السلف و (أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) نموذج مُصغَّر في الفرق بين عِلمهم وعِلمنا بالقرآن
ـ[عصام العويد]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:05 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
السلف و (أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) نموذج مُصغَّر في الفرق بين علمهم وعلمنا بالقرآن
في تذكرة الحفاظ (3/ 933): قال أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ، سَمِعْتُ حَمْزَةَ الكِنَانِيَّ يَقُوْلُ: خرَّجْتُ حَدِيْثاً وَاحِداً عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ نَحْوِ مائتي طَرِيْقٍ، فَدَاخَلَنِي لِذَلِكَ مِنَ الفَرحِ غَيْرُ قَلِيْلٍ، وَأُعْجِبْتُ بِذَلِكَ، فرَأَيْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبا زَكَرِيَّا، خرَّجْتُ حَدِيْثاً مِنْ مائتَي طَرِيْقٍ، فَسَكَتَ عَنِّي سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَخْشَى أَنْ تَدْخُلَ هَذِهِ تَحْتَ {أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}.
وفي سير أعلام النبلاء (8/ 397): قال نعيم بن حماد: قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال:
لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يكرر (ألهاكم التكاثر) إلى الصبح، ما قدر أن يتجاوزها يعني نفسه.
وفي صفة الصفوة (2/ 239): عن أحمد بن سهل قال قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه فحدثنا قال: كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه فلم يؤذن لنا، فقيل لنا: انه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن. قال: وكان معنا رجل مؤذن وكان صيتا فقلنا له اقرأ ألهاكم التكاثر، ورفع بها صوته. فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول:
بلغت الثمانين أو حزتها فماذا أؤمل أو أنتظر?
أتى لي ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما ينتظر علتني السنون فأبلينني.
قال ثم خنقته العبرة. وكان معنا علي بن خشرم فأتمه لنا فقال:
علتني السنون فأبلينني فرقت عظامي وكل البصر
وفي تفسير ابن أبي حاتم (12/ 446): عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
فَقَرَأَ:" " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ "، فَلَبِثَ هُنَيْهَةً، فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ، مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً، وَمَا لِلزَائِرِ بُدُّ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ"
وفي تاريخ دمشق (47/ 30): عن عوام القلانسي قال: كنت جار سعيد بن عبد العزيز الدمشقي (الإمام قرين الأوزاعي) ما بيني وبينه إلا حائط قال فسمعته يردد " ألهاكم التكاثر " إلى الصباح ما قرأ غيرها.
وغيرها كثير،،
افتح على قلوبنا يارب
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ المبارك ونفع الله بكم وألهمنا الله وإياكم قلوبا حية تعي درر الكتاب(/)
مقال: الليالي الرمضانية، لإبراهيم السكران (تأملات قرآنية بديعة)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:26 ص]ـ
دَوِيُّ الليالي الرمضانية
بقلم: ابراهيم السكران
الحمدلله وبعد،،
من الذكريات التي تنتاب خاطري بشكل عشوائي صورة تتراءى لي كثيراً من أحد مساءات رمضان .. فمن المشاهد في ليالي رمضان، وخصوصاً في هذا العِقد الأخير، أن المساجد صارت تتفاوت كثيراً في توقيت صلوات التراويح والتهجد بحسب ما يرتاح له أهل كل حي ويتوافقون عليه .. ولذلك فكثيراً ما تكون في منزلك قد انتهيت من الصلاة بينما تسمع بعض المساجد المجاورة لا زالوا في جوف صلاتهم .. وهذا ما وقع لي ذات ليلةٍ تكاد ذكراها تتهدج في نفسي ..
كنت في غرفتي الخاصة أعِدّ بعض الأوراق، وأمامي طبق أتت به الوالدة مما تبقى من معجنات الإفطار ودسته فوق مكتبي بلطف حتى أتناوله دون مفاوضات، يارزقني الله وإخواني القراء بر والدينا أحياءً وأمواتاً، وفي ثنايا انهماكي في هذه المهام .. تسرب من خلال النافذة صوت مسجد الشيخ القارئ خالد الشارخ، وهو مسجد تتلبد عليه وفود الشباب والفتيان من الأحياء المجاورة في شرق الرياض .. توقفت عن العمل .. وفتحت النافذة وكانت ليلة عليلة .. وكادت أذني أن تنخلع تجاه مصدر الصوت .. أظنها كانت آيات من سورة المائدة إن لم أكن واهماً .. والله إنني أكاد ألمس السكينة تتطامن فوق كل ذرةٍ حولي .. شعرت أن الهواء ليس كالهواء .. وأن السماء ليست السماء .. هناك شئٌ ما أفلست قواميس الدنيا أن تمدني بعبارة أصف بها ذلك الإحساس ..
رباه .. أي شئ يفعله القرآن يا إلهي في النفوس البشرية ..
ومما يعبُر في بحر هذه الذكرى أنني أتذكر وأنا صغير أن أحد قريباتي المسنّات كانت إذا عادت من صلاة التراويح اتجهت إلى التلفاز تشاهد نقل صلاة التراويح من المسجد الحرام .. ولا أحصي كم شهدت دمعاتها تتلامع في محاجرها حين تتسمر أمام تلك الصفوف المهيبة المطرقة حول كعبة الله المشرفة والقرآن تتجاوب به منارات الحرم وسواريه ..
هذه الأيام التي لا يفصلنا فيها عن رمضان إلا مسيرة ثلاثة أيام، يكثر فيها تبادل التهاني والدعوات، بلغنا الله وإياك رمضان، وفقنا الله وإياك لصيام رمضان وقيامه، أحببت أن أبارك لك قدوم الشهر الكريم، الخ .. حين رأيت بعض هذه التهاني دار في بالي أن أنظر كيف عرض الله لنا (رمضان)؟
في أي إطار وضع الله (شهر رمضان)؟ أو بمعنى آخر: ما هي (هوية رمضان) بحسب الصورة التي يقدمها الله لنا؟
حين أخذت أتأمل الآيات القرآنية التي تعرضت لرمضان في القرآن، وجدته جاء في صيغتين، صيغة الشهر الكامل (رمضان)، وجاء في صيغة جزئية أي بعض أيامه فقط، وهي (ليلة القدر).
في الصيغة التي جاء فيها بذكر الشهر الكامل (رمضان) قال الله عنه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة، 185] فعرّفه الله لنا بأنه الظرف الزماني للقرآن.
وفي الصيغة التي أشير فيها لرمضان بصورة جزئية، وهي أحد لياليه، جاءت في موضعين، مرةً باسم (ليلة القدر) ومرةً باسم (الليلة المباركة)، فأما باسم ليلة القدر فيقول تعالى في مطلع سورة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر، 1]، وأما باسم الليلة المباركة فيقول تعالى في مطلع سورة الدخان (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان، 3].
وفي كلا الموضعين ذكر الله هذه الليلة عبر علاقتها بالقرآن!
يا لربنا العجب .. في المواضع التي ذكر الله فيها رمضان، بصيغة الشهر الكامل وبصيغة الليالي الجزئية، تم تقديمه في إطار علاقته بالقرآن .. أي إشارة لخصوصية القرآن في رمضان أكثر من ذلك .. استعرض كل شهور السنة الفاضلة .. شهور الحج .. الأشهر الحرم .. لن تجد كثافة في الإشارة للقرآن كما تجده في علاقة القرآن برمضان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل ثمة أمر قد يكون أشد لفتاً للانتباه من ذلك، أنه ليس فقط إنزال القرآن اختار الله له رمضان، بل حتى (مراجعة القرآن) مع النبي -صلى الله عليه وسلم- اختار الله لها رمضان! فكان جبرائيل عليه السلام –وهو أعظم الملائكة لأنه اختص بنقل كلام الله- يعقد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مجالس مسائية في كل ليلة من رمضان لمراجعة القرآن، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال (كان جبريل يلقى النبي في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن) [البخاري، 4997]
لماذا اختار الله تحديداً هذا الشهر –أيضاً- لمراجعة القرآن؟ أليس في هذا إلماحاً إلى أن الساعات الرمضانية هي أشرف الأزمان وأليقها بالقرآن؟ هل هناك لفت للانتباه لخصوصية القرآن في رمضان أكثر من هذه الإشارات في اختيار توقيت نزول القرآن، واختيار توقيت مراجعته؟
والحقيقة أن هذه المدارسة إذا أخذ يتخيلها الإنسان تستحوذ عليه المهابة .. من يتصور؟ مجلس ليلي رمضاني لمراجعة القرآن، طرفاه أعظم إنسان (محمد بن عبدالله) وأعظم ملَك (جبرائيل) وموضوع الدرس أعظم الكلام (كلام ملك الملوك) .. يا ألله .. أي هيبة تقبض على النفوس بمجرد تخيل ذلك ..
ولذلك فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- نفسه يتأثر كثيراً بهذه المدارسة القرآنية الرمضانية مع جبرائيل، وكان الصحابة يرون أثرها أمامهم على شخصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى كان يقول ابن عباس كما في البخاري (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) [البخاري، 3220].
انظر كيف كان جود رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يزداد بمدارسته القرآن مع جبريل، إذا كان هذا رسول الله الذي نزل عليه القرآن ومع ذلك ينتفع بمدارسته، فكيف بالله عليكم ستكون حاجتنا نحن أصحاب القلوب التي أمرضتها الشهوات والشبهات .. ؟! أي حرمان أوقع فيه بعض المتثيقفة أنفسَهم حين أوهموا أنفسهم أنهم يعرفون القرآن وقرؤوه ولا حاجة لهم إلى إستمرار تلاوته وتدبره ومدارسته، فكل ما في القرآن سبق أن اطلعوا عليه!
أشهر فعالية اجتماعية في شهر رمضان هي طبعاً (صلاة التراويح) .. هل سألت نفسك يوماً ماهي الحكمة من صلاة التروايح؟ دعني أكون شفافاً معك فالحقيقة أنه لم يسبق لي أصلاً أن تساءلت هذا السؤال، ولكن كنت مرةً أطالع فتاوى محقق العلوم ابوالعباس ابن تيمية فرأيته يقول رحمه الله (بل من أجلِّ مقصود التراويح قراءة القرآن فيها، ليسمع المسلمون كلام الله) [الفتاوى 23/ 122]
سبحان من فتح على ذلك العقل الحراني في فهم أسرار الشريعة ..
وإذا تأمل المرء النسبة بين رمضان الذي هو وقت الصوم ووقت نزول القرآن، أدرك شيئاً من النسبة بين يوم الاثنين واستحباب صيام النفل فيه، وهو ما أشار له النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم (سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم الاثنين قال "ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه"). [مسلم، 2804]
فلاحظ بالله عليك هذا الخيط الرفيع بين كون شهر رمضان الذي يجب صومه هو شهر نزول القرآن، ويوم الاثنين الذي يستحب صومه هو يوم نزول القرآن.
هل من المعقول أن تكون هذه التوقيتات الزمنية لا تحمل دلالات شرعية ورسائل تضمينية؟
بل ومن الموافقات التاريخية العجيبة أن أشهر جهاد للسلف في القرآن كان فتنة الإمام الاحمد المعروفة في مسألة القرآن، وهذه الحادثة العقدية القرآنية وقعت في رمضان كما ذكر المؤرخون! قال الذهبي (وفي رمضان كانت محنة الإمام أحمد في القرآن، وضرب بالسياط حتى زال عقله) [النبلاء، 10/ 292].
فسبحان من أنزل القرآن في رمضان، وابتلى أئمة السلف بالجهاد للقرآن في رمضان! وهذا مجرد توافق تاريخي لكن فيه شئ لطيف مما تستطرفه النفوس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا حاول المرء أن يتأمل في سر العلاقة بين رمضان والقرآن، أو أزمان الصيام والقرآن، فإنه يمكن أن تكون العلاقة أن الصيام يهذب النفس البشرية فتتهيأ لاستقبال القرآن، ففي أيام الصيام تكون النفس هادئة ساكنة بسبب ترك فضول الطعام .. وهذا يعني أن من أعظم ما يعين على تدبر القرآن وفهمه التقلل من الفضول .. مثل فضول الطعام، وفضول الخلطة مع الناس، وفضول النظر، وفضول السماع، وفضول تصفح الانترنت .. فكلما زالت حواجز الفضول تهاوت الحجب بين القلب والقرآن ..
وبعض الناس يتساءل ويقول: ماذا أتدبر بالضبط في القرآن؟ والحقيقة أن القرآن فيه حقائق وإشارات كثيرة تحتاج إلى التدبر، ثمة مفاتيح كثيرة لفهم القرآن ..
أعظم وجوه ومفاتيح الانتفاع بالقرآن تدبر ما عرضه القرآن من (حقائق العلم بالله) فما في القرآن من تصورات عن الملأ الأعلى هي من أعظم ما يزكي النفوس، وكثيراً من المنتسبين للفكر المعاصر يظن الأهم في القرآن هو التشريعات العملية، وأما باب العلم الإلهي فهو قضية ثانوية، ولا يعرف أن هذا هو المقصود الأجل والأعظم، ولذلك قال الإمام ابن تيمية (فإن الخطاب العلمي في القرآن أشرف من الخطاب العملي قدراً وصفة) [درء التعارض، 5/ 358].
وأنا شخصياً إذا التقيت بشخصية غربية متميزة في الفكر أو القانون أو غيرها من العلوم أجاهد نفسي مجاهدة على احترام تميزه، لأنني كلما رأيتهم في غاية الجهل بالله سبحانه وتعالى، امتلأت نفسي إزراءً بهم، ما فائدة أن تعرف تفاصيل جزء معين من العلوم وأنت جاهل بأعظم مطلوب للإنسان .. إنه لا يختلف عن سائق مركبة يتقن تفاصيل بعض الطرق الفرعية ويجهل الطرق الرئيسية في المدينة .. فهل مثل هذا يصل؟! أي تخلف وانحطاط معرفي يعيشه هؤلاء الجهلة بالعلم الإلهي .. ويؤلمني القول بأن كثيراً من المنتسبين للفكر العربي المعاصر يجهلون دقائق العلم بالله التي عرضها القرآن .. وأما من تأمل رسالة الإمام أحمد في الرد على الزنادقة، ورسالة الدارمي في النقض على المريسي، فستسحوذ عليه الدهشة من عمق علمهم بالقرآن ومافيه من أسرار المعرفة الإلهية، وشدة استحضار الآيات وربط ما بينها ..
ومن وجوه الانتفاع بالقرآن –أيضاً- تدبر أخبار الأنبياء التي ساقها القرآن وكررها في مواضع متعددة، وبدهي أن هذه الأخبار عن الأنبياء ليست قصصاً للتسلية، بل هي (نماذج) يريد القرآن أن يوصل من خلالها رسائل تضمينية، فيتدبر قارئ القرآن ماذا أراد الله بهذه الأخبار؟ مثل التفطن لعبودية الأنبياء وطريقتهم في التعامل مع الله كما قال الإمام ابن تيمية (والقرآن قد أخبر بأدعية الأنبياء، وتوباتهم، واستغفارهم) [الرد على البكري].
وتلاحظ أن الله يثنّي ويعيد قصص القرآن في مواطن متفرقة، وليس هذا تكراراً محضاً، بل في كل موضع يريد الله تعالى أن يوصل رسالةً ما، وأحياناً أخرى يكون في كل موضع إشارة لجزء من الأحداث لايذكره الموضع الآخر، كما قال الإمام ابن تيمية مثلاً (وقد ذكر الله قصة قوم لوط في مواضع من القران في سورة هود والحجر والعنكبوت، وفي كل موضع يذكر نوعاً مما جرى) [الرد على المنطقيين].
والمهم هاهنا أن تدبر أخبار الأنبياء، وأخبار الطغاة، وأخبار الصالحين، في القرآن، ومحاولة تفهم وتحليل الرسالة الضمنية فيها؛ من أعظم مفاتيح الانتفاع بالقرآن.
ومن أعظم وجوه الانتفاع بالقرآن –أيضاً- أن يضع الإنسان أمامه على طاولة التدبر كل الخطابات الفكرية المعاصرة عن النهضة والحضارة والتقدم والرقي والاصلاح والاستنارة الخ .. ويضع كل القضايا التي يرون أنها هي معيار التقدم والرقي .. ثم يتدبر قارئ القرآن أعمال الإيمان التي عرضها القرآن كمعيار للتقدم والرقي .. تأمل فقط بالله عليك كيف ذكر الله الانقياد والتوكل واليقين والاخلاص والاستغفار والتسبيح والصبر والصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الخ في عشرات المواضع .. بل بعض هذه الأعمال بعينها ذكرت في سبعين موضعاً .. ثم قارن حضور هذه القضايا في الخطابات الفكرية لتجده حضوراً شاحباً خجولاً .. أي إفلاس فكري أن تكون الأعمال التي يحبها الله ويثنيّ بها ويجعلها مقياس الرقي والتقدم والتنوير هي في ذيل القائمة لدى الخطابات الفكرية المعاصرة المخالفة لأهل السنة .. يا خيبة الأعمار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حين يتدبر قارئ القرآن كيف وصف الله القرآن بأنه هدى وبينات ونور فإنه يستنتج من ذلك مباشرة بأن مراد الله من عباده في القرآن ليس لغزاً .. هل يمكن أن يكون الله تعالى يعظم ويمنح الأولوية لتلك القضايا التي ترددها الخطابات الفكرية ثم يكرر في القرآن غير ذلك؟! هل القرآن يضلل الناس عن مراد الله؟! شرّف الله القرآن عن ذلك، ولذلك كان الامام ابن تيمية يقول (وما قصد به هدى عاماً كالقرآن، الذي أنزله الله بياناً للناس، يذكر فيه من الادلة ما ينتفع به الناس عامة). [الفتاوى، 9/ 211]
وهذا لا يعني أن الأئمة الربانيين لا يختصهم الله بمزيد فهم للقرآن، وتتكشف لهم دلالات وأسرار لا تنكشف لغيرهم من الناس، فالقلب المعمور بالتقوى يبصر ما لا يبصره من أغطشت عينه النزوات، نسأل الله أن يسبل علينا ستر عفوه، وقد أشار الإمام ابن تيمية لذلك في مواضع كثيرة من كتبه، كقوله (ومن المعلوم أنه في تفاصيل آيات القرآن من العلم والإيمان ما يتفاضل الناس فيه تفاضلاً لا ينضبط لنا، والقرآن الذي يقرأه الناس بالليل والنهار يتفاضلون في فهمه تفاضلاً عظيماً، وقد رفع الله بعض الناس على بعض درجات) [درء التعارض].
ومن أعظم مفاتيح الانتفاع بالقرآن –أيضاً- أن يستحضر متدبر القرآن أن جمهور قرارات القرآن وأحكامه على الأعيان والأشياء إنما هي (أمثال)، ومعنى كونها أمثال أي (يعتبر بها ما كان من جنسها) بمعنى أن القرآن يقدم في الأصل نماذج لا خصوصيات أعيان، وقد أشار القرآن لذلك كثيراً كقوله تعالى في سورة الحشر (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقوله في سورة الروم (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ).
فماذا يريد الله في مطاوي هذه الأمثلة القرآنية؟ هذا أفق واسع للتدبر ..
لا شك أن تنبيهات القرآن على مركزية (تدبر القرآن) في صحة المنهج والطريق أنها دافع عظيم للتدبر .. لكن ثمة أمراً آخر على الوجه المقابل لهذه القضية .. معنى منذ أن يتأمله الإنسان يرتفع لديه منسوب القلق قطعاً .. وهو أن من أعرض عن تدبر القرآن فإن الله قدر عليه أصلاً ذلك الانصراف لأن الله تعالى سبق في علمه أن هذا الإنسان لا خير فيه، ولو كان في هذا المعرض خير لوفقه الله للتدبر والانتفاع بالقرآن، وقد شرح القرآن هذا المعنى في قوله تعالى (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنفال، 23].
كلما رأى الإنسان نفسه معرضاً عن تدبر القرآن، أومعرضاًَ عن بعض معاني القرآن، ثم تذكر قوله تعالى (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) يجف ريقه من الهلع لا محالة ..
على أية حال .. رمضان على الأبواب .. وهذا موسم القرآن ولكل شئ موسم .. (والقرآن مورد يرده الخلق كلهم، وكل ينال منه على مقدار ما قسم الله له) [درء التعارض].
ابوعمر
شعبان 1431هـ
المصدر ( http://groups.google.com/group/azizkasem/browse_thread/thread/41828659f49ce17c)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:46 ص]ـ
بارك الله في الكاتب وفي الناقل، مقالة رائعة مميزة جزاكم الله خيراً.
ومما أفكر فيه دائماً في الربط بين رمضان والقرآن هو كأن الله تعالى كتب علينا الصيام في هذا الشهر شكراً له تعالى على إنزال القرآن الكريم، فالصيام (صيام القلوب والأرواح والجوارح لا صيام البطون) من أجلّ العبادات التي يرتقي فيها المسلم بروحه إلى السموات السبع وكأنها معراجه الخاص ليتلقى القرآن بطريقة تختلف عن تلقيه إياه في سائر الشهور والأيام لذا نجد الصائمين يجدون في مدارسة القرآن في رمضان ما لا يجدوه في غيره.
فسبحان الله والحمد لله على هذه النعمة العظيمة، نعمة الإسلام ونعمة القرآن العظيم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Aug 2010, 07:18 م]ـ
سبقتني إلى عرض هذه المقالة الرائقة المفيدة ..
جعلك الله من السابقين.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Aug 2010, 03:50 م]ـ
سبقتني إلى عرض هذه المقالة الرائقة المفيدة ..
جعلك الله من السابقين.
عزيزي أبا إبراهيم إنْ سبقتُكم مرةً فقد سبقتَني كثيراً، فأنت إلى الخير سبَّاقٌ، أدامك الله على طاعته.(/)
بحث في أسماء السور
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:47 م]ـ
من خلال الإطلاع على أسماء السور القرآنية المثبت في القرآن الكريم. نلاحظ أن بعض أسماء السور نقلت حسب أحوالها الإعرابية التي وردت فيها. فمثلاً سورة المؤمنون اثبتت بالواو النون لأنها وردت في القرآن على هذه الصورة (قد أفلح المؤمنون) وأيضاً سورة المنافقون بقيت كما وردت. ولكن لو نظرنا الى سورة المطففين (ويل للمطففين) لوجدنا أنها اثبتت بالجر. والأصل أن تكون باسمها المجرد المطففون. فلماذا بقيت على حال الجر عند التسمية رغم أن حرف الجر لم يلتصق بها؟؟ وهل هذا هو الأصل أم هو خلاف الأولى؟؟
ـ[عصام العويد]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:21 م]ـ
هذه الأسماء تبقى على ما هي عليه حين وردت في السورة من دون تغيير كما هو الحال عند الحكاية.
ومن ذلك سورة المطففين
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[12 Aug 2010, 10:17 م]ـ
مبحث أسماء سور القرآن ومايتعلق بها من المباحث ربما لم توف حقها من البحث والدراسة , فقد كنت أبحث عن أسماء السور هل هي توقيفية أو اصطلاحية مثلاً فلم أجد كلاماً صريحاً في ذلك لا عند الزركشي والسيوطي ولا عند المتأخرين.
إلى أن اطلعت على رسالة الأخت منيرة الدوسري (أسماء سور القرآن وفضائلها) فوجدته رائعاً في هذا المجال , ولكن هل هناك كتب أو رسائل علمية أخرى أُفردت في هذا المبحث؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:02 ص]ـ
للشيخ طاهر الجزائري رحمه الله في كتابه (التبيان في مباحث تتعلق بالقرآن على طريق الإتقان) كلام قيم حول هذا الموضوع فيمكن مراجعته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 05:14 ص]ـ
وقد استخلصته لكم من الطبعة القديمة المتوفرة على هيئة pdf ، والطبعة التي أخرجها الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله هي ألأجود ولكن لا أدري هل هي متوفرة على هيئة إلكترونية أم لا. وهذا الكتاب مليئ بالنفائس والنقول الثمينة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 11:13 ص]ـ
للشيخ طاهر الجزائري رحمه الله في كتابه (التبيان في مباحث تتعلق بالقرآن على طريق الإتقان) كلام قيم حول هذا الموضوع فيمكن مراجعته.
بارك الله بفضيلتكم. نعم لقد وجدت ضالتي في هذا الكتاب وعليه فإنه يجوز لي أن أقول سورة المؤمنون أو المؤمنين حسب موقعها في الجملة ولكنه لا يجوز أن أقول المطففون بل المطففين وذلك بسبب إيرادها كذلك حين التسمية بلفظ الجمع المخفوض أي أنها وردت هكذا مخفوضة. أما المؤمنون وما شابهها فقد أتت في الأصل بلفظ الجمع المرفوع فيجوز خفضها. وهذه لفتة طيبة رائعة. أنصح اخوتي في الإطلاع على ذلك الكتاب ففيهه كثير من اللفتات الجميلة. بارك الله في الدالّ عليه وجزاه الخير كله.(/)
تهنئةٌ لكل الأكارمِ أعضاء المُلتقى بدخول شهرِ القرآنِ.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:16 م]ـ
الحمدُ لله وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآل بيته وأصحابه والتابعين.
أيها الأحبَّةُ الكرامُ أعضاء ملتقى أهل التفسير ,,,
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسرني أن أتقدَّم إلى جميعكم بالتهنئةِ والمباركة بأن بلَّغنا الله تعالى هذا الشهر الكريمَ , وأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ووالديناَ ومن لهُ علينا حقٌّ من عتقائه فيه من النَّار.
كما يسرني أن أدعو نفسي وإياكم إلى اتِّخاذ ليلةِ دخول هذا الشَّهر فرصةً للتَّخفُّف من الأحقاد والخلافاتِ وأغراضِ الأنفس وأعراضها التي قد يزرعُها الشيطانُ ويستنبتُها ونحنُ لا نشعرُ إثرَ خلافٍ في وجهةِ نظَرٍ أو مسألةٍ علميةٍ أو غير ذلك مما يؤثرُ في نفوس من تجمعهم الملتقياتُ العلميةُ.
وأنا أبدأُ بنفسي طالباً الصفحَ والعفوَ والسماحَ من كل من أسأتُ إليهِ شاعراً بذلك أو لا , كما أعلنُ أنِّي مسامحٌ ومُصافٍ لكل من نالَ منِّي أو أساءَ بأي وجهٍ مما علمتُ به ومما لم أعلمهُ.
وأسأل الله تعالى أن يتولانا جميعاً برحمته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:18 م]ـ
بارك الله فيكم، وأنا ابارك لجميع الزملاء والزميلات في هذا الملتقى بدخول شهر رمضان المبارك هذه الليلة ليلة الأربعاء الأول من رمضان 1431هـ. وأسأل الله أن يعيننا جميعاً على الوفاء بحق هذا الموسم العظيم صياماً وقياماً وتلاوة وتدبراً.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:25 م]ـ
الحمدُ لله وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآل بيته وأصحابه والتابعين.
أيها الأحبَّةُ الكرامُ أعضاء ملتقى أهل التفسير ,,,
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسرني أن أتقدَّم إلى جميعكم بالتهنئةِ والمباركة بأن بلَّغنا الله تعالى هذا الشهر الكريمَ , وأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ووالديناَ ومن لهُ علينا حقٌّ من عتقائه فيه من النَّار.
كما يسرني أن أدعو نفسي وإياكم إلى اتِّخاذ ليلةِ دخول هذا الشَّهر فرصةً للتَّخفُّف من الأحقاد والخلافاتِ وأغراضِ الأنفس وأعراضها التي قد يزرعُها الشيطانُ ويستنبتُها ونحنُ لا نشعرُ إثرَ خلافٍ في وجهةِ نظَرٍ أو مسألةٍ علميةٍ أو غير ذلك مما يؤثرُ في نفوس من تجمعهم الملتقياتُ العلميةُ.
وأنا أبدأُ بنفسي طالباً الصفحَ والعفوَ والسماحَ من كل من أسأتُ إليهِ شاعراً بذلك أو لا , كما أعلنُ أنِّي مسامحٌ ومُصافٍ لكل من نالَ منِّي أو أساءَ بأي وجهٍ مما علمتُ به ومما لم أعلمهُ.
وأسأل الله تعالى أن يتولانا جميعاً برحمته.
وفيك بارك أخي الفاضل محمود على تهنئتك بدخول الشهر الكريم أعاننا الله على صيامه وقيامه وعمل الصالحات ونبذ الخلافات والأحقاد وما يعتري النفس البشرية من أهواء قد تضل بها عن طريق الحق.
وأنا بدوري أثنّي على توصيتك وأستغفر الله تعالى لكل من أسات له بغير قصد وأطلب من الجميع أن يسامحوني إن بدر مني ما يسيء إليهم وقد سامحت كل من أساء لي بقصد أو غير قصد فلنبدأ صفحة جديدة خالية من أي حقد أو خلاف أو ضغينة وجعلنا متحابين فيه في الدنيا نجتمع على طاعته وجمعنا في الآخرة على منابر من نور في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب. أوصيكم ونفسي بإشغال الأوقات فيما يرضي الله تعالى واجعلوا القرآن الكريم أنيسكم في هذا الشهر.
لا تنسوا الدعاء لكل المسلمين والمسلمات الأموات منهم والأحياء، تقبل الله منا ومنكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:26 م]ـ
الحمد لله أن مد في العمر وبلغنا شهره في عافية.
الشكر لك أخي الكريم على المبادرة الكريمة ..
والتهنئة لك ولكل الإخوة الأعضاء بلا اسثناء ..
وأسأل الله أن يجعله شهر خير وبركة ورحمة تعم المسلمين في كل مكان.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:45 م]ـ
اللهم اجعلنا من أهل القرآن.
اللهم اجعلنا من المتعبدين، واغفر لنا واعف عنا وتقبل منا، واجعلنا من عتقائك من النار
آآآآآآآآآآآآآآآآميـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[10 Aug 2010, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ محمود على سبقك واسأل الله أن يغفر لنا جميعاً وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يعيننا على صيام هذا الشهر وقيامه إيماناً واحتسابا.
كل عام وأنتم بخير.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[10 Aug 2010, 10:39 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
وشهر مبارك على الجميع
ومرة أخرى وبعد انقطاع دام أكثر من سنة عن هذا الملتقى القرآني، أعود إليكم بعودة هذا الشهر الكريم وكلي أمل أن أنهل من معين علمكم ودر فوائدكم ومُلح تعليقاتكم.
دمتم بخير
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Aug 2010, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أبارك لجميع الإخوة شهر رمضان، وأسأل الله سبحانه وتعالى بجوده وكرمه أن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويرفع من قلوبهم البغضاء والشحناء والأهواء، وأن يجمعنا بأهله وأحبته في الدارين.
نسألكم الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 11:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى كما بلغنا شهر رمضان أن يبلغنا الفردوس الأعلى من الجنة بجوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
بخصوص المسامحة هذا حق وواجب
واعلموا أني قد دعوت لكم جميعا عند بيت الله العتيق وسأدعو لكم كل ما ذكرتكم
وأسأل الله أن يتقبل وظني بربي أنه سيفعل
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم الاستاذ محمود
ولابد من التغافر فيما بيننا والتسامح عن كل من اساء الينا وأسأنا له، لاننا في نعمة عظيمة وفضل جزيل، لاننا منذ هذه السنة فقط ومنذ ان انتهى رمضان 1430هـ الى الان فقدنا خيرة الشباب واصدق الاخوة بين اغتيال واعتقال، حتى بلغ منا الحال ان كنا لا نتوقع ان يبلغنا الله هذا الشهر فيا لها من نعمة امد الله فينا بالعمر لاغتنامها.
واهنيء جميع المسلمين في شتى بلدانهم حفظها الله تعالى بهذه النعمة واخص منهم اخوتي في ملتقى اهل التفسير واسال الله ان يجمعنا بهم في دار كرامته.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:21 ص]ـ
كل عام أنتم بخير
أعاننا الله وإياكم على القيام بالأعمال الصالحة وأسأله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
وتقبل الله منا ومنكم
اللهم ءآمين
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:23 ص]ـ
جزى الله خير الجزاء الأخ الأديب لغةً وشرعاً محمود الخصال والفعال على سبقه بالتهنئة، ومبادرته بالعفو والمسامحة.
وفقني الله وإياكم لصيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً، وشغلنا بالذكر والقرآن تلاوةً وتفسيراً وتدبراً.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:39 ص]ـ
كل عام وأنتم الى الله أقرب وأحب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:02 ص]ـ
كل عام وأنتم جميعا بخير، كل عام ونحن جميعا على قلب رجل واحد في مكارم الأخلاق والجهاد بالقرآن والعمل بما فيه.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:08 ص]ـ
بارك الله لنا ولكم في شهرنا، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم فيه من المقبولين، وأن يعيننا على القيام بحقه.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:11 ص]ـ
هنيئا لكم بدخول هذا الشهر العظيم وبارك لي ولكم فيه في الأعمال الخيرة والأقوال النافعة والنيات الصالحة.
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[12 Aug 2010, 06:58 ص]ـ
أسأل الله بفضله وكرمه أن يوفقنا للصيام والقيام وتلاوة القرآن
وأن يتقبل منا أعمالنا على قلتها وتقصيرنا فيها
وأن يختم لنا بخير
وكل عام وأنتم بخير(/)
كيف نقرأ سور القرآن؟ (موضوع مرشح)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Aug 2010, 08:59 ص]ـ
كيف نقرأ سُوَرَ القرآن؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
القرآن حدائق ذات بهجة، فإذا أتممت سورة وبدأت بأخرى فقد انتقلت من شجرة يانعة الثمرة إلى شجرة تشبهها بثمرة تختلف عنها، وإذا انتقلت من حزب إلى حزب فمِن حديقة غنّاء إلى روضة أخرى، فـ (السبع الطوال) و (ذوات الراء) (المسبحات السبع) و (الطواسيم) و (ذوات الم) و (الحواميم) و (المفصل) لكل حزب لونه الخاص به، ولكل سورة طعمها الذي يميزها عن غيرها، فتذوقها برفق وحاذر الهرس! والجرش! فهو سبب التخمة والملل.
وهذا التنزيل العظيم هو مأدبة الله في الأرض، والناس حولها ثلاثة أصناف: جائع محروم منها، وسقيم يأكل وقد فقد حاسة الذوق فلم يتهنَّ بها، ومعافى رأى على مأدبة الكريم (114) مختلفاً ألوانها فأصبح يطعم برفق وأدب كاملين، وفي فمه مع كل (سورة) منها طعم وذوق وعِطر هو لها، ولأختها من سور القرآن غيرها،
فكيف نتذوق لذة القرآن ونميز حلاوة كل سورة في القرآن عن حلاوة أختها؟
أولاً - ليكن بين يديك رعاك الله دائماً عند القراءة تفسير مختصر كالتفسير الميسر أو زبدة التفسير أو الجلالين أو المصباح المنير أو السراج في غريب القرآن لـ د. الخضيري ونحوها.
طالعه إذا استغلق المعنى عليك أو شككت فيه أو عنّ في ذهنك لطيفة تبغي التحقق من سلامة موردها.
ثانياً - أحضر قلبك وفقك الله وحركه بالقرآن، فإن شرد فقف والحق به، ستتعب في البداية وسيذعن لك في النهاية، وقد أطلت في بيان ضرورة ذلك في رسالة (فن التدبر) فلا اُطيل عليك هنا، لكنْ لتكن على يقين أنه ضرورة كضرورة الروح للجسد.
ثالثاً - اجعل نفسك طَرَفاً ثم ظرْفاً لخطاب ربك، اجعل القرآن مرآة نورانية ترى فيها أقوالك وأفعالك، فهذا يُعَطّر - بفتح ثالثه -وهذا يُغَسّل وهذا يُقَص وهذا يُصفّف وهذا يُعالج وهذا يُبتر إن لزم الأمر، وهكذا.
فإذا مرت بك سددك الله مثلاً آية البقرة (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) 27
فعندئذٍ تتذكر الرحم هل وصلتها أو قطعتها؟
أو مرت بك آيات التوحيد والإخلاص والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام الحسن وغض البصر وتحريم الزنا والربا والعقوق والكذب والهمز والغيبة ... ،
فتقف هنا لتعرض نفسك عليها آية آية وكأنك تتهيأ للحساب والعرض الأكبر يوم القيامة.
رابعاً - قبل أن تبدأ بالسورة تأمل أعانك الله في اسمها أو أسمائها فهو مفتاحها الذي تدخل به إليها، وقد قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 307): لَمّا كَانَتْ الْأَسْمَاءُ قَوَالِبَ لِلْمَعَانِي، وَدَالّةً عَلَيْهَا، اقْتَضَتْ الْحِكْمَةُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا ارْتِبَاطٌ وَتَنَاسُبٌ وَأَنْ لَا يَكُونَ الْمَعْنَى مَعَهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَجْنَبِيّ الْمَحْضِ الّذِي لَا تَعَلّقَ لَهُ بِهَا، فَإِنّ حِكْمَةَ الْحَكِيمِ تَأْبَى ذَلِكَ وَالْوَاقِعُ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ بَلْ لِلْأَسْمَاءِ تَأْثِيرٌ فِي الْمُسَمّيَاتِ وَلِلْمُسَمّيَاتِ تَأَثّرٌ عَنْ أَسْمَائِهَا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ وَالْخِفّةِ وَالثّقَلِ وَاللّطَافَةِ وَالْكَثَافَةِ كَمَا قِيلَ:
وَقَلّمَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَب ... إلّا وَمَعْنَاهُ إنْ فَكّرْتَ فِي لَقَبِهِ
... وَلَمّا كَانَ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ وَالْمُسَمّيَاتِ مِنْ الِارْتِبَاطِ وَالتّنَاسُبِ وَالْقَرَابَةِ مَا بَيْنَ قَوَالِبِ الْأَشْيَاءِ وَحَقَائِقِهَا، وَمَا بَيْنَ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ عَبَرَ الْعَقْلُ مِنْ كُلّ مِنْهُمَا إلَى الْآخَرِ كَمَا كَانَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ يَرَى الشّخْصَ فَيَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ كَيْتَ وَكَيْتَ فَلَا يَكَادُ يُخْطِئُ .. . الخ كلامه رحمه الله،
وهذا إن كان في غير القرآن فما بالك بالقرآن العظيم الذي أسماء سورة إما بنص كتابٍ أو سنةٍ معصومة أو إجماعِ صحابةٍ أو استفاضةٍ في الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الصحابة خصوصاً ابن عباس رضوان الله عليهم يعتنون بأسماء السور أو أوصافها التي تدل على مقصودها ورحاها الذي تدور حوله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر الفاروق رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة؟ قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا.
وعن حذيفة رضي الله عنه في براءة: يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. وعن قتادة قال: كانت تسمَّى هذه السورة: (الفَاضِحَةَ)، فاضحة المنافقين.
وعن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر.
وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر. قال: قل بني النضير. أي سورة بني النضير.
وفي البخاري أيضاً عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له وما المحكم؟ قال المفصل.
قال سعيد بن جبير: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم.
إذا تقرر هذا فأعود لأقف مع بعض أسماء السور:
1 - سورة الفاتحة: هذا هو اسمها الأشهر وهو محل إجماعٍ يقيني في أمة القرآن، قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير: وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكانٍ مقصودٍ وُلُوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا.
فهي المفتاح الأعظم الذي يفتح لك كل باب للخير، فهي مفتاحك لعلم الكتاب، وهي مفتاح الحُجُب بينك وبين الله، تأمل قول ابن كثير رحمه الله: وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو المناسب؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى؛ فلهذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ويقول ابن عاشور: وما هنا التفات بديع، فإن الحامد لما حمد الله تعالى ووصفه بعظيم الصفات بلغت به الفكرة منتهاها فتخيل نفسه في حضرة الربوبية، فخاطب ربه بالإقبال.
هي أبواب تُفتح شيئاً فشيئاً لمن وفقه الله فتعلَّم كيف يَفتحُ بالفاتحة تلك الأبواب المغلقة.
2 - سورة البقرة: سُميت بهذا الاسم في صحيح السنة المطهرة وتواتر ذلك في الأمة عالمها وعامتها، ولها أسماء أخرى هي أوصاف لها، وليس سديدا أن يُقال بأنها سميت بهذا الاسم لذكر البقرة فيها، فاسم (البقرة) جاء أيضاً في غير هذه السورة كالأنعام ويوسف، وقد ذُكر فيها (طالوت) عليه السلام والذي لم يأت ذكره إلا في سورة البقرة فكان الأولى التسمية به لأسباب لا تخفى لو كان هذا التعليل صحيحاً.
فما دلالة الاسم هنا؟ "سورة البقرة" سورة أوامر ونواهي وهي مليئة بها حتى قال ابن العربي رحمه الله: سمعت بعض أشياخي يقول: فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. واسم (البقرة) ورد في سياق تعنت بني اسرائيل في الاستجابة لأمر موسى عليه السلام (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ثم (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ .. فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا) ... ، ولا يوجد في السورة قصة كهذه في شدة تلجلج قوم مع أوامر نبيهم (وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)، وكانت العاقبة (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ... ).
فناسب تنبيه أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يكونوا في موقفهم من أوامر "سورة البقرة" كأصحاب البقرة؟
فكلما مرّ بك أمر أو نهي فيها فتذكر أصحاب البقرة.
3 - سورة الكهف: هي كهفك من الفتن، وهي المنجية من أعظم فتنة فتنة المسيح الدجال وفي ذلك أحاديث مشهورة صحيحة، وقد ذكرت أصول الفتن الأربع وكيفية النجاة منها.
4 - سورة الحج: يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: سورة الحج تضمنت منازلَ المسير إلى الله، بحيث لاقاطعٌ يقطع عنها.
وكلام هذا الإمام يحققه أن السورة سميت باسم الحج، والحج في اللغة: هو القصد إلى معظم، وأعظم مقصود هو العظيم سبحانه، والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم في جلاله وجماله ورحمته وعذابه جل في علاه، فالسورة إنما هي علامات ومنازل لهؤلاء السائرين، من استدل بها بلغ، ومن أعرض عنها انقطع.
وهكذا دواليك،، فإن استغلق دونك هذا المفتاح الأخير، وحار ذهنك في أسماء السور فدعه إلى حينه فهو مع عظيم أثره مِن مِلَح العلم لا من صُلبه، وعُضّ بالثلاث الأُول.
لا حرمني الكريم وإياك لذة مأدبته التي أنزلها زادا لا غنى عنه لي ولك،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Aug 2010, 09:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عصام، زدنا زادك الله علماً وتدبراً لآيات القرآن الكريم.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 09:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عصام على هذه الإفادات العظيمة والنصائح الغالية
وإن شاء الله أسعى لتطبيق هذه النصائح والتوجيهات في قراءة القرءآن
أسأل الله أن يعيننا على ذلك
تقبل الله منا ومنكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:20 ص]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه(/)
انطلاق قناة (أهل التفسير) على YouTube مع بدء شهر القرآن
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:36 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يسرنا في مركز تفسير الإعلان عن بدء التشغيل التجريبي لقناة (أهل التفسير) على موقع YouTube لتكون هذه القناة رافداً لملتقى أهل التفسير على الانترنت، يتم فيها نشر كل البرامج القرآنية المرئية التي يشارك فيها أعضاء الملتقى في القنوات الفضائية وتوثيقها وحفظها لمن اراد مشاهدتها في وقته الخاص لاحقاً.
رابط القناة
قناة أهل التفسير ( http://www.youtube.com/user/tafsirdotnet)
والشكر موصول للزملاء في ملتقى البرامج الإعلامية بالملتقى الذين قاموا على إنجاز هذا العمل ومتابعته، وخصوصاً الأستاذة الفاضلة أم الحارث حفظها الله وتقبل منها.
وكلُّ ما يُحفظُ في هذه القناة سوف يتمُّ نشرهُ مباشرةً على قنوات أهل التفسير في:
- موقع Facebook هنا ( http://ar-ar.facebook.com/people/Tafsir-Dotnet/100001298993362) .
- موقع Twitter هنا ( http://twitter.com/tafsirdotnet) .
وكل هذه المواقع ما تزال تحت التجربة والتعديل لتكتمل قريباً بإذن الله.
1 رمضان 1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:41 م]ـ
أكرر شكري للأخت أم الحارث وزوجها الكريم وفقه الله على جهودهم المشكورة في إنجاز هذه القنوات الرائعة لخدمة طلاب العلم بتوفير البرامج القرآنية وتوثيقها في مكان واحد تابع لملتقى أهل التفسير.
وسوف يتم رفع حلقات برنامج (التفسير المباشر) و برنامج (بينات) وغيرها على هذه القناة في هذا الشهر إن شاء الله تعالى، ونتابع الحلقات عبر هذه القناة حيث إن بعضنا لا يناسبه وقت عرضها للمرة الأولى لانشغاله.
وقد بقيت بعض الجوانب الفنية لعل الزملاء في الملتقى التقني يساعدون في إكمالها، مثل وضع شعار مركز تفسير بدل الصور الخاصة التي في القنوات، واستكمال بعض النواقص التقنية حتى تكتمل هذه القنوات الرافدة بشكل يليق بالمحتوى الذي تنشره.
في 1 رمضان 1431هـ
ـ[ام الحارث]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ونسأل الله الاخلاص وأن تكون أعمالنا شاهدة لنا لا علينا
بارك الله في جهودكم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Aug 2010, 03:56 م]ـ
بشرى طيبة في أيام خير، بارك الله في جهودك يا أم الحارث وجعلها في موازين حسناتك ثقيلة يوم القيامة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Aug 2010, 04:12 م]ـ
بشّركم الله بالقبول وبجنات عرضها السموات والأرض.
نهنئ أنفسنا وجميع المسلمين بهذه القناة المباركة. جهد مبارك أختي الفاضلة أم الحارث والأخ الفاضل أبو الحارث وكل من ساهم في إطلاق هذه القناة القيمة التي سيستفيد بها خلق كثير في شرق الأرض وغربها من المتعطشين لهذه البرامج القرآنية التي تزيدنا جميعاً تعلقاً بكتاب الله تعالى.
تقبل الله منكم وعلى بركة الله وهو الموفق على الدوام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Aug 2010, 04:52 م]ـ
بشركم الله بالخير، وشكر الله سعيكم يادكتور عبد الرحمن على متابعة هذه الإبداعات في الملتقى، والشكر موصول لأم الحارث وزوجها، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم، وأن لا يحرمنا جميعا الأجر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Aug 2010, 04:58 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك كل جهد يشارك في نشر الحق والخير بين الناس وأن يجعله في موازين أصحابه
أمور مبشرة بإذن الله تعالى
هكذا الغيث دائما قطرات ثم ينهمر
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Aug 2010, 05:19 م]ـ
أحسنتم .. أحسنتم ..
بهذا تتكامل الجهود وتتظافر، وقد كنا ننتظر تواصل الملتقى عبر هذه القنوات العالمية كثيرة الشعبية، فها نحن نرى البداية، ونرجو تمامها.
أسأل الله أن يكون عونا وسندا لكل من ساهم في الارتقاء بهذا الملتقى الكريم وكل ما يخدم القرآن العظيم.
ـ[المساهم]ــــــــ[11 Aug 2010, 05:30 م]ـ
كل الشكر للأخت أم الحارث وزوجها على الجهد المبارك
فأسأل الله العلي القدير أن يجزيهما عنا كل خير ويعظم لهم المثوبة والأجر اللهم آمين.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 05:49 م]ـ
جزى الله الأخت أم الحارث وزوجها خير الجزاء
نسأل الله لهم التوفيق لكل عمل ناجح
اللهم ءآمين
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:42 م]ـ
بشركم الله بالخير ... وبارك الله في الجهود المتواصلة من الاخت أم الحارث وزوجها وجعلها في موازين حسناتكم .. ونفع بكم .. والشكر موصول للدكتور عبد الرحمن على المتابعة والتواصل مع أعضاء الملتقى والحرص على الجديد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Aug 2010, 08:08 م]ـ
بارك الله فيكم، باب خير عظيم، والشكر لله تعالى، ثم لكل من ساهم في إنشاء هذه القناة، وشكرٌ خاصٌّ للأخت الفاضلة أم الحارث على جهدها المبارك في هذا المشروع القيم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان]ــــــــ[11 Aug 2010, 11:47 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك أختنا الكريمة أم الحارث وزوجها على هذه الخدمة المتميزة للبرامج الإعلامية القرآنية، وجزاكم الله خيراً
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:21 ص]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:23 م]ـ
نشكر أختنا الكريمة أم الحارث وزوجها على هذه الجهود المتميزة، ونسأل الله تعالى أن يثيبهما ويبارك في أوقاتهما، وهناك مواد صوتية ومرئية مسجلة لبعض الأعضاء فلعل المرحلة الثانية لهذا العمل تكون بجمع هذه المواد ومنتجتها ثم تنزيلها في هذه القناة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:14 ص]ـ
جهود مشكورة لأم الحارث وزرجها ولجميع القائمين على هذا الملتقى المبارك ..
وأثني على ما ذكره أخي د. إبراهيم الحميضي.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:21 ص]ـ
شكراً يا أُم الحارث على هذه الإضافات الجميلة التي تعتبر نقلة نوعية جديدة في طريقة عرض علوم القرآن عبر التاريخ.
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:40 ص]ـ
بارك الله في هذه الجهود المتميزة، والإبداعات المستمرة في هذا الملتقى المبارك وأعضائه المباركين.
هنيئاً لأم الحارث وزوجها هذه البصمة الحسنة، وهذا الفتح المبارك، بارك الله في ذريتهما وأعمالهما وبيض الله صحائف أعمالهما
وحشرهما مع أهل القرآن ومتعهما بلذة النظر إلى وجهه الكريم.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[13 Aug 2010, 07:52 ص]ـ
هي بشرى نزفها لكل متخصص في التفسير وعلومه، بل لكل مسلم جعل القرآن زاد طريقه ونور دربه في هذه الحياة ..
كل الشكر والتقدير لشيخنا الدكتور عبدالرحمن الشهري على إبداعاته وإتحافاته لهذا الملتقى المبارك،،
ثم للأخت الفاضلة أم الحارث وزوجها اللذين أخرجا هذه القناة إلى النور ..
وصادق الدعوات بأن تكون قناة أهل التفسير قبلةً يقصدها كل من أراد الاغتراف من معين القرآن ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:16 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ماشاء الله تبارك الله، هذا أوان تحقيق بعض الأمنيات التي كنت قد ناديت بها من قبل فالحمد لله أن رأت هذه الأمنية النور
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ونفعنا بجهود أهل العلم وأصحاب القدرات والخبرات فيها
نعم هنيئاً للملتقى هذا السبق المبارك في الشهر المبارك
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:38 م]ـ
الحمد لله فقد كانت القناة ناجحة ولله الحمد، حيث تم رفع حلقات التفسير المباشر وبينات وعدد من البرامج الأخرى للقناة طيلة الشهر ولله الحمد، وبقيت لدينا حلقات التفسير المباشر لعامي 1429هـ و 1430هـ لعله يتم رفعها وبقية البرامج القرآنية المميزة لتكون قناة تعليمية مميزة إن شاء الله، وهناك خطط لعقد دورات علمية مركزة حصرية بالقناة إن شاء الله لعدد من أساتذة الملتقى المميزين.
نسأل الله أن يحسن جزاء من قام على هذه القناة.
يوم عيد الفطر المبارك 1431هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:48 م]ـ
إن شاء الله دكتور عبد الرحمن تتحقق أمنيتنا جميعًا بنشر هذه البرامج على أكبر شريحة من المسلمين أسأل الله لكم التوفيق وبانتظار جديدكم عبر هذه القناة لكم كل الشكر والتقدير والدعوات بالتوفيق والسداد وتحقيق الأهداف.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[11 Sep 2010, 06:32 ص]ـ
وفقكم الله وسددكم.
لطالما انتظرنا هذه البرامج مجموعة في موقع واحد، فلا حرمكم الله الأجر، وبارك في جهودكم وأعمالكم.(/)
بحث في قوله تعالى: (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[11 Aug 2010, 03:10 م]ـ
قالى تعالى: (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الصافات 144
وقفة مع تلك الآية و تسألت
مالذي سيحفظ نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت
إلى يوم القيامة لابد أن يكون هناك أمراً ما, تسألت لو قدر الله
ليونس عليه السلام أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة
أليس للحوت أن يموت وبعد أن يموت فانه حتماً سيتحلل
وبعد تحلل الحوت سيخرج النبي يونس عليه السلام من جسد
الحوت لأن أجساد الأنبياء تبقى كما هي لاتتحلل كما اخبرنا
الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض
أن تآكل أجساد الأنبياء) رواه ابن ماجه وغيره
وهذا سوف ينافي ماجاءت به الآية وهو البقاء في بطن
الحوت , كذلك لماذا جاء بالذكر تحديد البطن لمكان إقامة
النبي يونس في الاية دون الإشارة إلى الحوت ككل
رجعت إلى سورة يونس عليه السلام وجدت أن هناك إشارة
إلى علم التحنيط في قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) يونس92
بعدها بدأت أتأمل الآية السابقة في سورة الصافات وماهو
السر في ذكر بطن الحوت تأكدت من أن مادة العنبر
( Ambergris) والتي تستخدم في تركيب أغلى
وأجود أنواع العطورات تخرج من بطن الحوت على شكل
كتل يقذفها الحوت من جوفه ,
وعند الفراعنة استخدمت بعض المساحيق العطرية في تحنيط
الموميات للمحافظة عليها والحيلولة دون فناءها حتى وصلت
إلينا بملامحها الرئيسية حيث برعوا في ذلك العلم
ومن خلال ماسبق نستنتج والله اعلم أن العنبر هو الذي سيبقي
نبي الله يونس عليه السلام في معدة الحوت إلى يوم القيامة
إذا والله اعلم أن العنبر من أقوى وسائل التحنيط وان كان معه
مواد أخرى وأسرار عن علم التحنيط فاسأل الله أن ييسر لنا
هذا البحث وان يُبين لنا مابه من حقائق وانا ادعوا
من هذا المنبر المبارك اخواني اهل التفسير للمشاركة
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Aug 2010, 03:48 م]ـ
قالى تعالى: (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الصافات 144
وقفة مع تلك الآية و تسألت
مالذي سيحفظ نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت
إلى يوم القيامة لابد أن يكون هناك أمراً ما, تسألت لو قدر الله
ليونس عليه السلام أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة
أليس للحوت أن يموت وبعد أن يموت فانه حتماً سيتحلل
وبعد تحلل الحوت سيخرج النبي يونس عليه السلام من جسد
الحوت لأن أجساد الأنبياء تبقى كما هي لاتتحلل كما اخبرنا
الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض
أن تآكل أجساد الأنبياء) رواه ابن ماجه وغيره
وهذا سوف ينافي ماجاءت به الآية وهو البقاء في بطن
الحوت , كذلك لماذا جاء بالذكر تحديد البطن لمكان إقامة
النبي يونس في الاية دون الإشارة إلى الحوت ككل
رجعت إلى سورة يونس عليه السلام وجدت أن هناك إشارة
إلى علم التحنيط في قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) يونس92
بعدها بدأت أتأمل الآية السابقة في سورة الصافات وماهو
السر في ذكر بطن الحوت تأكدت من أن مادة العنبر
( Ambergris) والتي تستخدم في تركيب أغلى
وأجود أنواع العطورات تخرج من بطن الحوت على شكل
كتل يقذفها الحوت من جوفه ,
وعند الفراعنة استخدمت بعض المساحيق العطرية في تحنيط
الموميات للمحافظة عليها والحيلولة دون فناءها حتى وصلت
إلينا بملامحها الرئيسية حيث برعوا في ذلك العلم
ومن خلال ماسبق نستنتج والله اعلم أن العنبر هو الذي سيبقي
نبي الله يونس عليه السلام في معدة الحوت إلى يوم القيامة
إذا والله اعلم أن العنبر من أقوى وسائل التحنيط وان كان معه
مواد أخرى وأسرار عن علم التحنيط فاسأل الله أن ييسر لنا
هذا البحث وان يُبين لنا مابه من حقائق وانا ادعوا
من هذا المنبر المبارك اخواني اهل التفسير للمشاركة
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل لايق عواد
سؤالك في مكانه ولكن للإجابة عليه لا بد له من صياغة معينة ودقيقة:
لقد تفضلت وقلت كلاماً معقولاً بأن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض وذلك في الحديث الصحيح (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) فإذاً ما فائدة مادة العنبر التي ذكرتها في بقاء يونس عليه السلام كما هو؟؟؟
وتسائلك أيضاً لماذا قال الله تعالى في بطنه ولم يقل في الحوت؟؟ وهل الذي يبلعه الحوت لا يذهب الى بطنه؟؟ فالقرآن يقول (فالتقمه الحوت) وهذا يعني أنه في النهاية سيستقر في بطنه. ولكن الدكتور زغلول النجار قال: بأن يونس لم يدخل في بطن الحوت ولكنه ظل عالقاً في فمه وهذا يؤشر الى قول الله (فالتقمه) ولم يقل فابتلعه وفي ذلك أيضاً نظر. ولكن الآية تتجه لو أن الله أراد له أن يظل في بطنه الى يوم القيامه لفعل سبحانه وعندها سينزلق يونس من فم الحوت ذلك المكان غير المستقر الى بطنه الذي فيه قرار الطعام وهذه نهاية كل ما يعلق في فم الحوت من طعام. وعندها أي لو استقر في بطنه فإن الله الذي يستطيع أن يُحرّم على الأرض أن تأكل جسد النبي يونس يُحرّم أيضاً على حيوانات البحر والديدان أن تقرب الحوت. وهذا ليس صعباً على من يقول للشيء كن فيكون.
والى ذلك ذهب الألوسي في تفسيره روح المعاني فقال: ولا مانع من بقاء بُنية الحوت كبُنية يونس من غير تسلط البلاء إلى يوم القيامة
مع أن بعض المفسرين ذهب الى بقائه حياً الى يوم القيامة لا ميتاً كأبي حيان وغيره. وبارك الله بك أخي الفاضل على هذا السؤال الجميل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Aug 2010, 03:54 م]ـ
قالى تعالى: (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الصافات 144
وقفة مع تلك الآية و تسألت
مالذي سيحفظ نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت
إلى يوم القيامة لابد أن يكون هناك أمراً ما, تسألت لو قدر الله
ليونس عليه السلام أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة
أليس للحوت أن يموت وبعد أن يموت فانه حتماً سيتحلل
وبعد تحلل الحوت سيخرج النبي يونس عليه السلام من جسد
الحوت لأن أجساد الأنبياء تبقى كما هي لاتتحلل كما اخبرنا
الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض
أن تآكل أجساد الأنبياء) رواه ابن ماجه وغيره
وهذا سوف ينافي ماجاءت به الآية وهو البقاء في بطن
الحوت ,
حياك الله أخانا لايق
وشهر مبارك
المسألة متعلقه بالقدرة فلو أراد الله أن يبقى يونس عليه السلام في بطن الحوت إلى يوم القيامة حيا لفعل " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون".
فبقاء الحوت حيا إلى يوم القيامه ويونس في بطنه حيا داخل تحت قدرة الله تعالى.
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:03 ص]ـ
أخي الفاضل لايق عواد
سؤالك في مكانه ولكن للإجابة عليه لا بد له من صياغة معينة ودقيقة:
لقد تفضلت وقلت كلاماً معقولاً بأن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض وذلك في الحديث الصحيح (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) فإذاً ما فائدة مادة العنبر التي ذكرتها في بقاء يونس عليه السلام كما هو؟؟؟
وتسائلك أيضاً لماذا قال الله تعالى في بطنه ولم يقل في الحوت؟؟ وهل الذي يبلعه الحوت لا يذهب الى بطنه؟؟ فالقرآن يقول (فالتقمه الحوت) وهذا يعني أنه في النهاية سيستقر في بطنه. ولكن الدكتور زغلول النجار قال: بأن يونس لم يدخل في بطن الحوت ولكنه ظل عالقاً في فمه وهذا يؤشر الى قول الله (فالتقمه) ولم يقل فابتلعه وفي ذلك أيضاً نظر. ولكن الآية تتجه لو أن الله أراد له أن يظل في بطنه الى يوم القيامه لفعل سبحانه وعندها سينزلق يونس من فم الحوت ذلك المكان غير المستقر الى بطنه الذي فيه قرار الطعام وهذه نهاية كل ما يعلق في فم الحوت من طعام. وعندها أي لو استقر في بطنه فإن الله الذي يستطيع أن يُحرّم على الأرض أن تأكل جسد النبي يونس يُحرّم أيضاً على حيوانات البحر والديدان أن تقرب الحوت. وهذا ليس صعباً على من يقول للشيء كن فيكون.
والى ذلك ذهب الألوسي في تفسيره روح المعاني فقال: ولا مانع من بقاء بُنية الحوت كبُنية يونس من غير تسلط البلاء إلى يوم القيامة
مع أن بعض المفسرين ذهب الى بقائه حياً الى يوم القيامة لا ميتاً كأبي حيان وغيره. وبارك الله بك أخي الفاضل على هذا السؤال الجميل
سؤالك في مكانه ولكن للإجابة عليه لا بد له من صياغة معينة ودقيقة:
لقد تفضلت وقلت كلاماً معقولاً بأن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض وذلك في الحديث الصحيح (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) فإذاً ما فائدة مادة العنبر التي ذكرتها في بقاء يونس عليه السلام كما هو؟؟؟
الصياغة عزيزي تيسير واضحة ودقيقة اما عن فائدة مادة العنبرفانا لم اتحدث بأنها ستحفظ نبي الله يونس
بل انها ستكون حافظة لبطن الحوت والذي سيكون قبراً لنبي الله يونس
وتسائلك أيضاً لماذا قال الله تعالى في بطنه ولم يقل في الحوت؟؟ وهل الذي يبلعه الحوت لا يذهب الى بطنه؟؟ فالقرآن يقول (فالتقمه الحوت) وهذا يعني أنه في النهاية سيستقر في بطنه. ولكن الدكتور زغلول النجار قال: بأن يونس لم يدخل في بطن الحوت ولكنه ظل عالقاً في فمه وهذا يؤشر الى قول الله (فالتقمه) ولم يقل فابتلعه وفي ذلك أيضاً نظر.
اعلم عزيزي ان النهاية هي البطن ولكن لماذا لم تكتفي الاية بالإشارة الى الحوت
كقول: ((للبث فيه الى يوم ..... )) والقران لايذكر شيئاً ويفصل فيه الاوخلفه
من الاسرار ما لانعلم به الا الله.
دار بيني وبين الدكتور زغلول النجار الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع
حيث اوضح لي بأن له بحث يدور حول وجود الكثير من الحيتان في اعماق البحار
منذ الاف السنين وكان يرجع السبب إلى برودة أعماق البحار وعندما ناقشته
بان تكون مادة العنبر هي السبب قال لي لا استطيع أن انكر او اثبت لان ذلك
يحتاج إلى أختبار لتلك المادة
ولكن الآية تتجه لو أن الله أراد له أن يظل في بطنه الى يوم القيامه لفعل سبحانه وعندها سينزلق يونس من فم الحوت ذلك المكان غير المستقر الى بطنه الذي فيه قرار الطعام وهذه نهاية كل ما يعلق في فم الحوت من طعام. وعندها أي لو استقر في بطنه فإن الله الذي يستطيع أن يُحرّم على الأرض أن تأكل جسد النبي يونس يُحرّم أيضاً على حيوانات البحر والديدان أن تقرب الحوت. وهذا ليس صعباً على من يقول للشيء كن فيكون.
والى ذلك ذهب الألوسي في تفسيره روح المعاني فقال: ولا مانع من بقاء بُنية الحوت كبُنية يونس من غير تسلط البلاء إلى يوم القيامة
مع أن بعض المفسرين ذهب الى بقائه حياً الى يوم القيامة لا ميتاً كأبي حيان وغيره. وبارك الله بك أخي الفاضل على هذا السؤال
نعلم أطال الله عمرك على الطاعات بأن الله قادر على كل شي ولكن هذه العبارة هي التي جعلتنا
كمسلمين نبتعد عن المسببات مما جعل الغرب هم الذين يكتشفون والقران يثبت صدقهم
فقدرة الله غير مشكوك فيها ولكن نحن نبحث ونستكشف والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Aug 2010, 06:22 ص]ـ
دار بيني وبين الدكتور زغلول النجار الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع
حيث اوضح لي بأن له بحث يدور حول وجود الكثير من الحيتان في اعماق البحار
منذ الاف السنين وكان يرجع السبب إلى برودة أعماق البحار وعندما ناقشته
بان تكون مادة العنبر هي السبب قال لي لا استطيع أن انكر او اثبت لان ذلك
يحتاج إلى أختبار لتلك المادة
نعلم أطال الله عمرك على الطاعات بأن الله قادر على كل شي ولكن هذه العبارة هي التي جعلتنا
كمسلمين نبتعد عن المسببات مما جعل الغرب هم الذين يكتشفون والقران يثبت صدقهم
فقدرة الله غير مشكوك فيها ولكن نحن نبحث ونستكشف والله الموفق
لا أظن طول الأعمار وقصرها مرتبط بسبب معين
لأننا نرى أن هناك من البشر من يكون قوي البنية سليم الأعضاء خالي من الأمراض لا يعمر طويلا ونجد شخصا آخر من نفس العائلة ضعيف البنية تتقاذفه العلل ويعمر دهرا.
ولنفترض أن ما قلته صحيحا وأن كل نوع من المخلوقات ركبه الله تعالى بطريقة معينة بحيث تتناسب آلية عمل جسمه مع فترة من الزمن بحيث لا يتجاوزها ذلك النوع من الخلق، فالإنسان يعمر كذا من السينين، والقرد كذا .. ، والفيل كذا ... ، والسلحفة كذا ... الخ
لكننا في قصة يونس أمام أمر خارق لا يتفق مع الأسباب والسنن المعروفة، فكون يونس في بطن الحوت أو في فمه ساعه أو ساعتين أو يومين أو ثلاثة ويبقى حيا أمر خارق للعادة.
فمن باب أولى أن يكون بقاؤه إلى يوم البعث ـ والله أعلم كم من السنين بين حادثة التقام الحوت ليونس عليه السلام وبين يوم البعث ـ خارقا للنواميس.
إذا القضية ليست متعلقة بطول أعمار الحيتان حتى لو كانت مادة العنبر هي السبب في طول أعمارها.
ثم إن عبارة "للبث في بطنه" لا يلزم بقاؤه ولا بقاء الحوت حيا ومع هذا تبقى العبارة صحيحة، والدليل ما رواه البيهقي وبن أب شيبة وغيرهما عن ابن عباس قال لما قتل حمزة يوم احد اقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع فلقيت عليا والزبير فقال علي للزبير اذكر لامك فقال الزبير لا بل انت اذكر لعمتك قال فقالت ما فعل حمزة فاريا ها انهما لا يدريان قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني اخاف على عقلها فوضع يده على صدرها ودعا لها قال فاسترجعت وبكت قال ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير قال ثم امر بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم"
أما قضية البحث فأنا معك أن الأمة تأخرت حين توقفت عن الاهتداء بنور القرآن في مجال البحث والتعرف على سنن الله في الكون
وهذا إنما حدث في أعقاب الزمن حين هجرت الأمة القرآن والسنة واتبعت الخرافة والبدع وإلا فهي كانت تقود العالم والعلم والمكتشفات في عصورها الزاهية وما قامت الحضارة الغربية المادية التي نراها اليوم إلا على الكشوف الإسلامية في جميع المجالات.
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:13 م]ـ
ابوسعد الغامدي اشكر لك المشاركة كما اشكر مشاركة الاخ تيسير الغول
ابوسعد ان طول الاعمار مرتبط بسبب معين لا كما ذكرت فالشريعة
الاسلامية اعطتنا اسباب من يعمل بها يطيل الله عمره فالأخذ بالاسباب
قاعدة نسير عليها هذا من جانب من جانب اخرنعيد نفس الكرة في قولنا لو فرضنا
انه ليس امر خارقاً, هل هناك اسباب ستبقي نبي الله يونس في بطن الحوت الى يوم يبعثون.
مثال: القران الكريم عندما خاطب ابو جهل في هذه الاية
قال الله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة)
كان الخطاب موجهاً لناصية ابو جهل وان المعنى مجازي وليس حقيقي
كما كان الجميع يظنه حتى اثبت العلم عكس ذلك وانه وصف حقيقي
لحالة تلك المنطقة في الدماغ ولكن انظر من اكتشفها وانظر من اثبتها.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:20 م]ـ
الصياغة عزيزي تيسير واضحة ودقيقة اما عن فائدة مادة العنبرفانا لم اتحدث بأنها ستحفظ نبي الله يونس
بل انها ستكون حافظة لبطن الحوت والذي سيكون قبراً لنبي الله يونس
حافظة لبطن الحوت فقط؟؟؟؟. وماذا بشأن بقية جسمه ما الذي سيحفظه؟؟ وكيف يستوي ذلك االفهم وما هي صورته؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:04 م]ـ
ابوسعد الغامدي اشكر لك المشاركة كما اشكر مشاركة الاخ تيسير الغول
ابوسعد ان طول الاعمار مرتبط بسبب معين لا كما ذكرت فالشريعة
الاسلامية اعطتنا اسباب من يعمل بها يطيل الله عمره فالأخذ بالاسباب
قاعدة نسير عليها هذا من جانب من جانب اخرنعيد نفس الكرة في قولنا لو فرضنا
انه ليس امر خارقاً, هل هناك اسباب ستبقي نبي الله يونس في بطن الحوت الى يوم يبعثون.
.
الحديث عن العلاقة بين الأسباب وطول العمر أمر دقيق ويحتاج إلى تفصيل.
وأما افتراض أن حادثة يونس والحوت ليس أمرا خارقا فلا يمكن إذا قلنا أن المراد لبثه حيا، حيث نعلم أن يونس لا يمكن أن يتنفس في بطن الحوت ولا يمكن أن لا يهضمه الحوت كبقية طعامه.
إذا الأمر خارق للعادة وقاعدة السبب التي تتشبث بها.
وكذلك إذا قلنا أن المراد بلبثه لبثه ميتا، فكيف يبقى دون أن يتحلل ويصبح جزء من غذاء الحوت وجسده؟
إذا هو أمر خارق للعادة وقاعدة الأسباب، هذا إذا قلنا أن الحوت سيعمر حتى يوم البعث وأن هذا ممكن في حياة الحيتان وهذا طبعا يحتاج إلى دليل.
إذا ليس أمامنا إلا أن نقول:
إن الأمر لا يخرج عن حالتين:
الأولى: أن الله لو أراد بقاء يونس حيا في بطن الحوت إلى يوم البعث فهذا أمر خارق للعادة أن يبقى إنسان في ظرف غير ملائم لحياته الطبيعة والسنن التي تحكم حياته لكنه ممكن ومتعلق بالقدرة والله على كل شيء قدير.
الثانية: أنه يموت ويتحلل ويصبح جزءا من غذاء الحوت ومن ثم جزءا من جسده ثم يبعثه الله يوم القيامة من تلك الأجزاء بعد تحللها وتحولها وهذا المعنى تحتمله الآية، ويشهد له حديث قصة مقتل حمزة رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:18 م]ـ
حافظة لبطن الحوت فقط؟؟؟؟. وماذا بشأن بقية جسمه ما الذي سيحفظه؟؟ وكيف يستوي ذلك االفهم وما هي صورته؟؟؟
هناك حقيقة يأخي الفاضل يشهد الله انني لم أعلم بها الا عندما اتصلت بالدكتور زغلول النجار الا وهي وجود حيتان ميته
منذ الاف السنين ولم تتحلل بكامل جسمها فدعك من البطن لانني عندما ذكرت البطن على وجه التحديد لم اقصد تحلل
باقي الحوت , وكماذكرت كان الدكتور زغلول النجار يرجع سبب بقاءها بهذا الشكل إلى برودة المياه في أعماق المحيطات
وعندما سألته لماذا لايكون السبب يادكتور زغلول وجود العنبر في جوف الحوت قال لي: لااستطيع ان انكر اواثبت كما ذكرت
لك سابقاً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:10 م]ـ
هناك حقيقة يأخي الفاضل يشهد الله انني لم أعلم بها الا عندما اتصلت بالدكتور زغلول النجار الا وهي وجود حيتان ميته
منذ الاف السنين ولم تتحلل بكامل جسمها فدعك من البطن لانني عندما ذكرت البطن على وجه التحديد لم اقصد تحلل
باقي الحوت , وكماذكرت كان الدكتور زغلول النجار يرجع سبب بقاءها بهذا الشكل إلى برودة المياه في أعماق المحيطات
وعندما سألته لماذا لايكون السبب يادكتور زغلول وجود العنبر في جوف الحوت قال لي: لااستطيع ان انكر اواثبت كما ذكرت
لك سابقاً.
بارك الله بك ونفع بك. وهذا ما كنت أقصده في إعادة الصياغة التي كنت قد نوهت اليها في المشاركة الأولى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Aug 2010, 04:05 م]ـ
هناك حقيقة يأخي الفاضل يشهد الله انني لم أعلم بها الا عندما اتصلت بالدكتور زغلول النجار الا وهي وجود حيتان ميته
منذ الاف السنين ولم تتحلل بكامل جسمها فدعك من البطن لانني عندما ذكرت البطن على وجه التحديد لم اقصد تحلل
باقي الحوت , وكماذكرت كان الدكتور زغلول النجار يرجع سبب بقاءها بهذا الشكل إلى برودة المياه في أعماق المحيطات
وعندما سألته لماذا لايكون السبب يادكتور زغلول وجود العنبر في جوف الحوت قال لي: لااستطيع ان انكر اواثبت كما ذكرت
لك سابقاً.
أخي الحبيب لايق مداخلتي ليست من أجل المشاركة فقط وإنما من أجل تثبيت المعلومة وتمحيصها والتأكد من صحتها
لا أشك في صدق الدكتور زغلول ولكن نجن بحاجة إلى التأكد: كيف تم تحديد أعمار تلك الحيتان أنها من الآف السنين؟
البرودة لا شك أن لها أثر في حفظ الأجساد من التحلل كما وجد لبعض الأجساد التي كانت محفوظه في المناطق الجليدية
ثم إن الحيتان أنواع وحوت العنبر واحد من تلك الأنواع
ثم هل يمنع العنبر الحوت من التحلل إذا مات على ساحل البحر؟
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:19 م]ـ
أخي الحبيب لايق مداخلتي ليست من أجل المشاركة فقط وإنما من أجل تثبيت المعلومة وتمحيصها والتأكد من صحتها
لا أشك في صدق الدكتور زغلول ولكن نجن بحاجة إلى التأكد: كيف تم تحديد أعمار تلك الحيتان أنها من الآف السنين؟
البرودة لا شك أن لها أثر في حفظ الأجساد من التحلل كما وجد لبعض الأجساد التي كانت محفوظه في المناطق الجليدية
ثم إن الحيتان أنواع وحوت العنبر واحد من تلك الأنواع
ثم هل يمنع العنبر الحوت من التحلل إذا مات على ساحل البحر؟
ابو سعد جزاك الله خير الموضوع بمجمله لم يطرح للبحث عن المشاركات فقط بقدر مايبحث
عن مشاركات تفيد في إثبات المعلومة او نقضها وانا مستمتع معك ومع الاخ تيسير بالنقاش
وعن تحديد اعمار الحيتان فهذا يرجع الى اهل الاختصاص اما عن انواع الحيتان فلما لايكون
حوت العنبر هو الذي لايتحلل لإاطول فترة على مر الزمان ولما لاتكون تلك الحيتان التي
لم تتحلل هي من نوع العنبر فانا ابحث عن من يثبت لي ذلك. ثم ان تحنيط اي جسم
يخضع لطرق ومراحل مهما استعملت المواد الحافظة , اذاً ليس شرطاً ان يكون تحلله
على الساحل مقياساً ننقض فيه هذا البحث وان كنت من خلال تجولي في الشبكة العنكبوتية
اجد بعض الأخبار عن عدم تحلل بعض الحيتان على اليابسه ككتشاف وادي الحيتان وغيره
ولكن كذلك لااعتبره مقياساً لإثبات بحثي(/)
سؤال لأهل الذكر
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[11 Aug 2010, 04:46 م]ـ
سؤال لأهل الذكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقعتْ في نفسي لطيفة عند قراءة قول الله تبارك وتعالى (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) التوبة 65
وأردتُ أن أُراجع فيها الإخوان، ورحم الله امرءًا صوّب أخاه.
والخاطرة هي: في الآية دليل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
- كيف؟
= محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق (وسأذكر الأدلة لمن غابت عنه "إن شاء الله")
فلو كان القرآن مخلوقًا؛ فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل منه، ولجاءت الآية: قل أبالله ورسوله وآياته كنتم تستهزئون.
ولكن كلام الله غير مخلوق، بل هو صفة من صفاته جل وعلا، من الصفات الفعلية الذاتية.
فجاءت الآية بذكر الله تعالى ثم صفته ثم نبيه صلى الله عليه وسلم.
روى مسلم (4223) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ).
وقد فهم العلماء من هذا النص وغيره من النصوص الواردة في فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق.
قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم":
وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم، لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم" انتهى.
وقد تتابع العلماء على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل الخلق، ونكتفي بالإشارة إلى بعض مواضع كلامهم خشية الإطالة:
الإمام الشافعي في "الأم" (4/ 167).
الإمام عبد الرازق الصنعاني في مصنفه (2/ 419).
شيخ الإسلام ابن تيمة في "مجموع الفتاوى" (1/ 313) و (5/ 127، 468).
ابن القيم في تهذيب السنن حديث رقم (1787) من عون المعبود.
ابن حجر في "فتح الباري" شرح حديث رقم (6229).
المرداوي في " الإنصاف" (11/ 422).
الألوسي في"روح المعاني" (4/ 284).
الطاهر بن عاشور في تفسيره (2/ 420).
السعدي في تفسيره (51، 185، 699).
محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (9/ 215).
الشيخ عبد العزيز بن باز في "مجموع الفتاوى" (2/ 76، 383).
علماء اللجنة الدائمة للإفتاء، وقد سئلوا: هل نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر أو خير الخلق؟ وهل هناك دليل على أنه خير الخلق، كما يقول كثير من الناس؟
فأجابوا:
"جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه، قال الله سبحانه: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء/113، وأجناس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها؛ فمن ذلك: أن الله عز وجل اتخذه خليلا، وجعله خاتم رسله، وأنزل عليه أفضل كتبه، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله، وهو سيد ولد آدم، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع، وبيده لواء الحمد يوم القيامة، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة، وأول من يدخلها. . . إلى غير ذلك من الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة، مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه، ولا شفاعة أعظم من شفاعته".
فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء، بل وأفضل الخلق، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى، ولكن مع هذه الفضائل والخصائص العظيمة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرقى عن درجة البشرية، فلا يجوز دعاؤه والاستغاثة به من دون الله عز وجل، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف/110، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى. "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/ 35).
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.
وقد توقف في ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، نظراً لأنه لم يرد بذلك نص صريح فقال:
"المشهور عند كثير من العلماء إطلاق أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، كما قال الناظم:
وأفضل الخلق على الإطلاق ... نبينا فمل عن الشقاق
أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:46 م]ـ
لست من أهل الذكر، ولا انوي الإجابة عن السؤال. غير أن عنوان الموضوع استفزني.
فلو اراد أحدهم أن يجيب لأوقعته في حرج، خشية أن يظن به الناس أنه يرى نفسه من أهل الذكر.
ولو كان لأحد ممن لا يعتبرون أنفسهم من أهل الذكر جواب مفيد على سؤالك، فأنت توقعه أيضا في حرج، يجعله يتمنع عن إجابتك.
فانظر ماذا تريد؟ إجابة مفيدة عن سؤالك؟ أم حدثيا مع أحد أهل الذكر، وكان يمكنك التواصل مع أحدهم بالبريد الخاص لو أردت، عوض نشر السؤال للعموم؟
مع خالص التحية، ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2010, 07:38 م]ـ
لا أظن المسألة تحتاج إلى أهل الذكر باعتبار أنهم الراسخون في العلم؛ وأما إذا كان طلبة العلم يدخلون في أهل الذكر؛ فأقول:
1 - بنيت استنتاجك على أن الواو يفيد الترتيب والصحيح عند أهل العلم من النحاة البصريين وغيرهم أن الواو لا يفيد ترتيبا ولا عدمه.
2 - الأدلة على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق أكثر وأشهر من أن تحتاج إلى استنباطات فيها تكلف ظاهر.
3 - الخلاف الذي وقع بين بعض علماء السلف ليس في حقيقة كونه مخلوقا أو عدمها على التحقيق؛ بل في إطلاق هذه العبارة "غير مخلوق" "مخلوق".
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Aug 2010, 10:32 م]ـ
أخي أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
لقد سؤالاً وأجبته ولم يعد هناك ضرورة لا لأهل ذكر ولا غيره. ولكن با أن كم كبير من العلماء قالوا أن النبي محمد خير الخلق. فهل هذا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام خير من العرش وهو مخلوق وخير أيضاً من الكرسي وهو مخلوق؟؟ وهل هو أيضاً أفضل من الجنّة؟ يا حبذا لو تجبني على تلك الأسئلة.
أما بالنسبة لتفسيرك للآية التي تفضلت وذكرت تلك اللطيفة حولها فأنا شخصياً استحسنتها واستحسنت ما ذكرته وهذا فتح فتحه الله عليك فلا أعدمك مثله. وبارك الله بك.
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:35 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني.
وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء: (قال ابن مالك: وكونها للمعيّة راجحٌ، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ، بل قال بإفادتها إياه: قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي)
أما أخي المُكثر من الموضوعات الطيبة النافعة "تيسير الغول": فقد طرحتُ ما عنّ لي، ولم أتأكد يقينًا أنه الصواب، لذلك عرضتُ الأمر على أهل الذكر.
(مَنْ آتاه الله علمَ مسألةٍ فهو من أهل الذكر فيها، ولا يُشترط أن يكون مجتهدًا مطلقًا كالشافعي ومالك)
وجزاك الله خيرًا -أخي تيسير- على استحسانك ما أوردتُه، فقد أسعدني كثيرًا، طيّب الله خاطرك وجبرك.
وأكرر شكري للُغويّ الفذ الأستاذ الحسيني.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني.
وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء: (قال ابن مالك: وكونها للمعيّة راجحٌ، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ، بل قال بإفادتها إياه: قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي)
أخي الكريم: المتواضع المدقق اللغوي.
لا أظن مسألة الواو وعدم إفادتها للترتيب عند البصريين - ومذهبهم أرجح وأكثر أدلة - أمر يحتاج إلى نقاش طويل؛ وخاصة عند أهل العلم باللغة من أمثالكم ..
وأعتقد أن مثلكم يفهم أن النقل من كتاب واحد ليس مهمة المحققين من أهل العلم وخاصة في المسائل الخلافية ..
وأما الكلام الذي نقلت؛ فلا يفيد أن الواو للترتيب؛ وإنما مقصود ابن مالك رحمه الله تعالى أنها تفيده غالبا؛ وهو خلاف الاستدلال بها على الترتيب كما لا يخفى على أمثالكم ..
وقد نص على ذلك في ألفيته المشهورة المتداولة حيث قال:
فَاعْطِفْ بِوَاوٍ لاَحِقاً أَوْ سَابِقاً ### فى الْحُكْمِ أَوْ مُصَاحِباً مُوَافِقاً.
قال شارحه ابن عقيل رحمه الله تعالى: "لما ذكر حروف العطف التسعة شرع في ذكر معانيها.
فالواو لمطلق الجمع عند البصريين فإذا قلت جاء زيد وعمرو دل ذلك على اجتماعهما في نسبة المجيء إليهما واحتمل كون عمرو جاء بعد زيد أو جاء قبله أو جاء مصاحبا له وإنما يتبين ذلك بالقرينة نحو جاء زيد وعمرو بعده وجاء زيد وعمرو قبله وجاء زيد وعمرو معه فيعطف بها اللاحق والسابق والمصاحب ومذهب الكوفيين أنها للترتيب ورد بقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا}.
شرح ابن عقيل [3/ 226] "
وأصرح من ذلك وأوضح ما في تعجيل الندى بشرح قطر الندى [ص 260] حيث قال: الواو: وهي لمطلق الجمع والاشتراك في الحكم بين المعطوف والمعطوف عليه. ولا تفيد الترتيب ولا المعية إلا بقرينة. فقد يكون المعطوف متأخرًا عن المعطوف عليه، نحو: تولي الخلافة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} (2). وقد يكون المعطوف سابقًا للمعطوف عليه، نحو: تولى الخلافة عمر وأبو بكر. قال تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} (3). وقد يكون المعطوف مصاحباً للمعطوف عليه فلا تفيد ترتيباً، نحو: جاء خالد وعليٌّ معه. قال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} "
ثانيا: بقي بعد الواو وجهان آخران لم تبين لي وجه ردهما حتى أستفيد منك.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.(/)
(وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) النسب بين مَن ومَن؟!!!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:21 م]ـ
قبل البدء في تفصيل هذه المشاركة
أحب أن أهنئ أعضاء الملتقى وزواره والأمة الإسلامية بقدوم شهر رمضان شهر الخير والغفران والعتق من النيران وبعد:
في قوله جل وعلا (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا)
اختلف علماء التفسير في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال:
أولاها: المراد بالجنة الملائكة والمعنى أن المشركين جعلوا بين الله وبين ملائكته نسبا وهو قولهم الملائكة بنات الله.
ثانيها: المراد بالجنة الجن والمعنى أن المشركين جعلوا بين الله وبين الجن نسبا وهو قولهم أن الله تزوج بالجن تعالى الله عن ذلك
ثالثها: المراد بالجنة إبليس والمعنى أن المشركين جعلوا بين الله وبين إبليس نسبا وهو قولهم أن الله وإبليس أخوان
التعقيب:
مما سبق يتبين أن علماء التفسير أجمعوا على أن الضمير في قوله (بينه .. ) يعود على الله جل وعلا واختلفوا في المراد بقوله (وبين الجنة ... ) واختلفوا أيضا في قوله (نسبا) هل هو بمعنى النسب أو المصاهرة؟
إلا أن ههنا احتمال لم أجد من ذكره حسب ما اطلعت عليه من كتب التفسير والاحتمال هو والله أعلم بمراد كلامه:
- أن الضمير في قوله (جعلوا بينه .. ) يعود على النبي عليه الصلاة والسلام
- وقوله (الجنة) هم الجن كما في قوله تعالى (من الجنة والناس)
- وقوله (نسبا) أي قربا
وعليه يكون معنى الآية والله أعلم
"وجعل المشركون بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين الجن نسبا أي قربا كما قال جل وعلا في آية أخرى (أم يقولون به جنة) "
[هذا ما ظهر لي في معنى هذه الآية]
أرجو التعقيب من الأخوة الأعضاء تعقيبا علميا
وجزيتم خيرا
[محبكم اليعربي]
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2010, 07:45 م]ـ
أخي الكريم: لا يستقيم ما ذهبت إليه؛ وذلك من أوجه:
1 - أنه خلاف السياق؛ فالمذكور في السياق هو الله تعالى وذلك من قوله تعالى:"ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله .. " الآيات.
2 - الضمير يعود على أقرب مذكور؛ ولا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم في الآيات السابقة.
3 - أن ما ذهبت إليه مخالف لما أجمع عليه أهل التفسير كما نقلت عنهم.
والله تعالى أعلم.(/)
نظرات في الفاتحة للدكتور محمد عبدالله دراز (التفسير المباشر)
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[11 Aug 2010, 08:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في حديثه الماتع كعادته في برنامج التفسير المباشر أشار الدكتور عبدالرحمن الشهري مرتين الي نظرة الدكتور دراز إلي سورة الفاتحة فرأيت رفعها إليكم تتمة للفائدة المذكورة فى البرنامج
نفعنا الله و إياكم بها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Aug 2010, 08:58 م]ـ
كتب الله أجرك أخي الفاضل خالد على رفع هذا الملف القيم، نعم أشار إليه الدكتور أكثر من مرة خلال الحلقة.
أنت ما شاء الله عليك مرجعنا في مؤلفات الدكتور دراز رحمه الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد وليت الأخ المساهم يعيد ترتيب وتنسيق الصفحات لهذا الملف لاقيم وفقكم الله جميعاً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Aug 2010, 11:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في حديثه الماتع كعادته في برنامج التفسير المباشر أشار الدكتور عبدالرحمن الشهري مرتين الي نظرة الدكتور دراز إلي سورة الفاتحة فرأيت رفعها إليكم تتمة للفائدة المذكورة فى البرنامج
نفعنا الله و إياكم بها
اهدنا الصراط المستقيم *صراط الذين أنعمت عليهم
كان لدي رغبة أن يتطرق الدكتور دراز الى الربط في المعنى بين تلك الآيتين. والوقوف على الحكمة في إضافة الآية (صراط الذين انعمت عليهم) والتي جاءت لتفسير الصراط المستقيم. مع أن الصراط المستقيم ومفهومه لا يخفى على الأقل على الفئة المؤمنة المخاطبة. فهل يحتاج توضيحاً وهو الطريق الوحيد للمؤمنين؟ أم أن في آية (صراط الذين أنعمت عليهم) دلالات خافيّة بحاجة الى تبيان؟؟ ماذا لو كان قول الله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فماذا لو كان السياق القرآني هكذا؟ فهل سيختلّ المعنى العام للآيات؟ وما المعنى الخفي الذي تفيده الآية غير الذي قاله أهل التفسير؟ أنا أظن أن هناك شيء كان يجب أن يُقال وخاصة في عرض دقيق للفاتحة كما الذي بين أيدينا في تفسيرها المباشر. وهي تعدد الطرق والمسارات التي يتوهم أصحابها كلهم أنها على حق. تعدد الأحزاب والطوائف. تعدد الملل والنحل والتي يحمل أصحابها ما هم به فرحون. ألا يستحق هذا التلاحم الواقع الآن بين المذاهب وتصارعها على أحقية الإمامة والبيعة وقفة ما لتجلية الموقف؟ الا يستحق التصارع وإراقة الدماء اليومية بين المذاهب واصطدامها في الفضائيات وتلاحمها على المرجعيات وقفة ذكرى لتأكيد الصراط الحق ما هي ماهيّته وكنهه؟
لقد أسهب الدكتور دراز في الشرح وأجاد ولا شك في عرضه للآيات. ولكنه حينما وصل الى تلك الآيتين مر عليهما مرور الكرام وانتقل الى ما بعدهما من آيات فلم يشفي غليلي الى ما كنت أبحث عنه وأنتظره. حتى القرطبي الذي له وقفات تفسيرية رائعة فقد اكتفى بقوله: وقيل: هو صراط آخر، ومعناه العلم بالله جل وعز والفهم عنه، قاله جعفر بن محمد. وإن قال قائل انه لا داعي للوقوف على تلك الآيتين لوضوح المعنى بشكل جليّ لا يحتاج الى تبيان. فإن كان ذلك هو الجواب فلله در من وفّر علينا الوقت والجهد في ما يشابه تلك المعاني الظاهرة في غير تلك الآيتين. ويرحم الله عبداً قال آمينا
ـ[المساهم]ــــــــ[12 Aug 2010, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد وليت الأخ المساهم يعيد ترتيب وتنسيق الصفحات لهذا الملف لاقيم وفقكم الله جميعاً.
تم تعديل الملف في نفس المشاركة الأصلية
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 12:35 ص]ـ
يقول الدكتور دراز: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على فرط إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. فهل يصلح هذا التعبير لكلام رب العالمين فنصفه بالإفراط؟؟
ماذا لو قال: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على بلاغة إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. أليس ذلك أكمل وأجمل وأكثر تقديساً وأدباً لكلام الله تعالى؟؟؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:20 ص]ـ
تم تعديل الملف في نفس المشاركة الأصلية
أكرمك الله بالجنة يا أبا عبدالرحمن وتقبَّل منك وجزاك خيراً. (ذلكَ ما كُنَّا نَبغِ)
يقول الدكتور دراز: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على فرط إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. فهل يصلح هذا التعبير لكلام رب العالمين فنصفه بالإفراط؟؟
ماذا لو قال: والعجيب من شأن سورة الفاتحة أنها على بلاغة إيجازها قد انتظمت المنهجين جميعاً في كلمتين. أليس ذلك أكمل وأجمل وأكثر تقديساً وأدباً لكلام الله تعالى؟؟؟.
لا أجد فيما ذكر الدكتور دراز حرجاً في استخدام العبارة، فعبارة (فَرْطِ) معناها هنا: شدة إيجازها، وليست من الإفراط. واقتراحك مقبول أيضاً.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:41 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيرا علي ما تقدمه لنا عبر الفضائيات و الملتقي و المؤلفات و إنما نستقي من علمكم جعله الله لك ذخرا يوم تبلي السرائر
الأخت الدكتورة سمر جزاكم الله خيرا علي مجهودك غير المسبوق و تقبل الله منك و مشاركاتي في هذا الملتقي المبارك لا تتعدي قطرة في بحر مشاركاتك وفقك الله لما يحب و يرضي
الأخ الفاضل المساهم جزاك الله خيرا علي الكتب الرائعة و تعديل هذا الملف و ليتني لي مثل مهارتكم هذه التي أغبطك عليها
الأخ الفاضل تيسير الغول جزاك الله خيرا علي مشاركتك القيمة و زادك الله علما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 04:27 ص]ـ
أكرمك الله بالجنة يا أبا عبدالرحمن وتقبَّل منك وجزاك خيراً. (ذلكَ ما كُنَّا نَبغِ)
لا أجد فيما ذكر الدكتور دراز حرجاً في استخدام العبارة، فعبارة (فَرْطِ) معناها هنا: شدة إيجازها، وليست من الإفراط. واقتراحك مقبول أيضاً.`
فرْط بمعنى شدة الإيجاز نعم هذا ما قصده الدكتور في استخدامها. ولكن كلمة فرط لا تخرج من حيّز الإفراط ومعناه وقد راجعت ذلك لغة فلم أجد أن من معانيها الخاصة شدة الإيجاز:
في الصحاح في اللغة: فَرَطَ في الأمر يَفْرُطُ فَرْطاً، أي قصَّر فيه وضيَّعه حتَّى فات. وكذلك التَفْريطُ. وفَرَطَ عليه، أي عَجِلَ وعَدا. ومنه قوله تعالى: " إنَّا نخافُ أن يَفْرُطَ عَلَيْنا أو أنْ يَطْغى ". وفَرَطَ إليه منِّي قولٌ، أي سبق. وفَرَطْتُ القوم أفْرُطُهُمْ فَرْطاً، أي سبقتهم إلى الماء، فأنا فارِطٌ، والجمع فرَّاطٌ. قال القُطاميٌّ:
فاسْتَعْجلونا وكانوا من صحابَتِنا ... كما تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ
وفُرَّاطُ القطا: متقدِّماتها إلى الوادي والماء. وأفْرَطَهُ، أي أعجله. وأفْرَطَتِ السحابةُ بالوَسْمِيِّ، أي عجَّلت به. وأفْرَطَتِ المرأةُ أولاداً: قدَّمتهم. وأفْرَطْتُ المرادةَ: ملأتها. يقال: غديرٌ مُفْرَطٌ، أي ملآن.
قال الكسائي: يقال ما أفْرَطْتُ من القوم أحداً، أي ما تركت. قال: ومنه قوله تعالى: " وأنَّهم مُفْرَطونَ "، أي متروكون في النار منسِيُّونَ. وأفْرَطَ في الأمر، أي جاوز فيه الحدّ. والاسمُ منه الفَرْطُ بالتسكين. يقال: إيَّاك والفَرْطَ في الأمر. وقولهم: لقيته في الفَرْطِ بعد الفَرْطِ، أي الحينَ بعد الحين. وأتيته فَرْطَ يومٍ أو يومين.
في الحقيقة أنا أعيب عليه جداً استخدام هذه الكلمة التي لا تليق وإن الإشارة اليها ليس من نافلة القول لما فيها من تجريح لآيات الله تعالى. وبارك الله بكم دكتور عبد الرحمن وقد تعلمنا من مشايخنا أن لا نجامل بآيات الله وقرآنه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2010, 07:50 ص]ـ
أخي الحبيب تيسير: دفعني اعتراضك للتحقق من فصاحة هذا الاستخدام للفظة في هذا المعنى، فوجدته أسلوباً معرقاً في العربية، استخدمه الشعراء والناثرون كثيراً، وهم المستند الذي يستقي منه أهل المعاجم لا العكس.
ومن ذلك قول الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم:
لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيَتُها بالأَنْعُمِ ... تَبْدُو مَعارِفُها كلَوْنِ الأَرْقَمِ
لَعِبَتْ بها رِيحُ الصَّبا فَتَنَكرَتْ ... إِلاَّ بَقِيَّةَ نُؤْيِها المُتهَدَّمِ
دَارٌ لِبَيْضاءِ العَوَارضِ طَفْلَةٍ ... مَهْضُومةِ الكَشْحَيْنِ رَيَّا المِعْصَمِ
سَمِعَتْ بِنا قِيلَ الوُشَاةِ فأَصْبَحَتْ ... صَرَمْتَ حِبالَكَ في الخَلِيطِ المُشْئِمِ
فَظَللتَ من فَرْطِ الصَّبابةِ والهَوَى ... طَرِفاً فُؤَادُكَ مثلَ فِعْل الأَيْهَمِ
وقول الفرزدق في قصيدته الفائية المشهورة:
تراهنَّ من فرطِ الحياءِ كأنَّها ... مراضُ سلالٍ أو هوالكُ نزَّفُ
قال العجاج بن رؤية:
يَا صَاحِ، هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا? ... قَالَ: نَعَمْ! أَعْرِفُهُ! وَأَبْلَسَا
وَانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى
وقال عدي بن زيد العبادي الجاهلي:
وإياك من فرط المزاح فإنه ... جدير بتسفيه الحليم المسدد
وقال أبو حية النميري:
وقفتُ كأني من وراءِ زجاجةٍ ... إلى الدارِ من فَرْطِ الصبابةِ أَنْظُرُ
فعينايَ طَوْراً تغرقانِ من البكا ... فأعْشَى وطوراً تَحْسِرانِ فأبصرُ
وقال يزيد بن الطثرية:
تذكَّرتُ ذاتَ الخالِ مِنْ فرطِ حبِّها ... ضُحًى والقِلاصُ اليَعمُلاتُ بنا تخدِي
فما ملكتْ عينايَ حينَ ذكرتُها ... دموعَهما حتَّى انحدرنَ علَى خدِّي
فهو أسلوب مستخدم منذ الجاهلية حتى اليوم، وقد بحثت في المكتبة الشاملة فوجدته مستخدماً في كتب التفسير والحديث والأدب وغيرها للمعنى نفسه.
رحم الله محمد دراز، وجزاك الله خيراً على أن دفعتني للتحقق والمراجعة.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[11 Sep 2010, 09:54 ص]ـ
بعد التحية والمباركة بالعيد أقول
تحديد معنى لفظ ما في اللغة لا يكفي فيه المعنى المعجمي؛ فثمة ما يسمى (ظلال المعاني) وثمة ما يسمى (القالب اللغوي) ورغم أن هذا الاستخدام - كما ساق الشيخ عبدالرحمن شواهده - معروف مألوف في اللغة، فإني أتفق مع أخي تيسير في أنه لا يجوز نسبته إلى كلام الله؛ لأن من ظلال المعاني في الفرط: الانملاص، والانفلات، والخروج عن السيطرة، وعدم القدرة على التحكم في الشيء. وأصل اشتقاقه من انفراط العقد (اللؤلؤ مثلا) وهو أمر لا إرادي كما هو واضح
وإذا كان يستحسن نسبة هذا إلى مشاعر الإنسان، فإنه لا يليق بكلام الله تبارك وتعالى؛ إذ لا تجري عليه أحاسيس البشر. ولاتتحرك ذرة في الكون إلا بأمره وإذنه تبارك وتعالى. وكان على الشيخ دراز رحمه الله أن يقول
" على شدة إيجازها "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:34 ص]ـ
بارك الله لكم أخي خالد وجزاكم الله خيرا كثيرا(/)
لأول مرة: مسابقة مركز تفسير الرمضانية لأحسن مشاركة
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[11 Aug 2010, 10:49 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فها قد أظلتنا مواسم الرحمات، نتفيؤ ظلالها، ونتنسم عبقها، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم التوفيق فيها والسداد في الأقوال والأعمال.
للملتقى في رمضان نكهة خاصة، وسمة مميزة، ولا غرو! فهو شهرالقرآن وهذا ملتقى أهل القرآن.
وبهذه المناسبة يسعدنا في مركز تفسير الإعلان عن مسابقة تُجرى لأول مرة، ونرجو أن تؤتي أكلها، ويتحقق بها خير عميم.
لا يخفى أن الله تعالى قد خص هذا الشهر بخصائص عديدة، فجعله خير الشهور وأكثرها بركة، وكان أعظم ما خصه به هو إنزال كتابه الكريم تبصرة وذكرى لأولي الألباب.
من أجل هذا ارتبط شهر رمضان بالقرآن، فخصه السلف بالتلاوة والتدبر أكثر من أي وقت آخر، وذلك لما يتسم به من سمو روحي يجعل القارئ للقرآن يجد حلاوة وفهما وتدبرا لا يجده في غيره.
وقد تميز ملتقى أهل التفسير في هذا الشهر بكتابات جميلة وقيّمة، تدور في فلك كتاب الله، تجعل من الملتقى روضة غناء مزدانة بأحسن الموضوعات القرآنية التي تبقى للكاتب والقارئ زاداً لاينفد.
من أجل هذا أحببنا أن نثري هذا الجانب بالتشجيع، عن طريق فتح باب الكتابة القرآنية المميزة، وإعلان هذه المسابقة:
مسابقة ملتقى أهل التفسير الرمضانية لأحسن مشاركة
الفكرة:
هي مسابقة لأحسن موضوع يتم طرحه في الملتقى العلمي مما يخص القرآن الكريم بأي وجه ممن الوجوه: علمي، تقرير، ملخص، نقد، ابتكار، مشروع ... الخ، مما يعد إثراء وخدمة لكتاب الله تعالى.
يفتح فيه المجال للأعضاء وغيرهم لعرض مشاركاتهم، وتكون هناك آلية معينة لاختيار أحسن المشاركات، وجوائز قيمة آخر الشهر لأصحاب أحسن المشاركات.
آلية المسابقة:
- يعرض الأعضاء مشاركاتهم بالشكل المعتاد في الملتقى العلمي، ولا يشترط أن يكون العضو قد كتبها بنية الدخول في المسابقة، بل يكفي أن تكون معروضة في الملتقى، بحيث تدخل في المسابقة جميع الموضوعات المعروضة.
- من أراد الكتابة من غير الأعضاء فيمكن أن يرسل مشاركته إلى البريد المخصص لهذه المسابقة:
tafsir.mosabaqa@gmail.com
مع وضع اسمه وجميع المعلومات المطلوبة في التسجيل ( http://www.tafsir.net/vb/register.php?) ليتم تسجيله بهذا الاسم وعرض مشاركته.
- تكون هناك لجنة معينة لترشيح الموضوعات التي تدخل المنافسة، والموضوع المرشح يوضع بجانب عنوانه كلمة (موضوع مرشح).
- ترفع هذه الموضوعات إلى لجنة من المختصين لتقييمها وإعطاء كل منها درجة وفق المعايير التالية:
50% للجدة والابتكار في الموضوع والمجهود المبذول فيه
30% لحسن معالجة الموضوع والإلمام بجوانبه
20% لجودة الأسلوب وجمال الصياغة
بحيث يحسب متوسط الدرجات المعطاة لكل مشارك.
وتمثل الدرجات المعطاة من هذه اللجنة ما نسبته 70% من إجمالي الدرجات.
- باقي النسبة تكون لجمهور الأعضاء، بحيث توضع نافذة للتصويت لكل من هذه الموضوعات، يختار منها العضو النسبة المئوية التي يعطيها للمشاركة.
- تجمع درجات اللجنة مع درجات الأعضاء، وتكون المحصلة هي الدرجة التي حصلت عليها كل مشاركة.
- تجمع المشاركات المرشحة في موضوع موحد آخر الشهر، وترتب على التوالي بحسب أعلى درجة.
- يتم تكريم العشر المشاركات الأُوَل كالتالي:
المركز الأول: 1000 ريال
المركز الثاني 700 ريال
المركز الثالث: 500 ريال
المركز الرابع: 400 ريال
المركز الخامس: 300 ريال
المركز السادس: 200 ريال
من المركز السابع إلى المركز العاشر مجموعة كتب قيمة لكل فائز.
بالإضافة إلى "شهادة المشاركة المميزة"، يحصل عليها جميع الفائزين، مع نشر مشاركاتهم في ملتقى المشاركات المميزة.
نسأل الله تعالى التوفيق والنجاح والفلاح للجميع.
ـ[إيمان]ــــــــ[11 Aug 2010, 11:41 م]ـ
مسابقة حيوية مباركة، وفكرة رائعة، وفقكم الله لكل خير ....
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:26 م]ـ
أحد الأخوة من غير المنتسبين للملتقى يسأل:
كم صفحة يجب أن تحتوي المشاركة؟؟
وهل يجوز أن تكون المشاركة تفسير لآية قرآنية (تفسير مباشر) أو تفسير ظلال لآية ما. فهل يجوز؟؟
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:43 م]ـ
رائع
بارك الله فيكم ,فكرة جميلة
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:31 م]ـ
أحد الأخوة من غير المنتسبين للملتقى يسأل:
كم صفحة يجب أن تحتوي المشاركة؟؟
وهل يجوز أن تكون المشاركة تفسير لآية قرآنية (تفسير مباشر) أو تفسير ظلال لآية ما. فهل يجوز؟؟
يشرف الملتقى بجميع المشاركات سواء من داخله أو من خارجه.
ولا حدّ لطول المشاركة، فالمهم أن يكون طولا ملائما لوضع المنتديات من حيث الاختصار مع اكتمال الغرض من الموضوع وجودة الطرح.
كما أن ما ذكره السائل داخل في حد المسابقة، فقد ذُكر في التعريف أن كل ما يتعلق بالقرآن الكريم وتخصص الملتقى العلمي يمكن أن يدخل في المسابقة، وجميع الموضوعات المكتوبة في رمضان داخلة فيها، لكن المنافسة والترشيح لا تكون إلا للموضوعات التي يظهر فيها الجهد المبذول فيها من حيث الشكل والمضمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:40 م]ـ
نود لفت انتباه الإخوة الكرام إلى أنه يمكن للعضو المشاركة بأكثر من موضوع، ويعامَل كل موضوع كمشاركة مستقلة في حال تم ترشيح أكثر من واحد، وإذا حصلت مشاركاته على أكثر من مركز فسيعتمد المركز الأعلى.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[12 Aug 2010, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
هذه فكرة رائعة لربطنا بالقرآن أكثر في هذا الشهر.
ـ[عمر عودة القلقيلي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:49 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام
خطوة رائعة وفكرة مبتكرة وجهد مشكور
وسدد الله خطاكم على طريق النور
المسابقة جاءت في وقتها في عالم المواقع والمنتديات والملتقيات التي تتنافس في مسابقات المجون الرذيلة .......... الخ
ونسأل الله لها التوفيق والإعانة منه سبحانه على المشاركة
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:38 م]ـ
فكرة رائعة وموفقة بإذن الله تعالى .. سدد الله على طريق الخير خطاكم
ـ[عثمان السعيد]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:20 م]ـ
قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .. }
وإن من السعادة والسرور ما يقوم به الملتقى من تطبيق هذه الآية القرآنية من الجمع بين القرآن وشهر رمضان
على شكل مسابقة فريدة.
كم أتمنى للمسابقة والقائمين عليها النجاح والتفوق وشهادة التميز.
وفقكم الله .. وفقكم الله .. وفقكم الله
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:53 م]ـ
نود إعلام الإخوة الكرام أنه قد بدأ اليوم عرض الموضوعات المرشحة للمنافسة في هذه المسابقة، والموضوعات المرشحة حتى الآن هي:
سورة الإنسان وتنظيم الحياة ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21144)
التثبت والتبين في القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21365)
وقد أضيف لكل منهما نافذة خاصة بالتصويت تغلق بعد ثلاثة أيام
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:45 ص]ـ
فكرة ممتازة تستحق التشجيع والدعم وستتمخض بحول الله عن خير كثير مستقبلا
ـ[نور مشرق]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:58 ص]ـ
تسعد النفوس برؤية مثل هذهـ المسابقات التي تشحذ الهمم للإبداع،
والتنافس في الأعمال الصالحة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،
جزيل الشكر لكل من عمل في هذهـ المسابقة، ودعمها،
أسأل الله أن يجازي الجميع خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:10 م]ـ
أشكر أخي العزيز الأستاذ محمد العبادي رئيس لجنة المسابقة على جهوده في تنظيم هذه المسابقة ومتابعتها مع بقية أعضاء اللجنة. أسأل الله أن يوفقهم جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يضاعف أجرهم في هذا الشهر الكريم.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[14 Aug 2010, 08:30 م]ـ
أشكر أخي العزيز الأستاذ محمد العبادي رئيس لجنة المسابقة على جهوده في تنظيم هذه المسابقة ومتابعتها مع بقية أعضاء اللجنة. أسأل الله أن يوفقهم جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يضاعف أجرهم في هذا الشهر الكريم.
وفيك بارك الله أستاذنا على كل ما تبذلونه خدمة لكتاب الله عزوجل وخاصة على قناتكم المباركة
ـ[أم الفضيل بن عياض]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:54 ص]ـ
جهد موفق .. وعمل مُحفِّز ... اسأل الله ان يجعلكم مباركين اين ماكنتم
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي أفكاركم، لا شك أن المسابقات لها قيمتها في أيامنا، ومن الأساليب التي عمت في كل شيء تقريبا، وأهم ما فيها إحياء روح المنافسة الشريفة المبدعة، وفي مجال خدمة كتاب الله سبحانه. ونسأل الله أن يلهمكم مزيدا من الأفكار التي تصب في خدمة كتابه العزيز
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[16 Aug 2010, 04:10 م]ـ
تم ترشيح موضوع:
المنتقى النفيس من تفسير العلامة ابن باديس رحمه الله ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21427)
وأضيف له التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام.
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:24 ص]ـ
لي موضوع هنا لعلكم تقبلونه ..
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115566#post115566
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:49 ص]ـ
شكر الله لكم، ونفع بهذه المسابقة .. ولعلها تكون حافزًا للجديد من الموضوعات، والجديد من المشاركين.
وهل من شرطكم أن تكون المشاركة جديدة خاصة بالموقع، أو يمكن أن يجلب المشارك موضوعًا له من موقع آخر؟ وإذا كان من شرطكم وعرفت أن أحد الموضوعات بهذه الصورة فهل أصوت له؟
أكرر شكري لكم، وإلى مزيد من العطاء.
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:50 م]ـ
لي موضوع هنا لعلكم تقبلونه ..
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115566#post115566
ذكر في العنوان أن جميع الموضوعات المعروضة في الملتقى العلمي تعد داخلة في المسابقة، فعليه لا تخش -حفظك الله- من فوات شيء منها.
وهناك لجنة مسؤولة عن ترشيح الموضوعات كما ذكر.
هل من شرطكم أن تكون المشاركة جديدة خاصة بالموقع، أو يمكن أن يجلب المشارك موضوعًا له من موقع آخر؟ وإذا كان من شرطكم وعرفت أن أحد الموضوعات بهذه الصورة فهل أصوت له؟
ليس من شرطنا حفظك الله.
فكل من خص الملتقى بمشاركة سواء عرضها في مكان آخر أو لم يعرضها فمرحب به وبها.
وعليه يمكنك التصويت أخي الكريم بلا إشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[18 Aug 2010, 09:28 م]ـ
أين توضع المشاركات؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:49 ص]ـ
أين توضع المشاركات؟
- يعرض الأعضاء مشاركاتهم بالشكل المعتاد في الملتقى العلمي، ولا يشترط أن يكون العضو قد كتبها بنية الدخول في المسابقة، بل يكفي أن تكون معروضة في الملتقى، بحيث تدخل في المسابقة جميع الموضوعات المعروضة.
ذكر في العنوان أن جميع الموضوعات المعروضة في الملتقى العلمي تعد داخلة في المسابقة، فعليه لا تخش -حفظك الله- من فوات شيء منها.
وهناك لجنة مسؤولة عن ترشيح الموضوعات كما ذكر.
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:54 م]ـ
تم ترشيح موضوع:
اعبر بدنياك .. إلى الآخرة ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21483)
وأضيف له التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:05 ص]ـ
إن أولى المواضيع بالترشيح - بل والفوز -موضوعي عن الإعجاز العددي في آية البسملة، يكفي أنه مبتكر وغير مسبوق، فأما الجهد الذي بذل فيه فسنوات.وإذا كان البعض يتحرج من مصطلح الإعجاز العددي، فليستبدله بـ: الإعجاز في ترتيب سور القرآن الكريم.
ولمن يجد صعوبة في فهمه: فليحمله إلى أساتذة الرياضيات المتخصصين في الجامعات ويستشيرهم.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:25 م]ـ
إن أولى المواضيع بالترشيح - بل والفوز -موضوعي عن الإعجاز العددي في آية البسملة، يكفي أنه مبتكر وغير مسبوق، فأما الجهد الذي بذل فيه فسنوات.وإذا كان البعض يتحرج من مصطلح الإعجاز العددي، فليستبدله بـ: الإعجاز في ترتيب سور القرآن الكريم.
ولمن يجد صعوبة في فهمه: فليحمله إلى أساتذة الرياضيات المتخصصين في الجامعات ويستشيرهم.
مبارك عليكم هذا السبق ... ونحن متنازلون لكم عن الترشيح
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:33 م]ـ
مبارك عليكم هذا السبق ... ونحن متنازلون لكم عن الترشيح
بارك الله بك
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[28 Aug 2010, 09:48 م]ـ
تم ترشيح موضوع:
هو خير مما يجمعون ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21518)
وأضيف له التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام.
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:20 م]ـ
تم ترشيح الموضوعين التاليين:
تفسير المثل الأعلى ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21740)
قاعدة في الحكمة من ختم الآيات بالأسماء الحسنى ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21767)
وقد أضيف لكل منهما نافذة خاصة بالتصويت تغلق بعد ثلاثة أيام
وفق الله الجميع لكل خير
( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21767)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Sep 2010, 01:57 ص]ـ
برجاء النظر فيما جاء على الرابط التالى تحت عنوان (تنويه عابر):
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=117712&postcount=65
والتمسوا ليلة القدر هذه الليلة، فعسى أن تكون هى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:39 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل ..
والمسابقة خاصة بالموضوعات المكتوبة خلال الشهر وإلا فالملتقى يفيض بالكتابات الثمينة ..
وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:09 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بهذه المسابقة، وأرجو بعد أن بلغنا اليوم الأخير من شهر رمضان أن نرى النتائج قريباً.
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:31 ص]ـ
يبدو أن السباق اشتد في آخر المضمار!
هذه أربعة موضوعات قامت لجنة الترشيحات برفعها اليوم وهي:
وتزودوا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21426)
كيف نقرأ سور القرآن؟ ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21328)
كيف نقرأ ونستمع لسورة النساء؟ ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21408)
المدخل لدراسة القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21461)
وقد أضيف لكل منها التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام أسوة بباقي الموضوعات
كما أن بريد المسابقة ما زال يتلقى المشاركات، وقد وصل إليه قبل قليل عدد منها.
وبهذا نعلن أن المسابقة ممتدة حتى غروب شمس هذا اليوم الخميس 30/ 9/1431ه حتى تكون الفرصة رمضانية إلى آخر لحظة!
نسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير وسداد
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[10 Sep 2010, 01:09 ص]ـ
بغروب شمس هذا اليوم توقف استقبال المشاركات، وشهدت الساعات الأخيرة وصول أربع مشاركات، قامت اللجنة المختصة بترشيح أحدها وهو:
الجانب المالي للفساد فى الأرض كما نستوحي من القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21944)
كما أضيف له التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام أسوة بباقي الموضوعات.
وبه تختم المشاركات في هذه المسابقة، نسأل لله أن يختم للجميع بخير.
وسوف يكون الرابع من شوال -بمشيئة الله تعالى- موعد إعلان النتائج النهائية.
>> رابط إعلان النتائج النهائية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=121909) <<
وفق الله الجميع لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:40 م]ـ
بغروب شمس هذا اليوم توقف استقبال المشاركات، وشهدت الساعات الأخيرة وصول أربع مشاركات، قامت اللجنة المختصة بترشيح أحدها وهو:
الجانب المالي للفساد فى الأرض كما نستوحي من القرآن الكريم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21944)
كما أضيف له التصويت المنتهي بعد ثلاثة أيام أسوة بباقي الموضوعات.
وبه تختم المشاركات في هذه المسابقة، نسأل لله أن يختم للجميع بخير.
وسوف يكون الرابع من شوال -بمشيئة الله تعالى- موعد إعلان النتائج النهائية.
وفق الله الجميع لكل خير.
تقبل الله منا ومنكم
يعني يوم الإثنين
اللهم اجعله خيرا
وشكرا لكم(/)
حصريا وإنه له لحلاوة جديد الشيخ عصام العويد
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:37 ص]ـ
في رحلة الشيخ عصام العويد للكويت قمنا بتوثيقها
وهذه اول محاضرة قمنا بتنزيلها
وهي وان له لحلاوة
http://islam-call.com/records/view/id/10967/
وفيها تطبيق عملي لتدبر القرآن
وباقي المحاضرات قادمة
وجزاكم الله خير
ـ[عصام العويد]ــــــــ[12 Aug 2010, 04:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا حبيبنا الغالي، قد احببنا الكويت حين خبرنا رجالها، إن بني عمك فيهم رماح.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:57 م]ـ
الله يكتب لك الأجر والمثوبة
ولكن اتمنى أ / بو سلمان أن يكون الرابط جاهز للدخول بدلا من النسخ
حفظك الله وآسف إن أثقلت
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[12 Aug 2010, 04:00 م]ـ
سددك الله الأخ الفاضل ابو سلمان العنزي إنما سددت ثغرا بارك الله بكولكن الرابط لا يفتح
الدكتور الشيخ عصام العويد زادكم الله من فضله
حفظكم الله ليتكم تطلبون في الزيارات القادمة أن تكون محاضراتكم في محافظة حولي ولو محاضرة واحدة
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[12 Aug 2010, 10:45 م]ـ
شكراً لك فضيلة الشيخ عصام على هذا الرد الطيب من الرجل الطيب
أخي الكريم حاتم ظهران ملاحظ ممتازة سوف افعل ما طلب في المرات القادمة إن شاء الله
الأخت نوال عبداللطيف الخياط هذا الرابط مرة أخرى
http://islam-call.com/records/view/id/10967/(/)
بين التفسير الفرقاني والتفسير الاصطلاحي
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[12 Aug 2010, 11:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد:
يقول الباري عز وجل في كتابِه الحكيم: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان: 30]. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً [الفرقان: 31]. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان: 32]. وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان: 33]. الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان: 30 - 34]
في هذا المقطع من سورة الفرقان يَنقُل الله عزَّ وجلَّ إلينا شِكايَة الرَّسُول ? عن هُجران قَومه لهذا النُّور الرَّباني والهَدي الإلهي؛ متخذين إيَّاه ظِهريا وكَأَن لَم يُوحَ شَيء؛ فَرحين بِما عِندَهُم مِن العِلم؛ ضارِبين لله الأَمثال والشُّبَه!! ولَكنَّ الله تعالى يُسلِّي رَسُولَه بأنَّ هذا الهُجران والصُّدود سُنة إلهية جارِية على كلِّ مَن حَمل مِشعَل الحَق، وصَدح في الآفاقِ بِمنهَج اللَّه وَحده من غَير رَيب ولا مُوارَبة، والله وَحده هُوَ الكافي والهَادي والنَّصير!
ونَفس القَانُون يُؤكِّدُه اللَّه تَعالى في سُورة الأنعام في قَوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ. أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [الأنعام:112 - 116] ... وكذا في سورة الحج في قَولِه تَعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ. وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الحج:52 - 54].
فقَد كَتب الله على كلِّ دَعوة نبي ورسُول مُعارَضة من شَياطين إنس وجِن يُوحي بَعضهم إلى بَعض سَرابا وزَيفا مِن الأقوال والأَمثَال بِطِلاء مُزخرف بَرَّاق يَغُرُّ الغافِلين، يُعارِضون بِها الوَحي الرَّباني النَّاصِع الذي لا يَأتيه البَاطل مِن بينِ يَديه ولا مِن خَلفِه، والذي هُو الحَقُّ كلُّه، والهُدى كلُّه!! والأنبيَاء الكِرام بإخلاصِهم وتفانيهم في وَاجب الدَّعوة يتمنَّون لَو أنَّ النَّاس كلُّهم تابوا وأنابوا وأقلَعوا عن غيِّهم وضَلالِهم؛ ولَكن إرادة الله فَوق كلِّ شيء ولا مُعقِّب لِحُكمِه ولن تَجد لِسُنَّة الله تَبديلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
بيدَ أنَّ البيَان الإلهي يُقرِّر أن هذا الوَحي الشِّيطاني لا يَتأثَّر بِه ولا يَميلُ إلَيه إلا مَن لم يُخلَص قَلبُه بِخالِصَة ذِكرى الدَّار؛ مِمَّن لم يَصطَبغ بِنُور الوَحي، وصَغى فؤاده لكلِّ ناعِق مِن غير تثبُّت وَمن غَير احتِكام إِلى البيِّنات التي هِي أمُّ الكِتاب؛ ويُؤكد الله سُبحانَه أنَّ أكثَر النَّاسِ في الأَرض راضين بِهذا الوَحي الشَّيطاني فاتِحين لَه قُلوبَهم إلاَّ مَن رَحِم اللَّه ممَّن أوتِيَ العِلم الحَق؛ علم الوَحي!! ويُلاحَظ أنَّ الله تعالى ذَكَر هذا القَانُون بِصيغة الإِطلاق والتَّعميم مِمَّا يُدلِّل على أنَّه قَانون ساري المَفعول في كلِّ زَمان ومَكان، وليس خاصا بالمُجتمع الجَاهلي الذي تنزَّلت هذه الآيات المَكية بينَ ظَهرانيه!!
والسُّؤال المَطروح الذي نَودُّ مُعالَجته في هَذا المَقال: ما هُو العَاصِم من الانزِلاق وراء هذه الشُّبَه والأَمثال والإيحاءات الشَّيطانية الآثِمة؟! وما هي الآليَة التي يَثبُت بِها الإِنسان المُسلِم أمام هذه الزَّعازع القاصِمة للظَّهر؛ المُردية في المَهالِك؟!
الجَواب نستشفُّه وَاضِحا مِن خِلال المَقطَع الفُرقاني الذي استهللنا بِه هذه المُداخَلة ... إنَّه في قَولِه تعَالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً. وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان:32 - 33].
لقَد تَضايَقَ الكُفَّار مِن هذا القُرآن الذي ما فتِئَ يتنزَّل على مُكث يُزيِّف شُبههَم، ويكشِفُ عُوارَهم، وكُلَّما ظَنُّوا أنَّهم قَد ألجَمُوا لِسانَ رسول الله ? عَن البَلاغِ والمُحاجَجة إلا وقَرعتهم آيَة جديدة تُبكِتُهم وتُلقِمُ الأحجَار في أفواهِهم، وتَرُدُّهم على أعقابِهم صاغِرين؛ فلِذا طَلبُوا مِن الرَّسُول ? أن يُنزِّل إليهم القُرآن جُملة وَاحِدة حتَّى يسهُل عَليهم أن يَختَلقوا جوابا يَرُد على المَجمُوع في نَوع مِن التَّخفيف على أنفُسِهم، والتَّعمية على ضِعاف القُلوب وأراذِل القَوم، وعَدم التَّعرض إلى آحاد الأدلة التي لا يستَطيعُون لَها ردا مُقنعا على وَجه التَّفصيل؛ والله تَعالى يذكُر العِلَّة وَاضِحة صَريحة مِن خِلال هذا التفريق في التَّنزُّل " والمُكث في إنزَالِه ... كذلك لنثبِّت به فؤادَك ورتَّلناه تَرتيلا"!!
فهيهَات للقُلوبِ إذَن أن تَثبُت (تعمِيما لمَدلول الآيَة)، وللشُّبه أن تَنجلي، وللحَقائِق أن تُفسَّر؛ بالأَخذ بالقُرآن جُملة على طَريق الوِراثة والتَّبرك، والمعرفة العامَّة السَّطحيَّة التي ابتُلي بِهذا كَثير مِن المُسلمين – سيما في هذا العَصر-بل بقِراءة التَّرتيل الدَّالة على التَّأني والمُكث في التَّلقِّي والتَّدبُّر مِن جِهة، والاستِماع المُنصِت المُتواصِل لِكلاَم الخالِق العَظيم مِن جِهة أُخرى!!
والتفسير المَقصُودُ في العُنوان هُو ما نَصطَلِحُ عليه بالتَّفسير الفُرقاني الذي هُو بِمعنى إظهار الله تعالى الحَقائِق، وكَشفه الأسرار، وإزاحته الشُّبه بالصَّبر والاتِّباع والإنصات؛ كَمثل غَيث مُنهَمر وَقع على أرض قاحِلة جَرداء فأنبَت الزَّرع وأحيَا المَوات!! وكمثل صُبح أسفَر على غياهب لَيل، فانزوى ظَلامُه، وانقشعَت غُيومُه! ولكن خُلِقَ الإِنسَان مِن عَجل؛ يُكثِرُ مِن التساؤلات والاستِشكالات قبل أن يُصغي لِخالِقه العَظيم؛ يزكي روحه ويَصقل وجدانَه، ويؤسس أرضِيته المَعرفية على قَاعدة صَلبة مِن نُور اللَّه!!
وهذا التَّفسير النُّوراني الفُرقاني لا يَحتاجُ إلى كَبيرِ ملَكة في اللُّغة وطُول باع في علوم اللِّسان؛ بِقَدر ما يَحتاج إلى نَفوس خاشِعة نقية، مُتجرِّدة عن السَّوابِق والخَلفيات، مُترفِّعة عن النزوات والاعتبارات ... فلَم يَكُن العَرب المُخاطَبون بالآيَة ذوي نقص في اللُّغة أو ضُعف في اللِّسان؛ بل كانت نُفوسُهم مُشرَبة بِحُب الأَصنام والآلِهة، والانسياق وراءَ الشَّهوات وموروث الآباء ممِّا حالَ دُون تمثُّل نُور الوَحي فيهِم!
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً? [طه: 114].
(يُتْبَعُ)
(/)
? يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ? [الأنفال: 29].
أجزِمُ بِأنَّ المُسلِمين لَو اتَّبعوا هَذا التَّوجيه الرُّباني في التَّعامل مَع القُرآن الكَريم؛ وصَبَروا في اتِّباع كِتابِ ربِّهم حتى يُقضَى إليهم وَحيُه، واتَّخذوا ذَلِك مَنهَجا في جَميع مَجالات حًياتِهم؛ لتبخَّرت كَثير من إشكالاتهم وتساؤلاتهم، ولَذابَت كَثير من ظُنونهم وتخميناتهم، ولاختُزلت الكثير مِن العُلوم والفُنون المُنتشرة على السَّاحة الثقافية! ولَشُفيَت القُلوب واستَراحَت، ولَوُجِدَ لكلِّ مُشكِلة – مهما كانَت-حلولا ومَخارِج بإذنِ الله تعالى ... كيف لا وبيَان الله عزَّ وجل أصدَق مَحجَّة وأَروع بيان وأحسن تفسير!!
?وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً? [الإسراء: 12]. ?وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? [الأعراف: 52]. ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل: 89].
وأجزِم أيضا أنْ لو انطَلق علماء الإِسلام ومُفكِّرُوهُم، وطلَبة الجَامِعات والأَساتِذة مِن دِراسَة القُرآن وَحدَه عَلى وَجه الإِحاطَة الشُّموليَّة قَبل تَناوُل أيِّ فنّ أو عِلم لاختَصروا الطَّريق على أنفُسِهم كَثيرا، ولمَا تَضخّمَت المُدوَّنات والمُصنَّفات بالشَّكل الَّذي نَراه الآن على المَكتبات؛ لأنَّ كثيرا مِن مسائِل تِلك العُلوم لا أساسَ لها في التَّصور القُرآني أصلا؛ والبَعض الآخَر لا فائِدة تُرتَجى مِنها، والبَعض الآخَر لَه أساس ولكنَّ طَرحَه بعيد عَن الرُّؤية القُرآنيَّة؛ ولعلَّ أبرَز مثال على ذَلك قضيَّة السُّنَّة وإشكاليّاتها التي يَعلَم الله كَم سالت فيها الأقلام ودُوِّخَت بسببها الأحلام والأفهَام قَديما وَحديثا؛ بداية مِن المصنفات والمستخرجات وكتب (الصِّحاح) والسُّنن وعلم المُصطَلح، وانتِهاء بالدِّراسات الكَثيرة المُتكاثِرة في مَوضوع حُجِّية السُّنة بين المُنكِرين والمُثبِتين؛ وممَّا هُو مَعلُوم أنَّ المَادَّة الحَديثيَّة هي المُهيمِنة على المَكتبة الإِسلَامية تَليها المادة الفِقهية ثمَّ المَادة القُرآنية (على مَا فيها)!! ولَم أجِد لِحدِّ الآن مُؤلَّفا جَامِعا يتَناول مَوضوع السُّنة مِن خِلال القُرآن باستِقراء تام ... ما هي السُّنة في القرآن الكَريم؟ من هو الرسول في القرآن (بتتبع كلمة الرسول بجميع مشتقاتها في القرآن كلِّه)؟ من هو النبي؟ ماذا يقول الخالِق العَظيم عن رسُوله؟ ماذا يقول النبي عن نفسه؟ ما معنى الطاعة في القرآن؟ هل هنالِك آيات تُدلِّل على وُجودِ وَحي ثان غَير القُرآن الكَريم؟ ما حدود الوَحي في القرآن؟ وما مدلول كلمات الحكم والشريعة والاتِّبَاع في القرآن الكريم؟ وهكذا دَواليك ... مع العلم أنه لا يكفي تتبع هذه النقاط وَحدَها ما لم يَكُن للبَاحث روح قرآنية عامَّة، ومَنطِقٌ قُرآنِي يُهيمِن على جَميع بُحوثِه؛ مِنه يَصدُر وإليه يرجِع!! وهنا أنعى على كثير مِن (أهل القُرآن) أصحاب المَوقِع المَعروف الذين وإن كانَ لَديهِم الكَثير مِن الآراء الصَّائبة (بتتبعهم لآيات الموضوع الواحد) إلا أنَّ الروح القرآنية العامَّة، والإِحاطة بِقَوانين الكِتاب يفتَقِدُها الكَثيرُ مِنهم؛ فجَنَوا على القُرآن أكثَر ما نفَعُوه للأسَف الشَّديد!!
ومَوضوع الضُّر وفقه الفِتن والمصائِب في القُرآن الكَريم مِن المَواضيع التي كشَفت أنَّ إحاطَتنا بكِتاب الله عزَّ وجل لا تزال باهِتة ضعيفة؛ فبَعد فيضان غرداية (أكتُوبر 2008م) تَضاربت الآراء بِشكل عجيب في تفسير الظَّاهِرة؛ حتى إنَّها خَضعت عند بعضهم للشُّورى ماذا نَقُول للنَّاس وما لا نَقُول؛ وبَحثت حينِها عن مؤلف جَامع محيط بآيات القُرآن في المَوضوع حتى أستأنس به في تحضير درس بإحدى المساجِد؛ فلَم أَجِد بَعد طُول بَحث؛ لولا أن أسعَفني الله تَعالى بما منَّ به عليَّ من فَهم من خلال رَحلات شَيخِنا داوود حفظه الله تعالى ورَعاه!
(يُتْبَعُ)
(/)
? أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً? [النساء: 82].
كيف يحق للإنسانِ الضَّعيف أن يتساءل ويستَشكل ويتفَلسَف؟ وكيفَ يَحقُّ لَه أن يُقعِّد ويُنظِّر ولمَّا يُحط عِلما بالآيات ولمَّا يَدرُس البيِّنات والمُحكَمات؟ أليسَ هذا نَوع مِن التَّألي على اللَّه؟! بل الأدهى مِن ذلك: أليسَ هذا ضَربا مِن افتراء الكَذب على اللَّه، وادِّعاء أنّ الإنسان قادر أن يُنزَّل مِثل ما أنزَل اللَّه؟!! فِعلا: ومَا قَدروا الله حقَّ قَدرِه!! وما قَدروا وَحيَه بالتَّبع حقَّ قَدرِه!!
? إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل: 104]. إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ? [النحل: 105].
? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ? [الأنعام: 93].
? فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ? [الأنعام: 144].
? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [هود: 19]. أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ [هود: 20]. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ? [هود: 21].
? فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ? [البقرة: 79].
لاحِظ: لماذا يَفتري الإنسان على اللَّه الكَذب؟! لأنَّه لم يَكُن يستَطيع السَّمع لِخالِقه وهُو يهديه ويُرشِده إلى سُبل السَّلام!
? وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً [الكهف: 100]. الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً? [الكهف: 101].
كم افترينا عليك كَذبا خالِقنا العَظيم في مَناهجنا الدراسية ومقرراتنا المعرفية! وكَم أقصَينا تَوجيهَات كِتابِك الخالِد في شتى مَجالات حياتِنا! وكم فَرحنا بِما عِندنا مِن العلم على حِساب قرآنك الذي هُو العِلم كلُّه!! وكم اكتَفينا بإيراد الآيات كَشَواهد ومكمِّلات ومُحسِّنات لا كانطِلاقة للتأسيس والبِناء!
ولقائٍل أن يَقُول: هل يعني كَلامَك هذا أن لا يَطرَح الإنسان سُؤالا أَبدا ولَو استَشكَل، ويكتفي بالتَّلقي والاتِّباع فقَط؟!
والجَواب أن السُّؤالَ ليسَ مَحظُورا على وَجه الإطلاقِ والتَّعميم؛ بل لا مانِع مِن السُّؤال والاستِفهَام ولَكن معَ الاتِّباع لا مَع الهُجران!! وهذا ما نستَشفُّه واضحا مِن خلال قِصَّة موسى (عليه السلام) مَع العَبد الصَّالح في قَوله تعالى: ? قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً? [الكهف: 70]؛ أي أنَّ الأصل فيك يا مُوسى أن تَتلقى وتَسمَع فإن كانَ لكَ شيء فبَعد أن أُحدِثَ لكَ مِنه ذِكرا فألفيت الإشكالَ لمَّا يَنزَح مِن قَلبِك فلكَ أن تَسأل بُغية أن تُواصِل مسيرة الاتِّباع، والإحاطة بالآيات لا أن تتعنَّت أو تَسأل عن شَيء والبيان الإلهي قد فصَّله وأحكَمه وأنت عَنه غافِل!! وهذا طَبعا يحتاجُ إلى صَبر وثبات ولَيس بالأَمر الهَيِّن؛ لأنَّ الإنسانَ خُلِق مِن عَجل؛ ولِأنَّ للشَّيطان اللَّعين دَخل كبير في المَوضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
? قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [الكهف: 67]. وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [الكهف: 68]. قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً? [الكهف: 69].
? وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ? [يونس: 109].
ولمَا قُلت أيضا تأصيل في قَوله تعالى في سورة المائِدة: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة: 101]. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ? [المائدة: 102] ... فضَرب الأمثَال وطَرح الأَسئلة والإشكالات قَبل تنزُّل القُرآن على القَلب قَد يُفضي إلى الكُفر بصريحِ هذه الآية الكَريمة، وبالمقابل (وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ). (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرا?ً [الفرقان: 33].
فَلا مَانِع إذن مِن السّؤال في سياق الاتِّباع كَما نَقل لنا الله عزّ وجل في كَثير مِن الآيات عن الصَّحابَة الكرام (يسألونك عن الخمر والميسِر). (يسألونك عن المحيض). (يسألونك عن اليتامى). (يسألونك ماذا يُنفقون). (يسألونك عن الأَهلة). وأغلبها كَما يُلاحظ أسئلة يُحتاج إليها للعَمل لا تَحتَمل التَّأخير، ولو لم يتلبسُوا لم يسألُوا، وجُلُّ مواضع (يسألونك) جاءت في المرحلة المَدنيَّة بَعد أن صُهرت القلوب بالقُرآن المَكِّي سنين عَددا! وكلُّها نافعة مفيدة مُثرية للنَّص القُرآني الخالِد لا مُقوِّضة له أو مُقصية كما هُو بيِّن واضِح! وهكذا جزاء كل مُتِّبع مُنصِت يبتغي إيجادَ حُلول لِواقِعِه، ومَخارِج لمشكلاته وأزَماتِه؛ فسيهديه اللَّه تعالى سُبل السَّلام والصَّلاح بإذنه وقُوَّته وَحده، وسَتكون أسئلته مُساهَمة في تثوير نصوص القرآن، وتنزيلها على كافة وَقائِع الحَياة في أي تخصص وفي أيِّ مَجال ... ? قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة: 15]. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ? [المائدة: 16] ... ? وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى? [طه: 47]. ? فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى? [طه: 123].
وفي قضيَّة السُّؤال دَوما أمَرنا اللَّه تعالى بسؤال أهل الذِّكر؛ والذِّكر مِن أسمَاء الوَحي ... ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9] ... ومَعلوم أن أهل كلٍّ شيء هم أقرَب النَّاس علما وصلة بِذلك الشَّيء؛ كما يُقال: أهل القَرية، أو أهلُ التَّخصُّص مثلا ... فالسُّؤال لا يَكُون لكلِّ أَحد؛ بل لِمن ارتَوى مِن مَعينِ الوَحي ورَسخ فيه قَدمُه؛ فإنَّه باتِّباعه لآيات الكِتاب ورسوخِه في عِلم الوَحي يستَطيع إدراكَ ما غابَ عَن من لم يَصِل إلى مَرتبته في الاتِّباع؛ فيُستعان بِه للاستيضاح والاستنباط وتنزيل المَعاني على الأَحداث والوَقائِع!
وقد ينقَدِح سؤال هُنا: وهَل وَاجب على كلِّ أحد أن يُحيط بكلِّ الآيات على وَجه التَّفصيل؛ حتَّى إنَّه لا يَسَعُه جَهل نبي أو صِفة للجنَّة أو النَّار، أو مَشهَد لِيَوم القِيامة؟ وكَم مِقدار الإِحاطة بالآيات الذي يُكلَّف به الإِنسان والذي يَخرُج بِه من طائلة الهجران وعَدم اتِّباع الآيات الذي يستهجِنه البَاري عزّ وَجل على الأشقياء غدا يَوم الحساب ? حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [النمل: 84]؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
والجَواب: أنَّ النِّيَّة في اتِّباع الآيات على وَجه التفصيل وَاجِب استِصحَابُها ما حَييَ الإِنسان لِوُجوب اتِّباع الوَحي كلِّه الثَّابت في غَير ما آية مِن كِتابِ الله عزَّ وجل؛ أمَّا أن يَصِل الإنسَان أو لا يَصِل فأَمر آخر؛ وكلُّ ومَا قَامت عَليه الحُجة مِن ظُروف وإمكانيَّات ... ? وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً? [النساء: 100] ... ولكن الرُّوح القرآنية، والقَوانين الكُبرى التي تُقرِّبُه مِن طاعَة خالِقه، وتُبعِدُه عَن مَعصيته، وتشوِّقه إلى جَنَّتِه، وتُرهِبُه مِن نارِه لَن يُعدَمَها بِصَبره واتِّباعِه؛ ولو لَم يَستَوفِ العِلم بالآيات كلِّها على وَجه التَّفصيل؛ واللَّه تَعالى مِن رَحمته يُعين على هذا الأَمر بتِكرارِه للقَوانين الكُبرى أكثَر مِن مرَّة في القُرآن مِن جِهة، وبتوزيعِها على السُّور والمَقاطِع وعَدم ترتيبِها في أبوَاب كتِلك التي عَهدناها في مُصنَّفاتِنا! هَذا هُو المَقصُود بالإِحاطَة في الآيَة واللَّه أعلَم!
لا أتَصوَّر أن يُعاقِبَ اللَّه إنسَانا لا يَعلَم أنَّ هُنالِك نبيا اسمُه "إدريس مَثلا"، أو لا يَعلَمُ أنَّ في الجَنَّة شيئا يُسمَّى "سدر مخضود" وفي نيَّته الاتّباع وعَدم الإِعراض، ولا أتًصوَّرُ أنَّ جَهله بِما ذُكِر سَيعُوقُه عن سُلوكِ سبيل التَّقوى والنَّجاة في الآخِرة؛ ولا يَعني هذا أنَّ تِلك الآيات زائدة أو لا فائِدة فيها! حاشا ولله! بل إنَّها ستزيدُه إيمانا وثَباتا لَو قدَّر اللَّه لَه طُولا في العُمر وصبرا على الاتِّباع والتَّعلُّم!! ... ? وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [التوبة: 124]. وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ? [التوبة: 125].
ثم لِقائِل أن يَقُول: إذَن فما فائِدة التَّفسير الاصطِلاحي إذَن إذا كانَ في التَّفسير الفُرقاني الغُنيَة والكِفاية؟!
والجَواب: أن التَّفسير الفُرقاني وإن كان كَفيلا بتثبيت القُلوب على حَقائِق الفُرقان، وإزاحَة الشُّبَه والأباطيل والأَنقاض التَّصوُّراتية؛ إلا أنَّ للتَّفسير الاصطِلاحي الذي هُو: (علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، و مدلولاتها، و أحكامها الإفرادية، و التركيبية، و معانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، و تتمات لذلك؛ كما يُعرفه أبو حيَّان) دَور آخَر مُهم جِدا؛ وهُو الاستِفادة من كلِّ آيَة بِخُصوصها؛ مِن حَيث الكلمات الانفرادية المُعجَميَّة، والمدلول التَّراكبي للكَلِمات، وكذا المَعاني السِّياقية بِنوعيها: الصُّغرى والكُبرى؛ مِن غَير أن نَنسى الوِحدة المَوضوعيَّة للسُّورة وَما يُستَفاد مِنها مِن لَطائِف وإشارات وأحكام!!
فالعلاقَة بينَهُما إذَن عَلاقة تَكامُليَّة ... وإن كان التّفسير الفُرقاني أكثَر أهميَّة وخُطورة؛ لأنَّه الفَيصَل بين الهُدى والرَّشاد؛ والحق والضَّلال؛ ولِأنَّ المَفاهيم التصوُّريَّة الكُبرى التي تُحدِّد قِبلة الإنسان في الحَياة، وتوجِّه سُلوكَه أَولى مِن الأحكام الجُزئية التي تُستَفاد مِن دليل بِعينِه؛ ولأنَّ كَثيرا من الزَّيغ الذي وَقع فيه كَثير مِن المُفسَّرين (بالمَعنى الاصطلاحي الكلاسيكي) إنَّما سَببه عَدم تشبُّعِهم بالتَّفسير الفُرقاني، وظنِّهم أنَّ تتبُّعهم لآيِ الكِتابِ آية آية كاف في فَهم مَنطِق القُرآن وقَوانينه الكُبرى، ولَكن هيهات! وأحسَن مِثال على ذَلك رُبَّما مسألة: جزاء مُرتَكب الكبيرة التي وَقع فيها خَلط عجيب عند المفسِّرين، وكذا مسألتي الشَّفاعة والخُلود في النَّار!
نسأل الله سُبحانه أن يُوفِّقنا إلى اتِّباع كِتابه، والاصطِباغ بِهديه؛ فهُو وَحده المُوفِّق والهادي إلى سواء السَّبيل ... ? صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ? [البقرة: 138].
? بقلم الطَّالب: نسيم بسالم
متخصص في الدراسات القُرآنيَّة والفِقهيَّة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Aug 2010, 12:27 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
حياك الله أيها الفاضل نسيم بسالم
وشهر مبارك
وأقول ما سطرته في مشاركتك كلام جميل لولا أنه يحمل دعوى عريضة تفتقر إلى الدليل وإلى الموضوعية
وهذا الدعوى هي أن الأمة على مدار القرون الأربعة عشر كانت غافلة عن هذا الذي أسميته أنت " بالتفسير الفرقاني" ومن ثم وقعتْ فيما وقعتْ فيه من الضلال والزيغ والقول على الله بلا علم.
وغريب أن تصدر منك هذه الدعوى وأنت متخصص في الفقه وأصوله
!!!
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[22 Nov 2010, 02:22 م]ـ
حيَّاك الله وبيَّاك أخي الفاضل الغامدي ..
ليس في كلامي أخي العزيز تَعريض بجُهودِ الأوائِل ولا استنقاص مِن حقِّهم وبخس لأشيائِهم؛ بل ما أُؤكِّد عَليه أنَّ في المَوروث التَّفسيري (على أهمِّيته وغِناه) كثيرا ممَّا يَتعارَضُ مع الحقائِق الكُبرى للقُرآن الكَريم، ويتنافَى وقوانينُه الكُلِّيَّة التي لم تتقرَّر في نص واحِد أو نصَّين؛ بل في أدلَّة مُتظافرة يأخُذ بعضُها بِعناق بَعض تُورِث اليَقين، وتَضع الإنسان على أرض مِن (المُحكمات البيِّنات) صَلبَة؛ يستَطيع بِها أن يُدرِك حقيقة الآيات المُتشابِهة؛ ومِن باب أولى يستَطيع بِها أن يُميِّزَ بين الصّحيح المُستقيم مِن الآراء والأَقوال وبينَ خاطئها الجانِف عَن الصِّراط السَّوي!
ولَكن الذي يتَعامل مع كِتاب الله تعالى (أخي الغامِدي) مِن مُنطلَق الرِّوايات التَّاريخيَّة المَنسُوبَة للرَّسُول صلى الله عليه وسلَّم (على ظنِّيتها ونسبيِّتها)، أو مِن مُنطَلق أقوال المُفسّرين وَحدَها مِن غيرِ أن يكُون لَه ذَلك الرِّباط المَعرفي المُتماسِك الذي يُتحصَّل عليه نتيجّة التَّدبُّر واستِقراء الآيات؛ فأنَّى لَه أن يُميِّزَ بين الغث والسمين؟! وبينَ الصَّحيح والعَليل؟!
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء: 82].
كِتابُ الله تعالى - وَحده- أستاذي الغامدي هُو المُهيمن وهُو المُطلق؛ وما عَداه كُلُّه نسبي ظنّي يَحتاج في استِمداد مِشروعيَّته ومصداقيته العلميَّة إلى أحسَن الحديث؛ كتاب الخالِق العَظيم.
إذن: لا أدعُو من خلال مَقالي هذا إلى نبذِ التُّراث التفسيري ظِهريا؛ والانطِلاقِ من الصِّفر؛ أو أنّي أدَّعي أن لا فائِدة مِمَّا كَتبه المشائخ الكِرام؛ ولَكن أدُقُّ ناقُوس الخَطر لمَن يُقدِّس أقوال العُلماء والمُفسِّرين على حساب الحقِّ المُبين؛ بحُجَّة أن الأوائل قَد قتلوا القُرآن بَحثا؛ فلم يبقَ لنا إلا الاتِّباع والانصياع!
كلا! بل العِبرة هي استقراء الآيات المُحكمات بمنهجيَّة علميَّة رصينة قِوامُها لسان عربي مُبين ومبادئ عقليَّة سَليمة؛ وليُعرض كلُّ شيء بعد ذَلك على هذا الميزان القرآني الدَّقيق!
(اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ) [الشورى: 17].
وفقني الله وإيَّاك أخي الكَريم وسائر الإخوة إلى اتِّباع القُرآن حقَّ اتِّباعه وإلى تدبُّره حقَّ التَّدبر؛ فهُو النور والشفاء والهُدى والصِّراط المُستقيم.
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].
(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15 - 16)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2010, 04:05 م]ـ
أخي نسيم
كل عام وأنت بخير
أرجو أن تعيد النظر في مقالك فهو من وجهة نظري غير مبني على قواعد صحيحة ولا يثبت أمام النقد العلمي الجاد
أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق والسداد
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[22 Nov 2010, 09:56 م]ـ
وددت منك أخي الفاضل أن تُبيِّن لي مَكامِن النَّقد في مقالي هذا، وأن تناقشني بالحجَّة والدَّليل حتَّى نستفيد من بَعضنا البعض، ويستفيد مَعنا الإخوة الأكارم بالتَّبع، وجزيتَ خيرا.(/)
قيمة القرآن في اليوم الآخر!
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[12 Aug 2010, 12:46 م]ـ
سلام عليكم أخي الحَبيب ورَحمَة من الله وبرَكاتُه ...
وبَعد: فهذا مَوضُوع قرآني جَديد ضِمن سلسلة "المواضيع القُرآنية" التي أُزمِع بإذن الله تعالى أن أُصدِر منها موضُوعات بينَ الحين والآخَر؛ رَنَوتُ مِنها أن تَكُون لي مِعوانا على إلقاء دُروسي المَسجِديَّة، ومَوئلا لإخواني الذين ينشُطُون في حَلقات الذِّكر، وفائِدة لكلِّ مَن أرادَ أن يَغتَرِف مِن مَعينِ الوَحي؛ وهذه المَواضيع أُعدُّها على شَكل نِقاط مُختَصرة مُشفَّعة بالآيات البيِّنات وبعض التَّعاليق، أرجُو أن ألقى ذُخرَها غدا عِند خالقي يَوم القيامَة.
سأرسل في كلِّ مَرَّة بِحول الله نُسختين: الأولى على شَكل ( pdf) لِمن أراد أن يتصفَّح أو يَطبَع؛ والأُخرى على شَكل ( word) لِمن أرادَ أن يُصحِّح ويُنقِّح ويَزيد ويُعدِّل؛ وإني في انتِظارِ مُلاحَظات كلِّ مَن اطَّلع على المَوضوع مشكورا مأجورا.
وكلُّ أمَلي أن لا تبقى هذه النُّسخَة طيَّ جِهازِك، أو أن تُضيفَها إلى مَكتبتِك الإلكترونية فَحسب؛ بل آمُل أن تَكُون أوراقا مُعينَة لَك على تَنظيم حلَقة ذِكر في بيتِك لأولادك، أو في عشيرتك لأقربائك، أو في إحدى المَساجِد لعُمَّار بيُوت الله؛ فستُحس بنُور القُرآن يسري في حنايا فُؤادِك، وترى بركته بأم عينيك! ورمضان فُرصَة عظيمة لذَلك.
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَته?المائدة: 67].
? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ? [المائدة: 68].
? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم? [المائدة: 66].
وفقني الله وإياك أخي إلى كلِّ خير، وأرجو أن تبعث بالمَوضُوع إلى مجموعة إمايلاتك حتَّى يعمُّ نَفعُ القُرآن بِحول الله تعالى. وجزاك الله خيرا
أخوك: نسيم بسالم من الجزائر
الإمايل: BASSALEM2050@YAHOO.FR
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا الموضوع القيّم وأطلب من الإدارة ترشيحه للمسابقة الرمضانية بارك الله بالجميع.(/)
ما الفرق بين التعبيرين (لا يحب الله) و (يكره الله)؟
ـ[سالمين]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مر بأحد منكم لطيفة في التعبير بقوله تعالى: (لا يحب الله ... ) بدلاً من (يكره الله ... )؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:50 ص]ـ
أخي الكريم سالمين وفقه الله
لقد سُئِلتُ هذا السؤال مرتين مؤخراً ولم أعرف الجواب، ولم أتذكر جواباً سبق لي الاطلاع عليه.
لكن دعني الآن أقوم بالخطوة الأولى في الجواب وهي جمع الآيات التي وردت بالتعبيرين، وقد جمعتها من خلال المصحف الحاسوبي وأخشى أن يكون فاتني منها شيء، فأرجو الاستدراك مِمَّن يُمكنهُ ذلك.
ولعلنا نتأمل في الآيات معاً، ثم نخرج بما قد يكون جواباً عن السؤال إن شاء الله.
أولاً: الآيات التي ورد فيها التعبير بـ (لا يحب).
ملحوظة: الآيات منقولة من مصحف المدينة النبوية للنشر، ويمكن تحميله من هنا ( http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb&SecOrder=15&SubSecOrder=2¬Menu=true).
چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چ البقرة: 190
چ ? ? ? ? ? ? ? ژژ ڑ ڑ ک ک ک چالبقرة: 205
چ ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک چالبقرة: 276
چ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ژ چآل عمران: 32
چ ک گ گ گ گ ? ?? ? ? ? ? ? چآل عمران: 57
چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چآل عمران: 140
چ ? ? ? ? ? ? ?? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالنساء: 36
چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ چالنساء: 107
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ?? ? ? ? ? ? چالنساء: 148
چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالمائدة: 64
چ ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ?? ں ں ? ? ? ? چالمائدة: 87
چ ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ے ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ?? ? ? ? ? ? چالأنعام: 141
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ? ? ? ? چالأعراف: 31
چ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ? ? چالأعراف: 55
چ ? ں ں ? ? ? ? ? ?ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ چالأنفال: 58
چ ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے چالنحل: 23
چ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? چالحج: 38
چ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چالقصص: 76
چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چالقصص: 77
چ ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ژ چالروم: 45
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? چلقمان: 18
چ ھ ھ ے ے? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالشورى:
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? چالحديد: 23
ثانياً: الآيات التي ورد التعبير فيها بـ (يكره) ومشتقاتها.
چ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالتوبة: 46
چ ? ? ? ? ? ? ? ? چالإسراء: 38
والموازنة تظهر غلبة استعمال التعبير بـ (لا يحب الله .. ) بدل (يكره)، ولعل التأمل الدقيق والمدارسة تظهرنا على الفروق الدقيقة بين التعبيرين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 Aug 2010, 09:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا شيخنا الدكتور عبد الرحمن الشهري على ما تفضل به.
وكالعادة ليس عندي ما أضيفه، غير أني وجدت بعض المفسرين كالألوسي يفسرون الآيات التي فيها (لا يحب) بقولهم: "يكره".
وهذا يدل على أن المعنى واحد عند بعضهم؛ وهذا فيما يبدو لأنه من باب التلازم؛ لأن الكره يستلزم عدم الحب.
غير أن السؤال ما زال قائما، وهو النكتة البلاغية في التعبير أحيانا بـ (لا يحب) وأحيانا بـ (يكره).
وإذا كان المقصود هو الكره الشرعي فيمكن إخراج آية التوبة (كره الله انبعاثهم) لأن المراد هنا الكره القدري.
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:26 م]ـ
سمعت قديمًا الشيخ أبا إسحاق الحويني حفظه الله وقد ذكر أن هذا التعبير استوقفه وحيره، ثم خطر له أن التعبير بـ "لا يحب " فيه تهييج على الحب، ففيه لطف من الله عز وجل بعباده إذ يهيجهم على ترك ما يكرهه بذكر لفظ الحب ونفيه، أو كلامًا نحو هذا ولا أذكره جيدا لبعد عهدي به، وقد حاولت أن أبحث عن نصه فلم أجده.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:57 م]ـ
ليس عندي ما أقوله من كلام العلماء في هذه المسألة ولكني أقول ما فتح الله تعالى عليّ به وهو:
إذا قرأنا الايات التي أوردها الدكتور عبد الرحمن جزاه الله خيراً نلاحظ أنها استخدمت لفظ الجلالة (الله) مع عدم المحبة وليس لفظ (الرب) فربما هذه بداية للتأمل فيها!
ثم إن الله تبارك وتعالى هو ربنا وخالقنا والرب هو المربي والمنعم والرحيم والغفور يحب لعباده الخير ويحب لهم الإيمان والسعادة في الدارين ولأنه رب العالمين يخاطبنا بلغة المحبين كالوالدين لا يقولا لأبنائهم إنا نكره ما تفعل وإنما يقولان له كنا نحب أن تفعل كذا أو لا نحب أن تفعل كذا من باب الرحمة والشفقة والتودد ولأن قلب المحبّ لا يحمل كراهية بل على العكس إن أحببت شخصاً تحاول ما بوسعك أن تعرف ما يحبه حتى تحبه وتعرف ما لا يحبه حتى تتجنبه وهذا هو الحال بين المحبوبين فكيف إذا كان هذا الحبيب المحبوب هو ربنا وخالقنا ورازقنا؟! اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
أما الكره فشعور بغيض ولا يمكن أن يُنسب لله تعالى فالكره يترتب عليه مشاعر بغيضة أكثر فالذي يكره قد يحسد وقد يحقد وقد يؤدي به هذا الشعور إلى قتل أو إضرار بالذي يكرهه.
أما الحب فهو لا يأتي إلا بخير وعدم الحب لا يأتي بمكروه فقد لا أحب شيئاً ما أو شخصاً ما لكن هذا لا يمنعه حقه عندي أما إذا كرهت أحداً فإن المشاعر السلبية قد تطغى على القلب فتعمي البصيرة وتكون مدخلاً للشيطان وهوى النفس فتصول بهذه المشاعر وتجول وتأخذها إلى ما لا يحمد عقباه.
ومما علمنا القرآن الكريم أن الله تعالى ينسب الخير لنفسه ولا ينسب السوء والشر لنفسه سبحانه.
هذا والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:27 م]ـ
بعد أن كتبت مشاركتي السابقة كنت أقرأ في سورة آل عمران قوله تعالى (إن الله لا يحب الكافرين) وقلت إن الله تعالى لما ذكر لنا صفات الذين لا يحبهم لم يتركنا هملاً هكذا ضائعين وإنما في الوقت نفسه ذكر لنا آيات عديدة تصف لنا الذين يحبهم لنكون منهم ونحاول أن نبتعد عن صفات الذين لا يحبهم سبحانه وتعالى. وهذا أسلوب تربوي رائع لأنه لا ينتقد فقط أو يذكر عيوباً وليس سلبياً أبداً وإنما أسلوب إيجابي تربوي مبدع وأسلوب ترغيبي للتحلي بصفات المحبوبين من الله عز وجل ومن منّا لا يحب أن يكون من بين هؤلاء؟!
وفيه دعوة للذين يتصفون بصفات لا يحبها الله تعالى أنه يجد مقابل هذه الصفة ويقع في نفسه أنه إن تخلى عنها سيحظى بمحبة الله تعالى له وهذا أفضل من أن يذكر لنا تعالى أنه يكره هؤلاء فهذا يسبب ردة فعل طبيعية بالابتعاد وعدم محاولة التغيير لأن النفس البشرية بطبيعتها تنفر من مجرد لفظ الكراهية وقد يزيد انتقاد بعض هؤلاء توغلاً في صفاتهم السيئة وفي علم النفس بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية اثبتت الدرايات أنهم كانوا في صغرهم منوذين من أهلهم وإذا سألوا الطفل ما الذي كان يزعجك في تعامل أهلك معك فيقول كانوا يقولون لي أنهم يكرهوني أو يكرهون تصرفاتي. لكن القرآن دائماً يدعونا إلى المعالجة بالحسنى حتى الذي بيينا وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
ولهذا جمعت الآيات التي وردت فيها صفات من يحبهم الله تعالى لنسعى أن نكون منهم وصفات الذين لا يحبهم الله تعالى فنحاول أن لا نتصف بها.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
الذين يحبهم الله تعالى:
(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195)
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222)
(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران:76)
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134)
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:13)
(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42)
(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4)
(يُتْبَعُ)
(/)
(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:7)
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9)
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)
الذين لا يحبهم الله تعالى:
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36)
(وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (النساء:107)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (المائدة:87)
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (لأنفال:58)
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص:76)
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:77)
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18)
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55)
(لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل:23)
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. وبعد:
فإني أسأل الله جل وعلا التوفيق لجميع القائمين على هذا المنتدى المبارك لجهدهم المشكور في إثراء المناقشات العلمية المثمرة بإذن الله تعالى.
وسأحاول أن أدلي بدلوي هنا في الفرق بين (لا يحب الله)، و (يكره الله) وأسأل الله عز وجل التوفيق.
وهي محاولة للتدبر.
حيث تجد أن في قوله تعالى (إنه لا يحب، أو: إن الله لا يحب) فتْح باب لمن فيهم صفة لا يحبها الله تبارك وتعالى؛ حتى يعلموا ذلك فيخلّصون أنفسهم من تلك الصفة عندما يعلمون أن الله تبارك وتعالى لا يحب من فيهم تلك الصفة؛
ففي هذا التعبير من الرحمة والشفقة بعباده والتودد والتلطف بهم ما يؤكد رحمة الله تبارك وتعالى بعباده؛
أمّا لو قال جل وعلا: (إنه يكره) لكان في هذا التعبير - والله أعلم - إغلاق باب التوبة والعودة لرب العالمين على المتصفين بتلك الصفة.
وأقرّب هذا المعنى _ وأسأل الله جل وعلا أن يغفر لي ولكم -:
هب أنك قلت لولدك: أنا لا أحبك لأنك مقصر في المذاكرة.
أو: أنا أكرهك لأنك مقصر في المذاكرة.
في أي الأسلوبين تودد منك لولدك وترغيب له في التخلي عن تلك الصفة؟؟
أعتقد أنك لو قلت له: أنا أكرهك ففيه صدّ له وإبعاد وتأييس؛ فلن يكون عنده الأمل في أن يكسب حبك بعد ذلك.
أما إذا قلت له: أنا لا أحبك؛ ففيه فتْح باب له ليعود لك إذا أراد ليكسب حبك
فلا بد أن يبتعد عن تلك الصفة حتى يكسب حبك.
وفي القرآن الكريم كثير من الأساليب التي تؤكد هذا المعنى.
ففي قول الله تبارك وتعالى: (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما).
عندما نتدبر ندرك أن تلك الآية نزلت ردا على من زعموا أن القرآن الكريم إفك افتراه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأعانه عليه قوم آخرون، أو كما زعموا: أساطير الأولين اكتتبها؛ فلم ختم الله تبارك وتعالى تلك الآية بقوله جل وعلا: (إنه كان غفورا رحيما)؟؟؟؟ لأنه موضع عزة وحكمة.
لن تجد إلا أن هذا فتح باب للتوبة لمن أراد أن يعود لربه نادما على قوله السابق معلنا إيمانه؛ فالله تبارك وتعالى يفتح باب المغفرة لعباده رحمة منه جل وعلا.
والآيات كثيرة والأمر يطول لكني أترك المجال للإخوة الأفاضل أساتذتنا الكرام لعلهم يطوّفون بنا حول تلك المعاني.
فهذا ما تبين لي فهمه من هذا التعبير وأسأل الله أن أكون قد وفقت في ذلك.والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:58 م]ـ
النتيجة التي توصل لها الدكتور محمود شمس هي التي ظهرت لي بادئ الرأي، ويقال: إن المحب يشق عليه أن يخالف ما يحبه محبوبه وهو الله جل وعلا، والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:09 ص]ـ
تعليقات طيبة، ولي وقفات:
1 - التعبيران وردا في القرآن فلايوصف أحدهما- وهو الكره- أنه وصف منفر يقطع سبيل التوبة ... إلخ، بل هو أسلوب مناسب في بعض الحالات ولذا ورد في القرآن والسنة أيضاً.
2 - نسب الله الكره لنفسه سبحانه في (كره الله ابعاثهم) فلا مجال لإنكار هذه الصفة، بل قد نسب المقت والبغض له سبحانه؛ فنثبته له على الوجه اللائق به.
3 - أما كون لا يحب ألطف فهذا ظاهر - فيما يبدو لي - لكن يبقى السؤال لم خص موضع واحد بالتعبير (كره الله)؛ أعني ما الخصوصية في هذا الموضع، كما أن موضع الإسراء جاء بتعبير آخر (مكروها) فيحتاج إلى تأمل.
ثم إن كلامكم ذكرني بقول الله لنوح عليه السلام (إنه عمل غير صالح) فـ: (غير صالح) ألطف من (فاسد) أو (سيء) وكأن ربنا يعلمنا كيف نخاطب أنبياءه، وقد قال تعالى (عبس) ولم يقل (عبست) فالرب جل وعلا تكلم عن عبده بهذا الأسلوب الراقي، ثم تجد من لا يحسن التعبير في وصف هذا الحدث أو غيره من أحداث السيرة ولا يراعي التعبير الذي يراعي حرمة النبي صلى الله عليه وسلم، بل يأتي بتعابير هي في أحسن أحوالها (خلاف الأولى).
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:56 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فأدلي بدلوي وأقول وأسال الله التوفيق والسداد:
لا اظنه يخفاكم أن في إثبات الكره (كره أو يكره .. ونحوها) قدر زائد على نفي المحبة (لا يحب .. ) فنفي المحبة لا يلزم معه كره والله أعلم ..
أمر آخر جدير بالتدبر:
قوله تعالى: {وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} (46) سورة التوبة ..
وقوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} (38) سورة الإسراء
ألا تشعرون أن هناك فرق بين الفعل والفاعل .. بين ذوات (المنافقين) وبين فعلهم: فالله كره فعلهم (انبِعَاثَهُمْ) ولم يكره ذواتهم ..
وفي سوة الأسراء ايضاً .. فالأفعال التي سبقت الآية وعواقبها هي المكروة وليس فاعلها ..
وهذا الأسلوب التربوي البديع يتجانس مع قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ} (19) سورة الشورى
وهو ما يؤكد عليه علماء النفس عند مخاطبة المخطيء .. وذلك أن تفرق بين الفعل والفاعل .. فتوجه العتاب إلى الفعل لا إلى ذات المخطيء ..
فتقول على سبيل المثال: أنا أكره منك هذا التصرف (الكذب مثلاً) .. ولا تقل أنا أكرهك .. أو أنت كذاب ..
أما إن أردت أن توجه الخطاب إلى ذات الفاعل .. فتأتي بأسلوب النفي .. أنا لا أحب الكذابين .. (لاحظ التعميم .. على طريقة ما بال أقوام .. )
آمل أن تكون وجهة النظر واضحة .. والله أعلم وأحكم ..
ـ[سالمين]ــــــــ[24 Aug 2010, 07:15 م]ـ
فتح الله عليكم جميعا وبارك فيكم وفي علمكم. فوائد قيمة وتوجيهات رائعة وجمع للآيات ممتاز فالحمد لله أن وفقني بأمثالكم يا معاشر أهل العلم والفضل.(/)
التعريف الجامع المانع للقرآن.!؟!. هديّة بديع الزمان لكم في شهر القرآن!
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:06 م]ـ
من
رسالة المعجزات القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم
"قل لئن اجتمعتِ الانسُ والجن على أن يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثلهِ ولو كانَ بعضُهم لبعضٍ ظهيراً "
(الاسراء:88)
لقد أشرنا إلى نحو أربعين وجهاً من وجوه إعجازٍ لا تُحد للقرآن الحكيم الذي هو منبع المعجزات والمعجزة الكبرى للرسول الكريم صلى الله عليه و سلّم، وذلك في رسائلي العربية، وفي رسائل النور العربية، وفي تفسيري الموسوم بـ ((إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز)) وفي الكلمات الاربع والعشرين السابقة.
وفي هذه الرسالة نشير إلى خمسةٍ من تلك الوجوه ونبيّنها بشئٍ من التفصيل، وندرج فيها سائر الوجوه مجملةً.
وفي المقدمة نشير الى تعريف القرآن الكريم وماهيته.
المقدمة
((عبارة عن ثلاثة اجزاء))
الجزء الأول:
القرآن ما هو؟ وما تعريفه؟
لقد وضّح في الكلمة التاسعة عشرة و أثبت في رسائل أخرى أن القرآن:
هو الترجمةُ الأزلية لكتاب الكائنات الكبير ..
والترجمانُ الأبدي لألسنتها المتنوعة التالية للآيات التكوينية ..
ومفسّرُ كتاب عالَم الغيب والشهادة ..
وكذا هو كشّافٌ لمخفيات الكنوز المعنوية للأسماء الإلهية المستترة في صحائف السماوات والأرض ..
وكذا هو مفتاح لحقائق الشؤون المُضمَرة في سطور الحادثات ..
وكذا هو لسان عالَم الغيب في عالم الشهادة ..
وكذا هو خزينةٌ للمخاطبات الأزلية السبحانية والالتفاتات الأبدية الرحمانية الواردة من عالم الغيب المستور وراء حجاب عالم الشهادة هذا ..
وكذا هو شمسُ عالم الإسلام المعنوي وأساسُه وهندسته ..
وكذا هو خريطةٌ مقدسةٌ للعوالم الاخروية ..
وكذا هو القولُ الشارح والتفسيرُ الواضح والبرهانُ القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته واسمائه وشؤونه ..
وكذا هو المربي لهذا العالم الانساني .. وكالماء والضياء للانسانية الكبرى التي هي الاسلام ..
وكذا هو الحكمة الحقيقية لنوع البشر ..
وهو المرشد المهدي الى ما يسوق الأنسانية الى السعادة ..
وكذا هو للانسان:
كما أنّه كتاب شريعةٍ،
كذلك هو كتابُ حكمةٍ،
وكما أنّه كتابُ دعاءٍ وعبوديةٍ،
كذلك هو كتابُ أمرٍ ودعوةٍ،
وكما أنه كتابُ ذكرٍ كذلك هو كتابُ فكرٍ ..
وهو الكتاب الوحيد المقدس الجامع لكل الكتب التي تحقق جميع حاجات الإنسان المعنوية،
حتى إنه قد أبرز لمشرَب كلِّ واحدٍ من أهل المشارب المختلفة، ولمسلك كلِّ واحدٍ من اهل المسالك المتباينة من الأولياء والصديقين ومن العرفاء والمحققين رسالةً لائقةً لمذاق ذلك المشرَب وتنويره، ولمساقِ ذلك المسلك وتصويره.
فهذا الكتاب السماوي أشبهُ ما يكون بمكتبةٍ مقدسةٍ مشحونةٍ بالكتب.
الجزء الثاني وتتمة التعريف:
لقد وضّح في (الكلمة الثانية عشرة) واثبت فيها:
أنّ القرآن قد نزل من العرش الاعظم، من الاسم الاعظم، من اعظم مرتبة من مراتب كل اسم من الأسماء الحسنى؛
فهو كلام الله بوصفه ربّ العالمين،
وهو أمر الله بوصفه إله الموجودات،
وهو خطابه بوصفه خالق السموات والارض،
وهو مكالمةٌ سامية بصفة الربوبية المطلقة،
وهو خطاب أزليّ باسم السلطنة الإلهية الشاملة العظمى،
وهو سجل الالتفات والتكريم الرحماني النابع من رحمته الواسعة المحيطة بكل شئ،
وهو مجموعة رسائل ربانية تبين عظمة الألوهية – اذ في بدايات بعضها رموز وشفرات –
وهو الكتاب المقدس الذي ينثر الحكمة،
نازلٌ من محيط الاسم الأعظم ينظر إلى ما أحاط به العرش الأعظم.
ومن هذا السر اُطلق على القرآن الكريم ويطلق عليه دوماً ما يستحقه من اسم وهو: (كلام الله). وتأتي بعد القرآن الكريم الكتب المقدسة لسائر الأنبياء عليهم السلام وصحفهم.
أما سائر الكلمات الإلهية التي لا تنفد،
فمنها ما هو مكالمة في صورة إلهامٍ نابع باعتبار خاص، وبعنوان جزئي، وبتجلٍ خاص لإسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطان خاص، ورحمة خصوصية. فإلهامات المَلَك والبشر والحيوانات مختلفة جداً من حيث الكلية والخصوصية.
الجزء الثالث:
إن القرآن الكريم، كتاب سماوي يتضمن إجمالاً؛ كتبَ جميع الأنبياء المختلفة عصورهم، ورسائل جميع الأولياء المختلفة مشاربهم، وآثار جميع الأصفياء المختلفة مسالكهم ..
جهاتُه الست مُشرقة ساطعة نقية من ظلمات الأوهام، طاهرةٌ من شائبة الشبهات؛
إذ نقطةُ استناده: الوحي السماوي والكلام الأزلي باليقين ..
هدفُه وغايتُه: السعادة الأبدية بالمشاهدة ..
محتواه: هداية خالصة بالبداهة ..
أعلاه: أنوار الإيمان بالضرورة ..
أسفله: الدليل والبرهان بعلم اليقين ..
يمينُه: تسليم القلب والوجدان بالتجربة ..
يساره: تسخير العقل والإذعان بعين اليقين ..
ثمرتُه: رحمة الرحمن ودار الجنان بحق اليقين ..
مقامُه: قبول المَلَك والإنس والجان بالحدس الصادق.
إن ّكل صفةٍ من الصفات المذكورة في تعريف القرآن الكريم بأجزائه الثلاثة، قد أُثبتت إثباتاً قاطعاً في مواضع أخرى أو ستُثبت،
فدعوانا ليست مجرد ادعاء من دون دليل، بل كل منها مبرهنة بالبرهان القاطع.
ــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:48 م]ـ
أسعدكم الباري وجزاكم خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Aug 2010, 10:44 ص]ـ
أسعدكم الباري وجزاكم خيرا
و إياكم سيدي الفاضل .. أسعدتني بالمرور.
يقول الشيخ الأنصاري عليه رحمة الله:
ومن تأمل تعريف النورسي للقرآن يدرك مدى العمق الذي تغلغل إليه التعامل مع القرآن وبالقرآن في حياة النورسي.
...
وقد سبقت لنا دراسة لهذا التعريف أثبتنا فيها شمولية التلقي لحقائق القرآن لدى بديع الزمان؛ مما كان له أكبر الأثر في قرآنية فكره وعمله على الإجمال. ذلك أنه رحمه الله (لم يكن يقصد في بيان (مفهوم القرآن)؛ إلى صياغة تعريف رسمي أو حدي - على طريقة المناطقة - غايته حصر العقول في معنى (القرآن) من حيث هو (مصحف مكتوب)، بما لا يدع مجالا للخلط بينه وبين غيره، أو تحريفه بالزيادة والنقصان، فتلك غاية تكفل الله بها سبحانه، إذ قال عز وجل: http://www.islamic-sufism.com/images/).gif إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ http://www.islamic-sufism.com/images/(.gif ( الحجر: 9). وعلماء القرآن والمفسرون ثم حفاظ الأمة من ورائهم، هم الذين سخرهم الله جل جلاله؛ لتنفيذ هذه المهمة العظيمة. إلا أن بديع الزمان ما كان يسعى إلى هذا، بقدر ما كان يسعى إلى محاولة
تعريف (القرآن) من حيث هو (كلام رب العالمين)
المتوجه برسالته إلى الإنسان حامل الأمانة!
فكأنه رحمه الله كان يروم تعريف (القرآن) من حيث هو مضمون، ومقاصد، لا أحرف ورسوم. بمعنى أنه كان يحاول تعريف القرآن من حيث هو رسالة ربانية، تحدد غاية الوجود البشري في الكون، وتلخص قصة التكوين، وترسم للإنسان مدار فلكه الذي ينبغي له أن يسلكه إلى ربه).
فبناء على هذا وذاك؛ جعل النورسي حياته كلها خادمة للقرآن، بل سمى نفسه (خادم القرآن)، وكذا كل تلاميذه إنما هم (خدام القرآن). وانطلقت بذلك حركة (خدمة القرآن) في الأرض، تبني أركان الأمة، كما بنى إبراهيم – عليه الصلاة والسلام - أركان البيت، وكما بنى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة! فكانت (رسائل النور) على المنهج نفسه،
حركة قرآنية تجديدية، تحيي الموات، وتستبصر ما هو آت!
فَلَكَ إنْ أردتَ الاختصار - في وصف حركة النور من حيث وظيفتها - أن تقول:
إنها حركة تذويق القرآن.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 Aug 2010, 07:33 ص]ـ
ليت الشيخ الأنصاري رح1 كان في لجنة الترشيح http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif(/)
هل يصح هذا في أسلوب القرءان؟
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:17 م]ـ
هل قاعدة النهي إذا اقترنت أداته بـ (الفاء) للربط فإن النهي يعقبه إستثناء .. وإذا لم يقترن فإن النهي مطلق .. ؟
مثاله قوله تعالى: (((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .. ))) النهي في (ولا تبرجن)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:43 م]ـ
هل قاعدة النهي إذا اقترنت أداته بـ (الفاء) للربط فإن النهي يعقبه إستثناء .. وإذا لم يقترن فإن النهي مطلق .. ؟
مثاله قوله تعالى: (((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .. ))) النهي في (ولا تبرجن)
وأين هو المثال على اقترانه بالفاء؟؟؟(/)
دورات لتدبر القرآن الكريم في الجزائر .. سجلوا سريعا!
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:55 م]ـ
بين أيديكم إخواني في ملتقى أهل التفسير تقرير واف عن دورات لتدبر القرآن الكريم تقام دوريا في الجزائر تحت إشراف الشيخ الكريم: داود بن إبراهيم بوسنان؛ من تنظيم جمعية الأسرة السَّعيدة لخدمة القرآن الكريم.
رقم التسجيل: 00213555643872
الإمايل: bassalem2050@yahoo.fr
محبكم: نسيم من الجزائر(/)
مشروع فهرسة بحوث وكتب إعجاز القرآن على ترتيب سور القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:50 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
كنتُ اقترحت على أحد الباحثين قبل عِدَّةِ سنواتٍ فهرسةَ بُحوثِ إعجاز القرآن الكريم ومؤلفاته على حسب ترتيب سور القرآن الكريم، وذلك في البحوث الجزئية التي تتناول بعض السور أو الآيات، ويرتب هذا الفهرس على حسب نوع البحث (بلاغي - لغوي - ... الخ).
وأما البحوث والمؤلفات التي تتناول الإعجاز في القرآن عموماً فينظر في الطريقة المناسبة لفهرستها قبل الفهرس، أو يُشارُ إلى المباحث المتصلة بالسور داخلها وتوضع ضمن الفهرس التفصيلي حسب السور.
وقد ذكرني بهذا المقترح أحد الأصدقاء برسالة هاتفية، وعندما سألت صاحبي الأول اليوم أخبرني بأنه لم يصنع شيئاً بعدُ، فأحببت إعادة عرضه بين أيديكم هنا، رغبة في دراسته، والخروج برأي قد يكون عوناً لنا على تنفيذ المشروع.
وفي ذهني أن يتم وضع تفاصيل المشروع هنا وآلية العمل، ثم يقوم الملتقى بالإشراف على تنفيذه، ويتولى الباحثون والباحثات هنا القيام بالعمل باقتسامه حسب السور، وجمع كل ما يتعلق به، ثم تقوم اللجنة المشرفة على العمل بتنسيقه في هيئته النهائية ويصدر باسم الملتقى، ويطبع باسم مركز تفسير على هيئة إلكترونية وورقية.
2 رمضان 1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2010, 11:39 م]ـ
يرفع لإبداء الرأي حوله من الزملاء في الملتقى.
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[25 Dec 2010, 01:58 م]ـ
لو تتفضلون علينا، فضيلة الشيخ عبد الرحمن جزاكم الله خيرا، عن نبإ هذه الفهرسة، أين وصل العمل فيها؟
نريد أن نستفيد منها بارك الله فيكم.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أبحاث دقيقة، وإشارات جليلة، وإضاءات مهمة تتعلق بآيات قرآنية مجيدة، وجمعها في مبحث مرتب حسب ترتيب السور لهو أمر في غاية الأهمية من حيث الإفادة، تكتمل فيه كل أو جل ما قيل حول الآية الواحدة من مختلف المتدخلين.
وفي معظم الأحيان تدور الأبحاث حول آيات معينة؛ فيترتب على العمل الذي نتوخاه من هذا المشروع الجليل كثرة في جانب وتجاوز لآيات دون أدنى إشارة، أو حتى وقوف مع مضمونها.
وتارة تأتي النكث العلمية ذات طابع موضوعي يتناول ثلة من الآيات التي تضمنت نفس المعنى أو المضمون؟ أترانا نكتبها ضمن أبحاث موضوعية، أم لا بد من إشارة علمية لمضمون البحث ضمن الترتيب حسب السور؟
وخلاصة القول: أقول أسأل الله التوفيق وإلهام الصواب والرشاد؛ لإخراج المشروع فيرى النور، ومنه سبحانه وتعالى نستمد العون وما توفيقنا إلا بالله وكفى به عليما خبيرا.(/)
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Aug 2010, 08:01 م]ـ
لقد اختلف أهل العلم في قضية شفاء القرآن هل هو شفاء للروح والبدن؟ أم أنه شفاء للأرواح دون الأبدان؟
وأنا لا أريد بمشاركتي هذه الدخول في ما هو الراجح في المسألة، ولكن أردت الدخول إلى قضية وهي أثر القرآن على البدن من واقع التجربة.
ورد في حديث وإن كان في سنده مقال:
" عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد"
شخص أصيب بعين وهذا الشخص دائما يشعر ببرودة في جسده ووهن ويشعر أنه عاجز عن القيام بأي أمر فإذا تحامل على نفسه وقرأ القرآن شعر بالحياة تدب في جسده من جديد وذهب عنه الوهن والشعور بالعجز وبخاصة إذا قام من الليل وأخذ في تلاوة القرآن يبدأ بدنه يتصبب عرقا ويشعر بالعافية تجري في عروقه.
وهذا أمر ربما يعرفه الكثير ممن مر بمثل هذه الأحوال.
وسؤالي موجه إلى أصحاب الاختصاص في الطب:
ألا يمكن إجراء بعض الدراسات حول هذا الموضوع؟
وعلى سبيل المثال ألا يمكن أن تجرى بعض الفحوصات مثلا لمكونات الدم، الضغط، نبض القلب، السكر .... الخ. لشخص يعتقد أنه مصاب بالعين قبل القراءة وبعدها ثم ينظر هل هناك فرق؟
فربما يتوصل من خلال ذلك إلى بعض الأمور التي تساعد في شفاء أو ربما التحصين من أثر العين من خلال العلاجات المادية إلى جانب القرآن.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Aug 2010, 10:50 م]ـ
لقد اختلف أهل العلم في قضية شفاء القرآن هل هو شفاء للروح والبدن؟ أم أنه شفاء للأرواح دون الأبدان؟
وأنا لا أريد بمشاركتي هذه الدخول في ما هو الراجح في المسألة، ولكن أردت الدخول إلى قضية وهي أثر القرآن على البدن من واقع التجربة.
ورد في حديث وإن كان في سنده مقال:
" عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد"
شخص أصيب بعين وهذا الشخص دائما يشعر ببرودة في جسده ووهن ويشعر أنه عاجز عن القيام بأي أمر فإذا تحامل على نفسه وقرأ القرآن شعر بالحياة تدب في جسده من جديد وذهب عنه الوهن والشعور بالعجز وبخاصة إذا قام من الليل وأخذ في تلاوة القرآن يبدأ بدنه يتصبب عرقا ويشعر بالعافية تجري في عروقه.
وهذا أمر ربما يعرفه الكثير ممن مر بمثل هذه الأحوال.
وسؤالي موجه إلى أصحاب الاختصاص في الطب:
ألا يمكن إجراء بعض الدراسات حول هذا الموضوع؟
وعلى سبيل المثال ألا يمكن أن تجرى بعض الفحوصات مثلا لمكونات الدم، الضغط، نبض القلب، السكر .... الخ. لشخص يعتقد أنه مصاب بالعين قبل القراءة وبعدها ثم ينظر هل هناك فرق؟
فربما يتوصل من خلال ذلك إلى بعض الأمور التي تساعد في شفاء أو ربما التحصين من أثر العين من خلال العلاجات المادية إلى جانب القرآن.
أخي الفاضل أبو سعد
الرقية في القرآن أحاديثها كثيرة وصحيحة وأحدها في البخاري ومسلم يغنيك عن ما هو ضعيف أو سقيم
فعَنْ مَعْبَدِ بن سِيرِينَ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ:
نَزَلْنَا مَتزِلاَ، فَأَتَتْنَا امْرَأَة، فَقَالَتْ: إِن سَيِّدَ ألْحَيً سَلِيم، لُدِغَ، فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقي؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنا، مَا كُنا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقيَة، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا، وَسَقَوْنَا لَبَنًا. فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةَ؟ فَقَالَ: مَا رَقَيْتهُ إِلاَّ بِفَاتِحَةِ اَلْكِتَاب. قَالَ: فَقُلتُ: لاَ تُحَركُوهَا حَتى نَأْتِيَ اَلنَبِي صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْنَا النَّبي صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرنَا ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: مَا كَانَ يُدرِيهِ أَنهَا رُقيَةٌ؟ أقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْم مَعَكُمْ.
أخرجه "البُخَارِي" 6/ 231 (5007) و"مسلم" 7/ 20 (5286)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:10 ص]ـ
أخي تيسير
أمر الرقية وما فيها من أحاديث صحيحة أمر معروف وليس حديثي عنها وإنما عن الأثر الذي يحدثه القرآن في البدن وكون قيام الليل على وجه الخصوص مطردة للداء.
ومن خلال التجربة نعلم أن العين قد تحدث آثارا نفسية وبدنية بالغة وكثيرا ما يشخص الطب أن الشخص مصاب بكذا وكذا من العلل وبعد أن يقرأ عليه القرآن أو يعالج نفسه بالقرآن من خلال قيام الليل نجد أن أن الشخص يتعافى من علته وتثبت الفحوص سلامته.
فالذي أتمنى لو أن هناك دراسة طبية لرصد أثر القرآن على بدن المريض(/)
وقفة قرآنية لأهل الأربعين
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:15 ص]ـ
عند قول الله عز وجل: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قال ابن كثير رحمه الله: ((وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها)). وذكر أن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بَلَغْتَ الأربعين، فَخُذْ حذرك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:58 ص]ـ
هذه الآية الكريمة جميل أن يتأملها بشدة ويقف عندها الشاب الذي لا يزال في ربيع عمره المتطلع إلى الحياة وأن يجعل" الأربعين" غاية ومحطة يقف عندها لينظر في صفحة حياته وقد خط فيها ما يسعده ولا يندم عليه ويتصور نفسه وهو ينظر في ثمار عمله وجهده فيما مضى من عمره حتى بلغ الأربعين وحينها يرفع يديه:
"رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
ولو أن مثل هذه الأمنية تتحقق لتمنيت أن أعود فأرسم لنفسي خطا وأهدافا مختلفة تمكنني أن أتوجه بهذا الدعاء عند بلوغ الأربعين وأنا مطمئن القلب قرير العين راض عن نفسي فرحا بفضل ربي.
وعزائي فيما فاتني قول ربي:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر (53)
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:17 ص]ـ
أبا سعد،
أبلغت في الموعظة .. غفر الله لي ولك.
ولك الشكر.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:03 م]ـ
وواعظ العلماء ابن الجوزي لم يفوت هذه المناسبة، بل قال كلاماً عن مراحل العمر، كلامَ مجرب وخبير، إذ يقول رح1 في "صيده" الثمين في سياق كلامه عن تلك المراحل:
" ... ، فالعاقل من فهم مقادير الزمان، فإنه ـ فيما قيل ـ: قبل البلوغ صبي ليس على عمره عيار! إلا أن يرزق فطنه ففي بعض الصبيان فطنه تحثهم من الصغر على اكتساب المكارم والعلوم، فإذا بلغ فليعلم أنه زمان المجاهدة للهوى، و تعلم العلم، فإذا رزق الأولاد فهو زمان الكسب للمعاملة، فإذا بلغ الأربعين انتهى تمامه وقضى مناسك الأجل، و لم يبق إلا الانحدار إلى الوطن.
كأن الفتى يرقى من العمر معلماً ** إلى أن يجوز الأربعين وينحط
فينبغي له عند تمام الأربعين أن يجعل جل همته التزود للآخرة، و يكون كل تلمحه لما بين يديه، و يأخذ في الاستعداد للرحيل، وإن كان الخطاب بهذا لابن عشرين، إلا أن رجاء التدارك في حق الصغير لا في حق الكبير ...
وكلما علت سِنّهُ فينبغي أن يزيد اجتهاده، فإذا دخل في عشر الثمانين فليس إلا الوداع، وما بقي من العمر إلا أسف على تفريط، أو تعبد على ضعف، نسأل الله عز وجل يقظة تامة تصرف عنا رقاد الغفلات، و عملاً صالحاً نأمن معه من الندم يوم الانتقام، والله الموفق" انتهى المقصود.
جزيتما خيراً على هذه الموعظة ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:33 م]ـ
ولو أن مثل هذه الأمنية تتحقق لتمنيت أن أعود فأرسم لنفسي خطا وأهدافا مختلفة تمكنني أن أتوجه بهذا الدعاء عند بلوغ الأربعين وأنا مطمئن القلب قرير العين راض عن نفسي فرحا بفضل ربي.
وعزائي فيما فاتني قول ربي:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر (53)
نعم أخي الكريم، صدقت وعزاؤنا أن الله تعالى رحيم عفو غفور رحيم أسأله أن يعفو عنا أجمعين ويتجاوز عن ذنوب جرّأنا عليها طمعنا في رحمته ومغفرته.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:39 م]ـ
يبدو أن هذه المشاركة لم تستثير إلا أبناء الأربعين فما فوق. ولذلك سأنقل لكم هذه الموعظة وهي نداءً يخاطب كافة الأعمار:
نداء لكل الأعمار
يا أبناء العشرين! جدّوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين! لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين! ما أعددتم للقاء ربكم، ويا أبناء الخمسين! اتاكم النذير، ويا أبناء الستين! زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين! نودي لكم فأجيبوا، ويا أبناء الثمانين! اتتكم الساعة وانتم غافلون.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:59 م]ـ
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن يجعلنا ممن قال فيهم:
(((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)))
وألا يجعلنا ممن قال فيهم:
(((ثم قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة)))(/)
منهجية التدبر للأئمة والمأمومين في التراويح
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
يشكو كثير من الأئمة بل والمأمومين في صلاة التراويح أنهم لايجدون أثر القراءة في نفوسهم وربما انشغلوا بالمراجعة والضبط عن التدبر، ولهذا أحببت أن أطرح هذه المنهجية المقترحة لتدبر للأئمة وهي مجربة، ولها أثر بالغ - بإذن الله - على الإمام في قراءته وضبطه، وتأثير على المأمومين، ويمكن أن يأخذ بها المأموم في تدبر الآيات التي سيقرؤها الإمام في صلاة التراويح.
ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1 - قراءة الحزب اليومي بعد العصر مباشرة حفظاً (للمراجعة والضبط)
2 - استعراض تفسير الدر المنثور أو السعدي أو غيرهما، مع استخراج أبرز اللطائف التدبرية.
3 - قراءة الحزب المقدر بعد المغرب مباشرة (بتدبر) لمعايشة الآيات وعرضها على النفس للانتفاع بها إيماناً وعلماً وعملاً.
4 - (إن أمكن) أن يستخلص الإمام بصائر قرآنية من الآيات يتحدث عنها بعد صلاة التراويح لمدة (5 - 7 دقائق). مثل (فاستبقوا الخيرات) (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) (آية البر وتكميل الإيمان).
وسيتذوق الإمام بهذه المنهجية كلام ربه، وسيجد له طعما آخر. وسيخرج من رمضان بقراءة تدبرية نافعة له وللمأمومين بإذن الله.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على تدبر كتابه ويرزقنا الانتفاع به إيماناً وعلماً وعملاً.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:38 ص]ـ
شكر الله لك يا أمين التدبر،،
موضوع في غاية الأهمية ونصائح ثرية، فليتك تبسط وتشرح وتقرب وتمثل عليها لا عدمناك حبيبي، فالناس أقلقونا يقولون علقتمونا بالتدبر فلما ذقنا حلاوته لم نجد ما يروي عطشنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 04:49 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالله.
مَنْ وفقهُ اللهُ لمثل هذا المنهج اليومي في رمضان سينتفع كثيراً بقراءتهِ للقرآن بلا شكّ.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور محمد، وهذه أفكار نافعة جداً، زادكم الله توفيقاً وسداداً. ورزقنا الله تدبر كتابه الكريم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:20 ص]ـ
ليس هناك وقت للتدبر للحافظ المتقن أفضل من وقت أداء الصلاة فإنه يفتح عليه من المعاني الشيء العجيب
عش مع الآية وأنت تتلوها حرفا حرفا وكلمة كلمة وسترى أن القرآن في الصلاة شيء آخر
ـ[إيمان]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:16 ص]ـ
بارك الله فيكم يادكتور محمد وأجزل مثوبتكم دنيا وأخرى ....
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
أشكر للأخوة المشايخ تعقيبهم وتفاعلهم.
وأما ماطلبه أخي الدكتور عصام فهو أخبر، وإنما أردت الإشارة، واللبيب بالإشارة يفهم.
وأبين بعض الأمور المهمة منها:
1 - أن المراد باستعراض التفسير، المرور السريع مع التركيز على صيد الفوائد، وهي طريقة نافعة لطلبة العلم، وإلا فإن الوقت لايكفي للقراءة المتأنية. والوقت الذي تحتاجه هذه الطريقة ساعة تقريباً لنصف جزء.
2 - قد يكتفي القارئ بتدبر الآيات والوقوف معها بنفسه مع الرجوع للتفسير إن احتاجه. لكن الطريقة الأولى فيها فائدة مهمة وهي استعراض التفاسير وصيد الفوائد والنفائس منها، وإليكم فائدة نفيسة من ابن سعدي: قال عند قوله {والراسخون في العلم يقولون آمنا به ... }: (وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد: إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه، الثانية: الرسوخ في العلم وهذا قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالما محققا، وعارفا مدققا، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علما وحالا وعملا الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله {يقولون آمنا به كل من عند ربنا} الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون، الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب، السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل).
وهذه الفائدة صيد ثمين يحتاج لوقت من التأمل والتدبر.
3 - أنني أوصي إخواني الأئمة بالمكوث في المسجد وقت العصر والمغرب فإن لم يمكن فوقت المغرب، حيث يفطر ماتيسر له ويجعل عشاءه بعد التراويح، فإن لهذا أثراً في راحة الإمام وصفاء قلبه. وحينها سيجد في قراءته للحزب بتدبر معايشة خاصة للقرآن.
4 - أما البصائر القرآنية التي يختارها الإمام للحديث، فقد جربتها ورأيت أثرها في الناس بحمد الله، وهي لاتأخذ وقتاً في الاختيار ولا التحضير ولا الإلقاء. ويركز فيها على الجوانب العلمية. وهي طريقة يمكن للإمام أن يجعلها منهجا له دائماً في إحدى الصلوات كالعشاء.
المهم: أن يكون للإمام صلة بكتاب الله تدبراً ومعايشة، فسيجد لذة ونعيماً لايعدله نعيم والله، نسأل الله تعالى أن يكرمنا بهذا النعيم في الدنيا والآخرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:23 ص]ـ
بوركت أبا عبدالله ..
وبالنسبة للتعليق على الآيات فهو كما تفضلت، مجرب الأثر على المتحدث قبل السامع، وقد جربتها العام الماضي فوجدت لها من الأثر ما لم أكن أحسب له، وهذا من توفيق الله عز وجل.
وأيقنت تعطش الناس لهذا النوع من الأحاديث الذي يربط القرآن بواقعهم وكأنه تنزل هذه الآيام ليعالج مشاكلهم يتحدث عن حياتهم.
وإني لأعجب من إمام مكّنه الله تعالى من حفظ كتابه، ومن القدرة على الحديث، ثم يذهب بعيداً إلى موضوعات لا تسامي موضوعات القرآن، أو يستغرق الوقت في ذكر أحاديث ضعيفة أو موضوعة باسم الترغيب والترهيب، وإن كنتُ أرجو لهم الثواب على حسن النية والرغبة في نفع الخلق.
والله المستعان.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا وجعل الجميع من المتدبرين للقرآن العاملين به ...(/)
هل يستنبط من الآيات جواز الحث على الاستغفار العام؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Aug 2010, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
(((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام، عندما يتأخر المطر، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر." أهـ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم.؟
بارك الله فيكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
(((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام، عندما يتأخر المطر، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر." أهـ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم.؟
بارك الله فيكم.
ما المقصود بالاستغفار العام؟ وهل يوجد استغفار خاص؟.
ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يستغفر عقب الصلاة ثلاثاً فهل هذا استغفار خاص أم عام؟؟ وما هي خصوصيته إن كان خاصاً؟؟ وكيف يكون الاستغفار خاصاً؟؟؟ بارك الله بأم عبد الله الجزائرية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Aug 2010, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
(((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)))
بين فترة وأخرى تصل للناس الرسائل النصية على هاتفهم المتحرك تحث على الاستغفار العام، عندما يتأخر المطر، أو عندما يخافون من عواصف أو أعاصير معينة وهكذا، هل يمكن أن يستنبط ذلك من الآيات السابقة؟
قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله , فما يزالون في حفظ من الله وستر." أهـ
قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم.؟
بارك الله فيكم.
نعم أختنا الفاضلة
التوبة وكثرة الاستغفار سبب لدفع البلاء ورفعه بعد وقوعه
وهي من أفضل الوسائل في جلب الخير ودفع المكروه عن البلاد والعباد إذا كثرت المحن وغلت الأسعار وانقطع القطر من السماء ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم وإني أعجب ممن ينتقد مثل هذه الرسائل ويصفها بأنها من البدع
هذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لقومه:
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) هود (3)
وقال نوح قبله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)) نوح
وقال هود:
(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) هود (52)
وقال صالح عليه السلام:
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) هود (61)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)) النمل
وقال شعيب:
(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) هود (90)
والآيات واضحة في أنه دعوة عامة للاستغفار والتوبة
والدعوة بالرسائل إلى التوبة العامة والاستغفار إنما هي تطبيق عملي وإمتثال لهدي القرآن واقتداء بسنة الرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام
أما سؤالك الأخير:
"قد يستغفر الرجل الصالح أو المرأة الصالحة كثيرا، هل يمكن أن تنجب ذريتهم أي الأحفاد أو أهل قريتهم، ويزداد الخير ويتبارك ما حولهم باستغفارهم.؟ "
نعم قد يتحقق هذا وغيره إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع وكم من الصالحين نفع الله بهم أنفسهم وأهليهم وجيرانهم وبلدانهم وما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ونعلق قلوبنا بالمسبب وفضل الله واسع وإذا تخلفت الأمور وجاءت على غير ما نحب فلنتهم أنفسنا ونعلم أن لله حكم في خلقه وأن خيرة الله لعبده خير من خيرته لنفسه.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Aug 2010, 07:27 م]ـ
أخي الفاضل تيسير بارك الله فيك لقد وضح المقصود أخي الفاضل أبا سعد فقد قال:
" ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم " أهـ
جزاك الله خيرا، أخي أبا سعد فقد أشرت فيما كتبت إلى معلومات مهمة استفدت منها حقا.
ويذكرني هذا الكلام بنصوص كثيرة تحث أهل الإسلام على الحرص والسعي لأن يكثر الخير ويقل الخبث، بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والدعاء الصادق. والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 07:59 م]ـ
أخي الفاضل تيسير بارك الله فيك لقد وضح المقصود أخي الفاضل أبا سعد فقد قال:
" ودعوة الأنبياء دعوة عامة لأقوامهم أن يتوبوا وبستغفروا ربهم " أهـ
جزاك الله خيرا، أخي أبا سعد فقد أشرت فيما كتبت إلى معلومات مهمة استفدت منها حقا.
ويذكرني هذا الكلام بنصوص كثيرة تحث أهل الإسلام على الحرص والسعي لأن يكثر الخير ويقل الخبث، بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والدعاء الصادق. والله أعلم.
أختي الفاضلة بارك الله بك
لا لم يوضح أحد ما هو المقصود في الاستغفار العام لأني لا أعتقد أن هناك مصطلحاً يحمل هذا الإسم. لقد تحدث أخي عن الدعوة العامة للاستغفار. ولكن بظني أنه لا يوجد استغفار عام واستغفار خاص. وقد سألتك فلم تجيبي عن الاستغفار بعد الصلاة ثلاثاً هل هو استغفار خاص أم عام؟ هذا إذا كنت مصرة أن هناك ما يسمى بالاستغفار الخاص.
أختي في الله
حينما نذهب للاستسقاء فإن كل واحد منا يستغفر عن ذنوبه هو التي أحدثها فيكون ذلك دعوة عامة للاستغفار ولكنها أيضاً دعوة خاصة لكل واحد ليستغفر الله تعالى على ما اقترف من ذنوب هو أعلم بها من غيره.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Aug 2010, 08:55 م]ـ
أختي الفاضلة بارك الله بك
لا لم يوضح أحد ما هو المقصود في الاستغفار العام لأني لا أعتقد أن هناك مصطلحاً يحمل هذا الإسم. لقد تحدث أخي عن الدعوة العامة للاستغفار. ولكن بظني أنه لا يوجد استغفار عام واستغفار خاص. وقد سألتك فلم تجيبي عن الاستغفار بعد الصلاة ثلاثاً هل هو استغفار خاص أم عام؟ هذا إذا كنت مصرة أن هناك ما يسمى بالاستغفار الخاص.
أختي في الله
حينما نذهب للاستسقاء فإن كل واحد منا يستغفر عن ذنوبه هو التي أحدثها فيكون ذلك دعوة عامة للاستغفار ولكنها أيضاً دعوة خاصة لكل واحد ليستغفر الله تعالى على ما اقترف من ذنوب هو أعلم بها من غيره.
حسنا أخي الكريم، وعندما تدعو فتقول:
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم آمين.
وما قصدته أن يطلب أحد أوفئة من المسلمين من عموم المسلمين أن يستغفروا الله تعالى، فمن هنا أتتت قضية "الاستغفار العام".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 08:57 م]ـ
فمن هنا أتتت قضية "الاستغفار العام".
ومن الذي أتى بها؟؟؟؟؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:25 م]ـ
ومن الذي أتى بها؟؟؟؟؟
أختك أم عبدالله، لم تجد تعبيرا أقرب من هذا للدلالة على مقصودها.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 11:42 م]ـ
أختك أم عبدالله، لم تجد تعبيرا أقرب من هذا للدلالة على مقصودها.
أشكرك أختي أم عبد الله وقد ظننت أن لديك ما ترغبين في تبيانه لاحقاً.ولكني أشكرك ثانية على حلمك عليّ ومثلك والله لا يُستغرب منه تقريب الدلالات ولا الذهاب الى حسن المقاصد.مما نراه منك ما شاء الله من اجتهاد في طلب العلم وخوض في تحصيل أعلاه. بارك الله بك وزادك بسطة في العلم والحلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:24 ص]ـ
هذا موضوع سبق وأن كتبته عن الاستغفار ولا أدري هل وضعته في المنتدى قبل أو لا، وعلى أي حال أضعه هنا لعل الله أن ينفع به.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الاستغفار من أجل العبادات والقرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه وهي دعوة الأنبياء والمرسلين من لدن نوح عليه الصلاة والسلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم صلوات ربي وسلامه أجمعين.
يقول الله تعالى مخبراً عن نوح قوله لقومه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) نوح (10)
ويقول تعالى مخبراً عن قول هود عليه السلام لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) هود (52)
وقال عن صالح عليه السلام: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) هود (61)
وقال عن شعيب عليه السلام قوله لقومه: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) هود (90)
وقال عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقومه: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) هود (3)
وقال أيضاً: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) سورة فصلت (6)
وطلب المغفرة من الله تعالى كان دعاء صفوة الله من خلقه أنبيائه ورسوله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
فهذا نوح عليه السلام يقول: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) سورة نوح (28)
وهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يقول: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم (41)
وهذا موسى عليه السلام يقول: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) سورة الأعراف (151)
وهذا سليمان عليه السلام يقول: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) سورة ص (35)
أما الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد قال له ربه تبارك وتعالى:
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) سورة محمد (19)
(وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) سورة المؤمنون (118)
وقد فعل صلى الله وسلم وبارك عليه، قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) سورة البقرة (285)
وروى مسلم من حديث الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ."
وروى البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً."
وروى أبو داود من حديث بن عمر رضي الله عنهما قال: "إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ."
والاستغفار من صفات المتقين الذين أمتدحهم الله تعالى في كتابه حيث قال تبارك وتعالى:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)) سورة الذاريات
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) سورة آل عمران (17)
والاستغفار عبادة الصالحين في المواقف الصعبة وفي وقت الشدة، قال تعالى:
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)) سورة آل عمران
والاستغفار من أعمال الملائكة حملة العرش ومن دونهم، قال تبارك وتعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) سورة غافر (7)
أثر الاستغفار وفضله:
الاستغفار هو إعلان للتوبة ويكفي في فضل ذلك قول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) سورة البقرة من الآية (222)
الاستغفار حصانة من عذاب الله، قال تعالى:
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الأنفال (33)
والاستغفار من الأسباب المزحزة عن النار:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ وَحَمِدَ اللَّهَ وَهَلَّلَ اللَّهَ وَسَبَّحَ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنْ النَّارِ."
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ."
ومن فضائل الاستغفار ما جاء في الأحاديث الشريفة التالية:
روى أبو داود عن علي رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (135)
وروى الترمذي رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ."
وروى أبو داود رحمه الله تعالى عن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ."
وروى أبو داود أيضا من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ." وقد ضعف أهل العلم هذا الحديث وصححه أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه لمسند أحمد رحمه الله تعالى.
وروى أبو داود أيضا من حديث مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ قال:"دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ فَقَالَ قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا"
وتعالوا نختم بهذا الحديث الشريف الذي يبين لنا حال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مع الاستغفار وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كيف كان في صلاته صلى الله عليه وسلم يفتتحها بالاستغفار ويختمها به:
روى مسلم رحمه الله تعالى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا قام إلى الصلاة قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي وَإِذَا رَفَعَ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ وَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ."
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه: محب القرآن "أبو سعد الغامدي"
ليلة الجمعة 10/ 7/ 1430 هـ
*****
ليلة السبت 4/ 9/1431
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Aug 2010, 04:14 ص]ـ
الاستغفار هو إعلان للتوبة ويكفي في فضل ذلك قول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
اللهم إنا نعلنها توبة نصوحاً بهذا الشهر العظيم. فتلطف علينا برحمتك وغفرانك.
جزاك الله خيراً أبا سعد وبارك الله بعمرك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:24 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل خير، أخي أبا سعد على الإضافة القيمة.(/)
الرد على عقائد الرافضة بآيات القرآن الكريم
ـ[سعد الجلاهمة]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لما كان الرافضة يزعمون أنهم يرضون بالرجوع إلى القرآن الكريم عند التنازع، كان لابد لمن يتصدى للرد على شبههم لاسيما من خلال المناظرات، أو لدعوتهم الى الله، أن يكون لديه القدرة على استحضار آيات القرآن الكريم وتوضيفها لذلك الغرض، ولايخفى مدى تأثير القرآن على النفس البشرية، كيف وهي من لدن خالق النفس، لاسيما الآيات المحكمات.
ولما كنت أتابع بعض حلقات الرد على الرافضة في بعض القنوات الفضائية لاحظت مدى الحاجة إلى هذا الأمر، فقد كانت أحيانا آيات القرآن فاصلة وداحضة لشبهة الرافضة في تلك المواضع، لكن من أسف لاتذكر، بل أشد من ذلك، أحيانا المحاور للرافضة يذكر آية ويخطئ أو يلحن فيها.
لما سبق أود أن أقدم فكرة مشروع وهو أن يجمع كتاب للرد على عقائد الرافضة بآيات القرآن الكريم. يستفيد منه:
(1) المحاورون للرافضة.
(2) عوام الرافضة المغيبون عن القرآن.
(3) عوام أهل السنة ممن تعرضوا لشبه الرافضة من خلال قنواتهم وغيرها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:56 م]ـ
حيا الله أخانا الفاضل سعد
نرحب بك بين إخوانك ومحبيك فنقول
على الرحب والسعة
وشهر مبارك
وبداية موفقة
قضية الرد على الرافضة من أعقد الأمور والسبب أن أولئك القوم معتقدهم قائم على الكذب والاختراع
والرافضي لا يمكن أن تتفق معه على قاعدة تكون هي المرجع عند التنازع في قضية معينة بل حتى لا تستطيع أن تتفق معه على قاعدة يلتزم به في طريقة الحوار
فتجد الرافضي يقول أتفق معك على كون القرآن هو الحكم عند التنازع ولكنه عند الا ستشهاد بالآيات يحملها على أمور لا تحتملها ولا يستند فيها إلى دليل من اللغة أو العقل ولم أقل السنة وأقوال أهل العلم لأنهم لا يعترفون بشيء من هذا
أيضا تجد الرافضي يتشعب معك في الحوار ولا يلتزم نقطة معينة حتى ينهيها
الرافضة كما قال شيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله تعالى: لا عقل و لانقل
ثم إذا كان في الحوار مع الرافضة فائدة ترجى فإنما هي كشف حقيقة مذهبهم وإدانتهم من أفواههم حيث إن كثير من المسلمين يغترون بمذهبهم ويظنون أنهم على شيء من الحق، والحقيقة أنهم يصدق عليهم أي شيء إلا الإسلام.
ـ[لايق عواد الفهيد]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:21 م]ـ
ابو سعد اصبت كبد الحقيقة فهذه طباع الرافضة هم لايريدون الانسلاخ من الاسلام
علناً بل يرديون ان يحاربوا الاسلام بالاسلام والدليل تبجحهم بالرضى بالقران حكماًبيننا
وبينهم ولكن انظر ماذا قدموا لكتاب الله هل يوجد عندهم حفظة بل اتخذوا هذا القران
مهجوراً , لايوجد مذهب اشد تناقضاً فيما بينهم من هذا المذهب ولكن تتجلى فيهم
عظم هذه الاية في قوله تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لما كان الرافضة يزعمون أنهم يرضون بالرجوع إلى القرآن الكريم عند التنازع، كان لابد لمن يتصدى للرد على شبههم لاسيما من خلال المناظرات، أو لدعوتهم الى الله، أن يكون لديه القدرة على استحضار آيات القرآن الكريم وتوضيفها لذلك الغرض، ولايخفى مدى تأثير القرآن على النفس البشرية، كيف وهي من لدن خالق النفس، لاسيما الآيات المحكمات.
ولما كنت أتابع بعض حلقات الرد على الرافضة في بعض القنوات الفضائية لاحظت مدى الحاجة إلى هذا الأمر، فقد كانت أحيانا آيات القرآن فاصلة وداحضة لشبهة الرافضة في تلك المواضع، لكن من أسف لاتذكر، بل أشد من ذلك، أحيانا المحاور للرافضة يذكر آية ويخطئ أو يلحن فيها.
لما سبق أود أن أقدم فكرة مشروع وهو أن يجمع كتاب للرد على عقائد الرافضة بآيات القرآن الكريم. يستفيد منه:
(1) المحاورون للرافضة.
(2) عوام الرافضة المغيبون عن القرآن.
(3) عوام أهل السنة ممن تعرضوا لشبه الرافضة من خلال قنواتهم وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا. ولعل أثر القران على النفوس هومن دواعي كثرة الإستشهاد بالآيات.وهذا ما يهمله الكثير من المحاورين ويلجؤون بدلا من ذلك الى الحجج الكلامية للإقناع.
إن كثرة الإستشهاد بالآيات والحديث الصحيح هو ما يقوي حجة المتكلم وخصوصا إذا استطاع اختيار الآية الأنسب في الموضوع وكلما كانت الآيات قطعية الدلالة فإنه يكون على السامع أكثر أثراً.
لذلك أغفل الرافضة القران وأرادوا من الناس الإعراض عنه وأتباع مجالس العزاء واللطم. وهذا الأمر قد ذكره بعض سادتهم وأذكرمنه
قول الدكتور جعفر الباقري صاحب كتاب (ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية): (من الدعائم الأساسية التي لم تلقً الإهتمام المنسجم مع حجمها وأهميتها في الحوزة العلمية هو القرآن الكريم، وما يتعلق به من علوم ومعارف وحقائق وأسرار، فهو يمثل الثقل الأكبر، والمنبع الرئيسي للكيان الإسلامي بشكل عام.
ولكن الملاحظ هو عدم التوجه المطلوب لعلوم هذا الكتاب الشريف، وعدم منحه المقام المناسب في ضمن الاهتمامات العلمية القائمة في الحوزة العلمية، بل وإنه لم يدخل في ضمن المناهج التي يعتمدها طالب العلوم الدينية طيلة مدة دراسته العلمية، ولا يختبر في أي مرحلة من مراحل سعيه العلمي بالقليل منها ولا بالكثير.
فيمكن بهذا لطالب العلوم الدينية في هذا الكيان أن يرتقي في مراتب العلم، ويصل إلى أقصى غاياته وهو (درجة الاجتهاد) من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره، أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء.
هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار (ص 109).
ونقل عن بعض علماء الرافضة ذلك فقال:
يقول آية الله الخامنئي
"مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد، من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة!!! لماذا هكذا؟؟؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن!! ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110
": إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علمياً، لذا يضطر إلى ترك درسه، ألا تعتبرون ذلك فاجعة " ص ثوابت ومتغيرات الحوزة. ص112
أما ما يتعلق بمنهج الرافضة فيما يتعلق بالقران فأساسه يقوم على النقاط التالية:
-التشكيك بوقوع أنواع التحريف: كالنقص والزيادة والترتيب.
-القول بأن القران لا يفهمه إلا المعصوم عندهم.الأئمة وفاطمة رضي الله عنها والنبي صل1
-القول بأن قول المعصوم صعب مستصعب (فحتى تفسير من لا يعرف القران غيره لا يفهمه الناس)
-رد ذلك كله للمراجع الذي"الراد عليه كالراد علينا وهو كالراد على الله وهو على حد الشرك"
ومن ذلك أن القاريء للقران سيعلم أن الله وصف أصحاب محمد بخير أمة أخرجت للناس بينما يصفهم الرافضة بالنفاق
كيف يقرأ في سورة الفتح وصف محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم يبقى على الرفض؟(/)
التثبت والتبين في القرآن الكريم (موضوع مرشح)
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:51 م]ـ
المقدمة:
زود الله عزوجل الإنسان بوسائل وأجهزة للعلم والمعرفة، وجعله مسئولا عنها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهذه الوسائل على نوعين: نوع للاستقبال والتلقي وهي السمع والبصر والفؤاد، ونوع للإرسال والنقل وهي اللسان، وقد قال تعالى في محكم التنزيل):ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) الإسراء/36.وإن الأخبار التي نتلقاها بأسماعنا وننقلها بألسنتنا أمانة ومسؤولية، يجب التثبت والتبين من صحتها أو كذبها حين التلقي أو النقل.
وإن القرآن الكريم والسنة النبوية كلاهما يؤكدان على تلك الحقيقة، ويشددان النكير على مخالفتها.
وعلماء النفس-اليوم-يؤكدون حقيقة نفسية مفادها أن الإنسان بطبعه مولع بجديد الأخبار وغرائبها فيصدق لأول وهلة ما يتلقاه، ولا يتريث حتى يتأكد منها، بل ينقلها ويشيعها بين الناس على أساس أنها حقائق ومسلمات لا تقبل الجدل .. وعليه فإنه من الواجب شرعا وعقلا أن نضبط ألسنتا فلا نروج لأخبار تناهت إلى مسامعنا مهما كانت حقيقية، حتى نتأكد من صحتها، وفي ذلك جاء التحذير الرباني: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات/06.وقد قال الإمام النووي رحمه الله:<إذا استوت المصلحة في الكلام أو السكوت فالسكوت أولى>،ورحم الله أئمة الزهد في أمتنا الذين أعطونا دروسا نظرية وعملية في وجوب حبس اللسان عن الكلام إلا للضرورة، وجزى الله خيرا رجال الحديث الشريف الذين سنوا قانونا فريدا في التعامل مع الأخبار الواردة عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
والحق أنه لا غرابة في ذلك، فمنهج القرآن الكريم قائم على تلك الحقيقة في شتى مجالات الدين والدنيا، ثابت بالنص لمن لاحظه، إما صراحة أو كناية، إشارة أو إيماء، وهذا ما سنحاول التطرق إليه في هذا المبحث المقتضب، وإن كان الأمر يتطلب وضع مذكرة كاملة أو مؤلفا جامعا لأهمية الموضوع.
خطة البحث:
المبحث الأول: التثبت والتبين في مجال العقائد
المبحث الثاني: التثبت والتبين في مجال العبادات
المبحث الثالث: التثبت والتبين في مجال الأخلاق والمعاملات
الخلاصة
ثبت المصادر والمراجع
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:54 م]ـ
المبحث الأول: التثبت والتبين في مجال العقائد
الإسلام دين العقل والعلم، ولا يقبل من أتباعه الإيمان بالحقائق الكبرى التي جاء بها الإسلام بمجرد التلقي، دون نظر وتمحيص، ولذلك وجدنا القرآن الكريم قد أورد حشدا حائلا من النصوص الكريمة التي تفرض النظر وإعمال الفكر للوصول إلى اليقين والتسليم المطمئن.
ومن بين أهم النصوص في ذلك قوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) 1،ولم يقل: فقل لا إله إلا الله، ذلك أن القول باللسان يحسنه كل الناس مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، أما العلم فيقتضي الاستدلال والتدبر والتبين عن طريق النظر في ملكوت السماوات والأرض، ومن ذلك قوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) 2،ومنه قوله جل وعلا-يوجب التفكر-: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) 3.
ولما كان السير في الأرض والتنقيب عن الآثار المدفونة ورؤية الأطلال القائمة مما يؤكد ما جاء في الكتاب العزيز، فقد ندب تعالى إلى ذلك في عدة آيات كريمة منها قوله: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) 4،والسير المقصود هنا ليس غرضه مجرد السياحة وتمتيع الأبصار بالمناظر الخلابة المبثوثة في الأرض والمعلقة في السماء، وإنما الغرض هو التبين ومطابقة ما جاء على لسان الرسول، من هلاك الأمم البائدة وما تركوه من آثار شاهدة على صدق ما ورد في النصوص الكريمة، ومن غايات السير أيضا الاعتبار بالآيات الكونية ورؤية عظمة وجلال الخالق المبدع، قال عز وجل: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) 5.
وفي هذا السياق جاء القرآن بأسلوب يهاجم فيه من يقلدون الآباء والأجداد في موضوع الاعتقاد، ويؤكد على وجوب النظر وإعمال الفكر، ويستحث النفوس لطلب الدليل والتبين من صدقية الرسالة والرسول، وهاهو أبونا إبراهيم عليه السلام يحاور والده بأسلوب يفيض بالشفقة والأدب من جهة، ومن جهة أخرى يحثه على التبين من معبوده الذي لا يملك ضرا ولا نفعا: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) 6 .. ثم يتبرأ منه ويهجره بعد أن تبين له كفره وإصراره على ما وجد عليه الأولين: (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) 7.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:55 م]ـ
ويترك إبراهيم قومه حين خرجوا من القرية، فيعمد إلى كبير آلهتهم فيضع المعول في عنقه، بعد أن يحطم الأوثان الصغيرة، يسفه بذلك أحلام قومه الذين ألغوا عقولهم وخالفوا منطقها الصحيح.
وما أحوج مسلمي اليوم الذين تعودوا على أداء الطقوس الدينية بمجرد وراثتها عمن سبق من الآباء والأجداد إلى إعمال عقولهم والاستدلال بها على قضايا الإيمان، لأن هذا الاعتقاد الفاتر، وهذا الانهزام المقيت في شتى مجالات الحياة إنما يعكس ضبابية الإيمان وهوانه في نفوس أصحابه، ذلك بالرغم من توفر النصوص التي عز بها الأوائل وأقاموا بها حضارة ملأت الآفاق.
وليس هذا الكلام مما يطعن في إسلام الناس وإنما هو من باب طلب اليقين والطمأنينة التي احتاجها إبراهيم عليه السلام نفسه حين رجا ربه بقوله: (رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) 8،فهو رغم يقينه إلا أنه أراد أن يتحقق و يطمئن، وكذلك موسى عليه السلام حين طلب من مولاه أن يريه وجهه الكريم في قوله: (رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) 9 .. وإن كان حال موسى يعكس الشوق إلى رؤية المحبوب إلا أنه أيضا يدل على حاجة فطرية في نفس الإنسان إلى التبين والمكاشفة ليزداد الإيمان والتحقيق .... وهاهو عُزير يتبين حقيقة القدرة الإلهية المطلقة من خلال عمليتي الإماتة والإحياء في قوله تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير) 10.
ولتأكيد أمور الغيبيات المستترة عنا ورد في القرآن أن الله تعالى سيجعلها حقائق مكشوفة يوم القيامة، ليحصل اليقين لكل المخلوقات مؤمنهم وكافرهم، ومن ذلك قوله عزوجل: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمومنون) 11.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:56 م]ـ
المبحث الثاني: التثبت والتبين في مجال العبادات
يقوم الإسلام على التبين في العبادات، ففي مجال:
*الطهارة: ينبغي التبين من طهارة ماء الوضوء و الغسل (لم يتغير طعمه و لونه و ريحه) ومن أجل ذلك اعتبر الشارع الحكيم مجرد الشك في الحدث بعد الطهور ناقضا للعبادة.
كما أمر بالتبين من الحدث نفسه، إن كان أكبرا يوجب الغسل كالحيض و المني،أو أصغرا يكفي منه الوضوء كالمذي و الودي، و جعل الحيض علامة على براءة الرحم من الحمل (و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) 12.
*وفى مجال الصلاة، أمرنا بالتبين من الوقت،فالصلاة باطلة قبل دخول الوقت إن أديت ولا تكون أصلا واجبة، قال تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) 13،و قال: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) 14،وطبيعي أن معرفة الوقت تحتاج إلى التبين بترصد حركتي الشمس و القمر.
*وفى مجال الصوم أيضا،لابد من التثبت من هلال رمضان، فقال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) 15، وقال صلى الله عليه و سلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) 16.
ولذلك إن غم علينا و لم نتثبت من دخول أول رمضان، أكملنا عدة شعبان ثلاثين يوما، وكذا يجوز الأكل و الشرب و الجماع طيلة ليل رمضان و إذا تبين للمسلم الفجر يمسك عن ذلك كله لقوله تعالى (و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) 17.
*وفي مجال الزكاة ينبغي التثبت من أمور مهمة مثل بلوغ النصاب و السن و دوران الحول و معرفة من يستحق الزكاة فعلا وغير ذلك مما اشترطه الفقهاء ...
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:58 م]ـ
المبحث الثالث: التثبت و التبين في مجال المعاملات و الأخلاق
للكلمة خطرها و أثرها على الفرد و المجتمع، فكم من كلمة صنعت مجدا أو دعت إلى الخير أو أصلحت بين طرفين متنازعين ... وكم من كلمة أثارت عداوات وأشعلت حروبا وورثت ضغائن طال أمدها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا المعنى يقول تبارك و تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) 18،و قال النبي صلى الله عليه و سلم "وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم "19.
ولذلك الغرض كان لابد من التبين و التثبت من صحة الأخبار قبل التفوه بها، و خاصة إذا تعلق الأمر بالأعراض و المقدسات الشرعية.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) 20: <<يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال، لاحتمال فسقه في نفس الأمر، و قبلها آخرون،و قد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم على صدقات بني المصطلق، و قد روي من طرق منها ما رواه أحمد عن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي رضي الله عنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني إلي الإسلام فدخلت فيه و أقررت به،و دعاني إلى الزكاة فأقررت بها، و قلت يا رسول الله أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام و أداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، و ترسل إلي يا رسول الله رسولا إبان كذا و كذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول و لم يأته و ظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله تعالى و رسوله، فدعا بسروات قومه (أي أشرافهم)، فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان وقت لي وقتا يرسل إلي رسوله،ليقبض ما كان عندي من الزكاة و ليس من رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطه فانطلقوا بنا نأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق (أي خاف) فرجع حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الحارث قد منعني الزكاة و أراد قتلي، فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعث البعث إلى الحارث رضي الله عنه و أقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث و فصل عن المدينة لقيهم الحارث، فقالوا هذا الحارث، فلما غشيهم قال لهم:إلى من بعثتم؟ فقالوا: إليك قال:ولم؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة و أردت أن تقتله، قال رضي الله عنه: لا و الذي بعث محمدا صلى الله عليه بالحق ما رأيته بتة و لا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ "، قال و الذي بعثك بالحق ما رأيته و لا أتاني وما أقبلت إلا حين احتبس علي علي رسول الله صلى الله عليه و سلم، خشيت أن يكون كونت سخطة من الله تعالى و رسوله، قال فنزلت الحجرات"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ... إلى قوله حكيم "أخرجه أحمد و ابن أبي حاتم و الطبراني>>21.إذن فهذه الآية الكريمة والحديث الذي ورد بشأنها يبين أن الفاسق كان صحابيا ومع ذلك لم تشفع له صحبته، بل عدته فاسقا، بمجرد أنه نقل خبرا كاذبا لم يتبين من صحته، فما بالك إذا كا نقلة الأخبار من الكذبة أو المغرضين والشانئين ....
و تحدثنا السيرة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه قد طلب منه أن يصالح كفار قريش عام الحديبية، إلا أنه لم يأذن له في رد المؤمنات بشرط التثبت و التبين من صحة إيمانهن.
فقال تعالى في ذلك: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ... ) 22، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: << ... فإن الله عز و جل أمر عباده المؤمنين إذا جاءهم النساء مهاجرات أن يمتحنوهن، فإن علموهن مؤمنات فلا يرجعوهن إلى الكفار: (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) 23، و سبب النزول ما روي أنه لما هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، خرج أخواها:عمارة و الوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلماه فيها أن يردها إليهما،فنقض الله العهد بينه و بين المشركين في النساء خاصة،فمنعهم أن يردوهن إلى المشركين و أنزل الله آية الامتحان. وروى ابن جرير عن أبي نصر الأسدي قال: سئل ابن عباس كيف كان امتحان رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء؟ قال: كان يمتحنهن: "بالله ما خرجت من بغض زوج، و بالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، و بالله ما خرجت التماس دنيا، و بالله ما خرجت إلا حبا لله و رسوله "، رواه ابن جرير و رواه البزار من طريقه،و ذكر أن الذي كان يحلفهن عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب>>24.ولا ريب أن ذلك الامتحان كان لونا من ألوان التبين والتثبت من حقيقة إيمانهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:00 م]ـ
ولما كان الأصل في الإسلام السلم و حقن الدماء و تحريم الظلم، عاتب الله عز و جل ورسوله كلامهما أسامة بن زيد حينما قتل عدوه بمجرد الظن في صدق إدعائه الإسلام، فقد قال تعالى فيه خاصة و في غيره عامة: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألفى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا) 25،فلما قرئت هذه الآية الكريمة على أسامة،حلف لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل وما لقي من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه.
وفي سياق مخالف لموضوع التبين، ينهي النبي صلى الله عليه و سلم عن التحقق في حال الظن و الشك فقال:<<إذا ظننت فلا تحقق>>26، و هذا من أ خلاق الإسلام العظيمة،ذلك أن الأصل في الناس البراءة،ثم إن محاولة معرفة ذلك ربما يحمل على تتبع العورات و التجسس مما يثير الاشمئزاز و الضغائن.
ولأمر ما لا تطبق الحدود الشرعية و التعازير إلا إذا وصلت إلى الحاكم ببيناتها،إما بالإقرار و الاعتراف من الجاني أو بالإشهاد على الجناية، فقال تعالى –في حد القذف – (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا و أولئك هم الفاسقون) 27.
وباب (الإشهاد) من أبواب الفقه، الغرض منه، التبين و التثبت من صحة الدعاوى في المعاملات و الجنايات و الحدود.
ويندرج تحت هذا الباب موضوع الفراسة و الأخذ بالقرائن و الأمارات و القافة (أي تتبع الأثر) و اللوث (غلبة الظن في وقوع القتل)، وقد عقد الشيخ ابن قيم الجوزية في ذلك كتابا كاملا و سمه ب: (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) و بين فيه أن الحاكم من حقه إن عدم البينة و الدليل على المخالفات الشرعية أن يتبين و يتثبت بالقرائن و الأمارات ثم يبني على ذلك الأحكام. ولبيان هذا الباب النفيس نورد هاهنا مثالا واحدا من الكتاب العزيز، فقد ورد في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز التي اتهمت نبي الله-بهتانا- بأنه راودها على نفسها فأبت عليه، و الحق غير ذلك،و ذلك ما انتبه إليه الشاهد من أهلها بمجرد القرينة (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين) 28.
ثم بعد ما ذكر الآيتين 25 - 28 من سورة يوسف من قوله تعالى (واستبقا الباب) إلى قوله (إن كيدكن عظيم)، قال:فتوصل بقد القميص إلى تمييز الصادق منهما من الكاذب، وهذا لوث في أحد المتنازعين، يبين به أولاهما بالحق.
وهذا نبي الله سليمان عليه السلام حينما جاءه الهدهد بخبر بلقيس و قومها،لم يصدقه للوهلة الأولى بل أرسله بكتاب يتبين له من خلاله الأمر، قال تعالى في ذلك (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) 29.
ولما وصل الكتاب بلقيس و عرفت ما فيه جمعت قومها و استشارتهم في الأمر، ثم بدا لها أن تتبين و تتثبت من أمر سليمان: (و إني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) 30، فإن كان نبيا لم يقبل الهدية و إن قبلها فليس بنبي و لابد من قتاله،كما ذهب إلى ذلك سيد المفسرين حبر الأمة عبد الله بن عباس،فقال رضي الله عنه:"قالت لقومها: إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، و إن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه "31.
وفي موضوع التبني عندما يدعي أحد إستلحاق الولد، يتبين القاضي زعمه هذا بفارق السن أو شهادة مرضعة أو يمين ... و إلا فيعتبر أخا في الدين و مولى قال تعالى: (فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) 32.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:02 م]ـ
خلاصة:
إن التثبت والتبين من أهم الأخلاق التي عني بها كتاب الله عز و جل و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، و على هذا المنهج الكريم درج الصحابة و التابعون رضي الله عنهم أجمعين، حيث أسسوا لحضارة عظيمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فحفظ تراث الإسلام بذلك و لم تؤثر عليه حركات الوضع و التشويه. وظلت المجتمعات الإسلامية على مدى الأزمان والدهور قوية متماسكة، لم تؤثر فيها الشائعات والأراجيف، والسبب بالطبع كان راجعا لتطبيق منهج التثبت والتبين في التلقي والنقل على السواء.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:03 م]ـ
الهوامش:
1 - محمد/19.
2 - البقرة/164.
3 - يونس/101.
4 - العنكبوت/20.
5 - الغاشية/17 - 20.
6 - مريم/42.
7 - التوبة/114.
8 - البقرة/260.
9 - الأعراف/143.
10 - البقرة/259.
11 - المدثر/31.
12 - البقرة/228.
13 - الإسراء/78.
14 - النساء/103.
15 - البقرة/185.
16 - متفق عليه من حديث أبي هريرة رصي الله عنه.
17 - البقرة/187.
18 - الحجرات/11.
19 - رواه البخاري عن أبي هريرة.
20 - الحجرات/06.
21 - مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني، ص360.
22 - الممتحنة/10.
23 - الممتحنة/10.
24 - مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني، ص485.
25 - النساء/94.
26 - أخرجه الحافظ العراقي في تحقيق الإحياء عن أبي هريرة.
27 - النور/04.
28 - يوسف/26 - 27.
29 - النمل/27.
30 - النمل/35.
31 - مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني، ص671.
32 - الأحزاب/05.
المصادر و المراجع:
*القرآن الكريم.
*كتب السنة.
1/مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني، شركة الشهاب، الجزائر،1990.
2/زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية، مؤسسة الرسالة، بيروت،1984.
3/الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري، دار الكتاب الحديث، الكويت،2009.
4/فقه السنة، السيد سابق، دار الجيل، نشر دار الفتح العربي القاهرة، ط10، 1993.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:40 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:06 م]ـ
السلام عليكم
ولا واحد يكتب انطباعه؟؟؟
تقبل الله منا ومنكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:36 م]ـ
المبحث الثاني: التثبت والتبين في مجال العبادات
يقوم الإسلام على التبين في العبادات، ففي مجال:
*الطهارة: ينبغي التبين من طهارة ماء الوضوء و الغسل (لم يتغير طعمه و لونه و ريحه) ومن أجل ذلك اعتبر الشارع الحكيم مجرد الشك في الحدث بعد الطهور ناقضا للعبادة.
أخي الفاضل علي عدلاوي حفظه الله.
الفكرة التي تتكلمون فيها ممتازة وهي لا شك مهمة بالنسبة للعبادات. ولكن ليس كل العبادات تُبنى على اليقين. بل هناك بعض العبادات تبنى على الظن. فمثلاً الشك في الوضوء لا يعدم الطهارة. فلو شككت هل أنت على وضوء أم لا فإنك تبني على غلبة الظن لا على اليقين. وكذلك المياه فإن أصلها طاهر ما لم تثبت النجاسة.
ففي بَابُ الْمَاءِ يَشُكُّ فيه من كتاب الأم قَالَ الشّاَفعيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وإذا كان الرَّجُلُ مُسَافِرًا وكان معه مَاءٌ فَظَنَّ أَنَّ النَّجَاسَةَ خَالَطَتْهُ فَتَنَجَّسَ ولم يَسْتَيْقِنْ فَالْمَاءُ على الطَّهَارَةِ وَلَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِهِ وَيَشْرَبَهُ حتى يَسْتَيْقِنَ مُخَالَطَةَ النَّجَاسَةِ بِهِ. ومن شك أنه أحدث فَلاَ يَجِبُ عليه الْوُضُوءُ حتى يَسْتَيْقِنَ أَنَّهُ أَحْدَثَ. وَلَوْ شَكَّ رَجُلٌ أَنْزَلَ أو لم يُنْزِلْ لم يَجِبْ عليه الْغُسْلُ حتى يَسْتَيْقِنَ بِالإِنْزَالِ وَالاِحْتِيَاطُ أَنْ يَغْتَسِلَ. وكثير من هذه المسائل الموجودة في كتب الفقه. ولكن رغم ذلك فإن الأصل التثبت وعدم التسيب. ولكني أحببت فقط أن تتدارك ذلك في موضوعك إن أمكن ليصبح أكثر شمولية وأعظم فائدة. لأن من خصائص البحث الناجح شموليته على معظم المسائل المتعلق به. وبارك الله بك أخي الفاضل وها قد علّقت على موضوعك كما كنت تحب وترغب.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:22 م]ـ
أخي الفاضل علي عدلاوي حفظه الله.
الفكرة التي تتكلمون فيها ممتازة وهي لا شك مهمة بالنسبة للعبادات. ولكن ليس كل العبادات تُبنى على اليقين. بل هناك بعض العبادات تبنى على الظن. فمثلاً الشك في الوضوء لا يعدم الطهارة. فلو شككت هل أنت على وضوء أم لا فإنك تبني على غلبة الظن لا على اليقين. وكذلك المياه فإن أصلها طاهر ما لم تثبت النجاسة.
ففي بَابُ الْمَاءِ يَشُكُّ فيه من كتاب الأم قَالَ الشّاَفعيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وإذا كان الرَّجُلُ مُسَافِرًا وكان معه مَاءٌ فَظَنَّ أَنَّ النَّجَاسَةَ خَالَطَتْهُ فَتَنَجَّسَ ولم يَسْتَيْقِنْ فَالْمَاءُ على الطَّهَارَةِ وَلَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِهِ وَيَشْرَبَهُ حتى يَسْتَيْقِنَ مُخَالَطَةَ النَّجَاسَةِ بِهِ. ومن شك أنه أحدث فَلاَ يَجِبُ عليه الْوُضُوءُ حتى يَسْتَيْقِنَ أَنَّهُ أَحْدَثَ. وَلَوْ شَكَّ رَجُلٌ أَنْزَلَ أو لم يُنْزِلْ لم يَجِبْ عليه الْغُسْلُ حتى يَسْتَيْقِنَ بِالإِنْزَالِ وَالاِحْتِيَاطُ أَنْ يَغْتَسِلَ. وكثير من هذه المسائل الموجودة في كتب الفقه. ولكن رغم ذلك فإن الأصل التثبت وعدم التسيب. ولكني أحببت فقط أن تتدارك ذلك في موضوعك إن أمكن ليصبح أكثر شمولية وأعظم فائدة. لأن من خصائص البحث الناجح شموليته على معظم المسائل المتعلق به. وبارك الله بك أخي الفاضل وها قد علّقت على موضوعك كما كنت تحب وترغب.
أشكرك سيدي جزيل الشكر على تجاوبك، وقد انتفعت فعلا بملاحظتك القيمة، والحق لم يكن قصدي الاستقصاء بقدر لفت انتباه الإخوة إلى ضرورة الكتابة والتوسع في هذا الموضوع اللاحب ...
أشكركم سيدي مرة أخرى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:45 م]ـ
المبحث الثاني: التثبت والتبين في مجال العبادات
يقوم الإسلام على التبين في العبادات، ففي مجال:
*الطهارة: ينبغي التبين من طهارة ماء الوضوء و الغسل (لم يتغير طعمه و لونه و ريحه) ومن أجل ذلك اعتبر الشارع الحكيم مجرد الشك في الحدث بعد الطهور ناقضا للعبادة.
.
موضوع ممتاز
شكر الله لك أخانا علي
ولكن هذه العبارة والتي أشار إليها قبلي الأخ الفاضل تيسير تحتاج منك إلى تصحيح
فالشك في الحدث غير مؤثر على الطهارة
فالقاعدة الفقهة تقول:
"اليقين لا يزول بالشك"
فإذا تطهر الإنسان ثم شك هل أحدث بعد أو لا؟
فالأصل بقاء الطهارة لأنها المتيقنة
ودليل هذه القاعدة
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) رواه مسلم قال النووي في شرح مسلم (4/ 49): (وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثاً أم أربعاً؟ فليطرح الشك وليبْن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى تماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:32 ص]ـ
موضوع ممتاز
شكر الله لك أخانا علي
ولكن هذه العبارة والتي أشار إليها قبلي الأخ الفاضل تيسير تحتاج منك إلى تصحيح
فالشك في الحدث غير مؤثر على الطهارة
فالقاعدة الفقهة تقول:
"اليقين لا يزول بالشك"
فإذا تطهر الإنسان ثم شك هل أحدث بعد أو لا؟
فالأصل بقاء الطهارة لأنها المتيقنة
ودليل هذه القاعدة
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) رواه مسلم قال النووي في شرح مسلم (4/ 49): (وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثاً أم أربعاً؟ فليطرح الشك وليبْن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى تماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان))
بورك فيكم أخي أبي سعد
أعتقد أنني كنت أقصد العبارة التالية: ( .... ومن أجل ذلك اعتبر الشارع الحكيم مجرد الشك في الطهارة بعد الحدث ناقضا للعبادة) .. ولكنها كانت زلة قلم ..
اللهم لا تواخذنا إن نسينا أو اخطانا
بارك الله في ملاحظاتكم القيمة(/)
أثر البيئة في فكر وتفسير سيد قطب
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:18 م]ـ
أثر البيئة في فكر وتفسير سيد قطب:
أولا: الأسرة
يقول سيد قطب عن أسرته عليه رحمة الله: " ... نشأ في أسرة ليست عظيمة الثراء , ولكنها ظاهرةُ الامتياز , كانت في وقت من الأوقات عظيمة الثروة , ولكنها توزعت وتضاءلت بالميراث , وبقي لوالده قدرٌ لا بأس به منها , ولكنه كان يتناقص دائماً. وكان والده قد صار عميد الأسرة المكلَّفَ حِفْظَ اسمها ومركزها , في الوقت الذي لم ينله من الميراث إلاّ نصيب محدود , لا ينهضُ بما كانت تنهض به ثروةُ الأسرة مجتمعة , على حين لا يستطيعُ أن يُنْقِصَ شيئا من تكاليف المظهر في الريف ... "1 وعن أسرة والدته يقول: " ... وكانت والدته من أسرة مماثلة أو أعرق. وقد وقع لها ما وقع لأسرة الوالد , حرفا بحرف. ولكنه زاد عليها , أنّ اثنين من أخواله كانا قد أُوفِدا إلى الأزهر من القرية , شأن غالبية الأسر الريفية الثرية. فأنشأ هذا في الأسرة شيئا من الرقيِّ العلميِّ , بجانب الوجاهة الريفية. يضاف إلى هذا كلّه , أنّ جدّه لوالدتِه كان قد قضى شطرا من حياته في القاهرة هو وزوجته , حتى إذا عاد إلى القرية , أنشأ فيها بيتا يقرُبُ من بيوت العاصمة على قدر الإمكان, في نظامه وتنسيقه وتقاليده ومستواه. في هذه البيئة نشأ. وكلّ ما حولَه يشعره أنه من وسط آخر غير وسط القرية .... "2
هذا عن أسرته من جهة والده ووالدته أما الوالد نفسه فقد اتصف بصفات واتّسم بسمات كانت لها الأثر البليغ في تحديد معالم شخصية سيد رحمه الله وبالتالي انعكست على فكره عموما وعلى تفسيره على وجه الخصوص لعل من أبرزها:
? لعل أولها وأهمها تدينه ومن أبرز مظاهر هذا التدين حجّه ـ فلم يكن يوم ذاك يحج إلاّ أعيان الناس ومن عَمَرَ الإيمان قلبه , مواضبته على صلاة الجماعة في المسجد (وقد كان يأخذ سيد معه) , علاقته المميزة بأئمة القرية وقرائها , حفلات القرآن التي كان يعقدها في بيته ...
? الوجاهة والشرف والتقدم والإكبار الذي كان يتميز بها بحكم تزعمه لإحدى أسر القرية العريقة والشريفة
? تضحيات والده الجسام من أجل الحفاظ على مكانة الأسرة حتى اضطر إلى بيع بيته وجلّ ما يملكه لا بل صار مدانا ... لأنّه كان يعتبر نفسه مسؤولا عن العائلة مطالبا بحكم تقدمه وزعامته ووجاهته بالحفاظ على مكانتها وشرفها بين باقي العائلات والأسر وكذا الحفاظ على وحدتها وترابط وتآلف أفرادها
? لقد كان والده يعامل العمال سواء منهم سكان القرية أو الغرباء عنها معاملة في غاية اللطف والودّ على خلاف غيره من القرية ذاتها أو من خارجها ـ على وجه الخصوص ـ الذين كانوا يعاملونهم معاملة الإيماء والعبيد
? كرمه الواسع الذي تمثل أكثر ما تمثل في تلك الولائم القرآنية التي كان يعقدها في بيته في كلّ فرصة وحين ويدعو لها أهل القرية أجمعين فيأكلون ويشربون بعد أن يسمعوا تلاوة القرآن الكريم
? لقد كان له اهتمامات سياسية لا بل كان من أنشط أعضاء الحزب الوطني في القرية إن لم يكن أنشطهم وكان بيته بمثابة مقرا للحزب وناديا لأعضائه
? مشاركته في ثورة 1919م 3 كقائد ومنظم ومنظر ومؤطّر داخل قرية موشة
أما والدته فمن أبرز سماتها وصفاتها:
? تدينها ولعل أهم ما لفت انتباه سيد في تدين أمه تعلقها وحبها الشديد للقرآن الكريم
? حنوّها وعاطفتها المتميزة تجاه سيد قطب رحمه الله
? حبها للعلم والتعلم
? مواقفها الحازمة والحكيمة .......
ولأنّ سيد كان أكبر أخواته فإنّ تأثيره فيهم كان أكبر من تأثره بهم لكن رغم ذلك يمكننا أن نقول عن أخيه محمد وعن إخوته نفيسة , أمينة وحميدة أنّم اتصفوا جميعهم بصفات كان لها على سيد قطب رحمه الله انعكاسا بارزا وظاهرا , أهمها:
? اتجاههم الأدبي وشاعريتهم التي تظهر في كتاباتهم خاصة كتاب "الأطياف الأربعة "
? اتجاههم الإسلامي المبكر ابتداء من أخته أمينة التي صارت نموذجا للأدباء والروائيين الإسلاميين وبخاصة المجموعة القصصية "على الطريق" ومحمد صاحب الكتب والمؤلفات النفيسة في المجالات الدعوية الفكرية والتربوية .... 4
? تضحياتهم من أجل ما يعتقدون بمالهم بأنفسهم وبعائلاتهم أزواجا وولدانا ...
إنّ أبرز تأثيرات محيط سيد الأسري على شخصيته وفكره وعلى تفسيره بوجه أخص تتمثل فيها يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
? اتجاهه الديني؛ فإنّ تدينه الذي دفعه إلى الاهتمام بكتاب الله ومحاولة تفسيره ابتدأ عنده مبكرا بفعل تأثيرات وتوجيهات أسرته
? اهتمامه بالعلم استجابة لتعاليم الوالد ومتابعة الوالدة وحرصها
? عاطفته الجياشة وحنوِّه على أمته بل وعلى البشرية جمعاء هذه العاطفة التي استقاها ـ كما يقول علماء النفس والاجتماع ـ من أسرته المترابطة المتاحبّة الموحدة الهادئة وكذا من والدته التي كانت تغمره بحنوّها وعطفها ومن والده الذي كان يلاحظ حنوّه على أفراد عشيرته وأسرته وعماله
? وقد كان لأبيه تأثير بليغ وكبير على سلوكه وعلى شخصيته انعكست فيما بعد على مواقفه وأرائه وعلى فكره وتفسيره فقد كان عليه رحمة الله كأبيه معتدّ بنفسه حتى منذ طفولته الأولى5 عزيز النفس رفيعُها مستعليا على أقرانه يشعر بشيء من التقدم عليهم وبكثير من المسؤولية تجاه ما يعتقده حقا إزاء أمته كما كان يشعر بنوع من الإحساس بالقيادة والإمارة والإمامة على غيره ... وكلّ ذلك اقتداء بأبيه وتأثرا به والله أعلم وجميع هذه المشاعر قد انعكست على فكره وعلى تفسيره من خلال بعض أفكاره كمفهوم الاستعلاء وكعقليته التجديدية والتأسيسية وكمواقفه الرجولية والشجاعة خلال مراحل حياته المختلفة
? الحزم وقوة الرأي والشدّة في اتخاذ المواقف والدفاع عن معتقداته والمحاجات عنها بكل ما أوتي من بيان وبرهان وقوة لإثباتها ونشرها والتضحية من أجلها بالغالي والنفيس
? ولا يبعد أن يكون موقفه من العبودية في الإسلام6 قد بدأ يتطور في ذهنه وفكره في مراحل حياته الأولى تأثرا بمواقف أبيه من عماله وخدمه
? وقد كان للإخوة أثرهم في تشجيعه ـ على الأقل ـ على التضحية بالنفس والنفيس من أجل دينه ودعوته7 كما كان لهم أثرهم في اهتماماته الأدبية (لقد كان تأثيره فيهم هو الظاهر ولكن ذلك لا يمنع من تسجيل تأثره بهم كذلك ... )
ثانيا: القرية
قرية "موشة" أو "موشا" وتسمى كذلك "بلد الشيخ عبد الفتاح" نسبة لأحد الأولياء له مقام بارز بها , إحدى قرى محافظة أسيوط في صعيد مصر ذكرها المقريزي في كتابه "الخطط المقريزية" مكتفيا بالكلام على طبيعتها الساحرة وعلى ديرها المسيحي القديم8
تقع القرية على جانب نهر النيل محصورة بين جبلين أراضيها فلاحية واسعة وزراعتها رائجة مربحة فهي قرية على خلاف باقي القرى لها ثلاث مواسم زراعية لكل موسم فرحته وحفلته وخيراته التي يحفل بها سكان القرية كبارهم وصغارهم وهي موسم اللُّوق وموسم الحصاد وموسم جني القطن ... والمقصود بموسم اللُّوق هو فيضان النيل الذي يحوّل القرية إلى بركة كبيرة من الماء ... تمتد من الجبل إلى الجبل ولا يتنقل السكان حينها إلاّ باستعمال القوارب الصغيرة ... ما يبثّ شعورا مميّزا داخل القرية شعورا شبيها بما يشعرون به في المناسبات والأعياد ولتعلقه بالزراعة وبالنيل والبساتين والأراضي الفلاحية جعلوه موسما زراعيا ...
كانت قرية موشة معروفة بثرائها وبنظافتها وثقافة أهلها وتحضرهم مقارنة مع باقي قرى الصعيد المجاورة لها
غالبية سكان القرية مسلمون وبعضهم مسيحيون لهم دير قديم مشهور ـ هوالذي ذكره المقريزي في كتابه وأشاد به ـ ولهم كنيسة داخل القرية كانوا يعيشون ويتعايشون مع المسلمين لا يختلفون عنهم لا في عادة ولا لغة ولا زيّ ولا في حسٍّ وطنيّ ولا قومي ... لا يختلفون عنهم إلاّ في العقيدة ...
أما المسلمون فقد كانت لهم مساجدهم لتأدية الصلاة ولعقود القران والصلح وللفصل بين الناس في خصوماتهم ولإقامة حلقات الوعظ والإرشاد كما كانت لهم كتاتيبهم لحفظ القرآن وطلب العلوم الأولية وكان سيد من رواد هذه المساجد سواء مع أبيه وهو لا يزال صغيرا لا يميز , ثم بعد أن كبر الصبي وصار يعقل ما يصنع ويحفظ شيئا من القرآن أصبح يرتاده لوحده ملتزما بصلاة الجماعة في جميع الأوقات وملتزما بحضور الدروس التي كانت تلقى فيه ...
وكانت للقرية مدرسة يديرها رجل متنور من رجالات الإصلاح أفاد سيد بنصائحه وبتعليمه وكان له أثره في توجيهه الوجهة الصحيحة المتدينة وكذلك كان له دوره في وجهته الأدبية
ولعل من أبرز مظاهر تأثر سيد بقريته وسكان قريته ما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
? لا يستبعد أن يكون لطبيعة القرية الخلابة وجمالها الجذاب دور في نزعته الأدبية وفي تذوقه للفنّ والجمال بل ولعلها كانت أصل نظريته الأدبية " التصوير الفني" ومن يطالع القصة التي أوردها سيد مبيّنا شعور أهل القرية حين يتراجع النيل وقول أحدهم باللهجة العامية: "مسكين خلاص همد" وكأنه يتكلم عن كائن حيّ ومثل ذلك شعور سيد وموقفه من النخلتين اللتين كانتا في البيت وكان سيد يتأثر لرؤية حركتهما بسبب الرياح فتهتز لذلك مشاعره وأحاسيسه وموقفه من زهرة دقن الباشا المعطرة التي كانت تنبت في المدرسة دون سواها وكان سيد يحبها وينجذب نحوها
? طبيعة الإنسان الريفي الصعيدي والتي تتسم بشيء من الخشونة والقسوة فهو معروف بالشدّة والقوة والعنف والثأر والثورة هذه المشاعر والمظاهر التي نجدها في شخص سيد وفي فكره بشكل أو بآخر ...
? طبيعة الحياة الاجتماعية؛ البساطة ,الفقر ,صدق اللهجة , القناعة , تلاحم أهل القرية وعيشهم مع بعض ... وغيرها من المواصفات التي تميّز بها أهل القرية ولم تستثني سيد من دونهم وهذه المواصفات سنجدها أو نجد مقتضياتها ولوازمها في كتبه وفكره وفي أرائه ومواقفه ...
? معاشرته للنصارى أفادته الشيئ الكثير لعل أوّلها تعرفه على النصرانية والنصارى عن قرب لهذا تجده يكثر الحديث عنهم في تفسيره وفرق بين حديثه عن النصارى وحديثه عن اليهود أما النصارى فهو يتعرض في الغالب إلى عقائدهم وأفكارهم وسلوكاتهم بالبيان والنقد أما اليهود فيكتفي بالحديث إمّا عن تاريخهم مع الأنبياء والمرسلين أو الحديث عن مكرهم وكيدهم في العصر الحديث ... , غالبا ما كان يتحدث عن رقّتهم واهتمامهم بالجانب الروحي دون باقي مجالات الدين والحياة ... وهذا كله نجد آثاره في تفسيره وفكره ...
ثالثا:المحيط الصحفي
بداية علاقة سيد قطب بالصحافة قديمة جدّاً يمكننا إرجاعها إلى طفولته الأولى حتى قبل أن يحسن التفريق بين حروف الهجاء لمّا كان يرى والده يقرأ صحيفة "اللواء" يوميا في بيته على أصحاب القرية وقد كان لهذا المشهد أثره في نفسية سيد لعل أقلّها شعوره بأهمية الصحافة في إيصال المعلومة والفكرة إلى عموم الناس وأبسطهم وأبعدهم ... وقد سجل تلك المشاهد في كتابه "طفل من القرية"9
وما إن أحسن سيد القراءة وأجادها حتى كلّفه والده بأن يتولى هو قراءة الصحيفة للمجتعين في بيته
ولما سافر إلى القاهرة أقام عند خاله "أحمد حسين عثمان" المتخرج من الأزهر الشريف والكاتب الصحفي الذي كان يوقع مقالاته باسم "أحمد الموشي" أوّل مقال نشره في صحيفة "البلاغ" اليومية عام 1922 أي بعد عام من وصوله إلى القاهرة. وكان عمره ستة عشر عاما لا يزال طالبا في مدرسة المعلمين الأولية
كما نشر أشعاره الأولى في صحيفة "الحياة الجديدة"
ولعل من أسباب استقبال المجلات والصحف لمقالات سيد وأشعاره انضمامه لحزب الوفد الذي فتح أمامه أبواب مجلاته وصحفه وكذلك شفاعة كل من خاله وشيخه وأستاذه العقاد ... وقد استمر يكتب وينشر ويتعامل مع الصحافة ككاتب وكرئيس تحرير ومدير لأكثر من ثلاثين سنة ولم يتوقف عن النشاط الصحفي إلاّ بعد سجنه سنة 1954
يقول الأستاذ عبد الباقي محمد حسين مبينا غزارة إنتاج سيد الصحفي:"لم ينتج سيد قطب في فنٍّ أدبي أكثر مما أنتج في فنّ المقالة ... " وقد تعددت أشكال كتاباته وتنوعت بين النثر والشعر وبين المقالات الأدبية والنقدية والتربوية والاجتماعية والسياسية ... إلخ ... يقول الأستاذ أحمد عامر معجبا بغزارة إنتاج سيد وجودته مطالبا بتكريمه وإعلاء شأنه:"ولو أنّنا تناولنا نتاجه في ضوء عمره , لدعونا الزملاء جميعا إلى اكتتابٍ عامٌ , يطيب لكاتب هذا الفصل أن يساهم فيه برأسه , حتى نقيمَ له تمثالا بحجم صورته , ونتوجَّه بهذه الشهادة. نشهد نحن الموقعين على هذا , أنّ زميلنا سيّد قطب , من أولئك الذين أَرْبَتْ أقدارُهم على أعمارهم ... ! ولكننا في مصر ... ومصر المحروسة بلدُ العقوق ... !! " 10 يقول الدكتور الخالدي تعليقا على شهادة الأستاذ علي أحمد عامر:" وإذا كان نتاج سيد قطب الوفير في فترة قصيرة من بداية حياته الأدبية والفكرية , قد نال إعجاب الأدباء والقراء والباحثين ,حتى دفع أحدَهم ـ علي أحمد عامر ـ إلى تقديم هذه الشهادة العجيبة , فكيف بسيد قطب وقد ملأ سمع العربية وبصرها في
(يُتْبَعُ)
(/)
الأربعينيات؟ كيف به وقد تقدّم إلى طليعة أدباء العربية ونقاد الأدب العربي؟ كيف به وقد سار في طريق الفكر الإسلامي حتى وصل إلى ريادته؟ وفي طريق العمل الجهادي الإسلامي حتى وصل إلى مقدمته؟ كيف تكون الشهادةُ له وتقديره11؟ ولكنه نال من الإيذاء والاضطهاد , والابتلاء والتعذيب , والإساءة والإهمال والعقوق , ما لم يَنَلْه أديب مفكر في القديم والحديث , حيث أزهِقتْ روحه لأنها أبتْ الخنوعَ والخضوع , وعامله الظلمةُ والطغاةُ والمجرمون أقسى من معاملة المجرمين. ولا عجب "فنحن في مصر .. ومصر المحروسة بلد العقوق"! اهـ 12
وقد كان اشتغاله وعمله مع هذه المجلات والصحف يختلف من مجلة لأخرى فكان في بعضها يعمل كموظف ينال أجرته في نهاية كلّ شهر مقابل مقالته الدورية كمكان يصنع مع كلّ من جريدة "الأهرام" و "البلاغ" بينما كانت جلّ وغالب مقالاته ينشرها بالمجال ولا يطلب من الناشر سوى فتح المجال أمام إنتاجه الفكري لا غير ومثل ذلك صنع مع "الأسبوع" و"كوكب الشرق" و"المصوّر" و"الوادي" و"الثقافة" و"الرسالة" و"الدعوة" وغيرها ... وكان في بعضها الآخر يتولى رئاسة تحريرها والإشراف عليها كما يتولى كتابة عدّة مقالات في العدد الواحد منها ومثالها مجلة "الفكر الجديد" و"العالم العربي" و"الإخوان المسلمون"
وقد قدم الأستاذ عبد الباقي محمد حسين ببليوغرافيا لمجموع مقالات وقصائد سيد في مختلف المجلات والصحف فبلغ عددها أربعمائة وخمس وخمسين مقالةً وقصيدة موزعة على تسعَ عشرةَ دورية
ولمعرفة طبيعة هده المقالات ومواضيعها نذكر ها هنا نماذج منها الخاصة بمجلتي "الفكر الجديد" و"الإخوان المسلمون" فأما الأولى فممّا نشره فيها:
? فلنؤمن بأنفسنا؛ يناير 1948
? أفخاذ ونهود؛ يناير 1948
? أنتم أيها المترفون تزرعون الشيوعية زرعا؛ فبراير 1948
? وضع مقلوب في جوائز فؤاد الأول , درس في الكرامة لأساتذتنا الكبار؛ فبراير 1948
? أولاد الذوات وبناتهم هم نَتَنُ الأرض ولعنة السماء؛ فبراير 1948
? تحرروا يا عبيد الأمريكان والروس والإنجليز, الأمة مصدر السلطات , يضَعُها عسكري بوليس ويجلدُ بها الأرض؛ فبراير 1948
? يا شباب الوادي تأهبوا واستعدوا؛ فبراير 1948
? ليس الشعب متسولا , فردُّوا له حقوقه , وهو غني عن كرمكم مارس 1948
ومن أمثلة مقالاته في مجلة " الإخوان المسلمون"
? منهج الأدب؛ العدد 1
? بل نقذف بالحق على الباطل؛ العدد 3
? الاتجاهات الثابتة للشعوب؛ العدد 4
? هذا الشعب يريد؛ العدد 6
? صحوة ليس بعدها سبات؛ العدد 7
? قضية واحدة وأمة واحدة؛ العدد 8
? الرسالة الإسلامية والضمان الاجتماعي؛ العدد 9
ولقد كان سيد عليه رحمة الله يوازن بين الصحافة والتدريس ويجعلهما وجهتين لعملة واحدة إذ هما في النهاية إنّما يخدمان أهدافا واحدة هي العلم والحقيقة والمعرفة ...
يقول عليه رحمة الله:" ... بين الصحيفة المدرسة نشأت, وبينهما كذلك لا أزال , لقد أحببتهما معاً , ووجدتُ في كلٍ منهما غذاءً لشوقٍ كامنٍ مخبوءٍ في نفسي , وما فرقتُ بينهما على ما أعتقدُ تفرقةً فاصلة. فأنا في حجرة المدرسة أحاول أن أشيع جوّاً من الأدب والصحافة , حتى مع أصغر التلاميذ. وأنا في مكتب التحرير أميل أن أكون المدرّسَ الواضحَ المقرِّرَ , وأميلُ أن أتحدثَ عن التربية وعن التعليم! "13
وممّا يسجل لسيد في هذا الباب أنّه شنّ حملة هوجاء على الصحافة والصحافيين واتهمها بأنّها تتاجر بالرأي العام وأنّها تخدم الدرهم والدينار أكثر ممّا تخدم الحقيقة وأنّها تسير مع الأكثر عطاء وتغَلِّب المصالح المادية والآنية والخاصة على رسالة الصحافة الطاهرة والمقدسة ... وذلك في العديد من مقالاته ومحاضراته وفي بعض كتبه كالإسلام والرأسمالية وغيرها ..... ونختم هذا المبحث بذكر بعض آثار العمل الصحفي على فكر سيد قطب وعلى منهج تفسيره:
? العناوين المثيرة في الصحافة نجدها في مواضيع تفسيره وفي معالم فكره ومنهجه كجاهلية القرن العشرين أو الجاهلية المعاصرة أو المفاصلة , الاستعلاء الإيماني , الحاكمية , العزلة الشعورية , لا إله إلاّ الله منهج حياة , الحضارة هي الإسلام , صنم المصلحة , هبل العصر وأصنام العصر .....
(يُتْبَعُ)
(/)
? معارضته لنظام الحكم في مصر وفي جميع البلدان العربية والإسلامية لم تبتدئ بتحوله الإسلامي ولا بانضمامه للإخوان المسلمون ولا بالتغير المنهجي في آخر عمره ولكنه قديم قِدَمَ اشتغاله بالصحافة ...
? فضحه للآفات الاجتماعية ومحاولة الوقوف على أسبابها تقديم العلاج لها ... فهذه الميزة تجدها في ظلاله كما تجدها في مقالاته
? دفاعه المستميت عن أرائه وأفكاره ونشرها والبوح بها مهما رآها الناس غريبة ومهما بلغت قوة المعارضين لها ... فالمتابع لمنهجه في مقالاته وفي العديد من مواقفه الصحفية يدرك هذا جيّدا ......
? النقد الذاتي هذه الميزة التي تسببت في ظهور منهجه الأخير وفيما عرفه من تحولات في جميع أطوار حياته لعله استقاها من ميدان الصحافة بسبب طول اشتغاله بالنقد وبسبب كثرة حملاته التي شنّها على عالم الصحافة على أصحابها والمشتغلين بها رغم كونه واحد منهم بل من أبرزهم
? الأسلوب المشوّق المثير الجذاب ,عدم الإطالة في الموضوع الواحد , والانتقال من موضوع لآخر حتى لا يملّ القارئ , استعمال المحسنات البديعية خاصة الطباق والمقابلة , الاستعانة بالثنائية في المبادئ والأحكام والأفكار ... كلّ هذه الأساليب استعملها في الظلال واستعملها قبل ذلك في مقالاته الصحفية ...
رابعا:الجانب العلمي
المقصود بالجانب العلمي مرحلة تعلم سيد وتعليمه ووظيفته في الوزارة التي لم تَخرُج عن الإشراف وعن مراقبة العلم والتعليم , وكذا حياته الفكرية خارج الصحافة
لقد بدأ سيد تعليمه الابتدائي في مدرسة غلب عليها الاتجاه الإصلاحي التنويري أحاطه القائمين عليها برعاية خاصة لما لاحظوه فيه من النبوغ المبكر والحدّة في الذكاء والنشاط والقوة في الحفظ وهي كلّها علامات جعلتهم يتنبئون (يتنبؤون) لهذا الصبي بمستقبل في الميدان العلمي مرموق
حفظ سيد القرآن وعمره لا يتجاوز العشر سنين , وقصة حفظه قصة شيّقة تحمل في طياتها دلائل الزعامة والشجاعة والتحدي 14
تعلق سيد منذ طفولته الأولى وشغُفَ بالمطالعة , فكانت له مكتبته الخاصة , بعض كتبه كتَبَها بيده كتلك التي كان أستاذه ومدير مدرسته يعيرها له جمع لأجلها كلّ الأوراق البيضاء الموجودة في كرّاساته للسنوات الماضية وجعل منها كراسة كبيرة كتب فيها ديوانا للشعر ومقدمة تاريخية ...
وكان من أصدقائه ـ على صغر سنّه ـ شيخٌ كُتُبيّ أي بائع للكتب يدعى العَمُّ صالح يأتي دوريا إلى القرية ويعرض عليهم جديد المجلات والكتب وكان سيد زبونا وفيا وممتازا عند لدى كان العمّ صالح يدّخر له أحسن وأخطر الكتب , وكان سيد يوفر مصروفه اليومي ويجمعه لأجل شراء الكتب فإن لم يكفِه المصروف استعانَ بأمه وأبيه ولم يكونا يبخلان عليه بالمال من أجل العلم والمعرفة , وكانت مكتبته تلك متكونة من كتب شتى فبعضها ديني وبعضها أدبي وكثير منها قصصي من نوع القصص الذي يحبه الأطفال ويميل إليه الشباب والصبيان كقصص أبي زيد ودياب بن غانم والزناتي خليفة والقصص البوليسية كشارلوك هولمز واللص الشريف ... وغيرها
وقد علت مكانته بين سكان قريته وصاروا يكبرونه ويجلونه ويقدِّرونه لما رأَوْا فيه من الاهتمام بالعلم والتمكن فيه فهو على صغر سنه أكثرهم قراءة واهتماما بالعلم والكتب فكان كثيرا ما يتولى بدل والده مهمة قراءة الصحف والمجلات لأهل القرية المجتمعين في بيتهم
ثم سافر للقاهرة سنة 1920 والتحق بمدرسة المعلمين الأوَّليّة سنة 1922 وتخرّج منها سنة 1924 حاملا "إجازة الكفاءة للتعليم الأوّلي" ونظرا لتفوقه سُمِح له بمواصلة الدراسة عن طريق الانتساب إلى "تجهيزية دار العلوم" التابعة لكلية دار العلوم سنة 1925 ليتخرج منها بعد أربع سنوات أي سنة 1929 , وممّا كان يدرس فيها: اللغة العربية , الفقه , الدين الإسلامي , القرآن والتفسير والحديث , علم الحياة "البيولوجيا" , التاريخ والجغرافيا , نظام الحكومات , الرياضيات , العلوم الطبيعية , الرسم , الرياضة البدنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم التحق بكلية دار العلوم ليتخرّج منها سنة 1933 حاملا شهادة "الإجازة العالية" (الليسانس) في اللغة العربية وآدابِها , وممّا درسه سيد في دار العلوم: العلوم الشرعية على اختلاف أنواعها وأقسامها , علوم العربية , المنطق وعلم الكلام والفلسفة , اللغة العبرية , اللغة السريانية , ومقارنتها باللغة العربية , التاريخ , الاقتصاد السياسي ....
وكانت الكلية تصرف لطلابها كتبا غير الكتب المقررة للفائدة والاستزادة من العلم والمعرفة مثل: "الأمالي" و"العقد الفريد" و"الكامل" للمبرد و"القاموس المحيط" و"فقه اللغة" للثعالبي ...
وممّا يمكننا تسجيله خلال مرحلة دراسته في كلية دار العلوم ولعله يفيدنا في بيان أثر بيئته ومحيطه على تفسيره وفكره ما يلي:
? انتقاداته لمناهج التعليم واقتراحه تعديلها وهو لا يزال طالبا فيها فهو يقول في رسالة موجهة للدكتور طه حسين:"ولقد سبق لي أن صرحتُ بها وأنا طالبٌ في المدرسة منذ ست سنوات , وقد قدمتُ بها اقتراحات , ضمنتهُا برامج كاملةً للدراسة في المدرسة , إلى صاحب العزّة ناظرها , واقترحتُ أن تكونَ المدرسة تجهيزيةً خاصة , تُدرَّسُ بها اللغة الإنجليزية منذ أوّل سنة , وتتوسع في دراسة العربية وعلوم الدين , فتهيّئ بذلك للقسم العالي , على أن تستمرّ دراسة الإنجليزية في هذا القسم , ويُتَوَسّعُ في دراسة اللغة العبرية وفي علوم التربية , ويُخْلقُ درس النقد الفني بجانب تاريخ أدب اللغة الذي يدرّس الآن , وتزادُ سنواتُ الدراسة بالقسم العالي إلى ستّ سنوات , وتنتهي بتقديم رسالة , ويستقلّ مجلس إدارتها بتسيير نظامها "15
? تسييرها للنقاشات داخل دار العلوم بين الطلبة وتزعمه للفريق الذي كان يرى رأيه ومن أشهر هذه النقاشات الحادة حملته ضدّ المؤيدين لأدب الرافعي وعلى رأسهم الأستاذ الشيخ محمود شاكر
? كان يلقي الدروس والمحاضرات التي يحضرها طلاب المعهد وأساتذته ويستفيدون منها ويمدحون صاحبها ويثنون عليه وعلى محاضرته
? مخالفته لأساتذته ومناقشتهم ومعارضتهم في كثير من المسائل العلمية الأدبية والنقدية وكنموذج على ذلك نورد هذا المثال: ألقى محاضرة في مدرج الكلية عن "مهمة الشاعر في الحياة" وممّا جاء فيها انتقاده الشديد لأحمد شوقي بصراحة وجرأة كبيرتين فاستدرك عليه أستاذه "محمد مهدي علاّم" قائلا ومعلقا:"ولا أترددُ هنا في أن أعلن أنه قاسٍ على شوقي قسوةً لا أغفرها له. لقد نقَّبَ في شعرِ شوقي , حتى أخرج منه سقطات , لا يسلم منها فحلٌ من فحول الشعراء , في أيّ عصر , أو في أية أمة. وليس ذلك من الإنصاف لأنّ لشوقي كنوزا عظيمة من الشعر الخالد , كان جديرا بالمحاضر أن يضعها في كفّة , وتلك السقطات في كفّة أخرى. ولستُ أشكُّ في أنه إنْ فعلَ , رجّحَ كفة الحسنات ترجيحا"16 يردّ سيد على أستاذه بكلام لولا أدب سيد وتواضعه لَمَا استطعنا التمييز فيه بين التلميذ والأستاذ يقول عليه رحمة الله:"مع احرامي الكثير لما ذكره أستاذي عن شوقي. إني أميل إلى أنْ أقرر: أنني فيما ذكرته في محاضرتي , لم أكن بصدد إصدار حُكم على شوقي وإنّما اخترتُ أمثلةً من شعره , وإذا كنتُ قاسيا في تعليقي , فتلك قسوةٌ على المثال الذي اخترته , لا قسوة على شوقي نفسه. وإنْ كان رأيي في شوقي كلِّه , بعد دراسةٍ كاملةٍ لكلّ ما أنتجه لا يختلفُ كثيراً عن تعليقي على الأمثلة المختارة. وبهذه المناسبة , أعدُ بأنْ أكتبَ نتيجةَ دراستي لشوقي في محاضرة أو كتاب آخر, يتّسع للبحث والدراسة والاستقصاء , ويكون رأيي إذ ذاك مؤيدا بكل ما أنتجه شوقي بلا استثناء. وأنا أعود فأشكر لأستاذي الفاضل , أن حفّزني إلى إخراج مبحث جديد" 17
? من نشاطاته خلال هذه المرحلة محاولة الجمع بين طلاب المشرق العربي ومغربه في شكل جمعية طلابية وقد كان يلتقي مع العلامة المغربي مكي الناصري في "بيت المغرب" الذي اهتم بهذه الفكرة وعمل مع سيد على تجسيدها ...
? في سنة 1933 كان سيد من المؤسسين الأوائل لجماعة دار العلوم ومجلتها الفصلية "دار العلوم" نشر فيها سيد مجموعة من المقالات العلمية والأدبية ...
? اشتغاله بالتربية والتعليم مدة طويلة
? انتقاله للوزارة حيث تعامل مع رجالات الدولة والسلطة والحكم وتعرّف عليهم وعلى طريقتهم في العمل من قرب
(يُتْبَعُ)
(/)
? انتقاده كعادته لمؤسسة التعليم في جميع مستوياتها وتقديمه للوزارة برنامج إصلاحي مفصّل
وننتقل الآن إلى الحديث عن بعض مميزات فكره ومعالم شخصيته وتفسيره التي نظنها انعكاسات وتأثر بهذا الجانب من حياته ومحيطه نذكرها في شكل نقاط دون التوسع في شرحها وبيانها:
? الاتجاه الديني الإصلاحي التنويري المبكر
? حبّ الاطلاع وسعة ثقافته ومجالات معرفته
? اهتمامه بالجانب العملي التطبيقي من العلم
? مواقفه التأسيسية التجديدية
? جنحه نحو الإصلاح والتغيير
? استعداداته المبكرة لخوض المعارك والتحديات
? لم يبتعد سيد عن العلوم الدينية وعن القرآن ابتعادا كليّا أبدا حتى في أظلم وأحلك مراحل حياته
? الجرأة في التصريح بمواقفه وأرائه
? ثقته في نفسه
? النقد عموما والنقد الذاتي على وجه الخصوص فهو ينتقد كلّ ما لا يرضى عنه وممّا ينتقده دائما المؤسسات التي ينتمي إليها والطريقة والمنهج الذي يسير عليه إمّا تلميذا أو طالبا أو معلما أو إداريا
خامسا: عالم النقد والأدب
الأدب هو الأخذ من كلّ شيء بطرف؛ وقد أخذ سيد عليه رحمة الله من كلّ شيء بطرف من خلال تجاربه الواسعة ومعارفه وثقافته المتنوعة ثم ترجم كلّ ذلك في نتاج أدبي بديع في مقالاته الرائقة وكتاباته الشيقة
خابر سيد الفلاحة والزراعة ومعالجة المواشي والتعامل مع الفلاح ورجل الريف , كما خابر السياسة شارك في مختلف أحزاب المعارضة بل وعاين رجال السلطة وشارك في صنع القرار , لا تقوم ثورة في مصر إلاّ وكان من رجالها وأبرز المشاركين , جال وصال في مجالات الصحافة محررا مراسلا رئيسا ومديرا , علّم ودرّس ردحا من الزمن , سافر إلى مختلف الدول العربية كما سافر إلى الغرب إلى أمريكا روما الجديدة زعيمة العالم الحرّ كما يسمونها , أحبّ مرتين؛ الحبّ الأوّل الذي يبقى مرسوما في الذاكرة مهما طال الزمن ومت السنون , وحباًّ عميقا صادقا حالت ظروف الواقع والحياة دون ترجمته إلى زواج وعقد نكاح فبقي أثره مرسوما خالدا لكن في القلب هذه المرة , بل لقد ذهبت بسيد التجارب والخوض في كلّ شيء بشجاعة وجسارة أن كان في صغره ويا للعجب!! يكشف عن البخت والطالع بفضل كتاب كان عنده اشتراه من الكُتُبي العمّ صالح ويحكي عن نفسه في "طفل من القرية" أنّ هذه التجربة مكّنته من دخول البيوت والاطّلاع على أسرار العائلات وخباياهم فإنّ النسوة لصغر سنّه كنّ يطلعنه على ما لا يطلعن غيره , ثم تجربة السجن والابتلاء والتعذيب ..... وغيرها من التجارب في مختلف مجالات الحياة , لم تتوقف قطّ من الصغر إلى أن لقي الله شهيدا نحسبه كذالك .... كلّ هذه التجارب المتعددة والمتنوعة جعلت منه الأديب البارز الكبير والشاعر الفحل العظيم ورائد النقد وزعيمه ......
ولنحاول الآن السير مع سيد وتتبع مجريات حياته من هذه الحيثية لعلنا نجد فيها أصولَ منهجه ومنطلقات فكره وكلّ ما أثّر فيه وفي تفسيره في شكل نقاط ولمحات وجيزة ...
? توجّه سيد نحو الأدب بدأ مبكرا في مراحل تعليمه الأولى فقد كان لأستاذه الأول ومدير مدرسته دوره البارز في وجهته تلك من خلال الكتب التي كان يعيرها له ... ثم خاله الذي سكن عنده في القاهرة والذي عرّفه بالعقاد وأدخله صالونات الأدب ونواديه ومن ثَمَّ راح سيد يتصل بالكتاب والشعراء وينهل من معينهم أوّلا ثم سرعان ما استقام عوده وبدأ ينتج ما يضاهي إنتاجهم لا بل قد يفوقه ويتفوق عليه ثم اهتم بالنقد الأدبي واشتغل به حتى سبق أقرانه وتقدم عليهم فيه
? من أوائل الأدباء الذين اتصل بهم سيد عباس محمود العقاد وكان أكثر الأدباء تأثرا به فقد قرأ موسوعته المكتبية جميعها وكان يحضر ندوته الأسبوعية والتي كان يعقدها صبيحة كلّ جمعة بدأ حضورها مطلع العشرينات واستمر في حضورها أكثر من ربع قرن من الزمن وعلاقة سيد بالعقاد تحتاج إلى بحث مطوّل خاص فقد بدأها بالتأثر به إلى درجة اعتبره سيد شعراء الأولين والآخرين وزعيم الأدب في القديم والحديث أخذ بمذهبه في الشعر والأدب والنقد والفكر والسياسة وفي كلّ مناحي الحياة ... واستمر على هذه الحالة ما يقارب ربع قرن من الزمن لكن سيد كعادته يقوّم نفسه يقوّم منهجه يقوّم شيوخه كما يقوّم المؤسسات والمنظم إليها والأفكار التي يتبناها في كلّ زمن وحين وهذا ما جعله ينفصل عن العقاد بعد ذلك وعن فكره ونهجه ليتوجه
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجهة الإسلامية ..
? الاهتمام والاشتغال بالنقد الأدبي مخلصا في عمله ومهمته متقنا لها أيّما إتقان لا يحابي أحدا فيما يعتقد ولا يقبل مساومةً ولا إغراءً من شأنه أن يحيد به عن قول الحقّ وبيان ما يريد بيانه يقول عليه رحمة الله مبينا طريقته في النقد كما جاء ذلك في مجلة الأسبوع سنة 1937 أثناء معركته النقدية مع جماعة أبولو:"أريد أن أقصَّ على القراء أحاديث دارت بيني وبين بعض الناس , ومحاولاتٍ بُذلت معي من بعض الأدباء , حتى أتأثر في نقدي للكتب والدواوين , بهذه المؤثرات , ويأخذني الإغراء بهذه المغريات. ولقد سمعتُ بهذه الأحاديث , وأنصتُ لتلك المغريات , وابتسمتُ لهذه وتلك على السواء , وسخرتُ بأصحاب هذه وتلك. ومضيتُ لنقدي لهذه الكتب والدواوين في صفحة الأهرام الأدبية على ما رسمتُ لنفسي من خطة , وعلى ما جمعتُ لنفسي من ملاحظات , في أثناء دراستي لتلك الكتب والدواوين."181 وعن خطّته يقول:"وكان من أوّل هذه المبادئ , أن أنفيَ الأشخاص من دائرة تفكيري , وأن ألتفتَ إلى ما بين يديّ من كتاب. كما كان منها ألاّ أكتب كلمةً واحدة , قبل أن أدرس ما بين يديّ , دراسة كاملة مستوفاة. إذ كنتُ أعلمُ ماذا يصنعُ نقّاد الكتب , من قراءة العنوان والمقدمة والفهرست , ثم إصدار الأحكام " 18
? من جملة الأدباء الدين اتصل بهم سيد وكانت له معهم جولات أدبية ونقدية مواجهات أو موافقات: طه حسين , أحمد حسن الزيات , عبد القادر حمزة , أحمد زكي أبو شادي , توفيق الحكيم , إبراهيم عبد القادر المازني , يحيى حقي , محمود تيمور , محمد مندور , عبد الحميد جودة السحار , أحمد أمين , عبد المنعم خلاف , عباس خضر , علي الطنطاوي , أنزر المعداوي ونجيب محفوظ وغيرهم فمن شأن هذا الكم الهائل من الاتصالات أن يجعل لسيد رصيدا لا بأس به في معرفة نفسية الأدباء ونماذج من مفكري مصر وصناع قراراتها وموجهي أفكارها ...
? سيد قطب والأستاذ مصطفى صادق الرافعي: يعتبر جلّ الإسلامين الأستاذ الرافعي "أديب الإسلام المدافع عن القرآن والإسلام واللغة والأدب والأخلاق والفضائل ويعتبرون أدبه إسلاميا قرآنيا رفيعا فريدا فصيحا ويعتبرون كلّ من ينقد أدبه مخالفا للدين محاربا للحقّ متبعا للباطل! " يقول سيد عليه رحمة الله: " ... لي رأيٌ في المرحوم مصطفى صادق الرافعي , لعل فيه شيئا من القسوة , وكنت على ثقة أنّ هذا الرأي لم يتدخل في تكوينه عندي أيُّ عاملٍ خارجي , وإنّما كان نتيجةً لعدم التجاوب بين آثاره الأدبية وبيني ...... الرافعي أديبٌ مُعْجِب , في أدبه طَلاوة وقوة ولكنه بعدُ أدبُ الذهن لا أدب الطبع. فيه اللمحات ُ الذهنية الخاطفة واللفتات العقلية القوية التي تلوح للكثيرين أدبا مُغْربا عميقا لذيذا , ولكن الذي ينقُصها أنه ليس وراءها ذخيرةٌ نفسية ولا طبيعةٌ حية .... وكثيرا ما يختلط أدبُ الذهن وأدب الطبع , إذا كان مع ذكاءٍ وقوة , وما من شكٍ أنّ الرافعي كان ذكيا قويّ الذهن لكنه كان مغلقا من ناحية الطبع والأريحية " 19 ولقد انتُقِد سيد على موقفه هذا واعتبره الكثيرون موقفا معاديا للإسلام اتخذه مجاراة وتقليدا لشيخه العقاد لا غير وزعم بعضهم أنّ سيد تراجع عن موقفه هذا بعد عودته للفكر الإسلامي القويم. والحقّ أنّ انتقاد سيد للرافعي كما جاء مبينا أعلاه كان انتقادا أدبيا فنيا لا علاقة له بالمعتقد ولهذا بقي على رأيه فيه حتى أواخر حياته فقد كتب الأستاذ أحمد الشرباصي في بداية الخمسينات مقالا اعتبر فيه أنّ أسلوب الرافعي مستمدٌّ من أسلوب القرآن التصويري , وأنّ الرافعي يعبِّر بالصورة الحسية عن المعاني الذهنية. فردّ سيد على هذا الكلام بقوله:"لا أذكر أنّ هذا كان مأخذي على أسلوب الرافعي , بل أذكر أنه كان العكس , فقد آخذتُ عليه: الألاعيب الذهنية في التعبير , والجُمَلَ التي ينبعُ ذيلُها من رأسها والعكس والتي يحسبها القارئ ماشيةً "تَتَقَصَّعُ" وتضع يديْها على خَصْرها على الطَّرس , وليس شيء من هذا كله بسبيل , من ذلك الأسلوب القرآني "20
? ولقد كانت له مواقف مماثلة أو أشدّ مع طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم يصرح بما يعتقده ويراه صوابا حتى وإن خالفه الجميع
حتى وإن أوكلت له التُّهم ورمي بمختلف النقائص في سبيل ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
? المعارك النقدية والأدبية التي خاضها عليه رحمة الله: وقبل الحديث عنها وعن بعض نماذجها لنسُق بعض أسباب خوضها كما ذكرها الدكتور الخالدي:
1. الدفاع عن أرائه النقدية والأدبية
2. تنشيط حركة الأدب والنقد في الأوساط الأدبية وإزالة حركة الركود ...
3. حبُّ الظهور والرغبة في الشهرة والحرص على إثبات وجوده في الساحة الأدبية والنقدية ولفتُ الأنظار إليه والدعوة إلى ما يؤمن به ...
4. تقليد أستاذه الأوّل العقاد الذي خاض كثيرا من المعارك والمساجلات الأدبية
5. تبني أراء وأفكار أستاذه العقادو ومحاربة مخالفيه والثناء على العقاد ومدحه والإشادة به ومهاجمة معارضيه وخصومه ... 21
ولقد كان أسلوبه في هذه المعارك قويا حادّا عنيفا يستعمل عبارات فيها شيء من الشدّة والقسوة حتى لتكاد تقترب من الشتائم والسباب ...
من أشهر هذه المعارك:
1. معركة المنبرالحر 1934
2. معركة مع الرافعيين 1938
3. معركته مع الدكتور محمد مندور حول الأدب المهموس 1934
4. معركته مع عبد المنعم خلاف حول التصوير الفني في القرآن 1944
5. معركته مع دريني خشبة 1943
6. معركته مع صلاح ذهني 1944
7. معركته مع إسماعيل مظهر 1946
8. معركته مع شيوخ الأدب 1947
? وفي وسط الأربعينيات أو أواخرها تحول سيد من القائلين بأنّ الأدب ينبغي أن يقتصر هدفه على ذات الأدب والفن لا غير إلى القول بأنّ الأدب ينبغي أن يخدم الحياة ويخدم الإنسان ويخدم العقيدة
ولننتقل الآن إلى تسجيل بعض آثار هذه المرحلة وانعكاساتها على فكر سيد وعلى منهجه وتفسيره:
1. التغير التطور في المواقف والأفكار
2. روحه النقدية
3. النقد الذاتي
4. القوة والشدة والحدة والحماسة في النقد
5. الصدق فيما يعتقده ولم يكن يرضخ أبدا للمساومات والإغراء
6. إخلاصه للمناهج والأفكار التي كان يتبناها ودخوله فيها بكلّ ما فيه وكذلك فهم الإسلام ودخل فيه
7. اتجاهه نحو التغيير والإصلاح
8. التجديد في عالم النقد والأدب
9. خوضه معارك حقيقية , معارك نقدية وأدبية ميدانه الورق وسلاحه القلم وكذلك سوف يفعل في تفسيره الحركي سيخوض مع القرآن معارك في مجالات عدة ونواحي شتى في النفس في المجتمع في الأسرة في التنظيم في الفكر ....
سادسا: المحيط السياسي الوطني وعلاقته بالأحزاب والجماعات
الثورية
تلبُّس سيد بالثورة والسياسة بدأ قديما, بدأ وهو لا يزال طفلا صغيرا لا يعقل كثيرا ممّا يسمع ويرى فقد وجد نفسه في عائلة ربّها منظم للحزب الوطني22 فسار في عقبه والتزم بخط سيره , وقد كان يرى اجتهادات والده السياسية في قراءة صحيفة الحزب لأهل قريته وفي جعله من داره منتدى للحزب والعمل السياسي داخل القرية كذلك ثم ما لبث سيد أن صار هو قارئ الصحيفة وشارحها لمن يكبره سنّا بدل أبيه ...
لم تنحصر السياسة و تقتصر في عالمِ طفولةِ سيد على الوالد الكريم الذي أقلّ ما يقال عنه أنّه كان متواضع الثقافة بل لقد التبس بها أعلم أهل القرية أستاذ سيد ومدير مدرسته وكان على نفس نهج والده هذا ما زاد سيدا التزاما بنهجه السياسي وساعده أن لم يجد في محيطه الأوّل اختلافا يصعِّبُ عليه فهم دقائق السياسة ...
ثم جاءت ثورة 1919 شارك فيها أهل القرية كلّهم بزعامة والده الذي قاد فلاحي القرية ... وأستاذه الذي أغلق أبواب المدرسة ... أما سيدا فقد كان بحقٍّ خطيبها إذ اعتلى منابر الخطابة يومها دون أن يطلب منه ذلك أحد فقد خطب في زملائه داخل المدرسة وببيته في فلاحي القرية وأصدقاء أبيه وراح يجول شوارع القرية يحرض على الثورة ويرغِّب في الانتفاضة ....
وبعد انتقاله للقاهرة سنة 1919 انضم إلى حزب الوفد23 الحزب الأكثر شعبية آنذاك ولعل سبب الانضمام هي إقامته عند خاله الوفديّ ثم تأثره بالعقاد الوفديّ كذلك
وبقي في الوفد إلى غاية فبراير 1942 لمّا وقع نوع من التحالف الوفدي البريطاني24 فانسحب وانضمّ للسعديين 25 وبقي معهم إلى غاية 1945 حيث نقم من الحياة السياسية ومن الأحزاب جميعها وحينها صرخ في وجههم بقوله: "عدّلوا برامجكم أو انسحبوا قبل فوات الأوان" وقال فيما قاله كذلك: " ... هذا القلم ليس لحزب من الأحزاب فقد بات صاحبه لا يرى في الأحزاب إلاّ أقزاما , بعد أن خلا الميدان من كلّ جبّار, فهو بهذا يتوجّه إلى مصر الخالدة وهي أخلد وأسمى ... "
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد ذلك بقي يهتم بالسياسة فيما يكتب في المجلات والصحف, يقترح وينتقد وكان من ألدّ أعداء الملكية حتى أنّ الملك فاروق أوعز لمن يحاول قتله فرمي بالرصاص غير أنّه أخْطِئ عليه رحمة الله ....
وفي بداية الخمسينات بعد عودته من أمريكا شارك في الثورة ثورة الضباط الأحرار حتى كان هؤلاء يزعمون أنّه منظرهم الأول وقائدهم الروحي ...
ويبدو أنّ مشاركته ابتدأت أولا من خلال مقالاته العنيفة والشديدة والتي كانت تجد إقبالا واسعا واهتماما كبيرا لدى جماهير القراء ومنهم تنظيم الضباط الأحرار والذي كان في أوّل أمره تنظيما إخوانيا خالصا ... يقول الطاهر أحمد مكي في مجلة الهلال: " لقي كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" إقبالا وترحيبا , وكان من الكتب التي تركتْ تأثيرها واضحاً في فكر الضباط الأحرار , ومن أوائل الكتب التي قرؤوها , قبل أن تقوم الثورة نفسها أو بالدقة عام 1951 فقد طلب مني الكتابَ صديقٌ له قريبٌ ضابطٌ في الجيش , ثم عادَ ورجاني أن أدلَّه أين يباع , فهو بحاجةٍ إلى أكثر من نسخة , وكان هذا الضابطُ هو البكباشي "إبراهيم عاطف" الذي انتخبه الضباط سكرتيرا لناديهم مع محمد نجيب إبّان تحدّيهم للقصر الملكي "26 وقد أطلقوا على سيد اسم "ميرابو الثورة" تشبيها له بميرابو مفطر فرنسي كان له دور كبير وهام في التمهيد للثورة الفرنسية
أما عن المشاركة الفعلية العملية فيروي سليمان فياض في مقالِه "سيد قطب بين النقد الأدبي وجاهلية القرن العشرين" في مجلة الهلال , عن زيارة لسيد في حلوان , بعد قيام الثورة , وينقل هذا الحوار الذي دار بينه وبين سيّد قطب في حديقة منزله:
سألته عن رأيه في الثورة. ابتسم وقال لي: هنا تحت هذه الشجرة , كان الضباط الأحرار يعقدون بعض اجتماعاتهم معي , في فترة التمهيد للثورة ثم دخل سيد البيت , وعاد يحمل مظروفا , أخرج منه صوراً وأخذ يريها لي , واحدة واحدة , وكان هو في كلّ صورة وتحت هذه الشجرة وكانت كلّها صورا ليلية أخذت على ضوء "الفلاش" وفي كلّ صورة كان هؤلاء الضباط الأحرار , وهو بينهم أبداً واسطة العقد!! ولما رددتُ إليه آخر صورة قلتُ: لا أرى بينهم محمد نجيب؟ قال: هذا جاءوا به واجهة للثورة , الرتبة العسكرية لها حساب! ثم أشار إلى صورة جمال عبد الناصر , وقال: هذا هو قائد الثورة الحقيقي , يتوارى الآن وراء نجيب وسيكون له شأنٌ آخر! قلتُ له: أراضٍ أنت عن هذه الثورة؟ قال: لا أجدُ في تطوُّر أمورها ما يريح! فهؤلاء الأمريكان يحاولون اختواءها بدلاً من الإنجليز! أفهم ما أعنيه "27
ويقول أحد الضباط الأحرار محمود العزب من بور سعيد:"إنّ رائدنا وأستاذنا سيد قطب هو الذي رعى الثورة , جنينا فوليدا. وأمرنا أن نستعد له ... إنّ الجيش لا يمكن أن ينسى أنّ سيد قطب هو "أبو الثورة" وأبو الثوار , وتواضعه يزيدنا تعلُّقا به وإكباراً له" ثمّ يضيف فيقول:"قُبيل الثورة بأيام تلقينا من الأستاذ سيد قطب أمراً , بأن نكون على استعداد , وكنتً على رأس تنظيم الإخوان المسلمين في بور سعيد , ولما تلقيتُ الأمرَ حضرتُ إلى القاهرة , ومضيتُ إلى منزل الأستاذ سيد وكان ذلك في يوم 19 يوليو 1952 وكان لديه بعض قادة الثورة ـ منهم البكباشي جمال عبد الناصر ـ وذكر لي الأستاذ سيد أنْ أكون أنا ومن معي على أهبة الاستعداد , وأن يكون المسلمون المدينون على استعداد أيضا , فإذا سمعنا بقيام الثورة كنّا حماتها , وحفظة الأمن في بور سعيد. وحذّرَنا من سفك الدماء"28
أما بعد الثورة فيقول الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار: "بلغ من احترام الثورة لسيد قطب , وعرفانها بجميله وفضله , أنّ كلّ أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا ملتفين حوله , ويرجعون إليه في كثير من الأمور , حتى إنه كان المدني الوحيد الذي يحضر جلسات المجلس أحيانا , وكانوا يترددون على منزله في حلوان" 29 ويذكر أيضا أنّ رجال الثورة اقترحوا عليه وزارة المعارف فاعتذر واقترحوا عليه مديرية الإذاعة فالعذر كذلك وقبل في آخر المطاف على منصب السكرتير العام لهيئة التحرير ثم سرعان ما استقال من منصبه ذاك 30 ويؤكد عادل حمودة أنّ سيدا كان له مكتب مبنى مجلس قيادة الثورة وأنّه أوكلت إليه وإلى الأستاذ محمد سعيد العريان مهمة تغيير وإصلاح مناهج التربية والتعليم ويذكر محمد قطب أنّ سيدا كان مستشارا
(يُتْبَعُ)
(/)
للثورة في الأمور الداخلية (ولعله نفس منصب رئاسة التحرير المتقدم ذكره) 31 ويذكر سيد نفسه أنّه كان يشتغل معهم بعد انتصار الثورة مباشرة حوالي اثني عشرة ساعة في اليوم الواحد32
وبعد شهر من قيام الثورة أقام الضباط حفلا تكريميا لسيد في نادي الضباط بالزمالك هو عبارة عن محاضرة ألقاه سيد بعنوان "التحرر الفكري والروحي في الإسلام" وكان من المقرر أن يفتتح الحفل الرئيس محمد نجيب إلاّ أنه غاب لأعذار ذكروها فبعث برسالة مع أنور السدات جاء فيها اعتبار سيد رائد الثورة ومعلمها وراعيها
وممّن كان حاضرا وألقى كلمة يومها طه حسين جاء فيها التنويه بفضل سيد على الثورة وأنّ في سيد خصلتان هما المثالية والعناد وأنّ سيدا قد انتهى في الأدب إلى القمة والقيادة , وكذلك في خدمة مصر والعروبة والإسلام!
وممن حضر الحفل جمال عبد الناصر وقد انتقد سيد في هذا اللقاء بعض اختيارات الضباط وذكر فيما ذكر أنه مستعد لكل شيء بما في ذلك للسجن إن اضطر لذلك فصاح جمال عبد الناصر يومها أن لن يكون ذلك إلاّ على جماجمنا وأرواحنا أو كما قال .....
ولقد حاول سيد الإصلاح بين رجال الثورة والإخوان ولكن بعد جهد جهيد انتهى به المطاف إلى مفاصلة الضباط والانضمام للإخوان ...
ومن خلال هذه الجولة مع نشاطات سيد الحزبية والثورية نقف عند بعض ما نراه قد أثّر في فكره منهجه وتفسيره:
• عاش مع أمته يهتم بشؤونها عاملا بشتى الوسائل من أجل إصلاحها إنقاذها وخلاصها
• عاش حياة كلها معارك في التصورات والعقائد والأفكار
• دائم البحث عن الأفضل والحقيقة والصواب
• التراجع عن مبادئه وأفكاره في أيّ وقت وبدون أيّ عقدة إذا تبيّن له أنها باطلة وخاطئة
• النقد الذاتي ونقد كلّ ما يراه مخالفا للحق والصواب
• القوة والشدّة والحماسة في التعامل مع المخالف
• مصاحبة رجال السلطة وصناع القرار ما ساعده على أن يؤسس ويكون تصورا حقيقيا وواقعيا لهم ما مكّنه من إصدار أحكام صائبة وصحيحة في ظلاله
• الاطّلاع على المؤامرة المحاكة ضدّ الإسلام والمسلمين من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه
• اعتماد أسلوب الثورة والقتال كوسيلة للإصلاح والتغيير
سابعا: أمريكا
للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي كتاب خاص بالموضوع عنوانه: "أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب" طُبِع أوّل مرة سنة 1985 وأعيد طبعه لغاية 1989 خمس مرات وجلّ مادة هذا البحث منه منقولة من كتابه الذي اعتمدناه مصدرا "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" من الصفحة 191 إلى الصفحة 211
لقد شاء الله عزّ وجلّ لهذا المفسّر والأديب والمفكر والداعية الإسلامي أن يتعرف على أمريكا وهي تمثل اليوم ذروة سنام الجاهلية ورأس الكفر والطغيان ومصدر التمرد على الأعراف ووكر الفساد في القيم والأخلاق
وقد اختلفوا في سبب ذهابه وإيفاده إلى أمريكا لكن يبدو أن جهات مختلفة ومتعددة كانت تريد إبعاد سيد عن الساحة خاصة بعد أن أسفر وأبان عن اتجاهه الإسلامي ...
فالقصر يريد التخلص من انتقاداته اللاذعة ومن عداءه للملكية وللتواجد الأجنبي بمصر
والحكومة كذلك معاركها معه لا تنتهي وآخرها انتهت بغلق مجلة "الفكر الجديد"
وانتقاداته المتكررة والمتواصلة داخل الوزارة سواء منها الانتقادات المنهجية أو السلوكية وآراؤه الإصلاحية والتجديدية قد ضاقت بها صدور رؤسائه ... فلم يعودوا يتحملوا شيئا من ذلك وليس أنفع للجميع من إرساله إلى أمريكا يتخلصون منه بعض الوقت ولعله يتغير فكره كما تغير فكر من أرسِل قبله كصاحب "أصول الحكم" و "الأدب الجاهلي" وغيرهم
أو لعله يلقى من الغواية ما يوهن من قوته ويخفّف من حدّته .....
سافر سيد على ظهر باخرة من الإسكندرية إلى نيويورك يوم 3 نوفمبر 1948 وقد وقعت له في سفره هذا حوادث وتأملات ذكرها في مختلف كتبه منها تفسيره ... نوجز ونلص بعضها ممّا نظنّ أنّه قد يكون أثرّ في تحديد منهجه وفكره الجديد بل لعله السبب المباشر نحو التوجه إلى الله بصدق , التوجه إليه بكلّ ما فيه وليس مجرد تأملات وخواطر واعترافات يسجلها في كتاب أو مقال ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? التفكر في نعمة الله عليه وعلى الناس أجمعين لمّا رأى تسخير هذا البحر المهول يقول عليه رحمة الله: "ما أحسستُ ما في هذه اللفتة من عمق , قدر ما أحسستُ ونقطةٌ صغيرة في خضمّ المحيط, تحملنا وتجري بنا والموج المتلاطم والزرقة المطلقة من حولنا والفلك سابحةٌ متناثرة هنا وهناك ... ولا شيء إلاّ قدرةُ الله وإلاّ رعاية الله وإلاّ قانون الكون الذي جعله الله يحمل تلك النقطة الصغيرة على ثَبجِ الأمواج وخِصَمِّها الرهيب "
? ذات ليلة وقف متأملا متفكرا يقول: " ... أحسستُ هذه الموسيقى العلوية الشاملة ... موسيقى الوجود. مرة وأنا في عرْش المحيط , والباخرة تمرُّ مرّ الريح على وجه الخضم والنسيم رخاء والليل ساكن والقمرُ مفضفضُ اللألاء ... والثانية وأنا على قمة جبل تشرف على حديقة من الصخور يسمونها هنا [سان فرانسيسكو] حدائق الآلهة وقد انكشف المرتقى والمنحدر كلاهما , واعتنقنا عند تلك القمة الشاهقة في الفضاء .. لست أدري كيف أحسست ولست أدري كيف أقول , إلاّ أنّ تعبيرا واحدا انساب على لساني في تلك اللحظة التي أوْمضتْ في روحي كما تومِضُ الشعلة , فتكشفُ الطريق إلى بعيد ثم تغيب , تعبيرٌ واحدٌ أحسستُ فيه كلَّ ما فاض على خاطري في تلك اللحظة من قدسيةِ وشفافيةِ وتسبيحِ موسيقى الوجود ... " ثم قال معلقا على هذه المشاهد والتأملات "كلا إنّها ليست لُقىً هذه الحياة ولا وليدة المصادفة العمياء ... كلا إنّ هناك نَغَماً واحدا سارباً في هذا الكون كلّه , ولكن الآذان لا تسمعه في كلّ آن. وإنّ هناك نسقا واحدا يضمُّ الأشتات ولكن العيون لا تبصره في كلّ اللحظات ... هل خدعتني الأوهام؟ وكذبتني الأحلام؟ كلاّّ فإنّي لا أكذّبُ ما تلمسه يدي وما تراه عيني وما تسمعه أذني ولا أكذب مسَّ هذه اللحظة الخاطفة لروحي وإشراقها في ضميري ... "33
? محاورته لنفسه؛ محاورة حددت موقفه من أمريكا قبل الوصول إليها بل وحددت موقفه من الحياة كلّها فيما سيأتي من الأيام يقول عليه رحمة الله: "أأذهب إلى أمريكا, وأسير فيها سيرَ المبتعثين العاديين , الذين يكتفون بالأكل والنوم , أم لا بدّ من التميّز بسمات معينة؟ وهل غيرُ الإسلام , والتمسك بآدابه والالتزام بمنهاجه في الحياة , وسط المعمعان المتْرَف المزود بكل وسائل الشهوة واللذة والحرام؟ وأردتُ أن أكونَ الرجلَ الثاني ... "
? بعد هذه المحاورة بعد هذا التأمل تحول سيد إلى داعية للإسلام داخل السفينة وبين ركابها فقد رأى مبشرا نصرانيا يدعو لنصرانيته فتحركت فيه مشاعر الإيمان وذهب إلى قبطان السفينة وطلب منه السماح له بإقامة خطبة وصلاة الجمعة على السفينة وقام سيد بإمامة الناس والخطبة فيهم وسط إعجاب جماهيري واسع وقد أبدت سيدة يوغسلافية تأثرها بقراءة سيد للقرآن ما استفاده سيد فيما بعد في بيان بعض أوجه إعجاز القرآن الكريم ...
? كما ذكر سيد عدة محاولات لإغوائه وجرّه إلى الفتنة منها سواء منها داخل السفينة أو بأمريكا وقد عصمه الله من الوقوع في الفتنة والمعصية ... وكانوا يتعجبون من موقفه الشاذ في مجتمع المعصية والشذوذ ...
? كما تعرّض لمحاولات احتوائه سواء من طرف الأمريكان أو الإنجليز وذكر قصصا عدة لضباط سخروا له كلّ شيء من علمي مادي إغوائي إغرائي كلّ شيء من أجل أن ينسلخ من دينه ويخدم مصالحهم داخل مصر والعالم العربي والإسلامي ولكنهم لم يظفروا بشيء من ذلك ...
? ثم إنّه وقف على ضلال أمريكا وقف على عقائد القوم الباطلة وعلى سلوكاتهم الفاسدة ورأى منهم العجب العجاب الذي سطّره في العديد من كتبه ومقالاته وخاصة منها تفسيره ...
? اطّلاعه على مناهج التربية والتعليم داخل أمريكا ودراسة أساليبهم ووسائلهم التعليمية والتربوية وقد أنكر بعضها ولكنّه أقرّ بجدية وإيجابية الكثير منها ...
? ومن الحوادث التي أثّرت فيه بأمريكا موقف المستشرقين ورجال الدين والفكر من جماعة الإخوان المسلمين وعداؤهم السافر والشديد لها ... ثم فرحهم وسعادتهم لمقتل حسن ألبنا رحمه الله حتى أنّهم أقاموا الولائم والأفراح لذلك ...
أقام سيد بأمريكا أقلّ من سنتين وعاد منها ملتزما لا بالإسلام فقط بل بالعمل للدين والسعي للتمكين له وعاد وهو لا يرى للأمة خلاصا إلاّ بالعودة إلى دينها وكان ذلك بتاريخ 20\ 8 \ 1950 وبعد ثلاثة أيام فقط عاد إلى عمله بالوزارة
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لنخلص الآن إلى الحديث عن بعض آثار وانعكاسات هذا السفر على فكر سيد قطب وعلى منهجه وتفسيره في شكل نقاط مختصرة تجد تفصيلها عند الحديث على منهجية سيد في تفسير الظلال:
? مصطلح الجاهلية الذي بدأ يومها يستقر في ذهنه وكتاباته ....
? الوقوف على كيد الأعداء ومكرهم وكرههم الشديد لكلّ ما يمتّ للإسلام بصلة .....
? الوقوف على حقيقة عقائد القوم وسلوكهم والتعرف عليها عن كثب وقرب ....
? تنبؤه في الظلال وغيره بخراب أمريكا والغرب من بعدها تماما كما تنبأ بسقوط الشيوعية وتلاشيها في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام" .....
? الاستعلاء الإيماني .......
? تحليله لوضع الإنسانية وتشخيصه الداء في عالم القيّم .....
? الأخذ ببعض التراث الإنساني إن لم يكن ممّا يتعارض والعقيدة
? تأملاته في الكون والخلق والوجود والتي أكثر منها في تفسير الظلال
? معركة النفس التي جعل منها ركنا ركينا في منهجه الدعوي والتغييري .....
? انتمائه للإخوان بعد أن عرف قيمتهم وخطرهم في أمريكا وذلك قبل أن يقف على حقيقة دعوتهم ويتبنى ضرورة العمل الجماعي للإسلام ....
ثامنا: الإخوان المسلمون
انظم سيد للإخوان في فبراير 1953 ش بعد مفارقته للضباط الأحرار وهذا على خلاف ما يذكره كثير من المترجمين له فيزعم جلّهم أنّه انظم قبل ذلك بكثير ....
ولكن ما أثبتناه هو الصواب34 بدليل قوله عن نفسه عليه رحمة الله: " ... وفي الوقتِ نفسِه كانت علاقاتي بجماعة الإخوان تتوثق , باعتبارِها في نظري حقلاً صالحا للعمل للإسلام على نطاقٍ واسع, في المنطقةِ كلّها , بحركةِ إحياءٍ وبعثٍ شاملة. وهي الحركةُ التي ليس لها في نظري بديلٌ يكافئها, للوقوف في وجه المخطّطات الصهيونية والصليبية والاستعمارية, التي كنتُ قد عرفتُ عنها الكثير ــ وبخاصة في فترة وجودي في أمريكا ــ وكانت نتيجة هذه الظروف مجتمعة , انضمامي بالفعل سنة 1953م إلى جماعة الإخوان المسلمين " اهـ 35
وفي هذه المقولة اعتراف بمكانة الحركة وببعض أسباب انضمامه إليها وهي:
الوقوف في وجه المخططات الصهيونية والصليبية
اعتبارها حقلا للعمل الإسلامي
امتدادها الواسع فهي موجودة في غالب بلاد الإسلام
اعتمادها حركة الإصلاح والتغيير والبعث الشامل
ليس لها بديل ومكافئ يمكن أن يحلّ محلّها
ما استشعره ولاحظه من تكالب القوة الغربية الصليبية والصهيونية على هذه الجماعة ومساعدة الحمقى والمغفلين من بني جلدتنا لهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وممّا قاله في هذا المعنى يوم نكّل عبد الناصر بجماعة الإخوان:"إنّ السياسة المخطّطة من جانب الصهيونية والصليبية الاستعمارية لتدمير حركة الإخوان المسلمين في المنطقة, تحقيقا لمصالح ومخططات تلك الجهات قد تحققتْ بنجاح ... "
كان يعتبر جماعة الإخوان المسلمين رمزا للفضيلة والأخلاق الكريمة وضميرا يذكر الأمة حينا ويِؤنّبها حينا آخر وسدّا منيعا يقف أمام الرذيلة وسوء الأخلاق والشيوعية والإلحاد ... وفي هذا الصدد يقول بعد أن ضُرِبَتْ الجماعة ونُكِّلَ بأصحابها:"ثم تضخَّم هذا الشعور , وأنا أرى النتائج الواقعيةَ في حياة المجتمع المصري , من انتشارٍ هائلٍ للأفكار الإلحادية وللانحلال الأخلاقي , نتيجةً لتدمير حركة الإخوان المسلمين , ووَقْفِ نشاطها التربوي. وكأنما كان وجودُ هذه الجماعة سدّاً, وقد انهار, وانطلق بعدهُ التيار! " اهـ36 ويقول أيضا:"ويستطيع الإنسان أن يلحظ بسهولة, علاقة هذا الانحدار بتدمير حركة الإخوان المسلمين, ومنعِ نشاطها. كما يستطيع أن يربطَ بين هذا التدمير وبينَ الخططِ الصهيونية والصليبية والاستعارية بخصوص هذه الجماعة, وبخصوص المنطقةِ بجملتها ... "37
وقد تمّ هذا الانضمام بعدما خاب ظنه ورجاؤه في رجال الثورة وبعدما فشل في محاولة التقريب والإصلاح بينهم وبين الإخوان وما لا حظه يومها من توحّد نظرته ونظرة الإخوان
(يُتْبَعُ)
(/)
وممّا قاله في مؤسس الجماعة الأستاذ حسن البنا عليه رحمة الله الواسعة في مقال له بعنوان "حسن البنا وعبقرية البناء":"في بعض الأحيان , تبدو المصادفةُ العابرة, كأنّها قدرٌ مقدور, وحكمةٌ مدبّرة في كتابٍ مسطور ... حسن "البنّا" ... إنها مجردُ مصادفة أن يكون هذا لقبه .. ولكن من يقول: إنها مصادفةٌ, والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء, وإحسانُ البناء, بل عبقرية البناء؟ لقد عرفتْ العقيدةُ الإسلامية كثيرا من الدعاة ... ولكنّ الداعيةَ غيرُ البنّاء ... وما كلّ داعيةٍ يملكُ أن يكون بنّاءً, وما كلّ بنّاء يوهبُ هذه العبقريةَ الضخمة في البناء!!
هذا البناء الضخم ... الإخوان المسلمون ... إنّه مظهرُ هذه العبقرية الضخمة في بناء الجماعات ... إنّ عبقرية البناء تبدو في كل خطوة من خطوات التنظيم ... من الأسرة إلى الشعبة , إلى المنطقة , إلى المركز الإداري , إلى الهيئة التأسيسية , إلى مكتب الإرشاد ...
هذه من ناحية الشكل الخارجي ــ وهو أقلُّ كظاهر هذه العبقرية ــ ولكن البناءَ الداخلي للجماعة أدقُّ وأهم , وأكثرُ دلالةً على عبقرية البناء والتنظيم ... البناء الروحي ... "38
ويقول عنهم كذلك:"حيّا الله الإخوانَ المسلمين ... لقد تلفتتْ مصر حينَ جدَّ الجدّ , وتحرجَ الأمر , ولم يَعُد الجهادُ هتافاً وتصفبقاً, بل عملاً وتضحية , ولم يعُد الكفاح دعايةً وتهريجاً , بل فداءً واستشهاداً.
لقد تلفتت مصرُ, فلم تجد إلاّ الإخوانَ, حاضرين للعمل, مهيئين للبذل, مستعدين للفداء, مدرّبين للكفاح, معتزمين الاستشهاد ...
لقد تركوا غيرهم يجتمعون ويَنْفَضُّون, أما هم فقد حملوا سلاحهم ومضوا صامتين ... "39
وقد مرّ هذا الانضمام بمراحل:
مرحلة الاهتمام بها لما شاهده من ابتهاج في أمريكا وانجلترا لمقتل حسن البنا ومن عداء الغرب لها
مرحلة التعاطف بعد عودته من أمريكا
مرحلة التعاون والتقارب بالكتابة في صحفها والمحاضرة في مكاتبها
مرحلة الانضمام الرسمي
الأعمال التي مارسها معهم مدة أكثر من سنة ونصف أي ما بين مارس 1953 ش ونوفمبر 1954ش
إشرافه على جريدة "الإخوان المسلمين" أصدر سيد العدد الأوّل منها بتاريخ 17 رمضان 1373 هـ الموافق لـ 20 ماي 1954ش أصدر منها اثني عشر عددا وتوقفت بتاريخ 6 ذي الحجة 1373 هـ الموافق لـ 5 أوت 1954 ش وسبب التوقف الاختياري هو شدّة الرقابة التي منعت سيد من أن يكتب فيها ما يعتقد ....
إلقاؤه حديث الثلاثاء في المركز العام للإخوان وكان يحضره آلاف من الناس سواء المنتسبين منهم للإخوان والغير منتسبين لهم ....
إيفاده إلى دمشق بتاريخ 2 مارس 1953 ش ليحضر مؤتمر "الدراسات الاجتماعية" حيث ألقى محاضرة بعنوان "التربية الخلقية كوسيلة لتحقيق التكامل الاجتماعي".
ينبغي أن نسجل ها هنا أنّ أعماله لم تتجاوز الجانب الإعلامي والثقافي ولم تعهد الجماعة إليه بأعمال حركية أو تنظيمية كبيرة يقول سيد قطب حول هذا المعنى:"ومع ترحيبهم ــ على وجه الإجمال ــ بانضمامي إلى جماعتهم, إلاّ أن مجال العمل بالنسبة لي في نظرهم كان في الأمور الثقافية لقسم نشر الدعوة, ودرس الثلاثاء, والجريدة التي عملت بها رئيسا لتحريرها , وكتابةِ بعض الرسائل الشهرية للثقافة الإسلامية ... أما الأعمال الحركية كلّها فقد ظللتُ بعيدا عنها "40
تزعمه للتنظيم الإخواني السري الجديد, فبعد اندثار التنظيم القديم وتفككه بدأ سيد يفكر في إعادته من جديد لكن وفق نظرة جديدة قائمة على تربية القاعدة الصلبة أولا ودعوة الناس للعقيدة الصحيحة ثانيا وإقامة تنظيم سري لا عمل له سوى الدفاع عن الجماعة الإسلامية ولا يتدخل إلاّ بمقدار ما يدافع به عن الجماعة وعن عملها التربوي والدعوي
ولعل من أهم تأثيرات انتساب سيد لجماعة الإخوان المسلمين على تفسيره منهجه الحركي وبخاصة في الطبعة المنقحة وكذا نظرته للواقع ومسؤولية الدعاة أمام الله ثم أمام الجماهير في إحداث التغيير وكذا اهتمامه الكبير بالجانب التنظيمي في حياة ودعوة الجماعة المسلمة الأولى وقد سطّر من ذلك الشيء الكثير في ظلاله
تاسعا: السجن
(يُتْبَعُ)
(/)
الاعتقال الأوّل صبيحة يوم 15 يناير 1954 ش بعد ما أصدر رجال الثورة بيان بحلّ جماعة الإخوان واتهامها بالتآمر مع الإنجليز ضد أمن ومصلحة مصر ..... ثم أفرج عنه في شهر مارس من نفس السنة بعد مظاهرة ضخمة نظمها الإخوان في 28 فبراير 1954ش
الاعتقال الثاني في أكتوبر 1954ش بعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954ش بالإسكندرية والتي نُسِب فيها للإخوان محاولة اغتيال جمال عبد الناصر
يقول عليه رحمة الله: "ثم كانت حوادث 1954 م. فاعتُقلتُ مع من اعتُقلوا في يناير , وأُفرج عنهم في شهر مارس. ثم اعتقلتُ بعد ذلك , في حادث المنشية في 26 أكتوبر كذلك"41 وفي جوان 1955ش حكمت عليه محكمة الثورة بخمسة عشر سنة سجنا مع الأشغال الشاقة غيابيا لعدم قدرته المجيء بسبب المرض والتعذيب
نُقِل بعدها إلى سجن ليمان طُرَّة وبسبب مرضه أمضى جلّ هذه المدة في مستشفى السجن
وأفرج عنه بعفو صحي في ماي سنة 1964 ش وبتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف
يقول سيد رحمه الله عن ذلك:"تحدث فصيلة الأستاذ أمجد الزهازي بشأني , مع سيادة الرئيس عبد السلام عارف ووجد عنده كلَّ استعداد للتوسط لدى عبد الناصر , بل إنه فكّر في ذلك من نفسه. فقد كان كتابي "في ظلال القرآن" هو أنيسه في فترة اعتقاله أيام عبد الكريم قاسم! وبالفعل قام بهذه الواسطة. ونجحت والحمد لله."
ثم أعيد اعتقاله ليلة الإثنين 9 أوت 1965ش42 ومن غرائب الظلم البشع الذي لا يستحي من الكذب الصُراح أنّ اللجنة القانونية لمجلس الأمة والتي نظرت في قضية سيد قطب وأصدرت بيانا بتاريخ 14\ديسمبر\1965ش جاء فيه أنّ سيدا ادّعى النبوة وأنّ الإخوان وافقوه على ذلك وأنّهم زعموا أنهم يمثلون الوساطة بين الناس وبين الله تعالى.
صدر حكم الإعدام في حقه يوم الأحد 21 أوت 1966ش
و في يوم الإثنين 13 جمادى الأولى 1386هـ الموافق لـ 29 أوت 1966ش نفد حكم الإعدام في كلّ من سيد قطب عبد الفتاح إسماعيل ومحمد يوسف هواش
وقد ذكر سيد في عدة مواطن من تفسيره أثر السجن والخلوة التي عاشها فيه على فهمه للقرآن الكريم وعلى الوقوف على بعض أسراره التي لم يكن ليقف عليها لولا أيام السجن هذه ...
انظر الظلال 3\ 1484 قصة نعاس المسلمين يوم بدر
الظلال 5\ 2899 الشعور بقيمة الشمس
الظلال 5\ 2924 الشعور برحمة الله داخل النفس حتى وإن لم يتغير خارجها شيء ....
الهوامش:
1 طفل من القرية لسيد رحمه الله ص 21 نقلا عن سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 32
2 المرجع السابق ص 21 ـ 22
3 ثورة 1919 م ثورة حدثت في مصر بقيادة سعد زغلول زعيم الحركة الوطنية المصرية , جاءت ردا على نفي هذا الزعيم إلى جزيرة مالطا بعد إصراره على مطالبة بريطانيا بحقّ المصريين في المشاركة في مؤتمر الصلح بباريس للمطالبة بالاستقلال وإلغاء الأحكام العرفية التي فرضتها بريطانيا وقد عمّت هذه الصورة جميع مناطق مصر وشارك فيها الشعب بجميع أصنافه وأطيافه ... لكن أهم معاقل لهذه الثورة وأهم رجالاتها وجماهيرها تبقى الصعيد والصعايدة ...
4 من أشهرها دراسات قرآنية , مذاهب فكرية معاصرة , جاهلية القرن العشرين , واقعنا المعاصر , لا إله إلاّ الله منهج حياة , مفاهيم ينبغي أن تصحح ....
5 راجع طفل من القرية ص 29 و 121 ـ 123 وسيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 61 ـ 62
6 موقف سيد من العبودية مشهور وقد أثار كثيرا من النقاش والجدال وقد خصصنا له فصلا مستقلا ولكننا ها هنا نشيرباختصار إلى أنه كان يرى أنّ الإسلام جاء ليزيح العبودية ويلغيه ولكنه لأسباب مرحلية ... واجتماعية ... ونفسية ... اتبع طريقة خاصة من شأنها أن تحدث القطيعة بين المجتمع الإسلامي وبين العبودية بتدرج لا يضرّ بنية الأمة ولا يضر وحدتها وتماسكها ومواقفها إزاء أعدائها ....
(يُتْبَعُ)
(/)
7 فعائلة سيد والمقصود الإخوة والأخوات عرفوا من التضحية والابتلاء ما يصلح أن يؤلف فيه كتابا خاصا فباختصار نقول: أما "نفيسة" وهي أكبرهن فقد سُجنت رغم بساطة معارفها وضآلة علومها كما سُجن معها ولداها وخاصة "رفعت" الذي عذب عذابا شديدا فاضت روحه على إثره وكذلك ولدها الآخر "عزمي" الذي أوشك أن يلحق أخاه لولا رحمة الله به , "أمينة" الصابرة صاحبة أطول خِطبة في التاريخ خطبة استمرت ما يقارب العشرين سنة من 1953 إلى 1973 مع الداعية المجتهد كمال السنانيري والذي قُتل في السجن بدوره تحت التعذيب في الثامن من نوفمبر 1981 , "محمد" رغم ابتعاده عن التنظيمات السياسية بمختلف أنواعها وأصنافها ابتلي بدوره مرتين دون أيّ سبب سوى الظلم غير المبرر؛ الأولى سنة 1954 مع آلاف المعتقلين من شباب الصحوة الإسلامية دون أن توجه له لائحة اتهام مكث خلالها سنوات داخل السجن ثم أفرج عنه دون أن توجه له تهمة معينة , الثانية: وهي الأشدّ عليه وعلى العائلة كلها يوم 2 أوت 1965 وبعد أن توجه أخوه سيد للاحتجاج على قبضه بدون وجه حقّ ألقي عليه القبض بدوره وفي هذه المحنة أعدم سيد. أما الأخت الصغرى "حميدة" فقد كانت في المحنة الأولى مع مجموعة من النسوة يقمن بخدمة عائلات وأسر الإخوان المعتقلين وكانت الساعد الأيمن للمجاهدة زينب الغزالي زكانت تمثل حلقة الوصل بين قيادات التنظيم في الخارج وبين شقيقها داخل السجن وفي المحنة الثانية ابتليت بالسجن كذلك ولم تنج من العذاب كإخوتها وأخواتها ... فهذه لمحة وجيزة عن ابتلاءات هذه العائلة وتضحياتها ....
8 الخطط المقريزية 3\ 417 النسخة الإلكترونية
9 انظر الصفحات 145 ـ 147
10 مجلة الأسبوع , المجلد الثالث. عدد 35 تاريخ 25 جويلية 1234 صفحة 8 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد
11 لن يستطيع حينها بشر أن يقدم له شهادة قطّ ولن يستطيعها حينها إلاّ ربّ البرية ونرجوا من الله أن يكون قد أعطاه إياها آمين!
12 سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد , ص 96
13 الأسبوع؛ السنة الأولى , العدد 26 تاريخ 23 ماي 1934 ص 14 ـ 15 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 98 و 99
14 ستأتي في مبحث رحلة سيد قطب مع القرآن الكريم وخلاصتها أنّه قاد معركة المدرسة ضدّ الكتاب وأراد أن يبرهن على تقدم المدرسة وأفضليتها بأن تفوّق على الكتاب في ميدان تخصصه؛ حفظ القرآن الكريم
15 نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر ص 64 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 77
16
17 مهمة الشاعر في الحياة ص 11 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 78 ـ 79
18 الأسبوع , المجلد الثالث , عدد 35 , تاريخ 25 جويلية 1934 صفحة 21 نقلا من المصدر السابق
19 الرسالة , السنة السادسة , المجلد الأول عدد 251 , تاريخ 25\ 4 \ 1938 صفحات 292 ـ 293 نقلا من المصدر السابق ص 123 ـ 124
20 المرجع السابق العدد 927 تاريخ 19\ 5\1951 صفحة 429 نقلا من المصدر السابق كذلك ص 123
21 سيد من الميلاد إلى الاستشهاد ص 165 ـ 166
22 من تأسيس مصطفى كمال أب الوطنية المصرية
23 حزب الوفد بزعامة سعد زغلول سمي بذلك بعد حادثة وفد الزعماء المصريين الذين فاوضوا الإنجليز في شأن استقلال مصر بعد ثورة 1919
24 زذلك لمّا طالب الإنجليز الملك فاروق بإقالة رئيس الوزراء وتعيين مصطفى النحاس رئيس الوفد مكانه فكانت هذه الحادثة سبب النقمة الشعبية على الحزب وكان سيد من ضمن الناقمين عليه ...
25 حزب انشقّ أصحابه عن الوفد وأسسوا حزبا نسبوه لزعيم الوفد الأول سعد زغلول
26 جريدة اللواء الأردنية , عدد 700 تاريخ 8\ 10 \86 نقلا عن مجلة الهلال عدد أكتوبر 1986 م من المصدر نفسه ص 298
27 جريدة اللواء الأردنية , عدد 696 تاريخ , 10\ 9\86 ....
28 مجلة كلمة الحق التي أصدرها أحمد عطار في مكة السنة الأولى العدد الثاني تاريخ صفر 1387 هـ صفحة 38 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 300
29 المرجع السابق 37
30 المرجع نفسه 39
31 مجلة الغرباء, السنة الثالثة عشرة , العدد الثالث سبتمبر 1975 صفحة 12 نقلا عن سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 302
32 لماذا أعدموني 13 نقلا من المصدر السابق نفس الصفحة
33 مقال موسيقى الوجود , مجلة الكتاب المجلد التاسع الجزء الرابع أبريل 1950 صفحة 326 نقلا من سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 259 ـ 260 ـ وانظر الصفحة 327
34 سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 232 ــ 233
35 لماذا أعدموني ص 11 ــ 12
36 لماذا أعدموني ص 15 , 16
37 المرجع نفسه ص 17
38 دراسات إسلامية: 225 ــ 226 نقلا عن سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 330
39 المرجع نفسه ص 243
40 لماذا أعدموني ص 12 نقلا عن سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 334
41 لماذا أعدموني ص 12 نقلا عن سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ص 347
42 الموتى يتكلمون ص 120 , 121(/)
دلالات عنوان (في ظلال القرآن)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 04:09 م]ـ
دلالات عنوان " في ظلال القرآن" لسيد قطب
حين أراد سيد أن يجعل لمقالاته التفسيرية في مجلة المسلمون عنوانا لا بدّ وأنه قد مرّ بذهنه وفكره عناوين شتّى يختار منها ما يرنّ في الآذان و ما من شأنه أن يجلب القارئ ويلفت انتباهه ولكن قبل هذا وذاك ـــ وهذا هو أصل العنوان ـــ ما يعبّر عن موضوع المقالات عن المادة المقدمة عن محتواها أسلوب تقديمها عن الأهداف والغايات المتوخاة منها ....
فالعنوان لا يضعه صاحبه اعتباطا واتفاقا بل لا بدّ من انتقائه ووفق معايير عدّة متعلقة بالموضوع أو المنهج أو الهدف ..... إلخ ...
ونحن إذْ نهتم بعنوان الظلال فلأننا نريد أن نستنبط منه بعض ما يفيدنا ويهمنا في الوقوف على منهجه وأسلوبه في التفسير ....
ولعل أوّل ملاحظة نسجلها حول عنوان الظلال أنّ صاحبه لم يتكلّفه بمعنى أنّه كان صادقا في اختياره وأنّه شيء وجده وشعر به وأحسّ به من خلال طول تعامله مع القرآن الكريم ....
يقول عليه رحمة الله في مقدمة الطبعة الأولى: " ... عنوان لم أتكلفه , فهو حقيقة عشتها في الحياة .... فبين الحين والحين كنت أجد في نفسي رغبة خفية في أن أعيش في ظل القرآن فترة , أستروح فيها ما لا أستروحه في ظل سواه .... "1
إنّ لفظة الظلال في العنوان لها مدلولان؛ مدلول اصطلاحي أدبي نقدي خالص اختصّ به سيد من دون سائر النقاد ومدلول لغوي
فأما المدلول اللغوي فلعله قصد بالظلال ذلك الشعور الذي نتج عن طول ملازمته للقرآن الكريم أو لعل ورعه هو الذي دفعه إلى تجنب التعبيرات المباشرة كتفسير القرآن أو تأويله أو في خضمه أو كنفه أو معه أو وسطه أو فيه .... إلخ ... فكأنّ الظلال هو ما يشعر به من ملازمة القرآن وكأنّ سيد يتناول بالدراسة هذه الظلال لا عين القرآن وذاته ....
وسنحاول في هذا المبحث التنصيص على جميع هذه الدلالات والتنقيب عن أثرها في تفسيره رحمه الله ...
أولا الشعور الناتج عن طول ملازمته للقرآن الكريم:
يقول شقيقه محمد قطب في تقديمه وتقريظه للطبعة المنقحة: " في ظلال القرآن ... الكتاب الذي عاشه صاحبه بروحه وفكره وشعوره وكيانه كلّه ... وعاشه لحظة لحظة , وفكرة فكرة , ولفظة لفظة ... وأودعه خلاصة تجربته الحيّة في عالم الإيمان .... " 2
ويقول المفسّر في مقدمة ذات الطبعة: " الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلاّ من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. والحمد لله ... لقد منَّ الله عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان , ذقت فيها من نعمته ما لم أذقه من قبل قطّ في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
لقد عشت أسمع الله ـــ سبحانه ـــ يتحدث إليّ بهذا القرآن ... أنا العبد القليل الصغير ... أيّ تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟ ... "3 ثم راح عليه رحمة الله يعدد فضائل ونعم العيش في ظلال القرآن الكريم وما استفاده من طول ملازمته له من الناحية العقائدية والفكرية والمنهجية والشعورية والسلوكية والأدبية 4 .... إلى أن قال: "هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن. لعل الله ينفع بها ويهدي. وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله " 5
ولقد كان لطول ملازمته لكتاب الله آثار كثيرة في تفسيره ربّما أبرزها الوحدة الموضوعية للقرآن كلّه وللسوّر جميعها كلّ واحدة على حدة هذه الوحدة الموضوعية التي يكاد ينفرد بها سيد قطب إذا رعينا الحجم والشكل اللذين عرضها بهما
ثم التفسير الموضوعي حيث أنّ الدراية الكبيرة بالقرآن الكريم و مواضع آياته واستحضارها في الوقت المناسب لا يتأتى إلاّ لمن طالت ملازمته ومعاملته مع كتاب الله
هذا إضافة إلى وقوفه على كلّ جزئيات الآية , فإنّ الكثير من ألفاظ القرآن الكريم التي يقرأها الواحد منّا ولا يلاحظ فيها إلا مفردات تؤدي معانٍ معيّنة ... يقف عندها سيد مليّاً ليستنبط من المعاني والأحكام ما لم يكن القارئ العادي يتخيله حتى و ما ذاك إلاّ لطول ملازمته لكتاب الله تعالى
ثانيا استعماله لفظة الظلال ورعا من أن يوجه فهمه ورأيه وتفسيره للقرآن مباشرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تحدث وأبان عن هذا الورع في عدة مواضع من تفسيره فهو يقول على سبيل المثال: " ... ومع هذا كلّه يصيبني رهبة ورعشة كلّما تصديت للترجمة عن هذا القرآن , إنّ إيقاع هذا القرآن المباشر في حسي محال أن أترجمه في ألفاظي وتعبيراتي , ومن ثمّ أحس دائما بالفجوة الهائلة بين ما أستشعره منه , وما أترجمه للناس في هذه الظلال ... "6
ولما عرض لتفسير قوله تعالى {تلك الرسل} في سورة البقرة وعرض مجموعة من الأسئلة , من هم؟ ما الرسالة؟ ما طبيعتها؟ كيف تتم؟ لماذا هؤلاء وحدهم هم الرسل؟ وبماذا؟ .... قال عليه رحمة الله: "أسئلة طالما أشفقت أن أبحث لها عن جواب إنّ حسي ليفعم بمشاعر ومعان لا أجد لها كفاء من العبارات ... ولكن لا بدّ من تقريب المشاعر والمعاني بالعبارات ... "7
ولقد كان لهذا الورع أثره البارز في متهجية تفسير سيد للآيات المتعلقة بالغيبيات والآيات التي حوت بعض المبهمات وقد عقدنا مباحث خاصة لذا نكتفي هاهنا بمجرد الإشارة للتأثير على منهجه في التفسير
ثالثا نظرية سيد قطب النقدية القائمة على أنّ للعبارات إيقاعا وصورا وظلالا يستشعرها القارئ غير اللفظ والمعني منفردين أو مجتمعين:
إنّ لسيد قطب نظرية في النقد الأدبي تجاوزت نظرية اللفظ والمعنى والنظم إلى ما هو أبعد من ذلك وأوسع؛ إنّها نظرية الإيقاع والصور والظلال في النص الأدبي ...
يقول عليه رحمة الله: " العمل الأدبي وحدة مؤلفة من الشعور والتعبير. وهي وحدة ذات مرحلتين متعاقبتين في الوجود بالقياس الشعوري ... ولكنها بالقياس الأدبي متحدتان في ظرف الوجود ... "8
واصطلاح التعبير أوسع عنده من اصطلاحي اللفظ والمعنى منفردين ومجتمعين (نظرية النظم) لأنّ "وظيفة التعبير في الأدب لا تنتهي عند الدلالة المعنوية للألفاظ والعبارات بل تضاف إلى هذه الدلالات مؤثرات أخرى يكمل بها الأداء الفني , وهي جزء أصيل من التعبير الأدبي. هذه المؤثرات هي: الإيقاع الموسيقي للكلمات والعبارات والصور والظلال التي يشعها اللفظ وتشعها العبارات زائدة على المعنى الذهني , ثم طريقة تناول الموضوع والسير فيه .... "9 ويقول أيضا: " ... لا يجوز أن نكتفي بدلالتها المعنوية فهذه عنصر واحد من عناصر دلالتها , فلا بدّ أن نضم إليها عنصري الإيقاع والظلال , فهي بمجموعها تدل على القيمة الكاملة لهذا العمل .... "
فعناصر الدلالة الأدبية عند سيد قطب خمسة:
1) دلالات الألفاظ مفردة
2) الدلالات المعنوية الناشئة من اجتماع الألفاظ وترتيبها في نسق معيّن (النظم)
3) الإيقاع الموسيقي الناشئ من مجموعة إيقاعات الألفاظ متناغما بعضها مع بعض
4) الصور والظلال التي تشعها الألفاظ متناسقة في العبارة
5) طريقة تناول الموضوع والسير فيه , أو الأسلوب
وإذا كان الأديب يتحكم في اللفظ والمعنى في نصه فكيف له أن يتحكم في الإيقاع والصور والظلال؟؟
يجيبنا سيد بقوله أنّ ذلك لا يتحقق إلاّ عند الانفعال " وكلما تحقق لهذا الانفعال توهج وحرارة وإشراق في التعبير يغمر إحساسه ... ويجعله في شبه نشوة ... كلما كان صادقا في التعبير به عما يحسه , ناجحا في بيانه للآخرين , مؤثرا فيهم تأثيرا ساحرا عجيبا ... "10
" ... أيْ أنّ اختيار الألفاظ وتنسيقها لا يتم بإرادة كاملة الصحو , وإنّما تقفز الألفاظ والعبارات وتتناسق وتتناغم , وكأنّها تصنع ذلك بدون اختيار , وقد يُتم الشاعر عمله في هذه الحالة الفذة ثم يراجعه , فيعجب لنفسه , كيف واتته القدرة على صوغ هذه العبارات , وقد يقف أمام بعضها معجبا متعجبا , كما لو كان يشهدها أول مرة ... "11
ثمّ لنعرض الآن لتأثير هذا العنصر على منهجيته في الظلال ...... قد يكون هذا هو أهمّ عامل دفعه إلى اختيار هذا العنوان فلقد كان هدفه منذ بداية اتصاله بالقرآن الكريم لما رجع إليه كأديب يبحث في جماله لا غير واكتشف نظرية الإيقاع والظلال أن يتناول القرآن كلّه بالدراسة والبحث وفق هذه النظرية ... ولم يتأتى له ذلك إلاّ في ظلال القرآن
يقول الدكتور الخالدي: "إنه يريد أن يقول لنا ـــ من خلال عنوانه ـــ إنّ آيات القرآن الكريم لها ظلال وارفة وراء معانيها , وهذه الظلال فيها كثير من إيحاءات القرآن ودلالاته وتوجيهاته , التي لا بدّ من الالتفات إليها وملاحظتها , وهذه الإحاءات والتوجيهات والدلالات لا تدرك إلاّ من خلال ملاحظة ظلال الآيات , ولا يلاحظها إلاّ باحث متذوق , يلحظها بحسّه البصير , وخياله العامل , وتعرضه لتلك الظلال , وحياته بها ومعها وفيها .... "12
وهل كان سيد قطب يجد من نفسه ذلك الشعور الذي تقدم ذكره والذي يسمح للكاتب والأديب بأن يترك لكلامه ظلالا وصورا وإيقاعا
يقول عليه رحمة الله: " ... وقد عانيت بنفسي حالات من هذا النوع كثيرة , وأنا أكتب {التصوير الفني في القرآن} وأنا أكتب {في ظلال القرآن} في بعض الأحيان ... "13
ولهذا السبب نراه يكثر من الوقفات لتسجيل ظلال الألفاظ في الآيات القرآنية وبيان دلالاتها وإيحاءاتها لأنّ ذلك كان من أهمّ أهداف هذه الظلال ..... والله أعلم بالحق والصواب.
الهوامش:
1 مقدمة الطبعة الأولى ج1 ص5 نقلا عن مدخل إلى ظلال القرآن ص 83
2 طبعة دار الشروق ص 9
3 المرجع نفسه ص 11
4 المرجع السابق من ص 11 إلى ص 19
5 المرجع نفسه ص18
6 طبعة دار الشروق 4\ 2038
7 المرجع نفسه 1\ 278
8 النقد الأدبي لسيد قطب ص 19 نقلا عن مدخل إلى الظلال ص 84
9 المرجع السابق ص 32
10 المرجع نفسه ص 36
11 المرجع نفسه
12 مدخل إلى ظلال القرآن الكريم ص 90
13 النقد الأدبي ص 36 و 37(/)
المعالم المنهجية الكبرى في تفسير سيد قطب
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 04:44 م]ـ
المعالم المنهجية الكبرى التي تميّز بها تفسير الظلال عن غيره من التفاسير
أوّلا: التعامل مع النص القرآني مباشرة دون مقررات سابقة ومحاولة تجنب كلّ ما من شأنه حجب روح القرآن وحقيقته عن القارئ:
المقصود بهذا المعلم أنّه عليه رحمة الله قد جعل من القرآن ذاته مصدره الأول ويكاد يكون الأوحد إذ لا يعود لغيره إلاّ لأجل الاحتجاج والتوثيق هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّه قد تجنب الخوض في المباحث اللغوية والكلامية والفقهية لا لشيء إلاّ ليبقى اتصاله بالنص القرآني مستمرا وحتى لا يمنع ذلك كله من التلقي المباشر والصحيح لروح القرآن وأهدافه وتوجيهاته ... 1
يقول الدكتور الخالدي: "وقد كان سيد حريصا على بيان هذا بعبارات صريحة اعتقادا منه بأهمية معرفته عند القراء , حتى يدركوا سرّ تعامله مع القرآن , ونجاحه في استخراج كنوزه وصوابية أفكاره , وقرآنية خواطره ونظراته واستدلالاته ونتائجه التي خرج بها , وحتى يعرفوا كيفية فهم القرآن , ويقفوا على مفتاح التعامل معه."2
يقول سيد عليه رحمة الله في مقدمة الطبعة الأولى: ""كل ما حاولته ألا أُغرِق نفسي في بحوث لغوية أو كلامية أو فقهية تحجب القرآن عن روحي، وتحجب روحي عن القرآن" (2).
يقول في مقدمة كتابه القيم "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته": (منهجنا إذن في هذا البحث عن "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته" أن نستلهم القرآن الكريم مباشرة - بعد الحياة في ظلال القرآن طويلاً - وأن نستحضر - بقدر الإمكان الجو الذي تنزلت فيه كلمات الله للبشر، والملابسات الاعتقادية والاجتماعية السياسية، التي كانت البشرية تتيه فيها وقت أن جاءها هذا الهدى، ثم التيه الذي ضلت فيه بعد انحرافها عن الهدي الإلهي!.
ومنهجنا في استلهام القرآن الكريم، ألا نواجهه بمقررات سابقة إطلاقًا لا مقررات عقلية ولا مفردات شعورية - من رواسب الثقافات التي لم نَسْتَقِهَا من القرآن ذاته - نحاكم إليها نصوصه، أو نستلهم معاني هذه النصوص وفق تلك المقررات السابقة لقد جاء النص القرآني ــ ابتداء ــ لينشء المقررات الصحيحة التي يريد الله أن تقوم عليها تصورات البشر , وأن تقوم عليها حياتهم. وأقلّ ما يستحقه هذا التفضل من العلي الكبير, وهذه الرعاية من الله ذي الجلال ــ وهو الغني عن العالمين ــ أن يتلقوها وقد فرغوا لها قلوبهم وعقولهم من كل غبش دخيل , ليقوم تصورهم الجديد نظيفا من كل رواسب الجاهليات ــ قديمها وحديثها على السواء ــ مستمدا من تعليم الله وحده. لا من ظنون البشر , التي لا تغني من الحق شيئا!
ليست هناك إذا مقررات سابقة نحاكم إليها كتاب الله تعالى. إنما نحن نستمد مقرراتنا من هذا الكتاب ابتداء , ونقيم على هذه المقررات تصوراتنا ومقرراتنا! وهذا ــ وحده ــ هو المنهج الصحيح , في مواجهة القرآن الكريم , وفي استلهامه خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.اهـ) 3.
يقول الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد 4: " حين نتحدث عن منهج "في ظلال القرآن" فإننا أمام تجربة جديدة، ومنهج متفرد في النظر إلى القرآن الكريم، وفهمه، وإدراك أسراره، والحِكَم التي نُزِّل من أجلها القرآن.
تجربة فريدة من نوعها لا نكاد نجد لها نظيرًا في تاريخ التفسير على الرغم من التضخم الذي حظي به تاريخ القرآن في تفسيره، واستكناه حقائقه.
إنه الالتحام المباشر بالقرآن الكريم، والرجوع إليه وحده، والعيش في ظلاله دون أن يحول بينه وبين هدايته قضايا كلامية، أو بحوث فقهية، أو مجادلات فلسفية، أو تعصبات مدرسية، أو رموز باطنية، أو إيحاءات صوفية، أو تفاصيل لغوية ونحوية وبلاغية وإعجازية. " اهـ5
* ونقف ها هنا لنسجل ملاحظة مهمة ألا وهي أنّ هذه المنهجية في التعامل مع النصوص الشرعية لم تكن من إحداث سيد قطب بل هي منهج سلفي قديم اعتراه كثير من الغبش والركام بمرور الزمن وآثار تفاعل المسلمين مع باقي حضارات وثقافات العالم ولعل من أشهر من نبّه إليه في العصر الحديث هو الشيخ محمد عبده حيث قال: ""إن الله تعالى لا يسألنا يوم القيامة عن أقوال الناس وما فهموه، وإنما يسألنا عن كتابه الذي أنزله لإرشادنا وهدايتنا، وعن سنة نبيه الذي يبين لنا ما أنزل إلينا" (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
* ولقد كان لاعتماد هذا المنهج فوائد جمّة على تفسيره وآثار مهمة في فكره لعل أهمّها: الإحساس بمقاصد القرآن وإدراك غاياته ...
ولهذا تراه في مقدمة الظلال المنقحة يقرر حقائق عظام هي مقاصد القرآن وغاياته استقاها من خلال هذا الاتصال المباشر بلا حجب و بلا حواجز هذا الاتصال الذي نعته بأنه نعمة , نعمة العيش في ظلال القرآن ونعمة السماع من الله مباشرة ... يقول سيد قطب عليه رحمة الله: "وعشت - في ظلال القرآن - أحس هذا التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريد الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله .. ثم أنظر .. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تُملَى عليها، وبين فطرتها التي فطرها الله عليها، وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم؟ يا حسرة على العباد". "عشت أتملى – في ظلال القرآن – ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود .. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني .. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في المستنقع الآسن، وفى الدرك الهابط، وفى الظلام البهيم، وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء"6 ويقول أيضا: "لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة .. إلا بالرجوع إلى الله .. ". "إن الاحتكام إلى منهج الله ليس نافلة ولا تطوعًا ولا موضع اختيار، إنما هو الإيمان .. أو .. فلا إيمان .. إن هذه البشرية - وهى من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله، ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يَخْرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق، وشفاء كل داء: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (1) ... ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه " 7
ثانيا: البعد الأدبي8 أو الجمالي9 في تفسير الظلال وبالأخص تأثير نظرية التصوير الفني أو كما يسميها البعض التجسيم أو التخييل الحسي
لقد ولج سيد القرآن الكريم بباعه الأدبي وزاده النقدي الكبير ... فكان لا بدّ وأن يتأثر تفسيره وحديثه عن القرآن بهذا المعلم وينطبع به بل لقد صرّح في غير ما موضع من مواضع كتبه وفي فترات متقدمة من حياته أنّه يأمل في إعادة النظر في القرآن الكريم كلّه نظرة أدبية فاحصة تكشف عن مكنوناته الأدبية المختزنة وجواهره الجمالية المفتقدة ...
قال عليه رحمة الله في مقدمة كتابه "مشاهد القيامة في القرآن":" ... والقرآن: هذا الكتاب المعجز الجميل , هو أنفس ما تحويه المكتبة العربية على الإطلاق , فلا أقلّ من أن يعاد عرضه , وأن ترد إليه جدته , وأن يستنقد من ركام التفسيرات اللغوية والنحوية والفقهية والتاريخية والأسطورية أيضاً! وأن تبرز فيه الناحية الفنية , وتستخلص خصائصه الأدبية , وتنبه المشاعر إلى مكامن الجمال فيه. وذلك هو عملي الأساسي في "مكتبة القرآن". وقد تناولت هذه المشاهد كما يصورها ظاهر اللفظ الواضح المشرق البسيط , لم أحاول أن أعقّدها بالتأويلات البعيدة , ولا أن أدخل عليها مباحث لغوية ودينية لا يقتضيها العرض الفني الجميل. و في اعتقادي أنّ العرب الأولين قد تلقوا الجمال الفني في القرآن هذا التلقي , فتعمق في إحساسهم وهزّ نفوسهم قبل أن يعقِّده المفسرون والمؤولون."10
وعن هذا المعلم البارز في تفسير الظلال يقول الأستاذ أحمد بزوي الضاوي11: " يبدو أثر الواقع الأدبي الحديث واضحا في عناية سيد قطب بلغة النص القرآني، ودراسة أسلوبه وإبراز الجانب التعبيري والبلاغي للألفاظ والتراكيب اللغوية، ذلك أنه ركز على جوانب فنية وجمالية لم يتنبه إليها أو بالأحرى لم يركز عليها القدماء عند تفسيرهم للقرآن الكريم، أو دراسته دراسة لغوية وبلاغية. من ذلك تركيزه على الصورة والمشاهد، ورسم الشخصيات، وتجسيد المواقف، والظلال والحركة والتكرار، والتناسق بين المدلولات والتعابير، والاهتمام الكبير بدراسة الإيقاع، وتحليل بنية الألفاظ التركيبية والدلالية، والكشف عن العلاقة الموجودة بينهما، وغيرها من الأدوات و الوسائل التعبيرية
(يُتْبَعُ)
(/)
التي اكتشفها الأدباء والنقاد، وفلاسفة الجمال في العصر الحديث، والتي اطلع عليها سيد قطب دون شك بوصفه أديبا وشاعرا وناقدا.
و التركيز على هذه الجوانب الجمالية والأسلوبية في دراسة النص القرآني يعتبر من أبرز سمات النزعة الأدبية في تفسير «في ظلال القرآن"، فضلا عن أنه قد وسع من دائرة الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم، والذي كان يدور حول موضوعات ومحاور قد استهلكت، كدراسة التشبيه والاستعارة والكناية، والمجاز والمحسنات البديعية واللفظية والمعنوية والخروج بالنص القرآني إلى رحابة الدراسات الفنية والجمالية والأسلوبية الحديثة التي يتفاعل معها المسلم المعاصر، كما أنه يبرز كثيرا من الخصائص التركيبية والدلالية و الأسلوبية للخطاب القرآني، التي لم تتمكن الدراسات اللغوية أو البلاغية القديمة من إبرازها بالطريقة نفسها، وبالدقة والعمق الذي تستطيعه الدراسات الفنية والجمالية والأسلوبية الحديثة."
وإنّ هذا الذي أفاض الأستاذ في بيانه وذكر تفصيلاته هو ما يسميه سيد قطب بنظرية التصوير الفني في القرآن الكريم هذه النظرية التي يكاد النقاد يجمعون على أنّها من اكتشاف الناقد والأديب سيد قطب وذلك في مقاله "التصوير الفني في القرآن الكريم" والذي نشرته مجلة "المقتطف" على حلقتين بتاريخ فبراير ومارس 1939 ش ودعا فيه سيد رحمه الله الكتاب والأدباء والنقاد إلى الالتفات إلى هذه النظرية الجديدة ومشاركته في تطويرها والبحث في تطبيقاتها وتفصيلاتها فلما رأى ضعف الاستجابة وبعد انتظار طويل ألّف كتابه الأدبي المشهور بعنوان ذات المقالة "التصوير الفني في القرآن"
وقد أطنبنا القول في شرح هذه النظرية عند حديثنا عن عنوان الظلال لذا نكتفي هنا بمجرد الإشارة إليها واعتبارها معلم من معالم الظلال الرئيسة والتي تميّز بها عن غيره من التفاسير ...
ثالثا: المنهج الحركي في تفسيره:
والمقصود به منهج القرآن سواء في فهمه والتعامل معه أو في عمله داخل النفس والمجتمع
أي أنّ هذا الدين إنّما نزل للدعوة والعمل نزل ليتمثل في حياة الأفراد والأمم لا مجرد نظريات وفلسفات يتناقلها العلماء يتناظرون فيها ويتجادلون .... ثم إنه لا سبيل لفهم هذا الدين إلاّ للذين يعيشونه سلوكا وعملا أما المتعامل معه كالمتعامل مع النظريات الإنسانية والفلسفات البشرية بمجرد البحث والتفسير والنظر والشرح ..... معاملة لا تتجاوز ولا تتعدى الجانب النظري فلن يفهموا حقيقة هذا الدين مهما حاولوا ومهما تعلموا وحفظوا وعلّموا وكتبوا وألّفوا وتمكنوا من جزئياته النظرية ...
يقول الدكتور الخالدي ملخصا ومبيّنا معنى المنهج الحركي في تفسير سيد قطب: "ونستطيع أن نلخص في كلمات نظريته في التفسير: القرآن هو كتاب هذه الدعوة. والواقعية الحركية من أهم سماته. و لا بدّ من إدخاله المعركة مع الجاهلية. ولا بدّ من الحياة في جوّه. والحركة العملية به. وتلقي نصوصه للتنفيذ. والإقبال عليه بروح المعرفة المنشئة للعمل والتربية. ولا بدّ من استصحاب المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله أوّل مرة ... ولا بدّ من الحركة به ... لأنّه لا يدرك أسراره قاعد. ولأنه لا يفتح كنوزه إلاّ لمن يتحرك به فعلاً .... "12
ننقل هنا بعض أقوال المفسر يتكلم فيها عن هذا المنهج:
يقول عليه رحمة الله: "إن الحركة هي قوام هذا الدين، ومن ثم لا يفقهه إلا الذين يتحركون به، والتجارب تجزم بأن الذين لا يُدمَجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه مهما تفرغوا لدراسته في الكتب دراسة باردة، وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به حركة جهادية لتقريره في حياة الناس، ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق."13 ويقول أيضا: "ولن تنكشف أسرار هذا القرآن قط للقاعدين الذين يعالجون نصوصه في ضوء مدلولاتها اللغوية والبيانية فحسب، وهم قاعدون." 14 ويقول أيضا: " وبدون هذه الحركة لم يعد الناس يدركون من أسرار هذا القرآن شيئًا، فهذا القرآن لا يدرك أسراره قاعد، ولا يعلم مدلولاته إلا إنسان يؤمن به ويتحرك به في وجه الجاهلية لتحقيق مدلولاته ووجهته ..... وإني لأهيب بقراء هذه الظلال ألا تكون هي هدفهم من الكتاب، إنما يقرءونها ليَدْنوا من القرآن ذاته، ثم ليتناولوه عند ذلك في حقيقته، ويطرحوا عنهم هذه الظلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم لن يتناولوه في حقيقته إلا إذا وقفوا حياتهم كلها على تحقيق مدلولاته وعلى خوض المعركة مع الجاهلية باسمه وتحت رايته" 15
ومن أقواله أيضا: " ... هو كتاب هذه الدعوة , هو روحها وباعثها. وهو قوامها وكيانها. وهو حارسها وراعيها. وهو بيانها وترجمانها. وهو دستورها ومنهجها. وهو في النهاية المرجع الذي تستمد منه الدعوة ــ كما يستمد منه الدعاة ــ وسائل العمل , ومناهج الحركة , وزاد الطريق ... ولكن ستظل هنالك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن ما لم نتمثل في حسنا ونستحضر في تصورنا أن هذا القرآن خوطبت به أمة حية ذات وجود حقيقي ; ووجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمة ; ووجهت به حياة إنسانية حقيقية في هذه الأرض ; وأديرت به معركة ضخمة في داخل النفس البشرية وفي رقعة من الأرض كذلك معركة تموج بالتطورات والانفعالات والاستجابات وسيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا وبين القرآن طالما نحن نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبدية مهومة لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية اليومية التي تواجه هذا الخلق المسمى بالإنسان والتي تواجه هذه الأمة المسماة بالمسلمين بينما هذه الآيات نزلت لتواجه نفوسا ووقائع وأحداثا حية ذات كينونة واقعية حية ; ووجهت بالفعل تلك النفوس والوقائع والأحداث توجيها واقعيا حيا نشأ عنه وجود ذو خصائص في حياة الإنسان بصفة عامة وفي حياة الأمة المسلمة بوجه خاص ومعجزة القرآن البارزة تكمن في أنه نزل لمواجهة واقع معين في حياة أمة معينة في فترة من فترات التاريخ محددة وخاض بهذه الأمة معركة كبرى حولت تاريخها وتاريخ البشرية كله معها ولكنه مع هذا يعايش ويواجه ويملك أن يوجه الحياة الحاضرة وكأنما هو يتنزل اللحظة لمواجهة الجماعة المسلمة في شؤونها الجارية وفي صراعها الراهن مع الجاهلية من حولها وفي معركتها كذلك في داخل النفس وفي عالم الضمير بنفس الحيوية ونفس الواقعية التي كانت له هناك يومذاك .... "16
انظر لمزيد من البيان والتحقيق الظلال 2\ 1399 ... 3\ 1432 ــ 1433 3\ 1509 ... 4\ 1221 ... إلخ ...
وانظر كذلك المنهج الحركي في الظلال للخالدي 17 وفي ظلال سيد قطب لوصفي عاشور الصفحة 50 وما بعدها
العوامل التي ساعدت على ظهور المنهج الحركي في فكر سيد قطب وتفسيره:
ينبغي أن نسجل ها هنا ملاحظة مهمة وهي أنّ هذا المنهج لم يتعرف عليه سيد قطب إلاّ في أواخر كتبه ومنها الطبعة المنقحة للظلال وكان سيد ينصح قراءه وتلامذته بأن يقرأوا من كتبه التي كتبها وفق هذا المنهج وبناءً على هذه الرؤية لا المتقدمة منها والتي غابت عنها هذه النظرة ولعل من أسباب وعوامل تكونها ما يلي:
? ملاحظة الغرض الأساسي للقرآن الكريم إنّه يهدف أساسا إلى تكوين الشخصية المسلمة السوية وإلى إخراج المجتمع المنشود مجتمع خير أمة أخرجت للناس وله أغراض أخرى كثيرة هي أغراض ثانوية كلّها تصبُّ في نهاية المطاف في هذا المصبِّ العظيم
? وقفته الطويلة والشهيرة مع جيل الصحابة الكرام عليهم الرضوان وقد سماهم بالجيل القرآني الفريد ليبحث في أسباب ذلك التفرد والبروز وليخلص ابتداء أنهم إنّما " نشأوا في محضن القرآن الكريم ,وصيغوا على نصوصه , وعاشوا في ظلاله , وأنهم تلقوا القرآن وتوجيهاته للعمل والتنفيذ , وأنهم تحركوا به حركة عملية في مواجهة الجاهلية ... "18
? حياته الطويلة في جوِّ القرآن مستصحبا الملابسات والظروف التي صاحبت نزوله في مكة والمدينة وملاحظة تفاعل المسلمين الأوائل معه
? حركته العملية بالقرآن الكريم وجهاده به في مواجهته للجاهلية المعاصرة ــ كما كان يسميها ــ وملاحظته للتشابه بين الواقع الأوّل الدي نزل فيه القرآن والواقع الذي عاشه وعاصره وأنّ النص القرآني يشمل هذا الواقع الذي يعيشه كما يشمل ذلك الواقع الذي نزل فيه
? صحبته الطويلة للقرآن الكريم وعكوفه على دراسته دراسة معمقة لأكثر من عشرين سنة وبخاصة في مرحلة تواجده بالسجن حيث التفرغ والتفكر والتأمل العميق ...
? إدراكه شمول القرآن لكل ما يهم الجماعة المسلمة وبيانه لكل ما تحتاج إليه ....
? دخوله عالم القرآن الرحب بدون مقررات سابقة سوى إرادة التلقي فقط ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? استبعاده المطولات الثقافية الضخمة التي ملأت التفاسير السابقة والتي كان يقصد بها إمداد الفرد المسلم بزاد معرفي يمكنه من التفاعل الثقافي والحضاري داخل مجتمع إسلامي قائم أما الآن في ظرف غربة الإسلام فلا ينبغي التركيز إلاّ على ما من شأنه أن يعيد للأمة مكانتها بل وللمجتمع الإسلامي وجوده وللفرد التزامه واستقامته ولا يتأتى ذلك إلاّ بالعودة للقرآن والأخذ عنه مباشرة دون وسائط ..... وبتفاعله مع القرآن ذاك وعيشه في ظلاله اهتدى إلى منهجه في التلقي والعمل ...
? حياته عليه رحمة الله في عصر غربة الإسلام في تصوراته ومنهاجه وتشريعاته وعنف المعركة التي خاضها مع إخوانه في مواجهة هذه الغربة
قواعد منهجه الحركي في التفسير:19
? النظرة الكلية الشاملة للقرآن الكريم: "تتميز نظرة سيد قطب إلى القرآن بالشمول , حيث لم ينظر إليه كأجزاء وتفاريق , بل كوحدة موضوعية شاملة , وكلٍّ متناسق متناسب , فهو ــ وإن نزل في فترة زمنية طويلة مقدارها ثلاثة وعشرون عاماً ــ إلاّ أنّ منهجه هو هو , وطبيعته هي هي , سواء في الآيات الأولى التي نزلت في مكة أو في أواخر الآيات نزولا في المدينة."20 فأغراضه , مهمته , موضوعه , وطريقته وكلّ شيء فيه موحّد ... "وانطلاقا من نظرة سيد الشاملة الكلية , إلى القرآن الكريم , نجح في الوقوف على كنوزه الفنية والجمالية والبيانية , وكنوزه الحركية والدعوية , والتشريعية والحياتية , وأجاد في تقديم كل هذا في الظلال!!."21
? التأكيد على المقاصد الأساسية للقرآن: بحكم طول المراس والتعامل مع القرآن الكريم استطاع سيد أن يقف على مقاصده الأساسية والرئيسة فجعل من هذه المقاصد العظمى مقاصد للظلال ذاته فهدفه الأوّل من هذه الظلال هو تحقيق مقاصد القرآن ولذا نراه باستمرار و في فرصة سانحة يؤكد على هذه المقاصد ويزيدها بيانا ووضوحا إنّ القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ ليس حديثا عن الماضي الذي انقضى وانتهى ولا حديثا عن جاهليات كانت في الزمن الغابر ولن تعود من جديد إنّما هو كتاب الماضي والحاضر والمستقبل وهذا لبّ الإعجاز فيه , إنّ الحديث عن قصص مضت يقصد بها الحاضر الذي نعيشه اليوم وقد يقصد بها واقع لم نره بعد وإنّ المعركة التي يتحدث عنها القرآن هي معركته التي خاضها بجماعة المسلمين الأولى وهي ذاتها المعركة التي نخوضها اليوم يقول عليه رحمة الله: "وإننا نبخس القرآن قدره , إذا نحن قرأناه وفهمناه على أنه حديث عن جاهليات كانت , وإنما هو حديث عن شتى الجاهليات في كل أعصار الحياة. ومواجهة للواقع المنحرف دائما , ورده إلى صراط الله المستقيم ... "22 ثم إنّ معركة القرآن قديما وحديثا وفي كلّ وقت من أوقات معركة عقائدية معركة لا إله إلاّ الله لا غير يقول عليه رحمة الله: "إنّ المعركة بين الأمة المسلمة وبين أعدائها هي قبل كلّ شيء معركة هذه العقيدة ... " ثم إنّ من أهم مواضع القرآن ومقاصده بصفة عامة والعقيدة بصفة خاصة موضوع الأولوهية والعبودية والحاكمية فالحاكمية هي أخص خصائص الألوهية في رأي سيد قطب والاعتبار الأول فيها " هو أنّها قضية الإقرار بألوهية الله وربوبيته وقوامته على البشر ــ بلا شريك ــ أو رفض هذا الإقرار ... ومن هنا هي قضية كفر أو إيمان ... وجاهلية أو إسلام ... "23 ومن ثم كان القرآن كله معرضا لبيان هذه القضية: إنّ الله هو الخالق ... وإنّ الله هو الرازق ... وإنّ الله هو صاحب السلطان المتصرف في الكون والناس ... "24 " ... [وإنّ] المنهج القرآني يتكئ كثيرا جدا على هذا المبدأ [الحاكمية] لتقريره في كل مناسبة , ولا يمل تكراره حيثما جاءت مناسبته أمام كل تشريع للصغير وللكبير من الأمور ... ذلك أنّ هذا المبدأ هو العقيدة , وهو الدين , وهو الإسلام , وليس وراءه من هذا الدين كله إلاّ التطبيقات والتفريعات .... "25
(يُتْبَعُ)
(/)
? بيان المهمة العملية الحركية للقرآن: " القرآن الكريم ليس كتابا للتلاوة فقط , ولا مجالا للأجر والثواب فقط , ولا سجلاً للثقافة أو الفقه أو اللغة أو التاريخ فقط , ولكنه "الرائد الحي لقيادة أجيال الأمة , وتربيتها وإعدادها لدور القيادة الراشدة ... .. ومن تدبر القرآن بقلب يقظ خاشع فإنه يجده توجيهات حية تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم , ولتنير الطريق إلى المستقبل ... "26 "فهو كائن حي متحرك. ونحن نراه في ظل هذه الواقعية يعمل ويتحرك في وسط الجماعة المسلمة , ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه ويقر هذه , ويدفع الجماعة المسلمة ويوجهها. فهو في عمل دائب , وفي حركة دائبة ... إنه في ميدان المعركة , وفي ميدان الحياة ... "27 " ... سنرى القرآن حيا يعمل في حياة الجماعة المسلمة الأولى , ويملك أن يعمل في حياتنا نحن أيضا , وسنحس أنه معنا اليوم وغداً , وأنه ليس مجرد تراتيل تعبدية مهومة بعيدة عن واقعنا المحدد , كما أنه ليس تاريخا مضى وانقضى , وبطلت فاعليته وتفاعله مع الحياة البشرية ... "28 " ... وهكذا نجد هذا الكتاب لا يعلم المسلمين العبادات والشعائر فحسب , ولا يعلمهم الآداب والأخلاق فحسب ــ كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين ـــ إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة. ويعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية ... وها هو يرسم للمسلمين جانبا من الخطة التنفيذية للمعركة , المناسبة لموقفهم حينذاك , ولو جودهم بين العداوات الكثيرة ... "29 " ... إنّ هذا الدين ليس نظرية ليتعلمها الناس في كتاب , للترف الذهني , والتكاثر بالعلم والمعرفة! وليس كذلك عقيدة سلبية يعيش بها الناس بينهم وبين ربهم وكفى! كما أنه ليس مجرد شعائر تعبدية يؤديها الناس لربهم فيما بينهم وبينه ... إنّ هذا الدين إعلان عام لتحرير الإنسان ... وهو منهج حركي واقعي ... يواجه واقع الناس بوسائل مكافئة ... والحركة في هذا الدين حركة في واقع بشري. والصراع بينه وبين الجاهلية ليس مجرد صراع نظري يقابَل بنظرية ... هذا هو المنهج الواقعي الحركي الإيجابي لهذا الدين .... "30
? المحافظة على جوّ النص القرآني: وقد تحدثنا عن هذا البند والذي بعده في أوّل معالم الظلال
? استبعاد المطولات التي تحجب القرآن: نسجل ها هنا مقولة للمفسر يذكر فيها علاقته بالقرآن وتذوقه له كيف كانت التفاسير تحجبه عنه وكيف أنه وجده بالعودة للقرآن يتعامل معه مباشرة .... " ... ودخلت المعاهد العلمية , فقرأت تفسير القرآن في كتب التفسير , وسمعت تفسيره من الأساتذة , ولكنني لم أجد فيما أقرأ أو أسمع ذلك القرآن اللذيذ الجميل الذي كنت أجده في الطفولة والصبا ... وا أسفاه لقد طُمست كل معالم الجمال فيه , وخلا من اللذة والتشويق ... ترى هما قرآنان؟ قرآن الطفولة العذب الميسر المشوق , وقرآن الشباب العسر المعقد الممزق؟ أم إنّها جناية الطريقة المتبعة في التفسير. وعدت إلى القرآن أقرأه في المصحف لا في كتب التفسير. وعدت أجد قرآني الجميل الحبيب "31
? تسجيل إيحاءات النص وظلاله ولطائفه: "كان سيد قطب يتلو الآيات التي يريد تفسيرها , ويعيد التلاوة , ويعيش بكيانه مع معانيها وإيحاءاتها وظلالها. ثم يكتب تفسيرها , ويقيد خواطره حولها , ويدون إيحاءاتها وإيماءاتها , وحقائقها ودلالاتها , وصورها وظلالها. وهو في عمله هذا يطبق المنهج القويم في التفسير , ويسير مع أقرب الطرق لفهم كلام الله."32
? دخول عالم القرآن بدون مقررات سابقة: تقدم الحديث عن هذا البند
? الثقة المطلقة بالنص القرآني والتسليم التام بدلالاته: " كان سيد قطب يثق بالنص القرآني ثقة مطلقة ويصدق به تصديقا جازما , ويسلم بدلالاته تسليما تاما , ويتلقى إيحاءاته وتوجيهاته وحقائقه دون تأويل أو تحريف , فما يقرره هو الحق , وما يوحي به هو الصدق , وما يدل عليه هو الخير , وكيف لا وهو كلام الله {ومن أصدق من الله حديثا} 33 وموقف العقل المؤمن هو التسليم بدلالاته وتصديق تقريره والثقة به , ودور المفسر الملتزم هو فهم تقريراته وتوجيهاته وبيانها للناس دون تأويل أو تحريف ... "34
(يُتْبَعُ)
(/)
? غنى النصوص بالمعاني والدلالات: "نصوص القرآن الكريم دقيقة في صياغتها , جليلة في معانيها , مترابطة في أهدافها ومراميها , متينة في أدائها , قوية في تأثيرها , غنية في دلالاتها ومعانيها , ساحرة في صورها وظلالها ... "35 ويقول المفسر ابن عطية في مقدمة تفسيره: "وكتاب لو نزعت منه لفظة , ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد, ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره , ويخفى علينا وجهها في مواضع , لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة , وميز الكلام .... "36 يقول المفسّر رحمه الله:"إنّ الأداء القرآني يمتاز بالتعبير عن قضايا ومدلولات ضخمة في حيز يستحيل على البشر أن يعبروا فيه عن مثل هذه الأغراض , وذلك بأوسع مدلول , وأرق تعبير , وأجمله وأحياه أيضا! مع التناسق العجيب بين المدلول والعبارة والإيقاع والظلال والجوّ. ومع جمال التعبير دقة الدلالة في آن , بحيث لا يغني لفظ عن لفظ في موضعه , وبحيث لا يجور الجمال على الدقة ولا الدقة على الجمال. ويبلغ من ذلك كله مستوى لا يدرك إعجازه أحد , كما يدرك ذلك من يزاولون فن التعبير فعلا. لأنّ هؤلاء هم الذين يدركون حدود الطاقة البشرية في هذا المجال. ومن ثم يدركون بوضوح أنّ هذا المستوى فوق الطاقة البشرية قطعاً. وينشأ عن هذه الظاهرة ظاهرة أخرى في الأداء القرآني .. هي أنّ النص الواحد يحوي مدلولات متنوعة متناسقة في النص , وكلّ مدلول منها يستوفي حظه من البيان والوضوح دون اضطراب في الأداء أو اختلاط بين المدلولات. وكل قضية وكل حقيقة تنال الحيز الذي يناسبها. بحيث يستشهد بالنص الواحد في مجالات شتى , ويبدو في كلّ مرة أصيلا في الموضع الذي استشهد به فيه , وكأنما هو مصوغ ابتداء لهذا المجال ولهذا الموضع! وهي ظاهرة قرآنية لا تحتاج منا إلى أكثر من الإشارة إليها ... "37
? بيان أهمية العقيدة وأثرها: إنّ الملابسات والظروف والجوّ العام الذي عاشه سيد في السجن وهو يعيد كتابة الظلال المنقحة كان من وراء تغيير نظرته ومنهجه في التفكير والدعوة والعمل ولعل أهمّ هذه الملابسات والأسباب "سكوت جماهير الشعب على ضرب الحركة الإسلامية بل وتشجيعها ذلك , وهي التي كانت تؤيد الحركة من قبل. وأنّ مردَ هذا إلى عدم إدراك الجماهير لعقيدتها حق الإدراك , وعدم تفاعلها معها , وعدم وقوفها على أهمية العقيدة وملاحظتها لفاعليتها , ومن ثم عدم تحركها بالعقيدة وظهور آثارها على سلوكها وتصرفاتها ... ولقد جعل من أهدافه في الظلال توضيح هذا الأمر وبيان حقيقة العقيدة وطبيعتها ووظيفتها وآثارها في حياة الفرد والأمة. ولذلك كان من قواعده الأساسية في التفسير , فحرص على بيانه وتوضيحه والتركيز عليه في كلّ مناسبة , وفي مواطن عديدة من الظلال ... "38 ولعل أهم المواضع التي لفتت انتباه المفسّر وركز عليها في باب العقيدة: ــــ طريقة عرض القرآن للعقيدة: "إنّه لا يعرضها في صورة (نظرية)! ولم يعرضها في صورة (لاهوت)! ولم يعرضها في صورة جدل كلامي كالذي زاوله فيما بعد ما سمي بعلم التوحيد أو علم الكلام ... ! "39 "كلا ... لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة الإنسان ... ويستنقد فطرته من الركام , ويخلّص أجهزة الاستقبال الفطرية ممّا ران عليها ... ويفتح منافذ الفطرة لتلقي الموحيات والاستجابة لها ... كما كان يخوض بهذه العقيدة معركة حية واقعية , مع الواقع البشري الجاهلي .... "40 ـــــ الابتداء بالعقيدة في الدعوة إلى الله وفي بناء صرح أمة الإسلام ... ـــــ ضرورة تمثل التصور الاعتقادي في تجمع عضوي حركي: "إنّ التصور الاعتقادي يجب أن يتمثل من فوره في تجمع حركي , وأن يكون التجمع الحركي في الوقت ذاته تمثيلاً صحيحا وترجمة حقيقية للتصور الاعتقادي ... "41 ـــــ الكون بكل ما فيه تحت سلطان الله: " .... كلّ شيء خلقناه بقدر. وما أمرنا إلاّ واحدة كلمح بالبصر ... كلّ شيء كلّ صغير وكلّ كبير. كلّ ناطق وكلّ صامت. كلّ متحرك وكلّ ساكن كل ماض وكل حاضر كل معلوم وكل مجهول كلّ شيء خلقناه بقدر ... قدر يحدد حقيقته ويحدد صفته ويحدد مقداره ويحدد زمانه ويحدد مكانه ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء. وتأثيره في كيان هذا الوجود .... "42 ـــــ الفاعلية الإيجابية لصفات الله تعالى: تكلم عن هذه الإيجابية في
(يُتْبَعُ)
(/)
مقدمة الطبعة المنقحة وفي تفسير سورة الفاتحة وآية الكرسي وفي غير ما موضع من مواضع تفسيره ... وقد "خصّص لها فصلا من فصول كتابه (خصائص التصور الإسلامي) وهو فصل (الإيجابية) عرض فيه للإيجابية الفاعلة لصفات الله في الكون والحياة والإنسان , وقد قارنها بالتصور الجاهلي لله ولصفاته الذي يتسم بالسلبية وعدم الاحتفال من الله بخلقه. وعرض كثيرا من نصوص القرآن التي تقرر هذه الإيجابية ... وتصور تدخل العناية الإلهية علانية في شؤون صغيرة للمسلمين , كما في قصة ابن أم مكتوم والمرأة التي كانت تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم في زوجها الذي ظاهر منها , كما تصور تدخلها في الأحداث الكبرى في حياة المسلمين كما في رحلة الهجرة وغزوتي بدر وأحد ..... "43
? بيان حكم التشريع وتعليل الأحكام: لقد اهتم سيد كثيرا بذكر حِكَمِ التشريعات وتعليلها ولكنّ اهتمامه ذاك كان مؤطرا بضوابط حدّدها في الظلال لعل من أهمها: ـــــ الحكم ليست دائما أمورا محسوسة ومتعلقة بالدنيا فقط , بل قد تكون معنوية وقد يكون المغزى منها مطلق الابتلاء وامتحان الطاعة يقول رحمه الله: "إنني لا أميل إلى تعليق الفرائض والتوجيهات الإلهية في العبادات ــ بصفة خاصة ــ بما يظهر للعين من فوائد حسّية , إذ الحكمة الأصلية فيها هي إعداد هذا الكائن البشري لدوره على الأرض وتهيئته للكمال المقدر له في حياة الآخرة ... " ـــــ موقف المسلم من الأحكام هو التسليم والاطمئنان والتنفيذ والتطبيق طالما هي أحكام الله. إنّ دور العقل هو "إدراك الحقيقة الأولى: حقيقة أنّ هذا الدين من عند الله ... [ثم عليه التسليم] ... بعد ذلك تلقائيا بكل ما ورد في هذا الدين لا يهم عندئذ أن يدرك حكمته الخفية أو لا يدركها , فالحكمة متحققة حتما ما دام من عند الله , ولا يهم عندئذ أن يرى المصلحة متحققة فيه في اللحظة الحاضرة , فالمصلحة متحققة حتما ما دام من عند الله ... "44 ــــ عدم الجزم بأن ما أدركه هو الحكمة المقصودة من الأمر والتشريع يقول مثلا: "أما حكمة هذا فلسنا في حل من الجزم بها. لأننا حينئذ نتألى على الله ما لم يبين لنا من حكمة , ونفرض على أوامره أسبابا وعللا قد لا تكون هي الأسباب والعلل الحقيقية أو قد تكون , ولكن يكون وراءها أسباب وعلل أخرى لم يكشف لنا عنها ... "45 ويقول أيضا: "إنّ بعض الباحثين في حكمة التشريعات والعبادات الإسلامية , يندفعون أحيانا في تعليل هذه الأحكام بصورة توحي بأنهم استقصوا هذه الحكمة , فلم يعد وراء ما استقصوه شيء وهذا منهج غير سليم في مواجهة النصوص القرآنية والأحكام التشريعية ..... "46
? البعد الواقعي للنصوص وعموم دلالتها: "لم يقصر سيد الآيات على زمن نزولها فقط , ولم يجعل دلالتها خاصة بأقوام مخصوصين أو زمان ومكان محددين , ولكنه اعتبر دلالاتها عامة , ومعانيها شاملة , تنطبق على كلّ زمان ومكان. كان يحرر تلك النصوص ودلالاتها من قيد الزمان والمكان والتخصيص بهما أو بأحدهما إلاّ ما ورد مقيدا بذلك خاصا به وبذلك تكون النصوص حياة وحيوية , ومهمة عملية حركية واقعية جدية , وتتسع المساحة التي تتحرك عليها , والمجالات التي تشملها , كما يمنحها بعدا واقعيا في انطباقها على الواقع المعاصر الذي نعيشه , ومعالجتها لأحداثه , وتوجيهها لأموره. بل كان حريصا في الظلال على التعريج على الواقع المعاصر والنظر فيه بمنظار القرآن ومعالجته على هديه وبيان ارتباط دلالات الآيات به , وهذا مما منح الظلال حياة وحيوية وجعل له مهمة واقعية وهدفا حركيا ..... "47 وليست هذه الميزة ممّا اختص به الظلال من دزن سائر التفاسير بل كلّ تفسير لا بدّ وأن يتأثر ببيئته ويتسم بسمات عصره " ... ومن المعروف أنه لم يخل قرى في التاريخ الإسلامي من مفسرين لكتاب الله ولم يخل عصر من عصور المسلمين من علماء فسروا كتاب الله حسب اختصاصهم وثقافتهم وحاجات عصرهم وانتماءاتهم ولذلك نجد التفسير متسما بسمة عصر المفسر وثقافته من حيث نوع الثقافات ومستواها وبثقافة المفسر نفسه من حيث لونها وتعمقه فيها. ولذلك فإنّ من أراد أن يؤرخ لحالة المسلمين الثقافية والاجتماعية والاعتقادية والأخلاقية والفقهية والمذهبية فإنه يستطيع أن يستخرج الملامح العامة لتلك الحالة في كل عصر من خلال دراسته الفاحصة لتفاسير ذلك العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
.... "48
رابعا: الوحدة الموضوعية للقرآن وللسّور
? التعريف بها:
المقصود بالوحدة الموضوعية وحدة موضوع السور وترابط آياتها واشتراكها في خدمة وتجلية ذات الموضوع وكذا اشتراك جميع السور في موضوع ومنهج وغاية واحدة من أوّل القرآن إلى آخره 49
فقد كان رحمه الله يرى أنّ للقرآن موضوعا واحدا هو بيان منهج الحياة ومهمة واحدة هي تَمَثُلُ هذا المنهج في حياة الأشخاص والأمم وهدفا واحدا هو هداية البشرية إلى ذات المنهج ... وكلّ ما ورد بين دفتي المصحف لا يخرج عن هذا الإطار قطّ.
وقد بيّن ذلك كلّه في مقدمته التي استغرقت ثمان صفحات من الحجم الكبير.
غير أنّ الآيات والسور اختلفت في كيفية تناول هذا الموضوع فهي في كثير ممّا نزل بالمدينة تُفَصّلُ تشريعات أصحاب هذا المنهج وتبيّن علاقتهم بمخالفيهم من الجماعات والأمم بينما هي فيما نزل بمكة إنّما تتحدث عن أصل هذا المنهج والقاعدة التي ينبني عليها كما تتحدث عن تاريخه الطويل وعن شبه أعدائه عبر مختلف الأزمنة والعصور وتتحدث كذلك عن عاقبة أصحابه ومناوئيه إن في الدنيا أو الآخرة ....
ولتجلية هذه الحقيقة من خلال مختلف السور كان عليه رحمة الله يبتدئ تفسيره لكل سورة بمقدمة يُعرّف فيها بالسورة مبيّنا سبب نزولها إن كان لها سببٌ ومُبَيِّناً الملابسات التي صاحبت نزولها ثم يذكر موضوعها المُوَحّد أو محاورها التي تدور حولها .... يقول عليه رحمة الله: "إنّ كل سورة من سور القرآن ذات شخصية متفردة , وذات ملامح متميزة , وذات منهج خاص , وذات أسلوب معين , متفرد , وذات مجال متخصص في علاج هذا الموضوع الواحد , وهذه القضية الكبيرة ...
إنها كلها تتجمع على الموضوع والغاية , ثم تأخذ بعد ذلك سماتها المستقلة , وطرائقها المتميزة ومجالها المتخصص في علاج هذا الموضوع وتحقيق هذه الغاية ....
إن ّ الشأن في سور القرآن ــ من هذه الوجهة ــ كالشأن في نماذج البشر التي جعلها الله متميزة: كلهم إنسان , وكلهم له خصائص الإنسانية , وكلهم له التكوين العضوي والوظيفي الإنساني ... ولكنهم بعد ذلك نماذج منوعة أشدّ التنوع , نماذج فيها الأشباه القريبة الملامح , وفيها الأغيار التي لا تجمعها إلاّ الخصائص الإنسانية العامة!.
هكذا عدت أتصور سور القرآن , وهكذا عدت أحسّها , وهكذا عدت أتعامل معها , بعد طول الصحبة , وطول الألفة , وطول التعامل مع كل منها , وفق طباعه واتجاهاته , وملامحه وسماته .... " اهـ50
ويقول أيضا:" ... ومن ثمّ يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أنّ لكل سورة من سوره شخصية مميزة , شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس , ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص. ولها جو خاص يظلل موضوعاتها كلها , ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة , تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو. ولها إيقاع موسيقي خاص ــ إذ تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة ..... و طابع عام في سورة القرآن جميعا .... "51
? اختلاف النقاد والدارسين في تسمية هذا المعلم:
أجمع الدارسون لتفسير الظلال على ذكر هذا المعلم وبيان هذه السمة كما اتفقوا جميعهم على تميّزه بها إنْ بالإحداث والإيجاد عند البعض أو على الأقلّ بالكثرة والإبراز والاطّراد عند غالبهم لكنهم اختلفوا في تسميتها لأنّ صاحب الظلال لم يصطلح عليها بمصطلح خاص فأكثرهم وعلى رأسهم المتخصص الدكتور عبد الفتاح صلاح الخالدي ومثله الأستاذ عبد الرحمان الحاج إبراهيم52 والدكتور عدنان زرزور في كتابه علوم القرآن53 اصطلحوا عليها بقولهم الوحدة الموضوعية وذلك تماشيا مع كثرة ما كان يذكر سيد قطب لفظة الموضوع حين يتعرض بالحديث لهذه السمة والميزة فانظر على سبيل المثال لا الحصر كلامه الذي نقلناه في الفقرة السابقة وستجده ذكر لفظة موضوع ثمان مرات
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما اصطلح عليها الدكتور أحمد بزوي الضاوي54 بالوحدة النسقية وقد علّل اختياره لهذه التسمية وانتقاده لمصطلح الوحدة الموضوعية بقوله: "وهذا الأساس المنهجي هو ما يمكننا أن نصطلح عليه بالوحدة النسقية للسورة القرآنية , عوضا عن الوحدة الموضوعية والعضوية التي لا تفي بوصف حقيقة وواقع الخطاب القرآني كما أنها توحي بمشابهته للنصوص الأدبية والفكرية التي يبدعها أو يؤلفها البشر , ومعنى ذلك أنها لا تحفظ للنص قدسيته , وهي من كليات العقيدة الإسلامية ... "55
أما الدكتور محمد عبد الله دراز56 فيطلق عليها اصطلاح الوحدة العضوية57
ويطلق عليها الدكتور جابر علوان 58 وكذا الأستاذ محمود البستاني مصطلح الوحدة البنائية 59 أو عمارة القرآن
كما يطلق عليها الدكتور محمد بن عبد الله الربيعة60 مصطلح مقاصد السور
وجمهور العلماء من المتقدمين والمتأخرين يطلقون عليه اصطلاح المناسبة أو التناسب سواء بين السور أو الآيات
بينما يطلق عليها المعلم عبد الحميد الفراهي الهندي في تفسيره "تأويل الفرقان بالفرقان" تسمية نظام القرآن
ولا مشاحة في اللفظ إذا توافقت المعنى ...... ولم نَسُقْ هذه الاصطلاحات والتسميات إلاّ ليكون الطالب على دراية بمدلولاتها وأنّها في مجموعها بمعنى واحد هو اتفاق سور القرآن في مواضيعها ومحاورها وهو أمر لا ينكره أحد وليس أدلّ عليه مثل قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن , ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
? هل يُعَدّ سيد قطب مكتشف هذه السمة في القرآن الكريم؟
حتى وإن عدّه بعض الدارسين القاصرين وكثير من التابعين المتعصبين مكتشف هذه النظرية ورائدها فإن الحق الذي يثبته البحث العلمي الدقيق والمتأني خلاف ذلك. لأنّ الوحدة الموضوعية كما يسميها البعض هي ذاتها المناسبة أوالتناسب بين آيات وسور القرآن الكريم ــ وبتعبير أدقّ هي جزء من هذا العلم القديم ــ فهذه السمة والحقيقة القرآنية كانت معروفة قديما عند السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والتي سُجِلت فيما بعد كنكت وفوائد وملاحظات في مختلف المصنفات ثم ألفت فيها كتب خاصة جعلت من هذه الملاحظات علما قائما بذاته له قواعده وضوابطه وله حدوده ومسائله وسنحاول هاهنا بيان ذلك بشيء من الإيجاز نرجوا أن لا يكون مخلاًّ
لقد مرّ هذا العلم كغيره من العلوم بمراحل عدة قبل أن ينضج باكتمال حدوده ومبادئه ولعل أول مراحله لما كان كغيره من العلوم معروفا عند السلف دون أن يسموه أو يحددوه, علم يستعان به على فهم كتاب الله وتقريب معانيه يستقونه ممّا حباهم الله به من العلم بلسان العرب ورجاحة العقل وتعاليم الوحي والنبوة .....
يقول الدكتور محمد بن عبد الله الربيعة: "العلم بمقاصد السور لم ينص عليه الأوائل , وإنما اعتبره الصحابة والتابعون ــ بالاستقراء والممارسة في تفسيرهم , ولم ينص على هذا العلم بهذا الاسم إلاّ عند المتأخرين , ذلك شأن جميع العلوم , فأنّ العلوم كانت ممارسة عند السلف , ولكن التسمية جاءت متأخرة , فعلم النحو مثلا كان ممارسا ولم يكن موجودا , وعلم البلاغة كان ممارسا ولم يكن موجودا , وهكذا في علوم القرآن في أنحاء شتى , ومصطلح الحديث وعلوم أخرى."61
ويقول الإمام البقاعي62 في كتابه مصاعد النظر: "وقد كان أفاضل السلف يعرفون هذا , بما في سليقتهم من أفانين العربية , ودقيق منهاج الفكر البشرية , ولطيف أساليب النوازع العقلية , ثم تناقص العلم حتى انعجم على الناس , وصار حد الغرابة كغيره من الفنون "63
ويذكر فضيلة الدكتور نور الدين عتر64 في مذكرته "علم المناسبات" أنّ أوّل ما بدأ به علم المناسبات شذرات على لسان السلف رضي الله عنهم يستأنسون بها في تفسير القرآن ولا سيما في اجتهاداتهم وحواراتهم .... انتهى كلامه
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلفوا في أوّل من سجل هذا العلم أو فصولا منه ولو منسوبا لغيره من العلوم؛ فذهب الدكتور عتر إلى أنّ أوّل ظهور هذا الفنّ مسجلا كان على يد الإمام أبي جعفر الطبري المتوفي سنة 310 هـ وهو مذهب يعوزه الدليل والإحالة إلى ما كتبه ابن جرير عليه رحمة الله في هذا الباب خاصة وأنّ تفسيره متوفر وموجود بين أيدينا يقول الدكتور عبد الفتاح صلاح الخالدي مناقضا ومعارضا ما ذهب إليه الدكتور عتر: " ... من المفسرين السابقين من لم يلتفت إلى الوحدة الموضوعية , ولم يهتم ببيانها في تفسيره , كما فعل الإمام محمد بن جرير الطبري , الذي يبدو أنّ منهجه في التفسير هو جمع الروايات والأقوال المأثورة في تفسير الآية أو المقطع من مقاطعها ــ هو الذي حدد له طريقه في التفسير , ومن ثم تجاوز الكلام عن الوحدة الموضوعية .... " اهـ 65
وجمهور الدارسين لهذا العلم يرون أنّ أوّل من أظهره الإمام أبو بكر النيسابوري66 يقول الشيخ أبو الحسن الشهراباني67: " «أول من أظهر ببغداد علم المناسبة ـ ولم نكن سمعناه من غيره ـ هو الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري، وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، كان يقول على الكرسي إذا قُرئت عليه الآية: لِمَ جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يُزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة» 68
ثم لم يزل كذلك شذراتٍ , فواصلا , نكتا , وفوائداً , متفرقة في كتب التفسير وعلوم القرآن تكثر عند هذا وتقلّ عند ذاك إلى أن جاء الأستاذ أبو جعفر بن الزبير الغرناطي69 شيخ أبي حيان الأندلسي المتوفى سنة 708 هـ فألف كتابه "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن" وقد حقّق هذا الكتاب كلّ من الدكتور سعيد الفلاح 70 والأستاذ شعباني محمد في رسالة ماجستير مقدمة لدار الحديث الحسنية بالرباط قال عنه سماحة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي حفظه الله في مقدمة تحقيق الدكتور سعيد الفلاح بقوله (كتاب أصيل من نوادر المخطوطات في هذا الفن ويعد عمدة المصنفات في هذا الباب بل هو أقدم المؤلفات المعروفة التي أفردت فيه وكثيرا ما ذكره العلماء وأحالوا إليه ونقلوا واستفادوا منه) وممّا قاله فيه صاحبه مبينا أسبقيته بالتأليف في هذا العلم: "أما تعلق السور على ما ترتب في الإمام واتفق عليه الصحابة , فمما لم يتعرض له فيما أعلم ولا قرع أحد هذا الباب ممن تأخر أو تقدم " اهـ71
ثم جاء بعده برهان الدين البقاعي الذي انتشر وعرف على يديه هذا العلم لأنّه أوّل من جعل له حدودا وتعريفات وبيّن أقسامه وأبوابه وفصّل فيه القول أحسن تفصيل وذلك في كتابيه "نظم الدرر في تناسب الآي والسور" المشهور بتفسير البقاعي ومختصره "دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم"
ثم توال التأليف في هذا العلم تترا فللسيوطي في الباب كتب ثلاث "أسرار التنزيل"72 "تناسق الدرر في تناسب السور"73 "مراصد المطالع في تناسب المقاصد والمطالع"
ولأبي الفضل عبد محمد الصديق الغماري74 كتاب "جواهر البيان في تناسب سور القرآن"
وللمولوي أشرف علي التهانوي75 "سبق الغايات في نسق الآيات"
وللمعلم عبد الحميد الفراهي 76 "دلائل النظام"
وممن عرض لهذا العلم والفن من المفسرين قبل سيد قطب عليه رحمة الله
? أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن البخيبي اليمني الحرّالي نزيل حماة من بلاد الشام في تفسيره الذي يقول فيه البقاعي: " .... فرأيته عديم النظير , وقد ذكر فيه المناسبات , وقد ذكرت ما أعجبني منها وعزوته إليه"
? ابن النقيب الحنفي77 في تفسيره وهو في نحو ستين مجلدا يذكر فيه المناسبات بين الآيات وبين السور
? الزمخشري في الكشاف فقد جعل للمناسبة حظا من تفسيره
? الفخر الرازي في مفاتيح الغيب فقد اعتنى فيه بالمناسبات من جملة ما اعتنى به من العلوم
? أبو حيان الأندلسي تلميذ أبي جعفر بن الزبير في تفسيره البحر المحيط
? أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى الطحاوي في إرشاد العقل السليم
? المخدوم المهيامي الهندي في "تبصير الرحمن وتيسير المنان "
? أحمد مصطفى المراغي في تفسيره
? محمد رشيد رضا في تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير المنار
? وأخيرا في ظلال القرآن لسيد قطب
(يُتْبَعُ)
(/)
ملاحظة: لماذا جعلنا هذه السمة من المعالم التي تميز بها تفسير الظلال رغم ما تقدم من البيان بأنه لم يكن مكتشفها ولا رائدها ولا أبرز من تناولها؟
أوّلا: الاطّراد؛ هو أوّل (إذا استثنينا الإمام البقاعي) مفسر اشتغل وعمل على بيان هذه السمة والميزة من أوّل القرآن إلى آخره
ثانيا: الإبداع في بيانها وحسن طَرْقِها
ثالثا: التميّز عن غيره ببيان المناسبات العلمية الموضوعية المتماشية ومقاصد الشريعة وسياق القرآن بعيدا عن التفسيرات الإشارية التي كَثُرَ الاشتغال بها عند جمهور من كتب في علم التناسب بين الآيات والسور حتى وإن كانت تفسيرات في غاية الجودة والدّقة والحسن والصحة78
خامسا: التركيز في مواضيع السور ومناسباتها على الجانب الدعوي وبيان طريقة عمل هذا الدين في حياة الأشخاص والأمم ... ويمكننا أن نعتبر هذا الموضوع من أهمّ إن لم يكن أهمّ ما يشغل الناس اليوم علماءهم وعامتهم وهذا ما يفسر الإقبال الواسع والتعلق الشديد بهذا الكتاب
الوحدة الموضوعية؛ المنهجية والتقعيد:
قبل أن نشرع في الحديث عن كيفية تناول سيد قطب في تفسيره للوحدة الموضوعية؛ أسلوب عرضها ووسائل بيانها أردنا أن نقدم بهذا المطلب والذي نبيّن فيه إن شاء الله المعالم العلمية والأسس المنهجية التي يذكرها الدارسون والباحثون ويشترطونها في التفسير الموضوعي الصحيح حتى نطبقه فيما بعد على تفسير الظلال لنرى هل كان موفقا في طريقته ومنهجه في التفسير أم أنه سار على طريقة مخالفة لما سطّره الدارسون والمتخصصون
يعدد الباحثون مجموعة من المعالم المنهجية والخطوات الإجرائية التي ينبغي للمفسر أن يتبعها لكي يوفق في التفسير الموضوعي ولعل أبرز هذه المعالم ما يلي:
1) ذكر اسم السورة التوقيفي أو التوفيقي وبيان حكمة التسمية وعلاقته بالموضوع وإن كان للسورة عدة أسماء ناقشها جميعا
2) الحديث عن البعد الزمني والمكاني لنزول السورة
3) الملابسات والظروف التي نزلت فيها السورة (المرحلة المكية بمختلف فتراتها الأولى , الوسطى , والأخيرة , المرحلة المدنية بمختلف فتراتها كذلك ... )
4) التعرف على موضوع السورة الرئيسي والمحاور الفرعية المصاحبة له
5) تحديد أهداف السورة ومقاصدها الرئيسية
6) تقسيم السور ــ خاصة الطويلة منها ـــ إلى مقاطع وأقسام مع بيان ما يمثل مقدمة السورة من هذه المقاطع وما يمثل وسطها ولبّها وما يمثل خاتمتها
7) إن لم يتيسر تقسيم السورة إلى مقاطع لقصرها أو لسبب آخر فعلى المفسر أن يبيّن العلاقة والصلة بين جميع وحدات السورة المفَسَرة وموضوعها الرئيسي
8) ربط السورة بما بعدها وقبلها من السور باعتبار ترتيب المصحف الشريف
9) محاولة ربط التفسير الموضوعي للسورة بالواقع المعيش ومعالجة مشكلات العصر
10) الاطلاع على مختلف التفاسير (بالرواية والدراية والإشارة) للتوثيق أو للاستفادة من التفسير التحليلي أو الجزئي والمَوْضِعي
هذا من حيث الإجراءات والخطوات التي يجب إتباعها في التفسير الموضوعي للسور أما من حيث تحديد موضوع السور وهدفها وغايتها ومراقبة حفاظها على نفس المحاور في جميع جزئيات السورة ومراحلها نذكر ها هنا بعض ما ذكره الأستاذ محمود البستاني في مقدمة تفسيره
ـ أولا: من حيث الموضوعات والأهداف: فالسورة الكريمة تتخذ أحد الأبنية الآتية من حيث علاقة موضوعاتها بالأفكار المطروحة فيها:
1) وحدة الفكرة ووحدة الموضوع
2) وحدة الفكرة وتعدد الموضوع
3) وحدة الموضوع وتعدد الفكرة
4) تعدد الفكرة وتعدد الموضوع
ـــ ثانيا: من حيث الأشكال: تتخذ السورة واحداً من الأبنية التالية
1) البناء الأفقي: وهو أن تبدأ السورة بموضوع وتختم بالموضوع ذاته عبر سلسلة من الموضوعات المتنوعة
2) البناء الطولي: وهو أن تبدأ السورة بموضوع تتدرج في عرضه، بحيث يُختم الموضوع مع نهاية السورة.
3) البناء المقطعي: وهو أن تطرح السورة جملة من الموضوعات. تنهي كل واحدٍ منها بآية أو أكثر تتكرّر في المقاطع جميعاً، مثل: (فبأي آلاء ربكما تكذبان.)
ثالثا: من حيث العلاقات: تتخذ السورة واحدة من العلاقات الآتية
1) السببية: ويُقصد بها أنّ الموضوعات في السورة يترتب أحدها على الآخر على نحو (السببية) بحيث يكون الموضوع (سبباً) للاحقه، و (مسبّباً) عن سابقه
(يُتْبَعُ)
(/)
2) النموّ: ويقصد به أن الموضوع ينتقل أو يتحول أو يتطور من مرحلة إلى أخرى كما يتنامى النبات ويقطع مراحل متنوعة حتى يصل إلى نهاية نموّه.
3) التجانس: ويُقصد به مجانسة كل عنصر من عناصر النص مع الآخر، أي مجانسة الموضوعات مع الأفكار بالنسبة إلى الأدوات الفنية المستخدمة كعنصر القصة والصورة والإيقاع، و ... الخ.
فعلى من أراد أن يكتب في التفسير الموضوعي للسور أن يلتزم بهذه الخطوات والإجراءات المنهجية وأن تندرج موضوعات السور ومحاورها في إحدى الخانات المتقدمة الذكر
منهجية سيد قطب في حديثه وبيانه للوحدة الموضوعية:
سنعرض لمنهجية سيد وطريقته في التفسير الموضوعي في شكل نقاط ومعالم على أن نذكر بعض الأمثلة والنماذج في آخر المطلب
? بدأ سيد قطب ببيان الوحدة الموضوعية للقرآن كلّه وذلك من خلال مقدمته التي استغرقت ثمان صفحات من الحجم الكبير تحدث فيها عن موضوع مهمة وغاية القرآن الكريم وثنّى ذلك بالحديث عن تجربته معه وعيشه في ظلاله وعن المكتسبات التي استفادها منه ....
? لم يضع سيد للفاتحة مقدمة على غير عادته والظاهر والله أعلم أن مقدمته للقرآن كله هي بمثابة مقدمة للفاتحة كذلك أو أنّه جعل من الفاتحة مقدمة لباقي السور وتوطأة لها فترك التقديم لها واستغنى عنها بما سيذكره في مقدمات باقي السور
? قسّم عليه رحمة الله تفسيره إلى ثلاثين جزءا بعدد أجزاء القرآن يقدم لكل جزء بفاتحة يتحدث فيها عن موضوعه الرئيس وعن محاوره المختلفة وعن علاقته بالجزء الذي قبله ... فأنت تراه عند انتهائه من تفسير أوّل جزء من القرآن الكريم وشروعه في الجزء الثاني يبيّن العلاقة ويحاول الربط بين الجزأين قائلاً: "ومن مراجعة هذا الجزء بالإضافة إلى الجزء الأوّل من السورة ندرك طبيعة المعركة التي يخوضها القرآن ... "
? إذا كان الجزء مكونا من عدة سوّر فإنّه يقسمه إلى سوره ويجعل لكل سورة فاتحة هي بمثابة المقدمة لها والتعريف بها , أما إذا كان الجزء مكونا من سورة واحدة أو أنه بعض السورة كما هو الشأن في السور الطوال (البقرة , آل عمران , النساء , المائدة , الأنعام , الأعراف) فإنّه يعرف بالسورة أولا ثم يقسم الجزء إلى آيات ومقاطع وفق نهج مخصوص كما سيأتي
? "السور والآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع , كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر , والرابط بينها طبيعة الموضوع , أو الأفكار أو الأحكام والتشريعات , أو التوجيهات والعبر والمواعظ , أو المشاهد والظلال , أو الإطار القصصي , ومن ثم فإنّ كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه , ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه , ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه , سواء من الناحية التصويرية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية." 79
? وكما جعل للقرآن كلّه مقدمة وللأجزاء والسور فإنه يجعل للمقاطع مقدمات وفواتح كذلك يبيّن من خلالها موضوع المقطع وعلاقته بالموضوع الرئيس للسورة أو للجزء كما يبين علاقته بالمقطع الذي قبله وأحيانا بالذي يليه كذلك. والملاحظ هنا أنّه عليه رحمة الله اختلفت اصطلاحاته عند الحديث عن أجزاء السورة الواحدة , فهي إن كانت مدنية استعمل اصطلاحات مثل: المقطع , القطاع , الدرس , المشهد وإن كانت مكية نجده يستعمل اصطلاحات أخرى نحو: الموجة , الموجات , اللمسة , الجولة يقول الأستاذ أحمد بزوي:"وهذا التغير في المصطلح له دلالاته , فهو ليس عملية اعتباطية , ولا ارتجالية , وإنما هو تعبير عن اختلاف الأسلوب العام للسور القرآنية , واختلاف طريقة معالجتها لموضوعها المحوري , ممّا يجعل كل واحدة من السور ذات شخصية متميزة , وهذا التمايز في الشخصية يفرض تمايزا آخر في الطريقة والمنهج الذي يستخدمه المفسر وهو يباشر عملية تفسير سور القرآن الكريم ... "80
(يُتْبَعُ)
(/)
? يفسر سيد قطب رحمه الله المقاطع من خلال تقسيمها إلى بُنْيَاتٍ؛ وهي مجموعة من الآيات أو آية طويلة تعالج قضية واحدة أو تشترك في خاصية واحدة فنّية جمالية أو منهجية أو موضوعية ..... وهذه البنيات لم تخرج عن منهجه في التفسير كذلك فإنّه يفتتحها بمقدمة يعرِّفها بها من حيث محورها وعلاقتها بالبنية التي قبلها والتي بعدها وبموضوع المقطع كلّه. نُمَثِّل لمقدمات البنيات بتفسيره لقوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله .......... واعلموا أنَّ الله شديد العقاب} يقول عليه رحمة الله:"وأوّل ما يلاحظ في بناء الآية هو تلك الدقة التعبيرية في معرض التشريع , وتقسيم الفقرات في الآية لتستقل ببيان الحكم الذي تستهدفه , ومجيء الاستدراكات على كل حكم قبل الانتقال إلى الحكم التالي , ثم يربط هذا كله في النهاية بالتقوى ومخافة الله .... "
? ثم ينتقل سيد إلى تفسير عناصر البنيات وهي إمّا آية صغيرة أو أجزاء من آية يستخلص منه المواعظ والعبر أو التشريعات والحِكم , وتفسير سيد هاهنا وإن كان من التفسير المَوْضِعي أو التفسير الجزئي إلاّ أنّه يلتقي مع التفسير الموضوعي في كونه يربط العناصر بالبنيات والمقاطع والسور من خلال بيان علاقتها بها وأنّها لا تخرج عن موضوعها الرئيس الذي سطره في مقدمة الجزء أو السورة
? غالبا ما يختم سيد جميع مستويات تفسيره سواء منها الأجزاء أو السور أو المقاطع بحوصلة جميع ما ذكره و بإعادة ربط الأواخر بالأوائل
? وبناء على ما سبق يمكننا القول بأن منهجية سيد في التفسير قائمة على مراحل ثلاث:
1) التجميع: من خلال مقدمة القرآن أوّلا ومقدمات الأجزاء والسور والمقاطع والبنيات إذ يعتمد فيها على النظرة الإجمالية الشاملة لمجموعة الآيات المفَسَّرة
2) التفصيل: من خلال الأجزاء بالنسبة للقرآن كله والسور بالنسبة للأجزاء والمقاطع بالنسبة للسور والبنيات بالنسبة لجميع ذلك وفيها يعتمد تفصيل وبيان ما أجمله في المقدمة بشرح العناصر وتفسيرها وربطها بمقدماتها
3) إعادة التجميع: بذكر العلاقة بين الأواخر والأوائل أو بذكر حوصلة وخاتمة للمستوى المُفَسَّر يبين فيها علاقته بالموضوع الرئيس واشتراك جميع جزئيات المستوى فيه , فهو يعتمد في هذه العملية على العودة بالتفصيلات المذكورة في الحشوّ إلى مقدماتها حتى لا يخرج ذهن القارئ وانتباهه عن الوحدة الموضوعية لتفسير الجزء أو السورة أو المقطع ...
ولو حاولنا المقارنة بين ما سطّره الدارسون والمتخصصون من إجراءات وخطوات ينبغي للمشتغل بالتفسير الموضوعي أن يتبعها وبين صَنيع سيد قطب لوجدنا بينهما مطابقة تامة اللهمّ إلاّ في عدم تعرض سيد قطب للمناسبة بين أسماء السور وبين مواضيعها ولعل السبب من وراء أخذه بمذهب القائلين أنّ جلّ أسماءِ السور اجتهادية بدليل تعددها وكثرة الاختلاف فيها أو أنّه كان يعتقد أنّ لا علاقة بين الأسماء والمسميات من حيث الدَلالة والموضوع
بل إنّنا نجد أنفسنا ملزمين بالقول أنّ كثيرا من هذه المعالم الإجرائية والمنهجية إنّما أخِذَت من تفسير الظلال ذاته وذلك كما فعل الأستاذ محمود البستاني والطالب الباحث عدنان البحيصي وغيرهم ممّن ذكر هذه الإجراءات والخطوات إذ جُلّهم إن لم نقل كلهم من المعاصرين المتأخرين عن سيد قطب عليه رحمة الله
خامسا: التفسير الموضوعي عند سيد قطب سنحاول في هذا المطلب أوّلا تقديم بيان الفرق بين كلّ من الوحدة الموضوعية والتفسير الموضوعي وعلم التناسب أو المناسبة حتى يتبيّن لنا سبب التفريق بين المعلم الرابع والخامس (الوحدة الموضوعية والتفسير الموضوعي) من هذه المعالم التي امتاز واختص بها الظلال ثم نخلص بعد ذلك إلى بيان منهجية سيد في تناوله للتفسير الموضوعي
(يُتْبَعُ)
(/)
1) الفرق بين علم التناسب والتفسير الموضوعي والوحدة الموضوعية: أ ـ من حيث التعريف: عرّف الإمام البقاعي علم التناسب مبيّنا ثمرته وفوائده بقوله:"علم تعرف منه علل الترتيب , وثمرته الاطلاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب ما له بما وراءه وما أمامه من الارتباط الذي هو كلحمة النسب , فَعِلْمُ مناسبات القرآن علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه , وهو سرّ البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه الحال." أما التفسير الموضوعي يعرفه الدكتور مصطفى مسلم بقوله:"هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" وتُعرّف الوحدة الموضوعية بقولهم:"النظر في السورة القرآنية من حيث كليتها ونظمها , لا من حيث الدلالة التفصيلية لآياتها " ب ـ من حيث تاريخ ظهورها والتدوين فيها: أما علم التناسب فهو علم قديم كما ذكرنا سالفا ولعل أوّل من ألّف فيه كتابا مستقلا هو الأستاذ أبو جعفر بن الزبير شيخ أبي حيان وأوّل من بيّن حدوده وضبط قواعده هو الشيخ برهان الدين البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآي والسور" أما التفسير الموضوعي فهو علم حديث وإن وُجِدت أصوله في طيات كتب ومؤلفات المتقدمين ولكنه لم يظهر بهذا الاسم والمصطلح إلاّ نهاية القرن الرابع عشر ولعل بدايته كعلم له حدوده الخاصة وضوابطه واصطلاحاته التي تفرد بها كانت على يد الأستاذ الدكتور محمد محمود حجازي عام 1967 ش حين قدم أطروحة الدكتورة لجامعة الأزهر الشريف بعنوان "الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم" وله كتاب هو نوع من التطبيق لنظريته تلك بعنوان "التفسير الواضح" وسنعود للحديث عن تاريخه القديم عند الحديث عن أقسامه وأنواعه لأنّ التأليف فيه قديما اختلف باختلاف هذه الأقسام والأنواع فلا يستقيم الحديث عن تاريخه القديم قبل معرفة أقسامه وأنواعه أما الوحدة الموضوعية فقد بدأ الاهتمام بها قديما ولعل من أشهر من أشار إليها واهتم بها الإمام الباقلاني في حديثه عمّا سماه "نظم السورة" كما اهتم الرازي في مفاتيح الغيب بمناسبات الآي في السورة الواحدة وقد اشتهر كلّ من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الوفيّ ابن القيم عليهما رحمة الله بمواضيع السور كما أشار الإمام الشاطبي إلى مقاصدها ولعل أشهر من تحدث عن وحدة السورة باعتبار موضوعها هو الإمام البقاعي والذي " اعتبر القرآن وحدة مترابطة وأنّ هذه الوحدة تسري بين سوره وآياته , فكل سورة لها مقصد واحد يدور عليه أولها وآخرها , ويستدل عليه فيها " ومن أبرز من ألّف فيه بل ونظّر له في عصرنا هذا الأستاذ عبد الحميد الفراهي في نظريته حول "نظم القرآن" فهو يرى أنّ لكل سورة صورة مشخصة وأنّ للسور عمودا يجري إليه الكلام ثم جاء بعده الأستاذ محمد عبد الله دراز الذي تحدث عم وحدة عضوية للسورة ونظام معنوي وبنية متماسكة ويعتبر الدارسون سيد من رواد هذا العلم خاصة من الناحية التطبيقية حتى جعلته العديد من الدراسات المتخصصة نموذجا للبحث عن ضوابط هذا العلم ومعالمه .... ج ـ من حيث أقسامها وأنواعها: ينقسم علم التناسب إلى أقسام عدة وأنواع شتى أوصلها بعض الدارسين إلى حوالي ثلاثة عشر قسما يمكننا تصنيفها باعتبارين اثنين الأوّل منهما باعتبار التناسب في السورة نفسها فهي ستة أقسام
? مناسبة اسم السورة لمقصدها وموضوعها
? مناسبة أوّل السورة للمقصد الذي سيقت له ويسميه البعض رعاية الاستهلال
? المناسبة بين الآيات في السورة الواحدة واتحادها في خدمة الموضوع الرئيس من أوائل من اهتم به الإمام الباقلاني يقول عليه رحمة الله:"فأما نهج القرآن ونظمه , وتأليفه ورصفه , فإنّ العقول تتيه في جهته , وتحار في بحره , وتضل دون وصفه ... فهذا علم شريف المحمل , عظيم المكان , قليل الطِّلاب , ضعيف الأصحاب , ليست له عشيرة تحميه , ولا أهل عصمة تفطُن لما فيه وهو أدق من السحر وأهول من البحر, وأعجب من الشعر ... "81 ويقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره:"أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات " ويقول في تفسيره لسورة البقرة:" ومن تأمّل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أنّ القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه، فهو أيضًا معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته، ولعلّ الذين قالوا: إنه معجز بحسب أسلوبه أرادوا ذلك، إلا أني رأيت جمهور
(يُتْبَعُ)
(/)
المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير متنبهين لهذه الأمور، وليس الأمر في هذا الباب إلاّ كما قيل:
والنجمُ تستصغرُ الأبصارُ رؤيتَهُ والذنبُ للطَّرْف لا للنجْم في الصِّغَرِ"82
? مناسبة فواتح السور لخواتمها يقول أبو حيان في هذا النوع من التناسب: "تتبعت أوائل السور المطولة فوجدتها يناسبها أواخرها , بحيث لا يكاد ينخرم منها شيء , وسأبين ذلك إن شاء الله في آخر كل سورة , وذلك من أبدع الفصاحة , حيث يتلاقى آخر الكلام المفرط في الطول بأوله , وهي عادة للعرب في كثير من نظمهم , يكون أحدهم آخذاً في شيء , ثم يستطرد منه إلى شيء آخر , ثم إلى آخر , هكذا طويلا , ثم يعود إلى ما كان آخذا فيه أولا ... "وللإمام السيوطي كتاب أفرده لهذا القسم سماه "مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع"
? المناسبة في الآية الواحدة بين فواصلها ومضمونها "وهذا من دقيق التناسب في القرآن ولطيفه، تحدّث عنه البلاغيون وسموه تشابه الأطراف، وهو أن يختم الكلام بما يناسب أوله في المعنى، ومنه قول الله تعالى: (له مافي السموات ومافي [الحج:64] فختْم الآية بقوله سبحانه:?الأرض وإن الله لهو الغني الحميد) (وإن الله لهو الغني الحميد) فيه تنبيه على أن ما له ليس لحاجة، بل هو غني عنه، جواد به، فإذا جاد به حمده المنعم عليه." 83
? هناك من ذكر نوعًا عجيبًا من التناسب هو: اختصاص كل سورة من السور المفتتحة بالحروف المقطعة بما بدئت به؛ فمثلاً سورة (ق) تكرر فيها حرف القاف أكثر من خمسين مرة، وسورة يونس تكررت الراء فيها قرابة مائتي مرة، وسورة (ن) تكررت النون فيها أكثر من مائة وعشرين مرة.
أما باعتبار المناسبات بين مختلف السور فسبعة أقسام وأنواع هي
? مناسبة مضمون كلّ سورة لما قبلها
? بيان أنّ كل سورة شارحة لما أجمل في السورة التي قبلها يقول الإمام السيوطي في هذا المجال:"كل سورة تفصيل لإجمال ما قبلها , وشرح له , وإطناب لإيجازه , وقد استقر معنى ذلك في غالب سور القرآن , وطويلها وقصيرها "84
? المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها يقول الإمام الزركشي:"إذا تتبعت افتتاح كلّ سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم له السورة قبلها."85
? المناسبة بالتكرار القصصي يقول الإمام البقاعي عليه رحمة الله:" به يتبين لك أسرار القصص المكررات، وأن كل سورة أعيدت فيها قصة فلمعنى ادعي في تلك السورة استدل عليه بتلك القصة غير المعنى الذي سيقت له بالتأخير والتقديم والإيجاز والتطويل مع أنها لا يخالف شيء من ذلك أصل المعنى الذي تكونت به القصة، وعلى قدر غموض تلك المناسبات يكون وضوحها بعد انكشاف" وبين سيد قطب قيمة هذا النوع من التناسب في تميز القصص القرآني، يقول: "وإن سياقة القصص في القرآن بهذا التنسيق في عرضه؛ وبهذا التناسق بينه وبين الموضوع الذي يساق فيه، ويستشهد بالقصص عليه؛ وبهذا التناسب بين أهداف القصص وأهداف السياق في السورة الواحدة، إن هذا كله ليشهد بالقصد والتدبير العميق اللطيف الذي لا يلحظ في الأساطير المبعثرة التي لا تجمعها فكرة، ولا يوجهها قصد، إنما تساق للتسلية وتزجية الفراغ! ". ويقول في موضع آخر: "المناسبات كثيرة وواضحة بين موضوع السورة وإشارات القصة ومواقفها." 86
? المناسبة بين فاتحة السورة وفاتحة التي قبلها كالمناسبة بين السور المفتتحة بـ: {حم} أو {ألم} أو {ألمر} ونحو ذلك
? "تنوع الأساليب البلاغية , ووجوه الخطاب , في السور ومناسبتها للسور.
? "وجوه اختيار المترادفات , وأسرار اختلافها من سورة إلى أخرى "
أما التفسير الموضوعي فينقسم إلى ثلاثة أقسام باعتبار المفردات باعتبار السورة باعتبار الموضوع
? القسم الأول التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: وهي عبارة عن دراسة لدلالة المفردات القرآنية داخل القرآن الكريم يقوم الباحث فيها باختيار لفظة أو مصطلح يتكرر ذكره في القرآن الكريم فيتتبع المواضع التي ذكر فيها مبيّنا مشتقاته ومنقبا عن دَلالاته في القرآن الكريم خاصة وأصل هذا الصنف وجذوره نجدها في علم الأشباه والنظائر أو الوجوه والنظائر المعروف في علوم القرآن ولعل من أوّل من كتب فيه مقاتل ابن سليمان البلخي المتوفى سنة خمسين ومائة للهجرة (150 هـ) في كتابه "الأشباه والنظائر" ذكر فيه مجموعة من الكلمات والمصطلحات التي اتحدت في اللفظ واختلفت في
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى والدلالة بحسب موضعها في القرآن الكريم وممّن اعتنى بهذا القسم من التفسير الموضوعي من المعاصرين الأستاذ أحمد حسن فرحات في سلسلة سماها "بحث قرآني وضرب من التفسير الموضوعي" أصدر منها كتاب "الذين في قلوبهم مرض" و "فطرة الله التي فطر الناس عليها" و "الأمة في دلالاتها العربية القرآنية" وغيرها ... ولعل الفائدة الأولى من هذا النوع من التفسير أنه قد يوقف المفسر على بعض الألفاظ والمصطلحات التي يتخذ لها القرآن معاني ودلالات محددة غير دلالاتها اللغوية والاعتماد على مطلق معانيها اللغوية قد يُخرج المفسر عن معناها الشرعي المراد منه ... "وبالرغم من أنّ هذا النوع من التفسير لكلمات القرآن يعتمد مبدأ "البنائية" للقرآن الكريم , فإن بعض الباحثين لا يعتبره من التفسير الموضوعي ذلك أنه لا يعطي صورة كاملة عن موضوع ما أو سورة ما , ولكن تفسير مفردات القرآن الكريم وتحديد دلالته هو في الواقع تحديد للمفاهيم."
? القسم الثاني التفسير الموضوعي باعتبار السورة: "فيقصد به وحدة السورة موضوعيا أو عضويا أو نسقيا على اختلاف في الاصطلاح , وخلاصته أنه (النطر في السورة القرآنية من حيث كليتها ونظمها , لا من حيث الدلالة التفصيلية لآياتها) "87 وقد تقدم الحديث عن قدم هذا النوع من التفسير في كتابات القدماء كالإمام الباقلاني والرازي وابن تيمية وتلميذه ابن القيم والبقاعي وعن جهود المعاصرين كعبد الحميد الفراهي ومحمد عبد الله دراز ومحمود البستاني ويعتبر سيد قطب أحد رواد هذا التفسير بل هو رائدها وزعيمها من الناحية التطبيقية بلا منازع لا يشاركه فيها ـ قبله ـ إلاّ الإمام البقاعي رحمه الله يقول عنه بعض الدارسين:"ومنهم من جعل الهدف من تفسيره ـ وهو برهان الدين البقاعي ـ بيان هذه الوحدة , إلاّ أنه لم يقدمها بصورة شاملة مفصلة دقيقة في جميع السور والآيات ... "88
? القسم الثالث التفسير الموضوعي: وهذا النوع هو الأكثر شهرة وهو الذي يتبادر إلى الذهن عند إطلاق تعبير التفسير الموضوعي "وهو أن يختار الباحث موضوعا من القرآن , له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك .... , ممّا يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا , يخرج بخلاصة تساعد على حلّ مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم."89 وقد تتبع الدكتور سامر رشواني الأصول التاريخية لهذا القسم من التفسير الموضوعي فوجد له نماذج عند المعتزلة وخاصة الجاحظ في دراسته عن "النار في القرآن" ثم تلتها دراسات أخرى اشتهرت وذاعت خاصة باعتماد منهجية أو قاعدة تفسير القرآن بالقرآن ولعل من أشهرها دراسة شيخ الإسلام "للسنة في القرآن" وشبيه بهذا القسم في المنهجية والطريقة على الأقل تفاسير الأحكام ومثله كتب الناسخ والمنسوخ أما في زمننا المعاصر فقد كان للمستشرقين دور كبير في بعث هذا النوع من التفسير من جديد على يد المستشرق الهولندي "فت" الذي نشر دراسة سنة 1845 ش بعنوان "محمد والقرآن" وتتالت دراسات المستشرقين في مختلف المجالات الإسلامية العقائدية والتشريعية والسلوكية والتاريخية وغيرها ... ثم تُوّج هذا العمل بصدور "دائرة معارف القرآن"90. كما كان لمدرسة المنار والاتجاه الإصلاحي دوره البارز في كثرة الاهتمام بهذا النوع من التفسير ثم جاء الدكتور محمد محمود حجازي ليقعد لهذا العلم بأقسامه كلّها في أطروحته للدكتورة بجامعة الأزهر سنة 1967ش بعنوان "الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم"
الخلاصة والحوصلة: إنّ الوحدة الموضوعية كما هو ظاهر من خلال التعريفات والتقسيمات إنما هي جزء وقسم من التفسير الموضوعي وهي تمثل فيما ذكرناه القسم الثاني منه كما يمكننا إدراجها في الوقت ذاته ضمن القسم الأول من علم التناسب وهو التناسب في السورة الواحدة في أنواعه الستة جميعها وكذا في القسم الثاني وهو التناسب بين السور في بعض أنواعه أما التفسير الموضوعي بقسميه الأول (المفردة) والثالث (الموضوع) فإنّه وإن كان يأخذ بشيء من علم التناسب من حيث الاطّراد في القرآن إلاّ أنّه يباينه من حيث الموضوع والطريقة والمنهجية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
موقع الظلال من علم التناسب والتفسير الموضوعي: وتفسير الظلال إنّما برز وتميّز في دراسته للوحدة الموضوعية حيث تكلم بشكل غير مسبوق وبطريقة أدبية بديعة عن مواضيع السور ومحاورها التي عمّت وجمعت جميع آياتها ... وهذا ما ذكرناه وخصصنا له العنصر الرابع من عناصر هذا المبحث أما الميزة الثانية وهي التي عقدنا لها هذا العنصر فهي التفسير الموضوعي باعتبار مواضيع القرآن كلّه فهذا هو موضوع هذا العنصر الخامس
سيد قطب والتفسير الموضوعي:
يتضح هذا المعلم في تفسير الظلال من خلال المواضع المتعددة التي تناولها سيد رحمه الله يحاول من خلالها تصحيح كثير من المصطلحات والمفاهيم التي اختلطت على الناس بفعل بعدهم عن القرآن الكريم وبفعل تعدد مصادر التلقي عند المسلمين وتنوعها في العصر الحديث كما يتضح من خلال مواضع أخرى متعددة حاول أن يبحث من خلال القرآن عن معانيها المقصودة والمطلوبة يقول الأستاذ أحمد بزوي الضاوي:"والدراسة الموضوعية أو ما يصطلح عليه بالتفسير الموضوعي هو أساس منهجي تقوم عليه عملية التفسير عند سيد قطب رحمه الله وفيها يعنى بدراسة الموضوعات التي أشكل فهمها على الناس بفعل بعدهم عن مدارسة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو هناك انحراف في فهمها وبحثها , إما عن قصد كما هو الحال بالنسبة للمستشرقين والمستغربين , أو ما كان نتيجة لضغط الواقع المادي المهيمن على حياة المسلمين في العصر الحديث. "
وقد مثل الأستاذ الضاوي للتفسير الموضوعي في الظلال بعدة أمثلة نذكر منها:
.1السحر ص96.
2. الجهاد 189
3. السلم ص 206/ 215.
4. دستور الأسرة المسلمة ص 234
5. رسل الله تعالى ص 278/ 286.
6. الإسلام يقرر حرية العقيدة ص 293/ 296.
7. سر وحقيقة الحياة والموت ص 296
8. الزكاة ص 367.
9. التصورات العقدية التي واجهها الإسلام، ص 365
10. تنظيم الأسرة ص 648.
11. الإمامة 688.
12. الجهاد ضرورة من ضرورات الدعوة ص 740/ 843.
13. حقيقة العقل البشري ص 806/ 808
14. عقيدة التوحيد ص 818/ 821.
15. الدعوة إلى الله ص 809
16. التناحر بين الطوائف المسيحية ص 864
17. البيئة الصالحة لتنفيذ الأحكام الشرعية ص 873.
18. النظام الإسلامي كل متكامل ص 882
19. أفضلية شرع الله تعالى على سائر الشرائع ص 890.
20. الولاية لله ورسوله والمؤمنين ص 909.
21. الملائكة ص1042.
22. رحمة الله بالعباد ص 1049.
23. القضاء والقدر ص 1065.
24. الغيب ويشغل حوالي 8 صفحات من ص 1114 إلى 1122
25. الحياة على عهد الصحابة ص 1142.
26. العبادة ص 3386/ 3389
27. اليسر ص 3889/ 3893.
28. الإيمان ص 3964
29. الأمة الإسلامية ص 3967
30. ضياع البشرية ص 3968.
31. الاستغفار ص3996
لكن ما ينبغي تسجيله وملاحظته عل سيد وعلى منهجيته في التفسير الموضوعي أمران:
الأوّل: إنّه على خلاف باقي المفسرين والمهتمين بالتفسير الموضوعي لم يستقصي جميع الآيات في الموضوع بل ينطلق في معالجته للموضوع من الآية المفسَرة ويذكر معها آيات من مختلف المواضع والمواضيع ليستدل بها على تفسيره وفهمه ورأيه ....
الثاني: " هذه الموضوعات يبدو عليها أثر الواقع الثقافي , سواء أكان هذا الواقع دينيا , أم فكريا , أم اجتماعيا , أم سياسيا , أم اقتصاديا , وهي بعد هذا وذاك تهدف إلى تحصين المسلم المعاصر ضد أي غزو ثقافي يمكن أن يتعرض له وذلك بربطه بحقائق الدين المستخلصة من القرآن الكريم."91
هل استغرقت الوحدة الموضوعية تفسير الظلال كلّه؟
نعم لقد استغرقت الظلال كلّه لكن ينبغي أن نسجل أنه عليه رحمة الله كان إذا خانه الفهم والفكر في الوصول إلى حقيقة تعلق الآية أو البنية أو العنصر بموضوع السورة توقف عنده مليا سائلا من المولى عزّ وجلّ أن يهديه للتوصل إلى معناه المتوافق والسياق فإن لم يهتدي إليه توقف وطلب مساعدة القراء على أن يعود إلى ذات الموضع في طبعة أخرى إن وصل فيه إلى شيء فإن بقي عاجزا على أن يقدم تفسيرا مقنعا أعلن عجزه وامتنع عن الإدلاء فيه بشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر مثلا إلى تفسير قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ...... ما لم تكونوا تعلمون} [البقرة 238 ـ 239] يقول في طبعة الظلال الأولى: "أشهد أني وقفت أمام هذه النقلة طويلا , لا يفتح عليَّ في سرّها , ولا أريد أنا أن أتحمل لها , ولا أقنَع كل القناعة بما جاء في بعض التفاسير عنها: من أنّ إدخال الحديث عن الصلاة في جو الحديث عن الأسرة إشارة إلى الاهتمام بأمرها , والتذكير بها حتى لا تُنسى ... لقد بقيتُ ستة أشهر أو تزيد لا أجاوز هذه النقلة , ولا أمضي وراءها , لأنّ سرها لم يكشف لي كشفا يستريح ضميري إليه , وأشهد أنه لم يسترح بعد لما اهتديت حتى اللحظة إليه ..... " ثم بعد إيراده للتفسير الذي اهتدى إليه رغم عدم قناعته به يقول: " .... ولكنني ـ كما قلت مخلصا ـ لا أستريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه. فإذا هُديتُ إلى شيء آخر , فسأبينه في الطبعة التالية , وإذا هدى الله أحدا من القراء فليتفضل فيبلغني مشكورا بما هداه الله .... "92 وفي الطبعة التالية بعد طول تأمل وإمعان نظر دام السنين الطوال عاود الوقوف عند هذه الآية فذكر مراسلات القراء واستجابتهم لدعوته ثم بيّن أنه لم يطمئن لشيء ممّا ذكروه ولا لشيء ممّا قرأه حتى فتح الله عليه بما كتبه في الطبعة المنقحة من الظلال حين لاحظ أنّ مراد السياق هو تبيين مجالات العبادة وأن لافرق بين الصلاة وبين أحكام الأسرة [ولا غيرها من أحكام السياسة والاقتصاد] من حيث أنها كلها عبادة لله يجب فيها الإخلاص كما يجب فيها الإتباع والله أعلم
يقول عليه رحمة الله: " ... وتندمج عبادة الصلاة في عبادات الحياة , الاندماج الذي ينبثق من طبيعة الإسلام, ومن غاية الوجود الإنساني في التصور الإسلامي. ويبدو السياق موحيا هذا الإيحاء اللطيف ... إنّ هذه عبادات .. وطاعة لله فيها من جنس طاعته في الصلاة .. والحياة وِحْدة .. والطاعات فيها جملة ... والأمر كله لله ... وهو منهج الله للحياة ... "93
مثال آخر وشاهد آخر يبدو فيه توقف سيد أقطع وورعه أبلغ وذلك عند تعرضه لتفسير قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ....... والله يحب المحسنين} [المائدة 93] يقول الأستاذ عبد الفتاح الخالدي: "والذي استوقفه في الآية هو تركيبها ودلالته, حيث كررت التقوى مع الإيمان والعمل الصالح مرة ومع الإيمان مرة ومع الإحسان مرة. اطّلع على تعليلات المفسرين , فلم يجد فيها ما تستريح إليه نفسه .. وأثبت في الطبعة الأولى من الظلال تعليلا لم يرتح إليه , وتراجع عنه في الطبعة المنقحة .. وأحسن تعليل وجده عند إمام المفسرين أبي جعفر ابن جرير الطبري , ولكنه ليس مقنعا ولا شافيا , ولم يرتح له الارتياح الكامل ... وبعد تفكير طويل استمر ما يقارب عشر سنوات أعلن عجزه عن تفسير مقنع شافٍ مريح , لأنّ الله لم يفتح عليه في ذلك .. فقال:"وأنا اللحظة لا أجد في هذا القول (قول الطبعة الأولى) ما يرح أيضا ... ولكنه لم يفتح عليّ بشيء آخر .. والله المستعان .. "
الهوامش:
1 ألم يكن الصواب أن يقال إنّ المسائل الفقهية مصدرها كتاب الله وكذلك الكلامية واللغوية لكن سيد أراد اجتناب هذه المباحث لكي ينظر إلى القرآن الكريم من زاوية أخرى غير زاوية المتكلم والفقيه هي زاوية الأديب الناقد المكتشف لنظرية التصوير وزاوية المفكر الإسلامي الذي يريد بيان عظمة الإسلام في مناهجه في تشريعاته في غاياته ... وأكثر من ذلك كلّه من زاوية الداعية الذي يريد البحث عن منهج القرآن في الدعوة والحركة ... وهو في ذلك يشبه الفقهاء الذين فسّروا القرآن الكريم فقط ببيان أحكامه ثم الالتفات إلى باقي مباحثه ...
2 المنهج الحركي في ظلال القرآن , د. صلاح عبد الفتاح الخالدي , دار الشهاب ص 103
(2) مقدمة الطبعة الأولى للظلال.
3 خصائص التصور الإسلامي ومقوماته , سيد قطب , دار الشروق بيروت الطبعة الثامنة ص 15
4 "في ظلال سيد قطب لمحات من حياته وأعماله ومنهجه التفسيري" دار العلوم القاهرة
5 المصدر السابق نسخة خاصة منزلة من الشبكة
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) مقدمة تفسير المنار: 1/ 26. ط3 دار المنار بمصر 1367هـ. نقلا عن المصدر السابق مع العلم أنّ لسيد موقف خاص من مدرسة المنار في موقفها من العقل وعلاقته بالنص الشرعي سنأتي على ذكره في محلّه إن شاء الله
6 مقدمة الطبعة الثانية
(1) الإسراء: 82.
7 مقدمة الطبعة المنقحة من الظلال
8 في ظلال سيد قطب لوصفي عاشور أبي زيد
9 المنهج الحركي في ظلال القرآن للخالدي ص 13
10 مشاهد القيامة في القرآن , سيد قطب , ص9 دار الشروق بيروت
11 أستاذ التعليم العالي شعبة الدراسات الإسلامية كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب متخصص في علوم القرآن وتفسيره له دراسة كبيرة ودقيقة عن سيد قطب وتفسيره نقلتها من الشبكة
12 الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي , المنهج الحركي في ظلال القرآن , دار الشهاب ص 43
13 الظلال ج 3 ص 1734 ــ 1736 وانظر كذلك ج 4 2038 ــ 2039
14 الظلال ج 3 ص 1453
15 الظلال 4\ 2039 ـــ 2038
16 الظلال ج1 ص 348 من مقدمة تفسيره لآل عمران
17 إنّ فيما ذكرناه هاهنا كفاية للوقوف على ماهية وحقيقة هذا المعلم ولكن لمزيد تفصيل ـــ والذي نرجوا أن لا يشتت ذهن وفهم الزملاء ـــ نورد المطالب التي ذكرها الدكتور صلاح الخالدي في كتابه المنهج الحركي
18 المنهج الحركي في الظلال ص 45 ــ 46
19 جميع هذه القواعد منقولة من المصدر السابق وسنقدم بين يدي كلّ قاعدة تعريف مختصر لها من كلام الدكتور الخالدي ثم نذكر بعدها نصوصا للمفسر سيد قطب
20 المصدر نفسه ص 51
21 المصدر السابق ص 57
22 الظلال 3\ 1219
23 الظلال 2\ 890
24 انظر بتفصيل أكبر الظلال 2\ 889 .... 905
25 الظلال 3\ 1193
26 الظلال 1\ 261
27 الظلال 1\ 304 ــ 180
28 الظلال 1\ 348 ــ 349 مقدمة آل عمران
29 الظلال 1\ 704 ــ 705
30 الظلال 3\ 509 ــ 510
31 التصوير الفني في القرآن ص 7
32 د. الخالدي المنهج الحركي ص 93
33 النساء 87
34 المنهج الحركي ص 112
35 المصدر نفسه ص 122
36 مقدمتان في علوم القرآن نشر آرثر جفري ص 278 نقلا من المنهج الحركي ص 122
37 الظلال 3\ 1787
38 المنهج ص 131
39 انظر الظلال 2\ 1011 وما بعدها ...
40 المنهج الحركي ص 132
41 الظلال 2\ 1014
42 الظلال 6\ 3436
43 المنهج الحركي ص 137
44 الظلال 1\ 156
45 الظلال 2\ 713
46 الظلال 2\ 669
47 المنهج الحركي ص168 و 169
48 المصدر نفسه ص 167 و 168
49 على أننا سنعود لتعريفها بشكل منهجي علمي أعمق وأدق حين نتعرض للتفريق بين التفسير الموضوعي والوحدة الموضوعية وقد تعمدنا تأجيل هذه التعريفات والتدقيقات للتعامل مع المسألة بالحيثيات التي رافقت زمن كتابة الظلال وقراءاته الأولى حين استحسن العامة والعلماء صنيع سيد قطب وعدّوه اكتشافا في عالم التفسير أو على الأقل تجديدا فيه
50 الظلال 3\ 1243
51 الظلال 1\ 27 و 28
52 هو أحد رجلين الأوّل الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح ولد بمدينة وهران بالجزائر في يوم 8 من يوليه 1927م،
تعلم تعليما مزدوجا في كل من المدرسة الفرنسية النظامية والمدارس الحرة لجمعية العلماء المسلمين, انتقل إلى مصر حيث درس في الأزهر الشريف ثم أكمل دراسته العليا في جامعة الصربون وفي سنة 1960 ش عيّن مدرسا لعلوم اللسانيات في كلية اللغة العربية والآداب بجامعة الرباط وبعد استقلال الجزائر عيّن مدرسا بجامعة الجزائر العاصمة حيث عيّن في سنة 1964م رئيسًا لقسم اللغة العربية وقسم اللسانيات، ثم انتخب عميدًا لكلية الآداب، وبقي على رأس هذه الكلية إلى غاية 1968م. وتفرغ في ذلك الوقت للدراسة والبحث في علوم اللسان حيث استطاع بمساعدة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي (وزير التربية آنذاك) أن ينشئ معهدًا كبيرًا للعلوم اللسانية والصوتية وجهزه بأحدث الأجهزة وأسس أيضًا مجلة اللسانيات المشهورة. وفي هذا المعهد واصل الأستاذ بحوثه بفضل المختبرات المتطورة الموجودة فيه وأخرج تلك النظرية التي لقبت في الخارج "بالنظرية الخليلية الحديثة" (وهي مطروحة في الرسالة التي نال بها دكتوراه الدولة في اللسانيات من جامعة السوربون في سنة 1979م). وفي سنة 1988م عُيِّن الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح عضوًا مراسلاً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثم انتخب عضوًا عاملاً به سنة 2003م في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور إبراهيم السامرائي،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبق ذلك أن عُيِّن عضوًا في مجمع دمشق (في 1978م) ومجمع بغداد (1980م) ومجمع عمّان (1984م). وهو عضو في عدة مجالس علمية دولية وعضو أيضًا في لجنة تحرير المجلة الألمانية التي تصدر ببرلين بعنوان:
Z. fuir Phonetik Sprachwissenfaft und Kummunikation forshung.
- للدكتور الحاج صالح واحد وسبعون بحثًا ودراسة نشرت في مختلف المجلات العلمية المتخصصة (بالعربية والفرنسية والإنجليزية) حتى عام 2002م.
الثاني: الأستاذ عبد الرحمن الحاج كاتب وباحث سوري مهتم بالدراسات القرآنية ومدير تحرير موقع الملتقى الفكري للإبداع وهو موقع أكاديمي متخصص بالفكر الإسلامي وقضايا العصر من أهم إنتاجاته الفكرية في الموضوع دراسة بعنوان "المناهج المعاصرة في تفسير القرآن الكريم وتأويله" والغالب على الظنّ أنّه هو المقصود هاهنا
53 علوم القرآن 341 نقلا من المنهج الحركي ص 154 والأستاذ عدنان محمد زرزور حفظه الله عالم سوري أستاذ بجامعة البحرين متخصص في علوم القرآن الكريم والتفسير وما يتعلق بهما له كتابات ودراسات كثيرة قيمة ومتميزة لعل أهمها "الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير"وهو من تفاسير المعتزلة لا يزال مخطوطا وهو عمدة صاحب الكشاف رغم أنه لم يذكره ولا أحال عليه وهو الآن يُعِدُّ العدة لتحقيقه وطبعه وله تحقيقان نفيسان على كتابين للقاضي عبد الجبار المعتزلي وهما "تنزيه القرآن عن المطاعن" و "متشابه القرآن" وله تحقيق لمقدمة شيخ الإسلام في التفسير وهو أجود تحقيقاتها ومن كتاباته المشهورة والمتداولة "علوم القرآن وإعجازه وتاريخه وتوثيقه" ومنه أخذ النص أعلاه وكتاب "المدخل في تفسير القرآن" و "متشابه القرآن: دراسة موضوعية" اقتصرنا على الكتب التي لها علاقة بالقرآن الكريم ما يهمنا ويخص مادتنا ومقياسنا
54 أستاذ التعليم العالي , شعبة الدراسات الإسلامية , تخصص علوم القرآن والتفسير كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب له دراسة علمية دقيقة خصها بتفسير سيد قطب رحمه الله
55 من مقال له نشر على الشبكة العنكبوتية بعنوان: "نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير في ظلال القرآن " تجده في ملتقى أهل التفسير
56 محمد عبد الله دراز علامة مجدد متخصص في الدراسات القرآنية وعلومه ولد في نوفمبر سنة 1894 ش بإحدى قرى الدلتا بمصر لأسرة عريقة معروفة بالعلم فوالده الشيخ عبد الله دراز الفقيه اللغوي عيّنه الشيخ محمد عبده مشرفا على فرع الأزهر بالإسكندرية وله شروح قيمة على كتاب الموافقات للإمام الشاطبي أما الأستاذ الابن فقد تخرّج من الأزهر الشريف عام 1916 ش ثم عيّن فيه أستاذا للتفسير بكلية أصول الدين , نال شهادة الدكتوراة بجامعة الصربون بفرنسا سنة 1947 ش بمرتبة الشرف الأولى له كتابات عدة ودراسات شتى أهمها كتابه القيم "النبأ العظيم" و "دستور الأخلاق في القرآن" يعتبر من أشهر من تحدث وفصّل المقال في مسألة الوحدة العضوية أو الموضوعية للقرآن الكريم ومن أشهر نظرياته في هذا المجال مقولته المشهورة {جُمع القرآن في سورة واحدة هي سورة الفاتحة} تقول الأستاذة فاطمة حافظ (باحثة من دولة البحرين) في دراسة خاصة عن الأستاذ دراز نشرت على الشبكة موقع أسلام أون لاين, نافذة: " ثقافة وفن" ثمّ "مجاهيل ومشاهير" تحت عنوان "عبد الله دراز منظر الأخلاق القرآنية": " ... نظر دراز إلى الفاتحة نظرة جديدة فلم يكتف بالوقوف عند حدود آياتها ومعانيها , وإنما نظر إليها في علاقتها بباقي سور القرآن , مفترضا أنها على صغر آياتها تجمل مقاصد القرآن الكلية؛ وأنّ بقية السور ما هي إلاّ تفصيل وبيان لذلك الإجمال الذي حوته. ومقاصد القرآن كما بينها دراز, مقصدان نظريان: هما معرفة الحق ومعرفة الخير , ومقصدان عمليان تثمرهما هاتان المعرفتان؛ فثمرة معرفة الحق تقديسه وثمرة معرفة الخير التزامه. فالآيات الثلاثة الأولى من سورة الفاتحة عالجت مسألة التعريف النظري بالحق سبحانه وتعالى وصفاته في شذرات ثلاث انتظمت أركان العقيدة القرآنية في ترتيب بالغ الإحكام: المبدأ فالواسطة , فالميعاد (التوحيد , النبوة , الجزاء) وهي تسفر واقعا عمليا هو العبودية والاستعانة , أما الشقّ الثاني من السورة فيرتبط بالجانب البشري حين يعرض صور العمل الإنساني: المستقيم والضال والمنحرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ويناقشها على ضوء القيم الخلقية؛ فيجعل من الاستقامة معيارا يحدد للبشرية الصراط الذي ينبغي أن تسلكه ومن استحكمت معرفته بهذا الأصل النظري فإنه يسفر واقعا عمليا هو الهداية مصداقا لقوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}.
على مستوى آخر من التحليل نظر دراز إلى السورة من جهة أسلوب الخطاب مقارنة بعموم الخطاب القرآني؛ فوجد أنها السورة الوحيدة التي أتت على لسان البشرية على حين أنّ بقية السور جاءت على لسان الربوبية ويفسر دراز الاختلاف في وجهة الخطاب إلى أنّ الفاتحة تجسد سؤال البشرية وحاجتها للهدى على حين أنّ باقي القرآن هو الهدى المطلوب ... " اهـ وقد تعمدنا نقل هذا الكلام على طوله لسببين اثنين أولهما تعلقه الشديد بالموضوع فهو يبين بحق وصدق ماهية الوحدة الموضوعية للقرآن كله ولسوره وآياته والسبب الثاني لنفاسة هذا الكلام وأهميته فأردنا أن نشاركه زملاءنا الطلبة والأستاذة الكريمة ونسأل الله أن نكون قد وفقنا في ذلك فإن أثقلنا عليكم واستطردنا فيما لا ينبغي فالمعذرة وحسبنا أننا إنما أردنا النصح والإصلاح لا غير ....
57 وينتقد بعض الدارسين هذه التسمية بقولهم " ... ولا أستسيغ هذا الاصطلاح لأنه يستعمل في القصائد الشعرية , وما هو بشاعر ... " ارجع إلى موقع مجلس علوم القرآن
58 المفكر الإسلامي المعروف الدكتور طه جابر علوان نائب رئيس جامعة الأزهر له مصنفات ودراسات كثيرة جلّها تصبُّ في باب التجديد والمنهج المعرفي من أشهرها "مقاصد الشريعة" "إصلاح الفكر الإسلامي" .....
59 وهي تعني عنده " أنّ القرآن المجيد واحد لا يقبل بناؤه وإحكام آياته التعدّد فيه أو التجزئة في آياته , أو التعضية [هكذا في الأصل وربما يقصد التبعيضية] بحيث يقبل بغضه ويرفض بعضه الآخر , فهو بمثابة الكلمة الواحدة أو الجملة الواحدة أو الآية الواحدة " انتهى من موقع مجلس القرآن
60 متخصص في التفسير وعلوم القرآن أستاذ بجامعة القصيم بالسعودية له بحوث ومشاركات عدة في تخصصه ومجاله
61 نقلت هذا النص من الشبكة دون أن يعزوه صاحبه إلى مرجع معيّن لكن يبدو أنه منقول من البحث القيم "أثر السياق القرآني في التفسير دراسة تطبيقية على سورتي الفاتحة والبقرة " وهي رسالة دكتورا مقدمة لجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض للدكتور محمد بن عبد الله الربيعة باحث ومتخصص سعودي
62 هو أبو الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن الرُّبَاط ــ بضم الراء وتخفيف الباء ــ بن علي بن أبي بكر البقاعي المولود سنة 809 هـ في سهل البقاع في لبنان اليوم , وكانت البقاع يوم ذاك تعد من سوريا سكن دمشق ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة ثم عاد إلى دمشق وتوفي بها سنة 885 هـ وهو مفسر مؤرخ أديب , له مصنفات كثيرة متعددة منها أشهرها "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" المعروف بمناسبات البقاعي أو تفسير البقاعي طبع في سبع مجلدات وله أيضا "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" طبع في ثلاث مجلدات وله مصنفات أخرى كثيرة اقتصرنا ها هنا على ما له علاقة بالموضوع
63 مصاعد النظر ص 154 نقلا عن بحث للدكتور محمد بن عبد الله الربيعة بعنوان علم مقاصد السور
64 من مشاهير الأعلام المعاصرين , سوري , له مشاركات في فنون أهمها علوم الحديث له من المصنفات النافعة والجليلة: "منهج النقد في علوم الحديث " "دراسات تطبيقية في الحديث النبوي" "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه والصحيحين" ومن كتبه في الفقه "هدي النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخاصة" و "إعلام الأنام شرح بلوغ المرام" وله من التحقيقات النفيسة: تحقيق كتاب الرحلة في طلب الحديث الخطيب البغدادي و تحقيق نزهة النظر للحافظ ابن حجر
65 المنهج الحركي ص 152 و 153
66 هو أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه الشافعي الحافظ , رحل في طلب العلم إلى العراق والشام , ومصر وقرأ على المزني , ثم سكن بغداد , وصار إماما للشافعية بالعراق , وتوفي عام 324 هـ. انظر اللباب 2\ 252 طبقات القراء 1\ 449 شذرات الذهب 2\ 302
67 منسوب إلى قرية شهربان الواقعة شرق بغداد، وإليها ينسب كثير من أهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
68 الزركشي: البرهان 1/ 36، السيوطي: الإتقان 2/ 180، السيوطي: أسرار ترتيب القرآن 40 تحقيق عبد القادر عطا، ط دار الاعتصام 1396هـ، الغماري: جواهر البيان في تناسب سور القرآن15 مكتبة القاهرة ـ مصر. نقلا عن علم المناسبات القرآنية موضوعه تطوره ومكانته للأستاذ عبد الحميد محمود غانم من الشبكة
69 هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي نسبا الأندلسي موطنا ولد عام 627 هـ وتوفي عام 708 هـ سني العقيدة من أعيان المذهب المالكي الكبار , انتهت إليه الرئاسة بالأندلس في صناعة العربية وتجويد القرآن ورواية الحديث والتفسير والفقه له مؤلفات ومصنفات كثيرة من أشهرها "ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه من آي التنزيل" مطبوع بدار الغرب الإسلامي تحقيق الدكتور سعيد الفلاح وله أيضا تفسير لكتاب الله وتعليق على كتاب سيبويه وشرح لإشارة الباجي وغيرها من الكتب في مختلف العلوم والفنون انظر الدرر الكامنة 1\ 84 ـ 86 وزُرْ ملتقى أهل التفسير على الشبكة
70 الدكتور سعيد بن جمعة الفلاح مدير المعهد الاعلي للشريعة سابقا –جامعة الزيتونة تونس
71 ص 118 نقلا عن الدراسة المعنونة بـ: "المناسبات وأثرها على تفسير القرآن الكريم " لكل من الباحثين المتخصصين عبد الله الخطيب أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة والعلوم الإسلامية جامعة الشارقة ومصطفى مسلم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بذات الجامعة. نشرت بمجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية المجلد 2 العدد 2 ربيع الثاني 1426 هـ يونيو 2005 ش الصفحة 42
72 يذكره البعض باسم "أسرار القرآن"
73 طبع بدار الاعتصام القاهرة 1976 ش وطبع كذلك بدار عالم التراث في دمشق 1983 ش تحقيق عبد الله محمد الدرويش
74 هو الشيخ السيد أبو الفضل عبد الله ابن العلاَّمة أبي عبد الله شمس الدين محمد وُلد رحمه الله تعالى في ءاخر يوم من جمادى الآخرة سنة 1328هـ - 1910ر بثغر طنجة. بدأ الطلب والتحصيل ببلده على يد والده ثم رحل إلى فاس وبعد مدة طويله قضاها في تحصيل العلوم هناك رحل إلى مصر حيث درس بالأزهر الشريف ونال شهادة العالمية (عالمية الغرباء) حيث أمْتُحِنَ في اثني عشر علما فنجح فيها ثم نجح في عالمية الأزهر الشريف وقد رحل كذلك إلى كل من الشام والحجاز وأخذ على علمائهم. بلغ عدد شيوخه الذين أخذ عنهم أكثر من واحد وستين شيخا (61) وله من المصنفات الشيء الكثير حوالي ستين مصنفا مطبوعا
75 أحد كبار علماء الهند سابقا وباكستان حاليا وواحد من منظري جماعة الدعوة والتبليغ عاش ما بين 1280 هـ و 1364 هـ الموافق لـ 1863 ش و1943 ش وهو الملقب في شبه قارة الهندية بحكيم الأمة
76 هو الشيخ "حميد الدين أبو أحمد عبد الحميد بن عبد المحسن الأنصاري الفراهي"، يقال له صاحب نظرية نظام القرآن ولد سنة 1280هـ (1864م) في قرية "فيرها" من قرى مديرية "أعظم كره" بشبه القارة الهندية، وبدأ تعليمه منذ ترعرعه .. فحفظ القرآن صغيرا -شأنَ أبناء العائلات الشريفة في الهند- وبرع في الفارسية حتى نَظَم فيها الشعر وهو ابن ستة عشر عاما، ثم اشتغل بطلب العربية وعلومها على يد ابن عمته العلامة المؤرخ الأديب شبلي النعماني (1274 - 1332هـ/ 1858 - 1914م)، وكان أكبر منه بست سنين. كما تلقى العلم في حلقة الفقيه الحنفي المحدث العلامة الشيخ "أبي الحسنات محمد عبد الحي اللَكنوي" (1264 - 1304هـ/ 1848 - 1887م) وغيره من علماء عصره، ثم عَرَّج بعد ذلك على اللغة الإنجليزية وهو ابن عشرين سنة، والتحق بكلية "عليكره" الإسلامية، وحصل على "الليسانس" في الفلسفة الحديثة من جامعة "الله آباد". ثم عُين معلما للعلوم العربية بمدرسة الإسلام بكراتشي (عاصمة السند آنذاك)، فدرس فيها سنين، وكتب وألَّف وقرض وأنشد، ثم انقطع بعد ذلك إلى تدبر القرآن ودرسه، وجمع علومه، فقضى فيه أكثر عمره حتى توفي رحمة الله في 19/ 6/1349هـ (11/ 11/1930م) في مدينة "متهورا" حيث كان يتطبب من مرض ألم به. من أقواله عليه رحمة الله في الموضوع:" "إن المراد بالنظام أن تكون السورة كلا واحدا، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، أو بالتي قبلها أو بعدها على بُعد منها، فكما أن الآيات ربما تكون معترضة، فكذلك ربما تكون السورة معترضة، وعلى هذا الأصل نرى القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
كله كلاما واحدا، ذا مناسبة وترتيب في أجزائه، من الأول إلى الآخر؛ فتبين مما تقدم أن النظام شيء زائد على المناسبة وترتيب الأجزاء "
77 ابن النقيب أبي عبد الله محمد بن سليمان بن الحسن جمال الدين البلخي المقدسي الحنفي المتوفى سنة 698 هـ رحمه الله.شيخ أبي حيان الأندلسي من كتبه المعروفة والتي نسبت خطأ لابن القيم الجوزية رحمه الله كتاب الفوائد المشوّق لعلوم القرآن
78 المقصود هنا أننا لا ننكر هذه التفسيرات وهذه المناسبات لمجرد كونها تفسيرات إشارية بل ما نريد إبرازه هو تميّز الظلال بعدم الاهتمام بهذا النوع من المناسبات
79 الأستاذ أحمد بزوي الضاوي من مقال له بعنوان "نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب " زُرْ موقع ملتقى أهل التفسير
80 المرجع نفسه
81 نقلا عن مقال للموقعة باسم شجرة الطيب المشرفة على موقع الواحة الشعرية والآفاق الأدبية انظر موقع شبكة رواء للآداب وفنون العربية http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=10832
82 نقلا عن المصدر نفسه
83 المصدر السابق
84 المصدر نفسه
85 المصدر نفسه
86
87 عبد الرحمن حللي في مقالة بعنوان "في منهج التفسير الموضوعي للقرآن " وعي عبارة عن مقالة نقدية لكتاب "منهج التفسير الموضوعي للقرآن الكريم دراسة نقدية " وهي دراسة أعدها الدكتور سامر رشواني صدرت عن دار الملتقى بحلب 2009 ش
88 المنهج الحركي ص 153
89 الطالب الباحث عدنان البحيصي
90 وهو إنتاج ضخم عُبِّئَ بالطعن في كتاب الله عزّ وجلّ والتشكيك فيه
91 أحمد بزوي الضاوي , منهج سيد قطب في التفسير: الدراسة التفصيلية للسورة , والتفسير الموضوعي
92 الظلال الطبعة الأولى 2\ 84 ـ 85 نقلا عن المنهج الحركي ص: 164 ـ 165
93 الظلال 1\ 238 وانظر الحاشية في ذات الصفحة والمنهج ص: 165
94 الظلال 2\ 978 ـ 979 المنهج 166
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك بك ونفع بك وجعله لك في الميزان(/)
اقرأ باسم ربك
ـ[صلاح علي الزيات]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:17 م]ـ
اقرأ باسم ربك (1)
دَفَعَهُ الطُّهر الذي انجَمَعَتْ عليه أضلاعُهُ، وأَنْهَزَهُ النَّقاءُ الذي سُقي به قلبُهُ حتى أُتْرِع، إلى عزلةٍ بدنية وشعوريةٍ، فكان ينزوي فيها عن أوْضَارِ الشرك ومظاهِرِهِ التي كانت تعجُّ بها فجاجُ مكة ونواحيها، فلا تَقَعُ عينُهُ على نَحَائِرَ أُرِيقَتْ دماؤُهَا على صفائِحِ الحَجَر تقرُّباً إلى الوهم، ولا على بيتِ الله وقد أمَّتْهُ أفواجُ العُراة والعرايا يطوفون به فريةً على الله تعالى.
أين يمكن أن يَنْتَبِذَ عن جاهلية الأرض وأرجاسها؟؛ ووقع اختياره على فم غار في أعلى شاهقٍ حول حرم مكة، وكأنما عَجِزَتْ رِحابُ وادي مكة الفسيحة عن استيعابِ ذلك القلبِ الكبيرِ، فخرج يَبْعَجُ ضِيْقَهَا ليُشْرِفَ عليها من رأس الجبل، فكان جبلَ ثور .. وكانت غارَ حراء، ليختلي في ظلمتِهِ متعبِّداً متحنِّثاً الليالي ذوات العَدَد.
ولطالما كنتُ أعجبُ وتعلُوني رهبةٌ إذا وقَعَتْ عيني على ذؤابةِ جبلِ ثورٍ: في علوُّها وشموخِها ووعُورَةِ مُرْتقاها وشَعَثِ أحجارِها وتفرُّقها، مُبَعْثرةً يَتَمَايلُ بها السَّراب تحت وَهَجِ أشعّةِ الشمس، وأقول في نفسي: فكيفَ إذا غَشَتْ ذلك الشَّعَثَ والسُّكونَ ظلمةُ الليل؟ وتَلَفَّعَتْ أوصالُ جبلِ ثورٍ بأسْمَالِ الظَّلام الحالِكِ في ليالي السِّرار .. يا لله .. من يصبر على خَلْوةٍ تمتدُّ إلى ثلاثين يوماً في هذا الموضع الموحش؟، ولقد استقرَّ في نفسي أنه لم يحرِّك رسولَ الله صل1 للفرارِ إلى هذا القَفْرِ إلا قلوباً كانتْ أشدَّ قَفْراً منه، ولا أصْبَرَهُ على ارتقاءِ هذه الحُزُون إلا نُفوساً كانت أشدَّ حُزُونةً منها!.
وهناك في ناحيةٍ من غارِ حراء، وفي شهر رمضان المبارك؛ لم يكن محمدصل1 على موعدٍ مع النبوةِ .. كلا، بل كانت الدُّنيا -بكل ما أشرقتْ عليه- على موعدٍ مع النور .. على موعدٍ مع السعادة ومع الهداية، لقد كانت الحياةُ –في ثنايا غارِ حراءٍ- على موعدٍ مع الحياة!!.
إنه الملك الكريم (جبريل عليه السلام) يقطعُ على النبيصل1 عزلَتَه، ويملأُ عليه خلوَتَه، فيَفْجَأُهُ دون مقدماتٍ ولا تحيّاتٍ: (إقرأ)!، ويجيبُهُ الذي ملأتْ السماحةُ أغوارَ روحه: (ما أنا بقارئ)!، هكذا .. دون اعتراضٍ ولا سؤالٍ ولا استنكاف، دَهَمَهُ بالسؤال فبادَرَ بالجواب، يعجزُ اليراعُ عن تصويرِ التواضع وهضم النفس بأبلَغَ من هكذا صورة.
وتهيأةً لاستقبالِ ثقل النبوةِ وشرفِ الرسالة؛ تكون فاتحةُ ذلك: أنْ يأخُذَهُ الملَك فيَغُطَّهُ ويَغُتَّهُ ويضْغَطَه ثلاثاً حتى يبلغ من ذلك الجسد -الذي أنحلَهُ التأمُّلُ- الجَهدَ، وفي كل مرةٍ يأمره بما يعلمُ اللهُ تعالى ويعلمُ كلُّ أحدٍ أنه لا يحسنه: (اقرأ)!، ليمضيَ قدرُ الله تعالى وتجريَ مشيئَتُهُ أن يكون ذلك النورَ من وحيِ الله بفصاحتهِ وبلاغتهِ وتراكيبهِ الأخَّاذَةِ، وما اشتمل عليه من التشريع الحكيم والهدى المستقيم، وما تضمَّنه من بحارِ علومٍ لم تزل البشرية تفجِّرُ ينابيعها لا تُنْزِفُهَا .. أن يكون ذلك كلَّه ممن أجاب قائلاً: (ما أنا بقارئ)!، ليبوح الحال قبل المقال بمصدر ذلك؛ وأنه من لدن حكيم خبير، وصدق الله: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون)، (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا).
ليخرج النبيصل1 - بعد ذلك- من فم الغار عائداً إلى أهله ترجُفُ بَوَادْرُهُ ..
يخرجُ: ليَنْبَلِجَ بخروجه -من ظلمة الغار- نورٌ طبَّقَ ما بين الخافقين ..
يخرج من ضيق الغار: إلى عالم عجَّ بالفتن، ورَسَفَ تحت الأغلال؛ ليطلقه من قيوده ..
يخرج (ترجُفُ بوادره): ليَعْمُرَ النفوسَ الخائفةَ بِثَلَجِ الأمن وبَرْدِ الطمأنينة ..
وهكذا تمت نعمة الله تعالى على عباده، وكملت عليهم منته ..
ولقد كان لذلك الحدَثِ -الذي أفاضَ به جَوفُ حراءٍ- على الدنيا أعظمَ الأثر وأبلَغَهُ وأمْضَاه، فَبِهِ شعَّ النور، وولَّتْ جيوشُ الظلام والشرك مدبرةً لا تلوي على شيء، وفي اختيار الله تبارك وتعالى غارَ حراءٍ مكاناً، وشهر رمضان زماناً عبرةٌ تَشِي بمعنىً من معاني الربوبية والملك والتدبير التي تضمنها قول الله تبارك وتعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار).
وتأمل فيما دلَّ عليه كون فواتحِ آي القرآن التي استقبلها الكون وأوائلها؛ جاءت آمرةً بالقراءة مرَّتين؛ وممتنَّةً على الخلق بتعليم الله تعالى لهم مرَّتين؛ ومعتنية بالتنصيص على آلة الكتابة التاريخية: (القلم) ..
أيُّ ترسيخٍ لأهميةِ العلم ومكانته في هذه الشريعة الجديدة باحتْ به تلك الآياتُ البالغات ..
تلك الشريعة الجديدة التي نفضتْ عن الدنيا غبارَ الجهل، وصَقَلَتْ عقولَ البشر من غَبَشِ الشرك والضلالة والخُرَافَة ..
(قولي - بربّك - يا سُميّة:
مَن نحن لولا قِصّةٌ في الغارِ
ضجّت قبلها
وتفتّحت سُجُف السماء
(*)
هل نحن إلاّ أُمّةٌ
سهرت على كتف الظلام!
وتململت قَلقاً
تصفّق للمنامِ
ولا تنام!
هل نحن - لولا قصّة الغار الشريفةُ -
غير تاريخٍ قديم؟!
و قصائدٍ منثورةٍ
ما بين زمزم والحطيم؟!
هل نحن إلاّ بعضُ أسمالٍ قديمةْ!
ومفاخرٌ كانت سقيمةْ!
مَن نحن لو لم نرتوِ
من نهر من حضنت حليمة؟!) (2).
حواشي:
1 - العنوان وفكرة المقال مستوحاة من خطبة للدكتور عبد الوهاب الطريري يحفظه الله، وسبق أن نشرت المقال في موقع ملتقى السيرة النبوية.
2 - أبيات للشاعر سعود الصاعدي في قصيدته: (أوراق عربي من غار حراء)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:33 م]ـ
شكر الله لك أخينا الفاضل على هذا الموضوع الجميل المتعلق بحياة الحبيب صلى الله عليه وسلم
وكل أمر متعلق به جميل وحبيب إلى النفس
...
ملاحظة غار حراء ليس في جبل ثور بل هو جبل حراء أو النور كما هو معروف عند العامة ويقع في شمال شرق الكعبة
أما جبل ثور فهو المتعلق بالهجرة وهو جنوب شرق الكعبة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 07:27 م]ـ
شكر الله للأخ العزيز والزميل الحبيب صلاح الزيات هذه المقالة البديعة، وأرجو أن تكون باكورة مباركة للمشاركة معنا في ملتقى أهل التفسير بإذن الله.
وما تزال لحظات تلقي الوحي الأولى مليئة بالعبر والمواعظ التي تحتاج إلى المزيد من الشرح والبيان.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 08:47 م]ـ
شكر الله لك أخينا الفاضل على هذا الموضوع الجميل المتعلق بحياة الحبيب صلى الله عليه وسلم
وكل أمر متعلق به جميل وحبيب إلى النفس
...
ملاحظة غار حراء ليس في جبل ثور بل هو جبل حراء أو النور كما هو معروف عند العامة ويقع في شمال شرق الكعبة
أما جبل ثور فهو المتعلق بالهجرة وهو جنوب شرق الكعبة
جبل ثور أكبر من جبل حراء وأبعد منه بالنسبة الى المسجد الحرام فهو بأسفل مكة جنوب محلة المسفلة ويرى ومن مزدلفة. ويقال إن اسم الجبل أطحل حسب الكتب التاريخية. نزله ثور بن عبد مناة , فنسب إليه .. وهو أكبر وعورة وأصعب مرتقى من غار حراء , وبه غار معروف مشهور , طوله (18) شبرآ وطوله فمه الضيق5 أشبار. وبعد اشتداد إيذاء قريش لرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الإذن بالهجرة لجأ إليه بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه , ومكثا فيه ثلاثة أيام .. وكان مبدأ هجرته صلى الله عليه وسلم وهو الغار المذكور في القرآن قال الله تعالى:إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 08:52 م]ـ
اقرأ باسم ربك (1) بانتظار الحلقة الثانية. ولكن إن كانت تخص التفسير فهل سيكون هذا موقعها؟؟؟
ـ[صلاح علي الزيات]ــــــــ[13 Aug 2010, 11:40 م]ـ
شكراً لأخوي الكريمين: أبي سعد الغامدي الأزدي، وتيسير الغول-حفظكما الله-، وقد راجعت المعلومة التي أشار إليها الكريم أبو سعد، وفعلاً هي خطأ مني، وما ذكره أخي أبو سعد صحيح، فلعلها تصحح فوق ..
وفائدة الأخ الفاضل تيسر في محلها .. ولكن ليس ثمة جزء للمقال ثاني، وإنما الرقم (1) إشارة للهامش!!
وأما أنت يا شيخنا المفضال: عبد الرحمن الشهري فجزاك الله خيراً على مرورك وتشريفك للموضوع .. وتعليقك أعطى للمقال أهمية ..(/)
هل يعتبر ترتيب الآيات مجالا وموردا للاستنباط؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Aug 2010, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
س: هل يمكننا الاستفادة من ترتيب الآيات في معرفة فضائل الأوقات؟
قال تعالى:
(((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)))
هذه الآية الكريمة جاءت بين آيات كريمات قبلها وبعدها في سورة البقرة، فيها ذكر لشهر رمضان وأحكامه، هل يبين لنا ذلك أن هذا الوقت وقت ثمين لمن يريد أن يتوجه إلى ربه بالدعاء، ووقت ثمين للاستقامة والاستجابة لله تعالى، وسؤال الله تعالى الثبات على ذلك؟.
قال ابن كثير:
" والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"أهـ
رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.
بارك الله فيكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Aug 2010, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
س: هل يمكننا الاستفادة من ترتيب الآيات في معرفة فضائل الأوقات؟
قال تعالى:
(((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)))
هذه الآية الكريمة جاءت بين آيات كريمات قبلها وبعدها في سورة البقرة، فيها ذكر لشهر رمضان وأحكامه، هل يبين لنا ذلك أن هذا الوقت وقت ثمين لمن يريد أن يتوجه إلى ربه بالدعاء، ووقت ثمين للاستقامة والاستجابة لله تعالى، وسؤال الله تعالى الثبات على ذلك؟.
قال ابن كثير:
" والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"أهـ
رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.
بارك الله فيكم.
كثير من المشايخ أشاروا الى ان هذه الآية (((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))) جاءت عقب الإنتهاء من آية الصوم مما يدل على ارتباطها بالمحل. وكما نعلم بأن ترتيب الآيات توقيفي فيه حكمة بالغة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم. بل إن السور أحياناً تكون مكملة لبعضها في المعنى مما يدل على حكمة الترتيب وخصوصية المحل. وهذا لم يغفل عنه المفسرون وقد أشاروا اليه في كثير من المواقع. ومن ذلك على سبيل المثال ارتباط سورة الفيل بسورة قريش في المعنى العام والدلالة وكأنهما سورة واحدة. وأكثر أهل التفسير تركيزاً على ذلك سيد قطب في ظلاله فإنه يشير الى ذلك بشكل واضح في جميع تفسيره.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
س: هل يمكننا الاستفادة من ترتيب الآيات في معرفة فضائل الأوقات؟
قال تعالى:
(((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)))
هذه الآية الكريمة جاءت بين آيات كريمات قبلها وبعدها في سورة البقرة، فيها ذكر لشهر رمضان وأحكامه، هل يبين لنا ذلك أن هذا الوقت وقت ثمين لمن يريد أن يتوجه إلى ربه بالدعاء، ووقت ثمين للاستقامة والاستجابة لله تعالى، وسؤال الله تعالى الثبات على ذلك؟.
قال ابن كثير:
" والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"أهـ
رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.
بارك الله فيكم.
ما نقلت عن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى يلخص الموضوع بنكهة السلف التي ترتاح لها نفس المؤمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 04:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
س: هل يمكننا الاستفادة من ترتيب الآيات في معرفة فضائل الأوقات؟
قال تعالى:
(((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)))
هذه الآية الكريمة جاءت بين آيات كريمات قبلها وبعدها في سورة البقرة، فيها ذكر لشهر رمضان وأحكامه، هل يبين لنا ذلك أن هذا الوقت وقت ثمين لمن يريد أن يتوجه إلى ربه بالدعاء، ووقت ثمين للاستقامة والاستجابة لله تعالى، وسؤال الله تعالى الثبات على ذلك؟.
نعم فضائل الأوقات وربما المكان أيضا:
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) البقرة (198)
وربما الأحوال والمناسبت:
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)) آل عمران
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)) البقرة
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)) إبراهيم
وربما كان هناك أمثلة أخرى
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:28 ص]ـ
كثير من المشايخ أشاروا الى ان هذه الآية (((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))) جاءت عقب الإنتهاء من آية الصوم مما يدل على ارتباطها بالمحل. وكما نعلم بأن ترتيب الآيات توقيفي فيه حكمة بالغة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.
جزاك الله خيرا، هل يمكنك أخي الكريم أن ترشدني إلى المألف الذي تحدث عن هذه القضية، كتأصيل.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:33 ص]ـ
[/ INDENT][/INDENT] نعم فضائل الأوقات وربما المكان أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) البقرة (198)
وربما الأحوال والمناسبت:
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)) آل عمران
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)) البقرة
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)) إبراهيم
وربما كان هناك أمثلة أخرى
أمثلة ذات فائدة عظيمة أخي الكريم أبا سعد.
لكن ألا تلاحظ أن هناك فرقا بين المثال الذي ذكرته في مشاركتي، والأمثلة التي ذكرتها في مشاركتك.
هل انتبهت أخي الفاضل إلى أن الآية جاءت معترضة بين آيات الصيام.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:23 ص]ـ
ما نقلت عن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى يلخص الموضوع بنكهة السلف التي ترتاح لها نفس المؤمن.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
لم أنتبه لمشاركتك أخي الكريم، جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن يعينني على اقتفاء أثرهم والسير على منوالهم والتأدب بأدبهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:25 ص]ـ
أمثلة ذات فائدة عظيمة أخي الكريم أبا سعد.
لكن ألا تلاحظ أن هناك فرقا بين المثال الذي ذكرته في مشاركتي، والأمثلة التي ذكرتها في مشاركتك.
هل انتبهت أخي الفاضل إلى أن الآية جاءت معترضة بين آيات الصيام.
نعم انتبهت أيتها الفاضلة
ومشاركتي بناء على سؤالك:
"س: هل يمكننا الاستفادة من ترتيب الآيات في معرفة فضائل الأوقات؟ "
وسؤالك:
"هل يبين لنا ذلك أن هذا الوقت وقت ثمين لمن يريد أن يتوجه إلى ربه بالدعاء، ووقت ثمين للاستقامة والاستجابة لله تعالى، وسؤال الله تعالى الثبات على ذلك؟."
وإذا كان في ورود تلك الآية بين آيات الصيام دلالة على فضل الوقت، فإن مثلها دلالة سياق الآيات التي ذكرتُ على فضل بعض الأماكن والأحوال وأنها مظنة إجابة الدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الصيام عملا صالحا يرجى استجابة دعاء المتلبس به، فكذلك رفع إبراهيم القواعد من البيت عمل صالح ... ، وكذلك الوقوف عند المشعر الحرام .... ، وكذلك حال زكريا حين رأى قدرة الله في أمر خارق للعادة كان له من الرجاء مالم يتفق له في غيره من الأوقات .... ، وكذلك حال الخليل حين وضع اسماعيل وأمه عند البيت وتركهما وحيدين .....
وعليه يمكننا أن نستفيد من ترتيب الآيات وكذلك المناسبة التي ذكرت فيها الآية
وإن كنت تريدين أمثلة مشابهة لمثالك من حيث ورودها في سياق مختلف فهناك قوله تعالى:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة (238)
وردت وسط آيات متعلقة بأحوال الأسرة.
وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران (130)
وردت في وسط آيات متعلقة بالجهاد.
وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)) الأحزاب
وما قابلها وما بعدها يتحدث عن أحكام متعلقة بالطلاق والنكاح.
وقوله تعالى:
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) القيامة
جاءت في وسط آيات تتحدث عن القيامة وأحوال الآخرة.
والشبه بين ما أوردتيه أنت وما أوردته أنا هو اختلاف الموضوع عن ما قبله وبعده، ومثالك استدللت به على فضل الأوقات، وأمثلتي ربما دلت على أمور أخرى وعلينا أن نبحث والله الموفق.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أباسعد وفي علمك ووقتك، وكفاك هم الدنيا.
وننتظر من الاخوة نتاج تدبرهم لكتاب الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، بارك الله في الأوقات والأعمار.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا، هل يمكنك أخي الكريم أن ترشدني إلى المألف الذي تحدث عن هذه القضية، كتأصيل.
نجد في القرآن بعد ذكر القصاص نجد التعقيب والإشارة إلى التقوى: «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
وفي التعقيب على الوصية أيضاً ترد الإشارة إلى التقوى كذلك: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ - إِنْ تَرَكَ خَيْراً - الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ» ..
وفي التعقيب على الصيام ترد الإشارة إلى التقوى أيضا واستجابة الدعوة كتحصيل بعد عبادة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
يقول سيد رحمه الله: ولا تبعد التعقيبات القرآنية بعد العبادات عن معنى التقوى، واستجاشة الحساسية والشعور باللّه في القلوب. فتجيء هذه التعقيبات «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإني قريب .. أجيب دعوة الداع إذا دعان .. أية رقة؟ وأي انعطاف؟ وأية شفافية؟ وأي إيناس؟ وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود، وظل هذا القرب، وظل هذا الإيناس؟ والصائم أقرب الدعاة استجابة، كما روى الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده - بإسناده - عن عبد اللّه بن عمر - رضي اللّه عنهما - قال: «سمعت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» .. فكان عبد اللّه بن عمر إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وروى ابن ماجه في سننه
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:17 ص]ـ
نجد في القرآن بعد ذكر القصاص نجد التعقيب والإشارة إلى التقوى: «وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
وفي التعقيب على الوصية أيضاً ترد الإشارة إلى التقوى كذلك: «كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ - إِنْ تَرَكَ خَيْراً - الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ» ..
وفي التعقيب على الصيام ترد الإشارة إلى التقوى أيضا واستجابة الدعوة كتحصيل بعد عبادة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ..
يقول سيد رحمه الله: ولا تبعد التعقيبات القرآنية بعد العبادات عن معنى التقوى، واستجاشة الحساسية والشعور باللّه في القلوب. فتجيء هذه التعقيبات «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ. فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» ..
فإني قريب .. أجيب دعوة الداع إذا دعان .. أية رقة؟ وأي انعطاف؟ وأية شفافية؟ وأي إيناس؟ وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود، وظل هذا القرب، وظل هذا الإيناس؟ والصائم أقرب الدعاة استجابة، كما روى الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده - بإسناده - عن عبد اللّه بن عمر - رضي اللّه عنهما - قال: «سمعت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» .. فكان عبد اللّه بن عمر إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وروى ابن ماجه في سننه
أشكرك أخي تيسير على هذا النقل، فقد استفدت منه، أمرا، وهو تأكيد فائدة الآية الاعتراضية في الاستنباط، ولكن ألم يتعرض أهل العلم لما عرض بالدراسة الدقيقة التأصيليه، ومن هو سيد الذي نقلت النص عنه وما اسم كتابه حتى تتم الفائدة؟
وما نقلته من الآيات في أول الأمر مفيد، لكنه غير النوع الذي أردته، وهذا ما أشرت إليه سابقا.جزاك الله خيرا.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[16 Aug 2010, 07:13 ص]ـ
استفدت من التفسير المباشر مثالا، لكنه أتى في آية واحدة:
قال د. الدكتور محمد بن عبدالله الربيعة في برنامج التفسير المباشر:
د. عبد الرحمن: (((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا))) أشرت في بداية الحديث أن السورة تكميلية لما في سورة البقرة فما دلالات هذه الآية؟
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) كأن فيها إشارة صريحة أن الله صرح فيها أن هذا الدين قد كمل في التشريعات وإلا فإن سورة النصر تأخر نزولها وربما بعض آيات سورة البقرة لكن عموم التشريعات. استوقفني وربما يستوقف كل قارئ متدبر هذه الآية وموقعها في آية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ). لو نظرنا في المصحف قال (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ) إلى أن قال (((الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا))) ثم انتقل إلى أول السورة (((فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))) فالقارئ المتدبر لا بد أن يسأل لماذا جاءت هذه الآية مع أنها أنزلت وحدها عشية عرفة في حجة الوداع، نزلت لوحدها، لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها هنا؟ والله أعلم هذه السورة فيها تفصيلات وحرمات وتأكيدات ومواثيق وعهود جاءت هذه الآية في وسط الأحكام لتستوقف
(يُتْبَعُ)
(/)
القارئ ليعرف نعمة الله عز وجل عليه في هذه التفصيلات وهذه التوضيحات وهذه التشريعات وليعرف أن الدين قد كمل لن يأتي بعد اليوم أحد يقول أين نجد حكم هذه النازلة أو هذه الحادثة أو هذه المعاملة؟ فوجود هذه الجملة في آية فيها تفصيلات يدل على أن هذا الدين جاء حتى بالتفصيلات (ما فرطنا في الكتاب) فأنت أيها المتدبر يجب أن تستشعر هذا المعنى العظيم والله تعالى يقول (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أنك تعلم أن ليس هناك حكم إلا ولله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم فيه بيان شافي. هذا معنى عظيم تعطينا إياه هذه السورة كما أن هذه الجملة فيها امتنان من الله عز وجل يجب أن نعرف نعمة الله عز وجل علينا بكمال الدين ولذلك قال فيها (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) كأن الله تعالى يقول يجب أن تبصروا نعمة الله عليكم ببيان الدين أليس بيان الدين والتشريع نعمة؟ بلى والله وأعظم نعمة (((كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) البقرة))).
د. عبد الرحمن: يقول أحد أحبار اليهود لعمر رضي الله عنه آية لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً قال عمر أي آية قال (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) قال عمر والله إني أعلم متى نزلت وأين نزلت
ونحن نتخذ هذه الآية إذن بأن نجعل هذا القرآن منهج حياة فكل يوم لنا عيد في هذا القرآن حينما نغتبط به ونرتبط به ونأخذ منه حياتنا ومنهجنا. وهناك لفتة في قوله تعالى (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) فيه بيان من الله عز وجل أن الله رضي هذا الإسلام دين ولن يرضى غيره بعده (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ (85) آل عمران) ولهذا جاء بعد ذلك جدال أهل الكتاب كأنه يقول هذا الدين الحق فاعترفوا أنه الدين الحق واتبعوه وجاء ذلك في تفصيل آيات الجدال ومحاجة أهل الكتاب (يا بني إسرائيل) وورد في هذه السورة (يا أهل الكتاب) كثيراً.
الحلقة (99) من البرنامج يوم الأحد 5 رمضان 1431هـ
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21400
قال تعالى:
(((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3))))
نقل ابن كثير عن ابن عباس رض1 قوله التالي:
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا قَبيصة، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار-هو مولى بني هاشم-أن ابن عباس قرأ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} فقال يهودي: لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدًا. فقال ابن عباس: فإنها نزلت في يوم عيدين اثنين: يوم عيد ويوم جمعة. " أهـ
هل نستطيع أن نقول أن هذا يدل على فضيلة يوم الجمعة، ويوم عرفة، وفضيلة الوقت الذي نقرأ فيه القرآن الكريم؟
جزاكم الله خيرا.(/)
تأملات في أيات التنزيل من الكلام الجليل
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:21 ص]ـ
1. هذه بعض التأملات في أسرار معاني كلام الله العظيم، هذا الكلام المعجز الذي إن إجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثله لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، فكيف بالإحاطه بأسراره وعجائبة،
فعظمة الكلام دلالة علي عظمة المتكلم –جل وعلا- الذي من أسمائه العظيم، فمن عظمته أن السموات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحد نا كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
2. التأملات مع آية أو آيتان من كل جزء رجوعا الي
التفسير الميسر وهي مرتبة كالآتي:
. ذكر الفائدة من الآية.
. كتابة الآية.
. بعض ماذكر فيها من التفسير الميسر.
· تأملات من الجزء الأول
1 - تكرار قراءتها التذكير باليوم الأخر والاستعداد له بالعمل الصالح
من سورة الفاتحة: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=1&nAya=4%22))(4)
· في قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته:
.تذكير له باليوم الآخر
.وحث له علي الإستعداد بالعمل الصالح.
.والكف عن المعاصي والسيئات.
2 - دخول الجنة بالاخلاص، وإتباع الرسول في أقواله وأفعاله. (وهي مدلول الشهادتين)
من سورة البقرة: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=2&nAya=112%22))(112)
( أسلم وجهه لله):-مَن أخلص لله وحده لا شريك له.
(وهو محسن): وهو متبع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأعماله.
: فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة, وهو دخول الجنة,
وهم لا يخافون: فيما يستقبلونه من أمر الآخرة,
ولا هم يحزنون:على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
.تأملات في الجزء الثاني
1 - عبادتي الذكر والشكر، وأفضل الجزاء
من سورة البقرة:فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=2&nAya=152%22))(152)
أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره,
وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.
2 - أجمع الأدعية، وأكثر دعاء النبي صلي الله عليه وسلم.
من سورة البقرة: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=2&nAya=201%22))(201)
ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه:
ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقًا وعلمًا نافعًا, وعملا صالحًا, وغير ذلك من أمور الدين والدنيا,
في الآخرة الجنة,
واصرف عنَّا عذاب النار.
وهذا الدعاء من أجمع الأدعية, ولهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, كما ثبت في الصحيحين.
تأملات في الجزء الثالث
1 - دلالة علي صدق نبوة النبي- عليه الصلاة والسلام- لمن جحدها، والاقرار وأخذ العهد من الأنبياء -عليهم السلام- وشهادة أممهم علي الايمان به – صلي الله عليه السلام.
من سورة آل عمران.
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=81%22))(81)
واذكر -أيها الرسول- إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة,
ثم جاءكم رسول من عندي, مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه.
فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك, قال: فليشهدْ بعضكم على بعض, واشهدوا على أممكم بذلك, وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم, وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:58 ص]ـ
تأملات في الجزء الرابع
1 - ] نتيجة الذكر والتفكر التعلق بالاخرة.
تابع للفائدة: اول آية ان في خلق السماوات والأرض فيها خبر وفي الخبر حث على القيام بعبادة التفكر ثم وصفوا بأنهم اولوا الألباب ,,ثم انهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض ثم انهم انتفعوا بهذا الخبر كيف؟ كانوا كثيري الذكر والتفكر ناتج ذكرهم وتفكرهم معرفة صفات ربهم (ربنا ماخلقت هذا باطلا) فجاء الدعاء الذي هو العبادة العظيمة.
من سورة آل عمران
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=190');)(190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=191');)(191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=192');)(192)
2- يدل على استجابتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء عندهم علم بالسنة.
رَبَّنَا إِنَّنا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=193');)(193) .
( من التفسير الميسر):يا ربنا إننا سمعنا مناديا -هو نبيك محمد صلى الله عليه وسلم- ينادي الناس للتصديق بك, والإقرار بوحدانيتك, والعمل بشرعك, فأجبنا دعوته وصدَّقنا رسالته, فاغفر لنا ذنوبنا, واستر عيوبنا, وألحقنا بالصالحين.
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=3&nAya=194');)(194)
التفسير الميسر: يا ربنا أعطنا ما وعدتنا على ألسنة رسلك من نصر وتمكين وتوفيق وهداية, ولا تفضحنا بذنوبنا يوم القيامة, فإنك كريم لا تُخْلف وعدًا وَعَدْتَ به عبادك.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:13 ص]ـ
تأملات في الجزء الخامس
1 - علم الله بما هو أصلح لعباده، وسؤاله تعالي بدلا من التمني
وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=4&nAya=32%22))( النساء:32)
التفسير الميسر: ولا تتمنوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض, في المواهب والأرزاق وغير ذلك,
فقد جعل الله للرجال نصيبًا مقدَّرًا من الجزاء بحسب عملهم, وجعل للنساء نصيبًا مما عملن,
واسألوا الله الكريم الوهاب يُعْطِكم من فضله بدلا من التمني.
إن الله كان بكل شيء عليمًا, وهو أعلم بما يصلح عباده فيما قسمه لهم من خير
2 - الإيمان الصادق يقتضي الانقياد لشرع الله
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=4&nAya=60%22))(60: النساء)
(التفسير الميسر): ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك المنافقين الذين يدَّعون الإيمان بما أُنزل إليك -وهو القرآن- وبما أُنزل إلى الرسل من قبلك, وهم يريدون أن يتحاكموا في فَصْل الخصومات بينهم إلى غير ما شرع الله من الباطل, وقد أُمروا أن يكفروا بالباطل؟ ويريد الشيطان أن يبعدهم عن طريق الحق, بعدًا شديدًا. وفي هذه الآية دليل على أن الإيمان الصادق, يقتضي الانقياد لشرع الله, والحكم به في كل أمر من الأمور, فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله, فهو كاذب في زعمه.
3 - التحاكم بالسنة من صميم الايمان مع الرضا والتسليم.
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=4&nAya=65%22))(65: النساء)
(التفسير الميسر): أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة أن هؤلاء لا يؤمنون حقيقة حتى يجعلوك حكمًا فيما وقع بينهم من نزاع في حياتك, ويتحاكموا إلى سنتك بعد مماتك
, ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقًا مما انتهى إليه حكمك, وينقادوا مع ذلك انقيادًا تاماً, فالحكم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة من صميم الإيمان مع الرضا والتسليم.
4 - شفاعتي الخير والشر ومآلهما
مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ( http://javascript<b></b>:AyatServices(%22/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=4&nAya=85%22))(85: النساء
(التفسير الميسر):من يَسْعَ لحصول غيره على الخير يكن له بشفاعته نصيب من الثواب,
ومن يَسْعَ لإيصال الشر إلى غيره يكن له نصيب من الوزر والإثم.
وكان الله على كل شيء شاهدًا وحفيظًا(/)
نظرة في: (دعائم القبول لأسباب النزول)
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:56 ص]ـ
نظرة في: (دعائم القبول لأسباب النزول)
العنوان الوارد في كتاب إتقان البرهان في علوم القرءان للدكتور فضل حسن عباس رعاه الله
يعد هذا الكتاب من كتب علوم القرآن المهمة، فقد بذل فيه مؤلفه جهدا لا يستهان به، وحاول أن يحقق في مسائل اعتدنا على قبولها وقراءتها في كتب علوم القرآن، ويبدو لي أنه حقق بعض الأهداف التي أراد الوصول إليها من هذا الكتاب، إلا أنه لفت انتباهي ما وجهه المؤلف للقراء عند العنوان سالف الذكر بقوله: "فلا تعجبوا ـ أرشدكم الله ـ إن وجدتم فيه ما لا يوافق ما ألفتموه، ويتعارض مع ما عرفتموه".أ. هـ.
فبدأت أقرأ وأنا أتأمل كل حرف مما يقول باعتبار أنني متحفز لسماع شيء غريب بعد هذا التقديم الذي قدمه لهذا العنوان، ولا يتوقع مني أن أقول كل ما قاله فهذا يرجع إليه من أراد في ج1/ 343 وما بعدها.
والذي سأذكره هو ما جعلني أكتب هذه التعليق، فقد تحدث المؤلف ـ رعاه الله ـ عن أهمية السياق القرءاني وهذه مسألة معلومة لدى المتخصصين، والذي أثار غرابتي هو جعل السياق مقدَّما على سبب النزول الصحيح الصريح. إذ قال:"فللسياق أثر لا ينكر في ترجيح القبول، قبول السبب أو رده". وفي ص346 وضح أكثر فقال:"كثيرا ما نجد في روايات أسباب النزول ما لا يتفق مع السياق، فما كان منه غير صحيح الرواية فالخطب فيه يسير، لكن الإشكال فيما ادعيت صحة روايته، وقضية السياق قضية جوهرية في قبول سبب النزول"أهـ. وكلمته هنا:"فيما ادعيت صحة روايته" موهمة إذ قد يظن القارئ بأنه لا يقصد ما صح عنده، وإنما يتكلم عن الروايات الضعيفة، إلا أن المتابع للقراءة ـ كما سيظهر بعد قليل ـ يرى أنه لا يقبل كل ما لا يتفق مع السياق مع إقراره هو أحيانا بصحة روايته وصريح سببيته.
وطالما أن الشيخ ـ حفظه الله ـ توقع تعجبنا مما كتب فأرجو أن يتسع صدره لما سأذكره من ملاحظاتي على هذا الكلام، ولعل الشيخ وكل من يقرأ هذا الكلام يشارك في إثراء هذا الموضوع، ويجلي ما غمض منه.
وبالنظر لما ذكره من أقوال العلماء والأمثلة الموضحة لما يريد وجدت الملاحظات الآتية:
1 - استدل الشيخ الفاضل بكلام للسيوطي في الإتقان: "وقد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن، وحسن السياق، فيكون ذلك الخاص قريبا من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام. كما اختار السبكي أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق المجرد مثاله قوله تعالى: [ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت] إلى آخره فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم، ومحاربة النبي فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم. مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي المنطبق عليه، وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه؛ فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا، حسدا للنبي. فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي، بإفادة أنه الموصوف في كتابهم؛ وذلك مناسب لقوله: [إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها] فهذا عام في كل أمانة، وذلك خاص بأمانة هي صفة النبي بالطريق السابق، والعام تال للخاص في الرسم متراخ عنه في النزول، والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص في العام، ولذا قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم، فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات"أ. هـ.
ولو نظرنا وتأملنا في كلام السيوطي لا نجد فيه أثرا لرد السبب الصريح الصحيح عندما يخالف السياق، وكل ما أراد أن يلفت النظر إليه هو أهمية السياق التي لا يخالف فيها أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - استدل الشيخ الفاضل بكلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في البدائع:" السياق يرشد إلى تبيين المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته، فانظر إلى قوله تعالى: [ذق إنك أنت العزيز الكريم] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير"أ. هـ.
والملاحظة هنا نفس الملاحظة التي ذكرتها على نقله من السيوطي، الكلام رائع ولكن لا علاقة له فيما نحن فيه.
بعد اقتباس الشيخ الفاضل من ابن القيم ـ رحمه الله ـ ضرب عشرة أمثلة فقال:
"إذا عرفت هذا فاعلم أن هناك أسباب نزول لآيات كريمة يصعب التوفيق بينها وبين السياق الذي نزلت فيه الآية، وإليكم الأمثلة:
1 - " [كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم] [آل عمران:86]."أ. هـ.
ذكر الشيخ الفاضل في سبب نزول هذه الآية روايتين: الأولى عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنها نزلت في رجل من الأنصار آمن ثم ارتد ثم تاب. وذكر تحسين البيهقي لهذه الرواية. والثانية: عن الحسن أنها نزلت في أهل الكتاب. وقال أن هناك رواية أخرى حسنة أنها في أهل الكتاب. ثم علق قائلا:" والحق أن هذه الآية كما يشهد سياقها نزلت في أهل الكتاب ... وهذا ما رجحه الطبري ـ رحمه الله ـ"أ. هـ.
إلا أنني أختلف مع الشيخ الفاضل في فهمه لكلام الطبري، ويبدو لي أن الطبري على عكس ما ذكر! وإليك نص كلام الطبري بتمامه:
"قال أبو جعفر: وأشبه القولين بظاهر التنزيل ما قال الحسن: منْ أنّ هذه الآية معنيٌّ بها أهل الكتاب على ما قال، غيرَ أنّ الأخبار بالقول الآخر أكثر، والقائلين به أعلم بتأويل القرآن. وجائز أن يكون الله عز وجل أنزل هذه الآيات بسبب القوم الذين ذُكر أنهم كانوا ارتدّوا عن الإسلام، فجمع قصّتهم وقصة من كان سبيله سبيلهم في ارتداده عن الإيمان بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الآيات. ثم عرّف عباده سُنته فيهم، فيكون داخلا في ذلك كلّ من كان مؤمنًا بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أنُ يبعث، ثم كفر به بعد أن بُعث، وكلّ من كان كافرًا ثم أسلم على عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم ارتد وهو حيٌّ عن إسلامه. فيكون معنيًّا بالآية جميعُ هذين الصنفين وغيرُهما ممن كان بمثل معناهما، بل ذلك كذلك إن شاء الله".
ويبدو لي أن الشيخ الفاضل اكتفى بقول الطبري"وأشبه القولين بظاهرالتنزيل ما قال الحسن" وهذا ليس ترجيحا من الطبري؛ وإنما تحليل للأقوال ووصف لجانب القوة والضعف فيها، ولم يرجّح بعد، فسرعان ما قال بأن الآخرين أعلم بتأويل القرآن والأخبار عندهم أكثر. وجاء بقول جميل حيث جمع بين السبب والمناسبة في الآية الكريمة، فجوز السبب أنها فيمن ارتد ثم تاب، وذكر مناسبة ترتيب الآية مع أهل الكتاب على أنهم آمنوا بمحمد صل1 قبل أن يبعث وكفروا به بعد أن بعث، فكفروا بعد إيمان، كما حصل من هذا الأنصاري، ولذلك قال الطبري في نهاية هذا الرأي: " بل ذلك كذلك إن شاء الله".
والذي يؤكد أكثر أن الطبري رجح الرأي الأول؛ وهو أنها في الأنصاري الذي ارتد ثم آمن، أن الطبري تابع تفسيره للآيات مؤسسا على هذا الرأي فقال بعد ذلك:
"ثم استثنى جل ثناؤه الذين تابوا، من هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم فقال تعالى ذكره: [إلا الذين تَابوا من بعد ذلك وأصلحوا] يعني: إلا الذين تابوا من بعد ارتدادهم عن إيمانهم، فراجعوا الإيمان بالله وبرسوله، وصدّقوا بما جاءهم به نبيهم صل1 من عند ربهم وأصلحوا، يعني: وعملوا الصالحات من الأعمال [فإنّ الله غفور رحيم]، يعني: فإن الله لمن فعل ذلك بعد كفره [غفور]، يعني: ساتر عليه ذنبه الذي كان منه من الرّدّة".
ويشار إلى أن المؤلف الفاضل نقل في كتابه تأييد رشيد رضا للرأي الذي تبناه ونقل كذلك قول رشيد رضا:" وهو الذي اختاره ابن جرير الطبري والأستاذ الإمام"أ. هـ. ولا أدري كيف اتفق رشيد رضا مع المؤلف على نسبة هذا الرأي للطبري! إلا إذا كان الشيخ الفاضل نقل ترجيح الطبري عن رشيد رضا ثقة به، والله أعلم. وإن كنت عندما رجعت إلى ترجيح رشيد رضا وجدت فيه فرقا بسيطا في دقة العبارة وعلى كل حال نحن موضوعنا مع الدكتور فضل حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحب أن أضيف أيضا أن الطبري ذكر روايتين لابن عباس في سبب النزول الأولى: هي التي ذكرها المؤلف. والثانية أن الآية نزلت في أهل الكتاب، وبجمع الطبري بين الروايتين يكون قد أخذ بقولي ابن عباس وهذا حسن، بل هو الأولى.
وطالما أن الجمع بين الأسباب ممكن على طريقة الطبري رحمه الله، فلا داعي لرد رواية ابن عباس بحجة السياق فقد استقام السياق بالروايتين ولا شك أن الجمع أولى عند العلماء طالما أنه ممكن.
وإن كانت ليست هذه الحال التي استغربتها فالسياق مما يؤخذ به في الترجيح بين الأسباب في حال تعذر الجمع بأي صورة، وإنما الذي أستغربه مبدأ رد سبب النزول في حال خالف السياق الذي يرتئيه الرّاد للسبب، ليس من باب الترجيح بين الروايات فهذا معلوم أيضا، وإنما من باب مخالفة السياق فحسب. هذا المستغرب، فإن المؤلف الفاضل ـ حفظه الله وأطال أثره ـ بين في مجمل كلامه أنه يرد السبب بمجرد مخالفة السياق بغض النظر أكان السبب منفردا أم مزاحما لغيره من الأسباب، فلم يفصل في هذا وترك الكلام على إطلاقه.
2 - قال المؤلف:"مما اشتهر عند المفسرين أن قوله تعالى .... "أ. هـ. ذكر حديثا وضعفه في الحاشية، ولا أدري لماذا ذكره؟ لأنه قال سابقا: " فما كان منه غير صحيح الرواية فالخطب فيه يسير، لكن الإشكال فيما ادعيت صحة روايته، وقضية السياق قضية جوهرية في قبول سبب النزول"أهـ. وبالتالي هذه الرواية التي ذكر ضعفها لا تصلح لتأصيل المذهب الذي ذهب إليه الشيخ فنتجاوزها.
3 - قال المؤلف:"قوله سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] [الأنفال:27].
اشتهر في روايات أسباب النزول أنها نزلت في أبي لبابة ـ رضي الله عنه ـ، وقد سأله بنو قريظة: أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار إلى حلقه: إنه الذبح فلا تفعلوا، فقال: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله، فنزلت الآية ... ".أ. هـ
وذكر الشيخ تحسين الشيخ شعيب الأرناؤوط لهذه الرواية في صحيح ابن حبان وأنها في المسند كذلك. إلا أنني عندما رجعت لهذه الرواية في صحيح ابن حبان والمسند لم أجد منها سوى إشارة أبي لبابة إلى حلقه! وليس فيها ذكر للآية الكريمة ولا أنها نزلت فيه! ولا ذكر لسبب نزول لا بالصيغة الصريحة ولا بغيرها. وبالتالي لا تصلح كذلك لما يهدف المؤلف إلى تأسيسه من مبدأ: عدم قبول الصيغة الصريحة الصحيحة في حال عدم اتفاقها مع السياق.
4 - قال الشيخ فضل:" [ألا إنهم يثنون صدورهم] [هود:5] فقد روى البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ وأن يجامعوا نسائهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك. وقد نعلم أن الآية في سورة هود، وهي مكية إجماعا، ثم السياق في شأن الكفار، فهو سياق تهديد. والظاهر أن ابن عباس رضي الله عنهما ـ تلا هذه الآية في شأن أولئك الذين كانوا يستحيون من الله، لا أنها نزلت فيهم ... "أ. هـ.
ثم ذكر رواية للواحدي أنها نزلت في الأخنس بن شريق.
بالنسبة لرواية الواحدي لم يذكر المؤلف لها مصدرا آخر غير الواحدي، وبحثت عنها في عجالة ـ (لأنها ليست موضع النقاش) ـ في كتب المتون فلم أجدها.
والمهم أن الشيخ رجح رواية الواحدي على رواية البخاري لأنها متفقة مع السياق، ثم قال:" ويظهر أن الحق ما ذكرته لك من قبل وهو أن ابن عباس تلا هذه الآية لا أنها نزلت".أ. هـ.
والحقيقة أن رواية البخاري بالطريقة المروية في كتاب الشيخ مقطوعة من أولها وآخرها ولم تعد واضحة، وهي بتمامها هكذا:" قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ [أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورُهُمْ] قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ".
-فكنت أظن أن الشيخ هو الذي اجتهد في أن ابن عباس كان يتلو الآية. فرأيت بأن هذا من كلام الراوي نفسه كما هو واضح فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
-وفي آخر الرواية كلمة ناقصة في كتاب الشيخ وهي: (فيهم) الكلمة التي في آخر رواية البخاري، وهذه كلمة مهمة لأنها توضح أكثر بأن الصيغة ليست صيغة صريحة في أسباب النزول كما هو معلوم في علم أسباب النزول. ويؤكد هذا أول الرواية في أن ابن عباس يقرأ الآية فسئل عنها، والسائل لم يذكر أنه سأله عن سبب نزولها وإنما كان السؤال عاما. فأجاب ابن عباس بما يوضح المعنى مما هو في حكمها.
وبالتالي كذلك هذا المثال لا يصلح فيما يريد الشيخ الفاضل أن يؤسس له.
5 - قال المؤلف:"قوله تعالى: [ولا تمدن عينيك] [طه:131] ... وهذه الرواية ضعيفة".أ. هـ. ذكر المؤلف رواية وذكر تضعيفها، والرواية الضعيفة لا تصلح سببا في النزول، ولم يكن هناك داع لذكرها، ولا تصلح للاستشهاد فيما نحن فيه.
6 - القول في المثال السادس كما في المثال الخامس، رواية ذكر تضعيفها فلا تصلح لما نحن بصدده.
7 - "قوله تعالى: [إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ] [يس:12]، نزلت في بني سلِمة وكانت أمكنتهم بعيدة عن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت الآية"أ. هـ. ثم قال بأن الآية مكية "ويستحيل أن تكون الروايات التي ذكروها هي سبب النزول ... ومما لا ريب فيه إذن أن الآية تليت في شأن بني سلمة وهم من الأنصار، لا أنها نزلت فيهم. وقد تقدم لك ما ذكره ابن القيم في كتابه (شفاء العليل) عند الحديث عن هذه الآية الكريمة ... حيث ذكر أن الآية مكية ورد القول بتعدد النزول، فراجعه هنا".أ. هـ. ونقل الشيخ فضل تحسين هذه الرواية عن الترمذي وتصحيحها عند الحاكم.
يبدو لي أننا اقتربنا قليلا من نقطة الحوار الحقيقية في هذا المثال حيث ذكر رواية صحيحة لتأكيد ردها في السببية بحجة مخالفتها السياق، ولي على هذا الكلام الملاحظات الآتية:
- ما نقله الشيخ فضل عن ابن القيم ـ رحمه الله ـ بأن هذه الآية مكية يجعلني اختلف معه في فهم كلام ابن القيم كما اختلفنا في فهم كلام الطبري من قبل: وكلام ابن القيم المشار إليه في شفاء العليل بتمامه هو هكذا:
" إن سورة يس مكية وقصة بني سلمة بالمدينةإلا أن يقال هذه الآية وحدها مدنية وأحسن من هذا أن تكون ذكرت عند هذه القصة ودلت عليها وذكروا بها عندها إما من النبي صلى الله عليه وسلم وإما من جبريل فأطلق على ذلك النزول ولعل هذا مراد من قال في نظائر ذلك نزلت مرتين".أ. هـ. فرأي ابن القيم ـ رحمه الله ـ إذن بأن السورة مكية، وجوّز أن تكون هذه الآية مدنية! وذلك مراعاة لسبب النزول طبعا، وكان الأحسن عنده أن تكون الآية الكريمة ذكرت عند هذه القصة.
-وما ذكره ابن القيم من احتمال أن تكون الآية مدنية لا يمكن رده، إذ لا دليل على عكس ذلك، فأكثر القرآن الكريم لا يمكننا الجزم في كل آية هل هي مكية أم مدنية. ولذلك لم يمل إليه ابن القيم كثيرا ولكن لم يستطع رده، واختار القول الآخر.
-واللافت للنظر أيضا بأن ابن القيم ـ رحمه الله ـ لم يتعرض في هذا المقام للسياق، وإنما لكون السورة مكية أم فيها شيء مدني؟ كما سيتضح بعد قليل.
-يبدو لي أن هذا المثال الذي ذكره الشيخ فضل لا يسلم له لتحقيق ما يريد؛ لأن هذا المثال في الحقيقة لا يُبحث في باب السياق وسبب النزول وتفضيل السياق على السبب عند التعارض كما يريد الشيخ، وإنما هذا يُبحث في باب الآيات المدنية في السور المكية، وهناك تناقش الروايات لإثبات هذه السورة (يس) كلها مكية أم فيها قرآن مدني؟ ولو لاحظنا العلماء في تفاسيرهم عندما تعرضوا لهذه السورة ولهذه الآية ولسبب النزول محل النزاع، لم يناقشوا موضوع السياق، وكان كلامهم أن السبب مدني والسورة مكية، وهل تكرر النزول أم لا؟ وهل هذه السورة نزلت مرتين أم لا؟ وهل هذه الآية مدنية أم لا؟ ولم يتعرضوا إلى السياق.
(يُتْبَعُ)
(/)
-وهذا المثال لا ينطبق مع ما يريد الشيخ فضل؛ لأن المقارنة هنا ليست بين السياق وسبب النزول، وإنما بين الروايات الواردة في كون هذه السورة مكية وبين ما ورد في سبب نزولها المدني، وكلها روايات يسوغ لنا الترجيح بينا ويدخل السياق على أنه أحد المرجحات بين الروايات، بمعنى آخر أن سبب النزول على فرض أننا رددناه فلن يكون هذا بسبب السياق فحسب، وإنما بترجيح الروايات الأخرى؛ لأن الأغلبية الساحقة من العلماء ترى بأن سورة (يس) مكية، بل ادعى الإجماع على مكيتها القرطبي و ابن عطية والآلوسي والثعالبي في تفاسيرهم، وفي مكيتها عدد من الآثار عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وإن كنت أقول بأن ادعاء الإجماع لا يسلم لهم؛ لأنهم ذكروا في نفس الوقت قول فرقة خالفت وأيدت سبب النزول، لكن هذا يدل على مدى قوة الرأي القائل بأنها مكية كلها. وبالتالي المسألة هنا ترجيح بين الروايات في كون السورة كلها مكية أم فيها شيء مدني، وهي بعيدة عن مسألة السياق وإعطائه رتبة فوق السبب الصريح الصحيح بشكل عام، وهو الذي يتحدث عنه الشيخ فضل وهذا يغلب عليه الاجتهاد، وهذا المثال لا يخدمنا فيه.
-نعم من الطبيعي أن السورة المكية سياقها مكي، والمدنية سياقها مدني ـ مع الأخذ بعين الاعتبار مدى قدرتنا على إثبات بأن كامل السورة كذلك ـ لكن الاكتفاء بهذا الكلام لإدخال هذا المثال في باب السياق والسبب الصحيح الصريح لنحكم بأن السياق له مرتبة لا يبلغها السبب الصريح الصحيح، وتعميم ذلك على كل سياق سواء ما ثبت منه بروايات كما هنا أو الذي يجتهد في استنباطه، فيه من التكلف والمجازفة ما فيه.
8 - ذكر المؤلف الآية 51 من سورة العنكبوت، وذكر رواية في سبب نزولها وذكر تضعيف هذه الرواية، وهي كما قال. وبالتالي لا نعدها سببا للنزول ولا تصلح فيما نحن فيه من بحث.
9 - "قوله تعالى: [وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ] [فصلت:22].
أخرج البخاري في سبب نزولها عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ ثَقِيفَ أَوْ رَجُلَانِ مِنْ ثَقِيفَ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ قُرَيْشٍ فِي بَيْتٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَتُرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ حَدِيثَنَا قَالَ بَعْضُهُمْ يَسْمَعُ بَعْضَهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَهُ لَقَدْ يَسْمَعُ كُلَّهُ فنزلت الآية. ومع يقيننا بصحة رواية البخاري ـ رحمه الله ـ لكن الذي لا نستطيع قبوله أن تكون الرواية سبب نزول؛ ذلك أن سياق الآية مع ما قبلها كان حديثا عن الآخرة. قال تعالى: [وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ] ... فكيف يقطع السياق، وتفكك أجزاؤه؟! نعم، قد يقال: إن هؤلاء النفر تليت عليهم هذه الآية الكريمة، ولكن بعض الرواة قال: نزلت، والله أعلم".أ. هـ.
-يبدو لي أن السبب فيما أشكل على الدكتور الفاضل في موضوع السياق هو بعض الخلط بين السبب والمناسبة، فهو ينظر إلى الآيات من خلال السبب فيختل السياق، وهذا برأيي غير صحيح؛ لأنه بهذه الطريقة يكون ـ من حيث لا يدري ـ قد فسر القرآن بخصوص السبب، والقرآن لا يفسر بخصوص السبب وإنما الأصل في تفسيره عموم اللفظ ما لم يثبت غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم كله لهداية البشرية، ولكن شاءت حكمته أن ينزل بعض الآيات وهي الأقل من القرآن الكريم على أسباب خاصة، وعندما جمع القرآن الكريم لم يجمع بمراعاة أسباب النزول، وإنما جمع كما كان مكتملا قبل أن ينزل، وفي هذه الحال توضع الآيات التي لها سبب نزول خاص بجوار أختها التي لم يكن لها سبب خاص، مع اختلاف في تاريخ النزول وظروفه، وما معنى آية مكية في سورة مدنية إلا أن نقول بأن الآية اخذت من بيئتها، وممن خاطبتهم من المشركين أولا، ومن السبب الذي نزلت فيه، ووضعت مع آيات تخص النصارى أو اليهود في المدينة أو غير ذلك مما لم يكن في مكة عند نزول الآية المكية، وهذا لا يعني أن نرجع إلى الأسباب الصحيحة لنزول هذه الآيات فنبطلها بحجة اختلال السياق! وإنما دأب العلماء أن يكشفوا الخيط الدقيق الذي يسلك كلا من المشركين في مكة وسبب النزول آنذاك، ثم يسلك اليهود أو غيرهم مما وضعت الآية معه في القرآن المدني، وهذا الخيط الذي نكتشفه هو السياق المعتمد. وهذا ما جعل الطبري يحيد عن الظاهر في المثال الأول سابق الذكر. لأن الظاهر لو كان هو السياق المقصود لما تعارض مع سبب نزول صحيح وصريح. والطبري لم يترك السياق، وإنما ترك ما كان يظنه هو السياق ثم أوجد سياقا آخر مقنعا له، لا يردّ فيه السبب الصحيح الذي له حكم المرفوع كما هو معلوم. ثم هب أن فلانا من الناس لم يجد السياق المناسب الذي يقنعه، فهل هذا يعني أن يحذف ما صح من هذا الدين حتى تستقيم له الأمور؟ أم ينبغي أن يقول كما يقول العلماء: لا أعلم؟ ويترك الأمر لمن وجد السياق.
ثم أعود فأقول: نحن بعد جمع القرآن الكريم نؤمن بأنه لكل حرف وآية وسورة مناسبة للسباق واللحاق، وهو ما يسمى بالسياق. سواء عرفنا هذه المناسبة أم لم نعرف. ومن بين هذه الآيات التي لها مناسبات الآيات التي لها أسباب نزول خاصة، وبالتالي هناك آيات في القرآن الكريم يجتمع فيها مناسبة وسبب نزول خاص، وبالضرورة أن المناسبة ليست هي سبب النزول وإلا لما كان هناك أسباب ومناسبات عند العلماء، وعندما ننظر للآيات الكريمة نتحرى المناسبات بالنظر للسباق واللحاق، ويستعان أحيانا بما في الأسباب والأصل ما ذكرته أولا؛ لأنه هو أصل القرآن الكريم الذي كان كتابا واحدا متآلفا متناسبا، ولذلك المناسبات تدخل في الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، بينما الأسباب لا علاقة لها بالإعجاز.
-ولو طبقنا هذا الكلام على هذه الآيات الكريمة ينحل الإشكال، فالآية:] [َمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ] من الكلام الذي تقوله الجوارح في الآخرة لأصحابها الكفار، هذه المناسبة المتناسبة مع اللحاق والسباق. وكون السبب حادثة خاصة في الدنيا لا يعكر على هذا، لأن المناسبة غير السبب ومنشأ المناسبة غير منشأ السبب. وكون السبب في أن الآيات نزلت في نفر من المشركين لا يضر؛ لأن هذا سبب خاص والتفسير يبقى على العموم الذي يشمل جوارح هذا النفر وجوارح غيرهم؛ لأنهم من بين هؤلاء الذين تشهد عليه جوارحهم. وتبقى هناك مزية للسبب في كونه داخل في العموم لا محالة، ولا يطاله التخصيص.
وكان الدكتور فضل قد نقل لنا قولا جميلا للسيوطي هذا مقامه وهو ما ذكرته في البداية برقم (1)، فارجع إليه ترى كيف يوفق بين السبب والمناسبة، وبين أن الجمع كان على المناسبة، دون أن يخل هذا بالسبب.
- ومن جهة أخرى في تفسير الآيات ومعرفة سياقها، ما المانع أن يكون قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
[وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ] من كلام الله تعالى وليس من كلام الجوارح؟ ونزل في نفر من المشركين كما هو سبب النزول، وعند ترتيب القرآن الكريم وضع هنا بالوحي لما فيه من التقريع المناسب للسباق واللحاق، وكلهم أعداء الله جمع بينهم أنهم ظنوا أن لن تقوم الأدلة على أفعالهم. وظنهم هذا لا شك كان في الدنيا وليس في الآخرة وهو المشار إليه بالآية الثانية: [وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ]؟
يبدو لي بأن ما ذكره الدكتور الفاضل غير كاف لرد سبب صريح صحيح له حكم المرفوع، وهو ليس في البخاري فقط وإنما متفق عليه.
- ومن جهة أخرى لو نظرنا في أعلام كتب التفسير مثل الطبري والقرطبي والرازي لا نراهم ذكروا شيئا مما ذكره الدكتور، مع أنهم ذكروا التفاسير الممكنة للآيات، ولم يواجههم أي إشكال في مسألة السياق!
10ـ " وأخيرا قوله تعالى: [ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض] [الشورى:27] قالوا إن هذه الآية نزلت في شأن بعض أهل الصفة، الذين أحبوا أن يكونوا أصحاب غنى، والآية مكية كما تعلم ـ لم يخالف في مكيتها أحد، فكيف تكون نزلت في شأن أهل الصفة الذين كانوا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم".أ. هـ.
أقول: هناك أقوال في التفاسير كثيرة عن هذا السبب، والذين قالوا به لا شك أنهم لا يرون هذه الآية مكية.
ووجدت عدة روايات لهذا السبب أكثرها شهرة عن عمرو بن حريث، وهذا كما في الإصابة مختلف في صحبته، وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن علي رضي الله عنه قال: إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة [ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض] وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا فتمنوا الدنيا. وعبارة السببية هنا غير واضحة في كونها صريحة، ويحتمل أن تكون الآية في حكمهم.
وهناك روايات أخرى في نفس المعنى، ويبدوا هذا المثال أيضا غير كاف فيما يريد الشيخ أن يثبته، فهو ما بين الضعيف و الصيغة غير الصريحة. ولو صح سندا وبصيغة صريحة فلا مانع أن تكون هذه الآية مدنية، وكتب التفسير مليئة بهذه الرواية وكل من يرويها لابد أنه لا يمانع من أن تكون الآية مدنية في سورة مكية.
لكن في الختام أطرح هذه النقاط:
1 - أيهما أعلى رتبة ويقدم على الآخر: السياق أم السبب الصريح الصحيح ومعلوم أنه له حكم المرفوع؟
2 - أين آراء العلماء الكبار فيما يريده الشيخ من تقديم السياق على السبب، وهل صرحوا بهذا، لم نره ذكر شيئا من ذلك.
بل نرى الطبري في تفسيره لقوله تعالى: [وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا] [النساء:161] يصرح بأن السياق تبع للسبب وليس العكس فيقول: "فغير جائز صرف الكلام عما هو في سياقه إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها من دلالة ظاهر التنزيل، أو خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم تقوم به حجة، فأما الدعاوى فلا تتعذر على أحد". ومن الحجج المؤكدة حديث النزول الصحيح الصريح، لأنه في حكم المرفوع. ويمكن أن ترى توسعا لما أقول في كتاب قواعد الترجيح لحسين الحربي.
3 - ومن جهة أخرى يبدو لي بأن موضوع السياق يحتاج إلى تقسيم وتفصيل: فمنه ما هو ثابت بالأحاديث أو الآثار، ومنه ما هو مجرد اجتهاد ونظر إلى ظاهر الآيات، ومنه ما هو واضح، ومنه ما هو غامض، ومنه ما بني على استبعاد سبب النزول، ومنه ما بني على سبب النزول، وغير ذلك من كلام يمكن أن يقال في السياق، ويبدو لي بأن السياق بالطريقة التي طرحها الدكتور الفاضل لم يأخذ حظه من الدقة في العرض؛ ولذلك كان فيه ما كان، ولكن من خلال الحوار والتفاعل مع هذا الموضوع، وطرحه في ملتقى التفسير ليصل إلى الشيخ وغيره من المتخصصين ليدلي الجميع برأيه فقد نصل إلى نتيجة مرضية والله أعلم.
4 - وحتى يكون الكلام مثمرا حبذا لو كانت المشاركات في صلب الموضوع كما مر سابقا.
والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:52 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم وبارك في علمك وعملك
والحقيقة أن هذا الموضوع الذي أثرته موضوع في غاية الأهمية، وخاصة من ناحية صيغ أسباب النزول، واعتبار السياق دعامة أساسية في قبول سبب النزول وتقديمه أحيانا على صحة الرواية التي ادعي أنها سبب نزول.
فأما قضية تقسيم صيغ النزول إلى صريحة وغير صريحة فهي محل إشكال وخاصة أن الذين رويت عنهم هذه الروايات في النزول لم يتقيدوا بصيغة معينة ولم يكن لديهم مصطلح سبب النزول بالمعنى المتأخر وإن كان موجودا كمعنى من المعاني المستخدمة في التعبير عن النزول
وأما قضية السياق واعتباره دعامة أساسية في قبول سبب النزول وتقديمه على الصحة فهي قضية لها وجاهة؛ لأن الإشكال - كما لا يخفى عليكم - ليس في صحة الرواية وإنما في صحة ادعاء كونها سببا للنزول
وقد فصل الكلام في هاتين القضيتين الدكتور خالد المزيني في كتابه (المحرر في أسباب النزول) وأتى بفوائد وكلام يحسن مراجعته
وللفائدة يحسن مراجعة هذا الرابط
تعريف (سبب النزول) ورأي الشيخ عبدالحميد الفراهي في ذلك ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=16802)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:40 م]ـ
أخي الفاضل الدكتور أبو صفوت حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا على شكرك وبارك الله فيك، أخي الفاضل ماكتبت في تعليقي على كتاب الشيخ فضل تجاوزتُ فيه كلمة (ادعيت) وتجاوزنا فيه كلمة (أحيانا) في تقديم السياق، وتجاوزت فيه تعريف السبب، وأكدت أنني أناقش في مسألة دقيقة هي: حديث صريح في السببية صحيح في الرواية لم يزاحمه غيره في أسباب النزول ولا يوجد ما يؤثر أو يعترض عليه سوى السياق!! فهل في هذه الحال للسياق رتبة على هذا السبب أم السبب أعلى رتبة من السياق. هذا موطن الحوار بالضبط.
وأما تعريف السبب والصريح وغير الصريح فهذا باب آخر، لكن نحن والشيخ فضل متفقون في مسألة قالها في ج1/ 334:"ولكن الذي أود أن أنبهك عليه هنا أنه إذا قال الصحابي: حدث كذا فنزلت كذا، فإن ذلك يعد من قبيل المرفوع إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ "أ. هـ. وكلامه هذا جعلني لا أحتاج للدخول في نقاش في موضوع الصيغ.
وأما (أحيانا) و (ادعي) من الكلام الذي ذكرتم فلا خلاف عليه وهو معلوم أنه في بعض الأحيان للسياق مفعول مرجح، وما ادعيت صحة روايته أو سببيته قد يكون غير ذلك بأدلة تذكر، هذا كله ليس موطن النقاش، لأن هذا كله في الحكم بعد القرائن، وهذا يكون في الحالات التطبيقية، وأنا الآن أريد أن أسس نظريا: هل السياق مقدم على السبب الصريح الصحيح الذي لا يعكر عليه شيء سوى مارآه البعض من كونه غير موافق للسياق. نريد أن نؤسس مبدأ لنبني عليه. وقد بينت هذا في كلامي وهذا مزيد تأكيد.
ومن جهة أخرى فقولك إنما المردود كونه سببا في النزول فقط. فعن هذا طبعا كنت أتكلم وهذا ما كنت أقصد في كلامي السابق، وأضيف هنا بأن رد السببية ليس شيئا بسيطا، لأنه إنما صار حجة وبحكم المرفوع كونه سببا في النزول صريحا، فإذا رددت سببيته، فتبع ذلك سقوط رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقوط حجيته، فماذا بقي فيه!
ومن جهة أخرى فكون السلف لم يتقيدوا بصيغة في سبب النزول، فهذا حال أغلبية المصطلحات الفقهية وغيرها، فكل هذا التفريع والتأصيل لم يكن من الناحية النظرية موجودا، فهل النسخ عندهم كالنسخ عندنا، وإنما العلماء استقرؤوا هذا التراث العلمي وفرزوه حسب أصول عربية وشرعية، وجزاهم الله خيرا. ولا مانع من إعادة النظر في بعض الأمور ولكن بكل حيطة وتدبر، ووضوح أدلة.
والله أعلم
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[14 Aug 2010, 09:02 م]ـ
شكرا أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على شكرك وبارك الله فيك
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:47 م]ـ
شكرا أخي محمد العبادي على شكرك وبارك الله فيك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Aug 2010, 11:08 م]ـ
3 - قال المؤلف:"قوله سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] [الأنفال:27].
اشتهر في روايات أسباب النزول أنها نزلت في أبي لبابة ـ رضي الله عنه ـ، وقد سأله بنو قريظة: أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار إلى حلقه: إنه الذبح فلا تفعلوا، فقال: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله، فنزلت الآية ... ".أ. هـ
وذكر الشيخ تحسين الشيخ شعيب الأرناؤوط لهذه الرواية في صحيح ابن حبان وأنها في المسند كذلك. إلا أنني عندما رجعت لهذه الرواية في صحيح ابن حبان والمسند لم أجد منها سوى إشارة أبي لبابة إلى حلقه! وليس فيها ذكر للآية الكريمة ولا أنها نزلت فيه! ولا ذكر لسبب نزول لا بالصيغة الصريحة ولا بغيرها. وبالتالي لا تصلح كذلك لما يهدف المؤلف إلى تأسيسه من مبدأ: عدم قبول الصيغة الصريحة الصحيحة في حال عدم اتفاقها مع السياق.
أخي الفاضل محمد أبو زيد: أشكرك جداً على هذا العرض الشيق في وقوفك على تلك الفوائد. ولكن لي ملاحظة واحدة بعد إذنك سأمررها فقط من أجل إثرائها نقاشاً إن كان هناك من داع. وبارك الله بك
بالنسبة للرواية التي ذكرت مناسبة الآية وذكر ابو لبابة. فإن لم ترد في صحيح ابن حبان فقد ذكرت في غيره وقد بلغت الآفاق ذكراً فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور:أخرج عَبد بن حُمَيد عن الكلبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا لبابة رضي الله عنه إلى قريظة وكان حليفا لهم فأومأ بيده أي الذبح فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} فقال رسول الله لأمرأة أبي لبابة، أيصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة فقالت: إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة ويحب الله ورسوله، فبعث إليه فأتاه فقال:
يا رسول الله والله أني لأصلي وأصوم وأغتسل من الجنابة، وإنما نهست إلى النساء والصبيان فوقعت لهم ما زالت في قلبي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول} قال: نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه نسختها الآية التي في براءة (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) (التوبة الآية 102).وهي موجودة أيضاً في كثير من التفاسير
وقد ذُكرت نفس الرواية أيضاً في المسند الجامع وتخريج أحاديث الكشاف ومجمع الزوائد وكنز العمال وغيرها الكثير. وبارك الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:01 ص]ـ
10ـ " وأخيرا قوله تعالى: [ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض] [الشورى:27] قالوا إن هذه الآية نزلت في شأن بعض أهل الصفة، الذين أحبوا أن يكونوا أصحاب غنى، والآية مكية كما تعلم ـ لم يخالف في مكيتها أحد، فكيف تكون نزلت في شأن أهل الصفة الذين كانوا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم".أ. هـ.
أقول: هناك أقوال في التفاسير كثيرة عن هذا السبب، والذين قالوا به لا شك أنهم لا يرون هذه الآية مكية.
ووجدت عدة روايات لهذا السبب أكثرها شهرة عن عمرو بن حريث، وهذا كما في الإصابة مختلف في صحبته، وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن علي رضي الله عنه قال: إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة [ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض] وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا فتمنوا الدنيا. وعبارة السببية هنا غير واضحة في كونها صريحة، ويحتمل أن تكون الآية في حكمهم.
وهناك روايات أخرى في نفس المعنى، ويبدوا هذا المثال أيضا غير كاف فيما يريد الشيخ أن يثبته، فهو ما بين الضعيف و الصيغة غير الصريحة. ولو صح سندا وبصيغة صريحة فلا مانع أن تكون هذه الآية مدنية، وكتب التفسير مليئة بهذه الرواية وكل من يرويها لابد أنه لا يمانع من أن تكون الآية مدنية في سورة مكية.
أخي الفاضل: رواية عمرو بن حريث، صحيحة عند كثير من أهل الحديث وقد أخرجه الحاكم وصححه، وأشار الذهبي إلى أنه على شرط الشيخين ج2 ص445 عن علي بن أبي طالب مثله.
وهناك روايات أخرى رواها الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص104 رواه أيضاً الطبراني ورجاله رجال الصحيح وفيه "لأنهم تمنوا الدنيا" وأخرجه الواحدي في أسباب النزول وأبو نعيم في الحلية ج1 ص338.
قال ابن جرير ج25 ص30 حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال أبو هانئ1 سمعت عمرو بن حريث (وغيره) يقولون إنما أنزلت هذه الآية في أهل الصفة.
مما سبق ولأن الشيخ فضل عالم مرجح ذو يد طائلة في العلم ويعرف مقادير الروايات سقيمها وصحيحها فإنه يحق له أن يأخذ بما يستأنس به من روايات ولا يعاب عليه في ذلك ما دامت الرواية فيها أقوال قريبة الى الصحة أكثر من الوهن.
ـ[محمد زيلعي]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:48 م]ـ
أشكر أخي د. محمد أبو زيد على هذه القراءة والتحليل والنقد
ويبدو لي أن هذه المسألة من المسائل المشكلة التي تحتاج إلى بحث وتأمل
ويبدو لي أيضاً
1ـ أن مناقشة هذه المسألة تحتاج إلى عمق في موضوع السياق وفهم المراد به مثل فهم قضية الأسباب ودقائقها، فمثلاً مكان النزول مكي أو مدني هو جزء من السياق بمفهومه الحالي، فإن السياق عند الباحثين يشمل سياق المقال، وسياق الحال، وسياق الحال هو بيئة النزول وأحداثها، ويدخل فيه سبب النزول، وعليه فإن استدلال الدكتور عباس بمكية سورة يس هو استدلال بالسياق الحالي = سياق الحال = قرائن الحال. كلها سواء، ولا يسلم التفريق بين البحث في مكان النزول والبحث في السياق.
2ـ يبدو لي أخي د. محمد أن ما نقلته في المثال الأول من سبب نزول صيغته ليست صريحة بمصطلح القائلين بالتقسيم إلا أن يكون قد طوي كلام يدل على الصراحة، ولعل قول ابن عباس بالقولين يدل على أن المسألة أيضاً من باب التفسير وليس من باب السببية، ولعل مما يؤكد ذلك جمع الطبري بين القولين تحت معنى الآية.
3ـ يبدو لي أن في بعض جوانب كلامك أخي د. غموض يحتاج إلى توضيح ولا يمكن الحكم عليه حتى يتبين وربما بيّن بيانه عدم دقته وذلك من مثل قولك: -يبدو لي أن السبب فيما أشكل على الدكتور الفاضل في موضوع السياق هو بعض الخلط بين السبب والمناسبة، فهو ينظر إلى الآيات من خلال السبب فيختل السياق، وهذا برأيي غير صحيح؛ لأنه بهذه الطريقة يكون ـ من حيث لا يدري ـ قد فسر القرآن بخصوص السبب، والقرآن لا يفسر بخصوص السبب وإنما الأصل في تفسيره عموم اللفظ ما لم يثبت غير ذلك.
فإن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم كله لهداية البشرية، ولكن شاءت حكمته أن ينزل بعض الآيات وهي الأقل من القرآن الكريم على أسباب خاصة، وعندما جمع القرآن الكريم لم يجمع بمراعاة أسباب النزول، وإنما جمع كما كان مكتملا قبل أن ينزل، وفي هذه الحال توضع الآيات التي لها سبب نزول خاص بجوار أختها التي لم يكن لها سبب خاص، مع اختلاف في تاريخ النزول وظروفه، وما معنى آية مكية في سورة مدنية إلا أن نقول بأن الآية اخذت من بيئتها، وممن خاطبتهم من المشركين أولا، ومن السبب الذي نزلت فيه، ووضعت مع آيات تخص النصارى أو اليهود في المدينة أو غير ذلك مما لم يكن في مكة عند نزول الآية المكية، وهذا لا يعني أن نرجع إلى الأسباب الصحيحة لنزول هذه الآيات فنبطلها بحجة اختلال السياق! وإنما دأب العلماء أن يكشفوا الخيط الدقيق الذي يسلك كلا من المشركين في مكة وسبب النزول آنذاك، ثم يسلك اليهود أو غيرهم مما وضعت الآية معه في القرآن المدني، وهذا الخيط الذي نكتشفه هو السياق المعتمد. وهذا ما جعل الطبري يحيد عن الظاهر في المثال الأول سابق الذكر. لأن الظاهر لو كان هو السياق المقصود لما تعارض مع سبب نزول صحيح وصريح. والطبري لم يترك السياق، وإنما ترك ما كان يظنه هو السياق ثم أوجد سياقا آخر مقنعا له، لا يردّ فيه السبب الصحيح الذي له حكم المرفوع كما هو معلوم. ثم هب أن فلانا من الناس لم يجد السياق المناسب الذي يقنعه، فهل هذا يعني أن يحذف ما صح من هذا الدين حتى تستقيم له الأمور؟ أم ينبغي أن يقول كما يقول العلماء: لا أعلم؟ ويترك الأمر لمن وجد السياق.
ولعل مما يدل على ذلك أن السياق مقالياً وحالياً لا يخفى ـ غالبا ـ وليس من المعروف الاختلاف فيه وكل يفهم منه غير ما يفهم الآخر؛ لأنه كلام سابق لمحل النزاع وهو ما يسمى بالسباق وآخر لاحق له وهو ما يسمى باللحاق، وأما السياق الحالي فهو تاريخ مروي أو حال متكلم أو مخاطب وهذه كلها لا تحتمل كثرة الخلافات بل هي ظاهرة غالباً.
4ـ دائماً وبعد كل بحث في هذه المسألة أتساءل هل تحتاج هذه المسألة بحث من جذورها ولا تتضح إلا به.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زيلعي]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:51 م]ـ
وأخيراً أعتذر عن بعض الأخطاء النحوية أو الأسلوبية في المشاركة السابقة، فقد كتبتها مباشرة دون مراجعة ولا قراءة ثانية.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:56 ص]ـ
شكرا لك أخي الدكتور محمد زيلعي فقد سعدت بمشاركتك وإثرائك للموضوع، وهذا ما كنت أرجوه، فإن ما ذكرته يعد أمرا تخصصيا بدرجة عالية، فكنت أرجو أن يتقدم الأخوة المتخصصون بما لديهم وأشاطرك الرأي في أن المسألة تحتاج إلى بحث وتفصيل، وهذا ما هدفت من إثارة الموضوع، والحقيقة أنني لم أذكر كل شيء بما يخص تعليقاتي؛ لأن الحديث طويل ومتشعب، فتركت الباقي للحوار.
- بالنسبة للمثال الأول الذي سألت عنه الحقيقة أنا كنت أختصر لأنه صعب علي أن أنقل كل ما قاله الدكتور نصا، وفي هذا المثال قال الدكتور الفاضل: "عن ابن عباس: أن رجلا من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين، فأنزل الله] كيف يهدي الله قوما ... [" إلى آخر الرواية.
- ذكرتَ بأن بعض كلامي غير واضح، ولكنك وضعت قدرا كبيرا ضمن حيز الغموض، بحيث صعب علي أن أعرف بالضبط مكان الغموض، على كل حال فما أردت أن أقوله في الكلام الذي اقتبسته حضرتك من كلامي هو الذي قلته أنت في تعليقك، وأنه دراسة السياق ينبغي أن تكون كلية، دون تفريق، بمعنى آخر أن تؤخذ كل القرائن والأدلة بعين الاعتبار، سواء أكان من حيث المكي والمدني، أو سبب النزول أو الموضوع والفكرة، وغير ذلك مما هو ضروري، وعادة العلماء يطرحون السياق بهذا العموم، وعندما يتحدثون عن السياق بشكل جزئي يكون هذا لأهداف جزئية كذلك.
- أما قولك أخي الكريم "بأن السياق لا يخفى غالبا"، فهذا متعلق ـ كما تعلم ـ بمدى جلاء الآيات القرآنية، على كل حال يصبح السياق غامضا في الحالات التي نتحدث فيها التي يختلف فيها سبب النزول مع النص القرآني بطريقة يصعب الجمع فيها بينهما على الكثيرين، أو بسبب عدم معرفة مكي الآيات أو مدنيها على وجه التفصيل، أو بسبب ضعف الأدوات التي يمتلكها الناظر، وغير ذلك. والله أعلم.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:11 ص]ـ
شكرا أخي تيسير الغول سآخذ ملاحظاتك بعين الاعتبار وبارك الله فيك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[18 Aug 2010, 06:22 ص]ـ
الدكتور الفاضل محمد أبو زيد أجاد وأفاد، واكتسبت من هذا الموضوع القيم معلومات قيمة، وسأضيف مثالا أتمنى أن أعرف رأي الدكتور فيه، وهناك معلومة تدور في خلدي وأنا أقرأ هذا المقال المفيد، وهي أن منهج الأيمة النقاد في نقدهم للحديث كما هو معلوم يقوم على أساسات ومن أهمها أن لا يتعارض الحديث مع القرآن الكريم، وأما المثال:
قال ابن كثير (نسخة الشاملة):
وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن، رحمه الله، أنه فسر الآية بذلك، وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت (3) عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وَوَرَعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم، مثل: كعب أو وهب بن مُنَبّه وغيرهما، كما سيأتي بيانه إن شاء الله [تعالى] (4) إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم.
فأما (5) الآثار فقال محمد بن إسحاق بن يسار، عن داود بن الحُصَين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت حواء تلد لآدم، عليه السلام، أولادا فيعبدهم لله ويُسَمّيه: "عبد الله" و"عبيد الله"، ونحو ذلك، فيصيبهم الموت فأتاهما إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تُسميانه به لعاش (6) قال: فولدت له رجلا (7) فسماه "عبد الحارث"، ففيه أنزل الله، يقول الله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} إلى آخر الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العَوْفي، عن ابن عباس قوله في آدم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى قوله: {فَمَرَّتْ بِهِ} شَكَّت (8) أحَبَلتْ أم لا؟ {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} فأتاهما الشيطان، فقال: هل تدريان ما يولد لكما؟ أم هل تدريان ما يكون؟ أبهيمة (9) يكون أم لا؟ وزيَّن لهما الباطل؛ إنه غوي مبين، وقد كانت قبل ذلك ولدت ولدين فماتا، فقال لهما الشيطان: إنكما إن لم تسمياه بي، لم يخرج سويا، ومات كما مات الأولان (10) فسميا ولدهما "عبد الحارث"، فذلك قول الله [تعالى] (11) {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} الآية.
وقال عبد الله بن المبارك، عن شريك، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} قال: قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا} آدم {حَمَلَتْ [حَمْلا خَفِيفًا]} (12) فأتاهما إبليس -لعنه الله -فقال: إنى صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لَتطيعُنِّي أو لأجعلنَّ قرني له (13) أيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلنَّ ولأفعلنَّ -يخوفهما -فسمِّياه "عبد الحارث" فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت الثانية، فأتاهما أيضا فقال: أنا صاحبكما الذي فعلت ما فعلت، لتفعلُنَّ أو لأفعلَنَّ -يخوفهما -فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت الثالثة فأتاهما أيضا، فذكر لهما، فأدركهما حبُّ الولد، فسمياه "عبد الحارث"، فذلك قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} رواه ابن أبي حاتم.
وقد تلقى هذا الأثر عن ابن عباس جماعة من أصحابه، كمجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة. ومن الطبقة الثانية: قتادة، والسدي، وغير واحد من السلف وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعات لا يحصون كثرة، وكأنه -والله أعلم -أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أُبي بن كعب، كما رواه ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي، حدثنا أبو الجماهر (1) حدثنا سعيد -يعني ابن بشير -عن عقبة، عن قتادة، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أُبي بن كعب قال: لما حملت حواء أتاها الشيطان، فقال (2) لها: أتطيعيني ويَسْلَم لك ولدك؟ سميه "عبد الحارث"، فلم تفعلْ، فولدت فمات، ثم حملت فقال لها مثل ذلك، فلم تفعل. ثم حملت الثالث فجاءها فقال: إن تطيعيني يسلم، وإلا فإنه يكون بَهِيمة، فهيَّبهما فأطاعا.
وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم -أنها من آثار أهل الكتاب، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا حَدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم"، ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها: ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله. ومنها ما علمنا كذبه، بما دُلَّ على خلافه من الكتاب والسنة أيضًا. ومنها: ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته، بقوله، عليه السلام: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حَرج" وهو الذي لا يصدَّق ولا يكذب، لقوله: "فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم". وهذا الأثر: [هل] (3) هو من القسم الثاني أو الثالث؟ فيه نظر. فأما من حدث به من صحَابي أو تابعي، فإنه يراه من القسم الثالث، وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري، رحمه الله، في هذا [والله أعلم] (4) وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته؛ ولهذا قال الله: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ثم قال:
{أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (195)} " أهـ
وللفائدة، هناك أمر يتعلق بهذا الموضوع في المشاركة التالية:
http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=105192&postcount=4 (http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=105192&postcount=4)
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:08 ص]ـ
بارك الله فيك أختي أم عبد الله الجزائرية، وشكرا على مداخلتك، واسمحي لي أن أذكر أول المثال الذي اقتبستيه من ابن كثير رحمه الله حتى يُفهم المثال بشكل واضح لأنه هكذا منقوص، فأول المثال عند ابن كثير وهو من تفسير سورة الأعراف 189 - 190:
"قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولما ولدت حواء طاف بها إبليس -وكان لا يعيش لها ولد -فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره".
وهكذا رواه ابن جرير، عن محمد بن بشار، بُنْدَار، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
ورواه الترمذي في تفسيره هذه الآية عن محمد بن المثنى، عن عبد الصمد، به وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، عن قتادة، ورواه بعضهم عن عبد الصمد، ولم يرفعه.
ورواه الحاكم في مستدركه، من حديث عبد الصمد مرفوعًا ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره، عن أبي زُرْعَة الرازي، عن هلال بن فياض، عن عمر بن إبراهيم، به مرفوعًا.
وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مَرْدويه في تفسيره من حديث شاذ بن فياض، عن عمر بن إبراهيم، به مرفوعا
قلت: "وشاذ" هذا هو: هلال، وشاذ لقبه. والغرض أن هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه، عن الحسن، عن سمرة مرفوعا فالله أعلم.
الثاني: أنه قد روي من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعًا، كما قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر، عن أبيه. وحدثنا ابن علية عن سليمان التيمي، عن أبي العلاء بن الشخير، عن سمرة بن جندب، قال: سمى آدم ابنه "عبد الحارث".
الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعًا، لما عدل عنه.
قال ابن جرير: حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا سهل بن يوسف، عن عمرو، عن الحسن: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} قال: كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال: قال الحسن: عنى بها ذرية آدم، ومن أشرك منهم بعده -يعني: قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}
وحدثنا بشر حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولادًا، فهوّدوا ونَصَّروا".أ. هـ.
الحقيقة المثال يخدمنا في استحضار هيبة الحديث عند ابن كثير، فكان يشعر بثقل حديث مرفوع يتعارض مع الشريعة الإسلامية لما فيه من اتهام لآدم وزوجه بالشرك، ومع أن هذا بين الضعف لكنها هيبة يستشعرها العلماء ويفرحون عند وجود خلل في مثل هذه الأحاديث فانظري إليه وهو يقول:" إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع". وانظري إليه كذلك وهو يقول:" ولو كان هذا الحديث عنده محفوظًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما عدل عنه هو ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله وَوَرَعه" أ. هـ. وإنني لأدعو إلى استشعار الهيبة والتريث عند رد المرفوع إلى مقام النبوة، ومن ذلك السبب الصريح الصحيح.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:54 ص]ـ
شكرا أخي جابر ابن عتيق ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=1770) على شكرك وبارك الله فيك(/)
الشيخ عبدالله بن فودي رحمه الله تعالى
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[14 Aug 2010, 04:49 ص]ـ
الشيخ عبدالله بن فودي من علماء نيجيريا ولد سنة 1171هـ, أخذ العلم عن أخيه (عثمان بن فودي). وعن جملة من علماء بلاده, وتبحر في العلوم وبرع حتى لقبه معاصره بنادرة الزمان, له من المؤلفات ما ينيف على مائتين وتوفي سنة 1244 هـ, من مؤلفاته رحمه الله تعالى:
1 - كفاية الضعفاء إلى بلاد التكرور (السودان).
2 - ضياء التأويل في معاني التنزيل - في التفسير وهو مختصر لكتاب كفاية الضعفاء- مطبوع يقع في 4 مجلدات.
3 - البحر المحيط في النحو.
4 - الحصن الحصين في التصريف.
5 - ضياء السياسة.
6 - ألفية الأصول.
7 - ضياء الحكام.
8 - مفتاح التفسير.
9 - مفتاح الأصول.
10 - تخميس العشريات.
11 - تزيين الورقات. وغيرها كثير وسأتبع ذلك باختصار منهجه في كتابه ضياء التأويل قريبا إن شاء الله
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:54 ص]ـ
ترجمة الشيخ عبدالله فودي الصكتي رحمه الله صاحب (ألفية المفتاح للتفسير) مع طلب المساعدة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=69137)
دروس في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9068)
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:16 ص]ـ
حياك الله أبا سليم وبارك فيك ...
وأشكرك أخي على هذا الموضوع القيم في التعريف بهذا الإمام الذي يجهل أكثرنا عنه وعن تفسيره الذي تريدون إبراز منهجه فيه كلَّ شيء ...
وقد سبق أن كتب فضيلة المشرف العام على الملتقى ترجمة عن حياة هذا الإمام تجده في:
ترجمة الشيخ عبدالله فودي الصكتي رحمه الله صاحب (ألفية المفتاح للتفسير) مع طلب المساعدة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9200)
كما يوجد موضوعان آخران لهما صلة بالموضوع:
دروس في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9068)
سلام وسؤال عن كتاب (ضياء التأويل في معاني التنزيل) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9240)
ولعلك بالتعريف بمنهج الإمام عبد الله بن فودي في تفسيره تحقق رغبة المشرف العام في تعليقه على موضوع:
تعريف بتفسير (رد الاذهان إلى معاني القرآن) لرئيس قضاة نيجيريا الشيخ أبو بكر غومي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=12586)
حيث قال:
لعلماء نيجيريا وخاصة الشمال مثل صكتو وغيرها جهود علمية مشكورة تستحق الإشارة والتعريف، وقد وقعتُ على التفسير الذي ذكرتم يا أبا البراء وهو ممتع حقاً وفيه فوائد بيعة رغم وجازته. ولكن السبب في عدم تداوله ضعف التواصل أو انقطاعه بين المشرق وتلك الجهة من أفريقيا. وهناك علماء آخرون غير غومي جديرون بالتعريف ولعل الله يهيئ فرصة للتعريف بهم في الملتقى كما فعلتم في هذه المقالة فجزاكم الله خيراً. علماً أن الإخوان في تلك البلاد النائية يشاركون معنا في الملتقى ويتابعونه جيداً ولعلهم ينشطون للكتابة والتعريف بعلماء بلادهم ..
ولوجود موضوع المشرف العام في ترجمة الشيخ أقترح عليك أن يكون موضوعك بعنوان: منهج الشيخ عبد الله بن فودي في تفسيره ...
وننتظر بشغف المزيد من هذا التفسير وما اشتمل عليه من الفوائد واللطائف ...
وفقكم الله وسدد خطاكم ...
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:24 م]ـ
شكرا لك يا أخي عمر إن شاء الله سأوحال في تلخيص المنهج قريبا.(/)
الفرق بين المعية العامة والخاصة في القرآن الكريم كما يرى ابن رجب.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الفرق بين المعية العامة والخاصة في القرآن الكريم كما يرى ابن رجب.
يقول ابن رجب الحنبلي [تـ 795] في كتابه نور الاقتباس:
" وهذه المعية الخاصة بالمتقين غير المعية العامة المذكورة في قوله تعالى:
(((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)))
وقوله:
(((وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ)))
فإن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة، كما قال الله تعالى لموسى وهارون:
(((قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)))
(((إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)))
فإن ذلك عام لكل جماعة. " أهـ
هل هناك أمثلة أخرى على هذا المنوال في القرآن الكريم فيما علمتم بارك الله فيكم؟
وعندي مثال لا زلت أفكر فيه وسأنقله قريبا بإذن الله تعالى.
بارك الله فيكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:39 م]ـ
المعية العامة: تكون عامة للمؤمن والكافر، وهي معية مراقبة واطلاع وسيطرة، كقوله سبحانه وتعالى:} هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ {[الحديد:4].
ثم] وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {[الحديد:4]. [إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ {[الشعراء:15]
أما بالنسبة للمعية الخاصة: وهي خاصة بالمؤمنين، ومدح وثناء وتقدير وهي معيّة رعاية واهتمام كقوله تعالى} وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {[الأنفال:46].} لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا {[التوبة:40]. (ولتصنع على عيني) (فإنك بأعيننا)
[إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى {[طه:46].
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 04:00 ص]ـ
ألطف حالات المعية الخاصة تلك التي تكون للمجاهدين في سبيل الله سواء منهم المكيون أم المدنيّون!
و هذه مقطوعة جميلة - معليش أمدح مقولتي http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif - و مفهوم تربوي يتوسط الإحساس بالمسؤولية تجاه الأمة و الشعور بالضعف عن إقامة النفس على شرائط النصرة!؟:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=70520&postcount=24
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:22 ص]ـ
المعيةالعامة: تكون عامة للمؤمن والكافر، وهي معية مراقبة واطلاع وسيطرة، كقوله سبحانه وتعالى:} هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَايَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَايَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ {[الحديد:4].
ثم] وَاللَّهُبِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {[الحديد:4]. [إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ {[الشعراء:15]
أما بالنسبة للمعية الخاصة: وهي خاصة بالمؤمنين، ومدح وثناء وتقدير وهي معيّة رعاية واهتمام كقوله تعالى} وَاصْبِرُوا إِنَّاللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {[الأنفال:46].} لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا {[التوبة:40]. (ولتصنع على عيني) (فإنك بأعيننا)
[إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى {[طه:46].
جزاك الله خيرا أخي تيسير، ما قلته فيه نوع من الشرح لكلام ابن رجب رحمه الله تعالى وبيان.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:28 ص]ـ
ألطف حالات المعية الخاصة تلك التي تكون للمجاهدين في سبيل الله سواء منهم المكيون أم المدنيّون!
و هذه مقطوعة جميلة - معليش أمدح مقولتي http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif - و مفهوم تربوي يتوسط الإحساس بالمسؤولية تجاه الأمة و الشعور بالضعف عن إقامة النفس على شرائط النصرة!؟:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=70520&postcount=24
أسأل الله تعالى أن يطعم جائعنا ويقوي عزمنا ويرحم ضعفاءنا وينصرنا، إن الرجوع إلى كتاب الله والاقتباس من نوره والتأدب معه، وتعظيمه، هو السبيل، وهذا الشهر هدية وفرصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين لتعود إلى الصراط المستقيم.
جزاك الله خيرا أخي خلوصي وبارك فيك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:43 ص]ـ
وقد قلت قبلا إني أفكر في مثال، سأطرحه فيما يلي:
هل يمكننا أن نقول أن هناك حفظ عام وحفظ خاص في القرآن الكريم.
أما ما يخص الحفظ العام:
فقد قال تعالى:
(((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))) [الرعد: 11]
أما الحفظ الخاص:
مثال ذلك، قال تعالى:
(((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا))) والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Aug 2010, 11:09 ص]ـ
وقد قلت قبلا إني أفكر في مثال، سأطرحه فيما يلي:
هل يمكننا أن نقول أن هناك حفظ عام وحفظ خاص في القرآن الكريم.
أما ما يخص الحفظ العام:
فقد قال تعالى:
(((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))) [الرعد: 11]
أما الحفظ الخاص:
مثال ذلك، قال تعالى:
(((وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا))) والله أعلم.
كلام جميل. ولكن الى من يعود ذلك الحفظ الخاص في هذه الآية التي ذكرت؟ للأب الصالح؟؟ أم للغلامين اليتيمين؟؟.
وما رأيك بالمثال التالي: قوله تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) وقوله (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:54 م]ـ
أختي الكريمة: حفظك الله تعالى.
الكلام الذي نقلت في المعية بنوعيها كلام دقيق وعلمي.
ولكن التوسع في القياس واستخلاص أمور أخرى كالحفظ العام والخاص ونحوه لا أظن أنه ينبغي الخوض في كتاب الله تعالى بهذه الطريقة؛ فالمعية مسألة عقدية تكلم عنها أهل العلم وقسموها إلى القسمين المعروفين؛ أما هذه القياسات الأخرى فأخاف أن تنقلب إلى قول في القرآن الكريم بالرأي؛ كما هو واقع الآن في كثير من المنتديات؛ حيث أصبح كتاب الله تعالى مرتعا لكل مستنبط - بعلم أو بغير بعلم - وأنت تكتبين في منتدى عام فلا تفتحين المجال بتلك الزاوية.
وفقني الله وإياك لتدبر كتابه وفهمه على الوجه الشرعي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:36 ص]ـ
أختي الكريمة: حفظك الله تعالى.
الكلام الذي نقلت في المعية بنوعيها كلام دقيق وعلمي.
ولكن التوسع في القياس واستخلاص أمور أخرى كالحفظ العام والخاص ونحوه لا أظن أنه ينبغي الخوض في كتاب الله تعالى بهذه الطريقة؛ فالمعية مسألة عقدية تكلم عنها أهل العلم وقسموها إلى القسمين المعروفين؛ أما هذه القياسات الأخرى فأخاف أن تنقلب إلى قول في القرآن الكريم بالرأي؛ كما هو واقع الآن في كثير من المنتديات؛ حيث أصبح كتاب الله تعالى مرتعا لكل مستنبط - بعلم أو بغير بعلم - وأنت تكتبين في منتدى عام فلا تفتحين المجال بتلك الزاوية.
وفقني الله وإياك لتدبر كتابه وفهمه على الوجه الشرعي.
أخي الفاضل:
أين هو القياس فيما قالته الأخت أم عبد الله؟ وهل الذي ذهبت اليه خوضاً في كتاب الله؟؟ سامحك الله. أنا أعرف أنك تشجع على طلب العلم وتحث عليه. ما قالته مجرد فهم لظلال آية ليس فيه خوف ولا وجل ولا تعدي. وهل ننكر أن الله تعالى يحفظ رسله أكثر مما يحفظ به الناس؟ ألم يقل الله تعالى (والله يعصمك من الناس) أوليس هذا حفظ خاص للنبي محمد خصه به عن دون الناس؟؟ أنت تصنع سفينة تجتهد بصناعتها كيف شئت. ونوح عليه السلام صنع سفينة تحت نظر الله تعالى ورعايته وقوله سبحانه: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) فهل في ذلك ما يضير؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:56 ص]ـ
أخي الفاضل:
أين هو القياس فيما قالته الأخت أم عبد الله؟ وهل الذي ذهبت اليه خوضاً في كتاب الله؟؟ سامحك الله. أنا أعرف أنك تشجع على طلب العلم وتحث عليه. ما قالته مجرد فهم لظلال آية ليس فيه خوف ولا وجل ولا تعدي. وهل ننكر أن الله تعالى يحفظ رسله أكثر مما يحفظ به الناس؟ ألم يقل الله تعالى (والله يعصمك من الناس) أوليس هذا حفظ خاص للنبي محمد خصه به عن دون الناس؟؟ أنت تصنع سفينة تجتهد بصناعتها كيف شئت. ونوح عليه السلام صنع سفينة تحت نظر الله تعالى ورعايته وقوله سبحانه: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) فهل في ذلك ما يضير؟؟
أخي الفاضل: هون عليك؛ فأنا فعلا كما قلت أشجع على طلب العلم، وأحث عليه؛ ومن أنا فقد حث عليه من هو هو ..
والذي قلته وأقوله مرارا: إن تدبر كتاب الله تعالى وتفسيره والاستنباط منه أمر مهم، ومحور أساسي أمر به الله تعالى في كتابه ..
ولكن التدبر يجب أن يكون بآلية، أن يكون عن علم، عن بصيرة ..
ولا شك أن كثيرا من أعضاء هذا الملتقى المبارك من طلبة العلم الجيدين؛ ولكن فيه من ليس كذلك ولا شك؛ فطرح بعض المواضيع التي ليس لها سند من تفاسير السلف قد - وأقول قد - يؤدي إلى القول في القرآن الكريم بالرأي ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 04:12 ص]ـ
أخي الفاضل: هون عليك؛ فأنا فعلا كما قلت أشجع على طلب العلم، وأحث عليه؛ ومن أنا فقد حث عليه من هو هو ..
والذي قلته وأقوله مرارا: إن تدبر كتاب الله تعالى وتفسيره والاستنباط منه أمر مهم، ومحور أساسي أمر به الله تعالى في كتابه ..
ولكن التدبر يجب أن يكون بآلية، أن يكون عن علم، عن بصيرة ..
ولا شك أن كثيرا من أعضاء هذا الملتقى المبارك من طلبة العلم الجيدين؛ ولكن فيه من ليس كذلك ولا شك؛ فطرح بعض المواضيع التي ليس لها سند من تفاسير السلف قد - وأقول قد - يؤدي إلى القول في القرآن الكريم بالرأي ..
جزاك الله تعالى على حرصك. وبارك الله بك على نيتك. وجعلنا جميعاً ممن يستشعرون هيبة القرآن وفهمه وتدبره. واشكرك على حلمك وأدبك الجم وهذا هو خلق القرآن. رزقنا الله تعالى خلقه وبلّغنا أجره.أما الأخت أم عبد الله فهي من المجتهدات في تحصيل طلب العلم ما شاء الله. وهذه النصيحة التي تفضل بها الاستاذ ابراهيم هي عامة للجميع فلم يقصد بها احد دون الآخر وقد قبلتها قبل كل الناس. وطالب العلم يجب أن يقبل النصيحة ويتحمل الملامة ويحرص على سلامة المنهج والقوامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:38 ص]ـ
اخواني الكرام إبراهيم وتيسير، نحن في شهر رمضان شهر الصيام، وأنتم ولله الحمد اخوة وما زال النقاش طيبا، فلا ينزغن بينكم الشيطان.
أما أم عبدالله فهي طويلبة علم، والحمد لله هنا أساتذة أجل قدرا وأكثر علما، وباستطاعتهم التصحيح والتوجية، وأنا مجهولة، وليس لي إلا العام لأتعلم وأعرض ما توصلت إليه، وليس المقام مقام فتيا، وليت الاخوة وأنا أولهم إذا اعترضوا على شيء أن يأتوا بالدليل.
أما عن ما كتبته آنفا، فقد استشفيته من كلام ابن رجب في نفس الكتاب، فقد تحدث أيضا عن الحفظ، فاستشهد بآية: (له معقبات .. ) ومما قال:
قال مجاهد: ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته ... " أهـ وواضح أن هذا عام يشمل جميع العباد.
ومن ثم تكلم عن الحفظ الخاص، وإن لم يقل إنه خاص، فاستشهد بآية:
(ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا .... )
وذكر قصة أبو الطيب الطبري وقد جاوز المائة وهو ممتع بعقله فوثب يوما من سفينة فعوتب، فقال:
هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
ثم استشهد ابن رجب بآية: (وكان أبوهما صالحا) .... إلخ .. " أهـ
هذا والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:30 م]ـ
اخواني الكرام إبراهيم وتيسير، نحن في شهر رمضان شهر الصيام، وأنتم ولله الحمد اخوة وما زال النقاش طيبا، فلا ينزغن بينكم الشيطان.
أما أم عبدالله فهي طويلبة علم، والحمد لله هنا أساتذة أجل قدرا وأكثر علما، وباستطاعتهم التصحيح والتوجية، وأنا مجهولة، وليس لي إلا العام لأتعلم وأعرض ما توصلت إليه، وليس المقام مقام فتيا، وليت الاخوة وأنا أولهم إذا اعترضوا على شيء أن يأتوا بالدليل.
أما عن ما كتبته آنفا، فقد استشفيته من كلام ابن رجب في نفس الكتاب، فقد تحدث أيضا عن الحفظ، فاستشهد بآية: (له معقبات .. ) ومما قال:
قال مجاهد: ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته ... " أهـ وواضح أن هذا عام يشمل جميع العباد.
ومن ثم تكلم عن الحفظ الخاص، وإن لم يقل إنه خاص، فاستشهد بآية:
(ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا .... )
وذكر قصة أبو الطيب الطبري وقد جاوز المائة وهو ممتع بعقله فوثب يوما من سفينة فعوتب، فقال:
هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
ثم استشهد ابن رجب بآية: (وكان أبوهما صالحا) .... إلخ .. " أهـ
هذا والله أعلم.
أختي الكريمة: أم عبد الله، حفظك الله.
أولا: أبشري بأن الشيطان ليس ينزغ بيننا إن شاء الله تعالى؛ فالأخ تيسير كما عهدته دوما يبحث عن الحق؛ نعم قد أختلف معه في بعض المواضيع؛ ونتحاور، لكن بحثا عن الحق إن شاء الله تعالى ..
ثانيا: المقام - أختي الكريمة - أعظم من مقام الفتيا؛ فهو في استنباط معان من كتاب الله تعالى قد تمس جوانب عقدية دقيقة ..
ثالثا: رجعت لكلام الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى؛ وفهمت منه أنه ينوع الحفظ إلى أربعة أنواع:
أ - حفظ الملائكة للإنسان؛ من كل شيء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
وهذا واضح لا إشكال فيه، ومنصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ب - حفظ الله تعالى على الإنسان جوارحه جزاء حفظه لها في الصغر عن محارم الله.
وهذا لا أعلم كيف أطلقه رحمه الله تعالى مستدلا له بقصص؛ وقد ثبت في تراجم أهل العلم القدماء والمعاصرين؛ بل والصحابة رضي الله تعالى عنه أن فيهم من عمي في كبره وفيهم من زمن، وفيهم، وفيهم ..
ولا شك أنهم حفظوا هذه الجوارح في الصغر؛ ولكن الله تعالى قد يبتلي الإنسان تكفيرا لبعض السيئات أو رفعا للدرجات كما هو معلوم.
فيبقى كلام الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى في هذه محل نظر.
ج - حفظ الله تعالى للإنسان في ذريته بعد موته؛ واستدل له بقوله تعالى: "وكان أبوهما صالحا".
وهذا النوع أخف من سابقه؛ وأكثر أدلة؛ فالعلاقة بين الإنسان وذريته في الشرع علاقة وطيدة في الدنيا؛ بل وحتى في الآخرة "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم .. "
د - حفظ الإنسان في جيرانه؛ واستدل له بقول ابن المنكدر رحمه الله تعالى.
وهذا النوع يحتاج إلى دليل أقوى.
وبالجملة فالكلام في مثل هذه الأمور يصلح من باب الاستئناس والمواعظ؛ لا من باب التفسير والاستنباط القرآني.
رابعا: المتحاورون في هذه الملتقيات يجب أن يوسعوا صدورهم للحوار الهادف؛ وأن يعرض كل منهم أدلته، ولا يستعجلوا النتيجة؛ فقد يستمر الحوار المفيد، والمناظرات العلمية أشهرا؛ بل وسنوات؛ لكن بعيدا عن شخصنة الحوار، وبعيدا عن ضمائر أنا قلت وأنت قلت وهلم جرا.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 07:46 م]ـ
اخواني الكرام إبراهيم وتيسير، نحن في شهر رمضان شهر الصيام، وأنتم ولله الحمد اخوة وما زال النقاش طيبا، فلا ينزغن بينكم الشيطان.
.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[16 Aug 2010, 11:22 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما معنى أن يقول الواحد للآخر منكم " هون عليك " أي أن المسألة يجب أن تقف عند هذا الحد ولابد أن يعود الجميع لموضوع هذه المشاركة،
أما ما قاله أخي إبراهيم،:
"رابعا: المتحاورون في هذه الملتقيات يجب أن يوسعوا صدورهم للحوار الهادف؛ وأن يعرض كل منهم أدلته، ولا يستعجلوا النتيجة؛ فقد يستمر الحوار المفيد، والمناظرات العلمية أشهرا؛ بل وسنوات؛ لكن بعيدا عن شخصنة الحوار، وبعيدا عن ضمائر أنا قلت وأنت قلت وهلم جرا.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه. " أهـ
اللهم آمين، ليس عندي مشكلة أن يستمر الحوار العلمي الهادف ما دمت أعيش و أرزق، وشيء حسن أن ترجع لما قاله ابن رجب، وسأرجع بدوري للتعليق على رأيك فيما كتبت في وقت آخر بإذن الله تعالى. وشكرا.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:59 ص]ـ
أخي الكريم أتعجب هل قرأت ما سطره ابن رجب جيدا، انتبه لما سأنقله:
أختي الكريمة: أم عبد الله، حفظك الله.
ثانيا: المقام - أختي الكريمة - أعظم من مقام الفتيا؛ فهو في استنباط معان من كتاب الله تعالى قد تمس جوانب عقدية دقيقة ..
ثالثا: رجعت لكلام الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى؛ وفهمت منه أنه ينوع الحفظ إلى أربعة أنواع:
أ - حفظ الملائكة للإنسان؛ من كل شيء حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
وهذا واضح لا إشكال فيه، ومنصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ب - حفظ الله تعالى على الإنسان جوارحه جزاء حفظه لها في الصغر عن محارم الله.
وهذا لا أعلم كيف أطلقه رحمه الله تعالى مستدلا له بقصص؛ وقد ثبت في تراجم أهل العلم القدماء والمعاصرين؛ بل والصحابة رضي الله تعالى عنه أن فيهم من عمي في كبره وفيهم من زمن، وفيهم، وفيهم ..
ولا شك أنهم حفظوا هذه الجوارح في الصغر؛ ولكن الله تعالى قد يبتلي الإنسان تكفيرا لبعض السيئات أو رفعا للدرجات كما هو معلوم.
فيبقى كلام الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى في هذه محل نظر.
أقول: كيف ذلك؟
ألم تقرأ استدلال ابن رجب رحمه الله تعالى، بقوله تعالى:
(((ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)))
ثم أتى رحمه الله تعالى بقصتين يبرز من خلالهم هذا المعنى
ج - حفظ الله تعالى للإنسان في ذريته بعد موته؛ واستدل له بقوله تعالى: "وكان أبوهما صالحا".
وهذا النوع أخف من سابقه؛ وأكثر أدلة؛ فالعلاقة بين الإنسان وذريته في الشرع علاقة وطيدة في الدنيا؛ بل وحتى في الآخرة "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم .. "
ما معنى أخف من سابقه!
د - حفظ الإنسان في جيرانه؛ واستدل له بقول ابن المنكدر رحمه الله تعالى.
وهذا النوع يحتاج إلى دليل أقوى.
لم يقصد ابن رجب رحمه الله تعالى أن يفرد هذا كنوع كما أظن، لكن قسم الحفظ هنا نوعين:
أولا: حفظ العبد في دنياه.
أما ما قاله محمد بن المنكدر فتشهد له النصوص: فعن زينب أم المؤمنين رضي الله عنها
(فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)
أي أن أهل الصلاح بركتهم تعم من حولهم، والله أجل وأعلم.
ثانيا حفظ العبد في دينه.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:40 م]ـ
أخي الكريم أتعجب هل قرأت ما سطره ابن رجب جيدا، انتبه لما سأنقله:
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه، انتبهت .. !
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:43 م]ـ
انتبه:??????!!!!!!!
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:53 م]ـ
??????!!!!!!!
هل قرأت كتاب ابن رجب وانتبهت لما لم يلاحظه الأخ إبراهيم، أم أنك تكتب هذه الاستفهامات فقط هكذا، رجاء لا تعد لذلك إما أن تكتب ما تريد أولا تكتب.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:55 م]ـ
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه، انتبهت .. !
وفقك الله، أنصحك وبعد أن سطرت عبارة التعجب أن تعود لقرآة الكتاب قراءة متأنية ففيه فوائد وابن رجب عالم رباني احسبه كذلك وشهد له كثير من أهل العلم فاستفد منه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Aug 2010, 09:39 م]ـ
إما أن تكتب ما تريد أولا تكتب.!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Aug 2010, 09:59 م]ـ
وفقك الله، أنصحك وبعد أن سطرت عبارة التعجب أن تعود لقرآة الكتاب قراءة متأنية ففيه فوائد وابن رجب عالم رباني احسبه كذلك وشهد له كثير من أهل العلم فاستفد منه.
الأخت الفاضلة أم عبد الله أدامها الله ورعاها وجعلها من الصالحات القانتات.
كنت أود أن أكتب ما سأكتبه الآن عبر رسالة خاصة لك. ولكن وبما أنك أيضاً قد حجبت عنك خانة الرسائل الخاصة فسوف أضطر أن أرسل لك ما يدور في خلدي وخلد الأستاذ ابراهيم حفظه الله. من خلال مشاركتنا معاً وإياك في عدة مشاركات.
تقولين أختاه أنك طويلبة علم. ولا أخال اللهجة التي تتكلمين بها مع الذين يحاورونك تتكيف مع طويلبة علم. فإما أنك تقولين ذلك تواضعاً وهذا لعمري إن كان في كنف الخطاب المؤصل جيد. وإما أن تكوني فعلاً طويلبة علم. وفي الحالتين أختاه فأنت مدانة. انظري الى لهجة الخطاب التي أكلم فيها الأستاذ ابراهيم. وانظري أيضاً الى لغة الخطاب السامية التي نحدثك بها. وانظري اختاه الى الطريقة التي تكلمينا فيها. انظري الى خطابك أعلاه وهو مكون من سطرين فقط. كم فعل أمر يحتوي خطابك الموجه للاستاذ ابراهيم. هل يصلح اختاه أن تقولي وأنت طالبة علم بل عالمة جليلة لمن تخاطبينه بكلمة انتبه؟؟؟ هل هذا هو خطاب طويلبة العلم هداك الله؟؟ ألم تكتشفي بعد سر إشارات الاستفهام التي صدرت مني ومن الاستاذ ابراهيم؟؟. كما قلت كنت أود أن أرسل لك رسالة خاصة في ذلك. ولكنه قدرك فأنت لا تملكين هذه الخدمة وهذا طبعاً بإرادتك أنت. والله إني آسف لذلك ولكن لا بد من أن أقول ذلك فأنت التي حرضتني على كتابة ما قلت. والسلام عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Aug 2010, 10:08 م]ـ
الأخت الفاضلة أم عبد الله أدامها الله ورعاها وجعلها من الصالحات القانتات.
كنت أود أن أكتب ما سأكتبه الآن عبر رسالة خاصة لك. ولكن وبما أنك أيضاً قد حجبت عنك خانة الرسائل الخاصة فسوف أضطر أن أرسل لك ما يدور في خلدي وخلد الأستاذ ابراهيم حفظه الله. من خلال مشاركتنا معاً وإياك في عدة مشاركات.
تقولين أختاه أنك طويلبة علم. ولا أخال اللهجة التي تتكلمين بها مع الذين يحاورونك تتكيف مع طويلبة علم. فإما أنك تقولين ذلك تواضعاً وهذا لعمري إن كان في كنف الخطاب المؤصل جيد. وإما أن تكوني فعلاً طويلبة علم. وفي الحالتين أختاه فأنت مدانة. انظري الى لهجة الخطاب التي أكلم فيها الأستاذ ابراهيم. وانظري أيضاً الى لغة الخطاب السامية التي نحدثك بها. وانظري اختاه الى الطريقة التي تكلمينا فيها. انظري الى خطابك أعلاه وهو مكون من سطرين فقط. كم فعل أمر يحتوي خطابك الموجه للاستاذ ابراهيم. هل يصلح اختاه أن تقولي وأنت طالبة علم بل عالمة جليلة لمن تخاطبينه بكلمة انتبه؟؟؟ هل هذا هو خطاب طويلبة العلم هداك الله؟؟ ألم تكتشفي بعد سر إشارات الاستفهام التي صدرت مني ومن الاستاذ ابراهيم؟؟. كما قلت كنت أود أن أرسل لك رسالة خاصة في ذلك. ولكنه قدرك فأنت لا تملكين هذه الخدمة وهذا طبعاً بإرادتك أنت. والله إني آسف لذلك ولكن لا بد من أن أقول ذلك فأنت التي حرضتني على كتابة ما قلت. والسلام عليك
أولا: جزاك الله خيرا على الدعاء، وأقول اللهم آمين.
ولا تدري كم يسعدني أنك كتبت ما تريد قوله على العام فجميعكم إخواني، وصدقا أخي أنا أفكر مرات قبل أن أسطر ما أكتب، وقولي انتبه، لا شيء فيه في لهجتي وأسلوب الكلام في عرفي، وأقدر اختلاف اللهجات البلدان والأعراف، وأبدا أقدر كل من يطلب العلم أو يحاول أن يفيد أو يستفيد.
وأنا لا أستعمل الرسائل الخاصة، حتى لا أحرج نفسي ولا أحرج أحدا، فلا أرجع وأقول أرسل لي فلان أو فلانة كذا أو أشتكي، فالجميع اخواني، وأشكرك على ما سطرت، وقل كل ما تريد على العام فالجميع اخواني بالتأكيد.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Sep 2010, 12:21 م]ـ
فائدة، (التربية العامة والخاصة في القرآن الكريم)
لقد وجدت أن ابن السعدي توصل لأمر في ما يخص العام والخاص في القرآن الكريم من خلال استقرائه لمعاني ورود لفظة " الرب " في آيات القرآن الكريم
قال ابن السعدي في تفسيره:
قد تكرر اسم "الرب" في آيات كثيرة.
و"الرب": هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم. وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.
وقال:
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله (((رَبِّ الْعَالَمِينَ))) على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.
وقال:
يمتن تعالى على سائر الناس بما أوصل إليهم من البراهين القاطعة والأنوار الساطعة، ويقيم عليهم الحجة، ويوضح لهم المحجة، فقال: (((يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِن رَّبِّكُمْ)))
أي: حجج قاطعة على الحق تبينه وتوضحه، وتبين ضده.
وهذا يشمل الأدلة العقلية والنقلية، الآيات الأفقية والنفسية (((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ))).
وفي قوله: (((مِن رَّبِّكُمْ))) ما يدل على شرف هذا البرهان وعظمته، حيث كان من ربكم الذي رباكم التربية الدينية والدنيوية، فمن تربيته لكم التي يحمد عليها ويشكر، أن أوصل إليكم البينات، ليهديكم بها إلى الصراط المستقيم، والوصول إلى جنات النعيم.
وقال:
ولهذا قال: (((وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)))
أي: ربي وربكم ورب جميع الخلق، الذي ربى جميع الخلق بأنواع التربية، الذي من أعظم تربيته أن أرسل إلى عباده رسلا تأمرهم بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والعقائد " أهـ(/)
كتاب كشف الأسرار النورانية القرآنية / للطبيب الأسكندري (ت: بعد1299) كتاب في التفسير العلمي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:03 م]ـ
يقول المؤلف عن سبب تأليفه هذا الكتاب:
( ... ثم أقمت بالشام معتنيًا بمداواة أهلها الأماثل الأعلام؛ إلى أن اجتمعت في محل حافل سنة تسعين ومائتين وألف ببعض الأطباء المسيحيين، فشرعوا يتحادثون عن كيفية تكون الأحجار الفحمية، وفي أنه أشير إليها في التوارة واإنجيل أم لا؟ فبعد الأسئلة والقيل والقال وإجراء البحث والجدل = حكموا على أنه لا يوجد لها ذكر أصلاً؛ لا صريحًا ولا إشارة تؤخذ منها وتفهم فهمًا.ثم خصصوا بي المقال، ووجهوا إلي السؤال بأنه هل أُشير إليها في القرآن الشريف، أم صرح بذكرها ذلك الكتاب المنيف، وإن لم يشر إليها فكيف قال الله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) (الأنعام: 38)، وإن أشير إليها ففي أي موضع أشير إليها، وفي أي سورة نص عليها؟
فتصدرت للجواب، وتلطفت في التفهيم والخطاب قدر طاقتي ووسعها؛ لأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وتتبعت كلام كثير من العلماء، وتصفحت ألوفًا من مسائل الفصحاء والبلغاء، وتفردت في طلبه من كتب التفسير والطب القاصية ... وازدادت همتي بعد وقوفي على حقيقة تكون الحجر المشار إليه، فبينت كيفية تكون الحيوانات والنباتات والأجرام السماوية والأرضية والجواهر المعدنية ... وتشاورت مع أرباب المعارف وأهل الإشارات، فانحط الرأي على أن من اللازم لما قصدته من بيان كيفية التكوينات التي ذكرتها تأليف كتاب يشتمل على الآيات القرآنية المتعلقة بذلك شرحًا يكشف معناها وحقيقتها ... وسميت هذا الكتاب ب (كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانت والنبات والجواهر المعدنية) ... ورتبته على مقدمة في ألأحجار الفحمية، وثلاثة أبواب في الحيوانات والنباتات والأجرام الأرضية والسماوية، وكل باب منها مشتمل على مسائل ومباحث وخاتمة).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:05 م]ـ
حياك الله يا أبا عبدالملك.
- كتبت في العنوان (توفي بعد 1129هـ) والظاهر أنه (1329هـ) لقوله في مقدمته: (إلى أن اجتمعت في محل حافل سنة تسعين ومائتين وألف ببعض الأطباء المسيحيين).
ليتك فصلت لنا قليلاً في الكتاب وصاحبه فالظاهر أنه من أوائل من خصص هذا الموضوع بالكتابة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:22 م]ـ
تم تعديل الخطأ في التاريخ يا أبا عبدالله، وكنت قد كتبت المشاركة على عجل، ولعلي أعود إلى قراءة شيء من الكتاب وأعلق عليه مرة أخرى.
ملاحظة: الدار التي طبعته: دار الكتب العلمية (2010)، اعتنى به أحمد فريد المزيدي.
والعنوان المرقوم على واجهة الكتاب: كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية.
والمؤلف: الطبي البارع محمد بن أحمد الأسكندري الدمشقي المتوفى بعد سنة 1229 هـ.
وقد صدَّروا صفحة الغلاف: (من الإعجاز الطبي في القرآن الكريم).
ومعذرة فليس عندي ناسخ لأنسخ صفحة الكتاب، ولعلكم يا أبا عبد الله تقومون بهذا.(/)
الدليل على أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلَّم قرأ القرآن في أقلَّ من ثلاثة أيَّام!
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:14 م]ـ
في الصحيح عن حذيفة
((قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّى بِهَا فِى رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا))
فإذا كان النبي صل1 قرأ البقرةَ والنساءَ والَ عمران في ركعةٍ وهي خمسة أجزاء وزيادة فكيف بباقي الركعات الأخرى وقد عُلِم من هديه صل1 أنه يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة فكم سيكون مجموع الأجزاء إذن؟
حتى لو قلنا إنه صلى صل1 قرأ بعد الأولى في كل ركعة جزئين فقط فسيكون مجموع الأجزاء 19 جزءاً بإسقاط (ركعتي الشفع) على القول فيها
هذا في ليلة فإذا ضممتَ مع هذه الليلةِ النهارَ المتقدمَ فبالتأكيد أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في النهار.
وكذا إذا ضممتَ مع تلك الليلةِ ليلةَ اليومِ القادمِ فكم سيكون المجموع؟!
وهذا في إحدى الليالي (وجاء عند النسائي أنه في رمضان) لكن أعلَّها النسائي
فكيف في ليالي العشر في رمضان فإنه كان يُحييها كلها كما قال عائشة في الصحيح
فما رأي الأفاضل؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:41 م]ـ
ربما كانت هذه حالة خاصة، كما قام بآية واحدة يرددها حتى أصبح " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"
ثم هذه المسألة التي ظاهرها النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث تحتاج إلى تأمل، فقوله صلى الله عليه وسلم:
" ولا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث" فهي دلالة قوية على أن التدبر والفهم لما يقرأ هو الأهم وهو المطلوب
وما نراه من خلل في أخلاق المسلمين إنما هو بسبب إغفال هذه القضية، فأصبح الكثير منا يقرأ القرآن لا يجاوز الحناجر ولا يلامس القلوب ولا يحرك المشاعر ومن ثم فإنه لن يغير ولن يعدل في السلوك
أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:02 م]ـ
فإذا كان النبي r قرأ البقرةَ والنساءَ والَ عمران في ركعةٍ وهي خمسة أجزاء وزيادة فكيف بباقي الركعات الأخرى وقد عُلِم من هديه r أنه يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة فكم سيكون مجموع الأجزاء إذن؟
حتى لو قلنا إنه صلى r قرأ بعد الأولى في كل ركعة جزئين فقط فسيكون مجموع الأجزاء 19 جزءاً بإسقاط (ركعتي الشفع)
فما رأي الأفاضل؟
هذه الحسبة تحتاج إلى إعادة نظر
لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ تلاوة مرتلة وكان يقف عند آيات التي يذكر فيها الوعد والوعيد ويدعو، وقراءة ستة أجزاء على هذا النحو ربما استغرق ثلاث ساعات، فإذا أضفنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركوع والسجود كما هو في الحديث:
"فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ"
فربما استغرق هذا الفعل خمس أو ست ساعات في ركعة واحدة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يرو عنه أنه قام الليل كله كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند النسائي:
"وَلَا أَعْلَمُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ وَلَا قَامَ لَيْلَةً كَامِلَةً حَتَّى الصَّبَاحَ وَلَا صَامَ شَهْرًا كَامِلًا غَيْرَ رَمَضَانَ"
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:39 ص]ـ
ثمة سؤال:
متى كانت هذه الحادثة؟ هل كانت بعد تمام القرآن أو أكثره؟(/)
إستفسار عن كتاب " النظام القراني مقدمة في المنهج اللفظي"
ـ[نضال الغطيس]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:28 م]ـ
الأخوة والأخوات المشاركين الكرام في هذا الملتقى الطيب، لي إستفسار عن كتاب " النظام القراني مقدمة في المنهج اللفظي" لمؤلفه: عالم سبيط النيلي، هل لديكم أي دراسة ونقد لهذا الكتاب خصوصا أو لمنهج"الحل القصدي للغة" بشكل عام كما طرحه المؤلف، فلقد شرعت في قراءة هذا الكتاب وكنت قد اطلعت سابقا على بعض مؤلفاته ومنها كتاب "الحل القصدي للغة في مواجهة الإعتباطية" فأشكلت علي مسائل، فهل تكرمتم بالتعليق على منهج الكتاب او تزويدنا بأي دراسات متعلقة بهذا الخصوص .. وجزيتم خيرا
ـ[نضال الغطيس]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:16 م]ـ
سوف تكون هذه المشاركة عرضا لمقدمة الكتاب، وذلك لتنبيه الباحثين الكرام الى أهمية الكتاب، حيث أنه وبعد ثلاثة أيام من وضع المشاركة السابقة لم أتلقى أي رد على تساؤلي في الأعلى، فيما إذا وجدت أي دراسه عن هذا الكتاب أو المنهج القصدي في تفسير القران الذي جاء به عالم سبيط النيلي، وأحب التنويه الى أني فقط أنقل مقدمة الكتاب حتى تعم الفائده وينتبه له، ولست بصدد تقييم أو محاسبة خلفية الكاتب.
إسم الكتاب: النظام القراني- مقدمة في المنهج اللفظي
المؤلف: عالم سبيط النيلي
دار النشر: دار المحجة البيضاء
سنة النشر: 2006
___________
إن هذا الكتاب هو منهج جديد في تفسير القران يعتمد على إلغاء الترادف في اللغة وما يتبعه من اعتباط، وينظر إلى القران على أنه نظام لغوي محكم بذاته لا يخضع لقواعد الاعتباط اللغوي .. وهو أحد خطوط مشروع النظام القراني والذي هو مشروع متكامل مؤلف من أربعة خطوط تسير متوازية في سلسلة من المؤلفات التي تقوم بتفنيد الاعتباط اللغوي وتأسيس مبدأ القصدية في اللغة خدمة للنظام القراني خاصة والنصوص الأدبية وغيرها عامة. وهذه السلسلة هي:
1 - اللغة الموحدة: وهو كتاب يتضمن إثبات وجود القيمة المسبقة للعلامات الصوتية والألفاظ بأربعة أجزاء، لتأسيس علم جديد للغة قائم على القصدية وتفنيد النظرية الاعتباطية للجرجاني ودي سوسير.
2 - الحل القصدي للغة في مواجهة الاعتباطية: وهو كتاب يناقش المباحث الاعتباطية للألفاظ ومباحث الدلالة عند الأصوليين ويقوم بتفنيدها وفق النظرية القصدية الجديدة ويعتمد على النظام القراني في تقديم الحلول.
3 - الحل الفلسفي بين محاولات الإنسان ومكائد الشيطان: كتاب في مناقشة الاعتباط الفلسفي عامة والإسلامي منه خاصة عن طريق المنهج القصدي للغة.
4 - النظام القراني: وهو مشروع يتضمن الكشف عن النظام القراني ويظهر إعجازه الحقيقي لأول مرة من خلال الحل القصدي للغة. ويتكون من عدة أجزاء أولها مقدمة في المنهج اللفظي الذي يعالج النصوص بالطريقة التي توضحها هذه المقدمة وهي موضوع هذا الكتاب الذي بين يديك.
تنبيه: نطلب من القاريء الكريم النظر الى هذه المؤلفات على أنها كتاب واحد يتمم بعضه بعضا. فقد تخلو هذه المقدمة من بعض التأسيسات الهامة للقصدية، لأنها مواضيع مطولة يجد القاريء حلولها في بقية الكتب وبالأخص اللغة الموحدة والحدل القصدي للغة.
فكتابنا هذا عن المنهج اللفظي لا يشتمل إلا على إظهار التناقض في الحل الاعتباطي مقابل الحل القصدي، وكذلك يشتمل على قواعد هذا المنهج وبعض نتائجه على الفكر الإسلامي عامة وقضايا العقيدة والقران خاصة وكذلك يشتمل على نموذج من الحل القصدي لمقطع مستل من اية واحدة في الفصل الثالث (تطبيق جزئي للمنهج اللفظي على اية الرواسي).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي نضال على تعريفك بهذا الكتاب.
والكتاب عندي منذ مدة، ولكنني لم أقرؤه بعدُ، ولعلك بعرضك له تدفعني لمراجعته والنظر فيه، وليتك تلقي المزيد من الضوء على مباحث الكتاب ونتائجه التي وصل إليها فيه مشكوراً.(/)
أبيات لابن الحصار في المكي والمدني من سور القرآن
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[14 Aug 2010, 04:41 م]ـ
الحمد لله .. وبعد:
فهذه مشاركة قيمة انقلها لأبصاركم .. وهي في الحقيقة من الفوائد النافعة التي استفتدها من ملتقى أهل الحديث ..
وهي مشاركة لأخينا: أبي ذر السلفي .. نقل نظما ذكره السيوطي في الإتقان عن ناظمه أبي الحسن ابن الحصار رحمهما الله تعالى .. ولم أقف له على مسمى فسميته
(النظم الندي في معرفة المدني من المكي):
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله وقفت على هذه الكلمات التي في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي رحمه الله قال
قال أبو الحسن بن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ: المدني باتفاق عشرون سورة والمختلف فيها اثنتا عشر سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق.
ثم نظم في ذلك نظماً
يا سائلي عن كتاب الله مجتهدا ... وعن ترتب ما يتلى من السور
وكيف جاء بها المختار من مضر ... صلى الإله على المختار من مضر
وما تقدم منها قبل هجرته ... وما تأخر في بدو وفي حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد ... يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النقل في أم الكتاب وقد ... تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر
أم القرآن وفي أم القرى نزلت ... ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت ... عشرون من سور القرآن في عشر
فأربع من طوال السبع أولها ... وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
وتوبة الله إن عدت فسادسة ... وسورة النور والأحزاب ذي الذكر
وسورة لنبي الله محكمة ... والفتح والحجرات الغر في غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة ... والحشر ثم امتحان الله للبشر
وسورة فضح الله النفاق بها ... وسورة الجمع تذكار لمدكر
وللطلاق وللتحريم حكمهما ... والنصر والفتح تنبيها على العمر
هذا الذي اتفقت فيه الرواة له ... وقد تعارضت الأخبار في أخر
فالرعد مختلف فيها متى نزلت ... وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمر
ومثلها سورة الرحمن شاهدها ... مما تضمن قول الجن في الخبر
وسورة للحواريين قد علمت ... ثم التغابن والتطفيف ذو النذر
وليلة القدر قد خصت بملتنا ... ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر
وقل هو الله من أوصاف خالقنا ... وعوذتان ترد البأس بالقدر
وذا الذي اختلفت فيه الرواة له ... وربما استثنيت آي من السور
وما سوى ذاك مكي تنزله ... فلا تكن من خلاف الناس في حصر
فليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظر
هذا و قد حفظت بحمد الله هذه القصيدة و إستفدت منها بشكل عظيم
و أنا مستعد إن شاء الله لشرح أبياتها إذا رغبتم في ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول العبد الفقير عبد الله السلفي أبو ذر
هذا شرح الأبيات
يا سائلي عن كتاب الله مجتهدا ... وعن ترتب ما يتلى من السور
يا من تسأل عن كتاب الله تعالى و ترتيب سوره مكيها و مدنيها
وكيف جاء بها المختار من مضر ... صلى الإله على المختار من مضر
و كيف كان ترتيب نزولها على محمد صلى الله عليه وسلم
وما تقدم منها قبل هجرته ... وما تأخر في بدو وفي حضر
و ما تقدم منها قبل الهجرة أي المكي و ما تأخر بعدها أي المدني
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد ... يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
لكي يعرف طالب العلم اللبيب الناسخ و المنسوخ و الخاص و العام على رأي من قال أن المتأخر بالزول يخصص المتقدم
تعارض النقل في أم الكتاب وقد ... تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر
تعارضت الأقوال في الفاتحة و مما يدل على أنها مكية ما جاء في سورة الحجر من قوله تعالى ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)
)) و صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال السبع المثاني هي سورة الفاتحة وسورة الحجر مكية باتفاق وقد امتن على رسوله فيها بها فدل على تقدم نزول الفاتحة عليها إذ يبعد أن يمتن عليه بما لم ينزل بعد
أم القرآن وفي أم القرى نزلت ... ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
و هنا يرجح الحصار رحمه الله أنها مكية للديل السابق وبأنه لا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة ولم يحفظ أنه كان في الإسلام صلاة بغير الفاتحة
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت ... عشرون من سور القرآن في عشر
و السور المدنية المتفق على أنها مدنية 20 سورة سيبدأ رحمه الله بسردها ثم سيذكر المختلف فيها و عددها 12 ثم سيقول لك ما عدا ذلك مكي بإتفاق
(يُتْبَعُ)
(/)
فأربع من طوال السبع أولها ... وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
فأربع من السور السبع الطوال وهي أول أربع أي
1 - البقرة
2 - آل عمرآن
3 - النساء
4 - المائدة
و 5 - الأنفال
وتوبة الله إن عدت فسادسة ... وسورة النور والأحزاب ذي الذكر
و 6 - التوبة
7 - النور
8 - الأحزاب
وسورة لنبي الله محكمة ... والفتح والحجرات الغر في غرر
و 9 - سورة محمد صلى الله عليه وسلم
10 سورة الفتح
11 - سورة الحجرات
ثم الحديد ويتلوها مجادلة ... والحشر ثم امتحان الله للبشر
ثم 12 - الحديد
13 - المجادلة
14 - الحشر
15 - الممتحنة
وسورة فضح الله النفاق بها ... وسورة الجمع تذكار لمدكر
و 16 - سورة المنافقون
17 - سورة الجمع وهو جمع الجمعة أي سورة الجمعة
وللطلاق وللتحريم حكمهما ... والنصر والفتح تنبيها على العمر
18 - الطلاق
19 - التحريم
20 و الأخيرة - سورة ((إذا جاء نصر الله و الفتح)) أي سورة النصر
هذا الذي اتفقت فيه الرواة له ... وقد تعارضت الأخبار في أخر
هذا المجمع عليه بأنه مدني و المختلف عليه هو
فالرعد مختلف فيها متى نزلت ... وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمر
1 - سورة الفاتحة و قد تقدم ترجيح أنها مكية
2 - سورة الرعد و الجمهور على أنها مكية كالقمر
ومثلها سورة الرحمن شاهدها ... مما تضمن قول الجن في الخبر
3 - سورة الرحمن
الجمهور على أنها مكية وهوالصواب ويدل ما رواه الترمذي والحاكم عن جابر قال لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه سورة الرحمن حتى فرغ قال: ما لي أراكم سكوتاً للجن كانوا أحسن منكم رداً ما قرأت عليهم من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وقصة الجن كانت بمكة وأصرح منه في الدلالة ما أخرجه أحمد في مسنده بسند جيد عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويصلي نحوالركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وفي هذا دليل على تقدم نزولها على سورة الحجر.
وسورة للحواريين قد علمت ... ثم التغابن والتطفيف ذو النذر
4 - سورة الحواريين وهي سورة الصف
5 - التغابن
6 - المطفيين
وليلة القدر قد خصت بملتنا ... ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر
7 - سورة القدر
8 - الزلزلة
وقل هو الله من أوصاف خالقنا ... وعوذتان ترد البأس بالقدر
9 - الإخلاص
10 و 11 - المعوذتان
وذا الذي اختلفت فيه الرواة له ... وربما استثنيت آي من السور
هذا بالنسة للسور وقد يتم إستثناء آيات من سور معينة فيقال مكية إلا كذا و كذا أو مدنية إلا كذا و كذا
وما سوى ذاك مكي تنزله ... فلا تكن من خلاف الناس في حصر
وكل ما عدا هذا مكي بالإتفاق
فليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظر
فلا تختلف مع الناس في العدد و الحصر و لا تنسى الإمام أبو الحسن الحصار من الدعاء و كذا أخوك أبو ذر السلفي
__________________(/)
تعليقات الشيخ مساعد الطيار على كتاب (الإتقان) للسيوطى-مكتوبة-
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد،
إخوانى الكرام بارك الله فيكم، كنت قد دونت تعليقات فضيلة شيخنا/ مساعد الطيار على كتاب الإتقان من شرحه المسموع والموجود على الشبكة العنكبوتية، ثم بدا لى أن أضع هذه التعليقات المفيدة فى هذا الملتقى المبارك ليستفيد الجميع، وقد استئذنت الشيخ فى وضعها فأذن فجراه الله خيرا.
تنبيهان: الأول: هذه التعليقات كنت قد دونتها من شرح الشيخ على حاشية نسختى ثم جمعتها فى دفتر بصيغتى، فما كان فيها من خطإ فالشيخ منه براء، وأرجو إن وجد أحد الإخوة خطأً أن ينبهنا، وما كان من توفيق فمن الله –عزوجل- وماكان من خطإ أو نسيان فمنى ومن الشيطان أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص فى القول والعمل.
الثانى: لم أرتب الموضوعات بحسب ترتيبها فى الإتقان بل وضعتها بحسب ما أتيح لى لعدم نقلها كاملة على الحاسوب.
وهذا أوان الشروع فى المقصود فالله المستعان.
كرر الشيخ -حفظه الله - أثناء شرحه أن هناك أربعة نقاط لابد التنبه لها فى كل نوع لمن يدرس الإتقان وهى:
: 1 - علاقة هذا النوع بالتفسير.2 - علاقته بعلوم القرآن. 3 - هل هو نقلى أم يدخله الاجتهاد. 4 - فوائده.
فى معرفة غريبه
-هل لأبى عبيدة كتاب فى غريب القرآن؟؟؟ لانعلم.
-كتاب العزيزى ترتيبه على اللفظة ثم الحركات.
-الراغب الأصفهانى لايرى بين الألفاظ تردافا بل بينها فروق.
-من كتب التفسير التى استفادت من كتب المعانى كتاب (البسيط) للواحدى.
-بعض المتأخرين لا يصدق الآثار الواردة فى عدم علم الصحابة ببعض الكلمات الغريبة، وهذا خطأ لأن بعض الألفاظ لم تكن بلغتهم المباشرة فلا عجب فى ذلك.
-من أنفس كتب اللغة التي يسنفاد منها في تأصيل الألفاظ في غريب القرآن (مقاييس اللغة) لابن فارس.
-من التفاسير التى اعتنت بالتفسير بالمعنى تفسير ابن عطية وتفسير (البسيط) للواحدى.
-مسألة مهمة: لا يجوز الاحتجاج بالشعر إذا كان المراد إثبات عربية لفظ ما، لأن القرآن يحتج له لا عليه.
-مسائل نافع بن الأزرق ليس لها طريق واحد صحيح.
-أما سؤالات نافع بن الأزرق فبعضها صحيح وارد لكن بدون الاستشهاد بالشعر، لكن نقول إن تكاثر هذه المسائل يوحى أن لها أصلا.
-بعض الشواهد فى مسائل نافع بن الأزرق هى أصلا لشعراء أتوا بعد ابن عباس، وهذه المسائل لها دراسة فى رسالة لفضيلة الشيخ / عبدالرحمن الشهرى.
-بعض المعاصرين يحبذ البعد عن مصطلح غريب القرآن لكن هذا خطأ.
-أفضل كتب غريب القرآن كتاب أبى عبيدة ومن ميزته كثرة الشواهد، وكذا كتاب غريب القرآن لابن قتيبة، ويتميز بنقله لتفاسير السلف.
-ومن أفضل كتب المتأخرين فى الغريب كتاب الراغب الأصفهانى، وللسمين الحلبى كتاب فيه تعقبات على الراغب.
-كتاب أبى بكر الرازى فى الغريب استخدم أسلوبا خاصا فى ترتيبه وهو نظام الفصل والباب.
-كتب معانى القرآن تشمل (الغريب – النحو – الأساليب).
-قاعدة مهمة: قاعدة مهمة: (لا يوجد فى القرآن شيء له معنى ولا نعلم معناه)، فالحروف المقطعة ليس لها معنى نعم لكن لها مغزى وهو التحدى، ولذا يأتى بعدها الحديث عن القرآن إلا فى موضعين فقط لم يأت الحديث بعدها عن القرآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37 - فيماوقع فيه بغيرلغة الحجاز
-هذا الجانب غير مفيد إفادة مباشرة فى علم التفسير.
-هذا العلم يرتبط بالنزول والغريب والقراءات، وهو جانب نقلى لا مجال فيه للاجتهاد، والذى يعتمد فى نقله مصدران هما:
1 - تفسير السلف. 2 - أهل اللغة المعروفين.
-من فوائد معرفة هذا النوع تحسين اللفظ فى السمع وهو ما يسمى تجاوزا (موسيقى اللفظ)، كما فى كلمة (وزر) فهى بمعنى (جبل) فى لغة أهل اليمن واختيرت لفظة (وزر) هنا اختيارا مقصودا لتحسين اللفظ، وكذلك فى كلمة (قسورة) بدلا من أسد، لأن الفاصلة قبلها مثلها (مستنفرة).
-العلل المرتبطة بالأداء والنقل لا ينبغى البحث فيها لأنه تمحل وبحث عما لا يمكن.
-قول أحد السلف هذه الكلمة من لغة فلان لا ينفى كونها من لغة قوم آخرين مثلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
-كون الكلمة وردت فى القرآن فالأصل أنها من لغة قريش لأن القرآن نزل بلغتهم كما قال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)، إلا إذا صح النقل بخلاف ذلك.
-قول عثمان –رضى الله عنه- (فإن اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش فإنه بلسانها نزل) المقصود به "الرسم " وكونه يكتب بالرسم الذى يناسب لغة قريش لا يمنع قراءته بغير لسان قريش.
-لابد عند دراسة الأنواع المذكورة فى كتاب الإتقان أن نتنبه لأربعة مسائل هى: 1 - علاقة هذا النوع بالتفسير.2 - علاقته بعلوم القرآن.
3 - هل هو نقلى أم يدخله الاجتهاد. 4 - فوائده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38 – فيما وقع فيه بغير لغة العرب
-الطبرى يرى أن الكلمات المعربة مما اتفقت فيه اللغات.
-لا بد من التنبه إلى أن العرب لم يشكوا فى وجود غير العربى فى القرآن.
-الكلمات التى يدور فيها الخلاف هل عربية أم معربة لا تتجاوز المائة كلمة
-هناك رأى معاصر رجحه الشيخ مساعد فى مسألة المعرَّب يرتبط برحلة الكلمة فالذى يحدث أن الكلمة ترتحل من جزيرة العرب ثم ترجع وقد تغيرت مثل كلمة (كايرلا) أصلها (خيرالله) وكذلك كلمة (ميشال) أصلها (ميكال) مع ملاحظة دخول بعض الكلمات اليونانية فى اللغة العربية فكلمة (يونس- إلياس) أصلهما (يونا – إيليا)، وهي أصولها عربية انتقلت إلى اليونانية، ثم عادت بيونانيتها إلى العربية.
-بعض الكلمات التى قيل أنها أعجمية هى ليست كذلك لكثرة تصرفها فى العربية نحو كلمة (ابلعى) قيل أنها بمعنى (ازدرديه) بلغة الهند.
-ينبغى التنبه إلى أن العبرية ليست لغة مستقلة كما يصورون لنا، وذلك أن اليهود ليس لهم لسان مستقل لأن أبناء يعقوب (الأسباط) كانوا فى الشام ثم اتجهوا إلى مصر ومكثوابها ستمائة عام فتأثرت لغتهم أثناء هذه الفترة (فترة التيه) ثم دخلوا فلسطين مع (يوشع بن نون) ومن المحال عدم تأثر لغتهم خلال هذه التنقلات واختلاطهم بغيرهم، أضف إلى ذلك أن كتابهم لم يحفظ بل أحرقه (بختنصر) ثم كتبه (عزرا) بلغة معاصرة غيرلغتهم القديمة.
-هذا النوع نقلى، وليس له أثر فى المعنى.
-يوجد بحث فى هذا الموضوع (المعرَّب) للدكتور / على فهمى خشيم، وله عدة أبحاث مفيدة على الشبكة العكبوتية.
-هناك موقع على شبكة الإنترنت اسمه (لغة العرب) يهتم بهذه المواضيع ويكتب فيه باحثون متخصصون فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى كيفية تحمله
-الإمام نافع كان اختياره مارواه عنه قالون، أما ورش فلما قرأ على نافع بقرائته أقره نافع فنسبت إلى الإمام نافع، وإلا فالإمام نافع اختياره مارواه عنه قالون وبهذه الرواية كان أقرأ أهل المدينة.
-كثير من القراء خاصة المتأخرون يقسمون القراءة لأربع مراتب بزيادة الترتيل، أما الذى يدل عليه الدليل فهى أنها ثلاتة مراتب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإلى لقاء آخر لإكمال نقل بقية الانواع إن شاء الله
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:43 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيك يا أخي عبد الرحمن
ونفعنا الله بعلم شيخنا أبي عبد الملك وجزاه الله خيرا
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[15 Aug 2010, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. وأتمنى لو تم كتابة تعليقات الشيخ على بداية كتاب الإتقان فأنا أبحث عنها منذ زمن.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد المهمة؛ والتي يندر جمعها في موضع واحد.
هناك مسألة لم أستطع فهمها على الوجه الذي ينبغي وهي قوله حفظه الله: قاعدة مهمة: (لا يوجد فى القرآن شيء له معنى ولا نعلم معناه)، فالحروف المقطعة ليس لها معنى نعم لكن لها مغزى وهو التحدى، ولذا يأتى بعدها الحديث عن القرآن إلا فى موضعين فقط لم يأت الحديث بعدها عن القرآن.
وعدم فهمي لها يتحدد من نقطتين:
1 - القطع بأن الحروف المقطعة ليس لها معنى؛ وأن لها مغزى.
2 - كون كثير من المحققين من أهل العلم الكبار بينوا أن في القرآن الكريم ما لا يفهم معناه؛ وهو المتشابه، وأوضحوا أن أصح قولي العلماء في الوقف في آية آل عمران إنما هو على قوله تعالى "إلا الله" وأن منتهى ما يصل إليه الراسخون في العلم هو قولهم "آمنا به كل من عند ربنا".
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:51 م]ـ
شكر الله لكم، فكم يحتاج طلاب العلم، إلي هذه الفوائد التي ذكرها أبو عبدالملك
فأكمل علي بركة الله نفع الله بك وجزاك خيرا.
وقد كان الشيخ بدأ سلسلة مقالات في التنكيت علي الإتقان ((علي الملتقي))
وهناك موضوعات سابقة مشابهة لهذا الموضوع فهل يمكن أن تشيروا إليها
أو تحيلو إلي روابطها ـــــ أحسن الله إليكم ـــــ.
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[24 Aug 2010, 12:50 ص]ـ
الشيخ أبو عبدالرحمن ... جزانا وإياكم. ال
الشيخ الفجر الباسم ... حاضر سأرفعها إن شاء الله قريبا.
الشيخ عمرو الشرقاوى ... حقيقة لم أر هذه المقالات، لعلى أبحث عنها وأحيل إلى الروابط.
الشيخ إبراهيم الحسنى ... حقيقة انا ما فهمت من كلامك إلا ما قصده الشيخ، فلا أدرى أين اللبس.
و أعتذر عن التأخر فى رفع البقية، أوافيكم بها إن شاء الله قريبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[24 Aug 2010, 11:35 م]ـ
بارك الله فيكم،من فضل الله تعالي تعليقات مهمة نافعة، لكتاب مهم
سهلت لطلبة العلم في وضعها هنا - مكتوبة-، ننتظر البقية
وجزاك الله خير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:52 ص]ـ
الشيخ إبراهيم الحسنى ... حقيقة انا ما فهمت من كلامك إلا ما قصده الشيخ، فلا أدرى أين اللبس.
و أعتذر عن التأخر فى رفع البقية، أوافيكم بها إن شاء الله قريبا.
أخي الكريم: الذي أعنيه أن الشيخ قرر - حسب ما نقلت عنه - أنه لا يوجد في القرآن شيء له معنى ولا نفهم معناه.
فهل هذا ما قصد الشيخ حفظه الله تعالى؟.
إذا كان كذلك فحسب فهمي أن هذا يتعارض مع القول بأن في القرآن الكريم ما يسمى بالمتشابه، ومنه - أي المتشابه - ما لا يعرف معناه إلا الله تعالى ..
يضاف إلى ذلك قطعه بأن الحروف المقطعة لا معنى لها؛ وإنما لها مغزى؛ فلا أعرف من أين هذا، وعن أي السلف نقل.
فالمنقول عن السلف - حسب اطلاعي القاصر - في الحروف المقطعة هو:
1 - أنها من المتشابه الذي لا يعلم معناه إلا الله تعالى.
2 - أن لها معنى.
والقائلون بالقول الثاني مختلفون في تحديد ذلك المعنى كما هو مبسوط في موضعه.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:04 م]ـ
الشيخ عمرو الشرقاوى ... حقيقة لم أر هذه المقالات، لعلى أبحث عنها وأحيل إلى الروابط.
هذا ــــــ نفع الله بكم ــــــ أحد الروابط؛
النكت علي الإتقان د/ مساعد الطيار ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3281)
وعجل عجل برفع البقية ((ليستفيد منها طلبة العلم)).
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:40 ص]ـ
النوع الأربعون
فى معرفة معانى الأدوات التى يحتاج إليها المفسر
-هذا الباب طويل فلن نستطرد فى ذكر هذه الأدوات والحروف وإنما سننظر إلى هذا المبحث بعمومه.
-ماهو مرجع هذا المبحث؟؟ اللغة.
-ننتبه لما قال معانى هذه الأدوات إلى أننا مرتبطون بالدلالة على المعنى / وهذا يعنى أننا نحتاجه فى التفسير.
-لكن لو قرأنا فى هذا المبحث سنجد السيوطى ذكر مباحث تتعلق بنواحى نحوية وصرفية ليس لها أثر على المعنى مباشرة، وهى مسائل مهمة فى كلام العرب لكننا لا نحتاج إليها فى التفسير.
-ما دام أن هذا النوع مصدره اللغة فإنه سيعتوره أمران: النقل، والاجتهاد.
-الذى يدل على وجود الرأى هنا هو اختلافهم فى دلالة بعض الألفاظ.
-ذكر السيوطى مثالا ليبين أهمية هذا المبحث بما ورد عن ابن عباس، وذكر المحقق أنه مروى عن عطاء بن يسارفى قوله تعالى (الذين هم عن صلاتهم ساهون)، ولم يقل (فى صلاتهم)، لأنه لو قال (فى) لكنا مؤاخذين بالسهو فى الصلاة، وهو أمر لا يسلم منه أحد، أما قوله (عن صلاتهم) فهو من يؤخرها عن وقتها، وهذا قد يسلم منه الكثير.
-وهذا الفهم هو الذى فهمه الحسن البصرى، فقد دخل رجل على مجلسه -وفيهم أبو العالية - وهم يصححون المصاحف فسأل رجل أبا العالية عن هذه الآية فقال له: هو الذى لا يدرى كم صلى؟، فقال الحسن: لو كان كذلك لقال (فى صلاتهم).
-كتاب الهروى مطبوع بالمجمع العلمى بدمشق.
-وهناك كتاب للرمانى، ومن أوسع ما ألف كتاب ابن هشام (مغنى اللبيب)، ولا تخلو كتب النحو والوجوه والنظائر من ذكرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
النوع الحادى والأربعون
فى معرفة إعرابه
-لوسأل سائل: هل المفسر يحتاج للإعراب؟؟ هذا ما سيتبين لنا الآن.
-ممن ألفوا فيه:الإمام مكى وكتابه (المشكل فى إعراب القرآن).
-ذكر السيوطى ممن ألف فيه (الحوفى) وهناك اختلاف عند بعض من كتب فى ترجمة الحوفى، هل له كتاب مستقل فى علوم القرآن؟ أم هوكتابه (البرهان فى تفسير القرآن) كما جاء هذا بأسانيد متصلة عن الحوفى.
-تنبيهات مهمة:
-كتاب السمين الحلبى (الدر المصون) هو من أجود كتب الإعراب.
-الفرق بين كتاب السمين الحلبى وكتاب أبى حيان هو:
1 - كتاب السمين الحلبى منظم بخلاف ما ذكره السيوطى من أن فيه حشو وتطويل لأن قضية الحشو والتطويل نسبية، أما كتاب أبى حيان فغير منظم
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - السمين كتابه مركز فى النقاشات النحوية المرتبطة بالقرآن، وينصح طالب علم التفسير باقتنائه لأنه يفك مشكلات فى المعانى إذا قرأته قراءة متأنية، أما كتاب أبى حيان فقد احتوى على علم النحو مع أنه كتاب تفسير ومادته أوسع من مادة السمين الحلبى.
3 - يتميز السمين الحلبى بالاعتدال فى مواقفه فهو-رحمه الله- لا ينتصر لشيخه أبى حيان لأنه شيخه، وإنما ينتصر للحق إذا رآه، ولهذا قد يعترض على شيخه مع إجلاله له، كما يعترض أبو حيان على الزمخشرى خاصة فى اعتزالياته، إلا أنه يلاحظ أن السمين أٌقل تشنجاً فى تعامله مع الزمخشرى، ولهذا قد ينتصر للزمخشرى على شيخه.
-قال الإمام السيوطى فى الإتقان: (ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى، لأن الإعراب يميز المعانى ويوقف على أغراض المتكلمين)، ثم قال بعد ذلك بعدة أسطر (على الناظر فى كتاب الله تعالى أمور .... أحدها، وهو أول واجب عليه: أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الإعراب، فإنه فرع المعنى) ا. هـ
والناظر فى عبارتى السيوطى يرى تناقضا واضحا!!!
فهل نحن نعرب لنفهم؟؟ كما فى عبارته الأولى، أم نفهم لنعرب؟؟ كمافى عبارته الثانية؟؟؟!
-وهنا يحسن أن ننتبه أننا إذا وجدنا لكلام العالم وجهاً وسبيلاً أولى أن نسلكه حفاظاً على رأى العالم خصوصا إن كان محرراً، فلا يمكن أن يقول هذا إلا وقد غفل عنه وسها، فنقول:-
-توجيه فى صحة القولين: إننا لو رجعنا إلى الأصل، فالأصل هو المعنى، والإعراب فرع عنه، وعلى هذا جرى تفسير السلف قاطبة، لكن لما صار الإعراب صنعة صار يوصل المعانى.
-فبالنسبة لنا نحتاج الإعراب أحيانا لنفهم، ونفهم أحيانا لنعرب، فصرنا ندور بين الأمرين.
-فلسنا نحتاج الإعراب مطلقا، لكن نحتاج المعنى.
-وبناء على ماسبق نجيب على السؤال الذى طرحناه أولا فنقول: إن المفسر يحتاج للإعراب خاصة المتأخرين، وليس المقصود أن يصير مثل أبى حيان، بل يكون عارفا بأصول هذا العلم؟
# كلام نفيس فى الأحرف المقطعة:-
-القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه هو قول من أضعف ما قيل فيها، فإن قيل ما الدليل؟؟ نقول:
-الدليل على ذلك: أن السلف قد تكلموا فيها، ولو كانت كذلك لما تكلم فيها الصحابة والسلف، فلما تكلموا فيها دلت أنها ليست من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه.
-أما إن قال قائل: انا اقول (الله أعلم بمعناها) فهذا نظر نسبى لا أكثر.
-والأقرب أنها حروف لا معنى لها، ولو فهم السلف أنها تحمل معانى لأشاروا إليها، وإنما مقصودهم أنها حروف يتركب منها كلام كما ورد عن ابن عباس فى (الم) ــــــــ (انا الله أعلم).
-أما ماورد عن الشعبى قوله (الله أعلم بمراده)، فليس مراده أن لها معانى، وإنما مراده أن وجودها على هذه الصورة لاشك أنه مما استأثر الله بعلمه، وفرق بين بيان الحكمة وبيان المعنى.
-أما ما أثر عن الخفاء الأربعة وغيرهم من قولهم أنها مما استأثر الله بعلمه، فلم يثبت عنهم أثر صحيح فى ذلك.
-وتكاد كلمتهم تتفق أن من حكمتها تحدى العرب ولذا يأتى بعدها غالبا ذكر القرآن الكريم.
-ولو قلنا إن لها معانى مخصوصة كما قال بعضهم، فهذا سيقع فيه خلاف لا يمكن أن يحسم لأنك تستطيع أن تأتى بمعنى، وفلان يأتى بمعنى ... الخ.
فما الذى يحسم لنا هذا إذا؟؟؟ فلا السياق يدل عليه ولا الكتاب ولا السنة ولا اللغة ولا أقوال الصحابة وأتباعهم تدل عليه، وإنما هو اجتهاد محض.
-وكل من حمل هذه الحروف معنى فإنه لا يمكن أن يضع ضابطا يدل على المعنى الصحيح من غيره مهما فعل.
-أما إن قلنا أنها أحرف، والحرف فى لغة العرب لا معنى له فنسلم من تبعات مابعده، وكلام السلف نؤوله إلى هذا المعنى وأنهم ذكروا ما يتركب من هذه الأحرف.
-الذين قالوا أن هذه الخروف أسماء للسور فهذا ليس تفسيرا.
ــــــــــــــــــــــــــ
ثم قال الإمام السيوطى:
الخامس: أن يستوفى جميع ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة، فتقول فى نحو (سبح اسم ربك الأعلى) يجوز كون (الأعلى) صفة للرب أو صفة للاسم. ا.هـ
-وهنا فائدة: سبق أن قلنا أن المعرب ينطلق من المعنى. فننظر الآن هل المراد تسبيح الاسم أو تسبيح الرب؟؟
الجواب: المراد هو تسبيح الرب.
والقول الثانى أضعف من الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء على هذا فلا يوصل إلى تسبيحه تعالى إلا باسمه، وهذا هو المعنى الدقيق لقوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) و أمثالها.
-فائدة: لفظ (أعلى) هنا الذى بلغ الكمال فى العلو، والعلو هنا كما ذكر أهل السنة يشمل علو المكان لأن الله تعالى فوق العالم، وعلو القدر، وعلو القهر كل هذه المعانى مضمنة فى قوله تعالى (الأعلى).
-ثم قال –رحمه الله -: السابع: أن يراعلى فى كل تركيب ما يشاكله، فربما خرج كلاما على شيء، ويشهد استعمال آخر فى نظير ذلك الموضع بخلافه. ا.هـ
وهذا لو تأملناه لوجدناه يندرج تحت تفسير القرآن بالقرآن أو النظائر القرآنية، لأن مراده هنا: حينما تفسر كلمة أو لفظة تنظر إلى ورود هذا الأسلوب فى مكان أخر فيدلنا على صحة أحد الأعاريب المختلف فى إعرابها.
-ثم ذكر الإمام السيوطى مثالا فقال (ومن ثم خطىء من قال فى"ذلك الكتاب لاريب فيه" إن الوقف على "ريب"و"فيه" خبر"هدى"، ويدل على خلاف ذلك قوله فى سورةالسجدة " تنزيل الكتاب لاريب فيه من رب العالمين") ا. هـ
*فائدةجليلة فى وقف التعانق فى قوله تعالى"ذلك الكتاب لا ريب فيه":-
- ومن هنا يضعف من يحكى وقف التعانق فى هذه الآية، و ذلك من ثلاثة أوجه:
1 - أن الكلام إذا احتمل التقدير والإثبات يقدم الإثبات على التقدير، فكون "فى" الظاهرة خبر"لا" أولى من أن يقدر خبرا لها.
2 - ويضعفه كذلك أن الوقف على "ريب" يشعر بأن الكتاب فيه هدى، بخلاف الوقف على"فيه" يشعر أن الكتاب كله هدى.
3 – مجىء آية السجدة " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين".
-قال السيوطى:
الثامن:- أن يراعى الرسم. ومن ثم خطىء من قال فى "سلسبيلا" إنها جملة أمرية، أى:سل طريقا موصلة إليها، لأنها لو كانت كذلك لكتبت مفصولة. ا.هـ
-وهنا ننتبه إلى أن الرسم محكم فى الاختلاف.
-الأصل فى الإعراب أنه تابع للرسم ولذلك حكم الرسم هنا.
-ومن الأمثلة المهمة والتى لم يذكرها السيوطى فى الإتقان قوله تعالى "سنقرئك فلا تنسي" فبعضهم قال إن "لا" ناهية، فنقول: أنهم كتبوها "فلا تنسي" بالياء فدل على أنها نافية، ولو كانت ناهية لحذفت الياء للجزم"فلاتنس ".
-قال –رحمه الله – الثانى عشر:-أن يجتنب إطلاق لفظ الزائد فى كتاب الله تعالى فإن الزائد قد يفهم منه أنه لا معنى له، وكتاب الله منزه عن ذلك، ولذا فر بعضهم إلى التعبير بدله بالتأكيد، والصلة، والمقحم. ا.هـ
-فى الواقع من أ"لق وجود الزائد لا يخلو من أمرين:-
1 - قصده الزيادة فى المبنى والمعنى، وقد وقع فيه أبو عبيدة فى كتابه (المجاز) فى أمثلة قليلة نحو " وإذ قال ربك" فقال إن " إذ" زائدة، ولا شك أن هذا غير سديد إطلاقا.
2 - من ينظر إلى الإعراب أو المعنى العام، وأحيانا يشتركان، نحو قوله تعالى "هل من خالق غير الله" عندما نرجع للمعربين نجدهم يقولون "من" زائدة للتأكيد، ولو قلنا مقحمة فهى قريبة من لفظ زائدة، ولو قلنا صلة فمن باب تلطيف العبارة.
لكن ننظر الآن!!
ما الفرق بين "هل من خالق" وبين"هل خالق" من جهة المعنى العام؟؟؟
الجواب: أن مؤداهما واحد، لكن الأولى أقوى
فصار لحرف "من " دلالة الآن.
-وبناء على هذا إن قال بالزيادة فلا يعترض عليه، لكن إن وجدت كلمة غيرها يكون أفضل، ولذلك يجنح الطبرى كثيرا إلى التعبير بالصلة.
-ونجد بعض المعاصرين يشنع على لفظة (الزيادة) فى القرآن، لكن هذا ليس صوابا لأننا أمام قرآن وأدلة، وأمام أئمة سبقونا لهم من الإجلال لكتاب الله وتوقيره باع كبير فننظر كيف تعاملوا مع هذه الألفاظ
-ومثلها أيضا قضية السجع فى القرآن، فنحن الآن أمام مصطلح حسنه حسن، وقبيحه قبيح، فلا مانع من كون السجع يوجد فى القرآن لأنه قطعا من النوع الحسن الذى يزيد العبارة بلاغة وفصاحة كما قال بعضهم فى قوله تعالى فى سورة الضحى أنه قال سبحانه "ماودعك ربك وماقلى" ولم يقل "وماقلاك" مراعاة للفاصلة.
-بخلاف السجع القبيح كالذى يجرى على لسان الكهان ويكون تابعا للمعنى فهذاقطعا لا يوجد فى كتاب الله ولا رسوله ولا الصحابة ولا من بعدهم من التابعين، فهذا لا يكون إلا فى كلام العيى الذى لا يستطيع أن يعبر عن الكلام.
-وكذلك غيرها من المصطلحات التى ترد فى كتب علوم القرآن والبلاغة فلا ننكر لكن إن استطعنا أن نوجد مصطلحات موازية وحسنة فلابأس لكن لا ننكر مصطلحا استعمله العلماء وله وجه عندهم.
-قال السيوطى –رحمه الله- فى التنبيهات:
-الثانى: قد يقع فى كلامهم: هذا تفسير معنى، وهذا تفسير إعراب، والفرق بينهما أن تفسير الإعراب لابد فيه من ملاحظة الصناعة النحوية، وتفسير المعنى لا تضره مخالفة ذلك.ا. هـ
-عند هذا التنبيه لم يذكر السيوطى مثالا له، وقد ورد أمثلة لذلك منها ما أورده أبو حيان فى قوله تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال ابن عباس: أى: أنتم.
قال أبو حيان: وهذا تفسير معنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وإن شاء الله أوافيكم بالبقية قريبا ... الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[20 Sep 2010, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا المجهود المبارك
ووفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا المجهود المبارك
ووفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[03 Dec 2010, 04:13 م]ـ
النوع الخمسون
فى منطوقه ومفهومه
-هذا المبحث عقلي، وله تعلق بعلوم القرآن من جهة ارتباطه بأحكام القرآن.
-عند ذكره مثالاً للمؤول قال (كقوله تعالى "وهو معكم أين ما نقول كنتم" فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات) ا. هـ
انتبه: وكلامه هذا ليس بدقيق لأن المقصود فى الآية المعية بالعلم وليس بالذات كما فهمه.
-وفى تمثيله للمؤؤل كذلك بقوله تعالى"واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" خلاف معروف بين من يثبت المجاز ومن ينفيه هنا.
-فى قوله (ووجهه على هذا أن يكون اللفظ قد خوطب به مرتين، مرة أريد هذا ومرة أريد هذا) ا. هـ
انتبه: هذا تخريج عقلى لا يستقيم مع النص، والأمثلة التى ذكرها قديراد بها المعنيين معا وهذا من بلاغة القرآن كما ذكر فى مثال"ولا يضار كاتب ولا شهيد".
-ملاحظة مهمة: خالف ابن عقيلة المكى فى كتابه فجعل من المنطوق (النص- الظاهر – المفسَّر – المحكم) ويرجع سبب مخالفته للسيوطى إلى أنه حنفى المذهب فهو يصدر عن أصولهم، والمقصود من هذا أنه سيأتينا خلاف فى المنطوق والمفهوم نظراً لاختلاف الأصوليين.
-من الأمثلة التى ذكرها لمفهوم الصفة قوله تعالى "ولا تبشروهن وأنتم عكفون فى المسجد"، وهذا مثال للحال فتجوز المباشرة فى غير المسجد.
-الأمثلة التى ذكرها السيوطى فيما لا يعتبر الأكثرون مفهومه هى التى يسميها بعض المعاصريين ب (البدهيات فى القرآن)، وللدكتور/ فهد الرومى بحث فى هذا الموضوع ن وقد أكثر الطاهر ابن عاشور من ذكرها وسماها صفة كاشفة.
-س/ هل يدخل المنطوق والمفهوم فى الأخبار؟
ج/ نعم يدخل وله أمثلة كثيرة نحو (وهو معكم أين ما كنتم- إياك نعبدوإياك نستعين- لابرهن له به .... )
-بحث مقترح مهم: هل نحن بحاجة لهذه المصطلحات الأصولية؟ ومادام أن لها علاقة بالتفسير فهل نحن نطبقها كما يطبقها الأصوليون؟ أم هل يمكن الاستغناء عنها لمصطلحات خاصة تكون مرتبطة بالتفسير؟.
-وجهة نظر د/مساعد: أننا عندما نقرأ فى كتب التفسير لا نجد لهذه المصطلحات أثراً وإنما نجد التطبيقات موجودة، فهنا نقول أنه يمكن التجديد فى هذه الموضوعات والاقتصار على مانحتاجه ونرى له أثراً بيناً كالعام والخاص والمحكم والمتشابه النسبى، أما بقيتها كالمنطوق والمفهوم والمجمل والمبين .. الخ فتطبيقها من جهة الاصطلاح قليل جدا فنحتاج إلى تطبيقها تطبيقات خاصة على سورة معينة مثلاً.
أما المتقدمون فتطبيقهم لها قليل جدا ولايوجد إلا فى الأحكام بقلةٍ أيضاً، والشنقيطى مثالٌ لمن بحث هذه المباحث فى التفسير.
-يوجد بحث لفهد الوهبى بعنوان (المباحث المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع الواحد والخمسون
فى وجوه مخاطباته
-لم يبين السيوطى مراده بالمخاطبات، ويتضح أن مراده بها عموم الخطاب فى القرآن.
-هذا النوع وما بعده يرتبط بعلم البلاغة، وهنا ندرك الوحدة الموضوعية فى ترتيب السيوطى للكتاب فقد بدأ فيما سبق بالعلوم الخاصة بعلوم القرآن، ثم بأصول الفقه، ثم فى بعلوم البلاغة.
-وهذا النوع واسع جداً، ونفيس جداً، ويمكن أن يفرع منه مباحث كثيرة لرسائل الماجستير والدكتوراة.
-ولذلك لم نر السيوطى ذكر فيه مؤلفات مما يدل على أنه لم يؤلِّف فيه ولم يجد لغيره مؤلفات فيه، فهذا النوع يوجد مبثوثاً فى الكتب نحو (مجاز القرآن) لأبى عبيد، والمدخل إلى تفسير كتاب الله للحجالى، وكتاب ابن الجوزى الذى ذكره السيوطى.
-فالأنواع الأربعة الأُول التى ذكرها السيوطى يمكن إفرادها ببحث.
-النوع الأول يرجع لأصول الفقه من جهة، ومن جهة أخرى يتعلق بوجوه المخاطبات.
-فى النوع الثالث يمكن إضافة مثال واضح وهو قوله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
-استطراد متعلق بالنوع السابع: ينفع فى مناظرة النصارى وهو أن القرآن لم يذكر اسم (محمد) -صلى الله عليه وسلم- إلا فى أربعة مواضع فقط بخلاف أنبياء كثيرين كموسى وإبراهيم –عليهما السلام- مما يؤكد على أن القرآن ليس من عند محمد، وإلا لأكثر من ذكر اسمه وكذا لما أظهر ماعوتب به فى نحو (لم أذنت لهم) .. الخ.
-قاعدة مهمة فى فهم الأمثلة: (ليس من عادة الفُحل الإعتراض على المُثل).
-فى النوع الرابع عشر مثل ب (وإن عاقبتم) وهذا على قول.
-وكذا فى النوع الخامس عشر مثل ب (ألقيافى جهنم) وهوعلى قول.
-فى تمثيله ب (قال قد أجيبت دعوتكما) الراجح أن التثنية هنا على بابها.
-فى النوع السادس عشر ذكر وجهاً لصاحب الكشاف وهو أضعف الأجوبة.
-المراد بالمقطوع والموصول فى نهاية الباب هو المتعلق بالمعنى.
-الحروف المصرفة المراد بها هى (علم الوجوه والنظائر) والذى استخدم عبارة (المصرفة) هو يحيى ابن سلام، فلعله هو الذى نقل عنه السيوطى عندما قال (فائدة: قال بعض الأقدمين ... ) والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع الثانى والخمسون
فى حقيقته ومجازه
قواعد مهمة قبل الخوض فى الموضوع:-
-الخلاف فى وقوع المجاز فى اللغة خلاف ضعيف.
-قاعدة مهمة (ليس كل أسلوب عربى موجود فى القرآن، وكل أسلوب فى القرآن فموجود فى اللغة).
-الأصل وجود المجاز فى اللغة والمخالفة لذلك مكابرة.
-الاختلاف فى أمثلة المجاز لا يكسر القاعدة التى هى الأصل فى وجوده بكثرة، وليس كما قال ابن جنى بأن أغلب اللغة مجاز فهذا مذهب فاسد.
مسألة مهمة تتعلق بنشأة المجاز:
-نقل لفظة لمعنى آخر هو المجاز ويلاحظ وجوده بكثرة حتى فى كلامنا العادى،لكن الإشكال هنا هو:
-من الذى يستطيع أن يحدد أن هذا الأمر هو الحقيقة وهذا هو المجاز؟؟؟؟
-وللجواب على ذلك نقول: إن هذا الأمر مرتبط بمسألة مهمة جداً ألا وهى (هل اللغة بتوقيف، أم باجتهاد واستنباط؟؟)
-وهذه مسألة طويلة نذكرها باختصار فنقول:-
-إن أصل اللغة توقيفى قطعاً وهذا يدل عليه الكتاب والسنة، ثم دخل بعد ذلك مع التوقيف (الاستعمال) وهذا هو المشاهد فيما نتكلم به فى العامية فهى ترجع لأصول.
-فأصل اللغة بتوقيف لما علم الله –تعالى- آدم –عليع السلام- كما قال تعالى (وعلم أدم الأسماء كلها)، وكذا ما ورد فى الصحيح من حديث خلق آدم أنه أول ما خلق عطس فقيل له (قل الحمدلله)، وكذلك لما قيل له قل (السلام عليكم) للنفر من الملائكة، فهذه كلها إلهامات فى اللغة.
-وهذه التحية الأصل أنها موجودة فى بنى آدم وتعرف بطريقين 1 - النقل الصحيح المتصل بنبينا آدم. 2 - الوحى.
فأما طريق النقل فهو منقطع لأن كثيرا من بنى آدم نسوا هذه التحية التى قال الله عنها (إنها تحيتك وتحية بنيك من بعدك)، لكن الوحى موجود وكمال الوحى يظهر إذا نزل على محمد-صلى الله عليه وسلم- وهى التحية التى بيننا.
واليهود كذلك يحيون بهذه التحية لكنهم يشيلون السين أى يبدلونها شينا، فالسلام تحية موجودة عند من سبق، وكما قال تعالى فى قصة إبراهيم (قالوا سلاماً قال سلام).
-وهذه اللغة التى تكلم بها آدم لها صفة مهمة وهى (المرونة فى الاشتقاق)، فنحن نعلم أن الأصل فى الأسماء أنها لا تتغير لكنها قد تتحور نحو لفظ (تونى – طونى) فهما لفظ واحد لكن تحور النطق فقط مرة بالتاء ومرة بالطاء.
واستمرت هذه اللغة فى بنى آدم ونشز عنها بعضهم لأسباب
وزيد عليها أشياء كثيرة ثم توقفت لما نزل القرآن وهى ما تسمى ب (اللغة المعيارية) عند اللغويين أى التى يحتكم إليها ويوزن عليها مابعدها من اللهجات وما قبلها من اللهجات القديمة، ولو تصورنا أن القرآن لم ينزل لظلت هذه اللغة تتطور لكن فى نفس البنية الاشتقاقة الموجودة وهذهالبنية الاشتقاقية موجودة الان لكنها تختلف عن اللغة المعيارية.
نتيجة لما سبق:
(يُتْبَعُ)
(/)
مما قررناه يتبين أن تطور الكلام قطعاً يؤثر فى الحكم على الكلام بالحقيقة والمجاز، فعندما نقول أن لفظ (قرآن) أصله من مادة (قرأ) وهى بمعنى (جمع و تلا) والأصل فيها (جمع) لأن التالى يجمع الحروف إلى بعضها والكلمة إلى الكلمة والجملة إلى الجملة، وهذا كما فعله ابن فارس والراغب الأصفهانى، فهل هذا هو الأصل فى معرفة الحقيقة والمجاز؟؟؟
نقول: أن هذا أصل يتفق على كثير منه لكن ليس هذا هو الأصل فى معرفة الحقيقة والمجاز، وإنما الأصل فى ذلك إنما هو (كثرة الاستعمال) وهو الذى عليه عامة اللغويين.
-قاعدة مهمة (إذا أطلقت اللفظة فيراد بها الحقيقة ولا ينتقل إلى المجاز إلا بقرينة واضحة).
-والصحيح أنه يوجد فى القرآن مجاز لكن لا يعدل عن الحقيقة إلا بقرينة، فالخلاف بيننا وبين المعتزلة وغيرهم ليس فى وجود المجاز من عدمه وإنما فى وجود القرينة.
- تنبيه مهم جداً جداً: الذين أثبتوا المجاز من أهل السنة عدد كثير من أولهم الإمام البخارى-رحمه الله- كما قال فى كتابه (خلق أفعال العباد) مايلى:-
- (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ أَكْثَرَ مَغَالِيطِ النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الأَوْجُهِ حِينَ لَمْ يَعْرِفُوا الْمَجَازَ مِنَ التَّحْقِيقِ، وَلاَ الْفِعْلِ مِنَ الْمَفْعولِ، وَلاَ الْوَصْفِ مِنَ الصِّفَةِ، وَلَمْ يَعْرِفُوا الْكَذِبَ لِمَ صَارَ كَذِبًا، وَلاَ الصِّدْقَ لِمَ صَارَ صِدْقًا.
فَأَمَّا بَيَانُ الْمَجَازِ مِنَ التَّحْقِيقِ فَمِثْلِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفَرَسِ، وَجَدْتُهُ بَحْرًا وَهُوَ الَّذِي يَحُورُ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ، وَتَحْقيقُهُ أَنَّ مَشْيَهُ حَسَنٌ، وَمِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ: عِلْمُ اللَّهِ مَعَنَا وَفِينَا، وَأَنَا فِي عِلْمِ اللَّهِ، إِنَّمَا الْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُنَا وَهُوَ التَّحْقِيقُ، وَمِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ: النَّهْرُ يَجْرِي، وَمعنَاهُ أَنَّ الْمَاءَ يَجْرِي وَهُوَ التَّحْقِيقُ، وَأَشْبَاهُهُ فِي اللُّغَاتِ كَثِيرَةٌ.) ا. هـ
- فيلاحظ أن من ركب المجاز وهم علماء أفاضل مثل العزِّ بن عبدالسلام وقع فى كثير من الأغلاط بسبب المبالغة فى المجاز فجعل أشياء كثيرة منه وهى ليست كذلك،و فعلهم هذا لا يعنى أن المجاز ليس بصحيح فى أصله، وإنما نقول (كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر)، وكذلك الذين يبالغون فى نفى المجاز لهم وجه فى ذلك، ولكن أيضا إثباته على قول من يقول بنفيه صعب جداً، ونفيه على قول من يقول به صعب جداً، فالمسألة تكاد تكون قوية، ولولا مبالغة الشيخين ابن تيمة وابن القيم فى نفى المجاز لما صار مشكلا عند من جاء بعدهم، فنقول من باب التحقيق العلمى (ينبغى أن ينظر إلى الأقوال وليس إلى الرجال) فقد قال ابن تيمة بأن المجاز لم يعرف إلا بعد المائة السادسة!! فكيف ذلك وقد رأينا كلام الإمام البخارى وهو قبله.
- (فينبغى التنبه إلى أن المسألة علمية قابلة للأخذ والرد).
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:56 م]ـ
النوع الثالث والخمسون
فى تشبيهه واستعارته
- جعل ابن عقيلة المكى هذا النوع على قسمين، الاستعارة لوحده، ثم التشبيه وهذا أولى لأن كلاهما علم، وكل عالم له تقسيم معين.
- فالسيوطى فى كتابه (التحبير) قصد نثر كتاب البلقينى (مواقع النجوم)، وقصد بعدذلك الضم والجمع فى الإتقان، ثم جاء ابن عقيلة ونثر ما جمعه السيوطى.
- والأولى أن تكون التقسيمات كلية وجزئية.
- استدرك ابن عقيلة على السيوطى عند تقسيمه للتشبيه باعتبار طرفيه عند قوله (ومثال الرابع: لم يقع فى القرآن، بل منعه الإمام أصلا لأن العقل مستفاد من الحس، فالمحسوس أصل للمعقول).ا. هـ
فاستدرك ابن عقيلة عليه وذكر أن هناك مثال هو (طلعها كأنه رءوس الشياطين).
- تنبيه: وهنا ينبغى التنبه إلى أن مثل هذه الأمور عقلية تختلف من عالم لعالم آخر، والتجريد الذهنى قد تضيع منه أمثلة كثيرة، وهذه مشكلة عامة.
- عند ذكره بعضا ممن أنكر وجود الاستعارة نقل ذلك عن القاضى عبدالوهاب فينبغى الرجوع إلى كلام القاضى نفسه وفهم مراده بعدم ورود فى ذلك إذن من الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ينبغى تطبيق هذه العلوم مباشرة على القرآن ثم الرجوع إلى الكتب التى عنيت بذلك.
النوع الرابع والخمسون
فى كنايته وتعريضه
- عند ذكره لأسباب الكناية مثل بقوله تعالى (هو الذى خلقكم من نفس واحدة) وذكر أن فيها تنبيه على عظم القدرة، لكن هذه الفائدة التى ذكرها لا تؤثر لو قال فى الآية (هو الذى خلقكم من أدم) فهما متساويان.
- عند ذكره للسبب الثانى قال (فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب)، هذا تعبير ليس بدقيق لأن التسمية عند العرب للمرأة على حسب الحال فهم يتلذذون بذكر اسم الحبيبة مثلا وليس كما أطلق السيوطى أنه من عادتهم.
- وكذلك عند تمثيله للسبب الثالث فنقول أن كل هذا مما يراعى فيه استعمال اللفظ الأحسن على السمع، ولو اقتضى الحال ذكر اللفظ الأبشع لكان هو المقدم، فالحال محكم فينبغى عدم الإطلاق، ففى توجيهه لقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) قال أن ذلك كناية عن المعانقة باللباس، لكن المعنى أوسع مما ذكره السيوطى ففي الآية معنى المخالطة والستر وهذا من بلاغة القرآن.
- تنبيه: مما سبق ينبغى التنبه إلى أنه لا يلزم من التعبير بالكناية أنها أفضل من التصريح كما ذكر السيوطى مثلا عند قوله تعالى (والتى أحصنت فرجها) بأن المراد به فرج قميصها، وهذا توهم غريب من السيوطى –رحمه الله- لأن التعبير بالفرج هنا فيه مدح لمريم-عليها السلام- بوصفها بالطهارة فالتصريح أقوى، والصحيح أنه نفخ فى درعها حتى وصلت النفخة إلى فرجها.
- وعند السبب الرابع مثل له بقوله تعالى (بل يداه مبسوطتان) وقال هذا كناية عن سعة جوده وكرمه.ا. هـ
وهذا خطأ أوقعه فيه خلل واقع من مقدمات عقلية، فالذى قاله هو لازم الصفة، والسلف يثبتون الصفة ولازم الصفة، لأن الذى مشي عليه السيوطى وغيره فى هذا الباب مشكل من كون وجود ألغاز فى القرآن وهذا خطأ فالقرآن ليس محلاً للألغاز كما قال ابن عطية، فلا يمكن أن يصف الله –تعالى- نفسه بكل هذه الصفات فيقول (الرحمن على العرش استوى – بل يداه مبسوطتان- والسماوات مطويات بيمينه .... الخ) ويكون الظاهر غير مراد فى كل هذا، وهذا الذى ذكره السيوطى نقلا عن الزمخشرى لم يفهمه أحد من السلف غيره، لكن ينبغى التنبه إلى أن هؤلاء العلماء كان قصدهم التنزيه فوقعوا فى مثل هذا.
- عند نقله لكلام الطيبى فى نهاية الباب قال (وإما لاستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، ومنه (لئن أشركت ليحبطن عملك) خوطب النبى وأريد غيره لاستحالة الشرك عليه شرعا) ا. هـ
وهذا الكلام الذى ذكره ليس بصواب وقد قال به أبوحيان كذلك مع سعة اطلاعه فى اللغة، ومشكلتهم فى ذلك الخطأ فى مفهوم العصمة، وإلا فكيف نفعل فى آيات الإسراء عندقوله تعالى (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا*إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) وهى كلها خطابات موجهة للنبى-صلى الله عليه وسلم- فالصحيح توجهها للنبى كما ذكرنا وإذا كان هذا قد وجه لمن يستحيل منه وقوع الشرك فمن باب أولى توجهه لمن يمكن وقوع الشرك منه وهذا أقوى وأبلغ، ومذهب السيوطى وغيره هذا فى حشمة ورعاية لمقام النبى-صلى الله عليه وسلم- وليس فيه رعاية لكلام الله-تعالى- الذى هو أعلم بمايقول وينزل.
ـ[رقية باقيس]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالرحمن وأجزل الله لك المثوبة.
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:18 م]ـ
النوع الخامس والخمسون
فى الحصر والاختصاص
- هذا المبحث من المباحث المتممة للمباحث البلاغية السابقة، وهو مبحث مهم اهتم به علماء البلاغة وكل من اعتنى ببلاغة القرآن كالزمخشرى والبيضاوى ومن سار على نهجهما كأبى السعودفى (إرشاد العقل السليم)، والبيضاوى، والنسفى، والشربينى فى (السراج المنير)، ومن أنفس كتب المتأخرين كتاب الطاهر ابن عاشور.
- تأتى أهمية هذا المبحث بعد الفهم الأَوَّلى الإجمالى لمعنى الآية، وليس معنى ذلك أنه لا يؤثر فى بلاغة المعنى بل المقصود أنه لا يؤثر فى المعنى الجملى الأولى للآية، فكلامنا فى هذا المبحث فى المعانى الثانوية فمثلاً عند تفسير قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) نقول: أى نعبدك ونستعين بك، أما لو أردنا تفسيرها بأسلوب الحصر فنقول: لانعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك.
- فهذا الباب إذاً ليس له علاقةُ مباشرةُ بالتفسير بل هو من علوم القرآن المرتبطة بعربية القرآن.
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:11 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
هناك اختصار للإتقان لأحد الإخوة: صلاح الدين أرقه دان. مختصر الإتقان في علوم القران
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1512
لعلكم تطلعون عليه و تعلقون عليه.
نسأل الله التوفيق و السداد.(/)
كيف نقرأ ونستمع لسورة النساء؟ (موضوع مرشح)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نقرأ ونستمع لسورة النساء؟
سورة النساء عامتها في"حقوق الضعفاء" المرأة واليتيم واليتيمة والسفيه والوارث الضعيف والذي يُغلب في التجارة والموالي (الخدم) والمظلوم والمريض والمسافر والخائف والمستضعف في الأرض والكلالة ونحوهم، ولذا لم يأمر الله عز وجل بالقسط (العدل) في شيء من القرآن كما أمر به في سورتي النساء والمائدة، وبعض آياتها قد يحتاج ربطها بهذا المعنى إلى تكلف وقد نهينا عنه كما في البخاري عن عمر رضي الله عنه، لكن معاقدها تدور عليه، فمطلعها:
(وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) (2)
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى) (3)
(وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (4)
(وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) (5)
(وَابْتَلُوا الْيَتَامَى) (6)
وفي وسطها:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ) (19)
(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (28)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) (29)
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (33)
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ .. فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (34)
(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) (44)
حتى الجهاد فيها من أجل الضعفاء:
(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) (75)
(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) (98)
(وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (101)
صلاة الخوف (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ) (102)
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) (128)
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) (129)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (135)
وختمت "النساء":
بآية الكلالة (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ) (176)
والكلالة من لا ولد له ولا والد، وهذا نوعُ ضعفٍ في المال ظاهر.
فتريد أن تقرأها أو تستمع إليها فاعرض نفسك عليها،
كيف أنت في إنصافك من نفسك وأدائك لحق الضعيف أو انتصارك له حين يُظلم، أياً كان:
- المرأة سواءً كانت: أماً أو بنتاً أو أختاً أو زوجةً أو قريبة أو بعيدة، مسلمة أو كافرة.
- اليتيم واليتيمة أو اللقيط واللقيطة حين يُظلمون من الأفراد أو المجتمع.
- الوارث أو الوارثة حرموا من ميراثهم.
- سائق أو خادمة أو عامل لم يستلموا حقوقهم من أشهر متطاولة.
- مظلوم من الناس أو من الحكومات.
- مريض لم يجد مستشفى يؤويه.
- خائف مستضعف من جبار في الأرض.
وغيرهم كثير،،
ثم تأمل بعضاً من تهديد الله للباغيين على حقوق الضعفاء:
(وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (6)
وبعد آية المواريث (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (14)
وفي المهر (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) (21)
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (34)
(فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) (161)
هذا حديث سورة "النساء" إلينا، جعلها الله حجة لنا لا علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Aug 2010, 10:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عصام على هذه اللفتات القرآنية القيمة أسأل الله أن تكون في ميزان حسناتكم وأن ينفع بها خلقاً كثيراً ممن ييتدبرون آيات القرآن الكريم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:12 م]ـ
رفع الله قدركم وتقبل منكم إشارات تفتح آفاق للتدبر كي يلامس القرآن شغاف القلوب ..
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:34 م]ـ
زادك الله علما ونفعنا بك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
اللهم ءآمين
ـ[عصام العويد]ــــــــ[15 Aug 2010, 06:28 م]ـ
وأيضاً اسمها يدل على مضمونها فالمرأة أحد الضعيفين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
"اللهم اني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة"
والأنثى لا يزيدها الزمن إلا ضعفا بخلاف الذكر،
فنبهت السورة على عظيم حقها وجسيم خطر التهاون في ظلمها والغي عليها.
</ SPAN>
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:23 ص]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه(/)
تأملات في سورة العلق
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:17 م]ـ
إن الله يحب عباده
سورة العلق
بسم الله الرحمن الرحيماقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
سورة تعبر بكل تأملاتها في سياق آياتها عن مدى حب الله لعبده، وتتجلى معاني الحب من خلال تعليم الإنسان أهمية الارتباط بخالقه والالتصاق به حتى لا ينشغل عنه بحب من لا ينفعه حبه، يتجلى الحب من خلال تذكير الإنسان بحقيقة وجوده وبداية خلقه في هذا الكون والتي ستعرفه بمقدار نفسه أمام عظمة خالقه وتبيان مدى تفضله عليه سبحانه منذ أن وجد في عالم اللاوجود أي في عالم الذر أو المهين، سورة أنارت آياتها بمعانيها الدالة على أهمية الإنسان في هذا الوجود وتفضيله على باقي خلقه سبحانه، وفتح الباب لسعادته الحقيقية من خلال العلم والتعلم واستخدام العقل فيما يحقق رفاهية الإنسان واستمراره في البقاء، وأهمية تثبيت وتوثيق ذلك العلم حتى تستمر الإستفاده منه للأجيال المتتالية عبر الزمان، كما صورت السورة صورة لحقيقة الإنسان الغافل عن ربه المتفضل عليه بكثير النعم وكيفية جحود الإنسان من خلال تسخير تلك النعم وخاصة قوته العلمية والفكرية للفساد في الأرض وصد المؤمنين عن دين الله، سورة أنارت قلب المؤمن بمعرفة الطريق الموصل لتلك السعادة الدنيوية وفي الآخرة من خلال ربط العبد بخالقه في كل أمر بالعمل على التواصل بالطاعة والعبادة المخلصة لله وأفضل العبادات التي يبدأ العبد بها طريق التعلق بخالقه هي الصلاة وإكثار السجود بين يديه والاستذلال على باب رحمته، ومدى انعكاس ذلك على شخصية الإنسان المتعبد بفتح مدارك العلم وزيادة نور البصيرة في القلب وارتقاء الروح وعلو في الأخلاق وسمو في صفات الشخصية من خلال انضباط جوارحها ونوازعها بما يتناسب مع شرع الله وإرادته.
فالعلقة حسب ما يقول الأصفهاني في كتاب المفردات " التشبث بالشئ، يقال علق الصيد في الحبالة، وأعلق الصائد إذا علق الصيد في حبالته، علق دم فلان بزيد إذا كان زيد قاتله، والعلق دود يتعلق بالحلق، والعلق الدم الجامد ومنه العلقة التي يكون منها الولد ".
كما جاء تعريف العلق في المعجم الوسيط:
" (العلق) النفيس من كل شيء يتعلق به القلب (ج) أعلاق وعلوق ويقال هو علق علم وهو علق الشر يحبه ويميل إليه (العلق) كل ما علق والطين الذي يعلق باليد وهو دود أسود يمتص الدم يكون في الماء الآسن إذا شربته الدابة علق بحلقها واحدته علقة والدم الغليظ أو الجامد وفي التنزيل العزيز) خلق الإنسان من علق (والقطعة منه علقة والعلقة طور من أطوار الجنين وهي قطعة الدم التي يتكون منها وفي التنزيل العزيز) هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة "
فالعلق هو شدة الإلتصاق بالشئ حتى يكاد من الصعوبة الإنفكاك عنه، فهو يلتصق به ليمتص منه غذاءه ولو انفك عنه سيفقد قدرته على البقاء أو ينقطع عنه أسباب الحياة، ومن شدة تعلقه فهو لا يكاد يرى لصغر حجمه وشدة إلتصاقه حتى أصبح كالجزء الأساسي مما علق به، والعلق هو شدة الإستمتاع بالشئ من خلال علقه أي امتصاصه فأنت تعلق أصابعك بعد أن تلذذت في تناول طعام شهي، فمن شدة حبك لذلك الطعام بعد الإنتهاء منه علقت ما بقي منه عن أصابعك.
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:19 م]ـ
أعظم صفات الربوبية
(يُتْبَعُ)
(/)
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) إن المتدبر لمعنى تسمية هذه السورة بالعلق ليدل على إشراقات نورانية يريد الله سبحانه وتعالى أن تتربى عليها البشرية جمعاء من خلال التعلق بها واتخاذها منهج للحياة في كل مجالاتها، فاسم (العلق) له علاقة قوية بكل آية من آيات هذه السورة والتي تدعو العقل ليتدبر ويتأمل عظمة الله سبحانه في وضع الأشياء كلها في نظام موزون لا يخل أبدا، وأن تبدأ السورة بأمر القراءة للإنسان يبين أهمية كرامة الإنسان وعلو شأنه عند خالقه، فالإنسان المخلوق الوحيد الذي أعطاه الله نعمة القابلية للتعلم والتعليم والتفكير من خلال نعمة العقل، وأعطاه نعمة الإرادة وحرية الاختيار والتمييز، وهو من حمل الأمانة ورضي بها عن باقي المخلوقات، مما يدل على حب الله له وتميزه عن غيره من مخلوقاته، فالله الرب الخالق الذي أوجده ويعلم ما ينفع بقاءه واستمرار وجوده، فبالعلم وحده يبقى الإنسان مستمرا، وبمعرفته يستطيع أن يكون قويا، فأنت كلما قرأت واستمعت وتدبرت كلما تعرفت على خالقك فازددت قربا وتعلقا به، وازداد قلبك يقينا وإيمانا بما عنده، فبدون العلم يعيش الإنسان في جهل وضلال ولا يعرف معنى حقيقة وجوده في هذه الحياة، فالقوة العلمية والفكرية هي من تبني الإنسان الفرد وترتقي به، وهي من تبني المجتمع وترتقي به إلى معارج الحضارة والتقدم، ومن أهم العلوم التي يجب أن ينشغل الإنسان بها العلم الذي يوقظ في داخلك البصيرة لنور الحقيقة ومعرفة حقيقة وجودك وحقيقة هذه الحياة وما بعدها، علما يأخذك إلى طريق الله ليعرفك عليه فتزداد حبا وقرباً إليه عندها تتكشف لك الحجب لرؤية ما هو أعظم بنور من الله يلقيه على كل جوارحك فتصبح لا تتحرك ولا تسكن إلا معه.
وقال الامام الرازي في تفسيره حول هذه الاية " إن الحكيم سبحانه لما أراد أن يبعثه رسولاً إلى المشركين، لو قال له: اقرأ باسم ربك الذي لا شريك له، لأبوا أن يقبلوا ذلك منه، لكنه تعالى قدم ذلك مقدمة تلجئهم إلى الاعتراف به "
أمر الله لرسوله وأمته من بعده بقراءة الكون وكل ما خلقه الله من حوله في هذا الوجود وسخره لخدمتك في هذه الأرض، وقراءة كتاب الله المقروء (القرآن العظيم) لفقه أحكام وآياته، فاستخدام العقل في التدبر والتفكر ورؤية أثار وجود الله وعظمته تشدك إليه مرتبطا بحبل حبه ورحمته فيتعلق القلب به سبحانه حتى يلتصق في كل أمر من أموره بالرجوع إليه والبدء بإسمه لنيل بركته وزيادة فضله، كما أن ذكر الخلق هنا على عموم ما خلقه الله من جميع مخلوقاته المشاهدة أمام الإنسان ومنها ما خفي عن رؤيتها، فيدعو العقل للبحث والتعلم لاكتشاف ما يكشف الله للعباد مما خلقه وسخره لهم لتطوير حياتهم ونموها. فإن صفات الربوبية من الخلق والعلم هي من أعظم الصفات التي تدل على أن ذلك الرب الخالق والعليم والمعلم هو الإله الحق وهو الله، فابدأ وجودك في هذا الكون مرتبطا بعظمة ذلك الرب من خلال الإستدلال على آثار عظمته سبحانه باستخدام العقل والعلم والتفكر في الكون، فأن تبدأ السورة بأمر القراءة يبين أهمية العلم في حياة الإنسان، فهو فرض وواجب على كل مسلم ويجب الإستزاده الدائمة منه من خلال الإطلاع والبحث والاستكشاف للمعرفة وعدم الظن بالاكتفاء منه بل لا بد للإنسان أن يبقى طالبا للعلم متزودا به راحلا إليه ما دامت أنفاسه ترتفع في هذه الحياة.
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:21 م]ـ
أصل الإنسان المكلف
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) ثم دعوة الله للإنسان أن يتدبر حقيقته ولا يغفل عن حقيقة وجوده وأصل تكوينه، فهو مخلوق ضعيف لم يكن شيئا مذكورا، وهو محتاج لغيره حتى يدير له شؤونه، وهو من رفعه الله عنده بالتشريف والاختصاص عن باقي مخلوقاته واختاره للخلافة في أرضه، فمن أعظم ما كرمه الله به أنه تدرج في عملية خلقه ومراحل نموه حتى وصل ليكون إنسانا عاقلا مكلفا، فالعلقة هي المرحلة الثانية من التكوين لنمو الإنسان بعد اجتماع النطفة مع البويضة في رحم المرأة فتتشكل بعدها تلك العلقة وهي أهم مرحله يبدأ فيها تشكيل الإنسان، وحسب ما جاء في قول ابن عاشور في تفسيره حول العلق
" العلق: اسم جمع عَلَقَة وهي قطعةٌ قَدرُ الأنملة من الدم الغليظ الجامد الباقي رطْباً لم يجفّ، سمي بذلك تشبيهاً لها بدودةٍ صغيرة تسمَّى علقة، وهي حمراء داكنة تكون في المياه الحلوة، تمتص الدم من الحيوان إذا علق خرطومها بجلده وقد تدخل إلى فم الدابة وخاصة الخيل والبغال فتعلق بلهاته ولا يُتفطن لها "
يقول سيد قطب في تأملاته في كتاب الظلال حول هذه الأية:
" خلق الإنسان ومبدأه: {خلق الإنسان من علق}. . من تلك النقطة الدموية الجامدة العالقة بالرحم. من ذلك المنشأ الصغير الساذج التكوين. فتدل على كرم الخالق فوق ما تدل على قدرته. فمن كرمه رفع هذا العلق إلى درجة الإنسان الذي يُعلم فيتعلم وإنها لنقلة بعيدة جداً بين المنشأ والمصير. ولكن الله قادر. ولكن الله كريم. ومن ثم كانت هذه النقلة التي تدير الرؤوس "
أصلك أيها الإنسان من علقة صغيرة وهي القطعة الصغيرة التي لا تكاد أن ترى من صغرها وحقارتها والتي تتشكل من أشياء تنفر منها النفس عند سماعها، فهي كالدودة الصغيرة الحقيرة التي لا تكاد ترى وهي سابحة في الماء العكر المنفر، فهذه بصغرها وضعفها سخرها الله لتلتصق بجدار الرحم وتكون لديها قابلية الامتصاص للدم حتى تتغذى وتكبر وتنمو لتصبح إنسانا بأجمل تقويم، فلو تفكر الإنسان بحقيقته هذه لعلم أن الله منّ عليه بالفضل العظيم وأفضل النعم أن خلقه وأوجده إنسانا مكرما أشرف من باقي مخلوقاته، ثم فضله بالعقل والقابلية للتعلم والبحث والإبداع كي يرتقي بنفسه ومجتمعه وعمارة أرضه، فمن واجب تلك النعم أن تؤثر بالإنسان فتدفعه للتعلق بخالقه وعدم الفرار منه بالتعلق بغيره ونوازع الهوى والشيطان، فهو من تكفل به وبرعايته من قبل وجوده إلى حين مماته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:24 م]ـ
تأكيد على فضل العلم بالقلم
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كلما قرأت زادك علما و فقها وذلك من كرمه سبحانه، فأنت إن أقبلت بصدق النية والإخلاص على الله فلا تخاف عدم الفتح عليك من كرم علمه فهو الأكرم وفوق كل كريم، وإن كنت كريما على الناس بتعليمهم ما علمك الله فهو الأكرم منك، فهو من كان سببا في ذلك الفضل عليك برزقك إياه ورفع شأنك بين الناس بفضل ذلك العلم، ولعل الله فتح لك به أبواب للرزق والخير الكثير فكما قيل " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخره فعليه بالعلم) فهذا من أعظم كرم الله على الناس أن أعطاهم العلم لرفعة مكانتهم وعلو شأنهم في الدنيا والآخرة، أما من تكبر واستعلى بذلك العلم على الناس، وأمسك الإنفاق منه خوفا من نقصه أو منافسة الآخرين له، أو ظنه أن ذلك العلم خاص به ويبخل عن الإنفاق لغيره فذلك الإنسان الجاهل الذي ما عرف مقدار كرم الله سبحانه وكثرة عطائه، فأنت كلما أنفقت خالصا لوجه الله كلما زادك من كرمه وفضله فهو الإله الأكرم الذي لا يعلو فوق كرمه أحدا، فهذه دعوة لعدم كتمان العلم وحبسه في داخل الصدور بل يجب إفادة الناس منه وتعليم الناس الخير وتوجيههم إليه فهذا من أعظم ما يتصدق به الإنسان على نفسه وينفعه في حياته وبعد موته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار)
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) ثم من نعمه سبحانه أن علمه استخدام القلم لأجل التوثيق لعلمه وتثبيته لتنتفع به الأجيال من بعده ويستمر التطور والعمران، فالعلم ينمو ويتطور من خلال ما سبقه من أبحاث وموضوعات، فلولا نعمة القلم لاحتاج الإنسان في كل عصر إلى إعادة البحث والتطوير من الصفر فلا ينمو ولا يتطور، ولكن المعرفة والعلم تنتشر بتوثيقها والبناء عليها، فكل إنسان يتعلم علما ويتخصص به يجب عليه أن يبدأ الكتابة والتأليف فيما علمه ليوثق ذلك العلم لينتفع الناس منه، وهكذا يجب أن يكون الإنسان في علمه وحياته، أن يكون باحثا عن التطور والنمو كما تطور ونما في الرحم برعاية ربه، فهو ينمو بإقباله على العلم مع رعاية الله له والتصاقه به ليترك للأجيال من بعده علما ينتقع به فيبقى نموه مستمرا حتى بعد مماته بدوام ذكره.
وجاء في تفسير الامام الرازي حول العلم بالقلم
" {عَلَّمَ بالقلم} وجهان أحدهما: أن المراد من القلم الكتابة التي تعرف بها الأمور الغائبة، وجعل القلم كناية عنها والثاني: أن المراد علم الإنسان الكتاب بالقلم وكلا القولين متقارب، إذ المراد التنبيه على فضيلة الكتابة، يروى أن سليمان عليه السلام سأل عفريتاً عن الكلام، فقال: ريح لا يبقى، قال: فما قيده، قال: الكتابة، فالقلم صياد يصيد العلوم يبكي ويضحك، بركوعه تسجد الأنام، وبحركته تبقى العلوم على مر الليالي والأيام "
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:25 م]ـ
أصل الإنسان الجهل
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
فالإنسان قبل خلقه ووجوده كان جاهلا لا يعلم شيئا مما يحيط به، فعلمه الله وسخر له القوة الجسدية والمادية لأجل الإقبال على العلم والتطور، فوهبه من القدرات العقلية والحسية ما يستطيع أن يبحث ويطور ويتعلم ويحفظ، ثم جعل له الأرض وما فيها مسخره بين يديه للعلم والبحث والتطور، وجعل له في السماء ما يقدر أن يسمح لعقله للوصول إليه وتدبره واكتشاف الحقائق التي تزيده قربا والتصاقا بخالقه. فعلم الله سابق لكل علم وفوق كل ذي علم عليم، فعندما أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة له، وأعلم الملائكة بذلك كان مما أعجز فيه الملائكة وميز الله به هذا الخليفة عن ملائكته هو العلم الواسع (وعلم أدم الأسماء كلها) أي أعطاه الخاصية للعلم والتعلم والقدرات العقلية والحسية للمعرفة والبحث والإستقصاء للإرتقاء في هذه الأرض وعمارتها، أعطاه القدره على معرفة الأشياء وإعطاء المسميات لها حتى يستطيع التواصل مع الآخرين من خلال اللغات المختلفة حسب اختلاف الشعوب والحضارات، وعندما عرضهم على الملائكة عجزت الملائكة على أن تعرف شيئا أمام معرفة ذلك المخلوق خليفة الله الذي أكرمه بالعلم الذي أمده الله من علمه ووصله إليه من خلال علمه ومعرفته سبحانه، أفلا يدل ذلك على رفعة شأن ذلك المخلوق عند الله ومدى كرم الله عليه وتفضيله حتى على الملائكة بذلك العلم والعقل إن هو صار على ما يرضي الله وأخلص العمل بذلك العلم لتسود شريعة الله ويرتفع صوت الحق ويدمغ الباطل ويهدم الفساد.
لكن هل استجاب الإنسان لأمر ربه؟
هل حفظ الإنسان نعمة ربه؟
هل عرف الإنسان مقدار فضل ربه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:27 م]ـ
طغيان الإنسان
كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)
من طبيعة الإنسان الغفلة والنسيان والإنكار، فإن وصل للعلم والمعرفة ينسى أن من وهب له ذلك العلم هو الله، فيطغى ويظلم بما توصل إليه من الصناعات والمعرفة، ومن زيادة ثرواته ومدخراته وتجارته، فيبدأ برحلة الإفساد في الأرض بدل عمارنها، ويزيغ عن هدف وجوده، ويظهر ذلك عندما يفقد الإنسان التصاقه وعلاقته بخالقه، فيسخر ذلك العلم والمعرفة للقوى المادية، فينسى الله، وتطغى على عقله أفكار الكفر والضلال والإنكار فيظن نفسه أنه مستغن عن الله ولا حاجه له بقوة تحميه وتحفظه وتزيده معرفة وفضلا من نعمه، فالآن يظن نفسه قوي ويملك القوة المادية التي يجد فيها أكثر تأثيرا بنفسه من القوة الروحية والإيمانية التي يجب أن يعمل على الاجتهاد والمجاهدة لرقيها، فقد أغرته الدنيا بزينتها وبما عرضت عليه من نعيمها، فأنسته أن من تفضل عليه هو الله، نسي حقيقة خلقه وأنه من العلق التافه الذي لا وجود له، والله من قدر له الوجود على هذه الأرض ورعاه حتى أصبح إنسانا ذا قوة عقلية ومادية، فكيف به الآن يطغو ويعلو في فساد عقله وادعاء أن كل ما توصل له من فضل هو من قوته وجهده وحده ولا ينسبه إلى الله ولا يرجع به بصدق النية إليه سبحانه.
وقد جاء في تعريف الطغيان في كتاب الصحاح باللغة:
" طَغا يَطْغى ويَطْغو طُغْياناً، أي جاوَز الحدّ. وكلُّ مجاوزٍ حدَّه في العِصيان فهو طاغٍ. وطَغِيَ يَطْغى مثله. وأطْغاهُ المال، أي جعلَه طاغِياً. وطَغا البحر: هاجت أمواجُه "
بأن يصف الله سبحانه الإنسان بصفة الطغيان يدل على انكار هذا الانسان للفضل والخير، وأن ذلك من طبيعته أن ينسى فضل من أكرمه وأنعم عليه بالخير الكثير، ومن أعظم الطغيان والعصيان أن تعتدي على من أراد لك الخير وسخره لك في الوجود وأكرمك وفتح لك كل أبواب الخير، فتأتي أنت وتقوم بالإساءة إليه بالتجاهل والإعتداء على حقوقه وأوامره، فكيف بالله وهو من سبب لك كل أسباب سعادتك وإكرامك فتأتي أيها الإنسان وتنكر ذلك على خالقك وتعتدي على أوامره وتحارب دينه وأهل دعوته، أليس ذلك ظلما وطغياناً عظيما منك، ولكن ما الذي يمنع الإنسان أن يطغى ويضبط نوازع الشر عنده وينير قلبه للخير، إنه الإيمان والتقوى والخوف من الله التي اكتسبها بعلمه ومعرفته لله سبحانه وتعالى وتسخير كل ما تفضل عليه للإصلاح في الأرض ونصرة دين الله.
يقول الإمام الرازي حول ذلك الاستغناء:
" أن سين {استغنى} سين الطالب والمعنى أن الإنسان رأى أن نفسه إنما نالت الغنى لأنها طلبته وبذلت الجهد في الطلب فنالت الثروة والغنى بسبب ذلك الجهد، لا أنه نالها بإعطاء الله وتوفيقه، وهذا جهل وحمق فكم من باذل وسعه في الحرص والطلب وهو يموت جوعاً، ثم ترى أكثر الأغنياء في الآخرة يصيرون مدبرين خائفين، يريهم الله أن ذلك الغنى ما كان بفعلهم وقوتهم "
فالمؤمن كلما ازداد علما يعلم حقيقة الرجوع إلى الله في كل أمر، ويعلم أن الله من وراء ذلك الوجود كله وهو من يسخر الأشياء ويدبرها حتى تصلح لحياة الأرض ومن عليها، كلما ازداد علما استنار قلبه وعقله بنور الإيمان وزيادة اليقين وحب الالتصاق بربه وخالقه كلما ازداد الخوف والرجاء منه وشدة المراقبة لربه في كل أمر.
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:28 م]ـ
أعظم الظلم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) ثم تنتقل السورة للتحدث عن أعظم الطغيان والظلم والحرمان للناس، والذي تمثل منذ بداية الدعوة بأبي جهل ومحاربته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة التوحيد التي جاء بها، ثم تمثلت في كل من تبع دعوة أبي جهل من الطغيان والضلال والجهالة، بأن يُمنع الإنسان المؤمن ويُنهى عن أن يؤدي عبادته لربه وخالقه وخاصة الركن الأساسي من الدين وهو الصلاة، فالصلاة هي أقوى روابط التصاق وتعلق العبد بربه، من خلال تأديتها باليوم والليلة خمس مرات على الأقل فيجد أثرها في
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسه بزيادة الحب والقرب إلى خالقه والارتماء في ساحة رحمته والالتصاق في شريعته ونيل رضاه، يتعلق بربه وخالقه وإلهه ليزداد إيمانا وتقوى وقوة ليتزود بهذه الطاقة لعمارة حياته على هذه الأرض، فمن تجرأ على منع الناس من عبادة ربهم والاتصال به من خلال صلاتهم، فذلك إنما أصاب قلبه الجهل وطمست بصيرته وانتفش بدعوة الكبر والإستعلاء على خالقه وخلقه، فمن ظن نفسه أنه صاحب علم وحكمة ومارس تلك السلوكيات الطاغية في حق ربه وعباده فهو في أخس درجات الجهالة والطغيان، ومن ظن أنه بثروته وسيادة سلطتة يجب على العباد طاعته والإنتهاء عن طاعة ربهم، هو واهم فالله قادر عل أن يأخذه ولا يبقي له أثرا، فدعوته لا تهدف إلا لمنع الهدى والإيمان وانتشاره في الأرض، فالصلاة أهم ركن وعنوان للدعوة إلى الله وهي من تميز أهل الإيمان عن أهل الكفر والضلال، وبها تمثلت دعوة توحيد الله في العبودية، فمن سعى لإيقاف ذلك الرابط بين العبد وربه إنما يريد أن ينهى الناس عن معرفة ربهم واستمداد القوة منه، وأن لا تبني نفوسهم وقلوبهم على تقوى من الله ورقابته، فهم ينطلقون من دعوة قائمة على فساد الاعتقاد والفكر والعمل على نشر الفساد بين الناس وإلحاق الأذى والباطل بهم، فأكثر ما يخيف أصحاب الفكر الفاسد القائم على دعوة الباطل هم من يدعون إلى الله ويحملون همَ هذا الدين ويريدون نشر الحق والإيمان وإدخال أثره في قلوب الصادقين وملء قلوبهم في طاعة الله وحب التعلق فيه، لذا يقوم أهل الباطل على محاربة كل من يدعو لذلك وإيقاف هذه الدعوة والتي ستخالف هوى قلوبهم وفساد نفوسهم، فهؤلاء الفاسدين تعلقت قلوبهم والتصقت بحب الشهوات والماديات والسلطان المزيف، بدل من التعلق بالله والالتصاق به، فلو تفكروا بنعم الله عليهم وتفضله بالعلم وحقيقة خلقهم وإيجادهم على هذه الأرض وإحاطة النعيم بهم من كل جانب ما فعلوا ما فعلوه من الطغيان والفساد.
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:29 م]ـ
العقوبة المنتظره
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
في كل شئ تجد رحمة الله تتجلى حتى مع أهل الطغيان والفساد، فانظر إلى أثار رحمته كيف يريد الله سبحانه لهؤلاء الطاغين أن يعودوا إلى رشدهم وسلامة عقولهم بالإنتهاء عما يفعلون من محاربه الحق والعودة إلى صفوف الإيمان والالتصاق بخالقهم وسبب وجودهم على هذه الأرض، يعطيهم الفرصة للتفكير والتغير وإلى العودة قبل فوات الأوان، وإلا ستكون العاقبة لهم بالعذاب الشديد والنسف لأثار وجودهم.
فالله يتوعد هؤلاء الفاسدين الداعين لدعوة الباطل إن استمروا على كذبهم وعنادهم وباطلهم، بأن تكون عاقبتهم المذلة والخزي، فسوف يقبضهم الله من نواصيهم قبضة شديدة ليلقوا في العذاب الشديد في جهنم،
يقول الإمام الرازي حول معنى " السفع لَنَسْفَعاً لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها إلى النار، والسفع القبض على الشيء، وجذبه بشدة، وهو كقوله: {فَيُؤْخَذُ بالنواصى والأقدام} [الرحمن: 41] وثانيها: السفع الضرب، أي لنلطمن وجهه وثالثها: لنسودن وجهه "
فالأخذ الشديد من الناصية والسحب منها إلى نار جهنم والإلقاء في العذاب الشديد تدل على أن الناصية هي أهم وأشرف ما يرفع الإنسان به نفسه بين الناس، فهو يمشي متبخترا رافعا لجبهته عند كبره، كما أن تخصيص الناصية هنا يدل على أنها مجمع الأفكار واتخاذ القرار في الدماغ، فكانوا يكثرون من التفكير والتدبير واتخاذ القرارات ضد دعوة الحق، وهي مكان العلم والتعلم، والدماغ خلقه الله منقسما لقسمين الأيسر والإيمن فيجتمع فيه تفكير الإنسان بالجانبين ويميل لأحدهما أكثر من الآخر ومن خلاله تبرز سلوكياته وتصرفاته في حياته وتنطبع شخصيته، فبعض الناس يميلون مع الخيال والإبداع وهو الجانب الأيمن من الدماغ وآخرون يميلون مع التعقل والتفكير المنطقي والنظري وهو الجانب الأيسر من الدماغ، فمن فسد في الأرض ورفض دعوة الحق والإيمان ولم يستخدم تلك النعمة العظيمة بأن جعل الله له ذلك الدماغ للتفكير والتدبير بعد أن كان علقة تافه حقيرة، فهذا العلم الذي تعلمه أوصله لقرارات ومنهج حياة خاطئ مخالف لمنهج الله، فالمتعلم يبحث ويختبر ويفحص ويمحص ومن المتوقع أن يصل للخطأ والصواب، ولكن هؤلاء كانت مسيرتهم ضد دعوة الحق بالعناد والكذب رغم أن علمهم قد أوصلهم لحقائق ثابتة تدل على عظمة الله وقدرته سبحانه إلا أنهم غفلوا وتعاموا عن الرؤية وجاءوا بنتائج خاطئة للناس لإضلالهم، فكانوا يجتمعون للتخطيط لقلب الحقائق، وكانوا يتعاونون معا على إيقاف مسيرة الحق، ويناصر بعضهم بعض ويتفاخرون بأعدادهم وقوتهم الفكرية الزائفة، فيوم القيامة سيطلب منهم دعوة هؤلاء الذين اجتمعوا بهم في الدنيا بنواديهم الخاصة إن كان سينتفع بعضهم ببعض، أو يشفع بعضهم لبعض، والله سيدعو زبانية العذاب وهم الملائكة لتلقي بهم في أشد العذاب.
كما أن الناصية تنعقد عليها خطوط الإنفعالات الداخلية الصادره عن ردة فعل الإنسان نتيجة غضبه أو وجود مثير ما قد أدى لذلك الإنفعال، فهؤلاء الطاغين عقدوا جباههم ونواصيهم بخطوط الغضب عند رؤية أهل الطاعة والعبادة لله، اسودت وجوههم وارتسمت بخطوط التجهم عند رؤية المصلين لله والداعين للحق، لأنهم يظنون أن هؤلاء سيمنعون عنهم لذة الحياه ونعيمها، إنهم أخطئوا بما اعتقدوه وغضبوا لأجله ولو غضبوا للحق ودعوة الإيمان لكان خيرا لهم، لذا ستكون العقوبة بالسحب من تلك الناصية المنعقدة لأجل الباطل.
وبما أن هؤلاء الطاغين المفسدين حاولوا منع نواصي وجباه المؤمنين للسجود لله والتقرب إليه، فسيعاقبون بالسحب من نواصيهم وجرها إلى مهالك العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:30 م]ـ
التعلق والفرار إلى الله
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
دعوة الله سبحانه بعدم الطاعة والإستجابه لهؤلاء المكذبين الطاغين، مهما جاءوا بالدلائل الكاذبة التي يدعونها بالعلم، وان لا يسمح المؤمن لنفسه للوقوع فريسة للفتن وأن يفر منها بالتقرب إلى الله وكثرة السجود بين يديه والتقرب إليه والتعلق في رحمته وحبه، ومن أكثر الطاعات التي يفعلها الإنسان للتقرب من خالقه وتميزه عن باقي خلقه، كثرة السجود والصلاة لله والدعاء إليه والالتصاق بدين الله ودعوة الحق، لامتصاص غذاء الروح من ذلك العلم الذي لا تنتهي طاقته فتغذي الجسد بقوته وضبط نوازع الشهوات وحب الماديات بحسب ما يريده الله ويشرعه، وتغذي الروح برقيها، وتغذي النفس بعلو أخلاقها وسموها في الحياة.
لعل حكمة الله في جعل بداية آيات هذه السورة من أول ما أنزل من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن الله أراد للناس كافة أن يبدأ وجودهم على هذه الأرض مرتبطين بالله سبحانه متعلقة قلوبهم به ولا تنظر أبصارهم وجوارحهم إلا إليه، عندها تسعد البشرية ويسود فيها الأمن وتزداد حضارة وعمارة، وبداية الأمر بالقراءة يدل على أن بداية التعلق بالله والتقرب منه تكون من خلال العلم والتدبر والمعرفة والتي كلما ازددت منها كلما زادك ذلك العلم معرفتا بخالقك وحقيقة وجودك فتزداد إيمانا وقربا منه سبحانه وتعالى، وكلما تعرفت على خالقك جعل الله لك نورا وفرقناً تميز به بين الحق والباطل، وتمشي به في الأرض فلا تخاف أحدا سوى الله.
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:31 م]ـ
الفوائد التربوية من هذه السورة:- ابدأ حياتك كلها متوكلا على الله وباسم الله- الحرص الدائم على طلب العلم والتعلم
- الحرص على توثيق العلم وتسجيله كلما تعلمه الإنسان- العمل على نقل ذلك العلم بالعمل وتعليمه للأخرين- الحضارة والتقدم لا يكون إلا من خلال الإهتمام بعقول المبدعين المرتبطين بحبل الله- التدبر الدائم والتفكر بحقيقة خلقه وأصل وجودك أيها الإنسان- عدم الكبر والإستعلاء عند فتح الله عليك أبواب الخير من العلم والثروات- عدم تصديق أي دعوة دون دلائل علمية ثابته وصادقة.- عدم التعلق بالدنيا وملذات وتذكير النفس أن الرجوع إلى الله- التعلق والرجوع اليه سبحانه ولا يعلق القلب إلا في حبه سبحانه- الثبات على العبادة والدعوة إلى الله مهما عظمت المحن- الفرار إلا الله بكثرة السجود والدعاء إليه وخاصة وقت الفتن والمحن
تم بحمد الله وفضله سبحانه، فإن صح مني شي فذلك بتوفيق الله وفضله وكرمه وإن أخطأت فذلك من نفسي وزلتي وضعفي فأسأل الله أن يسامحني ويعفو عني.
اللهم زدنا علمنا وأعطنا ولا تحرمنا وتقبل منا ولا تخذلنا وارزقنا الإخلاص في كل أمر يا أرحم الراحمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:03 م]ـ
أصل الإنسان الجهل
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
فالإنسان قبل خلقه ووجوده كان جاهلا لا يعلم شيئا مما يحيط به،
إذا كان الإنسان قبل خلقه لم يكن شيئاً مذكوراً فهل يمكن أن يكون عاقلاً؟؟؟ وكيف يشعر بما يحيط به وهو لم يكن؟؟؟
أظن أن العبارة تحتاج الى إعادة صياغة أختي الفاضلة وبارك الله بعلمك وفهمك.
ثم يا أختي ماذا تقصدين بأن أصل الإنسان جاهلاً؟؟ هل تقصدين قبل الخلق أم بعده؟؟ إذا كنت تقصدين بعد أن خلقه الله. فنعم ولكن عن أي جهل تتكلمين؟ عن جهل المعرفة بالله؟ أم جهل معرفة الأشياء؟ أم الصناعة؟ وماذا تفعلين بقول الله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة)؟ فهل يُفترض من الخليفة الجهل أم العقل؟؟
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:23 م]ـ
علم الإنسان مسبوق بالجهل
اختيار الإنسان خليفة الله في الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) البقرة
حتى يصلح ذلك الإنسان ليكون خليفة في الأرض، أعطاه الله سبحانه خاصية القدرة على التعلم واكتساب المعرفة، فوضع فيه القدرات العقلية من خلال وجود العقل والحواس والتي هي أساسية في اكتساب المعرفة من حاسة السمع والبصر والتذوق وغيرها، ثم أعطاه الخصائص الانفعالية التي تشكل الدوافع والحوافز لكسب المعرفة والتي تستثار من البيئة الخارجية من خلال الحواس والمدركات العقلية، فقد أعطى الله لعقل الإنسان القدره على القراءة والفهم والحفظ والتذكر والتحليل والربط والخيال للإبداع في الكون، وذلك لحكمة صلاحيته للخلافة في الأرض، (ولعل قوله في الأرض) ليبن أنه سيخلقه ويجعله من جنس هذه الأرض وخصائصها الطينية، ثم علمه وأعطاه الخصائص القدرات على الكتابة وعلمه طريقة ذلك حتى يحفظ ذلك العلم ويتدارسه، ومن أوائل ما حفظ بالعقول والصدور ثم حفظ بالكتابة بالقلم والتدوين هو كتاب الله (القرآن الكريم) وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فدون وجود هذه الخصائص لا يمكن أن يصلح الإنسان لعمارة الأرض وتطويرها، ومن حكمة الله أن جعل الله ذلك للبشرية كافة أو لجنس الإنسان كله، ثم ميزهم بعد ذلك بالهداية والإيمان أو الكفر والضلال من خلال ما وضع فيهم من غرائز وشهوات يحتاج الإنسان منها ما يَبقي على وجوده فجعل الله له منها حظا ونصيبا من خلال ما شرعه وأحله، وكل من اتخذ تلك الشهوات والغرائز مسلكا ومنهجا وأصبحت إلهه وهواه فقد ضلته عن طريق النور والهدايه لتسير به إلى طريق الجهل والضلال، ثم ابتلي الإنسان بالصراع مع الشيطان وهو العدو الأكبر له وهو من سيقوده من خلاله شهواته ونوازعه للشر والفتن فيهلكه، وسلاح العبد لصد ذلك الشيطان هو الإيمان والعلم بالله سبحانه والثبات على طريق الحق، فإن صار العبد مع الله وزاد من معرفته وإيمانه بما عنده وارتقى في طاعته وعبادته فلعله يرتقي بروحه إلى درجة رقي الملائكة فيشرق النور في قلبه وتتفتح له طرق المعرفة واليقين بما عند الله، فلعل حكمة الله في هذه الآيات أن ذكر وجود الملائكة برقيها ونورها، وذكر الشيطان ودناءته وحقارة سلوكه ومسلكه بالشهوات، كي ينبه الإنسان أن الله سيضع فيه من كل منهما ما يتصف به إن اتبع طريق كل منهما، فالرقي بالروح من رقي الملائكة فيقتدي بها، وانحطاط النفس يكون من اتباع شهوات الشيطان ونزغه.
فقال تعالى واصف للإنسان وجهله
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب
ما المقصود بالأمانه؟
إنها أمانة العقل والعلم الذي ميز الله سبحانه به الإنسان عن غيره من مخلوقاته وأكرمه به، وأعطاه الإرادة والاختيار في تسخير ما علمه الله فإما يهتدي للهدى والحق أو يهتدي ويختار طريق الباطل والفساد في الأرض، فالعلم والعقل أمانه عظيمة استودعها الله مع كل إنسان مخلوق على هذه الأرض كلفه الله واختاره ليكون خليفة على دينه وشريعته فهل أدى جميع الناس عهدهم وأمانتهم مع الله، أم أنكروا وجحدوا وطغوا في الأرض كثيراً منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود بجهل الإنسان أن دون هداية من الله ورعاية لهذا الإنسان يبقى جاهلا ولن يقدر على شئ إلا من فضل الله، فلولا أن الله قد أكرمه منذ أن خلقه بأن جعل فيه خاصية التعلم من قدرات عقلية ونفسية يستطيع من خلالها أن يكتسب المعرفة المتنوعه ما استطاع الإنسان أن يتعلم شيئاً.ولقد سمعنا عن أطفال منذ مولدهم عاشوا بين حيوانات أو عاشوا في عزلة عن العالم لم يستطيعوا أن يفقهوا شيئا سواء من اللغة بالحديث أو الكتابة أو غير ذلك وكانت صعوبة في محاولة تدريبهم وحتى أن بعض منهم قد أصيب الدماغ لديهم بالضعف، واكتسب هؤلاء تصرفات البيئة المحيطة بهم من كائنات غير الإنسان، فعلم الإنسان يسبقه جهله، فإذا لم يأخذ الإنسان بسبب العلم والهدى إليه يبقى جاهلا أو ناقصا في علمه، والهداية من الله يبدو أنها نوعان، هداية طوعيه وذلك من خلال قول الله سبحانه (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (طه:50 وقوله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (السجدة: من الآية7 فالإنسان مسير من الله لهذه الهداية وغير محاسب عليها.
وهداية اختيارية بإرادة المخلوق وهذه لا تكون إلا للإنسان العاقل المكلف صاحب الإرادة والإختيار وهي من سيحاسب عليها الإنسان عند ربه، وإذا لم يهتدي إلى طريق الحق والنور يبقى في ظلمات الجهل مهما ارتفع في علمه الدنيوي.قال تعالى {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} الإنسان (3)
وقال تعالى (وهديناه النجدين} البلد (10) وقال تعالى {فألهمها فجورها وتقواها} الشمس (8)
وآثار هداية الله للإنسان لاكتسابه المعرفة كثيرة سواء كانت هداية طوعية من إرادة الله أو هداية اختيارية بإرادة الإنسان المكلف، حيت تبدأ منذ أن سخر الله سبحانه باجتماع الزوجين وتشكيل النطفة ثم العلقة في رحم المرأة، ثم هداية هذه العلقة بتعليمها من أين تأتي بالتغذية وأسباب الحياة، حيث هديت للتعلق بجدار الرحم لكسب الغذاء. ثم من هدى الجنين لحركات يتدرب عليها عند خروجه للرضاعة وغيرها، ومن هداه أن يلتقم ثدي والدته لنيل التغذية المكون بقدرة إلهية، من علمه أن يميز أمه ويعرف رائحتها من بين كل النساء.
ثم انظر إلى نمو ذلك الطفل كيف يكون جاهلا لا يعرف كيف يحمي نفسه ولا يقوى على شئ، فهو محتاج في كل شئ إلى التدريب والتعليم حتى يكتسب مهارات الحياة، فانظر إليه بعد أشهر قليله من مولده كيف يبدأ الحبو والتحرك ليمسك بالأشياء ويتذوقها بلسانه دون أن يميز شيئا، فهذه مرحلة النمو في الطفوله المبكره تسمى المرحله الحس حركية، ثم بعد سنتان يبدأ الطفل بالأسئلة الكثيرة لمن حوله عن كل شيئ من جعل فيه هذا الدافع للمعرفة والسؤال سوى الله، ثم يتفتح الخيال الواسع لدية ويبدأ بالتصورات والأسئلة التي تظهر مدى إبداع الإنسان لو استخدم خياله، ثم انظر كيف يبدأ الطفل بعد ثلاثة سنوات بجمع حصيلة لغوية حتى يكتسب اللغة، فيبدأ بالحديث بالكلمات التي تعلمها دون نطق سليم، ثم بعد سنتان أو أكثر يبدأ الطفل بنطق الكلمات بصورة أفضل مما كان عليه ويبدأ يعبر عن نفسه بوضوح، ثم انظر في مرحلة ما قبل المراهقة كيف تبدأ معالم شخصيته بالظهور من خلال ما علمه من مفاهيم وشكله من علاقات، وفي المراهقة يبدأ نضجه الجنسي والعقلي والانفعالي يتشكل وبصورة سريعة فتراه يميز أشياء كثيرة لم يكن يعرفها ويدركها قبل ذلك، ويبدأ بمعرفة مصطلحات ومفاهيم مجردة وتظهر الميول في شخصيته لتبين ما سوف يكون عليه ذلك الطفل وليبدأ تكونه كإنسان عاقل بالغ مكلف أمام الله ومسئول عن كل شئ.
فمن يسر وسخر لهذا المخلوق كل ذلك أليس هو الله، ولولا وجود الله لكان الإنسان جهولا ضعيفا لا يقدر على شئ.فالإنسان دون الله لا يمكن أن يدرك شيئا أو حتى يكون موجودا في هذا الوجود، ولكن هل كل إنسان يعلم العلم الحقيقي الذي يريده الله ويخرج الإنسان من دائرة الجهل والضلال، أن أنه علم دنيوي فقد يكتسب فيه الإنسان المعرفة في كل العلوم الدنيا ويصل فيه لأعلى مراحل التقدم والتطور ولكنه لا يعلم عن خالقه شيئا ولا ينسب ذلك العلم له بل لقوته العقلية وجهده الذاتي، صحيح أنه اكتسب علما ولكن من سخر له ذلك العلم سوى الله فهو دون تسخير من الله لم يكن يعرف شيئا، والأهم من ذلك إذا فصل ذلك العلم عن المعرفة بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
والارتباط به وطلب الهداية والتوفيق منه لن يكون الإنسان إلا جاهلا ولن ينفعه علمه ذلك إلا منفعة دنيويه قصيرة، أما العلم القائم على ارتباط بالله وهداية منه لا بد أن يولد في القلب الخوف والخشية منه والخشوع إليه وإعادة ذلك الفضل لله وحده فهو من سخر له أسباب المعرفة والعلم ولولا ذلك لكان في ضلال وجهل عظيم. قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر/28.
يقول ابن عاشور في تفسيره حول (علم الإنسان ما لم يعلم) العلق
أن علم الإنسان ما لم يعلم خبر عن قوله: {وربك الأكرم} وما بينهما اعتراض.
وتعريف {الإنسان} يجوز أن يكون تعريف الجنس فيكون ارتقاء في الإِعلام بما قدره الله تعالى من تعليم الإِنسان بتعميم التعليم بعد تخصيص التعليم بالقلم.وقد حصلتْ من ذكر التعليم بالقلم والتعليم الأعم إشارة إلى ما يتلقاه الإنسان من التعاليم سواء كان بالدرس أم بمطالعة الكتب وأن تحصيل العلوم يعتمد أموراً ثلاثة:
أحدها: الأخذ عن الغير بالمراجعة، والمطالعة، وطريقهما الكتابة وقراءة الكتب فإن بالكتابة أمكن للأمم تدوين آراء علماء البشر ونقلها إلى الأقطار النائية وفي الأجيال الجائية.
والثاني: التلقي من الأفواه بالدرس والإِملاء.
والثالث: ما تنقدح به العقول من المستنبطات والمخترعات. وهذان داخلان تحت قوله تعالى: {علم الإنسان ما لم يعلم}.وفي ذلك اطمئنان لنفس النبي صلى الله عليه وسلم بأن عدم معرفته الكتابة لا يحول دون قراءته لأن الله علّم الإنسان ما لم يعلم، فالذي علّم القراءة لأصحاب المعرفة بالكتابة قادر على أن يعلمك القراءة دون سبق معرفة بالكتابة.وأشعر قوله: {ما لم يعلم} أن العلم مسبوق بالجهل فكل علم يحصل فهو علم ما لم يكن يُعلَم من قبل، أي فلا يُؤْيِسَنَّك من أن تصير عالماً بالقرآن والشريعة أنك لا تعرف قراءة ما يكتب بالقلم. وفي الآية إشارة إلى الاهتمام بعلم الكتابة وبأن الله يريد أن يُكتَب للنبيء صلى الله عليه وسلم ما ينزل عليه من القرآن فمن أجل ذلك اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً للوحي من مبدإ بعثته.وفي الاقتصار على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالقراءة ثم إخباره بأن الله علّم الإنسان بالقلم إيماء إلى استمرار صفة الأمية للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنّها وصف مكمِّل لإعجاز القرآن قال تعالى: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون} [العنكبوت: 48]
وقد جاء موضوع الجهل في القرآن الكريم وعلاقته بسلوك الإنسان بكثير من الآيات وهي
معارضة أمر الله من الجهل:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) البقرة
الحكم على ظواهر الأمور من الجهل:
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) البقرة
سوء الظن بالله، ودخول الهم بالقلب لعدم الرضى بقدر الله
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ال عمران
الغفلة والنسيان
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) النساء
وقال تعالى (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119) النحل
التقاليد والعادات البالية
قال تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) المائدة
قال تعالى (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) الفتح
تحميل النفس فوق طاقتها بالدعوة (الحزن على المعرضين)
قال تعالى (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) الأنعام
الإيمان المادي بدل الإيمان بالغيب
قال تعالى (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138 الأعراف
السمو بالأخلاق وعلوها بالدعوة
قال تعالى (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف
الرقي الإيماني وإنحطاط الكفر
قال تعالى (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان
الأخلاق الإيمانية
قال تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) القصص
الجهل المستحب عند الله
قال تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود
نوازع الهوى تغلب الإيمان
قال تعالى (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) يوسف
سو الظن والتسرع في الحكم
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) الحجرات
تغير فطرة الله
قال تعالى (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
العقل والإراده وصراع الشهوات
قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) الاحزاب
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أستاذي على إهتمامك
وبارك الله فيك
وأرجوا أن اكون وفقت بالرد على التساؤل لديك حول جهل الإنسان وعلمه
وبارك الله فيكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Aug 2010, 04:12 م]ـ
فالإنسان قبل خلقه ووجوده كان جاهلا لا يعلم شيئا مما يحيط به،
نعم أختي. ولكن هذه العبارة التي ذكرتي. هل تعتقدين أنها صواب؟؟ وهل أصلاً لها ضرورة؟؟
أما ما ذكرته وتفضلت به فهو صحيح وقد أجدت التوضيح باستشهادك بأولي العلم. مشكورة على ذلك وبارك الله بك على ما بذلت فيه من جهد. وأسأل الله أن تكون في ميزانك يوم القيامة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:46 م]ـ
شكر الله لأختنا الفاضلة آمال على موضوعها القيم
وشكر الله لأخينا الفاضل تيسير على مداخلاته الطيبة
حقيقة موضوع الإنسان والعلم يحتاج إلى تأمل ودراسة عميقة
وفي ضوء آيات القرآن نرى أن الإنسان قيمته تتوقف على أمرين الحياة والعلم
إذا فقد أحدهما ذهب الآخر
فالحياة بلا علم لاقيمة لها، ولا علم بلا حياة
يقول تعالى:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) النحل (78)
وقال في نفس السورة:
(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) النحل (70)
ومن هاتين الآيتين الكريمتين يمكن الوصول إلى حقائق عن الإنسان قبل وجوده "روحا وجسدا" وبعد وجوده "روحا وجسدا" وبعد مفارقة روحه للجسد.
إنها أمور تحتاج إلى بحث ودراسة وعناية لنعرف الكثير عن الحقائق الغائبة عن كثير من الناس(/)
وتزودوا (موضوع مرشح)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، مرسل الرسل مبشرين ومنذرين، برسائل وكتب وصحف للناس أجمعين، والصلاة والسلام على سيد الدعاة، من خلقه ربه بخلق القرآن، فعاش به وله في حله وترحاله ويقظته ومنامه.
وبعد:
القرآن الكريم رسالة الله الخاتمة للنبي الخاتم للأمة الخاتمة؛ رسالة مبعوثة لتُقرأ حروفها، وتُفهم رموزها، ويُستفاد من مضامينها، لتُطبق تعاليمها.
خص الكريم به أمة الخير، وجعل خيرتها في تعليمه وتعلمه كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:" خيركم من تعلم القرآن وتعلمه " [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ، ومنحها على قراءته وفهمه والعمل به أجورا ومنحا من فضله، من استقرأها حار في كرم الإله وعطائه وجوده، وعجز عن تحقيق شكره وفعله. وجعله من خير الزاد الهادي الى طريق رب العباد، بقراءته وترتيله وتدبره والعيش به وله.
وكيف لا يكون كذلك؟ وهو كلام الله. وهي نسبة كافية ليكون من خير الزاد، فالمتكلم به متكلم بكلام الله ومخاطب له، والمصلي به مصل بكلام الله وبخير الكلام.
فما هو المطلوب من الانسان المسلم تجاه القرآن؟.
ولماذا يُقرأ القرآن؟.
وما هو الفضل المحصل عليه من قبل قارئه؟.
إنها أسئلة مهمة، والجواب عنها يبين حقيقة نسبته إلى خير الزاد.
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- صحيح البخاري رقم:4739
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:42 م]ـ
أولا-الحث على قرءاة القرآن:
جاء الحث على قراءة القرآن من رب العالمين، كما حث عليه النبي الأمين، وتلاهم السلف الصالح في وصاياهم وما بخلوا، ومن ذلك:
1 - الأمر الالهي بالقراءة: قال الله تعالى في محكم التنزيل: " ... إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور". (سورة فاطر/30). وقال سبحانه:" وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ". (الفرقان/30). ومن هجره هجر قراءته.وقال سبحانه: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ". (محمد/24). ولا يمكن أن يحصل التدبر إلا أثناء القراءة وبعدها. قال تعالى: " فاقرأوا ما تيسر من القرآن ". (المزمل/20).
2 - وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالقراءة: حيث روى طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى آوصى النبي (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال لا، فقلت: كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوص؟ قال أوصى بكتاب الله." [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn1).
- وعن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به". [2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn2).
- وعن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والعجمي فقال: " اقرؤوا فكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه " [3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn3).
- وعن سهل بن سعد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فيكم كتاب الله يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم ويقومونه كما يقوم السهم فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه ". [4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn4).
- وصلىرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما بالناس صلاة جهر فيها فأسقط آية فقال: يا فلان! هل أسقطت في هذه السورة من شيء؟ قال: لا أدري. ثم سأل آخر واثنين وثلاثة كلهم يقول: لا أدري، حتى قال: ما بال أقواميتلى عليهم كتاب الله فما يدرون ما تلي منه مما ترك؟ هكذا خرجت عظمة الله من قلوببني إسرائيل فشهدت أبدانهم وغابت قلوبهم؛ ولا يقبل الله من عبد حتى يشهد بقلبه معبدنه". [5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn5)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إن شئنا الحديث عن علاقة النبي الأمين بالقرآن وقراءته له، فلن نستطيع استيعاب الموضوع استيعابا شاملا، ولا إيفاءه حقه من الاستقراء، ولكن حسبي من العقد أوسطه، ومن النصوص أشهرها وأوضحها. لأنه بكل بساطة، هو رسالته ومعجزته، عليه نزل وبه عاش، ومن أجل بيانه وتطبيقه والتعبد به بُعث.
ويكفي أن نذكر حديث عائشة فيه لنعرف علاقته (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن، حيث روي عنها رضي الله عنها أنها قالت: " كان خلقه القرآن ". [6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn6)
فكان (صلى الله عليه وسلم) يقرأه ويصلي به، ويحب أن يسمعه من غيره، فمن حيث الصلاة به، يروي حذيفة-رضي الله عنه: " أنه صلى مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلةفكان يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مربتعوذ تعوذ ". [7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn7)
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال [8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn8): " قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة فقرأبآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنكأنت العزيز الحكيم ". المائدة: 118.
-ومن حيث سماعه من غيره، يروي عمرو بن مرة قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم):" اقرأ علي، قلت آقرأ وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: أمسك. فإذا عيناه تذرفان ". [9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn9)
- وهو مروي برواية ابن مسعود قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): " اقرأ علي القرآن. قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري " [10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn10).
3- وصايا السلف الصالح بالقراءة: عندما نتحدث عن السلف الصالح، ليس القصد وليس بالوسع استقراء وصاياهم ولا أعمالهم، وإنما العبرة بتقديم بعض ما يندرج ضمن فهمهم لوصايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحسن اتباعهم لهديه (صلى الله عليه وسلم).
فقد عاش السلف مع القرآن كما عاش به النبي محمد العدنان، عاشوا مع تلاوته وقراءته وتدبر معانيه وفهمه والعمل بما فيه. كيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب". (سورة ص/ 29). قال الحسن البصري: "والله! ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهمليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل". [11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn11)
وتدبره يعني عدم هجره، قال ابن القيم:" هجر القرآن أنواع. [ .. ] الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أرادالمتكلم به منه ". [12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn12)
ومما حفلت به كتب التراث من وصاياهم:
-ما روي عن ابن مسعود أنه قال:" اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب لا يكون هم أحدكم آخر السورة ". [13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn13)
- وروي عن أبي أمامة أنه كان يقول:" اقرؤوا القرآن ولا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن ". [14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn14).
- وقال ابن مسعود: " اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع". قيل:" هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس؟ ". قال:" يسري عليه ليلا فيرفع ما في صدورهم فيصبحون لا يحفظون شيئا ولا يجدون في المصاحف شيئا ثم يفيضون في الشعر ". [15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn15)
- وروى مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنةفلما ختمها نحر جزورا ً". [16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn16) وطول المدة ليس عجزاً من عمر ولا انشغالاً عن القرآن؛ فما بقي إلا أنه التدبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
-وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: " كان الفاضل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العملبالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العملبه ". [17] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn17)
- وفي هذا المعنى قال ابن مسعود:" إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل عليناالعمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به ". [18] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn18)
- وقيل ليوسف بن أسباط بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن؟ فقال: أستغفر الله من تلاوتي، لأني إذا ختمته ثم تركت ما فيه من الأعمال خشيت المقت، فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح ". [19] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn19)
- وقال الحسن البصري: " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهمليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد – والله - أسقطه كله ما يُرىالقرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ! والله! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانتالقراء مثل هذا؟ لا كثَّر الله في الناس أمثالهم ". [20] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn20)
- وعن محمد بن كعب القرظي أنه قال:" لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ (إذا زلزلت) و (القارعة) لا أزيد عليهما أحب إليَّ من أن أهذَّ القرآن ليلتي هذّاً. أو قال: أنثرهنثراً ". [21] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn21)
إنها نصوص وآثار، ما أجملها من عبارات، لعل القارئ يستمد منها المبتغى والمراد، وتحفزه لجعله من خير الزاد كما عمل من أجل ذلك الأوائل الرواحل، وما ذلك على الخلف بعزيز.
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref1)- صحيح البخاري:3/ 1006/2589 وصحيح مسلم:1634.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref2)- مسند أحمد بن حنبل 3/ 2/10998.وقال الأرناؤوط: " وإسناده قوي كما قال الحافظ في الفتح. وأخرجه الطبراني في الأوسط:8/ 344/8823، وأبو يعلى في مسنده:3/ 88/1518، وقال محققه حسين سليم أسد صحيح. وأخرجه البيهقي في شعب الايمان 7/ 532/رقم:2624.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref3)- سنن أبي داود 1/ 280/830. وصححه الألباني، ومسند أحمد بن حنبل 3/ 357/14898. تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات غير أسامة بن زيد فحسن الحديث.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref4)- مسند أحمد بن حنبل5/ 338/22916/ تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث حسن والمعجم الكبير 6/ 206/رقم:6021.
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref5)- تعظيم قدر الصلاة:1/ 198، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة:11/ 52/5049.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref6)- مسند أحمد بن حنبل 6/ 216/25855. تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد فيه انقطاع الحسن البصري إنما سمعه من سعد بن هشام.
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref7)- رواه مسلم، ح /772. فهذا تطبيق نبوي عملي للتدبر ظهر أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ.
[8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref8)- أخرجه النسائي في سننه:2/ 177/1010، وحسنه الألباني، وابن ماجه:1/ 429/1350، واحمد في المسند:5/ 149/21366، والحاكم:1/ 367/879، وصححه ووافقه الذهبي في التلخيص.
[9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref9)- صحيح البخاري 4/ 1673/4306.
[10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref10)- صحيح البخاري: 4/ 1925/4762.وصحيح مسلم: 1/ 551/-248 - 800.
[11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref11)- تفسير ابن كثير: 7/ 64.
[12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref12)- بدائع التفسير: 2/ 292
[13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref13)- شعب الايمان للبيهقي: 2/ 360/2042، وسنن البيهقي: 3/ 13/4492.
[14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref14)- سنن الدارمي: 2/ 524/3319.قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح وصنف ابن أبي شيبة: 6/ 133 رقم:30079.
[15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref15)- معالم التنزيل للبغوي:1/ 123.
[16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref16)- نزهة الفضلاء، تهذيب سير أعلام النبلاء، 1/ 35
[17] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref17)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:1/ 75.
[18] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref18)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 1/ 39 - 40.
[19] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref19)- تفسير الثعالبي "1/ 9.
[20] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref20)- الزهد 276 وانظر مفاتيح للتعامل مع القرآن للخالدي، ص 46.
[21] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref21)- الزهد لابن المبارك، 97، وانظر نضرة النعيم، 913.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:44 م]ـ
ثانيا: منح القرآن لقارئه:
قراءة القرآن تحقق للمسلم زادا خيرا نجمله فيما يلي:
1 - الخيرية لمعلمه ولمتعلمه: ولا سبيل إلى ذلك إلا بالقراءة والإقراء لقوله (صلى الله عليه وسلم): " أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ". [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn1).
2- الدخول في أهل الله وخاصته: فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله؟. قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " [2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn2)
3- أفضل المتعبدين: لقوله تعالى: "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " .. (الذاريات/56).
ومن العبادة ذكر الله تعالى، ومن الذكر تلاوة كتابه، وهل هناك أفضل وأجمل وأحسن من تلاوة كلام الجبار؟.
-وهو أفضل العبادة كما ورد في حديث فيه مقال:" أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن " [3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn3) . وقال أيضا (صلى الله عليه وسلم):" أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن " [4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn4) . وقال سليمان ": لو أن رجلا بات يتلو كتاب الله، وبات آخر يحمل على القباب البيض، لرأيت الذي بات يتلو أعلاهما أجرا ". [5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn5) وقال القرطبي رحمه الله: " وما تقرب المتقربون إلى الله تعالى بشيء مثل القرآن " [6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn6).
4- التميز عن كل المخلوقات: حيث ذكر ابن الصلاح أن " قراءة القرآن خصيصة أوتيها البشر دون الملائكة وأنهم حريصون على سماعه من الإنس " [7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn7).
5- الرفعة في الدنيا: لما رواه نافع بن عبد الحارث أنه لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة فسلم على عمر، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ فقال نافع: استخلفت عليهم ابن أبزى، فقال عمر: ومن ابن أبزى؟ فقال: مولى من موالينا، فقال عمر: فاستخلفت عليهم مولى؟ فقال: يا أمير المؤمنين انه لقارئ لكتاب الله عالم بالفرائض، فقال عمر: أما ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قد قال: " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ". [8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn8).
6- الاطمئنان القلبي:لقوله تعالى: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " (الرعد/28) .. قال الألوسي رحمه الله: " إن سبب الطمأنينة نور يفيضه الله تعالى عن قلب المؤمنين بسبب ذكره فيذهب ما فيها من القلق والوحشة". [9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn9)
7- الحصول على ظل الملائكة وقربهم: كما روى أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير) قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال (وتدري ما ذاك). قال لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم". [10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn10) وفي رواية الحاكم: " ... تلك الملائكة نزلت لقراءة القرآن أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب ". [11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn11)
8- نفع النفس والناس: لما رواه أبو موسى الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ". [12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn12).
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الحصول على الهداية والنور والنجاة من الشقاء والضنك: لقوله تعالى: " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم". (المائدة./15). وقال سبحانه: " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى .. ". (طه./124) ..
10 - استدراج النبوة:لما رواه الحاكم عن عبد الله بن عمرو قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ... ". [13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn13).
11- العصمة من فتنة المسيح الدجال: كما جاء في رواية أبي الدرداء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من حفظ عشر آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال ". [14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn14)
12- الحفظ من الشيطان: حيث روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ". [15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn15)
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - فذكر الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ". فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):" صدقك وهو كذوب ذاك شيطان". [16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn16)
13- الوقاية من السحر: لقوله (صلى الله عليه وسلم): " اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة " [17] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn17) يعني السحرة.
هذه مكاسب يحصل عليها المسلم وتتحقق له بقراءته للقرآن، ولا يقتصر الأمر على ما ذكر، بل هناك عطايا أخرى ربانية يفوز بها قارئ القرآن في يومه، تحفظه في كل العوالم التي يمر أو سيمر بها، سواء كان بعالم الدنيا، أم بعالم البرزخ، أم بعالم الآخرة.
14 - النجاة من عذاب القبر: لما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: " من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب.". [18] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn18)
- وعنه أيضا رضي الله عنه قال: " يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك، فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.". [19] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn19)
15- الحصول على البراءة من الشرك: تختم يومك بقراءة سورة الكافرون، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم):" - إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك". [20] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn20)
16- النجاة من الفاقة والفقر: لما رواه ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ". وكان ابن مسعود يأمر بناته يقرأن بها في كل ليلة " [21] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn21) . وفي رواية عن أنس: " علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى" [22] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn22).
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - تحصيل النور الدائم:وهذا يتحقق للمسلم بقراءة سورة واحدة من سور القرآن، حيث روى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " [23] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn23)
وما ذكر كل ما ذكر واستقراء الصحيح منها، والاشارة الى الضعيف منها إلا تشجيعا على عشق كلام الله، وتحبيبا في قراءته، وعدم هجره.
18 - تحقيق الشفاعة: لقوله (صلى الله عليه وسلم):" اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه .. " [24] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn24)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ".يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا وما فيها فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن. .... ". [25] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn25)
19- الحصول على الأجر المضاعف: لما روي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: {ألم} حرف و لكن: ألف حرف ولام حرف وميم حرف ". [26] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn26).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ". [27] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn27). وقد ورد في معناها: دفعتا عنه الشر والمكروه، وقيل: أغنتاه عن قيام الليل، وذلك لما فيهما من معاني الايمان والاسلام والالتجاء الى الله عز وجل والاستعانة به والتوكل عليه وطلب المغفرة والرحمة منه.
-وعن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل؟. [28] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn28)
20- الارتقاء في سلم الدرجات:لما رواه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ": يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ". [29] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn29).. وفي رواية " ..... إذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه يقول الله عز وجل للعبد اقبض فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم يقول بهذه الخلد وبهذه النعيم.". [30] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn30)
21- الدخول في ديوان المقنطرين: عن فضالة بن عبيد و تميم الداري رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما فيها ... ". [31] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn31).
- وروي موقوفا على تميم الداري وفضالة بن عبيد وهو أصح بلفظ: " من قرأ ألف آية في ليلة كتب له قنطار، والقيراط من القنطار خير من الدنيا وما فيها واكتسب من الأجر ما شاء الله ". [32] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn32)
22- الدخول في ديوان القانتين: لحديث ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " .... ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ". [33] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn33). وأخرج أحمد والنسائي عن تميم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ". [34] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn34)
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - النجاة من ديوان الغافلين: لحديث ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين". [35] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn35).
24- تزلف الجنة له:لرواية أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " [36] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn36)
25- الحصول على بيت أو قصر في الجنة:لقوله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ " قل هو الله أحد " عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة ". [37] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn37). وقال (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات؛ بنى الله له قصرا في الجنة ". [38] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn38) .
26- الدخول للجنة مع الحق في الشفاعة:لما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار". [39] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn39)
27- الحصول على النور التام يوم القيامة: لقوله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ...... ". [40] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn40)
28- الدفاع عنه يوم لقاء الله:عن نواس بن سمعان: عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران ". [41] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn41) قال نواس وضرب لهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرف أو كأنهما غمامتان سودوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما ". ومن رواية أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة " [42] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn42)
29- تجاوز أثر قراءته الى الوالدين: روي عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ". [43] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftn43)
[1] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref1)- صحيح البخاري 4/ 1919/رقم:4739.
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref2)- صحيح الترغيب والترهيب رقم:1432. وصحيح ابن ماجه رقم:178.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref3)- الجامع الصغير 2952، وضعيف الجامع:1027.وأخرجه البيهقي في شعب الايمان:2/ 354/2022، والشهاب في مسنده:2/ 246/1284.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref4)- فهم القرآن وحقيقة معناه ص:300. وذكره الألباني في الجامع الصغير وزيادته 1/ 296/2952 .. وضعفه.
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref5)- فهم القرآن وحقيقة معناه للمحاسبي:ص:300.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref6)- سنن الترمذي وهو في ضعيف الجامع:6435.
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref7)- الدر المنثور للسيوطي:1/ 17.
[8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref8)- سنن الدارمي: 2/ 536/3365، وصححه محققه حسين سليم أسد، وهو في مسند الشاميين:4/ 160/2999، وفي الصحيحة:5/ 281/2239.
[9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref9)- روح المعاني:13/ 150.
(يُتْبَعُ)
(/)
[10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref10)- صحيح البخاري4/ 1916/ 4730.
[11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref11)- صحيح ابن حبان:3/ 58/779وقال الأؤناؤوط:إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الحاكم في المستدرك: 1/ 740/رقم:2035.والطبراني في الكبير:1/ 208/566، وشعب الايمان:2/ 339/1977، ,والحلية لأبي نعيم:9/ 237.
[12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref12)- صحيح البخاري رقم:4832.وصحيح مسلم رقم:797.
[13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref13)- المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم:2028 وصححه، ووافقه الذهبي.
[14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref14)- سنن أبي داود:2/ 520/989/ ومسند احمد:2/ 446/27556/ وصحيح ابن حبان:3/ 65/785.
[15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref15)- صحيح ابن حبان:1462.وهو حسن لغيره.
[16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref16)- صحيح البخاري:3301.
[17] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref17)- صحيح مسلم 252/ 804.
[18] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref18)- سنن النسائي:6/ 179/10547، وصحيح الترغيب:2/ 91/وحسنه الألباني، والمعجم الكبير:10/ 142/10254.
[19] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref19)- أخرجه الحاكم في المستدرك:2/ 540/3839، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني في الكبير:9/ 131/8651.
[20] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref20)- الجامع الصغير وزيادته رقم:2920
[21] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref21)- شعب الايمان للبيهقي.2/ 491/2498، ومسند الحارث زوائد الهيثمي: 2/ 729/721.وضعفه الألباني في ضعيف الجامع:5773، وضعيف الجامع الصغير:1/ 1255/12546، ومشكاة المصابيح:1/ 493/2181، وضعيف الترغيب: 1/ 245/777.والسلسلة الضعيفة:1/ 458/290.
[22] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref22)- كنز العمال:1/ 925/2641، والدر المنثور:8/ 3، ونسبه الىابن عساكر والديلمي وابن مردويه، وهو في ضعيف الجامع:3730، والجامع الصغير:1/ 817/8169.والضعيفة:8/ 382/3880.
[23] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref23)- سنن البيهقي: 3/ 249/5792، وهو في صحيح الجامع:6470.، وسنن الدارمي:2/ 546/3407وصححه حسين سليم أسد وقال موقوف على أبي سعيد، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح 1/ 492/2175، والجامع الصغير وزيادته:1/ 1142/11416.
[24] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref24)- صحيح مسلم:252/ 804.
[25] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref25)- سنن ابن ماجه:2/ 1242/3781، وأحمد في المسند:5/ 348/23000 وعلق عليه الأرناؤوط: إسناده حسن في المتابعات والشواهد. وذكره الألباني في الصحيحة رقم:2829.
[26] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref26)- أخرجه الترمذي في سننه:5/ 175/2910، والطبراني في الكبير:9/ 130/8646.
وانظر صحيح الجامع رقم:6469.
[27] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref27)- صحيح البخاري:4764، وصحيح مسلم:255/ 807.
[28] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref28)- صحيح مسلم 1/ 552/251 - 803.
[29] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref29)- سنن أبي داود رقم:1464، وصححه الألباني.
[30] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref30)- أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 50/1253، والبيهقي في شعب الايمان:1/ 54/2196، وصحيح الترغيب:1/ 154/638 .. وحسنه الألباني.
[31] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref31)- صحيح الترغيب والترهيب:1/ 154/638.
[32] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref32)- سنن الدارمي 2/ 558/3462.وحسنه محققه حسين سليم أسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
[33] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref33).- سنن أبي داود:1/ 444/1398، وصححه الألباني، وسنن الدارمي:2/ 556/3449، وحسنه محققه حسين سليم أسد، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه:2/ 181/1144، وأخرجه الحاكم في المستدرك رقم:2042/ 23.وصححه،
[34] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref34)- أخرجه احمد 4/ 103/16999، وقال محققه الأرناؤوط: إسناده حسن،وأخرجه الدارمي في سننه:2/ 556/3450، وعلق عليه حسين سليم أسد، إسناده حسن وأخرجه الطبراني في الكبير:2/ 50/1252، والأوسط:3/ 280/3143، والنسائي في سننه:6/ 180/10553.وانظر صحيح الجامع:6468.
[35] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref35)- سنن أبي داود:1/ 444/1398، وصححه الألباني، وسنن الدارمي:2/ 555/3444، وحسنه محققه حسين سليم أسد، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه:2/ 181/1144، وصححه الألباني، وأخرجه ابن حبان:6/ 310/2572، والحاكم في مستدركه رقم:2042/ 23.
[36] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref36)- صحيح الجامع رقم:6464.
[37] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref37)- صحيح الجامع:رقم:6472.
[38] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref38)- مسند أحمد بن حنبل 3/ 437/ وتعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد وسهل بن معاذ في رواية زبان عنه وابن لهيعة ورشدين - وهو ابن سعد - ضعيفان ولكن أحدهما قد تابع الآخر وبقية رجاله ثقات، والصحيحة 2/ 136رقم:589.
[39] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref39)- أخرجه أحمد في المسند:1/ 1481/1267، وضعفه الأرناؤوط، وذكره الألباني في ضعيف الترغيب:1/ 216/868، والبيهقي في شعب الايمان:2/ 552/3691، والطبراني في الأوسط:5/ 217/5130.
[40] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref40)- أخرجه الحاكم 1/ 752/2072، والطبراني في الأوسط:2/ 123/145، والألباني في صحيح الترغيب:1/ 54/225.وأخرجه في الصحيحة 6/ 153/رقم:2651.
[41] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref41)- سنن الترمذي 5/ 160/2883/ وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال الشيخ الألباني: صحيح" وأخرجه الألباني في صحيح الجامع:7994، وفي صحيح الترغيب:2/ 88/1465،
[42] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref42)- صحيح مسلم 1/ 53/-252 - 804.
[43] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115397#_ftnref43)- أخرجه الحاكم في المستدرك:1/ 76/2086، وقال على شرط مسلم، وأخرجه الألباني في صحيح الترغيب:2/ 80/1434.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:45 م]ـ
ثالثا: حق القرآن على كل مسلم:
1 - المحافظة على الورد اليومي: مما تجدر الاشارة إليه، أنه ينبغي للمسلم أن يكون له تواصل خاص مع كتاب الله، قراءة وفهما وتدبرا وعملا، وما ذلك إلا اتباعا لسيرة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، واتباعا للجيل الذي رُبي على القرآن.
وبتتبع النصوص الواردة عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم) نجده حث على قراءة القرآن كل يوم، واتخاذ ورد يومي لا يترك أو ينسى. وأكد على الحفاظ على الجزء اليومي. وفيه إشارة الى جواز تحزيبه وإن رُفض هذا المصطلح أو لم يكن شائعا من ذلك:
-ما رواه ابن الهاد قال: سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟ فقالت: ما أحزبه، فقال لي نافع: لا تقل ما أحزبه، فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قرأت جزءا من القرآن ". [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn1)
- وما رواه عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ". [2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn2).
- كما أوصى النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن عمرو بقراءة القرآن في شهر، بعد أن بين عن عزيمة قوية لختمه كل يوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث يروي عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمل، فاقرأه في شهر، فقلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: فاقرأه في عشرة، قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: فاقرأه في سبع " قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي فأبى [3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn3).
وهكذا يحقق المسلم لنفسه الصلة مع كتاب الله، بقراءته كل يوم، وبتدبر معانيه، والعيش به وله ومعه، فتحصل الطمأنينة التي وعد به الحق سبحانه: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
ولقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذكر لنا سورا من القصار، يمنح قارئها أجر قراءة القرآن وختمه، فقال (صلى الله عليه وسلم): " من قرأ {إذا زلزلت} عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} عدلت له بربع القرآن و من قرأ {قل هو الله أحد} عدلت له بثلث القرآن". [4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn4)
2- حق القرآن على حامله وقارئه: القرآن رسالة، ومحتوى الرسالة للقراءة والفهم والتطبيق، وقد حدد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المطلوب من المسلم تجاه القرآن فقال فيما رواه عنه ابن مسعود رضي الله عنه: " نزل الكتاب الأول من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بحكمه، وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا " [5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn5).
وقال عبد الله بن عمرو:" لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله تعالى، وينبغي له أن يأخذ نفسه بالتهاون عن طرق الشبهات ويقل الضحك والكلام في مجالس القرآن وغيرها بما لا فائدة فيه، ويأخذ نفسه بالحلم والوقار. وينبغي له أن يتواضع للفقراء ويتجنب التكبر والإعجاب، ويتجافى عن الدنيا وأبنائها إن خاف على نفسه الفتنة، ويترك الجدال والمراء، ويأخذ نفسه بالرفق والأدب. وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شره ويرجى خيره ويسلم من ضره، وألا يسمع ممن نم عنده، ويصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه. وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا. وينبغي له أن يعرف المكي من المدني ليفرق بذلك بين ما خاطب الله به عباده في أول الإسلام وما ندبهم اليه في آخر الإسلام وما افترض الله في أول الإسلام وما زاد عليه من الفرائض في آخره، فالمدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن، ولا يمكن أن ينسخ المكي المدني لأن المنسوخ هو المتقدم في النزول قبل الناسخ له، ومن كماله ان يعرف الإعراب والغريب فذلك مما يسهل عليه معرفة ما يقرأ ويزيل عنه الشك فيما يتلو ". [6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn6)
فأين نحن من كل هذه الوصايا، نعم لقد حذر السلف منذ القديم من التهاون في قراءة القرآن أو قراءته كقراءة القصص والروايات وغيره من الكلم البشري، أو اتخاذه بضاعة.
حيث روي عن الحسن قال:" قراءة القرآن ثلاثة: فرجل اتخذ بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب به ما عند الناس، وقوم قرؤوا القرآن فحفظوا حروفه وضيعوا حدوده [ ........ ] ورجل قرأ القرآن فبكى بما يعلم من دواء القرآن فوضعه على داء قلبه فسهر لله وهملت عيناه، تسربلوا الحزن وارتدوا بالخشوع وكدوا في محاريبهم وحنوا في برانيسهم فبهم يسقي الله الغيث وينزل النصر ويرفع البلاء، والله لهذا الضرب في حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر ". [7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn7)
(يُتْبَعُ)
(/)
-وقال أيضا: " إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل، وان من كان قبلكم رأوه رسائل اليهم من ربهم، فكانوا يتدبرونه بالليل وينفذونه بالنهار ". [8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn8)
وكان ابن مسعود يقول:" أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد اسقط العمل به ". [9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn9)
- وهَجْرِ القرآن على أَدْرُبْ، مِن الناس مَن يهجر العمل به وتلك والله هي الطامة، ومنهم من يهجر تلاوته فيقدم صحف البشر ومؤلفات البشر على كلام رب البشر يسهر على المذكرات يعللها ويلخص فوائدها وليس بها فوائد لكن كتاب الله يشكوه إلى الله كتاب الله يشكونا، هجرناه وأهملناه وضيعناه وخالفنا أوامره ونواهيه، قرآننا سار يشكو ما قرأناه، عميٌ عن الذكر والآيات تندبنا لو كلم الذكر جلمودا لأحياه.
-وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره فيمتثل له خصما فيقول: يا رب حملته إياي فبئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما زال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل الصالح قد كان حمله وحفظ أمره فيمتثل خصما دونه فيقول: يا رب حملته إياي فحفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي فما زال يقذف بالحجج حتى يقال: شأنك [به] فيأخذ بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر" [10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftn10).
هذا هو القرآن، وهذا ما يحققه التزود به في الدنيا ويوم القيامة، وهذا ما ينبغي لنا تجاهه قراءة وفهما وتدبرا، تأسيا بالحبيب المصطفى وتلاميذه النجباء، فحي على العمل قبل أن يحل الأجل.
[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref1)- صحيح ابي داود:1/ 262/1241
[2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref2)- صحيح مسلم:142/ 747.
[3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref3)- سنن ابن ماجه:1/ 428/1346.وصححه الألباني. في صحيح ابن ماجه رقم:1106.
[4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref4)- سنن الترمذي:5/ 165/2893، وذكره الألباني في صحيح الجامع:6466/وقال: ما بين قوسين ضعيف./5757.
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref5)- المستدرك للحاكم رقم.2031 .. وصححه الذهبي في التلخيص.
[6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref6)- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 1/ 53.
[7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref7)- كتاب الهم والحزن لابن ابي الدنيا:1/ 92/152.
[8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref8)- الدر المنثور للسيوطي:3/ 387، وجامع العلوم والحكم 1/ 220، واقتضاء العلم والعمل:1/ 74 وضعفه.
[9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref9)- تفسير الثعالبي:1/ 9.
[10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115398&posted=1#_ftnref10)- مصنف ابن ابي شيبة:/6/ 129/30044.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2010, 10:34 م]ـ
أنا في غاية السعادة بهذه المقالة النافعة؛ لما لكاتبها في نفسي من المكانة الرفيعة، فقد صحبت الأستاذ العزيز الدكتور أحمد العمراني وفقه الله في أثناء زيارتي الأولى والثانية للمغرب ولمدينة الجديدة بالتحديد، وسعدتُ به غاية السعادة، والفضلُ في تعريفي به للأستاذ العزيز الدكتور أحمد بزوي الضاوي رعاه الله ووفقه.
وأنا أرحب بالدكتور أحمد العمراني وفقه الله بيننا في ملتقى أهل التفسير، وطالما انتظرتُ مشاركته لنا بالكتابة والإفادة ولعل شروعه في المشاركة في شهر رمضان علامة خير وبشير تواصل إن شاء الله.
ومن مؤلفات الدكتور أحمد العمراني التي أهداني إياها في زيارتي الأخيرة للمغرب قبل ثلاثة أشهر تقريباً كتابان:
1 - خيرية الأمة بين (كنتم) ومتى (تكون)؟
http://www.tafsir.net/images/khaereah.jpg
وقد طبع الكتاب عام 1429هـ بالمغرب، ويقع في 302 صفحة من القطع العادي، وهو مجموعة من الخطب والدروس المرتبطة بالقرآن التي ألقاها الدكتور أحمد في مسجده الجامع الذي يصلي فيه إماماً وخطيباً، بعد تهذيبها وتوثيقها.
2 - جَدِّد ولادتَك.
http://www.tafsir.net/images/jadedweladatk.jpg
وقد طبع عام 1430هـ، ويقع في 303 صفحة من القطع العادي، وهو دعوة جميلة للتجديد في كافة جوانب حياة المسلم، وهو جدير بالقراءة.
وقد شجعتني مشاركة الدكتور أحمد العمراني للعودة إلى ما كنت كتبته أثناء رحلتي للمغرب ونشره في الملتقى، ففيه فوائد ومواقف جديرة بالتسجيل، وقد سجلتها في حينها في أوراقي ولعلي أراجعها وأنشرها شكراً لأهل المغرب وأهل الجديدة خصوصاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:37 ص]ـ
أرحب بالأستاذ الدكتور أحمد العمراني في ملتقى أهل التفسير، وأشكره على هذا الموضوع النافع، أسأل الله أن ينفع به.
ولقد تعرفت على الدكتور أحمد في مؤتمر الجديدة بالمغرب السابق عن القراءات والإعجاز، وقد رأيت فيه رجلاً شهماً خلوقاً صاحب علم وهمة عالية في نفع المسلمين مع تواضع جم، فأسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:06 م]ـ
[5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftnref5)- تعظيم قدر الصلاة:1/ 198، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة:11/ 52/5049.
بارك الله بالدكتور أحمد على هذه الروائع التي تخص كتاب الله تعالى وتلاوته وتدبره ومعاهدته. وقد خطر في قلبي سؤال يلبس على الكثيرمن طلبة العلم:
ما هي فائدة الاحتجاج بالحديث الضعيف؟. فقد وقع لبس عند كثير من الأخوة طلبة العلم أنه يُذكر ليستأنس به. فما معنى الاستئناس هنا إن صح؟ وهل يُستأنس إلا بالصحيح؟ فالذي أعرفه أن الذي يُستأنس به هو على درجة من الصحة أو الحسن. فما رأيكم؟. وبارك الله بكم.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:07 م]ـ
الأخ الفاضل شكر الله لك كلماتك الرقيقة،
أما موضوع الحديث الضعيف، فيحتاج أخي الى كلام كثير، وأهل العلم اختلفوا فيه، وكتبت في الموضوع مؤلفات بل ورسائل علمية حول الاحتجاج به وعدم ذلك، لكني أنقل لك ما اعتبرته في نقلي واعتمادي على بعض هذه الأحاديث، من ذلك
أن الامام أحمد رحمه الله كان يأخذ بالحديث المرسل والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي يرجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، فالعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ولا قول صحابي ولا إجماعاً على خلافه كان العمل به عنده أولى من القياس.
وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق له على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس.
انظر هذا الكلام في إعلام الموقعين لابن القيم 12/ 31 - 32 وفي المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران 106 وأصول مذهب أحمد لبكر بن عبد الله أبي زيد 1/ 157، والشرح الممتع لابن عثيمين 1/ المقدمة.
وإن كان بعض الأئمة من أرباب هذا الشأن من ذهب إلى عدم الاحتجاج به مطلقا لا في الأحكام ولا في الفضائل، وقد قال بهذا القول البخاري ومسلم وابن تيمية وابن رجب، وغيرهم. وهذا الذي رجحه الشيخ عبد الكريم الخضير في كتابه الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به.
والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:46 م]ـ
الأخ الفاضل شكر الله لك كلماتك الرقيقة،
أما موضوع الحديث الضعيف، فيحتاج أخي الى كلام كثير، وأهل العلم اختلفوا فيه، وكتبت في الموضوع مؤلفات بل ورسائل علمية حول الاحتجاج به وعدم ذلك، لكني أنقل لك ما اعتبرته في نقلي واعتمادي على بعض هذه الأحاديث، من ذلك
أن الامام أحمد رحمه الله كان يأخذ بالحديث المرسل والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي يرجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، فالعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ولا قول صحابي ولا إجماعاً على خلافه كان العمل به عنده أولى من القياس.
وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق له على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس.
انظر هذا الكلام في إعلام الموقعين لابن القيم 12/ 31 - 32 وفي المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران 106 وأصول مذهب أحمد لبكر بن عبد الله أبي زيد 1/ 157، والشرح الممتع لابن عثيمين 1/ المقدمة.
وإن كان بعض الأئمة من أرباب هذا الشأن من ذهب إلى عدم الاحتجاج به مطلقا لا في الأحكام ولا في الفضائل، وقد قال بهذا القول البخاري ومسلم وابن تيمية وابن رجب، وغيرهم. وهذا الذي رجحه الشيخ عبد الكريم الخضير في كتابه الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به.
والله أعلم.
بارك الله بك على هذا التبيان. أما قولكم أن الإمام أحمد كان يأخذ بالمرسل والضعيف. فكما تعلم يا أخي الفاضل أن المرسل يكون صحيحاً في كثير من الأحايين. وأما الضعيف فقد اشترط العلماء الذين سمحوا بالأخذ به شروطاً منها أنه يجب أن يكون ضعيفاً بطرق عديدة كي يتقوى بعضها على بعض. وأن لا يخالف الصحيح. ولكن للأسف إذا سألت أي طالب علم احتج بحديث صحيح فإنه يدلي لنا هذه الشروط من غير أن يتحقق منها قبل إيراده الضعيف. فينتشر الضعيف بين طلبة العلم من خلال تلك الفجوة التي لا يتحقق منها أحد. وهذا الذي يُجلب منه المحاذير. ولذلك فينبغي على المحقق إذا أراد أمن يحتج بالضعيف أن يورد حجته وقبوله قبل الإدلاء به والإفصاح عنه. وإلا فأنه من العبث أن يبثه دون تبيان أو إفصاح. وبارك الله بكم. ونفعنا بعلمكم. وجزاك عن الإسلام خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:17 ص]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه(/)
المنتقى النفيس من تفسير العلامة ابن باديس رحمه الله (موضوع مرشح)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، و الصَّلاة و السَّلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فوائد منتقاة جمعتها أثناء القراءة من تفسير العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري-رحمه الله تعالى-، ومنباب رجاء أجر الدلالة على الخير مصداقا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم-: "من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله".الحديث، أنقلها لأخي القاري عساه يستفيد منها و يلحقني أجرها في الحياة و بعدالممات. وكذا من باب الرد على الطاعنين فيه بغير حق من أفراخ الصوفية وأمثالهم؛ لأنَّ في بعض الفوائد التي سأنقلها-إن شاء الله- إفحاما لأهل الشرك والبدعة .. وشدًا لعضد وأزر أهل التوحيد والسُنَّة ..
ومن اطلع على تفسيره -والذي مكث فيه ربع قرن- في مثل ظروف وبيئة كالاستعمار الفرنسي الكافر ومؤازرة أهل الشرك والبدعة - لهم - من صوفية وطُرُقيَّة؛ علم يقينا أن الشيخ بن باديس في تعرضه لمعاني الآيات له أسلوب تربوي قلَّ نظيره، راعى فيه البناء العلمي للقاعدة العقدية التي يقتضيها الحال في الدعوة والنظر فيها إلى المآل، بهدف تحرير الجزائر من الخرافات، والشعوذة، والاحتلال الغاشم، وإرجاعها إلى حقيقة القرآن والسنة .. لذا كان من الضروري أن يشرع في تفسير القرآن جاعلا نصب عينيه تلك الأهداف والمقاصد والتي ستتضح بعضها في الفوائد المنتقاة، وكان قد بدأ الشيخ تفسيره عام 1913م، وانتهى منه في آخر ربيع عام/1938م، وهذا التفسير أصله مقالات بعنوان " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير " نشرها الشيخ ابن باديس اقتداءً بعمل الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله تعالى-في مجلته: (المنار) كما قال هو نفسه في مجلة: (الشهاب-الجزائري-:11/ 453)، ولم يدوّن كله لانشغال الشيخ بن باديس بتأليف الرجال عن تأليف الكتب، وينظر مقدمة تحقيق الشيخ محمود الجزائري -نفع الله به- على تفسير ابن باديس في طبعته الأخيرة (طبعة دار الرشيد بالجزائر) فإنها مهمة، وسأحاول فيما يأتي من انتقاء للفوائد التركيز على الفوائد العقدية، والتوجيهات التربوية، و اللطائف السلوكية .. والله ولي التوفيق
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:57 م]ـ
"نبذة يسيرة عن الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى-"
ولد الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله تعالى-بتاريخ: (4/ديسمبر/1889م) بقسنطينة شرق الجزائر، وانحدر من أسرة عريقة، ورغم نفوذها السياسي منذقرون إلاَّ أنها أعلنت ولاءها للفرنسيين في وقت مبكر من الإحتلال بحكم مكانتها البارزة في المجتمع، وجدُّه (المكي بن باديس) كان قاضيا، و أول مستشار عام بقسنطينة لدى الفرنسيين، وقد تقلد وساما من يد نابليون الثالث، ودُعي للإستشارة في الجزائر، وباريس.
أما أبوه فقد كان مندوبا ماليا و عضوا في المجلس الأعلى، وباش آغا شرفيا، كما ذكر الأستاذ: عبد الكريم بوصفصاف في كتابه: (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقتها بالحركات التحررية الجزائرية الأخرى)، والشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله - من خريجي جامعة الزيتونة، ومن أبرز الدعاة المصلحين من رجال (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)، وله جهود في الدعوة و الإصلاح الإسلامي - لا تنكر - متأثرة بأفكار: جمال الدين الأفغاني و محمد عبده والطاهر بن عاشور و محمد رشيد رضا وغيرهم؛ ممن انحرف عن العقيدة السلفية المحضة على تفاوت بينهم ..
توفي- رحمه الله تعالى، و غفر له، و أسكنه فسيح جناته- بتاريخ: (16/أفريل/1940م)، وبموته خسرت الجزائر رجلا من رجالها المصلحين، الذابين عن الدين، وسيفا مصلتا على التيجانيين المبتدعين في الدين، و فرقة (العليوي) الحلوليين ..
أسأل الله -تعالى- أن يغفر زلاته و يرفع درجاته، اللَّهم آمين.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:01 م]ـ
(1) [أدب و اقتداء]
عند تفسيره على (سورة المائدة/15 - 16) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
على الداعي إلى الله و المناظر في العلم أن يقصد احقاق الحق و ابطال الباطل واقناع الخصم بالحق وجلبه إليه، فيقتصر من كل حديثه على ما يحصل لهذلك، ويتجنب ذكر العيوب و المثالب -ولو كانت هناك عيوب ومثالب- اقتداءً بهذا الأدب القرآني النبوي في التجاوز مما في القوم عن كثير.
وفي ذكر العيوب والمثالب خروج عن القصد، وبعد عن الأدب، وتعد عن الخصم وإبعاد له وتنفير عن الاستماع و القبول وهما المقصود من الدعوةوالمناظرة".اهـ
---
(2) [الدعوة و الأعمال عيار على الأقوال]
عند تفسيره على (سورة يوسف/108) قال:
" .. وما انتشر الاسلام أول أمره بين الأمم إلاّ لأنّ الداعين إليه كانوا يدعون بالأعمال كما يدعون بالقول، وما زالت الأعمال عيارا على الأقوال".اهـ
وقال -كما في السابق-: " ومن الدعوة إلى الله بيان حجج الإسلام ودفع الشبه عنه ونشر محاسنه بين الأجانب عنه ليدخلوا فيه وبين مزعزعي العقيدة من أبنائه ليثبتوا عليه".اهـ
---
(3) [تفرقة بين الدعاة: الصادقين و الكاذبين]
عند تفسيره على قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.الآية؛ قال:
"ليس كل من زعم أنه يدعو إلى الله يكون صادقا في دعواه فلابد من التفرقة بين الصادقين و الكاذبين، و الفرق بينهما مستفاد من الآية بوجهين:
الأول/ أنَّ الصادق لا يتحدث عن نفسه ولايجلب لها جاها ولا مالا ولا يبغي لها من الناس مدحا ولا رفعة، أما الكاذب فإنه بخلافه فلا يستطيع أن ينسى نفسه في أقواله و أعماله، وهذا الفرق من قوله تعالى {إلى الله}.
الثاني/ أنَّ الصادق يعتمد على الحجة والبرهان فلا تجد في كلامه كذبا ولا تلبيسا ولا ادعاء مجرداً؛ ولا تقع من سلوكه في دعوته على التواء ولا تناقض ولا اضطراب، وأما الكاذب فإنه بخلافه، فإنه يلقى دعاويه مجردة ويحاول تدعيمها بكل ما تصل غليه يده ولا يزال لذلك في حنايا وتعاريج ولا تزيده إلا بعدا عن الصراط المستقيم، و هذا الفرق من قوله تعالى: {على بصيرة}." اهـ
---
(4) [المباينة والبراءة من المشركين]
ومما قاله عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}:
"الأمة التي بعث منها النبي –صلى الله عليه و سلم-هي أول أمة دعاها إلى الله هي الأمة العربية، وهي أمة كانت مشركة تعرف ان الله خلقها ورزقهاوتعبد مع ذلك أوثانها تزعم أنها تقربها إلى الله وتتوسط لها لديه، فكان النبي –صلى الله عليه و سلم-كما يدعو إلى الله وينزهه يعلن ببراءته منالمشركين و انه ليس منهم براءة من عقيدتهم و أقوال و أعمال شركهم فهو مباين لهم في العقد و القول و العمل مباينة الضد للضد فكما باين التوحيد الشرك، باين هو المشركين وذلك معنى قوله تعالى: {وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وهذه البراءة و المباينة - وإن كانت مستفادة من أنه يدعو إلى الله وينزهه فإنها نص عليها بالتصريح لتأكيد أمر مباينة المشركين (والبعد عن الشرك بجميع وجوهه وصوره جليه و خفيه) في جميع مظاهر شركهم حتى في صورة القول كما شاء الله وشاء فلان فلا يقال هكذا ويقال: ثم شاء فلان كما جاء في حديث بيناه في الأجزاء الماضية أو في صورة الفعل كان يسوق بقرة أو شاة مثلا إلى ضريح من الضرحة ليذبحها عنده فإنه ضلال كما قاله (الشيخ الدردير في باب النذور). فضلا عن عقائدهم كاعتقاد أن هناك ديوانا من عباد الله يتصرف في ملك الله، وإن المذنب لا يدعو الله وإنما يسأل من يعتقد فيه الخير من الأموات، وذلك الميت يدعو له الله لتأكيد أمر المباينة للمشركين في هذا كله نص عليها بالتصريح كما قلنا، وللعبد عن الشرك بجميع وجوهه وصوره جليه وخفيه.
والمباينة والتبري لازمة من كل كفر وضلال، وذلك مستفاد من الدعوة إلى الله وتنزيهه، وإنما خصص المشركين لما تقدم، ولأن الشرك هو شر الكفر وأقبحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت هذه المباينة والبراءة داخلة في الدعوة إلى الله وتنزيهه فالمسلمون المتبعون لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم كما يدعون إلى الله على بصيرة وينزهونه يباينون المشركين في عقائدهم و أعمالهم و أقوالهم، ويطرحونالشرك بجميع وجوهه، ويعلنون براءتهم وانتفاءهم من المشركين. والحمد لله رب العالمين".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:03 م]ـ
(5) [العلم و الحياة]
"العلم هو وحده الإمام المتبع في الحياة في الأقوال و الأفعال والاعتقادات".اهـ
---
(6). [الاعتقاد ثمرة الإدراك والعلم]
وقال رحمه الله: "سلوك الإنسان في الحياة مرتبط بتفكيره ارتباطا وثيقا، يستقيم باستقامته، ويموج باعوجاجه، ويثمر بإثماره، ويعقم بعقمه؛ لأن أفعاله ناشئة عن اعتقاداته، وأقواله أعراب عن تلك الاعتقادات، واعتقاداته ثمرة إدراكه الحاصل عن تفكيره و نظره .. ".اهـ
---
(7). [تحذير و اقتداء]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى: {وَلَا تَعْجَلْبِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}:
"ما أكثر ما رأينا من قطعهم ما حصلوا من علم عن العلم فوقف بهم عندما انتهوا إليه فجمدوا وأكسبهم الغرور بما عندهم فتعظموا وتكلموا فيما لم يعلموا فضلوا و أضلوا وكانوا على أنفسهم وعلى الناس شر فتنة وأعظم بلاء فبمثل هذه الآية الكريمة يداوي نفسه من ابتلى بهذا المرض فيقلع عن جموده وغروره ويزداد مما ليس عنده ممن عنده علم ما لم يعلم. ويحذر و يقف عن طلب العلم ما دام فيه زمن من الحياة ويقتدي بهذا النبي الكريم صلى الله عليهوآله وسلم فلن يطلب من الله تعالى أن يزيده علما بما ييسر له من أسباب ومايفتح له من خزائن رحمته وما يلقيه في قلبه من نور وما يجعل له من فرقان ومايوفقه إليه من أصل ذلك كله وهو تقوى الله و العمل بما علمه. نسأل الله لنا و للمسلمين العلم النافع و العمل الصالح فهو ولي الهداية و التوفيق".اهـ
---
(8) [العجب أصل الهلاك]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِيالأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}:
"العجب أصل الهلاك: إذا أعجب المرء بنفسه عَمَى عن نقائصها، فلا يسعى فيإزالتها، ولها عن الفضائل فلا يسعى في اكتسابها فعاش ولا أخلاق له مصدرا لكل شر بعيدا عن كل خير.
وعن العجب بالنفس ينشأ الكبر على الناس و الاحتقار لهم حرمة ولم يراقب فيهم إلاً و لاذمة، وكان عليهم-مثل ما كان على نفسه-أظلم الظالمين.
وإبليس اللعين -نعوذ بالله تعالى منه- كان أصل هلاكه من عجبه بنفسه، وإنه خلق من نار، وأنه خير من آدم، فتكبر عليه فكان من الظالمين الهالكين ".اهـ
---
(9). [التوحيد: في البداية و النهاية]
قال-رحمه الله-:
" وفي افتتاح الآيات بقوله تعالى: {لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً} وختمها بقوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً}: بيان من الله تعالى لخلقه بأن الدين هو أصل هذه الكمالات كلها، وهو سياج وقايتها وسوء حفظها، وأن التوحيد هو ملاك الأعمال وقوامها ومنه بدايتهاوإليه نهايتها.
وكذلك المسلم الموفق يبتدئ حياته بكلمة التوحيد حتى يموت عليها فالله نسأل-كما من علينا في البداية- أن يمن علينا في النهاية".اهـ
---
(10). [إرشاد و تعميم]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}:
" كل ما يصيب الإنسان من محن الدنيا ومصائبها وامراضها وخصوماتها، ومن جميع بلائها؛ لا ينجيه من شيء منه إلاّ فراره إلى الله.
ففي العدالة الشرعية ما يقطع كل نزاع، وفي المواعظ الدينية ما يهوِّن كلمصاب، وفي الهداية القرآنية والسيرة النبوية ما ينير كل سبيل من سبل النجاةوالسعادة في الحياة، يعرف ذلك الفقهاء القرآنيون السنيون، واسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:05 م]ـ
(11). [إحصاء الأعمال]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}:
(يُتْبَعُ)
(/)
" على العاقل، وقد علم أنه محاسب على أفعاله، وعلى آثار أقواله، أن لايفعل فعلا، ولا يقول قولا، حتى يتظر في عواقبه، فقد تكون تلك العواقب أضرّ عليه من أصل القول أو أصل الفعل، فقد يقول مرَّةً ويفعل الفعل مرَّةً، ثم يقتدي به فيه آلافٌ عديدةٌ في أزمنة متطاولة.
حقاً إنّ هذا لشيءٌ تنخلع منه القلوب، وترتعدُ منه الفرائصُ، وصدق القائل من السلف رضي الله عنهم: (السعيد من ماتت معه سيئاته) ".اهـ
---
(12). [ميزان .. ]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}:
" عندما يختلف عليك الدعاة الذي يدَّعي كلٌّ منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر من يدعوك بالقرآن إلى القرآن - ومثله ما صح من السنة لأنها تفسيره و بيانه، فاتَّبعه لأنه هو المتبع للنبي - صلى الله عليه وسلم - فدعوته وجهاده بالقرآن، والممثل لما دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من آيات القرآن".اهـ
---
(13). [نعمة ومنقبة]
وقال-رحمه الله- عند قوله تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}:
" قد سمَّى الله تعالى الجهاد بالقرآن جهادا كبيراً، وفي هذا منقبة كبرى للقائمين بالدعوة إلى الله بالقرآن العظيم، وفي ذلك نعمة عظيمة من الله عليهم حيث يسَّرهم لهذا الجهاد حتى ليصح أن يسموا بهذا الاسم الشريف (مجاهدون)، فحقٌّ عليهم أن يقدِّروا هذه النعمة، ويؤدوا شكرها بالقول والعمل، والإخلاص والثبات، والصبر واليقين.
جعلنا الله والمسلمين منهم، وحشرنا في زمرتهم أجمعين".اهـ
---
(14) [بيان طائفتين: (الفارة من الله، والفارة إليه)]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}:
" إذا رأينا طائفتين من المؤمنين تنازعتا:
فأما إحداهما فالتجأت إلى السلطان تستغيثه، وتستعين به، وتحطب في حبله، فأغاثها، وانتقم لها، وأمدّها، وقرّبها، وأدناها!.
وأما الأخرى فلم تستغث إلاّ بالله، ولم تستنصر إلاّ به، ولم تعتمد إلاّ عليه، ولم تعمل إلاّ فيما يرضيه من نشر هداية الإسلام، وما فيها من خير عام لجميع الأنام، وتحمّلت في سبيل ذلك كل ما تسببت لها فيه الطائفة الأخرى، ومن تولته وهربت إليه.
إذا رأينا هاتين الطائفتين عرفنا منهما - يقينا - الفارَّة من الله، والفارة إليه، فكنا - إنْ كُنّا مؤمنين- مع مَن فر إلى الله".اهـ
---
(15). [لزوم توحيد الله في الفرار إليه]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}:
" ولا تجعلوا في فراركم إلى الله شيئا معه من مخلوقات تعتمدون عليه وتلتجئون إليه، فتكونوا قد أشركتم به سواه، فإني أحذركم ما في ذلكم من هلاككم بالشرك الذي لا يقبل الله معه من عمل، وإنني قد أبنت لكم لزوم توحيده في الفرار إليه كما بينت لكم لزوم ذلك الفرار".اهـ
---
(16). [الإمامة في الدين]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَرَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍوَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}:
" كان الأعرابي الجاهل المشرك يأتي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيؤمن بهويصحبه، يتعلم منه الدين، وياخذ عنه الهدى، فيستنير عقله بعقائد الحق، وتتزكى نفسه بصفات الفضل، وتستقيم أعماله على طريق الهدى، فيرجع إلى قومه هاديا مهديًّا، إماما يُقتدى به ويُؤخذ عنه، كما اقتدى هو بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخذ عنه.
فعلى كل مؤمن أن يسلك هذا السلوك فيحضر مجالس العلم التي تذكِّره بآيات الله وأحاديث رسوله ما يصحح عقده، ويزكي نفسه، ويقوِّم عمله، وليطبق مايسمعه على نفسه، وليجاهد في تنفيذه على ظاهره وباطنه، وليداوم على هذا حتى يبلغ إلى ما قدّر له من كمال فيه، فيرجع وهو قد صار قدوة لغيره في حاله وسلوكه.
وطلبة العلم الذين وهبوا نفوسهم لله، وقَصَروا أعمارهم على طلب العلم، لدعوة الخلق إلى الله، هم المطالَبون على الأخص بهذا السلوك، ليصلوا إلى إمامة الحق وهداية الخلق، على اكمل حالة ومِن أقرب طريق.
فاللَّهم وفقنا واهدنا إلى سنة نبينا إذا اقتدينا وإذا اقتُدِيَ بنا. آمين يا رب العالمين".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:06 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(17) [سؤال العبد من ربه أن يهب له من الزوج و الذرية ما تقر به عينه]
قال-رحمه الله- عند الأحكام المستفادة من قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}:
" -سؤال العبد من ربه أن يهب له من الزوج والذرية ما تقر به عينه، يقتضي سعيه بقدر استطاعته لتحصيل ذلك فيهما بالسببين المشروعين من السعي والدعاء.
فعليه أن يختار ويجتهد عندما يريد التزوج، وأن يقصد إلى ذات الدين.
وفي اختياره واجتهاده في جانب الزوجة سعي في اختيار الولد، فإن الزوجة الصالحة شانها أن تربي أولادها على الخير والصلاح.
ثم عليه أن يقوم بتعليم زوجه وأولاده وتهذيبهم وإرشادهم، فيكون قد قام بماعليه في الابتداء والاستمرار مع دوام التضرع إلى الله تعالى والابتهال".اهـ
---
(18) [طلب الكمال كمال]
قال-رحمه الله- عند الأحكام المستفادة من قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}:
" طلب الرتب العليا في الخير والكمال والسبق إليها والتقدم فيها مما يدعونا الله إليه ويرغبنا بمثل هذه الآية فيه، كما قال تعالى: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ} لأن طلب الكمال كمال، ولأن من كانت غايته الرتب العليا إنْ لم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها، وإن لم يُساوِ أهلها لم يبعد عنهم.
ومن لم يطلب الكمال بقي في النقص، ومن لم تكن له غاية سامية، قصر في السعي، وتوانى في العمل.
فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتى إذا لم يصل لم يبعد، وحتى يكون في مظنة الوصول بصحة القصد وصدق النية".اهـ
---
(19) [ميزان معرفة دخيلة الإنسان]
قال-رحمه الله-:
" قد تخفى عليك دخيلة نفس الإنسان فيمكنك أن تعرفها بما يجري به لسانه، فإذا جرت كلماته بمحبّة انتشار الخير والكمال فهو من أهلهما، وإذا جرت بالضد فهو على الضد.
فما يحب الإنسان انتشاره هو الدليل على صفات نفسه، وهو ميزان تزنه به في الشر والخير، والنقص والكمال".اهـ
---
(20) [فأقبل - يا أخي - على القرآن]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً}:
" الآيات الدالة على طلب التدبر والتفهم لآيات القرآن العظيم كثيرة، منها هذه الآية، ومنها قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
فعلينا أن نحضر قلوبنا عند سماعها، ونستعمل عقولنا في فهمها، ونحمل أنفسنا على الاتعاظ بها، فإذا صدقت النية وأخلص التوجه فتح على العبد من وجوهالعلم والعمل ـ بإذن الله ـ بما لم يكن له بال.
وإن الله وصف هذا الكتاب بأنه مبارك لزيادة خيراته وتيسيره للذاكرين، ترغيبا لنا في فهمه وتدبّره، واستنزال الخيرات واستزادة البركات منه.
فأقبل ـ يا أخي ـ على القرآن: على استماعه وعلى تفهمه، والزم ذلك حتى يصير عادة لك وملكة فيك - ترَ من فضل الله وإقباله عليك ما يدنيك- إن شاء الله - ويعليك، ويعود بالخير الجزيل عليك.
والله نسأل لنا ولكم الإقبال على الله بتلاوة وتدبر كتابه، والتأدب بجميع آدابه، حتى نحشر في زمرة أحبابه، بمنّه وكرمه. آمين".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:06 م]ـ
(21) [قبول التذكير من كُلِّ مُذَكِّر]
قال-رحمه الله-:
" كما تُقبل كلمةُ الحقِّ من كلِّ قائل، كذلك يُقبل التذكير من كلِّ مذكِّر، ولو كان المذكَّر من كمَّل العباد والمذكِّر من أوساطهم أو ادناهم، وفي عباد الرحمن المذكورين في استماعهم إذا ذُكِّروا من أيِّ مذكرٍ، القدوةُ الحسنةُ.
قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، {وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.
فالتذكير بآيات القرآن والأحاديث النبوية، هذا هو التذكير المشروع المتبوع، والدواء الناجع المجرَّب، ولذلك تجد مواعظ السلف كلها مبنية عليه راجعة إليه، والنصح لله ولرسوله وللمسلمين في لزوم ذلك والسير عليه".اهـ
---
(يُتْبَعُ)
(/)
(22) [موعظة في " اللغو"]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}:
" في الإقبال على اللغو شغل للبال به، وتكدير للخاطر بظلمته، وتضييع للوقت فيه.
ولكل كلمة تسمعها أو فعلة تشهدها اثرٌ في حياتك وإن قلّ، وقد يعقبها ضدها، فتزول بعدما شغلت وعطلت، وقد يردفها مثلها، فتثبت وتنمو وتسوء عاقبتها ولوبعد حين.
وبقدر ما تلتفت إلى اللغو تلتفت عن كرمك، وبقدر ما يعلق بك منه ينقص من زكائك، وبقدر ما تتساهل بالوقوف عليه تقرب من الدخول فيه، وإذا دخلت فيه واستأنست بأهله جرّك إلى الزور وعظائم الأمور.
وللشر أسباب متواصلة، وأنساب متصلة، يؤدي بعضها إلى بعض، فينتقل للمغرور الغافل من خفيِّها إلى جليِّها، ومن صغيرها إلى كبيرها، فالحازم من لم يسامح نفسه في قليلها، وتباعد كل البعد عنها وعن أهلها.
وقد هدتنا الآيات هذه لنهتدي، وذكرت عباد الرحمن لنقتدي، والله المستعان، ولا توفيق إلا به ".اهـ
---
(23) [التوبة و الاصلاح]
قال-رحمه الله- عند قوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}:
" يكون العاصي في غمرات معصيته، فإذا ذكر الله ووفقه الله اسف على حاله ورجع إلى ربه، وهذه اول الدرجات في توبته.
فإذا استشعر قلبُه اليقينَ واطمأن قلبُه بذكر الله صمَّم على الاعراض عن المعصية والاقبال على الطاعة.
فإذا كان صادقا في هذا العزم فلابد أن يظهر أثر ذلك على عمله.
فلهذا روعيت الحالة الأولى فذُكرت التوبة، والثانية فذُكرت الإيمان، والثالثة فذكر عملُ عملٍ صالح".اهـ
---
(24) [تحذير و إرشاد]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}:
" ما أكثر ما تسمع في دعاء الناس: ((يا رب و الشيخ))! ((يا رب وناس ربي))! ((يا رب والناس الملاح))!.
وهذا من دعاء غير الله مع الله،، فإياك أيها المسلم وإياه، وادع الله ربك وخالقك وحده وحده وحده، وأنف الشرك راغم ".اهـ
---
(25) [مزيد بيان لتوحيد الرحمن-جل وعلا-]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِيحَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}:
" .. من دعا غير الله فقد عبده، وإذا كان هو لا يسمي دعاءه لغير الله عبادة، فالحقيقة لا ترتفع بعدم تسميته لها باسمها وتسميته لها بغير اسمها، والعبرة بتسمية الشرع .. ".اهـ
---
(26) [نكتة استطرادية]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ}:
"فمن هنا نعلم أن على المسلم الذي يعمل لتزكية نفسه أن يواظب على الطاعات بأنواعها، وأن يجتهد في حصول الأنس بها والخشوع فيها، فإن ذلك زيادة على مايثبت فيه من أصول الخير، يقلع منه أصول الشر ويميت منه بواعثه".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:07 م]ـ
(27) [عظم شأن الدماء]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}:
"ولعظم شأن الدماء كانت اول ما يُقضى فيه يوم القيامة بين الخلق.
فإيَّاك أيها الأخ أن تلقى الله تعالى بمشاركة في سفك قطرة من دم ظلما ولو بكلمة فإن الأمر صعب والموقف خطير!! ".اهـ
---
(28) [حالة وطننا في الأعم الأغلب في الولائم والمآتم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}:
"حالة وطننا في الأعم الأغلب في الولائم و المآتم لا تخلو من السرف فيها الذي يؤدي إلى التقتير من بعدها، فيكون الإثم قد أصاب صاحبها بنوعيه، وأحاط به من ناحيتيه، والشر يجر إلى الشر، والإثم يهدي إلى مثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
.. إلى أن قال-رحمه الله تعالى-: وثَمَّ نوع آخر موجود في غالب القطر ويكثر في بعض الجبال، وهو أن بعض المأمورين من بعض شيوخ الطوائف يأتون بثلة من أتباعهم، فينزلون على المنتمين إليهم من ضعفاء الناس، فيذبح لهم العناق إن كانت، ويستدين لشرائها إن لم تكن، ويفرغ المزواد، ويكنس لهم مافي البيت ويصبح معدماً فقيراً مَديناً، ويصبح من يومه صبيته يتضاغون، ويمسي أهل ذلك المسكين يطحنهم البؤس، ويميتهم الشقاء ميتات متعددة في اليوم.
وشر ما في هذا الشر أنه يرتكب باسم الدين ويحسبه الجهال أنه قربة لرب العالمين.
فأما إذا جاء وقت شد الرحال إلى الأحياء والأموات، وتقديم النذور والزيارات، فحّدث هنالك عن أنواع السرف والتكلفات والتضييع للحقوق والواجبات.
فيا ليت الذين تأتيهم تلك الوفود يسألونهم فرداً فرداً عن حالهم، ومن أين جاءوهم بما جاءوهم به من أموالهم، فعساهم أن يطلعوا على بؤس أولئك المساكين فترق لهم قلوبهم، ويرجعوا إليهم مالهم أو يزيدوهم من عندهم، وليقتصروا على من يجدونهم أهل قدرة على ما دفعوه لهم من أموالهم.
فهذه نصيحة إذا عملوا بها خففت من الشر والبؤس عن الزائرين، ومن الإثم واللوم عن المزورين.
فهل بها من عاملين؟
وفقنا الله والمسلمين".اهـ
---
(29) [اعتبار]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}:
"إن جهنم هي أقبح مستقر وأقبح مقام، وإن الدنيا هي مطية الآخرة، فمن ساء مستقره ومقامه في الدنيا ساء كذلك مستقره ومقامه في الآخرة.
وإن ملازمة العذاب في الآخرة على قدر ملازمة المعاصي في الدنيا، فمن لازمها بالكفر ومات عليه دامت له تلك الملازمة، ومن لازمها بالإصرار على الكبائركانت له على حسب ذلك الملازمة.
فعلى العاقل أن يحسن مقره ومقامه، وأن يجتنب كل موطن تلحقه فيه الملامة، وأن يجتنب مجالس السوء والبدعة، ويلازم مجالس الطاعة والسنة، وأن يسرع بالتوبة مفارقاً الذنوب، وألا يصر على شيء من القبائح والعيوب، وأن يكون سريع الرجوع إلى الله ولو عظم ذنبه وبلواه، فالله يحب التوابين ويغفر للأوابين.
جعلنا منهم أجمعين آمين".اهـ
---
(30) [رد واستدلال]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَغَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}:
"زعم قومٌ أنَّ أكمل أحوال العابد أن يعبد الله تعالى لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره!
وهذه الآية وغيرها ردٌّ قاطعٌ عليهم، ومثلها قول إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}.في نصوص لا تُحصى كثرة.
وزعموا أنَّ كمال التعظيم لله ينافيه أن تكون العبادة معها خوف من عقابه أو طمع في ثوابه!
وأخطأوا فيما زعموا فإنَّ مبناها الخضوع والذل والافتقار والشعور بالحاجة والاضطرار، وإظهار العبد هذه العبودية بأتمها، ومِن أتمِّ مظهرٍ لها أن يخاف ويطمع كما يذل ويخضع.
ففي إظهار كمال نقص العبودية القيام بحق التعظيم والإجلال للربوبية، ولهذاكان الأنبياء -عليهم وآلهم الصلاة و السلام- وهم أشد الخَلق تعظيماً لله، أكثرهم خوفاً وتعوذاً من عذاب الله وسؤالاً لما عند الله! وكفى بهم حجة وقدوة.
وإن هذه المقالة تكاد تفضي إلى طرح الرجاء والخوف، وعليهما مبنى الأعمال لما فيهما من ظهور العبودية بالذل والاحتياج.
ومن دعاء القنوت الثابت المحفوظ: ((وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد)).
وهذا ضروري في الدين.
ولكن مثل هذه المقالة إنما يجر إليه الغلو وقلة الفقه في الدين في الكتاب والسنة وما كان عليه هدي السابقين الأولين".اهـ
---
(31) [رد مع بيان صفات عباد الرحمان]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}:
"وفي تعريف القرآن لعباد الرحمن بعد تعريفه بالرحمن تشريف كبير لهم، وتبكيت لأولئك المتجاهلين المتكبرين.
ووجه آخر في المناسبة، وهو أنه لما ذكر التذكر والشكر في الليل و النهار في الآية المتقدمة، ذكر صفات المتذكرين الشاكرين، وما أثمره لهم تذكرهم وشكرهم، ترغيبا في التذكر والشكر.
وقولهم للجاهلين سلاما من مقتضى هونهم ورفقهم، فلذلك قرن به وعطف عليه.
... إلى أن قال رحمه الله: يقول تعالى: وعباد الرحمن ومماليكه القائمون بحق العبودية له هم أهل الرفق والسهولة، الذين يمشون على الأرض هينين فيمشيتهم، وفي معالجتهم لشؤون الحياة، ومعاملتهم للناس لحلمهم وتواضعهم، غيرمستكبرين، ولا متجبرين، ولا ساعين في الأرض بالفساد.
وإذا خاطبهم السفهاء بما لا ينبغي من الخطاب قابلوهم بالحلم، وقالوا لهم: سلاماً؛ لأنهم سلموا من الجهل، فسلم المخاطب لهم من أن يجهلوا عليه ولوجهل، أو قالوا لهم من الكلام ما فيه سلامة من الأذى والمكروه".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:08 م]ـ
(32). [توجيه وسلوك في "القول السلام"]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً}:
"القول السلام محمود ومطلوب في كل حال، وإنما خصت حالة خطاب الجاهل؛ لأنهاالحالة التي تثور فيها ثائرة الغضب بما يكون من سفهه ومهاترته.
فعلى المؤمن أن يكون حاضر البال بهذه الآية عندما تسوق إليه الأقدارُ جاهلا فيخاطبه بما لا يرضيه، حتى يسلم من شره ويكسر من شرته، فيسلم له عرضهومروءته ودينه، ويسلم ذلك الجاهل - أيضا- من اللجاج في الشر والتمادي فيه.
فيكون المؤمن بقوله السلام وتادبه بادب القرآن قد حصل السلامة للجميع، وأعظم به من فضلٍ وأجرٍ في الدنيا والدين.
وفقنا الله لذلك والمسلمين أجمعين".اهـ
---
(33). [فقه لغوي في لفظة " الخِلفة "]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}:
"اختيرت لفظة الخِلفة هنا لدلالتها على الهيئة، فتكون منبهة على هيأة هذا الاختلاف بالطول والقصر المختلفين في جهات من الارض، وذلك منبه على أسباب هذا الاختلاف من وضع جرم الأرض وجرم الشمس، وذلك كله من آيات الله الدالة عليه.
وبتلك الهيأة من الاختلاف المقدر المنظم عظمت النعمة على البشر، وشملتهم الرحمة، فكانت هذه اللفظة الواحدة منبهة على ما في اختلاف الليل والنهار من آية دالة، ومن نعمة عامة، وهكذا جميع ألفاظ القرآن في انتقائها لمواضعها".اهـ
---
(34). [إكرام الله لعبده بتحميله أعباء الرسالة وحده]
قال -رحمه الله- عند قوله تعالى {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً}:
"قد استفيد من الآيات المتقدمة ما كان يكابد النبي صلى الله عليه وسلم من إذاية قومه، وما كان يلقاه من مكابرته للحق وتعنتهم بالباطل، وما كان يعانيه من الجهد الجهيد في إنذارهم وتبليغ دين الله تعالى غليهم، وقد أحاط به الأعداء من كل جانب، ولقيته العقبات من كل ناحية، وهو في ذلك كله جاهدٌ في القيام بتبليغ الأمانة، ناهض بأعباء الرسالة، ماضٍ في تلك السبيل ليسمعه من نذير، وقد كان ذلك مما تتفسخ له القوى البشرية لولا تأييد من الله.
فأراد تعالى في هذه الآية أن يثبته في مقامه، ويؤنسه في انفراده، فيبين له أن تخصيصه بالقيام هذ المقام العظيم هو لأجل تعظيمه وتكريمه، وتخصيصه بالأجر الكثير، والثواب الذي ليس له من مثيل".اهـ
---
(35). [تأسٍ ورجاء]
قال -رحمه الله- عند قوله تعالى {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً}:
"قد ثبت في السنة ما يكون من كثرة الجهل وموت السنة وانتشار البدعة، وقد أيد ذلك الواقع والمشاهدة.
فإذا كان دعاة العلم و السنة، وخصوم الجهل والبدعة، فلا بد أن يكونوا قليلا في العدد الكثير خصوصا في مبدإ أمرهم وأول دعوتهم، ولابد أن يلقوا مايلقون ويقاسوا ما يقاسون.
ومما يثبت قلوبهم في عظيم مواقفهم تأسيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء وحده بالحق والناس كلهم على الباطل، فما زال يجاهد حتى لقي ربه.
ومما يثبت قلوبهم أيضا رجاؤهم- إذا أخلصوا النية واحسنوا الاقتداء-فيما يكون لهم من الأجر العظيم والثواب الجزيل في جهادهم على قتلهم، وفيما يكون لهم من الثواب كذلك فيمن اهتدى بهم، وفيمن بذلوا جهدهم في هدايته، وكانت لهم الرغبة العظيمة في إيصال الخير إليه، وإن لم يرجع إليهم".اهـ
---
(36). [توجيه]
قال -رحمه الله- عند قوله تعالى {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً}:
"رفعوا وجوههم في الدنيا عن السجود لله، فأذل الله تلك الوجوه فمشوا عليها في المحشر، ورفعوا رؤوسهم كِبراً عن الحق فنكَّسها الله يوم القيامة، ومشوا في طريق النظر و الاستدلال مشياً مقلوباً، فمشوا في الآخرة مشياً مقلوباً، فكان ما نالهم من سوء تلك الحال جزاءً وفاقاً لما أتوا من قبيح الأعمال. وما ربك بظلام للعبيد".اهـ
---
(37). [تحذير]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً}:
"فيما يذكره الله تعالى من هذا الجزاء العادل تخويف عظيم لنا من سوء الأعمال التي تؤدي إلى سوء الجزاء، وخصوصاً من مثل ما ذكر فيما تقدم من ترك السجود والكبر على الحق والنظر المقلوب.
عصمنا الله و المسلمين أجمعين بالعلم والدين، وهدانا سنن المرسلين، آمين يا رب العالمين".اهـ
---
(38). [اهتداء]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}:
"ولا يأتيك يا محمد هؤلاء المشركون وأمثالهم بكلام يحسنونه ويزخرفونه، ويصورون به شبهةً باطلةً، أو اعتراضاً فاسداً، إلا جئناك بالكلام الحق، الذي يدمغ باطلهم، ويدحض شبهتهم، وينقض اعترافهم، ويكون أحسن بياناً وأكمل تفصيلاً ".اهـ
---
(39). [اقتداء]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}:
"إذا تتبعتَ آيات القرآن وجدتهاَ قد أتت بالعدد الوافر من شُبه الضالين واعتراضاتهم، ونقضَتْها بالحق الواضح والبيان الكاشف في أوجز لفظ وأقربه وأبلغه.
وهذا قسم عظيم جليل من علوم القرآن يتحتم على رجال الدعوة والإرشاد أن يكون لهم به فضل عناية ومزيد دراية وخبرة.
ولا نحسب شبهة ترد على الإسلام إلاَّ وفي القرآن العظيم ردُّها بهذا الوعد الصادق من هذه الآية الكريمة.
فعلينا عند ورود كل شبهة من كل ذي ضلالة أن نفزع إلى آي القرآن، ولا أخالنا إذا أخلصنا القصد وأحسنا النظر إلاَّ واجديها فيها، وكيف لا نجدها في آيات ربنا التي هي الحق وأحسن تفسيراً؟ ".اهـ
---
(40). [الاقتداء بالقرآن في الاتيان بالحق في مقام الحِجاج والبيان]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}:
"لنقتد بالقرآن فيما ناتي به من كلام في مقام الحِجاج أو مقام الإرشاد، فلنتوخ دائما الحق الثابت بالبرهان أو بالعيان، ولنفسره أحسن التفسير، ولنشرحه أكمل الشرح، ولنقربه إلى الأذهان غاية التقريب، وهذا يستدعي صحة الإدراك، وجودة الفهم، ومتانة العلم، لتصور الحق ومعرفته، ويستدعي حسن البيان، وعلوم اللسان، لتصوير الحق وتجليته والدفاع عنه.
فللإقتداء بالقرآن في الإتيان بالحق وأحسن بيان، علينا أن نحصل هذه كلها ونتدرب فيها ونتمرن عليها حتى نبلغ إلى ما قدر لنا منها.
هذا ما على أهل الدعوة والإرشاد وخدمة الإسلام والقرآن.
فأما ما على عموم المسلمين من هذا الاقتداء: فهو دوام القصد إلى الإتيان بالحق، وبذل الجهد في التعبير بأحسن لفظ وأقربه، ومن أخلص قصده في شيء وجعله من وكده أعين -بإذن الله تعالى- عليه ".اهـ
---
(41). [تأسٍّ و بشارة]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياًوَنَصِيراً}:
"حق على حزب القرآن الداعين به والداعين إليه أن يقتدوا بالأنبياء والمرسلين في الصبر على الدعوة، والمضي فيها، والثبات عليها، وأن يداووا أنفسهم عند ألمها واضطرابها بالتأسي بأولئك السادة الأخيار.
-بشارة:
قد وعد الله تعالى نبيه- بعدما أمره بالتأسي والصبر-بالهداية والنصر.
وفي هذا بشارة للدعاة من أمته من بعده السائرين في الدعوة بالقرآن وإلى القرآن على نهجه، أنه يهديهم وينصرهم، كما قال تعالى: {وَالَّذِين َجَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} معهم بالفضل والنصر والتأييد، وهذا عام للمجاهدين المحسنين، والحمد لله رب العالمين".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:09 م]ـ
(42). [شكوى النبي الكريم من هجر القرآن الكريم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}:
"في قوله: يا رب، إظهار لتعظيم التجائه، وشدة اعتماده، وتمام تفويضه لمالكه ومدبر أمره وموالي الإنعام عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي التعبير عنهم بقومه وإضافتهم إليه، وفي التعبير عن القرآن باسم الإشارة القريب، بيان لعظيم جرمهم بتركهم للقرآن وهو قريب منهم في متناولهم، وقدأتاهم به واحد منهم أقرب الناس إليهم، فصدوا وأبعدوا في الصد عمن هو إليهم قريب من قريب. وهذا أقبح الصد وأظلمه.
وفي قوله: (اتخذوا .. إلخ) بيان أنهم جعلوا الهجر ملازماً له ووصفاً من أوصافه عندهم، وذلك أعظم من أن يقال: هجروه، الذي يفيد وقوع الهجران منهمدون دلالة على الثوبت والملازمة".اهـ
---
(43). [بيان واستشهاد فيمن هجر القرآن]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}:
"شرُّ الهاجرين للقرآن الذين يضعون من عند أنفسهم ما يعارضونه به، ويصرفون وجوه الناس إليهم وإلى ما وضعوه عنه، لأنهم جمعوا بين صدهم وهجرهم في انفسهم وصد غيرهم، فكان شرهم متعدياً وبلاؤهم متجاوزاً، وشر الشر وأعظم البلاء ما كان كذلك.
وفي هؤلاء جاء ما ذكره الإمام ابن القيم في كتابه ((إعلام الموقعين)) عن حماد بن سلمة ثنا أيوب السختياني عن أبي قلابة عن يزيد بن أبي عميرة عن معاذ بن جبل قال: ((تكون فتن، يكثر المال، ويفتح القرآن، حتى يقرأه الرجل والمرأة، والصغير و الكبير، والمنافق والمؤمن، فيقرؤه الرجل فلا يُتَّبَع، فيقول: والله لأقرأنه علانية، فيقرؤه علانية فلا يُتَّبع، فيتخذ مسجدا، ويبتدع كلاما ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإياكم وإياه، فإنه بدعة وضلالة)). قاله معاذ ثلاث مرات. اهـ.
فانظر في قطرنا وفي غير قطرنا، كم تجد ممن بنى موضعاً للصلاة، ووضع كتباً من عنده، أو مما وضعه أسلافه من قبله، وروَّجها بين أتباعه! فأقبلوا عليها، وهجروا القرآن، وربما يكون بعضهم قصد بما وضع النفع فأخطأ وجهه، إذ لا نفع بما صرف عباد الله عن كتاب الله، وإنما يدعى لله بكتاب الله، ولذلك سمي صنيع هذا الواضع بدعة وضلال، وحذر منه وأكد في التحذير بالتكرير.
وهذا الحديث وإن كان موقوفا على معاذ فهو في حكم المرفوع، لأنه إخبار بمغيب مستقبل، وهذا ما كان يعلمه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إلاَّ بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق مضمونه في المسلمين منذ ازمان ولاحول ولا قوة إلا بالله".اهـ
---
(44). [سبيل النجاة في اتباع الكتاب و السنة]
قال -رحمه الله- عند قوله تعالى {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}:
"لا نجاة لنا من هذا التيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوع الذي نذوقه ونقاسيه، إلا بالرجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه والتفقه فيه، وفي السنة النبوية: شرحه وبيانه، والإستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحة الفهم، والإعتضاد بأنظار العلماء الراسخين، والإهتداء بهديهم في الفهم عن رب العالمين.
وهذا أمر قريب على من قربه الله عليه، ميسر على من توكل على الله فيه، وقدبدت طلائعه والحمد لله، وهي آخذة في الزيادة إن شاء الله، وسبحان من يحي العظام وهي رميم".اهـ
---
(45). [الحاق واعتبار]
قال -رحمه الله- عند قوله تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً}:
" .. وكما أن من عَدَلَ عن الإسلام ولم يسلك سبيله وقع في ضلال الكفر، كذلك من عدل عن السنة ولم يسلك سبيلها وقع في ضلال الابتداع.
وكما أن من لم يتخذ مع الرسول سبيل الإسلام يندم أشد الندم ويتحسر أعظم الحسرة على ما كان من تفريطه، كذلك من لم يتخذ مع الرسول سبيل السنة، إذكلٌّ منهما قد ظلم نفسه، وفرط في سبيل نجاته.
فالآية وإن كانت في الكافر والمشرك فهي تتناول بطريق الإعتبار أهل الأهواء والبدع.
وبهذا كانت الآية متناولة بوعظها وترهيبها جميع الخلق ممن لم يدخل فيالإسلام، أو دخل فيه ولم يلتزم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:10 م]ـ
(46). [حسن الموعظة]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}:
"الموعظة التي تحصل المقصود منها من ترقيق للقلوب، وللحمل على الامتثال لما فيه خير الدنيا و الآخرة، هي الموعظة الحسنة.
وإنما يحصل المقصود منها إذا حسن لفظها بوضوح دلالته على معناها، وحسن معناها بعظيم وقعه في النفوس، فعذبت في الأسماع، واستقرت في القلوب، وبلغت من دواخل النفس البشرية، فأثارت الرغبة والرهبة وبعثت الرجاء والخوف، بلاتقنيط من رحمة الله، ولا تأمين من مكره، وانبعثت عن إيمان ويقين، وتأدت بحماس وتأثر، فتلقتها النفس من النفس، وتلقفها القلب من القلب، إلاّ نفساً أحاطت بها ظلمة، وقلباً عمّ عليه الرّان، عافى الله قلوب المؤمنين".اهـ
---
(47). [اهتداء]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}:
"هدتنا الآية الكريمة بمنطوقها ومفهومها إلى أنَّ من الموعظة ما هو حسن، وهو الذي تكون به الدعوة، ومنها ما هو ليس بحسن فيجتنب.
وبينت مواعظ القرآن ومواعظ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحسن.
فعلينا أن نلتزمه لأنه هو الذي تبلغ به الموعظة غايتها، وتثمر بإذن الله ثمرتها، وعلينا أن نجتنب كل ما خالفه مما يعدم ثمرة الموعظة كتعقيد ألفاظها، أو يقبلها إلى ضدّ المقصود منها، كذكر الآثار الواهية التي فيها أعظم الجزاء على أقل الأعمال".اهـ
---
(48). [نداء وتحذير للخطباء]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}:
"أكثر الخطباء في الجمعات اليوم في قطرنا يخطبون الناس بخطب معقدة مسجعة طويلة من مخلفات الماضي، لا يراعى فيها شيءٌ من أوحال الحاضر وأمراض السامعين، تُلقى بترنُّم وتلحين، أو غمغمةٍ وتمطيط، ثم كثيرا ما تُختم بالأحاديث المنكرات، أو الموضوعات.
هذه حالة بدعية في شعيرة من أعظم الشعائر الإسلامية سدَّ بها أهلها باباً عظيما من الخير فتحه الإسلام، وعطَّلوا بها الوعظ والإرشاد، وهو ركن عظيم من أركان الإسلام.
فحذار أيها المؤمن من أن تكون مثلهم إذا وقفتَ خطيباً في الناس، وحذار من أن تترك طريقة القرآن والمواعظ النبوية إلى ما أحدثه المحدثون".اهـ
---
(49). [ترغيب في طلب العلم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}:
"قد دعانا الله إلى العلم، ورغبنا فيه في غير ما آية، وأعلمنا أنه خلق لنا ما في السموات وما في الأرض جميعا، وأمرنا بالنظر فيما خلقه لنا، وأعلمنا هنا أن في هذه المخلوقات أسراراً بينها القرآن واشتمل عليها، وكان ذلك من حجته العلمية على الخلق.
فكان في هذا ترغيب لنا في التقصي في العلم، والتعمق في البحث، لنطلع على كلما نشتطيع الإطلاع عليه من تلك الأسرار: أسرار آيات الأكوان والعمران، وآيات القرآن، فنزداد علما وعرفانا، ونزيد الدين حجة وبرهانا، ونجني من هذا الكون جلائل ودقائق النعم، فيعظم شكرنا للرب الكريم المنعم.
فقهنا الله في كتابه، ووفقنا إلى الاهتداء به والسير على سننه".اهـ
---
(50). [التحذير من الأحكام السطحية دون بحث الحقائق]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}:
"علينا أن نحذر من أن نعترض أو نحكم بالأنظار السطحية دون بحث عن الحقائق، أو أن نلحق شيئًا بشيء دون أن نتحقق انتفاء جميع الفوارق.
فقد انتشرت بعدم الحذر من هذين الأمرين جهالات، وارتكبت ضلالات.
وبالنظر السطحي ازدرى إبليس آدم فامتنع من السجود له واعترض على خالقه، فكانت عليه اللعنة إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعدم النظر إلى الفوارق، قال أحد ابني آدم لأخيه لما تقبل قربانه دونه هو {َأَقْتُلَنَّكَ}، حتى ذكَّره أخوه بوجود الفارق، فقال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.
وحقيقة الأول ترجع إلى الجهل المركب، وحقيقة الثاني ترجع إلى القياس الفاسد، وهما أعظم أصول الفساد والضلال".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:11 م]ـ
(51). [الإبتلاء بالنعم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ. كَلَّا}:
"فلا يجوز أن نغتر بالمال والقوة والجاه وأنواع النعيم إذا سيقت إلينا، فنحسب أنها هي نفس الكرامة الربانية التي دعينا إلى العمل لنيلها، بل إنمانعدها كذلك إذا كان معها التوفيق إلى شكرها بالقيام بحقوقها وصرفها فيوجوهها.
ولا نغتر بحالة الضيق والعسر والضعف، فنحسب أنها إهانة من الله لصاحبها، بل علينا أن ننظر إلى ما معها من صبر ورجاء وبر، أو ضجر وياس وفجور: فنعلم حينئذ أنها مع الولى للتمحيص والتثبيت، ومع الأخيرة للزجر والعقاب بعدل وحكمة من أحكم الحاكمين".اهـ
---
(52). [الامتحان والاختبار قبل الحكم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً}:
"علمنا من هذه الآية وغيرها أن الله تعالى يمتحن عباده ويختبرهم ليظهر حقائقهم، فلنقتد به تعالى في هذا، فنبني أمورنا على الامتحان والاختبار، فلا نقرر علما، ولا نصدر حكما إلا بعد ذلك، وخصوصا في معرفة الناس والحكم عليهم، فالظواهر كثيرا ما تخالف البواطن، والتصنع والتكلف، قلما يسلم منهما أحد، ولا يعصم من الخطأ مع هذه المغالطات كلها إلا الامتحان والاختبار، فاعتصم بهما".اهـ
---
(53). [فتنة العباد بعضهم ببعض: "امتحان وصبر"]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً}:
"كل من اتصل بك من أهلك وبنيك وأبيك وأمك واصحابك وعشيرتك وقومك، وكل من ترتبط به برباط من أبناء جنسك-هو فتنة وامتحان لك، هل تقوم بواجبك نحوه منجلب خير له او دفع شر عنه أو جلب خير منه لغيره أو دفع شر عن غيره، وهل تكفيدك عن شيئه، وتكف بصرك عما متع به، وتسأل الله مما عنده من فضله؟
وإنما تقوم بواجبك نحوه مما تقدم، وتكف يدك وعينك عنه، وتسأل الله مما عنده راضيا بما قسم لك، معتقدا الخير كل الخير في قسمه -إذا تدرعت بالصبر على إتيان ما يطلب منك إتيانه وإن كان عليك ثقيلا، والكف عما يطلب منك الانكفاف عنه وإن كان منك قريبا وفي طبعك لذيذا، وإنما يكون لكهذا الصبر إذا كنت دائم اليقين بعلم الله بك واطلاعه عليك، وأنه كان بك بصيرا.
هذه الحقائق كلها هدتنا هذه الآية الكريمة إليها: هدتنا إلى انا امتحنا ببعضنا، وأن الذي يخلصنا في هذا الامتحان، ويخرجنا سالمين هو الصبر ..
فلنهتد بهدايتها إلى هدايتنا إليه، ولنتدرع في هذا الامتحان العظيم بالصبر المتين، ولنستحضر في قلوبنا مراقبة الله لنا لتثبت قدمنا في مقام الصبر بروح اليقين، فبذلك نخرج-إن شاء الله تعالى-من نار الفتنة ذهبا خالصا نقيا، وجوهرا طيبا زكيا، فنسعد في الدارين برضى رب العالمين، والله ولي التوفيق".اهـ
---
(54). [الحق والبيان في آيات القرآن]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}:
"ولا يأتيك يا محمد هؤلاء المشركون وأمثالهم بكلام يحسنونه ويزخرفونه، ويصورون به شبهة باطلة، أو اعتراضا فاسدا، إلا جئناك بالكلام الحق، الذي يدمغ باطلهم، ويدحض شبهتهم، وينقض اعتراضهم، ويكون أحسن بينا وأكمل تفصيلا.
إذا تتبعت آيات القرآن وجدتها قد اتت بالعدد الوافر من شُبه الضالين واعتراضاتهم، ونَقَضَتْها بالحق الواضح والبيان الكاشف في أوجز لفظ وأقربه وأبلغه.
وهذا قسم عظيم جليل من علوم القرآن يتحتم على رجال الدعوة والإرشاد أن يكون لهم به فضل عناية ومزيد دراية وخبرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نحسب شبهة ترد على الاسلام إلاَّ وفي القرآن العظيم ردُّها بهذا الوعد الصادق من هذه الآية الكريمة.
فعلينا عند ورود كل شبهة من كل ذي ضلالة أن نفزع إلى آي القرآن، ولا أخالنا إذا أخلصنا القصد وأحسنا النظر إلاَّ واجديها فيها، وكيف لاتجدها في آيات ربنا التي هي الحق وأحسن تفسيرا؟ ".اهـ
---
(55). [الاقتداء بكتاب الله-جل وعلا-في مقام الحجاج والارشاد]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}:
"ولنقتد بالقرآن فيما نأتي به من كلام في مقام الحجاج أو مقام الإرشاد، فلنتوخ دائما الحق الثابت بالبرهان أو بالعيان، ولنفسره أحسن التفسير، ولنشرحه اكمل الشرح، ولنقربه إلى الأذهان غاية التقريب، وهذا يستدعي صحةالإدراك، وجودة الفهم، ومتانة العلم، لتصور الحق ومعرفته، ويستدعي حسن البيان، وعلوم اللسان، لتصوير الحق وتجليته والدفاع عنه.
فللاقتداء بالقرآن في الإتيان بالحق وأحسن بيان، علينا أن نحصل هذه كلها ونتدرب فيها ونتمرن عليها حتى نبلغ إلى ما قدر لنا منها.
هذا ما على أهل الدعوة و الإرشاد وخدمة الإسلام والقرآن.
فأما ما على عموم المسلمين من هذا الاقتداء: فهو دوام القصد إلى الإتيان بالحق، وبذل الجهد في التعبير بأحسن لفظ وأقربه، ومن أخلص قصده في شيء وجعله من وكده أعين-بإذن الله تعالى-عليه".اهـ
---
(56). [الجهاد بالقرآن العظيم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}:
"كما لايجوز طاعة الكافرين في شيء مما يمليه عليهم كفرهم، كذلك لاتجوز طاعة العصاة في شيء مما تمليه عليهم معصيتهم، لأن الجميع فيه مخالفة لدين الله.
وكما يجاهد أهل الكفر بالقرآن العظيم الجهاد الكبير، كذلك يجاهد به أهل المعصية لانه كتاب الهداية لكل ضال، والدعوة لكل مرشد.
وفي ذكر الكافرين تنبيه على العصاة، من التنبيه بالأعلى على الأدنى، لاشتراكهم في العلة، وهي المخالفة".اهـ
---
(57). [اجتانب طاعة الكفار وجهادهم بالقرآن]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}:
"ما كان للنبي-صلى الله عليه وسلم-ليطيع الكافرين، وإنما جاء هذا النهي تهييجا له على تمام مخالفتهم ومعاكستهم في جميع مناحي ومظاهر كفرهم، والخطاب وإن كان له، فالحكم شامل لأمته.
فلا يجوز لمسلم أن يطيع كافراً أو عاصياً في أي شيء من نواحي الكفر ونواحي المعصية.
وكما أن الجهاد بالقرآن العظيم هو فرض عليه، فكذلك هو فرض على أمته هكذا على الإجمال، وعند التفصيل تجده فرضاً على الدعاة والمرشدين الذين يقومون بهذا الفرض الكفائي على المسلمين.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم-قدوة لأمته فيما اشتملت عليه الىية من نهي وأمر".اهـ
---
(58). [الميزان عندما يختلف عليك الدعاة!]
وقال-رحمه الله-عند قوله تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}:
"عندما يختلف عليك الدعاة الذين يدَّعي كلٌّ منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى، فانظر من يدعوك بالقرآن إلى القرآن -ومثله ما صح من السنة لأنها تفسيره وبيانه، فاتَّبعه لأنه هو المتبع للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده بالقرآن، والممثل لما دلت عليه أمثال هذه الآية الكريمة من ايات القرآن".اهـ
---
(59). [فقه لغوي في تعاقب الليل والنهار] قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَل َاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}:
"اختيرت لفظة الخِلفة هنا لدلالتها على الهيئة، فتكون منبهة على هيأة هذا الاختلاف بالطول والقصر المختلفين في جهات من الأرض، وذلك منبه على أسباب هذا الاختلاف من وضع جرم الأرض وجرم الشمس، وذلك كله من آيات الله الدالة عليه.
وبتلك الهيأة من الاختلاف المقدر المنظم عظمت النعمة على البشر، وشملتهم الرحمة، فكانت هذه اللفظة الواحدة منبهة على ما في اختلاف الليل والنهار منىية دالة، ومن نعمة عامة، وهكذا جميع ألفاظ القرآن في انتقائها لمواضعها".اهـ
---
(60). [فقه قرآني في: (الإرادة، الفكر، العمل)]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}:
"حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها مبنية على هذه الأركان الثلاثة: الإرادة، والفكر، والعمل.
وهي المذكورات في هذه الآية؛ لأن التذكر بالتفكر، والشكر بالعمل.
فاستفادة الإنسان مما خلقه الله له وجعله لأجله لا تكون إلاَّ بهذه الثلاثة.
وهذه الثلاثة متوقفة على ثلاثة أخرى لا بد للإنسان منها: فالعمل متوقف على البدن، والفكر متوقف على العقل، والإرادة متوقفة على الخلق.
فالتفكير الصحيح من العقل الصحيح، والإرادة القوية من الخلق المتين، والعلم المفيد من البدن السليم.
فلهذا كان الإنسانُ مأموراً بالمحافظة على هذه الثلاثة: عقله وخلقه وبدنه، ودفع المضار عنها، فيثقف عقله بالعلم، ويقوّم أخلاقه بالسلوك النبوي، ويقوى بدنه بتنظيم الغذاء وتوقي الأذى والتريض على العمل".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:10 م]ـ
(61). [واجب القائد والزعيم]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوام َسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ}:
"هذه النملة هي كبيرة النمل، فقد كان عندها من قوة الإحساس ما أدركت به الخطر قبل غيرها فبادرت بالإنذار.
فلا يصلح لقيادة الأمم وزعامتها إلاَّ من كان عنده من بُعد النظر، وصدق الحدس، وصائب الفراسة، وقوة الإدراك للأمور قبل وقوعها، ما يمتاز به عنغيره، ويكون سريع الإنذار بما يحسّ وما يتوقع".اهـ
---
(62). [نملة وفت لقومها! (عظة بالغة)]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ}:
"هذه نملة وفت لقومها، وأدت نحوهم واجبها، فكيف بالإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه!
هذه عظة بالغة لمن لا يهتم بأمور قومه ولا يؤدي الواجب نحوهم، ولمن يرى الخطر داهما لقومه فيسكت ويتعامى، ولمن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم.
آه .. ! ما أحوجنا -معشر المسلمين-إلى أمثال هذه النملة! ".اهـ
---
(63). [آية في نظام الجندية تاريخ وقدوة]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}:
"تفيدنا الآية بصورة تامة لنظام الجندية في ملك سليمان، فقد كان الجنود يُسرَّحون من الخدمة، ويجمعون عند الحاجة، وكانت أعيانهم معروفة مضبوطة، وكانت لهم هيئة تعرفهم وتضبطهم وتجمعهم عند الحاجة، وكان لهم ضباط يتولون تنظيمهم، وكان النظام محكماً لضبط تلك الكثرة، ومنعها من الاضطراب والاختلال والفوضى.
تعرض علينا الآية هذه الصورة التاريخية الواقعية، تعليما لنا، وتربية على الجندية المضبوطة المنظمة.
ولا شك أن الخلفاء الأولين قد عملوا على ذلك في تنظيم جيوشهم، وأن مثل هذه الآية كان له الأثر البليغ الشريع في نفوس العرب لما أسلموا، فسرعان ماتحوّلوا إلى جنود منظمة مما لم يكن معروفا عندهم في الجاهلية.
وبقيت الآية على الدهر مذكِّرةً لنا بأن أساس كُلِّ مجتمع واجتماع، وأن القوى والكثرة وحدهما لا تغنيان بدون نظام، وأن النظام لا بد له من رجال أكفاء يقومون به ويحملون الجموع عليه، وأولئك هم الوازعون".اهـ
---
(63). [توجيه]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْر ِوَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}:
"ذكر سليمان-عليه السلام-منطق الطير، وهو قد علم منطق غير الطير أيضا، فقد فهم نطق النملة، ذلك لأن الحيوانات غير الإنسان مراتب: الزاحفة، والماشية، والطائرة، وأشرفها الطائرة، فاقتصر على الطير تنبيها بالأعلى على الأدنى".اهـ
---
(64). [فقه وأدب في مقام الفرح بنعمة الله تعالى]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}:
"يجوز لمن أنعم الله عليه بنعمة وفضّله بفضيلة أن يفرح بتلك النعمة، ويظهر فرحه بها في معرض حمد الله عليها، من حيث أنها كرامة من الله، لا من حيث أنها مزية من مزاياه فاق بها سواه، مثلما فعل هذان النبيان الكريمان، وكماقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}.
وكثيرا ما يكون التفات المرء إلى نفسه حاجبا له من غيره، فيذكر من شأنه ما أفرحه ويسكت عن غيره، وفيهم من هو مثله ومن فوقه، فقد يجرّ هذا إلى عُجب بنفسه وغمط من عداه.
فلهذا كان من أدب مقام الفرح بنعمة الله وحمده عليها ذكرث نعمته العامة عليه وعلى غيره، والإشارة إلى من فُضِّلوا عليه، فيكبح من نفسه بتذكيرها بقصورها، ويُرضي اللهَ باعترافه لذي الفضل بفضله، وحكمة الله وعدله، وبوقوفه كواحد ممن أنعم عليهم من عباده".اهـ
---
(يُتْبَعُ)
(/)
(65). [أعلى الممالك وأثبتها ما يبنى على العلم وحُمي بالسيف]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}:
"قال أبو الطيب المتنبي:
أعلى الممالك ما يُبنى على الأسل [1] ... والطعنُ عند محِبِّيهِنَّ كالقُبَلِ
نعم، إن محبِّي الممالك الصادقين في محبتها، والذين تصلح لهم، ويصلحون لها، هم الذين يستعذبون في سبيلها الموت، ويكون الطعن عندهم مثل القُبَل على ثغور الحسان.
فأما الممالك التي تُبنى على السيف فبالسيف تُهدم، وما يُشاد على القوة فبالقوة يُؤخذ.
وإنما أعلى الممالك وأثبتها ما بُني على العلم وحُمي بالسيف، وإنما يبلغ السيف وطره ويؤثر إذا كان العلم من ورائه.
ولكن أبا الطيب شاعر الرجولة والبطولة، شاعر المعارك والمعامع، لا يرى أمامه إلاَّ الحرب وآلات الطعن والضرب، فلا يمكن أن يقول-وقد غمرته لذةا لإنتصار، واستولت نشوة الغلب والظفر لبّه وخياله-إلاَّ ما قال".اهـ
[1]: [الأسل: الرماح والنبل أفاده الشيخ محمود الجزائري-سدده الله- كما في تحقيقه على الكتاب/عبد الحق].
---
(66). [تنويه وتأصيل بشأن العلم؛ وقيام الممالك عليه]
قال-رحمه الله-عند قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}:
"قد ابتُدئ الحديثُ عن هذا الملك العظيم بذكر العلم، وقدمت النعمة به على سائر النعم تنويهاً بشأن العلم وتنبيهاً على انه هو الأصل الذي تنبني عليه سعادة الدنيا والأخرى، وأنه هو الأساس لكل امر من أمور الدين والدنيا، وأن الممالك إنما تبنى عليه وتشاد، وأن الملك إنما ينظم به ويساس، وأن كل ما لم يُبنَ عليه فهو على شفا جرفٍ هارٍ، وأنه هو سياج المملكة ودرعها، وهو سلاحها الحقيقي وبه دفاعها، وأنَّكل مملكة لم تُحْمَ به فهي عرضة للانقراض والانقضاض".اهـ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:11 م]ـ
(67). [نكتة التنويع وبلاغة التنزيل]
قال-رحمه الله-عند تفسير لسورة الذاريات الآيات (47 - 51):
"لما كانت السماء متلاحمة الأجزاء في العلاء، ثابتة على حالة مستمرة في هذه الدنيا على البقاء، ناسبها البناء.
ولما كانت مظهر العظمة والجلال ناسبها لفظ القوة.
ولما كانت الأرض يطرأ عليها التبديل والتغيير بما ينقص البحر من أطرافها، وبما قد يتحول من سهولها وجبالها، وبما يتعاقب عليه من حرث وغراسة وخصب وجدب؛ ناسبها لفظ الفراش الذي يُبسط ويُطوى ويُبدَّل ويُغيَّر.
ولما كانت أسباب الانتفاع بها الميسرة ضرورية للحياة عليها، وكلها مهيأة، وكثير منها مشاهد، وغيره معد يتوصل إليه بالبحث والاستنباط-ناسب ذكرالتمهيد.
ولما كانت الأزوج مكوناً بعضها من بعض؛ ناسبها لفظ الخلق.
ولما كان النظر في الزوجين هو نظر في أساس التكوين لتلك المذكورات السابقة، وهو محصل للعلم الذي يحصل من النظر فيها؛ قرن بلفظ التذكر".اه
ثم قال رحمه الله: "جاءت الثلاث الآيات الأُوَل كما يكون قولها من الله.
وجاءت هذه الآية كما يكون قولها من النبي صلى الله عليه وسلم، تنويعا للخطاب وتفننا، فإنه لما كان ما في هذه الآية هو المقصود؛ حوّل أسلوب الكلام من الإخبار إلى الأمر، تجديدا لنساط السامع، وبعثا لاهتمام المخاطبين، وبحثا لهم وتوكيداً عليهم.
وفيه تنبيه على أن ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما يقوله الله في وجوب الإيمان والامتثال".اهـ
---
(68). [دقيقة كونية في الآية القرآنية]
قال-رحمه الله-عند تفسيره لسورة الذاريات في قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}:
"شأن الفراش أن يكون ما تحته لا يصلح للجلوس والنوم عليه، وما تحت وجه الأرض هو كذلك لا يصلح للحياة فيه، فإن تحت القشرة العليا من الأرض المواد المصهورة والمياه المعدنية والأبخرة الحارة مما تنطق به البراكين المنتشرةعلى وجه الأرض في أماكن عديدة، فكانت القشرة العليا مثل الفراش تماما".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال رحمه الله في بيان معنى الآية: "إن الأرض التي أنتم متمكنون من الوجود على ظهرها، والسير في مناكبها، والانتفاع بخيراتها، نحن فرشناهالكم، وهيأنا لكم أسباب الحياة والسعادة فيها على أكمل وجه وأنفعه وأبدعه، مما نستحق به منكم الحمد والثناء".اهـ
ثم خلص في بيان المعنى المقصود من تفسير الآية بقوله: " فالقدرة والكمال للخالق وحده، فلا يستحق العبادة سواه فاعبدوه ووحّدوه".اهـ
---
(69). [تجديد الإنذار للمنتفعين به وتبشيرهم]
قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَاتُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}:
"أفاد المضارع في {تُنْذِرُ} تجديد الإنذار للمتبعين، وذكر اسم الرحمن ليفيد التركيب أنهم يخشونه مع العلم برحمته، وذلك يقتضي جمعهم بين الخوف والرجاء".اهـ
وقال في بيان المعنى: " ذكر المنتفعين بعد الميأوس من انتفاعهم ترقيا من الأدنى إلى الأعلى، ولأنهم كالزبدة التي يحصل عليها بعد طرح غيرها، ولإراحة القلب من أولئك لتتوجه العناية التامة إلى هؤلاء.
وذكرت الخشية بعد الاتباع لأنها لا تحصل إلا به.
وجيء بعدُ بالتبشير مقروناً بالفاء لأنه إنما يكون لأهل الاتباع والخشية بسبب اتباعهم وخشيتهم، وذكر الأجر بعد المغفرة لأن التحلية بعد التخلية، والتزين بعد إزالة الأدران"اهـ
ثم قال -رحمه الله- حول تجدد الإنذار والانتفاع به: " إنما يتجدد إنذارك وينتفع به الذين آمنوا، وهم الذين اتبعوا القرآن، وخافوا الله في خلواتهم، لصدق إيمانهم، خاشين نقمته، راجين رحمته.
وهؤلاء كما تنذرهم وينتفعون بإنذارك؛ بَشِّرهم على اتباعهم للقرآن، وخشيتهم بالغيب للرحمن، بمغفرة ذنوبهم، وجزاء-شريف رفيع طيب نافع، لا نقص فيه ولاتنغيص-على أعمالهم".اهـ
---
(70). [اقتداء بالقرآن العظيم]
قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {وَقَال َالَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}:
"انظر إلى هذه الحكمة في هذا الترتيل كيف كان تنزل آياته على حسب الوقائع، أليس في هذا قدوة صالحة لأئمة الجُمع وخطبائهم في توبيخهم بخطبهم الوقائع النازلة وتطبيقهم خطبهم على مقتضى الحال.
بلى واللهِ! بلى والله!
ولقد كانت الخطب النبوية والخطب السلفية كلها على هذا المنوال تشتمل مع الوعظ والتذكير على ما يقتضيه الحال.
وأما هذه الخطب المحفوظة المتلوة على الأحقاب والأجيال، فما هي إلا مظهر من مظاهر قصورنا وجمودنا.
فإلى الله المشتكى، وبه المستعان".اهـ
---
(71). [تثبيت القلوب بالقرآن العظيم]
قال-رحمه الله-عند تفسير قوله تعالى: {وَقَال َالَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَة ًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}:
"قلوبنا معرضة لخطرات الوساوس، بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبتها ويدفععنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم ... إلى أن قال: وقلوبنامعرَّضة للضعف عن القيام بأعباء التكاليف وما نحن مطالبون به من الأعمال، والذي يجدد لنا فيها القوة ويبعث فيها الهمة هو القرآن العظيم.
فحاجتنا إلى تجديد تلاوته وتدبره أكيدة جداً لتقوية قلوبنا باليقين وبالعلم وبالهمة والنشاط للقيام بالعمل".اهـ
---
قال الفقير إلى رحمة ربه وغفرانه/ عبد الحق آل أحمد -عفا الله عنه بمنه وكرمه-: تم بحمد الله تعالى وتوفيقه الانتهاء من قراءة كتاب التفسير للعلامة ابن باديس-رحمه الله تعالى-وللمرة الثانية في طبعته الجديدة بتحقيق الشيخ محمود الجزائري -نفع الله به- تقييدا للفوائد يوم الخميس بتاريخ: 21/جمادى أولى/1431هالمصادف لـ: 06/ماي/2010م، وتم تعديلها على ماسبق ونقلها في موقع ملتقى التفسير -أعز الله فيه أهل طاعته- السبت الرابع من رمضان 1431هـ المصادف لـ: 14/أوت/2010م. الجزائر-حفظها الله وسائر بلاد المسلمين. آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:16 ص]ـ
بيض الله وجهك، ورفع قدر أخي عبدالحق، وجعلك من أنصار الحق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيقة إنني وأنا أقرأ تقريظ العلامة البشير الإبراهيمي لهذا التفسير ـ والمنشور في مجموعة مقالاته ـ أتساءل: هل دون كل هذا التفسير؟ وهل هناك أحد من إخواننا في بلاد المغرب من ينشط لتلخيصه وإبراز عيون فوائده؟ فها أنت قمت ببعض ذلك، ولا زلت أسأل عن السؤال الأول؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:56 ص]ـ
شكر الله لك أخي عبدالحق ونفع بما كتبته.
وابن باديس من القلائل الذين تقرأ لهم وكأنك تستمع إليهم وتعيش معهم ..
وأما سؤال أخي الشيخ عمر، فمن المؤسف أن الشيخ لم يكن يدون تفسيره، إلا مقالات يسيرة مباركة كان ينشرها في افتتاحيات مجلة (الشهاب)، تحت عنوان (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)، ثم جمعت بعد وفاته ونشرت في أكثر من نشرة. ولم يكن تلاميذه يدونون أثناء الدرس، وبذلك ((ضاع على الأمة كنز علم لا يُقوَّم بمال ولا يُعوَّض بحال)) كما قال البشير الإبراهيمي، وقال: ((إن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها بالكتابة، ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرًا لا يقوم بمال، ولاضطلع هذا الجيل بعمل يباهي به جميع الأجيال، ولتمخض لنا ربع قرن عن تفسير يكون حجة هذا القرن على القرون الآتية، ومن قرأ تلك النماذج القليلة المنشورة في (الشهاب) باسم (مجلس التذكير) علم أي علم ضاع وأي كنز غطى عليه الإهمال)). وقال الشيخ بعد أن حضر درسًا للبشير الإبراهيمي في التفسير، فأعجبه: ((لو أن التلاميذ أوتوا حظًّا من النشاط والتوفيق لما ضاعت هذه الدروس، ولنشرت كما هي))، وقد قال الشيخ: ((شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب)).
على أن الشيخ رغب في كتابة تفسير للقرآن، يتعاون فيه هو والبشير الإبراهيمي، وقال له: ((إننا لو تعاونا وتفرغنا للعمل لأخرجنا للأمة تفسيرًا يغطي على التفاسير))، لكن الله لم يكتب لهما ذلك.
وفي الملتقى مقالة بعنوان التفسير الإصلاحي عند الإمام ابن باديس رحمه الله، لعل فيها ما يفيد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=26503 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6328&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%C5%D5%E1%C7 %CD%ED)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[16 Aug 2010, 04:05 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:28 ص]ـ
اختيارات موفقة وفقك الله وتقبل منك، ورحم الله الشيخ الجليل عبدالحميد بن باديس وأسكنه فسيح جنانه.(/)
تأملات في سورة العاديات
ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:21 ص]ـ
تأملات في سورة العاديات
سورة تطرق القلوب بسرعة أحداثها ومباغتة آياتها وإيقاعاتها، لتنتفض من غفلتها ونومها قبل أن ينتهي الزمان وينتهي العمر، ولتمسح غبار الوهم وغشاوة المعاصي والذنوب ورينها عن غطاء القلوب، ولتسرع للعمل كفارس مغوار لتستنير بنور الإيمان والعمل الصالح، سورة تُعلمنا كيف نكون على حذر وترقب دائم مع المسابقة والمسارعة في البذل والعطاء والمجاهدة في سبيل الله قبل فوات الأوان وانقطاع الأنفاس الأخيرة بهذه الحياة، سورة فيها تنبيه وتحذير وزجر لسوء العاقبة والمصير وسرعته في المجيء لمن غفل ونام في سبات الشهوات والمعاصي وأنكر على ربه تفضله عليه بالنعم والخير الكثير.
نستعرض أحداث هذه السورة بسرعة إلقائها وجمال تصويرها ورهبة وعيدها وتوعدها لعلنا ننبه القلوب من غفلة الدنيا، ونعود إلى الهدف الحقيقي من وجودنا وهو أن لا تكون أنفاسنا إلا لله وحده.
المقطع الأول:
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)
أقسم الله سبحانه بالعاديات وهي التي تعدو في سيرها أي كما قال ابن عاشور " العادية هي الجري السريع والذي يطلق على الخيل والإبل في أغلب الأحيان ".
فالعدو والجري السريع لا بد أن يكون فاعله لأجل تحقيق هدف ما أو غاية يريد أن يصل إليها بأقصر الأوقات وأنسبها، ليفوز دون أن يسبب لنفسه الأضرار التي من المتوقع أن تباغته لو أخر سرعته أو اختار زمنا لا يتناسب مع تلك السرعة. كما أن العدو السريع أحيانا يكون بسبب التنافس والتسابق مع الآخرين لأجل الوصول للفوز والهدف فكما جاء في تعريف الأصفهاني للعدو أنه " التجاوز ويطلق على المشي ".
كما أن العدو السريع يزيد من سرعة التنفس والتهيج لجميع أعضاء البدن لأجل بذل الطاقة الكبيرة التي تعينه لتتناسب مع سرعة الجري للحاق قبل فوات الأوان، حيث لو فقدت الطاقة الداخلية لن يستطيع أن يعدو بسرعة حتى يصل للهدف المطلوب فيكون من المتأخرين في عدوه. فقول الله سبحانه (ضبحا) كما قال ابن عاشور " هو اضطراب النفس المتردد في الحنجرة دون أن يخرج من الفم ".
ثم لكي يحدث الفوز الأفضل في تحقيق الهدف من العدو لا بد أن يختار الوقت والزمان الأنسب للإغاره، فذكر الله سبحانه وقت الصباح بقوله (فالمغيرات صبحا) أي كما قال ابن عاشور أغار أو غزا الجيش وقت الصبح أي بعد الفجر "
حيث يكون ذلك الوقت مع بداية اليوم والناس في غفلة نومهم ولم تبدأ حركة الحياة بعد، ولم ينتبه الناس لما يدور من حولهم، ويكون الهدوء يعم المكان، والرؤية بدأت تتضح أفضل مما كان عليه الليل، كما أن حركة الكون كلها بجمالها وسكونها تعطي للنفس اشراقات جميله من التفاؤل والأمل والإقبال بصفاء فكر وبصيرة أشد لتحقيق الهدف، كما أن لهذا الوقت من الزمان تأثير كبير لتحسين الحالة المزاجية والنفسية للإنسان مما تزيد من قوته وإقباله على تحقيق ما يصبو إليه.
فالإغارة فيها معنى المباغتة والمفاجئة في الحدث والفعل حيث لا تعطي الفرصة لمن أُغير عليه أن يعد نفسه ويتجهز للمواجهة أو يأخذ حذره، فيكون ذلك سرعة في تحقيق الفوز والوصول للهدف لمن أغار.
كما أن مع سرعة العدو الشديد المستهلك لكل طاقة البدن لا بد أن يكون لذلك أثر على ما يَحتك به البدن وخاصه الأقدام من الأشياء حولها، فأكثر ما يحتك به تراب الأرض فهذه السرعة الكبيرة تعمل على إثارة وإهاجة التراب فيخرج منه الغبار ليتناثر في الجو، وهذا الغبار سيعيق الرؤية أو يجعل غشاوة على البصر لا يستطيع أن يرى المغار عليه سرعة ما يقدم عليه أو شدته، فهو ما لبث أن استيقظ من نومته ليفرك عينيه من أثر النوم الطويل فلا يكاد أن ينتهي من ذلك إلا وقد وجد من أغار عليه في وسط داره وقد أحكم قبضته عليه.
قال ابن عاشور «وأثَرنَ به نقعاً»: أصعَدْن الغبار من الأرض من شدة عدْوِهن، والإِثارة: الإِهاجة، والنقع: الغبار ".
يقول ابن عاشور حول هذه الأيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
{فأثرن به نقعاً فوسطن به جمعاً} " فجيء بهما فعلين ماضيين ولم يأتيا على نسق الأوصاف قبلهما بصيغة اسم الفاعل للإِشارة إلى أن الكلام انتقل من القَسَم إلى الحكاية عن حصول ما تَرتَّبَ على تلك الأوصاف الثلاثة ما قُصد منها من الظفَر بالمطلوب الذي لأجله كان العَدو والإِيراء والإِغارة عقبه وهي الحلُول بدار القوم الذين غزَوهم إذَا كان المراد ب {العاديات} الخيل ".
هنا نهاية لمشهد المفاجئة والإغارة بحدوث الهدف المطلوب مع السرعه المتزايده، حيث كان القوم والجمع في بيوتهم آمنين مطمئنين مستبعدين لأي خطر يحيق بهم، فكانت المفاجئة بالصحو متأخرا من نومهم وسباتهم الذي منعهم من الاستعداد لتلك الإغارة فكان ذلك سببا لفقد أمنهم وراحتهم وما تنعموا به في ديارهم من الخير الكثير وطول الأمل بالأمن.
المقطع الثاني:
تنتقل السورة لمقطع فني جديد لا بد منه أن يتسلسل ويرتبط بالمشهد الأول، حيث التخصيص هنا للإنسان المكلف الذي أراد الله سبحانه أن يعلمه ويوصل إليه العبرة من خلال المثل الواقعي الملموس في واقع الحياة.
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
بدأ الحديث في هذا المقطع عن الصفات السلبية في طبيعة الإنسان والتي لا يمكن أن يُعدلها ويُحسنها إلا الإيمان والمسارعه في مجاهدة النفس والتخلص من أمراضها واضطراباتها فقال الله سبحانه وتعالى واصفا للإنسان (إن الإنسان لربه لكنود) التأكيد على هذه الصفه في الإنسان فالكنود هو حسب قول ابن عاشور في تفسيره (وصف من أمثلة المبالغة من كَند ولغات العرب مختلفة في معناه فهو في لغة مضر وربيعةَ: الكفور بالنعمة، وبلغة كنانة: البخيل، وفي لغة كِندة وحضرموت: العاصي. والمعنى: لشديد الكفران للنعم).
ويقول الإمام الرازي" أن معنى الكنود لا يخرج عن أن يكون كفراً أو فسقاً، وكيفما كان فلا يمكن حمله على كل الناس، فلا بد من صرفه إلى كافر معين، أو إن حملناه على الكل كان المعنى أن طبع الإنسان يحمله على ذلك إلا إذا عصمه الله بلطفه وتوفيقيه من ذلك. "
وجاء معنى كنود في كتاب الأصفهاني " أصلها من كند أي كفور لنعمته كقولهم أرض كنود إذا لم تنبت شيئا "
فبعض الناس يكفر بنعم ربه بعد أن أعطاه الكثير منها ويزيده بعطائه كل يوم، فهذا الإنسان شاهد على نعم ربه عليه فهو المتكفل بالربوبية والإنعام والرزق لكل خلقه، لكن صنف من الناس لا يؤدي حق ربه بشكره على تفضله وإنعامه، بل في كثير من الأحيان يستخدمها في معصيته والنكران عليه والإساءة لخلقه، فهذا الإنسان الذي فُقد من قلبه طعم الشكر لنعم الله، فلا بد أن يكون من صفاته البخل وحب المال الشديد، فوصف الحب هنا بالشده دلاله على مدى تعلق القلب بالنعم والشهوات حتى أشغلته عن نفسه وعن الانتباه لسلوكه إتجاه ربه، فأغفلته عن حقيقة الدنيا التي تسير بخطواتها السريعه فتعدو مسرعه بأوقاتها كما يعدو الراكب أو الغازي ليفوز بهدفه، فحركة هذا الإنسان في سرعتة لم تكن مع الحركة التي أرادها الله، بل وجهها للركض واللهث وراء شهوات الدنيا والإنشغال بمتاعها الزائل حتى أنسته الهدف من وجوده في هذه الحياة، فباغته الموت في لحظة غفلة سباته مغطى بغبار الغشاوة التي أطلقتها سرعة حركته بالعدو وراء شهوات الدنيا فمنعت عنه التدبر والتفكر والاحتراز وأخذ الحذر من تلك اللحظة المفاجئة التي لا يعلم موعدها إلا الله.
فقول الله سبحانه (إن الإنسان لربه لكنود* وإنه على ذلك لشهيد* وإنه لحب الخير لشديد)
التأكيد في كل آية على نوازع الإنسان السلبية في الميل للحب الشديد في التعلق بالأمور الدنيوية والتي تؤدي به إلى نسيان ربه وآخرته، ولا يمكن أن يخف ذلك التعلق والحب الشديد إلا من خلال ضوابط الدين والإيمان والتعلق بحب الله ورسوله.
المقطع الثالث:
ثم تأتي نهاية الصورة لتنهي المشهد الأخير منها بالحدث المفاجئ للناس على هذه الأرض وهو يوم البعث، وبعثرت أجساد الناس التي في قبورها.
فيقول الله سبحانه
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن عاشور في معنى {بُعثِر}: معناه قُلب من سفل إلى علوّ، والمراد به إحياء ما في القبور من الأموات الكاملة الأجساد أو أجزائها.
وجاء في كتاب المفردات للأصفهاني في تعريف لكلمة بعثر " أي قلب ترابها وأثير ما فيها "
وقال الإمام الرازي حول هذه الأية " لما قال {بُعْثِرَ مَا فِى القبور} ولم يقل: بعثر من في القبور؟ ثم إنه لما قال: {ما في القبور}، فلم قال: {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ} ولم يقل: إن ربها بها يومئذ لخبير؟ الجواب عن السؤال الأول: هو أن ما في الأرض من غير المكلفين أكثر فأخرج الكلام على الأغلب، أو يقال: إنهم حال ما يبعثون لا يكونون أحياء عقلاء بل بعد البعث يصيرون كذلك، فلا جرم كان الضمير الأول ضمير غير العقلاء، والضمير الثاني ضمير العقلاء ".
ويقول ابن عاشور في معنى:
" {حُصِّل}: جُمع وأُحصي. و {ما في الصدور}: هو ما في النفوس من ضمائر وأخلاق، أي جُمع عَدُّه والحسابُ عليه ".
عرفها الأصفاني في كتاب المفردات " حصُل: التحصيل إخراج اللب من القشور كإخراج الذهب من حجر المعدن فقوله (حصل ما في الصدور) أي أظهر ما فيها وجمع كإظهار اللب من القشر وجمعه ".
السرعة في البعثرة للأجساد، ثم سرعه ومباغته في جمع ما في صدور الخلائق من البشر بعد البعث، وما في نفوسهم وصدورهم من نوزاع الخير والشر والتي تبنى عليها تصرفات وسلوكيات جوارح القلب والعقل، فكانت سببا أن أخرجت شخصية الإنسان وطبيعته في التعامل مع الآخرين في حياته الدنيا، وتعامله مع ربه ومدى التزامه بأوامره ونواهيه، فما يضمر الإنسان في نفسه لا يعلمه إلا الله، فالبشر لا يشاهدون إلا ظواهر الأمور من الإنسان أما نوازعه الداخلية فالله هو المطلع عليها، وفي ذلك اليوم يتم إظهار كل إنسان على ما كان عليه من طبيعته في داخل نفسه وحقيقة ما في قلبه وصدره، وبناء على ذلك يكتب للإنسان مصيره عند الله، فالله هو الرب الذي خلقهم وهو الذي يوميتهم ثم يحيهم، وهو الخبير بكل نفس بما كسبت من نوازع الخير والشر، فيعلم من كان من فعله الخير والصلاح وكان مسارعا إليه في الدنيا، وهو يعلم من كان من نفسه الميل للشر والفساد والمسارعة إليه لنشر فساده والانشغال به عن آخرته، فاليوم يوم للجزاء والحساب، والله أمهلهم ولم يغفل عنهم، فالإنسان الذي أشغل نفسه بالعدو وراء الفوز بالآخرة والنجاة من نارها، فكان يسارع في فعل الخيرات، ويسابق غيره كي يفوز ويفلح عند ربه، فاستغل كل لحظة من عمره ووجوده في الحياة الدنيا، فهو بعلمه بما عند الله قويُ ببصيرته ونور قلبه فزاد الخوف والرجاء في قلبه ومراقبته لنفسه أمام ربه، فعاش متفكرا بحقيقة الحياة وسرعة زوال نعيمها وأن ما عند الله خير وأبقى، كان متوقعا لموته وانتهاء أجله في كل لحظة، عاش مسابقا للزمن ولحظة وجود أنفاسه ساعيا وراء هدفه وهو النجاة من الدنيا والفوز بالآخرة، فكانت حركته لا تكون إلا مع الله، فهو متنقل من زاوية إلى أخرى ليعمر فيها أثرا إيمانيا يتركه لينبت نورا وسعادة للآخرين، أما الآخر فقد اشغل عمره بالعدو وراء الشهوات والتعلق بطول الأمل وبُعد قدوم الموت والساعة، أو لعله نسيها ولم يدع لعقله التفكر والتدبر أو الإيمان حتى بإمكانية وجودها، فعاش في أمن مع نفسه بجوار دنياه وجعل حركته لا تكون إلا بعيدا عما يرضي الله، بل لإرضاء شهواته، فاطمئن قلبه طمأنينة زائفه، فالنعيم من حوله في كل شئ، ولن يزول عنه بهذه السرعه كما ظن في نفسه، ولم يترقب مكر الله ولم يشغل قلبه في لحظة لقائه، فسارع وسابق لأجل أن يجمع ما يقدر من شهوات الدنيا وخيراتها، وأصبح من حرصه وحبه الشديد لا يلقي بالا للحقوق الآخرين من حوله وحق الله فيما اكتسبه، فملئ قلبه بخلا وجشعا وحبا للذات والشهوات، فقيدته تلك النفس بنوازعها عن رؤية الحق والعلم به، وانتشر غبار الجهل من حوله فحرم من نور البصيرة والمراقبة للنفس والحذر من مباغتة الموت، فيوم بعثه ستتكشف له الحقائق وتمسح غشاوة غبار الجهل والشهوات، فيبصر ما أنكره ويجده حقا، عندها لن ينفعه ماله ولا خيره الذي تنعم به وتأمل أن سيكون له حفظا من كل سوء ومكروه فزاد من طول أمله في الدنيا وبعده عند تذكر زوالها في أي لحظة، هذا الإنسان يعتبر في قمة الجهل والظلم لنفسه، فهو من سبب لنفسه الحرمان من النعيم وما أعده الله له لو أحسن في دنياه وأدى حق ربه، ولعله عاش حياته الدنيا مع نعيمه القصير وسريع الزوال في غم وهم ونكد ولم يستطعم حلاوته بسب نسيان ربه، فالآن هو محروم من متعة نعيم الدنيا بتذوقه مع الطاعة، ومحروم من حلاوة النعيم الدائم عند الله.
من أهم الفوائد في هذه السورة لتربية النفس الإنسانية على قوة الإيمان والثبات هو:
- المسارعة والمسابقة لكسب الوقت (تنظيم الوقت).
- الحذر الدائم والترقب للأخطار الخارجية والداخلية.
- الاستعداد بالعلم للقدرة على بذل الطاقة واللحاق بالسبق.
- مراقبة النفس وتعديل سلوكها السلبي.
- عدم الأمن الدائم ونسيان مكر الله.
- التدبر في نعم الله وشكره عليها.
- الهمة العالية وعدم التكاسل والتغافل.
- عدم الركون للدنيا والاعتماد عليها.
- البذل والكرم في العطاء في سبيل الله.(/)
سورة المائدة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المائدة
واحدة من سور ثلاث (المائدة، الحجرات، الممتحنة) استهلت بنداء المؤمنين:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) المائدة (1)
هذه السورة يقرأ أئمة المساجد ـ الذين يختمون القرآن في صلاة التراويح ـ واحد وثمانين آية منها في هذه الليلة، ليلة السادس من رمضان (1431هـ).
هذه السورة مائدة من الأحكام العقدية والعملية والتوجيهات الإلهية يجدر بنا أن نقف معها ونذكرها ونتدارسها لعل الله أن ينفع بذلك.
وافتتح المشاركة بالأسئلة التالية:
هل هناك علاقة بين اسم السورة وما ورد فيها من أحكام؟
ما هي العلاقة بين قوله تعالى " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وما ورد في السورة من أحكام؟
لماذا استهلت السورة ببيان حل بهيمة الأنعام دون غيرها من الأمور التي ربما قد يرى البعض أنها أهم؟
أرجو التكرم التفاعل مع الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[عصام العويد]ــــــــ[16 Aug 2010, 08:24 ص]ـ
أخي الغالي العزيز أبا سعد أسعده الله في الدارين
كنت كتبت موضوعاً بعنوان: كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة؟ على غرار ما سبق في سور الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء، فلما رأيت موضوعك آثرت أن ينطوي تحت لوائه فلك فضل السبق، شكر الله لك.
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة؟
يقول العلامة عبدالرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ: السورة كلها في العقود والمواثيق. وهو كما ذكر فأولها (أوفوا بالعقود)، وآخرها (يوم ينفع الصادقين صدقهم)، واسمها مأخوذ من ميثاق المائدة العظيم الذي قال الله في ناقضيه (فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين)، والعهود فيها أربعة: مع الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو المؤمنين أو الكافرين، وكلها واجبة الوفاء.
و"المائدة" من أواخر ما نزل باتفاق السلف، وأخرج أحمد في المسند عن جبير بن نفير قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت: هل تقرأ سورة المائدة؟ قلت: نعم. قالت: فإنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.
وعن أبي ميسرة قال: في المائدة ثمان عشرة فريضة ليس في سورة من القرآن غيرها، وليس فيها منسوخ.
وهي أول وأكثر سورة جاء فيها النداء بـ يا أيها الذين آمنوا فقد تكرر فيها النداء (16) مرة من أصل (89) في جميع القرآن.
وهذه النداءات تلخص المواثيق بين الله وعباده المؤمنين الواردة في هذه السورة العظيمة، وهي مواثيق تتعلق بما يلي:
ميثاق الذبائح والأنكحة، ميثاق الدخول في النسك، الطهارة للصلاة، العدل، الثبات وعدم الارتداد، شكر النعمة، ميثاق الولاء والبراء، كفارة اليمين، عدم كتم الشهادة، تحريم الغلو، الصبر عند الابتلاء، السمع والطاعة.
وهذا مرور سريع على هذه الندءات في "المائدة":
النداء الأول: في ميثاق الأكل مما أباحه الله دون غيره.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) (1)
وهذا الميثاق ظاهر من قوله (أَوْفُواْ) ثم (أُحِلَّتْ)
النداء الثاني: في أن الدخول في الإحرام ميثاق بين الله والمتنسك.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
النداء الثالث: في ميثاق عدم دخول الصلاة إلا بطهور
(يُتْبَعُ)
(/)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ .. ) 6
بعدها مباشرة قال سبحانه (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور) 7
النداء الرابع: ميثاق العدل مع جميع الخلق حبيبهم وبغيظهم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) 8
النداء الخامس: ميثاق شكر النعم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) 11
جاء بعده مباشرة نموذج لمن نقض العهود بكفر النعمة وعدم شكرها
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ* فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً .. ) 12 – 13
النداء السادس: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 35
النداء السابع والثامن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* .. * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
وعلاقتها بمقصود السورة تلوح وضوحاً.
هذه ثمان نداءات، وبقي ثمان أخرى أدعها لك راجياً أن تتأمل في سبب تقارب بعضها من بعض:
النداء التاسع: 54، النداء العاشر: 57
النداء الحادي عشر: 87، الثاني عشر: 90، الثالث عشر: 94
النداء الرابع عشر: 101، الخامس عشر: 105، السادس عشر: 106
وفي آخر "المائدة" ذكر الله أنموذجين:
(قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ) 115
فهذا مثال لعاقبة من نقض عهد الله
(قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) 119
وهذا وعد من أوفى بعهد الله
ولو أعملنا ما يُسمى بـ "لغة القرآن" سنجد أن المواثيق الغليظة (مِيثَاقًا غَلِيظًا) في القرآن ثلاثة:
أولها: ميثاق الله على أولي العزم من الرسل.
وثانيها: ميثاق الله على اليهود حين رفع فوقهم الطور.
وثالثها: ميثاق الزوجة على زوجها.
وفي الأخيرة هذه ومشابهتها في الوصف لأختيها؛ أقول عجيب شأن هذا القرآن،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Aug 2010, 09:31 ص]ـ
جزاكما الله خيراً أيها الأفاضل على هذه المدارسة النافعة لسورة المائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقترح أن تضاف هذه المشاركة إلى حلقة التفسير المباشر ليوم أمس التي تكلم فيها الدكتور محمد الربيعة جزاه الله خيراً عن سورة المائدة بكلام في غاية الفائدة وهكذا تكون كل فوائد هذه السورة موجودة في مشاركة واحدة يستفيد منها من يريد البحث في السورة بشكل متعمق أكثر.
بارك الله بكم ونفع بكم وزادكم علماً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:41 م]ـ
أخي الغالي العزيز أبا سعد أسعده الله في الدارين
كنت كتبت موضوعاً بعنوان: كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة؟ على غرار ما سبق في سور الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء، فلما رأيت موضوعك آثرت أن ينطوي تحت لوائه فلك فضل السبق، شكر الله لك.
وأسعدك وشكر لك وبارك في علمك وعملك
وهذه بقية النداءات
النداء التاسع: التحذير من مغبة نقض الميثاق العام بالقعود عن القيام بأهم واجباته:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (54)
النداء العاشر: التحذير من مولاة من عرف عنه نقض المواثيق والعهود لأن الصاحب ساحب.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (57)
النداء الحادي عشر: ميثاق في عدم الغلو وتجاوز الحد بتحريم المباح
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (87)
النداء الثاني عشر: ميثاق في عدم استحلال الحرام
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (90)
النداء الثالث عشر: ميثاق المراقبة وعدم الانسياق وراء المغريات
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (94)
النداء الرابع عشر: ميثاق تحمل تبعات تجاوز الحدود
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) (95)
النداء الخامس عشر: ميثاق عدم التكلف
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (101)
النداء السادس عشر: ميثاق تحمل المسؤولية والقيام بالواجب
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (105)
النداء السابع عشر: ميثاق الاهتمام بتوثيق الحقوق ما أمكن والعناية بذلك في جميع الأحوال
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ) (106)
تمت والحمد لله رب العالمين(/)
المسابقة الرمضانية الكبرى (القرآن الكريم وعلومه)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:20 ص]ـ
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان فأعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمل واجعلنا من المقبولين
مشروع تعظيم القرآن الكريم
بمدينة الرسول صل1
المسابقة الرمضانية الكبرى في القرآن الكريم وعلومه
نزف لكم بشرى المسابقة الرمضانية الكبرى الأولى بالمشروع والخاصة بالقرآن الكريم وعلومه والتي رصد لها جوائز نقدية كبرى
والمسابقة عبارة عن سؤال واحد يومياً بإذن الله تعالى
الجائزة الأولى (11،000) ريال سعودي
وتستمر الجوائز النقدية في النزول حتى يحصل الفائز رقم (30) على (3،000) ثلاثة آلاف ريال سعودي.
السؤال ينزل يومياً في الصفحة الرمضانية بجريدة المدينة السعودية، وسأقوم بإذن الله تعالى بكتابة السؤال يومياً هنا.
شروط المسابقة:
1) تكتب الإجابات والاسم والعنوان ورقم الهاتف بخط واضح.
2) ترسل الإجابات كاملة دفعة واحدة، ولا ترسل مفرَّقة.
3) آخر موعد لاستلام الإجابات 15 شوال 1431هـ.
ترسل الإجابات إلى أحد العناوين التالية:
1) المدينة المنورة: ص. ب 7732 / الرمز البريدي 41472/ أ. د. عماد بن زهير حافظ.
2) مقر المشروع: المدينة المنورة - دوار عروة - عمارة الفارسي سنتر - الدور الثالث شقة رقم 304.
3) البريد الإلكتروني: info@tazimalquran.com
وهذه أسئلة الخمسة الأيام الأولى من الشهر المبارك:
س 1: «لتلاوةِ القرآن الكريم واستماعه فضائل كثيرة دلّ عليها الكتابُ والسنّة». اذكر ثلاثاً من فضائلِ تلاوته وثلاثاً أخرى من فضائل استماعه.
س2: «آية قرآنية كريمة اشتملت على أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين» اذكر الآية ورقمَها واسم السورة.
س3: «آية قرآنية كريمة سماها بعضُ العلماء آية القراء» اذكر الآية ورقمها واسم السورة. ومن الذي سماها بذلك؟
س4: «إنّ مِن تعظيم القرآن الكريم تدبُّر آياته، فالتدبرُ يُعرِّفُ المؤمنَ بستّةِ أمورٍ هامة لا بد له من معرفتها». ما هي هذه الأمورِ الست؟ (راجع فوائد التدبر بمدارج السالكين).
س5: «تحدث القرآن الكريم عن الخزانات المائية الضخمة المختزنة تحت سطح الأرض والتي تزيد كميتها عن مياه الأنهار». اذكر الآية التي بينت ذلك ورقمها واسم السورة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:10 م]ـ
ما شاء الله، جهد مبارك أخي الشيخ عبد الرحمن، وفقكم الله والإخوة في مشروع تعظيم القرآن الكريم، وقد قمت بتثبيت الموضوع حتى يطلع عليه أكبر عدد من الإخوة، وأسأل الله لكم القبول، والإعانة والتوفيق ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم عبدالرحمن وتقبل منكم، وأرجو لكم النجاح والقبول في هذه المسابقة.
رزقنا الله وإياكم تعظيم كتابه والعمل به.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:02 م]ـ
السؤال السادس: 6 رمضان
اذكر القراءتين المتواترتين في كلمة (فرضناها) من سورة النور آية رقم (1)، مع نسبة كل قراءة لمن قرأ بها، ثم اذكر المعنى على كل قراءة.
ـ[علي عدلاوي]ــــــــ[16 Aug 2010, 08:51 م]ـ
بارك الله فيكم وجعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الكريم ورزقنا فهمه وتدبره والعمل به والحياة والموت في ظلاله
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[18 Aug 2010, 06:17 م]ـ
السؤال السابع: 7 رمضان
«نزل القرآن الكريم على نبيّنا r مفرّقاً في ثلاث وعشرين سنة». اذكر ثلاثَ حكمٍ لذلك، مع ذكرِ الآيةِ التي تدلُّ على بعضٍ منها.
السؤال الثامن: 8 رمضان
حدِّد نوعَ الأسلوبِ البلاغي في قوله تعالى: ژ حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ژ [يونس: 22]، ثم اذكر وجه الحكمة في هذا الأسلوب بهذا الموضع.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:22 م]ـ
السؤال التاسع: 9 رمضان
كلمة في سورة الرحمن، وصفَ الله بها بعضَ ما في الجنّةِ، ويوصفُ بها في كلامِ العربِ كلّ ما يعجب الإنسان ويُسَر به، ووصفَ بها رسولُ الله r رجلاً من أصحابه رضي الله عنهم.
ما هي هذه الكلمة؟ ومن هو الصحابي المذكور؟ وما هو الحديث الوارد في ذلك؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:34 م]ـ
السؤال العاشر: 10 رمضان
اذكر ثلاثة من الكتب التي اعتنت بتوجيه متشابه القرآن، مع أسماء مؤلفيها.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:37 م]ـ
السؤال الحادي عشر: 11 رمضان
«خمسُ سور من القرآن أطلقَ عليها أحد الصحابةِ y وصفاً يدلُّ على أنها من أوائلِ ما نزلَ من القرآن الكريم» اذكر السور، والوصف الذي أطلق عليها، واسم الصحابي الذي وصفها بذلك.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:51 م]ـ
السؤال الثاني عشر: 12 رمضان
«ذكر الله تعالى في وصف الجنة: ژجنات تجري من تحتها الأنهارژ إلاّ في موضع واحد قال فيه عز وجل: ژتجري تحتها الأنهارژ». اذكر الآية الكريمة التي اشتملت على هذا الموضع، وبيّن وجه الحكمة في عدم ذكر (مِن) فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[23 Aug 2010, 06:43 ص]ـ
السؤال الثالث عشر: 13 رمضان
«وردت قراءتان متواترتان في قوله تعالى (عباد الرحمن) [الزخرف: 19]». اذكر هاتين القراءتين، ثم بيّن المعنى على كلّ قراءة.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[24 Aug 2010, 06:12 م]ـ
السؤال الرابع عشر: 14 رمضان
«آية في سورة الأنعام فسَّرَها النبيّ r بآية أخرى». اذكر الآيتين، ووجهَ تفسيرها، ومن أي نوعٍ من أنواعِ التفسيرِ هذا التفسير؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 07:56 م]ـ
بارك الله بك أخي على هذه الأسئلة الشاملة اللّامة.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[25 Aug 2010, 04:56 م]ـ
وفيك بارك أخي تيسير، وأشكرك على المتابعة.
السؤال الخامس عشر: 15 رمضان
بيّن وجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بقوله تعالى: {والسماء ذات الحبك} [الذاريات: 7].
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[25 Aug 2010, 06:10 م]ـ
أشكرك بدوري أخي عبد الرحمان، وحقيقة هي أسئلة علمية تعليمية، تدفع طالب العلم للبحث والتنقيب والاطلاع الجيد على تخصص دقيق، فشكرا مرة أخرى وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[26 Aug 2010, 05:40 م]ـ
لك الشكر والتقدير أخي أحمد العمراني، ولا أخفيك سراً أن ما ذكرت آنفاً هو الهدف من المسابقة، وقد حرصنا في مشروع تعظيم القرآن الكريم على هذا الهدف وألَّا تكون المسابقة روتينية عادية.
السؤال السادس عشر: 16 رمضان
«من مظاهر عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى نوّه به في مفتتح العديد من السورِ». بيّن عدد هذه السور وأسمائها.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[27 Aug 2010, 06:36 ص]ـ
السؤال السابع عشر: 17 رمضان
ما وجه الحكمة في إضافة القرآن الكريم إلى الرسولِ صلى الله عليه وسلم بلفظِ (القول) في قوله تعالى: ژ إنه لقول رسول كريمژ وإضافته إلى الله تعالى بلفظ (الكلام) في قوله سبحانه: ژ حتى يسمع كلام الله ژ.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:33 م]ـ
السؤال الثامن عشر: 18 رمضان
ذكر ابن القيم في بدائع الفوائد وجه الحكمة في تقديم السجود على الركوع في قوله تعالى: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} (آل عمران: 43) بيّن ذلك.
[آل عمران: 43]»، بيّن ذلك.
ـ[عبد اللطيف نصر]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:52 م]ـ
مشكو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رر أخي وأين سؤال اليوم وإستفسار إذا وضعت الإجابات في ورد منسق وكتبت الأسئلة وتحتها الأجوبة وأرسلتها علي البريد الإلكتورني الأعلي هل أضع رقم الجوال أم البيت وهل أضعها بمفتاح البلده (مصر) أحسن الله إليك هل أرسل علي هذا البريد info@tazimalquran.com أم لا شكر الله لك لأني قاربت علي حل جميع الأسئلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[28 Aug 2010, 06:35 م]ـ
سؤال اليوم موجود، وضع رقم الجوال والبيت ورقماً احتياطياً، وكل ذلك مع مفتاح البلد الذي تسكنه، وأرسلها إلى البريد الموجود في الإعلان، ولا تستعجل فالأسئلة مستمرة إلى آخر يوم من رمضان. وفقك الله وسدد خطاك وتقبل مني ومنك ومن جميع المسلمين.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:02 م]ـ
السؤال التاسع عشر: 19 رمضان
«في قوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وءاثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [يس: 12] قولان للمفسرين فيهما دلالةٌ على أن من علّم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تُليت». اذكر هذين القولين.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد اللطيف نصر]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرآ ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[30 Aug 2010, 05:21 م]ـ
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صل1 إذا دخل العشر شَدَّ مئزَرَهُ وأحيا ليلَهُ وأيقَظَ أهلَهُ. رواه البخاري
وفي لفظ لمسلم: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل1 إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ.
وفي صحيح مسلم قَالَتْ عَائِشَةُ رض11: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل1 يَجْتَهِدُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِى غَيْرِهِ.
السؤال العشرون: 20 رمضان
«وصفَ الله تعالى القرآن الكريم بأنه (حكيم) في عدةِ آيات، وهو وصفٌ دالّ على عظمته وعلوّ شأنه». اذكر هذه الآيات التي جاءت بهذا الوصف، وسورها، وما الذي يُحمَل عليه من المعاني.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[31 Aug 2010, 05:59 م]ـ
السؤال الحادي والعشرون: 21 رمضان
«أقسم الله سبحانه بمخلوقٍ من مخلوقاته (مفرداً ومثنىً ومجموعاً)». بيّن ذلك، ومواضعَ القسم به، ووجه الحكمة في اختصاص كل سورة بما ذكر فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد اللطيف نصر]ــــــــ[31 Aug 2010, 08:06 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:14 م]ـ
السلام عليك .. أخي عبداللطيف هل بلغك طلبي .. ؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[01 Sep 2010, 07:33 م]ـ
نعتذر من الإخوة في الملتقى عن الخطأ في صياغة السؤال (الحادي والعشرين)، ولا تحملوا همَّاً بإذن الله تعالى الخطأ بسيط جداً وهذه صياغة السؤال من جديد:
السؤال الحادي والعشرون: 21 رمضان
("مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ورد ذكره في آيةٍ من آيات القرآن الكريم في سياق القَسَم بصيغة الجمع، وجاء في آيات أخرى مفردًا ومثنى". بين ذلك، ومواضع هذه الآيات، ووجه الحكمة في اختصاص كل سورة بما ذُكِر فيها).
وأشكر للأخوين الكريمين اللذين قاما بالتنبيه على ذلك.
السؤال الثاني والعشرون: 22 رمضان
«إنّ مِن تعظيمِ الله تعالى تعظيمَ كتابه وما جاء فيه من الأمر والنهي». بيّن كيف يكون تعظيم أمره ونهيه عز وجل؟ (راجع مدارج السالكين).
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[02 Sep 2010, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك وجعلها في ميزان حسناتك
نتمى للجميع التوفيق
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:09 ص]ـ
المشارك (حنين أمان أشرف) وعليكم السلام، لم يبلغني طلبك إلى الآن.
المشارك (جود فلسطين) آمين، وأشكرك على هذه الدعوة المباركة وأسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد.
السؤال الثالث والعشرون: 23 رمضان
اذكر القراءتين المتواترتين في قوله تعالى: ژ تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً ژ [الفرقان: 61] وذلك في كلمة (سِراجاً) مع نسبة كل قراءة لمن قرأ بها، ثم بيّن المعنى على كل قراءة.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:52 ص]ـ
السؤال الرابع والعشرون: 24 رمضان
اذكر وجه ربط البيان الإلهي بين السحاب الثقال والبرق في قوله تعالى: ژ هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشئ السحاب الثقال ژ [الرعد: 12].
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:52 م]ـ
فضلا،في هذا السؤال:السؤال الرابع عشر: 14 رمضان
«آية في سورة الأنعام فسَّرَها النبيّ r بآية أخرى». اذكر الآيتين، ووجهَ تفسيرها، ومن أي نوعٍ من أنواعِ التفسيرِ هذا التفسير؟
ماذا تقصدون بقولكم: (ووجه تفسيرها)؟ هل يفترض نقل تفسيرها من أحد التفاسير؟
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[04 Sep 2010, 05:51 ص]ـ
السؤال الرابع والعشرون: 24 رمضان
اذكر وجه ربط البيان الإلهي بين السحاب الثقال والبرق في قوله تعالى: ژ هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشئ السحاب الثقالژ [الرعد: 12].
السؤال الخامس والعشرون: 25 رمضان
قال الله تعالى: ژ نحن نقص عليك أحسن القصصژ الآية [يوسف: 3]. اذكر ثلاثةَ مظاهرٍ من مظاهرِ عظمة القرآن الكريم في قصصه.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[04 Sep 2010, 05:57 ص]ـ
المشارك: أمة الوهاب.
نعم المقصود ذكر تفسيرها، وفقكم الله.
ـ[عبد الرشيد كياس أحمد]ــــــــ[04 Sep 2010, 04:20 م]ـ
أخ عبد الرحمن بارك الله فيك
نرجو منكم تزويدنا ببعض الروابط المتعلقة بالأسئلة المطروحة ليتيسر لنا البحث ..
ـ[عبد الرشيد كياس أحمد]ــــــــ[05 Sep 2010, 03:14 ص]ـ
فضلا في السؤال السادس عشر ماذا يقصد بفواتيح السور الآية الأولى أم الثانية أم ... ؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:43 م]ـ
المشارك: عبد الرشيد كياس أحمد، أشكرك على حرصك ومتابعتك، وبالنسبة للروابط فلا أعرف ما يُعين على ذلك بعد الله تعالى إلا الكتب والمراجع المتخصصة، وأما في السؤال السادس عشرفلا يُراد الآية الأولى فقط بل يُنظر فيما بعدها من الآيات.
السؤال السادس والعشرون: 26 رمضان
اذكر قول مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ژ واجعلنا للمتقين إماماً ژ [الفرقان: 74]، وما الذي يفيده قوله هذا وينتج عنه؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[06 Sep 2010, 05:26 م]ـ
السؤال السابع والعشرون: 27 رمضان
«قُدِّمت السماوات على الأرض في آياتِ القرآن الكريم إلا في آيةٍ واحدة». اذكر الآية ورقمها واسم السورة، ثم بيّن وجهَ التقديمِ فيها.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[07 Sep 2010, 04:58 م]ـ
السؤال الثامن والعشرون: 28 رمضان
ما هي السورة التي لما نزلت شيّعها من الملائكة ما سَدَّ الأفق؟ واذكر الأثر الوارد في ذلك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:04 م]ـ
بارك الله فيك ولكن أجب عن أسئلة السائلين رمحه
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[08 Sep 2010, 05:49 م]ـ
إعلان مهم:
نعتذر إلى الأخوة المشاركين في المسابقة الرمضانية لمشروع تعظيم القرآن الكريم عن الخطأ الذي وقع في صياغة السؤال رقم (27) ونفيدكم بأنه سيتم حذف السؤال نهائياً.
السؤال التاسع والعشرون: 29 رمضان
ما نوع اللام في كلمة (لحياتي) في قوله تعالى: {يقول ياليتني قدمت لحياتي} [الفجر: 24]، وما المراد بالحياة فيها؟ وما الذي يُقدّمه الإنسان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:27 ص]ـ
السؤال الثلاثون: 30 رمضان
ذكرَ أهلُ العلمِ في معنى «النصيحة لكتابِ الله» عدةَ أمورٍ. اذكر سبعة منها.
اللهم تقبل منا ومن المسلمين الصيام والقيام صالح الأعمال واجعلنا في هذا الشهر المبارك من عتقائك من النار ووالدينا والمسلمين
وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:28 ص]ـ
شروط المسابقة:
1) تكتب الإجابات والاسم والعنوان ورقم الهاتف بخط واضح.
2) ترسل الإجابات كاملة دفعة واحدة، ولا ترسل مفرَّقة.
3) آخر موعد لاستلام الإجابات 15 شوال 1431هـ.
ترسل الإجابات إلى أحد العناوين التالية:
1) المدينة المنورة: ص. ب 7732 / الرمز البريدي 41472/ أ. د. عماد بن زهير حافظ.
2) مقر المشروع: المدينة المنورة - دوار عروة - عمارة الفارسي سنتر - الدور الثالث شقة رقم 304.
3) البريد الإلكتروني: info@tazimalquran.com (info@tazimalquran.com)
ـ[أبوالزهراء]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:47 م]ـ
بارك الله فيكم
هل كلمة (عباد الرحمن) فيها قراءتان؟
ـ[أبوالزهراء]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:54 م]ـ
بارك الله فيكم
هل كلمة (عباد الرحمن) فيها قراءتان؟
معذرة ظننتها التي في سورة الفرقان
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمة الرحمن المسلمة]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:12 ص]ـ
هذه المسابقة جادة، وأسئلتها تحتاج إلى تطواف بحثى، فضلا عما يحتاجه تحرير الإجابات من وقت، هذا والأجل المحدد لها يضيق دون الوفاء بإجابات تتناسب ومستواها الراقى، لذا نرجو مَدَّ الأجل قليلا ولو إلى نهاية شهر شوال.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:22 م]ـ
نظراً لرغبة الكثير من المشاركين في المسابقة الرمضانية الكبرى في تمديد موعد استلام الإجابات لفتح باب المشاركة لأكبر عدد ممكن، فقد تقرر تمديد فترة استلام الإجابات إلى نهاية شهر شوال الجاري، سائلين الله تعالى التوفيق للجميع و بارك الله فيكم.
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
تمت الإجابة عن جميع الاسئلة بعد جهد وعناء
بارك الله فيكم وسيتم الإرسال قريبا
جعلكم الله من الراشدين الداعين للخير العاملين به
بوركتم
ـ[محمد فال]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:40 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن جزاك الله خيرا وأين بقية الأسئلة؟؟؟
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[23 Sep 2010, 05:41 ص]ـ
جُزِيت خيرا شيخنا عبد الرحمن , ولقد سررنا كثيرا بخبر التمديد
أكرمنا الله بحل جميع الأسئلة إلا سؤالا واحدا هو السؤال الحادي عشر الذي نصه
«خمسُ سور من القرآن أطلقَ عليها أحد الصحابةِ y وصفاً يدلُّ على أنها من أوائلِ ما نزلَ من القرآن الكريم» اذكر السور، والوصف الذي أطلق عليها، واسم الصحابي الذي وصفها بذلك.
وأنا أتصور والله أعلم أن صيغة السؤال يجب أن تكون (خمس آيات) وليس سور , والله أعلم , ولا أدعي أني بحثت في كل مراجع علوم القرآن وكتب التفسير حتى أجزم بذلك , ولكني تحيرت كثيرا وبحثت حتى أضناني البحث , ووجدت أن أقرب الإجابات هي سور العلق - المدثر - المزمل - القلم – الفاتحة ولكني لم أقف على وصف الصحابي
أيضا السؤال الثامن والعشرون: 28 رمضان
ما هي السورة التي لما نزلت شيّعها من الملائكة ما سَدَّ الأفق؟ واذكر الأثر الوارد في ذلك.
كل الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة لا يثبت منها شيء , وكان الأحرى إلغاء هذا السؤال.
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين , فإن هذه المسابقة فعلا قوية وجعلتنا نجتهد ونراجع ونعيش مع كتب أهل العلموننهل منها.
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[23 Sep 2010, 05:54 ص]ـ
أخي الدكتور عطية، صيغة السؤال الحادي عشر صحيحة، والموضوع يحتاج منك مزيد بحث وفقك الله.
(ارجع إلى باب ترتيب السور في مناهل العرفان للزركشي أو في مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان).
أما عن السؤال الثامن والعشرون، فلم يُشترط فيه الصحة، بل قيل (الأثر الوارد) وهذا الأثر قد يكون صحيحًا وقد يكون غير ذلك.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[23 Sep 2010, 03:24 م]ـ
الشيخ محمد فال وفقك الله لاحظ أن المسابقة على صفحتين، عند كلمة (إضافة رد) ستجد صفحة 1 من 2 أو 2 من 2 ففي الصفحة (1) تجد الأسئلة من (1) إلى (23) والبقية في الصفحة (2).
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:51 م]ـ
الله يبارك فيك شيخنا ويعلي قدرك ويرزقنا وإياك والمسلمين العلم النافع والعمل الصالح ويجمعنا في جنة الفردوس
آمين , وشكرا جزيلا
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:58 م]ـ
أخي الدكتور عطية، صيغة السؤال الحادي عشر صحيحة، والموضوع يحتاج منك مزيد بحث وفقك الله.
(ارجع إلى باب ترتيب السور في مناهل العرفان للزركشي أو في مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان).
أما عن السؤال الثامن والعشرون، فلم يُشترط فيه الصحة، بل قيل (الأثر الوارد) وهذا الأثر قد يكون صحيحًا وقد يكون غير ذلك.
جزاك الله خيرا أخي أحمد محمد عباس وبارك الله فيك على هذ الرد , وفي البداية لم أنتبه وظننت الذي رد علي هو الشيخ عبد الرحمن الرحيلي , وعموما فالشكر موصول لكما ولكل من ساهم وشارك في هذه المسابقة المباركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[23 Sep 2010, 11:39 م]ـ
في هذه الصفحة 23 سؤالا فقط فأين اجد السبعة المتبقية؟
وجزيتم خيرا أخي عبد الرحمن، وارجو الرد عاجلا لأنه بقي نصف شوال فقط.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[24 Sep 2010, 07:29 م]ـ
أخي العزيز توفيق العبيد المسابقة على هذا الملتقى المبارك مكونة من صفحتين فلاحظ أسفل الصفحة تجد رقم الصفحة الثانية 2من 2، وفقك الله.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:21 ص]ـ
استاذنا الكريم طلبت منكم ارشادي لبقية اسئلة المسابقة، حيث لا يوجد هنا الا لغاية 23 وجزيت خيرا.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:24 ص]ـ
عذرا يا شيخ صراحة استعجلت فلم اقرا ردك وظننت ان لا رد لاني من يومين لم ادخل النت بسبب الانشغال فباشرت بالطلب ثانية ولما قرات جوابك بادرت لاعتذار على عجلتي، وشكر الله جهدك.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:31 ص]ـ
سؤال فقط استاذي الكريم: هل يشترط في الاجابة ذكر مراجعها ام نذكر الاجابة دون الاحالة لمصدرها؟
وجزيت خيرا
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:50 م]ـ
نريد الإجابة فقط.
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[06 Oct 2010, 12:22 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
وهل الإجابات وصلت أم لا؟؟؟؟؟؟
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[06 Oct 2010, 08:53 م]ـ
متى آآآخر موعد بالوقت ... (بلساعة)
لإستلام الإجابات ... ؟؟؟؟
وبم أن وجد أن سؤال واحد من الأسئلة محذوفة كم عدد جميع الأسئلة .. ؟
هل هي 28 سؤال فقط .. ؟
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[06 Oct 2010, 09:33 م]ـ
أريد الإطمئنان هل وصلت إجابتي أم لا
ـ[جوهرة القصر]ــــــــ[06 Oct 2010, 09:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وادعوا من الله ان ييسر لي اكمال الاجابات
بارك الله فيكم
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[06 Oct 2010, 10:42 م]ـ
أخي عبد الرحمن الرحيلي حفظك الله:
ارسلت الاجابات على عنوان البريد الالكتروني الذي وضعته في شروط المسابقة.
جزيت خيرا وكل من اشرف على هذا العمل الكبير، لقد وجدتني ابحث وانهل من الفوائد التي اثرتها هذه الأسئلة.
نفع الله بكم
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هلا أخبرتمونا ....
هل وصلكم الإجابات أم لا .... ؟
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[08 Oct 2010, 05:19 م]ـ
هلا طمأنتمونا .. ؟؟
هل وصلكم الإجابات .. ؟
وأرسلت الإجابات بمرفق بملف وورد .. هل ينفع بهذه الطريقة .. ؟
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[09 Oct 2010, 06:58 م]ـ
وأنا أيضا أرسلتها بملف وورد
أنا متأكدة أنه ينفع
لكن أوصلت أم لا
طمنونا يسر الله أمركم
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[09 Oct 2010, 09:31 م]ـ
ارسلت الاجابات على عنوان البريد الالكتروني الذي وضعته في شروط المسابقة.
جزيت خيرا وكل من اشرف على هذا العمل الكبير، لقد وجدتني ابحث وانهل من الفوائد التي اثرتها هذه الأسئلة.
نفع الله بكم
وأنا أيضا أرسلتها في ملف وورد ..
أسأل الله الفوز ...
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[10 Oct 2010, 12:01 ص]ـ
اين الرد رعاكم الله
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[13 Oct 2010, 08:14 م]ـ
السلام عليكم الأخ الفاضل عبد الرحمان الرحيلي رجاء إخبارنا عن موعد الإعلان عن الفائزين في المسابقة وجزاك الله خيرا
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[13 Oct 2010, 08:49 م]ـ
يبدو الأخ عبد الرحمن الرحيلي مشغول مع أنه عودنا الرد مباشرة، نسأل الله له العون، كلنا يسأل السؤال ذاته:
هل وصلت الإجابات؟ متى النتائج؟ ومن المؤكد عندكم الخبر اليقين. والجواب الذي يشف صدور مشاركين منتظرين ردكم.
جزيت خيرا والقائمين على هذه المسابقة القيمة ولا حرمكم الله الأجر.
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[14 Oct 2010, 05:08 م]ـ
صدق الأخ توفيق .. إطمأنوا .. أظنه مشغول بالفعل ..
ولكن ألم يحل أحد محله ويرد على استفسارات الإخوة .. ؟
وعلى الأسئلة المطروحة,,؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[14 Oct 2010, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أعتذر وأعتذر وأعتذر من جميع الإخوة والأخوات على التأخر في الرد، وأقول: اطمأنوا وبإذن الله تعالى تكون جميع الإجابات وصلت ولكن ... نريد مهلة أقل شيء (شهران) لأن عدد المشاركين كبير جداً، وقد تجاوز الثلاثمائة متسابق وبنسبة 90 بالمائة وصلنا على بريد مشروع تعظيم القرآن الكريم، فنحتاج أولاً جرد هذه الأعداد الكبيرة ووضعها في ملفات وكتابة عناوين المتسابقين، ومن ثم طباعتها، وبعد ذلك دفعها إلى اللجنة التي سنشكلها لاحقاً من أجل التصحيح، مع العلم أن المشروع يقوم بأعمال كثيرة جداً، ولا أخفيكم أننا ولله الحمد قمنا بتفريغ أحد الإخوة لعملية الجرد والتنسيق والطباعة فأسأل الله له العون والتوفيق والسداد، ومن باب التخمين نتوقع أن تعلن النتائج بحول الله تعالى وقدرته في محرم، مطلع عام 1432هـ بإذن الله تعالى، فأرجو من الإخوة تقدير الظروف، وجميع الفائزين سنتصل بهم ونراسلهم ونصل إليهم بإذن الله تعالى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[16 Oct 2010, 01:04 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا وأعانك وسددك ... جزيت خيرا
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[17 Oct 2010, 04:39 م]ـ
أعانكم الله
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[18 Oct 2010, 12:24 ص]ـ
شكرا لك يا اخانا الكريم ..
ولكن هلا اخبرتنا اختيار الفائزين بالقرعة ام بالإجابات الصحيحة .. لأن كل من المشاركين بذل جهده لينافس مارأيك .. ؟
مشكورا
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:10 م]ـ
إن الله مع الصابرين
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[19 Oct 2010, 10:42 م]ـ
الفائزون (30) فقط كما تم الإعلان، والظاهر أن اختيارهم سيكون بالقرعة، وما شاء الله أغلب المتسابقين أجاب إجابات صحيحة على كل الأسئلة، ووالله العظيم أتمنى من أعماق قلبي أن لكل فائز جائزة ولكن دون هذا خرق القتاد.
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[20 Oct 2010, 10:18 ص]ـ
بسم الله ما شاء الله
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[21 Oct 2010, 05:25 م]ـ
قرعة: (
ألا يوجد تفاضل في الإجابات؟؟
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[21 Oct 2010, 05:52 م]ـ
الله يكرمك يا شيخ عبد الرحمان نريد نسخة من الإجابات الصحيحة حتى نطمئن على إجاباتنا وأيضا حتى تعم الفائدة لنا ولمن لم يشترك في المسابقة
جزيت خيرا
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[25 Oct 2010, 07:58 م]ـ
كيف يتم إختيار 30 فائزا فقط .. من بين أكثر من ثلاث مئة متسابق .. ؟!!!
وإذا سكتنا عن هذا .. كيف يكون بالقرعة .. ؟ ... !!
أليس الكل بذل الجهد في الحل والبحث .. ؟ ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,لا أدري كيف تكون النتيجة .. ؟ ..
صعب جدا التخيل .. !
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[26 Oct 2010, 07:21 م]ـ
أؤيد كلامك أختي حنين
كلامك في الصميم
دائما ما أكره السحوبات.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[26 Oct 2010, 10:58 م]ـ
كل إنسان سيأتيه رزقه أخواتي.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[29 Oct 2010, 12:00 ص]ـ
نحن نقول في كل يوم: (اللهمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) خمس مرات، فأين اليقين؟
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[29 Oct 2010, 10:01 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن الرحيلي جزيت خيرا لصنيعك، وعلى كل حال سواء فزت ام لا - أتكلم عن نفسي ولا ألزم أحدا برأيي- فأنا استفدت من البحث، ولعلي انال الأجر المشار إليه فيما رواه الترمذي: عن عبد الله بن مسعودرض1 يقول:قال رسول الله صل1 من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. وانا قرأت أحرفا كثيرة أثناء بحثي في القرآن عما طلبت من إجابات، وكذلك تعرفت على معلومات طيبة وانا اقلب كتب التفسير، وهذا أثمن من المال، وانا اقول: ما انفق المنفقون الجهد والجوائز إلا ليجعلونا نكسب هذا الأجر، ويكسبون من ورائه منح ثلاثمائة مشارك ثقافة ذات مستوى عال وراق حول كتابهم الذي يقدسونه، فإذا نظرت أني بذلت ولم آخذ، فلم لا أنظر لمن دفع ولم يكن ينتظر ان يربح من وراء بذله هذا شيء، حتى سألني ابني قائلا: ماذا يستفيد الذين يدفعون الجوائز وتكاليف مسابقة كهذه؟ فقلت له اجر نشر علوم هذا الكتاب العزيز، اذ فعلهم هذا يحفز الباحث على البحث.
جزيت انت ومن قام على هذه المسابقة خير الجزاء ولا حرمتم الأجر والثواب، ولا تقطعوا عنا أمثال هذا العمل، ومن لم يفز الآن فلعل الله يقسم له في غيرها، ونحن على يقين بأن ما كان لك لن يأخذه غيرك، وما كان لغيرك لن تأخذه أنت.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[29 Oct 2010, 10:10 م]ـ
شكر الله لك يا شيخ توفيق، ووالله أن بعض التعليقات تجعل الشخص يحجم عن تقديم مثل هذا الخير، فالله تعالى وحده يعلم كم بُذل من جهد ووقت طويل في الترتيب والتنسيق والاجتماعات والنشر وغير ذلك من الأمور، فجزاك الله خيراً على ما كتبت ورزقنا والجميع الإخلاص في القول والعمل.
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[30 Oct 2010, 03:12 م]ـ
أخي عبدالرحمن ... والأخوة الكرام ..
كلام الأخ توفيق صحيح .. نحن رابحين حتما الأجر .. ولكن في استفساراتنا لم نقصد ان نعلن عدم الرضا والموافقة على أي قرارا تتخذ بشأن النتائج ..
ولكن يبقى استفسارات عشوائية بخصوص النتيجة لا أكثر ..
والحمدلله على كل حال ..
والمعذرة إن سببنا لكم أي ضيق .. غير مقصود
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[01 Nov 2010, 09:04 م]ـ
بارك الله فيكم
وبالفعل لن ينال المرء ما ليس له
وكل ما في الأمر استفسار
والله ندعو لكم من قلوبنا على ما أثرتم به أذهاننا من خلال البحث والإطلاع
لعل الله يجعله في ميزان حسناتكم
ـ[حنين أمان أشرف]ــــــــ[08 Nov 2010, 12:48 م]ـ
المعذرة ... هل وضعتم الإجابات .. ؟
اتمنى الرد ..
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[09 Nov 2010, 09:28 م]ـ
الله يبارك فيك يا شيخ عبد الرحمن الرحيلي
أولا ندعو الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل في هذه الأيام الفاضلة
وأرجو بهذه المناسبة أن أهيب بسعادتكم نشر إجابات المسابقة
ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[11 Nov 2010, 02:38 م]ـ
أبشر وسيتم هذا قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[القرآن حياة]ــــــــ[11 Nov 2010, 05:46 م]ـ
بارك الله فيكم،،
لم أشترك في المسابقة ولكن انتظر بشوق الإجابات عليها،، رفع الله قدركم
وسأحاول الإجابة عليها بنفسي حتى أستفيد مثل ما استفدته المشاركين من البحث الجميل ولا تتأخروا علينا في عرض الاجابات،، حفظكم الله تعالى وسدد خطاكم ..
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[11 Nov 2010, 05:53 م]ـ
بورك فيكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[24 Nov 2010, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الرحيلي أذكر فضيلتكم بإجابات المسابقة إن كان ذلك بالإمكان
جزاك الله خيرا
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:15 ص]ـ
اقترب العام الهجرى الجديد
كل عام وانتم بخير
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:36 م]ـ
نعم أخي الفاضل
اللهم اجعله عام عز وغلبة للحق على الباطل
ونصر للمستضعفين من المؤمنين في كل مكان
آمين
ولا أخبار عن المسابقة
ولا حتى ردود
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[04 Dec 2010, 01:09 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif قرُب الموعد .... أذكركم فقط .. http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[04 Dec 2010, 04:40 م]ـ
جعل الله العام الجديد عام خير وبركة ورخاء ونفع ونصر للأمة ب
بوركت الجهود
ننتظر الإجابات
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:01 م]ـ
سيأتي الخير قريباً بإذن الله تعالى!!! ولكنكم تستعجلون؟؟؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (خلق الإنسان من عجل ... )
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[08 Dec 2010, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ننتظر الخبر ... وننتظر الخير
يا وجه الخير
بوركت
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[09 Dec 2010, 07:56 م]ـ
إن الله مع الصابرين
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[14 Dec 2010, 09:49 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gif
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[21 Dec 2010, 11:11 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon5.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon3.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[25 Dec 2010, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ... أكرمكم الله شيخ عبد الرحمن الرحيلي
نريد أن نطمئن على أخبار المسابقةالرمضانية
هل هناك أخبار عنها؟
جزيت خيرا
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[25 Dec 2010, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ... أكرمكم الله شيخ عبد الرحمن الرحيلي
نريد أن نطمئن على أخبار المسابقةالرمضانية
هل هناك أخبار عنها؟
جزيت خيرا
أي والله ... لله درك أخ عطية ..
ـ[عبد السلام عطية]ــــــــ[28 Dec 2010, 01:46 م]ـ
وعلى الأقل معرفة الاجابات الصحيحة(/)
تأملات في آية الصيام
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[16 Aug 2010, 04:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في آية الصيام
بقلم / خالد المرسي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة (183)
جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله- تعالى - عنه فقال: اعهد إلي فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه)،
لم يقل الله تعالى (يا أيها الذين صدقوا) وقال (أمنوا)، ليستجيش في النفوس المعاني الإيمانية، فالله يحب من العباد أن يأتمروا بأمره مؤمنين بقلوبهم ومشاعرهم وأحاسيسهم، لا أن يكتفوا بالتصديق العقلي الجاف فقط، لأن أعمال القلوب هي روح التوحيد.
ولذلك اهتم الشرع المطهّر بإيجاد الوازع الديني الداخلي في النفوس وتقريره وتثبيته كما أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن نأمر أبنائنا بالصلاة وهم أبناء سبع ولا نضربهم عليها إلا وهم أبناء عشر، أي لا يُشرع في البداية ضربه ولمدة ثلاث سنوات لأن هذه المدة في الغالب كافية لزرع الاستجابة الداخلية لدى الطفل، ولذلك تجد إبراهيم – عليه السلام – لمّا أمره الله – تعالى – أن يذبح ولده إسماعيل، أخبر بذلك ولدَه فقال (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) الصافات (102) لم يقصد إبراهيم – عليه السلام – أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان مترددًا، إنما أراد أن يعرف ما في نفس ولده تجاه أمر الله فتقرّ عينُه به.
وهكذا على المسلم دومًا أن يهتم بإيجاد هذه الاستجابة بداخله. (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) يا تُرى، ما الحكمة من إخبار الله – تعالى – لنا بأن الصيام كُتب على من قبلنا أيضا؟ يريد الله – تعالى – أن يخبرنا ويعلّمنا بأن عقيدة الإسلام التي نؤمن بها، والتي بُعث بها كل أنبياء الله وأمن بها أتباعُهم، إيمانُنا هذا يجعلُنا وهُم، أسرةً واحدة. وأمةً واحدة. من وراء الأجيال والقرون، ومن وراء المكان والأوطان؛ ومن وراء القوميات والأجناس، ومن وراء الأرومات والبيوت!، ولذلك لما أراد الله –تعالى - أن يعرِّف المسلمين بأمتهم التي تجمعهم على مدار القرون , عرَّفها لهم في صورة أتباع الرسل - كلٌ في زمانه - وقال لهم في نهاية استعراض أجيال هذه الأمة (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 92) وإذا انحلَّت رابطة الإيمان هذه، أوجَبَت الإبعاد بين المشتركين في الزمان والمكان وانقطع مابينهم! فينقطع مابين النبي وقومه الكفار به (أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) هود (60) (أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ) هود (68)، وينقطع مابين الوالد والولد كما حدث مع نوح – عليه السلام – وابنه (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) فأجابه الله (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) هود (45 – 46)، وينقطع ما يكون بين الولد والوالد وذلك فيما كان بين إبراهيم – عليه السلام – وأبيه وقومه كذلك (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) مريم (50)،
وفيما كان بين إبراهيم – عليه السلام – وذريته (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة (124). (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) البقرة (126)، وينقطع ما يكون بين الزوج وزوجه وذلك فيما بين نوح وامرأته ولوط وامرأته، وفي الجانب الأخر ما كان بين امرأة فرعون وفرعون (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم (11)، وينقطع مابين المؤمنين وأهلهم وقومهم ووطنهم وأرضهم وديارهم وأموالهم , ومصالحهم وماضيهم ومصيرهم. وذلك فيما كان بين إبراهيم والمؤمنين به مع قومهم.
وما كان من الفتية أصحاب الكهف مع أهلهم وقومهم ودورهم وأرضهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة (4)، (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا) الكهف (16)،
وان تعجب!، فعجبٌ لأحدنا وهو يشعر بالقرب من صاحبه المسافر، في حين يشعر بالنفور والبعد ممن يسكن معه في بيت واحد!، وهذه المشاعر تجدها حين تقرأ قصص الأنبياء والصالحين في (القرآن الكريم) المتكررة بأساليب شتى يعجز أن يأتي بمثلها البشر، لا يملُّ المسلم من تكرارها، بل كلٌ منا يستقي من معينها ما يُسّرَ له مع تجدد الأزمان والوقائع والحوادث، (كأنما هي فصٌّ من الماس يعطيك كل ضلع منه شعاعا، فإذا نظرت إلى أضلاعه جملةً بهرتك بألوان الطيف كلها، فلا تدري ماذا تأخذ عينُك وماذا تدع، ولعلك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك رأى منها أكثر مما رأيت)، (بل ترى محيطًا مترامي الأطراف لا تحدُّه عقول الأفراد ولا الأجيال) [1] ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=t075qymu#(1)_ النبأ_العظيم_للدكتور_محمد_دراز_ص_ 152_)، وتشعر
(يُتْبَعُ)
(/)
وقتَ قراءتك لها بأنك واحد من هؤلاء الرهط الكريم من الأنبياء والمؤمنين في موكب الإيمان الضارب في شِعاب الزمان، وإذا بك تلحظ أن الحرب بين أهل الحق وأهل الباطل متكررة في كل الأزمان بأساليب واحدة مع تغيُّر في الوسائل والشخصيات.
بك تلحظ تَوارُد المشاعر والخوالج في نفوس أهل الحق (مابين أفراح وأتراح) ثم تلحظ نهاية واحدة لكل القصص وهي أن (الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) هود (49)، فتعلَم وقتها أنّ الله خلق أهلَ الباطل لكي يخالفهم أهلُ الحق ويصبرون على مجاهدتهم إيثارا لمرضاته ومحبته، فتَخرج منهم أنواعٌ من العبادات يحبها الله – تعالى – ما كانت لتَخرج إلا في وسط هذه المنازعة والمخاصمة، ثم تجد الله – تعالى – كيف يجعل أهلَ الباطل عبرةً لمن بعدهم) وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) المؤمنون (44) لكي يسمع الناسُ ويروا! (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) هود (120) ولمَّا علم أعداءُ هذا الدين خطورةَ هذه الآيات بما تشمل من عقيدة، ووقوفها حائلا أمام نشرهم "للعولمة" [2] ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=t075qymu#(2)_( تسعى_العولمة_بكل_ثِقلها_إلى_تفتي ت_المنظومات_الكبرى_إلى_أصغر_أجزاء_ممكنة_حتى_تسهل_ا لسيطرة_عليها._وحين_تستمع_إلى_كثير_من_المحطات_الإذا عية_والفضائية،_فإنك_تلمح_على_نحو_واضح_وصريح_التعصب _للأوطان_والأقطار_ومحاولات_بائسة_للحديث_عن_فضائل_غ ير_موجودة_أو_تضخيم_لفضائل_صغيرة) _انظر_كتابالأسئلة_ المحظورةللدكتور_عبد_الكريم_بكار_ص91_)، وجَعل المسلمين قطيعًا لهم، هاجوا وماجوا ووصوا أذنابهم في بلاد أهل الإسلام أن يتصرفوا في هذه الآيات، ففكَّر الأذناب وحذفوا هذه الآيات من المناهج الدراسية وأنشأوا الدعوات القومية كالفرعونية والطورانية والآشورية وغيرها من القوميات، ليمسحوا من قلوب المسلمين تعاليم هذه الآيات القرآنية، ولكن هيهات هيهات.
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النبأ العظيم للدكتور محمد دراز ص 152 ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=t075qymu#[1])
(2) ( تسعى العولمة بكل ثِقلها إلى تفتيت المنظومات الكبرى إلى أصغر أجزاء ممكنة حتى تسهل السيطرة عليها. وحين تستمع إلى كثير من المحطات الإذاعية والفضائية، فإنك تلمح على نحو واضح وصريح التعصب للأوطان والأقطار ومحاولات بائسة للحديث عن فضائل غير موجودة أو تضخيم لفضائل صغيرة) انظر كتاب"الأسئلة المحظورة"للدكتور عبد الكريم بكار ص91 ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=t075qymu#[2])
المصدر:موقع العقيدة والحياة ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=t075qymu)(/)
حملة عِش حياتك مع القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Aug 2010, 09:23 ص]ـ
( alyagot1@gmail.com) http://dc200.4shared.com/img/360848546/7ca43bca/0.8405289319876021/3_online.gif
إن منهج القرآن الفريد، منهج يسعد البشرية كلها ويقودها إلى الكمال المقدر لها في هذه الحياة
وقد وضع القرآن المنهج الدائم لحياة إنسانية متجددة , وإنطلاقاً من الإيمان بهذه المعاني
فقد شهدت العاصمة السعودية الرياض يوم السبت 26 شعبان تدشين فعاليات حملة "عش حياتك مع القرآن"
وهي أول حملة إعلامية وطنية تعتني بتعزيز القيم القرآنية، وتمتد طوال شهر رمضان المبارك.
تنطلق الحملة بإشراف مؤسسة آسية للاستشارات التربية والأسرية
ومشروع عش حياتك مع القرآن .. مشروع اجتماعي قيمي يهدف إلى
تعزيز القيم القرآنية وتوضيح أهميتها في حياة أفراد المجتمع مع غرس المفاهيم
والقيم والمثل والآداب العامة المستمدة من كتاب الله
بقصد تعزيزها لمعالجة الظواهر والسلوكيات الطارئة على مجتمعنا.
فكلما اقترب المجتمع من قيمة قرآنية فإنه ينعكس إيجابا على
سلوك أفراده فتنخفض المشكلات النفسية وتخف معدلات العنف والجريمة.
للمزيد عن أهداف الحملة تصفح موقع الحملة
http://www.with-quran.net/ (http://www.with-quran.net/)(/)
سؤال في طريقة تثبيت حفظ آيات
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[16 Aug 2010, 01:40 م]ـ
لدي مشكلة في حفظ الآيات التى تتحدث عن الأنبياء وأجد نفسي أدخل السور والآيات في بعضها دون أن أشعر بالذات سورة الأعراف وسورة هود مثل:
ـ (رسالة ربي) (رسالات ربي)
ـ قوله تعالى في هود (إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده) وفيها (وآتاني منه رحمة)
ـ (لاأسألكم عليه مالًا) (أجرًا)
ـ (قد جاءتكم بينة من ربكم) (قد جئتكم ببينة من ربكم)
ـ (أخرجوهم من قريتكم) (لنخرجنّك)
ـ ردود أقوام الأنبياء تختلف: (لنراك في سفاهة)، (إنا لنراك في ضلال مبين)
فكيف يمكنني حل هذه المشكلة؟
جزى الله خبرًا من أعانني على فهمها ........
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:17 م]ـ
في كتب (المتشابه اللفظي في القرآن الكريم) حلول كثيرة مبتكرة ومفيدة لتلافي الخطأ المتكرر في ضبط مثل هذه المواضع فلعلك تراجعينها يا أم عبدالله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:23 م]ـ
ونصيحتي لك أختي أم عبد الله أن تطلعي على ملفات اللمسات البيانية التي توضح سبب اختيار كل كلمة في موضعها وهكذا لا تخطئين فيها أبداً إن شاء الله
وهذا الرابط للملفات
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12049
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[18 Aug 2010, 10:48 ص]ـ
ونصيحتي لك كثرة المراجعة والربط بين المواضع المختلف فيها بنفسك، فلاشئ أعون على تثبيت المحفوظ مثل كثرة مراجعته، فاجعلي لنفسك وردا يوميا ثابتًا لا تتخلفين عنه، وستضبطين هذه المواضع وغيرها مع الوقت وطول صحبة القرآن بإذن الله.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعًا، أفدتموني.(/)
موقف مفسري مدرسة مكة من الروايات الإسرائيلية
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:30 م]ـ
مدخل:
إن الحديث عن الروايات الاسرائيلية في التفسير هو حديث عن موضوع لم يسلم منه إلا القليل من مصادر تراث الأمة، أو مؤلف من مؤلفاتها، وإن لم يكن عندنا إحصاء دقيق واستقراء لهذا الأمر استقراء علميا تاما. ولكن الأمر غير خاف للعيان ولكل متتبع ومتمرس ودارس لتراث الأمة.
ولكن ما يثلج الصدر في بعض هذه المصادر هو أن مؤلفيها بينوا هذا الدخيل وبينوا ضعفه وعدم صحته، وكذا تدليس أصحابه إن دلسوا، أو موافقة كلامهم لما بينته شريعتنا.
ولفظ الاسرائيليات: يدل على اللون اليهودي للتفسير، وما كان من أثر للثقافة اليهودية فيه إلا أنه في حقيقة الأمر يعني ما هو أوسع من هذا، فيضاف إليه اللون النصراني، وإطلاق اللفظ على جزئية منه فقط هو من باب التغليب ليس غير، إذ الأثر الغالب كان للثقافة اليهودية. (1). لأن ثقافة اليهود وثقافة النصارى ثقافة دينية، وكلتا الثقافتين كان لهما أثر في التفسير الى حد ما.
فثقافة اليهود كانت تعتمد أول ما تعتمد على التوراة التي أشار إليها القرآن بقوله:" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور" (2).ودل عل بعض ما جاء فيها من أحكام بقوله:" وكتبنا فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص". (3).
وكثيرا ما يستعمل المسلمون واليهود أنفسهم لفظ التوراة ويطلقونه على كل الكتب المقدسة عند اليهود فيشمل الزبور وغيره. وتسمى التوراة بما اشتملت عليه من الأسفار الموسوية وغيرها: العهد القديم.
وكان لليهود بجانب التوراة سنن ونصائح وشروح لم تؤخذ عن موسى بطريق الكتابة، وإنما تحملوها ونقلوها بطريق المشافهة، ثم نمت على مرور الزمن وتعاقب الأجيال، ثم دونت وعرفت باسم التلمود، ووجد بجوار ذلك كثير من الأدب اليهودي، والقصص والتاريخ والتشريع والأساطير.
وأما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد في الغالب الأهم على الانجيل، وقد أشار القرآن الى أنه من كتب السماء التي نزلت على الرسل فقال:" ثم قفينا عل آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الانجيل ". (4).
والأناجيل المعتبرة عند النصارى يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل. اسم: العهد الجديد والكتاب المقدس لدى النصارى يشمل التوراة والانجيل ويطلق عليه العهد القديم والعهد الجديد.
وكان طبعيا أن يُشرح الانجيل بشروح مختلفة، كانت فيما بعد منبعا من منابع الثقافة النصرانية، كما وجد بجوار ذلك ما زاده النصارى من القصص، والأخبار والتعاليم التي زعموا أنهم تلقوها عن عيسى عليه السلام، وهذا كله كان من ينابيع الثقافة النصرانية.
وإذا نحن أجلنا النظر في التوراة والانجيل نجد أنهما اشتملا على كثير مما اشتمل عليه القرآن الكريم، وبخاصة ما كان له تعلق بقصص الانبياء عليهم السلام. مع اختلاف في الاجمال والتفصيل، هذا التفصيل هو الذي جعل المسلمين يقتبسون من الكتب الكتابية بقدر ما يرون أنه شارح لهذا الايجاز وموضح لما فيها من غموض، ومن ثم بدأت الاسرائيليات تدخل في التفسير، وتطور هذا الدخول ليتأثر التفسير بالتعاليم اليهودية والنصرانية" (5).
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:36 م]ـ
تفسير مدرسة مكة والروايات الاسرائيلية:
-أقصد بمدرسة مكة في التفسير ما روي من نصوص تفسيرية مسندة كانت أو غير مسندة عن جهابذة أعلام هذه المدرسة أسهموا في تشكيلها بناء ومسارا، وكذلك نصوص الذين تتلمذوا وجلسوا الى شيوخها يأخذون من معينهم الفياض وزادهم المعرفي.
-فمكة حرسها الله تعتبر منذ البعثة من أعظم البيوت القرآنية، فيها نزل أول لفظ يدعو للقراءة، وبها تأسس أول مركز لتعليم المسلمين " دارالأرقم" ليتخرج منها الأرقميون الذين تعهدوا القرآن وعلموه، وساحوا في بقاع الأرض ينشرونه، وبعد اتساع الفتوحات، تفرق الصحابة في الأمصار وتفرق العلم معهم لتتوفر الدواعي على تطلب الأخبار الراجعة الى التفسير وغيره من العلوم الشرعية.
-وقد عرف رجال بأنهم أثبات الأخبار وحجج الآثار تفاوتوا قلة وكثرة فيما روي عنهم ليتفوق في هذا المجال مؤسسو المدارس التفسيرية المشتهرة في هذا العهد، ابن مسعود في العراق، وأبي بالمدينة، وابن عباس بمكة.
-وتعد مدرسة مكة الأولى في هذا الحقل العلمي بفضل مؤسسها وخريجيها، فابن عباس المؤسس هو حبر الأمة وبحرها، اعترف له كبار الصحابة بطول الباع في التفسير وغيره، فيه قال ابن مسعود رضي الله عنه:"نعم ترجمان القرآن ابن عباس" (6) وقال فيه أيضا:" لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد " (7)، وفيه قال علي بن أبي طالب:" كأنما ينظر الى الغيب من ستر رقيق " (8)، أما تلامذته وخريجو مدرسته فعددهم لا يحصر ولا يحصى، ولكن اشتهر منهم خمسة عدوا من الجهابذة الأول قال فيهم ابن تيمية: " أعلم الناس بالتفسير أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاوس وسعيد بن جبير وغيرهم." (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:37 م]ـ
أ-التوجيه النبوي وفهم الصحابة له:
عاش موجه الأمة المحمدية واقعه الفكري، وحرص (عليه الصلاة والسلام) في بداية الأمر على ربط أتباعه بكتاب الله وحده، حتى لا تكثر عليهم الأقوال، وتختلط في أذهانهم الأفكار، ولتنفيذ ذلك لم يسمح لهم بكتابة الحديث في بدايته (10)، وإن ورد الأمر بما يخالف هذا ولكن بقلة. وأمرهم كذلك بأن لا يخلطوا ثقافتهم بثقافة غيرهم حتى يكتسوا الحصانة الفكرية، وبين لهم بأن ثقافة الاسلام كاملة تامة، وشاملة ناسخة وبيضاء نقية.
-فقد جاءه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يوما بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه عليه فغضب وقال:" أمتهوكون-متحيرون-فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني". (11).
-وقال لهم أيضا: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ". (12).
وهو الخطاب الذي فهمه الصحابة الكرام، وتمثلوه في علاقاتهم مع أهل الكتاب، وخصوصا ابن عباس شيخ المدرسة الذي وجه خطابه لتلاميذه حاثا إياهم على ما حث عليه الرسول الكريم فقال: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل عليكم بين أظهركم محصن ولم يشب، فهو أحدث الأخبار بالله، وقد أخبركم الله عن أهل الكتاب أنهم كتبوا بأيديهم كتبا ثم قالوا هذا من عند الله "ليشتروا به ثمنا قليلا " فبدلوها وحرفوها عن موضعها أفما ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فو الله ما رأينا أحدا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم (13). وهي نصوص واضحة في الدلالة على المنع من الأخذ عن أهل الكتاب.
لكن ورد أيضا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نص يستفاد منه الجواز، وهو قوله:"بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" (14).
وهذا الاختلاف في الحكم وجهه العلماء موفقين بين الأدلة فقال ابن حجر في الفتح: " قال الشافعي: " من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب، فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم، وهو نظير قوله (صلى الله عليه وسلم): " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم "، ولم يرد المنع من التحدث بما يقطع صدقه." (15).
وقال ابن حجر أيضا: " ويؤخذ من هذا الحديث التوقف عن الخوض في المشكلات والجزم فيها بما يقع في الظن وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف من ذلك." (16).
-وقد تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع هذه التوجيهات بعلم، فلم يفهموا من النهي المذكور المنع البات في كل أمور العلم، وإلا كيف يكون قوله صلى الله عليه وسلم: " فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" إلا بعد وقوع الرواية.؟ ومن هنا فإنهم امتنعوا بتاتا عن الرواية عنهم في أبواب العقيدة والتشريع، وتساهلوا في الأخبار والتواريخ وبدء الخليقة، وهي ما تشكل موضوع القصص.
وممن يذكر له سماع عن أهل الكتاب أو محاورة لهم: الفاروق عمر بن الخطاب وأبو هريرة الذي شهد له كعب الأحبار بقوله: " ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة ". (17). وعبد الله بن عمرو بن العاص الذي أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن النظر فيها ورأى فيها العجائب وكان يحدث منها أحيانا في الأخبار وبدء الخليقة وتاريخ الانبياء .. " (18). وكذا صنع أعلام المدرسة، وخصوصا شيخهم، الذي تحاور معهم وساءلهم وراسلهم.
ولعله من الأسباب الطبيعية التي دفعت الصحابة الكرام ليتعاملوا مع أهل الكتاب تلك الحركة الأولى في تفسير القرآن التي كانت تعتمد على النقل، وليس ثمة مجال للعمل الفكري الذي ينفي ويثبت، وإنما الأمر مرده الى الرواية المحضة." (19). ومن الأسباب أيضا: احتواء القرآن على كثير من القصص المجملة، وفي النفس فضول -كما هو معلوم-لمعرفة التفاصيل وليس من مصدر مسعف، لأنه ليس من مقاصد الدين تزويد الناس بمعلومات تاريخية مفصلة.
ولتفصيل هذا المجمل لجأ الناس وخاصة القصاصون الى أهل الكتاب أو الى كتبهم يغرفون منها ويغمرون الساحة الاسلامية بركام هائل من الأخلاط الكتابية. وقد استغل أهل الكتاب هذا الفضول فلبوا على القصاص أمرهم، وغلبوهم على عقولهم، وملأوها بكثرة الأخبار الزائفة والمكذوبة، وأوهموهم أن كتبهم ترجع الى الأنبياء، فصدقوهم لقلة علمهم، ولسطحية تفكيرهم.
ليحصل لهم ما حصل لمن يحتاج شراء سلعة عند تاجر خبيث، وقد نبه العلماء الى هذه المداخل، كما حذروا من القصاص، وعلى رأس المحذرين الامام علي (كرم الله وجهه)، الذي أخرجهم من جامع البصرة. إلا أن الأمر اتسع فيما بعد على المداوي حتى أعياه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:47 م]ـ
ب-مدرسة مكة والاسرائيليات:
إن المطلع على الانتقادات التي وجهت الى الكثير من علماء الأمة، الذين رجعوا الى أهل الكتاب، وأخذوا عنهم-خاصة انتقادات المستشرقين ومن ركب مركبهم من المستغربين -أحمد أمين مثلا - ليجد نفسه أمام تحامل خطير وممنهج، الغرض منه الوصول مستقبلا الى الطعن في النص المروي عنهم. إذ لو قبل المسلمون المطعن الأول لسهل قبول ما يأتي بعده.
وبالتأكيد لم يسلم أعلام "المدرسة" من هذا التحامل، ولكن الرد عليهم سهل ميسر على كل من درس مروياتهم واطلع على نصوصهم.
فابن عباس الحبر، تعلم من النبي، وفقه إرشاداته، فميز بين ما يلزم فعله وما لا يلزم.، حيث تعامل أولا مع علماء أهل الكتاب الذي أسلموا وحسن إسلامهم، مثل: عبد الله بن سلام، الذي كان أعلم اليهود وابن أعلمهم كما أخبر عن نفسه (20).وأخبر معاذ بن جبل في حديث موته أنه ممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. (21).
كما تعامل مع كعب الاحبار المعدود من علماء أهل الكتاب وأحد أحبارهم، أسلم في خلافة عمر، وشهد بتزكيته المحدثون. (22). وهي شهادة كافية في توثيقه ورد كل تهمة تلصق به.
-وقد رأى ابن عباس أن أحسن الفهم موجود عند أمثال هذا الرجل، لهذا ساءله عن كثير من القضايا المتعلقة بما تتشوف العقول الى معرفته، وقد اعتمد الحبر في هذه المساءلة طرقا متعددة.
*فتارة كان يسأله مباشرة مثل:
-ما روي عنه أنه ذهب الى كعب الاحبار فقال له: حدثني عن قول الله عز وجل "الله نور السموات والأرض " (سورة النور)، الآية، فقال كعب: الله نور السموات والأرض، مثل نوره: مثل محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة (23).
*وتارة كان يسأل أبناءه عن علمه مثل:
-ما رواه ابن ابي حاتم في تفسيره عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني قال: رأيت عبد الله بن عباس مر به تبيع ابن امرأة كعب فسلم عليه فسأله: هل سمعت كعبا يقول في السحاب شيئا؟ قال: نعم سمعته يقول: إن السحاب غربال المطر، ولولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه، قال: قال سمعت كعبا يقول في الأرض: تنبت العام نباتا وعام قابل غيره؟ قال: نعم سمعته يقول: إن البذر ينزل من السماء قال ابن عباس: سمعت ذلك من كعب يقوله (24).
*ليصل به الأمر أحيانا الى جعله حكما فيما اختلف فيه مع غيره، مثل:
-ما روي عنه في تفسير قوله تعالى: " عين حمئة " قال: قرأ معاوية هذه الآية: " (عين حامية) فقال ابن عباس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس والشأط، الطين. (25).
*وتارة كان يراسله مثل:
-ما روي عن كريب قال: دعاني ابن عباس، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله بن عباس، إلى فلان حبر تيماء: سلام عليك، فإني أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا هو، أما بعد: قال: فقلت: تبدؤه تقول: السلام عليك؟ فقال: إن الله هو السلام، ثم قال: أكتب، سلام عليك أما بعد: فحدثني عن مستقر ومستودع، قال: ثم بعثني بالكتاب إلى اليهودي، فأعطيته إياه؛ فلما نظر إليه قال: مرحبا بكتاب خليلي من المسلمين، فذهب بي إلى بيته، ففتح أسفاطا له كبيرة فجعل يطرح تلك الأشياء لا يلتفت إليها، قال: قلت: ما شأنك؟ قال: هذه أشياء كتبها اليهود، حتى أخرج سفر موسى عليه السلام، قال فنظر إليه مرتين، فقال المستقر: الرحم، قال ثم قرأ (ونقر في الأرحام ما نشاء)، وقرأ (ولكم في الأرض مستقر ومتاع) قال: مستقره فوق الأرض: ومستقره في الرحم، ومستقره تحت الأرض، حتى يصير إلى الجنة، او إلى النار. (26).
-وعنه أيضا قال: أرسلني ابن عباس الى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآيات "جنة عرضها السماوات والارض " فأخرج أسفار موسى، فجعل ينظر قال: سبع سماوات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها الى بعض، هذا عرضها، وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله. (27).
*بل كثيرا ما جمعتهم مجالس العلم، ليحصل النقاش العلمي المبني على المساءلة والتناصح مثل:
ما روي عن عكرمة قال: " كنا جلوسا عند ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير فقال ابن عباس: لا خير ولا شر، قال كعب لابن عباس: ما تقول في الطيرة؟ قال: وما عسيت أن أقول فيها؟ لا طير إلا طير الله ولا خير إلا خير الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال كعب: أن هذه الكلمات في كتاب الله، المنزل يعني التوراة." (28).
وكثيرا ما كانت ترد عن ابن عباس روايات في بدء الخليقة وقصص القرآن مما لا مرجع له فيها إلا أهل الكتاب كما روي عنه في تفسير قوله تعالى: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .. " (29).
وبالتأكيد لم يقتصر الأمر فقط على مثل هذه الأسئلة، بل تجاوزه الى قصص الأنبياء بدءا بقصة آدم عليه السلام، الى نوح فهود فسليمان وهلم جرا ...
وهي روايات مطعون في أسانيد بعضها، وما صح منها أدرج ضمن ما سمح به ابن عباس لنفسه، وفهمه من التوجيهات النبوية، وما كان غير ذلك فهو مدسوس عليه أو ضعيف من حيث السند أو المتن. إذ لا ننسى الاختلاقات التي مست تفسيره وما نسب إليه رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:49 م]ـ
فالتوفيق بين أخذ ابن عباس عن أهل الكتاب وبين دعوته الى عدم الأخذ عنهم، سهل وبين.
إذ إن رجوعه إليهم لم يكن من طالب علم مبتدئ، أو قاص جاهل، إنما كان من عالم يعير سمعه لما يقال، ثم يعمل فكره وعقله فيما سمع، لينخل منه الزيف ويحتفظ بالصحيح.
وقد وضع أساس منهج الاختيار العلمي بقوله: " العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه".
وأنشد محمد بن مضعب لابن عباس:
ما أكثر العلم وما أوسعه ... من ذا يقدر أن يجمعه
إن كنت لابد له طالبا ... محاولا فالتمس أنفعه. (30).
وعزز هذه المقولة بسلوكه مع كعب الأحبار نفسه في موضوع بلغه عنه، لتظهر الصورة الحقيقية للحبر والمتمثلة في المؤمن المعتز بدينه الكريم على نفسه وثقافته.
حيث يروى أن رجلا أتى ابن عباس يبلغه زعم كعب الأحبار أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في النار، فغضب ابن عباس وقال: كذب كعب الأحبار، قالها ثلاثا، بل هذه يهودية يريد إدخالها في الاسلام. (31). وقد اعتذر له كعب بعد وتعلل. (32) ..
ومن هذا الوادي ايضا ما روي من انه ذكر الظلم في مجلس ابن عباس فقال كعب: إني لا أجد في كتاب الله المنزل أن الظلم يخرب الديار، فقال ابن عباس: أنا أوجدكه في القرآن، قال الله عز وجل: " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا .. ". (33).
هذه هي حقيقة موقف ابن عباس من أهل الكتاب، وهو إذا كان يدعو الى تجنب الرجوع الى اهل الكتاب، فبسبب ما أدخل من فساد على عقول العامة، أما العلماء فإن معهم من الأسباب ما يجعلهم يقفون طويلا قبل أن يصدقوا ما يلقى إليهم من قول.
وعلى نهج الحبر ابن عباس سار تلاميذه الكبار الذين شكلوا معه مدرسة التفسير، وخصوصا سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس، وطاوس بن كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح، وأضافوا بما حصلوا عليه من معارف شيوخهم، وبما استزادوه من معارف عصرهم وبيئتهم ما لم يحصل أو لم يكن موجودا في عصر السابقين.
ومرجع ذلك بالأساس الى أمرين اثنين:
-كثرة من دخل من أهل الكتاب في الاسلام.
-ميل نفوس القوم لسماع التفاصيل عما يشير إليه القرآن من أحداث يهودية أو نصرانية.
مما جعل الكثير من النقاد ينظرون الى تفاسيرهم بعين الريبة في بعض الأحيان. ومن ذلك قولهم في تفسير مجاهد: " كتابه في التفسير يتقيه المفسرون" (34). وقد علل تلميذه الأعمش ذلك بقوله: " كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب اليهود والنصارى". (35).
وبالتأكيد أن هذا الاتقاء لتفسيره ظهر منذ البدايات الأولى في عصره، كما صرح الأعمش وهو من تلاميذه، ولكن مجاهدا ليس بدعا في هذا الأمر، ولكنه فيه آثر متبع، إذ بعض هذه الروايات منقولة عن شيخه ابن عباس والبعض الآخر من شيوخه الآخرين من الصحابة مثل عبد الله بن عمرو بن العاص وهو أكثر قليلا، وقسم ثالث مصدره الأخبار التي راجت في عصره وبيئته.
ورغم ذلك كله، فبالرجوع الى النصوص المروية عنه في هذا المجال نجده فعلا قد أكثر وخالف المبدأ الشرعي للحديث المحذر " لا تصدقوهم ولا تكذبوهم " إذ كثيرا ما يروي عنهم أحاديث في الأنبياء وقصصا عنهم لا تجوز في حقهم وحق عصمتهم، ومهما التمسنا له من مبررات للأخذ من أهل الكتاب وحصرنا الروايات القليلة التي رويت عنه في هذا المجال، فإن المبدأ يبقى هو المبدأ والمنهج ذاته غير مقبول في رواية تلك الأخبار حتى ولو كان خبرا واحدا. وهذا لا ينقص من تفسيره ولا يزعزع ثقة الأمة فيه، إذ يكفي لإزالة هذه الآثار وإلغائها، القيام بتنقيحه والتعليق عليه لتسهل الاستفادة وتعم الفائدة، وتزول الشبهات.
وهو الكلام نفسه الذي يمكن أن يقال في تفسير باقي التلاميذ وكل تراث الأمة، إذ تنقية تراثنا أضحى واجبا من الواجباب التي ينبغي أن تصرف فيه جهود الأمة اليوم، وهو من الواجب الذي لا يتم الواجب إلا به.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:52 م]ـ
وهذا مثال يحدثنا عن قصة النبي يوسف (عليه السلام) تحدث عنها علماء "المدرسة"بتفصيل، ساقوا أثناءها أسماء وأحداثا وأرقاما وتفاصيل بدت فيها الروايات الاسرائيلية جلية واضحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنبدأ بما روي عن مجاهد حول هذه القصة قبل وقوعها وقبل أن يرمى في الجب حيث قال:"كان أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني أن عمته ابنة اسحاق، وكانت أكبر ولد اسحاق، وكانت إليها منطقة اسحاق، وكانوا يتوارثونها بالكبر، فكان من اختص بها ممن وليها، كان له سلما لا ينازع فيه، يصنع فيه ما يشاء، وكان يعقوب حين ولدله يوسف، كان قد حضنته عمته، فكان معها وإليها، فلم يحب أحد شيئا من الأشياء حبها إياه، حتى إذا ترعرع وبلغ سنوات، وقعت نفس يعقوب عليه، أتاها فقال: يا أخية سلمي إلي يوسف، فو الله لا أقدر على أن يغيب عني ساعة، فقالت: والله ما أنا بتاركته، والله ما أقدر أن يغيب عني ساعة، قال: فو الله ما أنا بتاركه، فقالت: فدعه عندي أياما أنظر إليه، وأسكن عنه، لعل ذلك يسليني عنه، أو كما قالت: فلما خرج من عندها يعقوب عمدت الى منطقة اسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه، ثم قالت: لقد فقدت منطقة اسحاق، فانظروا من أخذها ومن أصابها، فالتمست ثم قالت: اكشفوا أهل البيت، فكشفوهم، فوجدوها مع يوسف، فقالت: والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت، قال: وأتاها يعقوب فأخبرته الخبر، فقال لها: أنت وذاك إن كان فعل ذلك، فهو سلم لك، ما أستطيع غير ذلك، فأمسكته فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت، قال: فهو الذي تقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع، حين أخذه (إن يسرق فقد سرق له أخ من قبل). (36).
فهذا التفصيل في سوق الأحداث والبيئة التي عاش فيها نبي الله يوسف، مما تتطلبه النفس من معارف ولكن أنى لنا أن نصدق بصحتها، وليس من صحيح القول في هذا المجال إلا ما أخبر به الصادق المصدوق وهذا لم يحصل. ومما يؤكد هذا المنحى، اي الاهتمام بالتفاصيل التي لاطائل من ورائها:
ما روي عن مجاهد قال: ألقى يوسف في الجب وهو ابن (سبع عشرة سنة)، وغاب عن ابيه (ثمانين سنة) (37).ولبث في السجن من ثلاث سنين الى تسع (38). وعند طاوس بقي فيه (أربع عشرة) سنة، وأعطي الحكم والعلم وهو ابن (ثلاث وثلاثين سنة) (39).ومات وهو ابن (مائة وعشرين سنة).
فهذا التفصيل والمتابعة من مجاهد على الخصوص في البحث عن كل صغيرة وكبيرة من حياة الرسول يوسف عليه السلام، جعلته يقع في أخطاء كثيرة، مما يبين أن مرجعيتها لا تتعدى المصادر الكتابية.
ولكن قد يتساهل فيما سبق بيانه من مرويات إذ لا تعدو مشبعات للنفس فيما تتشوف إليه من معارف،ولكن أن يذهب الأمر الى اتهام الأنبياء والشك في عصمتهم، والتحدث عنهم بما لا يليق بمقامهم،فهذا مما يحتاج الى التوقف في هذه المرويات والنظر إليها بحذر شديد، بل وبرفض أشد.
ففي تفسير قوله تعالى: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأىبرهان ربه " رويت عنه رويات متعددة، اذكرها ثم أعقب عليها بأقوال العلماء.
-ففي رواية قال:" رأى صورة ابيه يعقوب في وسط البيت عاضا على إبهامه، فأدبر هاربا وقال: وحقك يا أبت لا أعود ابدا. (40).
-وقال ايضا: " حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن، فنودي: يا ابن يعقوب أتزني فتكون كالطائر وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له. (41).
-وقال: " أسلمت له وحل التبان وقعد بين فخذيها، فنادى مناد يا يوسف لا تكن كالطير إذا زنى، ذهب ريشه، فلم يعظ النداء شيئا، فنودي الثانية فلم يعظ النداء شيئا، فتمثل له يعقوب فضرب صدره فقام فخرجت الشهوة من أنامله. (42).
-وقال: " فلم يتعظ بالنداء حتى صكه جبريل في صدره، فطارت كل شهوة في رأسه، فخرجت من أنامله، فوثب الى الباب، فوجده مغلقا، فرفع يوسف رجله، فضرب بها الباب الأدنى، فانفرج له، فانفرجت له الأبواب التي دونه، واتبعته فأدركته عند آخر باب منها. (43).
-وقال: " جلس منها مجلس الرجل من امرأته حتى رأى صورة يعقوب في الجدار وفي رواية:"تمثل له يعقوب فضرب في صدر يوسف، فطارت شهوته من أطراف أنامله، فولد لكل ولد يعقوب اثنا عشر ذكر غير يوسف لم يولد له إلا غلامان. (44).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تصدى الكثير من العلماء لتفنيد هذه الأقوال ومن أجمع ما قيل في الرد عليها قول ابن حزم في الملل والنحل حيث قال: " قوله: " همت به وهم بها " فليس كما ظن بعض من لم يمعن النظر من المتأخرين، فقال: إنه قعد منها مقعد الرجل من امرأته، معاذ الله أن يظن هذا برجل من صالحي المسلمين أو مستوريهم، فكيف برسول من رسل الله صلى الله عليهم وسلم.
فإن قيل: إن هذا قد روي عن ابن عباس من طرق جيدة، قلنا نعم ولا حجة في قول أحد إلا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، وال
وهم في تلك الرواية إنما هي بلا شك عمن دونه، أو لعل الحبر لم يقطع بذلك، إنما أخذه عمن لا يدري من هو، ولا شك في أنه شيء سمعه فذكره، لأنه رضي الله عنه لم يحضر ذلك، ولا ذكره عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومحال أن يقطع (رضي الله عنه) بما لا علم له به ولكن معنى الآية لا يعدو أن يكون أحد وجهين:
-إما أنه هم بالايقاع بها وضربها كما قال تعالى: " وهمت كل أمة برسولها ليأخذوه" (45). لكنه عليه السلام امتنع من ذلك ببرهان أراه الله إياه استغنى به عن ضربها وعلم أن الفرار أجدى له وأظهر لبراءته على ما ظهر بعد ذلك من حكم الشاهد.
-وإما أن الكلام قد تم عند قوله:" ولقد همت به " ثم ابتدأ الله تعالى خبرا آخر فقال:" وهم بها " لولا أن رأى برهان ربه، وهذا ظاهر الآية بلا تكلف تأويل. (46).
وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره بعد أن ساق هذه الروايات وغيرها: " الظاهر الغالب على الظن المزاحم لليقين أنه إنما تلقاه عن اسرائيليات لأنه لا مجال للرأي فيها ولم يرفع منه قليل ولا كثير إليه صلى الله عليه وسلم وبهذا نعلم أن لا ينبغي التجرؤ على القول في نبي الله يوسف بأنه جلس بين رجلي كافرة أجنبية يريد أن يزني بها اعتمادا على مثل هذه الروايات .. (47). ثم شرح أوجه براءة يوسف عليه السلام.
وبين الشيخ العدوي بأن ما قاله يوسف من عبارات جافة لامرأة العزيز تدل على نفرته من المعصية وبين أن نبي الله منزه عما شحنت به بعض كتب التفسير مما لا يليق بمن أعده الله لأن يكون رسولا وهيأه ليتولى زعامة أمة في دينها وخلُقها. (48).
وقال الطباطبائي بعد أن ذكر أن ما روي عن يوسف من جلوس وغيره إنما هو إسرائيليات لا تسلم"ولو وجدت من يوسف أدنى زلة لنعيت عليه وذكرت توبته واستغفاره كما نعيت على آدم زلته وعلى داود وعلى نوح وعلى أيوب وعلى ذي النون وذكرت توبتهم واستغفارهم كيف وقد أثنى الله عليه وسماه مخلصا. (49).
ويكفي في براءته أن شهود براءته كثيرون، فالله تعالى يشهد بذلك إذ يقول: " إنه من عبادنا الصالحين"والشاهد الذي شهد من أهلها والعزيز يقولان: " إنه من كيدكن "وامرأة العزيز تقول: " أنا راودته عن نفسه " والنسوة إذ قلن:"حاش لله ما علمنا عليه من سوء"ويوسف ينفي ذلك عن نفسه وقد سماه صديقا. (50).
أما ابن العربي المعافري فقال: " قد بينا في السالف من كتابنا وفي غير موضع عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم من الذنوب، وحققنا القول فيما نسب إليهم من ذلك، وعهدنا إليكم عهدا لن تجدوا له ردا، وأن أحدا لا ينبغي أن يذكر نبيا إلا بما ذكره الله لا يزيد عليه، فإن أخبارهم مروية وأحاديثهم منقولة بزيادات تولاها أحد رجلين: إما غبي عن مقدارهم، وإما بدعي لا رأي له في برهم ووقارهم، فيدس تحت المقال المطلق الدواهي ولا يراعي الأدلة والنواهي، وكذلك قال الله تعالى: " نحن نقص عليك أحسن القصص "يوسف:3،اي أصدقه على أحد التأويلات وهي كثيرة بيناها في أمالي أنوار الفجر.". (51) ..
وقال أيضا: " ... فما تعرض لامرأة العزيز ولا أناب الى المراودة، بل أدبر عنها وفر منها، حكمة خص بها، وعملا بمقتضى ما علمه الله سبحانه، وهذا يطمس وجوه الجهلة من الناس، والغفلة من العلماء في نسبتهم إليه مالا يليق به، وأقل ما اقتحموه من ذلك أن هتك السراويل وهم بالفتك فيما رأوه من تأويل، وحاش لله ما علمت عليه من سوء، بل أبرئه مما برأه منه، فقال: " ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما" .... فما لهؤلاء المفسرين لا يكادون يفهمون حديثا ويقولون: فعل وفعل، والله إنما قال:هم بها، لا أقالهم الله ولا أقاتهم ولا عالهم" (52).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نموذج مما ورد من روايات اسرائيلية أثناء الحديث عن قصص الأنبياء ولو شئنا تتبعها كلها لكانت لوحدها بحثا ضافيا وغنيا،ولكن بحسبي الاشارة والتنبيه، وإلا فما ورد في قصة أبينا آدم وهو في الجنة وخروجه منها وقصة نبي الله نوح والخرافات التي حيكت حول دعوته وسفينته ورحلته، ونبي الله ايوب وما نمقه القصاص حول ابتلائه، ولا ننسى نبينا محمد وما حيك من ترهات حول زواجه بزينب رضي الله عنها، وحول نطقه بألفاظ الكفر وهلم جرا من التفسيرات والخرافات التي يجب الحذر والتحذير منها ..
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:54 م]ـ
وهو المثال الذي أختم به هذا المبحث لتعلقه بنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته المنزلة.
-ففي تفسير قوله تعالى: " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ ما يلقي الشيطان ثم يحكم آياته والله عليم حكيم " (53) .. فقد أورد الطبري رواية عن ابن عباس في الموضوع، بسند من طريق العوفي الذي تكلم فيه العلماء (54)، كما نقله السيوطي عن البزار وابن مردويه والضياء في المختارة ويقول السيوطي: بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير، وايضا نقله عن ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، وعن ابن مردويه من طريق الكلبي والنص على الشكل التالي:
-حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن ابيه، عن ابن عباس قوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول الله ولا نبي إلا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته) إلى قوله (والله عليم حكيم) وذلك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بينم اهو يصلي، إذنزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها فسمعه المشركون، فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول: أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى، فجعل يتلوها، فنزل جبريل عليه السلام، فنسخها ثم قال: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الى قوله: " والله عليم حكيم ". (55).
وهذا حديث خطير أورده أغلب المفسرين في تصانيفهم، وبالتأكيد سيقرأه كل طالب علم، وقد يسأل أهل العلم وقد لا يسأل، وهنا تحصل الكارثة ويحصل التشكيك لدى طلبة العلم والقراء، لا يزول إلا بتتبع أقوال العلماء في الموضوع.
قال القاضي عياض رحمه الله: " قال ابن عطية: هذا الحديث الذي فيه الغرانيق العلا، وقع في كتب التفسير ونحوها، ولم يدخله البخاري ومسلم ولا ذكره في علمي مصنف مشهور، بل يقتضي مذهب أهل الحديث أن الشيطان ألقى، ولا يعينون هذا السبب ولا غيره، ولا خلاف أن إلقاء الشيطان إنما هو لألفاظ مسموعة وقعت بها الفتنة، ثم اختلف الناس في صورة هذا الالقاء، ... وإنما الأمر أن الشيطان نطق بلفظ أسمعه الكفار عند قوله النبي صلى الله عليه وسلم " أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" وقرب صوته من صوت النبي حتى التبس الأمر على المشركين، وقالوا: محمد قرأها، وقد روي نحو هذا التأويل عن ابي المعالي، وقيل: ألقى شيطان الانس كقول الله عز وجل: " والغوا فيه". (56).
وبعد أن ذكر القاضي عياض (رحمه الله) الدليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة -فيما طريقه البلاغ-بعصمته من الاخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه لا قصدا ولا عمدا سهوا أو غلط أضاف قائلا: " اعلم رحمك الله، أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين:
أحدهما في توهين أصله، والثاني على تسليمه.
أما المأخذ الأول: فيكفيك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من اهل الصحة، ولا رواه بسند صحيح سليم متصل ثقة، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسناد متصل إلا ما رواه شعبة عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب، والشك في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بمكة وذكر القصة، ولم يسنده عن شعبة، وإنما يعرف عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس، فقد بين لك ابو بكر رحمه الله أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى هذا، وفيه من الضعيف ما نبه عليه من وقوع الشك فيه، الذي ذكرناه الذي لا يوثق به ولا حقيقة معه،.أما حديث الكلبي فما تجوز له الرواية عنه، ولا ذكره لقوة ضعفه وكذبه، كما أشار إليه البزار رحمه الله. والذي منه في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ " والنجم " بمكة فسجد المشركون وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس،وهذا توهينه من طريق النقل.
أما المأخذ الثاني: فهو مبني على تسليم الحديث لو صح، وقد أعاذنا الله من صحته، ولكن على كل حال فقد أجاب أئمة المسلمين عنه بأجوبة منها الغث والسمين، والذي يظهر على تسليمه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كما امره ربه يرتل القرآن ترتيلا، ويفصل الآي تفصيلا في قراءته كما رواه الثقات عنه، فيمكن ترصد الشيطان لتلك السكتات ودسه فيما اختلقه من تلك الكلمات محاكيا نغمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بحيث يسمعه من دنا إليه من الكفار، فظنوها من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) وأشاعوها، ولم يقدح ذلك عند المسلمين لحفظ السورة قبل ذلك على ما أنزلها الله وتحققهم من حال النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذم الأوثان وعيبها ما عرف منها. (57).
والطبري رحمه الله عندما ذكر هذه الرواية، ذكر لها روايات كثيرة كلها باطلة لا أصل لها، (58). فصوب على المرمى وقرطس، ولو شاء الله ما ذكرت رواية واحدة ولا سطرت، ولكن الله فعال لما يريد.
أما ابن كثير فقال: " ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق، .. ,ولكنها من طريق مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح، والله أعلم. ونقل أيضا كلام القاضي عياض في الموضوع. (59).
قال القاضي: " فاعلم أن للناس في معنى هذه الاية أقاويل منها السهل والوعث، والسمين والغث، وأولى ما يقال فيها ما عليه الجمهور من المفسرين، أن التمني هاهنا التلاوة، وإلقاء الشيطان فيها شغله بخواطر وأذكار من أمور الدنيا للتالي حتى يدخل عليه الوهم، والنسيان فيما تلاه، أو يدخل غير ذلك على أفهام السامعين من التحريف وسوء التأويل ما يزيله الله سبحانه ويكشف لبسه، ويحكم آياته. (60).
وبعد، فهذه بعض التصحيحات لما يمكن أن يطلع عليه شبابنا في كتب التفسير، وخصوصا ما يمكن أن يصبح عائقا في حسن فهمهم وربما تدينهم بسبب الشبهات التي تقدمها النصوص التفسيرية لأحاديث الأنبياء، ومثل هذا المبحث يجب أن يقدم لكل التفسير وكل كتب التراث الاسلامي، عسى أن يخرج دخنه وتزول علله فتصبح الكتب في متناول كل دارس دون أن يخشى على نفسه وعقله من تلك الترهات الفكرية التي تتشوف إليها العقول، ولكنها قد تخربها في بعض الأحيان.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 09:57 م]ـ
بارك الله بالدكتور أحمد على هذا البحث القيم. واشكره على استحداث هذا المصطلح (مدرسة مكة للتفسير) ولكن يا دكتور وكما تعلم بأن أي مدرسة من المدارس سواء كانت فكرية او نحوية أو تفسيرية كما استحدثتم لا بد لها من ميزات تميزها عن غيرها. فمثلاً بالنسبة للمدارس النحوية فإن مدرسة الكوفة تختلف عن البصرة وتتميز عنها من ناحية بعض الإعراب أو طريقة الإملاء أو الاختلاف على الهمز والى غير ذلك من اختلافات. أي أن المدرسة يجب أن تتميز عن غيرها من المدارس التي تحمل نفس الموضوع. والسؤال الآن بما أن حضرتكم قد استحدثتم هذا الإصطلاح.: ما هو الذي يميز المدرسة المكية عن غيرها من المدارس التفسيرية؟ بل قل أولاً ما هي المدارس التفسيرية الأخرى غير المدرسة المكيّة؟. وهل المدرسة المكية التي تتكلمون عنها هي المدرسة القديمة في فترة ما بعد الوحي والتابعين فقط؟ أم أنها تحوي كل من سكن مكة من المفسرين الى يومنا هذا؟؟.وبماذا تتميز مدرسة مكة عن غيرها من ناحية الأخذ من الإسرائيليات؟؟ مع ذكر تميز المدارس الأخرى لو تكرمتم. وبارك الله تعالى بكم.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[16 Aug 2010, 11:10 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل أحمد العمراني .. حفظك الله.
المجال هنا في الملتقى مجال مناقشات علمية، ولعل صدرك يسع ما سأقوله، ولا يكن في الخلاف في الرأي خلاف للود.
إن موقف الصحابة رض3 والتابعين من الإسرائيليات واضح وسهل جدا. وعلى موقفهم هذا سار السلف من بعدهم ولم يكن هناك أي إشكال في الرواية عن بني إسرائيل، فقد جاء الحديث الصريح بجواز التحديث عنهم، فما علمنا صدقه صدقناه، وما علمنا كذبه كذبناه، وما لم نعلم صدقه أو كذبه سكتنا عنه.
ولو تأملتَ - حديثك حفظك الله - وجدته مبنياً على أحكام وتصورات سابقة لا على الآثار التي اعتمدت عليها أو على غيرها مما هو موجود في كتب الآثار؛ فليس في تلك الآثار ما يدل على قولك:
"ولعله من الأسباب الطبيعية التي دفعت الصحابة الكرام ليتعاملوا مع أهل الكتاب تلك الحركة الأولى في تفسير القرآن التي كانت تعتمد على النقل، وليس ثمة مجال للعمل الفكري الذي ينفي ويثبت، وإنما الأمر مرده الى الرواية المحضة"
فمعلوم أن الصحابة والتابعين كانوا يجتهدون، وكان هناك مجال كبير للعمل الفكري، والآثار التي تدل على اجتهاد الصحابة والتابعين كثيرة جدا.
أو على قولك عن ابن عباس رض1 وتلاميذه" هذه هي حقيقة موقف ابن عباس من أهل الكتاب، وهو إذا كان يدعو الى تجنب الرجوع الى اهل الكتاب، فبسبب ما أدخل من فساد على عقول العامة، أما العلماء فإن معهم من الأسباب ما يجعلهم يقفون طويلا قبل أن يصدقوا ما يلقى إليهم من قول.
وعلى نهج الحبر ابن عباس سار تلاميذه الكبار الذين شكلوا معه مدرسة التفسير، وخصوصا سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة مولى ابن عباس، وطاوس بن كيسان اليماني وعطاء بن أبي رباح، وأضافوا بما حصلوا عليه من معارف شيوخهم، وبما استزادوه من معارف عصرهم وبيئتهم ما لم يحصل أو لم يكن موجودا في عصر السابقين" فلم أجد في الآثار التي ذكرتها نتيجة تؤدي إلى هذا الاستدلال الذي توصلت إليه. ولو ذكرت لنا أمثلة تدل على أن أنهم فرقوا في في الحكم في جواز الأخذ عن بني إسرائيل على حسب المتلقي.
وقولك عن مجاهد"فبالرجوع الى النصوص المروية عنه في هذا المجال نجده فعلا قد أكثر وخالف المبدأ الشرعي للحديث المحذر " لا تصدقوهم ولا تكذبوهم " إذ كثيرا ما يروي عنهم أحاديث في الأنبياء وقصصا عنهم لا تجوز في حقهم وحق عصمتهم، ومهما التمسنا له من مبررات للأخذ من أهل الكتاب وحصرنا الروايات القليلة التي رويت عنه في هذا المجال، فإن المبدأ يبقى هو المبدأ والمنهج ذاته غير مقبول في رواية تلك الأخبار حتى ولو كان خبرا واحدا"
فأخالفك – حفظك الله - في قولك هذا، فليس في الآثار ما يدل على أن مجاهد خالف هذا الحديث، بل كان عمله موافق لهذا الدليل ولغيره، كقوله صلى الله عليه وسلم"حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"
وهذه الأحاديث الإسرائيلية كما هو معلوم لديك تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، كما قال ابن تيمية رح1، وكما بيّن في مقدمته أنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته؛ لما تقدم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛ ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا. ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدتهم، وعصا موسي من أي الشجر كانت، وأسماء الطيور التي أحياها اللّه لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم اللّه منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه اللّه في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22].
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام، وتعليم ما ينبغي في مثل هذا؛ فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين، وسكت عن الثالث، فدل على صحته؛ إذ لو كان باطلاً لرده كما ردهما، ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا: {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس ممن أطلعه اللّه عليه؛ فلهذا قال: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك؛ فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجْم الغيب.
فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف؛ أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبه على الصحيح منها، ويبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فيشتغل به عن الأهم. فأما من حكى خلافًا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركه أو يحكى الخلاف ويطلقه، ولا ينبه على الصحيح من الأقوال فهو ناقص أيضًا. فإن صحح غير الصحيح عامدًا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، كذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته أو حكى أقوالاً متعددة لفظًا، و يرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح فهو كلابس ثوبي زور. واللّه الموفق للصواب " أنظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (التفسير) (ج 2 / ص 313 - 315).
فالأمر يسير – حفظك الله - ولا يحمل أن المرء " يخشى على نفسه وعقله من تلك الترهات الفكرية التي تتشوف إليها العقول، ولكنها قد تخربها في بعض الأحيان"فلم نعهد أن الحديث عن بني إسرائيل كان له أثر سلبي على عقيدة أو أفكار المسلمين يوماً ما.
هذه ملاحظات سريعة على مقالك، ليتسع لها صدرك، وليتك – رعاك المولى – تطلع على مقدمة ابن تيمية مع شرح الشيخ مساعد الطيار، وكذلك كتابه: مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير، وهي موجودة في الملتقى على الرابط: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19163
ففيها نفائس ودرر.
وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستالذ الدكتور أحمد العمراني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
سعيد بتجديد اللقاء معكم على هذا الموقع المبارك، في هذا الشهر المبارك.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:24 م]ـ
الدكتور أحمد العمراني
حياكم الله في الملتقى، وبارك الله لكم في بحوثكم.
وهذا البحث مما وقع فيه نزاع ظاهر، وكم أتمنى أن تتأملوا بعض ما وصلتم إليه، وبعض المصطلحات التي استخدمتموها.
1 ـ أرجو أن تتأمل عبارة: (وهي روايات مطعون في أسانيد بعضها، وما صح منها أدرج ضمن ما سمح به ابن عباس لنفسه، وفهمه من التوجيهات النبوية، وما كان غير ذلك فهو مدسوس عليه أو ضعيف من حيث السند أو المتن)
إن عبارة (مدسوس عليه) كلمة خطيرة، فهل خفي هذا المدسوس على الطبري وابن عطية وابن كثير والخازن وغيرهم؟!
وكيف نعرف أنه مدسوس عليه، وهون ثابت عنه؟!
2 ـ وأرجو أن تتأمل هذه الجملة: (والوهم في تلك الرواية إنما هي بلا شك عمن دونه، أو لعل الحبر لم يقطع بذلك، إنما أخذه عمن لا يدري من هو، ولا شك في أنه شيء سمعه فذكره، لأنه رضي الله عنه لم يحضر ذلك، ولا ذكره عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومحال أن يقطع (رضي الله عنه) بما لا علم له به).
كيف حصل لكم الجزم بأن الوهم هو عمن دونه؟
ثم هل هذه الاحتمالات تكفي في ردِّ الثابت عنه؟!
وكيف يُتَّهم الحبر بأنه أخذ عمن لا يدري من هو؟!
3 ـ لا حقيقة لوجود مدارس تفسيرية بين السلف، فهم مدرسة واحدة، وأصولها واحده، ومنهجها واحد، وأرجو أنتتأمل هذا، فهم مدرسة واحدة أمام غيرهم من أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وغيرهم ممن يخالفهم في الأصول.
إن الموضوع بحاجة إلى إعادة نظر، وأتمنى أن يتسع صدركم لهذا.
وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:46 م]ـ
الاخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على قراءة الموضوع، ثم أشكركم على ما أبديتموه من ملاحظات علمية، واعذروني إن لم أجبكم الآن، لأنكم طلبتم مني بحوثا وليس ردودا وأجوبة، وأعدكم أني سأجيبكم قريبا عما طلبتم بعد توفير بعض الوقت لذلك، وإن كنت سأختلف مع إخوة عقبوا على ما خطت يدي، والخلاف لا يفسد للود قضية، وكل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام الوحي الصادق، وشكرا لكم مرة أخرى والسلام عليكم وحرمة الله وبركاته.
كما أشكر الإخوة الذين رحبوا بي، وعلى رأسهم الأستاذ عبد الرحمان الشهري، والأستاذ أحمد بزوي، والأستاذ مساعد الطيار، والأستاذ الفجر الباسم، والأستاذ تيسير الغول، والأستاذ عطاء الله الأزهري، وكل الاخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا.
محبكم د/ أحمد العمراني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:20 م]ـ
حياكم الله يادكتور أحمد مرة أخرى، وقولكم: (والخلاف لا يفسد للود قضية، وكل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام الوحي الصادق) هي من أصول الملتقى التي يقوم عليها، وأرجو أن يستمر على ذلك، وحياكم الله مرة أخرى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Aug 2010, 05:29 م]ـ
الاخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على قراءة الموضوع، ثم أشكركم على ما أبديتموه من ملاحظات علمية، واعذروني إن لم أجبكم الآن، لأنكم طلبتم مني بحوثا وليس ردودا وأجوبة، وأعدكم أني سأجيبكم قريبا عما طلبتم بعد توفير بعض الوقت لذلك، وإن كنت سأختلف مع إخوة عقبوا على ما خطت يدي، والخلاف لا يفسد للود قضية، وكل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام الوحي الصادق، وشكرا لكم مرة أخرى والسلام عليكم وحرمة الله وبركاته.
كما أشكر الإخوة الذين رحبوا بي، وعلى رأسهم الأستاذ عبد الرحمان الشهري، والأستاذ أحمد بزوي، والأستاذ مساعد الطيار، والأستاذ الفجر الباسم، والأستاذ تيسير الغول، والأستاذ عطاء الله الأزهري، وكل الاخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا.
محبكم د/ أحمد العمراني.
نعم أخي الفاضل لقد شكرتك من كل قلبي وما زلت شاكراً لك ولكني أيضاً سألت مجموعة من الأسئلة حول ما استحدثتم من من مصطلح (مدرسة مكة) أرجو التكرم ببيان ذلك رغم أن الدكتور مساعد أثار هذه النقطة بطريقة النفي لها. ولكني ما زلت متسائلاً أنتظر الإجابة الوافية. والسلام عليك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:58 م]ـ
لا أريد أن انفي مصطلح المدرسة التفسيرية ولكنه على الأقل مصطلح غير دخيل فهناك وكما هو معلوم مدارس للفقه والحديث وكلها تتبع لأهل السنة والجماعة لا ينازعها أحد بذلك. فما الذي يمنع أن يكون هناك مدارس للتفسير؟ وهل أهل الظاهر في نهجهم الظاهري إلا نموذجاً للمدارس التفسيرية؟؟ لا أريد أن أتعجل ولن أتدخل في بحث الدكتور أحمد ولكني متأكد أن لديه ما سيقوله إزاء ذلك. والسلام
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:21 م]ـ
الاخوة الأفاضل، والله إن مداخلاتكم وأسئلتكم لثثلج الصدر، وليت شملنا يجتمع مرة أخرى بالمغرب، ونخصص منه وقتا للحديث عن العلم الشرعي ومستقبل البحث فيه.
بالنسبة للحديث عن مدارس التفسير، فقد أعددت رسالة دكتوراة حول موضوع:" مدرسة مكة في التفسير، جمع وتحقيق ودراسة، وهي قيد الطبع وستصدر قريبا إن شاء الله عن دار السلام بمصر، كما أعد أحد الأساتذة الزملاء هنا بالجديدة رسالة دكتوراة حولا موضوع:" مدرسة المدينة في التفسير ".
وأقصد بمدرسة مكة في التفسير:
ما روي من نصوص تفسيرية مسندة كانت أو غير مسندة عن جهابذة أعلام هذه المدرسة أسهموا في تشكيلها بناء ومسارا، وكذلك نصوص الذين تتلمذوا وجلسوا الى شيوخها يأخذون من معينهم الفياض وزادهم المعرفي.قال فيهم ابن تيمية:" أعلم الناس بالتفسير أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاوس وسعيد بن جبير وغيرهم." [1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn1)
ولقد كان من أثر العناية بالقرآن الكريم والاشتغال به أن تكونت في الأمصار المختلفة مدارس للتفسير، مدرسة مكة ومدرسة المدينة ومدرسة الكوفة، تضاف إليها مدرستان أخريتان هما البصرة والشام، [1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn1) كما أضاف السخاوي [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn2) مدرسة مصر واليمن والاندلس.
ولعل هذا التقسيم أدق ويعطي فرصة أكبر في دراسة كل مدرسة، ولكل مدرسة من هذه المدارس علماؤها ولها خصائصها ومميزاتها، وأساتذة هذه المدارس من الصحابة الذين مهروا في التفسير وبلغوا فيه شأوا بعيدا، وتلاميذها من أجلة التابعين وأئمتهم.
حيث تعد هذه المدارس اللبنة الأولى في بناء علم التفسير الذي صار فيما بعد قصرا شامخ الذرى ثابت الاركان، وبحسبي أن أشير ولو بإيجاز الى هذه المدارس ولو في سطور قد لا تشفي وإن كانت تغري الباحثين لمزيد من البحث عنها وعن كنوزها.
-مدرسة مكة:
قال فيها ابن تيمية:" وأما التفسير فإن أعلم الناس به أهل مكة لأنهم اصحاب ابن عباس. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn1)
- مدرسة المدينة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تواجد بها أغلب الصحابة مثل عمر وعلي بن ابي طالب وزيد بن ثابت وابن عمر، وجل اعتمادهم كان على الرواية.حيث كان العلم بالمدينة وافرا، ووجوهها من التابعين هم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعطاء بن يسار، وابن شهاب الزهري، وعمر بن عبد العزيز، وأبو العالية الرياحي، ومحمد بن كعب القرظي. [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn2)
- مدرسة الكوفة: أو مدرسة العراق، نزلها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مثل علي وعمار وابن مسعود، ومن أبرز أعلامها في التفسير سعيد بن جبير (وإن صنف في مدرسة مكة) وزر بن حبيش والنخعي، ومسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، والأعمش. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn3)
- مدرسة البصرة: منافسة الكوفة في كل الفنون، نزلها من الصحابة أبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين، وابن عباس، وعدة من الصحابة، كان خاتمتهم أنس بن مالك، ومن أعيانها المبرزين: الحسن البصري وابن سيرين وقتادة وأيوب السختياني وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد. [4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn4)
- مدرسة الشام:
نزل بها عدة من الصحابة منهم: ابو الدرداء، وعبادة، أرسلهم عمر بن الخطاب لتعليم الناس القرآن، وكذا تميم الداري أول قاص.
وقد كثر العلم بها زمن معاوية ومن بعده، وما توقف العلم بها زمن التابعين وتابعيهم، ولكنها لم تحظ بالعناية اللازمة من الدارسين والمهتمين، وممن تخرج منها من التابعين؛ ابو ادرس الخولاني، ومكحول الدمشقي، وعمر بن عبد العزيز، والأوزاعي وغيرهم. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn5)
- مدرسة مصر:
بدأت تأخذ مكانتها ودورها منذ زمن عمر، سكنها خلق من الصحابة، مثل: عمرو بن العاص، وعبد بن عمرو، ومعاوية بن خديج، ومسلمة بن خالد، وكثر بها العلم زمن التابعين. [6] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn6)
- مدرسة اليمن:
تم الاتصال بها زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وفد إليها معاذ وعلي، ومنها أبو هريرة وأبو موسى الاشعري. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftn7)
- المدرسة الأندلسية:
تأخرت عن المدارس السابقة في الظهور لتأخر فتحها الى زمن التابعين.
هذه إذن هي النشأة، وتلك هي المدارس التي أسهمت في بناء الذات بآثارها المشتتة-مع الأسف الشديد-في بطون الكتب، ولعل أهمها على الاطلاق" مدرسة مكة " التي شكلت بأعلامها الجهابذة وما روي عنهم من نصوص، تراثا عز نظيره وقل مثيله.
ــ الحواشي ـــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref1) - مقدمة ابن تيمية:ص:61.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref2) - مفتاح السعادة:2/ 20، وتفسير الثوري: ص:7، والاعلان بالتوبيخ:ص:291، وفجر الاسلام: ص:174، والتفسير والمفسرون للذهي:1/ 114، ودراسات في التفسير:ص:184.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref3) - مفتاح السعادة:2/ 24، والاعلان بالتوبيخ:ص:295، وضحى الاسلام:2/ 139، ودراسات في التفسير:ص:75.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref4) - الاعلان بالتوبيخ:ص:294، وفجر الاسلام: ص:189.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref5) - الاعلان بالتوبيخ:ص:296.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref6) - الاتقان:4/ 204.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref7) - انظر كشف الظنون:1/ 426.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref1) - الاعلان بالتوبيخ ص:292.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref2) - مفتاح السعادة لطاش كبرى زادة:2/ 24، والاسرائيليات لأبي شبة:ص:92.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21440#_ftnref1)- مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية: ص:61.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:46 م]ـ
شكر الله لك دكتور أحمد
في الحقيقة أنا أعجب من اعتراض بعض الأخوة على التسمية " مدرسة مكة"
ولقد سبق الذهبي صاحب "التفسير والمفسرون" إلى هذه التسمية فقال في كتابه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الأول: ابتداء هذه المرحلة، ومصادر التفسير فى عصر التابعين، ومدارس التفسير التى قامت فيه
تنتهى المرحلة الأولى للتفسير بانصرام عهد الصحابة، وتبدأ المرحلة الثانية للتفسير من عصر التابعين الذين تتلمذوا للصحابة فتلقوا غالب معلوماتهم عنه.
وكما اشتهر بعض أعلام الصحابة بالتفسير والرجوع إليهم فى استجلاء بعض ما خفى من كتاب الله، اشتهر أيضاً بالتفسير أعلام من التابعين، تكلَّموا فى التفسير، ووضَّحوا لمعاصريهم خفى معانيه.
ثم قال:
مدارس التفسير التى قامت فيه
* مدارس التفسير فى عصر التابعين:
فتح الله على المسلمين كثيراً من بلادهم العالَم فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى عهود الخلفاء من بعده، ولم يستقروا جميعاً فى بلد واحد من بلاد المسلمين، بل نأى الكثير منهم عن المدينة مشرق النور الإسلامى ثم استقر بهم النوى، موزَّعين على جميع البلاد التى دخلها الإسلام، وكان منهم الولاة، ومنهم الوزراء، ومنهم القضاة، ومنهم المعلِّمون، ومنهم غير ذلك.
وقد حمل هؤلاء معهم إلى هذه البلاد التى رحلوا إليها، ما وعوه من العلم، وما حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس إليهم كثير من التابعين يأخذون العلم عنهم، وينقلونه لمن بعدهم، فقامت فى هذه الأمصار المختلفة مدارس علمية، أساتذتها الصحابة، وتلاميذها التابعون.
واشتهر بعض هذه المدارس بالتفسير، وتتلمذ فيها كثير من التابعين لمشاهير المفسِّرين من الصحابة، فقامت مدرسة للتفسير بمكة، وأخرى بالمدينة، وثالثة بالعراق، وهذه المدارس الثلاث، هى أشهر مدارس التفسير فى الأمصار فى هذا العهد.
قال ابن تيمية: "وأما التفسير فأعلم الناس به أهل مكة، لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد، وعطاء بن أبى رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من أصحاب ابن عباس، كطاووس، وأبى الشعثاء، وسعيد بن جبير وأمثالهم. وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ومن ذلك ما تميزَّوا به عن غيرهم، وعلماء أهل المدينة فى التفسير، مثل زيد بن أسلم، الذى أخذ عنه مالك التفسير، وأخذ عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن، وعبد الله بن وهب".
وأرى أن أتكلم عن كل مدرسة من هذه المدارس الثلاث، وعن أشهر المفسِّرين من التابعين الذين أخذوا التفسير عن أساتذة هذه المدارس من الصحابة، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: مدرسة التفسير بمكة
* قيامها على ابن عباس:
قامت مدرسة التفسير بمكة على عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، فكان يجلس لأصحابه من التابعين، يُفسِّر لهم كتاب الله تعالى، ويوضح لهم ما أشكل من العناية، وكان تلاميذه يعون عنه ما يقول، ويروون لمن بعدهم ما سمعوه منه.
* *
* أشهر رجالها:
وقد اشتهر من تلاميذ ابن عباس بمكة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كيسان اليمانى، وعطاء بن أبى رباح.
وهؤلاء كلهم كانوا من الموالى، وهم يختلفون فى الرواية عن ابن عباس قِلَّة وكثرة، كما اختلف العلاء فى مقدار الثقة بهم والركون إليهم.
ونسوق الحديث عن كل واحد منهم، ليتضح لنا مكانته فى التفسير، ومقدار الاعتماد عليه فيه:
1 -
سعيد بن جبير
* ترجمته:
هو أبو محمد - أو أبو عبد الله - سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى، مولاهم. كان حبشى الأصل، أسود اللون، أبيض الخصال. سمع جماعة من أئمة الصحابة. وروى عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما.
* مكانته فى التفسير:
كان رحمه الله من كبار التابعين ومتقدميهم فى التفسير والحديث والفقه، أخذ القراءة عن ابن عباس عرضاً، وسمع منه التفسير، وأكثر روايته عنه وقد جمع سعيد القراءات الثابتة عن الصحابة وكان يقرأ بها، يدلنا على ذلك ما جاء عن إسماعيل بن عبد الملك أنه قال: "كان سعيد بن جبير يؤمنا فى شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله بن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت، وليلة بقراءة غيره، وهكذا أبداً"، ولا شك أن جمعه لهذه القراءات كان يعطيه القدرة على التوسع فى معرفة معانى القرآن وأسراره، ولكن يظهر لنا أنه كان يتورع من القول فى التفسير برأيه، يدلنا على ذلك ما رواه ابن خلكان: من أن رجلاً سأل سعيداً أن يكتب له تفسير القرآن فغضب وقال: لأن يسقط شقِّى أحب إلىَّ من ذلك. ولقد جمع سعيد علم أصحابه من التابعين، وألمَّ بما عندهم من النواحى التى برزوا فيها، فقد قال خصيف: "كان من أعلم التابعين بالطلاق
(يُتْبَعُ)
(/)
سعيد بن المسيب. وبالحج عطاء، وبالحلال والحرام طاوووس، وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبر، وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير".
لهذا كله نجد أستاذه ابن عباس يثق بعلمه، ويحيل عليه مَن يستفتيه، وان يقول لأهل الكوفة إذا أتوه ليسألوه عن شئ: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ - يعنى سعيد بن جبير - ويروى عمرو بن ميمون عن أبيه أنه قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى عمله. ويرى بعض العلماء أنه مُقدَّم على مجاهد وطاووس فى العلم، وكان قتادة يرى أنه أعلم التابعين بالتفسير.
هذا وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيد بن جبير، فقال أبو القاسم الطبرى: هو ثقة، حُجَّة، إمام على المسلمين. وذكره
وقد قُتل فى شعبان سنة 95 هـ (خمس وتسعين من الهجرة)، وهو ابن تسع وأربعين سنة، قال أبو الشيخ: قتله الحجاج صبراً. وله مناظرة قبل قتله مع الحجاج، تدل على قوة يقينه، وثبات إيمانه، وثقته بالله، فرضى الله عنه وأرضاه.
ثم قال:
ثانياً: مدرسة التفسير بالمدينة
*قيامها على أُبَىّ بن كعب:
كان بالمدينة كثير من الصحابة، أقاموا بها ولم يتحوَّلوا عنها كما تحوَّل كثير منهم إلى غيرها من بلاد المسلمين، فجلسوا لأتباعهم يعلمونهم كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقامت بالمدينة مدرسة للتفسير، تتلمذ فيها كثير من التابعين لمشاهير المفسِّرين من الصحابة. ونستطيع أن نقول: إن قيام هذه المدرسة كان على أُبَى بن كعب، الذي يُعتبر بحق أشهر من تتلمذ له مفسِّرو التابعين بالمدينة، وذلك لشهرته أكثر من غيره فى التفسير، وكثرة ما نُقل لنا عنه فى ذلك.
* *
* أشهر رجالها:
وقد وُجِد بالمدينة فى هذا الوقت كثير من التابعين المعروفين بالتفسير، اشتهر من بينهم ثلاثة، هم: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القرظى. وهؤلاء منهم مَن أخذ عن أُبَىّ مباشرة، ومنهم مَن أخذ عنه بالواسطة.
وأرى أن أسوق نبذة عن تاريخ كل واحد من هؤلاء الثلاثة، بما يتناسب مع جانبه العلمى فى التفسير فأقول:
1 -
أبو العالية
* ترجمته ومكانته فى التفسير:
هو أبو العالية رفيع بن مهران الرياحى مولاهم، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين. روى عن علىّ، وابن مسعود، وابن عباس. وابن عمر، وأُبَىّ بن كعب، وغيرهم، وهو من ثقات التابعين المشهورين بالتفسير. قال فيه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة. وقال اللالكائى: مجمع على ثقته. وقال فيه العجلى: تابعى ثقة. من كبار التابعين. وقد أجمع عليه أصحاب الكتب الستة. وكان يحفظ القرآن ويتقنه، وروى قتادة عنه أنه قال: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم بعشر سنين. وروى معمر عن هشام عن حفصة عنه أنه قال: قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات. وقال فيه ابن أبى داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقراءة من أبى العالية.
وتُروى عن أُبَىّ بن كعب نسخة كبيرة فى التفسير، يرويها أبو جعفر الرازى، عن الربيع بن أنس، عن أبى العالية، عن أُبَىّ. وقلنا فيما تقدم: إن هذا الإسناد صحيح، وقلنا أيضاً: إن ابن جرير وابن أبى حاتم أخرجا من هذه النسخة كثيراً، كما أخرج منها الحاكم فى مستدركه، والإمام أحمد فى مسنده. وكانت وفاته سنة 90 هـ (تسعين من الهجرة) على أرجح الأقوال فى ذلك.
* * *
ثم قال:
ثالثاً: مدرسة التفسير بالعراق
* قيامها على ابن مسعود:
قامت مدرسة التفسير بالعراق على عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، وكان هناك غيره من الصحابة أخذ عنهم أهل العراق التفسير، غير أن عبد الله ابن مسعود كان يعتبر الأستاذ الأول لهذه المدرسة، نظراً لشهرته فى التفسير وكثرة المروى عنه فى ذلك، ولأن عمر رضى الله عنه لما وَلَّى عمار بن ياسر على الكوفة، سيَّر معه عبد الله بن مسعود مُعلِّماً ووزيراً، فكونه مُعلِّم أهل الكوفة بأمر أمير المؤمنين عمر، جعل الكوفيين يجلسون إليه، ويأخذون عنه أكثر مما يأخذون عن غيره من الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمتاز أهل العراق بأنهم أهل الرأى. وهذه ظاهرة نجدها بكثرة فى مسائل الخلاف، ويقول العلماء: إن ابن مسعود هو الذى وضع الأساس لهذه الطريقة فى الاستدلال، ثم توارثها عنه علماء العراق، ومن الطبيعى أن تؤثر هذه الطريقة فى مدرسة التفسير، فيكثر تفسير بالرأى والاجتهاد، لأن استنباط مسائل الخلاف الشرعية، نتيجة من نتائج إعمال الرأى فى فهم نصوص القرآن والسُّنَّة.
* *
* أشهر رجالها:
وقد عُرِف بالتفسير من أهل العراق كثير من التابعين، اشتهر من بينهم علقمة بن قيس، ومسروق، والأسود بن يزيد، ومُرَّة الهمدانى، وعامر الشعبى، والحسن البصرى، وقتادة بن دعامة السدوسى، ونتكلم عن كل واحد من هؤلاء على الترتيب:
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:23 م]ـ
أشكر للدكتور أحمد ما اتحفنا به من فوائد وننتظر رسالته بعد طبعها لنستفيد منها. بارك الله في علمه.
وبخصوص نقطة الحوار في مدرسة مكة وغيرها للتفسير فأقول:
لابد من النظر في أمور:
- هل كان الصحابة والتابعون في تناولهم لأصول مسائل التفسير في مكة والمدينة يختلفون عن إخوانهم في الشام أو اليمن أو العراق؟ وأعيد السؤال بصيغة أخرى: لو درس أحدٌ عند ابن مسعود ثم انتقل للتلمذ على أبيّ بن كعب فهل سيجد التباين في المنهج والأصول؟
- هل استقلت كل مدرسة بأصولها التي سارت عليها وتبعها على ذلك أهل العلم في ذلك القُطْر أو العَصْر؟
- أحسب أن الحوار يدور حول تخصيص الفترة الزمنية الأولى (القرون الثلاثة الأولى) بمدارس في التفسير، ولا يدخل ضمن النقاش ما جاء بعدهم في القرن الخامس والسادس مثلاً كمدرسة الأندلس وغيرها.
إن المتأمل في أعلام القرون المفضلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم باختلاف البقاع التي قطنوها فمشربهم ومنطلقهم واحد من حيث الأصول وعليها بنوا تفريعاتهم، فمعالم تفسيرهم لآيات الكتاب العزيز واحدة وهم بذلك في مقابل المشارب المختلفة عن هديهم، ولا يعني هذا أنهم صبغة واحدة (كربونية) في كل ما يقولونه بل فهومهم واجتهاداتهم واهتماتهم العلمية متباينة، ولكن ذلك كله داخل دائرة واحدة في نهجهم التفسيري العام، وعليه فهم مدرسة واحدة وإن اختلفت بقاعهم التي نشروا فيها علومهم. وأما بعد مضي أصحاب القرون المفضلة (السلف الصالح) فقد يقع الخلاف في وجهات المفسرين. وهذا حديث آخر.
ولذا ففرق بين مدرستهم الواحدة في التفسير، والمدارس المختلفة في باقي العلوم كالمذاهب الفقهية أو المدراس النحوية، فإن المذهب الفقهي قد قام على أصول في استنباط الأحكام تخالف المذهب الآخر وعليه سار أبتاعه وانتسبوا له منذ النشأة وحتى الآن. كما أن المدارس النحوية لها معالمها التي سارت عليها وبَنَتْ مسائلها عليها وقام الخلاف بينهم في تفريعات بسبب الأصول التي بنوا عليها ذلك. وهذا ما لا نجده في منهج السلف الصالح في التفسير.
ولذلك لا يستطيع أحد أن ينتسب الآن إلى مدرسة التفسير في مكة بينما قد ينتسب إلى مذهب المالكية أو الظاهرية في الفقه ولا معترض عليه.
وما سبق لا يعني أن نسلب أهل كل بلد أبرز الصفات التي كانت في تفسيرهم، كما أنه لا يستلزم إثبات هذه الصفات أن نجعلها مدرسة مستقلة برأسها.
كما أنه قد تُسمَّى فترة ابن عباس رض1 وتلاميذه أصحب مدرسة مكة في التفسير، ولكن باعتبار إطلاق كلمة (مدرسة) بمعناها التعليمي بوجود شيخ وتلاميذ ثم يقوم التلاميذ بنشر علمه، لا بمعناها المنهجي المشير لاختلاف أصول هذه المدرسة عن غيرها من مدارس ذلك الزمن. والله أعلم،،
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:59 م]ـ
أشكر الدكتور أحمد العمراني على ما قدم.
ونحن لا نختلف في ما قاله شيخ الإسلام، لكنه لم يسمها مدرسها، ونسبها إلى المدينة التي يقطنها شيخ من شيوخ التفسير، وكما تلاحظ فإنه لم يقسمهم إلى مدارس تتمايز في الأصول، وهذا ملحظ مهم لا يخفى على مثلكم من أهل التحرير.
وأما أخي أبو سعد، فهل تتوقع أنه يخفى علي ما قاله الذهبي في التفسير والمفسرون.
أقول لك: لقد أخطأ الذهبي في هذه التسمية، وهو انطلق من كلام شيخ الإسلام، وأعتمد مصطلح مدرسة، وهل لأن الذهبي قال، فإنه صواب؟!
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 10:34 م]ـ
السلام عيكم ورحمة الله
والله ايها الاخوة إني لأغبط نفسي بوجودكم وحواركم، وكأني أجالسكم على مائدة علمية، نتحدث حول هذا الموضوع، وكم تمنين لحظتي هاته لو عاد بي الزمن الى الوارء قليلا، وقدمت هذا الموضوع للنقاش معكم، لاختزلت الوقت اختزالا بما ستجود به علي أفكاركم واقتراحاتكم، ولكن لا ضير، فالفائدة متى كانت أفادت، فشكرا لكم على هذا الحوار العلمي الهام، وأرجو الاطلاع على مقالي الاخر:" مدرسة مكة في التفسير بين الأثر والتأثير"،. وشكر الله لكم مرة أخرى.ورمضان مبارك سعيد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:47 م]ـ
وأما أخي أبو سعد، فهل تتوقع أنه يخفى علي ما قاله الذهبي في التفسير والمفسرون.
أقول لك: لقد أخطأ الذهبي في هذه التسمية، وهو انطلق من كلام شيخ الإسلام، وأعتمد مصطلح مدرسة، وهل لأن الذهبي قال، فإنه صواب؟!
أعلم أنه لا يخفى عليك ما قاله الذهبي
ولا يلزم من تعدد المدارس الاختلاف فيما بينها
وإذا كان لا بد من الاختلاف حتى يصح هذا الإطلاق فلن نعدم بعض الفروق تميز بين المدارس الثلاث
وعلى أي حال لقد أعجبني كلام أخينا الفاضل حاتم القرشي:
ولذلك لا يستطيع أحد أن ينتسب الآن إلى مدرسة التفسير في مكة بينما قد ينتسب إلى مذهب المالكية أو الظاهرية في الفقه ولا معترض عليه.
وما سبق لا يعني أن نسلب أهل كل بلد أبرز الصفات التي كانت في تفسيرهم، كما أنه لا يستلزم إثبات هذه الصفات أن نجعلها مدرسة مستقلة برأسها.
كما أنه قد تُسمَّى فترة ابن عباس رض1 وتلاميذه أصحب مدرسة مكة في التفسير، ولكن باعتبار إطلاق كلمة (مدرسة) بمعناها التعليمي بوجود شيخ وتلاميذ ثم يقوم التلاميذ بنشر علمه، لا بمعناها المنهجي المشير لاختلاف أصول هذه المدرسة عن غيرها من مدارس ذلك الزمن. والله أعلم،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:07 ص]ـ
أبا سعد غفر الله لك.
طريقة عرضك للموضوع يمكن قراتها بأنك ترى أنني أخطئ الدكتور أحمد بذاته، وليس تخطئةً للفكرة، فتأمل كلامك حفظك الله: (شكر الله لك دكتور أحمد. في الحقيقة أنا أعجب من اعتراض بعض الأخوة على التسمية " مدرسة مكة" ولقد سبق الذهبي صاحب "التفسير والمفسرون" إلى هذه التسمية فقال في كتابه).
فأنا لم أعترض على الدكتور أحمد ـ حفظه الله ـ لذاته، وإنما أعترض على هذا المصطلح، وقد تكلمت في نقد هذا المصطلح قديمًا، والمشاركة موجودة في الملتقى، وهي في كتابي (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير)، ثم إن طريقة نقلك لما ذكره الذهبي بهذه الطريقة ليست حميدة في ملتقى متخصص يعرف أصحابه ما هو مرقوم عند الذهبي رحمه الله.
وقد تبع الذهبي آخرون من الأفاضل، وهذا لا يمنع من وجود مشكلة في هذا المصطلح.
وأما بعض التمايز الذي يكون ضمن المنهج فتسميته (مدرسة) هذا فيه تزيُّد في المصطلحات، ولسنا بحاجته.
ومن المشكلات في هذا المصطلح أنه بُني عليه معلومات يظنها الدارس فروقًا منهجية وأصولية، وهي ليست كذلك، ولك أن تطالع بعض الكتابات التي سارت على هذا المصطلح، وكيف جعلت السلف مدارس في التفسير يتمايزون في الأصول، والحقيقة أنهم ليسوا كذلك، فأصولهم واحدة.
وكما قال أخي أحمد: الاختلاف لا يفسد للود قضية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:11 ص]ـ
غفر الله لي ولك
أنا لم أقل إنك اعترضت على الدكتور أحمد لذاته ولا كلامي يوحي بذلك هذا ما أظنه أنا
وأما نقلي عن الذهبي بالطريقة التي نقلتُ ووصمتها أنت بأنها ليست حميدة فأقول:
ربما يحمدها غيرك من غير المتخصصين فحسب علمي ليس كل من يدخل إلى هذا الملتقى من المتخصصين بل إن كثير من الأعضاء ليسوا من أهل الاختصاص "ومع هذا هم من أنشط الأعضاء وأكثرهم بعثا للحياة في الملتقى وإثارة للمواضيع المفيدة". (مشاكسة رمضانية).
أما بخصوص التمايز فأمامنا موضوع مهم وهو الذي طرحه الدكتور أحمد: موقف "مدرسة" مكة من الروايات الإسرائيلية.
واطرح سؤالا بخصوص هذا الموضوع ولك أن تجيب عليه إن أحببت:
هل انفردت "مدرسة" بن عباس رضي الله عنهما بشيء في هذا الباب ميزها عن غيرها من "المدارس"؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 09:05 ص]ـ
هل هناك مدارس في التفسير؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=116034#post116034)
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:17 م]ـ
أنا أتفق مع الإخوة المشاركين في مسألة الإسرائيليات، ولكن عندي استفسار حول ما يسمي بمدارس التفسير
"" قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في ((مقدمة في أصول التفسير))؛
{{وأما التفسير، فان أعلم الناس به أهل مكة؛ لأنهم أصحاب ابن عباس؛ كمجاهد، وعطاء بن أبى رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم من أصحاب ابن عباس؛ كطاووس، وأبى الشعثاء، وسعيد بن جبير وأمثالهم.
وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، {{ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم}}، وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير، وأخذه عنه أيضا ابنه عبدالرحمن، وأخذه عن عبدالرحمن عبد الله بن وهب.""
أقول أليس من الممكن أن يقصد شيخ الإسلام بقوله {ومن ذلك ما تميزوا به علي غيرهم} ما قال عنه المتأخرون ((مدارس)) وأن كل مدرسة تميزت بأشياء لم تتميز به المدرسة الأخرى،
كمنهج مختلف ـ وليس بالضرورة أن يكون متسعا ـ ككثرة الاستدلال بالسنة، أو كثرة الربط بين الكتاب والسنة ......... الخ، مما هو من هذا الباب، كاختصاص كل جماعة بالرواية عن واحد من الصحابة، وتكون هذه ((مدارس)) أو ((مناهج)) تحت المنهج العام وهو السنة والأثر، كما أن هناك مناهج مختلفة في تفاسير أهل السنة أنفسهم، هذه مجرد وجهة نظر وليتفضل الإخوة بمراجعة هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1430 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1430)
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[22 Aug 2010, 02:12 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله في طرحكم المفيد د. أحمد، وبارك الله في جميع المداخلات العلمية القيمة التي أثارها علمائنا الأفاضل في هذه المشاركة، وشيخنا د. مساعد أثار نقطة مهمة جدا وتحتاج إلى بسط، وهي قضية مصطلح المدارس، ولاشك أن التفسير تنوع في المدارس المختلفة المذكورة - تمشياً مع المصطلح السائد - مع اتفاقهم في الأصول وهي مصادر التفسير، وتنوعهم في مميزات كل مدرسة وملامحها التي برزت بها، ويظهر ذلك في توسعها في جانب دون جانب، فلعل الشيخ يفصل لنا في هذا الجانب أكثر، ويقترح لنا المصطلح البديل المناسب.
ومن باب إتمام الفائدة لهذا الموضوع، أود أن أساهم بجزء من رسالتي عن ابن جريج، وهو ممن يحسب على المدرسة المكية، وممن أتهم بالإكثار من الاسرائيليات، فأشير أولاً إلى ملامح المدرسة المكية - إن صحت التسمية -، مع تخصيص الحديث عن ملامح تفسير أتباع التابعين، الذي يعد ابن جريج منهم، ثم أختم بقضية هل يعد ابن جريج من المكثرين من رواية الإسرائيليات؟
وأسعد بمداخلاتكم ومناقشتكم الهادفة.
أولاً: مميزات المدرسة المكية في التفسير، وهي التي استفاد منها ابن جريج كثيراً، وأثرت في تكوين شخصيته العلمية، فكان له دور كبير في نشر تراث المدرسة المكية.
فمن أبرز ملامح المدرسة المكية ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn1)):
1- اعتنت بالجانب الحرفي المعرفي، فغلب على تفسيرهم إيضاح الغامض، وبيان المبهم.
2 - تميز المكيون بالعلم بمسائل الحج والمناسك، ولاسيما عطاء بن أبي رباح، ولذلك اهتموا بتفسير آيات الحج.
3 - تميز منهجهم بالسهولة واليسر، في تناولهم لآيات الحج ومسائله.
4 - اختصت المدرسة المكية، بكثرة اجتهادها في التفسير، والقدرة على الاستنباط.
5 - توسعت في الرواية عن أهل الكتاب.
6 - اهتمت بالدقة اللغوية، وبالمشكل، والغريب.
7 - تعد من أكثر المدارس نتاجاً في التفسير، وذلك بسبب أنها صنفت، ودونت آثارها مبكراً.
هذه أبرز ملامح المدرسة المكية، والتي هي انعكاس لتفسير ابن جريج، ويعتبر ابن جريج من أوائل من صنف في التفسير، ولذلك كان له الأثر الواضح في نشر التراث المكي.
من ناحية أخرى، لا بد من إلقاء نظرة أخرى، على مميزات تفسير أتباع التابعين عموماً، حتى نصل إلى نتائج تساعد في استخلاص منهج ابن جريج.
وفيما يلي عرض لأبرز ملامح منهج أتباع التابعين: ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn2)) .
1- كان تفسيرهم للقرآن، تفسير بالمأثور عن رسول الله e، وعن أصحابه، وتابعيهم رضي الله عنهم.
2 - لم تكن لهم عناية بالنقد، وتحري الصحة في رواية أحاديث التفسير، بل رووا كل ما ورد في تفسير الآية من صحيح وسقيم، واكتفوا بذكر الإسناد.
3 - التوسع في ذكر أسباب النزول.
4 - التوسع في رواية الإسرائيليات.
وكلا الأمرين يدور على الجانب القصصي والروائي، الذي جذب انتباه أتباع التابعين.
5 - كان استعمالهم للغة، أكثر من استعمال التابعين، فاهتموا بتوضيح العبارات، بمزيد شرح، وبيان عود للضمير المعلوم.
6 - كان اجتهادهم في التفسير، أقل من التابعين، وغلب عليهم أتباع الرواية والنقل، وكان لبعضهم اجتهادات في مباحث محدودة مثل:
أ) القراءة: حيث اجتهد أتباع التابعين، في بيان القراءة، واعتنوا بالأداء، ومن ثم نقلوه إلى الأئمة بعدهم من القراء، وكانوا لا يتحرجون من القراءة الشاذة في التفسير.
ب) النسخ: توسع أتباع التابعين في النسخ، وهذا تبعاً للمنهج الروائي الذي سلكوه.
ج) ترابط الآيات: وقد برزوا في هذا الجانب أكثر من التابعين.
د) كليات القرآن: اجتهد أتباع التابعين، في استخراج كليات القرآن، فأعملوا نظرهم، وفكرهم، في استخراج كليات، ما ذكرها التابعون.
هذه أبرز ملامح تفسير أتباع التابعين، بالإضافة إلى المصادر الأخرى، التي اعتمد عليها التابعون في تفسيرهم. ولو نظرنا إلى روايات أتباع التابعين في التفسير، نجد أن أكثرها منقول عن التابعين، أو اجتهادات، هي في الواقع أثر ونتاج لأقوال التابعين.
وبالنسبة لابن جريج، كمثال للتفسير في عهد أتباع التابعين، نجده قد استفاد كثيراً، من تفسير التابعين، وغالب مروياته عنهم، وممن أكثر عنهم في تفسيره: مجاهد، وعطاء، وعكرمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
[/ URL]([1]) انظر: تفسير التابعين 1/ 548، 2/ 846 - 848.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref1)([2]) انظر: بحوث في أصول التفسير ص 36 - 37، تفسير التابعين.
.................................................. ............
ثانياً – هل يعد ابن جريج من المكثرين من رواية الإسرائيليات؟
عند الرجوع إلى كتب أصول التفسير ومناهجه، وكتب الإسرائيليات نجد كل من كتب في موضوع الإسرائيليات، اعتبر ابن جريج من المكثرين من رواية الإسرائيليات إلى جانب كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبدالله بن سلام، وذلك ابتداء من الدكتور الذهبي – رحمه الله -، حيث عده من أشهر من عرف برواية الإسرائيليات من أتباع التابعين، وقال عنه" وأما عبد الملك بن عبدالعزيز بن جريج: فأصله رومي نصراني، أسلم على ما عنده من معارف مسيحية وأخبار إسرائيلية. ومسيحياته يروي الكثير منها ابن جرير في تفسيره للآيات التي وردت في شأن النصارى " ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn1)) .
وقد تأثر بكلام الذهبي، من جاء بعده، ممن ألف في التفسير وأصوله ومناهجه، وكلامه-رحمه الله- عليه مآخذ، واستفاده، ممن سبقه، مثل أبي رية وأحمد أمين، وهما ممن اتهم ابن جريج بذلك، فقد قال أحمد أمين:" اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه، وكعب الأحبار، وعبدالله بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج، وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل" ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn2)).
وقال أبو رية عن ابن جريج:" وممن كان يبث في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه، ابن جريج الرومي الذي مات سنة 150، وكان البخاري لا يوثقه وهو على حق في ذلك" ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn3)).
وقال في موضع آخر:" ابن جريج كان من النصارى" ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn4)).
ومن هذه النصوص يتضح لنا أن الدكتور الذهبي- رحمه الله – قد اعتمد في كلامه السابق على مثل هذه المصادر. وقد رد الشيخ المعلمي ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn5))، على بعض هذه التهم. والرد على هذه التهم من عدة أوجه:
1 - أن ابن جريج لم يكن نصرانياً فأسلم، بل هو مسلماً منذ الولادة، وكذلك والده، وقد ولد ونشأ في مكة. وإنما يسلَّم ذلك لجده جريج، فقد كان رومياً نصرانياً.
2 - أن ابن جريج من أتباع التابعين ولا شأن له بالإسرائيليات، وكأن أبي رية اغتر باسم" جريج" فحشره في زمرة هؤلاء.
3 - أن ابن جريج لم يعرف بالإسرائيليات ولم يكثر منها، إلا أن يروي شيئاً عمن تقدمه.
4 - ابن جريج إمام جليل وقد احتج به البخاري، ووثقه كثير من أئمة الحديث كما سيأتي.
من خلال ما سبق تبين لي أن اتهام ابن جريج، بالإكثار من الإسرائيليات، دعوى لا دليل عليها، وقد تتبعت مواطن الإسرائيليات في الجزء الذي درسته وبلغت مروياته (1868) رواية فبلغت تقريبا (40) موضعاً، وأغلبها يرويها ابن جريج، عن غيره مثل: ابن عباس، ومجاهد، وشعيب الجبائي، وسعيد بن جبير. وبلغت روايات ابن جريج منها (9) روايات فقط، منها روايتان بلاغاً. وهي نسبة قليلة جداً بالنظر إلى مرويات ابن جريج.
وقد قمت بدراسة هذه الروايات الإسرائيلية، فأغلبها مما يحتمل الصدق والكذب، ومما يتعلق بتفصيل قصة وردت مجملة في القرآن، أو بيان مبهم، كاسم رجل أو شجرة، أو
بيان عدد، كعدد ملائكة، أو بني إسرائيل، أو بيان صفة شيء معين، كصفة سفينة نوح،
وصفة الألواح، وغير ذلك مما لا يعتبر تفسيراً للآيات، ولا يتوقف تفسير الآية على تلك الأخبار.
ومما يؤخذ على ابن جريج من هذه الإسرائيليات، روايتان فقط:
أحدهما: في نسبة الشرك إلى آدم وحواء، وقد رواها عن سعيد بن جبير، وهذه الروايات قد اغتر بها كثير من المفسرين، وأوردوها في تفاسيرهم، كابن جرير، والثعلبي، والبغوي، والقرطبي، والآلوسي. وذكرها ابن كثير ونقدها نقداً علمياً ([6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn6)).
(يُتْبَعُ)
(/)
والثانية: ما ذكر من الإسرائيليات في قوله تعالى] وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا [([7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn7)) ورواها ابن جريج، عن ابن عباس.
وقد ذكر هذه الروايات: ابن جرير، والثعلبي، والبغوي، وابن كثير، والسيوطي، ونقلها ابن كثير بدون أن ينبه على زيفها. ومن العجيب أن الطبري نسب هذه المرويات بأنها قول جميع أهل العلم بتأويل القرآن، وتبعه على ذلك من جاء بعده من المفسرين كالثعلبي، والبغوي، والواحدي ([8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn8)).
ومما ينبغي التنبيه إليه، أنه لا يصح أن نتهم التابعين وأتباعهم، بالتوسع في الإسرائيليات، ونجعل ذلك طريقاً للطعن والقدح فيهم، وذلك لأن من هؤلاء من هم على الثقة والعدالة، عند كثير من العلماء، ولأنهم يروونها بالأسانيد، فما صح منها أثبتناه، ومالم يصح نفيناه. فإننا قلَّ أن نظفر بكتاب من كتب التفسير، أو بمفسر من المفسرين، سالماً من رواية الإسرائيليات ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftn9)).
([1]) الإسرائيليات ص 109.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref1)([2]) انظر: الأنوار الكاشفة ص 97.
([3]) انظر: الأنوار الكاشفة ص 97، وكلام أبي رية في ص 148 من كتابه (أضواء على السنة).
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref3)([4]) المرجع السابق، قاله في حاشية ص 216.
([5]) الأنوار الكاشفة ص 97.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref5)([6]) انظر: الإسرائيليات والموضوعات لأبي شهبة ص 209 - 211.
([7]) سورة يوسف آية: 24.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref7)([8]) انظر: الإسرائيليات والموضوعات لأبي شهبة ص 223 - 224.
[ URL="http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=116070#_ftnref9"]([9]) انظر: منهج ابن كثير في التفسير ص 339.(/)
طبعة للقرآن الكريم وبهامشه التفسير الموضوعي
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Aug 2010, 08:38 م]ـ
عن دار غار حراء في دمشق صدرت عدة طبعات للقرآن الكريم وبهامشه التفسير الموضوعي من إعداد بشار العجلاني.
وكانت أول هذه الطبعات في عام 1425هجرية. الجدير بالذكر أن ورق هذه الطعات ملوّن الى عدة ألوان بحيث يأخذ كل موضوع في الآيات لون يختلف عن الموضوع الذي يليه. فمثلاً سورة النبأ تنقسم الى ستة موضوعات يحتل كل موضوع منها لون مميز يحتل اللون البني أول خمسة آيات ثم اللون الأخضر الفاتح من آية 6 الى آية 16. ليبدأ موضوع آخر ولون آخر من آية 17 الى آية20. وهكذا. أما في الحاشية فإنك تجد ما يشير الى وحدة الموضوع الملون ضمن الآيات: فاللون البني فيشيرالى الإخبار عن موضوع يوم القيامة وإنكار كفار قريش لها. واللون الأخضر يشير الى الدلائل والبراهين على قدرة الله تعالى وهكذا حتى نهاية القرآن.
الجميل في هذا القرآن جودة الطباعة ووضوحها. بالإضافة أنها تخدم طالب العلم في الوصول الى رأس الموضوعات كوحدة واحدة. وتسهّل على الباحثين ما يبحثون عنه من موضوعات تخدم أباحثهم.(/)
سورة الأنعام
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:16 ص]ـ
سورة الأنعام
هدف السورة: التوحيد الخالص لله في الاعتقاد والسلوك
سورة الأنعام هي اول سورة مكية في ترتيب المصحف بعد ما سبقها من سور مدنية، وهي أول سورة ابتدأت بالحمد (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض)، ومن مميزاتها أنها نزلت ليلاً دفعة واحدة وأنه شيّعها سبعون ألف ملك والسبب في هذا الامتياز أنها مشتملة على دلائل التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين ويقول الإمام القرطبي إن هذه السورة أصلُ في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين ومن كذّب بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالها جملة واحدة. ونزولها ليلاً لما في الليل من سكينة للقلب ومدعاة للتأمل والتفكر في قدرة الله تعالى وعظمته. وتناولت سورة الأنعام القضايا الأساسية الكبرى لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:
قضية الألوهية
قضية الوحي والرسالة
قضية البعث والجزاء
والحديث في هذه السورة يدور بشدة حول هذه الأصول الأساسية للدعوة ونجد سلاحها في ذلك الحجة والبرهان والدلائل القاطعة للإقناع لأنها نزلت في مكة على قوم مشركين، ومما يلفت النظر في السورة الكريمة أنها عرضت لأسلوبين بارزين لا نكاد نجدهما بهذه الكثرة في غيرها من السور وهما: أسلوب التقرير وأسلوب التلقين. ونرى هذين الأسلوبين يأتيان بالتتابع في السورة فتأتي الآيات التي يذكر الله تعالى لنا البراهين على عظمته وقدرته في الكون ثم تنتقل الآيات للحجة مع المشركين والملحدين والبعيدين عن التوحيد.
أسلوب التقرير: يعرض القرآن الأدلة المتعلقة بتوحيد الله والدلائل المطلوبة على وجوده وقدرته وسلطانه وقهره في صورة الشأن المسلّم ويضع لذلك ضمير الغائب عن الحس الحاضر في القلب الذي لا يماري فيه قلب سليم ولا عقل راشد في أنه تعالى المبدع للكائنات صاحب الفضل والإنعام فيأتي بعبارة (هو) الدالة على الخالق المدبر الحكيم. وفي هذه الآيات تصوير قرآني فني بديع بحيث يستشعر قارئ الآيات عظمة الله وقدرته وكأن الآيات مشاهد حية تعرض أمام أعيننا. وقد تكرر لفظ (هو) في السورة:
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (2)
وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)
وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ (14)
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ (17)
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19)
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60)
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61)
ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (90)
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)
ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)
أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)
لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (127)
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165)
أما أسلوب التلقين فإنه يظهر جلياً في تعليم الرسول r تلقين الحجة ليقذف بها في وجه الخصم بحيث تأخذ عليه سمعه وتملك عليه قلبه فلا يستطيع التخلص أو التفلت منها، ويأتي هذا الأسلوب بطريق السؤال والجواب يسألهم ثم يجيب ونلاحظ في السورة كثرة استخدام كلمة (قل) فقد وردت في السورة 42 مرة. هكذا تعرض السورة الكريمة لمناقشة المشركين وافحامهم بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل. ومن هنا كانت أهمية سورة الأنعام في تركيز الدعوة الإسلامية، تقرر حقائقها وتثبت دعائمها وتحاجج المعارضين لها بطريقة المناظرة والمجادلة. والسورة تذكر توحيد الله جلّ وعلا في الخلق والإيجاد وفي التشريع والعبادة
(يُتْبَعُ)
(/)
وتذكر موقف المكذبين للرسل وتقص عليهم ما حاق بأمثالهم السابقين وتذكر بالبعث والجزاء. وفيما يلي الآيات التي ورد فيها كلمة (قل):
الآيات التي ورد فيها (قل) في سورة الأنعام
قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)
قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (12)
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ (14)
قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19)
وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (37)
قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)
قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50)
وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54)
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)
قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)
قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)
قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)
قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (66)
قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)
(يُتْبَعُ)
(/)
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)
وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)
وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109)
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)
ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143)
وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)
قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145)
فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148)
قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)
قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)
وهكذا تتوالى السورة بمجموعة من الآيات التي تدل على قدرة الله تعالى ثم تتبعها آيات مجادلة ومواجهة مع المشركين والملحدين.
ثم تأتي قصة سيدنا ابراهيم مع قومه وسبب ورود هذه الجزئية من قصة سيدنا ابراهيم في سورة الأنعام مناسب لأسلوب الحجة وإقامة البراهين والأدلة عند مواجهة المشركين والملحدين فجاءت الآيات تعرض قصة سيدنا ابراهيم ومحاجته لقومه من الآيات 74 - 83.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ?74? وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ?75? فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ ?76? فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ?77? فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ?78? إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?79? وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ?80? وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ?81? الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ?82? وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ?83?
ثم تأتي آية فاصلة في السورة تدلنا على أن آيات الله تعالى في الكون ترى ولكن القلوب إذا عميت لا تراها وتجحد بها وتكفر. (قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (104))
ثم تختم السورة بربع كامل بالوصايا العشر التي نزلت في تلك الكتب السابقة ودعا اليها جميع الأنبياء السابقين (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?151? وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ?152? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?153?) وتنتهي يآية فذة تكشف للإنسان عن مركزه عند ربه في هذه الحياة وهو أنه خليفة في الأرض وأن الله تعالى جعل عمارة الكون تحت يد الإنسان تتعاقب عليه أجياله وأن الله تعالى فاوت في المواهب بين البشر لغاية سامية وحكمة عظيمة وهي الإبتلاء والإختبار في القيام بتبعات هذه الحياة وذلك شأن يرجع اليه كماله المقصود من هذا الخلق وذلك النظام. وهذا كله مرتبط بهدف سورة البقرة وهو الاستخلاف في الأرض. سورة الأنعام تتحدث عن ملك الله تعالى في الكون وكأنما يقول تعالى لنا وحدوني أملككم الأرض وأجعلكم خلائف. (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 165
سميت السورة (الأنعام) ليس لورود كلمة الأنعام فيها فقط وإنما لذلك سبب رئيسي أن الأنعام عند قريش كانت هي الأكل والشرب والغذاء والمواصلات والثروة وعصب الحياة، وكان كفار قريش يقولون نعبد الله لكن عصب الحياة لنا نتصرف فيها كيف نشاء لكن الله تعالى يخبرهم أن التوحيد يجب أن يكون في الإعتقاد وفي التطبيق ايضاً يجب أن نوحد الله في كل التصرفات وليس في المعتقدات فقط، وهذا توجيه ليس فقط لكفار قريش وإنما توجيه لعامة الناس الذين يعتقدون بوحدانية الله تعالى ولكن تطبيقهم ينافي معتقدهم، إذن لا إله إلا الله يجب أن تكون في المعتقد والتطبيق، وهذا يناسب ما جاء في سورة المائدة في قوله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فعلينا أن نأخذ الدين كاملاً وأن نوحِّد الله تعالى في المعتقد والتطبيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:41 ص]ـ
الاخت الكريمة سمر وفقك الله تعالى على مجهودك الرائع وما تبذلينه تجاه ملتقانا(/)
هل الأطفال يخاطبون بالتدبر؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:00 ص]ـ
تقدم مقترحات لحلقات تحفيظ القرآن الكريم بتخصيص برامج للأطفال في تدبر القرآن، تقوم على توضيح الألفاظ وتفسير الآيات تفسيرًا ميسرًا واستخراج بعض الهدايات من الآيات المقروءة. ولا أدري إن كان هناك تجارب واقعية يمكن أن نستفيد منها في النظر في هذه المقترحات.
ولن أقف عند الطريقة المثلى لتعليم الأطفال تدبر القرآن، فهذه مما يتسع القول فيها، ومما تختلف فيها الأحوال.
لكن ورد علي تساؤل حينما قرأت في أحد البرامج المقترحة من أوراق أكرمني أخي العزيز د. محمد الربيعة بالنظر فيها وإبداء الرأي حولها.
لا أخفيكم أنني كنت متحفظًا على تعليم التدبر للأطفال وخصوصًا للسنوات المبكرة من المرحلة الابتدائية، وأشك في جدواه في الواقع الذي نعيشه، لكني في الوقت نفسه أحاول أن أواجه التحفظ، وأطرد الشك، لأن الأمر يتعلق بتعليم كتاب الله عز وجل، إلا أن السؤال يلح علي مرة بعد أخرى:
هل الأطفال مخاطبون شرعًا بتدبر القرآن؟
وإذا كانوا غير مخاطبين، فهل الأولى أن نعلمهم؟ وتعليمهم يحتاج إلى جهد وبذل، أو الأولى أن يقتصروا على حفظه، ولا يُزاحم حفظه بغيره؛ حتى يرسخ في ذاكرتهم، ولا تتشتت أذهانهم؟ فإذا رسخ انتقلوا إلى تعليم التدبر.
وإذا افترضنا تعليمهم التدبر، فما الكتاب الذي يناسبهم لتعلم معاني ألفاظ القرآن؟
هل هناك تفسير لألفاظ القرآن موجه للأطفال؟
وهل هناك تفسير لمعاني الآيات موجه لهم؟
هل يمكن أن يقوم أهل التفسير بتأليف كتب تفسيرية تناسب الأطفال حقيقة وفق رؤية علمية واقعية، لا وفق انطباعات مؤلفيها، وما يتوقعونه، ولقد اطلعت على بعض الكتب التي وصفها أصحابها بأنها للناشئة، لكني لم أجد خصوصية للناشئة في الخطاب، أي أن الكتاب يصلح للكبار، وقد لا يناسب الأطفال، بل في مواضع منها تفسر الآية الواضحة للأطفال بما يحتاج إلى توضيح للكبار فضلاً عن الأطفال.
إن هذه قضية أرى أن تكون محل عناية لدى المتخصصين بالتفسير إن رأوا أن الأطفال يخاطبون بالتدبر والتفسير.
والله ولي التوفيق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:22 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112364#post112364
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:24 ص]ـ
شكر الله لك أخي على تنبيهك.
وهذا تقصير مني من جهتين: أني لم أبحث عن موضوع المشاركة للتأكد من عدم وجود مثيل لها. ومن جهة أني لم أطلع على الموضوع الذي أشرتم إليه مع قربه.
نفع الله بكم.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
لا مانع من شرح الآيات للأطفال شرحا مبسطا، خاصة إن بعض الأطفال يسألون ما معنى هذه الآية؟؟
وفي منهج التمهيدي ومنهج الإبتدائي (الفصول المبكرة أولى وثاني وثالث) يدرسون الآداب والأذكار والفقه والعقيدة، حبذا لو ربطت المعلمة كل درس بالقرآن، مثلا عند سورة الأخلاص تشرح لهم معنى شهادة أن لا إله إلا الله التي يدرسونها في العقيدة
وفي درس الأذكار نشرح سور المعوذتين وهكذا ..
وأنا قد شرعت في كتابة (تمهيد مشوق لدرس القرآن لمعلمة التمهيدي والإبتدائي الفصول المبكرة، لدور التحفيظ) بحيث يحب الطفل درس القرآن ويتشوق له من خلال التمهيد، وربط الآيات بواقع الطفل، ولا يكون الدرس عبارة عن تلقين فقط، فيتربى الطفل بالقرآن ويحيا به،وإن شاء الله أنزل هذا الموضوع في الملتقى، وتقيمونه، وكل يضع بصمته، وأسأل الله التوفيق والسداد ...
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Aug 2010, 08:01 ص]ـ
أخي الدكتور يوسف
أشكر لك طرح مثل هذا الموضوع وتساؤلك في محله.
لكنني أحب أن أتسائل:
- ماحكمة جعل المفصل في آخر القرآن، وكونه يركز على بناء الإيمان بالله واليوم الآخر.
- وما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو ابن عشر سنين أو أقل (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل)
- وما سر إدخال عمر لابن عباس معه في مجلس كبار الصحابة وسؤاله له عن سورة النصر، وقد استنبط منها مالم يستنبطه كبار الصحابة.
- وما معنا قول ابن عمر: تعلمنا الإيمان قبل القرآن. وابن عمر من صغار الصحابة
ومن هنا يمكن أن نحدد الجواب على التساؤل من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن التدبر الذي يمكن أن يخاطب به الصغار ليس هو التدبر الذي يطالب به الكبار. فتدبر الصغار ينشأ من إبراز المعاني الإيمانية والسلوكية في السورة أو الآيات
أرأيت لو ركزت على بناء توحيد الله من سورة الإخلاص، كيف سيكون أثره عليهم.
صحيح أنهم قد لايدركوا التدبر بأنفسهم لكنهم بفطرتهم السليم وصفاء عقولهم يدركون عن طريق التربية والتعليم المعاني الإيمانية بل يتشربونها بكل يسر وسهولة لكونها توافق فطرهم السليمة.
ولعلي أن أضرب مثالاً عجيباً استوقفني كثيراً حصل في روضة قرآنية عندنا في القصيم بنيت على منهج التربية القرآنية من خلال جزء عم.
فهذه معلمة كانت تعلم الأطفال ذوي سن الخامسة سورة الفجر، فكانت تعرض لهم بما يناسب عقولهم قول الله تعالى (
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)} فشرحت لهم الآيات بأسلوب مبسط مركزة على غرس المعاني الإيمانية، تقول لهم: هذا حال الكافر يوم القيامة يقف بين يدي النار ليس معه عمل، لم يؤمن بالله، لم يصل، لم يطع والديه، لم لم لم ...
فذهب أحد الأطفال بعد المدرسة للبيت وجلس يردد الآيات لحفظها وقد استغرق في استعراض المشهد في عقله حسب شرح المعلمة حتى نسي نفسه وجلس يكرر قول الله تعالى {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} وقد اغرورقت عيناه بالدمع ففطنت له أمه فسألته مالك؟: فقال يأمي: ليته آمن، ليته صلى، ليته أطاع والديه حتى لايدخل النار.
أرأيت أخي كم سيصنع هذا الموقف في هذا الإبن لاشك أنه يغني عن سنة دراسية.
وهكذا يمكن لنا أن نبني في نفوس الأبناء هذا المنهج التدبري للقرآن وفق مستواهم وحاجتهم.
والوجه الثاني: أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال. وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته.
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم. والله أعلم.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:14 ص]ـ
والوجه الثاني: أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال. وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته.
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم. والله أعلم.
بارك الله فيك د. محمد الربيعة وجزاك خيرا .. نعم هذا الذي نريده للأطفال .. هذا يشجعني لأنزل موضوعي ..
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[19 Aug 2010, 08:01 ص]ـ
سألتني طفلة عمرها خمس سنين ما معنى الظالمين؟ لأن الله يقول في القرآن إن الله لا يحب الظالمين ..
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:42 ص]ـ
شكر الله لك أخي العزيز مشاركتك وحسن جوابك.
وما طرحته حسن، لكن لي وقفة مع أسئلة التقرير الأولى في جوابك:
- ماحكمة جعل المفصل في آخر القرآن، وكونه يركز على بناء الإيمان بالله واليوم الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو ابن عشر سنين أو أقل (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل)
- وما سر إدخال عمر لابن عباس معه في مجلس كبار الصحابة وسؤاله له عن سورة النصر، وقد استنبط منها مالم يستنبطه كبار الصحابة.
- وما معنا قول ابن عمر: تعلمنا الإيمان قبل القرآن. وابن عمر من صغار الصحابة
أما السؤال الأول فإني أطلب الحكمة في جعل المفصل آخر القرآن بالنسبة لتدبر الأطفال. أما أنه سهل على الأطفال فنعم، ويحسن أن يبدؤوا به، وابن عباس ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي، وكان ابن عشر سنين، وقد قرأ المفصل. لكن هل ثمة ما يؤكد أن الحكمة من كون المفصل في آخر القرآن لأجل أن يتدبره الأطفال؟ على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غالب قراءته في الصلوات من المفصل، وهو خطاب في هذا المقام للكبار لا للأطفال.
وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما خاصة، فهل يدل على تقرير التدبر للأطفال. أو أنه دعاء لحصول الشيء لابن عباس مستقبلاً. ولو كان أمرًا له لكان نصًا. وإن كان فيه إشارة لابن عباس إلى العناية بالقرآن وتأويله. على أن ابن عباس فيما ذكر سابقًا لم يشر إلا إلى قراءة المفصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من دون الإشارة إلى تفسير أو تدبر، إلا إذا كان المراد من القراءة الحفظ والفهم، ولعل ما يدل على ذلك قوله رضي الله عنه: سلوني عن سورة النساء؛ فإني قرأت وأنا صغير. رواه الحاكم وصححه.
(وهنا سؤال: هل دلالة "القراءة" في الأحاديث النبوية تعني مجرد التلاوة، أو مع الفهم والعلم؟)
وأما إدخال عمر رضي الله عنه لابن عباس في مجلس كبار الصحابة فلتميزه بعقله وحسن فهمه، وكأنه من الكبار، بل هو من الكبار، لأن هذه المجالس تريد كبار الألباب لا كبار الأعمار، ولعله كان بالغًا، ثم هذه ودعاء النبي فضيلة لابن عباس خاصة، لا لكل الأطفال.
وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما، فقد يحتج به من يرى تأخير التدبر؛ لأنه أفاد تأخر تعلم القرآن عن تعلم الإيمان.
ولعلي هنا أتساءل:
لقد جاء الشرع بتعويد الأطفال على بعض العبادات، كأمر أبناء سبع بالصلاة، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أبناءهم.
فهل ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم تعويد للأطفال على تدبر القرآن؟
رجعت رجوعًا سريعًا إلى بعض كتب فضائل القرآن وإلى بعض الكتب التي تحدثت عن تربية الأطفال فلم أجد شيئًا، لكن وجدت ابن كثير رحمه الله عقد فصلاً في (تعليم الصبيان للقرآن) قال فيه:
((حدَّثَنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفَصَّل هو المحكم.
قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم.
حدَّثَنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيم، أنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال، جمعت المحكم في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصَّل.
انفرد بإخراجه البخاري، وفيه دلالة على جواز تعلُّم الصبيان القرآن؛ لأن ابن عباس أخبر عن سنه حين موت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد كان جَمَعَ المفصَّل، وهو من الحجرات، كما تَقَدَّمَ ذلك، وعمره إذ ذاك عشر سنين.
وقد روى البخاري أنه قال: توفي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا مختون، وكانوا لا يختنون حتى يحتلم، فيحتمل أنه احتلم لعشر سنين؛ جمعًا بين هذه الرواية وتلك، ويحتمل أنه تجوز في هذه الرواية بذكر العشر وترك ما زاد عليها من الكسر، والله أعلم.
وعلى كل تقدير، ففيه دلالة على جواز تعليم القرآن في الصِّبا، وهو ظاهر، بل قد يكون مستحبًّا أو واجبًا؛ لأن الصبي إذا تعلَّم القرآن بلَغَ وهو يعرف ما يصلي به، وحفظُه في الصِّغَرِ أولى من حفظِه كبيرًا، وأشد علوقًا بخاطره، وأرسخ وأثبت، كما هو المعهود في حال الناس.
وقد استحبَّ بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداء عمره قليلاً للعب، ثم توفر همته على القراءة؛ لئلا يلزم أولاً بالقراءة فيملها ويعدل عنها إلى اللعب.
وكره بعضهم تعليمه القرآن وهو لا يعقل ما يُقَال له، ولكن يُترك حتى إذا عَقِلَ ومَيَّزَ عُلِّمَ قليلاً قليلاً، بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه.
واستحبَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يلقن خمس آيات خمس آيات. رويناه عنه بسند جيد)).
ولعل بعض الإخوة يفيدنا في هذا.
هذه بعض النظرات والخواطر والتساؤلات حول هذه القضية، وفيها سعة في النظر والرأي، ولعل المسألة من باب (الحسن والأحسن).
وأحب أن يطرح أخي الشيخ محمد وغيره رأيه حول ما ذكرته في آخر المشاركة الأولى مما يتعلق بكتب تفسير الألفاظ والآيات للناشئة.
وأشكر الإخوة الذي شاركوا في الموضوع.
وفقني الله وإياكم لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:35 ص]ـ
لعلنا أخي الدكتور يوسف نتفق على أهمية ربط القرآن بالطفل ماأمكن ببناء الإيمان في نفسه من خلال السور التي يحفظها وهو ماأفهمه من قول ابن عمر (تعلمان الإيمان قبل القرآن) يعني مافي السورة من الإيمان قبل حفظها ويؤكد ذلك بقية الأثر، وليس لديهم من كتب يتعلمون منها إلا كتاب الله.
أما مسأله التدبر فهي موضع الإشكال، وأرى أنه يمكن التدرج فيها بحسب طاقة الطفل حتى يكبر.
وفيما يتعلق بكتب التفسير للناشئة فعندي مايقارب عشرة تفاسير للأطفال والناشئة ولم أجد فيها الكفاية، وقد وقفت على منهج جيد ومقرر في جمعية خدمة القرآن بالأردن، وهو مقرر في روضات الأطفال لديهم، ومنهجه توضيح القرآن بالصور. ويحتاج إلى تعليق المعلم. وهو موجود في موقعهم.
ولا زلنا بحاجة إلى وضع تفسير مناسب للأطفال يمكن الاستفادة منه في الروضات وحلقات الصغار والبيوت.(/)
وقفات مع آيات من كلام رب البريات ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(موضوع لي كتبته في موضع آخر وأحببت نقله هنا)
أعزائي أعضاء ملتقانا وزواره الكرام:
إن العيش مع آيات المولى الكريم في تدبر وتفكر لمن أعظم المنن العظيمة الذي ينعم الله بها على عباده وقد حث الله سبحانه على تدبر القرآن الكريم بل توعد من لم يتدبر فقال: (((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)))
وإنني أفتح هذا الموضوع الذي أدعو فيه نفسي وإياكم إلى أن تستعرض في كل يوم آية أو آيتين من كتاب ربنا عز وجل ونتدبر ما فيها من معاني وأحكام، ولا أريد أن يشارك أحد إلا مع علم تام بمعى الآية حتى لا نقول في القرآن من عند أنفسنا ...
أرجو أن تتم المشاركة من الجميع من أعضاء وعضوات المنتدى المبارك خصوصاً نحن في شهر القرآن ...
وأبدأ بنفسي اليوم ...
-----------------------------------------------------------------------------------------------
* قال الله تعالى: (((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)))
استدل بها بعض أهل العلم على وجوب صلاة الجماعة ..
* وقال الله تعالى: (((واستعينوا بالصبر والصلاة)))
فال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فضيلة الصلاة، حيث إنها مما يستعان بها على الأمور، وشؤون الحياة؛ لقوله تعالى: (((والصلاة)))؛ ونحن نعلم علم اليقين أن هذا خبر صدق لا مرية فيه؛ وقد روي عن النبي صل1 أنه كان إذا حزبه أمر صلى؛ ويؤيد ذلك اشتغاله لله في العريش يوم بدر بالصلاة، ومناشدة ربه بالنصر.
* وقال تعالى: (((قال أعوذ بالله ان اكون من الجاهلين)))
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه، وهو الذي يستهزئ بالناس، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل، استهزاءه بمن هو آدمي مثله، وإن كان قد فضل عليه، فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه، والرحمة لعباده ...
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:13 ص]ـ
موقف اليهود والنصارى من المسلمين وحقيقتهم التي يجب ألا تخفى علينا ..
1 - قال الله تعالى: (((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)))
الآية واضحة المعنى حيث تبين أن اليهود والنصارى يتمنون أن نترك ديننا وننسلخ من عقيدتنا وهذا بسبب ما في نفوسهم من الحسد لما نحن فيه من خير وحق، وقد تبين لهم الحق فرفضوه ...
2 - قال تعالى (((ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ... )))
لو سألتكم سؤالاً: متى يرضى عنا اليهود والنصارى؟ الإجابة في الآية ...
مهما صادقناهم وأعطيناهم وقدمنا لهم جميع التنازلات وتشبهنا بهم في فكرهم وعملهم وطريقتهم ولباسهم و و و ...
لن يرضهم ذلك حتى نترك ديننا ونتبع طريقتهم في الكفر وأهواءهم وننخلع من ديننا ...
هذا هو ما يرضيهم ....
قاتلهم الله ولعنهم ...
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:17 ص]ـ
واجبنا نحو الكتاب المبين (القرآن)
(((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به .. )))
الواجب أن نتلوه حق التلاوة بأن:
1 - نقرأ كما أنزل ولا نحرفه: وذلك بتجويد قراءته وإحسانها ....
2 - لا نحرف كلمه عن مواضعه ولا نكتم الحق الذي جاء فيه ..
3 - نتبعه حق اتباعه، فنحل حلاله، ونحرم حرامه، ونعمل بمحكمه، ونؤمن بمتشابهه.
وفي الآية من الفوائد: أنه ليس مجرد إتيان الكتاب فضيلة للإنسان؛ بل الفضيلة بتلاوته حق تلاوته.
وفيها: أن تلاوة القرآن نوعان؛ تلاوة حق؛ وتلاوة ناقصة ليست تامة؛ فالتلاوة الحق أن يكون الإنسان تالياً للفظه، ولمعناه عاملاً بأحكامه مصدقاً بأخباره؛ فمن استكبر أو جحد فإنه لم يتله حق تلاوته.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ....(/)
استفسار عن الاعتناء بعلم المناسبات
ـ[الهياج]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:35 م]ـ
السلام عيكم ..
وتقبل الله طاعتكم وصياكم ..
بعد البحث عن أقوال أهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة الاعتناء في مسألة علم المناسبات .. وجدت كلاما لبعضهم .. منهم
قول الرازي:
(إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير متنبهين لهذه الأمور)
وكذلك الزركشي:
وقد قل اعتناء المفسرين بهذا النوع لدقته ... [ثم يقول] وهذا النوع يهمله بعض المفسرين أو كثير منهم وفوائده غزيرة"
هذا بارك الله فيكم بعضا من قول المتقدمين وأنا أبحث من فترة عن ربط كلاهم رحمهم الله في عصرنا فهل لازالت المكتبة العلمية شيحية بهذا العلم ولا بد من قول أحد العلماء أو الباحثين في هذه المسألة وأستعين بكم بعد الله في مساعدتكم في جمع أقوال المتأخرين في مسألة الاهتمام والاعتناء بعلم المناسات في العصر الحاضر ..
وفقكم الله لما فيه خير
أخوكم أبو فهد
ـ[الهياج]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:33 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:49 م]ـ
أخي الكريم
في هذه المشاركة ما يفيدك بإذن الله: علم المناسبات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=163)
ـ[الهياج]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:28 ص]ـ
شكر الله لكم سبق وأنا قرأته واستفدت منه ولكن للأسف لم أجد بغيتي فيه بما يخص العناية به في الوقت الحالي
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2010, 06:34 ص]ـ
أحيلك على كتاب "مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور" للدكتور عادل بن محمد أبو العلا.
ـ[الهياج]ــــــــ[27 Aug 2010, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم ..
سبق أني رجعت للمصابيح .. وأيضا لم أجد بغيتي .. والله المستعان ..
وجاري البحث ,,(/)
وصيته صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يقرأ صحيفة محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه، فليقرأ: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم"، إلى قوله "لعلكم تتقون" [الأنعام آية 151]. هذا الأثر أخرجه الترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب والطبراني وغيرهم.
وقدا اشتهرت هذه الآيات بأنها آية الوصايا العشر, ولما كانت هذه الآيات عليها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم , وختم عليه أمره حق لنا الوقوف معها والتأمل فيها وتدبرها.
ومن تلك الوقفات التي أسأل الله أن ينفعني والإخوة القراء بها:
أولا: اجتمع في التأكيد على هذه الوصايا كون النبي صل1 وصى بها وكونها وصايا من الله تعالى في كتابه الكريم.
ثانيا: هذه الآيات مكية وختم عليها أمر النبي صل1 وهذا فيه دلالة على أن ما احتوته من وصايا كانت هي المادة العقدية والإيمانية والأخلاقية التي ربى عليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من بداية الدعوة في مكة إلى حين وفاته في المدينة فهي جوهر هذا الدين ويؤيد هذا تفسير ابن عباس رضي الله عنه لها بأنها من الآيات المحكمات في قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) كما أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي.
ثالثا: من الأسباب التي تحول دون الوقوع في المنهيات: العقل , والتذكر , والتقوى.
و من ان امتثل بهذه الوصايا يرجى له أن يكون من العقلاء المتذكرين المتقين, يقول ابن عطية رح1: (ومن حيث كانت المحرمات الأُوَل لا يقع فيها عاقل قد نظر بعقله جاءت العبارة لعلكم تعقلون، والمحرمات الأخر شهوات وقد يقع فيها من العقلاء من لم يتذكر، وركوب الجادة الكاملة يتضمن فعل الفضائل، وتلك درجة التقوى) أ. هـ.
وقد أعجبتني كلمة للشيخ إبراهيم السكران في إحدى مقالاته حيث يقول: (وأنا شخصياً إذا التقيت بشخصية غربية متميزة في الفكر أو القانون أو غيرها منالعلوم أجاهد نفسي مجاهدة على احترام تميزه، لأنني كلما رأيتهم في غاية الجهلبالله سبحانه وتعالى، امتلأت نفسي إزراءً بهم، ما فائدة أن تعرف تفاصيل جزءمعين من العلوم وأنت جاهل بأعظم مطلوب للإنسان .. إنه لا يختلف عن سائق مركبةيتقن تفاصيل بعض الطرق الفرعية ويجهل الطرق الرئيسية في المدينة .. فهل مثل هذايصل؟!) وقد صدق.
رابعا: نسمع كثيرا عن حركات وجمعيات ومؤسسات قامت ومؤسسات تقوم كلها تدعي الإصلاح والسعي إلى التطور والنجاح .. ويأتي التوجيه الرباني بأن أقصر الطرق للإصلاح وأقومها هي التي تقوم برامجها ومشاريعها الإصلاحية على هذه الوصايا العظيمة وكلما ابتعدت طريقة أو حركة أو مؤسسة عن هذه الوصايا كلما ابتعدت عن الصراط المستقيم.
خامسا: جاء في خاتمة هذه الآيات التنويه بالقرآن الكريم وبركته والأمر باتباعه لأنه يهدي للتي هي أقوم.
سادسا: كون هذه الوصايا هي التي عليها خاتمه صل1 لأنها جاءت جامعة شاملة. فجمعت بين حقوق الله تعالى, وحقوق الخلق, وجمعت بين التوحيد والأخلاق والمعاملات.
سابعا: مما يستأنس به أن هذه الوصايا (بمجموعها) جاءت في ثلاث مواضع , أولها هذا الموضع (في آخر الثلث الأول من القرآن) وثانيها: وصايا سورة الإسراء (في منتصف الثلث الثاني من القرآن) وثالثها: وصايا لقمان (في أول الثلث الأخير من القرآن) وفي هذه المواضع الثلاث جاء التنويه بذكر الكتاب العظيم والحث على اتباعه – والله تعالى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:46 م]ـ
ثالثا: من الأسباب التي تحول دون الوقوع في المنهيات: العقل , والتذكر , والتقوى.
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (151)
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (152)
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (153)
العقل مدعاة للتذكر
والتذكر مدعاة للتقوى
فهنيئا لأصحاب العقول(/)
ملاحظات منهجية حول إنتاج المعرفة القرآنية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Aug 2010, 08:12 م]ـ
ملاحظات منهجية حول إنتاج المعرفة القرآنية*
محمد بن جماعة
لئن كان القرآن الكريم يمثل كتاب هداية للمؤمنين به، فإنه يعتبر أيضا كتاب الزمن كله والإنسانية كلها، يعكف عليه الباحثون المتخصصون وعامة المسلمين تفسيرا وتعليلا وتنزيلا في الواقع.
وتحتوي المكتبة الإسلامية على آلاف الكتب التي تجعل من القرآن الكريم محورا لها، إما لبيان معانيه أو لتوفير المادة العلمية المساعدة على فهم معانيه. وقد تشعبت المعارف القرآنية وكثرت تفاصيلها نتيجة لهذا العدد الهائل من المؤلفات، والمتكاثر باستمرار، بحيث أصبح من الصعوبة بمكان على الباحث المتخصص، فضلا عن غير المتخصص، أن يحيط بجزئيات فن واحد من فنون العلم فضلا عن أن يحيط بمختلف المعارف القرآنية.
ومن خلال نظرة سريعة وشاملة على هذه المكتبة، يمكن الخروج بثلاث ملاحظات منهجية:
1 - الملاحظة الأولى:
وتتمثل في أن التعاملَ مع القرآن الكريم يتنازعه اتجاهان خاطئان (1)، يرى أحدهما الاكتفاء بدلالة النص زمن نزوله، وأن كتاب الله قد فسره العلماء الراسخون في العلم تفسيرات استغرقت جميع معانيه، وما على المسلم المعاصر إذا أراد فهمه سوى أن يعود إلى أقوال السلف الصالح، ولا مجال بعدها لمستزيد. ويقوم هذا الاتجاه على أن للقرآن معنى تاريخيا فقط، يتمثل في جملة المعاني التي استنبطها المفسرون الأوائل كالصحابة والتابعين وعلماء القرون الأولى، والتي مثلت إطارًا دلاليًّا للغة القرآنية. ويكمن خطأ هذا الاتجاه في كونه يؤدي إلى:
* السقوط في تعارض بين الإطار التاريخي للمعنى القرآني وبين صلاحيته لكل زمان ومكان،
* وإلى الوقوع في وهم المطابقة بين الكلام المفسِّر والكلام المفسَّر في التنزيه والقدسية.
أما الاتجاه الثاني فيرى أن النص القرآني نص لغوي مفتوح يخضع، كأي نص من النصوص، لتطور الدرس اللغوي والأدبي والتاريخي، ويبقى ميدان تجربة للقارئ يقرأ فيه ما يشاء. ويرى هذا الاتجاه أن معنى النص يمكن أن تتعدد وتتنوع قراءاته، وبالتالي فما يهم هو دلالة النص "زمن قراءته". ويتمثل انحراف هذا الاتجاه في كونه يجعل النص تابعاً للمتلقي المزوّد برؤى قبلية ومعانٍ جاهزة، بدل أن يتجه المعنى من النص إلى القارئ.
2 - الملاحظة الثانية:
وتتمحور حول طبيعة الدراسات القرآنية وكيفية توليد المعارف القرآنية، حيث توجد مقاربتان مختلفتان في توليد هذه المعارف:
إحداهما يمكن تسميتها بالمقاربة التجزيئية أو التحليلية ( Analytical Approach)، وتقوم على اعتبار المواضيع الضخمة والمتشعبة غير قابلة للدراسة بدون تجزئتها وفصل أجزائها بعضها عن بعض، بما يسمح بالتعمق في تفاصيل كل جانب من الجوانب على حدة. وبالتالي فهي تقوم على الخطوات التالية (2):
* تقسيم كل واحدة من المعضلات المختبرة إلى أجزاء على قدر المستطاع، وعلى قدر ما تدعو الحاجة إلى حلها على خير الوجوه،
* تسيير الأفكار بنظام، بدءا بأبسط الأمور وأسهلها معرفة، للوصول بخطوات تدريجية إلى معرفة أكثر ترتيبا، بل وفرض ترتيب بين الأمور التي لا يسبق بعضها الآخر،
* القيام بالإحصاءات الكاملة والمراجعات الشاملة بما يضمن عدم إغفال أي شيء.
ومن خصائص هذه المقاربة: الدقة في الجزئيات، والتفصيل في القواعد، والاكتفاء بتحديد طبيعة العلاقات والتفاعلات بين الجزء المدروس والأجزاء الأخرى المحيطة به.
وقد شاعت هذه المقاربة في حقل البحث الفقهي، ثم انتقلت إلى حقل البحث القرآني، فأدت إلى ظهور ما اصطلح عليه بعلوم القرآن. ونتج عن تطبيقها:
- تفريع علوم القرآن إلى عدد كبير، فظهرت كتب متخصصة في أسباب النزول، أو المحكم والمتشابه، أو الناسخ والمنسوخ ... وذهب بعضهم في التفريع إلى حد الإغراق في الجزئيات، فجعل علوم القرآن –مثلا- أكثر من 120 علما،
- تكريس الاستقلالية بين العلوم المتفرعة، فأصبحت علوم القرآن والتفسير وأحكام القرآن والأصول، مثلا، تخصصات مستقلة بعضها عن بعض،
- ظهور التفاسير الترتيبية التي تفسر القرآن آيةً آية، ولفظًا لفظا.
وتكمن أوجه القصور في المقاربة التحليلية في النقاط التالية:
- الاضطرار إلى تحديد الإشكاليات المدروسة بشكل ضيق وفرعي،
(يُتْبَعُ)
(/)
- عزل التخصصات بعضها عن بعض (وكذلك المباحث العلمية)، من جهة، وعزلها عن الواقع الحقيقي، من جهة أخرى، وتكريس التخصص المفرط والمبالغ فيه،
- الصعوبة المتنامية في التواصل بين المتخصصين في مختلف الميادين، نتيجة اعتماد هذه المقاربة،
- النزوع نحو رؤية كل جزء على حدة ثم تعميم نتائج هذه النظرة على الأجزاء الأخرى، مما يؤدي إلى الشك في نجاعتها في مواجهة حل المشكلات المعقدة.
وحين ننظر إلى أثر اعتماد هذه المقاربة في التفاسير الترتيبية للقرآن، مثلا، نجد أن من مزاياها أنها تسمح بمعرفة أغراض الآية من خلال سياق النزول الزماني والمكاني، مع ضمها إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات، من خلال القرائن الداخلية والخارجية، وهو ما يسمح بالنظر الدقيق إلى كل آية في موضعها الذي نزلت من أجله. غير أنها لا تسمح بإدراك المناسبات والروابط وشبكات العلاقات بين الكلمات في إطار الآية، ولا بين الآيات في إطار السورة، ولا بين السور في إطار القرآن كله، خصوصا عند النظر إلى المواضيع ذات الأبعاد المتعددة، والمتناثرة في مواطن مختلفة من السور.
أما المقاربة الثانية فيمكن تسميتها بالمقاربة النظامية ( Systemic Approach) (3)، وقد نشأت كمنهجية مخالفة للمقاربة التحليلية، معتمَدة على أساس أن النظام المركّب من مجموعة وحدات له من الخصائص العامة التي قد تكون أولى بالدراسة من خصائص كل وحدة من وحداته منفردةً عن باقي وحدات النظام.
وترى هذه المقاربة أنه لا يمكن فهم النظم المعقدة فهما دقيقا من خلال الاكتفاء بدراسة وحداته مستقلة بعضها عن بعض كل على حدة. وتؤكد، من ناحية أخرى، على أن معرفة النظام لا بد أن تمر عبر دراسة علاقاته وتفاعلاته مع المحيط والبيئة التي يتواجد فيها، نظرا لتأثر النظم والبيئات المختلفة بعضها ببعض، بحيث أن أي ظاهرة تظل غير قابلة للفهم ما لم يتم توسيع دائرة الملاحظة لتشمل كل الظروف والسياقات والعوامل المحيطة بها.
ولذلك تعتبر المقاربة النظامية متناقضة مع المقاربة التحليلية. إذ خلافا لهذه الأخيرة التي تدعو إلى التجزيء والتفكيك وعزل الوحدات والعوامل بعضها عن بعض، تقوم المقاربة النظامية على دراسة النظام الواحد بأبعاده المختلفة، من زوايا متعددة، اعتمادا على عدد من الهياكل والنظم المعرفية، ومن خلال فهم العلاقات والمؤثرات الداخلية والخارجية. وهذا ما يجعل المقاربة النظامية قادرة على تجاوز النقائص والأخطاء التي تنجر عن المقاربة التحليلية.
ويرى لومواني ( Le Moigne) (4) أن المقاربة النظامية تسعى لتحقيق أهداف أربعة:
- وضع نظرية تفسر الكون على أساس أنه نظام،
- محاولة وضع نماذج لفهم التعقيد،
- البحث عن المفاهيم والقوانين والنماذج المتشابهة والتي يمكن تطبيقها على مجموعات ونظم مختلفة،
- وضع تصورات للأدوات والوسائل المستخدمة.
وقد مرّ تعريف مفهوم (النظام) بتطورات مختلفة لخّصها لابوانت ( Lapointe) (5) كما يلي:
- النظام: "مجموعة منظمة"
- النظام: "مجموعة مركّبة من وحدات متفاعلة فيما بينها"
- النظام: "مجموعة مركّبة من وحدات في تفاعل دائم بينها، لخدمة هدف مشترك"
- النظام: "كيان -حين يكون موجودا في سياق معين، وتكون له غايات محددة- يقوم بممارسة نشاط معين فيجد تركيبته الداخلية تتطور عبر الزمن، بدون أن يفقده ذلك هويته الأصلية والمستقلة"
- النظام: "وحدة بنائية تتسم بهيكلية هرمية، وخصائص بارزة، وشبكات وعلاقات. وهذه الوحدة لها خصائص هامة على مستوى النظام الكلي، غير أن هذه الخصائص قد لا يكون لها أي قيمة أو أثر على مستوى أجزاء الوحدة البنائية حين تكون مستقلة بعضها عن بعض".
وكما هو ملاحظ، فإن جميع هذه التعريفات تتضمن مفاهيم الترتيب، والتسلسل الهرمي، القابلة للمشاهدة. كما تتحدث عن الخصائص التالية: الظهور، التفاعل، الترابط، الغائية، التطور، الوحدة البنائية.
وتقوم المقاربة النظامية على جانبين مترابطين هما (6): المعرفة والفعل. وتنقسم المعرفة بدورها إلى حقل فلسفي (عام) وحقل نظري (خاص)، في حين ينقسم الفعل إلى حقل منهجي وحقل تطبيقي عملي. وتعمل الحقول الأربعة بكل مترابط ومتداخل بدون تجزيء.
3 - الملاحظة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما على صعيد البحث العلمي، فيتسم واقع التراث العلمي في مجال الدراسات القرآنية بكثرة الكتب والمصادر وتشتتها، وتشعب المعلومات واختلاف المناهج، وعدم الاتفاق على القواعد المتحاكم إليها، وغياب منهج دقيق وموحد لتوثيق الأخبار المنقولة، والتكرار، وعدم الترتيب، وعدم الشمول والاستيعاب، رغم كل المجهودات الهائلة والمبذولة لحد الآن، وهو ما يجعل الباحث الأكاديمي أمام صعوبات منهجية وعملية جمة.
وقد برزت في السنوات الأخيرة محاولات عديدة لإنجاز موسوعات إلكترونية ومحركات بحث متخصصة لخدمة الباحثين في حقل الدراسات القرآنية (7)، غير أنها تتسم جميعا بالجزئية وعدم الاستيعاب، وضعف الحِرَفية التقنية، وغياب الرؤية المنهجية (انظر جداول المقارنة 1 و2 و3 بين الكشافات الموضوعية الآلية الموجودة حاليا، وقد تم وضعها في المرفقات)، إضافة إلى اعتماد أكثرها على تقنية معالجة النصوص وإدارتها ( File Management System) بدلا من معالجة المعلومات وإدارتها في قواعد بيانات متطورة وذكية ( Database Management System).
ويبقى السؤال الرئيسي مطروحا: "هل يمكن حصر المعارف القرآنية وجمعها وترتيبها في إطار واحد، وتحرير مواطن الخطأ والصواب فيها بطريقة أقرب إلى الموضوعية تعتمد على العمل الجماعي المشترك، لتوفيرها لأهل الاختصاص، وللمسلمين عامة؟ ".
الهوامش:
1 - النص القرآني ومشكل التأويل، المصطفى تاج الدين، المصدر: إسلامية المعرفة، العدد 14، 1998 - 1999، ص ص7 - 29
2 - مقال في المنهج، ديكارت، ص 131 - 132
3 - L'approche systémique: de quoi s'agit-il?, Donnadieu, et al.
http://www.afscet.asso.fr/SystemicApproach.pdf
4- نفس المرجع
5 - المرجع السابق
6 - موقع الجمعية الدولية لعلوم الأنظمة International Society for the Systems Sciences, ISSS:
http://www.isss.org/primer/4domains.htm
7- الكشافات الموضوعية الآلية للقرآن الكريم، مجدي عبد الجواد الجاكي، رسالة دكتوراه غير منشورة
** جزء من بحث بعنوان: "منهجية تعاونية لإنجاز (موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه) " - مقدم لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة)، التي أقامها مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، بالمدينة المنورة سنة 2009(/)
المدخل لدراسة القرآن الكريم (موضوع مرشح)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Aug 2010, 08:32 م]ـ
المدخل لدراسة القرآن الكريم*
محمد بن جماعة
يمثل البحث في مصدر القرآن المدخلَ الأساسي لعرضه ودراسته. وللإجابة عن السؤال حول المصدر الحقيقي للقرآن، و"هل يمكن أن يكون هذا الكتاب قد استخرج من علم وإدراك من أرسل به، أو من معرفة بشرية على العموم، أو أنه على العكس، هنالك أسباب لا يمكن دفعها تحدونا للاعتقاد بمصدره العلوي الإلهي"، أشار الباحثون السابقون إلى عدد من الأمور من أهمها (انظر الرسم 2، في المرفقات):
- الجانب الأدبي والبلاغي: حيث أن تميز الأسلوب القرآني في جمال لا يضاهى، وجلال متميز يجعل من المستحيل الإتيان بمثله، وكل بلغاء العرب يعترفون بذلك.
- الجانب المعرفي: إذ أن اتساع المعرفة وعمقها في القرآن دليل في حد ذاته على تجاوزه لطاقة البشر.
- الأبعاد النفسية والأخلاقية لشخصية النبي (صلى الله عليه وسلم) والتي تنفي أي احتمال للكذب أو الخداع أو الوهم أو المرض النفسي.
ومن جهة أخرى، حرص الجاهليون قديما وحديثا على إثارة الشبهات حول القرآن الكريم. ومن هذه الشبهات ما وقع في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومنها ما استجد بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) في عهد الصحابة، ومنها ما استجد بعد تواصل المسلمين بعلوم اليونان (الفلسفة وعلم الكلام)، ومناهجهم العقلية في الاستدلال على وجود الخالق، وإثبات أو إنكار النبوات، إلى غير ذلك. ومن الشبهات التي طرحت بقوة: دعوى الانتحال من كتب اليهود والنصارى، والتي قامت على أسس أربعة هي: التشكيك في أمّية النبي (صلى الله عليه وسلم)، والإشارة إلى اتصال النبي (صلى الله عليه وسلم) ببعض أهل الكتاب قبل البعثة، والإشارة إلى اطلاع النبي (صلى الله عليه وسلم) على كتب اليهود والنصارى بواسطة ورقة بن نوفل، والتركيز على القرابة والتشابه مع الكتب السابقة.
ولكن، هل يمكن القول إن النتائج المستخلصة من قبل العلماء السابقين تجعل من غير الضروري إعادة البحث في هذا الموضوع؟ وهل أصبح مهمة الخلَف محدودة في تدوين هذه النتائج الجاهزة، وبالنظر إليها كأنها الكلمة الأخيرة حول حقيقة الأشياء؟
الجواب في تقديرنا هو النفي لسببين:
أولهما: أنه بقدر ما تتطور معارفنا حول الطبيعة والنفس البشرية، وكلما اكتسبنا سببا جديدا يحملنا على أن نرى الأشياء من زاوية مختلفة، فإن ذلك يدعونا إلى أن نضع المشكلات حين ندرسها بما يتفق وهذا الجديد من العلم. والمسألة الدينية عموما -وبشكل خاص المسألة القرآنية- لا تخرج عن هذه القاعدة.
وثانيهما: أن مهمة الأجيال التي أتت وستأتي بعد الأجيال الأولى للإسلام لا يمكن قصرها على مجرد جمع المعلومات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم نشرها، وإنما هي مكلفة أيضا بالمساهمة بجهدها ودورها في خدمة (الحقيقة)، والبحث بوسائلها الذاتية عما يتعين اتخاذه في سبيلها. أضف إلى ذلك أن التشكيك في (الحقيقة) قائم ودائم، ويجدد وسائله وأساليبه ومقولاته بحسب ما يتوفر لديه من أدوات معرفية جديدة، وهو ما يشكل تحديا يفرض على كل جيل من الأجيال أن يتعامل مع واقعه وفق هذه المستجدات والمتغيرات بما يسمح له بالاستمرار في خدمة (الحقيقة).
ومن خلال الاستقراء، يمكن القول إن مواطن البحث عن صدق الوحي ووجود الخالق وحقيقة الحياة تكمن في مستويات خمسة (انظر الرسم 3، في المرفقات):
1 - الإله (أو الخالق): هل هو موجود، أم غير موجود؟ متعدد، أم واحد؟
2 - الكون (أو الطبيعة): هل هو مخلوق، أم غير مخلوق؟
3 - النفس البشرية: هل هي متميزة فطريا، أم ناشئة عن تطور في الحياة؟
4 - الأنبياء والرسل: هل يتلقون وحيا عن خالق، أم أن تجاربهم إنسانية؟
5 - القرآن الكريم (أو الكتب السماوية بصفة عامة): هل هو كلام الله أم كلام بشر؟
في محاولة إيجاد أجوبة على هذه التساؤلات، انتهج الباحثون -مسلمين وغير مسلمين- مناهج مختلفة لدراسة ظاهرة التدين والإيمان بالخالق، يمكن تلخيصها في خمسة مسالك بحثية (انظر الرسم 4، في المرفقات):
• المسلك الأول: البحث التاريخي والاجتماعي (الأنثروبولوجي)
• المسلك الثاني: المنهج العلمي ودراسة الظواهر الكونية
• المسلك الثالث: الاستدلال المنطقي (أو الفلسفي)
• المسلك الرابع: البحث في ظاهرة النبوة
(يُتْبَعُ)
(/)
• المسلك الخامس: البحث في الظاهرة القرآنية.
واستكشاف هذه المسالك والتدقيق في خطواتها وأدواتها البحثية يبرز قدرتها منفردة ومجتمعة على تقديم إجابات سليمة ومتسقة تقود إلى اليقين العلمي في مبحث (وجود الله) وصدق الوحي. وفيما يلي إشارات مختصرة حول هذه المسالك التي تصلح كمدخل لدراسة القرآن الكريم.
المسلك الأول: البحث التاريخي والاجتماعي (الانثروبولوجي):
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية (1):
• متى ظهرت فكرة التدين على وجه الأرض؟
• هل الإنسان (حيوان ديني) بشكل فطري غريزي، وبسبب استعداد أصيل في طبيعته؟
• أو أنه اكتسب هذه الصفة إثر عارض ثقافي مفاجئ لدى مجموعة بشرية معينة، شمل مفعوله الإنسانية كلها، بنوع من الامتصاص النفسي؟
• إلى أي حد تعد ظاهرة التدين عريقة في القدم؟ هل سبقت الحضارات المادية؟ تأخرت عنها في الوجود؟ أم اقترنت بها؟
• ما مصيرها أمام التطورات الفكرية المعاصرة؟
• ...
ويعتمد البحث في هذا المسلك على أدوات من الاختصاصات التالية: علم التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس الإنساني، علم النفس الحيواني، الأنثروبولوجيا ...
المسلك الثاني: المنهج العلمي ودراسة الظواهر الكونية:
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية (2):
• كيف نشأ الكون؟ خلق أم نتيجة تفاعلات فيزيائية وكيميائية عشوائية؟
• ما سر النظام الموجود في الكون؟ هل يمكن أن يكون حادثا بالمصادفة؟
• هل يمكن للحياة أن تنشأ مصادفة كما تدعي نظرية التطور؟
• كيف نشأت الحياة؟ وهل نشأت على الأرض فجأة وبأشكال معقدة؟ أم أنها نشأت بفعل تطورات
• ما هو منشأ الإنسان؟ وهل انحدر البشر والقرود من سلالات حيوانية مشتركة؟
• كيف نفسر بعض الظواهر السلوكية المنطقية في الطبيعة، مثل ظاهرة الحكمة في سلوك الحيوانات، وروح التضحية لدى الكائنات الحية التي تعيش على شكل مجموعات، والتكافل الموجود بين الكائنات الحية؟
• هل تتحرك كل الكائنات الحية بطريقة عشوائية أم بتناسق وانسجام كامل، يدل على تسييرها بوساطة إلهام إلهي؟
• هل يمكن تفسير ظاهرة الحياة بكل مظاهرها وتعقيداتها وتناسقها ونظامها، بمعزل عن وجود إله خالق؟
• ...
ويشكل هذا المسلك البحثي التحدي الأكبر نظرا للانقسام الحاد في الأوساط العلمية الأكاديمية حول اعتماد نظرية داروين حول التطور كحقيقة علمية مكتملة، أو اعتبارها "نظرية قوية" في مواجهة نظريات أخرى أقل قبولا في الأوساط العلمية كنظرية (الصنع الذكي Intelligent Design)، ونظرية (الخلق Creationism).
ويعتمد البحث في هذا المسلك على أدوات من الاختصاصات التالية: علم التاريخ، علم السلوك الإنساني، علم السلوك الحيواني، العلوم الطبيعية، الأنثروبولوجيا ...
المسلك الثالث: الاستدلال المنطقي (الفلسفي)
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية (3):
• هل يمكن استعمال القواعد المنطقية لإثبات أو نفي وجود الله؟
• هل يمكن الثقة في القواعد المنطقية والرياضية في مثل هذه البحث؟
• يوجد مسلكان منطقيان للبحث في الموضوع:
• طريق التدرج من الأعلى: بطلان الراجح بدون مرجح، بطلان التسلسل، بطلان الدور، بطلان التفاعل الذاتي، قانون العلة الغائية، وبيان قيام الكون على أساسها
• طريق التدرج من الأسفل: (ويشترك نسبيا مع المسلك الرابع في البحث: البحث في ظاهرة النبوة)
• نحن أمام كتاب غريب اسمه القرآن، وصلنا عن طريق سند متصل متواتر قطعي
• الاستدلال على ظاهرة الوحي، من خلال القواعد المنطقية المعروفة: دلالة الالتزام، القياس
ويعتمد البحث في هذا المسلك على أدوات من علم المنطق.
المسلك الرابع: البحث في ظاهرة النبوة
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية (4):
• على مدى التاريخ، تتابع أفراد مدفوعون بقوة لا تقاوم، جاؤوا يخاطبون الناس باسم (حقيقة مطلقة) يقولون إنهم يعرفونها معرفة شخصية، وخاصة، بوسيلة سرية هي الوحي
• يقول هؤلاء الرجال إنهم مرسلون من (الله) ليبلغوا كلمته إلى البشر، الذين لا يستطيعون أن يسمعوها مباشرة
• خصوصية هذا الوحي ومضمونه، هما الأمارتان المميزتان المثبتتان لرسالة النبي
• هل الظاهرة النبوية ظاهرة موضوعية مستقلة عن الذات الإنسانية التي تعبر عنها (النبي)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
• هل يمكن أن نخضع شخصيات الأنبياء إلى الدراسة حتى نفهم إن كانوا مدعين أو مرضى نفسيين؟ كاذبين أم صادقين؟
• كيف نميز بين (النبي الحق) وبين (مدعي النبوة)؟
• الدراسة النفسية كمدخل لإثبات النبوة وخصائصها: ويجاب فيها على 5 فرضيات (5) (انظر الرسم 2، في المرفقات):
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) مخادعا كذابا
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) واهما مخدوعا
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) مصابا بمرض عصبي أو نفسي
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) ساحرا أو مجرد عبقري
• أن نقر بأن الوحي ظاهرة مستقلة عن ذات النبي، ولا يتصنعها ولا يتكلفها، وهي حالة ليست اختيارية
• المقارنة الأسلوبية بين البلاغة النبوية والبلاغة القرآنية (ويشترك نسبيا مع المسلك الخامس في البحث: البحث في الظاهرة القرآنية)
ويعتمد البحث في هذا المسلك على أدوات من الاختصاصات التالية: علم التاريخ، السيرة النبوية، علم النفس، علم السلوك ...
المسلك الخامس: البحث في الظاهرة القرآنية:
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية:
• من أين جاء به محمد بن عبد الله؟ أمن عند نفسه ومن وحي ضميره؟ أم من عند معلم؟ ومن هو ذلك المعلم؟
• نقرأ في القرآن ذاته أنه ليس من عمل صاحبه، وإنما هو قول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وأنه تلقنه كما يتلقن التلميذ عن أستاذه نصا من النصوص، وأنه لم يكن له من عمل سوى: الوعي والحفظ، الحكاية والتبليغ، البيان والتفسير، التطبيق والتنفيذ.
• القرآن معجزة لغوية نابعة من مصدر غير بشري. فإن كان في ذلك شك، فما مأتاه؟ (6):
• هل حدث أي واحد نفسه بأنه يستطيع أن يأتي بكلام في طبقة البلاغة القرآنية؟
• أم هو قد عرف قصور نفسه عن تلك الرتبة، ولكنه يرى أن من الناس من يقدر على ذلك؟
• أم علم أن الناس جميعا قد سكتوا عن معارضة القرآن، ولكن لم يعلم أن سكتهم عنه كان عجزا، ولا أن عجزهم جاء من ناحية القرآن ذاته؟
• أم علم أنهم قد عجزوا عن ذلك، وأنه هو الذي أعجزهم، ولكنه لم يعلم أن أسلوبه كان من أسباب إعجازه؟
• أم هو يوقن بأن القرآن الكريم كان وما زال معجزة بيانية لسائر الناس، ولكنه لا يوقن بأنه كان معجزا كذلك لمن جاء به؟
• أم هو يوقن بهذا كله، ولكنه لا يدري: ما أسراره وما أسبابه؟
جواب هذه التساؤلات يستدعي التعمق في دراسة الأساليب اللغوية والبلاغية، وتنمية ملكة النقد البياني، للحكم على مراتب الكلام وطبقاته، ثم النظر في القرآن الكريم. ويمثل هذا الإطار أحد أهداف علوم القرآن، وخصوصا مبحث الإعجاز اللغوي القرآن، الذي أسفرت فيه البحوث عن عدد من نظريات الإعجاز، أهمها: نظرية النظم القرآني (عبد القاهر الجرجاني)، نظرية النظم الموسيقي في القرآن أو الفاصلة القرآنية (مصطفى صادق الرافعي)، نظرية التصوير الفني في القرآن (سيد قطب)، نظرية الإعجاز البياني (عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ)، مظاهر جلال الربوبية في الخطاب القرآني (محمد سعيد رمضان البوطي)، نظرية الوحدة البنائية للقرآن (محمد عبد الله دراز، طه جابر العلواني) ...
ومن المفيد هنا التأكيد على أن الإعجاز القرآني ليس إعجازا بلاغيا فقط، بل هو إعجاز معرفي بالمفهوم العام للمعرفة الإنسانية. إذ مما لا شك فيه أن القرآن المكي هو الذي بهر عقول العرب وحملهم على التسليم والإقرار لكون القرآن من عند الله، لما يسمعون من نظمه وبيانه، وليس الإعجاز التشريعي أو غيره مما نزل في الفترة المدينة. غير أن القرآن الكريم لم ينزل ليتحدى العرب فقط، وإنما جاء ليتحدى الإنس والجن قاطبة أن يأتوا بمثله، وهذا يعني أن التحدي ليس واحدا ولا على نفس القدر والشكل لكل الأقوام وكل الأجيال التي يخاطبها القرآن. وعليه، فليس من الصواب اعتبار التحدي من جهة البلاغة العربية فقط، لأنها ليست اللغة المشتركة بين الإنس والجن قاطبة. وفي هذا يحدد مالك بن نبي ثلاث صفات أساسية لمفهوم الإعجاز:
"أولا: أن الإعجاز، بوصفه (حجة)، لا بد أن يكون في مستوى إدراك الجميع، وإلا فاتت فائدته، إذ لا قيمة منطقية لحجة تكون فوق إدراك الخصم، فهو ينكرها عن حسن نية أحيانا.
ثانيا: ومن حيث كونه وسيلة لتبليغ دين: أن يكون فوق طاقة الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: ومن حيث الزمن: أن يكون تأثيره بقدر ما في تبليغ الدين من حاجة إليه" (7).
إذن، فالتحديد الدقيق لإطار التحدي و (إعجاز القرآن) يستوجب تحديد ما يدخل في حدود قدرة الإنس والجن، وما يخرج عن دائرة قدرتهم، ويكون في نفس الوقت صفة ملازمة للقرآن عبر العصور والأجيال، يدركها العربي إما بذوقه الفطري أو بتذوقه العلمي، ويدركها أيضا غير العربي بأبعاد أخرى.
فما الذي يمكن أن يدعى الإنس والجن للاجتماع والتعاون والتآزر للقيام به، فيعجزون عليه؟ من الواضح أن الأمر متعلق بالمعرفة والحضارة، ليس بجانبها اللغوي فقط، وإنما بمختلف أبعادها: اللغة والبيان، التشريع الاجتماعي، النظام الأخلاقي، البناء الحضاري، إضافة إلى علم الغيب الذي يعجز الإنسان على الإحاطة به، ونقصد به: خبر الأولين، وعلم الساعة، والحياة بعد الموت، والكائنات غير المرئية.
فالتحدي القرآني متعلق بإتقانه وإحكامه في كل النواحي: شكلا ونظما، ومضمونا وخطابا، ودفعا وتأثيرا، ومرونة وتفاعلا مع ظروف البشر الذين يخاطبهم ومتغيرات بيئتهم الزمنية والمكانية ?فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ? [سورة الملك:3 - 4]، مما تعجز البشرية مجتمعة عن الإتيان مثله، أيا كانت تجاربها وخبراتها العلمية والفكرية والحضارية.
هذا ما يقود إلى الميل للقول بأن التحدي القرآني يكمن أساسا في تعبيره عن ثلاثة أبعاد:
• العلم المطلق (في مقابل محدودية العلم البشري)،
• العدل المطلق،
• الإحسان المطلق (بمعنى الإتقان والإحكام في الصنعة والأداء).
هذه الأبعاد الثلاثة هي التي تمثل في رأينا مناط التحدي العام ومفصل الإعجاز في الخطاب القرآني.
في مقابل ذلك، من الملاحظ أن القيم الأساسية التي يدعو إليها الخطاب القرآني تدور حول ثلاثة أصول جامعة هي: التوحيد، والتزكية، والعمران (8). وقد عبّر الخطاب النبوي عن هذه القيم الأساسية في حديث (شعب الإيمان): "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله [التوحيد]. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق [العمران]. والحياء شعبة من الإيمان [التزكية] " (9).
ويقود هذا إلى الميل للقول بوجود نوع من التقابل بين هذه الأصول وبين أبعاد التحدي المذكورة: حيث أن الإنسان مطالب بالسعي والكدح لتحقيق أقصى ما يمكن له تحقيقه، مع التسليم بعجزه عن بلوغ الكمال:
• التوحيد في مقابل العلم المطلق
• التزكية في مقابل العدل المطلق
• العمران في مقابل الإحسان المطلق
ويعتمد البحث في هذا المسلك على النص القرآني، إضافة إلى أدوات من الاختصاصات التالية: تاريخ القرآن، علوم القرآن، علوم الحديث، علم تراجم الرجال، علوم اللغة، علوم البلاغة، الشعر الجاهلي، علم التفسير، السيرة النبوية، النقد الأدبي ...
هذا هو، إذن، المدخل لدراسة القرآن الكريم ولأي عمل موسوعي حول القرآن الكريم.
الهوامش:
1 - انظر كتاب (الدين)، محمد عبد الله دراز
2 - من بين المهتمين بهذا المسلك وعلاقته بمسائل الإيمان: هارون يحي في كثيرمن كتبه، وموريس بوكاي في كتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم)، وفرنسيس كولينز في كتابه (لغة الله The Language of God) وأرماند نيكولاي في (مسألة الألوهية The Question of God) وروبرت وينستون في كتابه (قصة الله: The story of God).
3- يعتبر (قصة الإيمان) لنديم الجسر و (كبرى اليقينيات الكونية) لمحمد سعيد رمضان البوطي، و (موقف العقل والعلم والدين من رب العالمين وعباده المرسلين) لمصطفى صبري من أبرز الكتابات الإسلامية التي غطت هذا المبحث.
4 - انظر (الظاهرة القرآنية) لمالك بن نبي، (الدين) لمحمد عبد الله دراز
5 - انظر (مصدر القرآن)، إبراهيم عوض
6 - محمد عبد الله دراز، النبأ العظيم: ص 67 - 68
7 - مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية:64 - 65
8 - طه جابر العلواني، التوحيد والتزكية والعمران، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، بيروت، ع16 - 17، 2001
9 - رواه مسلم، في المسند الصحيح: 35.
** جزء من بحث بعنوان: "منهجية تعاونية لإنجاز (موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه) " - مقدم لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة)، التي أقامها مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، بالمدينة المنورة سنة 2009
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:24 ص]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:56 ص]ـ
ومن أعظم مظاهر إعجازه ..
أن الدارس لتلك المسالك، والباحث عن إلإجابات لهذه التساؤلات وغيرها
يمكنه استنباطها واستخراجها من هذا الكتاب نفسه!
نعم قد يجهلها من يجهلها، ويظهر للبعض ما لا يظهر للآخر
((( .. وفوق كل ذي علم عليم)))(/)
العقيدة وتدبر القرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[17 Aug 2010, 11:28 م]ـ
[ CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة وتدبر القرآن
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإن (القرآن المبارك) مستودع العقيدة، ومنبعها. و (رمضان المبارك) مبدأ نزول القرآن، وموسم مدارسته. و (التدبر) هو الغاية التي لأجلها أنزل القرآن، كما قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب).
ولئن كانت (العقيدة) تمثل منظومة اليقينيات، والحقائق الغيبية، التي جاء بها الكتاب العزيز، والسنة الصحيحة، فإن (التدبر) هو الذي يعقدها في القلب. وهذا الانعقاد يتفاوت إحكاماً بين مؤمن وآخر، بحسب حظه من آلته، وهو التدبر.
حينما يستغرق بعض الناس في قراءة رواية ما، يجدون أنفسهم مستلبين، مأخوذين، بأشخاصها، ورسومها، وأحداثها، حتى لربما تراءى لهم ذلك في حياتهم اليومية؛ فمن يقرأ قصة عاطفية، غرامية، تصطبغ مخيلته بلون معين من الصور، والأشكال، والمشاعر، وربما انعكس ذلك على علاقاته. ومن ينهمك في قراءة قصة (بوليسية) تسبح خيالاته في أجواء الجريمة، والعنف، والمطاردة، ولعله يتقمص بعض شخصيات روايته، أو ينظر إلى الآخرين من خلالها. وحين ينكبُّ الطالب على دراسة كتاب في الرياضيات، أو الفيزياء، أو الأحياء، أو غير ذلك، تستحيل الحياة عنده إلى حزمة من المعادلات، أو الموجات، وربما خيل إليه أنه يبصر الكائنات الدقيقة.
أما حين يقبل المؤمن على كتاب الله، يتلوه حق تلاوته، ويسلم له عقله، وقلبه، فسرعان ما يسري فيه روح عجيب، يعيد ترتيب النفس، وتنظيم الفكر، وضبط الوجدان. يجد كلاماً جليلاً، وقولاً ثقيلاً، ونوراً مبيتاً. قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا).
(القرآن) حقاً معجزة خالدة! تذعن له الأعناق، وتطأطئ له الرقاب، وتذرف له الدموع، وتخشع له القلوب، وتقشعر منه الجلود، ثم تلين لذكر الله! بالله عليكم! هل يجتمع ذلك التأثير في غير القرآن؟ لا والله!
لقد هز أركان العتاة، وكسر شوكتهم، وأطفأ فوعتهم. فقد روى ابن إسحاق في السيرة: (أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدًا، قال يومًا، وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش! ألا أقوم إلى محمد، فأكلمه، وأعرض عليه أمورًا، لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيَّها شاء ويكف عنا؟
وذلك حين أسلم حمزة، ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون، ويكثرون
فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه.
فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم، ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم. فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها، لعلك تقبل منا بعضها.
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قل يا أبا الوليد، أسمع".
قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريدُ بما جئتَ به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون من أكثرنا أموالاً. وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك. وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا. وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيّا تراه، لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُدَاوَى منه، أو كما قال له.
حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يستمع منه، قال: "أفرغت يا أبا الوليد؟ "
قال: نعم.
قال: "فاستمع مني"
قال: أفعل.
قال: {بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تَنزيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}
ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها يقرؤها عليه.
فلما سمع عتبة، أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يسمع منه،
ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة منها، فسجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك".
فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: أقسم -يحلف بالله- لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به.
فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟
قال: ورائي أني قد سمعت قولاً، والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالسحر، ولا بالشعر، ولا بالكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني! واجعلوها لي، خلوا بين الرجل، وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فو الله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب، فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فمُلْكُهُ ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به.
قالوا: سحرك، والله يا أبا الوليد بلسانه! قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم) [عن السيرة النبوية، لابن هشام: 1/ 293].
وقد أخرج الحاكم عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه القرآن، وكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فقال له: يا عم! إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه، لئلا تأتي محمداً فتعرض لما قاله،
فقال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً،
قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له، وكاره،
قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزها، وبقصيدها مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى،
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه،
قال: فدعني حتى أفكر فيه،
فقال: هذا سحر يؤثر، يأثره عن غيره، فنزلت (فَذَرني وَمَن خَلَقتُ وَحيدًا) الآيات كلها. [انظر: أسباب نزول القرآن - (ج 1 / ص 156)]
فإذا كان هذا الخضوع للقرآن يقع لهذين العتلّين، الصنديدين، من أئمة الكفر، وهم ينهون عنه، وينأون عنه، فكيف بأصحاب القلوب الرقيقة، والفطر السليمة؟
ولم يزل الناس حتى يومنا هذا يلحقهم لسماعه دهشة، وروعة، وإجلال، وانبهار، ولربما سمعه من لا يحسن العربية، فتأثر به، وميَّزه عن سائر الكلام، في قصص مشهورة. وذلك لما زينه الله به من الحلاوة، والطلاوة الظاهرة، فكيف بمن تدبره، وتفكر في معانيه، وتأمل آثاره.
وقد وردت كلمة (يعقلون) أو (تعقلون) ستاً وأربعين مرة. ووردت كلمة (يتفكرون) أو (تتفكرون) ثلاث عشرة مرة. ووردت كلمة (يتذكرون) و (تتذكرون) و (يذكرون) إحدى وعشرين مرة. وجاء الأمر بالتدبر، تصريحاً، وتلميحاً، في آيات بينات:
- كقوله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء/82]،
- وقوله: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) [المؤمنون/68]،
- وقوله: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد/24]
وبإزاء هذا الحض والثناء على التدبر والمتدبرين، ذم وتسفيه للغافلين، المعرضين:
- كقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت/26]،
- وقوله: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) [الشعراء/5]،
- وقوله: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) [محمد/16]، وأمثال هذا كثير.
إن في شهر رمضان، فرصة مثالية لتدبر القرآن، وبناء مفردات العقيدة في النفس، وصيانتها، وتقويمها. ولهذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - ينتهز هذه الفرصة،
كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) [متفق عليه].
وسنذكر في حديث قادم - إن شاء الله - بعض القواعد المعينة على تحقيق عبادة التدبر. والله المستعان، وعليه التكلان. [/ CENTE
المصدر:العقيدة والحياة ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=bfyoppz8)(/)
كيف أفهم حكم ابن كثير بجودة الإسناد مع اشتماله على راو متروك
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الأعضاء الكرام اثناء قراتي لسبب نزول في تفسير ابن كثير وجدت ان ابن كثير قد حكم على اسنادة بأنه إسناد جيد مع العلم أن فية عبد العزيز بن أبان وهو متروك وكذبة ابن معين وغيره فكيف يكون توجيهنا لحكم ابن كثير ونص السبب هو: قول ابن كثير: قال ابن جرير أيضًا: حدثنا الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا قَيْس، عن أبي حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان محمارّ وجهه حتى جلس على المنبر، فقام إليه رجل فقال: أين أبي؟ فقال: "في النار" فقام آخر فقال: من أبي؟ فقال: "أبوك حذافة"، فقام عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إمامًا، إنا يا رسول الله حَدِيثو عهد بجاهلية وشرْك، والله أعلم من آباؤنا. قال: فسكن غضبه، ونزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)) إسناده جيد
وجزاكم الله خيرا
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:17 م]ـ
للرفع
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:35 م]ـ
الحكم بجودة الإسناد لا يستلزم صحته، فقد يستجيد الإمام الإسناد لأسباب أخرى، وهناك مواطن حكم فيها ابن كثير بجودة الإسناد وهو لا يقصد الصحة، وتتبع تلك المواطن واستقصاؤها يفيد في تحرير مراده بالجيد، ولعل بعض الباحثين الذين كانت لهم عناية بتفسير ابن كثير يفيدون في ذلك الجانب
وللإفادة يراجع هذا الرابط: من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11121&highlight=%D3%E6%D1%C9+%ED%D3)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:48 م]ـ
لعل الدكتور خالد الباتلي ـ أحد الخبراء بتفسير ابن كثير ومنهجه فيه ـ يفيدنا في هذا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 08:07 م]ـ
قال أحمد شاكر في تحقيقه على الطبري:
(2) الأثر: 12802 - "الحارث" هو"الحارث بن أبي أسامة" منسوبًا إلى جده، وهو"الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي"، مضت ترجمته برقم: 10295.
و"عبد العزيز" هو"عبد العزيز بن أبان الأموي"، من مولد سعيد بن العاص، كان كذابًا يضع الأحاديث، وذمه يطول. ومضى برقم: 10295.
و"قيس" هو"قيس بن الربيع الأسدي"، وهو ثقة، ولكنهم ضعفوه، ومضى أيضًا برقم 10295.
و"أبو حصين" هو"عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي"، روى له أصحاب الكتب الستة. مضى برقم: 642 643، 8961، 8962.
و"أبو صالح" هو"ذكوان السمان"، من أجل الناس وأوثقهم. سلف مرارًا.
وإسناد هذا الخبر إلى"قيس بن الربيع"، إسناد هالك، ولكن ابن كثير في تفسيره 2: 249، ساقه عن هذا الموضع من الطبري ثم قال: "إسناده جيد"، وكيف، وفيه"عبد العزيز بن أبان"؟
وذكر هذا الخبر، الجصاص في أحكام القرآن 2: 483، يقول: "روى قيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي هريرة"، ولم يذكر إسناده.
*******
فأقول ربما كان هذا وهما من بن كثير رحمه الله تعالى
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[18 Aug 2010, 10:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أكثر طلبة العلم يعلمون أن ابن كثير رحمه الله تعالى، اعتنى بمستدرك الحاكم في منذ بداية انطلاقته العلمية، وبهذا نرى أنه اهتم بشروط أهل السنن، فقد يخرج أصحاب السنن بعض الأحاديث التي تكون صحيحة لغيرها أو حسنة لغيرها، وهنا مثال:
ورد في تفسيره:
حديث آخر: قال عبد بن حميد في مسنده: حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: "يا مُقَلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك".
هذا حديث جيد الإسناد إلا أن فيه انقطاعا وهو - مع ذلك - على شرط أهل السنن ولم يخرجوه." أهـ
ويظهر والله أعلم أنه إما أن يقصد:
1 - أن الإسناد جيد لأنه عضد بأسانيد أخرى.
2 - أو أن الإسناد القوي الذي اعتمد عليه هذا الحديث جيد.
وخصوصا وأنا نرى أنه وفي المثالين يسوق الحديث بأسانيد مختلفة عند استدلاله بالحديث الواحد.
هذا والله أجل وأعلم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:48 ص]ـ
الواقع أنني لست خبيرا بتفسير ابن كثير ففي هذا الملتقى الكثير ممن خبر هذا الكتاب ومارسه، وأنا لم أقرأه كاملا بعد، ولكن أشار علي أخي الشيخ عمر بالرد وإشارته أمر، فأقول:
ما استشكله الأخ فيصل سبقه إليه الشيخ شاكر فقد قال في تعليقه على تفسير الطبري: "إسناد هذا الخبر إلى قيس بن الربيع إسناد هالك، ولكن ابن كثير في تفسيره 2: 249، ساقه عن هذا الموضع من الطبري ثم قال: "إسناده جيد"، وكيف وفيه "عبد العزيز بن أبان"؟!.
فالظاهر أن أولى ما يحمل عليه هذا المثال: الوهم، ومن يسلم من الوهم والخطأ؟.
ويحتمل أن يكون مراده أصل الحديث فإنه مروي عن أبي هريرة رضي الله عنه من غير هذا الطريق عند الطحاوي في شرح المشكل 4/ 113، وله شواهد عن أنس وأبي موسى رضي الله عنهما.
لكن يعكر على هذا أن حكمه على السند دون المتن.
وللفائدة فقد جمع الشيخ أبو عبيدة هاني الحاج رسالة لطيفة سماها: (التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ ابن كثير).
ومن الدراسات المتصلة بهذا الموضوع بحث: (الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث رواية ودراية)، للدكتور/ عدنان آل شلش
وقد صنع د. سعود الفنيسان معجما للأحاديث التي حكم عليها ابن كثير في تفسيره بتصحيح أو تضعيف في كتابه (موارد ابن كثير في تفسيره) 1: 270 - 402 لكن فاته أن يرقم الأحاديث لتتم الفائدة من هذا العمل الإحصائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:50 ص]ـ
عفوا .. أدرجت المشاركة ثم قرأت كلام الشيخ أبي سعد جزاه الله خيرا
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[24 Aug 2010, 12:53 ص]ـ
الاخوة الأعضاء ..
جزاكم الله خيرا ..
بارك الله فيكم على الفوائد الجميلة ..
الدكتور خالد الباتلي بارك الله فيك أين يمكن أن أجد الرسالتان الوارتين في مشاركتك أقصد (التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ ابن كثير). (الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث رواية ودراية) وبارك الله في علمكم ونفع بكم المسلمين.(/)
كيف نوفق بين القول أن الزكاة فرضت في المدينة وبين ورود ذكرها في السور المكية؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Aug 2010, 02:17 م]ـ
كيف نوفق بين القول أن الزكاة فرضت في المدينة وبين ورود ذكرها في السور المكية؟
تمهيد
الصدقة قبل الإسلام
كان خُلُق الصدقة متفشياً في قريش قبل الإسلام حيث أن الصدقة والكرم والجود كان يتميز بها العرب قبل الإسلام. ولقد كانت الشجاعة والكرم من أبرز صفات المجتمع العربي الجاهلي وقد ظهر في كل العصور العربية أعلام اشتهرت بالكرم وروى عنهم مواقف عظيمة في الجود والسخاء. وكان من أبرزهم وأشهرهم حاتم الطائي الذيكان مضرب المثل فيهم بالكرم ومما يؤثر عنه في ذلك إن رجلاً سأل حاتماً الطائي فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟ قال: نعم غلام يتيم وذلك أنى نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم فعمد إلى رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدمه إلىّ. وكان فيما قدم الدماغ فقلت طيب والله. فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً بعد رأس ويقدم الدماغ وأنا لا أعلم فلما رجعت لأرحل رأيت حول بيته دماً عظيماً فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها فقلت لهلم فعلت ذلك؟ قال يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وأبخل عليك به إن ذلكلسبه على العرب قبيحة. فقيل يا حاتم فبماذا عوضته؟ قال: بثلثمائة ناقة حمراء وبخمسمائة رأس من الغنم فقيل أنت أكرم منه قال هيهات بل هو والله أكرم لأنه جاد بكل ما ملك وأنا جُدت بقليل من كثير ([1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)) . ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضاً عبد الله بن جدعان وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره. وذكر ابن قتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمَىِّ] أي وقت الظهيرة وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق ويسقى اللبن. وعن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت قلت * يا رسول الله ان عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف ويفك العاني ويصل الرحم ويحسن الجوار فهل ينفعه ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا انه لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي يوم الدين ([2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2))
ولا غرابة إذاً بأن يأتي القرآن الكريم على ذكر الصدقة والإنفاق وذم المال وذم جمعه والبخل في بذله منذ بدايات النزول.لأن صفة البذل والجود والكرم كانت مشرئبة في نفوس العرب فيكون القرآن قد عمل على استمالة تلك الأخلاق والسمو بمن يتصف بها للدخول في دين الله تعالى.
ومما يدلنا على أن العرب كانت تتصدق قبل الإسلام وكان خلق الصدقة ماشياً فيهم.حديث حكيم بن حزام. فعنه رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم فهل فيها من أجر؟ فقال النبي أسلمت على ما سلف من خير. ([3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn3))
الزكاة في السور المكية والمدنية:
تكررت كلمة الزكاة المعرّفة بأل الدالة على فريضة الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرة، والمتتبع للمواضع الثلاثين التي ذكرت فيها الزكاة يجد أن ثمانية منها ذكرت في السور المكية وسائرها في السورالمدنية ([4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn4))
الجدير بالذكر أن لفظ الزكاة في معناها المعروف استخدم منذ أوائل العهد المكي، كما نرى ذلك في سورة الأعراف (آية 156)، وسورة مريم (آية 31، 55)، وسورةالأنبياء (آية 72)، وسورة المؤمنون (آية 4)، وسورة النمل (آية 3)، وسورة الروم (آية 39)، وسورة لقمان (آية 3).
وهذا لا يعني أنها لم تذكر إلا في تلك المواضع فقط. بل إنها ذكرت بألفاظ ودلالات كثيرة تشير الى معنى الزكاة كلفظ صدقة أو إطعام أو بالإشارة الى منعها وعدم أعطائها حقها بكلمات دلالية زاجرة. وقد كثر ذلك في قصار السور المكية وأسوق اليكم بعض ما فيها من بيان:
قوله تعالى: إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
/ سورة الحاقة
قوله تعالى: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) /البلد
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) /الليل
وقوله سبحانه: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) /الضحى
بل إن المتأمل في سورة الماعون سيلاحظ أنها تكاد تتمحور على موضوع واحد وهو موضوع الصدقة فقد قال غير واحد من المفسرين أن الماعون هو زكاة الأموال. وقد اختار ذلك القرطبي في أول اختياراته لمعنى ماعون فقال: أنه زكاة أموالهم. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. وروى عن علي رضي الله عنه مثل ذلك، وقاله مالك. والمراد به المنافق يمنعها. وقد روى أبو بكر بن عبد العزيز عن مالك قال: بلغني أن قوله الله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ: الزكاة التي فرض الله عليهم. قال زيد بن أسلم: لو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة ما صلوا ([5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn5)).
اقرأ معي أخي الحبيب سورة الماعون وتأمل أخي في الله المحور الرئيسي الذي تنظمه وتحاكيه السورة:
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
والمتأمل أيضاً في سورة الهمزة يرى ما يراه في سورة الماعون فكأنها نزلت لتثبيت خلق الإنفاق وذم جامع المال والوعيد والتهديد لمن جمعه ولم يعط حقه ناراً خالداً تالداً فيها أبدا. أنظر وتأمل معي:
وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9)
هل يوجد فرق في المعنى بين الزكاة والصدقة:
لا فرق في المعنى بين كلمة صدقة وكلمة زكاة. فالزكاة كمصطلح شرعي تسمى في لغة القرآن والسنة " صدقة "،
قال الماوردي في الأحكام السلطانية: الصدقة زكاة والزكاة صدقة، يفترق الاسم ويتفق المسمى قال تعالى: (خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) (التوبة: 103).
والسؤال الذي يسأل نفسه الآن: كيف نوفق بين القول بأن الزكاة فرضت في المدينة على اختلاف في وقتها وبين ورود لفظ الزكاة في السور والآيات المكية؟.
اختلف أهل العلم اختلافاً بيناً في أول وقت فرض الزكاة فذهب البعض إلى أنه وقع بعد الهجرة فقيل كان في السنة الثانية قبل فرض رمضان.
قال الحافظ ابن حجر وقد أشار النووي في باب السير من الروضة وأورد ابن الأثير في التاريخ بأنها فرضت في السنة التاسعة إلا أنه ورد أيضاً فيحديث مخاطبة أبي سفيان مع هرقل وكانت في أول السنة السابعة وقال فيها: يأمرنا بالزكاة. ([6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn6)) . لكن يمكن تأويل كل ذلك كما سيأتي في آخر الكلام.وقوى بعضهم ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع في قصة ثعلبة بن حاطب المطولة ففيها لما أنزلت آية الصدقة بعث النبي صلى الله عليه و سلم عاملا فقال ما هذه إلا جزية أو أخت الجزية والجزية إنما وجبت في التاسعة فتكون الزكاة في التاسعة لكنه حديث ضعيف لايحتج به بل هو موضوع وقد قرأت كتاباً حول هذا الحديث يدحض صحته لأنه مخالف لصريح القرآن والسنة من أن الزكاة حق لله تعالى ولا يجوز لأي كان أن يمتنع عن إدائها. وأذكر أن اسم الكتاب هو: القول الثاقب في الذّب عن الصحابي ثعلبة بن حاطب. ولا اذكر مؤلفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن خزيمة في صحيحه: فرض الزكاة كان قبل الهجرة. واحتج بما أخرجه من حديث أم سلمة في قصة هجرتهم إلى الحبشة وفيها أن جعفر بن أبي طالب قال للنجاشي في جملة ما أخبره به عن النبي صلى الله عليه و سلم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قال العلماء: ولا يلزم من ذلك أن يكون المراد بالصلاة الصلوات الخمس ولا بالصيام صيام رمضان ولا بالزكاة هذه الزكاة المخصوصة ذات النصاب والحول. فقد صح أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصومون عاشوراء قبل فرضية الصيام وكانوا أيضاً يصلون ويتصدقون بما جادت به أنفسهم لإخوانهم الفقراء في مكة.
ويقول ابن حجر في الفتح أيضاً: ومما يدل على أن فرض الزكاة كان قبل التاسعة حديث أنس في قصة ضمام بن ثعلبة وقوله أنشدك الله. آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ وكان قدوم ضمام سنة خمس. ومما يدل على أن فرض الزكاة وقع بعد الهجرة اتفاق العلماء على أن صيام رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأن الآية الدالة على فرضيته مدنية بلا خلاف وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضا والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة ثم نزلت فريضة الزكاة فلم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله. إسناده صحيح رجاله رجال.
وقال القاري: المعتمد أن الزكاة فرضت بمكة إجمالاً، وبينت بالمدينة تفصيلاً، جمعا بين الآيات التي تدل على فرضيتها بمكة وغيرها من الآيات والأدلة.
قال الشيخ محمد الخضري في تاريخ الأمم الإسلامية: إن مما فرض بمكة فريضة الزكاة، فإنّا قلما نجد من الأوامر المكية ذكر الصلاة إلا وبجانبه إيتاء الزكاة وطلبت زكاة ما يخرج من الأرض في سورة الأنعام {وآتوا حقه يوم حصاده} [الأنعام:141] إلا أن هذه الحقوق الواجبة لم تفصل بمكة، فقد كان ذلك موكولا لما في النفوس من الجود الذي هو من عادة وأخلاق العرب وبحسب حاجة الناس. ([7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn7))
وقال محمد رشيد رضا: فرضت الزكاة المطلقة بمكة في أول الإسلام، وترك أمر مقدارها ودفعها إلى شعور المؤمنين وأريحتهم. ثم فرض مقدارها من كل أنواع الأموال في السنة الثانية من الهجرة على المشهور.
نستخلص مما سبق أن الزكاة فرضت في أصح أقوال أهل العلم بمكة، ولكن تقدير الأنصبة والأموال الزكوية وأهل الزكاة كان بالمدينة. وعلى ذلك تتضح المسألة ونوفق بين آيات الزكاة التي ذكرت في العهد المكي والآيات التي ذكرت في العهد المدني.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وكانت تصرف للفقراء، كما قال تعالى في سورة البقرة {إن تبدواالصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}: [271] وقد نزلت في السنة الثانية، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقراءهم، ثم نزلت هذه المصارف السبع أو الثمان في سنةتسع، فتوهم بعض العلماء أن فرض الزكاة كانت في هذه السنة ([8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn8)).
والحمد لله ر ب العالمين.
[1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) مختصر تاريخ دمشق ج2 ص310 / ابن منظور الأفريقي المصري
[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) رواة أحمد بن حنبل في مسنده ج 6/ ص 120 حديث رقم: 24936
[3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref3) البخاري في صحيحه ج 2/ ص 521 حديث رقم: 1369
[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref4) ( المعجم المفهرس لألفاظالقرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي.
[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref5) تفسير القرطبي الجزء الأخير تفسير سورة الماعون
-5فتح الباري/ [6] ابن حجر في الفتح (3/) 266
[7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref7) تاريخ الأمم الإسلامية/ محمد الخضري
[8] تاريخالإسلام / الذهبي
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:35 ص]ـ
جهدكم مشكور
وجزاك الله خيرا اخ تيسير
وجعله الله في ميزان حسناتك
وتقبل الله منكم الصيام والدعاء والقيام
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:05 م]ـ
استاذ تيسير ارجو الاجابة على السؤال التالي
هل كانت في الفترة المكية نصابا للزكاة
او هل كانت الزكاة في الفترة المكية هي عين الزكاة المفروضة علينا كمسلمين هذه الايام
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:02 م]ـ
استاذ تيسير ارجو الاجابة على السؤال التالي
هل كانت في الفترة المكية نصابا للزكاة
او هل كانت الزكاة في الفترة المكية هي عين الزكاة المفروضة علينا كمسلمين هذه الايام
أخي الفاضل
لم تعتبر الزكاة فريضة في الفترة المكية، ولم يستعمل هذا الاصطلاح بداية، الا انه جرى التأكيد على المؤمنين الاوائل وحثهم على المساعدة من خلال التصدق المطلق، وهذا ملاحظ من خلال القرآن المكي فقد تنوعت التعبيرات القرآنية في تلك الفترة، حول الصدقة والتصدق كما ذكرنا. وكذلك الإهتمام باليتيم ورعايته والاهتمام أيضاً بذي القربى والفقراء، وتذكروا معي سورة القلم، وهي السورة الثانية في ترتيب النزول، وفيها قصة اصحاب الحديقة الذين اتفقوا على التآمر على المساكين وعدم اعطائهم حصتهم المعتادة عند الحصاد، فكان عقابهم ان احرق اللّه حديقتهم. وأيضاً في سورة المدثر، وهي الرابعة في ترتيب النزول، توضح ان عدم اطعام المسكين سبب للعذاب في الآخرة اقرأوا قوله تعالى: قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين).
وأيضاً سورة الماعون، والتي أسلفنا ذكرها ورقمها في ترتيب النزول السابعة عشرة يقول سبحانه: أرءيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين)
ومع ذلك فإنه يمكننا أن نقول: ان الزكاة كانت واجبة في الفترة المكية، كما يقول د. مروان قباني لكنها لم تبلغ درجة الفرض باعتبار ان المسلمين كانوا في الفترة المكية يشكلون اقلية مضطهدة، لا سلطة لديهم تمكنهم من تنظيم الفريضة جباية وانفاقاً، فالظروف المحيطة بهم لم تكن لتسمح بذلك، وكان لا بد ان يتغير حكم الزكاة بتغير وضع الدعوة الاسلامية وتغير حال المسلمين. وأرجو أن أكون قد اجبتك أخي الفاضل على تسائلك وبارك الله باهتمامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:10 م]ـ
وعلى ذلك أخي محمد عقل فإن الفترة المكية كلها كانت الزكاة فيها واجبة دون الفريضة. الى أن حدثت الهجرة وبدأ تكوين دولة الإسلام حيث أنزل الله تعالى مصارف الزكاة المعروفة وبدأ تطبيقها كفرضية مثل بقية الفرئض. والحكمة في ذلك كما تعلم أن الفترة المكية كانت فترة إرهاصات وفتن وعدم تمكن في الأرض.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[23 Aug 2010, 06:04 م]ـ
اشكركم اخي نيسير على هذا التوضيح الوافي
ولدي سؤال اخر هل كانت الزكاة مفروضة على الامم السابقة وكيف كان شكلها؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 08:02 م]ـ
اشكركم اخي نيسير على هذا التوضيح الوافي
ولدي سؤال اخر هل كانت الزكاة مفروضة على الامم السابقة وكيف كان شكلها؟؟
حياك الله أخي الفاضل محمد عقل وسوف أعود اليك إن شاء الله لأجيب على سؤالك.وإن كان لدى الأخوة جواباً فنرحب به وبمشاركته. ودمت بود أخي الحبيب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:09 م]ـ
فيما يتعلق بالزكاة عند الأمم السابقة ,, فقد ذكر الله تعالى عن سيدنا إبراهيم، واسحق ويعقوب عليهم السلام:
?وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ? [الأنبياء الآية 73]
وعن سيدنا اسماعيل عليه السلام:
?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً? [مريم الآية 55]
وأنها كانت مفروضة على بني إسرائيل حيث قال الله تعالى عنهم:
?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ? [البقرة الآية 83]
وقوله تعالى:
?وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ? [المائدة الآية 12]
وذكرت على لسان عيسى عليه السلام حيث قال تعالى:
?وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً? [مريم الآية 31]
وذكر سبحانه وتعالى عن أهل الكتاب أنهم:
?وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ? [البينة الآية 5]
أرجو أن نكون قد أجبناك أخي الفاضل عن استفساركم. أما مقدار الزكاة عند الأمم السابقة فلم أقف عليه أخي الفاضل ولم يثبت بذلك حديث أو أثر يدل على كيفيتها عند الأمم السابقة. والله تعالى اعلم.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:35 م]ـ
جهدكم مشكور وتوضيحكم ضافي اسال الله ان يكتب لكم كامل الاجر في هذا الشهر الفضيل(/)
كرم وبركة القرآن العظيم .. أين نصيبنا منها؟؟
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:53 م]ـ
إخواني وأخواتي في الله: هذا هو المقال الأول الذي أشارك به في هذا الملتقى المبارك .. اسأل الله الكريم أن يجعل فيه النفع والفائدة ..
إخواني: القرآن العظيم كريمٌ .. جِد ُكريم .. قرآنٌ مجيد، ذو كرم وجود وعطاء ممدود وسخاء بلا حدود .. استمع إلى الحق جل وعلا يقرر هذه الحقيقة الكبرى بعد قسم عجيب؛ لم يرد في القرآن مثله، قال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)} سورة الواقعة
وإذا كان القسم عظيماً فإن جواب القسم أعظم، ألا وهو كرم وسخاء القرآن .. ثم إن هذا الكرم والعطاء القرآني العظيم .. على كثرته فهو مبارك أيضاً قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} (50) سورة الأنبياء
والشيء المبارك هو كثير النفع والفائدة، بحيث يغني قليله عن كثير غيره .. (فكيف إن كان كثيراً!!)
فتأمل: فالقرآن كريم يعطي عطاءً كثيراً عظيماً ومبارك ..
والسؤال المهم: أين نحن من هذا العطاء العظيم الكريم المبارك!!؟ وكيف يأخذ المسلم نصيبه منه؟
والجواب جاء في سياق الآيات الكريمة التالية:
الأول: قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} سورة الواقعة
وقد جاء في أثرٍ عن الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه أنه قال: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم) ..
فكلما طهر القلب أكثر كلما زاد نصيبه من القرآن الكريم ..
والثاني: قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (155) سورة الأنعام
وتقوى الله تؤهل العبد لكل خير {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (282) سورة البقرة
والثالث: قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (92) سورة الأنعام
فالمحافظة على الصلاة نور يقذفه الله في قلوب المؤمنين .. (فكيف بمن يرى بنور الله)
والرابع: قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
فبركة القرآن إنما تُدركُ بالتفهم والتدبر ..
اسأل الله جل وعلا أن يجود علينا وعليكم من واسع كرمه وعظيم فضله،
وأن يجعلني وإياكم من أولي الألباب المتذكرين
ومن التوابين المتطهرين المصلين القانتين ..
وأن يرزقنا تدبر كتابه وفهم مراده ..
واستغفر الله العظيم ..
والله أعلم ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:52 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم، ورزقنا وإياك بركة القرآن الكريم وفهمه والعمل به والدعوة إليه.
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:38 ص]ـ
روى الترمذي والحاكم بسند حسن عن أبي هريرة رض1 قال: قال رسول الله صل1: ((يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلِّه ـ يعنى صاحبه ـ، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب، زده، فيُلبَس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا رب، ارض عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارتق، ويزداد بكل آية حسنة)). وعن أنس بن مالك رض1، قال: قال رسول الله صل1: "إن لله أهلين من خلقه"، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟، قال: "أهل القرآن: هم أهل الله وخاصته"، (أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن)، فإذا كان القرآن الكريم المبارك سيوصل صاحبه يوم القيامة إلى أن يكون من خواص ملك الملوك جل في علاه، فهل بعد هذا من كرم وبركة ..
من أجل هذا جاء في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: ((ليس تحسُّر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)) ..
ولا شك أن القرآن العظيم هو أفضل الذكر ..
اللهم اجعلنا من أهلك أهل القرآن،
وانفعنا وارفعنا واسعدنا بالقرآن
وجنبنا الغفلة والعصيان
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:29 م]ـ
ولك أخي الكريم أبو صفوت
والجواب على كيف يأخذ المسلم نصيبه من كرم وبركة القرآن الكريم لا ينحصر فيما أوردته ..
آمل من الإخوة والمشايخ الفضلاء إثراء الموضوع بإجابات إضافية ..
ولكم مني أرق تحية ..
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:25 ص]ـ
يرفع .. عسى ولعل(/)
نظرة لفهرس القرآن والنهضة!! - د. جاسم سلطان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Aug 2010, 08:02 م]ـ
نظرة لفهرس القرآن والنهضة!! - د. جاسم سلطان
المصدر: موقع مشروع النهضة ( http://www.4nahda.com/node/655)
أحلامنا الإسلامية:
المسلمون ليسوا شيئا واحدا، بعضهم تحركهم دوافع بحجم الكون، وبعضهم تحركهم غرائز طفولية، بعضهم يسعى للمعالي وهم القلة، وكثرة غارقة في سفاسف الأمور، في رمضان أغلبهم يقرأ القرآن، وبعضهم يستمر بعد رمضان، شيء مشترك ... ولكن القراءة شئ والتدبر شئ آخر،هل يلعب القرآن اليوم دوره كمحرك للنهضة؟! هل هو أداتنا للنهضة؟
آفاقنا الفكرية:
هي أداتنا للنهضة على وجه اليقين وقد جاء القرآن لشحذها،والقرآن الكريم لكي يقوم بدوره في تغيير آفاقنا الفكرية يحتاج لمقاربة تسمو لتصل لآفاقه.
التغير في الرؤية:
حين تتغير قراءتنا للقرآن، تتغير آفاقنا ونظرتنا للكون ولوظيفتنا ولدورنا، وتتغير فاعليتنا كبشر، نتحول من كم مهمل لكم فاعل ... ندخل في الدورة الحضارية ... نسابق أمم الأرض، ونعطي القرآن معنى عملي تطبيقي ... نحوله لروح يسري في الأمة يمدها بالعطاء.
أقول لا تذهب بعيدا ابدأ بالنظر في فهرس القرآن، وتأمل ترى الصورة كاملة، ثم أدخل في التفاصيل.
أ. التاريخ كما في السور التالية: آل عمران، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الكهف، الروم، سبأ، نوح. ها هو القرآن يدلك على طريق للمعرفة والعلم حيث التجربة البشرية هي مصدر الاعتبار، فهل تأملت التاريخ وبنيت رصيدك الفكري فيه؟ هل تعرف كيف تستقي العبرة التاريخية؟ وكيف تقرأ الخبرة البشرية ودروس التاريخ؟
ب. مظاهر الطبيعة كما في السور التالية: الرعد، النور، الدخان، النجم، الحديد، الفجر، الليل، الضحى، الشمس، الإنسان، الجن. هاهو القرآن يدلك على الآيات المبثوثة في الكون وأسراره، فهل تعلمت شيئا مفيدا في العلوم التطبيقية؟ وعرفت قوانين الكون وأهميتها للنهضات كسلاح لزيادة التقوى؟ وحصنا أنفسنا من سلاح الأعداء المادي؟
ج. الأخلاق كما في السور التالية: التوبة، المجادلة، المطففين، الكافرون، الإخلاص. هل وعيت أهمية القيم الأخلاقية؟ وأهمية الذوق في صناعة الحضارة وبناء الأمم!؟ وهل تنفذ ما وعيت وعلمت؟ هل تبحث عن أعلى المعايير الذوقية وتشيعها في بيئتك؟
د. الاقتصاد كما في السور التالية: الأنفال، الزكاة، الأنعام، المائدة. هل تعلم ما يكفي عن الاقتصاد ودورة حياة المال فتنمي ثروة الأمة وتكون جزءا من نهضتها الاقتصادية لا عالة عليها؟
هـ. أصناف وقضايا الناس كما في السور التالية: النساء، الأحزاب، المؤمنون، المنافقون، الشورى، الطلاق، التحريم. هل تعرف عن إدارة الحياة العامة وسياسة المجتمعات، وما يصلحها ويقويها ويصون وحدتها، وما يهدمها ويدمرها من أفكار وأنساق علاقات ومشاريع.
و. قضايا الآخرة كما في السور التالية: الأعراف، الجاثية، الحشر، الواقعة، الغاشية، القارعة. هل تستشعر الآخرة في كل شأنك في الدنيا فتتقيها؟
ز. العبادات كما في السور التالية: الحج، السجدة. هل تتزود بالوقود اللازم لمواصلة السير إلى الله؟
يا ترى أي فضاء ثقافي وأي رؤية تنفتح فقط بالنظر لعناوين السور في القرآن وما تثيره في العقل من صورة كبرى؟
التاريخ والعلوم التطبيقية والأخلاق والاقتصاد والإدارة والآخرة والعبادة كلها تتولد من تأمل قليل في فهرس القرآن العظيم.(/)
اعبر بدنياك .. إلى الآخرة (موضوع مرشح)
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[18 Aug 2010, 11:56 م]ـ
حينما تتزين الدنيا للناس .. وتُظهرُ مباهجها ومفاتنها .. ينخدع أهل الغفلة بها .. وتغرهم زينتها .. ويركنون إليها حتى تَشغلهم عن أُخراهم ,,, بينما يقف أهل الإيمان صامدين أمامها .. ثابتين على مبادئهم لا تغرهم الفتن .. ولا تؤثر فيهم زخارف الدنيا .. بل هم على العكس من ذلك , إذ يقلبون هذه الزخارفَ والمفاتنَ إلى عوامل تثبيت .. ووسائل تذكير .. تذكِّرهم المصير الأخير .. وترغبهم في نعيم الجنة المقيم .. فالمَشاهد واحدة,, والصور هي هي! لكنها فتنة للغافلين الجاهلين , وتثبيتٌ للمتقين المؤمنين ...
من هنا كان من مقاصد القرآن وأهدافه السامية الراقية .. ربطُ الدنيا بالآخرة .. والتذكير بالمعاد, والإهتمام بالحقائق والمقاصد ومنتهى الأمور .. والعبور بالمشاهد الحسية الملموسة , إلى مشاهد معنوية روحية وفكرية , تنفع العبد في آخرته ودينه .. وهي من الأمور التي متى ماهتم العبد بها وتمرس عليها ,, فإنها ترتقي به في شعوره وتفكيره .. فيعيش بين الناس بجسده , ويأكل معهم ويشرب شربهم ,, يرى مايرون , ويسمع ما يسمعون .. لكنه يحلق بروحه وفكره وخياله الزاكي فوق السماء , ويسْرح ويَمرح في عالَم آخر , ومسْرحٍ فريد ..
تنوعت المشاهد القرآنية التي تنمي في نفس المؤمن هذا الحس وهي كثيرة لا يمكن عدها ولا حصرها,,, ومن الآيات التي أشارت إلى هذا المعنى بصورة مجملة قوله تعالى في محكم كتابه: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) وذلك بأن حسّنه في العيون، وأبهج به النفوس .. و كُلُّ ذلك لحكمة وغاية واحدة , حيث قال: (لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) أي: أيهم أصلح عملاً , وقيل: أيهم أترك للدنيا.
جاء في معنى هذه الآية عن ابن عمر رض1 قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً} فقلت: ما معنى ذلك يا رسول الله؟ قال: «ليبلوكم أيكم أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله».
ومن الآيات المجملة أيضا: قوله تعالى في سورة ق: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ , وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ثم ذكر الحكمة العظمى والغاية القصوى من ذلك فقال (تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ).
قال ابن كثير: ومشاهدة خلق السموات والأرض, وما جعل الله فيهما من الآيات العظيمة تبصرة ودلالة وذكرى لكل عبد منيب، أي: خاضع خائف وَجِل رَجَّاع إلى الله عز وجل.
فهي إذًا تربية القرآن لنا , أن ننظر بعينٍ أُخروية سماوية إلى كل مباهج هذه الدنيا وزينتها لِتنقلبَ إلى إداة تذكرنا بالآخرة , والجنة , والنار ... فنجدَّ في العمل , ونُسارع إلى الخيرات .. لنكون مِن أَحسَنِ الناس عملًا ...
وفي السنة كذلك نلحظ استغلاله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض المواقف العابرة ليغرس هذا المفهوم في نفوس أصحابه ويعبر بهم من خلال مشاهدات سطحية ليرسخ مفاهيم عميقة قويمة تنقلهم من الدنيا إلى الآخرة من ذلك مارواه مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتْهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ (أي صَغِير الْأُذُنَيْنِ) مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبّ ُ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ "
ومن تتبع القرآن والسنة فإنه سيتحصل له من هذا الشيء الكثير ..
وسأكتفي هنا بذكر بعض الأمثلة من القرآن الكريم فقط والتي أشارت إلى هذا الأصل صراحةً , وبعبارات واضحة جلية , والله وحده المعين , وهوحسبي ونعم الوكيل ...
1/ النار:
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل معي في سورة الواقعة عند ذكر ربنا سبحانه وتعالى بعض نعمِه , وامتنانه بها علينا .. وعدّ منها النار فقال: (أفرأيتم النار التي تورون؟) ولو سألنا عن فوائد هذه النار , ولماذا خلقها الله؟ وعَدّها من نِعمه التي يمتن بها علينا؟ فبمِ سنجيب؟ إن جواب القرآن عن أهمية هذه النار التي بين أيدينا لمدهش حقًا حين يبدأ بذكر فائدة معنوية دينية , ويقدمها على الفائدة الحسية الملموسة والتي تسبق إلى خاطر كل من سُئل عن فائدة النار, حيث يقول: (نحن جعلناها تذكرة .. ) أي لنتذكر عند رؤيتها نار الآخرة فإذا رآها الرائي ذكر نار جهنم، وما يُخاف من عذابها، فاستجار بالله منها, قال مجاهد، وقتادة: أي تُذَكّر النارَ الكبرى (تفسير ابن كثير) , وقال عطاء: موعظة ليتعظ بها المؤمن (فتح القدير).
ثم ذكر بعدها الفائدة الحسية الملموسة فقال (ومتاعًا للمقوين) قال مجاهد: أي للحاضر والمسافر، لكل طعام لا يصلحه إلا النار , وقيل للمستمتعين، أي الناس أجمعين (ابن كثير).
سل نفسك .. هل فكرت يومًا أن تقتني موقدًا , أو توقد نارًا , أو تنظر إلى نار مشتعلة لتتذكر بها نار الآخرة؟ إن القرآن أراد منك أن تَعبُر بخاطرك وشعورك من خلال مشاهدة نار الدنيا .. لترى نار الآخرة فتستعيذ بالله منها وتجدّ في الفرار منها ...
2/ اللباس:
لما ذكر الله اللباس وذكَّر بنعمته علينا في ستر عوراتنا به ( .. قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا) أتبعه بذكر اللباس الحقيقي للروح قبل الجسد فقال: (ولباس التقوى ذلك خير) .. وللمفسرين في لباس التقوى عشرة أقوال أوردها ابن الجوزي في زاد المسير , أحدها: أنه السمت الحسن، قاله عثمان بن عفان.
والثاني: العمل الصالح، قاله ابن عباس.
والثالث: الإيمان، قاله قتادة وعلى هذا، سمي لباس التقوى، لأنه يقي العذاب.
والرابع: خشية الله تعالى، قاله عروة بن الزبير.
والخامس: الحياء، قاله معبد الجهني، وابن الانباري.
والسادس: ستر العورة للصلاة، قاله ابن زيد.
والسابع: الدرع، وسائر آلات الحرب، قاله زيد بن علي.
والثامن: العفاف، قاله ابن السائب.
والتاسع: أنه ما يُتَّقى به الحر والبرد، قاله ابن بحر.
والعاشر: أن المعنى: ما يَلْبَسه المتقون في الآخرة، خير مما يلبسه أهل الدنيا , قاله عطاء.
تأمل كيف يرتقي بك القرآن لتتجاوز مجرد الستر الظاهري للجسد بقطعة قماش تبلى وتتغير .. إلى سترٍ أعمق وأجدر بالاهتمام يستر الروح والجوهر بلباس التقوى والايمان والعفة والحياء والخشية والسمت الحسن والخلق الرفيع ...
تذكر! وأنت ترتدي ثبابك , وتستر سوءتك , أنك ربما تكون عاريًا بتجردك عن لباس التقوى بكبيرة ارتكبتها, أو سيئة اقترفتها , أوحرام أكلته , أوفرض أهملته , أو فضل تركته .... عندها ستبادر إلى الإستغفار والتوبة ليكتمل سترك وتحلُو صورتك ...
من هنا يربي القرآن أهله على الاهتمام بمآلات الأمور ومقاصدها وغاياتها ,ويصحح قلوبهم وعقولهم , ويوسع مداركهم ... بينما يعبث غيرهم بالقشور والمظاهر الخادعة والصور الزائفة!
3/ زاد المسافر وقُوتُه:
قال ابن عباس:كان نَاس يحجون بغير زاد، فأنزل الله: {وَتَزَوَّدُوا .. } (البقرة 197) قال ابن عمر: أُمِرُوا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق .. ومع الأمر بالتزود عند السفر للحج أو غيره وبالأخذ بأسباب النجاة لقطع مفازة الطريق ليصل المسافر إلى مقصوده ومبتغاه , ذكّر الله عباده بوجوب الأخذ بالزاد الحقيقي لكل مسافر من هذه الدنيا إلى الآخرة فقال: (وتزودوا .. فإن خير الزاد التقوى)
قال ابن كثير: "لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها".
وقيل: هو إخبار بأن خير الزاد اتقاء المنهيات، فكأنه قال: اتقوا الله في إتيان ما أمركم به من الخروج بالزاد، فإن خير الزاد التقوى، وقيل المعنى: فإن خير الزاد ما اتقى به المسافر من الهلكة، والحاجة إلى السؤال، والتكفف (فتح القدير للشوكاني)
إن التقوى .. هو الزاد الحقيقي للنجاة , وقطع مفازة الدنيا إلى الآخرة , وهو زاد القلوب والأرواح .. منه تقتات .. وبه تتقوى وترف وتُشرق .. وعليه تستند في الوصول والنجاة .. وأولوا الألباب هم أول من يدرك التوجيه إلى التقوى، وخير من ينتفع بهذا الزاد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
عن جرير بن عبد الله، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: "من يتزود في الدنيا يَنْفَعه في الآخرة.قال الهيثمي في المجمع "رجاله رجال الصحيح".
فتأمل! كيف يلفت القرآن نظر المتزود لسفر الدنيا إلى الزاد الحقيقي لسفر الآخره ويحثه على التزود بالتقوى ليخلط روحه وحسه بزاد الآخرة فلا يُفارق خاطره وهاجسه , ولا يَكسل في التزود منه , ولا يتوانى ولايضعف , وإلا فالهلاك مصيره ..
4/ السفر:
شبيهًا بالمثال السابق .. فحينما يركب المسافر دابته ويستوي عليها يُشرع له ذكر دعاء ركوب الدابة (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) وبصدد ذكر السفر في هذه الدنيا .. ذكّر الله بالسفر الحقيقي منها إلى دار الآخرة فقال (وإنا إلى ربنا منقلبون) أي: لمنصرفون في المعاد ..
قال الألوسي في روح المعاني: "وفيه إيذان بأن حق الراكب أن يتأمل فيما يلابسه من السير ويتذكر منه المسافرة العظمى التي هي الانقلاب إلى الله تعالى فيبني أموره في مسيره ذلك على تلك الملاحظة ولا يأتي بما ينافيها، ومن ضرورة ذلك أن يكون ركوبه لأمر مشروع، وفيه إشارة إلى أن الركوب مخطرة فلا ينبغي أن يغفل فيه عن تذكر الآخرة ".
وقال سيد قطب في الظلال" هذا هو الأدب الواجب في حق المنعم، يوجهنا الله إليه، لنذكره كما استمتعنا بنعمة من نعمه التي تغمرنا، والتي نتقلب بين أعطافها ثم ننساه .. !
والأدب الإسلامي في هذا وثيق الصلة بتربية القلب وإحياء الضمير , فليس هو مجرد طقوس تزاول عند الاستواء على ظهور الفلك والأنَعام، ولا مجرد عبارات يتلوها اللسان! إنما هو استحياء للمشاعر لتحس بحقيقة الله، وحقيقة الصلة بينه وبين عباده؛ وتشعر بيده في كل ما يحيط بالناس، وكل ما يستمتعون به مما سخره الله لهم، وهو محض الفضل والإنعام، بلا مقابل منهم، فما هم بقادرين على شىء يقابلون به فضل الله. ثم لتبقى قلوبهم على وجل من لقائه في النهاية لتقديم الحساب. . وكل هذه المشاعر كفيلة باستبقاء القلب البشري في حالة يقظة شاعرة حساسة لا تغفل عن مراقبة الله , ولا تجمد ولا تتبلد بالركود والغفلة والنسيان".
فتأمل هنا! كيف يلفت القرآن نظر المسافر في الدنيا إلى السفر الحقيقي للآخره ويحثه على تذكره ليختلط بروحه وحسه .. فلا يُفارق خاطره وهاجسه , ولا يغفل عن السفر للآخرة طرفة عين ..
5/ تسخير الدواب للركوب:
حينما ذَكَر الله في سورة النحل نعمته علينا بتسخير الدواب _من الأنعام ونحوها- للركوب والزينة فقال: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة .. ) ناسب مع ذكر تسخيرها لنا لنقطع بها الطريق ونسير بها لقضاء حوائجنا أن يذكّر بطريق الآخرة والنجاة الذي يسلُك بالمرء إلى الجنة وهو طريق الحق والإسلام فقال: (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ... ) قال ابن عباس: وعلى الله البيان، أي: تبين الهدى والضلال.
قال ابن كثير:"لما ذكر تعالى من الحيوانات ما يُسَار عليه في السبل الحسية، نبه على الطرق المعنوية الدينية، وكثيرًا ما يقع في القرآن العبور من الأمور الحسية إلى الأمور المعنوية النافعة الدينية ... ولما ذكر في هذه السورة الحيوانات من الأنعام وغيرها، التي يركبونها ويبلغون عليها حاجة في صدورهم، وتحمل أثقالهم إلى البلاد والأماكن البعيدة والأسفار الشاقة - شرع في ذكر الطرق التي يسلكها الناس إليه، فبين أن الحق منها ما هي موصلة إليه، فقال: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} كما قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ".
قال سيد قطب: "وفي معرض النقل والحمل والركوب والسير لبلوغ غايات محسوسة في عالم الأرض، يدخل السياق غايات معنوية وسيرا معنوياً وطرقا معنوية , فثمة الطريق إلى الله .. وهو طريق قاصد مستقيم لا يلتوي ولا يتجاوز الغاية , وثمة طرق أخرى لا توصل ولا تهدي, فأما الطريق إلى الله فقد كتب على نفسه كشفها وبيانها: بآياته في الكون وبرسله إلى الناس ... وعلى الله قصد السبيل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال السعدي:"لما ذكر تعالى الطريق الحسي، وأن الله قد جعل للعباد ما يقطعونه به من الإبل وغيرها ذكر الطريق المعنوي الموصل إليه فقال: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أي: الصراط المستقيم، الذي هو أقرب الطرق وأخصرها موصل إلى الله.
6/ الجبال و البشر:
لمَّا ذكر الله الجبال واختلافِ ألوانها وأشكالها (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود .. ) ناسب أن يذكِّر بشبيه ذلك في البشر وغيرهم (ومن الناس والدواب والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك) وهي لفتة كونية عجيبة من اللفتات الدالة على مصدر هذا الكتاب ... لفتة تطوف في الأرض كلها تتبع فيها الألوان والأصباغ في كل عوالمها, في الثمرات , وفي الجبال , وفي الناس , وفي الدواب والأنعام , لفتة تجمع في كلمات قلائل بين الأحياء وغير الأحياء في هذه الأرض جميعاً؛ وتدع القلب مأخوذاً بذلك المعرض الإلهي الجميل الرائع الكبير الذي يشمل الأرض جميعاً ...
ثم مالمقصود من ذلك كله؟ إنهم جمعيًا في مرتبة واحدة وان اختلفت ألوانهم وأشكالهم لا يفضل أحدهم على أحد كما لا تختلف الجبال وإن اختلفت ألوانها .. إنما الذي يميزهم ويُفرِّق بينهم ويرفع بعضهم عن بعض هو خشية الله تعالى والعلم به " (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
فتأمل كيف ينتقل بك القران وأنت غارق في التأمل في هذه اللوحة الفنية الجمالية من هذا الكون الفسيح , ويستغل هذا الشعور الرقيق , والحس المرهف .. ليغرس في نفسك قدر الخشية والخوف من الله تعالى ,, ولتعلم أن مدار التمايز والتفاضل عليها.
7/ أصحاب الجنة:
حينما ذكر الله قصة أصحاب الجنة الذين منعوا الزكاة وحرموا المساكين والفقراء حقوقهم وكيف عذبهم بحرقها عليها في سورة القلم (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة .. ) .. إلى أن قال: (كذلك العذاب .. ) أي الدنيوي لمن أتى بأسباب العذاب بأن يسلبه الله الشيء الذي طغى به وبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأن يزيله عنه، أحوج ما يكون إليه , وبعدها ناسب أن يذكِّر عندها بعذاب الآخرة, {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ} أي من عذاب الدنيا.
قال الثعالبي:" (كذلك العذاب) كَفِعْلِنَا بأهْلِ الجنةِ نَفْعَلُ بِمَنْ تعدَّى حدودَنا , {وَلَعَذَابُ الأخرة أَكْبَرُ} أي: أعْظَم مما أصَابَهُمْ، إنْ لَمْ يَتُوبُوا في الدنيا".
وقال السعدي: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ} أي: الدنيوي لمن أتى بأسباب العذاب أن يسلب الله العبد الشيء الذي طغى به وبغى، وآثر الحياة الدنيا، وأن يزيله عنه، أحوج ما يكون إليه {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ} من عذاب الدنيا {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} فإن من علم ذلك، أوجب له الانزجار عن كل سبب يوجب العذاب ويحل العقاب".
فانظر كيف عبَر القران بهذا المشهد الحسي والحدث الحيّ والقصة الواقعية إلى مشهد معنوي روحي وهو عذاب الآخرة , ليربط الدنيا بالآخرة , وليتذكر كل من نال شيئاً من عذاب الدنيا, أن عذاب الأخرة أكبر ..
8/ نزول الغيث:
عندما ذكر الله في سورة النحل تنزيل القرآن من السماء وأنه هدىً ورحمة وحياةً للقلوب فقال: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) (النحل64) أتبعه بذكر نزول الغيث من السماء رحمة للعباد , وحياة للأرض والنبات والحيوان (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها .. )
قال ابن كثير:"وكما جعل تعالى القرآن حياة للقلوب الميتة بكفرها، كذلك يحيي الله الأرض بعد موتها بما ينزله عليها من السماء من ماء "
9/إحياء الأرض الميتة:
وقريبا من المثال السابق فحينما حثَّ الله على التوبة والرجوع إليه والخشوع لِذكره فقال (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) وحذَّر من قسوة القلب وموته (ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم) رغَّب النفوس في التوبة وأعلمنا بأن القلوب الميتة ستحيا كما أن الله يحي الأرض بعد موتها فقال: (اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها).
قال الألوسي: "فهو تمثيل ذُكر استطراداً لاحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير عن القساوة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حيان في البحر المحيط: "هو تمثيل لتليين القلوب بعد قسوتها، ولتأثير ذكر الله فيها, كما يؤثر الغيث في الأرض فتعود بعد إجدابها مخصبة، كذلك تعود القلوب النافرة مقبلة، يظهر فيها أثر الطاعات والخشوع."
قال سيد: "ولكن .. لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد, فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله .. فالله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار. . كذلك القلوب حين يشاء الله ..
وفي هذا القرآن ما يحيي القلوب كما تحيا الأرض؛ وما يمدها بالغذاء والري والدفء .. "
10/ الطريق إلى النار:
لما ذكر الله تعالى مآل المجرمين: (ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا) أي لم يجدوا عن النار معدلاً إلى غيرها لأن الملائكة تسوقهم إليها , ناسب أن يذكّر بما كان سيصرفهم عن النار لو أخذوا به فقال: (ولقد صرَّفنا في هذا القرآن من كل مثل) أي: من كل طريق موصل إلى العلوم النافعة، والسعادة الأبدية، وكل طريق يعصم من الشر والهلاك، ففي القرآن أمثال الحلال والحرام، وجزاء الأعمال، والترغيب والترهيب، والأخبار الصادقة النافعة للقلوب، اعتقادا، وطمأنينة، ونورا, وهذا كله يصرف المرء عن نار جهنم.
قال سيد:" ولقد كان لهم عنها مصرف، لو أنهم صرفوا قلوبهم من قبل للقرآن، ولم يجادلوا في الحق الذي جاء به، وقد ضرب الله لهم فيه الأمثال ونوعها لتشمل جيمع الأحوال".
كانت هذه مجرد أمثلة , وتطبيقات عملية , تخلق بيننا وبين القران روحاً تفاعلية , فتلامس معانيه وإرشاداته حياتَنا العملية ,وتسمو بمشاعرنا وأحاسيسنا فلا تنتهي عند الحدود المادية الأرضية .. بل تتجاوزها لتعبر بنا إلى معانٍ أخروية سامية , وهناك مئات الآيات التي نستطيع التفاعل معها بهذه الروح ,, والنظر إليها بهذه النفسية الإيمانية الراقية السامية وذلك مثل آيات النعيم التي تَذكُر تفاصيل نعيم أهل الجنة وتصف حالهم ,, إذ أنَّ كل مافي هذه الدنيا من لذة ونعيم وسعادة وأنس له ما يشابهه من نعيم أهل الجنة , فإذا حصل للمرء شيئ من هذا في الدنيا تذكر نعيم أهل الجنة ,فيجدَّ في العمل للوصول إليها ,,, وقُل مثلَ ذلك في مشاهد البؤس والشقاء والنار,, إذ تُذكِّر المرء بنار الآخرة فيستعيذ بالله من حرِّها ويسعى في الفرار منها ...
وأخيرا, فهذه دعوة للاهتمام بمقاصد القران العليا , وتوسيع الأفق والمدارك في التعامل مع القران , والاهتمام بمعالي الأمور ومنتهاها, والنظر إلى الدنيا من خلال القران وتوجيهاته , وربط الدنيا بالأخرة ...
قال الرازي:" والمقصود الأعظم من هذا القرآن العظيم تقرير أصول أربعة: الإلهيَّات، والنبوات، والمعاد، وإثبات القضاء والقدر".
كتبه /عمر النشيواتي
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:52 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:34 م]ـ
ثم مالمقصود من ذلك كله؟ إنهم جمعيًا في مرتبة واحدة وان اختلفت ألوانهم وأشكالهم لا يفضل أحدهم على أحد كما لا تختلف الجبال وإن اختلفت ألوانها .. إنما الذي يميزهم ويُفرِّق بينهم ويرفع بعضهم عن بعض هو خشية الله تعالى والعلم به " (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
فتأمل كيف ينتقل بك القران وأنت غارق في التأمل في هذه اللوحة الفنية الجمالية من هذا الكون الفسيح , ويستغل هذا الشعور الرقيق , والحس المرهف .. ليغرس في نفسك قدر الخشية والخوف من الله تعالى ,, ولتعلم أن مدار التمايز والتفاضل عليها.
وأخيرا, فهذه دعوة للاهتمام بمقاصد القران العليا , وتوسيع الأفق والمدارك في التعامل مع القران , والاهتمام بمعالي الأمور ومنتهاها, والنظر إلى الدنيا من خلال القران وتوجيهاته , وربط الدنيا بالأخرة ...
فتح الله عليك يا شيخ عمر النشيواتي وأجزل لك المثوبة ..
موضوع رائع .. نسأل الله لنا ولكم حسن الإنتفاع ..(/)
من الإعجاز العددي في آية البسملة " نظام العددين 9و10 "
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:25 ص]ـ
نظام العددين 9و10 في آية البسملة
رغم الاختلاف الذي يدور حول آية البسملة، وتشبث البعض به، فآية البسملة تشير إلى إحدى روائع الترتيب القرآني، وأعني بها نظام العددين 9و10.
لقد جاءت آية البسملة مؤلفة من 19 حرفا حسب الرسم العثماني، 9 أحرف مكررة، و، 10 حروف هي عدد ما ورد فيها من حروف اللغة، وفق العلاقة الرياضية المجردة في العدد 19، فالعدد 19 يتألف من العددين 9 و 10 ..
وفي ترتيب سور القرآن الكريم وآياته من الشواهد ما يؤكد هذه الحقيقة، رغم أن البعض يدعي أن عدد حروف آية البسملة ليست 19، ويظن أنه بذلك يخدم القرآن وأهله، ويحسن صنعا.
وقد سبق أن أشرت إلى أول هذه الشواهد، وهو ما نلاحظه في قسمة سور القرآن إلى مجموعتين: السور فردية الآيات وعددها 54 سورة (9×6)، والسور زوجية الآيات وعددها 60 سورة (10 × 6). وليس من الصعب ملاحظة أن النسبة بينهما هي 9 إلى 10. وفق إشارة البسملة.
فإذا أحصينا مواقع تراتيب السور فردية الآيات، سنجد أن مجموعها هو 3105، وأن مجموع تراتيب السور زوجية الآيات هو 3450. مرة أخرى نلاحظ أن نسبة تراتيب السور فردية الآيات إلى تراتيب السور زوجية الآيات هي 9 إلى 10.
ونستنتج هنا أن نسبة عدد السور فردية الآيات إلى عدد السور زوجية الآيات، مماثل لنسبة تراتيب السور فردية الآيات إلى مجموع تراتيب السور زوجية الآيات، وهي في الحالين 9 إلى 10. وهذا أكبر دليل على وجود العلاقة الرياضية بين أعداد الآيات في سور القرآن، ومواقع ترتيبها.
قلت أن الشواهد والأدلة على هذا النظام كثيرة، وتشمل سور القرآن كلها، وفي هذه المشاركة سأذكر دليلا آخر. ونبدأ بالسؤال: ما عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته؟ هل روعي في هذه السور نظام العددين 9 و 10؟
الجواب: نعم. إن عدد هذه السور هو: 10.
لقد روعي أن يكون عدد السور التي عدد آياتها 9 ومضاعفاته 10 لا غير، وفق النظام الذي أشارت إلية آية البسملة. إن من السهل التأكد من هذه الحقيقة، ولا أعتقد أن من الحكمة أن يتنكر لها البعض أو يرفضها، ذلك أنها موجودة في المصحف الذي بين أيدينا.
لعل البعض يحتاج إلى مزيد من الطمأنينة، أن مجيء عدد السور المؤلفة كل منها من 9 آيات ومضاعفاته 10، كان بقصد وتدبر. لنتأمل:
إن أول هذه السور في ترتيب المصحف هي سورة الحجر، المؤلفة من 99 آية (العدد 9 المكرر) وآخرها سورة الهمزة المؤلفة من 9 آيات. أليست مفاجأة؟ إن الفرق بين اعددي آيات السورتين هو 90 أي: 9 × 10. لقد روعي في عددي آيات سورتي الحجر والهمزة (الأولى والأخيرة ترتيبا) ربطهما بنظام العددين 9و10.
فإذا تأملنا موقعي ترتيب السورتين، نكتشف رائعة أخرى: إن عدد سور القرآن ابتداء بسورة الحجر (السورة رقم 15) وانتهاء بسورة الهمزة (السورة رقم 104) هو 90 سورة، أي 9 × 10. مرة أخرى. لا مجال لإثارة الشبهات.
والآن يمكنكم أن تلاحظوا ترتيب سورة الهمزة في المصحف، إنها السورة الوحيدة المؤلفة من 9 آيات. أين وجه الإعجاز العددي في هذا الترتيب؟ لقد روعي في الترتيب القرآني أن يكون عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف وحتى نهايته هو 10 .. سبحان الله.
أين رتبت السور العشر في المصحف؟ وأين وجه الإعجاز في ترتيبها؟
الجواب: إن مجموع أرقام ترتيب السور العشر هو 495. يا له من ترتيب محكم!!
تأملوا العدد 495. إنه من مضاعفات الرقم 99 (5×99)، كما أنه من مضاعفاتالرقم 9 (495 = (55 × 9).
اسمحوا لي أن أذكركم بأن: 99 هو عدد آيات سورة الحجر، وأن العدد 9 هو عدد آيات سورة الهمزة ....
ما رأيكم في هذا الترتيب؟
العجيب أن هناك من يظن أن ترتيب سور القرآن وآياته اجتهادي؟
أكتفي بهذا القدر، ولكن ما زال لدينا العشرات من الأدلة ...
ما عدد الآيات في هذه السور العشر؟ وما علاقتها بنظام العددين 9 و 10؟
ما علاقة العددين 9 و 99 بالنظام العددي في القرآن الكريم؟
سأجيب عن هذين السؤالين لاحقا.
ـ[البهوتي]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:25 ص]ـ
ياليل!!!
رجعنا لطاري الاعجاز العددي؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:34 ص]ـ
ياليل!!!
رجعنا لطاري الاعجاز العددي؟!
قال تعالى: (((مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون))) 17 - 18 سورة البقرة
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:38 ص]ـ
قال تعالى: (((مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون))) 17 - 18 سورة البقرة
والدنا وأستاذنا الكريم/ عبد الله جلغوم رمضان كريمٌ وكل عامٍ أنتَ إلى الله أقربُ وإليهِ أحبُّ.
وأعيذك بالذي خلقكَ فسواكَ فعدلكَ من إنزال آياتِ سادةِ المُنافقينَ وكُبرائهم وخُلَّصهم على من يعترضُ على فكرةِ الإعجاز العددي برُمَّتها فضلاً عن فقرةٍ من فقراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:06 ص]ـ
(2)
قلنا أن عدد سور القرآن التي عدد آيات كل منها 9 أو مضاعفاته هو 10. أولها في ترتيب المصحف سورة الحجر المؤلفة من 99 آية، وآخرها سورة الهمزة المؤلفة من 9 آيات. حيث لاحظنا أن الفرق بين عددي الآيات هو 90 أي 9 × 10، كما أن الفرق بين موقعي ترتيب السورتين هو 90 أيضا، أي 9 × 10.
كما لاحظنا أن سورة الهمزة هي السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 9 آيات، وقد جاءت في ترتيب المصحف قبل نهايته ب 10 سور.
والآن اليكم سرا جديدا:
تتألف هذه السور العشر من مجموعتين:
الأولى: مجموعة السور الفواتح، ومجموع أعداد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 459.
الثانية: السور الأخرى، ومجموع أعداد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 549، عددان مؤلفان من الأرقام نفسها في ترتيب عجيب لافت للانتباه، والأعجب أن الفرق بينهما هو 90.
(549 – 459 = 90) أي: 9 × 10. حقيقة رائعة تؤكد كل ما سبق لا مجال لإنكارها، فكيف بمن يسخر منها!
وأي دليل بعد على أن مواقع هذه السور وأعداد آياتها، كل ذلك بحساب وقصد وتدبير إلهي.
وأنىّ لمسلم أن ينكر هذا الإحكام في ترتيب سور القرآن وآياته؟
يا ليت من ينكره أو يعترض عليه أن يفسر لنا هذه العلاقات التي أوردتها حتى الآن،إن كان لديه تفسير ..
(3)
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:30 ص]ـ
ما شاء الله عليك استاذ عبد الله
أسأله تعالى ان يكون هذا البحث في ميزان حسناتك
و اسال الله ان ينفع بهذا العلم كل من يرغب في الارتقاء بايمانه
وننتظر منكم المزيد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:24 ص]ـ
ما شاء الله عليك استاذ عبد الله
أسأله تعالى ان يكون هذا البحث في ميزان حسناتك
و اسال الله ان ينفع بهذا العلم كل من يرغب في الارتقاء بايمانه
وننتظر منكم المزيد
بارك الله بك وجزاك خيرا.
وليعلم أولئك المحبطون أن هذا الذي لم يعجبهم كان سببا في تغيير مجرى حياة البعض، وهدايتهم إلى الحق. وليتهم يدركون أن هذا الذي سخر منه بعضهم إنما هو ترتيب كتاب الله، وما جئت بشيء من عندي. هذا هو القرآن بين أيديهم فليتأكدوا من كل كلمة كتبتها، سيجدونها صحيحة كما هي في المصحف، فعلام يعترضون؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:34 ص]ـ
والدنا وأستاذنا الكريم/ عبد الله جلغوم رمضان كريمٌ وكل عامٍ أنتَ إلى الله أقربُ وإليهِ أحبُّ.
وأعيذك بالذي خلقكَ فسواكَ فعدلكَ من إنزال آياتِ سادةِ المُنافقينَ وكُبرائهم وخُلَّصهم على من يعترضُ على فكرةِ الإعجاز العددي برُمَّتها فضلاً عن فقرةٍ من فقراته.
كل عام وأنتم بخير، وبارك الله بك
كم تمنيت أن يعترض احدهم متسلحا بحجة معقولة، أن يكون لديه سبب منطقي ...
ليت الذي يعترض يخبرنا على ماذا اعترض؟ وما الذي ينكره أو لا يعجبه.
في هذه المشاركة، هل جئت بشيء من عندي؟ أليس كل ما كتبته موجودا في المصحف؟ إنني أكشف للأمة عن عظمة ترتيب كتاب ربها الذي تؤمن به .. وإذا كان كل ما أكتبه هو واقع ثابت في المصحف، ألا يكون الاعتراض حينئذ على ترتيب الله لكتابه المعجزة؟ هل لدى معترض كلام خير مما كتبت، فليتفضل. أسأل الله سبحانه أن ينصر الحق ويهزم الباطل وأهله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:43 ص]ـ
ياليل!!!
رجعنا لطاري الاعجاز العددي؟!
سامحك الله أخي الفاضل. الأصل أن تنتظر حتى تكتمل الفكرة ثم تناقش مناقشة علمية جادة. وليس مناقشة يا ليل ولا يا نهار
ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:13 م]ـ
فعلام يعترضون؟
لعلهم يعترضون على هذه الجمل و مثيلاتها و ما توحيه من تقوّل على الباري عز جل و كتابه:
لقد روعي أن يكون عدد السور .....
ألا يكون الاعتراض حينئذ على ترتيب الله لكتابه المعجزة؟ ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:17 م]ـ
لعلهم يعترضون على هذه الجمل و مثيلاتها و ما توحيه من تقوّل على الباري عز جل و كتابه:
من لديه تفسير آخر فليتفضل.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يكرمنا بالعلم والفهم ويبصرنا بآيات كتابه الكريم، ويؤلف بين قلوبنا على محبته وامتثال أوامره
وبعد
فإن كتاب الله جل جلاله لا تفنى عجائبه ولا تخلق على كثرة الرد آياته، ولا تتوقف عند زمن أو حال دلائل صدقه وإعجازه، لكن الله سبحانه وتعالى يفتح للناس أبوابا من البصيرة والعلم في كتاب الله ويخصهم بها، وهذا أمر عايشته أثناء كتابتي لرسالة الدكتوراه قبل أكثر من عشرة أعوام، حيث بحثت موضوع الإعجاز ودار في ذهني سؤال حول نظرية عبد القاهر الجرجاني الذي يقول إن الإعجاز يتحقق بالنظم ومختصر نظريته (أن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ، لكن عندما تتناسق وتنسجم هذه الألفاظ في نظم معين، يتصف هذا النظم بتناسقه بأنه معجز. أي لا نقول اللفظة تلك معجزة ولكن نقول لمجموع الكلمات في جملها بأنها معجزة). وقد أوقفني قول البعض أن الإعجاز متحقق في أن القرآن كلام الله تعالى وبذلك يتحقق الإعجاز في الألفاظ أيضا. فتنازعني الأمر أياما وسألت الله تعالى أن يبصرني في هذه المسألة، فنظرت إلى بعض شواهد عبد القاهر الجرجاني التي احتج بها، وشرح مصطفى صادق الرافعي وتعقيبه عليها هو وغيره، ومنها قول الله تعالى:) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ((هود:44)، فنظرية عبد القاهر تقول إن كلمة (وقيل) ليس لها فضل على قلنا أو غيرها إلا في هذا النظم وهكذا ولا أريد أن أطيل عليكم في كل لفظة من ألفاظها لكن أوقفتني كلمة ابلعي كيف تحقق الإعجاز فيها دون غيرها من الألفاظ نحو أزردي، أو امتصي أو انشفي ...
فتأملت مخارج حروف هذه الكلمة فوجدتها كالآتي؛ الباء تخرج من الشفاه، واللام من مقدمة اللسان من إحدى حافتية مع ما يقابلها من أصول الثنايا العليا (الناب)، والعين حلقية، والياء مدية تخرج من الجوف، فتأملوا أحبتي الكرام كيف أن هذه الكلمة حققت معنى غيض الماء بالسرعة والسهولة واليسر، ومثّلت البلع تمثيلا صوتيا فمن أراد أن يبلع شيئا لا بد لهذا الشيء أن يدخل عن طريق الشفاه ثم يحركه اللسان ثم يفصل في الحلق إلى المريء ثم يستقر في الجوف. وصدق من قال لو نزعت كلمة من كلمات القرآن الكريم وأدير لسان العربية قاطبة على أن يجد لفظة أخرى تؤدي ما تؤديه الكلمة القرآنية لم ولن يجد. وحينما راجعت أستاذي -أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته- فيما كتبت سابقته دموعه فسألته ما أبكاك فقال: أشهد أن القرآن مازال غضا طريا كما أنزل.
وهذا ما نشهده جليا فيما يكتبه الأستاذ عبد الله جلغوم، وأقول أشهد أن القرآن ما زال وسيبقى غضا طريا كما أنزل، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك بصيرة في كتابه الكريم ويفتح علينا وإياك في العلم فتوح العارفين إنه أعظم مسؤول وأكرم مجيب.
ولا عليك فيمن يحاول أن يحبّطك أو يستهزئ بما تكتب، فآيات القرآن الكريم التي تؤنس وحشة أهل العلم كثيرة، وليس هذا مجال ذكرها.
وأقول لكل من ينكر ما يخالف عقله وبصره من العلوم أن يتأمل في هذه الصور، ويقينا إن فكره سيتغير 180 درجة عندما يدرك حقيقتها.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:24 ص]ـ
وهذا ما نشهده جليا فيما يكتبه الأستاذ عبد الله جلغوم، وأقول أشهد أن القرآن ما زال وسيبقى غضا طريا كما أنزل، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك بصيرة في كتابه الكريم ويفتح علينا وإياك في العلم فتوح العارفين إنه أعظم مسؤول وأكرم مجيب.
ولا عليك فيمن يحاول أن يحبّطك أو يستهزئ بما تكتب، فآيات القرآن الكريم التي تؤنس وحشة أهل العلم كثيرة، وليس هذا مجال ذكرها.
وأقول لكل من ينكر ما يخالف عقله وبصره من العلوم أن يتأمل في هذه الصور، ويقينا إن فكره سيتغير 180 درجة عندما يدرك حقيقتها.
بارك الله بك وجزاك خيرا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:29 ص]ـ
ولنتأمل هذه اللطيفة:
إن أول آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 9 هي الآية رقم 9 سورة البقرة، وهي قوله تعالى:
(يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
#تم تحرير وتصحيح الآية من قبل المشرف#
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد كلماتها 10.
فماذا عن آخر آية رقم ترتيبها 9؟
إنها الآية رقم 9 سورة الهمزة وهي قوله تعالى (في عمد ممددة)
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد حروفها 10.
بلا تعليق
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:18 م]ـ
ولنتأمل هذه اللطيفة:
إن أول آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 9 هي الآية رقم 9 سورة البقرة، وهي قوله تعالى:
(يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
#تم تحرير وتصحيح الآية من قبل المشرف#
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد كلماتها 10.
فماذا عن آخر آية رقم ترتيبها 9؟
إنها الآية رقم 9 سورة الهمزة وهي قوله تعالى (في عمد ممددة)
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد حروفها 10.
بلا تعليق
ملاحظة مع الشكر: حينما كتبت الآية كتبتها حسب الرسم القرآني: يخادعون دون إثبات حرف الألف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:26 م]ـ
قلنا: إن مجموع أرقام ترتيب السور العشر التي عدد آيات كل منها 9 أو مضاعفاته هو 495 وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 99 وهو كذلك من مضاعفات الرقم 9.
وقلنا إن عدد آيات سورة الحجر أول هذه السور هو 99 وعدد آيات سورة الهمزة آخر هذه السور هو 9.
وقلنا إن مجموع أعداد الآيات وأرقام الترتيب في سور الفواتح هو: 459.
وإن مجموع أعداد الآيات وأرقام الترتيب في السور الأخرى هو: 549، عددان مؤلفان من الأرقام نفسها في ترتيب عجيب لافت للانتباه، والأعجب أن الفرق بينهما هو 90، وهو كذلك الفرق بين عددي الآيات في سورتي الحجر والهمزة (99 - 9 = 90).
(تأملوا هذه الأعداد: 495، 459، 549 وهاتوا تفسيركم)
رائعة الترتيب القرآني الآن: ما موقع ترتيب العددين 99 و 9 بين الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن؟ وما علاقة ذلك بنظام العددين 9و10؟
توضيح: النظام العددي في القرآن يعني استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سوره وفق نظام معين. (هذا التعريف لي وقد صنفت في ذلك كتابا من 450 صفحة واعتذرت إحدى المؤسسات عن طباعته دون إبداء الأسباب).
هذا يعني أن القرآن قد استخدم أعدادا محددة (77 عددا) لأعداد الآيات في سوره البالغة 114 سورة، وأن لكل عدد رقم محدد حسب ترتيب المصحف.
فأول هذه الأعداد هو العدد 7 المستخدم عددا لآيات سورة الفاتحة، وبذلك فرقم ترتيب العدد 7 هو: واحد.
ثاني هذه الأعداد هو العدد 286 المستخدم عددا لآيات سورة البقرة، وبذلك يكون رقم ترتيبه بين الأعداد المستخدمة 2.
ثالث هذه الأعداد هو العدد 200 المستخدم عددا لآيات سورة آل عمران، وبذلك يكون رقم ترتيبه بين الأعداد المستخدمة 3.
رابع هذه الأعداد هو العدد 176 المستخدم عددا لآيات سورة النساء، وبذلك يكون رقم ترتيبه بين الأعداد المستخدمة 4. وهكذا حتى نصل إلى النهاية.
السؤال الآن:
ما موقع ترتيب العددين 99 و 9 بين الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات؟ وهل جاءا وفق نظام العددين 9 و 10؟
الجواب: نعم. ومن يبحث في هذه المسألة سيكتشف إحدى روائع القرآن في ترتيبه، ويترتب عليها كثيرا من الدلالات.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Aug 2010, 12:05 ص]ـ
ملاحظة مع الشكر: حينما كتبت الآية كتبتها حسب الرسم القرآني: يخادعون دون إثبات حرف الألف.
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل عبد الله على هذه المعلومات القيمة ونفعنا الله بعلمك
بالنسبة لتفادي أخطاء الكتابة في الآيات القرآنية يمكنك استخدام المصحف الإلكتروني
فهو مكتوب وفق الرسم العثماني وتستطيع النسخ منه لأن الكلمة قبل التعديل كان ينقصها ألف صغيرة بعد الخاء وقبل الدال
عموما أكمل موضوعك الأصلي حتى لا يخرج الموضوع عن مساره
شكر الله لك على موضوعك القيم وننتظر المزيد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:21 ص]ـ
السؤال الآن: [/ B]
ما موقع ترتيب العددين 99 و 9 بين الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات؟ وهل جاءا وفق نظام العددين 9 و 10؟
الجواب: نعم. ومن يبحث في هذه المسألة سيكتشف إحدى روائع القرآن في ترتيبه، ويترتب عليها كثيرا من الدلالات.
قلنا إن عدد آيات سورة الحجر هو 99 وعدد آيات سورة الهمزة هو 9، وبذلك يكون الفرق بين العددين 90 أي 9 × 10.
كما أن عدد السور ابتداء بالحجر وانتهاء بالهمزة هو 90 أيضا ي 9 × 10.
والآن يمكننا الإجابة على السؤال:
إن رقم ترتيب العدد 99 بين الأعداد المستخدمة اعدادا للآيات في سور القرآن هو رقم الترتيب 15:
وقد وردت على النحو التالي:
7/ 286/200/ 176/120/ 165/206/ 75/129/ 109/123/ 111/43/ 52/99
يا ترى ماذا يمكن أن يكون موقع ترتيب العدد 9 بين الأعداد المستخدمة اعدادا للآيات؟
المفاجأة الرائعة: إن رقم ترتيب العدد 9 هو: 75
وبذلك يكون مجموع رقمي ترتيب العددين 99 و 9 هو: 90 (9 × 10) .. وسبحان الله العظيم.
دليل واضح كالشمس على إعجاز الترتيب القرآني .. وعلى أمور أخرى كثيرة ...
علما أننا لم ننته بعد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Aug 2010, 11:23 ص]ـ
بارك الله بك أخي الاستاذ عبد الله على هذه الفتوحات. وزادك الله علماً وفهماً لكتابه العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:39 م]ـ
بارك الله بك أخي الاستاذ عبد الله على هذه الفتوحات. وزادك الله علماً وفهماً لكتابه العظيم
وبك بارك الله، أخي الكريم تيسير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2010, 10:42 م]ـ
أخي العزيز الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله ورعاه
مرحباً بعودتك الكريمة للملتقى وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالعلم وأن يفتح علينا وعليكم من فضله فهو واسع العطاء.
لا زلنا في باب الإعجاز العددي نطالب بقواعد علمية منضبطة نتحاكم إليها في صحة النتائج التي تسفر عنها هذه الاكتشافات العلمية التي تتحفنا بها وفقك الله، وهي عند التأمل عجيبة ومشوقة، ولكنك تكتب في حضرة طلبة علم يُدَرِّسونَ الدراسات القرآنية في الجامعات في الدراسات الجامعية والعليا، ولست في مجمع طلاب ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية يرضيهم ما تحمله هذه المقالات من حسابات وتوافقات تثير الدهشة.
وفي الحق إنني لم أجد حتى الآن قواعد منضبطة تضبط هذا الإعجاز العددي تدفعني للقول بقبوله علماً يضاف للدراسات القرآنية، وقد قلتُ لأخي الدكتور (نعيمان) عندما لقيته في الشارقة: ليتك تتكرم بكتابة مقالة تأصيلية لقواعد الإعجاز العددي تقنعنا بها بصحة أصول هذا العلم وانضباطه، حتى نقتنع أولاً ثم نتبنى هذا العلم ونُدَرِّسُه للطلاب.
وكل هذا لا يعني بحال أننا لا نقدر جهدك يا أستاذ عبدالله وغيرتك وتفانيك في هذا الباب، فإن العلمَ شريف لا يثبت بالعواطف وإنما يثبت بالأدلة والقواعد المنضبطة التي تجعل العقول تقبله وهي مطمئنة إلى نتائجه، وهذا في سائر العلوم فضلاً عن العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى، فالحذر فيه أوجب، والعناية به أكبر.
والناس تعتب علينا أن نترك مقالاتك في ملتقى أهل التفسير دون تعقيب أو تعليق وكأننا نقر كل ما فيها، ونحنُ قد طالبنا مراراً بِمَا طالبتُ به الآن ليكون منطلقاً لما بعده من تفاصيل كالتي توردها بين الحين والآخر في مقالاتك، ولم أجد حتى الآن من سعادتكم جواباً علمياً مُحرَّراً شافياً يُجيبُ عن الاعتراضات، ويُقَعِّدُ القواعدَ المنظمة لهذا اللون من الإعجاز. وأرى الاستجابة لهذا الطلب أهون عليك من الاستمرار في مجادلة المعترضين عليك وأنفع للقراء في الملتقى، فنحن نوفر الوقت للمهمات، ولا نريد أن يبقى كل موضوع تنشره ميداناً لإعادة المجادلات التي لا تُسفرُ عن عِلمٍ ينتفع به، وإنما يرجع كل من الفريقين أشداً تمسكاً برأيه دون أن يكون هناك أي تقارب في وجهات النظر.
وهذا الذي أقوله يا أستاذ عبدالله هو رأيي ورأي الزملاء الفضلاء المشرفين جميعاً، ورأي عدد كبير من الزملاء المتخصصين في الملتقى، فمن حق هؤلاء عليك يا حبيبنا أن تكتب لنا تأصيلاً شافياً حول الموضوع، وألا تطرح مقالاً تفصيلياً إلا بعد أن تقطع هذه الاعتراضات، وثق أننا سنكون إذا ظهر لنا الحق في هذا الأمر مستجيبين للدليل منقادين للحقيقة، لا يمنعنا من ذلك شيء بإذن الله، وغايتنا في هذا الملتقى مدراسة كتاب الله بأدب وعلم، ومعظم المتخصصين في الدراسات القرآنية يقرأون هذا الملتقى ويعجبهم التحقيق والفوائد العلمية ويحرصون عليها، ويدعون لصاحبها، ويسوؤهم ما يكتبه بعضنا من المقالات التي لا تسند لدليل، وفيها قولُ بغير علم، والمجادلات العقيمة التي تقع، والتسرع في الكلام والتعقيب من بعضنا.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع، وأن يهدينا للحق عند الاختلاف إنه سميعٌ مجيبٌ.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:51 ص]ـ
أحسنتم يا دكتور عبد الرحمن، نعم كثير من الزملاء المشرفين والأعضاء في هذا الملتقى لا يوافقون الأستاذ عبدالله جلغوم - وفقه الله - فيما يطرحه من حسابات وأرقام، ولا نرى أنها من الإعجاز ألبتة انضبطت أو لم تنضبط، ومع ذلك نقول لأخينا عبد الله أنت مأجور في اجتهادك وإن أخطأت؛ ولكن فيما ذكرتَه في مشاركات سابقة كفاية، ولن تزيدنا هذه النماذج الجديدة إلا نفوراً عن هذا المنهج، بخلاف الإعجاز البلاغي والتشريعي فإن الإنسان كلما ظهر له شيئ من أسراه ازداد علماً ويقيناً.
ولذلك أرى أن تكتفي بما ذكرته سابقاً وتتوقف عن إيراد أمثلة ونماذج جديدة تأخذ حيّزاً كبيراً من الملتقى العلمي ويتكرر فيها النقاش والجدال دون جدوى، وفي علوم القرآن ومظاهر إعجازه الأخرى غُنية عن هذا اللون الذي ينكره جمهور أهل العلم في هذا العصر، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Aug 2010, 02:35 ص]ـ
أحسنتم يا دكتور عبد الرحمن، نعم كثير من الزملاء المشرفين والأعضاء في هذا الملتقى لا يوافقون الأستاذ عبد الله جلغوم - وفقه الله - فيما يطرحه من حسابات وأرقام، ولا نرى أنها من الإعجاز ألبتة انضبطت أو لم تنضبط، ومع ذلك نقول لأخينا عبد الله أنت مأجور في اجتهادك وإن أخطأت؛ ولكن فيما ذكرتَه في مشاركات سابقة كفاية، ولن تزيدنا هذه النماذج الجديدة إلا نفوراً عن هذا المنهج، بخلاف الإعجاز البلاغي والتشريعي فإن الإنسان كلما ظهر له شيئ من أسراه ازداد علماً ويقيناً.
ولذلك أرى أن تكتفي بما ذكرته سابقاً وتتوقف عن إيراد أمثلة ونماذج جديدة تأخذ حيّزاً كبيراً من الملتقى العلمي ويتكرر فيها النقاش والجدال دون جدوى، وفي علوم القرآن ومظاهر إعجازه الأخرى غُنية عن هذا اللون الذي ينكره جمهور أهل العلم في هذا العصر، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
لكم ما تحبون، وموعدنا عند رب العالمين يحكم بيننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[24 Aug 2010, 06:32 ص]ـ
ها هنا سؤال يتبادر إلى الذهن العليل المكدود:
الإعجاز العددي هل يستطيع عامة المسلمين إداركه؟
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[24 Aug 2010, 11:12 م]ـ
أشارك الإخوة الأفاضل الدكتور الشهري والحميضي وأبا الوليد التويجري رأيهم في هذه المسألة الخطيرة والكبيرة والمتعلقة بكتاب الله تعالى المعجز.
فإن علوم القرآن بحر زاخر، وعطاء وافر، ولا يمكن لأحد الخوض فيه إلا بأصوله وقواعده وفتح الله تعالى له.
وأنا أشكر الأخ عبد الله على بحثه وجهده قدره ما وفق إليه ..
لكن: هذه البحوث التي تتكلم عن مسألة العدد في القرآن والضرب والقسمة والمضاعفات لتخرج بنتائج متوافقة زعموا .. مسألة فيها نظر لعدة أمور:
1 - أن هذا لم يسمى إعجاز إلى اليوم من قبل جهابذة العلم والفن.
2 - أن هذه المسألة لم تنضبط إلى اليوم بقواعد بحثية وعلمية صحيحة، ولا يعرف النتائج المترتبة عليها.
3 - أنها بالتأمل والنظر فيها مسألة متكلفة في نسبتها إلى كونها إعجاز للقرآن، لأنها ليست كالتشريعي والبلاغي. وفيها تحميل للقرآن ما لا يحتمل، وربنا سبحانه لم يتعبدنا بمثل هذه الحسابات والتقسيمات العقلية المرهقة لصاحبها.
فالرجاء قبل الخوض في هذه المسألة أن نهتم بالتأصيل الشرعي والعلمي فيها مع ضبط قواعدها إن وجد لها قواعد .. وإلا فلا يحل لؤمن أن يقول في القرآن برأيه ومن عندياته.
ونحن نرحب بهذا إن ثبت بالعلم والأدلة والنظر ولكن .. أين؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Aug 2010, 11:47 م]ـ
ها هنا سؤال يتبادر إلى الذهن العليل المكدود:
الإعجاز العددي هل يستطيع عامة المسلمين إداركه؟
الحال كما هو في أوجه الإعجاز الأخرى، يدركون ما يناسبهم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Aug 2010, 12:00 ص]ـ
أشارك الإخوة الأفاضل الدكتور الشهري والحميضي وأبا الوليد التويجري رأيهم في هذه المسألة الخطيرة والكبيرة والمتعلقة بكتاب الله تعالى المعجز.
وأنا أشكر الأخ عبد الله على بحثه وجهده قدره ما وفق إليه ..
لكن: هذه البحوث التي تتكلم عن مسألة العدد في القرآن والضرب والقسمة والمضاعفات لتخرج بنتائج متوافقة زعموا .. مسألة فيها نظر لعدة أمور:
1 - أن هذا لم يسمى إعجاز إلى اليوم من قبل جهابذة العلم والفن.
2 - أن هذه المسألة لم تنضبط إلى اليوم بقواعد بحثية وعلمية صحيحة، ولا يعرف النتائج المترتبة عليها.
3 - أنها بالتأمل والنظر فيها مسألة متكلفة في نسبتها إلى كونها إعجاز للقرآن، لأنها ليست كالتشريعي والبلاغي. وفيها تحميل للقرآن ما لا يحتمل، وربنا سبحانه لم يتعبدنا بمثل هذه الحسابات والتقسيمات العقلية المرهقة لصاحبها.
فالرجاء قبل الخوض في هذه المسألة أن نهتم بالتأصيل الشرعي والعلمي فيها مع ضبط قواعدها إن وجد لها قواعد .. وإلا فلا يحل لؤمن أن يقول في القرآن برأيه ومن عندياته.
ونحن نرحب بهذا إن ثبت بالعلم والأدلة والنظر ولكن .. أين؟
الأخ الكريم: هل لك - أن تفسر لنا العلاقات الرياضية التي ذكرتُها في بحثي عن البسملة؟ علما أن لدي المزيد من الأدلة ...
وإلى كل المعترضين والمترددين: ما الذي تعترضون عليه؟ هل راجعتم ما ذكرته من علاقات واكتشفتم خطأ فيها؟ هل وجدتم فيها مخالفة للقرآن الكريم؟ أو لما أجمعت عليه الأمة؟ أريد اعتراضا يستند إلى حجة مقبولة ومعقولة.
وقد آن الأوان أن أقول لكم: إن ترتيب سور القرآن وآياته جاء وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114 .. وهذا هو اكبر دليل على الإعجاز العددي .. بمعنى إن ترتيب القرآن الحالي (ترتيب التلاوة) سابق لترتيب النزول .. وقد نزل القرآن حسب الأحداث والوقائع - مفرقا - ولكن جاء ترتيبه في النهاية على النحو الذي هو عليه قبل نزوله .. وهذا هو الإعجاز.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:40 ص]ـ
السؤال الآخر:
هل هذا المسمى إعجاز، موجود في القرآن بأكمله؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:47 ص]ـ
السؤال الآخر:
هل هذا المسمى إعجاز، موجود في القرآن بأكمله؟
نعم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:50 م]ـ
إضافة جديدة للبحث مهداة لمحبي إعجاز الترتيب القرآني، فاما منكرو هذا الإعجاز فالمطلوب منهم أن يفسروا لنا هذا الإحكام - فقط في هذا البحث -
آخر 19 سورة في ترتيب المصحف:
هل روعيت في هذه المجموعة من السور العلاقة العددية التي محورها العددان 9 و 10؟
فيما يلي ثبت بآخر 19 سورة في ترتيب المصحف، وهي السور من 96 – 114:
96 - العلق، وعدد آياتها 19.
97 - القدر: وآياتها 5
98 - البينة، وآياتها 8.
99 – الزلزلة، وآياتها 8.
100 - العاديات، وآياتها 11.
101 - القارعة، وآياتها 11.
102 - التكاثر، وآياتها 8.
103 - العصر، وآياتها 3.
104 - الهمزة، وآياتها 9.
105 - الفيل، وآياتها 5.
106 - قريش، وآياتها 4.
107 - الماعون، وآياتها 7.
108 - الكوثر، وآياتها 3.
109 - الكافرون، وآياتها 6.
110 - النصر، وآياتها 3.
111 - المسد، وآياتها 5.
112 - الإخلاص، وآياتها 4.
113 - الفلق، وآياتها 5.
114 - الناس، وآياتها 6.
لنتدبر أعداد الآيات في هذه السور، نلاحظ أن بعضها يشترك في العدد الواحد من الآيات. فإذا أحصينا عدد الأعداد المستخدمة سنجد أن عددها 9، ومن السهل أن نستنتج أن عدد المكرر منها هو 10.
لقد جاءت وفق نظام العددين 9 و 10.
فيا محبي القرآن: إن أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة ومحكمة، ولا أظن أن مشاهدة هذا الإحكام عسيرة، افتحوا عيونكم قليلا، فالحقيقة واضحة.
ولعلي – حين أجد الوقت - أتناول هذه السور واحدة واحدة ... وما منعني من ذلك حتى الآن إلا ردود البعض ممن يتنكرون إلى إعجاز الترتيب القرآني، بل وبعضهم يصر على أنه ترتيب اجتهادي أو اصطلاحي اتفق عليه الصحابة – رضي الله عنكم وعنهم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:06 ص]ـ
إضافة جديدة للبحث مهداة لمحبي إعجاز الترتيب القرآني، فاما منكرو هذا الإعجاز فالمطلوب منهم أن يفسروا لنا هذا الإحكام - فقط في هذا البحث -
آخر 19 سورة في ترتيب المصحف:
هل روعيت في هذه المجموعة من السور العلاقة العددية التي محورها العددان 9 و 10؟
فيما يلي ثبت بآخر 19 سورة في ترتيب المصحف، وهي السور من 96 – 114:
96 - العلق، وعدد آياتها 19.
97 - القدر: وآياتها 5
98 - البينة، وآياتها 8.
99 – الزلزلة، وآياتها 8.
100 - العاديات، وآياتها 11.
101 - القارعة، وآياتها 11.
102 - التكاثر، وآياتها 8.
103 - العصر، وآياتها 3.
104 - الهمزة، وآياتها 9.
105 - الفيل، وآياتها 5.
106 - قريش، وآياتها 4.
107 - الماعون، وآياتها 7.
108 - الكوثر، وآياتها 3.
109 - الكافرون، وآياتها 6.
110 - النصر، وآياتها 3.
111 - المسد، وآياتها 5.
112 - الإخلاص، وآياتها 4.
113 - الفلق، وآياتها 5.
114 - الناس، وآياتها 6.
لنتدبر أعداد الآيات في هذه السور، نلاحظ أن بعضها يشترك في العدد الواحد من الآيات. فإذا أحصينا عدد الأعداد المستخدمة سنجد أن عددها 9، ومن السهل أن نستنتج أن عدد المكرر منها هو 10.
لقد جاءت وفق نظام العددين 9 و 10.
فيا محبي القرآن: إن أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة ومحكمة، ولا أظن أن مشاهدة هذا الإحكام عسيرة، افتحوا عيونكم قليلا، فالحقيقة واضحة.
ولعلي – حين أجد الوقت - أتناول هذه السور واحدة واحدة ... وما منعني من ذلك حتى الآن إلا ردود البعض ممن يتنكرون إلى إعجاز الترتيب القرآني، بل وبعضهم يصر على أنه ترتيب اجتهادي أو اصطلاحي اتفق عليه الصحابة – رضي الله عنكم وعنهم -.
عجيب أمركم يا اهل الملتقى! ألا تستحق هذه الإضافة الشكر؟ بلى والله إنها تستحق ما هو اكثر ..
لعلكم تعترضون على شيء فيها لا أعلمه، ما هو؟
لطالما طالبتكم بتفسير لهذه العلاقات الرياضية المحكمة؟ فماذا لديكم؟
ألم تدركوا بعد أن ترتيب سور القرآن قد تمّ وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114؟
هذا هو سر نظام العددين 9 و 10؟
(وهو كذلك سر العدد 19 والعدد 13 والعدد 7 والعدد 29 والعدد 57 و ....... )
إن أي 19 عددا متتاليا لا بد أن تنقسم إلى مجموعتين هما 9 و 10 ..
ولقد روعيت هذه الحقيقة في الترتيب القرآني .. والأمثلة التي ذكرتها شاهدة على ذلك. ومن كان منكم من يشك في صحة النتائج والإحصاءات فليراجعها على المصحف، وسيجدها صحيحة. وهكذا فأنا لم آت بشيء من عندي، وهذا الحساب الذي ترونه موجود في المصحف، وليس من حقي ولا من حق أحد أن يضع له ضوابط أو قواعد ..
لكم ان تطالبوا بضوابط البحث في الإعجاز العددي، لا ضوابط الإعجاز العددي، الذي هو إعجاز الترتيب القرآني: معجزة هذا العصر ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:24 ص]ـ
إضافة جديدة للبحث مهداة لمحبي إعجاز الترتيب القرآني، فاما منكرو هذا الإعجاز فالمطلوب منهم أن يفسروا لنا هذا الإحكام - فقط في هذا البحث -
آخر 19 سورة في ترتيب المصحف:
هل روعيت في هذه المجموعة من السور العلاقة العددية التي محورها العددان 9 و 10؟
فيما يلي ثبت بآخر 19 سورة في ترتيب المصحف، وهي السور من 96 – 114:
96 - العلق، وعدد آياتها 19.
97 - القدر: وآياتها 5
98 - البينة، وآياتها 8.
99 – الزلزلة، وآياتها 8.
100 - العاديات، وآياتها 11.
101 - القارعة، وآياتها 11.
102 - التكاثر، وآياتها 8.
103 - العصر، وآياتها 3.
104 - الهمزة، وآياتها 9.
105 - الفيل، وآياتها 5.
106 - قريش، وآياتها 4.
107 - الماعون، وآياتها 7.
108 - الكوثر، وآياتها 3.
109 - الكافرون، وآياتها 6.
110 - النصر، وآياتها 3.
111 - المسد، وآياتها 5.
112 - الإخلاص، وآياتها 4.
113 - الفلق، وآياتها 5.
114 - الناس، وآياتها 6.
لنتدبر أعداد الآيات في هذه السور، نلاحظ أن بعضها يشترك في العدد الواحد من الآيات. فإذا أحصينا عدد الأعداد المستخدمة سنجد أن عددها 9، ومن السهل أن نستنتج أن عدد المكرر منها هو 10.
لقد جاءت وفق نظام العددين 9 و 10.
فيا محبي القرآن: إن أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة ومحكمة، ولا أظن أن مشاهدة هذا الإحكام عسيرة، افتحوا عيونكم قليلا، فالحقيقة واضحة.
ولعلي – حين أجد الوقت - أتناول هذه السور واحدة واحدة ... وما منعني من ذلك حتى الآن إلا ردود البعض ممن يتنكرون إلى إعجاز الترتيب القرآني، بل وبعضهم يصر على أنه ترتيب اجتهادي أو اصطلاحي اتفق عليه الصحابة – رضي الله عنكم وعنهم -.
جزيت خيرًا أخانا عبد الله وكتب الله لكم التوفيق للخير
ولكن من باب العلم:
هل لكم أن تضعوا لنا عدة قواعد وضوابط يسير عليها الباحث في هذا الموضوع؟
وذلك نظرا لأنكم كل مرة تحاول إثبات صحة ما ذهبت إليه.
ونحن سيدي لا نخالفك وإنما نطالب بوضع قواعد علمية ومنهجية نسير عليها لضبط هذه الحسابات والتقسيمات؟
حتى نستطيع أن نجاريكم فيا ذهبتم إليه ... لعل يكون هو الصواب.
وبوركتم على سعة صدركم لإخوانكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Sep 2010, 03:07 ص]ـ
جزيت خيرًا أخانا عبد الله وكتب الله لكم التوفيق للخير
ولكن من باب العلم:
هل لكم أن تضعوا لنا عدة قواعد وضوابط يسير عليها الباحث في هذا الموضوع؟
وذلك نظرا لأنكم كل مرة تحاول إثبات صحة ما ذهبت إليه.
ونحن سيدي لا نخالفك وإنما نطالب بوضع قواعد علمية ومنهجية نسير عليها لضبط هذه الحسابات والتقسيمات؟
حتى نستطيع أن نجاريكم فيا ذهبتم إليه ... لعل يكون هو الصواب.
وبوركتم على سعة صدركم لإخوانكم
إن شاء الله، في الوقت المناسب.
وللعلم أخي الكريم فحديثي عن نظام العددين 9 و 10 لم ينته بعد، ويؤسفني أن يُحْرَم البعض من المتابعة والتي تحمل في طياتها مفاجآت مذهلة.
ـ[ريم]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:22 ص]ـ
يا إلهي ...
يا له من حوار ساخن .. !
خشيت أن أدلي بدلوي و قد شارك دكاترة و طلاب علم فربما أكون أضعف من يكتب لأنني لست طالبة في تخصص شرعي و إنما أكثر من المطالعة في العلوم الشرعية و حسب ...
لكن رغبتي في بيان رأيي و وجهة نظري الخاصة تجعلني أكتب و أقول:
الله سبحانه و تعالى يقول في كتابه: ((( ... و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ... ))) لفظة لكل شيء توحي بأنه شااامل فكما أن هناك إعجاز لغوي، إعجاز تاريخي، إعجاز تشريعي، إعجاز اجتماعي، إعجاز جغرافي، إعجاز طبي، إعجاز في علم الفلك، إعجاز في علم الأرض (الجيولوجيا) ... إلخ فما الغريب أن يكون هناك إعجاز عددي أيضاً؟ و لم كل هذا الاعتراض؟
مثلاً في سورة الكهف ذكر الله جل و علا أن أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين و ازدادوا تسعاً و وردت كلمة لبثوا في سورة الكهف في سياق الحديث عن قصة أهل الكهف مرتين و بِعَدّ الكلمات التي تقع بين الكلمتين يكون الناتج 309 و تم اختيار كلمة لبثوا لتكون بداية العد و انتهاءه لأن المراد مدة لبوث (لا أدري هل كلمة لبوث صحيحة لغوياً) الفتية في الكهف فهل هذا من الصدفة المحضة و لا علاقة له بإحكام القرآن و دقة ضبطه؟ و هناك أمثلة أخرى أيضاً لم أجد نفسي ترفضها أو ترى فيها شيئاً من السذاجة ...
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه و أرنا البطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه
أرحب بالآراء المخالفة لكن أرجو أن يساق فيها موطن المعارضة بالتحديد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:45 ص]ـ
(2)
قلنا أن عدد سور القرآن التي عدد آيات كل منها 9 أو مضاعفاته هو 10. ...................
والآن اليكم سرا جديدا:
تتألف هذه السور العشر من مجموعتين:
الأولى: مجموعة السور الفواتح، ومجموع أعداد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 459.
الثانية: السور الأخرى، ومجموع أعداد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 549، عددان مؤلفان من الأرقام نفسها في ترتيب عجيب لافت للانتباه، والأعجب أن الفرق بينهما هو 90.
(549 – 459 = 90) أي: 9 × 10. حقيقة رائعة تؤكد كل ما سبق لا مجال لإنكارها، فكيف بمن يسخر منها!
وأي دليل بعد على أن مواقع هذه السور وأعداد آياتها، كل ذلك بحساب وقصد وتدبير إلهي.
وأنىّ لمسلم أن ينكر هذا الإحكام في ترتيب سور القرآن وآياته؟
يا ليت من ينكره أو يعترض عليه أن يفسر لنا هذه العلاقات التي أوردتها حتى الآن،إن كان لديه تفسير ..
ليست مصادفة أن لا يكون من بين سور القرآن سوى 10 سور عدد الآيات في كل منها 9 ومضاعفاته، وليست مصادفة أن تكون هذه السور العشر 4 من بين سور الفواتح، و 6 من الأخرى .. إن وراء ذلك معجزة عددية رهيبة لم يسبق القول فيها حتى الآن ..
وهكذا أيها الأحبة يبقى لدينا من سور القرآن 104 سور، وهي:
25 من بين سور الفواتح.
79 سورة الأخرى (التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة).
لمن يريد أن يكتشف إحدى روائع القرآن في ترتيب سوره وآياته، عليه بالتدبر في أعداد الآيات في هذه السور ومواقع ترتيبها .. إن بانتظارة معجزة عددية مذهلة، تؤكد كل ما سبق من أبحاث.
ولدي سؤال: هل يحق لي أن أخفي ما أكتشفه من إعجاز الترتيب القرآني، تلبية لرغبة البعض ممن لا يحترمون هذا الإعجاز؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:30 م]ـ
ولدي سؤال: هل يحق لي أن أخفي ما أكتشفه من إعجاز الترتيب القرآني، تلبية لرغبة البعض ممن لا يحترمون هذا الإعجاز؟
حياكم الله وكل عام وأنتم بخير وعافية وصحة.
أَعْلَمُ أنَّ نشوةَ الفرح بالوصول إلى هذه النتائج تَمنعكم عن كتمانها عن إخوانكم، ونحنُ أشدُّ فرحاً بكل علمٍ صحيح يزيد إيماننا بالله سبحانه وتعالى وكتابه، ولا يُخالف في هذا أحد إن شاء الله.
ولكن الباحثين يطالبون كل من يصل لنتيجة ما بأصولٍ منضبطةٍ تَرجع إليها مسائل هذا العلم وأرى هذا من أقل حقوقهم، فإن لم يجدوها توقفوا هيبةً من القول في القرآن بغير علم صحيح، وهذا ما يجعلنا نطلب ما نطلب. وإلا فنحن سعداء بالاجتهادات العلمية في هذا الملتقى لتبادل الرأي حولها، والاستشارة وتقليب النظر فيها.
وأما الجزم بالنتائج مع عدم وضوح المناهج واتساق الأصول فهذا مزلة قدم، وأخاف عليكم من الإثم محبةً لكم وتقديراً، وتعظيماً للقرآن الكريم وحرمته، ولا يكفي في هذا سلامة القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد فال]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:44 م]ـ
أشكر الأخ عبد الله جلغوم على مشاركاته وجهوده، والله أسأل أن يوفقني وإياه، وجميع المسلمين، بيد أننا نطالبه برسم منهج واضحة المعالم للتعالم مع هذا الإعجاز؛ إذ من غير الممكن أن يترك الأمر فوضى ليأخذ من شاء أي رقم ويربطه برقم آخر، ثم يزعم أن هناك إعجازا في هذا التركيب، فهذا يعرض القرآن الكريم لأن يكون لعبة يلهو بها كل من هب ودب ....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Sep 2010, 09:46 م]ـ
الأخوان الكريمان
سلام الله عليكم وكل عام وأنتم بخير
لعلي - إن شاء الله - أفرغ نفسي - قريبا - لعمل يكون إجابة لكل ما تثيره مسألة الإعجاز العددي من تساؤلات. وحتى ذلك الحين فإنني أطلب من المعارضين والمؤيدين أن ينظروا في كل مسألة كتبتها،ويراجعوها على المصحف، ويتأكدوا من صحتها. لا أقول هذا لأنني أشك في شيء منها، ولكن لأنني على ثقة مطلقة بصحتها، وعدم مخالفتها لما هو في القرآن.
علما أن انشغالي بهذا الموضوع بصورة فردية تعيقني عن إظهار الكثير من جوانب هذا الإعجاز.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Sep 2010, 11:13 ص]ـ
لكن رغبتي في بيان رأيي و وجهة نظري الخاصة تجعلني أكتب و أقول:
الله سبحانه و تعالى يقول في كتابه: ((( ... و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ... ))) لفظة لكل شيء توحي بأنه شااامل فكما أن هناك إعجاز لغوي، إعجاز تاريخي، إعجاز تشريعي، إعجاز اجتماعي، إعجاز جغرافي، إعجاز طبي، إعجاز في علم الفلك، إعجاز في علم الأرض (الجيولوجيا) ... إلخ فما الغريب أن يكون هناك إعجاز عددي أيضاً؟ و لم كل هذا الاعتراض؟
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه و أرنا البطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه
أرحب بالآراء المخالفة لكن أرجو أن يساق فيها موطن المعارضة بالتحديد
بارك الله بك يا ريم.
ونحن - نضم صوتنا إلى صوتك- ونطالب المعارضين أن يبينوا لنا موطن المعارضة، أو أن يفسروا لنا هذا النظام الرائع الذي كشفناه لهم .. إلا أنهم لا يجدون جوابا .. ونقول لهم بل نتحداهم ان يكتشفوا خطأ في كل ما كتبناه - ليس من قبيل التفاخر - ولكن ليطمئنوا أن كل ما ذكرته موجود في المصحف، وانني ما جئت بشيء من عندي ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Sep 2010, 11:57 ص]ـ
حياكم الله وكل عام وأنتم بخير وعافية وصحة.
أَعْلَمُ أنَّ نشوةَ الفرح بالوصول إلى هذه النتائج تَمنعكم عن كتمانها عن إخوانكم، ونحنُ أشدُّ فرحاً بكل علمٍ صحيح يزيد إيماننا بالله سبحانه وتعالى وكتابه، ولا يُخالف في هذا أحد إن شاء الله.
ولكن الباحثين يطالبون كل من يصل لنتيجة ما بأصولٍ منضبطةٍ تَرجع إليها مسائل هذا العلم وأرى هذا من أقل حقوقهم، فإن لم يجدوها توقفوا هيبةً من القول في القرآن بغير علم صحيح، وهذا ما يجعلنا نطلب ما نطلب. وإلا فنحن سعداء بالاجتهادات العلمية في هذا الملتقى لتبادل الرأي حولها، والاستشارة وتقليب النظر فيها.
وأما الجزم بالنتائج مع عدم وضوح المناهج واتساق الأصول فهذا مزلة قدم، وأخاف عليكم من الإثم محبةً لكم وتقديراً، وتعظيماً للقرآن الكريم وحرمته، ولا يكفي في هذا سلامة القصد.
بارك الله بك وكل عام وأنتم بخير:
بصراحة يا دكتور عبدالرحمن، لقد أخفتني .. سنوات طويلة من البحث لإظهار الحقيقة، أتكون من الإثم!؟ نحن نبحث عن حسنة نعوض فيها ما فاتنا، ولم يبق في العمر متسع للآثام ..
فما الذي كتبته أو قلته في هذا البحث؟
قلت: إن عدد سور القرآن التي عدد آيات كل منها 9 ومضاعفاته هو 10 (وهذا هو الموجود في القرآن فعلا، أي لم آت بشيء من عندي، ومثلي مثل من يقول سورة الفاتحة هي أول سور القرآن في ترتيب المصحف)
- وقلت إن سورة الحجر هي أول سورة في ترتيب المصحف عدد آياتها من مضاعفات الرقم 9، وأن آخر سورة عدد آياتها 9 هي سورة الهمزة. ولاحظت هنا أن عدد سور القرآن ابتداء من سورة الحجر وانتهاء بسورة الهمزة هو 90 أي 9×10، كما أن الفرق بين عددي الآيات في سورة الحجر والهمزة هو 90 أيضا، أي 9×10. (أليس هذا صحيحا؟)
- ولاحظت أن سورة الهمزة هي السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 9 آيات، وقد جاءت في ترتيب المصحف قبل نهايته ب 10 سور .. (أليس هذا صحيحا؟)
- وهناك عشرات الحقائق التي ذكرتها وأخرى لم أذكرها بعد .. وكلها تؤكد أن هناك ترتيب وإحكام لا يمكن نسبته لأحد من البشر .. وحتى لو لم أذكر هذه النتيجة فالمتدبر في الأعداد سيصل إليها بنفسه ..
- وأنا حتى الآن لم أتحدث عن العدد 10 ..
- تصور يا حبيبنا أن عدد أعداد الآيات التي تبدأ بالرقم 9 هي أيضا 10 .. وهذه الملاحظة لم أذكرها من قبل ..
وهي حسب ورودها في المصحف: 129/ 109/99/ 69/89/ 59/29/ 49/19/ 9. لاحظ هنا أن ترتيب العدد 9 هو 10.
ونستنتج هنا أنه لاتوجد في القرآن سورة مؤلفة من 39 آية أو من 79 .. (ولو وجد لما كان رقم ترتيب العدد 9: 10) ونملك الأدلة على أن كل علاقة نوردها مؤيدة بما يدفع عنها شبهة المصادفة ..
-ولاحظ هنا: أن أول عدد أوله 9 هو العدد 129، وهو عدد آيات سورة التوبة السورة رقم 9، وهذا رد على من يزعم أن عدد آيات سورة التوبة 127، وهنا نلاحظ أن سورة التوبة هي السورة رقم 9 باعتبار ترتيب سور المصحف، وأنها السورة رقم 9 باعتبار أطول سور القرآن، أي أنها تحافظ على موقع ترتيبها ..
ومن ناحية أخرى فإن مجموع أرقام ترتيب أطول 9 سور في المصحف هو 114 بعدد سور القرآن الكريم، وسورة التوبة هي السورة رقم 9 ..
نسأل الله العفو والعافية والتوفيق، ويؤلمني كثيرا ما يحدث ويًقال.
وكل عام وانتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 12:15 ص]ـ
عجيب أن أحدا لم يشكرني على هذا البحث، رغم أنكم تشكرون عابر السبيل ... ورغم أن ما أكتبه يستحق أن يكتب بماء الذهب ويعلق في كل مكان. إنني على ثقة أن الكثيرين ينسخون كل كلمة أكتبها، لأنهم على قناعة تامة بصدق وصحة ما اكتب.
على أي حال، سأحدثكم قليلا عن العدد 10. أليس العدد 10 هو المكمّل للعدد 9؟
لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من 10 آيات، ولكن توجد سور مؤلفة من مضاعفات العدد 10.
هذه الأعداد هي حسب ورودها في ترتيب المصحف:
200/ 120/110/ 60/30/ 20/40/ 50
تأملوا هذه الأعداد، إن مجموعها هو 630.
فما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العدد 630 هو عبارة عن: 7 × (9 × 10).
وللحديث بقية، إن شكرتم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:21 ص]ـ
لعلي - إن شاء الله - أفرغ نفسي - قريبا - لعمل يكون إجابة لكل ما تثيره مسألة الإعجاز العددي من تساؤلات.
وفقكم الله وبارك فيكم، أحسنتم، ونحن في شوق إلى هذا الموضوع بالغ، ليتضح للباحثين مناهج هذا العلم وأصوله؛ وذلك من أقل حقوقهم عليكم كما قال الدكتور عبد الرحمن وفقه الله.
وحتى ذلك الحين فإنني أطلب من المعارضين والمؤيدين أن ينظروا في كل مسألة كتبتها،ويراجعوها على المصحف، ويتأكدوا من صحتها.
صدقتم، وهذا من حقكم عليهم، ولكن أي مصحف - بارك الله فيكم -؟
لأن عندي مصاحف عدة كلها صحيحة معتمدة من مجمع الملك فهد والأزهر وغيره، وبعضها يختلف في القراءة والرسم وعد الآي؟
أنتظر ردكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:39 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم، أحسنتم، ونحن في شوق إلى هذا الموضوع بالغ، ليتضح للباحثين مناهج هذا العلم وأصوله؛ وذلك من أقل حقوقهم عليكم كما قال الدكتور عبد الرحمن وفقه الله.
صدقتم، وهذا من حقكم عليهم، ولكن أي مصحف - بارك الله فيكم -؟
لأن عندي أكثر من مصحف كلها صحيحة معتمدة من مجمع الملك فهد ومن الأزهر وغيره، وبعضها يختلف في القراءة والرسم وعد الآي؟
أنتظر ردكم.
مصحف المدينة النبوية
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:44 ص]ـ
مصحف المدينة النبوية
هنا ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=90&mushaf_pageno=558&imagewidth=550) مصحف المدينة النبوية برواية ورش، وفيه سورة القارعة عشر آيات!
لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من 10 آيات،
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 04:37 ص]ـ
هنا ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=90&mushaf_pageno=558&imagewidth=550) مصحف المدينة النبوية برواية ورش، وفيه سورة القارعة عشر آيات!
المصحف المعتمد هو مصحف المدينة النبوية براية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي عن عاصم بن أبي النجود.
وفيه عدد آيات سورة القارعة إحدى عشرة آية.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:05 ص]ـ
المصحف المعتمد هو مصحف المدينة النبوية براية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي عن عاصم بن أبي النجود.
وفيه عدد آيات سورة القارعة إحدى عشرة آية.
ولكن - بارك الله فيكم -:
ما موقفي (وملايين غيري) من مسائلكم إذاً إن كنا لا نعرف إلا هذا المصحف الذي أشرتُ إليه، كما أنكم لا تعرفون إلا هذا المصحف الذي بنيتم عليه الإعجاز العددي؟
فهل هو إعجاز في القرآن، أم إعجاز في مصحف المدينة على رواية حفص دون غيره؟! أقصد هل الإعجاز يرتبط بالقرآن أم يرتبط بمصحف بعينه؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 05:47 ص]ـ
ولكن - بارك الله فيكم -:
ما موقفي (وملايين غيري) من مسائلكم إذاً إن كنا لا نعرف إلا هذا المصحف الذي أشرتُ إليه، كما أنكم لا تعرفون إلا هذا المصحف الذي بنيتم عليه الإعجاز العددي؟
فهل هو إعجاز في القرآن، أم إعجاز في مصحف المدينة على رواية حفص دون غيره؟! أقصد هل الإعجاز يرتبط بالقرآن أم يرتبط بمصحف بعينه؟
أبحاثي تدور حول فكرة واحدة هي: إعجاز الترتيب القرآني، والتي أثبت من خلالها أن ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي. والمصحف المعتمد لدي - ولدى غيري بغض النظر عن أبحاثهم - هو مصحف المدينة برواية حفص، وحتى الآن لا أعلم إن تمت دراسات على المصاحف الأخرى، ومسألة أن يُكتشف فيها إعجاز عددي أو لا، فهذا مرهون بالدراسات، ولكن يُعتقد بوجود ذلك، فما المانع من تعدّد وجوه الإعجاز بتعدّد المصاحف كما هو الحال بتعدد القراءات.
وقد تم طرح هذا الموضوع أكثر من مرة، أعني تعدد الأعداد وتعدد الروايات والقراءات، وطالب البعض بدراستها .. وليس الأمر بهذه السهولة .. إن مثل هذا العمل يحتاج إلى فريق من الباحثين، ومؤسسة ترعاهم وتشرف عليهم، ولجنة من المختصين يحتكمون إليها ويتشاورون.
وعلى أي حال: أنت تؤمن بأن المصحف برواية حفص صحيح، لا يطاله الشك .. وأنا أقول: إن كل ما أكتبه هو صحيح وموجود في هذا المصحف ويمكن التأكد منه، ولا يحق لأحد أن يعترض على شيء مما أذكره إلا أن يكتشف لدي خطأ أو مخالفة لواقع المصحف .. ويبقى عدم انطباق هذه الإحصاءات على مصحف آخر (وهذا امر طبيعي لاختلاف العدد بين المصاحف) لا يكفي للتشكيك فيها أو إنكارها، فهي صحيحة باعتبار ما هو معتبر في هذا المصحف .. والأدلة على ذلك لا حصر لها.
ومن يرفض هذا الإعجاز والذي يعني لديّ: (إحكام الترتيب القرآني) بحجة عدم انطباقه على المصاحف الأخرى، لا يغيّر من الأمر شيئا، لأنه لا يمكنه أن يكذّب ما هو امام عينيه إلا عنادا واستكبارا، بل هو في هذه الحال يشكك بالمصاحف الأخرى من حيث لا يعلم ..
وتبقى مسألة: إن الاختلاف بين المصاحف هو في ترقيم الآيات، من خلال دمج آيتين في آية أو فصل آية إلى آيتين، مما أدى الى اختلاف العدد، بينما جميعها متفقة في ترتيب السور .. ولعل هناك حكمة لا يعلمها أحد ..
والله أعلم
وبارك الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:42 ص]ـ
لذا لا أرى أن تطالبوا الناس بمراجعة صحة مسائلكم على مصاحفهم وليس عندهم من فضيلتكم سابق علم حول منهجيتكم وما اعتمدتم عليه في تحريرها، ليحاكموكم به وغيركم عند النزاع. لذا نحن في انتظار نشر فضيلتكم لموضوع يؤصل لهذا العلم ودراساته الجادة.
وكنت قد سألت فضيلتكم هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18937#5) عن ذلك وانتظرت إجابة، لكن لعلكم لم تنتبهوا له.
وفقكم الله ونفع بكم، وجزاكم خيرا على سعة صدركم.
ـ[وقار محارب]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:49 ص]ـ
أساتذتنا الفضلاء
أسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يختم لنا ولكم بمغفرته ورحمته ورضوانه
لدي سؤال واحد فقط حول الإعجاز العددي:
يقول الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هي بيان هذا الكتاب وإيضاحه للناس وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم
ولايخفى عليكم أن الصحابة ما كانوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل
حتى أتمم لنا النبي صلى الله عليه وسلم ديننا وأكمل الله علينا نعمته ورضي لنا الإسلام ديناً
كانت هذه هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذاك هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم في تعلم كتابه الكريم
توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أداء أمانته ومهمته
وقد فسر للصحابة ما شاء الله له أن يفسره من القرآن ويوضحه لهم
غير أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يتطرق إلى الأرقام والأعداد في تفسيراته للصحابة ولم يجمعها ولم يقسهما ولم يطرحها
بل كان عليه الصلاة والسلام يركز على المضمون والجوهر ووصول الحق إلى النفس
كما أن هذا هو منهج القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلاتمار فيهم إلا مراء ظاهراً ولاتستفت فيه منهم أحداً ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً)
لايهم كم كان عددهم المهم ما ورد في قصتهم من العبرة والتذكرة ومن كان متحدثاً فيهم فليتحدث بحجة ودليل
س: لو كان هذا مما يثبت به إعجاز القرآن فلماذا لم يشر إليه النبي صل1 ولو إشارة تفتح لنا أبواب التأمل والتفكر فيها
وهل جهله النبيصل1 وصحابته الكرام وعلمناه نحن؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:49 م]ـ
أساتذتنا الفضلاء
أسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يختم لنا ولكم بمغفرته ورحمته ورضوانه
لدي سؤال واحد فقط حول الإعجاز العددي:
يقول الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هي بيان هذا الكتاب وإيضاحه للناس وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم
ولايخفى عليكم أن الصحابة ما كانوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل
حتى أتمم لنا النبي صلى الله عليه وسلم ديننا وأكمل الله علينا نعمته ورضي لنا الإسلام ديناً
كانت هذه هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذاك هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم في تعلم كتابه الكريم
توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أداء أمانته ومهمته
وقد فسر للصحابة ما شاء الله له أن يفسره من القرآن ويوضحه لهم
غير أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يتطرق إلى الأرقام والأعداد في تفسيراته للصحابة ولم يجمعها ولم يقسهما ولم يطرحها
بل كان عليه الصلاة والسلام يركز على المضمون والجوهر ووصول الحق إلى النفس
كما أن هذا هو منهج القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلاتمار فيهم إلا مراء ظاهراً ولاتستفت فيه منهم أحداً ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً)
لايهم كم كان عددهم المهم ما ورد في قصتهم من العبرة والتذكرة ومن كان متحدثاً فيهم فليتحدث بحجة ودليل
س: لو كان هذا مما يثبت به إعجاز القرآن فلماذا لم يشر إليه النبي صل1 ولو إشارة تفتح لنا أبواب التأمل والتفكر فيها
وهل جهله النبيصل1 وصحابته الكرام وعلمناه نحن؟
1 - لقد ناقشنا هذا الكلام كثيرا ورددنا عليه. ونكرر لو أن الأمر كما تقول لما كانت هناك حاجة لا للإعجاز العددي ولا للبلاغي ولا للعلمي، فإن الهداية تتحقق بدونها كلها. وظيفة الإعجاز هي تصديق للرسول صلى الله عليه وسلم. وهناك الملايين من المسلمين لا تعرف عن الإعجاز شيئا، ألا يصح ايمانها؟
2 - وماذا يضير القرآن أن يكون معجزا في ترتيب سوره وآياته؟ أليس هذا أبلغ في الإعجاز؟ أم ترى أنت ان القرآن يخلو من أي ترتيب منطقي كما يزعم بعضهم؟
3 - إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر الأرقام والأعداد (وهذا غير صحيح) فالقرآن ذكر الأرقام والاعداد وبالتفصيل.
4 - أما أن هذا مما لم يذكره الصحابة، فلكل عصر علومه. ومسألة الترتيب القرآني هي من علوم عصرنا.
5 - أما استشهادك بالآية ففي مكانه، فلا يمكن أن يكون عددهم 3 و 4 و 5 و 6 .... في آن واحد .. هناك عدد بالتأكيد هو الصحيح .. (ما يعلمهم إلا قليل) ...
6 - القرآن هو المعجزة الخالدة المتجددة بتجدد العصور والأجيال، لكل جيل نصيب ولكل عصر نصيب، ومما يتناسب مع الرسالة الخالدة الموجهة للناس كافة تعدد وجوه الإعجاز فيها وتجددها إلى أن تقوم الساعة. وفي اعتقادي ان الاعجاز العددي الماثل في ترتيب سور القرآن وآياته هو من أهم وجوه الإعجاز في القرآن والأصلح لمخاطبة من ليست العربية لغته كخطوة أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنوبي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:03 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=617
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:22 م]ـ
9 × 10 [/ COLOR] ) .
وللحديث بقية، إن شكرتم.
وإليك يا أخ حسين هذه الإضافة، ردا على أن عدد آيات سورة القارعة هو 10 في بعض الروايات ....
أول عدد من مضاعفات العدد 10 ورد في القرآن عددا لآيات سورة هو العدد 200 وهو عددآيات سورة آل عمران ..
أليس هذا صحيحا؟
آخر عدد من مضاعفات العدد 10 ورد عددا لآيات سورة هو العدد 20 وهو عدد آيات سورة البلد السورة رقم 90 في ترتيب المصحف .. (لاحظ السورة رقم 90)
لاحظ معي الآن: آخر سورة عدد آياتها من مضاعفات العدد 10 هي السورة رقم 90 أي (9 × 10)
ملاحظة ثانية: الفرق بين عددي آيات السورتين هو 180، أي: 2 × (9 × 10)
أحد الأدلة على عدي الآيات في السورتين ..
ملاحظة ثالثة: مجموع ترتيب سورة آل عمران وعدد آياتها هو 203 ومجموع ترتيب وآيات سورة البلد هو 110. وبذلك يكون الفرق بينهما هو 93 .. العدد 93 هو مجموع رقمي ترتيب سورة آل عمران والبلد 3 +90.
أحد الأدلة على موقعي ترتيب السورتين ..
ملاحظة رابعة: سورة آل عمران مسبوقة بسورتين هما الفاتحة والبقرة ومجموع آياتهما هو 293، ومجموع آيات السور التالية لسورة البلد وحتى نهاية المصحف هو 193 ..
أتلاحظ هذه الأعداد: 93، 293، 193 ..
لاحظ أيضا أن الفرق بين مجموعي الآيات (ما قبل آل عمران وما بعد سورة البلد) هو 100 أي: 10 × 10.
والآن أنا لا أطالبك بالتأكد من صحة هذه الأعداد، ذلك أنها صحيحة ولو تكن كذلك لما ظهرت بهذا الشكل .. إن ظهورها هكذا دليل صحتها، والدليل أنها تمت بتدبير بالغ الدقة والإحكام ..
هذا هو أبسط ما لدي .. والأعجب من ذلك العلاقة بين العددين 9 و 10 ... ومضاعفاتهما .. وكيف تمت قسمة هذه السور بين نصفي القرآن ..
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:42 م]ـ
لا زلنا في باب الإعجاز العددي نطالب بقواعد علمية منضبطة نتحاكم إليها في صحة النتائج التي تسفر عنها هذه الاكتشافات العلمية التي تتحفنا بها وفقك الله، ...
ولكن الباحثين يطالبون كل من يصل لنتيجة ما بأصولٍ منضبطةٍ تَرجع إليها مسائل هذا العلم ...
بارك الله فيك وجزاك خيرا؛ فهلا بينت لإخوانك الضوابط والمعايير التي بها يميزون الصحيح الجاد من هذي الدراسات دون غيره؟
ونفع الله بك.
لعلي - إن شاء الله - أفرغ نفسي - قريبا - لعمل يكون إجابة لكل ما تثيره مسألة الإعجاز العددي من تساؤلات.
ما زلنا في انتظار الموضوع تلبية لرغبة إخوانكم، فإن يكن لديكم فضل وقت فلتنفقوه في ذلك فضلا، وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:07 ص]ـ
ما زلنا في انتظار الموضوع تلبية لرغبة إخوانكم، فإن يكن لديكم فضل وقت فلتنفقوه في ذلك فضلا، وجزاكم الله خيرا.
ونحن ننتظر منكم تفسيرا لهذه العلاقات التي أوردتها في هذا البحث فقط، فلعل ذلك يعيننا في إعداد ما نحن قادمون عليه، وبارك الله بكم. وكل عام وانتم بخير.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:25 ص]ـ
ونحن ننتظر منكم تفسيرا لهذه العلاقات التي أوردتها في هذا البحث فقط، فلعل ذلك يعيننا في إعداد ما نحن قادمون عليه، وبارك الله بكم. وكل عام وانتم بخير.
تفسيري أن أحدا لن يعدم علاقة أو توافقا ما بين أرقام عدة (جمع وطرح أو ضرب وقسمة، أو فك ودمج) لا سيما إن علم الحساب وفرغ وقته لذلك، وفي ظل غياب منهج واضح أو أصول لهذا العلم. وهذا مثال ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=105307#3) . فإن قلتم (هو مثال تافه)، قلنا: لا شك أنكم حكمتم بذلك وفق أصول وضوابط لديكم، وهذا ما رجوته منكم لتبينوه لنا. نفع الله بكم، وكل عام أنتم بخير.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:50 م]ـ
تفسيري أن أحدا لن يعدم علاقة أو توافقا ما بين أرقام عدة (جمع وطرح أو ضرب وقسمة، أو فك ودمج) لا سيما إن علم الحساب وفرغ وقته لذلك، وفي ظل غياب منهج واضح أو أصول لهذا العلم. وهذا مثال ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=105307#3) . فإن قلتم (هو مثال تافه)، قلنا: لا شك أنكم حكمتم بذلك وفق أصول وضوابط لديكم، وهذا ما رجوته منكم لتبينوه لنا. نفع الله بكم، وكل عام أنتم بخير.
هذا ليس تفسيرا لما قدمناه في هذ البحث.
وعلى أي حال، إليكم هذه الإضافة البسيطة:
نحن نؤمن ايمانا مطلقا بأن القرآن الكريم محفوظ بتعهد من الله سبحانه، سواء اكتشفنا إعجازا عدديا أو لم نكتشف، ولكن الإعجاز العددي ما هو إلا تأكيد لهذه الحقيقة.
ليس منا من لا يعرف آية الحفظ، إنها قوله تعالى في سورة الحجر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ولكن لعل الكثيرين لا يلتفون إلى رقم ترتيب الآية، إنها الآية رقم 9.
وبما أن عدد آيات سورة الحجر هو 99 (تذكروا أن سورة الحجر هي أول سورة في ترتيب المصحف عدد آياتها من مضاعفات الرقم 9) فهذا معناه أيها الأفاضل أن عدد الآيات التالية لآية الحفظ وحتى نهاية السورة هو 90، أي: 9 × 10.
لا بأس أن أذكركم أن الفرق بين عددي الآيات في سورتي الحجر والهمزة (الأولى والأخيرة المؤلفة كل منهما من 9 آيات ومضاعفاته) هو 90، وأن عدد السور ابتداء من سورة الحجر وانتهاء بالهمزة هو 90 أي: 9 × 10 .........
ولا بأس أن أذكركم أيضا بالإشارة إلى العدد 114 في سورة الحجر؟ إن رقم ترتيب سورة الحجر هو 15، وعدد آياتها هو 99 .. إنها أول السور الخمس التي يؤلف مجموع رقم ترتيب كل منها وعدد آياتها العدد 114 ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:25 م]ـ
هذا ليس تفسيرا لما قدمناه في هذ البحث.
لكنه عندي تفسير لجل ما قدمتم أنتم وغيركم من بحوث في (الإعجاز العددي).
ولم تجبني - بارك الله فيك - عن سؤالي بخصوص المثال التافه؛ وتظل جميع تلك الأمثلة عندي سواء حتى يرتضي علماؤنا لذلك منهجا نحكم به ونميز الجاد منها والتافه.
ما زلنا في انتظار الموضوع تلبية لرغبة إخوانكم، فإن يكن لديكم فضل وقت فلتنفقوه في ذلك فضلا، وجزاكم الله خيرا.
بارك الله فيكم، وبصرنا وإياكم الحق، وعلمنا ما ينفعنا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:28 ص]ـ
لكنه عندي تفسير لجل ما قدمتم أنتم وغيركم من بحوث في (الإعجاز العددي).
ولم تجبني - بارك الله فيك - عن سؤالي بخصوص المثال التافه؛ وتظل جميع تلك الأمثلة عندي سواء حتى يرتضي علماؤنا لذلك منهجا نحكم به ونميز الجاد منها والتافه.
بارك الله فيكم، وبصرنا وإياكم الحق، وعلمنا ما ينفعنا.
ليتك تجود علينا بما لديك من تفسير، ودعك من غيري، فلعلنا ننتفع منه في إعداد موضوعنا الذي وعدناك به.
الأمر الآخر: عن أي أمثلة تتحدث؟ هل تعني أن ما قلتُه في هذا البحث هو والمثال التافه سواء؟ ألا ترى فرقا؟
لو بحتُ لك بسر هذه العلاقات، وأثبتُّ لك أنها تجري وفق قانون - واحد في جميع لغات العالم - أتقبلها؟
بارك الله فيك وأنار بصيرتك.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:44 ص]ـ
يبدو أنه لا يمكن إيجاد أصول لهذا العلم عند الأستاذ جلغوم بارك الله فيه، وإنما هي موافقات تظهر له لا ينتظمها أصل علمي ترجع إليه، وإلا لو كانت لهذا العلم أصول لما تردد في كتابتها، إذ يبدو لي أنه يريد أن يكون لهذا الذي يظهر له أصول علمية مطردة ولكنه لم يستطع بعدُ وأرجو له التوفيق.
لكن ما دامت غاية هذا الذي يكتبه هي إثبات أن ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي فالأمر سهل، وهذا قول وجيه قوي دون هذه الأرقام التي لم نعرف لها طريقةً مطردةً.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[12 Sep 2010, 01:49 ص]ـ
ليتك تجود علينا بما لديك من تفسير، ودعك من غيري، فلعلنا ننتفع منه في إعداد موضوعنا الذي وعدناك به.
صارحتكم به - وربما كنت مخطئا -؛ أقوله بطريقة أخرى: فضيلتكم - وغيركم - ينظر النتيجة التي يريد أن يصل إليها أولا، ثم ينظر العلاقات الرياضية التي يمكنها أن توصله إلى هذي النتيجة، دون قاعدة مطردة أو منهج واضح أو أصول بينه - على الأقل عند بعض القراء -، وليس يعجز عن ذلك من يجد فراغا وعلما بالحساب ولو جلس إلى أي كتاب!، وكل ما يرجونه منكم أن تبينوا لهم هذي الأصول إن لم تكن سراً.
الأمر الآخر: عن أي أمثلة تتحدث؟ هل تعني أن ما قلتُه في هذا البحث هو والمثال التافه سواء؟ ألا ترى فرقا؟
ما الفرق بينها - بارك الله فيك -؟ هذا الذي أتمنى من فضيلتكم الإجابة عليه، وكيف أميز ذلك بأصول مطردة؟
ربما لخبرتكم وعلمكم أدركتموها، وربما لجهلي أنا غابت عني، فسألت فضيلتكم تبيينها مستشكلا، هل أخطأت في ذلك؟
وكيف لأي من المشتغلين بذلك أن يعيب على صاحبه وليس يُعرف لأحدهم منهج أو أصول معلنة؟!
لو بحتُ لك بسر هذه العلاقات، وأثبتُّ لك أنها تجري وفق قانون - واحد في جميع لغات العالم - أتقبلها؟
تفضل ولا تتردد في ذكرها جزاك الله خيرا كثيرا، وإن قبلها أهل العلم من المتخصصين فهي على العين والرأس حتما.
بارك الله فيك وأنار بصيرتك.
اللهم آمين آمين، نفع الله بكم وبارك فيكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:09 ص]ـ
يبدو أنه لا يمكن إيجاد أصول لهذا العلم عند الأستاذ جلغوم بارك الله فيه، وإنما هي موافقات تظهر له لا ينتظمها أصل علمي ترجع إليه، وإلا لو كانت لهذا العلم أصول لما تردد في كتابتها، إذ يبدو لي أنه يريد أن يكون لهذا الذي يظهر له أصول علمية مطردة ولكنه لم يستطع بعدُ وأرجو له التوفيق.
لكن ما دامت غاية هذا الذي يكتبه هي إثبات أن ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي فالأمر سهل، وهذا قول وجيه قوي دون هذه الأرقام التي لم نعرف لها طريقةً مطردةً.
الأخ الكريم فهد:
1 - أود أن أسألك: لماذا هذه الموافقات - كما تسميها - تظهر لي أنا، ولم تظهر لك انت أو لغيرك مثلا، إن لم يكن لها أصل؟ إن ظهورها لي انا يعني أن لها أصل عندي. قد أعلنه في الوقت المناسب.
2 - ليس إثبات ان ترتيب سور القرآن توقيفي هو هدفي الوحيد، بل إثبات أنه وجه من وجوه إعجاز القرآن، وأن له دلالات جمة يمكن توظيفها في خدمة القرآن، إضافة إلى حسم الاختلاف في هذه المسألة.
3 - لا أدري بالتحديد ماذا تعني بالاطراد، إن كنت تعني مثلا: أن مجيء أعداد الآيات في سور القرآن كلها أعداد من مضاعفات رقم ما سواء الرقم 7 أو الرقم 19 او الرقم 9 ... يُعتبر قاعدة مطردة لديك،وأن ذلك يمثل الاعجاز الحقيقي في نظرك، أحب أن أقول لك: لو أن كل سورة في القرآن جاءت من مضاعفات الرقم 19 أو أي رقم آخر مثلا،لما كان ذلك إعجازا، بل سيضع القرآن موضع الاتهام والشبهات، وسيكون بإمكان البشر محاكاة هذا الترتيب.
بارك الله فيك ووفقك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:08 م]ـ
العدد 9:
ما الحكمة من اختيار العدد 9 لآية الحفظ؟
أيكون ذلك لأن من خصائص العدد 9 أنه يحافظ على نفسه؟
لنتأمل العدد 9:
9 × 1 = 9
9 × 2 = 18، 8 + 1 = 9
9 × 3 = 27، 7 + 2 = 9
9 × 4 = 36، 6 + 3 = 9
9 × 5 = 45، 5 + 4 = 9
9 × 6 = 54، 4 + 5 = 9
9 × 7 = 63، 3 + 6 = 9
9 × 8 = 72، 2 + 7 = 9
9 × 9 = 81، 1 + 8 = 9
9 × 10 = 90، 0 + 9 = 9
9 × 11 = 99، 9 + 9 = 18، 8 + 1 = 9
9 × 12 = 108، 8 + 0 + 1 = 9 ...
أترون كيف يحافظ العدد 9 على نفسه؟ إنه يتضمن معنى الحفظ ..
خذوا مثلا العدد 8 وجرّبوا بأنفسكم، ستدركون الفرق.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Sep 2010, 11:05 م]ـ
ليس منا من لا يعرف آية الحفظ، إنها قوله تعالى في سورة الحجر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ولكن لعل الكثيرين لا يلتفون إلى رقم ترتيب الآية، إنها الآية رقم 9.
........
إعجاز بديع في عدد الكلمات:
عدد كلمات آية الحفظ 7 كلمات لا غير. ويمكنني أن اخبركم أن عدد كلمات سورة الحجر هو 654. وأن عدد كلمات الآيات السابقة للآية في سورة الحجر (الآيات من 1 - 8) هو 59.
ما أعظم هذا الترتيب. تكاد تنطق هذه الأعداد برقم ترتيب آية الحفظ وعدد كلماتها، ورقم ترتيب سورة الحجر وعدد كلماتها، وعدد سور القرآن الكريم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:37 ص]ـ
إعجاز بديع في عدد الكلمات:
عدد كلمات آية الحفظ 7 كلمات لا غير. ويمكنني أن اخبركم أن عدد كلمات سورة الحجر هو 654. وأن عدد كلمات الآيات السابقة للآية في سورة الحجر (الآيات من 1 - 8) هو 59.
ما أعظم هذا الترتيب. تكاد تنطق هذه الأعداد برقم ترتيب آية الحفظ وعدد كلماتها، ورقم ترتيب سورة الحجر وعدد كلماتها، وعدد سور القرآن الكريم.
إليكم إحدى الإشارات المخزنة في هذه الأعداد، فتدبّروها بعيون وقلوب مفتوحة:
آية الحفظ المؤلفة من 7 كلمات، فاصلة بين مجموعتين من الآيات:
ما قبلها وعدد كلماتها 59.
ما بعدها وعدد كلماتها: 588.
الفرق بين عددي الكلمات هو 529. هذا الفرق يساوي 23 × 23. (529 = 23 × 23).
أين وجه الإعجاز؟
1 - العدد 23 معروف لديكم، فهو مرتبط بفترة البعثة، فهي 23 سنة (والرائع هنا تكرار العدد 23 فلا مجال لوجود عدد آخر يستخدمه المعاندون).
2 - فأما الإشارة الثانية الرائعة فهي: أن العدد 23 هو العدد رقم 9 في ترتيب الأعداد الأولية ...
لكأن الآية رقم 9، تقدم الدليل على أن رقم ترتيبها هو 9 ..
وهكذا كُشف الغطاء عن إشارتين رائعتين لا مجال للتشكيك فيهما:
ويخرج عالم فاضل ليقول: ما زادنا هذا الإحكام إلا نفورا،. وكان الأولى - سامحه الله - أن يقول: ما زادنا إلا إيمانا ..
فأما الإشارات الأخرى وكلها رائعة، فأتركها للمتدبرين ..
(وبعد، فهذا جزء من البحث أكتفي منه بهذا القدر، ففيه الكفاية).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:46 ص]ـ
إليكم إحدى الإشارات المخزنة في هذه الأعداد، فتدبّروها بعيون وقلوب مفتوحة:
آية الحفظ المؤلفة من 7 كلمات، فاصلة بين مجموعتين من الآيات:
ما قبلها وعدد كلماتها 59.
ما بعدها وعدد كلماتها: 588.
الفرق بين عددي الكلمات هو 529. هذا الفرق يساوي 23 × 23. (529 = 23 × 23).
أين وجه الإعجاز؟
1 - العدد 23 معروف لديكم، فهو مرتبط بفترة البعثة، فهي 23 سنة (والرائع هنا تكرار العدد 23 فلا مجال لوجود عدد آخر يستخدمه المعاندون).
2 - فأما الإشارة الثانية الرائعة فهي: أن العدد 23 هو العدد رقم 9 في ترتيب الأعداد الأولية ...
لكأن الآية رقم 9، تقدم الدليل على أن رقم ترتيبها هو 9 ..
وهكذا كُشف الغطاء عن إشارتين رائعتين لا مجال للتشكيك فيهما:
.
اتصل بي أحد الأخوة الأفاضل مضيفا أن العدد 23 هو أيضا العدد 114 في ترتيب الأعداد الإسفينية، وبذلك تتسع دلالة الرقم 9 كموقع ترتيب لآية الحفظ. وقد يفسر ذلك مجيء الفرق بين عددي الكلمات 23×23.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:59 ص]ـ
اتصل بي أحد الأخوة الأفاضل مضيفا أن العدد 23 هو أيضا العدد 114 في ترتيب الأعداد الإسفينية، وبذلك تتسع دلالة الرقم 9 كموقع ترتيب لآية الحفظ. وقد يفسر ذلك مجيء الفرق بين عددي الكلمات 23×23.
وقع خطأ في هذه المعلومة، وتصويبه هو كالتالي:
العدد 9 هو أيضا العدد 114 في ترتيب الأعداد الاسفينية، وهي كالتالي:
1 - 2×3×5=30
2 - 2×3×7=42
3 - 2×3×11=66
4 - 2×5×7=70
5 - 2 ×3×13=78
6 - 2×3×17=102
7 - 3×5×7=105
8 - 2 ×5×11=110
9 - 2×3×19= 114
فالعدد 114 هو العدد رقم 9 في ترتيب الأعداد الإسفينية
والعدد 23 هو العدد رقم 9 في ترتيب الأعداد الأولية (2/ 3/5/ 7/11/ 13/17/ 19/23)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:00 م]ـ
صرّح أحدهم في تعليقه على هذا الموضوع بأنه قد بكى.
أليس هذا كافيا؟
مع خالص التقدير والإكبار للأخ نعيمان الذي تجرأ وشكرني على هذا الموضوع الذي غاب عنه المتدبرون - على الأقل في ما يظهر لنا -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[16 Sep 2010, 04:46 ص]ـ
بعد اطّلاعي على هذا البحث المتميّز الّذي سبق به غيره، وأبدع فيه أيّما إبداع؛ إمام هذا العلم (أقصد إعجاز التّرتيب القرآنيّ) الأستاذ العزيز جلغوم - حفظه الله، ونفع به، وزاده علماً-، ومراجعتي لما كتبه كاملاً - إضافة إلى معرفتي بأسلوبه من خلال كتبه وكتاباته- عن آية الحفظ .... فقد أذهلني أن أجد أنّ:
- أول آية في ترتيب آيات السّورة مؤلّفة من 7 كلمات هي الآية رقم 2، وهي قوله تعالى: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
- وآخر آية مؤلّفة من 7 كلمات هي الآية رقم 97: وهي قوله تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
فما وجه الإعجاز في هذا التّرتيب المعجِز؟
إنّ مجموع رقمي الآيتين (الأولى والأخيرة المؤلّفة كلّ منهما من 7 كلمات) هو 99 (2+97) وهذا هو أيضا عدد آيات سورة الحجر.
فسبحان الّذي أحكم آياته وأحصاها عدّاً!
جزاكم الله خيراً أستاذنا الحبيب، وبارك فيكم، ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة.
وليهنك هذا العلم أبا محمّد.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
صبيحة يوم الخميس: 7/ شوّال/ 1431هـ -الموافق: 16/ أيلول/ 2010م
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:42 ص]ـ
يا إخوان .. لكل [فنٍّ] طريقته ..
الرجل قد وُهب نظراً فيما فررتم منه من علم الرياضيات ..
فكيف تقيسون ما توصل إليه بعلوم الشريعة، وتطالبونه بقواعد مطردة لما لم ينته من البحث فيه
- وإن كان لكل فن استثناءات وشواذ وغرائب ..
ولم يظهر حتى الآن ما يقدح في نتائجه من حيث هي، ولا ما يوقع في كبائر ما تنهون عنه
وللاستشهاد (كان نبي من الأنبياء يخط. فمن وافق خطه فذاك)
وأشير على الأستاذ بعرض أفكاره على هيئة الإعجاز في الرابطة
واستشارة المتخصصين في ذلك، بعد التأمّل في ثمار هذا المجهود
- وفقه الله تعالى لما يفيده ويفيد به
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Sep 2010, 10:49 ص]ـ
بعد اطّلاعي على هذا البحث المتميّز عن آية الحفظ .... فقد أذهلني أن أجد أنّ:
- أول آية في ترتيب آيات السّورة مؤلّفة من 7 كلمات هي الآية رقم 2، وهي قوله تعالى: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
- وآخر آية مؤلّفة من 7 كلمات هي الآية رقم 97: وهي قوله تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
فما وجه الإعجاز في هذا التّرتيب المعجِز؟
إنّ مجموع رقمي الآيتين (الأولى والأخيرة المؤلّفة كلّ منهما من 7 كلمات) هو 99 (2+97) وهذا هو أيضا عدد آيات سورة الحجر.
فسبحان الّذي أحكم آياته وأحصاها عدّاً!
جزاكم الله خيراً أستاذنا الحبيب، وبارك فيكم، ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة.
وليهنك هذا العلم أبا محمّد.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
صبيحة يوم الخميس: 7/ شوّال/ 1431هـ -الموافق: 16/ أيلول/ 2010م
أحسنت أيها الأخ الحبيب، وبارك الله فيك. ملاحظة رائعة حقا، وقد سبقتني إليها.
وإليكم الآن، إشارة ثانية رائعة إلى عدد آيات سورة الحجر، فلعل من لا يقتنع بالأولى يقتنع بالثانية:
الإعجاز العددي في ترتيب كلمة (لحافظون):
تعالوا نعدّ كلمات الآيات في سورة الحجر، ابتداء من أول السورة، إلى أن نصل إلى كلمة (لحافظون). سنجد أن كلمة (لحافظون) في سورة الحجر هي الكلمة رقم 66.
ما اللافت للانتباه هنا؟
إن العدد 66 هو القيمة العددية للفظ الجلالة (الله) في حساب الجُمَّل. وفي السورة من الإشارات ما يؤكد هذا العدد.
ورغم أنني لا ألجأ لهذا النمط من الحساب في أبحاثي، فإن هذه الموافقة تستحق الذكر والتأمل.
لكأن الأعداد تنطق بمعنى الآية: إن الله هو من يحفظ القرآن. (وقد أعود إلى تعزيز هذه الملاحظة لاحقا)
ما يعنيني الآن: وقد عرفنا أن كلمة (لحافظون) هي الكلمة رقم 66 في سورة الحجر، وأن عدد كلمات سورة الحجر هو 654، فهذا يعني أن عدد كلمات الآيات التالية لها وحتى نهاية السورة هو 588 كلمة. وبذلك فكلمة (لحافظون) تعتبر فاصلة بين عددين من الكلمات في سورة الحجر:
65 كلمة قبلها، و، 588 بعدها. وهكذا يكون الفرق بين العددين هو 523.
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العدد 523، هو عدد أوليّ، فأما رقم ترتيبه بين الأعداد الأوليّة فهو: 99. وهذا هو أيضا عدد آيات سورة الحجر. وهذا دليل ثانٍ.
(تأملوا كيف تم تأكيد العدد 99 بمقابله بين الأعداد الأولية، كما تم تأكيد العدد 9 أيضا بمقابله في الأعداد الأولية. هل كان هذا
يخطر ببال القدماء؟ بل إنه لا يخطر ببالكم اليوم، لا يفهمن أحد أنني أنتقص من أقدارهم، ما أود قوله أن هذا الترتيب لم يوضع من
أجلهم، بل من أجلنا نحن).
لكأن سورة الحجر تمتلك الدليل الذاتي على عدد آياتها ..
كما أن موقع كلمة (لحافظون) يؤكد معنى مفهوم الحفظ.
إن في آية الحفظ من الإشارات الدالة على حفظ القرآن ما لا يمكن إنكاره. وهنا يكمن دور الإعجاز العددي وتوظيفه في خدمة القرآن،والردّ على شبهات المشككين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:17 م]ـ
الذي يظهر والله اعلم .... أن الذين ليس لهم علم بالرياضيات وفهم دقيق فيها كما هو الحال في معظم اعضاء الملتقى لن يكون بإمكانهم ان يتفهموا وجه الاعجاز فيما ذكره الاخ جلغوم وفقه الله ...
ولكن الأصل عدم ثبوت الاعجاز ... حتى يقوم البرهان على ثبوته ,,, ونحن ليس في مقدورنا النظر في برهان هذه المسألة التي يذكرها الاخ جلغوم .. لو وجد .. لعدم الأهلية في ذلك ... فعلينا اذن التوقف في الامر.
وفي الحقيقة كلمة:
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((إعجاز))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
ليست بكلمة هينة وخاصة ان ثبوت الاعجاز في معظم الاحيان يكون اجتهاديا ظنيا لا يستطيع العارف القطع به اقصد في دلالة الآية عليه وهذا واضح كما حدث في موضوع الأخ بكر الجازي - تهافت القول بالاعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) ينظر هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17345
فلو استبدلها الاخ جلغوم وامثاله ممن يتكلمون في هذا الامر بأي كلمة أخرى. (اشارة) (دلالة) او أي كلمة مناسبة ليس فيها معنى التحدي والاعجاز - مادام انها مجرد ابحاث حديثة لم تحظَ بعد بموافقة وتأييد جهة علمية موثوق فيها كالهيئة العالمية مثلا - لكان أهون على المعارضين لهذا النوع من ( ...... ) لن اقول الاعجاز ... لاني في حيرة بسبب جهلي بعلم الرياضيات وماهي العلاقة بين العددين 10 و 9 وهل لهذه العلاقة اثر في الطبيعة والتفاعلات الفيزيائية والذرية والحيوية ونحوها التي تحدث في الطبيعة ام ان العلاقة محصورة في مجال الارقام والحسابات والترتيب الرقمي فحسب هذا ما اود ان يفيدنا عنه الاخ جلغوم مأجورا .... والله تعالى أعلم
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[16 Sep 2010, 04:09 م]ـ
الاخ الموقر: عبد الله جلغوم ..... وفقه الله
اليس من الاحسن والأسلم أن يسمى ماتبحث فيه (حسن ترتيب ونظم) بدلا من (إعجاز)
بل إني لأرى ذلك هو المتعين فضلا عن كونه الاحسن والأسلم لما يلي:
أن ماذكرته أمر اجتهادي ولايمكنك انكار ذلك -فالأمور القطعية في الدين لايجوز أن تبقى خافية دهوراً حتى نكتشفها بالبحث والتجربة- ...
- إعجاز - يعني معجزة وهل يجوز أن يكون صاحب المعجزة غير متأكد منها وموقن بها وبعبارة أخرى:
هل يجوز أن يكون صاحب المعجزة عنده شيء من الشك في ثبوتها وتحققها .. فلا يصح أبدا أن يطلق اسم المعجزة إلا على القطعي ..
ولذلك فإن كثيراً من أهل العلم قد اقترحوا ونادوا وصاحوااا وبُحت أصواتهم والتهبت حناجرهم ألا تسموه إعجازا سموه دليلا على صدق القرآن لأن المعجزة تتضمن التحدي وأرجو أن تتأملوا قليلا
لو أردت أن تتحدى الناس أن يفعلوا بك شيئا لنضرب مثالا أوضح .. لو أن هناك ملكا في الأرض عدوا لك فهل تستطيع أن تتحداه أن يقتلك إلا وأنت مطمئن تمام الاطمئنان أنك في منعة منه .... كذلك المعجزة فهي متضمنة تحدي الناس أن يبطلوا كونها معجزةً لهم بأن يأتوا بمثلها فكيف تسموها إعجازاً وقد استطاع بعض الباحثين الى حد ما ابطال كونها معجزة كما في الرابط المشار اليه آنفا ... أما لو أسميتموها دليلا فلا إشكال فإنه لايتضمن التحدي غاية مايتضمنه هو إبداء بينة ماتزعم وتدعي
فإن قدحتَ في بينتي اتيتُ لك بأخرى تثبت صحة دعواي ولا ضير فإن الأدلة اذا اجتمعت وتظافرت وتواترت أفادت القطع واليقين فلا حاجة البتة إلى هذه التسمية الغير منهجية ...
وهل هو معجز للبشر أن يؤلف أحدهم كتابا ويرتب فصوله وفقراته وكلماته وحروفه على وفق نظام العددين 9 و10 .... ؟؟؟
أنتظر جوابك أخانا في الله عبدالله جلغوم .... !
فلا تتأخر علي ...
وأرجو من الأعضاء الكرام ان كان لديهم أي ملاحظة على ماكتبته ألا يبخلوا بها. فالمؤمن مرآة أخيه ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الإخوة الأحبة أراكم تنتقدون الأستاذ عبدالله جلغوم في تسميته للدلائل العددية على حسن تنظيم القرآن الكريم وسوره وآياته وكلماته إعجازا عدديا. فهل تذكرون دليلا واحدا من كتاب الله الكريم فيه وصف لبيان القرآن اللغوي بالإعجاز؟؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:31 م]ـ
الاخ الموقر: عبد الله جلغوم ..... وفقه الله
وهل هو معجز للبشر أن يؤلف أحدهم كتابا ويرتب فصوله وفقراته وكلماته وحروفه على وفق نظام العددين 9 و10 .... ؟؟؟
أنتظر جوابك أخانا في الله عبدالله جلغوم .... !
فلا تتأخر علي ...
...
أرى أن تكمل عبارتك ب: كما هو في القرآن ... ؟
جوابي: نعم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:42 م]ـ
الإعجاز العددي في ترتيب كلمة (لحافظون):
ما يعنيني الآن: وقد عرفنا أن كلمة (لحافظون) هي الكلمة رقم 66 في سورة الحجر، وأن عدد كلمات سورة الحجر هو 654، فهذا يعني أن عدد كلمات الآيات التالية لها وحتى نهاية السورة هو 588 كلمة. وبذلك فكلمة (لحافظون) تعتبر فاصلة بين عددين من الكلمات في سورة الحجر:
65 كلمة قبلها، و، 588 بعدها. وهكذا يكون الفرق بين العددين هو 523.
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العدد 523، هو عدد أوليّ، فأما رقم ترتيبه بين الأعداد الأوليّة فهو: 99. وهذا هو أيضا عدد آيات سورة الحجر. وهذا دليل ثانٍ.
لكأن سورة الحجر تمتلك الدليل الذاتي على عدد آياتها ..
كما أن موقع كلمة (لحافظون) يؤكد معنى مفهوم الحفظ.
إن في آية الحفظ من الإشارات الدالة على حفظ القرآن ما لا يمكن إنكاره. وهنا يكمن دور الإعجاز العددي وتوظيفه في خدمة القرآن،والردّ على شبهات المشككين.
والآن تعالوا نعد عدد آيات القرآن ابتداء من آية البسملة، متخذين من آية الحفظ محورا ..
عدد الآيات السابقة لها في ترتيب المصحف 1810
آية الحفظ: 1
عدد الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف 4425. [المجموع 6236]
الفرق بين العددين هو 2615.
ما وجه الإعجاز؟
إن العدد 2615 يساوي: 5 × 523.
العدد 523 هو العدد الأولي رقم 99 في ترتيب الأعداد الأولية .. يظهر ثانية ليصدق الدليل الأول، ويقدم إضافة جديدة متعلقة بعدد آيات القرآن كلها.
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:50 م]ـ
مع أني من المعارضين لمنهج الأستاذ عبد الله جلغوم وفقه الله وأراه تكلفًا بينًا ...
إلا أني أسجل إعجابي به، فالأستاذ عبد الله وفقه الله لا يقف كثيرًا عند أقوال المعارضين والمؤيدين، بل يمضي قدمًا لا يلوي على شئ ولا يثنيه شئ.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Sep 2010, 10:16 م]ـ
والآن تعالوا نعد عدد آيات القرآن ابتداء من آية البسملة، متخذين من آية الحفظ محورا ..
عدد الآيات السابقة لها في ترتيب المصحف 1810
آية الحفظ: 1
عدد الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف 4425. [المجموع 6236]
الفرق بين العددين هو 2615.
ما وجه الإعجاز؟
إن العدد 2615 يساوي: 5 × 523.
العدد 523 هو العدد الأولي رقم 99 في ترتيب الأعداد الأولية .. يظهر ثانية ليصدق الدليل الأول، ويقدم إضافة جديدة متعلقة بعدد آيات القرآن كلها.
الدليل أن كلام الاستاذ عبد الله يثير الإعجاب هو الكم الهئل من المتصفحين لموضوعه هذا. أنا أقول دعوا الرجل يكمل بحثه ولا تتعجلوا عليه وكفوا السنتكم عنه قليلاً.فالرجل لا يقول إلا خيراً.فإن لم يصبكم منه وابل فطلّ. والله المستعان
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:18 م]ـ
الدليل أن كلام الاستاذ عبد الله يثير الإعجاب هو الكم الهئل من المتصفحين لموضوعه هذا. أنا أقول دعوا الرجل يكمل بحثه ولا تتعجلوا عليه وكفوا السنتكم عنه قليلاً.فالرجل لا يقول إلا خيراً.فإن لم يصبكم منه وابل فطلّ. والله المستعان
ليكن أخي تيسير، لعلهم بذلك يزيدون في حسناتي، وانا في حاجة إلى هذه الزيادة. وليعلموا أنه ما زال في الجعبة الكثير الكثير ..
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:41 ص]ـ
الإخوة الأحبة أراكم تنتقدون الأستاذ عبدالله جلغوم في تسميته للدلائل العددية على حسن تنظيم القرآن الكريم وسوره وآياته وكلماته إعجازا عدديا. فهل تذكرون دليلا واحدا من كتاب الله الكريم فيه وصف لبيان القرآن اللغوي بالإعجاز؟؟؟
تركيب القرآن اللغوي قد ثبت اضطرارا وبداهةً أنه معجز للعرب الاقحاح حتى قال الوليد بن المغيرة مقولته المشهورة التي فيها ( ... وماهو بقول بشر)
وقد تحداهم الله أن يأتوا بمثله وهم الأميون ليس يحسنون شيئا من هذه العلوم وليس لديهم شيء يحسنونه الا البلاغة والبيان فثبت أن تحدي الله إياهم كان في البلاغة والبيان وحيث ثبت وقوع التحدي بهذا الأمر صح وصفه إعجازاً بلا إشكال حيث تحداهم فأعجزهم إعجازاً .... و
كيف يصح في الأفهام شيء،،، إذا احتاج النهار إلى دليل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:54 ص]ـ
تركيب القرآن اللغوي قد ثبت اضطرارا وبداهةً أنه معجز للعرب الاقحاح حتى قال الوليد بن المغيرة مقولته المشهورة التي فيها ( ... وماهو بقول بشر)
وقد تحداهم الله أن يأتوا بمثله وهم الاميين ليس يحسنون شيئا من هذه العلوم وليس لديهم شيء يحسنونه الا البلاغة والبيان فثبت أن تحدي الله إياهم كان في البلاغة والبيان وحيث ثبت وقوع التحدي بهذا الأمر صح وصفه إعجازاً بلا إشكال .... و
كيف يصح في الأفهام شيء،،، إذا احتاج النهار إلى دليل
من الواضح أنك لم تفهم كلام الدكتور حسن حفظك الله.
ونحن نكرر مقولتك: فكيف يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
إن من جهل شيئا عاداه، أليس كذلك؟
وألست القائل:
الذي يظهر والله اعلم .... أن الذين ليس لهم علم بالرياضيات وفهم دقيق فيها كما هو الحال في معظم اعضاء الملتقى لن يكون بإمكانهم ان يتفهموا وجه الاعجاز فيما ذكره الاخ جلغوم وفقه الله ...
ولكن الأصل عدم ثبوت الاعجاز ... حتى يقوم البرهان على ثبوته ,,, ونحن ليس في مقدورنا النظر في برهان هذه المسألة التي يذكرها الاخ جلغوم .. لو وجد .. لعدم الأهلية في ذلك ... فعلينا اذن التوقف في الامر.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:05 ص]ـ
الدليل أن كلام الاستاذ عبد الله يثير الإعجاب هو الكم الهئل من المتصفحين لموضوعه هذا.
وهنا مكمن الخطر ... والمعجزة سلاح ... وهل تستطيع اقتحام المعركة قبل أن تطمئن إلى صحة سلاحك وأنه سيثبت معك للنهاية ... ؟
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[17 Sep 2010, 01:31 ص]ـ
من الواضح أنك لم تفهم كلام الدكتور حسن حفظك الله.
ونحن نكرر مقولتك: فكيف يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
إن من جهل شيئا عاداه، أليس كذلك؟
وألست القائل:
الذي يظهر والله اعلم .... أن الذين ليس لهم علم بالرياضيات وفهم دقيق فيها كما هو الحال في معظم اعضاء الملتقى لن يكون بإمكانهم ان يتفهموا وجه الاعجاز فيما ذكره الاخ جلغوم وفقه الله ...
ولكن الأصل عدم ثبوت الاعجاز ... حتى يقوم البرهان على ثبوته ,,, ونحن ليس في مقدورنا النظر في برهان هذه المسألة التي يذكرها الاخ جلغوم .. لو وجد .. لعدم الأهلية في ذلك ... فعلينا اذن التوقف في الامر.
نعم أخي الكريم أنا لم أزعم أن ماتقوله خطأ ... ووالله الذي يشهد على مافي قلبي إني لفخور بك وبما تكد من أجله ذهنك وترهق ساعدك ...
وإنما أعظك بواحدة
قال الله تعالى (((وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ... ))) الآية
الرسول لايملك أن يأتي بآية قبل أن يأذن الله له
فمن أين علمت أن الله أذن لنا أن نأتي بترتيب كتابه على وفق نظام 9 و10 آية قاطعة للحجة
... أليس في هذا -على الأقل- نوع تعد وتجاوز ... ؟
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:40 ص]ـ
أخي العزيز
عبد الله جلغوم ...
والله إني أحبك في الله
فهل تسمح لي بحق هذه الأخوة -فإن لها عليك حقا- أن أطلب منك طلباً يسيرا جدا ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:53 م]ـ
............
ومن الإشارات اللطيفة في موقع آية الحفظ التالية:
عدد كلمات سورة الحجر من أولها وحتى وحتى بداية آية الحفظ: 59 كلمة
عدد كلمات آية الحفظ: 7
عدد كلمات الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف: 588
العدد الناتج من صف هذه الأعداد هو: 597588
هذا العدد يساوي 5242 × 114.
114: تعني سور القرآن الكريم، أليس هذا الذي سيحفظ؟
لعلكم لاحظتم أن رقم ترتيب سورة الحجر هو 15 وعدد آياتها هو 99، ومجموعهما 114.
هل في الآية أدلة أخرى تشير إلى العدد 114؟ الجواب نعم. إنها مخصصة للمعاندين.
ـ[ Amara] ــــــــ[18 Sep 2010, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما،
ليس غريبا أن يتميز الرقم 9 في الرياضيات، فتميزه في القرآن يدل عليه.
ولن ننس شيئا جميلا وجب التنبيه إليه. هو أن كل واحد فينا قضى 9 أشهر في بطن أمه قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا، وقبل أن يفتح عينيه ويتدبر كلمات الله. ومعلوم أننا إذا تحدثنا عن الأشهر فإننا نتحدث عن العدة التي عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أنه بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ عبد الله جلغوم، حول العدد 9 باعتباره عدد يحفظ نفسه، وهو العدد الوحيد الذي يتميز بذلك. أريد أن أنبه أن لهذا العدد مميزات كثيرة رياضيا، أذكر منها ما يلي:
الميزة الأولى تربطه بالعدد 3، وهي أنك متى أخذت ثلاثة أرقام فألقيت أصغر عدد مكون منها من أكبر عدد (معكوسه)، تحصلت على عدد يكون مضاعفا للتسعة وتكون مرتبة العشرات فيه 9.
مثال:
543 – 345 = 198 = 22. 9
821 – 128 = 693 = 77. 9
731 – 137 = 594 = 66. 9
وهكذا ...
والميزة الثانية تربطه بالعدد 7، وتتضح لنا إذا قمنا بضرب العددين كالتالي:
7. 9 = 63
77. 99 = 7623
777. 999 = 776223
7777. 9999 = 77762223
وهكذا، إلى ما شاء الله. اجمع الآن أرقام مراتب النتائج، ستجدها كالآتي: 6 + 3 = 9
7 + 6 + 2 + 3 = 18 = 9. 2
7 + 7 + 6 + 2 + 2 + 3 = 27 = 9. 3
7 + 7 + 7 + 6 + 2 + 2 + 2 + 3 = 36 = 9. 4
وهكذا، إلى ما لا نهاية. الميزة الثالثة، انظر معي في المضاعفات التالية للعدد 9: 1089. 9 = 9801
10989. 9 = 98901
109989. 9 = 989901
1099989. 9 = 9899901
وهكذا، إلى ما لا نهاية. أليس هذا عجيبا. أعلم أنكم ستتعجبون ..
وربما تساءلنا، لماذا نظام العشرة في الأعداد؟
إذا أردنا تصفح كتب تاريخ العلم فسنجد أن بداية ظهور النظام العشري يرجع إلى القرون البدائية التي لم يكن لديها تطورا في العلوم وإنما هي اكتشافات من وحي واقعها المتخلف. فهم قد نظروا في عدد أصابع اليدين فوجدوها عشرة، وبذلك استنبطوا العشرة. وهو كلام، وإن قبلته بعض العقول للوهلة الأولى، لا يرتقي إلى مرتبة القبول منطقيا.
فإن كنا وصفنا أولئك بالبدائية فمن سنكون، وبماذا سنصف أنفسنا الآن ونحن نتبع خطاهم؟
لقد نظر أولئك في عدد أصابعهم، واستنبطوا هذا النظام الأسهل رياضيا.
أما نحن، فنعد الأشياء من الواحد إلى العشرة، فلا ننظر في خلقنا ولا نتفكر في هذه الأصابع العشرة التي أولانا الله .. اللهم إلا إذا أردنا أن نأكل أو نبطش.
ونذكر التسعة فلا نتذكر الليالي التي مرت علينا ونحن أجنة. ولا نتذكر ذلك المهد الذي كنا ننام، وتلك السبل التي نتغذى عليها. ولا نذكر ولا نذكر ... ولو ذكرنا لكانت تلك الذكرى تغنينا عن كثير.
وكل هذا لا أعجب منه بالقدر الذي أعجب لأناس يعجبون لما أوردت.
فهم إن حدثناهم عن فكر الإنسان تعجبوا. وإن حدثناهم عن كتاب الله أوغلوا في التشكيك.
كالذي يرى السماء والأرض ويرى خلق الله، فلا يأبه لما يرى ولا يلقي له بالا. وتجده يتعجب من برج إيفل ومن ناطحات دبي.
كيف بالعدد مضروب في التسعة يرجع إلى معكوسه؟ لكن كثيرا منكم، ومن بين هؤلاء الذين يتعجبون، سيعترضون كلما تعلق الأمر بالقرآن. وربما سخروا وقالوا: جلغوم يلعب بالمعكوس .. أما أنا فأرفع يدي تحية لأستاذي جلغوم ..
ثم ماذا؟ كيف بأكبر عدد ذو المراتب الثلاث نلقي منه معكوسه فيرجع مضاعفا للتسعة؟
ومع ذلك فلن يسأل واحد منهم، إذا ما كان سيقع ذلك لو استبدلنا الطرح بالجمع. ولن يعدم عجبه حتى إذا سأل وكان الجواب بالسلب. لكنه، وللغفلة التي امتلكت قلوبا كثيرة، سيخفيه وينكره كلما تعلق البحث بالقرآن. ثم يدعي بعد ذلك أنه من حقه أن يفهم، وأن يسأل. ولو تدبر لأغناه الله بتدبره عن السؤال. فإن الخيرية كانت فيمن يحتطب فيبيع ليعيش عن ذلك الجالس يسأل الناس أعطوه أو منعوه. وقد يمنع السائل علما إذا لم يكن له عقل يقبله، كما يمنع المتسول مالا إذا لم يجد على ما يحمله.
وقد ينكر بعض الغافلين أن نسمي ذلك إعجازا عدديا. وربما جوز بعض المتفتحين لنا تسميته اشراقات أو لطائف عددية. والذي يحملهم على ذلك هو شكهم أن يؤتى بمثله، وإلا فما كان هذا رأيهم. أما أنا، ومثلي الاستاذ جلغوم، فسنبقى نسميه إعجازا، مع يقين أن أحدا لن يأتي بمثله أبدا ..
ومع ذلك، فقد يذهب في ظن بعضهم أن الإتيان بمثل ما ندعي من السهولة بمكان، والأمر غير ذلك. فهو تماما كالإتيان بعدد من بين الأعداد التي لا نهاية لها يحمل صفات العدد تسعة التي ذكرنا في أول الورقة. وهذا الأمر الأول، وهو أمر مستحيل.
وبالمثل مع الصور العددية لكل سورة وكل آية وكل كلمة وكل حرف من القرآن، وهو الأمر الثاني، وهو أيضا مستحيل.
أما الاستدلال على استحالة الأمر الأول، فهو واقع بالفكر والعقل لأنه في جانب المعقولات.
وأما الدليل على استحالة الأمر الثاني فهو واقع في التحدي المضبوط في صفحات هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولعلي أسائلكم .. لماذا يسجل البعض حضورهم إذا تعلق الأمر باختلاف القراءات؟ ولا يسجلون عجبهم إذا اتفقت جميع القراءات على بعض ما يقدم؟ أليس في ذلك نوع من الإنتقائية؟ لست أدري ولكني أريد أن أسأل كما هم يسألون ..
فآية الحفظ مثلا هي في جميع الروايات الآية 9 من سورة الحجر، وسورة الحجر هي في جميع الروايات 99 آية ...
لعلي أظفر بجواب ..
يغفر الله لي ولكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:17 م]ـ
حضرتني خاطرة:
جعل الله القائمين على النار من خزنتها تسعة عشر (19) مع أنه كان فيه فتنة للذين في قلوبهم مرض والكافرين ....
وليعلم أن الله لم يختر شيئا على غيره سواء كان حكما شرعيا أو كونيا لمجرد الفتنة والابتلاء بل لابد من حكَم أخرى الله أعلم بها وإلا لكان في العدد (18) من الفتنة والابتلاء ماهو أعظم ... ما رأي أستاذنا عبد الله جلغوم ... ؟
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:37 م]ـ
خاطرة أخرى:
الحديث المروي الذي فيه ((إن الله وتر يحب الوتر)) - ليس لدي علم بصحة الحديث، فمن كان لديه علم فليبده -
أليس في هذا الحديث إشارة إلى الاعداد الأولية - لا أدري أيضا هل فهمي للأعداد الأولية صحيح؟ المهم أن اختيار الله لعدد معين دون غيره لايمكن أن يكون عبثا -سبحانه- هذا في خلقه وتدبيره فكيف بكلامه الذي جعله نورا وهدى للناس .. !
ولتعلم أخي في الله: عبد الله جلغوم أني مؤيد لك في كل ماتقول إلا أن لدي اعتراض على مصطلح ((إعجاز)) وأعلم أن هذا ليس بالأمر التافه فقد نهى الله المؤمنين عن قولهم راعنا وأمرهم أن يقولوا انظرنا وكان النبي صل1 يغير اسماء الصحابة الغير مناسبة .. وذكر سعيد بن المسيب رح1 أن جده (حزن) لما وفَد على النبي صل1 قال له النبي صل1: ((أنت سهل)) فرد عليه: لا أغير اسما سمانيه أبي، قال سعيد بن المسيب: (فلم تزل بنا الحزونة بعد) ....
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما،
. وربما سخروا وقالوا: جلغوم يلعب بالمعكوس .. أما أنا فأرفع يدي تحية لأستاذي جلغوم ..
وقد ينكر بعض الغافلين أن نسمي ذلك إعجازا عدديا. وربما جوز بعض المتفتحين لنا تسميته اشراقات أو لطائف عددية. والذي يحملهم على ذلك هو شكهم أن يؤتى بمثله، وإلا فما كان هذا رأيهم. أما أنا، ومثلي الاستاذ جلغوم، فسنبقى نسميه إعجازا، مع يقين أن أحدا لن يأتي بمثله أبدا ..
.
شهادة أعتز بها من باحث متخصص في علوم الرياضيات هو الدكتور عمارة، والذي جمع إلى تخصصه ثقافة وعلما واسعا بعلوم القرآن، وبعلوم العربية.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:55 م]ـ
حضرتني خاطرة:
جعل الله القائمين على النار من خزنتها تسعة عشر (19) مع أنه كان فيه فتنة للذين في قلوبهم مرض والكافرين ....
وليعلم أن الله لم يختر شيئا على غيره سواء كان حكما شرعيا أو كونيا لمجرد الفتنة والابتلاء بل لابد من حكَم أخرى الله أعلم بها وإلا لكان في العدد (18) من الفتنة والابتلاء ماهو أعظم ... ما رأي أستاذنا عبد الله جلغوم ... ؟
هذا افتراض خاطيء.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:10 ص]ـ
لعل من الأفضل أن أصرح بطلبي ...
تمهيد
قبل كل شئ أنا أقدر بل أكبر الجهود التي تقوم بها في إظهار عظمة القرآن من حيث حسن ترتيبه وترقيمه وأسأل الله أن يرزقك
الإخلاص في ماتنفق فيه عمرك وأن يعظم لك الأجر والمثوبة ... فالقرآن الكريم كلام الله سبحانه و تعالى غير مخلوق
تكلم به على وجه الحقيقة كما يليق بجلاله وعظمته ... وهل يستطيع بشر أن يحيط علما بعظمة الله سبحانه .. !
فكذلك كلامه سبحانه الذي منه خرج .... الذي جعله قرآنا لأولياءه رحمة لهم وذكرى وشفاء ...
هناك آيات كثيرة تذكر عظمة القرآن ولكن ثمة آية تستحق التدبر طويلا ....
قال الله تعالى: (((وقالوا لولا أُنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنا
أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون))) الآيتين 50و51 من سورة العنكبوت ..
تأمل قوله تعالى: (((أولم يكفهم))) دليل على أن القرآن فيه غنى عن كل آية طلبها المشركون .. جبال ذهب .. مروج
وأنهار (((وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
(91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)))) الاسراء
تخيلوا أن في القرآن كفاية عن كل ذلك!!!
ولذلك فإن القرآن لاتنقضي عجائبه ...
و لاشك أن عجائبه لاتنحصر في البيان والبلاغة ,,,
ولذلك فليس لنا أن نحجر على أحد اجتهد في كشف عجائبه العددية وغيرها ...
وهنا يتبين الفرق بين عجائبه البيانية وبين العددية وغيرها
فالبيانية ثابتة ثبوتا قطعيا منذ عصر التنزيل
أما العددية ونحوها فلم تظهر إلا بناءً على اجتهادات بشرية قابلة للنقد والاعتراض وهذا ماجعلني أعترض على تسميتها معجزة ...
لأن المعجزة لاتقبل النقاش والنقد ..
لأنها يجب أن تكون قاطعة للحجة ...
ومن تأمل متى أهلك الله الأقوام المكذبين،، لم يهلكهم إلا بعد إصرارهم على التكذيب بعد اعطائهم ماطلبوه من المعجزات أي بعد أن لم يبق لهم عذر في تكذيبهم لأن المعجزة قطعت لهم كل عذر وحجة ...
ولذلك لم يعط الله كفار قريش ماطلبوه من جبال الذهب والمروج والأنهار رحمة وإمهالاً لهم حتى آمن من آمن منهم بعد فتح مكة ....
وليعلم أخي في الله عبد الله جلغوم أنه لا يليق به أن يصر على هذه التسمية لمجرد أن الناس قد تعارفوا عليها فطالب العلم يجب أن
يكون متميزا عن عامة الناس لايتمسك بشئ بعد بيان خطأه لمجرد العادة والعرف هذا لا يليق أبدا بالباحث المنهجي .. أما
الوعاظ والقصاص هم الذين لا يخضعون لمنهج ولا ينقادون لدليل ...
وطلبي من الأخ عبد الله جلغوم حفظه الله:
أن ينشئ موضوعا جديدا بخصوص مصطلح (إعجاز) ,, نتناقش فيه عن صحة هذا المصطلح والاعتراضات الموجهة نحوه ... ليتحد الصف ويلتم الشمل وتخمد الفتنة -وهذا بعد الانتهاء من موضوعه الحالي فأنا ليس هدفي أبدا ان أقطعه عن إتمام موضوعه هنا-
أنا في انتظارك أخي عبد الله ....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Sep 2010, 10:30 ص]ـ
لعل من الأفضل أن أصرح بطلبي ...
وطلبي من الأخ عبد الله جلغوم حفظه الله:
أن ينشئ موضوعا جديدا بخصوص مصطلح (إعجاز) ,, نتناقش فيه عن صحة هذا المصطلح والاعتراضات الموجهة نحوه ... ليتحد الصف ويلتم الشمل وتخمد الفتنة -وهذا بعد الانتهاء من موضوعه الحالي فأنا ليس هدفي أبدا ان أقطعه عن إتمام موضوعه هنا-
أنا في انتظارك أخي عبد الله ....
يمكنك أخي الكريم أن تنشيء هذا الموضوع بنفسك - رغم انه قد أُشبع بحثا - وإن كنت تريد أن تصل إلى رفض مصطلح الاعجاز العددي، فقد أدركنا هذا من كلامك. ويؤلمنا كثيرا أن تخرج من هذا البحث بخُفَّي حُنين، كما سرّنا كثيرا أن آخرين خرجوا محمّلين بالنفائس، عسى أن تصير منهم مستقبلا.
ولي سؤال، بل أسئلة:
- هل عرفتَ كتابا فيه من الترتيب ما هو في القرآن؟
-هل سمعتَ عن مؤلف بدأ يؤلف كتابا حسب الوقائع والأحداث، وحينما انتهى منه، وجده في غاية الترتيب والإحكام؟ ووفق أنظمة معلومة مسبقا. (نظام العددين 9و10 هو من خصائص العدد الطبيعية. بعبارة اخرى بسيطة: إنه موجود قبل أن ينزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. فهل خطط النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، لينتهي به إلى موافقة هذا النظام؟)
- لماذا لا يحاول خصوم القرآن ان يؤلفوا كتابا ويضمنوه أسرارا عددية، كما هو الحال في القرآن؟ لعلك سمعت بما سموه (الفرقان الحق) الكتاب الذي طرحوه بديلا للقرآن .. لقد أعماهم الله سبحانه أن يراعوا فيه أي شكل من أشكال الترتيب الموجود في القرآن).
- ما قرأتَه في هذا البحث ليس إلا جزئية صغيرة جدا في مسألة الترتيب القرآني، فعلام تحكم؟
- هذه حالنا. لو أن ما أكتبه جاء على لسان باحث غير مسلم (كذلك القديس - الشخصية الوهمية، أو ذلك الياباني، إلى آخر تلك الأسماء ... وآخرها مايكل جاكسون)، لتسابقت مؤسساتنا وجامعاتنا لاستقباله والاستماع له، وهبّت كل وسائل إعلامنا للترحيب به،وترديد كل كلمة يقولها.
(يُتْبَعُ)
(/)
-لقد توقعت أن يترك هذا البحث أثرا في نفوس المعارضين قبل المؤيدين، ولكنني وجدت الكثيرين يخفون ما في نفوسهم، وككل مرة يأتي مشارك جديد ليعود بنا إلى نقطة الصفر .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كان بودي أن أتابع الموضوع، وما زالت هناك ملاحظات مذهلة تلح علي، تتفلت مني، تريد أن تصل إلى الناس وتخاطبهم .. ولكنني ساختار التوقف هنا، فمن لم يقنعه هذا الدليل لن يقتنع أبدا.
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 12:06 م]ـ
يمكنك أخي الكريم أن تنشيء هذا الموضوع بنفسك - رغم انه قد أُشبع بحثا - وإن كنت تريد أن تصل إلى رفض مصطلح الاعجاز العددي، فقد أدركنا هذا من كلامك ..
قد قيدت تعليقا على موضوع المشرف العام الجديد هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22139)
ولعل من المناسب أن أنقله بحروفه ... ليعلم المنصف أن المنهج العلمي هو الذي يريد أن يصل إلى رفض مصطلح الإعجاز العددي
ولست أنا!!!
نص التعليق:
خاطرة أخرى:
القرآن بمجموع مافيه من عجائب معجزة .. جعلت القس المذكور يسلم ..
أفراد عجائبه لا يصح أن تسمى الواحدة منها بمفردها معجزة لتطرّق النقاش إليها
مثل نظرية الانفجار الكبير ليست حقيقة ثابتة وحولها جدال كبير
ومثل قوله تعالى ... (((كأنما يصعد في السماء))) لايصح أن يسمى بمفرده اعجاز
وخطر في ذهني الآن وانا أكتب:
أنه ربما يصح إطلاق اسم الإعجاز العلمي على مجموع ما اكتُشف في العصر الحديث وقد دل القرآن عليه بغض النظر عن قوة الدلالة من ضعفها ... مجموع ذلك كله
فيصح أن أضع عنوانا " الإعجاز العلمي في القرآن والسنة"
لكتاب يتكلم عن جملة كبيرة من الآيات التي فيها دلالة على أمور لم تكتشف إلا حديثا بشرط أن يكون في معظم مجالات العلم الحديث لأن الناظر العاقل فيه يضطر عقله للإذعان والتسليم بأن القرآن لا يمكن أن يكون من وضع البشر فيصح بذلك إطلاق لفظ الإعجاز أما كل مسألة بمفردها فقد يكون فيها من المراجعات والعثرات ما الله به عليم وذلك مثل التواتر في الحديث ... والله أعلم
ولا يصح أن أضع عنوانا " الاعجاز العددي في القرآن والسنة"
لكتاب ليس فيه إلا هذا المجال فحسب ... لأنه لا يجبر العقل السليم على الاذعان والتسليم بمجرده والمعجزة هي ما تقطع على العقل كل احتمال ... كما أسلم سحرة فرعون ...
وإني أظن -والله أعلم- أن هذا القس المهتدي لو لم يطلع من دلائل صدق القرآن إلا على مايذكره الأخ الموفق: عبد الله جلغوم وأمثاله
لما وصل للقناعة التي تجعله يسلم ...
فلا نستطيع أن نسمي أبحاث الدلائل العددية التي يكتبها الأخ جلغوم وأمثاله " إعجازا" حتى يذعن لها كبار علماء الرياضيات في العالم
ويسلّموا تسليما أن هذا الذي في القرآن من ترتيبٍ ليس في مقدور البشر وطاقاتهم أما ولما يتم ذلك فليس من المنهجية في شئ أن نسميه
" إعجازا "
والله تعالى أعلم .....
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:23 م]ـ
ومن يرفض هذا الإعجاز والذي يعني لديّ: (إحكام الترتيب القرآني) بحجة عدم انطباقه على المصاحف الأخرى، لا يغيّر من الأمر
شيئا، لأنه لا يمكنه أن يكذّب ما هو امام عينيه إلا عنادا واستكبارا، بل هو في هذه الحال يشكك بالمصاحف الأخرى من حيث
لا يعلم ..
هذا ما كنت أخشى منه وما جعلني أرفض تسمية هذه الابحاث الأولية (((إعجازا))) انفلت من عقاله وأخذ يتهم من خالفه
بأنه يشكك في المصاحف الأخرى كل هذا انتصارا لاجتهاداته المصطنعة!!!
انظروا بأم أعينكم لتعلموا من شكك فعلا بالمصاحف الأخرى ...
عندما نوقش بـ:
هنا ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/?p=90&mushaf_pageno=558&imagewidth=550) مصحف المدينة النبوية برواية ورش، وفيه سورة القارعة عشر آيات!
كان رده بـ:
المصحف المعتمد هو مصحف المدينة النبوية براية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي عن عاصم بن أبي النجود.
وفيه عدد آيات سورة القارعة إحدى عشرة آية.
أما الآن فيحق لي أن أقول لك أخي الكريم:
اتق الله
انته خيرا لك
الله غني عن أبحاثك هذه ... التي مجّها الغالبية العظمى في الملتقى ... -لا تستبعدوا أن يشكك في عقولكم وأذواقكم أيضا!!! -
الناس في مشارق الأرض ومغاربها يسلمون لمجرد سماعهم للقرآن ,,, ويبكون،،، ويزيدهم خشوعا،،، ولم يعلموا معنى آية واحدة
فضلا عن هذه الحسابات الملفقة!
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:54 م]ـ
مثال واحد يثبت لكل عاقل مدى التلفيق والاصطناع في هذا البحث المتسرع ...
ولنتأمل هذه اللطيفة:
إن أول آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 9 هي الآية رقم 9 سورة البقرة، وهي قوله تعالى:
(يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
#تم تحرير وتصحيح الآية من قبل المشرف#
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد كلماتها 10.
فماذا عن آخر آية رقم ترتيبها 9؟
إنها الآية رقم 9 سورة الهمزة وهي قوله تعالى (في عمد ممددة)
ما اللافت للانتباه عدديا في هذه الآية؟
إن عدد حروفها 10.
بلا تعليق
ما الضابط الذي جعلك تأخذ من الآية الأولى الكلمات دون الحروف
........................... وتأخذ من الثانية الحروف دون الكلمات
ببساطة
العقل لا يقبل المقارنة بين أمرين مختلفين
هل يصح أن تقارن بين طول قامة رجل وبين طول شعر امرأة!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Sep 2010, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
الاخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب عبد الله جلغوم، وفقكم الله وجزاكم عنا خيرا، بمثل ما يرضيك وأكثر مما يرضيك ..
لا تلتفت وامض فإن قلوبا تعي ما تقول فيملؤها خشوعا وتعظيما لكتاب الله أولى أن ينظر إليها من قلوب ظنت أنها عقلت ولا تدري أنها ما عقلت، ولن أزيد.
أخي الفاضل مساعد أحمد الصبحي
مثال واحد يثبت لكل عاقل مدى التلفيق والاصطناع في هذا البحث المتسرع ...
ما الضابط الذي جعلك تأخذ من الآية الأولى الكلمات دون الحروف
........................... وتأخذ من الثانية الحروف دون الكلمات
ببساطة
العقل لا يقبل المقارنة بين أمرين مختلفين
هل يصح أن تقارن بين طول قامة رجل وبين طول شعر امرأة!!!
ليتك بحثت عن مثال ثان أخي الحبيب لتثبت هدا التصنع الدي عنه تحدثت.
فأما قولك " لكل عاقل" فلا أظن عاقلا يفهم من دلك تلفيقا واصطناعا. فالاستاد جلغوم قد أورد نتائج لم يتصنع فيها. ولو كان متسرعا لكان أخطأ. ولكني أظنك، بل يقين أنك أنت المتسرع وقد أخطأت.
فأما قولك " مالضابط؟ " فهو سؤال في محله وهو في غاية الدقة.
فلو كنت باحثا في الرياضيات لكنت عرفت الضابط.
ثمة منهج متبع في الرياضيات يسمى القياس، أو التناظر الوظيفي، أو المماثلة، وهو ليس عين المقارنة بين المختلفين كما أوردت، ولكنه تقريب المتشابهين جزئيا. لكنك بسبب هدا الخلط مع مصطلح المقارنة دهب الأمر بك إلى حيث غفل قلبك عما هو مكنون في هدا المثال.
وأزيدك سيدي، أن كثيرا من الدراسات وأبحاث الرياضيات اليوم قائمة على هدا الأصل. فهي تنظر فيما تتطابق الأشياء الرياضية فيه لتبين بعد دلك خصائصها الرياضية.
ولن أغفل عن شكرك على السؤال، كما لن أغفل أن أدكرك أن القياس هو أصل من أصول الفقه. فإن كنت درست الفقه ولك به علم فالعجب أكثر أن تتداخل الأمور عليك. وكل أصول المنطق في الفقه.
أما قولك " هل يصح أن تقارن بين طول قامة رجل وبين طول شعر امرأة!!! "، فأجمل تعليق عليه نقاط التعجب التي وضعتها بنفسك في آخره. ولا أظنك إلا قد أخدك العجب من نفسك لما تقول.
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي ولكم
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:52 م]ـ
ثمة منهج متبع في الرياضيات يسمى القياس، أو التناظر الوظيفي، أو المماثلة،
وأزيدك سيدي، أن كثيرا من الدراسات وأبحاث الرياضيات اليوم قائمة على هدا الأصل. فهي تنظر فيما تتطابق الأشياء الرياضية فيه لتبين بعد دلك خصائصها الرياضية.
لا أدري أنت وجلغوم عندما تقرأون كتاب الله هل تعون شيئا منه ... أم أنكم تبقون تعدون وتحصون وتجمعون وتطرحون وتضربون وتقسمون وتربعون وتخمسون وتسدسون وتسبعون وتعشرون وتثمنون وتطلعون وتنزلون وتشرقون وتغربون وتأكلون وتشربون وتضحكون
ولا تفقهون شيئاً مما تقرأون!
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:02 م]ـ
لا أدري أنت وجلغوم عندما تقرأون كتاب الله هل تعون شيئا منه ... أم أنكم تبقون تعدون وتحصون وتجمعون وتطرحون وتضربون وتقسمون وتربعون وتخمسون وتسدسون وتسبعون وتعشرون وتثمنون وتطلعون وتنزلون وتشرقون وتغربون وتأكلون وتشربون وتضحكون
ولا تفقهون شيئاً مما تقرأون
أخي الحبيب
ما هذه الطريقة في الرد والحوار؟!
تضيع وقتك في إعداد هذه المشاركات الضارة؟!
قم بعرض وجهة نظرك بطريقة علمية نستفيد منها بدلا من هذه السخرية.
فإن اقتنع فبها وإن لم يقتنع فدعه وشأنه وإن كنت لا تستفيد وتعتبر أبحاث الأستاذ جلغوم هراء فغيرك يستفيد
جزاك الله خيرا
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:08 م]ـ
للأسف قد اختُطفت عقولكم
حقا
دراويش!
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Sep 2010, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الفاضل مساعد أحمد الصبحي، أضحكتني والله أضحك الله سنك ورواني وإياك من الحوض، أضحكتني ليس سخرية ولكن عجبا .. هكدا كما يحدث بين أخوين.
ثم إني حقيقة ما قصدت أن اثيرك أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أدري أنت وجلغوم عندما تقرأون كتاب الله هل تعون شيئا منه ... أم أنكم تبقون تعدون وتحصون وتجمعون وتطرحون وتضربون وتقسمون وتربعون وتخمسون وتسدسون وتسبعون وتعشرون وتثمنون وتطلعون وتنزلون وتشرقون وتغربون وتأكلون وتشربون وتضحكون
ولا تفقهون شيئاً مما تقرأون!
أما عن حقيقة نفسي فوالله إني لأعجب لهدا الترتيب في القرآن. ووالله، على غير ما قلت، لا أضحك إدا قرأت مثل هدا بل أسبح الله.
كيف هو هكدا .. ما هده الروعة ..
قلنا أن القرآن في معناه في أسلوبه ....
ثم نجده حتى في عد حروفه وكلماته .. وفي ترتيب سوره وآياته.
والله إنه لعظيم.
سيدي لعل النواظر التي ركبها الله في عقلي ليست هي نفس النواظر التي ركبت في عقلك أنت.
وبنواظري أرى أن هدا عجيبا ورائعا .. وليس فقط كدلك بل ومعجزا ... وأتحدى أن يؤتى بمثله .. ولك أن تجرب.
إن الله تعالى وصف كتابه بالحديث .. وأنت العربي وتحمد الله أن جعلك عربيا .. فهل نظرت في هدا الوصف؟
أما أنا فقد نظرت .. وربما الواجب علي أنا أن أحمد الله، فربما كنت بهدا عربيا أكثر منك .. سلمك الله.
الحديث تأخد في العربية معنى الكلام ومعنى الجديد. وهو كدلك أخي الحبيب فإن من قرأه في القرن الأول يحس أنه به يقرأ واقع الحياة التي يعرفه، ويفوق به علما بالحياة، ويشهد بدلك. وإدا قرأه أحدنا في القرن الرابع عشر يحس الشيء نفسه، مهما كان علمه ومهما كان اختصاصه. فهل تبدل القرآن؟ لا. مالدي يجعله دائما حديثا؟
هل سألت نفسك هدا السؤال؟
لمادا تتأثر أنت بكلمة وتنفي عني التأثر بمثلها؟
أليس في القرآن دعوة للنظر والفكر والتدبر ....
وفيه أيضا دعوة للقراءة والعلم وسؤال أهل الدكر ....
وفيه حديث عن السماء والأرض ...
وأنا أسألك لمادا تحدث الله عن السماء والأرض والنجوم والكواكب البعيدة؟
وما قولك فيمن ركب لينظر فيها وفي ملكوت الله؟
هل ستقول له صنعت وحلقت وتعلمت وجبت الملكوت وتطلعون وتنزلون وتشرقون وتغربون وتأكلون وتشربون وتضحكون ولا تفقهون شيئاً مما تقرأون!
ربما سيكون هدا كلامك، وإلا
أليس الإحصاء والعد والحساب والجمع ... مما دكره الله في كتابه؟
فكيف لا تنكر على من نظر في السماء وتنكر على من نظر في العدد؟
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي ولكم
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:38 م]ـ
أقول لو أقمت "فأرة" بجانب "فيلٍ" وأعملت فيهم مايُعمِله الاخ جلغوم في كتاب الله لاستطعت قطعا أن توجد بينهم علاقة رياضية ما ...
فهل يصدق أحد أن هذا (((إعجاز)))
إلا العجائز والدراويش!
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:44 م]ـ
هنيئا لكم
وأخيرا
لقد استطعت أن أفهم وجه تسميتكم له إعجازا
لأنه يُعجزني أن أفهمه إعجازا
فأنا إلى الآن عاجز عن فهم هذا الإعجاز الجديد
حقا لقد أعجزني وياليتني لم أعجز عن فهمه
فأكون معكم ممن لم يعجز عن فهمه
وأحاور من عجز عن فهمه
حتى نجعله غير عاجز عن فهمه
ويكون هو الآخر غير عاجز عن محاورة من هو عاجز عن فهمه
ياويل أمي
ياله من إعجاز
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Sep 2010, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب
أقول لو أقمت "فأرة" بجانب "فيلٍ" وأعملت فيهم مايُعمِله الاخ جلغوم في كتاب الله لاستطعت قطعا أن توجد بينهم علاقة رياضية ما ...
فهل يصدق أحد أن هذا (((إعجاز)))
إلا العجائز والدراويش!
كلام جميل لو اجتهدت وبينت لنا هده العلاقات التي أعرف أنك لن تعدمها لأن دلك خلق الله.
ولكني أريدك أن تجتهد في عمل الإنسان وائتني بمثل ما يأتيك به الأستاد عبد الله جلغوم؟ لن تجد وإن اجتهدت طول حياتك.
ثمة بحث لطيف في إعجاز البسملة للدكتور ماهر أمين بين فيه أن لا أحد يستطيع أن يأتي بجملة تجمل الخصائص العددية للبسملة وهدا اعتمادا على برنامج يعطي جميع الاحتمالات الممكنة بتكوين جملة فيها تلك الخصائص يكفي أن تدخل الحروف التي تشاء وقد أدخل جميع حروف العربية .. وكانت النتيجة أن ما تظنه ويظنه غيرك هراء.
لا أحد يستطيع ان يأتي بمثل ترتيب القرآن أبدا .. وإن شئت أنت وغيرك فجرب وأفيدونا ..
أما أن تبقى تلوك هده الكلمة " لو " لكان كدا وكدا فإليك هدا الحديث:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ رَبِيعَةَ ابْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ - حديث صحيح رواه مسلم
يغفر الله لي ولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Sep 2010, 06:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب
هنيئا لكم
وأخيرا
لقد استطعت أن أفهم وجه تسميتكم له إعجازا
لأنه يُعجزني أن أفهمه إعجازا
فأنا إلى الآن عاجز عن فهم هذا الإعجاز الجديد
حقا لقد أعجزني وياليتني لم أعجز عن فهمه
فأكون معكم ممن لم يعجز عن فهمه
وأحاور من عجز عن فهمه
حتى نجعله غير عاجز عن فهمه
ويكون هو الآخر غير عاجز عن محاورة من هو عاجز عن فهمه
ياويل أمي
ياله من إعجاز
إن من الأشياء التي تدهب بالعلم الكبر والحياء.
وإن الكبر يدهب بالانسان حتى يتوهم أنه قد علم وهو لم يعلم.
فيقول بغير ما يعلم، وهو يدري أنه يأثم، وإدا أثم لم يندم ..
فهده نصيحتي لك ..
أسأل الله لي ولك المعافاة ..
يغفر الله لي ولكم
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب
كلام جميل لو اجتهدت وبينت لنا هده العلاقات التي أعرف أنك لن تعدمها لأن دلك خلق الله.
لابد من علاقة يستطيع الوصول لها كل من لدية شئ من علم الحساب والرياضيات
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Sep 2010, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
استادي الحبيب عبد الله جلغوم،
............
ومن الإشارات اللطيفة في موقع آية الحفظ التالية:
عدد كلمات سورة الحجر من أولها وحتى وحتى بداية آية الحفظ: 59 كلمة
عدد كلمات آية الحفظ: 7
عدد كلمات الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف: 588
العدد الناتج من صف هذه الأعداد هو: 597588
هذا العدد يساوي 5242 × 114.
114: تعني سور القرآن الكريم، أليس هذا الذي سيحفظ؟
لعلكم لاحظتم أن رقم ترتيب سورة الحجر هو 15 وعدد آياتها هو 99، ومجموعهما 114.
هل في الآية أدلة أخرى تشير إلى العدد 114؟ الجواب نعم.
أثابك الله .. وجزاك خيرا ..
متعطشين إلى المزيد
يغفر الله لي و لكم
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:10 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله جلغوم
............
ومن الإشارات اللطيفة في موقع آية الحفظ التالية:
عدد كلمات سورة الحجر من أولها وحتى وحتى بداية آية الحفظ: 59 كلمة
عدد كلمات آية الحفظ: 7
عدد كلمات الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف: 588
العدد الناتج من صف هذه الأعداد هو: 597588
هذا العدد يساوي 5242 × 114.
114: تعني سور القرآن الكريم، أليس هذا الذي سيحفظ؟
لعلكم لاحظتم أن رقم ترتيب سورة الحجر هو 15 وعدد آياتها هو 99، ومجموعهما 114.
هل في الآية أدلة أخرى تشير إلى العدد 114؟ الجواب نعم.
سؤالي الذي يلح علي:
لماذا يتهرب الاستاذ جلغوم عن بيان السبب الذي جعله يختار الجمع هنا من بين عشرات العمليات الرياضية!
فإما أن يخبرنا بالسبب وإلا فهذا هرا ا ا ا ا ا ا ا ا ء
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
استادي الحبيب عبد الله جلغوم،
أثابك الله .. وجزاك خيرا ..
متعطشين إلى المزيد
يغفر الله لي و لكم
بارك الله فيك اخي الحبيب دكتور عمارة.
لا أخفي عليك، ما بقيت لي رغبة في الكتابة هنا، إن في هذا الملتقى من العجائب ما لم أجدها في أي منتدى آخر، فهو يجمع أعقل العقلاء، ونقيضهم .. وها قد رأيت بنفسك كما رأى الآخرون. أشكرك ثانية وأسأل الله العفو والعافية لنا ولكم.
(ملاحظة: ورد خطأ طباعة في: عدد الكلمات 588 حتى نهاية المصحف، والصواب حتى نهاية السورة،)
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:28 م]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[ Amara] ــــــــ[21 Sep 2010, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب مساعد أحمد الصبحي، كنت قلت
لابد من علاقة يستطيع الوصول لها كل من لدية شئ من علم الحساب والرياضيات
ولم أفهم منك، فلو أفصحت وفسرت ..
وقلت
لماذا يتهرب الاستاذ جلغوم عن بيان السبب الذي جعله يختار الجمع هنا من بين عشرات العمليات الرياضية!
فإما أن يخبرنا بالسبب وإلا فهذا هرا ا ا ا ا ا ا ا ا ء
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أريد أن أسألك سؤالين هنا، وأترقب الإجابة منك سيدي، وجزاك الله عني خيرا:
السؤال الأول: ذكرت أنه ثمة عشرات العمليات الرياضية، وطبيعي أنك تقصد العمليات الرياضية التي تخص الأعداد، فلو سميت لي عسرة واحدة من بين هذه العمليات؟
السؤال الثاني: تساءلت عن السبب الذي جعل الأستاذ جلغوم يختار الجمع هنا، وأريد أن أعرف ما إذا كانت النتائج بالجمع محيرة وتدعوك إلى التوقف أم لا؟ فإن لم تكن عجبت لها، فما الداعي أن نبحث في غيرها؟
فإن كنت ممن عجب لما قدمه الأستاذ جلغوم، فإليك
قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا.:. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.:.
وقوله تعالى: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ.:.
وقوله تعالى: قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا.:. قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا.:. فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا.:.
فانظر كيف هو العجب؟ عجب فيه بداية إيمان، وعجب فيه بداية كفر، وعجب فيه بداية علم .. فلينظر كل واحد كيف هو عجبه؟
ولعلي أزيد:
أريد أن أجنح بك إلى الأعداد وقوانين الأعداد وخصائص الأعداد. ولك أن تعلم أننا بعد لا نعرف إلا القليل.
لو سألتك عن تعريف الأعداد الأولية؟
ربما لو كان لك علم بها ستقول هي الأعداد التي لا تقبل القسمة بما دونها غير الواحد؟
فهل يجوز مثلا أن أسأل لماذا استعملنا القسمة ولم نستعمل الجمع أو الطرح أو الضرب؟
ربما سيجيبك آخرون: هي هكذا، الصورة كانت مع القسمة وهي ليست ظاهرة مع غيرها؟
وربما سألت لماذا الواحد ليس أوليا؟
وربما أجابك بعضهم لأنه ليس له أصغر منه يفصله عن نفسه .. وهو إلى حد ما جواب مقنع ..
ولي أن أقول لك أيضا، إن كان الواحد أوليا .. فلن يوجد عدد أولي. وستكون كل الأعداد الأولية مركبة لأنها تكتب في صورة العدد في الواحد.
طيب لعلي أسألك لماذا الواحد بالخصوص؟ مالذي يميز الواحد في الأعداد عن بقية الأعداد ..
وجميل جدا أن تعلم أن الواحد متأصل في جميع الاعداد ..
وربما سألتني مالذي تعنيه بأنه متأصل فيها؟ أقول لك بما أن كل عدد يساوي نفسه في الواحد فالواحد فيه وهو معه .. ومع ذلك لا نستطيع فصله عنه ..
يغفر الله لي ولكم
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب مساعد أحمد الصبحي، كنت قلت
ولم أفهم منك، فلو أفصحت وفسرت ..
وقلت
وأنا أريد أن أسألك سؤالين هنا، وأترقب الإجابة منك سيدي، وجزاك الله عني خيرا:
السؤال الأول: ذكرت أنه ثمة عشرات العمليات الرياضية، وطبيعي أنك تقصد العمليات الرياضية التي تخص الأعداد، فلو سميت لي عسرة واحدة من بين هذه العمليات؟
السؤال الثاني: تساءلت عن السبب الذي جعل الأستاذ جلغوم يختار الجمع هنا، وأريد أن أعرف ما إذا كانت النتائج بالجمع محيرة وتدعوك إلى التوقف أم لا؟ فإن لم تكن عجبت لها، فما الداعي أن نبحث في غيرها؟
فإن كنت ممن عجب لما قدمه الأستاذ جلغوم، فإليك
قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا.:. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.:.
وقوله تعالى: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ.:.
(يُتْبَعُ)
(/)