لتشابه بعض الأسماء فيما بينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصل عدد المصادر التي اعتمدها المؤلف حوالي خمسمائة مصدر (500) منسوبة إلى أكثر من ثلاثمائة عالم (300)، نقل عنهم حوالي –عشرة آلاف ومائة ألف أثر (110000)، اختصرها بعد أن حذف منها أسانيدها ودمج النصوص في بضعة عشر ألف أثر، كما قال في مقدمة كتابه. [104] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn104) والتي يذكرها أحيانا معزوة الى أصحابها [105] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn105) ، وتارة مختصرة من حيث عناوينها [106] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn106)، أو يقتصر على ذكر أسماء أصحابها [107] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn107) دون الاشارة الى كتبهم [108] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn108). مع العلم أني لن أذكر من لم تعين كتبهم، وإن كنت قد دونت في دراستي كل من ذكرهم السيوطي ولو مرة واحدة في تفسيره، سواء أشار إلى الكتاب المأخوذ منه أو لم يشر.
وقد قمت بترتيب ما استخرجته على أسماء المؤلفين لتعدد الكتب المنسوبة إلى بعضهم، ورتبت ذلك ترتيبا ألف بائيا، لعلي أقدم جوابا يشفي من بعض الألم الذي يصيب الباحث بسبب غياب النص الأثري.
أسماء المؤلفين
عناوين كتبهم
إبراهيم بن أبي إياس
-التفسير-العلم.
إبراهيم بن محمد الخيارجي
الفوائد
إبراهيم الحربي
غريب الحديث
أحمد بن عاصم (أبو بكر)
الجهاد-الدعاء-السنة.
أحمد بن حنبل
الايمان-الزهد-زوائد الزهد-المسند
أحمد بن محمد الزهري
فضائل الخلفاء الأربعة
أحمد بن منيع البغوي
التفسير-الجعديات-المسند-معجم الصحابة.
ابن اسحاق
السيرة-المبتدأ.
اسحاق بن بشر
المبتدأ
اسحاق بن راهويه
التفسير-المسند
ابن أشته
المصاحف
البارودي
معرفة الصحابة
البخاري
الأدب المفرد-التاريخ-جزء التراجم-خلق أفعال العباد.
الصحيح-الضعفاء-الوحدانيات
البزار
الافراد-الأمالي-المسند
أبو بشر الدولابي
الكنى.
ابن بطة
الأمالي
ابن بكار (الزبير بن بكار)
أخبار المدينة-الأنساب-الموفقيات
ابو بكر الأثرم
السنن
ابو بكر البرقي
معرفة الصحابة
ابو بكر بن ابي داود
البعث-ذم الوسوسة-فضائل الصحابة-المصاحف
ابو بكر بن الأنباري
الأضداد-شرح ديوان الأعشى-
العزلة-المصاحف-الوقف والابتداء
ابو بكر بن حيان
الظنون
ابو بكر السمرقندي
فضائل قل هوالله أحد
ابو بكر الشافعي
الرباعيات-الغيلانيات-الفوائد
ابوبكربن عبدالرحمان القاسم بن الفرج الهاشمي
الجزء المشهور بنسخة أبي مسهر
ابو بكر المروزي
الجمعة-زوائدالزهد-العيدين-
الجنائز
ابوبكر النجاد
جزء التراجم
ابو بكر الواسطي
فضائل بيت المقدس
البيهقي
الشعب-السنن-دلائل النبوة -
الاسماء والصفات.-المدخل-
البعث والنشور -الأدب- المسند - الرواية - المعرفة - الدعوات - المصنف- الزهد -ذم الملاهي -الرؤية -عذاب القبر -الاعتقاد -حياة الانبياء -الخلافيات.
أبو الترس
الغرائب
الترمذي
الشمائل-نوادر الأصول
تمام الرازي
فضائل النبوة-الفوائد
الثعلبي
التفسير
الثقفي
الفوائد
ابن الجارود
المنتقى
ابن جرير
التاريخ-التفسير-تهذيب الاثار-
ذكر الموت-المصنف-النكاح.
جعفر الفريابي
الذكر
أبو جعفر النحاس
التاريخ-الناسخ والمنسوخ-الوقف والابتداء
الجندي
فضائل مكة
ابن الجوزي
جامع المسانيد-صفة الصفوة- الحدائق.
جويبر
التفسير
ابن ابي حاتم
التفسير-السنة-الشكر-المسند -صفة النار.
ابو حاتم السجستاني
المعمرين
الحارث بن ابي أسامة
المسند-الفوائد
الحافظ ولعله الحاكم النيسابوري
الأربعين
الحاكم ابو أحمد
تاريخ نيسابور-الجزء المشهور في جمعه لحديث شعبة-الكنى-المستدرك-مناقب الشافعي-الغرر
ابن حبان
التاريخ-الصحيح-الضعفاء-
الحربي
الفوائد
ابو الحسن أحمد بن يزيدالحلواني
كتاب الحروب
الحسن بن سفيان
المسند
ابوالحسن بن صخر
الهاشميات
الحسن بن عرفة
الجزء
ابو الحسن القطان
المطولات
ابوالحسن بن شمعون الواعظ
الأمالي
حشيش بن أصرم (حنيش)
الاستقامة
ابو حفص بن شاهين
فضائل رمضان
الحكيم الترمذي
نوادر الأصول
الحلي
الديباج
حميد بن زنجويه (ابن زنجويه)
الأموال-الترغيب-فضائل الأعمال
الحميدي
المسند
ابن حنظلة
التاريخ
ابن ابي حنيفة
التاريخ
الخرائطي
الشكر-اعتلال القلوب-الهواتف-
قمع الحرص-مساوئ الأخلاق-
مكارم الأخلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن خزيمة
البسملة-التهذيب-التوحيد-الصحيح.
الخطابي
الغريب
الخطيب البغدادي
التاريخ-تالي التلخيص-تلخيص المتشابه-الجامع-رواة مالك-
اقتضاء العلم بالعمل-كتاب النجوم-الكفاية-المتفق والمفترق-الأمالي.
ابن الخطيب
المساءلة
الخلال أبوأحمد
كرامات الأولياء
الخلعي
الفوائد
ابن أبي خيثمة
كتاب العلم
خيثمة بن سليمان الأترابلسي
فضائل الصحابة
الدارقطني
الأسماء والصفات-الأفراد-الرؤية-السنن-العلل-غرئب مالك-المديح-النجوم.
الدارمي
المسند-السنن
ابو داود
التاريخ-السنن-كتاب القدر-
المراسيل-المصاحف-الناسخ والمنسوخ.
داود بن المحبر
كتاب العقل
دحيم
التفسير
ابن دريد
الأمالي
دعلج
غرائب مالك
الدمياطي
كتاب الخيل-كتاب الصلاة الوسطى-المعجم.
ابن ابي الدنيا
الاخلاص-الاخوان-الاشراف-
الأصول-الأضاحي-الاعتبار-
الأمر بالمعروف-الأمل-الأهوال-الأولياء-البعث-البكاء-التفكر-التقوى-التواضع-التوبة-التوكل-الجوع-حسن الظن بالله-الدعاء-الذكر-ذكر الدنيا-ذكر الموت-ذم الأمل-ذم البخل-ذم الدنيا-ذم الغضب-ذم الغيبة-ذم الملاهي-الرضا-الرمي- السحاب-سوء الظن بالله-شعب الايمان-الشكر-الصبر-اصطناع المعروف-صفة الجنة-صفة النار-الصمت-الطواعين-العزاء-العقوبات-العلم-الفدية-الفرج بعد الشدة-قرى الضيف-قضاء الحوائج-الكفارات-
محاسبة النفس-المحتضرين-
المصاحف-مكائد الشيطان-
مكارم الأخلاق-المطر-
المعمرين-المملوكين-
المنامات-من عاش بعد الموت-
نعت الخائنين-هواتف الجان-
الوقف والابتداء-اليقين.
الديلمي
مسند الفردوس
الدينوري
المجالسة
ابو ذر الهروي
فضائل القرآن-المناسك
الذهبي
فضائل القرآن
الرافعي
تاريخ قزوين
الرامهرمزي
الاسناد-الأمثال
رسته
الايمان
الروياني
المسند
زاهر بن طاهر النجامي (منصور)
الأربعين
الزجاجي
الأمالي
ابن زنجويه/حميد بن زنجويه/
الأموال-الترغيب
السجزي ابو نصر
الابانة في شعب الايمان
ابن سعد
الطبقات
سعيد بن منصور
السنن-الفضائل
ابن سعيد النقاش
القضاة
السفلي
الجزء
سفيان بن عيينة
التفسير–الجامع
ابن السكن
المصرف–معرفة الصحابة
السلفي
الطيوريات
سليم الرازي
الترغيب
سمويه
الفوائد
ابن اخي سمي
الفوائد
سنيد
التفسير
ابن السني
الطب النبوي-عمل اليوم والليلة
ابو سهل السري بن سهل النيسابوري
في الخامس من حديثه
سيف
الفتوح
الشافعي
الأم-الرسالة.
الشاشي
المسند
ابن شاهين
الترغيب في الذكر-السنة-الصحابة-العجائب والغرائب.
ابن نسيبة
ابن ابي شيبة
الايمان-التفسير-صفة الجنة-
مسند أبي حنيفة -كتاب العرش-المصنف-المصاحف-الزهد.
ابو الشيخ ابن حبان
الأذان-الألقاب-التفسير-التوبيخ-الثواب-الثوابت-العظمة-الفرائض.
الشيرازي
الألقاب
الصابوني
المائتين
ابن الصلاح
الأمالي
ابن الضريس
فضائل القرآن
الضياء المقدسي
صفة الجنة-صفة النار- الفضائل-المختارة.
الطبراني
الأوسط-الترغيب-الدعاء-السنة-الصغير-الكبير-مسند الشاميين-المطولات.
الطحاوي
مشكل الآثار-مشكل الصحابة
الطستي
المسائل-الترغيب
ابو العباس اسحاق السراج
التاريخ-المسند
عبدان
الصحابة
ابن عبد البر
التمهيد-فضل العلم-المسألة-الاستذكار.
عبد بن حميد
الايمان –التفسير-المسند.
ابن عبد الحكم
تاريخ مصر-فتوح مصر
عبد الرزاق
الجامع-المصنف.
عبد الغني بن سعيد الثقفي
إيضاح الاشكال-التفسير.
عبد الله بن أحمد بن حنبل
الزهد-زوائد الزهد-زوائد المسند
ابو عبد الله محمد بن إبراهيم الجوزجاني
الأمالي
ابوعبد الله بن منده
التوحيد-الرد على الجهمية.
غرائب شعبة-معرفة الصحابة
ابوعبيد
الأموال-التاريخ-الفضائل-الناسخ والمنسوخ
أبو عبيدة معمر بن المثنى
الخيل-الفضائل
عتاد
الزهد
عثمان بن سعيد الدارمي
التوحيد- الرد على الجهمية
العدني بن ابي عمر
المسند
ابن عدي
الكامل
عربي بن الجعد
الجعدية
ابن عرفة
الجزء
ابن عساكر
الأربعين السباعية-تاريخ دمشق-فضائل مكة-مكائد الشيطان
العسكري
الأمثال-المواعظ
العشاري
فضائل الصديق
العقيلي
الضعفاء
ابو علي عبد الرحمان بن محمد النيسابوري
الفوائد
علي بن سعيد
كتاب الطاعة والعصيان
عمر بن شبة هو النميري
أخبار المدينة-الأعلام
ابن عمر العربي
المسند
ابو عوانة الاسفراييني
الصحيح
الغسولي
الجزء
الفاكهاني
تاريخ مكة
ابن فهر
كتاب فضائل مكة
ابو الفرج الأصبهاني
الأغاني
القاسم
آيات الحرز
ابو القاسم البغوي
معرفة الصحابة
ابو القاسم بن بشران
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمالي
ابو القاسم بن منده
الأحوال والايمان بالسؤال-سؤال القبر.
ابو القاسم حمزة بن يوسف السهمي
فضائل العباس
ابو القاسم الختلي
الديباج
ابو القاسم الزجاجي النحوي
الأمالي
القاضي عمر بن الحسن الأشنائي القالي
في بعض تاريخه-الأمالي
ابن قانع
معجم الصحابة
ابن قدامة
البكاء والرقة
القراب
فضل الرمي
ابو القاسم بن بشير
الأمالي
القشيري
الرسالة
القضاعي
مسند الشهاب
ابن ماجه
التفسير
مالك
التفسير-الموطأ
الماوردي
معرفة الصحابة
ابن المبارك
البر والصلة-الزهد
المحاملي
الأمالي–الفوائد
محمد بن الربيع الجيزي
مسند الصحابة الذين دخلوا مصر
ابومحمد اسماعيل بن علي الحطبي
في الأول من تحديثه
محمد بن نصر المروزي (ابن نصر
الصلاة
محمد بن نصر السلفي
الوجيز في ذكر المجاز والمجيز
محمد بن يحيى الذهلي
الزهديات
محمد بن يعقوب الخلي
الفروسيات
ابن مردويه
التفسير-الدلائل-السنن.
شعب الايمان
المرزباني
معجم الشعراء
المرهبي
فضل العلم
المستغفري
الدعوات-الطب
مسدد
المسند
ابو مسلم الكشي (الكشي)
السنن
معمر
الجامع
المعمري
عمل اليوم والليلة
ابن المنذر
التاريخ-التفسير-العظمة
موسى بن عقبة
المغازي
ابوموسى المديني
الصحابة-المطولات-المعرفة
ابن النجار
تاريخ بغداد
النسائي
عمل اليوم والليلة
نصر المقدسي
الحجة
ابو نصر يوسف بن عمر القاضي
السنن
ابو نعيم
تاريخ أصفهان-التفسير-الحلية-دلائل النبوة-السواك-صفة الجنة-الطب النبوي-فضائل الذكر-فضائل الصحابة-فضل العلم ورياضة المتعلمين-
المستخرج.-معرفة الصحابة.
نعيم بن حماد
الفتن
الهروي
الفضائل
هناد بن السري
الزهد
الهيثم بن كليب الشاشي
المسند
الواحدي
أسباب النزول
الواسطي
فضائل بيت المقدس
ابن وردي
معجم الصحابة
وكيع
التفسير-الغرر-المصنف
الحافظ ابو الوليد بن الدباغ
الفوائد
ابن وهب
الأهوال-المجالس
الآجري
الأربعين-الرؤية-الشريعة والنصيحة
الأزرقي
تاريخ مكة
الاسماعيلي
الصحيح-المعجم
الأصبهاني
الترغيب
الآمدي
المغازي-شرح ديوان الأعشى
الأموي
المغازي
ابن لال
مكارم الأخلاق
اللالكائي
السنن
يعقوب بن شبة
المسند
يعقوب بن سفيان
التاريخ
ابو يعقوب البغدادي
رواية الكبار عن الصغار
ابو يعلى
المسند
يوسف القاضي
السنن
يونس بن بكير
المغازي
وبعد:
فهذان المبحثان بهذه الصيغة المقدمة، يجعلان المهتم يتساءل مع الباحثين:
أين هي تفاسير هؤلاء الأعلام؟.
وأين هي الكتب التي نقل منها السيوطي مادته التفسيرية؟.
بل أين هي فقط كتب التفسير المعلن عنها في هذه الفهرسة والتي قاربت العشرين، (تفسير ابراهيم بن ابي اياس، تفسير أحمد منيع البغوي، تفسير اسحاق بن راهويه، تفسير جويبر، تفسير دحيم، تفسير سفيان بن عيينة، تفسير سنيد، تفسير ابن أبي شيبة، تفسير ابن حبان، تفسير عبد بن حميد، تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي، تفسير ابن ماجه، تفسير ابن المنذر، تفسير وكيع، تفسير ابن مردويه، تفسير ابي نعيم)؛ دون عد كتب علوم القرآن وغيرها مما له متعلق بكتاب الله؟.
-إنها مفقودة مع الأسف الشديد -حسب علمي - لأن التنسيق بين أهل الاختصاص، وضعف النشر، وغياب تبادل المعطيات العلمية يعتبر من أكبر العوامل التي تعيق معرفة الموجود مما نشر أو حقق –وفقد هذه الكتب المشار إليها هو فقد للنص الأثري، إذ السيوطي رحمه الله لم ينقل لنا إلا القليل في علم التفسير، والنص الأثري متنوع بتنوع المعارف والعلوم.
-أو أن هذه العناوين مخطوط بعضها ولا نعرف مكانه، وهذه مصيبة أخرى يعاني منها البحث العلمي، إذ كيف نسمح لأنفسنا بترك تراثنا دون تحديد مكانه أولا، ثم الحصول عليه ثانيا، ثم تحقيقه ثالثا، ثم، وثم ....
-وإما أن بعض هذا المخطوط قد حقق ولكن أين هو، لعله انتقل من خزانة المخطوطات إلى خزانة المرقونات، وبقي سجين الرفوف، دون أن ينشر للباحثين.
وهذا العمل المقدم للباحثين ما هو إلا نموذج مصغر يساعد على بيان مكان النص الأثري، ويكشف عن حقيقة العمل المطلوب من الباحثين إنجازه.
نعم هناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الموجودة فوق رفوف المكتبات وداخل الجامعات، والتي تعتبر بدورها من التراث المشتت، وتحتاج إلى إظهار وتكشيف.
-إذ ما قيمة الجهد العلمي المبذول في بحث إن وضع في رف لا يطلع عليه أحد، ولا يعلم له خبر.؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
-وما قيمة البحوث إن لم تنزل من رفوفها ولم تخضع للاطلاع والنظر والاستفادة؟. حتى لا يحصل التكرار بالبحث في المبحوث فيه والحرث في الأرض المحروثة، وترك الموات من البحوث، فيضيع بذلك الجهد والوقت والمال، وما أعز ذلك وأنفسه في ديننا وأهونه في نفوس المسلمين مع الأسف الشديد.
-إن الأمة تملك كنوزا عز نظيرها، كنوزا بشرية لم تعرف بعد أين تسير، ولا كيف المسير؟، وكنوزا تراثية مغيبة في غياهب الرفوف، نعم؛ إن مفاتيح هذه الكنوز ثقيلة، وينوء بحملها الأفراد، ولكن إذا عرفت الكنوز الأولى طريقها وشحذت هممها وصححت قصدها، خف كل ثقيل، وهان كل عسير، فأول الغيث قطر ثم ينهمر، وإن المسلم الغيور لأول الغيث منتظر ولعله قد بدأ ينزل.
ثالثا: خطوات ضرورية للوصول إلى حسن قراءة النص الأثري التفسيري:
-تتمثل الخطوة الأولى للوصول إلى النص الأثري التفسيري، في معرفة الموجود من هذا التفسير، والحصول عليه، ثم معرفة المظان التي توجد بها المادة التفسيرية التي ستجمع منها المادة، التي ما زالت مشتتة لبعض أعلام التفسير، وتأمين هذه المظان أمر في منتهى الضرورة، وهو الاعتبار الحاسم لتمهيد السبيل إلى النتائج المرجوة، كما أن تنويع مصادر البحث بتنوع العلوم الشرعية والثقافة الاسلامية هو وحده الكفيل في هذه الحقبة من الزمن على الأقل بإعطاء صورة حقيقية عن النصوص القديمة، وعن أماكن وجودها، لتسهل بعد ذلك دراستها والاستفادة منها. وهو ما أسماه الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي [109] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn109) بمجال النص التراثي أولا، لأنه مجلى الذات وخزان الممتلكات. [110] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn110).
- وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة تحصيل الموجود، الذي يعتبر بدوره من المجموع المشتت في الجامعات العربية والاسلامية، ثم مرحلة الجمع التي تعد بدورها من أخطر مراحل مثل هذا العمل ..
-أما الخطوة الثالثة، فهي قراءة هذه النصوص، قراءة مشروطة بضوابط أساسية أوجزها فيما يلي:
*-أن تتم قراءة هذه النصوص من طرفنا نحن المسلمين، أي بأعيننا ووحينا دون مسبقات، لا أن يقرأها لنا غيرنا، نصوصنا الشرعية نصوص عربية، وبدون آليات اللغة العربية لا يمكن لأحد أن يتجرأ على النص العربي، وإن فعل ضل الطريق وأساء الفهم، وأخطأ النتيجة.
بل أكثر من ذلك لقد أثبت التاريخ أن قراء كثيرين اقتحموا تراثنا بغية فهمه وقراءته، ولكنهم ضلوا الطريق وأخطأوا النتيجة، لأنهم قرأوا نصوصا ليست منهم ولا هم منها، ومن الطبعي أن من اقتحم نصا يرغب في قراءته، لكن أثناء السير قدم مسبقات قبل الفهم وقبل القراءة، فالنتيجة ستكون سلبية، لأنها مبنية على خلفيات ومسبقات، لهذا يجب على الأمة أن لا تسمح لأحد بأن يقرأ نصوصها، وإن سمح له فليكن تحت مراقبتها وتحت أعينها ووحيها.
ولابد من مواجهة النص وجها لوجه، والاستعداد بما يلزم لمواجهة مقامه ومقاله. وهو ما يعبر عنه بمجال المنهج، أو دراسة النص مقاما ومقالا، لأنه الهادي إلى استنباط الهدى اللازم للحضور والشهود الحضاري، مما لا حاجة الى اقتراض الأمة له من خارج الذات ..
فمواجهة النص وجها لوجه، تقتضي التسلح بما يسمح بالمواجهة، إذ فاقد الشيء لا يعطيه، والهروب من النصوص لا يعني إلا شيئا واحدا هو قلة الفهم. والتسلح المطلوب هو حسن الفهم لحسن المواجهة.
*-أن تكون القراءة غير محركة بهوى، أي أن يكون الباعث إليها القراءة والاجتهاد، ونقرأ النص وندخل إليه ونحن لا نريد ولا نبتغي نتيجة معينة، إذ الهوى هوان سرقت نونه كما قال ابن المقفع [111] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn111)، ونحن أثناء القراءة لا نريد الوقوع في الهوان، ولا أن نضل باتباع الهوى الذي حذر منه الحق سبحانه في قوله: " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ". [112] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn112). وكل هوى غير هوى الحق مرفوض وغير مقبول، والرسول يقول: " لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به ". [113] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn113).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهوانا في القراءة والاجتهاد محكوم باتباع الحق والبحث عن الحق مهما كلف من تضحيات سواء في الوقت أم المال أم العاطفة أم الجهد.
-هذه القراءة يجب أن تبتدئ باستيعاب المادة، إذ بدون استيعاب لا يمكن الانتقال إلى التحليل.
فتحليلها بالاستعانة بمختلف المناهج المعينة للوصول إلى حسن الفهم.
والتعليل لما هو كائن، لاستخلاص العبر والدلالات.
ثم التركيب لما ينبغي أن يكون، وما يحتاج إلى التركيب، ويصعب قراءته دون ذلك.
-أن نبتدئ بالجزئيات لاستخلاص بعض الكليات.
-وأن نقرأ النص بلغة زماننا في سياقه العام والخاص وبحسب ما قبله وما بعده.
*-أن تكون القراءة منهجية، وذلك بالقيام ب: بإعداد النص أولا، ثم معرفة مكان وجوده، فدراسة لغته المصطلحية، ثم فهرسة مراكز التراث لتوثيق ما وجد، ثم بجمع المجموع المشتت ..
ومن المؤكد أن المفسرين الأوائل رحمهم الله، قد أبلوا البلاء الحسن في بيان المراد من الألفاظ، لا سيما داخل الآيات، إلا أن جهودهم لما تجمع وتوثق وتصنف معجميا وتاريخيا، التصنيف الذي يتتبع كل جديد في شرح كل لفظ عبر القرون، فيحصر وييسر وينظم بذلك إسهام له أهميته الكبرى في الدرس الدلالي لمفاهيم الألفاظ القرآنية. [114] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn114)..
ولعلي بهذه الإشارات الموجزة لمنهج قراءة النص الأثري، وهذه المباحث المفصلة المعينة للوصول إلى مكان النص، أكون قد أسهمت في إبراز ما ينتظرنا من قراءة جديدة لتراثنا، قراءة مبنية على المباحث العلمية الدقيقة، لا تلك القراءات المبنية على الانتقاء دون الاستقراء.
كتبه عبد ربه الدكتور أحمد العمراني
أستاذ الفقه المقارن والتفسير بجامعة شعيب الدكالي بمدينة -الجديدة –المغرب-
ص ب3080 الجديدة.
هاتف منزل:41 - 27 - 35 - 235 - 00212
هاتف محمول:48 - 60 - 69 - 616 - 00212
البريد الالكتروني amrani1960@Gmail.com
مصادر البحث
-الاتقان في علوم القرآن للسيوطي، قدم له وعلق عليه:د: محمد شريف سكر، وراجعه: د: مصطفى القصاص، ط:1/ 1407. دار احياء العلوم، بتحقيق: ابو الفضل ابراهيم ط:3/ 1405/1985، مكتبة دار التراث القاهرة.
-الاستيعاب لأسماء الصحابة لابن عبد البر، تحقيق: محمد البجاوي نهضة مصر القاهرة.
-أسد الغابة في معرفة الصحابة دار الفكر بيروت.
-الاصابة في معرفة الصحابة لابن حجر، ت:852هـ،1358/ 1938/ مطبعة مصطفى الحلبي.
-تاريخ الاسلام وطبقات المشاهير والاعلام للذهبي مطبعة السعادة:1368هـ. وطبعة الهيئة العامة 1975/القاهرة بتحقيق محمد عبد الهادي ابو شعيرة.
-تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين نقله الى العربية محمد فهمي حجازي وفهمي ابو الفضل،الهيئة المصرية العامة للكتاب:1973،ونفس الكتاب بمراجعة د: عرفة مصطفى ود: سعيد عبد الرحيم وزارة التعليم العالي جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية 1403/ 1983.
-تاريخ خليفة بن خياط ت:240هـ، تحقيق الدكتور اكرم العمري ط2/دار طيبة الرياض 1405/ 1985.
-تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة،دعبد العزيز بن عبد الله الحميدي،مركز البحث العلمي وإحياء التراث الاسلامي كلية الشريعة والدراسات الاسلامية مكة المكرمة.
-تفسير ابن عباس المسمى صحيفة علي بن ابي طلحة عن بان عباس في تفسير القرآن العظيم اعتنى بها وحققها راشد عبد المنعم الرجال ط:2/ 1993،مؤسسة الكتب الثقافية.
-تفسير ابن مسعود جمع وتحقيق ودراسة:محمد أحمد عيسوي، ط:1/ 1985، شركةالطباعة العربية السعودية الرياض.
-التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب جمعه وعلق عليه وقدم له: ابراهيم بن حسن، ط:1983،الدار العربية للكتاب.
-تفسير مجاهد، تحقيق: عبد الرحمان الطاهر بن محمد السورتي، مجمع البحوث.
-تفسير مجاهد بن جبرت:102هـ، تحقيق: د: محمد عبد السلام أبو النيل، دارالفكرالاسلامي الحديثة، مدينة نصر، مصر، ط:1/ 1989.
-التفسير والمفسرون للذهبي، توزيع المكتبة السلفية المدينة المنورة وطبعة دار الكتب الحديثة ط:2/ 1976.
-تفسير المراغي دار احياء التراث العربي بيروت، ط:2/ 1985.
-تقريب التهذيب لابن حجر دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت، ط:1/ 1983، وطبعة 3/دار المعرفة 1975، وتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
-تقييد العلم للخطيب البغدادي ت:463هـ، تحقيق يوسف العتبي ط2/ 1974، نشربداراحياء السنة النبوية.
-تنوير المقباس من تفسير ابن عباس جمعه مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي مطبعة الحلبي 1370/ 1951.
-تهذيب التهذيب لابن حجر.
-جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ادارة الطباعة الأميرية.
-جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري، تحقيق: محمود محمد شاكر وتخريج أحمد شاكر دارالمعارف، وطبعة دار الفكر.
-الجامع لأحكام القرآن والمبين لماتضمن من السنة وآي الفرقان للقرطبي، صححه أحمد عبد الحليم ط:1982، توزيع دار الرشاد الحديثة.
-الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي لأبي عيسى الترمذي، تحقيق وتخريج وتعليق: محمد فؤاد الباقي دار عمران بيروت.
-حلية الأولياء وطبقة الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله ت:430هـ، ط:3/ 1980،
-الحيوان للجاحظ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد بن هارون، ط:1988، دار الفكر، دار الكتاب العربي، وط:2شركة مكتبة ومطبعة مصطفى اليابي.
-خلاصة تاريخ التشريع الاسلامي لعبد الوهاب خلاف، الكويت دار القلم.
-الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي، ط:1/ 1983،دار الفكر للطباعة والنشر.
-سفينة البحار ومدينة الحكم والاثار لعياش بن محمد رضا المعروف بالمحدث القمي، ايران 1350هـ.
-سنن أبي داود لأبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني الأزدي ت:275هـ، مراجعة وضبط وتعليق:محمد محيي الدين عبد الحميد،دار الفكر للطباعة والنشر.
-السنن الكبرى للبيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ط:1/ 1994، دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
-سنن النسائي المجتبى لأبي عبد الرحمان احمد بن شعيب النسائي ت:303هـ، ط:1/ 1930 دار الفكر للطباعة والنشر.
-صحيح مسلم لمسلم بن الحجاج شرح النووي، ضبط النص ورقم كتبه وأبوابه وأحاديثه على طبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ط:1/ 1995،دار الكتب العلمية بيروت لبنان ..
-صفة الصفوة، لابن الجوزي، تحقيق: محمود فاخوري ط:4/ 1986، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، وايضا طبعة المطبعة الهندية حيدر آباد:1355هـ.
-صلة الصلة لأحمد ابراهيم بن الزبير الغرناطي ت:708هـ، تحقيق عبد السلام الهراس وسعيد اعراب ط:1993، وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربية.
-الطبقات الكبرى لابن سعد، ت:230ه، ط:1960، دار بيروت للطباعة والنشر، وطبعة دار صادر بيروت.
-طبقات المفسرين للسيوطي تحقيق علي محمد عمر ط1/ 1976/مكتبة وهبة القاهرة.
-طبقات المفسرين للداودي ط:1/ 1983،دار الكتب العلمية.
-الطبقات لأبي عمرو خليفة بن خياط،تحقيق ضياء اكرم العمري بغداد مطبعة العاني بمساعدة جامعة بغداد ط1/ 1387هـ.1967.و ط2/دار طيبة الرياض:1402/ 1982.
-غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري شمس الدين ابو الخير ت:832هـ، ط:3/ 1982،دار الكتب العلمية.
-فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر، عن الطبعة التي حقق اصلها عبد العزيز بن عبد الله بن باز ورقم كتبها فؤاد عبد الباقي ط:1/ 1989،دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
-فتوح البلدان للبلاذري ط:1/المطبعة المصرية بالأزهر.
-الفهرست لابن النديم تحقيق: رضا الحائري طهران، ط:1/ 1971، وطبعة:1978، دار المعرفة وطبعة مطبعة الاستقامة القاهرة.
-الكامل في التاريخ لابن الاثير ط:1979،دار صادر.
-مجاهد المفسر والتفسير لأحمد اسماعيل نوفل، رسالة دكتوراة تحت اشراف موسى شاهين لاشين، ط1/ 1990، دار الصفوة للطباعة والنشر مصر.
-مذاهب التفسير الاسلامي لجولدسيهر نقله الى العربية د: عبد الحليم النجار:2/ 1983،دار اقرأ.
-المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا ط:1/ 1990، دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
-مشكاة المصابيح ... بتحقيق ناصر الدين الألباني.
-المصنف في الأحاديث والآثار لابن ابي شيبة تحقيق وتعليق:سعيد محمد اللخام ط:1/ 1989،دار الفكر.
-المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي ط:2/ 1981، دار الفكر للطباعة والنسر.
-النسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد بيروت دار الفكر ط2/ 1391/1971.
المجلات والدوريات والمنشورات:
-مجلة أخبار التراث الاسلامي، نشرة عليمة تصدر عن مركز المحفوظات والتراث والوثائق، العدد:21/ 1990/ فقرة رسائل جامعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
-مجلة الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية الرياض، السعودية.
-مجلة الأمة عدد 27.
-منشورات معهد الدرسات المصطلحية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الاداب والعلوم الانسانية بفاس –المغرب ..
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- هذا حديث نبوي شريف، أخرجه النسائي في سننه:10/ 209/20700، وورد في مسند الشاميين:1/ 344/599، وأخرجه البيهقي في سننه بلفظ: يرث هذا العلم 1/ 53/248وصححه الألباني في مشكاة المصابيح:1/ 53/248.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- جامع البيان للطبري:1/ 27.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:1/ 26.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- الاتقان في علوم القرآن للسيوطي:1/ 119.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- الاتقان في علوم القرآن للسيوطي:1/ 116.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- الحيوان للجاحظ:1/ 85.
-الاتقان في علوم القرآن للسيوطي: 4/ 204. [7]
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - حلية الأولياء لأبي نعيم:1/ 42.، وتهذيب التهذيب لابن حجر:7/ 373.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - فتوح البلدان:ص:457.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - فتح الباري:كتاب التفسير، سورة التحريم باب4،ح:4915،ج:8/ 851.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)- الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 371.5، والمستدرك للحاكم:2/ 623،ح:6302.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)- تاريخ الاسلام للذهبي:3/ 33، والحيوان:5/ 189.والحلية:1/ 318.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)- مسند أحمد الحديث رقم:1516 - 5029 - 5387 - 5619 - 5882 - 6030 - 6044.والحديث بلفظه يقول: " الناس كإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) - تهذيب التهذيب:1/ 169.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15)- الطبقات الكبرى لابن سعد:3/ 498، وغاية النهاية:1/ 31، وطبقات القراء للذهبي:6/ 629.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - تاريخ الاسلام للذهبي:2/ 27.فقد روي عن ابن عباس أنه قال: قال أبي بن كعب لعمر: " إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب ".
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17)- انظر صفة الصفوة 1/ 189، وحلية الأولياء:1/ 251. والطبقات الكبرى لابن سعد:3/ 498، وتهذيب التهذيب:1/ 170.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18)- تهذيب التهذيب:1/ 88،وغاية النهاية:1/ 31،وتاريخ الاسلام للذهبي:2/ 27. (وهي رواية رواها محمد بن ابي بن كعب حيث قال: سمعت ابي يقول: وكان عنده ابن عباس فقام فقال: هذا يكون حبر الأمة أوتي عقلا وفهم "
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19)- تهذيب التهذيب:1/ 170.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)- صحيح البخاري 5/ 27، وصحيح مسلم 4/ 1913/1914.وانظر طبقات ابن سعد:2/ 352. والاستيعاب:3/ 989.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21)- صحيح البخاري:6/ 187.وصحيح مسلم:4/ 1912.وجامع البيان للطبري:1/ 80.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22)- طبقات ابن سعد:2/ 342. وأسد الغابة:3/ 259.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) - طبقات القراء للذهبي:6/ 628.
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) - تهذيب التهذيب:7/ 287.
(يُتْبَعُ)
(/)
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) - الكامل في التاريخ لابن الأثير:3/ 159.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) - أسد الغابة4/ 23.
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) - أسد الغابة:4/ 18.، تهذيب التهذيب:7/ 287.
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) - خلاصة التشريع الاسلامي: ص:294.
[29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) - الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 359.
[30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) - الاستيعاب:2/ 23. وطبقات ابن سعد:2/ 359.
[31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) - تهذيب التهذيب:3/ 248.
[32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) - فتح الباري، كتاب مناقب الانصار، باب:17،ج:7/ 161.
[33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) - روي عن ابن عباس أنه قال: " لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم. " (انظرطبقات ابن سعد:2/ 360، وتهذيب التهذيب:3/ 348،والاصابة:3/ 23.).
[34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34) - الطبقات الكبرى:2/ 366، وحلية الأولياء لأبي نعيم:1/ 316، ومصنف بن أبي شيبة:6/ 383،والمستدرك على الصحيحين للحاكم:3/ 618،ح:6291،وتهذيب التهذيب لابن حجر:5/ 247.
[35] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35) - سفينة البحار:1/ 150.
[36] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36) - تهذيب التهذيب:5/ 247،والحلية لأبي نعيم:1/ 316،والمستدرك للحاكم ج:4/ 616،ح:6284، كتاب معرفة الصحابة، والاتقان للسيوطي:4/ 234 ..
[37] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref37)- جامع البيان للطبري:20/ 43.، وتهذيب التهذيب:5/ 245، والطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 366.
[38] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref38) - الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 366، والحلية لأبي نعيم:1/ 316،والمستدرك للحاكم:4/ 616،ح:6285، كتاب معرفة الصحابة.، والاصابة في تمييز الصحابة:2/ 333.
[39] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref39)- طبقات ابي الخير، نقلا عن تأسيس الشيعة ص:322.
[40] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref40) - تفسير المراغي:1/ 6
[41] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref41) - مذاهب التفسير: ص:89
[42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref42)- الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 379
[43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref43) - مصنف ابن ابي شيبة:7/ 16.
[44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref44) - الطبقات:2/ 370،وتهذيب التهذيب:5/ 247،والمستدرك للحاكم:3/ 626،ح:6310،و4/ 616،ح:6284. والاصابة في تمييز الصحابة:2/ 334.
[45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref45)- الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 369.وتهذيب التهذيب لابن حجر:5/ 247
[46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref46)- الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 379
[47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref47) - مصنف ابن ابي شيبة:7/ 16.
[48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref48) - الطبقات:2/ 370،وتهذيب التهذيب:5/ 247،والمستدرك للحاكم:3/ 626،ح:6310،و4/ 616،ح:6284. والاصابة في تمييز الصحابة:2/ 334.
[49] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref49)- الطبقات الكبرى لابن سعد:2/ 369.وتهذيب التهذيب لابن حجر:5/ 247
[50] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref50) - جامع البيان للطبري:1/ 40.
(يُتْبَعُ)
(/)
[51] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref51)- تقييد العلم للخطيب:ص:136
[52] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref52)- الاتقان في علوم القرآن للسيوطي:2/ 189.
[53] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref53)- الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي:6/ 423.
[54] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref54)- مقدمة كتاب صحيفة علي بن ابي طلحة عن ابن عباس:ص:7.
[55] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref55)- التفسير والمفسرون للذهبي:1/ 120.
[56] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref56)- تهذيب التهذيب:1/ 310،والتفسير والمفسرون: 1/ 221.
[57] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref57)- تهذيب التهذيب:1/ 310،والتفسير والمفسرون: 1/ 221.
[58] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref58)- طبقات الداودي:2/ 317.
[59] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref59)- تهذيب التهذيب:3/ 286.
[60] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref60)- طبقات الداودي:1/ 178.
[61] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref61) طبقات الداودي:2/ 305، وتهذيب التهذيب:10/ 38.
[62] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref62) مقدمة كتاب تفسير مجاهد: ص:176.
[63] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref63) - النسخ في القرآن:1/ 294.
[64] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref64)- تاريخ التراث:4/ 174.
[65] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref65)- الفهرست ص:40، وطبقات ابن سعد:5/ 288.وتهذيب الهذيب:7/ 228.
[66] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref66)- طبقات الداودي:2/ 160.
[67] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref67)- تهذيب التهذيب:4/ 417.وجامع البيان:1/ 40.
[68] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref68)- تهذيب التهذيب 5/ 60
[69] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref69)- طبقات الداودي:1/ 150، وتهذيب التهذيب:2/ 243.
[70] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref70)- طبقات الداودي:2/ 200.
[71] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref71)- طبقات الداودي:2/ 47، وتهذيب التهذيب:8/ 306.
[72] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref72)- تهذيب التهذيب:8/ 270.
[73] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref73)- تهذيب التهذيب:1/ 283.
[74] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref74)- طبقات الداودي:2/ 357.
[75] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref75)- طبقات الداودي:1/ 385
[76] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref76)- تهذيب التهذيب:7/ 61.
[77] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref77)- طبقات الداودي:1/ 126.
[78] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref78)- تهذيب التهذيب:3/ 345 ..
[79] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref79)- تهذيب التهذيب:3/ 182.
[80] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref80)- طبقات الداودي:1/ 174، والفهرست: ص27.
[81] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref81)- طبقات الداودي:2/ 149، وتهذيب التهذيب:9/ 152.
[82] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref82)- طبقات الذهبي:2/ 329.
[83] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref83)- طبقات الداودي:ص:132.
(يُتْبَعُ)
(/)
[84] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref84)- الاتقان في علوم القرآن للسيوطي:2/ 188.
[85] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref85)- طبقات الداودي:1/ 358.
[86] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref86)- طبقات الداودي:2/ 330.وتهذيب التهذيب:10/ 251.
[87] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref87)- طبقات الداودي:1/ 164.
[88] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref88)- طبقات الداودي:2/ 321.
[89] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref89)- تهذيب التهذيب:1/ 449.
[90] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref90)- طبقات الداودي:1/ 182
[91] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref91)- طبقات الداودي:1/ 193،الفهرست: ص:281،وتهذيب التهذيب:4/ 101.
[92] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref92)- طبقات الداودي:1/ 187.
[93] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref93)- طبقات الداودي:2/ 294.
[94] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref94)- طبقات ابن سعد:5/ 369، وتهذيب التهذيب:7/ 194.
[95] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref95)- طبقات ابن سعد 7/ 277، والفهرست: ص:284،وطبقات الداودي:2/ 353.
[96] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref96)- الفهرست:47وتهذيب التهذيب:7/ 267.
[97] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref97)- تهذيب التهذيب:9/ 465،وطبقات الداودي:2/ 274.
[98] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref98)- طبقات الداودي:2/ 225.
[99] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref99)- الفهرست: ص:53، وطبقات الداودي:2/ 340.
[100] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref100)- طبقات الداودي:1/ 105، وتهذيب التهذيب:1/ 249.
[101] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref101)- طبقات الداودي:2/ 358،والفهرست: ص:283.
[102] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref102)- طبقات الداودي:1/ 196، والفهرست: ص:282،وتهذيب التهذيب:4/ 101.
[103] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref103)- طبقات الداودي:1/ 311،وقد سمعت باهتمام باحثة تونسية بتحقيقه منذ سنوات وإن لم أر أثرا لذلك بعد.
[104] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref104)- مقدمة تفسير الدر المنثور:1/ 4.
[105] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref105)- مثل قوله:أخرج البخاري في صحيحه والدارمي في سننه وابن ابي الدنيا في ذم الدنيا ..
[106] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref106)- مثل قوله:أخرج البارودي في المعرفة والخطيب في تاريخه.
[107] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref107)- مثل قوله: أخرج البخاري ومسلم وابن ابي الدنيا والفريابي عن ابن عباس دون ذكر ؤلفاتهم.
[108] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref108)- لأنه قد يكون اثير من العلماء مؤلفات بنفس الاسم المذكور، وكذلك هناك عدد من العلماء لم يذكر السيوطي مؤلفاتهم بل اقتصر على ذكر أسمائهم.
[109] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref109)- أستاذ جامعي بجامعة فاس، ورئيس معهد الدراسات المصطلحية بها.
[110] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref110)- نشرة أخبار المصطلح عدد2 صفحة:2.
[111] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref111)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:16/ 144.
[112] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref112)- سورة ص، الآية:26.
[113] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref113)- الحديث اورده السيوطي في الدر المنثور في التفسير المأثور:2/ 17،من حديث عمر مرفوعا به، وعزاه الى الأصبهاني في الترغيب. وورد النص بلفظ آخر في مشكاة المصابيح 1/ 36/167.بلفظ: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ".وضعفه الألباني.
[114] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref114)- نشرة أخبار المصطلح عدد:4 صفحة:1 ..
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:29 م]ـ
أعتذر عن غياب الجدول الذي كان من المفروض ان يتضمن أسماء المؤلفين وكتبهم، والذي كتب على صيغة عناوين متفرقة، وسأعمل على إعادة كتابة ذلك إن شاء الله.(/)
عرض كتاب تفسير التابعين للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري
ـ[إيمان]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
http://www.tafsir.net/images/tabeeeeen.jpg
معلومات الكتاب:
عنوان الكتاب: تفسير التابعين عرض ودراسة مقارنة.
اسم المؤلف: د. محمد بن عبدالله الخضيري.
دار النشر: دار الوطن.
سنة النشر: الطبعة الأولى، (1420هـ -1999م).
مدينة النشر: الرياض.
حجم الكتاب: كبير.
عددالصفحات: يتكون من مجلدين فبلغت عدد صفحاته (1267) صفحة.
عرض الكتاب:
1 - بدأ المؤلف الكتاب بالمقدمة حيث أفصح فيها عن أهمية الموضوع، والأسباب الذي دفعته لإختياره، ثم أردف ذلك بذكر الهدف من تأليف الكتاب حيث أشار إلى ضرورة الإهتمام بدراسة مناهج الأصحاب للإستنارة بأقوالهم، ودراسة طرائقهم في التفسير، ثم بين أن الحديث عن التفسير سيكون مخصص بطبقة التابعين – رحمهم الله تعالى -.
2 - استعرض المؤلف المنهجية العلمية التي سار عليها في دراسة تفسير التابعين فقد جاء البحث بعد المقدمة مقسماً إلى أربعة أبواب، وخاتمة، وفهارس علمية خادمة، وهي على النحو التالي:
- في التمهيد:
تناول فيه التفسير المأثور ومراحله.
- ثم الباب الأول:
مدخل إلى تفسير التابعين، وفيه فصلان:
الفصل الأول: معنى التابعي وحكم تفسيره.
الفصل الثاني: مصادر تفسير التابعين.
- ثم الباب الثاني: مدارس التفسير في عصر التابعين وخصائصها، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ترجمة أشهر رجال مدارس التفسير في عصر التابعين.
الفصل الثاني: خصص الحديث فيه عن المدارس المكية والبصرية والمدنية والكوفية.
الفصل الثالث: خصائص تفسير تلك المدارس.
- ثم الباب الثالث: مصادر تفسير التابعين ومناهجهم في التفسير، وفيه فصلان:
الفصل الأول: مصادر التابعين في التفسير.
الفصل الثاني: منهج التابعين في التفسير.
- ثم الباب الرابع: بيان قيمة تفسير التابعين وأثره في التفسير، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: قيمة تفسير التابعين رواية.
الفصل الثاني: قيمة تفسير التابعين دراية.
الفصل الثالث: أثر التابعين في التفسير وأصواله.
ثم الخاتمة التي ذكر فيها أبرز نتائج الدراسة ثم ذيلها بفهارس علمية مختلفة كفهرس الفوائد، والنتائج مرتبة على حروف المعجم، وثبت المصادر والمراجع.
3 - إن مصطلح التفسير بالمأثور يشمل ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف من الصحابة والتابعين، وقد بدأت نشأة هذا المصطلح منذ عصر النبوة حيث أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم معاني القرآن الكريم لأصحابه ثم بعد ذلك نشر الصحابة ما تعلموه في الأمصار فكانت نتيجة ذلك ظهور المدارس التفسيرية التي أصبح الصحابة أساتذتها وتلاميذها التابعون.
4 - التنبيه على مصادر ومصنفات كانت لها عناية بجمع آثار وأقوال التابعين التفسيرية ذهل عنها كثير من الباحثين المعاصرين كاكتب الزهد، والرقائق وغيرهما.
5 - عرض أشهر أعلام المفسرين في طبقة التابعين، فتناول الحديث عنهم ببيان سماتهم العلمية والتاريخية، ومعالمهم المنهجية العلمية من خلال القراءة النقدية لسيرهم بإستقراء أقوال العلماء والمؤرخين في ذلك، ثم عمل موازنة كل عالم بغيره من الأعلام، فظهر بذلك جوانب الإتفاق والإفتراق بين كل مفسر وآخر.
6 - تطرق المؤلف للمدراس التفسيرية في زمن التابعين على إختلاف أماكنها، وسلط الضوء على إمام كل المدرسة، واستنباط أسباب نبوغه ثم أوضح الأساليب والطرق التي اتبعها كل إمام في تكوين ملكة التفسير عند تلاميذه.
7 - بيان جوانب الرعاية والعناية لكل مدرسة في جانب التفسير، والأثر والتأثير التي ورثته عنها المدراس الأخرى.
8 - تناول مناهج وطرائق التابعين التي ساروا على منوالها في استمداد مادتهم التفسيرية فعرف كل وسيلة، ثم أوضح منزلتها ثم استشهد عليها بالأمثلة التطبيقية عند كل مفسر.
9 - تفسير التابعين حظي بقيمة علمية من جانبين هما:
الجانب الأول:
الرواية، فالروايات التفسيرية في مجموعها تفوق في الكثرة والصحة الروايات التي وردت عن الصحابة وأتباع التابعين.
والجانب الثاني:
الدراية، فالتنوع الذي وقع في تفسيراتهم يعد من اختلاف التنوع، وليس من اختلاف التضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك امتاز تفسيرهم عن تفسير الصحابة والتابعين أنه ظهر لديهم في التفسير الإجتهاد، ونشأت المدارس التفسيرية في زمانهم، ودون التفسير وعلومه في عصرهم، وكانت نسبة الإختلاف بينهم ضئيلة.
ولم يقتصر دورهم على التعلم والتلقي والنقل، بل كانت لهم إسهامات عظيمة في تطويرهذا الفن فأدى ذلك لإثراء التفسير وأصواله فقعدوا القواعد والضوابط للتفسير وعلوم القرآن، وفتحوا المجال لمن جاء بعدهم في تحرير هذا العلم، فكانت نتيجة لذلك أن العلماء اهتموا بمروياتهم، وأضفوها لمصنفاتهم، وجعلوها بمثابة القواعد يرجح على أساسها بين الأقوال فيعرف من خلالها الصحيح من السقيم منها.
10 - لقد انفرد المؤلف في دراسته لموضوع تفسير التابعين بمزايا منها:
أ/ اتسم الأسلوب بالوضوح والسهولة، والإيجاز في عرض المعلومات، وحسن الترابط في ترتيب الفصول حيث راعى التسلسل المنطقي لعناصر الموضوعات بعضها مع بعض والتركيز على أهم القضايا المتعلقة بتفسير التابعين.
ب/ التقعيد العلمي والتحرير الدقيق في عرض المصطلحات والمسائل المتعلقة بتفسير التابعين فكان المؤلف ينقل أقوال أهل العلم ثم يستدل عليها بالنصوص القرآنية والنبوية ويخلص إلى القول الراجح منها بالدليل.
ج/ كثرة الموازنات العلمية في عرض مباحث وفصول الكتاب حيث أضفت على الدراسة التفكير الناقد.
د/ توضيح المنهجية العلمية لكل تابعي بنصوص مروياته حيث أورد أمثلة تطبيقية متعددة من كتب التفاسير وعلوم القرآن.
ذ/ سلك المؤلف المنهج التحليلي الإستقرائي الإحصائي في دراسة القضايا العلمية المتعلقة بتفسير التابعين.
لا أبالغ حينما أقول إن من يطلع ويقرأ هذا الكتاب فإن المحصلة النهائية والثمرة العظيمة التي سيخرج منها القارئ أنه ستتكون لديه ملكة علمية نقدية في قراءة التفاسير المسندة، ومعرفة كبيرة بطبقة المفسرين من الصحابة والتابعين ومن ثم سيدرك الجهود التي بذلها المتقدمون في حفظ تراث السلف في الروايات التفسيرية، فأحث كل متخصص في الدراسات القرآنية قراءة الكتاب واقتنائه فهو بحق رسالة علمية متميزة.
والحمد لله الذي تتم به الصالحات ...
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Aug 2010, 05:39 م]ـ
أعرف أن هناك من درس تفسير الصحابة في رسالة جامعية، لكنني أتمنى أن يتحفنا أحد بدراسة عن تفسير الصحابة بنفس قوة واستقراء رسالة الدكتور الخضيري أو يكرمنا الدكتور الخضيري نفسه بذلك، خاصة أن تفسيرهم أهم من عدة جوانب، و تتعلق به مسائل مهمة لا تتعلق بتفسير التابعين أصلاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:24 م]ـ
أشكر الأخت الكريمة إيمان على عرضها الموفق لكتاب أخي العزيز أبي عبدالله الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهو بحث قيم حقاً، وقد بذل فيه الباحث جهداً مشكوراً جزاه الله خيراً ووفقه.
وأما تفسير الصحابة فقد حاول أخي د. إبراهيم الحميضي أثناء تسجيلنا لرسائل الدكتوراه أن يكتب في تفسير الصحابة على غرار كتابة الدكتور الخضيري في تفسير التابعين، ولكن لم يوافق القسم على ذلك فيما أذكر ولعله يذكر لنا التفاصيل.
وأنا أؤيد إعادة بحث تفسير الصحابة بهذه المنهجية فهم أولى رضي الله عن الجميع.(/)
مدرسة مكة في التفسير بين التأثر والتأثير
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:14 م]ـ
مدرسة مكة في التفسير بين التاثر والتأثير
- تعتبر مكة حرسها الله منذ البعثة من أعظم البيوت القرآنية، فيها نزل أول لفظ يدعو للقراءة، وبها تأسس أول مركز لتعليم المسلمين " دار الأرقم " ليتخرج منها الأرقميون الذين تعهدوا القرآن وعلموه، وساحوا في بقاع الأرض ينشرونه، وبعد اتساع الفتوحات، تفرق الصحابة في الأمصار وتفرق العلم معهم لتتوفر الدواعي على تطلب الأخبار الراجعة الى التفسير وغيره من العلوم الشرعية.
-وقد عرف رجال بأنهم أثبات الأخبار وحجج الآثار تفاوتوا قلة وكثرة فيما روي عنهم ليتفوق في هذا المجال مؤسسو المدارس التفسيرية المشتهرة في هذا العهد، عبد الله ابن مسعود في العراق، وأبي بن كعب بالمدينة، وعبد لله بن عباس بمكة.
-وتعد مدرسة مكة الأولى في هذا الحقل العلمي بفضل مؤسسها وخريجيها، فابن عباس المؤسس هو حبر الأمة وبحرها، اعترف له كبار الصحابة بطول الباع في التفسير وغيره، فيه قال مؤسس مدرسة العراق: " نعم ترجمان القرآن ابن عباس " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
وقال فيه أيضا: " لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
وفيه قال علي بن أبي طالب: " كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
أما تلامذته وخريجو مدرسته فعددهم لا يحصر ولا يحصى، ولكن اشتهر منهم خمسة عدوا من الجهابذة الأول، قال فيهم ابن تيمية: " أعلم الناس بالتفسير أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاوس وسعيد بن جبير وغيرهم." [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
تأثير المفسرين المكيين فيمن جاء بعدهم:
مع أن الجهود العلمية تتكامل وتندمج اندماجا عضويا يصعب معه تحديد دور حلقة معينة أو شخصية بذاتها في هذا البنيان الضخم، إلا أن بعض الشخصيات تترك بصمات واضحة جلية وآثارا ظاهرة في مسيرة العلم، يمكن أن تبقى معلما شاهدا على الاضافة الجليلة التي قدمتها الشخصية لتراث ذلك العلم.
وفي التراث التفسيري تبرز عطاءات أعلام " مدرسة مكة "من بين مجهودات العلماء لتشكل معينا ثرا وموردا هاما، رفد ذلك الرصد وصعد بنيانه الى أن نضج واكتمل وازدهى.
وليست تنحصر أهمية مفسري المدرسة في كونهم وسطاء ثقافيين بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة، وبين الأجيال اللاحقة، ولا في كونهم أساتذة سبقوا لهذا الميدان بحكم الولادة التاريخية، ولكن تتجلى هذه الاستاذية والأهمية إضافة الى ما ذكر في أنهم مرجعية لا غنى عنها لكل من جاء بعدهم، وألف في التفسير بل وفي غيره من العلوم الشرعية، إذ لا يخلو اجتهاد فقهي لكثير من العلماء على مر الزمان، من الرجوع الى آثار مدرسة مكة واجتهادات رجالها ..
إذ روايات ابن عباس ومجاهد وسعيد وعكرمة وعطاء وطاوس، وإن تفاوتوا بين مقل ومكثر، صارت من عمد المفسرين وكتبهم، وانتقلت من دور الى دور حتى استفاضت في كتب التفسير جميعها تقريبا.
وقد كتب الله لهم بإخلاصهم، قبولا لدى العلماء فحمدت طرائقهم، ولم تشب أقوالهم شائبة مما لوث المناخ الفكري في تلك الحقبة المهمة، فتناقلت الأجيال من بعدهم أقوالهم بالقبول، واعتمدها أهل الفن والدراسة لكل النواحي المتعلقة بكتاب الله، فهما وتفسيرا.
وبتنوع وغنى ثقافة أبناء المدرسة، كان كل أهل فن يجدون عندهم ما يريدون ويصلون الى مبتغاهم حين يرغبون، فأهل الأثر من المفسرين وجدوا ويجدون فيهم أهم مصادرهم.
وأهل التأويل والعقليون من المفسرين يجدون فيهم روادا سبقوا عصرهم بعشرات السنين، ويتخذون تأويلاتهم متكئا لما يؤولون.
وأهل النسخ والغريب وأسباب النزول والبيانيون يستمدون منهم ويقتبسون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولست مبالغا إذا قلت أن من جاء بعد علماء مدرسة مكة قد استفاد منهم في التفسير وفي الدراسات القرآنية رضي من رضي وقبل، وسخط من سخط ورفض، وأنهم أثروا فيمن بعدهم وفي مسيرة العلم تأثيرا كبيرا، لا يستطاع التغافل عنه أو تجاهله، بل كانوا حلقة وصل أساسية بين الأجيال، بين النبع الأول للتفسير الى المنابع اللاحقة، حيث التدوين والاستقرار المعرفي ورسوخ أركانه، وازدهاره وتعاظمه.
فإذا كان الشافعي قد صرح بقول فصيح وواضح بأن الناس عيال على مجاهد في التفسير، فإن ابن جرير قد روى لنا أيضا أن ابن ابي مليكة رأى مجاهدا سأل عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، قال ابن عباس رضي الله عنه: " اكتب حتى سأله عن التفسير كله ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) وروى لنا أيضا العلماء أن ابن عباس رضي الله عنه قال لعكرمة: " انطلق فأفت الناس فأنا لك عون " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) واجتمع عليه أهل مكة فقال لهم ابن عباس رضي الله عنه: " يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) ورووا لنا قوله في تلميذه سعيد بن جبير حينما سأله أهل الكوفة: " أتسألوني وفيكم ابن أم الدهماء ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
وهكذا يظهر لكل متتبع لأبناء المدرسة أنهم تمثلوا علم شيخهم، الذي تمثل علم أقرانه ومن عاصرهم، بل علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهكذا انتقل العلم من النبع الصافي الى القلوب الزكية المخلصة، وأضافوا إليه مما أفاء الله عليهم من فهم وبصيرة.
ولقد قيض الله لفحول المدرسة من يحمل علمهم، من نقلة ثقات أئمة مأمونين، أمثال أبناء المدرسة جميعهم، إضافة الى آخرين لم يقلوا إخلاصا وعلما وأمانة عن إخوانهم.
ولإعطاء صورة عن الأثر المكي في حياة التفسير ومسيرته، أقدم بيانا عن كل طائفة من المستفيدين منه على حدة، ليكون الحديث أوضح وأكثر تحديدا.
أ-أثر مدرسة مكة في علماء التفسير:
بالرجوع إلى أمهات التفسير الأولى التي كان لأصحابها السبق في هذا المضمار، والتي اعتمدوا فيها على منهج النقل الأثري والتفسير الاخباري، يتضح لكل ذي عينين، أو ألقى النظر وهو شهيد أثر المدرسة فيها.
ولعل أبرز التفاسير التي يتجلى فيها هذا العمل؛ تفسير الطبري , وتفسير ابن ابي حاتم، وتفسير عبد الرزاق الصنعاني، وتفسير سفيان الثوري وهلم جرا.
-فتفسير سفيان الثوري مثلا، أشار محققه إشارة دالة ومعبرة عن حقيقة التأثير حيث قال فيه: " أكثر روايته منقطعة، رواها مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير .. " [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
- وتفسير الطبري الذي يمثل المرحلة الوسيطة والنقطة الهامة بين التفسير المأثور والزائد على المأثور، هو من أهم الكتب الأثرية التي أغنت عن المحاولات التفسيرية التي لم تحفظ، حتى قيل فيه: " لو سافر رجل الى الصين حتى يحصل كتاب محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
أقول: هذا التفسير القيم العظيم، كان أبناء المدرسة من أهم موارده، حيث أكثر ابن جرير روايته عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء وطاوس دون ذكر الأجزاء التفسيرية التي دخلت تفسير الطبري عن طريق تفاسير أخرى هي لحفدة المدرسة مثل: تفسير ابن جريج، والثوري، ومعمر بن راشد، وشبل، وورقاء بن عمر وغيرهم ...
والقول نفسه يقال بالنسبة للتفاسير اللاحقة كتفسير ابن كثير وتفسير السيوطي الدر المنثور، الذي يبين بصورة جلية وواضحة وصريحة أثر المكيين في كل المؤلفات والمؤلفين اللاحقين.
وبكل اختصار فلا تكاد تخلو صفحة واحدة من كتب التفسير الموجودة في المكتبات العالمية من رجوع الى المفسرين المكيين، بل يتكرر ذلك أحيانا في الصفحة الواحدة أكثر من مرة.
وهذا جدول مبني على دراسة شخصية وفهرسة علمية، أبين من خلاله مدى استفادة علماء التفسير من أعلام " المدرسة " وقد رتبت هذا الجدول ترتيبا تاريخيا.
اسم الكتاب
عدد النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة ل مجاهد
(يُتْبَعُ)
(/)
عدد النصوص المسندة
لعكرمة
عدد النصوص المسندة
لطاوس
عدد النصوص المسندة
لعطاء.
تفسير الثوري
78
51
141
203
1
تفسير الصنعاني
291
80
187
110
57
تفسير الطبري
3678
960
2194
1105
105
تفسيرابن ابي حاتم
6000.
1420
2000
690
290
61
تفسير البغوي
1273
300
677
284
33
تفسير ابن الجوزي
2537
600
1063
434
تفسير الثعالبي
80
402
56
1
تفسير ابن كثير
2452.
630
1766
606
80
تفسير السيوطي
9000
805
2500
850
350
100
ب-أثر المدرسة في علماء الناسخ والمنسوخ:
لعل أشهر الكتب التي تخصصت في الناسخ والمنسوخ هي:
-كتاب ابي جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ، وكتاب هبة الله بن سلامة، وكتاب نواسخ القرآن لابن الجوزي. وبالرجوع الى الكتب المذكورة وغيرها نجد فيها الأثر الواضح لعلماء " المدرسة ".فالنحاس روى لنا من آثار ابن عباس وتلاميذه الشيء الكثير. وهو صنيع هبة الله وغيره، مما يبين أثر المدرسة في هذه العلوم وتأثيرهم الكبير.
اسم الكتاب
النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة لمجاهد
عدد النصوص المسندة لعكرمة
عدد النصوص المسندة لطاوس
عدد النصوص المسندة لعطاء
نواسخ القرآن
131
32
36
الناسخ والمنسوخ لقتادة
1
1
1
الناسخ للكرمي
22
8
1
الناسخ للنحاس
240
30
73
28
ج-أثر المدرسة في علماء القراءات القرآنية:
وأقصد هنا بعلماء القراءة، القراء من جهة، ودارسي القراءات والمؤرخين لها ونقدتها من جهة ثانية.
والأثر في هؤلاء واضح جلي، إذ يكفي أن نعلم أن أكثر من قارئ من القراء السبعة الذين تلقت الأمة قراءتهم بالثقة والقبول قد تتلمذوا على يد أبناء المدرسة، كأبي عمرو بن العلاء وعبد الله بن كثير قارئ مكة، وغير هذين من القراء المشهورين كالأعرج وابن محيصن وغيرهم، وعلى يد تلاميذ هؤلاء تخرجت الأجيال التي جاءت بعدهم.
أما المؤرخون للقراءات، فما بهم غنى عن التوقف عند هذه الحلقة المهمة في تاريخ علم القرءاة، بما حصل للمدرسة من استيعاب أهم مصادر القراءة في هذه الحقبة الزمنية، مثل: قراءة أبي وابن عباس وابن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.
وحتى المؤلفين في القراءات الشاذة يجدون في المدرسة بغيتهم من وجهين، وجه التوثيق باعتبار قراءاتهم الميزان الحقيقي الذي تقابل عليه القراءات، مثل ما نقرأه كثيرا في كتب التفسير ونلحظه من الاستدلال لصحة القراءة بموافقة أحد أبناء المدرسة أو بردها لمخالفة أحد منهم لها .. كما في المثال الذي أورده النحاس في قراءة (واعدنا) بدون ألف (وعدنا) قال: وهي قراءة أبي عمرو وابي جعفر يزيد بن القعقاع واختيار ابي عبيد قال: كلام ابي عبيد هذا غلط بين لأنه أنكر ما هو أجود وأحسن (واعدنا) أحسن وهي قراءة مجاهد والأعرج وابن كثير ونافع والأعمش والكسائي. ( ... ).ووجه الرد والتجريح على اعتبار أن بعض حروف المدرسة كانت موضع نقد وتشذيذ.
والناظر في كتب التفسير التي اهتمت بتدوين القراءات يجد شواهد للوجهين السالفين، التصحيح والتشذيذ، أذكر منها: قوله تعالى: " حتى إذا فزع عن قلوبهم " قرأها مجاهد وعكرمة وقتادة (حتى إذا فرغ) وهي مخالفة للقراءات العشر. والمشهور (فزع). [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
وفي قوله تعالى: " وعلى الذين يطيقونه " روي عن مجاهد فيها عدة قراءات، فقرأها يطوقونه " بكسر الواو، كما قرأها ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وعكرمة وعطاء وكلهم من أقطاب المدرسة، وفي هدي الساري أن قراءة هؤلاء بالياء. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
قال ابن حجر: قال البخاري: وعلى الذين يطيقونه وهو أكثر، يشير الى قراءة ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد يطيقونه أي يعجزون عنه. [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
وقال القرطبي: وقراءة مجاهد وغيره يطيقونه بفتح الياء الأولى على وزن يكيلونه، ثم قال: وهي باطل ومحال، لأن الفعل مأخوذ من الطوق، فالواو لازمة فيه ولا مدخل للياء في هذا المثال. [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
(يُتْبَعُ)
(/)
والموضوع في حد ذاته يستحق أن يفرد بدراسة مستقلة، ما أحوج الباحثين إليها، بل وما أحوج المكتبة لمثل هذا العمل العلمي الدقيق المؤصل للعلوم الشرعية وللنص القديم.
وهذا جدول يبين مدى استفادة المؤلفين في القراءات القرآنية من نصوص المدرسة في هذا المجال.
اسم الكتاب
عدد النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة لمجاهد
عدد النصوص المسندة لعكرمة
عدد النصوص المسندة لطاوس
عدد النصوص المسندة لعطاء.
كتاب السبعة
66
10
6
2
معرفة القراء الكبار
42
104
9
الأحرف السبعة
1
3
الحجة في القراءات السبع
3
4
حجة القراءات
55
24
د-أثرهم في علماء السيرة والسير:
كثيرا ما ضمن أعلام " المدرسة " في تفسيراتهم أخبارا من السيرة، على شكل أسباب نزول، رجع إليها كتاب السيرة والمغازي ليستمدوا منها أخبارهم ويشبعوا منها نهمهم.
وهو ما صنعه ابن اسحاق وغيره، بل لو شئنا تدوين مؤلفا في السيرة، مثل" مغازي " الواقدي، و " الفتوح " و" أنساب الأشراف " للبلاذري، و" السير الكبير " لمحمد بن الحسن، و " الرد على سير الأوزاعي " لأبي يوسف، وكتب الذهبي مثل " التاريخ الكبير " و" العبر " و" سير أعلام النبلاء " وغيرها من كتب الحديث وأسباب النزول، لمثلت النصوص المنسوبة لأعلام " المدرسة " مادة أساسية في مثل هذا البناء.
-وبالرجوع الى كتب السيرة لمعرفة ما حواه من نصوص، تبين لي مدى الاستفادة التي تمتع بها أصحاب السير والتاريخ من أعلام " المدرسة " أقدم جزءا منه في هذا الجدول.، رتبته بحسب كثرة المرويات التي ذكرها كل مصنف.
اسم الكتاب
عدد النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة لمجاهد
عدد النصوص المسندة لعكرمة
عدد النصوص المسندة لطاوس
عدد النصوص المسندة لعطاء.
البداية والنهاية
717
147
206
20
158
الاصابة
487
41
86
158
17
238
أخبار مكة
337
107
159
68
85
329
زاد المعاد
294
21
40
43
74
الخصائص الكبرى
278
14
20
39
1
34
تاريخ الطبري
246
45
72
400
5
46
السيرة الحلبية
233
8
8
28
3
20
الطبقات الكبرى
149
65
98
220
37
361
السيرة النبوية
95
7
7
44
الروض الأنف
87
5
11
11
8
صحيح البخاري
(السيرة).
80
9
12
19
3
14
ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى
79
4
4
13
صفوة الصفوة
77
126
21
17
18
36
اخلاق النبي (ص) وآدابه
74
10
14
31
3
33
الرياض النضرة
58
3
1
4
الصارم المسلول
45
8
16
5
معجم الصحابة
41
7
16
22
3
74
الشمائل المحمدية
38
3
4
7
5
سيرة ابن اسحاق
36
6
8
مختصر زاد المعاد
26
3
1
3
نهاية السول في خصائص الرسول
25
4
3
فصول من السيرة
21
51
8
أعلام النبوة
18
3
هـ-أثرهم في علوم القرآن:
إذا كان أصحاب التفسير قد استفادوا من أعلام " المدرسة " فمن باب أولى أن يكون قد حصل في العلوم التي يستعان بها عليه. خاصة في مباحث المتشابه والمشكل، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والمكي المدني وغيرها.
والناظر في الكتب المهتمة بهذه العلوم وغيرها المتعلقة بخدمة كتاب الله - إذ علوم القرآن أكثر من أن تحصى - يجد نفسه محاصرا بتلاميذ المدرسة، وبأثرهم في كل المجالات المعرفية المتعلقة بعلوم القرآن. ويكفي أن نرجع الى كتاب الشريف الرضي في كتابه " تلخيص البيان في مجازات القرآن "، والى كتاب " مفحمات الأقران في مبهمات القرآن " للسيوطي، ليتأكد لنا هذا ..
وهذا جدول يبين لنا بجلاء مدى استفادة علماء القرآن من أعلام " المدرسة " .. رتبته بحسب كثرة المرويات التي ذكرها كل مصنف.
اسم الكتاب
عدد النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة لمجاهد
عدد النصوص المسندة لعكرمة
عدد النصوص المسندة لطاوس
عدد النصوص المسندة لعطاء.
معاني القرآن
660
224
844
173
العجاب في بيان الاسباب
277
75
100
99
1
الاتقان
225
64
69
54
1
البرهان
77
11
20
7
مناهل العرفان
65
11
15
11
1
التبيان في غريب القرآن
7
10
1
و-أثرهم في علماء الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
بالرجوع الى كتب الحديث كلها جملة وبدون استثناء، فإننا نجد أثر علماء المدرسة واضحا بينا، فالبخاري اعتمد مثلا على تفسير مجاهد وفضله واستحسنه، والشافعي كذلك، وفي ذلك يقول ابن تيمية: " يعتمد على تفسير مجاهد الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم. وكذلك أحمد وغيره .. ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
كما اعتمد على ابن عباس اعتمادا كليا وخاصة من طريق علي بن ابي طلحة الهاشمي، والواسطة التي بينه وبين ابن عباس هي كما هو معلوم سعيد بن جبير ومجاهد. [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
وما من محدث إلا واستفاد من علماء المدرسة باستثناء الامام مسلم الذي يعتبر كتاب التفسير في صحيحه جد مختصر ومع ذلك روى له فيه مجموعة من الروايات ..
وهذا جدول يبين مدى استفادة المحدثين من أصحاب المدرسة، رتبته بحسب كثرة المرويات التي أخرجها كل مصنف.
اسم الكتاب
عدد النصوص المسندة لابن عباس
عدد النصوص المسندة لسعيد
عدد النصوص المسندة لمجاهد
عدد النصوص المسندة لعكرمة
عدد النصوص المسندة لطاوس
عدد النصوص المسندة لعطاء.
مصنف ابن ابي شيبة
1598
639
887
355
593
1455
صحيح البخاري
1372
1
18
9
10
14
المعجم الاوسط
883
4
3
4
6
المستدرك للحاكم
631
18
13
*
*
13
سنن ابي داود
570
2
3
14
8
13
سنن الدارقطني
349
3
4
11
7
21
صحيح مسلم
327
سنن الترمذي
92
36
وهكذا في كل جوانب المعرفة استفادت الأعصر اللاحقة من علم المدرسة الموسوعي، حيث استهدى بعلمهم علماء الدين في تخصصاتهم المتعددة، وليس القصد من هذا المبحث إلا بيان الأثر، وليس استعراض جوانب المعرفة كلها لدى علماء المدرسة، فهذا في نظري مطلب عزيز، وعمل غير مسبوق ما أحوج المكتبة إليه.
كتبه عبد ربه الدكتور أحمد العمراني أستاذ الفقه والتفسير
بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
العنوان: ص ب: 3080 الجديدة –المغرب-
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) مصنف ابن ابي شيبة 6/ 383، وحلية الأولياء:1/ 316، والمستدرك على الصحيحين للحاكم: حديث رقم:6291.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) المستدرك على الصحيحين:3/ 617، رقم الحديث:6289.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) التفسير والمفسرون للذهبي:1/ 67.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) مقدمة في أصول لابن تيمية:ص:61.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) جامع البيان للطبري:1/ 40.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) تهذيب التهذيب:7/ 176.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) تهذيب التهذيب:7/ 176.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) تهذيب التهذيب:4/ 1.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) تفسير سفيان الثوري:37.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) مذاهب التفسير:ص:106.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:1/ 394.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) هدي الساري ص:310. والجامع للقرطبي:2/ 3.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) فتح الباري كتاب التفسير 8/ 226. باب 25/سورة 2.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:2/ 286.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) مقدمة في أصول التفسير:ص:7.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) مفتاح السعادة:2/ 65.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 09:06 ص]ـ
هل هناك مدارس في التفسير؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=116034#post116034)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:52 م]ـ
أريد أن أقول للإخوة المشرفين، بأن هناك نقطا في هذا الموضوع لم تظهر كما يجب، منها: بعض الجداول التي بعد نقلها الى هذا الملف جاءت مبعثرة، ولم أدر كيف يمكن تصحيحها، وشكر الله لكم.
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:11 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الشائق(/)
إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان" أية علاقة".
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:36 م]ـ
إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان
"أية علاقة".
تقديم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:
لا يخفى على كل من ألقى السمع والبصر، أو اطلع وتأمل ونظر، سواء في الكتاب المنظور، أو في الكتاب المسطور، أن خلق البشرية، وإرسال الرسل مع كتبهم، لم يكن عبثا، بل كان لحكم لا ندريها، وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها.
ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته.
فقد عاشت البشرية ردحا من الزمن، ومجموعة من المعارف والعلوم خافية عنها، إلى أن أذن الحق سبحانه ببزوغ عصر الاكتشافات العلمية والثورة التكنولوجية، لتعلن حقائق كبرى أوقعت العلماء في دهشة قل نظيرها.
حقائق برزت والصراع في موطن الظهور (بلاد الغرب) على أشده بين العلم والدين، صراع لم يعرف عند أهل الاسلام لإيمانهم بكل تطور وتقدم واكتشاف، ولدعوة كتابهم " القرآن" المطلقة إلى الاستفادة من النظر في الكتابين.
وقد قام بعض علماء الغرب- بعد أن سمعوا بما في القرآن من دلائل بينات على بعض ما توصلوا إليه من اكتشافات علمية –بدراسة القرآن، ليعلن الكثير منهم إسلامه، بعد أن استرشدوا بنصوص القرآن العلمية، واشتعلت جذوة الإيمان في قلوبهم داعية إياهم للعودة إلى فطرتهم التي خلقوا عليها، وليضعوا بكل صراحة اللوم الشديد على مفكري الاسلام بسبب تهاونهم في الدعوة الى هذا القرآن والى رب هذا القرآن.
من أجل بيان بعض هذا الأثر، تأتي هذه الورقات التي أخذت من آيات القرآن موردا ترده، فتصدر عن ذات ري، وهي في الوقت نفسه حريصة على أن تقدم للقارئ ما تظن أن في سطورها ما ليس مذكورا فيما وردته وصدرت عنه من مقالات أهل الاختصاص، ولولا هذا الظن الناشب بها ما كان لها أن تسفر وجهها للناظرين.
فما هي يا ترى العلاقة بين إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان؟.
وهل لهذا الإعجاز من أثر في تحقيق الايمان أو زيادته عند بني الانسان؟.
لمعرفة ذلك يجدر بنا ولو بعجالة أن نعرج على تعريف الإعجاز المقصود، وكذا مفهوم الاعجاز العلمي، فمفهوم الايمان.
أولا: تحديد المفاهيم:
1 - مفهوم الاعجاز: لن نطيل البحث عن المعنى اللغوي ولا الاصطلاحي لمفهوم الاعجاز، ولكن أقول وبإيجاز: بأن المعجزة مشتقة من العجز الذي يفيد الضعف وعدم القدرة على مضاهاة الشيء كما يفهم من تعريفات ابن منظور في اللسان [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
وفي الاصطلاح: هي أمر خارق للعادة، داع إلى الخير والسعادة، مقرون بدعوى النبوة، قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول من الله. ". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
2- مفهوم الاعجاز العلمي: يأتي ارتباط الإعجاز بالعلم هنا، بما له علاقة بكتاب الله من الناحية العلمية، ولا أقصد به التفسير العلمي، بل أعني به: ما أخبر به القرآن من حقائق أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول، وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد فيما أخبر بهعن ربه سبحانه. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
3- مفهوم الايمان: هو كما عرفه النبي الأمين للملك جبريل حين جاء سائلا معلما فقال له: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
وايمان بهذه الشروط الست، هو الايمان بالغيب باختصار، ومن هذا الغيب، الايمان بالكتب، ومن الكتب القرآن الكريم، ومن آياته، آيات التأمل في الأنفس والآفاق.
حيث يلزم الانسانية أن تؤمن بهذا الكتاب بأنه من عند الواحد الأحد، وحتى يبقى هذا الغيب غيبا فعليا، جاء فيه من الآيات ما يدعو المتأمل فيها والباحث عن أسرارها الى الايمان برب ومنزل هذا القرآن.
ومن هذه الآيات ما يخاطب العقل دون غيره، إذ العقل مناط التكليف، والعقل خلق من خلق من خلق الله، ولكنه مؤهل بعد التأمل والاكتشاف والمقارنات والدراسة الى الوصول الى الحقائق الكونية التي أثبتها الله في كتابه المنظور، وأسس لوجودها في كتابه المسطور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لخص النبي الأمين هذه الآيات بحديث صحيح صريح فقال فيما رواه عنه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر:" تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) وهي دعوة صريحة للتأمل فيما ينفع ويدفع لتقوية الإيمان وإلى التوصل إليه.
4 - إعجاز القرآن والايمان " أية علاقة ". تعتبر العلاقة بين المفهومين أوضح من أن توضح، فالعلم يدعو الى الايمان، بل ويوصل صاحبه إليه، والايمان محله القلب، والقلب يستمع لحوار العقل، والعقل الناضج الحر كلما صال وجال في مكونات النفس والآفاق، اقترب من نداء الفطرة والايمان.
فكل البشرية مؤمنة بالواحد الديان، وكلهم لبوا نداء الفطرة وهم في أصلاب آدم عليه السلام، مصداقا لقوله تعالى:" وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بريكم قالوا بلى ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6). لكن متغيرات الحياة وسيطرة الماديات، تبعد الانسان عن النظر بالبصيرة النقية، والتأمل بالفكر الوهاج بحثا عن الاطمئنان الداخلي والنفسي، ألم يقل إبراهيم عليه السلام لربه:" رب أرني كيف تحيي الموتى". فرد عليه الحق سبحانه:" أو لو تومن؟ ". فقد تأمل إبراهيم في سر الموت وما استطاع التوصل إلى كنهه، فسأل ليتعلم وليزداد إيمانا بقدرة القادر، وقد حاول علماء اليوم البحث عن سر الموت، فما وصلوا ولن يصلوا، لأنه سر إلهي في خلقه ولخلقه.
لهذا أقول: بأن العلم الوارد في الآيات المعجزة، هو المقود للكثيرين الى درب الايمان بمنزل الكتاب، وخصوصا لمن يبحث ويقرأ وينقب.
قال عبد الله دراز:" والقرآن في دعوته إلى الايمان والفضيلة لا يسوق الدروس من التعاليم الدينية والأحداث الجارية وحدها، وإنما يستخدم في هذا الشأن الحقائق الكونية الدائمة، ويدعو عقولنا الى تأمل قوانينها الثابتة، لا بغرض دراستها وفهمها في ذاتها فحسب، وإما لأنها تذكر بالخالق الحكيم القدير، ونلاحظ أن هذه الحقائق التي يقدمها تتفق تماما مع آخر ما توصل إليه العلم الحديث ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
وقال السيوطي رحمه الله: " ... أكثر معجزات هذه الأمة عقلية، لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة، خصت بالمعجزة العقلية ليراها ذوو البصائر ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
ويقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله بعد أن تحدث عن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم: " ولعل متحققا بهذه العلوم الحديثة لو تدبر القرآن وأحكم النظر فيه، وكان بحيث لا تعوزه أداة الفهم، ولا يلتوي عليه أمر من أمره، لاستخرج إشارات كثيرة تومئ إلى حقائق العلوم، وإن لم تبسط من أنبائها فتدل عليها، وإن لم تسم بأسمائها". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).........
ثانيا: بعض مظاهر إعجازالقرآن العلمية؛ الحاجة والأثر:
1 - حاجة إنسان اليوم إلى لغة العلم: إننا لو تأملنا واقع الانسانية المعرفي، وما قام بإبرازه العلم من معجزات في عالم التقنيات، وما جُعل رهن إشارة الباحثين من مستحيلات سابقة، لعلمنا التطور السريع للمعارف والعلوم، ولفهمنا لماذا اتجه العلماء بعد ذلك للانسان وجسده، حيث تمكنوا من كشف العديد من الأسرار المتعلقة بالذات البشرية وصحتها ومرضها.
لكن غاب عن هؤلاء العلماء أو عن بعضهم، بل غاب عن حضارة الغرب -جلها إن لم نقل كلها - الجانب الروحي المبني على قواعد الأخلاق والفضائل، لأنهم في بحوثهم ومعارفهم أعلوا من شأن العقل والعلم وحكموا العقل في القلب، كما حكموا العلم في الدين، لتنتج فوضى عارمة أدت الى انحراف العلم عن صوابيته، فأصبح بدلا من أن يخدم الحضارة البشرية، يسعى لخرابها والقضاء عليها، لتصبح القوة هي المعيار تقدم الأمم وعظمتها. ولو تدخل القلب، واتجهت آلة العلم نحو البناء والخير والكمال لارتفع شأن البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يظهر بكل جلاء أن العلم وحده غير كاف لنهضة البشرية، بل يحتاج الى أن يحاط بسياج من الأخلاق البانية، وهذا هو دور أمة الاسلام، وهذا هو دورها الرسالي. ألم يقل رسولها في حديث جامع شامل: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
فمن المسلم به أن إنسان اليوم محتاج لمن يعيد إليه فطرته المسلوبة، وسعادته المفقودة، محتاج الى اكتساب قناعات مبنية على حقائق علمية، لأنه ليس هناك شيء أفيد للانسان من قناعات تحقق له اليقين. وكتاب الله أفضل من يمنح بإعجازه المبين بعض هذه الحقائق، فلماذا لا تتحرك الأمة في شخص متخصصيها لإنقاذ إنسان اليوم من تيهانه، ومحاولة استرجاع يقينه المسلوب والمفقود.
إن الايمان الحقيقي هو الايمان القائم على الاقتناع، ولا اقتناع دون علم، فالعلم هو الشيء الوحيد الذي يؤمن به أبناء اليوم، ولإيصال هذا الفهم لغير المسلمين بل وللمسلمين أنفسهم، لابد من مخاطبتهم بلغة العصر، اللغة التي أصبحت تفهم أكثر من غيرها، لغة العلم.
وإذا كان الغرب قد قطع أشواطا في ميدان العلم التجريبي، فليس يفوت المسلمين أن يقدموا للعالم شواهد علمية نطق بها القرآن، وعنها أبان بأفصح بيان قبل أربعة عشر قرنا، بل لقد كشف عنها بعض علماء الغرب أنفسهم فأذهلتهم النتائج والحقائق، بل ولا يزال في جعبة النصوص المعجزة ما سيدهش الانسان الباحث حينما يميط عن أسرارها اللثام. أليس الإله العظيم هو من قال: " ولتعلمن نبأه بعد حين ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
نعم، إن اللغة المطلوبة اليوم هي لغة العلم، وهي اللغة التي يرتضيها علماء الغرب والانسان الغربي، وهذا ما أكده الأستاذ عبد المجيد الزنداني في المؤتمر الدولي عن الاعجاز الطبي في القرآن الذي عقد بالقاهرة عام 1985م، حيث نقل كلاما قاله مذيع إذاعة لندن بعد انتهاء المؤتمر:" لأول مرة يتمكن علماء الاسلام من التحدث لعلماء الغرب بلغة يفهمونها ". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
إن العصر الذي نحياه، لا تكفي فيه الخطب والمواعظ العاطفية –دون أن ننكر أهميتها ودورها- بل لابد من مخاطبة العقل بجانب ذلك. وهذا ما نص عليه القرآن وجعله منهاجا له في مخاطبة الناس، فكان مما قال:" أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الارض كيف سطحت". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) ويقول:" أمن جعل الارض قرارا، وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي، وجعل بين البحرين حاجزا، أإله مع الله، بل أكثرهم لا يعلمون " [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14). بل وخاطب الانسانية جمعاء ودعاهم الى التأمل والبحث والتنقيب فقال: " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) وأكد هذه الدعوة في آية أخرى فقال: " وقل الحمد لله، سيريكم آياته فتعرفونها ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
وهذا يعني ضمن ما يعنيه أن هذه الآيات ستتكشف يوما بعد يوم بالبحث العلمي.
إن مثل هذا النوع من البحث في الاعجاز العلمي للقرآن الكريم يحفظ على البشرية فطرتها، ويحفظ أبناء المسلمين من الارتماء في أحضان الإلحاد أو العبثية المدمرة، كما يعجز الالحاد أن يجد موضعا للتشكيك فيه إلا أن يتبرأ من العقل، وهذا لا يمكن لعاقل أن يقبله.
2 - نداء الفطرة وإعجاز الآيات: لن نستطيع الغوص في القرآن للكشف عن كل آياته المعجزة، ولن نستطيع استقراء ما توصل إليه العلماء من اكتشافات علمية اكتشفت حديثا ووجد أصلها في القرآن، كما لا نستطيع أن نستوعب من تأثر بهذه الآيات الباهرة، لندلل على علاقة الاعجاز بالايمان بالواحد الديان؛ فهذا عمل أكبر من هذه الورقات، ولا تستوعبه العروض ولا المحاضرات، ولكن بحسبي أن أذكر بالمشهور دون المغمور، وأذكر بالمعلوم بدل المجهول.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنذ القديم وآيات القرآن تبهر وأبهرت الأعراب، وعبروا عن الايمان بمُنزله دون تعقيد أو تشكيك، فقال أحدهم لما سئل عن الدليل على وجود الصانع: " إن البعرة تدل على البعير، وآثار القدم تدل على المسير، فهيكل علوي بهذه اللطافة، ومركز سفلي بهذه الكثافة، أما يدلان على الصانع الخبير ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17) وورد بلفظ آخر عن أحد الأعراب: " البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام على المسير، أفسماء ذات أبرج، وأرض ذات فجاج، لا تدل على اللطيف الخبير". [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)
فهؤلاء أعراب تأملوا في جمال البناء الكوني ونظامه، لم يغوصوا في نظام بنائه ولا مكوناته، ولكن نظروا بأعينهم وقلوبهم فأفصحوا عما جال في خاطرهم بأفصح بيان، ينم عن تأمل معرفي وعلمي كبير دون آلات ولا وسائل تكشف عما صرحوا به ..
ولكن عصرنا أوجد الامكانيات، وما ترك لأحد من عذر إن لم يؤمن برب الكون والآيات، وهذه أمثلة لعلماء أسلموا، وفي آيات باهرة تأملوا، لما رأوا فيها من البراهين ما رأوا، فتأثروا بها أيما تأثر لما تأكدت لهم حقيقته ومصدريته.
أ- قال تعالى:" حتي إذا أتوا علي واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ". [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)
قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الغرب للبحث عن خطأ في كتاب الله تعالى حتي تثبت حجتهم بأن الدين الاسلامي دين لا صحة فيه، وبدأوا يقلبون المصحفحتي وصلوا الي الاية الكريمة التي ذكرتها في البداية، او بالأحرى عند لفظ " يحطمنكم".
وهنا اعترتهم الغبطة والسرور فها قد وجدوا في نظرهم ما يسيء للإسلام. فقالوا بأن الكلمة "يحطمنكم" منالتحطيم والتهشيم والتكسير فكيف يكون للنملة ان تتحطم فهي ليست مادة قابلة للتحطم، قال تعالى: " كبرت كلمة تخرج من أفواهم إن يقولون إلا كذبا " ... وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيما، وبعد أعوام مضت من اكتشافهم ظهر العالم الاسترالي الذي أجرى بحوثا طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض. لقد وجد أن النملة تحتوي علي نسبة كبيرة في جسمها من الزجاج ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانهالمناسب، وعلى إثر ذلك أعلن العالم الاسترالي إسلامه .... [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)
ب-قال تعالى: " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماَ". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)
وحدث هذه الآية، حصل في في المؤتمر الطبي السعودي الثامن بالرياض، حيث أعلن البروفيسور تاجات تاجاسون رئيس قسم التشريح والأجنة في جامعة شاينج ماي بتايلاند والآن عميد كلية الطب بها إسلامه.
يقول الزنداني: بدأت صلتنا بالبروفيسور تاجات تاجاسون عندما عرضنا عليه بعض الآيات والأحاديث النبوية المتعلقة بمجال تخصصه في مجال علم التشريح وعندما أجاب عليها قال لنا: ونحن كذلك يوجد لدينا في كتبنا المقدسة البوذية أوصاف دقيقة لأطوار الجنين فقلنا له: نحن بشوق لكي نعرف هذه الأوصاف ونريد أن نطلع على ما كتب في هذه الكتب. وعندما جاء ممتحناً خارجياً لطلاب الطب في جامعة الملك عبد العزيز بعد عام سألناه فاعتذر لنا وقال: كنت قد أجبتكم دون أن أتثبت لهذا الأمر ولما بحثت عنه وجدت أنه لا توجد النصوص التي ذكرتها لكم. عندئذٍ قدمنا له محاضرة مكتوبة للدكتور كيث مور وكان عنوان المحاضرة " مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة " وسألناه عن الأستاذ كيث مور هل تعرفه؟ قال: إنه رجل من كبار علماء العالم المشهورين في هذا المجال. وبعد أن اطلع على هذه المحاضرة اندهش أيضاً. وسألناه عدداً من الأسئلة في مجال تخصصه كان منها ما يتعلق بالجلد فأجابنا قائلاً:
-الدكتور تاجات تاجاسون: نعم، إذا كان الحرق عميقاً دمر عضو الإحساس بالألم.
(يُتْبَعُ)
(/)
-المترجم المناقش: سيهمك أن تعرف أنه في هذا الكتاب المقدس القرآن الكريم إشارة منذ ألف وأربعمائة سنة إلى يوم عقاب الكافرين بعذاب النار في جهنم ويذكر القرآن أنه عندما ينضج الجلد يخلق الله لهم جلوداً أخرى حتى يذوقوا العقاب بالنار مما يشير إلى حقيقة أطراف الأعصاب في الجلد ونص الآية هو: " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا ً حكيماَ".
هل توافق على أن هذه إشارة إلى أهمية أطراف الأعصاب في الجلد بالنسبة إلى الإحساس منذ 1400سنة؟
-الدكتور تاجاتات تاجاسون: نعم , أوافق أن هذه معرفة إذا الإحساس عرفت منذ زمن طويل قبل ذلك لأنه مذكور أنه إذا ارتكب أحد خطيئة وعوقب بحرق جلده يخلق الله جلداً جديداً ويغطيه لجعله يذوق الألم مرة أخرى هذا يعني أنه كان معروفاً منذ 1400سنة أن مستقبل الإحساس بالألم لا بد وأن يكون في الجلد ولذلك فلا بد أن يخلق لهم جلداً جديداً.
-الشيخ الزنداني: إن الجلد هو مركز الإحساس بالحريق إذا حرق الجلد بالنار فإذا نضج فقد الإحساس, لذلك يعاقب الله الكفار يوم القامة بإعادة الجلد مرة بعد مرة كما قال تعالى:?إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب…? وهكذا ذكرنا له عدداً من الآيات والأحاديث وسألناه بعد ذلك هل يمكن أن تكون هذه الآيات قد جاءت إلى محمد صلى الله عليه وسلم من مصدر بشري؟.
-فأجاب: لا يمكن أن يكون ذلك.
-قلنا: فمن أين جاءت؟ قال: لا يمكن أن تكون مصدراً بشرياً ولكن أسألكم أنتم من أين تلقى محمد هذه العلوم؟ قلنا له: من عند الله.
-فقال لنا: ومن هو الله؟.
قلنا له: إنه الخالق لهذا الوجود. إذا رأيت الحكمة، الحكمة تدل على الحكيم، وإذا رأيت العلم في هذا الوجود دلك على أنه من صنع العليم، وإذا رأيت الخبرة في تكوين هذه المخلوقات دلتك على أنها من صنع الخبير. وإذا رأيت الرحمة شهدت لك على أنها من صنع الرحيم وهكذا إذا رأيت النظام الواحد في هذا الوجود والترابط المحكم دلك ذلك على أنه من صنع الخالق الواحد سبحانه وتعالى.
فأقر بما قلنا، ثم عاد إلى بلاده وألقى عدداً من المحاضرات عن هذه الظاهرة التي رآها واطلع عليها وبلغنا أنه أسلم بعد محاضرته خمسة من طلابه.
-ثم جاء موعد المؤتمر الطبي السعودي الثامن واستمع في الصالة الكبرى التي خصصت للإعجاز الطبي في القرآن والسنة طوال أربعة أيام لعدد من الأساتذة من المسلمين وغير المسلمين يتحدثون عن هذه الظاهرة (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة).
وفي ختام هذه الجلسة وقف البروفيسور تاجاتات تاجسون يقول هذه الكلمات. البروفيسور تاجاتات تاجاسون: " في السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت مهتماً بترجمة معاني القرآن الكريم الذي أعطاه لي الشيخ عبد المجيد الزنداني في العام الماضي، ومحاضرات البروفيسور كيث مور التي طلب مني الشيخ الزنداني أن أترجمها إلى اللغة التايلاندية وأن ألقي فيها بعض المحاضرات للمسلمين الذي أعطيته في دراساتي، فإنني أؤمن أن كل شيء ذكر في القرآن منذ 1400 سنة لا بد أن يكون صحيحاً، ويمكن إثباته بالوسائل العلمية، وحيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستطيع القراءة والكتابة فلا بد أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول جاء بهذه الحقيقة، لقد بعث إله هذا عن طريق وحي من خالق عليم بكل شيء، هذا الخالق لا بد أن يكون هو الله، ولذلك فإنني أعتقد أنه حان الوقت لأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)
ج-قال تعالى: " حتى إذا أتوا علي واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الغرب للبحث عن خطأ في كتاب الله تعالى حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين لا صحة فيه، وبدأوا يقلبون المصحفحتى وصلوا إلى الآية الكريمة التي ذكرتها في البداية , او بالأحرى عند لفظ " يحطمنكم". وهنا اعترتهم الغبطة والسرور فها قد وجدوا في نظرهم ما يسيء للإسلام. فقالوا بأن الكلمة "يحطمنكم" منالتحطيم والتهشيم والتكسير فكيف يكون للنملة أن تتحطم فهي ليست مادة قابلة للتحطم، قال تعالى: " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " .. وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيما، وبعد أعوام مضت من اكتشافهم ظهر العالم الاسترالي الذي أجرى بحوثا طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض، لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبةكبيرة في جسمها من الزجاج ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانهالمناسب، وعلى إثر ذلك أعلن العالم الاسترالي إسلامه .... [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)
3- إعجاز القرآن والبحث عن الايمان: كما أسلم بعض العلماء تأثرا بآيات علمية أبهرت عقولهم، تأثر آخرون بالقرآن ودعوته الى الايمان، نعم لم يؤمنوا ولكنهم كانوا على الطريق أو في طريق البحث عن الايمان. وهنا أسوق بعض كلماتهم وأقوالهم التي تنبئ عن مدى قربهم من التوصل الى نداء الفطرة، وأثر القرآن في كل ما صرحوا به وفاهوا.
ومن هؤلاء:
أ-موريس بوكلي: الطبيب الفرنسي الذي يقول: " لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد –قط-بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقة تماما للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا في البداية لم يكن لي أي إيمان بالاسلام، وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق، وبموضوعية تامة [ .. ] وتأولت القرآن منتبها بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية. لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه التظاهرات، وحتى تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي. أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرات، والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد أن يكون عنها أدنى فكرة ".إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه هذا النصر –لأول مرة-هو: ثراء الموضوعات الخاصة المعالجة فهناك الخلق، وعلم الفلك، وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الانساني، وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة، لا نكشف في القرآن أي خطأ، وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: لو كان كاتب القرآن إنسانا كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة؟. ليس هناك أي مجال للشك، فنص القرآن الذي نملك اليوم هو –فعلا-نفس النص الأول". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)
وهناك كثير من عقلاء الناس استطاعوا الوصول إلى رحاب الايمان بعد رحلة طويلة وشاقة مع البحث وترهات الرهبان، بل وكثير ممن اسلم منهم أصبح من دعاة الايمان، أسوق بعض أقوالهم.
ب- الدكتور وولز أوسكار لندبرج: [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25) من أقواله: " أما المشتغلون بالعلوم الذين يرجون الله فلديهم متعة كبرى يحصلون عليها كلما وصلوا إلى كشف جديد يدعم إيمانهم بالله ويزيد من إدراكهم وإبصارهم لأيادي الله في هذا الكون ". [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- الدكتور ميربت ستانلي كونجدن: [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27) قال: " إن جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا الوجود وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته ". [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)
هذه إشارات وددت إثارتها، استلهاما من واقعنا، ومن أثر الآيات في تراث الإنسانية من حولنا، تبرز بكل وضوح، علاقة الإيمان بالواحد الديان والأثر الايجابي لآيات القرآن العلمية المعجزة. فإن حصل هذا لغير المسلمين، فما بال المسلمين ابتعدوا عن هذا الدين؟. أينتشر هذا الدين في أصقاع المعمور بالعلم والمعرفة، ويغيب عمن نزل فيهم هذا القرآن؟. إنها دعوة للعودة السريعة للقيام بحق هذا الكتاب وإبراز ما في مكنونه من حكم، وكشف أسراره لغير أهل الاسلام، فحي على العمل ورب العالمين يقول: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه د/ أحمد العمراني
أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي. بالجديدة –المغرب
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) لسان ابن منظور مادة عجز.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) التعريفات:1/ 72.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)http://www.nooran.org////////http://hael.maktoobblog.com.
[4] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) صحيح مسلم:1/ 36/رقم:8.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) المعجم الأوسط للطبراني:6/ 250/6319، وشعب الايمان للبيهقي:1/ 136/120، وصححه الألباني في الجامع الصغير:1/ 529/5286، وفي الصحيحة:4/ 395/1788.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) الأعراف:172.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) مدخل إلى القرآن الكريم: ص:175/ 176.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) الاتقان في علوم القرآن:2/ 116.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) إعجاز القرآن::142.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) المستدرك على الصحيحين للحاكم:2/ 270/4221وصححه، ووافقه الذهبي.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) سورة ص/88.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) من محاضرة الزنداني له بكلية أصول الدين بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض في شهر ربيع الأول لعام:1426//1986.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) سورة الغاشية/17 - 20.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) سورة النمل/61.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) سورة فصلت/53.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) سورة النمل/93.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) زاد المسير لابن الجوزي:1/ 362.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) روح المعاني للألوسي: 26/ 62.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) سورة النمل/18.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)www.islammessage.com-.
[21] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) سورة النساء, الآية:56.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22)http://www.nooran.org/J/J3.htm.
[23] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23)http://www.nooran.org/J/J3.htm.
[24] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) القرآن الكريم والتوراة والانجيل والعلم لموريس بوكاي: ص:144 - 145.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) عالم الفسيولوجيا والكيمياء الحيوية – حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جونز هونكنز استاذ فسيولوجية الكيمياء بجامعة منيسونا – عميد معهد هورمل منذ سنة 1949 – عضو ورئيس جمعيات عديدة لدراسة الطعام وتركيبه الغذائي – مؤلف سلسلة كتب تركيب الدهون والليبيدات الاخرى – نشر كثيرا من البحوث العلمية. نقلا عن كتاب الله يتجلى في عصر العلم: ص:14.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) كتاب نحو الايمان لعبد المجيد الزنداني
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) عالم طبيعي وفيلسوف دكتوراه من جامعة بورتون – أستاذ سابق باحدى كليات فلوريدا – عضو الجمعية الأمريكية الطبيعية – اخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم والبحوث الانجيلية. نقلا عن كتاب الله يتجلى في عصر العلم: ص:7.
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) كتاب نحو الايمان لعبد المجيد الزنداني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Aug 2010, 05:24 م]ـ
إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان
"أية علاقة".
تقديم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:
لا يخفى على كل من ألقى السمع والبصر، أو اطلع وتأمل ونظر، سواء في الكتاب المنظور، أو في الكتاب المسطور، أن خلق البشرية، وإرسال الرسل مع كتبهم، لم يكن عبثا، بل كان لحكم لا ندريها، وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها.
ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته.
.
شكر الله لكم دكتور أحمد على هذا المقال الطيب والمذكر ببعض الحقائق
واسمح لي بهذه المداخلة حول عبارتكم:
"بل كان لحكم لا ندريها"
فأقول الحكمة أو العلة التي وجد من أجلها الخلق واضحة جلية في القرآن:
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات (56)
أما الحكمة من إرسال الرسل فهو مقتضى وعد الله بإرسال الهداية للبشرية:
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة (38)
(قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) طه (123)
وكذلك إقامة الحجة وتذكير بالفطرة:
(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء (165)
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى) طه (134)
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الروم (30)
والآيات التي تشير إلى حكمة الخلق علويه وسفليه كثيرة وواضحة لا لبس فيها:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) الملك
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) هود (7)
ومرة أخرى شكر الله دكتور أحمد
وعمر وقتنا ووقتك بما يقربنا إليه
*****
ملحوظة المقال وقع فيه تكرار ما أدري ما سببه
الفقرة "أ" هي نفسها الفقرة"ج"
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:51 م]ـ
شكر الله لك أخي د/أبا السعد، فيما يخص الفقرة* أ وج * فهي فعلا مكرورة، وينبغي حذفها، وسأعمل على هذا، فأثناء إعادة ترتيب البحث واختصاره لإرساله حصل هذا،
أما ملاحظتكم حول كلمة:" حكم لا ندريها " فقد أتبعتها أخي بكلمة:" وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها. ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته ".
فعقولنا أخي الكريم قاصرة لأن تصل الى معرفة الحكم الربانية من فعل شيء ما، فكم بحث الباحثون عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، بل سألوا فقالوا: ما الحكمة من خلقه؟.فاجتهدوا ونقبوا وقالوا الكثير، حتى قالوا: إن الحكمة من خلقه تتمثل في حمله لفيروسات، لتربية خلقه، وفي التحريم: هي معرفة من يتبع ومن لا يتبع. فلله في خلقه شؤون، قال تعالى:" وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"، والكلام يطول أخي الحبيب، والله أعلم.
وشكرا لك مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن كمؤمنين ندرك أن الحكمة الحقيقية من خلقنا هي الابتلاء والامتحان، وأن أدوات الامتحان هي كل ما في هذه الدنيا، ومدة الامتحان هي حياتنا على الأرض، ومكان الامتحان هو الأرض دار الزوال، فإذا انتهى زمن الامتحان أخذت منا أدوات الامتحان، وأخرجنا من قاعة الامتحان، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك:2].
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:06 ص]ـ
شكر الله لك أخي د/أبا السعد، فيما يخص الفقرة* أ وج * فهي فعلا مكرورة، وينبغي حذفها، وسأعمل على هذا، فأثناء إعادة ترتيب البحث واختصاره لإرساله حصل هذا،
أما ملاحظتكم حول كلمة:" حكم لا ندريها " فقد أتبعتها أخي بكلمة:" وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها. ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته ".
فعقولنا أخي الكريم قاصرة لأن تصل الى معرفة الحكم الربانية من فعل شيء ما، فكم بحث الباحثون عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، بل سألوا فقالوا: ما الحكمة من خلقه؟.فاجتهدوا ونقبوا وقالوا الكثير، حتى قالوا: إن الحكمة من خلقه تتمثل في حمله لفيروسات، لتربية خلقه، وفي التحريم: هي معرفة من يتبع ومن لا يتبع. [الملك:2].
الأخ الفاضل دكتور أحمد
أولا: أود أن أقول أنا لست دكتورا، ومع هذا مشكور على ال"د" لأنها أحيانا لها بريق "لمعان".
ثانيا: أشكرك على تفاعلك مع ملاحظة أخيك أبي سعد، وحقيقة تستهويني كثيرا مثل هذه المواضيع لأنها ذات علاقة بأسئلة تثور في النفس البشرية في كثير من الأوقات.
بخصوص هذا الموضوع القاعدة العامة:
أن من أسماء الله تعالى الحكيم وأنه لا يفعل العبث ولا الباطل:
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)) الأنبياء
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) ص (27)
ولا شك أن لله حكمة في كل حركة وسكون في هذا الكون،وحكمة في كل تشريع وحلال وحرام.
ولكن إذا أطلعنا الحق تبارك وتعالى على الحكمة من إيجاد شيء ما أو تحريم شيء ما هل يصح بعد ذلك أن نسأل أو نبحث عن حكمة وراء ذلك غير الذي أخبرنا به الحق تبارك وتعالى؟
أقصد من هذا أن عقولنا لن تصل إلى شيء فنحن محصورون فيما أطلعنا الله عليه أو فيما اهتدت إليه عقولنا فيما لم يطلعنا الله عليه وهذا الأخير يغلب عليه الظن وليس القطع.
والله أعلم(/)
مفهوم أصول التفسير من خلال كتاب أصول التفسير للدكتور محسن عبد الحميد
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:51 م]ـ
مفهوم أصول التفسير من خلال كتاب
" دراسات في أصول التفسير "
للدكتور محسن عبد الحميد.
تقديم:
كثيرة هي العلوم التي تحتاج إلى تحديد مصطلحاتها تحديدا علميا ممنهجا، بغية التوصل إلى فهمها بعمق ووعي كاملين، خاصة العلوم الاسلامية التي من بينها " علم التفسير ".
هذا العلم الذي رغم الاهتمام الذي حظي به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الآن، لم تضبط مصطلحاته ضبطا كليا ومحكما، بل لا يزال هناك خلط في بعض مصطلحاته، خلط يظهر جليا في التداخل الحاصل بينها، وفي الصعوبات التي يجدها القارئ والباحث عند التحقق منها.
وسيهتم هذا العرض بتقديم بعض التوضيحات حول مصطلح واحد مرتبط ارتباطا تاما بهذا العلم، ألا وهو مصطلح أصول التفسير.
1 - تحديد المفهوم لغة واصطلاحا: أصول التفسير مركب تركيبا إضافيا (أصول) وهو مضاف و (التفسير) مضاف إليه، ولتحديد هذا المركب يتعين تحديد المضاف بحكم معرفتنا للمضاف إليه لسبق دراسته وتوفر تعاريفه.
أ-الأصول لغة: الأصول جمع أصل، قال ابن فارس:" الهمزة والصاد واللام ثلاثة أصول يتباعد بعضها من بعض، أحذها أساس الشيء" [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، وهو المقصود. وجاء في تاج العروس" ... أصل الشيء ما يستند وجود ذلك الشيء إليه ... " وقال:" أصل كل شيء قاعدته" وقال غيره: " الأصل ما ينبغي عليه غيره " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2). وقال ابن منظور:" الأصل أسفل كل شيء ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
من هذه المعاني اللغوية نستخلص أن الأصل عبارة عما يفتقر إليه، فهو الأساس والقاعدة وما يبني عليه غيره.
2 - الأصول اصطلاحا: أما في الاصطلاح فيطلق (الأصل) كما ورد في الكليات على: "الراجح بالنسبة للمرجوح، وعلى القانون والقاعدة المناسبة المنطبقة على الجزئيات، وعلى الدليل بالنسبة للمدلول، وعلى ما ينبني عليه غيره، وعلى المحتاج إليه، وعلى ماهو الأولى .. ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
كما يطلق الأصل على الكتاب الذي يرجع إليه المؤلف والمصدر الذي يعتمد في تأليفه. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
في ضوء هذه التعاريف يتضح أن مصطلح "أصل" تتداخل فيه مصطلحات أخرى كالقواعد والمصدر والوجهان والدليل.
فالأصول إذن هي القواعد الكلية العامة المعتمدة، قال أبوهلال: " وحقيقة أصل الشيء ما كان عليه معتمده ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
وإذا كانت الأصول هي المعتمدة، فهي بالضرورة يحتاج إليها ولا يقوم أي شيء عليها وهي الراجحة إذا وقع الترجيح بينها وبين غيرها.
وكل هذه المعاني توضح أن الأصول عبارة عن قواعد عامة جامعة ومانعة.
بناء على كل من التعاريف، يطرح سؤال، وهو ماذا نعني بأصول التفسير؟. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
تحديد مفهوم اصول التفسير: أصول التفسير عبارة عن القواعد العامة التي ينبني عليها التفسير ويعتمدها، وعلم أصول التفسير هو العلم الذي يبين المناهج التي انتهجها وسار عليها المفسرون الأوائل في استنباط الأسرار القرآنية عند تعاملهم مع كتاب الله. فهو إذن مجموعة من القواعد والأصول العامة الذي تبين للمفسر طرق الاستنباط، وتكشف له مراتب الحجج والأدلة من آياته الكريمة بحسب الطاقة البشرية. [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
ويقسم الدكتور محسن عبد الحميد أصول التفسير إلى ثلاثة: أصول لغوية، وأصول نقلية، وأصول عقلية.
2 - أقسام الأصول:
أ- الأصول اللغوية: هي القواعد الكلية اللغوية التي استمدها علماء الأصول مما تقرر عند أئمة اللغة العربية في دلالة الألفاظ والأساليب على المعاني.
ولأن القرآن نزل بلغة العرب كان لابد لفهمه من مراعاة مقتضى الأساليب في اللغة العربية، ومراعاة أخيلتها ومصطلحاتها وقواعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبدون معرفة اللغة العربية وموضوعاتها، يحجب تفسير شيء من كلام الله، بل لا يجوز البتة كما روي عن التابعي مجاهد بن جبر رحمه الله، حيث قال:" لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالما بلغات العرب " [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).
بل إن التقصير فقط في المعرفة باللغة قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، كما جرى للباطنية الذين غالوا في تفاسيرهم حتى اعتبرت مذمومة. قال الشاطبي:" فالذين أخذوا (تفسير القرآن) على التفريط قصروا في فهم اللسان الذي جاء به وهو العربية، فما قاموا في تفهم معانيه، ولا قعدوا كما تقدم عن الباطنية وغيرها". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
ومعرفة اللغة لا تتم إلا بالاطلاع على علومها؛ من علم النحو والبلاغة بأنواعها، وعلم التصريف والاشتقاق، وكذا الاطلاع الجيد على شعر العرب وأدبهم". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
ولقد وجد الأصوليون أن لعلاقة اللفظ بالمعنى عدة اعتبارات، فنظموا بحوثهم اللفظية على أساسها، فكانت أربعة تقسيمات درجوا عليها جميعا وهي كالتالي: [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
- باعتبار وضع اللفظ للمعنى، ويشمل هذا القسم: العام والخاص، الأمر والنهي، المطلق والمقيد، والمشترك والمؤول ...
-باعتبار دلالة اللفظ على المعنى، ويدرس هذا القسم: عبارة النص، إشارة النص، دلالة النص، اقتضاء النص (عند الحنفية) المنطوق والمفهوم، مفهوم المخالفة (عند الشافعية).
-في ظهور المعنى وخفائه ويهتم هذا القسم ب: ظهور المعنى الظاهر، النص والمفسر والمحكم .. ، وخفاء المعنى: الخفي، والمشكل والمجمل والمتشابه. ويهتم كذلك بالبيان وأنواعه.
-استعمال اللفظ في المعنى، ويتناول الحقيقة والمجاز، والصريح والكناية، وحروف المعاني.
هذه بإذن نظرة موجزة عن الأصول اللغوية التي تندرج في القسم الأول من أصول التفسير، وهي قواعد كلية يُتوصل بها إلى فهم مراد الله، وهي ذاتها التي يستعملها الأصوليون في استنباط الأحكام.
ب- الأصول النقلية: وقد حددها الدكتور محسن عبد الحميد في ثلاثة: القرآن، والسنة، وتفسير الصحابة.
*القرآن الكريم: وهو من الأصول النقلية الأولى التي يُعتمد عليها في التفسير، بحيث إن تفسير القرآن بالقرآن يقتضي ضرورة النظر فيه أولا، والتعامل معه قبل أي مرحلة أخرى، ليتم فهم مراد الله كما جاء عن الله. هذا ما يسمى بتفسير القرآن بالقرآن. ومن ذلك:
-شرح ما جاء موجزا بما جاء مفصلا.
-حمل المجمل على المبين ..
-حمل المطلق على المقيد.
- حمل العام على الخاص.
-جمع ما يتوهم أنه مختلف.
-حمل بعض القراءات على غيرها (سواء اختلفت معها في اللفظ واتفقت في المعنى) او اختلفت معها بالزيادة والنقصان).
-معرفة الآيات الناسخة والمنسوخة.
- تفسير إشكال معين والبحث في القرآن عن إيجاد جواب له.
- تفسير آية في موضوع معين (وهذا يتطلب جمع الآيات التي تشترك معها في الموضوع للوصول إلى الرأي الصحيح). [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
وهكذا يتبين لنا أن القرآن وحدة متكاملة ومترابطة، بعضه يتمم البعض الآخر، وأنه لابد لطالب تفسيره أن يُعنى ويخوض في أسراره أولا، ثم ينطلق إلى ما وراء ذلك ثانيا.
*- السنة النبوية: تعتبر السنة النبوية الصحيحة الأصل النقلي الثاني من أصول التفسير، حيث يقول الدكتور محسن عبد الحميد:" ومن المعلوم بالضرورة عند محققي علماء الأمة من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين أن السنة تفسر القرآن". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) فهي كما يقول الشاطبي: " تفصيل مجمله وبيان مختصره". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
وحجيتها مستفادة من الكتاب والسنة وآثار السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: ?وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون?. النحل/44. وقال صلى الله عليه وسلم:" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه المر كما أمرت به أو نطيق عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) وقال الشافعي:" وسنة رسول الله مبينة عن الله معنى ما أراد دليلا على خاصه وعامه، ثم قرن الحكمة بها بكتابه فأتبعها إياه ولم يجعل هذا لأحد من خلفه غير رسوله ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
وقد وقع خلاف بين العلماء حول المقدار الذي بينته السنة، أكان شاملا أم جزئيا؟. والمتأمل لأدلة الفريقين لا تخفى عليه مغالات الطرفين.
فالرسول عليه الصلاة والسلام وإن كان مأمورا بالبيان لم يؤمر ببيان الكل، بل كان يبين بعض المغيبات التي أخفاها الله على المسلمين وأطلعه عليها وأمره ببيانها لهم، كما فسر لهم بعض ما يدفع إلى الاجتهاد كبيان المجمل، وتخصيص العام، وتوضيح المشكل، وما إلى ذلك من كل ما خفي معناه والتبس المراد به.
وبحكم ارتباط السنة بالكتاب ارتباط المبيَن بالمبين، كان للسنة عدة أوجه في هذا البيان، حددها الأصوليون في ثلاثة أنواع.
قال الشافعي:" لم أعلم من أهل العلم مخالفا في أن سنن النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاثة وجوه: أحدهما: ما أنزل الله فيه نص كتاب، فبين رسول الله مثل ما نص الكتاب، والآخر: ما أنزل الله فيه جملة كتاب، فبين عن الله معنى ما أراد، وهذان الوجهان اللذان لم يختلفوا فيهما، والثالث: ما سن رسول الله فيما ليس فيه نص كتاب ". [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)
*- تفسير الصحابة: من المعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة العلماء منهم كانوا أعلم الناس بكتاب الله وبتفسيره، فبلغتهم نزل وقد عرفوها وفقهوا ألفاظها وأساليب تعبيرها بالإضافة إلى ما شاهدوا من القرائن والأحوال التي رافقت نزول الوحي مما يجعل فهمهم أدق وأتم.
من هذا اعتبر تفسير الصحابة من الأصول النقلية الثابتة التي يجب الرجوع إليها حتى لا يجانب الصواب.
وقد وقع خلاف بين العلماء حول قبول تفسير الصحابي وحجيته بحيث ذهبوا جميعا إلى قبوله إذا كان في المسائل النقلية الصرفة التي لا مجال للرأي فيها. أما إذا دخل في الاجتهاد، فإن جمهور الأصوليين ذهبوا إلى عدم اعتباره حجة في المسائل الاجتهادية [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19).
يقول الزركشي: "ينظر في تفسير الصحابين فإن فسره من حيث اللغة فهم أصل اللسان فلا شك في اعتماده، وإن فسره بما شاهده من الأسباب والقرائن فلا شك". [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20).
كما يعضد ما ذهب إليه هؤلاء، ما أشار إليه ابن قيم الجوزية من وجوب اتباع أقوال الصحابة والاعتداد بها معللا ذلك بخمسة أوجه. [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)
وقال بعد شرحها بأن هناك وجها سادسا وهو: " أن يكون فُهم ما لم يرده الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأخطأ في فهمه، والمراد غير ما فهمه، وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجة ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)
وحتى في اجتهادهم تباينت الآراء، فمن العلماء من ذهب إلى عدم الأخذ به لكون المجتهد يخطئ ويصيب، والصحابة يجتهدون.
ومنهم من ذهب إلى الأخذ به مدللا ذلك بظن سماعه له عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولأنهم إن فسروا برأيهم، فرأيهم أصوب لدرايتهم بكتاب الله.
أما في حالة تعارض أقوال الصحابة مع بعضهم في تفسير بعض الألفاظ أو اختلافهم في ذلك اختلاف تنوع، فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر ذلك ينظر في دليل كل واحد منهم، ويؤخذ بأقوى الأدلة في حدود ضوابط الترجيح المعروفة عند العلماء. [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)
3- الأصول العقلية: هي الأصول الثالثة من أصول التفسير وتشكل أصلا ثابتا، يعبره كل من يرغب في الوصول إلى كنه معاني الكتاب بواسطة ما وهبه الله من نعمة العقل يستعين به على الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث إنه بواسطة هذا الأصل تدرك كثير من حقائق القرآن وتستنبط أحكامه وحكمه.
ولقد دعا القرآن إلى التدبر والتفكر، فقال تعالى: ?أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?.النساء/82.
وقال سبحانه:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".محمد/24.
وقال الشافعي: " إن الله جل ثناؤه من على العباد بعقولهم، فدلهم على الفرق بين المختلف، وهداهم السبيل إلى الحق نصا دلالة ". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)
وقد اختلف العلماء حول حجية تفسير القرآن بالعقل، وانقسموا إلى قسمين أو صنفين؛ مانعين ومجيزين.
ولكن ورغم اختلافهم فللعقل قيمته ومكانته في التشريع الإسلامي شريطة أن يضبط استعماله في ظل القواعد الأصولية للتفسير المتمثلة في الأصول النقلية واللغوية السابقة ذكرها، حتى لا يضل وينحرف.
بالإضافة إلى الاطلاع على العلوم القرآنية والمباحث الأصولية الكلامية والفقهية المتعلقة بمعاني الآي، مع اجتناب إخضاع القرآن لمذاهب أو أفكار معينة بالتحريف والإهمال. [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)
من خلال ما تمت دراسته، يتبين أن مبحث أصول التفسير له أهميته في الدراسات التفسيرية ومباحث علوم القرآن، لم يوف بعد كامل ما يستحق من بحث وتنقيب، والحاجة آكد الى مثل هذه التحديدات، وهو المعول على الباحثين والمتخصصين، فحي على العمل، ومن عزم فليتكل على الله.
د/ أحمد بن محمد العمراني. الجديدة المغرب.
ـــ الحواشي ــــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - مقايس اللغة لابن فارس:1/ 403.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - تاج العروس للزبيدي: 7/ 206/207.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - لسان العرب مادة أصل. وتهذيب اللغة:12/ 240.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- الكليات لأبي البقاء الكفوي:7/ 168.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- منهج البحث الأدبي عند العربصص:79.لجودت الركابي.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ص:133.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- لم أشأ التحدث عن مصطلح التفسير من حيث اللغة والاصطلاح، فهو معلوم عند أهل الاختصاص.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- أصول التفسير لكتاب الله المنير لخالد عبد الرحمان العك: ص:7.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)- البرهان للزركشي:1/ 292.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10)- الموافقات للشاطبي:3/ 409.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)- دراسات في أصول التفسير لمحسن عبد الحميد:ص:.23 وما بعدها ...
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)- المرجع نفسه ..
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)- التفسير والمفسرون للذهبي 1/ 37/41.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14)- دراسات في أصول التفسير:117.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15)- الموافقات: 4/ 12.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16)- سنن ابي داود:2/ 610/4605، وصححه الألباني.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17)- الرسالة:45.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18)- التفسير والمفسرون:1/ 54.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19)- أصول الفقه للخضري:357.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)- البرهان:2/ 172.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21)- أعلام الموقعين لابن القيم:4/ 148.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22)- أعلام الموقعين لابن القيم:4/ 148.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23)- دراسات في أصول التفسير:134/ 136.
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24)- الرسالة:218.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25)- دراسات في أصول تفسير القرآن الكريم:23/ 32.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:40 ص]ـ
أحسن الله إليك، وهناك بحث ماتع، يمكن الاطلاع عليه على الرابط: http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=16966
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:07 ص]ـ
شكر الله لك أخي الباسم، جعلك الله دائما باسما مبتسما، وإني شاكر لك قراءتك للموضوع، وإفادتي بما يتممه، وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[24 Aug 2010, 04:52 ص]ـ
تحية طيبة للدكتور العمراني على مجهوده القيم وننتظر منه المزيد خاصة في نفس الموضوع لأنه لم ينضج بعد ويحتاج إلى مزيد بحث(/)
سؤال يبحث عن إجابة
ـ[حبيبة الأقصى]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني/ اخواتي في الله
إدارة وإشراف وأعضاء
أسبغ الله عليكم نعمه ظاهرة وباطنة , واسأل الله أن يُبارك لكم في علمكم ويجعلكم من عباده العالمين العاملين
أُتابع المنتدى دائماً وأغبطكم جميعاً على ما تحملونه من علم زاخر , وأسأل الله تعالى دوماً أن يرزقني بعض هذا العلم.
لدي سؤالان يحتاجان إلى إجابة.
السؤال الأول الذي حيّر عقلي وتعبت وأنا أبحث له عن إجابة وهو
كم مرة ذُكرت كلمة ((أيضاً)) في القرآن الكريم؟
ما أعلمه أنها لم تُذكر , ولكن بمعناها أتت كلمات كثيره , كمثل كلمة (كذلك ... )
والسؤال الثاني هو:
ما هو أول تفسير كامل للقرآن الكريم؟
وحسب ما أعلمه هو تفسير ابن جرير الطبري , ولكن أريد التأكد من الإجابة ..
لأنني قرأت في بعض المصادر أن أول تفسير هو تفسير مقاتل بن سليمان , وفي مصدر آخر تفسير الضحّاك ..
رزقكم الله علم الخائفين منه , وخوف العالمين به
ودُمتم كما يُحب الله ويرضى
اختكم في الله
حبيبة الأقصى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:39 ص]ـ
مرحباً بك أختي الكريمة في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله أن ينفعك بما فيه من العلم.
أما سؤالك عن كلمة (أيضاً) فلم تَرِدْ في القرآن الكريم بهذا اللفظ كما تفضلتم، وحتى في الشعر العربي هي قليلة كذلك، ولذلك استحسن الأدباء قول الشاعر وأظنه الشبلي:
رُبَّ ورقاءَ هتوفٍ في الضحى = ذاتِ شَجْوٍ هتفتْ في فَنَنِ
ذَكَرَتْ إِلفاً ودهراً صالحاً=فَبكتْ حُزناً وهاجتْ حَزَني
فبُكائي رُبَّما أرَّقَها= وبُكاها رُبَّما أرَّقَني
ولقدْ تشكو فما أَفهمُها= ولقدْ أَشكو فما تَفهمُني
غيرَ أَنِّي بالجَوى أعرفُها = وهي أيَضا بالجَوى تعرفُني
وأما أوَّل تفسير كامل للقرآن الكريم، فالقول القاطع فيه غير متيسر لصعوبة الجزم؛ لوجود كثير من كتب التفسير المفقودة قديماً ولم يبق إلا ذكرها في كتب التراجم، وتفسير مقاتل بن سليمان المتوفى 150هـ طبع مؤخراً وهو تفسير شبه كامل للقرآن حقاً وهو من أقدم التفاسير التي وصلتنا، ولكنه لا يتوقف عند كل لفظة ولا آية في القرآن كما في التفاسير التي جاءت بعده، والطبري يعد أوسع التفاسير التي وصلتنا من حيث الاستيعاب حقاً.
فجوابك أنتِ على سؤاليك صحيح إن شاء الله، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[حبيبة الأقصى]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:46 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله أن يُبارك فيك ويجزيك خيراً إن شاء الله(/)
مشروع جديد لمجمع الملك فهد: تعليم القرآن الكريم بالتوجيه الصوتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2010, 10:54 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
في خطوة مميزة قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بإصدار برنامج تجريبي لقراءة القرآن الكريم بالتوجيه الصوتي. والبرنامج جيد للصغار ومن يجد صعوبة في القراءة لأي سبب.
http://qsound.qurancomplex.gov.sa/
وفق الله القائمين على هذا المشروع لكل خير، وبارك في جهودهم.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[21 Aug 2010, 09:06 ص]ـ
برنامج رائع ومتميز حقا.
بارك الله في الجهود وجزاكم الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Aug 2010, 12:11 م]ـ
مشروع مفيد بارك الله في القائمين عليه ...
ـ[إيمان]ــــــــ[21 Aug 2010, 07:46 م]ـ
سدد الله القائمين على البرنامج وجزاهم الله خيرا(/)
استفسار: كيف تثمر قراءتنا لكتب التفاسير؟
ـ[العطاء]ــــــــ[20 Aug 2010, 04:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي .. في ملتقى أهل التفسير .. حياكم الله
إنه لشرف لي في هذا الشهر الفضيل أن أنضم لهذه الكوكبة المباركة من أهل العلم وطالبيه, الذين لطالما استفدت منهم ونهلت من علمهم -وإن لم أسجل- شكر الله لهم وزادهم نورًا إلى نور, وأسأل الله أن يجعلني بركة عليهم ويجعلهم بركة علي .. اللهم آمين.
:::::::
:::::::
وإن أول بصمة أضعها هنا في الملتقى هي استفسار في الحقيقة عن كيفية الاستفادة من كتب التفاسير, لأني وجدت أن مجرد القراءة لاتكفي, لأني قد أقرأ في تفسير سورة كاملة, ثم أعود إليها بعد فترة من الزمن فأجدني نسيت بعضا من معاني السورة الأساسية, لذا آمل من أهل العلم والخبرة أن يوجهونا للطريقة الصحيحة لقراءة كتب التفاسير, - خصوصا وأننا في شهر القرآن - بحيث تكون هذه القراءة مثمرة ثابتة في الذهن بحول الله.
:::
لدي طريقة هي أفضل من مجرد القراءة لكن بالتأكيد سأجد عندكم الأفضل منها, وهي:
أولا: قراءة الآيات بتمعن.
ثانيا: وضع أسئلة على الآيات.
ثالثًأ: القراءة في كتب التفسير للإجابة عن هذه الأسئلة.
رابعًا: وضع أسئلة على المعاني التي لم يتم وضع أسئلة عليها من قبل.
::
أنتظر تدوين توجيهاتكم وخبراتكم, بوركتم وسددتم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:03 ص]ـ
أخي العزيز العطاء وفقه الله وزاده علماً وتقوى آمين. أرحب بك في ملتقى أهل التفسير مشاركاً مفيداً بعد أن تابعتَه في الماضي ونسأل الله أن ينفع بك وبعلمك. ويسعدنا انضمامك لإحبابك في الملتقى.
أما سؤالك الذي بدأتنا به فهو سؤال يكثر السؤال عنه، والأنظار مختلفة حوله لاختلاف مناهج القراء والمستفيدين من كتب التفسير، ولا أحسب هذا خافياً عليك رعاك الله.
وما دمتَ قد أثرتَ هذا الموضوع فقد أحببت الترحيب بك أولاً إكراماً لك، ثم طرح وجهة نظري ثانياً.
تفسير القرآن الكريم درجات، فأولها معرفة معاني الآيات بحيث لا يخفى عليك عند قراءتها أو سماعها أو السؤال عنها معنى من معانيها الظاهرة التي عنيت ببيانها كتب التفاسير الموجزة وهي كثيرة ولله الحمد، والتفاسير التي طبعت مؤخراً على حاشية المصحف كثيرة مثل (التفسير الميسر) وغيره. وهذا الحد الأدنى من التفاسير هو الذي لا ينبغي لأحدنا وهو يقرأ القرآن أن يغيب عنه، ولا يضبط إلا بكثرة القراءة للقرآن وتكرار القراءة في مثل هذه التفاسير المختصرة، ومن قدر على حفظ مختصر منها فهو جيد بلا شك، ولكن يكفي في هذا استحضار المعنى دون ألفاظه.
والتفريط في مراجعة القرآن نفسه تفريط في معانيه تبعاً، فهجرانك للعلم أياً كان يفقدك السيطرة على تفاصيله تبعاً. وطريقتك التي اقترحتها جميلة، وستكون مفيدة في تثبيت المعاني قطعاً، ولكن لمن يوفق في تنفيذها وليس يقدر على ذلك إلا مجتهد صابر. وأي طريقة تعين على تثبيت المعاني في الذهن فستكون مفيدة بالتأكيد فالغاية واضحة والطرق التربوية في الوصول إلى ذلك كثيرة، وقد كنت أعد لدرس قدمته قبل مدة حول (كيفية تحضير درس التفسير) فقرأت كثيراً في كتب مناهج تدريس العلوم الشرعية ووجدت فوائد وأساليب كثيرة رائعة جديرة بالتطبيق والممارسة في تدريس ودراسة التفسير.
وأما التوسع في دراسة التفسير فهذا سبيل أهل البحث والتخصص ولن أتقدم بين أيديهم فمعنا من هو أعلم مني وأقدم في تدريس هذا العلم ولن آتي لهم بجديد.
ويبقى الموضوع مفتوحاً للنقاش والمدارسة وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى.
ـ[العطاء]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:23 ص]ـ
شيخنا الفاضل .. أجدتم وأحسنتم فأفدتم, استفدت من ردكم كثيرًا
بارك الله لكم في وقتكم وعلمكم وعقلكم وجوارحكم, اللهم آمين.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Aug 2010, 03:43 ص]ـ
أخي العطاء: فكرة قيمة، وقد كنت ومازلت أدون الاسئلة على اي اشكال يواجهني في فهم الاية، مثل: لفظة غريبة، اومعنى ايماني رائع ... الخ،،وانتفعت بذلك كثيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[24 Aug 2010, 06:18 ص]ـ
السؤال الذي أسأله دائمًا: ما هو المنهج الصحيح في قراءة كتب التفسير؟
أتمنى أن أجد إجابة وأنا بين أيدي المختصين.(/)
أجوبة اللقاء العلمي الثاني مع فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فقد سبق إجراء اللقاء الأول مع فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ حفظه الله مع شبكة تفسير على الرابط الآتي:
هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10331)
وقد وفق الله سبحانه لإجراء اللقاء الثاني مع فضيلته وفقه الله والذي تم تخصيصه للحديث عن تاريخ المصحف في العصر الحديث، ونترككم الآن مع اللقاء:
1 - شبكة تفسير: شيخنا ما أشهر الطبعات التي كانت متداولة قبل طباعة مصحف المدينة النبوية؟
د / عبد العزيز القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد: المسلمون والحمد لله منذ العصر الأول عنايتهم بكتابة المصاحف ثم بطباعتها لما بدأت المطبعة معروفة ومشهورة وهناك آلاف النسخ الخطية في مكتبات العالم تدل على عظم عناية المسلمين حتى قبل وجود المطبعة بكتابة المصحف ومعروف لدى أهل العلم الكتبة الأولى والكتبة الثانية والكتبة الثالثة للمصحف الشريف.
الكتبة الأولى في العهد النبوي على مختلف الوسائل التي لا يمكن جمعها بين دفتين من العظام واللخاف والرقاع ونحو ذلك.
والكتبة الثانية هي التي تمت في عهد الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
ثم الكتبة الثالثة التي تمت في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
وبعد ذلك كتبت آلاف المصاحف نقلاً عن هذه المصاحف مصحف أبي بكر ومصحف عثمان.
وأول ما بدأت المطبعة كانت حجرية يعني ينحتون الحروف على ألواح من الحجر معدة لذلك ثم يجري السحب على الورق من هذه الألواح، وهذه طبعاً طريقة بدائية، لكنها كانت بداية الطباعة، وعندي مصحف مطبوع في الهند طبعة حجرية كالتي وصفتُ، وعندي كتب أيضاً مطبوعة طبعة حجرية سواء في الهند أو حتى في مصر.
ولكن أشهر مصحف طبع في العصر الحديث واعتمدنا عليه في مصحف المدينة النبوية هو ما يسمونه بمصحف الملك فؤاد والذي تمت طباعته تحت إشراف شيخ المقارئ المصرية في ذلك الزمان، الشيخ محمد خلف الحسيني، وهذا المصحف من أصح المصاحف المطبوعة قبل مصحف المدينة النبوية، ورأينا كثيراً من المصاحف المطبوعة التي تفنن أصحابها في طباعتها من حيث الزخارف وجمال الخط ونحو ذلك ولكن بدون دقة علمية في المراجعة والإشراف ومثل هذه المصاحف مصاحف متحفيه لا يصح الاعتماد عليها وغالبها كتب بالإملاء الحديث فأهمل طابعوها بذلك أهم شرط في هذا المجال وهو موافقة الرسم رسم الصحابة.
2 - شبكة تفسير: فضيلة الشيخ هناك طبعة باكستانية وتركية للمصحف الشريف هل تحدثنا عنها؟
د / عبد العزيز القارئ: طبعات علماء الأتراك في عهد الدولة العثمانية وبعد ذلك، أفتوا أنفسهم بعدم الالتزام برسم الصحابة وذلك في زعمهم لتسهيل قراءة القرآن على الناس ـ قراءته من المصحف ـ وقد ناقشتُ أحدَ كبار المقرئين في اسطنبول وكنت أدركته وهو في الثمانين من عمره وهو إمام جامع بايزيد في اسطنبول الشيخ عبد الرحمن جرساس رحمه الله، ناقشتُه في هذا الموضوع وقلتُ له: لو غيرتم منهجكم هذا المخالف لرسم الصحابة والتزمتم بالرسم فكرر نفس التعليل وهو أنهم إنما أرادوا التيسير على الناس الذين يقرؤون القرآن من المصحف، وأنا احتججت عليه بأن القرآن أصلاً لا يؤخذ من المصاحف ومن يريد أن يقرأه سواء حفظاً أو نظراً من المصحف يجب أن يتلقاه من أفواه المشايخ فلا فرق عندئذ كُتِبَ برسم الصحابة أو كتب بالرسم الحديث، فكتابته برسم الصحابة رضي الله عنهم فيه التزام بشرط ذكره العلماء واتفق عليه جمهورهم، ولكنهم أي علماء الأتراك متمسكون بمنهجهم هذا المخالف لمرسوم السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا المصاحف الباكستانية لأن المصاحف الباكستانية تزيد علة أخرى وهي أنها كتبت بخط (معفرت) لا أعده خطاً عربياً بل هو خط هندي لا هو بالنسخ ولا هو بالرقعة ولا هو بالثلث، فأفسدوا الخط مع إفساد الرسم وأوضحُ مثالٍ لهذا، المصاحف التي طبعت في تاج كمبني كما يقولون وتفننوا في تجليدها وفي فخامتها ولكن خربوا الخط وخربوا الرسم، وأنا لا أنصح الحفاظ إذا احتاجوا إلى المراجعة أن يراجعوا في أي من هذه المصاحف.
3 - شبكة تفسير: شيخنا هناك مصحف يسمى مصحف الشيخ رضوان المخللاتي ماذا تعرفون عنه وما سبب عدم الشهرة؟
د / عبد العزيز القارئ: مصحف الشيخ رضوان المخللاتي، هذا الشيخ كان من علماء القراءات في مصر وكان خطاطاً ذا خط جميل فكتب مصحفاً بخط يده وطبع في المطبعة البهية سنة 1306 هـ، وعندي هذه الطبعة وكتب لها مقدمةً في قواعد الرسم وكان مقصود الشيخ هو التنبيه إلى الالتزام بمرسوم الصحابة عند طباعة المصاحف فقدم هذا الأنموذج للطابعين وهو يعد مرجعاً علمياً حتى في فن الرسم والضبط.
4 - شبكة تفسير: وهو الآن لم يطبع؟
د / عبد العزيز القارئ: ما طبع، لأن طباعته في ذلك التاريخ القديم طبعاً طباعة حجرية لم تكن طباعة واضحة فلذلك لم يكرر أحد تلك الطبعة وإنما اتخذوها مرجعاً فقط.
5 - شبكة تفسير: شيخنا الكريم سمعنا أن لديكم نسخة هندية للمصحف الشريف وأن لها قصة فما هي هذه القصة؟
د / عبد العزيز القارئ: طبعة هندية مشهورة عند الحفاظ في الهند حتى في غير الهند تسمى مصحف عبد الملك وبعضهم يقول مصحف عبد المجيد الذي هو اسم صاحب الطبعة أو المطبعة، هذا الرجل كما حدثني والدي ـ رحمه الله ـ لما أراد أن يطبع المصحف بدأ بطبع نسخٍ قليلة كما أذكر خمسمائة نسخة أو ألف نسخة، وأعلن أن كل من يكتشف غلطاً في هذا المصحف له على كل خطأ يكتشفه رُبِّيَّة، فتسابق الحُفَّاظُ إلى تصحيح هذا المصحف والحصول على هذه الربيات، طبعاً هذا جعل التنافس في مراجعة المصحف وتصحيحه واضحاً.
بعدما تحقق له ذلك طبع طبعة جديدة وأعلن أن كل من يعثر على خطأ في هذه الطبعة الجديدة له عشر ربيات عن كل خطأ يكتشفه، فتضافر الحفاظ أيضاً على تصحيحه وجاءته عشرات الملاحظات.
وطبع الطبعة الثالثة وأعلن أن كل من يكتشف غلطة فله ألف ربيه عن كل غلطة، ومضى زمن دون أن يأتيه أحد وبعد فترة لما انقطع أمله من وجود أي ملاحظة جاءه أحد الحفاظ بغلطة واحدة عثر عليها وأخذ الألف ربيه فهذا من ذكائه إذا كان هذا قد حصل فعلاً، لأن والدي لم يحضر في ذلك التاريخ المتقدم وإنما سمع هذه القصة من بعض حفاظ الهند هذا من ذكائه جعل الحفاظ في الهند جميعهم أو جلهم يقومون بمراجعة مصحفه وتصحيحه وهذا المصحف عندي نسخة الوالد مطبوعة سنة 1270 هـ.
6 - شبكة تفسير: شيخنا طباعة المصحف في المدينة النبوية كيف بدأت فكرة الطباعة هل كان بقرار أوهو اقتراح من أحد العلماء؟
د / عبد العزيز القارئ: نحن أول عهدنا بهذا الموضوع عندما اتصلت بنا وزارة الأوقاف في عهد الملك فهد وفي عهد الوزير المعروف عبد الوهاب عبد الواسع وكنت وقتها عميد كلية القرآن الكريم، فجاءنا وكيل الوزير فحدثنا عن اقتراح الشيخ ابن باز على الوزير أن تتولى كلية القرآن الكريم ـ باعتبارها جهة علمية متخصصة بهذا الشأن ـ مراجعةَ المصحف الذي أمر الملك فهد بطباعته ولم تكن لنا يد في أصل اقتراح هذا الموضوع ولا في أصل اختيار النسخة التي طبع عليها المصحف، وإنما طلب منا مراجعة شيء قد بُتَّ فيه، ففي البداية شعرت أن الوزير ووكيله يتوهمون أنه يمكن أن نراجع النسخة في خلال أيام ثم نعيدها إليهم، وقلت للوكيل نحن سنجري تجربة أولية أحضر لي ست نسخ.
فأحضر لي ست نسخ ووزعتها على ستة من علماء القراءات في الكلية: الشيخ عبد الفتاح المرصفي والشيخ محمود سيبويه البدوي وآخرين، وطلبتُ من كل واحد منهم أن يراجع سدساً، فبعد ثلاثة أيام جاؤوني بالنتيجة أكثر من مائة وأربعين غلطاً منها حوالي ثلاثين غلطاً في النص، مابين حروف مختلة، أو حركات إعراب مختلة، فأعطيت هذه القائمة للوكيل وقلت له: هذا يدل على أن النسخة تحتاج إلى جهد كبير لتصحيحها، فنحن لا يمكن أن نقوم بهذه المهمة إلا إذا شكلت لجنة علمية على أعلى مستوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيء الثاني ألا يحدد لنا سقف زمني متى ما انتهينا من مراجعة المصحف نعطيكم النسخة.
وقبلوا بذلك، وشكلت لجنة لا أظن أن مصحفاً مطبوعاً في العالم الإسلامي توافرت له لجنة على هذا المستوى اجتمع فيها من علماء القرآن وعلماء اللغة وعلماء التفسير أعلام يشار إليهم بالبنان وهذه مزية عظيمة لأن قيمة أي طبعة بمستوى اللجنة التي تشرف عليها وتراجعها لا بالأشكال والزخارف وجمال الخط فقط.
7 - شبكة تفسير: فضيلة الشيخ من هي اللجنة التي أشرفت على الطباعة؟
د / عبد العزيز القارئ: تتشكل بشكل أساسي من علماء القراءات في كلية القرآن والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية في ذلك الوقت، وعلى رأسهم الشيخ عبد الفتاح المرصفي، والدكتور محمود سيبويه البدوي، ومنهم الشيخ عبد الرافع رضوان علي، والشيخ محمود جادو، وآخرون نسيت أسمائهم الآن، وكنت اقترحت الشيخ عامر ابن السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية في وقته لعظم مكانته العلمية في هذا المجال وهو مرجع نادر وحجة في القراءات وتمت الموافقة على ذلك وجاء إلى المدينة وشارك في مراجعة هذا المصحف، وكان أعضاء اللجنة إذا اختلفوا في بعض مسائل الرسم و الضبط أو الوقف نرجع إليه فيحسم الخلاف وكنت أتعجب لا من علمه فحسب، بل من هذا العلم الذي عليه نور لمجرد ما ينطق يأتي بما لم يأتِ به أحد من المتنازعين فيحسم المسألة وطبعاً كانت اللجنة برئاستي باعتباري وقتها عميد كلية القرآن وهذه رئاسة أعتز بها كثيراً لأني ترأست قوماً كلهم أفضل مني ولكن بحكم المنصب في ذاك الوقت ـ المنصب الإداري ـ عيينت رئيساً للجنة، وكان وكيل الكلية في ذلك الوقت الشيخ علي الحذيفي فصار وكيل أو نائب رئيس اللجنة.
وفي هذه اللجنة من علماء اللغة الدكتور عبد العظيم الشناوي وهو عالم مشهور في النحو والصرف واللغويات رحم الله الجميع فإن معظمهم قد رحل لم يبقى من أعضاء اللجنة إلا أفراد قلائل منهم الشيخ عبد الرافع أمده الله بالصحة والعافية وغيره.
8 - شبكة تفسير: شيخنا هل أنتم من اختار اللجنة؟
د / عبد العزيز القارئ: نعم أنا الذي رشحت هذه الأسماء وصممت على أن تتكون اللجنة منهم لمكانتهم العلمية ولم التفت إلى أي اعتبار آخر.
9 - شبكة تفسير: هل هناك منهج كتبتموه أو التزمتم به في كتابة المصحف أو التزمتم بكتب معينة في الضبط وغيره؟
د / عبد العزيز القارئ: طبعاً، وشرحنا هذا المنهج في التقرير العلمي، وأن الرسم والضبط فيه خلاف وفيه مذاهب وفيه اختلاف في كثير من المسائل بين أهل المشرق وأهل المغرب وبينته في التقرير العلمي، تقرير علمي أنا الذي حررته وقرئ على أعضاء اللجنة وأضافوا إليه بعض الملاحظات وحذفوا بعض الأشياء، وبينت في التقرير هذا المنهج بالتفصيل وماهي الكتب التي اعتمدت والأسلوب الذي اعتمد، ربما كان هو من أسباب نجاح تلك اللجنة في عملها، يعني كانت أي ملزمة تأتي أثناء الطباعة تأتي منها نسخ بعدد الأعضاء فالجميع يقرأ نفس الملزمة وتمت بهذه الطريقة قراءة المصحف أكثر من مائة مرة، مائة ختمة أو مائة وأكثر.
وفي المرة الثامنة بعد المائة وقد أيقنا أن المصحف أصبح صحيحاً مائة بالمائة، اكتشف أحد الأعضاء خطأ في النص (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ) سقطت " اللام " صارت (وإنه حسرة على الكافرين) فمرض الدكتور محمود سيبويه البدوي واعتكف في بيته أسبوعاً من الفزع الذي أصابه، أنه بعد كل هذه الجهود نكتشف خطأ في النص، وجاء يعتذر لي يريد أن يستعفي من عضوية اللجنة، فقال لي: هذا شيء فوق طاقة البشر، طبعاً رفضت استقالته، وقلت: له لا تيأس نحن نبذل الجهد حسب طاقتنا البشرية والله عز وجل هو المتكفل بحفظ كتابه ولكن بعد هذا الخطأ المفزع وقد دفعنا إلى زيادة الجهود، أظن خَتَمْنَا بعده المصحف أيضاً أكثر من عشر ختمات لم نعثر على أي خطأ والحمد لله إلى اليوم لم يعثر أحد في طبعتنا تلك على أي خطأ لا في النص ولا في الرسم ولا في الضبط.
10 - شبكة تفسير: شيخنا هل كانت هناك اجتماعات دائمة ودورية لكم في اللجنة أو أنها كانت بحسب ما يأتي من ملاحظات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د / عبد العزيز القارئ: لا طبعاً كانت هناك اجتماعات دورية خاصة إذا كانت هناك مسائل تحتاج إلى نقاش، وأتذكر جلسة استمرت أكثر من ساعتين لمناقشة مسألة في الوقوف وهي (كلا) في القرآن الكريم على حسب اختلاف مواقعها من الآيات ماذا نضع عليها من علامات الوقوف وطبعاً هذا ينبني على المعنى من جهة والتفسير وعلى الإعراب من جهة أخرى.
فطلبت من الشيخ الدكتور عبد العظيم الشناوي أن يكتب لنا بحثاً عن هذا الموضوع، وبعد أسبوع جاءنا ببحث من أنفس ماقرأنا في هذا الموضوع، ووزع على أعضاء اللجنة ثم اجتمعوا لمناقشته وإقراره، وقد تم إقراره ونفذ في المصحف.
وكثير من المناقشات التي كانت تجري لاجتماعات اللجنة تمنيت لو أنني سجلتها لمستواها العلمي الرفيع لمناقشة المسائل سواء في القراءات أحياناً وفي التفسير أحياناً وفي الرسم والضبط وفي الوقوف.
النقاش الذي جرى حول الوقف في قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) أن سائر المصاحف تثبت هنا علامة الوقف اللازم " م " وجرى نقاش نفيس حول هذا الموضوع، وقرر أعضاء اللجنة بالإجماع بعد ذلك على أنه لا يصح هذا الرمز ليس هذا وقفاً لازماً واستعضنا عن الميم كما أذكر برمز " قلي " يعني يجوز الوقف ويجوز الوصل والوقف أولى وهذا كان من الأشياء القليلة التي انفرد بها مصحف المدينة النبوية.
11 - شبكة تفسير: هل هناك عقبات واجهتكم في كتابة المصحف غير الملحوظات العلمية؟
د / عبد العزيز القارئ: نعم أبرز عقبة واجهتنا أن المطبعة لم تكن مناسبة لطباعة مصحف لا المكائن ولا من يدير المكائن ولا الشركة التي تملك تلك المطبعة فإنهم قوم لأول مرة يطبعون مصحفاً.
ومن طرائف ماحصل ويدل على هذا الجهل بهذا الشأن، أنهم أتوني بالنسخ الأولى التجارب الأولى لصفحة الفاتحة وفيها صور غزلان وطيور في الإطار الذي حول الفاتحة، وقلت لمدير المطبعة وكان من أقرباء رفيق الحريري قلت له ألا تفرق بين طباعة ألف ليلة وليلة وبين طباعة المصحف، فلم يفهم، قلت له: وضع هذه الصور في المصحف فضيحة كبرى ماكان عندهم أي خبرة وهذا أتعبنا كثيراً عند طباعة التجارب وحتى أتذكر أن بعض التجارب أعيدت عشرات المرات وكنت أصر على إتلاف الملزمة كلها وإحراقها تحت نظري أقف في المحرقة حتى يتم إحراقها خشية من أن تتسرب في بعض النسخ.
وتم إتلاف آلاف النسخ حتى الكاملة حتى بعد اكتمال النسخة المصحف تتم المراجعة فنكتشف بعض الأخطاء الطباعية مثل التطبيش في الحبر تقديم ورقة على أخرى، وأحياناً نقطة تقع على حرف مهمل فتفسده، لأن المكائن التي كانوا يستخدمونها لطباعة المصحف ويسمونها رولد مكائن ضخمة هائلة تطبع في خلال الساعة الواحدة آلاف النسخ ولاتصلح لطباعة مصحف إطلاقاً وهذا كنت كتبته في تقرير من واقع التجربة الميدانية ورفعته إلى الملك نفسه الملك فهد أن هذه المكائن كان خطأ جسيماً تخصيصها لطباعة مصحف فإن طباعة المصحف مثل تنظيم عقد من الجواهر حبة حبة وهذه المكائن لانستطيع أن نلاحقها لأنها في الساعة الواحدة تقذف آلاف النسخ وكنت طلبت إلغائها.
وكان هذا الطلب فاجعة عليهم طبعاً هم عندما اشتروا هذه المكائن لم ينظروا إلى هذه الاعتبارات لأن للذي اشتراها ولا الوسيط ولا غيرهم سبق لهم أن طبعوا مصحفاً فطلبت إلغائها أو إيجاد حل لهذه الأخطاء التي تقع بسبب المكينة واقترحت إدخال برنامج كمبيوتر كان في ذلك الوقت يستخدم في وزارة الدفاع، فذعروا وقال لي الوزير أنت تحلم هذا لا يمكن أن تسمح لك وزارة الدفاع استخدامه. ممكن أن يكتشف أي خطأ لو كان نقطةً أصغر من رأس الدبوس فقلت له: إذن تخترع برنامجاً بشرياً يقوم بنفس المهمة ووضعت له قاعدة وكانت نتيجة هذه القاعدة أنه يحتاج إلى تجنيد ستة آلاف مصحح ينزلون إلى الميدان دفعة واحدة لأن المكينة تدفع بآلاف النسخ في ساعات قليلة ـ من يراجع هذه النسخ؟! ـ واضطروا إلى تحقيق هذا الطلب الأخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفعلاً حشدوا مايقارب من ثلاثة آلاف مصحح وأظنهم انكمشوا الآن إلى خمسمائة مصحح وربما أقل ولكن في البداية كان أكثر من ثلاثة آلاف مصحح في الميدان يقومون بالمراجعة ومع ذلك ما استطاعوا أن يعوضوا ذلك البرنامج الذي طلبته وإنما سددوا وقاربوا ظهر أثر هذا الحشد الكبير في قلة النسخ التالفة وأما الآن فكل هذا قد تلاشى للأسف لا يوجد، ولا حتى خمسمائة مراجع، المكائن تدفع بكميات هائلة مطبوعة والمراجعة ضئيلة وهذا يفقد الثقة في هذه النسخة المطبوعة.
وهنا نقطة أحب أن أنبه لها وهي أن الذي تجري طباعته الآن ليست النسخة التي تمت مراجعتها على يد تلك اللجنة العلمية التي أشرت إليها، وإنما هي نسخة جديدة كتبت بخط جديد ولجنة جديدة غير لجنتنا، هي التي تتولى المراجعة فلا أتحدث أنا عن هذا ولكن أتحدث عن نسختنا التي راجعتها تلك اللجنة من العلماء والأئمة الأعلام، ثم بعد ذلك ألغيت بجرت قلم من إداري هو نفسه لا يفقه في طباعة المصاحف شيئاً.
12 - شبكة تفسير: كم استمرت فترة المراجعة من حين ما جاءكم المصحف الأول إلى أن وافقتم عليه؟
د/ عبد العزيز القارئ: المراجعة انقسمت إلى قسمين مراجعة الأصل وهذه كانت هي المراجعة الأساسية، ثم مراجعة التجارب لما بدؤا يطبعون هذا الأصل، اشترطنا أن نطلع على التجارب حتى يستوي العمل ونطمئن إلى أنه يسير على الوجه المطلوب وكلتا المرحلتين استغرقتا أكثر من سنة، بعد سنة وشهرين تم إنتاج أول نسخة مصححة.
13 - شبكة تفسير: هل تذكرون التاريخ؟
د / عبد العزيز القارئ: نحن بدأنا في أوال سنة 1405 هـ تقريباً.
14 - شبكة تفسير: شيخنا ما رأيكم في بعض الدول الآن تريد إعادة طباعة المصحف الشريف مرة أخرى؟
د / عبد العزيز القارئ: هنا أفضي لك بسر وهو على أهميته هو سر لم نعلنه وهو أن الخطط التي وضعناها كنا نطمع من ورائها أن يصبح مصحف المدينة النبوية هو المصحف المتداول على مستوى العالم الإسلامي على الأقل أو ربما العالم كله.
وكنت اقترحت أن نوحد الشكل واللون والخط ولجأنا في هذا الصدد إلى عدم الإسراف في الألوان وفي الزخارف لأسباب كثيرة تتعلق بالنظر في المصحف، يجب أن لا ينشغل الناظر في المصحف بهذه الأشكال والألوان والزخارف التي تحفل بها المصاحف المطبوعة وإنما يركز النظر على النص حتى الخط الذي كتبه عثمان طه الذي كتب النسخة الأولى التي اعتمدت وهي نسخة كتبها عثمان طه قبلنا للرئيس السوري حافظ الأسد وهو عثمان طه نفسه كان عسكرياً جندياً عند حافظ الأسد وهذا تاريخ النسخة أول ما كتبت للرئيس حافظ الأسد فَطَبَعَ منها نسخة جوامعية كبيرة ووضع صورته على أول صفحة وكانت هذه النسخة عندي ثم أخذها مني الشيخ إبراهيم الأخضر وما أعادها مع أنه ليس مالكياً المالكية هم الذين يستبيحون اغتصاب الكتب فهي عنده إلى اليوم.
فخطه عثمان طه في عرف الخطاطين لاقيمة له خالف قواعدهم وفنهم ولكن يتميز بالوضوح يعني خط مدرسي وهذا أيضاً ساعد على فكرتنا وهي تيسير نسخة للعالم الإسلامي لا تكون معقدة ومتشابكة في خطها أو في زخارفها أو في ألوانها وكنا نطمع في تعميم هذه النسخة وخاصة إذا نجحنا في جعلها أصح نسخة في العالم الإسلامي ولكن القواعد التي وضعناها لتحقيق هذا الهدف أخلوا بها فغيروا الألوان وغيروا الزخارف ودخلوا فيما دخل فيه غيرهم، وبدأت النسخة تفقد كثيراً من خصائصها ولكن مع ذلك بقيت أصح نسخة مطبوعة في العالم الإسلامي.
ثم هذا كله ألغي من أوله إلى آخره وطبعاً الآن النسخة الموجودة لا تستحق أن تعمم على العالم الإسلامي إطلاقاً هي كغيرها من المصاحف وبقي التنافس في العالم الإسلامي بل في العالم كله على طباعة المصحف لا أحد يستطيع أن يوقف هذا التنافس كل يبذل جهده في طباعة المصحف ويدلي بدلوه من يستطيع أن يمنع هذا لا أحد يستطيع ولا يستحب محاولة ذلك.
15 - شبكة تفسير: هل كنتم تنوون في المجمع أن تطبعوا المصحف على أكثر من رواية أو فقط رواية حفص؟
د / عبد العزيز القارئ: لا كان في البال الروايات، لأن العالم الإسلامي ليس موحداً حول رواية حفص في كثير من مناطق أفريقيا وشمال أفريقيا لا يقرؤون برواية حفص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لما أرسل مصحف الملك فيصل قبل مصحفنا هذا كان طبع مصحفاً باسم مكة المكرمة فأرسلت منه نسخ إلى موريتانيا والمغرب فكتبوا إلى السفارة السعودية أن هذا المصحف فيه أخطاء شنيعة وهي ليست أخطاء ولكن خالفت الرواية التي يعتمدونها رواية قالون عند العلماء ورواية ورش عند العامة.
ولم يفهموا أن هذا المصحف المطبوع ليس بهذه الروايات فعندئذٍ الملك فيصل رحمه الله استشار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب " أضواء البيان " وطبعوا نسخة برواية ورش راجعها الشيخ الأمين الشنقيطي وكانت وقعت نسخة من هذا المصحف في يد شيخ الأزهر أو أهديت له لذلك الوقت الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله فأرسلها إلى الشيخ عامر ابن السيد عثمان كان هو أبرز من في الميدان في مصر في مجال القرآن فعكف عليها الشيخ عامر وفلاها حرفاً حرفاً واستدرك على تلك الطبعة خمسة وعشرين ملاحظة غلط فيها الشيخ الأمين الشنقيطي في الرسم والضبط على مذهب المغاربة وأرسلت هذه الملاحظات إلى الملك فيصل.
الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتها أرسلها إلى الملك فيصل رأساً. الملكُ فيصلُ مِنْ أَدَبِه لم يحولها إلى الشيخ الأمين رأساً، ويعرف مكانة الشيخ، فأرسلها إلى الشيخ ابن باز رحمه الله ـ كان رئيس الجامعة وقتها ـ الشيخ الأمين مدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لعرضها على فضيلته، هكذا كانت عبارته، والشيخ حول الملاحظات على الشيخ الأمين الشنقيطي.
اجتمع الشيخ الأمين رحمه الله مع أركان علمية له هيئة أركان كانت تتكون من ستة علماء أو سبعة أو أكثر أو أقل لا أحفظ كان منهم الدكتور محمد عمر حوية ومنهم محمد سيدي الحبيب الشنقيطي ومنهم عدد آخرون من العلماء الفحول، وفحصوا هذه الملاحظات طوال شهر كامل وأجابوا على أكثرها، أجاب الشيخ على أكثرها مغلطاً الشيخ عامر عثمان ما عدا ملاحظة واحدة صوبه فيها وسمعته يقول هذا المصري عالم وقد أتعبنا.
وأنا ماصلتي بهذه الهيئة الشنقيطية العليا أنهم احتاجوا في مسألة في عد الآي إلى كتاب الداني " البيان في عد آي القرآن " وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: هذا الكتاب نسمع عنه في كتب الرسم والضبط ولا أظن أنه يوجد عند أحد مخطوطاً ولا مطبوعاً.
فقال له أحد أولئك العلماء: إن كان مثل هذا الكتاب يمكن أن يوجد في هذا العصر فهو عند عبد العزيز القارئ لأن عنده مجموعة كبيرة من كتب الرسم والضبط مخطوطة ومطبوعة وكتب العد.
فأرسله إلي: أن تعالى وأحمل معك كل ماعندك في الرسم والضبط وعد الآي، وحدد لي ساعة في الصباح الباكر، فحملت ماعندي في كرتونين، ودخلت عليه مع الحمالين.
فلما رأى الكرتونين الشيخ ذهل، وقال: ماهذا؟ قلت له: كل ماعندي في الرسم والضبط وعد الآي وضحك حتى بدت أنيابه وهو يقول: ماكنت أظن أن كل هذا عند مخلوق في هذا العصر.
ثم لما عثر على النسخة التي يريدها " البيان في عد آي القرآن " كنت صورتها من المكتبة الأزهرية فرح فرحاً عجيباً وقال: سبحان الله ماكنت أظن أني أرى هذا الكتاب قبل أن أرحل من هذه الدنيا.
فحضرتُ تلك الجلسة وكانوا يستكملون مناقشة ملاحظات الشيخ عامر، وإنها لهيئة عجيبة سار فيها الشيخ الأمين الشنقيطي على منهج الأئمة الكبار كل إمام من الأئمة الكبار يصطفي عدداً من طلابه يكونون هيئة علمية حوله يستشيرهم.
الإمام أبو حنيفة كانت له مثل هذه الهيئة يطرح عليهم المسألة فيتداولونها بالنقاش وهو معهم حتى يتفقوا على رأي فعندئذ يفتي به بهذا الرأي.
وطبعاً من أبرز هؤلاء كان أبو يوسف ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل وغيرهم، فإذا بالشيخ الأمين الشنقيطي يسير على نفس المنهج له هيئة علمية من كبار أهل العلم ويستشيرهم، حتى " أضواء البيان " كانت مسائله تطرح على هؤلاء وفي النهاية إذا اتفقوا على شيء الشيخ يصوغ العبارة، هذا أنموذج رفيع من أسلوب الشورى في العلم، وليس كما يحصل اليوم من بعض المساكين يجلس في خلوة بين جدران أربعة، ومايخطر على باله يطرحه بين الناس لايشاور أحداً فلذلك نفاجأ بغرائب الآراء والمذاهب والأفهام وأكثرها غلط.
تم اللقاء بتاريخ
29/ 8 / 1431هـ
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:00 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله لقاء ثري ومفيد أسأل الله أن يكتب الأجر للسائل والمجيب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:26 م]ـ
لقاء ماتع، وتاريخ مهم، لو لم يخرج، فأين سندركه؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:51 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[20 Aug 2010, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مبارك، وبارك الله في علم د. عبدالعزيز القارئ، وهو ثروة معلومات وتاريخ حافل ينبغي استخراجه والتنقيب عنه وتدوينه.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[21 Aug 2010, 12:54 ص]ـ
رائع جداً, ونريد المزيد من تجارب أصحاب الخبرات فإلى الإمام يادكتور فهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:19 ص]ـ
ما شاء الله أبا مبارك , هذا وأنت هناك , فماذا ستفعل وأنت في المدينة؟
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:32 ص]ـ
لقاء متميز، مع شخصية علمية متميزة، اللهم احفظ الشيخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز القارئ، وبارك الله في أبي مبارك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Aug 2010, 06:01 م]ـ
إنه لمن عبق التاريخ.
شكرا لكم على تجلية الأمور التاريخية المتعلقة بالمصحف الشريف وشكرا على هذه الأمانة العلمية التى ألحقت الفضل لأصحابه، ولا يعرف الفضل إلا ذووه.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:03 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا مبارك جهدك وأعادك سالما غانما.
لقاء ماتع ومتميز, وذكرني بالجلسات الممتعة التي جمعتنا بفضيلة الشيخ عبدالعزيز القارئ, والتي لا يمل الواحد منها, ومن جرَّب عرف.
والشيخ فهد الوهبي_ وفقه الله_ من الملازمين للشيخ ولديه الكثير من الفوائد والفرائد العلمية للشيخ عبدالعزيز القارئ, فلعله يتحفنا بها في هذا الملتقى, ونطمع في لقاء ثالث قريب.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Sep 2010, 07:25 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين علقوا على اللقاء وأسأل الله أن يكون نافعاً، وأشكر بهذه المناسبة الأخت الكريمة فجر الأمة التي قامت بتفريغ اللقاء وترتيبه قبل نشره هنا ...
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:30 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا فهد الوهبي على هذا اللقاء الطيب بالشيخ العلَّامة عبد العزيز القارئ - حفظه الله ورعاه - فقد أمتعتنا وأفدتنا بأمور كثيرة كنا نجهلها.
ولم يتيسَّر لي أيام دراستي بالمدينة اللقاء بالشيخ وحضور جلساته مع حرصي على ذلك إلا مرَّة واحدة في بيته، لكنني أتواصل معه بالاتصال، وأسأل عما يُشكلُ عليَّ - بارك الله في علمه وعمله وعمره -.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Sep 2010, 12:57 م]ـ
هذه وثيقة علمية تأريخية يجب العناية بها وتوثيقها وطباعتها
شكر الله للجميع وجعله في موازين حسناتهم
ـ[محمد فال]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:46 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور فهد وأحسن إليك كما أحسنت إلينا، ونفع الله بالشيخ عبد العزيز ومد في عمره.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Oct 2010, 10:58 م]ـ
انتقلت بي الذاكرة إلى قبل نحو عشرين سنة حين سمعت أجزاء من هذا الكلام من فم شيخي وأستاذي الفاضل الدكتور عبد الفتاح القاري حفظه الله وأمد في عمره وزاد في علمه وبارك في وقته، وقد كان لمواقفه القوية ومواقف أعضاء اللجنة العلمية أثر كبير في خروج المصحف بهذه الصورة المميزة، وكان أستاذنا الكبير الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله ورفع درجته يخبرنا ببعض تفاصيل الجلسات العلمية وبعض المواقف مع الإداريين، وكان ثمرة هذا ما رأينا، والحمد لله على ما وفق وأعان، والشكر للأخ فهد الوهبي على هذا اللقاء الطيب، وأرجو منه نقل عاطر التحيات وعظيم الامتنان إلى أستاذنا الكبير عبد العزيز القاري.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Oct 2010, 10:27 ص]ـ
انتقلت بي الذاكرة إلى قبل نحو عشرين سنة حين سمعت أجزاء من هذا الكلام من فم شيخي وأستاذي الفاضل الدكتور عبد الفتاح القاري حفظه الله وأمد في عمره وزاد في علمه وبارك في وقته، وقد كان لمواقفه القوية ومواقف أعضاء اللجنة العلمية أثر كبير في خروج المصحف بهذه الصورة المميزة، وكان أستاذنا الكبير الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله ورفع درجته يخبرنا ببعض تفاصيل الجلسات العلمية وبعض المواقف مع الإداريين، وكان ثمرة هذا ما رأينا، والحمد لله على ما وفق وأعان، والشكر للأخ فهد الوهبي على هذا اللقاء الطيب، وأرجو منه نقل عاطر التحيات وعظيم الامتنان إلى أستاذنا الكبير عبد العزيز القاري.
بارك الله فيك يا دكتور أحمد ووفقك وأبشر سأنقل تحياتك العاطرة للشيخ بارك الله فيه ..
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:46 م]ـ
الجَميلُ إخواني الكُرماء أكثَر أن ننتدبَّر كَلام الله عزَّ وجل ونذكُر ما فيه حتَّى تُشفى صُدورُنا وتستنير قُلوبُنا؛ ثمَّ نُبلِّغَ نُورَه للعالَمين؛ فالبشريَّة جميعا تنتظرنا مِن أقصاها إلى أقصاها؛ ما دام الباري عزَّ وجل قَد أكرمَنا بأن أوصلَ إلينا القُرآن كاملا غير مَنقُوص (ولقد وصَّلنا لهم القَول لعلَّهم يتذكَّرون) ... تبقى مسؤوليَّتُنا هل وَعت أفئدتُنا حقائِقَه، وكنَّا قُرآنا يمشي على الأَرض؟ أم نحن كالذين حُمِّلوا التوراة ثمَّ لم يحمِلُوها؟!
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) [المائدة: 68].
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب) ِ [صـ: 29].
(خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأعراف: 171]
محبكم: نسيم من الجزائر(/)
هل هناك مدارس في التفسير؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:53 ص]ـ
تُطلَقُ المَدرَسَةُ ويُرادُ بِها لُغةً: مكانُ الدَّرسِ والتعليمِ ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn1)). ثُمَّ تُوُسِّعَ في معناها حديثاً, فصار يُراد بِها في عُرف الاستعمال: (جماعةٌ من الفلاسفة أو المفكرين أو الباحثين, تعتنقُ مذهباً مُعَيَّناً, أو تقولُ برأيٍ مُشتَرَك. ويُقالُ هو من مدرسة فلانٍ: على رأيِهِ ومذْهَبِه) ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn2)).
وعلى هذا دَرَجَ جماعةٌ من المعاصرين ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn3))؛ فاستعملوا مصطلح «مدارس التفسير» في هذا المعنى ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn4)), وقَسَّموا هذه المدارس بحسب أمصار أعلام المفسرين من الصحابة والتابعين ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn5)), ومَيَّزوا كُلَّ مدرسةٍ بخصائص تنفرد بِها عن غيرها.
وقد انحصرت بِهذا مدارسُ التفسيرِ في ثلاثِ مدارس ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn6)):
الأولى: مدرسة ابن عباس رض1 بِمَكَّة, وأشهر تلاميذها سعيد بن جبير (ت:95) , ومجاهد (ت:104) , وعكرمة (ت:105) , وطاووس (ت:106) , وعطاء بن أبي رباح (ت:114).
الثانية: مدرسةُ أُبَيّ بن كعبٍ رض1 بالمدينة, وأشهر تلاميذها أبو العالية (ت:93) , ومحمد بن كعب القرظي (ت:108) , وزيد بن أسلم (ت:136). ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn7))
الثالثة: مدرسةُ ابن مسعود رض1 في العراق, وأشهر تلاميذها علقمة بن قيس (ت:62) , ومسروق بن الأجدع (ت:63) , والشعبي (ت:104) , والحسن (ت:110) , وقتادة (ت:117).
وقد احتوت استدراكات السلف في التفسير عِدَّةَ نماذجَ من استدراكات أصحابِ كُلِّ مدرسةٍ على غيرها من المدارس ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn8)), وهذه الجُملة الوافرة من الاستدراكات أوضحت بعض المسائل في هذا الجانب, وهي:
أولاً: مع أن الاستدراكات هي مَظِنَّة بروز التمايز والتنوع بين هذه المدارس لطبيعة اختلاف الأقوال فيها- على ما سبق وصفه-, ومع كثرة هذا التداخل في الاستدراكات بين مختلف المدارس المذكورة = إلا أنه لا أثر في الاستدراكات يشير إلى وجود هذه المدارس أو تَمَايُزها, لا من جهة الإشارة إلى بلد المفسِّر, ولا من جهة الإشارة إلى شيوخه.
ثانياً: كما أنه لا أثرَ أيضاً لتنوُّع المدارس- المذكور- على وجود الاستدراكات, أو قِلَّتها وكثرتِها, بل احتوت الاستدراكات نماذِجَ عديدةً من استدراكات أصحاب المدرسة الواحدة على بعضهم ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn9)), وهذا يشير إلى أمرين:
أولهما: ضعف الوحدة الفكرية الواجبِ توفُّرها في المدارس التفسيرية, والتي تقتضي قِلَّة هذا الاختلاف داخل المدرسة الواحدة. ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn10))
ثانيهما: لا فرق عند المستَدرِك في استدراكه بين قائلٍ وآخر, بل ربما وقع الاستدراك من الطالب على شيخه ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn11))؛ فإنهم لا يلتزمون آراء شيوخهم في كل موضع في التفسير, بل يجتهدون ثم يوافقون أو يخالفون عن عِلمٍ وعَدلٍ, ولم يكن تنوُّع الأمصار وتعدد الشيوخ مثيراً لأحدهم في اعتراضه واستدراكه على غيره.
ثالثاً: إن كان المُرادُ باختلاف المدارس وتنوعها اختلافاً فكرياً منهجيَّاً يَمَسُّ أصول التفسير وقواعده فهذا غير موجود بين السلف كما سيأتي, وإن كان المُراد بهذا التنوع اختلافاً وتمايُزاً فرعياً جُزئِيَّاً فهو موجود- وبشكلٍ ظاهرٍ كما سبق- في داخل كُلِّ مدرسةٍ تفسيرية, فعلى كِلا المعنيين لا يَصِحُّ إطلاقُ هذا المصطلح على تراجمةِ القرآن ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn12)) وأمصارهم؛ لعدم مطابقته للواقع.
رابعاً: أكَّدت جمهرةُ الاستدراكات اتِّحادَ منهج وأصول التفسير عند السلف بجميع طبقاتهم, وهذا من أظهر نتائج دراسة الاستدراكات في الباب الأول, فجميعُ مفسري السلف معتمدون في تفاسيرهم على القرآن, والسنة, ولسان العرب, وأسباب النُّزول, وقصص الآي, ونحوها ممَّا يلزمُ للتفسير, , لا يخرجون عن ذلك, ولا يختلفون عليه, وتفاوُتُ علماءِ هذه المدارس في الإلمام بكامل هذه الجوانب, لا يعني اختلاف مناهجهم وتعدد مدارسهم, فاعتماد أحدهم في تفسيره على القراءات أو الشِّعْر لا يعني عدم اعتماد الآخر عليها, أو رَدِّه لها, وإنما هو
(يُتْبَعُ)
(/)
تفاوت في الإقلال أو الإكثار من هذا المصدر أو ذاك.
هذه أبرز المسائل المتعلقة بالمدارس التفسيرية, والتي برزت من خلال استدراكات السلف في التفسير, وهي في مجملها -في الاستدراكات المدروسة وغيرها- لا تحتوي أيَّ إشارةٍ تَدُلُّ على وجود هذه المدارس في عصر السلف, بحسب المعنى اللغوي المتعارف عليه لهذه الكلمة.
فإذا انضاف إلى هذه المسائل:
- عدمُ وجودِ تعريفٍ واضحٍ لهذا المصطلح عند من استعمله.
- وعدمُ الاتفاقِ على تقسيمٍ واحدٍ مستوعِبٍ لهذه المدارس.
- وعدمُ صحةِ نسبةِ عددٍ من أعلام مفسري التابعين إلى هذه المدارس؛ لا بحسب الشيوخ, ولا بحسب الأمصار.
- وعدمُ شمولِ هذا المصطلح ليستوعبَ كُلَّ من له مشاركة في علم التفسير من أعلام التابعين.
- وحيث إن كلمة «مدرسة» في عُرف الاستعمال تتضَمَّن نوعاً من الاختلاف أكبرُ وأعمقُ من الاختلاف الموجود بين السلف في علم التفسير, وفي غيره من العلوم = اقتضى ذلك كُلُّه إعادةَ النظرِ في هذا الاصطلاح؛ وتجاوزه إلى التعبير بما هو أصَحُّ وأدقُّ في الدلالة على المُراد منه؛ سواءً في بيان أئمة المفسرين من الصحابة ومن لهم جمهرةٌ من الطلاب اختَصُّوا بهذا العلم, أو بيان أشهر الأمصار التي تميزت ببثِّ علم التفسير بصورة واضحة.
ومِمَّا يَصِحُّ أن يُعَبَّر به في هذا المقام, قول ابن تيمية (ت:728) رحمه الله: (وأما التفسير فإن أعلمُ الناس به أهلَ مكةَ؛ لأنهم أصحاب ابن عباس, كمجاهد, وعطاء بن أبى رباح, وعكرمة مولى ابن عباس, وغيرهم من أصحاب ابن عباس, كطاووس, وأبي الشعثاء, وسعيد بن جبير, وأمثالهم, وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود, ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم, وعلماء أهل المدينة في التفسير, مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير, وأخذه عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن, وأخذه عن عبد الرحمن عبد الله بن وهب) ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn13)).
- - - - - - -
([1]) ينظر: تهذيب اللغة 12/ 250, والقاموس المحيط (ص:490).
([2]) المعجم الوسيط (ص:280) , وأشار الدكتور إبراهيم السامرائي إلى أن استعمال لفظة «المدرسة» بهذا المعنى إنَّما جاء تقليداً للاستعمال الغربي لَهَا؛ والذي يريدون به ما يُقابِل كلمة «مذاهب» في الاستعمال العربي. ينظر: المدارس النحوية (ص:139 - 141) , ومقال: الدرس النحوي في بغداد أم مدرسة بغداد النحوية, للدكتور محمد قاسم, مجلة التراث العربي, عدد:64, 1417, و مقالاتٌ في علوم القرآن وأصول التفسير, للدكتور مساعد الطيار (ص:295).
([3]) من أوائل من استعمل هذا المصطلح في تأريخه لعلم التفسير: الدكتور محمد حسين الذهبي, في كتابه التفسير والمفسرون 1/ 110, وتبعهُ عليه عددٌ من الباحثين. ينظر: عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير, لعبد الله محمد سلقيني, ومناهج المفسرين- التفسير في عصر الصحابة, لمصطفى مسلم (ص:45) , وفي علوم القرآن, لأحمد حسن فرحات (ص:242) , وتفسير التابعين, لمحمد الخضيري 1/ 365, والمدرسةُ القرآنيةُ في المغرب, لعبد السلام الكنُّوني, ومدرسة التفسير في الأندلس, لمصطفى المشيني, ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير, لفهد الرومي, ومدرسة الكوفة في تفسير القرآن العظيم, لمحمد حسين الصغير, مجلة المورد العراقية, مجلد 17/ عدد 4, 1988م.
([4]) لم أجد تحديداً لمصطلح «مدارس التفسير» عند أحدٍ ممَّن استعمله, وقد أشار إلى ذلك صاحب تفسير التابعين 1/ 369, ثم لم يُبيِّن أيضاً مراده به!.
([5]) ينظر: التفسير والمفسرون 1/ 110. وقَسَّم بعضهم مدارس التفسير- باعتبار مصدر التفسير- إلى: مدرسة التفسير بالأثر, ومدرسة التفسير بالرأي. ينظر: أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي (ص:63) , وتفسير التابعين 2/ 1169. والتقسيم بحسب الأمصار هو الأشهر.
([6]) ينظر: التفسير والمفسرون 1/ 110. ووسَّعها بعضُهم وزاد: مدرسة التفسير في البصرة, والشام, واليمن, ومصر. ينظر: تفسير التابعين 1/ 525. كما قابل بعضُهم بين مدرسة المغاربة والأندلسيين, ومدرسة المشارقة في التفسير. ينظر: المدرسةُ القرآنيةُ في المغرب (ص:120, 293) , ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير (ص:8).
(يُتْبَعُ)
(/)
([7]) نَسَبَ الخضيريُّ مدرسةَ المدينةِ إلى زيد بن ثابت رض1 , وذكر من تلاميذها عروة بن الزبير (ت:94) , وسعيد بن المسيب (ت:94) , وسليمان بن يسار (ت:107) , ولم يُشِر فيها إلى أُبَيّ بن كعب أو أحد تلامذته. ينظر: تفسير التابعين 1/ 505.
وهذا يشير إلى ضعف الأصل الذي بُنِيَ عليه تقسيم المدارس وتحديد علمائها وطلابها, ويؤكد ذلك التنازعُ الظاهرُ في تحديد مدرسة عدد من التابعين مِمَّن أقام بأكثر من مصرٍ, وأخذَ عن أكثر من شيخ من شيوخ هذه المدارس, كمجاهد, والحسن, وأبي العالية, وأبي مالك الغفاري, وأبي الشعثاء جابر بن زيد, وغيرهم. وينظر في إيضاح عدد من الملاحظات على هذا المصطلح مقالٌ بعنوان: حول مصطلح «مدارس التفسير» , للدكتور مساعد الطيار, ضمن كتابه: مقالاتٌ في علوم القرآن وأصول التفسير (ص:295).
([8]) كما في الاستدراكات (17, 20, 59) , ولولا صعوبة تحديد مدارس عدد من التابعين لأُلحِقَ بها عددٌ غير قليل من الاستدراكات نحو (37, 39, 46, 47, 50, 52, 56, 57, 59, 60, 62, 65, 73, 74) , وينظر: بيان إعجاز القرآن, للخطابي (ص:30) عن أبي الشعثاء وابن مسعود, وتفسير عبد الرزاق 3/ 464 عن أبي العالية والحسن.
([9]) كما في الاستدراكات (36, 46, 51, 55, 61, 62, 65, 75) , وينظر: جامع البيان 2/ 742 عن سعيد بن جبير ومجاهد وطاووس, وسنن سعيد بن منصور 3/ 984 عن إبراهيم النخعي والربيع بن خثيم, وفيه أيضاً 4/ 1633 عن عكرمة ومجاهد, والدر 4/ 265 عن السُّدِّي وإبراهيم النخعي.
([10]) وأشار إلى نحو هذا الدكتور فضل حسن عباس في كتابه إتقان البرهان في علوم القرآن 2/ 234, حيث عَدَل عن استعمال لفظ «مدارس التفسير في عهد التابعين» , إلى التعبير بـ: أشهر المفسرين في عهد التابعين. وقال: (لأن المدرسة في لغة العصر: ما كانت لها ممَيِّزات وأُسس). وينظر: تفسير التابعين 2/ 1168.
([11]) ينظر: الدر 3/ 533 عن عكرمة وابن عباس رض1 , وجامع البيان 12/ 67 عن سعيد بن جبير وابن عباس رض1 , وجامع البيان 1/ 164 عن ابن جريج ومجاهد, وجامع البيان 12/ 66 عن قتادة والحسن.
([12]) أي أئمة المفسرين, كما يسميهم ابن جرير. ينظر: جامع البيان 1/ 110.
([13]) مجموع الفتاوى 13/ 347.
- - - - -
هذا المبحث من ضمن مباحث رسالة (استدراكات السلف في التفسير) , بعنوان:
اختلاف مدارس التفسير وعلاقته بالاستدراكات فيه.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:40 م]ـ
يراجع هذين الرابطين؛
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1430
و؛
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=116069&posted=1#post116069
ـ[أنين الحق]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:08 م]ـ
المشاركة تبدأ بسؤال غاية في الغرابة هو: هل للتفسير مدارس؟
الجواب: لا!!!!!
لماذا؟ لأن الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لم تخرج من بين ثناياه كلمة "مدارس التفسير".
هذه هي المباحث التى تجني على العلم وتقوقع المعرفة، حيث إن المعاصرين قد استحدثوا مصطلحا جديدا هو مدارس التفسير الثلاث، وحيث إن المدرسة بمعناها اللغوي ليس أصيلا ـ كما يفهم من المشاركة ـ فإن المعول عليه هو المعنى الاصطلاحي العرفي الذي يوجب التمذهب والاختلاف وإن لم يوجد الاختلاف فلا يجوز أن يوجد مصطلح " مدرسة " وحيث إننا قد اختلفنا في اسم مدير مدرسة ما فقد فقدت التسمية صبغتها ومشروعيتها القانونية والعرفية والشرعية.ولكون التسمية تسمية غربية أو استشراقية فهي دخيلة على الدراسات القرآنية ومن هنا كانت النتيجة الحتمية أنه لا توجد أية إشارةٍ تَدُلُّ على وجود هذه المدارس في عصر السلف, بحسب المعنى اللغوي المتعارف عليه لهذه الكلمة.
ومِمَّا يَصِحُّ أن يُعَبَّر به في هذا المقام قول ابن تيمية (ت:728) رحمه الله: (وأما التفسير فإن أعلمُ الناس به أهلَ مكةَ؛ لأنهم أصحاب ابن عباس, كمجاهد, وعطاء بن أبى رباح, وعكرمة مولى ابن عباس, وغيرهم من أصحاب ابن عباس, كطاووس, وأبي الشعثاء, وسعيد بن جبير, وأمثالهم, وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود, ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم, وعلماء أهل المدينة في التفسير.
ما المانع من تقدير المحذوف في كلام ابن تيمية؟ فتقول " أهل مكة" أي أهل مدرسة مكة!!
ومن الحجج القاضية على محو هذا المصطلح:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ عدمُ وجودِ تعريفٍ واضحٍ لهذا المصطلح عند من استعمله.
الجواب: مصطلح " مدرسة " من البديهيات التى لا تحتاج إلى تعريف أصلا.
- وعدمُ الاتفاقِ على تقسيمٍ واحدٍ مستوعِبٍ لهذه المدارس.
الجواب: هذا حق ولكن هل عدم الاتفاق يعني انكار المصطلح الذي ذهب إليه كبار أهل العلم من المتأخرين وعم قبوله أهلَ العلم جميعا؟
- وعدمُ صحةِ نسبةِ عددٍ من أعلام مفسري التابعين إلى هذه المدارس؛ لا بحسب الشيوخ, ولا بحسب الأمصار.
الجواب: عدم صحة نسبة البعض إلى هذه المدارس لا يعيب المدارس وإنما يعيب من نسبهم إليها وهم ليسوا منها.
- وعدمُ شمولِ هذا المصطلح ليستوعبَ كُلَّ من له مشاركة في علم التفسير من أعلام التابعين.
الجواب: عدم الشمول يفتح الباب بمصراعية أمام المنقبين عن مزيد من المدارس لا محوها.
ولله در المشرف العام حين علق على مثل هذا الموضوع فقال كلاما في غايات النّصفة والاعتدال:"
إنه ليس من مستلزمات تعدد مدارس التفسير اختلاف المناهج والأصول التي تقوم عليها ...... وعلى هذا فإن تسميتنا لهذه المجموعات أو البيئات التفسيرية مدرسة مكة أو مدرسة المدينة أو مدرسة العراق لن تغير من المفهوم الذي شاع وعرف عن خصائص تفسير كل بيئة منها. ولن يغير استعمالنا لكلمة مدرسة من الواقع شيئاً، ولن يحتم علينا استعمالها وجود مناهج مختلفة كل الاختلاف للتفسير في كل بلد، وذلك لأنه مهما تعددت التسميات ومهما اختلفت المناهج فلن يظن ظان أنها تكون مناهج متباعدة مستقلة لا رابط بينها ولا تشابه ولا مشاركة، ما دامت مادة التفسير هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وما دامت اللغة التي يستقى منها هذا الدرس هي اللغة العربية، وشعرها الفصيح، ولغة أعرابها السليمة الفصيحة النقية، فلن يختلف التفسير كثيراً، ولن تختلف الظواهر، وإن اختلفت المدارس، أو اختلف أتباع هذه المدارس في بعض نواحي تكوينهم العلمي".
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:08 م]ـ
ألا يعد اهتمام عالم معين - وطلابه من بعده - بجانب الوعظ في تفسيره للقرآن منهجا يميزه ويميز طلابه، أولا يعد اهتمام عالم آخر بآيات الأحكام والناسخ والمنسوخ، واهتمام ثالث بالآيات التي تصف المغازي نواة لإنشاء مدارس -بغض النظر عن التسمية-، وهذا موجود عند التابعين كما أظهره (تفسير التابعين) للخضيري، وهذا الاختلاف في الاهتمامات لا يلزم منه أن يوجد خلاف تضاد، وإنما هي اهتمامات تميزت بها بعض المدارس، ومن المفيد لنا في فهم كلامهم أن نعرف مدارسهم وجوانب التميز والضعف في كل مدرسة، والله أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 03:17 ص]ـ
حديثنا هنا حول اصطلاح
وكل مصطلح فيشترط فيه الدقة والوضوح وأمن اللبس , ولم يسعد مصطلح (مدارس التفسير) بمثل هذا , وكل من درس اختلاف السلف في التفسير تتحقق عنده النتيجة السابقة في المبحث , ولعل أخانا الفاضل محمد صالح (أبو صفوت) يشاركنا برأيه من خلال رسالته (اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق): هل لاختلاف (مدارس التفسير) أثرٌ في اختلاف السلف في التفسير؟
وليست المشكلة في وجود بعض الاهتمامات والمميزات عند كل مفسر , وإنما الإشكال في جعل ذلك مدرسة والواقع لا يشهد له.
بل إنني أدعو إلى أبعد من ذلك , وهو التأكد من وجود تلك (الخصائص والسمات .. ) عند أئمة تلك (المدارس)؛ فإن كثيراً ممّا يُذكَر فيها ليس بـ (خاصِّية) ولا (سمة) , بل هو من المشترك بين عامّتهم , وعبارة ابن تيمية رح1 عن أتباع ابن مسعود: (ومن ذلك ما تميزوا به عن غيرهم) لا تتجاوز في نظري ما اشتهر بين التابعين من أثر قراءة ابن مسعود في التفسير كما قال مجاهد رح1: (كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود {أو يكون له بيت من ذهب}) , وقال -وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يسأله عن كل آية فيم نزلت وكيف كانت-: (لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن ممّا سألتُ).
ومع أن عبارة ابن تيمية ذُكِرَت في آخر المبحث السابق وبعد الفراغ من الأدلة , إلا أنها انقلبت عند بعض قرَّائِنا لتصبح رأس الأدلة وأهمّها , ثم بنى عليها! والأمر أيسر من ذلك.
ـ[أنين الحق]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:22 م]ـ
[ QUOTE= نايف الزهراني;116168] حديثنا هنا حول اصطلاح
وكل مصطلح فيشترط فيه الدقة والوضوح وأمن اللبس , ولم يسعد مصطلح (مدارس التفسير) بمثل هذا
بل إنني أدعو إلى أبعد من ذلك , وهو التأكد من وجود تلك (الخصائص والسمات .. ) عند أئمة تلك (المدارس)؛ فإن كثيراً ممّا يُذكَر فيها ليس بـ (خاصِّية) ولا (سمة) , بل هو من المشترك بين عامّتهم
الموضوع بمنتهى اليسر هو أن مدرسة تعني "وجود مكان ووجود مدرّس ووجود طالب ووجود مادة علمية تُدرّس" هل ياترى يشترط أن مدارس وزارة المعارف لابد أن يكون لكل مدرسة خاصية معينة تختلف عن غيرها؟ وسمات معينة ومقررات تباين مقررات غيرها؟
وماذا لو أن وزارة التعليم أو المعارف حددت مقررا واحدا على عموم المملكة؟ هل نلغي مصطلح " مدرسة " عندئذ؟
اجعلها مجموعات ـ حلقات ـ معاهد ـ كل مجموعة أو حلقة أو معهد في بلد يسمي باسمه معهد مكه معهد المدينة معهد تبوك ......
السؤال: ما الأثر أو ما الثمرة؟ أو ما النفع الذي يعود علينا كأهل تفسير علميا من نفي أومسح أو بتر أو إزالة مصطلح "مدارس التفسير"؟
لا زلت أرى أن هذا من العلم الذي لا ينفع فلولا برهنت على نفعه؟؟
الجواب ـ من وجهة نظري ـ أن الشيخ نايف ـ حفظه الله ـ لكونه ذهب إلى حجج وجيهة لديه، وكونه تناولها في بحث علمي وفاتت على مناقشيه ـ إن كانت قد نوقشت ـ فبذا يكون للبحث قصب السبق في هدم ما اصطلح عليه كبار العلماء في قضية ليس خلفها أية ثمار علمية إلا " خالف تعرف" وهذا ما يعظّم فكرة عدم الرجوع إلى الحق لدى بعض أهل العلم ــــــ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 10:57 م]ـ
أخي الكريم
أخرج نايف الزهراني من الموضوع , وليكن حديثنا حول الفكرة نفسها للفائدة.
هذا بحثٌ علميٌ بُنيَ على استقراء تام , ووصل إلى تلك النتيجة بوضوح -وقد اتفقت لجنة مناقشة الرسالة على أنها من أحسن نتائج البحث-.
فإن لم تجد فيه مقنعاٌ لسبب أو لآخر فانظر أيّ بحث في موضوعه -وقد أحلتك على أحدها- وقارن بين النتيجتين.
فإن لم ترضَ أيضاً فشاركنا باستقراءك العلمي الخاص.
فإن لم تستطع فلا بأس أخي؛ ولنجتمع على ما عرفناه بيقين حتى يتيسر لك خلافه بيقين , ولا ننتقل عنه إلا بدليل , وستجدنا من أسعد الناس بذلك إن شاء الله.
وإلى أن يتيسر لك ذلك .. أرجو أن تدلني على خاصّيّة واحدة انفردت بها مدرسة دون أخرى. شاكراً لك.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:38 م]ـ
ألا يعد اهتمام عالم معين - وطلابه من بعده - بجانب الوعظ في تفسيره للقرآن منهجا يميزه ويميز طلابه، أولا يعد اهتمام عالم آخر بآيات الأحكام والناسخ والمنسوخ، واهتمام ثالث بالآيات التي تصف المغازي نواة لإنشاء مدارس -بغض النظر عن التسمية-، وهذا موجود عند التابعين كما أظهره (تفسير التابعين) للخضيري، وهذا الاختلاف في الاهتمامات لا يلزم منه أن يوجد خلاف تضاد، وإنما هي اهتمامات تميزت بها بعض المدارس، ومن المفيد لنا في فهم كلامهم أن نعرف مدارسهم وجوانب التميز والضعف في كل مدرسة، والله أعلم.
كلام رائع، يحل الخلاف في نظري لأن المخالفين للتسمية نظروا إلي مئارب أخري ((نتفق نحن وإياهم عليها)).
"" قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في ((مقدمة في أصول التفسير))؛
{{وأما التفسير، فان أعلم الناس به أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس؛ كمجاهد، وعطاء بن أبى رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من أصحاب ابن عباس؛ كطاووس، وأبى الشعثاء، وسعيد بن جبير وأمثالهم.
وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، {{ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم}}، وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير، وأخذه عنه أيضا ابنه عبدالرحمن، وأخذه عن عبدالرحمن عبد الله بن وهب.""
أقول أليس من الممكن أن يقصد شيخ الإسلام بقوله {ومن ذلك ما تميزوا به علي غيرهم} ما قال عنه المتأخرون ((مدارس)) وأن كل مدرسة تميزت بأشياء لم تتميز به المدرسة الأخرى،
كمنهج مختلف ـ وليس بالضرورة أن يكون متسعا ـ ككثرة الاستدلال بالسنة، أو كثرة الربط بين الكتاب والسنة ......... الخ، مما هو من هذا الباب، كاختصاص كل جماعة بالرواية عن واحد من الصحابة، وتكون هذه ((مدارس)) أو ((مناهج)) تحت المنهج العام وهو السنة والأثر، كما أن هناك مناهج مختلفة في تفاسير أهل السنة أنفسهم.(/)
هو خير مما يجمعون (موضوع مرشح)
ـ[بافلح عبد الوهاب]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:47 م]ـ
هو خير مما يجمعون
قال تعالى: {يَآ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُومِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَالِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
موقع الآية من السورة:
هذه السورة صاحبة الآية السابقة من سور القرآن المكية، فهي تصطبغ بالخصائص التي يتميز بها القرآن المكي عن غيره من المدني، سواء في موضوعها أم في طريقة العرض المتبعة، فموضوع السورة العام هو تجلية حقيقة الألوهية وحشد الأدلة عليها، وفي مقابل ذلك نجد العبودية التي هي حق لله على العباد لما أصبغ عليهم من نعمه الظاهرة والباطنة.
وفي نفس سياق تقرير الألوهية، نجد السورة تتحدث عن القرآن، بفرضه كلام رب العالمين، الذي أنزل إلى الخلق أجمعين، وكذلك تثبت السورة من خلال حديثها عن الوحي أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى، ما كان ينبغي لأحد أن يأتي بمثله، وما كان ينبغي للرسول أن يفتريه، والآية التي نحن بصددها هي من هذا السياق، سياق الحديث عن القرآن، عن كتاب اللهِ. وهذا ما نلحظه في مستهل السورة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)} وفي مختتمها: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)} وبين الآيتين حديث شيق يروي الظمآن، ويشفي الغليل، ويثبت في نفس الشاك اليقين، أن هذا القرآن أعظم من أن يقدر على الإتيان بمثله بشر مخلوق.
" يَآ أَيُّهَا النَّاسُ " نداء العالمَيََّة، وهذا مما اختص به دين الإسلام على سائر الأديان، وكذلك كتابه المنزل والمهيمن على الكتب قبله، وليس في الآية ما يشير إلى أن الحديث يخص المكذبين بالقرآن أو المؤمنين به، فهو يخاطبهم على السواء، فيبسط القول عن القرآن كما أشرنا آنفا في المقدمة أن من مواضيع السورة الحديث عن القرآن الكريم ونفي الإفتراء عنهن ومحاججة المشركين في الإتيان بمثله، فيذكر أربع صفات لهذا الكتاب.
الوصف الأوَّل: "قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ " "موعظة" وقد تكرر هذا الَّلفظ في القرآن الكريم تسعَ مرات، جاء ذكرها في سياقات مختلفة، منها ذكر سنن الله في الذين سبقوا، ومنها ذكر ما في الكتب المنزلة من قبل القرآن، وما الموعظة إلاَّ النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، وهي الكلامُ فيه نصحٌ وتحذيرٌ ممَّا يضرُّ، وكلُّ هذه المعاني مكتنفة في القرآن فهو الموعظة الحقَّة كما جاء في الآية.
الوصف الثَّاني: "وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ" ولفظة "شفاء" التي وردت أربعَ مرات في القرآن، واحدة منها جاءت في الحديث عن الشَّراب الذي "فيه شفاء للناس" الشراب الذي ينتجه مخلوق ضعيف من مخلوقات الله تعالى، ولكنه بديع في تنظيمه، بديع في طريقة عمله، معجز في طريقة حمايته نفسه، وأخيرا معجز في ما ينتجه للناس من عسل وشهد، دواء لكثير من الأدواء التي استعصت على الطب فسبحان الله الخالق، وفي ذكر الشِّفاء تشبيه ضمنيٌّ للقرآن بالعسل، فللأوَّل قدرةٌ على شفاء الأدواء القلبية وحتَّى العضوية، أمَّا الثاني فلا يشفي سوى بعض الأمراض العضويَّة. وفي المواضع الثلاثة الباقية كان الموصوف بالشفاء هو القرآن، في مناسبتين اختص لفظ الشفاء بالمؤمنين، وفي مناسبة واحدة جاء لفظا عاما لكل الناس وهي الواقعة في آية سورة سيدنا يونس، والظاهر أن الشفاء منزل لكل الناس ولكن لا يستفيد منه ولا يظهر إلَّا عند الذين آمنوا به، فعملوا بتوجيهاته، فسياق الآية جاء في سبيل إقامة الحجَّة على كلِّ النَّاس، وتقرير ما لهذا القرآن من قدرات. "لما في الصدور" وليس في الصدور سوى القلوب، وأعظم ما يفتك بالقلوب ويقتلها الشرك بالله والشك في وجوده، ومن كان في قلبه شيء من ذلك المرض، فننصحه بمداومة قراءة القرآن والتفكر فيه، فهو الكفيل بتخليصه من داء الأدواء. فإن عالج القرآن الشرك فهو بالأدواء الأخرى أقدر، يعالج الكبر والحقد والغضب واليأس والقائمة طويلة، والنَّماذج معروضة أمامنا على طاولة
(يُتْبَعُ)
(/)
الحياة لأناس أصيبوا بهذه الأمراض وأكثر، ولم يتوقف تأثير الداء عليهم بل أعدوا به غيرهم من الخلق بدل أن يتوجَّهوا نحو القرآن ليعالجهم.
ثالث الأوصاف ورابعها: "وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُومِنِينَ" وكلاهما وصفان مطردا الذِّكر في القرآنِ، وأصله: الدالة على الطريق الموصل إلى المقصود. ومجازه: بيان وسائل الحصول على المنافع الحقة. [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) وأما كونه هدى ورحمة فإن تمام وصف القرآن بهما يكون بالنسبة لمن حَصَلت له حقيقتُهما، وأما لمن لم تحصل له آثارهما، فوصف القرآن بهما بمعنى صلاحيته لذلك، وهو الوصف بالقوة في اصطلاح أهل المنطق. [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
وفي مجموع هذه الصفات وصفة ربانية لحصول الهدى والرحمة، وقد أومأ وصف القرآن بالشفاء إلى تمثيل حال النفوس بالنسبة إلى القرآن، وإلى ما جاء به بحال المعتل السقيم، الذي تغير نظام مزاجه عن حالة الاستقامة، فأصبح مضطرب الأحوال خائر القوى فهو يترقب الطبيب الذي يدبر له بالشفاء، ولا بد للطبيب من موعظة للمريض يحذره بها مما هو سبب نشء علته ودوامها، ثم ينعت له الدواء الذي به شفاؤه من العلة، ثم يصف له النظام الذي ينبغي له سلوكه لتدوم له الصحة والسلامة، ولا ينتكسَ له المرض، فإن هو انتصح بنصائح الطبيب أصبح معافى سليماً وحَيِيَ حياةً طيبة لا يعتوِرُه ألم ولا يشتكي وَصَبَا، وقد كان هذا التمثيل لكماله قابلاً لتفريق تشبيه أجزاء الهيئة المشبَّهة بأجزاء الهيئة المشبَّه بها، فزواجرُ القرآن ومواعظه يُشبَّه بنصح الطبيب، وإبطالُه العقائد الضالة يشبه بنعت الدواء للشفاء من المضار، وتعاليمُه الدينية وآدابه تشبَّه بقواعد حفظ الصحة، وعبر عنها بالهُدَى، ورحمتُه للعالمين تشبه بالعيش في سلامة. [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَالِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
عن أيفع بن عبد الكلاعي قال: لما قَدِمَ خراجُ العراقِ إلى عمرَ - رضي الله عنه - خرج عمر ومولى له، فجعل يعُدُّ الإِبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله - تعالى - ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر: كذبت ليس هذا هو؛ الذي يقول الله -تعالى- {قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)، ولقد صدق عمر فلم يغره ما فتح الله على المسلمين من خيرات وما أسقط في أيديهم من أراض، وما أغدق عليهم من شتى بقاع الأرض حتى دانت لهم الدنيا، لقد علم ذلك علم اليقين؛ فهو الذي رافق الرسول من أول البعثة، وقاسى معه ومع المسلمين الأوائل التعذيب على يد المشركين، فصبروا جميعا، وثبتوا على ما جاءهم من الحق، ولسان حالهم يقول: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتَ اَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) ولم يكن جواب الله تعالى لهم إلا أن قال: {فَئَاتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الاَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) فهان بذلك على عمر بن الخطاب كل نعيم، واستشعر قيمة القرآن الذي لولاه ما كان على ما هو كائن عليه اليوم، لا هو ولا أصحابه أبدا.
ولنا أن نمثل لطالب القرآن وطالب المال؛ هل يستويان مثلاً، لا ورب الكعبة لا يستوي من خير بين المال والقرآن فاختار المال، فالمال وإن كثر يفنى ويبلى، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)، المال وإن كان نافعا، ما أمكنه أن يؤلف بين القلوب قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوَ اَنفَقْتَ مَا فِي الاَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمُ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)، وما أمكن أن يبدل دين
(يُتْبَعُ)
(/)
إنسان من الكفر إلى الإيمان، وما أمكن أن يشفي القلوب من أدوائها، بل كثيرا ما يزيد على القلوب أدواء، فهو مصدر التكبر، ومصدر الطغيان وغيرهما، و القرآن شفاء لما في الصدور، ومؤلف بين القلوب، وهادٍ إلى الصراط المستقيم، فللعاقل أن يتعظ وللمذنب أن يتوب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. تمت كتبة المقال عشية يوم الجمعة المبارك الخمس والعشرون من شعبان سنة 1431من هجرة المصطفى الحبيب عليه الصلاة والسلام، يوافقه السادس من شهر أوت 2010 من ميلاد المسيح عليه السلام، ونحن بقصر بنورة في حي بريش ولله تعالى الفضل والحمد والمنة من قبل ومن بعد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ابن منظور: لسان العرب، ج7 ص 466.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج7 ص 8.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج7 ص 9.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج 7 ص 9.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج1 ص 275.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) سورة آل عمران الآية 147.
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) سورة آل عمران الآية 148.
[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) مقطع من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لابْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ بن آدَمَ إِلا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ" المعجم الكبير للطبراني، ج9 ص 383.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) سورة الأنفال الآية 63.
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[28 Aug 2010, 09:46 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه(/)
موقف مدرسة مكة من المعرب في القرآن الكريم
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:37 م]ـ
موقف مفسري مدرسة مكة من المعرب في القرآن.
لعله من نافلة القول التأكيد على تمكن علماء مدرسة مكة من البيان اللغوي للقرآن، وكذا معرفة أصول الألفاظ ودلالتها، فهذا لا يخفى على مطلع في نصوص التراث التفسيري، وخصوصا الحبر عبد الله بن عباس.
إذ كثيرا ما كانوا يرجعون الكلمة الى أصلها والاشارة الى ذلك أثناء التفسير، وهذا مبحث فيه خلاف بين علماء القرآن، بين مانع ومثبت، والأكثرون على عدم وقوع المعرب في القرآن، ويستدلون لهذا بالآيات التي يستفاد منها أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ولم يتسرب إليه لغة غير عربية مثل قوله تعالى: " قرآنا عربيا " (يوسف/2.). وقوله:" ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته آعجمي وعربي " (فصلت/44). وما أكثر الآيات القرآنية الناطقة بنزوله بلسان عربي مبين.
أ-القائلون بعدم وقوع المعرب في القرآن:
ومن هؤلاء العلماء الذين يقولون بعدمه: محمد بن ادريس الشافعي "ت:204هـ، حيث قال:" وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه لكان الامساك أولى به، وأقرب من السلامةله، فقال قائل منهم:" إن في القرآن عربيا وعجميا، والقرآن يدل على أنه ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب، ووجد قائل هذا القول من قبل ذلك منه تقليدا له وتركا للمسألة له عن حجته ومسألة غيره ممن خالفه وبالتقليد أغفل من أغفل منهم، والله يغفر لنا ولهم". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
ولذلك قال السيوطي:" وقد شدد الشافعي النكير على القائلين بوجود المعرب في القرآن" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
كما ذهب أبو عبيد (ت:222هـ) فيما حكاه ابن فارس:"إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ومن زعم أن كذا بالنبطبة فقد أكبر القول". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
ومنهم ابن فارس (329/ 395هـ)، وهو الذي قال في معنى قول ابي عبيدة " فقد أكبر القول " أتى بأمر عظيم، ثم استدل لهذا وقال:" وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الاتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه، وإن كان كذلك فلا وجه لقول من يجيز القراءة في الصلاة بالفارسية، لأنها ترجمة غير معجزة، وإذا جاز ذلك لجازت الصلاة بكتب التفسير، وهذا لا يقول به أحد ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
ومنهم محمد بن جرير الطبري (ت:310هـ،) الذي قال: " ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنه بالفارسية أو بالحبشية أو بالنبطية أو نحو ذلك، إنما اتفق فيها توارد اللغات. فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد، وحكاه ابن فارس عن ابي عبيدة. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
ومنهم ابو محمد بن عبد الحق ابن عطية (481/ 542هـ) الذي قال:" ... بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالظة لسائر الألسن بتجارات، وبرحلتي قريش، وبسفر مسافرين كسفر أبي عمرو الى الشام، وسفر عمر بن الخطاب، وسفر عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد الى أرض الحبشة، وسفر الأعشى الى الحيرة وصحبته لنصاراها، مع كونه حجة في اللغة، فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية، غيرت بعضها بالنقص من حروفها، وجرت في تخفيف ثقل العجمة، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها، حتى جرت مجرى العربي الفصيح، ووقع بها البيان.
وعلى هذا الحد نزل بها القرآن، فإن جهلها عربي فهو مثل جهله الصريح بما في لغة غيره، كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر وغير ذلك.
فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية، لكن استعملتها العرب وعربتها، فهي عربية بهذا الوجه، وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد، بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر، لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاقات إلا قليلا شاذا ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
(يُتْبَعُ)
(/)
-وقال آخرون:" كل هذه الألفاظ عربية صرفة، ولكن لغة العرب متسعة جدا، ولا يبعد أن يخفى على الأكابر الجلائل، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح .. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)، وقال الشافعي:" لا يحيط باللغة إلا نبي". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
- وقال ابو المعالي عزيري بن عبد الملك:" إنما وجدت هذه الألفاظ في لغة العرب، لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا ويجوز أن يكونوا سبقوا الى هذه الألفاظ. [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
وقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مبعوث الى كافة الخلق، قال تعالى: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ". ابراهيم/4.
ب-القائلون بوقوع المعرب في القرآن:
اهتم المجيزون بالرد أولا على أدلة المانعين، ومنه استشهادهم بقوله تعالى: " قرآنا عربيا " يوسف/2، فقالوا: بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا فالقصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية، وأجابوا عن قوله تعالى:" آعجمي وعربي" (فصلت/44) بأن المعنى من السياق: آعجمي ومخاطب عربي.
واستدلوا باتفاق النحاة على أن منع صرف نحو ابراهيم للعلمية والعجمة، ورد هذا الاستدلال بأن الأعلام ليست محل خلاف، فالكلام في غيرها موجه بأنه إذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس ". لكن الزركشي يقول: وحكى ابن فارس عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه حكى الخلاف في ذلك، ونسب القول بوقوعه الى الفقهاء، والمنع الى أهل العربية. ثم قال أبو عبيد: والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنها سقطت الى العرب فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم الى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق، قال: وإنما فسر هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم الى الجهل ويتوهم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله بغير ما أراده الله عز وجل، فهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن.". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
وقال ابن فارس: " وليس كل من خالف قائلا في مقالته ينسبه الى الجهل، فقد اختلف الصدر الأول في تأويل آي القرآن ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
وأما السيوطي فيختار رأيا مشابها لهذا الرأي في هذا المقام ويقول: " وأقوى ما رأيته للوقوع وهو اختياري ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن ابي ميسرة التابعي الجليل قال: " في القرآن من كل لسان ".وروى مثله عن سعيد بن جبير ووهب بن منبه. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
فهذا إشارة الى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء، فلا بد أن تقع فيه الاشارة الى أنواع اللغات والألسن ليتم إحاطته بكل شيء، فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالا للعرب.
ويضيف قائلا: ثم رأيت ابن النقيب صرح بذلك، فقال: " من خصائص القرآن على سائر كتب الله تعالى المنزلة أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم، ولم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم، والقرآن احتوى على جميع لغات العرب، وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير ". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم مرسل الى كل أمة، وقد قال تعالى: " وماأرسلنا من رسول إلا بلسان قومه .. "ابراهيم/4. فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث بد من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه هو ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الخوبي [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) لوقوع المعرب في القرآن فائدة أخرى، فقال: إن قيل " إن استبرق " ليس بعربي، وغير العربي من الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة، فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظ يقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك، وذلك لأن الله تعالى إذا حث عباده على الطاعة فإن لم يرغبهم بالوعد الجميل ويخوفهم بالعذاب الوبيل لا يكون حثه على وجه الحكمة، فالوعد والوعيد نظرا الى الفصاحة واجب، ثم إن الوعد بما يرغب فيه العقلاء، وذلك منحصر في أمور: الأماكن الطيبة، ثم المآكل الشهية، ثم المشارب الهنيئة، ثم الملابس الرفيعة ثم المناكح اللذيذة، ثم ما بعده مما يختلف فيه فالأكل والشرب لا يلتذ به في حبس أو موضع كريه، لهذا ذكر الله الجنة والمساكن الطيبة فيها، مما ينبغي أن يذكر معه من الملابس ما هو أرفعها، وأرفع الملابس في الدنيا الحرير، وأما الذهب فليس مما ينسج منه ثوب، ثم إن الثوب الذي من غير الحرير لا يعتبر فيه الوزن والثقل، وربما يكون الصفيق الخفيف أرفع من الثقيل الوزن، وأما الحرير فكلما كان ثوبه أثقل كان أرفع، فحينئذ وجب على الفصيح أن يذكر الأثقل الأثخن، ولا يتركه في الوعد لئلا يقصر في الحث والدعاء، ثم هذا الواجب الذكر إما أن يذكر بلفظ واحد موضوع له صريح أو لا يذكر بمثل هذا، ولا شك أن الذكر باللفظ الواحد الصريح أولى، لأنه أوجز وأظهر في الافادة، وذلك " استبرق " فإن أراد الفصيح أن يترك هذا اللفظ ويأتي بلفظ آخر لم يمكنه، لأن مايقوم مقامه إما لفظ واحد أو ألفاظ متعددة، ولا يجد العربي لفظا واحدا يدل عليه، لأن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس، ولم يكن لهم بها عهد ولا وضع في اللغة العربية للذيباج الثخين اسم، وإنما عربوا ما سمعوا من العجم واستغنوا به عن الوضع لقلة وجوده عندهم وندرة تلفظهم به، وأما أن ذكره بلفظين فأكثر فإنه يكون قد أخل بالبلاغة، لأن ذكر لفظين لمعنى يمكن ذكره بلفظ تطويل، فعلم بهذا أن لفظ " استبرق " يجب على كل فصيح أن يتكلم به في موضعه ولا يجد ما يقوم مقامه، واي فصاحة أبلغ من أن لا يوجد غيره مثله. [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
وقد أثبت أعلام " المدرسة " وعلى رأسهم المؤسس وتلميذه مجاهد وقوع المعرب في القرآن الكريم، بل ظهر اهتمام الشيخ أيضا بالدخيل في اللغة العربية عموما وفي القرآن خصوصا. حيث وصلنا كتابه (كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، حققه الدكتور صلاح الدين المنجد 0.) الذي يعزى عادة إليه، تبين أن ابن عباس لم يقتصر فيه أو على الاصح لم تقتصر الروايات المعزوة إليه على لغات قبائل العرب، بل تعدتها الى لغات الفرس والنبط والحبشية وغيرها.
يقول الدكتور التهامي الراجي في مقدمة كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: " واعتقد أن كتاب اللغات في القرآن الكريم "الذي يعزى عادة الى ابن عباس كما سبق أن ذكرت سواء في صورته القديمة التي رتبت أيام اسماعيل بن عمروالعواد المصري ت:429هـ، أم تلك التي رواها في وقت لاحق، شرف الدين أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، هو من تأليف عالم مغمور يسمى أبا القاسم بن سلام، ولا علاقة للرجل والعالم اللغوي المشهور أبي عبيد القاسم بن سلام ت:224هـ، لقد نشرت رسالة أبي القاسم بن سلام مع ترتيب علمي وتحقيق ألفاظها بهامش التيسير في علوم التفسير للديريني، كما نشرتها دار إحياء الكتب العربية بهامش تفسير الجلالين. ولا يستبعد كما رأى كثير من الباحثين قبلنا أن تكون رسالة ابن عباس هذه تنسب خطأ الآن الى أبي القاسم بن سلام، قد هذبها بعض العلماء المهتمين بلغات القرآن، مصلحا الخلل الوارد فيها مرتبا الايات التي ذكرت فيها ألفاظ قبائل العرب بحسب مجيئها في القرآن الكريم. ومع هذا الحرص الشديد في الاصلاح والترتيب بقي كثير من التكرار الذي لا مبرر له.
ولا شك أن مهذب رسالة ابن عباس لم يرقه الاعتقاد الذي كان يعتقده من وجود المعرب في القرآن الكريم، فخالفه في كثير من المواضع في الرسالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم صار الناس يؤلفون مصنفات على منواله مقتدين به في أغلب الأحيان، وأعتقد أنه لو وصلتنا مؤلفاتهم لاستطعنا بيسير وضع خصائص كل لهجة عربية على حدة، ولعرفنا بدقة متناهية كل الألفاظ المعربة المستعملة في الكتاب العزيز.
ولقد صنف على غرار رسالة ابن عباس أو على الأقل في موضوع لغات القرآن كل من:
-مقاتل بن سليمان الذي عنون كتابه ب"الأقسام واللغات".
-وهشام بن محمد الكلبي ت:204هـ.، والهيثم بن عدي ت:206هـ، والفراء ت:207هـ.، والأصمعي ت:213هـ.، وأبو زيد الأنصاري ت:215هـ.
-وابن دريد ت:231هـ، العالم اللغوي، الذي عقد بابا مهما في كتابه جمهرة اللغة " تعرض فيه لما تكلمت به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغة.
-وابن قتيبة ت:276هـ، الذي عقد هو أيضا في كتابه " أدب الكاتب " بابا للحديث عن الدخيل في اللغة العربية سماه " ما تكلم به العامة من الكلام الأعجمي.
لكن أهم كتاب خصص للمعرب قديما هو كتاب " المعرب من كلام العرب " على حروف المعجم، للعالم اللغوي الكبير أبي منصورالجواليقي، ت:540هـ، وقد نشر الكتاب أول ما نشر في ليبزج، بعناية: sachane، سنة:1867م، من مخطوطة عتيقة واحدة ناقصة، إلا أن المستشرق w.spitta، تكفل بإكمال نقصها معتمدا في ذلك على مخطوطتين موجودتين في دار الكتب بالقاهرة، نشر هذه التكملة في مقال له بعنوان: / die luken in gasualigis mucarrab نشره في الدورية / zdmg/ سنة:1879م، المجلد 33، من صفحة 208، الى 224، ثم قام الأستاذ أحمد محمد شاكر بتحقيق الكتاب تحقيقا علميا نشرته له دار الكتب المصرية سنة:1361هـ، ثم ايد طبعه مرة ثانية عام:1969م،.اهتم بكتاب الجواليقي هذا عدد من اللغويين نذكر منهم على سبيل المثال: جمال الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن ابي بكر بن موسى العذري المولوي المعروف بالبشيشي بمؤلف سماه التذييل والتكميل لما استعمل من اللفظ الدخيل. [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
كما اهتم بهذا الكتاب العلامة عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي، فصنف حواشي عليه، تعرض فيها الى جل الألفاظ المعربة، معلقا عليها، شارحا الغامض منها.
واهتم بالدخيل على العموم العالم شهاب الدين احمد بن محمد الخفاجي المصري الذي صنف فيه كتابا مهما سماه " شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
ج-الألفاظ المعربة في تفسير "مدرسة مكة".
وليسهل التعرف على كل الألفاظ المستعملة عند أعلام"المدرسة"وضعت جدولا مقسما على أربع خانات، جعلت الخانة الأولى للكلمة المفسَّرة، والثانية لأصل التعريب، والثالثة: لرقم الأثر وقائله، مع ذكر الاختلافات إن وجدت.
*الألفاظ السريانية:
-طه، أي يا رجل، عند ابن عباس.
-حواء، أي اسا وهو قول مجاهد
-سريا، نهرا، وهو قول مجاهد.
-الطور، الجبل وهوقول مجاهد.
*الألفاظ الحبشية
حوبا: إثما عند ابن عباس ابن عباس
الأواه: الموقن. وهو قول عطاء ومجاهد وعكرمة.
سكرا: الخل.
طوبى: اسم الجنة. عند سعيد بالهندية وبالحبشية
طه:يارجل سعيد بالنبطية
مشكاة: كوة. عند مجاهد
منفطر: ممتلئة
ناشئة: نشا: قام. عند سعيد
السماء منفطر به: ممتلئة.
يس: إنسان وعند سعيد -يا رجل بلغة طيء
طور سينين: الحسن. عند سعيد بالهندية وبالحبشية.
منساته: العصا
الجبت: الساحرعند سعيد
سيل العرم: المسناة عند سعيد
الألفاظ الفارسية
ألف سنة: زه هزار سال عند ابن عباس
مقاليد: مفاتيح عند مجاهد
سجيل: الطين عند سعيد.
كورت: غورت عند سعيد
-الألفاظ النبطية:
هيت لك: هلم عند ابن عباس
طه: طا يارجل. إيطه عند سعيد
ملكوت: الملك عند عكرمة
قسورة: اريا ابن عباس
سفرة: القراء
حواء: أسا عند مجاهد
تبرنا: دمرنا عند سعيد.
الألفاظ بالرومية:
الفردوس: البستان عند مجاهد
القسط والقسطاس: العدل عند مجاهد
الألفاظ بالزنجية:
حصب: حطب بالزنجية عند ابن عباس
الألفاظ باليهودية:
راعنا: سب بلسان اليهود عند ابن عباس
الألفاظ بالهندية:
طوبى: اسم الجنة عند سعيد ....
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يتبين إسهام المدرسة في هذا الفن الدقيق المتعلق بإبراز بعض الألفاظ وبيان أصولها، حيث اشتمل التفسير على شرح الغريب وحل الكلمات الصعبة وتوضيح الألفاظ الغامضة. بل أكاد أقول أنه بإمكاننا أن نجمع من تفسيرهم معجما لغويا لشرح كلمات القرآن، من الغريب والمشكل على طراز كتب اللغة الحديثة.
ولمزيد الفائدة والاطلاع أذكر للقارئ الأشعار التي نظمت لبيان الألفاظ المعربة التي وردت في القرآن الكريم على ما يرى ابن عباس وغيره. وقد أورد السيوطي هذه الأشعار وقال:" وقد نظم القاضي تاج الدين ابن السبكي منها " اي الألفاظ المعربة التي وردت في القرآن الكريم سبعة وعشرين لفظا في أبيات، وذيل عليها الحافظ ابو الفضل ابن حجر بأبيات فيها أربعة وعشرون لفظا، وذيلت بالباقي وهو بضع وستون، فتمت أكثر من مائة لفظة".
قال ابن السبكي:
السلسبيل وطه كورت بيع ... روم وطوبى وسجيل وكافور
والزنجبيل ومشكاة سرادق مع ... استبرق صلوات سندس طور
كذا قراطيس ربانيهم وغسا ... ق ودينار والقسطاس مشهور
كذاك قسورة واليم ناشئة ... ويؤت كفلين مذكور ومسطور
له مقاليد فردوس يعد كذا ... فيما حكى ابن دريد منه تنور
وقال ابن حجر:
وزد حرام ومهل والسجل كذا ... السري والأب ثم الجبت مذكور
وقطنا وإناه ثم متكئا ... دارست يصهر منه فهو مصهور
وهيت والسكر الأواه مع حصب ... وأوبي معه والطاغوت مسطور
صرهن إصري وغيض الماء مع وزر ... ثم الرقيم مناص والسنا النور
وقلت أيضا:
وزدت يس والرحمان والملكو ... ت ثم سينين شطر البيت مشهور
ثم الصراط ودري ومر ... جان ويم مع القنطار مذكور
وراعنا طفقا هدنا أبلعي وورا ... ء الأرائك والأكواب مأثور
هود وقسط وكفر رمزه سقر ... هون يصدون والمنساة مسطور
شهر مجوس واقفال يهود حوا ... ريون كنز وسجين وتتبير
بعير آزر حوب رهو وأخلد مز ... جاة وسيدها القيوم موقور
وقمل ثم أسفار عنى كتبا ... وسجدا ثم ربيون تكثير
وحطة وطوى والرس نون كذا ... عدن ومنفطر الأسباط مذكور
مسك أباريق ياقوت رووا فهنا ... مافات من عدن الألفاظ محصور
وبعضهم عد الأولى مع بطائنها ... والآخرة لمعاني الضد مقصور
وما سكوتي عن آن وآنية ... سيناء أواب والمرقوم تقصير
ولا بأيدي وما يتلوه في عيس ... لأنها مع ما قدمت تكرير
كتبه د/ أحمد العمراني أستاذ التعليم العالي
بجامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب.
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - الرسالة، تحقيق ذ أحمد محمد شاكر. والبرهان للزركشي:1/ 287.ولذلك قال السيوطي:وقد شدد الشافعي النكير على القائلين بوجود المعرب في القرآن". (2).
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - الإتقان:2/ 125، وايضا المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: ص:58.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - البرهان للزركشي:2/ 287. والمهذب: ص:58،والاتقان:2/ 125.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - البرهان في علوم القرآن:1/ 288،والاتقان:2/ 125،والمهذب: ص:58.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) - الاتقان:2/ 125،والمهذب: ص:58.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - البرهان:1/ 289،والاتقان:2/ 125،والمهذب: ص:58،ولم يقل السيوطي في هذا المقام "قال ابن عطية، بل عبر عن ابن عطية بغيره، يعني: قال: وقال غيره.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - الاتقان:2/ 126.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - الرسالة ص:42،وهامش المهذب: ص:59.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - البرهان:1/ 290،والاتقان:2/ 126،والمهذب: ص:59.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - الاتقان:2/ 142، والمهذب: ص:169 - 187.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - هامش البرهان:1/ 290.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - انظر جامع البيان.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - الاتقان:2/ 126.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) - الخوبي بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء، وهو شمس الدين أحمد بن خليل بن سعادة الخوبي الشافعي، صاحب الامام فخر الدين الرازي، كان فقيها مناظرا واستاذا في الطب والحكمى، ت:638هـ، ونسبته الى الخوبي مدينة بأذربيجان، لكن ابن الحي الحنبلي قد أخطأ في كلمة الخوبي لأن الخوبي ليس مدينة بأذربيجان بل هذه المدينة مسماة بخوى، على وزن فعل، برفه الفاء، والمنسوب إليها الخوئي، على وزن الصولي (انظر شذارت الذهب: 5/ 183).
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - الاتقان:2/ 126.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - يوجد ذيل البشيشي مخطوطا بدار الكتب بمصر في مادة علم اللغة تحت رقم:231.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) - مقدمة المهذب ص:3 - 7.(/)
الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم .. (ث ب ر) .. نموذجا لمنهج معالجة الأعجمي والمعرب
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:00 م]ـ
البحث في قضايا مثل المعرب والأعجمي في القرآن الكريم بحث شائك، ولا يكفي فيه أن يكون الباحث عالما بالعربية أوعلوم القرآن فحسب. وإني أمحض النصح مخلصا صادقا لكل من ظن في نفسه علما باللغة - ثم هو لا يعرف شيئا عن اللغات السامية - أن يطلع على ما أمكنه منها، وأخص منها (اليمنية القديمة) التي يحلو للباحثين – متابعة للمستشرقين - أن يسموها (العربية الجنوبية) ولي اعتراضات كثيرة على هذه التسمية، سجلت بعضها في مقدمة رسالتي للماجستير (ألفاظ الحرب في النقوش اليمنية القديمة) ولست الآن بصدد تفصيل ذلك.
وإن إلمام اللغوي بلغة سامية أخرى - سوى العربية – يفتح له آفاقا واسعة في التفكير والتحليل اللغويين، وهذا أمر تنبه إليه فطاحلة اللغويين في زمننا هذا، ومنهم الدكتور رمضان عبدالتواب رح1 وكان في آخر أيامه قد صرف وجهه تلقاء البحث في اللغة اليمنية القديمة؛ لما وجد أنها أقرب إلى العربية من أي لغة سامية أخرى، غير أن القدر لم يمهله. ولنا أن نعجب: كيف يسلم شيخ اللغويين في القرن الماضي - الدكتور إبراهيم أنيس - بإنكار المستشرقين أصالة الإعراب في النحو العربي؛ إلى حد الذهاب إلى توهم أن القرآن إنما نزل غير منونٍ ولا معرَبٍ، وأن ذلك إنما كان من عمل الصحابة بعد؟! إن فكرة كهذي لا يمكن أن ترد على ذهن ناشئ شاد في اللغات السامية، خبر شيئا من الأكدية، التي يظهر فيها الإعراب جليا في أشهر نقوشها (قانون حمورابي). والأكدية قبل القرآن بآلاف السنين.
وإذا كان الإلمام باللغات الأوربية ضرورة حتمية لأي لغوي، فإن الأمر مع اللغات السامية أولى وأولى.
ومن خلال تمرس سنوات طويلة بها، تبين لي أن اللغة اليمنية القديمة تأتي على رأس القائمة في الأهمية والأولوية، ذلك أنها أقرب اللغات السامية إلى العربية أصواتا، وصرفا، ونحوا، ودلالة .. ولست أقول هذا الكلام تعصبا، بل إنه أمر خبرته عن دراسة واستقراء. ولما سبق فقد قمت بدراسة بعض الألفاظ اليمنية، التي وردت في التنزيل العزيز، مما لم أجد له تفسيرا واضحا لا لدى اللغويين، ولا حتى المفسرين، في حدود ما اطلعت عليه، وتمكنت من استقرائه. وكل إنسان يسلم أن "أهل مكة أدرى بشعابها"، فقد يتفوق علينا المستشرقون في المعرفة باللغات السامية كالعبرية والآرامية والحبشية، ولكنهم لن يفهموا فهمنا، ولن يفقهوا فقهنا لألفاظ اللغة اليمنية - بجميع مستوياتها الفصيحة والعامية - أنى وردت، في النقوش القديمة، أم في الشعر الجاهلي، أو حتى في القرآن الكريم. وهو أمر سهل الفهم؛ فلن تجد أعلاما كـ (بسيوني – مدبولي – فرغلي) إلا في مصر أو من تأثر بها، ولن تجد (قناف – مبخوت – شوعي – هزاع) إلا في اليمن أومن تأثر بها، وكما لا يفهم اللفظ الهيروغليفي أحد بمستوى أعلى من المصري، فكذلك الأمر مع أي لغوي يمني، وتبقى مسألة الفطنة والإدراك وحسن القياس والاستنباط.
وأذكر أني - في محاضرة في مرحلة تمهيدي الماجستير في بغداد – كنت أستمع إلى الأستاذ المحاضر يقرأ لنا من بحث مستشرق أن (كِسيبو) عملة عراقية قديمة، ومنها اشتق الفعل (كسابو) بمعنى (حطم – شتت- دمر – فتت) وأنها مادة لا تعرفها العربية، فاستأذنته ثم لفت نظره إلى مثل قوله تعالى {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء: 187، وقد ورد في التنزيل في خمسة مواضع. فتناول الأستاذ العالم قلمه وسجلها. ولم أكن بحاجة لأشرح له – لكن لغيره – أن العربية إذن إنما أخذت هذا اللفظ من الأكدية، مع ملاحظة الإبدال الصوتي بين الباء والفاء، مع ملاحظة أيضا أن الباء تنطق ثقيلة كالحرف الأوربي P.
وبعد هذه المقدمة، فإني لن أتناول في بحثي مطلق الألفاظ (الأعجمية: المعربة) في القرآن الكريم، لكني سأقتصر على اليمنية منها فحسب، وذلك لسببين:
1 - أن معظم تلك الألفاظ قد درس وقتل بحثا، قديما وحديثا، فلا فائدة من الإعادة والتكرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أنه رغم ذلك البحث الواسع، فإن النتيجة لم تكن مرضية، ومعظم المعاني التي توصلت إليها إما جاءت بالخيال اللغوي – لا الظاهرة اللغوية - أو بأسلوب الدفاع الديني، الذي يضطر إلى اتخاذ موقف الرفض، بأسلوب حماسي عاطفي، دون إفهام فضلا عن الإقناع. أما مع الألفاظ اليمنية المبحوثة هنا، فالأمر مختلف، فقد أخذت نفسي – ما استطعت - بأمرين:
1 - عدم اللجوء إلى الخطاب الديني البتة؛ فهذا – في رأيي – أسلوب غير علمي؛ فما جدوى إنكارك أن كلمة ما فارسية، أو آرامية، أو حميرية - ثم أنت لا تفقه شيئا فيها - لا لشيء إلا لأنك – بزعمك – تنزه كتاب الله عنها؟
2 - تحري الدقة العلمية في التحليل اللغوي، وقد أضطر لشيء من التفصيل ليتواصل مع البحث غير اليمنيين، بل يعرف كل لغوي أن اللغة مستويات، ومن الحقائق المقررة هنا: أن لهجات البلد الواحد تختلف؛ إلى حد أنه ربما لا يتفاهم أبناء محافظة مع أبناء محافظ أخرى؛ ففي اليمن مثلا ألفاظ وتعبيرات شمالية لا يعرفها أبناء الجنوب، والعكس صحيح، أما إذا بلغت مهرة والشحر من حدود عمان، فحتما ستحتاج إلى مترجم.
ونأتي الآن إلى الألفاظ اليمنية، وهذا نموذج منها:
* ث ب ر، وفيه لفظان:
الأول: "ثبور" في قوله تعالى {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً} الانشقاق11، وقوله {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً} الفرقان: 13 - 14. وهو هنا مصدر.
القراءات: ليس فيها قراءات أخرى لهذا اللفظ، سوى أن ثمة قراءة بفتح ثاء (ثبورا) وهي قراءة عمر بن محمد الواقدي [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
التفسير: أورد القدامى للثبور عدة تفسيرات، منها:
1 - الهلاك [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2). 2- الويل [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). 3- الفساد [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4). 4- الخسران [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5). 6- الانصراف عن طاعة الله [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6).
الثاني: "مثبور" في قوله تعالى {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً} الإسراء:102، وهو هنا اسم مفعول.
القراءات: ليس لهذا اللفظ قراءة أخرى.
التفسير: أورد القدامى لمثبور عدة تفسيرات، منها:
1 - مغلوب [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7). وهذا قد يبدو مناسبا، لكن ثمة ما هو أقرب وأنسب.
ممنوع من الخير، محبوس عن الخيرات [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)، تقول العرب " ما ثبرك عن ذا، أي: ما منعك منه، وصرفك عنه" [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)، " يقال: وا ثبوراه، أي: وا ويلاه" [10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10). وهذا قد يكون بمعنى "مشؤوما، تجر الشؤم والبلاء والعذاب على قومك". وإذن فالثبور، هو المصير السيئ المشؤوم.
2 - ملعون مطرود، ويستدل أصحاب هذا الرأي – والذي قبله - بقول عبدالله بن الزِّبَعرَى:
إذ أُجاري [11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) الشيطانَ في سِنَةِ النو ... مِ ومَنْ مالَ ميلَهُ مثبورُ [12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
وهذا البيت هو من أربعة أبيات قالها معتذرا عن هجاء المسلمين قبل إسلامه، ويتضح فيها اقتباسه من القرآن.
3 - مبتلى [13] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13). وهذا بعيد، ولا يناسب السياق؛ ففيه شفقة، تتعارض مع دعوة موسى عليه السلام {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} يونس: 88
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - مخبول وناقص العقل [14] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)، والعجيب أنه ينقل عن ابن عباس، مع أنه ضعيف وغير معقول المعنى، ولا يقبل في اللغة إلا على المجاز البعيد.
5 - مبدِّل مغيِّر [15] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15).
6- مسحور [16] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)، وينقل هذا عن الضحاك [17] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17). وهذا بعيد؛ فقد سبق في الآية السابقة، فلن يرد عليه الجواب بمثله.
* ت ب ر، وفيه أربعة ألفاظ:
الأول: (مُتَبَّر) في قوله تعالى {إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف: 139، وهو هنا اسم مفعول.
الثاني: (تتبير) في قوله تعالى {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً} الإسراء: 7، وهو هنا مصدر.
الثالث: (تبّر) في قوله تعالى {وَكُلّاً ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً} الفرقان: 39، وهو هنا فعل ماض، وفي آية الإسراء مضارع.
الرابع: (تبار) في قوله تعالى {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً} نوح: 28،، وهو هنا مصدر.
القراءات: ليس لهذه الألفاظ قراءة أخرى.
التفسير: أورد القدامى للتتبير عدة تفسيرات، منها:
1 - الهلاك [18] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)، والفناء [19] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19). 2- التدمير [20] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20). 3- الفساد [21] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21). 4- الضلال [22] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22). 5- التكسير [23] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)، وقد ورد لدى الأصفهاني [24] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24) ( الكبير) ولا معنى له؛ وأظنه تحريف (التكسير) وقد أخذ هذا المعنى ابن عاشور، فقال "والتتبير: التفتيت للأجسام الصلبة، كالزجَاج والحديد" [25] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25). 6- الخسران [26] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)، وزعم ابن زيد: أن العرب تقول" إنه البائس المتبَّر، وإنه البائس المخسَّر" [27] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27) ولايوجد نص جاهلي – ولومنحول - يعضد زعمه هذا، أما إن وجد نص إسلامي بعد، فإنما نسج على منوال ألفاظ القرآن الكريم. خاصة إذا عرفنا أنه لفظ لا تعرفه العربية قبل القرآن. ومثل زعم ابن زيد زعم الشيباني: أن العرب تقول " أتبر فلان عن هذا الأمر، إذا انتهى" [28] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)
وقد حاول اللغويون القدامى ربط التتبير بالتبر، الذي هو " كل جوهر، قبل أن يستعمل" [29] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29) " ويقال لكل شيء منكسر من الزجاج والحديد الذهب: تبر" [30] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)،. وهذا محتمل، لا سيما إذا عرفنا أن التبر بمعنى الذهب معروف في النقوش النبطية [31] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)، ويعضد هذا أيضا ما روي عن سعيد بن جبير أن (تتبير) نبطية [32] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32). أما التبار – الذي دعا به نوح عليه السلام على قومه - فلا يختلف عن معنى التتبير.
وباستعراض المعاني السابقة، يتبين لنا أن (ث ب ر) و (ت ب ر) مادة واحدة، وقد أشار القدامى إلى ذلك من خلال ربطهم هذا بذاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الدرس السامي المقارن، فيدلنا على أن أصل الألفاظ السابقة جميعا، هو الفعل اليمني القديم (ثبر) وهو يرد كثيرا في نقوش الحرب، بمعنى هزيمة العدو، وتدمير المدن، وثل العروش [33] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33). كما يرد في نقوش شواهد القبور، بمعنى (خرّب – أتلف – صدّع – دمّر) [34] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34) فإن كاتب النقش - أو مكتتبه - يستمطر اللعنات من الآلهة على من يعتدي – على قبره، أو جثمانه، أو ما دفن معه من ممتلكات- بانتهاك لحرمة، أو نبش، أو سرقة، أو عبث، أو إتلاف، أو تخريب .. كما في نقشين نشرتهما الدكتورة عميدة شعلان [35] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35)، جاء فيهما:
2 - .. ول ي و ليقـ
3 - (ق) م ع ن/ ع ث (ت ر) ش ر ــمعن عثتر الشا
4 - ق ن/ م ن م و/ ي ث ب ر رق مَن يثبر
5 - ن هـ و/ نْهُ
ويلاحظ ورود الفعل هنا – وهو ما لا تعرفه العربية مع الثاء - وبصيغة الفعل المضارع، على أننا لا ندري أكان اليمنيون يضمون عين الفعل (يثبرُ) أم يكسرونها (يثبِر)؟ وإن كان النطق اليوم يميل للكسر. أما الهاء فهي مفعول به، والنون للتوكيد، ويحتمل أن تكون ثقيلة، وإن يكن الأرجح أن تكون خفيفة كما في العربية. أما الواو، فهي للإشباع.
ويمكن فهم العلاقة بين الألفاظ السابقة في إطار ظاهرة (الإبدال الصوتي) وقد وقع هنا في موضعين:
1 - الإبدال الصوتي، وقد وقع هنا في موضعين:
أ- بين الثاء والشين؛ فإن هذا اللفظ إن لم تعرفه العربية قبل الإسلام، فهو معروف – بنفس المعنى - في اللغات السامية الأخرى، ففي الأكدية (شبارو) وفي العبرية (شابَر- شِبِّير). والثاء العربية يقابلها الشين في تينك اللغتين [36] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)؛ وعلى هذا فإن (ثبر = شبر) والثاء هي الأصل، وهي أقدم من الشين. وما زال اليمنيون يستخدمون في الحراثة آلة ذات أسنان كثيرة يسمونها (المشبَّر).
ب- بين الثاء والتاء؛ فإن الثاء العربية يقابلها التاء في الآرامية [37] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37)؛ وعلى هذا فإن (ثبر = تبر) والثاء هي الأصل، وهي أقدم من التاء. وإنما ينطق المصريون والشاميون والعدنيون [38] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38) مثل (ثعلب – ثور – ثلج) بالتاء – لا بالثاء – بتأثير آرامي. بل إن الفعل (تاب) إنما أخذته العربية من النصوص الدينية الآرامية [39] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39)، أما العربية فلا تعرفه إلا بالثاء.
والعلاقة بين اللغتين العربية والآرامية تتجاوز التطور الصوتي إلى الإملاء والخط؛ فمن النبط الآراميين أخذ العرب الخط والإملاء، وجاء الإسلام وهم على ذلك، فتم تدوين القرآن الكريم وفق قواعدهما.
==================================================
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) معجم القراءت القرآنية 4/ 277.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) العين للخليل 8/ 222، تفسير الصنعاني 1/ 391، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 392، 2/ 71
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) تفسير الطبري 17/ 410 -
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: 78
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) الصحاح 1/ 904 (ث ب ر)
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) النكت والعيون 4/ 134
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) تفسير الطبري 15/ 109 (تحقيق التركي)، تفسير الضحاك: 537، تحقيق: د. محمد الزاويتي
[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) تفسير الطبري 15/ 108
[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) معاني القرآن للفراء 2/ 132
[10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) السابق 3/ 250
(يُتْبَعُ)
(/)
[11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) ورد "أباري" لدى الطبري في تفسيره 15/ 108، وتاريخه
[12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 392، 2/ 71، طبقات فحول الشعراء 1/ 242
[13] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) االنكت والعيون 3/ 278 للماوردي
[14] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) المفردات في غريب القرآن: 78 للأصفهاني
[15] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) تفسير الطبري 15/ 110
[16] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) الهداية إلى بلوغ النهاية 6/ 4304 لمكي
[17] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) تفسير الضحاك: 1/ 537، قال المحقق - في الهامش – ذكره القرطبي، وقد ورد لدى مكي، وهو قبل القرطبي بأكثر من قرنين، إلا أن كتابه طبع أول أجزائه 2008.
[18] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) مجاز القرآن 1/ 227لأبي عبيدة
[19] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) معجم العين 8/ 117للخليل
[20] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) تفسير الصنعاني 1/ 373
[21] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) الكشف والبيان 4/ 274للثعلبي
[22] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22) النكت والعيون 2/ 255
[23] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23) معاني القرآن 2/ 371للزجاج
[24] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24) المفردات في غريب القرآن: 72
[25] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25) التحرير والتنوير 19/ 29 لابن عاشور
[26] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26) تفسير الطبري 10/ 411 -
[27] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27) تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1554
[28] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28) معجم الجيم 1/ 98، للشيباني، وقد أورده الصغاني في الشوارد: 86 " أتبر على الأمر"
[29] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) معجم العين 8/ 117
[30] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) معاني القرآن 3/ 228 للزجاج
[31] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) المعجم النبطي: 261، د. سليمان الذييب
[32] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) تفسير الطبري 17/ 456
[33] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) ينظر (ألفاظ الحرب في النقوش اليمنية القديمة: 63) رسالة ماجستير للباحث غير منشورة، جامعة بغداد 2002.
[34] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref34) المعجم السبئي: 149، Lecicon of Inscriptinal qatabanian: 178
[35] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref35) مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد (2) 2007
[36] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref36) مدخل إلى نحو اللغات السامية المقارن: 54، موسكاتي
[37] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref37) السابق
[38] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref38) أبناء محافظ (عدن) اليمنية
[39] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref39) فصول في فقه العربية: 48، د. رمضان عبدالتواب
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:30 م]ـ
بارك الله بك أخي رصين على هذا البحث. . ونقرأ قصص كثيرة فيها ألفاظ غريبة منسوبة لأهل اليمن لا ندري مدى صحتها. ومن هذه الألفاظ:
الشناتير بمعنى الأصابع
الجمجمة بمعنى العين
والكنع الذئب
والميدن السن
والى غير ذلك من ألفاظ. فما هي حقيقة تلك الألفاظ. وهل وقف أحد على تصيحي هذه القصص والألفاظ؟؟؟
ولكني أذكر حديثاً في صحيح البخاري قاله النبي لوفد اليمن وذكر فيه الفاظ يمنية مثل الدباء والحنتم والنقير والمزفت. وهي أنواع أشربة محرمة كانوا يشربونها. وبارك الله بالرصين رصين.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Aug 2010, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي تيسير ومبارك عليك الشهر
وربما يأتي الجواب في مشاركات قادمة، لكن الذي يحضرني الآن هو (الدُّبّاء) ونحن نلفظه مقصورا (الدبى) وهو القرع
من فصيلة الكوسة لكنه أضخم وأكبر، شبيه بالقثاء العربي، لا الخيار الفارسي
ونعم يعدون منه شرابا - لكن ليس محرما - فشأنه شأن عصير العنب والتمر والشعير - ووكذا يصنع منه مربى أيضا
أما الشناتر فلها مفهوم مختلف عندنا، وهي الخرق والقطع المتناثرة من القماش
وتستعار للمرأة سيئة السمعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Aug 2010, 07:55 م]ـ
بما أنك أخي رصين من اليمن أود أن اسألك سؤالاً:
هل يوجد قبائل في اليمن ما زالت تتكلم اللغة الفصيحة؟ وما هي أقرب المناطق أو القبائل للفصيحة في اليمن والوطن العربي؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:07 م]ـ
سمعت من بعض الاساتذة الذين درسوا في السعودية أن بعض القبائل في السعودية تتكلم الفصيحة بشكل ممتاز. ولا أدري صحة هذه المعلومة. وكذلك نسمع نفس الأخبار عن اليمن وقصص كثيرة من هذا النوع. فما مدى صحة ذلك؟؟؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:11 م]ـ
ابتداء أخي تيسير، يجب أن نعرف أن اللغة أربعة علوم: 1 - الأصوات، وهنا لا يوجد قبيلة تنطق الأصوات نطقا صحيحا، ولا أقول دقيقا. وباختصار فإن العرب مجمعون على الخطأ في نطق الضاد والطاء، وأبعد الناس نطقا هم إخواننا المغاربة، الذين ينطقون الضاد ذالا. ونحن والخليج نضيف القاف والجيم، وأنتم الشاميون مع المصريين تضيفون الثاء والذال.
2 - الصرف، ويعني اشتقاق الكلمة، وهذا أدق علوم اللغة، ولا أحد يلتزم به، حتى في الجاهلية والإسلام، وأما لغة الإعلام اليوم فهو فيها كارثة.
3 - النحو، ولاأحد اليوم يعطيه حقه، بل حتى في الجاهلية لم يكن الإعراب معروفا إلا في الأدب، فلما جاء القرآن معربا تعلمه الناس، لكن خارج الأدب لا أحد يعرب البتة، وإنما يتكلمون لغة سريعة خالية من التنوين والإعراب، حتى اليوم.
ولا يوجد أحد يتكلم العربية الفصحى - في المستوى العادي - ولا حتى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
4 - الدلالة، وهذي تختلف من بيئة إلى أخرى، وأقربها أقربها من مفهوم اللفظة عند العرب زمن نزول القرآن. وقد تأثرت بلغات المحتلين، من فرس، ورومان، وأتراك، وأحباش، وأوربيين ..
وهكذا فالبحث عن أقرب دولة إلى العرب الأوائل عبث لا طائل وراءه ولا فوقه ولا تحته
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:39 م]ـ
ابتداء أخي تيسير، يجب أن نعرف أن اللغة أربعة علوم: 1 - الأصوات، وهنا لا يوجد قبيلة تنطق الأصوات نطقا صحيحا، ولا أقول دقيقا. وباختصار فإن العرب مجمعون على الخطأ في نطق الضاد والطاء، وأبعد الناس نطقا هم إخواننا المغاربة، الذين ينطقون الضاد ذالا. ونحن والخليج نضيف القاف والجيم، وأنتم الشاميون مع المصريين تضيفون الثاء والذال.
2 - الصرف، ويعني اشتقاق الكلمة، وهذا أدق علوم اللغة، ولا أحد يلتزم به، حتى في الجاهلية والإسلام، وأما لغة الإعلام اليوم فهو فيها كارثة.
3 - النحو، ولاأحد اليوم يعطيه حقه، بل حتى في الجاهلية لم يكن الإعراب معروفا إلا في الأدب، فلما جاء القرآن معربا تعلمه الناس، لكن خارج الأدب لا أحد يعرب البتة، وإنما يتكلمون لغة سريعة خالية من التنوين والإعراب، حتى اليوم.
ولا يوجد أحد يتكلم العربية الفصحى - في المستوى العادي - ولا حتى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
4 - الدلالة، وهذي تختلف من بيئة إلى أخرى، وأقربها أقربها من مفهوم اللفظة عند العرب زمن نزول القرآن. وقد تأثرت بلغات المحتلين، من فرس، ورومان، وأتراك، وأحباش، وأوربيين ..
وهكذا فالبحث عن أقرب دولة إلى العرب الأوائل عبث لا طائل وراءه ولا فوقه ولا تحته
أحييك أخي الفاضل. ولكن هناك لهجات عربية تبيح بعض الإبدالات في الأحرف وهذا لا يخرجها عن الصحة. مثل قلب الجيم ياء أو قلب القاف كاف أو همزة (لغة الآراميين) أو قلب الميم نون وغير ذلك كثير مما تجده في لسان العرب. أشكر اجابتك أخي الفاضل على السؤال ودمت بود(/)
لدي مشروع شخصي في التفسير ... أحتاج الى مشورتكم
ـ[ولد أهله]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:33 ص]ـ
السلام عليكم ..
المشروع عبارة عن قراءة تفسير الآية الواحدة في أكثر من كتاب من كتب التفسير .. بحيث ألم بتفسيرها المام شامل ..
فمحتاج الى رأيكم في ذلك ..
وماهي الكتب التي أقرأها .. ؟
رشحت الكتب التالية: تفسير ابن كثير والطبري .. هل فيه زيادة .. ؟
وهل أقرأ في الكتاب أم مختصره .. ؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:47 ص]ـ
الاخ ولد اهله اهلا وسهلا بك هذا الموضوع طرح اكثر من مرة فيمكنك الاطلاع على ما ينفعك من الاجابة
من هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21140)
ـ[ولد أهله]ــــــــ[21 Aug 2010, 03:46 ص]ـ
الغالي/ مثنى الزيدي ..
لعلك تقرأ ماكتبته مرة ثانية:)
لاني لاأسأل عن أفضل كتاب تفسير بل عن مشروع أرجو ابداء رأيك فيه ..
ـ[ولد أهله]ــــــــ[21 Aug 2010, 06:04 م]ـ
وين المشايخ الأفاضل\ الطيار والشهري
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:28 ص]ـ
لعلك تركز على الرابط الذي ارسلته لك اكثر يا اخي
محتو على روابط اخرى من المشاركين هذا هو قصدي
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[22 Aug 2010, 02:14 ص]ـ
يا ولد أهلك: أرى أن تقتصر على قراءة تفسير واحد مختصر، وتهتم بتأصيل نفسك علمياً من خلال دراسة عدد من المتون، ولا سيما في العربية والإملاء، بعد حفظ القرآن، وأما تفسير الطبري فدعه لأيام أخرى مدَّ الله في أعمارنا على طاعته، وأرجو أن تتواضع فتأخذ بمشورة الشيخ مثنى وأخيك الضعيف، ولا تشترط أن يجيبك مَن سألت عنهما، وفقك الله.
ـ[ولد أهله]ــــــــ[22 Aug 2010, 02:42 ص]ـ
ياشين العجلة ..
الظاهر الغلط مني أخوي مثنى .. :) الله يجزاك خير ..
الله يجزاك خير ياشيخ ابراهيم على نصيحتك ...(/)
بعض الغرائب والعجائب التي رواها ابن جرير في تفسيره
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:33 م]ـ
منها - وهو داخل في رواية الاسرائيليات - ما رواه في تفسير قوله تعالى: أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة
فقد قال رحمه الله:
حدثني علي بن سهل قال، حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا أبو همام قال، حدثنا كثير أبو الفضل، عن مجاهد قال: كان فيمن كان قبلكم امرأة، وكان لها أجيرٌ، فولدت جارية. فقالت لأجيرها: اقتبس لنا نارًا، فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له الرجل: ما ولدت هذه المرأة؟ قال: جارية. قال: أما إنّ هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمئة، ويتزوجها أجيرها، ويكون موتها بالعنكبوت. قال: فقال الأجير في نفسه: فأنا أريد هذه بعد أن تفجر بمئة!! فأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية. وعولجت فبرِئت، فشبَّت، وكانت تبغي، فأتت ساحلا من سواحل البحر، فأقامت عليه تبغي. ولبث الرجل ما شاء الله، ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير، فقال لامرأة من أهل الساحل: ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها! فقالت: ههنا امرأة من أجمل الناس، ولكنها تبغي. قال: ائتيني بها. فأتتها فقالت: قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي: كذا. فقلت له: كذا. فقالت: إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوَّجته! قال: فتزوجها، فوقعت منه موقعًا. فبينا هو يومًا عندها إذ أخبرها بأمره، فقالت: أنا تلك الجارية! وأرته الشق في بطنها وقد كنت أبغي، فما أدري بمئة أو أقل أو أكثر! قال: فإنّه قال لي: يكون موتها بعنكبوت.
قال: فبنى لها برجًا بالصحراء وشيده. فبينما هما يومًا في ذلك البرج، إذا عنكبوت في السقف، فقالت: هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري! فحركته فسقط، فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدَخَتْه، وساحَ سمه بين ظفرها واللحم، فاسودت رجلها فماتت.
فنزلت هذه الآية:"أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة". أهـ
ولا يخفى على ابن جرير رحمه الله أن القصة لو صحت أصلا لا يمكن ان تكون سببا لنزول هذه الآية، فشيء مضى وانتهى لا يمكن أن يكون السبب المباشر لنزول آية كريمة.
كما أننا لا نستطيع أن نقول إن سبب نزول سورة الفيل هو غزو أبرهة للكعبة المشرفة.
ومع هذا فإن ابن جرير يورد مثل هذا ولا يعقب بشيء اعتمادا على تمييز القارئ الحصيف لما يقرأ، إذ أن كتابه هذا مصنف لأهل العلم وليس للعوام.
وإن شاء الله إذا مر بي في مطالعاتي - في هذا الشهر الفضيل - رواية اخرى من الغرائب والعجائب التي يوردها ابن جرير انقلها هنا، والمرجو من الاخوة ممن يستذكر مثل هذه الروايات ان ينقلها هنا للفائدة.
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وجعلنا من عتقائه من النيران، آمين.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:49 م]ـ
- وأعجبني هنا ليس من باب العجائب التي عنونت بها المقال -.
ولكنه فصل محرر وقاعدة في التعامل مع الناسخ والمنسوخ، ذكر ذلك ابن جرير في تفسير آية الدين.
فإنه ذكر اختلاف السلف في وجوب الكتابة بين المتداينين ووجوبها كذلك على الكاتب.
قال رحمه الله:
وقد اختلف أهل العلم في وجوب الكتاب على الكاتب إذا استكتب ذلك، نظير اختلافهم في وجوب الكتاب على الذي له الحق.
فذكر أن بعضهم أوجبها، وبعضهم زعم أنها منسوخة وقال هذا الزاعم: كل ما في هذه الآية من الأمر بالكتابة والإشهاد والرهن منسوخ بالآية التي في آخرها ..
وذكر عن بعضهم أنها - اي الكتابة - على الوجوب حال فراغ الكاتب ..
ثم قال رحمه الله:
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الله عز وجل أمر المتداينين إلى أجل مسمى باكتتاب كتب الدين بينهم، وأمر الكاتب أن يكتب ذلك بينهم بالعدل، وأمر الله فرض لازم، إلا أن تقوم حجة بأنه إرشاد وندب. ولا دلالة تدل على أن أمره جل ثناؤه باكتتاب الكتب في ذلك، وأن تقدمه إلى الكاتب أن لا يأبى كتابة ذلك، ندب وإرشاد، فذلك فرض عليهم لا يسعهم تضييعه، ومن ضيعه منهم كان حرجا - أي آثما - بتضييعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا وجه لاعتلال من اعتل بأن الأمر بذلك منسوخ بقوله:"فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته". لأن ذلك إنما أذن الله تعالى ذكره به حيث لا سبيل إلى الكتاب أو إلى الكاتب. فأما والكتاب والكاتب موجودان، فالفرض - إذا كان الدين إلى أجل مسمى - ما أمر الله تعالى ذكره به في قوله:"فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه والله".
وإنما يكون الناسخ ما لم يجز اجتماع حكمه وحكم المنسوخ في حال واحدة، على السبيل التي قد بيناها. فأما ما كان أحدهما غير ناف حكم الآخر، فليس من الناسخ والمنسوخ في شيء.
ولو وجب أن يكون قوله: (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ) ناسخا قوله:"إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله" - لوجب أن يكون قوله: (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) ناسخا الوضوء بالماء = في الحضر عند وجود الماء فيه وفي السفر = الذي فرضه الله عز وجل بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)
وأن يكون قوله في كفارة الظهار: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) ناسخا قوله: (فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا).
فيُسْأل القائل إنّ قول الله عز وجل:"فإن أمن بعضكم بعضًا فليؤدّ الذي اؤتمن أمانته" ناسخٌ قوله:"إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه": ما الفرقُ بَينه وبين قائلٍ في التيمم وما ذكرنا قوله = (3) فزعم أنّ كل ما أبيح في حال
الضرورة لعلة الضرورة، ناسخ حكمُه في حال الضرورة حكمَه في كل أحواله: نظيرَ قوله في أنّ الأمر باكتتاب كتب الديون والحقوق منسوخٌ بقوله:"وإن كنتم عَلى سَفر ولم تجدُوا كاتبًا فرهانٌ مقبوضة فإن أمن بعضُكم بعضًا فليؤدّذ الذي اؤتمن أمانته)؟
فإن قال: الفرق بيني وبينه أن قوله:"فإن أمن بعضُكم بعضًا" كلام منقطع عن قوله:"وإن كنتم على سَفر ولم تجدوا كاتبًا فرهان مقبوضة"، وقد انتهى الحكم في السفر إذا عُدم فيه الكاتب بقوله:"فرهان مقبوضة". وإنما عنى بقوله:"فإن أمن بعضكم بعضًا":"إذا تداينتم بدَين إلى أجل مسمى"، فأمن بعضكم بعضًا، فليؤدّ الذي اؤتمن أمانته.
قيل له: وما البرهان على ذلك من أصل أو قياس، وقد انقضى الحكم في الدّين الذي فيه إلى الكاتب والكتاب سبيلٌ بقوله:"ويُعلّمكم الله واللهُ بكل شيء عليم اهـ.
رحم الله ابن جرير ورضي عنه، فقد: كان من العلوم بحيث يقضى له في كل فن بالجميع ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:52 م]ـ
شكر الله سعيكم أخي أحمد
تنبيه:
قد ظهر لي أن السلف يتوسعون في التعبير بالنزول، ومرادهم التفسير، وهذا موطن من المواطن التي وقع منهم التوسع، وإلا فهل يُتصوَّر أن يقول مجاهد في مثل هذه القصة أنها سبب نزول مباشر؟!
وعبارة النزول: (فنزلت، فأنزل الله) قرينة في أن المذكور سبب نزول مباشر، وليس لازمًا له.
وعبارة النزول: (نزلت في كذا) قرينة في أن المذكور بعدها هو من قبيل التفسير، وليس من سبب النزول المباشر، وليس الأمر كذلك لازمًا.
والمراد أنهم قد يستخدمون هذه العباراة في سبب النزول، وقد يستخدمونها في التفسير، وأن القصة المذكورة تدخل في معنى الآية، كما هو الحال في هذه القصة التي ذكرها مجاهد.
ومعنى ذلك أن السياق والأحوال التي تحفُّ بالنص تدل على المراد بهذه العبارة، والله أعلم.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 06:13 م]ـ
في تفسير قوله عز وجل (او لا مستم النساء)
فإنه ذكر القولين في تفسير الملامسة قول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وأن الله كتى بالملامسة هنا ..
وقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وأن المراد اللمس
ثم رجح القول الأول مستدلا بحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ
قد صححه ابن جرير وتبعه الشيخ شاكر ..
وعلماء العلل يضعفونه ولهم فيه كلام مشهور
لكني استغربت من الدليل الثاني الذي ذكره ابن جرير وهو قول الشاعر:
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير .. الخ
فقد فسر آخره تفسيرا غريبا لا يحتمله اللسان وينفر منه الجنان ..
فليطالع في موضعه.
وقد استغربه العلامة شاكر في تعليقه كذلك.
فائدة:
ما أحسن ما صنع شريك القاضي لما أنشد البيت في الرواية، فإنه روى الخبر عن ابن عباس لكنه كنى في موضع التصريح.
والحديث رواه ابن جرير في سورة البقرة تفسير قوله تعالى (فلا رفث):
حدثنا عبد الحميد، قال: أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن الأعمش، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية قال: سمعت ابن عباس يرتجز وهو محرم، يقول:
خرجن يسرين بنا هميسا ... إن تصدق الطير - قال شريك:"إلا أنه لم يكن عن الجماع" - لميسا. فقلت: أليس هذا الرفث؟ قال: لا ...
قال العلامة شاكر: يريد أن شريكا أنشد البيت: "إن تصدق الطير" ثم قطع الإنشاد وقال: "ألا إنه لم يكن الجماع" ثم عاد للإنشاد فقال: "لميسا"، ولم ينطق الكلمة.
فلله دره ما أحسن فعله، ولنا فيه أسوة في تدريس التفسير في المساجد أو المدراس والجامعات وغيرها، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:46 ص]ـ
والذي تفضلتم به صحيح لا شك فيه .. فتح الله علينا وعليكم.
وقد تعرضت لهذه المسألة في شرح معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه للإمام أبي عبدالله الحاكم حيث إن المصنف تعرض لحكم تفسير الصحابي من حيث الوقف أو الرفع، وذلك بعد الخبر رقم 39 وهو في الصفحة 155 من الطبعة الثانية للكتاب .. الذي طبعته مكتبة المعارف بالرياض.
وأظنه أقدم مصدر علمي تناول هذه المسألة التي تفضلتم بذكرها ..
وللفائدة أضعه هنا بصورته.
تنبيه:
كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم من أحسن كتب السلف المصنفة في مصطلح الحديث ..
وفيه فوائد لا يستغني عنها المشتغلون بالتفسير لا سيما التفسير بالمأثور ..
ولعلنا نتحدث عنه في وقت لاحق إن شاء الله .. والله الموفق
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:06 ص]ـ
أحسنت أخي أحمد، وكما تفضلتم، فكتاب الحاكم فيه نفائس مهمة، وكذا النكت على ابن الصلاح لابن حجر، ففيه فوائد أيضًا يمكن إضافتها لما في كتاب الحاكم.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[22 Aug 2010, 06:10 م]ـ
هذه اشياء متناثرة انقلها عن ابن جرير ربما بعضها خارج عن ما عنونت به المقال ..
لكن هذا فصل اعجبني عن ابن جرير يرعى فيه إجماع العلماء ولا يقدم عليه شيئا من الأقوال مع أنه يميل إلى قول غيره، فذكر الإجماع وتلطف غاية التلطف في تقديم قول آخر ..
وذلك في تفسير قوله عز وجل (ثم افيضوا من حي أفاض الناس) ...
روى عمن روى عنه أن المراد بالناس قريش ومن كان متحمسا معها من سائر العرب.
ثم روى عن الضحاك قوله: هو إبراهيم، أي أنه من العام الذي أريد به الخاص.
- وليضف هذا المثال إلى ما يذكره المصنفون في علوم القرآن من مثال لهذه المسالة بقول الله عز وجل (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) ... فهذا مثال آخر له وسيذكر الطبري امثلته بعد قليل-
قال ابن جرير رحمه الله:
والذي نراه صوابا من تأويل هذه الآية، أنه عنى بهذه الآية قريش ومن كان متحمسا معها من سائر العرب لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن ذلك تأويله.
وإذ كان ذلك كذلك فتأويل الآية: فمن فرض فيهن الحج، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم، وما تفعلوا من خير يعلمه الله.
وهذا، إذ كان ما وصفنا تأويله فهو من المقدم الذي معناه التأخير، والمؤخر الذي معناه التقديم، على نحو ما تقدم بياننا في مثله،
ولولا إجماع من وصفت إجماعه على أن ذلك تأويله. لقلت: أولى التأويلين بتأويل الآية ما قاله الضحاك من أن الله عنى بقوله:" من حيث أفاض الناس"، من حيث أفاض إبراهيم. لأن الإفاضة من عرفات لا شك أنها قبل الإفاضة من جمع، وقبل وجوب الذكر عند المشعر الحرام. وإذ كان ذلك لا شك كذلك، وكان الله عز وجل إنما أمر بالإفاضة من الموضع الذي أفاض منه الناس، بعد انقضاء ذكر الإفاضة من عرفات، وبعد أمره بذكره عند المشعر الحرام، ثم قال بعد ذلك:" ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" كان معلوما بذلك أنه لم يأمر بالإفاضة إلا من الموضع الذي لم يفيضوا منه، دون الموضع الذي قد أفاضوا منه، وكان الموضع الذي قد أفاضوا منه فانقضى وقت الإفاضة منه، لا وجه لأن يقال:"أفض منه".
فإذ كان لا وجه لذلك، وكان غير جائز أن يأمر الله جل وعز بأمر لا معنى له، كانت بينة صحة ما قاله من التأويل في ذلك، وفساد ما خالفه، لولا الإجماع الذي وصفناه، وتظاهر الأخبار بالذي ذكرنا عمن حكينا قوله من أهل التأويل.
فإن قال لنا قائل: وكيف يجوز أن يكون ذلك معناه:"والناس" جماعة،"وإبراهيم" صلى الله عليه وسلم واحد، والله تعالى ذكره يقول:" ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"؟
قيل: إن العرب تفعل ذلك كثيرا، فتدل بذكر الجماعة على الواحد. ومن ذلك قول الله عز وجل: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) والذي قال ذلك واحد، وهو فيما تظاهرت به الرواية من أهل السير- نعيم بن مسعود الأشجعي، ومنه قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) قيل: عنى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونظائر ذلك في كلام العرب أكثر من أن تحصى أهـ.
تنبيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
خالف الطبري في سورة آل عمران في تفسير قوله (الذين قال لهم الناس ... ) ما ذكره هنا من أن المراد بالناس نعيم بن مسعود
فإنه قال:
و"الناس" الأوّل، هم قوم -فيما ذكر لنا- كان أبو سفيان سألهم أن يثبِّطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين خرجوا في طلبه بعد منصرفه عن أحد إلى حمراء الأسد.
و"الناس" الثاني، هم أبو سفيان وأصحابه من قريش، الذين كانوا معه بأحد أهـ.
وقد ذكر هو في موضع آخر نحو الذي ذكره في سورة البقرة، وهو تفسير قوله (فنادته الملائكة وهوقائم) سورة آل عمران.
قال:
فإن قال قائل: وكيف جاز أن يقال على هذا التأويل:"فنادته الملائكة"، و"الملائكة" جمع لا واحد؟ قيل: ذلك جائز في كلام العرب، بأن تخبر عن الواحد بمذهب الجمع، كما يقال في الكلام:"خرج فلان على بغال البُرُد"، وإنما ركب بغلا واحدًا ="وركب السفن"، وإنما ركب سفينةً واحدة. وكما يقال:"ممن سمعتَ هذا الخبر"؟ فيقال:"من الناس"، وإنما سمعه من رجل واحد. وقد قيل إنّ منه قوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)، والقائلُ كانَ فيما كان ذُكر واحدًا وقوله: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ)، والناس بمعنى واحد. وذلك جائز عندهم فيما لم يقصد فيه قصد واحد أهـ.
ومثله ذكر في تفسير سورة المائدة قوله تعالى (أيدتك بروح)
قال:
فإن قال قائل: وكيف سئلت الرسل عن إجابة الأمم إيَّاها في عهد عيسى، ولم يكن في عهد عيسى من الرُّسل إلا أقلُّ ذلك؟
قيل: جائزٌ أن يكون الله تعالى ذكره عنى بقوله:"فيقول ماذا أجبتم"، الرسلَ الذين كانوا أرسلوا في عهد عيسى، فخرَج الخبر مخرج الجميع، والمراد منهم من كان في عهد عيسى، كما قال تعالى ذكره: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ، والمراد واحدٌ من الناس، وإن كان مخرج الكلام على جميع الناس اهـ.
وكذلك قال مثله في تفسير قوله تعالى (جعلا له شركاء) ..
ونصه:
فإن قال قائل: فإن آدم وحواء إنما سميا ابنهما "عبد الحارث"، و"الحارث" واحد، وقوله: (شركاء)، جماعة، فكيف وصفهما جل ثناؤه بأنهما "جعلا له شركاء"، وإنما أشركا واحدًا!
قيل: قد دللنا فيما مضى على أن العرب تخرج الخبر عن الواحد مخرج الخبر عن الجماعة، إذا لم تقصد واحدًا بعينه ولم تسمِّه، كقوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)، وإنما كان القائل ذلك واحدًا، فأخرج الخبر مخرج الخبر عن الجماعة، إذ لم يقصد قصده، وذلك مستفيض في كلام العرب وأشعارها أهـ.
وكذلك كرر مثله في تفسير قوله تعالى (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا) ...
وهذه من العجائب ..
والله الموفق
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:43 م]ـ
من جملة الأقوال التي رواها ابن جرير رضي الله عنه في تفسير ص قول من قال: إن معناها صدق الله ..
فقال رحمه الله بعد أن ذكر بعض الأقوال وأخر هذا: ...
وقال آخرون: معنى ذلك: صدق الله.
ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك فى قوله (ص) قال: صدق الله أهـ
وهذا حري أن يلحق بما يسميه المفسرون بدع التفسير ..
وصدق الله العظيم مقولة يختم بها القراء قراءتهم.
وهي ولا شك محدثة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا التابعون.
ولا ذكرها من صنف في فضائل القرآن وآدابه ولا من ألف في علوم القرآن من المتقدمين.
وقد ذكر لي أحد العلماء أنه كان يقول ببدعيتها، حتى سمع من شيخنا حماد الأنصاري رحمه الله أن البيهقي روى هذه الكلمة في الشعب عن بعض السلف من التابعين .. قال: فتوقفت في ذلك.
وكنت خارج السعودية فعدت وفي نفسي أن اسأل الشيخ حماد فألفيته قد توفي رحمه الله.
فقرأت شعب الإيمان للبيهقي أكثر من ثلاث مرات ابحث عن هذه الرواية فلم أجدها ..
وأظن أن الشيخ وهم في النقل ...
هذا الاستطراد من قبيل الشيء بالشيء يذكر ..
والله الموفق ...(/)
لا تخف ـ لا تخاف ـ خيفة ـ خائفا
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم
خطيب الجمعة كان يحكي قصة موسي مستدلا علي ما يقول ببعض الآيات، فلفت انتباهي أنه ذكر الخوف كثيرا في قصة موسي عليه:
* فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ *
* فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)
* فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*
* وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ *
*وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ*
* قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى*
* قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى*
* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى*
* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى *
*وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)
وتقريبا هذه هي القصة الوحيدة التي كثر فيها ذكر الخوف .. فلم هذا الأمر؟
والسلام عليكم
[/ align]
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:15 م]ـ
(((ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكمًا)))
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 11:51 ص]ـ
لعله
لأن موسى عليه السلام هو النبي الوحيد الذي صرح بخوفه ممن أرسل إليه، ولم يكن يخاف شيئا هينا بل إنه القتل
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} الشعراء14
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} القصص33
والله أعلم
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:35 ص]ـ
خطر لي وانا اقرا هذه المشاركة عن تكرار الفاظ الخوف نظرة جديدة في مغزاها في حياة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الخصها فاقول: ان فرعون مصر الذي عاصره سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كان رجلا قويا آتاه الله التمكين الدنيوي بشكل ملفت جدا قصور وحلية وعروش الى الدرجة التي افتتن بها بنفسه وافتتن من حوله به واستخف قومه فاطاعوه ونسب الالوهية الى نفسه .. ثم ان سقوط هذا الرجل الذي اعطاه الله تعالى اسباب القوة كما نعلم من القران كان سقوطا مدويا ان جاز التعبير
كان ممكنا ان يفتتن الناس الذين لم يؤمنوا بموسى عليه السلام ... بموسى عليه السلام فيقولوا انظروا كيف اندحر هذا الطاغية على يده فلعله اله اعظم منه لكنهم لم يفتتنوا وهذا مااقصده:
فحياة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام دليل وبرهان على انه ماكان الا بشرا رسولا مؤيدا باله الكون سبحانه
فهو ولد في جو الخوف في زمن تذبيح ابناء بني اسرائيل
وعاش شباب الخوف بان قتل خطأ رجلا من قوم فرعون
وحتى اللحظة التي ايده الله بمعجزة العصا كان في مشاعر الخوف
ولحظة تحدي السحرة ايضا غمرتها هواجس الخوف
اذن عندما يرى القوم رجلا تغمره مشاعر الخوف ويعيش جل شبابه طريدا لا يمكن ان يفتتن به احد
ولعل هذه احدى لطائف كثرة ورود الفاظ الخوف في قصته عليه السلام
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Oct 2010, 02:19 م]ـ
فحياة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام دليل وبرهان على انه ماكان الا بشرا رسولا مؤيدا باله الكون سبحانه
فهو ولد في جو الخوف في زمن تذبيح ابناء بني اسرائيل
وعاش شباب الخوف بان قتل خطأ رجلا من قوم فرعون
وحتى اللحظة التي ايده الله بمعجزة العصا كان في مشاعر الخوف
ولحظة تحدي السحرة ايضا غمرتها هواجس الخوف
اذن عندما يرى القوم رجلا تغمره مشاعر الخوف ويعيش جل شبابه طريدا لا يمكن ان يفتتن به احد
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هذه احدى لطائف كثرة ورود الفاظ الخوف في قصته عليه السلام
السلام عليكم
معذرة لم أر الموضوع إلا الآن وأنا أبحث عن موضوع لي.
وهذا كلام وجيه بالفعل أن حياة سيدنا موسيصل1 مليئة بالمخاطر وهي تستحق الخوف الفطري.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[20 Oct 2010, 03:39 م]ـ
معلوم أن نبي الله موسى صل1 بعث إلى أعتى أهل الأرض في زمانه، وأشدهم بأسا وعلوا في الأرض، وأجرئهم على سفك الدماء وقتل الأبرياء، وأحرصهم على الملك، قال تعالى في فاتحة سورة القصص:" طسم تلك آيات الكتاب المبين، نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين "
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: " قوله:" إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " دال على شدة تمكن الإفساد من خلقه، ولفعل الكون إفادة تمكن خبر الفعل من اسمه، فحصل تأكيد لمعنى تمكن الإفساد من فرعون، ذلك أن فعله هذا اشتمل على مفاسد عظيمة:
المفسدة الأولى: التكبر والتجبر؛ فإنه مفسدة نفسية عظيمة، تتولد منها مفاسد جمة؛ من احتقار الناس والاستخفاف بحقوقهم، وسوء معاشرتهم وبث عداوته فيهم، وسوء ظنه بهم، وأن لا يرقب فيهم موجبات فضل سوى ما يرضي شهوته وغضبه، فإذا انضم إلى ذلك أنه ولي أمرهم وراعيهم؛ كانت صفة الكبر مقتضية سوء رعايته لهم والاجتراء على دحض حقوقهم، وأن يرمقهم بعين الاحتقار فلا يعبأ بجلب الصالح لهم ودفع الضر عنهم، وأن يبتز منافعهم لنفسه ويسخر من استطاع منهم لخدمة أغراضه، وأن لا يلين لهم في سياسة فيعاملهم بالغلظة، وفي ذلك بث الرعب في نفوسهم من بطشه وجبروته. فهذه الصفة هي أم المفاسد وجماعها ولذلك قدمت على ما يذكر بعدها ثم أعقبت بأنه كان من المفسدين.
المفسدة الثانية: أنه جعل أهل المملكة شيعا وفرقهم أقساما، وجعل منهم شيعا مقربين منه، ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك، وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينهما التحاسد والتباغض، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض، فتكون الفرق المحظوظة عنده متطاولة على الفرق الأخرى، وتكدح الفرق الأخرى لتزحزح المحظوظين عن حظوتهم بإلقاء النميمة والوشايات الكاذبة فيحلوا محل الآخرين. وهكذا يذهب الزمان في مكائد بعضهم لبعض فيكون بعضهم لبعض فتنة، وشأن الملك الصالح أن يجعل الرعية منه كلها بمنزلة واحدة، بمنزلة الأبناء من الأب يحب لهم الخير، ويقومهم بالعدل واللين، لا ميزة لفرقة على فرقة، ويكون اقتراب أفراد الأمة منه بمقدار المزايا النفسية والعقلية.
المفسدة الثالثة: أنه يستضعف طائفة من أهل مملكته فيجعلها محقرة مهضومة الجانب لا مساواة بينها وبين فرق أخرى، ولا عدل في معاملتها بما يعامل به الفرق الأخرى، في حين أن لها من الحق في الأرض ما لغيرها لأن الأرض لأهلها وسكانها الذين استوطنوها ونشأوا فيها. والمراد بالطائفة: بنو إسرائيل وقد كانوا قطنوا في أرض مصر برضى ملكها في زمن يوسف وأعطوا أرض (جاسان) وعمروها وتكاثروا فيها، ومضى عليهم فيها أربعمائة سنة، فكان لهم من الحق في أرض المملكة ما لسائر سكانها، فلم يكن من العدل جعلهم بمنزلة دون منازل غيرهم، وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى: طَائِفَةً مِنْهُمْ" إذ جعلها من أهل الأرض الذين جعلهم فرعون شيعا، وأشار بقوله: (طائفة) إلى أنه استضعف فريقا كاملا، فأفاد ذلك أن الاستضعاف ليس جاريا على أشخاص معينين لأسباب تقضي استضعافهم ككونهم ساعين بالفساد أو ليسوا أهلا للاعتداد بهم لانحطاط في أخلاقهم وأعمالهم، بل جرى استضعافه على اعتبار العنصرية والقبلية، وذلك فساد لأنه يقرن الفاضل بالمفضول. من أجل ذلك الاستضعاف المنوط بالعنصرية أجرى شدته على أفراد تلك الطائفة، دون تمييز بين مستحق وغيره، ولم يراع النوعية من ذكورة وأنوثة وهي:
المفسدة الرابعة: أنه يذبح أبناءهم أي: يأمر بذبحهم، فإسناد الذبح إليه مجاز عقلي. والمراد بالأبناء: الذكور من الأطفال. وقد تقدم ذكر ذلك في سورة البقرة. وقصده من ذلك أن لا تكون لبني إسرائيل قوة من رجال قبيلتهم حتى يكون النفوذ في الأرض لقومه خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المفسدة الخامسة: أنه يستحيي النساء أي: يستبقي حياة الإناث من الأطفال فأطلق عليهن اسم النساء باعتبار المآل إيماء إلى أنه يستحييهن ليصرن نساء، فتصلحن لما تصلح له النساء وهو أن يصرن بغايا إذ ليس لهن أزواج. وإذ كان احتقارهن بصد قومه عن التزوج بهن، فلم يبق لهن حظ من رجال القوم إلا قضاء الشهوة، وباعتبار هذا المقصد انقلب الاستحياء مفسدة بمنزلة تذبيح الأبناء، إذ كل ذلك اعتداء على الحق". [1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftn1)
فبعث عليه السلام في هذا الجو المليء بهذه المظاهر، التي تروع النفس وتبث الرعب فيها، لكن الله تعالى أيده وثبته.
قال ابن عاشور رحمه الله: "لما أظهر الله لهُ الآيتين فعلم بذلك أنه مؤيّد من الله تعالى، أمره الله بالأمر العظيم الذي من شأنه أن يُدخل الرّوع في نفس المأمور به، وهو مواجهة أعظم ملوك الأرض يومئذ بالموعظة ومكاشفته بفساد حاله، وقد جاء في الآيات الآتية:" قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى."
والذهاب المأمور به ذهاب خاص، قد فهمه موسى من مقدمات الإخبار باختياره، وإظهار المعجزات له، أو صرح له به وطوي ذكره هنا على طريقة الإيجاز، على أنّ التّعليل الواقع بعده ينبىء به.
فجملة إِنَّهُ طَغَى تعليل للأمر بالذهاب إليه، وإنما صلحت للتعليل لأن المراد ذهاب خاص، وهو إبلاغ ما أمر الله بإبلاغه إليه من تغييره عما هو عليه من عبادة غير الله. ولما علم موسى ذلك لم يبادر بالمراجعة في الخوف من ظلم فرعون، بل تلقى الأمر وسأل الله الإعانة عليه، بما يؤول إلى رباطة جأشه وخلق الأسباب التي تعينه على تبليغه، وإعطائه فصاحة القول للإسراع بالإقناع بالحجة". [2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftn2)
فبعد هذه التوطئة نستخلص قوة موسى عليه السلام لا خوفه، فإنه عليه السلام بقدر ما تنبعث بوادر الخوف في نفسه، بقدر ما يقوى جانب الالتجاء إلى الله تعالى لتسكين خوفه، وربط جأشه، وهذه قوة لا ضعف، فعن علي رضي الله عنه قال: «ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح» [3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftn3). فانظر إلى هذا الجانب من حياة الأنبياء عليهم السلام كيف يقوى عند استحضار قوة العدو.
قال أحمد عبد الرحمن البنا: "فيه دلالة على تيقظه ص وشدة اهتمامه بهذه الغزوة، والتجائه إلى ربه، فإن في الالتجاء إليه النصر، وقد حصل ولله الحمد". (من الفتح الرباني (21/ 36).)
فحكاية قضية الخوف في سيرة موسى صل1 ليست للدلالة على ضعفه، بل للدلالة على عناية الله به من جهة، وشدة إلتجائه إليه سبحانه من جهة أخرى فتنبه.
فإن حكاية خوفه في قضية الإقبال على فرعون ودعوته مقرونة بقوته وإقباله عليه دون مهابة، فلا ينبغي فهم الأولى إلا ضمن الثانية والعلم عند الله تعالى.
وكذلك قصة خوفه من سحر سَحَرَة فرعون ينبغي أن يفهم مع تتمة القصة من ثباته وانتصاره عليهم.وهذان هما الموطنان اللذان يجب الاعتناء بفهمها، أما خوفه عليه السلام حين خرج فارا من المدينة، فلأجل ما حصل من قتل تلك النفس خطأ، وقد بين أمرها في القرآن الكريم. والله الهادي إلى سواء السبيل
[1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftnref1) التحرير والتنوير (20/ 68 - 70).
[2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftnref2) التحرير والتنوير (16/ 209 - 210).
[3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=124582#_ftnref3) أخرجه: أحمد (1/ 125و138)، والنسائي في الكبرى (1/ 270/823) دون المقطع الأول، وصححه ابن حبان (الإحسان 6/ 32/2257)، وابن خزيمة (2/ 52 - 53/ 899).
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Oct 2010, 05:49 م]ـ
فحكاية قضية الخوف في سيرة موسى صل1 ليست للدلالة على ضعفه، بل للدلالة على عناية الله به من جهة، وشدة إلتجائه إليه سبحانه من جهة أخرى فتنبه.
فإن حكاية خوفه في قضية الإقبال على فرعون ودعوته مقرونة بقوته وإقباله عليه دون مهابة، فلا ينبغي فهم الأولى إلا ضمن الثانية والعلم عند الله تعالى.
وكذلك قصة خوفه من سحر سَحَرَة فرعون ينبغي أن يفهم مع تتمة القصة من ثباته وانتصاره عليهم.وهذان هما الموطنان اللذان يجب الاعتناء بفهمها، أما خوفه عليه السلام حين خرج فارا من المدينة، فلأجل ما حصل من قتل تلك النفس خطأ، وقد بين أمرها في القرآن الكريم. والله الهادي إلى سواء السبيل
.
أستاذنا الكريم
ما المانع أن يكون هذا الخوف نابعا من الخوف الفطري في الإنسان والأنبياء بشر، وهذا لا يمنع الوثوق بالله؟.
وعلمنا نبيناصل1 صلاة الخوف ودعاء الخوف وغيرها مما لاينافي الثقة بالله.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[20 Oct 2010, 10:04 م]ـ
نعم أخي الكريم المبارك، الأنبياء يجري عليهم ما يجري على البشر مما يتعلق ببشريتهم، وهذا أمر لم أنفه في كلامي، بل نبهت إلى أن الأنبياء وإن جاز حصول الخوف منهم، فيكون هذا الخوف في أضعف مراتبه، ليعقبه ثقة بالله وصدق التجاء إليهّ وقد أوردت حديث علي بن أبي طالب رض1 في السياق، مما يؤيد ما قلته. والعلم عند الله تعالى(/)
هل هذا الاستقراء صحيح عن كلمة (زوج)؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 12:20 ص]ـ
هذا الإستقراء موجود في معظم الملتقيات الإسلامية. واحببت أن أبثه بين أيديكم من أجل نقده وإجازته. وأنا في الحقيقة أتحفظ عليه ولا أدري فهل أنتم تشاطرونني الرأي أم لا؟؟؟
يقول الباحث:
عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظيين، نلحظ أن لفظ (زوج) يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها
وكان التوافق والاقتران والانسجام تامّاً بينهما، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..
فإن لم يكن التوافق والانسجام كاملاً، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها (امرأة) وليست زوجاً، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أوجنسي بينهما.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
وبهذا الاعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم، في قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}
وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم (أزواجاً) له، في قوله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
فإذا لم يتحقّق الانسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى (امرأة) وليس (زوجاً).
جاء في القرآن الكريم: امرأة نوح / وامرأة لوط / ولم يقل: زوج نوح أو زوج لوط
وهذا في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}.
إنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي، ولكن كفرها لم يحقّق الانسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي. ولهذا ليست (زوجاً) له، وإنما هي (امرأة) تحته.
ولهذا الاعتبار قال القرآن: امرأة فرعون
في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ}.
لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية، فهي مؤمنة وهو كافر، ولذلك لم يتحقّق الانسجام بينهما، فهي (امرأته) وليست (زوجه).
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين (زوج) و (امرأة).
ماجرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
أن يرزقه ولداً يرثه. فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، وطمع هو في آية من الله تعالى فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة).
قال تعالى على لسان زكريا: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا}.
وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه، وأنه سيرزقه بغلام، أعاد الكلام عن عقم امرأته فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِيغُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}.
وحكمة إطلاق كلمة (امرأة) على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، رغم أنه نبي، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية.
ولكن عدم التوافق والانسجام التامّ بينهما، كان في عدم إنجاب امرأته، والهدف من الزواج هو النسل والذرية، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة).
وبعدما زال المانع من الحمل، وأصلحها الله تعالى، وولدت لزكريا ابنه يحيى
فإن القرآن لم يطلق عليها (امرأة)، وإنما أطلق عليها كلمة (زوج)، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة. قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}.
والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي (امرأة) زكريا في القرآن لكنها بعد ولادتها يحيى هي (زوج) وليست مجرّد امرأت.
وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين (زوج) و (امرأة) في التعبير القرآن العظيم
كلام جميل واستقراء فيه نظرة وعبرة وتأمل. فهل هذا الإستقراء صحيح؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:46 م]ـ
يكفي أن تطبع كلمة زوج في أي برنامج بحث في القرآن
لتعلم أن هذا مجرد خيال ومصادفة لا أكثر
وإذا تحقق فلن يتجاوز نسبة 50%، وهذا لا يكفي لزعم أنه حقيقة أو نظرية علمية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Aug 2010, 04:38 م]ـ
يكفي أن تطبع كلمة زوج في أي برنامج بحث في القرآن
لتعلم أن هذا مجرد خيال ومصادفة لا أكثر
وإذا تحقق فلن يتجاوز نسبة 50%، وهذا لا يكفي لزعم أنه حقيقة أو نظرية علمية
السلام عليكم
يبدو أن الاستقراء الذى أورده الأخ تيسير صحيح ... وأظن أنى قرأت مثله فى أحد المنتديات نقلا عن الدكتور فاضل السمرائى
والأدلة كلها تؤيده
فمثلا فى قوله تعالى:
" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم .. "
نفهم أن الزوجات ظالمات أيضا ... فلا تحشر مرأة غير ظالمة مع زوجها الظالم لمجرد أنه تزوجها
إذن
المرأة الظالمة تحت رجل ظالم هى زوجه
المرأة الغير ظالمة تحت رجل ظالم هى امرأة له وليست زوجا له
وكذلك
فى قوله تعالى
" إِذْ قَالَتِ ?مْرَأَتُ عِمْرَانَ ... " مايدل على أن قولها كان بعد وفاة عمران حيث لم تك زوجا له عندما نذرت نذرها
والله أعلم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:05 م]ـ
أخي مصطفى
جرب أن تقوم بعملية استقرائية إحصائية، فسترى بعينيك أن هذا الكلام مجرد فلسفة
واستنتاج افتراضي لا علمي(/)
الاحتجاج برؤية النبي صلى الله عليه وسلم (ما موقف المفسرين)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
شغلتني قضية الاحتجاج برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وأتمنى معرفة رأي المفسرين في هذه المسألة؟
وهذه نقول جمعتها، وفي انتظار ما تثرون به الموضوع بارك الله فيكم.
ورد في تفسير القرطبي:
واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم، قال أبو عبيد: سمعت أبا نعيم القارئ يقول: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بقراءة أبي عمرو فلم يغير علي إلا حرفين، قال: قرأت عليه " أرنا " فقال: أرنا، فقال أبو عبيد: وأحسب الحرف الاخر " أو ننسأها " فقال: " أو ننسها ".
وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يارسول الله! روي عنك أنك قلت: " شيبتني هود ".
فقال: " نعم " فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم! فقال: " لا ولكن قوله: فاستقم كما أمرت ".
قال ابن حجر:
وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ.
قال العلامة محمد صديق خان:
ولا يخفاك أن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد كمله الله تعالى:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
ولم يأتنا دليل على أن رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم بعد موته صلى الله عليه وسلم إذا قال فيها بقول أو فعل فيها فعلا يكون دليلا وحجة.
إلى أن قال:
وبهذا تعلم أن لو قدرنا ضبط النائم لم يكن ما رآه من قوله صلى الله عليه وسلم أو فعله حجة عليه ولا على غيره من الأمة." أهـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة أم عبد الله على مشاركتك واسمحي لي بملاحظة من فضلك:
إن مسؤولية كل عضو ما أعضاء الملتقى أن يضع مشاركته في القسم المناسب لها وأرى أنك ربما عن غير قصد وضعت مشاركتك في الملتقى التقني وهي لا تتناسب معه مطلقاً ونحن نقدر انشغال المشرفين ولا نريد أن نثقل عليهم بنقل المواضيع إلى مكانها المناسب لذا أرجو منك أختي الكريمة أن تراعي هذه الملاحظة في المشاركات القادمة بإذن الله.
شكر الله لك على سعة صدرك، وفقك الله تعالى لكل خير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:46 م]ـ
قال ابن حجر:
وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ.
رأي ابن حجر ظاهر بائن في المسألة. ولا أظن أن أحداً سيقول غير ما قال أو أن يُعدّل عليه بقول آخر ليس فيه حجة. .
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:34 م]ـ
رأي ابن حجر ظاهر بائن في المسألة. ولا أظن أن أحداً سيقول غير ما قال أو أن يُعدّل عليه بقول آخر ليس فيه حجة. .
لكن إذا وجد اختلاف في المسألة الاجتهادية، فرجحت الرؤيا رأيا، وقد تساوى الرأيين عند المجتهد، فماذا يفعل؟
وهذا طبعا ما يسميه أهل العلم، دلالة الإلهام:
قَالَ اِبْن السَّمْعَانِيّ: وَإِنْكَار الْإِلْهَام مَرْدُود، وَيَجُوز أَنْ يَفْعَل اللَّه بِعَبْدِهِ مَا يُكَرِّمهُ بِهِ، وَلَكِنَّ التَّمْيِيز بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فِي ذَلِكَ أَنَّ كُلّ مَا اِسْتَقَامَ عَلَى الشَّرِيعَة الْمُحَمَّدِيَّة وَلَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَاب وَالسُّنَّة مَا يَرُدّهُ فَهُوَ مَقْبُول، وَإِلَّا فَمَرْدُود يَقَع مِنْ حَدِيث النَّفْس وَوَسْوَسَة الشَّيْطَان، ثُمَّ قَالَ: وَنَحْنُ لَا نُنْكِر أَنَّ اللَّه يُكَرِّم عَبْده بِزِيَادَةِ نُور مِنْهُ يَزْدَاد بِهِ نَظَرُهُ وَيَقْوَى بِهِ رَأْيُهُ، وَإِنَّمَا نُنْكِر أَنْ يَرْجِع إِلَى قَلْبه بِقَوْلٍ لَا يَعْرِف أَصْله، وَلَا نَزْعُم أَنَّهُ حُجَّة شَرْعِيَّة وَإِنَّمَا هُوَ نُور يَخْتَصّ اللَّه بِهِ مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده فَإِنْ وَافَقَ الشَّرْع كَانَ الشَّرْع هُوَ الْحُجَّة اِنْتَهَى. وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ." أهـ فتح الباري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:02 م]ـ
هذه فائدة من أحد الإخوة أسوقها إليك-حفظك الله وسدد خطاك-، لكن من غير موقف المفسرين، قال العلامة الشوكاني -رحمه الله تعالى- كما في "إرشاد الفُحول إلى علم الأصول" (2/ 291، 292): "ولم يأتنا دليل يدُل على أن رؤيته في النوم بعد موته صلى الله عليه وسلم إذا قال فيها بقول أو فعل فيها يكون دليلاً وحُجَّة، بل قد قبضهُ الله إليه بعد أن كَمَّل لهذه الأُمَّة ما شرعه لها على لسانه". اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:06 م]ـ
ـ قال الشيخ العلامة عبد الرحمن المُعَلِّمي رحمه الله تعالى كما في "التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل" (2/ 259): "الغالب أن تكون على خلاف الظاهر حتى في رُؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قُصَّ من ذلك في القرآن، وثبت في الأحاديث الصحيحة، ولهذه الأُمور اتفق أهل العلم على أن الرُؤيا لا تصلُح للحُجَّة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلُح للاستئناس بها إذا وافقت حُجًّة شرعية صحيحة كما ثبُتَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول بمُتعة الحج لثبوتها عنده بالكتاب والسُنَّة، فرأى بعض أصحابه رُؤيا توافق ذلك، فاستبشر ابن عباس". اهـ. والله أعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:27 ص]ـ
ـ قال الشيخ العلامة عبد الرحمن المُعَلِّمي رحمه الله تعالى كما في "التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل" (2/ 259): "الغالب أن تكون على خلاف الظاهر حتى في رُؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قُصَّ من ذلك في القرآن، وثبت في الأحاديث الصحيحة، ولهذه الأُمور اتفق أهل العلم على أن الرُؤيا لا تصلُح للحُجَّة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلُح للاستئناس بها إذا وافقت حُجًّة شرعية صحيحة كما ثبُتَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول بمُتعة الحج لثبوتها عنده بالكتاب والسُنَّة، فرأى بعض أصحابه رُؤيا توافق ذلك، فاستبشر ابن عباس". اهـ. والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك.
أشكرك على هذه النقول التي أثرت الموضوع.
والتي تجعلني أظن أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ألصق بصاحبها، فهو المستفيد منها طبعا فيما لا يخالف الشرع، والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[24 Aug 2010, 08:20 م]ـ
الأخت الكريم/" أم عبد الله الجزائرية": وفيكم بارك الله ..
http://tafsir.net/vb/images/icons/icon2.gif وأنصحك بكتاب (الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين) للدكتور/ "سهل بن رفاع العتيبي"-سدده الله-فإنه مهم مفيد في بابه .. ولا بأس من نقل بعض النقولات من كتاب المذكور:
ـ قال العلامة الشاطبي -رح1 - كما في (الموافقات): " اعلم أن النبي صل1 مؤيد بالعصمة معضود بالمعجزة الدالة على صدق ما قال وصحة ما بين، وأنت ترى الاجتهاد الصادر منه معصومًا بلا خلاف؛ إما لأنه لا يخطئ البتة، وإما أنه لا يقر على خطأ إن فرض فما ظنك بغير ذلك؟ فكل ما حكم به أو أخبر عنه من جهة رؤيا نوم، أو رؤية كشف مثل ما حكم به مما ألقى إليه الملك عن الله عز وجل.
وأما أمته فكل واحد منهم غير معصوم؛ بل يجوز عليه الغلط، والخطأ والنسيان ويجوز أن يكون رؤياه حلمًا وكشفه غير حقيقي، وإن تبين في الوجود صدقه، واعتيد ذلك فيه، واطرد فإمكان الخطأ، والوهم باق، وما كان هذا شأنه لم يصح أن يقطع به حكم".اهـ
وقال الشاطبي -رح1 - كما في (الإعتصام): "وأما الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله صل1 بحكم فلا بد من النظر فيها أيضًا، لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته، فالحكم استقر وإن أخبر بمخالف، فمحال لأنه صل1 لا ينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته, لأن الدين لا يتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية، لأن ذلك باطل بالإجماع؛ فمن رأى شيئًا من ذلك، فلا عمل عليه، وعن ذلك نقول: إن رؤياه غير صحيحة، إذ لو رآه حقًا لم يخبره بما يخالف الشرع".اهـ
ـ ولشيخنا محمد بن صالح العثيمين -رح1 - كلام في الاستئناس بها كما في تعليقاته على صحيح البخاري، والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[24 Aug 2010, 08:29 م]ـ
وخلاصة الأمر كما قال العلامة الشاطبي -رح1 - في (الاعتصام): " وعلى الجملة فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المنة، نعم يأتي المرئي تأنيسًا، وبشارة، ونذارة خاصة، بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكمًا، ولا يبنون عليها أصلا وهو الاعتدال في أخذها حسبما فهم من الشرع فيها والله أعلم ".اهـ
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[24 Aug 2010, 10:51 م]ـ
وخلاصة الأمر كما قال العلامة الشاطبي -رح1 - في (الاعتصام): " وعلى الجملة فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المنة، نعم يأتي المرئي تأنيسًا، وبشارة، ونذارة خاصة، بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكمًا، ولا يبنون عليها أصلا وهو الاعتدال في أخذها حسبما فهم من الشرع فيها والله أعلم ".اهـ
وهذا قول له من الحق نصيب وعليه العمل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:37 ص]ـ
أخي عبد الحق آل أحمد جزاك الله الخير كله، ووفقك.
وأشكر أخي عاطف الفيومي على مشاركته.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:49 م]ـ
الأخت أم عبد الله بارك الله فيك
من باب الفائدة فإن مجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية -العدد (4) -ذو الحجة 1428هـ نشرت بحثا بعنوان:
(ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء) للإستاذ الدكتور: عمر يوسف حمدان، فيمكن النظر فيه علما بأنه لم يتطرق إلى مسألة حكم الاحتجاج ....
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:50 ص]ـ
الأخت أم عبد الله بارك الله فيك
من باب الفائدة فإن مجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية -العدد (4) -ذو الحجة 1428هـ نشرت بحثا بعنوان:
(ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء) للإستاذ الدكتور: عمر يوسف حمدان، فيمكن النظر فيه علما بأنه لم يتطرق إلى مسألة حكم الاحتجاج ....
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي الكريم.
ووجدت تحقيقا لابن القيم في هذه المسألة ممتاز أيضا، ووجد أحد الكتاب يذكر أن هذه المسألة نحتاج إلى بحثها أكثر.
وجدت بحثا قيما للدكتور خالد العروسي بارك الله فيه، وهو دلالة الإلهام.
يمكن الحصول على نسخة منه من خلال هذا الرابط.
http://uqu.edu.sa/page/ar/4083540
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي الكريم.
ووجدت تحقيقا لابن القيم في هذه المسألة ممتاز أيضا، ووجد أحد الكتاب يذكر أن هذه المسألة نحتاج إلى بحثها أكثر.
وجدت بحثا قيما للدكتور خالد العروسي بارك الله فيه، وهو دلالة الإلهام.
يمكن الحصول على نسخة منه من خلال هذا الرابط.
http://uqu.edu.sa/page/ar/4083540
جزاك الله خيراً أختي أم عبد الله وأرجو أن تكوني راضيّة عن أخيك تيسير فقد افتقدت مشاركاتك قليلاً. ولكني حينما رأيت هذه المشاركة سررت من قلبي وقلت هكذا هي الأخت أم عبد الله كما عهدناها ناشطة ومجتهدة. وبالله لا تنسينا من دعوة صالحة أخوك بحاجة ماسّة اليها أيتها الأخت الفاضلة. وعيد مبارك عليكم وتقبل الله الطاعات.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي أم عبد الله وأرجو أن تكوني راضيّة عن أخيك تيسير فقد افتقدت مشاركاتك قليلاً. ولكني حينما رأيت هذه المشاركة سررت من قلبي وقلت هكذا هي الأخت أم عبد الله كما عهدناها ناشطة ومجتهدة. وبالله لا تنسينا من دعوة صالحة أخوك بحاجة ماسّة اليها أيتها الأخت الفاضلة. وعيد مبارك عليكم وتقبل الله الطاعات.
أخي تيسير لا أجد أني غضبى على أي عضو هنا في الملتقى، اطمئن، ومن طبعي أن أنسى سريعا إن غضبت وهذه نعمة ورثتها أسأل الله تعالى أن لا أيحرمني منها اللهم آمين.و أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه اللهم آمين.
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:02 م]ـ
لكن لاصحاب الرؤى ان يحتجوا بالحديث الصحيح " من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " و هذا الحديث جاء قبل قوله " اليوم اكملت لكم دينكم " اذن فيبنى عليه ان رؤية الرسول في المنام من الدين , بفرض صحة رواية هذه الرؤية مما يحتاج الي التثبت من سند الاخبار وصولا الي عدالة و ثقة الرائي.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:40 م]ـ
لكن لاصحاب الرؤى ان يحتجوا بالحديث الصحيح " من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " و هذا الحديث جاء قبل قوله " اليوم اكملت لكم دينكم " اذن فيبنى عليه ان رؤية الرسول في المنام من الدين , بفرض صحة رواية هذه الرؤية مما يحتاج الي التثبت من سند الاخبار وصولا الي عدالة و ثقة الرائي.
أصحاب الرؤى يحتجوا بالحديث الصحيح «منرآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» فيبنى على هذا الحديث أن رؤيا الرسول في المنام منالدين , وأن الشيطان لا يتمثل به، فإذا كان كذلك فإن أمره ونهيه من الدين الذي يجب العمل به، ويبقى فقط التحقق من صحة رواية هذه الرؤية مما يحتاج إلي التثبت من سند الإخبار وصولاً اليعدالة و ثقة الرائي.
وهذا ما تحتج به الصوفية في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا باب لو فتح، لا يمكن قبول الشرائع إلا بسده.
قال النووي – رحمه الله تعالى – في شرح مسلم (المقدمة) عند قوله: (إن حمزة الزيات رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فعرض عليه ما سمعه من أَبَان، فما عرف منه إلا شيئاً يسيراً)
«قال القاضي عياض - رحمه الله -: هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف أبان، لا أنه يقطع بأمر المنام، ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت، ولا تثبت به سنة لم تثبت، وهذا بإجماع العلماء، هذا كلام القاضي.
وكذا قاله غيره من أصحابنا، وغيرهم، فنقلوا الاتفاق على أنه لا يغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع. وليس هذا الذي ذكرناه مخالفاً لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من رآني في المنام فقد رآني». فإن معنى الحديث أن رؤيته صحيحة، وليست من أضغاث الأحلام وتلبيس الشيطان، ولكن لا يجوز إثبات حكم شرعي به؛ لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي، وقد اتفقوا على أن من شرط من تقبل روايته وشهادته، أن يكون متيقظاً لا مغفلاً، ولا سيئ الحفظ، ولا كثير الخطأ، ولا مختل الضبط، والنائم ليس بهذه الصفة، فلم تقبل روايته لاختلال ضبطه، هذا كله في منام يتعلق بإثبات حكم على خلاف ما يحكم به الولاة، أما إذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمره بفعل ما هو مندوب إليه، أو ينهاه عن منهي عنه، أو يرشده إلى فعل مصلحة، فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه؛ لأن ذلك ليس حكماً بمجرد المنام، بل تقرر من أصل ذلك الشيء. والله أعلم» أهـ
إذن لا بد أن يعرض صاحب الرؤيا ما رآه على ما جاء به الشرع إن كانت تتعلق بالأحكام والعبادات، فإن خالفت الشرع فليس ما رآه هو النبي -عليه عليه السلام - وإنما هي تلبيس على صاحبها، وأن صاحبها لم ير الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإنما خيل له وظن أنه الرسول وليس هو الرسول؛ لأن شرعه قد كمل ولا يتغير بعد موته – صلى الله عليه وسلم – بل إن تبليغه للرسالة قد انقطع بموته – صلى الله عليه وسلم – بعد أن بلغها، وأدى الأمانة فيها، ونصح أمته، و جاهد في الله حق جهاده، فما مات – صلى الله عليه وسلم – إلا وقد دل أمته على خير ما يعلمه لهم، وحذرهم من شر ما يعلمه لهم، كما جاء في مسند أحمد (6487) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - فخطبنا فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا دَلَّ أمته على ما يعلمه خيراً لهم، ويحذرهم ما يعلمه شراً لهم» الحديث.
وقد سئل سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هذا السؤال في مجموع فتاوي الشيخ (2/ 385):
«السؤال: يقول كثير من علمائنا أنه من الممكن أن نرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وأن رؤيته في المنام حقيقة ; لأن الشياطين لا يستطيعون أن يتمثلوا بشخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وهل مثل هذه العقيدة شرك أم لا؟
الجواب: هذا القول حق وهو من عقيدة المسلمين، وليس فيه شرك؛ لأنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» متفق على صحته. فهذا الحديث الصحيح , يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قد يرى في النوم , وأن من رآه في النوم على صورته المعروفة فقد رآه , فإن الشيطان لا يتمثل في صورته , ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون الرائي من الصالحين , ولا يجوز أن يعتمد عليها في شيء يخالف ما علم من الشرع , بل يجب عرض ما سمعه الرائي من النبي - صلى الله عليه وسلم - من أوامر، أو نواهي، أو خبر، أو غير ذلك من الأمور التي يسمعها أو يراها الرائي للرسول - صلى الله عليه وسلم - على الكتاب والسنة الصحيحة , فما وافقهما أو أحدهما قبل , وما خالفهما أو أحدهما ترك ; لأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - , فلا يجوز أن يقبل من أحد من الناس ما يخالف ما علم من شرع الله ودينه سواء كان ذلك من طريق الرؤيا أو غيرها، وهذا محل إجماع بين أهل العلم المعتد بهم , أما من رآه - عليه الصلاة والسلام - على غير صورته فإن رؤياه تكونكاذبة كأن يراه أمرد لا لحية له , أو يراه أسود اللون أو ما أشبه ذلك من الصفات المخالفة لصفته - عليه الصلاة والسلام -؛ لأنه قال - عليه الصلاة والسلام -: «فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» فدل ذلك على أن الشيطان قد يتمثل في غير صورته - عليه الصلاة والسلام - ويدعي أنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل إضلال الناس والتلبيس عليهم.
ثم ليس كل من ادعى رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يكون صادقاً وإنما تقبل دعوى ذلك من الثقات المعروفين بالصدق والاستقامة على شريعة الله سبحانه , وقد رآه في حياته - صلى الله عليه وسلم - أقوام كثيرون فلم يسلموا ولم ينتفعوا برؤيته كأبي جهل وأبي لهب وعبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وغيرهم , فرؤيته في النوم - عليه الصلاة والسلام - من باب أولى».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:50 م]ـ
السبب الوحيد اذن لتبرير عدم العمل بالحديث الصحيح قولك
لأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي
اذن فلا قيمة لمثل هذه الرؤي , فلا البشرى بشرى , و لا الانذار انذار
و كأن الشارع يفعل ما لا قيمة له لان حالة النوم ليست حالة ضبط!
انما من يعصم رؤيا الرسول من زيف الشيطان , اولى بان يعصم الرؤيا من (لا ضبط) النيّام
هكذا يكون للفعل حكمة
اظن , ان الرؤية ان ثبتت الي من نثق بعدالته , فهي حجة
و الله اعلم
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[11 Sep 2010, 03:07 ص]ـ
السبب الوحيد اذن لتبرير عدم العمل بالحديث الصحيح قولك
اذن فلا قيمة لمثل هذه الرؤي , فلا البشرى بشرى , و لا الانذار انذار
و كأن الشارع يفعل ما لا قيمة له لان حالة النوم ليست حالة ضبط!
انما من يعصم رؤيا الرسول من زيف الشيطان , اولى بان يعصم الرؤيا من (لا ضبط) النيّام
هكذا يكون للفعل حكمة
اظن , ان الرؤية ان ثبتت الي من نثق بعدالته , فهي حجة
و الله اعلم
أخي الكريم - بارك الله فيك -:
هل ترى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لو رآه أحد من الناس يأمر بأمر لم يرد في شريعته، أو يخالف ما جاء في شريعته، أن هذه الرؤيا مقبولة ويعمل بها، بحجة أن الرؤيا إن ثبتت الي من نثق بعدالته , فهي حجة؟
ارجو الجواب لو تكرمت.
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[11 Sep 2010, 09:56 ص]ـ
بل اقول اخى ان هذا ممتنع اصلا
فلطالما الرؤية سليمة , فما كان لرسول الله ان يأمر بما يخالف شرع الله
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Sep 2010, 01:40 م]ـ
مناقشة رائعة بين أخوي الفاضلين مسافر وضيدان وفيها فوائد جزاهم الله خيرا، وسأضيف ما يلي:
يرى الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى أنه إذا نزلت نازلة بعامي، وهو في مكان لا يجد من يسأله عنها، رأى أن الفطرة السليمة مائلة إلى الحق، ولا بد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجحة، ولو بمنام أو إلهام، ونرى أنه بذلك ربط بين المنام والإلهام، ويظهر أنه يرى أن الإلهام أعم والمنام يندرج تحته، ومما احتج به قوله تعالى:
(((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8))))
أما عند ظهور الحجج الشرعية يرى أنه لا حجة فيه.
[مدارج السالكين / 1/ 44] [إعلام الموقعين / 1/ 244]
وقد احتج على جواز العمل بالرؤيا أيضا بما روته ابنة ثابت بن قيس بن شماس، قالت:
(لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (((لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ))) الآية، وآية (((وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))) جلس أبي في بيته يبكي، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أمره، فقال:
إني امرؤ جهير الصوت، وأخاف أن يكون قد حبط عملي، فقال:
«بل تعيش حميدا، وتموت شهيدا، ويدخلك الله الجنة بسلام»
فلما كان يوم اليمامة مع خالد بن الوليد استشهد فرآه رجل من المسلمين في منامه، فقال:
إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين وخبأه في أقصى العسكر وهو عنده، وقد أكب على الدرع برمة، وجعل على البرمة رحلا، فائت الأمير فأخبره، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، وإذا أتيت المدينة فائت فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن علي من الدين كذا وكذا، وغلامي فلان من رقيقي عتيق، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، قال: فأتاه فأخبره الخبر فوجد الأمر على ما أخبره، وأتى أبا بكر فأخبره فأنفذ وصيته فلا نعلم أحدا بعدما مات أنفذ وصيته غير ثابت بن قيس بن شماس) (ينظر كتاب الرح لابن القيم) (اختيارات ابن اليم الأصولية، لعبد المجيد الجزائري، بإشراف الشيخ محمد فركوس" أهـ
وهنا كما نرى الصحابة رضي الله عنهم تثبتوا وتحققوا مما جاء في الرؤيا وأخذوا بالقرائن التي دلهم عليها رضي الله عنه، وفي هذا فائدة عزيزة.
هذا والله أعلم وأحكم.(/)
استفسار .. يا أهل العلم ..
ـ[النبع الصافى]ــــــــ[23 Aug 2010, 10:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
و كل عام و أنتم بخير و على خير ..
لى استفسار بسيط ..
قال الله تعالى فى كتابه الكريم: " قال رب إنى وهن العظم منى و اشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعائك رب شقيا " الآية 4 من سورة مريم ..
فهل مقولة سيدنا زكريا هنا هى .. خبرية توسلية أم خبرية توكيدية .. ؟
و جزاكم الله خيراً .. و لكم جزيل الشكر ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
و كل عام و أنتم بخير و على خير ..
لى استفسار بسيط ..
قال الله تعالى فى كتابه الكريم: " قال رب إنى وهن العظم منى و اشتعل الرأس شيباً و لم أكن بدعائك رب شقيا " الآية 4 من سورة مريم ..
فهل مقولة سيدنا زكريا هنا هى .. خبرية توسلية أم خبرية توكيدية .. ؟
و جزاكم الله خيراً .. و لكم جزيل الشكر ..
جعلنا الله وإياك من أهل العلم أختي الفاضلة
لقد وقفنا كثيراً على تلك الآية العظيمة في مشاركة سابقة موجودة في الملتقى العلمي الآن يمكنك الرجوع اليها والتفاعل معها هناك. وهي بعنوان: الى حذاق الاستنباط / واشتعل الرأس شيباً
وسوف تجدين فيها طلبك أختي الفاضلة ومن ذلك:
ولعل الاستنباط الثاني الذي نستخرجه من كنوز هذه الآية هو الجزم والظن الاكيد الموقن بالاجابة حال الدعاء. فلا ندع إلا بصدق مرتبط باليقين الجازم في استجابة الدعوة. ولعل ذلك كله يشمله قوله (ولم أكن بدعائك رب شقياً) أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء، ولم تردني قط فيما سألتك لأني موقن بالإجابة كما عودتني.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ:
الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ، وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ. هذا والله أعلم.
يوجد اسنتنباطات أخرى لعلي أسوقها اليكم عاجلاً أن شاء الله
ـ[النبع الصافى]ــــــــ[24 Aug 2010, 03:29 م]ـ
شكراً لك أخى الكريم .. و جزاك الله عنا كل خير
تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و صالح الأعمال
جعلنى و إياك من أهل الفردوس الأعلى من الجنة
و جعلنا رفقاء النبى صلى الله عليه و سلم فى الجنة
اللهم آمين(/)
رشفة من عسل التدبر (1 - 15) د. عصام العويد
ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[23 Aug 2010, 11:08 ص]ـ
وصلتني عن طريق البريد
رشفة من عسل التدبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التدبر لذة الدنيا التي من ذاقها ذاق أنهار العسل في الآخرة
هذه المختارات الأولى من كلمات شيخنا أبي عبد الرحمن عصام بن صالح العويد عن القرآن وسوره جمعتها للفائدة من صفحته على الفيس بوك:
(1)
(البصر) (السمع) (اللسان) (القلب) (الأيدي) (العورة) (الرِّجل) (الرأس "خُمرهن") (الجَيب "النحر والصدر")
هذه"تسع" جوارح نصّت عليها "النور"،
عجباً من أجل صوت خلخال من رِجْلِ امرأةٍ يتكلم الله!! نعم إنها العفة.
(2)
"القرآن حدائق ذات بهجة فإذا أتممت سورة وبدأت بأخرى فقد انتقلت من شجرة يانعة الثمرة إلى أخرى، ومن حزب إلى حزب فمن حديقة غناء إلى مثلها، فـ (السبع الطوال) و (ذوات الراء) (المسبحات السبع) و (الطواسيم) و (الم) و (الحواميم) و (المفصل) لكل حزب لونه وطعمه الخاص به، ولكل سورة ذوقها الخاص بها. فتذوقها برفق كأغلى حلوى بين يديك، وحاذر الهرس! والجرش! فهو سبب التخمة والملل"
(3)
"القرآن مأدبة الله في الأرض، والناس حولها ثلاثة نفر: جائع محروم منها، وسقيم يأكل وقد فقد حاسة الذوق فلم يتهنَ بها، ومعافى رأى على مأدبة الكريم (114) مختلفاً ألوانها فأصبح يطعم برفق وأدب كاملين فالآدب سبحانه يطالعه، وفي فمه مع كل (سورة) منها طعم وذوق وعِطر هو لها، ولأختها من سور القرآن غيرها، أفمن كان كذلك يشبع؟! "
(4)
لمن سأل عن فتح القلب بالقرآن:
القلب له باب لا يُفتح إلا مع كثرة الطرق، في أول الأمر إذا مررت بالآية مما تحرك القلوب فقف عندها طويلا كررها ساعةً وأكثر، تباكى معها واعرض واقعك عليها، والرحمن الذي أنزل القرآن لن ترجع خائباً (والذين جاهدوا فينا لتهدينهم سبلنا).
(5)
س / كيف نجد لذة وحلاوة القرآن؟
افتح قلبك كلما فتحت أوراق المصحف. هذا سر التدبر الأكبر الذي تتغير معه الحياة كلياً، ستشعر بعدها كأنك كنت ميتا فأحياك الله.
(6)
كيف نقرأ سور القرآن؟
1 - ليكن بين يديك تفسير مختصر كالتفسير الميسر.
2 - أحضر القلب فإن شرد فقف والحق به، ستتعب في البداية وسيذعن لك في النهاية.
3 - اجعل نفسك طرفاً ثم ظرفاً لخطاب ربك، اجعل القرآن مرآة نورانية ترى فيها أقوالك وأفعالك، فهذا يُغسَل وهذا يُقص وهذا يُصفَف وهذا يُعطَر .. .
4 - قبل أن تبدأ بالسورة تأمل في اسمها أو أسمائها فهو مفتاحها الذي تدخل به إليها.
(7)
كيف نستمع لسورة الفاتحة؟
هذا هو اسمها الأشهر وقد أجمعت عليه أمة القرآن، فالسورة هي مفتاحك الأعظم الذي تفتح به لنفسك كل أبواب الخير، فهي مفتاح الحُجُب بينك وبين الله، قد كنت بعيدا غائبا فلهج قلبك ولسانك بالحمد ففتح لك، ثم أثنيت بهما ثانية ففتح، ثم خضعت في الثالثة ففتح، قد وصلت فخاطب مخاطبة من حضر (إياك)، بعدها سل وأبشر (اهدنا) قال الله: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل.
(8)
كيف نقرأ ونستمع لسورة البقرة؟
هي في الأوامر والنواهي وموقف الناس منها فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر، تردد قوم موسى في الاستجابة لأمره عليه السلام في شأن (البقرة) فكانت العاقبة (ثم قست قلوبكم)، أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن فهمت أوامر ونواهي (البقرة) فامتثلت نجت، وإن أعرضت لا تدري ماذا تقرأ ولا تستجيب لما تسمع فالعاقبة قلب كالحجر، ضع يدك على قلبك أخي.
(9)
كيف نقرأ ونستمع لسورة آل عمران؟
السورة من أولها إلى قريب من الآية التسعين (90) نزلت في وفد نجران أي في محاجة النصارى، فذكرت نموذجا لـ (الضالين) ,ونموذجا للمهتدين (آل عمران)، وبما أن السبب الأول في ضلال النصارى هو الجهل وعدم بذل الوسع في الوصول للعلم الحق، هو البحث في (المتشابهات) للروغان عن (المحكمات)، هو الانشغال باللذات (النساء والبنين .. ) ونسيان التفكر في أول الأمر وآخره، فهي تفصيل لكلمة واحدة من أم الكتاب (ولا الضالين) كما أن سورة البقرة شرح لـ (غير المغضوب عليهم)، جاءت السورة لترسم منهجا محكما للوصول للعلم النافع، حقيقته .. ثمرته .. أهله .. سبل تحصيله .. أسباب الزيغ عن طريقه، عواقب نقصانه أو زواله، ولما كان أنفع العلم هو العلم بالله وموعوده وسبيل رضاه؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ختمت "ال عمران" بالعشر الأخيرة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم "ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها".
(10)
كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة؟
يقول العلامة عبدالرزاق عفيفي: السورة كلها في العقود والمواثيق. وهو كما ذكر فاسمها مأخوذ من ميثاق المائدة العظيم في آخرها، وهي أول وأكثر سورة جاء فيها النداء بـ (يا أيها الذين آمنوا) فقد تكرر فيها النداء (16) مرة من أصل (89) في جميع القرآن. وهذه النداءات تلخص جميع المواثيق التي بين الله وعباده المؤمنين.
(11)
سورة "الكهف" كهفك من الفتن
عشر آيات منها كفتك فتنة المسيح الدجال فكيف بها جميعا؟ فيها الفتن الأربع والنجاة منها ... فيها الآية المروعة التي حذرتنا من أعظم فتنة (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ... ) فيها الوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة .. والحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة.
(12)
"الفرق بين تعامل موسى عليه السلام مع الخضر وبين تعامله مع غيره ظاهر جدا، فقد ذلل عليه السلام نفسه للعلم تذليلا، فبينما هو يقتل بوكزة! ويتهدد فرعون بقوة! ويمسك رأس هارون بشدة! ويفقع عين ملك الموت بغمزة!؛ أما في العلم فيقول للخضر عليهما السلام (هل) أتأذن لي (اتبعك) أكون تابعا لك (على أن) ليس لشيء إلا هذا (تعلمن) تلميذ يتعلم (من ما) تبعيض (علمت) من الله وخصك به فاشكر نعمة الله بتعليمي (رشدا) لترشد من ضل عما علمك الله، لا يُنال العلم إلا بالذل والتذلل".
(13)
بدأت النوربكلمة (سورة) لتبني ـوالله أعلم ـ أسواراً (خمسة) شاهقة متينة تحوط العفة وتحمي الطُهر، العِرض فيهاكقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها،فإذا غَدرت جارحة ثُلم في جدار العفاف ثُلمة.
(14)
سورة (ق):
ما من أحد يرددها فيفتح مسامع قلبه لها إلا فتحت كل السدود التي تراكمت بسبب الذنوب، إن الآمر بقوله (ألقيا في جهنم) هو نفسه القائل (أدخلوها بسلام) هو أيضاً من أمر فقال (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)، فيا قارئ (ق) قد لا تنجو من (الأولى) وتظفر (بالثانية) إلا (بالثالثة).
(15)
ثقافة "التكاثر" في عدد (المصلين) و (المشاهدين) و (والحاضرين) و (الحافظين) و (المشتركين) ... والتي نقلت الكثرة والقلة من كونها "نبضا" إلى كونها "معيارا" للنجاح والفشل وقلبت "المتبوع" إلى "تابع"، جاءت "ألهاكم التكاثر" لتعري حقيقة هذه (اللهاية) التي سيتلوها (علم اليقين)، لقد تكرر في"التكاثر" لفظ (العلم) و (الرؤية) ست مرات.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 11:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو عبد الله على جمع هذه الرشفات القرآنية وجزى الله دكتور عصام خيراً على مشاركتنا بها فتح الله لكما أبواب الخير مشرّعة.
ـ[وفاء]ــــــــ[23 Aug 2010, 02:17 م]ـ
جزاك الله خير
رائع ,, جزى الله الدكتور خير الجزاء وبارك الله فيه
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[24 Aug 2010, 03:23 ص]ـ
تعجبني كثيرًا كلماته حفظه الله ..
استفدت منه كثيرًا هنا وهناك، ومن خلال أشرطته ومؤلفاته ..
بحق؛ هو أحد الذين نفخر بهم وندعو لهم ..
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Aug 2010, 12:11 ص]ـ
كلمات قيمة، وتعليقات مباركة بارك الله فيك أخي أبي عبدالله على نثر دررها في الملتقى وآمل أن تواصل نقلها حفظ الله قائلها وناقلها(/)
طرائف من التفسير ... هل حدث لك مثل هذا الموقف؟؟؟!!
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[24 Aug 2010, 12:39 ص]ـ
إخوانى الكرام .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الأفهام تتفاوت ... حتى بين الصحابة الذين هم صفوة هذه الأمة – رضوان الله عليهم- فما علمه أحدهم قد يخفى على الآخر.
كما جاء فى الأثر عن حبر الأمة وفقيهها المشهود له بكل معانى الريادة فى هذا المجال " اللهم فقه فى الدين، وعلمه التأويل" وأكرم بها من دعوة من خير البشرية، ويقول عنه عمر الفاروق-رضى الله عنه- " ذاكم فتى الكهول "، وهذا ابن مسعود يقول عنه " نعم ترجمان القرآن ابن عباس " ... ومع هذا كله يقول ابن عباس: (كنت لا أدرى ما "فاطر السماوات " حتى أتانى أعرابيان يتخاصمان فى بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، والآخر يقول: أنا ابتدأتها).
والأمثلة على ذلك كثيرة ...
فمن باب (ساعة وساعة) أحببت أن أطرح هذا الموضوع بين يدى الإخوة الكرام والمشايخ فى هذا الملتقى المبارك فيدون لنا كل منهم ما إذا مربه مثل هذا الموقف فى يوم ما فيكون فى ذلك استفادة وترويح معاً.
وأبدأ بنفسي مع القطع أنى لست فى الفهم والاطلاع مثل تلكم المشايخ الموجودين فى الملتقى أو غيره، لكن كما قيل: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.
# كنت أقرأ قول الله –تعالى- " لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش" فأفهم أن المقصود بالغواش هو الغطاء أواللحاف، والمعنى ظاهر ومروى عن القرظى، لكن سمعت مرة أحد الإخوة البدويين الأقحاح يسأل أخاه فيقول (الموية غاشت؟) يقصد: الماء بلهجته، فتأملت قوله واستحضرت الآية فتبين المعنى لى واتضح أكثر، لأن الماء إذا علا فى القدر يعلو فيغطيه، فكذلك هؤلاء الظالمين يكون حالهم فى جهنم والعياذ بالله، قال السدى: (والغواشى تتغشاهم من فوقهم).
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من حر النار، وأن يرزقنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
فأرجو من الإخوة والمشايخ التكرم بتدوين أشباه هذه المواقف لأنه فعلا مثل هذه المواقف قد تكون سببا فى تثبيت معلومة أو استحضارها سريعا بتذكر الموقف، وانا ممن أحب تدوين مثل هذه المواقف حتى أنى أدون فى أوراق خاصة أى موقف طريف يحدث لى مع أحد المشايخ و أقرأها بين الحين والآخر فيحدث لى بها ترويح وانسجام، وكما قال الإمام أبو حنيفة (سير الرجال أحب إلى من كثير من الفقه)(/)
قراءة في آية .. " لا للاختلاف، نعم للتراحم".
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:27 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يقول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم". (آل عمران/103/ 105).
آية من آيات الله، يحث فيها الشارع الحكيم على التمسك بحبل الله والاعتصام به، المتمثل في القرآن ثم سنة النبي العدنان اعتمادا على بيان النبي صل1 في قوله: " إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وأكده ايضا صل1 بألفاظ متباينة: " تركت فيكم مالم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2). وفي رواية بزيادة: " وعترتي ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). وفي رواية (وسنتي). [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
ولعله من نافلة القول التأكيد على خطورة آفة الاختلاف والفرقة، أو التأكيد على ما يجب فعله تجاه هذه الآفة، ولعل من أجمل ما قيل في الموضوع ما نقله الشاطبي في كتاب الاعتصام عن أحد العلماء قوله: " إن كل مسألة حدثت في الاسلام واختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة، علمنا أنها من مسائل الاسلام، وكل مسألة حدثت وطرأت فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء، وأنها التي عنى رسول الله صل1 بتفسير الاية: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ". (الأنعام/ 159)
وقال أيضا:" وهو ظاهر في أن الاسلام يدعو الى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
وهذا ما جاء من أجله التشريع، ولكن ليستبين الأمر جيدا لا بأس من إعطاء بعض الإيضاحات حول هذه الآفة التي شتتت شمل الأمة ومزقتها شر ممزق.
فحال الأمة اليوم ينبئ عن بعد كبير عن حبل الله، وعن اعتصام قائم على غيره وليس به.
فقد فرط المسلمون في حبل الله وتشبتوا بحبال مقطوعة، فهوت بالأمة الى الفرقة والشتات، إن لم نقل الهلاك وقد قال النبي الكريم صل1:" لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6).
فاختلاف الأمة – مع الأسف الشديد - بين واضح إذ لا تكاد تجتمع على أمر حتى تفترق، حتى شاعت فينا مقولة: " اتفقوا على أن لا يتفقوا ".
فهل إلى حل من سبيل؟، وهل يمكن للأمة أن تحلم أو تتخيل يوما ما تعود فيه إلى رشدها وتنبذ فيه الخلاف بينها وتهتدي الى طريق الاعتصام بحبل باريها؟.
لاستجلاء إمكانية ذلك من عدمه وجب الإقرار بأمر أساسي وهو أن الاختلاف بين بني الانسان عموما، وبين أهل الايمان خصوصا لا يمكن أن يزول وينقطع بالمرة، ولكن أيضا لا يمكن له –أي الاختلاف- أن يصمد أمام عزيمة الانسان المؤمن وقوة إيمانه بقدر ربه وحسن تطبيقه لشرعه، فإن كان ولا بد، فسيكون للتراحم أثناء الاختلاف أعظم الأثر في حسن تغيير القدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخلاف قدر في الأمة، وهو أمر أكدته نصوص الوحيين حيث يقول تعالى:" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ". (هود/118). ويقول رسول الله صل1:" كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
وروى جابررض1 قال: قال رسول الله صل1 لما نزلت الآية: " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" قال رسول الله صل1: أعوذ بوجهك،" أو من تحت أرجلكم" قال: أعوذ بوجهك،" أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض" قال رسول الله صل1:" هذا أهون أو هذا أيسر" [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8). وفي رواية: " هاتان أهون أو أيسر" أي خصلة الالتباس وخصلة إذاقة بعضهم بأس بعض.
-وعن سعد بن أبي وقاص رض1أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل1 أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِى مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم) سَأَلْتُ رَبِّى ثَلاَثاً فَأَعْطَانِى ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِى وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّى أن لا يهلك أُمَّتِى بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا ". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
- وروى العرباض بن سارية رض1 قال:" وعظنا رسول الله صل1موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا، فقال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا…". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).
وإذا كان الخلاف الواقع في الأمة والتشيع والبأس القائم بين أفرادها من قدر الله فيهم، وأننا أينما ذهبنا وارتحلنا ومهما فعلنا وغيرنا فنحن في قدر الله، فلماذا لا نفر من قدر الله المتمثل في الخلاف الى قدر الله الآخر الذي هو التقليل منه أو محوه، أو التراحم أثناءه أو بعده على الأقل اعتمادا على الفهم الصائب الذي فهمه وبينه عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه.
يروي لنا البخاري رح1 أن عمر بن الخطابرض1 خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رض1وَأَصْحَابُه رض3، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاء قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ رض1ادْعُ لِى الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ، وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّى ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِى الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلاَفِهِمْ، فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّى ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِى مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ، فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ، وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِى النَّاسِ إِنِّى مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ قَال َأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَاراً مِنْ قَدَر اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيَاً لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبا فِى بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِى فِى هَذَا عِلْماً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُول:" إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
ومما تعلمناه من شريعة ربنا، أن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء، ولعله من المؤكد أن الخلاف من أكبر الأدواء، وأن دواءه موجود بتقرير النص الحديثي الذي يقول فيه رسول الله صل1:" ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء " [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) .
فإن لم يفد الدواء في القضاء على الخلاف فبالتأكيد أنه سيخفف من آلامه وينقص من طغيانه، ولن يكون ذلك إلا بالإرادة المبنية على العلم والتعلم وإحسان القصد والنية، ليصل الفرد الى المبتغى، وهو أن الاختلاف أمر طبعي ولكن التراحم أثناءه وبعده أمر ضروري. وهو ما فهمه السلف الصالح عند تأويل قوله تعالى:" ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" (هود/118) .. قال عطاء ومقاتل ويمان:" أي للاختلاف خلقهم " وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك:" ولرحمته خلقهم " [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13).
فمطلوب من الأمة أن تتراحم أثناء الاختلاف، وتسعى الى التقليل منه ما أمكنها من جهد وليس من سبيل الى ذلك الا بالرجوع الى الحل الذي قدمه المصطفى صل1 لأمته في قوله:" ... فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجد وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة .. ". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
وبالتأكيد أن الاعتصام بحبل الله المنصوص عليه في الآية " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "، والتمسك بالمنصوص عليه في هذه الأحاديث ليعد من الأمور المفيدة والمعينة على التقليل من الخلاف والاختلاف، والميسرة للوصول الى وحدة هذه الأمة المشتتة والممزقة.
يقول ابن تيمية رح1: "ولا يجوز التفرق بذلك بين الأمة، ولا أن يعطى المستحب فوق حقه، فإنه قد يكون من أتى بغير ذلك المستحب من أمور أخرى واجبة أو مستحبة أفضل بكثير، ولا يجوز أن تجعل المستحبات بمنزلة الواجبات بحيث يمتنع الرجل من تركها ويرى أنه قد خرج من دينه أو عصى الله ورسوله، بل يكون ترك المستحبات لمعارض راجح أفضل من فعلها، بل الواجبات كذلك، ومعلوم أن ائتلاف قلوب الأمة أعظم في الدين من بعض المستحبات، فلو تركها المرء لائتلاف القلوب كان ذلك حسنا وذلك أفضل إذا كان مصلحة ائتلاف القلوب دون مصلحة ذلك المستحب .. ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15).
وقد أخرج الشيخان عن عائشة رض11 أن النبي صل1 قال لها: " لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية (أو قال بكفر) لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر ".
وفي رواية: " لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين باب شرقيا وبابا غربيا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة " [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16).
ومما اطلعت عليه من نصوص تؤكد حقيقة الاختلاف في واقع المسلمين وتبرره بحجج منطقية رائعة، نص حوار المأمون الخليفة العباسي مع أحد المرتدين.
-قال المأمون لمرتد الى النصرانية، أخبرنا عن الشيء الذي أوحشك من ديننا بعد أنسك به، واستيحاشك مما كنت عليه، فإن وجدت عندنا دواء دائك تعالجت به، وإن أخطأ بك الشفاء ونبا عن دائك الدواء كنت قد أعذرت ولم ترجع عن نفسك بلائمة، وإن قتلناك قتلناك بحكم الشريعة وترجع أنت في نفسك بالاستبصار والثقة وتعلم أنك لم تقصر في اجتهاد ولم تفرط في الدخول من باب الحزم.
(يُتْبَعُ)
(/)
-قال المرتد: أوحشني ما رأيت من كثرة الاختلاف فيكم.
-قال المأمون: لنا اختلافان: أحدهما كالاختلاف في الأذان، والتكبير في الجنائز، والتشهد، وصلاة الأعياد، وتكبير التشريق، ووجوه القراءات، ووجوه الفتيا، وهذا ليس باختلاف، إنما هو تخير وسعة وتخفيف من المحنة فمن أذن مثنى وأقام مثنى لم يخطئ من أذن مثنى وأقام فرادى، ولا يتعايرون بذلك ولا يتعايبون، والاختلاف الآخر كنحو اختلاف في تأويل الآية من كتابنا، وتأويل الحديث مع اجتماعنا على أصل التنزيل واتفاقنا على عين الخبر، فإن كان الذي أوحشك هذا حتى أنكرت هذا الكتاب، فقد ينبغي أن يكون اللفظ بجميع التوراة والانجيل متفقا على تأويله كما يكون متفقا على تنزيله، ولا يكون بين جميع اليهود والنصارى اختلاف في شيء من التأويلات: وينبغي أن ترجع الى لغة لا اختلاف في تأويل ألفاظها، ولو شاء الله أن ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج الى تفسير لفعل، ولكنا لم نر شيئا من الدين والدنيا دفع إلينا على الكفاية، ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة، وذهبت المسابقة والمنافسة ولم يكن تفاضل وليس على هذا بنى الله الدنيا.
-قال المرتد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن المسيح عبد، وأن محمدا صادق وأنك أمير المؤمنين حقا. [17.
إنه من الأهمية بمكان بالنسبة لمسلمي اليوم أن يوقنوا أنهم لن يستطيعوا رفع الخلاف بإطلاق إلا إذا غيروا طبيعة الانسان، وهذا غيرممكن، إذ لا تكليف إلا بمقدور، والذي على المسلمين اليوم هو أن يعرفوا كيف يختلفوا ما دام الاختلاف أمرا مقضيا وأن يعرفوا كيف يتوافقوا.
إن الاسلام علم ويعلم أتباعه كيف يختلفون، كما لقنهم ويلقنهم الأصول التي عليها يجتمعون، وأتى بضوابطه المنهجية الأخلاقية التي على المسلمين الالتزام بها لمواجهة الاختلاف.
ولعل من أهم الضوابط المعينة على التعايش مع الاختلاف؛ الرجوع الى الهيئات المتخصصة في الأمور المختلف فيها واعتماد الرأي الأغلب الذي ينضبط له الجميع، واعتماد الجدال بالتي هي أحسن، وهذا يقتضي استخدام الكلمة المسؤولة استخداما أمينا، مع جمال التعبير والعرض، والتذرع بأخلاق أهل الايمان التي تنفر من الحقد والوقيعة وسوء الظن والجهر بالسوء والحوار المنصف.
ومما يتعين أيضا لمواجهة الاختلاف تحديد الأصول والفروع، وتقريرالأولويات فلا يؤدي التنازع على الجزئيات إلى إهدار الكليات وإغفالها.
فكثيرة هي النوافل المختلف فيها مع الأسف تسبب في ضياع فرائض وواجبات متفق عليها بل قد يحصل المحظور، فعلى المسلمين أن لا ينسوا أن ما يجمعهم أكبر وأكثر وأجل مما يفرقهم، ويستحضروا دائما أن ما ينتظرهم كثير، وأن كرامتهم لا تتحقق باختلافهم بقدر ما تتحقق بتآزرهم.
فأعداء المسلمين أينما وجدوا لن يندحروا- سواء كانوا أعداء ماديين" أعداء الحرية والسلم والسلام " أم معنويين " كالجهل والأمية والظلم وغير ذلك"- إلا إذا وضع المسلمون اليد في اليد، وفتحوا القلب على القلب، ولن يتم ذلك إلا بالقضاء على الفرقة والاختلاف والشتات الذي يمزق كيان الأمة.
يكفي أن يُعرف هذا ليحرص الجميع على أن يأخذ الاختلاف حجمه الصحيح، فلا يتجاهله ولا يلغيه، ولا يسمح له في نفس الوقت أن يتضخم ويتفاقم كأنه أصل الأصول وقضية القضايا.
فهل بهذا الفهم نستطيع القول لا للاختلاف ونعم للتراحم، أو أن الأمر أكبر من نفوسنا، وأن السوء قد طغى علينا، وأصبحت أنفسنا هي القائدة ونحن المقودون؟.
د/ أحمد العمراني
الجديدة -المغرب-
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - مسند احمد 11148/و11120/و11229، ومسلم في فضائل الصحابة، والدارمي في فضائل القرآن 2/ 432.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- صحيح مسلم رقم:3009، وسنن ابن ماجه رقم:3076، والمتنتقى لابن الجارود:2/ 125/وصحيح ابن حبان:1456/و3943، والطبراني في الكبير:3/ 66، وصحيح ابن خزيمة:5/ 255.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - سنن الترمذي: 3802.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - سنن الدارقطني:4/ 245.
[/ URL]-[5] الاعتصام للشاطبي:2/ 232.
(يُتْبَعُ)
(/)
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6"][6] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- صحيح البخاري رقم:2410. والمعجم الكبير للطبراني 7/ 254/و10/ 145/ومسند احمد رقم:3916/و3812/و3917/و4373.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - المستدرك على الصحيحين 2/ 480/رقم:3654و2/ 596/4009.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- صحيح البخاري تفسير سورة الأنعام رقم:4628/و7213 وسنن ابن ماجه رقم:3954وصحيح ابن حبان:6713 ومسند احمد رقم:14399.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - صحيح مسلم رقم:7442.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - سنن ابن ماجه:42/ 43 وسنن الترمذي 16 باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع رقم:2586.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - صحيح البخاري كتاب الطب باب 30 رقم:5729.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - صحيح البخاري كتاب الطب باب 1 رقم:5678.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - الجامع للقرطبي:9/ 115.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) سنن ابن ماجه رقم:42/ 43.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - خلاف الأمة في العبادات لابن تيمية مجموعة الرسائل المنيرية:1/ 124.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - صحيح البخاري كتاب الحج باب 4 رقم:1586.و7243.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) - البيان والتبيين للجاحظ:1/ 559.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:41 ص]ـ
ولعل من أجمل ما قيل في الموضوع ما نقله الشاطبي في كتاب الاعتصام عن أحد العلماء قوله:
" إن كل مسألة حدثت في الاسلام واختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة، علمنا أنها من مسائل الاسلام،
وكل مسألة حدثت وطرأت فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء، وأنها التي عنى رسول الله صل1 بتفسير الاية: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ". (الأنعام/ 159)
وقال أيضا:" وهو ظاهر في أن الاسلام يدعو الى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
.
حقاً أستاذنا الفاضل إنه من أجمل ما قيل و أجمعه!
فلذا تصرفت بنوع الخط بعد إذنكم .. و حبّذا لو جعلتم الخط دوماً هكذا كما هو مرغوب الملتقى و اسمه:
traditional arabic
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:25 م]ـ
شكرا لك أخي خلوصي، وفعلا الخط كاللباس يعطي للابسه مظهرا وقبولا ورغبة في النظر ... فكذا الخط، وسأعمل على نصيحتك إن شاء الله.(/)
المبادئ العشرة لعلم التفسير
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:11 ص]ـ
إعداد طالب العلم أبو عمر محمود أحمد سمهون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...
ينبغي لكل طالب علمٍ وفنٍ أن يعرف المبادئ في الفن الذي يريده, وهي الأصول والقواعد الخاصة به, فلا وصول لمن حُرم الأصول وفي بيان أهمية ذلك يقول الناظم:
إن مبادئ كل علم عشرة**********الحد والموضوع ثم الثمرة
ونسبة وفضله والواضع**********الاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى**********ومن درى الجميع حاز الشرفا
وهذا النظم منسوب للشيخ محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة 1206 هـ، وهو صاحب الحاشية على شرح الأشموني في النحو، والحاشية على شرح السعد التفتازاني في المنطق، وله عدة كتب ومنظومات.
وقال الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس، المقّرِي، التِّلمساني، المالكي، المؤرخ الأديب المتوفى سنة 1040 هـ، وهو صاحب الكتاب القيم المشهور "نفح الطِّيب في غصن الأندلس الرطيب"، قال رحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه في منظومته في العقيدة "إضاءة الدُّجُنَّة في اعتقاد أهل السنة":
مَن رامَ فناً فلْيُقدّمَ أولا**********علماً بحده وموضوعٍ تلا
وواضعٍ ونِسْبةٍ وما استمدّْ**********منه وفضلِه وحكمٍ يُعتمدْ
واسمٍ وما أفادَ والمسائلْ**********فتلك عشرٌ للمُنى وسائلْ
وبعضُهم منها على البعض اقتصرْ**********ومَن يكنِ يدري جميعَها انتصرْ
إنْ ضبط طالب العلم لهذه المبادئ والأصول يُيَسر عليه فهم المسائل والفروع في فنه ويعينه في إرجاع كل فرع إلى أصله, وذلك لارتكازه على ركن شديد فلا بيت لمن لا أساس له، ولا نظم لمن لا وزن عنده!
1 - الحد: وهو التعريف بهذا الفن وتمييزه عن غيره.
2 - الموضوع: وهو فهم الكلام الذي سيقال فيه عن أي شيء هل في الطب أم السياسة أم الحديث أم الفقه أم التفسير ونحو ذلك
3 - الثمرة: أي ثمرة تعلمه لهذا العلم فلابد للناظر ألا يشغل نفسه بشيء لا ثمرة له, ومن اشتغل بعلم لا يعرف ثمرته فهو كاشتغال الجاهل بشيء لا يحسنه؛ ومعرفة الثمرة له فوائد منها:
أ - أنها تعينك على الاستمرار بعد الله في معرفة هذا العلم.
ب - تثبتك عند الفتور والانقطاع.
ت - توضح لك الهدف المراد حتى تسلك إليه أيسر طريق.
4 - نسبة: أي معرفة نسبة هذا العلم إلى غيره، ما مقداره وما مكانته وما مدى نفعه وأهميته، كل هذا يعين طالب العلم في فهم ما يريد أن يتعلمه, ويخاطب هنا عقله ويكشف له مدى صحة اختياره وأنه ينبغي عليه ألا يشغل نفسه إلاّ بمعالي الأمور وما ينفعه على الحقيقة.
5 - الفضل: وهو فضل تعلم هذا العلم.
6 - الواضع: أي من وضع هذا العلم وأسسه.
7 - الاسم: أي ما هي أسماء هذا الفن وماذا يطلق عليه عند الأوائل والأواخر.
8 - الاستمداد: أي من أين يستمد هذا العلم أصوله, فكل علم لا بد له من أصول يستمد منها أحكامه.
9 - حكم الشارع: وبعد معرفة كل هذا انظر في حكم تعلم هذا العلم هل هو من الواجبات أم من فروض الكفايات وما الحد الذي يسقط به الواجب الفردي والإثم الجماعي، حتى لا تنشغل بمفضول عن فاضل.
10 - مسائل: أي بعد معرفتك بهذه الأصول ويقينك بأنك على الطريق الصحيح اعمد إلى مسائل هذا العلم وابحث فيها وهي الحياة الطويلة التي تعيش فيها معه.
-
مبادئ علم التفسير
أولاً: مبادئ علم التفسير [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1):
· حدُّه:
- التفسير لغةً: مشتق من فَسْر، والفَسْر البيانَ وبابه ضرب والتفسير مثْلُه، واسْتَفْسَره كذا سأَلَه أن يُفَسِّرَه [1] ( http://tafsir.net/vb/editpost.php?do=editpost&p=116546#_ftn1).
- التفسير اصطلاحًا: علم يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم، وعن مدلولاتها وعن أحكامها الإفرادية والتركيبية وعن معانيها التي تُحمل عليها حالة التركيب وعن ترجيحات ذلك.
· موضوعه:
القرآن الكريم من حيث بيان كيفية النطق وبيان مدلولاته وعن أحكامه الإفرادية والتركيبية وعن معانيه التي تُحمل عليها حالة التركيب وعن ترجيحات ذلك.
· ثمرته:
عصمة المكلف عن الخطأ في فهم كلام الله تعالى، وغايته معرفة أوامره ونواهيه.
· فضله:
(يُتْبَعُ)
(/)
فضله جزيل إذ به تُعرف أوامر القرآن ونواهيه فيمتثل الأوامر، ويجتنب النواهي من اصطفاه الله تعالى.
· نسبته:
التباين، أي أنه من العلوم الشرعيّة.
· واضعه:
بعض أصحاب رسول الله r، ومن جاء بعدهم من المجتهدين.
· اسمه:
التفسير.
· استمداده:
من السنة، ومن علوم العربية وأصول الفقه.
· حكم الشارع فيه:
الوجوب العيني على من أتقن علم البلاغة إذا انفرد، والكفائي إن تعدد.
· مسائله:
الأمور والمعاني التي يَبين بها القرآن الكريم.
ثانيًا: ملحقات مهمة:
ü الفرق بين التفسير رواية ودراية والتأويل:
التفسير رواية: ما كان مقصوراً على الاتباع والسماع، وليس لأحد أن يتوصل إليه باجتهاده بل يحمله على المعنى الذي ورد لا يتعداه.
التفسير دراية: ما استنبطه العلماء الماهرون من علوم العربية بالتفكر والتأمل فيها.
التأويل: توجيه لفظ متوجهٍ إلى معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة، أي إرادة أحد المعاني من اللفظ المحتمل لمعان عدة مختلفة وترجيحه بسبب ما ظهر من الأدلة.
ü أشهر المفسرون ومدارسهم:
1 - من الصحابة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير. وقد كثرت الرواية في التفسير عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأُبي بن كعب، وما روي عنهم لا يتمضن تفسيراً كاملاً، وإنما يقتصر على معاني بعض الآيات، بتفسير غامضها، وتوضيح مجملها.
2 - من التابعين:
أ - من تلاميذ ابن عباس في مكة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كَيْسان اليماني، وعطاء بن رباح.
ب -من تلاميذ أُبي بن كعب في المدينة: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القُرَظي.
ت -من تلاميذ عبد الله بن مسعود في العراق: علقمة بن قيس، ومسروق، والأسود بن يزيد، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتاة بن دِعامة السدوسي.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) العدوي المالكي، حسن علي مشعال، منح الحي القيوم في مبادئ مشاهير العلوم، مخطوط في المكتبة الأزهرية رقم 20911، معارف عامة، ص: 20 – 21. حيث قمت باقتباس المبحث كاملاً من الكتاب المذكور مع القليل من التصرف.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) زين الدين الرازي، مختار الصحاح، باب فسر.
-
إخواني وأخواتي هذا العمل هو جهد بسيط قمت به أثناء قراءتي، وهو بالطبع يحتاج إلى تصويب، فلا تبخلو عليّ بأيّ توجيهات أو تصويبات أو أي تعديل إضافةً أو إنقاصًا.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[24 Aug 2010, 03:07 م]ـ
إخواني وأخواتي هذا العمل هو جهد بسيط قمت به أثناء قراءتي، وهو بالطبع يحتاج إلى تصويب، فلا تبخلو عليّ بأيّ توجيهات أو تصويبات أو أي تعديل إضافةً أو إنقاصًا.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[25 Aug 2010, 12:39 م]ـ
السلام عليكم ....
إخواني الأعضاء أين التعليقات والتوصيات ....
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[25 Aug 2010, 01:40 م]ـ
عرفت التفسير تعريفاً أدخل فيه علم التجويد، وأترك بقية الملاحظات للمتخصصين في التفسير لأستفيد منهم.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:12 م]ـ
نعم هذا صحيح هناك خلل في نقل الموضوع من ملف Word سأرسل التعديل إلى الإدارة لتقوم بتعديله ....
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:49 م]ـ
مبادئ علم التفسير
هذه ملاحظات علي عجل وسأجعل مشاركتي باللون الأحمر،
أولاً: مبادئ علم التفسير [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1):
· حدُّه:
- التفسير لغةً: مشتق من فَسْر، والفَسْر البيانَ وبابه ضرب والتفسير مثْلُه، واسْتَفْسَره كذا سأَلَه أن يُفَسِّرَه [1] ( http://tafsir.net/vb/editpost.php?do=editpost&p=116546#_ftn1).
- التفسير اصطلاحًا: علم يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم، وعن مدلولاتها وعن أحكامها الإفرادية والتركيبية وعن معانيها التي تُحمل عليها حالة التركيب وعن ترجيحات ذلك.
· موضوعه:
القرآن الكريم من حيث بيان كيفية النطق ((هذه وظيفة علم التجويد والقراءات أما التفسير فأفضل ما قيل في موضوعه {بيان كلام الله تعالي ـــ القرآن ــــ علي حسب الطاقة البشرية})) وبيان مدلولاته وعن أحكامه الإفرادية والتركيبية وعن معانيه التي تُحمل عليها حالة التركيب وعن ترجيحات ذلك.
· ثمرته:
عصمة المكلف عن الخطأ في فهم كلام الله تعالى ((هذا كأنه من مدخولات علم المنطق!!! ولو قيل التوصل إلي فهم المراد من كلام الله لكان أحسن))،
وغايته معرفة أوامره ونواهيه. ((ياريت توضح أكثر))
· فضله:
فضله جزيل إذ به تُعرف أوامر القرآن ونواهيه فيمتثل الأوامر، ويجتنب النواهي من اصطفاه الله تعالى. ((فقط!!!!!!!!!!!!))
· نسبته:
التباين، أي أنه من العلوم الشرعيّة.
· واضعه:
بعض أصحاب رسول الله r، ومن جاء بعدهم من المجتهدين. ((كيف نعرف الواضع؟! وهل قصدت الواضع بمعني المدون؟ أم الواضع بمعني المتكلم بالعلم؟ فعلي الطريقتين يختلف الواضع))
· اسمه:
التفسير. ((ويسمي التأويل .......... إلي غيرها من الأسماء)))))
· استمداده:
من السنة، ومن علوم العربية وأصول الفقه. ((يستمد من القرآن والسنة وكلام السلف والأئمة وما يؤثر في فهم القرآن من العلوم الشرعية ويتوصل إلي معرفة التفسير بالفهم والاجتهاد))
· حكم الشارع فيه:
الوجوب العيني على من أتقن علم البلاغة إذا انفرد والكفائي إن تعدد. {هل من زيادة توضيح!!!!!!!!!!!!}
· مسائله:
الأمور والمعاني التي يَبين بها القرآن الكريم ((اختصارا: معاني القرآن))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[25 Aug 2010, 07:11 م]ـ
بارك الله بك أخي عمرو الشرقاوي على هذه الإضافات القيمية ....
لكن بالنسبة إلى التعريف فهناك تعريف للجرجاني في كتابه التعريفات، وهو على الشكل التالي: "توضيح معنى الآية، وشأنها، وقصتها، والسبب الذي نزلت فيه، بلفظ يدل عليه دلالةً ظاهرة" [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21593#_ftn1).
[1] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21593#_ftnref1) الجرجاني، علي بن محمد، [ت 816]، التعريفات.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:08 م]ـ
وفيك بارك الله ولك مشكورا أن تراجع هذا الرابط؛
مبادئ بعض العلوم الشرعية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3216)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:30 ص]ـ
بارك الله بك أخي الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:58 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ محمود وتقبل منكم.
يبدو لي يا شيخنا العزيز أن هذه الورقة تحتاج منك مراجعة والاطلاع على عدد من كتب علوم القرآن المعتمدة لتحرير هذه العبارات التي ذكرتموها في تعريف التفسير وغيرها من الفقرات.
جزاك الله خيراً وأحسن إليك، وستكون مفيدة بعد اكتمالها وتنقيحها لكم ولغيركم.
وقد صوبتها لتكون (المبادئ العشرة .. ) بدل (المبادئ العشر .. ) ولا أظن هذا يخفى عليكم ولكن لعله سبق قلم.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:42 م]ـ
بارك الله بك شيخي الكريم الدكتور عبد الرحمن .....
وأنا ذكرت في الحاشية التي أرفقتها في المشاركة أنّ هذه المبادئ من مخطوط موجود عندي اسمه "منح الحي القيوم في مبادئ مشاهير العلوم" للعدوي المالكي، وأنا أخذت النص كما هو مع بعض التعديلات، وقد اطلعت على ما كُتب في هذا الجانب من العديد من كتب علوم القرآن وأصول وقواعد التفسير، ووجدت هذه المبادئ متناثرة بين الكتب، فأحبب أن أضع هذه المشاركة هنا لكي أصل بهذه الورقة إلى الأفضل من خلال توجيهات ونصائح أهل الإختصاص، فبارك الله بك شيخي وحبذا لو نتعاون على هذا الموضوع، وسأقوم إن شاء الله بتوصيب العبارات وتنقيحها لنصل إلى الأفضل بإذن الله تعالى ...(/)
(أسئلة عن كتاب الله وكيفية تفسيره وتدبره وحفظه) للشيخ صالح المغامسي
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:30 م]ـ
http://sub3.rofof.com/img3/011lnuty18.gif
http://sub3.rofof.com/img3/011ihsca18.jpg
يقول الله عز وجل يقول: {اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فما الأدلة على أن القرآن غير مخلوق؟
هذه القضية قديمة لكن القرآن منزل غير مخلوق وهذا تكلمنا عنه مراراً والله تعالى يقول حتى يستريح السائل {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (الأعراف: 54) فهناك شيء من خلقه وهناك شيء من أمره وكل شيء مخلوق فهو خلقه الله جل وعلا أما القرآن فهو الله جل وعلا تكلم به على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته فهو منزل غير مخلوق.
(دروس قباء)
ما هو الفرق بين لعبً ولهو؟
باختصار حتى يعرف الفرق بين اللعب واللهو: تعرفون الأطفال، الأطفال الصغار عندما تأتي بهم للبحر يبنون بيوت ثم يهدمونها هذا يسمى " لعب " لأن لا يوجد نفع محسوس منه، دع الشيء المعنوي، لكن في نفس الرحلة فيه مراهقين يلعبون كرة مثلاً أو أي لعبة أخرى هذا يسمى " لهو " فاللعب أشبه بحال الصبيان الذي لا حقيقة أصلاً فيخرج حتى عن المألوف، يعني يقولون سيارة، هذا أبوهم هذي عرائس) هذي مالها واقع ما يمكن تقع أما اللهو يمكن أن يقع في الحقيقة هذا كالتفريق،ولذلك قال العلماء: لعب الصبيان ولهو كاللهو الشبان وزينة كزينة النسوان وتفاخر كتفاخر الأقران لأن الله قال (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ) (الحديد: 20) فالصغار حالهم وانشغالهم يسمى لعب والحالة التي في المراهقين تسمى لهو والحالة التي بين الأقران تسمى تفاخر والحلة التي بين النسوان تسمى زينة هذا أصل الفرق طبعاً المقصود هنا ليس المقصود أي لهو؟ لا،إنما ذم الحياة الدنيا، أخبار بواقعها لأن لا بد أن يعرف الناجم عنه فقد يكون اللهو أحياناً معيناً على طاعة الله.
(لقاء بملاحي الخطوط السعودية)
ما صحة الفتون الذي ذكره ابن كثير في تفسير سورة طه؟
حديث الفتون يروى عن ابن عباس، ولكنه غير صحيح سندا، وهو حديث طويل يتحدث عن أخبار نبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه، لكنه غير صحيح سندا، في بعضه صحة؛ لأنه تشهد له بعض الأحاديث، والأظهر أنه مُجمع وينسب إلى ابن عباس على غير أصل.
(وقفات مع سورة ص)
ذكرتكم يا شيخ أن السور المكية تعنى بثلاث أمور، نرجو منكم أعادتها؟.
قضية الإشراك، وتكذيب الرسول، وتكذيب البعث والنشور، ولهذا كل نبي دعا إلى هذه الثلاثة، إلى أن يوحد الله ضد الإشراك، وإلى تصديقه وأنه رسول ضد تكذيبه، وإلى الإيمان أن هناك بعثا ونشورا.
(وقفات مع سورة ص)
هل يوجد في تفسير حدائق الروح والريحان للهرري بعض التأويل للصفات؟
لا أعلم شيئا من هذا، لا أظني أن وقفت على شيء من هذا، ولا أحب أن أسأل عن أحد، أنا لا أقيم الناس، أنا في بيت من بيوت الله اذكر بالله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ما جئت هنا لأقول إن العالم الفلاني فيه كذا، والعالم الفلاني فيه كذا، أنا أقل شأنا، وعندي من الذنوب والخطايا ما يشغلني على أن أقيم عامة المؤمنين، فكيف أقيم علماءهم ودعاتهم.
(وقفات مع سورة ص)
هل يجوز أن أقول: اللهم أرزقني الحكمة وفصل الخطاب؟
جائز أن يقول الإنسان: اللهم أرزقني الحكمة وفصل الخطاب، ليس في هذا حرج؛ لأن هذا ليس مما اختص الله به داود، لكنه لن يرزق كما رزق داود؛ لأن أنبياء الله في مقام أسمى.
(وقفات مع سورة ص)
ما هي الأمور التي تعين على تدبر القرآن الكريم؟
أولا: سؤال الله فلن يصل أحد إلى مراده إلا بحول من الله وفضل وإحسان منه.
الأمر الثاني: أن يقرأ كثيراً في كتب أهل التفسير وأئمة الشأن ردحا طويلا من الزمن؛ حتى يألف صيغهم، وأساليبهم، ومصطلحاتهم،ثم بعد ذلك: يقرأ في أشعار العرب، وأخبارها، وأيامها، فإذا قُدِر أن يجمع علم الآلة، قُدِر بعد ذلك أن يتدبر كلام ربه جل وعلا، هذا إذا أراد أن يكون له شأن عظيم في هذا الشأن العظيم.
(وقفات مع سورة الواقعة)
سورة الواقعة هل صحيح ما ورد أنها تمنع صاحبها من الفقر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يؤثر عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه وأرضاه -، ولا أعلم له سندا صحيحا متصلا، لكنه أثر يُقبل إلى حد ما، لكن لا يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(وقفات مع سورة الواقعة)
يسأل عن أصول التفسير – تفسير كتاب الله عز وجل – والكتب التي ينصح بها في ذلك. وفقكم الله.؟
أقول – والعلم عند الله – إن البداية لا تكون بقراءة أصول التفسير، فإنه لو قدرنا أن إنسانا قرأ مقدمة التفسير لابن تيمية - رحمة الله تعالى عليه – أو غيرها مما حرره بعض الأئمة، وأحسن فهمها وشرحها لا يستطيع أن يكون من اليوم التالي مفسرا هذا محال، لكن الأصل أن يقرأ الإنسان في كتب التفسير مباشرة كمرحلة أولى، يصاحبها هذا اطلاع تاريخي، وعجيب من إنسان لا يطلع على اللغة، ولا على التاريخ ويريد أن يصبح مفسرا أو حتى إماما في الدين، هذا محال؛ لأن هذه الأشياء مرتبطة بعضها ببعض، فمثلاً حتى يتضح السياق: الصديق - رضي الله تعالى عنه وأرضاه – أبو بكر قرشي بالاتفاق، لكن من أي القريش هو؟ من بني تيم، وبنو تيم لم يكونوا ذا شأن في قريش، يقول القائل:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستنطقون وهم شهود
أي لا أحد يبحث عنهم إذا غابوا، وإذا حضروا ليس لهم دور في المجلس، من هذه القبيلة من هذا الفرع من قريش أخرج الله صديق هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه وأفضلها بعد نبيها الصديق أبا بكر. واضح. ما علاقة هذا؟
علاقة هذا العلم بالتاريخ هنا ينفعك في المجادلة في الحوار، الشيعة يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم في منقلبه ومنصرفه في حجة الوداع إلى المدينة عند غدير خُم، وصى ونص على أن عليا هو الخليفة بعده، ولكن الصحابة – فيما تزعم الشيعة – وعددهم مائة ألف اجتمعوا على أن يلغوا هذه الوصية ويعطوا الخلافة لأبي بكر، طبعا إذا جئت تناقش شيعيا لا يمكن أن تقول له قال البخاري؛ لأنه لا يؤمن بما في حديث البخاري، ولا يمكن أن تقبل أنت بما عنده في الكافي وغيره، فلا بد من الاحتكام للعقل، فإذا لجئنا للعقل نقول له: هل يعقل أن مائة ألف متفرقي القبائل، عدنانيون وقحطانيون، عرب شمال وعرب جنوب، يجتمعون جميعا من غير قوة، من غير سلطان، من غير أحد أعلى منهم، ثم يعطون الخلافة لرجل من بني تيم ليس له عضد يعضده، ليس له قوة ومنعة، حتى يقول: لو كان لأبي بكر قوة ومنعة لقلنا: إن الصحابة خافوا من قوة أبي بكر ومنعته فسلموه الخلافة، لكن كلنا نعرف وأنتم تعرفون أن أبا بكر من بني تيم ليس له عزوة عددية، قبلية، فهل يعقل أن الناس يبلغ عددهم مائة ألف كلهم يتواطئون ويتفقون رغم اختلاف مشاربهم، ونحلهم، وأعراقهم، ويأتون لرجل من بني تيم لا مال له، لا سلطان له، ولا ولد – يعني من كثرة -، ولا قبيلة لها صوتها في العرب تمنعه وترفعه، ويتركون بني هاشم، وبني مخزوم، وبني أمية وهم أرفع من تيم قوة، ويعطونها لرجل بهذه الصفة؟ هذا محال فيبطل استدلالهم بالعقل.
كذلك أن الإنسان إذا عرف التاريخ يعرف أن الدولة الأموية انتهت على يد أبي العباس السفاح، وأن عبدالله بن على عم العباس السفاح دخل دمشق وقتل خمسين ألف أمويا كلهم مسلمون، ثم إن بني العباس انقلبوا على أبناء عمومتهم - أبناء على علي بن أبي طالب – واقتتلوا على الملك، وابعد أبناء على بن أبي طالب وانفرد أبناء العباس بالخلافة، وقامت دولة بني العباس، موضع الشاهد في العلم التاريخي؛ أن الشيعة يقولون إنكم تقولون: إن الحق مع علي، نقول: نعم، إن الحق مع علي هذا بالاتفاق، لأن النبي قال في حق عمار: (تقتلك الفئة الباغية)، قالوا: بما أن الحق لم يكن مع معاوية وعمرو بن العاص يلزم، يجب – عندهم – أن نتبرأ من عمرو ومعاوية رضي الله تعالى عليهم، فنقول بحجتكم هذه يلزم أنكم أنتم لا تتولون آل البيت كلهم، كما اقتتل بنو علي وبنو العباس يلزم من قاعدتكم هذه؛ أن تتبرؤوا إما من بني علي وإما من بني العباس، لأنهم اقتتلوا كما اقتتل معاوية وكما اقتتل علي، وهم لا يتبرؤون لا من بني العباس ولا من بني علي، يوالون أهل البيت كلهم وموالاة أهل البيت حق، ومحبتهم دين، وملة، وقربة، لكن لا يتبرأ من أحدهما لأنها تنازعا، وكذلك لا يتبرأ من معاوية وعمرو رضي الله تعالى عنهما، ولا من علي رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى عنه؛ لأنهم تنازعوا. واضح.
فالعلم بالتاريخ يساعد الإنسان على أن يكون إماما في الدين، يعرف كيف يذود عن الإسلام، خاصة أمام أهل الأهواء والبدع. والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة الواقعة)
كتب في التفسير للطالب المبتدئ يقرأ فيها ويستفيد؟
كلمة مبتدئ كلمة – بالعامية – مطاطية، لا يعرف معنى مبتدئ، المبتدئ تطلق في عرفنا على الحديث الالتزام، وتطلق على خريج الثانوية، وتطلق على خريج الجامعة، ولا يمكن أن أنصح نصيحة عامة، فمثلا أنا لا أعرف شيئا في مكة – في الطرقات -، فلو اتصلت بأحدكم وقلت له: أنا أريد – مثلا - الحُجُون، فإن كان ذكيا،قلت له أن ما أعرف شيء في مكة وأريد الحجون، إن كان ذكيا ماذا سيقول لي؟ يقول لي: أين أنت الآن؟ ممكن أنا أكون في الحجون، فأول سؤال يسألني إياه أين أنت الآن؟ فإذا قلت له أين مكاني سيكمل، فلا يمكن أن يأتي أنا في مجلس عام ويقال لي ما هي قواعد التفسير؟ أو كيف أصير مفسرا؟ أو ما هي الكتب التي تنصحون بها؟؛ لأننا لا أدري كم قرأت من كتب؟، مستواك في اللغة العربية؟ قد يكون إنسان متخرج من الجامعة وهو متخرج لا يفقه شيئا في اللغة، وقد الإنسان يدرس في ليلية وهو متمكن تمكن تام في اللغة، فلا بد من معرفة الطالب بعينه.
لكن من حيث الإجمال، يبدأ الإنسان بالمصباح المنير لابن كثير، والتسهيل لابن جزيء الكلبي، ولو قرأ بإطناب في تفسير ابن سعدي طيب، هذه من حيث البداية، لكن يأخذ كتاب تفسير مهم مثل القرطبي، لأنه طويل يجلس فيه سنتين يقرأه، بعد ذلك يأتينا ونكمل معه المشوار، أما قبل هذا تدريجيا، هذا علمٌ ... ، القرآن مائة وأربعة عشر سورة فيها آلاف الآيات؛ حتى يلم الإنسان زمامها تحتاج إلى وقت طويل، اللهم لك الحمد والمنة والفضل) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ([الضحى:11] أنا جلست أفسره عام 1408 قبل عشرين عاما، ما أخرجته للناس حقا إلا بعد ستة عشر عاما، والإنسان يحاول فيه ويأتي من هنا وهناك، بعد خمسة عشر، ستة عشر سنة يمكن إخراجه بعد، يتصدر الإنسان فيه للناس. والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة الواقعة)
ما هو القدر من النحو و القواعد الذي يأهل طالب العلم المفسر لكي يفهم القرآن و يفسره و ما نصيحتكم لتعلم علم النحو والكتب التي تنصحون بها؟
العلم يحتاج إلى شيء شامل .. تقرأ في النحو أكبر قدر.تقرأ في التاريخ.تقرأ في الحديث.تقرأ في الفقه. تقرأ في العقائد هذه تدريجيا هيالتي تقوم عندك علم التفسير.
علم التفسير يحتاج إلى جميع العلوم لأنك تمر على آيات فقهية و تمر على آيات بلاغية و تمر على آيات نحوية و تمر على غيرها.إذا تريدطلب العلم اطلبه طلبا شاملا ثم ارتقي بنفسك تدريجيا عاما بعد عام.لكن هذه قضية صبر.
(تعليقات على سورة السجدة)
ما هي الكتب التي يعتد بها لتعلم علم التفسير؟
أولا اقرأ كتب التفسير نفسها حتى تكون ألفة بينك و بينعلم التفسير. ثم بعد ذلك تفتق لك مسائل هي نفسها تدلك على الكتب.ابدأ بتفسير ابن كثير ,تفسير بن جزي الكلبي في علوم التنزيل, المحرر الوجيز لابن عطية, معالم التنزيل للبغوي. اقرأ فيها كثيرا .. سنة .. سنتين. تحدث ألفة بينك و بين علم التفسير بعد ذلك يكتب الله جل و علا لك خيرا كثيرا.
(تعليقات على سورة السجدة)
يقول نويت في هذه الإجازة حفظ القرآن الكريم ولكن في بعض الأوقات أشعُر باليأس؟؟
أنت ضع لنفسك أمراً أنك على خيرٍ عظيم ولا يدباً إليك اليأس وحتى لو لم تكملهُ في الإجازة هذا لا يضُر حسبُك فخراًً أن ينظُر الله جل وعلا إليك وأنت تحت سارية مسجد تروم كتابة العظيم تحاول أن تتدبره وتحفظه هذا لوحدهِ فخرٌ عظيم.
(شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري)
يقول أعطوني علاج لكي أبكي من خشية الله وعند قراءة الآيات وما العلاج؟
هذا يتعلق بالله فاسألهُ الله، نسأل الله أن يرزقنا وإياك الخشية منه لا يتعلق بأحد في سجودك أسأل الله أن تُحبهُ قال {اللهم إني أسألك حُبك وحب ما يحبك وحب كل عمل يقرب إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من الماء البارد على الظمأ} وأمثال ذلك من الأمور يُعينك الله جل وعلا على خشيتهِ.
(شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا شيخ قال تعالى مخبرا عن يوسف والنسوة: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) (يوسف:31) فمن هول المشهد قطعن أيديهن، ويقول الله تعالى في آية كريمة (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبا) (الكهف:18) والمعروف عندنا أن الرعب إذا تملك من الإنسان لم يستطيع أن يفعل شيئا لا فرار ولا غيره، فلماذا في سورة يوسف لم يستطعن وهنا في الآية الكريمة قدم الفرار على الرعب؟.
المواقف قسمان:
مواقف جلال. ومواقف جمال.ولهذا الله جل وعلا يوصف بأن له كمال الجلال وكمال الجمال، فكمال الجمال: يحدث في القلوب تأثيرا يصيب الدهشة، وتأثير الجلال: يحدث تأثيرا في القلوب يصيب بالرعب،فهؤلاء النسوة الموقف الذي رأينه كان موقف جمال لا موقف جلال،وإنما أكبرن جماله فلهذا دهشن، وانشغلن برؤيته عن ما في أيديهن، ولهذا قال الله: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) فقوله (إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) قرينة على أن الموقف موقف جمال.
أما في سورة الكهف فإن الموقف موقف جلال رعب، طبعا كثير من الناس يتساءلون كيف المفروض أولا يصيبهم الرعب ثم يصيبهم الفرار؟ كأن الموقف من شدته أحدث في نفوسهم انصرافاً، قبل أن يتملكهم الرعب، أي حتى الرعب لم يعد بعد يخالط قلوبهم إلا واتخذوا قرار الفرار من هول ما رأوا، هذا أفضل ما قيل والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة التحريم)
ودي أسأل الشيخ ما هو رأيه في قول من يقول أن القرآن ليس معجزا بذاته وإنما هو معجز بأمر خارجي ويقول أن العرب قادرون على أن يأتوا بقرآن لكن الله صرفهم عنه، وهل قال بهذا القول أحد من أهل العلم؟.
هذا القول ينسب إلى إبراهيم النظام أحد أئمة المعتزلة قال: (بأن العرب قادرين بأن يأتوا بمثل هذا القرآن لكن إعجازه في أنه الله جل وعلا صرفهم عن أن يأتوا بمثله) وهذا القول من إبراهيم النظام قول مردود، بل رده بعض أئمة المعتزلة ـ كالجاحظ وأضرابه من أئمة المعتزلة الذين يوافقون إبراهيم النظام في أصول المذهب ومعدودون معه أنهم من المعتزلة عندهم كتب يردون فيها على إبراهيم هذا لأن القرآن ليس معجزا في ذاته ولكن الله جل وعلا صرف العرب عنه، والحق أن الله جل وعلا جل أن الرب سبحانه وتعالى جعل القرآن معجزا في ذاته فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم تضمن إعجازا لغويا وعلميا، بل هو معجز في كل شيء، فهو كلام الله تحدى الله العرب فيه أن يأتوا بسورة من مثله بل ببعض سورة بل ببعض آية، بل قال جل وعلا: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) أما أن يوجد عالم معدود من علماء أهل السنة وعرف له قدر في القرآن قال بهذا القول فلا أعرف أحدا قال به، ولو قال به أحد لرد قوله عليه.
(وقفات مع سورة التحريم)
عندماوقعت أحداث 11 سبتمبر قال بعض طلبة العلم في سورة التوبة الآية 110 في قوله تعالى (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) يقولون: إن عدد أدوار برجي التجارة 110، و سورة التوبة في الجزءالحادي عشر و سورة التوبة في السورة التاسعة في المصحف؟
طبعا هذا كله باطل، لا أصل له، و لا يجوز للأحد أن يربط بينهما أرقاما،إخواني الله يقول (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ) يتكلم عن بنيان المنافقين وهو مسجد الضرار (الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قد يأتي إنسان، يدخل عليك مدخلا عظيما يقول لك، العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،و هذه قاعدة صحيحة في أكثر أحوالها، و لكن ينبغي أن تعرف كيف تربط بين قول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ما نطبقها على برجي التجارة في نيويورك، كيف تطبق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أي إنسان حينما يريد أن يبني مسجدا ليضر به الناس نهدمه ونقول مثله مثل مسجد ماذا؟ مثل مسجد الضرار، ونتلو الآية (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) أما أن يطبق هذا على البرجين، فيقال رقم 9 و رقم11، هذا قد يقوله من لم يفقه أي مفاتيح لكلام الله و لا علم له بالتفسيريعني هذا، ما تدار بالعاطفة
(شذرات التفسير)
قال الرب تبارك و تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87] يقول يا شيخ هذا نبي الله يونس، كيف يظن أن الله لا يقدر عليه و هو نبي؟
ما معنى أن لا نقدر عليه هنا معناها أن لا يضيق {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} أي لن نضيق عليه
يعني اعتقد أن احتفاء الله به، يمنع أن يضيق الله جل و علا عليه.
(شذرات التفسير)
كيف نجمع بين قول الله تعالى (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) (لقمان:34) و بين الطب الحديث الذي يستطيع أن يعلم ما هوالمولود؟
ما في لغة العرب موصولة، تعني العموم يدخل فيها كل شيء فقول الله تبارك و تعالى (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) أي يعلم هل سيولد خديجا أو كاملا، هل سيحيي أو لا يحيي، هل شقي أو سعيد، يعلم الله جل و علا رزقه وأجله، يعلم الله جل و علا ذكرا كان أو أنثى، يعلم الله جل و علا كل شيء عنه، أما الطب الحديث يصور وهذا التصوير انتقل به الأمر بقدر الله، من الغيب إلى الشهادة لأنه أصبح شيئا محسوسا.
(شذرات التفسير)
هل الجن يتزوجون الإنس استدلالا بقولهتعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (الرحمن:74)
هذهالمسألة أنا لا أدري قال فيها بعض العلماء، لكن أنا لا أعلم قولا صحيحا صريحا في المسألة
(شذرات التفسير)
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ يقول السائل: كيف نجمع بين قول الله تعالى في سورة الأعراف (أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (43) وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة بأعمالكم)؟
قال الله تبارك وتعالى: (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟؟ قال: ولا أنا إلا أن يتداركني الله برحمته " إذا في الآية إثبات وفي الحديث نفي والقرآن والسنة قطعا يعاضد بعضها بعضا محال أن يثبت القرآن ما نفته السنة، أو أن تنفي السنة ما أثبته القرآن، الجواب عن هذا: أن يُعلم أن الباء في كلا الحالين مختلف ليست واحدة، سنضرب مثلا خارج الآيات ثم نطبقها على حالنا، فلو أنك تملك هذه الساعة وجاء أحد الحضور وقال: يا صالح هذه الساعة لك؟ قلت نعم، قال: خذ هذه ألف ريال وبعني الساعة، فأعطيته الساعة وأخذت الألف ريال، فلو قابله أحد وقال من أين لك هذه الساعة كيف ملكتها كيف نلتها؟ قال: نلتها بألف ريال، هذه الباء تسمى باء ماذا؟ باء عوض، فالألف مقام الساعة والساعة مقام الألف، أنت تملك سيارة مثلا كابرس مديل2008في شخص مغرم بفورد 2008 وأنت مغرم بهذا النوع الأول فعندما تبادلتما، سألك الناس وسألوه قال: أخذت الكابرس وأعطيت الفورد، إذاً الفورد عوض عن الكابرس والعكس، حتى لو اشتريتها بمال، إذاً المقصود الباء باء عوض، هذه باء العوض، في باء أخرى أيها المبارك اسمها باء السبب فلو هذه الساعة نفسها قام رجل وقال نفرض أحدكم قال يا شيخ صالح أنا من المدينة ـ أنا من المدينة ـ فو قلت بسبب أنك من أهل المدينة خذ هذه الساعة، فسبب كونه من أهل المدينة كانت سببا في أنني قربته أكثر من غيره، وأعطيته الساعة، فهو لم يدفع عوضاً، لا يوجد عوض، لكنه لو سؤل كيف نلت الساعة لقال بسبب أنني كنت الوحيد في الدرس من المدينة، إذا في كم الباء؟ بائين: باء عوض وباء سبب، نأتي للآية الله ربنا يقول وهو أصدق القائلين: (وَنُودُواْ) أي أهل الإيمان (أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ) هي الآن قريبة
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن تلكم " للتفخيم للتعظيم، وإلا هو عند باب الجنة (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أي بماذا؟ بسبب أعمالكم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة أحد بعمله) أي لا يدخل الجنة أحد عوض عن ماذا؟ عوض عن عمله، لماذا؟ لأن أعمالنا مهما بلغت لا يمكن أن تكون ثمنا للجنة، الجنة أعظم، فالله جل وعلا خلقنا وحق علينا أن نعبده، جل ذكره فليست أعمالنا عوض عن الجنة مقابل الألف مقابل الساعة، والعمل عوض عن الجنة، والجنة عوض عن العمل، محال، قد يدخل الجنة رجل قال كلمة التوحيد وأسلم وآمن يدخل الجنة، قد يغفر الله لرجل كل حياته ذنوب موحد يدخل الجنة، فأعمالنا ليست عوض ولا ثمن للجنة، لكنها سبب في دخول الجنة، لأن أعمالنا في التركيب سبب لرحمة الله ورحمة الله أدخلتنا الجنة، فالمُثبت في الآية باء السبب والمنفي في الحديث باء العوض، وأنا قررتها بالعامية حتى يفقه الناس والعلم عند الله.
(تأملات حول سورتي البروج والبلد)
شيخنا جزاكم الله خيرا، شيخنا هذا أحد الأحبة يقول قد عزمت على حفظ القرآن الكريم فهل لي من نصائح وتوجيهات، وتحذير من أمر ما جزاكم الله خيرا؟
نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياك الإخلاص وأن يبارك لك فيما عزمت عليه وأن يعينك، لكن نقول لك ما حفظنا عمن أدركناه، قم به بالليل يرسخ في قلبك كثيرا، هذا أفضل طريقة لحفظ القرآن.
(تأملات حول سورتي البروج والبلد)
آخر آيتين من سورة البقرة "من قرأهما في ليلة كفتاه " ما معنى كفتاها جزاكم الله خيراً؟
الحديث صحيح والمعنى مختلف فيه ـ معنى الحديث ـ قيل كفتاه قيام الليل وأظنه بعيد، والذي يظهر لي مما يحفظ الله جل وعلا به عبده أن يقرأ خواتيم سورة البقرة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كل ليلة.
(تأملات في سورة الفرقان)
ما المراد بكلمة (الأعراف)؟
قلنا في دروسنا أنها جبال أو هضاب أو تلال مطلة على الجنة وعلى النار.
(تأملات في سورة الفرقان)
يقول لو تعيدون التدليل على جواز نسخ القرآن بالسنة.
قلنا إن الله جل وعلا قال {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} (البقرة:106) قلنا القائلون بالجواز يقولون إن {نَأْتِ} يعني عائدة إلى الله والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إنما هذا الله جل وعلا يوحيه إليه.
(تأملات قرآنية3)
لماذا آيات سورة هود كلها مكية إلا واحدة مدنية وجزاكم الله خيرا؟
نحن قلنا إن القرآن ما نزل قبل الهجرة مكي وما نزل بعد الهجرة مدني فأكثر آيات القرآن هود نزلت في مكة فلما نزلت هذه الآية {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} (هود:114) التي ذكرناها قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ضعوها في موضع كذا في موضعها الذي هي فيه اليوم فأصبحت بذلك مدنية.
(تأملات قرآنية3)
يقول (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً) (التوبة:97) من هم الأعراب؟
طبعا هنا الآية يقصد بها من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة من سكن البادية ورفض الترحال ويتنقل هذا يقال له أعرابي لكن الذي يتنقل ولا يدخل المدن هذا أعرابي لكن ليس كل أعرابي مذموم قال الله (وَمِنَ الأَعْرَابِ) ماذا؟ (مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ) (التوبة:99) الذي يستشهد بالقران يستشهد به كاملاً.
(تأملات قرآنية3)
يقول {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} (هود:107/ 108) كان العرب يقولونه للشيء الدائم الغير منقطع ما رأيك في هذا القول؟
هو يؤدي نفس المعنى لكن لا أعلم دليلاً على أن العرب كانت تقوله.
(تأملات قرآنية3)
يقول ذكرت أن نبي الله يوسف لم ينبأ إلا متأخراً وقد قال الله عز وجل حينما وضع يوسف في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15) فالوحي كان قبل ذلك فكيف تُخرج هذه الآية؟
هذا الوحي ليس وحي نبوة هذا شيء أوقعه الله في نفسه أو سمعه من ملك لكن لا يمكن أن ينبأ نبي وعمره سبع سنين.
(تأملات قرآنية3)
هل من حفظ القرآن ثم نسيه آثم؟
إذا تعمد ذلك يخشى عليه من الإثم.
(تأملات قرآنية3)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أنا عندي ميول إلى علم التفسير فكيف السبيل إلى من يريد أن يتبحر في هذا العلم؟ ماذا يقرأ من الكتب؟ ماذا يتعلم من قبل الشرع؟
التفسير أشرف العلوم بلا شك والسنة كلها قلنا في آية واحدة {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر:7) وأما كيف تصبح مفسراً فالأول أول خطوة أن يصلح بينك وبين علم التفسير مزج يصبح علم التفسير في دمك وهذا لا يكون إلا بأن تقرأ كثيرا للمفسرين دون أن تتصدر للناس لا تستعجل تقرأ كثيراً في كتب التفسير فإذا وجدت في نفسك دمج يجري في دمك هذا العلم تحبه مابين الحين والحين تقرأ في التفسير تصبح منشغلاً به ليلاً ونهاراً تصبح بعد ذلك هذه الخطوة الأولى مثل الشعر كيف تصبح شاعراً ما يمكن تعلم عروض تصبح شاعراً أول شيء اقرأ كتب الشعر حتى تتعب ويُصبح الشعر يجري في دمك ليل نهار تقول شعر تصبح شاعر ممكن أن تصبح شاعراً مثله علم التفسير فأنا أقول من يقرأ كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمة الله تعالى يقرأه مرة مرتين ثلاث فإذا رأى بعد قراءته مرة مرتين ثلاث اندماج فيه يبحر في الكتب ويبدأ عاد هو بقدراته العلمية أنا لا أدري عن السائل ما مستواه في اللغة ما مستواه في الأدب بعد ذلك كله ييسير لكن أولاً يوجد ألفه مزج دمج بينك وبين علم التفسير إذا وجد هذا حتى لوكنت من أعلم الناس العلم بالمراجعة والمدارسة ليلاً ونهاراً ويعلم الله أننا نقرأ فيه ليلاً ونهاراً ولم نبلغ شؤاً فيه ولا شأناً ذا بال لكن حتى لا يصبح الإنسان مسيطر عليه علم التفسير.
(تأملات قرآنية3)
يقول: ما صحة قول أن القرآن نزل جملة واحده إلى السماء الدنيا؟
لا أعلمه ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن هو قول كثير من العلماء.
(تأملات قرآنية3)
يقول هل صحيح أن الرعد اسم من أسماء الملائكة؟
لا أعلمه صحيحاً.
(تأملات قرآنية3)
يقول: هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز أم لا؟
لا يوجد في ذلك خبر صريح فيما أعلم.
(تأملات قرآنية3)
مروي في تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير أحاديث تدل على أن اليهود يعلمون عن قصة يوسف هل هذه الآثار صحيحة؟
طبيعي أن يعلم اليهود عن قصة يوسف بلا شك.
(تأملات قرآنية3)
ذكرت أن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية مع أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم؟
أنا قلت أن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية ما قلت وإن كنت قلته فأنا أعتذر عنه لكن ربما الأخ فهم خطأ أما أنا لم أقل إن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية.
(تأملات قرآنية3)
الرجاء إعادة مفاتيح الغيب؟
قلنا إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت.
(تأملات قرآنية3)
ما رأي الشيخ صالح في تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب رحمه الله؟
رحمة الله على السيد قطب هو رجل مفكر وأديب أكثر منه مفسرا لكن ممكن أن يستفاد من كتابه لكن ينبغي أن نعلم انه لا يصلح للمبتدئين لكن المتمكن عقديا وفكريا ممكن أن يقرا فيه ويتأثر ببلاغه لكن ثمة أمور خالف فيها غفر الله له ورحمه وتلقاها بعض الطلاب تلق خاطئ فنجم عنها أمور غير محمودة. على العموم الرجل له محاسنه وله بعض أخطائه اسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه فالمبتدئون لا انصحهم به أما من كان متمكنا شريعة وفكرا فحسن أن يقرا في كتاب سيد قطب في ظلال القران.
(منتديات عشاق الجنة)
نرى عزوف الكثير من الناس عن تعلم أصول القران الكريم والحديث كعلم شرعي .. وعدم السعي في تعلم التفسير والاطلاع عليه فنرى بعدا ظاهر جدا في الابتعاد عن فهم القران .... فما هو رأي فضيلتكم في هذا؟
ما ذكرته الأخت الكريمة صحيح واذكر أنني عندما بدأت أول دروس التفسير تقريبا كان 1408 كانت أجمالا و1416 كانت تخصيصا نفر كثير من الناس وعارضني كثير من المشايخ وأحجم عني بعض التسجيلات. لكنني كنت أقول انه يجب أن تعود الأمة إلى القران ثم ولله الحمد نرى الآن أقبالا كثيرا على التفسير. نعم الصحوة عندما بدأت أغفلت العناية بكلام الله جل وعلا أذ تصدر الناس لتدريس الفقه والمتون الشرعية وهذا أمر حميد لكن خيرا منه وأفضل وأحسن أن يكون هناك توجه لعلوم القران وتأصيله ودراسة علوم القران والتفسير وهذا لله الحمد بدا الآن تظهر جمعيات في علوم
(يُتْبَعُ)
(/)
القران والذي اعلمه أن هذا المنتدى المبارك لديهم زاوية أو صفحة أو أشبه ذلك تتخصص بعلوم القران. هذا كله محمود ونسال للناس التوفيق في هذا الباب العظيم.
(منتديات عشاق الجنة)
ما هي أفضل كتب التفسير التي تنصح بقراءتها للمبتدئين؟!
كتاب تفسير ابن كثير والمحرر الوجيز لابن عطية والتسهيل لابن جزيء الكلبي
(منتديات عشاق الجنة)
ما هي أفضل الطرق لمراجعة القرآن الكريم .. وتثبيته؟! وجزاكم الله خيرا
أولا القيام به في الليل فهذا أعظم ما يثبت القران في الصدر ثم تحري الأوقات التي ترين نفسك فيها مقبلة على الحفظ فلتحفظي مع المراجعة مع الغير هذه وأغرارها تعين أن شاء الله على حفظ القران.
(منتديات عشاق الجنة)
يقول الله تعالى في سورة يس (فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)،
و عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري ومسلم.
كيف الجمع بين: قوله سبحانه (وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) و قوله (فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة)؟
تفصيل هذا في التالي/
العمل أحيانا يا أختاه يكون بالنية فمثلا أنسان نوى أن يسرق ثم بدا له أن يترك هذا لا يعاقب لكن أنسانا بدا له أن يسرق وما منعه أن يسرق إلا أن النور أضيء أو أن الحارس قدم أو ان الناس جلبوا بأصواتهم فمنعه عارض غير اختياري منه. عارض إجباري هذا يأثم على نيته لكن من نوى ولم يفعل فهذا لا يعاقب على نيته وهذا من رحمة الله جل وعلا على عباده ويدل عليه قول صلى الله عليه وسلم (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل ما بال المقتول. قال انه كان حريصا على دفع صاحبه) فكونه عجل له بالمنية هذا مانع اضطراري فلهذا أثم كما اخبر صلى الله عليه وسلم أما إذا كان المانع اختياريا فلا يأثم.
(منتديات عشاق الجنة)
نجد طالبات الدُور ومراكز تحفيظ القرآن، مجتهدات في الحفظ وطلب العلم طوال العام والحمد لله، لكن إذا جاءت العطلات تقل الهمة، وربما تركن حفظ أو مراجعة القرآن الكريم، فهل هذا يقدح في الإخلاص؟ بمعنى / كأنهنّ حفظن من أجل الدرجات والنجاح، ثم ينتهي الأمر .. !!
لا إن شاء الله لا يقدح بالإخلاص فالنفوس تسام وتمل ولا باس إن يكون الإنسان له وقت مع أقرانه وأهل بيته وخواص أصحابه يغدو ويروح معهم ويطرد السامة عن نفسه لا أن يرتكب محرما. نرجو الله انه لا حرج لكن لأسباب نحاول أن نراجعها ولو قليلا ولا يتركوا قيام الليل وهذا كله إن شاء الله يدل على إن الإنسان يريد لنفسه خيرا.
(منتديات عشاق الجنة)
قال تعالى في سورة يس (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) (52) والآية تتكلم عن الكفار، وورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حال المؤمن والكافر في القبر وكيف أن الكافر يعذب في قبره فكيف الجمع بين الآية والحديث؟.
لا يوجد تعارض هذا القبر ونعيمه يتصل حينا وينقطع أحيانا وهو مسالة غيب لا يستطيع احد أن يتكلم فيها إلا بمقدار ما جاءت به النصوص، فالنصوص دلت على أن أهل القبور إما يتنعمون وإما يتعذبون وظاهرها أن هذا يتصل وينقطع وأنهم يشعرون بالرقاد ومنه قول الله جل وعلا قال (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) والعلم عند الله ويجب أن ننبه أن الكلام بالغيبيات بمقدار ما أوضحه النص حتى تبقى جلالة الغيب شاملة عامة ولهذا قال الله (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (ق:22) مع انه كان يسمع القران لكن المعاينة ليست كالخبر.
(منتديات عشاق الجنة)
هذا سائل يسأل عن أرجى آية في كتاب الله؟
الرجاء بالله جل وعلا عظيم، ومن أعظم المقاصد، وأسمى المطالب، والعلماء – رحمهم الله- استقرؤا القرآن ثم اختلفت كلمتهم في أي آية في كتاب الله أرجى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
· ومنهم من قال وهو قول القرطبي ومن وافقه: أن أرجى آية في كلام الله قول الله جل وعلا في سورة الأنعام: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْيَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82).
· وقال آخرون: إن أرجى آية في القرآن قول الله جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر:53)، وهذا القول ينسب إلى ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما -.
· وقال آخرون ورجحه أو مال إليه شيخنا الشنقيطي – رحمه الله -: أن أرجى آية في كلام الله قول الله تبارك وتعالى في سورة فاطر: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبير * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) (فاطر:32) فقالوا إن " واو الجماعة " في قول الله جل وعلا: (يَدْخُلُونَهَا) يشمل الطوائف الثلاثة كلها، الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات، ولهذا قال بعض العلماء: (إن هذه الواو في قوله سبحانه: (يَدْخُلُونَهَا) حق أن تكتب بماء العينين، لا تكتب بمداد الحبر)، فالعلم عند الله.
(تأملات في سورة الحشر)
كيف أعلم أن هذه الدمعة التي تخرج من عيني أنها بتأثير القرآن لا بغيره؟
هذا يختلف، ولا نستطيع أن نحكم أو نجزم، لكن من الفوارق في هذا والإنسان أصلا مخلصا لله لكن إذا قُدر لك أن تقرأ القرآن لوحدك، يعني في مكان خالي، وبين يدي الله تتلوا آيات غلبت عليك دمعة ولم يكن هناك أحد يشاهدك فيرجى أن يكون هذا لله، ونقول يرجى ولامرارا وقدر لك أن تناله سيكون بالنسب لك معينا في أن يبعد عنك وساوس الشيطان ونزغاته، لكن لا يعني في ذلك فيصلا في القضية، لأنه لا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله تقبل أو لم يتقبل إلا إذا لقي الله، فلا راح للمؤمن حتى يلقى الله، والله يقول: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) (العاديات:9/ 11)، وقال في الطارق: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (9)، والمقصود من هذا أن الإنسان يوطن نفسه على أن يقف بين يدي الله في سفره أو في حضره أو في بيته، يكون له خلوات يتلوا فيها القرآن، ويحاول أن يرقق قلبه ويتلوا آيات يغلب على الظن أنها تحرك الأفئدة، وتقشعر منها الجلود، وتذرف منها العين لعل الله جل وعلا أن يمن عليه بالقرب منه، والله هو التواب الرحيم.
(تأملات في سورة الحشر)
هل لك أن تدلنا شيخنا على آيات من كتاب الله عز وجل كلما ازددت تدبرا فيها زاد لدي التقوى؟.
القرآن كله عظيم، لكن أعظم ما وصف الله جل وعلا به نفسه، أو بتعبير آخر حديث الله عن الله، آية الكرسي، قول الله في الأعراف: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " (54) قراءة سورة الحديد، خواتيم سورة الحشر، قول الله في الشعراء حكاية عن إبراهيم: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (75/ 77) إلى آخر الآيات إلى قوله جل ذكره: (لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ {87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89})، وقول الله عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) (آل عمران:35)، وقول الله جل وعلا – حكاية عن مريم -: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران:47) هذه وأمثالها آيات تزلزل الجبال فضلا عن قلوب العباد.
(تأملات في سورة الحشر)
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يمكنني الجمع بين قول الله تعالى: (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا) (الأعراف:155) وبين قول عائشة رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث)؟ جزاكم الله خير.
هذه الآية ليس في الأمر ما يمنع، إنما خوف ٌقاله نبي الله جل وعلا موسى عليه الصلاة والسلام، لما رجف بهم الجبل، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زينب بنت جحش في الصحيحين: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث) هذا الأصل إن السفهاء إذا طغوا، وأشاعوا في الناس الفجور، والفسق تصبح الأمة كلها عرضة للهلاك، لكن يبعثون بعد ذلك على نياتهم ولا يوجد تعارض بين الحديث والآية، إنما الآية تتكلم عن توسل من ذلك النبي الكريم إلى ربه تبارك وتعالى.
(تأملات في سورة الحشر)
يقول يا شيخ ما الحكمة أن تذكر القصة في القرآن مرة مطولة ومرة مختصرة في سور من القرآن؟
هذا من أسلوب القرآن:
· تثبيت لقلب نبيه.
· وإيضاحا للمعاني.
وهي طرائق جاء بها القرآن، فغلب بها فصاحة الفصحاء، وبلاغة البلغاء، والله تبارك وتعالى سمى كتابه هذا مثاني: أي يكرر فيه الأمر مرة بعد مرة.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
اقرأ القرآن وأريد أن يخشع عن قراءته فلا أجد ذلك، فما هي الطرق المعينة على ذلك؟
تفقد حالك مع والديك، من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة بر الوالدين، الإنسان أحيانا يُحَال بينه وبين ما يريده إما:
· لمظلمة ظلمها الناس.
· أو لعقوق بينه وبين والديه.
فمثل هذا من ما يحجب معالي الأمور التي ينشدها العبد، فإذا راجع علاقته مع والديه مع أمه بالذات، أو تبين إن كان يظلم أحدا عاملا خادمة زوجة ولد، طالب عنده في البيت أوفي المنزل أو في المدرسة، تفقد أحواله مع الناس يحاول قدر المكان أن لا يكون بينه وبين الله مظلمة يسأله الله جل وعلا عنها هذا، إذا اجتنب يعين على الخشوع القلبي.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
أحفظ القرآن وأنساه وكلما راجعته لا يثبت.
يقول بعض الصالحين: "قم به بالليل تزداد له حفظا"، من أعظم ما يثبت حفظ القرآن أن يقوم به المرء في الليل.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
يتبع
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:40 م]ـ
ما معنى قول الله عز وجل: (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)؟
المعنى ظاهر لأن الله جل وعلا إذا كان كافيا لعبد فلا يمكن أن يسلط عليه أحد: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) وهي كلمة عظيمة جليلة الأثر، عظيمة المعنى: (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها الأنبياء من قبل وقالها النبي صلى الله عليه وسلم، تزلزل لها الجبال، وكلما عظم علم الإنسان بمعناها ويقينه بربه زادت أثرا عليه، يعني زادت استفادته منها بمقدار صدق توكلها على ربه جل وعلا، حسبنا الله ونعم الوكيل.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
الحمد لله الذي هداني واليوم هل أحفظ القرآن أو أطلب العلم؟
لا علم بدون القرآن ابدأ بالقرآن فأحفظه، حتى إذا قطعت جزءا كبيرا من حفظه عشرة أجزاء فأكثر ابدأ في طلب العلم.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
يا شيخ صالح -الله يحفظك- قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خذوا القرآن عن أربعة "ماذا يُفهم منه وكذلك قولهُ عليه الصلاة والسلام: " من كان قارئً فليقرأ على قراءه ابن أم عبد "؟.
نعم، هذا لايعني الحصر , لكن هؤلاء أئمة القراء، النبي صلى الله عليه وسلم قال " خذوا القرآن عن أربعة " ثم عدد (أبي رضي الله عنه وأرضاه وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله أبن مسعود الذي هو عبد الله أبن أمي عبد فهؤلاء الذين حث النبي صلى الله عليه وسلم على الأخذ منهم هؤلاء ثلاثة ورابعهم معاذ رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وكلهم -يعني-عبد الله أبن مسعود مهاجر وأبي ومعاذ من الأنصار وسالم مهاجر،اثنان مهاجران واثنان من الأنصار. لكن لا يُفهم منه الحصر، لكن من أعظمهم قراءةً عبد الله أبن مسعود لأنه كان يأخذ القرآن رطباً من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدقال: [أخذت ثلاثين سورة من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم] وهو من السابقين الأولين من المهاجرين رضي الله عنه وأرضاه وقد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في أول
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوته ومنها أنه كان معه في غارٍ في منى وأخذ عنه في ذلك الغار نزول سورة المُرسلات.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
يا شيخ استمعت لمحاضرة لك أنه سورة يونس أختلف المفسرين في إلحاقها بالسبع المثاني أو الطوال وبيت السبب يا شيخ أنه اللي قبلها أعتقد أنها المائدة والتوبة أنها إذا جُمعت فلها موضع وإذا فُصلت فلها موضع مع أن المائدة والتوبة أكثر من المائة فكيف نوفق هذا القول؟
العلماء اتفقوا على أن هناك سور مئين السبع المئين السبع الطوال واتفقوا على (البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف) فهذه الست مُتفق عليها واختلفوا في السابعة، فذهب فريقٌ إلى أنها التوبة والأنفال متفقه -هو ذكر المائدة طبعاً هذا وهمٌ منه- اتفقوا قال فريق إنها التوبة مع الأنفال مجتمعة، وقال آخرون: إنها سورة يونس.وبكلٍ يعني له أسلوبه في الترجيح
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
كيف اشبع رغبتي بتفسير القرآن الكريم كتب أو مراجع أو مصادر يا شيخ لأني أحاول أتوسع قدر المستطاع في قضية التفسير وغيره.؟
طُرق محددة لابُد أن يقرأ في كتب التفسير كثيراً في كتب التفسير نفسها غير مواقع الانترنت يعني يأخذ أمهات كتب التفسير فيقرأ فيها، هذه طريقة. ثم يقرأ في من دوّن في علوم التفسير يقرأ مثلاً تفسير الحافظ ابن كثير، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، كتاب تفسير ابن السعدي رحمة الله تعالى عليه تفسير الكريم المنان،، هذه الثلاث كمثال ثم إذا كان بلغ شأواً يرتقي إلى التحرير والتنوير لأن فيه شيء من الصعوبة للطاهر ابن عاشور رحمة الله يُصاحبه ذلك الاطلاع على طرائق المُفسرين يعني يأخذ علوم القرآن منها أن ينظر في كتاب التفسير والمفسرون للذهبي المُعاصر رحمه الله عليه الذي قتله الخوارج في مصر مؤخراً كان وزير الأوقاف المصرية فكتابه التفسير والمفسرون كتاب فيه جلاء واضح لسيرة التفسير وسيرة علم التفسير في تاريخ الأئمة.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
التوبة لماذا لم تبدأ بالبسملة؟
اختلف العلماء فيها، منهم من قال: كان يُنظر إلى أن سورة التوبة وسورة الأنفال كالسورة الواحدة، هذا قول لطائفة من العلماء. وقول: إنها بدأت بالسيف ذكر السيف وهذا لا يتناسب مع بسم الله الرحمن الرحيم لأن صدرُها (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) (التوبة:1) وهذا أرجح الأقوال وقد عد بها الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه في تفسيرهِ -لو راجعه- أربعة أقوال ثم كأنه مال إلى هذا الرأي وهي أنها غير مصدرة إلا بالسيف لذلك لم تُصدر بـ بسم الله الرحمن الرحيم، لعدم الجمع بينهما.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق "وقول الله عز وجل (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) سورة النحل: (36). وغير ذلك من الآيات التي تُبين أن الأنبياء والرُسل إنما أُرسلوا لعبادة الله وحدة فلا أدري هل هو تعارُض أو لا، كيف يُجمع بين ما هو ظاهرهُ التعارضُ وشكراً.
ليس هناك تعارض، لأن من أعظم مكارم الأخلاق توحيد الله.فما بُعث به النبيون عليهم الصلاة والسلام وهو عبادة الله واجتناب الطاغوت هذا من أعظم ما يجعل الإنسان ذا خُلقٍ كريم لأن المُشرك لا يُقال لهُ ذا خُلقٍ كريم إلا مخصوص يُقال كريم يُقال سخي يُقال كذا لكن ما يُقال عنهُ ذو خلقٍ كريم لذلك قال الله جل وعلا في وصف نبيهِ ({وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: (4). وأعظم خُلقٍ تحلى به النبي صلى الله عليه وسلم توحيده لربهِ، لكن عندما نقول إن الله قال وذكر أنه بعث الأنبياء لاجتناب الطاغوت وعبادة الله هذا تخصيص، لكن عندما حديث " إنما بعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق " هذا العموم، لكن يندرج في أولها عبادة الله جل وعلا وحدة.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
بالنسبة لكتاب ظلال القرآن لسيد قطب هل تنصح به، بعض العلماء ما نصحوا بهذا الكتاب هل فيه أخطاء عقائدية؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ظلال القرآن لسيد قطب، سيد قطب رحمه الله تعالى رجل يملك قلماً أدبياً قبل أن يملك علماً شرعياً ولا يعنى ذلك أنه ليس عنده علم شرعي، فبحسب الناظر في الكتاب، فإن كان أراد أن ينظر في الأسلوب ورقته وتفتك الكلمات فالحق أن الرجل أوتى حظاً عظيماً في هذا، أما قضية سيد رحمة الله عليه في كتابه ضمناً لقضية جاهلية القرن العشرين هذه النظرية لا يوافق عليها وتضرر الناس بسببها كثيراً فإذا كان الإنسان طالب علم يميز هذا من ذاك فلا بأس أن يقرأ في ظلال القرآن لسيد غفر الله له ورحمه ورحم أموات المسلمين أجمعين
(القطوف الدانية/التقديم والتأخير في كلام العليّ الكبير)
كلنا يعلم فضيلة شيخ أن الآيات المتشابهات إنما يستخدمها من في قلبه زيغ كما وصفه القرآن، فهل هناك أمثلة ممن يستشهد بها منافقوا هذا العصر حتى لا ينخدع الناس ويكونوا على بصيرة من أمرهم؟
هذا كما ذكر الله: (فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء) (آل عمران:7) وقد بينا مثال في قضية عيسى ابن مريم عليه السلام، وقلنا إن من في قلبه زيغ من النصارى أنهم تمسكوا بقوله: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء:171) وتركوا الآيات التي تقول: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ) [الزخرف:59] وهذا ممكن استطراده أو الأخذ فيه في أكثر من موضع في كلام الله جل وعلا يجب التنبه إليها، وهذا مداره على البحث والاستقصاء، وهو من أعظم ما تجول فيه أقدام العلماء.
(القطوف الدانية/ الراسخون في العلم)
في الآية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هل نزلت هذه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة أم في جميع المؤمنات؟
في المسألة خلاف مشهور بين العلماء، هل هي خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو هي شاملة في النساء جميعاً ومن أراد أن يعرف حقيقة الأمر فليرجع إلى كتب الفقهاء في المسألة وأصل الخطاب كان {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب:32) وفيها {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:33) وأم سلمة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ ما خرجت من بيتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما كلمت في هذا قالت: إننا أمرنا في البقاء في البيت وقرأت {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هذه من حجج من قال أنها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقال أكثر المفسرين كالطبري والحافظ ابن كثير إنها ليست مقصورة على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلم عند الله.
(أفذاذ الرجال)
نجد في بعض كتب التفسير بعض الأحاديث الضعيفة فهل نفسر فيها القرآن أم نقتصر على الحديث الصحيح؟
يقتصر على الحديث الصحيح لكن ينظر في ذلك الحديث إن كان لا يعارض أصلاً شرعياً فيمكن أن يستأنس به في علم التفسير.
(أفذاذ الرجال)
يسأل عن طريقة قراءة كُتب التفسير؟
علم التفسير علمٌ جم،والعلماء رحمة الله تعالى عليهم بذلوا فيه جهداً واسعاً أجزل الله مثوبتهم، نقول له: الناس تختلف قدراتها، لكن حبذا أن تقرأ بطريقتين قراءة عامة بمعنى أن تأخذكتاب مثل تفسير أبن كثير أو مختصر من المختصرات تفسير أبن كثير .. تقرأ فيه قراءة سرديه بمعنى أنك تقرأ مُتسلسلاً ثم طريقة أخرى أن تختار آيات غالباً ما تكون آيات أحكام لأن الفقه يحتاج إلى كثير من الفنون حتى يقوى الإنسان فيه،فيأخذ هذه الآيات يقرأها مبدئيا ثم يقرأ في عدة تفاسير فما لم يوسعه زيد فاض فيه عمرو .. بهذه الطريقة، إذا حصل الإنسان على لب المعلومة يقولها لغيرة .. يذهب إلى أخوانه إلى أخواته فيخبرهم بما أفاء الله عليه تثبيتاً له .. هذا ينفع كثيراً في علم التفسير لكن يحتاج إلى طول زمان لأنا نتكلم عن 114سورة لا يمكن الإلمام بها بين عشيةٍ أو ضحاها، هذه مسألة تُفنى فيها أعمار .. لهذا يُقال أن أبن جرير الطبري فيما يُنقل أنه لما أراد أن يؤلف تفسيره هذا رحمة الله تعالى عليه دعا الطلاب فقالوا في كم ورقة؟ فقال في ثلاثين ألف ورقة .. قالوا تفنى في هذا الأعمار فقال رحمة الله تعالى عليه .. الله المستعان ذهبت الهمم أو كلمةً نحوها، ثم جعله في ثلاثة ألاف ورقة وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي بين أيدينا وهو الآن يُنظر إليه على أنه من المطولات .. فهذه بعض الطرائق ونسأل الله التوفيق.
(آيات السؤال في القرآن الكريم)
الآن أنا معلم والأمر الذي أتكلم عنه يا شيخ يعني متعلق بالقرآن خاصة أنتتعلم أن وزارة التربية والتعليم تضم عدد كبير من المدارس ولو وضعنا مقارنة بين عددالمدارس وبين عدد مدرسين الأكفاء في تعليم القرآن أعتقد أنه لا توجد المقرنة، لكن الأمر الواقع لما يأتي المعلم إلى مدرسة ويكون ظاهرة الاستقامة مباشرة مدير المدرسة يكلفه بتدريس القرآن، وهذا هو الحاصل فضيلة الشيخ، لقلة وجود الأكفاء طبعا، لكن أود منكم يا فضيلة الشيخ نصيحة للمعلمين خاصة من وقع في هذا، ما الحل له؟
هو كان ناصحا وفقه الله، ولكن لا بد أن يفرقما بين الاستقامة والقدرة على الأداء في قراءة القرآن وتعليمه هذا فيه فرق، لكن الوزارة الذي أعلمه معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد وفقه الله من خيرةالوزراء ووزراؤنا ولله الحمد في هذه البلاد خيرون، تبذل جهود كبيرة وهناك كليات الآن بدأت يظهر فيها مسار القراءات، وكليات المعلمين وهذه جهود تحاول إن شاء الله مع الأيام تؤدي الغرض.
(القطوف الدانية/ آيات مكية)
تسأل عن قراءة سورة البقرة يتردد أن قرائتهافي جلسة واحدة تكون سبباً للشفاء؟
لا يشترط أن تكون في جلسة واحده ولكن لو فعلت ليس محضوراً والقرآن أصلاً قال الله فيه ({وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ} الإسراء82) وقد جاءت الآثار من حيث الجملة تبين فضل سورة البقرة (أقرءوا الزهراوين)،فلا يعد هذا بدعه إن شاء لله.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
من ذي النون؟
ذي النون يونس وقد ورد ذكره في القرآن أربع مرات قال الله تعالى ({وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً} الأنبياء87) وقال في القلم ({وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} القلم48) وهو يونس وقال فييونس ({فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} يونس98) يونس عليه الصلاة والسلام خرج مغاضباً من قومه ثم تاب الله عليه.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
تسأل عن التلازم في القرآن بين موسى عليه السلام وهارون .. وتسأل عن كُتب تفسير لطلاب العلم المبتدأين؟.
طبعاً الأخوة التي بينهما ولكونه ما بعثا في نفس الوقت .. نبيان رسولان في زمنٍ واحد وإلى فرعون وملئه .. ولهذا ذكرهما جل وعلا متلازمين.
بالنسبة لكتب التفسير (التسهيل: لأبن جزي الكلبي) هذا للمبتدأين جيد
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يسأل عن قولة تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (آل عمران:133) و (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (البقرة:148) كيف الجمع بين ذلك مع نزع عملية الحسد .. ويتساءل عن الفرق بين الغبطة والحسد؟.
الحسد مركب في كل جسد يقيناً، لكن الله جل وعلا قيد .. قال ({وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} الفلق5) أما إذا تغلب الإنسان على حسده بالتقوى فقد أفلح .. وكل من أعتصم بالله وتوكل عليه وعلم أن الفضل بيده نجّاه الله جل وعلا من أن يتلبس بالحسد ..
الغبطة والحسد تأتي على عدة معانيأو طرائق .. على النحو التالي: إذا تمنى الإنسان النعمة .. تمناها لنفسه مع عدم تمني أن تزول عن أخيه فهذه غبطة .. لكن هل تكون غبطة مذمومة أو تكون غبطة محمودة أومندوبه .. وهذا فيه خلاف ... كيف نعرف الخلاف؟؟
مثلاً: شخص ذو مال .. أنا وأنت .. الشيخ معمر ثري والشيخ صالح غير ثري .. فهذه مسألة دنيويه .. فكوني أتمنى لنفسي مالاًمثل الذي عندك .. هذا ما نقول أنه محمود .. نقول أنه مباح لأنه مسألة دنيويه ..
أنت ولا نزكيك على الله على مستوى من الفضل والتقوى .. فعندما أراها فيك أتمنى أن أكون مثلك دون أن تنزع منك .. فهذه غبطة محمودة مندوبة لأنها داخله في المسابقةإلى الخيرات والمنافسة في الطاعات .. أما الأول كانت دنيويةٍ محضة.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يسأل عن قراءة سورة الأنبياء .. البعض يقول قراءتها مثلاً سبع ليالي أن من شئنها أم من لديه عين يرى العائن في منامه؟
تفصيل هذا يكون على النحوالتالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تعبداً فلم يرد في هذا فيما أعلم شيء فلا يجوز اعتقاداًُ منه أنها له بها أجراً معين، أما إذا قال أحدٌ من الناس أنه قرأ سورة الأنبياء سبع مرات ثم ظهر له أحد ثبت له بعد ذلك حقاً أنه من أصابه بالعين .. فانتقل الأمر الآن من كونه تعبدي إلى كونه تجربه،طب .. والقرآن أخبر الله أنه شفاء .. فما يشترط في العبادة لا يشترط في التجربة .. لا يشترط في الطب لأن الطب قائمٌ على التجربة فلو قراءها وحصل أن رأى العائن فلا نثرب عليه في هذا الباب لكن لا ننسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا نقول بالجزم ولا نقول أن هذا من وسائل القُرب ..
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
هل نسيان السنة كنسيان القرآن؟
لا .. هذايحتاج إلى دليل والدليل قُصر على القرآن،لكن لا شك تضييع السنة فيه تفريط لكن لايصل إلى حد نسيان القرآن والنسيان أحياناً يكون بسبب عضوي وأحياناً يكون بسبب المعاصي.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يا شيخ عندي سؤال (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} سورة غافر: (8) يعني هذه الآية إذاكان الأب توفي الأبناء وعياله يتبعونه يوم القيامة
الآيات التي سأل عنها في سورةغافر (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة غافر: (8) العبد إذا أكرمه الله بدخول الجنةوكان أهل صلاح و تُقى يكرمه الله جل وعلا بأن يرفع بعض ذريته إليه قال ربنا (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍكُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} سورة الطور: (21) فالعبد إذا كان صالحاً تقيا باراً فإن أبنائه بناته أهله زوجه كلهم يُلحقون به إن ماتوا على أصل الإيمان، -نسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير-.ولو لم يبلغوا هذه الدرجة، قال الله (وَمَاأَلَتْنَاهُم) أي ما أنقصنا من رفع لتلك الدرجة وهذا من فضل الله وكرمه جل وعلا والله لا أحد أكرم منه ولا أحد أعظم منه فضلا ولا أحد مثله تبارك وتعالى.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يقول بالنسبة لحافظ القرآن بالنسبةلطالب العلم عموماً أو الإنسان هل الأول الاستمرار في حفظ القرآن أم يكثر من تلاوته فقط؟
الإنسان يكون مرتب ذهنيا، فأحيانا يريد تعبد محض، التعبد المحض يكون تلاوة وأكمل يفتح المصحف هنا شق تعبدمحض، تأتي أحوال الإنسان يراجع حفظه كمن يهيأ نفسه لمن يصلي في الليل أو يصلي بالناس التراويح فهذه يتخذ أوقات أكثر لمراجعة الحفظ إذا جاءنا رمضان أيام رمضان مثلا خاصة الأفاضل من إخواننا من الأئمة، هذه ما يمكن أن نجمل بها، الإنسان لابدأن يعرف ما المقصود وكلما كان الإنسان يعرف مقصوده يسهل عليه بعد ذلك ماذا يصنع لكن المهم أن لا تكون الطرائق التي نتبعها مخالفة للمقصود.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
شيخ ما رأيكم في مسألة ترجمة معاني القرآن هل تفضلون أن يترجم القرآن كله أم يترجم الضروري للمُسلم الغربي؟.
الأفضل أن يترجم القرآن كله، لكن -في رأيي- ليس كل أحد يعطى ترجمة كاملة للقرآن، فالمبتدأ إسلاما يعطى بعض الترجمة المناسبة لحاله ووضعه فإذا اتقى بإيمانه وتبين لنا أنه ثبتت قدماه في الطريق إلى حد ما يعطى ترجمة القرآن الكامل، لكن كعمل مشروع الحمد لله مجمع الملك فهد في المدينة قائم بهذا الأمر على أكمل وجه.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
ماالطريقة لتيسير حفظ القرآن الكريم؟
أعظم طريقة لحفظ القرآن القيام به في الليل ثم بعد ذلك قراءته كثيراً لأنه يتلفت كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر من منَّ الله عليه بحفظ القرآن يقول أن القراءة بعد صلاة الفجر لها وقع أفضل , كثرة المراجعة قراءة القرآن كثيراً هذا كله مما يعين على الحفظ.
(القطوف الدانية/ ديباج القرآن)
يسأل عن فضل سورة التكاثر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يرد فيما أعلم فضل لسورة التكاثرالسور التي ورد فيها فضل معدودات [البقرة / آل عمران / والكهف / والفلق والناس / وقل هو الله أحد / وتبارك فيها حديث ضعيف ضعفه يسير رواه الترمذي أما سورة التكاثر لا أعلم فيها نصاً صريحاً في فضلها إلا أن كان لم أطلع عليها هذا وارد.
(القطوف الدانية/ ديباج القرآن)
هل سورة الإسراء مدنية أو مكية حيث إن بعض آياتها مكية وبعضها مدنية؟
نعم هذا الصحيحأكثرها مكي , وبعض آياتهامدني
(القطوف الدانية/ سورة قريش)
ما الوسيلة يا شيخ لفهم القرآن لتدبره القرآن وحفظه؟
الأمر الأول: يعني اعتني بنفسك من ناحية سلامة الصدر، العلم مكانه الصدر فإذا وجد في قلب المؤمن أي أحد يطلب علم حسد وبغض وتصنيف للناس و يُحال بينه وبين العلم الأمر الثاني: أن تأخذ بعلم الآلة، وأن تقرأ في اللغة، وأن تقرأ للأكابر من أئمة التفسير من قبل ومن بعد.،، ثم بعد ذلك إذا مضت لك في هذا سنون تحصل خيرا إن شاء الله.
(القطوف الدانية/ قصار السور)
أسألكم عن قول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: 82). (كيف نجمع بين قول الله تعالى وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حديث الصحابي الذي رقي على أحد القوم حينما لدغته العقرب، وقرأ عليه سورة الفاتحة وشفي من هذا المرض.؟
نعم، الله يقول: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الإسراء: 82). قوله جل شأنه بالمؤمنين متعلق برحمة، وليس متعلق حصرا بالشفاء.
و واو عاطفة، الواو عاطفة لكن التي بين رحمة وشفاء عاطفة، لكن بالمؤمنين الجار والمجرور بالمؤمنين متعلق برحمة، ليس متعلق بالاثنين بالشفاء والرحمة، بدليل الخبر ثابت وهو أنه قرأ الفاتحة على سيد أولئك القوم فبرأ فقال صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أنها رقية " فلما برئ دل ذلك بوضوح على أنه يُقرأ على غير المؤمن، لكن كونه رحمة لا يكون رحمة إلا للمؤمنين، الرحمة بمعناها الخاص، لأن الرحمة لها معنيين:
رحمة عامة:هذا يشترك بها البر والفاجر، فإن الله جل وعلا يغيث الكفار بالمطر، والمطر رحمة.
لكن الرحمة الخاصة التي ينجم عنها صلاح القلب وعلو المنزلة و زكاة النفس وطهارة القلب هذا للمؤمنين، واضح.
شفاء للجميع، لكنه لاشك أنه في حق أهل الإيمان أكمل وأولى
(القطوف الدانية/ قصار السور)
هل يوصف الله عز وجل بالمنتقم في قوله تعالى: (وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) (إبراهيم:47)؟
، الله جل وعلا سمى نفسه بها، قال الله جل وعلا: (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ) [الدخان:16] فالله جل وعلا منتقم.
(القطوف الدانية/ قصار السور)
دائما نقرأ في التفاسير اختلاف الصحابة يعني أكثر الصحابة يقول نزلت في كذا ,,,وأنا سمعت من رسول صلى الله عليه وسلم كذا , ويختلفون في النزول , فهل الاختلاف كان من حيث السمع أم من حيث وجود الصحابي؟
طبعاً هو يعني الصحابة رضي الله عنهم قلما يحصل هذا الخلاف , لكن الاختلاف أين يقع؟
يقع في النقل إلينا , فمثلاً تأتي عدة روايات تكون بعضها ضعيفة غير صحيحة أصلاً - واضح - فتورد إلينا فيظن الناس أن هناك تعارض بآراء الصحابة في سبب نزول الآية مع أنه , لم يكن إلا سبب نزول واحد , أحياناً قد يتعدد سبب النزول , لكن لم ينقل إلينا على وجه صحيح إلا واحد , فتكون سائر الروايات ضعيفة , فالروايات الضعيفة لا تصادم الروايات الصحيحة , ما دام ضعّفناها ولم نقبلها فلا نقول أن هناك اختلاف بين الصحابة , الاختلاف في النقل أحياناً يكون ضعف , فلما يكون ضعف في السند قد يكون السند مثلاً غير صحيح البتة و موضوع قد يكون أقل فيصبح , إسناد الأمر للصحابي أصلاً لم يصح , فيُصبح عندما ننفي إسناد الأمر للصحابي إذاً لا خلاف في هذا التكييف للمسألة , لكن قد يكون أحياناً ـ يعني ـ للآية أكثر من سبب نزول.
(القطوف الدانية/ من آيات الأحكام)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا شيخ أحياناً في كتب التفسير تذكر أحياناً الله يبارك فيك إيجابيات وسلبيات لتفسير من التفاسير , فهل هذا يا شيخ ذكر الإيجابيات والسلبيات يكون قدحاً في كتاب التفسير المشار إليه مثلاً , كذلك يا شيخ الإشكال الثاني بالنسبة لكتاب السمعاني يا شيح في التفسير في ست مجلدات هل هو يا شيخ اصح كتاب في العقيدة يعني من اصح كتب المفسرين في العقيدة ,, وجزاكم الله خير وبارك فيكم
لا،من ألف فقد أُستُهدف , من أخرج كتاباً للناس من حق الناس أن ينقدوا الكتاب نقداً موضوعياً , هذا نقطة أساسية , كتاب المظفر السمعاني كتاب قيم جيد لكن لا نستطيع أن نقول أصح كتاب في العقيدة أصح كتاب , هذه ألفاظ الأحسن أن ينأ عنها؟؟!!
(القطوف الدانية/ من آيات الأحكام)
لو نتكلم قليلاً عن ربط حفظ كتاب الله مع فهمهِ، الكثير يعني يتغاضى عن قضية فهم القرآن مجرد فقط أنه يحفظ؟
هذه كما تعرف أستاذي مراحل، يعني فيه مرحلة الصغر، مرحلة الطالب في الابتدائية، المتوسطة، لا يُعقل أن نُطالبهُ بالتدبر، هذه مرحلة متقدمة، لأن التدبُر لهُ آلته، والآلة هنا غير موجودة. فالطالب يُعنّى بالابن في الصغر بقضية الحفظ، اللهم إلا بعض الآيات الظاهرة المعنى تتعلق بالسلوك العام، لكن مسألة التدبر، ورقيّ علم التفسير هذه لتوه، يعني يُشدد على مسألة الحفظ، فإذا شبّ عن الطوق كبُر وصل إلى مرحلة يأخذ فيها علم الآلة، يقرأ في اللغة، يُعطى أدبيات العرب، لأن لا نخطي يعني من الأخطاء الآن الموجودة المعاصرة يأتون للطالب خذّ كتاب تفسير واقرأهُ، هذا المفسر ما وصل إلى هذه المرحلة إلا بعد أن تجاوز مرحلة الآلة، فالصواب مع هؤلاء الناشئة أن يُعطوا شيء من علم الآلة، أن يُعطى شيء من أدب العرب، شعر العرب، نثر العرب، كيف تتكلم العرب؟ أساليب العرب في كلامها، يقرأ السيرة جيداً لأن السيرة تُرجُمان حق للقرآن، واقع عملي، مع الأيام -وهذا لا بد منه النضوج السنيّ- مع الأيام إذا تجاوز المرحلة الثانوية مثلاً دخل في المرحلة الجامعة ممكن حينها نقول ممكن أن يُعطى دخول خطوات متقدمة في علم التفسير، لكن أن يُطلب من شاب في السادسة الابتدائي تفسير مجملاً لا، فيه في بلادنا يدرسون التفسير بصورة مبسطة في المرحلة المتوسطة.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
طيب شيخنا قضية التدرج الآن في الحفظ أمر مطلوب، طيب كيف نتدرج مع الناشئة في قضية فهم القرآن، كيف ابدأ معاهم؟
نعم، آيات الأحكام ننأى بهم عنها، لصعوبتها بالنسبة لهم، لكنّ ثمّة سور بالذات القرآن المكي، القرآن المكي فيه أخبار، يعني جُلّهُ قصص قرآني، قصص قرآني يُؤخذ صفوة المطلوب، لا يوقف عند كل حرفيات، في قصة يوسف تتجلّى العفة، يتجلى الصبر، يتجلى كيف يفر الإنسان من كيد أقرانه؟ كُلها في قصة يوسف.
في خبر أصحاب الكهف حاجة الإنسان للرفقة الصالحة تتجلّى في قصة الكهف.
للنساء سورة مريم عفتها (إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [سورة مريم/16] إلى غير ذلك مما ورد في السورة المباركة.
هكذا في الناشئة يُعنى بمثل هذا، لكن مثلاً (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة/1] وأخبار الظهار وأحكامهُ، لا يُعقل أننا نأتي لطالب في سن، لشاب ناشئ ونذكر لهُ أحكام الظهار، أو أتي بالسورة المباركة سورة الطلاق (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [سورة الطلاق/1] لأنهُ لن يفقه هذا، هذه مراحل متأخرة قليلاً.
المشكلة أنهم أجبروا الطلاب على ترتيب المصحف، فترتيب المصحف لا يمكن العدول عنه لأن هذه الأمة اتفقت عليه من قبل، لكن في التعليم لست ملزماً في التفسير بهذا.
إنما يُختار لهم ما يناسبهم، حتى لذلك تلحظ أحياناً يوجد فصل تام ما بين سلوك الأبناء وما بين تدبر القرآن، لأن الآيات التي طُولب بتدبرها لا علاقة لهُ بحياته وهو ناشئ، تتكلم عن أحكام شرعية لم يأتي بعد أن يصل في سنهِ إليها.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
كيف نُبقي حب القرآن في قلوب أبناءنا؟ كيف نجذبهم تجاه هذا الكتاب الكريم؟ كيف نجعلهُ جزء لا يتجزأ من حياتهم ويومياتهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هو لو كُلُّ أحداً منّا معشر الكبار سنّاً حاول أن يسند بعض تصرفاتهِ للقرآن –الحميدة- يجعل ذلك الناشئة يحبون القرآن، فالله يقول (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [سورة النساء/28] فلو أن معلماً خفف عن طلابهِ بعض الأمور بحجة هذه الآية، من غير أن يكون هناك خلل في العملية التعليمية.
قد يسألُك ابنك أغلظ عليك فلان ولم ترد عليه؟ فتقول لهُ: قال الله يا بُني (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة/83] هذا يجعلُ الابن يرتبطُ كثيراً بالقرآن، واضرابها كثير في القرآن، تجعل الناس مُقبلين على كلام ربهم تبارك وتعالى.
مع أنهُ يعني أحياناً يكون في التلاوة يعني لابُد الرجل ذات يوماً يختار في بيته أن يتعمّد أن يُصلي ليلاً في غرفة أبناءه، فإن الابن ربما وقع في نفسهِ أول الأمر انزعاج منك كوالد لأنهُ يريد أن ينام، يُريد للنور أن يُطفأ، دع النور يُطفأ لكن يريد أن لا يسمع، لكن ثق تماماً أنهُ إذا اعتاد على أن يراك على هذا الحال مرة أو مرتين، ثمًّ لو قُدر أنهُ قُبض أجلك فإن يبقى في قلب أبنك ذكرى حميدة، إن عهدي بأبي كان يصلي، وإذا قُدر لك أن تبقى -منّ الله عليك بطول العمر- سترى أثر هذا في الابن، كثير من اللحظات يعيشها المرء الآن هي مرتبطة بكثير في صباه، أنا أذكر والله كان عندي جَدّة -غفر الله لها ورحمها- كُنت أنام معها في المرحلة الابتدائية، وكُف بصرها في آخر عمرها، وكانت لا توقظني تأدُباً إلى مكان وضوئها، إلا إذا ضلت تُنادي، وأنا من طرائق كثيرة أثرت في حياتي لكن منها تذكري لها وهي تصلي في الليل، أيامها لم أُناهز الحُلم صغيراً في المرحلة الابتدائية، ثالثة رابعة ابتدائي، أو بعدها بقليل أو قبلها، حتى لو قدر أن صلينا نُصلي تقليداً، طبيعي بدهيٌ جداً، يعني لا نطلب من الصغار ما يُرجى من الكبار، هذه تنشئة، قيل للإمام أحمد – رحمه الله -: أطلبت هذا العلم لله؟ قال: الله عزيز، لا أقول أني طلبتهُ لله، لكنهُ شيءٌ حُبب إليّ فسلكته، فكذلك تربية الناشئة في الأول إنما هو وطاء فرق تمهيد لهم حتى يصلوا إلى الغايةِ المنشودة.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
شيخنا يعني قضية مهمة ذكرتها ودنا نتكلم أو نسهب في هذا الأمر قضية أهمية حفظ كتاب الله، أهمية كتاب الله، يعني كثير من الناس لربما يجد فيه غفلة في هذا الأمر، نجد المهندسين، نجد الأطباء، الجراحين، المبدعين، عندما تسأل في سيرهم تجده أنه كان حافظاً لكتاب الله، فنتكلم عن هذه المسألة يا شيخ.
نعم، هذا أمراٌ أن يُرزق الإنسان في قلبه كلام رب العزة هذا نور، لأن الله جلّ وعلا سمى كتابهُ نور، وقال عنهُ (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ? وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة هود/120] فلا يمكن أن يستوي عند الله توفيقاً عبداٌُ في قلبهِ كلامهُ يحفظه ويحملهُ في صدره والله يقول (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [سورة العنكبوت/49]، وبين عبداً ليس في قلبه من القرآن شيء، قد سماهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت الخرب، لكن ينبغي أن يُعلم أن الناس في القُدرة على الحفظ يختلفون وبعض الناس أعمالهُ وظيفتهُ حياتهُ كدّهُ في طلب العيش قد يكون صعبٌ جداً، فلا يتأتى لهُ حفظ القرآن، فنقول لهُ على الأقل ما تقيم بهِ صلاتك، ولا نزدريه لكن نرغبهُ في أن يحفظ القرآن، لكن المهم جداً العمل بالآيات، والشوق لسماع القرآن، والحمد لله الآن ما يُعرف بالكاست وغيره يعني قرب بأصوات متقنين قراء حفاظ علماء أجلاء في الحرمين وفي غيرهما قرب القرآن كثيراً إلى بيوت المسلمين.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
طيب شيخ نتكلم عن بركة حفظ كتاب الله.
البركة ناجمة من القرآن نفسه، لأن الله سماه الله كتاب مبارك، فبركتهُ في أن الإنسان يوفق للصواب، في أن الإنسان يُرزق ماذا يقول إذا ارتُج عليه؟ يهديه الله بهِ أحياناً مفترق طرق فيتذكر آية تكون هي الفيصل، لأن القرآن هُدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلاً: الإنسان أحياناً يريد أن يتكلف شيء فيشعر أنهُ متكلف، متكلف للأمر ثُم لا يلبث أن يتذكر قول الله جلّ وعلا (فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} [سورة الكهف/64] فهما لم يتكلفا طريقاً جديداً رجعا إلى نفس الطريق.
يأتي الإنسان أحياناً يُبحر في مشاكل لم تقع، ويتكلم عن ماضٍ لا سبيل إلى تقويمه، فيتذكر قول الله جلّ وعلا (قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [سورة الكهف/19] أنتم الآن تشعرون بالجوع حلُّوا مشكلة جوعكم، أمّا كم لبثتم؟ هذه قضية لن تنتهوا من دراستها. مثل هذا إذا وُجد في القلب نورٌ من الله يستطيع الإنسان أن يسير على طريق الله، هذه من أعظم بركات القرآن.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
شيخ صالح بارك الله فيك آية من كتاب الله كلما نقرأها والله يقشعر البدن وتدمع العين ونخشى من هذه الأعمار التي نعيشها من سمعةٍ أو رياء في آخر أعمارنا أن يذهب ما عملناه هباءً منثورا وهو قوله عز وجل (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} سورة الفرقان: (23) نخشى يا شيخ والله وكلنا أملٌ في الله سبحانه وتعالى أن يُثبتنا على كلمة الإخلاص وعلى هذا الدين ولكن والله يا شيخ كلما أتذكر قصة الإمام أحمد والشيطان يُنازعهُ وهو يقول بعد بعد وهو إمام أهل السُنة والجماعة ومن هو الإمام أحمد وما إيمانُنا وما أعمالُنا بالتي تُقربنا إلى الله زلفى إلا نسأل الله أن يتقبلنا برحمتهِ ولكن نخشى يا شيخ والله كلما أقرأ هذه الآية (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) ما هو تفسير الآية يا شيخ؟
وأنا أضيف إليها آية أُخرى قوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} سورة الكهف: (103) (104) هذه آيات تخر لها الجبال يا شيخ.
من حيث التأصيل العلمي هي أصلاُ نزلت في الكفار فهي ليست مُخاطب بها المؤمنين في المقام الأول (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ) أي الكفار (حِجْراً مَّحْجُوراً) أي أمراً ممتنع أن يقع، فقال ربُنا (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) أي من عمل كانوا يفعلونه في الخيرات ككرم حاتم -مثال يعني- وجود عبد الله ابن جدعان وأمثال ذلك مما كان يصنعونه في الجاهلية (فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) أي لا ينفعهم يوم القيامة لعدم تحقق التوحيد لهم، فهذا الأصل في الآية.
كذلك آية الكهف (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) تُفسرها ما بعدها (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} سورة الكهف: (105)
لكن يصح من حيث قواعد التفسير الاستشهاد بعمومها في حق أن يخشى المؤمن من وعيدها، ولهذا ورد أن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه تلاها- سعدٌ أو غيرهُ من الصحابة- تلاها عندما أُخبر عن قتلة عثمان مع أن الأصل أن قتلة عثمان مؤمنون مع ذلك تلاها، لكن على العموم الآية تُخوف في أن الإنسان أصلاً يُخوف بالقرآن (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} سورة ق: (45)، (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} سورة الجاثية: (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان لا يدري بما يُختم له وأنا أرى في مثل هذه المسائل يعني الشيخ عبد المجيد وفقه الله ورعاه كان كلامهُ طيباً والصدق ظاهرٌ عليه لكن تقييم الشخص في قضية ما يحصل للعلماء من مواقع من مواقف في مثل هذه ما يحسُن إسقاطها لأن أحياناً قد لا تثبت القصة فيُصبح ما ثبت في القلب من يقين يتزحزح لعدم ثبوت القصة، وإنما القصص يؤتى بها في الاستئناس في مواقف ثبتت بيقين لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وأعوذ بك من فتنة المحيى والممات " وقد قال العلماء أن فتنة المحيىَ يعني يُفتن عند موتهِ وإن كانت الشواهد لا تدل على هذا على كل أحد لأن لا نعهد قصة أن أحد أُختُبر و افُتتن مثل أحمد طيب والباقون. يعني لابُد أن يكون الإنسان عاقل في قضية قبول الخبر، لكن على العموم هو المهم جداً أن الإنسان يبقى على وجل. من أين أتينا بهذا الوجل؟ من دعائه عليه الصلاة والسلام: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وأن الإنسان كما قال أخونا المبارك عبد المجيد لا يدري بما يُختم له وهذا هي القضية.
من أسباب الحفظ: أن لا نشمت بأحد، كنت أمس في مجلس مبارك في رأس الخيمة فأحد الحضور الطيبين جداً قام معه في جهاز جوال فقال في مقطع بلتوث لرجلٍ كيف مات ولم يكن مات موته طيبة فأنا رفضت أن أراه ونصحته قُلت لا تطلعني على مثل هذا ولا أرى أن تحتفظ به في جوالك فربما نكت في قلبك نُكتت شماته به أو أنك ترى في نفسك علو فيه فقد نؤتى من هذا الباب، فالإنسان يوكل أمره إلى الله ولا يدري لكن يقول كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " و والله -كما قال الأخيار من قبلنا- ما أقض مضاجع الصالحين شيء أعظم كيف يفدون على الله نسأل الله لنا ولكم حسن الختام، اللهم أعذنا من ذُل الفضيحة بين يديك ومن ذُل الفضيحة في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية وأن لا يكلنا إلى أعمالنا طرفة عين وأن يتولانا بحفظه وكرامته.
لقاء قناة نور دبي
قال الله عز وجل (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} سورة المزمل: (4) شيخنا -بارك الله فيكم- الحمد لله منّ الله علي بصوتٍ طيب لكن عند تسميع القرآن أمام الملأ أشعر بخوف ورعشة حتى أحياناً كثيرة أقرأ القرآن هكذا بدون ترتيل فهل أأثم لتعطيل ما حباني الله به وما نصيحتكم لي ولأمثالي وجزاكم الله خيرا وحفظكم الله؟
احرص على أن تستطيع أن تُتقنهُ يعني حاول أن تأتي بفئة محببة إليك من أصدقائك وأقرانك مرة بعد مرة تُرتل عندهم حتى يذهب ذلك الخوف، في دعائك قل [اللهم أكفني ما أهمني وما لم أهتم به].
لقاء قناة نور دبي
شيخنا فيقراءتي لسورة البقرة ذكرت أوصاف للبقرة التي ذبحت أنها كانت صفراء فاقع لونها،وأنها لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها، الصفة أنها صفراءفاقع لونها، وأنها مرفهة وآخر صفة أنه لا شية فيها يعني لونها صافي لا لون معها،هل هناك علاقة بينها والعجل الذي صنعه بني إسرائيل من ذهب خالص من حليهم؟ بحثت في التفاسير لم أجد علاقة أتمنى إجابة الشيخ.
كلامه جيد لكن نحن لا ندري إلى الآن لا أذكر، هل وقعة العجل وقعت قبل أم البقرة وقعت بعد،لكن في العجل لأنه من ذهب لأنه قال {وَلَكِنَّاحُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ} سورة طه (87) أوزارأي أثقال، زينة القوم: أي الذهب، والذهب أصفر لكن لا يظهرلي أن هناك علاقة لكن استنباطه أو تفكيره في الأمر يدل على أنه يملك عقلية علمي أسأل الله أن يزيده ثباتا.
القطوف الدانية (الأمثال النبوية)
قال الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) هذا يا شيخ هم الرهبان والقسيسين , بس يا شيخ هل تطبق على المسلمين؟
نعم , قول الله جلَّ وعلا (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) سورة الكهف (103/ 104) كان سؤاله هل يجوز تطبيق هذا على المؤمنين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يجوز من غير إطلاق, لأنه لو أطلقناها لا يصح لأن الآية بعدها (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) سورة الكهف (105) فالأصلُ أن الآية فيها لأهل الإشراك , فإنزالها على أهل الإسلام غير صحيح وإن أحتج به البعض، لكن الذي أوقفني لأجل ذلك قلت ما يطلق أمران:
الأمر الأول: نُقل عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه لمّا بلغه قتلة عُثمان , قال رضي الله عنه (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) تلا الآية , فإن صحت الرواية فلا ريب أن قول سعد مقدم
والأمرالثاني: ما روي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه - وهذا صحيح في السند - أنه لمّا سُئل عن قضية في العدة وقيل له أن أبا موسى الأشعري قال أُتوا أبو عبد الرحمن فسيوافقني قال (قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) سورة الأنعام (56) هو أراد ليس بالضلالة بمفهومها المطلق، لكنه أرادها بجزئية , فننظر للمستشهد فإن أستشهد أن هؤلاء القوم الذين قال فيهم هذا القول ضلت أعمالهم بنسبة معينة جاز , باعتبار هذين الشاهدين , وإن أراد أنها عين آية الكهف لم يجز لأن ختام الآية (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) فقول الله جل وعلا (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) حديثٌ عن أهل الكفر , فلا يجوز من فيه حبة خردل من إيمان أن يطبق عليه مثل هذه الآية
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
بالنسبة آخر سورة الإسراء قول الله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا) سورة الإسراء (110) الآية وجه التفريق بين (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ)؟
نعم , قريشاً كانت تدعوا الله، تسأل الله , لكن لمّا (قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ) سورة الفرقان (60) واضح، هذا سبب نزول الآية , فلما جاء دعواهم بهذا رد على الله، أخبرهم الله جلَّ وعلا أن الرحمن أسم من أسماءه (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا) هذا ما بعده (مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) فجهلكم بأسماء الله منه أُتيتم , وإلا الرحمن من أعظم أسماءه جلَّ وعلا لكن قد يعني ربما قال بعض العلماء أنه أسم لم يكن معروفاً قبل القرآن وهذا له وجه
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
رأي الشيخ فمن يقال في قول الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) سورة فاطر (28) أنها في علماء الشريعة وغير علماء الشريعة، وهل قال بهذا القول أحد من المفسرين؟
هو هذا تكلمنا فيه مراراً , كُل من خشي الله فهو عالم ولو لم يقرأ حرفاً , وكُل من عصى الله فهو جاهل بمقدار معصيته ولو حفظ الكتاب والسنة والعلوم كُلّها , إنما المعيار خشية الله , فلو أن إنساناً طبيباً مُلئ قلبه خشية من الله هذا عالم، عالم بماذا؟
هذا السؤال، عالمٌ بالله , بدليل أنه يخشاه، ولو إن إنساناً ربيب مكتبة شرعية يقرأ فيها ليلاً ونهاراً ثم لا تقع منه عياذاً بالله الخشية من الله , فهذا عالم بالكتب لا عالمٌ بالله , عالمٌ بما تضمنته هذه الكتب , يدلك على الكتاب والصفحة والجزء والمجلد لكنه لا يعرف الله،لأن العالم بالله يخشى الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) يروون قراءة لعمر بن عبد العزيز لا أظنها تثبت إنه قرأها بالرفع , ولها تخريج , لا يستقيم لغة لكن موجود علشان يعني يحتاط الإنسان في كلامه فيه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) لكن التوجيه صعب تخريج الآية , يعني الكلام فيها من درجة ما هو يعني غير منضبط لا يكاد يحفظ , لكن أنا أحتاط في كلامي دائماً أقول كل ما قيل في العلم.
العلماء العالم بالله , العالم بالله , وأنا هذا التقسيم الآن , تقولي عالم شريعة عالم لغة عالم فيزياء عالم كيمياء عالم طب , هذا ليس له علاقة هذا معنى الآية , لأن العالم بماذا , عالم بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تفسر بغير هذا، كُل آية فيها عشرات التفاسير , لكن نتكلم ما تدل عليه الآية , الذي عليه أهل العلم , من علم، قال الحسن البصري رحمة الله عليه: " من خشي الله فهو عالم " وهذا أصلاً معنى الآية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) لا بد من تقدير (إنما يخشى الله من عباده العلماء به) لأن علمهم بالله هو الذي جلب لهم الخشية , لكن مثلاً أنا أحكم على شخص أنه عالم شريعة إذا كان يفقه في الشريعة , لكن أقول هذا عالم رباني، لا , عالم رباني إذا كان العالم يخشى الله، يخشى الله جلَّ وعلا
لو كان في غير العلم التقى شرف /*/ لكان اشرف خلق الله إبليس
إبليس يعرف الأحكام كُلها الحلال والحرام يعرفه إبليس، وهو لو لم يكن يعرفه ما نزغ في قلوب الناس , ما دلهم على الحرام أن يأتوه , وعلى الحلال أن يتركوه , لكنه لم يخشى الله , لم ينتفع بعلمه
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
قال تعالى (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) سورة الرحمن (68) لماذا خص الله الرمان مع أنه من الفاكهة؟
هو هل هو من ضمن الفاكهة أم لا , فيه خلاف , فإن لم يكن من ضمن الفاكهة فالأمر واضح، وأن كان من الفاكهة فهذا من عطف الخاص على العام وذلك لشرفه وزيادة فضله , تنبيه عليه.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
هل ذو القرنين المذكور بسورة الكهف نبي أم عبد صالح؟
جاء حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا أدري أكان ذو القرنين نبياً أم لا) فمدام النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري فينبغي التوقف في أمر ذي القرنين
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
سورة البينة يا شيخ (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) سورة البينة (8) هل لها علاقة بالآية هنا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)؟
لها علاقة , الذي ينبغي أن يفهمه الناس المقصود الأعظم من خلق الخلق خشية الله , يزداد أهل العلم فضل أنهم يطالبون بالخشية أكثر من غيرهم لزيادة العلم الذي عندهم لكن قد يوجد من العامة من يخشى الله أكثر من عالم متبحر في رؤوس المسائل، أما آية البينة (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) هذا تتكلم الآية عن موعود الله لأهل طاعته وهي لا تنص هنا على العلماء , وهذا دليلٌ على علماء الشرع , دليلٌ على أن قضية الخشية لا تتعلق بزيد أو بعمرو
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
السؤال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) سورة النساء (122) إلى الآية (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) سورة النساء (125) هل هي يعني فيها رد على بطلان المذهب الشيعي أو من يجعل من الصالحين بعد مماتهم يعني أموراً لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى، لأنه هذه الطوائف أكثرها مشتركة في الإشراك بالله من أمور توسل وطلب شفاء وغيرها يعني الشاهد في الآية أنه (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)؟
آية سورة النساء طبعاً هو يريد أن يحتج بها على بطلان المذهب الشيعي، من هذا الباب المذهب الشيعي باطل، بآية النساء وبغيرها , من نازع الله في ربوبيته أو نازع الأنبياء في نبوتهم لا يمكن أن يقال على أن صنيعهم حق
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
إذا كان عنده مثلاً ورد يومي ثلاثة أجزاء , هل هذه الطريقة هي الأفضل يقرأها مسرع أو يقرأ جزء واحد بتدبر
ثلاثة أجزاء مباركة ويستمر فيها , التدبر غير القراءة التدبر لا يكون في القراءة , بعد ما تنتهي القراءة تتدبر ما قرأت
الناس يخلطون يقولون أقرأ بتدبر أقرأ , هو يقرأ مفترض يقرأ قراءة وسط , ليس هذ سريعاً كهذ الشعر، وبتؤدة ولو حدر قليلاً لا بأس , فيقرأ جزأين ثلاثة في اليوم , بعد أن يقرأها يتدبر ما فيها , بمعنى يحاول العمل بما فيها , تفسيرها يذهب لكتب التفسير يقرأ معانيها , فيوجد قراءة , ويوجد تفسير , ويوجد تدبر
(يُتْبَعُ)
(/)
نجيب مثال إذا أذنت مثال الله يقول (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) هذه قراءة (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) سورة الأحقاف (15) كلٌ يرتلها بطريقته هذا يقلد السديس وهذا يقلد الشريم هذا يقولها بصوت وهذا يسرع , هذه قراءة , يؤجر عليها إن خلصت نيته , تفسيرها ظاهره ما تحتاج تفسير , يعني مستعد , ممكن يرجع لكتب التفسير , لكن ما معنى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) ما تحتاج أحد يعني يشرحها , لأن كلمة " وصى " معروفة " الوالدين " معروفين، لكن لو قرأ بيعرف معنى " كرها " بيعرف معنى (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) ما فيه إشكال , يقرأ هذا تفسير
ما معنى تدبر؟
معنى تدبر، الآن يأتي ينفذ , فلا يقدم أحداً على أمه لأنه رأى أن الله ما قدم أحد من الخلق على الأم , فيبرها ويقوم بحقها ويستل الطلب من عينيها، هذا أجلالها هو التدبر الحق للقرآن
فهناك تفسير , وهناك تدبر , وهناك قراءة
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
يا شيخ الله يقول (َلوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) سورة الحشر (21) ما هي أفضل طريقة يا شيخ يتعامل بها العبد مع القرآن ليرث بها خشية الله سبحانه وتعالى في قلبه
والله هذا قلنا مرارا، وليس على كل حال نُطيق الجواب فيه، لكن يعني جملة كن على يقين أن هذا كلام رب العالمين ولا استطيع أن أزيد عليها في موقفي هذا، كن على يقين أن هذا كلام رب العالمين.
هو الكل يدعي اليقين، فرق، الكل يتمنى اليقين، الكل يقول أنا على يقين، لكن ليس الكل على يقين، مو معنى أنه يكفر لا، أصل اليقين موجود في قلب كل مؤمن.
هذا موجود أصل اليقين موجود، لكن رفعة هذا اليقين علوه هذه عاد مسألة يطول شرحها
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
في قوله تعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) سورة هود (114) مثل ماذا السيئات التي تذهب تلك الحسنات؟
بعض الأمثلة يختلف إذا كانت دون الكبائر فالوضوء والصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان هذا كله يكفر ولله الحمد، كما أن الرجل الذي قبل امرأة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاتبه، ثم بعد أن فرغ من صلاة العصر قال: " أصليت العصر معنا؟ قال: نعم، فأنزل الله جل وعلا قوله (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) قالوا: يا رسول الله له خاصة أم لنا كلنا؟ قال: لكم كلكم) فهذا من أمثلتها.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أنا أبغى كتاب للسيرة والتفسير تناسبني أنا عمري ثمانية عشر سنة.
تأخذ تفسير ابن كثير مختصرات تفسير ابن كثير، كتفسير العلامة شاكر أو غيره كريم راجح له تفسير طيب في مختصر تفسير ابن كثير، في السيرة النبوية لو أخذت كتاب محمد أبو شهبة "السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة" لكنني لا أرى أن تكتفي بكتاب واحد لو استطاعت أن تقرأ في الروض الأنف جيد، الروض الأنف للسهيلي
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
بالنسبة لسورة الكهف الحديث الذي ورد في الصحيح عنه فضلها ووقتها؟
ورد عند البيهقي بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كان له كذا وذكر له نورا،وقتها من بعد صلاة الفجر أو بعد طلوع الشمس إلى غروبها، من طلوع الشمس إلى غروبها هذا الذي يطلق عليه اليوم.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
اسأل عن المعنى في الآيتين الكريمين في سورة البقرة (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) سورة البقرة (49) الآية،ثم أعقبه الله سبحانه وتعالى في الآية الأخرى (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ) سورة البقرة (50) فذكر في الأولى (نجيناكم) وفي الأخرى (أنجيناكم) فنحب شيئاً من التعريف بأخذ الكلمتين (نجيناكم) بدون ألف الأولى والأخرى (فأنجيناكم) فهل هناك فرق في معنى الكلمتين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الله جل وعلا لما تكلم عن كتابه العظيم قال (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ) سورة الإسراء (89) فالتصريف كما جاء في الأخبار جاء في الطرائق، فالفعل أصله نجى ويزاد بالتضعيف، ومن طرائق الزيادة التضعيف والهمزة، فأنجى هي فعل نجّا نفسها لأن الحادثة أصلا واحدة، يعني ما كان العبور من موسى إلا مرة واحدة فعبر الله عنها بفعلين مرة بالهمزة ومرة بالتضعيف هو " نجا" مرة قال (نجّى) ومرة قال (أنجى) والمعنى واحد، هذا من التنوع في طريقة عرض القرآن وإلا الحادثة واحدة فلا يتعلق بهذا اختلاف في المعنى لأن اختلاف المعنى معناه أن الحادثة أكثر من مرة، والحادثة قطعا كانت واحدة،هو لا يوجد زيادة، لأن الفعل نجا فزيد هنا بالألف وزيد هنا بالتضعيف، لا يوجد فرق هنا الزيادة بحرف وهنا الزيادة بحرف. يعني أنجا هي عدد حروف نجّا أربعة أحرف بالتضعيف وأنجى أربعة أحرف، لا يوجد زيادة.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أود القيام بإصدار كتيب اسميته (تأملات في سورة النمل) فوضعت عدة آيات من الآية الأولى إلى الآية الخامسة عشر، فما هي الكتب التي استعين بها بعد الله في استخراج أسرار وفضل هذه الآيات
أنا أرى أن تتريث، يعني لا تغضب مني أنا رجل واضح لا أحب المجاملة، هي ما دام تجهل المراجع فأنا أرى أن أختي الكريمة هذه تتريث في إصدار كتاب وتقرأ في كتب التفسير ستة أشهر مثلا سنة، ثم تعرض ما كتبته على أحد المفسرين بعد ذلك ندخل في مرحلة أن تكتب كتيب.مع إجلالي لها.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أرجوا إرشادي بصفة عامة للكتب كتب التفسير وكتب التجويد التي تعينني كمعلمة في دار تحفيظ.
أنشئي مكتبة فيها تفسير ابن كثير، تفسير ابن سعدي، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي هذه ثلاثة المحرر الوجيز لابن عطية هذه أربعة إذا تريدين زيادة حدائق الروح والريحان للهرري هذه خمسة، اقرئي في هذه في سورة النمل حتى تفلحي، شوف يا أخي الكريم إنسان يعطيك كتاب يقول لك أنا ألفته مفترض يكون عنده قدرات، أنا ما أعرف قدراتها لكن هي سألتني عن مراجع هي التي أقحمت نفسها في القضية
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أعطينا وسائل على حفظ القرآن الكريم؟
أول شيء يكون في عزيمة ورغبة في الأجر ثم لابد شيء من الانقطاع مادام قررتما أن تحفظا القرآن لابد من إخراج حيز من الوقت إلا في الضرورة القصوة إلا يكون هذا الحيز من الوقت فجرا أو عصرا أو بهما معا مخصص للمراجعة والقراءة جيد وتأخذون مدة كافية أقلها سنة فترتبط كل بعد صلاة فجر، كل بعد صلاة عصر مع شيخ تراجع عليه القرآن وفي الليل تقرأ بشيء مما حفظته، هو لابد أقل شيء عام تحفظ القرآن إذا أردت أن تتقنه إما أن يبقى جدولك في حياتك اليومية كما هو وتريد أن تحفظ القرآن هذا بعيد جدا.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
سؤالي يا شيخ الله يحفظك ويرعاك في إحدى القنوات الإسلامي قبل يومين حفظك الله أثاروا هل المعوذتين هل هي من القرآن أم ليس من القرآن؟ فنريد الإشكالية في هذا الموضوع
أجمع المسلمون على أن المعوذتين من القرآن
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
جمع القرآن الكريم هل هو مترتب بالأحداث والوقائع أم غير مترتب يا شيخ؟
طبعا ليس على الأحداث إنما كانت تنزل السورة فيقول صلى الله عليه وسلم ضعوها في مكان كذا، بدليل أن الفاتحة ليست أول ما نزل وهي في الأول،و المعوذتين ليستا آخر ما نزل وهي في آخر المصحف.
توقيفي النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن يضعوا آية كذا في مكان كذا
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
هناك مفردات تتكرر في آيات عدة فهل في كل الآيات معناها واحد؟
نعم , هذا يُنظر في القرآن فبعض الألفاظ تكررت والمعنى واحد مثل (الجنة , جهنم , محمد صلى الله عليه وسلم) هذه تكررت في القرآن والمعنى واحد ولا تختلف، وبعضها لا يكون مدلولها هنا غير مدلولها هناك , وأحياناً يكون مدلولها عام يعني في أغلب الأحوال بمعنى واحد لكنه يأتي في لفظ معين مفرد مثل الحرف " لعل " هو حرف مشبه بالفعل , وهو عند النحويين من الحروف الستة التي تنصب الاسم وترفع الخبر التي سموها " إن وأخواتها "فهي " لعل " بمعنى الترجي في القرآن كله , لكنها جاءت بمعنى التشبيه في لفظاً واحد قال ربنا جلّ وعلا {
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} سورة الشعراء: (129) " فلعل " هنا ليست لعل في الآيات الأخر، هنا بمعنى كأن، فهذا كله الجواب عنه ينظر إلى سياق الآيات،فبعض المفردات ألتزمت المعنى الواحد،وبعضها ألتزمت المعنى المتغير، وبعضها ألتزمت المعنى الغالب ويتغير أحياناً بقليل.
القطوف الدانية (مفردات القرآن)
عندي سؤال بسيط يا شيخ , أبي أفضل طريقة لحفظ كتاب الله
هذا تكلمنا عنه كثيراً , لكن، يقول بعض الصالحين سمعناه بأنفسنا قالوا: قم به في الليل تحفظه في النهار , هذا المراقي الصعبة دون ذلك ممكن أن تراجعه بعد صلاة الفجر وتُكثر من التكرار , لا بد من التكرار , حتى يكون الإنسان عملياً , لا يطلب شيء إلا بسببه.
وفي بعض أظنه في بعض جهات موريتانيا إذا أردوا أن يحفظوا يتبعون طريقة أسمها " طريقة الجهات الأربع " فمثلاً يأتي لسورة أو آية أو متن يريد حفظه، يأتي جهة الشمال يقرأ مائة مرة , جهة الشمال , ثم يأخذ جهة الغرب يعني اليسار فيقرأه مائة مرة ثم جهة الجنوب مائة مرة , مثال ثم جهة الشرق مائة مرة لكسر الملل أو يلزم نفسه , على العموم هذه جرت به عادتهم في طرائق الحفظ , أنا الذي يعنيني منها ما استخلصه قضية التكرار , لا بد من التكرار
القطوف الدانية (مفردات القرآن)
يا شيخ صالح – حفظك الله – نحن عندنا أعظم كنز وأعظم نور وأعظم هداية وهو كلام الله عز وجلّ لكن لما تتأمل الآن في حال كثيراً من الناس تجد أن الناس انشغلوا عن تلاوة كلام الله عز وجلّ وسماعه للآسف بقراءة الكتب التي ليس فيها فائدة وقراءة الصحف التي ليس فيها فائدة وكذلك سماع المقاطع الجوال أو غير ذلك مما لا فائدة منه أكثر – للآسف – من سماعهم لكلام الله عز وجلّ أو تلاوة كلام الله عز وجلّ قراءتهم لكلام السلف وتفسير أهل العلم، نريد منكم يا شيخ صالح – وفقكم الله ووفق الله السامعين وكذلك الأخوة القائمين على هذا البرنامج- كلمة توجيهيه حول هذا الأمر العظيم، كلام الله عز وجلّ والاهتمام به بارك الله فيكم.
هو حتى يبني الإنسان قلبه وعقله في آن واحد فمن حق عقله عليه أن يعرف ما يدور في مجتمعه فقراءة الكتب قراءة الصحف بقدر لا حرج فيها، أما الانشغال بمقاطع ما يسمى الآن بمقاطع البلوتوث كما هو حاصل فهو انشغالٌ غير محمود إن كانت مفيدة إلى حداُ ما، لكن كثر فيها – الفجور ننزهه السامعين عنه ما لهم علاقة إن شاء الله – ولكن يبقى في دائرة أسمها دائرة المباح يكثر فيها حصل حادث حصلت موقعة حصل كذا وفي دائرة المباح فيتناقلها الناس فتنطبع في الأذهان فينشغل بها العقل تؤثر على القلب هذا حيز يشترك فيها كثيرا من الناس، لكن من أراد الله والدار الآخرة ينبغي أن يُشغل كثيرا بكلام الله عز وجلّ وقراءته وتدبره، يجب أن يكون الإنسان ممن يكثر النظر في المصحف والقراءة من المصحف وأن يكون له ارتباط بكلام ربه تبارك وتعالى وقراءة كتب التفسير حتى مثلاً قناة المجد من أفرعها ومن باقاتها مثلاً قناة المجد للقرآن الكريم أن أعلم أنها مجرد شاشة ومجرد لوحة تصويرية لكن تبثُ قرآنً فالإنسان حتى في بيته في تلفازه لو جعل وقتاً معين يسمع التلاوات في الصباح بعض الإذاعات بعض القنوات تختار أوقات إذا كانت قناة المجد منقطعة تماماً القرآن ففيه قنوات يضعها أحياناً، فالمقصود أن يعود الإنسان نفسه أن يسمع القرآن أحياناً الإنسان لا يكون لديه قدرة أو رغبة في القراءة فلا أقل من أن يسمع خاصة في الصباح الباكر لكن في غالب وقته ينبغي أن يكون الإنسان كثير التردد على كلام ربه جلّ وعلا إما تفسيراً بحثاً لكن أهم من ذلك إصلاح القلب وهي قضية تلاوة القرآن، وقد مر معنا كثيراً إنه لن يصلح القلوب شيء أعظم من قراءة القرآن.
القطوف الدانية (مفردات القرآن)(/)
العلامة السالكوتي
ـ[النورهان]ــــــــ[24 Aug 2010, 10:57 م]ـ
السادة العلماء الأفاضل / أعضاء الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في إحدى المسائل التي أقوم بدراستها، ورد نص للألوسي في روح المعاني ينقل فيه عن العلامة السالكوتي، وبحث عن هذا العالم فلم أصل إليه، فأرشدوني أفادكم الله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[24 Aug 2010, 11:39 م]ـ
ربما المقصود هو:
عبد الحكيم بن شمس الدين الهندي السيالكوتي البنجابي: فاضل، من أهل سيالكوت التابعة للاهور، بالهند. فقيه حنفي فقيه، مشارك في انواع من العلوم من مؤلفاته: حاشية على تفسير البيضاوي، حاشية على شرح العقائد النسفية للسعد التفتازاني، حاشية على حاشية عبد الغفور اللاري على الفوائد الضيائية في النحو، حاشية على شرح تصريف العزي للسعد، وحاشية على شرح الشمسية للكلنبوي في المنطق. توفي توفي بسيالكوت في 12 ربيع الاول عام 1067 هـ 1656 م
معجم المؤلفين ص 95 والاعلام ص 383 ج 3
والله اعلم
ـ[النورهان]ــــــــ[26 Aug 2010, 01:38 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
إذن هو السيالكوتي، وليس السالكوتي، ولكن المثبتة في روح المعاني بلا ياء.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:27 ص]ـ
نعم، هو الشيخ العلامة عبد الحكيم السيالكوتي، وقد صرح باسمه الإمام الآلوسي في روح المعاني كما في (22/ 222) طبعة دار إحياء التراث العربي حيث قال: (وقال أجل المتأخرين الفاضل عبد الحكيم السالكوتي ... )، وقال أيضاً في (26/ 85): ( ... على ما أشار إليه العلامة عبد الحكيم السالكوتي في حواشيه على المطول).(/)
سؤال في سورة المؤمنون!
ـ[عبد العزيز الخنيفر]ــــــــ[25 Aug 2010, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رزقني الله وإياكم أيها الأحبة في شهرنا استغلال الأوقات بالطاعات ..
ذكر الله سبحانه في سورة المؤمنون قصة نوح مع قومه من الآية 23 في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) , فسمى الرسول وقومه, وبعدها بآيات قال تعالى في الآيتين 31 و32: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ * فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) وما سمى الرسول ولا القوم, وذكر قصة الرسول مع قومه, وبعدها بآيات قال سبحانه في الآيتين 44 و45: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) فذكر سبحانه تكذيب الأقوام للرسل, ثم إرسال موسى وهارون إلى فرعون فذكر الرسول والقوم.
وبعد ما راجعت بعض كتب التفسير وجدت بعض المفسرين رجحوا أن القوم الذين لم يذكروا عاد والرسول هود, وبعضهم رجح أنهم ثمود والرسول صالح, وبعضهم نقل الخلاف وذكر شعيب معهم ..
سؤالي هو:
هل يوجد حكمة بينة من عدم ذكر النبي المرسل وقومه؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Aug 2010, 06:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رزقني الله وإياكم أيها الأحبة في شهرنا استغلال الأوقات بالطاعات ..
ذكر الله سبحانه في سورة المؤمنون قصة نوح مع قومه من الآية 23 في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) , فسمى الرسول وقومه, وبعدها بآيات قال تعالى في الآيتين 31 و32: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ * فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) وما سمى الرسول ولا القوم, وذكر قصة الرسول مع قومه, وبعدها بآيات قال سبحانه في الآيتين 44 و45: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) فذكر سبحانه تكذيب الأقوام للرسل, ثم إرسال موسى وهارون إلى فرعون فذكر الرسول والقوم.
وبعد ما راجعت بعض كتب التفسير وجدت بعض المفسرين رجحوا أن القوم الذين لم يذكروا عاد والرسول هود, وبعضهم رجح أنهم ثمود والرسول صالح, وبعضهم نقل الخلاف وذكر شعيب معهم ..
سؤالي هو:
هل يوجد حكمة بينة من عدم ذكر النبي المرسل وقومه؟
"لعلهم يتفكرون".
وقد يكون لكلمة "فبعداً" أثر في هذا الإبعاد لذكرهم بالتحديد، خاصة أنها لم ترد بهذه الصيغة إلا في هذه السورة. والله أعلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2010, 07:12 ص]ـ
شكر الله لك أخي الكريم عبد العزيز هذه المشاركة وأنصحك بمتابعة برنامج التفسير المباشر وطرح السؤال في حلقة سورة المؤمنون وإن شاء الله تسمع الإجابة.
البرنامج وصل اليوم إلى سورة الحجر وكل يوم يتحدثون حول سورة فتابع معنا بارك الله فيك ونفعنا جميعاً بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا ورزقنا التفكر في آياته وتدبرها
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:35 ص]ـ
أخي الفاضل
أظن في عدم ذكرهم في هذا الموضع لأن السياق يتحدث عن غيرهم للأهمية فلا يصلح أن يتجه الكلام لقوم آخرين هم ليسوا في هذا الموضع قيد البحث. ولكن الله سبحانه تحدث عنهم بتغطية شاملة كاملة في مواضع أخرى. وهذا أخي الفاضل شأن الأسلوب القرآني فإنه يذكر القصص عدة مرات في مواضع عديدة وفي كل موضع له هدف خاص في الذكر لا يتعداه. فأحياناً يفصّل وأحياناً يمر مروراً سريعاً لحكمة تقتضي ذلك. والله تعالى أعلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Sep 2010, 04:54 م]ـ
أخي الكريم عبد العزيز تم طرح سؤالك على الدكتور مساعد الطيار في حلقة التفسير المباشر بالأمس وتفضل مأجورا بالإجابة عنه.
تجد الإجابة عن السؤال مع نص الحلقة على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?goto=newpost&t=21777
ـ[عبد العزيز الخنيفر]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:49 ص]ـ
شكر الله لكِ ووفقكِ لما يحب ويرضى.
جزى الله الجميع خير الجزاء(/)
(أسئلة عن كتاب الله وكيفية تفسيره وتدبره وحفظه) لفضيلة الشيخ صالح المغامسي
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[25 Aug 2010, 01:21 ص]ـ
http://sub3.rofof.com/img3/011lnuty18.gif
http://sub3.rofof.com/img3/011ihsca18.jpg
يقول الله عز وجل يقول: {اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فما الأدلة على أن القرآن غير مخلوق؟
هذه القضية قديمة لكن القرآن منزل غير مخلوق وهذا تكلمنا عنه مراراً والله تعالى يقول حتى يستريح السائل {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (الأعراف: 54) فهناك شيء من خلقه وهناك شيء من أمره وكل شيء مخلوق فهو خلقه الله جل وعلا أما القرآن فهو الله جل وعلا تكلم به على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته فهو منزل غير مخلوق.
(دروس قباء)
ما هو الفرق بين لعبً ولهو؟
باختصار حتى يعرف الفرق بين اللعب واللهو: تعرفون الأطفال، الأطفال الصغار عندما تأتي بهم للبحر يبنون بيوت ثم يهدمونها هذا يسمى " لعب " لأن لا يوجد نفع محسوس منه، دع الشيء المعنوي، لكن في نفس الرحلة فيه مراهقين يلعبون كرة مثلاً أو أي لعبة أخرى هذا يسمى " لهو " فاللعب أشبه بحال الصبيان الذي لا حقيقة أصلاً فيخرج حتى عن المألوف، يعني يقولون سيارة، هذا أبوهم هذي عرائس) هذي مالها واقع ما يمكن تقع أما اللهو يمكن أن يقع في الحقيقة هذا كالتفريق،ولذلك قال العلماء: لعب الصبيان ولهو كاللهو الشبان وزينة كزينة النسوان وتفاخر كتفاخر الأقران لأن الله قال (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ) (الحديد: 20) فالصغار حالهم وانشغالهم يسمى لعب والحالة التي في المراهقين تسمى لهو والحالة التي بين الأقران تسمى تفاخر والحلة التي بين النسوان تسمى زينة هذا أصل الفرق طبعاً المقصود هنا ليس المقصود أي لهو؟ لا،إنما ذم الحياة الدنيا، أخبار بواقعها لأن لا بد أن يعرف الناجم عنه فقد يكون اللهو أحياناً معيناً على طاعة الله.
(لقاء بملاحي الخطوط السعودية)
ما صحة الفتون الذي ذكره ابن كثير في تفسير سورة طه؟
حديث الفتون يروى عن ابن عباس، ولكنه غير صحيح سندا، وهو حديث طويل يتحدث عن أخبار نبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه، لكنه غير صحيح سندا، في بعضه صحة؛ لأنه تشهد له بعض الأحاديث، والأظهر أنه مُجمع وينسب إلى ابن عباس على غير أصل.
(وقفات مع سورة ص)
ذكرتكم يا شيخ أن السور المكية تعنى بثلاث أمور، نرجو منكم أعادتها؟.
قضية الإشراك، وتكذيب الرسول، وتكذيب البعث والنشور، ولهذا كل نبي دعا إلى هذه الثلاثة، إلى أن يوحد الله ضد الإشراك، وإلى تصديقه وأنه رسول ضد تكذيبه، وإلى الإيمان أن هناك بعثا ونشورا.
(وقفات مع سورة ص)
هل يوجد في تفسير حدائق الروح والريحان للهرري بعض التأويل للصفات؟
لا أعلم شيئا من هذا، لا أظني أن وقفت على شيء من هذا، ولا أحب أن أسأل عن أحد، أنا لا أقيم الناس، أنا في بيت من بيوت الله اذكر بالله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ما جئت هنا لأقول إن العالم الفلاني فيه كذا، والعالم الفلاني فيه كذا، أنا أقل شأنا، وعندي من الذنوب والخطايا ما يشغلني على أن أقيم عامة المؤمنين، فكيف أقيم علماءهم ودعاتهم.
(وقفات مع سورة ص)
هل يجوز أن أقول: اللهم أرزقني الحكمة وفصل الخطاب؟
جائز أن يقول الإنسان: اللهم أرزقني الحكمة وفصل الخطاب، ليس في هذا حرج؛ لأن هذا ليس مما اختص الله به داود، لكنه لن يرزق كما رزق داود؛ لأن أنبياء الله في مقام أسمى.
(وقفات مع سورة ص)
ما هي الأمور التي تعين على تدبر القرآن الكريم؟
أولا: سؤال الله فلن يصل أحد إلى مراده إلا بحول من الله وفضل وإحسان منه.
الأمر الثاني: أن يقرأ كثيراً في كتب أهل التفسير وأئمة الشأن ردحا طويلا من الزمن؛ حتى يألف صيغهم، وأساليبهم، ومصطلحاتهم،ثم بعد ذلك: يقرأ في أشعار العرب، وأخبارها، وأيامها، فإذا قُدِر أن يجمع علم الآلة، قُدِر بعد ذلك أن يتدبر كلام ربه جل وعلا، هذا إذا أراد أن يكون له شأن عظيم في هذا الشأن العظيم.
(وقفات مع سورة الواقعة)
سورة الواقعة هل صحيح ما ورد أنها تمنع صاحبها من الفقر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يؤثر عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه وأرضاه -، ولا أعلم له سندا صحيحا متصلا، لكنه أثر يُقبل إلى حد ما، لكن لا يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(وقفات مع سورة الواقعة)
يسأل عن أصول التفسير – تفسير كتاب الله عز وجل – والكتب التي ينصح بها في ذلك. وفقكم الله.؟
أقول – والعلم عند الله – إن البداية لا تكون بقراءة أصول التفسير، فإنه لو قدرنا أن إنسانا قرأ مقدمة التفسير لابن تيمية - رحمة الله تعالى عليه – أو غيرها مما حرره بعض الأئمة، وأحسن فهمها وشرحها لا يستطيع أن يكون من اليوم التالي مفسرا هذا محال، لكن الأصل أن يقرأ الإنسان في كتب التفسير مباشرة كمرحلة أولى، يصاحبها هذا اطلاع تاريخي، وعجيب من إنسان لا يطلع على اللغة، ولا على التاريخ ويريد أن يصبح مفسرا أو حتى إماما في الدين، هذا محال؛ لأن هذه الأشياء مرتبطة بعضها ببعض، فمثلاً حتى يتضح السياق: الصديق - رضي الله تعالى عنه وأرضاه – أبو بكر قرشي بالاتفاق، لكن من أي القريش هو؟ من بني تيم، وبنو تيم لم يكونوا ذا شأن في قريش، يقول القائل:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستنطقون وهم شهود
أي لا أحد يبحث عنهم إذا غابوا، وإذا حضروا ليس لهم دور في المجلس، من هذه القبيلة من هذا الفرع من قريش أخرج الله صديق هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه وأفضلها بعد نبيها الصديق أبا بكر. واضح. ما علاقة هذا؟
علاقة هذا العلم بالتاريخ هنا ينفعك في المجادلة في الحوار، الشيعة يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم في منقلبه ومنصرفه في حجة الوداع إلى المدينة عند غدير خُم، وصى ونص على أن عليا هو الخليفة بعده، ولكن الصحابة – فيما تزعم الشيعة – وعددهم مائة ألف اجتمعوا على أن يلغوا هذه الوصية ويعطوا الخلافة لأبي بكر، طبعا إذا جئت تناقش شيعيا لا يمكن أن تقول له قال البخاري؛ لأنه لا يؤمن بما في حديث البخاري، ولا يمكن أن تقبل أنت بما عنده في الكافي وغيره، فلا بد من الاحتكام للعقل، فإذا لجئنا للعقل نقول له: هل يعقل أن مائة ألف متفرقي القبائل، عدنانيون وقحطانيون، عرب شمال وعرب جنوب، يجتمعون جميعا من غير قوة، من غير سلطان، من غير أحد أعلى منهم، ثم يعطون الخلافة لرجل من بني تيم ليس له عضد يعضده، ليس له قوة ومنعة، حتى يقول: لو كان لأبي بكر قوة ومنعة لقلنا: إن الصحابة خافوا من قوة أبي بكر ومنعته فسلموه الخلافة، لكن كلنا نعرف وأنتم تعرفون أن أبا بكر من بني تيم ليس له عزوة عددية، قبلية، فهل يعقل أن الناس يبلغ عددهم مائة ألف كلهم يتواطئون ويتفقون رغم اختلاف مشاربهم، ونحلهم، وأعراقهم، ويأتون لرجل من بني تيم لا مال له، لا سلطان له، ولا ولد – يعني من كثرة -، ولا قبيلة لها صوتها في العرب تمنعه وترفعه، ويتركون بني هاشم، وبني مخزوم، وبني أمية وهم أرفع من تيم قوة، ويعطونها لرجل بهذه الصفة؟ هذا محال فيبطل استدلالهم بالعقل.
كذلك أن الإنسان إذا عرف التاريخ يعرف أن الدولة الأموية انتهت على يد أبي العباس السفاح، وأن عبدالله بن على عم العباس السفاح دخل دمشق وقتل خمسين ألف أمويا كلهم مسلمون، ثم إن بني العباس انقلبوا على أبناء عمومتهم - أبناء على علي بن أبي طالب – واقتتلوا على الملك، وابعد أبناء على بن أبي طالب وانفرد أبناء العباس بالخلافة، وقامت دولة بني العباس، موضع الشاهد في العلم التاريخي؛ أن الشيعة يقولون إنكم تقولون: إن الحق مع علي، نقول: نعم، إن الحق مع علي هذا بالاتفاق، لأن النبي قال في حق عمار: (تقتلك الفئة الباغية)، قالوا: بما أن الحق لم يكن مع معاوية وعمرو بن العاص يلزم، يجب – عندهم – أن نتبرأ من عمرو ومعاوية رضي الله تعالى عليهم، فنقول بحجتكم هذه يلزم أنكم أنتم لا تتولون آل البيت كلهم، كما اقتتل بنو علي وبنو العباس يلزم من قاعدتكم هذه؛ أن تتبرؤوا إما من بني علي وإما من بني العباس، لأنهم اقتتلوا كما اقتتل معاوية وكما اقتتل علي، وهم لا يتبرؤون لا من بني العباس ولا من بني علي، يوالون أهل البيت كلهم وموالاة أهل البيت حق، ومحبتهم دين، وملة، وقربة، لكن لا يتبرأ من أحدهما لأنها تنازعا، وكذلك لا يتبرأ من معاوية وعمرو رضي الله تعالى عنهما، ولا من علي رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى عنه؛ لأنهم تنازعوا. واضح.
فالعلم بالتاريخ يساعد الإنسان على أن يكون إماما في الدين، يعرف كيف يذود عن الإسلام، خاصة أمام أهل الأهواء والبدع. والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة الواقعة)
كتب في التفسير للطالب المبتدئ يقرأ فيها ويستفيد؟
كلمة مبتدئ كلمة – بالعامية – مطاطية، لا يعرف معنى مبتدئ، المبتدئ تطلق في عرفنا على الحديث الالتزام، وتطلق على خريج الثانوية، وتطلق على خريج الجامعة، ولا يمكن أن أنصح نصيحة عامة، فمثلا أنا لا أعرف شيئا في مكة – في الطرقات -، فلو اتصلت بأحدكم وقلت له: أنا أريد – مثلا - الحُجُون، فإن كان ذكيا،قلت له أن ما أعرف شيء في مكة وأريد الحجون، إن كان ذكيا ماذا سيقول لي؟ يقول لي: أين أنت الآن؟ ممكن أنا أكون في الحجون، فأول سؤال يسألني إياه أين أنت الآن؟ فإذا قلت له أين مكاني سيكمل، فلا يمكن أن يأتي أنا في مجلس عام ويقال لي ما هي قواعد التفسير؟ أو كيف أصير مفسرا؟ أو ما هي الكتب التي تنصحون بها؟؛ لأننا لا أدري كم قرأت من كتب؟، مستواك في اللغة العربية؟ قد يكون إنسان متخرج من الجامعة وهو متخرج لا يفقه شيئا في اللغة، وقد الإنسان يدرس في ليلية وهو متمكن تمكن تام في اللغة، فلا بد من معرفة الطالب بعينه.
لكن من حيث الإجمال، يبدأ الإنسان بالمصباح المنير لابن كثير، والتسهيل لابن جزيء الكلبي، ولو قرأ بإطناب في تفسير ابن سعدي طيب، هذه من حيث البداية، لكن يأخذ كتاب تفسير مهم مثل القرطبي، لأنه طويل يجلس فيه سنتين يقرأه، بعد ذلك يأتينا ونكمل معه المشوار، أما قبل هذا تدريجيا، هذا علمٌ ... ، القرآن مائة وأربعة عشر سورة فيها آلاف الآيات؛ حتى يلم الإنسان زمامها تحتاج إلى وقت طويل، اللهم لك الحمد والمنة والفضل) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ([الضحى:11] أنا جلست أفسره عام 1408 قبل عشرين عاما، ما أخرجته للناس حقا إلا بعد ستة عشر عاما، والإنسان يحاول فيه ويأتي من هنا وهناك، بعد خمسة عشر، ستة عشر سنة يمكن إخراجه بعد، يتصدر الإنسان فيه للناس. والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة الواقعة)
ما هو القدر من النحو و القواعد الذي يأهل طالب العلم المفسر لكي يفهم القرآن و يفسره و ما نصيحتكم لتعلم علم النحو والكتب التي تنصحون بها؟
العلم يحتاج إلى شيء شامل .. تقرأ في النحو أكبر قدر.تقرأ في التاريخ.تقرأ في الحديث.تقرأ في الفقه. تقرأ في العقائد هذه تدريجيا هيالتي تقوم عندك علم التفسير.
علم التفسير يحتاج إلى جميع العلوم لأنك تمر على آيات فقهية و تمر على آيات بلاغية و تمر على آيات نحوية و تمر على غيرها.إذا تريدطلب العلم اطلبه طلبا شاملا ثم ارتقي بنفسك تدريجيا عاما بعد عام.لكن هذه قضية صبر.
(تعليقات على سورة السجدة)
ما هي الكتب التي يعتد بها لتعلم علم التفسير؟
أولا اقرأ كتب التفسير نفسها حتى تكون ألفة بينك و بينعلم التفسير. ثم بعد ذلك تفتق لك مسائل هي نفسها تدلك على الكتب.ابدأ بتفسير ابن كثير ,تفسير بن جزي الكلبي في علوم التنزيل, المحرر الوجيز لابن عطية, معالم التنزيل للبغوي. اقرأ فيها كثيرا .. سنة .. سنتين. تحدث ألفة بينك و بين علم التفسير بعد ذلك يكتب الله جل و علا لك خيرا كثيرا.
(تعليقات على سورة السجدة)
يقول نويت في هذه الإجازة حفظ القرآن الكريم ولكن في بعض الأوقات أشعُر باليأس؟؟
أنت ضع لنفسك أمراً أنك على خيرٍ عظيم ولا يدباً إليك اليأس وحتى لو لم تكملهُ في الإجازة هذا لا يضُر حسبُك فخراًً أن ينظُر الله جل وعلا إليك وأنت تحت سارية مسجد تروم كتابة العظيم تحاول أن تتدبره وتحفظه هذا لوحدهِ فخرٌ عظيم.
(شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري)
يقول أعطوني علاج لكي أبكي من خشية الله وعند قراءة الآيات وما العلاج؟
هذا يتعلق بالله فاسألهُ الله، نسأل الله أن يرزقنا وإياك الخشية منه لا يتعلق بأحد في سجودك أسأل الله أن تُحبهُ قال {اللهم إني أسألك حُبك وحب ما يحبك وحب كل عمل يقرب إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من الماء البارد على الظمأ} وأمثال ذلك من الأمور يُعينك الله جل وعلا على خشيتهِ.
(شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا شيخ قال تعالى مخبرا عن يوسف والنسوة: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) (يوسف:31) فمن هول المشهد قطعن أيديهن، ويقول الله تعالى في آية كريمة (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبا) (الكهف:18) والمعروف عندنا أن الرعب إذا تملك من الإنسان لم يستطيع أن يفعل شيئا لا فرار ولا غيره، فلماذا في سورة يوسف لم يستطعن وهنا في الآية الكريمة قدم الفرار على الرعب؟.
المواقف قسمان:
مواقف جلال. ومواقف جمال.ولهذا الله جل وعلا يوصف بأن له كمال الجلال وكمال الجمال، فكمال الجمال: يحدث في القلوب تأثيرا يصيب الدهشة، وتأثير الجلال: يحدث تأثيرا في القلوب يصيب بالرعب،فهؤلاء النسوة الموقف الذي رأينه كان موقف جمال لا موقف جلال،وإنما أكبرن جماله فلهذا دهشن، وانشغلن برؤيته عن ما في أيديهن، ولهذا قال الله: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) فقوله (إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) قرينة على أن الموقف موقف جمال.
أما في سورة الكهف فإن الموقف موقف جلال رعب، طبعا كثير من الناس يتساءلون كيف المفروض أولا يصيبهم الرعب ثم يصيبهم الفرار؟ كأن الموقف من شدته أحدث في نفوسهم انصرافاً، قبل أن يتملكهم الرعب، أي حتى الرعب لم يعد بعد يخالط قلوبهم إلا واتخذوا قرار الفرار من هول ما رأوا، هذا أفضل ما قيل والعلم عند الله.
(وقفات مع سورة التحريم)
ودي أسأل الشيخ ما هو رأيه في قول من يقول أن القرآن ليس معجزا بذاته وإنما هو معجز بأمر خارجي ويقول أن العرب قادرون على أن يأتوا بقرآن لكن الله صرفهم عنه، وهل قال بهذا القول أحد من أهل العلم؟.
هذا القول ينسب إلى إبراهيم النظام أحد أئمة المعتزلة قال: (بأن العرب قادرين بأن يأتوا بمثل هذا القرآن لكن إعجازه في أنه الله جل وعلا صرفهم عن أن يأتوا بمثله) وهذا القول من إبراهيم النظام قول مردود، بل رده بعض أئمة المعتزلة ـ كالجاحظ وأضرابه من أئمة المعتزلة الذين يوافقون إبراهيم النظام في أصول المذهب ومعدودون معه أنهم من المعتزلة عندهم كتب يردون فيها على إبراهيم هذا لأن القرآن ليس معجزا في ذاته ولكن الله جل وعلا صرف العرب عنه، والحق أن الله جل وعلا جل أن الرب سبحانه وتعالى جعل القرآن معجزا في ذاته فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم تضمن إعجازا لغويا وعلميا، بل هو معجز في كل شيء، فهو كلام الله تحدى الله العرب فيه أن يأتوا بسورة من مثله بل ببعض سورة بل ببعض آية، بل قال جل وعلا: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) أما أن يوجد عالم معدود من علماء أهل السنة وعرف له قدر في القرآن قال بهذا القول فلا أعرف أحدا قال به، ولو قال به أحد لرد قوله عليه.
(وقفات مع سورة التحريم)
عندماوقعت أحداث 11 سبتمبر قال بعض طلبة العلم في سورة التوبة الآية 110 في قوله تعالى (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) يقولون: إن عدد أدوار برجي التجارة 110، و سورة التوبة في الجزءالحادي عشر و سورة التوبة في السورة التاسعة في المصحف؟
طبعا هذا كله باطل، لا أصل له، و لا يجوز للأحد أن يربط بينهما أرقاما،إخواني الله يقول (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ) يتكلم عن بنيان المنافقين وهو مسجد الضرار (الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قد يأتي إنسان، يدخل عليك مدخلا عظيما يقول لك، العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،و هذه قاعدة صحيحة في أكثر أحوالها، و لكن ينبغي أن تعرف كيف تربط بين قول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ما نطبقها على برجي التجارة في نيويورك، كيف تطبق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أي إنسان حينما يريد أن يبني مسجدا ليضر به الناس نهدمه ونقول مثله مثل مسجد ماذا؟ مثل مسجد الضرار، ونتلو الآية (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) أما أن يطبق هذا على البرجين، فيقال رقم 9 و رقم11، هذا قد يقوله من لم يفقه أي مفاتيح لكلام الله و لا علم له بالتفسيريعني هذا، ما تدار بالعاطفة
(شذرات التفسير)
قال الرب تبارك و تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87] يقول يا شيخ هذا نبي الله يونس، كيف يظن أن الله لا يقدر عليه و هو نبي؟
ما معنى أن لا نقدر عليه هنا معناها أن لا يضيق {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} أي لن نضيق عليه يعني اعتقد أن احتفاء الله به، يمنع أن يضيق الله جل و علا عليه.
(شذرات التفسير)
كيف نجمع بين قول الله تعالى (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) (لقمان:34) و بين الطب الحديث الذي يستطيع أن يعلم ما هوالمولود؟
ما في لغة العرب موصولة، تعني العموم يدخل فيها كل شيء فقول الله تبارك و تعالى (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) أي يعلم هل سيولد خديجا أو كاملا، هل سيحيي أو لا يحيي، هل شقي أو سعيد، يعلم الله جل و علا رزقه وأجله، يعلم الله جل و علا ذكرا كان أو أنثى، يعلم الله جل و علا كل شيء عنه، أما الطب الحديث يصور وهذا التصوير انتقل به الأمر بقدر الله، من الغيب إلى الشهادة لأنه أصبح شيئا محسوسا.
(شذرات التفسير)
هل الجن يتزوجون الإنس استدلالا بقولهتعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) (الرحمن:74)
هذهالمسألة أنا لا أدري قال فيها بعض العلماء، لكن أنا لا أعلم قولا صحيحا صريحا في المسألة
(شذرات التفسير)
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ يقول السائل: كيف نجمع بين قول الله تعالى في سورة الأعراف (أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (43) وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة بأعمالكم)؟
قال الله تبارك وتعالى: (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟؟ قال: ولا أنا إلا أن يتداركني الله برحمته " إذا في الآية إثبات وفي الحديث نفي والقرآن والسنة قطعا يعاضد بعضها بعضا محال أن يثبت القرآن ما نفته السنة، أو أن تنفي السنة ما أثبته القرآن، الجواب عن هذا: أن يُعلم أن الباء في كلا الحالين مختلف ليست واحدة، سنضرب مثلا خارج الآيات ثم نطبقها على حالنا، فلو أنك تملك هذه الساعة وجاء أحد الحضور وقال: يا صالح هذه الساعة لك؟ قلت نعم، قال: خذ هذه ألف ريال وبعني الساعة، فأعطيته الساعة وأخذت الألف ريال، فلو قابله أحد وقال من أين لك هذه الساعة كيف ملكتها كيف نلتها؟ قال: نلتها بألف ريال، هذه الباء تسمى باء ماذا؟ باء عوض، فالألف مقام الساعة والساعة مقام الألف، أنت تملك سيارة مثلا كابرس مديل2008في شخص مغرم بفورد 2008 وأنت مغرم بهذا النوع الأول فعندما تبادلتما، سألك الناس وسألوه قال: أخذت الكابرس وأعطيت الفورد، إذاً الفورد عوض عن الكابرس والعكس، حتى لو اشتريتها بمال، إذاً المقصود الباء باء عوض، هذه باء العوض، في باء أخرى أيها المبارك اسمها باء السبب فلو هذه الساعة نفسها قام رجل وقال نفرض أحدكم قال يا شيخ صالح أنا من المدينة ـ أنا من المدينة ـ فو قلت بسبب أنك من أهل المدينة خذ هذه الساعة، فسبب كونه من أهل المدينة كانت سببا في أنني قربته أكثر من غيره، وأعطيته الساعة، فهو لم يدفع عوضاً، لا يوجد عوض، لكنه لو سؤل كيف نلت الساعة لقال بسبب أنني كنت الوحيد في الدرس من المدينة، إذا في كم الباء؟ بائين: باء عوض وباء سبب، نأتي للآية الله ربنا يقول وهو أصدق القائلين: (وَنُودُواْ) أي أهل الإيمان (أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ) هي الآن قريبة لكن تلكم " للتفخيم للتعظيم، وإلا هو عند باب الجنة (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أي بماذا؟ بسبب أعمالكم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة أحد بعمله) أي لا يدخل الجنة أحد عوض عن ماذا؟ عوض عن عمله، لماذا؟ لأن أعمالنا مهما بلغت لا يمكن أن تكون ثمنا للجنة، الجنة أعظم، فالله جل وعلا خلقنا وحق علينا أن نعبده، جل ذكره فليست أعمالنا عوض عن الجنة مقابل الألف مقابل الساعة، والعمل عوض عن الجنة، والجنة عوض عن العمل، محال، قد يدخل الجنة رجل قال كلمة التوحيد وأسلم وآمن يدخل الجنة، قد يغفر الله لرجل كل حياته ذنوب موحد يدخل الجنة، فأعمالنا ليست عوض ولا ثمن للجنة، لكنها سبب في دخول الجنة، لأن أعمالنا في التركيب سبب لرحمة الله ورحمة الله أدخلتنا الجنة، فالمُثبت في الآية باء السبب والمنفي في الحديث باء العوض، وأنا قررتها بالعامية حتى يفقه الناس والعلم عند الله.
(تأملات حول سورتي البروج والبلد)
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[25 Aug 2010, 01:41 ص]ـ
شيخنا جزاكم الله خيرا، شيخنا هذا أحد الأحبة يقول قد عزمت على حفظ القرآن الكريم فهل لي من نصائح وتوجيهات، وتحذير من أمر ما جزاكم الله خيرا؟
نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياك الإخلاص وأن يبارك لك فيما عزمت عليه وأن يعينك، لكن نقول لك ما حفظنا عمن أدركناه، قم به بالليل يرسخ في قلبك كثيرا، هذا أفضل طريقة لحفظ القرآن.
(تأملات حول سورتي البروج والبلد)
آخر آيتين من سورة البقرة "من قرأهما في ليلة كفتاه " ما معنى كفتاها جزاكم الله خيراً؟
الحديث صحيح والمعنى مختلف فيه ـ معنى الحديث ـ قيل كفتاه قيام الليل وأظنه بعيد، والذي يظهر لي مما يحفظ الله جل وعلا به عبده أن يقرأ خواتيم سورة البقرة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كل ليلة.
(تأملات في سورة الفرقان)
ما المراد بكلمة (الأعراف)؟
قلنا في دروسنا أنها جبال أو هضاب أو تلال مطلة على الجنة وعلى النار.
(تأملات في سورة الفرقان)
يقول لو تعيدون التدليل على جواز نسخ القرآن بالسنة.
قلنا إن الله جل وعلا قال {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} (البقرة:106) قلنا القائلون بالجواز يقولون إن {نَأْتِ} يعني عائدة إلى الله والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى إنما هذا الله جل وعلا يوحيه إليه.
(تأملات قرآنية3)
لماذا آيات سورة هود كلها مكية إلا واحدة مدنية وجزاكم الله خيرا؟
نحن قلنا إن القرآن ما نزل قبل الهجرة مكي وما نزل بعد الهجرة مدني فأكثر آيات القرآن هود نزلت في مكة فلما نزلت هذه الآية {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} (هود:114) التي ذكرناها قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ضعوها في موضع كذا في موضعها الذي هي فيه اليوم فأصبحت بذلك مدنية.
(تأملات قرآنية3)
يقول (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً) (التوبة:97) من هم الأعراب؟
طبعا هنا الآية يقصد بها من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة من سكن البادية ورفض الترحال ويتنقل هذا يقال له أعرابي لكن الذي يتنقل ولا يدخل المدن هذا أعرابي لكن ليس كل أعرابي مذموم قال الله (وَمِنَ الأَعْرَابِ) ماذا؟ (مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ) (التوبة:99) الذي يستشهد بالقران يستشهد به كاملاً.
(تأملات قرآنية3)
يقول {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} (هود:107/ 108) كان العرب يقولونه للشيء الدائم الغير منقطع ما رأيك في هذا القول؟
هو يؤدي نفس المعنى لكن لا أعلم دليلاً على أن العرب كانت تقوله.
(تأملات قرآنية3)
يقول ذكرت أن نبي الله يوسف لم ينبأ إلا متأخراً وقد قال الله عز وجل حينما وضع يوسف في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15) فالوحي كان قبل ذلك فكيف تُخرج هذه الآية؟
هذا الوحي ليس وحي نبوة هذا شيء أوقعه الله في نفسه أو سمعه من ملك لكن لا يمكن أن ينبأ نبي وعمره سبع سنين.
(تأملات قرآنية3)
هل من حفظ القرآن ثم نسيه آثم؟
إذا تعمد ذلك يخشى عليه من الإثم.
(تأملات قرآنية3)
يقول أنا عندي ميول إلى علم التفسير فكيف السبيل إلى من يريد أن يتبحر في هذا العلم؟ ماذا يقرأ من الكتب؟ ماذا يتعلم من قبل الشرع؟
التفسير أشرف العلوم بلا شك والسنة كلها قلنا في آية واحدة {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر:7) وأما كيف تصبح مفسراً فالأول أول خطوة أن يصلح بينك وبين علم التفسير مزج يصبح علم التفسير في دمك وهذا لا يكون إلا بأن تقرأ كثيرا للمفسرين دون أن تتصدر للناس لا تستعجل تقرأ كثيراً في كتب التفسير فإذا وجدت في نفسك دمج يجري في دمك هذا العلم تحبه مابين الحين والحين تقرأ في التفسير تصبح منشغلاً به ليلاً ونهاراً تصبح بعد ذلك هذه الخطوة الأولى مثل الشعر كيف تصبح شاعراً ما يمكن تعلم عروض تصبح شاعراً أول شيء اقرأ كتب الشعر حتى تتعب ويُصبح الشعر يجري في دمك ليل نهار تقول شعر تصبح شاعر ممكن أن تصبح شاعراً مثله علم التفسير فأنا أقول من يقرأ كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمة الله تعالى يقرأه مرة مرتين ثلاث فإذا رأى بعد قراءته مرة مرتين ثلاث اندماج فيه يبحر في الكتب ويبدأ عاد هو بقدراته العلمية أنا لا أدري عن السائل ما مستواه في اللغة ما مستواه في الأدب بعد ذلك كله ييسير لكن أولاً يوجد ألفه مزج دمج بينك وبين علم التفسير إذا وجد هذا حتى لوكنت من أعلم الناس العلم بالمراجعة والمدارسة ليلاً ونهاراً ويعلم الله أننا نقرأ فيه ليلاً ونهاراً ولم نبلغ شؤاً فيه ولا شأناً ذا بال لكن حتى لا يصبح الإنسان مسيطر عليه علم التفسير.
(تأملات قرآنية3)
يقول: ما صحة قول أن القرآن نزل جملة واحده إلى السماء الدنيا؟
لا أعلمه ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن هو قول كثير من العلماء.
(تأملات قرآنية3)
يقول هل صحيح أن الرعد اسم من أسماء الملائكة؟
لا أعلمه صحيحاً.
(تأملات قرآنية3)
يقول: هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز أم لا؟
لا يوجد في ذلك خبر صريح فيما أعلم.
(تأملات قرآنية3)
مروي في تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير أحاديث تدل على أن اليهود يعلمون عن قصة يوسف هل هذه الآثار صحيحة؟
طبيعي أن يعلم اليهود عن قصة يوسف بلا شك.
(تأملات قرآنية3)
ذكرت أن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية مع أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم؟
أنا قلت أن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية ما قلت وإن كنت قلته فأنا أعتذر عنه لكن ربما الأخ فهم خطأ أما أنا لم أقل إن قصة يوسف لم تكن في الكتب الماضية.
(تأملات قرآنية3)
الرجاء إعادة مفاتيح الغيب؟
قلنا إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت.
(تأملات قرآنية3)
ما رأي الشيخ صالح في تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب رحمه الله؟
رحمة الله على السيد قطب هو رجل مفكر وأديب أكثر منه مفسرا لكن ممكن أن يستفاد من كتابه لكن ينبغي أن نعلم انه لا يصلح للمبتدئين لكن المتمكن عقديا وفكريا ممكن أن يقرا فيه ويتأثر ببلاغه لكن ثمة أمور خالف فيها غفر الله له ورحمه وتلقاها بعض الطلاب تلق خاطئ فنجم عنها أمور غير محمودة. على العموم الرجل له محاسنه وله بعض أخطائه اسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه فالمبتدئون لا انصحهم به أما من كان متمكنا شريعة وفكرا فحسن أن يقرا في كتاب سيد قطب في ظلال القران.
(منتديات عشاق الجنة)
نرى عزوف الكثير من الناس عن تعلم أصول القران الكريم والحديث كعلم شرعي .. وعدم السعي في تعلم التفسير والاطلاع عليه فنرى بعدا ظاهر جدا في الابتعاد عن فهم القران .... فما هو رأي فضيلتكم في هذا؟
ما ذكرته الأخت الكريمة صحيح واذكر أنني عندما بدأت أول دروس التفسير تقريبا كان 1408 كانت أجمالا و1416 كانت تخصيصا نفر كثير من الناس وعارضني كثير من المشايخ وأحجم عني بعض التسجيلات. لكنني كنت أقول انه يجب أن تعود الأمة إلى القران ثم ولله الحمد نرى الآن أقبالا كثيرا على التفسير. نعم الصحوة عندما بدأت أغفلت العناية بكلام الله جل وعلا أذ تصدر الناس لتدريس الفقه والمتون الشرعية وهذا أمر حميد لكن خيرا منه وأفضل وأحسن أن يكون هناك توجه لعلوم القران وتأصيله ودراسة علوم القران والتفسير وهذا لله الحمد بدا الآن تظهر جمعيات في علوم القران والذي اعلمه أن هذا المنتدى المبارك لديهم زاوية أو صفحة أو أشبه ذلك تتخصص بعلوم القران. هذا كله محمود ونسال للناس التوفيق في هذا الباب العظيم.
(منتديات عشاق الجنة)
ما هي أفضل كتب التفسير التي تنصح بقراءتها للمبتدئين؟!
كتاب تفسير ابن كثير والمحرر الوجيز لابن عطية والتسهيل لابن جزيء الكلبي
(منتديات عشاق الجنة)
ما هي أفضل الطرق لمراجعة القرآن الكريم .. وتثبيته؟! وجزاكم الله خيرا
أولا القيام به في الليل فهذا أعظم ما يثبت القران في الصدر ثم تحري الأوقات التي ترين نفسك فيها مقبلة على الحفظ فلتحفظي مع المراجعة مع الغير هذه وأغرارها تعين أن شاء الله على حفظ القران.
(منتديات عشاق الجنة)
يقول الله تعالى في سورة يس (فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)،
(يُتْبَعُ)
(/)
و عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى - قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري ومسلم.
كيف الجمع بين: قوله سبحانه (وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) و قوله (فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة)؟
تفصيل هذا في التالي/
العمل أحيانا يا أختاه يكون بالنية فمثلا أنسان نوى أن يسرق ثم بدا له أن يترك هذا لا يعاقب لكن أنسانا بدا له أن يسرق وما منعه أن يسرق إلا أن النور أضيء أو أن الحارس قدم أو ان الناس جلبوا بأصواتهم فمنعه عارض غير اختياري منه. عارض إجباري هذا يأثم على نيته لكن من نوى ولم يفعل فهذا لا يعاقب على نيته وهذا من رحمة الله جل وعلا على عباده ويدل عليه قول صلى الله عليه وسلم (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل ما بال المقتول. قال انه كان حريصا على دفع صاحبه) فكونه عجل له بالمنية هذا مانع اضطراري فلهذا أثم كما اخبر صلى الله عليه وسلم أما إذا كان المانع اختياريا فلا يأثم.
(منتديات عشاق الجنة)
نجد طالبات الدُور ومراكز تحفيظ القرآن، مجتهدات في الحفظ وطلب العلم طوال العام والحمد لله، لكن إذا جاءت العطلات تقل الهمة، وربما تركن حفظ أو مراجعة القرآن الكريم، فهل هذا يقدح في الإخلاص؟ بمعنى / كأنهنّ حفظن من أجل الدرجات والنجاح، ثم ينتهي الأمر .. !!
لا إن شاء الله لا يقدح بالإخلاص فالنفوس تسام وتمل ولا باس إن يكون الإنسان له وقت مع أقرانه وأهل بيته وخواص أصحابه يغدو ويروح معهم ويطرد السامة عن نفسه لا أن يرتكب محرما. نرجو الله انه لا حرج لكن لأسباب نحاول أن نراجعها ولو قليلا ولا يتركوا قيام الليل وهذا كله إن شاء الله يدل على إن الإنسان يريد لنفسه خيرا.
(منتديات عشاق الجنة)
قال تعالى في سورة يس (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) (52) والآية تتكلم عن الكفار، وورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حال المؤمن والكافر في القبر وكيف أن الكافر يعذب في قبره فكيف الجمع بين الآية والحديث؟.
لا يوجد تعارض هذا القبر ونعيمه يتصل حينا وينقطع أحيانا وهو مسالة غيب لا يستطيع احد أن يتكلم فيها إلا بمقدار ما جاءت به النصوص، فالنصوص دلت على أن أهل القبور إما يتنعمون وإما يتعذبون وظاهرها أن هذا يتصل وينقطع وأنهم يشعرون بالرقاد ومنه قول الله جل وعلا قال (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) والعلم عند الله ويجب أن ننبه أن الكلام بالغيبيات بمقدار ما أوضحه النص حتى تبقى جلالة الغيب شاملة عامة ولهذا قال الله (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (ق:22) مع انه كان يسمع القران لكن المعاينة ليست كالخبر.
(منتديات عشاق الجنة)
هذا سائل يسأل عن أرجى آية في كتاب الله؟
الرجاء بالله جل وعلا عظيم، ومن أعظم المقاصد، وأسمى المطالب، والعلماء – رحمهم الله- استقرؤا القرآن ثم اختلفت كلمتهم في أي آية في كتاب الله أرجى؟
· ومنهم من قال وهو قول القرطبي ومن وافقه: أن أرجى آية في كلام الله قول الله جل وعلا في سورة الأنعام: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْيَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82).
· وقال آخرون: إن أرجى آية في القرآن قول الله جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر:53)، وهذا القول ينسب إلى ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما -.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وقال آخرون ورجحه أو مال إليه شيخنا الشنقيطي – رحمه الله -: أن أرجى آية في كلام الله قول الله تبارك وتعالى في سورة فاطر: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبير * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) (فاطر:32) فقالوا إن " واو الجماعة " في قول الله جل وعلا: (يَدْخُلُونَهَا) يشمل الطوائف الثلاثة كلها، الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات، ولهذا قال بعض العلماء: (إن هذه الواو في قوله سبحانه: (يَدْخُلُونَهَا) حق أن تكتب بماء العينين، لا تكتب بمداد الحبر)، فالعلم عند الله.
(تأملات في سورة الحشر)
كيف أعلم أن هذه الدمعة التي تخرج من عيني أنها بتأثير القرآن لا بغيره؟
هذا يختلف، ولا نستطيع أن نحكم أو نجزم، لكن من الفوارق في هذا والإنسان أصلا مخلصا لله لكن إذا قُدر لك أن تقرأ القرآن لوحدك، يعني في مكان خالي، وبين يدي الله تتلوا آيات غلبت عليك دمعة ولم يكن هناك أحد يشاهدك فيرجى أن يكون هذا لله، ونقول يرجى ولامرارا وقدر لك أن تناله سيكون بالنسب لك معينا في أن يبعد عنك وساوس الشيطان ونزغاته، لكن لا يعني في ذلك فيصلا في القضية، لأنه لا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله تقبل أو لم يتقبل إلا إذا لقي الله، فلا راح للمؤمن حتى يلقى الله، والله يقول: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) (العاديات:9/ 11)، وقال في الطارق: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (9)، والمقصود من هذا أن الإنسان يوطن نفسه على أن يقف بين يدي الله في سفره أو في حضره أو في بيته، يكون له خلوات يتلوا فيها القرآن، ويحاول أن يرقق قلبه ويتلوا آيات يغلب على الظن أنها تحرك الأفئدة، وتقشعر منها الجلود، وتذرف منها العين لعل الله جل وعلا أن يمن عليه بالقرب منه، والله هو التواب الرحيم.
(تأملات في سورة الحشر)
هل لك أن تدلنا شيخنا على آيات من كتاب الله عز وجل كلما ازددت تدبرا فيها زاد لدي التقوى؟.
القرآن كله عظيم، لكن أعظم ما وصف الله جل وعلا به نفسه، أو بتعبير آخر حديث الله عن الله، آية الكرسي، قول الله في الأعراف: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " (54) قراءة سورة الحديد، خواتيم سورة الحشر، قول الله في الشعراء حكاية عن إبراهيم: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (75/ 77) إلى آخر الآيات إلى قوله جل ذكره: (لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ {87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89})، وقول الله عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) (آل عمران:35)، وقول الله جل وعلا – حكاية عن مريم -: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران:47) هذه وأمثالها آيات تزلزل الجبال فضلا عن قلوب العباد.
(تأملات في سورة الحشر)
كيف يمكنني الجمع بين قول الله تعالى: (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا) (الأعراف:155) وبين قول عائشة رضي الله عنها: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث)؟ جزاكم الله خير.
هذه الآية ليس في الأمر ما يمنع، إنما خوف ٌقاله نبي الله جل وعلا موسى عليه الصلاة والسلام، لما رجف بهم الجبل، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زينب بنت جحش في الصحيحين: (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث) هذا الأصل إن السفهاء إذا طغوا، وأشاعوا في الناس الفجور، والفسق تصبح الأمة كلها عرضة للهلاك، لكن يبعثون بعد ذلك على نياتهم ولا يوجد تعارض بين الحديث والآية، إنما الآية تتكلم عن توسل من ذلك النبي الكريم إلى ربه تبارك وتعالى.
(تأملات في سورة الحشر)
يقول يا شيخ ما الحكمة أن تذكر القصة في القرآن مرة مطولة ومرة مختصرة في سور من القرآن؟
هذا من أسلوب القرآن:
· تثبيت لقلب نبيه.
· وإيضاحا للمعاني.
وهي طرائق جاء بها القرآن، فغلب بها فصاحة الفصحاء، وبلاغة البلغاء، والله تبارك وتعالى سمى كتابه هذا مثاني: أي يكرر فيه الأمر مرة بعد مرة.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
اقرأ القرآن وأريد أن يخشع عن قراءته فلا أجد ذلك، فما هي الطرق المعينة على ذلك؟
تفقد حالك مع والديك، من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة بر الوالدين، الإنسان أحيانا يُحَال بينه وبين ما يريده إما:
· لمظلمة ظلمها الناس.
· أو لعقوق بينه وبين والديه.
فمثل هذا من ما يحجب معالي الأمور التي ينشدها العبد، فإذا راجع علاقته مع والديه مع أمه بالذات، أو تبين إن كان يظلم أحدا عاملا خادمة زوجة ولد، طالب عنده في البيت أوفي المنزل أو في المدرسة، تفقد أحواله مع الناس يحاول قدر المكان أن لا يكون بينه وبين الله مظلمة يسأله الله جل وعلا عنها هذا، إذا اجتنب يعين على الخشوع القلبي.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
أحفظ القرآن وأنساه وكلما راجعته لا يثبت.
يقول بعض الصالحين: "قم به بالليل تزداد له حفظا"، من أعظم ما يثبت حفظ القرآن أن يقوم به المرء في الليل.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:04 ص]ـ
ما معنى قول الله عز وجل: (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)؟
المعنى ظاهر لأن الله جل وعلا إذا كان كافيا لعبد فلا يمكن أن يسلط عليه أحد: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) وهي كلمة عظيمة جليلة الأثر، عظيمة المعنى: (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها الأنبياء من قبل وقالها النبي صلى الله عليه وسلم، تزلزل لها الجبال، وكلما عظم علم الإنسان بمعناها ويقينه بربه زادت أثرا عليه، يعني زادت استفادته منها بمقدار صدق توكلها على ربه جل وعلا، حسبنا الله ونعم الوكيل.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
الحمد لله الذي هداني واليوم هل أحفظ القرآن أو أطلب العلم؟
لا علم بدون القرآن ابدأ بالقرآن فأحفظه، حتى إذا قطعت جزءا كبيرا من حفظه عشرة أجزاء فأكثر ابدأ في طلب العلم.
(النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم)
يا شيخ صالح -الله يحفظك- قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خذوا القرآن عن أربعة "ماذا يُفهم منه وكذلك قولهُ عليه الصلاة والسلام: " من كان قارئً فليقرأ على قراءه ابن أم عبد "؟.
نعم، هذا لايعني الحصر , لكن هؤلاء أئمة القراء، النبي صلى الله عليه وسلم قال " خذوا القرآن عن أربعة " ثم عدد (أبي رضي الله عنه وأرضاه وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله أبن مسعود الذي هو عبد الله أبن أمي عبد فهؤلاء الذين حث النبي صلى الله عليه وسلم على الأخذ منهم هؤلاء ثلاثة ورابعهم معاذ رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وكلهم -يعني-عبد الله أبن مسعود مهاجر وأبي ومعاذ من الأنصار وسالم مهاجر،اثنان مهاجران واثنان من الأنصار. لكن لا يُفهم منه الحصر، لكن من أعظمهم قراءةً عبد الله أبن مسعود لأنه كان يأخذ القرآن رطباً من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدقال: [أخذت ثلاثين سورة من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم] وهو من السابقين الأولين من المهاجرين رضي الله عنه وأرضاه وقد كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في أول دعوته ومنها أنه كان معه في غارٍ في منى وأخذ عنه في ذلك الغار نزول سورة المُرسلات.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
يا شيخ استمعت لمحاضرة لك أنه سورة يونس أختلف المفسرين في إلحاقها بالسبع المثاني أو الطوال وبيت السبب يا شيخ أنه اللي قبلها أعتقد أنها المائدة والتوبة أنها إذا جُمعت فلها موضع وإذا فُصلت فلها موضع مع أن المائدة والتوبة أكثر من المائة فكيف نوفق هذا القول؟
العلماء اتفقوا على أن هناك سور مئين السبع المئين السبع الطوال واتفقوا على (البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف) فهذه الست مُتفق عليها واختلفوا في السابعة، فذهب فريقٌ إلى أنها التوبة والأنفال متفقه -هو ذكر المائدة طبعاً هذا وهمٌ منه- اتفقوا قال فريق إنها التوبة مع الأنفال مجتمعة، وقال آخرون: إنها سورة يونس.وبكلٍ يعني له أسلوبه في الترجيح
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
كيف اشبع رغبتي بتفسير القرآن الكريم كتب أو مراجع أو مصادر يا شيخ لأني أحاول أتوسع قدر المستطاع في قضية التفسير وغيره.؟
طُرق محددة لابُد أن يقرأ في كتب التفسير كثيراً في كتب التفسير نفسها غير مواقع الانترنت يعني يأخذ أمهات كتب التفسير فيقرأ فيها، هذه طريقة. ثم يقرأ في من دوّن في علوم التفسير يقرأ مثلاً تفسير الحافظ ابن كثير، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، كتاب تفسير ابن السعدي رحمة الله تعالى عليه تفسير الكريم المنان،، هذه الثلاث كمثال ثم إذا كان بلغ شأواً يرتقي إلى التحرير والتنوير لأن فيه شيء من الصعوبة للطاهر ابن عاشور رحمة الله يُصاحبه ذلك الاطلاع على طرائق المُفسرين يعني يأخذ علوم القرآن منها أن ينظر في كتاب التفسير والمفسرون للذهبي المُعاصر رحمه الله عليه الذي قتله الخوارج في مصر مؤخراً كان وزير الأوقاف المصرية فكتابه التفسير والمفسرون كتاب فيه جلاء واضح لسيرة التفسير وسيرة علم التفسير في تاريخ الأئمة.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
التوبة لماذا لم تبدأ بالبسملة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء فيها، منهم من قال: كان يُنظر إلى أن سورة التوبة وسورة الأنفال كالسورة الواحدة، هذا قول لطائفة من العلماء. وقول: إنها بدأت بالسيف ذكر السيف وهذا لا يتناسب مع بسم الله الرحمن الرحيم لأن صدرُها (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) (التوبة:1) وهذا أرجح الأقوال وقد عد بها الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه في تفسيرهِ -لو راجعه- أربعة أقوال ثم كأنه مال إلى هذا الرأي وهي أنها غير مصدرة إلا بالسيف لذلك لم تُصدر بـ بسم الله الرحمن الرحيم، لعدم الجمع بينهما.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق "وقول الله عز وجل (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) سورة النحل: (36). وغير ذلك من الآيات التي تُبين أن الأنبياء والرُسل إنما أُرسلوا لعبادة الله وحدة فلا أدري هل هو تعارُض أو لا، كيف يُجمع بين ما هو ظاهرهُ التعارضُ وشكراً.
ليس هناك تعارض، لأن من أعظم مكارم الأخلاق توحيد الله.فما بُعث به النبيون عليهم الصلاة والسلام وهو عبادة الله واجتناب الطاغوت هذا من أعظم ما يجعل الإنسان ذا خُلقٍ كريم لأن المُشرك لا يُقال لهُ ذا خُلقٍ كريم إلا مخصوص يُقال كريم يُقال سخي يُقال كذا لكن ما يُقال عنهُ ذو خلقٍ كريم لذلك قال الله جل وعلا في وصف نبيهِ ({وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم: (4). وأعظم خُلقٍ تحلى به النبي صلى الله عليه وسلم توحيده لربهِ، لكن عندما نقول إن الله قال وذكر أنه بعث الأنبياء لاجتناب الطاغوت وعبادة الله هذا تخصيص، لكن عندما حديث " إنما بعثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق " هذا العموم، لكن يندرج في أولها عبادة الله جل وعلا وحدة.
(القطوف الدانية/ أحاديث نبوية)
بالنسبة لكتاب ظلال القرآن لسيد قطب هل تنصح به، بعض العلماء ما نصحوا بهذا الكتاب هل فيه أخطاء عقائدية؟.
ظلال القرآن لسيد قطب، سيد قطب رحمه الله تعالى رجل يملك قلماً أدبياً قبل أن يملك علماً شرعياً ولا يعنى ذلك أنه ليس عنده علم شرعي، فبحسب الناظر في الكتاب، فإن كان أراد أن ينظر في الأسلوب ورقته وتفتك الكلمات فالحق أن الرجل أوتى حظاً عظيماً في هذا، أما قضية سيد رحمة الله عليه في كتابه ضمناً لقضية جاهلية القرن العشرين هذه النظرية لا يوافق عليها وتضرر الناس بسببها كثيراً فإذا كان الإنسان طالب علم يميز هذا من ذاك فلا بأس أن يقرأ في ظلال القرآن لسيد غفر الله له ورحمه ورحم أموات المسلمين أجمعين
(القطوف الدانية/التقديم والتأخير في كلام العليّ الكبير)
كلنا يعلم فضيلة شيخ أن الآيات المتشابهات إنما يستخدمها من في قلبه زيغ كما وصفه القرآن، فهل هناك أمثلة ممن يستشهد بها منافقوا هذا العصر حتى لا ينخدع الناس ويكونوا على بصيرة من أمرهم؟
هذا كما ذكر الله: (فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء) (آل عمران:7) وقد بينا مثال في قضية عيسى ابن مريم عليه السلام، وقلنا إن من في قلبه زيغ من النصارى أنهم تمسكوا بقوله: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء:171) وتركوا الآيات التي تقول: (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ) [الزخرف:59] وهذا ممكن استطراده أو الأخذ فيه في أكثر من موضع في كلام الله جل وعلا يجب التنبه إليها، وهذا مداره على البحث والاستقصاء، وهو من أعظم ما تجول فيه أقدام العلماء.
(القطوف الدانية/ الراسخون في العلم)
في الآية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هل نزلت هذه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة أم في جميع المؤمنات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في المسألة خلاف مشهور بين العلماء، هل هي خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو هي شاملة في النساء جميعاً ومن أراد أن يعرف حقيقة الأمر فليرجع إلى كتب الفقهاء في المسألة وأصل الخطاب كان {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} (الأحزاب:32) وفيها {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب:33) وأم سلمة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ ما خرجت من بيتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما كلمت في هذا قالت: إننا أمرنا في البقاء في البيت وقرأت {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} هذه من حجج من قال أنها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقال أكثر المفسرين كالطبري والحافظ ابن كثير إنها ليست مقصورة على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلم عند الله.
(أفذاذ الرجال)
نجد في بعض كتب التفسير بعض الأحاديث الضعيفة فهل نفسر فيها القرآن أم نقتصر على الحديث الصحيح؟
يقتصر على الحديث الصحيح لكن ينظر في ذلك الحديث إن كان لا يعارض أصلاً شرعياً فيمكن أن يستأنس به في علم التفسير.
(أفذاذ الرجال)
يسأل عن طريقة قراءة كُتب التفسير؟
علم التفسير علمٌ جم،والعلماء رحمة الله تعالى عليهم بذلوا فيه جهداً واسعاً أجزل الله مثوبتهم، نقول له: الناس تختلف قدراتها، لكن حبذا أن تقرأ بطريقتين قراءة عامة بمعنى أن تأخذكتاب مثل تفسير أبن كثير أو مختصر من المختصرات تفسير أبن كثير .. تقرأ فيه قراءة سرديه بمعنى أنك تقرأ مُتسلسلاً ثم طريقة أخرى أن تختار آيات غالباً ما تكون آيات أحكام لأن الفقه يحتاج إلى كثير من الفنون حتى يقوى الإنسان فيه،فيأخذ هذه الآيات يقرأها مبدئيا ثم يقرأ في عدة تفاسير فما لم يوسعه زيد فاض فيه عمرو .. بهذه الطريقة، إذا حصل الإنسان على لب المعلومة يقولها لغيرة .. يذهب إلى أخوانه إلى أخواته فيخبرهم بما أفاء الله عليه تثبيتاً له .. هذا ينفع كثيراً في علم التفسير لكن يحتاج إلى طول زمان لأنا نتكلم عن 114سورة لا يمكن الإلمام بها بين عشيةٍ أو ضحاها، هذه مسألة تُفنى فيها أعمار .. لهذا يُقال أن أبن جرير الطبري فيما يُنقل أنه لما أراد أن يؤلف تفسيره هذا رحمة الله تعالى عليه دعا الطلاب فقالوا في كم ورقة؟ فقال في ثلاثين ألف ورقة .. قالوا تفنى في هذا الأعمار فقال رحمة الله تعالى عليه .. الله المستعان ذهبت الهمم أو كلمةً نحوها، ثم جعله في ثلاثة ألاف ورقة وهو الذي بين أيدينا وهو الآن يُنظر إليه على أنه من المطولات .. فهذه بعض الطرائق ونسأل الله التوفيق.
(آيات السؤال في القرآن الكريم)
ماالطريقة المُثلى لحفظ القرآن الكريم؟.
فيه جواب .. يقوله الأكابر وهو .. قم به في الليل تحفظه في النهار والأمر الثاني المراجعات مع الأقران وأمثالهم .. هذه لتثبيت القرآن في قلبه.
(آيات السؤال في القرآن الكريم)
كثرت في الآونة الأخيرة كتب التفاسير المختلفة من خلال مواقع الإنترنت هذه كتب بعض الفئة الضلة، يقول: ما حكم الرجوع إليها من قبل طالب العلم ومن غيره؟
أما الفئة الضالة فلا يرجع لها كمصدر ليرجح، وليؤخذ منها علم، ما دمنا حكمنا عليها بأنها فئة ضالة فلا يمكن الجمع ما بين الضلالة والهدى في مقام واحد، لكن إذا لجأ بعض طلاب العلم الكبار إلى أن يقرأها حتى يفقه ما فيها ليرد عليها، ويزيل الشبهات التي طرأت فيها فهذا حسن، لكن ليس كل أحد يدل على هذا المورد.
(القطوف الدانية/حوار مفتوح)
بعض الإخوان حينما يقرأ القرآن ويمر في آية سجدة يضع المصحف في إبطه فهل هذا الفعل صحيح أو له أصل؟
هذا تصرف منه لأنه يفعله اضطرار لأنه يقول أنا أين أذهب بالقرآن، يعني أين أضعه فهذا ينظر فإن كان بجواره مكان مرتفع يضعه على المكان المرتفع، لكن الأفضل يعطيه من بجواره إن كان في الحرم أو في مسجد، ثم يسجد هذا خير من أن يضعه هنا، لأنه ليس موضع يوضع فيه كلام الله.
الأرض طاهرة يجوز لكن جاء في التوراة لما عرض على النبي وضعها على أرض مرتفعة، لكن نقول هذه كلها مواقف اضطرار بحسب حاله لكن الخطوة الأولى أن يعطيها من بجواره، فإن كان في بيته يقرأ يضعها في مكان بعيدا عنه.
(القطوف الدانية/حوار مفتوح)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت في إحدى محاضراتك أنه عند قراءة القرآن ينبغي التوقف عند آيات الرحمة لعل الله يرحمنا هل هناك دليل على هذا القول أو اجتهاد؟.
الناس أحيانا الإخوة والأخوات لا يفرق بين المسألة التي تحتاج إلى دليل أو لا تحتاج إلى دليل، لكن هذا أنا قلته بالنص قلت: أدركت بعض الصالحين من أئمتنا إذا أتوا إلى آية رحمة وقفوا عندها، وإذا أتوا على آية عذاب أحبوا أن لا يقفوا عندها أو أتوا بعدها بآية رحمة، مثل أن جل وعلا يقول: (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً {28} وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً {29} فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً) (النبأ) قلت أدركت خيارا من الأئمة لا يقفون عند قول الله: (فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً) وإنما يأتي بالآية التي بعدها (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً) ثم يقف ويركع، وهذا فعل حسن، ولكن لا نقول أنه ينبغي لأنه ما ورد شيء، ليس لي ولا لغيري لكن أقول هذا الذي أدركنا بعض الأفاضل يصنعونه كثيرا، وأرجوا أن يكون اتضح لها الأمر.
(القطوف الدانية/حوار مفتوح)
ما الحكمة من ختم آيات الصدقة في سورة البقرة بآية الحكمة؟
الله قال في آخرها {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراًكَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} البقرة269، ماذا الصدقة؟ أنفاق إعطاء، عندما يُعطي الإنسان حسن ظنٍ بربه يؤتيه الله، والذي يعطي في الغالب مقتدر .. فهو لا يريد مالاً في الغالب .. يريد شيءً آخر .. فيعطيه الله جل وعلا الحكمة جزاءً وفاقاً على إنفاقه .. ولذلك أكثر من عُرف بالسخاء عُرف بالحكمة
(القطوف الدانية/قبسات من القرآن والسنة)
يسأل عن الدعائم التي تعين على حفظ كتاب الله عز وجل؟.
حفظ القرآن منقبةٌ عظيمة لأنه جاء في وصف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن أناجيلهم في صدورهم .. والله جل وعلا قال {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} العنكبوت49، قد أدركت بعض الأكابر وقد سئل عن أعظم أسباب حفظالقرآن. فقال.جواباً ترتعد له الفرائص .. قال لمن سأله قم به في الليل تحفظه في النهار، فقيام الإنسان بالليل بتلاوة القرآن أعظم معين على حفظه .. تدعمه آيةالمزمل .. ثم إن الإنسان يرى في نفسه الأوقات يكون فيها قادراً على أن يستقبل أكثر ذهنياً وقلبياً .. فيتوخى هذا .. الأنفس تختلف في حفظ القرآن .. الانصراف إلية إلى كلام الله لان كثرة الصوارف والاشتغال بالدنيا أكثر من اللازم لابد أن يصرف عن حفظ القرآن، هذا ما يمكن أن يقال عن حفظ القرآن .. مع سؤال الله جل وعلا أن يمن علينا بحفظ كتابة.
(القطوف الدانية/قبسات من القرآن والسنة)
يسأل عن تدبر القرآن؟.
هذه منقبة عظيمة والله جل وعلا يقول .. {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَالْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد24) تدبر القرآن منزلةً جليلة تؤدي بالعبد إلى أرفع الدرجات .. والله لن يسود أحد لم يتدبر القرآن وإنما الرقي في درجات المجد الديني والدنيوي .. لن يكون إلا بتدبر كلام الرب تبارك وتعالى، وهذا مسألة تطول ولو أضمرنا أنا وأنت أيها المبارك عن تخصيص حلقة عن تدبر القرآن .. ونذكرنماذج كيف تدبر الناس القرآن .. أفضل .. لأنني أُجل كتاب الله أن أجيب عنه عوضاً عنهذه الآية.
(القطوف الدانية/قبسات من القرآن والسنة)
هل هناك -كرمكم الله- حيوانات في القرآن ممدوحة بأنها عالمة، وأخرى مذمومةلأنها جاهلة؟
ورد حيوانات ممدوحةناقة الله مثلاً (نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} سورة الشمس: (13) أضاف الله له إضافة تشريف، ووردت أشياء مذمومة لكن الذم في القرآن إماأن يكون على الجنس (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} سورة الأعراف: (176) أوالمدح على العين ليس على الجنس كقول الله جل وعلا (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} سورة الصافات: (107).
(القطوف الدانية/وقل ربي زدني علما)
من نعم الله على أهل الجنة أن تلحق بهم ذريتهم الذين أتبعوهم بإيمان، هل إذا كان الابن صالح وكانت درجته أعلى من درجة والديه في الجنة فهل يُرفعان إليه؟
نعم يرفعان إليه ويزورانه فيها.
(القطوف الدانية/ الجنة)
(يُتْبَعُ)
(/)
شيخ بارك الله فيكم، صحيح نساء الدنيا يصبحن حوراً عين في الجنة أم التي يخلقها الله سبحانه وتعالى في الجنة ليكثر بها نساء الجنة هل هي اللعبة أم ماذا تسمى يا شيخ؟؟
هذا فيه خلط، الحور العين ليسُ من نساء الدنيا، خلق يخلقهم الله جل وعلا ينشئهم في الجنة،أما النساء المؤمنات في الدنيا يدخلهن الله الجنة هؤلاء ينشئهم الله على سن أبيهم آدم على هيئة حواء طبعاً نقول في طول آدم نخرج حواء لأني لا أعلم فيها نص، فينشئهن كما قال صلى الله عليه وسلم:" لا تدخل الجنة عجوز" ({إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء} سورة الواقعة: (35) الحورالعين، العين جمع عيناء أي واسعة العين، والحور جمع حوراء وهي شديدة سواد العين وشديدة بياض العين، والعرُب المتحببة المتغنجة لأزواجهن ونظيرة قول جرير:
أتصحو أم فؤادك غير صاحٍ عشية هم صحبك بالرواحِ
تقول العاذلات علاك شيبُ أهذاالشيبُ يمنعني مراحِ
يكلفني فؤادي من هواه ضعائن يجتزعن على الرماحِ
عراباً لم يدن مع النصارى ولم يأكلن من سمك القراحِ
فالعُرب هي المتقربة لصاحبها على القول في هذا المعنى، وقالآخرون بمعنى أنهن عربيات.
(القطوف الدانية/ الجنة)
في قول الله عز وجل: (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (يونس:25) هل يدخل فيضمن هذه الآية ما يصاب الإنسان من أعراض وأمراض تدعوه إلى الرجوع إلى الله عز وجل؟.
قال الله (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِالسَّلاَمِ) (يونس:25) المقصود منها أن الله جل وعلا في كتابه العظيم إنما تدعو ما أمربه ونهى عنه إلى دار السلام ليس يبعد يشمل ذلك أن ما أصاب الإنسان أن يكون عونا على أن يدخل به الجنة.
(القطوف الدانية/ آيات مكية)
بعض الناس يقدر له أنه يقرأ القرآن في الليل والنهار، في السر والجهار، ويسمع القرآن لكن يا شيخ صالح يتمنى دمعة واحدة تنزل ما يستطيع يا شيخ والشيخ بعضنا ياشيخ بعض كبار السن يا شيب كبير في السن ما تعلم وما يعرف التفسير لكن سبحان الله ما إن يقرأ حتى يبكي يا شيخ، شيخ صالح ما هو السر في ذلك؟
هذه لاأدري ما قول الناس يختلفون، وقد يعطى الإنسان الدمع فتنة، لكني لا أجرأ أن أقول قد يحبس عنه الدمع فتنة، لأن الله جل وعلا أثنى في آيات فيهن شيء من الإطلاق لاأعلم فيها تقييد، على من يبكي لكن أحيانا عياذا بالله قد يكون وأنا لا أخص أحدا بعينه ولا أحكم لكن:
• قد يكن في الإنسان سريرة تمنعه من أن يكون قريب الدمعة،وهذا الإنسان يتفقد.
• لا يكون الإنسان يحمل في قلبه بغض لأحد والديه، وهذا من أعظم الموانع.
• أن يكون الإنسان في بيته أحد يظلم يقوم هو بظلم (زوجة أو ولد أويتيم أو أخت، خادمة قريبة
، أو مستأجر، يكون الإنسان عياذا بالله مثلا له سلطة وتحته إنسان مثلا يستحق الترفيع فحال بينه وبينه عمدا، منع أداء الحقوق.
إلا اثنتان فلا تقربهما أبداالشرك بالله الإضراربالناس
هذه من موانع حبس الدمعة، أحيانا يكون والعياذ بالله الإنسان أصلا لا يرد الله والدار الآخرة من أعظم الموانع، فالموانع تحديدا تختلف لكن الإنسان عليه أن يراجع نفسه كثيرا. ولا يدري الإنسان أيهم أقرب إلى الله من بكى أو من لا يبكي.
(القطوف الدانية/ آيات مكية)
الآن أنا معلم والأمر الذي أتكلم عنه يا شيخ يعني متعلق بالقرآن خاصة أنتتعلم أن وزارة التربية والتعليم تضم عدد كبير من المدارس ولو وضعنا مقارنة بين عددالمدارس وبين عدد مدرسين الأكفاء في تعليم القرآن أعتقد أنه لا توجد المقرنة، لكن الأمر الواقع لما يأتي المعلم إلى مدرسة ويكون ظاهرة الاستقامة مباشرة مدير المدرسة يكلفه بتدريس القرآن، وهذا هو الحاصل فضيلة الشيخ، لقلة وجود الأكفاء طبعا، لكن أود منكم يا فضيلة الشيخ نصيحة للمعلمين خاصة من وقع في هذا، ما الحل له؟
هو كان ناصحا وفقه الله، ولكن لا بد أن يفرقما بين الاستقامة والقدرة على الأداء في قراءة القرآن وتعليمه هذا فيه فرق، لكن الوزارة الذي أعلمه معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد وفقه الله من خيرةالوزراء ووزراؤنا ولله الحمد في هذه البلاد خيرون، تبذل جهود كبيرة وهناك كليات الآن بدأت يظهر فيها مسار القراءات، وكليات المعلمين وهذه جهود تحاول إن شاء الله مع الأيام تؤدي الغرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
(القطوف الدانية/ آيات مكية)
تسأل عن قراءة سورة البقرة يتردد أن قرائتهافي جلسة واحدة تكون سبباً للشفاء؟
لا يشترط أن تكون في جلسة واحده ولكن لو فعلت ليس محضوراً والقرآن أصلاً قال الله فيه ({وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ} الإسراء82) وقد جاءت الآثار من حيث الجملة تبين فضل سورة البقرة (أقرءوا الزهراوين)،فلا يعد هذا بدعه إن شاء لله.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
من ذي النون؟
ذي النون يونس وقد ورد ذكره في القرآن أربع مرات قال الله تعالى ({وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً} الأنبياء87) وقال في القلم ({وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} القلم48) وهو يونس وقال فييونس ({فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} يونس98) يونس عليه الصلاة والسلام خرج مغاضباً من قومه ثم تاب الله عليه.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
تسأل عن التلازم في القرآن بين موسى عليه السلام وهارون .. وتسأل عن كُتب تفسير لطلاب العلم المبتدأين؟.
طبعاً الأخوة التي بينهما ولكونه ما بعثا في نفس الوقت .. نبيان رسولان في زمنٍ واحد وإلى فرعون وملئه .. ولهذا ذكرهما جل وعلا متلازمين.
بالنسبة لكتب التفسير (التسهيل: لأبن جزي الكلبي) هذا للمبتدأين جيد
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يسأل عن قولة تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (آل عمران:133) و (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (البقرة:148) كيف الجمع بين ذلك مع نزع عملية الحسد .. ويتساءل عن الفرق بين الغبطة والحسد؟.
الحسد مركب في كل جسد يقيناً، لكن الله جل وعلا قيد .. قال ({وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} الفلق5) أما إذا تغلب الإنسان على حسده بالتقوى فقد أفلح .. وكل من أعتصم بالله وتوكل عليه وعلم أن الفضل بيده نجّاه الله جل وعلا من أن يتلبس بالحسد ..
الغبطة والحسد تأتي على عدة معانيأو طرائق .. على النحو التالي: إذا تمنى الإنسان النعمة .. تمناها لنفسه مع عدم تمني أن تزول عن أخيه فهذه غبطة .. لكن هل تكون غبطة مذمومة أو تكون غبطة محمودة أومندوبه .. وهذا فيه خلاف ... كيف نعرف الخلاف؟؟
مثلاً: شخص ذو مال .. أنا وأنت .. الشيخ معمر ثري والشيخ صالح غير ثري .. فهذه مسألة دنيويه .. فكوني أتمنى لنفسي مالاًمثل الذي عندك .. هذا ما نقول أنه محمود .. نقول أنه مباح لأنه مسألة دنيويه ..
أنت ولا نزكيك على الله على مستوى من الفضل والتقوى .. فعندما أراها فيك أتمنى أن أكون مثلك دون أن تنزع منك .. فهذه غبطة محمودة مندوبة لأنها داخله في المسابقةإلى الخيرات والمنافسة في الطاعات .. أما الأول كانت دنيويةٍ محضة.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يسأل عن قراءة سورة الأنبياء .. البعض يقول قراءتها مثلاً سبع ليالي أن من شئنها أم من لديه عين يرى العائن في منامه؟
تفصيل هذا يكون على النحوالتالي:
أما تعبداً فلم يرد في هذا فيما أعلم شيء فلا يجوز اعتقاداًُ منه أنها له بها أجراً معين، أما إذا قال أحدٌ من الناس أنه قرأ سورة الأنبياء سبع مرات ثم ظهر له أحد ثبت له بعد ذلك حقاً أنه من أصابه بالعين .. فانتقل الأمر الآن من كونه تعبدي إلى كونه تجربه،طب .. والقرآن أخبر الله أنه شفاء .. فما يشترط في العبادة لا يشترط في التجربة .. لا يشترط في الطب لأن الطب قائمٌ على التجربة فلو قراءها وحصل أن رأى العائن فلا نثرب عليه في هذا الباب لكن لا ننسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا نقول بالجزم ولا نقول أن هذا من وسائل القُرب ..
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
هل نسيان السنة كنسيان القرآن؟
لا .. هذايحتاج إلى دليل والدليل قُصر على القرآن،لكن لا شك تضييع السنة فيه تفريط لكن لايصل إلى حد نسيان القرآن والنسيان أحياناً يكون بسبب عضوي وأحياناً يكون بسبب المعاصي.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يا شيخ عندي سؤال (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} سورة غافر: (8) يعني هذه الآية إذاكان الأب توفي الأبناء وعياله يتبعونه يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
الآيات التي سأل عنها في سورةغافر (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة غافر: (8) العبد إذا أكرمه الله بدخول الجنةوكان أهل صلاح و تُقى يكرمه الله جل وعلا بأن يرفع بعض ذريته إليه قال ربنا (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍكُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} سورة الطور: (21) فالعبد إذا كان صالحاً تقيا باراً فإن أبنائه بناته أهله زوجه كلهم يُلحقون به إن ماتوا على أصل الإيمان، -نسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير-.ولو لم يبلغوا هذه الدرجة، قال الله (وَمَاأَلَتْنَاهُم) أي ما أنقصنا من رفع لتلك الدرجة وهذا من فضل الله وكرمه جل وعلا والله لا أحد أكرم منه ولا أحد أعظم منه فضلا ولا أحد مثله تبارك وتعالى.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
يقول بالنسبة لحافظ القرآن بالنسبةلطالب العلم عموماً أو الإنسان هل الأول الاستمرار في حفظ القرآن أم يكثر من تلاوته فقط؟
الإنسان يكون مرتب ذهنيا، فأحيانا يريد تعبد محض، التعبد المحض يكون تلاوة وأكمل يفتح المصحف هنا شق تعبدمحض، تأتي أحوال الإنسان يراجع حفظه كمن يهيأ نفسه لمن يصلي في الليل أو يصلي بالناس التراويح فهذه يتخذ أوقات أكثر لمراجعة الحفظ إذا جاءنا رمضان أيام رمضان مثلا خاصة الأفاضل من إخواننا من الأئمة، هذه ما يمكن أن نجمل بها، الإنسان لابدأن يعرف ما المقصود وكلما كان الإنسان يعرف مقصوده يسهل عليه بعد ذلك ماذا يصنع لكن المهم أن لا تكون الطرائق التي نتبعها مخالفة للمقصود.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
شيخ ما رأيكم في مسألة ترجمة معاني القرآن هل تفضلون أن يترجم القرآن كله أم يترجم الضروري للمُسلم الغربي؟.
الأفضل أن يترجم القرآن كله، لكن -في رأيي- ليس كل أحد يعطى ترجمة كاملة للقرآن، فالمبتدأ إسلاما يعطى بعض الترجمة المناسبة لحاله ووضعه فإذا اتقى بإيمانه وتبين لنا أنه ثبتت قدماه في الطريق إلى حد ما يعطى ترجمة القرآن الكامل، لكن كعمل مشروع الحمد لله مجمع الملك فهد في المدينة قائم بهذا الأمر على أكمل وجه.
(القطوف الدانية/ حروف ومعاني)
ماالطريقة لتيسير حفظ القرآن الكريم؟
أعظم طريقة لحفظ القرآن القيام به في الليل ثم بعد ذلك قراءته كثيراً لأنه يتلفت كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر من منَّ الله عليه بحفظ القرآن يقول أن القراءة بعد صلاة الفجر لها وقع أفضل , كثرة المراجعة قراءة القرآن كثيراً هذا كله مما يعين على الحفظ.
(القطوف الدانية/ ديباج القرآن)
يسأل عن فضل سورة التكاثر؟
لم يرد فيما أعلم فضل لسورة التكاثرالسور التي ورد فيها فضل معدودات [البقرة / آل عمران / والكهف / والفلق والناس / وقل هو الله أحد / وتبارك فيها حديث ضعيف ضعفه يسير رواه الترمذي أما سورة التكاثر لا أعلم فيها نصاً صريحاً في فضلها إلا أن كان لم أطلع عليها هذا وارد.
(القطوف الدانية/ ديباج القرآن)
هل سورة الإسراء مدنية أو مكية حيث إن بعض آياتها مكية وبعضها مدنية؟
نعم هذا الصحيحأكثرها مكي , وبعض آياتهامدني
(القطوف الدانية/ سورة قريش)
ما الوسيلة يا شيخ لفهم القرآن لتدبره القرآن وحفظه؟
الأمر الأول: يعني اعتني بنفسك من ناحية سلامة الصدر، العلم مكانه الصدر فإذا وجد في قلب المؤمن أي أحد يطلب علم حسد وبغض وتصنيف للناس و يُحال بينه وبين العلم الأمر الثاني: أن تأخذ بعلم الآلة، وأن تقرأ في اللغة، وأن تقرأ للأكابر من أئمة التفسير من قبل ومن بعد.،، ثم بعد ذلك إذا مضت لك في هذا سنون تحصل خيرا إن شاء الله.
(القطوف الدانية/ قصار السور)
أسألكم عن قول الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء: 82). (كيف نجمع بين قول الله تعالى وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حديث الصحابي الذي رقي على أحد القوم حينما لدغته العقرب، وقرأ عليه سورة الفاتحة وشفي من هذا المرض.؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم، الله يقول: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) (الإسراء: 82). قوله جل شأنه بالمؤمنين متعلق برحمة، وليس متعلق حصرا بالشفاء.
و واو عاطفة، الواو عاطفة لكن التي بين رحمة وشفاء عاطفة، لكن بالمؤمنين الجار والمجرور بالمؤمنين متعلق برحمة، ليس متعلق بالاثنين بالشفاء والرحمة، بدليل الخبر ثابت وهو أنه قرأ الفاتحة على سيد أولئك القوم فبرأ فقال صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أنها رقية " فلما برئ دل ذلك بوضوح على أنه يُقرأ على غير المؤمن، لكن كونه رحمة لا يكون رحمة إلا للمؤمنين، الرحمة بمعناها الخاص، لأن الرحمة لها معنيين:
رحمة عامة:هذا يشترك بها البر والفاجر، فإن الله جل وعلا يغيث الكفار بالمطر، والمطر رحمة.
لكن الرحمة الخاصة التي ينجم عنها صلاح القلب وعلو المنزلة و زكاة النفس وطهارة القلب هذا للمؤمنين، واضح.
شفاء للجميع، لكنه لاشك أنه في حق أهل الإيمان أكمل وأولى
(القطوف الدانية/ قصار السور)
هل يوصف الله عز وجل بالمنتقم في قوله تعالى: (وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) (إبراهيم:47)؟
، الله جل وعلا سمى نفسه بها، قال الله جل وعلا: (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ) [الدخان:16] فالله جل وعلا منتقم.
(القطوف الدانية/ قصار السور)
دائما نقرأ في التفاسير اختلاف الصحابة يعني أكثر الصحابة يقول نزلت في كذا ,,,وأنا سمعت من رسول صلى الله عليه وسلم كذا , ويختلفون في النزول , فهل الاختلاف كان من حيث السمع أم من حيث وجود الصحابي؟
طبعاً هو يعني الصحابة رضي الله عنهم قلما يحصل هذا الخلاف , لكن الاختلاف أين يقع؟
يقع في النقل إلينا , فمثلاً تأتي عدة روايات تكون بعضها ضعيفة غير صحيحة أصلاً - واضح - فتورد إلينا فيظن الناس أن هناك تعارض بآراء الصحابة في سبب نزول الآية مع أنه , لم يكن إلا سبب نزول واحد , أحياناً قد يتعدد سبب النزول , لكن لم ينقل إلينا على وجه صحيح إلا واحد , فتكون سائر الروايات ضعيفة , فالروايات الضعيفة لا تصادم الروايات الصحيحة , ما دام ضعّفناها ولم نقبلها فلا نقول أن هناك اختلاف بين الصحابة , الاختلاف في النقل أحياناً يكون ضعف , فلما يكون ضعف في السند قد يكون السند مثلاً غير صحيح البتة و موضوع قد يكون أقل فيصبح , إسناد الأمر للصحابي أصلاً لم يصح , فيُصبح عندما ننفي إسناد الأمر للصحابي إذاً لا خلاف في هذا التكييف للمسألة , لكن قد يكون أحياناً ـ يعني ـ للآية أكثر من سبب نزول.
(القطوف الدانية/ من آيات الأحكام)
يا شيخ أحياناً في كتب التفسير تذكر أحياناً الله يبارك فيك إيجابيات وسلبيات لتفسير من التفاسير , فهل هذا يا شيخ ذكر الإيجابيات والسلبيات يكون قدحاً في كتاب التفسير المشار إليه مثلاً , كذلك يا شيخ الإشكال الثاني بالنسبة لكتاب السمعاني يا شيح في التفسير في ست مجلدات هل هو يا شيخ اصح كتاب في العقيدة يعني من اصح كتب المفسرين في العقيدة ,, وجزاكم الله خير وبارك فيكم
لا،من ألف فقد أُستُهدف , من أخرج كتاباً للناس من حق الناس أن ينقدوا الكتاب نقداً موضوعياً , هذا نقطة أساسية , كتاب المظفر السمعاني كتاب قيم جيد لكن لا نستطيع أن نقول أصح كتاب في العقيدة أصح كتاب , هذه ألفاظ الأحسن أن ينأ عنها؟؟!!
(القطوف الدانية/ من آيات الأحكام)
لو نتكلم قليلاً عن ربط حفظ كتاب الله مع فهمهِ، الكثير يعني يتغاضى عن قضية فهم القرآن مجرد فقط أنه يحفظ؟
هذه كما تعرف أستاذي مراحل، يعني فيه مرحلة الصغر، مرحلة الطالب في الابتدائية، المتوسطة، لا يُعقل أن نُطالبهُ بالتدبر، هذه مرحلة متقدمة، لأن التدبُر لهُ آلته، والآلة هنا غير موجودة. فالطالب يُعنّى بالابن في الصغر بقضية الحفظ، اللهم إلا بعض الآيات الظاهرة المعنى تتعلق بالسلوك العام، لكن مسألة التدبر، ورقيّ علم التفسير هذه لتوه، يعني يُشدد على مسألة الحفظ، فإذا شبّ عن الطوق كبُر وصل إلى مرحلة يأخذ فيها علم الآلة، يقرأ في اللغة، يُعطى أدبيات العرب، لأن لا نخطي يعني من الأخطاء الآن الموجودة المعاصرة يأتون للطالب خذّ كتاب تفسير واقرأهُ، هذا المفسر ما وصل إلى هذه المرحلة إلا بعد أن تجاوز
(يُتْبَعُ)
(/)
مرحلة الآلة، فالصواب مع هؤلاء الناشئة أن يُعطوا شيء من علم الآلة، أن يُعطى شيء من أدب العرب، شعر العرب، نثر العرب، كيف تتكلم العرب؟ أساليب العرب في كلامها، يقرأ السيرة جيداً لأن السيرة تُرجُمان حق للقرآن، واقع عملي، مع الأيام -وهذا لا بد منه النضوج السنيّ- مع الأيام إذا تجاوز المرحلة الثانوية مثلاً دخل في المرحلة الجامعة ممكن حينها نقول ممكن أن يُعطى دخول خطوات متقدمة في علم التفسير، لكن أن يُطلب من شاب في السادسة الابتدائي تفسير مجملاً لا، فيه في بلادنا يدرسون التفسير بصورة مبسطة في المرحلة المتوسطة.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
طيب شيخنا قضية التدرج الآن في الحفظ أمر مطلوب، طيب كيف نتدرج مع الناشئة في قضية فهم القرآن، كيف ابدأ معاهم؟
نعم، آيات الأحكام ننأى بهم عنها، لصعوبتها بالنسبة لهم، لكنّ ثمّة سور بالذات القرآن المكي، القرآن المكي فيه أخبار، يعني جُلّهُ قصص قرآني، قصص قرآني يُؤخذ صفوة المطلوب، لا يوقف عند كل حرفيات، في قصة يوسف تتجلّى العفة، يتجلى الصبر، يتجلى كيف يفر الإنسان من كيد أقرانه؟ كُلها في قصة يوسف.
في خبر أصحاب الكهف حاجة الإنسان للرفقة الصالحة تتجلّى في قصة الكهف.
للنساء سورة مريم عفتها (إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [سورة مريم/16] إلى غير ذلك مما ورد في السورة المباركة.
هكذا في الناشئة يُعنى بمثل هذا، لكن مثلاً (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [سورة المجادلة/1] وأخبار الظهار وأحكامهُ، لا يُعقل أننا نأتي لطالب في سن، لشاب ناشئ ونذكر لهُ أحكام الظهار، أو أتي بالسورة المباركة سورة الطلاق (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [سورة الطلاق/1] لأنهُ لن يفقه هذا، هذه مراحل متأخرة قليلاً.
المشكلة أنهم أجبروا الطلاب على ترتيب المصحف، فترتيب المصحف لا يمكن العدول عنه لأن هذه الأمة اتفقت عليه من قبل، لكن في التعليم لست ملزماً في التفسير بهذا.
إنما يُختار لهم ما يناسبهم، حتى لذلك تلحظ أحياناً يوجد فصل تام ما بين سلوك الأبناء وما بين تدبر القرآن، لأن الآيات التي طُولب بتدبرها لا علاقة لهُ بحياته وهو ناشئ، تتكلم عن أحكام شرعية لم يأتي بعد أن يصل في سنهِ إليها.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
كيف نُبقي حب القرآن في قلوب أبناءنا؟ كيف نجذبهم تجاه هذا الكتاب الكريم؟ كيف نجعلهُ جزء لا يتجزأ من حياتهم ويومياتهم؟
هو لو كُلُّ أحداً منّا معشر الكبار سنّاً حاول أن يسند بعض تصرفاتهِ للقرآن –الحميدة- يجعل ذلك الناشئة يحبون القرآن، فالله يقول (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [سورة النساء/28] فلو أن معلماً خفف عن طلابهِ بعض الأمور بحجة هذه الآية، من غير أن يكون هناك خلل في العملية التعليمية.
قد يسألُك ابنك أغلظ عليك فلان ولم ترد عليه؟ فتقول لهُ: قال الله يا بُني (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة/83] هذا يجعلُ الابن يرتبطُ كثيراً بالقرآن، واضرابها كثير في القرآن، تجعل الناس مُقبلين على كلام ربهم تبارك وتعالى.
مع أنهُ يعني أحياناً يكون في التلاوة يعني لابُد الرجل ذات يوماً يختار في بيته أن يتعمّد أن يُصلي ليلاً في غرفة أبناءه، فإن الابن ربما وقع في نفسهِ أول الأمر انزعاج منك كوالد لأنهُ يريد أن ينام، يُريد للنور أن يُطفأ، دع النور يُطفأ لكن يريد أن لا يسمع، لكن ثق تماماً أنهُ إذا اعتاد على أن يراك على هذا الحال مرة أو مرتين، ثمًّ لو قُدر أنهُ قُبض أجلك فإن يبقى في قلب أبنك ذكرى حميدة، إن عهدي بأبي كان يصلي، وإذا قُدر لك أن تبقى -منّ الله عليك بطول العمر- سترى أثر هذا في الابن، كثير من اللحظات يعيشها المرء الآن هي مرتبطة بكثير في صباه، أنا أذكر والله كان عندي جَدّة -غفر الله لها ورحمها- كُنت أنام معها في المرحلة الابتدائية، وكُف بصرها في آخر عمرها، وكانت لا توقظني تأدُباً إلى مكان وضوئها، إلا إذا ضلت تُنادي، وأنا من طرائق كثيرة أثرت في حياتي لكن منها تذكري لها وهي تصلي في الليل، أيامها لم أُناهز الحُلم صغيراً في المرحلة الابتدائية، ثالثة رابعة ابتدائي، أو بعدها بقليل أو قبلها، حتى لو قدر أن صلينا نُصلي
(يُتْبَعُ)
(/)
تقليداً، طبيعي بدهيٌ جداً، يعني لا نطلب من الصغار ما يُرجى من الكبار، هذه تنشئة، قيل للإمام أحمد – رحمه الله -: أطلبت هذا العلم لله؟ قال: الله عزيز، لا أقول أني طلبتهُ لله، لكنهُ شيءٌ حُبب إليّ فسلكته، فكذلك تربية الناشئة في الأول إنما هو وطاء فرق تمهيد لهم حتى يصلوا إلى الغايةِ المنشودة.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
شيخنا يعني قضية مهمة ذكرتها ودنا نتكلم أو نسهب في هذا الأمر قضية أهمية حفظ كتاب الله، أهمية كتاب الله، يعني كثير من الناس لربما يجد فيه غفلة في هذا الأمر، نجد المهندسين، نجد الأطباء، الجراحين، المبدعين، عندما تسأل في سيرهم تجده أنه كان حافظاً لكتاب الله، فنتكلم عن هذه المسألة يا شيخ.
نعم، هذا أمراٌ أن يُرزق الإنسان في قلبه كلام رب العزة هذا نور، لأن الله جلّ وعلا سمى كتابهُ نور، وقال عنهُ (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ? وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة هود/120] فلا يمكن أن يستوي عند الله توفيقاً عبداٌُ في قلبهِ كلامهُ يحفظه ويحملهُ في صدره والله يقول (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [سورة العنكبوت/49]، وبين عبداً ليس في قلبه من القرآن شيء، قد سماهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت الخرب، لكن ينبغي أن يُعلم أن الناس في القُدرة على الحفظ يختلفون وبعض الناس أعمالهُ وظيفتهُ حياتهُ كدّهُ في طلب العيش قد يكون صعبٌ جداً، فلا يتأتى لهُ حفظ القرآن، فنقول لهُ على الأقل ما تقيم بهِ صلاتك، ولا نزدريه لكن نرغبهُ في أن يحفظ القرآن، لكن المهم جداً العمل بالآيات، والشوق لسماع القرآن، والحمد لله الآن ما يُعرف بالكاست وغيره يعني قرب بأصوات متقنين قراء حفاظ علماء أجلاء في الحرمين وفي غيرهما قرب القرآن كثيراً إلى بيوت المسلمين.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
طيب شيخ نتكلم عن بركة حفظ كتاب الله.
البركة ناجمة من القرآن نفسه، لأن الله سماه الله كتاب مبارك، فبركتهُ في أن الإنسان يوفق للصواب، في أن الإنسان يُرزق ماذا يقول إذا ارتُج عليه؟ يهديه الله بهِ أحياناً مفترق طرق فيتذكر آية تكون هي الفيصل، لأن القرآن هُدى.
مثلاً: الإنسان أحياناً يريد أن يتكلف شيء فيشعر أنهُ متكلف، متكلف للأمر ثُم لا يلبث أن يتذكر قول الله جلّ وعلا (فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} [سورة الكهف/64] فهما لم يتكلفا طريقاً جديداً رجعا إلى نفس الطريق.
يأتي الإنسان أحياناً يُبحر في مشاكل لم تقع، ويتكلم عن ماضٍ لا سبيل إلى تقويمه، فيتذكر قول الله جلّ وعلا (قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [سورة الكهف/19] أنتم الآن تشعرون بالجوع حلُّوا مشكلة جوعكم، أمّا كم لبثتم؟ هذه قضية لن تنتهوا من دراستها. مثل هذا إذا وُجد في القلب نورٌ من الله يستطيع الإنسان أن يسير على طريق الله، هذه من أعظم بركات القرآن.
لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)
شيخ صالح بارك الله فيك آية من كتاب الله كلما نقرأها والله يقشعر البدن وتدمع العين ونخشى من هذه الأعمار التي نعيشها من سمعةٍ أو رياء في آخر أعمارنا أن يذهب ما عملناه هباءً منثورا وهو قوله عز وجل (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} سورة الفرقان: (23) نخشى يا شيخ والله وكلنا أملٌ في الله سبحانه وتعالى أن يُثبتنا على كلمة الإخلاص وعلى هذا الدين ولكن والله يا شيخ كلما أتذكر قصة الإمام أحمد والشيطان يُنازعهُ وهو يقول بعد بعد وهو إمام أهل السُنة والجماعة ومن هو الإمام أحمد وما إيمانُنا وما أعمالُنا بالتي تُقربنا إلى الله زلفى إلا نسأل الله أن يتقبلنا برحمتهِ ولكن نخشى يا شيخ والله كلما أقرأ هذه الآية (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) ما هو تفسير الآية يا شيخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أضيف إليها آية أُخرى قوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} سورة الكهف: (103) (104) هذه آيات تخر لها الجبال يا شيخ.
من حيث التأصيل العلمي هي أصلاُ نزلت في الكفار فهي ليست مُخاطب بها المؤمنين في المقام الأول (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21} يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ) أي الكفار (حِجْراً مَّحْجُوراً) أي أمراً ممتنع أن يقع، فقال ربُنا (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) أي من عمل كانوا يفعلونه في الخيرات ككرم حاتم -مثال يعني- وجود عبد الله ابن جدعان وأمثال ذلك مما كان يصنعونه في الجاهلية (فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) أي لا ينفعهم يوم القيامة لعدم تحقق التوحيد لهم، فهذا الأصل في الآية.
كذلك آية الكهف (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) تُفسرها ما بعدها (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} سورة الكهف: (105)
لكن يصح من حيث قواعد التفسير الاستشهاد بعمومها في حق أن يخشى المؤمن من وعيدها، ولهذا ورد أن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه تلاها- سعدٌ أو غيرهُ من الصحابة- تلاها عندما أُخبر عن قتلة عثمان مع أن الأصل أن قتلة عثمان مؤمنون مع ذلك تلاها، لكن على العموم الآية تُخوف في أن الإنسان أصلاً يُخوف بالقرآن (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} سورة ق: (45)، (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} سورة الجاثية: (6).
الإنسان لا يدري بما يُختم له وأنا أرى في مثل هذه المسائل يعني الشيخ عبد المجيد وفقه الله ورعاه كان كلامهُ طيباً والصدق ظاهرٌ عليه لكن تقييم الشخص في قضية ما يحصل للعلماء من مواقع من مواقف في مثل هذه ما يحسُن إسقاطها لأن أحياناً قد لا تثبت القصة فيُصبح ما ثبت في القلب من يقين يتزحزح لعدم ثبوت القصة، وإنما القصص يؤتى بها في الاستئناس في مواقف ثبتت بيقين لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وأعوذ بك من فتنة المحيى والممات " وقد قال العلماء أن فتنة المحيىَ يعني يُفتن عند موتهِ وإن كانت الشواهد لا تدل على هذا على كل أحد لأن لا نعهد قصة أن أحد أُختُبر و افُتتن مثل أحمد طيب والباقون. يعني لابُد أن يكون الإنسان عاقل في قضية قبول الخبر، لكن على العموم هو المهم جداً أن الإنسان يبقى على وجل. من أين أتينا بهذا الوجل؟ من دعائه عليه الصلاة والسلام: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وأن الإنسان كما قال أخونا المبارك عبد المجيد لا يدري بما يُختم له وهذا هي القضية.
من أسباب الحفظ: أن لا نشمت بأحد، كنت أمس في مجلس مبارك في رأس الخيمة فأحد الحضور الطيبين جداً قام معه في جهاز جوال فقال في مقطع بلتوث لرجلٍ كيف مات ولم يكن مات موته طيبة فأنا رفضت أن أراه ونصحته قُلت لا تطلعني على مثل هذا ولا أرى أن تحتفظ به في جوالك فربما نكت في قلبك نُكتت شماته به أو أنك ترى في نفسك علو فيه فقد نؤتى من هذا الباب، فالإنسان يوكل أمره إلى الله ولا يدري لكن يقول كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " و والله -كما قال الأخيار من قبلنا- ما أقض مضاجع الصالحين شيء أعظم كيف يفدون على الله نسأل الله لنا ولكم حسن الختام، اللهم أعذنا من ذُل الفضيحة بين يديك ومن ذُل الفضيحة في الدنيا والآخرة نسأل الله العافية وأن لا يكلنا إلى أعمالنا طرفة عين وأن يتولانا بحفظه وكرامته.
لقاء قناة نور دبي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} سورة المزمل: (4) شيخنا -بارك الله فيكم- الحمد لله منّ الله علي بصوتٍ طيب لكن عند تسميع القرآن أمام الملأ أشعر بخوف ورعشة حتى أحياناً كثيرة أقرأ القرآن هكذا بدون ترتيل فهل أأثم لتعطيل ما حباني الله به وما نصيحتكم لي ولأمثالي وجزاكم الله خيرا وحفظكم الله؟
احرص على أن تستطيع أن تُتقنهُ يعني حاول أن تأتي بفئة محببة إليك من أصدقائك وأقرانك مرة بعد مرة تُرتل عندهم حتى يذهب ذلك الخوف، في دعائك قل [اللهم أكفني ما أهمني وما لم أهتم به].
لقاء قناة نور دبي
شيخنا فيقراءتي لسورة البقرة ذكرت أوصاف للبقرة التي ذبحت أنها كانت صفراء فاقع لونها،وأنها لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها، الصفة أنها صفراءفاقع لونها، وأنها مرفهة وآخر صفة أنه لا شية فيها يعني لونها صافي لا لون معها،هل هناك علاقة بينها والعجل الذي صنعه بني إسرائيل من ذهب خالص من حليهم؟ بحثت في التفاسير لم أجد علاقة أتمنى إجابة الشيخ.
كلامه جيد لكن نحن لا ندري إلى الآن لا أذكر، هل وقعة العجل وقعت قبل أم البقرة وقعت بعد،لكن في العجل لأنه من ذهب لأنه قال {وَلَكِنَّاحُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ} سورة طه (87) أوزارأي أثقال، زينة القوم: أي الذهب، والذهب أصفر لكن لا يظهرلي أن هناك علاقة لكن استنباطه أو تفكيره في الأمر يدل على أنه يملك عقلية علمي أسأل الله أن يزيده ثباتا.
القطوف الدانية (الأمثال النبوية)
قال الله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) هذا يا شيخ هم الرهبان والقسيسين , بس يا شيخ هل تطبق على المسلمين؟
نعم , قول الله جلَّ وعلا (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) سورة الكهف (103/ 104) كان سؤاله هل يجوز تطبيق هذا على المؤمنين؟
هذا يجوز من غير إطلاق, لأنه لو أطلقناها لا يصح لأن الآية بعدها (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) سورة الكهف (105) فالأصلُ أن الآية فيها لأهل الإشراك , فإنزالها على أهل الإسلام غير صحيح وإن أحتج به البعض، لكن الذي أوقفني لأجل ذلك قلت ما يطلق أمران:
الأمر الأول: نُقل عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه لمّا بلغه قتلة عُثمان , قال رضي الله عنه (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) تلا الآية , فإن صحت الرواية فلا ريب أن قول سعد مقدم
والأمرالثاني: ما روي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه - وهذا صحيح في السند - أنه لمّا سُئل عن قضية في العدة وقيل له أن أبا موسى الأشعري قال أُتوا أبو عبد الرحمن فسيوافقني قال (قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) سورة الأنعام (56) هو أراد ليس بالضلالة بمفهومها المطلق، لكنه أرادها بجزئية , فننظر للمستشهد فإن أستشهد أن هؤلاء القوم الذين قال فيهم هذا القول ضلت أعمالهم بنسبة معينة جاز , باعتبار هذين الشاهدين , وإن أراد أنها عين آية الكهف لم يجز لأن ختام الآية (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) فقول الله جل وعلا (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) حديثٌ عن أهل الكفر , فلا يجوز من فيه حبة خردل من إيمان أن يطبق عليه مثل هذه الآية
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
بالنسبة آخر سورة الإسراء قول الله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا) سورة الإسراء (110) الآية وجه التفريق بين (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم , قريشاً كانت تدعوا الله، تسأل الله , لكن لمّا (قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ) سورة الفرقان (60) واضح، هذا سبب نزول الآية , فلما جاء دعواهم بهذا رد على الله، أخبرهم الله جلَّ وعلا أن الرحمن أسم من أسماءه (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا) هذا ما بعده (مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) فجهلكم بأسماء الله منه أُتيتم , وإلا الرحمن من أعظم أسماءه جلَّ وعلا لكن قد يعني ربما قال بعض العلماء أنه أسم لم يكن معروفاً قبل القرآن وهذا له وجه
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
رأي الشيخ فمن يقال في قول الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) سورة فاطر (28) أنها في علماء الشريعة وغير علماء الشريعة، وهل قال بهذا القول أحد من المفسرين؟
هو هذا تكلمنا فيه مراراً , كُل من خشي الله فهو عالم ولو لم يقرأ حرفاً , وكُل من عصى الله فهو جاهل بمقدار معصيته ولو حفظ الكتاب والسنة والعلوم كُلّها , إنما المعيار خشية الله , فلو أن إنساناً طبيباً مُلئ قلبه خشية من الله هذا عالم، عالم بماذا؟
هذا السؤال، عالمٌ بالله , بدليل أنه يخشاه، ولو إن إنساناً ربيب مكتبة شرعية يقرأ فيها ليلاً ونهاراً ثم لا تقع منه عياذاً بالله الخشية من الله , فهذا عالم بالكتب لا عالمٌ بالله , عالمٌ بما تضمنته هذه الكتب , يدلك على الكتاب والصفحة والجزء والمجلد لكنه لا يعرف الله،لأن العالم بالله يخشى الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) يروون قراءة لعمر بن عبد العزيز لا أظنها تثبت إنه قرأها بالرفع , ولها تخريج , لا يستقيم لغة لكن موجود علشان يعني يحتاط الإنسان في كلامه فيه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) لكن التوجيه صعب تخريج الآية , يعني الكلام فيها من درجة ما هو يعني غير منضبط لا يكاد يحفظ , لكن أنا أحتاط في كلامي دائماً أقول كل ما قيل في العلم.
العلماء العالم بالله , العالم بالله , وأنا هذا التقسيم الآن , تقولي عالم شريعة عالم لغة عالم فيزياء عالم كيمياء عالم طب , هذا ليس له علاقة هذا معنى الآية , لأن العالم بماذا , عالم بالله
لم تفسر بغير هذا، كُل آية فيها عشرات التفاسير , لكن نتكلم ما تدل عليه الآية , الذي عليه أهل العلم , من علم، قال الحسن البصري رحمة الله عليه: " من خشي الله فهو عالم " وهذا أصلاً معنى الآية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) لا بد من تقدير (إنما يخشى الله من عباده العلماء به) لأن علمهم بالله هو الذي جلب لهم الخشية , لكن مثلاً أنا أحكم على شخص أنه عالم شريعة إذا كان يفقه في الشريعة , لكن أقول هذا عالم رباني، لا , عالم رباني إذا كان العالم يخشى الله، يخشى الله جلَّ وعلا
لو كان في غير العلم التقى شرف /*/ لكان اشرف خلق الله إبليس
إبليس يعرف الأحكام كُلها الحلال والحرام يعرفه إبليس، وهو لو لم يكن يعرفه ما نزغ في قلوب الناس , ما دلهم على الحرام أن يأتوه , وعلى الحلال أن يتركوه , لكنه لم يخشى الله , لم ينتفع بعلمه
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
قال تعالى (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) سورة الرحمن (68) لماذا خص الله الرمان مع أنه من الفاكهة؟
هو هل هو من ضمن الفاكهة أم لا , فيه خلاف , فإن لم يكن من ضمن الفاكهة فالأمر واضح، وأن كان من الفاكهة فهذا من عطف الخاص على العام وذلك لشرفه وزيادة فضله , تنبيه عليه.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
هل ذو القرنين المذكور بسورة الكهف نبي أم عبد صالح؟
جاء حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا أدري أكان ذو القرنين نبياً أم لا) فمدام النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري فينبغي التوقف في أمر ذي القرنين
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
سورة البينة يا شيخ (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) سورة البينة (8) هل لها علاقة بالآية هنا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لها علاقة , الذي ينبغي أن يفهمه الناس المقصود الأعظم من خلق الخلق خشية الله , يزداد أهل العلم فضل أنهم يطالبون بالخشية أكثر من غيرهم لزيادة العلم الذي عندهم لكن قد يوجد من العامة من يخشى الله أكثر من عالم متبحر في رؤوس المسائل، أما آية البينة (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) هذا تتكلم الآية عن موعود الله لأهل طاعته وهي لا تنص هنا على العلماء , وهذا دليلٌ على علماء الشرع , دليلٌ على أن قضية الخشية لا تتعلق بزيد أو بعمرو
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
السؤال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) سورة النساء (122) إلى الآية (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) سورة النساء (125) هل هي يعني فيها رد على بطلان المذهب الشيعي أو من يجعل من الصالحين بعد مماتهم يعني أموراً لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى، لأنه هذه الطوائف أكثرها مشتركة في الإشراك بالله من أمور توسل وطلب شفاء وغيرها يعني الشاهد في الآية أنه (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)؟
آية سورة النساء طبعاً هو يريد أن يحتج بها على بطلان المذهب الشيعي، من هذا الباب المذهب الشيعي باطل، بآية النساء وبغيرها , من نازع الله في ربوبيته أو نازع الأنبياء في نبوتهم لا يمكن أن يقال على أن صنيعهم حق
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
إذا كان عنده مثلاً ورد يومي ثلاثة أجزاء , هل هذه الطريقة هي الأفضل يقرأها مسرع أو يقرأ جزء واحد بتدبر
ثلاثة أجزاء مباركة ويستمر فيها , التدبر غير القراءة التدبر لا يكون في القراءة , بعد ما تنتهي القراءة تتدبر ما قرأت
الناس يخلطون يقولون أقرأ بتدبر أقرأ , هو يقرأ مفترض يقرأ قراءة وسط , ليس هذ سريعاً كهذ الشعر، وبتؤدة ولو حدر قليلاً لا بأس , فيقرأ جزأين ثلاثة في اليوم , بعد أن يقرأها يتدبر ما فيها , بمعنى يحاول العمل بما فيها , تفسيرها يذهب لكتب التفسير يقرأ معانيها , فيوجد قراءة , ويوجد تفسير , ويوجد تدبر
نجيب مثال إذا أذنت مثال الله يقول (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) هذه قراءة (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) سورة الأحقاف (15) كلٌ يرتلها بطريقته هذا يقلد السديس وهذا يقلد الشريم هذا يقولها بصوت وهذا يسرع , هذه قراءة , يؤجر عليها إن خلصت نيته , تفسيرها ظاهره ما تحتاج تفسير , يعني مستعد , ممكن يرجع لكتب التفسير , لكن ما معنى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) ما تحتاج أحد يعني يشرحها , لأن كلمة " وصى " معروفة " الوالدين " معروفين، لكن لو قرأ بيعرف معنى " كرها " بيعرف معنى (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) ما فيه إشكال , يقرأ هذا تفسير
ما معنى تدبر؟
معنى تدبر، الآن يأتي ينفذ , فلا يقدم أحداً على أمه لأنه رأى أن الله ما قدم أحد من الخلق على الأم , فيبرها ويقوم بحقها ويستل الطلب من عينيها، هذا أجلالها هو التدبر الحق للقرآن
فهناك تفسير , وهناك تدبر , وهناك قراءة
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
يا شيخ الله يقول (َلوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) سورة الحشر (21) ما هي أفضل طريقة يا شيخ يتعامل بها العبد مع القرآن ليرث بها خشية الله سبحانه وتعالى في قلبه
والله هذا قلنا مرارا، وليس على كل حال نُطيق الجواب فيه، لكن يعني جملة كن على يقين أن هذا كلام رب العالمين ولا استطيع أن أزيد عليها في موقفي هذا، كن على يقين أن هذا كلام رب العالمين.
هو الكل يدعي اليقين، فرق، الكل يتمنى اليقين، الكل يقول أنا على يقين، لكن ليس الكل على يقين، مو معنى أنه يكفر لا، أصل اليقين موجود في قلب كل مؤمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا موجود أصل اليقين موجود، لكن رفعة هذا اليقين علوه هذه عاد مسألة يطول شرحها
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
في قوله تعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) سورة هود (114) مثل ماذا السيئات التي تذهب تلك الحسنات؟
بعض الأمثلة يختلف إذا كانت دون الكبائر فالوضوء والصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان هذا كله يكفر ولله الحمد، كما أن الرجل الذي قبل امرأة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاتبه، ثم بعد أن فرغ من صلاة العصر قال: " أصليت العصر معنا؟ قال: نعم، فأنزل الله جل وعلا قوله (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) قالوا: يا رسول الله له خاصة أم لنا كلنا؟ قال: لكم كلكم) فهذا من أمثلتها.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أنا أبغى كتاب للسيرة والتفسير تناسبني أنا عمري ثمانية عشر سنة.
تأخذ تفسير ابن كثير مختصرات تفسير ابن كثير، كتفسير العلامة شاكر أو غيره كريم راجح له تفسير طيب في مختصر تفسير ابن كثير، في السيرة النبوية لو أخذت كتاب محمد أبو شهبة "السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة" لكنني لا أرى أن تكتفي بكتاب واحد لو استطاعت أن تقرأ في الروض الأنف جيد، الروض الأنف للسهيلي
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
بالنسبة لسورة الكهف الحديث الذي ورد في الصحيح عنه فضلها ووقتها؟
ورد عند البيهقي بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كان له كذا وذكر له نورا،وقتها من بعد صلاة الفجر أو بعد طلوع الشمس إلى غروبها، من طلوع الشمس إلى غروبها هذا الذي يطلق عليه اليوم.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
اسأل عن المعنى في الآيتين الكريمين في سورة البقرة (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ) سورة البقرة (49) الآية،ثم أعقبه الله سبحانه وتعالى في الآية الأخرى (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ) سورة البقرة (50) فذكر في الأولى (نجيناكم) وفي الأخرى (أنجيناكم) فنحب شيئاً من التعريف بأخذ الكلمتين (نجيناكم) بدون ألف الأولى والأخرى (فأنجيناكم) فهل هناك فرق في معنى الكلمتين؟
الله جل وعلا لما تكلم عن كتابه العظيم قال (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ) سورة الإسراء (89) فالتصريف كما جاء في الأخبار جاء في الطرائق، فالفعل أصله نجى ويزاد بالتضعيف، ومن طرائق الزيادة التضعيف والهمزة، فأنجى هي فعل نجّا نفسها لأن الحادثة أصلا واحدة، يعني ما كان العبور من موسى إلا مرة واحدة فعبر الله عنها بفعلين مرة بالهمزة ومرة بالتضعيف هو " نجا" مرة قال (نجّى) ومرة قال (أنجى) والمعنى واحد، هذا من التنوع في طريقة عرض القرآن وإلا الحادثة واحدة فلا يتعلق بهذا اختلاف في المعنى لأن اختلاف المعنى معناه أن الحادثة أكثر من مرة، والحادثة قطعا كانت واحدة،هو لا يوجد زيادة، لأن الفعل نجا فزيد هنا بالألف وزيد هنا بالتضعيف، لا يوجد فرق هنا الزيادة بحرف وهنا الزيادة بحرف. يعني أنجا هي عدد حروف نجّا أربعة أحرف بالتضعيف وأنجى أربعة أحرف، لا يوجد زيادة.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أود القيام بإصدار كتيب اسميته (تأملات في سورة النمل) فوضعت عدة آيات من الآية الأولى إلى الآية الخامسة عشر، فما هي الكتب التي استعين بها بعد الله في استخراج أسرار وفضل هذه الآيات
أنا أرى أن تتريث، يعني لا تغضب مني أنا رجل واضح لا أحب المجاملة، هي ما دام تجهل المراجع فأنا أرى أن أختي الكريمة هذه تتريث في إصدار كتاب وتقرأ في كتب التفسير ستة أشهر مثلا سنة، ثم تعرض ما كتبته على أحد المفسرين بعد ذلك ندخل في مرحلة أن تكتب كتيب.مع إجلالي لها.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أرجوا إرشادي بصفة عامة للكتب كتب التفسير وكتب التجويد التي تعينني كمعلمة في دار تحفيظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنشئي مكتبة فيها تفسير ابن كثير، تفسير ابن سعدي، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي هذه ثلاثة المحرر الوجيز لابن عطية هذه أربعة إذا تريدين زيادة حدائق الروح والريحان للهرري هذه خمسة، اقرئي في هذه في سورة النمل حتى تفلحي، شوف يا أخي الكريم إنسان يعطيك كتاب يقول لك أنا ألفته مفترض يكون عنده قدرات، أنا ما أعرف قدراتها لكن هي سألتني عن مراجع هي التي أقحمت نفسها في القضية
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
أعطينا وسائل على حفظ القرآن الكريم؟
أول شيء يكون في عزيمة ورغبة في الأجر ثم لابد شيء من الانقطاع مادام قررتما أن تحفظا القرآن لابد من إخراج حيز من الوقت إلا في الضرورة القصوة إلا يكون هذا الحيز من الوقت فجرا أو عصرا أو بهما معا مخصص للمراجعة والقراءة جيد وتأخذون مدة كافية أقلها سنة فترتبط كل بعد صلاة فجر، كل بعد صلاة عصر مع شيخ تراجع عليه القرآن وفي الليل تقرأ بشيء مما حفظته، هو لابد أقل شيء عام تحفظ القرآن إذا أردت أن تتقنه إما أن يبقى جدولك في حياتك اليومية كما هو وتريد أن تحفظ القرآن هذا بعيد جدا.
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
سؤالي يا شيخ الله يحفظك ويرعاك في إحدى القنوات الإسلامي قبل يومين حفظك الله أثاروا هل المعوذتين هل هي من القرآن أم ليس من القرآن؟ فنريد الإشكالية في هذا الموضوع
أجمع المسلمون على أن المعوذتين من القرآن
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
جمع القرآن الكريم هل هو مترتب بالأحداث والوقائع أم غير مترتب يا شيخ؟
طبعا ليس على الأحداث إنما كانت تنزل السورة فيقول صلى الله عليه وسلم ضعوها في مكان كذا، بدليل أن الفاتحة ليست أول ما نزل وهي في الأول،و المعوذتين ليستا آخر ما نزل وهي في آخر المصحف.
توقيفي النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن يضعوا آية كذا في مكان كذا
القطوف الدانية (قبسات من آيات)
هناك مفردات تتكرر في آيات عدة فهل في كل الآيات معناها واحد؟
نعم , هذا يُنظر في القرآن فبعض الألفاظ تكررت والمعنى واحد مثل (الجنة , جهنم , محمد صلى الله عليه وسلم) هذه تكررت في القرآن والمعنى واحد ولا تختلف، وبعضها لا يكون مدلولها هنا غير مدلولها هناك , وأحياناً يكون مدلولها عام يعني في أغلب الأحوال بمعنى واحد لكنه يأتي في لفظ معين مفرد مثل الحرف " لعل " هو حرف مشبه بالفعل , وهو عند النحويين من الحروف الستة التي تنصب الاسم وترفع الخبر التي سموها " إن وأخواتها "فهي " لعل " بمعنى الترجي في القرآن كله , لكنها جاءت بمعنى التشبيه في لفظاً واحد قال ربنا جلّ وعلا {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} سورة الشعراء: (129) " فلعل " هنا ليست لعل في الآيات الأخر، هنا بمعنى كأن، فهذا كله الجواب عنه ينظر إلى سياق الآيات،فبعض المفردات ألتزمت المعنى الواحد،وبعضها ألتزمت المعنى المتغير، وبعضها ألتزمت المعنى الغالب ويتغير أحياناً بقليل.
القطوف الدانية (مفردات القرآن)
عندي سؤال بسيط يا شيخ , أبي أفضل طريقة لحفظ كتاب الله
هذا تكلمنا عنه كثيراً , لكن، يقول بعض الصالحين سمعناه بأنفسنا قالوا: قم به في الليل تحفظه في النهار , هذا المراقي الصعبة دون ذلك ممكن أن تراجعه بعد صلاة الفجر وتُكثر من التكرار , لا بد من التكرار , حتى يكون الإنسان عملياً , لا يطلب شيء إلا بسببه.
وفي بعض أظنه في بعض جهات موريتانيا إذا أردوا أن يحفظوا يتبعون طريقة أسمها " طريقة الجهات الأربع " فمثلاً يأتي لسورة أو آية أو متن يريد حفظه، يأتي جهة الشمال يقرأ مائة مرة , جهة الشمال , ثم يأخذ جهة الغرب يعني اليسار فيقرأه مائة مرة ثم جهة الجنوب مائة مرة , مثال ثم جهة الشرق مائة مرة لكسر الملل أو يلزم نفسه , على العموم هذه جرت به عادتهم في طرائق الحفظ , أنا الذي يعنيني منها ما استخلصه قضية التكرار , لا بد من التكرار
القطوف الدانية (مفردات القرآن)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا شيخ صالح – حفظك الله – نحن عندنا أعظم كنز وأعظم نور وأعظم هداية وهو كلام الله عز وجلّ لكن لما تتأمل الآن في حال كثيراً من الناس تجد أن الناس انشغلوا عن تلاوة كلام الله عز وجلّ وسماعه للآسف بقراءة الكتب التي ليس فيها فائدة وقراءة الصحف التي ليس فيها فائدة وكذلك سماع المقاطع الجوال أو غير ذلك مما لا فائدة منه أكثر – للآسف – من سماعهم لكلام الله عز وجلّ أو تلاوة كلام الله عز وجلّ قراءتهم لكلام السلف وتفسير أهل العلم، نريد منكم يا شيخ صالح – وفقكم الله ووفق الله السامعين وكذلك الأخوة القائمين على هذا البرنامج- كلمة توجيهيه حول هذا الأمر العظيم، كلام الله عز وجلّ والاهتمام به بارك الله فيكم.
هو حتى يبني الإنسان قلبه وعقله في آن واحد فمن حق عقله عليه أن يعرف ما يدور في مجتمعه فقراءة الكتب قراءة الصحف بقدر لا حرج فيها، أما الانشغال بمقاطع ما يسمى الآن بمقاطع البلوتوث كما هو حاصل فهو انشغالٌ غير محمود إن كانت مفيدة إلى حداُ ما، لكن كثر فيها – الفجور ننزهه السامعين عنه ما لهم علاقة إن شاء الله – ولكن يبقى في دائرة أسمها دائرة المباح يكثر فيها حصل حادث حصلت موقعة حصل كذا وفي دائرة المباح فيتناقلها الناس فتنطبع في الأذهان فينشغل بها العقل تؤثر على القلب هذا حيز يشترك فيها كثيرا من الناس، لكن من أراد الله والدار الآخرة ينبغي أن يُشغل كثيرا بكلام الله عز وجلّ وقراءته وتدبره، يجب أن يكون الإنسان ممن يكثر النظر في المصحف والقراءة من المصحف وأن يكون له ارتباط بكلام ربه تبارك وتعالى وقراءة كتب التفسير حتى مثلاً قناة المجد من أفرعها ومن باقاتها مثلاً قناة المجد للقرآن الكريم أن أعلم أنها مجرد شاشة ومجرد لوحة تصويرية لكن تبثُ قرآنً فالإنسان حتى في بيته في تلفازه لو جعل وقتاً معين يسمع التلاوات في الصباح بعض الإذاعات بعض القنوات تختار أوقات إذا كانت قناة المجد منقطعة تماماً القرآن ففيه قنوات يضعها أحياناً، فالمقصود أن يعود الإنسان نفسه أن يسمع القرآن أحياناً الإنسان لا يكون لديه قدرة أو رغبة في القراءة فلا أقل من أن يسمع خاصة في الصباح الباكر لكن في غالب وقته ينبغي أن يكون الإنسان كثير التردد على كلام ربه جلّ وعلا إما تفسيراً بحثاً لكن أهم من ذلك إصلاح القلب وهي قضية تلاوة القرآن، وقد مر معنا كثيراً إنه لن يصلح القلوب شيء أعظم من قراءة القرآن.
القطوف الدانية (مفردات القرآن)
يتبع(/)
تأويل تنويري عصري ,, لآية محكمة!
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:46 ص]ـ
على قناة اسلامية محافظة! , وفي برنامج فكري حواري صريح كما يدعون , من أكثر البرامج متابعة كما تشير الاستفتاءات , تداخلت مفكرة عصرية تنويرية! تتحدث عن حرية الرأي وأهميته في بناء الفكر وتقويمة, والرقي بالمجتمعات ,, وحذرت من خطورة اقصاء الرأي الآخر ومصادرة آراء الآخرين .. ثم ادعت جهلاً وخطأً أن المجتمع النبوي كان يتيح المجال لكل الأراء والأفكار والتيارات ,من المنافقين وغيرهم ويفسح المجال لهم لينشروا أفكارهم ويعبروا عن آرائهم.
لا جديد في ماقالت فقد ملت أسماعنا هذا الموال , وقد أحسن أهل العلم الرد على مثل هذه الشبهات ومن أجود وأنفس ماقرأت في هذا مقالة للكاتب الموفق إبراهيم السكران بعنوان شبهة حرية المنافقين على الرابط التالي: http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=131135 .
لكن الجديد الذي سمعته منها ومن غيرها ,آية أوردتها في سياق حديثها تستشهد بها على صحة قولها, والتي أدهشتني حقاً, وهو استشهاد ربما يبدوا حقا وصوابا لأول وهلة , لكن من تأمل هذه الآية و علم تفسيرها وسياقها في كتاب الله علم بطلان قولها, بل إننا إذا أخذنا بلازم قولها فإنه ربما يصل بها إلى الكفر عياذا بالله , ولانكفرها قطعا لجهلها وعدم فهمها ولتأويلها الفاسد.
يزداد حزنك وعجبك ليس منها فقط , بل من مقدم البرنامج , والضيف والمداخلين بعدها, وكلهم ممن نحسبهم من أهل الإصلاح والصلاح ,إذ لم يصحح لها أحد وتُركت بلا تعليق , ولا يجوز تأخير بيان الحق ورد الباطل عند الحاجة كما هو مقرر ومعلوم.
تلك الآية التي ذكرت هي قوله تعالى على لسان رسوله مخاطبا المشركين: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ" سبأ 24
أوردتها تريد أن تثبت بها حرية الرأي التي قام عليها المجتمع الإسلامي الأول , و أن الرسول صلى الله عليه وسلم -وحاشاه- عرض رأيه عليهم وخيرهم , وقال لهم بعد ذلك ربما أكون محقا أومخطأ , وأنتم كذلك ربما تكونوا على على صواب أوعلى خطأ! ثم تثني على نزاهته ورقيه في استيعاب الآخرين وفتح المجال لهم , وعدم مصادرة آرائهم.
ولا شك أن استشهادها بهذه الآية خطأ كبير وجهل مركب, إذ كيف يصح أن نستنبط من هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت بها أنه لايدعي احتكار الحق والصواب , وأنه يعرض ماعنده ثم يخيرهم- على وجه الحقيقة وليس من باب الاستعطاف واستثارة تفكيرهم- بين أين أن يستجيبوا له أو يتركوا قوله , إذ ربما يكونوا هم على الحق ,وجعلت هذه الآية على نسق القاعدة المشهورة في أدب الخلاف "رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي مخالفي خطأ يحتمل الصواب " وليس في الآية مايدل على ذلك , وليس فيها مايدل على أنه فتح المجال لهم لينشروا دينهم وعقيدتهم, ولم يفهمها أحد على هذا الوجه ممن له علم كتاب الله تعالى و لغة العرب.
لا أريد أن أناقش في هذه الورقة صحة هذه الدعوى من بطلانها , ولا نسبيتها ,و لا أريد التطرق إلى موضوع الحوار مع المخالف وضوابطه وحدوده , ولا أريد التحدث عن حرية الرأي ,,, إنما كتبت أريد تبيين معنى هذه الآية وسياقها , منزها كتاب الله عن أن يحمّل مالا يحتمل من المعاني والاستنباطات ,ومستحثا النفوس على فهم كتاب الله تعالى والقراءة في تفسيره ومعانيه , ونشر معانيه وتبليغها, حتى يكون كتاب هدى لا سبب ضلالة وغواية عياذا بالله تعالى,
ولبيان المعنى الصحيح لهذه الآية رجعت إلى عشرات الكتب من أمهات كتب التفسير ولم أجد فيها إلا معنى واحدا اتفقت عليه كلها إلا الماوردي ذكر القول المشهور كما سيأتي ثم نقل قولا مغايرا حكاه النقاش فقال معناه:الله رزقنا وإياكم لعلى هدى كنا أو في ضلال مبين.
هذه الآية جاءت في سياق محاجة المشركين , واثبات أن الله هوالمستحق للعبادة وحده لأنه هوالرزاق سبحانه حيث قال على لسان رسوله محاجا لهم:" قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السعدي: أمر تعالى، نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم، أن يقول لمن أشرك باللّه ويسأله عن حجة شركه: {مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} فإنهم لا بد أن يقروا أنه اللّه، ولئن لم يقروا فـ {قُلِ اللَّهُ} فإنك لا تجد من يدفع هذا القول، فإذا تبين أن اللّه وحده الذي يرزقكم من السماوات والأرض، وينزل لكم المطر، وينبت لكم النبات، ويفجر لكم الأنهار، ويطلع لكم من ثمار الأشجار، وجعل لكم الحيوانات جميعها، لنفعكم ورزقكم، فلم تعبدون معه من لا يرزقكم شيئا، ولا يفيدكم نفعا؟.
ثم قال: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي: إحدى الطائفتين منا ومنكم، على الهدى، مستعلية عليه، أو في ضلال مبين، منغمرة فيه، وهذا الكلام يقوله من تبين له الحق، واتضح له الصواب، وجزم بالحق الذي هو عليه، وبطلان ما عليه خصمه.
ونقل الطبري عن عكرمة وزياد في قوله: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) قال: إنا لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين.
واختلف أهل العربية في وجه دخول "أو" في هذا الموضع؛ فقال بعض نحويي البصرة: ليس ذلك لأنه شك ولكن هذا في كلام العرب على أنه هو المهتدي، قال: وقد يقول الرجل لعبده: أحدنا ضارب صاحبه, ولا يكون فيه إشكال على السامع أن المولى هو الضارب.
وقال آخر منهم: معنى ذلك: إنا لعلى هدى، وإنكم إياكم لفي ضلال مبين، لأن العرب تضع "أو" في موضع واو الموالاة.
وأنت تقول في الكلام للرجل يكذبك: والله إن أحدنا لكاذب، وأنت تعنيه، وكذبته تكذيبًا غير مكشوف، وهو في القرآن وكلام العرب كثير، أن يوجه الكلام إلى أحسن مذاهبه إذا عرف.
وقال ابن كثير: هذا من باب اللف والنشر، أي: واحد من الفريقين مبطل، والآخر محق، لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال، بل واحد منا مصيب، ونحن قد أقمنا البرهان على التوحيد، فدل على بطلان ما أنتم عليه من الشرك بالله؛ ولهذا قال: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
وقال البغوي: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ليس هذا على طريق الشك ولكن على جهة الإنصاف في الحجاج، والمعنى: ما نحن وأنتم على أمر واحد بل أحد الفريقين مهتد والآخر ضال، فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه على الهدى، ومن خالفه في ضلال، فكذبهم من غير أن يصرح بالتكذيب.
وقال بعضهم: "أو" بمعنى الواو، والألف فيه صلة، كأنه قال: وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، يعني: نحن على الهدى وأنتم في الضلال.
وقال الألوسي: أي وإن أحد الفريقين منا معشر الموحدين المتوحد بالرزق والقدرة الذاتية العابدية وحده عز وجل ومنكم فرقة المشركين به العاجزين في أنفسهم عن دفع أدنى ضر وجلب أحقر نفع وفيهم النازل إلى أسفل المراتب الإمكانية المتصفون بأحد الأمرين من الاستقرار على الهدى والانغماس في الضلال، وهذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه من ماول أو مناف قال لمن خوطب به: قد انصفك صاحبك، وفي درجه بعد تقدمه ما قدم من التقرير البليغ دلالة ظاهرة على من هو من الفريقين على هدى ومن هو في ضلال ولكن التعريض أبلغ من التصريح وأوصل بالمجادل إلى الغرض وأهجم به على الغلبة مع قلة شغب الخصم وفل شوكته بالهوينا.
وقال الرازي: هذا إرشاد من الله لرسوله إلى المناظرات الجارية في العلوم وغيرها وذلك لأن أحد المتناظرين إذا قال للآخر هذا الذي تقوله خطأ وأنت فيه مخطىء يغضبه وعند الغضب لا يبقى سداد الفكر وعند اختلاله لا مطمع في الفهم فيفوت الغرض، وأما إذا قال له بأن أحدنا لا يشك في أنه مخطىء والتمادي في الباطل قبيح والرجوع إلى الحق أحسن الأخلاق فنجتهد ونبصر أينا على الخطأ ليحترز فإنه يجتهد ذلك الخصم في النظر ويترك التعصب وذلك لا يوجب نقصاً في المنزلة لأنه أوهم بأنه في قوله شاك ويدل عليه قول الله تعالى لنبيه: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ} مع أنه لا يشك في أنه هو الهادي وهو المهتدي وهم الضالون والمضلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب الظلال: هذه غاية النصفة والاعتدال والأدب في الجدال, أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين: إن أحدنا لا بد أن يكون على هدى، والآخر لا بد أن يكون على ضلال, ثم يدع تحديد المهتدي منهما والضال , ليثير التدبر والتفكر في هدوء لا تغشى عليه العزة بالإثم، والرغبة في الجدال والمحال! فإنما هو هاد ومعلم، يبتغي هداهم وإرشادهم لا إذلالهم وإفحامهم، لمجرد الإذلال والإفحام! والجدل على هذا النحو المهذب الموحي أقرب إلى لمس قلوب المستكبرين المعاندين المتطاولين بالجاه والمقام، المستكبرين على الإذعان والاستسلام، وأجدر بأن يثير التدبر الهادئ والاقتناع العميق , وهو نموذج من أدب الجدل ينبغي تدبره من الدعاة. .انتهى.
ثم إنه على نحو هذه الأية جاءت أيات عدة:منها قوله تعالى: "قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ " الأنعام (135)
قال الطبري: يقول جل ثناؤه، لنبيه: قل لهم: اعملوا ما أنتم عاملون، فإني عامل ما أنا عامله مما أمرني به ربي "فسوف تعلمون"، يقول: فسوف تعلمون عند نزول نقمة الله بكم، أيُّنا كان المحقّ في عمله، والمصيب سبيلَ الرشاد، أنا أم أنتم.
وقال ابن كثير: وقوله تعالى ذكره لنبيه: قل لقومك:"يا قوم اعملوا على مكانتكم"، أمرٌ منه له بوعيدهم وتهدّدهم، لا إطلاقٌ لهم في عمل ما أرادُوا من معاصي الله ,و هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي: استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي، كما قال تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} هود: 121، 122
وقال الزجاج فان قيل: ظاهر هذه الآية أمرهم بالاقامة على ما هم عليه، وذلك لا يجوز. فالجواب: أن معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد؛ فكأنه قال: أقيموا على ما أنتم عليه، إن رضيتم بالعذاب،.
وقال السعدي: {يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} أي: على حالتكم التي أنتم عليها، ورضيتموها لأنفسكم. {إِنِّي عَامِلٌ} على أمر الله، ومتبع لمراضي الله. {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} أنا أو أنتم، وهذا من الإنصاف بموضع عظيم، حيث بيَّن الأعمال وعامليها، وجعل الجزاء مقرونا بنظر البصير، ضاربا فيه صفحا عن التصريح الذي يغني عنه التلويح, وقد علم أن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة للمتقين، وأن المؤمنين لهم عقبى الدار، وأن كل معرض عما جاءت به الرسل، عاقبته سوء وشر، ولهذا قال: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.
رزقنا الله فهم كتابه والعمل بما فيه , وجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته , ونعوذبه سبحانه أن نقول في كتابه بغير علم , والحمد لله رب العالمين.
كتبه / عمر النشيواتي(/)
قال أبو حيان " والذي استقرئت في لفظة: العباد "
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
فائدة:
قال أبو حيان:
" والذي استقرئت في لفظة: العباد، أنه جمع عبد، متى سيقت اللفظة في مضمار الترفيع والدلالة على الطاعة دون أن يقترن بها معنى التحقير وتصغير الشأن فانظر قوله تعالى: {والله رؤوف بالعباد} {وعباد مكرمون} {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} وقول عيسى في معنى الشفاعة والتعريض {إن تعذبهم فانهم عبادك}
وأما: العبيد، فيستعمل في التحقير، ومنه قول امرىء القيس:
قولاً لدودان عبيد العصا ... ما غركم بالأسد الباسل
ومنه قول حمزة بن عبد المطلب: وهل أنتم إلاَّ عبيد لأبي، ومنه {وما ربك بظلام للعبيد} لأنه مكان تشقيق وإعلام بقلة انتصارهم ومقدرتهم، وأنه تعالى ليس بظلام لهم مع ذلك، ولما كانت لفظة العباد تقتضي الطاعة، لم يقع هنا، ولذلك أنس بها في قوله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} فهذا النوع من النظر يسلك بك سبيل العجائب في حيز فصاحة القرآن العزيز على الطريقة العربية السليمة، ومعنى قوله: {كونوا عباداً لي من دون الله} اعبدوني واجعلوني إلهاً. انتهى كلام ابن عطية. وفيه بعض مناقشة.
أما قوله: ومن جموعه: عبيد وعبدى، أما عبيد فالأصح أنه جمع. وقيل: اسم جمع، و: أما عبدى فاسم جمع، وألفه للتأنيث. وأما ما استقرأه أن عباداً يساق في مضمار الترفيع والدلالة على الطاعة دون أن يقترن بها معنى التحقير والتصغير، وإيراده ألفاظاً في القرآن بلفظ العباد، وقوله: وأما العبيد فيستعمل في تحقير، وأنشد بيت أمرىء القيس، وقول حمزة وقوله تعالى
{بظلام للعبيد} فليس باستقراء صحيح، وإنما كثر استعمال: عباد، دون: عبيد، لأن فعالاً في جمع فعل غير اليائي العين قياس مطرد، وجمع فعل على فعيل لا يطرد.
قال سيبويه: وربما جاء فعيلاً وهو قليل، نحو: الكليب والعبيد. انتهى.
فلما كان فعال هو المقيس في جمع: عبد، جاء: عباد، كثيراً. وأما {وما ربك بظلام للعبيد} فحسن مجيئه هنا وإن لم يكن مقيساً أنه جاء لتواخي الفواصل، ألا ترى أن قبله {أولئك ينادون من مكان بعيد} وبعده {قالوا آذناك ما منا من شهيد} فحسن مجيئه بلفظ العبيد مواخاة هاتين الفاصلتين، ونظير هذا قوله في سورة ق: {وما أنا بظلام للعبيد} لأن قبله {قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد} وبعده {يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد} وأما مدلوله فمدلول: عباد، سواء.
وأما بيت امرئ القيس فلم يفهم التحقير من لفظ: عبيد، إنما فهم من إضافتهم إلى العصا، ومن مجموع البيت. وكذلك قول حمزة إنما فهم منه معنى التحقير من قرينة الحال التي كان عليها، وأتى في البيت، وفي وقل حمزة على أحد الجائزين." أهـ
ينظر: تفسير البحر المحيط.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:13 م]ـ
شكر الله لك على هذا الموضوع
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
شكر الله لك على هذا الموضوع
آمين، جزاك الله خيرا.(/)
أهمية اللغة العربية في فهم القضايا القرآنية
ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:14 م]ـ
من مميزات اللغة العربية في نظر الدين الإسلامي أنها لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية الشريفة، وأن القرآن صار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم بلغته البديعة وأسلوبه المباين لسائر الأساليب المألوفة عند العرب قاطبة، وقد ثبت أن العرب عند نزول القرآن كانوا فرسان البلاغة وأرباب البيان وقد بلغوا قمّة البلاغة وذروة الفصاحة حتى إنهم ارتجلوا الشعرَ ارتجالا، وكانت اللغة سليقتهم.
وكان العرب قد بلغوا لعهد القرآن مبلغهم من تهذيب اللغة ومن كمال الفطرة ومن دقة الحسّ البياني حتى أوشكوا أن يصيروا في هذا المعنى قبيلا واحدا باجتماعهم على بلاغة الكلمة وفصاحة المنطق. ([1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn1)) وكان العرب في ذلك الزمان لا يُهنّؤون إلا بشاعر ينبغ أو غلام يولد أو فرس تنتج؛ لأن الشعر ديوانهم والقبيلة يفتخر بالشاعر منهم، والغلام سيكون مدافعا عن قبيلتهم بالقتال ونحوه، وكان الفرس سلاحا عسكريا فهو بمنزلة الصاروخ الحربي هذا اليوم.
وقد كان من عاداتهم أن يتحدى بعضهم بعضا في المساجلة والمقارضة بالقصيد والخطب، ثقة منهم بقوة الطبع، ولأن ذلك مذهبٌ من مفاخرهم يستَعْلون به ويذيع لهم حسن الذكر وعلوّ الكلمة وهم مجبولون عليهم فطرةً. ([2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn2)) وكانوا يعلّقون أشعارهم على الكعبة إذا كانت بالغةً من الجمال والحلاوة حتى عرفت اليوم ما يسمى بالمعلقات السبع، ويدل هذا على أن الفصاحة والبلاغة في الشعر عندهم كانت مفخرة لها قدسية قريبة من قدسية أصنامهم حيث وضعوها حول الكعبة كما وضعوا آلهتهم.
أنزل الله القرآن في هذه الحالة متحدّيا لهم بأن يأتوا بمثل القرآن فعجزوا عن ذلك، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ? [الطور: 33 - 34] وتحداهم الله بأن يأتوا بعشر سور مثلَ القرآن فعجزوا، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? [هود: 13] ثم تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة أو مثلها فعجزوا عن ذلك أيضا وهو أقلّ القدر المعجز من القرآن، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ? [يونس: 38].
يرى المؤرخون أن اللغة العربية هي أم اللغات وأقدمها، منها انبثقت لغة السريانية وهي الآراميّة يقول الآلوسي: أخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس أن آدم عليه السلام كان لُغتُه في الجنة العربيةَ، فلما أكل من الشجرة سلبها فتكلم بالسريانية فلما تاب ردّها الله تعالى عليه، وقال عبد الملك بن حبيب: كان اللسان الأول الذي هبط به آدم عليه السلام من الجنة عربياً إلى أن بعُد وطال العهد حُرّف وصار سريانياً وهو منسوب إلى أرض سورية وهي أرض الجزيرة. وبها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغرق، وكان يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرّف. ([3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn3)) وقيل إن اللغة العربية والسريانية والعبرية من أصل واحد وهي لغة ساميّة، نسبة إلى سام بن نوح، ولا يهمنا تحقيق هذه القضية هنا.
ويعلم كل الناس أن القرآن نزل بلغة العرب، يقول الله تعالى ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [يوسف: 2] يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض وابتدئ انزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان فكمل من كل الوجوه. ([4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn4)) ويقول الله تعالى في سورة أخرى ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [الزحرف: 3].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد نزل القرآن باللغة العربية، واختار الله هذه اللغة لتكون وعاءً لكلامه المنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما اختار الجزيرة العربية لمنازل القرآن، وهذا الاختيار مطابقا لقوله الله تعالى ?اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ? [الانعام: 124] فالله تعالى يعلم أن اللغة العربية في زمان نزول القرآن أفضل اللغات وأفصحها وأوسعها معنىً، ولم تزل اللغة العربية كذلك بفضل القرآن العظيم الذي وعد الله بحفظه.
يقول السيوطي: ومن خصائص العربية أنها أفضل اللغات وأوسعها قال ابن فارس في فقه اللغة: لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها، قال تعالى ?وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (193) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (194) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (195) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ? فوصفه سبحانه بأبلغ ما يوصف به الكلام وهو البيان. ([5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn5)) اهـ
وكما عرفنا أن القرآن كتاب الله الذي نزل من عنده باللغة العربية على قوم قد بلغوا في الفصاحة والبلاغة وعلوّ الكعب فيهما، عرفنا كذلك أن هؤلاء العرب قد عجزوا عن أن يأتوا بما تحداهم القرآن وهو الإتيان بمثل سورة منه، فإذا عجز أرباب البلاغة منهم، فمن باب الأولى أن يكون غيرهم أشدّ عجزا، وهو قياس من باب الأولى.
فإذا عجز هؤلاء العرب وغيرهم من الأعاجم فمن يكون صاحب القرآن إذن؟! الجواب: أن القرآن ليس من عند أنفسهم، فلا يبقى إلا أنه نزل من عند الله تعالى، وهو وحده صاحب القرآن الحقيقي، ليس للخلق فيه أي تأثير، فجميع أفعال الخلق ودورانه وحركاته وسكناته بخلق الله تعالى وإرادته.
ولقد أثّر القرآن على شعر لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت –وهما من كبار الشعراء في الجاهلية- حيث إن القرآن يراعى طريقةَ الصدق ويتنزّهُ عن الكذب على خلاف ما يكون في الشعر، يقول فخر الدين الرازي: إن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت لما أسلما نزل شعرُهما ولم يكن شعرهما الإسلاميّ في الجودة كشعرهما الجاهلي. ([6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn6)) وقيل: إن لبيدا لم يقل شعرا بعد أن حفظ سورة البقرة وغيره من السور.
والكلمات الآتية في هذه المقالة محاولة في إبراز بعض الجوانب التي تظهر من خلالها أهمية اللغة العربية في دراسة القضايا المتعلقة بالقرآن، ولا أدعى أنها جميع الجوانب فإن ذلك مما لا يسمح بمثل هذا البحث أو المقالة، وإنما سأذكر أربعة جوانب قرآنية فقط من جوانبها الكثيرة. الأول: جانب حفظ القرآن الكريم من التغيير والتبديل، الثاني: جانب إعجاز القرآن، الثالث: جانب شروط المفسر للقرآن، الرابع: ترجمة معاني القرآن إلى لغة أخرى غير عربية.
ـــــ
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref1) إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، مصطفى صادق الرافعي (القاهرة، دار المنار، مكتبة فياض بالمنصورة، 1997م) ط 1 ص 129 - 130.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref2) إعجاز القرآن (المرجع السابق) ص 132.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref3) تفسير روح المعاني، ج 12، ص 172. وهناك آراء أخرى وخاصة من المستشرقين بأن أصل اللغة العربية من الآرامية، عكس ما قاله الآلوسي وهو يخالف رأي معظم المسلمين.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref4) تفسير القرآن العظيم، ج 2، ص 467.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref5) المزهر في علوم اللغة وأنواعها، جلال الدين السيوطي (بيروت، دار الكتب العلمية 1998م) ط 1، ج 1، ص 254.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ednref6) التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي (بيروت، دار الكتب العلمية 2000م) ط 1، ج 2، ص 107.
ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:18 م]ـ
أ - اللغة العربية وقضية حفظ القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من فضائل هذه الأمة أن أنزل الله عليهم كتابا ووعدهم بحفظه، يقول الله تعالى ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] يقول ابن كثير: قرر تعالى أنه هو الذي أنزل عليه الذكر وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل. ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn1)) اهـ
وذلك بخلاف الأمم السابقين فقد كانوا مكلَّفين بحفظ كتبهم ولم يتكفل الله بحفظه، فيقول تعالى ?إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ? [المائدة: 44]
يقول ابن عاشور في تفسيره: وقد حكى عياض في المدارك: أن القاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البصري سُئل عن السرّ في تطرّق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له. فأجاب بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال تعالى ? بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ ? [سورة المائدة: 44] وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] قال أبو الحسن بن المُنْتَاب ذكرتُ هذا الكلام للمَحَامِلي فقال لي: لا أحسنَ من هذا الكلام ... وفي هذا مع التنويه بشأن القرآن إغاظة للمشركين بأن أمر هذا الدين سيتمّ، وينتشر القرآن ويبقى على مرّ الأزمان. وهذا من التحدّي ليكون هذا الكلام كالدليل على أن القرآن منزّل من عند الله آيةً على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لتطرّقت إليه الزيادة والنقصان ولاشتمل على الاختلاف، قال تعالى ?أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا? [سورة النساء: 82] ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn2))
فكلمة " الحفظ " بالنسبة لغير القرآن على صيغة الاستفعال التي تفيد الطلب والتكليف أي أن الله تعالى كلّفهم بالحفظ والمحافظة. والله امتحنهم بالحفاظ عليها فنسوا حظا مما ذكروا به، والذي لم ينسوه كتموا بعضه، والذي لم يكتموه يَلْوُون ألسنتَهم به ويحرّفونه عن موضعه، ثم جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا هذه من عند الله ليشتروا بها ثمنا قليلا. ومن هنا فان الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بحفظ كتابه فقال ?وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?.
فمن خلال هذا التحليل اللغوي الصرفي، يعنى زيادة السين والتاء، نعرف أن قضية حفظ التوراة -وهي الآن جزء من الكتاب المقدس للمسيحيين- موكولة إلى أحبارهم وعلمائهم، حيث كأن الله تعالى قد تخلى بينهم وبين حفظها، على أننا وجدنا حفظ القرآن ورد بدون زيادة السين والتاء، بل أسند الحفظ إلى نفسه تعالى، فكأنه من الأمور التي يتصرف به الله تعالى وحده.
ومن مظاهر حفظ الله تعالى للقرآن أن يعدّ الله تعالى القرّاء الحافظين منذ أن نزل إلى يومنا هذا، وقد بلغ عددهم أضعاف التواتر، وكلما حاول أحد أن يغيّر شيئا أو يبدّله عرف الناس ذلك، ومن مظاهره أيضا أن يتناول المسلمون هذا القرآن بفهم معانيه وتفسير ألفاظه وردّ كل موهم اختلافه أو تناقضه، ولقد كرّر الله قوله أربع مرات في سورة القمر ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? [القمر: 17، 22، 32، 40]
وإذا نظرنا إلى قوله تعالى ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] وإلى الآيات قبلها تبين لنا أن حفظ الله للقرآن هو حفظه للقرآن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم والذي يستخدم اللغة العربية، وليس للوحي أو لمعنى الوحي حالة كونه عند الله تعالى حتى أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتلوه بلسان عربي على ما قيل. فقد حكى الله تعالى في الآيات قبلها عن الذين أنكروا نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول الله تعالى ?وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ? فأجاب الله تعالى عليهم ?مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 6 - 9]
يقول ابن عطية في تفسيره: وقوله تعالى ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ? ردّ على المستخفّين في قولهم ? يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ? وهذا كما يقول لك رجلٌ على جهة الاستخفاف يا عظيم القدر، فتقول له على جهة الرد: نعم أنا عظيم القدر، ثم تأخذ في قولك. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn3)) اهـ
ومعلوم أن الذكر الذي قصده هؤلاء الكفار وأرادوه بقولهم ?يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ? [الحجر: 6] إنما هو القرآن الذي تمّ نزوله على محمد صلى الله عليه وسلم بالعربية، إذن فالمراد من الذكر في جوابه تعالى بقوله ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] هو القرآن الذي نزل بالعربية والذي يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم ويبلّغه إليهم. ولو كان المراد بالذكر هنا غير ما أراد به هؤلاء المنكرون هناك، لخالف الجواب والردّ عما يقتضيه الحال والسؤال، وهو عيبٌ في كلام البشر كما هو معلوم في علم البلاغة والفصاحة، فكيف بكلام خالق البشر.
والخلاصة أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى بأن يسّر الله تعالى أسبابه وأزال حواجزه، وإذا كان القرآن محفوظا بحفظ الله فكذلك اللغة العربية المتمثلة في القرآن، فإنها لغة محفوظة بحفظ القرآن الكريم، ولكن للأسف الشديد فقد بدأ يقلّ الاهتمام بهذه اللغة سواء من العرب أنفسهم أم من غيرهم، ولكن –الحمد لله- لم يزل القرآن موضوع قراءة ودراسة وبحث إلى الآن، سواء من حيث مضامينه أو لغته البديعة المعجزة.
ثم إن القرآن أيضا محفوظ حال كونه في اللوح المحفوظ قبل نزوله إلى محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى ?بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ? [البروج: 21 - 22] يقول ابن عاشور: وحفظ اللوح الذي فيه القرآن كناية عن حفظ القرآن. وقرأ نافع وحده برفع "محفوظ" صفة ثانية للقرآن. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn4)) يقول ابن كثير: هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل. ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn5))
وقراءة الرفع في "محفوظٌ" يدلّ على أن القرآن محفوظ أيضا حالة كونه في اللوح المحفوظ، يعني: أن التنوع الإعرابي النحوي في كلمة "محفوظ" يدل دلالة مغايرة لقراءة الخفض في "محفوظٍ" كما أن ذلك التنوع يفيد عن قضية حفظ القرآن الآخر، وهو حفظه في اللوح المحفوظ قبل نزوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم في خلال أكثر من عشرين سنة.
فمن خلال هذا التحليل اللغوي للآية القرآنية يمكن أن نردّ ما قيل من أن القرآن محفوظ قبل نزوله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأننا نعرف أنه محفوظ في جميع تنزلاته، عند نزوله من الله إلى اللوح المحفوظ، وعند نزوله من اللوح المحفوظ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما عن حفظ القرآن قبل نزوله إلى اللوح المحفوظ فقد ثبت في علم الكلام أن جميع صفات الله تعالى قديمة، وكلام الله صفة من صفاته القائمة بذاته تعالى فلا تتغيّر ولا تتبدل، وهي قديمة كسائر صفاته تعالى، وهذا مما لا غبار فيه؛ لأن التغيّر من علامة الحدوث والله منزّه من أن يتصف بالحادث.
ــــ
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref1) تفسير القرآن العظيم، ج 2، ص 548.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref2) التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور (تونس , الدار التونسية للنشر 1984م) ج 14, ص 21 - 22.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref3) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (لبنان , دار الكتب العلمية1993م) ط 1، ج 3 , ص 351.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref4) التحرير والتنوير ج30 , ص 254 - 255. وكلام ابن عاشور هكذا: وقرأ الجمهور: (محفوظ) بالجر على أنه صفة (لوح). وحفظ اللوح الذي فيه القرآن كناية عن حفظ القرآن.وقرأه نافع وحده برفع (محفوظ) على أنه صفة ثانية لقرآن ويتعلق قوله: (في لوح) بـ (محفوظ). وحفظ القرآن يستلزم أن اللوح المودع هو فيه محفوظ أيضاً، فلا جرم حصل من القراءتين ثبوت الحفظ للقرآن وللوح. فأما حفظ القرآن فهو حفظه من التغيير ومن تلقف الشياطين قال تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [الحجر: 9] وأما حفظ اللوح فهو حفظه عن تناول غير الملائكة إياه. أو حفظه كناية عن تقديسه كقوله تعالى: ?فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ? [الواقعة: 78، 79] إهـ
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref5) تفسير القرآن العظيم , ج 4 , ص 497 - 298.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:38 م]ـ
ب - اللغة العربية وقضية إعجاز القرآن
وقد ثبت بأدلة قاطعة أن القرآن معجزة، ومعنى كونه معجزة أنه لا يكون من عند البشر بل هو كتاب نزل من عند الله تعالى دليلا على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى ? أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ? [هود: 13 - 14] يقول الباقلاني: فجعل عجزهم عن الإتيان بمثله دليلا على أنه منه تعالى ودليلا على وحدانيته ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn1)). اهـ
ومن المعلوم أن وجوه إعجاز القرآن كثيرة جدا، بعضها تحقق منذ نزوله والآخر تحقق في العصور المتأخرة، مثل الإعجاز العلمي. فمن وجوه إعجاز القرآن الذي تحقق منذ عهد نزوله إعجازه اللغوي، ويعنى بالإعجاز اللغوي ما عبّر عنه العلماء بعبارته المختلفة.
فقال الباقلاني: إنه بديع النظم عجيب التأليف متناهٍ في البلاغة إلى الحدّ الذي يعلم عجز الخلق عنه. ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn2))
وقال ابن عطية: التحدي وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn3))
وقال القاضي عياض: إعجازه صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذى جاء عليه، ووقفت مقاطع آيه وانتهت فواصل كلمات إليه، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له، ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه، بل حارت فيه عقولهم، وتدانت دونه أحلامهم، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn4))
وذكر ابن عاشور ثلاث جهات لغوية ترجع إليه وجوه الإعجاز:
الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn5)) أن يبلغه الكلام العربي البليغ من حصول كيفيّاتٍ في نظمه مفيدةٍ معاني دقيقةً ونكتا من أغراض الخاصة من بلغاء العرب مما لا يفيده أصلُ وضع اللغة، بحيث يكثر فيه ذلك كثرةً لا يدانيها شيءٌ من كلام البلغاء من شعرائهم وخطبائهم.
الجهة الثانية: ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
الجهة الثالثة: ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة. ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn6))
هذه عبارات العلماء في بيان وجه إعجاز القرآن اللغوي. نعم، القرآن عربي نزل بلسان عربي ولغة عربية، إلا أن لغته بديعة ومعجزة خارقة تُعجز جميع أرباب تلك اللغة نفسها، فلا أحد يعرف البلاغة ويبلغ الذروة في الفصاحة يسطتيع أن يأتي بمثل القرآن، وهذه حقيقة ثابتة في التاريخ وثابتة بأدلة قرآنية كثيرة.
ومع هذا الإعجاز اللغوي، ذكر العلماء وجوه الإعجاز الأخرى مثل الإخبار عن المغيبات مما لم يقع فوجد كما أخبره، وقصص الأنبياء الأولين، وكذلك اكتشف المعاصرون وجوها، منها إعجازه في علومه ومعارفه وهدايته.
قال الزرقاني: بيان ذلك أن القرآن قد اشتمل على علوم ومعارف في هداية الخلق إلى الحق بلغت في نبالة القصد ونصاعة الحجة وحسن الأثر وعموم النفع مبلغا يستحيل على محمد، وهو رجل أمي نشأ بين الأميين أن يأتي بها من عند نفسه بل يستحيل على أهل الأرض جميعا من علماء وأدباء وفلاسفة ومشترعين وأخلاقيين أن يأتوا من تلقاء أنفسهم بمثلها ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn7)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك وجه الإعجاز الآخر وهو إعجاز هداية القرآن وإصلاحه في المجتمع، قال الزرقاني: أن القرآن الكريم جاء بهدايات تامة كاملة تفي بحاجات البشر في كل عصر ومصر وفاءً لا تظفر به في أي تشريع ولا في أي دين آخر، فقد أصلح القرآ في العقائد، والعبادات والأخلاق، والاجتماع، والسياسة، والاقتصاد، والنسائي بحماية المرأة، والحرب، محاربة الاسترقاق في المستقبل وتحرير الرقيق الموجود بطرق شتى ([8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn8)).
وليس هناك تعارض وتناقض بين تلك الوجوه، فإنها موجودة ومجتمعة كلها في ذلك القرآن العظيم الذي لا ينقضي عجائبه، فلا داعي لأن ندّعي أن وجه هدايته المعجزة هو أعظم وجوه إعجازه، بل يرى العلماء أن أعظم وجوه إعجازه إعجاز لغويّ، حيث إن كل رسول إنما جاء بمعجزة من جنس ما شاع في قومه، فأرسل موسى عليه السلام بالعصا في أمة شاع بينهم السحر والسحرة، وأرسل عيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى في قوم عُرفوا بالطبّ.
وربما قيل: إن القرآن ما دام يستخدم اللغة العربية فهو منتج بشري، لأن اللغة نتاج البشر، فلا يكون القرآن معجزة. أجاب عن هذا القيل والقال د. محمد عبد الله دراز في كتابه النبأ العظيم، وخلاصة ذلك الجواب أن القرآن وإن كان لا يخرج عن اللغة العربية، إلا أن مثله كمثل المهندسين البنائين الذين لا يخلقون مادة بناء لم تكن في الأرض، ولم يخرجوا عن قواعد الصناعة العامة، ولكن يكون بعضهم أتقن وأبدع وتفوق على الآخرين، فكذلك أهل اللغة العربية، فمنهم بليغ أدّى الغرض الواحد على طرائق شتى، يتفاوت حظها في الحسن والقبول، وما من كلمة من كلامهم ولا وضع من أوضاععهم بخارجٍ عن موادّ اللغة وقواعدها في الجملة، ولكن حسن الإختيار في تلك المواد والأوضاع قد يعلو بالكلام إلى الذروة العليا وقد ينزل به إلى الدرجة السفلى. وهذا القرآن قد بلغ في الحسن والبلاغة والفصاحة حدا يعجر عن الإتيان بمثله جميع الخلق. ولكن لا يدرك ذلك إلا من هو أهله من أرباب اللغة والبلاغة، مثل الوليد بن المغيرة وغيره الذين يشهدون بذلك مع ما يعرف من عدواتهم للإسلام والقرآن، أما الذين ليسوا من أهله بأن لم يفرّق بين كلام عربي وكلام عربي أخر، فتلك الشهادة من أهله يكفى أن تكون شهادة لهم. ([9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn9))
فهل إذا ثبت أنه معجز يجوز أن يقال إنه منتَجٌ بشريّ أو منتج ثقافي، كلا، فإن معنى كونه منتج البشر أنه من وضعه أو من صناعته، وقد ثبت أن جميع البشر والخلق عجزوا عن الإتيان بكلام يماثل القرآن، ولا سيما أن يأتوا بذلك القرآن نفسه، لأن من عجز أن يأتي بمثل الشيء فهو أعجز عن الإتيان بذلك الشيء نفسه.
هذا كله إذا سلمنا أن اللغة العربية منتجٌ بشريّ وأنها اصطلاح على المواضعة، كما هو رأي معظم العلماء المتأخرين، فكيف إذا جرينا على رأي يقول بأن اللغة العربية توقيفية إلهية منذ آدم عليه السلام حينما علمه الله الأسماء كلها كما هو رأي بعض العلماء المتقدمين انطلاقا من قوله تعالى ?وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا? [البقرة: 21] كما قاله أبو الحسن الأشعري وابن فورك وغيرهما.
فإذا كان القرآن معجزة وكان أعظم وجوه إعجازه وجها لغويا، فمعرفة اللغة العربية بجميع نواحيها النحوية والصرفية والبلاغية وأساليبها المتنوعة في عصورها المختلفة بداية من عصر ما قبل الإسلام فعصر النبوة والرسالة فالأموية والعباسية إلى عصرنا الحاضر ضرورةٌ من ضرورة الدين الإسلامي.
ــــ
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref1) إعجاز القرآن، أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (القاهرة، دار المعارف، 1997م) ط 5، تحقيق: السيد أحمد صقر، ص 17.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref2) المصدر السابق، ص 35.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref3) المحرر الوجيز، ج 2، ص 52.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref4) الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي أبي الفضل عياض اليحصبي 544 هـ (بيروت، دار الفكر، 1409 هـ - 1988 م) ج 1، ص 264.
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref5) هكذا في المطبوع، ولعل الصواب "لا يمكن" بالنفي، والله أعلم.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref6) التحرير والتنوير، ج1، ص 104 ..
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref7) مناهل العرفان، ج 2، ص 247.
[8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref8) مناهل العرفان، ج 2، ص 253 - 254.
[9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_ednref9) النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن، د. محمد عبد الله دراز (كويت، دار القلم، 1996م) ط 8، ص 90 – 93.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:16 م]ـ
جـ - اللغة العربية وقضية شروط المفسر
إن القرآن كلام معجز فائق سائر الكلام من حيث اللفظ والمعنى، وليس جميع الناس في استعداد تام لكي يفهم هذا الكلام العظيم، فالشروط التي أقرّها العلماء لم تكن حاجزة وضعوها لكي تحجز الناس عن فهم القرآن وتدبّره، فإن تدبره وفهمه فرض على كل من بلغه هذا الكتاب، حتى يتبين له أنه الحقّ، بل إن اشتراط العلماء لتلك الشروط لم يكن إلا لصونه ودفعه من تفاسير خاطئة حيث يحمل القرآن على حسب الأهواء والظنون والتقول على الله تعالى بغير علم ولا دراية.
يقول أبو شهبة: وسلوا بطانات الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء، ينبئوكم بأن الواحد منهم محسوب عليه كل كلمة، بل كل حرف ينطق به، ومؤاخذ على كل ما يصدر منه مهما قلّ، وأن كلمة يقولها تطيح بعنقه أو تقصيه عن منصبه، فما بالكم بمن يفسر كلام الله رب الأرباب وملك الملوك، ويقول مراد الله كذا أو عنى اللهُ كذا؟! ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn1)) اهـ
ذكر العلماء شروطا يجب أن تتوفر عند كل أحد قبل أن يتصدى لتفسير القرآن، قال السيوطي: اختلف الناس في تفسير القرآن، هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن، وإن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة والفقه والنحو والأخبار والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما. ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn2)) اهـ
وإذا لاحظنا تلك العلوم التي اشترطها العلماء على من أراد أن يفسر القرآن عرفنا أن أكثرها وغالبها علوم تندرج تحت اسم علم اللغة بمعناها العام. وتلك العلوم الخمسة عشر التي حعلها العلماء شروطا لجواز التصدى لتفسير القرآن ذكرها الإمام السيوطي في الإتقان، وذلك بعد أن ذكر صحة اعتقاد المفسر ولزومه سنة الدين، وصحة قصده وغرضه، واعتماده على التفسير المأثور المنقول عن النبي وأصحابه ومن عاصرهم، وهي كما يلي:
(1) اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع.
(2) النحو لأن المعنى يتغير ويختلف بإختلاف الإعراب فلا بد من إعتباره.
(3) التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ.
(4) الاشتقاق لأن الإسم إذا كان إشتقاقه من مادتين مختلفتين إختلف المعنى بإختلافهما.
(4، 5، 7) المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة.
(8) علم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn3))
(9) أصول الدين بما في القرآن من الآيات الدالة بظاهرها على ما لا يجوز على الله. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn4))
(10) أصول الفقه إذ به يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط. ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn5))
(11) أسباب النزول والقصص إذ بسبب النزول يعرف معنى الآية المنزلة فيه بحسب ما أنزلت فيه.
(12) الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره. ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn6))
(13) الفقه. ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn7))
(14) الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم. ([8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn8))
(15) علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم. ([9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn9))
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ أن السبعة من الخمسة عشر علما علوم لغوية، فعلم معاني المفردات العربية –وهو الذي عبره السيوطي باللغة- وعلم النحو، وعلم التصريف أو الصرف، وعلم الاشتقاق، وعلم المعاني والبيان والبديع علوم لغوية بمعناها العام. فإذا لم يكن أحد على دراية بعلوم اللغة فلا يجوز له أن يتصدى لتفسير ذلك القرآن العظيم. وقد ذكرها السيوطي تلك السبعة في أوائل تلك العلوم الخمسة عشر ليشير إلى أهميتها وأوليتها قبل علوم أخرى.
والإمام محمد عبده لخص تلك العلوم وزاد عليها علوما أخرى كما فعل الشيخ أبو شهبة أيضا. ([10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn10)) والجدير بالذكر أن تلك الشروط إنما اشتُرطت لمن أراد أن يبلغ تفسيرُه مرتبة عليا في العلمية، ويصل إلى هداية الناس بالوقوف على أسرار القرآن وعجائبه التي لا تنقضي على مرّ العصور، أما من أراد أن يفسر القرآن تفسيرا إجماليا أو يستدلّ بالقرآن لجلب الناس العوام على الخير والهدى وإبعادهم عن الشر والضلال، فلا يشترط تلك العلوم الكثيرة التي قد لا تتيسر في هذا الزمان أن تجتمع كلها في شخص واحد.
يقول الإمام محمد عبده: للتفسير مراتب، أدناها أن يبين بالإجمال ما يُشرِب القلبَ عظمة الله وتنزيهه، ويصرف النفس عن الشرّ ويجذبها إلى الخير. وهذه هي التي قلنا إنها متيسرة لكل أحد ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ? [القمر: 17، 22، 32، 40]، وأما المرتبة العليا فلا تتمّ إلا بأمور فبدأ الإمام يذكر تلك العلوم. ([11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn11))
ــــ
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref1) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، د. محمد بن محمد أبو شهبة (القاهرة، مكتبة السنة، 1408 هـ) ط 4، ص 36.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref2) الإتقان في علوم القرآن، ج 2، ص 477.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref3) قد تأتي القراءة الصحيحة بمعنى آخر وبحكم آخر فيجب على المفسر أن يعرف اختلاف مثل تلك القراءات، أما اختلاف القراءات التي لا أثر له في معنى الآية كاختلافها في الأداء فلا يجب على المفسر أن يعرفه، أما القراءات غير الصحيحة أو الشاذة فلا يشترط معرتها كوسيلة لتفسير القرآن، وغاية الأمرأنها تعتبر أخبار الآحاد فتفيد كما تفيد. والله أعلم.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref4) ويقصد به علم التوحيد أو علم الكلام مما يساعد العقل للوصول إلى معرفة ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق الله وكذا في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام ينفع هذا للمفسر عندما يفسر الآيات المتعلقة بصفات الله وقصص الرسل ونحوهما، وربما يفيد المفسر أيضا معرفة طريقة تركيب الأدلة العقلية من مقدمتين ونتيجة، فقد كان في علوم القرآن فصل أو باب في جدل القرآن، وإن كان بينه وبين جدل المتكلمين فرق. والله أعلم
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref5) هذا مما يحتاجه المفسر عند يواجه آيات الأحكام الشرعية حتى يستطيع أن يستنبط أحكاما فرعية، وكذا ينفعه هذا العلم لما فيه من الكلام عن دلالات الكلام على المعاني مثل مفهوم الموافقة ومفهوم المخالفة وغير ذلك من المباحث.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref6) هذا العلم وما قبله واجب حتى لا يقع المفسر في القول بما قد نسخ أو وقع في انغلاق الفهم للجهل بسبب نزول الآية، وقد ذكر العلماء فوائد معرفة أسباب النزول وأقوال الأئمة في وجوب معرفة الناسخ والمنسوخ، وكذلك معرفة قصص القرآن أي تاريخ الأمم السابقة مع أنبيائهم من لدن أدم إلى مشاهد يوم القيامة –إن صحّ أن يعتر قصصا سوف تقع-.
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref7) يقول ابن عاشور في مقدمة تفسيره: ولم نعدّ الفقه من مادة علم التفسير كما فعل السيوطي؛ لعدم توقف فهم القرآن على مسائل الفقه، فإن علم الفقه متأخر عن التفسير، وفرع عنه، وإنما يحتاج المفسر إلى مسائل الفقه عند قصد التوسع في تفسيره. (انظر: تفسير التحرير والتنوير، ج 1، ص 26)
(يُتْبَعُ)
(/)
[8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref8) هذا لأن المفسر عليه أن ينهج المنهج أو الطريق الأحسن في تفسير القرآن كما سبق أن ذكرت، وهو تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة وهكذا. والآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته التي تفسر الآيات لا تعتبر علما آخر عن التفسير، بل هو تفسير مأثور عنهم، يقول ابن عاشور: اعلم أنه لا يعد من استمداد علم التفسير الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه و سلم في تفسير آيات ولا ما يروى عن الصحابة في ذلك لأن ذلك من التفسير. (تفسير التحرير والنتوير، ج 1، ص 27)
[9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref9) قد يسأل سائل كيف اشترط علم الموهبة، وهي علم لا سبيل إلى تعلّمه وتحصيله؟ يقول السيوطي: ولعلك تستشكل علم الموهبة وتقول هذا شيء ليس في قدرة الإنسان وليس كما ظننت من الإشكال والطريق في تحصيله إرتكاب الأسباب الموجبة له من العمل والزهد. (انظر: الإتقان في علوم القرآن، ج 2، ص 477 – 479)
- وبعد أن نقل د. إبراهيم خليفة كلام السيوطي بطوله يقول: ويتحصّل أن شروطه أربعة:
(1) صحة الاعتقاد ولزوم سنة الدين. (2) صحة المقصد. (3) الاعتماد على المنقول الثابت، إن وجد. (4) الامتلاك من العلوم العديدة المفيدة للاقتدار على تحصيل التفسير. اهـ (دراسات في مناهج المفسرين، د. إبراهيم عبد الرحمن خليفة، ص 43) أقول: والشرط الرابع هو تلك العلوم أثبتناها في المتن.
[10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref10) زاد الإمام محمد عبده، علم أحوال البشر أو علم تاريخ البشر، وعلم بوجه هداية البشر كلهم بالقرآن، وعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. [انظر: تفسير المنار، ج 1، ص 22 – 24 ملخصا]
أما أبو شهبة فقد زاد عليها أيضا، وفي نفس الوقت لخّص تلك الشروط في أربعة نقاط من العلوم، وهي:
(1) أن يكون عالما بالأحاديث، صحيحها وحسنها وضعيفها، ولئن عزّ ذلك في عصرنا هذا فليكن واقفا على ما قاله العلماء وجمعه الأئمة فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم وبيان فضائل آياته وسوره.
(2) لأن يكون عالما بالسيَر، ولا سيما سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وعالما بالتواريخ، وأحوال الأمم الماضية، ولا سيما تاريخ الأنبياء السابقين، والملوك الغابرين، فإن ذلك يعين المفسر على إصابة وجه الحق والصواب.
(3) أن يكون على علم بعلم الاجتماع البشري وعلم النفس، فإن هذين العلمين يعينان المفسر على فهم المراد من بعض الآيات، وتفسيرها تفسيرا علميا صحيحا.
(4) أن يكون على علم بتاريخ الأديان السماوية اليابقة كاليهودية والنصرانية وما دخلهما من تبديل وتحريف، والمذاهب الدينية غير السماوية، كالبرهمية والبوذية والمزدكية والمانوية ونحوها. [الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، ص 37 - 38.]
[11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref11) تفسير المنار، ج 2، ص 21.
ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:18 م]ـ
د - اللغة العربية وقضية ترجمة القرآن
بما أن هذا القرآن كتاب عالميّ وأن الإسلام دين علمي، ونحن الآن في عصر العولمة الغير المحددة بدأ الناس يترجمون القرآن الذي نزل باللغة العربية إلى لغة بل إلى لغات أخرى. وذكر صاحب تفسير المنار أنه قد نادى بعض الناس إلى ترجمة القرآن والاستغناء بها عن القرآن الذي باللغة العربية.
يقول صاحب المنار: حدثت في الإسلام عصبية الجنسية الجاهلية التي حرمها الإسلام وشدد في منعها، بعد أن ضعف العلم والدين في المسلمين بضعف اللغة العربية فيهم، حتى قام بعض الأعاجم في هذه السنين الأخيرة يدعون قومهم إلى ترجمة القرآن بلغتهم والاستغناء عن القرآن العربي زاعما أن الإسلام دين ليس له لغة. وغلا بعض هؤلاء في بغض العربية فدعا مسلمي قومه إلى الأذان والصلاة والخطبة بلغتهم، وقد أجمع المسلمون بالعمل على إقامة هذه الشعائر الإسلامية بلغة الإسلام العربية إلى اليوم، وكان من عاقبة هذا الضعف في العلم والدين أن بعض المسلمين في بلاد الأعاجم -كجاوة، التي يقل فيها العلماء العارفون بالدين ولغته، القادرون على دفع الشبه عن القرآن- صاروا يرتدون عن الإسلام لإيضاع دعاة النصرانية خلالهم، وسؤالهم الفتنة بالتشكيك في القرآن والطعن فيه. وأين
(يُتْبَعُ)
(/)
من يفهمه ويدافع عنه هناك؟ ومنهم من صار يفخر بسلفه من الوثنيين والمجوس حتى بفرعون الذي لعنه الله في جميع كتبه. ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn1))
ولقد بلغت ترجمة القرآن إلى لغات أخرى في عصرنا الحاضر إلى عدد يصعب إحصاءه احصاء تاما، وقد ذكر الزرقاني في زمانه أن بعض الباحثين أحصى عددها مائة وعشرين ترجمة في خمس وثلاثين لغة، وهي ما بين شرقية وغربية ... وأوفر هذه الترجمات وأكثرها طبعا هي الترجمات الانكليزية فالفرنسية فالألمانية فالإيطالية وهناك خمس ترجمات في كل من اللغتين الفارسية والتركية وأربع ترجمات باللغة الصينية وثلاث باللاتينية واثنتان بالأفغانية وواحدة بالجاوية وأخرى بالأوردية. ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn2)) وبالتأكيد زاد هذا العدد زيادة سريعة حيث وجدنا في بلدنا إندونيسيا ترجمة إلى اللغة الإندونيسية وإلى لغات أخرى كلغة سوندا، والجاوة وغيرهما.
إلا أن تلك الترجمات الكثيرة المتوفرة لا يمكن بحال من الأحوال أن تنقل إلينا جميع معاني القرآن المستودعة فيه بلغته العربية، ولذلك فقد وجدنا أقوالا كثيرة في استحال ترجمة القرآن إلى لغة أخرى، فيقول ابن فارس –وهو من أهل اللغة-: لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقل القرآن إلى شىء من الألسن كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله تعالى بالعربية لأن العجم لم تتسع فى الكلام اتساع العرب. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn3))
وتأتي استحالة ترجمة القرآن بلغة أخرى من وجوه ذكرها رشيد رضا في تفسير المنار، الأول: أن ترجمته بالتمام غير ممكنة لإعجازه من جهة البلاغة. والوجه الثاني: أن فيه كثيرا من الكلمات لا يوجد لها مقابل في اللغة التي يترجم إليها، فيضطر المترجم إلى الإتيان بما يدل عليها مع شيء من التغيير. ثم إذا نقلت هذه الترجمة إلى لغة أخرى يحدث فيها شيء من التغيير أيضا وهلم جرا. والوجه الثالث: أن كلمات الكتب السماوية يستخرج منها بعض إشارات وأحكام بطريق الحساب، فإبدالها بالترجمة يسد هذا الطريق، مثال ذلك أن سعدي جلبي كتب في حاشيته على البيضاوي عند تفسير سورة الفاتحة أنه إذا أخرجت الحروف المكررة من سورة الفاتحة التي هي أول القرآن وسورة الناس التي هي آخر سورة تكون الحروف الباقية ثلاثة وعشرين. قال: وفي ذلك إشارة إلى مدة سني النبوة المحمدية- فإذا ترجم القرآن لا يبقى في الترجمة مثل هذه الفوائد التي هي من جملة معجزاته. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn4))
ولذلك اختلف العلماء قديما وحديثا في حكم ترجمة القرآن إلى لغة أخرى بين المانعين والمجوزين، وألف العلماء كتبا في الكلام عن هذا المبحث، منهم محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر للقول بجواز ترجمة القرآن وكتب في ذلك رسالة عظيمة الشأن وأيده آخرون، وتصدى العلامة الكبير الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام بتركيا سابقا للرد على ذلك في كتاب دقيق سماه مسألة ترجمة القرآن وظاهره آخرون، وتكلم د. محمد عبد الله دراز عن ذلك في كتابه النبأ العظيم، ومنهم ومحمد رشيد رضا صاحب المنار في رسالة له باسم ترجمة القرآن وما فيها من المفاسد ومنافاة الإسلام.
والتحقيق أن الترجمة ينقسم إلى قسمين: ترجمة حرفية وترجمة تفسيرية؛ فالترجمة الحرفية هي التي تراعى فيها محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه فهي تشبه وضع المرادف مكان مرادفه وبعض الناس يسمي هذه الترجمة لفظية. والترجمة التفسيرية هي التي لا تراعى فيها تلك المحاكاة أي محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه بل المهم فيها حسن تصوير المعاني والأغراض كاملة ولهذا تسمى أيضا بالترجمة المعنوية. ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn5))
فالترجمة التفسيرية أو ترجمة معاني القرآن ممكنة وجائزة، وهي ترجمات إلى لغات أخرى كما نشاهدها الآن، أما الترجمة الحرفية أو اللفظية بحيث تؤدى الترجمة جميع ما في القرآن من المعاني الدلالية والإشارية أو المعاني الثانوية البلاغية فلا يتأتي ذلك، فلذلك يمتنع أن يقال ترجة القرآن أو القرآن المترجم، بل يقال ترجمة معاني القرآن أو ترجمة تفسيرية للقرآن ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام الشاطبي: للغة العربية من حيث هي ألفاظ دالة على معان، نظران:
أحدهما: من جهة كونها ألفاظ وعبارات مطلقة دالة على معان مطلقة وهى الدلالة الأصلية.
والثاني: من جهة كونها ألفاظا وعبارات مقيدة دالة على معان خادمة وهي الدلالة التابعة ... فلا يمكن من اعتبر هذا الوجه الأخير أن يترجم كلاما من الكلام العربي بكلام العجم على حال، فضلا عن أن يترجم القرآن وينقل إلى لسان غير عربي. ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn6))
ويقصد الإمام الشاطبي بالنظر الثاني معان ونكات بلاغية واعتبارات زائدة يختص بها اللغة العربية، وهذا أمر طبيعي في شأن اللغة؛ فإن لكل لغة خصائصها التي تختصّ بها.
يقول الزرقاني: هذه الاعتبارات مع فصاحة المفردات هي مناط بلاغة الكلام والمتكلم وعلوم البلاغة على سعتها ووفرة مباحثها وحسن بلاء الباحثين فيها لا تكفي وحدها لتصل بدارسها إلى مصاف البلغاء وذوي اللسن والبيان بل غايتها أن يعرف بها أن هذه الحال تقتضي هذا الاعتبار وأن تلك الحال تقتضي ذلك الاعتبار وهكذا أما التطبيق والقدرة على الصياغة البلاغية فشأو بعيد يتوقف على أمور كثيرة منها الإلمام بظروف الكلام وأحوال المخاطبين ومنها الإحاطة بدرجة تلك الأحوال قوة وضعفا ومنها الإتيان بالخصوصيات المناسبة لهذه الأحوال والمقامات ومنها الذوق البلاغي أو الحاسة البيانية التي تكتسب بممارسة كلام البلغاء وأساليبهم وترويض النفس على محاكاتهم وتقليدهم وإلا فكم رأينا من مهرة في علوم اللسان لا يحسنون صناعة الكلام ولا يستطيعون حيلة إلى أقل درجات البيان فضلا عن أن يبرزوا في هذا الميدان. ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_edn7))
إذن يتبين لنا أهمية اللغة العربية في إدراك أسرار القرآن وخصائص عبارته وأسلوبه، وذلك مما يؤكد لنا ناحية إعجازه اللغوي، حيث كان العلماء القدماء قد انصبّ اهتمامهم لدراسة القرآن من النحية اللغوية لإثبات وجه إعجازه وللردّ على ما قيل من أن إعجازه إنما كان بالصرفة كما ادعى به النظام المعتزلي وأن القرآن لم يكن معجزة من ناحية نفسه، يعنى ناحية لغته.
كما يتبين لنا أن أحدا لا يمكن أن يفهم القرآن فهما دقيقا مدركا لأسرار القرآن البلاغية ومعانيه العميقة إلا بعد أن هضم علوم اللغة هضما واستطاع أن يطبقها في دراسته للقرآن وتفسيره، ويستحيل لأحد أن يفهم القرآن معتمدا على الترجمة التفسيربة للقرآن – سواء ترجمة إندونيسية أو غيرها- دون إدراك لغة القرآن الأصلية وأسرارها وخصائصها.
والله أعلم
بقلم: نور فائزين محيط الإندونيسي
ـــــ
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref1) تفسير المنار، ج1، ص 25.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref2) مناهل العرفان، ج 2، ص 76 - 77.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref3) البرهان في علوم القرآن، ج 1، ص 465.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref4) تفسير المنار، ج 9، ص 276.
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref5) انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 2، ص 80.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref6) الموافقات في أصول الفقه، إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي، دار المعرفة، بيروت، تحقيق: عبد الله دراز، ج 2، ص 66.
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116800#_ednref7) مناهل العرفان في علوم القرآن، ج 2، ص 88.(/)
من قائل هذه العبارة القبطى ام الاسرائيلى؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[26 Aug 2010, 07:12 ص]ـ
(فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما قال ياموسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين)
ان قيل ان القائل هو الاسرائيلى كيف وموسى يدافع عنه ضد القبطى
وان قيل ان القائل القبطى فكيف وقد كانت الواقعه بالامس ولم يرها احد
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2010, 02:01 م]ـ
هناك من قال إن القائل هو القبطي، وهناك من قال إنه الإسرائيلي.
والذي يظهر - والله أعلم - أن القائل هو الإسرائيلي ظناً منه أن موسى سوف يبطش به هو لا بالقبطي، فقال هذا حماقةً منه واستعجالا وجهلاً، وجعل القبطيَّ يشيعُ الخبرَ عن موسى عليه الصلاة والسلام بعد هذا الموقف؛ ولذلك قال موسى عليه الصلاة والسلام له: (إنَّكَ لَغَويٌّ مبين) أي: إنك لكثير الغواية ظاهر الضلال.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Aug 2010, 02:42 م]ـ
(فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما قال ياموسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين)
ان قيل ان القائل هو الاسرائيلى كيف وموسى يدافع عنه ضد القبطى
وان قيل ان القائل القبطى فكيف وقد كانت الواقعه بالامس ولم يرها احد
افيدونا بارك الله فيكم
الظاهر والله أعلم أن القبطي هو القائل لأن الأنسب أن الضمير في الفعل "قال" يعود على "الذي هو عدو لهما"
ثم كيف نتصور توهم الإسرائيلي أن البطش سيقع عليه بينما الإرادة كانت متوجهة إلى القبطي؟
ثم ليس هناك دليل أن أمر موسى عليه السلام لم ينكشف إلا في تلك الساعة، بل إن الظاهر من سياق الآيات أنه قد عرف أنه هو القاتل حيث إنه كان " خائفا يترقب".
والله أعلم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[28 Aug 2010, 06:00 ص]ـ
السلام عليكم أولاً
ثانياً في رأيي أن صيغة السؤال تكون على النحو التالي: من قائل هذه العبارة الفرعوني أم الإسرائيلي؟
لأن بني إسرائيل لم يكن بينهم وبين القبط عداوة إنما كانت بينهم وبين قوم فرعون وهل قوم فرعون كانوا من القبط أو لا؟
سؤال له محل آخر
ثالثاً القائل والله أعلم هو الإسرائيلي بعد أن سمع من موسى إنك لغوي مبين
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:04 م]ـ
هذا نقل من صفحة مركز نون أراه يجيب عن سؤال الأخ اليعربي:
جاء في الآيات من 15 إلى 19 من سورة القصص:" ودخل المدينةَ على حين غفلةٍ من أهلها فوجدَ فيها رجلينِ يقتتلانِ هذا من شيعتهِ وهذا من عدوّهِ، فاستغاثهُ الذي من شيعتهِ على الذي من عدوّهِ فوكزهُ موسى فقضى عليه، قال هذا من عمل الشيطانِ إنهُ عدوٌ مضلٌّ مبينٌ. قال ربِّ إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي فغفرَ له، إنهُ هو الغفورُ الرحيم. قالَ ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكونَ ظهيراً للمجرمينَ. فأصبحَ في المدينةِ خائفاً يترقّبُ فإذا الذي استنصرهُ بالأمسِ يستصرِخُهُ، قال له موسى إنكَ لغويٌّ مبينٌ. فلما أنْ أرادَ أن يبطشَ بالذي هو عدوٌ لهما قالَ يا موسى أتريدُ أن تقتُلَني كما قتلتَ نفساً بالأمس، إن تُريدُ إلا أن تكونَ جبّاراً في الأرض وما تريدُ أن تكونَ من المصلحينْ".
ليس من مقصدنا هنا أن نفسّر هذه الآيات الكريمة، وإنما نهدف إلى محاولة إزالة اللبس الذي يجده من يرجع في فهم الآيات إلى بعض كتب التفسير. وهي فرصة للتدرب على المنهجية في الفهم والاستناط والتحاكم إلى النص الكريم.
" ودخل المدينةَ على حين غفلةٍ من أهلها ":والمقصود هنا موسى، عليه السلام، قبل النبوة، أيام وجوده في مصر. وقد كانت هذه الحادثة السبب الظاهر في مغادرته مصر متوجهاً إلى مَدين. ولا يهمنا هنا أن نعرف لماذا دخل المدينة وأين كان قبل دخولها، ولكن لفت انتباهنا أنّه دخل المدينة والناس في بيوتهم والطرقات خالية.
" فوجدَ فيها رجلينِ يقتتلانِ هذا من شيعتهِ وهذا من عدوّهِ ": وهذا يوحي أيضاً بأنّ الطرقات خالية لعدم شعورنا بوجود عنصر بشري آخر في الموقع. والرجل الأول هو من بني إسرائيل، والذين هم قوم موسى، عليه السلام. أما الرجل الثاني ففرعوني، لأنّ الفراعنة كانوا يعادون بني إسرائيل ويضطهدونهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
" فاستغاثهُ الذي من شيعتهِ على الذي من عدوّه ": وهذه العبارة الكريمة توحي أيضاً بأنّ الطرقات خالية، فبمجرد ما لمح الإسرائيلي موسى، عليه السلام، استغاث به.
في مثل هذا الموقف لا يحتاج الأمر إلى تفكير ولا بد من السرعة في التدخل لصالح الإسرائيلي، لأنّ موسى، عليه السلام، يعرف الواقع تماماً ويدرك أنّ الفراعنة يضطهدون الإسرائيليين.
" فوكزهُ موسى فقضى عليه": فهو إذن قتل شبه عمد، لأنّه قصد الضرب ولم يقصد القتل. وكان الدافع شريفاً، حيث توجب الملابسات على من كان في مثل شهامته، عليه السلام، أن يسارع إلى سرعة الرد على اعتداء من اعتادوا استضعاف الناس.
" قال هذا من عمل الشيطانِ إنهُ عدوٌ مُضلٌّ مبينٌ ": كل شيء كان مفاجئاً وسريعاً، ولكن بعد انتهاء الحدث يكون التفكر بالنتائج التي ترتبت على سرعة الرد قبل التحقق من عدالة موقف الإسرائيلي. فما يدرينا فلعله هو المعتدي ابتداءً. ثم إنّ النتيجة أكبر من الحدث وموجباته. ولا يبعد أن يكون موسى، عليه السلام، قد عرف حقيقة الطرفين بُعيد الحادثة، وأدرك أنّ الإسرائيلي هو من أهل الانحراف والإجرام. ولفظة (قال) لا تشير إلى فورية ولا إلى تراخٍ في الزمن. والمهم أنه، عليه السلام، أدرك أنّ ما كان منه هو من تسويل الشيطان الذي يحرص على إضلال الإنسان.
" قال ربِّ إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي فغفرَ له، إنهُ هو الغفورُ الرحيم ":فموسى، عليه السلام – وهو لم يبعث رسولاً بعد - يُقرُّ بذنبه ويتوب منه، ويسأل الله تعالى أن يغفر له. ومن هنا لا داعي أن يستفيض الناس في بحث هذه المسألة، ليقولوا بعصمة أو عدم عصمة الأنبياء قبل البعثة. فالقتل كان شبه عمد، دوافعه كريمة ونتائجه مفاجئة غير مقصودة وضحّيته رجل من قوم كافرين وظالمين. ثم يقبل الله تعالى من عبده المنيب فيغفر له.
" قالَ ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكونَ ظهيراً للمجرمينَ ": السياق يلزمنا أن نقول إنّ النعمة هنا هي نعمة المغفرة. وهذا يعني أنّ موسى، عليه السلام، قد علم أنّ الله تعالى قد غفر له. ويكون ذلك إما بالوحي أو بنزول الملك ليخبره، أو غير ذلك من صور الإخبار. وهذا مألوف؛ فقد أوحى الله لأمّه وهو رضيع أن تضعه في التابوت فتقذفه في الماء. وأوحى سبحانه قبل ذلك بقرون للفتى الصغير يوسف وهو في البئر، انظر الآية 15 من سورة يوسف:" ... وأوحينا إليه لتُنبّئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون". وأوحى سبحانه وتعالى بعد ذلك بقرون لمريم، عليها السلام، انظر الآية 45 من سورة آل عمران:" إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يُبشّرك ... "، بل وأرسل سبحانه إليها الملك على صورة رجل لينفخ فيها من روحه ... الخ.
" قالَ ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكونَ ظهيراً للمجرمينَ ": قد توحي هذه العبارة الكريمة بأنّ موسى، عليه السلام، قد أدرك فيما بعد أنّ الإسرائيلي كان من أهل الإجرام، وأنّ نصرته لم تكن عادلة. وهذا يشير إلى أنه، عليه السلام، كان وقّافاً عند الحق ولا ينصر الباطل، ولو كان ذا قُربى.
" فأصبحَ في المدينةِ خائفاً يترقّبُ فإذا الذي استنصرهُ بالأمسِ يستصرِخُهُ ": واضح من تكرار الحدث أنّ الرجل الإسرائيلي من أصحاب المشاكل. وهو الآن لا يكتفي بالاستغاثه بل يملأ الدنيا صراخاً، وقد يوحي ذلك ببعد نسبي، ولكنه لما رأى موسى، عليه السلام، بادر إلى الصراخ طالباً النجدة. والعجيب أنه في كل مرة يستغيث، فليته إذ كان غير قادر اختصر فأراح الناس. وهذا النوع من الأشخاص له أمثال في كل مجتمع. وأمثال هؤلاء لا يحظون في الغالب بثقة الناس، ولا ينجدهم في الملمات أحد، وهم غالباً ما يُوَرّطون أهل الشهامة والنجدة.
" قال له موسى إنكَ لغويٌّ مبينٌ ": فغواية الإسرائيلي إذن واضحة جليّة، ولا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين، فكيف بموسى، عليه السلام؟! ولك بعد ذلك أن تعجب أشد العجب ممن يجعل موسى، عليه السلام، ناصراً لمثل هذا الغوي. وأين قوله:" فلن أكون ظهيراً للمجرمين"؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
" فلمّا أن أرادَ أن يبطشَ بالذي هو عدوٌ لهما ": تصوّر كثير من أهل التفسير أنّ الخصم في هذه الحادثة هو فرعوني أيضاً، وأنّ موسى، عليه السلام، أراد أن يبطش به. ولا ندري لماذا يريد موسى، عليه السلام، أن يبطش بالفرعوني الثاني بعد أن ندم على قتل الأول، وتاب إلى الله تعالى، وحكم على الإسرائيلي بأنه غوي، وعاهد الله تعالى أنه لن يكون ظهيراً للمجرمين بعد الحادثة الأولى؟!! لماذا إذن لا يكون الخصم هذه المرة هو إسرائيلي، مما جعل حقيقة المستصرِخ تتجلى أمام ناظر موسى، عليه السلام، إضافة إلى ما يمكن أن يكون قد عرف عنه من أخبار بعد الحادثة الأولى.
واضح أنّ المفسرين استشكلوا قوله تعالى:" أراد أن يبطش بالذي هو عدوٌّ لهما". والأمر في نظرنا غير مشكل؛ لأنّ هناك فرقاً بين قولنا:" يبطش بالذي هو من عدوه" - كما جاء في قوله تعالى:" وهذا من عدوه" -، وبين قول:" بالذي هو عدو لهما"؛ فالقول الأول يدل على أنّ الرجل ينتمي إلى الفراعنة المعادين للإسرائيليين. أما القول الثاني فيدل على أنّ الرجل هو العدو:" هو عدو لهما"،وليس قومه .. وهناك فرق بين رجل من قوم معادين – وقد لا يكون هو معادياً - ورجل هو نفسه عدو.
فكيف يكون الإسرائيلي الغويّ عدواً لموسى ولخصمه في المرة الثانية، والذي كان على ما يبدو هذه المرّة إسرائيلياً؟!
الأمر جد بسيط؛ انظر الآية 83 من سورة يونس:"فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ"، لاحظ قوله تعالى:" ملئهم" وليس:" ملئهِ"،فقد كانوا يخافون من فرعون أن يفتنهم، ويخافون أيضاً من ملئهم، أي كبراء بني إسرائيل الذي كان يتواطؤون مع الفراعنة للبطش بمن يخالف سياسة فرعون. وهذا معهود في كل الأمم والعصور، بل إنّ عدم وجود أمثال هؤلاء الجواسيس والعيون والمتعاملين والمتواطئين غير متصوّر.
فيمكن إذن أن يكون هذا الإسرائيلي من المتواطئين مع الفراعنة ضد قومه، وهذا ما يُجرِّئه على أبناء جلدته وغيرهم من أبناء الشعب المصري. وبالتالي فقد كان عدواً لموسى، عليه السلام، ولخصمه الإسرائيلي في الحادثة الثانية. ويبدو أنّ موسى، عليه السلام، قد اكتشف أمره بعد الحادثة الأولى فكان مسارعاً للبطش به في الحادثة الثانية. وهذا واضح تمام الوضوح في قول الإسرائيلي الغوي:
" قالَ يا موسى أتريدُ أن تقتُلَني كما قتلتَ نفساً بالأمس، إن تُريدُ إلا أن تكونَ جبّاراً في الأرض وما تريدُ أن تكونَ من المصلحينّ": فهذه نذالة الجواسيس في أجلى صورها؛ فقد أصبح موسى بمنظار هذا الغوي جباراً بعيداً عن الإصلاح. ثم هو، كما تلاحظ، لا يعرف الوفاء ولا يحفظ الجميل، وسريعاً ما ينقلب على من أحسن إليه، وهذه صفة في الجواسيس معلومة.
ويذهب الكثير من أهل التفسير إلى أنّ الإسرائيلي ظنّ مخطئاً أنّ موسى، عليه السلام، قادم للبطش به فقال قولته هذه. وهذا بعيد لأنّ النص القرآني يقول:" فلما أنْ أراد أن يبطش"، ولم يقل:" فلما أراد أن يبطش"؛ فإضافة (أنْ) يؤكد أنه، عليه السلام، أوشك على أن يبطش به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:31 م]ـ
للدكتور فضل حسن عباس كلام حول هذا السؤال في كتابه (قصص القرآن الكريم) ص 492 وما بعدها من الطبعة الثانية 1427هـ دار النفائس.
وهو يرجح أن المقصود هو الإسرائيلي، وذكر مبررات لهذا الترجيح يمكن مراجعتها هناك.(/)
فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:22 م]ـ
أيمن حسن – سبق - متابعة: ثار إعصار نار في منطقة "أركاتوبا" جنوب ولاية "ساو باولو" البرازيلية، رافعا لسانًا من اللهب يطلق عليه "نار الشيطان" يصل ارتفاعه إلى مئات الأمتار في الهواء أحيانا، ومتسببا في حرائق تلتهم بسرعة مدمرة كل ما فى طريقها، وكان آخر إعصار نار تسبب بمصرع 38 ألف شخص في 15 دقيقة باليابان عام 1923.
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية: كأن المشهد هو أحد المؤثرات الخاصة في فيلم من سلسلة "هارى بوتر"، حين التقطت الكاميرا مشهد إعصار النار في منطقة "أركاتوبا" جنوب ولاية "ساو باولو" البرازيلية، ويحدث إعصار النار حين يلتقط إعصار الهواء ألسنة اللهب ليرفعها في الهواء، وقد يصل ارتفاع لسان اللهب إلى مئات الأمتار في الهواء، ما يتسبب في دمار هائل بمناطق شاسعة، وإن هذا الإعصار الناري نادر الحدوث اكتسح الحقول والغابات مما تسبب في توقف حركة المواصلات بسبب انتشار النار عبر البرازيل.
وقالت الصحيفة إن الظاهرة الغريبة وقعت بعد عدة أسابيع من الجفاف الذي ضرب "ساو باولو" حيث هبطت نسبة الرطوبة لتصل إلى مستوى مثيلتها في الصحراء الكبرى الإفريقية، فلم تسقط الأمطار على المنطقة منذ ثلاثة أشهر.
وأضافت الصحيفة أن آخر مرة وقع فيها إعصار نار ضخم كانت في عام 1923 حين التقط إعصار ألسنة اللهب إثر زلزال "كانتو العظيم" في طوكيو، وبلغت دوامة الإعصار حينئذ حجم مدينة ضخمة ملتهما 38 ألف شخص خلال 15 دقيقة.
المصدر: http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=4&id=1214
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:56 م]ـ
سبحان الله العظيم.
إعصارٌ فيه نارٌ
أحسنت يا أبا سعد فهذه الصورة في غاية التوضيح لهذه الآية القرآنية العظيمة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:48 م]ـ
قال صاحب إعراب القرآن:
"في هذه الآية يسمو البيان القرآني إلى أعلى ذروة يتصورها العقل البشري، وجميع آي القرآن من البيان الرفيع السامي. ولكن هذه الآية وآيات كثيرة وردت وسترد في مواطنها استوفت من الناحية البيانية الغاية، وأربت على النهاية، وهي بمثابة المثل لنفقة المرائي الذي ينفق للتبجح وإعلان حب النفس، وإيهام الناس بأنه بالغ أقصى الغايات، بينما تذهب أعماله سدى. وسنبسط القول فيها بسطا يتفق مع مراميها البعيدة، وفيما يلي ما أدركناه منها:
1 - الاستفهام في قوله: أيود؟ للإنكار والنفي. أما مصب النفي فهو في قوله: «فأصابها إعصار» لأنه مناطه ومثابته. وجميل قول ابن عباس فيها: «هو مثل لرجل عمل بالطاعات ثم زين له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق أعماله وطاح بها».
2 - وفي هذه الآية فن التتميم وقد تقدمت الإشارة إليه.
و نزيده هنا بسطا، فنقول: هو أن يأتي الشاعر أو الكاتب في كلامه بكلمات لو طرحت لنقص معناه أو صوره مع بقاء الكلام سليما.
و إليك الصور التي اندرجت فيها:
آ- لما ذكر سبحانه الجنة لم يكتف بذكرها مجردة من كل قيد، لأن الجنة في اللغة لفظ يصدق على كل شجر متكاثف ملتف، يستر من يتفيأ بظلاله الوريفة. ومن هذا الشجر ما هو محدود النفع كالأثل والخمط وغيرهما من الأشجار التي لا تصلح إلا للحطب، ومنها ما يتضاعف نفعه فيؤكل ثمره وتستخرج منه مواد أخرى نافعة ثم يكون حطبه صالحا للوقود، فتمم ذلك النقص بقوله: «من نخيل وأعناب»، وفهم بالبداهة أن هذه الجنة تميزت بأن أشجارها من الصنف الثاني المتضاعف النفع أي أن احتراق تلك الجنة- ولو كانت تضم الأثل والخمط ونحوهما مما هو محدود النفع- يشجي صاحبها، فكيف إذا كانت من نخيل وأعناب؟ ألا يكون الأسف عليها أشد؟ و الشجا باحتراقها أعظم؟
ب- ثم تمم ذلك بذكر الأنهار الجارية للدلالة على ديمومة الخصب. إذ ما الفائدة منها إذا نضبت فيها الأمواه؟ ألا يكون مآلها إلى اليبس والذبول؟
ج- ولدفع الإيهام الذي يخيل الى السامعين أن هذه الجنة قد تكون مقتصرة على هذين الضربين من الثمرات، وهما: النخيل والأعناب تمم بقوله «له فيها من كل الثمرات»، أي أنها تجمع جميع أفانين الثمر، فالحسرة إذن على احتراقها أشد، والأسف على فنائها أعمّ.
د- ولما فرغ من وصف الجنة شرع في وصف الحادث المهلك الذي أدى إلى فناء الجنة بقوله: «فأصابها إعصار» يجتاح الأخضر واليابس ويهلك الحرث والنسل.
ه- على أن الإعصار مهما يبلغ تأثيره فانه ربما كان مؤجل الإهلاك، فدفع هذا الإيهام بقوله: «فيه نار» فأحرقها بعد أن أودى بأشجارها. ولم يكتف بذكر النار لأنها قد تأتي على شي ء مما تحرقه ويبقى بعد ذلك شي ء آخر منها فدفع هذا الإيهام مرة أخرى بذكر الاحتراق. "
إعراب القرآن وبيانه، ج 1، ص: 414(/)
ضابط التفسير بالرأي المذموم
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[26 Aug 2010, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فهذا ضابط للتفسير بالرأي المذموم أريد طرحه في هذا الملتقى للمناقشة والحوار العلمي لنخرج -بإذن الله- بضابط صحيح راجياً من المشايخ الفضلاء إرفاق المشاركة بالدليل أو التعليل.
والضابط هو: كل من التزم أصلاً بدعيا يحاكم إليه النصوص فتفسيره من قبيل التفسير بالرأي المذموم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:58 م]ـ
إذا كان هذا الأصل مؤثراً في الآيات المفسرة فهو تفسير بالرأي المذموم، ولكن قد يصيب من يلتزم أصلاً بدعياً في تفسيره آيات لا تتأثر بهذا الأصل البدعي؛ ولذلك استفاد العلماء من تفاسير أهل البدع التي لم تكن بدعتهم مؤثرة فيها، وحذروا مِمَّا وقعوا فيه من أخطاء بسبب تأثرهم بأصولهم البدعيَّة. ويصلح تفسير (الكشاف) مثالاً للتفسير الذي التزم صاحبه أصولاً مبتدعة من أصول المعتزلة، وقام بمحاكمة عدد كبير من آيات القرآن إلى هذه الأصول، فتصدى العلماء للرد عليه في ذلك انطلاقاً من أصولهم التي ينطلقون منها، فالاشاعرة الذين ردوا عليه كانوا يرجعون لمنهج الأشاعرة، وأهل السنة ينطلقون من منهج السنة وهكذا. فحتى الردود على الكشاف ينبغي أن يتحقق من منهج صاحبها، ولكن العلماء انتفعوا بما في الكشاف من تفسير بالرأي الصحيح المبني على العلم بالبلاغة والنحو ولا يتعارض مع أصول أهل السنة، ولم يكن الزمخشري فيه منطلقاً من أصلٍ مبتدع.
فلعل صواب العبارة أو الضابط: كل من التزم أصلاً بدعيا يحاكم إليه النصوص فتفسيره الذي تأثر فيه بذلك الأصل من قبيل التفسير بالرأي المذموم.
والله أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:40 ص]ـ
هل ورد التفسير بالرأي في تفاسير السلف؟ نعم.
هل كان منه شيء من قبيل الرأي المذموم؟ نعم.
هل كان ذلك -ممّن وقع منه- عن أصلٍ بدعيّ بنى عليه تفسيره؟ لا.
إذاً .. فلننظر ضابطاً أدق.
والضابط الأنسب في نظري أن الرأي المذموم في التفسير هو:
الرأي المُخالف للعربية , وللأدلة الشرعية؛ سواء منه ما ليس له أصلٌ صحيح , أو ما ضَادَّ النصوصَ الثابتة , أو ما ضَعُفَ مأخَذُه.
وهذه مراجِعُه لمن أحب التوسع: قانون التأويل , لابن العربي (ص:366) , وإعلام الموقعين , لابن القيم 2/ 125 ط: مشهور سلمان , والموافقات , للشاطبي 4/ 279 ط: مشهور سلمان.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:54 م]ـ
أحسنتَ يا دكتور نايف وفقك الله وجزاك خيراً.
يصلح ما ذكره أخي عبدالله ضابطاً ضمن ضوابط، والضابط الذي ذكرتم أوسع وأشمل حقاً.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[03 Sep 2010, 09:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
هذا بالنسبة لآراء التفسير ولكن ماذا عن تصنيف كتب التفسير بهذا الضابط هل هو سائغ؟
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:07 ص]ـ
ما زال السؤال قائماً ..
فهل لنا أن نصنف كتب التفسير بناء على هذا الضابط بالنظر إلى ما يغلب عليه من آراء التفسير فيه؟!(/)
(ألا إنها قربة لهم) 4
ـ[أحمد المغيري]ــــــــ[27 Aug 2010, 06:36 ص]ـ
((الصدق))
لاشيء يعدل الصدق, ولاعمل يقبل ويرفع إلابه, هو جوهر الباطن, وهو الخفي عن الأعين, لاجرم له فيرى ,ولا كيان له فيبصر,
من خلاله يكون الفرقان , بين النفاق والإيمان, وعلى ضوئه يكون الجزاء ,وبأسبابه تكون صور الختام
قد تكون الأعمال في الظاهر سواء لافرق فيها للباحث المميز ,ولااختلاف بينها عند الفاحص المدقق.
وبما يكتنفها من نوايا ويحيط بها من إرادات ... يكون الفصل
فانظر إلى صنفين من الأعراب جاؤا للمدينة يسعون في البيداء ويقطعون الفيافي والقفار,,قدموا ومعهم صدقات أموالهم مستجيبين لأمر الله سبحانه الداعي للنفقة.
الأول منهما أبطن الضجر, واعتبر هذا المال المنفق هدرا" لامعنى لأخذه إلا أن يكون مغرما" يرجى زواله بدوائر الدهر السيئة
والآخر وجل قلبه وخشعت نفسه وتمنى أن يكون المال مقبولا"يصبح في القريب العاجل سبب كل قربة من الله مع صلوات الرسول الكريمصل1المنتظرة.
فجاء الجزاء سريعا"في وحي الله ليكشف ماأكنته النفوس ,وأضمرته الضمائر من مكنون الفؤاد الذي لا يعلمه أحد سوى الله
وليكون ذلك الجزاء موافقا" للعمل ومن جنسه
أما الأولون (((عليهم دائرة السوء)))
وأما الآخرون فقد قبلت قرباتهم (((ألاإنها قربة لهم)))(/)
تساؤل بارك الله فيكم حول السجدتين في سورة الحج
ـ[خالد البكري]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ..
مشايخنا الفضلاء لدي سؤال بارك الله فيكم وأريد الجواب عليه
وهو من خلال قراءتي لسورة الحج وجدت فيها أن هناك سجدتان.
ما السبب في كونها سجدتان بارك الله فيكم؟
والسلام عليكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:23 م]ـ
تساؤل بارك الله فيكم حول السجدتان في السورة
السلام عليكم ..
مشايخنا الفضلاء لدي سؤال بارك الله فيكم وأريد الجواب عليه
وهو من خلال قراءتي لسورة الحج وجدت فيها أن هناك سجدتان.
ما السبب في كونها سجدتان بارك الله فيكم؟
والسلام عليكم
أقول:
إذا أعدنا قراءة السؤال على الوجه الصحيح نقول:
______________________________________
تساؤل بارك الله فيكم حول السجدتين في السورة
السلام عليكم ..
مشايخنا الفضلاء لدي سؤال بارك الله فيكم وأريد الجواب عليه
وهو من خلال قراءتي لسورة الحج وجدت فيها أن هناك سجدتين.
ما السبب في كونهما سجدتين بارك الله فيكم؟
______________________________________
والله يرعانا ويرعاكم(/)
استفسار عن أثر جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه للقرآن
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[27 Aug 2010, 05:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر أبو عبد الله الزنجاني في كتابه تاريخ القرآن: قال: وروى بعضهم أن علي بن أبي طالب كان جمعه (يعني القرآن) لمّا قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل فقال: هذا القرآن جمعته وكان قد جزأه سبعة أجزاء.
فما مدى صحة هذا الأثر، وهل يعتبر هو الجمع الأول؟ والله يرعاكم(/)
نداء الى الأبناء"وبالوالدين إحسانا"
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:42 ص]ـ
نداء الى الأبناء " وبالوالدين إحسانا "
لعله من نافلة القول التذكير بأن للوالدين مقاما وشأنا كبيرا، فهذا من الأمور التي يعلمها الجميع نظريا، وإن أُنكرت ممارسة، إذ الانسان العاقل يقف عاجزا عن إدراك مقامهما مهما جهد القلم في التعريف بذلك، ويبقى جهده قاصرا منحسرا عن تصوير جلالهما وحقهما، وكيف لا يكون كذلك وهما السبب في الوجود وعماد الحياة والركن الأساس في البقاء.
وليعلم كل عاقل أنه مهما قدم لهما فلن يحصل التساوي، وأنى يقع ذلك وقد كانا يحملان أذى الأبناء راجين حياتهم، والأبناء إن حملوا أذاهما رجوا موتهما. لهذا اعتبر الاسلام عطاءهما عملا جليلا مقدسا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل، وأوجب لهما حقوقا لم يوجبها لأحد إطلاقا، حيث قرن الحق سبحانه طاعتهما والاحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال:" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا". (النساء/36)، وقال سبحانه:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ". (لقمان/14).
بل جعل سبحانه برهما من أحب الأعمال إليه، حيث قال رسول الله صل1 لما سأله ابن مسعود رض1عن أي العمل أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها، ثم قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وبالتأكيد أن لكل من الوالدين حقوقا ينبغي بيانها، وتفاصيل ينبغي فهمها ليعرف الواجب فيتبع، ويعرف الخطر فيجتنب.
1 - حق الأبوين وقدرهما عند الله:
أ-حق الأم: حق الأم ومكانها مقدم على حق الأب ومكانه، كما أخبر النبيصل1 في جوابه لرجل سأله من أحق الناس بصحابتي؟ فقال: أمك: قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) فحق الأم على الأبناء، أن يعلموا أنها حملتهم حيث لا يحمل أحد أحدا، وأطعمتهم من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، فرضيت أن يشبعوا وتجوع، ويكتسوا وتعرى، ويرتووا وتظمأ، ويتنعموا ببؤسها. هذا بعض فعل الأم وفضلها، فهل يستطيع أحد مجازاتها؟.
ب-حق الأب: لكل من الأبوين درجته وتضحيته وفعله، فالأب أيضا يمثل الأصل والابن هو الفرع، وقد أمضى شبابه وأفنى عمره بكد واجتهاد للحفاظ على أسرته وتأمين الحياة الهادئة لأولاده؛ كيف لا، وقد أقسم الله تعالى به حيث قال:" لا أقسم بها البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد ". (البلد /1 - 2). وبين صلى الله عليه وسلم مكانته وأثره فقال:" رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
فعلى الفرد المسلم أن يعلم أن الأب أصله وأن الولد فرعه، وأنه لولا الأب لم يكن، فمهما رأى الولد في نفسه مما يعجبه فليعلم أن أباه أصل النعمة فيه، مما يوجب عليه الكثير من الحمد والشكر على قدر ذلك. وعلى الانسان أن يدرك جيدا كيف يتعامل مع والده كي لا يكون عاقا وهو غافل. كيف لا، والنبي صل1 يقول:" الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
2- ما يلزم تجاههما:
أ-البرور لهما: وصفة البار بالوالدين صفة خاصة، خصها الله بالذكر عند وصفه لبعض أنبيائه، فقال في وصف نبيه يحيى بن زكرياء:" وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا" (مريم /14). وقال على لسان عيسى بن مريم:" وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا عصيا ". (مريم/32).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالبرور من البر، وهو صفة عظيمة في شرعنا وخصلة كبيرة في ديننا، إن لم نقل هي الدين كله، ويكفي في بيانها قول الله تعالى:" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِق ِوَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وابن السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". (البقرة/177).
وفي أحاديث جامعة حدد الرسول الكريم مفهوم البر فقال صل1:" البر حسن الخلق " .. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) وهو خلق عظيم شامل، أجره عظيم كما قال النبي صل1: " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) وفي رواية: " أكثر ما يلج الناس به الجنة حسن الخلق". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) وقال صل1:" إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8). وهي نصوص تبين ما يلزم من البرور تجاه الوالدين من خلق حسن ...
ب-عدم التعرض لسبهما أو عقهما:لأن ذلك من الكبائر، فقد أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رض1 قال: قال رسول الله صل1إن من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) وقد سئل كعب الأحبار: ما تجدون في كتاب الله من عقوق الوالدين؟. قال: إذا أقسم عليه فلم يبره، وسأله فلم يعطه، وائتمنه فلم يرد عليه واشتكى إلى الله ما يلقى منه فذلك العقوق كله ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
ج-السعي لإرضائهم وتجنب سخطهم وما يسخطهم: وهذا من تمام البر، إذ فعل الحسن وتجنب السيء هو المطلوب تجاههما، فكم تعبا وشقيا وبذلا دون كلل أو شكوى من أجل أن ترضى، فما جزاؤهما إن لم يكن على الأقل بالمثل أو أوفى؟. وقد بين صل1أهمية طاعتهما وخطورة معصيتهما –طبعا في المعروف-فقال صل1من أصبح مطيعا في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان واحدا فواحدا، ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار وإن كان واحدا فواحدا، قال الرجل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
د-عدم الجهاد إلا بإذنهما: حيث روي عن عبد الله بن عمرو رض2 أن رسول الله صل1 قال لرجل استأذنه في الجهاد:" أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) وجاء رجل فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال:" هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها " [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13).
هـ-حملهما في الكبر وعدم السآمة والملل أو الضجر منهما: وهي السن التي يحتاجان فيها الى الاهتمام والرعاية، كما احتاج الأبناء إليهما في صغرهما، وقد بينها رب العزة في كتابه فقال:" إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ". (الاسراء/23). قال مجاهد بن جبر: إذا رأيت منهما في حال الشيخوخة الغائط والبول الذي رأياه منك في الصغر فلا تقذرهما أو تقول لهما "أف" أو تنهرهما. [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)
(يُتْبَعُ)
(/)
و-برهما وإن كانا كافرين: إذ لا يختص برهما بكونهما مسلمين، بل يجب برهما وإن كانا كافرين، فعن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: " نعم، صلي أمك ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)
ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل يجب برهما والاحسان إليهما حتى ولو أمرا بالكفر بالله أو الشرك به، قال تعالى:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون". (لقمان/14). فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله فما الظن بالوالدين المسلمين لاسيما إن كانا صالحين.
وواقعنا وشكاوى الكثير من النساء، تنبئ عن حصول الكثير من المشاكل الأسرية بسبب الفهم السيئ لهذا الأمر، فكم من امرأة تُمنع من زيارة والديها، وكم من رجل قاطع أباه أو أمه بسبب من الأسباب، مع العلم أن صلة الرحم والوالدين، وتقوى الله فيهما واجبة لقوله تعالى: " واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ". (النساء/1).
3 - ما يلزم بعد وفاتها:
أ-الصلاة عليهما والاستغفار لهما: وهذا مما ذكر به القرآن وهو من عظيم الخصال، فقد جاء على لسان نبي الله نوح قوله تعالى:" رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مومنا ". (نوح/28). وعلى لسان نبي الله ابراهيم:" ربنا اغفر لي ولوالدي وللمومنين ". (ابراهيم/41). وقال تعالى:" وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ". (الاسراء/23). وهو أقل الواجب تجاههما بعد موتهما، فالدعاء للأموات من قبل الأحياء عملة صعبة نادرة، والآباء والأمهات يستحقونها وسيكونون بحاجة إليها، وقد بين الحبيب محمد صل1هذا في قوله: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) وروي عن سعيد بن المسيب قال: " إن الرجل ليرفع بدعاء ولده بعده وقال بيديه هكذا فرفعهما ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
ويشمل الدعاء كل أبواب الخير والصلة، والبخيل من بخل ونسي فضل والديه بعد موتهما، وقد روي عن سعد بن عبادة رض1قال: يا رسول الله إني كنت أبر أمي وأنها ماتت فإن تصدقت عنها أو أعتقت عنها أينفعها ذلك؟. قال: نعم، قال: فمرني بصدقة؟، قال: اسق الماء، قال الحسين فنصب سعد سقايتين بالمدينة، قال الحسن: فربما سقيت منهما وأنا غلام ". [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)
ب-إنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم للانسان إلا من قبلهما: قد يموت الآباء ويوصوا بأمر ما، أو بعهد ما يجب تنفيذه، فيلزم الأبناء إتمام ما بدأه الآباء وتنفيذ الوصايا والعهود دون تأخير أو كلل، وهذا من برهما. إضافة الى صلة من كانوا يصلون، وإكرام من كانوا يكرمون.
فقد روى عبيد الساعدي عن أبيه: أنه سمع أبا أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رض1 يقول: بينما نحن عند رسول الله صل1 إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهودهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم الذي لا رحم لك إلا من قبلهما". [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)
ج-صلة أهل ودهما: إذ من البرور بهما بعد موتهما، صلة أقاربهما وأصدقائهما، حيث روى ابن عمر قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: إن من أبر البر صلة أهل ود أبيه بعد أن يولي ". [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)
4- أثر برهما في الدنيا:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ-تفريج الكربات: إن بر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات، وما قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، إلا دليل على ذلك، حيث يذكر الحديث الصحيح أنهم قالوا لبعضهم البعض: " ... انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: " اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء ....... ". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)
ب-استجابة الدعاء: وهذا من نتاج البرور بالوالدين في الدنيا، وقد نقل لنا تراثنا بعض الآثار لسلفنا الصالح ممن كانوا مجابي الدعوة بسبب برورهما بالوالدين، منهم: أويس بن عامر القرني، فعن عمر قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص، فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها أبر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)
وما أدرك هذه المنزلة إلا ببره بوالدته، وما فرج عن أصحاب الغار إلا بالاخلاص في عملهم ومنه البرور بالوالدين.
5 - أثر عدم برهما:
أ-سوء الخاتمة: وهذا أمر يخشى منه لخطورته، إذ حسن الخاتمة مطلب عظيم لكل العلماء والصالحين وكل مؤمن يرجو رضا رب العالمين، وضدها سوء الخاتمة. وقد رويت آثار تنبئ عن أهمية البرور في تحصيل هذا الأجر، أو عدم تحصيله بالوقوع في العقوق. حيث روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صل1 فأتاه آت فقال: شاب يجود بنفسه، فقيل له: قل لا إله إلا الله فلم يستطع، فقال: كان يصلي؟ فقال: نعم، فنهض رسول اللهصل1 ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له: قل لا إله إلا الله، فقال: لا أستطيع، قال: لم؟ قال: كان يعق والدته فقال النبي صل1: أحية والدته؟ قالوا: نعم، قال: ادعوها؟ فدعوها فجاءت فقال: هذا ابنك؟ قالت: نعم، فقال لها: أرأيت لو أججت نارا ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له؟ قالت: يا رسول الله إذا أشفع له، قال: فأشهدي الله قد رضيت عنه، قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال له رسول الله صل1: يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ". [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)
- وعن داود بن شابور أن أبا قزعة أخبره عن رجل قال: نزلنا في بعض الطريق فسمعنا نهيق حمار من الليل، فسألنا عنه، فقالوا: كان هذا رجل عندنا وكانت له أم فكانت إذا قالت له شيئا قال لها انهقي نهيقك، فلما مات سمعنا نهيقه من القبر ". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)
ب-عدم برور الأبناء: وهذه نتيجة أخرى تقع للانسان بسبب عدم البرور، فكما تدين تدان، والبر يبلى والديان لا يموت، وقد وردت بعض النصوص في الموضوع، منها قوله صل1: " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات". [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)
- وذكر بعض العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الشجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان".
(يُتْبَعُ)
(/)
ج-الحرمان من الجنة: وهذه مصيبة أخرى تحل بالعاق، مع العلم أن من متمنيات كل إنسان في هذه الدنيا تحقيق الفوز بالجنة، لكنه قد يحرم منها بسبب عقوقه لوالديه أو لأحدهما. حيث روي عن رسول الله صل1 أنه قال: " رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة ". [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)
- وقال صل1 أيضا: " لا يدخل الجنة عاق ". [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)
- وعن أبي غسان الضبي قال: خرجت أمشي مع ابي بظهر الحرة فلقيني أبو هريرة رض1فقال: من هذا؟ قلت: أبي، قال: لا تمش بين يدي أبيك، ولكن امش خلفه أو إلى جانبه، ولا تدع أحدا يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق أجار أبوك تحته، ولا تأكل ما قد نظر أبوك إليه، لعله قد اشتهاه، ثم قال: أتعرف عبد الله بن خداش؟ قلت: لا، قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: فخده في جهنم مثل أحد، وضرسه مثل البيضاء "، قال أبو هريرة: فقلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: كان عاقا لوالديه ". [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)
6- السلف الصالح وبر الوالدين: لقد فهم الأوائل قيمة البرور بالوالدين، وعملوا على تحقيقه في سلوكهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها فعل بعضهم مع والديهم:-فهذا أبو هريرة، كان إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا ً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيرا ً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك. ". [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29)- وعن أبي بردة قال: إن رجلا من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة ". [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)- وهذا محمد بن سيرين كان إذا كلم أمه كأنه يتضرع. قال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئا ً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)
- وهذا زين العابدين من سادات التابعين كان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها". [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32)
- وكان الامام ابو حنيفة رح1 بارا بوالديه، وكان يدعو لهما ويستغفر لهما، ويتصدق كل شهر بعشرين دينارا عن والديه، يقول عن نفسه: " ربما ذهبت بها الى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن لأذهب إليه وأسأله عن مسألة فآتيه وأذكرها له، وأقول له: إن أمي أمرتني، فيقول: كيف هو الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره الجواب، ثم يخبرني به، فآتيها وأخبرها بالجواب، وفي مرة استفتني أمي عن شيء، فأفتيتها فلم تقبله، وقالت: لا أقبل إلا بقول زرعة الواعظ، فجئت بها الى زرعة وقلت له: إن أمي تستفتيك في كذا وكذا، فقال: أنت أعلم وأفقه، فأفتها، فقلت: أفتيتها بكذا، فقال زرعة: القول ما قال أبو حنيفة، فرضيت وانصرفت ". [33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)
- هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فلينتبه كل عاقل وكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد لهذه الوصايا والاشارات، وليسلك بنفسه سبل النجاة بالبحث عن رضا الآباء والأمهات.
د/ أحمد العمراني
الجديدة
المغرب
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- مختصر إرواء الغليل 1/ 234/1198/وصحيح الترغيب والترهيب:1/ 95/397.
[/ URL]- صحيح مسلم:رقم:2548. [2]
(يُتْبَعُ)
(/)
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3"][3] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- المستدرك: 4/ 168/7249 وصححه ووافقه الذهبي.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4)- صحيح الجامع:7145.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)- سنن الترمذي 2395، وقال: حسن صحيح.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- مسند احمد رقم:7052، وصححه شاكر
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- سلسلة الأحاديث الصحيحة 876.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8)- مسند أحمد رقم:7894وصححه شاكر.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9)- الجامع الصغير وزيادته:10850وصححه الألباني في صحيح الجامع/5908.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - البر والصلة:1/ 56/109.وقال: رجال إسناده ثقات.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11)- شعب الإيمان ج: 6 ص: 206/ 7916، والأدب المفرد:1/ 16.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12)- صحيح الترغيب والترهيب:2/ 327/2483.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13)- أخرجه النسائي وبان ماجه بإسناد لا بأس به.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:10/ 207.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15)- صحيح الترغيب والترهيب:2/ 330/2500.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16)- صحيح مسلم:3/ 1255/1631، وسنن ابي داود:2/ 131/2880، وسنن الترمذي:3/ 660/1376.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17) - البر والصلة 1/ 47/90، وقال: رجال إسناده ثقات.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) - البر والصلة: 1/ 55/92.وقال: رجال إسناده ثقات.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19)- المستدرك 4/ 171/7260.وصححه ووافقه الذهبي.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20)- صحيح مسلم:1/ 89/85، وسنن ابي داود:2/ 758/5143، وسنن الترمذي:4/ 313/1903.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21)- صحيح البخاري 2/ 793/2152.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref22)- صحيح مسلم:225/ 2542/.16/ 76.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref23)- الترغيب والترهيب ج: 3/ 226.مجمع الزوائد: 8/ 148.وأخرجه الطبراني وأحمد.
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref24)- البر والصلة: 1/ 55/107. وقال: رجال إسناده ثقات.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref25)- المستدرك للحاكم: 4/ 172/7263، وعلق عليه الذهبي قي التلخيص: بكار بن عبد العزيز ضعيف.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref26)- صحيح مسلم:4/ 1978/ (9/ 2551).والمعجم الكبير:19/ 144/315.
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref27)- مسند احمد:2/ 203/6892.وصحيح ابن حبان:8/ 178/3384.
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref28)- مجمع الزوائد:8/ 148 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.
[29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref29) - الدر المنثور للسيوطي:5/ 260/ومكارم الأخلاق لابن ابي الدنيا:1/ 77/228.
[30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref30) - الأدب المفرد:1/ 18/112.وصححه الألباني.
[31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref31) - حلية الأولياء:2/ 372.
[32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref32) - المستطرف:2/ 20.
[33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref33) - تاريخ بغداد:13/ 366.(/)
ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:15 ص]ـ
"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
تقديم:
الخطاب الديني هو كل بيان باسم الإسلام يوجه للناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين لتعريفهم بالإسلام، وقد يأخذ هذا الخطاب شكل خطبة أو محاضرة، أو رسالة، أو مقال، أو كتاب، أو مسرحية، أو أعمال درامية، وغيرها. وبذلك ينبغي ألا نحصر الخطاب الديني في خطبة الجمعة فقط.
والرسول صل1 بعث بالكلمة، ورسالته كلها مبنية على التبليغ باللسان، دون نفي أثر الوسائل الأخرى المتمثلة في الفعال والاقتداء بها.
وانطلاقًا من هذه الأهمية تكفل الشارع الحكيم بترشيد نبيه محمد الأمين للسبيل الأقوم لإيصال خطابه الى الناس كافة، ليقتدي به العلماء وفرسان المنابر والدعاة الى الله.
وقد تعرض الخطاب الاسلامي السائد لسلبيات كثيرة، حيث لم يعد يتساوق مع ظروف المكان ولا الزمان، والتعامل الفكري مع القرن الحادي والعشرين بعقلية القرون الماضية لا يتسق مع المنطق السليم، مما يقتضي الرجوع الى الأصل والقدوة لبيان توجيهاته صلى الله عليه وسلم في ترشيد الخطاب الديني.
فالأمة الاسلامية اليوم تعيش زمنا اختلطت فيه المفاهيم والتبست، وكثرت فيه التوجيهات عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء منها المكتوبة أم المرئية أم المسموعة. وبالتأمل قليلا في منهج دعوته صل1وفي سيرته العطرة وحياته الدعوية يتبين باستقراء تام، أن خطابه صلى الله عليه وسلم تميز بتوجيهات خاصة لابد من مراعاتها في زمننا للسير سيره والاقتداء بآثاره.
ومن هذه التوجيهات العامة ما يلي:
1 - الدعوة الى الاهتمام بالأمور العقدية: حيث حرص صلى الله عليه وسلم في خطابه على دعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته وحده وعدم الاشراك به، لأن التوحيد هو الأصل في بعثة الأنبياء والرسل، ومهمتهم تصحيح عقيدة الناس التي انحرفت، وخير مثال لذلك ما أخرجه البخاري عن النبي صل1 لما بعث مُعَاذاً رض1 عَلَى الْيَمَنِ قَالَ: " إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ …".
لهذا يبقى الخطاب العقدي أصل الخطاب الذي لا ينبغي أن يغيب، ولا بأس بتكراره، وبطرق ووسائل تبليغية، تواكب مستجدات الشرك ومستحدثاته، كما تُبدع في وسائل الخطاب الذي يحاربه، وبلغة سهلة ميسرة تصل الى القلوب قبل الأسماع.
2 - توجيه الأمة الى الاجتهاد في الخطاب: لأنه ليس توقيفيا، فالمطلوب الاجتهاد فيه والاعداد الجيد لمواضيعه، والابداع المستمر لما يُقدم للناس، مع تجاوز المكرور من الخطاب حتى لا يمل الناس فيملوه.
3 - التدرج في الخطاب: وهذا أمر بدأ به أمر الدين وخُتم، فكل ما حُرم على الأمة حرم تدريجيا وعلى مراحل، وما أمر الخمر والربا في تنزيلات القرآن بخاف على المسلم. فعلى المتكلم بخطاب الدين إن قصد بخطابه توجيه النصح أو الرغبة في تغيير ما يستحق التغيير أن يعرف كيف يعالج الأمر، وأن يستلهم منهجه ذلك من منهج رسول الانسانية والرحمة المهداة للعالمين.
4 - الخطاب المتفاعل مع الواقع: أي خطاب يعترف بالواقع ومشاكله، ويعرف كيف يخرج الناس من مشاكل الحياة وصعوباتها، ويقدم لهم الحلول المناسبة التي تهدئ النفوس وتطمئن القلوب.
5 - تغليب خطاب الهداية على الجباية: أي الحرص في الخطاب على هدي الناس الى البر، مع تجنب الجباية أو طلبها بالخطاب. والله في عون كل من رغب في هداية الناس الى الخير ويوفقه ويجازيه خير الجزاء.
6 - خطاب جامع لا مفرق: فالمتكلم باسم الدين لا لون له ولا توجه له، فهو أب الجميع ومعلم الجميع، مثل شجرة الزيتون"لا شرقية ولا غربية" ينير ضوؤه طريق كل الناس بمختلف ألوانهم وأشكالهم.
7 - خطاب التيسير لا التعسير: خطاب التشديد غير نافع في زمننا، ولم يكن كذلك في زمن الكرام. فكل من شاد الدين غُلب كما في الحديث:" الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه". وقد تحدثت نصوص كثيرة عن التبشير والتيسير وعدم التعسير والتنفير. كما بين صل1 للمسلمين بأن الدين متين والإيغال فيه ينبغي أن يكون برفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - خطاب حواري إقناعي لا إقصائي: والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن أمر أساسي في تكوين من يسعى لمخاطبة الناس في أمور دينهم، لأنه بالحوار يصل الى المطلوب المتمثل في حسن الافهام والاقناع والتصحيح.
ومما قاله بعض المُتمرّسين في هذا الشأن: دَعْ صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بـ (نعم)، وحِلْ ما استطعت بينه وبين (لا)؛ لأن كلمة (لا) عقبة كؤود يصعب اقتحامها وتجاوزها، فمتى قال صاحبك: (لا)؛ أوجَبَتْ عليه كبرياؤه أن يظلّ مناصراً لنفسه. وما أجمل أن نستحضر هنا كلمات تستحق أن تكتب بمداد من ذهب، وردت على لسان أهل العلم ودونها السيوطي في الأشباه والنظائر، قولهم:" إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفينا في الفروع يجب علينا أن نجيب: بان مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأ يحتمل الصواب، لأنك لو قطعت القول لم يصح قولنا: إن المجتهد يخطىء ويصيب. وإذا سئلنا عن معتقدنا ومعتقد خصومنا في العقائد، يجب علينا أن نقول: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا".
9 - خطاب الرحمة والأمل لا خطاب التيئيس والعذاب: كثير من الناس حين يخاطبون الناس في أمور دينهم بخطابهم الديني، لا يعرفون منه إلا النار والعذاب والعقاب وعذاب القبر وغير ذلك، وهذا ليس مرفوضا لأنه من الدين، لكن الخطاب الديني ليصل الى الأسماع وتقبله العقول وتهتدي به النفوس الضالة يحتاج الى حديث الرحمة لا العذاب، حديث المغفرة والصفح لا حديث العقاب والانتقام.
10 - تجنب التعيين أثناء الخطاب: لتغيير المنكر وتصحيح الأخطاء أساليب ووسائل أساسية استعملها القرآن الكريم تعليما لنا، بقوله تعالى:" ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". وأثبتها التعليم النبوي في خطاباته ودروسه ونصائحه، جعلها لنا منهاجا ونبراسا نقتدي بها في خطابنا ودعوتنا وتعليمنا.فالمتأمل في الحديث النبوي ودعوة رسول الله صل1وتغييره للمنكر وتصحيحه للأخطاء التي كان يقع فيها الصحابة في مختلف مسؤولياتهم تتضح له جملة أمور، من بينها:
إن النبي الكريم في كل مواقفه التغييرية لم تنبس شفتاه باسم المخطئ، أو بتعيين المسيء تجنبا لفضحه وسترا له أمام غيره.
-11تجنب الترويج للشائعات: يعتبر صاحب الخطاب الديني مرآة تنعكس عليها هموم الأمة ومشاكلها، إليه يلجأ كل الناس إن وثقوا به ليسترشدوا ويتعلموا، كل واحد منهم ينتظر جوابا عن سؤال أرقه، أو مشكل همه، أو حادث ملأ سمعه، ويريد تبين صدقه أو كذبه. وكثيرا ما يطلق أناس شائعة غالبا ما تضاف إليها إضافات وزيادات، فتصبح كأنها حقيقة لا مراء فيها، لكن عند أول سؤال في محاولة تبين حقيقتها ومصدرها، تجد الكل يتبرأ منها وينسبها الى غيره أو الى قائل مجهول. ولمعالجة هذه الظاهرة وجب على المتكلم بالخطاب الديني تمثل ما يلي:
أ-ضرورة التبين: لقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
ب-تعليم الناس البعد عن الإمعية: فمن العار على أمة إقرأ أن تبقى رهينة ترويج الشائعات وتناقل الأخبار الكاذبة، وترتع في براثن التخلف وتجر أذيال الشعوذة والخرافات، بل وتقع فيها راتعة، بينما الأمم الأخرى تبني الحضارات، فعلى المخطاب الديني أن يرتقي في خطابه للناس، بحيث يوصل الى أسماعهم وقلوبهم ما يرقى بفكرهم، ويكسبهم قدرا من العلم والفقه يميزوا به الصحيح من الكذب والغث من السمين.
ج-تحذير الناس من خطورة الكلمة: لعل من أخطر ما ينخر كيان الأمة في عمقها، أصغر جرم فيها، وكيف لا وقد قال فيه صل1كما في رواية البخاري:" من ضمن لي ما بين لحييه وفخذيه ضمنت له الجنة " .. لذا وجب تعليم الناس ضبطه وإمساكه وعدم التلفظ بكل صغيرة وكبيرة إلا بعد تبين حقيقتها ومعرفة حكم الشارع فيها ومما يعين على ذلك:
-تعليمهم عدم التحايل على إخوانهم أثناء التحديث: حيث نهى النبيصل1 وحذر من الكذب بل واعتبر من أكبر الخيانة أن تكذب على من يثق بك، ويصغي إليك بقلبه وأذنه وأنت تكذب عليه، فقال كما في رواية أحمد: " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو به مصدق وأنت له به كاذب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
-توجيههم لعدم التحديث بكل المسموع: وما أكثرها ومنها الحديث بكل ما يسمع، والرسول صل1 قد حذر من هذا فقال كما في رواية أبي داود:" كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ".
د/ أحمد العمراني.
أستاذ التعليم العالي الجديدة. المغرب.
ـ[أم فراس]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:55 ص]ـ
"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
تقديم:
الخطاب الديني هو كل بيان باسم الإسلام يوجه للناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين لتعريفهم بالإسلام، وقد يأخذ هذا الخطاب شكل خطبة أو محاضرة، أو رسالة، أو مقال، أو كتاب، أو مسرحية، أو أعمال درامية، وغيرها. وبذلك ينبغي ألا نحصر الخطاب الديني في خطبة الجمعة فقط.
والرسول صل1 بعث بالكلمة، ورسالته كلها مبنية على التبليغ باللسان، دون نفي أثر الوسائل الأخرى المتمثلة في الفعال والاقتداء بها.
وانطلاقًا من هذه الأهمية تكفل الشارع الحكيم بترشيد نبيه محمد الأمين للسبيل الأقوم لإيصال خطابه الى الناس كافة، ليقتدي به العلماء وفرسان المنابر والدعاة الى الله.
وقد تعرض الخطاب الاسلامي السائد لسلبيات كثيرة، حيث لم يعد يتساوق مع ظروف المكان ولا الزمان، والتعامل الفكري مع القرن الحادي والعشرين بعقلية القرون الماضية لا يتسق مع المنطق السليم، مما يقتضي الرجوع الى الأصل والقدوة لبيان توجيهاته صلى الله عليه وسلم في ترشيد الخطاب الديني.
فالأمة الاسلامية اليوم تعيش زمنا اختلطت فيه المفاهيم والتبست، وكثرت فيه التوجيهات عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء منها المكتوبة أم المرئية أم المسموعة. وبالتأمل قليلا في منهج دعوته صل1وفي سيرته العطرة وحياته الدعوية يتبين باستقراء تام، أن خطابه صلى الله عليه وسلم تميز بتوجيهات خاصة لابد من مراعاتها في زمننا للسير سيره والاقتداء بآثاره.
ومن هذه التوجيهات العامة ما يلي:
1 - الدعوة الى الاهتمام بالأمور العقدية: حيث حرص صلى الله عليه وسلم في خطابه على دعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته وحده وعدم الاشراك به، لأن التوحيد هو الأصل في بعثة الأنبياء والرسل، ومهمتهم تصحيح عقيدة الناس التي انحرفت، وخير مثال لذلك ما أخرجه البخاري عن النبي صل1 لما بعث مُعَاذاًرض1عَلَىالْيَمَنِقَالَ: "إِنَّكَتَقْدَمُعَلَىقَوْمٍأَهْلِكِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَمَاتَدْعُوهُمْ إِلَيْهِعِبَادَةُاللَّهِ …".
لهذا يبقى الخطاب العقدي أصل الخطاب الذي لا ينبغي أن يغيب، ولا بأس بتكراره، وبطرق ووسائل تبليغية، تواكب مستجدات الشرك ومستحدثاته، كما تُبدع في وسائل الخطاب الذي يحاربه، وبلغة سهلة ميسرة تصل الى القلوب قبل الأسماع.
2 - توجيه الأمة الى الاجتهاد في الخطاب: لأنه ليس توقيفيا، فالمطلوب الاجتهاد فيه والاعداد الجيد لمواضيعه، والابداع المستمر لما يُقدم للناس، مع تجاوز المكرور من الخطاب حتى لا يمل الناس فيملوه.
3 - التدرج في الخطاب: وهذا أمر بدأ به أمر الدين وخُتم، فكل ما حُرم على الأمة حرم تدريجيا وعلى مراحل، وما أمر الخمر والربا في تنزيلات القرآن بخاف على المسلم. فعلى المتكلم بخطاب الدين إن قصد بخطابه توجيه النصح أو الرغبة في تغيير ما يستحق التغيير أن يعرف كيف يعالج الأمر، وأن يستلهم منهجه ذلك من منهج رسول الانسانية والرحمة المهداة للعالمين.
4 - الخطاب المتفاعل مع الواقع: أي خطاب يعترف بالواقع ومشاكله، ويعرف كيف يخرج الناس من مشاكل الحياة وصعوباتها، ويقدم لهم الحلول المناسبة التي تهدئ النفوس وتطمئن القلوب.
5 - تغليب خطاب الهداية على الجباية: أي الحرص في الخطاب على هدي الناس الى البر، مع تجنب الجباية أو طلبها بالخطاب. والله في عون كل من رغب في هداية الناس الى الخير ويوفقه ويجازيه خير الجزاء.
6 - خطاب جامع لا مفرق:فالمتكلم باسم الدين لا لون له ولا توجه له، فهو أب الجميع ومعلم الجميع، مثل شجرة الزيتون"لا شرقية ولا غربية" ينير ضوؤه طريق كل الناس بمختلف ألوانهم وأشكالهم.
7 - خطاب التيسير لا التعسير: خطاب التشديد غير نافع في زمننا، ولم يكن كذلك في زمن الكرام. فكل من شاد الدين غُلب كما في الحديث:" الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه". وقد تحدثت نصوص كثيرة عن التبشير والتيسير وعدم التعسير والتنفير. كما بين صل1 للمسلمين بأن الدين متين والإيغال فيه ينبغي أن يكون برفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - خطاب حواري إقناعي لا إقصائي: والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن أمر أساسي في تكوين من يسعى لمخاطبة الناس في أمور دينهم، لأنه بالحوار يصل الى المطلوب المتمثل في حسن الافهام والاقناع والتصحيح.
ومما قاله بعض المُتمرّسين في هذا الشأن: دَعْ صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بـ (نعم)، وحِلْ ما استطعت بينه وبين (لا)؛ لأن كلمة (لا) عقبة كؤود يصعب اقتحامها وتجاوزها، فمتى قال صاحبك: (لا)؛ أوجَبَتْ عليه كبرياؤه أن يظلّ مناصراً لنفسه. وما أجمل أن نستحضر هنا كلمات تستحق أن تكتب بمداد من ذهب، وردت على لسان أهل العلم ودونها السيوطي في الأشباه والنظائر، قولهم:" إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفينا في الفروع يجب علينا أن نجيب: بان مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأ يحتمل الصواب، لأنك لو قطعت القول لم يصح قولنا: إن المجتهد يخطىء ويصيب. وإذا سئلنا عن معتقدنا ومعتقد خصومنا في العقائد، يجب علينا أن نقول: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا".
9 - خطاب الرحمة والأمل لا خطاب التيئيس والعذاب: كثير من الناس حين يخاطبون الناس في أمور دينهم بخطابهم الديني، لا يعرفون منه إلا النار والعذاب والعقاب وعذاب القبر وغير ذلك، وهذا ليس مرفوضا لأنه من الدين، لكن الخطاب الديني ليصل الى الأسماع وتقبله العقول وتهتدي به النفوس الضالة يحتاج الى حديث الرحمة لا العذاب، حديث المغفرة والصفح لا حديث العقاب والانتقام.
10 - تجنب التعيين أثناء الخطاب: لتغيير المنكر وتصحيح الأخطاء أساليب ووسائل أساسية استعملها القرآن الكريم تعليما لنا، بقوله تعالى:" ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". وأثبتها التعليم النبوي في خطاباته ودروسه ونصائحه، جعلها لنا منهاجا ونبراسا نقتدي بها في خطابنا ودعوتنا وتعليمنا.فالمتأمل في الحديث النبوي ودعوة رسول الله صل1وتغييره للمنكر وتصحيحه للأخطاء التي كان يقع فيها الصحابة في مختلف مسؤولياتهم تتضح له جملة أمور، من بينها:
إن النبي الكريم في كل مواقفه التغييرية لم تنبس شفتاه باسم المخطئ، أو بتعيين المسيء تجنبا لفضحه وسترا له أمام غيره.
-11تجنب الترويج للشائعات: يعتبر صاحب الخطاب الديني مرآة تنعكس عليها هموم الأمة ومشاكلها، إليه يلجأ كل الناس إن وثقوا به ليسترشدوا ويتعلموا، كل واحد منهم ينتظر جوابا عن سؤال أرقه، أو مشكل همه، أو حادث ملأ سمعه، ويريد تبين صدقه أو كذبه. وكثيرا ما يطلق أناس شائعة غالبا ما تضاف إليها إضافات وزيادات، فتصبح كأنها حقيقة لا مراء فيها، لكن عند أول سؤال في محاولة تبين حقيقتها ومصدرها، تجد الكل يتبرأ منها وينسبها الى غيره أو الى قائل مجهول. ولمعالجة هذه الظاهرة وجب على المتكلم بالخطاب الديني تمثل ما يلي:
أ-ضرورة التبين: لقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
ب-تعليم الناس البعد عن الإمعية: فمن العار على أمة إقرأ أن تبقى رهينة ترويج الشائعات وتناقل الأخبار الكاذبة، وترتع في براثن التخلف وتجر أذيال الشعوذة والخرافات، بل وتقع فيها راتعة، بينما الأمم الأخرى تبني الحضارات، فعلى المخطاب الديني أن يرتقي في خطابه للناس، بحيث يوصل الى أسماعهم وقلوبهم ما يرقى بفكرهم، ويكسبهم قدرا من العلم والفقه يميزوا به الصحيح من الكذب والغث من السمين.
ج-تحذير الناس من خطورة الكلمة: لعل من أخطر ما ينخر كيان الأمة في عمقها، أصغر جرم فيها، وكيف لا وقد قال فيه صل1كما في رواية البخاري:" من ضمن لي ما بين لحييه وفخذيه ضمنت له الجنة " .. لذا وجب تعليم الناس ضبطه وإمساكه وعدم التلفظ بكل صغيرة وكبيرة إلا بعد تبين حقيقتها ومعرفة حكم الشارع فيها ومما يعين على ذلك:
-تعليمهم عدم التحايل على إخوانهم أثناء التحديث: حيث نهى النبيصل1 وحذر من الكذب بل واعتبر من أكبر الخيانة أن تكذب على من يثق بك، ويصغي إليك بقلبه وأذنه وأنت تكذب عليه، فقال كما في رواية أحمد: " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو به مصدق وأنت له به كاذب ".
-توجيههم لعدم التحديث بكل المسموع:وما أكثرها ومنها الحديث بكل ما يسمع، والرسول صل1 قد حذر من هذا فقال كما في رواية أبي داود:" كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ".
د/ أحمد العمراني.
أستاذ التعليم العالي الجديدة. المغرب.
ـ[أم فراس]ــــــــ[30 Aug 2010, 04:05 ص]ـ
من قول ابن قيم الجوزية
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق:
فالمستجيب الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بالحكمة
والقابل الذي عنده غفلة يدعى بالموعظة الحسنة وهي الأمر والنهي بالترغيب والترهيب.
وامعاند الجاحد (أو المخدوع بالمجادلين المستمع لشبهاتهم) يجادل بالتي هي أحسن،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:44 م]ـ
شكرا أم فراس على إضافتك ...(/)
إلى معلمة تمهيدي!!!
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى علينا إنتشار دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية،لا يكاد يخلو حي من أحياء الرياض من دار إن لم يكن أكثر، وهذه ظاهرة طيبة، وما شاء الله؛ الإقبال كبير جدا على هذه الدور من جميع الفئات؛ كبيرات السن
الأميات، والقارئات، خريجات الجامعة، وطالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة والإبتدائية، والتمهيدى والتمهيدى يشمل الأولاد والبنات، وحديثي اليوم عن مرحلة التمهيدي، فهذه المرحلة لا يوجد لها الإهتمام
الذي يجب أن يكون، في أغلب الأحيان تكون معلمة التمهيدي من صغيرات السن اللواتي ليس لهن خبرة جيدة في التدريس، حيث فهمهم إنّ هذه المرحلة تحتاج لتلقين لا أكثر، ويُهمل شرح الآيات وتدبرها وربطها بالواقع
فينشأ لدينا جيل حافظ فقط!! ولأننا نريد جيلا يحي بالقرآن ويتربى به، يفهم ما يقرأ ويحفظ، هذا ما دفعني لأكتب هذا الموضوع، وأساعد معلمة التمهيدي في تحضير درسها بالتمهيد المشوق، وربط الدرس بالواقع
وسأبدأ إن شاء الله من سورة الناس، ومع كل تمهيد سيكون هناك تفسير للآيات
من التفاسير الميسرة (أيسر التفاسير للجزائري) ليعين المعلمة على شرح الآيات، وكل من لديه إضافة أو ملاحظة، أو توجيه فلا يبخل به، وأسأل الله التوفيق والسداد ...
سورة الناس في الملف المرفق ...
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Aug 2010, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
سورة الفلق
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:29 ص]ـ
سورة الإخلاص
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى علينا إنتشار دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية،لا يكاد يخلو حي من أحياء الرياض من دار إن لم يكن أكثر، وهذه ظاهرة طيبة، وما شاء الله؛ الإقبال كبير جدا على هذه الدور من جميع الفئات؛ كبيرات السن
الأميات، والقارئات، خريجات الجامعة، وطالبات المرحلة الثانوية والمتوسطة والإبتدائية، والتمهيدى والتمهيدى يشمل الأولاد والبنات، وحديثي اليوم عن مرحلة التمهيدي، فهذه المرحلة لا يوجد لها الإهتمام
الذي يجب أن يكون، في أغلب الأحيان تكون معلمة التمهيدي من صغيرات السن اللواتي ليس لهن خبرة جيدة في التدريس، حيث فهمهم إنّ هذه المرحلة تحتاج لتلقين لا أكثر، ويُهمل شرح الآيات وتدبرها وربطها بالواقع
فينشأ لدينا جيل حافظ فقط!! ولأننا نريد جيلا يحي بالقرآن ويتربى به، يفهم ما يقرأ ويحفظ، هذا ما دفعني لأكتب هذا الموضوع، وأساعد معلمة التمهيدي في تحضير درسها بالتمهيد المشوق، وربط الدرس بالواقع
وسأبدأ إن شاء الله من سورة الناس، ومع كل تمهيد سيكون هناك تفسير للآيات
من التفاسير الميسرة (أيسر التفاسير للجزائري) ليعين المعلمة على شرح الآيات، وكل من لديه إضافة أو ملاحظة، أو توجيه فلا يبخل به، وأسأل الله التوفيق والسداد ...
سورة الناس في الملف المرفق ...
الأخت الفاضلة اشراقة بارك الله بك على هذه الهمة أولاً وثنياً أختي فقد سبق لي أن كنت مدرساً للمراحل التمهيدية. وإن أشوق الطرق وأفضلها للتدريس هي استخدام الوسائل التعليمية من صور ووثائق وأفلام. فما المانع أن تربطي بين الصور الطبيعية والآيات؟ فمثلاً في سور الفلق يمكنك أن تحضري صوراً لشروق الشمس ومغيبها ولا مانع من إحضار بعض الأفلام التعليمية عن شروق الشمس وغروبها. وإذا كانت الآيات تتحدث عن أطوار خلق الإنسان فيمكن أيضاً استخدام الصور في ذلك أو الأفلام. لأن الوسائل ترسخ في ذهن الطالب كثيراً. وملاحظة أخرى فعلى المعلمة أيضاً أن تقسم الفصل الى فرق مشاغل كل فرقة مكونة مثلاً من خمسة أو أقل أو أكثر من الطلاب ويكلف الطلاب بشكل جماعي وتعاوني في استخراج موضوع أو تمرين أو أي نشاط آخر. وهذا النوع من التعليم يسمى العصف الذهني. brain storm وهذه الوسيلة من أحدث وسائل التعليم وارسخها لذهن الطالب. . نقطة مهمة أيضاً: لا بد من عمل نشاط خارج نطاق الدرس كي يشعر الطالب بالمرح والسعادة. مثل عمل لعبة كل نصف ساعة أو أكثر أ, نشاط معين أو هدية. وهذه مهمة جداً لأبقاء عامل التشويق لدى الطفل. ولا ننسى أبداً أن الطفل بحاجة ماسة لهذه اللمسات والترويحات
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه طفل ومن الخطأ معاملته بجدية كبيرة.
لقد أخذت دورة تدريبية حول موضوع تربية الطفل عن طريق اليونسكو وقد عملت دورات تدريبية كثيرة للنساء والرجال هنا في الأردن. والمعلم في الحقيقة يفتقر الى تلك الطرق العلمية والحديثة في التربية. وأسأل الله تعالى العون
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Aug 2010, 11:15 م]ـ
الأخت الفاضلة اشراقة بارك الله بك على هذه الهمة أولاً وثنياً أختي فقد سبق لي أن كنت مدرساً للمراحل التمهيدية. وإن أشوق الطرق وأفضلها للتدريس هي استخدام الوسائل التعليمية من صور ووثائق وأفلام. فما المانع أن تربطي بين الصور الطبيعية والآيات؟ فمثلاً في سور الفلق يمكنك أن تحضري صوراً لشروق الشمس ومغيبها ولا مانع من إحضار بعض الأفلام التعليمية عن شروق الشمس وغروبها. وإذا كانت الآيات تتحدث عن أطوار خلق الإنسان فيمكن أيضاً استخدام الصور في ذلك أو الأفلام. لأن الوسائل ترسخ في ذهن الطالب كثيراً. وملاحظة أخرى فعلى المعلمة أيضاً أن تقسم الفصل الى فرق مشاغل كل فرقة مكونة مثلاً من خمسة أو أقل أو أكثر من الطلاب ويكلف الطلاب بشكل جماعي وتعاوني في استخراج موضوع أو تمرين أو أي نشاط آخر. وهذا النوع من التعليم يسمى العصف الذهني. brain storm وهذه الوسيلة من أحدث وسائل التعليم وارسخها لذهن الطالب. . نقطة مهمة أيضاً: لا بد من عمل نشاط خارج نطاق الدرس كي يشعر الطالب بالمرح والسعادة. مثل عمل لعبة كل نصف ساعة أو أكثر أ, نشاط معين أو هدية. وهذه مهمة جداً لأبقاء عامل التشويق لدى الطفل. ولا ننسى أبداً أن الطفل بحاجة ماسة لهذه اللمسات والترويحات لأنه طفل ومن الخطأ معاملته بجدية كبيرة.
لقد أخذت دورة تدريبية حول موضوع تربية الطفل عن طريق اليونسكو وقد عملت دورات تدريبية كثيرة للنساء والرجال هنا في الأردن. والمعلم في الحقيقة يفتقر الى تلك الطرق العلمية والحديثة في التربية. وأسأل الله تعالى العون
السلام عليكم
بارك الله فيك أخ تيسير .. نعم جميل جدا أن تستخدم الصور الطبيعية .. رائعة هذه الفكرة شروق الشمس وغروبها، نضعها في الإعتبار، لم استخدم الصور إلا في سورة الفيل وستأتي معنا،،التعليم التعاوني والعصف الذهني جربناه مع المراحل الأخرى ولم نجربه مع تمهيدي،، لعلنا نفعله الآن،، صور خلق الإنسان أحضرتها من قبل عندما كنت أدرس كبيرات السن الغير قارئات، سبحان الله
أثرت فيهن كثيرا،عندما يشاهدن الصور لا تسمع إلا سبحان الله ..
أشكرك أخي تيسير على هذه الإضافات وهذا ما أرجوه منكم كل من لديه خبرة في هذا المجال يمدنا بها .. أسأل الله أن يبارك فيك وفي أبنائك ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتك ....
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Aug 2010, 11:26 م]ـ
سورة المسد
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:38 ص]ـ
سورة النصر
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم:
سورة الكافرون
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:33 ص]ـ
السلام عليكم
سورة الكوثر
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم
سورة الماعون
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:44 ص]ـ
وهذه فوائد للمعلمة من سورة الماعون
1/لماذا جاءت يكّذب ويدع ويحض بصيغة المضارع؟؟
لإفادة تكرر ذلك منه ودوامه. (التحرير والتنوير)
2/ماذا استفدتي من الثلاث آيات الأولى؟
هذا إيذان بأن الإِيمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة حتى يصير ذلك لها خلقاً إذا شبت عليه، فزكت وانساقت إلى الخير بدون كلفة ولا احتياج إلى آمر ولا إلى مخافة ممن يقيم عليه العقوبات حتى إذا اختلى بنفسه وآمن الرقباء جاء بالفحشاء والأعمال النَّكراء. (التحرير والتنوير)
3؟ ما معنى أرايت في السورة؟ وما الفرق بينها وبين أرأيت في سورة الفيل؟؟؟
أرأيت في سورة الفيل بمعنى أعلمت أما هنا الرؤية بصرية يتعدى فعلها إلى مفعول واحد، فإن المكذبين بالدين معروفون وأعمالهم مشهورة، فنزّلت شهرتهم بذلك منزلة الأمر المبصَر المشاهد. (التحرير والتنوير)
4/ماهي المعاني التي ذكرت في الماعون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و {الماعون}: يطلق على الإِعانة بالمال، فالمعنى: يمنعون فضلهم أو يمنعون الصدقة على الفقراء. فقد كانت الصدقة واجبة في صدر الإِسلام بغير تعيين قبل مشروعية الزكاة.
وقال سعيد بن المسيب وابن شهاب: الماعون: المال بلسان قريش.
وروى أشهب عن مالك: الماعون: الزكاة، ويشهد له قول الراعي:
قوم على الإِسلام لمّا يمنعوا
ماعونهم ويضيِّعوا التهليلا
لأنه أراد بالتهليل الصلاة فجمع بينها وبين الزكاة.
ويطلق على ما يستعان به على عمل البيت من آنية وآلات طبخ وشدّ وحفر ونحو ذلك مما لا خسارة على صاحبه في إعارته وإعطائه. وعن عائشة: الماعون الماء والنار والملح. وهذا ذم لهم بمنتهى البخل. وهو الشح بما لا يزرئهم. (الوسيط)
فائدة:
قال الإِمام ابن كثير: قوله: {وَيَمْنَعُونَ ?لْمَاعُونَ} أى: لا أحسنوا عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه، حتى ولا بإعارة ما ينتفع به، ويستعان به، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم، فهؤلاء لمنع الزكاة ومنع القربات أولى وأولى ..
وسئل ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقِدْر ..
وهكذا نرى السورة الكريمة قد ذمت المكذبين بيوم الدين ذما شديدا حيث وصفتهم بأقبح الصفات وأشنعها.
نسأل الله - تعالى - أن يعيذنا من ذلك.
وفائدة من نظم الدرر للبقاعي
(أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم) أي أن هذه الصفات من دفع اليتيم وبعد الشفقة لعيه، وعدم الحض على إطعامه والسهو عن الصلاة والمراءاة بالأعمال ومنع الحاجات إن هذه كلها من شأن المكذب بالحساب والجزاء لأن نفع البعد عنها إنما يكون إذ ذاك، فمن صدق به جرى في هذه الخصال على السنن المشكور والسعي المبرور، ومن كذب به لم يبال بها وتأبط جميعها، فتنزهوا أيها المؤمنون عنها، فليست من صفاتكم في أصل إيمانكم الذي بايعتم عليه، فمن تشبه بقوم فهو منهم، فاحذروا هذه الرذائل فإن دع اليتيم من الكبر الذي أهلك أصحاب الفيل، وعدم الحض على إطعامه فإنما هو فعل البخيل الذي حسب أن ماله أخلده، والسهو عن الصلوات من ثمرات إلهاء التكاثر، والشغل بالأموال والأولاد، فنهى عباده عن هذه الرسائل التي يثمرها ما تقدم والتحمت السور - انتهى.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم
سورة قريش
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
سورة الفيل
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:28 م]ـ
السلام عليكم
سورة الهمزة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
سورة الهمزة
فكرة التمثيلية حول الهمز واللمز والغمز فكرة رائعة ترسخ في أذهان الأطفال. ويا حبذا أن تظل فكرة التعليم بالوسائل مرافقة دوماً للمعلمة وخاصة في المرحلة التمهيدية والابتدائية. ولا بأس أيضاً في استخدام نظام المجموعات أو المشاغل في التعليم كأن يُطرح سؤال وتجيب عليه المجموعة عن طريق التحاور مع بعضهم البعض ثم يخرجون بجواب متكامل.
وكذلك استخدام الأسئلة الاستنتاجية
مثال ذلك:
ما هو مصير الذي يجمع المال ولماذا يعاقب؟
ما عقوبة اللمز والهمز؟
اذكر اسماً من أسماء جهنم وردت في السورة؟
كلمة معناها القلوب وردت في السورة. فما هي تلك الكلمة؟
ما هي الكلمة التي ذكرت مرتين في السورة؟؟
من خلال هذه الأسئلة أيضاً وشبيهاتها يرسخ المعنى في ذهن الطالب لأنه يأتي عن طريق الإستقراء المشوّق وليس عن طريق المشافهة المملة أحياناً.
وجزاك الله تعالى خيراً أختي اشراقة وبارك الله بك.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:15 ص]ـ
بارك الله فيك أختنا الفاضلة (إشراقة) ونفع بك ِ ...
لكن عزيزتي لاأوافقك على مسألة (التمثيل) في ماذكرت في سورة الهمزة وإن كان قصدك هو توضيح معنى السخرية لدى أفهام الصغار ...
وذلك لأن الصغار لن يتقنوا تمثيل الاستهزاء إلا بعد تدريبهم أليس كذلك؟!
ثم بعد تدريبهم يُقال لهم أن السخرية بالمسلمين حرام!!
أليس هذا تناقض في أذهان الصغار ... إذ أن الصغير سيقول لو كان خطئًا فلم دُؤبنا على الخطىْ؟
وحتى لو لم يأتي ذلك في ذهنه فكأنه نوع تهوين لمسألة (الإستهزاء) الذي سيتعلمه من الآية والذي يجب أن يعظم فعله لاأن يستهين به ...
وفقك الله وسددك وأرجو أن يتسع صدرك لرأي.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:21 ص]ـ
فكرة التمثيلية حول الهمز واللمز والغمز فكرة رائعة ترسخ في أذهان الأطفال. ويا حبذا أن تظل فكرة التعليم بالوسائل مرافقة دوماً للمعلمة وخاصة في المرحلة التمهيدية والابتدائية. ولا بأس أيضاً في استخدام نظام المجموعات أو المشاغل في التعليم كأن يُطرح سؤال وتجيب عليه المجموعة عن طريق التحاور مع بعضهم البعض ثم يخرجون بجواب متكامل.
وكذلك استخدام الأسئلة الاستنتاجية
مثال ذلك:
ما هو مصير الذي يجمع المال ولماذا يعاقب؟
ما عقوبة اللمز والهمز؟
اذكر اسماً من أسماء جهنم وردت في السورة؟
كلمة معناها القلوب وردت في السورة. فما هي تلك الكلمة؟
ما هي الكلمة التي ذكرت مرتين في السورة؟؟
من خلال هذه الأسئلة أيضاً وشبيهاتها يرسخ المعنى في ذهن الطالب لأنه يأتي عن طريق الإستقراء المشوّق وليس عن طريق المشافهة المملة أحياناً.
وجزاك الله تعالى خيراً أختي اشراقة وبارك الله بك.
وفيك بارك الله أخ تيسير .. رائعة هذه الأسئلة حتى للإبتدائي، إن شاء الله أعدّل في الملفات وأضع هذه الأسئلة، وكل ما تسطروه هنا أسأل الله أن ينفع به ويجعله في ميزان حسناتكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:33 ص]ـ
بارك الله فيك أختنا الفاضلة (إشراقة) ونفع بك ِ ...
لكن عزيزتي لاأوافقك على مسألة (التمثيل) في ماذكرت في سورة الهمزة وإن كان قصدك هو توضيح معنى السخرية لدى أفهام الصغار ...
وذلك لأن الصغار لن يتقنوا تمثيل الاستهزاء إلا بعد تدريبهم أليس كذلك؟!
ثم بعد تدريبهم يُقال لهم أن السخرية بالمسلمين حرام!!
أليس هذا تناقض في أذهان الصغار ... إذ أن الصغير سيقول لو كان خطئًا فلم دُؤبنا على الخطىْ؟
وحتى لو لم يأتي ذلك في ذهنه فكأنه نوع تهوين لمسألة (الإستهزاء) الذي سيتعلمه من الآية والذي يجب أن يعظم فعله لاأن يستهين به ...
وفقك الله وسددك وأرجو أن يتسع صدرك لرأي.
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم عبدالله وجزاك خيرا .. كيف لا يتسع صدري لآرائكم، وما وضعت هذه المشاركة إلا للإستفادة وإبداء آرائكم وملاحظاتكم ..
طيب إذا أتينا بمن يمثل المشهد من خارج فصلهم بنات كبار مثلا سادس إبتدائي، هل سيكون نفس الإنطباع عند الأطفال؟؟،
برأيك ما أنسب تمهيد للسورة غير المشهد؟؟
أستفيد جدا من مداخلاتكم أختي أم عبدالله وفقك الله وأسعدك ...
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[21 Sep 2010, 06:07 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة (إشراقة) ,وللأستاذ الفاضل (تيسير الغول) إضافاته القيمة
فكرة التمثيل قد لاتكون مجدية لهذه المرحلة العمرية، وفي الحقيقة لم أجرب تدريس مرحلة التمهيدي، لكن سبق وأن درست المرحلة الإبتدائية، فوجدت أنه من الصعوبة استيعاب الأطفال في مرحلة أولى وثانية إبتدائي لمشهد تمثيلي، فهم يرون أن كل ما يحدث أمامهم حقيقة، وما يقوله المعلم فهوصحيح،يُدرب الطفل أن يفعل أمراً ما،ثم نقول له إنّ الذي تقوم به لايرضاه الله، وبعد ذلك يرون التناقض (افعل ثم إياك أن تفعل)،هذا في المراحل الأولى من الإبتدائي فما ظنك بمن دونهم من التمهيدي, وأن استخدم التمثيل كتمهيد لثالث إبتدائي فما فوق فهذا رائع جدا،ويرسخ في أذهانهم الفكرة
أكرر شكري وتقديري لكِ، ولعل أخواتنا معلمات الدور القرآنية ومراكز التحفيظ يشاركن بآرائهن للفائدة
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:59 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم عبدالله وجزاك خيرا .. كيف لا يتسع صدري لآرائكم، وما وضعت هذه المشاركة إلا للإستفادة وإبداء آرائكم وملاحظاتكم ..
طيب إذا أتينا بمن يمثل المشهد من خارج فصلهم بنات كبار مثلا سادس إبتدائي، هل سيكون نفس الإنطباع عند الأطفال؟؟،
برأيك ما أنسب تمهيد للسورة غير المشهد؟؟
أستفيد جدا من مداخلاتكم أختي أم عبدالله وفقك الله وأسعدك ...
بارك الله فيك ياكريمة ...
هناك طرق كثيرة تكون تمهيدًا للدرس مثلًا:
ـ البداية بقصة تتعلق بموضوع السورة ثم تكون كمدخل.
ةيمكن أن تكون القصة مقروءة أو مسموعة (جهاز المسجل) يسمعها الصغار ثم تناقشهم فيه المعلمة حتى تتوصل إلى موضوعها.
ـ ممكن أن تكون البداية بتشويق الطالبات بأننا اليوم سنتعرف على معلومة جديدة لانعرفها مسبقًا وتسألهم: من يعرف معنى
(همّاز، لمّاز ... الخ) تذكر فيما بعد كل كلمة وتبين المعنى لهم بشكل مبسط جدًا .... ويمكنها الاستفادة من مهارتهم في التعرف على الحروف من كل كلمة بتلوين الحروف وماهو الحرف الأول والأخير من كل كلمة .........
وهكذا ....
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Sep 2010, 09:34 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة (إشراقة) ,وللأستاذ الفاضل (تيسير الغول) إضافاته القيمة
فكرة التمثيل قد لاتكون مجدية لهذه المرحلة العمرية، وفي الحقيقة لم أجرب تدريس مرحلة التمهيدي، لكن سبق وأن درست المرحلة الإبتدائية، فوجدت أنه من الصعوبة استيعاب الأطفال في مرحلة أولى وثانية إبتدائي لمشهد تمثيلي، فهم يرون أن كل ما يحدث أمامهم حقيقة، وما يقوله المعلم فهوصحيح،يُدرب الطفل أن يفعل أمراً ما،ثم نقول له إنّ الذي تقوم به لايرضاه الله، وبعد ذلك يرون التناقض (افعل ثم إياك أن تفعل)،هذا في المراحل الأولى من الإبتدائي فما ظنك بمن دونهم من التمهيدي, وأن استخدم التمثيل كتمهيد لثالث إبتدائي فما فوق فهذا رائع جدا،ويرسخ في أذهانهم الفكرة
أكرر شكري وتقديري لكِ، ولعل أخواتنا معلمات الدور القرآنية ومراكز التحفيظ يشاركن بآرائهن للفائدة
بارك الله فيك أخيتي الحبيبة "طالبة المغفرة" وجزاك خيرا،أشكر حضورك وإبداء رأيك وملاحظاتك، لعلنا جميعا نستفيد ن وأتمنى أن تشاركنا معلمات الدور القرآنية ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Sep 2010, 09:36 م]ـ
بارك الله فيك ياكريمة ...
هناك طرق كثيرة تكون تمهيدًا للدرس مثلًا:
ـ البداية بقصة تتعلق بموضوع السورة ثم تكون كمدخل.
ةيمكن أن تكون القصة مقروءة أو مسموعة (جهاز المسجل) يسمعها الصغار ثم تناقشهم فيه المعلمة حتى تتوصل إلى موضوعها.
ـ ممكن أن تكون البداية بتشويق الطالبات بأننا اليوم سنتعرف على معلومة جديدة لانعرفها مسبقًا وتسألهم: من يعرف معنى
(همّاز، لمّاز ... الخ) تذكر فيما بعد كل كلمة وتبين المعنى لهم بشكل مبسط جدًا .... ويمكنها الاستفادة من مهارتهم في التعرف على الحروف من كل كلمة بتلوين الحروف وماهو الحرف الأول والأخير من كل كلمة .........
وهكذا ....
جزاك الله خيرا وبارك فيك عزيزتي أم عبد الله، أسأل الله أن يزيدك علما وعملا ويقبل من الجميع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Sep 2010, 02:11 م]ـ
هذا موقع تربوي رائع يساعد الطلبه كثيرا
والباحثين لتحقيق انجاز وجوده افضل في التعلم والتعليم
http://www.studygs.net/arabic/index.htm (http://www.studygs.net/arabic/index.htm)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 Oct 2010, 11:46 م]ـ
[ QUOTE= تيسير الغول;121672] هذا موقع تربوي رائع يساعد الطلبه كثيرا
والباحثين لتحقيق انجاز وجوده افضل في التعلم والتعليم
http://www.studygs.net/arabic/index.htm (http://www.studygs.net/arabic/index.htm)
بارك الله فيك أخ تيسير ... دخلت الموق وجدته كله باللغة الإنجليزية .. http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon8.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon8.gif
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[29 Nov 2010, 12:44 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon3.gif فووووووق ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Nov 2010, 03:06 م]ـ
اعملي له ترجمة فلعلك تستفيدين منه كثيراً
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[01 Dec 2010, 09:13 ص]ـ
الأخوة والأخوات الأفاضل ......
لكم مني التحية على هذا الحرص الذي لمسته منكم على تدريس القرآن الكريم للمرحلة التمهيدية بطرق جذابة , تبقى في ذهن الطفل وتؤثر فيه وفي سلوكياته.
وأسعدني ما لمسته منك أختي إشراقة من كبير حرص على ذلك.
ولقد كانت لي منذ عشر سنوات تقريبا تجربة جيدة في تدريس القرآن للمرحلة التمهيدية في إحدى المدارس الخاصة , وكم كانت تجربة مفيدة أرى ثمارها إلى يومنا هذا حين أصبحت أما أعلم أبنائي القرآن.
وبالنسبة للمشاهد التمثيلية التي تساعد في ايصال معاني الآيات للطفل. فأنا أرى ـ من وجهة نظري ـ أن الطفل الذي كان فيما مضى في الصف الأول والثاني ابتدائي غير قادر على أن يستوعب المشهد التمثيلي كما أشارت الأخت الفاضلة طالبة المغفرة أصبح الآن ومنذ المرحلة التمهيدية على استعداد ليتفهم أن ما يراه أمامه إنما هو تمثيل خاصة إذا نبه إلى ذلك. ففي خضم هذا العرض الهائل من القنوات الإعلامية التي وإن خلا منها بيت هذا الطفل فهو يراها في بيوت أقاربه وجيرانه. لابد أن يعجّل ذلك باستيعابه المبكر جدا (وربما قبل الرابعة من عمره) أن بعض المشاهد التي يراها في التلفاز: إنما هي ممثلة وليست حقيقية لنتعلم منها شيئا ما.
ومن واقع تجربتي وجدت أن بعض الآيات يصعب إيصال معناها للطفل بشكل كاف , وذلك خوفا من فهم الطفل لها فهما خاطئا , فتؤثر سلبا على نفسيته وبعض سلوكياته. فمتابعتك للصورة التي فهمها كل طفل عن الآيات التي تتحدث عن: الموت أو القبر أو الحساب , لتقومي بتصويبها والحصول على أثر ايجابي من فهمه لها قد يكون أمرا صعبا.
وأضرب مثالا على ذلك مطلع سورة التكاثر , فقد كنتُ حين أسهب بحماس في ضرب أمثلة مصورة أو ممثلة للآية الأولى فإني أكتفي بقراءة الآية الثانية دون إسهاب , وكذلك ما بعدها من آيات الوعيد. وجسدي يقشعر من قوتها علينا نحن الكبار , فكيف بتلك العقول البريئة. وقد وجدتُ أن لمجرد قراءتي للآيات بتأثر واضح دون الكثير من الشرح لهي رسالة كافية يتلقاها الطفل بشيء من الاحترام , ولعله وإن لم يستوعب فهمها فقد لا ينسى صورة معلمته ـ التي ألفها مبتهجة ـ حين حزنت لقراءة هذه الآيات , ثم رفعت يديها تدعوا الله أن يجمعنا وكل أصحابنا ووالدينا وأحبتنا في الجنة , وألا يجعل النار مثوانا.
أرجو لك وللجميع المزيد من التوفيق , وأنا أشجعك وأشجع كل من يحاول إضفاء التشويق والحركة على حصص القرآن التي قد تدعو الطفل ـ في هذا السن بالذات ـ إلى الملل بسبب ميلها إلى الرتابة , لننشأ جيلا محبا للقرآن.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[07 Dec 2010, 02:45 م]ـ
اعملي له ترجمة فلعلك تستفيدين منه كثيراً
لعلي أفعل .. بارك الله فيك ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[07 Dec 2010, 02:47 م]ـ
الأخوة والأخوات الأفاضل ......
لكم مني التحية على هذا الحرص الذي لمسته منكم على تدريس القرآن الكريم للمرحلة التمهيدية بطرق جذابة , تبقى في ذهن الطفل وتؤثر فيه وفي سلوكياته.
وأسعدني ما لمسته منك أختي إشراقة من كبير حرص على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد كانت لي منذ عشر سنوات تقريبا تجربة جيدة في تدريس القرآن للمرحلة التمهيدية في إحدى المدارس الخاصة , وكم كانت تجربة مفيدة أرى ثمارها إلى يومنا هذا حين أصبحت أما أعلم أبنائي القرآن.
وبالنسبة للمشاهد التمثيلية التي تساعد في ايصال معاني الآيات للطفل. فأنا أرى ـ من وجهة نظري ـ أن الطفل الذي كان فيما مضى في الصف الأول والثاني ابتدائي غير قادر على أن يستوعب المشهد التمثيلي كما أشارت الأخت الفاضلة طالبة المغفرة أصبح الآن ومنذ المرحلة التمهيدية على استعداد ليتفهم أن ما يراه أمامه إنما هو تمثيل خاصة إذا نبه إلى ذلك. ففي خضم هذا العرض الهائل من القنوات الإعلامية التي وإن خلا منها بيت هذا الطفل فهو يراها في بيوت أقاربه وجيرانه. لابد أن يعجّل ذلك باستيعابه المبكر جدا (وربما قبل الرابعة من عمره) أن بعض المشاهد التي يراها في التلفاز: إنما هي ممثلة وليست حقيقية لنتعلم منها شيئا ما.
ومن واقع تجربتي وجدت أن بعض الآيات يصعب إيصال معناها للطفل بشكل كاف , وذلك خوفا من فهم الطفل لها فهما خاطئا , فتؤثر سلبا على نفسيته وبعض سلوكياته. فمتابعتك للصورة التي فهمها كل طفل عن الآيات التي تتحدث عن: الموت أو القبر أو الحساب , لتقومي بتصويبها والحصول على أثر ايجابي من فهمه لها قد يكون أمرا صعبا.
وأضرب مثالا على ذلك مطلع سورة التكاثر , فقد كنتُ حين أسهب بحماس في ضرب أمثلة مصورة أو ممثلة للآية الأولى فإني أكتفي بقراءة الآية الثانية دون إسهاب , وكذلك ما بعدها من آيات الوعيد. وجسدي يقشعر من قوتها علينا نحن الكبار , فكيف بتلك العقول البريئة. وقد وجدتُ أن لمجرد قراءتي للآيات بتأثر واضح دون الكثير من الشرح لهي رسالة كافية يتلقاها الطفل بشيء من الاحترام , ولعله وإن لم يستوعب فهمها فقد لا ينسى صورة معلمته ـ التي ألفها مبتهجة ـ حين حزنت لقراءة هذه الآيات , ثم رفعت يديها تدعوا الله أن يجمعنا وكل أصحابنا ووالدينا وأحبتنا في الجنة , وألا يجعل النار مثوانا.
أرجو لك وللجميع المزيد من التوفيق , وأنا أشجعك وأشجع كل من يحاول إضفاء التشويق والحركة على حصص القرآن التي قد تدعو الطفل ـ في هذا السن بالذات ـ إلى الملل بسبب ميلها إلى الرتابة , لننشأ جيلا محبا للقرآن.
بارك الله فيك أخيتي الحبيبة .. ولعلك تكتبي لنا تجربتك مع تدريس تمهيدي القرآن لنستفيد منها .. جزاك الله الجنة ووالديك وأبنائك ومن تعزين ...(/)
نبي الله يوسف -عليه السلام- وامرأة العزيز
ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:56 ص]ـ
نبي الله يوسف -عليه السلام- وامرأة العزيز
وشطحات "الهمّ" عند بعض المفسرين والدعاة المعاصرين
بقلم: أحمد أبو زيد
n n n
زلت أقلام بعض المفسرين للقرآن الكريم، أو من دسوا على تفاسيرهم، وكذا ألسنة بعض الدعاة الذين انساقوا وراء هؤلاء المفسرين عند حديثهم عن موقف يوسف من امرأة العزيز عندما غلّقت الأبواب وهامت به حبا وعشقا وراودته عن نفسه.
فقد زعموا أن يوسف عليه السلام قد همّ بمقارفة الفاحشة، وشحنت بعض كتب التفاسير بكثير من الروايات الإسرائيلية الواهية، بل المنكرة الباطلة في تفسير الهم والبرهان، وأقحموا أسماء عدد من الصحابة الكرام في رواية هذه الأقاويل، ومنهم عبد الله بن عباس، حتى زعم بعضهم أن يوسف حلّ رباط السروال، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته، ثم رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على إصبعه، فقام عنها وتركها خجلا من أبيه، إلى غير ذلك من أقوال واهية لا تليق بسمعة الأنبياء ولا بعصمتهم، علاوة على أنها تخالف نصوص القرآن الكريم الصريحة التي تبرئ ساحة يوسف عليه السلام من الزلل، وتثبت عصمته كنبي وتشهد لعفته وابتعاده عن الفاحشة على لسان من اتهموه بذلك، كامرأة العزيز ونسوة المدينة الذين شاركوها في مراودته عن نفسه بعد أن رأين ما هو عليه من الجمال والبهاء والجلال.
ونحن لا ندري كيف دخلت تلك الروايات المنكرة إلى بعض كتب التفاسير، وتقبلها من حققوا هذه الكتب وطبعوها ونشروها بقبول حسن، وكلها – كما يقول العلامة أبو السعود – خرافات وأباطيل تمجها الآذان، وتردها العقول والأذهان؟!
وكيف غاب عن أولائك المفسرين أو من حققوا تفاسيرهم من العلماء – كما يقول محمد علي الصابوني في صفوة التفاسير – أن "يوسف الصديق" نبي كريم، ابن نبي كريم، وأن العصمة من صفات الأنبياء، وأن الزنى جريمة من أبشع الجرائم فكيف يرتكبها نبي من الأنبياء المكرمين. (1)
ــــــــــــــ
(1) محمد علي الصابوني - صفوة التفاسير – تفسير سورة يوسف – دار الرشيد – حلب – سوريا – بدون تاريخ
ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:00 ص]ـ
n شطحات المفسرين
أما الشطحات حول تفسير "الهمّ"، والتي نعدها من الاسرائيليلت المدسوسة في التفاسير، والتي لا تليق بشرف الأنبياء ولا بعصمتهم من السوء، فقد وردت في أكثر من تفسير، ففي تفسير الطبري وردت على عدة روايات منها: (1)
ما رواه ابن وكيع عن عمرو بن محمد عن السدي: "ولقد همت به وهم بها" يوسف/ 24، قال: قالت له: يا يوسف ما أحسن شعرك! قال: هو أول ما ينتثر من جسدي. قالت: يا يوسف ما أحسن وجهك! قال: هو للتراب يأكله، فلم تزل حتى أطمعته، فهمت به وهم بها، فدخلا البيت، وغلقت الأبواب، وذهب ليحل سراويله، فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت قد عض على إصبعه يقول: يا يوسف تواقعها! فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق، ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع إلى الأرض لا يستطع أن يدفع عن نفسه، ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه، ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، فربط سراويله، وذهب ليخرج، فأدركته، فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه، فخرقته حتى أخرجته منه، وسقط وطرحه يوسف، واشتد نحو الباب".
ومن هذه الروايات ما رواه ابن حميد عن ابن إسحاق، قال: أكبت عليه - يعني المرأة - تطمعه مرة وتخيفه أخرى، وتدعوه إلى لذة من حاجة الرجال في جمالها وحسنها وملكها، وهو شاب مستقبل يجد من شبق الرجال ما يجد الرجل، حتى رق لها مما يرى من كلفها به، ولم يتخوف منها حتى هم بها وهمت به، حتى خلوا في بعض بيوته".
ثم يقول الطبري: ومعنى الهم بالشيء في كلام العرب: حديث المرء نفسه بمواقعته، ما لم يواقع. فأما ما كان من هم يوسف بالمرأة وهمها به، فإن أهل العلم قالوا في ذلك عدة روايات منها: (2)
حدثنا أبو كريب وسفيان بن وكيع، وسهل بن موسى الرازي، قالوا عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال: حل الهميان، وجلس منها مجلس الخائن.
وعن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: سألت ابن عباس: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: استلقت له، وجلس بين رجليها. وروى يحيى بن يمان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة: "ولقد همت به وهم بها" قال: استلقت له، وحل ثيابه. وعن ابن جريج أيضا، عن ابن أبي مليكة، قال: سألت ابن عباس ما بلغ من هم يوسف؟ قال: استلقت على قفاها، وقعد بين رجليها لينزع ثيابه. وعن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير وعكرمة، قالا: حل السراويل، وجلس منها مجلس الخائن.
ثم يقول الطبري في تفسيره: فإن قال قائل: وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا وهو لله نبي؟ قيل: إن أهل العلم اختلفوا في ذلك، فقال بعضهم: كان من ابتلي من الأنبياء بخطيئة، فإنما ابتلاه الله بها ليكون من الله عز وجل على وجل إذا ذكرها، فيجد في طاعته إشفاقا منها، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته. وقال آخرون: بل ابتلاهم الله بذلك ليعرفهم موضع نعمته عليهم، بصفحه عنهم وتركه عقوبته عليه في الآخرة. وقال فريق ثالث: بل ابتلاهم بذلك ليجعلهم أئمة لأهل الذنوب في رجاء رحمة الله، وترك الإياس من عفوه عنهم إذا تابوا.
_____
(1) تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف – موسوعة القرآن الكريم الإلكترونية – شركة الحادي للتكنولوجيا – القاهرة 2001م
(2) المرجع السابق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:04 ص]ـ
nهمّ الضرب
ويقول الطبري: وأما الآخرون ممن خالف أقوال السلف وتأولوا القرآن بآرائهم، فأنهم قالوا في ذلك أقوالا مختلفة، فقال بعضهم: ولقد همّت المرأة بيوسف، وهمّ بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به وما أرادته له من المكروه، لولا أن يوسف رأى برهان ربه، وكفه ذلك عما همّ به من أذاها، لا أنها ارتدعت من قبل نفسها. قالوا: والشاهد على صحة ذلك قوله: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" قالوا: فالسوء: هو ما كان همّ به من أذاها، وهو غير الفحشاء.
وقال بعضهم: معنى الكلام، ولقد همت به فتناهى الخبر عنها، ثم ابتدئ الخبر عن يوسف، فقيل: وهمّ بها يوسف، لولا أن رأى برهان ربه. كأنهم وجهوا معنى الكلام إلى أن يوسف لم يهم بها، وأن الله إنما أخبر أن يوسف لولا رؤيته برهان ربه لهمّ بها، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها، كما قيل: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " النساء / 83
ويفسد هذين القولين – والكلام للطبري - أن العرب لا تقدم جواب "لولا" قبلها، لا تقول: لقد قمت لولا زيد، وهي تريد: لولا زيد لقد قمت.
وقال فريق آخر: بل قد همت المرأة بيوسف وهم يوسف بالمرأة، غير أن همهما كان تمثيلا منهما بين الفعل والترك، لا عزما ولا إرادة؛ قالوا: ولا حرج في حديث النفس ولا في ذكر القلب إذا لم يكن معهما عزم ولا فعل.
ويخلص الطبري في تفسيره لآية الهم، فيقول: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه، لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من آيات الله، زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة. وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب، وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى، والإيمان به، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه. (1)
وهذا البرهان غير مذكور في القرآن، فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن زليخا قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب، فقال: ما تصنعين؟ قالت: أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة، فقال يوسف: أنا أولى أن أستحي من الله؛ وهذا أحسن ما قيل فيه كما يذكر القرطبي في تفسيره.
وفي تفسير الجلالين ورد حول تفسير آية الهم " ولقد همَّت به " قصدت منه الجماع " وهم بها " قصد ذلك" لولا أن رأى برهان ربه " قال ابن عباس مَثُلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله. (2)
ــــــــــــــ
(1) المرجع السابق
(2) تفسير الجلالين - تفسير سورة يوسف – موسوعة القرآن الكريم الإلكترونية – شركة الحادي للتكنولوجيا – القاهرة 2001م.
ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:08 ص]ـ
nخطرات النفس
ويقول ابن كثير في تفسيره لآية الهمّ: اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام، وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وطائفة من السلف في ذلك ما رواه ابن جرير وغيره بأن المراد بهمه بها خطرات حديث النفس، وقيل همّ بضربها، وقيل تمناها زوجة، وقيل هم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي فلم يهم بها، وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضا فعن ابن عباس وسعيد ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة وأبي صالح والضحاك ومحمد بن إسحاق وغيرهم رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على إصبعه بفمه، وقيل عنه في رواية فضرب في صدر يوسف، وروي عن ابن عباس أنه رأى خيال الملك يعني سيده، وكذا قال محمد بن إسحاق فيما حكاه عن بعضهم إنما هو خيال قطفير سيده حين دنا من الباب. (1)
n أقوال القرطبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره لآية الهمّ: اختلف العلماء في همه، ولا خلاف أن همها كان المعصية، وأما يوسف فهم بها، ولكن لما رأى البرهان ما هم، وهذا لوجوب العصمة للأنبياء، قال الله تعالى: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" يوسف/ 24، فإذا في الكلام تقديم وتأخير، أي لولا أن رأى برهان ربه هم بها. قال أبو حاتم: كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة فلما أتيت على قوله: "ولقد همت به وهم بها" الآية، قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير، كأنه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وقال أحمد بن يحيى: أي همت زليخاء بالمعصية وكانت مصرة، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به، فبين الهمتين فرق، ذكر هذين القولين الهروي في كتابه.
فهذا كله حديث نفس من غير عزم. وقيل: هم بها تمنى زوجيتها. وقيل: هم بها أي بضربها ودفعها عن نفسه، والبرهان كفه عن الضرب، إذ لو ضربها لأوهم أنه قصدها بالحرام فامتنعت فضربها. (2)
ثم يقول القرطبي: وقيل: إن هم يوسف كان معصية، وأنه جلس منها مجلس الرجل من امرأته، وإلى هذا القول ذهب معظم المفسرين وعامتهم، فيما ذكره القشيري أبو نصر، وابن الأنباري والنحاس والماوردي وغيرهم، قال ابن عباس: حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن، وعنه: استلقت، على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه. وقال سعيد بن جبير: أطلق تكة سراويله. وقال مجاهد: حل السراويل حتى بلغ الأليتين، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته. قال ابن عباس: ولما قال: " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " قال له جبريل: ولا حين هممت بها يا يوسف؟! فقال عند ذلك: "وما أبرئ نفسي". (3)
n توبة المذنبين
وقال ابن عطية: روي هذا القول عن ابن عباس وجماعة من السلف، وقالوا: الحكمة في ذلك أن يكون مثلا للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع إلى، عفو الله تعالى كما رجعت ممن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخاء وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو ذلك، وهي قد استلقت له.
وقال القشيري أبو نصر: وقال قوم جرى من يوسف هم، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل؛ وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد، وتناول الطعام اللذيذ، فإذا لم يأكل ولم يشرب، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس، والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزما مصمما. (4)
nجواز الهم دون الفعل
ثم يقول القرطبي: وهذا قول حسن، وممن قال به ابن عطية حيث يقول: الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبيا في وقت هذه النازلة لم يصح، ولو تظاهرت به رواية؛ وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكما وعلما، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة؛ وإن فرضناه نبيا في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه؛ لأن العصمة مع النبوة.
وقوله تعالى: "وأوحينا إليه" يدل على أنه كان نبيا على ما ذكرناه، وهو قول جماعة من العلماء؛ وإذا كان نبيا فلم يبق إلا أن يكون الهم الذي هم به ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر؛ وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه؛ ويكون قوله: "وما أبرئ نفسي" - إن كان من قول يوسف - أي من هذا الهم، أو يكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف، لمخالفة النفس. (5)
ــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير ابن كثير – المجلد الثاني – تفسير سورة يوسف – مكتبة دار التراث – القاهرة – بدون تاريخ
(2) تفسير القرطبي - تفسير سورة يوسف – موسوعة القرآن الكريم الإلكترونية – شركة الحادي للتكنولوجيا – القاهرة 2001م.
(3) المرجع السابق
(4) المرجع السابق
(5) المرجع السابق
ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:14 ص]ـ
nشبهات مردودة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال استعراضنا لأقوال المفسرين حول آية "الهمّ" نرى ما فيها من تجاوزات لا تليق في حق نبي معصوم من أنبياء الله، وأن هؤلاء المفسرين أو من دسوا عليهم في تفاسيرهم، ومن ساروا على نهجهم من الدعاة المعاصرين، قد غاب عن أذهانهم التحليل الدقيق لسياق القصة الواردة في القرآن، بدءا من المراودة وحتى شهادة امرأة العزيز والنسوة وتبرئة ساحة يوسف أمام الملك وخروجه من السجن وتربعه على عرش مصر كوزير للمالية.
فالسياق يؤكد أن يوسف عليه السلام كان ثابتا في موقفه من البداية، السوء والفحشاء تحاولان الاقتراب منه وهو يستعصم بربه ويبتعد، ثم يهرب من امرأة العزيز مستبقا الباب بعد أن عزمت على أن تجبره بالقسر والإكراه، فهي تتسابق معه لترده الى نفسها، وهو يهرب منها، ثم يشهد له الغلام الصغير قريب امرأة العزيز، ولو كان يوسف قد همّ بها همّ فاحشة، وجلس منها كما يجلس الرجل من امرأته - كما ذكر بعض المفسرين - لم الاستباق اذن؟ ولم قد القميص؟، وعندما يعلم النسوة ويشيع الخبر وتجمعهم امرأة العزيز وينبهرن برؤية يوسف ويراودنه عن نفسه، تعترف امرأة العزيز أمامهن بأنها هي التي راودته عن نفسه وأنه قد استعصم، ثم نجد ثبات موقفة واستعصامه بربه لدرجة أنة يفضل السجن على اقتراف الفاحشة.
nقوة الداعي وزوال المانع
ولا شك أن هذا الموقف الذي وضع فيه نبي الله يوسف كان ابتلاء كبيرا له، ولكنه نجح في الاختبار وواجه الابتلاء بإيمان قوي وعزيمة صلبة، رغم قوة الداعي وزوال المانع لارتكاب الفعل الذي دعي إليه وتهيأت له كل أسبابه، وفي ذلك يقول الأمام ابن القيم: (1)
"اخبر الله سبحانه وتعالي في القران الكريم عن عشق امرأة العزيز ليوسف وما راودته وكادته به، وأخبر عن الحال التي صار اليها يوسف بصبره وعفته وتقواه، مع أن الذي ابتلي به أمر لا يصبر عليه الا من صبّره الله، فان مواقعة الفعل بحسب قوة الداعي وزوال المانع، وكان الداعي هاهنا في غاية القوه وذلك من وجوه:
- إحداها ما ركبه الله سبحانه في طبع الرجل من ميله ألي المرأة، كما يميل العطشان الي الماء والجائع الي الطعام حتى أن كثيرا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء، وهذا لا يذم إذا صادف حلالا بل يحمد، كما في كتاب الزهد للامام احمد من حديث يوسف بن عطية الصفار عن ثابت البناني عن انس عن النبي – صلي الله عليه وسلم – "حبب إلى من دنياكم النساء والطيب اصبر عن الطعام والشراب ولا اصبر عنهن".
- الثاني: أن يوسف عليه السلام كان شابا، وشهوة الشاب وحدته أقوى.
- الثالث: أنه كان عزبا ليس له زوجة ولا سرية تكسر قوة الشهوة.
- الرابع: أنه كان في بلاد غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطر ما لا يتأتى له في وطنه بين أهله ومعارفه.
- الخامس: أن المرأة كانت ذات منصب وجمال، بحيث أن كل واحد من هذين الأمرين يدعو الى مواقعتها.
- السادس: أنها غير ممتنعة ولا أبية، فان كثيرا من الناس يزيل رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها، لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها.
- السابع: أنها طلبت وأرادت وراودت وبذلت الجهد، فكفته مؤنة الطلب وذل الرغبة اليها، بل كانت هي الراغبة الذليلة، وهو العزيز المرغوب اليه.
- الثامن: أنه في دارها وتحت سلطانها وقهرها، بحيث يخشى ان لم يطاوعها من أذاها، فاجتمع داعي الرغبة والرهبة.
- التاسع: أنه لا يخشى أن تنم عليه هي ولا أحد من جهتها، فإنها هي الطالبة الراغبة، وقد غلقت الأبواب وغيبت الرقباء.
- العاشر: أنه كان في الظاهر مملوكا لها في الدار، بحيث يدخل ويخرج ويحضر معها، ولا ينكر عليه، وكان الأنس سابقا على الطلب، وهو من أقوى الدواعي، كما قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب: ما حملك على الزنى؟ قالت: قرب الوساد وطول السرار، تعني قرب وساد الرجل من وسادتها، وطول السرار بينهما.
- الحادي عشر: أنها استعانت عليه بأئمة المكر والاحتيال، فأرته اياهن وشكت حالها اليهن لتستعين بهن عليه، فاستعان هو بالله عليهن، فقال "والا تصرف عني كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين" يوسف / 33.
- الثاني عشر: أنها توعدته بالسجن والصغار، وهذا نوع إكراه، إذ هو تهديد من يغلب على الظن ووقوع ما هدد به، فيجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضيق السجن والصغار.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الثالث عشر: أن الزوج لم يظهر من الغيرة والنخوة ما يفرق به بينهما ويبعد كلا منهما عن صاحبه، بل كان غاية ما قابلها به أن قال ليوسف: "أعرض عن هذا " وللمرأة: "استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين" وشدة الغيرة للرجل من أقوى الموانع، وهذا لم يظهر منه غيرة.
ومع هذه الدواعي كلها آثر يوسف عليه السلام مرضاة الله وخوفه، وحمله حبه لله على أن اختار السجن على الزنى " قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه " يوسف /33، وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه، وأن ربه تعالى إن لم يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا إليهن بطبعه، وكان من الجاهلين، وهذا من كمال معرفته بربه ونفسه.
nعشرة أدلة قرآنية
ورغم هذا الكلام الطيب من الإمام ابن القيم والوجوه التي أوردها، مبينا صلابة موقف نبي الله يوسف وابتعاده عن الفاحشة رغم قوة الدافع وزوال الموانع، فنحن نسوق هنا عشرة أدلة من القرآن الكريم تدل على عصمة يوسف – عليه السلام – وأن همه لم يكن همّ فاحشة، وهذه الأدلة هي:
1 - امتناعه الشديد ووقوفه أمام امرأة العزيز بكل صلابة وعزم "قال معاذ الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون"يوسف/23
2 - فراره منها بعد أن غلقت الأبواب وشددت عليه الحصار "واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر"يوسف/25
3 - إيثاره السجن على الفاحشة "قال رب السجن أحب إلىّ مما يدعونني إليه" يوسف/33
4 - شهادة الطفل الذي أنطقه الله وهو في المهد بالحجة الدامغة "وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين" يوسف/26و27.
5 - ثناء الله تعالى على يوسف في مواطن كثيرة "انه من عبادنا المخلصين" يوسف/24، " ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين" يوسف/22، فهل يكون مخلصا لله من همّ بفاحشة الزنى.
6 - اعتراف امرأة العزيز ببراءته وعفته أمام نسوة المدينة "ولقد راودته عن نفسه فاستعصم" يوسف/32.
7 - استغاثته بربه لينجيه من كيد النساء "فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم" يوسف/34
8 - ظهور الإمارات الواضحة والبراهين الساطعة على براءته، وإدخاله السجن لدفع مقالة الناس "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين" يوسف/35
9 - عدم قبوله الخروج من السجن حتى تبرأ ساحته من التهمة "ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن، إن ربي بكيدهن عليم" يوسف/50.
10 - الاعتراف الصريح من امرأة العزيز ومن النسوة أمام الملك ببراءته: " قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه، قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء، قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين" يوسف/51
n همّ الضرب
وأمام هذه الأدلة الدامغة من القرآن الكريم والتي تبرئ ساحة نبي الله يوسف، فاننا نميل إلى ما ذكره بعض المفسرين من أن الهمّ من يوسف لم يكن همّ فاحشة، ولكن عندما استعصى عليها واعتصم بربه، وهي السيدة الجليلة المترفة وهو العبد الآبق الذي يرفض أوامر سيدته، همت به ضربا لترغمه على الفاحشة، وهمّ بها دفاعا عن نفسه ودفعا لها، ويؤكد هذا المعنى استباقهما الباب وما حدث من تمزيق قميصه، حيث كانت تجذبه إليها، وهو يهرب منها، كما يؤكده السياق القرآني "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" وهو ما يعني ثبات موقف يوسف، وأن السوء والفحشاء كانا يقتربان منه، وهو يبتعد، فلم يقل القرآن الكريم "كذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء".
ويشهد ليوسف إبليس نفسه، فقد استثنى من الغواية المخلصين، "فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين" ص / 82 و83، ويوسف بشهادة القرآن كان من عباد الله المخلصين "انه من عبادنا المخلصين"، فلا سلطان لإبليس على يوسف حتى يهمّ بالفاحشة.
أحمد أبو زيد
كاتب وباحث إسلامي
وصحفى مصرى
a_abozied@hotmail.com
_____
(1) الامام ابن القيم الجوزية – الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي – تحقيق محب الدين الخطيب – الطبعة الرابعة – دار صلاح الدين – القاهرة 1407هـ – 1987م
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:32 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا البحث
المسألة تكلم فيها كثير من العلماء والمشايخ
ومازال الهم غير مفهوم
إن يوسف لم يكن نبيا عندما دعته امرأة العزيز؛ والقول بعصمة الأنبياء قبل البعثة مبحث طويل؛
كذلك فإنه لم يصبح من المخلصين إلا بعد هذه الواقعة كنتيجة لتعففه؛ الآية السابقة قالت إنه من المحسنين " وكذلك نجزى المحسنين " فلما نجح فى هذا الامتحان صار من المخلصين.وكان صديقا وهو فى السجن " يوسف أيها الصديق أفتنا .. " والنبوة بعد ذلك بكثير
نعم إن تصوير الحدث فى بعض الروايات تصوير فج ومقزز ولكن هذا لايمنع أن الهم حدث ولو كان أقل الهم كلمسة أو ماشابه .... ونقول أن الهم بالملامسة لايقدح فى يوسف فى شيء؟
ويؤكد هذا المعنى استباقهما الباب وما حدث من تمزيق قميصه، حيث كانت تجذبه إليها، وهو يهرب منها، كما يؤكده السياق القرآني "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" وهو ما يعني ثبات موقف يوسف، وأن السوء والفحشاء كانا يقتربان منه، وهو يبتعد، فلم يقل القرآن الكريم "كذلك لنصرفه عن السوء والفحشاء".
كيف كان ماحدث صارفا للفحشاء؟
لقد طاردته النسوة ودعوه أن يطيع سيدته ودعوه لأنفسهن " قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه "
إن قوله تعالى "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" لا يفيد صرف الفحشاء بمنع أسبابها ... بل صرفها كان بعرضها عليه أولا وتقع فى نفسه ثم يتعفف عنها بارادته .. فيتحصن منها ... كالتحصين بالتطعيم ضد الميكروبات؛
أنا أفهمها كمن تعفف عن قبول رشوة بمليون جنيه فلن يقبل رشوة بعشرة جنيهات أو بمئة ألف بعد ذلك؛ فيوسف الصديق رفض هذا العرض بكل مغرياته فلن يقبل أو يفكر في الأمر مرة أخرى
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[29 Aug 2010, 12:12 ص]ـ
بقي أيضا القول بنفي الهم أصلا؛ وأن في الكلام تقديما وتأخيرا له نظيره في القرآن الكريم.
والقائلون بهذا القول يقولون إن أصل الكلام: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها لكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها أصلا.
والحقيقة أنه لا يستقيم مع سياق القصة سوى هذين القولين:
أ - القول بنفي الهم أصلا.
ب - القول بأنه كان هم لمس أو ما شابه مع نفي النبوة عن يوسف حين وقوع القصة.
والله تعالى أعلم.(/)
سقط في تحقيق: السلامة لتفسير ابن كثير .. موجود في طبعة اولاد الشيخ
ـ[الراية]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:08 ص]ـ
في تفسير سورة المائدة الآيات96 - 99
حيث أن آخر ما جاء في تحقيق سامي السلامة
هو مارواه مالك -بسنده-:رايت عثمان بن عفان بالعرج وهو محرم في يوم صائف قد غطى وجهه بقطيفة ارجوان ... الخ.
واشار المحقق في الهامش بان ابن كثير لم يتعرض لتفسير بقية الآيات كما في جميع النسخ المخطوطة، ولعل
ذلك – والله اعلم- لانه قد تطرق الى تفسير معانيها في متشابهها في سورة البقرة.
المجلد الثاني الجزء الثالث صفحة 203 هامش 2
دار طيبة للنشر / الاصدار الثاني الطبعة الاولى 1422هـ - 2002م
وفي طبعة اولاد الشيخ 5/ 375 - 378
كلام ابن كثير على تفسير بقية الايات، واشار المحققون الى انها سقطت من بعض النسخ.
والله اعلم
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[28 Aug 2010, 06:32 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل وحبذا لو أنزلتم الزيادة ليتم تدارس الأعضاء في صحة نسبتها إلى الحافظ ابن كثير رحمه الله من عدمه، ولأجل أن ننقلها إلى نسخنا عند ثبوتها.
ـ[الراية]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:37 م]ـ
تفضل ..
http://www10.0zz0.com/2010/08/28/11/365235055.jpg
http://www10.0zz0.com/2010/08/28/11/670627047.jpg
http://www10.0zz0.com/2010/08/28/11/836971474.jpg
http://www10.0zz0.com/2010/08/28/11/944036520.jpg
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[29 Aug 2010, 04:32 ص]ـ
نقل موفق ومتابعة جيدة للطبعات
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:08 م]ـ
الأسلوب ليس أسلوب ابن كثير ـ رحمه الله ـ والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[30 Aug 2010, 05:33 ص]ـ
في الطبعة بتحقيق د. محمد بن إبراهيم البنا أورد نفسير هذا المقطع من سورة المائدة ..(/)
(فقبضت قبضة من أثر الرسول) من يشرح لنا المراد من مشايخنا الكرام
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:03 ص]ـ
فى سورة طه وفى حوار للنبى موسى عليه السلام مع السامرى قال هذه العبارة فماذا يقصد بقبضه قبضه من اثر الرسول خاصة اننى قرأت لبعض المفسرين فلم اجد مايشفى الغليل فما هو فهم مشايخنا الكرام جزاهم الله عنا خيرا
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Aug 2010, 12:45 م]ـ
قبضتُ قبضة: ما أخذته من أثر الرسالة هو قليل، وهذا القليل نبذته، وهكذا سولت لي نفسي فافعل ما شئت.
من أثر الرسول: لم يقل من أثر رسالتك، وكأنه يقصد أن يقول من أثر من يقول (يزعم) إنه رسول، وهذا تمادي في إعلان رفضه لرسالة موسى عليه السلام.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:25 م]ـ
الفاضل سنان بارك الله فيك
كان مقصدى عما ذكره بعضهم انه اى السامرى قبض قبضة من اثر فرس جبريل الخ
وهذا ماعنيته بقولى فى التساؤل الاول (قرات لبعض المفسرين فلم اجد مايشفى الغليل)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[28 Aug 2010, 06:57 م]ـ
قبضتُ قبضة: ما أخذته من أثر الرسالة هو قليل، وهذا القليل نبذته، وهكذا سولت لي نفسي فافعل ما شئت.
من أثر الرسول: لم يقل من أثر رسالتك، وكأنه يقصد أن يقول من أثر من يقول (يزعم) إنه رسول، وهذا تمادي في إعلان رفضه لرسالة موسى عليه السلام.
جزاك الله خيرا أخي سنان ولكن
ما ذكرت من تفسير الآية هو من كلام أهل الإعتزال وليس من كلام أهل السنة في معنى الآية
أما عن معنى الآية
فهو فقبضت قبضة من أثر حافر فرس الرسول وهذا هو المشهور كما ذكره ابن كثير رحمه الله حيث ذكر أن جبريل عليه السلام نزل من السماء على فرس ليغري خيل فرعون ويدفعه لدخول البحر بعد انفلاقه إلا أنه قد يقال لا حاجة إلى تقدير محذوف وتكون الآية على ظاهرها والمعنى والله أعلم أن السامري قبض قبضة من أثر جبريل عليه السلام ويأتي ههنا سؤال كيف استطاع السامري رؤية جبريل ولم هو الوحيد الذي رآه؟ قد يجاب بأنه من تمام الفتنة والابتلاء وعن سبب اختيار السامري فقد يقال أيضا أن السامري كان من أهل النفاق فمكّن من الرؤية ليظهر كفره على الملأ والله أعلم
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[29 Aug 2010, 02:06 م]ـ
الأخ الكريم اليعربي:
لا يعدّ من كلام أهل العتزال إلا ما كان مستنداً إلى أصل من أصولهم. ولو رجعت إلى إمامهم الزمخشري لوجدته يقول بالقول الذي يذهب إليه من قال إن السامري قبض قبضة من أثر فرس جبريل عليه السلام.
ولو رجعت إلى تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور لوجدته يعتبر هذا القول من أثر القصاص، أي أنه لا يأخذ به ويعتبره قولاً دخيلاً على التفسير.
ما ذهبنا إليه من تفسير لا يحتاج إلى تقدير كما قلتَ، بل من زعم أن السامري أخذ من تراب مسه حافر الفرس هو الذي يُدخل إلى النص الكريم ما لا يحتمله؛ فكلمة نبذتها مثلاً لا تعني ألقيتها حتى يكون معها إهمال. فكيف يكون السامري قد أهمل وترك واستخدم, كل ذلك في آن واحد؟!(/)
قراءة في كتاب: المراحل الثمان لطالب فهم القرآن (مجلة البيان)
ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب:
المراحل الثمان لطالب فهم القرآن
أحمد رمضان مقرم النهدي ( rmdan402@hotmail.com)
ها هو كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القرآن، لمؤلفه د. عصام بن صالح العويد، (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام قسم السُّنة)، يصدر بأسلوب فريد، وعرض مبتكَر، وفوائد جمَّة، ومعلومات زاخرة، جمعت أبرز ما يمكن أن يقال عن فهم القرآن، مدعَّمة بتعليقات أصيلة للأئمة السابقين من الصحابة حتى زماننا هذا. ويقع الكتاب في 150 صفحة. وفي ما يلي عرض موجز لهذا الكتاب:
افتتح المؤلف كتابه بمقدمة وتمهيد ضافيين، سرد فيهما أوصافاً لكتاب الله - تعالى - وقارن بين مقولتين متفقتين في معناهما، على الرغم من القرون الفاصلة بينهما، وعلى الرغم من اختلاف أعراقهما؛ فالأُولَى للوليد بن المغيرة، والثانية لمستشرق فرنسي، إلا أنهما يجمع بينهما الشرك والإلحاد؛ وقد وصفا الأثر العجيب لكتاب الله في نفس السامع والقارئ.
ثم عرض الشيخ أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع كتاب الله - تعالى - وأنه ألَّف هذه الرسالة للصنف الثالث، وهم من لهم همة في فهم كتاب الله - تعالى - ولكنه يجد أنه لا زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم.
- ومن ضمن الأمور المهمة في المقدمة ثلاثة أسئلة:
1 - كيف فهم سلفنا هذا الكتاب المهيمن، وكيف كان حالهم بعد أن فهموه؟
2 - لِمَ نقرأ كتب التفسير ولا ندرك المعنى العظيم لآيات القرآن؟ و (لِمَ لا نستشعر إعجاز كلام الله حال قراءتنا له، مع يقيننا التام بأنه معجز؟).
3 - كيف يكون القرآن هادياً وفيصلاً بيننا في كل شؤوننا العقدية والتعبدية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية والذاتية ... ونحوها؟
أما التمهيد فعرض فيه أهمية معرفة اللسان العربي، وأن اللغة العربية تتكون من حروفِ معانٍ وحروفِ مبانٍ، وهو ما فصَّله في المرحلة الثالثة؛ وذلك أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين.
وأهم ما عرض له في التمهيد هو النتيجة والمحصلة لمراجعة هذه المراحل وإدامة النظر في كُتُبها، وهي أن الإنسان سيدرأ عن نفسه وصمتين:
1 - الاستهانة بكلام السلف في التفسير؛ لأنه سيدرك حينها أن العطب في فهمه لا في كلامهم.
2 - الفهم الناقص لكلامهم الذي اضطر بعضَ الناس ممن يعظم السلف أن يدافع دفاعاً ضعيفاً عن تفسيرهم، ولم يشعر أنه يدافع عن فهمه لا عن كلامهم.
وهذه لفتة ربما وقع فيها كثير من طلبة العلم دون أن يشعر، وعلَّتها - كما ذكر - عدم الإحاطة بكل ما قصدوه من المعاني.
عرض المراحل الثمان:
مما يلفت نظر القارئ للكتاب أن هذه المراحل ترتيبها حاسم وأَوْلوي، وليس اختيارياً، ولا يمكنك تجاوز مرحلة - إن أردت ترتيب ذهنك مع فهم كتاب الله - إلا بهذه المراحل:
المرحلة الأولى: الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة وأئمة التابعين:
وقد أفاض المؤلف فيها؛ كونها تأسيسية وتأصيلية، وهي أهم المهمات في فهم كتاب الله - تعالى - ويكفي لتبيان ذلك ما نقله في حاشية الكتاب عن الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرة له بعنوان: المنهجية في طلب العلم، وهي المنطلق للمراحل الباقية، وقد أعجبني فيها التدرج وترتيب الانتقالات حتى كأنك ترقى سلماً وأنت تقرأ، ولا سيما في نقولات السلف، كما هو منهج المؤلف في جميع الكتاب، ومن العناوين المهمة فيها:
- ما نُقِل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كله صحيح؟
- تفسير التابعين، متى ننتقل إليه؟ وكيف نتعامل مع ما لم يُنقَل عنهم؟
- فصل عن أنواع التفسير الثلاثة:
1 - ما جاء في فضائل الآيات والسور.
2 - ما ورد في أسباب النزول.
3 - التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة التابعين (التفسير المأثور).
وقد عرض التفسير بالمأثور عرضاً طيباً؛ حيث أكد على أهمية النظر في طرق روايته، وفهم درايته، وجعل آثار الرواية على نوعين، هما:
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الأول: آثار يراد بها إثبات عموم معناها لا دقائق ألفاظها، وما موقف المحدِّثين من هذه الآثار، وبيَّن ما الذي سيظهر للناظر في كتب التفسير بالأثر من منهجهم؛ حيث سيجد أموراً خمسة انتهجها المحدِّثون، وأهمها وأكثرها فائدة كما أرى هو الأمر الخامس.
والنوع الثاني: آثار في التفسير يراد الاحتجاج بها أو إثبات دقائق ألفاظها.
ثم انتقل إلى النظر في فهم الدراية، وتحته مسألتان كبيرتان:
الأُولَى: أهمية الإحاطة بأقوال السلف في الآية المفسَّرة. وفيها فصل عن: كيف نجمع بين أقوال السلف المختلفة في الآية؟
والثانية: مقارنة ما ورد عن السلف من التفسير بما جاء في كتب اللغة المصححة. ومن هذه المسألة يدلف القارئ إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية، ومقارنته بما جاء عن السلف، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصحيح للكلمة نفسها:
وفيها قَسَّم كلمات القرآن إلى ثلاث مراتب، والمرتبة الثالثة ستدخل ضمناً في الأُولَى، وأجاب فيها عن سؤال مهم، وهو: كيف يصل طالب فهم كتاب الله إلى معرفة دلالة الكلمة؟
والمرحلة الثالثة: معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات:
وفيها تطرَّق إلى معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات، وضمَّن المرحلة فوائد لطيفة عن (التضمين)، وما العلاقة بينه وبين حروف المعاني؟ وما موقف علماء اللغة منه؟ وما شروط استخلاصه؟
المرحلة الرابعة: معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها:
وأشار فيها إلى أثر الجُمَل على إدراك المعاني وكمالها، وفيه مبحثان:
- دلالة الجملة الاسمية والفعلية مع أمثلة شيقة نافعة، ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية في الحاشية.
- دلالة التقديم والتأخير في الجملة: ما فائدته؟ وماذا قال الجرجاني عنه؟ ثم سرد المواضع والأمثلة، وهذه المرحلة في نظري ممتعة جداً، يتلذذ القارئ بالتجوال فيها وفي أمثلتها.
المرحلة الخامسة: فَهْم دلالة السياق (السباق واللحاق):
حيث عرض نظرة تعريفية بها، ومَنْ هم العلماء الذين تكلموا عن أهميتها؟ وذكر نقلاً رائعاً للإمام ابن القيم في بدائع الفوائد عن آية التوبة رقم (24)، ثم عرض الأمثلة كما هو منهجه في كل مرحلة.
المرحلة السادسة: الإحاطة بالمقصود العام للسورة:
ما المقصود به؟ وهل هو منتشر عند السلف؟ ولماذا؟ وذكر خلاف المفسرين في موضوع السورة، وختمها بتنويهات لمن أراد أن يخوض هذا المسلك، وكيف يمكن أن نستخرج المقصود العام من السورة.
المرحلة السابعة: جَمْعُ الآيات الأخرى التي تنزلت في الموضوع نفسه من القرآن كله، ليكتمل المعنى المراد للآية:
حيث بيَّن التفسير الموضوعي؛ ما المقصود به؟ وذكر خمسة أمثلة رائعة جداً حول هذا الموضوع من أهوال يوم القيامة والجهاد ومراحله.
المرحلة الثامنة: العناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفاً وخَلَفاً مع القرآن، ثم الاستشهاد بها في محلها من التفسير:
وذكر أنها مع عظيم فائدتها إلا أنها من مُلَح التفسير لا من متينه، وهذا تنبيه مشعٌّ من أهل العلم، ولن يدركه القارئ مباشرة لو لم يذكره، وذكر فيها أمثلة عملية لتدبُّر القرآن عند السلف قديماً وحديثاً.
لفتات ختامية:
- لقد حوى الكتاب أمثلة كثيرة كنماذج للتدبر، وحوى كذلك أمثلة للتدريب الشخصي، ومن المفيد للقارئ أن يكون له وقت للتدريب الشخصي مع هذه المراحل حتى يشعر بالفائدة، ويكون تدبر القرآن عنده سليقة وله صورة أخرى أثناء قراءته؛ وهذا أمر - يعلم الله - أني شعرت به شخصياً وذهنياً، والحمد لله على توفيقه أولاً وآخراً، وجزى الله أستاذي وشيخي الفاضل مؤلف الكتاب على هذا العمل الجليل النافع حقاًَ، وأسأل الله - تعالى - أن يجعله ذخراً له يوم يلقاه، رافعاً لدرجاته، وشافعاً له ومبعداً عن النار، وأن يجعل عملي هذا من باب الدلالة على الخير ونشر العلم النافع.
اللهم أعنا على تدبُّر كتابك، وفهم معانيه، والعمل بها، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وممن تاجروا معه بتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار، فشفع القرآن لهم وأبعدهم عن النار بفضل الله ورحمته وكرمه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:46 ص]ـ
http://www.bahjaa.net//uploads/images/bahjaa.net14b7801c1e.jpg
اسم الكاتب: المراحل الثمان لطالب فهم القرآن
المؤلف: الدكتور / عصام بن صالح العويد
(عضو هئية التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
الناشر: مركز التدبر للاستشارات التربوية والتعليمية
الطبعة: الأولى 1430
عدد صفحات الكاتب: 153
الحجم: 6.88 ميجابايت
___________________________________________
التحميل:
( http://www.archive.org/details/Almra7el8)
حمّل من هنا .. رابط مباشر من موقع الأرشيف ( http://ia360700.us.archive.org/8/items/Almra7el8/pdf)
(http://www.archive.org/download/mtlfq/mtlfq.pdf)(/)
غلبت الروم .. هل لفارس ذكر في القرآن الكريم
ـ[حماد]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:44 م]ـ
{ال?ـم? ( javascript:Open_Menu()) } * { غُلِبَتِ ?لرُّومُ ( javascript:Open_Menu()) } * { فِي? أَدْنَى ?لأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( javascript:Open_Menu()) }
سبب نزول هذه الآية على - ما ذكره المفسرون:
أنه كان بين فارس والروم قتال، وكان المشركون يودّون أن تغلب فارس الروم، لأن أهل فارس كانوا مجوساً أميين، والمسلمون يودون غلبة الروم على فارس، لكونهم أهل كتاب، فالتقيا بأذرعات وبصرى، وهي أدنى الشام
فغلبت فارسٌ الروم، فبلغ ذلك المسلمين بمكة، فشقَّ عليهم، وفرح به كفار مكة، فخرج أبو بكر الصديق رض1 إلى الكفار، فقال: فرحتم بظهور إخوانكم فلا تفرحوا فوالله ليظهرنّ على فارس على ما أخبرنا بذلك نبينا، فقام إليه أُبيّ بن خلف الجمحي فقال: كذبت، فقال: أنت أكذب يا عدو الله، فقال: اجعل بيننا أجلاً أُناحِبُك عليه - والمناحبة: المراهنة - على عشر قلائص مني وعشر قلائص منك، فإن ظهرت الروم على فارس غرمتُ وإن ظهرت فارس غرمتَ، ففعلوا وجعلوا الأجل ثلاث سنين، فجاء أبو بكر إلى النبي صل1 فأخبره بذلك، وذلك قبل تحريم القمار، فقال النبي صل1: " ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بيني الثلاث إلى التسع، فزايِدْه في الخطر ومادَّه في الأجل "، فخرج أبو بكر رض1 ولقي أبيّاً، فقال: لعلك ندمت؟ قال: لا، فتعال أزايدك في الخطر وأمادّك في الأجل، فاجعلها مائة قلوص ومائة قلوص إلى تسع سنين، وقيل إلى سبع سنين، قال قد فعلت. فلما خشي أُبيّ بن خلف أن يخرج أبو بكر رض1 من مكة أتاه فلزمه، وقال: إني أخاف أن تخرج من مكة فأقِمْ لي كفيلاً، فكفل له ابنه عبد الله بن أبي بكر رض1، فلما أراد أُبيّ بن خلف أن يخرج إلى أُحد أتاه عبد الله بن أبي بكر فلزمه، فقال: لا والله لا أدعك حتى تعطيني كفيلاً، فأعطاه كفيلاً، ثم خرج إلى أُحد ثم رجع أُبيّ بن خلف فمات بمكة من جراحته التي جرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بارزه، وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين من مناحبتهم. وقيل: كان يوم بدر.
السؤال:
ما السر في عدم ذكر فارس على الرغم من أنهم المنتصرون في هذه الحرب؟
وهل ورد لهم ذكر في القرآن الكريم؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[29 Aug 2010, 02:23 م]ـ
الأخ الكريم حماد,
لم يرد ذكر للفرس في القرآن الكريم.
غالبية الفرس أسلمت بعد القادسية وفتح العراق وبلاد فارس, أما الروم فهم التحدي الحقيقي إلى يومنا هذا.
فسورة الروم ترهص بأن الروم الذين هزموا من قبل الفرس يوشك أن ينتصروا فيشكلون التحدي الحقيقي للمسلمين. فكأن الآيات الكريمة تلمح إلى تحول المسلمين إلى أفق دولي يكون الروم هم طرف الصراع بقوتهم وبعقيدتهم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:52 م]ـ
تخريج لطيف من الأخ سنان، ولعله يشهد له حديث النبي صلى الله عليه وسلم في تمزيق ملك فارس.
ـ[حماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:02 م]ـ
الشيخ سنان الأيوبي
الشيخ مساعد الطيار
بارك الله في علمكما وجزاكم الله خيرا
كنت أعزو السبب قبل أن تصوباني للحق أن عدم ذكر الله تعالى للفرس في كتابه راجعة لصفة الكبر التي اشتهر بها الفرس لا سيما مع جيرانهم العرب ..
والله تعالى يقول في كتابه:
" سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق "
وقال تعالى: " إنه لا يحب المستكبرين "(/)
لفتات مهمة في سورة الفاتحة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:44 م]ـ
لفتات مهمة في سورة الفاتحة
سورة الفاتحة من السور التي وقف عليها المفسرون كثيراً فمنهم من كان المقلّ المُدلّ، ومنهم من كان المكثر غير الممل. ومع ذلك فإن أحداً منهم لم يدعي الإحاطة لها ولا الكمال في شرحها، ولا سبرالإمعان في اسرارها.
وقد يروق لي اليوم أن أكتب في السهل المفيد مبتعداً ما استطعت عن التكلف الشديد المتقعر والبعيد العميق الوعر والطويل الممل الضجر , ولأن سورة الفاتحة لها ما لها من خصوصية فريدة وجدت أن أكتب ما أملاه عليّ قلبي من تنبيهات تزيد المصلي خشوعاً والمتأمل شعوراً والقاريء تدبراً والمتهجد شكوراً.
أسأل الله تعالى أن يجعل لنا ما نخطه من مداد في ميزان أعمالنا بوم نلقاه فيتعطر ما نسطره في أقلامنا إضافة الى ما قاله الأولون.فينتشر العبق ويزداد طيباً على طيب. والله المستعان وعليه التكلان.
سورة التوحيد
ركزت السورة الكريمة من أولها الى آخر آية فيها على مبدأ التوحيد بأنواعه الثلاث الالوهية والربوبية والأسماء والصفات. ولذلك فإن محور السورة الأساسي وهدفها الرئيس هو التوحيد وذلك بالمقارنة مع العقائد الفاسدة الأخرى. وقد ذكرت السورة أهم عقيدتين فاسدتين وهما عقيدة اليهود والنصارى وذلك من غير تسمية مباشرة. ولكن دلالات هاتيك العقيدتين قائم في أرجاء السورة كلها وذلك بالتحذير تارة وبالتنويه الذي يشير الى الدلالة تارة أخرى كقوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين).أي إياك نخص بالعبادة لا كما فعل اليهود الذين خصوا غيرك بها في عبادتهم للعجل. وإياك نستعين لا كما فعل النصارى الذين استعانوا بغيرك من البشر وأشركوا فيك عيسى ومريم عليهما السلام.
والناظر الى عقيدة اليهود والنصارى فإنه ينطبق عليهم القول بأن الله يخلق ويُعبد سواه، فالله خلق المشركين وعبدوا سواه، والله يرزق ويُشكر سواه، وهذا واقع واضح في عقيدتهم المنحرفة. "
وأيضاً فكما هي العبادة والاستعانة الخالصة لله فإنه يكون الحمد الخالص لله وحده. فإن الحمد لا يكون إلا لله وحده لا شريك له. والملكية لله وحده كما العبادة والإستعانة. إلا أن الهداية والاستقامة الحقة هي نتاج ذلك كله. وذلك في الابتعاد عن صور الضلال في العقائد الأخرى كعقيدة اليهود والنصارى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:45 م]ـ
الآية المحورية لسورة الفاتحة
ما من شك أن الآية المحورية لسورة الفاتحة هي (اهدنا الصراط المستقيم) وأخالف من قال أن (إياك نعبد وإياك نستعين) هي الآية المحورية. إذ ان الصراط المستقيم هو الذي يدل على العبادة الحقة وهو الذي يهذبها ويدلّ على حقائق الإستعانة من غير شرك ولا كفر ولا ضلال. ولا يمكن بأي حال أن تدل العبادة على الطريق القويم. فكم من عابد زاهد منقطع وهو في الحقيقة ضال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان. وكم من ديانة شاردة ضالة ودعاتها يدّعون أنها على الصراط المستقيم وأنها على الحق المبين وما هي إلا ضالة مضلة شط بها الطريق وحرمت من الصراط المستقيم الذي أنعم الله به على المؤمنين وخصهم به. وكما هو معلوم أيضاً أن مهمة الرسل الأولى هي قيادة الناس الى صراط الله المستقيم. وأنهم هم الذين يهدون الناس الى العبادة الصحيحة والمنهج الصحيح من خلال وحي الله تعالى وكتبه. ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي دلّ أمته على طريقة العبادة الحقة من صلاة وصيام وحج. فقال عليه الصلاة والسلام: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقال (خذوا عني مناسككم).
لماذا اليهود والنصارى
ورد في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن المغضوب عليهم هم اليهود. وأن الضالين هم النصارى. فعن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال: سألترسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم قال اليهود, قلت: الضالينقال: النصارى, وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرةالهمداني عن ابن مسعود, وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: غيرالمغضوب عليهم وهم اليهود ولا الضالين هم النصارى, وقال الضحاك وابن جريجعن ابن عباس: المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى,
فالمغضوب عليهم هم اليهود بشكل خاص لأنهم كفروا بآيات الله وقتلوا الأنبياء وحادوا عن طريق الحق وهم على علم به فجحدوه وحادوا عنه كبراً وعناداً. وقد أشار القرآن الكريم الى غضبه سبحانه وتعالى عليهم وذلك في قوله سبحانه:
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوايَعْتَدُونَ).
لقد غضب سبحانه على اليهود لأنهم كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام لأنه من غير قبيلتهم وجنسهم:
(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)
لقد غضب عليهم سبحانه لأنهم عبدوا الطاغوت:
(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)
لقد غضب على اليهود لأنهم عبدوا العجل بدلاً من عبادة من أكرمهم وهو سبحانه:
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)
أما الضالين فهم الذين تقاعسوا عن طلب الحق والهداية. الذين كفروا من النصارى بشكل خاص ومن اتبعهم من الناس وسار على منهاجهم بشكل عام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:48 م]ـ
ما فائدة أل التعريف في المغضوب عليهم والضالين.
سميت أل التعريف بهذا لأنها تدل على الأسم الذي تحمله. فالمعرّف بأل لا يمكن أن يكون مجهولاً غير معروف. ولذلك فقد أشارت الكلمتان الى عقيدتين معلومتين لدى المسلمين , وهاتين العقيدتين سيظلان في بقاء الى يوم القيامة. وعدائهما باق أيضاً الى يوم القيامة. والتعريف أيضاً بهذا السياق يدل على المنهج الجماعي الذي يحمله الاسم والذي تتبعه الجماعة. فمن الممكن أن يضِل الإنسان بشكل فردي ويصبح ضالاً أو يغضب الله تعالى عليه لفعل فعله على غير هدىً ولكنه سرعان ما يعود الى الله تعالى ويرتجع ويتوب ويستغفر من ذنبه فيقبله الله تعالى ويشرح صدره الى الإيمان من جديد. . ولذلك فإن المتأمل في هذين اللفظين يشتمّ منهما الرائحة الممنهجة في الغضب والضلال.إنه الغضب المنظم والضلال المؤصل، لا الغضب العابر ولا الضلال الآنيّ الذي ربما يتعرض له كل مسلم موحد.
دلالات أخرى لذكر المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة
ومن الدلالات الواضحة الثابتة في سبب ذكر الله تعالى لليهود والنصارى في سورة الفاتحة هو بقاء عدائهم للفئة المسلمة الى يوم القيامة. والناظر الآن الى الساحة الدولية الراهنة، فإنه يجد أن العدو الحقيقي للمسلمين هم اليهود والنصارى. رغم وجود ديانات أخرى ذات ثقل عددي واقتصادي على الأرض لا يستهان به مثل الديانة الهندوسية والديانة البوذية التي تقول بعض الإحصاءات أنها أكبر ديانة على وجه الأرض بعد النصرانية والإسلام. ومع ذلك فإننا لا نجد تلك العداوة الظاهرة بين البوذيين والمسلمين مما يدل أن الله تعالى ذكر لنا ما سوف نلاقيه من صنوف عذاب من أولئك اليهود والنصارى الذين أثخنوا قتلاً وشنّعوا فعلاً بأمة الأسلام.
ومما يدل على شناعة فعل النصارى واليهود الى يوم القيامة ذكرهم الكثير والمتأصل في القرآن الكريم بل واتفاقهم واجتماعهم على أذى المسلمين حتى لا تكاد سورة طويلة تخلو من ذكرهم وذكر مساويهم ومن ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51 وهذه الآية تبين بشكل واضح أنهم عدو مشترك الي يوم القيامة وأنهم أولياء مع بعضهم ضد ما هو اسلامي.
وقوله تعالى أيضاً:
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا)
وقال تعالى أيضاً (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 120 سوره البقره
فمن أصدق من الله قولاً وقد حكم أن قتالهم لنا قائم على دافع ردنا عن ديننا أي أنهم مستمرون بذلك إلى قيام الساعة، ورضاهم عنا وكفهم عن قتالنا لن يحصل إلا أن نتبع ملتهم،لامجال لأن يتحقق التوافق والرضى والقبول إلا بإن نترك ديننا وأن نتبعهم في ظلالهم
ومما صرحت به الأحاديث الصحيحة حول عداء اليهود والنصارى لنا كثيرة ومن ذلك:
عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله))
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة))؛ أخرجه مسلم في الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال (2944).
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:49 م]ـ
الفاتحة قسمة الله تعالى لعباده
سورة الفاتحة هي السورة التي سماها الله تعالى بالسبع المثاني، وورد ذكرها
في القرآن في قول الله تعالى:] وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [
قال أبو هريرة رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. رواه البخاري ومسلم.
إنها قسمة الله تعالى لنا. إنها عطية الله سبحانه للمؤمنين. ويا لها من عطية ويا لها من قسمة عادلة. في قرائتها يرتاح القلب وترقص الروح طرباً لأحرفها وكلماتها وسكناتها.
مهما قرأتم أيها المتدبرون فلن تملوا من قرائتها. انظروا كم مرة تكررون قرائتها كل يوم. انظروا كم مرة في المناسبات تقرأ وكم مرة في الصلوات تتلى وكم مرة يتدارسها الطلاب ويستقرأونها فيما بينهم. فهل شعر أحد بملل أو كلل وهي تتلى آناء الليل وأطراف النهار؟؟ ما هو السر الذي وضعه الله تعالى فيها حتى لا يُملّ ولا يُكلّ استقرائها؟ ما سر تعلّق الملايين في ديمومة تلاوتها وتدبر ما فيها من معانٍ راقية وتأملات سامية؟ اليس يعود ذلك لأنها من عطايا الله تعالى لنا؟ اليست لأنها هي بركة الله تعالى لنا وعطيته؟ يستشفي فيها السقيم ويسترقي فيها المسموم. ويخشع بتلاوتها المحب الحميم. ويتبرك بقرائتها المتدبر العليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:56 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
تحتاج كلمة صراط لمزيد مدارسة وأعرضها كالتالى:
كما أن اسم "الذين أنعمت عليهم" يتحقق فى بعض الناس فى أى زمان ومكان كالشهداء والصالحين
فإن المغضوب عليهم وكذلك الضالين قد يكونون فى أى زمان ومكان
ولكل مجموعة من هؤلاء صراط
ونحن نسأل الله أن يهدينا صراط الذين أنعم سبحانه عليهم
وهو غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين
فهل كل من دعا الله سيُحصل الهدى على الصراط الأول فيكون من الفئات المنعم عليهم؟
وهل لايوجد بين هذه الثلاث أصرطة أخرى؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:48 م]ـ
أشكرك أخي تيسير على هذا الموضوع القيم.
ولكني استشكلت في تدبري لهذه السورة الكريمة مسألة واحدة وهي:
أن الله تعالى ذكر صراط الذين أنعم عليهم، وصراط المغضوب عليهم، وصراط الضالين.
فأين صراط المنافقين؟ وخاصة أنهم من أكثر تلك الأمم في كل عصر ومصر.
الذي أعتقده في أول وهلة أن الله تعالى ذكر هنا الأمم الكبيرة الموجودة، وذكرها من حيث الجملة وهي:
أمة الإسلام، أمة اليهود، أمة الضالين.
فهل هناك توجيه آخر؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:49 م]ـ
أشكرك أخي تيسير على هذا الموضوع القيم.
ولكني استشكلت في تدبري لهذه السورة الكريمة مسألة واحدة وهي:
أن الله تعالى ذكر صراط الذين أنعم عليهم، وصراط المغضوب عليهم، وصراط الضالين.
فأين صراط المنافقين؟ وخاصة أنهم من أكثر تلك الأمم في كل عصر ومصر.
الذي أعتقده في أول وهلة أن الله تعالى ذكر هنا الأمم الكبيرة الموجودة، وذكرها من حيث الجملة وهي:
أمة الإسلام، أمة اليهود، أمة الضالين.
فهل هناك توجيه آخر؟
أخي الفاضل ابا عبد الله
سؤالك وجيه وهو تقريباً بنفس صيغة سؤال الدكتور مصطفى سعيد حفظه الله تعالى.
لقد أشار ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم الى بعض ما تشيرون اليه. فقد اكتفى القرآن العظيم بذكر أكبر وأعظم ضلالات الأرض اليهود والنصارى. ولكن ذلك لا يعني أنه ليس هناك أصرطة ضالة أخرى. فما أكثر الضلالات وما أكثر الأصرطة على وجه هذه الأرض. ولكن ذكر أهمها لا يعفي من وجود غيرها. فكلهم بعضهم أولياء بعض. وإن توجية الأستاذ ابراهيم أن ذكرهم جاء في الجملة وليس يفيد التخصيص في مكانه. فكم من ضال مغضوب عليه يؤله علياً ويتوسل بالحسن والحسين. وكم من ضال جاحد يعبد الفرج ويصلي الى البقرة ويقدس النار ويتمسح بالقبور ويظن أنها تضر وتنفع. نسأل الله تعالى العافية والتثبيت. وإن جال في خاطري شيء حول هذا الموضع فلي عودة إن شاء الله. وإن كان هناك إضافة للدكتور سعيد أو الأستاذ ابراهيم فنحن نسمعها بإجلال ولا نقدرها بمال. وبارك الله بكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:54 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
تحتاج كلمة صراط لمزيد مدارسة وأعرضها كالتالى:
كما أن اسم "الذين أنعمت عليهم" يتحقق فى بعض الناس فى أى زمان ومكان كالشهداء والصالحين
فإن المغضوب عليهم وكذلك الضالين قد يكونون فى أى زمان ومكان
ولكل مجموعة من هؤلاء صراط
ونحن نسأل الله أن يهدينا صراط الذين أنعم سبحانه عليهم
وهو غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين
فهل كل من دعا الله سيُحصل الهدى على الصراط الأول فيكون من الفئات المنعم عليهم؟
وهل لايوجد بين هذه الثلاث أصرطة أخرى؟
بارك الله بك دكتور على هذه الزيادة. والأصرطة يا دكتور كثيرة جداً. يكفي أن في المسلمين ما يزيد عن 72 فرقة كلهم في النار كما أخبر الحبيب المصطفى إلا واحدة وهي أمة الصراط المنعم عليهم. نسأل الله أن نكون منهم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Aug 2010, 09:42 م]ـ
استمعت ورأيت الحلقة الأولى من التفسير المباشر. حيث كان ضيف الحلقة د عويض. وقد أثير في تلك الحلقة موضوع الآية المحورية لسورة الفاتحة فاعتبرت (إياك نعبد وإياك نستعين) وقد كان لي تحفظ على ذلك مما جعلني أخصص لها عنواناً في هذه المشاركة. وقد أحببت أن تناقش هذه المسألة من خلال الأخوة الأفاضل المهتمين وخاصة الدكتور عبد الرحمن الشهري صاحب البرنامج. وبارك الله بكم وجعلنا وإياكم من أهل التدبر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:35 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم أخي تيسر ونفع بكم.
أرجو ألا يكون في صراحتي ما يغضبكم يا أستاذ تيسير، فقد عودتنا على الصراحة فيما تكتب وتنتقد وفقك الله في الملتقى.
قرأتُ ما تفضلتم به هنا جزاكم الله خيراً، وأراه يفتقر إلى التوثيق والعمق العلمي، حيث إن الكتابات حول سورة الفاتحة كثيرة جداً حتى لم يعد من السهل أمام الباحث المطلع الإتيان بجديد. ولم أجد جديداً فيما كتبتم وفقكم الله وإنما هو تكرار لما هو مشهور، ونحن في الملتقى نحرص على الكتابة العلمية المحررة الموثقة التي تدعو الباحثين للتوقف عندها، وموازنة الرأي بآراء العلماء السابقين مما يثري البحث العلمي وينميه، والكتابات الانطباعية التي تفتقر إلى التوثيق والأدلة لا تستوقفني كثيراً، والبحث العلمي باب يختلف عن الكتابة الصحفية وإن كنتُ لا أعفي الكاتب الصحفي من التوثيق والتحقق من صحة ما يقول.
لفتات مهمة في سورة الفاتحة
سورة الفاتحة من السور التي وقف عليها المفسرون كثيراً فمنهم من كان المقلّ المُدلّ، ومنهم من كان المكثر غير الممل. ومع ذلك فإن أحداً منهم لم يدعي الإحاطة لها ولا الكمال في شرحها، ولا سبرالإمعان في اسرارها.
وقد يروق لي اليوم أن أكتب في السهل المفيد مبتعداً ما استطعت عن التكلف الشديد المتقعر والبعيد العميق الوعر والطويل الممل الضجر , ولأن سورة الفاتحة لها ما لها من خصوصية فريدة وجدت أن أكتب ما أملاه عليّ قلبي من تنبيهات تزيد المصلي خشوعاً والمتأمل شعوراً والقاريء تدبراً والمتهجد شكوراً.
أسأل الله تعالى أن يجعل لنا ما نخطه من مداد في ميزان أعمالنا بوم نلقاه فيتعطر ما نسطره في أقلامنا إضافة الى ما قاله الأولون.فينتشر العبق ويزداد طيباً على طيب. والله المستعان وعليه التكلان.
استوقفتني هذه المقدمة التي تحتاج إلى إعادة صياغة، ويبدو أنك كنت مستعجلاً جداً عندما كتبتها أخي العزيز، ولعل الزملاء يشاركونني الرأي في هذه المقدمة.
استمعت ورأيت الحلقة الأولى من التفسير المباشر. حيث كان ضيف الحلقة د عويض. وقد أثير في تلك الحلقة موضوع الآية المحورية لسورة الفاتحة فاعتبرت (إياك نعبد وإياك نستعين) وقد كان لي تحفظ على ذلك مما جعلني أخصص لها عنواناً في هذه المشاركة. وقد أحببت أن تناقش هذه المسألة من خلال الأخوة الأفاضل المهتمين وخاصة الدكتور عبد الرحمن الشهري صاحب البرنامج. وبارك الله بكم وجعلنا وإياكم من أهل التدبر.
آيات سورة الفاتحة محورية، والحديث عن كل آية منها حديث طويل. وابن القيم رحمه الله أقام كتابه مدارج السالكين على أن قوله تعالى (((إِيَّاكَ نعبدُ وإيَّاكَ نَستعين))) وذكر أدلة ذلك فلتراجع. وقوله تعالى: (((اهدنا الصراط المستقيم))) محور عظيم للسورة كذلك وقد قال به كثير من المفسرين أيضاً، فهي الطلب الوحيد في الفاتحة الذي جاء القرآن بعده استجابة له، وقد أفاض في ذلك العلامة الجليل محمد عبدالله دراز رحمه الله، وكلامه منقول في الملتقى. وقد أشار إلى ذلك الدكتور عويض في حديثه في الحلقة الأولى من التفسير المباشر فيما أذكر والحلقة متوفرة على الملتقى حيث أشار إلى محورية قوله تعالى: (((اهدنا الصراط المستقيم))) في السورة. وهي مسألة اجتهادية يتفاوت فيها نظر المفسرين والباحثين قديماً وحديثاً، ولذلك فقولك (ما من شك أن الآية المحورية لسورة الفاتحة هي (اهدنا الصراط المستقيم)) فيه مجازفة علمية.
وفقكم الله لكل خير أخي العزيز، وأرجو ألا يكون في إبداء رأيي الخاص فيما تفضلتم به ما يكدر الخاطر إن شاء الله، ولكن طلبكم المداخلة دعاني للتعقيب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 Aug 2010, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي تيسر ونفع بكم.
أرجو ألا يكون في صراحتي ما يغضبكم يا أستاذ تيسير، فقد عودتنا على الصراحة فيما تكتب وتنتقد وفقك الله في الملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأتُ ما تفضلتم به هنا جزاكم الله خيراً، وأراه يفتقر إلى التوثيق والعمق العلمي، حيث إن الكتابات حول سورة الفاتحة كثيرة جداً حتى لم يعد من السهل أمام الباحث المطلع الإتيان بجديد. ولم أجد جديداً فيما كتبتم وفقكم الله وإنما هو تكرار لما هو مشهور، ونحن في الملتقى نحرص على الكتابة العلمية المحررة الموثقة التي تدعو الباحثين للتوقف عندها، وموازنة الرأي بآراء العلماء السابقين مما يثري البحث العلمي وينميه، والكتابات الانطباعية التي تفتقر إلى التوثيق والأدلة لا تستوقفني كثيراً، والبحث العلمي باب يختلف عن الكتابة الصحفية وإن كنتُ لا أعفي الكاتب الصحفي من التوثيق والتحقق من صحة ما يقول.
لا والله يا أخي الفاضل لا اغضب أبداً في النقد الوجيه المبني على الأسس العلمية ولكن ألا تلاحظ معي أنك تستحل خلاف العلماء متى أردت وتغلقه عليّ وتصده دوني أينما ذهبت وتعتبره مجازفة علميّة؟؟؟؟
.نعم أخي الفاضل ربما لا يكون لدي جديد في ما طرحت ولكنه في قالب جديد وهذا دأب العلم وطلبه باختلاف صيغته حيناً وبتقليبه على النفس والقلب حيناً. ألا ترى التكرار بين كل كتب التفسير صغيرها وكبيرها؟؟ ولو أردنا أن نستنكر التكرار ونمنعه لما وجدنا في التفسير المباشر من كثير جديد ولا فيما يطبعه الطابعون من تفسيرات وتعديلات أي فائدة. ولقد رأيت وسمعت كثيراً من الخطباء والعلماء يقولون حديثاً سمعته قبل أن يولدوا بسنين ولكنني أتأثر به أيّما تأثر ويستوقفني أيما استيقاف. ففي التكرار إقرار يا سيدي لا شك ولا ريب. لقد كتبت ما كتبت حول تلك السورة الكريمة وأشهد الله تعالى أنني لم أطلع على مرجع ولا على كلام. ولكنني قلت ما قلت ظناً مني أن أحداً لم يتطرق لما قلت على الأقل بالصياغة والتقريب والتبويب. أما قولكم أن آيات سورة الفاتحة كلها محورية فنعم. ولكن هناك محور كلي ومحور جزئي. ولعل آية اهدنا الصراط المستقيم محور أساسي لمنهج الإنسان وحياته وفكره وعقيدته وسكناته وأفعاله ومعاشه ومماته ومعاملاته وحلاله وحرامه. والصراط المستقيم هو الذي يدل على إياك نعبد وإياك نستعين أي العبادة والاستعانة كما بيّنت في مشاركتي وليس العكس. فهل في ذلك مخاطرة علمية أيضاً؟
آيات سورة الفاتحة محورية، والحديث عن كل آية منها حديث طويل. وابن القيم رحمه الله أقام كتابه مدارج السالكين على أن قوله تعالى (((إِيَّاكَ نعبدُ وإيَّاكَ نَستعين))) وذكر أدلة ذلك فلتراجع. وقوله تعالى: (((اهدنا الصراط المستقيم))) محور عظيم للسورة كذلك وقد قال به كثير من المفسرين أيضاً، فهي الطلب الوحيد في الفاتحة الذي جاء القرآن بعده استجابة له، وقد أفاض في ذلك العلامة الجليل محمد عبدالله دراز رحمه الله، وكلامه منقول في الملتقى. وقد أشار إلى ذلك الدكتور عويض في حديثه في الحلقة الأولى من التفسير المباشر فيما أذكر والحلقة متوفرة على الملتقى حيث أشار إلى محورية قوله تعالى: (((اهدنا الصراط المستقيم))) في السورة. وهي مسألة اجتهادية يتفاوت فيها نظر المفسرين والباحثين قديماً وحديثاً، ولذلك فقولك (ما من شك أن الآية المحورية لسورة الفاتحة هي (اهدنا الصراط المستقيم)) فيه مجازفة علمية.كيف يكون فيه مجازفة علمية وهي مسألة خلافية كما تفضلتم آنفاً
وفقكم الله لكل خير أخي العزيز، وأرجو ألا يكون في إبداء رأيي الخاص فيما تفضلتم به ما يكدر الخاطر إن شاء الله، ولكن طلبكم المداخلة دعاني للتعقيب.وإياكم أخي الفاضل ولكن ولأجل الإنصاف والحق فقد تعودنا من خلال النقاش الذي يخص آيات القرآن العظيم ولو لطالب من طلاب الإعدادية أن نخصص بعض إيجابيات ما يكتب فلا نغفلها الى جانب أيضاح كل الفجوات التي تعتري أي بحث أو كتابة.
كلي غبطة وسرور شيخنا الفاضل في استدراكي على ما تفضلت به وإني والله لك من الشاكرين على كل نصح فيه خير لمسيرتي التعليمية التي انتهجها ولن أحيد عنها ما دام أمثالكم يهدي الينا الطريق ويبصرنا بكل شفافية على ما نحن فيه من هفوات.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Aug 2010, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم أخي تيسير , وجزاك الله خيراً على ما أفدت
والذي أفهمه من تعقيب الشيخ عبد الرحمن: الدعوة إلى تجويد الأسلوب , والارتقاء بمستوى الكتابة , ورفع المادة المعروضة إلى ما يقارب البحث العلمي في الفكرة والأسلوب.
وليس في هذا إلا الخير بحمد الله , وهي دعوة تكررت من سنين ومع الكثير من إخواننا , ولا نزال ندعوا إليها كل كاتب ومفيد.
والمجازفة العلمية المذكورة تكمن في الجزم في مقام الاحتمال , وهذا صحيح , وقد ذكرتَ رعاك الله أنك قلتَ ما قلتَ ولم تطلع على كلام ولا مرجع؛ ومن كان كذلك لا ينبغي له التعبير بمثل: (ما من شك)؛ بل الواجب قبل ذلك الاطلاع على الكلام والمراجع , والنظر في أدلة ومآخذ الأقوال الأخرى , والجواب عنها , ثم تأخذ بأيدينا بيقين إلى النتيجة التي وصلت إليها. شكر الله لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 Aug 2010, 04:38 ص]ـ
السلام عليكم أخي تيسير , وجزاك الله خيراً على ما أفدت
والذي أفهمه من تعقيب الشيخ عبد الرحمن: الدعوة إلى تجويد الأسلوب , والارتقاء بمستوى الكتابة , ورفع المادة المعروضة إلى ما يقارب البحث العلمي في الفكرة والأسلوب.
وليس في هذا إلا الخير بحمد الله , وهي دعوة تكررت من سنين ومع الكثير من إخواننا , ولا نزال ندعوا إليها كل كاتب ومفيد.
والمجازفة العلمية المذكورة تكمن في الجزم في مقام الاحتمال , وهذا صحيح , وقد ذكرتَ رعاك الله أنك قلتَ ما قلتَ ولم تطلع على كلام ولا مرجع؛ ومن كان كذلك لا ينبغي له التعبير بمثل: (ما من شك)؛ بل الواجب قبل ذلك الاطلاع على الكلام والمراجع , والنظر في أدلة ومآخذ الأقوال الأخرى , والجواب عنها , ثم تأخذ بأيدينا بيقين إلى النتيجة التي وصلت إليها. شكر الله لك.
أولاً أشكرك جداً على مداخلتك الطيبة. أخي الفاضل. ولكن الفكرة التي أريد أن أوصلها بلا مراء ولا جدل لأني أكره ذلك الخلق جداً ولا أحبه. الفكرة أنني عندما قلت كلمة ما من شك فقد دعمت إجابتي بالعقل والعلم وقلت أن هذه الآية أشمل وأعم وأقوم قيلاً من أي آية أخرى قبلها أو بعدها. ولكن الشيخ عبد الرحمن قد مال أيضاً في الحلقة الأولى من التفسير المباشر الى آية (إياك نعبد) واستطيب أنها هي الآية المحورية بدون تدعيم سبب أو توجيه حكمة. فهل هذه هي الطريقة العلمية أخي الفاضل التي تبحثون عنها؟؟ وهل يجوز للشيخ عبد الرحمن ما لا يجوز لغيره؟؟ وهل يحق له أن يستطيب الأقوال ولا ينبغي لغيره أن يجزم على صحتها ولو جاء بدليل عقلي قاله العلماء من قبلي ولم يكن استبداع فيه ولا استرضاع؟؟ ثم إن جميع ما قلته عن الفاتحة لم يخرج كما قال الدكتور عن ما قاله العلماء وليس فيه أي جديد فلماذا إذاً يستنكر بعضه رغم عتاقته ومجاجته؟؟ وهل الذي يأتي بظلال وارف لمعنى آية يقول تحت فيئها وظلال معناها العام من كلام ليس فيه أي خروج عن المعنى العام هل يحتاج ذلك الى دليل؟؟؟ حسناً إذاً فإن أردت دليل على أي كلمة أتفوه بها فاعطني الدليل أيضاً أن ما قلته غير صحيح وأنه فعلاً مجازفة علميّة. هل من دليل لديك على أن كثرة الأسماء للشيء يدل على شرف المسمى. وأن الفاتحة لها أسماء عديدة لشرفها وعلو مكانتها؟؟ فقل لي بربك كم أسم يحمل ابليس اللعين؟؟ إنه يحمل أسماء أكثر مما تحمل سورة الفاتحة.بل إن سورة براءة أو التوبة تحمل أكثر من عشر أسماء. فهل هذا يدل على تشريفها على غيرها؟ أم على تقريعها للمنافقين والغلظة عليهم؟. أنا أعرف سيدي أنه لا طائل من ذلك كله وقد قيل قديماً:
إذا كان الأمير عليك خصماً = فلا تكثر فقد غلب الأمير
أشكرك مرة أخرى أخي الفاضل على مرورك وقد جبرت خاطري بذلك. ووالله إني أكثر الناس حباً للتوجيه والتنبيه دون أن أحط أيضاً من جهد الآخرين. فشتان أخي الفاضل بين النقد والانتقاد. ودمت بود. وإني أحبك في الله أنت وأبا عبد الله. وحسبنا وكفانا تشريفاً أننا نختلف لله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 01:56 م]ـ
وفقكم الله أخي تيسير وأرجو المعذرة إن كنت قسوت في نقدي، فالدافع لذلك محبتكم والحرص على الارتقاء بالملتقى ومستوى الكتابة فيه، والأمر ُكما شرح أخي نايف الزهراني مشكوراً.
وللحديث بقية إن شاء الله بعد رمضان حول هذا الموضوع وغيره إن شاء الله.
في 22 رمضان 1431هـ
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:10 م]ـ
أخي تيسير،
خواطر جميلة
وسأذكر ملاحظة ستعجب الدكتور مصطفى سعيد، وهي:
أن كثيرا من اللغويين المعاصرين تأثروا بزعم المستشرقين أن صراط يونانية، اصلها (ستراتا) وأنا أقول إن كان فقد أخذتها اليونانية من العربية وليس العكس
أما الآية المحورية عندي فهي (إياك نعبد) ذلك أن التقديم والتأخير في اللغة يفيدان القصر والحصر، وأصل الجملة (نعبدك ونستعينك)
ورأيي أن الصوفية - ومركزها مصر - والشيعة - ومركزها إيران - أخطر بكثير على العقيدة الصحيحة من اليهود والنصارى
هناك حيث يدعى الأئمة والأولياء من دون الله، ويستعان ويستغاث بهم، ويذبح وينذر لهم، ويقسم بهم
فترى الصوفي لا يبالي إذا قيل له والله، فإذا قيل ومقام سيدي العريان ارتعدت فرائصه
وترى الشيعي لا يبالي إذا قيل له والله، فإذا قيل والعباس اضطربت نفسه
وقد سمعت بأذني ورأيت بعيني الدكتور أحمد زويل يقول - في محاضرة في جامعة القاهرة - أول ما نزلت من الطيارة، جريت على مقام سيدي إبراهيم الدسوقي
إن البلاء لعظيم، وإن الخطب لرهيب. أهذا تفكير رجل قضى نصف عمره في بلاد الكفر
والله المستعان
بعدين يا زلمة
بطل تنسخ المشاركة بأكملها؛ وانسخ ما تريد التعليق عليه فقط
حتى لا نضطر لركوب تاكسي لنصل إلى آخر الصفحة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Sep 2010, 11:19 م]ـ
بعدين يا زلمة [/ COLOR]
بطل تنسخ المشاركة بأكملها؛ وانسخ ما تريد التعليق عليه فقط
حتى لا نضطر لركوب تاكسي لنصل إلى آخر الصفحة
أمرك يا سيدي كل شي ولا غلبتك. مليح هيك؟؟؟؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Sep 2010, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم
وسأذكر ملاحظة ستعجب الدكتور مصطفى سعيد، وهي:
أن كثيرا من اللغويين المعاصرين تأثروا بزعم المستشرقين أن صراط يونانية، اصلها (ستراتا) وأنا أقول إن كان فقد أخذتها اليونانية من العربية وليس العكس
جزاك الله خيرا
نعم ... إن كان فقد أخذتها اليونانية من العربية
وهكذا أقول عن كل ماقيل أنه أُخذ من لغات أخرى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
نعم ... إن كان فقد أخذتها اليونانية من العربية
وهكذا أقول عن كل ماقيل أنه أُخذ من لغات أخرى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:10 م]ـ
وماذا بشأن (آمين) فهل هي عربيّة الأصل أيضاً؟؟؟ للعلم أن ختم الدعاء عند النصارى الغربيين جميعاً كلمة آمين. وكذلك اليهود وأهل أمريكا الجنوبية قاطبة. فما السر في ذلك حسب فهمكم؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:15 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
نعم ... إن كان فقد أخذتها اليونانية من العربية
وهكذا أقول عن كل ماقيل أنه أُخذ من لغات أخرى
أحياناً يأخذ العرب كلمات ممن خالطوهم من أمم ثم تعرّب هذه الكلمات بعد طول مدة. وهذه خصيصة من خصائص لغتنا أنها تستوعب التجديد بل وربما تستحدث جذراً لكلمة ليست عربية الأصل.فمثلاً كلمة سندس واستبرق ومشكاة وغيرها ليست عربية قطعاً ولكنها عربت وأصبحت ضمن القاموس العربي رغم أنه لا جذر لها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:18 م]ـ
أشار الدكتور حسام النعيمي بارك الله فيه في برنامج لمسات بيانية عن أصل كلمة آمين، وهذا نصّ كلامه للفائدة
ما أصل كلمة آمين التي نختم بها الفاتحة على أنها دعاء وهل لها بديل في لغة العرب؟
لا شك أن الذي يصلي في المساجد يلحظ هذا الأمر أنه عندما ينتهي الإمام من قراءة الفاتحة يقول هو آمين ويقول من وراءه آمين ويحرص على أن يكون التأمين واحداً بحيث أنه في السنة والحديث الصحيح أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهتز من كلمة آمين لأن الصحابة كانوا يقولونها بصوت واحد ليس مرتفعاً ولا يعني علو الصوت كما يفهمه بعض الشباب أن يصرخ بأعلى صوته لأنك لا تنادي أصم ولكنك تناجي ربك. وتقال آمين بصوت جيد لكن لأن الجميع يقولونها فيكون نوع من الإهتزاز لمجموع الأصوات وليس لعلو الصوت لأننا نناجي قريباً. هذه الكلمة (آمين) في الدراسات من الإبتدائية يعلّمون الطالب أن الكلمة إسم وفعل وحرف ثم يعلّمونه علامات للكلمة إذا كانت إسماً وعلامات إذا كانت فعلاً وإذا خلت من العلامات تكون حرفاً وفي ألفية إبن مالك يقول:
بالجرّ والتنوين والندا وأل ومُسند للإسم تمييز حصل
ما خلا من العلامات يكون حرفاً لكن وجدوا خمسة حروف أو ستة إذا تغيّرت الهمزة بين الفتح والكسر هذه حروف ولكنها تشتغل شغل الأفعال فسميت الحروف المشبهة بالفعل. هي خمسة أو ستة، سيبويه يقول خمسة لأنه عدّ إن وأن حرفاً واحداً وكلاهما للتوكيد تفتح همزته في مكان وتُكسر في آخر (إنّ، أنّ، ليست، لعلّ، لكنّ، كأن) فهذه حروف مشبهة بالفعل لأن إنّ معناها أؤكد، كأن معناها أشبّه. وجدوا أيضاً كلمات هي أسماء بقبولها علامات الإسم لكنها تشتغل مثل الفعل منها كلمة هيهات تقابل الفعل الماضي (بعُد) يقال هيهات الأمر بمعنى بَعُد. مثل كلمة (إيه) بمعنى زدنا مثل فعل الأمر. لما يتكلّم الإنسان في موضوع تريد أن يزيدك منه تقول له (إيهِ يا فلان أي زدنا من هذا الحديث) فإذا أردت أن يحدثك بأي حديث شاء فتقول له (إيهٍ يا فلان) التنوين وهذا تنوين للتنكير. هذه العربية إذا أردت من الحديث المخصوص تقول (إيهِ) يُنسب أنه كانت الخنساء تُنشد فقيل إيهِ يا خُناس أي زيدينا من هذا اللون من الشعر. فإذا أراد التنكير قال إيهِ. هي كلمات قليلة: هيهات إستعملت في القرآن الكريم سُميّت إسم فعل، هي تأخذ من الأسماء ومن الأفعال فكأنها كما قلنا حرف مشبه بالفعل (إن وأخواتها)، هذه إسم فعل يعطي معنى. لاحظ التنوين من علامات الإسم فلما الكلمات هذه نُوّنت معناها هي أسماء لكن جامدة ومعناها معنى فعل (إيهِ يعني زِد) بعضها يُنوّن وبعضها لا يُنوّن. (أُف) في القرآن الكريم (ولا تقل لهما أفٍ) أُف وأفٍ بالتنوين، أفٍ إسم فعل مضارع بمعنى أتضجر (أفٍ بالتنكير) لو أراد
(يُتْبَعُ)
(/)
معرفة أن لا تقول لهما أي كلمة معينة كان قال أُف لا ينوّنها، لكن لما أراد أي كلمة تؤذيهما بإطلاق قال (أفٍ) بالتنوين وقلنا هذا اتنوين التنكير يعني كما قلنا إيهِ من هذا الحديث يعني زدنا من هذا الحديث وإيهٍ يعني زدنا من أيّ حديث.
من هذه الألفاظ كلمة (آمين) وهي كلمة عربية النِجاؤ صميمية النسبة مثل هيهات ومثل أف ومثل صه هذه أسماء أفعال. آمين: إسم فعل بمعنى اللهم إستجب. هي فعل أمر طبعاً ولكن الأمر من الأدنى إلى الأعلى يخرج للدعاء كما نقول اللهم أغفر لنا: إغفر فعل أمر لكن علماؤنا يقولون خرج للدعاء. فإذن آمين إسم فعل أمر بمعنى اللهم إستجب لأن كلمة آمين لم تستعمل إلا مع الله. حتى في الجاهلية لا تقول لشخص يتكلم آمين بمعنى إستجب لي يا فلان لكن آمين يعني اللهم إستجب لكلامه وحتى قبل نزول القرآن. وكلمة اللهم كانت مستعملة عندهم ويعنون بها يا الله (إني إذا ما حدثٌ ألمّ أقول ياللهم ياللهم) لأن هذه الكلمة (اللهم) جُعِلت خاصة بنداء الله تعالى ولأنها جُعِلت هكذا أُدخل عليها حرف النداء مع أن الميم هي عوض عن حرف النداء فقال (ياللهم) هذا شاهد نحوي. إذن آمين هي إسم فعل.
هناك إشكال أن كلمة آمين ولعل هذا سبب السؤال المطروح من قبل السائل أننا نسمعها في الصلوات في الكنائس من الأوروبيين الآن يميلونها يقولون ( Amen) هذه الكلمة وجودها في اللغات الأخرى لا يعني أنها ليست عربية وإنما هي موجودة في اللغة السريانية التي هي الآرامية. والآراميون كما هو معلوم خرجوا من جزيرة العرب في حدود 1500 ق. م. هذه الكلمة مستعملة عند السريان والإنجيل بالسريانية وفيها آمين. السريانية خرجت من جزيرة العرب ولذلك نحن نسمي هذه اللغات الخارجة من جزيرة العرب اللغات الجزرية ولا نسميها اللغات السامية كما سماها "شنيغل"، ليس عندنا دليل. الأكادية التي هي البابلية والآشورية خرجت أيضاً من جزيرة العرب حوالي 3600 ق. م وفيها ألفاظ مقاربة للعربية. وينفعنا أن الأكاديين وردت نصوص في أدبياتهم المسجلة فيها ذكر العربي معناها أن العربية كانت قديمة موجودة. هؤلاء القوم قدامى وكان عندهم حروب مع البابليين والآشوريين. وبعد الأكاديين جاءت موجة الكنعانيين 1500 ق. م ومن الكنعانية اللغة الأوغاريتية والفينيقية والعبرية فإذن العبرية متأخرة عن العربية لأنه قلنا أن العرب ذكرهم الأكاديون. هذه من الكنعانية موجود آمين في العبرية تدل على أنهم هم الذين أخذوها من العربية لأن العبرية متأخرة بعد ذلك بألف عام خرجت الآرامية والسريانية فيها آمين فإذن هي مأخوذة من لغة أقدم واللغة الأقدم هي العربية. كما قلنا (آمين) نسميها أسماء أفعال ألفاظ جامدة هكذا تدل على هذه المعاني. آمين بهذا اللفظ دخلت إلى هذه اللغات فلا نتحرّج أنهم هم يستعملونها فنقول كيف نستعملها؟ هذه هي ملكنا وهي لغتنا والرسول صلى الله عليه وسلم حثّ على قول آمين ثم بعد ذلك صاروا يشتقون منها (إني داعٍ فأمّنوا) اشتق منها فعل أي قولوا آمين اللهم إستجب. لهذا الكلمة عربية وهي إسم فعل. طالما عندنا صفة نشتق منها. آمين هي كلمة عربية شأنها شأن هيهات وشأن أف ثم صارت العرب تولد أسماء.
آمين لم ترد في المصحف لكن أُثبتت في السنة وفي الحديث الصحيح أن الصحابة الكرام كان يهتز بهم المسجد عندما يقولن آمين. فالذين يقولون أنها كلمة أعجمية هم واهمون في ذلك لأنه قلنا أن الذين إستعملوها جاءوا بعد العرب وليس قبل العرب. العبريون هم فرع من الكنعانيين والكنعانيون خرجوا من جزيرة العرب عام 2500 ق. م وعند الأكاديين ورد ذكر العرب 3600 ق. م. اللغة العربية تسبق العبرية بلا شك. في التوراة شائع أن العبرية أقدم اللغات بطريقة لا نريد أن نخوض في هذا، بطريقة تسيء إلى الله سبحانه وتعالى إن العبرية قديمة وإن الله سبحانه وتعالى نظر فقال هذا شعب واحد ولسان واحد فلا نأمن شرورهم وكأن الله تعالى يخاف منهم هَلُمّ نبلبل ألسنتهم فبلبلها فسميت مدينة بابل" هذا كلام غير صحيح. لذلك نسمي اللغات اللغات الجزرية. يبقى بعض الفقهاء المسلمين يقول لا يُجهر بها في إجتهاده وأذكر أن أحد أئمة المساجد في سوق في بغداد كان ممن يؤمن بعدم التصريح بكلمة آمين وإنما الإسرار بها أي أن تقول آمين في قلبك وليس جهراً كأن الحديث الذي ذكرناه لم يصل في فقهه أو هو غير
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح عنده مع أنه في الصحاح فكان عندما يصلي بالناس يقول ولا الضالين قل هو الله أحد لا يعطي فرصة لمن بعده أن يقول آمين.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[11 Sep 2010, 08:32 ص]ـ
بارك الله فيكم دكتورة سمر على نقل هذه الفائدة من الدكتور الفاضل حسام
وأظن أنها قد وردت في التنزيل في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً} المائدة2
وهي جمع (آم) اسم فاعل من الفعل (أمّ) بمعنى: قصد - توجه - صمد .. ومنه قيل (إمام) إي: متوجه إليه.
غير أنه لا مانع أن تكون العربية أخذتها من الآرامية السريانية؛ فالسريان قبل العرب قطعا.
ولكنهم ليسوا قبل اليمنيين، واليمنيون كانوا وثنيين - كما يدل عليه قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ - فلم يعرفوا هذا اللفظ، على أنه قد ورد - في النقوش اليمنية - الفعل (ائتم) بمعنى: أطاع - اتبع - تحالف - تآمر .. وبين أن العلاقة بينهما واردة.
أما بخصوص اعتراض الدكتور على مصطلح السامية، فيرجى النظر هنا
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20935
فقد تبين أن صاحب المصطلح والنظرية هم علماؤنا الأوائل، وما المستشرق اليهودي شلوتزر إلا سارق
وقديما قيل " لا مشاحة في الاصطلاح"
وأما قول الدكتور "العرب ذكرهم الأكاديون" فصوابه "اليمنيون" وليس العرب، فقد جاء في الحوليات الآشورية لفظ "م ج ن" وهو يعني " معين " ويزعم الأردنيون أنه يعني " معان " ولا خلاف أن اليمن قبل الأردن بآلاف السنين. ثم يوجد نقوش تجارية بين فراعنة مصر واليمن، التي كانت تصدر للمصريين (المر) الذي يستخدم في التحنيط، وقد ظهرت اليوم أدلة تؤكد: أن المصريين أخذوا فن التحنيط من اليمن، التي عرفته قبل عشرات آلاف السنين، كما يدل عليه علم المومياوات.
وعلى كل حال ليس من رابط بين السلالة واللغة(/)
كيف الجمع بين هاتين الآيتين؟
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
كيف الجمع بين هاتين الآيتين؟
((وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ))
حيث أن الله عز وجل أخبر أنه أورث بني اسرائيل مشارق الارض ومغاربها ثم قال سبحانه وتعالى وجاوزنا ببني اسرائل البحر
فكيف أورثوا الارض وهم جاوزو البحر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 10:40 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ?لَّذِينَ ?سْتُضْعِفُواْ فِي ?لأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ?لْوَارِثِينَ " القصص 5
ليس المقصود -والله أعلم - وراثة أرض مصر
بل وراثة القيادة والحضارة فيكونوا الأمة الأولى فى العالم - فى الأرض -
ولما كان العائق لذلك هو فرعون فبمجرد هلاكه ورث بنو اسرائيل الأرض
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[28 Aug 2010, 10:52 م]ـ
جزاك الله خيرا يا مصطفى على التوضيح
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[29 Aug 2010, 02:13 م]ـ
الأخ الكريم ناصر, إليك هذا المقال المقتبس من موقع مركز نون الالكتروني تجد فيه الإجابة على تساؤلك:
نص القرآن الكريم، في سورة يوسف، على دخول يعقوب، عليه السلام، وجميع أبنائه مصر، والآيات الكريمة توحي بأنهم قد سكنوها واستقرّوا فيها. وليس هناك ما يشير إلى أنهم لم يخرجوا منها حتى أخرجهم موسى، عليه السّلام. ومعلوم في التاريخ أنّ المدّة بين يوسف وموسى، عليهما السلام، لا تقل عن أربعمائة وخمسين سنة. ومعلوم أيضاً أنّ مُلك الهِكسوس، وكذلك الفراعنة من بعدهم، قد شمل بلاد الشام.
على ضوء ذلك من المتوقّع أن ينتشر أبناء يعقوب، أي أبناء إسرائيل، وأحفاده خارج القطر المصري، ولا مسوّغ للجزم ببقائهم جميعاً في مصر. هذا يفسر ما ورد في لوح مرنبتاح ابن رمسيس، والمعروف عند المؤرخين بلوح إسرائيل، حيث ينص الفرعون مرنبتاح على إبادته لإسرائيل التي كانت تسكن بلاد الشام. والعبارة الواردة في اللوح هي: " وإسرائيل أُبيدت ولن يكون لها بذرة ".ويبدو أنّ قطاعاً من المستضعفين من بني إسرائيل قد تسرّبوا، فارّين من الاضطهاد الفرعوني، وانضموا إلى أقاربهم الذين سبقوهم إلى بلاد الشام، خلال السنين المتطاولة التي سبقت عصر الاضطهاد، مما جعل مرنبتاح يعمل على اجتثاث هؤلاء، حتى لا يكونوا بؤرة جذب لكل من يصبو إلى التحرر من عبودية الفراعنة. ومما يؤكّد ذلك ما ورد في بند من بنود معاهدة عُقدت بين أحد ملوك الفراعنة وملك الحيثيين، حيث ينص هذا البند على تسليم الهاربين والمجرمين والمهاجرين من إحدى الدولتين إلى الأخرى.
جاء في الآية 83 من سورة يونس:" فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ... " وهذا يعني أنّ قلّة من الشباب هم الذين آمنوا لموسى، عليه السلام، أمّا بقيّة الشعب من بني إسرائيل فاختلفت مواقفهم؛ فمنهم من استمرأ الذل وركن إلى الواقع، ومنهم من هو على استعداد أن يلحق بالمؤمنين في حال هجرتهم. ولا يُتصوّر أن يخرج الشعب الإسرائيلي بالكامل، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الفراعنة، ممن هم مثل قارون: " إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ... " القصص:76. بل إنّ هناك ملأ من بني إسرائيل كانوا يعملون لصالح نظام الفراعنة، بدليل قوله تعالى في آية سورة يونس:" على خوف من فرعون وملئهم ... " وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف، بل هو أكثر من ذلك، أن يخرج خلسة، وأنّى ِلغير المؤمن منهم أن يثق بموسى، عليه السلام، فيخرج إلى عالم المجهول؟! بهذا نكون قد خلصنا إلى نتيجة تقول: هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى، عليه السلام، إلى مصر. ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يوجد ما يُثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى، عليه السلام، بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية في مصر وتخرج فقط الأقلية المؤمنة ومن يواليها ويتبعها لسبب أو آخر.
هناك أدلة كثيرة تُثبت أنّ فرعون الخروج هو مرنبتاح بن رمسيس الثاني. ولا مجال هنا لتقديم هذه الأدلة، ولكن من اللافت أنّ الوثائق الفرعونية تنص على حصول فوضى واضطرابات بعد موت مرنبتاح، بل نجد أنّ السلطة الفرعونية تتهاوى ويسيطر على العرش شخص يوصف بأنّه آسيوي سمّته بعض المصادر (أرسو). ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق فرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل، على كل ما تركه الفرعون وأركان سلطته. انظر قوله تعالى: " فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل، فأتبعوهم مشرقين " الشعراء: (57 - 60). فبمجرد خروج الفرعون تمّ الإرث، بدليل استخدام الفاء في قوله تعالى: " فأتبعوهم مشرقين ". ولم يكن شعب إسرائيل هو الوارث الوحيد، بل إنّ هناك شعوباً أخرى كانت في الطبقات الأدنى. انظر قوله تعالى: " كم تركوا من جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونَعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين " الدّخان: (25 - 28). ويبدو أنّ بني إسرائيل كانوا في الدائرة الأقرب إلى القصور الفرعونية، بدلالة قوله تعالى في آيات سورة الشعراء:" وكنوز ومقام كريم " أمّا الدائرة الأبعد، وهي الأراضي والسهول، فقد وقعت تحت سلطة آخرين، بدليل قوله تعالى:" وزروع ومقام كريم ... وأورثناها قوماً آخرين".
أمّا الذين خرجوا مع موسى، عليه السلام، وحكم الله تعالى فيهم أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، فربما أصبحوا في هذه المدة بؤرة جذب لبعض من بقي في مصر، ثم أورثهم الله تعالى الأرض المباركة، بدلالة قوله تعالى:" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها .. " (الأعراف: 137). فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر، أمّا ميراث الأرض المباركة فكان بعد زمن التيه. وعلى هؤلاء من بني إسرائيل نزلت التوراة، أمّا البقيّة، قلّت أم كثرت، فقد اختلطت بالشعوب الأخرى وبالتالي لم تتميّز، لأنها لم تتهوّد.
جاء في الآية 32 من سورة الدخان:"ولقد اخترناهم على علم على العالمين". فخروج موسى، عليه السلام، بمن آمن له من بني إسرائيل، وتلقيهم التوراة، كل ذلك كان باختيار ربّاني. وعلى الرغم من مفاسدهم وضلالاتهم وانحرافهم، فقد خرج منهم بعد حين دعاة هداة؛ جاء في الآية 159 من سورة الأعراف:"ومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون". وجاء في الآية 168:"وقطّعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ... ".فاختيارهم، إذن، واختيار الأرض المقدّسة لتكون المحضن والمنطلق، كل ذلك كان على علم وعن حكمة ربّانية؛ انظر ما ورد عن عهد طالوت، ثم انظر ما ورد عن عهد داود وسليمان، عليهما السلام، ثم انظر إلى اختيار الله تعالى لآل عمران، وانظر الأجواء التي عاشتها مريم، عليها السّلام.
صحّ في الحديث الشريف أنّ الله تعالى كان يبعث الرسل إلى أقوامهم خاصّة، حتى جاء زمن الرسالة العامّة المتمثلة في الإسلام. وخصوصيّة الرسالات السابقة تعني أنها مرحليّة، وهذا ينطبق على التوراة التي كانت خاصّة ببني إسرائيل. من هنا كانت اليهوديّة قاصرة على بني إسرائيل. وقد كان خروج اليهود (بني إسرائيل) عن تعاليم التوراة على صورتين؛ الأولى بالتحريف، والثانية بمقاومة الإصلاح والتصويب الذي كانت تأتي به الرسل والأنبياء. جاء في الآية 78 من سورة المائدة:" لُعِن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون".فاللعن إذن كان للذين كفروا منهم، وهذا يعني أنّ هناك فئة آمنت وصحّحت مسيرتها، وهذا ما كان يحصل في كل مرحلة. وعندما جاء الإسلام وجدنا منهم من يسلم لله تعالى، واستمر ذلك إلى يومنا هذا.
بمرور الزمن، ونتيجة لاستمرار الفرز عبر المراحل المختلفة، ونتيجة لاعتناق أقوام متعددة لليهودية، فقد أصبحت اليهودية ديناً يضم أجناساً مختلفة. من هنا نجد أنّ علماء الأجناس يقولون: إنّ أكثر من 90% من يهود العالم لا علاقة لهم اليوم ببني إسرائيل، بل إنّ الغالبية العظمى من بني إسرائيل قد اعتنقوا الإسلام، وبالتالي لم يعد بالإمكان تمييزهم عن غيرهم من الأجناس. أمّا الادعاء الصهيوني بأنّ اليهود هم أبناء يعقوب، عليه السلام، فإنه أسطورة سُطّرت لأهداف سياسية، ولا مكان لهذا الادّعاء في الدراسات التاريخية الجادّة. صحيح أنّ اليهودية نزلت إلى بني إسرائيل، وصحيح أيضاً أنّ الغالبية من بني إسرائيل قد صوّبت مسيرتها مع الأنبياء والمرسلين. أمّا الذين بقوا على عنادهم وقاوموا دعوات الإصلاح، وركنوا إلى الأساطير، وجذبوا إليهم أمثالهم من الأمم الأخرى، فهم الذين أفاض القرآن الكريم في وصفهم، وكشف حقيقتهم، وبيّن خطورة موقفهم من دعوة الحق التي جاءت بها الرسل عليهم السّلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[29 Aug 2010, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل سنان على هذا النقل المبارك
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى(/)
وافعلوا الخير لعلكم تفلحون
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:11 م]ـ
"وافعلو الخير لعلكم تفلحون"
قال تعالى في محكم التنزيل:" يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون".
آية عظيمة، تحدثنا عن أسباب الفلاح، جمعت في أربعة أسباب أساسية، الركوع والسجود وعبادة الله ثم فعل الخيرات.
وفعل الخير هو المقصود من مقالي هذا، قال فيه تعالى أيضا:" إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون" المؤمنون/57 - 61.
كما أنه مضمن في رسالة الله الموحى بها إلى أنبيائه ورسله حيث يقول سبحانه:" وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" الأنبياء/73.
فعن أي فعل خير نتحدث؟.
إنه الخير المطلق، لا تضييق ولا خناق، المهم أن تفعل الخير، انتبه معي الى حديث رسول الله صل1الذي يرويه عنه الصحابي الجليل رض1 قال: سمعت رسول الله صل1 يقول:" من أنفَق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيلِ الله دُعِي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خيرٌ، فمن كان من أهلِ الصلاة دُعِي من باب الصلاة، ومن كان من أهلِ الجهاد دُعِي من بابِ الجِهاد، ومَن كَان من أهل الصّدقة دُعي من بابِ الصدقةِ، ومن كان مِن أهل الصيام دُعِي من باب الصيام وباب الريان"، فقال أبو بكر رض1: ما على هذا الذي يُدعَى من تلك الأبواب من ضرورة قال: هل يُدعَى منها كلِّها أحدٌ يا رسول الله صل1؟ قال: " نعم، وأرجو أن تكونَ منهم يا أبا بكر". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وفي رواية ابن حبان: "وأنت هو يا أبا بكر" .. [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
وجاء عند أحمد وابن أبي شيبة: " لكلّ عاملٍ بابٌ من أبواب الجنّة، يُدعَى منه بذلك العمل". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) وروى مالك وغيره عن عائشة:" كانت تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: لو نشر لي أبواي ما تركتهن " [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
إنه الحقيقة التي يجب العمل من أجلها، فطرق الخير كثيرة، وأبواب العملِ الصالح مشرَعَة، وقد قال أهل العلم: إنّ أعمالَ البرّ لا تُفتح كلُّها للإنسان الواحدِ في الغالب، إن فتِح له في شيء منها لم يكن له في غيرها، وقد يفتَح لقليلٍ من الناس أبوابٌ متعدِّدة.
-وقد كان أصحابُ رسول الله صل1 من شِدّة حُبِّهم للخير وحرصهم على العمل الصالح يسألون رسولَ الله: أيّ الأعمال أفضَل؟ ويسألونه: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ لأنّهم يعلمون أنّ الإنسانَ ليس في وسعِه ولا في طاقَته أن يأتيَ بجميع الأعمال.
-وقد كان جوابُ رسول الله متعدِّدًا في أوقاتٍ مختلفة وأحوال مختَلفة، ووجه الحكمة في ذلك؛ اختلافِ أحوال السائلين واختلافِ أوقاتهم، فأعلَمَ كلَّ سائل بما يحتاج إليه، أو بما له رغبةٌ فيه، أو بما هو لائق به ومناسبٌ له.
ومن إجابات النبيِّ: عن عبد الله بن مسعود رض1 قال: سألتُ النبيَّصل1: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أيّ؟ قال: بر الوالدين، قال: ثمّ أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدَّثني بهنّ ولو استزدتُه لزادني. متفق عليه واللفظ للبخاري. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
- وفي مسند أحمدَ من حديث ماعز رض1 عن النبيّ: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وحدَه، ثمّ الجهاد، ثم حجَّة برَّة تفضُل سائرَ العمل كما بين مطلع الشمس ومغربها [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6). ونحوه في الصحيحين والسنن [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).
- وفي سنن النسائي من حديث أبي أمامة رض1: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: عليك بالصوم، فإنه لا عِدل له [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8).
(يُتْبَعُ)
(/)
-وعند أحمد ومسلم من حديث أبي ذرّ رض1قال: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله، وجهاد في سبيله، قال: فأيّ الرِّقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها، قال: أرأيتَ إن لم أفعل؟ قال: تعين صانعًا أو تصنَع لأخرَق، قال: أرأيت إن ضعفتُ؟ قال: تمسِك الشرَّ، فإنّه صدقة تصدَّقُ بها على نفس [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
- وعن زرارة بن أوفى رض1 أنّ النبيَّ صل1سئل: أيّ العمل أفضل؟ قال: الحالُّ المرتحِل، قيل: وما الحالّ المرتحِل؟ قال: صاحبُ القرآن؛ يضرِب من أوّل القرآن إلى آخره، ومن آخرِه إلى أوله، كلّما حلَّ ارتحَل [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10). وله شاهد من حديث أبي هريرة رض1. [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
- وعن عائشة رض11 قالت: سئِل رسول الله: أيّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: أدوَمُها وإن قلّ. وقال: اكلفوا من العمَل ما تطيقون. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
- وعن معاذ رض1 قال: سألتُ رسول اللهصل1: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: أن تموتَ ولسانُك رطبٌ بذكر الله [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13).
- وعند أبي داود من حديث معاذ رض1 قال: قال رسول الله صل1: إنّ الصلاة والصيامَ والذكر تضاعف على النفقةِ في سبيل الله بسبعمائة ضعف [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14).
وحينما قال الفقراء لرسول الله صل1: يا رسول الله، ذهَب أهل الدّثور بالأجور، يصلّون كما نصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم، قال: أهل العلم ظنَّ الفقراء أنْ لا صدقة إلا بالمال، وهم عاجزون عن ذلك، فأخبرَهم النبيّ صل1أنّ جميعَ أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة، فقال لهم النبيّ: أوَليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟! إنّ بكل تسبيحةٍ صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدَقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن منكرٍ صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15).
وإذا كان الأمرُ كذلك فسنجد من يفتَح الله عليه في القرآن الكريم والعنايةِ به وتلاوته قيامًا وقعودًا وعلى جنبه، في الصلاة وغير الصلاة، في الليل وفي النهار. ومنهم من يفتح الله عليه في تعليمه وإقرائه، فهمُّه الأكبر في تعليمِه وضبطِه وإتقانه. ومن الناس من يفتح الله عليه في العِلم أو في باب من أبوابه من التوحيد والحديث والفقه والتفسير، كما يفتَح لآخرين في علومٍ أخرى من اللغة والتاريخ والسِّيَر والعلوم التجريبية. ومنهم من يُحسن التدريس، ومنهم من يحسِن الوعظ والتذكير، ومنهم من يشتغِل بالجمع والتأليف.
ومِن الناس من يفتَح الله عليه في الصلاة، هي قرّة عينه من الليل والنهار، في خشوعٍ وطولِ قنوت وتضرُّع.
وآخر يفتح الله عليه في صيام النوافل، فيكثر من الصيام في أيّامه المستحبّة من الاثنين والخميس وأيام البيض ويصوم يومًا ويفطر يومًا، فيطيق في ذلك ما لا يطيقه غيره.
بينما نرى آخرين قد خصَّهم الله عزّ وجلّ بمزيدٍ من برّ الوالدين وصِلة الأرحام وتفقُّد الأقارب وزيارتهم والسؤال عنهم وبرّهم وصِلتهم والإحسان إليهم من غير انتظارِ مكافأة ومحاسبة.
ومنهم من يُفتح له في مساعدةِ المحتاجين وإغاثةِ الملهوفين، فيسعى على الأرملةِ والمسكين والغُرَباء والفقراء.
ويفتح الله على أقوام في بناء المساجدِ وإنشاء الأوقاف.
وآخرون يفتح الله لهم في الاحتساب بالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر والصبرِ على الأذى فيه، فيطيقُ في ذلك ما لا يطيق غيره.
وفي الناس من يُفتح له في بابِ الشفاعة والإصلاح بين الناس، فيفكّ أسيرًا، ويحقن دمًا، ويدفع مكروهًا، ويحِقّ حقًّا، ويمنع باطلاً ويحجز ظلمًا، يقدر على ما لا يقدر عليه غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
حكى ابن عبد البر أن عبد الله بن عبد العزيز العمري العابد كتب إلى مالك يحضه إلى الانفراد والعمل ويرغب به عن الاجتماع إليه في العلم فكتب إليه مالك:" أن الله عز وجل قسم الأعمال كما قسم الأرزاق فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصيام وآخر فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصلاة ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر وقد رضيت بما فتح الله لي فيه من ذلك وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه وأرجو أن يكون كلانا على خير ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم له والسلام.". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)
ففعل الخير واسعُ الميادين شامل المفاهيم، ينتظم أعمالَ القلوب والجوارحِ من الأقوال والأعمال والمقاصد في الظاهر والباطن والمواهبِ والملكات.
-عن حذيفة رض1 قال: قال النبيصل1:" تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا أعملت من الخير شيئا؟. قال كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر قال قال فتجاوزوا عنه". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)
- وعن أبي هريرة عن النبي صل1 قال: إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل ... [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)
- وعن ابن عمر رض1: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صل1:" أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ". [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)
ولنتأمل قليلا فيما ذكره القرآن الكريم من أحداث يتمثل فيها بوضوح فعل الخير، ومن ذلك قصة يوسف عليه السلام مع معاديه، قال تعالى:"وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون، قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون، يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضروأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون، قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ". يوسف43/ 50.
-أجاب دون تردد.
-مظلوم في سجن ظالمين لكنه لم ينتقم، بل نفع حيث يستطيع النفع.
فكيف هو حالك أخي المسلم مع فعل الخير،؟. هل تستطيع أن ععامل من ظلمك بالخير، هل تفيده في خير إذا احتاج إليك؟.أم تستغل الفرصة للنكاية به؟.
لنقرأ هذه القصة الواقعية وإن حدثت لغير المسلم، لكن العبرة بعموم القصة لا بخصوص النسبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان فليمنغ مزارعا اسكتلنديا بائس الحال، يعتاش وأهله من زراعة رقعة أرض صغيرة المساحة تطل على مستنقع، ذات صباح سمع فليمنغ صرخات استغاثة، وتوجه نحو مصدر الصوت، ووجد صبيا صغيرا مغروسا في الطين، وكلما حاول النجاة غاص جسمه أكثر وأكثر حتى كاد الطين يغطي فمه وأنفه، ولم يتردد المزارع في تعريض حياته للخطر، ونجح بعد محاولات متكررة في إنقاذ الصبي، وصبيحة اليوم التالي توقفت أمام كوخه مركبة فارهة نزل منها أحد أشهر نبلاء وأثرياء المنطقة، وتوجه نحو فليمنغ وشكره على إنقاذ ابنه من الموت ثم أضاف: أريد مكافأتك على حسن صنيعك، ولكن المزارع قاطعه بحزم وحسم، بأنه لا يريد أي مكافأة، ثم لوح بيده مودعا النبيل، وفي تلك اللحظة خرج ولد فليمنغ من الكوخ فصاح النبيل في المزارع: عندي لك اقتراح أرجو أن تقبله .. ابنك هذا في سن ابني الذي أنقذته من الموت .. أرجو أن تسمح لي بإلحاقه بنفس المدرسة التي يدرس فيها ولدي .. هذا كل ما أطلبه منك من باب رد الجميل لك .. وقبل المزارع العرض ودخل ابنه الكساندر مدرسة خاصة وتفوق حتى تخرج طبيبا من كلية طب سنت ماريز هوسبيتل في لندن .. نعم هو نفسه الكسندر فليمنغ الذي اكتشف البنسلين وغير مسار الطب الحديث كما لم يفعل طبيب من قبله ولا من بعده. بعد ذلك بسنوات أصيب الفتى الذي كاد يغرق في وحل المستنقع بالتهاب رئوي، ولكنه شفي منه باستخدام البنسلين .. أتعرف من كان النبيل والد ذلك الفتى؟ اللورد راندولف تشيرتشل. وكان الفتى الذي نجا من الغرق والالتهاب الرئوي هو ابنه ونستون تشيرتشل أشهر رئيس وزراء بريطاني.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... فالناس بالناس ومن يعِن يُعَن
فلنتأمل كيف أن شهامة فلاح اسكتلندي لم تؤد فقط الى مكسب شخصي له ولعائلته بل لكل البشرية. [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)
لهذا علمنا المصطفى صل1أن نكثر من دعاء خاص ينفعنا وينفع الآخرين، فقال:" اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أدرت أردت في الناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)
د/أحمد العمراني
الجديدة المغرب.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- أخرجه البخاري في المناقب (3666)، وهو أيضا عند مسلم في الزكاة (1027.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2)- صحيح ابن حبان (6867)
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3)- مسند أحمد (2/ 449)، وصحح إسناده ابن حجر في الفتح (7/ 28)،
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - الموطأ برواية يحيى الليثي: 1/ 153/358. ومسند أحمد:6/ 138/25122.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5)-] صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة (527)، صحيح مسلم: كتاب الإيمان (85).
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6)- مسند أحمد (4/ 342)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1103).
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7)- يشير إلى ما أخرجه البخاري في الإيمان (26)، ومسلم في الإيمان (83) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: ((إيمان بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - سنن النسائي: كتاب الصيام، باب: فضل الصيام (2222وقال ابن حجر في الفتح (4/ 126): "إسناده صحيح".
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - صحيح مسلم: كتاب الإيمان (84)، وأخرجه أيضا البخاري في العتق (2518).
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - سنن الدارمي: كتاب فضائل القرآن (3476)، وهذا مرسل، وفي سنده صالح المري وهو ضعيف. وأخرجه الترمذي في القراءات (2948)، والطبراني في الكبير (12/ 168)، والحاكم (2088، 2089).
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - أخرجه الحاكم (2090)، قال الذهبي: "لم يتكلم عليه الحاكم، وهو موضوع على سند الشيخين، ومقدام متكلم فيه، والآفة منه".
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - صحيح البخاري: كتاب الرقاق (6465).
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref13) - صحيح ابن حبان (818)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1492).
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref14) - سنن أبي داود: كتاب الجهاد (2498)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (537).
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref15) - أخرجه مسلم في الزكاة (1006) عن أبي ذر رضي الله عنه.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref16) - التمهيد:7/ 185.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref17)- صحيح البخاري:2/ 731/1971. وأخرجه مسلم في المساقاة باب فضل إنظار المعسر رقم 1560.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref18) - صحيح ابن حبان:7/ 380/3113.قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref19) - المعجم الكبير:12/ 452/13646. وصحيح الجامع:176.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref20) - صحيفة عكاظ السعودية ...
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080416/Con20080416188427.htm
[21] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref21) - الموطأ - رواية يحيى الليثي:1/ 218/508.(/)
هدية /الَمُنتَقى مِن فَوَائِد تَفسِيرِ الإمَامِ الطَّبري/ د. يوسف الحوشان
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:38 م]ـ
هذا ملف فيه فوائد منتقاه من تفسير الإمام الطبري، رصدها أخونا الفاضل المفيد الدكتور يوسف بن حمود الحوشان، وقد خصَّ بها أعضاء الملتقى، وقدمها لكم هدية بين يدي العشر الأواخر، فتقبل الله منه ومنا جميع، وبارك الله له في أعماله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:05 م]ـ
بارك الله في المهدي وحامل الهدية، ورحم الله الإمام الطبري.
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[29 Aug 2010, 10:24 م]ـ
شكر الله لكم
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[30 Aug 2010, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
تم التحميل(/)
قالوا عن التفسير
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:06 ص]ـ
قال سعيد بن جبير:" من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى .. " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).
وقال: إياس بن معاوية:" مثل الذين يقرأون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:1/ 26. فتح القدير:1/ 20، والجواهر الحسان وهو تفسير للثعالبي:1/ 11.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - جامع البيان:1/ 27.(/)
تأملات في سورة الكهف
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[30 Aug 2010, 07:02 ص]ـ
هذه تأملات في سورة الكهف كنت قد ألقيتها في محاضرات عامة أسأل الله أن يكتب الأجر والمثوبة وينفع بها
هذا الجزء الأول منها
http://www.7ammil.com/index.php/file...e6?do=download (http://www.7ammil.com/index.php/files/guest/d42a8f3b8f82a1b2911f3fb057d340e6?do=download)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:19 ص]ـ
جزاك الله خيرًأ دكتور عبد الله على هذه التأملات نفعنا الله بعلمكم وعلمكم ما ينفعكم وزادكم علما.(/)
تفسير المثل الأعلى (موضوع مرشح)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على الرسول النبي الكريم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ورد ذكر المثل الأعلى – بهذا اللفظ - في آيتين من القرآن العظيم:
-إحداهما في سورة النحل وهي قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}
-والأخرى في سورة الروم وهي قوله تعالى: {وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
وقد تنوعت عبارات السلف في بيان معنى المثل الأعلى
ومن رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين في بيان معنى المثل الأعلى ثلاثة:
الأول: ابن عباس رضي الله عنهما؛ فروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في كتاب الاعتقاد وفي كتاب الأسماء والصفات.
وهذا تفسير بعض المعنى باللازم؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء، قال ابن القيم –رحمه الله –في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).
وقد استدل رحمه الله بهذه الآية على تفرد الله تعالى بصفات الكمال.
الثاني: قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله
روى عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ولله المثل الأعلى} قال: شهادة أن لا إله إلا الله
ورواه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الدعاء.
وروى ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عن قتادة أن المراد بالمثل الأعلى الإخلاص والتوحيد، وفي لفظ عنده: (مثله أنه لا إله إلا هو ولا رب غيره).
وقد نسبه أبو المظفر السمعاني لمجاهد وتبعه على ذلك القرطبي والشوكاني وهو خطأ.
الثالث: محمد بن المنكدر، قال ابن كثير: (وعن مالك في تفسيره المروي عنه، عن محمد بن المنْكَدِر، في قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى}، قال: لا إله إلا الله).
فهذا ما علمته أُثر عن الصحابة والتابعين في تفسير المثل الأعلى.
وأكثر المفسرين على أن المثل الأعلى الصفات العليا التي تستوجب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له، واعتقاد الكمال المطلق له جل وعلا، وأنه لا يساميه في ذلك أحد.
قال ابن جرير (ت:310 هـ): ({وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى} يقول: ولله المثل الأعلى، وهو الأفضل والأطيب، والأحسن، والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره).
وقال في تفسير آية الروم: (وقوله: {وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى} يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس).
قال أبو جعفر النحاس (ت:338هـ): (وله المثل الأعلى في السموات والأرض آية، روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول ليس كمثله شيء.
وقيل: يعني لا إله إلا الله
وحقيقته في اللغة وله الوصف الأعلى).
قال أبو الليث السمرقندي (ت:375هـ): ({وَلِلَّهِ المثل الاعلى} أي: الصفة العليا، وهي شهادة أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له).
وقال الثعلبي (ت:427هـ): ({ولله المثل الأعلى} الصفة العليا وهي التوحيد والإخلاص).
وقال أبو المظفر السمعاني (ت: 489هـ): (وقوله: {ولله المثل الأعلى} أي: الصفة العليا، وذلك مثل قولهم: عالم وقادر ورازق وحي، وغير هذا).
وقال البغوي (ت:516هـ): ({وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى} الصفة العليا، وهي التوحيد وأنه لا إله إلا هو.
وقيل: جميع صفات الجلال والكمال، من العلم، والقدرة، والبقاء، وغيرها من الصفات).
وقال ابن الجوزي (ت:597هـ): (قوله تعالى: {وله المَثَلُ الأعلى} قال المفسرون: أي: له الصِّفة العُليا {في السماوات والأرض} وهي أنَّه لا إِله غيره).
والمثَل في اللغة يطلق على معانٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى الأول: الصفة، وهذا المعنى كثير في الاستعمال، وله شواهد كثيرة، منها قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غيرآسن .... } الآية فوصفها وسمَّى ذلك الوصف مَثَلاً.
وروى أبو منصور الأزهري عن محمدبن سلام الجمحي قال: (أخبرني عمر بن أبي خليفة، قال: سمعت مقاتلا صاحب التفسير يسألأبا عمرو بن العلاء عن قول الله تعالى: {مَثَلُ الجنّة التي وُعِد المُتّقون} مامثلها؟
قال: {فيها أنهارٌ من ماء غير آسن}.
قال: فسألت يونس عنها، فقال: (مَثَلُها: صِفَتُها)).
قال محمد بن سلام: (ومثل ذلك قوله تعالى: {ذَلِك مَثَلُهم في التَّوْرَاة ومَثَلُهم في الإنْجِيل} أي صِفتهم).
المعنى الثاني: الآية، ومنه قوله تعالى: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل} أي آية لهم، كما قال تعالى: {ولنجعله آية للناس}، وقال: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية}، قال ابن جرير: ({وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل} يقول: وجعلناه آية لبني إسرائيل). وروى مثله عن قتادة.
المعنى الثالث: العبرة والعظة، ومنه قوله تعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين}
قال ابن جرير: (وقوله: {وَمَثَلا لِلآخِرِينَ} يقول: وعبرة وعظة يتعظ بهم مَنْ بعدهم من الأمم، فينتهوا عن الكفر بالله). وروى نحوه عن مجاهد وقتادة والسدي.
ومنه على أحد التفسيرين قوله تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل}
المعنى الرابع: القول السائر، وفيه يقال: (فأرسلها مثلاً) أي جعل كلمته قولاً سائراً يتمثل الناس به في نظائره.
المعنى الخامس: المثل المضروب، ومنه قوله تعالى: {ضرب مثل فاستمعوا له}
وهذه المعاني الخمسة بينها تناسب واشتراك في قدر من المعنى، ولذلك تنوعت عبارات المفسرين في تفسير ما ورد فيه هذا اللفظ بما يدل على تقارب بين هذه المعاني.
قال ابن فارس: (والمَثَل: المِثْل أيضاً، كشَبَه وشِبْه. والمثَلُ المضروبُ مأخوذٌ من هذا، لأنَّه يُذكَر مورَّىً به عن مِثلِه في المعنى).
وكلام السلف في تفسير المثل الأعلى غير مخالف لما ذكره علماء اللغة من معنى المثل، فإن الله تعالى هو الإله المتفرد بصفات الكمال المستحق لأن يعبد وحده لا شريك له، فكونه الإله الحق يتضمن اتصافه بصفات الكمال واستحقاقه لأعظم الحقوق.
قال ابن كثير (ت:774هـ): ({لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ} أي: النقص إنما ينسب إليهم، {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى} أي: الكمال المطلق من كل وجه، وهو منسوب إليه، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}).
وقال في تفسير آية الروم: (وقد أنشد بعض المُفَسرين عند ذكر هذه الآية لبعض أهل المعارف:
إذَا سَكَن الغَديرُ على صَفَاء = وَجُنبَ أنْ يُحَرّكَهُ النَّسيمُ
ترى فيه السَّمَاء بَلا امْترَاء = كَذَاكَ الشَّمْسُ تَبْدو وَالنّجُومُ
كَذاكَ قُلُوبُ أرْبَاب التَّجَلِّي = يُرَى في صَفْوها اللهُ العَظيمُ).
وقال ابن رجب في فتح الباري: (وحديث حارثة هو من هذا المعنى؛ فإنه قال: كأني أنظرإلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وإلى أهل النار يتعاوون فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عرفت فالزم، عَبْدٌ نوَّر الله الإيمان في قلبه)) وهو حديث مرسل، وقد روي مسندا بإسناد ضعيف.
وكذلك قول ابنعمر لعروة لما خطب إليه ابنته في الطواف فلم يرد عليه ثم لقيه فاعتذر إليه وقال: كنا في الطواف تتخايل الله بين أعيننا.
ومنه الأثر الذي ذكره الفضيل بن عياض: يقول الله: ما أنا مطلع على أحبائي إذا جهنم الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم،ومثلت نفسي بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة وكلموني على حضوري.
وبهذا فسرالمثل الأعلى المذكور في قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض}، ومثله قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض مثل نورهكَ مِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَاكَوْكَبٌ دُرِّيٌّ توقَدُ () مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَّشَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُنَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُالأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}، قال ابن كعب وغيره منالسلف: مثل نوره في
(يُتْبَعُ)
(/)
قلب المؤمن.
فمن وصل إلى هذا المقام فقد وصل إلى نهايةالإحسان وصار الإيمان لقلبه بمنزلة العيان فعرف ربه وأَنِسَ به في خلوته وتنعم بذكره ومناجاته ودعائه حتى ربما استوحش من خلقه، كما قال بعضهم: عجبت للخليقة كيف أنست بسواك؟ بل عجبت للخليقة كيف استنارت قلوبها بذكر سواك ... )
إلى أن قال: (وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اعبد الله كأنك تراه)) إشارة إلى أن العابد يتخيل ذلك في عبادته، لا أنه يراه حقيقة لا ببصره ولا بقلبه. وأما من زعم أن القلوب تصل في الدنيا إلى رؤية الله عيانا كما تراه الأبصار في الآخرة كما يزعم ذلك من يزعمه من الصوفية - فهو زعم باطل).
وهذا الذي ذكره هو ما يسمى بالمثال العلمي، وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً في مواضع من كتبه، ومن أفضل من عبر عنه فيما اطلعت عليه ابن القيم رحمه الله تعالى إذ قال في كتابه شفاء العليل: (إذا شرح الله صدر عبده بنوره الذي يقذفه في قلبه أراه في ضوء ذلك النور حقائق الأسماء والصفات التي تضل فيها معرفة العبد إذ لا يمكن أن يعرفها العبد على ما هي عليه في نفس الأمر، وأراه في ضوء ذلك النور حقائق الإيمان وحقائق العبودية وما يصححها ومايفسدها وتفاوت معرفة الأسماء والصفات والإيمان والإخلاص وأحكام العبودية بحسب تفاوتهم في هذا النور.
قال تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}
وقال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به}
فيكشفلقلب المؤمن في ضوء ذلك النور عن حقيقة المثل الأعلى مستويا على عرش الإيمان في قلبالعبد المؤمن؛ فيشهد بقلبه ربًّا عظيمًا قاهرًا قادرًا أكبرَ من كل شيء في ذاته وفيصفاته وفي أفعاله، السماوات السبع قبضة إحدى يديه، والأرضون السبع قبضة اليد الأخرى، يمسك السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر علىأصبع، والثرى على أصبع، ثم يهزُّهن ثم يقول: أنا الملك.
فالسماوات السبع في كفِّه كخردلة في كف العبد، يحيط ولا يحاط به، ويحصر خلقه ولا يحصرونه، ويدركهم ولايدركونه، لو أن الناس من لدن آدم إلى آخر الخلق قاموا صفًا واحدًا ما أحاطوا به سبحانه.
ثم يشهده في علمه فوق كل عليم، وفي قدرته فوق كل قدير، وفي جوده فوق كلجواد، وفي رحمته فوق كل رحيم، وفي جماله فوق كل جميل، حتى لو كان جمال الخلائق كلهمعلى شخص واحد منهم ثم أعطى الخلق كلهم مثل ذلك الجمال لكانت نسبته إلى جمال الربسبحانه دون نسبة سراج ضعيف إلى ضوء الشمس.
ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخص واحدمنهم ثم أعطى كل منهم مثل تلك القوة لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش.
ولو كان جودهم على رجل واحد وكل الخلائق على ذلك الجود لكانت نسبته إلى جوده دون نسبة قطرة إلى البحر.
وكذلك علم الخلائق إذا نسبة إلى علمه كان كنقرة عصفور من البحر.
وكذلك سائر صفاته كحياته وسمعه وبصره وإرادته فلو فرض البحر المحيط بالأرض مداد تحيط به سبعة أبحر وجميع أشجار الأرض شيئا بعد شيء أقلام لفني ذلك المداد والأقلام ولا تفنى كلماته ولا تنفد.
فهوأكبر في علمه من كل عالم وفي قدرته من كل قادر، وفي جوده من كل جواد، وفي غناه من كل غني، وفي علوه من كل عالٍ، وفي رحمته من كل رحيم.
استوى على عرشه واستولى على خلقه، متفرد بتدبير مملكته فلا قبض ولا بسط ولا منع ولا ضلال ولا سعادة ولا شقاوة ولا موت ولا حياة ولا نفع ولا ضر إلا بيده، لا مالك غيره ولا مدبر سواه، لا يستقل أحد معه بملك مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا له شركة في ملكها، ولا يحتاج إلى وزير ولا ظهير ولا معين، ولا يغيب فيخلفه غيره، ولا يعيَا فيعينه سواه، ولا يتقدم أحد بالشفاعة بين يديه إلا من بعد إذنه لمن شاء وفيمن شاء؛ فهو أول مشاهد المعرفة، ثم يترقى منه إلى مشهد فوقه لا يتم إلا به وهو مشهد الإلهية؛ فيشهده سبحانه متجلياً في كماله بأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفضله في ثوابه فيشهد ربًّا قيومًا متكلمًا آمرًا ناهيًا، يحب ويبغض ويرضى ويغضب، قد أرسل رسله وأنزل كتبه وأقام على عباده الحجة البالغة، وأتم عليهم نعمته السابغة، يهدى من يشاء منه نعمة وفضلاً، ويضل من يشاء حكمة منه وعدلاً، يُنزل إليهم أوامره، وتعرض عليه أعمالهم، لم يخلقهم عبثاً، ولم يتركهم سدًى، بل أَمْره جارٍ عليهم في حركاتهم وسكناتهم وظواهرهم وبواطنهم؛ فلله عليهم حُكْمٌ وأمر في كل تحريكةٍ وتسكينةٍ ولحظةٍ ولفظةٍ.
وَينكشف له في هذا النور عدله وحكمته ورحمته ولطفه وإحسانه وبره في شرعه وأحكامه، وأنها أحكام رب رحيم محسن لطيف حكيم، قد بهرت حكمته العقول وأقرت بها الفِطَر، وشهدت لمنزلها بالوحدانية، ولمن جاء بها بالرسالة والنبوة، وينكشف له فيضوء ذلك النور إثبات صفات الكمال، وتنزيهه سبحانه عن النقص والمثال، وإن كل كمال في الوجود فمعطيه وخالقه أحق به وأولى، وكل نقص وعيب فهو سبحانه منزه متعالٍ عنه.
وينكشف له في ضوء هذا النور حقائق المعاد واليوم الآخر وما أخبر به الرسول عنه حتى كأنه يشاهده عيانًا، وكأنه يخبر عن الله وأسمائه وصفاته وأمره ونهيه ووعده ووعيده، إخبار من كأنه قد رأى وعاين وشاهد ما أخبر به؛ فمن أراد سبحانه هدايته شرح صدره لهذا فاتسع له وانفسح، ومن أراد ضلالته جعل صدره من ذلك في ضيق وحرج لا يجد فيه مسلكا ولا منفذًا، والله الموفق المعين.
وهذا الباب يكفي اللبيب في معرفة القدر والحكمة ويطلعه على العدل والتوحيد الذي تضمنهما قوله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام}).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:15 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة ملتقى أهل التفسير لأحسن مشاركة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21341)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Oct 2010, 09:03 ص]ـ
حضرني شاهد عكسي للمعنى الأول من معاني المثل؛ وهو قول المرار بن منقذ التميمي يصف حصانه:
صفة الثعلب أدنى جريه - وإذا يركض يعفور أشر
اليعفور: الظبي.
والأشر: النشيط.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Oct 2010, 09:51 ص]ـ
هناك بحث مطبوع في هذه المسألة أظنه من منشورات جامعة أم القرى ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Oct 2010, 02:10 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا فهر هذه الإفادة، وليتك تعرف بالكتاب أو تضع رابطه هنا حتى أستفيد منه، ويستفيد من رغب الاستزادة ممن يعنيهم بحث هذه المسألة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Oct 2010, 07:40 ص]ـ
حاضر يا سيدنا ..
ولكن المشكلة أن الكتاب صغير الحجم وهذه الكتب الصغيرة لا تجدها أبداً حينما تبحث عنها، وهذا يكاديكون من البديهيات:)(/)
آية في كتاب الله عندي إشكال في فهمها
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:02 م]ـ
السلام عليكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، مشايخي وإخواني الأفاضل، هناك آية قد أشكل علي فهمها، وحقيقة بحثت في كثير من التفاسير وخصوصا التي لها اهتمام في البلاغة ولم أجد ما أُريد.
أنا الذي أعرفه أن الإيمان إذا عُدِّيَ بالباء كان المقصود منه الايمان بالله أي الايمان المعروف في الشرع كقوله تعالى (إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وأما إذا عُدِّي باللام فيكون المقصود منه التصديق كقوله تعالى (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)
سؤالي: جاء في كتاب الله في قصة موسى عليه السلام مع فرعون، وتوبة السحرة، أن فرعون قال للسحرة في أكثر من موضع آمنتم له، أي: آمنتم لموسى أي صدقتموه بما يقول. (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى - طه 71)
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ - الشعراء 49)
* إلا في موضع واحد، قال: آمنتم به. (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ - الاعرف 123)
- فما هو السر هنا في اختلاف هذا الاسلوب؟
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه، مشايخي وإخواني الأفاضل، هناك آية قد أشكل علي فهمها، وحقيقة بحثت في كثير من التفاسير وخصوصا التي لها اهتمام في البلاغة ولم أجد ما أُريد.
أنا الذي أعرفه أن الإيمان إذا عُدِّيَ بالباء كان المقصود منه الايمان بالله أي الايمان المعروف في الشرع كقوله تعالى (إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وأما إذا عُدِّي باللام فيكون المقصود منه التصديق كقوله تعالى (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)
سؤالي: جاء في كتاب الله في قصة موسى عليه السلام مع فرعون، وتوبة السحرة، أن فرعون قال للسحرة في أكثر من موضع آمنتم له، أي: آمنتم لموسى أي صدقتموه بما يقول. (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى - طه 71)
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ - الشعراء 49)
* إلا في موضع واحد، قال: آمنتم به. (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ - الاعرف 123)
- فما هو السر هنا في اختلاف هذا الاسلوب؟
جزاكم الله خير الجزاء
أحد برامج الدكتور أحمد الكبيسي أجابت على ذلك أخي الفاضل:
يقول الكبيسي:
آمن بالله (بالباء) تصديق عقدي أنا أصدق أن الله رب العالمين وليس رب غيره، فرعون ليس رباً وأن موسى نبي، أنا أؤمن أن الله ربي وموسى نبي هكذا قال السحرة آمنوا بموسى ورب موسى وانتهى الأمر، هذا أول ما كان الامتحان بين موسى وبين السحرة وفرعون جميع أعيان مصر حاضرون هذه المناقشة (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) طه) جاؤوا بالشعب كله يتفرج، وجاء السحرة وعملوا سحرهم بالحبال التي كأنها تسعى فهرب موسى (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) طه) فألقى عصاه فأكلت كل السحر الأسود فسجد السحرة قالوا (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) الشعراء) هذا إيمان عقائدي لم يعد فرعون ربنا وإنما الله ربنا وموسى نبي. قال فرعون هنا (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ (123) الأعراف) هذا في البدياة، آمنتك به هو نبي وربكم الله وتركتموني هنا عقيدة. ثم صار هرج ومرج وبين مصدِّق ومكذب وتحرك جيش فرعون والحرس الخاص تحرك، قال لهم موسى اتبعوني وخرج من المكان باتجاه البحر وفرعون اتبعهم في الفجر (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60) الشعراء) (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء) هذا في اليوم الثاني. في سورة طه (قال فرعون) هذه ساعة الاحتفال أول ما آمنوا به (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ (123) الأعراف)، في اليوم الثاني قال (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (71) طه) آمنتم له يعني أطعتموه بعد أن أمركم بعد أن آمنتم به عقيدة وصدقتم أنه نبي وأن ربكم الله وسمعتم كلامه وقال لكم امشوا خلفي ونجاهم الله. آمنتم له يعني أطعتم أوامره ونواهيه وما جاء به من أحكام وتعليمات، هذه آمنتم له.
وجزاك الله خيراً على هذه اللفتة. وأنا آسف أن كنت أول المجيبين.بانتظار إضافات الأفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:38 م]ـ
ذكره أبو حيان، فالضمير في الأخيرة (الأعراف) يعود للرب سبحانه وتعالى (قَالُو?اْ آمَنَّا بِرَبِّ ?لْعَالَمِينَ ( javascript:Open_Menu()) * رَبِّ مُوسَى? وَهَارُونَ ( javascript:Open_Menu()) * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ). ( javascript:Open_Menu())
قال أبو حيان: (والضمير في {به} عائد على الله تعالى لقولهم {قالوا آمنا برب العالمين}، وقيل يحتمل أن يعود على موسى وفي طه والشعراء يعود في قوله له على موسى لقوله {إنه لكبيركم} [الشعراء: 49]، وقيل آمنت به وآمنت له واحد).
وفقكم الله
ـ[محمد سهلي]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:58 م]ـ
أخي الفاضل،
لا شك أن ما قلته هو الصواب من الناحية اللغوية: ف"آمنتم به" تنصرف إلى الإيمان العقدي، أي الإيمان بأن موسى رسول رب العالمين و تبعا لذلك الإيمان بما جاء به إخبارا عن الله ورأسه الإيمان برب العالمين كما جاء على لسانهم، وأما "آمنتم له" فتنصرف إلى تصديق موسى فيما قال، ولكن على هذا المستوى اللغوي وفي هذه الحالة يتبين أن الحاصل من العبارتين متطابق وبهما يثبت الإيمان للسحرة، وإن كان في الأولى بطريق مباشر وفي الأخيرة بالإتباع أو التفويض، لأنهم يؤمنون لموسى فيما قال، وهو إنما قال إنه رسول رب العالمين {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الزخرف46 - ومثله ثبوت شهادة أبي بكر وعمررض2 على شهادة رسول الله صل1كما في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرةرض1 <صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ> و في باب العبادات نذكر صحة إهلال عليرض1 بإهلال رسول الله صل1في حجة الوداع دون علمه بتفاصيلها.
فإذا تبين أن المدخل اللغوي لا يسعف-فيما نعلم- في الكشف عن سر اختلاف حرف التعدية في الإخبار عن الواقعة الواحدة، مع التسليم بأن اختلاف المبنى لابد أن يكن لطائف معنوية لا تدرك إلا بالمدارسة الدقيقة، تعين البحث في مداخل أخرى كالسياق والمقام والخطاب.
فتعدد عبارات وأدوات وأساليب نقل القصة يفترض تعدد وتنوع العبر والدروس المحمولة إلى إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ المتلقي حسب السياق العام للسورة موضوعها وأسباب نزولها وكذا السياق الخاص للحكي القرآني.
و أنا أقترح توجيه النظر إلى في السياقات الثلاث (طه-الشعراء- الأعراف) إلى التبرير الذي قدمه فرعون لقرار البطش بالسحرة، ففي طه و الشعراء حيث "آمنتم له" لم يحملهم المسؤولية الكبرى في التآمر على ملكه وإنما اعتبرهم أتباعا ومسخرين لموسى و جنودا مأمورين < قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ > ومنتهى جريمتهم التصديق والتبعية، أما في الأعراف فقد رفع مستوى الإدانة واعتبرهم شركاء متآمرون متواطئون، على نفس المستوى من الإيمان بمشروع موسى وعلى قدر عال من الالتحام معه < قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ>. فيكون من إفادات السياق أن اللام في له للتصديق والمتابعة وان الباء في "به" للالتحام والمشاركة_
قد نتساءل الآن عن دلالة اضطراب أطروحة فرعون.
إن الاضطراب في مستوى تحميل المسؤولية وفي تحرير صك الاتهام يدل على أن التبرير كله لا أساس له وأن قرار البطش قرار طاغوتي تكبري لم يتأسس أصلا على تبرير ولا شورى، وإنما بحث له على عجل عن تبرير يقدم للرأي العام ويُلبس القرار لَبوس الحق وحماية المصلحة العامة. والأمر على هذا الحال مضطرد عند الطواغيت والجبابرة، إذ يبررون بطشهم بالدعاة والمصلحين ب "المؤامرة" على الأمن العام وحماية المصلحة العليا، ألا ترى إلى فرعون يتحول إلى حامي حمى الملة والدين وموسى خطر على الدين وناشر للفساد في أطروحة تبرير قرار قتله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} غافر26 - .
و الله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 06:09 م]ـ
حروف الجر تتبادل كثيرا في اللغة؛ لتدل على دلالات مختلفة
وما تفضل به الأستاذ تيسير - نقلا عن الدكتور الكبيسي - وارد لكنه غير حاسم ولا قاطع
فماذا نقول عن قوله تعالى {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} العنكبوت26(/)
تفسير "استوى " في كتاب المحرر الوجيز
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:00 م]ـ
مسالة حيرتني
كان من المقرر على في المعهد بحث في تفسير أوائل سورة الحديد ,ومن ضمن البحث آية الاستواء ومن الكتب التي اختيرت تفسير ابن عطية، وقد وجدت فيه نقلا عن الإمام سفيان الثوري-رحمه الله - في معنى "استوى " فعل فعلا في العرش سماه استواء " فكيف لي أن أتأكد من صحة نسبة هذا القول للإمام الجليل، والغريب أني بحثت في تفسيرالإمام الثوري -رحمه الله -عن هذا القول فلم أجده.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:36 م]ـ
هذه العبارة ليست في تفسير الثوري ولا ابن جرير ولا الدر المنثور .. ولا في تفسير ابن عطية عند آية الحديد.
فلو نقلت النص والطبعة.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[31 Aug 2010, 06:45 ص]ـ
النقل عن الإمام الثوري موجود في المحرر الوجيز في تفسير سورة الأعراف (2/ 408)، وكذلك في تفسير سورة الرعد (3/ 292) من طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق عبد السلام عبد الشافي.
وقد قلده من بعده من المفسرين كأبي حيان في البحر المحيط، والآلوسي في روح المعاني، والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.
وهذا القول ليس صحيحاً عن الإمام الثوري ولا غيره من السلف الصالح، بل هو قول أهل الكلام الذين ينفون قيام الصفات الاختيارية بذات الرب سبحانه، وهو قول أبي الحسن الأشعري كما نقل عنه البيهقي في الأسماء والصفات، وقول القاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وابن عقيل من الحنابلة الذين وافقوا الأشعري في هذه المسألة.
ومعنى هذا القول: أن الله تعالى أحدث في العرش حدثاً سماه استواءً، أي أن الاستواء من الصفات المنفصلة عن الله تعالى مثل خلق الخلق والإحسان إليهم، فهو مبني على القول بأن الله لا تقوم به الصفات الاختيارية.
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 308): (وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى جل ثناؤه فعل في العرش فعلا سماه استواء، كما فعل في غيره فعلا سماه رزقاً أو نعمةً أو غيرهما من أفعاله).
فواضح من هذه العبارة: أن الاستواء على هذا القول مفعول له سبحانه كما أن الرزق والنعمة التي تحصل للعبد من مفعولاته، ويوضح شيخ الإسلام مراد الأشعري حيث قال كما في مجموع الفتاوى (5/ 386): (ومعنى ذلك عنده وعند من ينفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته: أنه يخلق أعراضاً في بعض المخلوقات يسميها نزولاً كما قال: إنه يخلق في العرش معنى يسميه استواءً، وهو عند الأشعري تقريب العرش إلى ذاته من غير أن يقوم به فعل، بل يجعل أفعاله اللازمة كالنزول والاستواء كأفعاله المتعدية كالخلق والإحسان وكل ذلك عنده هو المفعول المنفصل عنه).
وقال رحمه الله كما في المجموع (5/ 401): (وطائفة من أصحاب أحمد وغيرهم كالقاضي أبي يعلى وغيره ممن يوافق أبا الحسن الأشعري على أن "الفعل" هو "المفعول"؛ وأنه لا يقوم بذاته فعل اختياري، يقولون: معنى النزول والاستواء وغير ذلك أفعال يفعلها الرب في المخلوقات، وهذا هو المنصوص عن أبي الحسن الأشعري وغيره، قالوا: الاستواء فعل فعله في العرش كان به مستوياً، وهذا قول أبي الحسن بن الزاغوني. وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف؛ وليس الأمر كذلك).
وقال أيضاً كما في المجموع (12/ 250): (وطائفة من أهل الكلام منهم أبو الحسن الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد جعلوا النزول والإتيان والمجيء حدثاً يحدثه منفصلاً عنه فذاك هو إتيانه واستواؤه على العرش فقالوا: استواؤه فعل يفعله في العرش يصير به مستوياً عليه من غير فعل).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمار
والذي قصدته أن هذا النقل ليس في آية الحديد كما يفهم من كلام الأخت.
ونسبة هذا الكلام إلى الإمام الثوري غريب فعلاً , ولذا ينبغي العناية بالتثبت ممّا ينقل عن السلف في تفاسير المتأخرين , وعلى الأخص في مسائل الاعتقاد.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,لكن سؤالي ماهي آليات البحث التي أعرف بها أن هذا القول نبسته غير صحيحة لأي مفسر سواء هذا القول أوغيره.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Sep 2010, 10:28 ص]ـ
للتحقق من نسبة قولٍ من الأقوال إلى أحد السلف عدة طرق , أهمها أربعة:
الأول: الرجوع إلى الكتب التي ألّفها في التفسير إن كان له تفسير مطبوع , أو التي جُمعَت له.
الثاني: الرجوع إلى المصادر الأصلية لأقوال السلف في التفسير , وأهمّها وأشملها على الإطلاق جامع البيان لابن جرير الطبري رح1 , وتفسير ابن أبي حاتم , والمطبوع من تفسير ابن المنذر , ثم الدر المنثور للسيوطي , وكذا التفسير من الجامع لابن وهب , وتفسير يحيى ابن سلّام , وتفسير عبد الرزاق , والبستي , ونحوها.
الثالث: مراجعة الكتب المسندة الجامعة لأقوال السلف وآثارهم في كل العلوم , ككتب علوم القرآن المسندة (في معاني القرآن وغريبه وتنزيله وناسخه ومنسوخه .. ) , والجوامع (مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة .. ) , وكتب السنة بعامّة (السنن والمسانيد والمستدركات .. ) , وكتب الفقه والأحكام المسندة (التمهيد والاستذكار لابن عبد البر والمحلى لابن حزم .. ) , وكتب التراجم والسير (طبقات ابن سعد والمعرفة والتاريخ للفسوي .. ) , وكتب اللغة والأدب والرقائق (تهذيب اللغة للأزهري والمجالسة وجواهر العلم للدينوري والتبصرة لابن الجوزي .. ) , ونحوها من المجاميع.
الرابع: سؤال أهل الفن , كما فعلت -وفقك الله- هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[02 Sep 2010, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
الراسخون في العلم
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:11 م]ـ
ومن دعوات المؤمنين المذكورة في القرآن ما ورد في قوله تعالى:
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَاد (9).
قال العلامة عبدالرحمن بن سعدي – رح1: وقد أثنى الله تعالى على الرّاسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد:
إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبيّن لأحكامه وشرائعه.
الثانية: الرّسوخ في العلم، وهذا قدر زائد على مجرّد العلم، فإنّ الرّاسخ في العلم يقتضي أن يكون عالماً
محقّقاً، وعارفاً مدّققاً، قد علّمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشّريعة علماً وحالاً وعملاً.
الثالثة: أنّه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه، ورّد لمتشابهه إلى محكمه،
بقوله: يقولون ءامنّا به كلُ من عند ربّنا.
الرابعة: أنّهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلى به الزائغون المنحرفون.
الخامسة: اعترافهم بمنّة الله عليهم بالهداية، وذلك قوله: ربَّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
السادسة: أنّهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كلّ خير واندفاع كل شر، وتوسلّوا إليه باسمه الوّهاب.
السابعة: أنّه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة، وخوفهم منه، وهذا هو الواجب للعمل الرّادع عن الزّلل ..
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان – للشيخ عبدالرحمن بن سعدي رح1(/)
فضل تدبر القرآن الكريم (1)
ـ[محبة المجد العلمية]ــــــــ[30 Aug 2010, 06:16 م]ـ
الحلقة الأولى / فضل تدبر القرآن الكريم
فإن من خير ما تقرب به المسلم إلى الله سبحانه وتعالى في كل وقت، وفي شهر رمضان خاصة، قراءة القرآن الكريم وتدبره، فقراءة القرآن وترتيله ومن ثم تدبره من أعظم أبواب انتفاع القلب، ولهذا قال ربنا جل في علاه: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد24، وقال سبحانه وتعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد16 فالقرآن الكريم من مقاصد إنزاله العظيمة تدبره والعمل به، قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص29
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: ليتدبروا حجج الله التي فيه، وما شرع الله فيه من الشرائع فيتعظوا ويعملوا به.
وقال جل جلاله: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) الإسراء9.
وهي بشرى للمؤمنين فالهداية للخير وللطريق المستقيم عن طريق هذا الكتاب الكريم.
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن تدبر القرآن من النصح للكتاب الله الوارد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم، ذكره الإمام النووي والإمام ابن رجب وغيرهما.
وقال الله عز وجل: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الحشر21.
قال الإمام النووي رحمه الله: (ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع وهذا هو المقصود وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب).
المصدر:شبكة السنة النبوية وعلومها لفضيلة الشيخ فالح الصغير حفظه الله ( http://)(/)
تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لقوله تعالى (فبدت لهما سوآتهما)؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 Aug 2010, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فا أيها الإخوة الكرام ما تقولون في تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لهذه الآية؟
وهل له سلف فيها؟؟
يقول رحمه الله في قوله تعالى (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)
أي: بعد أن أكلا من هذه الشجرة ظهرتْ لهما سوءآتهما، والسَّوْأة هي العورة أي: المكان الذي يستحي الإنسان أن ينكشف منه، والمراد القُبُل والدُّبُر في الرجل والمرأة. ولكل من القُبل والدُّبر مهمة، وبهما يتخلص الجسم من الفضلات، الماء من ناحية الكُلى والحالب والمثانة عن طريق القُبل، وبقايا وفضلات الطعام الناتجة عن حركة الهَضْم وعملية الأَيْض، وهذه تخرج عن طريق الدُّبُر.
لكن، متى أحسَّ آدم وزوجه بسوءاتهما، أبعد الأكل عموماً من شجر الجنة، أم بعد الأكل من هذه الشجرة بالذات؟
الحق تبارك وتعالى رتَّب ظهور العورة على الأكل من الشجرة التي نهاهما عنها {فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا} [طه: 121]
فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن الغذاء كان طاهيه ربُّه، فيعطي القدرة والحياة دون أن يخلف في الجسم أيَّ فضلات.
لكن، لما خالفوا وأكلوا من الشجرة بدأ الطعام يختمر وتحدث له عملية الهضم التي نعرفها، فكانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها آدم وزوجه مسألة الفضلات، ويلتفتان إلى عورتيهما: ما هذا الذي يخرج منها؟
وهنا مسألة رمزية ينبغي الالتفات إليها، فحين ترى عورة في المجتمع فاعلم أن منهجاً من مناهج الله قد عُطل.
إذن: لم يعرف آدم وزوجه فضلات الطعام وما ينتج عنه من ريح وأشياء مُنفَّرة قذرة إلا بعد المخالفة، وهنا تحيَّرا، ماذا يفعلان؟ ولم يكن أمامهما إلا ورق الشجر {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجنة} [طه: 121].
أي: أخذا يلصقان الورق على عورتيهما لسترها هكذا بالفطرة، وإلا ما الذي جعل هاتين الفتحتين عورة دون غيرهما من فتحات الجسم كالأنف والفم مثلاً؟
قالوا: لأن فَتْحتيْ القُبُل والدُّبُر يخرج منهما شيء قذر كريه يحرص المرء على سَتْره، ومن العجيب أن الإنسان وهو حيوان ناطق فضَّله الله، وحين يأكل يأكل باختيار، أمّا الحيوان فيأكل بغريزته، ومع ذلك يتجاوز الإنسان الحد في مأكله ومشربه، فيأكل أنواعاً مختلفة، ويأكل أكثر من حاجته ويأكل بعدما شبع، على خلاف الحيوان المحكوم بالغريزة.
ولذلك ترى رائحة الفضلات في الإنسان قذرة مُنفّرة، ولا فائدة منها في شيء، أما فضلات الحيوان فلا تكاد تشمُّ لها رائحة، ويمكن الاستفادة منها فيجعلونها وقوداً أو سماداً طبيعياً. وبعد ذلك نتهم الحيوان ونقول: إنه بهيم. . إلخ
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:27 ص]ـ
لا تهمني كثيرا قضية هل لك فيه سلف؟ وأراها حجرا على الفكر، وتقيدا وإغلاقا للاجتهاد
وإنما هي قول صالحين، ليست كتابا ولا سنة
لكن
فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن الغذاء كان طاهيه ربُّه
لي على هذه الجملة ثلاث ملاحظات:
1 - من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
2 - من أين له أنهما كانا يأكلان طعاما مختلفا؟ لا ينتج فضلات؟ وقد أثبت الدكتور عبدالصبور شاهين أنه لا يوجد دليل قاطع على أن الجنة هي التي في السماء. بل قد تكون في الأرض.
3 - وصفه رب العزة بأنه (طاه) فيه تجاوز، ومخالفة عقيدية صريحة؛ فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو رسوله.
أرى أن هذا مجرد فلسفة، قد تكون جميلة لكنها خيالية، يعوزها وينقصها الدليل
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:14 ص]ـ
للتذكير
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:12 م]ـ
السلام عليكم عندي تعليق على هذه النقطة
من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
قال تعالى (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) معنى فبدت: بدت وهي الماضي من تبدو: اي انهما كان لهما جهل ما بسوآتهما فبدا لهما
والجهل نقيض المعرفة فلهذا فانا مع الشيخ محمد متولي الشعراوي رح1 في انهما لم يعرفا عورتيهما تمام المعرفة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:32 م]ـ
رحم الله الشيخ الشعراوي وغفر له.
ما تفضلتم بنقله عن الشيخ ذكره بعض المفسرين، وهو من الآثار التي فصَّلَت فيها كتب أهل الكتاب فهي تتعلق بقصة بدء الخلق، وهي من القضايا التي وردت فيها آثار إسرائيلية كثيرة، ولعلنا نناقش الموضوع في وقت أوسع بعد رمضان إن شاء الله. وأرجو من الأعضاء الفضلاء عدم الكتابة إلا بأدلة علمية ومفيدة للقارئ، فلسنا بصدد من هو الذي يؤيد الشعراوي أو يخالفه رحمه الله فهو عالم جليل قرأ كثيراً واطلع على ما لم نطلع عليه، وليس مثل هذا مظنة الاختراع من عنده رحمه الله.
في 22 رمضان 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 06:11 م]ـ
السلام عليكم عندي تعليق على هذه النقطة
من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
قال تعالى (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) معنى فبدت: بدت وهي الماضي من تبدو: اي انهما كان لهما جهل ما بسوآتهما فبدا لهما
والجهل نقيض المعرفة فلهذا فانا مع الشيخ محمد متولي الشعراوي رح1 في انهما لم يعرفا عورتيهما تمام المعرفة
هذا الكلام لا يستقيم عقلا ولا لغة
فلو قيل " بدت الشمس " هل يلزم منه أننا كنا نجهل الشمس؟ يا رجل، ألم تقرأ قول الشاعر الجاهلي عمرو بن معديكرب الزبيدي:
وبدت لميس كأنها ... بدر السماء إذا تبدى
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 06:14 م]ـ
فلسنا بصدد من هو الذي يؤيد الشعراوي أو يخالفه رحمه الله فهو عالم جليل قرأ كثيراً واطلع على ما لم نطلع عليه، وليس مثل هذا مظنة الاختراع من عنده رحمه الله.
في 22 رمضان 1431هـ
هو ما قلتم يا شيخنا
ولعلكم تعلمون أنه حاصل على الدكتوراة في اللغة العربية، فلا بأس أن يجتهد، وإن كنتم سميتم الاجتهاد اختراعا
وأذكر أني كنت أستمع إلى تفسيره لقوله تعالى " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه" فأعجبت به جدا وقررت أنه هو القول وغيره خطل
ثم اتفق أني كنت أتصفح البحر المحيط فإذا هو فيه
على أن تفسيره {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} الكهف21 عجب العجاب، ولا أدري من أين أتي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2010, 06:42 م]ـ
لا تهمني كثيرا قضية هل لك فيه سلف؟ وأراها حجرا على الفكر، وتقيدا وإغلاقا للاجتهاد
وإنما هي قول صالحين، ليست كتابا ولا سنة
لكن
فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن الغذاء كان طاهيه ربُّه
لي على هذه الجملة ثلاث ملاحظات:
1 - من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
2 - من أين له أنهما كانا يأكلان طعاما مختلفا؟ لا ينتج فضلات؟ وقد أثبت الدكتور عبدالصبور شاهين أنه لا يوجد دليل قاطع على أن الجنة هي التي في السماء. بل قد تكون في الأرض.
3 - وصفه رب العزة بأنه (طاه) فيه تجاوز، ومخالفة عقيدية صريحة؛ فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو رسوله.
أرى أن هذا مجرد فلسفة، قد تكون جميلة لكنها خيالية، يعوزها وينقصها الدليل
أسئلة وجيهة وتحتاج إلى جواب
واعتراض على الوصف (طاه) مقبول ولكن يمكن الجواب عليه
ولكن وصف كلام الشيخ رحمه الله تعالى بأنه مجرد فلسفة خيالية كلام غير مقبول وهو نوع من التجني.
الشيخ رحمه الله تعالى كان عالما بالعربية ومتخصص فيها وأنت ذكرت ذلك وما كان ليقول ما قال مجازفة دون تأمل وتدبر.
وحياة آدم في الجنة تلخصهما آيتان من سورة طه تدل على أن تلك الحياة مختلفة تماما عن الحياة البشرية على الأرض التي تحكمها سنن مختلفة تماما، والآيتان هما قول الحق تبارك وتعالى:
(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119))
ويؤكد ذلك قوله تعالى:
(فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)
فلو كانت سوآتهما محكومة بسنن الأرض لما احتاجا إلى المسارعة إلى محاولة تغطيتهما
أما بالنسبة هل كانت الجنة في الأرض أو في السماء فالدكتور عبد الصبور لم يثبت شيئا والخلاف في المسألة قديم والراجح هو القول بأنها الجنة التي في السماء.
والباقي فيما بعد لأن المغرب أذن
الأربعاء 22/ 9/1431 هـ
الساعة: 6:38 مكة المكرمة
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:15 م]ـ
واعتراض على الوصف (طاه) مقبول ولكن يمكن الجواب عليه
كيف الجواب؟
ولكن وصف كلام الشيخ رحمه الله تعالى بأنه مجرد فلسفة خيالية كلام غير مقبول وهو نوع من التجني. أردت أن أقول إسرائيليات، وقد ذكر ذلك الدكتور عبدالرحمن حفظه الله .. وغالب تفسير الشعراوي إنما هو ارتجال، لايعود فيه إلى مراجع إلا ما لصق بالذاكرة
فليس كتابا ألفه وفق أصول وقواعد البحث العلمية والأكاديمية وهو الدكتور، لكنه تفريغ محاضرات مرئية ومسموعة
كما هو مثلا كتاب لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
ثم يا شيخ، ما يهمنا أن تكون الجنة في الأرض أو في السماء، وأن يكون عورتاهما كعوراتنا أو مختلفة .. وأي علم في هذا؟
إن هذا لمن نافلة العلم، وغيره أولى بالاهتمام
سأل رجل الإمام الشعبي: ما كان اسم زوجة إبليس؟ فقال: ذلك عرس ما شهدناه
كثير من الكبار - لكثرة قراءتهم واطلاعهم - كتبهم لا تخضع لقواعد البحث العلمي، فترى المعلومات تنثال فيها انثيالا لكن دونما توثيق، فلا تدري من أين جاء بهذه المعلومة، وأذكر منهم طه حسين والعقاد والبردوني وإبراهيم السامرائي
وطبعا هذا ليس عذرا، فهذا الألباني كبير لكنه أكاديمي وهو لم يبلغ الثانوية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:23 م]ـ
تكررت فيرجى حذف هذا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:29 م]ـ
كيف الجواب؟
أردت أن أقول إسرائيليات، وقد ذكر ذلك الدكتور عبدالرحمن حفظه الله .. وغالب تفسير الشعراوي إنما هو ارتجال، لايعود فيه إلى مراجع إلا ما لصق بالذاكرة
فليس كتابا ألفه وفق أصول وقواعد البحث العلمية والأكاديمية وهو الدكتور، لكنه تفريغ محاضرات مرئية ومسموعة
كما هو مثلا كتاب لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
ثم يا شيخ، ما يهمنا أن تكون الجنة في الأرض أو في السماء، وأن يكون عورتاهما كعوراتنا .. وأي علم في هذا
إن هذا لمن نافلة العلم، وغيره أولى بالاهتمام
سأل رجل الإمام الشعبي: ما كان اسم زوجة إبليس؟ فقال: ذلك عرس ما شهدناه
كلام الشعراوي سبق وأن سمعته من فيه وكنت كغيري أستمتع بخواطره، فهو يشدك بأسلوبه المتفرد وحركاته الجميلة حتى كنا نتوقع أنه قد يقع من على كرسيه وهو لا يشعر، رحمه الله رحمة واسعة.
ولكن لا أظن الشيخ رحمه الله كان يقول خواطره هكذا عفو الخاطر، بل أعتقد أن ذلك كان مسبوقا بدراسة ونظر في كتب أهل العلم.
أما كون موضوعنا من نافلة العلم فدعني أخلافك الرأي وأقول إنه من متين العلم ومن الأسس لأنه يتعلق بمسألة:
كيف نفهم كلام الله؟
وسلامي لأهل اليمن وتقبل الله صيامكم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:35 م]ـ
لا شك أن أسلوبه وأسلوب كشك رحمهما الله بديع وخلاق وخلاب
ولكن الارتجال يوقع في مزالق، لا سيما إذا كانت الذاكرة كليلة، ولو كان الشيخ يستعين بلابتوب فقط لكفاه
وسلامي لكم وتقبل الله طاعاتكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:43 م]ـ
لا شك أن أسلوبه وأسلوب كشك رحمهما الله بديع وخلاق وخلاب
ولكن الارتجال يوقع في مزالق، لا سيما إذا كانت الذاكرة كليلة، ولو كان الشيخ يستعين بلابتوب فقط لكفاه
وسلامي لكم وتقبل الله طاعاتكم
سيتحول موضوعنا إلى "شات" بين وبينك يا رصين، وأرجو أن لا يذهب بما بقي لنا من الرصانة
أما ذاكرة الشعراوي فكانت حديدية إن صح التعبير، ولابتوبه كان إلهي الصنع لا أبل ولاماكنتوش.
وسلامى مثنى لكم وتقبل الله طاعتكم
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 03:12 ص]ـ
هذا الكلام لا يستقيم عقلا ولا لغة
فلو قيل " بدت الشمس " هل يلزم منه أننا كنا نجهل الشمس؟ يا رجل، ألم تقرأ قول الشاعر الجاهلي عمرو بن معديكرب الزبيدي:
وبدت لميس كأنها ... بدر السماء إذا تبدى
نعم معك حق في معنى بدت بانها ظهرت
لكن لو فكرنا في هذه الحادثة لرأيت ان ابوينا آدم وزوجه تفاجآ لما بدت لهما سوآتهما فطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة
اذن لم استعملا ورق الجنة كساتر لسوآتهما؟ معناه انه لم يكن ثمة ملبس كملبسنا وذلك يدعوك للتفكير في ما كان على سوآتهما من قبل
لانه لو كان لهما لباس كحال البشر للبساه وانتهت المسألة
ولعلك تنظر الى قوله تعالى (ينزع عنهما لباسهما) وذلك يزيد الامر مدعاة للنظر والتفكير
ثم انظر الى قوله تعالى (لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا) اذن كانت سوآتهما متوارية عنهما اذن بلباس لا يشبه لباس البشر العاديين لان كونهما طفقا يخصفان عليها من ورق الجنة يدحض بكونه لباسا عاديا واذا فرضنا انه كان لباسا ينزعانه وقتما شاءا لتنافى مع قوله ووري الذي جاء بصيغة المبني للمجهول ولعلك تراجع الكتب وترى كيف اختلف العلماء في اللباس الذي كان عليهما وهومالم يصرح به القرآن بذكره
وبالتالي كل هذا يدعوني لان اكرر ماقلته بانهما لم يكونا يعرفان سوآتهما تمام المعرفة
رحم الله علمائنا الاجلاء وغفر لنا ولكم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[11 Sep 2010, 08:41 ص]ـ
سيتحول موضوعنا إلى "شات" بين وبينك يا رصين، وأرجو أن لا يذهب بما بقي لنا من الرصانة
أما ذاكرة الشعراوي فكانت حديدية إن صح التعبير، ولابتوبه كان إلهي الصنع لا أبل ولاماكنتوش.
وسلامى مثنى لكم وتقبل الله طاعتكم
لن يكون من ذلك - إن شاء الله - شيء، فرفقا بأخيك
وكل عام وأنتم بخير(/)
أسئلة عن أقدم؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم، وخواتم مباركة
هل يوجد تفسير قبل الصنعاني؟
هل يوجد كتاب في معاني القرآن قبل الفراء؟
هل يوجد كتاب في أحكام القرآن قبل الشافعي؟
هل يوجد كتاب في إعراب القرآن قبل النحاس؟
هل يوجد كتاب في غريب القرآن قبل السجستاني؟
هل يوجد كتاب في مشكل القرآن قبل ابن قتيبة؟
هل يوجد كتاب في إعجاز القرآن قبل الباقلاني؟
هل يوجد كتاب في فضائل القرآن قبل أبي عبيد؟
هل يوجد كتاب في مجاز القرآن قبل أبي عبيدة؟
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[31 Aug 2010, 03:40 م]ـ
هل يوجد تفسير قبل الصنعاني؟
نعم، منه ما ألفه الإمام قدامة بن زائدة الكوفي المتوفى سنة (160هـ).
هل يوجد كتاب في معاني القرآن قبل الفراء؟
نعم، الإمام الكسائي أحد القراء السبعة المتوفى سنة (189هـ) له أيضاً كتاب معاني القرآن، والفراء تلميذ الكسائي ألف كتابه على منوال كتاب الكسائي، وقد حاول الدكتور عيسى شحاته جمع كتاب معاني القرآن للكسائي وإعادة تكوينه، وطبعته دار قباء في القاهرة.
هل يوجد كتاب في أحكام القرآن قبل الشافعي؟
لا أعلم أحداً ألف كتاباً في "أحكام القرآن" قبل الإمام الشافعي.
هل يوجد كتاب في إعراب القرآن قبل النحاس؟
نعم، فقد ألف الإمام أبو حاتم السجستاني (ت 255هـ) كتاباً في "إعراب القرآن".
هل يوجد كتاب في غريب القرآن قبل السجستاني؟
نعم، فقد ألف إمام النحو مورج بن عمرو (ت 195هـ) في "غريب القرآن"، وكان من أصحاب الخليل بن أحمد الفراهيدي.
هل يوجد كتاب في مشكل القرآن قبل ابن قتيبة؟
الذي أعرف أن الإمام ابن قتيبة هو أول من ألف في مشكل القرآن، والله أعلم.
هل يوجد كتاب في إعجاز القرآن قبل الباقلاني؟
نعم، فقد ألف الإمام الخطابي (ت 388هـ) رسالة في إعجاز القرآن، وهي مطبوعة.
هل يوجد كتاب في فضائل القرآن قبل أبي عبيد؟
يقال إن الإمام الشافعي هو أول من ألف فيها في كتاب "منافع القرآن" كما ذكر الدكتور أحمد بن فارس السلوم في تحقيقه لكتاب "فضائل القرآن" للمستغفري (1/ 36).
هل يوجد كتاب في مجاز القرآن قبل أبي عبيدة؟
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (12/ 277): (ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الأئمة إلا في كلام الإمام أحمد فإنه قال فيما كتبه من "الرد على الزنادقة والجهمية" هذا من مجاز القرآن، وأول من قال ذلك مطلقاً أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه الذي صنفه في "مجاز القرآن").
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 03:54 م]ـ
بارك الله فيك
لعلي نسيت أن أحدد سؤالي بالمطبوع فقط
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Aug 2010, 08:41 م]ـ
- التفاسير المؤلفة المطبوعة قبل عبد الرزاق: تفسير مجاهد , وتفسير مقاتل بن سليمان , وتفسير الثوري , والتفسير من الجامع لابن وهب , وتفسير يحيى بن سلّام.
- وكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة يندرج ضمن الكتب التي سبقت الفراء في معاني القرآن؛ فموضوعهما واحد , والاختلاف في التسمية.
- كتاب الشافعي في أحكام القرآن جمعه البيهقي؛ ولذلك فأقدم منه من المطبوع: أحكام القرآن للإمام الجليل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي.
- كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة , وغريب القرآن لابن قتيبة , وياقوتة الصراط لغلام ثعلب = كلها قبل غريب السجستاني.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 08:08 ص]ـ
التفاسير المؤلفة المطبوعة قبل عبد الرزاق: تفسير مجاهد , وتفسير مقاتل بن سليمان , وتفسير الثوري , والتفسير من الجامع لابن وهب , وتفسير يحيى بن سلّام.
بارك الله فيكم، أظن
أن هذه التفاسير هي جمع باحثين، وليست كتبا مؤلفة محققة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Sep 2010, 09:06 ص]ـ
أظن أن هذه التفاسير هي جمع باحثين، وليست كتبا مؤلفة محققة.
وفيك بارك
ما وجه الظن؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 11:21 ص]ـ
قصدي - بارك الله فيكم - أن
هذه الكتب هي ععبارة عن رسائل علمية أكاديمية، قام بها باحثون، فجمعوا أقوال العالم المعني من كتب التراث، كما هو تفسير الإمام الشافعي مثلا
وليست كتبا ألفها أصحابها
فهل ألف مقاتل أو مجاهد أو الضحاك أو السدي أو يحيى بن سلام أو الثوري أو ابن وهب؟
الجواب - فيما أعلم - لا
لكن الصنعاني والطبري ومن بعدهما ألفوا كتابا في التفسير، جاهزا لم يكن للباحث فيه من عمل سوى تحقيقه
وبالمثل معاني القرآن للفراء، فهذا كتاب مؤلف
أما معاني الكسائي فهو كتاب مجموع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:23 م]ـ
فهل ألف مقاتل أو مجاهد أو الضحاك أو السدي أو يحيى بن سلام أو الثوري أو ابن وهب؟
الجواب - فيما أعلم - لا
بل الجواب نعم في تفسير مقاتل (ت150هـ) ويحيى بن سلام (ت200هـ) وابن وهب (ت198هـ) بالتأكيد فهي كتب مؤلفة لهم رحمهم الله تم تحقيقها.
وأما مجاهد والسدي والثوري فالجواب في أغلب ظني أنها كتب مؤلفة لهم كذلك، ولكن قد ينازع فيها منازع فيمكن التحقق منها بالرجوع إليها وهي مطبوعة. وفقكم الله وتقبل منكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:49 م]ـ
قصدي - بارك الله فيكم - أن هذه الكتب هي عبارة عن رسائل علمية أكاديمية، قام بها باحثون، فجمعوا أقوال العالم المعني من كتب التراث، كما هو تفسير الإمام الشافعي مثلا
وليست كتبا ألفها أصحابها
فهل ألف مقاتل أو مجاهد أو الضحاك أو السدي أو يحيى بن سلام أو الثوري أو ابن وهب؟
الجواب - فيما أعلم - لا
بل نعم .. كما ذكرت لك سابقاً (التفاسير المؤلفة المطبوعة قبل عبد الرزاق).
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:48 م]ـ
وأما مجاهد والسدي والثوري فالجواب في أغلب ظني أنها كتب مؤلفة لهم كذلك، ولكن قد ينازع فيها منازع فيمكن التحقق منها بالرجوع إليها وهي مطبوعة. وفقكم الله وتقبل منكم.
كما ذكرتم أنه ينبغي التحقق من نسبة التفاسير إلى هؤلاء الأعلام، وهل المطبوع من تأليفهم أو لا؟.
فبخصوص تفسير الإمام مجاهد:
قالت الباحثة جميلة محمد بشير الفزاني في رسالتها لنيل درجة الماجستير بجامعة أم القرى بعنوان "مجاهد رضي الله عنه ومنهجه في التفسير" ص (193): (إن هذا التفسير الذي بين أيدينا يعرف بتفسير مجاهد، إلا أن المتفق عليه بين أنه ليس من تأليف مجاهد ولا من إملائه ... مع أن الروايات تذكر أن مجاهداً أول من ألف في التفسير وأنه كتب القرآن كله عن ابن عباس إلا أنه لا يوجد اليوم تفسير مجتمع للقرآن كله قام بتأليفه مجاهد ... أما هذا التفسير الذي بين أيدينا والمعروف بتفسير مجاهد فقد قام بتأليفه وجمعه بعض تلاميذ مجاهد المتأخرين).
خلاصة ما سبق: أن الإمام مجاهداً له تفسير مكتوب ولكنه مفقود، والذي بين أيدينا هو من جمع بعض العلماء لمرويات مجاهد في التفسير، وقد طبع تفسير مجاهد بتحقيق الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل، عام 1410هـ، دار الفكر الإسلامي الحديثة.
وفيما يتعلق بتفسير الإمام الثوري:
فله تفسير كما تذكر المصادر، وقد طبع التفسير وحقق على نسخة مكتبة رامبور بالهند عام 1385هـ، وقام بالتحقيق الأستاذ امتياز علي عرشي، وذكر أن هذا التفسير ليس له إلا هذه النسخة التي حققها، وهي من رواية أبي حذيفة النهدي عنه، ثم طبعته دار الكتب العلمية اعتماداً على الطبعة الهندية.
قال ابن حجر في التهذيب (4/ 140): ( ... وهذا وصله الثوري في تفسيره رواية أبي حذيفة عنه عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بهذا ... ).
فعبارة ابن حجر تشير إلى أن الإمام الثوري له تفسير كتبه، وقد رواه عنه تلميذه أبو حذيفة، والله أعلم.
هذا، وقد أقر على كون المطبوع تفسيراً للإمام الثوري الدكتور حسنين فلمبان في رسالة الماجستير المسومة بـ "سفيان الثوري محدثاً" ص (273).
وبالنسبة لتفسير الإمام السدي:
فله أيضاً تفسير كما تذكر المصادر كطبقات ابن سعد، وفهرست ابن النديم، ولكن المطبوع ليس من تأليفه بالتأكيد، وقد طبع كتاب بعنوان "تفسير السدي الكبير" جمع ودراسة الدكتور محمد عطا يوسف، طبعة دار الوفا بالمنصورة عام 1414هـ.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:47 م]ـ
قال ابن حجر في التهذيب (4/ 140): ( ... وهذا وصله الثوري في تفسيره رواية أبي حذيفة عنه عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بهذا ... ).
فعبارة ابن حجر تشير إلى أن الإمام الثوري له تفسير كتبه، وقد رواه عنه تلميذه أبو حذيفة، والله أعلم.
ليس هذا بدليل قاطع؛ فهو يحتمل التفسير الشفوي
وبارك الله فيك على الفائدة الطيبة(/)
الألفاظ اليمنية في القرآن الكريم (رئيا)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 10:00 ص]ـ
(ر أ ي: رئي) رئيا:
في قوله تعالى {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} مريم: 74
القراءات [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1): 1- رِيّا: نافع 2 - ريْيا: حمزة 3 - رِيًا: ابن عباس - طلحة 4 - ريا: حمزة، وهي كسابقتها، والفرق الوقف عليها 5 - ريئا: الأعمش - عاصم - شعبة - حميد 6 - رياء: حكاها اليزيدي 7 - زيا: ابن عباس – سعيد بن جبير- الأعمش.
فأما قراءة (ريئا) فأقدم من أوردها هو النحاس المتوفى 338 قال " قال أبوإسحاق: ويجوز " هم أحسن أثاثا وريئا " بياء قبل الهمزة " ([2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)) والمقصود بأبي إسحاق، هو الزجاج المتوفى 311. ولها – في نقدي – تفسيران:
1 - أنها نتجت عن القلب المكاني.
2 - أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.
و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و (فتثبتوا). أما سائر القراءات، فنتج عن تخفيف الهمز – الذي هو سمة لهجة الحجاز ([3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)) - وإذا حذف- في العربية – حرف، فغالبا ما يعوض بتضعيف الحرف الذي يليه، وهذا ليس خاصا بالعربية، بل هو معروف في غيرها من اللغات السامية ([4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
التفسير:
أورد العلماء لـ (الرِّئْي) عدة معان، منها:
1 - الصور ([5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)): جمع صورة، وواضح أن هذا المعنى استنبط من الاشتقاق من (الرؤية) وهو بعيد كما سيأتي.
2 - المنظر الحسن ([6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)): كسابقه مشتق وبعيد.
3 - الكسوة الظاهرة ([7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7))، وما ظهر عليه، ورأيته عليه ([8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8))، واسم لما يظهر منه ([9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9))، وما يراه الناس ([10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)).
ما ظهر من الزينة ([11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11))، وما يعد للجمال ([12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)). وقد لفت المبرد النظر إلى تحريف وقع في بيت لابن نمير الثقفي:
أشاقتك الظعائن يوم بانوا ... بذي الزي الجميل من الأثاث
ويرى – بحق – أن الذين رووه بذي الرئي إنما استهوتهم الآية، فمن هنا غلطوا ([13] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)).
وقد انتقل تفسير المبرد هذا إلى المعاجم؛ فقد جاء في الصحاح أن الرئي " هو ما رأته العين، من حالٍ حسنةٍ، وكُسوةٍ ظاهرةٍ سنيَّةٍ " ([14] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
4- المال ([15] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)): وهو تفسير غريب، لم يتبين لي أصله؛ ولا أدري كيف ربط بين الرؤية والمال، إلا أن يكون دليل الغنى؛ على اعتبار المعنى اليمني الآتي.
5 - اللباس ([16] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)): وهو فهم القرطبي لتفسير ابن عباس بأنه (منظر).
6 - الارتواء والرواء ([17] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18))، وهذا على قراءة تخفيف الهمز (ريا) وأما بقراءة الزاي بدل الراء، فإن المعنى يرتبط بالهيئة ([18] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)).
7- الشراب ([19] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)): وهذه إحدى مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس، قال " الري: من الشراب، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
كأنّ على الحُمول غداةَ ولَّوا ... من الرئيِ الكريم من الأثاثِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بد أن تكون بتخفيف الهمز، وهذا ما نبه إليه محقق المسائل - الدكتور الدالي - فقد لفت النظر إلى خطأ وقع في الإتقان، بقوله " وهو ههنا خطأ؛ فالرِّي - من الشراب – لا يكون مهموزا " ([20] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)).
أما المعنى الذي تعرفه اللهجة اليمنية اليوم، فهو (الرا) وهو أحد أنواع الحشو، الذي تحشى به الفرش، والوسائد. فإن للحشوات عدة أنواع، فمنها: القطن، والصوف، والتبن، والورق، وأغلاها ثمنا (الرا) وهو نبات طبيعي، مستخدم منذ قديم الزمان، وقد استخدمه اليمنيون القدامى - في التحنيط – في حشو المومياوات. وهو أنسب شيء يذكر مع الأثاث، كما تقضي بذلك قواعد البلاغة، فيما يسمى في علم البديع (مراعاة النظير) فما علاقة الرؤية - وسائر المعاني – بالأثاث؟ أما الرا، فإن علاقته أوضح من يدلل عليها، وحق للعلماء ألا يعرفوه؛ فإنه غير معروف إلا لأهل اليمن، وبناء على ما سبق، فهو لفظ يمني بحت.
__________________________________________________ __
([1]) معجم القراءات القرآنية 4/ 56 -
([2]) في كتاب إعراب القرآن 3/ 26
([3]) مشكلة الهمزة العربية، د. رمضان عبدالتواب: 39
([4]) المدخل إلى علم اللغات السامية المقارن: 67
([5]) تفسير الصنعاني 2/ 11
([6]) معاني القرآن للفرا 2/ 171، الهداية إلى بلوغ النهاية 7/ 4579
([7]) مجاز القرآن 1/ 366
([8]) مجاز القرآن 2/ 10
([9]) المفردات للأصفهاني: 210
([10]) النكت والعيون للماوردي 3/ 385
([11]) الكامل للمبرد 3/ 786
([12]) النكت والعيون للمارودي 3/ 385
([13]) الكامل للمبرد 3/ 786
([14]) الصحاح للجوهري
([15]) تفسير الطبري 15/ 611
([16]) تفسير القرطبي 13/ 502
([17]) تفسير ابن أبي زمنين 3/ 104، المفردات للأصفهاني: 210
([18]) نفسير الثعلبي 6/ 228
([19]) الإتقان للسيوطي 3/ 854
([20]) مسائل نافع بن الأزرق، تحقيق د. محمد الدالي: 90 الهامش.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:37 ص]ـ
أشكرك أخ رصين على مشاركاتك.
وياحبذا لو راجعت من يعلم رسم المصحف قبل أن تحكم على القراءة، وهناك فرق بين ضبط المصحف ورسمه، فقولكم ـ حفظكم الله ـ:
(أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.)
فهي موافقة لرسم المصحف، فرسم الصحابة هكذا (ريا)، والهمزة دخلت من علم الضبط، وليست من عمل الصحابة، لذا فهي تحتمل أن تكون قبل الياء أو بعدها، والقراءة عندهم ليست من المصحف، وإنما من الحفظ، ثم يتبعه الضبط.
وقولكم: (و أما قرءاة (زيا) فتصحيف سببه الاختلاف في نقط الكلمة، ومثل هذا قراءة (فتبينوا) و (فتثبتوا)).
مثل سابقه، فالنقط لم ينتشر إلا متأخرًا، ومن ذكرت عنه القراءة لم يختلط عليه النقط، بل هي رواية عنده.
وأما رواية فتثبتوا، وفتبينوا، فلم يكن فيها نقط في عهد الصحابة، والأصل فيهما الحفظ، والنقط جاء متأخرًا.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 08:18 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وخواتم مباركة
لم تبدوا لي رأيكم في الاستنباط، أما بالنسبة لما تفضلتم به
فهي موافقة لرسم المصحف، فرسم الصحابة هكذا (ريا)، والهمزة دخلت من علم الضبط، وليست من عمل الصحابة، لذا فهي تحتمل أن تكون قبل الياء أو بعدها، والقراءة عندهم ليست من المصحف، وإنما من الحفظ، ثم يتبعه الضبط
حديثي هنا عن قراءة (ريئا) بالياء قبل الهمزة، وقد لاحظ الدكتور الرويثي أنها شاذة لانقطاع السند هنا
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20868
مثل سابقه، فالنقط لم ينتشر إلا متأخرًا، ومن ذكرت عنه القراءة لم يختلط عليه النقط، بل هي رواية عنده.
وأما رواية فتثبتوا، وفتبينوا، فلم يكن فيها نقط في عهد الصحابة، والأصل فيهما الحفظ، والنقط جاء متأخرًا
النقط - كما تعلمون - اخترعه المسلمون في عهد الحجاج المتوفى 95 هـ، والقرءات جاءت بعده بزمن
أما التصحيف فواقع موجود قبل عصر الطباعة حتى في كتب الشوكاني فضلا عن السيوطي.
وما دمتم أثرتم هذا المثال فلي سؤال إذا أذنتم:
هل جاء جبريل عليه السلام باللفظين (تبينوا - تثبتوا) أم قرأ الصحابة الوجهين فأقرهما الرسولصل1، ما دام المعنى واحدا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:35 م]ـ
أخي رصين
كلام الدكتور أحمد الرويثي صواب بلا ريب، وهو متخصص في القراءات، لكن ملاحظتي ليست متعلقة بكونها شاذة أو غير شاذة، كان كلامي عن احتمال هذه القراءة في الرسم فقط.
ويبدو لي من كلامكم ـ حفظكم الله ـ أنكم لم تقرءوا جيدًا في تاريخ القراءات والرسم والضبط، فسؤالكم الأخير يدل على ذلك؛ كقولكم (والقرءات جاءت بعده بزمن). أي: بعد الحجاج.
وهذا فيه خلل.
ثم سؤالكم: (هل جاء جبريل عليه السلام باللفظين (تبينوا - تثبتوا) أم قرأ الصحابة الوجهين فأقرهما الرسولصل1، ما دام المعنى واحدا؟)، يدل على وجود مشكلة عندكم في القراءات، وهي مشكلة حكاها المستشرقون، وأُعيذكم بالله منها، لكن المجال مجال تعلم وتعليم هنا، والمسألة في هذا تطول، لكن أقول لك: نعم: قرأها جبريل بالوجهين بلا ريب، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالوجهين بلا ريب، والقراء لم يأتوا بها من عند أنفسهم، أو من احتمالات رسم المصحف للقراءات، بل كانت الرواية من المحفوظ هي عمدتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:54 م]ـ
.
ويبدو لي من كلامكم ـ حفظكم الله ـ أنكم لم تقرءوا جيدًا في تاريخ القراءات والرسم والضبط، فسؤالكم الأخير يدل على ذلك؛ كقولكم (والقرءات جاءت بعده بزمن). أي: بعد الحجاج.
وهذا فيه خلل ..
بارك الله فيكم وحفظكم، ونفع بكم
محدثكم متخصص في اللغة العربية، ويدرسها في الجامعة منذ أكثر من عشرسنوات
وعلى وشك مناقشة الدكتوراة
والذي أعرفه أن أقدم القراء – وهو عاصم – توفي 127هـ، أي بعد الحجاج وبعد النقط
فلو تبينون موضع الخلل
.
لكن أقول لك: نعم: قرأها جبريل بالوجهين بلا ريب، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالوجهين بلا ريب، والقراء لم يأتوا بها من عند أنفسهم، أو من احتمالات رسم المصحف للقراءات، بل كانت الرواية من المحفوظ هي عمدتهم ..
لا نريد أن نشغلكم ونأخذ من وقتكم خاصة في الشهر الكريم لكن
هل لنا بالدليل على أن جبريل نزل بالثنتين؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:40 م]ـ
أخي الكريم
بجوابكم هذا أثبتم أنكم بحاجة إلى أن تراجعوا تاريخ القراءات والرسم والضبط، فاستعينوا بالله، واقرءوا كتابًا في تاريخ القراءات، أو أدرسوه على أحد علماء القراءة، وأسأل الله أن يعينكم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
قاعدة في الحكمة من ختم الآيات بالأسماء الحسنى (موضوع مرشح)
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:02 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ولا حول ولا قوة إلا بك
ثم أما بعد
فان معرفة الله تعالى هي مفتاح كل علم نافع، وأساس كل عمل صالح، والنور الماحي لكل ظلمة، والدواء الشافي لكل علة ولذلك كان من أعظم نعم الله تعالى علينا أن أنزل علينا كلامه لنتعرف عليه به كما قال أحد الحكماء لجليسه: " تكلَّم حتى أعرفك ". ولله المثل الأعلى فان أعظم ما يتعرف به العبد على ربه سبحانه هو كلامه ولذلك كثر في القران جدا ذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وقد تكرر ذلك في القران أكثر من عشرة آلاف مرة (1) ولذلك سمي القران ذكرا لكثرة ذكر الله تعالى فيه ولتذكيره به أيضا
ومن ما يلحظه قارئ القران دون عناء كثرة ختم الآيات بأسماء الله الحسنى فلا تكاد تقلب ورقة من المصحف إلا وفيها آية أو آيات ختمت بذلك
ومن هنا تظهر أهمية التفكر في هذا الأمر ومحاولة وضع قاعدة لفهم الحكمة من ذلك وهذا ما سنحاول طرق بابه في هذا المقال أما الوصول إليه فلا أخاله داخل تحت قدرة البشر فسبحان من استأثر لنفسه بالكمال.
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:03 ص]ـ
كيف نؤمن بأسماء الله الحسنى؟
إذا كان الإيمان عموما قول وعمل فان الإيمان بأسماء الله الحسنى لن يخرج عن ذلك ولذلك نستطيع القول بان الإيمان بكل اسم من أسماء الله تعالى له مرتبتان:
الأولى: تعميق التصديق بهذا الاسم عن طريق التفكر في الآثار المترتبة عليه في الكون من حولنا.
الثانية: المجاهدة لأداء العبودية المترتبة على هذا التصديق.
قال ابن القيم رحمه الله: " والتعبد بهذه الأسماء – يقصد الأول والآخر والظاهر والباطن - رتبتان:
الرتبة الأولى: أن تشهد الأولية منه تعالى في كل شيء والآخرية بعد كل شيء والعلو والفوقية فوق كل شيء والقرب والدنو دون كل شيء فالمخلوق يحجبه مثله عما هو دونه فيصير الحاجب بينه وبين المحجوب والرب جل جلاله ليس دونه شيء أقرب إلى الخلق منه
والمرتبة الثانية من التعبد: أن يعامل كل اسم بمقتضاه فيعامل سبقه تعالى بأوليته لكل شيء وسبقه بفضله وإحسانه الأسباب كلها بما يقتضيه ذلك من إفراده وعدم الالتفات إلى غيره والوثوق بسواه والتوكل على غيره ... ". (2)
وهاتان المرتبتان ليستا مما اختصت به هذه الأسماء بل الأمر عام في كل اسم من أسماء الله تعالى الحسنى.
فالشهود المذكور في المرتبة الأولى معناه اليقين وسبيل الوصول إليه كثرة الشواهد – أي الأدلة – وهذه تحتاج إلى تفكر فيما يشاهده العبد.
وأما المعاملة المذكورة في المرتبة الثانية فسبيل تحقيقها هو المجاهدة.
ولذلك فلنا أن نصطلح على تسمية هاتين المرتبتين: التفكر والمجاهدة.
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:04 ص]ـ
(آيات الله نوعان)
الكلام نوعان خبر وإنشاء ولا يخرج كلام الله تعالى عن هذين القسمين كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115]
أي: " صدقا في الأخبار وعدلا في الطلب " (3) ولذلك فلن تكون الآية المختومة باسم أو أكثر من أسماء الله تعالى الحسنى إلا خبرا أو طلبا.
ومن هنا نستنبط قاعدة عامة لفهم شيء من الحكمة في ختم الآيات بأسماء الله الحسنى وذلك انه إذا كان المقصد من ذكر أسماء الله الحسنى هو تحقيق الإيمان بها فان آيات الأخبار تكون اقرب إلى تحقيق المرتبة الأولى وهي التفكر وآيات الأحكام اقرب إلى تحقيق المرتبة الثانية وهي المجاهدة.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك سورة الشعراء حيث يشعر القارئ لهذه السورة الكريمة أن غايتها الأولى هي تحقيق الإيمان باسمين من أسماء الله الحسنى وهما العزيز والرحيم وكان ذلك على مرحلتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: توجيه النظر إلى الآثار المترتبة على هذين الاسمين في الكون وفي أحداث التاريخ كما قال تعالى في أول السورة: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 7 - 9]
ثم بعد ذلك يتكرر ذكر هذين الاسمين الكريمين بعد كل قصة من قصص الأنبياء.
ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي الأمر بالعبودية المترتبة على صدق الإيمان بهذين الاسمين في قوله تعالى في ختام السورة: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء: 217]
وبعد هذا المثال الجامع نطوف في كتاب الله تعالى لنأخذ بعض الأمثلة.
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:04 ص]ـ
أولا: أمثلة على الأخبار
باستثناء الأخبار التي يراد منها الطلب - أو كما يقال الأسلوب الخبري لفظا الإنشائي معنى - تجد أن من الحكم الظاهرة في ختم الآيات التي تتضمن أخبارا بأسماء الله تعالى - الدعوة إلى التفكر في هذه الأخبار لتعميق الإيمان بهذه الأسماء
ولنا أن نقسم الأخبار في القران إلى نوعين:
أخبار عن مخلوقات الله تعالى كالسماء والأرض وخلق الإنسان.
وأخبار عن معاملة الله تعالى لعباده كاهلاك الله تعالى لأعدائه وإكرامه لأوليائه.
وبما أن القران كتاب هداية وليس كتاب فيزياء أو أحياء أو جغرافيا فليس الغرض من إيراد الأخبار عن مخلوقات الله تعالى مجرد سرد حقائق علمية بل الغرض منها زيادة الإيمان فإذا ختمت تلك الآيات باسم أو أكثر من أسماء الله تعالى كان ذلك من معاني الإيمان التي جاء الخبر لتعميقها في القلب.
كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] وقوله: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 95، 96]
وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14]
وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: 45]
وغيرها كثير.
ومثل ذلك يقال في الأخبار عن الأمم السابقة فالقران ليس كتاب تاريخ والقصص فيه ليست لمجرد التسلية وإلا لذكر فيها الأشخاص والأماكن وتفاصيل الأحداث ولكن قصص القران من أعظم وسائل زيادة الإيمان ولذلك إذا ختمت تلك الآيات باسم أو أكثر من أسماء الله تعالى فتكون من أوضح الحكم التفكر في هذه الأحداث لتعميق الإيمان بهذه الأسماء
كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [هود: 66]
وقوله: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43]
وقوله: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 52]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 62، 63]
وغيرها كثير.
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:05 ص]ـ
ثانيا: أمثلة للطلب
القران ليس كتاب قانون تسرد فيه الأحكام بل هو كتاب هداية ولذلك يتبع الحكم ببعض الوسائل المعينة على تطبيقه فإذا اتبع الحكم باسم أو أكثر من الأسماء الحسنى كان من أوضح الأغراض لذكره كون الإيمان به من المعينات على الامتثال للحكم والحق أن هذه القاعدة أكثر اطرادا في جانب الطلب منها في جانب الخبر.
كما في قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]
وقوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 267، 268]
ومن الأخبار التي يراد بها الطلب قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 209]
وقوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النحل: 77]
وقوله: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا. إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 148، 149]
ومما يدخل تحت هذا القسم اعني الأسلوب الإنشائي أو الآيات التي فيها طلب – الآيات التي فيها دعاء وذلك أن تحقيق عبودية الدعاء لا يكون إلا بعد معرفة الله تعالى ولذلك كان من آداب الدعاء التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]
ولذلك تجد بعض الآيات التي فيها دعاء تختم باسم أو أكثر من الأسماء الحسنى كنوع من أنواع تحقيق العبودية المترتبة على الإيمان بهذا الاسم.
كما في قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 127 - 129]
وقوله: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف: 151]
وقوله: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155]
وقوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة: 5]
وقوله: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]
وبعد هذه الجولة السريعة لا ننسى التنبيه إلى انه قد تتعدد الحكم وتتنوع الفوائد من كل لفظة من ألفاظ القران الكريم وهذا مقتضى كونه لا يخلق على كثرة الرد.
نسال الله تعالى أن يفتح علينا من بركات كلامه وأنوار أسمائه وصفاته انه هو الهادي إلى سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــ
(1) انظر كتاب العقيدة في الله للأشقر
(2) طريق الهجرتين - (1/ 47) وبعده كلام في غاية الروعة فلا تكتفي بقراءته بل احفظه إن استطعت.
(3) تفسير ابن كثير / دار طيبة - (3/ 322)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:54 م]ـ
جزاك الله خير على هذا الموضوع
وارجو من فضيلتكم وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ان تعلق على ما تستطيع من آيات وتذكر مناسبة ختمها بأسماء الله تعالى
لتظهر الفائدة أكثر
ونفع الله بك الاسلام والمسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:13 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
ما شاء موضوع جيد وشائق
حبذا لو فصلت فيه القول أكثر
لتكون استفادتنا أيسر
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
لماذا عبر الله تعالى ب يقترف؟
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ووبركاته
الإخوة الفضلاء من علماء وطلبة علم ارجو الإجابة على سؤالي بارك الله فيكم
لماذا عبر الله تعالى بـ يقترف في هذه الآية مع أن كلمة "يقترف" أكثر ما ترد في اكتساب السوء
كما قال ابن عاشور رحمه الله تعالى
((وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) الشورى))
نص كلام ابن عاشور رحمه الله تعالى قال عند تفسيرها
{وَالِاقْتِرَافُ: افْتِعَالٌ مِنَ الْقَرْفِ، وَهُوَ الِاكْتِسَابُ، فَالِاقْتِرَافُ مُبَالَغَةٌ فِي الْكَسْبِ نَظِيرَ الِاكْتِسَابِ، وَلَيْسَ خَاصًّا بِاكْتِسَابِ السُّوءِ وَإِنْ كَانَ قَدْ غَلَبَ فِيهِ}
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:59 م]ـ
اقترف لا يرتبط بالضرورة بالجانب السلبي، وهذا ما دل عليه استقراء التراث وعلى رأسه القرآن
غير أن بعضهم قصر المعنى على جانب واحد، وهذا يسمى في علم الدلالة (تخصيص الدلالة)
وأوضح أمثلته الفعل هلك؛ فهو في اللغات السامية جميعا - ومنها العربية - يدل على مجرد الذهاب كما هو في العبرية مثلا
(هلك: ذهب)
لكن بعضهم ربطه بالجانب السلبي تخصيصا للدلالة، وهو غير صحيح بدليل قوله تعالى
{وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} غافر34
فهنا هلك في سياق الحديث عن الأنبياء، ولا يمكن أن يدل دلالة سلبية كما هو واضح
فكذلك اقترف ..(/)
حقيقة الوحي ووظيفته للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
ـ[عبد الرحيم سعيد]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وصلى الله على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه محاضرة علمية للشيخ العلامة والفقيه الفهامة الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
صاحب المشروع الدعوي: من القرآن إلى العمران
في موضوع: الوحي حقيقته ووظيفته
هذا الفيديو الأول ويمكنك أن تتبع الدرس كاملا بتتبع أجزاء الفيديو في هذا التسجيل:
http://www.youtube.com/watch?v=dHi-V6a_fkg
http://www.youtube.com/view_play_list?p=39E3B3523CE2B0AA
وجزاكم الله كل خير
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ولقد أثرت فيَّ حزين الذكريات، فقد كنت حاضرا لهذه المحاضرة، في أمسية رمضانية من العام الفائت، وهي من آخر المحاضرات العلنية العامة، التي ألقاها الشيخ رحمه الله، حضرها ملتزما بها رغم معاناته المرضية، وجلسات التفسير الأسبوعية، وأذكر كيف اعتذر بحزن وحياء من الجموع الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب، لتحضى برؤيته والسلام عليه، لأنه لايستطيع بجسده المنهك أن يسعدهم بمصافحته، فرحمه الله رحمة الأبرار، وألحقنا به مع الصحبة الإخيار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.(/)
الحد الفاصل بين الغفلة واللبابة - نظرة في آيات التفكر
ـ[محمد سهلي]ــــــــ[01 Sep 2010, 09:03 م]ـ
السلام عليكم
هذا الموضوع جزء أول من محاضرة في موضوع "التفكير السليم" أعدت و ألقيت بالبوير بونت.
أرجو التفضل بالقراءة والتصويب والمناقشة، وهي جهد تدبر وتفكر قاصر، فإن أصاب فمن الله وإن الأخرى فمن نفسي و الشيطان
الحد الفاصل بين الغفلة واللبابة
نظرة في آيات التفكر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 09:52 م]ـ
مرحباً بالأخ الحبيب والأستاذ الأريب محمد سهلي، وأنا سعيدٌ جداً بانضمامك لنا هنا بعد أن لقيتك وسعدتُ بك في زيارتي الأخيرة لمدينة الجديدة المغربية. وأرجو أن تكون هذه بداية تواصل مستمر عبر هذا الملتقى الذي يسعد بك وبأمثالك من الباحثين الجادين وفقكم الله ونفع بكم.(/)
صوتوا لبرنامج التفسير المباشر وفقكم الله هنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 10:31 م]ـ
إخواني وأخواتي في الملتقى
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله أن يعتق رقابنا جميعاً في هذه الليالي المباركة من النار، وأن يجمعنا في جنات النعيم.
نبهتنا الأخت الكريمة أم الحارث على موضوع التصويت لبرنامج التفسير المباشر الذي نتعاون في الملتقى على تقديمه على قناة دليل، والإخوة والأخوات في الملتقى لهم النصيب الأكبر في إعداده وتقديمه جزاهم الله خيراً ودوري في البرنامج أقل الأدوار أهمية، فقد قامت الأخت سمر الأرناؤوط والأخت خلود العبدلي بإعداد أسئلة المسابقة للبرنامج، وقامت الأخت أم الحارث برفع حلقات البرنامج يومياً على قناة أهل التفسير على اليوتيوب وغيرها على الانترنت، وقامت الأخت سمر الأرناؤوط بتفريغ الحلقات كتابةً، وشارك عدد من الزملاء في الملتقى في البرنامج ضيوفاً كراماً على حلقاته ومنهم الدكتور مساعد الطيار والدكتور صالح صواب والدكتور مصطفى مسلم والدكتور أبو مجاهد العبيدي والدكتور إبراهيم الحميضي والدكتور عمر المقبل والدكتور عيسى الدريبي والدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري وغيرهم من الزملاء الذين حرصت على مشاركتهم لولا انشغالهم وضيق وقتهم.
وما يثيره الإخوة والأخوات من أسئلة ومناقشات حول حلقات البرنامج كل ذلك جعل البرنامج ابناً للملتقى، وثمرة من ثمراته تحسب لنا جميعاً إن شاء الله، وأرجو أن يتقبلها الله منكم وفقكم الله.
وهذا دعاني لطلب مشاركتكم في التصويت للبرنامج لنرى ثمرة ذلك، فقد تلتفت القناة للبرنامج وتدعو لتطويره هذا مكسب للدراسات القرآنية على هذه القناة إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
********
هناك تصويت على أفضل برنامج على موقع قناة دليل في رمضان
لا تنسوا التصويت لبرنامج التفسير المباشر
www.idaleel.tv (http://www.idaleel.tv/)
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2010, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيرًا دكتور عبد الرحمن على هذا التنبيه واسمح لي نيابة عن نفسي وعن كل متابعي برنامج التفسير المباشر أن أحمد الله تعالى أولًا على تيسير أمر البرنامج واستمراريته للعام الثالث على التوالي وأشكرك على حسن الإعداد للبرنامج وحسن اختيار الضيوف فكل حلقة أجمل من أختها لما فيها من فوائد عظيمة ووقفات ما سمعنا بها من قبل وإذا بهذا البرنامج في موعده اليومي يصبح بمثابة وردنا القرآني اليومي فجزاكم الله خيرًا وأسأل الله أن يكتب لنا ولكم القبول وأن يكون هذا البرنامج حجة لنا جميعًا لا حجة علينا.
كما لا يفوتني أن أشكر كل ضيوف البرنامج فلكل منهم خصوصية في الطرح والأسلوب واستفدنا منهم جميعًا بارك الله بعلمهم ونفع بهم.
تم التصويت والحمد لله إلى الآن البرنامج يتصدر البرامج فأرجو من الجميع التفاعل والمشاركة في التصويت ولا تبخلوا بأصواتكم أو تتكاسلوا فرأيكم يغيّر ويعطي صورة للقناة عن نوعية البرامج التي يتعطش لها الناس خاصة في شهر رمضان المبارك وهذا يؤثر على سياساتهم المستقبلية في نوعية البرامج ولعله بعد هذا التصويت يطرح تصويت على استمرارية البرنامج بعد رمضان في موعد أسبوعي كما كان سابقًا حتى نبقى على تواصل مع كتاب الله تعالى على مدار العام لا في المواسم فقط.
بالتوفيق والسداد دكتور عبد الرحمن لكم ولكل العاملين على إخراج هذا البرنامج بهذه الصورة المشرّفة والشكر موصول لأختي الفاضلة أم الحارث على متابعتها رفع الحلقات مباشرة بعد انتهاء البرنامج.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ـ[محبة المجد العلمية]ــــــــ[02 Sep 2010, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم و اوقاتكم و اعماركم يارب
و بارك الله في مشايخنا الفضلاء في كل مكان عامة وفي المملكة العربية السعودية خاصة
صراحة نستفيد و استفدنا جداااا من برامجكم القيمة
جزاكم الله الفردوس الاعلى
و ثقل الله بها موازين حسناتكم تلقوناه امامكم غدا يوم القيامة كالجباااال آآآآمين
تم التصويت على البرنامج القيم
و نسأل الله ان يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
و ان يكون شاهد لنا و ليس علينا
وان يكون لنا نورا في ظلمة و وحشة و غربة قبورنا آآآمين
و اقول اني دائما من متابعين برامج مشايخنا و اساتذنا الفضلاء
عبد الرحمن الشهري و محمد عبد العزيز الخضيري و مساعد الطيار حفظكم الله ورعاكم
و جعلكم ذخرا للاسلام والمسلمين اينما كنتم و كانوا
و هنيئا لكم الاجر و الثواب
و نحسبه كذلك ان شاء الله
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 04:22 ص]ـ
جعله الله في ميزان حسناتك وهنيئا لك بتقدم برنامجك على باقي البرامج فهو من البرامج النافعة والتي فيها من العلم كل ماهو جديد ولطيف ويزيد المؤمنين ايمانا بكتاب الله تعالى والحق ان البرامج التي تختص بالقرآن قليلة والتي تشجع وتعين على التدبر اندر مايكون ولهذا حق علينا شكرك وعساه يكون برنامجا ثابتا دائما مستمرا لان القران لا تنتهي عجائبه ولايفرغ المتدبرين منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:46 ص]ـ
أشكركم يا دكتور عبد الرحمن على جهودكم والبرنامج في نظري القاصر لازال في مستوى دون المتوسط لا من حيث الإعداد ولا من حيث الضيوف
وارجو أن تتقبل نقدي بصدر رحب فربما كان في نقدي خير من ألف مدحة قرأتها هنا
من الملاحظات تكرار الضيوف إن في نفس الشهر وإن في سنوات أخرى
وأيضا لفت انتباهي اقتصاركم على عدد معين من الضيوف دون غيرهم، وكأن الأمر فيه انتقائية.
أين كبار العلماء من المتخصصين والذين نراهم في محطات أخرى بينما لانراهم هنا؟!
يظهر كثيرا الارتباك من المقدم ومن الضيف وليس لدي من تفسير لهذا الارتباك إلا أن سببه عدم الاستعداد فكأني بكما لا تلتقيان إلا في الاستديو مباشرة دون أن تُحضرا
لوحظ في بعض الضيوف الطرح الضعيف والركاكة في الأسلوب وهذا ولاشك سيؤثر سلبا على البرنامج على المدى البعيد ومن الخطأ أن تعتقد أن من يشاهدك ومن يستمع إليك هم من أمثال من يستمع لك في قاعة الجامعة
ختاما تقبل من أخيك خالص الود والتقدير وإن كان في نقدي تعدٍ على شخصكم فأقدم شديد اعتذاري
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:00 ص]ـ
تم التصويت. وبارك الله في الجميع.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Sep 2010, 11:27 ص]ـ
شكر الله للإخوة والأخوات على متابعتهم وحرصهم وعلى نقدهم أيضًا.
الحقيقة أننا جميعًا نصبو أن تكون البرامج القرآنية على أعلى مستوى في الإخراج والتنسيق والجهد وأن تظهر للمشاهدين بأجمل صورة لكن أرجو أن ينتبه الإخوة والأخوات أن ما يخفى من أمور القنوات الفضائية أعظم مما يظهر ولكل قناة إمكانياتها المادية التي تقف حاجزًا في كثير من الأحيان أمام الارتقاء بالبرامج وربما بعد رمضان عندما يتفرغ الدكتور عبد الرحمن يذكر لنا بعض هذه العقبات التي واجهها عبر السنوات الماضية عندها نعذره ونعذر ضيوفه الكرام.
ومع احترامي لرأي الأخ خالد فأنا أرى أن حلقات هذا العام كانت متميزة جميعها وإن كانت بعضها قد تتفوق على بعض وهذا أمر طبيعي لأنه يعتمد على الضيف وخبرته في البرامج الإعلامية وخبرته في مجاله وقبول الناس له وهذا أمر نسبي بين البشر ورضى الناس جميعهم غاية لا تُدرك.
المهم في برامجنا أن ننظر إلى الفائدة منها وقد أفدنا كثيرًا هذا العام من هذه الحلقات لأنه تم طرح أمور جديدة فيها وكانت موفقة بفضل الله تعالى وهذا لا ينفي وجود قصور هنا أو هناك لكن لننظر بعين الإيجابية حتى نستفيد والنقد نوجهه عندما نعلم كل الظروف المحيطة بالبرامج والقنوات وسياساتها ونلتمس العذر للقائمين على هذه البرامج فالبعض يظنهم قادرون على تحقيق أي شيء لكن الواقع غير هذا فترفقوا بالبرنامج ومعدّه ومقدّمه وضيوفه.
وفق الله الجميع للإرتقاء بهذه البرامج على الدوام لتحقق الهدف المرجو منها إن شاء الله وكلنا يسعى للتطور والرقي ولكن الكمال لله وحده.
ـ[حماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:18 م]ـ
نعم
تم التصويت بنعم على برنامج التفسير المباشر .. وفقكم الله لكل خير وبارك في جهودكم
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، البرنامج إلى الآن حصل على أعلى نتيجة في التصويت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2010, 04:29 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم به، وأخص أخي خالد الصالح لحرصه على الارتقاء بالبرنامج وهذا جهد المقل نسأل الله القبول، والعوائق كثيرة نحاول بقدر الاستطاعة تجاوزها كما تفضلت الدكتورة سمر، ولكن أرجو أن نوفق للاستمرار والتطوير.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا. تم التصويت.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:06 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
الشكر لكل القائمين على هذا البرنامج المبارك الذي استفدنا منه ومن هذا الملتقى وإن كانت بضاعتنا فيه مزجاة فلم نساهم بشيء ينفع، وحسبنا أن ندعو لمن أحسن لنا بظهر الغيب
أسأل الله أن يرفع قدركم وقدر جميع العلماء المشاركين ومن ساهم في إنجاح هذا البرنامج من إخوة وأخوات وأن ينفع بهذا البرنامج وهذا الملتقى، أتمنى أن تكون هناك قناة مستقلة مستقبلا تخدم القرآن وعلومه وتجمع النّاس فيه على مأدبة الله تعالى في أرضه
معكم في التصويت لهذا البرنامج القيّم
أختكم: أم عبدالباري- دولة الإمارات العربية المتحدة
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:13 ص]ـ
تمَّ بحمد الله -تعالى- التصويت على البرنامج ... كيف لا! وهو برنامج يتعلق بكلام الله جل وعلا؛ بتفسير معانيه، وتعظيم قدره في النفوس، و رغم أنني لست من الملتزمين بجميع حلقات البرنامج لظروف خاصة، لكن رأيت بعضها فأعجبت بها، لما فيها من تجلية لبعض أسرار الآيات من مطالع ومقاصد لسور القرآن الكريم، فجزاكم الله خيرا شيخنا الكريم/ " عبد الرحمن الشهري"، وشكر الله لكل القائمين على البرنامج، ومنهم الأخوات الكريمات ممن ذكرت وغيرهن، والمشايخ الضيوف، وحبذا لو يستضاف فيه على قدر المستطاع بعض المشايخ من هيئة كبار العلماء، وكذلك لا تنسوا استضافة شيخنا الحبيب / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-سدده الله- فغالب الظن أن تخصصه في علوم القرآن، وفقكم الله ..
وأنبه بعض الإخوة الكرام -حفظهم الله وسددهم-: أنه لا يحسن التخذيل في مثل هذا المقام بحجة النصيحة!، بل ينبغي التفائل والتشجيع لما يقدمه المشايخ والإخوة من مجهودات، وعملهم فيما أحسب -والله حسيبهم- لو كُلف به أحدنا لقدَّم وأخر ما شاء الله له أن يتأخر!
والله يغفر ويستر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:41 ص]ـ
جزى الله خيرا كل من ساهم في هذا البرنامج المبارك الذي استفدنا منه كثيرا
وقد هيأ الله له أناسا مباركين كانوا سببا في نجاحه وتميزه وعلى رأسهم حبيبنا د/ عبدالرحمن الشهري , أسأل الله أن يوفقه ويبارك في علمه وعمله, ويجزيه خير الجزاء على ما قدم للمسلمين في هذا الشهر المبارك, فهو الذي يقدم البرنامج وهو الذي يختار الضيوف وينسق معهم قبل وأثناء شهر رمضان ويتحمل المفاجئات التي تحصل من اعتذار البعض وغير ذلك في جوانب أخرى كثيرة, وينفق من ماله وجهده الكثير, ولا يأخذ مقابلا على هذا وإنما يبتغي الأجر من الله, فأسأل الله أن يضاعف له الأجر والمثوبة في هذه الأيام المباركة
أقول هذا وأنا أعرف أن الدكتور عبدالرحمن لا يرضى بذلك ولكن لتوضيح بعض الأمور التي قد تخفى على البعض, وحتى نعذر الدكتور فيما ننقده فيه
وأنا من المتابعين لهذا البرنامج وقد استفدت منه كثيرا, وقد وفق الشيخ في اختيار الضيوف فهم جميعا متميزون في تخصصهم, وإن كان عند الإخوة اقتراحات لأشخاص معينين فمن السهل التواصل مع الدكتور في هذا الأمر
ومن بركات هذا البرنامج ما هيأه الله له من الإخوة والأخوات المتابعين وخاصة الأخت د/سمر والأخت أم الحارث , وغيرهما ممن لهم بصمات واضحة في متابعة هذا البرنامج وتفريغه ونقله صوتا وصورة مباشرة هنا وفي اليوتيوب والفيس بوك وغيرها من المواقع, فأسأل الله أن يبارك في أعمالهم ويجعلها في موازين حسناتهم
وأنا أقوم حاليا بمتابعة بعض حلقات البرنامج من لندن, من البث المباشر على الانترنت, لأن القناة لم أجدها ضمن القنوات العربية, , وقد فرحت بخبر بث القناة على الانترنت والذي أشارت له الأخت أم الحارث هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21441) وإذا أحببت الاطلاع على أي حلقة فأجدها صوتا وصورة في هذا الملتقى المبارك
ولا أظن هذا الأمر توفر في أي برنامج على قناة دليل غير هذا البرنامج وهذا من بركة القرآن وإخلاص العاملين عليه نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا
وقد قمت بالتصويت للبرنامج الآن وفرحت كثيرا حينما وجدته متفوقا على كل البرامج فالحمد لله ونسأل الله المزيد من فضله
كتبه/ أبو أسامة
لندن
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Sep 2010, 03:11 ص]ـ
تم بحمدالله التصويت.
ولاحظت - حتى الآن- تقدم التفسير المباشر فيه، فمبارك للتفسير وأهل القرآن.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:16 ص]ـ
الحمد لله برنامج (التفسير المباشر) هو البرنامج الذي تحرص عائلتنا على متابعته ... من ضمن برامج قرآنية محددة ...
ومن أهم مميزاته سلاسة أسلوب مقدمه وضيوفه الذين لو أرادوا لتحدثوا بأساليب علمية يفهمه أهل الاختصاص ولكن لعلمهم أن المجال مجال برنامج فضائي خلفه عوام الناس ـ أمثالنا ـ أكثر من طلبة العلم والمتخصصين في القرآن وعلومه كان أسلوبهم يناسب الجميع .... فجزاهم الله خيرًا .. كم قربوا للناس فهم القرآن ... وحببوهم في علم التفسير الذي كان بينه وبين الناس حواجز ....
وكم يؤلمنا كلمة (انتهى الوقت) لأننا نطمع في سماع المزيد .. لذا أملنا زيادة وقت البرنامج ... وإن كنا نعجب من بركة الوقت حين تكون المجالس مجالس قرآن .. فالحمد لله كثيرًا .....
شكر الله لجميع من يسعى لهذا البرنامج .........
تم التصويت.
ـ[طالبة الفردوس]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:55 ص]ـ
تم التصويت بحمد الله.
والبرنامج يستحق التصويت بلا منازع فهذا العام لم أتابع إطلاقاً غير برامج تفسير القرآن
(هذا البرنامج المبارك، وبرنامج (بينات) فقط) وقد أغناني الله عن ماسواها من برامج ولله الحمد ..
وفق الله القائمين عليه لكل خير وسددهم وأصلح لهم شأنهم كله.
خالص الدعوات تصحبكم جميعاً ..
أختكم / طالبة الفردوس.
ـ[التواقة]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:58 ص]ـ
أتابع البرنامج وأنا في المطبخ كذب من قال (صاحب البالين كذاب) .. توقيته سيئ جدا بالنسبة للنساء لكن بإمكاننا أن ننظر إلى الإيجابية في التوقيت فهو يعطيك شحنة إيمانية كبيرة تعينك على التدبر في السور التي يقرؤها الإمام في صلاة التراويح .. إضافة أنها تربط كل أوقاتنابالقرآن فهذا الوقت لدى غالب النساء للطبخ وليس للقراءة ..
فإن كان من سلبية للبرنامج فهو انتهى الوقت .. الوقت ضيق جدا وهذا يفوت على المشاهد الاستفادة المثلى من الضيف ..
وتكرار الضيوف ليس عيباً .. لأنهم يتجددون بعلمه ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[04 Sep 2010, 07:35 ص]ـ
أتابع البرنامج وأنا في المطبخ كذب من قال (صاحب البالين كذاب) .. توقيته سيئ جدا بالنسبة للنساء لكن بإمكاننا أن ننظر إلى الإيجابية في التوقيت فهو يعطيك شحنة إيمانية كبيرة تعينك على التدبر في السور التي يقرؤها الإمام في صلاة التراويح .. إضافة أنها تربط كل أوقاتنابالقرآن فهذا الوقت لدى غالب النساء للطبخ وليس للقراءة ..
فإن كان من سلبية للبرنامج فهو انتهى الوقت .. الوقت ضيق جدا وهذا يفوت على المشاهد الاستفادة المثلى من الضيف ..
وتكرار الضيوف ليس عيباً .. لأنهم يتجددون بعلمه ..
نعم بارك الله فيك أختي التواقة.أنا معك ليس لي ملاحظة على البرنامج سوى التوقيت (توقيت البرنامج وقصر وقته)!! البرنامج قمة في الروعة والفائدة والضيوف كل له طريقته في اللفتات واستخراج الفوائد واستفدت من الكل .. بارك الله في الكتور عبد الرحمن وضيوفه وكل القائمين على البرنامج والدكتورة سمر وأم الحارث ,وخلود العبدلي .. أسأل الله لكم التوفيق والسداد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمّ مصعب]ــــــــ[04 Sep 2010, 09:15 ص]ـ
بوركتم
أدرجتُ التصويت للبرنامج!
نتيجة التصويت حتّى اللحظة
التفسير المباشر
http://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-r.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-l.gif31.76% (101)
-------------------
و هي أعلى نسبة بفضل الله ..
أعانكم الله و وفقكم و سددكم.
ـ[المختار الشنقيطي]ــــــــ[04 Sep 2010, 01:33 م]ـ
تم التصويت بحمد الله
وشكر الله لشيخنا الدكتور عبد الرحمن الشهري تواضعه، وللإخوة والأخوات جهودهم المباركة، وخاصة الأخت سمر الأرناؤوط وفقها الله.
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:16 م]ـ
[[ماشاء الله تبارك الله [[
.
.
.
.
برنامج أكثر من رائع وخصوصا في رمضان وهذا ما عودتنا عليه شيخنا الفاضل
واسأل الله أن يبارك في الجهود ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
.
تم التصويت
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:44 ص]ـ
تم التصويت يا دكتور عبد الرحمن، والبرنامج متميز جداً بارك الله فيك، ووجودك فيه زاده تألقاً وجمالاً، أسأل الله أن يبارك فيكم ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2010, 01:27 م]ـ
شكر الله للجميع على تشجيعهم ودعهم لهذا البرنامج القرآني بامتياز وأشكر كل من خصني بالشكر فردًا فردًا وأسألكم الدعاء ببركة الوقت حتى أستكمل هذه المهمة التي تسعدني كثيرًا وتساهم في نشر البرنامج وهذا أقل ما نقدمه للقرآن الكريم في شهر القرآن نسأل الله القبول.
لي سؤال للدكتور الشهري: متى سنراك في مقعد الضيوف فتتفضل علينا بما فتح الله لك من علم؟ أتمنى أن تكون الحلقة الختامية معك بإذن الله هذا إن لم يكن في الجدول ضيف مقرر.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:51 م]ـ
ظهور برنامج التفسير المباشر على قنا ة دليل نور على نور
ليت أحدهم يتطوع ويضع لنا رابط التصويت هنا جزيتم خيرا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:54 م]ـ
عفوا: هل تم تغيير موعد البرنامج؟؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2010, 03:44 م]ـ
الرابط موجود في أول مشاركة أختي نوال وهذا هو للتجديد
تنسوا التصويت لبرنامج التفسير المباشر
www.idaleel.tv (http://www.idaleel.tv)
أخي طه البرنامج في موعده يوميًا الساعة 5.20 عصرا بتوقيت مكة المكرمة وإذا فاتتك حلقة يمكنك متابعتها من قسم البرنامج لأنها توضع بعد الحلقة بساعات قليلة وأحيانا بأقل من ساعة وهذه جهود أختنا الفاضل أم الحارث وفقها الله.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[05 Sep 2010, 03:54 م]ـ
البرنامج أكثر من رائع وأنا لاأتابع برنامجًا بشكل شبه منتظم إلا هو وإن كنت اتابعه سماعًا فقط لانشغالي ذلك الوقت بعمل المنزل وكم استفدت من الضيوف ومن شيخنا حفظهم الله وبارك في جهودهم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:09 م]ـ
آخر أخبار التصويت: البرنامج في المركز الأول بفضل الله تعالى
التفسير المباشر
http://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-r.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-l.gif33.69% (127)
إستمروا في التصويت بارك الله بكم
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:55 م]ـ
أسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى القبول من الجميع، ويكفي في البرنامج أنه متعلق بكتاب الله تعالى في كل أوقاته ولحظاته، تم التصويت والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 02:36 ص]ـ
تم التصويت والله أسأل أن يستمر البرنامج بهذه المنهجية حتى يختم جميع سور القرآن
ففائدة البرنامج عظيمة
ويفتح للمتابع أبوابا من الفهم والعلم
فبارك الله في د. عبد الرحمن الشهري وبارك الله في ضيوفه
ونفع بعلمهم الإسلام والمسلمين
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:16 م]ـ
أختي د. سمر الأرناؤوط بوركت ووفقت
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[06 Sep 2010, 04:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الجهود المباركة
تم التصويت ولله الحمد
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[06 Sep 2010, 06:56 م]ـ
باسم أسرة برنامج التفسير المباشر نشكركم جميعاً على تعاونكم ومتابعتكم وتشجيعكم المستمر لتطوير البرنامج، ونرجو أن تساهم نتيجة التصويت في دعم إدارة القناة للبرنامج مستقبلاً لتطويره من حيث:
- زيادة وقت البرنامج.
- إتاحة استضافة عدد من العلماء من خارج الرياض وخارج السعودية وتحمل نفقات ذلك.
- دعم البرنامج فنياً بالإخراج الجيد، وعلمياً بالعناية بتشكيل فريق للإعداد العلمي.
والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات.
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[06 Sep 2010, 07:02 م]ـ
أين كبار العلماء من المتخصصين والذين نراهم في محطات أخرى بينما لانراهم هنا؟!
بارك الله فيكم، ونحن نرحب بالنقد البناء بكل صدر رحب.
ليتك تتكرم - ولو برسالة خاصة إن أمكن - باقتراح بعض أسماء (كبار العلماء من المتخصصين) لنحاول استضافتهم ولو في مواسم قادمة إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[06 Sep 2010, 07:48 م]ـ
بارك الله في جهود أسرة برنامج التفسير المباشر، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد،فقد كانت بحق حلقات هذا العام مميزة ورائعة.
والشكر موصول لكل من ساهم في التصويت.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 06:36 م]ـ
آخر نتائج التصويت إلى الآن
التفسير المباشر
http://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-r.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-l.gif32.30% (164)
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:39 م]ـ
بارك الله في كل من شارك في دعم نجاح (التفسير المباشر)، ونسأل الله القبول والسداد.
هذه ليلة الخميس آخر ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك 1431هـ ولله الحمد، وبقيت حلقة يوم الخميس غداً من البرنامج، وإن استمر تقدم البرنامج في التصويت فسيكون هذا دافعاً لتطويره السنة القادمة وتخصيص وقت أوسع له وإضافة بعض الفقرات التي تزيد من فائدته إن شاء الله.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 Sep 2010, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا، فعلا البرنامج يحتاج وقتا أطول، وكم ينغص عليّ المتابعة ما يقطعه من إعلانات، كان بالإمكان أن نستفيد من وقتها مع الضيوف، لا ندخل في جو الحلقة وعمقها حتى يقال انتهى الوقت، وإن أذنتم لي فزيادة فقرات في البرنامج لا تخدمنا في باب الاستفادة من الضيف ونحن نترقب كل كلمة وفائدة بشوق من هؤلاء المشايخ الفضلاء الذين كثيرا ما سمعنا منهم في هذه الحلقات أنهم لم يأتوا على ما أعدوه للحلقة.
صحيح أنكم ذكرتم أن الفقرات ستزيد من فائدة البرنامج غير أن نهمة المتابع مع كلام الضيف.
وكثرة الفقرات تناسب البرامج المسجلة أكثر من المباشرة.
وشكر الله لكم هذه الجهود وبارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.
اليوم الخميس انتهينا من الحلقة الثلاثين لرمضان 1431هـ ولله الحمد، ولعل الله سبحانه يعين لإكمال بقية سور القرآن الكريم في رمضان القادم إن أحيانا الله سبحانه وتعالى.
وقد رأيت التصويت الآن على موقع القناة فوجدت التفسير المباشر حاصلاً على نسبة http://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-r.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-l.gif32.22% (183) . وأرجو أن يزيد عدد المصوتين للبرنامج لعلنا نستطيع تطويره بشكل أفضل، ولو حث كل واحد منا من معه في قائمته البريدية للتصويت لكان مفيداً للبرنامج.
والمقصود بزيادة الفقرات إضافة فقرات مفيدة إن أصبح الوقت مثلاً ساعة ونصف، فهذه تكون مملة لو بقيت متصلة بالحديث مع الضيف فقط. ولكن ندع هذا الآن لوقته وما كنتُ قاطعاً أمراً في هذا البرنامج حتى تشهدون إن شاء الله.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يختم لنا بالحسنى.
وكل عام وأنتم بألف خير.
ليلة عيد الفطر 1431هـ
ـ[هدى ياسر]ــــــــ[10 Sep 2010, 08:51 ص]ـ
تم التصويت بحمد الله وكل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:32 ص]ـ
تم التصويت
تقبل الله منا ومنكم وجزاكم الله خيراً
ـ[المتخصصة]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:22 ص]ـ
تم التصويت
بارك الله فيكم وياليت يزاد في وقت هذا البرنامج الرائع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Sep 2010, 05:21 م]ـ
طيب، وبرنامج العبد الفقير من يصوّت له؟:)
أتمنى لهذا البرنامج مزيداً من التميز والتوفيق في سنواته القادمة .. يكفيه فخراً أن ربط آلاف المشاهدين بكتاب الله تعالى ربطاً أعانهم على فهم ما تيسر، وحرّك فيهم التحرك لتدبره وفهمه.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[12 Sep 2010, 10:08 م]ـ
تم التصويت والحمد لله
البرنامج هو المتقدم حتى الآن
التفسير المباشر
http://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-r.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4.gifhttp://idaleel.tv/daleel/infimages/polls/bar4-l.gif31.31% (212)
وفق الله القائمين على البرنامج لكل خير
وجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم
ـ[التواقة]ــــــــ[13 Sep 2010, 01:31 ص]ـ
طيب، وبرنامج العبد الفقير من يصوّت له؟:)
.
لكن برنامجكم فضيلة شيخنا ليس مباشراً وإنما مسجل فليس للمشاهدين فيه كبير دور بينما التفسير المباشر هو وليد الملتقى وبعض أعضاء الملتقى مشاركون فيه (ضيوفاً فقد كنت أفرح بأعضاء الملتقى واحداً تلو الآخر وايضاً اتصالات فلا أنسى اتصال الأخ أبو عبدالرحمن البرازيلي المؤثر وكذلك الأعضاء والعضوات الذين كان يشكرهم الشيخ على الشاشة)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Sep 2010, 02:14 ص]ـ
شكراً للأخت التواقة هذا الاعتذار اللطيف، وإلا فالقناة عرضت التصويت لبرامج أكثرها مسجل، وقد كنتُ أطرح ذلك ممازحاً، وما كنتُ ـ والله ـ أظن أن البرنامج سيوضع في خانة التصويت أصلاً لقصر مدته التي أجبرتُ عليها ..
ثم فأين برنامج مدته 10 دقائق يقدمه شخص واحدٌ بإمكانات متواضعة من برنامج مدته أكثر من 40 دقيقة يشترك في تقديمه رُبّان سفينته أخي العزيز د. عبدالرحمن الشهري مع ضيوفه الذين تنوعوا في اهتماماتهم العلمية التي كان لها أثر كبير في إثراء الحلقات؟!
المقارنة غير واردة أصلاً.
وبكل حال فنجاح أي برنامج يقرب معاني القرآن للناس هو مكسب لكل محب لهذا الكتاب العظيم أيّاً كان هذا البرنامج لزيد أو عبيد، فردياً أم مشتركا. ً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[13 Sep 2010, 03:23 ص]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصّالحات
قدر الله وما شاء فعل، حقيقة لم نكن على علم عن برنامج قواعد قرآنية، إلا أن يشاء الله أن نشاهد حلقة من هذا البرنامج المبارك مسجلاً قبل ساعة من الآن، شكر الله لكم هذه الإشراقات القرآنية والفوائد الجمّة وسلسلة تدبر ونفع بجهودكم الإسلام والمسلمين
تمّ التصويت لبرنامج قواعد قرآنية
ـ[محفوظ خلف الجبوري]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:39 ص]ـ
شكر الله لك دكتور عبدالرحمن وارجو الاكثار من استضافة الدكتور الخضيري والدكتور الطيار واعطاء ساعة كاملة لبرنامج التفسير المباشر
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:52 ص]ـ
تم التصويت لبرنامج التفسير المباشر , وهو بحق برنامجي المفضل على قناة دليل لرمضان هذا العام , وقد خصيته بدعاية بين اخواني الاطباء , لعلهم أن ينتفعوا به , وبعضهم طالبني بالحلقات كاملة , فكانت قناة أهل التفسير ملبية لذلك ....
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ...
ـ[ام الحارث]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغلق باب التصويت وحل برنامج التفسير المباشر في المرتبة الاولي
فبارك الله في كل من دعم البرنامج من خلال تصويته له
ولعل هذا يكون دافعا للقناة علي العمل علي تطوير البرنامج وزيادة الوقت المتاح له
جزاكم الله خيرا
http://idaleel.tv/daleel/poll.php?do=poll&action=list
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:46 م]ـ
الحمد لله, وأسأل الله أن خطوة لمزيد من التقدم لهذا البرنامج.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:49 م]ـ
حتى أنا لم أعلم بهذا البرنامج إلا الآن.(/)
موسوعة التفسير التحليلي {التفسير الإمام} و موضوع الشهر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Sep 2010, 03:14 ص]ـ
مما لا شك فيه أن هذا الملتقى المبارك يحفل بموضوعات جديرة بالتأمل والتعلم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يحتوي على جمع من أهل العلم لو اجتمعت جهودهم لصنعوا كرامات ولشيدوا صروحا شامخات، ولقد منَّ الله على الملتقى فترقى حتى أصبح له كلمة مسموعة وأخرى مطبوعة وتبني كتبا وبحوثا وهذا كله يصب في خدمة الكتاب العزيز وتيسيره.
وامتدادا لمنهج الترقي المعرفي القرآني أقترح الآتي:
أن يكون بجوار النتف العلمية واللطائف النقاشية المكتملة وغير المكتملة ما أسميه
" موسوعة التفسير التحليلي للقرآن الكريم "
هذه الموسوعة المقترحة يتم عقد مؤتمر لها ـ ليس كمؤتمر النهوض بالدراسات العليا ـ يرسى دعائم منهج تفسيري تحليلي يعنى بتجلية هدايات القرآن ويمتاز بالوسطية والموضوعية مع تجنب الدخيل والموضوع والمشكوك فيه من التفسير والتفاسير، ويكون على غرار الموسوعات الكبرى كـ " نضرة النعيم " و"التفسير الموضوعي " بحيث يعهد به إلى كتّاب متميزين في علم التفسير ثم يراجع من خلال لجنة تحتوي شيوخ المفسرين المعاصرين، ثم يتم طبعه ونشره في أرجاء المعمورة، ينتفع به المتخصص ولا يعدم غيرهم نفعا منه ويكون بأسلوب عصري سهل متماسك بعيد عن التعقيد والتسطيح.
أقترح هذا لسببين هما:
أولا: احتياج المكتبة القرآنية لهذا العمل الجماعي الجامع الموسوعي المميز والموثق.
ثانيا: تمام طبع كثير من مخطوط علم التفسير والذي يزيد النفع بقدر ما يثير من الاضطراب والحيرة.
وبذا ينتفع الناس بالتفسير " الإمام" قلت الإمام على غرار قول ذي النورين " يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما".
المقترح الثاني:
يتم وضع مشاركة مرشَّحة تمكث مثبة شهرا كاملا بعنوان:" قضية الشهر " أو موضوع الشهر " في التفسير أو في علوم القرآن ويُنتهى فيها ــ بعد التمحيص والدراسة ـ إلى رأي مجمع عليه، ثم يطبع وينشر وبذا نكون قد قضينا على أحادية المكتوب في الملتقى بتوازن بين المكتوب الذي يخدم المطالب الخاصة للأعضاء وبين المطالب العامة للتخصص الدقيق ويمكننا عند النجاح في هذا العمل أن نخرج بسلسلة مدروسة خدومة من القضايا القرآنية الهامة أو من قضايا مهمة في علوم القرآن.
هذا ما اختمر في ذهني وذاك ما أدعو الإخوة أن يدلوا بدلوهم من خلاله.
والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.
23/ 8/1431ه2/ 9/2010م
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2010, 04:24 ص]ـ
حياكم الله يا أبا المهنَّد وبارك فيكم ولكم بهذه الليالي المباركة.
نِعمَ ما اختمر في ذهنك، وكما تلاحظ يا أبا المهنَّد أن المشروعات المقترحة كثيرة، ولكن نحتاج إلى من يقوم على إدارة هذه المشروعات بشكل جيد، وبقية التفاصيل تتيسر بإذن الله.
وأرجو أن تأخذ فكرتك حظها من الدراسة والنظر والتأمل خلال الأيام القادمة بإذن الله ونسأل الله أن يأخذ بأيدينا جميعاً للحق والهدى.
وبالنسبة لمؤتمر الدراسات العليا فلم ننسه، ولكن لم يتيسر تشكيل لجنة علمية تتبنى التحضير للمؤتمر بعدُ، وإلا فالنفس متشوقة لعقد هذا المؤتمر بشكل غير مسبوق فتدبر يا شيخنا.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[03 Sep 2010, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أبا مهند، وبارك لك في رمضان وتقبل منك صيامك والقيام
وبارك لك في المهند، وجعله قرة عينٍ لوالديه وللمتقين إماماً
أشد على يديك في هذا الاقتراح، وعلى ما هو أوسع منه مما يدور في خلَد كل مهتم بعلوم القرآن الكريم
ولأن رحلة الألف ميل - كما يقال - تبدأ بخطوة ..
أدعو فضيلتكم إلى استفتاح هذا المشروع بأنموذج لما تصبو إليه: في سورة أو بضع آيات من القرآن الكريم
بعد الاتفاق طبعاً – كما أشرت حفظك الله – في اجتماعات تحضيرية لذلك ..
لتطرحه في صفحات الملتقى على مرأى من الجميع كمثال لمناقشته
والوصول به إلى الصورة التي تجيزها اللجنة القائمة والراعية لهذا العمل
كما أدعو المشرفين على الملتقى ومستشاريهم والشيوخ والمتخصصين - وفقهم الله -
وفي مقدمتهم أخي الغالي الودود، ذي النفس السمحة والجود: أبي عبد الله رعاه الله تعالى
إلى تبني هذه الفكرة وجعلها هدفاً استراتيجياً لمركز تفسير
ثم استنفار أعضاء هذا الملتقى المباركين: كبيرهم وصغيرهم، المتمكن منهم والمبتدئ، وعلى اختلاف قدراتهم ومجالاتهم
للسير على خطط مرسومة لإنجاز المشروع، كلٌّ في فنّه وبحسب وسعه، وفق النموذج المقترح وتسديده
عِوضاً عن هذا الشتات في المشاركات، ولملمةً للجهود المتفرقة هنا وهناك
وليكن هذا الملتقى كوِرش عمل ..
كلما عُرض فيها قطعة لتقويمها وتحسينها وإجازتها، انتقل إلى ما بعدها
وإن تيسر طباعة كل مبحث ينجز .. على مراحل، بعناية واعتماد " مركز تفسير للدراسات القرآنية "
مع النسبة لكل ذي فضل فضله كتحفيز وتشجيع ..
حتى إذا اكتمل العمل وتحقق الهدف، يُجمع ويطبع الكتاب [الإمام] جملةً واحدة بإذن الله
وللأفكار توارد .. وللنفوس أوابد
ردنا الله وإياكم إليه ردّاً جميلاً!
وتمسون على خير
محبكم في الله(/)
هل يُعرف مكان الجبل الذي اندك من تجلي الله له؟
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:29 ص]ـ
في قول الحق تبارك وتعالى: (((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)))
هذا الجبل المذكور في الآية والذي اندك من تجلي الحق تبارك وتعالى له لا شك أنه من جبال الدنيا ولاشك أنه موجود على ظهر هذه البسيطة التي نعيش عليها ولكن هل من خبر عن مكانه؟
كم هو عظيم أن تقف على أطلال هذا الجبل لتعيش لحظة تلك التجليات.
هل من خبر عن هذا الجبل أيها السادة؟
أين مكانه؟
وهل من دراسات حوله؟
وهل له صور هنا على النت؟
وإن لم يكن فهل من وصف تقريبي لمكان وجوده؟
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم: كما هو معلوم ان حادثة دك الجبل جائت في الترتيب الزمني بعد عبور بني اسرائيل للبحر وغرق فرعون
وان الخروج من مصر الى البحر له 3 احتمالات:
ان يكون البحر هو خليج السويس فيكون الجبل المقصود في شبه جزيرة سيناء
او ان يكون البحر هو البحر الاحمر فيكون الاتجاه بعده اما للموقع الاول او الى السعودية فيكون الجبل في السعودية
او ان يكون البحر هو البحر المتوسط وهذا مردود
لكننا نعلم من القران ان الرحلة كانت الى بلاد الشام لان اليهود سكنوا هناك وهذا يعطي ترجيحا قويا لكون شبه جزيرة سيناء هو المكان الذي حصلت فيها هذه الحادثة ولهذا لسيناء عند اليهود قدسية خاصة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:48 ص]ـ
يبدو والله أعلم أن الجبل من جبال سيناء
ولا أتصور أن تبقى هناك معالم تدل عليه
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:22 م]ـ
السلام عليكم: كما هو معلوم ان حادثة دك الجبل جائت في الترتيب الزمني بعد عبور بني اسرائيل للبحر وغرق فرعون
وان الخروج من مصر الى البحر له 3 احتمالات:
ان يكون البحر هو خليج السويس فيكون الجبل المقصود في شبه جزيرة سيناء
او ان يكون البحر هو البحر الاحمر فيكون الاتجاه بعده اما للموقع الاول او الى السعودية فيكون الجبل في السعودية
او ان يكون البحر هو البحر المتوسط وهذا مردود
لكننا نعلم من القران ان الرحلة كانت الى بلاد الشام لان اليهود سكنوا هناك وهذا يعطي ترجيحا قويا لكون شبه جزيرة سيناء هو المكان الذي حصلت فيها هذه الحادثة ولهذا لسيناء عند اليهود قدسية خاصة.
لكن الذي يظهر من سياق سورة القصص أن التكليم وطلب الرؤية كان بعد رجوع موسى من مدين وقبل أن يلقى فرعون بمصر.
والتكليم وطلب الرؤية كانتا بمكان واحد
والتكليم كان بجانب الطور
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:28 م]ـ
لكن الذي يظهر من سياق سورة القصص أن التكليم وطلب الرؤية كان بعد رجوع موسى من مدين وقبل أن يلقى فرعون بمصر.
والتكليم وطلب الرؤية كانتا بمكان واحد
والتكليم كان بجانب الطور
حادثة التكليم وقعت أكثر من مرة أخي الكريم، ووقت طلب الرؤية توضحه سورة الأعراف:
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143))
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:18 م]ـ
حادثة التكليم وقعت أكثر من مرة أخي الكريم، ووقت طلب الرؤية توضحه سورة الأعراف:
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143))
أحسنت؛ إذاً يبدو أن طلب الرؤية كان بعد غرق بني إسرائيل كما قال أخونا اورهان عماد ( http://www.tafsir.net/vb/member.php?u=9967)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:20 م]ـ
إذا كانَ الجبلُ كما دلَّ عليهِ ظاهرُ القرآنِ اندكَّ دكًّا فلا معنى لوجود أطلالٍ وآثارٍ بعد هذا الاندكاكِ التامِّ الذينَ كانت تصويراتُ المفسرينً لهُ دالةً في جُملتها على الزَّوال الكليِّ كتطايرهِ جبالاً متفرقةً في الأرضِ , أو مصيره تراباً , أو تجلجلهِ داخل الأرضِ , وغير ذلك مما يستحيل معه وجود الصور أو الوقوف على بقاياهُ , ولم يبق إلا تخمينُ موقعهِ الذي قد يكونُ معموراً الآنَ.
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[03 Sep 2010, 01:08 ص]ـ
تشير المعطيات الجغرافية وبعض المقالات المسيحية بأن جبل موسى ويعرف كذلك باسم جبل سيناء وهو جبل يقع في محافظة جنوب سيناء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7% D8%A1_%28%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9%29) في مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1). ويبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، وسمي بجبل موسى نسبة لنبي الله موسى ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89) الذي كلم ربه في هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D8%B9%D8%B4%D8%B1) وفقا للديانات اليهودية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9) والمسيحية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9) والإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85). ويعتبر من أشهر جبال سيناء إذ يزوره الآلاف من السياح، ويقع قربه جبل كاترين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A% D9%86)، والذي يوجد به دير سانت كاترين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D8%B1_%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AA_%D9%83 %D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%86).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقع دير سانت كاترين St. Catherine's Monastery في جنوب سيناء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7% D8%A1) بمصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) أسفل جبل كاترين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A% D9%86) أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89). ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، ويعد مزارا سياحيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9) كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AB%D9%88%D 8%B0%D9%83%D8%B3_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D 8%AF%D8%B3) لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D 8%A3%D8%B1%D8%AB%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8% A9)، ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1% D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AB%D9%88%D 8%B0%D9%83%D8%B3_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D 8%AF%D8%B3) التي يسيطر عليها اليونانيين من عهود طويلة. وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%B1) وواحة فيران ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) وطرفة ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A9&action=edit&redlink=1).
(http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_%28%D9 %85%D8%B5%D8%B1%29)(/)
الحكمة المستنبطة من الحديث القدسي (إلا الصوم فإنه لي)!
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:10 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه متفق عليه.
وهذا لفظ رواية البخاري وفي رواية له: يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشرة أمثالها.
وفي رواية لمسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره فرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك.
يقول ابن حجر رحمه الله - وأنقل كلامه مختصرا -:
وقد اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى الصيام لي وأنا أجزى به مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزئ بها على أقوال:
أحدها: أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره
ثانيها: أن المراد بقوله وأنا أجزى به أني انفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس.
ثالثها: معنى قوله الصوم لي أي أنه أحب العبادات إلى والمقدم عندي.
رابعها: الإضافة إضافة تشريف وتعظيم كما يقال بيت الله وأن كانت البيوت كلها لله ...
خامسها: أن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات من صفات الرب جل جلاله فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته إضافه إليه
سادسها: أن المعنى كذلك لكن بالنسبة إلى الملائكة لأن ذلك من صفاتهم
سابعها: أنه خالص لله وليس للعبد فيه حظ.
ثامنها: سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك ...
تاسعها: أن جميع العبادات توفي منها مظالم العباد الا الصيام ...
وأقرب الأجوبة التي ذكرتها إلى الصواب الأول والثاني ويقرب منهما الثامن والتاسع.
ثم يأتي الشيخ الشعراوي رحمه الله ويضيف قولا عاشرا على هذا الحديث (إلا الصوم فإنه لي) ويصوغه بأسوبه الرائع السهل الممتنع
يقول رحمه الله:
عند قوله تعالى ((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
....... ثم ذكر الحق سبحانه تكليف الصوم {والصائمين والصائمات. . .} [الأحزاب: 35] والصوم أخذ حُكْماً فريداً من بين أحكام التكاليف كلها، والحق سبحانه جعل لكل تكليف من التكاليف (كادر خاص) في الجزاء إلا الصوم، فليس له (كادر) محدد، لذلك قال عنه الحق سبحانه: «إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به» يعني: قرار عالٍ فوق الجميع، فلماذا أخذ الصوم هذه المنزلة؟
قالوا: لأن الصوم هو العبادة الوحيدة التي لم يعبد بها بشرٌ بشراً أبداً، فمن الممكن مثلاً في شهادة أنْ لا إله إلا الله أنْ يأتي مَنْ يمدح آخر، فيقول له: ليس في الكون إلا أنت، أنت النافع وأنت الضار، وهناك من قال عن نفسه: أنا الزعيم الأوحيد، كذلك في الصلاة نرى مَنْ يخضع ويسجد لغير الله كما نخضع ونسجد نحن في الصلاة، وكذلك في الزكاة نتقرب إلى العظيم أو الكبير بالهدايا له أو لمن حوله.
لكن، هل قال بشر لبشر: أنا أصوم شهراً، أو يوماً تقرُّباً إليك؟ لا. . لأن الصيام للغير المماثل تذنيب للمصوم له لا للصائم؛ لأنه سيُضطرّ لأنْ يظل طوال اليوم يراقبك، أكلتَ أم لم تأكل؟
ولأن الصوم هو العبادة الوحيدة التي لم يتقرب بها بشر لبشر قال الله عنها في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به «يعني: جزاؤه خارج المقرر كما قلنا.أهـ
وقد أثنى الشيخ المغامسي حفظه الله على قول الشيخ الشعراوي وعده نفيسا أو كما قال
رحم الله الجميع
ـ[ريم]ــــــــ[05 Sep 2010, 02:50 م]ـ
جميل ... جزاك الله خيراً
لكن عندي سؤال:
بالنسبة للقول الأول
"أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره "
هل هذا مطلق؟
خصوصاً من اعتاد صيام النوافل من اثنين و خميس أو الأيام البيض و المداومة على ذلك باستمرار لا شك أن من يحيط بالمرء من أهله أو المقربين منه سيلحظ أن فلاناً يحافظ على الصيام و يحرص على نصيبه منه
فهنا هل يسلم المرء من تسلل الرياء إلى نفسه؟؟؟ مثلاً التف أهله حول طعام الغداء و افتقدوه فأجابهم بأني صائم و تعددت هذه المواقف معه على مدى الأيام فمن الوارد أن يتسرب إلى نفسه شيء من العجب أو ما شابهه فيكيف يوفق بين هذه الحالة و بين القول الأول الذي ذُكر؟
و أن قولهم: أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره " لا غبار عليه أن من مر بهذه الحالة و تسلل إليه شيء من الرياء هو من يقع عليه اللوم وحده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[05 Sep 2010, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل احمد ونفع بك:
الذي أراه أن ما ذكره الشيخ الشعراوي - رحمه الله - هو ما ذكره الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في ثامناً:
ثامنها: سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك ...
ومعنى لم يعبد به غير الله: أي لم يتقرب به لغير الله، والله أعلم(/)
عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Sep 2010, 03:45 م]ـ
عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب
د. محمد سعيد رمضان البوطي
أستاذ بجامعة دمشق
ليس في الناس الذين عرفوا القرآن، فقرؤوه أو قرؤوا شيئاً منه، من لا يعلم أنه معجز، وليس فيهم من يجهل أن لإعجازه وجوهاً كثيرة، وأن إخباره ببعض الحقائق العلمية الثابتة التي لم تكن معروفة للناس من قبل، واحد من هذه الوجوه. وذلك مثل إخباره بأن ضياء الشمس منبثق من ذاتها، وأن نور القمر منعكس إليه من غيره، في مثل قوله تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) [يونس:5]. إذ المضيء في اللغة هو الشيء الذي ينبثق الضياء من داخله، والمنير هو الذي يتجه إليه الضياء من جرم آخر، فأنت تقول - فيما تقرره اللغة - غرفة منيرة ولا تقول غرفة مضيئة.
ولكن الشيء الذي لا يقبله عقل العقلاء أياً كانوا، مؤمنين أو جاحدين، أن يعمد أحدنا إلى آية من القرآن فيفرغها من دلالتها الظاهرة التي تنزلت بها، ثم يجعلها وعاء (قبلت اللغة العربية أم لم تقبل) لظنون علمية ربما ظهر فيما بعدُ بطلانها! ..
لقد غدت هذه الطريقة في إثبات الإعجاز العلمي للقرآن ذائعة شائعة، يتسابق إليها ذوو الأحلام التوسعية المتنوعة، وأُنشِئت لهؤلاء المتسابقين مؤسَّساتٌ، ورُسِمت لها ميزانيات، ورُتب لها مديرون وإدارات، وأحيط ذلك كلُّه بهالة من الدعايات.
فهل دعت هذه الطريقةُ الناس التائهين عن القرآن إلى الالتفات إليه والإقبال عليه؟ .. أم هل أورثت المجادلين بشأنه، المستخفّين بحقائقه انعطافاً إليه وإيماناً بربانيته ويقينياً بالوجوه الإعجازية (العلمية) التي تتوازع المتسابقين إدعاءآتُ السبقِ والاكتشافِ لها؟ ..
إنني على علم بأن هذه الطريقة لم تزد التائهين عنه إلا تيهاً وإعراضاً، ولم تزد المرتابين فيه إلا شكاً، بل إنها لم تنقلهم من الشك فيه إلا إلى الجحود به. بل إني لأخشى أن أقول: إن في المقبلين إلى كتاب الله هذا، والمستأنسين بخطابه وتعاليمه، من زجّتهم هذه الطريقة (الاحترافية)، إذ وثقوا بها فتابعوها، في حالة من الارتياب فيما كانوا مؤمنين به، وفي الإعراض عما كانوا مقبلين إليه! ..
ماذا تتوقع من حال إنسان له حظٌّ، قلَّ أو كثر، من الثقافة العامة والمحاكمة العقلانية للأمور، يسمع أو يقرأ ما يقوله أحد هؤلاء المسرعين إلى الفوز بالأسبقية، في اكتشاف المزيد من مظاهر (الإعجاز العلمي) في القرآن، عن إعجاز علمي باهر جديد اكتشفه في سورة يوسف، في قوله تعالى على لسان يوسف: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً) [يوسف: 93]. إنه الإعجاز الذي يقرره العلم متمثلاً في الأثر الذي يتركه العَرَقُ المتصبّب من جسم الإنسان، في العين التي غاض عنها نورها فأصيبت بنوع من العمى، ونظراً إلى أن القرآن قد سبق علم العلماء بذلك، وقرر ذلك في هذا الذي قاله يوسف لإخوته، إذن فهو مظهر فريد من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن، إذ إن القميص ليس هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب، عندما ألقي على وجهه، وإنما هو العرق الذي كان قد تشربه القميص من جسم يوسف! ..
إن الإنسان الذي سمع أو قرأ هذا الكلام لا بدّ أن يتساءل: في أي موسوعة علمية أو على لسان أي طبيب أو باحث علمي أو فيما يقرره أي عطار يتعامل مع فنون العطارة ومزايا الأعشاب، ثبت أن عرق الإنسان يحمل هذه الفائدة النموذجية المتميزة للعين العمياء؟ .. إنك مهما بحثت، لن تجد ما يؤيد هذه الأكذوبة الصلعاء .. ثم هب أن العرق له هذا التأثير السحري العجيب، فأي أثر منه يبقى على الثوب بعد اجتياز المسافات الطويلة بين مصر والبادية التي كان يقيم فيها يعقوب عليه الصلاة والسلام؟ على أن هذا الوهم الذي نسجه خيال أحد المتسابقين في هذا المضمار، إن افترضنا جَدَلاً صحته، فإنما هو عندئذ إعجاز ليوسف عليه الصلاة والسلام وليس إعجازاً للقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقرأت لأحدهم كشفاً عظيماً، يُبرز فيما يزعم أنه الإعجاز الباهر في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر:1]، وأتى مؤيداً على قوله، بصُوَرٍ التُقِطت لجوانب من القمر، إبَّان رحلة بعض العلماء إليه، تُبرز شقوقاً على وجهه، مؤكداً أن أحد هذه الشقوق هو مصداق قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، إنك لا تدري أيُّ تلك الشقوق هو المعنيُّ بخبر الله عن انشقاق القمر، وما الدليل على أنه هو لا غيره المعنيّ بذلك. ثم إن الإنشقاق الذي تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم القمر، فيما رآه الناس، بنصفين، ثم عادا فالتأما.
فما وجه الشبه بين ذلك الانشطار الكلي الذي تم آنذاك، وواقع شقوق ذات أعماق محدودة رُئيت كظاهرة مستمرة على وجه القمر؟ وكيف يمكن لإنسان العلم والبحث عن الحقيقة في العصر الحديث أن يصدق أن ما رُئي على وجه القمر من شقوق كالتي ترى في أماكن على وجه الأرض، هو المعنيّ بالانشقاق الذي أعلن عنه بيان الله في القرآن، معجزةً دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء الناس به من عند الله؟
ألا ترى أن هؤلاء المتسابقين يزرعون بتخبطاتهم المتكلفة الشكوك والريب في صدور البسطاء المؤمنين من الناس بأن القرآن كلام الله، من حيث يوهمون أنهم يزيدون المؤمنين بكتاب الله إيماناً. وأنهم يزيدون المرتابين بذلك ريبة ويزيدونهم اطمئناناًُ إلى كفرهم وضلالهم، بدلاً من أن يصعدوا بهم من اضطراب الرأي إلى صعيد الإيمان واليقين؟
وأغرب من هذا وذاك أن متسابقاً آخر يصر على أن الحديد إنما أُهبط، كالمطر والبَرَد من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم من الأرض. وأن هذه الحقيقة أنبأ عنها القرآن في قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) [الحديث: 25] وأن العلم الحديث أيقن اليوم ذلك، فهو إذن من مظاهر الإعجاز العملي في القرآن.
فمن أين سرت هذه اللُّوثة إلى ذهن هذا الباحث الذي تغلبت لديه حوافز المسابقة في هذا المضمار على حوافز البحث في معنى كلمة (النزول) لغة؟ إنها سرت إليه من العجلة التي أفقدته فرصة البحث في معنى النزول ثم أفقدته فرصة الإصغاء إلى ما يقوله علماء الجيولوجيا وعلماء الطبيعة عموماً عن الحديد ومصدر تكوينه.
إن كلمة النزول تعني في أصلها اللغوي (الحلول). تقول نزلت ضيفاً عند فلان أي حللت في داره. ويقول الله تعالى: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) [الفتح: 4]. أي أحلَّها في قلوبهم. ويقول عز وجل: (لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك) [هود: 12] أي هلّا حلّ لديه وفي ملكه كنز .. ومثله قوله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوأتكم وريشاً) [الأعراف 26].
وإنما تأتي بمعنى الهبوط من علُ، عند وجود قرينة دالة على ذلك. كقوله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك .. ) [الشعراء: 193]. وكقوله: (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً) [غافر: 13].
إذن فمعنى قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد) أحللناه في الأرض ويسّرنا لكم استخراجه.
إن الذي غيّب هذه الحقيقة اللغوية المبثوثة في القواميس العربية، عن ذهن هذا الذي يركض منافساً أقرانه في اكتشاف المزيد من (الإعجاز العلمي) في القرآن، أنه فهم كلمة (النزول) كما يفهمها عوام الناس الذين يتعاملون مع ظواهر اللغة، فألجأه ذلك إلى أن يستنطق علماء هذا الشأن بما يتفق مع الفهم الذي عاد به لكلمة (أنزلنا) في الآية المذكورة، وهو أن الحديد إنما نزل قطراتٍ متفرقةً من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم وعروقاً من باطن الأرض.
فهل استجاب علماء هذا الشأن لهذا الاستجرار الذي جاء نتيجة لجهل باللغة وتصور باطل لمعنى النزول؟
لم أجد في علماء طبقات الأرض، ولا الخبراء بالمعادن، ولا علماء الطبيعة عموماً من قال: إن الحديد، دون غيره من المعادن المستقرة في طوايا الأرض، هابط، منفصلاً عن تماسكه وثقله، من أجواء السماء، ثم إنه اتخذ مكانه منتشراً في أعماق الأرض، وإن إنطاقهم بما لم ينطقوا به ولا يؤمنون به، أمر غريب وعجيب! ..
* * *
ألا فليتق الله أناس جرهم الطمع إلى أن يتخذوا من القرآن مِنجَماً لاستخراج كنوز المال. فمنهم من طاب له أن يستخرجها عن طريق التفنن في طباعته وإخراجه، ومنهم من فكر ملياً ثم رأى أن يستخرج المزيد منها عن طريق ابتداع إشارات لأحكام التجويد في ثنايا جمله وكلماته .. ومنهم من سلك إلى الغاية ذاتها ما ابتدعه من تلوين المعاني المتنوعة فيه بألوان متنوعة فاستخرج من ذلك قرآناً فيه سائر ألوان الطيف مع ضميمة أخرى .. ومنهم من آثر الوصول إلى المبتغى ذاته عن طريق الفتق والتشقيق لآيات القرآن لتحميلها ما لا تحمله من دعاوي السبق العلمي الوهمي، والكل مرتزق محترف .. على أننا لا نرتاب في أن القرآن معجز بهر الناس قديماً وحديثاً بإعجازه، ولإعجازه جوانب شتى، وما قراراته العملية المعلنة بنصوص عربية قاطعة الدلالة، إلا واحدٌ منها.
المصدر: صحيفة الخليج
و موقع نسيم الشام: http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:58 م]ـ
"عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب"
العنوان اتهام بغير دليل والمقال يهدم ولا يبني
وما ذكره الدكتور البوطي لا يسوغ مثل هذا العنوان
ثم إنه كلام يمكن الجواب عليه بالآتي:
أولا: إنه من الناحية العلمية غير دقيق، وأستطيع أن أقول إنه أقرب للكلام الإنشائي منه إلى الكلام العلمي، والدليل:
أنه قال:
"ليس في الناس الذين عرفوا القرآن، فقرؤوه أو قرؤوا شيئاً منه، من لا يعلم أنه معجز، وليس فيهم من يجهل أن لإعجازه وجوهاً كثيرة، وأن إخباره ببعض الحقائق العلمية الثابتة التي لم تكن معروفة للناس من قبل، واحد من هذه الوجوه."
فهو هنا يقر بأن أحد وجوه إعجاز القرآن إخباره ببعض الحقائق العلمية.
ثم هو يعطينا مثالا على ذلك فيقول:
"وذلك مثل إخباره بأن ضياء الشمس منبثق من ذاتها، وأن نور القمر منعكس إليه من غيره، في مثل قوله تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) [يونس:5]. إذ المضيء في اللغة هو الشيء الذي ينبثق الضياء من داخله، والمنير هو الذي يتجه إليه الضياء من جرم آخر، فأنت تقول - فيما تقرره اللغة - غرفة منيرة ولا تقول غرفة مضيئة."
وإذا درجنا على طريقة الدكتور البوطي في مقاله فيمكن أن نقول:
أين الإثبات على هذه الحقيقة العلمية؟
من قال بذلك ممن لا يتخذون إعجاز القرآن مصدرا للكسب؟
ثم إذا رجعنا لكلام السلف حول هذه الآية نجد في بعض أقوالهم ما يرد هذه المقولة
فهذا الطبري يقول:
"حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، والقمر آية الليل، والشمس آية النهار، فمحونا آية الليل: السواد الذي في القمر."
وبناء عليه يمكن القول أن ضوء القمر ذاتي وغير مستمد من الشمس.
ثم يقول:
"إذ المضيء في اللغة هو الشيء الذي ينبثق الضياء من داخله، والمنير هو الذي يتجه إليه الضياء من جرم آخر، فأنت تقول - فيما تقرره اللغة - غرفة منيرة ولا تقول غرفة مضيئة."
وهذا يحتاج إلى دليل قاطع، وإذا كان الدكتور البوطي يستند إلى اللغة فأقول إن اللغة قد جاءت بغير ما ذكر، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن رؤيته لربه قال:
"رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ" صحيح مسلم
فهل الله تعالى يستمد نوره من غيره؟
وروى الطبراني:
"حَدَّثَنَا بِشْرُ بن مُوسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مِكْرَزٍ، أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن مِكْرَزٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ:"إِنَّ رَبُّكُمْ تَعَالَى لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ، وَلا نَهَارٌ، نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ"
ثم إنا نجد في اللغة عكس ما ذكر الدكتور البوطي
روى أحمد رحمه الله والبيهقي في شعب الإيمان:
عن العرباض بن سارية، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك؛ دعوة إبراهيم وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام»
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: نور ولم يقل ضياء. وقال: أضاءت ولم يقل أنارت.
وفي البخاري قال صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا."
ثم يقول الدكتور البوطي:
"ولكن الشيء الذي لا يقبله عقل العقلاء أياً كانوا، مؤمنين أو جاحدين، أن يعمد أحدنا إلى آية من القرآن فيفرغها من دلالتها الظاهرة التي تنزلت بها، ثم يجعلها وعاء (قبلت اللغة العربية أم لم تقبل) لظنون علمية ربما ظهر فيما بعدُ بطلانها! .. "
وأقول:
نعم هذا غير مقبول، ولكنه قد ينطبق على مثالك الذي قبلته وقدمته لنا.
ثم يقول الدكتور البوطي:
"لقد غدت هذه الطريقة في إثبات الإعجاز العلمي للقرآن ذائعة شائعة، يتسابق إليها ذوو الأحلام التوسعية المتنوعة، وأُنشِئت لهؤلاء المتسابقين مؤسَّساتٌ، ورُسِمت لها ميزانيات، ورُتب لها مديرون وإدارات، وأحيط ذلك كلُّه بهالة من الدعايات.
فهل دعت هذه الطريقةُ الناس التائهين عن القرآن إلى الالتفات إليه والإقبال عليه؟ .. أم هل أورثت المجادلين بشأنه، المستخفّين بحقائقه انعطافاً إليه وإيماناً بربانيته ويقينياً بالوجوه الإعجازية (العلمية) التي تتوازع المتسابقين إدعاءآتُ السبقِ والاكتشافِ لها؟ .. "
أقول:
نعم لقد أثمرت تلك الهيئات التي عنيت بالإعجاز القرآني وآتت أكلها والشواهد على ذلك أصبحت ظاهرة لكل منصف.
ثم يقول الدكتور:
"إنني على علم بأن هذه الطريقة لم تزد التائهين عنه إلا تيهاً وإعراضاً، ولم تزد المرتابين فيه إلا شكاً، بل إنها لم تنقلهم من الشك فيه إلا إلى الجحود به. بل إني لأخشى أن أقول: إن في المقبلين إلى كتاب الله هذا، والمستأنسين بخطابه وتعاليمه، من زجّتهم هذه الطريقة (الاحترافية)، إذ وثقوا بها فتابعوها، في حالة من الارتياب فيما كانوا مؤمنين به، وفي الإعراض عما كانوا مقبلين إليه! .. "
وأقول:
غريب هذا الكلام!!!
وجوابي عليه اختصره بقولي:
نحن نرى العكس تماما فالشواهد المكتوبة والمسموعة والمرئية تؤكد عكس ما يقوله الدكتور.
أكتفي بهذا القدر لضيق الوقت
وأرجو أن ييسر الله الوقت للوقوف مع الأمثلة الأخرى التي ذكرها الدكتور البوطي " قميص يوسف، وانشقاق القمر، وإنزال الحديد"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:13 ص]ـ
أشكر الدكتور مرهف على ما تفضل بنقله وأشكر الأخ الكريم الأستاذ الغامدي على طول نفسه ومنهجيته وأقول:
إن الواضح من المقال هو زجر المتاجرين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم وزجر من يتفنن من أجل سبق رخيص ولو على حساب القرآن الكريم وقدسيته ـ
أما من استخرج من القرآن حقيقة علمية ثابتة لا تقبل الجدل أو الشك أو الرد مهما تقدم العلم وتطورت التقنية فكلامه مقبول ورأيه محمود وسعيه مشكور.
ونحن في انتظار مزيد من نقاش أبي سعد ـ أسعده الله ـ لمزيد من الإفادة منه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Sep 2010, 07:16 م]ـ
عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب
د. محمد سعيد رمضان البوطي
أستاذ بجامعة دمشق
ماذا تتوقع من حال إنسان له حظٌّ، قلَّ أو كثر، من الثقافة العامة والمحاكمة العقلانية للأمور، يسمع أو يقرأ ما يقوله أحد هؤلاء المسرعين إلى الفوز بالأسبقية، في اكتشاف المزيد من مظاهر (الإعجاز العلمي) في القرآن، عن إعجاز علمي باهر جديد اكتشفه في سورة يوسف، في قوله تعالى على لسان يوسف: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً) [يوسف: 93]. إنه الإعجاز الذي يقرره العلم متمثلاً في الأثر الذي يتركه العَرَقُ المتصبّب من جسم الإنسان، في العين التي غاض عنها نورها فأصيبت بنوع من العمى، ونظراً إلى أن القرآن قد سبق علم العلماء بذلك، وقرر ذلك في هذا الذي قاله يوسف لإخوته، إذن فهو مظهر فريد من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن، إذ إن القميص ليس هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب، عندما ألقي على وجهه، وإنما هو العرق الذي كان قد تشربه القميص من جسم يوسف! ..
إن الإنسان الذي سمع أو قرأ هذا الكلام لا بدّ أن يتساءل: في أي موسوعة علمية أو على لسان أي طبيب أو باحث علمي أو فيما يقرره أي عطار يتعامل مع فنون العطارة ومزايا الأعشاب، ثبت أن عرق الإنسان يحمل هذه الفائدة النموذجية المتميزة للعين العمياء؟ .. إنك مهما بحثت، لن تجد ما يؤيد هذه الأكذوبة الصلعاء .. ثم هب أن العرق له هذا التأثير السحري العجيب، فأي أثر منه يبقى على الثوب بعد اجتياز المسافات الطويلة بين مصر والبادية التي كان يقيم فيها يعقوب عليه الصلاة والسلام؟ على أن هذا الوهم الذي نسجه خيال أحد المتسابقين في هذا المضمار، إن افترضنا جَدَلاً صحته، فإنما هو عندئذ إعجاز ليوسف عليه الصلاة والسلام وليس إعجازاً للقرآن.
http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1
ملاحظاتي على هذا الكلام كالتالي:
أولاً: ليس القميص هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب عليه السلام وإنما الله هو الذي أعاده.
ثانياً: لم يكن يوسف عليه السلام ليرسل القميص ويأمر بإلقائه على وجه أبيه ويخبر أنه سيرتد بصيرا من عند نفسه وإنما كان بأمر من الله تعالى معجزةً ليوسف عليه السلام.
ثالثاً: هل لنا أن نسأل: لماذا القميص؟ ألم يكن الله قادرا على أن يعيد ليعقوب بصره من غير القميص؟ بلى.
إذا ما هي الحكمة؟ إنه أمر تركه الحق تبارك وتعالى لنجتهد ونبحث ونتعلم. بعد يوسف أحزن يعقوب عليه السلام واشتد به الحزن حتى ذهب بصره، والأحزان وشدتها تحدث اختلالا في الجسم ووظائفه وينتج عن ذلك أمراض وعلل كثيرة، وهذا أمر معروف عند الناس بالتجربة ولهذا كان يتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الحزن.
إن القميص قد أعاد إلى يعقوب عليه السلام ريح يوسف، وريح الإنسان في لباسه ينتج عن عرقه وإفراز جسمه وهذا يبقى مهما طالت المدة مالم يغسل.
هل ريح يوسف عليه السلام أعادت إلى يعقوب عليه السلام توازن وظائف جسمه حين ألقي القميص على وجهه ومن ثم ارتد بصيرا؟
هذا ما أعتقده والله أعلم.
رابعا: صاحب الاكتشاف هو الدكتور: عبد الباسط محمد سيد رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث في مصر، وعضو هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.
وهذا تعريف موجز بالدكتور:
"وُلد الدكتور عبد الباسط سيد في أسيوط في مصر عام 1943، تخرج من كلية العلوم جامعة أسيوط عام 64، ثم حصل على البكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة عام 69، ثم على الماجستير في التمثيل الغذائي من جامعة القاهرة عام 1971، حصل بعد ذلك على الدكتوراه في مجال الفيزياء الحيوية الطبية من جامعة ستوكهولم في السويد عام 1978." المصدر برنامج بلا حدود قناة الجزيرة.
الدكتور عبد الباسط لم يقل إن العرق هو سبب مباشر في رجوع بصر يعقوب، ولم يقل إن هذا تفسير الآية، وإنما قال دفعتني الآية للبحث فأوصلتني البحوث إلى أن عرق الإنسان مكون من 52 مادة وجد أن واحدة من هذه المواد مادة علاجية للعين المصابة بالعتامة وتم تسجيل هذا الاكتشاف وسجلت براءة اختراعه في أوروبا وأمريكا "مع الأسف الشديد".
فإذا كان القرآن قد قاد هذا الرجل المسلم للبحث والتنقيب ووصل إلى ما وصل إليه ألا يدل ذلك على أن هذا القرآن معجز وفعال ومؤثر في كل جانب من جوانب الحياة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:00 ص]ـ
عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب
د. محمد سعيد رمضان البوطي
أستاذ بجامعة دمشق
وقرأت لأحدهم كشفاً عظيماً، يُبرز فيما يزعم أنه الإعجاز الباهر في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر:1]، وأتى مؤيداً على قوله، بصُوَرٍ التُقِطت لجوانب من القمر، إبَّان رحلة بعض العلماء إليه، تُبرز شقوقاً على وجهه، مؤكداً أن أحد هذه الشقوق هو مصداق قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، إنك لا تدري أيُّ تلك الشقوق هو المعنيُّ بخبر الله عن انشقاق القمر، وما الدليل على أنه هو لا غيره المعنيّ بذلك. ثم إن الإنشقاق الذي تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم القمر، فيما رآه الناس، بنصفين، ثم عادا فالتأما.
فما وجه الشبه بين ذلك الانشطار الكلي الذي تم آنذاك، وواقع شقوق ذات أعماق محدودة رُئيت كظاهرة مستمرة على وجه القمر؟ وكيف يمكن لإنسان العلم والبحث عن الحقيقة في العصر الحديث أن يصدق أن ما رُئي على وجه القمر من شقوق كالتي ترى في أماكن على وجه الأرض، هو المعنيّ بالانشقاق الذي أعلن عنه بيان الله في القرآن، معجزةً دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء الناس به من عند الله؟
ألا ترى أن هؤلاء المتسابقين يزرعون بتخبطاتهم المتكلفة الشكوك والريب في صدور البسطاء المؤمنين من الناس بأن القرآن كلام الله، من حيث يوهمون أنهم يزيدون المؤمنين بكتاب الله إيماناً. وأنهم يزيدون المرتابين بذلك ريبة ويزيدونهم اطمئناناًُ إلى كفرهم وضلالهم، بدلاً من أن يصعدوا بهم من اضطراب الرأي إلى صعيد الإيمان واليقين؟
: http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1
انشقاق القمر حقيقة قرآنية وحقيقة تاريخية
أما كونه حقيقة قرآنية فلأنه ثابت في كتاب الله تعالى الذي ثبت بالدليل القطعي أنه كلام الله تعالى.
وأما تاريخيا فلأن هذه الحقيقة شاهدها الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان مستند إيمانهم هو صدق النبي صلى الله عليه وسلم وما كان لأولئك الذين بذلوا في سبيل إيمانهم المبني على صدق الرسول أموالهم ودمائهم والصبر على الأذى ليسكتوا على أمر يعلمون حقيقة كذبه.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الذين رأوا الحادثة وهم على كفرهم شهدوا بها، ولكنهم نسبوها إلى السحر، ولو أن الحادثة لم تقع لأنكروها، ولكن لم يحصل شيء من ذلك.
في هذا العصر الحديث الذي يعيش على الأرض أكثر من أربعة مليار إنسان لا يؤمنون بالقرآن ولا بمن أنزل عليه القرآن، عصر العلم وعصر اكتشاف أعماق البحار وباطن الأرض وآيات السماء، إذا تحدث أحد العلماء المسلمين وهو أستاذ في علوم الأرض وله نصيب وافر من العلم الشرعي مشهود له بالخير والاستقامة والجهود المشكورة في الدعوة إلى دين الله، إذا تحدث وقال:
إنه سمع من أحد المشهورين ـ أثناء إلقائه محاضرة عن الإسلام في أحدى الجامعات البريطانية ـ أنه أسلم لأنه سمع من بعض رواد الفضاء أنه قد اكتشفوا ما يدل على أن القمر قد انشق يوما ما، فدفعه ذلك إلى الإسلام لأنه وجد ذلك يؤكد ما جاء في القرآن.
فهل من العقل أن نرفض ما قاله الرجل ونرده؟
ثم إن الدكتور زغلول النجار وهو المختص في فنه يقول:
إن في القمر شروخا عميقة تمد من القطب إلى القطب لا يمكن تفسيرها علميا إلا بالشد الجانبي " أي أن القمر قد انشق يوما ما" وهذا أمر يؤكد ما جاء في القرآن وإن كنا غير محتاجين إليه.
فهل هذا القول يزرع الشكوك والريب والتخبط في صدور المؤمنين البسطاء كما يقول الدكتور محمد سعيد البوطي وبناء عليه يكيل التهم للفضلاء بأنهم يتكسبون من وراء الإعجاز؟
أين المنطق العلمي الذي يتحدث عنه الدكتور؟
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:36 ص]ـ
مرحباً أخي الحبيب أبا سعد:
إن كلام الدكتور سعيد حفظه الله منطقي وسليم، فهو لا ينكر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من حيث الوجود - كما ذكر الدكتور عبد الفتاح جزاه الله خيرا - ولكنه ينكر على المتاجرين فيه الذين لديهم هوس بكل ما يدعى (علمي) دون النظر بمصداقيته في الواقع وارتباطه بالآية من حيث الدلالة، وما تفضلتم به له محل من النظر والبحث، فسيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لم يعصر قميص يوسف ويقطر عرقه في عينه ليرتد بصيراً، كما أن اعتقادك بأن ريح يوسف أعادت عمل وظائف الجسم في نبي الله يعقوب اعتقاد تقف به أمام الله تعالى ولكن ليس بملزم لغيرك لأن يوسف نبي وله معجزات تظهر تفضيل الله له على أخوته فلا أخالك أخي أبا سعد تمشي على قدم رشيد رضا في علمنة المعجزات وجعلها من جملة الماديات، وأما انشقاق القمر فقد حصل حوله جدل في مصداقية صحة الصورة حتى دخلت على موقع سانا ورأيت بعض الصور المأخوذة عن طريق الأقمار الصناعية التي تبين وجود تشققات بالفعل، ولكن هل هناك تصريح ممن استكشف هذه التشققات في بيان أنها تسببت من انفصال شقي القمر وتباعدهما ثم عودتهما، أم أن إسقاط حصول هذ التشققات في القمر على واقعة معجزة النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الاحتمال النظري، ثم ظاهر الرواية أن القمر انشق نصفين وفهمنا يقود لى أن الانشقاق طولي فهل هذه التشققات طولية أم عرضية، .. وكم هو عمق هذه التشققات؟ .. هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة وبما أن الكلام هنا دون إثبات علمي فهو مضيعة للوقت ويكفينا الحقيقة القرآنية حول هذه المعجزة التي تواترت نقلاً كما تواترت قرآناً.
إن الكتابات في الإعجاز العلمي يا أخي العزيز أبا سعد صارت عند بعضهم - كما يقال - (شغل لمن لا شغل له)، ولا يجوز تعميم كلام الدكتور سعيد على كل من كتب في هذا الاتجاه أيضاً ولكن الأمر يحتاج للتقوى والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:29 م]ـ
عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب
د. محمد سعيد رمضان البوطي
وأغرب من هذا وذاك أن متسابقاً آخر يصر على أن الحديد إنما أُهبط، كالمطر والبَرَد من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم من الأرض. وأن هذه الحقيقة أنبأ عنها القرآن في قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) [الحديث: 25] وأن العلم الحديث أيقن اليوم ذلك، فهو إذن من مظاهر الإعجاز العملي في القرآن.
فمن أين سرت هذه اللُّوثة إلى ذهن هذا الباحث الذي تغلبت لديه حوافز المسابقة في هذا المضمار على حوافز البحث في معنى كلمة (النزول) لغة؟ إنها سرت إليه من العجلة التي أفقدته فرصة البحث في معنى النزول ثم أفقدته فرصة الإصغاء إلى ما يقوله علماء الجيولوجيا وعلماء الطبيعة عموماً عن الحديد ومصدر تكوينه.
إن كلمة النزول تعني في أصلها اللغوي (الحلول). تقول نزلت ضيفاً عند فلان أي حللت في داره. ويقول الله تعالى: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) [الفتح: 4]. أي أحلَّها في قلوبهم. ويقول عز وجل: (لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك) [هود: 12] أي هلّا حلّ لديه وفي ملكه كنز .. ومثله قوله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوأتكم وريشاً) [الأعراف 26].
وإنما تأتي بمعنى الهبوط من علُ، عند وجود قرينة دالة على ذلك. كقوله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك .. ) [الشعراء: 193]. وكقوله: (هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقاً) [غافر: 13].
إذن فمعنى قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد) أحللناه في الأرض ويسّرنا لكم استخراجه.
إن الذي غيّب هذه الحقيقة اللغوية المبثوثة في القواميس العربية، عن ذهن هذا الذي يركض منافساً أقرانه في اكتشاف المزيد من (الإعجاز العلمي) في القرآن، أنه فهم كلمة (النزول) كما يفهمها عوام الناس الذين يتعاملون مع ظواهر اللغة، فألجأه ذلك إلى أن يستنطق علماء هذا الشأن بما يتفق مع الفهم الذي عاد به لكلمة (أنزلنا) في الآية المذكورة، وهو أن الحديد إنما نزل قطراتٍ متفرقةً من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم وعروقاً من باطن الأرض.
فهل استجاب علماء هذا الشأن لهذا الاستجرار الذي جاء نتيجة لجهل باللغة وتصور باطل لمعنى النزول؟
لم أجد في علماء طبقات الأرض، ولا الخبراء بالمعادن، ولا علماء الطبيعة عموماً من قال: إن الحديد، دون غيره من المعادن المستقرة في طوايا الأرض، هابط، منفصلاً عن تماسكه وثقله، من أجواء السماء، ثم إنه اتخذ مكانه منتشراً في أعماق الأرض، وإن إنطاقهم بما لم ينطقوا به ولا يؤمنون به، أمر غريب وعجيب! ..
المصدر: صحيفة الخليج
و موقع نسيم الشام: http://naseem-alsham.com/ar/Pages.php?page=readrticle&pg_id=3544&page1=1
قول الدكتور محمد سعيد:
"وأغرب من هذا وذاك أن متسابقاً آخر يصر على أن الحديد إنما أُهبط، كالمطر والبَرَد من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم من الأرض."
وأقول:
لم أسمع ولم أقرأ لأحد من العلماء المعتبرين الذين تكلموا في هذا الشأن أن الحديد لم يستخرج من الأرض، فلا أدري من أين أتى بها الدكتور محمد سعيد البوطي؟
ويقول:
"إن كلمة النزول تعني في أصلها اللغوي (الحلول). تقول نزلت ضيفاً عند فلان أي حللت في داره."
هذا الكلام غير دقيق، وغريب أن يأتي من عالم، فـ "نزول" أصل بذاتها، و"حلول" أصل بذاتها.
والأصل في النزول هو المجيء من مكان عالٍ ولا يحتاج إلى قرينة كما قال الدكتور.
قال بن دريد في "جمهرة اللغة":
"ولا يكون النُّزول إلا من ارتفاع الى هبوط، وإنما قالوا: نزلتُ في موضع كذا وكذا، لأنه ينزل على دابّة أو يتجاوز مَنزلة الى مَنزلة أخرى. وأنزلَ الله عزّ وجلّ الكتابَ إنزالاً ونزّله تنزيلاً شيئاً بعد شيء. وجعلتُ للرجل نُزْلاً، أي ما يقيمه لنزوله من طعام وغيره. ونزلتُ بفلان نازلةُ سَوْءٍ، وهنّ نوازل الدهر. وأنزل الفحلُ ماءه إنزالاً. والنُّزالة: ما أنزله الفحل من مائه. وفلان من نُزالةِ سَوْءٍ، أي من فحلِ سَوْءٍ. واللَّزْن: الضّيق؛ ماء لَزْن ومَلزون، أي قليل."
والحلول فيه دلالة على النزول من علو، قال صاحب " تاج العروس":
(يُتْبَعُ)
(/)
"وحَلَلْتُ: نَزلْتُ مِن حَلِّ الأَحْمالِ عندَ النزول ثم جُرِّد استعمالُه للنُّزولِ فقِيل: حَلَّ حُلُولاً: نَزَل."
وفي التنزيل استخدم "أنزل" و"أحلّ" ولكل واحدة منها دلالتها الخاصة، قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) إبراهيم (28)
قال بن عادل في تفسيره " اللباب":
«أحَلُّوا» أنزلوا: «قَوْمهُمْ» من على كفرهم: «دَارَ البَوارِ» الهلاك.
وقال بن عاشور:
"والإحلال بها الإنزال فيها".
وقال تعالى:
"وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ"
قال الجوهري في الصحاح:
"وأمَّا قوله تعالى: " أو تَحُلُّ قريباً من دارِهِم " فبالضم، أي تنزِل."
وقال تعالى:
(كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) طه (81)
قال الجوهري في الصحاح:
"وحَلَّ العذابُ يَحِلُّ بالكسر، أي وَجب ويَحُلّ بالضم، أي نزل. وقرئ بهما قوله تعالى: " فَيَحِلُّ عليكم غَضَبي ". وأمَّا قوله تعالى: " أو تَحُلُّ قريباً من دارِهِم " فبالضم، أي تنزِل."
وهنا نلاحظ أن الحلول في الآيات الكريمة قد فسرت بالنزول، بينما لو نظرنا في الأمثلة التي ساقها الدكتور وفسر النزول فيها بالحلول:
" ويقول الله تعالى: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) [الفتح: 4]. أي أحلَّها في قلوبهم.
ويقول عز وجل: (لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك) [هود: 12] أي هلّا حلّ لديه وفي ملكه كنز .. ومثله قوله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوأتكم وريشاً) [الأعراف 26]."
أقول:
لم أجد في كلام المفسرين من فسر النزول بالحلول، بل إن أكثرهم لم يتعرض لمعنى الإنزال لوضوحه، إلا ما ذكره بن كثير عن بن عباس في تفسير آية سورة الفتح حيث قال:
" {هُوَ الَّذِي أَنزلَ السَّكِينَةَ} أي: جعل الطمأنينة. قاله ابن عباس"
ولو تأملنا الآيات التي أوردها الدكتور مرة أخرى لرأينا أنه فسر النزول في الآيات بمعنى لا يصح.
الآية الأولى:
" ويقول الله تعالى: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) [الفتح: 4]. أي أحلَّها في قلوبهم.
وهذا المعنى الذي ذكره الدكتور لا يلغى المعنى الحقيقي للفظة " أنزل" الدالة على المجيء من العلو، وإذا تأملنا الأمر المنزل " السكينة" وجدنا أنها أمر معنوي وحسي مصدره إلهي قادم من العلو، ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب قال:
"كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ."
وفي الحديث الآخر:
"عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ فَقَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ وَسَكَتَتْ الْفَرَسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَانْصَرَفَ وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ قَالَ فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا قَالَ وَتَدْرِي مَا ذَاكَ قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ"
قال بن بطال رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح البخاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فى هذا الحديث أن أسيد بن حضير رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: «تلك الملائكة تنزلت للقرآن»، وقال - صلى الله عليه وسلم - فى حديث البراء فى سورة الكهف: «تلك السكينة نزلت للقرآن». فمرة أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن نزول السكينة، ومرة أخرى عن نزول الملائكة، فدل على أن السكينة كانت فى تلك الظلة وأنها تنزل أبدًا مع الملائكة، والله أعلم، ولذلك ترجم البخارى باب نزول السكينة والملائكة عند القراءة."
ويشهد لقول أن السكينة تنزل مع الملائكة الحديث الصحيح:
"وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم:
"قَدْ قِيلَ فِي مَعْنَى (السَّكِينَة) هُنَا أَشْيَاء الْمُخْتَار مِنْهَا: أَنَّهَا شَيْء مِنْ مَخْلُوقَات اللَّه تَعَالَى فِيهَا طُمَأْنِينَة وَرَحْمَة وَمَعَهُ الْمَلَائِكَة. وَاللَّهُ أَعْلَمُ."
وهذه الأقوال تشهد له آيات القرآن الكريم:
(ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) سورة التوبة (26)
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة (40)
نخلص من كل ذلك أن السكينة مصدرها علوي وتنزلها تنزل حقيقي، لا كما ذهب إليه الدكتور.
الآية الثانية:
"ويقول عز وجل: (لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك) [هود: 12] أي هلّا حلّ لديه وفي ملكه كنز."
وهذا التفسير غريب جدا
نحن عرب يا دكتور والذين نزل بلغتهم القرآن يعون ما يقولون ولا أحتاج إلى الإطالة في أن مرادهم هو إنزال كنز من السماء كآية ومعجزة، يؤكد هذا قول الله تعالى:
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)) الفرقان
قال بن الجوزي في زاد المسير:
" {أو يُلقَى إِليه كَنْزٌ} أي: ينزل إِليه كنز من السماء"
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير:
" {أَوْ يلقى إِلَيْهِ كَنْزٌ} معطوف على أنزل، ولا يجوز عطفه على فيكون، والمعنى: أو هلا يلقى إليه كنز، تنزلوا من مرتبة نزول الملك معه، إلى اقتراح أن يكون معه كنز يلقى إليه من السماء؛ ليستغني به عن طلب الرزق".
الآية الثالثة:
قال الدكتور:
"ومثله قوله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوأتكم وريشاً) [الأعراف 26]."
ولا أدري ماذا يقصد الدكتور بقوله: ومثله؟ هل يعني أن أنزل هنا بمعنى "أَحلّ عليكم "، فإن كان كذلك، فأقول لم أجد في اللغة واستشهاده بالآيتين السابقتين ما يسند كلامه، ولا في كلام المفسرين أيضا، قال بن الجوزي في زاد المسير:
"وفي معنى: {أنزلنا عليكم} ثلاثة أقوال.
أحدها: خلقنا لكم. والثاني: ألهمناكم كيفية صنعه. والثالث: أنزلنا المطر الذي هو سبب نبات ما يتخذ لباساً."
ومن هنا لا نجد في كلام المفسرين شيئا منسوبا إلى المعصوم ما تستريح إليه النفس، ولهذا كانت هذه الآية ومعها آية الأنعام في الزمر،والحديد في الحديد، محل اجتهاد وبحث لتفسير معنى اختيار لفظ الإنزال دون لفظ الخلق أو غيره من الألفاظ.
قال الرازي رحمه الله في مفاتيح الغيب:
"في نظم الآية وجهان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الأول: أنه تعالى لما بين أنه أمر آدم وحواء بالهبوط إلى الأرض، وجعل الأرض لهما مستقراً بين بعده أنه تعالى أنزل كل ما يحتاجون إليه في الدين والدنيا، ومن جملتها اللباس الذي يحتاج إليه في الدين والدنيا.
الوجه الثاني: أنه تعالى لما ذكر واقعة آدم في انكشاف العورة أنه كان يخصف الورق عليها، أتبعه بأن بين أنه خلق اللباس للخلق ليستروا بها عورتهم، ونبه به على المنة العظيمة على الخلق بسبب أنه أقدرهم على التستر.
فإن قيل: ما معنى إنزال اللباس؟
قلنا: إنه تعالى أنزل المطر، وبالمطر تتكون الأشياء التي منها يحصل اللباس، فصار كأنه تعالى أنزل اللباس، وتحقيق القول أن الأشياء التي تحدث في الأرض لما كانت معلقة بالأمور النازلة من السماء صار كأنه تعالى أنزلها من السماء. ومنه قوله تعالى: {وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الانعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6] وقوله: {وَأَنزْلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد: 25] "
وقال بن عاشور رحمه الله تعالى:
"ولمّا كان إلهام الله آدمَ أن يَستر نفسه بوَرق الجنّة مِنَّةٌ عليه، وقد تقلّدها بنوه، خوطب النّاس بشمول هذه المنّة لهم بعنوان يدلّ على أنّها منّةٌ موروثة، وهي أوقع وأدعى للشّكر، ولذلك سمّى تيسير اللّباس لهم وإلهامهم إياه إنزالاً، لقصد تشريف هذا المظهر، وهو أوّل مظاهر الحَضارة، بأنّه منزّل على النّاس من عند الله، أو لأنّ الذي كان مِنْهُ على آدم نزل به من الجنّة إلى الأرض التي هو فيها، فكان له في معنى الإنزال مزيد اختصاص، على أنّ مجرّد الإلهام إلى استعماله بتسخير إلهي، مع ما فيه من عظيم الجدوى على النّاس والنّفع لهم، يحسِّن استعارة فعل الإنزال إليه، تشريفاً لشأنه، وشاركه في هذا المعنى ما يكون من الملهمات عظيم النّفع، كما في قوله: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للنّاس} [الحديد: 25] أي أنزلنا الإلهام إلى استعماله والدّفاععِ به، وكذلك قوله: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6] أي: خلَقها لكم في الأرض بتدبيره، وعلَّمكم استخدامها والانتفاعَ بما فيها، ولا يطرد في جميع ما أُلهم إليه البشر ممّا هو دون هذه في الجدوى، وقد كان ذلك اللّباس الذي نزل به آدم هو أصل اللّباس الذي يستعمله البشر."
وهنا نلاحظ اجتهاد السابقين في محاولة فهم لماذا اختير لفظ "أنزل" دون غيره، فلماذا نحرم عن اللاحقين الاجتهاد للوصول إلى معنى أدق؟
وإذا سلمنا أن للمسلم ـ في حدود معطيات كلام الشارع وقواعد اللغة ومعطيات العلم الحديث في اكتشاف سنن الله في الخلق وهو كتاب الله المنظور ـ أن يجتهد في فهم كتاب الله تعالى، إذا سلمنا ذلك فإن قول الدكتور محمد البوطي في موضوع فهم آية الحديد:
"إذن فمعنى قوله تعالى: (وأنزلنا الحديد) أحللناه في الأرض ويسّرنا لكم استخراجه.
إن الذي غيّب هذه الحقيقة اللغوية المبثوثة في القواميس العربية، عن ذهن هذا الذي يركض منافساً أقرانه في اكتشاف المزيد من (الإعجاز العلمي) في القرآن، أنه فهم كلمة (النزول) كما يفهمها عوام الناس الذين يتعاملون مع ظواهر اللغة، فألجأه ذلك إلى أن يستنطق علماء هذا الشأن بما يتفق مع الفهم الذي عاد به لكلمة (أنزلنا) في الآية المذكورة، وهو أن الحديد إنما نزل قطراتٍ متفرقةً من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم وعروقاً من باطن الأرض."
فيه حجر على العقول مع اتهام الآخرين بالجهل لمجرد مخالفتهم ما فهمه هو.
لا أحد يخالف أن الله أحل الحديد في الأرض.
وعلى تفسير الدكتور لمعنى " النزول" هو " الحلول" بقوله:
"تقول نزلت ضيفاً عند فلان أي حللت في داره"
نقول: سلمنا، إذا الحديد حل في الأرض، أو: أحله الله في الأرض، إذا فهو طارئ عليها، لم يكن فيها، كما أن الضيف يكون طارئ على الدار بعد حلوله فيها وليس جزءا منها.
وعليه فالنتيجة واحدة ويبقى السؤال، لماذا قال الله: " وأنزلنا الحديد" ولم يقل: خلقنا الحديد، أو أحللنا الحديد، أو جعلنا الحديد؟
وهذا ما حاول أن يعرفه الدكتور زغلول النجار واجتهد في معرفته، وبما أنه صاحب الاختصاص وأستاذ فيه وصلته بعلوم الأرض من خلال تخصصه لا تخفى مع شهادة الكثيرين له بالورع والتقوى، نحسبه كذلك والله حسيبه، فكلامه مقدم على كلام الدكتور محمد سعيد البوطي وهو ليس من أهل الاختصاص:
" فألجأه ذلك إلى أن يستنطق علماء هذا الشأن بما يتفق مع الفهم الذي عاد به لكلمة (أنزلنا) في الآية المذكورة، وهو أن الحديد إنما نزل قطراتٍ متفرقةً من السماء، ولم يُستخرج فلذات ومناجم وعروقاً من باطن الأرض.
فهل استجاب علماء هذا الشأن لهذا الاستجرار الذي جاء نتيجة لجهل باللغة وتصور باطل لمعنى النزول؟
لم أجد في علماء طبقات الأرض، ولا الخبراء بالمعادن، ولا علماء الطبيعة عموماً من قال: إن الحديد، دون غيره من المعادن المستقرة في طوايا الأرض، هابط، منفصلاً عن تماسكه وثقله، من أجواء السماء، ثم إنه اتخذ مكانه منتشراً في أعماق الأرض، وإن إنطاقهم بما لم ينطقوا به ولا يؤمنون به، أمر غريب وعجيب! .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2010, 03:13 م]ـ
مرحباً أخي الحبيب أبا سعد:
إن كلام الدكتور سعيد حفظه الله منطقي وسليم، فهو لا ينكر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من حيث الوجود - كما ذكر الدكتور عبد الفتاح جزاه الله خيرا - ولكنه ينكر على المتاجرين فيه الذين لديهم هوس بكل ما يدعى (علمي) دون النظر بمصداقيته في الواقع وارتباطه بالآية من حيث الدلالة، وما تفضلتم به له محل من النظر والبحث، فسيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لم يعصر قميص يوسف ويقطر عرقه في عينه ليرتد بصيراً، كما أن اعتقادك بأن ريح يوسف أعادت عمل وظائف الجسم في نبي الله يعقوب اعتقاد تقف به أمام الله تعالى ولكن ليس بملزم لغيرك لأن يوسف نبي وله معجزات تظهر تفضيل الله له على أخوته فلا أخالك أخي أبا سعد تمشي على قدم رشيد رضا في علمنة المعجزات وجعلها من جملة الماديات، وأما انشقاق القمر فقد حصل حوله جدل في مصداقية صحة الصورة حتى دخلت على موقع سانا ورأيت بعض الصور المأخوذة عن طريق الأقمار الصناعية التي تبين وجود تشققات بالفعل، ولكن هل هناك تصريح ممن استكشف هذه التشققات في بيان أنها تسببت من انفصال شقي القمر وتباعدهما ثم عودتهما، أم أن إسقاط حصول هذ التشققات في القمر على واقعة معجزة النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الاحتمال النظري، ثم ظاهر الرواية أن القمر انشق نصفين وفهمنا يقود لى أن الانشقاق طولي فهل هذه التشققات طولية أم عرضية، .. وكم هو عمق هذه التشققات؟ .. هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة وبما أن الكلام هنا دون إثبات علمي فهو مضيعة للوقت ويكفينا الحقيقة القرآنية حول هذه المعجزة التي تواترت نقلاً كما تواترت قرآناً.
إن الكتابات في الإعجاز العلمي يا أخي العزيز أبا سعد صارت عند بعضهم - كما يقال - (شغل لمن لا شغل له)، ولا يجوز تعميم كلام الدكتور سعيد على كل من كتب في هذا الاتجاه أيضاً ولكن الأمر يحتاج للتقوى والله المستعان.
كون الدكتور سعيد لا ينكر الإعجاز العلمي فمسلم لأنه أشار إلى ذلك في مقاله.
ولا إشكال عندي في كونه ينكر المتاجرة بقضية الإعجاز.
أما كون كلامه منطقي وسليم فهذا ما لا أتفق معك فيه، وقد بينت افتقار كلامه إلى المنطق والسلامة في ردودي عليه.
...
أخي الكريم:
الله تعالى أمرنا بتدبر بكتابه واستنباط الفوائد التي تعود علينا بالنفع في ديننا ودنيانا، وما ذكرته بشأن يعقوب عليه السلام ما هو إلا فهم دلت عليه النصوص والآيات التي أمرنا الله بتدبرها.
يعقوب عليه السلام قال في تبريره موقفه من عدم إرسال يوسف عليه السلام مع إخوته:
(قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ)
وأخبر الله عنه في قوله:
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) سورة يوسف (84)
وهنا نلاحظ أن الله نص على أن علة ابيضاض عيني يعقوب عليه السلام هو الحزن.
وأيضا نرى أن أبناء يعقوب عليه السلام خشوا على أبيهم من المرض أو الهلاك بسب تذكر يوسف والحزن عليه:
(قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) يوسف (85)
إذا الحزن له أثر في صحة الإنسان واعتلال جسده، هذا ما تشير إليه الآيات وعرفه الناس بالملاحظة، ألا يدعونا هذا إلى البحث كيف يحدث الحزن العلل في الجسد؟
أنا اعتقد ذلك، وأن هذا جانب من جوانب هداية القرآن للتي هي أقوم في جميع أمور الحياة، وهي دعوة لعلماء الطب عموما والطبي النفسي على وجه الخصوص للبحث والتنقيب.
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"وأن الحزن هو السبب لعدم الإبصار كما هو الظاهر. فإن توالي إحساس الحزن على الدماغ قد أفضى إلى تعطيل عمل عصب الإبصار"
ثم إن الآيات تخبرنا أن يوسف عليه السلام قد علم بفقد أبيه لبصره، وهذا من خلال قول الله تعالى:
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) يوسف (93)
وقال تعالى مشيرا إلى أثر القميص على يعقوب عليه السلام:
(فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) يوسف (96)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا لابد أن نسأل ما علاقة القميص بارتداد بصر يعقوب عليه السلام؟
والجواب أعتقد أنه موجود في قوله تعالى:
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ) يوسف (94)
وهذه الآية تدعونا إلى التأمل والبحث في تكوين النفس البشرية وما أودع الله فيها من أسرار حكمته وعجيب صنعه، وتدعونا إلى طرح بعض الأسئلة:
كيف وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام من مسيرة تبلغ مئات الأميال؟
ما علاقة القميص بريح يوسف عليه السلام؟
لماذا ألقى البشيرُ القميصَ على وجه يعقوب عليه السلام ولم يضعه في يديه مثلا؟
وهذه الأسئلة ليست تشكيك في المعجزات، ثم إن المعجزات ليست من صنع من ظهرت على يديه، وإنما هي من صنع الله تعالى يظهر على يدي من يشاء، وكون القميص معجزة ليوسف عليه السلام، لا يعني أنا لا نتأمل في تلك المعجزة و نستفيد من دلائل تلك المعجزة وما يمكن أن تقودنا إليه.
والاستفادة من المعجزة وما تحمله من أسرار لا يخرجها عن طبيعتها وكونها معجزة، وتأمل معي قول الله تعالى لأيوب عليه السلام:
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ص (42)
وهنا نسأل:
أليس الله بقادر على أن يكشف ضر أيوب عليه السلام دون أن يأمره بما أمره به في الآية؟
لا شك أن الجواب:
بلى.
إذا أليس من حقنا أن نسأل:
ما الحكمة من تلك الأمور؟
وهل من حقنا أن نبحث عنها ونستفيد مما يفتح الله به علينا؟
الذي أعتقده أن هذا الذي يريد الله تعالى منا أن نفعله.
...
حين تكلم الدكتور زغلول النجار حفظه الله عن موضوع انشقاق القمر لم يعلق الموضوع بالصور
بل علقه بما عرفه ووقف عليه من بحوث ودراسات وهو صاحب التخصص بل والتميز في تخصصه وفي كل جهوده العلمية والعملية، وهو عندي شاهد عدل، والذي أعلمه أنه لا يبني دراسته على الأوهام وإنما على حقائق علمية أو نظريات لها أدلتها وشواهدها التي يبني عليه العلماء عادة أخذهم لها بعين الاعتبار للوصول إلى الحقائق.
...
شكر الله لك دكتور مرهف ونفع بك
محبكم:
أبو سعد
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[30 Sep 2010, 02:03 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
وقرأت لأحدهم كشفاً عظيماً، يُبرز فيما يزعم أنه الإعجاز الباهر في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر:1]، وأتى مؤيداً على قوله، بصُوَرٍ التُقِطت لجوانب من القمر، إبَّان رحلة بعض العلماء إليه، تُبرز شقوقاً على وجهه، مؤكداً أن أحد هذه الشقوق هو مصداق قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، إنك لا تدري أيُّ تلك الشقوق هو المعنيُّ بخبر الله عن انشقاق القمر، وما الدليل على أنه هو لا غيره المعنيّ بذلك. ثم إن الإنشقاق الذي تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم القمر، فيما رآه الناس، بنصفين، ثم عادا فالتأما.
فما وجه الشبه بين ذلك الانشطار الكلي الذي تم آنذاك، وواقع شقوق ذات أعماق محدودة رُئيت كظاهرة مستمرة على وجه القمر؟ وكيف يمكن لإنسان العلم والبحث عن الحقيقة في العصر الحديث أن يصدق أن ما رُئي على وجه القمر من شقوق كالتي ترى في أماكن على وجه الأرض، هو المعنيّ بالانشقاق الذي أعلن عنه بيان الله في القرآن، معجزةً دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء الناس به من عند الله؟
من أبرز من صدع بذلك الدكتور زغلول النجار، وقد استدل على كون الشق المصور من قبل وكالة ناسا هو أثر انشقاق القمر في عهد النبوة، استدل بكونه تصدعًا صخريّا هائلا ممتدًّا على طول القمر.
وأقول: لا يبعد أن يتبع الله خوارق العادات بآثار تدل على وقوعها فإن ذلك نور على نور، ألم تر أن الله تعالى قال: ((فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية))؟!(/)
هذا السِّرُّ القرآنيُّ أينَ باحَ بهِ ابنُ القيمِ عليه رحمة الله .. ؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فقد كنتُ أنعمُ بقراءةِ رسالةِ العلامة ابن القيم رح1 (التبوكيَّة) وبينا أنا أتفيأ ظلالها وأعبُّ زلالَها منقاداً لحُداء قلمهِ إذ بهِ يقدِّمُ بتشويقٍ إلى سر قرآنيٍّ في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ثُمَّ يقولُ رح1 (واختَصَّت آيةُ النِّساءِ بالقيامِ بالقِسطِ والشَّهادةِ للهِ , وآيةُ المائدةِ بالقيامِ للهِ والشهادةِ بالقسطِ , لسِرٍّ عجيبٍ من أسرار القرآنِ ليسَ هذا موضعَ ذكرِهِ).
وحاولتُ أن أقفَ على موضعٍ ذكرَ فيه هذا السرَّ فلم أفلِحْ في ذلكَ , فهل وقفَ أحدٌ من الإخوةِ الأكارمِ على موضعِ ذكرهِ هذا السرَّ.؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فقد كنتُ أنعمُ بقراءةِ رسالةِ العلامة ابن القيم رح1 (التبوكيَّة) وبينا أنا أتفيأ ظلالها وأعبُّ زلالَها منقاداً لحُداء قلمهِ إذ بهِ يقدِّمُ بتشويقٍ إلى سر قرآنيٍّ في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ثُمَّ يقولُ رح1 (واختَصَّت آيةُ النِّساءِ بالقيامِ بالقِسطِ والشَّهادةِ للهِ , وآيةُ المائدةِ بالقيامِ للهِ والشهادةِ بالقسطِ , لسِرٍّ عجيبٍ من أسرار القرآنِ ليسَ هذا موضعَ ذكرِهِ).
وحاولتُ أن أقفَ على موضعٍ ذكرَ فيه هذا السرَّ فلم أفلِحْ في ذلكَ , فهل وقفَ أحدٌ من الإخوةِ الأكارمِ على موضعِ ذكرهِ هذا السرَّ.؟
ربما والله أعلم أنه كان يريد أن ينبه إلى أن مثل هذه الأمور من تقديم في موضع وتأخير في موضع له حكمة ومعاني يجب أن يتنبه لها المتدبر وهذا كما لا يخفى على مثلكم قد بحثه أهل العلم في تفاسيرهم وغيرها من كتب علوم القرآن.
ولا أعتقد أن بن القيم يشير إلى موضع بعينه تكلم فيه عن هذا السر.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:40 م]ـ
واسمح لي أخي محمود أن أقدم كلام بن عاشور رحمه الله تعالى فلربما هو ما كان يريد بن القيم رحمه الله الإشارة إليه.
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المائدة (8)
قال بن عاشور:
" لمّا ذكّرهم بالنَعمة عقّب ذلك بطلب الشكر للمنعم والطاعة له، فأقبل على خطابهم بوصف الإيمان الذي هو منبع النعم الحاصلة لهم.
فالجملة استئناف نشأ عن ترقّب السامعين بعد تعداد النعم. وقد تقدّم نظير هذه الآية في سورة النساء، ولكن آية سورة النساء (135) تقول: {كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله} وما هنا بالعكس.
ووجه ذلك أنّ الآية الّتي في سورة النّساء وردت عقب آيات القضاء في الحقوق المبتدأة بقوله: {إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين النّاس بما أراك الله} [النساء: 105]، ثمّ تعرّضت لقضية بني أبيرق في قوله: {ولا تَكُن للخائنين خصيماً} [النساء: 105]، ثمّ أردفت بأحكام المعاملة بين الرّجال والنّساء، فكان الأهمّ فيها أمرَ العدل فالشهادةِ. فلذلك قدّم فيها {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} [النساء: 135]؛ فالقسط فيها هو العدل في القضاء، ولذلك عدّي إليه بالباء، إذ قال: {كونوا قوامين بالقسط} [النساء: 135].
وأمّا الآية الّتي نحن بصدد تفسيرها فهي واردة بعد التذكير بميثاق الله، فكان المقام الأوّل للحصّ على القيام لله، أي الوفاء له بعهودهم له، ولذلك عدّي قوله: {قوّامين} باللام. وإذ كان العهد شهادة أتبع قولُه: {قوّامين لله} بقوله: {شهداء بالقسط}، أي شهداء بالعدل شهادة لا حيف فيها، وأولَى شهادة بذلك شهادتهم لله تعالى. وقد حصل من مجموع الآيتين: وجوب القيام بالعدل، والشهادة به، ووجوب القيام لله، والشهادة له."(/)
الدلالة في ضحك أمنا سارة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Sep 2010, 08:57 م]ـ
الأفاضل أعضاء الملتقى جميعا: شهر وخواتم مباركة. والسلام عليكم ورحمة الله.
رغبت بعد انقطاع مكره عليه عن الملتقى، وأثناء دراستي لعلاقة الشعر بالتأويل، أن أعرض على فضيلتكم نموذجا تأويليا لأحد ألفاظ ظاهر النص القرآني، بغية التباحث والتدارس.
في قوله تبارك وتعالى چ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)، يؤول الضحك – هنا- بالحيض، وهو مرويٌ عن جمع من المفسرين والفقهاء واللغويين، كابن عباس ومجاهد وعكرمة والليث، وابن الأنباري والأزهري وابن سيده وابن دريد، وغيرهم. قال القرطبي:" قال مجاهد وعكرمة: حاضت، وكانت آيسة؛ تحقيقا للبشارة؛ وأنشد على ذلك اللغويون:
وإني لآتي العرس عند طهورها ... وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا
وقال آخر:
وَضِحْكُ الأرَانِبِ فَوْقَ الصَّفَا ... كَمِثْل دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقَا
والعرب تقول: ضحكت الأرنب إذا حاضت؛ وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة؛ أخذاً من قولهم:" ضحكت الكافورة - وهي قشرة الطلعة - إذا انشقت" [2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2). ثم أورد اعتراض بعض اللغويين على هذا التأويل [3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn3)، مكملا بقية الأقوال فيها، تاركا فسحة لقبول هذا التأويل بقوله:" والله أعلم أي ذلك كان" [4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn4)، وهو ما ذهب إليه الخازن بعد أن أورد المعنيين: بالضحك الظاهر، والحيض المؤول، وقال:" فإن قلت: أي القولين أصح في معنى الضحك؟ قلت: إنَّ الله عز َّوجلَّ حكى عنها أنها ضحكت، وكلا القولين محتمل في معنى الضحك، فالله أعلم" [5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn5).
إذن فقد كان الشعر البياني، سندا قويا، وحجة معتبرة، لتأويل ظاهر الضحك، إلى المعنى المذكور، وبالتأمل في هذا التأويل، أجده غير مستبعد، بل هو ما أميل إليه في تفسير الآية، مستندا في ذلك إلى مايلي:
1 - وجود هذا المعنى في اللسان العربي: كما مرَّ في الأبيات أعلاه، وغيره من مثل قول الأخطل:
تضحك الضبع من دماء سليم ... إذ رأتها على الحراب تمور
أو قول الكميت:
فَأضْحَكَتِ الضِّبَاعُ سُيُوفُ سَعْدٍ ... بِقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَلا وُدِينَا
2 - حال القيام لسارة عليها السلام: فلم ترد لفظة القيام التي لا تشكل كبيرة فائدة - إن غابت- في أي قراءة سطحية للآية، لكن لمَّا وردت في هذا السياق بالذات، تيقن أن لها كبير أهمية، بل هي قراءة ثابتة في مصاحف بعض الصحابة، ففي" مصحف عبد الله وامرأته قائمة وهو قاعد" [6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn6). وفي " قراءة ابن مسعود: وهي قائمة وهو جالس" [7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn7) . فارتباط الضحك بالقيام، ليس هو كارتباط الحيض به، إذ أن استشعاره، والإحساس بنزوله، حال القيام آكد.
3 - آية الذاريات: في قوله تعالى چ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn8)، فما كان لعجوز في سنها، مُعاشرةً لخليل الله، تلطم وجهها وتصيح، دون أن يَرِدَ عليها ما يفقدها صوابها، بكبير مفاجأة، كمفاجأة نزول الحيض، وهي تقترب من مائة سنة في عمرها.
4 - سياق تخصيصها بالبشارة: كما هو بيِّنٌ بنص الآية، وهو ما ينسجم مع كونها كانت واقفة ففاجأها الحيض، على كبر سنها ناهيك عن عقمها، فأحدثت بفطرتها وتكوينها الأنثوي تلك، الجلبة، فـ چ?????پپپپچ [9] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn9) فكانت البشارة المسبوقة بدليل الحيض، كعلامة حسية، مؤكدة لحدوث هذه البشارة. قال ابن قتيبة:" فعلى هذا يكون حيضها حينئذ تأكيد للبشارة بالولد لأن من لا تحيض لاتحمل" [10] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn10). ولعل متسائلا يقول: في الذاريات سبقت البشارة إبراهيم، ثمَّ أقبلت هي. فأقول: إن هود سبقت الذاريات في الترتيب، فجأت الذاريات، وقد علمنا تخصيص البشارة لسارة، فليتأمل.
5 - رقي الخطاب القرآني في انتقاء الألفاظ: خاصة فيما له تعلق بما يُستقذر، أو ما يُستحى من التصريح به، وبالأخص حال ارتباطه بأشخاص مباشرة، قد يعكس في الذهن تصويرا لحالته – كما هو الحال هنا-، فالقرآن يصطفي من أفنان البلاغة، وبديع البيان، استعارة وتورية وكناية وتلميحا، ما يناسبه، ويوُصل المعنى في رقي ٍ لمتلقيه.
والحقيقة أن قول الجمهور بالظاهر له ثقله، وهذا التأويل – كما بينته – له حضوره وقوته، وكلا القولين في الحقيقة، ينسجمان في تناسق بياني، يُظهران مُدللان على إعجاز اللفظ القرآني، الوارد بمعان كلها شاف محتمل، فيختار منها المفسر العالم بأدوات التفسير، ما يظهر له منها.
[1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) - هود 71.
[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) - الجامع لأحكام القرآن 9/ 66.
[3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref3) - وقد رد ابن الأنباري هذا الاعتراض بقوله:" هذه اللغة إن لم يعرفها هؤلاء فقد عرفها غيرهم" انظر
[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref4) - نفسه 9/ 67.
[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref5) - لباب التأويل في معاني التنزيل 3/ 242.
[6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref6) - الكشاف 2/ 388.
[7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref7) - المحرر الوجيز 3/ 203.
[8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref8) - الذاريات 29.
[9] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref9) - هود 72.
[10] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref10) - انظر زاد المسير 4/ 130.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[13 Nov 2010, 04:40 م]ـ
لماذا لا أرى الآيات بالشكل الصحيح؟
چ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ(/)
كيف نحيا بالقرآن
ـ[أم لين]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:36 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد
هناك تساؤلات لابد من طرحها قبل البدء بالموضوع:
1. هل يمكن أن يغير القرآن حياتنا؟ هل يمكن أن نحيا حياة جديدة بالقرآن؟
2. ما درجة تدبر القرآن في تلاوتنا؟ وما مقدار الاستجابة في واقعنا العملي؟
3. هل الأهم هو الحفظ أم التدبر؟
4. هل وجدت في القرآن حلاً للمشكلات الإجتماعية والنفسية والأخلاقية؟
5. هل جربت العيش بالشخصية القرآنية؟
ما القصود بالتدبر؟
التدبر: هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدراك معانيه.
أهمية تدبر القرآن (ما الذي يدل على تدبر القرآن):
¦ حاجة القلب إلى تدبر القرآن:
إن في القلب حاجة لا يسدها إلا ذكر الله والتلذذ بكريم خطابه، وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بكتابه، وإن فيه قلقاً وخوفاً لا يؤمنه إلا السكون إلى ما بشر الله به عباده، وإن فيه فاقة لا يغنيها إلا التزود من حِكم القرآن وأحكامه، وإنه لفي حيرة واضطراب لا ينجيه منها إلا الاهتداء بنوره.
قال تعالى {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى وموعظة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
يقول ابن القيم – رحمه الله -: فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث، لا يشبع من القرآن ولا يتغذى إلا بحقائقه ولا يتداوى إلا بأدويته.
قال ابن تيميه – رحمه الله -: وحاجة الأمة ماسّة إلى فهم القرآن.
فالقلب بحاجة إلى تدبر القرآن وإلا قسى، فالله عزوجل لما عاتب الصحابة – رضي الله عنهم – في خشوع قلوبهم والتأثر بكلامه، حذرهم أن مغبة التمادي في ترك التدبر هي قسوة القلب، فقال سبحانه {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}
قال ابن القيم – رحمه الله -: فلو علم الناس مافي قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فهو أنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوق حلاوة القرآن، فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب.
¦ الثناء على من تدبر القرآن:
وردت آيات كثيرة في الثناء على من تأثر بكلام الله عزوجل، منها قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}
¦ الذم لمن ترك تدبر القرآن:
قال تعالى {وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
قال ابن كثير – رحمه الله -: وترك تدبره من هجرانه.
وقال القرطبي – رحمه الله - في تفسير قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن}: عاب المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكر فيه وفي معانيه.
وفي قوله تعالى {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}
قال الطرطوشي: فدخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل به.
وفي وصف الخوارج من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم).
قال ابن حجر – رحمه الله -: المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم، لا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم، لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب.
هل يعذر المسلون بترك تدبر القرآن؟
قال القرطبي – رحمه الله – في قوله تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}: حث على تأمل مواعظ القرآن، وبيّن أنه لا عذر في ترك التدبر، فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة متشققة من خشية الله، وأنتم لا ترغبون في وعده ولا ترهبون من وعيده.
واستنبط القرطبي من قوله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} وجوب معرفة معاني القرآن.
¦ تقديم التدبر على كثرة التلاوة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على ذلك قول أبي ذر – رضي الله عنه – صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها وهي قوله تعالى {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
قال ابن القيم – رحمه الله -: قراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ..... فالعلم تحت تدبر القرآن
قال ابن الجزري – رحمه الله -: والصحيح ما عليه معظم السلف وهو أن لترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها.
كيف نتدبر القرآن:
هناك عدة أمور يكون بها تدبر القرآن:
1/ الاستعاذة .. قال تعالى {فإذا قرئ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
ومعلوم أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان إذا تلا القرآن، ولهذا أمر الله بالإستعاذة عند القراءة، فالاستعاذة تمنع الشيطان من أن يفسد مافي القلب من الهدى والنور بتفهم القرآن وتدبره.
2/ التغني بالقراءة وتحسينها .. لقوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلا}
قال ابن كثير – رحمه الله -: المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه.
3/ الجهر بالتلاوة .. لتعين القارئ على جمع قلبه على المعاني وتمنع شرود الذهن.
قال النووي – رحمه الله - عن الحكمة من مشروعية الجهر: أنه يتعدى نفعه إلى غيره ويوقظ القلب، ويجمع همّه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه.
4/ الإنصات عند سماع القرآن .. لقوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}
قال الشوكاني – رحمه الله -: أمرهم الله بالاستماع للقرآن والإنصات له عند قراءته لينتفعوا به ويتدبروا ما فيه من الحكم المصالح.
وقال الليث: يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
5/ صلاة الليل والقراءة فيه .. حيث قال سبحانه {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا}
قال ابن عباس – رحمه الله -: وقوله " أقوم قيلا " هو أجدر أن يفقه القرآن.
ويقول ابن حجر – رحمه الله - عن مدارسة جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان: المقصود الحضور والفهم، لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية.
6/ تكرار الآية:
وتكرار الآيات من أهم الأمور التي تساعد على التدبر، فكررها مراراً حتى تتدبرها، وتظهر لك معاني جديدة عند كل تكرار.
قال محمد بن كعب: لأن اقرأ " إذا زلزلت " و"القارعة " أرددهما وأتفكر فيهما أحب من أن أبيت أهذ القرآن.
وقال النووي – رحمه الله -: وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة.
7/ صفاء الذهن:
وأفضل الأوقات لذلك آخر الليل أو بعد صلاة الفجر.
علامات تدبر القرآن:
ü اجتماع القلب والفكر حين الفراءة، ودليله التوقف تعجباً وتعظيما.
ü البكاء من خشية الله أو التباكي.
ü زيادة الإيمان ودليله التكرار العفوي للآيات.
ü الفرح والاستبشار بذكر الجنة وما أعده الله للمؤمنين بذكر عفوه ورحمته وفضله على عباده وإجابته دعاء الداعين.
ü القشعريرة خوفاً من الله عند ذكر العذاب والوعد والوعيد ثم غلبة الرجاء والسكينة.
ü الخضوع لأوامره واليقين بأخباره.
أمور متوقفة على تدبر القرآن:
? عظم أجر التلاوة:
إن أجر التلاوة يرجى بأداء التلاوة، ولكن عظم الأجر يرجبى بمزيد التدبر والاعتبار بما يتلوه القارئ.
قال النووي – رحمه الله -: اعلم أن التلاوة أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بفهم.
? حصول بركة القرآن:
قال تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
قال شيخ الإسلام – رحمه اله -: ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره.
? حصول الصحبة مع القرآن:
يقول ابن القيم – رحمه الله -: صاحب القرآن هو العالم به العامل بما فيه، وإن لم يحفظه عن ظهر القلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل به فليس من أهله وإن أقام حروفه.
? تدبر القرآن حل لجميع مشكلاتنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما آن الأوان لكي نحيا بالقرآن، نعم القرآن حل لمشاكلنا، فالنفسية مثلاً الحزن وقد نبذه الله تعالى ورتب الإيمان على عدم الحزن فقال سبحانه {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} فإن كنتم مؤمنين لا تحزنوا، لأن المؤمن ما خلق ليحزن وإنما خلق ليتفاءل ويعيش حياته سعيداً بطاعة الله، وقد ذكر الله أن الشيطان هو السبب في حزن المؤمن فقال {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
وكذلك مثل من يتطاول عليك بالكلام فتذكر قوله تعالى {والكاظمين الغيظ}، ومن ظلم وتعرض للمكيدة فليتذكر قصة يوسف عليه السلام.
والاقتصادية بالتصدق وبذل المال.
يقول د. عبدالكريم بكار: صدقة السر واحة أمان ومصدر غنى، وإني لأعجب لمسلم يعتقد أن الله يضاعف الصدقة أضعافاً مضاعفة، ثم لا يجعل منها باباً لتفريج كروبه المالية.
موانع تدبر القرآن:
1. أمراض القلوب والإصرار على الذنوب:
وهي من أعظم وأهم الموانع عن تدبر القرآن،فإن أمراض القلوب وفساد الباطن كالرياء والمبالغة في طلب الدنيا والغل والحسد والكبر تسبب ظلمة تكسو القلب وتمنع من دخول نور القرآن وهدايته.
قال تعالى {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}
قال ابن قدامة – رحمه الله -: وليتخلّ التالي عن موانع الفهم، ومن ذلك أن يكون مصراً على ذنب أو متصفاً بكبر أو مبتلى بهوى مطاع، فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه.
2. انشغال القلب وشرود الذهن:
المانع الأول وهو أمراض القلوب سبب في شرود الذهن وانشغاله.
قال ابن القيم – رحمه الله -: الناس ثلاثة رجل قلبه ميت، الثاني: رجل له قلب حي لكنه مشغول ليس بحاضر، فهذا أيضا لا تحصل له الذكرى، والثالث: رجل حي القلب مستعد، تليت عليه الآيات فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر القلب، ولم يشغله بغير فهم ما يسمع،فهو شاهد القلب، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات.
3. قصر الهمة على كثرة القراءة أو تحقيق القراءة وحسن التلاوة:
قال ابن الجوزي – رحمه الله -: قد لبس على قوم بكثرة التلاوة فهم يهذون هذا من غير ترتيل ولا تشبت، وهذه حالة ليست بمحمودة.
4. قصر معاني الآيات على قوم مضوا:
وأن الواقع لا يدخل تحت ما في القرآن من الهدى، ولذا كان هذا صارفاً لكثير من الناس عن إمعان النظر في القرآن.
قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ: وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين هذه نزلت في عبّاد الأصنام، هذه في النصارى، هذه في الصائبة، فيظن أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن.
5. الاعتقاد بصعوبة فهمه:
وهذا خطأ فالقرآن يسره الله تعالى للفهم والتدبر، قال تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.قأ}
قال ابن هبيرة- رحمه الله -: ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان أن لا أتكلم في القرآن تورعا.
6. قطيعة الرحم:
وهي من الأسباب الحاجبة عن فهم كتاب الله والانتفاع به، ويدل على ذلك الربط بين قطيعة الرحم وتدبر القرآن في قوله تعالى {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
فالقاطع ما كان ليقطع رحمه لو أنه تدبر كلام ربه.
وجاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الله تعالى قال للرحم: (ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يارب، قال: فذاك)
الأعداء والقرآن:
لما عرف الأعداء أهمية القرآن ومدى تأثيره على المسلمين في صلاح المجتمع أخذوا يعدون العدد لصرف المسلمين عن كتاب ربهم
فهذا قلادستون يقول لقومه: مادام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان.
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على الاستعمار في الجزائر: إننا لن ننتصر على الجزائريين ماداموا يقرءون القرآن ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن من وجودهم، ونقتلع اللسان العربى من ألسنتهم.
فلنكن متميزين بالقرآن " الشخصية القرآنية ":
نعم فلنتحلى بالشخصية القرآنية، وهي تحتاج إلى أمور:
1 - قلة المخالطة إلا لمصلحة وحاجة، فإن كثرة مخالطة أهل الباطل تنسي القرآن.
2 - القراءة والمدارسة في أكثر من كتاب تفسير كابن كثير والسعدي وأبي بكر الجزائري.
3 - سرعة الاستجابة والتنفيذ لما جاء في القرآن قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون}
4 - التواجد بين صحبة صالحة تعين على السمو والترقي.
هذا واسأل الله سبحانه التوفيق والسداد وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع: مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ... د. عبدالكريم اللاحم
تدبر القرآن – سليمان السنيدي
الحياة من جديد – د. أسماء الرويشد(/)
رحلتي مع القرآن
ـ[أم رويدا]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ... ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما و ملء ما شاء من شئ بعد ...
وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ... سيد الأولين و الآخرين ... محمد بن عبد الله قائد الغر المحجلين .... عليه أفضل الصلاة ... وأزكي التسليم ... وبعد ...
رحلتي مع القرآن
سأحكي رحلتي مع كتاب ربي ... تمنيت لسنوات عديدة أن أحفظ كتاب الله عز وجل إلى أن يسر الله عز وجل فدخلت مركزاً لتحفيظ القرآن، وختمت القرآن الكريم خلال ستة أشهر وكنت سعيدة جداً، ولكن كنت أشعر بشئ غريب بداخلي، كنت أشعر أن حفظ كتاب الله لا يكفي فلابد من شئ آخر .... أنا لم أدرِ ما هو .. ؟ ولكن أقدار الله عز وجل أخذتني إلى ذلك المكان الذي وجدت فيه شيئاً مما يدور بداخلي، وجدت نفسي في جامعة الإيمان، و فعلاً وجدت ذلك الشئ فيها ... أتدرون ما هو؟؟ .... إنه نور الإيمان إنه ذلك الإحساس المرهف الذي إذا خالط بشاشة القلوب ملأها سعادةً وفرحاً ... في ذلك المكان شعرت أني ولدت من جديد ... ليس شعوراً بل حقيقة لامستها بشغاف قلبي ... و أنا أقسم الآن بأن الشئ الغريب الذي كان يدور بداخلي هو شعور بأنك لا تعرف الله، بأنك لم تذق حلاوة القرب من الله ولم تذق حلاوة الإيمان بعد ... لا يكفي أن تحفظ كتاب الله بل عليك يا حافظ القرآن أن تسعى لطلب العلم، لأن العلم هو النور الذي يضيء لك الطريق إلى الله ... ويا لها من سعادة ... مهما وصفتها فلن أستطيع أن أنقل إليك حلاوتها لأن من ذاق عرف و من رأى ليس كمن سمع.
عشت هذه السعادة لفترة طويلة ... ثم عاد ذلك الشعور الغريب الذي يخبرني أن هناك شيئاً آخر ينقصني و لابد أن أسعى للحصول عليه ... و يعلم الله عز وجل أني لا أملك لنفسي شيئاً ولا أدعي لها شيئاً، ولكن فضل الله عليّ وكرمه وجوده هو الذي يقودني إلى ذلك ... درست ثلاث سنوات في ذلك الصرح المهيب ... و أنا أشعر أني كل يوم في زيادة رغم وجود ذلك الشعور الغريب إلى أن وصلت إلى السنة الرابعة وهي سنة إختيار التخصص في العلوم الشريعة، كنت أخطط لدخول قسم الحديث خاصة وأني بدأت في حفظ أحاديث الصحيحين و السنن و قطعت شوطاً كبيراً فيها، فأردت أن أتخصص في قسم الحديث حتى ألم بشروح هذه الأحاديث ... ولكن الله عز وجل اختار لي قسم التفسير الذي ما خطر لي ببال إلا حينئذ ... درست في السنة الرابعة ولم يكن هناك شيء جدير بالذكر ... ولكن حينما وصلت إلى السنة الخامسة ودرست مادة التفسير التى كان يدرسها شيخ قدير له أسلوب رائع و متميز في تفسيره لآيات رب العالمين، أحسست أني أعيش مع كل كلمة من كتاب الله، وشعرت أن هذا العيش مع كتاب الله بتفسيره و سحر بيانه وروائع لمساته هو الشئ الذي كنت أشعر بنقصانه داخلي في المرة الثانية ...
أن تتعلم كتاب الله، أن تفهم ماذا يريد الله منك، أن تعيش مع الله، أن تكون كما كان عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه حينما قال: لا توجد آيه في كتاب الله إلا و أنا أعلم متى أنزلت و فيما أنزلت .. أن تسعى كما سعى مجاهد تلميذ الإمام ابن عباس حبر الأمة و ترجمان القرآن، حينما عرض على شيخه ابن عباس القرآن كاملاً ثلاث عرضات بوقفه فيها عند كل آية ... هذا هو الشئ الذي كنت أبحث عنه.
جلست افكر كثيراً ... كم يسعى حفاظ القرآن أولاً لحفظ كتاب الله ثم أخذ إجازة السند التي تتعلق بإتقان المخارج و الوقوف على الآيات ثم أخذ علم القراءات السبع و العشر الصغرى و الكبرى على إختلاف طرقها ... ثم سألت نفسي ... ؟! كم من حفاظ القرآن الذي يسعى لئن يأخذ إجازة في تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي كبار الشيوخ و العلماء في هذا الباب ... لماذا أصبح هذا الباب من العلم على شرفه قليل الورود إن لم يكن معدوماً؟ ..
ولماذا أصبح الإهتمام بالحفظ و السند والقراءات و التسابق على أخذ الإجازات فيها أكثر منافسة من الاهتمام بتفسير كتاب الله و فهم معانيه واستخراج كنوزه و ولآلئه و أخذ الإجازات فيه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدوا أننا قد استوعبنا جميع ما يريد الله منا في كتابه حتى توقفنا عن أن ننهل من معين القرآن إلا من رحم الله ... و الله عز وجل يقول (ا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57} قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58} فو الله لو لامست قلوبنا الفرحة بالقرآن وعشنا ذلك الفرح و الفضل لأفنينا أعمارنا في كتاب الله قراءةً و حفظاً و تدبراً و تفسيراً وفهماً ...
ولسعينا جاهدين في الحصول على ذلك ... !
ولكن .....
ثم تسألت لما لا أحقق أنا هذا الحلم ... لما لا أبدأ بأخذ تفسير كتاب الله كاملاً على أيدي المتقنين من الشيوخ ... ثم أفتح حلقةً لتفسير القرآن الكريم وأعلم الآخرين ما تعلمته على أيدي الشيوخ، ثم أسعى لإقامة حلقة للتفسير في كل مركز لتحفيظ القرآن الكريم ويكون الطموح فيما بعد لإقامة مركز لإعطاء الإجازات في تفسير كتاب الله العزيز.
ما أجمل أن تكون سبباً في أن تصل الناس بربهم من خلال كتاب ربهم ... أن تعرف الناس بالله بكلام الله ... والله إني أشعر بسعادة حينما أتعلم آية من كتاب الله، حينما يفتح الله ما يفتح لي من التدبر و الفهم لآيات الله وأود أن يعيش الناس هذه السعادة ... فكم من حفاظ لكتاب الله و لكن كم هم الذين يعلمون ماذا يريد الله منا؟ كم هم الذين يعلمون أسرار كتاب الله وجزالة ألفاظه ويعلمون حسن صياغته وجمال معانيه وإعجاز آياته و سحر بيانه .. ؟! إن لم يكن هذا هو هم حفاظ القرآن فمن يحمل الهم إذاً، من يمحو هذه الأمية أمية عدم فهم كتاب الله وفهم الفاظه قبل محو أمية التعليم بالكمبيوتؤ ما أجمل أن تكونوا يا حفاظ القرآن منارة هدى للناس، يرجع إليكم الناس إذا استشكل عليهم فهم آية أوكلمة أو معنى من كتاب رب العالمين.
هذه الفكرة أحببت أن أطرحها و أنشرها وأدعو من يقرأها أن يسعى إليها حتى نكون خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم: (خيركم من تعلم القرآن و علمه) ... وارجو من الله تعالى أن يرزقني الإخلاص و الصدق و أن أكون سببا في نصر الأمة و صلاحها ... واعلموا تمام العلم يا حفاظ القرآن أنه لن يصلح أخر الأمة إلا ما أصلح أولها وهو القرآن ..... ولن يصلحنا القرآن إلا إذا فهمنا ما يريد الله منا.
فالله ........ الله ............ يا أهل القرآن كونوا أنتم من يعيد للأمة مجدها وعزها وسؤددها ... وأوصيكم بالدعاء ... وبارك الله فيكم ... يا من اختاركم الله لخدمة كتابه .... جعلني الله منهم ... وجزاكم الله خيراً.
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:03 ص]ـ
عالم القرآن والغوص في بحاره عالم آخر لا يستطيع أي بنان تسطيره ولا أي لسان وصفه
لولا الله ثم هذا القرآن لتاهت بي السبل
هو الوحيد الذي كلما سمعته أو قرأته حار عقلي وارتجف فؤادي فلم أملك إلا أن أقول
سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله
سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله
سبحان الله سبحان الله سبحان الله
سبحان الله سبحان الله
سبحان الله(/)
اشكال في فهم آية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُوا)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:46 ص]ـ
يقول تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} النساء137
مالمراد بالإيمان في الآية؟
هل هو إيمان المؤمنين (الإيمان الحقيقي) أم إيمان المنافقين (الذين يظهرون الإيمان)؟
وإذا كان المراد به إيمان المؤمنين أليس الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لايكون بعده رجعة إلى الكفر؟
وإذا كان المراد به إيمان المنافقين فهل يسمى في القرآن (إيمانًا) والله يقول عنهم ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} البقرة8)
أرجو من عنده علم أن يبين لي ماأشكل علي ّ؟
ـ[عصماء]ــــــــ[04 Sep 2010, 10:54 م]ـ
لو جمعنا بين هذه الآية وما سبقها وما بعدها, لعلمنا أن المقصود ليس هو الايمان الحقيقي يا أم عبدالله!
واختلفت أقوال المفسرون في الفئة المخاطبة.
قد تكون الفئة المخاطبة هم أهل الكتاب الذين لم يتصل ايمانهم بأنبياء الله تعالى كما أمرهم الله, بل كان متذبذبًا بحسب رأيهم!
وجاء ذكر المنفاقين بعد هذه الآية, تحذيرًا لهم, وتشبيها لأهل الكتاب بالنفاق, بسبب كفرهم بخاتم النبيين صلوات ربي وسلامه عليه وآله, وهذا يدل دلالة قاطعة على عدم صحة ورسوخ الايمان في قلوبهم- بأنبيائهم السابقين -كحال المنافقين.
والله أعلم ..
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[04 Sep 2010, 11:16 م]ـ
سؤال رائع أم عبدالله ونحن في انتظار ردود الأعضاء على هذه الآية الكريمة
بارك الله فيك
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[05 Sep 2010, 05:13 ص]ـ
لو جمعنا بين هذه الآية وما سبقها وما بعدها, لعلمنا أن المقصود ليس هو الايمان الحقيقي يا أم عبدالله!
بارك الله فيكم
واختلفت أقوال المفسرون في الفئة المخاطبة.
نعم ظهر لي ذلك عندما قرأت أقوال المفسرين ....
قد تكون الفئة المخاطبة هم أهل الكتاب الذين لم يتصل ايمانهم بأنبياء الله تعالى كما أمرهم الله, بل كان متذبذبًا بحسب رأيهم!
وجاء ذكر المنفاقين بعد هذه الآية, تحذيرًا لهم, وتشبيها لأهل الكتاب بالنفاق, بسبب كفرهم بخاتم النبيين صلوات ربي وسلامه عليه وآله, وهذا يدل دلالة قاطعة على عدم صحة ورسوخ الايمان في قلوبهم- بأنبيائهم السابقين -كحال المنافقين.
والله أعلم ..
إذن هل يمكن أن نقول أن الإيمان لم يكن منهم إيمانًا حقيقيًا لكن الله سماه إيمانًا ـ كما كانوا يُظهرونه للناس ـ؟!
ونقول كذلك أن الإيمان الحقيقي إذا خالط بشاشته القلوب فهو ثابت في القلب؟!
مازلت ُ أطمع في مزيد بيان بارك الله في الجميع ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[05 Sep 2010, 05:14 ص]ـ
سؤال رائع أم عبدالله ونحن في انتظار ردود الأعضاء على هذه الآية الكريمة
بارك الله فيك
بارك الله فيكم، ونحن منتظرون ...
ـ[ريم]ــــــــ[05 Sep 2010, 11:54 ص]ـ
سؤال جميل تشوقت إلى معرفة الإجابة ...
أين من يجيب؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الآية في معناها أقوال:
القول الذي رجحه ابن جرير رحمه الله: (إن الذين آمنوا) بموسى (ثم كفروا) به (ثم آمنوا) يعني النصارى بعيسى (ثم كفروا) به (ثم ازدادوا كفرا) بمحمد (لم يكن الله لغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) ..
القول الثاني والذي رجحه ابن كثير رحمه الله أنها في كل من (دخل في الإيمان ثم رجع عنه , ثم عاد فيه ثم رجع واستمر على ضلاله وزداد حتى مات فإنه لا توبة بعد موتة
والمنافقين من أهل هذه الصفة فإنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ..
والإيمان على الحقيقة لكن تلاه ردة وهو ما اختاره ابن كثير رحمه الله فالله تعالى في بداية سورة البقرة ضرب مثلين للمنافقين الأول (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا .. ) في قوم آمنوا ثم كفروا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن كثير رحمه الله:وزعم ابن جرير أن المضروب لهم المثل ههنا لم يؤمنوا في وقت من الأوقات واحتج بقوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) والصواب أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم وهذا لا يني أنه كان حصل لهم إيمان قبل ذلك ثم سلبوه وطبع على قلوبهم ولم يستحضر ابن جرير رحمه الله هذه الآية ههنا وهي قوله تعالى (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) فلهذا وجه المثل بأنهم استضاءوا بما أظهروه من كلمة الإيمان في الدنيا ثم أعقبهم ظلمات يوم القيامة.
ونقل ابن كثير عن بعض السلف ما ذكر من معنى الآية ..
وقد علم تأثير المعصية كالزنا وشرب الخمر على الإيمان فكيف بالكفر ومن المعلوم أن الإيمان يتفاوت فليس من خالطت بشاشته القلوب كمن دونه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالناس فيما يجده أهل الإيمان ويذوقونه من حلاوة الإيمان وطعمه على ثلاث درجات:
الأولى: من علم ذلك مثل من يخبره به شيخ له يصدقه، أو يبلغه ما أخبر به العارفون عن أنفسهم، أو يجد من آثار أحوالهم ما يدل على ذلك.
والثانية: من شاهد ذلك وعاينه، مثل أن يعاين من أحوال أهل المعرفة والصدق واليقين ما يعرف به مواجيدهم وأذواقهم، وإن كان هذا في الحقيقة لم يشاهد ما ذاقوه ووجدوه، ولكن شاهد ما دل عليه لكن هو أبلغ من المخبر، والمستدل بآثارهم.
والثالثة: أن يحصل له من الذوق والوجد في نفسه ما كان سمعه، كما قال بعض الشيوخ: لقد كنت في حال أقول فيها: إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال إنهم لفي عيش طيب. وقال آخر: إنه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طربًا. وقال الآخر: لأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم.
ثم قال:
فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب، بل يحبه ويرضاه، فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه، والناس متفاوتون في ذوقه والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه، وإذا خالطت القلب لم يسخطه، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [4] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-3)، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ} [5] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-4)، وقال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [6] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-5) فأخبر سبحانه أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن، والاستبشار هو الفرح والسرور؛ وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذة والبهجة بما أنزل الله.
وكذلك قال:
والمقصود هنا أن أهل الإيمان يجدون بسبب محبتهم لله ولرسوله من حلاوة الإيمان ما يناسب هذه المحبة، ولهذا علق النبي http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://www.tafsir.net/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) ما يجدونه بالمحبة فقال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».ا هـ
والله الموفق
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:11 ص]ـ
سؤال جميل تشوقت إلى معرفة الإجابة ...
أين من يجيب؟
مرحبًا بك ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الآية في معناها أقوال:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الذي رجحه ابن جرير رحمه الله: (إن الذين آمنوا) بموسى (ثم كفروا) به (ثم آمنوا) يعني النصارى بعيسى (ثم كفروا) به (ثم ازدادوا كفرا) بمحمد (لم يكن الله لغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) ..
القول الثاني والذي رجحه ابن كثير رحمه الله أنها في كل من (دخل في الإيمان ثم رجع عنه , ثم عاد فيه ثم رجع واستمر على ضلاله وزداد حتى مات فإنه لا توبة بعد موتة
والمنافقين من أهل هذه الصفة فإنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ..
والإيمان على الحقيقة لكن تلاه ردة وهو ما اختاره ابن كثير رحمه الله فالله تعالى في بداية سورة البقرة ضرب مثلين للمنافقين الأول (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا .. ) في قوم آمنوا ثم كفروا
يقول ابن كثير رحمه الله:وزعم ابن جرير أن المضروب لهم المثل ههنا لم يؤمنوا في وقت من الأوقات واحتج بقوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) والصواب أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم وهذا لا يني أنه كان حصل لهم إيمان قبل ذلك ثم سلبوه وطبع على قلوبهم ولم يستحضر ابن جرير رحمه الله هذه الآية ههنا وهي قوله تعالى (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) فلهذا وجه المثل بأنهم استضاءوا بما أظهروه من كلمة الإيمان في الدنيا ثم أعقبهم ظلمات يوم القيامة.
ونقل ابن كثير عن بعض السلف ما ذكر من معنى الآية ..
وقد علم تأثير المعصية كالزنا وشرب الخمر على الإيمان فكيف بالكفر ومن المعلوم أن الإيمان يتفاوت فليس من خالطت بشاشته القلوب كمن دونه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالناس فيما يجده أهل الإيمان ويذوقونه من حلاوة الإيمان وطعمه على ثلاث درجات:
الأولى: من علم ذلك مثل من يخبره به شيخ له يصدقه، أو يبلغه ما أخبر به العارفون عن أنفسهم، أو يجد من آثار أحوالهم ما يدل على ذلك.
والثانية: من شاهد ذلك وعاينه، مثل أن يعاين من أحوال أهل المعرفة والصدق واليقين ما يعرف به مواجيدهم وأذواقهم، وإن كان هذا في الحقيقة لم يشاهد ما ذاقوه ووجدوه، ولكن شاهد ما دل عليه لكن هو أبلغ من المخبر، والمستدل بآثارهم.
والثالثة: أن يحصل له من الذوق والوجد في نفسه ما كان سمعه، كما قال بعض الشيوخ: لقد كنت في حال أقول فيها: إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال إنهم لفي عيش طيب. وقال آخر: إنه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طربًا. وقال الآخر: لأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم.
ثم قال:
فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب، بل يحبه ويرضاه، فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه، والناس متفاوتون في ذوقه والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه، وإذا خالطت القلب لم يسخطه، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [4] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-3)، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ} [5] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-4)، وقال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [6] ( http://www.tafsir.net/vb/#cite_note-5) فأخبر سبحانه أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن، والاستبشار هو الفرح والسرور؛ وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذة والبهجة بما أنزل الله.
وكذلك قال:
والمقصود هنا أن أهل الإيمان يجدون بسبب محبتهم لله ولرسوله من حلاوة الإيمان ما يناسب هذه المحبة، ولهذا علق النبي http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/b7/%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg/18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9 %D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg.pn g (http://www.tafsir.net/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3 %D9%84%D9%85.svg) ما يجدونه بالمحبة فقال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».ا هـ
والله الموفق
بارك الله فيكم على هذا التوضيح الوافي وجعله في ميزان حسناتكم ..........
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:07 م]ـ
يقول تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} النساء137
وإذا كان المراد به إيمان المؤمنين أليس الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لايكون بعده رجعة إلى الكفر؟
قال الهلالي: يا أم عبدالله. من أين لك بهذا الحكم؟ ألم تعلمي قول ربك (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ... ) و (إن الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم) و (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ... ) أوما وعيت معنى قولهصل1 (يامقلب القلوب ... ) و (يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا)
قالت ام عبدالله:وإذا كان المراد به إيمان المنافقين فهل يسمى في القرآن (إيمانًا) والله يقول عنهم ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} البقرة8)
قال الهلالي:المنافقون كانوا على عهد رسول الله صل1 فرقتين،هذه احداهما.
إيماءة. قال الهلالي:هؤلاء الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا،قد كفروا ثلاث مرات فبانوا من الايمان بينونة كبرى كبينونة المطلقة ثلاثاَ!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 05:04 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله // http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=117830#post117830)
يقول تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} النساء137
وإذا كان المراد به إيمان المؤمنين أليس الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لايكون بعده رجعة إلى الكفر؟
قال الهلالي: يا أم عبدالله. من أين لك بهذا الحكم؟
جزاكم الله خيرًا ... لكنني لم أعني الحكم بذلك ولكنني كنت أتساءل!!!!
ألم تعلمي قول ربك (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ... ) و (إن الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم) و (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ... ) أوما وعيت معنى قولهصل1 (يامقلب القلوب ... ) و (يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا)
نعم وهذه الأدلة التى ذكرتموها كانت تدور في ذهني .. وخلاصة الإشكال عندي ليس في كون العبد يرتد بعد الإيمان فهذا معلوم ـ نسأل الله الثبات على الحق ـ لكن الإشكال عندي هو:
هل من يرتد بعد إيمانه يرتد بعد أن دخل في الإيمان الحق؟
أم أن إيمانه كان فيه اشكالات وشكوك ويظهر للناس أنه مؤمن؟
أم أنه قد يعيش مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا ثم تعرض له فتنة فتكون سبب ردته والعياذ بالله؟
قالت ام عبدالله:وإذا كان المراد به إيمان المنافقين فهل يسمى في القرآن (إيمانًا) والله يقول عنهم ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} البقرة8)
قال الهلالي:المنافقون كانوا على عهد رسول الله صل1 فرقتين،هذه احداهما.
لم أفهم معنى قولكم كانوا فرقتين؟
أليس المنافقون الذين كانوا على عهده صلى الله عليه وسلم هم الذين يظهرون الإيمان؟!
إيماءة. قال الهلالي:هؤلاء الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا،قد كفروا ثلاث مرات فبانوا من الايمان بينونة كبرى كبينونة المطلقة ثلاثاَ!!
نسأل الله الثبات على دينه.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[رشيد مسعود الهلالي]ــــــــ[08 Sep 2010, 11:15 ص]ـ
لكن الإشكال عندي هو:
أم أنه قد يعيش مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا ثم تعرض له فتنة فتكون سبب ردته والعياذ بالله؟
قال الهلالي: إي والله يا أم عبدالله. فرب قدم قد زلت بعد ثبوتها، وكم عبد آتاه الله آياته ثم انسلخ عنها، وما كان هم الصالحين إلا حسن العاقبة وهذا مقام يستشعر فيه العبد عظمة الذي يقول إني فعال لما أريد، أهدي من أشاء وأضل من اشاء.
لم أفهم معنى قولكم كانوا فرقتين؟
أليس المنافقون الذين كانوا على عهده صلى الله عليه وسلم هم الذين يظهرون الإيمان؟!
قال الهلالي:بلى. وهم الاكثرون،وهؤلاء لم يدخلوا في الاسلام الارغبة أورهبةولم يخالط الايمان قلوبهم قط كحال عبدالله بن ابي ابن سلول وقيس بن شماس واضرابهما، وهناك طائفةاخرى آمنت واسلمت ثم نافقت ومنهم الذي نزل فيه قول الله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ... ) وهذا النفاق الذي كان يخشاه الصحابةحتى قال ابن ابي مليكة: أدركت كذا وكذا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه أوكما قال رحمه الله.
نسأل الله الثبات على دينه.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:10 م]ـ
بارك الله فيكم ... وجعل ماكتبتم ووضحتم في ميزان حسناتكم .........
وثبتنا الله جميعًا على دينه إلى أن نلقاه ....
الأمر مخيف جدًا ...
(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)(/)
باحث التفاسير (للشاملة)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[03 Sep 2010, 04:53 م]ـ
اللهم لك الحمد
هذا برنامج صغير مفيد للباحثين في الشاملة.
(باحث التفاسير) الإصدار الأول
فيحصل الباحث من خلاله على نتائج بحثه لكل آية من القران متبوعة بجميع أقوال المفسرين مع التخريج للجزء والصفحة في ملف نصي مستقل خارج الشاملة
فك ضغط الملف المرفق ثم تابع التعليمات
وفي الطريق إن شاء الله بعض البرمجيات الصغيرة المفيدة في البحوث العلمية
بانتظار ملحوظاتكم للإصدار القادم
-
(باحث التفاسير) الإصدار 1.1
عيدكم مبارك تقبل الله صيامكم
هذا تحديث لبرنامج باحث التفاسير الخاص بالمكتبة الشاملة يحصل الباحث من خلاله على نتائج بحثه لكل آية من القران متبوعة بجميع أقوال المفسرين مع التخريج للجزء والصفحة في ملف نصي مستقل خارج الشاملة
فك ضغط الملف المرفق
-
(باحث التفاسير) الإصدار 1.2
آمل من الفضلاء تزويدي باقتراحاتهم لتطوير البرنامج
-
اعتذر للأحبة واليكم شرحا مختصرا لضيق الوقت
شرح البرنامج الأول (باحث التفاسير) لن تحتاج لفتح الشاملة
1 - البرنامج ذاتي التشغيل لا يحتاج الى تنصيب شغل ( tafseer.exe) سيطلب منك تحديد مسار الملف الذي يحوي قواعد المعلومات (الداتا)
2 - اختر من القائمة السورة ثم الآية التي تريد معرفة تفسيرها
3 - اختر التفسير او التفاسير
4 - اختر حفظ النص لآية واحدة أو حفظ النص لعدة آيات (من -إلى)
5 - احفظ النص في المكان الذي تختاره
سينتج لك ملف نصي فيه كل آية ومعها أقوال المفسرين بالجزء والصفحة
برنامج (نتائج اللمكتبة الشاملة)
شغل الملف ( ShamSearch.exe)
ونفس الخطوات في باحث التفاسير إلا أن النتائج هنا لجميع المكتبة الشاملة
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:07 م]ـ
03/ 09/2010 05:04:44 م
-------------------------------------------------
رقم السورة: 109
الكافرون
رقم الآية: 1
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
-------------------------------------------------
التفسير الميسر 11/ 82
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
قل -أيها الرسول- للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله.
-------------------------------------------------
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 9/ 317
نداء للمشركين بمكة، لما عرضوا عليه أن يترك دعوته ويملّكوه عليهم أو يعطوهم المال ما يرضيه ونحوه فرفض، فقالوا: تقبل منا ما نعرضه عليك: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فسكت عنهم فنزلت، وقالوا له: إن يكن الخير معنا أصبته، وإن يكن معك أصبناه.
-------------------------------------------------
تفسير السعدي 1/ 936
{1 - 6} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.
أي: قل للكافرين معلنا ومصرحًا {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي: تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله، ظاهرًا وباطنًا.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Sep 2010, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك.
فيحصل الباحث من خلاله على نتائج بحثه لكل آية من القران متبوعة بجميع أقوال المفسرين مع التخريج للجزء والصفحة في ملف نصي مستقل خارج الشاملة
الجزء و الصفحة حسب ترقيم الشاملة أليس كذلك؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Sep 2010, 06:14 م]ـ
عند اختيار أي سورة تأتيني رسالة " الملف غير مطابق للتفاسير " ثم يقفل البرنامج!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Sep 2010, 06:42 م]ـ
وفقك الله يا أبا عبدالله على هذه الهدايا القيمة التي تتحفنا بها أنت وفريقك بين الحين والآخر.
وأشكرك على هذا البرنامج المفيد للباحثين، فهو يتيح الفرصة للباحث أن يعرف أقوال المفسرين جميعاً حول آية أو أكثر مرتبة موثقة تباعاً، ويمكن طباعة هذه النتائج بسهولة، وهو ممتاز جداً عند الحاجة إلى الموازنة بين أقوال المفسرين مرتبين حسب تسلسلهم التاريخي، ومعرفة الأسبق منهم للقول والاستنباط، وما الذي زاده المتأخرون ونحو ذلك من الفوائد الرائعة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:57 ص]ـ
بوركت يا دكتور يوسف على هذا البرنامج اللطيف، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء عليه، وعلى كل ما تقدمونه خدمة للقرآن وأهله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Sep 2010, 06:27 ص]ـ
برنامج مفيد بلا شك، شكر الله وبارك فيك.
بعد فك الضغط وفتح مجلد (باحث التفسير) حاولت فتح البرنامج (عن طريقة الأيقونة exe) فظهرت لي رسالة خطأ.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بعد اتباع التعليمات
تظهر لي رسالة المسار غير صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)