ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة النساء
إن مبدأ التوحيد في الإسلام يرتبط بسلوك المسلم
حيث أمرنا الله تعالى بالبر والأحسان بعد الأمر بعبادته سبحانه
وعدم الإشراك به شيئا
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا -36
يأمر تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له , فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الآنات والحالات فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " أتدري ما حق الله على العباد؟ "
قال الله ورسوله أعلم قال " أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم "
ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين فإن الله سبحانه جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود ,
وكثيرا ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين
كقوله " أن اشكر لي ولوالديك " 14 لقمان وكقوله " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " 23 الإسراء
ثم عطف على الإحسان إليهما الإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء
كما جاء في الحديث " الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم صدقة وصلة "
ثم قال تعالى " واليتامى " وذلك لأنهم فقدوا من يقوم بمصالحهم ومن ينفق عليهم
فأمر الله بالإحسان إليهم .. ثم قال " والمساكين " وهم المحاويج من ذوي الحاجات
الذين لا يجدون من يقوم بكفايتهم فأمر الله سبحانه بمساعدتهم بما تتم به كفايتهم وتزول به ضرورتهم
والجار ذي القربى يعني الذي بينك وبينه قرابة والجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة
"والصاحب بالجنب" الرفيق في السفر أو العمل .. وقيل الزوجة "وابن السبيل" المنقطع في سفره "
وما ملكت أيمانكم" من الأرقاء بتحريرهم - وقد قضى الإسلام على نظام الرق
إذ أن مصدر الرق كان الأسر في الحروب
قال تعالى في سورة محمد: حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً
وبذلك أغلق باب الإسترقاق
وجعل من التقرب إلى الله عتق وتحرير العبيد المستبقين من النظم السابقة
وبهذا نرى أن مبدأ التوحيد ليس كلاما فحسب
بل هو منهج حياة
*****
وكما أن مبدأ التوحيد ينظم حياة الإنسان في الدنيا
ويكون سببا في المغفرة يوم القيامة بإذن الله تعالى
فإن الشرك يحطم حياة الإنسان في الدنيا
قال تعالى " إن الشرك لظلم عظيم "-17 لقمان
ويكون سببا في عدم المغفرة يوم القيامة
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا -116
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا -117
كَمَا قَالَ تَعَالَى " أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَم أَلَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان " 60 يس
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) [رواه البخاري].
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار).
******
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ
انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وكيلا -171
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء وهذا كثير في النصارى فإنهم تجاوزوا الحد في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه. بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ممن زعم أنه على دينه فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطلا أو ضلالا أو رشادا أو صحيحا أو كذبا ولهذا قال الله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله "
روى البخاري عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
****
عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).الترمذي
والى الجزء التالي إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[30 Jul 2010, 08:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة المائدة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مبين - 15
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ -16
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -17
إن رسالات الله تعالى - من لدن أدم عليه السلام إلى نبينا صلوات الله وسلامه عليه – جاءت بمبدأ التوحيد.
فتوحيد الله تبارك وتعالى هو أصل الرسالات.
ومن رحمة الله تعالى للعالمين أن بين لهم حقيقة ماهم عليه من الكفر والشرك والألحاد, وأن المخرج من هذه الظلمات هو
إتباع النور الذي أنزله على قلب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, والذي قال له ربه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
ومن دلائل نبوة رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه أنه طبق على نفسه ما أمره به الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين -67
"يا أيها الرسول بلغ" جميع "ما أنزل إليك من ربك" ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه "وإن لم تفعل" أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك "فما بلغت رسالته" بالإفراد والجمع لأن كتمان بعضها ككتمان كلها "والله يعصمك من الناس" أن يقتلوك.
وكان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت
فقال: "انصرفوا فقد عصمني الله" رواه الحاكم
*****
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ,
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ,
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ -72
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ,
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ ,
وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -73
أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -74
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ,
انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ -75
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ -76
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). البخاري ومسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ـ وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله ـ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك: فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) البخاري ومسلم.
********
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله) رواه ابن حبان، والحاكم وصححه.
********
والى الجزء التالي إن شاء الله
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:43 ص]ـ
شكر الله لك يا أستاذ صابر جهدك
ولي اقتراح ألا ترى أن جمع الآيات المتناظرة والحديث عنها أولى وأكمل للموضوع من الحديث عن جزء جزء من القرآن ثم ألا ترى بارك الله فيك تقسيم ما يندرج تحت لفظ التوحيد من موضوعات ليكون أقرب إلى التركيز على قضايا التوحيد قضية قضية
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دكتور/ أبو صفوت دمتم بخير وعافية
وجزاكم الله خير على متابعتكم لهذه السلسلة الهامة
فقد كان هذا البحث بقصد تدبر آيات القرآن العظيم والمبادئ التي أتى بها.
وقد بدأت بمبدأ التوحيد عبر أجزاء القرآن , وكذلك مبادئ المعاملات والأخلاق في بحث منفصل عبر سلسلة متصلة ,
وقد وجدت في هذا العرض فوائد كثيرة, منها حث القارئ على متابعة قرآءة الجزء المعروض , ومنها الإرتباط بالتسلسل الذي ورد في القرآن العظيم وما له من أسرار سنجدها في حينها إن شاء الله تعالى.
وإنني إذ أقدر تلك النصيحة الغالية أخذا في الإعتبار تنفيذها في البحوث التالية إن شاء الله تعالى.
ومرة أخرة أتقدم لكم بخالص الشكر والعرفان وجميع إدارة المنتدى الكرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:23 م]ـ
بارك الله في جهودك أستاذ صابر على هذا الموضع الرائع
والذي فعلا نحتاجه في جميع أمور حياتنا
نفع الله بك
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة الأنعام
إن مبدأ التوحيد في سورة الأنعام يتجلى من أول آية
حتى أخر الآيات وذلك لترسيخ ذلك الأمر كعقيدة للمؤمن
يعيش بها حرا قويا لا يركع إلا لله الخالق الرازق المحيي المميت
ينطلق في ربوع الأرض ناشرا رسالة ربه بأخلاق التوحيد
ليخرج الناس من عبادة العبيد إلى عبادة رب العالمين
ومع بعض من هذه الآيات نعيش في أنوار التوحيد
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)
الثناء على الله بصفاته التي كلّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، الذي أنشأ السموات والأرض وما فيهن, وجعل الظلمات والنور,
فالنور واحد وهو عقيدة التوحيد التي تنير القلوب الى الله الواحد الأحد,
أما الظلمات فهي كثيرة يضيع فيها الإنسان بين الشرك والكفر والإلحاد
ويتردى في المحرمات حيث لا رادع من عقيدة ولا خوف من حساب ..
إن نور التوحيد ينقذ الإنسان , ولذلك تأكد هذا المعنى بصور عديدة
في القرآن العظيم
ورغم وضوح الدلائل المادية والآيات القرآنية التي تدل
على عظمة الله تعالى, واستحقاقه وحده العبادة. فإن الكافرين يسوون بالله غيره, ويشركون به.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)
هو الذي خلق أباكم آدم من طين وأنتم سلالة منه, ثم كتب مدة بقائكم في هذه الحياة الدنيا, وكتب أجلا آخر محدَّدًا لا يعلمه إلا هو جل وعلا وهو يوم القيامة, ثم أنتم بعد هذا تشكُّون في قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت.
*****
إن الحق ظاهر واضح ثابت ولهذا نرى كثيرا من آيات الله تطلب منا
أن نتوجه بالسؤال إلى الفطرة في الإنسان
وإن عميت عن الإجابة الواضحة وضوح الشمس في السماء
فإن الإجابة يأتي بها الله في القرآن العظيم رحمة بعباده
قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (12)
وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: لمن مُلكُ السموات والأرض وما فيهن؟ قل: هو لله كما تقرون بذلك وتعلمونه, فاعبدوه وحده. كتب الله على نفسه الرحمة فلا يعجل على عباده بالعقوبة. بل فتح باب التوبة للإنسان , فلا عذر على من مات كافرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه للحساب والجزاء. الذين أشركوا بالله أهلكوا أنفسهم, فهم لا يوحدون الله, ولا يصدقون بوعده ووعيده, ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولله ملك كل شيء في السموات والأرض, سكن أو تحرك, خفي أو ظهر, الجميع عبيده وخلقه, وتحت قهره وتصرفه وتدبيره, وهو السميع لأقوال عباده, الحليم بحركاتهم وسرائرهم.
قل -أيها الرسول- للمشركين: أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا, وهو خالق السموات والأرض وما فيهن, وهو الذي يرزق خلقه , قل -أيها الرسول-: إني أُمِرْتُ أن أكون أول مَن خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة, ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره.
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)
مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)
قل -أيها الرسول-: إني أخاف إن عصيت ربي, فخالفت أمره, وأشركت معه غيره في عبادته, أن ينزل بي عذاب عظيم يوم القيامة.
من يصرف الله عنه ذلك العذاب الشديد فقد رحمه, وذلك الصرف هو الظفر البين بالنجاة من العذاب العظيم.
وإن يصبك الله تعالى -أيها الإنسان- بشيء يضرك كالفقر والمرض فلا كاشف له إلا هو, وإن يصبك بخير كالغنى والصحة فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه, فهو -جل وعلا- القادر على كل شيء.
والله سبحانه هو الغالب القاهر فوق عباده; خضعت له الرقاب وذَلَّتْ له الجبابرة, وهو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها وَفْق حكمته, الخبير الذي لا يخفى عليه شيء. ومن اتصف بهذه الصفات يجب ألا يشرك به.
والله سبحانه هو الإله المعبود في السموات والأرض. ومن دلائل ألوهيته أنه يعلم جميع ما تخفونه -أيها الناس- وما تعلنونه, ويعلم جميع أعمالكم من خير أو شر ; ولهذا فإنه -جلَّ وعلا- وحده هو الإله المستحق للعبادة.
******
وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل).
إن شاء الله تعالى
نستكمل بقية الجزء في اللقاء القادم
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
ومع بعض آيات من سورة الأنعام
إن الإنسان حين يتعرض لبلاء شديد أو يتعرض للهلاك
يتجه قلبه للذي خلقه وينسى الشركاء
هذه الفطرة التي يجب أن يلاحظها الإنسان حتى يدرك
معنى التوحيد
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40)
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن جاءكم عذاب الله في الدنيا أو جاءتكم الساعة التي تبعثون فيها: أغير الله تدعون هناك لكشف ما نزل بكم من البلاء, إن كنتم محقين في زعمكم أن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله تنفع أو تضر؟
بل تدعون -هناك- ربكم الذي خلقكم لا غيره, وتستغيثون به, فيفرج عنكم البلاء العظيم النازل بكم إن شاء; لأنه القادر على كل شيء, وتتركون حينئذ أصنامكم وأوثانكم وأولياءكم
*****
إن الأهواء والشهوات وشياطين الإنس والجن
تخدع الإنسان حيث تحسن له سلوك طريق الكفر والشرك
فحين يفعل المعاصي يفعلها وهو مطمئن بأن سدنة الألهة المزعومة
يمكن خداعهم أو أرضائهم بالمال ليصدروا له وثيقة بالمغفرة
والذين يعبدون الأصنام أو يعبدون الكواكب ماذا أعدت لهم من ثواب أو عقاب؟
لا شئ .. إنما هي الأهواء
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ , قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (56)
(يُتْبَعُ)
(/)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إن الله عز وجل نهاني أن أعبد الأوثان التي تعبدونها من دونه, وقل لهم: لا أتبع أهواءكم قد ضللت عن الصراط المستقيم إن اتبعت أهواءَكم, وما أنا من المهتدين.
***** إن رسالة التوحيد وهي الإسلام
جاءت من عند الله خالق الكون وعليها ادلتها التي لا ينكرها إلا من ظلم نفسه وحجب عن عقله وقلبه نور الإيمان
فنحن المسلمون على بينة من ربنا.
نعبد الله الواحد الذي أرسل لنا كتابه العظيم القرأن الكريم يبين لنا فيه الحلال والحرام.
يبين فيه أحوال الأمم السابقة وما آلت اليه.
يبين لنا حقيقة رسالات الله من لدن أدم.
أنزل فيه شريعة صالحة لكل زمان ومكان.
بين لنا فيه بداية خلق الإنسان وبين ما أعده له يوم القيامة.
نحن نعيش في النور بكل ما تعنيه هذه الكلمة
قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ , مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)
قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)
******
ومن الأمور العجيبة أن علم الغيب لله وحده
ويدرك ذلك كل البشر فهو وحده يعلم عدد ما في البحار
وعدد مافي البر. وهو وحده الذي يعلم عدد ومصير أوراق الأشجار ..
وكل جماد وكل متحرك له قانون وضعه الخالق له.
فأين من ينكر ذلك ليرد علينا؟ ويقولوا لنا أن مايعبدونهم من دون الله
يعلمون مثل هذا؟ سكتت الألسنة وبهت الذي كفر
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ , وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ , وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)
وعند الله -جل وعلا- مفاتح الغيب أي: خزائن الغيب, لا يعلمها إلا هو, ومنها: علم الساعة, ونزول الغيث, وما في الأرحام, والكسب في المستقبل, ومكان موت الإنسان, ويعلم كل ما في البر والبحر, وما تسقط من ورقة من نبتة إلا يعلمها, فكل حبة في خفايا الأرض, وكل رطب ويابس, مثبت في كتاب واضح لا لَبْس فيه, وهو اللوح المحفوظ
والله هدى العقل الإنساني لصناعة الحاسب الألي
ويعرف من يصنعون البرامج أنه يجب إدخال كل صغيرة وكبيرة
وجميع المعلومات المتاحة حتى تظهر لمن يدير ذلك البرنامج.
ونحن نسمع ونرى هذا الكون الهائل بما فيها عقل الإنسان
الذي يحتوي على ذاكرة أكبر بكثير من الحسوب
وقوانين تحكم كيان الإنسان ذاتة حيث لا يولد إلا وفق إرادة الله تعالى
ولا يعمل قلبه إلا وفق إرادة الله , ولا يتنفس إلا وفق إرادة خالقه
حتى اللسان الذي يكفر به لا يتحرك إلا وفق قانون الله
ولا ينام ولا يستيقظ إلا بإرادة الله المنعم
المتفضل علينا بنعمة الوجود من العدم وخلق لنا وسخر لنا
ما في السماوات والأرض جميعا منه
وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60)
وهو سبحانه الذي يقبض أرواحكم بالليل بما يشبه قبضها عند الموت, ويعلم ما اكتسبتم في النهار من الأعمال, ثم يعيد أرواحكم إلى أجسامكم باليقظة من النوم نهارًا بما يشبه الأحياء بعد الموت; لتُقضى آجالكم المحددة في الدنيا, ثم إلى الله تعالى معادكم بعد بعثكم من قبوركم أحياءً, ثم يخبركم بما كنتم تعملون في حياتكم الدنيا, ثم يجازيكم بذلك.
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61)
ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)
والله تعالى هو القاهر فوق عباده, فوقية مطلقة من كل وجه, تليق بجلاله سبحانه وتعالى. كل شيء خاضع لجلاله وعظمته, ويرسل على عباده ملائكة, يحفظون أعمالهم ويُحْصونها, حتى إذا نزل الموت بأحدهم قبض روحَه مَلكُ الموت وأعوانه, وهم لا يضيعون ما أُمروا به.
ثم أعيد هؤلاء المتوفون إلى الله تعالى مولاهم الحق. ألا له القضاء والفصل يوم القيامة بين عباده وهو أسرع الحاسبين.
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (63)
قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)
******
وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض خطايا،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة.
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[02 Aug 2010, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
ومع بعض آيات من سورة الأنعام
نسمع كثيرا من دعوات الشرك وهي تزين للناس عبادة العباد.
ولعلكم تلاحظون ذلك عبر المواقع والغرف المشبوهة والمضللة.
وقد علمنا ربنا كيف نتعامل مع هؤلاء وماذا نقول.
ونستمع إلى كلام الله جل وعلى ..
قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ ,كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ , لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا , قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)
وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ , عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)
قل لهؤلاء المشركين: أنعبد من دون الله تعالى ما لا ينفع ولا يضر؟ ونرجع إلى الكفر بعد هداية الله تعالى لنا إلى الإسلام, وعقيدة التوحيد
إننا أُمِرنا جميعًا لنسلم لله تعالى رب العالمين بعبادته وحده لا شريك له, فهو رب كل شيء ومالكه.
وكذلك أُمرنا بأن نقيم الصلاة كاملة, وأن نخشاه بفعل أوامره واجتناب نواهيه. وهو -جل وعلا- الذي إليه تُحْشَرُ جميع الخلائق يوم القيامة.
والله سبحانه هو الذي خلق السموات والأرض بالحق,
والله تعالى هو وحده الذي يختص بموعد القيامة وغيرها بدءًا ونهاية, نشأة ومصيرًا, وهو وحده الذي يجب على العباد الانقياد لشرعه, والتسليم لحكمه, والتطلع لرضوانه ومغفرته.
*****
إن دعوة التوحيد هي دعوة جميع رسل الله تعالى
وتعالوا نرى ونسمع إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام كيف ناقش قومه
وكيف بين لهم بالدليل المادي الذي لا يقبل الشك بطلان كل ما يعبد من دون الله تعالى
سواء كانت أصناما أو كواكب أو نجوم
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74)
واذكر -أيها الرسول- مُحاجَّة إبراهيم عليه السلام لأبيه آزر, إذ قال له: أتجعل من الأصنام آلهة تعبدها من دون الله تعالى؟ إني أراك وقومك في ضلال بيِّن عن طريق الحق.
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ (75)
وكما هدينا إبراهيم عليه السلام إلى الحق في أمر العبادة نُريه ما تحتوي عليه السموات والأرض من ملك عظيم, وقدرة باهرة, ليكون من الراسخين في الإيمان.
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76)
فلما أظلم على إبراهيم عليه السلام الليل وغطَّاه ناظر قومه; ليثبت لهم أن دينهم باطل, وكانوا يعبدون النجوم. رأى إبراهيم عليه السلام كوكبًا, فقال -مستدرجا قومه لإلزامهم بالتوحيد-: هذا ربي, فلما غاب الكوكب, قال: لا أحب الآلهة التي تغيب.
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)
فلما رأى إبراهيم القمر طالعًا قال لقومه -على سبيل استدراج الخصم-: هذا ربي, فلما غاب, قال -مفتقرا إلى هداية ربه-: لئن لم يوفقني ربي إلى الصواب في توحيده, لأكونن من القوم الضالين عن سواء السبيل بعبادة غير الله تعالى.
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)
فلما رأى الشمس طالعة قال لقومه: هذا ربي, هذا أكبر من الكوكب والقمر, فلما غابت, قال لقومه: إني بريء مما تشركون من عبادة الأوثان والنجوم والأصنام التي تعبدونها من دون الله تعالى.
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79)
(يُتْبَعُ)
(/)
إني توجَّهت بوجهي في العبادة لله عز وجل وحده, فهو الذي خلق السموات والأرض, مائلا عن الشرك إلى التوحيد, وما أنا من المشركين مع الله غيره.
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80)
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)
وجادله قومه في توحيد الله تعالى قال: أتجادلونني في توحيدي لله بالعبادة, وقد وفقني إلى معرفة وحدانيته, فإن كنتم تخوفونني بآلهتكم أن توقع بي ضررًا فإنني لا أرهبها فلن تضرني, إلا أن يشاء ربي شيئًا.
وسع ربي كل شيء علمًا. أفلا تتذكرون فتعلموا أنه وحده المعبود المستحق للعبودية؟
وكيف أخاف أوثانكم وأنتم لا تخافون ربي الذي خلقكم, وخلق أوثانكم التي أشركتموها معه في العبادة, من غير حجة لكم على ذلك؟ فأي الفريقين: فريق المشركين وفريق الموحدين أحق بالطمأنينة والسلامة والأمن من عذاب الله؟ إن كنتم تعلمون صدق ما أقول فأخبروني
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)
الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ولم يخلطوا إيمانهم بشرك, أولئك لهم الطمأنينة والسلامة, وهم الموفقون إلى طريق الحق.
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)
وتلك الحجة التي حاجَّ بها إبراهيم عليه السلام قومه هي حجتنا التي وفقناه إليها حتى انقطعت حجتهم. نرفع مَن نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والآخرة. إن ربك حكيم في تدبير خلقه, عليم بهم.
******
و إلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[03 Aug 2010, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
ومع بعض آيات من سورة الأنعام
وتتوالى الآيات الدالة على وحدانية الله جل وعلى
وتظهر طلاقة القدرة الالهية في الكون المنظور وغير المنظور
إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)
إن الله تعالى يشق الحب, فيخرج منه الزرع, ويشق النوى, فيخرج منه الشجر,
يخرج الحي من الميت, ويخرج الميت من الحي, ذلكم الله أي: فاعل هذا هو الله وحده لا شريك له المستحق للعبادة, فكيف تُصْرَفون عن الحق إلى الباطل فتعبدون معه غيره؟
والله سبحانه وتعالى هو الذي شق ضياء الصباح من ظلام الليل, وجعل الليل مستقرًا, يسكن فيه كل متحرك ويهدأ, وجعل الشمس والقمر يجريان في فلكيهما بحساب متقن مقدَّر, لا يتغير ولا يضطرب,
ومن التقديرات التي وضعها الله تعالى في المخلوقات أن جعل الشمس سببا في دورة الماء على الأرض، بواسطة الحرارة والتبخير
(يُتْبَعُ)
(/)
فأن كمية الماء ثابتة على سطح الأرض وفي باطنه، ولكنها تتحول من شكل إلى آخر، فكل عام تتبخر ملايين الأطنان من البحار والمحيطات والأنهار تتبخر هذه المياه وتصعد إلى الجو ثم تتكثف وينزل المطر،
ذلك تقدير العزيز الذي عزَّ سلطانه, العليم بمصالح خلقه وتدبير شئونهم. والعزيز والعليم من أسماء الله الحسنى يدلان على كمال العز والعلم.
واليكم بعض الحقائق العلمية: من (موسوعة الإعجاز العلمي)
التي تدل علي قدرة الله تعالى في الكون وتفرده سبحانه بالملك
وتقدير كل شئ بحكمة بالغة. بحيث لو زادت أو نقصت لحدث إختلال
1. الجاذبية:
إذا كانت أقوى: فالجو سيحتجز كثيراً من غاز الأمونيا والميتان.
إذا كانت أضعف: جو الكوكب سوف يخسر كثيراً من الماء.
2. البعد عن النجم الأم: (الشمس)
إذا كانت الأرض أبعد: الكوكب سيكون بارداً جداً.
إذا كانت الأرض أقرب: الكوكب سيكون ساخناً جداً.
3. سمك القشرة:
إذا كانت أكثر سمكاً: كثير من الأوكسجين سوف ينتقل من الجو إلى القشرة.
إذا كانت أرق: النشاط البركاني سيكون كبيراً جداً.
4. فترة الدوران:
إذا كانت أطول: فروق درجات الحرارة اليومية سيكون كبيراً جداً.
إذا كانت أقصر: سرعات الرياح الجوية ستكون كبيرة جداً.
5. التفاعل التجاذبي مع القمر:
إذا كان أكبر: فإن تأثيرات المد على المحيطات والجو ودور الدوران سيكون قاسياً جداً.
إذا كان أقل: فإن تغيرات في الميل المداري سوف يسبب عدم استقرار مناخي.
6. الحقل المغناطيسي:
إذا كان أقوى: العواصف الكهرطيسية ستكون عنيفة.
إذا كان أضعف: الحماية غير ملائمة من الإشعاعات النجمية القاسية.
7. نسبة الضوء المنعكسة إلى مجمل كمية الضوء الساقط على السطح:
إذا كان كبيراً: ستحل عصور جليدية.
إذا كان صغيراً: ستذوب الثلوج وتغرق الأرض في الماء، ثم تصبح جافة قاحلة بفعل ملح البحار.
8. نسبة الأوكسجين إلى النتروجين في الجو:
إذا كانت كبيرة: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة كبيرة.
إذا كانت أصغر: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة بطيئة.
9. مستوى غاز الكربون وبخار الماء في الجو:
إذا كانت كبيرة: ترتفع درجة حرارة الجو بشكل أكبر.
إذا كانت أصغر: تنخفض درجة حرارة الجو.
10. مستوى الأوزون في الجو:
إذا كان أكبر: درجة حرارة السطح ستكون منخفضة جداً.
إذا كان أقل: درجة حرارة السطح ستكون عالية جداً. وسيكون هناك كثير من الإشعاع فوق البنفسجية عند السطح.
11. النشاط الزلزالي:
إذا كان أكبر: سيتحطم كثير من أشكال الحياة.
إذا كان أقل: فإن المادة الغذائية على قيعان المحيطات (الآتية من مقذوفات الأنهار) لن تخضع للدورة المتكررة.
فهل يعقل بعد كل هذه الدلائل القرأنية و المادية أن يعبد الإنسان غير الله , أو يجعل معه شركاء؟
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)
وجعل هؤلاء المشركون الجن شركاء لله تعالى في العبادة; اعتقادًا منهم أنهم ينفعون أو يضرون, وقد خلقهم الله تعالى وما يعبدون من العدم, فهو المستقل بالخلق وحده, فيجب أن يستقل بالعبادة وحده لا شريك له. ولقد كذب هؤلاء المشركون على الله تعالى حين نسبوا إليه البنين والبنات; جهلا منهم بما يجب له من صفات الكمال, تنزَّه وعلا عما نسبه إليه المشركون من ذلك الكذب والافتراء.
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)
والله تعالى هو الذي أوجد السموات والأرض وما فيهن على غير مثال سابق. كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة؟ تعالى الله عما يقول المشركون علوًّا كبيرًا, وهو الذي خلق كل شيء من العدم, ولا يخفى عليه شيء من أمور الخلق
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)
(يُتْبَعُ)
(/)
لا ترى اللهَ الأبصارُ في الدنيا, أما في الدار الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم بغير إحاطة, وهو سبحانه يدرك الأبصار ويحيط بها, ويعلمها على ما هي عليه, وهو اللطيف بأوليائه الذي يعلم دقائق الأشياء، الخبير الذي يعلم بواطنها.
قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)
البصائر هي البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
*****
و إلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثامن من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
سورة الأنعام
ومع بداية الجزء الثامن
نلاحظ أن التوحيد في الإسلام ليس كلمة تقال
بل هو منهج حياة يرتبط بكافة المعاملات الإنسانية
ويستمد شرعيته من أوامر الله تعالى
المنزلة في القرآن العظيم وأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونبدأ بهذا الأمر الإلهي
فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ -118
و في تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين} يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين به وبآياته ,
فكلوا أيها المؤمنون مما ذكيتم من ذبائحكم وذبحتموه الذبح الذي بينت لكم أنه تحل به الذبيحة لكم , وذلك ما ذبحه المؤمنون بي من أهل دينكم دين الحق ,
أو ذبحه من دان بتوحيدي من أهل الكتاب , دون ما ذبحه أهل الأوثان ومن لا كتاب له من المجوس. {إن كنتم بآياته مؤمنين}
وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ - 121
ومع تفسير القرطبي لهذه الآية الكريمة
روى أبو داود قال: جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله؟ فأنزل الله عز وجل: " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " إلى آخر الآية.
وروى النسائي عن ابن عباس في قوله تعالى: " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " قال: خاصمهم المشركون فقالوا: ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم أكلتموه ; فقال الله سبحانه لهم: لا تأكلوا ; مما لم تذكروا اسم الله عليها.
والكلام في التسمية على أقوال خمسة , وهي
القول الأول: إن تركها سهوا أكلا جميعا , وهو قول إسحاق ورواية عن أحمد بن حنبل. فإن تركها عمدا لم يؤكلا ; وقاله في الكتاب مالك وابن القاسم , وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن حي وعيسى وأصبغ , وقاله سعيد بن جبير وعطاء , واختاره النحاس وقال: هذا أحسن , لأنه لا يسمى فاسقا إذا كان ناسيا.
الثاني: إن تركها عامدا أو ناسيا يأكلهما. وهو قول الشافعي والحسن , وروي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة وعطاء وسعيد بن المسيب وجابر بن زيد وعكرمة وأبي عياض وأبي رافع وطاوس وإبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وقتادة. وحكى الزهراوي عن مالك بن أنس أنه قال: تؤكل الذبيحة التي تركت التسمية عليها عمدا أو نسيانا. وروي عن ربيعة أيضا. قال عبد الوهاب: التسمية سنة ; فإذا تركها الذابح ناسيا أكلت الذبيحة في قول مالك وأصحابه.
الثالث: إن تركها عامدا أو ساهيا حرم أكلها ; قال محمد بن سيرين وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عمر ونافع وعبد الله بن زيد الخطمي والشعبي ; وبه قال أبو ثور وداود بن علي وأحمد في رواية.
الرابع: إن تركها عامدا كره أكلها ; قاله القاضي أبو الحسن والشيخ أبو بكر من علمائنا.
الخامس: قال أشهب: تؤكل ذبيحة تارك التسمية عمدا إلا أن يكون مستخفا , وقال نحوه الطبري.
الأدلة علي وجوب التسمية
قال الله تعالى: " فكلوا مما ذكر اسم الله عليه " [الأنعام: 118] وقال: " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " فبين الحالين وأوضح الحكمين.
فقوله: " لا تأكلوا " نهي على التحريم لا يجوز حمله على الكراهة ولا يجوز أن يتبعض , أي يراد به التحريم والكراهة معا ; وهذا من نفيس الأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الناسي فلا خطاب يوجه إليه إذ يستحيل خطابه ; فالشرط ليس بواجب عليه.
وأما التارك للتسمية عمدا فلا يخلو من ثلاثة أحوال:
1 - إما أن يتركها إذا أضجع الذبيحة ويقول: قلبي مملوء من أسماء الله تعالى وتوحيده فلا أفتقر إلى ذكر بلساني ; فذلك يجزئه لأنه ذكر الله جل جلاله وعظمه.
2 - أو يقول: إن هذا ليس بموضع تسمية صريحة , إذ ليست بقربة ; فهذا أيضا يجزئه.
3 - أو يقول: لا أسمي , وأي قدر للتسمية ; فهذا متهاون فاسق لا تؤكل ذبيحته.
. وقد استدل جماعة من أهل العلم على أن التسمية على الذبيحة ليست بواجبة ; لقوله عليه السلام لأناس سألوه , قالوا: يا رسول الله , إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سموا الله عليه وكلوا ". أخرجه الدارقطني عن عائشة ومالك مرسلا عن هشام بن عروة عن أبيه ,
وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
فدلت الآية على أن من استحل شيئا مما حرم الله تعالى صار به مشركا
والحكم بتحريم الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه ليس منسوخا بآية المائدة
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ - 5
وأن طعام أهل الكتاب حلال وذبائحهم ذكية. وذلك مما حكم الله على المؤمنين أكله
وقوله: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} بمعزل عن ذبائح أهل الكتاب ,
لأن الله إنما حرم علينا بهذه الآية الميتة وما أهل به للطواغيت (وهي كل ماعبد من دون الله تعالى)
وذبائح أهل الكتاب ذكية سموا عليها أو لم يسموا لأنهم أهل توحيد وأصحاب كتب لله يدينون بأحكامها ,
يذبحون الذبائح بأديانهم كما ذبح المسلم بدينه , سمى الله على ذبيحته أو لم يسمه ,
إلا أن يكون ترك من ذكر تسمية الله على ذبيحته بالتعطيل الدائم , أو بعبادة شيء سوى الله , فيحرم حينئذ أكل ذبيحته سمى الله عليها أو لم يسم.
عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: (لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن ووالديه. لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غير منار الأرض) [رواه مسلم].
لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك في الأرض وحق جارك، فتغيرها بتقديم أو تأخير.
ويتطلب مبدأ التوحيد أن يرتقي المؤمن بحياته كلها حتى يكون عبدا ربانيا , قال تعالى في أخر سورة الأنعام
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -162
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ -163
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ
وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى -164
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[05 Aug 2010, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثامن من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ونستكمل هذا الجزء مع أواخر سورة الأنعام وبداية
سورة الأعراف
إرتبطت عقيدة التوحيد في الإسلام بالأخلاق
وتنظيم حياة البشر ووضع المواثيق لحقوق الإنسان.
ونستمع إلى كلام الله تبارك وتعالى
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ -151
وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ -152
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -153
أهم المبادئ التي نأخذها من الآيات الكريمة
أولا- التحرر من العبودية لغير الله سبحانه – فالتوحيد هو أساس الحرية التي يسعى اليها الإنسان , فإذا أسلم العبد لله, وشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله , فقد تحققت له الحرية الحقيقية لا الحريات الزائفة التي تدور حول الإنفلات الخلقي الذي نشاهده
والذي يؤدي إلى الأمراض النفسية والهلاك في الدنيا والأخرة
ثانيا- الإحسان إلى الآباء , وهذه قمة الأخلاق التى لا تعرفها الحضارة اليوم , فغاية ما يفعلونه إنشاء دور للمسنين ووضعهم فيها دون مراعاة لمشاعرهم في الحاجة الى حنان الأبناء والأحفاد
ثالثا- حقوق الطفل , فقد أمرنا الله تعالى بعدم قتلهم بسبب الفقر , فإن الذي خلقنا هو الذي يرزقنا وإياهم , والذي يتصور غير ذلك ليس بمؤمن
وحقوق الطفل كثيرة في الشريعة الإسلامية, أولها الإختيار الجيد لأمه ,
ومنها العناية بتعليمه والإهتمام بالرياضة مثل السباحة والرماية وركوب الخيل
وقبل كل شئ ينشأ في رحاب الصلة بالله تعالى
حيث يؤمر الطفل بالصلاة في عمر سبع سنوات
رابعا- عدم القرب من الفواحش ماظهر منها وما بطن – والنهي هنا جاء مشددا حيث كان النهي عن الإقتراب من الفواحش من تحرش وزنا وما شابه ذلك
خامسا- حماية النفس الإنسانية ,متمثلة في تحريم قتل النفس مطلقا إلا بالقانون , كعقوبة القتل العمد.
قال تعالى: ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ َتعْقِلُونَ ...
سادسا- صيانة مال اليتيم , بالنهي عن تبديد ماله الذي ورثه , ولكن إن كان التعامل مع مال اليتيم لتنميته واستثماره فلا بأس , فإذا بلغ اليتيم الرشد فيسلم إليه ماله
سابعا- الوفاء في الكيل في حالة البيع بهذه الوسيلة, (المكيال)
والوفاء والدقة في الميزان في حالة البيع بهذه الوسيلة (الميزان)
وهذا بقدر الإمكان قال تعالى: لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا
ثامنا- العدل في القول , ولو كان الذي عليه الحق قريب , فالعدل أساس الملك وبدون العدل تنهار الأمم.
تاسعا- الوفاء بعهد الله, في حال الإتفاق بين الأفراد بعهود معينة, وجب الوفاء بها, وكذلك العهود المبرمة بين الدول , وما كانت المنازعات وماكانت الحروب إلا بعدم الوفاء بالعهود.
عاشرا- اتباع طريق الله المستقيم , والطريق المستقيم هو الطريق الموصل إلى السعادة في الدنيا وإلى جنات الله في الأخرة
النهي عن إتباع طرق الشيطان لانها تبعدنا عن طريق الحق والهدى.
هذه المبادئ العظيمة مرتبطة بعقيدة التوحيد ولا يمكن أن نفصل بينها ..
قال تعالى: ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وتأكيدا لتلكم المبادئ جاءت الآية-33 من سورة الأعراف
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
وأن دعوة الأنبياء جميعا
(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عظيم - 59
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تتقون – 65
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم – 73
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين - 85
******
وإلي الجزء التالي إن شاء الله
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[06 Aug 2010, 10:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
نعيش اليوم مع بعض آيات من سورة الأعراف
قد يقول إنسان ما فائدة الإيمان؟
وتجيب الآيات الكريمة علي هذا السؤال وتضع قواعد للأمان والرخاء ثم بيان لعاقبة المكذبين
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ - 96
وقوله تعالى " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا " أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات " لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " أي قطر السماء ونبات الأرض قال تعالى " ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم
****
إن الله تبارك وتعالى أرسل الرسل رحمة بالإنسان
فكان من المنطق أن يسارع البشر لتلقي هذه الرسالة لأنها كلام الله تعالى للبشر.
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تهتدون - 158
قل يا أيها الناس , إني رسول الله الذي له ملك السموات والأرض
{الذي له ملك السموات والأرض}: الذي له سلطان السموات والأرض وما فيهما , وتدبير ذلك وتصريفه. {لا إله إلا هو} لا ينبغي أن تكون الألوهية والعبادة إلا له جل ثناؤه دون سائر الأشياء من الأنداد والأوثان ,
وهذا خطاب للأحمر والأسود والعربي والعجمي " إني رسول الله إليكم جميعا " أي جميعكم وهذا من شرفه وعظمته صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين وأنه مبعوث إلى الناس كافة كما قال الله تعالى " قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " -19 الأنعام
******
وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)
ولله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى, الدالة على كمال عظمته, وكل أسمائه حسن, فاطلبوا منه بأسمائه ما تريدون, واتركوا الذين يُغيِّرون في أسمائه بالزيادة أو النقصان أو التحريف, كأن يُسمَّى بها من لا يستحقها, كتسمية المشركين بها آلهتهم, أو أن يجعل لها معنى لم يُردْه الله ولا رسوله, فسوف يجزون جزاء أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها في الدنيا من الكفر بالله, والإلحاد في أسمائه وتكذيب رسوله.
*****
وهذه دعوة لتحدي كل من يعبد غير الله سبحانه
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194)
إن الذين تعبدون من غير الله -أيها المشركون- هم مملوكون لربهم كما أنكم مملوكون لربكم, فإن كنتم كما تزعمون صادقين في أنها تستحق من العبادة شيئًا فادعوهم فليستجيبوا لكم, ولكن لا حياة لمن تدعو فكيف تستجيب؟
ولكن في المقابل انظروا واستمعوا إلى كلام ربنا:
" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " -60 غافر
وفي الحديث القدسي لرب العزة
عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم. كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم. وإنسكم وجنكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كل إنسان مسألته. ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثم أوفيكم إياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه "
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2577
خلاصة الدرجة: صحيح
****
وإلى الجزء التالى إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء العاشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة الأنفال والتوبة
إن عقيدة التوحيد تلزم المؤمنين بطاعة الله ورسوله.
ومن الأمور الهامة التي أمرنا الله بها عدم التنازع فيما بيننا.
قد نختلف في بعض الآراء ولكن في إطار علمي , مثل علماء المدارس الفقهية , كل بحسب فهمه للنص , الذي يحتمل وجوه عديدة , وفي ذلك مرونة لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ..
أما مانراه اليوم من نزاع وفرقة وضعف فليس من الإسلام في شئ ...
فلو تصورنا أن العالم الإسلامي يجمعهم كيان واحد , مع إعتبار إستقلالية الدول كما هي , ولكن يجمعهم سوق مشتركة , يجمعهم دفاع مشترك , تجمعهم شبكة مواصلات موحدة ميسرة لتنقل المسلم بحرية في بلاد الإسلام , تجمعهم عملة مشتركة , يجمعهم مشاريع زراعية وصناعية مشتركة , حيث التكامل التجاري فيما بينهم.
وتعالوا نستمع إلى أمر الله تعالى لنا في سورة الأنفال.
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - 46
وورد في تفسير ابن كثير هذا المعنى:
وقد كان للصحابة رضي الله عنهم في باب الشجاعة والائتمار بما أمرهم الله ورسوله به وامتثال ما أرشدهم إليه ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم ولا يكون لأحد ممن بعدهم فإنهم ببركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب والأقاليم شرقا وغربا في المدة اليسيرة مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس والترك والصقالبة والبربر والحبوش وأصناف السودان والقبط وطوائف بني آدم. قهروا الجميع حتى علت كلمة الله وظهر دينه على سائر الأديان وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وحشرنا في زمرتهم إنه كريم وهاب
******
سورة التوبة
ولترسيخ مبدأ الوحدة بين المسلمين , شرعت صلاة الجماعة في جميع الأوقات في المساجد.
ثم يجتمع الجميع في المسجد الجامع يوم الجمعة حيث الشحنة الإيمانية التي تملئ القلوب بحب الله تعالى , وحب رسوله صلى الله عليه وسلم , وحب المؤمنين وحب الهداية للناس أجمعين , فالمساجد هي بيوت الله في الأرض , وهي في تصوري قطعة من الجنة على الأرض
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ -18
" إنما يعمر مساجد الله " دليل على أن الشهادة لعمار المساجد بالإيمان صحيحة لأن الله سبحانه ربطه بها وأخبر عنه بملازمتها. وقد قال بعض السلف: إذا رأيتم الرجل يعمر المسجد فحسنوا به الظن.
وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان) قال الله تعالى: " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ". . تفسير القرطبي
*****
وفي مواجهة الشدائد يجب أن تكون عقيدة المؤمن متعلقة بمشيئة الله وقدره سبحانه.
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ -51
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أي نحن تحت مشيئته وقدره وهو مولانا أي سيدنا وملجؤنا ,
وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل .. (تفسير ابن كثير)
****
وإلى الجزء التالى إن شاء الله
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[08 Aug 2010, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الحادي عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة يونس
تتوالى دلائل التوحيد في القرآن العظيم.
فهو الكتاب الوحيد على ظهر الأرض الذي به كلام الله تعالى.
إلى البشر كافة دون أي تحريف أو تبديل,
فمن أحب أن يكلمه الله فليقرأ القرآن.
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم - 1ِ
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ –2
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ
مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ -3
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ – 4
إن ربكم الله الذي أوجد السموات والأرض في ستة أيام, ثم استوى على العرش - استواء يليق بجلاله وعظمته, يدبر أمور خلقه, لا يضادُّه في قضائه أحد, ولا يشفع عنده شافع يوم القيامة إلا من بعد أن يأذن له بالشفاعة,
فاعبدوا الله ربكم المتصف بهذه الصفات, وأخلصوا له العبادة.
إلى ربكم معادكم يوم القيامة جميعًا, وهذا وعد الله الحق, هو الذي يبدأ إيجاد الخلق ثم يعيده بعد الموت, فيوجده حيًا كهيئته الأولى,
ليجزي مَن صَدَّق الله ورسوله, وعمل الأعمال الحسنة أحسن الجزاء. والذين جحدوا وحدانية الله ورسالة رسوله لهم شراب من ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ويقطِّع الأمعاء, ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم وضلالهم
*******
وتتجلى حقيقة التوحيد في مظاهر القدرة الآلهية في الكون من حولنا ونستمع إلى كلام الله تعالى بهذه الحقائق العلمية التي نزلت منذ 15قرن ولم يكن للإنسانية في ذلك الوقت آي دراية بتلك الحقائق
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ -5
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ -6
إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ -7
أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ -8
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ -9
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -10
الله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء, وجعل القمر نورًا, وقدَّر القمر منازل, فبالشمس تعرف الأيام, وبالقمر تعرف الشهور والأعوام, ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة, ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه, يبيِّن الحجج والأدلة لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق.
وقد ورد في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
وهكذا بدوران الأرض حول محورها مرة كل يوم ينشأ الليل والنهار، وبدورانها مرة حول الشمس كل عام، في مدار يميل على دائرة خط الاستواء، يتغير كل من طول الليل وطول النهار خلال اليوم، ومن خط عرض إلى خط عرض آخر، شمالاً وجنوباً .. حيث تنشأ الفصول الأربعة , ولم يتوصل العلماء إلى كل ذلك قبل القرن التاسع عشر الميلادي، بل بعده، وأما الآيات القرآنية , فلقد تناولت بالإشارات التصريحية أو الضمنية، هذه الظاهرة الأرضية
وأما الآيات التي ذكرت التكوير - بمعنى اللف والدوران أو إدخال هذا في ذاك-، فمنها قول الله تعالى:
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر:5].
وأما الآيات التي ذكرت تعاقب الليل والنهار، فمنها قول الله تعالى:
(لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:40].
… فسبحان منزل هذا القرآن العظيم على قلب آخر أنبيائه ورسله إلى البشر جميعاً، محمد صلى الله عليه وسلم ...
*******
قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت - يا أبا هريرة - أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 99
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وإلى الجزء التالي إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[10 Aug 2010, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثاني عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة هود
كم عدد المخلوقات على الأرض؟
لا يعلم عددهم على الحقيقة إلا الله
من المتكفل برزق كل هذه المليارات من المخلوقات؟
منها على سطح الأرض ومنها في البحار ومنها في الأنهار ومنها من يطير بين الأشجار ..
إنك لو حركت صخرة لوجدت تحتها مخلوقات تتحرك .. !!
من خلقها ومن أرسل لها رزقها؟
ومن يمدها بالغذاء وهي في بطون الأمهات؟
ومتى تولد ومتى تموت؟
وسوف تبعث يوم القيمة إن شاء الله تعالى.
تجيب أول أيات هذا الجزء عن هذه الأسئلة.
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ -6
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ -7
ورد في تفسيرالطبري
{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} وما تدب دابة في الأرض. والدابة: الفاعلة من دب فهو يدب , وهو داب , وهي دابة. {إلا على الله رزقها} يقول: إلا ومن الله رزقها الذي يصل إليها هو به متكفل , وذلك قوتها وغذاؤها وما به عيشها.مستقرها: أيام حياتها , ومستودعها: حيث تموت ومن حيث تبعث
ويعني بقوله: {كل في كتاب مبين} عدد كل دابة , ومبلغ أرزاقها وقدر قرارها في مستقرها , ومدة لبثها في مستودعها , كل ذلك في كتاب عند الله مثبت مكتوب مبين , يبين لمن قرأه أن ذلك مثبت مكتوب قبل أن يخلقها ويوجدها.
ورد في تفسير ابن كثير
وقوله " ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت " الآية. يقول تعالى ولئن أخبرت يا محمد هؤلاء المشركين أن الله سيبعثهم بعد مماتهم كما بدأهم مع أنهم يعلمون أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض كما قال تعالى " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله " وهم مع هذا ينكرون البعث والمعاد يوم القيامة الذي هو بالنسبة إلى القدرة أهون من البداءة كما قال تعالى " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " وقال تعالى " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة "
وقد ورد في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
إن هناك شيئاً ما يحدث عند موت الإنسان يمكن خلية عجب الذنب - التي أشار لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف - وبطريقة طبيعية من فقد المحتوى المائي لها بالكامل، مع لزوم أن تكون أيضاً محاطة بنوع ما صارم من الحماية والوقاية، هذه الحماية قد لا يوفرها جزء آخر من الجسم غير أحد العظام شديدة الصلابة والمرونة في نفس الوقت، بالإضافة إلي أن الغلاف الخلوي لهذه الخلية قد يكون فيه من المواصفات والخصائص ما قد يحوله عند انقطاع المدد الغذائي بموت الإنسان إلي كبسولة من نوع فريد لا يهلكها أقسي الظروف والنوائب والأعراض والحوادث ولو كانت في بطن الحوت، أو فوهة بركان.
وخلاصة القول أن الله سبحانه وتعالى أكد في غير آية من القرآن إننا سننبت من الأرض يوم البعث،
? ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير? فصلت 39
في صحيح البخاري (حديث رقم 4554) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوما قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة.
ثم أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى أن البذرة التي سننبت منها يوم القيامة هي جزء يتبقي من جسم الإنسان لا تأكله الأرض وهو عجب الذنب، واجتهد المفسرون القدامى – جزاهم الله عنا خير الجزاء - وقالوا أن هذا الجزء هو عظمة العصعص، ثم جاء من بعدهم من قال انه ليس كل عظمة العصعص ولكنه الشريط الأولي الذي يركب منه الإنسان عند خلقه جنيناً في بطن أمه، ثم جاء أيضاً من يقول أن هذا الشريط الأولي يختفي تماما بعد الأسبوع الثالث من تكون الجنين.
وهنا نقول انه يكفي فقط أن تبقى منه خلية واحدة فقط حية تحتوي على كتاب الحياة كل صفحاته مفتوحة أو مقرؤة، وأن هذه الخلية لها من الصفات والخصائص ما يمكنها من فقد مائها بمجرد موت الإنسان، وان الله قد يكون قد ألهمها أن تقوم أثناء موت الإنسان بمجموعة من الاحتياطات والدفاعات ما يمكنها من بقائها حية، ولا بأس من أن تكون أيضاً في حماية أحد عظام الجسم ولكن يجب أن تتميز هذه العظمة بالقوة والصلابة والمرونة في نفس الوقت حتى تستطيع أن تظل حية رغم الأهوال والعواصف، ويكفي أهوال يوم القيامة نفسه.
وهكذا يتبين بالدليل المادي حقيقة البدء والبعث.
و على الإنسان بعد إدراكه هذا أن يتوجه بعبادته إلى خالقه الواحد الأحد, الذي خلقه ورزقه وسخر له ما في السماوات والأرض. ثم يميته ثم يبعثه إن شاء الله ليوم الحساب.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثاني عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة هود
ومع إعجاز القرآن والتحدي القائم إلى يوم القيامة
ومن الأمور العجيبة التي تحير العقل أنك ترى عجز الكافرين على أن يأتوا بمثل القرآن العظيم, ومع ذلك تجدهم جاحدين منكرين , حتى أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم, ومع ذلك تجد منهم من يجحد به ويصد عنه.
إذن لابد للقلب أن يتوجه إلى الله تعالى الواحد الأحد بصدق ويعلن: أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
فيفتح له الله تعالى باب القبول ويدخل في زمرة الأبرار الموحدين.
ولذلك قال تعالى في سورة يونس:
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ -99
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ –100
ونعود إلى التحدي وإعجاز القرآن
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ -14
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مسلمون - 15
ثم بين تعالى إعجاز القرآن وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولا بعشر سور مثله ولا بسورة من مثله لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات. وذاته لا يشبهها شيء تعالى وتقدس وتنزه لا إله إلا هو ولا رب سواه
ثم قال تعالى " فإن لم يستجيبوا لكم " أي فإن لم يأتوا بمعارضة ما دعوتموهم إليه فاعلموا أنهم عاجزون عن ذلك وأن هذا الكلام منزل من عند الله متضمن علمه وأمره ونهيه " وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون "
*****
إن الإيمان ينير البصيرة , بمعنى أنك ترى المخلوقات فتزداد إيمانا
ويراها شخص أخر لا تحرك فيه ساكنا بل يظنها أشياء عشوائية صنعت نفسها
وأسباب ومسببات ولا شئ غيرها
ونرى مثالا حيا لهذا الأمر في قصة " نوح "
حيث يصنع السفينة بأمر من الله تعالى , وجاء موعد الطوفان ويركب نوح والذين أمنوا معه
ويحمل فيها من كل زوجين إثنين. ثم ينادي على إبنه ليركب مع المؤمنين
ويجري الإبن متجها إلى قمة الجبل وهو يقول سأوي إلى جبل يعصمني من الماء ,
فهو لا يرى إلا ماء وجبل .. ولكن أنظروا إلي قول " نوح " قال لا عاصم اليوم من أمر الله.
ولم يقل لا عاصم من الماء لأنه يرى بنور الإيمان
وتعالوا نرى معا هذا الحدث
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ –41
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الكافرين -42
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ -43
" قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رءوس الجبال وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجاه ذلك من الغرق فقال له أبوه نوح عليه السلام " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله
******
إن دعوة الأنبياء جميعا هي التوحيد .. وقد تأكد كثيرا في سور القرآن
والملفت أن دعوة التوحيد مرتبطة دائما بالإصلاح في الأرض.
وهذا نبي الله "صالح" يأمر قومه بعبادة الله تعالى وحده
ويبين لهم أن الله خلقهم من الأرض وطلب منهم إعمارها
والمعنى لإعمار الأرض متطور دائما بإذن الله تعالى
بالبناء وإنشاء الطرق وتخطيط المدن وزراعة الأرض وإنشاء أساطيل الصيد
وبناء المرافق والمصانع لصناعة ما يخدم الإنسان في كل ميادين الحياة
ونستمع لكلام ربنا
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مجيبٌ -61
يقول تعالى " و " لقد أرسلنا " إلى ثمود" وهم الذين كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك والمدينة وكانوا بعد عاد فبعث الله منهم أخاهم صالحا فأمرهم بعبادة الله وحده ولهذا قال " هو أنشأكم من الأرض " أي ابتدأ خلقكم منها خلق منها أباكم آدم " واستعمركم فيها " أي جعلكم عمارا تعمرونها وتستغلونها " فاستغفروه " لسالف ذنوبكم " ثم توبوا إليه " فيما تستقبلونه" إن ربي قريب مجيب " كما قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" الآية
****
وتختم السورة بهذا المبدأ العظيم في التوحيد
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -123
ورد في تفسير إبن كثير
يخبر تعالى أنه عالم غيب السموات والأرض وأنه إليه المرجع والمآب وسيؤتي كل عامل عمله يوم الحساب فله الخلق والأمر ; فأمر تعالى بعبادته والتوكل عليه فإنه كاف من توكل عليه وأناب إليه وقوله " وما ربك بغافل عما تعملون " أي ليس يخفى عليه ما عليه مكذبوك يا محمد بل هو عليم بأحوالهم وأقوالهم وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء في الدنيا والأخرة وسينصرك وحزبك عليهم في الدارين
*****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة يوسف
وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ -105
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ - 106
أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ - 107
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - 108
إن دلائل عظمة الله وقدرته تملئ السموات والأرض
ولكن الغفلة والإعراض عن أيات الله تعالى
تعمي البصيرة
وفي الصحيحين عن ابن مسعود قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك
وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" وفي الحديث من حلف بغير الله فقد أشرك رواه الترمذي وحسنه من رواية ابن عمر وفي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علق تميمة فقد أشرك
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه - رواه مسلم
روى الإمام أحمد والترمذي وصححه والنسائي من حديث يعلى بن عطاء سمعت عمرو بن عاصم سمعت أبا هريرة قال أبو بكر الصديق يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي قال قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه رواه أبو داود والنسائي وصححه
****
أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
أفأمنوا أن تأتيهم غاشية" نقمة تغشاهم "من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة" فجأة "وهم لا يشعرون" بوقت إتيانها قبله
****
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الجن والإنس آمرا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي ,
وقوله " وسبحان الله " أي وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه عن أن يكون له شريك أو نظير أو عديل أو نديد أو ولد أو والد أو صاحبة أو وزير أو مشير تبارك وتقدس وتنزه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا
" تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا"-44 الإسراء
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
(2)
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة الرعدودلائل التوحيد
لقد جلى القرآن للناس حقيقة الألوهية من خلال آثار فاعليتها المتجلية في الكون والحياة
وعرض لهم من هذه الآثار في النفس والآفاق
ما يملأ الكينونة البشرية بالإجلال والحب لله تعالى
والخشية والتقوى , والرجاء والثقة , والأنس والقرب, والحذر واليقظة
والشعور الدائم بوجود الله تعالى , بحيث لا يملك القلب المؤمن أن ينسى
أو أن يغفل حيث أن شهادة التوحيد تقتضي ذلك
" أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله "
فالشهادة تقوم على اليقين
وهذا ما تدعو إليه آيات القرآن العظيم
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ - 1
(يُتْبَعُ)
(/)
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ - 2
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 3
ومازلنا نأخذ من الأرض ما أمدها الله بها من خيرات وكنوز وطاقات إلى يوم القيامة
فقد خلقها لمعاشكم, وجعل فيها جبالا تُثبِّتُها وأنهارًا لشربكم ومنافعكم, وجعل فيها
من كل الثمرات صنفين اثنين, فكان منها الأبيض والأسود والحلو والحامض, وجعل الليل يغطي النهار بظلمته, إن في ذلك كله لَعظات لقوم يتفكرون فيها, فيتعظون
وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ - 4
وفي الأرض قطع يجاور بعضها بعضًا, منها ما هو طيِّب يُنبتُ ما ينفع الناس, ومنها سَبِخة مِلْحة لا تُنبت شيئًا, وفي الأرض الطيبة بساتين من أعناب, وجعل فيها زروعًا مختلفة ونخيلا مجتمعًا في منبت واحد, وغير مجتمع فيه, كل ذلك في تربة واحدة, ويشرب من ماء واحد, ولكنه يختلف في الثمار والحجم والطعم وغير ذلك, فهذا حلو وهذا حامض, وبعضها أفضل من بعض في الأكل, إن في ذلك لَعلامات لمن كان له قلب يعقل عن الله تعالى أمره ونهيه.
*****
ومن موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تسخير الشمس
إن الشمس مسخرة وتجري لأجل مسمى وتسبح في فلكها بحسبان وهي مصدر الضياء وهي دليل علي مد الظل وهي الي زوال. والشمس نجم كتلته 400.333 كتلة الأرض. وحجمها أكثر من مليون كحجم الأرض. فتتكون من 70% من كتلتها من غاز الايدروجين 282% هليوم. 2% عناصر أخري ودرجة حرارة سطحها الخارجي 6000 درجة مئوية بينما درجة حرارة مركزها 20 مليون درجة مئوية وقلبها مفاعل اندماجي تندمج فيه ذرات الايدروجين فتحوله الي هليوم وتنطلق طاقة من سطحها الخارجي مقدارها 580 مليون مليون مليون حصان.
فسبحان الواحد الأحد
تسخير الأرض
ولو تأملنا بقية كواكب المجموعة الشمسية نلاحظ أن جوها فاسد وغير صالح للحياة، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة غاز الكربون على سطح المريخ 96 % أما على سطح كوكب الزهرة فتبلغ نسبة هذا الغاز أكثر من 98 %، وطبعاً عندما نجد نسبة غاز الكربون منخفضة جداً على سطح الأرض (نسبة 35 بالمئة ألف)، فهذا من رحمة الله تعالى علينا.
ويؤكد العلماء في بحث أجروه في جامعة شيكاغو أن غاز الكربون هو بحق نعمة من نعم الخالق فهو يعمل على تنظيم درجة الحرارة على سطح الأرض، وإن أي تغيير في نسبة هذا الغاز سوف يسبب الكوارث والأعاصير.
نعمة الأكسجينلماذا جعل الله نسبة الأكسجين في جو الأرض بحدود 21 بالمئة؟ ... لأن هذه النسبة هي المناسبة لاستمرار الحياة، ويقول الباحثون لو كانت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي أقل من 15 بالمئة فإن النار لن تشتعل، لأن كمية الأكسجين لن تكون كافية لإتمام التفاعل. ولو كانت كمية الأكسجين أكبر من 25 بالمئة سوف يحترق كل شيء على الأرض من دون شرارة فقط بسبب حرارة الشمس!
****
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ - 8
الله تعالى يعلم ما تحمل كلُّ أنثى في بطنها, أذكر هو أم أنثى؟ وشقي هو أم سعيد؟ ويعلم ما تنقصه الأرحام, فيسقط أو يولد قبل تسعة أشهر, وما يزيد حمله عليها. وكل شيء مقدَّر عند الله بمقدار من النقصان أو الزيادة لا يتجاوزه.
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ - 10
الله عالم بما خفي عن الأبصار, وبما هو مشاهَد, الكبير في ذاته وأسمائه وصفاته, المتعال على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره. يستوي في علمه تعالى مَن أخفى القول منكم ومَن جهر به, ويستوي عنده مَن استتر بأعماله في ظلمة الليل, ومن جهر بها في وضح النهار.
******
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة" رواه البخاري
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[21 Aug 2010, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
ومع بعض آيات من سورة الرعد
تتجلى حقيقة التوحيد لله تبارك وتعالى في الكون والحياة , باعتبارها معرضا لدلالة الصنعة على الصانع.
وقد يحتاج الإنسان مايحرك قلبه الغافل ليشعر بالخوف من الله والطمع في عفوه
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ - 12
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ - 13
هو الذي يريكم من آياته البرق -وهو النور اللامع من خلال السحاب- فتخافون أن تنزل عليكم منه الصواعق المحرقة, وتطمعون أن ينزل معه المطر, وبقدرته سبحانه يوجد السحاب المحمَّل بالماء الكثير لمنافعكم ,
وتقدر كمية البخار التي تحملها الرياح من البحار سنويا بمقدار 361.000 كم3 كماً تقدر كمية بخار الماء الذي يختزنه الغلاف الجوى في أي وقت بمقدار135.000 كم3 سنويا.، أما كمية البخار المخزونة في البحار والمحيطات فمقدارها1.400.000.000.كم3، المصدر موقع الأعجاز العلمي
ويسبِّح الرعد بحمد الله تسبيحًا يدل على خضوعه لربه, وتنزِّه الملائكة ربها مِن خوفها من الله, ويرسل الله الصواعق المهلكة فيهلك بها مَن يشاء من خلقه, والكفار يجادلون في وحدانية الله وقدرته على البعث, وهو شديد الحول والقوة والبطش بمن عصاه.
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ - 14
لله سبحانه وتعالى وحده دعوة التوحيد (لا إله إلا الله) , فلا يُعبد ولا يُدعى إلا هو, والآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تجيب دعاء مَن دعاها, وحالهم معها كحال عطشان يمد يده إلى الماء من بعيد; ليصل إلى فمه فلا يصل إليه,
******
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ – 15
الكون كله يسجد لله, فالإنسان لا يولد ولا يموت إلا وفق قانون الله , والكوكب والنجوم والأقمار تسير في أفلاكها وفقا لقانون الله ,
فعجبا لإنسان يتمرد على رسالة ربه التي أرسلت لنقذه من الوقوع في فساد الدنيا , وتأخذ بيده إلى البر ورقي الأخلاق , وجنة عرضها السموات والأرض في الأخرة
******
قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ - 16
ونتوجه بالسؤال إلى العالم: مَن خالق السَّموات والأرض ومدبِّرهما؟
الله هو الخالق المدبر لهما, وأنتم تقرون بذلك, ثم نسأل: أجعلتم غيره معبودين لكم, وهم لا يَقْدرون على نفع أنفسهم أو ضرها فضلا عن نفعكم أو ضركم, وتركتم عبادة مالكها؟
هل يستوي عندكم الكافر -وهو كالأعمى- والمؤمن وهو كالبصير؟ أم هل يستوي عندكم الكفر -وهو كالظلمات- والإيمان -وهو كالنور؟
أم أن أولياءهم الذين جعلوهم شركاء لله يخلقون مثل خَلْقه, فتشابه عليهم خَلْق الشركاء بخلق الله,
الله تعالى خالق كل كائن من العدم, وهو المستحق للعبادة وحده, وهو الواحد القهار الذي يستحق الألوهية والعبادة , وليس العباد و لا الأصنام والأوثان التي لا تضرُّ ولا تنفع
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ - 17
ثم ضرب الله سبحانه مثلا للحق والباطل بماء أنزله من السماء, فجَرَت به أودية الأرض بقدر صغرها وكبرها, فحمل السيل غثاء طافيًا فوقه لا نفع فيه. وضرب مثلا آخر: هو المعادن يوقِدون عليها النار لصهرها طلبًا للزينة كما في الذهب والفضة, أو طلبًا لمنافع ينتفعون بها كما في النحاس, فيخرج منها خبثها مما لا فائدة فيه كالذي كان مع الماء, بمثل هذا يضرب الله المثل للحق والباطل:
فالباطل كغثاء الماء يتلاشى أو يُرْمى إذ لا فائدة منه, والحق كالماء الصافي, والمعادن النقية تبقى في الأرض للانتفاع بها,
و هذه الأمثال, ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال
******
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ - 28
الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ - 29
الذين أمنوا تسكن قلوبهم بتوحيد الله وذكره فتطمئن, ألا بطاعة الله وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس
الذين صدَّقوا بالله ورسوله, وعملوا الأعمال الصالحات لهم فرح وقرة عين, وحال طيبة, ومرجع حسن إلى جنة الله ورضوانه
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
ومع بعض آيات من سورة إبراهيم
تبدأ السورة ببيان الهدف من رسالة التوحيد
وهو إخراج البشرية من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإسلام الذي يجلي كل الحقائق.
حقيقة التوحيد , حقيقة الوجود وبدء الخلق, حقيقة الرسالات السماوية والأنبياء ,
حقيقة الملائكة , حقيقة الجن , حقيقة الشياطين , حقيقة الأخرة والجنة والنار.
ثم أتى بشريعة صالحة لكل زمان ومكان.
مع أعلى أخلاقيات عرفتها البشرية.
وأن كل هذه الحقائق لا يستطيع أن يأتي بها بشر.
فهي غير خاضعة لمقايس الناس
ولكن رحمة الله سبحانه بعباده أدركتنا بإرسال خير الرسل بخير كتاب وهو كلام الله المعجز في معناه وبيانه لخير أمة أخرجت للناس.
أي هداية للناس وبيان نور رسالة الله للعالم بكافة اللغات.
فهل أدركنا عظمة هذا التكليف ومدى أهميته لدى الداعية المسلم؟
الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ - 1
اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ - 2
الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ - 3
هذا القرآن كتاب أوحيناه إليك -أيها الرسول- لتُخرج به البشر من الضلال والغيِّ إلى الهدى والنور -بإذن ربهم وتوفيقه إياهم- إلى الإسلام الذي هو طريق الله الغالب المحمود في كل حال, الله الذي له ما في السموات وما في الأرض, خلقًا وملكًا وتصرُّفًا, فهو الذي يجب أن تكون العبادة له وحده. وسوف يصيب الذين لم يؤمنوا بالله ولم يتبعوا رسله يوم القيامة هلاك وعذاب شديد.
وهؤلاء الذين أعرضوا ولم يؤمنوا بالله ويتبعوا رسله هم الذين يختارون الحياة الدنيا الفانية, ويتركون الآخرة الباقية, ويمنعون الناس عن اتباع دين الله, ويريدونه طريقًا معوجًا ليوافق أهواءهم, أولئك الموصوفون بهذه الصفات في ضلال عن الحق بعيد عن كل أسباب الهداية
******
وكلمة التوحيد هي الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله "
التي عليها كل البراهين من الكتاب والعلوم الكونية ,كما سبق بيانه
أما الشرك والكفر والألحاد ليس له أصل و لا أساس من كتاب أو علم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء - 24
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - 25
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ - 26
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء -27
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ - 28
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ - 29
******
وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ - 30
وجعل هؤلاء الكفار لله شركاء عبدوهم معه; ليُبْعدوا الناس عن دينه. قل لهم -أيها الرسول-: استمتعوا في الحياة الدنيا; فإنها سريعة الزوال, وإن مردَّكم ومرجعكم إلى عذاب جهنم
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ - 31
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين آمنوا: يؤدوا الصلاة بحدودها, ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير الواجبة والمستحبة مسرِّين ذلك ومعلنين, من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا ينفع فيه فداء ولا صداقة
فالله تعالى هو المتفضل علينا بالنعم التي لا تعد ولا تحصى
اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ -32
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - 33
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ - 34
******
هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ - 52
*******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[24 Aug 2010, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الرابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة الحجر
إن رسالة الإسلام " القرآن العظيم " محفوظ بحفظ الله له, وهذه من أكبر المعجزات لهذا الدين. حيث لايوجد علي ظهر الإرض كتاب سماوي محفوظ كما أنزل, إلا القرآن الكريم.
وهذا لأن القرآن الكريم أخر رسالات الله تعالى إلى البشر, فقد تكفل الله تعالى بحفظه.
فكان من المنطق أن يعكف البشر على تدبره ودراسته, ولكن وجد من البشر من يصد عنه ويكفر به جحودا ودون برهان.
إن هؤلاء المعاندون المتكبرون مهما حاولت معهم وجئتهم بكل أية, لا يؤمنوا , وأيضا هذا من إعجاز القرآن.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ -6
خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ – 7
فكان عقاب من كفر بكل هذه الأدلة الظاهرة علي وحدانية الله تعالى
أن ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصارهم- وفي الأخرة عذاب عظيم
وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى.
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
إنَّا نحن نزَّلنا القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإنَّا نتعهد بحفظه مِن أن يُزاد فيه أو يُنْقَص منه, أو يضيع منه شيء.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)
ولقد أرسلنا من قبلك -أيها الرسول- رسلا في فِرَق الأولين, فما من رسولٍ جاءهم إلا كانوا منه يسخرون وهذه أخلاق العجزة الضعفاء لايستطيعون مواجهة الحجة بالحجة,
فكل ما يستطيعون فعله هي السخرية والإساءة التي تدل على الجهل , وهكذا عبر كل العصور
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13)
كذلك نسلكه في قلوب الذين أجرموا بالكفر بالله وتكذيب رسوله, لا يُصَدِّقون بالذكر الذي أُنزل إليك, وقد مضت سنَّة الأولين بإهلاك الكفار, وهؤلاء مِثْلهم, سَيُهْلك المستمرون منهم على الكفر والتكذيب.
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)
ولو فتحنا على الكفار بابًا من السماء فاستمروا صاعدين فيه حتى يشاهدوا ما في السماء من عجائب ملكوت الله, لما صدَّقوا, ولقالوا: سُحِرَتْ أبصارنا, حتى رأينا ما لم نرَ, وما نحن إلا مسحورون
*******
ونعود إلى أدلة التوحيد
ودلائل قدرة الله تعالى في الكون ليزداد المؤمنون إيمانا
وتتفتح قلوب طاهره لتؤمن بربها وتترك الشرك والألحاد
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)
وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)
إِلاَّ مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)
ومن أدلة قدرتنا: أنا جعلنا في السماء الدنيا منازل للكواكب ومدارات, ويستدل بذلك على الطرقات والأوقات , وزَيَّنَّا هذه السماء بالنجوم لمن ينظرون إليها, ويتأملون فيعتبرون.
وحفظنا السماء من كل شيطان مرجوم مطرود من رحمة الله; كي لا يصل إليها.
إلا من اختلس السمع مِن كلام أهل الملأ الأعلى في بعض الأوقات, فأدركه ولحقه شهاب يحرقه. وقد يُلْقي الشيطان إلى وليه بعض ما استرقَه قبل أن يحرقه الشهاب.
وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)
والأرض مددناها, وألقينا فيها جبالا تثبتها, وأنبتنا فيها من كل أنواع النبات ما هو مقدَّر معلوم مما يحتاج إليه العباد. فإن نعم الله التي مد بها الأرض كثيرة لا تعد ولا تحصى
ويقول الدكتور زغلول النجار في بيان الإعجاز العلمي لأيات الله تعالى في الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
لما كان سطح الأرض في توازن تام مع تباين تضاريسه , فلابد وأن هذا التباين في التضاريس يعوضه تباين في كثافة الصخور المكونة لكل شكل من أشكال هذه التضاريس , فالمرتفعات علي اليابسة لابد وأن يغلب علي تكوينها صخور كثافتها أقل من كثافة الصخور المكونة للمنخفضات من حولها , ومن ثم فلابد وأن يكون لتلك المرتفعات امتدادات من صخورها الخفيفة نسبيا في داخل الصخور الأعلي كثافة المحيطة بها , ومن هنا كان الاستنتاج الصحيح بأن كل مرتفع أرضي فوق مستوي سطح البحر له امتدادات في داخل الغلاف الصخري للأرض يتناسب مع ارتفاعه , وأن كل جبل من الجبال له جذور عميقة من مكوناته الخفيفة تخترق الغلاف الصخري للأرض لتطفو في نطاق الضعف الأراضي حيث تحكمها قوانين الطفو المعروفة كما تحكم أي جسم طاف في مياه البحار والمحيطات من مثل جبال الجليد والسفن.
وهذه الامتدادات الداخلية للجبال تتراوح من 10 الي 15 ضعف الارتفاع فوق مستوي سطح البحر وذلك بناءا علي كثافة صخورها , وكثافة الوسط الغائرة فيه , ومنسوب إرتفاعها , وكلما برت عوامل التحات والتجوية والتعرية من قمم الجبال فإنها ترتفع إلي أعلي للمحافظة علي ظاهرة الاتزان الأرضي , وتظل عملية الارتفاع إلي أعلي مستمرة حتي تخرج جذور الجبل من نطاق الضعف الأرضي بالكامل , وهنا يتوقف الجبل عن الارتفاع , وتظل عمليات التجوية والتحات والتعرية مستمرة حتي تكشف تلك الجذور , وبها من خيرات الله في الأرض ما لا يمكن أن يتكون إلا تحت مثل تلك الظروف العالية من الضغط والحرارة والتي لاتتوفر إلا في جذور الجبال.
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)
وجعلنا لكم فيها ما به تعيشون من الحَرْث، ومن الماشية، ومن أنواع المكاسب وغيرها, وجميع الخلائق رزقها على الله رب العالمين تفضلا منه وتكرمًا.
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)
وما من شيء من منافع العباد إلا عندنا خزائنه من جميع الصنوف, وما ننزله إلا بمقدار محدد كما نشاء وكما نريد, فالخزائن بيد الله يعطي من يشاء ويمنع من يشاء, بحسب رحمته الواسعة, وحكمته البالغة.
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)
وقد ورد في موسوعة الإعجاز العلمي
اعتقد بعض المفسرون أن المقصود بالرياح لواقح هو دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار وهو دور معروف وثابت علمياً, ولكن الجملة التي تليها لا تؤيد هذا التفسير فعبارة فأنزلنا من السماء ماءً وهو المطر تدل على أن عملية إرسال الرياح لواقح لها علاقة مباشرة بنزول المطر, واستخدام حرف العطف "ف" الذي يدل على الترتيب والتعقيب , يوحي بسرعة نزول المطر بعد إرسال الرياح لواقح ولما لم تكن هناك أية علاقة بين تلقيح النباتات وحمل حبوب اللقاح ونزول المطر فلابد أن يكون للآية معنى آخر,
يذكر الدكتور زغلول النجار في حديثه عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:
أن هناك ثلاثة أنواع من التلقيح تتم في السحب:
1. تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة مما يزيد عملية التكاثف وبالتالي نزول المطر
2. تلقيح السحب موجبة الشحنة بالسحب سالبة الشحنة ويحدث تفريغ وشرر كهربائي فيكون المطر مصحوبا بالبرق والرعد وهو صوت تمدد الهواء الناجم عن التفريغ.
3. التلقيح الثالث وهو أهم أنواع التلقيح جميعاً هو أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر, إذ أن نويات التكاثف وهي النويات التي يتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطاً من الماء نامية داخل السحب, هي المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح, إلى مناطق إثارة السحب, وقوام هذه النويات هو أملاح البحار, وما تذروه الرياح من سطح الأرض, والأكاسيد والأتربة كلها لازمة للإمطار وهذه هي فكرة المطر الصناعي, عندما تقوم بعض الطائرات برش السحب التي سبق وأن تكونت ببعض المواد تعمل كنويات تكاثف, يتكاثف عليها المطر ويهطل أي أن الرياح عامل أساسي في تكوين السحب, وتلقيحها ونزول المطر,
فسبحان الله العظيم مدبر الكون الواحد الأحد
الذي أنزل من السحاب ماء لشرابكم وأرضكم ومواشيكم, وما أنتم بقادرين على خزنه وادِّخاره،
وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)
وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)
وإنَّا لنحن نحيي مَن كان ميتًا بخلقه من العدم, ونميت من كان حيًا بعد انقضاء أجله, ونحن الوارثون الأرض ومَن عليها.
ولقد علمنا مَن هلك منكم مِن لدن آدم, ومَن هو حيٌّ, ومَن سيأتي إلى يوم القيامة.
وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)
وإن ربك هو يحشرهم للحساب والجزاء, إنه حكيم في تدبيره, عليم لا يخفى عليه شيء.
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الرابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة النحل
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
أتى أمر الله , أى قيام الساعة , فهو واقع لا محالة لأنه أمر الله الذي يقول للشئ كن فيكون,
فلا تستعجلوا وقوعها , واهتموا بما ينجيكم من أهوال ذلك اليوم , أن عبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ... تنزَّه الله سبحانه وتعالى عن الشرك والشركاء.
يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (2)
ينزِّل الله الملائكة بالوحي مِن أمره على مَن يشاء من عباده المرسلين: بأن خوِّفوا الناس من الشرك, وأنه لا معبود بحق إلا أنا, فاتقون بأداء فرائضي وإفرادي بالعبادة والإخلاص.
وتتوالى أدلة القرآن وإعجازه في جميع مجالات الحياة
مجالات لا تخطر على قلب بشر أن يفكر فيها فضلا عن أن تكتب
وتكون دليلا على أن القرآن العظيم كلام الله المعجز إلى يوم القيامة
1 - علوم السماوات والارض
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)
خلق الله السموات والأرض بالحق; ليستدِل بهما العباد على عظمة خالقهما, وأنه وحده المستحق للعبادة, تنزَّه -سبحانه- وتعاظم عن شركهم.
2 - علوم الانسان (علم الأجنة) من طب وتشريح
خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)
خَلَق الإنسان من ماء مهين فإذا به يَقْوى ويغترُّ, فيصبح شديد الخصومة والجدال لربه في إنكار البعث, وغير ذلك, كقوله: "مَن يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"، ونسي الله الذي خلقه من العدم.
3 - علوم الأنعام التي نأكلها وننتفع بها
وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)
والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- وجعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون.
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)
ولكم فيها زينة تُدْخل السرور عليكم عندما تَرُدُّونها إلى منازلها في المساء, وعندما تُخْرجونها للمرعى في الصباح.
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)
وتحمل هذه الأنعام ما ثَقُل من أمتعتكم إلى بلد بعيد, لم تكونوا مستطيعين الوصول إليه إلا بجهد شديد من أنفسكم ومشقة عظيمة, إن ربكم لَرؤوف رحيم بكم, حيث سخَّر لكم ما تحتاجون إليه, فله الحمد وله الشكر.
4 - علوم وسائل النقل وكيف أشار الله تعالى إلي كل ما نعلمه , وما لا نعلمه من وسائل قديمة وحديثة ومستجدة لا نعرفها الان للنقل
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8)
وخلق لكم الخيل والبغال والحمير; لكي تركبوها, ولتكون جمَالا لكم ومنظرًا حسنًا; ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به; لتزدادوا إيمانًا به وشكرا له.
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)
وعلى الله بيان الطريق المستقيم لِهدايتكم, وهو الإسلام, ومن الطرق ما هو مائل لا يُوصل إلى الهداية, وهو كل ما خالف الإسلام من الملل والنحل. ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعًا للإيمان.
5 - علوم المياه والزراعة
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)
هو الذي أنزل لكم من السحاب مطرًا, فجعل لكم منه ماءً تشربونه, وأخرج لكم به شجرًا تَرْعَوْن فيه دوابّكم, ويعود عليكم دَرُّها ونفْعُها.
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)
(يُتْبَعُ)
(/)
يُخرج لكم من الأرض بهذا الماء الواحد الزروع المختلفة, ويُخرج به الزيتون والنخيل والأعناب, ويُخرج به كل أنواع الثمار والفواكه. إن في ذلك الإخراج لدلالةً واضحة لقوم يتأملون, فيعتبرون.
6 - علوم الفلك والفضاء
وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
وسخَّر لكم الليل لراحتكم, والنهار لمعاشكم, وسخَّر لكم الشمس ضياء, والقمر نورًا ولمعرفة السنين والحساب, وغير ذلك من المنافع, والنجوم في السماء مذللات لكم بأمر الله لمعرفة الأوقات, ونضج الثمار والزروع, والاهتداء بها في الظلمات. إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم سيعقلون عن الله حججه وبراهينه.
7 - علوم الثروات الباطنة في الارض من معادن وبترول وغيرها
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)
وسخَّر ما خلقه لكم في الأرض من الدوابِّ والثمار والمعادن, وغير ذلك مما تختلف ألوانه ومنافعه. إن في ذلك الخَلْق واختلاف الألوان والمنافع لَعبرةً لقوم يتعظون, ويعلمون أنَّ في تسخير هذه الأشياء علاماتٍ على وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة.
8 - علوم البحار وما يخرج منها, والسفن والمركبات والغواصات
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)
وهو الذي سخَّر لكم البحر; لتأكلوا مما تصطادون من سمكه لحمًا طريًا, وتستخرجوا منه زينة تَلْبَسونها كاللؤلؤ والمرجان, وترى السفن العظيمة تشق وجه الماء تذهب وتجيء, وتركبونها; لتطلبوا رزق الله بالتجارة والربح فيها, ولعلكم تشكرون لله تعالى على عظيم إنعامه عليكم, فلا تعبدون غيره
9 - علوم البيئة التي تبحث في طبيعة الارض والجبال والسهول والوديان والانهار والمسالك والطرق
وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
وأرسى في الأرض جبالا تثبتها حتى لا تميل بكم, وجعل فيها أنهارًا; لتشربوا منها, وجعل فيها طرقًا; لتهتدوا بها في الوصول إلى الأماكن التي تقصدونها.
10 - علوم النجوم ومواقعها العظيمة التي تحدد معالم الاتجاهات في الليل وفي الصحاري الواسعة والمحيطات المائية الكبيرة
وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)
وجعل في الأرض معالم تستدلُّون بها على الطرق نهارًا, كما جعل النجوم للاهتداء بها ليلا.
ثم يطرح ربنا على البشرية هذا السؤال
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17)
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)
وإن تحاولوا حَصْرَ نِعَم الله عليكم لا تَفُوا بحَصْرها; لكثرتها وتنوعها. إن الله لَغفور لكم رحيم بكم؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم, ولا يقطعها عنكم لتفريطكم, ولا يعاجلكم بالعقوبة.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)
والله سبحانه يعلم كل أعمالكم, سواء ما تخفونه منها في نفوسكم وما تظهرونه لغيركم, وسيجازيكم عليها.
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)
والأصنام لا حياة فيها ولا تشعر بالوقت الذي يبعث الله فيه عابديها, وهي معهم ليُلقى بهم جميعًا في النار يوم القيامة.
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)
لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[03 Sep 2010, 03:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الرابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
ومع بعض آيات من سورة النحل
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)
وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)
ولله كل ما في السموات والأرض خلقًا وملكًا وعبيدًا, وله وحده العبادة والطاعة والإخلاص دائمًا, أيليق بكم أن تخافوا غير الله وتعبدوه؟
وما بكم مِن نعمةِ هدايةٍ, أو صحة جسم, وسَعَة رزقٍ وولد, وغير ذلك, فمِنَ الله وحده, فهو المُنْعِم بها عليكم, ثم إذا نزل بكم السقم والبلاء والقحط فإلى الله وحده تَضِجُّون بالدعاء
ثم إذا كشف عنكم البلاء والسقم, إذا جماعة منكم بربهم المُنْعِم عليهم بالنجاة يتخذون معه الشركاء والأولياء
ليجحدوا نعمنا عليهم, ومنها كَشْفُ البلاء عنهم, فاستمتعوا بدنياكم, ومصيرها إلى الزوال, فسوف تعلمون عاقبة كفركم وعصيانكم.
******
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)
ومِن قبيح أعمالهم أنهم يجعلون للأصنام التي اتخذوها آلهة, وهي لا تعلم شيئًا ولا تنفع ولا تضر, جزءًا من أموالهم التي رزقهم الله بها تقربًا إليها. تالله لتسألُنَّ يوم القيامة عما كنتم تختلقونه من الكذب على الله.
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)
ويجعل الكفار لله البنات, فيقولون: الملائكة بنات الله, تنزَّه الله عن قولهم, ويجعلون لأنفسهم ما يحبون من البنين.
********
وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66)
وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
إن الآيات السابقة لم تسق ابتداء لإثبات الوجود الآلهي , إنما جاءت للتعريف بالأله الحق
وصفاته وآثار قدرته في الكون والحياة , ولأستحضار حقيقة التوحيد أمام القلب البشري
في كل المواقع والميادين التي يعمل ويتحرك فيها ,
كما أن هذه الآيات تواجه الملاحدة والمشركين بأدلة كونية لا تقبل الإنكار
*****
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)
ومن موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
الإعجاز العلمي: لآيات النحل
تدل الآيات إلى عدة نواحي علمية منها:
1. أن هناك فصائل برية من النحل تسكن الجبال وتتخذ من مغاراتها مأوى لها، وأن منه سلالات تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار وتتخذ منها بيوتاُ تأوي إليها، ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب و لقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة و هذا مصداق لقوله تعالى وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ فالإيحاء هو الإعلام بخفاء و هذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه و تعالى. كذلك تبين أن النحل تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، و ذلك من خلال ما حباها الله من حواس متطورة من بصر و شم و هذا مصداق لقوله تعالى فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً أي سيري في
(يُتْبَعُ)
(/)
السبل التي ذللها الله لك من خلال ما و هبك الله من الحواس المعقدة و علمك من المهارات والغرائز.
حواس النحل:
قال تعالى: (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً) لقد زود الله سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بـ:
1. بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها.
2. وبعيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق البنفسجية.
و بحاسة ذوق متطورة يمكنها أن إذا حطت على رحيق أحد الأزهار أن تتزوقه وتحدد نسبة الحلاوة أو السكريات في هذا الرحيق مقابل الماء.
تحديد مكان الزهور
النحلة تعرّف الجهة وفقاً للشمس، غير أن حركة الشمس دائبة، في كل أربع دقائق تميل إلى جهة الغرب بمقدار درجة واحدة، ويتوقع أن تقع النحلة في الخطأ، لكن يتبين أن النحل تحسب حركة الشمس هذه أيضا فعند تعريف النحلة المخبرة الجهة لزميلاتها لا تنسى أن تضع فرق حركة الشمس في حسابها فكلما مر أربعُ دقائق َتميل درجة إلى جهة الغرب في الزاوية التي حددتها بفضل هذا الحساب الدقيق تهتدي النحلة إلى جهتها دون أي خطأ.
النحل المخبرة لا تخبر عن جهة الأزهار فحسب، بل تخبر عن المسافة أيضاً، فمدة الرقص وعدد الاهتزازات تُعلم النحلات الأخرى المسافة بدقة، وهي بعد حساب المسافة تخرج وقد تزودت الغذاء الكافي.
2. ثم يقول سبحانه وتعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) وقد أثبت العلم أن اختلاف كل من تركيب التربة والمراعي التي يسلكها النحل يؤثر تأثيراً كبيراً في لون العسل، فالعسل الناتج من رحيق أزهار القطن ـ مثلاًـ يكون قاتماً، بخلاف عسل أزهار البرسيم الذي يكون فاتح اللون، وعسل شجر التفاح ذي اللون الأصفر الباهت، وعسل التوت الأسود ذي اللون الأبيض كالماء، وعسل أزهار النعناع العطري ذي اللون العنبري، وغير ذلك
ويسرع العسل من التئام الجروح خاصة إذا أُخِذَ عن طريق الفم.
كما يستعمل العسل كمهدئ للأعصاب وضد السعال والأرق والتهاب الشعب الهوائية والمغص وتقلص العضلات.
ينصح كثير من الأطباء الطفل الذي لا يستطيع التحكم في عضلات المثانة البولية بعد سن 3 سنوات بتناول ملعقة عسل قبل النوم حيث يجذب العسل سوائل الجسم؛ فيريح الكلى في أثناء الليل؛ حتى يتعود الطفل على عدم التبول ليلاً،
كما أثبت العسل فاعلية في حالة التهاب الأعصاب والروماتيزم، والتهاب المفاصل، وفي حالة التهاب الشعب الهوائية، وفي حالة شلل الأطفال تؤخذ ملعقتان من العسل مع كل وجبة حيث يرفع نسبة الكالسيوم في الدم
أما فوائد الغذاء الملكي الطبية للإنسان:
1. يفيد الأطفال في تحسين الشهية وزيادة الوزن وتنظيم ضربات القلب وزيادة مقاومتهم للأمراض المعدية.
2. أعطى نتائج مذهلة في علاج حالات القرح.
3. النساء اللواتي يتناولن غذاء الملكات في سن اليأس تختفي لديهم أعراض اليأس ويصبحن قادرات على الانجاب مرة أخرى.
4. ينشط الغدد الصماء التي بدورها تنشط القوة الجنسية.
5. يحتوي غذاء الملكات على أسيتيل كولين الذي يوسع الأوعية الدموية ولهذا يستعمل في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم.
6. يفيد في علاج أمراض القلب حيث أنه يخفض الكوليسترول في الدم.
7. ينظم عملية التغيرات الكيميائية بالخلايا التي بها تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات والنشاطات الحيوية والتي بها تمثل المواد الجديدة للتعويض عن المندثر منها.
8. له تأثير مدر للبول.
9. يستخدم أيضاً لمنع السمنة والتعب.
10. ينظم وظيفة الغدد الصماء.
وقد ثبت بالتجارب أن معظم الذين يصابون بلدغ النحل " بسم النحل" فإنه بمنجاة من الحمى الروماتيزمية، وكذلك يشفي من حالات التهاب الأعصاب وعرق النسا، وكذلك يفيد في بعض الأمراض الجلدية مثل الطفح الدملي، ومرض الذئبة، وكذلك علاج الملاريا. (المصادر "نحل العسل في القرآن والطب" د. محمد على البنبي –أستاذ علم النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس.
وهكذا نتبين أن عقيدة التوحيد تجعل الإنسان يدرك حقيقة ماحوله
وأن الكون كله يسبح بحمد خالقه الذي أبدعه
وأن لله شريعة تهدي الإنسان إلي سعادة الدنيا والأخرة
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)
*****
وإلى الجزء التالى إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة الإسراء
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ -1
وتتوالى آيات القدرة
واليوم مع رحلة الحب والقرب لرسول الله, صلى الله عليه وسلم
ولقاءه بالأنبياء والصلاة بهم في المسجد الأقصى
وقد جاء في تفسير الجلالين
****
سبحان" أي تنزيه "الذي أسرى بعبده" محمد صلى الله عليه وسلم "ليلا" نصب على الظرف والإسراء سير الليل وفائدة ذكره الإشارة بتنكيره إلى تقليل مدته "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" بيت المقدس لبعده منه "الذي باركنا حوله" بالثمار والأنهار "لنريه من آياتنا" عجائب قدرتنا "إنه هو السميع البصير" أي العالم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله فأنعم عليه بالإسراء المشتمل على اجتماعه بالأنبياء وعروجه إلى السماء ورؤية عجائب الملكوت ومناجاته له تعالى ,
فإنه صلى الله عليه وسلم قال:"أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ,
فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها الأنبياء ,
ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل: أصبت الفطرة ,
قال: ثم عرج بي إلى السماء الدنيا , فاستفتح جبريل قيل: من أنت قال: جبريل , قيل: ومن معك؟ قال: محمد ,
قيل: أو قد أرسل إليه؟
قال: قد أرسل إليه ففتح لنا ,
فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل قيل: ومن معك؟
قال: محمد قيل أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد أرسل إليه؟
قال: قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال: جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد , فقيل: أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل
فقيل: من أنت؟ فقال: جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد
فقيل: أو قد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ فقال: جبريل قيل ومن معك؟ فقال: محمد , قيل: أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه , ففتح لنا , فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ; ثم ذهب إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال , فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها
قال: فأوحى الله إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟
قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة
قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم
قال: فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال: ما فعلت فقلت قد حط عني خمسا
قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال: يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة
ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا
ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب
فإن عملها كتبت له سيئة واحدة
فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقلت:"قد رجعت إلى ربي حتى استحييت"
رواه الشيخان واللفظ لمسلم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ -1
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[07 Sep 2010, 01:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة الإسراء
لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22)
وهذا أمر موجه إلى الأنسانية الحائرة بأن تلتزم عقيدة التوحيد التي بها عزة النفس والكرامة والحرية ,
لا تجعل -أيها الإنسان- مع الله شريكًا له في عبادته، فتبوء بالمذمة والخِذْلان , في الدنيا والأخرة.
ونلاحظ كثيرا أن عقيدة التوحيد ليست مجرد كلمات تقال
ولكن عقيدة التوحيد إيمان بالله تعالى خالق الوجود , إله واحد لاشريك له
وإيمان برسله وكتبه والملائكة واليوم الأخر والقدر خيره وشره
وإن ذلك يترتب عليه تعديل سلوك الإنسان بحيث تكون وفق تعاليم الله تعالى وسنة رسوله
صلوات الله وسلامه عليه
وفي الحديث , لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به , ....
رواه: البيهقي عن عبدالله بن عمرو بن العاص
- المصدر: المدخل إلى السنن الكبرى - الصفحة أو الرقم: 1/ 192
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)
وأَمَر ربك -أيها الإنسان- وألزم وأوجب أن يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة، وأمر بالإحسان إلى الأب والأم، وبخاصة حالةُ الشيخوخة، فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما، ولا تسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح، ولكن ارفق بهما، وقل لهما -دائما- قولا لينًا لطيفًا.
وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا رحمة بهما، واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا، كما صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً (25)
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26)
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27)
وأحسِنْ إلى كل مَن له صلة قرابة بك، وأعطه حقه من الإحسان والبر، وأعط المسكين المحتاج والمسافر المنقطع عن أهله وماله، ولا تنفق مالك في غير طاعة الله، أو على وجه الإسراف والتبذير.
إن المسرفين والمنفقين أموالهم في معاصي الله هم أشباه الشياطين في الشر والفساد والمعصية، وكان الشيطان كثير الكفران شديدَ الجحود لنعمة ربه
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28)
وإن أعرضت عن إعطاء هؤلاء الذين أُمِرْت بإعطائهم؛ لعدم وجود ما تعطيهم منه طلبًا لرزق تنتظره من عند ربك، فقل لهم قولا ليِّنًا لطيفًا، كالدعاء لهم بالغنى وسعة الرزق، وعِدْهم بأن الله إذا أيسر من فضله رزقًا أنك تعطيهم منه.
وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29)
إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30)
ولا تمسك يدك عن الإنفاق في سبيل الخير، مضيِّقًا على نفسك وأهلك والمحتاجين، ولا تسرف في الإنفاق، فتعطي فوق طاقتك، فتقعد ملومًا يلومك الناس ويذمونك، نادمًا على تبذيرك وضياع مالك.
إن ربك يوسِّع الرزق على بعض الناس، ويضيِّقه على بعضهم، وَفْق علمه وحكمته سبحانه وتعالى. إنه هو المطَّلِع على خفايا عباده، لا يغيب عن علمه شيء من أحوالهم.
وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31)
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا علمتم أن الرزق بيد الله سبحانه فلا تقتلوا -أيها الناس- أولادكم خوفًا من الفقر؛ فإنه -سبحانه- هو الرزاق لعباده، يرزق الأبناء كما يرزق الآباء، إنَّ قَتْلَ الأولاد ذنب عظيم.
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32)
ولا تقربوا الزنى ودواعيه؛ كي لا تقعوا فيه، إنه كان فعلا بالغ القبح، وبئس الطريق طريقه.
وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33)
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قَتْلها إلا بالحق الشرعي كالقصاص أو رجم الزاني المحصن أو قتل المرتد. ومن قُتِل بغير حق شرعي فقد جعلنا لولي أمره مِن وارث أو حاكم حجة في طلب قَتْل قاتله أو الدية، ولا يصح لولي أمر المقتول أن يجاوز حدَّ الله في القصاص كأن يقتل بالواحد اثنين أو جماعة، أو يُمَثِّل بالقاتل، إن الله معين وليَّ المقتول على القاتل حتى يتمكن مِن قَتْله قصاصًا.
وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34)
ولا تتصرَّفوا في أموال الأطفال الذين مات آباؤهم، وصاروا في كفالتكم، إلا بالطريقة التي هي أحسن لهم، وهي التثمير والتنمية، حتى يبلغ الطفل اليتيم سنَّ البلوغ، وحسن التصرف في المال، وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه.
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35)
وأتموا الكيل، ولا تنقصوه إذا كِلْتم لغيركم، وزِنوا بالميزان السوي، إن العدل في الكيل والوزن خير لكم في الدنيا، وأحسن عاقبة عند الله في الآخرة.
وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36)
ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.
وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37)
ولا تمش في الأرض مختالا متكبرا؛ فإنك لن تَخْرِق الأرض بالمشي عليها، ولن تبلغ الجبال طولا خيلاء وتكبرًا.
كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)
جميع ما تقدَّم ذِكْرُه من أوامر ونواهٍ، يكره الله سيِّئَه، ولا يرضاه لعباده
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39)
وهكذا تفهم عقيدة التوحيد , إيمان بالقلب وإذعان كامل لشريعة الله تعالى التى أرسلها رحمة للعالمين
قال تعالى في سورة يوسف: .... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ -40
وقال تعالى:وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله .... 64 النساء
وقال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا -65 النساء
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
(3)
ومع بعض آيات من سورة الإسراء
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأمور الهامة التي يجب أن يعرفها كل إنسان أنه لا ينبغي أن يدعو أو يتضرع أو يقدم قربانا إلى أي مخلوق سواء كان نبي أو ولي أو مقرب أو من الصالحين , فعقيدة التوحيد في الإسلام تلزمك أن تجعل قلبك متجه دائما إلى الله تعالى وحده بالدعاء , إن ربي قريب مجيب .... أما الأنبياء والصالحون فإنهم يتضرعون إلي الله تعالى بالخوف والرجاء , وهم لنا أسوة حسنة في أعمالهم وأخلاقهم وهم لم يأمروا أحدا بالدعاء والتضرع إليهم ..
قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57)
إن هذه المعبودات التي تنادونها من دونه لكشف الضرِّ عنكم لا تملك ذلك، ولا تقدر على تحويله عنكم إلى غيركم، ولا تقدر على تحويله من حال إلى حال، فالقادر على ذلك هو الله وحده. وهذه الآية عامة في كل ما يُدْعى من دون الله، ميتًا كان أو غائبًا، من الأنبياء والصالحين وغيرهم، بلفظ الاستغاثة أو الدعاء أو غيرهما،
فلا معبود بحق إلا الله.
أولئك الذين يدعوهم المشركون من الأنبياء والصالحين والملائكة مع الله، يتنافسون في القرب من ربهم بما يقدرون عليه من الأعمال الصالحة، ويأمُلون رحمته ويخافون عذابه، إن عذاب ربك هو ما ينبغي أن يحذره العباد، ويخافوا منه.
*****
ودعونا نتأمل لو أنك على طائرة أو سفينة وعصفت الرياح بها, ماذا تدعوا في هذا الوقت؟
إنك لا تخدع نفسك التي تشرف على لقاء الله , فتدعوا بكل إخلاص يارب نجنا , فيجب أن يستمر هذا الإخلاص في سائر الحياة وسائر الأوقات , فالإنسان لايدري متى يموت
رَبُّكُمْ الَّذِي يُزْجِي لَكُمْ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (66)
وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67)
ربكم -أيها الناس- هو الذي يُسَيِّر لكم السفن في البحر؛ لتطلبوا رزق الله في أسفاركم وتجاراتكم. إن الله سبحانه كان رحيمًا بعباده
وإذا أصابتكم شدة في البحر حتى أشرفتم على الغرق والهلاك، غاب عن عقولكم الذين تعبدونهم من الآلهة، وتذكَّرتم الله القدير وحده؛ ليغيثكم وينقذكم، فأخلصتم له في طلب العون والإغاثة، فأغاثكم ونجَّاكم، فلمَّا نجاكم إلى البر أعرضتم عن الإيمان والإخلاص والعمل الصالح، وهذا من جهل الإنسان وكفره. وكان الإنسان جحودًا لنعم الله عزَّ وجل
*****
أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68)
أَمْ أَمِنتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنْ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً (69)
أفأمنتم أن تنهار بكم الأرض خسفًا، أو يُمْطركم الله بحجارة من السماء فتقتلكم، ثم لا تجدوا أحدًا يحفظكم مِن عذابه؟
أم أمنتم أن يعيدكم في البحر مرة أخرى، فيرسل عليكم ريحًا شديدة، تكسِّر كل ما أتت عليه، فيغرقكم بسبب كفركم، ثم لا تجدوا لكم علينا أي تبعة ومطالبة؛ فإن الله لم يظلمكم مثقال ذرة؟
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)
ولقد كرَّمنا ذرية آدم بالعقل وإرسال الرسل، وسَخَّرنا لهم جميع ما في الكون، وسَخَّرنا لهم ما يركبونه في البر والسفن في البحر لحملهم، ورزقناهم من طيبات المطاعم والمشارب، وفضَّلناهم على كثير من المخلوقات تفضيلا عظيمًا
ونتدبر ختام سورة الإسراء وما بها من أنوار
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105)
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106)
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107)
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109)
قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110)
وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111)
وإلي بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد
(4)
ومع بعض آيات من سورة الكهف
إن الإنسان في الإسلام يعرف أن له إله واحد يتجه إليه ويتبع أمره وشرعه , وينتهي عما نهاه عنه , فيضمن الإنسان بهذا السلوك رضوان الله تعالى عنه ويقي نفسه أن يكون من المغضوب عليهم أوالضالين. كما يعرف المؤمن أن الله تعالى رحيم كريم ودود عليم لطيف بعباده ويعرف أنه قادر قاهر للظالمين المعتدين , بيده مقاليد كل شئ, يجير ولا يجار عليه ... وبهذا المبدأ في التوحيد تنشئ طمأنينة القلب والراحة النفسية. بينما المشرك تتنازعه شتى الأسياد والأرباب , فيعيش ممزق النفس في الدنيا وعذاب في الأخرة
إن هذه الحقائق يعرفها المؤمن في كل العصوروإليكم مثال لفتية أمنوا بربهم فزادهم الله هدى
إنهم أصحاب الكهف
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14)
هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15)
إن أصحاب الكهف شُبَّان صدَّقوا ربهم وامتثلوا أمره، وزِدْناهم هدى وثباتًا على الحق. وقوَّينا قلوبهم بالإيمان، وشددنا عزيمتهم به، حين قاموا بين يدي الملك الكافر، وهو يلومهم على تَرْكِ عبادة الأصنام فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السموات والأرض، لن نعبد غيره من الآلهة، لو قلنا غير هذا لكُنَّا قد قلنا قولا جائرًا بعيدًا عن الحق. ثم قال بعضهم لبعض: هؤلاء قومنا اتخذوا لهم آلهة غير الله، فهلا أتَوْا على عبادتهم لها بدليل واضح، فلا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب بنسبة الشريك إليه في عبادته
*****
وقد اعتزل الفتية قومهم وذهبوا إلى الكهفحيث ناموا, داخل الكهف, وكلبهم الذي صاحَبهم مادٌّ ذراعيه بفناء الكهف، وقد حدثت المعجزة التي تدل على البعث , فقد أنامهم الله وحفظهم مدة ثلاثمائة سنة شمسية ثم أيقظهم مِن نومهم على هيئتهم دون تغيُّر؛
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)
ومكث الشُّبَّان نيامًا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية وبالحساب الدقيقتجد أنها تساوي ثلاثمائة سنة وتسع سنين قمرية وهذا من إعجاز القرآن العظيم
*****
وننتقل إلى مثال أخر لرجلينأحدهم عطل أجهزة الاستقبال والاستجابة لديه وأعمى قلبهوالثاني متيقظ القلب مؤمن يرى الواقع كما خلقه الله تعالىفالمؤمن يرى بنور الله تعالى
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34)
وكان لصاحب الحديقتين ثمر وأموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث، والغرور يملؤه: أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36)
ودخل حديقته، وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث، وشكه في قيام الساعة، فأعجبته ثمارها وقال: ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة، وما أعتقد أن القيامة واقعة، وإن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا ومردًا؛ لكرامتي ومنزلتي عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38)
قال له صاحبه المؤمن، وهو يحاوره واعظًا له: كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة الأبوين، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم. لكن أنا لا أقول بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي وحده، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره.
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41)
وهلا حين دخَلْتَ حديقتك فأعجبتك حَمِدت الله، وقلت: هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42)
وتحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة، فهلك كل ما فيها، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها، وهي خاوية قد سقط بعضها على بعض، ويقول: يا ليتني عرفت نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا. وهذا ندم منه حين لا ينفعه الندم.
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43)
ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به، وما كان ممتنعًا بنفسه وقوته.
هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)
في مثل هذه الشدائد تكون الولاية والنصرة لله الحق، هو خير جزاءً، وخير عاقبة لمن تولاهم من عباده المؤمنين
عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. الترمذي
*********
وإلي الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[10 Sep 2010, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السادس عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة الكهف و سورة مريم
إن عقيدة التوحيد هبة خالصة من الله تعالى للبشر عرفها لهم عن طريق الرسل , ولم يتدرج الإنسان في هذه المعرفة كما تدرج في الصناعات .. فقد جاءت الرسالات الإلهية منذ فجر التاريخ كاملة حاسمة في دعوة التوحيد ,
وإن دعوة الرسل جميعا من لدن أدم إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
لا إله إلا الله
وقد غال بعض الناس في أنبيائهم لدرجة العبادة لهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم،
فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3445
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ولذلك وردت الأيات مؤكدة على هذا المعنى
ونبدأ مع أخر آية وردت في سورة الكهف
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه أن يقول للعالم: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ من ربي , أنما إلهكم إله واحد، فمَن كان يخاف عذاب ربه ويرجو ثوابه يوم لقائه، فليعمل عملا صالحًا لربه موافقًا لشرعه، ولا يشرك في العبادة معه أحدًا غيره
******
سورة مريم
ومن عظيم ترتيب آيات الذكر الحكيم أن نسمع كلام (عيسى ابن مريم) عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم , وهو يتكلم في المهد ليعلن للعالم أنه عبد الله ورسوله.
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30)
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31)
وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32)
وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33)
قال عيسى وهو في مهده يرضع: إني عبد الله, قضى بإعطائي الكتاب, وهو الإنجيل, وجعلني نبيًا.
وجعلني عظيم الخير والنفع حيثما وُجِدْتُ, وأوصاني بالمحافظة على الصلاة وإيتاء الزكاة ما بقيت حيًا.
وجعلني بارًّا بوالدتي, ولم يجعلني متكبرًا ولا شقيًا, عاصيًا لربي.
والسلامة والأمان عليَّ من الله يوم وُلِدْتُ, ويوم أموت, ويوم أُبعث حيًا يوم القيامة.
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)
وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)
ما كان لله تعالى ولا يليق به أن يتخذ مِن عباده وخَلْقه ولدًا, تنزَّه وتقدَّس عن ذلك, إذا قضى أمرًا من الأمور وأراده, صغيرًا أو كبيرًا, لم يمتنع عليه, وإنما يقول له: "كن", فيكون كما شاءه وأراده.
وقال عيسى لقومه: وإن الله الذي أدعوكم إليه هو وحده ربي وربكم فاعبدوه وحده لا شريك له, فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له، هذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه.
فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)
فاختلفت الفِرَق من أهل الكتاب فيما بينهم في أمر عيسى عليه السلام, فمنهم غال فيه وهم النصارى, فمنهم من قال: هو الله, ومنهم من قال: هو ابن الله, ومنهم من قال: ثالث ثلاثة - تعالى الله عما يقولون -، ومنهم جافٍ عنه وهم اليهود, قالوا: ساحر, وقالوا: ابن يوسف النجار, فهلاك للذين كفروا مِن شهود يوم عظيم الهول, وهو يوم القيامة
*******
وفي الحديث القدسي
قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4974
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88)
لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89)
تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91)
وقال هؤلاء الكفار: اتخذ الرحمن ولدًا.
لقد جئتم - أيها القائلون - بهذه المقالة شيئا عظيمًا منكرًا.
تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول, وتتصدع الأرض, وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92)
إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93)
وما يصلح للرحمن, ولا يليق بعظمته, أن يتخذ ولدًا; لأن اتخاذ الولد يدل على النقص والحاجة, والله هو الغني الحميد المبرأ عن كل النقائص.
إن كل مَن في السموات من الملائكة, ومَن في الأرض من الإنس والجن, إلا سيأتي ربه يوم القيامة عبدًا خاضعًا مقرًا له بالعبودية.
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أحصى الله سبحانه وتعالى خَلْقَه كلهم, وعلم عددهم, فلا يخفى عليه أحد منهم.
وسوف يأتي كل فرد من الخلق ربه يوم القيامة وحده, لا مال له ولا ولد معه
****
وإلي بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[13 Sep 2010, 06:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السادس عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة طه
طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)
تَنزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلا (4)
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
بهذه الآيات المشرقة نبدأ
ونلاحظ فيها مدى الحب من رسول الله صلى الله عليه وسلم للوقوف بين يدي الله تعالى
في قيامه لليل وتلاوة القرآن العظيم
قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر،
قال: (أفلا أكون عبدا شكورا).
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4836
خلاصة الدرجة: [صحيح]
كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت
{ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 59
وإن للإيمان لحلاوة تنسي المشقة ولكن هناك تبعات أخرى
يجب أن تستجمع لها القوى وهي تبليغ رسالة الله تعالى للعالمين
وإعلامهم بأنه لا معبود بحق إلا هو , جل وعلا , فله وحده الأسماء الحسنى
******
وتتوالى صور القرب والتجلي الإلهي على الرسل الكرام
ونعيش معها ونحن نتلوا كلام الله تعالى في القرآن الكريم
وتمتلئ قلوبنا بالإيمان بالله الواحد الأحد , الفرد الصمد ,
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ,
الودود الرءوف الحليم الرحيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام.
وننصت خاشعين لهذا المشهد العظيم
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)
إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)
فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)
فلما أتى موسى تلك النار ناداه الله: يا موسى, إني أنا ربك فاخلع نعليك, إنك الآن بوادي "طوى" الذي باركته, وذلك استعدادًا للمناجاة.
إن الساعة التي يُبعث فيها الناس آتية لا بد من وقوعها, أكاد أخفيها, فلا يعلمها أحد من المخلوقين; لكي تُجزى كل نفس بما عملت في الدنيا من خير أو شر.
فلا يصرفنَّك - يا موسى - عن الإيمان بها والاستعداد لها مَن لا يصدق بوقوعها ولا يعمل لها، واتبع هوى نفسه, فكذَّب بها,
******
ثم يعرض مشهد عجيب لبني إسرائيل
ومازال نبي الله (موسي) حيا ومعهم نبي الله (هارون)
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان والتوحيد
ويعصمنا من الغفلة والكفر والشرك
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82)
يا بني إسرائيل اذكروا حين أنجيناكم مِن عدوكم فرعون, وجَعَلْنا موعدكم بجانب جبل الطور الأيمن لإنزال التوراة عليكم, ونزلنا عليكم في التيه ما تأكلونه, مما يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل، والطير الذي يشبه السُّمَانَى.
كلوا من رزقنا الطيب, ولا تطغوا فيه , فينزل بكم غضبي, ومَن ينزل به غضبي فقد هلك وخسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني لَغفار لمن تاب من ذنبه وكفره, وآمن بي وعمل الأعمال الصالحة, ثم اهتدى إلى الحق واستقام عليه.
****
وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)
قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85)
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86)
قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)
فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً (89)
قال الله لموسى: وأيُّ شيء أعجلك عن قومك - يا موسى - فسبقتَهم إلى جانب الطور الأيمن, وخلَّفتَهم وراءك؟
قال: إنهم خلفي سوف يلحقون بي, وسبقتُهم إليك - يا ربي - لتزداد عني رضا.
قال الله لموسى: فإنا قد ابتلينا قومك بعد فراقك إياهم بعبادة العجل, وإن السامري قد أضلهم.
فرجع موسى إلى قومه غضبان عليهم حزينًا, وقال لهم: يا قوم ألم يَعِدْكم ربكم وعدًا حسنًا بإنزال التوراة؟ أفطال عليكم العهد واستبطأتم الوعد, أم أردتم أن تفعلوا فعلا يحل عليكم بسببه غضب من ربكم, فأخلفتم موعدي وعبدتم العجل, وتركتم الالتزام بأوامري؟
قالوا: يا موسى ما أخلفنا موعدك باختيارنا, ولكنَّا حُمِّلنا أثقالا مِن حليِّ قوم فرعون, فألقيناها في حفرة فيها نار بأمر السامري, فكذلك ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل عليه السلام.
فصنع السامري لبني إسرائيل من الذهب عجلا جسدًا يخور خوار البقر, فقال المفتونون به منهم للآخرين: هذا هو إلهكم وإله موسى, نسية وغَفَلة.
أفلا يرى الذين عبدوا العجل أنه لا يكلمهم ابتداء, ولا يردُّ عليهم جوابًا, ولا يقدر على دفع ضرٍّ عنهم, ولا جلب نفع لهم؟
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)
قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)
قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97)
قال موسى لأخيه هارون: أيُّ شيء منعك حين رأيتهم ضلُّوا عن دينهم أن لا تتبعني , أفعصيت أمري فيما أمرتك به من خلافتي والإصلاح بعدي؟
ثم أخذ موسى بلحية هارون ورأسه يجرُّه إليه, فقال له هارون: يا ابن أمي لا تمسك بلحيتي ولا بشعر رأسي, إني خفتُ أن تقول: فرَّقت بين بني إسرائيل,
قال موسى للسامري: فما شأنك يا سامري؟ وما الذي دعاك إلى ما فعلته؟
قال السامري: رأيت ما لم يروه - وهو جبريل عليه السلام - على فرس, وقت خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده, فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس جبريل, فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل, فكان عجلا جسدًا له خوار؛ بلاء وفتنة, وكذلك زيَّنت لي نفسي الأمَّارة بالسوء هذا الصنيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال موسى للسامري: فاذهب فإن لك في حياتك أن تعيش منبوذًا تقول لكل أحد: لا أَمَسُّ ولا أُمَسُّ, وإن لك موعدا لعذابك وعقابك, لن يُخْلفك الله إياه, وسوف تلقاه, وانظر إلى معبودك الذي أقمت على عبادته لنُحرقنَّه بالنار, ثم لننسفنه في اليمِّ نسفا.
إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98)
وإلي الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة الأنبياء
إن رسالة الإسلام جاءت بالخير للبشرية
وخير دليل على ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نشروا نور الإسلام في ربوع الأرض من مشرقها إلى مغربها في أقل من ثلاثين عاما , حيث كانت السيادة للأمة الإسلامية بلا منازع أكثر من عشرة قرون متتالية , ساد فيها العدل والنور ووضع مبادئ العلوم التي بني عليها التقدم الحضاري المتجدد بإذن الله تعالى.
فكانت رسالة التوحيد هي معيار العزة للمؤمنين وما زالت
ونستمع إلى كلام ربنا
لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10)
لقد أنزلنا إليكم هذا القرآن, فيه عزُّكم وشرفكم في الدنيا والآخرة إن تمسكتم به,
فالعاقل يحرص على ما ينفعه في الدنيا من عز وحضارة , وفي الأخرة مغفرة ورضوان ونعيم لا ينفد من الله تعالى
والكون كله يسبح بحمد ربه ولا يستكبرون عن عبادة ربهم وهي الطاعة للقوانين التي وضعها لها
وتصورا معي لو أن الشمس خرجت عن المسار الذي وضع لها ماذا يحدث؟
وماذا يحدث لنا لو خرجت الأرض عن المسار الذي وضعه الله تعالى لها؟
فإن شريعة الله للإنسان هي المسار الأمن الذي إن سار عليه فاز في الدنيا والأخرة
وإن إنفلت عنها ضيع حياته في الدنيا والأخرة
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19)
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)
ولله سبحانه كل مَن في السموات والأرض, والذين عنده من الملائكة لا يأنَفُون عن عبادته ولا يملُّونها. فكيف يجوز أن يشرك به ما هو عبده وخلقه؟
يذكرون الله وينزِّهونه دائمًا, لا يضْعُفون ولا يسأمون.
أَمْ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنْ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (21)
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)
كيف يصح للمشركين أن يتخذوا آلهة عاجزة من الأرض لا تقدر على إحياء الموتى؟
لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله سبحانه وتعالى تدبر شؤونهما, لاختلَّ نظامهما, فتنزَّه الله رب العرش, وتقدَّس عَمَّا يصفه الجاحدون الكافرون, من الكذب والافتراء وكل نقص.
لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
إن من دلائل تفرُّده سبحانه بالخلق والعبادة أنه لا يُسأل عن قضائه في خلقه, وجميع خلقه يُسألون عن أفعالهم.
أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)
هل اتخذ هؤلاء المشركون مِن غير الله آلهة تنفع وتضر وتحيي وتميت؟ قل - أيها الرسول - لهم: هاتوا ما لديكم من البرهان على ما اتخذتموه آلهة, فليس في القرآن الذي جئتُ به ولا في الكتب السابقة دليل على ما ذهبتم إليه, وما أشركوا إلا جهلا وتقليدًا, فهم معرضون عن الحق منكرون له
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)
وما أرسلنا من قبلك - أيها الرسول - من رسول إلا نوحي إليه أنه لا معبود بحق إلا الله, فأخْلصوا العبادة له وحده.
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)
وقال المشركون: اتخذ الرحمن ولدًا بزعمهم أن الملائكة بنات الله. تنزَّه الله عن ذلك; فالملائكة عباد الله مقربون مخصصون بالفضائل, وهم في حسن طاعتهم لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم, ولا يعملون عملا حتى يأذن لهم.
وكل أعمال الملائكة يعلمه الله سبحانه وتعالى, ولا يتقدمون بالشفاعة إلا لمن ارتضى الله شفاعتهم له, وهم من خوف الله حذرون.
ومن يدَّع من الملائكة أنه إله مع الله - على سبيل الفرض - فجزاؤه جهنم, مثل ذلك الجزاء نجزي كل ظالم مشرك.
أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30)
أولم يعلم هؤلاء الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما
سبحان الله العلي العظيم ,
لقد توصل علماء الغرب من غير المسلمين أن الكون كان في
بدايته عبارة عن سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج
إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء
وهذا من الإعجاز العلمي للقرآن العظيم
وجعلنا من الماء كل شيء حي,
وتتوالى آيات الإعجاز في القرآن العظيم
و قد أثبت العلم الحديث أن أي كائن حي يتكون من نسبة عالية من ا لماء
إذا فقد 25 بالمائة من مائه فإنه سيقضي نحبه لا محالة لأن جميع التفاعلات
الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي لا تتم إلا في وسط مائي
وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)
وخلقنا في الأرض جبالا تثبتها حتى لا تضطرب, وجعلنا فيها طرقًا واسعة; لعلهم يهتدون
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)
ولو تحدثنا عن الإعجاز العلمي في هذه الآية ما وسعنا الوقت ولا المساحة المخصصة للكتابة
ويكفي أن نشير إلى حماية الأرض من الأشعاعت الضارة , التي لو اخترقت الدفاعات التي خلقها الله تعالى لحماية الأرض , لهلك الأحياء من جراء تلك الأشعاعات الضارة
ومن أراد المزيد فعليه بالبحث في الإعجاز العلمي للقرآن
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)
والله تعالى هو الذي خلق الليل; ليسكن الناس فيه, والنهار; ليطلبوا فيه المعايش, وخلق الشمس آية للنهار, والقمر آية للَّيل, ولكل منهما مدار يجري فيه وَيَسْبَح لا يحيد عنه.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[15 Sep 2010, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة الأنبياء
وفي معرض ذكر النبيين نقتبس بعض الآنوار
التى يتجلى فيها اللطف الإلهي بأحبابه ,
" إن ربي قريب مجيب "
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
ذا النون أي صاحب الحوت, وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام, أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا, فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا, ولم يصبر عليهم كما أمره الله, وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم, ضائقًا صدره بعصيانهم, فلما تحقق قومه منه ذلك وعلموا أن النبي لا يكذب خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم وفرقوا بين الأمهات وأولادها ثم تضرعوا إلى الله عز وجل وأعلنوا إيمانهم ,
وأما يونس" فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت بهم وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا قال الله تعالى " فساهم فكان من المدحضين " أي وقعت عليه القرعة فقام يونس عليه السلام ثم ألقى نفسه في البحر ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء حوت يشق البحار حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما فإن يونس ليس لك رزقا وإنما بطنك تكون له سجنا
وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة, فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس ,
فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه; لتركه الصبر على قومه, قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك, إني كنت من الظالمين.
فاستجبنا له دعاءه, وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة, وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا.
*******
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
إن "زكريا " دعا ربه أن يرزقه الذرية لما كَبِرت سنُّه قائلا رب لا تتركني وحيدًا لا عقب لي, هب لي وارثًا يقوم بأمر الدين في الناس من بعدي, وأنت خير الوارثين.
فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى, وجعلنا زوجته صالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا, إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير, ويدعوننا راغبين فيما عندنا, خائفين من عقوبتنا, وكانوا لنا خاضعين متواضعين.
*****
وتتوالى المعجزات الإلهية ,
فقد سبق أن رأينا زكريا وقد بلغ من الكبر عتيا وكانت امرأته عاقرا
وقد حقق الله تعالى له دعوته ورزقه يحيى
وها نحن أمام معجزة أخرى لمريم عليها السلام
وبهذا الخلق العجيب يكتمل تنوع خلق الإنسان
حيث خلق الله تعالى " أدم " بغير أب وأم ,
وخلق "حواء" من غير أم , وخلق "عيسى" من غير أب
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)
أرسل الله تعالى الروح الأمين "جبريل" عليه السلام, إلى "مريم " فنفخ في جيب قميصها, فخلق الله بذلك النفخ المسيح عيسى عليه السلام, فحملت به من غير زوج, فكانت هي وابنها بذلك علامة على قدرة الله, وعبرة للخلق إلى قيام الساعة
*****
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)
هؤلاء الأنبياء جميعًا دينهم واحد, الإسلام, وهو الاستسلام لله بالطاعة وإفراده بالعبادة, والله سبحانه وتعالى رب الخلق فاعبدوه - أيها الناس - وحده لا شريك له.
******
إن عقيدة التوحيد هي إصلاح الإنسان كي يخوض معترك الحياة
في سلام وأمان
وبدون عقيدة التوحيد يهوي الإنسان في مكان سحيق
تتمزقه الأهواء وتفترسه الشياطين ,
حتى ولو بلغ من التعلم والمناصب مبلغا
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ (105)
وقد ورد في تفسير ابن كثير
يقول تعالى مخبرا عما حتمه وقضاه لعباده الصالحين من السعادة في الدنيا والآخرة ووراثة الأرض في الدنيا والآخرة كقوله تعالى " إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " وقال " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " وقال " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم"
ولقد كتبنا في الكتب المنزلة من بعد ما كُتِب في اللوح المحفوظ: أن الأرض يرثها عباد الله الصالحون الذين قاموا بما أُمروا به, واجتنبوا ما نُهوا عنه, وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)
فإن أعرض هؤلاء عن الإسلام فقل لهم: أبلغكم جميعًا ما أوحاه الله تعالى إليَّ, فأنا وأنتم مستوون في العلم لمَّا أنذرتكم وحذرتكم, ولستُ أعلم - بعد ذلك - متى يحل بكم ما وُعِدْتُم به من العذاب؟
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنْ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[16 Sep 2010, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
ومع بعض آيات من سورة الحج
إن حقيقة التوحيد في الإسلام تقوم على مرجعية ثابتة
ألا وهي الوحي الإلهي
أولها كتاب الله القرآن الكريم , ثانيا الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه المرجعية أنقذت الإنسان من التخبط والقول بغير علم ,
إن المنهج القرآني يبعد العقل الإنساني عن الوهم
فلا سبيل للعقل البشري للخوض في أمر أكبر من تصوره المحدود
فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن الكريم
على خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه
مبينا آلاء الله تعالى في الكون والأنفس ودلائل التوحيد
فلا مجال للكلام عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
عن مصادر لا تعتمد على القرآن الكريم والسنة المطهرة
ثم الإلتزام بالدراسة الواعية والتفقه في الدين على أيدي علماء متخصصون
قال تعالى: .... فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ... 122 التوبة
وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ -108 يوسف
"قل" لهم "هذه سبيلي" وفسرها بقوله "أدعو إلى" دين "الله على بصيرة" حجة واضحة "أنا ومن اتبعني" آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله "وسبحان الله" تنزيها له عن الشركاء "وما أنا من المشركين" من جملة سبيله أيضا
وقال تعالى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألباب – 9 الزمر
"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل "إنما يتذكر" يتعظ "أولو الألباب" أصحاب العقول
وبناء على ما تقدم من دلائل واضحة لاتقبل الوهم أو التخبط ,
تكون عقيدة التوحيد في الإسلام واضحة لا غموض فيها ولا تخبط ولا قول بغير علم ودليل ,
ونعود إلى أيات سورة الحج التي تؤكد هذا المعنى
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)
وفي تفسير الجلالين
نزلت هذه الآيات في النضر بن الحارث وجماعته "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم"
قالوا: الملائكة بنات الله والقرآن أساطير الأولين وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا
"ويتبع" في جداله "كل شيطان مريد" أي متمرد
ولكنها تنطبق على كل إنسان يتكلم بغير علم
فالعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب
******
والمتأمل للآيات التالية يدرك مدى أهمية
الدلائل التي وردت في القرآن العظيم لبيان حقيقة البعث
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)
*****
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)
ومن الكفار مَن يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة، لاويًا عنقه في تكبر، معرضًا عن الحق؛ ليصد غيره عن الدخول في دين الله، فسوف يلقى خزيًا في الدنيا باندحاره وافتضاح أمره، ويوم القيامة يلقى في عذاب الحريق.
******
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء -18ُ
وفي تفسير الجلالين
"ألم تر" تعلم "أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب" أي يخضع له بما يراد منه "وكثير من الناس" وهم المؤمنون بزيادة على الخضوع في سجود الصلاة "وكثير حق عليه العذاب" وهم الكافرون لأنهم أبوا السجود المتوقف على الإيمان "ومن يهن الله" يشقه "فما له من مكرم" مسعد "إن الله يفعل ما يشاء" من الإهانة والإكرام.
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
ومع بعض آيات من سورة الحج
إن الله سبحانه هو خالق هذا الكون وما فيه ومن فيه.
أنشأه من العدم , وهو الذي يغير في الكائنات ما يشاء ,
قال تعالى: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ -19 فاطر
وهو وحده الذي يمسك ويحفظ هذا الكون من التخبط.
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا – 41 فاطر
وهو وحده المتكفل برزق جميع المخلوقات في الأرض
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ – 6 هود
وهو وحده الذي يميت ويحيي.
قال تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .. 145 ال عمران
وإن لله تعالى سنن في السموات والأرض لا تتحقق بذاتها
لكن تتحقق بقدر الله تعالى
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ – 23 الحشر
بهذه الأنوار القرآنية يعيش المؤمن حياة مطمئنة يتجه بقلبه إلى إله واحد , مالك الملك
بينما المشركين تتنازعهم الأهواء والألهة الباطلة المختلفة التي يتوجهون إليها فتمزقهم وتمزق نفوسهم
فترى نسبة الإنتحار عالية والأمراض النفسية كثيرة
في البلدان غير المؤمنة , رغم الغنى الفاحش بها
حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ -31
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ -32
ورد في تفسير ابن كثير
حنفاء لله " أي مخلصين له الدين مبتعدين عن الباطل قصدا إلى الحق ولهذا قال " غير مشركين به "
ثم ضرب للمشرك مثلا في ضلاله وهلاكه وبعده عن الهدى
فقال " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء " أي سقط منها "
فتخطفه الطير " أي تقطعه الطيور في الهواء "
أو تهوي به الريح في مكان سحيق " أي بعيد مهلك لمن هوى فيه
ولهذا جاء في حديث البراء أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت وصعدوا بروحه إلى السماء فلا تفتح له أبواب السماء
بل تطرح روحه طرحا من هناك
******
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -63
وتتوالى الآيات العلمية في القرآن العظيم
فهل يدرك الإنسان عظمة الإسلام؟ و دلائل التوحيد؟
وجد علماء النبات أن المواد التي تأتي لتكون الثمار و الحبوب تأتيهم من أوراق الشجر،
فشرحوا الورقة فوجدوا في الورقة تركيبات مختلفة من هذه التركيبات شيء اسمه البلاستيدات الخضراء،
يجعل لون الورقة أخضر و لون الشجر أخضر و لذلك إذا شاخ النبات تحول إلى اللون الأصفر لأن هذه المصانع ضعفت،
فيتحول اللون إلى لون آخر،
فهذا المصنع يحول الطاقة الشمسية، و ثاني أكسيد الكربون من الهواء، و الماء الذي يأتي من الأرض، في حوالي 40 عملية متسلسلة متتابعة لإنزيمات مركبة بتركيب بالغ الدقة
ليكون في النهاية سكر، ثم يتكثف ذلك السكر فيصبح نشاء، و يُختزل ذلك السكر فيكون دهن،
و يضاف إليه ذرة نيتروجين فيكون بروتين، ويتكون جميع الأكل من هذا المصنع الأخضر
فإذا نزل الماء: الماء يخرج النبات، و الشجر يخرج المادة الخضراء، و المادة الخضراء تخرج الحبوب و الثمار،
تعالوا لنقرأ ذلك في كتاب الله: وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا، و يقال خضراً في لغة العرب: إذا كان الشيء الذي نتحدث عنه لونه أخضر فطري و ليس صناعي ,
نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ) فتدل الثمرة على صانعها (إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) إذا هرم اصفر، يريكم علاقته بالشيء الأخضر (إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
حاول العلماء في الشرق و الغرب أن يصنعوا مثل هذا المصنع الأخضر فعجزوا عجزا تاما، و لكنه المصنع الأخضر الوحيد الذي يقوم بهذه التحويلات و الذي تشير إليه الآيات القرآنية.
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام99
(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية)
*******
ومن خصائص الآلهية , الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[19 Sep 2010, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء السابع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
ومع بعض آيات من سورة الحج
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ -64
من الدلائل الواضحة لعظمة الله تعالى
وتفرده وحده بالملك لهذا الكون
أن أحد لم يدعي ولن يجرؤ كائن من كان
أن يقول أن له ما في السماوت و الأرض
سبحان الله العلي العظيم
كيف يغفل عن دعاءه الغافلون؟
وأين المفر أيها الهاربون من رسالة الله؟
أين تتجهون .. فله ما في السموات وما في الأرض؟
هل أدركنا نعمة الإسلام؟ ونعمة التوحيد؟
ونمضي مع كلام الله تعالى ودلائل التوحيد
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ -64
َألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ -65
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ -66
ورد في تفسير ابن كثير
وقوله " وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور " كقوله" كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وقوله" قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " وقوله " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " ومعنى الكلام كيف تجعلون لله أندادا وتعبدون معه غيره وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف " وهو الذي أحياكم " أي خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا يذكر فأوجدكم " ثم يميتكم ثم يحييكم " أي يوم القيامة" إن الإنسان لكفور " أي جحود
******
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ -70
ورد في تفسير ابن كثير
يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه وأنه محيط بما في السموات وما في الأرض فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء "
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ -71
وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا يعني حجة وبرهانا كقوله " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " ولهذا قال ههنا " ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم " أي ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه وإنما هو أمر تلقوه عن آبائهم وأسلافهم بلا دليل ولا حجة
وأصله مما سول لهم الشيطان زينه لهم ولهذا توعدهم تعالى بقوله " وما للظالمين من نصير" أي من ناصر ينصرهم من الله فيما يحل بهم من العذاب والنكال
*****
وما زال التحدي قائم للمشركين والملاحدة
وهذه المرة بذبابة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ -73
الذباب بمجرد أن يسقط على الشيء يسكب لعابه - و لديه لعاب كثير - فيتحول و يتفاعل، فلو أتى أحد الناس و أراد أن يسترد ما أخذه الذباب لما استطاع، ما السبب؟ لأن الذباب بمجرد أن يسقط على الطعام - السكر مثلاً - يسكب اللعاب فيتم التفاعل فوراً قبل أن يتناول الذباب الطعام، فسبحان من قال في القرآن الكريم –
وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ
(الإعجاز العلمي)
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ -74
ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره من هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها " إن الله لقوي عزيز " أي هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه" إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد " " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " وقوله " عزيز" أي قد عز كل شيء فقهره وغلبه فلا يمانع ولا يغالب لعظمته وسلطانه وهو الواحد القهار
*****
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ
وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ
فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ -78
*******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثامن عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة المؤمنون
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -2
المؤمن من أمن بالله واليوم الأخر وملائكته وكتبه ورسله
والقدر خيره وشره
أي قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح .. بسلوكهم الطريق
بالخشوع لله تعالى وخاصة في الصلاة
التي هي اللقاء المتجدد بين الإنسان وخالقه ,
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
ولذلك تجد المؤمن معرض عن اللغو الذي يؤدي الي الفواحش والمنكرات
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ - 3
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ - 4
وبالعمل النافع يجدون ما ينفقون على أنفسهم وأهليهم و إخراج زكاة أموالهم ..
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - 5
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ - 6
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ - 7
والعفة بالإقتصار على العلاقة الزوجية الطاهرة النقية .. , التي هي لبنة المجتمع ,
فالمؤمن لا يدنس نفسه بالعلاقات المحرمة التي تطفئ نور الإيمان في القلوب
والأمانة والوفاء بالعهود هي أخلاقهم ...
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ - 8
وبهذه الأعمال التي تبدأ بصاحبها بالفلاح في الدنيا
و تنتهي بصاحبها إلي الفردوس في الأخرة ..
يأتي التأكيد على المحافظة على الصلاة التي تتكرر خمس مرات يوميا
وذلك لتدعيم الصلة مع رب العالمين
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ - 9
أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ – 10 الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - 11
قال ابن كثير في تفسيره
أن عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي
يسمع عند وجهه كدوي النحل
فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال:
اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا –
ثم قال - لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة " ثم قرأ " قد أفلح المؤمنون " حتى ختم العشر ورواه الترمذي في تفسيره
وتتوالى أدلة التوحيد
وفي هذه المرة في خلق الإنسان
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ - 12
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ - 13
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ - 14
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ - 15
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ - 16
ابتداءً من اليوم الرابع والعشرين في الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع السادس تظهر على جانبي مبادئ العمود الفقري للجنين نتوءات .. ويتقوس الشكل الخارجي للجنين بسبب حدوث انثناءات في جسم الجنين نظراً لاختلاف معدل نموأجزائه المختلفة. ويكون أفضل وصف للجنين في هذه المرحلة هووصف المضغة نظراً للشكل المنثني المميز ولوجود النتوءات التي تشبه مواضع الأسنان على قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ ويكون طول الجنين في هذه المرحلة حوالي 1 - 2 سم مما يجعله في حجم ما يمضغ، وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم خلقنا النطفة علقة ... )
الجنين في مرحلة المضغة يحتوي علي أصول جميع أجهزة الجسم (الجهاز الدوري – التنفسي – الهضمي – البولي) فأوليات جميع الأجهزة قد إكتمل تشكيلها ولكن تفاصيل هذه الأجهزة لم تكتمل بعد .. وأيضاً فإن بعض الخلايا قد تخصصت
ولكن بعضها ما زال غير متخصص في صور خلايا غير متميزة والعجيب أن القرآن الكريم يصف المضغة بهذا الوصف (مخلقةٍ وغير مخلقة) ولاحظ إستعمال القرآن الكريم للفظ (مخلقة) ولم يستعمل لفظ (مخلوقة) فكل الخلايا في هذه المرحلة (مخلوقة) ولكن بعضاً منها ما زالت غيرُ مُخلقة حيث بعض الخلايا لم تتخصص في وظيفتها كما أن الأجهزة ما زالت في صورة أولية، فجمع الجنين في هذه المرحلة بين وصف (مُخلقة) من حيث إكتمال تشكيل المضغة في ذاتها على أحسن هيئة وتخصص بعض خلاياها وبين وصف (غير مخلقة) من حيث عدم إكتمال صفة الأجهزة وعدم تخصص كثير من الخلايا والله تعالى أعلم. قال تعالى ( .... ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم .... ) (سورة الحج:5).
(موسوعة الإعجاز العلمي)
******
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
أفحسبتم- أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين, لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116
تعالى وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ،
وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ -117
ومن يعبد مع الله الواحد إلهًا آخر، لا حجة له على استحقاقه العبادة، فإنما جزاؤه على عمله السيِّئ عند ربه في الآخرة. إنه لا فلاح ولا نجاة للكافرين يوم القيامة.
وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ -118
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثامن عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة النور
إن المؤمن يستشعر نور الإيمان في قلبه
فيرى ببصيرته حقيقة الأشياء كما خلقها الله تعالى فيزداد إيمانا
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
الله نور السموات والأرض منورهما يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما، فهو- سبحانه- نور، وحجابه نور، به استنارت السموات والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض.
مثل نوره الذي يهدي إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها- كوكب مضيء كالدُّر،
يوقَد المصباح من زيت شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، بل هي متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب،
يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق الزيت على نور من إشعال النار،
فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36)
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)
لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)
هذا النور المضيء في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل، وغير ذلك من أنواع الذكر، يُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء
رجال لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن ذِكْرِ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة لمستحقيها, يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟
ليعطيهم الله ثواب أحسن أعمالهم، ويزيدهم من فضله بمضاعفة حسناتهم. والله يرزق مَن يشاء بغير حساب، بل يعطيه مِنَ الأجر ما لا يبلغه عمله، وبلا عدٍّ ولا كيل.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)
والذين كفروا بربهم وكذَّبوا رسله، أعمالهم التي ظنوها نافعة لهم في الآخرة، كصلة الأرحام وفك الأسرى وغيرها، كسراب، وهو ما يشاهَد كالماء على الأرض المستوية في الظهيرة، يظنه العطشان ماء، فإذا أتاه لم يجده ماء. فالكافر يظن أن أعماله تنفعه, فإذا كان يوم القيامة لم يجد لها ثوابًا، ووجد الله سبحانه وتعالى له بالمرصاد فوفَّاه جزاء عمله كاملا. والله سريع الحساب، فلا يستبطئ الجاهلون ذلك الوعد، فإنه لا بدَّ مِن إتيانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو تكون أعمالهم مثل ظلمات في بحر عميق يعلوه موج, من فوق الموج موج آخر، ومِن فوقه سحاب كثيف، ظلمات شديدة بعضها فوق بعض، إذا أخرج الناظر يده لم يقارب رؤيتها من شدة الظلمات، فالكفار تراكمت عليهم ظلمات الشرك والضلال وفساد الأعمال. ومن لم يجعل الله له نورًا من كتابه وسنة نبيه يهتدي به فما له مِن هاد.
****
هذه حقيقة تم الوصول إليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. والذي قال هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر .. وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية .. كان يقول: إذا تقدم العلم فلا بد أن يتراجع الدين .. لكنه عندما سمع معاني آيات القرآن بهت وقال: إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا
ما وصل إليه العلم في قوله تعالى: أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
فيقول لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر .. الآية الكريمة تقول: بَحْرٍ لُّجِّيٍّ - كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ... منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى: مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ
فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية: إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله - لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
******
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)
ألم ترى أن الله يُسَبِّح له مَن في السموات والأرض من المخلوقات، والطير صافات أجنحتها في السماء تسبح ربها؟ كل مخلوق قد أرشده الله كيف يصلي له ويسبحه. وهو سبحانه عليم، مُطَّلِع على ما يفعله كل عابد ومسبِّح، لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيهم بذلك.
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)
ولله وحده ملك السموات والأرض، له السلطان فيهما،
وإليه المرجع يوم القيامة.
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ (43)
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ (44)
ألم تشاهد أن الله سبحانه وتعالى يسوق السحاب إلى حيث يشاء، ثم يجمعه بعد تفرقه، ثم يجعله متراكمًا، فينزل مِن بينه المطر؟ وينزل من السحاب الذي يشبه الجبال في عظمته بَرَدًا، فيصيب به مَن يشاء من عباده ويصرفه عمَّن يشاء منهم بحسب حكمته وتقديره, يكاد ضوء ذلك البرق في السحاب مِن شدته يذهب بأبصار الناظرين إليه.
إن الذي ينظر من نافذة الطائرة يرى حقيقة هذه الجبال من السحاب , ولذلك تعد هذه الأية من الإعجاز العلمي للقرآن العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى أنه يقلب الليل والنهار بمجيء أحدهما بعد الآخر, واختلافهما طولا وقِصَرًا, إن في ذلك لَدلالة يعتبر بها كل مَن له بصيرة.
*****
وللتفسير العلمى لهذه الآيات العظيمة (قال الشيخ الزنداني)
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركما فترى الودق يخرج من خلاله
دراسة تكوين السحاب الركامي
أولا - يبدأ السحاب الركامي عبارة عن (قزح) قطعة هنا وقطعة هناك يأتي هواء خفيف فيدفع هذه السحب قليلا قليلا
يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ,
قالوا: السحاب الركامي يتكون حين تجتمع سحابتان أو سحابة تنمو سحابة بسرعة .. فإذا اجتمعت سحابتان أو نمت سحابة بسرعة يتكون تيار هواء تلقائي في داخلها وهذا التيار الهوائي الذي بداخلها يصعد إلى أعلى وحين يصعد إلى أعلى يعمل مثل الشفاطة هذه الشفاطة التي تشفط الهواء من الجنب .. وتقوم بسحب السحب.
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه , بالشفط
بعدما تكوّنت على هذا النحو وأصبح لها قوة سحب وجذب للسحب المجاورة وهذا هو التأليف
ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه , وبعد أن يؤلف بين السحاب وتتباعد بقية السحب بعدا كبيرا يتوقف الشفط هذا
ويحدث شيء قوى جدا: نموّ رأسي إلى أعلى هذا النمو الرأسي إلى أعلى يركم السحاب بعضه فوق بعض يصير ركاما ولذلك قالت الآية: ثم يجعله ركاما
نفس السحابة تعلو فوق وتعلو وتعلو بعضها فوق بعض ...
فترى الودق فعندما يتوقف الركم يتوقف ويضعف فإذا ضعف فإن المطر ينزل على الأثر ولذلك قال تعالى: فترى الودق يخرج من خلاله , سبحان الله! كم يشاهد الناس السحب .. هل عرفوا سرها؟ فكلما ازداد الناس علما ازدادوا إيمانا بأن هذا القرآن من عند الله سبحانه وتعالى وأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
****
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
والله تعالى خلق كل ما يدِب على الأرض مِن ماء، وهذا من الإعجاز العلمي
حيث ثبت علميا أنه بدون الماء لا توجد حياة على ظهر الأرض.
والله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء، وهو قادر على كل شيء.
لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)
******
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
ومع بعض آيات من سورة الفرقان
أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43)
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)
إن حقيقة التوحيد في الإسلام تقوم على مرجعية ثابتة
ألا وهي الوحي الإلهي
أولها كتاب الله القرآن الكريم , ثانيا الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه المرجعية أنقذت الإنسان من التخبط والقول بغير علم في عقيدة التوحيد ,
إن المنهج القرآني يضع الأساس العلمي للإنسان في البحث بعيدا عن الوهم والهوى
فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن الكريم
على خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه
مبينا دلائل التوحيد في الأنفس والأفاق
حيث الإلتزام بالدراسة الواعية كل في تخصصه والتفقه في الدين على أيدي العلماء
مع الإلمام بالثقافة الموسوعية بكافة العلوم بقدر الإستطاعة
لفهم الآيات الكونية التي وردت في القرآن العظيم.
قال تعالى: .... فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ... 122 التوبة
وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ -108 يوسف
وقال تعالى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو – 9 الزمر
****
فرسالة الإسلام هي النور الذي أضاء الأرض وأزاح عنها ظلام الشرك والإلحاد والكفر
فبقدر إنتشار نور الإسلام في الأرض بقدر إنحصار ظلام الجهل ,
كالشمس في كبد السماء لا ترى معها ظلام
فإذا غربت الشمس ترى الظلام بدأ يخيم
****
أَلَمْ تَرَى إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً (46)
وإن المتأمل في حركة الظل يدرك عظمة المنهج القرآني في حث الإنسان على إستنباط الحقائق العلمية
مما هو مشاهد , فحركة الظل تدل على دوران الأرض حول محورها ,
وذلك من الأدلة على قدرة الله وعظمته، وأنه وحده المستحق للعبادة دون سواه.
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47)
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (48)
لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً (49)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50)
والله تعالى هو الذي جعل لكم الليل ساترًا لكم بظلامه كما يستركم اللباس،
وجعل النوم راحة لأبدانكم، وجعل لكم النهار؛ لتنتشروا في الأرض، وتطلبوا معايشكم.
وهو الذي أرسل الرياح التي تحمل السحاب، تبشر الناس بالمطر رحمة منه، وأنزلنا من السماء ماء يُتَطَهَّر به؛
لنخرج به النبات في مكان لا نبات فيه، فيحيا البلد الجدب بعد موات، ونُسْقي ذلك الماء مِن خَلْقِنا كثيرًا من الأنعام والناس.
ولقد أنزلنا المطر على أرض دون أخرى؛ ليذكر الذين أنزلنا عليهم المطر نعمة الله عليهم، فيشكروا له،
وليذكر الذين مُنعوا منه، فيسارعوا بالتوبة إلى الله - جل وعلا- ليرحمهم ويسقيهم،
فأبى أكثر الناس إلا جحودًا لنعمنا عليهم، كقولهم: مطرنا بنَوْء كذا وكذا.
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا، يدعوهم إلى الله عز وجل، وينذرهم عذابه،
ولكنا جعلناك - أيها الرسول - مبعوثًا إلى جميع أهل الأرض، وأمرناك أن تبلغهم هذا القرآن،
فلا تطع الكافرين في ترك شيء مما أرسلتَ به، بل ابذل جهدك في تبليغ الرسالة,
وجاهد الكافرين بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، لا يخالطه فتور.
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53)
ويتوالى التحدي العلمي بآيات القرآن العظيم في الكون , وهذه المرة في بيان البرزخ بين المياه العزبة والمياه المالحة
ورد في موسوعة الإعجاز العلمي ما يلي:
وجه الإعجاز في الآية السابقة
1 - في قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) حديث عن العمليات الفيزيائية التي تحصل فعلاً في منطقة الالتقاء بين النهر والبحر، وهي عمليات خلط مستمر وذهاب وإياب للماء، وهذا هو تماماً ما تعنيه هذه الكلمة.
2 - نلاحظ أن الله تعالى قال: (مرج البحرين) ولم يقل (مرج النهر والبحر)،لأن عملية المرج تتم مع الأنهار ومع المياه العذبة المختزنة في الأرض، والتي تتدفق من قاع المحيطات، وهذه المياه هي بحر أيضاً، ولكنه بحر عذب لا نراه، ولكن الله يراه وقد حدثنا عنه قبل علماء أمريكا بقرون كثيرة!
3 - إن كلمة (مرج) هي الكلمة الدقيقة للتعبير عن طبيعة ما يجري في منطقة اختلاط الماء العذب بالماء المالح، بينما نجد العلماء يستخدمون عدة كلمات للتعبير عن هذه الظاهرة مثل (خلط، تمازج، حركة، اضطراب، اختلاف ... )، وجميع هذه المعاني تحققها الكلمة القرآنية، فسبحان من أنزل هذه الكلمة!
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - في قوله تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا) حديث عن وجود برزخ، وهو منطقة تفصل بين ماء النهر وماء البحر، وهذه المنطقة أو هذا البرزخ هو ما يسميه العلماء بمنطقة المصب وهذه المنطقة تتشكل بسبب القوانين التي أودعها الله في الماء، وتسمى بقوانين ميكانيك السوائل، أي أن القرآن قد قرر حقيقة علمية قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة، وهذا سبق قرآني في علم المياه.
5 - في قوله تعالى (وَحِجْرًا مَحْجُورًا)،إشارة إلى أن هذه المنطقة مميزة وذات خصائص محددة تختلف عما يحيط بها من بحر أو نهر، وفيها كائنات محددة تختلف أيضاً عن كائنات البحر وكائنات النهر، وهذه المنطقة لا تسمح للماء المالح أن يطغى على الماء العذب، ولذلك فهي كالحجرة المنيعة والمغلقة، وهذا ما يقوله العلماء اليوم.
6 - في قوله تعالى: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) حديث عن الاختلاف الكبير في درجة الملوحة بين ماء النهر وماء البحر، وهذا ما نراه فعلاً، فماء النهر يكاد يخلو من الملح إلا بنسبة ضئيلة جداً، بينما نجد أن المتر المكعب من ماء البحر يحوي 35 كيلو غرام من الملح! و ماء النهر ليس عذباً مئة بالمئة، إنما هنالك بعض الأملاح والمعادن والمواد الأخرى التي تعطي هذا الماء طعماً مستساغاً، ولذلك قال تعالى (عَذْبٌ فُرَاتٌ).
(وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) كإشارة إلى الملوحة الزائدة، وهذا التعبير دقيق من الناحية العلمية.
7 - تعتبر منطقة المصبات من أكثر المناطق حساسية وذات أهمية بيئية كبيرة، وهي لذلك تستحق الذكر كنعمة من نعم الله علينا، حتى إن الكثير من الحضارات ازدهرت في مناطق المصبات، مثل دلتا النيل، والمنطقة بين نهر دجلة والفرات، ونهر التايمز في مدينة لندن، ونهر هيدسون في مدينة نيويورك.
*****
وبهذا النور في أيات الله تعالى تتحرك العقول المؤمنة للبحث والعلم والإعمار في الأرض
متجهة بالعبادة لله تعالى رب العالمين ملتزمة بشريعته التي تنظم حركته في الحياة حتى لا يقع في الفساد والرذيلة , وتأخذ بيده إلى الصراط المستقيم حيث جنة عرضها السموات والأرض في الأخرة إن شاء الله.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
ومع بعض آيات من سورة الفرقان
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58)
اليوم نتكلم عن ثمرة التوحيد علي سلوك المؤمن
الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
حيث أن عقيدة التوحيد تطهر القلب من جميع العيوب
التي لا تليق بالإنسان ,
ونستمع إلى كلام الله تعالى في وصف
عباد الرحمن
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)
وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)
(يُتْبَعُ)
(/)
أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)
وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين, وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول, وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله.
والذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام.
والذين هم مع اجتهادهم في العبادة يخافون الله فيدعونه أن ينجيهم من عذاب جهنم، إن عذابها يلازم صاحبه. إن جهنم شر قرار وإقامة.
والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق
والذين يوحدون الله، ولا يدعون ولا يعبدون إلهًا غيره، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به: من كفر بعد إيمان، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفس عدوانًا، ولا يزنون، بل يحفظون فروجهم, إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، ومن يفعل شيئًا من هذه الكبائر يَلْقَ في الآخرة عقابًا. يُضاعَفْ له العذاب يوم القيامة، ويَخْلُدْ فيه ذليلا حقيرًا. لكن مَن تاب مِن هذه الذنوب توبة نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعمل الصالح، فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات؛ بسبب توبتهم وندمهم. وكان الله غفورًا لمن تاب، رحيمًا بعباده حيث دعاهم إلى التوبة. ومن تاب عمَّا ارتكب من الذنوب، وعمل عملا صالحا فإنه بذلك يرجع إلى الله رجوعًا صحيحًا، فيقبل الله توبته ويكفر ذنوبه.
والذين لا يشهدون بالكذب ولا يحضرون مجالسه، وإذا مروا بأهل الباطل واللغو من غير قصد مرُّوا معرضين منكرين ولا يرضونه لغيرهم.
والذين إذا وُعِظُوا بآيات القرآن ودلائل وحدانية الله لم يتغافلوا عنها، كأنهم صمٌّ لم يسمعوها، وعُمْيٌ لم يبصروها، بل وَعَتْها قلوبهم، وتفتَّحت لها بصائرهم، فخرُّوا لله ساجدين مطيعين.
والذين يسألون الله تعالى قائلين: ربنا هب لنا مِن أزواجنا وذريَّاتنا ما تَقَرُّ به أعيننا، واجعلنا قدوة يُقتدى بنا في الخير.
أولئك الذين اتصفوا بالصفات السابقة من عباد الرحمن، يثابون أعلى منازل الجنة؛ برحمة الله وبسبب صبرهم على الطاعات, وسَيُلَقَّوْن في الجنة التحية والتسليم من الملائكة, والحياة الطيبة والسلامة مِنَ الآفات، خالدين فيها أبدًا مِن غير موت، حَسُنَتْ مستقرًا يَقِرُّون فيه ومقامًا يقيمون به.
أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76)
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[25 Sep 2010, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء التاسع عشر من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
ومع بعض آيات من سورة الشعراء والنمل
مع قوة البراهين على عقيدة التوحيد ووضوح الأدلة
فإن الله سبحانه لم يشأ أن يترك الإنسان إلى فطرته وحدها
ولا إلى إدراكتهم وحدها ولا إلى خطاب الدلائل الكونية وحدها
بل أرسل لهم الرسل يذكرونهم ويعطون المثال الحي للواقع الإيماني للبشرية
فإن العقل قد تنحرف به الشهوات والشياطين من الجن والإنس
فجعل الله الحجة على العالمين بإرسال الرسل إليهم لكي لايكون للناس حجة بعد الرسل
ونعيش اليوم مع نموذج من هذا العطاء الرباني
وأبو الأنبياء "إبراهيم" عليه وجميع الأنبياء الصلاة والسلام
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)
قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)
قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم, أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم، أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟
قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك، ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم, فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)
فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي، إلا رب العالمين ومالك الملك
خالق الكون, هو وحده الذي أعبده.
هو الذي خلقني في أحسن صورة فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة، وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب، وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه،
وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي, ثم يحييني يوم القيامة,
لا يقدر على ذلك أحد سواه, والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)
قال إبراهيم داعيًا ربه: ربِّ امنحني العلم والفهم، وألحقني بالصالحين، واجمع بيني وبينهم في الجنة
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84)
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)
واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.
وقد تقبل الله السميع البصير دعوته , وها نحن نذكره أبا للأنبياء عليهم جميعا صلاة ربي
وسلامه
وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ (86)
وهذا دعاء من إبراهيم عليه السلام أن ينقذ الله أباه من الضلال إلى الهدى، فيغفر له ويتجاوز عنه، كما وعد إبراهيم أباه بالدعاء له، فلما تبيَّن له أنه مستمر في الكفر والشرك إلى أن يموت تبرَّأ منه.
وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
ولا تخزني يوم البعث، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.
*******
ونعيش مع نموذج أخر وفي هذه المرة
نتعلم مبدأ التوحيد من طائر , فالكون يسبح بحمده تعالى
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا – 44 الإسراء
فهيا نجلس نشاهد وننصت ونتعلم درس من دروس التوحيد
مع نبي الله سليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
وتفقد سليمان حال الطير المسخرة له وحال ما غاب منها, وكان عنده هدهد متميز معروف فلم يجده, فقال: ما لي لا أرى الهدهد الذي أعهده؟ أسَتَره ساتر عني, أم أنه كان من الغائبين عني, فلم أره لغيبته؟ فلما ظهر أنه غائب قال: لأعذبنَّ هذا الهدهد عذابًا شديدًا لغيابه تأديبًا له, أو لأذبحنَّه عقوبة على ما فعل حيث أخلَّ بما سُخِّر له, أو ليأتينِّي بحجة ظاهرة, فيها عذر لغيبته.
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
فمكث الهدهد زمنًا غير بعيد ثم حضر فعاتبه سليمان على مغيبه وتخلُّفه, فقال له الهدهد: علمت ما لم تعلمه من الأمر على وجه الإحاطة, وجئتك من مدينة "سبأ" بـ "اليمن" بخبر خطير الشأن, وأنا على يقين منه
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
إني وجدت امرأةً تحكم أهل "سبأ", وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا, ولها سرير عظيم القدر, تجلس عليه لإدارة ملكها.
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
وجدتُها هي وقومها يعبدون الشمس معرضين عن عبادة الله, وحسَّن لهم الشيطان أعمالهم السيئة التي كانوا يعملونها, فصرفهم عن الإيمان بالله وتوحيده, فهم لا يهتدون إلى الله وتوحيده وعبادته وحده.
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
إن الله تعالى هو وحده الاله الذي ينبغي أن يعتقد الناس ألوهيته , وأن يتجهوا إليه وحده بالشعائر والدعاء
وأن يتعلق به وحده الخوف والرجاء وأن يحب ويخشى. وأن يكون إليه الملجأ والمآب.
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
*******
وإلى الجزء التالي أن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة النمل
إن رسالة الإسلام تجلي حقيقة التوحيد
بحث الإنسان على تدبر كتاب الكون المفتوح أمامه
حيث لا غموض فيه وكذلك نفسه
وبذلك يصبح الكون وما يحمله من دلائل القدرة الآلهية
والنفس الإنسانية وما تتضمنه من دلائل علي عظيم صنع الله تعالى
من أعظم الأدله على توحيد الخالق تبارك وتعالى
والمتأمل في الآيات التالية يدرك رحمة الله تعالى بهذا الإنسان
حيث يأخذ بيده ويضعها على حقائق يستحيل إنكارها
فالحمد لله رب العالمين
قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)
هل الله الذي يملك النفع والضر خير أم الذي يشركون من دونه, ممن لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا؟
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
واسألهم مَن خلق السموات والأرض, وأنزل لكم من السماء ماء, فأنبت به حدائق ذات منظر حسن؟ ما كان لكم أن تنبتوا شجرها, لولا أن الله أنزل عليكم الماء من السماء. إن عبادته سبحانه هي الحق, وعبادة ما سواه هي الباطل.
أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)
أعبادة ما تشركون بربكم خير أم الذي جعل لكم الأرض مستقرًا وجعل وسطها أنهارًا, وجعل لها الجبال ثوابت, وجعل بين البحرين العذب والملح حاجزًا حتى لا يُفسد أحدهما الآخر؟
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يجيب المكروب إذا دعاه, ويكشف السوء النازل به, ويجعلكم خلفاء لمن سبقكم في الأرض؟
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
أعبادة ما تشركون بالله خير أم الذي يرشدكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم فأظلمت عليكم السبل, والذي يرسل الرياح مبشرات بما يرحم به عباده مِن غيث يحيي موات الأرض؟
أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)
واسألهم من الذي ينشئ الخلق ثم يفنيه إذا شاء, ثم يعيده, ومَن الذي يرزقكم من السماء بإنزال المطر, ومن الأرض بإنبات الزرع وغيره؟ أمعبود سوى الله يفعل ذلك؟ قل: هاتوا حجتكم إن كنتم صادقين في زعمكم هذا.
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66)
قل -أيها الرسول- لهم: لا يعلم أحد في السموات ولا في الأرض ما استأثر الله بعلمه من المغيَّبات, ولا يدرون متى هم مبعوثون مِن قبورهم عند قيام الساعة؟
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)
لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (68)
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين: سيروا في الأرض, فانظروا إلى ديار مَن كان قبلكم من المجرمين, كيف كان عاقبة المكذبين للرسل؟ أهلكهم الله بتكذيبهم, والله فاعل بكم مثلهم إن لم تؤمنوا.
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
ولا تحزن على إعراض المشركين عنك وتكذيبهم لك, ولا يَضِقْ صدرك مِن مكرهم بك, فإن الله ناصرك عليهم.
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (71)
قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)
قل لهم -أيها الرسول-: عسى أن يكون قد اقترب لكم بعض الذي تستعجلون من عذاب الله.
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
وما مِن شيء غائب عن أبصار الخلق في السماء والأرض إلا في كتاب واضح عند الله. قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان وما يكون.
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة القصص
إن دلائل التوحيد تتنوع في القرآن العظيم بحيث تملأ الكيان البشري
فأينما يولي فثم وجه الله ,
والله تعالى خلقنا وكرمنا على كثير ممن خلق , ونحن نرى مخلوقات كثيرة
فهل فكر الإنسان كيف خلق على هذه الهيئة العظيمة ولم يخلق مثل القردة والخنازير؟
فإن واهب الحياة للإنسان أحق أن يتوجه له بالدعاء والعبادة وليست الحجارة ولا أي مخلوق
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه, وليس لأحد من الأمر والاختيار شيء, وإنما ذلك لله وحده سبحانه, تعالى وتنزَّه عن شركهم.
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)
وربك يعلم ما تُخفي صدور خلقه وما يظهرونه.
وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)
وهو الله الذي لا معبود بحق سواه, له الثناء الجميل والشكر في الدنيا والآخرة, وله الحكم بين خلقه,
حيث أرسل شريعة صالحة لكل زمان ومكان تحقق الأمن والأمان بين البشر
وإليه تُرَدُّون بعد مماتكم للحساب والجزاء
****
ونمضي مع آيات الله الكونية
حيث الليل والنهار
فالأرض تدور حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة
الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنين
بهذه الدقة حيث ينشأ اليل والنهار , وكيف حال الإنسان لو أوقف الله هذه الحركة؟
وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة
حيث تنشأ الفصول الأربعة ويختلف طول اليل والنهار مع هذا المدار
وماذا كان حال الأرض لو أوقف الله هذا المسار؟
هل أدرك الإنسان هذه النعمة الإلهية؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71)
قل -أيها الرسول-: أخبروني -أيها الناس- إن جعل الله عليكم الليل دائمًا إلى يوم القيامة, مَن إله غير الله يأتيكم بضياء تستضيئون به؟ أفلا تسمعون سماع فهم وقَبول؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72)
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)
قل لهم: أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائمًا إلى يوم القيامة, مَن إله غير الله يأتيكم بليل تستقرون وتهدؤون فيه؟ أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار؟
ومن رحمته بكم -أيها الناس- أن جعل لكم الليل والنهار فخالف بينهما, فجعل هذا الليل ظلامًا؛ لتستقروا فيه وترتاح أبدانكم, وجعل لكم النهار ضياءً; لتطلبوا فيه معايشكم, ولتشكروا له على إنعامه عليكم بذلك.
****
وعقيدة التوحيد كما تنجي الإنسان في الدنيا
من التمزق النفسي والعبودية لغير الله والإنحطاط الأخلاقي بسبب الشرك
فإنها تنجيه في الأخرة من العذاب
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (74)
وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)
ونزعنا من كل أمة من الأمم المكذبة شهيدا -وهو نبيُّهم-, يشهد على ما جرى في الدنيا من شركهم وتكذيبهم لرسلهم, فقلنا لتلك الأمم التي كذبت رسلها وما جاءت به من عند الله: هاتوا حجتكم على ما أشركتم مع الله, فعلموا حينئذ أن الحجة البالغة لله عليهم, وأن الحق لله, وذهب عنهم ما كانوا يفترون على ربهم, فلم ينفعهم ذلك, بل ضرَّهم وأوردهم نار جهنم.
*******
وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة العنكبوت
إن دعوة التوحيد هي رسالة الله تعالى لجميع البشر.
فالكل مدعو للإيمان بالله الها واحدا لا شريك له.
والإيمان باليوم الأخر والملائكة وكتب الله و رسله وبالقدر خيره وشره.
وبهذا الإيمان يولد الإنسان من جديد , حيث تمحي السيئاتويبدأ صفحة جديدة بالأعمال الصالحة.
يسعد بها في الدنيا والأخرة.
وقد يواجه المؤمن بعض الصعاب ممن حوله.
ولكن عليه بالثبات على التوحيد ولا يطع من يدعونه للشرك ولو كانوا والديه , فإن الله تعالى سيجعل له فرجا
ويلحق بطلب الإشراك بالله, سائر المعاصي, فلا طاعة لمخلوق كائنًا من كان في معصية الله سبحانه, كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن كنت بارا بوالديك حتى لو كانوا مشركين؟ .. ثم سلكت سبيل المؤمنين
بالإيمان والعمل الصالح .. فقد أكد الله تعالى .. ليدخلنك في الصالحين
في الدنيا والأخرة.
ونستمع خاشعين لآيات الله تعالى
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)
******
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
ومن الناس من يقول: آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة فيرتدَّ عن إيمانه, ولئن جاء نصر من الله تعالى لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنَّا كنا معكم , أوليس الله بأعلم بما في صدور جميع خلقه؟
*****
إن عقيدة التوحيد تؤثر في حياة الإنسان
تأثيرا يشمل الحياة كلها وهي الحصن الذي يحمي الإنسان
بينما يكون الخسران لمن تحصن بالشرك ,
1 - فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السموات والأرض
رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان.
2 - والمؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه,
بينما المشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله.
3 - والمؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده ,
بينما ترى المشرك متكبر بغير الحق.
4 - والمؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان
ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
بينما الكافر والمشرك يمني نفسه بالأماني الكاذبة.
5 - والمؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السموات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السموات والأرض.
بينما المشرك والملحد سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه
فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار.
6 - والمؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك.
وليس للمشرك هذا اليقين.
7 - والمؤمن لا يلوس نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال ,
لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب.
بينما المشرك والكافر لا يعبئ من أي شئ يحصل على المال.
8 - والمؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام
فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى.
بينما المشرك منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي.
وبهذه المقارنة السريعة نلاحظ قيمة التوحيد في حياة الإنسان
وأن المشرك يتحصن بخيوط العنكبوت
(يُتْبَعُ)
(/)
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
مثل الذين جعلوا الأوثان من دون الله أولياء يرجون نصرها, كمثل العنكبوت التي عملت بيتًا لنفسها ليحفظها, فلم يُغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه, فكذلك هؤلاء المشركون لم يُغْن عنهم أولياؤهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئًا, وإن أضعف البيوت لَبيت العنكبوت, لو كانوا يعلمون.
****
من الدلالات العلمية للنص الكريم
في بحث للدكتور زغلول النجار
أولا: الإشارة إلي العنكبوت بالإفراد:
وتسمية السورة الكريمة بصياغة الإفراد (العنكبوت) يشير إلي الحياة الفردية لهذه الدويبة فيما عدا لحظات التزاوج , وأوقات فقس البيض , وذلك في مقابلة كل من سورتي النحل والنمل والتي جاءت التسمية فيها بالجمع للحياة الجماعية لتلك الحشرات.
ثانيا: في قوله تعالى (اتخذت بيتاً)
في هذا النص القرآني الكريم إشارة واضحة إلي أن الذي يقوم ببناء البيت أساساً هي أنثي العنكبوت , وعلى ذلك فإن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت. وإن اشترك الذكر في بعض الأوقات بالمساعدة في عمليات التشييد , أو الترميم , أو التوسعة , فإن العملية تبقي عملية أنثوية محضة , ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق (تبارك وتعالى): اتخذت بيتا.
ثالثا: في قوله تعالى (إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ... )
هذا النص القرآني المعجز يشير إلي عدد من الحقائق المهمة التي منها
(1) الوهن المادي - أن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق , لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك , مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان , ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس , ولا زمهرير برد , ولا تحدث ظلاً كافياً , ولا تقي من مطر هاطل , ولا من رياح عاصفة , ولا من أخطار المهاجمين , وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها.
(2) الوهن في بيت العنكبوت وليس في الخيوط
قوله تعالى (إن أوهن البيوت) وهنا إشارة صريحة إلى أن الوهن والضعف في بيت العنكبوت وليس في خيوط العنكبوت وهي إشارة دقيقة جداً فخيوط بيت العنكبوت حريرية دقيقة جدا ً, يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحداً من المليون من البوصة المربعة , أو جزءاً من أربعة آلاف جزء من سمك الشعرة العادية في رأس الإنسان , وهي على الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة.
(3) الوهن المعنوي - أن بيت العنكبوت من الناحية المعنوية هو أوهن بيت على الإطلاق لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد , وذلك لأن الأنثي في بعض أنواع العنكبوت تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها أكبر حجما وأكثر شراسة منه , وفي بعض الحالات تلتهم الأنثي صغارها دون أدني رحمة
رابعا: في قوله تعالى (لو كانوا يعلمون)
هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي , ولا لقرون متطاولة من بعده , حيث لم تكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك حيوان العنكبوت استغرقت مئات من العلماء لعشرات من السنين حتى تبلورت في العقود المتأخرة من القرن العشرين , ولذلك ختم ربنا (تبارك وتعالى) الآية الكريمة بقوله (لو كانوا يعلمون).
*****
قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3540
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[30 Sep 2010, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة العنكبوت
يطالعنا هذا الجزء بطريقة عرض عقيدة التوحيد على أهل الكتاب
من اليهود والنصارى وعدم الدخول معهم في جدال إلا بالتي هي أحسن
حيث أن الحق واضح ودلائل الإعجاز في القرآن العظيم لا تعد ولا تحصى
ولعلنا لمسنا جانبا منها ضمن هذه السلسلة ,
فالذين أوتوا الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ,
ومن الظواهر الجديرة بالذكر أن كثيرا من علماء أهل الكتاب يعتنقون الإسلام يوميا
ومن الشواهد التي نراها كثيرا دخول العديد من الشرق والغرب
في دين الله تعالى ,
ولعل أهم ما يراه من يقرأ في عقيدة التوحيد في الإسلام الصدق والوضوح
ولعلنا نتذكر آيات سورة ال عمران التي أمرنا الله فيها
بأن نحتكم إليه في مواجهة من يجادل ويصر على مخالفة عقيدة التوحيد,
قال تعالى:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (60)
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)
فمَن جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام, فقل لهم: تعالوا نُحْضِر أبناءنا وأبناءكم, ونساءنا ونساءكم, وأنفسنا وأنفسكم, ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن يُنزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم, المصرِّين على عنادهم.
هل يوجد عدل أكثر من هذا , وقوة يقين وصدق أكثر من هذا , لنحتكم إلى خالقنا أيها الناس , فهو سبحانه منزل الرسالات وهو وحده يعلم الصادق من الكاذب. ولا شك أن الفطرة الإنسانية السليمة تكره الكذب. فلنحتكم إلى الله تعالى.
نتجه بالدعاء له ونحن في جوف الليل ونقول اللهم أهدنا للحق وللطريق المستقيم.
فنحن المسلمون نحب الخير لكل البشر ولذلك ندعوهم إلى نور الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة , لا نسئ إلى أحد لا نسب أحد , فنحن نؤمن بكافة أنبياء الله تعالى
لا نفرق بين أحد من رسله
ونستمع خاشعين إلى آيات الله تعالى مع بداية هذا الجزء
وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن, والقول الجميل, والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك, إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم, فيجب صدهم عن عدوانهم.
وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا, وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم, وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته, ولا في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به, ونهانا عنه.
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ (47)
وكما أنزلنا -أيها الرسول- الكتب على مَن قبلك من الرسل, أنزلنا إليك هذا الكتاب المصدق للكتب السابقة, فالذين آتيناهم الكتاب من بني إسرائيل فعرفوه حق معرفته يؤمنون بالقرآن, ومِن هؤلاء العرب من قريش وغيرهم مَن يؤمن به, ولا ينكر القرآن أو يتشكك في دلائله وبراهينه البينة إلا الكافرون الذين دَأْبُهم الجحود والعناد.
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
من معجزاتك البينة -أيها الرسول- أنك لم تقرأ كتابًا ولم تكتب حروفًا بيمينك قبل نزول القرآن عليك, وهم يعرفون ذلك, ولو كنت قارئًا أو كاتبًا من قبل أن يوحى إليك لشك في ذلك المبطلون, وقالوا: تعلَّمه من الكتب السابقة أو استنسخه منها.
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49)
بل القرآن آيات بينات واضحة في الدلالة على الحق يحفظه العلماء, وما يكذِّب بآياتنا ويردها إلا الظالمون المعاندون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه.
وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[01 Oct 2010, 08:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة الروم
لعل المتابع لهذه السلسلة يلاحظ أنها تضمنت كثير
من أيات الإعجاز العلمي وذلك لتحدي المنكرين
ودليل أن رسالة الإسلام هي رسالة رب العالمين
أنزلها على قلب خير البشر نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا
ونعيش اليوم مع معجزة تعد من كبريات المعجزات
التي أتت في القرآن العظيم
حيث أنها كانت معجزة في وقتها وشهدها العالم
ثم هي الأن تشكل معجزة لتضمنها معلومات عن جيولوجية الأرض.
ونستمع إلى هذه الآيات التي جعلها الله تعالى
سببا في إسلام كثير من الناس
الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
آيات نزلت كانت سببا في إسلام بعض المشركين في شأن الروم والفرس. حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون ..
فأنزل الله قرآنا يسر به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين.
فكانت معجزة للأولين في هذا الأمر الغيبي الذي رأوه بعد سبع سنين من إخبار القرآن به. فقال بعض الكفار الذين أسلموا: لقد جعل دينه كله ومستقبله كله والإسلام كله مرهون بانتصار دولة مهزومة إنه حدد زمنا قريبا يكون في حياته فلو أنه مرت عشر سنوات ولم تنتصر الروم راح الإسلام وراح القرآن وراح محمد , ولا تمر سبع سنوات إلا وقد تحقق ما وعد
لا يمكن أن يكون هذا من عند بشر! هذا صنع الذي يحكم البشر فأسلموا ودخلوا في الإسلام
وكانت معجزة لنا وللناس إلى قيام الساعة
قال الشيخ الزنداني التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا
جاء في زيارة وجاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ... فلما جلس قلت له: عندنا .. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس حيث دارت المعركة هي أخفض منطقة في العالم .. في أدنى الأرض –
بمعنى الأخفض. وقلت له: هي أخفض وأنا أعلم بأنها أخفض ..
لكن أريده هو أن يقول
قال: ليست أخفض الأرض. قال: فيه منخفضات موجودة في هولندا , وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم. قلت له: أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول: أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومكتوب بخط واضح
أخفض منطقة في العالم!
فلما رآها قال: صحيح! صحيح! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض .. هذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء - سبحانه وتعالى
*****
غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
يتضح من هذه الآيات أنه لا مكان للصدفة العمياء
فالكون محكوم وفق سنن الله تعالى
وهذه السنن لا تتحقق بذاتها. إنما تتحقق في كل مرة
بقدر الله تعالى وإنه وحده القادر على تغير هذه السنن
أو إيقافها.
ويتبين لنا عظيم علم الله تعالى بالأمور كلها ماضيها وحاضرها ومستقبلها
لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء
وإن وعد الله نافذ لا محال إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون , فعلمهم علم بظواهر بعض أمور الحياة الدنيا
وليس علم شمول وإحاطة بمقدرات الأحداث
وجدير بالذكر هنا أن نذكر وعد الله تعالى للمؤمنين
الذين أمنوا بالله وحده وباليوم الأخر وملائكته وكتبه ورسله
مع العمل الصالح, وندرك أن وعد الله أت
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ -55 النور
**********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[03 Oct 2010, 11:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة الروم
نعيش اليوم مع دعوة للتأمل في النفس والملكوت من حولنا
فلو تدبر الإنسان قليلا لوجد أن كل شئ مخلوق بحكمة.
ومخلوق لغاية. وكل شئ محسوب بدقة ليؤدي مهمتة.
كذلك كل حركة في هذا الكون لا تتحرك الا بقانون وضعه الله تعالى
فالظواهر الكونية مسخرة ,
تتحقق بقدر الله تعالى وليس حتمية طبيعية عشوائية.
فإذا تيقنا ذلك كله فوجب علينا أن نؤمن باليوم الأخر وأن البعث حق
حيث الحساب والحياة الخالدة في النعيم للمؤمنين , والعذاب لمن كذب وكفر بربه وكذب الرسل
فإن الحياة لم تخلق عبثا , قال تعالى:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116 المؤمنون
ونمضي مع رحلة التأمل في أنوار القرآن العظيم ومبدأ التوحيد
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)
أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئًا.
ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب,
والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة ..
وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون.
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار,
فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود والفراعنة.
وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا, وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها,
وبنَوْا القصور وسكنوها, فعَمَروا دنياهم,
فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم مع كفرهم.
فقد جاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة,
فكذَّبوهم فأهلكهم الله, ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك, وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون (10)
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)
الله وحده هو المتفرد بإنشاء المخلوقات كلها, وهو القادر وحده على إعادتها مرة أخرى, ثم إليه يرجع جميع الخلق, فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
*****
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
فإن المتأمل فيما سبق لا يملك إلا أن يقول سبحان ربي العظيم
فيا أيها المؤمنون سبِّحوا الله ونزِّهوه عن الشريك والصاحبة والولد,
وَصِفوه بصفات الكمال بألسنتكم, وحقِّقوا ذلك بجوارحكم كلها حين تمسون, وحين تصبحون,
ووقت العشي, ووقت الظهيرة.
فله – سبحانه - الحمد والثناء في السموات والأرض وفي الليل والنهار.
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)
ومن دلائل القدرة الربانية: خَلْقُ السموات وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها,
واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم, إن في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.
فالعلماء يدركون هذه الحقائق أكثر من غيرهم.
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)
ومن دلائل هذه القدرة أن جعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب, وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب الرزق, ودلالة على البعث بعد الموت ,
إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
نلاحظ في كل الآيات السابقة دلائل وضحة على عظمة الله تعالى وكمال قدرته
ودلالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون.
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[06 Oct 2010, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي والعشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة لقمان
ونمضي مع الرحلة المباركة عبر آيات الله البينات
نستلهم أنوار علوم التوحيد
ونعيش اليوم مع الحكمة
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ -12
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ
يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ -13
إن أعلى درجات العلم " لا إله إلا الله "
وذلك العلم الذي أرسله الله تعالى إلى البشرية عن طريق الرسل
وهو العلم الخالص من شوائب الكفر والشرك والألحاد
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ – 19محمد
وكلما ازددت بحثا في علم التوحيد
إستنار قلبك بكل العلوم التي من حولك وتدرك أنها دلائل على عظيم قدرة الله تعالى , وأنه لا معنى لشئ في هذا الكون بعد إنكار هذه الحقيقة الناصعة
حقيقة التوحيد
*****
إن عقيدة التوحيد في الإسلام ليست منفصلة عن سلوك الإنسان
ولذلك نلاحظ دائما من أول آيات في ألقرآن العظيم إلي أخره
يرتبط الإيمان بالعمل الصالح
الجزء الأول قال تعالى:
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -82 البقرة
...
و الجزء الثلاثون قال تعالى:
وَالْعَصْرِ - 1 إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ -2
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ -3
...
ومن أجل الأعمال الصالحة بر الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ-14
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ-15
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا , أي بالمعروف: البر والصلة , واتبع سبيل- طريق من أناب أي رجع إلي بالطاعة, "ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" فأجازيكم عليه.
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -16
المعنى: وقال لقمان لابنه يا بني. وهذا القول من لقمان إنما قصد به إعلام ابنه بقدر قدرة الله تعالى. وهذه الغاية التي أمكنه أن يفهمه , لأن الخردلة يقال: إن الحس لا يدرك لها ثقلا , إذ لا ترجح ميزانا. أي لو كان للإنسان رزق مثقال حبة خردل في هذه المواضع جاء الله بها حتى يسوقها إلى من هي رزقه ; أي لا تهتم للرزق حتى تشتغل به عن أداء الفرائض , وعن اتباع سبيل من أناب إلي.
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ -17
ومن الأمور المعروفة انه إذا بلغ أي شئ حدا كبيرا من خصائصه, أثر على من حوله , ومن الأمثلة المادية إذا بلغت جمرة النار حدا كبيرا فإنها تؤثر على من حولها بإشاعة الدفئ والحرارة , وكذلك قطعة الثلج إذا بلغت من البروده مداها فهي تؤثر على من حولها بالبرد , فإذا بلغ الإيمان وعقيدة التوحيد مداه عند المؤمن , فإن الأمر الضروري أن يدعوا غيره إلى عبادة الله وحده وما يستتبعه من أخلاق المؤمن الكاملة , وينهى عن الشرك وما يستتبعه ذلك من الأخلاق الذميمة, وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أما إذا حدث العكس وكان الفجور بالغا حدا كبير فستجد من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف. نعوذ بالله من ذلك
ونجد هذا الأمر واضحا في آيات الله الكريمة في سورة ال عمران
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ -102
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ -103
فإذا تحققت كل هذه الكمالات الإيمانية
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -104
وخذ مثالا على عكس هذه الصورة
قالى تعالى قبلها في نفس سورة ال عمران
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ -98
ولما بلغوا مبلغا كبيرا في هذا الكفر , قال تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -99
هل أدركنا مدى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*****
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ -18
لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم كما جاء في الحديث " ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ
إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ -19
وهكذا ندرك أن عقيدة التوحيد في القرآن العظيم مرتبطة إرتباطا وثيقا بالسلوك والأخلاق
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: (إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا).
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3759
خلاصة الدرجة: [صحيح]
*****
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[07 Oct 2010, 11:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الأحزاب
الإستعداد للقاء الله تعالى بكثرة الذكر والتسبيح
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ
تحت هذا العنوان نبدأ لقاء اليوم
رأينا في القاءات السابقة آيات الله المبهرة في الأنفس والأفاق تملئ كيان المؤمن
بحيث يرى قدرة الله تعالى في كل شئ
يرى قدرة الله في بصره الذي يبصر به ويرى قدرة الله في سمعه الذي يسمع به
يرى قدرة الله في كل أجهزة جسده التي تعمل ليل نهار دون توقف إلى أجل مسمى
يرى قدرة الله في الهواء يتنفسه وكيف وفره الله له من غير ثمن ولو إنقطع عنا الهواء لدقائق لهلكنا .. , يرى قدرة الله في الأطعمة التي أمدنا بها من غير حول منا ولا قوة
نرى قدرة الله في الأرض كيف مهدها لنا لتكون صالحة للعيش عليها
نرى قدرة الله في مياه البحار ومياه الأنهار وكيف جعل بينهما برزخا بحيث لا تطغي مياه البحار المالحة على مياه الأنهار العذبة التي نشربها ونسقي بها الزرع
نرى قدرة الله تعالى في السماء الواسعة وبها النجوم والكواكب والأقمار
وكيف جعل لكل منه مسارا ومجالا لا تحيد عنه
إن نعم الله تعالى لا تحصى ولا يعلم مداها إلا هو سبحانه
ولذلك جاء التوجيه لنا بالذكر والتسبيح
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43)
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا, واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7405
خلاصة الدرجة: [صحيح]
إن واقع أمر المؤمن كله عبادة و ذكر لله تعالى ,
فكل مايقوم به الإنسان من أعمال هي عباده وذكر يثاب عليها , إن قصد بها مرضات الله , فالطبيب في عيادته عابدا لله وذاكرا له , والعامل في مصنعه عابدا لله وذاكرا له , والزارع في أرضه عابدا لله وذاكرا له , والمهندس في مكتبه أو موقعه عابدا لله وذاكرا له , والمحامي مدافعا عن المظلوم عابدا لله وذاكرا له , والتاجر في متجره عابدا لله وذاكرا له , والجندي في الميدان عابدا لله وذاكرا له , وتأتي الفرائض التي فرضها الله علينا لتدعم الصله بين العبد وربه مباشرة , فالمؤمن يقف بين يدي الله تعالى خمس مرات يوميا يجدد العهد بالالتزام بما أمر الله والنهي عن المحرمات , " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " , وهكذا بقية الفرائض
والصلة موصولة دائما بين المؤمن وخالقه بالصلاة وهي أداء الفرائض , والصلة موصلة دائما من الله تعالى بعباده المؤمنين , تتنزل عليهم رحماته ورضوانه وبركاته
هو الذي (يصلي عليكم) يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته؛ ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له
تحية هؤلاء المؤمنين من الله في الجنة يوم يلقونه سلام, وأمان لهم من عذاب الله, وقد أعدَّ لهم ثوابًا حسنًا, وهو الجنة.
*****
وكما أن الصلة موصولة دائما من الله تعالى بعباده
فهي كذلك مع نبيه وحبيبه محمد صلوات ربي وسلامه عليه
والملائكة يصلون بالدعاء والثناء على حبيب الله
وقد تفضل الله تعالى علينا بأن أمرنا بالدخول إلى هذه الصلة
العطرة بيننا وبين نبينا وحبيبنا
"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, و بارك على محمد وعلى آل محمد ,كما صليت وباركت على إبراهيم و آل إبراهيم, في العالمين إنك حميد مجيد.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)
إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة المقربين, وملائكته يثنون على النبي ويدعون له, يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, صلُّوا على رسول لله, وسلِّموا تسليمًا, تحية وتعظيمًا له. وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع, منها: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد".
*****
وهذا تهديد ووعيد من الله تعالى لكل معتد أثيم
يحاول أن يتطاول على سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو على أحد من المؤمنين الصالحين.
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)
إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من المعاصي, ويؤذون رسول الله بالأقوال أو الأفعال, أبعدهم الله وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة, وأعدَّ لهم في الآخرة عذابًا يذلهم ويهينهم.
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه, فقد ارتكبوا أفحش الكذب والزور, وأتوا ذنبًا ظاهر القبح يستحقون به العذاب في الآخرة.
****
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
ونبدأ بعون من الله وتوفيقه بلفظ الجلالة
" الله "
هذا الاسم " الله " هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها,
وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى ,
ولذلك لم يسم به غيره .. مصداقا لقوله تعالى: هل تعلم له سميا -65مريم
فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية
المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته
وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور
" سبحان الله "
*********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[08 Oct 2010, 04:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة سبأ
وفي طريق مليئ بالأنوار نمضي مع آيات الله البينات
ومبدأ التوحيد , إن المتدبر لدلائل التوحيد في القرآن العظيم
يلاحظ أن الوجود الإلهي في المنهج القرآني بديهية
فتجئ الإشارة إلى تفرد الله سبحانه بالخلق وبالإحياء
في معرض تفرده سبحانه بالالوهية والربوبية
فبما أنه هو الخالق المتفرد بالخلق , المحيي المتفرد بالإحياء,
الرازق المتفرد بالرزق , وهو القيم المدبر المتفرد بالقوامة والتدبير,
وهو العالم المحيط المتفرد بالعلم والإحاطة , وهو القادر القاهر المتفرد
بالقدرة والسلطان , .. فيجب أن يكون هو وحده المتفرد بالربوبية
الذي يتوجه إليه عباده وحده بالطاعة والإتباع لحكمه وشرعه
فسبحانه له الحمد في الأولى والأخرة
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)
الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الذي له ملك ما في السموات وما في الأرض, وله الثناء التام في الآخرة, وهو الحكيم في فعله, الخبير بشؤون خلقه.
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)
يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء, وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه, وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب, وما يصعد إليها
ولفظ يعرج أي يصعد بزاوية وهذا هو الواقع العلمي الذي يطبق في أطلاق أي سفينة فضاء أو صاروخ أو ما شابه ذلك.
وهو الرحيم بعباده فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة, الغفور لذنوب التائبين إليه المتوكلين عليه.
******
وهذه دعوة لتحدي من يزعمون بوجود الهة متعددة
قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)
قل -أيها الرسول- للمشركين: ادعوا الذين زعمتموهم شركاء لله فعبدتموهم من دونه من الأصنام والملائكة والبشر, واقصدوهم في حوائجكم, فإنهم لن يجيبوكم, فهم لا يملكون وزن ذرة في السموات ولا في الأرض, وليس لهم شِرْكة فيهما, وليس لله من هؤلاء المشركين معين على خلق شيء, بل الله -سبحانه وتعالى- هو المتفرد بالإيجاد, فهو الذي يُعْبَدُ وحده, ولا يستحق العبادة أحد سواه.
وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
قل -أيها الرسول- للمشركين: مَن يرزقكم من السموات بالمطر, ومن الأرض بالنبات والمعادن وغير ذلك؟ فإنهم لا بدَّ أن يُقِرُّوا بأنه الله, وإن لم يُقِرُّوا بذلك فقل لهم: الله هو الرزاق, وإنَّ أحد الفريقين منا ومنكم لعلى هدى متمكن منه, أو في ضلال بيِّن منغمس فيه.
قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)
قل: لا تُسألون عن ذنوبنا, ولا نُسأل عن أعمالكم; لأننا بريئون منكم ومِن كفركم.
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)
قل: ربنا يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة, ثم يقضي بيننا بالعدل, وهو الفتَّاح الحاكم بين خلقه, العليم بما ينبغي أن يُقْضى به, وبأحوال خلقه, لا تخفى عليه خافية.
قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
قل: أروني بالحجة والدليل الذين ألحقتموهم بالله وجعلتموهم شركاء له في العبادة, هل خلقوا شيئًا؟ ليس الأمر كما وصفوا, بل هو المعبود بحق الذي لا شريك له, العزيز في انتقامه ممن أشرك به، الحكيم في أقواله وأفعاله وتدبير أمور خلقه.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28)
وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا للناس أجمعين مبشرًا بثواب الله, ومنذرًا عقابه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق, فهم معرضون عنه.
******
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
الرحمن الرحيم
الاسمان مشتقان من الرحمة , الرحمة التامة وهي إفاضة الخير على العباد
والرحمة العامة تعم جميع الخلائق , فإن رحمة الله تامة عامة
ومن رحمة تعالى أن أنعم علينا بالإيجاد ثم بالهداية للإيمان
ثم بأسباب السعادة في الدنيا ثم السعادة في الأخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7554
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لله مائة رحمة. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام. فبها يتعاطفون. وبها يتراحمون. وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخر الله تسعا وتسعين رحمة. يرحم بها عباده يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2752
خلاصة الدرجة: صحيح
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الراحمون يرحمهم الله، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 127
خلاصة الدرجة: صحيح
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[11 Oct 2010, 07:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة فاطر
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، خالق السموات والأرض ومبدعهما, جاعل الملائكة رسلا إلى مَن يشاء من عباده, وفيما شاء من أمره ونهيه, ومِن عظيم قدرة الله أن جعل الملائكة أصحاب أجنحة مثنى وثلاث ورباع تطير بها؛ لتبليغ ما أمر الله به, يزيد الله في خلقه ما يشاء. إن الله على كل شيء قدير, لا يستعصي عليه شيء.
******
إن التركيز في المنهج القرآني ليس منصبا علي إثبات الوجود الإلهي فحسب
ولكن منصب على الوصف الحقيقي للوجود الإلهي,
وتعريفه للناس وتصحيح ما علق في تصوراتهم من خرافات وإنحرافات
في الماضي والحاضر والمستقبل
******
مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)
ما يفتح الله للناس من رزق ومطر وصحة وعلم وغير ذلك من النعم, فلا أحد يقدر أن يمسك هذه الرحمة, وما يمسك منها فلا أحد يستطيع أن يرسلها بعده سبحانه وتعالى. وهو العزيز القاهر لكل شيء, الحكيم الذي يرسل الرحمة ويمسكها وَفْق حكمته.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)
يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم, فلا خالق لكم غير الله يرزقكم من السماء بالمطر, ومن الأرض بالماء والمعادن وغير ذلك. لا إله إلا هو وحده لا شريك له,
فكيف تُصْرَفون عن توحيده وعبادته؟
********
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء, فسقينا به أشجارًا في الأرض, فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفًا ألوانها, منها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ من ماء واحد.
وخَلَقْنا من الجبال طرائق بيضًا وحمرًا مختلفًا ألوانها, وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد.
وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)
وخلقنا من الناس والدواب والإبل والبقر والغنم ما هو مختلف ألوانه كذلك, فمن ذلك الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك كاختلاف ألوان الثمار والجبال.
إنما يخشى اللهَ ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته العلماءُ به سبحانه, وبصفاته, وبشرعه, وقدرته على كل شيء, ومنها اختلاف هذه المخلوقات مع اتحاد سببها, ويتدبرون ما فيها من عظات وعبر. إن الله عزيز قويٌّ لا يغالَب, غفور يثيب أهل الطاعة, ويعفو عنهم.
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)
إن الذين يقرؤون القرآن, ويعملون به, وداوموا على الصلاة في أوقاتها, وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرًّا وجهرًا, هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك, ألا وهي رضا ربهم, والفوز بجزيل ثوابه؛ ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص, ويضاعف لهم الحسنات من فضله, إن الله غفور لسيئاتهم, شكور لحسناتهم, يثيبهم عليها الجزيل من الثواب
*******
إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)
(يُتْبَعُ)
(/)
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً (39)
الله هو الذي جعلكم -أيها الناس- يَخْلُف بعضكم بعضًا في الأرض, فمن جحد وحدانية الله منكم فعلى نفسه ضرره وكفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بغضًا وغضبًا, ولا يزيدهم كفرهم بالله إلا ضلالا وهلاكًا.
وهذا تحدي لكل من يعبد غير الله
قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40)
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا
وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)
إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا عن مكانهما, ولئن زالت السموات والأرض عن مكانهما ما يمسكهما من أحد من بعده. إن الله كان حليمًا في تأخير العقوبة عن الكافرين والعصاة, غفورًا لمن تاب من ذنبه ورجع إليه
*******
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
الملك
الملك هو الذي يستغني في ذاته , وصفاته , وأفعاله , عن كل موجود ..
ويحتاج إليه كل مخلوق , ولا يستغني عنه في وجوده و بقائه , فوجود الخلائق منه وحده فهو الملك.
فالله تبارك وتعالى هو الملك المطلق حيث يستغني عن كل شئ ,
وملكه دائم لا يزول.
وهو المالك للملك لأنه هو خالق للملك والملكوت
فهو يملك الدنيا والأخرة .. ويوم تقوم الساعة تظهر هذه الحقيقة جلية
حيث ينادي تبارك وتعالى: لمن الملك اليوم .. فلا يجيبه أحد ..
فيقول: لله الواحد القهار -16 غافر
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[13 Oct 2010, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة يس
نعيش اليوم مع مثال لدعوة الرسل إلى البشر بالتوحيد
وكيفية إستقبال المسرفين على أنفسهم لهذه الدعوة
وكيف يقف أعداء الحق في وجه الدعاة إلى الله تعالى
وعدم السماح لهم بحرية الكلمة , والتصدي لمن أمن
وكان يجب على الإنسان العاقل أن يسعى هو للدعاة ويسألهم عما يجهله
في أمور دينه وكيفية السبيل إلى مرضات الله تعالى
فهيا نتعرف على هذا المشهد من حياة الرسل
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)
واضرب -أيها الرسول- لمشركي قومك الرادِّين لدعوتك مثلا يعتبرون به, وهو قصة أهل القرية, حين ذهب إليهم المرسلون, إذ أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذَّب أهل القرية الرسولين, فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث, فقال الثلاثة لأهل القرية: إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون.
قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)
قال المرسلون مؤكدين: ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون, وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية بيد الله وحده.
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)
قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم, لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رميًا بالحجارة, وليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع.
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)
عجيب أمر هؤلاء القوم إن الرسل لم يسئلوهم أجرا على دعوتهم إلى الله , ولم يكرهوا أحدا على الدخول في الدين , فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنه الأسراف في العصيان والخضوع للشيطان.
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)
وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم) , قال: يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله, اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا بيان فضل مَن سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)
وأيُّ شيء يمنعني مِن أن أعبد الله الذي خلقني, وإليه تصيرون جميعًا؟
أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئًا, إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر. إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم, وأطيعوني بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة.
قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)
قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله تعالى و طاعته, واتباع رسله ,
سبحان الله رغم أن القوم قتلوا ذلك الرجل المؤمن إلا أنه لم يحقد عليهم
بل قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
وهذا إن دل على شئ فهو يدل على مدى الحب والطهارة في قلوب المؤمنين ,ومدى حرصهم على هداية الناس أجمعين
****
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
القدوس
الاسم مشتق من " القدس" بمعنى الطهارة
فهو سبحانه منزه عن كل وصف يدركه الحس , أو يتصوره الخيال, أو يسبق إليه وهم , أو يختلج به ضمير , أو يقضي به تفكير.
وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك ,
فهو سبحانه ليس كمثله شئ
هو الله
*****
السلام
السلام هو الذي تسلم ذاته عن العيب , وصفاته عن النقص ,وأفعله عن الشر.
وكل مافي الوجود من سلامة فهي صادره منه ..
فهو السلام الذي ينجي المؤمنين من العذاب.
هو الله
****
المؤمن
المؤمن الذي أعطى الأمان للخلق , فالخلق معرضون لأسباب التلف والهلاك
من خارجهم ومن داخلهم سواء بالأعداء أو بالداء.
والله تعالى يرزقهم الأمن ويحميهم من كل سوء
سبحانه هو المؤمن , أمن له الوجود .. وأمن به الوجود
هو الله
*******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة يس
يلفتنا ربنا تبارك وتعالى إلى ظواهر ودلائل القدرة
نراها ونتعامل معها
وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34)
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)
والشكر هو الفيض والعطاء , فكما أفاض الله علينا بنعمه الوفيرة
طلب منا الفيض والعطاء للفقراء والمساكين
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ -7 إبراهيم
فإذا منع الناس الشكر من نعم الله تعالى , ظهر الفقر والكساد و الأزمات المالية وهذا مانراه اليوم
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)
ومن موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن مفهوم الأزواج يراد به عادة الذكر و الأنثى، إلا أن عبارة " و مما لا يعلمون " لها دلالات أوسع من ذلك، و قد كشفت إحدى هذه الدلالات في أيامنا هذه
حيث تم اكتشاف ما سمي " التكافؤ" أو " التماثل " يثبت أن المادة تكون ثنائية مع ضدها الذي يسمى (ضد المادة) مثال على ذلك فإن الإلكترون في ضد المادة تحمل شحنة موجبة بينما تحمل بروتونات " ضد المادة " شحنة سالبة.
*****
وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)
وعلامة لهم دالة على توحيد الله وكمال قدرته: هذا الليل ننزع منه النهار, فإذا الناس مظلمون.
وإنسلاخ طبقة النهار تم ثبوتها حديثا حيث لا يزيد سمكها عن مائتي كيلو متر فوق مستوى سطح البحر, فإن سماء القمر على سبيل المثال مظلمة حتى مع سطوع الشمس , لأنه لا توجد على القمر طبقة النهار التي تشع الضياء أذا سطعت الشمس.
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)
وقد تأكد علميا في هذا العصر أن الشمس تجري بمجموعتها بسرعات كبيرة حيث مستقرها بإذن الله تعالى
وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها, قدَّره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه, ذلك تقدير العزيز الذي لا يغالَب, العليم الذي لا يغيب عن علمه شيء.
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
والقمرَ آية في خلقه, حيث دورانه حول الأرض في منازل محددة كل ليلة, يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرًا مستديرًا, ثم يرجع ضئيلا مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة؛ لقدمه ويُبْسه.
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
وهنا إشارة إلى مدارات جميع أجرام السماء , وقد وضعت بإحكام ودقة متناهيه , بحيث أنك ترى ملايين النجوم والكواكب والأقمار تجري بسرعات هائلة ولا يحدث بينها تصادم
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)
ودليل لهم وبرهان على أن الله وحده المستحق للعبادة, المنعم بالنعم, أنَّا حملنا مَن نجا مِن ولد آدم في سفينة نوح المملوءة بأجناس المخلوقات; لاستمرار الحياة بعد الطوفان.
وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)
وهذه الآية على عظيم قدرة الله تعالى حيث علم الإنسان صناعة ما نراه من وسائل النقل
من سيارات وسفن وطائرات إلى غير ذلك من مستجدات لا يعلمها إلا الله تعالى
وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ (43)
إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ (44)
********
وتتوالى الآيات الدالة على فضل الله على الإنسان
فلولا فضل الله تعالى علينا بأن خلق لنا الأنعام نأكل منها
وخلق لنا كل أنواع الزروع لنأكل منها وخلق لنا الماء العزب لنشربه
لولا هذا الفضل العظيم لهلك الإنسان على وجه الأرض في أيام قليلة
أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71)
وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72)
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)
أولم ير الخلق أنا خلقنا لأجلهم أنعامًا ذللناها لهم, فهم مالكون أمرها؟
وسخَّرناها لهم, فمنها ما يركبون في الأسفار, ويحملون عليها الأثقال, ومنها ما يأكلون.
ولهم فيها منافع أخرى ينتفعون بها, كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ولباسًا, وغير ذلك, ويشربون ألبانها, أفلا يشكرون الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم, ويخلصون له العبادة؟
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74)
لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ (75)
واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها; طمعًا في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله.
لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون, والمشركون وآلهتهم جميعًا محضرون في العذاب, متبرئ بعضهم من بعض.
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يَحْزُنك -أيها الرسول- كفرهم بالله وتكذيبهم لك واستهزاؤهم بك; إنا نعلم ما يخفون, وما يظهرون, وسنجازيهم على ذلك.
أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)
أولم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده, أنا خلقناه من نطفة مرَّت بأطوار حتى كَبِر, فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)
وضرب لنا المنكر للبعث مثلا لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, قال: مَن يحيي العظام البالية المتفتتة؟
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)
وهذه الآية من الدلائل العلمية , حيث ثبت أن الورق الأخضر في الشجر هو المسؤول عن تخزين الطاقة الشمسية عن طريق التمثيل الضوئي ,
ولولا رحمة الله بنا - حيث جعل النبات عند تنفسه يأخذ ثاني أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين – لحدث إختناق لجميع البشر وماتوا خلال ساعات قليلة , لأن الإنسان يحتاج الأكسجين عند التنفس بصفة مستمرة فإذا نفذ يموت في الحال.
هل أدركنا هذه النعم؟ وأدركنا معنى قدرة الله الواحد الواهب لهذه النعم تفضلا منه سبحانه
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81)
أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم, فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى, إنه قادر على ذلك, وهو الخلاق لجميع المخلوقات, العليم بكل ما خلق ويَخْلُقُ, لا يخفى عليه شيء.
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)
إنما أمره سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا أن يقول له: "كن" فيكون, ومن ذلك الإماتة والإحياء, والبعث والنشور.
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)
****
ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى
المهيمن
المهيمن هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وحركاتهم وسكناتهم
والهيمنة المطلقة على الكون
سبحانه هو الله
العزيز
العزيز المطلق الممتنع عن الإدراك سبحانه ليس كمثله شئ
المرتفع عن أوصاف الممكنات
المتفرد بالوجود المطلق بغير شبيه ولا مثيل
فهو العزيز ... هو الله
الجبار
الذي تنفذ مشيئته على جميع المخلوقات , والكون جميعا يسير بإرادته
والجبار الذي يجبر أحوال خلقه فيصلحها
فالكل يذعن إليه والكل يخشع له
سبحانه وتعالى هو الله
المتكبر
سبحان من لا عظمة ولا كبرياء إلا له
فالكبرياء لله تعالى وحده وذلك لإستحقاقه نعوت الجلال وصفات الكمال
سبحان المتكبر ذو الجلال والإكرام
هو الله
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[17 Oct 2010, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة الصافات
يبين لنا ربنا أن هناك عوالم أخرى, لا يستطيع الإنسان مهما بلغ من علم أن يحيط بها, مثل أنواع من الملائكة وطبيعة عملها, ومثل أنواع من شياطين الجن ومدى قدرتهم على الصعود الى السماء ولكن في حدود حيث يرجمون لاستراقهم السمع.
فالإنسان ليس وحده في هذا الكون , فهناك عالم الملائكة وعالم الجن, وقد لا يدرك تلك العوالم بحسه المباشر.
ولكنها مخلوقة لأداء مهمات في هذا الكون العظيم.
وهي من دلائل قدرة الله تعالى في الكون وأنه تعالى المتفرد بالألهية.
وَالصَّافَّاتِ صَفّاً (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً (3)
إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4)
رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفًا متراصة, وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله, وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة. ويقسم الله بما شاء مِن خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.
هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبِّر دوران الأرض حول محورها في اليوم والليلة
وحول الشمس كل عام حيث تتعدد المشارق للشمس ومغاربها.
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)
وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)
لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)
إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومَن فيها مِن الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى مِن شرعه وقدره, ويُرْجَمون بالشهب من كل جهة; طردًا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.
إلا مَنِ اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فيلقيها إلى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقَدَر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة.
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11)
فاسأل -أيها الرسول- منكري البعث أَهُم أشد خلقًا أم من خلقنا من هذه المخلوقات القوية؟
والتي لها مثل هذه القدرات الهائلة.
إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض.
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)
وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13)
وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)
وإذا ذكِّروا بما نسوه أو غَفَلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبَّرون.
وإذا رأوا معجزة دالَّة على نبوَّتك يسخرون منها
*******
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون (180)
وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)
تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.
وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.
والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له
******
ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى
الخالق البارئ المصور
هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير.
فكل العوالم مفتقر لذلك
قال تعالى في سورة الأعراف:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ.
فالمشاهد لبديع الأجرام السماوية , والمخلوقات على الأرض,
من إنسان و حيوان ونبات يرى عظيم قدرة الخالق
يرى عظيم قدرة البارئ المبدع
يرى عظيم قدرة المصور لكل هذه المخلوقات
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[19 Oct 2010, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة الزمر
لعل المتابع لهذه السلسلة يلاحظ شيئا مهما
ألا وهو الإعجاز البياني واللغوي والنسقي لآيات القرآن العظيم
بحيث يمكن أن تلاحظ الفرق الهائل بين أي سياق وبين آيات القرآن الكريم
وهذا الإعجاز القرآني يلزم العالم بإتباعه حيث أنه منزل من عند الله تعالى ,
وأنه كلام الله سبحانه وتعالى.
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)
تنزيل القرآن إنما هو من الله العزيز في قدرته, الحكيم في تدبيره وأحكامه.
إنا أنزلنا إليك القرآن يأمر بالحق والعدل, فاعبد الله وحده, وأخلص له جميع دينك.
أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا لله وحده الطاعة التامة السالمة من الشرك,
والذين أشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه أولياء,
قالوا: ما نعبد تلك الآلهة مع الله إلا لتشفع لنا عند الله, وتقربنا عنده منزلة,
فقد كفروا؛ لأن العبادة والشفاعة لله وحده,
لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)
لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاختار من مخلوقاته ما يشاء, تنزَّه الله وتقدَّس عن أن يكون له ولد,
فإنه الواحد الأحد, الفرد الصمد, القهَّار الذي قهر خلقه بقدرته, فكل شيء له متذلل خاضع.
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5)
خلق الله السموات والأرض وما فيهما بالحق, يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ,
وفي ذلك من الدلائل العلمية الواضحة حيث لم يقل بكروية الأرض بشر قبل نزول القرآن على قلب خاتم الرسل نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
فلم يعرف العالم هذه الحقيقة إلا من قرون قريبة.
وذلَّل الشمس والقمر بانتظام وحساب دقيق لمنافع العباد, كل منهما يجري في مداره إلى حين قيام الساعة.
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ
ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)
خلقكم ربكم- أيها الناس- من آدم, وخلق منه زوجه, وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكر ًا وأنثى من الإبل والبقر والضأن والمعز، يخلقكم في بطون أمهاتكم طورًا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن, والرحم, والمَشِيمَة, ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء, ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالألوهية المستحق للعبادة وحده, فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره مِن خلقه؟
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ
وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)
إن تكفروا- أيها الناس- بربكم ولم تؤمنوا به, ولم تتبعوا رسله, فإنه غنيٌّ عنكم, ليس بحاجة إليكم, وأنتم الفقراء إليه, ولا يرضى لعباده الكفر, ولا يأمرهم به, وإنما يرضى لهم شكر نعمه عليهم. ولا تحمل نفس إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم مصيركم, فيخبركم بعملكم, ويحاسبكم عليه. إنه عليم بأسرار النفوس وما تخفي الصدور.
وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ
ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ
وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)
وإذا أصاب الإنسانَ بلاءٌ وشدة ومرض تَذكَّر ربه, فاستغاث به ودعاه, ثم إذا أجابه وكشف عنه ضرَّه, ومنحه نِعَمه, نسي دعاءه لربه عند حاجته إليه, وأشرك معه غيره؛ ليُضل غيره عن الإيمان بالله وطاعته, قل له -أيها الرسول- متوعدًا: تمتع بكفرك قليلا حتى موتك وانتهاء أجلك, إنك من أهل النار المخلَّدين فيها.
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9)
هل يستوي الذين يعلمون ربهم ودينهم الحق والذين لا يعلمون شيئًا من ذلك؟
لا يستوون. إنما يتذكر ويعرف الفرق أصحاب العقول السليمة.
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)
*********
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ
ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (21)
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22)
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
*******
ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى
الغفار
أصل " الغفر " الستر والتغطية , والمغفرة ستر الذنوب والعفو عنها
والغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح
والغافر يغفر الذنب ... " والغفور " يغفر الذنوب المتعددة
" والغفار " غفران الذنوب للذنب المتكرر
أما ستر الذنوب في الأخرة فلا يطلع عليها أحد ويبدل سيئات التائب إلى حسنات ... فسبحان الغفار
القهار
القهار هو الذي له الغلبة التامة على كل شئ
قال تعالى: وهو القاهر فوق عباده -18 الأنعام
فما من موجود إلا تحت قهره.
وجميع الموجودات مسخرة تحت قهره وقدرته
والكون جميعه في قبضته يوم القيامة فينادي سبحانه وتعالى:
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار -16 غافر
سبحانه هو الله
الوهاب
والهبة هي العطاء من غير مقابل
فسبحان الوهاب الدائم العطاء والجود والهبة وسد كافة الحاجات
قال تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها -18 النحل
فهو الوهاب سبحانه.
****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[21 Oct 2010, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الزمر
نبدأ اليوم بالحديث عن فطرة الإنسان بعيدا عن عوامل
التغير الذي طرأ عليها ففي الحديث الشريف:
كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه – رواه البخاري عن أبي هريرة
فليسأل كل إنسان بينه وبين نفسه؟
من خلقني ومن خلق هذا العالم من حولي؟
هل من المعقول أن تكون الكواكب أو النجوم خالقة لهذا العالم
وهي مسخرة في مدارتها؟
هل يعقل أن يكون الذي خلقني مخلوق مثلي يأكل ويشرب وينام ويموت؟
هل يعقل أن يكون الذي خلقني أصنام لا تضر ولا تنفع؟
ثم هل يعقل أن يكون كل هذا الكون العظيم ليس له خالق أعظم؟
كل هذه الأسئلة يجب أن يطرحها إي إنسان غير مسلم على فطرته.
وستكون الإيجابة دائما بإذن الله تعالى
(لا إله إلا الله)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)
ولئن سألت هؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله: مَن خلق هذه السموات والأرض؟ ليقولُنَّ: خلقهنَّ الله, فهم يُقِرُّون بالخالق.
قل لهم: هل تستطيع هذه الآلهة التي تشركونها مع الله أن تُبْعِدَ عني أذى قدَّره الله عليَّ, أو تزيلَ مكروهًا لَحِق بي؟ وهل تستطيع أن تمنع نفعَا يسَّره الله لي, أو تحبس رحمة الله عني؟ إنهم سيقولون: لا تستطيع ذلك.
قل لهم: حسبي الله وكافِيَّ, عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم ودفع مضارهم, فالذي بيده وحده الكفاية هو حسبي, وسيكفيني كل ما أهمني
*******
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (63)
الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها ومليكها والمتصرف فيها, وهو على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه.
لله مفاتيح خزائن السموات والأرض, يعطي منها خَلْقَه كيف يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة, أولئك هم الخاسرون في الدنيا بخِذْلانهم عن الإيمان, وفي الآخرة بخلودهم في النار.
******
وكثير ما نسمع من مواقع ضالة عرض عبادة غير الله
وعبادة نبي مرسل ما دعى للشرك قط في حياته.
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)
قل للمشركين: أفغير الله أيها الجاهلون بالله تأمرونِّي أن أعبد, ولا تصلح العبادة لشيء سواه؟
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65)
بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66)
ولقد أوحي إليك -أيها الرسول- وإلى من قبلك من الرسل: لئن أشركت بالله غيره ليبطلنَّ عملك, ولتكوننَّ من الهالكين الخاسرين دينك وآخرتك؛ لأنه لا يُقبل مع الشرك عمل صالح.
بل الله فاعبد -أيها النبي- مخلصًا له العبادة وحده لا شريك له, وكن من الشاكرين لله نعمه.
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
وما عظَّم هؤلاء المشركون اللهَ حق تعظيمه; إذ عبدوا معه غيره مما لا ينفع ولا يضر, فسوَّوا المخلوق مع عجزه بالخالق العظيم, الذي من عظيم قدرته أن جميع الأرض في قبضته يوم القيامة, والسموات مطويات بيمينه, من غير تكييف ولا تشبيه
, تنزه وتعاظم سبحانه وتعالى عما يشرك به هؤلاء المشركون،
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الرزاق
الرزاق هو خالق الأرزاق وأسبابها , فهو الذي يمد الموجودات بكل ما يحفظ مادتها وصورتها , فهو الذي أمد العقول بالعلوم , وأمد القلوب بالفهم
وهو الذي أمد أجسام الكائنات على الأرض بالغذاء المناسب لكل منها, من طعام وشراب وهواء وكساء
قال تعالى: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين – 58الذاريات
******
الفتاح
الفتاح الذي بعنايته يفتح كل مغلق , يفتح على العلماء بالعلوم ويرزقهم فهمها , ... ويفتح الممالك لمن يشاء من عباده
قال تعالى: إنا فتحتنا لك فتحا مبينا – 1 الفتح
وبيده مفاتح الغيب
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ -59 الأنعام
*****
العليم
العليم هو المحيط علما بكل شئ .. ظاهره وباطنه أوله وأخره
ولايمكن تصور مدى هذا العلم , فهو سبحانه العليم
المتفرد بالعلم المطلق أزلا وأبدا
وفي الحديث الطويل
وقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره،- رواه البخاري
1 - فالعلم عند الله لا حد له
2 - مطابقة العلم للمعلوم مطابقة كاملة
3 - علمه غير مستفاد من الأشياء بل الأشياء مستفادة من علمه
4 - علمه كامل لايزيد بإضافة ولا ينقص بنسيان
والعلم صفة قديمة قائمة بالذات العلية
سبحانه وتعالى
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[23 Oct 2010, 03:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة غافر
من رحمة الله تعالى أن أوجب على البشرية معرفته , وطاعته , بالشرع والنقل
وليس بالفكر والعقل .. ولذلك أرسل الرسل , وأيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم
ومن أعظم المعجزات -التي أيد الله تعالى خاتم رسله نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه-
هي القرآن العظيم ليبين للناس طريق النجاة
حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
تنزيل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله- عزَّ وجل- العزيز الذي قهر بعزته كل مخلوق, العليم بكل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
غافر الذنب للمستغفرين, وقابل التوب من التائبين, شديد العقاب على مَن تجرَّأَ على الذنوب, ولم يتب منها, وهو سبحانه وتعالى صاحب الإنعام والتفضُّل على عباده الطائعين, لا معبود سواه, إليه مصير جميع الخلائق يوم الحساب, فيجازي كلا بما يستحق.
*****
وهذه دعوة من رب العالمين لجميع عباده المؤمنين ,
أن تتعلق قلوبهم بالله تعالى وأن يطلبوا منه مايريدون
مع أخذهم بالأسباب التي منحها إياهم
وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)
وقال ربكم- أيها العباد-: ادعوني وحدي وخصُّوني بالعبادة أستجب لكم, إن الذين يتكبرون عن إفرادي بالعبودية والألوهية, سيدخلون جهنم صاغرين.
إن الله تعالى متفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصي
وطلب منا الإيمان به وحده لاشريك له لصالحنا لكي لا نذل رؤسنا للعبيد.
وأن نتصرف في هذه النعم بالشكر أي الإفاضة على المساكين والفقراء من الناس ليعم الرخاء على الجميع وتسود روح المحبة بين البشر.
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61)
ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (62)
كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)
الله وحده هو الذي جعل لكم الليل؛ لتسكنوا فيه, وتحققوا راحتكم, والنهار مضيئًا؛ لتُصَرِّفوا فيه أمور معاشكم. إن الله لذو فضل عظيم على الناس, ولكن أكثرهم لا يشكرون لله هذه النعم.
الذي أنعم عليكم بهذه النعم إنما هو ربكم خالق الأشياء كلها, لا إله يستحق العبادة غيره, فكيف تعدلون عن الإيمان به, وتعبدون غيره , بعد أن تبينت لكم أدلة قدرته ووحدانيته؟
ولكن كل من يجحد بآيات الله الواضحة المعالم يكن عقابه البعد عن الإيمان
*****
وإليكم بعض نعم الله على الناس الذين يعيشون فيها ليل نهار
وكان من المفترض أن نسأل أنفسنا من أين كل هذا العطاء الغير منقطع
فسبحان ربي العظيم
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)
الله الذي جعل لكم الأرض؛ لتستقروا فيها, ويسَّر لكم الإقامة عليها, وجعل السماء بناء, وبثَّ فيها من العلامات الهادية, وخلقكم في أكمل هيئة وأحسن تقويم, وأنعم عليكم بحلال الرزق ولذيذ المطاعم والمشارب, ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم هو ربكم, فتكاثر خيره وفضله وبركته, وتنزَّه عمَّا لا يليق به, فهو ربُّ الخلائق أجمعين.
هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)
هو الله سبحانه الحي الذي له الحياة الكاملة التامة لا إله غيره, فاسألوه واصرفوا عبادتكم له وحده, مخلصين له دينكم وطاعتكم. فالحمد لله والثناء الكامل له سبحانه رب الخلائق أجمعين.
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِي الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)
قل - إني نُهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله, لمَّا جاءني الآيات الواضحات من عند ربي, وأمرني أن أخضع وأنقاد بالطاعة التامة له, سبحانه رب العالمين.
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)
هُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)
هو سبحانه المتفرد بالإحياء والإماتة, فإذا قضى أمرًا فإنما يقول له: "كن", فيكون, لا رادَّ لقضائه
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
القابض الباسط
القبض يعني المسك , والبسط يعني العطاء و التوسعة
قال تعالى: .... وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ -245 البقرة
فهو سبحانه يقبض الأرواح عن الأجساد عند الممات ,
ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة.
ويقبض الصدقات من الأغنياء .. ويبسط الرزق للضعفاء
قال تعالى:
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ – 104 التوبة
قال تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء – 64 المائدة
*****
الخافض الرافع
الخافض لأعدائه بالذل. والرافع لأوليائه بالنصر.
قال تعالى: .... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ - 11 المجادلة
والخافض الرافع , اسمان لله تعالى وهما من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته سبحانه .. فهو الخافض على الحقيقة وهو الرافع على الحقيقة
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 26 ال عمران
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآنالعظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة فصلت
إن المتابع لهذه السلسلة يرى أن القرآن العظيم بمنهجه الفريد قد ملأ القلوب بحقيقة الألوهية بحيث تكون كل تحركات المؤمن وفق منهج الله الرحمن الرحيم , الذي برحمته أنزل القرآن على قلب خير البرية نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وإنني غير متصور كيف تكون الحياة بدون القرآن الكريم ..
إن الحياة قبل القرآن كانت ظلاما , عبدة أوثان , جاهلية الظلم والتسلط ..
عقائد محرفة, وإلى غير ذلك من الكفر والشرك والألحاد ..
والدارس للتاريخ يدرك تلك الحقيقة جيدا ..
وقد يقول قائل إن هذه الأصناف من البشر مازال بيننا.
والرد على ذلك, أنه بنزول القرآن العظيم أشرق نور الحقيقة ..
فعلى القلوب العاقلة أن تسير مع نور الله المنزل الا وهو القرآن كتاب الله.
أما من عمي قلبه عن الحق واتبع شياطين الأنس والجن فلا يلومن إلا نفسه.
وتعالوا نستمع لكلام الله تعالى:
حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزَّله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
كتاب بُيِّنت آياته تمام البيان، وَوُضِّحت معانيه وأحكامه, قرآنًا عربيًا ميسَّرًا فهمه لقوم يعلمون.
بشيرًا بالثواب العاجل والآجل لمن آمن به وعمل بمقتضاه, ونذيرًا بالعقاب العاجل والآجل لمن كفر به, فأعرض عنه أكثر الناس, فهم لا يسمعون له سماع قَبول وإجابة.
*****
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)
وقال هؤلاء المعرضون الكافرون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا في أغطية مانعة لنا من فهم ما تدعونا إليه, وفي آذاننا صمم فلا نسمع, ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك, فاعمل على وَفْق دينك, كما أننا عاملون على وَفْق ديننا.
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)
قل لهم -أيها الرسول-: إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إليَّ.
أنما إلهكم الذي يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له,
فاسلكوا الطريق الموصل إليه, واطلبوا مغفرته.
فالعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر, والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم, والإخلاص له,
الذين لا يعطون الله الطاعة التي تطهرهم , وتزكي أبدانهم , ولا يوحدونه, فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق, وهم لا يؤمنون بالبعث, ولا بالجنة والنار, ولا ينفقون في طاعة الله.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)
إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها, لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع.
******
وتعالوا نرى كيف بدأ الله الخلق
لا يستطيع بشر أن يتكلم عن بدأ الخلق ,
فهذه الآيات تدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الكون
فعجبا لمن يكفر بخالق الكون.
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)
قل لهؤلاء المشركين موبخًا لهم ومتعجبًا من فعلهم: أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين, وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم؟ ذلك الخالق هو رب العالمين.
وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها, وبارك فيها فجعلها دائمة الخير لأهلها,
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدَّر فيها أرزاق أهلها من الغذاء, وما يصلحهم من المعاش في تمام أربعة أيام: يومان خلق فيهما الأرض, ويومان جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها, سواء للسائلين أي: في طلب الرزق والتنقيب في الأرض.
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
فقضى الله خلق السموات السبع وتسويتهن في يومين, فتم بذلك خلق السموات والأرض في ستة أيام, لحكمة يعلمها الله,
وأوحى في كل سماء ما أراده وما أمر به فيها,
وزيَّنا السماء الدنيا بالنجوم المضيئة, وحفظًا لها من الشياطين الذين يسترقون السمع, ذلك الخلق البديع تقدير العزيز في ملكه, العليم الذي أحاط علمه بكل شيء.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)
إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)
فإن أعرض هؤلاء المكذبون بعدما بُيَّن لهم من أوصاف القرآن الحميدة, ومن صفات الله العظيم,
فقل لهم: قد أنذرتكم عذابًا يستأصلكم مثل عذاب عاد وثمود حين كفروا بربهم وعصوا رسله.
حين جاءت الرسل عادًا وثمود, يتبع بعضهم بعضًا متوالين, يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له, قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا أن نوحده ولا نعبد من دونه شيئًا غيره, لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه, ولم يرسلكم وأنتم بشر مثلنا, فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون.
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16)
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)
وأما ثمود قوم صالح فقد بينَّا لهم سبيل الحق وطريق الرشد, فاختاروا العمى على الهدى, فأهلكتهم صاعقة العذاب المهين؛ بسبب ما كانوا يقترفون من الآثام بكفرهم بالله وتكذيبهم رسله.
ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود, وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه.
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرضلأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المعز المذل
والعزة تفيد الغلبة والقوة والتأييد .. قال تعالى: فعززنا بثالث -14يس
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ– 26 العمران
وهذان الاسمان من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته
سبحانه وتعالى
*****
السميع البصير
صفتان من صفات الكمال الإلهي حيث لا شبيه له و لا تمثيل ,
السميع الذي لا يشغله نداء عن نداء ..
تستوي في كمال سمعه الأصوات , ولا تختلف عليه اللغات
فهو سميع للكل الموجودات البصير بها
ويرى كل الوجود جملة وتفصيلا ليس كمثله شئ
قال تعالى لموسى وهارون:
قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى – 46 طه
"قال لا تخافا إنني معكما" بعوني "أسمع" ما يقول "وأرى" ما يفعل
سبحانه وتعالى
الحكم
الحكم بمعنى الفصل بين المنازعات ,
قال تعالى: أفغير الله أبتغي حكما -114الأنعام
وقال تعالى: واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين – 109 يونس
وأحكم الأمر: أتقنه , قال تعالى: ثم يحكم الله آياته – 52 الحج
والحاكم هو الذي لا راد لقضائه , ولا معقب لحكمه هو الله
قال تعالى: إن الحكم إلا لله - 57 الأنعام
فهو وحده المجازي كل نفس بما عملت
سبحانه وتعالى
العدل
العدل المنزه عن الظلم , قال تعالى: وما ربك بظلام للعبيد – 46 فصلت
وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 90 النحل
فالعدل المطلق هو الله.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[26 Oct 2010, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة فصلت
مازال عطاء الإيمان بالله الواحد الأحد يعطي الأمان للإنسان إلى أن يدخل الجنة التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين شريطة الالتزام بالاستقامة على طريق الإسلام وتعاليمه,
والتوبة عن المعاصي ورد الحقوق لأهلها, فإن الله غفور رحيم ...
إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)
إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له, ثم استقاموا على شريعته, تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده, ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا, وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها.
وتقول لهم الملائكة: نحن أنصاركم في الحياة الدنيا، نسددكم ونحفظكم بأمر الله, وكذلك نكون معكم في الآخرة, ولكم في الجنة كل ما تشتهيه أنفسكم مما تختارونه, وتَقَرُّ به أعينكم, ومهما طلبتم من شيء وجدتموه بين أيديكم ضيافة وإنعامًا لكم مِن غفور لذنوبكم, رحيم بكم.
*****
إن الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ رسالته من خصائص أمة الإسلام
قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ -ال عمران110
فمهمة تبليغ رسالة الله من أعظم المهام وأشرفها على الإطلاق
وبدونها نفقد أهم خاصية فضلنا الله تعالى بها على العالمين
فيجب التمسك بهذا الشرف العظيم , ونحذر مصايد شياطين الإنس والجن
ويجب على الداعية أن يقابل السيئة بالحسنة وأن يتحلى بالصبر والخلق الحسن.
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33)
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله وعبادته وحده وعمل صالحًا وقال: إنني من المسلمين المنقادين لأمر الله وشرعه. وفي الآية حث على الدعوة إلى الله سبحانه, وبيان فضل العلماء الداعين إليه على بصيرة, وَفْق ما جاء عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه, وأحسنوا إلى خلقه, وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره, وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك, وقابل إساءته لك بالإحسان إليه, فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا, وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة.
وإما يلقينَّ الشيطان في نفسك وسوسة من حديث النفس لحملك على مجازاة المسيء بالإساءة, فاستجر بالله واعتصم به, إن الله هو السميع لاستعاذتك به, العليم بأمور خلقه جميعها.
*****
إن دلائل التوحيد واضحة للداعية إلى الله تعالى
فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة
ومثال على ذلك الشمس , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض
فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة , إنها مسخرة مثلنا تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا وكذلك القمر وسائر الكواكب والنجوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)
فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)
ومِن حجج الله على خلقه, ودلائله على وحدانيته وكمال قدرته اختلاف الليل والنهار, وتعاقبهما, واختلاف الشمس والقمر وتعاقبهما, كل ذلك تحت تسخيره وقهره. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر- فإنهما مدَبَّران مخلوقان- واسجدوا لله الذي خلقهن, إن كنتم حقًّا منقادين لأمره سامعين مطيعين له، تعبدونه وحده لا شريك له.
فإن استكبر هؤلاء المشركون عن السجود لله, فإن الملائكة الذين عند ربك لا يستكبرون عن ذلك, بل يسبحون له, وينزِّهونه عن كل نقص بالليل والنهار, وهم لا يَفْتُرون عن ذلك, ولا يملون
ومن علامات وحدانية الله وقدرته: أنك ترى الأرض يابسة لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها المطر دبَّت فيها الحياة, وتحركت بالنبات, إن الذي أحيا هذه الأرض بعد همودها, قادر على إحياء الخلق بعد موتهم, إنه على كل شيء قدير, فكما لا تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها, فكذلك لا تعجز عن إحياء الموتى.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
اللطيف
اللطيف هو العالم بخفايا الأمور وحقائقها
قال تعالى: الله لطيف بعباده -19الشورى
ولطفه بخلقه يفوق الحصر
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ – 18 النحل
*****
الخبير
الخبير هو الذي لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء
قال تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ -14 الملك
*****
الحليم
الحليم هو الذي لا يسارع بالمؤاخذة ولا يعجل بالعقوبة , ويتجاوز عن الزلات , ويعفو عن السيئات , ويمهل العاصي حتى يتوب
قال تعالى: ... وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ -235 البقرة
وقال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا - 45 فاطر
سبحان من حلم وستر وغفر
سبحان ربي العظيم
****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[28 Oct 2010, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة فصلت
إن مبدأ التوحيد يقتضي منا أن نعلم يقينا أن هناك غيبيات لا يعلمها إلا الله تعالى , وأولها موعد قيام الساعة ثم كل ما هو أت مستقبلا.
ومعرفة الإنسان بمقدمات وبظواهر تدل على حدوث شئ ما , ليس من علم الغيب في شئ ,لأنه مبني على شواهد أمامه قد تتخلف.
فإذا شاهد الطبيب نوع الجنين بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتيه وحدد ما إذا كان ذكرا أو أنثى فإن هذه المشاهدة ليست علم غيب , لأنه لا يعلم على اليقين أيولد حيا أو ميتا أو كم سيعيش بعد ولادته أو متى يموت أو هل هو شقي أو سعيد
فالله وحده عنده علم الغيب ,
وأما مايقوم به المنجمون والكهان فهو كذب ولو صدقوا في بعض الحالات
(من أتى كاهنا: فقد كفر بما أنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 135
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)
وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى الله تعالى وحده لا شريك له يُرْجَع علم الساعة, فإنه لا يعلم أحد متى قيامها غيره, وما تخرج من ثمرات من أوعيتها, وما تحمل مِن أنثى ولا تضع حَمْلها إلا بعلم من الله, لا يخفى عليه شيء من ذلك.
لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)
لا يملُّ الإنسان من دعاء ربه طالبًا الخير الدنيوي, وإن أصابه فقر وشدة فهو يؤوس من رحمة الله, قنوط بسوء الظن بربه.
ولئن أذقنا الإنسان نعمة منا من بعد شدة وبلاء لم يشكر الله تعالى, بل يطغى ويقول: أتاني هذا؛ لأني مستحق له, وما أعتقد أن الساعة آتية, وذلك إنكار منه للبعث, وعلى تقدير إتيان الساعة وأني سأرجع إلى ربي, فإن لي عنده الجنة, فلنخبرن الذين كفروا يوم القيامة بما عملوا من سيئات, ولنذيقنهم من العذاب الشديد.
وإذا أنعمنا على الإنسان بصحة أو رزق أو غيرهما أعرض وترفَّع عن الانقياد إلى الحق، فإن أصابه ضر فهو ذو دعاء كثير بأن يكشف الله ضرَّه, فهو يعرف ربه في الشدة, ولا يعرفه في الرخاء.
******
بكل هذا الوضوح وهذه الدلائل كانت عقيدة التوحيد في الإسلام
لا غموض فيها بل هي تخاطب الفطرة الإنسانية فيفهمها الرجل البسيط , وتخاطب العقول فيفهمها العلماء في كافة التخصصات , وتخاطب القلوب والوجدان فيحيا في ظلها الأولياء ,
فهل وجد على وجه الأرض عقيدة مثل هذه؟
هذا السؤال مطروح إلى قيام الساعة , والجواب لا يستطيع بشر مهما أوتي من قوة العلوم واللغة والفهم والأحاطة أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)
قل لهؤلاء المكذبين: أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله ثم جحدتم وكذَّبتم به, لا أحد أضل منكم؛ لأنكم في خلاف بعيد عن الحق بكفركم بالقرآن وتكذيبكم به.
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)
أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)
سَنُري هؤلاء المكذبين آياتنا من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان وقد حدث هذا في أقل من ثلاثين عاما , فأي قوة هذه التي تفتح العالم في هذه الفترة البسيطة من الزمان وتستمر لأكثر من ثلاثة عشر قرنا هي الدولة الأولى في العالم؟ فإنه نصر الله تعالى لدينه،
و سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في أقطار السموات والأرض, وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمة, وقد صعد الإنسان إلى الفضاء وحدث تقدم علمي كبير في هذا المجال , وكل النتائج تتفق مع ما ورد في القرآن العظيم ,
و سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب صنعه, حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك وأن القرآن الكريم هو الحق الموحَى به من رب العالمين.
أولم يكفهم دليلا على أن القرآن حق, ومَن جاء به صادق, شهادة الله تعالى؟ فإنه قد شهد له بالتصديق, وهو على كل شيء شهيد, ولا شيء أكبر شهادة من شهادته سبحانه وتعالى.
ألا إن هؤلاء الكافرين في شك عظيم من البعث بعد الممات. وهذا أمر عجيب
لأن الذي يخبر عن البعث هو الله تعالى المحيط علما بكل شئ.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
العظيم
العظيم أكبر من كل شئ ,لا يحيط به بصر ولا يتصوره عقل .. هو الله
قال تعالى: ( .... وهو العلى العظيم) -255البقرة
فهو العظيم حقا. المستغني عن الأعوان.
المتقدس عن الزمان والمكان
هو الأول والأخر والظاهر والباطن , ليس كمثله شئ
سبحانه وتعالى
*****
الغفور
هو الغفور الرحيم .... أي الذي يستر الذنوب عن المذنبين رحمة بهم
قال تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – 49الحجر
اللهم أغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
ونجنا برحمتك يا أرحم الراحمين
*****
الشكور
الشكور هو الذي يعطي الجزيل على العمل القليل ,
ويجازي على يسير الطاعات بكثير الدرجات ,
ويعطي بالعمل المحدود نعيما غير محدود
وحقيقة كلمة الشكر هي الفيض والعطاء
قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ - 13سبأ
وقال تعالى: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا - 147 النساء
أما الشكر بمعنى المجازي على الأفعال بالثناء الحسن , فالشكور الحق هو الله تعالى
فهو المجازي على الأفعال الحسنة بالنعيم الأبدي
قال تعالى: لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ -30 فاطر
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[30 Oct 2010, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة الشورى
وما زلنا في أنوار التوحيد نعيش , وفي هذه المرة يعرض لنا ربنا نمط من المشركين, يحاولوا أن يجدوا النصر والتأيد من دون الله.
ونسوا أن الله تعالى هو الولي , وهو وحده القادر على الإحياء , وهذه الحقيقة لايستطيع منكر مهما بلغ من مراء أن يجادل فيها.
قال تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – 28البقرة
فالله وحده هو المحي المميت , ولا قدرة لغيره أن تتحكم في هذا الأمر,
وإن كان ظاهرا لبعض الأسباب أن تحدث الموت وأخري تكون سببا في الحياة , فكل هذه الظواهر لوشاء الله لتخلفت عن ما تحدثه.
ولكن قدر الله نافذ لا محال.
فعن عبدالله بن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، (رفعت الأقلام وجفت الصحف)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2516
خلاصة الدرجة: صحيح
أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)
بل اتخذ هؤلاء المشركون أولياء من دون الله يتولونهم, فالله وحده هو الوليُّ يتولاه عَبْدُه بالعبادة والطاعة، ويتولَّى عباده المؤمنين بإخراجهم من الظلمات إلى النور وإعانتهم في جميع أمورهم, وهو يحيي الموتى عند البعث، وهو على كل شيء قدير, لا يعجزه شيء.
******
ومن دلائل القدرة إبداع السموات والأرض ,
وقد تعرضنا سابقا لبعض الإبداعات و مدى دقة مسارات النجوم في السماء الواسعة , ومسارات الكواكب , وكيف مهد الله تعالى كوكب الأرض للحياة ومد الأرض بعناصر بقاءها إلى قيام الساعة. ومن ضمن عناصر بقاء النوع على ظهر الأرض خلق الأزواج الذكر والأنثى , في إطار شرعي ألا وهي الأسرة , وإن مخالفة هذه الفطره يعد إنتكاسة للبشرية قد تهوي بها كما فعل الله تعالى بقوم لوط ,
وإن ما نسمعه في بعض وسائل الإعلام من اعتراف بعض القوانين الغربية بالعلاقة الشاذة بين الذكور أو الأناث إنما يشكل منعطفا خطيرا على حياة البشر.
فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)
الله سبحانه وتعالى هو خالق السموات والأرض ومبدعهما بقدرته ومشيئته وحكمته, جعل لكم من أنفسكم أزواجًا؛ لتسكنوا إليها, وجعل لكم من الأنعام أزواجًا ذكورًا وإناثًا,
ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته, لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء, وسيجازيهم على ذلك.
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
له سبحانه وتعالى ملك السموات والأرض، وبيده مفاتيح الرحمة والأرزاق، يوسِّع رزقه على مَن يشاء مِن عباده ويضيِّقه على مَن يشاء, إنه تبارك وتعالى بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
******
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)
*****
وقد يتساءل إنسان عن سبب الكوارث والمصائب والأزمات؟
وتجيب الأيات
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31)
وما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في دينكم ودنياكم فبما كسبتم من الذنوب والآثام، ويعفو لكم ربكم عن كثير من السيئات، فلا يؤاخذكم بها.
الإنسان يدمر نفسه من حيث لا يحتسب , فقد حرم الله الزنا والعلاقات الشاذة ورغم ذلك أصر المنحرفون على فعله ,فنزل مرض الإيدز ليكون من أخطر الأمراض بسبب العلاقات المحرمة ...
وحرم الله الربا ولكن الإنسان لم يذعن لذلك ونزلت الأزمة الأقتصادية,
وحرم الله الميتة ولحم الخنزير ولم يذعن الناس لذلك إلا المسلمون , فنزل بهم أخطر الأمراض " أنفلونزا الخنازير" ,
ماذا ينتظر العالم ليعرفوا أن أوامر الله تعالى حق.
وما أنتم- أيها الناس- بمعجزين قدرة الله عليكم، وما لكم من دون الله مِن وليٍّ يتولى أموركم، فيوصل لكم المنافع، ولا نصير يدفع عنكم المضارَّ
******
وتذكروا آيات الله تعالى المتمثلة في البحار , وكيف وضع الله تعالى فيها قانون الطفو والأمواج والريح لجريان السفن العملاقة في تنقلاتكم.
ولولا ذلك لما استطعنا التنقل بحرا وكذلك النقل جوا يقوم على قوانين ثابتة أودعها الله ولولا ذلك ما تمكن الإنسان من التنقل جوا.
وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)
أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)
****
يجب أن نعي جيدا أن كل الأسباب إذا تجمعت لا تخلق شيئا
فسبحانه وحده الفعال لما يريد دائما وأبدا , بيده الملك لا تأخذه سنة ولا نوم , الحي القيوم.
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
*****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
العلي
العلي المطلق سبحانه وتعالى علوا كبيرا هو الله
قال تعالى: ( .... وهو العلى العظيم) -255البقرة
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ -92 المؤمنون
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ – 116 المؤمنون
******
الكبير
الكبير عن إدراك الحواس و إدراك العقول ,
وهو الكبير المتعال" فكل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته لا إله إلا هو ولا رب سواه لأنه العظيم الذي لا أعظم منه العلي الذي لا أعلى منه الكبير الذي لا أكبر منه تعالى وتقدس وتنزه وجل , هو الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9 الرعد
قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ – 30 لقمان
********
الحفيظ
الحفيظ هو العالم بجميع المعلومات علما لا يتغير ولا يزول , المحيط بما في السموات والأرض , يحفظ وجودهما ولا يؤده حفظهما , وهو الذي يحفظ جميع المخلوقات , حفظ وجودا وحفظ حماية وصيانة.
(إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) - 57 هود
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[02 Nov 2010, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة الزخرف
إن الإقرار والاعتراف بالحقيقة هو سيد الأدلة وهذا مبدأ قانوني في تشريعات العالم ولا يختلف عليه إثنين. إذا كان الإقرار والاعتراف دون إكراه.
وهذا يختصر الجدال وينهي المنازعات بإظهار الحقيقة واضحة للجميع.
وهانحن نسأل من كان له عقل , من خلق السموات والأرض؟
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ -9
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول تعالى ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله العابدين معه غيره " من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم " أي ليعترفن بأن الخالق لذلك هو الله وحده لا شريك له وهم مع هذا يعبدون معه غيره من الأصنام والأنداد أو بعض الأنبياء
والأنبياء لم يدعوا أبدا للشرك ولكن كانت دعوتهم جميعا لعقيدة التوحيد
(لا إله إلا الله)
****
ومن العوامل التي تؤدي إلى تسلط الشياطين - على الإنسان فتضله عن عبادة ربه الحق – الغفلة عن ذكر الله تعالى.
وكما ورد سابقا أن ذكر الله تعالى يتحقق بالأعمال الصالحة إبتغاء مرضاته ,
فالطبيب يعالج المرضى ذاكرا لله , والزارع في أرضه ذاكرا لله , والعالم في مختبره ذاكرا لله , والمهندس في مكتبه أو موقعه ذاكرا لله , والعامل في مصنعه ذاكرا لله , والمحامي مدافعا عن المظلوم ذاكرا لله ,
وأنت تأكل ذاكرا لله , لأنك تنفذ الفطرة التي فطرك الله عليها.
أما من أعمى قلبه وبصره وعقله ولم يرى إلا شهواته أو المنصب أو المال
ونسي أن الله تعالى خلقنا لعبادته , أي لطاعته في إعمار الأرض
وأداء ما فرضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
أذا عمي الإنسان عن ذلك فإنه قد ضيع نفسه في الدنيا والأخرة.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ -36
أي يتعامى ويتغافل ويعرض " عن ذكر الرحمن " والعشا في العين ضعف بصرها والمراد ههنا عشا البصيرة " نقيض له شيطانا فهو له قرين " كقوله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى " الآية وكقوله " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " وكقوله جل جلاله " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم "
****
إن الله تعالى رفع شأن الأمة الإسلامية بالقرآن العظيم وهو كلام الله لأهل الأرض.
فبقدر تمسكنا به نسود , وبقدر بعدنا عنه نزل ونخزى.
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ -44
أي إنه لشرف لك ولقومك وسوف تُسْأَلُونَ عن تبليغه للعالمين.
...
والأنبياء لم يدعوا أبدا للشرك ولكن كانت دعوتهم جميعا لعقيدة التوحيد
(لا إله إلا الله)
وهذا إقرار من نبي الله عيسى , على نبينا وعليه وعلى جميع الأنبياء صلاوات الله وسلامه.
إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ -64
أي أنا وأنتم عبيد له فقراء إليه مشتركون في عبادته وحده لا شريك له " هذا صراط مستقيم " أي هذا الذي جئتكم به هو الصراط المستقيم وهو عبادة الرب جل وعلا وحده
****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المقيت
المقيت خالق الأقوات , بدنية وروحية , وموصلها للأبدان والقلوب , وهي الأطعمة والأشربة والمعارف والعلوم.
ويكون أيضا بمعنى القدرة والعلم
قال تعالى: ( ... وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) - 85 النساء
******
الحسيب
الحسيب هو المعطي لعباده كفايتهم .. وهذا الوصف لا يتحقق إلا لله سبحانه وتعالى ... , فما من موجود إلا ويحتاج إليه , فهو وحده الكافي لكل شئ ,
فهو الذي أمد الأرض بكل النعم التي لا تعد ولا تحصى
والأمن والأمان لعباده الصالحين.
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ -173 ال عمران
ويأتي بمعنى المحاسبة
قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا – 86 النساء
أي محاسبا فيجازي عليه
ويأتي بمعنى الحساب والدقة في الخلق
قال تعالى: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ – 5 الرحمن
وقوله تعالى " الشمس والقمر بحسبان " أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب
فسبحانه هو الحسيب
********
الجليل
فهو الموصوف بصفات الجلال كالقدرة والعلم والتقديس , والجامع لكل ذلك هو الجليل صاحب العظمة الكاملة والجلال المطلق , سبحانه وتعالى ذو الجلال و الإكرام.
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ - 78 الرحمن
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[05 Nov 2010, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة الدخان والجاثية
سورة الدخان
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ (8)
أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظًا ومعنى.
إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة.
نزل جملة واحدة في السماء الدنيا ثم نزل منجما خلال البعثة النبوية المباركة حتى يكون قرآنا مطبقا تستوعبه القلوب والعقول.
إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم, وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لتقوم حجة الله على عباده.
فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق وجميع الأمور الأخرى في تلك السنة, لا يبدَّل ولا يغيَّر.
رحمة من ربك -أيها الرسول- بالمرسل إليهم.
إنه هو السميع العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة.
فهو سبحانه رب السموات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها, وهذا يقين الفطرة السليمة في داخل العقل البشري حيث أن المشاهد أن الصنعة تدل على الصانع والمخلوق يدل على الخالق وليس من المعقول أن يكون هذا الكون العظيم الأنضباط من دون خالق أعظم.
لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له, يحيي ويميت, ربكم ورب آبائكم الأولين, فاعبدوه دون سواه من المعبودات التي لا تقدر على ضر ولا نفع.
*****
سورة الجاثية
ما أحوج المؤمن وبصفة مستمرة أن يدعم إيمانه بآيات الله في الكون من حوله , وذلك يتأتى بدراسة القرآن دراسة موضوعية في جميع مجالات التخصصات و بالبحث العلمي المتواصل , والتأمل في ملكوت الله تعالى.
وتعرض الأيات هنا لزيادة وترسيخ الإيمان عند المؤمنين , وما أحوجنا إلى ذلك بصفة مستمرة.
إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)
وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
إن في السموات السبع, والأرض التي منها خروج الخلق, وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع، لأدلة وحججًا للمؤمنين بها.
وفي خَلْقكم -أيها الناس- وخلق كل ما في الأرض من دابة تَدِبُّ عليها, حجج وأدلة لقوم يوقنون بالله وشرعه.
وفي اختلاف الليل والنار وتعاقبهما عليكم وما أنزل الله من السماء من مطر, فأحيا به الأرض بعد يُبْسها, فاهتزت بالنبات والزرع, وفي تصريف الرياح لكم من جميع الجهات وتصريفها لمنافعكم, أدلةٌ وحججٌ لقوم يعقلون عن الله حججه وأدلته.
فلا يوجد كتاب على وجه الأرض مثل القرآن العظيم مبينا دلائل القدرة الإلهية في الأنفس والأفاق , في إحاطة كاملة وشمول.
قد نعجز أن نلم بكل ما ورد في القرآن ولكنها محاولة للتعرض لأنوار الحق لكي تستيقظ القلوب وتعي العقول.
فبأي حديث بعد الله وآياته وأدلته على أنه الإله الحق وحده لا شريك له يؤمنون ويصدقون ويعملون؟
والجواب الذي لا شك فيه لا يوجد كتاب بعد القرآن العظيم يبين عقيدة التوحيد والشريعة المنظمة لسلوك البشر والأخلاق الرفيعة في المعاملات و بيان قصص الأنبياء دون تحريف وبيان نشأة الكون وبيان بداية خلق الإنسان وبيان مشاهد القيامة كأنك تراها رأي العين وبيان مراحل خلق الإنسان قبل أن يولد وبيان حقيقة كروية الأرض ومدارات الكواكب والنجوم وجميع الحقائق العلمية مثل (وجعلنا من الماء كل شئ حي)
والقارئ لهذه السلسلة يرى الكثير من الحقائق العلمية
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يوجد كتاب على وجه الأرض يحوي كل هذه المواضيع
وأين للبشر القدرة على ذلك؟
والدارس لمقارنة الأديان لا يجد على وجه الأرض كتاب يقترب من القرآن.
وإني أضع هذا التحدي أمام العالم .. وأنتظر الرد.
*****
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (38)
مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)
وما خلقنا السموات والأرض وبينهما لعبًا, ما خلقناهما إلا بالحق الذي هو سنة الله في خَلْقِه وتدبيرُه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك.
هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)
هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أيها الرسول بصائر يبصر به الناس الحق من الباطل, ويعرفون به سبيل الرشاد, وهدى ورحمةٌ لقوم يوقنون بحقيقة صحته, وأنه تنزيل من الله العزيز الحكيم.
****
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36)
وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)
فلله سبحانه وتعالى وحده الحمد على نعمه التي لا تحصى على خلقه, رب السموات والأرض وخالقهما ومدبرهما, رب الخلائق أجمعين.
وله وحده سبحانه العظمة والجلال والكبرياء والسُّلْطان والقدرة والكمال في السموات والأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله وقدره وشرعه, تعالى وتقدَّس, لا إله إلا هو.
****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الكريم
الكريم هو الذى إذا قدرعفا .. وإذا وعد وفى , وإذا سئل أعطى وكفى .. لايضيع من أقبل عليه, ولايترك من التجأ إليه ,ولاتتخطاه الأمال .. وهو المعطى بغير سؤال .. لايبالى كم أعطي , ولالمن أعطى .. وإن سئل غيره لايرضى .. و"الأكرم" اسم تفضيل, قال تعالى: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - 3 العلق
وهو صاحب الإنعام والجود والاحسان , الذى يكرم خلقه بفيض نعمه ,ويكرم أولياءه بفيض فضله , قال تعالى عن أحد عباده: قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يعلمون - 26 بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ - 27 يس
ومن حرم من كرم الله فلا مكرم له على الإطلاق , قال تعالى: .. وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ... - 18الحج
والله تعالى هو الكريم أزلا وأبدا, قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ – 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ – 27الرحمن
******
الرقيب
الرقيب الذي يراقب الأشياء ولا يغيب عنه مثقال ذرة مهما كانت.
وقد ورد اسم الرقيب في قوله تعالى في سورة المائدة
مبينا شهادة نبي الله (عيسي) يوم القيامة:
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) -117 المائدة
وهو سبحانه في هذه الرقابة لا تأخذه سنة ولا نوم , بل الملاحظة لازمة ودائمة.
فسبحانه هو الرقيب
********
المجيب
المجيب هو يجيب الداعي إذا دعاه .. فهو سبحانه القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ - 60غافر
فيعطي السائل ما طلب وزيادة أو يصرف عنه من الشر بمقدار ما طلب أو يدخره له في الأخرة حسنات , فخير الله كثير والإنسان لايعرف على الحقيقة أي خير أصلح له.
وهو سبحانه يجيب دعوة المضطرين ...
قال تعالى: أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ - 62 النمل
سبحانه يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم فهو المنعم وهو المتفضل بإجابة دعوات عباده.
*******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[07 Nov 2010, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الأحقاف
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
هذا القرآن تنزيل من الله العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في تدبيره وصنعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)
ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق, لا عبثًا ولا سدى؛ بل ليعرف العباد عظمة خالقهما فيعبدوه وحده, وقد حدد الله تبارك وتعالى الأجال لكل المخلوقات , فالشمس تجري لمستقر لها. وكذلك النجوم.
وقدر رأى علماء الفضاء موت بعض النجوم وتحولها إلى ثقب أسود.
وها نحن نرى الأجيال تتعاقب والدول تولد وتشب وتهرم وتزول. لكل أمة أجل وهكذا سنة الله في الكون , وهذه حقيقة ظاهره للجميع وليس للمؤمنين فقط. ولكن الغفلة والعناد والتكبر والكفر يعمي الإنسان عن هذه الحقيقة وأن يوم القيامة أت لا محال وأن هناك حساب على العقيدة والأعمال.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4)
والمناقشة العلمية هي سبيل الإسلام دائما , مناقشة العقل
قولوا لهؤلاء الكفار: أرأيتم الآلهة, والأوثان التي تعبدونها من دون الله, أروني أيَّ شيء خلقوا من الأرض, أم لهم مع الله نصيب من خلق السموات؟ ائتوني بكتاب من عند الله من قبل هذا القرآن أو ببقيَّة من علم, إن كنتم صادقين فيما تزعمون.
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5)
لا أحد أضلُّ وأجهل ممن يدعو من دون الله آلهة لا تستجيب دعاءه أبدًا؛ لأنها من الأموات أو الأحجار والأشجار ونحوها, وهي غافلة عن دعاء مَن يعبدها, عاجزة عن نفعه أو ضره
*****
ومبدأ التوحيد مرتبط بالاستقامة على طريق الحق
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)
إن الذين قالوا: ربنا الله, ثم استقاموا على الإيمان به, فلا خوف عليهم من فزع يوم القيامة وأهواله, ولا هم يحزنون على ما خلَّفوا وراءهم بعد مماتهم من حظوظ الدنيا.
******
وإليكم هذا المثال لدعوة التوحيد
ومصير المكذبين في الدنيا قبل الأخرة
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)
واذكر -أيها الرسول- نبيَّ الله هودًا أخا عاد في النَّسب لا في الدين, حين أنذر قومه أن يحل بهم عقاب الله, وهم في منازلهم المعروفة بـ "الأحقاف", وهي الرمال الكثيرة جنوب الجزيرة العربية, وقد مضت الرسل بإنذار قومها قبل هود وبعده: بأن لا تشركوا مع الله شيئًا في عبادتكم له, إني أخاف عليكم عذاب الله في يوم يَعْظُم هوله, وهو يوم القيامة.
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (22)
قالوا: أجئتنا بدعوتك؛ لتصرفنا عن عبادة آلهتنا؟ فأتنا بما تعدنا به من العذاب, إن كنت من أهل الصدق في قولك ووعدك.
قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23)
قال هود عليه السلام: إنما العلم بوقت مجيء ما وُعدتم به من العذاب عند الله, وإنما أنا رسول الله إليكم, أبلغكم عنه ما أرسلني به, ولكني أراكم قومًا تجهلون في استعجالكم العذاب, وجرأتكم على الله.
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)
فلما رأوا العذاب الذي استعجلوه عارضًا في السماء متجهًا إلى أوديتهم قالوا: هذا سحاب ممطر لنا, فقال لهم هود عليه السلام: ليس هو بعارض غيث ورحمة كما ظننتم, بل هو عارض العذاب الذي استعجلتموه, فهو ريح فيها عذاب مؤلم موجع.
ُتدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)
(يُتْبَعُ)
(/)
تدمِّر كل شيء تمر به بأمر ربها ومشيئته, فأصبحوا لا يُرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم التي كانوا يسكنونها, ومثل هذا الجزاء نجزي القوم المجرمين؛ بسبب جرمهم وطغيانهم.
وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (26)
ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش, وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به, وأبصارًا يبصرون بها, وأفئدة يعقلون بها, فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم, فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله, ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه. وهذا وعيد من الله جل شأنه, وتحذير للكافرين.
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنْ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27)
ولقد أهلكنا ما حولكم يا أهل "مكة" من القرى كعاد وثمود, فجعلناها خاوية على عروشها, وبيَّنَّا لهم أنواع الحجج والدلالات؛ لعلهم يرجعون عما كانوا عليه من الكفر بالله وآياته.
فَلَوْلا نَصَرَهُمْ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)
فلولا نصر هؤلاء الذين أهلكناهم من الأمم الخالية آلهتُهم التي اتخذوا عبادتها قربانًا يتقربون بها إلى ربهم; لتشفع لهم عنده, بل ضلَّت عنهم آلهتهم, فلم يجيبوهم, ولا دافعوا عنهم, وذلك كذبهم وما كانوا يَفْتَرون في اتخاذهم إياهم آلهة.
" لا إله إلا الله "
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الواسع
الواسع هو المحيط بكل شئ علما وهو الجواد الذي عمت رحمته كل المخلوقات ووسعت رحمته كل شئ
وهو الغني الكامل الذي لا نهاية لغناه , ليس كمثله شئ.
هو الأول والأخر والظاهر والباطن
والسعة تضاف إلى العلم وتضاف إلى الإحسان والعطاء فيقال واسع عليم
ويقال واسع الإحسان.
قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ – 32 النجم
قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ – 156 الأعراف
فهو واسع الرحمة والغنى والسلطان والعلم والقدرة والإحسان.
سبحانه وتعالى
*****
الحكيم
الحكمة حسن التدبير , وإتقان العمل , ووضع كل شئ في موضعه
فهو الحكيم المطلق
قال تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ – 7السجدة
قال تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ -88 النمل
قال تعالى: وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - البقرة260
سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ.
*****
الودود
الودود كثير الود أي الحب.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا -مريم96
وقال تعالى: وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ - 14 البروج
وقال تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ – 54المائدة
وقال تعالى: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ -90هود
سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ.
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[09 Nov 2010, 01:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة ق
إن الإيمان (بالله وحده لاشريك له) يستتبع أن تؤمن بملائكته وكتبه التي أرسلها
وأخرها القرآن الكريم وجميع رسله وأخرهم
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
وأن تؤمن باليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
وفي حديث جبريل , قال فأخبرني عن الإيمان؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره – رواه مسلم
واليوم نتحدث عن ضرورة الإيمان باليوم الأخر. فإن إنكار البعث يعد كفرا.
*****
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)
أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم ذي المجد والشرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)
بل عجب المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم أن جاءهم لينذرهم عاقبة الشرك يوم القيامة, فقال الكافرون بالله ورسوله: هذا شيء مستغرب.
أإذا متنا وصِرْنا ترابًا, كيف يمكن الرجوع بعد ذلك إلى ما كنا عليه؟ ذلك رجع بعيد الوقوع.
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4)
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)
قد علمنا ما تنقص الأرض وتُفني من أجسامهم, وعندنا كتاب محفوظ من التغيير والتبديل, بكل ما يجري عليهم في حياتهم وبعد مماتهم.
وبتكذيبهم بهذا الحق فهم في حيرة وشك من أمرهم , فكيف يستقيم أمر الدنيا إن لم يكن هناك حساب؟ سوف تتحول الدنيا إلى غابة يرتع فيها الظالمون ويضيع حق الأطهار والأبرار؟
فنقول للحيارى المتشككون لأنهم على الباطل ,: تعالوا
إلى دين الله الحق وإلى اليقين , وأعملوا العقل والنظر في آيات الله تعالى,
فالحق هو الذي يقول لك تدبر وتفحص وانظر في آيات الله الكونية
وتعالى فانظر في آيات الله المقروءة في القرآن العظيم وأعمل عقلك مرة بل ألف مرة , فستجد أن آيات الله الكونية تشهد لكلام الله المنزل على قلب الصادق الأمين نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)
وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)
تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)
وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)
وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)
رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)
أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم, كيف بنيناها مستوية الأرجاء, ثابتة البناء, وزيناها بالنجوم, وما لها من شقوق, فهي سليمة من التفاوت والعيوب؟
والأرض مَدَدْنَاهَا , والإنسان يستخرج منها خيرات هذا المدد الإلهي للأرض منذ خلق إلى يوم القيامة , وجعلنا فيها جبالا ثوابت; لئلا تميل بأهلها, وأنبتنا فيها من كل نوع حسن المنظر نافع, يَسُرُّ ويبهج الناظر إليه.
خلق الله السموات والأرض وما فيهما من الآيات العظيمة عبرة يُتبصر بها مِن عمى الجهل, وذكرى لكل عبد خاضع خائف وَجِل, رجَّاع إلى الله عز وجل.
ونزَّلنا من السماء مطرًا كثير المنافع, فأنبتنا به بساتين كثيرة الأشجار, وحب الزرع المحصود.
وأنبتنا النخل طِوالا لها طلع متراكب بعضه فوق بعضٍ.
أنبتنا ذلك رزقًا للعباد يقتاتون به حسب حاجاتهم, وأحيينا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء بلدة قد أجدبت وقحطت, فلا زرع فيها ولا نبات, كما أحيينا بذلك الماء الأرض الميتة نخرجكم يوم القيامة أحياء بعد الموت.
فبعد هذا البيان الواضح لقضية البعث
فلينظر الإنسان إلى عاقبة المكذبين عبر العصور المختلفة.
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)
كذَّبت قبل هؤلاء المشركين من قريش قومُ نوح وأصحاب البئر وثمود, وعاد وفرعون وقوم لوط, وأصحاب الأيكة قومُ شعيب, وقوم تُبَّع الحِمْيَري, كل هؤلاء الأقوام كذَّبوا رسلهم, فحق عليهم الوعيد الذي توعدهم الله به على كفرهم.
*****
أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)
أفَعَجَزْنا عن ابتداع الخلق الأول الذي خلقناه ولم يكن شيئًا, فنعجز عن إعادتهم خلقًا جديدًا بعد فنائهم؟ لا يعجزنا ذلك, بل نحن عليه قادرون, ولكنهم في حَيْرة وشك من أمر البعث والنشور.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
ولقد خلقنا الإنسان, ونعلم ما تُحَدِّث به نفسه, ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (وهو عِرْق في العنق متصل بالقلب).
حين يكتب المَلَكان المترصدان عن يمينه وعن شماله أعماله. فالذي عن اليمين يكتب الحسنات, والذي عن الشمال يكتب السيئات.
ما يلفظ من قول فيتكلم به إلا لديه مَلَك يرقب قوله, ويكتبه, وهو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك.
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)
وجاءت شدة الموت وغَمْرته بالحق الذي لا مردَّ له ولا مناص, ذلك ما كنت منه - أيها الإنسان - تهرب وتروغ.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)
ونُفخ في "القرن" نفخة البعث الثانية, ذلك النفخ في يوم وقوع الوعيد الذي توعَّد الله به الكفار.
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)
وجاءت كل نفس معها مَلَكان, أحدهما يسوقها إلى المحشر, والآخر يشهد عليها بما عملت في الدنيا من خير وشر.
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان, فكشفنا عنك غطاءك الذي غطَّى قلبك, فزالت الغفلة عنك, فبصرك اليوم فيما تشهد قوي شديد.
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27)
وقال المَلَك الكاتب الشهيد عليه: هذا ما عندي من ديوان عمله, وهو لديَّ مُعَدٌّ محفوظ حاضر.
يقول الله للمَلَكين السائق والشهيد بعد أن يفصل بين الخلائق: ألقيا في جهنم كل جاحد أن الله هو الإلهُ الحقُّ، كثيرَ الكفر والتكذيب معاند للحق, منَّاع لأداء ما عليه من الحقوق في ماله, مُعْتدٍ على عباد الله وعلى حدوده, شاكٍّ في وعده ووعيده, الذي أشرك بالله, فعبد معه معبودًا آخر مِن خلقه, فألقياه في عذاب جهنم الشديد.
قال شيطانه الذي كان معه في الدنيا: ربنا ما أضللته, ولكن كان في طريق بعيد عن سبيل الهدى.
قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28)
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29)
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)
قال الله تعالى: لا تختصموا لديَّ اليوم في موقف الجزاء والحساب; إذ لا فائدة من ذلك, وقد قَدَّمْتُ إليكم في الدنيا بالوعيد لمن كفر بي وعصاني.
ما يُغيَّر القول لديَّ, ولست أعذِّب أحدًا بذنب أحد, فلا أعذِّب أحدًا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
ويقول الحق تعالى لجهنم يوم القيامة: هل امتلأت؟ وتقول جهنم: هل من زيادة من الجن والإنس؟
****
وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
وقُرِّبت الجنة للمتقين مكانًا غير بعيد منهم, فهم يشاهدونها زيادة في المسرَّة لهم.
يقال لهم: هذا الذي كنتم توعدون به - أيها المتقون - لكل تائب مِن ذنوبه, حافظ لكل ما قَرَّبه إلى ربه, من الفرائض والطاعات, مَن خاف الله في الدنيا ولقيه يوم القيامة بقلب تائب من ذنوبه.
ويقال لهؤلاء المؤمنين الموحدين: ادخلوا الجنة دخولا مقرونًا بالسلامة من الآفات والشرور, مأمونًا فيه جميع المكاره, ذلك هو يوم الخلود بلا انقطاع.
ولهم في الجنة ما يريدون, ولدينا على ما أعطيناهم زيادة نعيم, أعظَمُه النظر إلى وجه الله الكريم
" لا إله إلا الله "
*****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المجيد
المجيد هو الذي انفرد بالشرف الكامل , والملك الواسع من الأزل إلى الأبد
قال تعالى: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ -73 هود
ثبت في الصحيحين أنهم قالوا: قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
تبارك " المجيد " المطلق سبحانه وتعالى.
*****
الباعث
والباعث هو الذي بعث الوجود من العدم , فهو سبحانه بعثنا , ويبعثنا يوميا من بعد نومنا ويبعثنا من القبور يوم القيامة
قالى تعالى: وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ - 36 الأنعام
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ – 60 الأنعام
ويأتي البعث بمعنى الإرسال , قال تعالى:
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ - 36 النحل
******
الشهيد
الشهيد هو الحاضر الذي لا يغيب أبدا سبحانه وتعالى.
قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ - 53فصلت
وهو القائل جل وعلى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ - 6المجادلة
سبحانه وتعالى
******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[11 Nov 2010, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الذاريات
وتتوالى الآيات الدالة على وحدانية الله جل وعلى
وتدعوا الإنسان إلى إعمال العقل ليدرك عظيم صنع الله في الكون
والدعوة تتكرر للبحث العلمي والتأمل لما في ذلك من أهمية
في عقيدة التوحيد القائمة على الحق.
وما وصل ببعض بلدان المسلمين من تخلف إلا بتركهم هذا الجانب في حياتهم ... , فإن الحضارة المادية في عالمنا المعاصر قامت على خبارات علماء الإسلام .. , والتاريخ والمراجع العلمية خير شاهد على هذه الحقيقة.
فعقيدة التوحيد في الإسلام كانت المحرك والدافع للنهوض بالأمة الإسلامية
عبر العصور الذهبية للدولة الإسلامية التي حكمت العالم قرابة ثلاثة عشر قرنا دون منازع نشرت من خلالها عقيدة التوحيد وجميع العلوم الأخرى المتعلقة بمنافع الإنسان وإحتياجاته.
والمتتبع لسور القرآن العظيم يلاحظ حض الإنسان على البحث والتأمل والتدبر في ملكوت السموات والأرض وجميع العلوم الأخرى.
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)
والسماء خلقناها وأتقناها, بقوة وقدرة عظيمة, وإنا لموسعون لأرجائها وأنحائها. وهذا الإعجاز العلمي في الآية لم يدركه العالم إلا حديثا.
وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)
والأرض جعناها فراشًا للخلق للاستقرار عليها, فنعم الماهدون نحن.
وهذه بعض الحقائق العلمية لجعل الأرض صالحة للحياة عليها
1. الجاذبية:
إذا كانت أقوى: فالجو سيحتجز كثيراً من غاز الأمونيا والميتان.
إذا كانت أضعف: جو الكوكب سوف يخسر كثيراً من الماء.
2. البعد عن النجم الأم: (الشمس)
إذا كانت الأرض أبعد: الكوكب سيكون بارداً جداً.
إذا كانت الأرض أقرب: الكوكب سيكون ساخناً جداً.
3. سمك القشرة:
إذا كانت أكثر سمكاً: كثير من الأوكسجين سوف ينتقل من الجو إلى القشرة.
إذا كانت أرق: النشاط البركاني سيكون كبيراً جداً.
4. فترة الدوران:
إذا كانت أطول: فروق درجات الحرارة اليومية سيكون كبيراً جداً.
إذا كانت أقصر: سرعات الرياح الجوية ستكون كبيرة جداً.
5. التفاعل التجاذبي مع القمر:
إذا كان أكبر: فإن تأثيرات المد على المحيطات والجو ودور الدوران سيكون قاسياً جداً.
إذا كان أقل: فإن تغيرات في الميل المداري سوف يسبب عدم استقرار مناخي.
6. الحقل المغناطيسي:
إذا كان أقوى: العواصف الكهرمطيسية ستكون عنيفة.
إذا كان أضعف: الحماية غير ملائمة من الإشعاعات النجمية القاسية.
7. نسبة الضوء المنعكسة إلى مجمل كمية الضوء الساقط على السطح:
إذا كان كبيراً: ستحل عصور جليدية.
إذا كان صغيراً: ستذوب الثلوج وتغرق الأرض في الماء، ثم تصبح جافة قاحلة بفعل ملح البحار.
8. نسبة الأوكسجين إلى النتروجين في الجو:
إذا كانت كبيرة: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة كبيرة.
إذا كانت أصغر: توابع تطور الحياة سوف تتقدم بسرعة بطيئة.
9. مستوى غاز الكربون وبخار الماء في الجو:
إذا كانت كبيرة: ترتفع درجة حرارة الجو بشكل أكبر.
إذا كانت أصغر: تنخفض درجة حرارة الجو.
10. مستوى الأوزون في الجو:
إذا كان أكبر: درجة حرارة السطح ستكون منخفضة جداً.
إذا كان أقل: درجة حرارة السطح ستكون عالية جداً. وسيكون هناك كثير من الإشعاع فوق البنفسجية عند السطح.
11. النشاط الزلزالي:
إذا كان أكبر: سيتحطم كثير من أشكال الحياة.
إذا كان أقل: فإن المادة الغذائية على قيعان المحيطات (الآتية من مقذوفات الأنهار) لن تخضع للدورة المتكررة.
المصدر (موسوعة الإعجاز العلمي)
********
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)
ومن كل شيء من أجناس الموجودات خلقنا نوعين مختلفين; لكي تتذكروا قدرة الله, وتعتبروا.
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)
******
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)
(يُتْبَعُ)
(/)
وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, وهي طاعة الله تعالى في كل ما أمر والنهي عن المحرمات , والتزام فرائض الله تعالى
من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
والعمل الصالح والأخلاق الفاضلة بين الناس.
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
إن الله وحده هو الرزاق لخلقه, المتكفل بأقواتهم, ذو القوة المتين, لا يُقْهَر ولا يغالَب, فله القدرة والقوة كلها.
********
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الحق
الحق هو الواجب بذاته , فالله هو الحق وأن ما يعبدون من دونه هو الباطل , والباطل ممتنع بذاته.
قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ – 62 الحج
ذلك بأن الله هو الحق" الثابت "وأن ما يدعون" يعبدون "من دونه" وهو الأصنام "هو الباطل" الزائل "وأن الله هو العلي" أي العالي على كل شيء بقدرته "الكبير" الذي يصغر كل شيء سواه.
وقد يطلق الحق على الأقوال فيقال قول حق, أو قول باطل.
والقول الحق ماهو مطابق للواقع , أما القول الباطل هو الذي لا واقع له.
وعلى ذلك فأحق الأقوال قول " لا إله إلا الله " لأنه قول صادق أبدا وأزلا لذاته.
والشهادة له حقا أزلا وأبدا ... هو الحق المطلق
سبحانه وتعالى
****
الوكيل
الوكيل هو المتولي بإحسانه أمور عباده المتقين , الموكل إليه كل أمر.
الكفيل بالخلق ... فمن توكل عليه تولاه , ومن استغنى به أغناه , ومن فوض إليه أمره كفاه.
قال تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ – 173
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ – 174 ال عمران
والتوكل الحقيقي هو تسليم الأمر لمن له الأمر .. والرضا بالنتائج ,
فالوكيل الحق .. والوكيل بحق هو الله تعالى.
*****
القوي
القوي هو الذي لا يلاحقه ضعف في ذاته , ولا في صفاته , ولا أفعاله.
فالله سبحانه وتعالى خالق جميع القوى في الوجود.
فمنها قوة الجاذبية , والقوى الكهربية والتفاعلات الكيماوية وقوة الغازات
وقوة الأشعاعات كالليزر وغيرها ملا يعد ولا يحصى
وخلق القوة في الإنسان , القوة العقلية والقوة البدنية.
قال تعالى: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ – 15 فصلت
قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ – 66 هود
سبحانه وتعالى هو القوي المطلق .. هو الله
*****
المتين
والمتين هو القادر قدرة تامة .. الشديد القوة المطلقة ليس كمثله شئ.
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" الشديد ..
سبحانه وتعالى
****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[13 Nov 2010, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
(2)
مبدأ التوحيد
وبعض آيات من سورة الطور
إن مبدأ التوحيد في الإسلام قام على المنطق والأدلة والبراهين
التي وردت في الكتاب والأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , كما طلب هذا المبدأ من سائر البشر إعمال العقل والتدبر في الأنفس والأفاق .. ,والإستدلال بالبديهيات والمسلمات التي لا ينكرها إلا من فقد عقله .. فمن البديهيات أن لكل صنعة صانع ,
والصنعة تدل على قدرات صانعها ..
فهذا الكون العظيم الصنع من مجرات ونجوم وكواكب ومخلوقات لا تعد ولا تحصى ... ألا يدل على خالقه سبحانه وتعالى؟
سبحان الله الحليم على هذه العقول الملحدة وإعطاءها الفرصة لتتوب وترجع إلى الحق .. فإن الملك من البشر لو أنكرته ولم تعترف بصفته كملك , لوضعك السجون وربما أعدمك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فما أعظم رحمة الله تعالى , يكفرون به ويرزقهم ويمهلهم لعلهم يعودون لرشدهم ... ويرسل لهم الرسل ويمدهم بالأدلة.
فلو نظر الإنسان في نفسه لحظات لخر لله ساجدا على ما أنعمه عليه
من نعمة العقل ونعمة السمع ونعمة البصر ونعمة التكلم ولو ظللت أصف النعم ما وسعني الوقت ولا وسعتني هذه الصفحات.
وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى وهذه الأسئلة للملاحدة والمشركين.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ (35)
أخُلِق هؤلاء الملاحدة من غير خالق لهم وموجد, أم هم الخالقون لأنفسهم؟ وكلا الأمرين باطل ومستحيل. وبهذا يتعيَّن أن الله سبحانه هو الذي خلقهم، وهو وحده الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلح إلا له.
أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36)
أم خَلَقوا السموات والأرض على هذا الصنع البديع؟ بل هم لا يوقنون بعذاب الله, وكان ينبغي لهم أن يسرعوا إلى رسالة الله ليعرفوا حقيقة الوجود
وأن خالق الكون هو الله تعالى , خلقه بحكمة وقدر الأجال لجميع الخلائق,
وأن إعادة هذا البناء الكوني قادم لا ريب فيه يوم القيامة.
وأن ما في الأرض من خيرات فمن الله الخالق وأن ما يملكون من عقل وقوة فمنه وحده سبحانه.
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ (37)
أم عندهم خزائن ربك يتصرفون فيها, أم هم الجبارون المتسلطون على خلق الله بالقهر والغلبة؟ بل هم العاجزون الضعفاء.
فإن القدرات التي أودعها الله تعالى للإنسان حتى صعد إلى الفضاء الخارجي للأرض لا توصله إلى الإستماع لملائكة السماء الأولى.
فالمسافات كبيرة تعد بالاف السنين الضوئية , فعمر الإنسان الضعيف لا يمهلة الذهاب والعودة.
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)
ومازال التحدي قائم إلى يوم القيامة.
من يعارض رسالة الحق فليأتنا بما عنده ونحن مستعدون للإستماع.
*****
إن الله تعالى أنزل رسالة الإسلام على قلب خير البشر
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فهل عارض تلك الرسالة معارض من التي تعبد من دون الله,؟
هل أرسلوا رسالة معارضة؟ , ما الذي أسكتهم إن كانوا حقا الهة.؟
أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)
تنزَّه وتعالى عما يشركون، فليس له شريك فى الملك، ولا شريك في الوحدانية والعبادة.
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
" الولي "
الولي هو المحب الناصر المتولي أمر خلقه , المختصين بإحسانه ,
يقول تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ – 257 البقرة
ويقول تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 9 الشورى
يقول تعالى منكرا على المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله ومخبرا أنه هو الولي الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده فإنه هو القادر على إحياء الموتى وهو على كل شيء قدير
سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم الوكيل.
*******
" الحميد "
الحميد هو المحمود على كل حال .. المستحق الحمد ..
الحميد بحمده نفسه أزلا , وبحمد عباده له أبدا , فهو الحميد المطلق
فالحمد لله في الأولى والأخرة.
قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ – 2 الفاتحة
أي الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه.
قال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى – 59 النمل
سبحانه فهو الحميد أزلا وأبدا وهو الحميد المطلق.
فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
****
" المحصي "
المحصي هو المحيط بكل موجود جملة وتفصيلا .. لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء
قال تعالى: لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا – 94 مريم
" لقد أحصاهم وعدهم عدا " أي قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحدا – 49 اكهف
سبحان من أحاط بكل شئ علما
****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[15 Nov 2010, 05:40 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة النجم
مع بداية سورة النجم نعيش في رحاب المعجزة الكبرى
لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي أول رحلة صعود إلى السماء لبشر.
بل رفعه ربه إلي مكانة لا تتخطاها الملائكة.
لندرك مكانة حبيبنا عند الله تعالى , صلوات ربي وسلامه عليه.
وإنه لشرف للبشرية جميعا أن تتلقى الأمر بالصلاة وهي القرب من الله ,
بالأمر المباشر من الله عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج , وندرك بذلك أن رحلة القرب كانت للقرب بالمؤمنين بخالقهم سبحانه وتعالى.
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
وقال الإمام أحمد , عن ابن مسعود في هذه الآية " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل من الدر والياقوت " وهذا إسناد جيد قوي وقال أحمد أيضا حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق: يسقط من جناحه من التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم. إسناده حسن أيضا.
و لقد رأى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من آيات ربه الكبرى الدالة على قدرة الله وعظمته من الجنة والنار وغير ذلك.
*****
جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك ,
قال صلى الله عليه وسلم:"أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ,
فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها الأنبياء ,
ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل: أصبت الفطرة ,
قال: ثم عرج بي إلى السماء الدنيا , فاستفتح جبريل قيل: من أنت قال: جبريل , قيل: ومن معك؟ قال: محمد ,
قيل: أو قد أرسل إليه؟
قال: قد أرسل إليه ففتح لنا ,
فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت فقال: جبريل قيل: ومن معك؟
قال: محمد قيل أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل فقيل: ومن معك قال: محمد فقيل: أو قد أرسل إليه؟
قال: قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد فقيل: أو قد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت قال: جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد , فقيل: أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل
فقيل: من أنت؟ فقال: جبريل فقيل: ومن معك؟ قال: محمد
فقيل: أو قد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ فقال: جبريل قيل ومن معك؟ فقال: محمد , قيل: أو قد بعث إليه؟
قال: قد بعث إليه , ففتح لنا , فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ; ثم ذهب إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال , فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها
قال: فأوحى الله إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟
قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة
قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم
قال: فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال: ما فعلت فقلت قد حط عني خمسا
قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال: يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة
ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا
ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب
فإن عملها كتبت له سيئة واحدة
فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك , فقلت:"قد رجعت إلى ربي حتى استحييت"
رواه الشيخان واللفظ لمسلم
******
وسورة النجم تذكرنا بمعجزة المعراج من المسجد الاقصى الي سدرة المنتهى
ويتحتم على المسلمين في كل مكان على وجه الارض أن لا يفرطوا في مقدساتهم فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1189
خلاصة الدرجة:صحيح
يجب عمل طريق من الأردن الى المسجد الأقصى تحت حماية إسلامية أو حماية دولية و هذا أقل ما يفعل نحو معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى.
المبدئ المعيد
المبدئ هو الذي أظهر الأشياء من العدم إلى الوجود ,
والمعيد هو الذي يعيدها بعد فنائها.
يقول تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ – 27 الروم
ويقول تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ – 104 الأنبياء
ويقول تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ – 19 العنكبوت
سبحان المبدئ المعيد
*******
المحيي المميت
المحيي هو الذي خلق الحياة في كل حي ,
والمميت هو الذي خلق الموت في كل من أماته ..
فهو الذي خلق الموت والحياة وهي أفعال تتعلق بمشيئته وحده لا شريك له.
قال تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – 28 البقرة
وهو الذي يحيى الأرض بعد موتها ,
قال تعالى: فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 50 الروم
وهو الذي يحي القلوب بالإيمان ,
قال تعالى: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ - 122 الأنعام
واتصال الروح بالجسد ومفارقتها له من الأمور التي تخرج عن طاقة العقل البشري وعن حدود علمه ,
فلا يعلم "المحيي" إلا "المحيي" .. ولا يعلم " المميت " إلا "المميت"
سبحانه وتعالى هو الله
****
الحي القيوم
الحي هو الموصوف بالحياة الدائمة , التي لا يعتريها فناء ولا موت ولا عدم ولا نقص , فله البقاء المطلق أزلا وأبدا.
قال تعالى: هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ – 65 غافر
والقيوم هو القائم بذاته , المقيم لغيره المستغني بذاته , ولا غنى لغيره عنه ,
قال تعالى: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ – 255 البقرة
وقال تعالى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ – 111 طه
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[18 Nov 2010, 02:56 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة الرحمن
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)
يقول تعالى ذكره: الرحمن أيها الناس برحمته إياكم علمكم القرآن , فأنعم بذلك عليكم , إذ بصركم به ما فيه رضا ربكم , وعرفكم ما فيه سخطه , لتطيعوه باتباعكم ما يرضيه عنكم , وعملكم بما أمركم به , وبتجنبكم ما يسخطه عليكم , فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه , وتنجوا من أليم عقابه.
خلق الإنسان علمه البيان
إن الله علم الإنسان ما به الحاجة إليه من أمر دينه ودنياه من الحلال والحرام , والمعايش والمنطق , وغير ذلك مما به الحاجة إليه
فالبيان هو توضيح الظواهر ووصفها واستنباط أمور جديدة مترتبة عليها
ولذلك نرى هذا الكم الهائل من المكتشفات والصناعات
وما كان للإنسان أن يصل إلى هذا لولا أن علمه الله تعالى ذلك.
قال تعالى: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ – 5 العلق
هل أدركنا قيمة العلم في العقيدة الإسلامية؟
إن الله تعالى قال لنبيه: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا – 114 طه
وطلب الزيادة لم يأتي إلا في العلم , والمقصود بالعلم في الإسلام , هو العلم النافع للبشرية في جميع المجالات
بحيث يدرك الإنسان نعمة الله عليه الذي وهبه نعمة العقل وأمده بكل مايساعده على التعلم , فالكون من حولنا مدرسة خلقها الله تعالى لنا لنتعلم ,
قال تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ – 31 المائدة
وهكذا في جميع نواحي الحياة نرى عظيم رحمة الله بالإنسان , حيث أمده بجميع مايحتاجه في طلب العلم والتعلم. بل سخر له ما في السموات والأرض ... , قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 13 الجاثية
وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض أي من الكواكب والجبال والبحار والأنهار وجميع ما تنتفعون به أي الجميع من فضله وإحسانه وامتنانه ولهذا قال جميعا منه أي من عنده وحده لا شريك له.
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
وأقيموا الوزن بالعدل, ,والعدل يجب أن يكون في جميع أمور الحياة , فيجب الموازنة في أمر العقيدة ..
حيث أتوجه بالعبادة إلى خالق الكون ولا أعبد صنما أو بشرا أو ما شاكل ذلك .. وأيضا الموازنة في التعامل بين الناس .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا .. , الموازنة في توزيع الأوقات بحيث لا يضيع فرض الله .. ولا يضيع العمل ولا تضيع الأسرة.
فهناك حقوق على الإنسان المؤمن أن يؤديها كلها ولا يفرط في واحدة منها , وهي أربعة: حق الله تعالى .. , حق النفس .. , حق الناس .. , حق الأشياء.
أولا - حق الله , فهو الذي خلقنا وخلق لنا الكون من حولنا ,
فوجب التوجه له وحده بالعبادة لا شريك له ,
وذلك يتأتى بقولك لا إله إلا الله.
ومن حق الله تعالى علينا أيضا , طاعة رسوله الذي أرسله ليكون أسوة للعالمين , قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا – 21 الأحزاب
وشهادة التوحيد (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله)
ومن حق الله علينا أن نؤدي ما أفترضه علينا من فرائض ,
كالصلاة والزكاة والصوم والحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
ومن حق الله علينا أن نطبق شرعه الذي أنزله علينا رحمة بنا
فإن تحريم القتل وتحريم الزنا وتحريم السرقة وتحريم الخمر , كل هذه أمور يقر بتحريمها كل عقل سليم ..
فلا تستقيم حياة الإنسان على وجه الأرض بدون تحريم ما حرمه الله.
******
وإن شاء الله تعالى نستكمل بقية الحقوق في اللقاءات القادمة
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الواجد
(يُتْبَعُ)
(/)
الواجد المطلق هو المستغني بذاته عن كل شئ , والمستوفي لصفات الجلال
والكمال , فهو الذي أوجدنا من العدم , فالكون كله مفتقر إليه , حيث لا وجود لشئ في هذا الكون إلا والله أوجده.
فهو الواجد المطلق .. فكل شئ حاضر لديه. لا تخفى عليه خافية
قال تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى – 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى – 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى – 8 الضحى
سبحانه هو الواجد.
******
الماجد
الماجد بمعنى المجيد , كالعالم بمعنى العليم.
قال تعالى: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ – 73 هود
أي هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله محمود ممجد في صفاته وذاته ولهذا ثبت في الصحيحين أنهم قالوا: قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
فهو الماجد المطلق سبحانه وتعالى.
*******
الواحد
هو الواحد المطلق المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله
والواحد المطلق الذي لا شبيه له ولا نظير , ولا ند ولا ضد ,
(ليس كمثله شئ -11 الشورى)
قال تعالى:وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ -163 البقرة
سبحان الواحد الأحد.
****
الصمد
الصمد هو الذي يقصد إليه في الحوائج , ويقصد إليه في الرغائب , ويفزع إليه في الشدائد.
ومعني صمد في اللغة من لا جوف له.
. تنزه الله تعالى عن التشبيه فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
فهو السيد الذي كمل سؤدده , والعظيم الذي قد كمل في عظمته , والحليم الذي كمل في حلمه , والعليم الذي كمل في علمه , والحكيم الذي كمل في حكمته ,
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ – 1 اللَّهُ الصَّمَدُ – 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ – 3
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ – 4 الإخلاص
سبحان الله الصمد
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[20 Nov 2010, 02:43 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
وبعض آيات من سورة الرحمن
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
وأقيموا الوزن بالعدل, ,والعدل يجب أن يكون في جميع أمور الحياة ,
فهناك حقوق على الإنسان المؤمن أن يؤديها كلها ولا يفرط في واحدة منها وهي أربعة: حق الله تعالى .. , حق النفس .. , حق الناس .. , حق الأشياء.
وقد تبين في اللقاء السابق الحق الأول , وهو حق الله تعالى
أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا , وأن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم,
وأن نؤدي ما فرضه علينا من فرائض وأن نطبق شرعه.
فإن تحريم القتل وتحريم الزنا وتحريم السرقة وتحريم الربا وتحريم الخمر , كل هذه أمور يقر بتحريمها كل عقل سليم ..
فلا تستقيم حياة الإنسان على وجه الأرض بدون تحريم ما حرمه الله.
******
الحق الثاني , حق النفس
إن نفسك لها حق عليك فلا تضيعها , إن لبدنك عليك حق , ومن الأمور العجيبة أن الإنسان قد يحافظ على أشياء كثيرة من التلف والضياع وينسى نفسه , بل يسعى لتدميرها , فالمدخن مثلا بهذا العمل يدمر جسده ومع ذلك لا يقلع إلا من رحم الله , وبالمثل شرب المحرمات من الخمور أو المخدرات , أو الغرق في الشهوات والسهر في نوادي القمار إلى غير ذلك مما يؤدي بالقطع إلى هلاك الإنسان ,
قال تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -194 البقرة
فعلى الإنسان العاقل أن يحمي نفسه من الضياع فإنها أمانة يجب المحافظة عليها لتعينك على أداء الفرائض وأداء العمل ,
فيجب عمل موازنة بين جميع الأمور فلا يغالي حتى في العبادة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروها كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن يرغب عن سنتي فليس مني
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/ 391
خلاصة الدرجة: صحيح
فيجب على المؤمن أن يهتم بتزكية النفس بالمحافظة على الفرائض , المحافظة على تلاوة وتدبر القرآن الكريم ,
والبعد عن المحرمات التي تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والأخرة
قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا – 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا -8 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا – 9 وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا - 10
****
الحق الثالث حق الناس ,
وأولهم الأهل والأقارب
قال تعالى في سورة الإسراء:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا – 23
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا - 24
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا -25
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - 26
وفي الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ,
من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2067
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومع ذلك كله فإن لجميع البشر حقوق , فهناك حق الجار والجوار,
وحق أهل وطنك وبلدك وحق بقية البشر في دعوتهم وتبليغهم رسالة الله,
والعمل على التعارف بين البشر مطلب إيماني
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير – 13الحجرات
*****
الحق الرابع , حق الأشياء ,
مثل حق الطريق , وحق المخلوقات التي سخرها الله لنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس بالطرقات. فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6229
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2989
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حتي التعامل مع جميع المخلوقات يجب أن يكون برحمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3482
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حتى التعامل مع الذبيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله كتب الإحسان على كل شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته
الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1409
خلاصة الدرجة: صحيح
هل أدركنا الأن قيمة الميزان والعدل في كل أمور الحياة
هكذا علمتنا رسالة الإسلام.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
القادر المقتدر
القادر: ذو القدرة التامة الذي لا يعجزه شئ , ولا يتقيد بأسباب ,
وهو المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا وساطة ولا أداة ولا جارحة ولا يلحقه عجز فيما يريد إنفاذه ,
ما شاء الله كان وما لم يشئ لم يكن , فهو القادر المطلق بديع لكل ما في الكون بدون معاونة من غيره , سبحانه.
قال تعالى:
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ -65 الأنعام
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 189 ال عمران
قال تعالى " ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير " أي هو مالك كل شيء والقادر على كل شيء فلا يعجزه شيء.
المقتدر , عظيم القدرة , فهو الذي يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا
قال تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا – 45 الكهف
فسبحان القادر المقتدر
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[22 Nov 2010, 10:38 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(6)
وبعض آيات من سورة الواقعة
إننا اليوم أمام دلائل ومعجزات أمام أعيننا تأخذ بأيدينا إلى اليقين المشاهد.
وذلك رحمة من الله تعالى بخلقه ليدخلهم الجنة التي بها مكان لكل إنسان خلقه الله , لايشرك به شيئا.
وتعالوا نرى ويرى العالم هذه الدلائل ..
ونحن على ثقة من الله تعالى , أنه لايستطيع بشر مهما بلغ من العلم أن يعارض هذه الآيات الكونية.
وهذا التحدي منذ 15 قرن وحتى الأن وإلى أن تقوم الساعة؟
ونستمع إلى آيات الله تعالى:
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57)
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61)
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62)
ولقد علمتم أن الله أنشأكم النشأة الأولى ولم تكونوا شيئًا, فهلا تذكَّرون قدرة الله على إنشائكم مرة أخرى.
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَْتُمْ تََفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)
أفرأيتم الحرث الذي تحرثونه هل أنتم تُنبتونه في الأرض؟ بل نحن نُقِرُّ قراره وننبته في الأرض. لو نشاء لجعلنا ذلك الزرع هشيمًا, لا يُنتفع به في مطعم, فأصبحتم تتعجبون مما نزل بزرعكم, وتقولون: إنا لخاسرون معذَّبون, بل نحن محرومون من الرزق.
فالبذرة توضع في الإرض الزراعية يخرج منه جذر وساق – ومن المفروض أن يتجه الجذر الى أسفل في عمق الأرض الزراعية وأن الساق يتجه إلى أعلى ليحمل الأوراق والثمار.
هذه العملية تقتضي أن تكون البذرة على وضع منضبط , بحيث لو وضعت مقلوبة يحدث العكس ..
ولكن الأمر العجيب أن المزارع يرمي البذر على الارض دون تفكير في هذا الأمر مطلقا ..
فمن الذي وضع في البذرة هذا البرنامج الذي يحدد إتجاه كل من الجذر والساق مهما كان وضع البذرة؟
الجواب: هو الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70)
أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحْيَوا به, أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض, أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم؟
لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة, لا يُنتفع به في شرب ولا زرع, فهلا تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنفعكم.
أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72)
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ (73)
أفرأيتم النار التي توقدون, أأنتم أوجدتم شجرتها التي تقدح منها النار, أم نحن الموجدون لها؟
اليخضور الكلوروفيل .. المصنع الوحيد على وجه الأرض الذي يختزن الطاقة , وتحولها إلى غذاء للإنسان والحيوان وجميع دواب الأرض,
فهو عبارة عن مجسمات خضراء تحول الطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون والماء إلى غذاء , وهذا يطلق عليه اليخضور ,
يعمل هذا اليخضور بأخذ جزيئات الماء وأخذ الأكسجين والصعود به إلى أعلى ويبقى بعد ذلك أربع ذرات من الهيدروجين ثم ثاني أكسيد الكربون وكيف يشطر ثاني أكسيد الكربون أيضا فجزء يذهب إلى ذرتي هيدروجين فيتكون الماء وهذا يمزج عن طريق النّتح والباقي يتحد مع إحدى ذرتي الهيدروجين الأخرى ليكون الأساس الذي تتكون منه السكريات وبعد ذلك تتكون المواد النشوية وهذه هي المعادلات التي تجري في النبات وتشاهدونها تنتهي بثاني أكسيد الكربون وطاقة وأكسجين وتنتهي بأكسجين وماء وجلوكوز وسكر الجلوكوز هذا يتحول إلى نشا ويختزن ويتحول إلى دهون وتضاف إليه ذرة نيتروجين فتتكون البروتينات (موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأساس في هذه العملية كما رأينا هو هذا المصنع الأخضر , الذي جعله الله تعالى أساس تخزين الطاقة الشمسية لنأخذ منه النار على وجه الأرض. فالشجر مصدر الفحم في المناجم , وهو مصدر الناتج الحيواني المدفون في أعماق الأرض عبر مئات السنين مكونا البترول.
هل أدركنا ما احتواه القرآن العظيم من علوم؟
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)
فنزِّه ربك العظيم كامل الأسماء والصفات, كثير الإحسان والخيرات.
******
وننتقل إلى عالم الفضاء عظيم الإتساع
حيث أن ما نراه من نجوم لا يمثل في حقيقة الأمر الا موقع ذلك النجم
لأن بيننا وبين النجوم مئات السنين الضوئية وقد يزيد , فإذا وصل ضوئها إلينا , فلربما تكون إنتقلت لمكان أخر أو إنتهى عمر ذلك النجم ولم يعد موجودا.
فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79)
إن هذا القرآن عظيم المنافع, كثير الخير, غزير العلم, في كتاب مَصُون مستور عن أعين الخلق, وهو الكتاب الذي بأيدي الملائكة. لا يَمَسُّ القرآن إلا الملائكة الكرام الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب, ولا يَمَسُّه أيضًا إلا المتطهرون من الشرك والجنابة والحدث.
تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)
وهذا القرآن الكريم منزل من رب العالمين, فهو الحق الذي لا مرية فيه.
أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)
أفبهذا القرآن أنتم -أيها المشركون- مكذِّبون؟
وتجعلون شكركم لنعم الله عليكم أنكم تكذِّبون بها وتكفرون؟ وفي هذا إنكار على من يتهاون بأمر القرآن ولا يبالي بدعوته.
******
ونأتي إلى تحدي من نوع خطير
فمهما بلغ الإنسان من تقدم في الطب لا يستطيع أن يمنع الموت عن الإنسان الذي حان أجله ,
فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85)
فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)
فهل تستطيعون إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع, وأنتم حضور تنظرون إليه, أن تمسكوا روحه في جسده؟.
وهل تستطيعون إن كنتم غير محاسبين ولا مجزيين بأعمالكم أن تعيدوا الروح إلى الجسد, إن كنتم صادقين؟ لن ترجعوها مهما بلغتم من علم
ولذلك نصل هنا إلى حق اليقين.
فهل من معارض؟
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)
إن هذا لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه, فسبِّح باسم ربك العظيم, ونزِّهه عما يقول الظالمون والجاحدون, تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المقدم المؤخر
المقدم المؤخر أسماء صفات فعلية ..
فهو يقدم من يشاء في الدنيا والأخرة بإعطائهم الدرجات العالية ..
وهو الذي يؤخر إيجاد بعض الأشياء عن بعض بمشيئته.
ويقدم أو يؤخر من شاء من عباده في الشرف والرتب والقرب والحب والتقوى والطاعة والعلم والهداية ..
سبحانه وتعالى يقدم ويؤخر ما يشاء ومن يشاء على مقتضى حكمته.
ولا يقع في ملكه شئ إلا وفق إرادته.
قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ – 68 القصص
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ – 101 الأنبياء
وقال تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ – 13 السجدة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ - 165 الأنعام
سبحانه وتعالى هو المقدم وهو المؤخر هو الله
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 03:41 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(7)
وبعض آيات من سورة الحديد
نعيش اليوم مع بعض آيات من سورة الحديد
ونلاحظ أهمية هذا المعدن للحياة على وجه الأرض
ولذلك سميت سورة في القرآن العظيم بالحديد وهذا لقيمة هذا المعدن
ودوره البارز في تكوينات الأجهزة التي يستخدمها الإنسان
فيكاد لا يخلو جهاز أو أدوات أو ماكينة أو طائرة أو سفينة أو سيارة أو بناية أوكباري إلا و الحديد يدخل في تكوينها,
حتى دم الإنسان يحتاج إلى هذا العنصر في تكوينه.
ويبين لنا الله تعالى أنه أنزل لنا الحديد إلى الأرض , وأوضح لنا قوة هذا المعدن الهام ومدى نفعه للناس
ونلاحظ أن كل من أستغل هذا المعدن سواء في التصنيع
أو التسليح أو التشيد والبناء أصبح في مقدمة الشعوب تقدما
وأن من أهمل الإهتمام بهذا المعدن أصبح في مؤخرة الأمم.
قال تعالى:
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ - 25
وقد ورد في (الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية)
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وهو من علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء ..
قال: لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد ..
قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها.
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ - 25
وهكذا أصبح بالدليل المادي يضع العلماء أيدينا على إعجاز القرآن العظيم الذي لا يتناهى
فسبحان الله العظيم
******
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
نزَّه الله عن السوء كلُّ ما في السموات والأرض من جميع مخلوقاته, وهو العزيز على خلقه, الحكيم في تدبير أمورهم.
لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)
له ملك السموات والأرض وما فيهما, فهو المالك المتصرف في خلقه, يحيي ويميت, وهو على كل شيء قدير, لا يتعذَّر عليه شيء أراده, فما شاءه كان, وما لم يشأ لم يكن.
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)
هو الأول الذي ليس قبله شيء, والآخر الذي ليس بعده شيء, والظاهر الذي ليس فوقه شيء, والباطن الذي ليس دونه شيء, ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء, وهو بكل شيء عليم
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)
هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام, ثم استوى على العرش , استواء يليق بجلاله, يعلم ما يدخل في الأرض من حب ومطر وغير ذلك, وما يخرج منها من نبات وزرع وثمار, وما ينزل من السماء من مطر وغيره, وما يعرج فيها من الملائكة والأعمال, وهو سبحانه معكم بعلمه أينما كنتم, والله بصير بأعمالكم التي تعملونها, وسيجازيكم عليها.
لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
له ملك السموات والأرض, وإلى الله مصير أمور الخلائق في الآخرة, وسيجازيهم على أعمالهم.
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)
يُدْخِل ما نقص من ساعات الليل في النهار فيزيد النهار, ويُدْخِل ما نقص من ساعات النهار في الليل فيزيد الليل, وهو سبحانه عليم بما في صدور خلقه.
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)
آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وأنفقوا مما رزقكم الله من المال واستخلفكم فيه, فالذين آمنوا منكم أيها الناس, وأنفقوا من مالهم, لهم ثواب عظيم.
*****
إن دعوة الإسلام هي دعوة للإيمان برب الكون
الذي خلقنا وربانا على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
وليتذكر الإنسان الميثاق , قال تعالى:
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ – 172 الأعراف
وليعود الإنسان بفطرته النقية ويتوجه إلى خالقه الحقيقي
الذي خلقنا وخلق السموات والأرض والكون من حولنا.
فنحن لا ندعوا إلى عصبية أو قومية أو عنصرية قبلية
إنما هي دعوة لإخراج النفس من ظلامات العقائد الزائفة
إلى نور الإيمان بخالق الكون رب العالمين.
ولا نطلب إلا التوجه بصدق إلى الخالق العظيم أن يهدينا ويأخذ بأيدينا
الطريق المستقيم.
وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8)
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)
هو الذي ينزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم آيات مفصلات واضحات من القرآن؛ ليخرجكم بذلك من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان, إن الله بكم في إخراجكم من الظلمات إلى النور لَيَرْحمكم رحمة واسعة في عاجلكم وآجلكم، فيجازيكم أحسن الجزاء.
*********
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)
ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه, أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن, ولا يكونوا في قسوة القلوب كالذين أوتوا الكتاب من قبلهم- من اليهود والنصارى- الذين طال عليهم الزمان فبدَّلوا كلام الله, فقست قلوبهم, وكثير منهم خارجون عن طاعة الله؟ وفي الآية الحث على الرقة والخشوع لله سبحانه عند سماع ما أنزله من الكتاب والحكمة, والحذر من التشبه باليهود والنصارى, في قسوة قلوبهم, وخروجهم عن طاعة الله.
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
اعلموا أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض بالمطر بعد موتها, فتُخرِج النبات, فكذلك الله قادر على إحياء الموتى يوم القيامة, وهو القادر على تليين القلوب بعد قسوتها. قد بينَّا لكم دلائل قدرتنا؛ لعلكم تعقلونها فتتعظوا.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
وفي هذه المرة قدر الله أن تكون الآية رقم 3 من سورة الحديد ضمن هذا الجزء وتحمل آسماء الله الحسنى التي نسعد بالتعرف عليها ونعيش لحظات في أنوارها.
الأول الآخر
الظَّاهِرُ َالْبَاطِنُ
قال تعالى:
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)
هو الأول الذي ليس قبله شيء, والآخر الذي ليس بعده شيء, والظاهر الذي ليس فوقه شيء, والباطن الذي ليس دونه شيء, ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء, وهو بكل شيء عليم
سبحان من له الخلق والأمر , وإليه يرجع الأمر كله,
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليه تصير الأمور , وهو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه.
فهو الأول والأخر .. هو الله
وهو الظاهر بالقدرة على كل شئ , والظاهر بالأدلة العقلية لكل شئ ,
فسبحان من احتجب عن الخلق بنوره وخفي عليهم بشدة ظهوره ,
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
*******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[29 Nov 2010, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة المجادلة والحشر
المجادلة
أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ, مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا, ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ, إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)
ألم ترى أن الله تعالى يعلم ما في السموات والأرض؟
والتعبير بلفظ ترى هنا يدلك على واقعية الأمر
فليس خيالا أو ظن أو مجرد نظرية قابلة للتغير , بل واقع
فإنك ترى حركة في أجسام مكونة من ملايين الخلاية الحية
وعقول بها ذاكرة ومفكرة ومخيلة ومدخلات صوتية ومدخلات للصور
وإستشعار عن طريق الجلد , إننا أمام أجهزة عظيمة التكوين عظيمة الصنع أمدها الله تعالى بإرادة للأختيار بين البديلات وبين الخير والشر , فلا يعقل أن يكون كل هذا عبثا. أو تكون هذه الشخوص بدون كنترول.
ولايعقل أن تكون بدون مراقبة أو عناية , وإلا هلكت.
لأنك لاتستطيع أن تدير قلبك ولا أن تدير جهاز تنفسك وأنت نائم
ولا تستطيع أن تعوض خلاية المخ الهالكة , وجميع خلايا جسدك التي يجددها الله لك بصفة مستمرة.
ثم هناك أجل وضع لكل مخلوق إذا جاء أجلهم لا يستأخرون عنه.
فواقع الأمر إننا جميعا مكشوفون لخالقنا , سرا وعلانية.
فهو سبحانه يعلم السر وأخفى.
ما يتناجى ثلاثة مِن خلقه بحديث سرٍّ إلا هو رابعهم بعلمه وإحاطته فهو يراهم , ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أقلُّ من هذه الأعداد المذكورة ولا أكثرُ منها إلا هو معهم بعلمه في أيِّ مكان كانوا, لا يخفى عليه شيء من أمرهم, إن ربي قريب مجيب ,
ثم يخبرهم تعالى يوم القيامة بما عملوا من خير وشر ويجازيهم عليه. إن الله بكل شيء عليم.
********
سورة الحشر
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في قَدَره وتدبيره وصنعه وتشريعه, يضع الأمور في مواضعها.
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2)
وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)
هو- سبحانه- الذي أخرج الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل الكتاب, وهم يهود بني النضير, من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول "المدينة", وذلك أول إخراج لهم من "جزيرة العرب" إلى "الشام", ما ظننتم- أيها المسلمون - أن يخرجوا من ديارهم بهذا الذل والهوان; لشدة بأسهم وقوة منعتهم, وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد عليهم ,
فأتاهم الله من حيث لم يخطر لهم ببال, وألقى في قلوبهم الخوف والفزع الشديد, يُخْربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين,
فاتعظوا يا أصحاب البصائر السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولولا أن كتب الله عليهم الخروج مِن ديارهم وقضاه, لَعذَّبهم في الدنيا بالقتل والسبي, ولهم في الآخرة عذاب النار.
ذلك- الذي أصاب اليهود في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة- لأنهم خالفوا أمر الله وأمر رسوله أشدَّ المخالفة, وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما, ومن يخالف الله ورسوله فإن الله شديد العقاب له.
*******
ومع قوة القرآن العظيم وتأثيره الفعال في النفوس المؤمنة
فسبحان الله , إنك لو نظرت إلى أحوال العرب قبل نزول القرآن وبعد نزوله لأدركت مدى هذا التأثير العظيم.
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال, ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد, لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها, ونوضحها للناس؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن, وتفهم معانيه, والعمل به.
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ (24)
وهذه الآيات الكريمة جمعت كثير من أسماء وصفات الله جل وعلى.
وقد عشنا في أنوارها وما زالت تضيئ علينا بنورها
" الله " هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها,
وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى ,
فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية
المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته
وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور
فالله تبارك وتعالى هو الملك المطلق حيث يستغني عن كل شئ , وملكه دائم لا يزول. وهو المالك للملك لأنه هو خالق للملك والملكوت
فهو سبحانه القدوس المنزه عن كل وصف يدركه الحس , أو يتصوره الخيال, أو يسبق إليه وهم , أو يختلج به ضمير , أو يقضي به تفكير.
وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
" السلام " وكل مافي الوجود من سلامة فهي صادره منه ..
فهو السلام الذي ينجي المؤمنين من العذاب.
" المؤمن " الذي أعطى الأمان للخلق
" المهيمن " هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وحركاتهم وسكناتهم.
" العزيز " المطلق الممتنع عن الإدراك سبحانه ليس كمثله شئ
المرتفع عن أوصاف الممكنات.
" الجبار " الذي تنفذ مشيئته على جميع المخلوقات , والكون جميعا يسير بإرادته , والجبار الذي يجبر أحوال خلقه فيصلحها
فالكل يذعن إليه والكل يخشع له.
" المتكبر " فالكبرياء لله تعالى وحده وذلك لإستحقاقه نعوت الجلال وصفات الكمال , سبحان المتكبر ذو الجلال والإكرام.
" الخالق البارئ المصور " هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير. فكل العوالم مفتقر لذلك.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ (24)
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[02 Dec 2010, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة الممتحنة
ومازالت المعجزات تتوالى تأيدا للنبي
صلى الله عليه وسلم ودعما للإيمان لدى المؤمنين
بمبدأ التوحيد
ونستمع لهذه القصة التي كانت سببا في نزول الآيات
الأولى من سورة الممتحنة
والإرتباط المباشر بين الأحداث ووحي السماء
ورد في تفسير إبن كثير
كان سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن أبي بلتعة وذلك أن حاطبا هذا كان رجلا من المهاجرين وكان من أهل بدر أيضا وكان له بمكة أولاد ومال ولم يكن من قريش أنفسهم بل كان حليفا لعثمان,
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة لما نقض أهلها العهد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم وقال " اللهم عم عليهم خبرنا "
فعمد حاطب هذا فكتب كتابا وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم ليتخذ بذلك عندهم يدا
فأطلع الله تعالى على ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم استجابة لدعائه
فبعث في أثر المرأة فأخذ الكتاب منها وهذا بين في هذا الحديث المتفق على صحته.
روى الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال " انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها "
فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة
فإذا نحن بالظعينة قلنا أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب
قلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب
قال فأخرجت الكتاب من عقاصها فأخذنا الكتاب
فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه
من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة
يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا حاطب ما هذا؟ "
قال لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم
وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة
فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا
يحمون بها قرابتي
وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه صدقكم "
فقال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه قد شهد بدرا ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
وهكذا أخرجه الجماعة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)
إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)
لَنْ تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)
إنها مسيرة الإيمان عبر الرسالات
قد كانت لكم-أيها المؤمنون- قدوة حسنة في إبراهيم عليه السلام والذين معه من المؤمنين,
حين قالوا لقومهم الكافرين بالله: إنا بريئون منكم وممَّا تعبدون من دون الله من الآلهة والأنداد, كفرنا بكم,
وأنكرنا ما أنتم عليه من الكفر, وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا ما دمتم على كفركم, حتى تؤمنوا بالله وحده,
لكن لا يدخل في الاقتداء استغفار إبراهيم لأبيه; فإن ذلك إنما كان قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله, فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه,
ربنا عليك اعتمدنا, وإليك رجعنا بالتوبة, وإليك المرجع يوم القيامة.
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بعذابك لنا أو تسلط الكافرين علينا فيفتنونا عن ديننا، أو يظهروا علينا فيُفتنوا بذلك، ويقولوا: لو كان هؤلاء على حق, ما أصابهم هذا العذاب, فيزدادوا كفرًا, واستر علينا ذنوبنا بعفوك عنها ربنا, إنك أنت العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)
لقد كان لكم- أيها المؤمنون- في إبراهيم عليه السلام والذين معه قدوة حميدة لمن يطمع في الخير من الله في الدنيا والآخرة, ومن يُعْرِض عما ندبه الله إليه من التأسي بأنبيائه, ويوال أعداء الله, فإن الله هو الغنيُّ عن عباده, الحميد في ذاته وصفاته, المحمود على كل حال.
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7)
عسى الله أن يجعل بينكم- أيها المؤمنون- وبين الذين عاديتموهم من أقاربكم من المشركين محبة بعد البغضاء, وألفة بعد الشحناء بانشراح صدورهم للإسلام, والله قدير على كل شيء, والله غفور لعباده, رحيم بهم.
لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)
إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)
لا ينهاكم الله -أيها المؤمنون- عن الذين لم يقاتلوكم من الكفار بسبب الدين, ولم يخرجوكم من دياركم أن تكرموهم بالخير, وتعدلوا فيهم بإحسانكم إليهم وبرِّكم بهم. إن الله يحب الذين يعدلون في أقوالهم وأفعالهم.
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم بسبب الدين وأخرجوكم من دياركم, وعاونوا الكفار على إخراجكم أن تولوهم بالنصرة والمودة, ومن يتخذهم أنصارًا على المؤمنين وأحبابًا, فأولئك هم الظالمون لأنفسهم, الخارجون عن حدود الله
********
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الوالي
الوالي هو المتولي أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل , فهو سبحانه المالك للأشياء المتكفل بها , القائم عليها بالأدامة والأبقاء , المنفرد بتدبيرها ,
المنفرد بتدبيرها , المتصرف فيها بمشيئته ... ينفذ فيها أمره ,
ويجري عليها حكمه ... ولا والي للأمور سواه
فهو الحاكم على الأطلاق فلا يزاحمه أحد
والولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل و الحكم ولا يجتمع كل ذلك إلا لله تعالى فهو الوالي الحق سبحانه عما يشركون.
*****
المتعالي
المتعالي هو الكامل في العلو والعظمة , البالغ الكمال في الرفعة
والكبرياء في ذاته وصفاته , والمترفع عن إحاطة العقول والأفكار
فمع كمال علوه فهو سبحانه وتعالى قريب ودود ,
وقربه من خلقه لا يماثله شئ
قال تعالى في سورة الرعد:
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ - 9
وقوله" عالم الغيب والشهادة " أي يعلم كل شيء مما يشاهده العباد ومما يغيب عنهم ولا يخفى عليه منه شيء" الكبير " الذي هو أكبر من كل شيء " المتعال" أي على كل شيء " قد أحاط بكل شيء علما " وقهر كل شيء فخضعت له الرقاب ودان له العباد طوعا وكرها.
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[06 Dec 2010, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة الصف
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا -44 الإسراء
تقدسه السماوات السبع والأرض ومن فيهن أي من المخلوقات وتنزهه وتعظمه وتبجله وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته.
ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
قال تعالى في سورة مريم:
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا - 88 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا -89
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - 90
أنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا – 91 وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا – 92
إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا – 93
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا – 94 وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا – 95
والتسبيح لله تعالى هو للكون كله قد نفهم بعضه وقد لا ندرك بعضه
فالذي ندركه التسبيح بالقول من المؤمن " سبحان الله "
أي تنزه الله تعالى عن كل ما لا يليق به.
وتسبيح الدلالة وهي لكل الكائنات التي نراها التي تدل على عظيم قدرة الله تعالى وتنزهه على ما لايليق به
فالكون محكم الصنع يدل على البديع الحكيم
متكامل المنافع يدل على العليم الخبير
وهكذا يمكن أن نستدل على تسبيح بعض المخلوقات
فجميع الكائنات تسبح بحمده ولكن لا نعلم تسبيح القول منهم
وقد يسأل إنسان كيف يسبح الكافر؟
فالكون خاضع لقانون الله تعالى المحكم يسير وفق سنن ثابتة
وضعها الله تعالى , وتعمل بإرادته سبحانه يثبتها أو يغيرها كيفما شاء.
لا يسأل عما يفعل , سبحانه وتعالى.
فالناس جميعا خاضعين لله من حيث وجودهم على هذه الأرض
وهم جميعا خاضعين من حيث أنهم ميتون
وهم جميعا خاضعين من حيث أنهم مبعوثون يوم القيامة
حتى لسان الكافر الذي يكفر به من حيث تكوينه فهو خاضع لله.
وكل أعضاء الكافر خاضعة ومسبحة للذي خلقها.
فلا يبقى للكافر غير جحوده ونكران نعم الله عليه.
بحيث تشهد عليه أعضائه يوم القيامة
قال تعالى في سورة النور: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ -24
فالكون كله مسبح لله
******
إن عقيدة التوحيد مبنية على الإيمان القلبي والعمل بمقتضى ذلك الإيمان
فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل
ولذلك جاء التشديد على عدم مخالفة العمل للأقوال
لأن أعظم دعوة للإسلام هو سلوك المسلم
وإن ماينفر الناس عن الإسلام اليوم هو سلوك بعض من ينتسبون إليه بأفعالهم المخالفة لأعظم دستور أخلاقي عرفته البشرية ألا وهو القرآن الكريم , وقد إلتزم به السلف الصالح فنشروا نور الإسلام في ربوع الأرض
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3)
******
إن رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة
وذلك بإعتراف أهل الكتاب رغم أنهم لم يؤمنوا فكيف ذلك؟
قال تعالى: وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ -101 البقرة
"ولما جاءهم رسول من عند الله" محمد صلى الله عليه وسلم "مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله" أي التوراة "وراء ظهورهم" أي لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره "كأنهم لا يعلمون" ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله.
أما المخلصون منهم فيؤمنون به.
قال الله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ... -157 الأعراف
وقال تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "-81 ال عمران
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عباس: ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد لئن بعث محمد وهو حي ليتبعنه وأخذ عليه أن يأخذ على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه.
وقال محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال" دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام " وهذا إسناد جيد
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ , حيث أنكروا الرسالة الخاتمة ..
ومازالوا ينتظرون .. ؟؟
هل أدركنا أن أهل الكتاب بموقفهم هذا دليل على صدق رسالة الإسلام .. ؟
وأن المخلص في قرآة التوراة والإنجيل يؤمن بالقرآن ..
قال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ -121 البقرة
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
الله هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم - بالقرآن ودين الإسلام؛ ليعليه على كل الأديان المخالفة له, ولو كره المشركون ذلك.
********
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
البر
البر هو المتوسع في الإحسان , يمن على عباده دينا ودنيا ,
ولا يقطع الإحسان بسبب العصيان
والبر المطلق هو الذي منه كل مبرة و إحسان ,
يوصل الخير لمن يريد برفق ولطف ,
قال تعالى: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ – 28 الطور
التواب
التواب صفة فعل , ومعناها كثير التوبة ,
والتواب هو المهيئ أسباب التوبة لعباده , يحذرهم ويمهلهم ويذكرهم
فإن تابوا تاب عليهم , وإن عادوا للذنب سهل لهم أسباب التوبة مرة أخرى.
فيخرجهم من ذل المعصية إلى عز الطاعة
ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
سبحانه وتعالى لا تضره المعاصي , ولا تنفعه الطاعات.
قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رحيم – 12 الحجرات
وقال تعالى: إِنَّه هو التَوَّابٌ رحيم – 7 البقرة
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[10 Dec 2010, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة الجمعة
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)
ومازلنا مع التسبيح لله رب العالمين
والأدلة التي عاينها الصحابة على تسبيح بعض الجمادات
في عهد النبوة.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن).
وخبر الجذع أيضا مشهور في هذا الباب
كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت.
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3585
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وإذا ثبت ذلك في جماد واحد جاز في جميع الجمادات , ولا استحالة في شيء من ذلك ; فكل شيء يسبح للعموم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة). رواه ابن ماجه في سننه , ومالك في موطئه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وخرج البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. في غير هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه.
*******
من أعظم النعم على البشرية بعثة خاتم المرسلين
صلى الله عليه وسلم
وإن الدارس لتاريخ الأمم والحضارات يدرك مدى التحول الجذري
في حياة العرب والشعوب الأخرى برسالة الإسلام.
والكل يعرف عبادة الأصنام عند العرب قبل الإسلام, ودفن البنات أحياء
وعبادة النار في فارس وإستعباد البشر,
وعبادات الإغريق في الغرب والألهة المتعددة وإستعباد البشر كذلك
مع تحريفات أهل الكتاب لعقيدة التوحيد على التفصيل الذي سبق.
هل أدركنا نعمة الله تعالى على البشرية إذ بعث فيهم رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم؟
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون, ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم, رسولا منهم إلى الناس جميعًا , يقرأ عليهم القرآن, ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة, ويعلِّمهم القرآن والسنة,
وهذا دليل معجزة الرسالة وأنها من عند الله تعالى.
قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ -48 العنكبوت
حيث ورد في ذلك الكتاب عقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى.
من أين للبشر معرفتها؟
وشريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , ودارسي القانون يعلمون أن الشرائع تتكون عبر مئات السنين , ولا تكتمل.
فمن جاء بشريعة الإسلام المتكاملة بهذا المستوى الراقي الذي يشيع العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية.
وأخلاق رفيعة عالية شهد لها العالم فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق.
وأخبار الأمم السابقة وأخبار الدار الأخرة , من أين لبشر معرفتها؟
وبيان بدأ الخلق. حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر.
وبه من العلوم التي تم إكتشافها حديثا
والقرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته
وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله.
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء
والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء, الحكيم في أقواله وأفعاله.
ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, للعالمين, فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
ومع صفات الجلال والجمال
المنتقم , العفو , الرءوف
قال تعالى: إنا من المجرمين منتقمون – 6 السجدة
والأنتقام صفة فعلية من صفات الجلال وهي أشد من العقاب ... ولا يكون الانتقام إلا بعد إمهال وإملاء , وذلك بعد الإعلان و الإنذار ..
وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
ولا يكون الإنتقام إلا على الجبارين العتاة في الإجرام
قال تعالى: فانتقمنا من الذين أجرموا – 47 الروم
فمن تاب وأمن فإن الله عفو غفور ,
*******
العفو
فهو العفو الذي يتجاوز عن السيئات أي يمحو الذنوب ويغفرها
قال تعالى: وكان الله عفوا غفورا – 99 النساء
*******
الرءوف
والرأفة من الله: دفع السوء عن الإنسان وكشف الضر برفق ولطف.
قال تعالى: إن الله بالناس لرءوف رحيم – 143 البقرة
وقال تعالى: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ -20 النور
********
(يُتْبَعُ)
(/)
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[12 Dec 2010, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
وبعض آيات من سورة التغابن
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
يقوم مبدأ التوحيد على تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به
وهذا هو معنى التسبيح
ونفهم ذلك من آيات كثيرة منها
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون – 100 الأنعامَ
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ – 14 يونس
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا– 43 الإسراء
الكون يسبح لله تعالى , فهو سبحانه المالك له وحده على الحقيقة , وما يمتلكه الناس في الدنيا ما هو إلا عطاء وتفضل من الله تعالى إلى حين أجل الإنسان , فإذا حان أجل الإنسان ترك ما يمتلكه لغيره وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فلو أدركنا هذه الحقيقة يجب أن نتوجه بالحمد لواهب النعم سبحانه وتعالى.
ومن بديع قدرته سبحانه وتعالى أن خلقنا في أحسن تقويم وكرمنا وفضلنا على كثير ممن خلق , وسخر لنا ما في السموات والأرض.
ومن أعظم النعم على الإنسان نعمة العقل والإختيار ,
وكل مانراه من حولنا من إنجازات علمية دقيقة وصناعية متطورة ,صنعها الإنسان , إنما هي نتيجة ما أودعه الله تعالى في العقل البشري من قدرات
فكان من المنطق أن يكون الإنسان من أول المسبحين لله تعالى , الطائعين لأوامره .. حتى يتلاقى تسبيحه مع تسبيح الكون من حولنا.
فمن الناس من أدرك هذه الحقيقة وتعلق قلبه بخالق الكون, وهم المؤمنون جعلنا الله منهم , فسبح لله , والتسبيح بالسان والقلب والعمل الصالح.
ومن الناس من غفل عن خالقه وكفر به وظن أن الدنيا هي كل شئ فهو بذلك لم يظلم إلا نفسه إذ حرمها نعيم التسبيح في الدنيا ونعيم الجنة في الأخرة ,
ونستمع إلى كلام الله تعالى
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)
ينزِّه الله عما لا يليق به كل ما في السموات وما في
الأرض, له سبحانه التصرف المطلق في كل شيء, وله الثناء الحسن الجميل, وهو على كل شيء قدير.
الله هو الذي أوجدكم من العدم, فبعضكم جاحد لألوهيته, وبعضكم مصدِّق به عامل بشرعه, وهو سبحانه بصير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها, وسيجازيكم بها.
خلق الله السموات والأرض بالحكمة البالغة, وخلقكم في أحسن صورة, إليه المرجع يوم القيامة, فيجازي كلا بعمله.
يعلم سبحانه وتعالى كل ما في السموات والأرض, ويعلم ما تخفونه -أيها الناس- فيما بينكم وما تظهرونه. والله عليم بما تضمره الصدور وما تخفيه النفوس.
******
مبدأ التوحيد يقوم على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
فقد روى مسلم في صحيحه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , حين سئله جبريل عن الإيمان؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)
فآمنوا بالله ورسوله واهتدوا بالقرآن الذي أنزله على رسوله, والله بما تفعلون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأقوالكم, وهو مجازيكم عليها يوم القيامة.
*******
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال.
قال تعالى:
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ - 156
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ – 157 البقرة
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ - الشورى
******
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)
وأطيعوا الله -أيها الناس- وانقادوا إليه فيما أمر به ونهى عنه, وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم, فيما بلَّغكم به عن ربه, فإن أعرضتم عن طاعة الله ورسوله, فليس على رسولنا ضرر في إعراضكم, وإنما عليه أن يبلغكم ما أرسل به بلاغًا واضح البيان.
********
ومن أهم مايميز المؤمن الحق التوكل على الله تعالى
حيث يدرك أن الأمر كله لله ,
إن التوكل الحق كما فهمه المؤمنون الأوائل هو الجهاد في تحصيل الرزق والجهاد في تحصيل العلم والجهاد في نشر رسالة الله ,
فإن بذل الجهد في أمر ما هو غاية المؤمن ,
أما قضائه فهو موكول إلى الله تعالى.
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (13)
الله وحده لا معبود بحق سواه, وعلى الله فليعتمد المؤمنون بوحدانيته في كل أمورهم.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
مالك الملك
ومالك الملك: الذي يجري الأمور في ملكه على ما يشاء .. ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه
قال تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- 26 ال عمران
مالك الملك هو الذي حكم فعدل , وهو الملك والمليك لكل شئ ظاهرا وباطنا
بالإيجاد من العدم أولا , وبالإبقاء ثانيا , وبالتدبير والتصريف ثالثا.
فهو الحاكم الوحيد , والسلطان كله له , والملك كله بيده , يحكم ما يريد
سبحان مالك الملك
******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[محمد جابري]ــــــــ[13 Dec 2010, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآنالعظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة فصلت
إن المتابع لهذه السلسلة يرى أن القرآن العظيم بمنهجه الفريد قد ملأ القلوب بحقيقة الألوهية بحيث تكون كل تحركات المؤمن وفق منهج الله الرحمن الرحيم , الذي برحمته أنزل القرآن على قلب خير البرية نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وإنني غير متصور كيف تكون الحياة بدون القرآن الكريم ..
إن الحياة قبل القرآن كانت ظلاما , عبدة أوثان , جاهلية الظلم والتسلط ..
عقائد محرفة, وإلى غير ذلك من الكفر والشرك والألحاد ..
والدارس للتاريخ يدرك تلك الحقيقة جيدا ..
وقد يقول قائل إن هذه الأصناف من البشر مازال بيننا.
والرد على ذلك, أنه بنزول القرآن العظيم أشرق نور الحقيقة ..
فعلى القلوب العاقلة أن تسير مع نور الله المنزل الا وهو القرآن كتاب الله.
أما من عمي قلبه عن الحق واتبع شياطين الأنس والجن فلا يلومن إلا نفسه.
وتعالوا نستمع لكلام الله تعالى:
حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزَّله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
كتاب بُيِّنت آياته تمام البيان، وَوُضِّحت معانيه وأحكامه, قرآنًا عربيًا ميسَّرًا فهمه لقوم يعلمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
بشيرًا بالثواب العاجل والآجل لمن آمن به وعمل بمقتضاه, ونذيرًا بالعقاب العاجل والآجل لمن كفر به, فأعرض عنه أكثر الناس, فهم لا يسمعون له سماع قَبول وإجابة.
*****
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)
وقال هؤلاء المعرضون الكافرون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا في أغطية مانعة لنا من فهم ما تدعونا إليه, وفي آذاننا صمم فلا نسمع, ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك, فاعمل على وَفْق دينك, كما أننا عاملون على وَفْق ديننا.
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)
قل لهم -أيها الرسول-: إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إليَّ.
أنما إلهكم الذي يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له,
فاسلكوا الطريق الموصل إليه, واطلبوا مغفرته.
فالعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر, والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم, والإخلاص له,
الذين لا يعطون الله الطاعة التي تطهرهم , وتزكي أبدانهم , ولا يوحدونه, فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق, وهم لا يؤمنون بالبعث, ولا بالجنة والنار, ولا ينفقون في طاعة الله.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)
إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها, لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع.
******
وتعالوا نرى كيف بدأ الله الخلق
لا يستطيع بشر أن يتكلم عن بدأ الخلق ,
فهذه الآيات تدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الكون
فعجبا لمن يكفر بخالق الكون.
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)
قل لهؤلاء المشركين موبخًا لهم ومتعجبًا من فعلهم: أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين, وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم؟ ذلك الخالق هو رب العالمين.
وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها, وبارك فيها فجعلها دائمة الخير لأهلها,
وقدَّر فيها أرزاق أهلها من الغذاء, وما يصلحهم من المعاش في تمام أربعة أيام: يومان خلق فيهما الأرض, ويومان جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها, سواء للسائلين أي: في طلب الرزق والتنقيب في الأرض.
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
فقضى الله خلق السموات السبع وتسويتهن في يومين, فتم بذلك خلق السموات والأرض في ستة أيام, لحكمة يعلمها الله,
وأوحى في كل سماء ما أراده وما أمر به فيها,
وزيَّنا السماء الدنيا بالنجوم المضيئة, وحفظًا لها من الشياطين الذين يسترقون السمع, ذلك الخلق البديع تقدير العزيز في ملكه, العليم الذي أحاط علمه بكل شيء.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)
إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)
فإن أعرض هؤلاء المكذبون بعدما بُيَّن لهم من أوصاف القرآن الحميدة, ومن صفات الله العظيم,
فقل لهم: قد أنذرتكم عذابًا يستأصلكم مثل عذاب عاد وثمود حين كفروا بربهم وعصوا رسله.
(يُتْبَعُ)
(/)
حين جاءت الرسل عادًا وثمود, يتبع بعضهم بعضًا متوالين, يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له, قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا أن نوحده ولا نعبد من دونه شيئًا غيره, لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه, ولم يرسلكم وأنتم بشر مثلنا, فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون.
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16)
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)
وأما ثمود قوم صالح فقد بينَّا لهم سبيل الحق وطريق الرشد, فاختاروا العمى على الهدى, فأهلكتهم صاعقة العذاب المهين؛ بسبب ما كانوا يقترفون من الآثام بكفرهم بالله وتكذيبهم رسله.
ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود, وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه.
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرضلأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المعز المذل
والعزة تفيد الغلبة والقوة والتأييد .. قال تعالى: فعززنا بثالث -14يس
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ– 26 العمران
وهذان الاسمان من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته
سبحانه وتعالى
*****
السميع البصير
صفتان من صفات الكمال الإلهي حيث لا شبيه له و لا تمثيل ,
السميع الذي لا يشغله نداء عن نداء ..
تستوي في كمال سمعه الأصوات , ولا تختلف عليه اللغات
فهو سميع للكل الموجودات البصير بها
ويرى كل الوجود جملة وتفصيلا ليس كمثله شئ
قال تعالى لموسى وهارون:
قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى – 46 طه
"قال لا تخافا إنني معكما" بعوني "أسمع" ما يقول "وأرى" ما يفعل
سبحانه وتعالى
الحكم
الحكم بمعنى الفصل بين المنازعات ,
قال تعالى: أفغير الله أبتغي حكما -114الأنعام
وقال تعالى: واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين – 109 يونس
وأحكم الأمر: أتقنه , قال تعالى: ثم يحكم الله آياته – 52 الحج
والحاكم هو الذي لا راد لقضائه , ولا معقب لحكمه هو الله
قال تعالى: إن الحكم إلا لله - 57 الأنعام
فهو وحده المجازي كل نفس بما عملت
سبحانه وتعالى
العدل
العدل المنزه عن الظلم , قال تعالى: وما ربك بظلام للعبيد – 46 فصلت
وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 90 النحل
فالعدل المطلق هو الله.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
الأستاذ عباس صابر حسن؛
لا يضيع الله أجر من أحسن عملا، وإحسان العمل إتقان بتفان، وهو الجهد المؤسس على ضوابط منهجية علمية، الشيء الذي غاب عن الموضوع برمته.
فأين تعريف الشرك؟ وأين أيضا تعريف التوحيد؟ وهما محوري الموضوع.
ثانيا أراك تتحدث بكلام ينقل بغير علم عن الأسماء الحسنى
وأقول إنه من الإلحاد في أسماء الله أن ننسب إليه أسماء لم يسم بها نفسه. فاستخلاص الأسماء من أفعال الجليل عمل أعتبره إلحادا في أسماء الله.
فالله العظيم يعلمنا أسماء نسبها أنبياء مثلا سيدنا زكرياء في قوله (((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ))) [الأنبياء: 89] لاحظ استعمال سيدنا زكرياء اسم خير الوارثين؛ فلما جاء البيان الرباني (((وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ))) [الحجر: 23].
وقد نهينا أن نضرب لله الأمثال.
ولئن أجاز ابن عربي استخلاص الاسم من الفعل وفق الضوابط اللغوية، فإن الأمر من زاوية الشرع لا يجوز بدليل قوله تعالى: (((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))) [التوبة: 67]
لاحظ قوله تعالى (((فَنَسِيَهُمْ))) ثم اقرأ قوله تعالى (((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً))) [مريم: 64]
ومعلوم من جانب آخر بأن الأمساء المذكورة في حديث الترمذي هي باتفاق المحدثين مدرجة لا علاقة لها بالحديث النبوي.
هدانا الله سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[13 Dec 2010, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ/ محمد جابري ... أسعد الله أوقاتك بكل خير وأمدكم بالصحة والعافية
جزاك الله خيرا على متابعتكم لهذا الموضوع الهام ..
إن دعوة التوحيد هي رسالة الله تعالى لجميع البشر فالكل مدعو للإيمان بالله الها واحدا لا شريك له , والإيمان باليوم الأخر, والملائكة, وكتب الله , و رسله .. صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين, وبالقدر خيره وشره ..
وبهذا الإيمان يولد الإنسان من جديد , حيث تمحي السيئات , ويبدأ صفحة جديدة بالأعمال الصالحة ..
إن حقيقة التوحيد في الإسلام تقوم على مرجعية ثابتة
ألا وهي الوحي الإلهي
أولها كتاب الله القرآن الكريم , ثانيا الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه المرجعية أنقذت الإنسان من التخبط والقول بغير علم ,
إن المنهج القرآني يبعد العقل الإنساني عن الوهم,
فلا سبيل للعقل البشري للخوض في أمر أكبر من تصوره المحدود,
فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن الكريم على خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه مبينا آلاء الله تعالى في الكون والأنفس ودلائل التوحيد ..
فلا مجال للكلام عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات عن مصادر لا تعتمد على القرآن الكريم والسنة المطهرة ...
ثم الإلتزام بالدراسة الواعية والتفقه في الدين على أيدي علماء متخصصون ...
وعقيدة التوحيد كما تنجي الإنسان في الدنيا من التمزق النفسي والعبودية لغير الله والإنحطاط الأخلاقي بسبب الشرك فإنها تنجيه في الأخرة من العذاب ..
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (74)
وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) القصص.
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) ال عمران
قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا: وهي أن نَخُص الله وحده بالعبادة, ولا نتخذ أي شريك معه, من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك, ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة من دون الله. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم - أيها المؤمنون -: اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى رسالة التوحيد
****
ومن خصائص الآلهية , الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة ...
عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).الترمذي
*****
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا -116
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا -117النساء
كَمَا قَالَ تَعَالَى " أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَم أَلَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان " 60 يس
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) [رواه البخاري].
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار).
يأمر تبارك وتعالى بعبادته وحده لا شريك له , فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الآنات والحالات فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل " أتدري ما حق الله على العباد؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله ورسوله أعلم قال " أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم "
وجاء في الجزء السادس
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ -72
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -73
أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -74
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ
انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ -75
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا
وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ -76
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). البخاري ومسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ـ وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله ـ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك: فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) البخاري ومسلم.
وجاء في الجزء السابع
قال الحسن البصري: لا ينبغي لمؤمن أن يأمر الناس بعبادته ..
قال: ذلك أن القوم كان يعبد بعضهم بعضا يعني أهل الكتاب كانوا يعبدون أحبارهم ورهبانهم كما قال الله تعالى " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " الآية-31 التوبة
وفي المسند والترمذي .. أن عدي بن حاتم قال: يا رسول الله ما عبدوهم
قال " بلى إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم "
قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت - يا أبا هريرة - أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 99
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وجاء في الجزء الثامن
وأن دعوة الأنبياء جميعا
(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عظيم - 59
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تتقون – 65
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم – 73
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين - 85
وورد في الجزء الرابع عشر ..
ومع بعض آيات من سورة النحل
وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)
وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)
****
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)
ومِن قبيح أعمالهم أنهم يجعلون للأصنام التي اتخذوها آلهة, وهي لا تعلم شيئًا ولا تنفع ولا تضر, جزءًا من أموالهم التي رزقهم الله بها تقربًا إليها. تالله لتسألُنَّ يوم القيامة عما كنتم تختلقونه من الكذب على الله.
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)
ويجعل الكفار لله البنات, فيقولون: الملائكة بنات الله, تنزَّه الله عن قولهم, ويجعلون لأنفسهم ما يحبون من البنين.
****
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74)
لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ (75)
واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها; طمعًا في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله.
لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون, والمشركون وآلهتهم جميعًا محضرون في العذاب, متبرئ بعضهم من بعض.
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)
*****
وأما عن آسماء الله الحسنى , فهي آسماء جمال وجلال وصفات أفعال وكلها من القرآن العظيم ..
ورد بعضها في سورة الحشر ..
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ (24)
وهذه الآيات الكريمة جمعت كثير من أسماء وصفات الله جل وعلى.
وقد عشنا في أنوارها وما زالت تضيئ علينا بنورها
" الله " هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها,
وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى ,
فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية
المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته
وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور
فالله تبارك وتعالى هو الملك المطلق حيث يستغني عن كل شئ , وملكه دائم لا يزول. وهو المالك للملك لأنه هو خالق للملك والملكوت
فهو سبحانه القدوس المنزه عن كل وصف يدركه الحس , أو يتصوره الخيال, أو يسبق إليه وهم , أو يختلج به ضمير , أو يقضي به تفكير.
وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
" السلام " وكل مافي الوجود من سلامة فهي صادره منه ..
فهو السلام الذي ينجي المؤمنين من العذاب.
" المؤمن " الذي أعطى الأمان للخلق
" المهيمن " هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وحركاتهم وسكناتهم.
" العزيز " المطلق الممتنع عن الإدراك سبحانه ليس كمثله شئ
المرتفع عن أوصاف الممكنات.
" الجبار " الذي تنفذ مشيئته على جميع المخلوقات , والكون جميعا يسير بإرادته , والجبار الذي يجبر أحوال خلقه فيصلحها
فالكل يذعن إليه والكل يخشع له.
(يُتْبَعُ)
(/)
" المتكبر " فالكبرياء لله تعالى وحده وذلك لإستحقاقه نعوت الجلال وصفات الكمال , سبحان المتكبر ذو الجلال والإكرام.
" الخالق البارئ المصور " هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير. فكل العوالم مفتقر لذلك.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ (24)
****
فإذا أيقن القلب عقيدة التوحيد ,
فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الأغلال. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة. وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟
ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله تعالى؟
كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت، وبه تأثرت .. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني. ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائماً ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله:
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى -17 الأنفال
وما النصر إلا من عند الله – 126 ال عمران
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ – 29 التكوير
والآيات كثيرة في هذا الموضوع
وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده ما يرهب،
فعقيدة التوحيد هي منهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة. في السراء والضراء. في النعماء والبأساء.
ومنهج للتلقي عن الله وحده. تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين، والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم، والآداب والتقاليد.
ومنهج للتحرك والعمل لله وحده .. ابتغاء القرب من الحقيقة، وتطلعاً إلى الخلاص من الحواجز المعوقة والشوائب المضللة. سواء في قرارة النفس أو فيما حولها من الأشياء والنفوس. ومن بينها حاجز الذات، وقيد الرغبة والرهبة لشيء من أشياء هذا الوجود.
ومبدأ التوحيد هو تفسير للوجود، ومنهج للحياة. وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر في الضمير. إنما هو الأمر كله، والدين كله؛ وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب.
والانحرافات التي أصابت أهل الكتاب من قبل، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم، نشأت أول ما نشأت عن انطماس صورة التوحيد الخالص. ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات.
نسأل الله الإخلاص في كل ما نكتب ونسأله التوفيق ..
دمتم في رعاية الله.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[14 Dec 2010, 02:37 م]ـ
الأستاذ صابر عباس حسن؛
جميل ما جئت به أعلاه، فهل لي أن أستفسرك عن سر الاستثناء في قوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [الحج: 71].
وقد تكرراستثناء ما لم ينزل به سلطانا في عدة آيات منها:
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 151]
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 81]
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
فتعالى الله عن العبثية في أقواله وأفعاله، فلأي شيء ترمز هذه الإستثناءات؟ أليس في لحن الخطاب دليل اعتماد أحاديث الصحيحة للتوسل؟
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[14 Dec 2010, 10:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل/ محمد جابري دمتم بكل خير .. وإني أعتز بهذه الأسئلة التي تدل على عمق التفكير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه .. ونسأله الإخلاص في كل ما نكتب ..
وهذا السؤال يذكرني بالآية الكريمة في أخر سورة المؤمنون ..
وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ -117 المؤمنون
ومن يعبد مع الله الواحد إلهًا آخر، لا حجة له على استحقاقه العبادة، فإنما جزاؤه على عمله السيِّئ عند ربه في الآخرة. إنه لا فلاح ولا نجاة للكافرين يوم القيامة. حيث لا دليل معه على شركه أو كفره ..
ويقول تعالى في سورة لقمان:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ - 10
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ -11
(فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) أي: الذين جعلتموهم له شركاء، تدعونهم وتعبدونهم، يلزم على هذا، أن يكون لهم خلق كخلقه، ورزق كرزقه، فإن كان لهم شيء من ذلك فأرونيه، ليصح ما ادعيتم فيهم من استحقاق العبادة.
ومن المعلوم أنهم لا يقدرون أن يروه شيئا من الخلق لها، لأن جميع المذكورات، قد أقروا أنها خلق اللّه وحده، ولا ثَمَّ شيء يعلم غيرها، فثبت عجزهم عن إثبات شيء لها تستحق به أن تعبد.
ولكن عبادتهم إياها، عن غير علم وبصيرة، بل عن جهل وضلال، ولهذا قال: (بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
*****
فرسالة الإسلام هي النور الذي أضاء الأرض وأزاح عنها ظلام الشرك والإلحاد والكفر ..
فبقدر إنتشار نور الإسلام في الأرض بقدر إنحصار ظلام الجهل ,
كالشمس في كبد السماء لا ترى معها ظلام فإذا غربت الشمس ترى الظلام بدأ يخيم ..
ومع قوة البراهين على عقيدة التوحيد ووضوح الأدلة فإن الله سبحانه لم يشأ أن يترك الإنسان إلى فطرته وحدها ولا إلى إدراكتهم وحدها ولا إلى خطاب الدلائل الكونية وحدها بل أرسل لهم الرسل يذكرونهم ويعطون المثال الحي للواقع الإيماني للبشرية فإن العقل قد تنحرف به الشهوات والشياطين من الجن والإنس ..
فجعل الله الحجة على العالمين بإرسال الرسل إليهم لكي لايكون للناس حجة بعد الرسل ..
ومن رحمة الله تعالى للإنسان أن وجهه للنظر وإعمال العقل قال تعالى في سورة النمل:
قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ,
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)
بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66)
وقال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي:
يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
الراوي: أنس بن مالك - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3540
ونختم بهذه الآية
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ -55 النور
******
شكرا على متابعتكم.
وتفضلوا بقبول وافر الأحترام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[14 Dec 2010, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الملك
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له: تبارك الذي بيده الملك " ورواه أهل السنن الأربعة من حديث شعبة - وقال الترمذي هذا حديث حسن
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)
ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)
إن المنهج القرآني في ترسيخ عقيدة التوحيد يوقظ القلب لرؤية قدرة الله سبحانه وتعالى الذي بيده الملك في هذا الكون الكبير يسيره كيف شاء .. وكأن كل يوم هو بعث جديد ومشهد جديد , تتملاه العين و يتأمله القلب فيذكر ربه سبحانه مالك الملك.
إن مشهد الكون العظيم من حولنا قد يزهل العقول من إتساعه الدائم العظيم
ومع وجود المجرات الهائلة ووجود ملايين النجوم وملايين الكواكب وملايين الأقمار وملايين الشهب , مع وجود هذا الكم الذي قد يعجز العقل عن إدراكه , إلا أنها تسير في مدارات محددة وفقا لسنن وقوانين وضعها الله تعالى لها لا تتعداه.
وإن كوكب الأرض يكاد لا يري بين هذه الكواكب و النجوم العملاقة والمجرات الهائلة
ولو شاهدنا الأرض من خلال هذا الكون الهائل , نراها مجرد حبة رمل في صحراء مترامية الأطراف ..
سبحان الله العظيم , هل أدرك الإنسان هذه الحقيقية وهو يحاول أن يكتشف
الكواكب والنجوم , إنها إطلالة في غاية الأهمية , أن نرى من خلال الأقمار الصناعية والمناظير العملاقة , هذا الإبداع الإلهي في الكون.
فخير الله عظيم, وبرُّه على جميع خلقه, فهو بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما, نافذ فيهما أمره وقضاؤه, وهو على كل شيء قدير.
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟
وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده.
الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟
ثم أعد النظر مرة بعد مرة, يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا, وهو متعب كليل.
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة, وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين, وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
طبقات الأرض السبعة
(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية)
مع تطور أجهزة القياس ظهر للعلماء تمايزاً واضحاً بين أجزاء الأرض الداخلية. فلو نزلنا تحت القشرة الأرضية رأينا طبقة أخرى من الصخور الملتهبة، هي الغلاف الصخري. ثم تأتي بعدها ثلاث طبقات أخرى متمايزة من حيث الكثافة والضغط ودرجة الحرارة.
ولذلك وجد العلماء أنفسهم يصنفون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك.
وهو من الحقائق اليقينية التي يدرسونها لطلابهم في الجامعات. والتي يشاهدونها من خلال مقاييس الزلازل ومن الدراسة النظرية للحقل المغنطيسي للأرض وغير ذلك.
لقد وجد العلماء أيضاً أن الذرة تتألف من سبع طبقات، وهذا يؤكد وحدة الخلق، فالنظام الذي يحكم الكون كله واحد. فالأرض سبع طبقات، وكل ذرة من ذراتها سبع طبقات أيضاً.
طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لا يمكن أبداً أن نعتبر أن الكرة الأرضية طبقة واحدة كما كان الاعتقاد سائداً في الماضي. وهنا نجد أن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً، ولم تكن مطروحة زمن نزول القرآن الكريم. هذا ما يقوله لنا علماء القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى؟
في رحاب القرآن الكريم
يتحدث البيان الإلهي عن الطبقات السبع للسماء والأرض في آيتين في قوله عزّ وجلّ:
قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا - 3 الملك
وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ - 12الطلاق
لقد حدّدت لنا الآية الأولى صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات وهو سبعة، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض كما نجد ذلك في تفاسير القرآن ومعاجم اللغة العربية.
أما الآية الثانية فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله تعالى: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً.
وهنا نتوقف عند قوله تعالى: (طِباقاً)، والتي توحي بوجود طبقات، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم من أن الأرض عبارة عن طبقات أي Layers وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن القرآن قد حدّد شكل الأرض وهو الطبقات، وحدد أيضاً عدد هذه الطبقات وهو سبعة،
بكلمة أخرى إن القرآن حدّد التسمية الدقيقة لبنية الأرض وهي الطباق أو الطبقات. أي أن القرآن قد سبق علماء القرن الواحد والعشرين إلى الحديث عن حقيقة الأرض بأربعة عشر قرناً،
أليست هذه معجزة قرآنية مبهرة؟!
في رحاب السنّة المطهرة
ولو تأملنا أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وجدنا حديثاً يؤكد وجود سبع أراضين، أي سبع طبقات تغلف بعضها بعضاً.
يقول صلى الله عليه وسلم: (مَن ظَلَم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أراضين) [رواه البخاري].
وهنا نجد أن الرسول الكريم قد فسّر صفة الطباق بصفة ثالثة وهي صفة الإحاطة بقوله عليه صلوات الله وسلامه: (طُوِّقَهُ من سبع أراضين) والتي تعني التطويق والإحاطة من كل جانب كما في معاجم اللغة، وهذه فعلاً هي حقيقة طبقات الأرض التي يطوّق بعضها بعضاً.
******
وبعد كل هذه الدلائل القرآنية و الكونية والعلمية
لا حجة لمن يشرك بالله أو يكفر به
فليحذر الكافرون من المصير.
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)
إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7)
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9)
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)
فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
ذو الجلال و الإكرام
ذو الجلال و الإكرام هو المتفرد بصفات الجلال والكمال والعظمة
المختص بالإكرام والكرامة .. فكل جلال هو له .. وكل كرامة منه سبحانه
له الجلال في ذاته وصفاته وأسمائه ..
والإكرام فيض منه على عباده وجميع مخلوقاته
قال سبحانه:
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ – 34 إبراهيم
وقال تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا – 70 الإسراء
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإكْرَامِ – 78 الرحمن
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[17 Dec 2010, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(2)
وبعض آيات من سورة الملك
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع بقية سورة الملك , وضرورة الإيمان بالغيب حيث أنه أساس مبدأ التوحيد , وأن كل العلوم التي نتعلمها مبنية على هذا المبدأ.
وكثير من الأمثلة التي نحياها يمكن أن نسوقها في هذا المجال
فأنت حين تذهب إلى الطبيب ويصف لك الدواء , فأنت تلتزم بما قاله لك من حيث الإمتناع عن بعض الأغذية وتناول ما يقرره لك من نظام غذائي , تفعل ذلك بين الناس وبينك وبين نفسك حيث لا يراك أحد من البشر ,
أنت تفعل ذلك لإيمانك أنه هذا الطبيب ذو كفاءة وخبرة عالية وقد تعافى على يديه كثير من الناس,
ثم ننظر كيف نتلقى العلوم في الكليات والمعاهد الدراسية ,
وعلى سبيل المثال يتحدث الأستاذ الجامعي في تكوين الذرة , ويتلقى الطلاب ذلك العلم بإيمانهم أنها حقيقة علمية ولا يشك طالب منهم في ذلك العلم وإلا لشل حركة العلم تماما من على وجه الأرض , فحين تقول للتلميذ أن الأرض كروية , يرد لا أصدق حتى أرى , ... وتخبره أن هناك قارة تسمى أستراليا , يرد لا حتى أرى.
ويصف الطبيب الدواء فيرد المريض لا حتى أدرس الطب. فهل يعقل هذا؟
وهكذا في كافة المجالات يختص أهل الخبرة بمعرفة كبيرة في إختصاصاتهم بحيث يسلم له من يتلقى منه لثقته بعلمه وخبرته.
وقد تأكد ذلك في القرآن العظيم حيث قال تعالى:
قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا – 6 الفرقان
و قال تعالى:
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا – 59 الفرقان
ونعود إلى سورة الملك حيث التأكيد على أهمية الغيب كضرورة حتمية للإستقامة على مبدأ التوحيد.
إن الذي خلقنا يعلم ما ينفعنا وما يضرنا فوضع لنا منهج للحياة
نسير عليه بين الناس وبيننا وبين أنفسنا حيث لا يرنا إلا الله تعالى.
*****
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس, ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته, لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة
وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه, فهما عند الله سواء, إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور, فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟
ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم.
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها, وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا.
أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)
أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)
ولقد كذَّب الذين كانوا من قبل كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم, فكيف كان إنكاري عليهم, وتغييري ما بهم من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟
*****
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)
أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
(يُتْبَعُ)
(/)
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
أفمن يمشي منكَّسًا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب, أشد استقامة على الطريق وأهدى, أم مَن يمشي مستويًا منتصب القمة سالمًا على طريق واضح لا اعوجاج فيه؟ وهذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن.
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر؟ أيها المؤمنون, إن كنتم صادقين فيما تدَّعون,
قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به, وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم, وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
فلما رأى الكفار عذاب الله قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخًا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومَن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخَّر آجالنا، وعافانا مِن عذابه، فمَن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟
قل: الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون إذا نزل العذاب: أيُّ الفريقين على الصراط الله المستقيم؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صار ماؤكم الذي تشربون منه ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة، فمَن غير الله يجيئكم بماء جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون؟
وللتفسير العلمي للمياه الجوفية نقرأ في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المياه الجوفية
إن تصرف مياه الأمطار داخل الطبقات التحت السطحية تكون خزانات مياه جوفية وبالتنقيب عليها بواسطة عمليات الاستكشاف والحفر فإنه يمكن استخدامها لأغراض الشرب والري وغير ذلك من الاستخدامات حسب درجة العذوبة والملوحة.
يقول الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ - 18المؤمنون
أنواع خزانات المياه الجوفية
(1) الخزان الجوفي الحر Unconfined Aquifer
ويحد هذا الخزان طبقة صماء من أسفله أما أعلاه متصلاً اتصالاً مباشراً بالضغط الجوى ويحده المستوى المائي الأرضي من أعلاه وتتصل هذه الطبقة اتصالا وثيقا بسطح الأرض حيث تتأثر بمياه الري والأمطار.
(2) الخزان الجوفي المحصور Confined Aquifer
ويحد الطبقات الحاملة للمياه من أسفل ومن أعلى طبقات صماء غير منفذة للمياه وبهذا تكون المياه داخل الخزان تحت ضغط كبير وتكون بهذا معزولة عن المياه السطحية ومصدر هذه المياه عادة يكون بعيداً جداً.
وإذا كان الضغط البيزومترى لهذه الطبقات أعلا من سطح الأرض قيل عن الخزان بأنه خزان ارتوازي والآبار الارتوازية تندفع منها المياه دون الحاجة لاستخدام مضخات ويوجد مثل هذه الخزانات بالصحارى المصرية مثل الوادي الجديد.
(3) الخزان شبه المحصور Semi Confined Aquifer
وفيه إحدى الطبقات التي تحده من أعلى أو من أسفل ذات نفاذية ضئيلة ومنه تتسرب المياه إلى الطبقات الخارجية أو اليها.
(4) الخزان الجوفي المعزول Perched Water
الخزان الجوفي المعزول
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو نتيجة للتراكيب الجيولوجية وتوجد ارتفاعات وانخفاضات في الطبقات غير المنفذة فعند الانخفاضات تحتجز المياه الجوفية وفى هذه الحالة يكون الخزان الجوفي محدود وغير متصل بأي خزانات أخرى ومصدرها عادة أما سطحي أو نتيجة للتسرب البطئ من خزانات أخرى تحته.
(5) الخزان الأثري Connate Water
وهذه المياه الجوفية عادة تكون محتجزة لحظة تكوين الصخور أو منذ إنشائها وهذه المياه عادة ليس لها أي اتصال أو مصادر خارجية.
استكشاف المياه الجوفية
إن لمسامية ونفاذية صخور القشرة الأرضية دور فعال في تكوين المياه الجوفية فمن خلال تلك الخاصتين تجد المياه السطحية (مثل مياه الأمطار) مسلك لتكوين خزانات مياه بداخل هذه الصخور ويمكن لهذه المياه الجوفية مرة أخرى تجد مسلكاً آخر إلى السطح عبر الينابيع أو أن تشقق الأرض عنها عن طريق عمليتي البحث والتنقيب
ويقول الحق تبارك وتعالي: وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار , وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء .. - 74 البقرة
يتم استكشاف المياه الجوفية بعدة طرق جيوفيزيقية ومن أهمها الطرق الكهربية Electric Methods
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المقسط
المقسط من أقسط: أي عدل وأزال الظلم والجور.
قال تعالى:
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ -18 ال عمران
سبحان العفو المقسط تبارك وتعالى.
******
الجامع
والجامع من أسماء الأفعال , قال تعالى:
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – 9 التغابن
وجاء في سورة ال عمران:
(رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ - 9)
وهو سبحانه الجامع بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات.
فجمعه بين المتماثلات كجمعه الخلق الكثير من الناس على ظهر الأرض ,
وحشره إياهم في صعيد واحد يوم القيامة.
وأما جمعه بين المتباينات فمثاله جمعه بين الكواكب والنجوم في السماء ,
والبحار والأنهار والنبات والحيوان والحشرات والمعادن المختلفة في الأرض ,
وقد جمع بين المتباينات في شئ واحد: كجمعه بين العظم واللحم والدم والعصب وجميع أعضاء الإنسان في جسد واحد.
وكذلك في النبات من جذع وساق وأوراق وثمار.
وأما جمعه بين المتضادات فمثاله جمعه بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة في أجساد الأحياء , وجمعه بين السالب والموجب في الشحنات الكهربائية والقوى المغناطيسية. وفي الهواء بين عناصر مختلفة مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنتروجين.
ولا نستطيع أن نحصي ما يجمعه الله تعالى , فلا يعرف الجامع إلا الجامع سبحانه وتعالى.
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[19 Dec 2010, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة نوح
إن مبدأ التوحيد جاء لإنقاذ الإنسان من العذاب , سواء في الدنيا أو الأخرة
ففي الدنيا يجعل الإنسان حرا لا يعبد إلا الله تعالى المنعم والمتفضل علينا بأمن والرزق , ولولا فضل الله لعاش الإنسان في خوف دائم من الكوراث والأمراض والصراعات بين البشر حيث التناحر من أجل الدنيا الزائلة.
أما في الأخرة فإن النجاة للمؤمنين الموحدين حيث جنات النعيم والخلود والرضا والرضوان من رب العالمين.
والجحيم للمشركين والكافرين والملاحدة حيث الخلود في العذاب الأليم.
ومبدأ التوحيد كان دعوة جميع الأنبياء ,
ومع نموذج حي لهذه الدعوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
إنا بعثنا نوحا إلى قومه, وقلنا له: أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب موجع أليم.
قال نوح: يا قومي إني نذير لكم واضح الإنذار من عذاب الله إن عصيتموه, وإني رسول الله إليكم فاعبدوه وحده, وخافوا عقابه, وأطيعوني فيما آمركم به, وأنهاكم عنه,
فإن أطعتموني واستجبتم لي يصفح الله عن ذنوبكم ويغفر لكم، ويُمدد في أعماركم إلى وقت مقدر في علم الله تعالى, إن الموت إذا جاء لا يؤخر أبدًا, لو كنتم تعلمون ذلك لسارعتم إلى الإيمان والطاعة.
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10)
يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12)
قال نوح: رب إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار, فلم يزدهم دعائي لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه,
وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم, وضعوا أصابعهم في آذانهم ; كي لا يسمعوا دعوة الحق, وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني, وأقاموا على كفرهم, واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا, ثم إني دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا في غير خفاء, ثم إني أعلنت لهم الدعوة, وأسررت بها في حال أخرى,
فقلت لقومي: سلوا ربكم غفران ذنوبكم, وتوبوا إليه من كفركم, إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه.
إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا, ويزيد في أموالكم وأولادكم, ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها, ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم , حيث البركة والرخاء.
مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16)
مالكم -أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه, وقد خلقكم في أطوار متدرجة: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ولحمًا؟ ألم تنظروا كيف خلق الله سبع سموات متطابقة بعضها فوق بعض, وجعل القمر في هذه السموات نورًا, وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (20)
والله أنشأ أصلكم من الأرض إنشاء, ثم يعيدكم في الأرض بعد الموت, ويخرجكم يوم البعث إخراجًا محققًا. والله جعل لكم الأرض ممهدة كالبساط؛ لتسلكوا فيها طرقًا واسعة.
*****
بعد هذا التوضيح وهذا الجهد في تبليغ رسالة الحق
لم يؤمن مع نوح عليه السلام إلا قليل
وكان العقاب والعذاب للمكذبين في الدنيا حيث تم إغراقهم فدخولهم إلى الجحيم , نعوذ بالله من ذلك.
فعلى الإنسان العاقل أن يقي نفسه من العذاب , بالتوجه إلى الله الرحيم الذي أرسل رسله لهداية البشر وإسعادهم في الدنيا ودوام سعادتهم في الأخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً (25)
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً (28)
قال نوح: ربِّ إن قومي بالغوا في عصياني وتكذيبي, واتبع الضعفاء منهم الرؤساء الضالين الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقابًا في الآخرة,
ومكر رؤساء الضلال بتابعيهم من الضعفاء مكرًا عظيمًا, وقالوا لهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم إلى عبادة الله وحده, التي يدعو إليها نوح, ولا تتركوا وَدًّا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونَسْرا - وهذه أسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله,
وكانت أسماء رجال صالحين, لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يقيموا لهم التماثيل والصور; لينشطوا- بزعمهم- على الطاعة إذا رأوها, فلما ذهب هؤلاء القوم وطال الأمد, وخَلَفهم غيرهم, وسوس لهم الشيطان بأن أسلافهم كانوا يعبدون التماثيل والصور, ويتوسلون بها,
وهذه هي الحكمة من تحريم التماثيل, وتحريم بناء القباب على القبور; لأنها تصير مع تطاول الزمن معبودة للجهال.
وقد أضلَّ هؤلاء المتبوعون كثيرًا من الناس بما زيَّنوا لهم من طرق الغَواية والضلال.
فبسبب ذنوبهم وإصرارهم على الكفر والطغيان أُغرقوا بالطوفان, وأُدخلوا عقب الإغراق نارًا عظيمة اللهب والإحراق, فلم يجدوا من دون الله مَن ينصرهم, أو يدفع عنهم عذاب الله.
وقال نوح -عليه السلام-: ربِّ لا تترك من الكافرين بك أحدًا حيًّا على الأرض. إنك إن تتركهم دون إهلاك يُضلوا عبادك الذين قد آمنوا بك عن طريق الحق, ولا يأت من أصلابهم وأرحامهم إلا مائل عن الحق شديد الكفر بك والعصيان لك.
ربِّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا, وللمؤمنين والمؤمنات بك, ولا تزد الكافرين إلا هلاكًا وخسرانًا في الدنيا والآخرة
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الغني
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الحميد - 15 فاطر
فهو المستغني عن كل ما سواه .. ,
قال تعالى:
وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ – 133 الأنعام
سبحان ربي فهو الغني بذاته و أسمائه وصفاته عن كل ما عداه
فقد كان ولم يكن شئ غيره .. سبحانه هو الغني المطلق
******
المغني
والمغني هو الله .. يغني من يشاء من عباده بما يشاء من أنواع الغنى ,
قال تعالى:
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا – 20 الإسراء
ومازال العباد في حاجة إليه مهما بلغوا من الثراء
فهو سبحانه يمدنا بالهواء الذي يحتاجه الدم وهو سبحانه أمدنا بجميع ما تخرجه الأرض من ثمار وغلال وهو الذي أمدنا بالمياه التي جعلها سببا في حياة ما يدب على الأرض والنبات
قال تعالى:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ – 30 الأنبياء
فكل الخلائق يفتقرون إليه.
قال تعالى:
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ – 38 محمد
سبحن الله الغني المغني.
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[22 Dec 2010, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرآن العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة الجن
هناك عوالم كثيرة غير الإنسان منها الملائكة ومنها الجن
وهي عوالم موجودة ولها مهام تقوم بها
وعلى سبيل المثال هناك ملكان يقومان بتدوين أعمال الإنسان أحدهما يدون الحسنات والأخر لتدوين السيئات , وهناك ملائكة لقبض الأرواح
وهناك عالم الجن منهم الطائعون ومنهم العصاة ومنهم المردة ,
وهذه العوالم لا نراها, ومع ذلك يمنك رؤيتها إذا تشكلت في هيئة البشر ,
فقد رأى الصحابة رضوان الله عليهم "جبريل "
عن عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ... إلى أخر الحديث
قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم.!. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
وقد رأى النبي صلاوات الله وسلامه عليه جبريل على صورته.
قال الإمام أحمد , عن ابن مسعود في آية " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل من الدر والياقوت " - وهذا إسناد جيد قوي
ويعرض لنا ربنا نموذج من عالم الجن المؤمن , حين أستمعوا إلى القرآن العظيم.
فماذا كان موقفهم؟
هذا ما سوف نسمعه في الآيات التالية:
*****
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)
قل -أيها الرسول-: أوحى الله إليَّ أنَّ جماعة من الجن قد استمعوا لتلاوتي للقرآن، فلما سمعوه قالوا لقومهم: إنا سمعنا قرآنًا بديعًا في بلاغته وفصاحته وحكمه وأحكامه وأخباره, يدعو إلى الحق والهدى، فصدَّقنا بهذا القرآن وعملنا به, ولن نشرك بربنا الذي خلقنا أحدًا في عبادته.
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً (3)
وأنه تعالَتْ عظمة ربنا وجلاله, ما اتخذ زوجة ولا ولدًا.
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)
وأن سفيهنا- وهو إبليس- كان يقول على الله تعالى قولا بعيدًا عن الحق والصواب، مِن دعوى الصاحبة والولد.
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5)
وأنَّا حَسِبْنا أن أحدًا لن يكذب على الله تعالى، لا من الإنس ولا من الجن في نسبة الصاحبة والولد إليه.
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6)
وأنه كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن, فزاد رجالُ الجنِّ الإنسَ باستعاذتهم بهم خوفًا وإرهابًا ورعبًا. وهذه الاستعاذة بغير الله, التي نعاها الله على أهل الجاهلية, من الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة النصوح منه. وفي الآية تحذير شديد من اللجوء إلى السحرة والمشعوذين وأشباههم.
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7)
وأن كفار الإنس حسبوا كما حسبتم- يا معشر الجن- أن الله تعالى لن يبعث أحدًا بعد الموت.
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8)
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً (9)
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10)
وأنَّا- معشر الجن- طلبنا بلوغ السماء؛ لاستماع كلام أهلها, فوجدناها مُلئت بالملائكة الكثيرين الذين يحرسونها, وبالشهب المحرقة التي يُرمى بها مَن يقترب منها.
وأنا كنا قبل ذلك نتخذ من السماء مواضع; لنستمع إلى أخبارها, فمن يحاول الآن استراق السمع يجد له شهابًا بالمرصاد, يُحرقه ويهلكه. وفي هاتين الآيتين إبطال مزاعم السحرة والمشعوذين, الذين يدَّعون علم الغيب، ويغررون بضعاف العقول؛ بكذبهم وافترائهم.
وأننا معشر الجن- لا نعلم: أشرًا أراد الله أن ينزله بأهل الأرض، أم أراد بهم خيرًا وهدى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12)
وأنا منا الأبرار المتقون، ومنا قوم دون ذلك كفار وفساق, كنا فرقًا ومذاهب مختلفة.
وأنا أيقنا أن الله قادر علينا، وأننا في قبضته وسلطانه, فلن نفوته إذا أراد بنا أمرًا أينما كنا, ولن نستطيع أن نُفْلِت مِن عقابه هربًا إلى السماء، إن أراد بنا سوءًا.
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13)
وإنا لما سمعنا القرآن آمنَّا به, وأقررنا أنه حق مِن عند الله، فمن يؤمن بربه، فإنه لا يخشى نقصانًا من حسناته، ولا ظلمًا يلحقه بزيادة في سيئاته
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15)
وأنا منا الخاضعون لله بالطاعة, ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق، فمن أسلم وخضع لله بالطاعة, فأؤلئك الذين قصدوا طريق الحق والصواب, واجتهدوا في اختياره فهداهم الله إليه, وأما الجائرون عن طريق الإسلام فكانوا وَقودًا لجهنم.
وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً (17)
وأنه لو سار الكفار من الإنس والجن على طريقة الإسلام، ولم يحيدوا عنها لأنزلنا عليهم ماءً كثيرًا، ولوسَّعنا عليهم الرزق في الدنيا؛ لنختبرهم: كيف يشكرون نعم الله عليهم؟ ومن يُعرض عن طاعة ربه واستماع القرآن وتدبره, والعمل به يدخله عذابًا شديدًا شاقًّا.
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)
وأن المساجد لعبادة الله وحده, فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها؛ فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليُعبَدَ اللهُ وحده فيها, دون من سواه، وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله, ومتابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
وأنه لما قام محمد صلى الله عليه وسلم, يعبد ربه، كاد الجن يكونون عليه جماعات متراكمة, بعضها فوق بعض ; مِن شدة ازدحامهم لسماع القرآن منه.
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20)
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23)
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24)
قل- أيها الرسول- لهم: إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرًا، ولا أجلب لكم نفعًا، قل: إني لن ينقذني من عذاب الله أحد إن عصيته, ولن أجد من دونه ملجأ أفرُّ إليه مِن عذابه, لكن أملك أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم, ورسالتَه التي أرسلني بها إليكم. ومَن يعص الله ورسوله, ويُعرض عن دين الله, فإن جزاءه نار جهنم لا يخرج منها أبدًا.
حتى إذا أبصر المشركون ما يوعدون به من العذاب، فسيعلمون عند حلوله بهم: مَن أضعف ناصرًا ومعينًا وأقل جندًا؟
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: ما أدري أهذا العذاب الذي وُعدتم به قريب زمنه, أم يجعل له ربي مدة طويلة؟ وهو سبحانه عالم بما غاب عن الأبصار, فلا يظهر على غيبه أحدًا من خلقه، إلا من اختاره الله لرسالته وارتضاه، فإنه يُطلعهم على بعض الغيب،
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرسل من أمام الرسول ومن خلفه ملائكة يحفظونه من الجن; لئلا يسترقوه ويهمسوا به إلى الكهنة; ليعلم الرسول صلى الله عليه وسلم, أن الرسل قبله كانوا على مثل حاله من التبليغ بالحق والصدق، وأنه حُفظ كما حُفظوا من الجن, وأن الله سبحانه أحاط علمه بما عندهم ظاهرًا وباطنًا من الشرائع والأحكام وغيرها, لا يفوته منها شيء, وأنه تعالى أحصى كل شيء عددًا، فلم يَخْفَ عليه منه شيء
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
واليوم مع بعض صفات الأفعال
المانع - الضار النافع
سبحانه يعطي كل ما هو في مصلحة المخلوق , ويمنع ما هو سبب فساده وفق مشيئته , ويغني من يشاء بالعطاء , ويمنع من يشاء بالابتلاء ,
فهو المعطي والمانع.
وإن من العباد من يصلح له الفقر , ولو أغناه الله لفسد حاله , وإن من العباد من يصلح له الغنى ولو أفتقر لفسد حاله.
وورد في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 844
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟ - 14 الملك
فهو سبحانه الخبير بما يصلح عباده.
******
الضار النافع
هذان الاسمان من الصفات الفعلية ... يدلان على تمام المقدرة ..
فلا ضر ولا نفع إلا بإرادته
قال تعالى:
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ
وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ
قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا – 78
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا – 79 النساء
فكل شئ بإرادة الله تعالى , فتنزل الحسنات على عباد الله الصالحين ,
وتنزل الكوارث والمصائب على الذين أجرموا وأشركوا ولم يتوبوا.
قال تعالى:
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ -107 يونس
إن الخير والشر والنفع والضر إنما هو راجع إلى الله تعالى وحده لا يشاركه في ذلك أحد ,
فهو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له
وقد يكون الشر والخير إختبار للإنسان.
قال تعالى:
وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ-168 الأعراف
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ – 35 الأنبياء
وورد في الحديث الصحيح:
ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5641
خلاصة الدرجة: [صحيح]
فهو سبحانه الفعال لما يريد .. ولا يقع في ملكه إلا ما يريد
قال تعالى:
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ – 22 الحديد
فما يحدث في الكون من شئ إلا بإرادته سبحانه.
قال تعالى:
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ , إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا-30
يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا - 31 الإنسان
سبحان الله , المانع , الضار , النافع.
ليس كمثله شئ هو الله
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[23 Dec 2010, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
وبعض آيات من سورة المزمل – المدثر
المزمل
(يُتْبَعُ)
(/)
نعيش اليوم مع ذكر الله تعالى والوقوف في حضرته بقيام الليل وتلاوة القرآن , الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ – 28 الرعد
كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ – 17 وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ - 18 الذاريات
ينامون في زمن يسير من الليل ويصلون أكثره
ولا غرابة في هذا لأنهم عاشوا بقلوب متعلقة بالله تعالى
عاشوا مع قوله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم
وعاشوا مع قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.
ومع ذلك كانوا أنشط وأقوى البشر على وجه الأرض
حيث فتحوا العالم من المشرق والمغرب في حدود العشرين عاما
فما أحوجنا اليوم إلى هذا النشاط.
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)
إن العبادة التي تنشأ في جوف الليل هي أشد تأثيرًا في القلب, وأبين قولا , لفراغ القلب مِن مشاغل الدنيا.
إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7)
إن لك في النهار تصرفًا وتقلبًا في مصالحك, واشتغالا واسعًا بأمور الرسالة, ففرِّغْ نفسك ليلا لعبادة ربك.
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا (8)
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا (9)
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ , أي أكثر من ذكره , وتبتل إليه تبتيلا " أي أخلص له العبادة
هو "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا" موكلا له أمورك
قال تعالى:
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ – 115 البقرة
********
المدثر
وبقدر التقرب من الله تعالى وقيام الليل وتلاوة القرآن , ترى هناك أناس يعرضون عن مجرد التذكير بالخالق الأعظم.
فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)
فما لهؤلاء عن القرآن وما فيه من المواعظ منصرفين؟ كأنهم حمر وحشية شديدة النِّفار, فرَّت من أسد كاسر.
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ (53)
بل يطمع كل واحد من هؤلاء البشر الذين لا يؤمنون أن يُنزل الله عليه كتابًا من السماء منشورًا,
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
النور
قال تعالى:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ - 35 النور
"الله نور السماوات والأرض , مثل نوره , أي صفته في قلب المؤمن "كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة" هي القنديل والمصباح السراج
النور من أسماء الله الحسنى , إذ هو سبحانه الذي مد جميع المخلوقات , بالأنوار الحسية والمعنوية.
فهو منور الكون بنور الوجود , حيث أن العدم ظلمة.
فهو سبحانه النور المطلق فلا وجود إلا مستمد من وجوده , ولا نور إلا مستمد من نوره.
وفي الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
قام فينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بخمس كلمات: قال: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، ولكن يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: ابن خزيمة - المصدر: التوحيد - الصفحة أو الرقم: 177/ 1
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
سبحانه الله
(ليس كمثله شئ و هو السميع البصير)
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(6)
وبعض آيات من سورة القيامة – الإنسان
القيامة
إن الإيمان باليوم الأخر شرط هام في عقيدة التوحيد
روى مسلم في صحيحه
حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل:
قال فأخبرني عن الإيمان؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
وضرورة الإيمان باليوم الأخر تنفي العبثية في خلق الإنسان.
قال تعالى:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116 المؤمنون
أفحسبتم- أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين, لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟
تعالى وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ،
ونستمع إلى الآيات من سورة القيامة
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)
أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟
ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين، ثم صار قطعة من دم جامد، فخلقه الله بقدرته وسوَّى صورته في أحسن تقويم؟
فجعل من هذا الإنسان الصنفين: الذكر والأنثى،
أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بلى إنه - سبحانه وتعالى- لقادر على ذلك.
ومع الجانب العلمي لهذه الآيات الكريمة
المصدر موسوعة الإعجاز العلمي
ابتداءً من اليوم الرابع والعشرين في الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع السادس تظهر على جانبي مبادئ العمود الفقري للجنين نتوءات .. ويتقوس الشكل الخارجي للجنين بسبب حدوث انثناءات في جسم الجنين نظراً لاختلاف معدل نموأجزائه المختلفة.
ويكون أفضل وصف للجنين في هذه المرحلة هو وصف المضغة نظراً للشكل المنثني المميز ولوجود النتوءات التي تشبه مواضع الأسنان على قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ
ويكون طول الجنين في هذه المرحلة حوالي 1 - 2 سم مما يجعله في حجم ما يمضغ، وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم خلقنا النطفة علقة ... )
الجنين في مرحلة المضغة يحتوي علي أصول جميع أجهزة الجسم (الجهاز الدوري – التنفسي – الهضمي – البولي) فأوليات جميع الأجهزة قد إكتمل تشكيلها ولكن تفاصيل هذه الأجهزة لم تكتمل بعد .. وأيضاً فإن بعض الخلايا قد تخصصت
ولكن بعضها ما زال غير متخصص في صور خلايا غير متميزة والعجيب أن القرآن الكريم يصف المضغة بهذا الوصف (مخلقةٍ وغير مخلقة) ولاحظ إستعمال القرآن الكريم للفظ (مخلقة) ولم يستعمل لفظ (مخلوقة) فكل الخلايا في هذه المرحلة (مخلوقة) ولكن بعضاً منها ما زالت غيرُ مُخلقة حيث بعض الخلايا لم تتخصص في وظيفتها كما أن الأجهزة ما زالت في صورة أولية،
فجمع الجنين في هذه المرحلة بين وصف (مُخلقة) من حيث إكتمال تشكيل المضغة في ذاتها على أحسن هيئة وتخصص بعض خلاياها وبين وصف (غير مخلقة) من حيث عدم إكتمال صفة الأجهزة وعدم تخصص كثير من الخلايا والله تعالى أعلم. قال تعالى ( .... ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم .... ) (سورة الحج:5).
********
الإنسان
هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا – 1
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّا خَلَقْنَا الإنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا - 2
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا - 3
وتبدأ سورة الإنسان بسؤال يجب أن ننتبه اليه جيدا
بل يجب أن نستصحب الصورة ونحن نجيب
والسؤال هو: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً؟
ونستحضر صورة الأرض وليس عليها إنسان
والجواب الذي يقر به كل إنسان عاقل- نعم قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
وبنظرة سريعة لصورة الأرض اليوم - من خلق هؤلاء المليارات من البشر؟
فهل يصعب على الله تعالى أن يعيد أولئك البشر مرة أخرى يوم القيامة؟
بعد هذا المنطق .. هل يوجد من يعترض على البعث .. ؟
فهل لأي مجادل أن يأتي بحجة تناقد هذه القضية؟
فإن رحمة الله الواسعة بعباده تمهل الإنسان حتى يعود لرشده
إن الله يدعوا إلى دار السلام وهي الجنة وبها أماكن لكل البشر
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وهذه مشيئة الله في البشر جعلهم مختارين في العقيدة
لا إكراه في الدين.
فالإنسان مجبر في أمور كثيرة .. حيث ولد بدون إختيار ويموت دون إختيار
ويبعث دون إختيار
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الهادي
قال تعالى:
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ – 38 البقرة
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى – 50 طه
والهداية في اللغة هي الدلالة بلطف على ما يوصل إلى المطلوب
والهداية أنواع:
أولا - هداية الفطرة وهي التي تجعل الطفل يلتقم ثدي أمه للرضاعة , وتجعل الفرخ ينقر بيضه ليخرج في الوقت المناسب ..
ثانيا – هداية الحواس وهي متممة للأولى مثل عمل الرئتين في التنفس عقب الولادة مباشرة , وتبدأ في بعض الكائنات بصور متباينة مثل حاسة البصر عند الصقور والنسور , وحاسة الشم عند الكلاب وحاسة السمع عند القطط .. وهكذا.
ثالثا – هداية العقل , وما أعظمها هداية , أنعم الله تعالى بها على الإنسان ,
فقد أستخدمه الإنسان في التدبر لآيات الله في الكون وعرف به نعمة الله عليه وعلى سائر المخلوقات , وقد أستخدمه في معالجة المواد الموجودة على الأرض وإستنباط جميع الصناعات التي نراها.
ولا نستطيع أن نحصي فضل هداية العقل.
ورد في الأثر: لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل ثم قال له أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب.
رابعا – هداية الدين والرسل , فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن الكريم
على خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه
مبينا آلاء الله تعالى في الكون والأنفس ودلائل التوحيد
فلا مجال للكلام عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
عن مصادر لا تعتمد على القرآن الكريم والسنة المطهرة.
إن عقيدة التوحيد هبة خالصة من الله تعالى للبشر
عرفها لهم عن طريق الرسل , ولم يتدرج الإنسان في هذه المعرفة
كما تدرج في الصناعات .. فقد جاءت الرسالات الإلهية
منذ فجر التاريخ كاملة حاسمة في دعوة التوحيد
وإن دعوة الرسل جميعا من لدن أدم إلى خاتم الأنبياء
محمد صلى الله عليه وسلم
لا إله إلا الله
وقد غال بعض الناس في أنبيائهم لدرجة العبادة لهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم،
فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله
الراوي: عمر بن الخطاب - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3445
خلاصة الدرجة: [صحيح]
خامسا – الهداية الخاصة وهي اصطفاء واختيار وإنعام وإحسان
وقد علمنا ربنا إن نتوجه إليه في الصلاة بالقول:
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
وكل أنواع الهداية هي فضل ونعمة منه سبحانة وتعالى.
سبحان الهادي
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى(/)
هذا الناسخ و المنسوخ لا نظير له
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 Jul 2010, 02:28 ص]ـ
قال الإمام علم الدين السخاوي رحمه الله في جمال القراء [1/ 375]:
سورة المجادلة
قوله عز و جل: (((يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة))) هي منسوخة بالتي بعدها، و قيل نسخت بالزكاة في التي بعدها. و روي عن علىٍّ رض1 أنه قال: إن في كتاب الله آية لم يعمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنتُ إذا ناجيتُ رسول الله صل1 تصدقتُ بدرهم. و في طريق أخرى: فكنتُ كلما أردتُ أن أسأله عن مسألةٍ تصدقتُ بدرهم حتى لم يبق معي غير درهم واحد فتصدقتُ به و سألتُه، فنُسخت الآية، و نزل ناسخها: (((: أءشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا و تاب الله عليكم))) الآية.
إلى أن قال .. و هذا الناسخ و المنسوخ لا نظير له: أما المنسوخ فإنه إنما كان راجعا إلى اختيار الإنسان فإن أحب أن يناجي تصدق و إلا فلا، و ليست المناجاة بواجبة. و أما الناسخ فقد ارتفع حكمه و حكم المنسوخ بوفاة رسول الله صل1.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:49 ص]ـ
أحسنتَ وفقك الله على نقل هذه الفائدة القيمة، ومِمَّا ذُكِر حول هذه الآية أيضاً أنها الوحيدة التي وقع الإجماع على نسخها، وغيرها وقع فيه الخلاف.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:01 ص]ـ
من اشار الى هذا الاجماع شيخنا فان الذي اعرفه انه ليس هناك اية واحدة في كتاب الله تعالى وقع الاجماع على نسخها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:20 ص]ـ
من اشار الى هذا الاجماع شيخنا فان الذي اعرفه انه ليس هناك اية واحدة في كتاب الله تعالى وقع الاجماع على نسخها؟
ذكر ذلك الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي في كتابه القيم (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) ص 155 - 156 حيث أشار إلى أنه بعد البحث لم يجد آية واحدة اتُّفِقَ على نسخها إلا هذه الآية - آية الصدقة عند المناجاة للرسول صل1 - وما سواها فقد وقع فيه الخلاف.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:19 م]ـ
وقد توصل إلى هذا أيضاً: محقق كتاب " نواسخ القرآن " لابن الجوزري (محمد أشرف علي المليباري) فقد وضع - في آخر الكتاب - جدولاً للآيات المنسوخة، لبيان آراء بعض مؤلفي الكتب المعتبرة فيها من حيث وقوع النسخ أوعدم وقوعه.(/)
وصف الله كتابه بأكثر من مائة وصف
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:38 م]ـ
المشاركة الثالثة القيمة جدا هي ما وصف الله عز وجل به كتابه في خلال آيات القرآن
حسب النزول: المعرفة بال
الذِّكْر 51قلم 8ص فرقان 29,18
الْقُرْآَنَ 20,4 مزمل 204أعراف فرقان 32,30 طه2, 114,أسراء9,41,45,46,60
التَّذْكِرَةِ 49مدثر
َالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ 1ق
وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ 1ص
النُّورَ 157أعراف8تغابن
الْكِتَابِ 196 - 170 أعراف فاطر 32,31
َالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ 2يس
الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1يونس 2لقمان
َالذِّكْرَ الْحَكِيم آل عمران 58
الْفُرْقَانَ فرقان1بقرة185آل عمران 4
الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2شعراء1نمل2قصص1يوسف
الْحَقُّ 120هود
وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ حجر77
الهدى جن13قصص85.57,صف9توبة33 كهف55إسراء94فتح28نجم23
غير معرفة ب ال:
ذِكْرٌ 52قلم27تكوير 69يس طه99يوسف104
تَذْكِرَةٌ 11 عبس طه3
قُرْآَنٌ مَجِيدٌ 21بروج
كِتَابٌ مُبَارَكٌ 29ص
كِتَابٌ 2,52 أعراف
َذِكْرَى 2أعراف, هود120
هُدًى وَرَحْمَةً 52, 203 أعراف77نمل57 يونس111يوسف157أنعام3لقمان20جاثية64,89نحل
هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ نمل 2بقرة97
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 89 نحل
وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ نحل 102
هدى الله زمر23
هُدًى وَشِفَاءٌ فصلت44
هدى للمتقين بقرة2
هُدًى لِلنَّاسِ بقرة185آل عمران 4
بُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ الأحقاف12
بَصَائِر ُ 203 أعراف104أنعام20جاثية
قُرْآَنًا عَجَبًا 1جن
وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ يس69حجر1
كِتَابَ اللَّه فاطر29آل عمران 23أحزاب6
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا طه113
عَرَبِيٍّ مُبِينٍ نحل 103شعرا195
لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ واقعة 77
شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ (82أسراء
شفاء لما في الصدور يونس57
وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ (106أسراء
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ 1 هود
َمَوْعِظَةٌ هود120يونس57
مُبَارَكٌ أنعام92
نورا شورى52نساء174
برهان نساء174
قيما كهف2
علي الزخرف4
حكيم الزخرف 4
صفات جملة وشبه الجملة
- ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ 52قلم
- فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) عبس
- فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22 البروج
- فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ 52أعراف
- يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ 2الجن
- لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا يس70
- لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا فرقان1
- لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32فرقان)
- يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ
- لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ و
- َتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97مريم
- تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3طه
- وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ 113
- فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)
- لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)
- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) واقعة
- لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)
- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)
- عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)
- بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
- وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) شعراء
- وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ (القرآن) الشَّيَاطِينُ (210)
- وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) شعراء
- يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
- وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ (9أسراء
- وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا 78أسراء
- مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82أسراء
- وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ أسراء105
- وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:10 م]ـ
أحسنت وهذه أحسن من تلك(/)
لم اقترن بـ (القرآن) وصف (الكريم) أكثر من غيره؟
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:39 م]ـ
كثير من المصاحف كتب على طرتها: القرآن الكريم أو قرآن كريم ..
يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وأحببت طرحه للإخوة الفضلاء لعلي أجد جواباً ..
أنا أعرف أن لهذا الوصف أصلاً ويكمن الاستفسار في سبب اقترانه بالقرآن عند ذكره أكثر من غيره من الأوصاف ..
بارك الله فيكم ووفقكم وسددكم لكل خير ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:35 م]ـ
إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77)
هذا الوصف من أجمع أوصاف القرآن
قال صاحب تاج العروس:
"وقال الأزهري: اعلم أن الكرم الحقيقي هو من صفة الله تعالى ثم هو من صفة من آمن به وأسلم لأمره وهو مصدر يقام مقام الموصوف فيقال رجل كرم ورجلان كرم ورجال كرم وامرأة كرم لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث لأنه مصدر أقيم مقام الموصوف فخفف العرب الكرم وهم يريدون كرم شجرة العنب لما ذلل من قطوفه عند الينع وكثر من خيره في كل حال وأنه لا شوك فيه يؤذي القاطف ونهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن تسميته بهذا الاسم لأنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه وأنه يغير عقل شاربه ويورث شربه العداوة والبغضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة وقال أبو بكر سمي الكرم كرما لان الخمر المتخذة منه تحث على السخاء والكرم وتأمر بمكارم الأخلاق فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه فكره صلى الله عليه وسلم أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن وأنشد * والخمر مشتقة المعنى من الكرم * ولذلك يسمى الخمر راحا لان شاربها يرتاح للعطاء أي يخف * ومما يستدرك عليه الكريم من صفات الله تعالى وأسمائه وهو الكثير الخير وقيل الجواد وقيل المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وقيل هو الجامع لأنواع الخير والفضائل والشرف وقيل حميد الفعل وقيل العظيم وقيل المنزه بما لا يليق وقيل الفضول وقيل العزيز وقيل الصفوح وقد ذكره المصنف فهذا ما قيل في تفسير اسمه تعالى قال بعضهم الكرم إذا وصف تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر منه ذلك والكريم أيضا الحر والنجيب والسخي والطيب الرائحة والطيب الأصل والذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه وأيضا الرقيق الطبع والحسن الأخلاق والواسع الصدر والحسيب والمختار والمزين المحسن العزيز عندك والحج وأيضا الجهاد وفرس يغزى عليه والبعير يستقى به وهذه الأربعة ذكرها المصنف وكتاب كريم أي مختوم أو حسن ما فيه وقرآن كريم يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة وقول كريم سهل لين ورزق كريم أي كثير وقد ذكرهما المصنف ومدخل كريم حسن والكريم أيضا الرئيس والعفيف والجميل والعجيب الغريب والعالم والنفيس والمطر الجود والمعجز والذليل على التهكم فهذه نيف وثلاثون قولا في معنى الكريم ولم أره مجموعا في كتاب قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شئ نفت عنه فعلا تنوي به الذم يقال أسمين هذا فيقال ما هو بسمين ولا كريم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة"(/)
هل رأيتم أسهل وأقرب وأجمل من هذا العرض؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:54 م]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)) البقرة
قال صاحب الظلال رحمه الله تعالى:
هذه الأحكام الخاصة بالدين والتجارة والرهن تكملة للأحكام السابقة في درسي الصدقة والربا. فقد استبعد التعامل الربوي في الدرس السابق والديون الربوية والبيوع الربوية. . أما هنا فالحديث عن القرض الحسن بلا ربا ولا فائدة , وعن المعاملات التجارية الحاضرة المبرأة من الربا. .
وإن الإنسان ليقف في عجب وفي إعجاب أمام التعبير التشريعي في القرآن - حيث تتجلى الدقة العجيبة في الصياغة القانونية حتى ما يبدل لفظ بلفظ , ولا تقدم فقرة عن موضعها أو تؤخر. وحيث لا تطغى هذه الدقة المطلقة في الصياغة القانونية على جمال التعبير وطلاوته. وحيث يربط التشريع بالوجدان الديني ربطا لطيف المدخل عميق الإيحاء قوي التأثير , دون الإخلال بترابط النص من ناحية الدلالة القانونية. وحيث يلحظ كل المؤثرات المحتملة في موقف طرفي التعاقد وموقف الشهود والكتاب , فينفي هذه المؤثرات كلها ويحتاط لكل احتمال من احتمالاتها. وحيث لا ينتقل من نقطة إلى نقطة إلا وقد استوفى النقطة التشريعية بحيث لا يعود إليها إلا حيث يقع ارتباط بينها وبين نقطة جديدة يقتضي الإشارة إلى الرابطة بينهما. . .
إن الإعجاز في صياغة آيات التشريع هنا لهو الإعجاز في صياغة آيات الإيحاء والتوجيه. بل هو أوضح وأقوى. لأن الغرض هنا دقيق يحرفه لفظ واحد , ولا ينوب فيه لفظ عن لفظ. ولولا الإعجاز ما حقق الدقة الشتريعية المطلقة والجمال الفني المطلق على هذا النحو الفريد.
ذلك كله فوق سبق التشريع الإسلامي بهذه المبادىء للتشريع المدني والتجاري بحوالي عشرة قرون , كما يعترف الفقهاء المحدثون!
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه). .
هذا هو المبدأ العام الذي يريد تقريره. فالكتابة أمر مفروض بالنص , غير متروك للاختيار في حالة الدين إلى أجل. لحكمة سيأتي بيانها في نهاية النص.
(وليكتب بينكم كاتب بالعدل). .
وهذا تعيين للشخص الذي يقوم بكتابة الدين فهو كاتب. وليس أحد المتعاقدين. وحكمة استدعاء ثالث - ليس أحد الطرفين في التعاقد - هي الاحتياط والحيدة المطلقة. وهذا الكاتب مأمور أن يكتب بالعدل , فلا يميل مع أحد الطرفين , ولا ينقص أو يزيد في النصوص. .
(ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله). .
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتكليف هنا من الله - بالقياس إلى الكاتب - كي لا يتأخر ولا يأبى ولا يثقل العمل على نفسه. فتلك فريضة من الله بنص التشريع , حسابه فيها على الله. وهي وفاء لفضل الله عليه إذ علمه كيف يكتب. . (فليكتب) كما علمه الله.
وهنا يكون الشارع قد انتهى من تقرير مبدأ الكتابة في الدين إلى أجل. ومن تعيين من يتولى الكتابة. ومن تكليفه بأن يكتب. ومع التكليف ذلك التذكير اللطيف بنعمة الله عليه , وذلك الإيحاء بأن يلتزم العدل. .
وهنا ينتقل إلى فقرة تالية يبين فيها كيف يكتب. .
(وليملل الذي عليه الحق. وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا. فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل). .
إن المدين - الذي عليه الحق - هو الذي يملي على الكاتب اعترافه بالدين , ومقدار الدين , وشرطه وأجله. . ذلك خيفة أن يقع الغبن على المدين لو أملى الدائن , فزاد في الدين , أو قرب الأجل , أو ذكر شروطا معينة في مصلحته. والمدين في موقف ضعيف قد لا يملك معه إعلان المعارضة رغبة في إتمام الصفقة لحاجته إليها , فيقع عليه الغبن. فإذا كان المدين هو الذي يملي لم يمل إلا ما يريد الارتباط به عن طيب خاطر. ثم ليكون إقراره بالدين أقوى وأثبت , وهو الذي يملي. . وفي الوقت ذاته يناشد ضمير المدين - وهو يملي - أن يتقي الله ربه ولا يبخس شيئا من الدين الذي يقر به ولا من سائر أركان الإقرار الأخرى. . فإن كان المدين سفيها لا يحسن تدبير أموره. أو ضعيفا - أي صغيرا أو ضعيف العقل - أو لا يستطيع أن يمل هو إما لعي أو جهل أو آفة في لسانه أو لأي سبب من الأسباب المختلفة الحسية أو العقلية. . فليملل ولي أمره القيم عليه. . (بالعدل). . والعدل يذكر هنا لزيادة الدقة. فربما تهاون الولي - ولو قليلا - لأن الدين لا يخصه شخصيا. كي تتوافر الضمانات كلها لسلامة التعاقد.
وبهذا ينتهي الكلام عن الكتابة من جميع نواحيها , فينتقل الشارع إلى نقطة أخرى في العقد , نقطة الشهادة:
(واستشهدوا شهيدين من رجالكم. فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان - ممن ترضون من الشهداء - أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى). .
إنه لا بد من شاهدين على العقد - (ممن ترضون من الشهداء) - والرضى يشمل معنيين: الأول أن يكون الشاهدان عدلين مرضيين في الجماعة. والثاني أن يرضى بشهادتهما طرفا التعاقد. . ولكن ظروفا معينة قد لا تجعل وجود شاهدين أمرا ميسورا. فهنا ييسر التشريع فيستدعي النساء للشهادة , وهو إنما دعا الرجال لأنهم هم الذين يزاولون الأعمال عادة في المجتمع المسلم السوي , الذي لا تحتاج المرأة فيه أن تعمل لتعيش , فتجور بذلك على أمومتها وأنوثتها وواجبها في رعاية أثمن الأرصدة الإنسانية وهي الطفولة الناشئة الممثلة لجيل المستقبل , في مقابل لقيمات أو دريهمات تنالها من العمل , كما تضطر إلى ذلك المرأة في المجتمع النكد المنحرف الذي نعيش فيه اليوم! فأما حين لا يوجد رجلان فليكن رجل واحد وامرأتان. . ولكن لماذا امرأتان ? إن النص لا يدعنا نحدس! ففي مجال التشريع يكون كل نص محددا واضحا معللا: (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى). . والضلال هنا ينشأ من أسباب كثيرة. فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة بموضوع التعاقد , مما يجعلها لا تستوعب كل دقائقه وملابساته ومن ثم لا يكون من الوضوح في عقلها بحيث تؤدي عنه شهادة دقيقة عند الاقتضاء , فتذكرها الأخرى بالتعاون معا على تذكر ملابسات الموضوع كله. وقد ينشأ من طبيعة المرأة الانفعالية. فإن وظيفة الأمومة العضوية البيولوجية تستدعي مقابلا نفسيا في المرأة حتما. تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانية الانفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيوية لا ترجع فيهما إلى التفكير البطيء. . وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة. . وهذه الطبيعة لا تتجزأ , فالمرأة شخصية موحدة هذا طابعها - حين تكون امرأة سوية - بينما الشهادة على التعاقد في مثل هذه المعاملات في حاجة إلى تجرد كبير من الانفعال , ووقوف عند الوقائع بلا تأثر ولا إيحاء. ووجود امرأتين فيه ضمانة أن تذكر إحداهما الأخرى - إذا انحرفت مع أي انفعال - فتتذكر وتفيء إلى الوقائع المجردة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما وجه الخطاب في أول النص إلى الكتاب ألا يأبوا الكتابة , يوجهه هنا إلى الشهداء ألا يأبوا الشهادة:
(ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا).
فتلبية الدعوة للشهادة إذن فريضة وليست تطوعا. فهي وسيلة لإقامة العدل وإحقاق الحق. والله هو الذي يفرضها كي يلبيها الشهداء عن طواعية تلبية وجدانية , بدون تضرر أو تلكؤ. وبدون تفضل كذلك على المتعاقدين أو على أحدهما , إذا كانت الدعوة من كليهما أو من أحدهما.
وهنا ينتهي الكلام عن الشهادة , فينتقل الشارع إلى غرض آخر. غرض عام للتشريع. يؤكد ضرورة الكتابة - كبر الدين أم صغر - ويعالج ما قد يخطر للنفس من استثقال الكتابة وتكاليفها بحجة أن الدين صغير لا يستحق , أو أنه لا ضرورة للكتابة بين صاحبيه لملابسة من الملابسات كالتجمل والحياء أو الكسل وقلة المبالاة! ثم يعلل تشديده في وجوب الكتابة تعليلا وجدانيا وتعليلا عمليا:
(ولا تسأموا أن تكتبوه - صغيرا أو كبيرا - إلى أجله. ذلكم أقسط عند الله , وأقوم للشهادة , وأدنى ألا ترتابوا).
لا تسأموا. . فهو إدراك لانفعالات النفس الإنسانية حين تحس أن تكاليف العمل أضخم من قيمته. . (ذلكم أقسط عند الله). . أعدل وأفضل. وهو إيحاء وجداني بأن الله يحب هذا ويؤثره. (وأقوم للشهادة). فالشهادة على شيء مكتوب أقوم من الشهادة الشفوية التي تعتمد على الذاكرة وحدها. وشهادة رجلين أو رجل وامرأتين أقوم كذلك للشهادة وأصح من شهادة الواحد , أو الواحد والواحدة.
(وأدنى ألا ترتابوا):
أقرب لعدم الريبة. الريبة في صحة البيانات التي تضمنها العقد , أو الريبة في أنفسكم وفي سواكم إذا ترك الأمر بلا قيد.
وهكذا تتكشف حكمة هذه الإجراءات كلها ; ويقتنع المتعاملون بضرورة هذا التشريع , ودقة أهدافه , وصحة إجراءاته. إنها الصحة والدقة والثقة والطمأنينة.
ذلك شأن الدين المسمى إلى أجل. أما التجارة الحاضرة فإن بيوعها مستثناة من قيد الكتابة. وتكفي فيها شهادة الشهود تيسيرا للعمليات التجارية التي يعرقلها التعقيد , والتي تتم في سرعة , وتتكرر في أوقات قصيرة. ذلك أن الإسلام وهو يشرع للحياة كلها قد راعى كل ملابساتها ; وكان شريعة عملية واقعية لا تعقيد فيها , ولا تعويق لجريان الحياة في مجراها:
(إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم , فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم).
وظاهر النص أن الإعفاء من الكتابة رخصة لا جناح فيها. أما الإشهاد فموجب. وقد وردت بعض الروايات بأن الإشهاد كذلك للندب لا للوجوب. ولكن الأرجح هو ذاك.
والآن - وقد انتهى تشريع الدين المسمى , والتجارة الحاضرة , والتقى كلاهما عند شرطي الكتابة والشهادة - على الوجوب وعلى الرخصة - فإنه يقرر حقوق الكتاب والشهداء كما قرر واجباتهم من قبل. . لقد أوجب عليهم ألا يأبوا الكتابة أو الشهادة. فالآن يوجب لهم الحماية والرعاية ليتوازن الحق والواجب في أداء التكاليف العامة.
(ولا يضار كاتب ولا شهيد. وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم. واتقوا الله ويعلمكم الله. والله بكل شيء عليم).
لا يقع ضرر على كاتب أو شهيد , بسبب أدائه لواجبه الذي فرضه الله عليه. وإذا وقع فإنه يكون خروجا منكم عن شريعة الله ومخالفة عن طريقه. وهو احتياط لا بد منه. لأن الكتاب والشهداء معرضون لسخط أحد الفريقين المتعاقدين في أحيان كثيرة. فلا بد من تمتعهم بالضمانات التي تطمئنهم على أنفسهم , وتشجعهم على أداء واجبهم بالذمة والأمانة والنشاط في أداء الواجبات , والحيدة في جميع الأحوال. ثم - وعلى عادة القرآن في إيقاظ الضمير , واستجاشة الشعور كلما هم بالتكليف , ليستمد التكليف دفعته من داخل النفس , لا من مجرد ضغط النص - يدعو المؤمنين إلى تقوى الله في النهاية ; ويذكرهم بأن الله هو المتفضل عليهم , وهو الذي يعلمهم ويرشدهم , وأن تقواه تفتح قلوبهم للمعرفة وتهيئ أرواحهم للتعليم , ليقوموا بحق هذا الإنعام بالطاعة والرضى والإذعان:
(واتقوا الله. ويعلمكم الله. والله بكل شيء عليم).
ثم يعود المشرع إلى تكملة في أحكام الدين , آخرها في النص لأنها ذات ظروف خاصة , فلم يذكرها هناك في النص العام. . ذلك حين يكون الدائن والمدين على سفر فلا يجدان كاتبا. فتيسيرا للتعامل , مع ضمان الوفاء , رخص الشارع في التعاقد الشفوي بلا كتابة مع تسليم رهن مقبوض للدائن ضامن للدين:
(وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة).
وهنا يستجيش الشارع ضمائر المؤمنين للأمانة والوفاء بدافع من تقوى الله. فهذا هو الضمان الأخير لتنفيذ التشريع كله , ولرد الأموال والرهائن إلى أصحابها , والمحافظة الكاملة عليها:
(فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه).
والمدين مؤتمن على الدين , والدائن مؤتمن على الرهن ; وكلاهما مدعو لأداء ما اؤتمن عليه باسم تقوى الله ربه. والرب هو الراعي والمربي والسيد والحاكم والقاضي. وكل هذه المعاني ذات إيحاء في موقف التعامل والائتمان والأداء. . وفي بعض الآراء أن هذه الآية نسخت آية الكتابة في حالة والإئتمان. ونحن لا نرى هذا , فالكتابة واجبة في الدين إلا في حالة السفر. والإئتمان خاص بهذه الحالة. والدائن والمدين كلاهما - في هذه الحالة - مؤتمن.
وفي ظل هذه الاستجاشة إلى التقوى , يتم الحديث عن الشهادة - عند التقاضي في هذه المرة لا عند التعاقد - لأنها أمانة في عنق الشاهد وقلبه:
(ولا تكتموا الشهادة. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).
ويتكئ التعبير هنا على القلب. فينسب إليه الإثم. تنسيقا بين الإضمار للإثم , والكتمان للشهادة. فكلاهما عمل يتم في أعماق القلب. ويعقب عليه بتهديد ملفوف. فليس هناك خاف على الله.
(والله بما تعملون عليم).
وهو يجزي عليه بمقتضى علمه الذي يكشف الإثم الكامن في القلوب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:06 م]ـ
بارك الله بك أخي أبا سعد. وعوداً حميداً.وبداية موفقة.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:42 م]ـ
سيد قطب صاحب قلم رشيق، وأديب كبير
وأظن كلمات كهذي إنما كتبها في السجن، حيث ابدع ابن تيمية
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Jul 2010, 11:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا سعد وبارك فيك وفيما سطّرت لنا.
ومن باب الاستطراد المفيد حول هذه الآية - آية الدين- أن الشيخ السعدي ذكر قريبا من 25 فائدة في كتابه تيسير اللطيف المنان , وفي تفسيره تيسير الكريم الرحمن ذكر 50 فائدة.(/)
فوائد علمية من الشيخ / عبد الستار فتح الله سعيد
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[26 Jul 2010, 01:07 ص]ـ
فوائد منثورة من العلامة الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد
من أفضل أساتذته الشيخ أحمد السيد الكومي قال عنه من أفاضل الناس درس له في الأولى ابتدائي وأول أصول الدين كما أشرف على رسالة العالمية "المنهاج القرآني في التشريع"
وكان من أفذاذ العلماء، علمًا وتواضعًا وخلقًا، وآيةً في الذكاء والفهم، وقدتخرج عليه أجيال من العلماء، ومما يشهد له في جرأته للحق أنه كان يزورني بنفسه رغم ذهاب بصره أثناء وجودي بمستشفى قصر العيني غير آبهٍ بما يمكن أن يحدث له، وقد توفي عن عمر يناهز الثمانين عامًا، وكان رحمه الله يرى في الاختصار كسبًا للوقت، وتحسبًا للأحداث المجهولة، وكنا جميعًا نقدر أنها ستكون أول رسالة (دكتوراه) تقدم للمناقشة من داخل السجون، ولكن إرادة الله تعالى سبقت كل تقدير، فقد أذن بخروجنا من السجن في 12 من ربيع الأول 1395هـ، 1975م، فأتممت تبييض الرسالة ونسخها، ثم جرت مناقشتها في قاعة الشيخ محمد عبده بجامعة الأزهر في 10 من رمضان المبارك 1395هـ، 15من (سبتمبر) 1975م.
والشيخ عبد الباسط بدر المتولي درس له الفقه
وإبراهيم زيدان وعبد الحميد الشاذلي (أصول) أبو الروس صابر حجاب (فقه حنفي) في الإسكندرية
اشتغل وحفظ الكثير من وقائع السيرة واستحضرها في ذهنه
من أحلامه الكبرى أن يؤلف في التفسير الموضوعي
كتاب جوامع في التفسير الموضوعي مثل الإيمان والإسلام ..
وله ملاحظة على قول البعض "مصطلح قرآني " ومعنى مصطلح أي اصطلح قوم على كذا والقرآن كلام رب العالمين فيتساءل مع من اصطلح الله على هذا الأمر فلعلنا نقترح معا على اختيار عبارة غير موهمة فماذا تقترح أخي العزيز
* وكذا يقولون ترتيب أبجدي ونحن الآن لا نستخدم ترتيب الحروف أبجد هوز بل نستخدم ترتيب ألف باء تاء فنقول ترتيب ألف بائي.
وله استدراك على القول بالوحدة الموضوعية للقرآن الكريم؛ لأن القرآن اشتمل على موضوعات شتى واهتم بقضايا عديدة انظر إلى سورة الكوثر مثلاً وتأمل كيف تنوعت الموضوعات التي تحدثت عنها
وقال لي إن صاحب قصيدة لله في الآفاق آيات الأستاذ أحمد بديوى وكان مدرساً في معهد طنطا وكان وفديا يكتب في صحف الوفد
وكان من قرية حوش عيسى من البحيرة وقد نشر هذه القصيدة في مجلة الوعي الإسلامي عام 1970
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Jul 2010, 11:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الحميد على هذه الفوائد من الشيخ حفظه الله.
وكتابه المنهاج القرآني في التشريع قرأت أجزاء منه وليس لمثلي أن يمدحه ولكني أُعجِبتُ بطريقة عرضه وتأليفه فقد تميز بالشمول والنقد والواقعية وحسن العرض فالشيخ لم يكتف بذكر المنهاج التشريعي فقط
فقد بنى تأليفه حسب ظني على قاعدة (التخلية قبل التحلية) حيث أثبت التلازم بين الخلق والأمر, ثم أبطل التشريع الجاهلي مصادره ونتائجه ,ثم بيّن جوانب التشريع القرآني في أربعة محاور: (الجانب الإيماني والأخلاقي, والعِبَادي, والمعاملات) كل هذا بأسلوب جمع فيه بين الواقعية والتأصيل
وقال لي إن صاحب قصيدة لله في الآفاق آيات الأستاذ أحمد بديوى وكان مدرساً في معهد طنطا وكان وفديا يكتب في صحف الوفد
مطلع هذه القصيدة:
بك أستجير فمن يجير سواكا ***** فأجِر ضعيفا يحتمي بحماكا
وهي أجمل وأجمل حين تقرؤها كاملة وقد أنشدها القارئ عبد الواحد المغربي في أحد أشرطته
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 01:41 م]ـ
فوائد منثورة من العلامة الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد
وله ملاحظة على قول البعض "مصطلح قرآني " ومعنى مصطلح أي اصطلح قوم على كذا والقرآن كلام رب العالمين فيتساءل مع من اصطلح الله على هذا الأمر فلعلنا نقترح معا على اختيار عبارة غير موهمة فماذا تقترح أخي العزيز
* وكذا يقولون ترتيب أبجدي ونحن الآن لا نستخدم ترتيب الحروف أبجد هوز بل نستخدم ترتيب ألف باء تاء فنقول ترتيب ألف بائي.
وله استدراك على القول بالوحدة الموضوعية للقرآن الكريم؛ لأن القرآن اشتمل على موضوعات شتى واهتم بقضايا عديدة انظر إلى سورة الكوثر مثلاً وتأمل كيف تنوعت الموضوعات التي تحدثت عنها
1970
حبذا لو أتحفتنا بالمزيد من هذه اللفتات. بارك الله شيخ عبد الحميد
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[26 Jul 2010, 02:35 م]ـ
جزاكم الله كل خير وقد استذنته حفظه الله في نشر هذه المعلومات في ذلك الملتقى المبارك فرحب بذلك وسأل اللله لكم التوفيق وهذه فوائد كتبتها من زياراتي له منذ عام 1998 وأرتب ما أرؤسله وأنقحه فهذه من خصوصيات ذلك الملتقى المباركة قد لا تجده في غير ملتقى أهل التفسير نسألكم صالح الدعاء(/)
المدلول الواقعي للتأويل الكلامي!!
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:00 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
لاشك أن التأويل وثيق الصلة بعلم التفسير وقد ذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليه الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله.
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير. ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك تكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه!! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه!! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر!!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فاستخدمه المعطلة في رد كثير من نصوص الصفات وبخاصة الصفات الخبرية والاختيارية! وشاعت هذه التأويلات في كثير من كتب التفسير وشروح الأحاديث حتى ظن كثير من الناس أنها الحق الذي من حاد عنه وقع في التشبيه والتجسيم!! وكذلك استخدمه المرجئة في رد نصوص الوعيد، واستخدمه الوعيدية في رد نصوص الوعد، بل إن الفلاسفة استخدموه في رد نصوص المعاد الجسماني، والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام واعتبارها مجرد رموز لعقائد معينة!!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي!!!
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:57 ص]ـ
نعم .. - نفع الله بعلمك وثبتنا وإيّاك على الحق -
هو مدخلٌ من أبواب المتشابه، الذي ابتغي بها الفتنة والزيغ عن المحكم
بل هو التحريف وقلب الحقائق أُلبس لبوس العلم والمنطق
(((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ( http://javascript<b></b>:showAya(3,7))
فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلاّ أولوا الألباب)))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:24 ص]ـ
وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس
بارك الله فيك أيها الشيخ المكرم ..
وأقول: بل به بأس؛من جهة أن هذه الصورة ضعيفة في البناء العلمي جداً، وأي منهج علمي سليم يرفضها ..
فإنك تسأل: ما الذي جعل المعنى الأول راجحاً؟
ومادام هناك دليل سيجوز الانصراف عنه= فكيف كان راجحاً إذاً؟
بل الحال: أن الدليل مادام أداكم للانصراف عن المعنى الأول = فلم يكن هذا المعنى راجحاً إذاً، بل كنتَ أنتَ أخطأتَ في جعلك له راجحاً ..
ثم إذا أنتَ عدتَ للنهج الذي يثبتون به هذا الرجحان الأول = ما وجدتَ ثم إلا ذلك المنهج الفاسد الذي لا يصلح لإثبات راجح نضطر للانصراف عنه أصلاً على نحو ما بينتُه في مقالة: ((ظاهر اللفظ)) ..
فالحال: أن هذا التأويل بهذا المعنى هو خلط علمي يُصلحون به التقصير العلمي الأول، وما كان أغناهم عن كل هذا لو استقاموا على الطريقة في فقه النصوص أول مرة ..
ثم لو أخطأوا بعد هذا النهج الصحيح لم يكن انتقالهم عن قولهم لحجة جديدة إلا إصلاحاً للتقصير وليس أصلاً يستحق هذا الاسم الشريف (التأويل) ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:42 ص]ـ
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي!!!
لا أظن أن ذلك من قول ابن القيم حتى ولو صح عنه، فتلك العبارة خطأ.فمعاقل الوحي لا تدك فالله تعالى محصنها وحاميها الى يوم القيامة من عبث العابثين وهدم الفاتكين. كيف يصح ذلك القول إن كان يُقصد به وحي السماء؟؟؟. أما إن كان المقصود وحي العقل فأظن أن الإشارة لذلك واجبة فنقول (معاقل وحي العقل).
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
لم يقل الرجل: ودكّوا بها الوحي، وإنما قال: معاقل الوحي
فما هي معاقله في نظرك .. ؟!
[ .. وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم، فزعمت أن قد فعل
وأن حربكم وحربه تكون دولا، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى
وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة .. ]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:59 م]ـ
أشكر الأخوة على تعليقاتهم واستدراكاتهم وبخصوص وجهة نظر الأخ أبوفهر السلفي فالمراد بالظاهر المعنى المتبادر من اللفظ بمقتضى الوضع اللغوي وهذا الظاهر قد يعدل عنه علماء الشريعة لأدلة شرعية تقتضي ذلك فمثلا حديث (إن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتعي بذلك وجه الله) ظاهره يقتضي تحريم النار عليه بكل وجه إلا أن هذا الظاهر يعارضه ماتواتر من دخول بعض عصاة الموحدين النار ولهذا حمله ابن خزيمة على الأكل لاعلى مطلق الأذى، فالله حرم على النار ان تاكله لاانه حرم على النار ان تؤذيه او تمحشه او تمسه! ولهذا نظائر كثيرة كحديث (لايدخل الجنة عاق) فالظاهر التحريم المطلق إلا أن ما تواتر من دخول عصاة الموحدين الجنة جعل أهل السنة يحملونه على الجنان العليا لاعلى مطلق الدخول!
أما بخصوص وجهة الأخ الكريم تيسير فلاشك أن الوحي محفوظ كما دلت على ذلك قواطع الشريعة. وأما بخصوص عبارة ابن القيم فهي ثابتة مشهورة ذكرها في كتابه الصواعق المرسلة وهذه العبارة لها محمل صحيح فقدتسربت تأويلات المتكلمين لمعظم كتب التفاسير المتأخرة وكذلك شروح الحديث حتى حالت بين كثير وكثير من الناس عن فهم مراد الله ورسوله وحينئذ يكون الدك والمنع قد تحقق في حق هؤلاء وإن بقيت طوائف قليلة على الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة والله المستعان
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
لم يقل الرجل: ودكّوا بها الوحي، وإنما قال: معاقل الوحي
فما هي معاقله في نظرك .. ؟!
[ .. وسألتك: هل قاتلتموه وقاتلكم، فزعمت أن قد فعل
وأن حربكم وحربه تكون دولا، ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى
وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة .. ]
وبعدين يا أبا تيماء انت لاحقني بكل مكان؟؟؟؟
طيب احكي تفضل شو معنى معاقل أن لم تكن مصادر؟؟؟؟؟
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:01 م]ـ
معناها: يؤخذ من أصل مادتها
والنص الذي أوردته يشير إلى المراد بها
وهو: قيام دولة الوحي في الجوارح والقلوب
وعلى مستوى البلاد والشعوب
ولو سلّمت لك بأنها المصادر، وهي محفوظة نعم - بحفظ الله - في الصدور والسطور
فما يغني حافظ الألفاظ بعد انحراف مفاهيمها لديه
أو العمل بما ينقض معانيها لانقلابها عليه
وما أكثر ما دُكّت بعد القرون المفضّلة وإلى يومنا هذا عروة عروة
ومع هذا - ولله الحمد - لا تزال طائفة إلى قيام الساعة تقوم بهم الحجة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2010, 09:16 م]ـ
ظاهره يقتضي تحريم النار عليه بكل وجه
بارك الله فيك ..
هذا نفسه هو وجه الخلل في هذه النظرية الفاسدة ..
وإنما هذا الظاهر يظهر لناقص العلم بالعربية والسنن، ومثل هذا الظاهر ليس شيئاً وليس من أبواب العلم،ولا يتسق مع أي نهج علمي يحترم نفسه كما يقولون ..
وهذا هو الباب الذي دخلوا منه لقولهم: ((ظاهر النصوص غير مراد)) ولقولهم: ((ظواهر النصوص كفر)) ..
إلى آخر بدعهم ..
وهذا الظاهر الذي يتبادر لناقص العلم بالعربية أو الوحي، لا ينبغي أن يُجعل أصلاً أو ركناً في نهج تفسير النصوص، وهم جعلوه أصلاً بناء على بدعتهم في المجاز أو: ((مقتضى الوضع اللغوي))،وكل ذلك فاسد لا يليق أن يتبعهم فيه أهل الحق ..
ومن هنا كان وجه استدراكي على تقرير فضيلتك بحسب ما هو الحق عندي: فنظرية التأويل المبنية على الظاهر المتبادر وفقاً للاستعمال أو الوضع كلها فاسدة ليس فيها وجه يُصحح ..
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً على سعة صدرك وتواضعك ..
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:44 م]ـ
الأخ الكريم أبوفهر السلفي أشكرك على حرصك وغيرتك وإن كنت أعتب عليك لمز من خالفك بنقص العلم بالعربية والسنن وسلوك منهج لايحترم نفسه! وأذكرك بقول الله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحق ومخالفه على الباطل قطعا! وقوله (ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) فإذا كان حسن الجدل واجبا مع أهل الكتاب ألا يكون واجبا بيننا!
ثم إنني أقول ردا على ماتفضلتم بذكره يبدو أن محل النزاع لم يحرر في المسألة؛ والذي أفهمه أن علماء السلف إنما أنكروا مقالة المتكلمين في الزعم بأن ظاهر نصوص الصفات إنما يدل على مايليق بالمخلوق ويختص به ولهذا اعتبروا الصفات التي تقال بالاشتراك في حق الخالق والمخلوق حقيقة في حق المخلوق مجازا في حق الخالق وزعموا بأن إجراء نصوص الصفات على ظاهرها يقتضي التشبيه! أو أنه شعبة من الكفر إلخ .... ولم ينكر علماء السلف وجود الظاهر والمجمل والمؤول في النصوص مطلقا كماذكرتم وتأصيلاتهم النظرية وتطبيقاتهم العملية تدل على ذلك وقد ذكرت لك مثالين منها في المشاركة السابقة ولها نظائر كثيرة عقدية وفقهية كحمل الجار على المقاسم دون الملاصق في حديث الجار أحق بصقبه وأرجو أن تراجع المذكرة للشنقيطي في خصوص هذا الحديث لترى أحد أعلام السلف المعاصرين كيف يقر بوجود الظاهر كما أقر به الأولون! ,اخيرا أرجو ألاتظن أن الرد لمجرد دفع الاعتراض والانتصار للرأي لأن هذه المسألة تشغلني من سنين طويلة ولو كان الحق فيما ذكرتم لاتبعته إلاأنني بعد تأمل ومتابعة وجدت الأمر على ماذكرت والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:21 م]ـ
بارك الله فيكم ..
كون الناظر قد يظهر له من النص ما هو خطأ لنقص العلم بالعربية والسنن هذا بمجرده ليس عيباً،وقد وقع لبعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ..
وليس في ذكر هذا لا لمز ولا مخالفة لسنن الحوار ولا أي مما تطرقتم له أيها الشيخ المكرم فكلنا كذلك ..
الكلام في تكييف هذه الظواهر كيف تظهر، وهل تظهر لتام العلم بالعربية والسنن؟
الجواب: لا ..
وهذا هو ما قرره الشافعي في رسالته ..
فالظاهر لم أنكره، وإنما أنكرتُ جعل الظاهر المتمسك به والموصوف بالرجحان والذي سينتقل عنه هو ما كان موافقاً للوضع و الاستعمال اللغوي؛ فهذه من بدع المتكلمين التي ابتدعوها مع بدعة المجاز وقرنوها بمصطلحهم في التأويل، فكل هذا بناء علمي واحد، ولذلك كان الخطأ في تقريركم حين سلمتم لهم بصحة:
((صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس)).
فهذا الكلام نفسه هو خلل علمي فالمعنى الظاهر الذي سينصرفون عنه هو إنما ظهر لهم لنقص العلم بالعربية والسنن وليس ما كان هكذا يصلح أن يُتمسك به ولا أن يكون راجحاً يحتاجون للانصراف عنه أصلاً ..
ولو طبق هذا المعنى حرفياً = لكان معناه الاستمساك بظواهر إنما ظهرت لنقص العلم بالعربية والسنن والتمسك بها قبل جمع الباب والنظر فيه، وهذا كله باب فساد لا يجوز ..
وما دمتَ مهتماً بهذا الباب = فأرجو منك مراجعة مقالتي عن ظاهر اللفظ ..
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=12338
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:48 م]ـ
معناها: يؤخذ من أصل مادتها
والنص الذي أوردته يشير إلى المراد بها
وهو: قيام دولة الوحي في الجوارح والقلوب
وعلى مستوى البلاد والشعوب
ولو سلّمت لك بأنها المصادر، وهي محفوظة نعم - بحفظ الله - في الصدور والسطور
فما يغني حافظ الألفاظ بعد انحراف مفاهيمها لديه
أو العمل بما ينقض معانيها لانقلابها عليه
وما أكثر ما دُكّت بعد القرون المفضّلة وإلى يومنا هذا عروة عروة
ومع هذا - ولله الحمد - لا تزال طائفة إلى قيام الساعة تقوم بهم الحجة
ومنكم دوماً نستفيد أخي الفاضل لا حرمنا الله منك يا حبيبنا الغالي
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:44 ص]ـ
إذن نحن أبا فهر متفقون على وجود الظاهر إلا أننا اختلفنا في طريق معرفته وتحديده فإذا كنت ترفض تحديده بمقضتى الوضع اللغوي فبم نحدده؟ أرجو أن توضح ذلك بارك الله وحبذا لوينصب الكلام في هذا الجانب لنستفيد جميعا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2010, 01:00 ص]ـ
بلا شك أيها الشيخ المكرم هناك ظاهر يجوز التمسك به ولا يجوز الانتقال عنه إلا لحجة ..
وصفة هذا الظاهر وطريق الوصول إليه بينتها في موضوعي المذكور خاصة المشاركة الأولى والأخيرة فو تكرمتَ بمراجعتهما ثم نتحاور من حيث انتهيتُ = أكن لك شاكراً ..(/)
أريد أن أبدا في دراسة عميقة لتفسير القرطبي فما هي نصيحتكم؟
ـ[أبو منصور]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:34 ص]ـ
أولا احمد الله على تسجيلي في هذا المنتدى القراني.
وثانيا .. بمناسبة اقتراب رمضان اريد أن ابدا في دراسة عميقة لتفسير القرطبي فما رايكم في هذه الفكرة؟ وما هي الطريقة الصحيحة لفعل ذلك؟ ثم ما هي افضل الطبعات للكتاب؟
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 06:07 ص]ـ
مرحباً بكم أخي أبا منصور في الملتقى وأسأل الله أن ينفعك به وينفع بك.
وأما فكرتك فهي فكرة ممتازة كفكرة، ولكنني لا أدري عن مستواك العلمي، حيث إن تفسير القرطبي تفسير من أوسع كتب التفسير، ولا يصبر على دراسته إلا طالب علم صبور.
وأما أفضل طبعاته فهي طبعة مؤسسة الرسالة التي أشرف على تحقيقها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وهي متوفرة في المكتبات، وعلى هيئة PDF على الانترنت أيضاً.
والكتاب بطبيعته منظم على هيئة مسائل علمية، ولكن شهر رمضان يصلح أن يكون بداية للمشروع، غير أنه أقصر من أن تنتهي من المشروع فيه لقصره وطول الكتاب، فلعلك تفيدنا أكثر عن حالك، لنتناقش - إن شئت - حول أفضل الطريق للاستفادة منه بمشاركة الزملاء في الملتقى وفقهم الله.
واسمح لي بنقل موضوعك هذا إلى الملتقى العلمي فمحله هناك بدل الملتقى المفتوح.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:36 ص]ـ
مرحباً بكم أخي أبا منصور في الملتقى وأسأل الله أن ينفعك به وينفع بك.
وأما فكرتك فهي فكرة ممتازة كفكرة، ولكنني لا أدري عن مستواك العلمي، حيث إن تفسير القرطبي تفسير من أوسع كتب التفسير، ولا يصبر على دراسته إلا طالب علم صبور.
وأما أفضل طبعاته فهي طبعة مؤسسة الرسالة التي أشرف على تحقيقها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وهي متوفرة في المكتبات، وعلى هيئة PDF على الانترنت أيضاً.
والكتاب بطبيعته منظم على هيئة مسائل علمية، ولكن شهر رمضان يصلح أن يكون بداية للمشروع، غير أنه أقصر من أن تنتهي من المشروع فيه لقصره وطول الكتب، فلعلك تفيدنا أكثر عن حالك، لنتناقش - إن شئت - حول أفضل الطريق للاستفادة منه بمشاركة الزملاء في الملتقى وفقهم الله.
واسمح لي بنقل موضوعك هذا إلى الملتقى العلمي فمحله هناك بدل الملتقى المفتوح.
الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري
أسعدني جدا مرورك على موضوعي , ولعلها تكون فرصة مناسبة لشكرك على كل المجهودات المتميزة التي تقوم بها لاسيما برنامج بينات الذي شاهدته كاملا رمضان الماضي , واستفدت منه كثيرا , ونصحت به بعض اخواني, وقد انتفعوا به كذلك.
وكذلك يعجبني ذوقك الشعري , واختياراتك الموفقة, واطلاعك الواسع على كتب الادب واللغة , ولقد استمتعت كذلك بما قدمته في برنامج ربيع القوافي على قناة دليل من مختارات شعرية رائعة , وكذلك برنامج مختارات الشعر في قناة صفا {حقا أعجبت به كثيرا لكنه للاسف توقف}.
وان نسيت فلا انسى هذا المنتدى الفريد الذي يخدم اعظم كتاب على وجه الارض , وينير الطريق الى كل من يريد فهم كلام الله , ومعرفة مراده ... فجزاك الله خيرا, وكل من ساهم في بناء واستمرار هذا الصرح المتميز.
وأما عن التفسير, فالحمد لله فخلفيتي حوله جيدة, وأذكر اني قرأت تفسير ابن كثير قبل اكثر من عقد , وكانت قراءة سريعة , ثم وقع بيدي تفسير احكام القران لابن العربي المالكي فقراته كذلك, وجمعت الكثير من فوائده , لكنها للاسف ضاعت في زحمة السفر , والتنقل في أرض الله.
ولقد قرات كذلك مقدمة شيخ الاسلام في التفسير أكثر من مرة على بعض اهل العلم اخرها كانت من خلال شرح الشيخ الفاضل مساعد الطيار وفقه الله, وكذلك قرات كتابه أصول التفسير.
هذا بالاضافة الى رجوعي المستمر الى تفسير ابن كثير وأحيانا تفسير السعدي لقطف بعض الدروس والفوائد الثمينة التي يطيل في ذكرها بعض الاحيان.
وأما عن قراءة تفسير القرطبي, فقد قررت قراءته لاسباب كثيرة منها:
أولا: لفهم كلام الله, والتعمق في معرفة مراده.
ثانيا: كونه يجمع بين الفقه والتفسير واللغة.
ثالثاً: كون القرطبي من علماء المالكية المشهورين المتبحرين في الفقه والتفسير , والمذهب المالكي هو السائد في بلادنا.
رابعاً: كونه يجمع شتات جميع آيات الاحكام , وقد سمعتكم في برنامح مداد تذكرون ان من قرأ تفسير القرطبي أغناه ذلك عن غيره من كتب آيات الاحكام.
خامساً: شجعني كثيرا على اختيار القرطبي ما قلتموه في برنامج مداد: أنكم درستم كتاب تفسير القرطبي خمس مرات, واستفدتم منه فوائد جمة .. وأظن أنني رايت كتابا كتبتم على طرته أنكم أتمتوه ثلاث مرات {أتذكر هذا عندما عرضت مكتبتكم في برنامج مداد , وأرجو أن يكون الكتاب المقصود هو تفسير القرطبي فقد طال العهد بالحلقة ولم أعد أتذكر أي كتاب بالضبط}.
وأتفق معك – أخي الدكتور عبدالرحمن – أن الكتاب طويل , ويحتاج إلى صبر ومجاهدة , لكن نرجو الله أن يوفقنا الى الانتهاء منه , والانتفاع به , وتبقى نصائحكم وتوجيهاتكم هي التي تنير لنا الطريق, وتحدد لنا جهة المسير , وتصف الطرق والسبل الموصلة الى البدء في هذا المشروع الكبير.
وأما عن طبعة الدكتور التركي فهي عندي على هيئة PDF , وكنت أظن أن هناك طبعات جديدة قد خرجت بعد طبعة الدكتور التركي ... واذا تعذر الحصول على هذه الطبعة ككتاب, فما هي الاقل جودة من هذه الطبعة, لاني أريد شراء واحدة , ولا يخفى عليكم أنه يستحيل قراءة الكتاب على الكمبيوتر.
وبالنسبة للبدء في رمضان , فهي كما تفضلتم سوف تكون بداية , ويكاد يكون في حكم المستحيل اتمامه في رمضان الا أن يشاء الله.
وأختم بشكركم راجيا من الله أن ينفع بكم الاسلام والمسلمين .. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 05:02 م]ـ
شكر الله لكم دعواتكم الطيبة، وأسأل الله العظيم الكريم أن يرزقنا وإياكم الإخلاصَ والتوفيقَ فيما نَقولُ ونعملُ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونسأل اللهَ أَلا يَكِلَنا إلى أنفسِنا طَرْفَةَ عَينٍ فنهلَك.
وما دُمتم يا أبا منصور بَهذه المثابة والمستوى العلمي العالي فتوكل على الله، وابدأ بشراء نسخةٍ من نشرةِ مؤسسةِ الرسالة للتفسير، وهي متوفرة في المكتبات، وليست نادرةً فيما أرى وإن كان ثَمنُها مرتفعاً قليلاً، ويسعدني المساعدةُ في شراءه إنْ كان مُكلفاً عليك. ثُمَّ تضع لك منهجاً تسير عليه في دراسته وتلتزم به، وتقيد فوائده بالطريقة التي تناسبك: في الحواشي، أو في الغلاف الداخلي للمجلدات، أو بطاقات، أو دفتر خارجي، بحيث لا تتفلت منك الفوائد أثناء القراءة، مع أن مجرد القراءة فيه فائدة عظيمة، ولكننا نطلب الأفضل بالنسبة لك. وكانك ببدء دراسة هذا الكتاب قد التحقت بكلية من كليات الشريعة المميزة، فأعطه حقه وسترى من نفعه ما تقر به عينك.
وأقترح عليك قبل الشروع في دراسة الكتاب أن تقرأ حول منهجه في التفسير، وأقترح عليك:
1 - القرطبي ومنهجه في التفسير، للدكتور القصبي محمود زلط (وهو مطبوع) ومن أقدم وأجود من تحدث عن منهج القرطبي في التفسير جزاه الله خيراً، وتجد تعريفاً به هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=69315) .
2- القرطبي ومنهجه في التفسير ليوسف الفرت (مطبوع).
3 - القرطبي حياته وآثاره العلمية ومنهجه في التفسير، للدكتور مفتاح السنوسي بلعم، جامعة قاريونس - بنغازي ليبيا.
4 - القرطبي مفسراً للدكتور علي بن سليمان العبيد (غير مطبوع)، ولكنه أصدر مؤخراً رسالته للدكتوراه (تفاسير آيات الأحكام ومناهجها) وتحدث فيها عن منهج القرطبي في تفسيره، وقد يكون خلاصة رسالته للماجستير في الجزء الأول 1/ 363 - 390. والكتاب صدر حديثاً وتجد خبره وبعض فوائده هنا.
وهناك دراسات أخرى عن القرطبي ومنهجه النحوي والعقدي وغيرها، لكون كتابه من الكتب الموسَّعة في التفسير رحمه الله وجزاه أحسن الجزاء.
وأسأل الله أن يوفقك لإتمام هذا المشروع في دراسة الكتاب على أكمل وجه، وستنتفع به كثيراً، ولو وفقك الله لمعاودة دراسته ثانيةً فسوف تزداد به انتفاعاً، وهكذا الثالثة والرابعة.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:56 م]ـ
الاخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن
أشكر لك ردك الأخوي , ومبادرتك بالمساعدة سواء بشراء الكتاب أو بالنصح حول كيفية الإستفادة منه.
وإني لشاكر لك وقفتك الأخوية , ومقدر لك نصائحك الثمينة, سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجزيك عنا خير الجزاء في الدنيا والاخرة.
وأما عن شراء الكتاب فأنا مقتدر عليه – ولله الحمد والمنة- لكن قد لا تتوافر النسخة المطلوبة في المكان الذي اقيم فيه, ولهذا سألت عن النسخ الاخرى الأقل جودة.
وكم كنت أتمنى لو أطلتَ في بيان أفضل الطرق للإستفادة من هذا السفر الضخم لاسيما وأن لكم قصب السبق في مثل هذا الكتاب وغيره, ولاشك أن لكم الكثير من الخبرات التي أتمنى لو تشاركونا بعضها.
ويبقى لي أخيرا تعليق سريع على وصفك لي بأني مستوى العلمي عالي فهذا حقيقة وصف مبالغ فيه لا أستحقه البتة , وأما الوصف الذي أصف به نفسي دائما فهو: أني متطفل على كتب أهل العلم, ورحم الله امرا عرف قدر نفسه فوقف عندها.
طلب خارج الموضوع:
شاهدت ذات مرة بقناة روائع مؤتمرا لاهل التفسير , وقد كنتَ أحد المقدمين , وقد أعجبتني كلمة للدكتور يوسف الحوشان حول دور التقنية في خدمة القران ... وأسلتي:
أين أجد هذه الندوة مصورة؟
ما اسم الموقع الالكتروني الذي أحال عليه الدكتور يوسف باعتباره الموقع الشامل لكل ما يتعلق بالقران؟
ذكر الدكتور يوسف أن جوال الايفون له قصة واي قصة مع القران- يعني من ناحية استخدامه .. هل قدم أي ورقة بخصوص هذا الموضوع؟
ودمتم في حفظ الله ورعايته
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:11 م]ـ
الى أخي الكريم أبي منصور
السلام عليكم ورحمة الله
لقد قرأت مشاركتك القيمة وأغبطك على صبرك وجلدك في القرآءة. ولكن يا أخي الكريم هناك فرق بين دراسة تفسير القرطبي وبين قرائته. فهل تقصد قرائته وتدوين ما تحتاج من فوائد وملح أم أنك عازم على دراسته؟. لأن فوائده وجواهره أكثر من أن تعد لأنه تفسير جامع شامل وهو أصلاً كله مسائل ونقاط. وهو أيضاً مرجعاً مهماً لأهل التفسير وخاصة في الأحكام الفقهية وما وراء النصوص من استنباطات سابرة في الغور. أظن أن مصطلح الدراسة يحتاج الى تدوين وإخراج ونقد وأسئلة واستنتاجات. وفي النهاية تخرج بشيء مفيد على شكل بحث أو كتاب. فإن كنت ترمي الى ذلك فلا أظن أنك ستكتفي بالقراءة فقط ولكنك ستتوقف على محطات وفواصل كثيرة ولكن الباحث عن الفائدة لا يضيره العناء. وبالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منصور]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:31 م]ـ
الى أخي الكريم أبي منصور
السلام عليكم ورحمة الله
لقد قرأت مشاركتك القيمة وأغبطك على صبرك وجلدك في القرآءة. ولكن يا أخي الكريم هناك فرق بين دراسة تفسير القرطبي وبين قرائته. فهل تقصد قرائته وتدوين ما تحتاج من فوائد وملح أم أنك عازم على دراسته؟. لأن فوائده وجواهره أكثر من أن تعد لأنه تفسير جامع شامل وهو أصلاً كله مسائل ونقاط. وهو أيضاً مرجعاً مهماً لأهل التفسير وخاصة في الأحكام الفقهية وما وراء النصوص من استنباطات سابرة في الغور. أظن أن مصطلح الدراسة يحتاج الى تدوين وإخراج ونقد وأسئلة واستنتاجات. وفي النهاية تخرج بشيء مفيد على شكل بحث أو كتاب. فإن كنت ترمي الى ذلك فلا أظن أنك ستكتفي بالقراءة فقط ولكنك ستتوقف على محطات وفواصل كثيرة ولكن الباحث عن الفائدة لا يضيره العناء. وبالله التوفيق
بارك الله فيك أخي تيسير على هذا اللفتة الطيبة التي لم أتنبه لها عند طرحي للموضوع. الحقيقة أن مقصودي هو القراءة وليس الدراسة بمفهومها الواسع, وإن كانت القراءة المركزة قد تتضمن بعض خصائص الدراسة لكنها تبقى في درجة أقل منها.
جزاك الله خيرا على تنبيهك لي , وعلى درب الخير نلتقي.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:02 م]ـ
جمعني قبل سنوات مجلس بالشيخ الفاضل عبد الكريم الخضير حفظه الله، وتحادثنا فيه عن طول منهج التفسير، فذكر لي أنه منذ عشر سنوات وهو يدرّس تفسير القرطبي وقد وصل إلى الجزء العاشر!!
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 06:53 م]ـ
اخي العزيز ابا منصور ... اهلا وسهلا بك ... ووفقك لما تريد ... واعزم على ما تبغي ولا تتردد فاني اقف حائرا امام واجبي تجاهكم فاقول لك ان طريق الميل يبدأ بخطوة ولا تستثقل الامر.
واوصيك بعد ان اوصي نفسي بان تجعل لك هدفا من قرائته وتحكمه بالنية، فاننا لا نحمل هم العمل ولكننا نحمل هم النية، والعمل وان قل تكبره النية وان كبر تصغره النية ولا تلتفت لوساوس الشيطان ان صعَّب عليك ما تأمل.
ويمكن لك بعد ان تكمله تطلع على كتابي وهو هدية لك في الجانب اللغوي في تفسير القرطبي وتعطني رأيك فيه .... اضغط هنا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=6666)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:23 م]ـ
بارك الله بك أخي مثنى على هذا التشجيع. وبما أن لك نشاطات تأليفية فلماذا لا نقوم بجهد مشترك لأحد الأعمال على شكل كتاب يكون لنا فيه الأجر والأثر بعد الموت؟؟ بل ولماذا لا يكون ذلك بداية سنّة مستحبة للأخوة الذين يعملون بهذا الجانب فتتكاتف الجهود لإخراج أعمال ما كانت لتكون لولا تكاتف الجهود والعمل بقلب الرجل الواحد؟. لقد لاحظت ولله الحمد أن كثيراً من الأخوة في هذا الملتقى لهم أعمال في التأليف. وأنا أعلم أن عمل التأليف شاق متعب. ولكن إذا تظافرت الجهود فإن التفاعل والتسابق والتشجيع سيثمر أعمالاً جليلة بإذن الله تعالى. ولن أقول لكم أنني اشتركت فعلاً مع بعض منتسبي هذا الملتقى بأحد الأعمال ونحن نعمل سوية في ذلك. وعندما ننتهي من هذا العمل سيكون خبراً ساراً لأهل هذا الملتقى. في الحقيقة لدي مشاريع لعناوين كثيرة أرغب بتنفيذها. بعضها يخص التفسير وبعضها يخص الفقه والبعض الآخر في الحديث. فهل من مساعد؟؟؟ وبارك الله بكم اخواني وتذكروا جميعاً الشعار القائل: اترك بصمة قبل الموت.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[01 Aug 2010, 10:40 م]ـ
لي تجربة مع تفسير القرطبي وهي:
عند انتقالي للدراسة في جامعة أم القرى أخبرني أحد الزملاء بمرحلة الدكتوراه أنهم يجتمعون في درس علمي بمنزل أحد المشايخ الفضلاء من أساتذة جامعة أم القرى (سابقا)، والتحقت بالدرس في 10/ 11/1428هـ وكانت البداية لي من تفسير سورة الأعراف، وطريقة الدرس:
يقرر الشيخ جزءً من التفسير مابين (100 - 150) صفحة -تزاد في الاجازات -وتقرأ في المنزل، ويدون كل طالب الفوائد خلال قراءته في دفتره، ثم نجتمع بعد أسبوعين ويقرأ كل طالب ما التقطه من الدرر والفوائد من التفسير من خلال قراءته، وتناقش بعض المسائل المشكلة ويعلق على بعضها في متن التفسير، وقد قطعنا شوطا كبيرا ولم يتبق إلا الجزء الأخير من التفسير سوف نتدارسه بعد رمضان بإذن الله تعالى، ولو لم نحصل من الفوائد إلا قراءة التفسير قراءة كاملة لكفى بها من فائدة، والحقيقة إن الكتاب مليء بالفوائد والمسائل التي تستحق البحث والتدوين. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:00 م]ـ
فكرة جميلة أخي نواف وقد كان لي تجربة مشابهة لهذه قبل تسع سنوات تقريباً حيث كان لنا اجتماع أسبوعي تحدد فيه آيات معينة
ويخصص لكل واحد منا تفسير معين وقد كنا ستة على ما أذكر وأذكر من الكتب الجلالين وابن سعدي وابن كثير والظلال وكان كل يعرض مالم يذكره صاحب التفسير الآخر فاستفدنا فائدة طيبة في معرفة تناول المفسرين للآيات وهل استفاد أحد من غيره وغيرها من الفوائد التي يضيفها الشيخ على بعض الأقوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:23 م]ـ
جمعني قبل سنوات مجلس بالشيخ الفاضل عبد الكريم الخضير حفظه الله، وتحادثنا فيه عن طول منهج التفسير، فذكر لي أنه منذ عشر سنوات وهو يدرّس تفسير القرطبي وقد وصل إلى الجزء العاشر!!
سبحان الله ... إذا كانوا العلماء استغرقوا عشر سنوات ولم يكملوا الكتاب بعد .. فما بالك بنا نحن؟ اللهم فقهنا في الدين.
مشكور أخي عبدالعزيز على هذه الفائدة .. وياليت لو تفيدنا بالمنهجية التي اتبعها الشيخ الخضير لقراءة التفسير.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:26 م]ـ
اخي العزيز ابا منصور ... اهلا وسهلا بك ... ووفقك لما تريد ... واعزم على ما تبغي ولا تتردد فاني اقف حائرا امام واجبي تجاهكم فاقول لك ان طريق الميل يبدأ بخطوة ولا تستثقل الامر.
واوصيك بعد ان اوصي نفسي بان تجعل لك هدفا من قرائته وتحكمه بالنية، فاننا لا نحمل هم العمل ولكننا نحمل هم النية، والعمل وان قل تكبره النية وان كبر تصغره النية ولا تلتفت لوساوس الشيطان ان صعَّب عليك ما تأمل.
ويمكن لك بعد ان تكمله تطلع على كتابي وهو هدية لك في الجانب اللغوي في تفسير القرطبي وتعطني رأيك فيه .... اضغط هنا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=6666)
الشيخ الفاضل مثنى .. بارك الله في نصحائك , وتشجيعك , ولك شكر خاص على هديتك الرائعة.
لا تنسانا من صالح دعائك , ونافع نصحائك.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:29 م]ـ
بارك الله بك أخي مثنى على هذا التشجيع. وبما أن لك نشاطات تأليفية فلماذا لا نقوم بجهد مشترك لأحد الأعمال على شكل كتاب يكون لنا فيه الأجر والأثر بعد الموت؟؟ بل ولماذا لا يكون ذلك بداية سنّة مستحبة للأخوة الذين يعملون بهذا الجانب فتتكاتف الجهود لإخراج أعمال ما كانت لتكون لولا تكاتف الجهود والعمل بقلب الرجل الواحد؟. لقد لاحظت ولله الحمد أن كثيراً من الأخوة في هذا الملتقى لهم أعمال في التأليف. وأنا أعلم أن عمل التأليف شاق متعب. ولكن إذا تظافرت الجهود فإن التفاعل والتسابق والتشجيع سيثمر أعمالاً جليلة بإذن الله تعالى. ولن أقول لكم أنني اشتركت فعلاً مع بعض منتسبي هذا الملتقى بأحد الأعمال ونحن نعمل سوية في ذلك. وعندما ننتهي من هذا العمل سيكون خبراً ساراً لأهل هذا الملتقى. في الحقيقة لدي مشاريع لعناوين كثيرة أرغب بتنفيذها. بعضها يخص التفسير وبعضها يخص الفقه والبعض الآخر في الحديث. فهل من مساعد؟؟؟ وبارك الله بكم اخواني وتذكروا جميعاً الشعار القائل: اترك بصمة قبل الموت.
أخي الكريم .. تيسير .. معك على طول الخط في فكرتك, وأتمنى من الأخوة المشايخ المسارعة في تنفيد هذا الاقتراح الطيب.
دمتم في حفظ الله ورعايته.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:33 م]ـ
لي تجربة مع تفسير القرطبي وهي:
عند انتقالي للدراسة في جامعة أم القرى أخبرني أحد الزملاء بمرحلة الدكتوراه أنهم يجتمعون في درس علمي بمنزل أحد المشايخ الفضلاء من أساتذة جامعة أم القرى (سابقا)، والتحقت بالدرس في 10/ 11/1428هـ وكانت البداية لي من تفسير سورة الأعراف، وطريقة الدرس:
يقرر الشيخ جزءً من التفسير مابين (100 - 150) صفحة -تزاد في الاجازات -وتقرأ في المنزل، ويدون كل طالب الفوائد خلال قراءته في دفتره، ثم نجتمع بعد أسبوعين ويقرأ كل طالب ما التقطه من الدرر والفوائد من التفسير من خلال قراءته، وتناقش بعض المسائل المشكلة ويعلق على بعضها في متن التفسير، وقد قطعنا شوطا كبيرا ولم يتبق إلا الجزء الأخير من التفسير سوف نتدارسه بعد رمضان بإذن الله تعالى، ولو لم نحصل من الفوائد إلا قراءة التفسير قراءة كاملة لكفى بها من فائدة، والحقيقة إن الكتاب مليء بالفوائد والمسائل التي تستحق البحث والتدوين. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
الأخ الكريم .. نواف .. طريقة مبتكرة ومتميزة, وكم أرجو أن تفتح موضوعا في هذا المنتدى الرائع لذكر هذه الفوائد والدروس التي تحصلتم عليها أثناء مطالعة التفسير, ولا شك أن القراءة الجماعية فيها الكثير من الفوائد أقلها بعث الحماسة والتشجيع بين أفراد المجموعة.
أثابك الله.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:34 م]ـ
سبحان الله ... إذا كانوا العلماء استغرقوا عشر سنوات ولم يكملوا الكتاب بعد .. فما بالك بنا نحن؟ اللهم فقهنا في الدين.
مشكور أخي عبدالعزيز على هذه الفائدة .. وياليت لو تفيدنا بالمنهجية التي اتبعها الشيخ الخضير لقراءة التفسير.
الذي فهمت من كلام الأخ عبد العزيز أنّ الشيخ يُدَرِّسُ هذا الكتاب، لا أنه يقرأه ...
وإلا فالشيخ عبد الكريم يُذكر عنه - في قراءة بعض الكتب الكبيرة مرات عديدة - شيء يتغرب منه الآن!
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:35 م]ـ
فكرة جميلة أخي نواف وقد كان لي تجربة مشابهة لهذه قبل تسع سنوات تقريباً حيث كان لنا اجتماع أسبوعي تحدد فيه آيات معينة
ويخصص لكل واحد منا تفسير معين وقد كنا ستة على ما أذكر وأذكر من الكتب الجلالين وابن سعدي وابن كثير والظلال وكان كل يعرض مالم يذكره صاحب التفسير الآخر فاستفدنا فائدة طيبة في معرفة تناول المفسرين للآيات وهل استفاد أحد من غيره وغيرها من الفوائد التي يضيفها الشيخ على بعض الأقوال.
الأخ الفاضل .. محمد أتمنى أن لا تحرم اخوانك من الفوائد , وياحبذا لو تشترك أنت والاخ نواف في كتابة تلك الفوائد في موضوع مستقل.
ولك تحياتي الاخوية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:41 م]ـ
الذي فهمت من كلام الأخ عبد العزيز أنّ الشيخ يُدَرِّسُ هذا الكتاب، لا أنه يقرأه ...
وإلا فالشيخ عبد الكريم يُذكر عنه - في قراءة بعض الكتب الكبيرة مرات عديدة - شيء يتغرب منه الآن!
نعم صدقت .. الاخ عبدالعزيز: يدرس بتشديد الراء, ولم أنتبه لذلك , وشكرا لك على التصحيح.(/)
كيف تقرأ القرآن في رمضان وغيره من شهور العام؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 06:50 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
صنف الأخ الدكتور سهيل بن محمد قاسم من المدينة المنورة كتاباً عنون له بالسؤال الذي عنونت به المشاركة وهو:
كيف تقرأ القرآن في رمضان وغيره من شهور العام؟
عرض فيه طريقةً جديدةً لتقسيم أنواع القراءة للقرآن الكريم مع منهج تطبيقي لمراجعة حفظ القرآن وإتقانه.
http://www.tafsir.net/images/kaiftagra.jpg
وقد صدر هذا الكتاب عن دار الخضيري في المدينة المنورة عام 1430هـ.
وقد ضمنه المؤلف منهجاً مقترحاً لقراءة القرآن الكريم قراءة واعية نافعة، وصدَّرَ كتابَه بسردِ أنواع قراءة القرآن الكريم وهي:
1 - قراءة الثواب والختم.
2 - قراءة التدبر والتأمل.
3 - قراءة الحفظ والمراجعة.
4 - قراءة الأداء والترتيل.
5 - قراءة الاستماع والإنصات.
6 - قراءة القراءات والروايات.
7 - قراءة التبرك والاستشفاء.
8 - قراءة الأموات أو للأموات.
وقام بشرح كل طريقة من هذه الطرق في قراءة القرآن الكريم التي قسَّمها بحسب الغرض منها.
وقد ضمن الكتاب خطة منهجية لحفظ القرآن وإتقانه ومراجعته، وفيه الكثير من الأفكار والمقترحات المفيدة لمستويات مختلفة من قراء القرآن الكريم الراغبين في الانتفاع به والتعامل معه.
وقد راسلتُ المؤلف ليرسل لي تفصيل الخطة والجداول على بريدي الإلكتروني لنشرها لكم هنا، وأرجو أن يَطَّلِعَ على رسالتي ويُحقِّق مطلبنا في نشر نفع جهده ومقترحاته البديعة ولا سيما قبيل قدوم شهر رمضان بَلَّغناه الله وإياكم على خير.
في 15/ 8/1431هـ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا عبد الرحمن على عرض هذا الكتاب وكل مفيد وجديد كما هي عادتك التي نرجو أن نحتذي حذوها
و الدكتور/ سهيل متميز في تقديم الدورات التدربية (الإدارية والمهارية) كالقراءة السريعة ومهارات الحفظ والتذكر .. وغيرها
فلعل في جداوله وخطته الجديد والمفيد بإذن الله تعالى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عبد الرحمن على التنويه بهذا الكتاب وأتمنى أن يكون هناك نسخة لتصويرها ورفعها على الملتقى لتتم الإستفادة من هذه المناهج إن شاء الله.(/)
بتدبر "النور" كيف نغرس محبة العِفّة في صدور الفتيان والفتيات؟ ا
ـ[عصام العويد]ــــــــ[27 Jul 2010, 07:19 ص]ـ
في سورة "النور" العفة في حقيقتها قضية قلبية وجدانية، ففيها أناس جريرتهم الكبرى هي المحبة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ)
ولذا من أُسس تربيتها للنفوس غرس محبة الطهر وبغض الفاحشة.
تأمل اللفظَ وتنفيرَه، (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و (الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا مواربة، فأين توارت توريات وكنايات القرآن؟
بل يؤكد الله معناها بالنص على ضدها (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)
فلا بد من أحد الوصفين إما خبيث أو طيب.
وحين يرد هذا اللفظ المستشنع "خبيث" تتهادى إلى خاطرك آية الأنفال:
(وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ)
كانت أجسادا على الأرائك بعضها فوق بعض بالحرام، فصارت أجسادا بعضها أيضاً فوق بعض لكن متراكمة كجثث الموتى في نار جهنم، عياذا بالله.
هؤلاء يحبون مشاهدالفاحشة في المجتمع، يطربون لسماعها في المجالس، يرسلون روابطها للناس عبر المنتديات والإيميلات والقروبات،
يتسابقون إلى برمجة ونشر (البروكسي) لتحطيم سدود الطهر، وما درى هذا المسكين أنه يُسابق إلى جبل من جبال جهنم، أيها يحطم رأسه أولاً.
ومن طهر نفسه فهو "الطيب"، والناس في هذا يتفاوتون:
1 – المحصن: وهو من حصن نفسه منها وإن نازعته شهوته.
2 - الغافل: وهو من لم تدُر الفاحشة بخاطره أصلا.
ولما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد حازت أعلى المرتبتين قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [23]
غرس محبة الطهر والعفاف سورٌ عظيم للفضيلة
ولذا امتن الله على المؤمنين بقوله (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7]
وأثنى عليهم بقوله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108]، وقوله (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]
ودعا به صلى الله عليه وسلم لأمته "اللهم طهِّر قلبَه، وحصِّن فرجَه ".
فهل من تدبر تربوي مناسب لهذا الزمان؛ يحقق للأمة ما ورد في العنوان؟
ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:58 م]ـ
تأمل اللفظَ وتنفيرَه، (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و (الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا مواربة، فأين توارت توريات وكنايات القرآن؟
اللهم فقهنا بكتابك يا كريم
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2010, 05:24 م]ـ
شكر الله لكم، من دقة المعالجة القرآنية لقضايا العفة ونواقضها، وتشديده في هذه الأمور، قوله تعالى في سورة النور، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) حيث جعل مجرد الاتباع لخطوات الشيطان والانسياق وراء دعواته، أمرا بهذا الفعل، ووجه ذلك ما يقوم به المتبع من الترويج لهذا الأمر، والدعاية له، ونشره بين الناس، ثم ما يتبع ذلك من تأثيره في محيطه ومجتمعه، فيكون حال هذا المتبع في المآل كحال الداعي إلى المنكر الآمر به. فجاءت الآية زاجرة ناهية. تنبه المجتمع المسلم إلى أمر غاية في الخطورة، وهو دور السلوكات الفردية والجماعية، في نشر ما يناقض العفة ودواعيها. وأن مجرد الاتباع لخطوات الشيطان، ينزل منزلة الأمر به، لما ينشأ عنه من النتائج الوخيمة.
والله أعلم وأحكم
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 05:24 م]ـ
الله يجزاك الجنة ويزيدنا وأياك تدبر القرآن. . .
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2010, 07:44 م]ـ
بارك الله فيكم، ومما يتصل بما ذكرته سلفا، أن كيد الشيطان ولطف احتياله، موقع لكثير من المؤمنين في شركه وحباله، وهذا لا يسلم منه غالب المؤمنين إلا من زكاه الله بفضله ورحمته، وخطوات الشيطان، تعبير بالجمع للدلالة على تنوعها وكثرتها، فخطوات الشيطان متنوعة في مادتها، لا تأتي على نمط واحد، ليعرف ويتقى، بل هي أوغل في التموه، ثم هي في تنوعها كثيرة وافرة، لا تفتأ تعترض طريق المؤمن وتفتنه عن مراده، فإذا غفل المؤمن واتبع خطوة الشيطان، فعليه أن لا يسترسل معه في باقي الخطوات، لأن هذا الاسترسال سيقربه من مجتمع الخبيثين، ويبعده عن مجتمع الطيبين.
والله أعلم.
ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:17 م]ـ
حيث جعل مجرد الاتباع لخطوات الشيطان والانسياق وراء دعواته، أمرا بهذا الفعل ...
والله ما انتبهت لها إلا حين قرأتها في كلامك سددك الله،
فلا تبخل على اخوانك بأخواتها، شكر الله لك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[27 Jul 2010, 09:06 م]ـ
أخي الكريم عدنان أجانة،،
المشهور عند المفسرين أن الضمير قي قوله تعالى (فإنه يأمر) عائد إلى الشيطان لا إلى متبع خطوات الشيطان.
وما أشرت إليه معنى لطيف، لكن هل سبق أحد من المفسرين إلى ما ذكرت وفقك الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عصام على هذه المشاركة المتدبرة في آيات سورة النور.
غرس العفة في سورة النور تظهر جلية في غير ما موضع وأهمها بل وأولها بحسب فهمي يبدأ من تحديد وشرح آداب الاستئذان وحفظ حرمة البيوت المسلمة الطاهرة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور)
فإذا تربى الطفل في البيت على الستر وعدم رؤية ما يخدش حياءه ويحرك غرائزه يصبح هذا السلوك القويم ديدنه في شبابه وعمره كله، فالعين إذا تعودت على رؤية الطيب والابتعاد عن رؤية الخبيث لن ترضى أن ترى حبيثاً بعد ذلك بل وتنفر منه حيثما رأته.
ثم غض البصر كما قال تعالى في نفس السورة (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)) وغضّ البصر يدفع كل خبيث عن الناظر والمنظور إليه فتسلم القلوب من كل شر وهوى وخبث.
سورة النور هي بحق سورة العفة والعفاف وما تحويه من آداب اجتماعية فردية واجتماعية وأسرية واجب تعلمه وتعليمه مع الفاتحة والمعوذات لما لها من دور في تهذيب النفس البشرية حتى تكون عفيفة طيبة خالية من الخبائث.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيكم حضرة الدكتور عصام على المرور الكريم، وقد كتبت ما كتبت اتكالا على نظم الآية وما يقتضيه جو السورة العام، وقد كان في الذهن أنه مذكور في كتب التفسير. ثم إن ما ذكرته من مرجعية الضمير على الشيطان، هو مشهور قول المفسرين، وممن أرجع الضمير على اسم الشرط "من" الإمام أبو حيان، وتبعه جماعة. فإنه قال في تفسيره عند هذا الموضع ما نصه: "والضمير في (فإنه) عائد على (من) الشرطية أي: فإن متبع خطوات الشيطان، (يامر بالفحشاء) وهو ما أفرط قبحه (والمنكر) وهو ما تنكره العقول السليمة، أي يصير رأسا في الضلال بحيث يكون آمرا يطيعه أصحابه اهـ
ومما يترجح به هذا المعنى، أن أسلوب الكلام، أسلوب الشرط، وقوله (فإنه) الفاء رابطة بين الشرط وهو "الاتباع" وجوابه وهو "الأمر به". وظاهر السياق أن الضمير راجع إلى فاعل الاتباع، وهو في المعنى راجع إلى الشيطان. لأن متبع الشيطان إذا كان آمرا باتباعه، فأمره من امر الشيطان، وهو منه بسبب. فآل الأمر إلى الوفاق.
والله أعلم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:57 ص]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة سمر الأرناؤوط: إضافة جميلة، والسّورة سورتكم يا معشر النساء.
الشيخ المفيد عدنان: أتفق تماماً معك على ما ذكرت، وأشرفُ بأن تعلمت منك في نفس اليوم الذي فيه تعرفت عليك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:25 ص]ـ
تتميماً للفائدة:
- في إعراب القرآن لابن سيده (7/ 34): والضمير في (فإنه) عائد على (مَن) الشرطية.
- وفي الدر المصون في علم الكتاب المكنون (1/ 4348): قوله: {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ}: في هذه الهاءِ ثلاثةُ أوجهٍ:
أحدُها: أنها ضميرُ الشَّأن. وبه بدأ أبو البقاء. والثاني: أنها ضميرُ الشيطان. وهذان الوجهان إنما يجوزان على رَأْيِ من لا يشترط عود الضمير على اسم الشرط من جملة الجزاء. والثالث: أنه عائدٌ على "مَنْ" الشرطيَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Jul 2010, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ...
قرأت كتابا رائعا جدا عن تدبر سورة النور وهو (انشراح الصدور في تدبر سورة النور) لـ ا. د سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين.جامعة القصيم ..
ـ[سارونا النور]ــــــــ[28 Jul 2010, 04:44 ص]ـ
جزاك الله خير اختي اشراقه وزادك الله علما ونورا.
اللهم احفظنا من كل شر وثبت قلوبنا على دينك واعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك
يا أرحم الراحمين ويا اكرم الكريمين.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Jul 2010, 05:23 ص]ـ
والسّورة سورتكم يا معشر النساء.
.
أشكر الدكتور عصام على هذا الموضوع، وأذكر الأخوة المربين، ببيان الأمراض والآفات الخبيثة التي تنتشر بين أصحاب الفواحش، فيضيع شبابهم وتضيع السعادة، فهذا أمر يتفق عليه كل ذوي العقول السليمة، والمؤمن والكافر، فالنشىء يغلب عليهم الطيش، ومع هذا جبلوا على حب الصحة والحياة السعيدة، والله الهادي إلى سواء السبيل، اللهم احفظ أولادنا وبناتنا، اللهم آمين.
أخي الكريم وشيخنا الفاضل ماهو الدليل على قولكم " السورة سورتكم يا معشر النساء " أو ما هو توجيهك لهذا القول؟
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:35 ص]ـ
هذا مشهور بين المفسرين بالمأثور:
- أخرج أبو عبيد في فضائله:
عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن رض1 تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور. والمقصود به النساء ففي تفسير القرطبي (12/ 158): كتب عمر رضى الله عنه إلى أهل الكوفة: علموا نساءكم سورة النور.
- وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله صل1: "عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور" ومراسيل مجاهد في التفسير محتملة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Jul 2010, 08:12 ص]ـ
هذا مشهور بين المفسرين بالمأثور:
- أخرج أبو عبيد في فضائله:
عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن رض1 تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور. والمقصود به النساء ففي تفسير القرطبي (12/ 158): كتب عمر رضى الله عنه إلى أهل الكوفة: علموا نساءكم سورة النور.
- وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله صل1: "عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور" ومراسيل مجاهد في التفسير محتملة.
شيخنا الكريم أشكرك على التوضيح
حديث مجاهد كما لا يخفى عليكم ضعيف.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب
أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور"
ولكن قد يفهم من كل ذلك أهمية هذه السورة لأمان الأسرة والمجتمع، والله أعلم.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا حضرة الدكتور الفاضل عصام العويد. وشكر الله للإخوة الفضلاء مشاركاتهم القيمة.
ومن تتمة القول في تدبر سورة النور. أن السورة اشتملت على ثلاث نداءات لجماعة المؤمنين، حراس الفضيلة، المعنيين بإقامة صرح المجتمع الراشد، وهذه النداءات الثلاث تتوزع على ثلاث مطالب: وهي مرتبة ترتيبا بديعا.
المطلب الأول: الحفاظ على الهوية الإسلامية والانتماء الإسلامي من خلال عدم اتباع خطوات الشيطان. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وفي هذا المطلب تذكير للمسلم بانتمائه وقضيته، ونهي له عن ترك هذا الانتماء والانسياق وراء خطوات الشيطان.
المطلب الثاني: رفع عوامل الوحشة بين أفراد المجتمع المسلم، ونشر قيم الاستئناس. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
وفي هذا المطلب، التأكيد على حرمة كل بيت في المجتمع المسلم، وأن بيوت المسلمين، مصونة محفوظة، لا تدخل إلا بإذن صاحبها واستئناسه. وبيوت المسلمين لبنات المجتمع الراشد، إذا كانت مصانة محفوظة انتقل ذلك للمجتمع.
المطلب الثالث: الاستئذان داخل البيوت، موجب لحفظ العورات وصيانة الحرمات. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
وفي هذا المطلب: تحقيق للستر، وصون للحرمة،
والتأمل في هذه المطالب يدلنا على الضمانات التي جعلها الله في المجتمع المسلم، الذي هو مجتمع حصين من جميع جهاته،
فهو محصن على مستوى الأفكار، بمقتضى مبدأ الإيمان والانتماء، وهو المطلب الأول.
وهو محصن على مستوى السلوك والعلاقات العامة، بمقتضى مبدأ الاستئناس. وهو المطلب الثاني.
وهو محصن داخل الأسرة الواحدة بمقتضى مبدأ الاستئذان، وهو المطلب الثالث.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:37 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل عدنان على هذه التأملات الطيبة في سورة النور فجزاك الله تعالى خيراً ونفع بك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 04:35 م]ـ
الأخت الكريمة أم الأشبال،،
المقصود هو توارد ما جاء عن السلف على هذا المعنى، ويشهد له ان الله سبحانه ابتدء خطاب السورة بالنساء على غير عادة القرآن (الزانية ... )، ومرسل مجاهد ضعيفٌ كحديث مرفوع أما عنه هو فهو ثابت وهذا كاف في تحصيل المقصود، وكذا حديث عائشة، وبعض ألفاظ أثر عمر كما سبق، ولذا ما من إمام من أئمة المفسرين الحفاظ من أهل الحديث ممن يسوق بالإسناد أو بدونه إلا وأوردوا هذه الآثار في تفسيرهم للسورة حتى وإن كانت أسانيدها ضعيفة أو ضعيفة جدا، وإنما أرادوا تظافرها على هذا المعنى، ومن زعم أن الحديث (المتن) إذا ورد بإسناد ضعيف أو ضعيف جدا فلا يستشهد أو يُستأنس به؛ فقد ارتقى مرتقاً صعباً وخالف جادة كبار أئمة المحدثين من المفسرين ممن يُسند أو لايسند فكلاهما متقدمين ومتأخرين من ابن جرير وابن أبي حاتم والنسائي ومرورا بالبيهقي وابن عبد البر والخطيب وانتهاء عند النووي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم على هذا في موقفهم من هذه الآثار.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:21 ص]ـ
الأخت الكريمة أم الأشبال،،
المقصود هو توارد ما جاء عن السلف على هذا المعنى، ويشهد له ان الله سبحانه ابتدء خطاب السورة بالنساء على غير عادة القرآن (الزانية ... )، ومرسل مجاهد ضعيفٌ كحديث مرفوع أما عنه هو فهو ثابت وهذا كاف في تحصيل المقصود، وكذا حديث عائشة، وبعض ألفاظ أثر عمر كما سبق، ولذا ما من إمام من أئمة المفسرين الحفاظ من أهل الحديث ممن يسوق بالإسناد أو بدونه إلا وأوردوا هذه الآثار في تفسيرهم للسورة حتى وإن كانت أسانيدها ضعيفة أو ضعيفة جدا، وإنما أرادوا تظافرها على هذا المعنى، ومن زعم أن الحديث (المتن) إذا ورد بإسناد ضعيف أو ضعيف جدا فلا يستشهد أو يُستأنس به؛ فقد ارتقى مرتقاً صعباً وخالف جادة كبار أئمة المحدثين من المفسرين ممن يُسند أو لايسند فكلاهما متقدمين ومتأخرين من ابن جرير وابن أبي حاتم والنسائي ومرورا بالبيهقي وابن عبد البر والخطيب وانتهاء عند النووي وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم على هذا في موقفهم من هذه الآثار.
أخي الفاضل وشيحنا الكريم د. عصام، لا أختلف معك فيما ذكرت، لكن الأمر لا يؤخذ هكذا على إطلاقه كما تفهم أنت ولا شك، وإني لا أدعي أني سأقول الصواب فالله أعلم بالصواب، ولكني أستفيد من سؤال ومناقشة أمثالكم من أهل العلم:
إن ما ذكره الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب وكما ورد في الآثار السابقة يبين أن السورة مهمة للمجتمع ككل، ولم أجد أحدا على حد علمي من المفسرين يستشهد بالحديث الضعيف الذي ذكرت وقد كان السلف يعلمون أولادهم كل القرآن الكريم، وقبل ذلك حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على دراسة كل القرآن الكريم، وقد وجدت من يستشهد بالأثر الوارد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وهذه السورة هي سورة النور والعفة للمجتمع الإسلامي، وبدأت بقوله تعالى:
(((سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ....... )))
فقوله تعالى: " لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " خطاب عام للجميع.
وقد أشرت فضيلتكم، لقوله تعالى: (((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي)))، وهي كما يظهر إشارة من فضيلتكم إلى سر التقديم والتأخير، وهذا جميل، فيظهر من تقديم ذكر الزانية، بيان ضعف المرأة وقوتها، ضعفها في اتباع الشيطان، وقوتها في اتباع رضى الرحمن، فالمجتمع القوي المتماسك لا يكون كذلك إلا بالعفة، والأنثى مربية وحافظة لنفسها وبيتها، وفي تقديم ذكرها تذكير للرجال بدورهم في اختيار الزوجة الفاضلة، والحرص على تربية الأبناء تربية قوية على العفة والخير، هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:15 ص]ـ
تقولين وفقك الله: (ولم أجد أحدا على حد علمي من المفسرين يستشهد بالحديث الضعيف الذي ذكرت)
ولا أدري أيها تريدين لكن كلها مستشهد بها عند المفسرين:
تفسير القرطبي - (12/ 158): وقالت عائشة رضى الله عنها: (لا تنزلوا النساء الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن سورة النور والغزل.
فتح القدير - (4/ 5): أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور] وهو مرسل.
وأخرج أبو عبيد في فضائله عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور.
لفظ أثر عمر: وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية الهمداني قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور.
عموما آخر الكلام كأني أفهم منه أنك وفقك الله تظنين أني أخص السورة بالنساء فقط دون الرجال وهذا لاشك غير مراد ولا أظن مسلما يقول به، وإنما المراد أنها ألصق بكن منّا نحن معاشر الرجال:
(الزانية والزاني) (الخبيثاث للخبيثين) (الطيبات للطيبين) (المحصنات) ... .
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أشكر الدكتور الفاضل عصام على ما تفضل به.
ما أودعه القرطبي تفسيرة أودعه كأثر موقوف على عائشة أم المؤمنين، ولم يورد الحديث الموقوف، وعلى حد علمي لم أجد من يوقف هذا الحديث على عائشة أم المؤمنين.
أما الحديث، فهو موضوع كما يذكر ثلة من أهل العلم، وللفائدة ينظر: مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير، للفنيسان: 264، أما ما ورد عن عمر ابن الخطاب فهو صحيح عنه كما ذكر بعض أهل العلم، وأما الحديث المرسل الذي ورد عن مجاهد فقد ورد من طريق ضعيف أصلا، من طريق عتاب بن بشير عن خصيف،
قال الهيثمي:
إلا أن عتاب بن بشير لم أعرف له من مجاهد سماعاً
وقال النسائي: عتّاب ليس بالقوي، ولا خُصيف. " أهـ
فهل هذا يحتمل من مجاهد إذا لم نتثبت من صحة نسبته إليه مرسلا أصلا؟
أما ما ورد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فالروايات تقول أنه حث الرجال والنساء على تعلم السورة، فكيف يعلم الرجال أهلهم إن لم يتعلموها أصلا، وفي ذلك محافظة على المجتمع المسلم، وإذا عملنا مقارنة وقلنا هي الألصق بمن هل بالرجال أو النساء، فالمقارنة ستفضي إلى أن السورة ألصق بالمجتمع المسلم ككل، قال تعالى:
(((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ... )))
(((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... )))
(((وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ... )))
(((وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ... )))
(((رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ... )))
(((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ ... )))
ونرجع لقضية التقديم والتأخير التي رجعت للإشارة إليها، لا تفيد هذه القضية أي حكم فقهي، والستر والعفاف، للرجال والنساء على حد سواء.
إن من واجب المرأة أن تتسر وتصلي وتصوم وتتبع أحكام الدين، لا خلاف في هذا، وعلى الرجل أن يعينها في ذلك، أين القوامة، ونصوص القرآن شاهدة
" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا "
والقرآن الكريم يحث على الستر، ويقولون سورة النور ألصق بالنساء، مع أن النور إذا انتشر عم الجميع، وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها،
تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا، وتبقى سورة النور ألصق بالنساء!.
والله أعلم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[31 Jul 2010, 10:45 م]ـ
لا بأس اختي الفاضلة فلعلي أُفقط الكلام حتى يترتب، فقد تطرقتِ إلى أمور ثلاثة:
أولاً: الآثار الواردة في المسألة، وقد سبق أن جادة أئمة المحدثين من المفسرين هو ذكرها، مع أن ما في أسانيدها لا يخفى على أدنى طالب علم له عناية بالحديث في زماننا فكيف بزمانهم؟ وسبق مقصودهم من إيرادها.
وهذه المسألة فيما يتعلق بالآثار الضعيفة الواردة في التفسير وطريقة الأئمة في التعامل معها قد بحثت بل واحترقت بحثاً في هذا الملتقى المبارك.
ثانياً: مسألة التقديم والتأخير والمساواة بين الرجل في مسألة الستر والعفاف:
قلتِ: (ونرجع لقضية التقديم والتأخير التي رجعت للإشارة إليها، لا تفيد هذه القضية أي حكم فقهي، والستر والعفاف، للرجال والنساء على حد سواء).
فأذكر نُبذاً يسيرة من كلام المفسرين فقط في أن الستر والعفاف للمرأة ألزم لها من الرجل، وهما وإن اشتركا فيه فليسا سواء:
في البحر المديد (2/ 245): إن قلت: ما الحكمة في تقديم المُذكر في هذه الآية، وفي أية الزنا قدم المؤنث، فقال: {الزَّانِيَهُ وَالزَّانِى}؟ فالجواب: أن السرقة في الرجال أكثر، والزنى في النساء أكثر، فقدّم الأكثر وقوعًا.
وفي تفسير أبي السعود (6/ 156): وتقديمها على الزاني لأنها الأصل في الفعل لكون الداعية فيها أوفر ولولا تمكينها منه لم يقع.
وفي التحرير والتنوير (10/ 2): وقدم ذكر {الزانية} على {الزاني} للاهتمام بالحكم لأن المرأة هي الباعث على زنى الرجل وبمساعفتها الرجل يحصل الزنى ولو منعت المرأة نفسها ما وجد الرجل إلى الزنى تمكيناً، فتقديم المرأة في الذكر لأنه أشد في تحذيرها.
وفي النكت والعيون (4/ 71): وإنما قدم ذكر الزانية على الزاني لأمرين:
أحدهما: أن الزنى منها أعَرُّ، وهو لأجل الحَبَل أضر.
الثاني: أن الشهوة فيها أكثر وعليها أغلب.
وهذا كثير جدا في كلام المفسرين والفقهاء والعقلاء في كل أمة، وقد تواتر من أحوال الأمم أبان سلامة الفطرة أن ضُرب الحجاب على أجساد النساء دون الرجال ونزلت الكتب السماوية بهذا، فكيف يكون الرجال والنساء في باب الستر سواء؟
ومما له علاقة بكون سورة النور للنساء ألزم مع عموم حاجة اللناس لها، ما قاله الحافظ ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (1/ 62) عن سورة النور وتعليمها للنساء، قال: أي لما فيها من الأحكام الكثيرة المتعلقة بهن المؤدي حفظها وعلمها إلى غاية حفظهن عن كل فتنة وريبة كما هو ظاهر لمن تدبرها.
ثالثاً: (وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها، تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا)
فهذه نفثة مصدور لا علاقة لي ولا لما سبق بها، وهذا فهمُنا لهذه السورة من عقدين مضيا من الزمن ولم نتزوج بحمد الله إلا مسلمة موحدة مصلية حصاناً والله حسيبها وحافظها هي ونساء ورجال المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Aug 2010, 09:34 ص]ـ
ثالثاً: (وهذا غير مستغرب فنتائج هذا الفكر نراها، تجد الشخص ملتزم وفيه سيمى الصلاح، يذهب ليتزوج نصرانية لها ماض الله أعلم به، أو يتزوج من أسلمت حديثا وينجب منها الذرية، أو يذهب ويتزوج من بلاد أخرى ومن أسرة لا يعلم عنها شيئا)
فهذه نفثة مصدور لا علاقة لي ولا لما سبق بها، وهذا فهمُنا لهذه السورة من عقدين مضيا من الزمن ولم نتزوج بحمد الله إلا مسلمة موحدة مصلية حصاناً والله حسيبها وحافظها هي ونساء ورجال المسلمين.
أخي الكريم د. عصام أشكرك على طول بالك مع طلاب العلم وصبرك على الاستفسارات والأسئلة، وبارك الله لك في الأهل والمال والذرية.
وإن ما قلته في العبارة السابقة، وإن كان نعم نفثة مصدور، فحال بعض الأطفال والذرية نتيجة ما قلت يبكي ويحزن.
إلا أن محاولة ربط الفهم الشائع بالواقع، مما أشرتم إليه أهل العلم، فلابد لطالب العلم أن يحاول ذلك.
وأدعوك إذا سمح وقتك وإن كنت أدرك أنه مزدحم وفقكم الله إلى البحث في البواحث عن النقاشات الدائرة حول سورة النور والنقاط التي ذكرت، للأهمية.
جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:51 ص]ـ
جزيت الجنة دكتورنا الفاضل انا ابحث عن اي موضوع او لطائف عن سورة النور فلو لديك المزيد اكون لك شاكرة وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[نعيمان]ــــــــ[13 Nov 2010, 05:28 ص]ـ
ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله!
هدوء، وسعة صدر، وتلطّف في الجواب؛ يُغبط عليه فضيلة الشّيخ عصام -حفظه الله ورعاه-.
فالكلمات الوادعات تدخل دخول النّسيم البليل على الجسد العليل فتشفيه.
فسبحان الرّزّاق الكريم!
وشكراً للشّيخة الفاضلة أمّ الأشبال على طول نفسها، ومحاججتها عن فكرتها؛ الّتي أخرجت هذه الشّمائل من فضيلته.
وعلى إقرارها -حفظها الله ورعاها- بكلّ ثقة نفس- بأنّ فكرتها نفثة مصدور.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[13 Nov 2010, 06:57 ص]ـ
وشكراً للشّيخة الفاضلة أمّ الأشبال على طول نفسها، ومحاججتها عن فكرتها؛ الّتي أخرجت هذه الشّمائل من فضيلته.
وعلى إقرارها -حفظها الله ورعاها- بكلّ ثقة نفس- بأنّ فكرتها نفثة مصدور.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
فضيلة الدكتور نعيمان جزاك الله خيرا لأنك ساهمت في رفع هذا الموضوع في هذه الأيام المباركة.
ولكن يبدو أنك لم تفهم كلامي أو أني لم أوضح بما يكفي.
ما زلت ضد فكرة الدكتور عصام، وكلامي في ظني لم يدل على عكس ذلك، وأما ما يخص نفثة المصدور، لابد أن ينفثها كل المجتمع، فكيف يكون المسلم مسلما إن لم يكترث بحال اخوانه.
وسبحان الله كنت اقرأ ربما منذ يوم أو يومين في كتاب فتذكرت هذا الموضوع، وليتني دونت المرجع، أسأل الله تعالى أن أذكره، ولكني أذكر الفكرة، فقد قال أحد أهل العلم بأن فائدة تقديم الزانية، الإشارة إلى طبيعة المجتمع الجاهلي في ذاك الوقت فهو عار بالنسبة للمرأة، افتخار بالنسبة للرجل " أهـ، ولكن الإسلام غير المفاهيم الجاهلية، وسن التشريعات التي تضمن للمحتمع نظافته ورقيه وأمانه، ولابد أن أرجع لنقل ما ذكره فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن صالح الحميد حفظه الله تعالى.:
" سورة النور تكاد تجسد حقيقة السور المدنية بالمعنى الاجتماعي للمجتمع المسلم فهذه السورة تكاد تمتاز بأنها سورة العلاقا الاجتماعية أو كما قال القرطبي رحمه الله:
هي سورة سيقت لبيان آداب أو أحكام العفاف والستر، وهذه الأحكام أحكام العفاف والستر بكل تفاصيلها ....
·وعلق على ما أثر عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من أنه حث على تعليم النساء سورة النور لسؤال طرح عليه م قبل فضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري فذكر ما يلي:
أن سورة النور من السور التي فيها ثراء من الناحية الاجتماعية، لكن سورة النور بالذات سورة تتعلق بالقضية الاجتماعية بالصميم العفاف والستر والذي هو أهم قضية علاجها يحتاج إلى ثقافة مشتركة بين الرجل والمرأة بل حتى الطفل ...
إلى أن ذكر التالي:
أحكام تتعلق بذوات الأشخاص، وليست أحكام تتعلق بالحكومة، .. الكل مخاطب لحاجة كل المجتمع لها " أهـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=117928#post117928
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[13 Nov 2010, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجد نفسي ملزما بشكر الدكتور عصام والاخت أُم الاشبال وكل الذين تداخلوا
وأجد نفسي ملزماً بالاعتراف بما استفدته من هذا النقاش:
أولاً: لقد تجلى أمام ناظريّ أدبُ الحوار وفقهه قولاً وتنزيلاً
ثانيًا: تعلمت اسلوب الحوار الهادئ الرزين الذي لا يتعدى طلب الحق والصواب
ثالثاً: جسدت هذه الحوارية الراقية معان ضافية تغيب غالباً عند بحث موضوعات العفة والستر تحت ذريعة الحياء.
رابعاً: أضفت المشاركات جوًا من الحميمية التي نفتقدها في نقاشاتنا، ولم أرَ تعصباً لرأي ولا تشنجاً في موقف، بل رأيت اعترافاً بالفضل لأهل الفضل، أسبغت على الحديث نوراً على نور وجمالاً على جمال، واستقرت في البال راحة، وغشيت النفس طمأنينة.
خامساً: تعدد التنويه للطائف القرآنية، واللمسات الشعورية والنفسية، والمعاني السامية، لتجسد عظمة كلام الرحمن الرحيم، الملئ بالاسرار النفيسة والدرر المكنونة، كل ذلك أضفى جوّاً ساعد على فهم المراد لمن قلّ عنده الزاد من أمثالي.
سادساً: طيب الله هذه الانفاس، وزادكم الله نوراً على نور وأَلانَ لكم مستعجم الالفاظ وفتح عليكم باب فقه الدين وجعلكم الله من المتقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:17 م]ـ
فضيلة الدكتور نعيمان جزاك الله خيرا لأنك ساهمت في رفع هذا الموضوع في هذه الأيام المباركة.
ولكن يبدو أنك لم تفهم كلامي أو أني لم أوضح بما يكفي.
ما زلت ضد فكرة الدكتور عصام، وكلامي في ظني لم يدل على عكس ذلك، وأما ما يخص نفثة المصدور، لابد أن ينفثها كل المجتمع، فكيف يكون المسلم مسلما إن لم يكترث بحال اخوانه.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=117928#post117928 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=117928#post117928)
بل كلامك واضح وضوح الشّمس في رائعة النّهار.
وأنا شكرتك على ثقتك بنفسك في الإقرار بأنّ فكرتك هي نفثة مصدور فحسب، ولم أتطرّق إلى رأيك -حفظك الله ورعاك- أو رأي فضيلة الشّيخ عصام -حفظه الله ورعاه-، موافقاً أو مخالفاً، فلم أبدِ رأياً.
وشكرتك مقارنة ببعض الإخوة المحاورين الّذين يرفضون كلّ رأي يصدر من المخالف ويموتون من أجل أن يفحموا خصومهم.
مثل فضيلة أخينا اليمنيّ الرّصين الّذي يفتي في شؤون اليمن، ويريد أن يردّ كثيراً من الأصول إلى اليمن، ولو استطاع أن يجعل من آدم يمنيّاً لفعل، وقد يفعل، ثمّ يفتي بلهجات أهل فلسطين ويصرّ على لهجة واحدة. هذا مثال يا أمّ الأشبال فقط.
شكر الله لك وبارك فيك ورضي عنك وأرضاك.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[13 Nov 2010, 02:01 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ...
قرأت كتابا رائعا جدا عن تدبر سورة النور وهو (انشراح الصدور في تدبر سورة النور) لـ ا. د سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين.جامعة القصيم ..
لو يوجد رابط تحميل للكتاب المذكور اعلاه 8اكون لكم من الشاكرين وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[التواقة]ــــــــ[16 Nov 2010, 03:08 ص]ـ
كنت افكر في بحث بعنوان (أحكام الأسرة في سورة النور وأثرها في أمن المجتمعات) فوجدتكم قد سبقتموني ...
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Nov 2010, 07:07 ص]ـ
هناك قصة ذات فائدة، فقد يستفيد منها الباحث أثناء تعرضه للقضايا الاجتماعية من خلال الفوائد المستفادة من سورة النور:
" اشترى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه - جارية رومية فأكرمها، فكانت تقول له أنت قالون أي: رجل صالح، ثم هربت منه، فقال عبدالله:
قد كنت أحسبني قالون فانطلقتـ /// فاليوم أعلم أني غير قالون " أهـ(/)
تفسير (زقوم)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم
جاء في تفسير (زقوم) أنه
"لما نَزَلت آيةُ الزَّقّوم، لم تعرفْه قُرَيشٌ؛ فقَدِمَ رجلٌ من إفريقيّةَ، وسُئِلَ عن الزَّقّومِ فقال الإِفريقيُّ: الزَّقّومُ - بلغة إفريقيَّةَ - الزُّبْدُ والتَّمْر، فقال أبو جَهْل: هاتي يا جاريةُ تَمْرًا وزُبْدًا؛ نَزْدَقِمُه. فجَعَلوا يَتَزَقَّمُون منه ويأكُلُونَه، وقالوا: أَبِهذا يُخَوِّفُنا مُحَمَّدٌ؟ " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
، فهل وردت هذه الرواية في مصدر قبل كتاب الخليل رح1 المتوفى 175هـ؟ علما بأنه لم يذكر سندها.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) العين للخليل (ز ق م) 5/ 94
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[27 Jul 2010, 01:47 م]ـ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ حَسَنٌ أَبُو زَيْدٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ نَاسٌ، قَالَ حَسَنٌ: نَحْنُ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ؟ - فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا، مسند الإمام أحمد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:12 م]ـ
أخرج ابن إسحاق، وَابن أبي حاتم، وَابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم - شجرة الزقوم تخويفا لهم يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد قالوا: لا، قال: عجوة يثرب بالزبد - والله لئن استمكنا منها لنتزقمها تزقما، فأنزل الله: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (الدخان الآيتان 43 44) وأنزل الله {والشجرة الملعونة في القرآن} الآية.
وأخرج ابن جرير، وَابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم خوفوا بها، قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول: زقموني، فأنزل الله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (الصافات آية 65) وأنزل الله {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا}.الدر المنثور
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:28 م]ـ
السلام عليكم
جاء في تفسير (زقوم) أنه
"لما نَزَلت آيةُ الزَّقّوم، لم تعرفْه قُرَيشٌ؛ فقَدِمَ رجلٌ من إفريقيّةَ، وسُئِلَ عن الزَّقّومِ فقال الإِفريقيُّ: الزَّقّومُ - بلغة إفريقيَّةَ - الزُّبْدُ والتَّمْر، فقال أبو جَهْل: هاتي يا جاريةُ تَمْرًا وزُبْدًا؛ نَزْدَقِمُه. فجَعَلوا يَتَزَقَّمُون منه ويأكُلُونَه، وقالوا: أَبِهذا يُخَوِّفُنا مُحَمَّدٌ؟ " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
، فهل وردت هذه الرواية في مصدر قبل كتاب الخليل رح1 المتوفى 175هـ؟ علما بأنه لم يذكر سندها.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) العين للخليل (ز ق م) 5/ 94
لما نزلت آية الزقوم، لم تعرفه قريش، فقال أبو جهل: هذا شجر لا ينبت بأرضنا، فمن منكم يعرفه؟ فقال رجل قدم من إفريقية:
الزقوم بلغة إفريقية: الزبد والتمر، فقال أبو جهل: يا جارية، هاتي تمرا وزبدا نتزقمه، فجعلوا يأكلون ويتزقمون ويقولون: أبهذا يخوفنا محمد في الآخرة، فبين الله في آية أخرى الزقوم بقوله: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أَصْلِ الْجَحِيمِ 37: 64.
ونزل قوله تعالى: وَأَمَّا من بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى 92: 8 - 9 [1] في أبى جهل [2]. وقال أبو بكر بن أبى شيبة: حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن منذر عن ابن الحنفية في قوله تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ 29: 13 [3] قال: كان أبو جهل وصناديد قريش يأتون الناس إذا جاءوا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم يسلمون فيقولون: إنه يحرم الخمر ويحرم ما كانت تصنع العرب فارجعوا فنحن نحمل أوزاركم، فنزلت هذه الآية:
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ
إمتاع الأسماع بما للنبى من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع،
المؤلف: تقى الدين أحمد بن على المقريزى (م 845)،(/)
كانت آية موسى عليه السلام العصا فلم جاء السحرة بالحبال؟؟؟!!!!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:50 م]ـ
إلى أعضاء الملتقى
في قوله تعالى (قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) سورة الشعراء
ما علاقة الحبال بالتحدي؟
فإن موسى تحداهم بعصاه التي تنقلب ثعبانا وبيده التي تخرج بيضاء من غير سوء
فلم تركوا مواجهة اليد البيضاء ولم أحضروا حبالهم معهم.
و هل يؤخذ من هذا أن الساحر لا يستطيع أن يجعل اليد السمراء بيضاء؟
أمور بحثت عنها في كتب التفسير ولم أظفر لها بجواب
أسعفونا جزيتم خيرا
وحبذا ذكر المصدر إن كان هناك من نقل(/)
هدية رمضان: دورة تقريب فهم القران لـ د. عصام العويد
ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[27 Jul 2010, 07:32 م]ـ
هدية رمضان:
دورة تقريب فهم القرآن
لـ د. عصام العويد
الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=06rbrpecybY
الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=j1IFeOGHEFc
الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=s-dgTUZtLbI
الجزء الرابع
http://www.youtube.com/watch?v=ejDP-BS_FOI
الجزء الخامس
http://www.youtube.com/watch?v=DnHgybqJDOw
الجزء السادس
http://www.youtube.com/watch?v=zR7fjA7TKdI
الجزء السابع
http://www.youtube.com/watch?v=WHPGrZAxkHY
الجزء الثامن
http://www.youtube.com/watch?v=shH92vz3r3U
ألقيت في جدة جامع الكوثر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:05 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه المشاركة النافعة وجزى شيخنا الفاضل د. عصام العويد خير الجزاء زاده الله علماً وتدبراً لكتابه العزيز.
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:19 م]ـ
سبق أن دونت هذه المشاركة منذ 4 أبام لكنها غير موجودة وارجو أن تتطلعي والمشاهدين عليها.
لكي نفهم كتاب الله يجب أولا تعظيمه على أعلى ما يمكنا من تعظيم.
ثانيا: يجب ترتيب السور حسب النزول والأخذ في قراءته بتركيز وفهم وعمل بحث فيه بالطريقة التاليه. يجب أن تعرفوا أن القرآن مثل حديقة عظيمة بها أكثر من 70 نوعا من الزهور أي المواضيع ولكي يمكن دراستها وفهمها يجب جمع كل نوع من الزهور على حده أي يجب جمع الآيات التي تخص موضوعا معينا في ملف خاص حسب النزول كما ذكرت ثم دراستها على حده. هذا يتطلب وقتا وتركيزا في مواضيع بعينها.
ثالثا: إليكم هذا الترتيب وهو جديد عليكم لكن لا بأس بأي ترتيب تطمئنون إلبه.
السور المكية: علق قلم مزمل (ماعدا آخر آية) مدثر فاتحة مسد تكوير* الأعلى فجر ليل ضحى شرح عصر عاديات كوثر تكاثر ماعون* كافرون فيل فلق ناس نجم إخلاص قدر* عبس بروج شمس تين قريش قارعة قيامة همزة مرسلات ق بلد طارق قمر
ص أعراف جن يس * فرقان فاطر مريم طه* واقعة إسراء يونس هود*
يوسف حجر أنعام صافات لقمان سبأ زمر* غافر فصلت شورى زخرف دخان جاثية أحقاف* ذاريات غاشية كمف نحل* نوح إبراهيم أنبياء * مؤمنون سجدة طور الملك * حاقة معارج نبأ نازعات * إنفطار إنشقاق روم عنكبوت.
سور نزلت أثناء الهجرة: شعراء نمل قصص حج
السور المدنية: مطففين *بقرة *أنفال *آل عمران نساء
أحزاب * * فتح محمد * حجرات ممتحنة النور رعد حديد مجادلة جمعة منافقون صف تغابن طلاق تحريم بينة حشر الرحمن إنسان زلزلة
براءة * مائدة نصر
هذه ثاني مشاركة أرجو أن تنفعكم وتدرسوا هذا الكتاب العظيم كي تروا الحق وتدركوا الكثير من الخير الذي فيه للناس أجمعين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:12 م]ـ
سبق أن دونت هذه المشاركة منذ 4 أبام لكنها غير موجودة وارجو أن تتطلعي والمشاهدين عليها.
لكي نفهم كتاب الله يجب أولا تعظيمه على أعلى ما يمكنا من تعظيم.
ثانيا: يجب ترتيب السور حسب النزول والأخذ في قراءته بتركيز وفهم وعمل بحث فيه بالطريقة التاليه. يجب أن تعرفوا أن القرآن مثل حديقة عظيمة بها أكثر من 70 نوعا من الزهور أي المواضيع ولكي يمكن دراستها وفهمها يجب جمع كل نوع من الزهور على حده أي يجب جمع الآيات التي تخص موضوعا معينا في ملف خاص حسب النزول كما ذكرت ثم دراستها على حده. هذا يتطلب وقتا وتركيزا في مواضيع بعينها.
ثالثا: إليكم هذا الترتيب وهو جديد عليكم لكن لا بأس بأي ترتيب تطمئنون إلبه.
السور المكية: علق قلم مزمل (ماعدا آخر آية) مدثر فاتحة مسد تكوير* الأعلى فجر ليل ضحى شرح عصر عاديات كوثر تكاثر ماعون* كافرون فيل فلق ناس نجم إخلاص قدر* عبس بروج شمس تين قريش قارعة قيامة همزة مرسلات ق بلد طارق قمر
ص أعراف جن يس * فرقان فاطر مريم طه* واقعة إسراء يونس هود*
يوسف حجر أنعام صافات لقمان سبأ زمر* غافر فصلت شورى زخرف دخان جاثية أحقاف* ذاريات غاشية كمف نحل* نوح إبراهيم أنبياء * مؤمنون سجدة طور الملك * حاقة معارج نبأ نازعات * إنفطار إنشقاق روم عنكبوت.
سور نزلت أثناء الهجرة: شعراء نمل قصص حج
السور المدنية: مطففين *بقرة *أنفال *آل عمران نساء
أحزاب * * فتح محمد * حجرات ممتحنة النور رعد حديد مجادلة جمعة منافقون صف تغابن طلاق تحريم بينة حشر الرحمن إنسان زلزلة
براءة * مائدة نصر
هذه ثاني مشاركة أرجو أن تنفعكم وتدرسوا هذا الكتاب العظيم كي تروا الحق وتدركوا الكثير من الخير الذي فيه للناس أجمعين.
الأخ الكريم طارق عرفة ...
أشكرك على مشاركتك الكريمة، ولكن ليتك تصوغ الفائدة في عبارات أكثر مناسبةً لأعضاء الملتقى فنحن نتحدث في الملتقى مع عدد من المتخصصين وأظن أنه من الأنسب مخاظبتهم بغير هذه العبارات مثل قول: (يجب أن تعرفوا أن القرآن مثل حديقة عظيمة) ...
وقولك: (إليكم هذا الترتيب وهو جديد عليكم) ...
فقدم ما لديك بارك الله فيك ... وتجنب ما قد يساء فهمه وفقك الله وسددك ...(/)
(وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) لماذا اليقطين بالذات؟
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:08 ص]ـ
الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , وبعد
أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
حين وقع سيدنا يونس –عليه السلام- في محنته داخل بطن الحوت دعا ربه فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فاستجاب الله دعائه على الفور حيث قال " فاستجبنا له ونجيناه من الغم " وفي آيات أخرى قال " فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. فنبذناه بالعراء وهو سقيم. وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون. فآمنوا فمتعناهم إلى حين " الصافات.
وإذا نظرت أخي الكريم وأمعنت النظر , ثم سألت سؤالا ما هو اليقطين؟ ولماذا إختاره الله ليكون غذاء لسيدنا يونس؟
تأتي الإجابة من أهل العلم رحمهم الله , حيث قالوا أن اليقطين هو القرع , وقد اختاره الله لأن شجرة القرع تتميز بالمميزات الآتية:
1 - ورقه: يتميز بكثرته وكبره , فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقه في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس.
2 - ورقه: أملس , صارف للذباب , فلا يحبه ولا يقربه , فكان حماية لسيدنا يونس من الذباب وأذاه.
3 - ثمره: يتميز بأنه يؤكل بمجرد أن يظهر , فلا حاجة لإنتظاره حتى ينضج , ويؤكل نيئا ومطبوخا.
4 - سهل المأخذ: فلم يتكلف سيدنا يونس جهدا في تناوله.
5 - سهل الهضم: فلا يكلف المعدة جهدا في هضمه.
6 - يمنع العطش: فلا يحتاج آكله لشرب الماء.
7 - يعدل المزاج: فيشعر آكله بالسعادة والإنسجام.
8 - يدفع الحرارة: وخاصة ماؤه , ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف _ حموضة زائدة _.
فقال أهل العلم أن الله عز وجل قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء.
فالناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال.
قال ابن عباس _حبر الأمة وترجمان القرآن_ رض1 كان كالطفل الرضيع , وقال ابن مسعود رض1 كان كالفرخ منتوف الريش.
وقد كان النبي _صل1_ كما في سنن النسائي يحب اليقطين , ويقول شجرة أخي يونس.
وفي صحيح البخاري عن أنس ابن مالك رض1 قال: دعى خياط النبي_صل1_ إلى طعام فوضع له خبزا من شعير , ومرقا به يقطين _وفي لفظ دباء وهو اليقطين_ فكان النبي_صل1_ يتتبع اليقطين في القصعة ويأكله , فلما رأيته منذ ذلك الحين وأنا أحب اليقطين.
فكان فضل الله على سيدنا يونس عظيما , فما السبب الذي جعل الله عز وجل ينعم عله بكل هذه النعم؟
إنه دعاء دعاه في الظلمات الثلاث , ظلمة الليل البهيم وظلمة البحر العميق وظلمة بطن الحوت , فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فجمع هذا الدعاء بين الثناء والتنزيه والإعتراف بالذنب , فكانت الإجابة السريعة من الله " فاستجبنا له ونجيناه من الغم ".
وإذا تبادر إلى الذهن سؤال هل هذه كانت ليونس خاصة؟ أم هي للمؤمنين عامة؟ يأتي الجواب من الله في نفس الآية " ... وكذلك
ننج ِ المؤمنين " أي من كان على شاكلته.
ولذلك قال النبي-صل1 في الحديث الصحيح , هو دعاء ما دعى به مؤمن إلا استجيب له دعاء يونس لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
جمعنا الله على الخير والعلم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عطيه
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:52 ص]ـ
[فالناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال]
هنا يتبادر سؤال وهو لماذا اقتصر الله جل وعلا على ذكر الإنجاء من الغم ولم يتعرض لذكر الإنجاء من الإعياء والتعب والهزال؟
هل لأن الغم هو المتسبب في هذه الأمور الثلاثة؟ أو أن الغم كان أهم شيء لدى يونس عليه السلام؟
وهل يؤخذ منها أن المرض النفسي أشد على الإنسان من المرض الحسي؟
نرجو التعقيب لإثراء الموضوع وشكر الله لكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:13 ص]ـ
أرحب بك أخي عطية بين إخوانك في الملتقى ..
وأشكرك على مشاركتك الجميلة والمفيدة ..
فسبحان اللطيف بعباده، الخبير بمصالحهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:31 ص]ـ
هنا يتبادر سؤال وهو لماذا اقتصر الله جل وعلا على ذكر الإنجاء من الغم ولم يتعرض لذكر الإنجاء من الإعياء والتعب والهزال؟
ذكر الإنجاء من الغم يشمل الإنجاء من هذه الثلاثة وغيرها مما تعرض له يونس عليه السلام، فأبرز وصف لحاله وهو في بطن الحوت أنه كان في حال عظيمة من الغم، فذكر تعالى إنجاءه منه بهذا اللفظ البديع المشتمل على إنجائه من كل ما كان سببا له من الجوع والمرض وشدة الهم وغيره ..
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:07 ص]ـ
بارك الله بالأخ المشارك وأضيف معه الملاحظات التالية:
يسمى اليقطين بثلاثة أسماء وهي القرع واليقطين والدباء وكلها تعني نفس الثمرة. والدباء اسم يتنشر في اليمن على الأخص وقد ورد هذا اللفظ بالبخاري حينما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام وفد اليمن بأن نهاهم عن أربع وهي: الدباء والحنتم والنقير والمزفت. طبعاً هذه ألفاظ معروفة ولا داع للتعريج عليها.
وقد ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب اليقطين ففي الحديث كان يأكل الثريد باللحم والقرع أخرجه مسلم من حديث أنس وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس عليه السلام أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع وقال النسائي الدباء وهو عند مسلم بلفظ تعجبه وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث أبي هريرة في قصة يونس فلفظته في أصل شجرة وهي الدباء قالت عائشة رضي الله عنها وكان يقول يا عائشة إذ طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين وهو في فوائد أبي بكر الشافعي
من خصائص ورق اليقطين أنه يلتقط الأغبرة بشكل جيد. ويونس عليه السلام كان مبتلاً ويحتاج الى مصد وواقي ليمنع عنه التصاق الأغبرة المنبعثة من الهواء فأنبت عليه سبحانه شجرة من يقطين فور أن قذفه الحوت من بطنه. إذ لم تكن نابتة قبلاً.
وبارك الله بكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:02 ص]ـ
تخصيص ذكر الإنجاء من الغم والله أعلم لأن سيدنا يونس لما خرج مغاضباً من قومه كان مغموماً لأنهم لم يؤمنوا به وما جاء بعدها من إعياء وهزال وتعب هو نتيجة الغم والطب الحديث يذكر أن الغم والهم يصيب الإنسان بأوجاع وعوارض مشابهة تماماً لعوارض المرض العضوي إلى حد كبير. وربما يفرز الجسم البشري مواد سامة في حالة الغمّ والهم تُشعر الشخص بالتعب والإرهاق ولا يخفى علينا أن المغموم المهموم لا يأكل ولا ينام ولا يرتاح حتى ينكشف همه ويزول غمّه.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[29 Jul 2010, 02:24 ص]ـ
إخواني الكرام بارك الله فيكم جميعا ورزقكم العلم والفقه وغفر لكم
وهذه وقفة عند معنى الغم حتى يتضح لماذا اقتصر الله عز وجل على ذكر الإنجاء من الغم
) فنجيناه من الغمّ .. (فما هو الغمّ؟ الظاهر الأول أنه الحزن و الكرب و الهم .. ولكن دعونا نضعها في سياقها , ونجمع معانيها و إحتمالاتها , ومواردها في الكتاب الأعظم , فما رسا وثبت فهو الحق. فالعرب تقول: غمّ الشيء , أي غطّاه. وأمْرٌ غُمة , أي أمر مبهم , ومنه آية سيدنا نوح , في سورة يونس:
(ثمَّ لا يكُن أمرُكُم عليكم غُمّةً) و ورود هذه الكلمة في حق النبييْن نوح ويونس , لأمر أهل للتدبر بذاته , خاصة وأن " الغم " الذي في حق نوح , يأتي بدلالة صريحة إلى ما سنذهب إليه ,
من دلالة " الإبهام " و التخليط. كما وتقول العرب: غُمّ , إذا استعجم ولم يستبين. كالقول المغمغم.
فالآن ينادي يونس في " الظلمات "، وهي أم " الغم " و إنعدام الرؤية , كما في حديث المعصوم عليه وآله الصلاة والسلام: " فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " , وهو ما يصيب الناس حين يُغمى عليهم , فلا يرون ولا يسمعون ولا يدركون. وهو أيضا من الحديث الصحيح: " فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة ".
و يظهر أن هذا " الغم " يصيب العبد عادة من " الظلم والعصيان " , حيث تضطرب عليه نفسه و تتنازع بين فطرته , وأوامر الله له , و بين ظلمه لنفسه وعصيانه.
وهذا هو منشأ " غمّ " يونس , حين عصى و خالف و ظلم:
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , فاستجبنا له , فنجيناه من الغم) وهذا هو أيضا منشأ " غمّ " موسى الذي نجاه الله منه , حين قتل القبطي على سبيل الخطأ:
(قال رب إني ظلمت نفسي) (وقتلت نفساً فنجيناك من الغمّ) .. وهو نفسه منشأ غم المؤمنين في سورة آل عمران ,:
(حتى إذا فشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحزَنُوا) فهذا هو عين منشأ غم يونس , حين فشل و عصى و تنازعته نفسه , بين أمر الله و بين أمره من تلقاء نفسه , كما نهى الله نبيه محمداً في سورة " يونس " أن يأتي بشيء من تلقاء نفسه , مثلما فعل يونس من قبل فعصى وظلم (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم) ... (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً) فلم يعالج الله " الغم " بـ " أمنة النعاس " ? , إلا لما كان من الإضطراب و النزاع؟ , فللإضطراب النعاس , وللنزاع الأمنة ..
إذاً , " الغم " إبهام و إضطراب و ذهاب بالرؤية , و لنرجع إلى الآية التي جمع الله فيها بين " المنازعة والرؤية والغم " ..
(فشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحزَنُوا) والآن تتضح لنا مفاصل الحكمة وأركانها , من " الرؤية " التي بنينا عليها فهمنا وتدبرنا , ومن ضدها المتمثل في " الغم والظلمات (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات) فمن يرد الله أن يهديه , ينجّه من " الغم والظلمات " , ثم إذا شاء أن يرفعه " أراه " فآمن ,
(وَ نَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)!.
بورك فيكم ودمتم طيبين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:12 ص]ـ
الأخ الفاضل عطية محمد
حياك الله وبياك
بداية موفقة
وكلامك جميل، إلا إن قولك:
وهذا هو منشأ " غمّ " يونس , حين عصى و خالف و ظلم:
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , فاستجبنا له , فنجيناه من الغم) وهذا هو أيضا منشأ " غمّ " موسى الذي نجاه الله منه , حين قتل القبطي على سبيل الخطأ:
(قال رب إني ظلمت نفسي) (وقتلت نفساً فنجيناك من الغمّ) ..
فيه شيء من التجاوز فالواجب الوقوف عند ما أخبر الله به عن الصفوة من خلقه وألا نزيد على ذلك
إن الله أخبر عن نبيه ورسوله يونس عليه السلام بما أخبر ولم ينسب إليه ظلما ولا معصية ولا مخالفة، كونه عليه السلام لم يصبر على عنت قومه فلله في ذلك حكمة يصلح أن نتلمسها ونستفيد منها ولكن لا نرتب عليها أحكاما من عند أنفسنا ونقول على أنبياء الله ما لا يليق، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في إجلاله إخوانه من الأنبياء:
روى البخاري رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَتَهُ أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ فَقَالَ لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ وَقَالَ تَقُولُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَذَهَبَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا فَمَا بَالُ فُلَانٍ لَطَمَ وَجْهِي فَقَالَ لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ فَذَكَرَهُ فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ:"لَا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي وَلَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى"
لقد أورد الله قصص الأنبياء في مورد المدح والثناء عليهم بأفعالهم فالواجب علينا إجلالهم وتوقيرهم والثناء عليهم بما هم له أهلشكرا الله لك أخانا الفاضل محمد ورفع قدرك ونفع بك
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[29 Jul 2010, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو سعد والله إن ما قلته أنت لهو الحق المبين فأستغفر الله رب العرش العظيم مما قلت أنا وما كتبت يداي
حفظك الله ورعاك
وأنا أقول الحمد لله أن قبلت كعضو من أعضاء منتداكم المحترم فإني أعلم أن ما أكتب سيكون تحت سمعكم وبصركم كي توجهوني إلى الحق وتردوا لي ذلاتي , فوالله ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Jul 2010, 09:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو سعد والله إن ما قلته أنت لهو الحق المبين فأستغفر الله رب العرش العظيم مما قلت أنا وما كتبت يداي
حفظك الله ورعاك
وأنا أقول الحمد لله أن قبلت كعضو من أعضاء منتداكم المحترم فإني أعلم أن ما أكتب سيكون تحت سمعكم وبصركم كي توجهوني إلى الحق وتردوا لي ذلاتي , فوالله ما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك أخي الفاضل. ونحن أيضاً يسرنا هذا الخلق النبيل والرجوع الى الحق فضيلة قلما تجهدها إلا في الرجال الخلصاء. وبارك الله بك ويسرنا معرفتك ومشاركتك.
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[29 Jul 2010, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وأعاننا على نشر العلم النافع الصحيح على منهج أهل السنة والجماعة
اللهم أحينا عليه وأمتنا عليه
واحشرنا مع أهل التوحيد الخالص
آمين(/)
من تجليات المثل القرآني من خلال آية النور
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[28 Jul 2010, 03:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نور السموات و الأرض أزاح الستار عن الحقائق في كتابه المبين، بضرب الأمثال، في أساليب بديعة المثال، جلى بها الحق و عرى الباطل، فأنار قلوب عباده المومنين، و أقام الحجة على أهل الزيغ و الضلال المبين.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير الأنام، و على آله و صحبه الكرام، إلى يوم القيام
أما بعد، فإن المثل معلم بارز من معالم القرآن الكريم، و أسلوب رائع من أسلوب هدايته، له في النفوس أثر عجيب، و على القلوب سلطان عظيم، في إيجاز معجز، لا إخلال فيه بالمعاني و لا تعقيد، فكان سلاحا فعالا في التوجيه و الإرشاد، بل بلسما و شفاء، إذا استعمل بأمانة و إخلاص، داخل داخل تعاليم الدين الحنيف، و لمصلحة عباد الله دنيا و أخرى ...
هذا الموضوع سأتناوله بحول الله من خلال:
ـ مقدمة أضعها بين الآية
ـ تفسير آية النور و إبراز إشعاعاتها
ـ خاتمة في تجليات المثل القرآني
راجيا من إخواني إغناء هذا الموضوع بما يفتح الله به عليهم من علم و فهم
والله من وراء القصد / و الله ولي التوفيق
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:22 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل محمد على هذه المشاركة وبانتظار ما تتفضل به علينا.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:22 م]ـ
الحلقة الأولى: بين يدي الأية
قال الله تعالى: {اللَهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} النور: 35
تنتمي هذه الآية الكريمة إلى سورة النور المدنية و هي أربع و ستون آية، اسمها مأخوذ من الآية الخامسة و الثلاثين منطلق هذه المشاركة
تأتي قبلها في ترتيب المصحف سورة (المومنون)، و وجه المناسبة بين السورتين أنه سبحانه لما قال: {والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين
(6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} استدعى الكلام بيان حكم العادين، و لم يوضح في سورة (المومنون) فأوضحه الله عز و جل في سورة النور، فذكر فيها من الأحكام و التشريعات و الآداب، ما من شأنه أن يصون أعراض الناس، و يحمي المجتمع من الفساد و الانحراف، و وسطها بذكر النور الذي هو مصدر كل خير و صلاح، فضرب المثل ـ أولاـ لنور الطاعة و الإيمان، ثم لظلمات الكفر و العصيان، منوها ببيوت العبادة، و بالقائمين فيها، مذكرا بعظمة الحق المتعال، و بدائع صنعته، و سوابغ نعمه، و ما أعده لعباده المومنين من استخلاف و تمكين.
في هذا السياق، جاءت آية النور متلألئة مشرقة، فتبارك الله أحسن القائلين، و أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات و الروابط ـ كما قال الفخر الرازي في تفسيره ـ و لهذا كانت إشعاعات أمثال القرآن، لا تتجلى كاملة و بدقة تامة، إلا بالنظر إليها في المكان الذي أنزلت فيه من سور القرآن العظيم.
يتبع
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[28 Jul 2010, 08:51 م]ـ
الحلقة الأولى: بين يدي الآية ـ تتمة
تعتبر الآية الرابعة و الثلاثون، طالع القسم الثاني من سورة النور، وكما افتتح القسم الأول منها بقول الله تعالى: {سورة أنزلناهاو فرضناها و أنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون} فكذلك ابتدأ القسم الثاني بآية شبيهة بالأولى، حتى كان ذلك بمثابة رد العجز على الصدر وهي قوله تعالى: {و لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات و مثلا من الذين خلوا من قبلكم و موعظة للمتقين} و تم فيها العدول عن الفصل إلى العطف، لأن هذه نهاية الأحكام و التشريعات، التي نزلت السورة لأجلها ...
و لآية النور بالذات جاذبية خاصة، استهوت إلى جانب المفسرين، عددا من العلماء و الحكماء و أهل الذوق قديما و حديثا، فألفوا فيها مصنفات مفردة كصنيع أبي حامد الغزالي في مشكاة الأنوار، بعد أن خصوا سورة النور كاملة بتفاسير مستقلة ـ لا يتسع المجال لذكرها ـ كما أقاموا على الآية تصورات و أبحاثا شتى، لم يسلم بعضها من الشطط ...
و الواقع أن المفسرين و الدارسين، و قفوا إزاء آية النور، ما بين متهيب رآها غاية في الدقة و الجلال، فالتزم الحيطة و الأدب، خشية الوقوع في الزلل، و رام تنزيه الله سبحانه عن النظير {ليس كمثله شيء و هو السميع البصير} و بين مقتحم، بالغ في التأويل، و تجرأ في المقارنة و التحليل، فابتعد ـ للأسف ـ عن غاية التنزيل.
و الحق أن سبيل المتهيبين، هو الاختيار المصيب، لأنهم تحاشوا في هذا المقام الجرأة في التأويل، و اختاروا اعتماد ما يستفاد من أصل العقيدة و روح الدين، وفق ما جاء في الذكر الحكيم، و سنة النبي الكريم، مستأنسين في ذلك بما جاء من تفسير عن خير القرون،و بما نطق به العرب الأقحاح، مما يوافق استعمال القرآن و يجاريه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[29 Jul 2010, 10:41 ص]ـ
الحلقة الثانية: تفسير آية النور ـ 1
شد النور الناس منذ غابر العصور، لإحساسهم بجماله الفائق، و لاهتدائهم به في الظلمات و المسالك، و تعلقوا بقبة السماء المرصعة بالنجوم و الكواكب، و بكل مضيء مشرق، بحثا عن المدبر الحكيم لهذا الكون الفسيح، و هو نزوع فطري تلقائي نحو الإيمان
قال الله تعالى: {و إذ أخد ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} [الأعراف:172]
لكن الفطرة السليمة تظل بمفردها عاجزة عن الإمساك بالخيط الرفيع الدي يوصلها إلى المعرفة الدقيقة عن ذات الله العلية و صفاته و أفعاله السنية، ما لم تستنر بالوحي المنزل على الرسل، فإذا جاء الوحي، اهتدت و أسلمت لله رب العالمين.
في هذا الإطار يصور لنا القرآن العظيم، ببلاغته المعجزة، و حججه الساطعة الباهرة، خليل الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة
والسلام، و هو يناظر قومه من منطلق التجربة و اليقين، مبينا لهم ضلالهم و زيف ما يعبدون من دون الله
{و كدلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين (75) فلما جن عليه الليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رءا القمر قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هدا أكبر فلما أفلت قال يا قومي إني بريء مما تشركون (78) إني وجهت و جهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين (79) [الأنعام]
و لم يتردد في الاستجابة لأمر الله {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين} [البقرة:131]
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:04 م]ـ
الحلقة الثانية: تفسير آية النورـ2
تعاقبت الأجيال تلو الأجيال، بعد إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، إلى أن بلغت البشرية تمام نضجها، فأشرق نور الإسلام، ببعثة سيد الأنام صل1 رسولا إلى الناس كافة، و خاتما للأنبياء و المرسلين، فانطفأت في العابد النيران، و تحطمت الهياكل و الأوثان، و تبخرت أوهام الشرك و الضلال، و ارتفع صوت الحق مجلجلا في كل مكان، معلنا أنه لا معبود إلا الله، و أنه يتصف بكل جمال و كمال، و يتنزه عن كل عيب و نقصان.
{ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه و هو على كل شيء و كيل (102) لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير (103) [الأنعام]
هو خالق السماوات و الأرض و من فيها، يمسكها جميعا بجاذبية تملأ الكون بقدر معلوم
{إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا} [فاطر:41]
وهذا الكون الفسيح بكل مافيه، يسبح في أنوار، لا يعلم مداها إلا الله تعالى
و لله في كل تحريكة. . . و في كل تسكينة شاهد
و في كل شيء له آية. . . تدل على أنه واحد
على هذا الأساس فسر الصحابة رض3 قول الله تعالى: {الله نور السماوات و الأرض} فقالوا إنه منورهما، فعن أنس رض1:"إن إلهي يقول:نوري هداي " و قد قرأها بعضهم (الله منور السموات و الأرض) و مثلها قراءة من قرأ (الله نور السموات و الأرض) ـ بفتح النون و الواو المشددة ـ
و هو مدبرهما بحكمة بالغة، و حجة نيرة، كما يوصف القائد الفائق التدبير، بأنه نور القوم، لاهتدائهم به في الأمور، كما قال الشاعر:
و أنت لنل نور و غيث و عصمة. . . و نبت لمن يرجو نداك و ريق
و قال عبد الله بن عباس رض11 هادي أهل السماوات و الأرض، و اختاره الإمام الطبري و عدد من المفسرين.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[07 Aug 2010, 02:09 ص]ـ
الحلقة الثانية: تفسير آية النورـ 3
قال ابن عطية و القرطبي و غيرهما:إنه بالله و بقدرته أضاءت السماوات و الأرض، و استقامت أمورها و قامت مصنوعاتها تقريبا للذهن، كما نقول: الملك نور الأمة، أي به قوام أمرها، و صلاح جملتها، لجريان أموره على سنن السداد، فهو في الملك مجاز،
وفي صفة الله عز وجل حقيقة، إذ هو الذي أبدع الموجودات، و خلق العقل نورا هاديا، لأن ظهور الموجود به حصل، كما حصل بالضوء ظهور المبصرات.
كل هذه المعاني و ما في مجراها إنما هي فعل الله، أما النور الذي هو من أوصافه سبحانه، فقائم به و منه اسم النور الذي هو من الأسماء الحسنى تبارك الله لا رب سواه.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:32 ص]ـ
الحلقة الثالثة: تفسير آية النورـ 1
بعد أن حلقت الآية , في مجال أسمى معاني النور الإلهي، و ما يفيضه سبحانه على السماوات و الأرض و من فيهما، من هداية وإشراق، عادت لتقرب للإدراك البشري، مدى هدا النور المعقول، في مثل قريب محسوس.
قال الله تعالى: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح}
أي صفة نوره العجيبة الشأن، و نوره القرآن العظيم، كما يعرب عنه ما قبله، من وصف آياته بالإنزال و التبيين، و هذا اختيار كثير من المفسرين قديما و حديثا و هو ما نميل إليه.
و قد كنى الله تعالى عن كتابه و لم يجر له ذكر فقال: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} و صرح بكونه نورا في عدد من آي الذكر الحكيم، كقوله عز وجل: {و أنزلنا إليكم نورا مبينا} النساء:174
و عليه فمثل نور الله (أي القرآن) في قلب عبده المومن كمشكاة فيها مصباح، و أعظم عباد الله، و أكثرهم نصيبا من هذا النور، رسول الله صل1، بل إن القرآن لم ينزل على الناس مباشرة، و إنما نزل أولا على رسول الله صل1، و منه أشرق على العالمين، و قد سماه الله تعالى سراجا منيرا لأنه صل1 منور الظاهر منور الباطن، شرح الله صدره مرتين أولاهما في صباه، وأخرى ليلة الإسراء و المعراج، فكان على أتم استعداد، لتقبل الوحي و حمل الرسالة، و لرؤية ما رأى من آيات ربه الكبرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:10 م]ـ
الحلقة الثالثة: تفسير آية النور ـ 2
قال تعالى: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} الآية
أي كمصباح في مشكاة، و إنما قدم المشكاة في الذكر،لأن المشبه به هو مجموع الهيئة، فاللفظ الدال عليه، هو مجموع الهيئة، فاللفظ الدال عليه هو مجموع المركب المبتدئ بقوله عز من قائل {كمشكاة} و المنتهي بقوله جل ذكره {و لم تمسسه نار} و المثل هنا ليس تماثلا، و ما أحسن قول أبي تمام في مدح الأمير أحمد بن المعتصم العباسي:
إقدام عمرو في سماحة حاتم. . . في حلم أحنف في ذدكاء إياس
و لما قال له يعقوب بن إسحاق الكندي، و كان حاضرا: الأمير أكبر في كل شئ ممن شبهته به، رد على البديهة:
لا تنكروا ضربي له من دونه. . . مثلا شرودا في الندى و الباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره. . . مثلا من المشكاة و النبراس
و المشكاة هي الكوة أو الفرجة غير النافذة يوضع فيها المصباح، فتجمع نوره، و تعكس أشعته و توجهها فيما يشبه اليوم الأضواء الأمامية للسيارات.
و لم تات كلمة {مشكاة} في القرآن كله في غير هذه الآية، و مثلها فيما سيأتي: {الزجاجة} و {الكوكب الدري}
و في مسند الإمام أحمد رح1 عن أم سلمة رض11 أن جعفر بن أبي طالب رض1 لما قرأ على النجاشي ملك الحبشة، صدرا من سورة مريم بكى و بكى أساقفته ثم قال:إن هدا و الله و الدي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة
و المشكاة على مستوى رسم القرآن جاءت في المصحف بالواو على الأصل {المشكوة} بدل الألف و مثلها: الصلوة و الزكوة والحيوة إلى ثمانية أحرف قال عنها أبو العباس أحمد ابن البناء المراكشي رح1 {ت721هـ}: هي جوامع قواعد الشريعة و مفاتح أبواب العلم، و ضروب الفقه، وهي باطنة و ظاهرة، فالصلاة ـ مثلا ـ هي طهارة البدن الباطن و الظاهر، و هي قاعدة الدين، و مفتاح ذكر رب العالمين، و المشكاة هي قاعدة الهداية، و مفتاح الولاية، قال الله تعالى في الآية: {يهدي الله لنوره من يشاء}
و المصباح عبارة عن سراج، يشتمل على زيت و فتيل يغمس فيه من أحد طرفيه، فيسري الزيت إلى الطرف الآخر الدي يكون في أعلى، فإذا اشتعل و أضاء.
و في إعادة لفظه في الآية، تفخيم له و تنويه به، لأنه أعظم أركان التمثيل تليه في ذلك الزجاجة.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:42 ص]ـ
الرجاء من الإخوة المشرفين ـ مشكورين ـ تصحيح قوله تعالى في السطر الرابع من هذه المشاركة الأخيرة: (وقد كتبت: و لو تمسسه نار) و الصواب: {و لو لم تمسسه نار}
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[14 Aug 2010, 03:02 ص]ـ
الحلقة الثالثة: تفسير آية النورـ 3
قال الله تعالى: {المصباح في زجاجة} المصباح ـ كما تقدم ـ عبارة عن سراج، يشتمل على زيت و فتيل يغمس فيه من أحد طرفيه، فيسري الزيت إلى الطرف الآخر الذي يكون في أعلى، فإذا أوقد اشتعل و أضاء.
و في إعادة لفظه في الآية، تفخيم له و تنويه به، لأنه أعظم أركان التمثيل تليه في ذلك الزجاجة، التي تحيط بالمصباح، فتقيه الريح و تعطي لنوره قوة و إشراقا.
{الزجاجة كأنها كوكب دري} نسبة إلى الدر لفرط تلألئه و شفافيته، و قريء في السبع أيضا بالمد و الهمز من الدرء و هو الدفع، لأنه يدفع الظلام بنوره، كما قريء بضم الدال و الهمز و المد بمعنى الدفع كذلك.
و تشيبه الوجاجة بالكوكب الدري، و زيادة في صفة نور المصباح، و مبالغة في نعت إشراقه و تألقه.
و بعد أن ارتقت الآية من الزجاجة إلى الكوكب الدري، عادت من جديد إلى المصباح فوصفته بأنه: {يوقد من من شجرة مباركة زيتونة} و قريء كذلك {توقد} و صيغة المضارع على هاتين القراءتين، تفيد تجدد الإيقاد، قال الطبرسي في مجمع البيان:" و من قرأ {توقد}، كان فاعله المصباح،لأن المصباح هو الذي توقد، قال امرؤ القيس:
سموت إليها و النجوم كأنها. . . مصابيح رهبان نشت لقفال
كما قريء ـ في السبع دائما ـ {توقد} بفتح التاء و الواو و تشديد القاف و فتح الدال، بصيغة المضي الذي يفيد ثبوت الإيقاد و تحققه.
و المراد بالإيقاد ما يمد به المصباح من زيت شجرة، فحذف المضاف، يدل على ذلك قوله تعالى: {يكاد زيتها يضيء}
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:36 م]ـ
الحلقة الرابعة: تفسير آية النورـ 1
قال الله تعالى: {يوقد من شجرة مباركة زيتونة}
الشجرة هي شجرة الزيتون، و في إبهامها و وصفها بالبركة ثم الإبدال عنها، تفخيم لشأنها و هي مباركة جليلة، جمة المنافع
قال تعالى: {و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن و صبغ للآكلين} [المومنون:20]
و أقسم سبحانه بالزيتون فقال: {و التين و الزيتون و طور سنين و هدا البلد الأمين} الآيات
ثم قال عز من قائل: {لا شرقية و لا غربية} أي إنها زيتونة جهتها بين جهتي الشرق و الغرب، تنبت في أرض جيدة مباركة، كأرض الشام الموسومة بالبركات، لكونها مبعث الأنبياء و كفاتهم أحياء و أمواتا ـ على حد تعبير القاضي البيضاوي في تفسيره ـ قد أخذت من الشمس بأوفى نصيب، فصفا بدلك زيتها و تلألأ.
{يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار} يضيء بنفسه من غير مساس نار أصلا، لصفائه و تلألئه و فرط لمعانه،، و لما فيه من قابلية قوية للاشتعال، و بدلك تتحقق له الإضاءة على كل حال، مسته نار أو لم تمسسه نار، و هذا تشبيه بالغ غاية الروعة و الجمال.
كما أن هذا الانتقال من الزيتونة إلى الزيت الصافي، ترك للعقل استكمال المراحل التي يمر منها الزيتون بعد نضجه ثم جنيه إلى أن يصبح زيتا، لأنه لا داعي لذكر ذلك في التمثيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:32 ص]ـ
الحلقة الرابعة: تفسير آية النورـ 2
قال جل ذكره: {نور على نور}
نور متضاعف زاد في إشراقه: صفاء الزيت، و زهرة القنديل، و ضبط المشكاة لأشعته، و ليس مجموع نورين اثنين فقط، بل المراد التكثير، كما يقال: فلان يضع درهما على درهم، و لا يراد به درهمان.
و من دقائق القرآن الكريم، مجيء النور مفردا للهدى، و الظلمات جمعا للضلال، و مثل ذلك مجيء ولي بالإفراد، مضافة للمومنين، و بالجمع مضافة إلى الكفار
قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}
بهذا تكتمل الصورة في الذهن، و يظهر التمثيل واضحا جليا، و التشبيه بالمصباح أوفق و أليق من التشبيه بالشمس ـ مثلا ـ، لأن فيه وصفا دقيقا و معبرا عن حالة القلب،و قد لفه ظلام الشك من كل ناحية، و استولى عليه الرعب و القلق من كل زاوية، حتى إذا أشرق عليه نور الإيمان، تبدد خوفه و زال قلقه و هدأ و اطمأن {الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فهو كالتائه ليلا في البيداء، يخبط خبط عشواء، حتى إذا أبصر بصيصا من نور، تبدل خوفه أمنا، و أحس بالفرحة تغمر قلبه، و تحقق النجاة، وبان له الطريق إلى بيته و أهله.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[17 Aug 2010, 04:34 ص]ـ
الحلقة الرابعة: تفسير آية النور ـ 3
قال الله تعالى: {نور على نور}
نخلص مما تقدم إلى أن قلب المومن صاف يقظ، يعمل بالهدى قبل أن ياتيه العلم، فإذا جاء العلم، ازداد نورا على نور، و هدى على هدى، فهو كجهاز لاقط، يستقبل باستمرار الرموز و الإشارات الوافدة، فيترجمها و يحل ألغازها، ثم يرسل ثمرتها إلى العقل ليشتعل و يضيء، فإذا المومن يرى ما لا يرى غيره ...
ولهذه الثمرة أثرها العظيم في بناء الحضارات الإنسانية الراشدة، لأنها تمنح الإنسان صانع الحضارة الثقة في جهاده النبيل في الحياة حين يعمل مرتبطا بالله، مستمدا منه كل عون و توفيق.
وكتاب الله هو المصباح الدي يرسم للناس، معالم طريق الحق و الصواب، في دلالة واضحة و بيان في الإرشاد ناصع {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} من استمسك به نجا و اهتدى كما قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المومنين الدين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}
إنه مثل بعض نور الله، و ليس فيما ذكر المفسرون في هدا السياق، ما يرقى إلى مقام هذا النور، فهو كلام الله الذي قال عنه سبحانه: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}
و هو في صون و حفظ من الانطفاء {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون} في تجدد دائم و إشعاع مستمر، و عطاء لا تنقضي عجائبه، يلبي حاجات كل جيل، وفق ظروفهم و طرق تفكيرهم، مبارك نزل في ليلة مباركة.
قال تعالى: {و هذا كتاب أنزلناه مبارك} [الأنعام:92]
و قال {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} [الدخان:3}
يوقد من شجرة الوحي المباركة، لا شرقية و لا غربية، سمته السماحة، وانتفاء الحرج، تكاد حججه تنطق و إن لم يقرأ، و كفى بأم القرآن التي لا تصح صلاة إلا بها، و بسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن،نورا يملأ القلوب لتشرق و تتألق ...
و إلى جانب القرآن، يوجد البيان، بيان رسول اللهصل1الذي هو ـ كذلك ـ من شجرة الوحي {و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} و الدي هو من جهة أخرى بمثابة مس النار للسراج ...
و الأمة ـ على الدوام ـ في أمس الحاجة إلى فهم القرآن و بيانه، و إلى تجديد الإيمان في قلوب المومنين، و تلك مهمة العلماء ورثة الأنبياء في كل زمان، لاستخراج إرشاد القرآن، كما تستخرج الزيت من ثمرة الشجرة بالاعتصار.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:41 م]ـ
الحلقة الرابعة: تفسير آية النور ـ 4
قال الله تعالى: {يهدي الله لنوره من يشاء}
(يُتْبَعُ)
(/)
أي يوفق الله و يرشد من يختاره لاتباع نوره كما قال جل ذكره {و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم} {و من لم يجعل الله له نورا فماله من نور}
ثم قال تعالى: {و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيء عليم}
أي يبين لهم الأمثال لتقريب المعاني المرادة إلى أفهامهم، ليعتبروا و يتعظوا بما فيها من الأسرار الباهرة و الحكم الآسرة
{و الله بكل شيء عليم}
واسع العلم لا يخفى عليه شيء، معقولا كان أو محسوسا، ظاهرا كان أو باطنا، و فيه وعد و وعيد، وعد لمن تدبر الأمثال، و وعيد لمن لم يكترث بها.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Aug 2010, 04:22 ص]ـ
الحلقة الخامسة: تجليات المثل القرآني ـ 1
لا شك أن الأمثال هي المرآة الصقيلة الصافية لحياة الشعوب و الأمم، عليها ينعكس فكرها و نمط عيشها، و رقيها أو انحطاطها، و هي عريقة في القدم، رافقت الإنسان منذ نشوء الثقافات و ازدهارها عبر العصور، و كثرت في الكتب السماوية، و جاءت في كلام الأنبياء و الحكماء و الخطباء و الشعراء، و بلغ العرب في ضربها شأوا بعيدا، فكانت في الجاهلية ثم في الإسلام، حكمتهم و أخلد آثارهم و أكثرها جريانا على الألسنة حتى قالوا:"أسير من مثل "، و وصفوها بأنها ذات شأن غير خفي في إبراز خفيات الدقائق و رفع الأستار عن الحقائق، تظهر المتخيل في صورة المتحقق، و المتوهم في معرض المتيقن، و الغائب كأنه الشاهد.
و القرآن العظيم عندما نزل على قلب رسول الله صل1 أقر ذلكم الاهتمام بالأمثال، وكرس استعمالها ليعتبر الناس {و لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون}
وروي عن غير واحد من السلف الصالح رض3 أنهم كانوا يحزنون بل إن الواحد منهم ليبكي إذا مر بآية من كتاب الله، أو سمع مثلا من أمثاله، فلم يفهمه و هو يعلم أن الله تعالى يقول: {و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون}
ولحاجة الناس إلى ضرب الأمثال، لإدراك ما غاب عنهم و خفي، ضربها الله لهم من أنفسهم {ضرب لكم مثلا من أنفسكم} ليعقلوا بها فيدركوا ما غاب عن أبصارهم ...
و ليس لهم أن يضربوا لله الأمثال، لأنه سبحانه تنزه عن المثل و الشبيه قال الله تعالى: {ولله المثل الأعلى} و قال: {فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم و أنتم لا تعلمون}
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:44 ص]ـ
أتوجه بعظيم التقدير إلى الأخت:سمر الأرناؤوط، و الإخوة: محمد العبادي و عبد الرحمن الشهري وإشراقة جيلي محمد على حسن ظنهم بأخيهم الفقير إلى عون الله و توفيقه
بارك الله فيكم و جعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:06 م]ـ
الحلقة الخامسة: تجليات المثل القرآني ـ 2
تعددت مجالات أمثال القرآن، لتشمل كل نواحي الحياة البشرية، و استمدت عناصرها من الكون الفسيح و ما فيه من خلائق، لتبقى قريبة من الإنسان مؤثرة فيه، و اتخذت من الطبيعة ميدانا لالتقاط مختلف الصور، لا فرق في ذلك بين الإنسان و الحيوان و النبات و الجماد ...
و لا يعكر على هذا، التشبيه بالمصباح، لأنه كان معروفا في كلام العرب، و تردد كثيرا في شعر امريء القيس، الذي كان مولعا بالتشبيه بمصابيح الرهبان، مما حاول بعض المستشرقين المغرضين الطعن به في أصول أمثال القرآن من خلاله ...
قال امرؤ القيس في معلقته:
تضيء الظلام بالعشاء لأنها. . . منارة ممسى راهب متبتل
و قال عن لمعان البرق وسط سحاب متراكم:
يضيء سناه أو مصابيح راهب. . . أمالَ السليط بالذبال المفتل
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:30 ص]ـ
الخلقة الخامسة:تجليات المثل القرآني ـ 3
هال المكذبين على عهد رسول الله صل1 هذا اللون من الأسلوب القرآني، فقال المنافقون: الله أعلى و أجل من أن يضرب هذه الأمثال، و قال المشركون: ما بال الذباب و العنكبوت يذكران في القرآن؟ فرد الله تعالى عليهم جميعا بقوله: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} لأن الغاية من ذلك هي تبيين الحق و تقريره، و فضح الباطل و دمغه ...
على أن خلق هذه المخلوقات الصغيرة مثل البعوضة و العنكبوت و الذباب، معجز كخلق الجمل و الفيل و الخيل لو كانوا يعقلون
{يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو اجتمعوا له، و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب و المطلوب} [الحج:73]
ثم إن هذا الموقف و شبهه، ليس سوى مكابرة و عناد و جدل عقيم، و إلا فقد دأب الناس على ضرب الأمثال بأحقر الأشياء، فقال العرب على سبيل المثال:"أحمق من رجلة " و هي بقلة حمقوها لأنها تنبت على طرق الناس فتداس،أو على مجاري السيول فيأتي السيل فيقتلعها.
و ضربت الأمثال في التوراة و الإنجيل بالسوس و الوبار و الجراد و النمل و العنكبوت و الحصاة و حبة الخردل و غير ذلك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Aug 2010, 09:45 م]ـ
الحلقة السادسة: تجليات المثل القرآني ـ 1
حين يضرب القرآن الأمثال، فإنه يضربها بما هو موجود، مشاهد بالأبصار، أو حاضر في الأذهان، مطابق للواقع، و مما يثار عادة في هذا الباب،على سبيل التساؤل،أو الاعتراض غالبا قول الله تعالى: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
استوقف هذا بعضهم فقال:إنما يقع الوعد و الوعيد، بما عرف مثله، و هذا لم يعرف، فكان الجواب،بأن الله عز وجل،إنما كلم العرب على قدر كلامهم، أي أنهم رسمت في نفوسهم،صورة رؤوس الشياطين،في هيئة بشعة مرعبة، تأكدت و ترسخت مع الزمن، حتى أصبحت كأنها محسوسة،ترى رأي العين، و الشاعر الجاهلي يقول:
أيقتلني و المشرفي مضاجعي. . . و مسنونة زرق كأنياب أغوال
و هم لم يرو الغول قط.
و قريب من هذا قول الله تعالى: {فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا و لم يعقب}
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:49 ص]ـ
الحلقة السادسة: تجليات المثل القرآني ـ 2
قد يأتي المثل في القرآن أحيانا، على شكل قصة تسمى: القصة التمثيلية، يضرب الله تعالى بها المثل للناس قصد العبرة المستخلصة منها، كقصة صاحب الجنتين في سورة الكهف، و قصة أصحاب الجنة في سورة القلم، و هي قصص حقيقية واقعية، كان لها وجود فعلي في هذه الحياة الدنيا، و يمكن أن تتكرر في كل زمان و مكان.
و كتاب الله تعالى،حين يستعمل المثل، لكشف الحقائق المستترة، و المعاني الخفية، يصوغ ذلك صياغة حسية، قريبة الفهم مؤثرة في النفس، مطمئنة للقلب، و شتان ما بين أن يضرب المثل، في تنافي الشيئين، فيقال:هذا و ذاك هل يجتمعان؟ وبين الاكتفاء بالقول: هل يجتمع الماء و النار؟ و ذلك لأن التمثيل، يقطع كل شك و تكذيب، و يرفع الحجاب عن الشيء المخبر عنه، حتى يعاين و يختبر، كما أن المثل الجامع،يلخص الموقف الكبير في بضع كلمات، تنبثق معها في النفس معان كثيرة.
لهذه الاعتبارات و غيرها، كان للمثل القرآني، دور كبير في الدعوة إلى ما يصلح البشرية و يبصرها، بما يخلصها من المشاكل المختلفة التي تعترضها في حياتها، فهو يوقظ الإحساس لدى الإنسان بما يجري حوله، كما يلفت انتباهه إلى ما جرى من قبل، ليتسنى له أن يبني مستقبله،على أساس من العلم و الوعي المنبثق من اليقين.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:21 ص]ـ
خاتمة:
للاعتبارات المذكورة في الحلقات السابقة و غيرها مما لم يذكر، كان للمثل دور كبير في الدعوة إلى ما يصلح البشرية و يبصرها بما يخلصها من المشاكل المختلفة التي تغترضها في حياتها، فهو يوقظ الإحساس لدى الإنسان بما يجري حوله، كما يلفت انتباهه إلى ما جرى من فبل، ليتسنى له أن يبني مستقبله على أساس من من العلم و الوعي المنبثف من اليقين كما قلنا من قبل
و لما كانت الأمثال في القرآن أقيسة عقلية، يعلم منها حكم الممثل من الممثل به، اعتبرها بعض الأئمة رحمهم الله مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن، و القياس ـ كما هو معلوم ـ أصل من أصول الشريعة لا يستغني عنه فقيه
و الداعية الكفء بمثابة طبيب خبير بأمراض النفوس، و ما يصلحها من علاج، و كتاب الله عز وجل و سنة رسول اللهصل1 هما الصيدلية الزاخرة بكل العقاقير و الأدوية النافعة لكل داء، و منها المثل الذي هو لون أدبي رفيع، ما أحوج الدعاة إلى استعماله بحكمة و لطف، لأنه أجدى و أنفع في كثير من الأحيان من الموعظة المباشرة ...
و الجدير بالذكر في الختام أن الآداب و الفنون الملتزمة و منها الأمثال بطبيعة الحال من شأنها أن تسهم بدور كبير في غرس المباديء و القيم السامية في النفوس ...
و الله ولي التوفيق
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[20 Nov 2010, 09:13 م]ـ
شكر الله لك واجزل لك المثوبة
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[21 Dec 2010, 12:06 ص]ـ
الحلقة الرابعة: تفسير آية النورـ 2
قال جل ذكره: {نور على نور}
نور متضاعف زاد في إشراقه: صفاء الزيت، و زهرة القنديل، و ضبط المشكاة لأشعته، و ليس مجموع نورين اثنين فقط، بل المراد التكثير، كما يقال: فلان يضع درهما على درهم، و لا يراد به درهمان.
و من دقائق القرآن الكريم، مجيء النور مفردا للهدى، و الظلمات جمعا للضلال، و مثل ذلك مجيء ولي بالإفراد، مضافة للمومنين، و بالجمع مضافة إلى الكفار
قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}
بهذا تكتمل الصورة في الذهن، و يظهر التمثيل واضحا جليا، و التشبيه بالمصباح أوفق و أليق من التشبيه بالشمس ـ مثلا ـ، لأن فيه وصفا دقيقا و معبرا عن حالة القلب،و قد لفه ظلام الشك من كل ناحية، و استولى عليه الرعب و القلق من كل زاوية، حتى إذا أشرق عليه نور الإيمان، تبدد خوفه و زال قلقه و هدأ و اطمأن {الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فهو كالتائه ليلا في البيداء، يخبط خبط عشواء، حتى إذا أبصر بصيصا من نور، تبدل خوفه أمنا، و أحس بالفرحة تغمر قلبه، و تحقق النجاة، وبان له الطريق إلى بيته و أهله.
اخي الفاضل بارك الله بك على هذه التجليات ولو لديك المزيد ما يخص هذه السورة المباركة اكون لك شاكرة ولدي سؤال ذكرت موضوع الجمع والإفراد فما الحكمة من ذلك لو تكرمت(/)
أسوار سورة النور
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسوار سورة النور
" النور" لم يبتدئ العظيم في القرآن العظيم سواها بتعظيم، اختصها من بين كل القرآن أن افتتحها بالثناء عليها فقال:
ـ (سورة) والسورة في اللغة هي الأمر المنيف المرتفع عما حوله، وكذلك هي من بين سور القرآن.
ـ (أنزلناها) (وفرضناها) وكلُّ القرآن كذلك، لكن لها تنزيل وفرضية خاصة تليق بها.
ـ (وأنزلنا فيها آيات بينات) والقرآن بيّن كله، لكنْ هنا بيان فوق البيان (وَأَنْزَلْنَا (فِيهَا) آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ)، فأحكامها واضحة معللة ليس فيها أدنى التباس، فليس فيما تنزلت من أجله من متشابه القرآن شيء،لأن قضايا الأعراض وحمايتها من الدنس ليست من المسائل التي يُقال فيها (اختلف العلماء)، نعم يختلفون في تقدير الوسيلة الموصلة إلى الغاية، وتبعاً لذلك يختلفون في حكم الوسيلة، هل تغطية الوجه واجبة أم مستحبة؟ فلو تبين أن "كشفه" موصل يقيناً إلى الفاحشة فلا خلاف بينهم في تحريمه، بل لو قُدر أن "تغطيته" مآلها كذلك فالتحريم قول واحد عند كلّ فقيه.
ولأجل ألا تقع الأعراض ضحية الخطأ والصواب وتضطرب طرائق المربين؛ تكرر التأكيد فيها (سبع مرات) أن السورة بينة أشد البيان:
1. (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)
2. (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ) (34)
3. (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (46)
4. (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54)
5. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58)
6. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59)
7. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (61)
فويح من تركها واستعاض بغيرها من تجارب البشر، طلباً للطُرق (الإيجابية) فيما يزعم، ولو أفاد منهما وجعل ذِه تبعاً لتلك لأحسن وأجمل.
بدأت النور بكلمة (سورة) لتبني ـ والله أعلم ـ أسواراً (خمسة) شاهقة متينة تحوط العفة وتحمي الطُهر، العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها، فإذا غَدرت جارحة ثُلم في الجدار ثُلمة.
فإلى بيان هذه الأسوار،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:18 ص]ـ
ما شاء الله وقفات رائعة دكتور عصام ونحن بالانتظار لتأمل هذه الأسوار وفقك الله وفتح لك أبواب العلم مشرّعة تنهل منها كيفما تشاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:01 م]ـ
هذا كلام نفيسٌ جداً يا أبا عبدالرحمن وفقك الله وفتح عليك، وأرجو أن يوفقك الله لإكمال هذه الفوائد حول هذه السُّورةِ أو حول هذا السُّوْرِ.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:11 م]ـ
بالانتظار شيخي الفاضل أبي عبدالرحمن، ولا تتأخر في تشييد هذه الأسوار كما يتأخر المقاولون! [نفثة مصدور من مقاول مماطل]
فإننا نريد أن نستكن في بيت هذه السورة قبل دخول الشهر الكريم، لنتقي بها (حرارة) التقصير والذنب و (جفاف) القلب نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالعفو والمغفرة.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 04:04 م]ـ
أشكر الإخوة على ما سطروه فكلماتهم زاد للروح، وأسأل الله الإعانة والقبول.
أما أنت يا (خِرِّيت) التدبر أبا عبدالله (عمر) فبقدر فرحتي بك كذاك كربي منك، أُحب طلّتك وأهاب تواجدك،
أما وقد فعلت؛ فأعن وسدد الخللا، فكما تعلم إنما هي منك وإليك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:02 م]ـ
وفقك الله يا أبا عبدالرحمن لكل خير.
من الكتب الثمينة التي قرأتها في تلمس مواطن البلاغة، ودقائق التعبير في هذه السورة العظيمة (سورة النور) كتاب بعنوان (مع النظم القرآني في سورة النور) للأستاذ الدكتور الشحات محمد عبدالرحمن أبو ستيت، ويقع الكتاب في 200 صفحة. وقد طبعته مطبعة الأمانة في القاهرة عام 1407هـ.
http://www.tafsir.net/images/nooorstate.jpg
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:12 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لله درّك دكتور عبد الرحمن كل يوم تأتي لنا بكتاب قيم وللأسف ليست كل هذه الكتب متوفرة لدينا لذا أرجو أن تلطف بنا وتصور لنا هذه الكتب فنقرأها ونستفيد بدلاً من التحسر على عدم اقتنائها وقرآءتها.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:15 م]ـ
السُّور الأول:
أن بيضة العفة لن يحميها من لُعاب الوالغين فيها بفروجهم أو بألسنتهم إلا حزم خازم وتنكيل بالغ في الدنيا قبل الأخرى.
"النور" لم تبدأ بفضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده، بل ولم تخوف الزاني بعقاب الآخرة،
بل "النور" حين استهلت قالت:
ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا .. )، وإن كان محصناً فيُرجم حتى يُثلغ رأسه بصحيح السّنة.
ـ (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) وتأمل (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .. ) فهنا شرطٌ عدمه عدمٌ للمشروط،
فمجردُ وجود "الشفقة" في تنفيذ الحد زال معه الإيمان الكامل.
ـ ولا بد من التشهير (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
ـ ولم تكتف "النور" بهذا بل ضربت (عُزلة اجتماعية) و (حجراً صحيا) حتى تضيق دائرة الفُحش،
وحتى يتردد من ثارت فورته ألفَ مرة وهو يتدبر كيف سيعيش بعدها في المجتمع إن كشف الله ستره
(الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
فالعفيف لن يتزوج زانية، والعفيفة لن ترضى بزان، بقي أن يكونا زوجيين زانيين؛
كِخْ كِخْ فلن يقبل حتى الزاني أمَّ ولده فاجره، والزانية أيضاً أيضاً كذلك،
فلابد بسلطان المجتمع (أيضاً) أن يكونا عفيفين، إما أصالةً أو بتوبة،
وهنا يتدخل التشريع ليفرض على المجتمع أن يقبل به أو بها بعد التوبة.
إن سُوْرَ "النور" الأول لحماية المجتمع من شيوع زنى الفرج - عياذاً بالله - هو "المجتمع الطارد" لهذه الرذائل،
فهو مجتمع محصن، يجلدهم بلا رأفة، يشهر بهم، يحجر عليهم.
وقد بُدء بهذا السوْر لأنه أقواها ردعاً وأبقاها أثراً، لكنه "سوْرٌ جماعي" قبل أن تبنيه لابد أن تبني المجتمع الذي يتبناه.
فإن قيل: فأين التخويف بعذاب الآخرة؟
فالجواب: قد جاء كثيرا في ثنايا السورة، لكن الفاحشة إذا فارت في القلب طغت على نور العقل؛ فقلما يردعها تذكر الآخرة إلا عند عبادٍ لله مخلصين، بينما بأس الدنيا من الجلد والفضيحة وخوف نبذ المجتمع ينزع الله به مالا ينزع بالقرآن.
وإن قيل: وأين التحصين بالتربية وغرس محبة الطهر والعفة؟
فبيانه أن هذا وغيرَه سيأتي، ولكن هكذا شاء العليم الحكيم أن يرتب آيات هذه السورة العظيمة.
هذا هو السوْر الأول لتحصين الفرج،
وأما تحصين اللسان عن الفاحشة كما جاء في "النور" فشيء آخر،،
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:45 م]ـ
وأنا كذلك أبا عبدالله أقولها: (لله درّك دكتور عبد الرحمن كل يوم تأتي لنا بكتاب قيم وللأسف ليست كل هذه الكتب متوفرة لدينا لذا أرجو أن تلطف بنا وتصور لنا هذه الكتب فنقرأها ونستفيد بدلاً من التحسر على عدم اقتنائها وقرآءتها)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:46 م]ـ
تعاملت "النور" مع الوالغين في الأعراض بألسنتهم
بحجج عقلية ونداءٍ ايماني وصرامة شديدة في الوصف والجزاء والشرط،
حتى إنه يتخايل لك حيناً أن تهديدها للألسنة الوالغة أشدُّ مما هددت به الفروج الزانية،
(فالفرج) جريمته مع بشاعتها هي واحدة، فإذا تناقلتها (الألسنة) صارت ثقافة شائعة فانتُهكت آلافُ الفروج المحرمة.
ومن البدهي أن ليس للإشاعات نمط واحد لا تتجاوزه، بل يدخل فيها شائعات البريد الإلكتروني ومنتديات الإنترنت ومواقع اليوتيوب والفيسبوك والتشات والدردشة ورسائل الجوال والماسنجر عن فلانة وفلان، ونلحظ أن بعضهم إذا اختلف مع رجل أو امرأة في عقيدة أو فكر أو منهج ونحوها استباح من مخالفه كل عرض، وظن أن هذه المخالفة تسوغ له بهتانه، بل حيناً يحتسب الأجر عند الله ـ بزعمه ـ لأن مخالفه عدو لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وله نصيب وافر منها أيضا ًذاك الكذاب الذي رأى ظِنةً فصيرها مِئنة، فأخذ يثير الظنون الفاسدة بين الناس، بمثل قوله: رأيت زوجته تكلم فلانا، وبنات جيراننا يعدن في ساعة متأخرة من الليل، وفلانة تركب مع رجل غريب .... .
ومن هؤلاء من يحدث بكل ما سمع، ويزعم أنه لم يتهم وأنه وأنه .. وإنما هو ناقل،
فيقول صل1 مبيناً حكمه: " كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع " رواه مسلم.
وهذه هي الأوصاف التي اختارها الله لهم:
ـ (وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
ـ (فَأُولَئِكَ "عِنْدَ اللَّهِ" هُمُ الْكَاذِبُونَ)
وصيغة الحصر في الآيتين للمبالغة كأن لا يوجد في الدنا من الفاسقين والكاذبين إلا هم،
و (عند الله) جملة حالية أي أنهم في علم الله الذي لا يدخله تغيير أو تبديل هم كاذبون.
ـ (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15]
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) والتلقي عادة بالآذان لا بالألسنة لكنهم لسرعة إلقائهم لهذه الإشاعات بألسنتهم بمجرد سماعهم لها فكأنها عبرت للسان دون مرور بالسمع، وتأمل خفة العقل هنا.
(وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ) ومن المعلوم أن القول يكون بالأفواه لا بغيرها، فهل ذُكر عبثاً؟ حاشاه، لكن هذا القول لما لم تقلبه القلوب و تمحصه العقول أصبح مجرد حركة للفاه لم يتأمل عُقباه.
(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) أما هذه فقد نطقت بما ليس للعبد معها إلا أن يرددها.
أما الجزاء:
ـ (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً)
ـ (وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا) [النور: 4] حتى يتوبوا.
ـ (لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: 14]
وأما الشرط:
ـ (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [النور: 17]
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ) الموعظة تأتي في غالب القرآن ولا تُسند لفاعل (يوعظ به) (يوعظون) (موعظة)، وهنا جاء لفظ الجلالة صريحاً (يعظكم الله)، وهي تكون لمن علم التحريم أعظم ممن لا يعلمه.
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) شرط، ومن المقرر أن الشرط يلزم من عدمه العدم، فمن عاد فليس بمؤمن.
وهذا الشرط دليل عند الإمام أحمد على تكفير كل من رمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأن الآيات نص فيها.
- وهنا واجبات أربع فرضها الله على المجتمع حين ورود شائعة تتعلق بالأعراض:
فأولها: حسن الظن ببعضنا (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) وتأمل قوله (بأنفسهم)
فهم نفس واحدة، فكل ما يصيب المؤمن يصيب أخاه شاء ذلك أم أبى.
ثانيها: التكذيب المباشر والصريح إعمالا للبراءة الأصلية (وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ)، ولم يرض منهم بقول:
لاندري .. الله أعلم .. قد يكون .. هذا مستبعد .. بل يقذفون القاذفَ صريحاً بقولهم له"إفك" و"بهتان"
(مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (16)
ثالثها: هات دليلك وبرهانك أو أنت رأس الكاذبين
(لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) [13].
وهنا ثلاثة مؤكدات لاستحقاقهم هذا الوصف "عند الله" و "هم" و"ال" وأنكاها أولها،
وأصل الكلام "فأولئك كاذبون"
رابعها: التروي وتقليب الأمر والنظر في العاقبة وترك العجلة في الكلام والحكم
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ)، (مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا).
ختاما ً في صحيح البخاري قال جبريل عليه السلام لمحمد صل1:
"وأما الرجل الذى أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه،
فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق"
حفظ الله فروجنا وألسنتنا وجوارحنا من كل سوء
وإلى السّوْر الثاني بمشيئة النور وعونه سبحانه،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:58 م]ـ
وقفات وتأملات رائعة دكتور عصام بارك الله فيك وزادك علماً.
ذكرتم في قوله تعالى ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) والتلقي عادة بالآذان لا بالألسنة لكنهم لسرعة إلقائهم لهذه الإشاعات بألسنتهم بمجرد سماعهم لها فكأنها عبرت للسان دون مرور بالسمع، وتأمل خفة العقل هنا)
فهل يدخل فيها أن هؤلاء هم معتادون أن ألسنتهم تتحدث بأعراض الناس في كل حين وتؤلف الاتهامات وتخترعها من دون حتى سماع للشائعة فكأن الآية تشير إلى من يتفننون بتصنيع الإشاعة من عند أنفسهم من غير أن يكون لها اصل في الواقع شائعة كانت أو حقيقة.
والله أعلم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[29 Jul 2010, 04:04 ص]ـ
شكر الله لك،،
وفيما أحسب أن هذا المعنى أظهر في القراءة الأخرى: (إِذْ تُلْقُوْنَه) من الإلقاء، والعلم عند الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:34 ص]ـ
وإن قيل: وأين التحصين بالتربية وغرس محبة الطهر والعفة؟
فبيانه أن هذا وغيرَه سيأتي، ولكن هكذا شاء العليم الحكيم أن يرتب آيات هذه السورة العظيمة.
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الجميل أسأل الله أن ينفع به وأن يجعله في موازين حسناتكم
بالنسبة للترتيب أعتقد والله أعلم أن السورة لما نزلت في قضية معينة وهي حادثة الأفك وبيان الأحكام المتعلقة بها كانت البداية على هذا النحو الذي جاء في السورة لبيان شناعة الجريمة " الزنا، قذف المحصنات" وبيان الأحكام المترتبة عليها ومن ثم بعدها جاءت بقية الأسوار الواقية من الوقوع في مثل هذه الجرائم
نسأل الله العفو والعافية
وفقكم الله شيخ عصام ونفع بكم
ـ[هاني درغام]ــــــــ[30 Jul 2010, 07:12 م]ـ
بارك الله لكم دكتور عصام ووفقكم لما يحبه ويرضاه ونحن في إنتظار المزيد
ـ[عصام العويد]ــــــــ[30 Jul 2010, 11:50 م]ـ
الأخ العزيز الحبيب الفاضل أبا سعد الغامدي،،
بارك الله في علمك، لا أعلم في التفسير بالمأثور من نصّ على أن سبب نزول السورة هي قصة الإفك، بل أولها ليس في قصة الإفك قطعا، فأفد أخاك إن وجدته سلمك الله.
أخي وقرة عيني هاني، طلبك أمر ويشرفني مرورك حفظك الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:15 ص]ـ
الأخ العزيز الحبيب الفاضل أبا سعد الغامدي،،
بارك الله في علمك، لا أعلم في التفسير بالمأثور من نصّ على أن سبب نزول السورة هي قصة الإفك، بل أولها ليس في قصة الإفك قطعا، فأفد أخاك إن وجدته سلمك الله.
.
شيخنا الفاضل عصام
عصمني الله وإياك من الزلل ومن القول على الله بلا علم
أعلَمُ أن آيات سورة النور قد نزلت في مناسبات مختلفة كما هو ثابت في الصحاح وغيرها
وإنما قصدت بأن السورة نزلت في حادثة الإفك أي بعض آياتها
ولكن الحديث عن السر في الترتيب الذي جاءت به السورة
والذي يظهر لي والله أعلم أن حادثة الإفك هي محور أساس في السورة وأن بقية الآيات تدور حول هذا المحور
وبداية السورة مشعرة بأنها كالمدخل أو المقدمة بين يدي براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فتحدثت السورة في أولها عن جريمة الزنا وقبحها وعقوبتها وجريمة قذف المحصنات وشناعتها وما يتعلق بها من أحكام
ثم جاء ذكر الحديث عن حادثة الإفك واعتقد أن هذا الترتيب مقصود لبيان بشاعة الجريمة التي وقع فيها من وقع وتكلم في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
ـ[عصام العويد]ــــــــ[31 Jul 2010, 08:42 م]ـ
اتفق معك أخي الأريب فيما ذكرت،،
وكانت الإشارة مني فقط إلى سبب بداية مطلع السورة بقوة بالغة وزجر شديد، والعلم عند الله.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:29 ص]ـ
السَّوْر الثاني من أسوار سورة النور:
أن العفة في حقيقتها هي قضية قلبية وجدانية،
فمن أُسس تربية "النور" للمجتمع تربية الأجيال على محبة الطهر وبغض الفاحشة.
تأمل اللفظَ وتنفيرَه، (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و (الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا مواربة،
فأين توارت توريات وكنايات القرآن؟
بل يؤكدمعناها بالنص على ضدها (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)
فلا بد من أحد الوصفين إما خبيث أو طيب.
وحين يرد هذا اللفظ المستشنع "خبيث" تتهادى إلى خاطرك آية الأنفال:
(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ)
كانت أجسادا على الأرائك بعضها فوق بعض بالحرام، فصارت أجسادا بعضها أيضاً فوق بعض لكن متراكمة كجثث الموتى في نار جهنم، عياذا بالله.
ومن طهر نفسه فهو "الطيب"، والناس في هذا يتفاوتون:
1 – المحصن: وهو من حصن نفسه منها وإن نازعته شهوته.
2 - الغافل: وهو من لم تدُر الفاحشة بخاطره أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد حازت أعلى المرتبتين قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [23]
وفي القوم أناس جريرتهم الكبرى هي المحبة (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)، ما أشبه هؤلاء بالقائلين (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82]
فهؤلاء يحبون مشاهدالفاحشة بين الشباب والفتيات، يطربون لسماعها في المجالس، يرسلون روابطها للناس عبر المنتديات والإيميلات والقروبات، يتسابقون إلى برمجة ونشر (البروكسي) لتحطيم سدود الطهر، وما درى هذا المسكين أنه يُسابق إلى جبل من جبال جهنم، أيها يحطم رأسه أولاً.
فغرس محبة العفاف سوْرٌ عظيم للفضيلة:
ولذا امتن الله على المؤمنين بقوله (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7]
وأثنى عليهم بقوله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108]، وقوله (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]
ودعا به صلى الله عليه وسلم لأمته "اللهم طهِّر قلبَه، وحصِّن فرجَه ".
وهذا الغرس له من الوسائل والأساليب ما لا يحصى:
1 - الإقناع: " أترضاه لأمك ... "
2 - التخويف: كما في حديث التنور، وأحاديث انتشار الأمراض ودلالة الواقع على ذلك.
3 - القصص: كما عند الاسماعيلي في مستخرجه وأصله في البخاري مختصراً عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون قَالَ:
" كُنْت فِي الْيَمَن فِي غَنَم لِأَهْلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف، فَجَاءَ قِرْد مِنْ قِرَدَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا، فَجَاءَ قِرْد أَصْغَر مِنْهُ فَغَمَزَهَا، فَسَلَّتْ يَدهَا مِنْ تَحْت رَأْس الْقِرْد الْأَوَّل سَلًّا رَفِيقًا وَتَبِعَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَأَنَا أَنْظُر، ثُمَّ رَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تُدْخِل يَدهَا تَحْت خَدّ الْأَوَّل بِرِفْقٍ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا، فَشَمَّهَا فَصَاحَ، فَاجْتَمَعَتْ الْقُرُود، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيْهَا بِيَدِهِ، فَذَهَبَ الْقُرُود يَمْنَة وَيَسْرَة، فَجَاءُوا بِذَلِكَ الْقِرْد أَعْرِفهُ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفْرَة فَرَجَمُوهُمَا، فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجْم فِي غَيْر بَنِي آدَم "
وليت من استفرغ جهده في جمعها من الكتاب والسنة وتجارب الناس.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:32 م]ـ
فغرس محبة العفاف سوْرٌ عظيم للفضيلة:
لله أبوك
ما أحوج الأمة إلى هذا السور في هذا الزمن الذي تغيرت فيه المفاهيم وتلاشت القيم وانتكست الفطر
وإني وأنا أقرأ هذه الكلمات الجميلة التى أملاها عليك نور القرآن أتسأل:
كيف لنا بهذا السور وقد دخلت علينا الدعوة إلى الرذيلة من كل باب وتسورت علينا من فوق كل حائط؟
أسواقنا حرب على العفة
لباس نسائنا حرب على العفة
إعلامنا حرب على العفة
إعلاناتنا حرب على العفة
إنها الفتن كقطع الليل المظلم كما صورها لنا حديث حذيفة رضي الله عنه
روى مسلم رحمه الله تعالى عن حذيفة رضي الله عنه قال:
كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقُلْتُ أَنَا قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ"
ما أحوجنا إلى حملة مباركة لتسويق هذا السور في الأمة
وأقول تسويق وكنت أتمنى لو أني أستطيع أن أقول تسوير ولكن ما لا يدرك كله لا يترك ما يمكن فعله وإن قل
ولنتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ"
رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[03 Aug 2010, 07:13 ص]ـ
السور الثالث: حفظ الفروج لا يكون إلا بحفظ الجوارح.
في "النور" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)
وفي الصحيحين «فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ»
(البصر) (السمع) (اللسان) (القلب) (الأيدي) (العورة) (الرِّجل) (الرأس "خُمرهن") (الجَيب "النحر والصدر")
هذه "تسع" جوارح نصّت عليها "النور"،
عجباً من أجل صوت خلخال من رِجْل امرأةٍ يتكلم الله!!، نعم إنها العفة.
فأي جارحة خانت مرةً فقد ثُلم في جدارالعفاف ثُلمة.
وهنا مسألة أُصولية عظيمة نبهت عليها إشارات "النور"
وهي أن حِياطة الطُّهر لابد فيها مِن إعمال قاعدتين: "سدّ الذريعة" و "مراعاة الحاجة"،
فالأولى تَقي والثانية تُبقي، الأولى تَحُوط والثانية تُنفِّس.
وإهمال إحدى القاعدتين مآله إلى شيوع الفاحشة في الذين آمنوا.
فإهمال الأولى؛ تركٌ لذئاب الشهوة من داخل النفس وخارجها تُمزق العفة تمزيقا،
وإغفال الثانية بزعم الغيرة؛ سيحبس النفوس هُنيهة ثم ترقب متى يتفجر البركان؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Aug 2010, 07:20 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله! لا أقول إلا بارك الله فيك دكتور عصام وزادك علماً وفهماً لآيات الكتاب الكريم، تأملات في غاية الروعة والدقة وغاية التدبر لكلمات السورة نفعنا الله بعلمك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[09 Aug 2010, 07:22 ص]ـ
السور الثالث كاملاً
السور الثالث: حفظ الفروج لا يكون إلا بحفظ الجوارح.
(البصر) (السمع) (اللسان) (القلب) (الأيدي) (العورة) (الرِّجل) (الرأس "خُمرهن") (الجَيب "النحر والصدر")
هذه "تسع" جوارح نصّت عليها "النور"،
عجباً من أجل صوت خلخال من رِجْلِ امرأةٍ يتكلم الله!!، نعم إنها العفة.
العِرض في سورة النور كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّانمن داخلها، فإذا غَدرت جارحة ثُلم فيجدارالعفاف ثُلمة.
وأثر هذه الجوارح على العفة أو ضدها واضح لا يحتاج إلى برهان
ولذا اتفق الأئمة الأربعة على:
على تحريم مس يد المرأة الأجنبية الشابة
وعلى حرمة النظر إليها والخلوة بها لكون ذلك سببا ظاهرا للفساد
وعلى حرمة كشف المرأة لوجهها إذا خيف عليها خوفاً ظاهراً
وكذا تعطرها بما يجد الرجال رائحته منها
أو تغنجها بالكلام أو بالرسائل أو تكسرها بالمشي أو غمزها بالعين ونحو ذلك.
وقد قال الله تعالى في "النور" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِوَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ)
وفي الصحيحين "فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَااللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ"
وقال سبحانه: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [النساء: 108]
والذي نحتاجه من "النور" هو النور القلبي الذي يضيء لهذه الجوارح طريقها
أين تمضي؟ وأين تقف؟ فإن المضي دائماً هلاك، والوقوفَ دوماً فناء.
وهنامسألة أُصولية عظيمة نبهت عليها إشارات "النور" وهي أن:
حِياطة الطُّهر لابد فيها مِن إعمال قاعدتين:"سدّ الذريعة" و "مراعاة الحاجة"
فالأولى تَقي والثانية تُبقي، الأولى تَحُوط والثانية تُنفِّس.
وإهمال إحدى القاعدتين مآله إلى شيوع الفاحشة في الذينآمنوا.
فإهمال الأولى؛ تركٌ لذئاب الشهوة من داخل النفسوخارجها تُمزق العفة تمزيقا،
وإغفال الثانية بزعم الغيرة؛ سيحبس النفوس هُنيهة ثمترقب متى يتفجر البركان؟
وقاعدة سدّ الذريعة في النور ظاهر جداً:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِوَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ)
(يُتْبَعُ)
(/)
- (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) (30)
- (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) (31)
- (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (31)
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ... ) (27)
ولذا اتفق الفقهاء على أن المرأة إذا تميزت بحسنها أو كثر الفساق في مجتمعها من دون رادع عن الطمع فيها؛ فإنه يجب على المرأة أن تستر زينتها سواء كانت في وجهها أو في غيره عند خوف الفتنة الظاهرة عليها.
وقاعدة مراعاة الحاجة أيضاً ظاهرة:
- (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (30)
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (31)
وقد غايرت "النور" بين الأبصار والفروج فالأولى فِعلُها (يَغُضُّوا) والثانية فِعلُها (يَحْفَظُوا)،
والإغضاء هو: صرف المرء بصره عن التحديق وتثبيت النظر فهو أغلبي وليس تاماً بخلاف الحفظ.
ثم جيء بـ (مِن) التي للتبعيض مع (الغض) دون (الحفظ).
يقول ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين (1/ 92) عن غض البصر: ولما كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا خيف منه الفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة؛ لم يأمر سبحانه بغضه مطلقا بل أمر بالغض منه وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه فلذلك عم الأمر بحفظه.
- (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (31)
وهنا حرّم الله على النساء إبداء كل زينة وهذا هو الأصل فلا يجوز إظهار الزينة إلا ما استثناه الله وهو (إلا ما ظهر منها)، واللفظ الذي جاءت به "النور" هو (ظهر منها) ولم يقل هنا سبحانه (إلا ما أظهرته) أو (إلا ثيابها) أو (إلا وجهها وكفيها) بل إلا ما ظهر هو ولم تقصد هي إظهاره قال ابن عطية رحمه الله: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لابد منه، ونحو ذلك، فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه. اهـ
ولذا جاز ما ظهر ضرورةً كالقوام من وراء الجلباب، وما أظهرته الحاجة كالنقاب للعينين وهو جائز بالنص والاتفاق، وجاز لها ظهور يديها عند الحاجة لذلك كتناول شيء أو فتح باب أو أداء مهنة ونحوها ولم يوجب أحد من الفقهاء القفازين عليها، وجاز ظهور وجهها عند الشهادة والخطبة والبيع والشراء إذا احتاجت لذلك عند كافة الفقهاء.
- ومن آيات مراعاة الحاجة في "النور" عند وجود ضعف الفتنة (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (60)
والمسألة هنا رباعية:
1 - إذا قويت الذريعة وضعفت الحاجة:
كفتاة جميلة لا تحتاج إظهار يديها أو وجهها، أو صوتها رخيم رقيق بطبعه ولم تحتج للكلام مع أجنبي عنها. فهنا يُغلب جانب سد الذريعة.
2 - قويت الحاجة وضعفت الذريعة:
كامرأة كبيرة لا يُشتهى مثلها عادة تعمل فتحتاج لكشف يديها ووجهها حينا لطبيعة عملها، أو في بلد لا يُنظر لمثلها عادةً، فهاهنا يُغلب جانب مراعاة الحاجة.
3 - تقاربتا في الضعف:
وأمثلة هذه تظهر مما سبق، والأصل هنا الستر كما سبق في آية الزينة ويؤيده قوله تعالى في القواعد من النساء (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ)، فكيف بغيرهن؟!
4 - تقاربتا في القوة:
وهذا الموطن مُشكل، فمثلا إذا كانت حسنة الوجه واحتاجت حاجة قوية لكشفه عند الجوازات لتسافر مع زوجها أو لطبيعة عملها الذي تعول نفسها وأهلها منه، وكانت حصاناً تحفظ نفسها، ونقول هنا بأن الأصل وجوب ستر الزينة ما لم يقع الحرج (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، ولحديث الخثعمية المشهور فإنها مع فتنة الفضل رضي الله عنه بنقابها فلم يأمرها صلى الله عليه وسلم بتغطية عينيها لشدة حاجتها إلى النظر مع ما يحتاج إليه الحج والسفر، وإنما صرف صلى الله عليه وسلم وجه الفضل عنها، وهذا هو أرجح الوجوه في تأويل الحديث.
والله أعلم،،
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:49 ص]ـ
بارك الله فيكم دكتور عصام ووفقكم نحن في إنتظار المزيد
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[13 Nov 2010, 02:05 م]ـ
وفقك الله يا أبا عبدالرحمن لكل خير.
من الكتب الثمينة التي قرأتها في تلمس مواطن البلاغة، ودقائق التعبير في هذه السورة العظيمة (سورة النور) كتاب بعنوان (مع النظم القرآني في سورة النور) للأستاذ الدكتور الشحات محمد عبدالرحمن أبو ستيت، ويقع الكتاب في 200 صفحة. وقد طبعته مطبعة الأمانة في القاهرة عام 1407هـ.
http://www.tafsir.net/images/nooorstate.jpg
هل من رابط تحميل هذا الكتاب لو تكرمتم(/)
سلسلة: O .. O في ظلال آية O .. O
ـ[عبدالله اليوسف]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:24 ص]ـ
,؛,
"بسم الله الرحمن الرحيم"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ... وبعد,,,
فهذه أحبتي الأكارم سلسلة:
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O O .. O
O .. O
والتي أقوم بإرسالها لبعض الأحبة ,,
وهي كلأ مباح لكل من أراد نشرها ..
وسأقوم بنشر أجزاء منها على فترات متباعدة وحسبما يسمح به وقتي ..
وليس لي فيها سوى الجمع والإعداد فقط ..
وقد تم إعداد: (24 رسالة) إلى الآن,
والله أسأل أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
:: ملحوظة مهمة::
أرى أنها مناسبة للنشر عبر رسائل الجوال النصية أوالوسائط.
.
.
شاكرًا ومقدرًا للجميع حرصهم على نشر الخير بين الناس,
و"الدال على الخير كفاعله"
.
.
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم في الله
العبد الفقير إلى عفو ربه:
أخوكم: أبو رائد المسافر.
,؛,
,؛,
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O 1 O .. O
O .. O
قال الله تعالى:
{ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: 3].
[وكثيرا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن؛
لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود،
والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده،
فعنوان سعادة العبد:
إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق،
كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه،
فلا إخلاص ولا إحسان.] "1"
"1" تفسير ابن سعدي.
,؛,
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:33 ص]ـ
مرحبا بك أخي عبد الله بين إخوانك في الملتقى.
وهذه لفتة طيبة وباب من أبواب التواصي بالحق.
وقد كانت فكرة (جوال تدبر) قائمة على هذه الطريقة، ثم جمعت في كتاب من جزءين بعنوان: (ليدبروا آياته) وحصل بها نفع كبير.
ويمكن الحصول على هذه الرسائل وما يتعلق بموضوع جوال تدبر [هنا ( http://www.google.com/custom?hl=ar&inlang=ar&safe=active&client=google-coop-np&cof=FORID:13%3BAH:right%3BCX:%25D9%2585%25D9%2584% 25D8%25AA%25D9%2582%25D9%2589%2520%25D8%25A3%25D9% 2587%25D9%2584%2520%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA% 25D9%2581%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25B1%3BL:http://www.google.com/intl/ar/images/logos/custom_search_logo_sm.gif%3BLH:30%3BLP:1%3BBGC:%23 FFFDEF%3BT:%233F3C27%3BVLC:%236F73DF%3BDIV:%23CFC5 7D%3BKMBGC:%23FFFFFF%3BKMBOC:%23336699%3BKMSC:%230 00000%3BKMTVC:%230000CC%3B&cx=002041633435791103481:ezunraj3i50&adkw=AELymgU0_7iVyu1K2rzGOGO3mcttK7hEzfcBx0VAv_cbL XjHGdo0p46lyOkuwzz2trAbpANMGKnRiqFO4rhNK8LooG5eiEc sEsVN6QrHN8GYgiymURrc8eGa6Zy0FjsTO2KZXHJfUl9Ib1iEU PqY2YJ3n-XljpIf_FBNXASD2TzqG6MCYtKwMAc&boostcse=0&ei=Z85PTO-hPJKs4QaLlbj9Bw&q=%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%84+%D8%AA%D8%AF%D8%A8%D8%B 1&start=0&sa=N) ].
وفق الله الجميع لتدبر كتابه والتواصي على الحق.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:42 ص]ـ
قال الله تعالى:
{ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة: 3].
[وكثيرا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن؛
لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود،
والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده،
فعنوان سعادة العبد:
إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق،
كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه،
فلا إخلاص ولا إحسان.] "1"
"1" تفسير ابن سعدي.
,؛,
إضافة:
الإنفاق تصدّقٌ بالمال على عباد الله والصلاة تصدّقٌ بالوقت على النفس ابتغاء حصول النماء في المال والوقت معاً.
ـ[عبدالله اليوسف]ــــــــ[06 Aug 2010, 08:14 ص]ـ
؛,؛
أشكر الأحبة الأفاضل على تشجيعهم ومداخلاتهم المميزة,
وأسأله سبحانه أن يجزل لهم المثوبة والأجر, اللهم آمين.
؛,؛
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O 2 O .. O
O .. O
ٹ?ٹ
واصفًا كتابه العظيم:
? ? ? چ چ
چ ? ? ? پپ پپ ? ? ? چ
[البقرة: 2]
و [قال في موضع آخر:چٹ ?چفعمم،
وفي هذا الموضع وغيره
قال:چ ? ? چ
لأن القرءان في نفسه هدى لجميع الخلق،
فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا، ولم يقبلوا هدى الله،
فقامت عليهم به الحجة، ولم ينتفعوا به لشقائهم.
وأماالمتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر لحصول الهداية وهو التقوى،
فاهتدوا به، وانتفعوا غاية الانتفاع.] "1"
"1" تفسير ابن سعدي. بتصرف.
؛,؛
؛,؛
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O 3 O .. O
O .. O
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
[البقرة: 3].
[الإيمان بالغيب هو الصفة الأولى من صفات المتقين، وحقيقته:
التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح.
ولازم ذلك الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة، وأحوال الآخرة،
وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، فيؤمنون بصفات الله ووجودها، ويتيقنونها وإن لم يفهموا كيفيتها.
وليس الشأن في الإيمان أن تؤمن بالأشياء المشاهدة المحسوسة فقط،
فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر،
إنما الشأن في الإيمان أن تؤمن بالغيب الذي لم نشاهده،
فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله،
سواء شاهده أو لم يشاهده، وسواء فهمه أو لم يفهمه.] "1"
"1" تفسير ابن سعدي. بتصرف
,؛,
؛,؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله اليوسف]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:19 ص]ـ
؛,؛
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O 4 O .. O
O .. O
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}
[البقرة: 3].
[إقامة الصلاة هي الصفة الثانية
من صفات المتقين، وحقيقتها:
إقامة ظاهرها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامة باطنها بإقامة روحها،
وهو: حضور القلب والخشوع فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها،
فلا ثواب للعبد من صلاته إلا ما عقل منها، ويدخل فيها صلاة الفرض والنفل. فتنبه.] "1"
...
[فيقوم في صلاته بلا قلب،
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته، فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه، وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة،
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها،
ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه ...
فصلاة هذا الحاضر بقلبه الذي قرة عينه في الصلاة،
هي التي تصعد ولها نور وبرهان، حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل،
فتقول: "حفظك الله كما حفظتني"،
وأما صلاة المفرط المضيع لحقوقها وحدودها وخشوعها،
فإنها تلف كما يلف الثوب الخلق،
ويضرب بها وجه صاحبها وتقول: " ضيعك الله كما ضيعتني".] "2"
"1" تفسير ابن سعدي. بتصرف.
"2" الوابل الصيب لابن القيم. بتصرف.
؛,؛
O .. O في ظلال آية O .. O
O .. O 5 O .. O
O .. O
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}
[البقرة: 3].
[هذه هي الصفة الثالثة من صفات المتقين،
و "يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الزوجات والأقارب، والمماليك، ونحو ذلك،
والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير، ولم يذكر المنفق عليه، لكثرة أسبابه وتنوع أهله،
ولأن النفقة من حيث هي قربة إلى الله، وأتى بـ "من" الدالة على التبعيض،
لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم، غير ضار لهم ولا مثقل،
بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم.
وفي قوله سبحانه: {رَزَقْنَاهُمْ}
إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم،
وإنما هي رزق الله الذي خولكم، وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده،
فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم، وواسوا إخوانكم المعدمين."] "1"
"1" تفسير ابن سعدي.
؛,؛(/)
إليكم أهيل الملتقى: المنتقى من نونية ابن القيم (قواعد وجمل وضوابط ووصايا مرشحة للحفظ)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jul 2010, 02:06 ص]ـ
الحمد لله وبعد:
فهذا منتقى لطيف لجملة من أبيات القصيدة المشهورة لابن القيم رح1 خصصتُ بها أهل الملتقى كأول ملتقى علمي على الشبكة أضع فيه هذا المنتقى المتواضع، وأدعكم مع مقدمة العبد الفقير لهذا المنتقى، الذي أتمنى أن يقع موقعاً حسناً من إخواني من طُلاب العلم وشداته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد كنتُ في أوائل الطلب ـ وما زلتُ طالباً ـ قبل أكثر من عشرين عاماً، تروق لي جملةٌ من الضوابط والقواعد والوصايا التي أسمع بعض أشياخي يرددها، أو يحبرها في مصنفاته، وكنتُ أتمنى أن أجدها مجموعة في ضميمة واحدةٍ؛ ليسهل حفظها، ثم بدا لي أن أقرأها بنفسي لأنتقي ما أراه مناسباً، مع يقيني باختلاف الناس في هذا النوع من التأليف والجمع؛ تبعاً لاختلاف مقاصدهم وأهدافهم في الانتقاء.
ومن هنا جاءت هذه الأوراق التي انتقيتُ فيها أبياتاً من نونية العلاّمة ابن القيم: ـ التي بلغت نحواً من ستة آلاف (6000) بيت ـ؛ لما في الشعر والنظم من سهولة الحفظ من جهة، ولذته على الأسماع من جهة أخرى؛ علها تكون عوناً لطالب العلم في حفظ بعض تلك الضوابط والقواعد والوصايا، ومن أراد المزيد فيمكنه مراجعة النونية نفسها، لينتقي منها ما يراه مناسباً.
وقد رأيت ـ بعد تأمل ومشاورة ـ أن تكون الأبيات المختارة مرتبة حسب الموضوعات ورقّمت الأبيات تسلسلياً (ترقيما عاماً وبعده الترقيم الخاص)، مع ذكر موضع الأبيات من الأصل لمن أحب مراجعته، أو مراجعة شرح من الشروح، علماً أن اعتمادي على الطبعة التي حققها د. علي بن محمد العمير، ثم قابلتها مع ط. عالم الفوائد، من أجل مزيد من الضبط، حسب القدرة والطاقة.
وختاماً فإنني أشكر الله تعالى على ما وفق له، ثم أشكر كلّ من ساعدني في نسخ وصفِّ ومقابلة أبيات هذا المنتقى، وبيان غريب الألفاظ، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه/
عمر بن عبدالله بن محمد المقبل
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة
والدراسات الإسلامية – جامعة القصيم
Omar1427@gmail.com
كتب أصله في 15/ 12/1417هـ
وحرر وروجع في 15/ 8/1431هـ
ـ[عصام العويد]ــــــــ[29 Jul 2010, 03:37 ص]ـ
منتقى جميل يقطر شهداً كما أنت.
273/ 1 والجهلُ داءٌ قاتلٌ وشفاؤه ... أمرانِ في التركيبِ مُتفقان
274/ 2 نصٌ مِن القرآن أو مِن سنةٍ ... وطبيبُ ذاك العالمُ الرَّباني
لله دره ولله أبوه وأمه،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:59 م]ـ
انتقاء مميزٌ وفقك الله وجزاك خيراً على انتقائه أولاً، وعلى حسن تنسيقك له ثانياً، وعلى اختصاصنا هنا به ثالثاً، وهذه الأبيات هي عيون النونية حقاً، وهي جديرة بالحفظ والمدارسة.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:25 م]ـ
نفع الله بجهدك وثبّت أجرك
أنبه الإخوة على بيتين من المنتقى اختفى ذيلهما بضغط جدول تنسيق الأبيات
يمكن الإطلاع عليهما بتصغير حجم الحروف
وهما برقم 194 + 250
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:39 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إذا كان هذا الانتقاء بهذا الرقيّ والتميّز فكيف بالأصل؟!
جزاك الله خيراً أخي الفاضل د. عمر على هذا الانتقاء القيّم وأشكرك على اختيارك وقد تحيّرت وأنا أقرأها أيها أختار فلله درّك من منتقٍ بارع وفقك الله لكل خير.
ربما يكون لي -إن أذنت- بعد رمضان وقفة مع هذه المشاركة ولعلي أصيغها على شكل عرض تقديمي يتناسب والمحتوى إن شاء الله تعالى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:46 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، إذا كان هذا الانتقاء بهذا الرقيّ والتميّز فكيف بالأصل؟!
جزاك الله خيراً أخي الفاضل د. عمر على هذا الانتقاء القيّم وأشكرك على اختيارك وقد تحيّرت وأنا أقرأها أيها أختار فلله درّك من منتقٍ بارع وفقك الله لكل خير.
ربما يكون لي -إن أذنت- بعد رمضان وقفة مع هذه المشاركة ولعلي أصيغها على شكل عرض تقديمي يتناسب والمحتوى إن شاء الله تعالى.
شكر الله لكم جميل ظنكم ..
لو لم يكن من شرف بخصوص النونية إلا الدلالة على الأصل لكفى به شرفاً.
الأخت د. سمر، شكر الله لك ما عزمت عليه، وأنا بالانتظار، وإن كنتُ أرى التركيز على الأبيات المختصرة التي تشبه الضوابط والقواعد التي يسهل حفظها، والأمر إليكِ فانظري ماذا تأمرين؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:50 م]ـ
شكر الله لك تعقيبك أخي الفاضل د. عمر ولعلنا نتشاور في موضوع العرض لتحديد الأبيات التي تراها مناسبة إن شاء الله.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[29 Jul 2010, 03:40 م]ـ
يا الله ما هذا الجمال!!! ماشاء الله لا قوة إلا بالله .. بارك الله فيك د. عمر وجزاك الله الجنة وجعلها في ميزان حسناتك ..
أسأل الله أن ييسر لي حفظها ودراستها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[29 Jul 2010, 05:24 م]ـ
انتقاء مُوفَّق ..
أسعدك الله في الدارين ..
---
128/ 1 أفنَفْيُ آحادِ الدليل يكون للمـ ... ـدلولِ نفياً يا أولي العِرفان
صواب كتابته هكذا:
128/ 1 أفنَفْيُ آحادِ الدليل يكون للـ ... ـمدلولِ نفياً يا أولي العِرفان(/)
دلالات قوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Jul 2010, 04:02 م]ـ
حري بالنساء ناهيك عن الرجال في الإطلاع على دلالات هذه الآية وفقهها ومراجعة ما في النفس من أوهام في العقول حول مشروعيتها وتقدير ذلك وإسقاطه على الواقع لزيادة الألفة والمحبة بين الزوجين في استمرار زواجهما على ما عليه من العلل رغم أسباب الوجاهة في رده أو زواله أحياناً لا قدر الله.
قالت عَائِشَةَ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قَالَتْ: هُوَ الرَّجُلُ يَرَى مِنِ امْرَأَتِهِ مَا لا يُعْجِبُهُ كِبَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَيُرِيدُ فِرَاقَهَا، فَتَقُولُ: أَمْسِكْنِى وَاقْسِمْ لِى مَا شئْتَ، قَالَتْ: فَلا بَأْسَ إِذَا تَرَاضَيَا.
قال المهلب: الصلح خير فى كل شىء من التمادى على الخلاف والشحناء والبغضاء التى هى قواعد الشر، والصلح وإن كان فيه صبر مؤلم فعاقبته جميلة، وأمرُّ منه وشر عاقبة العداوة والبغضاء، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - فى البغضة إنها الحالقة يعنى: حالقة الدين لا حالقة الشعر، فقد أراد النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يطلق سودة لسن كان بها، فأحست منه ذلك فقالت له: قد وهبت يومى لعائشة فلا حاجة لى بالرجال، وإنما أريد أن أحشر فى نسائك فلم يطلقها واصطلحا على ذلك. ودل هذا أن ترك التسوية بين النساء وتفضيل بعضهن على بعض لا يجوز إلا بإذن المفضولة ورضاها، ويدخل فى هذا المعنى جميع ما يقع عليه بين الرجل والمرأة فى مال أو وطء أو غير ذلك، وكل ما تراضيا عليه من الصلح فهو حلال للرجل من زوجته لهذه الآية.
قال القرطبي رجمه الله: في هذه الآية من الفقه الرد على الرعّن الجهال الذين يرون أن الرجل إذا أخذ شباب المرأة وأسنت لا ينبغي أن يتبدل بها. قال ابن أبي مليكة: إن سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطلقها، فآثرت الكون معه، فقالت له: أمسكني وأجعل يومي لعائشة، ففعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتت وهي من أزواجه.
قلت: وكذلك فعلت بنت محمد بن مسلمة، روى مالك عن ابن شهاب عن رافع بن خديج أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصارية، فكانت عنده حتى كبرت، فتزوج عليها فتاة شابة، فآثر الشابة عليها، فناشدته الطلاق، فطلقها واحدة، ثم أهملها حتى إذا كانت تحل راجعها، ثم عاد فآثر الشابة عليها فناشدته الطلاق فطلقها واحدة، ثم راجعها فآثر الشابة عليها فناشدته الطلاق فقال: إنما بقيت واحدة، فإن شئت استقررت على ما ترين من الأثرة، وإن شئت فارقتك. قالت: بل أستقر على الأثرة. فأمسكها على ذلك، ولم ير رافع عليه إثما حين قرت عنده على الأثرة. رواه معمر عن الزهري بلفظه ومعناه وزاد: فذلك الصلح الذي بلغنا أنه نزل فيه (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ). قال أبو عمر بن عبد البر: قوله والله أعلم: (فآثر الشابة عليها) يريد في الميل بنفسه إليها والنشاط لها، لا أنه آثرها عليها في مطعم وملبس ومبيت، لان هذا لا ينبغي أن يظن بمثل رافع، والله أعلم. وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد ابن عرعرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلا سأله عن هذه الآية فقال: هي المرأة تكون عند الرجل فتنبو عيناه عنها من دمامتها أو فقرها أو كبرها أو سوء خلقها وتكره فراقه، فإن وضعت له من مهرها شيئا حل له] أن يأخذ «3» [وإن جعلت له من أيامها فلا حرج. وقال الضحاك: لا بأس أن ينقصها من حقها إذا تزوج من هي أشب منها وأعجب إليه. وقال مقاتل بن حيان: هو الرجل تكون تحته المرأة الكبيرة فيتزوج عليها الشابة، فيقول لهذه الكبيرة: ذكره ابن خويز منداد في أحكامه عن عائشة قالت: وجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صفية في شي، فقالت لي صفية: هل لك أن ترضين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عني ولك يومي؟ قالت: فلبست خمارا كان عندي مصبوغا بزعفران ونضحته، ثم جئت فجلست إلى جنب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: (إليك عني فإنه ليس بيومك). فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأخبرته الخبر، فرضي عنها. وفية أن ترك التسوية بين النساء وتفضيل بعضهن على بعض لا يجوز إلا بإذن المفضولة ورضاها.
السؤال الآن هل هذا الأمر ما زال معمولاً به من غير مأثم ولا مغرم؟؟ أم أن الأمر قد تبدل بتبدل العرف وانقضائه؟؟؟ أم أن للقاضي أن يتدخل فيغرم الرجل الذي يفعل ذلك بغرامة فوق المهر يطلق عليها الآن مصطلح الطلاق التعسفي؟ وهل هذه الغرامة شرعية؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Aug 2010, 07:31 م]ـ
أظن أن هذا الموضوع حري بالنقاش والإثراء. لإزالة ما يعتريه من شبهات ولتوضيح اللبس الذي لا يتفهمه كثير من الناس حول مدلولات قصة سودة مع النبي عليه الصلاة والسلام. فيا حبذا ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:02 م]ـ
لو طرحت موضوعك هذا في ملتقى المذاهب الفقهية
http://www.mmf-4.com/vb/index.php?
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Aug 2010, 10:06 م]ـ
وهل عجز يا سيدي أهل هذا الملتقى أن يناقشوا تلك المسألة حتى نصدرها الى ملتقى آخر لا نشترك به أصلاً ولا يستقبل مشاركاتنا؟؟
ـ[خديجة عمر]ــــــــ[26 Oct 2010, 08:41 م]ـ
اخي , هل افهم من كلامك انه يجوز للرجل ان يطلق زوجته لانها صارت مسنة ولم تعد صغيرة وجميلة ونشيطة؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Oct 2010, 10:22 م]ـ
اخي , هل افهم من كلامك انه يجوز للرجل ان يطلق زوجته لانها صارت مسنة ولم تعد صغيرة وجميلة ونشيطة؟؟
الطلاق ليس دائماً كارثي. ربما يكو أحياناً سعادة للجانبين. تأملي قول الله تعالى: (وإن اردتم استبدال زوج مكان زوج) فالإرادة هنا تعني الرغبة بدون إبداء اسباب.
السؤال الذي ينبغي أن يُسأل هل يشترط للطلاق سبب وجيه؟؟؟
يا حبذا لو نجد جواباً شافياً لذلك أولاً. ثم ننطلق الى قصة سودة.
ـ[خديجة عمر]ــــــــ[27 Oct 2010, 05:20 م]ـ
السلام عليكم , ولكن اخي هل ترى من العدل انه حين تسن المرأة وتصير هرمة وبعد ان تمضي ايام عمرها كلها في خدمة الزوج وتوفير جميع متطلباته يقوم بتطليقها!!! لست اعارض الدين ولكني متأكدة ان الله عز وجل لم يظلم احدا , وبالتأكيد ان هذا ظلم عظيم.
اما عن كون الطلاق نعمة فأوافقك الرأي في بعض الحلات هو نعمة عظيمة , ولكن ليس في هذه الحالة , ليس بالنسبة للزوجة اخي الكريم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Oct 2010, 06:14 م]ـ
السلام عليكم , ولكن اخي هل ترى من العدل انه حين تسن المرأة وتصير هرمة وبعد ان تمضي ايام عمرها كلها في خدمة الزوج وتوفير جميع متطلباته يقوم بتطليقها!!! لست اعارض الدين ولكني متأكدة ان الله عز وجل لم يظلم احدا , وبالتأكيد ان هذا ظلم عظيم.
اما عن كون الطلاق نعمة فأوافقك الرأي في بعض الحلات هو نعمة عظيمة , ولكن ليس في هذه الحالة , ليس بالنسبة للزوجة اخي الكريم
أما قولك هل هذا عدل يأخذ شبابها ..... الخ
فالأصل أختي في الزواج هو الإحصان والعفاف للرجل فإن رأى أن يتزوج عليها بشابة ليحصّن بها دينه ويغض بصره فيكون بذلك أولى وأهم من غضب امرأة أو نشازها. فهل ترين أيضاً من العدل أن يقعد الرجل ويستنكف عن الزواج الى أبد عمره مخافة أن يُقال ما يُقال؟؟. رغم أن الزواج من شابة لا يُفسد للود قضية إن تفهمت ذلك المرأة ورضيت بالقليل الذي هو ألافضل من الطلاق وأعدل منه.
يا حبذا أختي أن تقرأي ما كتبته في أول مشاركتي لهذا البحث فلن أكون بأعلم من هؤلاء الذين يجيبون على سؤالك بكل وضوح. الم تقرأي قول القرطبي (في هذه الآية من الفقه الرد على الرعّن الجهال الذين يرون أن الرجل إذا أخذ شباب المرأة وأسنت لا ينبغي أن يتبدل بها. قال ابن أبي مليكة: إن سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطلقها، فآثرت الكون معه، فقالت له: أمسكني وأجعل يومي لعائشة، ففعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتت وهي من أزواجه.) وبارك الله بك أختاه وإن بقي في نفسك شيء فأفصحي فلا غضاضة في المدارسة لهذا الموضوع. وأنا في الحقيقة في انتظار مشاركة بقية الأخوة لإزالة أي لبس عن الموضوع.
ـ[خديجة عمر]ــــــــ[27 Oct 2010, 06:29 م]ـ
وهل اخي الكريم ان يتبدل بها تعني ان يطلقها؟ من الممكن ان يكون القصد ان يتزوج غيرها وهذا حق من حقوقه لا احد يستطيع ان ينكره عليه,
وقد قرأت ان مسألة طلاقها (كان هذا غلبة ظن منها ولم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله.
ومن المعلوم أن عامة نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن كبيرات في السن.
وأما هبتها ليلتها لعائشة رضي الله عنها ففيه بر بالزوج وتقديم ما يحب له رغبة في رضاه فيما غلب على ظنها.
وهذا من باب جواز التصرف فيما يملك الحر كيف شاء بهبة أو غيرها.)
هذا كلام منقول عن موقع اهل الحديث في الاجابة على سائل يتحرى عن هذا الحديث ,
الا ترى ان هذا اقرب الى الصواب؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Oct 2010, 07:09 م]ـ
وهل اخي الكريم ان يتبدل بها تعني ان يطلقها؟ من الممكن ان يكون القصد ان يتزوج غيرها وهذا حق من حقوقه لا احد يستطيع ان ينكره عليه,
وقد قرأت ان مسألة طلاقها (كان هذا غلبة ظن منها ولم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله.
ومن المعلوم أن عامة نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن كبيرات في السن.
وأما هبتها ليلتها لعائشة رضي الله عنها ففيه بر بالزوج وتقديم ما يحب له رغبة في رضاه فيما غلب على ظنها.
وهذا من باب جواز التصرف فيما يملك الحر كيف شاء بهبة أو غيرها.)
هذا كلام منقول عن موقع اهل الحديث في الاجابة على سائل يتحرى عن هذا الحديث ,
الا ترى ان هذا اقرب الى الصواب؟
أختي العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. الآن القضية تناولها العلماء من واسع بابها. فالإمساك بامرأة مسنة لا فائدة منها مكرمة من المكارم. مع أن المرأة لا ينقطع بها حبل النفقة والرعاية أبداً ولو طُلقت فإن مصارف الدولة الإسلامية تستوعبها وتعتني بحالها مهما كانت. والتبديل ظاهره الطلاق نعم. ولكن ذلك لا يعمم على أنه خلق الرجال. وكل قضية معلقة بملابساتها. فأحيانا المسنة تكدر الحياة الزوجية إذا ساء خلقها وأطالت لسانها على وزجها وحرّشت أبنائها عليه والى غير ذلك من أفعال. الموضوع ليس على إطلاقه وهو منحصر بملابسات الزوج وهو أعلم بها من غيره. ولكن ظاهر الحكم الجواز بغض النظر عن الأسباب مع مراعاة الجانب الإنساني الذي لا يهمله إلا سيء الخلق والدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خديجة عمر]ــــــــ[27 Oct 2010, 09:43 م]ـ
اين هذه الدولة الاسلامية التي تعتني بالمرأة المطلقة وتصرف عليها؟؟ لا اتوقع وجودا لها في عالمنا الواقع.
"امرأة مسنة لا فائدة منها"
اليست المرأة هذه هي امنا؟؟ فهل نرضى لوالدتنا ان يطلقها الوالد فقط لانها صارت هرمة؟؟ اين حسن المعاشرة في هذا يا أخي!! اين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي؟؟ ثم ان بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كن كبيرات كأم سلمة مثلا فلماذا لم يطلقهن واختص سودة بالامر؟؟ الا ترى ان في الامر لبسا وانه غير واضح؟
الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة ام المؤمنين وهي اكبر منه بعشرين عاما , وظل مخلصا لها ومحبا صلوات ربي وسلامه عليه الى ان توفيت وحتى بعد وفاتها, الا ترى تناقضا في الامر!!
أحيانا المسنة تكدر الحياة الزوجية إذا ساء خلقها وأطالت لسانها على وزجها وحرّشت أبنائها عليه والى غير ذلك من أفعال.
ألا يسن الرجل ويشيب عندما تكبر المرأة!! ام أن المرأة فقط هي من تكبر وتهرم ويكثر كلامها؟؟
عموما , لق احوجتني الى ان أسأل كبار العلماء في الامر , فأنا ليس لي معرفة معمقة بالامر واخاف ان اقول ما ليس بحق , باذن الله سأتصل على شيخنا الاستاذ الفاضل محمد بوخبزه , هو من سكان مدينتنا وهو عالم معروف جدا. وسأوفيك بالخبر اليقين باذن الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Oct 2010, 10:45 م]ـ
الطلاق ليس دائماً كارثي. ربما يكو أحياناً سعادة للجانبين. تأملي قول الله تعالى: (وإن اردتم استبدال زوج مكان زوج) فالإرادة هنا تعني الرغبة بدون إبداء اسباب.
السؤال الذي ينبغي أن يُسأل هل يشترط للطلاق سبب وجيه؟؟؟
يا حبذا لو نجد جواباً شافياً لذلك أولاً. ثم ننطلق الى قصة سودة.
صحيح كلامك أخانا الفاضل تيسير الطلاق ليس دائما كارثي وربما يكون ضرورة في بعض الأحيان، لكن المشرع حرص على بقاء رباط الزوجية والصبر على بعض الأمور:
"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35))
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130))
ولا يصح نزع قول الله تعالى:
(وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (20)
من السياق لنستدل بها على اعطاء الرجل الحرية المطلقة في الطلاق دون أن يلام على ذلك.
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ"
فهل يصح بعد ذلك أن نقول أن الشرع يجوز للرجل أن يتخلى عن زوجه دون أي سبب معقول؟
نعم لو فعل الرجل فإن فعله نافذ لكن لا يعنى ذلك أنه يسلم من المؤاخذة.
هذا والله أعلى وأعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 Oct 2010, 07:04 م]ـ
فإذاً ما فائدة قول عائشة رضي الله عنها من تفسيرها للآية: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قَالَتْ: هُوَ الرَّجُلُ يَرَى مِنِ امْرَأَتِهِ مَا لا يُعْجِبُهُ كِبَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَيُرِيدُ فِرَاقَهَا، فَتَقُولُ: أَمْسِكْنِى وَاقْسِمْ لِى مَا شئْتَ، قَالَتْ: فَلا بَأْسَ إِذَا تَرَاضَيَا. فهل من مفنّد من الأفاضل الكرام معنى (يريد فراقها)؟؟؟ وهل ظاهر الحديث يدل على شروط في الفراق؟؟؟؟ أظن أن هذا الموضوع من الأهمية بمكان. .(/)
دلالة القرآن على إدراكات غير الإنسان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jul 2010, 05:42 م]ـ
قال تعالى:
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) النمل (18)
(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26))
هل يفهم من هذه الآيات الكريمات أن للحيوان والطير إدراكا لحقائق ما يجري حولها في البيئة التي تعيش فيها؟
هنا نجد النملة أدركت أن هذا سليمان وأن له جنودا وأنهم قد يلحقون بهم الأذى الغير مقصود.
وكذلك نجد الهدد يخاطب سليمان عليه السلام وكأنه على علم بمقدار علم سليمان عليه السلام وأنه قد تخفى عليه بعض الأمور.
كذلك نجده أيضا ذا معرفة بالأرض ومسمياتها ويدرك ماذا يفعل أهلها ويحكم في نفس الوقت على أفعالهم وهذا دليل على معرفته بحقائق مثل: الألوهية، والشمس، والشيطان، وبعض صفات الله كالرزق والعلم والهداية.
والمتأمل في بعض صفات الحيوان وتصرفاته يدرك أن هذه الحيوانات على دراية تامة بما يدور حولها فتهتدي إلى طعامها ومساكنها وتعرف أعدائها وسبل الحماية منهم وأمور كثيرة تحتاج إلى التدبر والفهم وأظن القرآن قد أعطانا مفاتيح كثيرة ولكننا لم نحسن استخدمها في كثيرا من الأحيان وسبقنا غيرنا إليها.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:04 ص]ـ
شكر الله لأبي سعد - حفظه الله -
ومن هذا الباب قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)
وكذلك الآيات الدالة في تسبيح وسجود الشمس والقمر والشجر والدواب وغيرها
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[30 Jul 2010, 10:52 ص]ـ
سبحان الخالق العظيم الذي قال على لسان نبيه موسى عليه السلام " قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى "
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jul 2010, 11:43 ص]ـ
وجاء في السنة ما يؤكد أن للحيوان والطير إدراكا من نوع ما ربما لو عرفنا لغة التخاطب معها لأدركنا أن هذه المخلوقات ربما لا تختلف عنا في كثير من الأمور:
أخرج أحمد رحمه الله تعالى وغيره عن أبي سعيد، قال: بينما راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فحال الراعي بين الذئب والشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، ثم قال للراعي: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي؟ فقال الراعي: العجب من ذئب مقعٍ على ذنبه يتكلم بكلام الإنس، فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مني: رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي شاة حتى أتى المدينة، فزوى إلى زاوية من زواياها، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه بحديث الذئب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس، فقال للراعي: «قم فأخبرهم»، قال: فأخبر الناس بما قال الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الراعي ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل شراك نعله، وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده. صححه الألباني رحمه الله في السلسلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ قَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا"
روى أبو داود رحمه الله بسنده عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا"
روى أحمد رحمه الله تعالى من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال:
"أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا أَبَدًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ قَدْ أَتَاهُ فَجَرْجَرَ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ قَالَ بَهْزٌ وَعَفَّانُ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ فَقَالَ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللَّهُ إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ"
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:18 ص]ـ
الشكر موصول إليك أخي الغامدي وبعد:
فقد فهمت من عنوانك أن الجماد له نصيب فأحببت أن أشارك بما ذكره الله عن جدار القرية قال تعالى (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه)
والإرادة متفرعة عن الإدراك إذ كل من أراد فقد أدرك والله أعلم(/)
هل الحروف المقطعة من قَسَم الله؟ (الشيخ أبو إسحاق الحويني , حفظه الله)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.youtube.com/watch?v=gcP3m7x1r1k&feature=related
نفعنا الله بعلمه
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:49 ص]ـ
كلام الشيخ رحمه الله عن ثبوت الأثر أو عدم ثبوته لكونه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وكما ذكر الشيخ - حفظه الله وشفاه - اتفاق أهل العلم على عدم لقي علي بن أبي طلحة لابن عباس لكن يبقى قبول الرواية محل خلاف بين أهل العلم
وأما توجيه الأثر حتى على القول بضعفه فقد قبله الطبري وغيره ضمن أقوال كثيرة في هذا الباب والتأمل في صنيع الطبري وغيره ممن قبل كل تلك الأقوال يفتح آفالقا لفهم أقوال السلف في تلك المسالة(/)
سؤال: في مبحث المطلق والمقيد؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 10:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لحمل المطلق على المقيد له صور عقلية
منها:
- أن يتحد السبب ويختلف الحكم.
واختلف العلماء في هذه الصورة فمنهم من يقول: لا يحمل المطلق على المقيد
ومنهم من يقول: بل يحمل المطلق على المقيد.
فما الراجح في المسألة؟ مع ذكر دليل الرجحان.
وهل هو خلاف سائغ؟
لأننا لو طبقنا هذه القاعدة مثلا في مسألة الإسبال المحرم هل هو المقيد بالخيلاء أم مطلق الإسبال؟
لوجدنا فريقين:
الأول: القائلون بالتحريم المطلق للإسبال قالوا في هذه الصورة لا يحمل المطلق على المقيد فلا يحملون الأحاديث المطلقة على المقيدة.
الثاني: القائلون بتحريم الإسبال المقرون بالخيلاء قالوا في هذه الصورة يحمل المطلق على المقيد فحملوا الأحاديث المطلقة على المقيدة.
أرجوا الإفادة
جزاكم الله خيرا
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 11:42 ص]ـ
للأهمية
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:42 م]ـ
الأخ الفاضل عطاء الله الأزهري
هل المسألة فعلا كما ذكرت؟
هل هي من نوع اتحاد السبب واختلاف الحكم؟
أم أن السبب مختلف والحكم مختلف؟
أرجو أن تراجع المسألة
ثم إن المسائل الخلافية الوصول فيها إلى قناعة يحتاج من طالب العلم أن يعمل فكره في قواعد العلم التي تعلمها وأن يجتهد في النظر في أقوال أهل العلم وفهمها بناء على تلك القواعد حتى يخرج بقناعة ويختار لنفسه وبهذا يكون تابعا للدليل لا تابعا لقول فلان وفلان وإلا فإنه سيصبح كالعامي يعمل بمقتضى فتوى من يثق به.
وأنصحك بكتاب الدكتور مصطفى الخن
"أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء"
وفقك الله وبلغك فيما يرضيه آمالك
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:59 م]ـ
الأخ الفاضل عطاء الله الأزهري
هل المسألة فعلا كما ذكرت؟
هل هي من نوع اتحاد السبب واختلاف الحكم؟
أم أن السبب مختلف والحكم مختلف؟
أرجو أن تراجع المسألة
ثم إن المسائل الخلافية الوصول فيها إلى قناعة يحتاج من طالب العلم أن يعمل فكره في قواعد العلم التي تعلمها وأن يجتهد في النظر في أقوال أهل العلم وفهمها بناء على تلك القواعد حتى يخرج بقناعة ويختار لنفسه وبهذا يكون تابعا للدليل لا تابعا لقول فلان وفلان وإلا فإنه سيصبح كالعامي يعمل بمقتضى فتوى من يثق به.
وأنصحك بكتاب الدكتور مصطفى الخن
"أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء"
وفقك الله وبلغك فيما يرضيه آمالك
جزاك الله خيرا شيخنا أبا سعد على النصح
المسألة من نوع اتحاد السبب واختلاف الحكم ذكر ذلك الشيخ الحويني
(1)
http://www.youtube.com/watch?v=hKLa5oeoZE8&feature=related
(2)
http://www.youtube.com/watch?v=dHbuGtY1D_Q&feature=related
(3)
http://www.youtube.com/watch?v=tAYrktofjHk&feature=related
وربما يكن لحضرتك رأي آخر فدعك من المثال وأود الإجابة على السؤال الأصلي
في حالة اتحاد السبب واختلاف الحكم بعض العلماء لا يحمل المطلق على المقيد في هذه الحالة وبعضهم يحمل المطلق على المقيد
فما الراجح في المسألة؟ مع ذكر دليل الرجحان.
والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا سعد على النصح
المسألة من نوع اتحاد السبب واختلاف الحكم ذكر ذلك الشيخ الحويني
وربما يكن لحضرتك رأي آخر فدعك من المثال وأود الإجابة على السؤال الأصلي
في حالة اتحاد السبب واختلاف الحكم بعض العلماء لا يحمل المطلق على المقيد في هذه الحالة وبعضهم يحمل المطلق على المقيد
فما الراجح في المسألة؟ مع ذكر دليل الرجحان.
والله الموفق
أيها الحبيب عطاء
زادك الله من فضله
المثال اختلف فيه أيضا وهذا ما أردت أن أنبهك إليه
أما القاعدة الأصولية فهي كما ذكرت أنت مختلف فيها
وكل قول ذهب إلى ترجيح قوله بدليل
وإذا أنا ذكرت لك اختياري في المسألة فلن أخرج عن أقوال أهل العلم
وربما أجابك أحد الإخوة باختيار مخالف
فياترى أين ستكون أنت؟
الذي أقترحه عليك أن ترجع إلى كتب الأصول وتنظر في أقوال أهل العلم وتختار لنفسك
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:54 م]ـ
راجع الحلقة الأولى من برنامج نور على الدرب، لفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير، ففيها توضيح لهذه المسألة.
http://www.khudheir.com/xpart/5363
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:49 م]ـ
بالنسبة لحمل المطلق على المقيد هيا مسلمة لكن التطبيق حسب دراستى فى كتب اصول الفقه
واقرب مثال اسبال االازار
الحديث الاول (ماكان اسفل الكعبين فهو فى النار) مطلق
الحديث الثانى (من جر ثوبه خيلاء) مقيد بالبطر والخيلاء
الراجح عندى فى هذه المسألة الثانى لوجود مرجحات وهو حديث الصديق عندما اتى الى النبى وقال له ان توبه اسفل من الكعبين
المسألة المهمة ان الصديق سمع الحديث على اطلاقه لهدا اجابه النبى وقال مثلك لا يتكبر يا ابابكر
وفى هدا يجب جمع الادلة لكى تتمكن من حمل المطلق على المقيد وانا اقول عند جمع الالة يتضح كل الاشكال
مثلا تبحت عن العلة ما علة الاسبال او رفع الثوب هل هيا التحرز من النجاسات ادا قلنا نعم فنقول مابال المرأة التى جاءت لام سلمة تقول ان ثوبى يجر وامر بالنجاسات فأخبرتها انه يطهره ما بعده وان المرأة لا ترفع التوب ادا الا يوجب ان ترفع توبها كى تحترز من النجاسات
ادا العلة اتضحت هيا الخيلاء لان عادة العرب ولباسهم كان الجر خيلاء وتكبر حسب رأئى (ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين)
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:57 م]ـ
بالنسبة لحمل المطلق على المقيد هيا مسلمة لكن التطبيق حسب دراستى فى كتب اصول الفقه
واقرب مثال اسبال االازار
الحديث الاول (ماكان اسفل الكعبين فهو فى النار) مطلق
الحديث الثانى (من جر ثوبه خيلاء) مقيد بالبطر والخيلاء
الراجح عندى فى هذه المسألة الثانى لوجود مرجحات وهو حديث الصديق عندما اتى الى النبى وقال له ان توبه اسفل من الكعبين
المسألة المهمة ان الصديق سمع الحديث على اطلاقه لهدا اجابه النبى وقال مثلك لا يتكبر يا ابابكر
وفى هدا يجب جمع الادلة لكى تتمكن من حمل المطلق على المقيد وانا اقول عند جمع الالة يتضح كل الاشكال
مثلا تبحت عن العلة ما علة الاسبال او رفع الثوب هل هيا التحرز من النجاسات ادا قلنا نعم فنقول مابال المرأة التى جاءت لام سلمة تقول ان ثوبى يجر وامر بالنجاسات فأخبرتها انه يطهره ما بعده وان المرأة لا ترفع التوب ادا الا يوجب ان ترفع توبها كى تحترز من النجاسات
ادا العلة اتضحت هيا الخيلاء لان عادة العرب ولباسهم كان الجر خيلاء وتكبر حسب رأئى (ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين)
والله اعلم
جزاك الله خيرا ونفع بك
لكن , حضرتك حملت المطلق على المقيد بناء على القول (إذا اتحد السبب واختلف الحكم يحمل المطلق على المقيد)
فما الدليل على حمل المطلق على المقيد في هذه الحالة؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 07:04 م]ـ
راجع الحلقة الأولى من برنامج نور على الدرب، لفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير، ففيها توضيح لهذه المسألة.
http://www.khudheir.com/xpart/5363 (http://www.khudheir.com/xpart/5363)
بارك الله فيك
وقد حملتها واسمعها
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 05:44 م]ـ
اخى عطاء السلام عليك انا لم افهم قصدك فى الدليل الذى تريد ارجوا ان تبين اذا كنت تريد نصى من النصوص فهدا لا يوجد ان الله او الرسول قال كدا
واما الدليل الاستقرائى للنصوص فهو الذى بين ذاك ولكن اريد ان اوضح لك فهذه المسألة ليست مسلمة ابدا عند الاوصولين
فهذا جاء من اثر فهم النصوص وفى ذاك تلاتة اقول
الشافعية والحنابلة قالوا بحمل المطلق على المقيد فى هده الحالة عن طريق اللغة
بطريق القياس إذا توافرت شروطه وقالوا الحنابله
وقسم قالوا لا يحمل وهم الحنفية
مثال ان الامام الشافعى قال بالرقبة المؤمنة فى الظهار تقييدا بدية القتل وجاء ذاك عن طريق اللفظ
وارجوا اخى الفاضل عطاء ان تبيين لى اكثر عن هدفك من وراء بحثك الموضوعى الجميل(/)
دعوة إلى ختمة جديدة فى رمضان 1431 هـ
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[31 Jul 2010, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخوانى الأفاضل كل عام يأتى علينا رمضان ويبدأ الناس فى الاهتمام بالقرآن بالقراءة فقط ونسينا أنّ القرآن لم ينزل للقراءة فقط بل لفهم معانيه وتدبر آياته.
فهل إلى دعوة إلى ختمة جديد نتدبر ونفهم ونعيش مع آيات القرآن؟
كل منا الآن والحمد لله وبفضله يجد عنده فى مكتبة بيته كتاب تفسير مختصر ومطول.
فهلاّ جعلنا للتفسير ختمة فى رمضان هذا العام وتكون ختمة على مدار العام بدل ما تقرأ فى اليوم خمس أجزاء نقرأ كل يوم جزء من القرآن بالتفسير فنحوز الأجرين أجر القراءة وأجر العلم.
فهيا بنا نصحح نياتنا ونحتسب الأجر ونبدأ ...
قال تعالى: ((({هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ))) [الزمر: 9].
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:33 م]ـ
75 اخ شافوا الموضوع ولا تعليق منهم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 02:45 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك.
سبب عدم التعليق على ما أظن هو وجود مشاركات بنفس الموضوع تقريباً في الملتقى منها وردت ضمت (ما مشروعك في رمضان) ومنها (هل جربت ختمة غريب القرآن) وقد شارك بها الكثيرون من الأعضاء الأفاضل. لذا أرجو منك في المرات القادمة البحث عن موضوع المشاركة التي تريد إضافتها لأن الملتقى فيه العديد من المواضيع المشابهة خاصة فيما يتعلق بمواضيع مواسم الخير مثل رمضان والأعياد. ويمكنك الاطلاع على هذه الروابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20956
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13303
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21003
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 03:21 م]ـ
وهذا رابط آخر
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=114545#post114545(/)
الأستاذ الدكتور/ موسى شاهين لاشين فَارِسُ التفسير والحديث من المحبر ة إلى المقبرة
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الدكتور/ موسى شاهين لاشين فَارِسُ التفسير والحديث من المحبر ة إلى المقبرة
الكاتب: د./ ناصر وهدان ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Fauthor&id=641)
مولده
فى قرية أسنيت مركز بنها بمحافظة القليوبية فى السادس من إبريل عام 1920م كان مُبتداه، وعلى فراش المرض بمنزله الكائن بمدينة نصر بمحافظة القاهرة فى السادس من يناير عام 2009م كان مُنتهاه عن عُمر يناهز تسعة وثمانين عامًا.
من هو؟
إنه العَالم العَامِل الثَبت، والأديب اللوذعي، والفارس الأول للمركز الدُّولي للسيرة والسُّنة بوزارة الأوقاف المصرية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومجمع البحوث الإسلامية أيضًا – المُترجَم له الشيخ الدكتور موسى شاهين لاشين رحمه الله رحمة واسعة.
كان دائرة معارف تمشى على قدمين، هو البحر ماله من شاطئين، كان جُلّ همه الانتصار للقُرآن والسُّنة بصفة خاصة، وللشريعة الإسلامية بصفة عامة حتى آخر رمق فى حياته.
مُحدِّثًا مُتمكِّنًا، ومُفسِّرًا لا يُبارى، ومُثقفًا ثقافة إسلامية وعربية عالية ومتنوعة، قدَّم النُّصح خالصًا للراعي والرَّعية على سواء، وتصدّى لأصحاب الفكر الشَّارد عن الإسلام بشجاعة العَالِم مهما تكبّد من مُعاناة، وكياسة السياسي الفَطِن لبواطن الأمور؛ لأن طبيعته ترفض الباطل – أي باطل- ولعل ذلك من مفاتيح شخصيته رحمه الله.
نشأته
نشأ عَالمنا الدكتور موسى شاهين لاشين فى أُسرة مستورة الحال، وحفظ القرآن الكريم كعادة أبناء القُرى المصرية فى كُتَّاب القرية (مكتب سيدي سالم الذى كان جدًا له من جهة أمه)، وتَولاّه بالحفظ أخوه الأكبر جُودة.
تعليمه فى الأزهر الشريف
سَلك شيخنا سنوات التعليم بالمعاهد الأزهرية، وكان أول طالب يدرس فى الأزهر من هذه القرية (بعد خالٍ له أخذ الابتدائية من معهد طنطا) إلى أن حصل على شهادة الثانوية الأزهرية التى أَهَّلته للالتحاق بكلية أصول الدين فحصل على الشهادة العالية (الليسانس) من كلية أصول الدين عام 1946م.
كما حصل على شهادة العالية مع إجازة التدريس (الماجستير) من كلية اللغة العربية عام 1948م.
كما حصل على شهادة العالمية (الدكتوراه) فى التفسير والحديث من كلية أصول الدين عام 1965م.
اختارته إدارة المعاهد الأزهرية مُدَرِّسًا للتفسير والحديث لمدة عشرين عامًا تقريبًا (1948م-1965م).
وتقديرًا لعلمه الوفير اختارته جامعة الأزهر مُدَرِّسًا بقسم الحديث بكلية أصول الدين منذ عام 1965م، وتدرج فى سِلك الجامعة أستاذًا مساعدًا للتفسير والحديث (1971م - 1976م)، وأستاذًا ورئيسًا لقسم الحديث 1976م، وعميدًا للكلية (1979م-1982م).
وتقديرًا لمكانته العلمية عُيِّن رئيسًا للجنة العِلمية الدائمة لترقية الأساتذة فى أقسام التفسير والحديث والدعوة (1977م-1984م).
وفى 1979م تَقَلَّد منصب نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث بالانتداب.
كما تَقَلَّد منصب رئيس المركز الدُولي للسِّيرة والسُّنة بالمركز الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف منذ عام 1994م حتى وفاته.
إعارته الخارجية
وفي أثناء عمله بالمعاهد الأزهرية والجامعة أُعير للتدريس بكل من الدول العربية الشقيقة: الكويت، السعودية، ليبيا، الصومال، قطر.
من مفاتيح شخصيته
من مفاتيح شخصيته التى تميز عالِمنا بها: الصبر الجميل على المكاره نجد ذلك عندما احتسب عند الله تعالى زوجته الأولى مع كريمته العروس الشابة فى حادث أليم، ومن قبل عندما احتسب في حياته ثلاثة من أبنائه وبناته وهم في مقتبل عمرهم.
كما إن من مفاتيح شخصيته استثمار الوقت حتى فى لحظات المرض المؤلمة نجد ذلك عندما نَقل مكتبه فوق فراش المرض ليسهل عليه التفرغ للاطلاع والتأليف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مفاتيح شخصيته أيضًا تمتعه بحب كوكبة عامرة من عارفي فضله من أساتذته وزملائه وتلاميذه من أمثال: الشيخ إبراهيم زيدان رحمه الله (الذى زَوَّجه كريمته)، والدكتور محمد رشاد خليفة رحمه الله (الذى زَوَّج ابنه لإحدى كريمات الفقيد)، والدكتور محمد المسير رحمه الله، والدكتور محمد نايل (الذى زَوَّج كريمته لأحد أبناء الشيخ الفقيد)،
والشيخ محمد متولي الشعراوي، والدكتور الحسيني هاشم، والدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الحالي، والدكتور الأحمدي أبو النور، والدكتور أحمد عُمر هاشم، والدكتور عبد الفضيل القوصي، والدكتور عبد المعطى بيومي، والدكتور مصطفى أبو عمارة، والدكتور عاطف أمان، والدكتور مروان شاهين، والدكتور البهى قرقر، والشيخ مازن السرساوي، وغيرهم الكثير والكثير.
دور الزوجة الصالحة فى نجاح العَالِم
كان لزوجتيه: الأُولى كريمة شيخه (الشيخ إبراهيم زيدان) وأم أولاده وبناته الثمانية (أربعة منهم على قيد الحياة: بنتان وولدان) والثانية التى تَزوَّجها شيخنا عام 1985م بعد وفاة الأُولى- الدور الأكبر فى تَفَّرغ شيخنا للبحث والدرس فى قاعات الجامعات وخارجها.
من جهوده العِلمية ومنهجه فيها
كان فقيدنا لا يعرف تضييع الأوقات؛ لذا كان من أهم جهوده قيامه بالتخطيط لمشروع موسوعة السُّنة (تخريج الأحاديث النبوية والحُكم عليها بالصحة أو الحَسن أو الضعف بمنهج عِلمي دقيق) فقد ابتكر هذا المنهج لطلابه فى جامعة الأزهر ودرجوا عليه إلى وقتنا الحاضر فى إعداد رسائلهم للماجستير والدكتوراه، وظل طوال حياته يتابع نجاح هذا المنهج ويشرف عليه مع أقرانه وتلاميذه فى إعداد الرسائل الجامعية منذ عام 1976م حتى وفاته، فخرج منه العديد من المُجلدات فى جامعة الأزهر الشريف.
كما أشرف وناقش أكثر من مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه فى جامعة الأزهر والإسكندرية بمصر، وأم القُرى والإمام محمد بن سعود بالسعودية، وأم درمان بالسودان.
كما شارك فى ترقية أكثر من خمسين أستاذًا فى الحديث والتفسير والدعوة بالجامعات المصرية والسودانية والسعودية والإماراتية.
فضلاً عن قيامه بالتدريس والمحاضرات لطلبة الدراسات العليا بمصر والسعودية وليبيا وقطر على مدى ثلاثين عامًا.
كما شارك فى تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر الدعوة الإسلامية فى الإذاعات المرئية والمسموعة بنحو ألف حلقة فى مصر، ونحو خمسمائة حلقة فى قطر، وخمسين حلقة بالسعودية، وعشرين حلقة بالإذاعة البريطانية.
كما أثرى الصحافة العربية والإسلامية بما يزيد على ألف فتوى وخمسين مقالة وردٍّ عِلمي فى صحافة مصر , وعشر مقالات فى صحافة قطر، ونحو خمس مقالات فى صحافة السعودية.
كما سَدَّ فراغًا كبيرًا بالمكتبة الإسلامية بمؤلفات متميزة فى مجالي التفسير والحديث، منها:
- تيسير تفسير النسفي فى تفسير القرآن الكريم (خمسة عشر جزءًا) والذى دُرِّس لطلاب المعاهد الأزهرية لحقبة طويلة من الزمن، وقد لاقى رواجًا كبيرًا لدى الأساتذة والطلاب بها.
- اللآلئ الحِسان فى عُلوم القُرآن
- المنهل الحديث فى شرح أحاديث البخارى (أربعة أجزاء) والذى يتهافت عليه جموع الطلاب بمن فيهم طلاب الجمعيات الشرعية والأهلية بمصر.
- فتح المُنْعِم فى شرح صَحيح مُسلم (عشرة مُجلدات) وهو المُؤلَّف الذى قضى فى إعداده حوالي ربع قرن من عمره، والذى يُعد من أكبر وأعظم مُؤلَّف مِن مؤلفات شيخنا الجليلز
- تحقيق وتعليق صَحيح مُسلم فى (خمسة مُجلدات) بالاشتراك مع تلميذه الأستاذ الدكتور أحمد عُمر هاشم.
- تيسير البخارى (ثلاثة مجلدات).
- صحيح البخارى فى نظم جديد (أربعة مجلدات).
- قصص من الحديث النبوي (مُجلدان) بالاشتراك مع كريمته الدكتورة أماني موسى لاشين والدكتورة حِصَّة السويدي من قطر.
- الموسوعة المختصرة للأحاديث النبوية (إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية).
- عُلوم الحديث (جزء واحد).
- بحوث عديدة منها: السُّنة والتشريع، والسُّنة كلها تشريع، و الحصون المنيعة للدفاع عن الشريعة.
كان خاتمة المطاف كتابه: تجديد الدِّين.
من مؤلفاته المخطوطُة
ومن مؤلفاته المخطوطُة قيد الطبع:
(يُتْبَعُ)
(/)
- السلسبيل الجاري فى شرح صحيح البخارى
- تيسير معاني القُرآن الكريم مع المصحف الشريف.
- المبسط فى مصطلح الحديث.
- حصادي الإعلامي
- غير ذلك مما تركه الشيخ رحمه الله.
عرض موجز لكتابه
الحصون المنيعة للدفاع عن الشريعة
وقد حوى هذا الكتاب المطبوع ردوده على الأفكار المغلوطة فى بعض الصحف اليومية والمجلات الشهرية من ذلك مناقشته لفكر جماعة التكفير والهجرة والجماعات الإسلامية الأخرى، وزعماء حزب التجمع حول الفَرق بين الإسلام والشيوعية.
كما ناقش الأديب توفيق الحكيم حول أدب مخاطبة المولى عز وجل.
كما تناول الردّ على القائلين بتحديد ربح القرض، والساخرين من ثواب ليلة القدر، والمُبيحِين لنقل الأعضاء بالبيع أو التبرع بها أو الوصية بها، والمعترضين على الإفاضة فى تفسير القرآن الكريم، والمُدَّعين بحق الاجتهاد فى الدِّين من غير المتخصصين فيه ولو خالفوا فى ذلك الكِتاب والسُّنة، ومن ادعى أن أحاديث المعاملات من اجتهاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم وليست للتشريع أو من بابه.
كما أن الأحاديث النبوية المتعلقة بالأكل والشرب واللباس والنوم ليست تشريعًا وليست مصدرًا للتشريع، ومن ادعى أن العين والحسد لا حقيقة لهما، وأن كل ما ورد فيهما من القرآن والسُّنة قابل للتأويل.
كما كان له دور بارز وشجاع فى كشف مثالب قانون الأحوال الشخصية لسنة 1979م؛ لمخالفته للشريعة الإسلامية مما أدى به إلى فقد مناصب رفيعة بالأزهر والحرمان منها، وقد قضت المحكمة الدستورية ببطلانه بناءً على نقده العِلمى والشرعي لمثالب هذا القانون.
كما كان له دور كبير فى الرد على القرآنيين الذين يأخذون بالقرآن دون السُّنة مع أن السُّنة فى الحقيقة هى المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم الموضحة لمبهمه والمفسِرة لمجمله، ومُنكِرها مُنكِر للقرآن الكريم تبعًا لذلك.
من مظاهر التقدير التى حظى بها
من مظاهر التقدير التى حظى بها:
- حصوله على جائزة الأوائل طوال سنوات الدراسة بالمعاهد الأزهرية.
- جائزة عيد العِلم لحصوله بنجاح على مراتب الشرف طوال سنوات الدراسة بالجامعة وذلك عام 1964م.
- حصوله على درع وزارة الداخلية وشهادة تقدير منها عام 1982م لجهوده فى تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى شباب جماعات التكفير والهجرة، وبقية الجماعات الأخرى.
- شهادات تقدير متعددة لما قام به من التوعية الدينية العامة من الجامعات والجمعيات الشرعية والأهلية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية منذ عام 1965م حتى وفاته.
وقد تُوِّجتْ هذه الجوائز بحصوله من السيد رئيس الجمهورية على وسام جمهورية مصر العربية للعلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى فى عام 1997م.
وقد قَدَّمَ قبل وفاته مُؤلفاته وعلى رأسها كتابه الفريد فى بابه: فَتح المُنْعِم إلى إحدى مسابقات المؤسسات العِلمية المتخصصة بدولة الكويت الشقيقة، ولم يتم البت فيها حتى تاريخه.
ومن حسن الطالع أن إمام مسجد رابعة العدوية بالقاهرة يُعد رسالة دكتوراه عن حياة الشيخ ومنهجه فى بحوثه وكتبه.
خاتمة المطاف
وما ذكرته عنه غيض من فيض، وقطرة من محيط عطاياه، وقديمًا قالتْ العرب: كفى بالقِلادة ما حَفَّ بالعنق ...
رضى الله عن شيخنا، وأسكنه فسيح جناته، وألهم آله وتلاميذه ومحبيه وعارفي فضله الصبر والسلوان، ونفع بعلمه، وأوصل إليه ثوابه، وعَوَّضَ الأمة الإسلامية عنه خير الجزاء ... آمين.
المصدر:موقع هدي الإسلام ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=14653)
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:37 ص]ـ
أحسنت يا أخي جعل الله علمه و مؤلفاته في ميزان حسناته و جزاك الله خيرا عن هذه السيرة العطرة فمازلنا ننهل من علم الرجل و لا نشبع(/)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:23 م]ـ
" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "
هل يجوز الوقف على .............. " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ " دون تكملة الاية .... وما الاوجه فى ذلك.(/)
مع الشيخ العلامة عبدالستار فتح الله سعيد
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[31 Jul 2010, 06:56 م]ـ
وسألته هل اسم أسد الغابة في معرفة الصحابة بفتح أوله أم بضمها؟ فقال إذا سألت نحو هذا فلا يكون هكذا بل قل كيف تنطق كتاب ابن الأثير حتى لا يختلف على المجيب
فقلت له عن الأستاذ الدكتور على أحمد الخطيب- رئيس تحرير مجلة الأزهر - قال عن الشيخ محمد أحمدين أنها بفتح أوله وهو ينقل عن شيوخه قال نعم الذي علمناه من شيوخنا أنها بفتح أوله مفرد أسد فالكتاب بين الكتب أسد وليس المراد وصف الصحابة بأنهم أسود الغابة [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
والشيخ محمد أحمدين قد درس لنا في الدراسات العليا وكان يدرس صحيح البخاري والمقرر ثلث الكتاب وأطال الشرح وكنا في كتاب الجنائز ومللنا من هذا التطويل فقال أحد الزملاء هذه سنة موت , وكان الأمر نحو هذا فقد رسب جميع الطلبة ولم ينجح أحد ولكن الشيخ محمود شلتوت رجع النتيجة وقال راجع اأوراق الإجابة مرة أخرى فراجع الأوراق ووجد ورقة الشيخ عبدالستار درجتها 59 من 100 فأخذ ينظر فيها ويعيد التصحيح فرفعها إلى 16 يعني تنجح وكان من يرسب لا يرجع إلى الدراسات العليا مرة أخرى ترى كم من العلماء من لم يُوفق في هذه السنة منهم العلامة الشيخ عبدالفتاح أبوغدة العالم المحدث المحقق ولله الأمر وحده
سألته حفظه الله عما يقال عن شدة سيدنا موسى وحدته كيف قال" إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ" كما في سورة الأعراف " وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)
قال إن موسى عليه السلام ذهل مما فعله قومه " وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) "واختار من قومه أفضلهم ثم بعد ذلك يقولون أرنا الله جهرة " فالموقف جد خطير.
ثم إنه قد استحضر قوله تعالى " قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) " فقد أخذ هذه الكلمة واستحضرها في هذا المقام فهذا من قبيل الاستشهاد و لا يُعاب عليه السلام في هذا الاستحضار والاستشهاد.
وسألته عن قول البعض لا يجوز أن يُقال القرآن صالح لكل زمان ومكان يقصد أنه محل اختبار هل يصلح أم لا .. بل نقل مصلح فقال: معنى هذه الجملة أن القرآن صالح في نفسه ليس فيه ما يناقض متطلبات هذا الزمان أو هذا المكان فهو جدير بأن يكون منهاجاً لنا في أي زمان ومكان كما أنه مصلح فهو صالح ومصلح فلا شيء في ذلك القول
وقال أيضا لا شيء في استخدام كلمة معجزة فنقول القرآن معجزة لا شيء في ذلك.
أخبرني –حفظه الله- أنه رأي رجلا مسنا في شدة الحرووسط الزحام -وسط القاهرة وهو ذاهب إلى الجامعة - فدعاه ليركب معه سيارته ,فلما ركب قال له من أنت؟ فرد عليه الدكتور عبد من عباد الله فقال له الرجل الله أكبر أنت الخضر!
...
وقد أخبرني حفظه الله أن والدته لما ولدته رأت في الأسبوع الأول أكثر من مرة أن أناساً يلبسون ملابس بيضاء حملوه على أيديهم وطافوا به في الحجرة وقالوا لها سميه عبد الحميد ولكنها سمته عبد الستار على اسم أخيه الذي توفي قبل ذلك.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - وقال بهذا أيضا العلامة الشيخ موسى شاهين لاشين والعلامة الشيخ إبراهيم خليفة الذي قال هي بفتح أوله عقلا ونقلا أما عقلا لأن المعني كتابي أسد الغابة وليس المراد الصحابة أسود الغابة و إلا لكان المعنى الصحابة في معرفة الصحابة وهذا لا يصح ونقلا عن شيوخنا أنها مفرد وليس بالجمع
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[10 Aug 2010, 12:58 ص]ـ
* دعي شيخنا لمناقشة رسالة علمية وهي أول رسالة يناقشها وكانت في قسم العقيدوقد انتدب لمناقشتها لعلاقتها بالقرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تأجل دوره في المناقشة فهو آخر المناقشين في هذه المناقشة
وكأن الباحث قد حصل على الدرجة العلمية ودعي شيخنا ليكمل الدور أو يشكر الباحث وأساتذته والسلام
ولكنه في المناقشة ذكر مالم يكن في الحسبان فقد وجد الباحث ينقل من كتاب مشبوه يتحدث عن فضل التثليث ويقول إن صاحب الكتاب اسمه أبو الفضل الأصفهاني فطلب منه الشيخ أن يعرف بصاحب الكتاب فلم يستطع فقال له أين هذا الكتاب فقال هو عندي فقال له من أين أتيت به فقال من كنيسة الدومنيكان فعلم أن الكتاب مزور وأنه من افتراءات النصارى فطلب من الباحث أن يحذف هذا الكلام واشترط ذلك حتى يمنح الدرجة العلمية وظن أن الباحث قد غضب أو حزن لما فعله معه؛ ولأن القلوب بيد الرحمن فقد كان يدعو له في جوف الليل فقد جاءه الباحث يشكره على ما حدث لأنه حفظ له دينه ودنياه.
* وقال حاكيا عنالشيخ صالح شرف أحد علماء الأزهر كنا ونحن طلاب نكثر من الأسئلة وما من مسألة يذكرها لنا الأساتذة إلا ونقول وما الدليل على ذلك؟ وما مستنده؟ لماذا قيل هذا؟ فذات مرة وكان الشيخ يشرح مادة الحديث وكان ينتظر منا سؤالا توقعه ولم تكن عنده إجابة فغاب الأستاذ عدة أيام واحتج بالتعب ولكن والده قال له لماذا تغيب كل هذه المدة؟ فاحتج له بما لم يقنع والده ثم قال له أنا أشرح حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ... وهناك بعض الطلبة يكثرون من التساؤلات وعند ذكر رأي المالكية في عدم اشتراط الصيام في شوال سيقولون وماذا يقول المالكية في الحديث فقال له والده إنه يقولون إن من ابتدائية يعنى بداية الصيام يكون من شوال وقد يكون بعده فالبداية في الصيام تبدأ من شوال ففرح الأستاذ فلما بدأ في الشرح تسارع الطلاب بسؤاله فأخبره الخبر وأنهم كانوا السبب في غيابي حتى أخبرني والدي ولم يكن من العلماء بهذا الجواب.
-* علم شيخنا بلجنة تعاقد من ليبيا للإعارة ولكن والدته قالت أنت تقضى رمضان والعيد بعيد عنا فقال لها لا لن أذهب الآن وبعد العيد ذهب للتعاقد فقالوا إن الوقت انتهى فبدله الله خيرا من هذه الإعارة فقد قضى عشر سنين في السجن الحربي خرج منه عالما عاملا مجاهدا ناطقا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم.
*وأخبرني أنهم إدارة السجن كانوا يحضرون البعض لإعطاء دروس ومحاضرات ليعلموهم ما يشاؤه النظام في ذلك الزمن الحالك فقال والله لأقولن كلمة الحق ولو كانت النتيجة موتي وقتلي لابد أن أتكلم وأمري إلى الله سأل شيخا سؤالا هل يجوز لفرد أو هيئة أو حكومة أن تشرع غير ما أنزل الله؟ فأحرجه هذا السؤال وضايقه فكان من إدارة السجن أن قاموا بتعذيب الإخوان فعاتبه أحدهم على ما جرى لهم فقال له أما أنا فلم أسمع نداءهم لي ولم أكن معكم وقت التعذيب!
* ورأي رؤيا – في السجن الحربي - أنهم كانوا يصلون صلاة الجماعة وإمامهم كان يفعل أشياء عجيبة في صلاته كأنه يلهو ويعبث بيديه ويصفق ونحو ذلك فتركه الشيخ وأخذ نعله وهَمّ بالخروج فقال الشيخ هاتوه فهربت منهم وخرجت من هذه الجدران فأولتها بأمر مريب يحدث في البلد وخروجي من بين الجدران هو الإفراج عنا وكان ماكان هزيمة الطغيان والإفراج عن الإخوان.(/)
أفكار حول كتاب ((علم أصول التفسير "محاولة في البناء"))
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[31 Jul 2010, 08:44 م]ـ
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين،
وبعد .................. ؛
فقد فرغت من مطالعة كتاب {علم أصول التفسير "محاولة في البناء"} للشيخ الدكتور / مولاي عمر بن حماد (من منشورات دار السلام 1431هـ:2010)
والكتاب سبق التعريف به هنا علي هذا الرابط؛
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=105870
وراجع هذا الرابط؛
http://www.dar-alsalam.com/Pages/PublicationResultDetails.asp?cd=70336&idx=0
وقد ظهر لي أفكار وملاحظات علي هذا الكتاب ((رجاء أن ينتفع بها المؤلف وقراء الكتاب)) وهي أيضا للمناقشة؛
** الكتاب لطيف الحجم ((237 صفحة)) جم الفائدة.
** لم يذكر المؤلف "وفقه الله" كتبا ألفت في أصول التفسير ككتاب الدكتور مساعد (فصول في أصول التفسير) وللفائدة هناك تشابه إلي حد كبير في المباحث المشتركة في الكتابين.
** لعل الذي يظهر من تأخر التأليف في علم أصول التفسير أن العلماء استغنوا بالعلوم الأخرى في وضع القواعد التي ساروا عليها في فهم كلام الله عز وجل فما كان عندهم من العلوم كانت بالنسبة لهم معينة علي فهم كلام الله تعالي، ولما كانوا ذوو أفق علمي واسع ((موسوعيين)) كان من السهل عليهم أن يفسروا القرآن المجيد دون الحاجة إلي علم يضبط لهم هذه أصول هذا الفهم بخلاف من جاء بعدهم فإنهم من أشد الناس حاجة إلي هذا العلم.
** ذكر المصنف علمي أصول الفقه والبلاغة كأحد الروافد الرئيسة لعلم أصول التفسير وهذا جيد.
** ذكر المؤلف ((28)) أن من الأشياء التي يتركب منها أصول التفسير {مقاصد المفسر} وقد ذكر أنه سيفرده ببحث وهو جدير بذلك، وقد كنت أعد لمقال بعنوان؛
((مقاصد الشريعة وأثرها في فهم كلام الله عز وجل)).
** تعرض المؤلف ((41)) للتأويل وقد ذكر ابن القيم أنواع التأويل الباطل في الصواعق المرسلة (1/ 187).
** بحث المؤلف (41وما بعدها) الفرق بين التفسير والتأويل، وقد بحثها الدكتور مساعد بحثا جيدا في كتابه ((مفهوم التفسير والتأويل , ..... )).
** لم يسر المؤلف علي ما درج عليه أهل العلم من تعريف المركب الإضافي باعتبار إضافته ثم باعتبار علميته فلم هذا؟
** لم يذكر المؤلف فوائد العلم وإن كان هناك أقوال تشير إلي هذا وإفرادها أولي بدون شك.
** في المبحث الثالث ذكر الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه وقانون التأويل والهرمنيوطيقا وهنا عدة ملاحظات؛
ــ لم يذكر الفرق بينه وبين علوم التفسير مع وجوده.
ــ يحتاج المبحث إلي زيادة توضيح.
ــ لا فائدة في نظري من ذكر الفرق بين أصول التفسير وقانون التأويل والهرمنيوطيقا لأننا نبحث في علم إسلامي النشأة والغاية،
ولأن المسلمين أسبق إلي تفسير النص الديني بالأسس الصحيحة من غيرهم.
** أجاد المصنف في ذكر درجة تفسير القرآن بالقرآن جدا.
** ((83)) هناك كتاب جيد متعلق بأضواء البيان وهو {عقود المرجان} تأليف د/ أحمد سلامة أبو الفتوح، من منشورات دار الكيان.
** ((99)) لم يذكر المؤلف درجة بيان السنة للقرآن كما فعل في القرآن.
** ياليت المصنف أكثر من ذكر البحوث التي صنفها أهل المغرب في أصول التفسير وما يتعلق بها.
** من المباحث التي تحتاج إلي تحرير {رأي الحاكم في تفسير الصحابي}.
** استدل المصنف في أكثر من موضع بحديث معاذ بن جبل ــ رضي الله عنه ــ
وفيه كيف قضي بينهم قال بكتاب الله .............. الحديث "
والحديث لا يثبته أئمة الحديث من السلف ومن بعدهم ((كالبخاري والترمذي والدارقطني والذهبي والعراقي وابن حجر)) وراجع تيسير علم أصول الفقه للجديع ((103 ــ 104)).
** ذكر المصنف التفسير بالرأي كأحد مصادر التفسير فهل هو مصدر أم أداة من أدوات التفسير؟!!!!!!
** ذكر المصنف خلافا في التفسير بالرأي وعند التأمل ليس ثم خلاف فالنهي وارد علي الرأي المذموم والتجويز وارد علي الرأي المذموم.
** لم يذكر حد الرأي المذموم ولا أسباب الحكم عليه بالذم وقد ذكره شيخ الإسلام في المقدمة.
** خلط المؤلف بين قواعد التفسير وقواعد الترجيح والفصل بينهما أوضح.
** ذكر المؤلف الشروط العلمية للمفسر ومناقشة هذه الشروط يطول تفصيله وعلي سبيل الإجمال فإن هذه العلوم منها ما هو شرط ومنها ما هو مكمل فقط ((لا تؤثر في فهم الآية)).
** أري أن عد المصنف للعلوم العصرية في الشروط العلمية فيه نظر وقد طرح هذه الفكرة بصورة أوضح وأفضل الشريف حاتم العوني في كتابه الماتع {اختلاف المفتين} ((صـ 35ــ 41)).
** فات المصنف كثيرا من المباحث الأصلية في علم أصول التفسير مع ذكر من تكلم قبل المؤلف في هذا العلم لها بل فاته كثير من المباحث التي ذكرها شيخ الإسلام في المقدمة ومن أهمها مبحث اختلاف المفسرين فهو مبحث لا يغفل أبدا.
** في الحقيقة الكتب جيد ومحاولة جيدة في بناء هذا العلم، ويا ليت المصنف يعجل ببحثه ((مقاصد المفسر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[07 Aug 2010, 06:04 ص]ـ
أخي عمرو
"ذكر المؤلف الشروط العلمية للمفسر ومناقشة هذه الشروط يطول تفصيله وعلي سبيل الإجمال فإن هذه العلوم منها ما هو شرط ومنها ما هو مكمل فقط ((لا تؤثر في فهم الآية)) "
أظن أن ما يذكر بعض المعاصرين أنه علم تكميلي للمفسر يحتاج إلى نقاش فليتك تذكر لنا العلوم التي تعتقد أنها مكملة لا تؤثر في فهم المعنى الاصلي للآية.
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:56 ص]ـ
تم الحذف من قبل المشرف لكثرة الأخطاء وعدم وضوح المراد.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:23 م]ـ
أنا أتفق معكم شيخنا الفاضل في ما تذهبون إليه في هذه القضية، ورأيي ــــ باختصار وعلي عجل ـــــ أن المفسر لابد أن يحيط بالعلوم الشرعية ((علي الجملة))، بحيث يرجع إليه إن أثر في فهم الآية، ولكن ذكر المصنف مثلا العلوم العصرية فأي فائدة للمفسر من معرفتها، وأيضا ((العلم بالسيرة النبوية، والبيئة النبوية)) بماذا يؤثر في فهم الآية!!!!! ولكن العلوم الأخري {كالنحو والبلاغة والحديث ......... الخ} هذه يحتاجها المفسر بقدر ولعل الذي جعل بعض ((المعاصرين)) يتبني هذه القضية ((في عدم اشتراطها للمفسر)) تعريفه للتفسير بأنه ((البيان لكلام الله)) جعله يقول بعدم اشتراط هذه العلوم، ولكن الذي أراه أن هذا خلاف عمل الأئمة المفسرين، ولي عودة إلي هذا الموضوع بمشيئة الله تعالي.
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:57 م]ـ
أخي الكريم: ملاحظات طيبة وبارك الله فيك، أما ما ذكرت من قولك:
((لا فائدة في نظري من ذكر الفرق بين أصول التفسير وقانون التأويل والهرمنيوطيقا لأننا نبحث في علم إسلامي النشأة والغاية))
فهو أمر فيه نظر، وقانون التأويل هو فيما يتعلق بكيفية تفسير الأمور الغيبة وغيرها، وقد ذكر فيها الإمام الغزالي كلامًا طيبًا، وهو علم أسلامي صرف من عالم إسلامي أصولي كبير، وأنا أعده بأنه أول من كتب في أصول التفسير كقواعد، إذ هذا القانون يتعلق بصميم أصول التفسير التي تضبط المفسر، فلهذا فقد عمل خيرا حينما ذكر الفرق بين أصول التفسير وقانون التأويل؛ لأن قانون التأويل جزء من أصول التفسير.
والله أعلم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 02:09 م]ـ
هل من زيادة توضيح، وماذا عن الهرمونيوطيقا!
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:22 م]ـ
بين قانون التأويل وأصول التفسير
ليس حديثي الآن عن الكتاب لأن مقارنة المصنف بين العلمين لم تتضح لي بالصورة التي يمكن أن أبني عليها كلامي، وأما أن العلم لا علاقة له بأصول التفسير فهذا الذي أريد؛
ـ أولا؛ الذي أفرز هذا العلم!!! هم المتكلمون والفلاسفة وليس للمفسرين فيه ناقة ولا جمل {كما يقال}، فإن قيل؛ قد ألف فيه ابن العربي؟ أجيب: بأنه ألف فيه باعتباره متكلما وليس مفسرا.
ـ ثانيا؛ أنهم كرسوا هذا القانون لرد نصوص الكتاب والسنة كما قال ابن الخطيب الرازي صاحب التفسير الكبير " إذا تعارض الدليل العقلي مع الدليل النقلي قدم الدليل العقلي "، ورد عليهم ((ابن تيميَّة)) في كتابه الكبير ـ الذي لم يكتب في بابه أي مؤلف لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة ـ {درء تعارض العقل والنقل}، ذكر في أوله ((القانون الكلي للتأويل)) ثُمَّ أخذ يرد عليه من وجوه طويلة جداً استغرقت هذه المجلدات الطويلة.
ـ ثالثا:كيف يستخدم مثل هذا العلم في فهم الكتاب والسنة وهو مكرس ـ أصلا ـ لخدمة المذهب الأشعري الكلامي.
ـ أما إن قصد من وراء هذا المصطلح {الاستنباط من النصوص الشرعية} فقد كفينا بعلم أصول الفقه وغيره من علوم الآلة التي تعين علي إحكام الاستنباط وفق الأصول المنضبطة.
ـ أود أن أعرف فائدة هذا العلم ((إن كان ثمة فائدة!!!!!!!!)) في فهم كلام الله تعالي الذي يضبطه علمنا {علم أصول التفسير} مع ضرب أمثلة لو أمكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ?.(/)
فهم السلف للنصوص الشرعية .. حقيقته وأهميته وأدلة حجيته
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:05 م]ـ
هذه ورقة علمية ألقاها الشيخ الدكتور عبد الله بن عمر الدميجي -عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة أم القرى , وعميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقاً , وعضو المجلس العلمي بمركز التأصيل- ضمن حلقات النقاش التي أقامها مركز التأصيل للدراسات والبحوث , بتاريخ 22/ 4 / 1431هـ.
من هنا. ( http://www.mediafire.com/?j83v82o5cso01r5)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:19 م]ـ
موضوع في غاية الأهمية يحل الكثير من الإشكالات الفكرية المتعلقة بفهم الإسلام
جزاك الله خيرا
ـ[إيمان]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[01 Aug 2010, 08:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يصلح أن يكون هذا الموضوع رسالة علمية؟
وهل تعلمون أن أحدا كتب فيه؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:20 ص]ـ
أثابك الله يا شيخ نايف على الإشارة إلى هذه الورقة التي ألقاها الشيخ عبد الله الدميجي , وهي كما ذكر الأخ/ عطاء الله الأزهري.
وقد تحدث الشيخ حفظه الله عن أهمية فهم السلف والخصائص التي اختص بها فهمهم مع بيان الأدلة على أن فهمهم هو المقدم.
ولعلي أذكر بعض النتائج التي ختم بها الشيخ حديثه حتى تحصل الفائدة:
1 - الفهم نوعان:
الأول/ ذهني معرفي يفيد في معرفة الغريب واستنباط الأحكام ونحوهما.
الثاني/ قلبي إيماني يظهر للمتدبر بعد طول نظر في النصوص الشرعية وآلته زكاة النفس وفقوة الإيمان وقد أوتي الصحابة والتابعون هذين الفهمين.
2 - المراد بفهم السلف:
هو ما علمه وفهمه واستنبطه الصحابة والتابعون وأتباعهم من مجموع النصوص الشرعية أو أفرادها مرادا لله تعالى ورسوله صل1 متعلقا بمسائل الدين العلمية والعملية مما اثر عنهم بقول أو فعل أو تقرير بشرط عدم المخالف.
3 - ضرورة التفريق بين ما كان فهما لبعض السلف وبين فهم السلف.
4 - من أكبر أسباب الابتداع في الدين والانحراف والوقوع في الغلو: الانحراف في فهم النصوص الشرعية, والتفلت عن فهم السلف الصالح.
5 - اتباع السلف في فهمهم أصبح شعارًا لأهل السنة وأصلا من أصولهم.
6 - إن القول باعتقاد ما أجمع عليه السلف في فهم نصوص الكتاب والسنة ليس إغلاقا لباب التدبر في كلام الله تعالى, وهناك مساحة شاسعة للتدبر من جهة دلالة النصوص على بعض المعاني, ومن جهة نظر القارئ لحاله وامتثاله للآيات وأين موقعه منها.
7 - السلف قد وجدوا أنفسهم بعد الفتوحات أمام مستجدات وثقافات لا تنتهي, فاجتهدوا في استنباط الحكام من الكتاب والسنة إيمانا منهم أن الكتاب والسنة صالح ومصلح لكل زمان ومكان وفيهما الغنية عما سواهما.
8 - علم السلف أتم وأحكم وأسلم وأعلم من فهم غيرهم ممن جاؤوا بعدهم, لأنهم كانوا أعرف الناس بالحق.
9 - أصل وقوع الضلال هو الإعراض عن قهم كتاب الله تعالى كما فهمه السلف ولذا ظهرت التيارات الفكرية.
10 - إن كثيرا من المخالفين للسلف رجعوا إلى الوحي وما فهمه السلف بعد أن ذاقوا مرارة البعد عنه , فأقروا على أنفسهم بالخطأ.
هذه بعض النتائج وقد تركت أكثر منها إشارة بالمكتوب إلى المسموع.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:43 م]ـ
شكر الله لكم ونفع بعلمكم.(/)
نظرة تفسيرية ... واقع يؤيد واعجاز يستمر
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:50 ص]ـ
هذه اشارة وجدتها من خلال تدبري لسورة المجادلة ... ونظرتي للواقع.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)} [المجادلة: 14 - 22]
بدأت الآيات تتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم وتعلن أن الذين يتولون اليهود هم منافقون ليسوا منكم ولا من اليهود، وتابعت الكلام عن صفاتهم لئلا يتصف بهم أهل الأيمان،فماذا فعل المنافقون؟ فالمنافقون تولوا اليهود، وصادقوهم، وناصروهم، وواعدوهم بالنصرة، فالآية في شأن المنافقين، ألم تر إلى هؤلاء المنافقين الذين تولوا وناصروا وآزروا قوماً غضب الله عليهم وهم اليهود؟ وقد وسم اليهود بأنهم مغضوب عليهم في عدة آيات من القران الكريم اولها ايات الفاتحة.
ثم ان من صفاتهم ايضا انهم لايوالون المؤمنين ويتبرون من اعدائهم قال تعالى: مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ أي: المنافقون الذين تولوا اليهود ليسوا منكم وليسوا من اليهود، هذا قول قتادة رحمه الله تعالى، كما وصفهم الله بقوله مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ.
لكن الذي يتصف بهذا والعياذ بالله فان موعده اليم، حيث اعلن تعالى وقال: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، أي: ساء هذا الفعل وساء هذا الصنيع.
فالآية إذاً ذمت كل من يتولى اليهود، ويلحق بهم كل من يتولى الكفار أو النصارى ويناصرهم، ويؤازرهم، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على ذلك.
وهنا لاحضت شيئا مهما وامرا غريبا وكأن القران الكريم يعيش بيننا، كيف لا وهو المعجزة الصالحة لكل زمان ومكان،لكل وقت وحين، الامر الغريب هو ان الله ذكر ثلاثة اشياء في ثنايا كلامه عن تولي المشركين ولم يذكر غير هذه الامور الثلاثة وهذه الثلاثية المكونة لمثلث الولاء في سورة المجادلة هي: الاموال – الاولاد – الاحزاب
{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17)} [المجادلة: 17]، الاموال، والاولاد.
لم قال الاموال والاولاد اولا؟ لم؟ ارى والله تعالى اعلم ان اهم سبب في فقدان الولاء لله اولا هي الاموال، وخصوصا هؤلاء الذين ضعف ايمانهم وتزعزت عقيدتهم، وهذا رايناه بام اعيننا، فباتت الولاءات والذمم والضمائر بل وحتى العقائد تشترى بالاموال، من اجل تحقيق هدف المشتري، سواء علم البائع او جهل، وهذا واقع اليوم في بلادنا نراه بام اعيننا.
ثم ان السبب الثاني في فقدان الولاء لله هم الولدان ولم يقل الله الرجال، الولدان،الشباب، الصغار، الذين وان بلغوا الحلم ربما لم يبلغوا الرشد، رشد العقول، رشد العقيدة، رشد الثبات.
فيكون الشباب اسهل من غيرهم للاغراء ولحب الشهوات والاموال والرواتب والسيارات والمناصب والكراسي والسلطة والهيبة والمكانة والظهور والتسلط، وهذا ما رايناه بل هو الذي يحصل الآن، والله المستعان.
ولهذا ذكر تعالى الاولاد، فاياكم ايها الاولاد؟ اياكم ايها الاباء؟ انتبهوا لاولادكم وشبابكم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما قال المصطفى عليه صلوات ربي.
ونتابع لنقف عند السبب الثالث لفقدان الولاء لله من خلال هذه الايات الكريمة الا وهو الاحزاب وما ادراك ما الاحزاب؟ سبحان الله، ماذا فعلت الأحزاب؟، للعراق دمرت، وللدماء سفكت، وللشباب قتلت،وللاعراض انتهت، وللاموال سرقت، ولأهل الإيمان عادت، وبالصادقين طعنت، وبالمؤمنين مثلت، وللخيرات هدرت، وللمسلمين فرقت،وللوحدة مزقت، وللشمل شتتت، وبالسجون ألقت، وللموحدين عذبت، وللاعداء ذلت.
نعم لم يفلحوا اخوة الايمان ولذلك ذكر الله ما ثلث به تحذيرا وانذارا فقال جل شانه: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19] فالاحزاب هي من يعين على كل الخراب، وهي من يعين على ضعف الولاء والبراء من الاعداء، الا حزب واحد، مقره القرآن الذي في الصدور، وشعاره الاسلام، وعلمه الايمان، فلنرفعه في قلوبنا اولا، ثم شعارنا في الحياة ثانيا.(/)
ماهو افضل تفسير برأيكم؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 03:26 ص]ـ
جمع من الشباب يتساءلون (ما هو افضل تفسير لقرائته في رمضان) على ان يكون:
1/ تفسير عام وشامل
2/ سهولة عبارته وبساطة الفاظه
3/ مغني بفوائده ممتع بقرائته
ماهو؟ قلت ...... اترك الجواب لاهل التفسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:01 ص]ـ
حياك الله أيها الشيخ المثنى
كثيراً ما يطرح هذا السؤال الذي سأل عنه جمع من الشباب.
وليس لهذا السؤال جواب متفق عليه، ولكن هناك بعض الكتب التي لها نصيب أوفر من الصفات المطلوبة في السؤال.
ولعلك تنتخب من هذا الموضوع ما يناسبك منها: ما أجمل تفسير مر بك؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13328)
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا مجاهد
لم اكن اعلم ان الموضوع طرح من قبل ..... وارجو ان لا يعادى ..... كما قال الاخ فهد الجريوي: لايخفى على شريف علمكم قول السيوطي الحديث يعادى إذا أعيد.
ملاطفة
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:21 م]ـ
السلام عليكم
(تفسير جزء عمّ) للشيخ مساعد الطيار
لأنّ الغالبية من الناس تحفظ هذا الجزء
ولأنّ عبارة الشيخ سهلة ميسورة وفيها الغنية لمن أراد التفسير من غير تشعب
وفقكم الله تعالى(/)
سورة الإنسان وتنظيم الحياة (موضوع مرشح)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه تأملات في (سورة الإنسان) طلب مني أخي المفسر الأديب الأريب د. عبدالرحمن الشهري
أن أضعها بين أيديكم، فما لمثلي مع مثله إلا الإجابة:
قال الإمام البخاري في صحيحه: باب تفسير سورة (الإنسان الدهر)
وهي مشهورة بهذين الاسمين في كثير من كتب الحديث والتفسير
فهي ـ والله أعلم ـ سورة الإنسان والزمن (الدهر)،
هي ترسم لنا منهجاً منظِماً لحياتنا وتذكرنا به (صبيحة كل جمعة)
فإذا أردت أن تخطط لحياتك لتحقق أعلى المكتسبات في أقل الأزمنة، فاعرف عن نفسك أربعة:
1 - امكاناتها، قدراتها، نقاط القوة والضعف فيها.
2 - ثم حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية.
3 - وسائلك الواجبة والمكملة، وضرورة تنوعها.
4 - التحديات والعوائق، وكيف تتغلب عليها؟
على هذه الركائز الأربع فيما يظهر لي تلتف آيات هذه السورة العظيمة
أما أولها: فقد بدأت به "الدهر" وخَتمت،
فهي حين استهلت تبين للإنسان كيف يختط "السبيل" بدأت بتعداد جوانب "الضعف" و "القوة" لديه،
فقبل أن تخطو في حياتك لأي أمر ذي بال، كان علمياً أو دعوياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً،
قبل أن تقول: "نعم" أو "لا"؛ أجب على هذا السؤال:
من أنت؟ ما قُدراتك؟ أين تكمن "قوتك" وأين يختبئ "ضعفك"؟ لابد لك من معرفة تامة بنفسك،
تأمل الضعف في:
1 - (لم يكن شيئاً) هو عدمٌ أوجدته (نا) العظمة في (إنا خلقنا).
2 - (من نطفة) (أمشاج) خليط من ماء الزوجين مع الدم.
3 - (نبتليه) هناك ابتلاء وبلوى تنتظره لم يُخير في وقوعها ولا في زمانها ومكانها وحالها.
أما القوة ففي:
(سميعاً بصيرا)، (هديناه السبيل) وضحنا له الطريق ورزقناه ما يستعين به على سلوكه.
بقي هل يستثمر جوانب قوته وينكسر لخالقه اعترافاً بضعفه، أم يعمى فيتكبر؟
(إما شاكرا وإما كفورا)
وخُتمت السورة بنفس المعنى،
تأكيد اجتماع الضعف والقوة في الإنسان، لكنّ قوته طارئةٌ موهوبةٌ،
للعبد مشيئة (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)
لكنها تابعة لا مستقلة (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
يتبع الركيزة الثانية بمشيئة الكريم المنان،،
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:12 م]ـ
فوائد طيبة جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[فيوض]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:04 م]ـ
جزاكم المولى خيرا وبارك فيكم
ـ[إيمان]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور عصام على هذه الوقفات الإيمانية الرائعة، أسأل الله الفتاح أن يفتح عليك بالمزيد من التدبر والفهم للقرآن العظيم، وآمل أن تواصل عرض هذه الركائز القرآنية فنحن بإنتظارها لنتفيأ ظلالها قبل حلول شهر رمضان المبارك ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Aug 2010, 12:40 ص]ـ
بعض الإخوة حين يقرأ هذه التأملات يظن أنها عفو الخاطر، وبحكم معرفتي بالشيخ عصام فإنني أؤكد وبقوة على أن ما يطرحه ههنا إنما هو بعد تأملات دامت عدة سنوات، بعضها قد يصل إلى عشر سنوات، فلا تستغربوا هذا الإبداع ـ وشهادتي في شيخي مجروحة ـ لكنني أحببتُ تسطير هذه الشهادة لله ثم للإخوة ليفيدوا ويسددوا، فهذا كتاب الله، وهو بحر لا ساحل له، وإذا كان العلم ـ كما قال شيخنا العثيمين رحمه الله في أول منظومته في القواعد الفقهية ـ:
وبعدُ فالعلم بحور زاخرة == لن يبلغ الكادح فيه آخره
فكيف بكلام الرب جل وعلا!!
أسأل الله تعالى أن يفتح على أخي وشقيق روحي أبي عبدالرحمن، وأن يبلغنا وإياه رمضان، ومغفرة الرحمن ...
سر، فنحن متابعون ومستفيدون.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 06:17 ص]ـ
الركيزة الثانية: حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية
تأمل كيف انتقلت السورة من بيان أدوات القدرة (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ)
إلى الغاية التي سيبلغها:
(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
واستمر هذا في السورة، حتى استوفت هذه الركيزة أكثر من نصف آياتها (16) آية من بين (31):
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)
لا بد من وضوح الغاية التي ترومها تماماً كالشمس كاشِحَة فكل ما قبلها يُبنى عليها
فمن أين تبدأ؟ وأي الوسائل لك أنجع؟ وما الأساليب التي بك أرفق؟
وما مراحل "السبيل"؟ وما هو لازم كل مرحلة؟ وما العوائق المحتملة؟
وغيرها كثير،،
كل ذلك لن تستطيع جوابه حتى تعقد العزائم على غاية تركض وتمشي وتزحف إليها،
وبين الناس من تفاوت الهمم في تحديد الغايات ما لا ينقضي العجب منه
فنفوس سمت فتعلقت بالعرش وأخرى غُمست في أُتون الحُش
فمن جعل غايته داراً كأسها (كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) فسيصل إليها بأسباب ووسائل،
ومن جعل مرامه (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) فهيهات لن يصل إليها بمجرد تلك الوسائل.
ولذا تبقى النهاية (الغاية) دوماً هي الأهم
فالبداية هي في تحديد النهاية، وبعد هذا تأتي تبعاً كل تفاصيل حياة "الإنسان"
،،،،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:13 ص]ـ
فتح الله لك فتوح العارفين شينا الفاضل د. عصام وجزاك خيراً على هذه التأملات القرآنية البديعة.
وصدق أخي الدكتور عمر فيما قال فهذه التأملات لا تأتي عفو الخاطر فهذا القرآن لا يُخرِج كنوزه ولآلئه إلا غطّاس ماهر. جعلكم الله جميعاً من المتدبرين لكتاب الله تعالى والمستخرجين لهذه الكنوز التي تعصى على قارئ القرآن العادي.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا على هذا الموضوع
بارك الله فيك
ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 04:47 م]ـ
جزاكم الله جميعاً أيها الأكارم خيري الدنيا والآخرة.
وأسأل العليم الحفيظ سبحانه أن يعلمنا جميعاً ما ينفعنا، ويحفظنا من الخطل والزلل.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:10 م]ـ
تعديل يسير:
"وبين الناس من تفاوت الهمم في الغايات مفاوزُ تبيد فيها الطيرُ الأوابد
فَمِن همة سمت فتعلقت بالعرش، لأخرى تتمرغ كلَّ يومٍ في اُتون الحُش،
فمَن جعل غايته (مزَاجُهَا كَافُورًا) فسيصل إليها بأسباب ووسائل،
ومن جعل مرامَه (يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)
فهيهات لن يصل إليها إلا بانقطاع الأنفاس واحتراق الأنامل"
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 Aug 2010, 10:42 م]ـ
ما شاء الله، زادكم الله علماً ونوراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه تأملات في (سورة الإنسان) طلب مني أخي المفسر الأديب الأريب د. عبدالرحمن الشهري
ما شاء الله تبارك الله.
أفكارٌ مُميزةٌ كصاحبها، وتأملاتٌ تلوحُ عليها أماراتُ التوفيقِ والسداد. أسأل الله أن ينفع بها، وأن يتقبل منك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:39 ص]ـ
هذا تعليق مليح من تعليقات شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ على هذه السورة ـ والذي لم ينشر من قبل ـ، وهو تعليق في غير مظنته، إذ هو جزء من تعليقه على صحيح مسلم (كتاب الجمعة)، أهديه للشيخ عصام، إذ يقول رفع الله درجته في المهديين:
"بسط في ذكر الثواب أهل الخير والبر، وأوجز في ذكر عقاب المجرمين لسببين:
(يُتْبَعُ)
(/)
السبب الأول: أن الكافرين لم يذكر منهم إلا عملًا واحدًا: ????????? [الإنسان:3]، ثم قال: ???????? [الإنسان:4]، ولا بسط في عملهم، وأما أهل الشكر الأبرار فإن الله ذكر عنهم أعمالًا: ?پ????????????ٹٹٹٹ?????????? [الإنسان:7 - 9] إلى آخره، فذكر أعمالًا، فكان من المناسب أن يبسط في جزائهم.
السبب الثاني: الترغيب ينبغي فيه البسط حتى يحث النفوس على فعل ما يكون سببًا موصلًا إلى هذا الثواب الجزيل، جعلنا الله وإياكم من الأبرار" انتهى.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:56 م]ـ
الركيزة الثالثة: وسائلك الواجبة والمكملة، وضرورة تنوعها.
لقد نوع الله سبحانه من الوسائل في "الإنسان" وهي إشارة جلية لضرورة تنوعها في حياتك لتحقيق ما تصبو إليه، فمنها:
1) وسائل لأداء حقه سبحانه على هذا الإنسان.
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) (7)
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (25)
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) (26)
2) ومنها حق للإنسان على الإنسان:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (8)
ومن تأمل في هذه الوسائل؛ وجد منها الواجب (يوفون بالنذر) ومنها المستحب (وسبحه ليلا طويلا)، ومنها اللازم في كل وقت (ويخافون يوما) ومنها المؤقت بزمن (بكرة وأصيلا) ومنها ما هو خاص بالليل ومنها في النهار، ومنها عبادة قلبية (يخافون) ومنها بدنية (فاسجد) ولسانية (فسبحه)، ومنها ما أمر الله به ابتداء (واذكر) ومنها ما أوجبه العبد على نفسه (يوفون).
وأمعنْ حفظك الله النظر في الاقتصار على الإطعام في "الإنسان" حين ذُكر حق الإنسان على الإنسان، واستحضر معها آية المدثر (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) وآية الحاقة (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) وآية الغاشية والفجر والماعون.
إنها الإنسانية في الدين الخاتم في أرقى مشاعرها حين لا يكون للاختلاف في الدين والعقيدة فضلا عن اللون والعرق والجنسية أيُّ أثر على بذل ضروريات الحياة للإنسان من طعام وشراب وأمن ومأوى، والطعام المقدم هنا ليس هو الفضلة ولا الفُتات، بل هو طعام محبب تتطلع إليه نفوس (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ)، علماً بأن الأسير في زمنه صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا كافراً محارباً عدواً لله ورسوله، فكيف بالسجين الكافر المسالم؟ وكيف بالمسلم؟؟ ثم كيف إذا كان سجنه إنما هو بتأويل محتمل أو ظلم بواح؟؟!
3) وهناك وسائل مشتركة خصّ الله منها اثنتين فقط بالذكر في "الإنسان"وهما الصبر والقرآن:
- (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) (12) (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) (24)
- (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا) (23)
وهذا الصبر أمره عجب فقد قدمه الله في (القرآن) على القرآن والصلاة والتقوى والتوكل والاستغفار والنصر والثبات في مواطن متعددة، والصلاة في القرآن لا تكاد تُسبق فلما اقترنت بالصبر قُدم عليها في آيتين كلاهما في البقرة (استعينوا بالصبر والصلاة)، وفي "الإنسان" كُرر الصبر مرتين بينما القرآن مرة واحدة، لأن ما من فضيلة في دين أو دنيا إلا والصبر سُلمها، ولا ضدها إلا وثوب الصدر قد تعارّ عنها. ولذا أُثر عن علي رضي الله عنه أنه قال:ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسم، ألا لا إيمان لمن لا صبر له.
فإن ركبت الصبر أيها "الإنسان"، وكان دليلك القرآن، فالموعد تحت قُبة عرش الرحمن.
وتأمل كيف تكرر التأكيد على حضور الغاية مع الوسيلة:
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) (9)
(إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) (10)
(الله) (القيامة) (الجنة) (النار) غايات لا يجوز أن تغيب عن قلب وعقل وسمع وبصر المربي والمتربي في كل مراحل الطريق ومهما اختلفت الوسائل.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:49 م]ـ
تبارك الله وفقكم الله الشيخ الفاضل وفتح عليكم وعلمكم التأويل ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ونتمنى أن تخرج هذه الدرر في كتاب حسن الطباعة حسن الإخراج يليق بهذا الجهد المبارك ..
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:48 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:15 ص]ـ
بقيت الرابعة ..
رفع الله قدرك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[17 Aug 2010, 09:22 ص]ـ
الركيزة الرابعة: التحديات والعوائق، وكيف يتغلب عليها؟
ذكرت "الإنسان" عائقين شاهقين كل واحد منهما يعوق دون الوصول للمأمول،
فأولها: عدوك الذي يحيط بك
وهما نوعان: آمر بالإثم أو بالكفر (وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (24)،
والنص على (الإثم) فيه تنبيه إلى أسلوب قذرٍ قد يستخدمه أعداء الإيمان والنجاح، فهم إذا رأوا "الإنسان" الجاد في حياته السائرَ لغايته وعجزوا عن حَرفه عن طريقه؛ نثروا زخارف الإثم بين يديه وحفروا حبائل المال والنساء بين قدميه، لعل أن أحدها يكرفسه، فهم إن لم يحرفوا وجهه؛ فلا أقل عندهم من تلطيخ ثيابه.
و (مِن) في (مِنْهُمْ) للتبعيض، لأن لكل واحد منهم من الحذق في جانب من جوانب الصد عن الغاية ما ليس للآخر، فهذا (يهدد) وذاك (يُرغب) والثالث (يُداهن) والرابع (يشوه) والخامس (مُشفق) ... ، ستواجه ألوانا من المثبطين والمعوقين وبعضهم صادقُ النصحِ لكن أخطأ موضع القدم.
فالأمر الرباني لتجاوز هذه العقبة (لا تطع)، كل هؤلاء مع اختلاف مقاصدهم ووسائلهم وأساليبهم،
الجواب لهم جميعاً: (لا).
وثانيهما: عدوك الذي بين جنبيك، وهو نفسك إن تعلقت بالدنيا.
وهذا العائق إن سمحت ببنائه في فؤادك فهيهات الوصول لغايتك، فهو سد عالٍ مُصمَت لن تظهر عليه ولن تستطيع له نقبا، وله شقان (يُحِبُّونَ) و (يَذَرُونَ) ولنتأمل هذه الآية العظيمة:
(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) (27)
(إن) مؤكِدة (هؤلاء) ولم يقل "هم" لما في الإشارة في مثل هذا السياق من معنى التسفيه، (يحبون) فالمشكلة في أصلها قلبية "حب"وهي سبب انقطاعهم دون بلوغ آمالهم، (العاجلة) اغتروا بالمكسب القريب الحقير فألهاهم عن مواصلة المسير، (يذرون) ماضيها وَذَرَ وهو لا يطلق إلا فيما لا يعتد به، قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به، وصيغة المضارع في (يذرون) تقتضي أنهم مستمرون على ذلك وأن ذلك متجدد فيهم ومتكرر، (وراءهم) خلف ظهورهم لعدم المبالاة، فهم يمشون وقد عكسوا الطريق فبدل أن تكون الغاية أمامهم يركضون لها، جعلوها خلف ظهورهم وركضوا عنها، فبالله متى يصل هؤلاء؟
وعلاج هذا التيه لا يكون إلا هنا في "الإنسان" (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ)، فهذه هي حقيقة الإنسان، وهذا مبدأ وختام حياته، وهذه وسائله وعوائقه، فلم يبق إلا (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا).
ياربنا اجعل "سورة الإنسان" حجة لنا لا علينا،،(/)
الدخيل في تفسير قصة آدم عليه السلام
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدخيل في تفسير قصة آدم عليه السلام
" الآيتان: 30، 34 من سورة البقرة "
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
يقول الله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون). [البقرة: 30]
عند تفسير هذه الآية الكريمة يذكر المفسرون روايات كثيرة، جاء فيها دخيل كثير،حيث جاء في تلك الروايات ما يأتي:
1ـ أن الله تعالى لما خلق السماء والأرض، وخلق الملائكة والجن، أسكن الملائكة السماء، وأسكن الجن في الأرض، فمكثوا فيها دهرا طويلا، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي، فأفسدوا فيها، فبعث الله تعالى إليهم جندا من الملائكة يقال لهم الجن، وهم خزائن الجنان، اشتق لهم اسم من الجنة، رأسهم إبليس، فكان رئيسهم، ومن أشدهم وأكثرهم علما، فهبطوا إلى الأرض وطردوا الجن إلى شعوب الجبال، وبطون الأودية، وجزائر البحور وسكنوا الأرض، وخفف الله تعالى عنهم العبادة، وأعطى الله تعالى إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة، وكان يعبد الله تارة في الأرض، وتارة في السماء، وتارة في الجنة، فدخله العجب، وقال: ما أعطاني الله تعالى هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه، فقال الله تعالى ولجنده: (إني جاعل في الأرض خليفة)، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة ". (السراج المنير للخطيب الشربيني: 1/ 44،45)
2ـ أن الملائكة قالوا لله تعالى لما قال (إني جاعل في الأرض خليفة): " ليخلق ربنا ما يشاء، فلن يخلق أكرم عليه منا، وإن كان فنحن أعلم منه، لأنا خلقنا قبله، ورأينا ما لم يره ". (المصدر السابق: 1/ 46)
3ـ وعند قوله تعالى (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) [البقرة: 34] تقول تلك الروايات ما نصه:
" والآية تدل على أن آدم أفضل من الملائكة المأمورين بالسجود له، وأن إبليس كان من الملائكة، وإلا لم يتناوله أمرهم ولم يصح استثناؤه منهم، ولا يرد على ذلك قوله تعالى (إلا إبليس كان من الجن) [الكهف: 50]، لجواز أن يقال كان من الجن فعلا، ومن الملائكة نوعا.
قال البغوي: وقوله تعالى (كان من الجن) أي من الملائكة الذين هم خزنة الجنة.
وقال سعيد بن جبير: " من الذين يعملون في الجنة ".
وقال قوم: " من الملائكة الذين يصوغون حلى أهل الجنة". (السراج المنير: 1/ 48،49)
بيان الدخيل في تفسير الآيات
ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ
إن ما ذكره المفسرون في هذا المقام مستمد من روايات من سبقوهم كابن جرير الطبري وغيره، ويلاحظ على هذه الروايات أن الدخيل قد تسلل إليها في أكثر من موضع على النحو التالي:
أولا: محاربة الملائكة للجن
فهذا أمر لم يرد في رواية نستطيع أن نجزم بصحتها، لأنها روايات لا تخلو من أحد أمرين:ـ
الأمر الأول: روايات ضعيفة كالتي ذكرها ابن جرير الطبري في تفسيره، حيث يقول " حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال " حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس قال: أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل بعضهم بعضا، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم إبليس ومن معه، حتى ألحقهم بجزائر البحور، وأطراف الجبال، ثم خلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال: " إني جاعل في الأرض خليفة ". (جامع البيان في تفسير القرآن الكريم لابن جرير الطبري: 1/ 450/601)
ويلاحظ على سند هذه الرواية أنه جاء فيه بشر بن عمارة، وهو ضعيف، فقد قال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/81 " تعرف وتنكر ".
وقال النسائي في الضعفاء صـ 6 " ضعيف "، وقال الدار قطني " متروك " وقال ابن حبان في كتاب المجروحين صـ 125 رقم 132 " وكان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته ". (المصدر السابق: 1/ 113)
الأمر الثاني:روايات صحيحة السند، ولكنها لا تأخذ حكم المرفوع، لأن راويها أخذها من ثقافة بني إسرائيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحب أن ننبه هنا إلى أمر في غاية الأهمية، ألا وهو أن سند الرواية قد يكون صحيحا ومع ذلك يكون متنها باطلا، لكونها من خرافات بني إسرائيل وأباطيلهم وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أن صحة السند للرواية الإسرائيلية لا تستلزم صحة مضمون متنها.
يقول الدكتور محمد أبو شهبة رحمه الله وهو يتحدث عن الروايات الإسرائيلية:
" ولكن بعض هذه الروايات حكم عليها بعض حفاظ الحديث بأنها صحيحة السند أو حسنة السند أو إسنادها جيد أو ثابت ونحو ذلك، فماذا تقول فيها؟ والجواب: أنه لا منافاة بين كونها صحيحة السند أو حسنة السند أو ثابتة السند، وبين كونها من إسرائيليات بني إسرائيل وخرافاتهم وأكاذيبهم، فهي صحيحة السند إلى ابن عباس أو عبدالله بن عمرو بن العاص أو إلى مجاهد أو عكرمة أو سعيد بن جبير وغيرهم، ولكنها ليست متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بالذات ولا بالواسطة، ولكنها متلقاة عن أهل الكتاب الذين أسلموا، فثبوتها إلى من رويت عنه شيء، وكونها مكذوبة في نفسها أو باطلة أو خرافة شيء آخر!!!! ومثل ذلك الآراء والمذاهب الفاسدة اليوم، فهي ثابتة عن أصحابها، ومن آرائهم ولا شك، ولكنها في نفسها فكرة باطلة أو مذهب فاسد.
بعد هذا نستطيع أن نقول ــ وكلنا ثقة ــ إن ما نسب إلى الملائكة ومعهم إبليس وأنهم حاربوا الجن حين أفسدوا في الأرض وألحقوهم جزائر البحر لا دليل عليه من قرآن أو سنة يعتد بها حتى نتلقاه بالقبول، ونجعله تفسيرا لما أبهمه الله في قرآنه.
ثانيا: ملك إبليس
ومن مواطن الدخيل أيضا في تفسير قصة آدم وإبليس ما ذكره المفسرون من أن إبليس أعطي من الله ملك الأرض وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة.
فهذا أيضا من الإسرائيليات التي لم يرد بها دليل يقطع العذر، وإنما هي روايات وآثار منسوبة لبعض الصحابة كابن عباس رضي الله عنهما، وذلك كالرواية التي ذكرها ابن جرير الطبري في تفسيره حيث يقول: " حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملاكئة يقال لهم " الجن " وكان خازنا من خزائن الجنة إلى آخر الرواية ". (جامع البيان للطبري: 1/ 455/606)
وواضح من سند هذه الرواية ضعفه، وقد بينا سبب ضعفه منذ قليل.
وعن هذا الأثر يقول ابن كثير: " هذا سياق غريب، وفيه أشياء فيها نظر، يطول مناقشتها ". (تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 1/ 78 ط الشعب)
ويروي ابن جرير في ذلك رواية أخرى يقول فيها: " حدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك سماء الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خزائن الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنا. إلخ. (جامع البيان للطبري: 1/ 458/607).
ورغم أن ابن جرير قد أورد هذا الأثر إلا أنه يقول عن إسناده هذا " إذ كنت بإسناده مرتابا ". (المصدر السابق: 1/ 354)
ويعلق ابن كثير على هذا الإسناد فيقول: " فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السدى، ويقع فيه إسرائيليات كثيرة، فلعل بعضها مدرج ليس من كلام الصحابة أو أنهم أخذوه من بعض الكتب المتقدمة، والله أعلم ". (تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 1/ 109)
ويقول صاحب أضواء البيان عن هذه الجزئية: " وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزائن الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ــ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها ". (أضواء البيان للشنقيطي: ت 1395هـ 4/ 120/121)
ثالثا: تزكية الملائكة لأنفسهم
ومن نقاط الدخيل أيضا ما نقل عن الملائكة أنهم قالوا: " ليخلق ربنا ما يشاء، فلن يخلق أكرم عليه منا، وإن كان فنحن أعلم منه، لأنا خلقنا قبله، ورأينا ما لم يره ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ففضلا عن هذا أن الكلام لم يرد من طريق يفيد اليقين، حتى تنشرح له النفوس، وتطمئن إليه القلوب، إلا أننا نرى فيه شيئا لا يليق بعوام المسلمين، فضلا عن الملائكة المعصومين الذين هم على الطاعة مجبولون، ولأوامر الله تعالى ونواهيه خاضعون ومنفذون. إننا نرى أنهم بهذا الكلام قد زكوا أنفسهم على الله تعالى، والله تعالى يقول: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). (النجم: 32) فكيف يليق بهم أن يقطعوا بما غاب عن علمهم، وعزب عن إدراكهم، من أن الله تعالى لن يخلق خلقا أكرم عليه منهم؟ ثم كيف يقطعون بأنه يكون أجهل منهم وهم أعلم منه؟
إن هذا لا يليق بمن لا شاغل له إلا العبادة، ولا هَمَّ له إلا الانقياد لأوامر الله تعالى! إننا ننزهم عن هذا العبث، ونرفعهم حيث رفعهم الله تعالى حيث يقول فيهم (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون). [النحل: 50]
رابعا: إبليس من الجن وليس من الملائكة
ومن الدخيل أيضا في تفسير هذه القصة قول المفسرين:
إن إبليس كان من الملائكة، وإلا لم يتناوله أمرهم، ولم يصح استثناؤه منهم، ولا يرد على ذلك قوله تعالى: (إلا إبليس كان من الجن) [الكهف: 50] لجواز أن يقال كان من الجن فعلا ومن الملائكة نوعا، ويذكر المفسرون أيضا أن ابن عباس قال: " إن من الملائكة نوعا يتوالدون، يقال لهم الجن، ومنهم إبليس ".
ويذكر المفسرون قولا ينص على أن من الملائكة من ليس بمعصوم .. !!!
تفنيد قول من يقول إبليس من الملائكة، وكذلك قول من يقول إن من الملائكة من ليس بمعصوم:
ونحن إذ نفند هذا الكلام نفنده من أكثر من وجه:ـ
الوجه الأول: إن كلمة (الجن) حينما تطلق فالمتبادر إلى الذهن من أول وهلة هو ذلك الذي عناه الله في قوله (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) [الأحقاف: 29] وقال أيضا: (قل أوحيَّ إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا). [الجن: 1]
وعلى ذلك فلا يجوز صرف هذا اللفظ إلى معنى آخر.
يقول الطوسي في تفسيره: " واستدل الكرماني على أنه لم يكن من الملائكة بأشياء، منها قوله تعالى (إلا إبليس كان من الجن)، ومتى أطلق لفظ الجن لم يجز أن يعني إلا الجنس المعروف المباين لجنس الإنس والملائكة ". (التبيان للطوسي: 1/ 151).
أما تأويل لفظ الجن بأنه كان من الملائكة قبيلة تسمى الجن وإليها ينتسب إبليس، أو أنه من خزنة الجنان ــ فهذا مما لم يرد فيه نص قرآني، ولا حديث نبوي.
يقول العلامة الألوسي وهو يتكلم عن ابن جبير ورواياته في هذا الموضوع " وفي رواية عنه أن معنى كان من الجن كان من خزنة الجنان، وهو تأويل عجيب "!!!! (روح المعاني للألوسي: 15/ 268).
الوجه الثاني: أن الله أثبت لإبليس ذرية ونسلا، أما الملائكة فلا ذرية لهم، ولا نسل، والإنسان يعجب مما ينسب لابن عباس من أن من الملاكئة نوعا يتوالدون يقال لهم الجن ومنهم إبليس!!!
بل إن هناك قولا عن ابن عباس في رواية أخرى ينص فيها على أنه كان من الجن ولم يكن من الملائكة. (انظر محاسن التأويل للقاسمي: 2/ 103)
ولقد جرت سنة الله تعالى في كونه أن التوالد إنما يأتي من ذكر وأنثى، وإذا لم يكن في الملاكة أنثى فكيف يتم التوالد؟
إن الإنسان ليشعر بالاشمئزاز من هذه الروايات، خاصة وأن القرآن ينكر على الكفرة قولهم إن الملائكة إناث، يقول تعالى (وجعلوا الملاكئة الذين هم عباد الرحمن إناثا) ثم يهددهم ويتوعدهم في نفس الآية فيقول: (أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون) (الزخرف: 19)، وإذا ثبت أن الملائكة لا يتوالدون، وأن الجان يتناكحون ويتناسلون وأن إبليس له ذرية لقوله تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني) [الكهف: 50]، إذا ثبت ذلك علم يقينا أن إبليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة.
الوجه الثالث: أن الله تعالى أخبر عن إبليس أنه (أبى واستكبر وكان من الكافرين)، وقال عن الملائكة (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [الأنبياء: 20] وقال: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). [التحريم: 6].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: (فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) [فصلت: 38]، فهل من المنطق السليم والتفكير القويم أن نجعل ذلك الذي كفر وأبى من هذا النوع الذي لا يعرف غير طاعة الله تعالى ليل ونهار، لا يصيبه فتور، ولا يعتريه ملل، ولا يشعر بنصب ولا لغوب؟
وهل من الصائب ــ بعد كلام الله تعالى عن الملائكة والثناء عليهم ووصفهم بما وصفهم به من العصمة والخوف ــ أن نقول إن من الملائكة من ليس بمعصوم؟ إن أدنى مقارنة بعد جمع الآيات التي تتعلق بعصمة الملائكة وفسق إبليس وكفره تبين لنا البون الشاسع في نوعية كل منهما، وتبين أن إبليس فسق وعصى وكفر لأنه من الجن الذي من طبعه هذا.
يقول الزمخشري: (كان من الجن) كلام مستأنف جار مجري التعليل بعد استثناء إبليس من الساجدين، كان قائلا قال: ما له لم يسجد؟ فقيل: (كان من الجن ففسق عن أمر ربه) والفاء للتسبيب أيضا، جعل كونه من الجن سببا في فسقه، لأنه لو كان ملكا كسائر من سجد لآدم لم يفسق عن أمر ربه، لأن الملائكة معصومون البتة، لا يجوز عليهم ما يجوز على الجن والإنس، كما قال: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) [الأنبياء: 27]، وهذا الكلام المعترض تعمد من الله تعالى لصيانة الملائكة عن وقوع شبهة في عصمتهم، فما أبعد البون بين ما تعمده الله وبين قول من ضاده، وزعم أنه كان ملكا ورئيسا على الملائكة فعصى فلعن ومسخ شيطانا ثم وركه على ابن عباس. (الكشاف للزمخشري: 2/ 487)
ويرى المعلق ونحن معه أن لفظة التعمد في جانب الله تعالى لا تليق، لأنها تطلق على من يقع منه أحيانا خطأ، وأحيانا أخرى يتعمد قاصدا.
ويقول الإمام البيضاوي عن الفاء في قوله تعالى (ففسق عن أمر ربه): " والفاء للسبب، وفيه دليل على أن الملك لا يعصي البتة، وإنما عصى لأنه كان جنيا في أصله " (أنوار التنزيل وأسرار التأويل لناصر الدين البيضاوي: 300).
وللعلامة الألوسي، وإسماعيل حقي كلام حول هذا المعنى. (انظر روح المعاني للألوسي: 15/ 294، وروح البيان لإسماعيل حقي: 5/ 255).
الوجه الرابع: أن المادة التي خلق منها إبليس ليست كالمادة التي خلقت منها الملائكة ... أأ
يقول ابن كثير: وقوله (فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) أي خانه أصله، فإنه خلق من مارج من نار، وأصل خلق الملائكة من نور كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس [لفظ مسلم وخلق الجان] من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم " فعند الحاجة نضح كل وعاء بما فيه، وخانه الطبع عند الحاجة، وذلك أنه كان توسم بأفعال الملائكة وتشبه بهم، وتعبد وتنسك، فلهذا دخل في خطابهم، وعصى بالمخالفة، ونبه تعالى ههنا على أنه " من الجن " أي أنه خلق من نار، كما قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) "
(تفسير القرآن العظيم: 5/ 163، والآية من الأعراف: 12).
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا نرى روايات أخرى تناقص هذه الروايات وتنص على أن إبليس كان من الجن.
يقول العلامة الألوسي وهو يفسر قوله تعالى (إلا إبليس كان من الجن): " وهذا ظاهر من أنه ليس من الملائكة، نعم كان معهم، ومعدودا في عدادهم، فقد أخرج ابن جرير عن سعد بن مسعود قال: كانت الملائكة تقاتل الجن، فسبي إبليس وكان صغيرا، فكان مع الملائكة فتعبد بالسجود معهم.
وأخرج نحوه عن شهر بن حوشب، وهو قول كثير من العلماء حتى قال الحسن فيما أخرجه عنه ابن المنذر وابن أبي حاتم: قاتل الله أقواما زعموا أن إبليس من الملائكة والله تعالى يقول (كان من الجن). (روح المعاني: 15/ 292)
وروى ابن جرير عن الحسن البصري وقال عنه الحافظ ابن كثير إسناده صحيح " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ". (تفسير القرآن العظيم: 5/ 164)
من كل ما سبق نستطيع أن نؤكد وبكل ثقة أن إبليس من الجن وليس من الملائكة، وكل ما ورد بخلاف ذلك فهو من الإسرائيليات التي لا تستند إلى ركن ركين.
يقول الحافظ ابن كثير بعد إتيانه بعدة روايات، جاء في بعضها أن إبليس كان من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن، وأن اسمه الحارث، وكان خازنا من خزان الجنة وبعضها يقول إنه كان له سلطان السماء الدنيا، وسلطان الأرض وأنه كان رئيس الملائكة وبعضها الآخر يقول إنه كان من الجنانين الذي يعملون في الجنة، يقول رحمه الله: " وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما قد نقطع بكذبه، لمخالفته الحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة، لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وضع فيها أشياء كثيرة، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين كما لهذه الأمة من الأئمة العلماء، والسادة الأتقياء، الأبرار النجباء، من الجهابذة النقاد، والحفاظ الجياد، الذين دونوا الحديث وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه، من منكره وموضوعه، ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضاعين والكذابين، والمجهولين، وغير ذلك من أصناف الرجال، كل ذلك صيانة للجناب النبوي، والمقام المحمدي، خاتم الرسل، وسيد البشر أن ينسب إليه كذب، أو يحدث عنه بما ليس منه، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل جنات الفردوس مأواهم، وقد فعل ". (تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 5/ 165)
من كل ما سبق يتضح لنا بجلاء أن ما تعرض له المفسرون من نقاط أبرزنا ضعفها ودخالتها يجب أن تحذف من كتب التفاسير لأنها تخدم أغراض أعداء الإسلام بتصويره على أنه دين أساطير وخرافات، والإسلام منها براء.
المصدر:جامعة أم القرى ( http://uqu.edu.sa/page/ar/161135)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[01 Aug 2010, 05:02 م]ـ
تحليل رائع وكلام نفيس ولكن ....
قولك: [إن كلمة (الجن) حينما تطلق فالمتبادر إلى الذهن من أول وهلة هو ذلك الذي عناه الله في قوله (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن)]
يشكل عليه قوله جل وعلا (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا)
حيث ذكر جمهور المفسرين أن المراد بالجنة هم الملائكة لأنهم مستترون عنا
أما عن مسألة سكنى الجن للأرض فقد وردت في كتب التفسير والذي يبدو أن مستندهم في ذلك قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها .. )
إذ يقال من أين علمت الملائكة أن الخليفة سيفسد في الأرض إن لم يكن هناك خلق سابق أفسد فيها؟(/)
القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:57 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة
أولا: مفهوم القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة:
يقصد بمفهوم القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة هو أنها تضمنت: مقاصد القرآن ولذلك كان من أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب والأساس فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال قال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله بما هو أهله وعلى التعبد والأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخرج عن هذه الأمور.
قال الطيبي: وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة فإِنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلاً فإنها واقعة في مطلع التنزيل والبلاغة فيه: أن تتضمن ما سيق الكلام لأجله ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق.
وقال الغزالي في «خواص القرآن»: مقاصد القرآن ستة ثلاثة مهمة وثلاثة تتمة الأولى: تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة كما أشير إليه بقوله: (مالكِ يومِ الدين» والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشار إليه بقوله (الذينَ أَنعمتَ عَليهِم» وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: (إِياكَ نَعبُدُ وإِياكَ نَستَعين). [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
ذكر ابن جزي الفائدة العشرين من فوائد تفسير سورة الفاتحة: "هذه السورة جمعت معاني القرآن العظيم كله فكأنها نسخة مختصرة منه فتأملها بعد تحصيل الباب السادس من المقدمة الأولى تعلم ذلك في الألوهية حاصلا في قوله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والدار الآخرة في قوله مالك يوم الدين والعبادات كلها من الاعتقادات والأحكام التي تقتضيها الأوامر والنواهي في قوله إياك نعبد والشريعة كلها في قوله الصراط المستقيم والأنبياء وغيرهم في قوله الذين أنعمت عليهم وذكر طوائف الكفار في قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين." [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة، وحكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها. . [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
ثانيا: القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة:
* قاعدة الإعجاز التربوي في التعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
يعلمنا- جل جلاله- الاستعاذة به من الشطان الرجيم، وهو نوع عظيم من التربية القرآنية؛ لكي نتغلب على هذا العدو الذي لا نراه، فمن استعاذ بالله صادقا أعاذه فعليك بالصدق ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمها الله. ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا إلا ابن مريم وأمه. والشيطان عدو حذر الله منه؛ إذ لا مطمع في زوال علة عداوته وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم فيأمره أولا بالكفر ويشككه في الإيمان فإن قدر عليه وإلا أمره بالمعاصي فإن أطاعه وإلا ثبطه عن الطاعة فإن سلم من ذلك أفسدها عليه بالرياء والعجب.
القواطع عن الله أربعة: الشيطان والنفس والدنيا والخلق، فعلاج الشيطان الاستعاذة والمخالفة له، وعلاج النفس بالقهر، وعلاج الدنيا بالزهد، وعلاج الخلق بالانقباض والعزلة. [4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
وفي هذا إعجاز تربوي لم تشر إليه أي تربية بشرية من قبل، ولا يخفى ما فيه من فوائد تريح النفس من وساوس هذا الشيطان البغيض، والذي ربما تنكره التربية الحديثة أو لا تؤمن به أصلا.
* قاعدة الإعجاز التربوي في البسملة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام الطبري في المدلول التربوي لهذه الآية: ((إنّ الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه، أدّب نبيه محمدا r بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله , و تقدّم إليه في وصفه بها قبل جميع مهماته , وجعل ما أدّبه به من ذلك وعلمه إياه , منه لجميع خلقه سنة يستنون بها , وسبيلا يتبعونه عليها , فيه افتتاح أوائل منطقهم , وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم)).
الابتداء ببسم الله هو الأدب التربوي الذي أدّب الله به هذه الأمة , ولذلك ندب الشرع إلى البدء بذكر الله في كل فعل وفي كل قول , وبذلك تكون أفعال المسلم وأقواله عبادة , وهذا ما يتفق مع التصور الإسلامي عن الإلهية , فالله هو الموجود الحق الذي يستمد منه كل موجود وجوده , فباسمه يكون كل ابتداء , وباسمه تكون كل حركة , وباسمه يكون كل قول.
ابتدأ نزول القرآن بقوله تعالى:) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ((العلق:1)، واسم الله يذكره المسلم عند كل فعل , كالأكل والشرب والنحر والجماع والطهارة وركوب البحر، إلى غير ذلك من الأفعال , فقال تعالى:) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ((هود:41)، وقال تعالى:) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ((النمل:30.
وقال رسول الله r : (( أغلق بابك واذكر اسم الله , وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله , وخمر إناءك واذكر اسم الله , وأوك سقاءك واذكر اسم الله)) (البخاري
وقال لعمر بن أبي سلمة: ((يا غلام , سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)) (البخاري.
وقال r : من لم يذبح فليذبح باسم الله)) (البخاري.
وقال r : (( ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول: بسم الله)) (ابن ماجة.
وإذا دخل المسلم الخلاء يقول: ((بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخُبَث والخبائث)) (مسلم
وتستحب التسمية في أول الوضوء، لقول رسول الله r : (( لا وضوء لمن يذكر اسم الله عليه)) (الترمذي.
وكذلك تستحب التسمية في أول الخطبة، لقول رسول الله r : (( كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله فهو أبتر ــ أو قال ــ فهو أقطع)) (لأحمد.
ومن الفوائد التربوية للبدء باسم الله أن هذا الأدب التربوي رادع عن المعصية في القول والعمل , إذ إنّ المسلم ليحس بالخجل من أن يبدأ فعله للمعصية باسم الله. [5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
* قاعدة الإعجاز التربوي في الرحمة:
تستغرق كل معاني الرحمة ومجالاتها وحالاتها , وذكرها بعد (بسم الله) معناه: استجلاب الرحمة الإلهية في كل حركة يقوم بها المسلم وفي كل قول يقوله المسلم , إذ لولا رحمة الله بالناس ما عرفوا طريق الطاعة من طريق المعصية , و لولا رحمة الله بالناس ما عرفوا كيف يعبدونه وما استطاعوا أن يفعلوا ذلك.
ويعلمنا الله تعالى ويربينا على الرحمة وهي واحدة من أجل الخصال التي يتميز بها أهل القرآن عمن سواهم من الناس، وهي من الخصال التي يريد أن يرسخها القرآن في أهله المؤمنين به ترسيخا عميقا، فأين هذه التربية العظيمة من التربية البشرية تربية الظلم والقهر والعدوان. [6] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
* قاعدة الإعجاز التربوي في الحمد:
إنّ كلمة) الحمد لله (هي الشعور الذي يجيش في قلب كل مؤمن على النعم التي أنعم الله بها على عباده , والتي لا يحصيها عدد. ومعنى قوله تعالى: (الحمد لله) أي: قولوا الحمد لله , ومن هنا يجب تربية المؤمن على أن يشكر الله في كل لحظة و في كل حركة و في كل كلمة وأمام كل نعمة من نعم الله عليه , ابتداء فيما خلق الله له من عينين وأذنين ولسان وشفتين , وانتهاء بما سخر الله له من هذا الكون الفسيح الذي يعج بالنعم , ومرورا بطعامه وشرابه ونومه واستيقاظه
, ففي صحيح مسلم أنّ رسول الله قال: ((إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)) (مسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمد لله هي كلمة كل شاكر , و إنّ آدم u قال حين عطس: الحمد لله , وقال الله لنوح u ) فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ((المؤمنون: من الآية28) , وقال إبراهيم u ) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ((إبراهيم: من الآية39) , وقال في قصة داود و سليمان) وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ((النمل: من الآية15) , وقال لنبيه محمد r ) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ((الإسراء:111)، وقال أهل الجنة) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ((فاطر: من الآية34)،) وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((يونس: من الآية10).
وفي سنن ابن ماجة عن ابن عمر t أنّ رسول الله r حدّثهم: ((أنّ عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, فعضّلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء وقالا: يا ربنا، إنّ عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل ــ وهو أعلم بما قال عبدُه ــ ماذا قال عبدي , قالا: يا رب إنه قد قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك , فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي, حتى يلقاني فأجزيه بها)) (ابن ماجة.
الحمد أعم من الشكر لأن الشكر لا يكون إلا جزاء على نعمه والحمد يكون جزاء كالشكر ويكون ثناء ابتداء كما أن الشكر قد يكون أعم من الحمد لأن الحمد باللسان والشكر باللسان والقلب والجوارح فإذا فهمت عموم الحمد علمت أن قولك الحمد لله يقتضي الثناء عليه لما هو من الجلال والعظمة والواحدانية والعزة والإفضال والعلم والمقدرة والحكمة وغير ذلك من الصفات ويتضمن معاني أسمائه الحسنى التسعة والتسعين، ويقتضي شكره والثناء عليه بكل نعمة أعطى ورحمة أولى جميع خلقه في الآخرة والأولى. فيا لها من كلمة جمعت ما تضيق عنه المجلدات واتفق دون عدة عقول الخلائق، ويكفيك أن الله جعلها أول كتابه وآخر دعوى أهل الجنة، الشكر باللسان هو الثناء على المنعم والتحدث بالنعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التحدث بالنعم شكر، والشكر بالجوارح هو العمل بطاعة الله وترك معاصيه، والشكر بالقلب هو معرفة مقدار النعمة والعلم بأنها من الله وحده، والعلم بأنها تفضل لا باستحقاق العبد واعلم أن النعم التي يجب الشكر عليها لا تحصى ولكنها تنحصر في ثلاثة أقسام نعم دنيوية كالعافية والمال ونعم دينية كالعلم والتقوى ونعم أخروية وهي جزاؤه بالثواب الكثير على العمل القليل في العمر القصير والناس في الشكر على مقامين منهم من يشكر على النعم الواصلة إليه خاصة، ومنهم من يشكر الله عن جميع خلقه على النعم الواصلة إلى جميعهم والشكر على ثلاث درجات فدرجات العوام الشكر على النعم ودرجة الخواص الشكر على النعم والنقم،وعلى كل حال، ودرجة خواص الخواص أن يغيب عن النعمة بمشاهدة المنعم قال رجل لإبراهيم بن أدهم: الفقراء إذا منعوا شكروا وإذا أعطوا آثروا. ومن فضيلة الشكر أنه من صفات الحق ومن صفات الخلق فإن من أسماء الله الشاكر والشكور. [7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
ولعل ما في الحمد من تربية هو أنه لو لم يتعود الناس على الحمد والشكر؛ لاستدعى ذلك أن ينكروا النعم. فمن شكر اعترف، ومن جحد أنكر.
* قاعدة الإعجاز التربوي في الإيمان بربوبية الله - جل جلاله- للعالمين:
كلمة الرب تطلق على المالك , وتطلق على المعبود , وتطلق على السيد , وتطلق على المربي. ولعل أهم ما في هذا المصطلح هو كونه مشتقا من التربية , فالرب هو المصلح والمدبر والجابر والقائم , يقال لمن قام بإصلاح شيء: قد ربّه فهو له رابّ , ومنه سُمّّي الربانيون لقيامهم بالكتب, وفي صحيح مسلم ومسند أحمد:
(هل لك عليه من نعمة تربها) (مسلم وأحمد)، أي: تقوم بها وتصلحها , والرب: هو المربي , ومنه قولهم: ربّ ولده، أي: رباه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ معنى قوله تعالى (رب العالمين) هو أنّ الله متصرف لتربية وإصلاح جميع الخلائق , وأنه لم يخلق هذا الكون ثم تركه هملا، بل يتصرف فيه بالإصلاح والتربية والرعاية , وهذه التربية والرعاية قائمة في كل وقت وفي كل حين , وبذلك يطمئن الإنسان إلى رعاية الله الدائمة والتي لا تنقطع أبدا ولا تغيب.
ومن رعاية الله لهذه الأمة أنه اختار لهم محمدا r فأدبه ورباه وجعله قدوة للمسلمين , فقال تعالى:) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ((الضحى: 6 - 11)، ورُوي عن رسول الله r أنه قال: ((أدّّبني ربي فأحسن تأديبي) (القرطبي.
ومن رعاية الله لهذه الأمة إنزال القرآن الذي هو كلامه، فكان دستورا لرعاية الله للمسلمين الأوائل, ومنهجا تربويا لكل المسلمين من بعدهم.
إنّ كون كلمة الرب ــ وهي اسم من أسماء الله تعالى ــ مشتقة من التربية ذو دلالة واضحة على أهمية هذا المنهج , أي: منهج التربية , فهو الطريق الذي سلكه الأنبياء مع الأمم التي أرسلوا إليها , وهو الطريق الذي يحتاجه المسلمون في كل زمان , وخاصة في هذا الزمان , فالإسلام لا يقوم بمجرد الدعوة إليه وإقبال الناس على أساس من تلك الدعوة , لا يقوم الإسلام ما لم يتربّ الناس في مدرسة الإسلام , و ذلك بأن يعرفوا تعاليم الإسلام ويمارسوا هذه التعاليم , فالتربية تقوم على ركنين أساسيين هما: العلم والعمل , و ربط العلم بالعمل هو جوهر العملية التربوية وأساسها. [8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
* قاعدة الإعجاز التربوي في الإيمان بصفات الله - جل جلاله:
الرحمن والرحيم: صيغ مبالغة مشتقة من الرحمة, وصفة (الرحمن الرحيم) تستغرق كل معاني الرحمة
وحالاتها ومجالاتها، والله تعالى وحده المختص باجتماع هاتين الصفتين، كما إنه المختص وحده بصفة الرحمن.
وفي مجيء قوله تعالى (الرحمن الرحيم) بعد قوله تعالى (رب العالمين) نلمح أمرين تربويين:
الأول) التأكيد على أنّ الصلة بين الخالق والمخلوق هي صلة الرحمة والرعاية , وهذه هي السمة البارزة في هذه الصلة , فالله تعالى لا يطارد عباده ولا يعاديهم ولا يدبّر لهم المكائد , وإنما هو ربٌ لهم، تعهدهم بالتربية والرعاية , وهو راحم لهم في الدنيا وفي الآخرة , قال عمر t : قدم على رسول الله r بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، تحلّب ثديها، حتى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها، فأرضعته , فقال رسول الله r (( أترون هذه طارحة ولدها في النار؟))، قالوا: لا والله، قال: ((فالله أرحم بعباده من هذه بولدها)) (البخاري.
والثاني) إنّ وصف الله تعالى لنفسه بأنه (رب العالمين)، أي: المالك المتصرف الذي بيده كل شيء، معناه: الترهيب , وإنّ وصف الله تعالى لنفسه بأنه (الرحمن الرحيم) معناه: الترغيب , ومن هنا نجد أنّ النص القرآني قد قرن بين الترغيب والترهيب , فجمع بين صفة الرهبة من الله وصفة الرغبة في الله , ونقف هنا عند أهم الوسائل التربوية في القرآن وهي: الترغيب، والترهيب، والجمع بينهما.
هذه الوسائل التربوية الثلاثة نجدها في القرآن وفي مواضع كثيرة، كما نجدها في سنة رسول الله r وما نقل عنه من أحاديث , ومع أنّ وسائل القرآن في التربية متعددة و كثيرة، إلا أنّ هذه الوسائل الثلاثة لها مرتبة الصدارة بالنسبة لبقية الوسائل.
ومن الأمثلة على الوسيلة الأولى وهي الترغيب قوله تعالى مخاطبا المؤمنين:) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ((التوبة:105).
ومن الأمثلة على الوسيلة الثانية وهي الترهيب قوله تعالى مخاطبا الناس:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ((البقرة:161ــ162).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأمثلة على القرن بين الترغيب والترهيب قوله تعالى:) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ((الحجر: 49 - 50)، وكذلك قوله تعالى:) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ((غافر: من الآية3)،وقول رسول الله r : (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد, ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد)) (مسلم.
* قاعدة الإعجاز التربوي في الإيمان بيوم الحساب:
يوم الدين: هو يوم الحساب والجزاء والعقاب في الآخرة , ولا يكون المؤمن بالله مؤمنا حقيقة ما لم يؤمن بيوم الدين , ولهذا الإيمان بيوم الدين آثاره التربوية في شخصية الإنسان، وهذه الآثار هي:
أولا): إنّ الإيمان باليوم الآخر وما فيه من العدالة الإلهية المطلقة، يبعث في نفس الإنسان الثقة والطمأنينة
بأنّ عمله لن يذهب سدى , وبأنّ جهده لن يكون هباء , وبأنه ما لم يكافأ على عمله في الدنيا فإنّ المكافأة قائمة يوم القيامة , وهذا ما يدفع الإنسان إلى العمل الصالح والعمل بطاعة الله واجتناب ما نهى الله عنه، بكل جهده من غير إهمال ولا تقصير.
ثانيا): تعليق أنظار الناس وقلوبهم بيوم الدين، يدفع الناس إلى التضحية بكل ما يملكون وبأعز ما يملكون لإقامة الحق والعدل , وللاستقامة على المنهاج الصحيح، لأنّ كل ذلك سيكون أمامهم يوم القيامة.
ثالثا):لا تستقيم الحياة البشرية ولا تقوم حياة تليق بالإنسان وتحقق له السعادة ما لم يكن هناك إيمان باليوم الآخر.
وهذه الآية: تمثل الكلية الضخمة العميقة التأثير في الحياة البشرية كلها، كلية الاعتقاد بالآخرة. . والملك أقصى درجات الاستيلاء والسيطرة. ويوم الدين هو يوم الجزاء في الآخرة. . وكثيراً ما اعتقد الناس بألوهية الله، وخلقه للكون أول مرة؛ ولكنهم مع هذا لم يعتقدوا بيوم الجزاء. . والقرآن يقول عن بعض هؤلاء: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن: الله} ثم يحكي عنهم في موضع آخر: {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون: هذا شيء عجيب. أإذا متنا وكنا تراباً؟ ذلك رجع بعيد} والاعتقاد بيوم الدين كلية من كليات العقيدة الإسلامية ذات قيمة في تعليق أنظار البشر وقلوبهم بعالم آخر بعد عالم الأرض؛ فلا تستبد بهم ضرورات الأرض. وعندئذ يملكون الاستعلاء على هذه الضرورات. ولا يستبد بهم القلق على تحقيق جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وفي مجال الأرض المحصور.
وما تستقيم الحياة البشرية على منهج الله الرفيع ما لم تتحقق هذه الكلية في تصور البشر. وما لم تطمئن قلوبهم إلى أن جزاءهم على الأرض ليس هو نصيبهم الأخير. وما لم يثق الفرد المحدود العمر بأن له حياة أخرى تستحق أن يجاهد لها، وأن يضحي لنصرة الحق والخير معتمداً على العوض الذي يلقاه فيها. .
وما يستوي المؤمنون بالآخرة والمنكرون لها في شعور ولا خلق ولا سلوك ولا عمل. فهما صنفان مختلفان من الخلق. وطبيعتان متميزتان لا تلتقيان في الأرض في عمل ولا تلتقيان في الآخرة في جزاء. . وهذا هو مفرق الطريق. . [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
* قاعدة الإعجاز التربوي في عبادة الله والاستعانة به وحده:
المعنى العام للعبادة هو الطاعة والاتباع , أي: إن كل عمل يقوم به المسلم هو عبادة إذا اقترن هذا العمل بالنية ما لم يكن هذا العمل معصية , وهذا هو المفهوم الأوسع للعبادة والطاعة , أما إقامة الشعائر التعبدية من صلاة وصوم وزكاة وحج فهي معنى خاص للعبادة , حيث وردت كلمة عبادة في القرآن في مائتين وخمسة وسبعين موضعا (275) , من بين هذه المواضع مائتان وسبعة وثلاثون موضعا (237) كانت العبادة فيها بالمعنى العام وهو الطاعة والاتباع , وثمانية وثلاثون موضعا (38) كانت العبادة فيها بالمعنى الخاص وهو إقامة الشعائر التعبدية.
والسؤال: ما هي الآثار التربوية للعبادة في شخصية الإنسان؟.
والجواب:
1 - العبودية لله وحده تعني التحرر المطلق من كل عبودية لغير الله , وعلى هذا لا يكون الإنسان حرا ما لم يكن عبدا لله وحده، حيث يتحرر من عبودية الأوهام والخرافات , ويتحرر من عبودية النظم والأوضاع , وفي ظل العبودية لله وحده يولد الإنسان من جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - مقام العبودية مقام عظيم يشرف به الإنسان , والانتساب إلى الله لا يليق إلا بالأحرار من الناس , وقد سمّى الله رسوله r عبده) في أشرف مقاماته , فقال تعالى:) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ((الكهف:1)، وقال تعالى:) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ((الإسراء:1) , فسماه عبدا عندما أنزل عليه الكتاب , وسماه عبدا عندما أسرى به , وسماه عبدا عند قيامه بالدعوة، فقال تعالى:) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدا ((الجن:19).
وقد أرشد الله رسوله r إلى القيام بالعبادة في الوقت الذي ضاق صدره من تكذيب المخالفين له، فقال تعالى:) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ((الحجر: 97 - 99).
3 - العبادة تنشئ الإنسان المستقيم بتطبيقه لتعاليم الله , والمتوازن الذي يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته , والذي يلبي حاجاته الجسدية كما يلبي حاجاته الروحية.
4 - العبادة تربط القلب البشري بالله , وهذا هو مفرق الطريق بين المنهج التربوي الإسلامي وبين غيره من المناهج التربوية البشرية , التي تربط القلب البشري ببقعة من الأرض أو بفرد معين من الناس أو بأسطورة من الأساطير , وهذا الرابط يصبغ عمل الإنسان وفكره وشعوره بصبغة معينة. ومن هنا يتبين نموذج من الإعجاز التربوي للقرآن الكريم كما تقدم وكما سيأتي إن شاء الله.
5 - العبادة تربي الإنسان على القوة، وعلى مقاومة الضعف البشري المتمثل بالأهواء البشرية التي خلقها الله في الإنسان , قال تعالى:) وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ((النساء: من الآية28) , فالعبادة تعطي الإنسان قوة الضبط والاعتدال في مواجهة ما يجول بداخله من الأهواء والشهوات , إنها قوة التسامي على هذه الأهواء.
6 - العبادة تزكي النفس البشرية وتطهرها وتشذبها , وما لم يحصل ذلك فإنّ الهدف من العبادة لم يتحقق , فإذا زكت النفس وسمت وتطهرت فاضت بالخير والبذل والتضحية على من حولها، وهذا هو الأثر الاجتماعي للعبادة.
7 - ومن أخطر ما ابتليت به الأمة المسلمة ذلك الفصل بين العقيدة والعبادة , وكذلك الفصل بين العبادة وآثارها التربوية والاجتماعية، حيث تحولت العبادة إلى مجرد تجارة يكون هم العابد فيها الحصول على الحسنات، دون تطبيق للمضامين التربوية والاجتماعية لهذه العبادة. [10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
* قاعدة الإعجاز التربوي في الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم:
معنى هذه الآيات: وفقنا يا الله إلى الطريق المستقيم , طريق الذي أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , وهو غير طريق المغضوب عليهم ــ الذين عرفوا الحق وحادوا عنه , وغير طريق الضالين ــ الذين لم يعرفوا الحق فهم هائمون في الضلالة.
ولنا مع الدعاء الوقفات التربوية التالية:
1 - الدعاء يعني الحاجة إلى الله ومن ثم اللجوء إليه , والناس محتاجون إلى الله لقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ((فاطر:15).
2 - الدعاء هو العبادة كما قال رسول الله r , وهو تعبير عن العبودية وترجمة عملية للإيمان , فالمؤمن حينما يلجأ إلى الله بالدعاء فهو يعبر عن عبوديته لله , قال تعالى:) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ((البقرة:186 (
3 - والدعاء سبيل إلى القوة الحقيقية , لأن المؤمن يدعو الله جل جلاله ليكون له سندا ومعينا وحافظا , ومن كان الله له سندا ومعينا وحافظا فهو حسبه وهو كافيه , ومن هنا نجد أنّ المؤمن لا يقف وحده , ولا يحس بالضياع والقلق والاضطراب والفراغ كما هو الحال في المجتمعات الملحدة , التي وكلها الله إلى نفسها , فكثرت فيها الأمراض النفسية والعقلية وتفشى فيها الانتحار خروجا من اليأس والقنوط والفراغ الروحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وفي الدعاء ضمان للنفس من الغفلة والنسيان والطغيان والاعتداء، ففي غفلة للنفس عن حقيقة عبوديتها لله قد تقدم على الطغيان والتجاوز.
* قاعدة الإعجاز التربوي في تكرار سورة الفاتحة في الصلاة:
يكرر المسلم هذه السورة سبع عشرة مرة في اليوم الواحد إذا هو صلى الفرائض فقط، لقول رسول الله r (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) (البخاري ومسلم) , وضعف ذلك إذا هو صلى السنن , وأضعاف ذلك إذا هو أراد أن يتنفّل في صلاته , فما هي الحكمة التربوية لظاهرة التكرار؟.
التكرار وسيلة تعليمية وتربوية في نفس الوقت , وعندما يوجب الإسلام على أتباعه تكرار نصوص معينة في كل يوم فمراده من ذلك أن تترسخ مفاهيم هذه النصوص في عقولهم وقلوبهم , وأن تنعكس هذه المفاهيم في سلوكهم وحركاتهم وأفعالهم , ومن خلال التكرار يحصل التنبه واليقظة إلى حقائق النصوص المكررة وأهدافها وغاياتها , وبالتالي تتمثل هذه الحقائق في شخصيته تمثلا دائما ومستمرا. [11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
وبعد فهذه هي السورة المختارة للتكرار في كل صلاة، والتي لا تصح بدونها صلاة. وقد ورد في صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه، عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. . إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال الرحمن الرحيم. قال الله أثنى عليّ عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين. قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».
ولعل هذا الحديث الصحيح - بعدما تبين من سياق السورة ما تبين - يكشف عن سر من أسرار اختيار السورة ليرددها المؤمن سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة؛ أو ما شاء الله أن يرددها كلما قام يدعوه في الصلاة. ." [12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
...
نقل باختصار من بحث:
الإعجاز التربوي للقرآن الكريم
في سورة الفاتحة
بحث طالب الدراسات العليا
عمر محمد أبوشعالة
[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) - ينظر: منتديات طلبة الكلية التقنية العليا- من أسرار ترتيب القرآن- متاح بتاريخ: 15 - 12 - 2007م على الموقع: http://hct-muscat.net/hct/index.php (http://hct-muscat.net/hct/index.php) .
[2] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) - محمد بن جزي الكلبي- التسهيل لعلوم التنزيل- دار الكتاب العربي- بيروت- ط: 1983م. ص: 10 - 11.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) - سيد قطب- في ظلال القرآن- الناشر المكتبة الشاملة. ج 1 ص 1.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) - المرجع السابق. ص: 7.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) - محمد كمال المويل- التفسير التربوي للقرآن الكريم- متاح بتاريخ 25 - 12 - 2007م على الموقع: http://www.dkamalm.com (http://www.dkamalm.com/) .
[6] (http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) - أمير عبد العزيز- إعجاز القرآن. ص: 205. سبق ذكره.
[7] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref7) - - محمد بن جزي الكلبي- التسهيل لعلوم التنزيل ص: 8. سبق ذكره.
[8] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref8) - محمد كمال المويل- التفسير التربوي للقرآن الكريم سبق ذكره.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref9) - سيد قطب- في ظلال القرآن- الناشر المكتبة الشاملة. ج 1 ص 5.
[10] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref10) - محمد كمال المويل- التفسير التربوي للقرآن الكريم سبق ذكره.
[11] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref11) - ينظر المرجع السابق.
[12] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref12) - سيد قطب – في ظلال القرآن- ص: 7عن المكتبة الشاملة. سبق ذكره.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Aug 2010, 10:03 م]ـ
جميل جدا، شكر الله لكما.
ـ[إيمان]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:08 م]ـ
أحسنت أختي الكريمة وبارك الله فيك على عرض هذه القواعد التربوية
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:48 م]ـ
وجزاكم الله خير د. عصام، وأختي إيمان، وجزا الله الخير الكثير الباحث الكريم عمر فقد أجاد وأفاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[08 Aug 2010, 09:59 م]ـ
ماشاء الله أحسن الله إليك
بالتوفيق دائما إن شاء الله
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:37 ص]ـ
ماشاء الله أحسن الله إليك
بالتوفيق دائما إن شاء الله
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:12 ص]ـ
للفائدة:
تفسير سوره الفاتحه فى 5 دقائق للشيخ الحواشى (مؤثرة)
http://nawafnet.net/file-435.htm
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 12:02 م]ـ
أختي أم عبد الله
ما شاء الله تبارك الله. موضوع ممتاز وعنوان ناجح. أبارك لك نفسك الطويل في النقل والاختصار حول هذا البحث الذي يخص أحد الطلاب المجتهدين.ولكن أختي فإن على الباحث أن يتوقف عند كل جملة بأخذها بغض النظر عن قائلها. إلا أن يكون رسول الله أو من صحابته. وبعد أن يتأكد أن الجملة ذات سند صحيح. فقد ورد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فاعرضوا عمله على الكتاب والسنة.
والآن لنرجع الى ما قمت بنقله من قول الحسن البصري ولنعرض ذلك على العقل والنقل لنتأكد من صحة الكلام المنقول: قال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن في المفصل ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.
والآن يحق لنا أن نتسائل: هل هذه الرواية أولاً صحيحة وإن قائلها هو الحسن البصري؟؟. وثانياً حتى ولو كان القائل الحسن البصري فهل معنى هذه الجملة صحيح؟ أريد أن أفهم. كيف أن الفاتحة تغني عن جميع الكتب المنزلة؟؟ ومن الذي أنزل الكتب المنزلة حتى نحط من قيمتها بهذا الشكل؟؟ وما أدرانا أصلاً أن الكتب المنزلة السابقة لم تكن تحوي سورة الفاتحة؟؟ هل أجمعت الأمة على العلم الذي كان منزلاً في الكتب السابقة ليعلموا أن الفاتحة أعظم نظماً وأدق تفصيلاً وأقوم قيلاً من الفاتحة.؟ من الذي أتانا بعلم الكتب المنزلة وقرأها حتى يخبرنا بذلك الخبر؟؟ هل قال النبي عليه الصلاو السلام ذلك وأخبرنا بعلمه الذي يأتي من الله أن الفاتحة تغني عن علوم القرآن ناهيك عن علوم الكتب السابقة؟؟
ومن أجل أن نصل الى الحق وصحة تلك الجملة فسوف نتسائل أولاً: ما معنى علوم القرآن؟
يقول العلماء أنها العلوم التي تخدم القرآن الكريم، من حيث معرفة أول ما نزل منه وآخر ما نزل، ومن حيث معرفة ما نزل منه قبل الهجرة وما نزل منه بعد الهجرة، ومن حيث معرفة أسباب نزول بعض آياته، ومن حيث معرفة جمعه وترتيبه وعدد آياته، وسوره، و محكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه، وإعجازه، و أمثاله، و أقسامه، و جدله، و قصصه، و تفسيره .. إلى غير ذلك من العلوم التي تتعلق بالقرآن الكريم يشمل كل علم خدم القرآن، أو أُخذ من القرآن، كعلم التفسير، وعلم التجويد، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم"الفقه الإسلامي"، وعلم التوحيد، وعلم الفرائض، وعلم اللغة وغير ذلك.
ولو تسائلنا الآن: هل فعلاً أن سورة الفاتحة تحوي كل هذه العلوم؟ هل صحيح أنها تحمل على الأقل مفاتح هذه العلوم ومقاصدها؟ كيف لي أن أعرف من الفاتحة كإشارة من إشاراتها علم الناسخ والمنسوخ والفقه على تنويعاته وعلم التجويد؟ هل تشير الفاتحة وتلمح الى كل تلك العلوم؟؟
حسناً وماذا بشأن علوم الكتب السابقة التي لا نعلمها أصلاً ولا يعلم ما فيها إلا الله؟؟ هل يحق لمسلم أياً كان علمه أن يحكم على غائب.
الذي أريد أن أصله وأستفيد منه إن شاء الله. هو: أن الباحث يجب أن يكون دقيق الإختيار شديد الدقة فيما يأخذ عنه. ولا تأخذه بذلك عاطفة ولا انجراف. وإني أنتظر من الأخوة المؤصلين رداً على ذلك وبارك الله بعلمكم.وأشكر اختي الفاضلة ثانياً على ما قدمت وإني أعلم أنها ستتوقف متسائلة معي حول هذه المسألة التي نقلتها. وأخبرك يا أخت أم عبد الله أن الكثير ممن يشهد لهم العلم يقولون مثل هذا القول بدون أن يعرضوه على العقول أو النقول.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 12:31 م]ـ
( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
* قاعدة الإعجاز التربوي في التعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أعرفه أن العلماء قد اختلفوا بالبسملة هل هي من الفاتحة أم لا. ولكن هل اختلفوا بأن الاستعاذة من الفاتحة أيضاً؟؟. لقد خصص الباحث قاعدة خاصة للاستعاذة وإن ذلك يوهم أن الاستعاذة من الفاتحة وخاصة أن البحث خصص فقط للفاتحة. لذلك اقتضي التنويه.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:21 ص]ـ
أختي أم عبد الله
وثانياً حتى ولو كان القائل الحسن البصري فهل معنى هذه الجملة صحيح؟ أريد أن أفهم.
كيف أن الفاتحة تغني عن جميع الكتب المنزلة؟؟
ومن الذي أنزل الكتب المنزلة حتى نحط من قيمتها بهذا الشكل؟؟
وما أدرانا أصلاً أن الكتب المنزلة السابقة لم تكن تحوي سورة الفاتحة؟؟ هل أجمعت الأمة على العلم الذي كان منزلاً في الكتب السابقة ليعلموا أن الفاتحة أعظم نظماً وأدق تفصيلاً وأقوم قيلاً من الفاتحة.؟ من الذي أتانا بعلم الكتب المنزلة وقرأها حتى يخبرنا بذلك الخبر؟؟ هل قال النبي عليه الصلاو السلام ذلك وأخبرنا بعلمه الذي يأتي من الله أن الفاتحة تغني عن علوم القرآن ناهيك عن علوم الكتب السابقة؟؟
ومن أجل أن نصل الى الحق وصحة تلك الجملة فسوف نتسائل أولاً: ما معنى علوم القرآن؟
يقول العلماء أنها العلوم التي تخدم القرآن الكريم، من حيث معرفة أول ما نزل منه وآخر ما نزل، ومن حيث معرفة ما نزل منه قبل الهجرة وما نزل منه بعد الهجرة، ومن حيث معرفة أسباب نزول بعض آياته، ومن حيث معرفة جمعه وترتيبه وعدد آياته، وسوره، و محكمه و متشابهه و ناسخه و منسوخه، وإعجازه، و أمثاله، و أقسامه، و جدله، و قصصه، و تفسيره .. إلى غير ذلك من العلوم التي تتعلق بالقرآن الكريم يشمل كل علم خدم القرآن، أو أُخذ من القرآن، كعلم التفسير، وعلم التجويد، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم"الفقه الإسلامي"، وعلم التوحيد، وعلم الفرائض، وعلم اللغة وغير ذلك.
ولو تسائلنا الآن: هل فعلاً أن سورة الفاتحة تحوي كل هذه العلوم؟ هل صحيح أنها تحمل على الأقل مفاتح هذه العلوم ومقاصدها؟ كيف لي أن أعرف من الفاتحة كإشارة من إشاراتها علم الناسخ والمنسوخ والفقه على تنويعاته وعلم التجويد؟ هل تشير الفاتحة وتلمح الى كل تلك العلوم؟؟
حسناً وماذا بشأن علوم الكتب السابقة التي لا نعلمها أصلاً ولا يعلم ما فيها إلا الله؟؟ هل يحق لمسلم أياً كان علمه أن يحكم على غائب.
الذي أريد أن أصله وأستفيد منه إن شاء الله. هو: أن الباحث يجب أن يكون دقيق الإختيار شديد الدقة فيما يأخذ عنه. ولا تأخذه بذلك عاطفة ولا انجراف. وإني أنتظر من الأخوة المؤصلين رداً على ذلك وبارك الله بعلمكم.وأشكر اختي الفاضلة ثانياً على ما قدمت وإني أعلم أنها ستتوقف متسائلة معي حول هذه المسألة التي نقلتها. وأخبرك يا أخت أم عبد الله أن الكثير ممن يشهد لهم العلم يقولون مثل هذا القول بدون أن يعرضوه على العقول أو النقول.
أخي الكريم لن أقف لأتساءل معك فالأمر محسوم في وجهة نظري فما ورد عن الحسن البصري لا يعارض العقل ولا النقل.
فمعلوم فضل القرآن على الكتب السماوية وفضل أم الكتاب.
ولكن لكل إنسان وجهة نظر، وأظن بإذن الله تعالى أنك سترجع لتفكر جيدا في ما قاله الحسن البصري وترى أهميته وفائدته.
والحمد لله لقد شارك قبلك الدكتور عصام العويد فلم يرى بأسا في ما كتب، وبدوري أحيل السؤال إليه، وبإمكانك أن تسأل الدكتور محمد الربيعة أيضا لما اهتم بما قاله الحسن البصري:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8866
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:29 ص]ـ
فمعلوم فضل القرآن على الكتب السماوية وفضل أم الكتاب.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8866
وهل فهمت من كلامي أنني انتقص فضل أم الكتاب أم فضل الكتب السابقة؟؟؟؟
ولكن بما أن المسألة محسومة لديك فهذا شأنك فهي ليست كذلك عندي. ولا أظنها محسومة عند غيري.حتى إن هذا الأمر الذي عرضته ليس فيه وجهة نظر. لقد تسائلت أسئلة وأريد لها جواباً علمياً.وليس عاطفة.ثم أين هي النقول التي تدعمين بها ذلك الرأي الذي هو أصلاً ليس رأيك بل رأي من كتبه؟؟ .. ؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Aug 2010, 04:03 ص]ـ
وهل فهمت من كلامي أنني انتقص فضل أم الكتاب أم فضل الكتب السابقة؟؟؟؟
ولكن بما أن المسألة محسومة لديك فهذا شأنك فهي ليست كذلك عندي. ولا أظنها محسومة عند غيري.حتى إن هذا الأمر الذي عرضته ليس فيه وجهة نظر. لقد تسائلت أسئلة وأريد لها جواباً علمياً.وليس عاطفة.ثم أين هي النقول التي تدعمين بها ذلك الرأي الذي هو أصلاً ليس رأيك بل رأي من كتبه؟؟ .. ؟؟؟
أخي الكريم: تيسير وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
الأسئلة التي تفضلت بها وجيهة، وتصب في صلب الموضوع؛ وتلك المقالة حتى لو صحت عن الحسن البصري ففيها مبالغة عجيبة؛ والفاتحة - كما تفضلت - لا شك أنها فضيلة وأن فيها من المعاني ما الله به عليم، ولكنها لا تغني عن بقية كتاب الله تعالى ..
يضاف إلى ذلك أن من أعطاه الله تعالى أنفا طويلا وحاسة شم قوية فإنه يشم في تلك المقالة رائحة صوفية وشيعية قوية؛ وهناك نقول عن كبار المتصوفة الحلولية، ومشايخ شيعية؛ بل وحتى البهائية، تتطابق مع تلك المقالة وتزيد عليها بأن سر الفاتحة في البسملة، وأن سر البسملة في حرف الباء وأن سر الباء في النقطة وأن فلان أو علان هو تلك النقطة كل على حسب معبوده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:32 ص]ـ
أخي الكريم: تيسير وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
الأسئلة التي تفضلت بها وجيهة، وتصب في صلب الموضوع؛ وتلك المقالة حتى لو صحت عن الحسن البصري ففيها مبالغة عجيبة؛ والفاتحة - كما تفضلت - لا شك أنها فضيلة وأن فيها من المعاني ما الله به عليم، ولكنها لا تغني عن بقية كتاب الله تعالى ..
يضاف إلى ذلك أن من أعطاه الله تعالى أنفا طويلا وحاسة شم قوية فإنه يشم في تلك المقالة رائحة صوفية وشيعية قوية؛ وهناك نقول عن كبار المتصوفة الحلولية، ومشايخ شيعية؛ بل وحتى البهائية، تتطابق مع تلك المقالة وتزيد عليها بأن سر الفاتحة في البسملة، وأن سر البسملة في حرف الباء وأن سر الباء في النقطة وأن فلان أو علان هو تلك النقطة كل على حسب معبوده.
إذن أجب على أسئلته الوجيهة، بالأدلة إذا سمحت.
مع ملاحظة التالي:
قال صاحب الاتقان، وأفكار صاحب الاتقان وتوجهاته معروفة للجميع وكذلك علمه الغزير، قال:
وقال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن الفاتحة، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على اله تعالى بما هوأهله، وعلى التعبد والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخلوعن أحد هذه الأمور. وقال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله تعالى. فقوله (الحمد لله رب العالمين يدل على الإلهيات، وقوله (مالك يوم الدين يدل على المعاد، وقوله (إياك نعبد وإياك نستعين يدل على نفي الخبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره، وقوله (إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات. فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها سميت أم القرآن" أهـ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:12 ص]ـ
إذن أجب على أسئلته الوجيهة، بالأدلة إذا سمحت.
مع ملاحظة التالي:
قال صاحب الاتقان، وأفكار صاحب الاتقان وتوجهاته معروفة للجميع وكذلك علمه الغزير، قال:
وقال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن الفاتحة، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على اله تعالى بما هوأهله، وعلى التعبد والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخلوعن أحد هذه الأمور. وقال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله تعالى. فقوله (الحمد لله رب العالمين يدل على الإلهيات، وقوله (مالك يوم الدين يدل على المعاد، وقوله (إياك نعبد وإياك نستعين يدل على نفي الخبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره، وقوله (إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات. فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها سميت أم القرآن" أهـ
أختي الفاضلة أم عبد الله
أولاً يا أختي المشاركة هذه منقولة أنت من قمت بنقلها مشكورة بتصرف منك. وثانياً فلا داع أبداً أن تكوني محامية دفاع عن كلام أقل ما يمكن أن نقول فيه أنه غير مقدس ويجوز لنا أن ننتقده كيف نشاء بحدود النقاش العلمي المسئول. وثالثاً أختي في الله هذه الأسئلة الوجيهة التي سألتها أنت من يجب أن يجيب عليها بعلمية وسعة صدر وبدون استباق النتائج وليس أنا ولا الأستاذ ابراهيم فهي تساؤلات استنكارية لمن يدعي الإحاطة بالكتب السابقة الغيبية بالنسبة لنا. ورابعاً يا أختي انظري أيضاً ماذا يقول الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله تعالى. وهذا القول أيضاً ليس بصحيح لأن هناك مقاصد أربع للشريعة الإسلامية وهي حفظ المال والنفس والدين والعقل. والقرآن والسنة جاءت لحفظ تلك الأربع فانظري الى قوله حفظك الله فهل تلك الأربع التي ذكرها تشمل المقاصد جميعها؟؟ وهل قوله هذا معلوم في الدين بالضرورة لا يُعرض على طاولة نقاش؟؟؟ أتذكر أختي جيداً أنك قلت أنك طالبة علم وطالبة العلم حق لها أن سأل ما تشاء لا أن تقرر ما تشاء أو تقرر ما لم يقرره حتى العلماء فانظري ماذا قلت: (أخي الكريم لن أقف لأتساءل معك فالأمر محسوم في وجهة نظري). فهل هذه هي منهجيّة طالب العلم هداك الله؟؟؟
فنحن كلنا هنا أختي في الله طلاب علم وندعو الأخوة أصحاب العلم أن لا يتغيّبوا عنّا في مثل هذا النقاش. وبارك الله بك أختي الفاضلة. وأشكر الأستاذ ابراهيم على ما تفضل. وأشكر مشاركته بهذا الموضوع المهم. وأدعوه أيضاً لمناقشة قول الإمام فخر الدين أيضاً والذي لا يخرج قوله أيضاً عن الإطار الذي ذكرناه من عدم التثبت والمبالغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:15 م]ـ
إذن أجب على أسئلته الوجيهة، بالأدلة إذا سمحت.
مع ملاحظة التالي:
قال صاحب الاتقان، وأفكار صاحب الاتقان وتوجهاته معروفة للجميع وكذلك علمه الغزير، قال:
وقال الحسن البصري: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن الفاتحة، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على اله تعالى بما هوأهله، وعلى التعبد والنهي، وعلى الوعد والوعيد، وآيات القرآن لا تخلوعن أحد هذه الأمور. وقال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله تعالى. فقوله (الحمد لله رب العالمين يدل على الإلهيات، وقوله (مالك يوم الدين يدل على المعاد، وقوله (إياك نعبد وإياك نستعين يدل على نفي الخبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره، وقوله (إهدنا الصراط المستقيم إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات. فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها سميت أم القرآن" أهـ
أختي الكريمة: نقولاتك رائعة وجميلة؛ لكنك تنغصينها قليلا من أوجه:
1 - أنك تسلمين بها وكأنها وحي؛ في حين أن السلف القائلين بها لم يقصدوا ذلك وإن كان هو ظاهر اللفظ إلا أنهم أطلقوها لعلمهم بما تقرر عند طلبة العلم من فهم تلك الإطلاقات، وأنها ليست إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ.
2 - أنك تحكمين في بداية الحوار وتصلين إلى الزبدة في حين أن الراعي لا زال يبادل يديه في الضروع استجلابا للحليب.
وهذا الاستعجال يسير بالنقاش بعيدا عن المسار الذي ينبغي أن يسلكه.
3 - أن في بعض ألفاظك شدة ينبغي تجنبها في الحوار المفيد؛ وقد ألمحت لك في نقاش سابق؛ ويسر لك تيسير ما ألمحت لك.
4 - عندما رجعت - كما في النقاش السابق - لما نقلت عن الحسن؛ وعزوته لما في الإتقان الذي عزاه للبيهقي وجدت لفظ البيهقي - كما في الشعب دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1410 تحقيق: محمد بسيوني زغلول - عن الحسن قال: أنزل الله عز وجل مائة و أربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة منها التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ثم أودع علوم التوراة و الإنجيل والزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصل ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة.
وهذا النقل عن الحسن يرد عليه من أوجه:
أ - أن في سند البيهقي رحمه الله تعالى رجالا تكلم فيهم وبعضهم ضعف.
ب - أن في المتن نكارة ظاهرة بينة تتضح في نقاط:
النقطة الأولى: تحديد عدد الكتب، وهذا من الغيب الذي لا بد له من نص مرفوع.
النقطة الثانية: تحديد تسلسل نقل المعاني من الكتب إلى الأربعة ثم إلى القرآن ثم إلى المفصل ثم إلى الفاتحة ..
النقطة الثالثة: بناء النتيجة على النقطتين السابقتين وهي أن من علم تفسير الفاتحة كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.
ج - أنه حتى لو صح عن الحسن رحمه الله تعالى هذا القول فإنه مردود بالأدلة السابقة وغيرها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:08 م]ـ
كنت أعتقد أن يدخل الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري للمشاركة بهذا الموضوع وخاصة أنه تطرق مع ضيفه الى قريب منه في التفسير المباشر لسورة الفاتحة في أول حلقة. حيث كان لي بعض الملاحظات حول ما تفضل به الدكتور عويض. ومن هذه الملاحظات بعض ما جاءت به ناقلة هذا الموضوع الأخت أم عبد الله. ولكني لم أجد فائدة في طرح أي ملاحظة حول ذلك لعدم الإتصال مع البرنامج.
نسأل الله التوفيق والسداد والخير للجميع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:36 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت أعتقد أن يدخل الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري للمشاركة بهذا الموضوع وخاصة أنه تطرق مع ضيفه الى قريب منه في التفسير المباشر لسورة الفاتحة في أول حلقة. حيث كان لي بعض الملاحظات حول ما تفضل به الدكتور عويض. ومن هذه الملاحظات بعض ما جاءت به ناقلة هذا الموضوع الأخت أم عبد الله. ولكني لم أجد فائدة في طرح أي ملاحظة حول ذلك لعدم الإتصال مع البرنامج. نسأل الله التوفيق والسداد والخير للجميع.
بارك الله فيكم أخي تيسير ونفع بكم. ولعلك تذكر ما لاحظته في الحلقة نفسها على هذا الرابط هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21317) فالمجال مفتوح للنقاش العلمي.
وأما ما تفضلت الأخت أم عبدالله بنقله تحت عنوان (القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة) فهي ناقلة، وليست بالضرورة متبنيةً لما فيه.
وقد استوقفني العنوان واستغربته ولم أجده مناسباً بعد قراءة بحث الأخ الطالب، فهو ليس قواعد بالمعنى الاصطلاحي وإنما هي أوجه مذكورة في كتب التفسير تبين ما تتضمنه هذه السورة العظيمة من معانٍ عظيمة قام الطالب بجمعها وتسميتها (القواعد الكلية للإعجاز التربوي) وهي تسمية - من وجهة نظري - غير علمية. فكونها قواعد فيه نظر حيث لا ينطبق عليها معنى القاعدة الاصطلاحية، ثم كونها كلية كذلك، ثم كونها للإعجاز التربوي كذلك، ولا يوجد في البحث أثر لعلم التربية كعلم، وإنما هي خواطر كتبها الأخ الباحث وأطلق عليها هذا الوصف، ولم أجد في الكتابات المتوفرة عن الإعجاز التربوي ما يصلح نموذجاً للكتابات الجيدة في هذا الباب المستحدث.
وأما الأثر الذي استنكرت معناه أخي تيسير والمنسوب للحسن البصري فهو فهمٌ فهمه الحسن البصري وفهمه غيره من كون سورة الفاتحة أعظم سورة القرآن الكريم، مما يدل على اشتمالها على تلك المعاني التي يذكرها العلماء، وهذا لا يعني أنها تغني عن القرآن ولم يقل بذلك إلا أحدٌ، ومثلها قول الشافعي: لو لم ينزل على الناس إلا سورة العصر لكفتهم أو نحو ذلك، فهذا يفهم على ظاهره دون الدخول في هذه الفلسفات. وأما البحث عن الأسانيد لكل عبارة تنقل عن العلماء في كتب العلم فهذا نوعٌ من التنطع العلمي أخي الحبيب ولو علمنا به لأسقطنا الكثير من العلم، وقد تكلم عن هذا الدكتور حاتم الشريف العوني وفقه الله في بحوث قيمة له منشورة في ملتقى أهل التفسير ليتكم تتكرمون بقراءتها.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي تيسير ونفع بكم. ولعلك تذكر ما لاحظته في الحلقة نفسها على هذا الرابط هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21317) فالمجال مفتوح للنقاش العلمي.
وأما البحث عن الأسانيد لكل عبارة تنقل عن العلماء في كتب العلم فهذا نوعٌ من التنطع العلمي أخي الحبيب ولو علمنا به لأسقطنا الكثير من العلم، وقد تكلم عن هذا الدكتور حاتم الشريف العوني وفقه الله في بحوث قيمة له منشورة في ملتقى أهل التفسير ليتكم تتكرمون بقراءتها.
متى كان التبين والتثبت في الأخبار نوعا من التنطع؛ وقد أمر الله تعالى بذلك في محكم كتابه؟
إن البحث في صحة نسبة الأقوال إلى قائليها هو من صفات هذه الأمة التي تميزت بها عن غيرها ..
ولو أدى ذلك إلى إسقاط الكثير من العلم فليسقط؛ فما هي فائدة علم لم يثبت ولم يصح؟
ثم إن رد الباطل حتى لو صح عن أئمة معرفين هو أيضا صفة حميدة اتصفت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:40 ص]ـ
يا أخي الكريم لاحظ ما يلي:
أختي الكريمة: نقولاتك رائعة وجميلة؛ لكنك تنغصينها قليلا من أوجه:
1 - أنك تسلمين بها وكأنها وحي؛ في حين أن السلف القائلين بها لم يقصدوا ذلك وإن كان هو ظاهر اللفظ إلا أنهم أطلقوها لعلمهم بما تقرر عند طلبة العلم من فهم تلك الإطلاقات، وأنها ليست إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ.
هل فهمت إني أرى أن القول العلمي لا يحتمل الخطأ لأني تبنيت قولا لأهل العلم، فإذن أنت ستتعرض لمشكلة في مشاركات كل الاخوة في الملتقى وأنت تقرأ.
2 - أنك تحكمين في بداية الحوار وتصلين إلى الزبدة في حين أن الراعي لا زال يبادل يديه في الضروع استجلابا للحليب.
وهذا الاستعجال يسير بالنقاش بعيدا عن المسار الذي ينبغي أن يسلكه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بصراحة لم يسبق لي أن حلبت شاة ولا بقر، حتى أفهم المثال، وإن تقصد أني أتعجل فأنت من تتعجل بإطلاق الأحكام، ولتكن ألفاظك علمية لأبعد حد.
3 - أن في بعض ألفاظك شدة ينبغي تجنبها في الحوار المفيد؛ وقد ألمحت لك في نقاش سابق؛ ويسر لك تيسير ما ألمحت لك.
لا أجد شدة بل هكذا يجب أن أتحدث من الرجال، واللطف أدخره لربات الحجال.
وأنت كلما شاركت في أي مشاركة في موضوعاتي التي أطرحها انزعجت، فاترك المشاركة، لا تشارك في موضوعاتي ولن أشارك في موضوعاتك، فهذا أفضل لك.
4 - عندما رجعت - كما في النقاش السابق - لما نقلت عن الحسن؛ وعزوته لما في الإتقان الذي عزاه للبيهقي وجدت لفظ البيهقي - كما في الشعب دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1410 تحقيق: محمد بسيوني زغلول - عن الحسن قال: أنزل الله عز وجل مائة و أربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة منها التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ثم أودع علوم التوراة و الإنجيل والزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصل ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة.
وهذا النقل عن الحسن يرد عليه من أوجه:
أ - أن في سند البيهقي رحمه الله تعالى رجالا تكلم فيهم وبعضهم ضعف.
ب - أن في المتن نكارة ظاهرة بينة تتضح في نقاط:
النقطة الأولى: تحديد عدد الكتب، وهذا من الغيب الذي لا بد له من نص مرفوع.
النقطة الثانية: تحديد تسلسل نقل المعاني من الكتب إلى الأربعة ثم إلى القرآن ثم إلى المفصل ثم إلى الفاتحة ..
النقطة الثالثة: بناء النتيجة على النقطتين السابقتين وهي أن من علم تفسير الفاتحة كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.
ج - أنه حتى لو صح عن الحسن رحمه الله تعالى هذا القول فإنه مردود بالأدلة السابقة وغيرها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
بالنسبة لما قاله زغلول:
قال صاحب أضواء البيان:
وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه نزل على رسوله هذا الكتاب العظيم تبياناً لكل شيء. وبين ذلك في غير هذا الموضع، كقوله: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38] على القول بأن المراد بالكتاب فيها القرآن. أما على القول بأنه اللوح المحفوظ. فلا بيان بالآية. وعلى كل حال فلا شك أن القرآن فيه بيان كل شيء. والسنة كلها تدخل في آية واحدة منه. وهي قوله تعالى: {وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا} [الحشر: 7].
وقال السيوطي في «الإكليل في استنباط التنزيل» قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} وقال {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتنة» قيل: وما المخرج منها؟ قال: «كتب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم» أخرجه الترمذي، وغيره وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن. فإن فيه خبر الأولين والآخرين. قال البيهقي: اراد به أصول العلم. وقال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب، أودع علومها أربعة: التوارة، والإنجيل، والزبور، والفرقان. ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان، ثم أودع علوم القرآن: المفصل، ثم أودع علوم المفصل: فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير الكتب المنزلة.
أخرجه البيهقي «في الشعب».
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Aug 2010, 01:38 ص]ـ
يا أخي الكريم لاحظ ما يلي:
بالنسبة لما قاله زغلول:
قال صاحب أضواء البيان:
وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه نزل على رسوله هذا الكتاب العظيم تبياناً لكل شيء. وبين ذلك في غير هذا الموضع، كقوله: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38] على القول بأن المراد بالكتاب فيها القرآن. أما على القول بأنه اللوح المحفوظ. فلا بيان بالآية. وعلى كل حال فلا شك أن القرآن فيه بيان كل شيء. والسنة كلها تدخل في آية واحدة منه. وهي قوله تعالى: {وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا} [الحشر: 7].
وقال السيوطي في «الإكليل في استنباط التنزيل» قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} وقال {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتنة» قيل: وما المخرج منها؟ قال: «كتب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم» أخرجه الترمذي، وغيره وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن. فإن فيه خبر الأولين والآخرين. قال البيهقي: اراد به أصول العلم. وقال الحسن البصري: أنزل الله مائة وأربعة كتب، أودع علومها أربعة: التوارة، والإنجيل، والزبور، والفرقان. ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان، ثم أودع علوم القرآن: المفصل، ثم أودع علوم المفصل: فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير الكتب المنزلة.
أخرجه البيهقي «في الشعب».
أختي الكريمة: أفهم من كلامك بعض الغضب.
رمضانا كريما؛ وأسأل الله تعالى أن يكون ما تكتبين في ميزان حسناتك، وليس العيب في أن نختلف فالخلاف وارد، وخاصة في مثل هذه الأمور ..
جعلني الله وإياك من الباحثين عن الحق ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ولك ما أمرتني به من عدم كتابتي في مواضيعك، وأستسمحك إن كنت أسأت التعبير فإنما ذلك لعدم قدرتي على اختيار الألفاظ المناسبة ضعفا لغويا ومن غير قصد مني إن كان ثم شيء من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Aug 2010, 11:26 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي تيسير ونفع بكم. ولعلك تذكر ما لاحظته في الحلقة نفسها على هذا الرابط هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21317) فالمجال مفتوح للنقاش العلمي.
وأما ما تفضلت الأخت أم عبدالله بنقله تحت عنوان (القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة) فهي ناقلة، وليست بالضرورة متبنيةً لما فيه.
وقد استوقفني العنوان واستغربته ولم أجده مناسباً بعد قراءة بحث الأخ الطالب، فهو ليس قواعد بالمعنى الاصطلاحي وإنما هي أوجه مذكورة في كتب التفسير تبين ما تتضمنه هذه السورة العظيمة من معانٍ عظيمة قام الطالب بجمعها وتسميتها (القواعد الكلية للإعجاز التربوي) وهي تسمية - من وجهة نظري - غير علمية. فكونها قواعد فيه نظر حيث لا ينطبق عليها معنى القاعدة الاصطلاحية، ثم كونها كلية كذلك، ثم كونها للإعجاز التربوي كذلك، ولا يوجد في البحث أثر لعلم التربية كعلم، وإنما هي خواطر كتبها الأخ الباحث وأطلق عليها هذا الوصف، ولم أجد في الكتابات المتوفرة عن الإعجاز التربوي ما يصلح نموذجاً للكتابات الجيدة في هذا الباب المستحدث.
وأما الأثر الذي استنكرت معناه أخي تيسير والمنسوب للحسن البصري فهو فهمٌ فهمه الحسن البصري وفهمه غيره من كون سورة الفاتحة أعظم سورة القرآن الكريم، مما يدل على اشتمالها على تلك المعاني التي يذكرها العلماء، وهذا لا يعني أنها تغني عن القرآن ولم يقل بذلك إلا أحدٌ، ومثلها قول الشافعي: لو لم ينزل على الناس إلا سورة العصر لكفتهم أو نحو ذلك، فهذا يفهم على ظاهره دون الدخول في هذه الفلسفات. وأما البحث عن الأسانيد لكل عبارة تنقل عن العلماء في كتب العلم فهذا نوعٌ من التنطع العلمي أخي الحبيب ولو علمنا به لأسقطنا الكثير من العلم، وقد تكلم عن هذا الدكتور حاتم الشريف العوني وفقه الله في بحوث قيمة له منشورة في ملتقى أهل التفسير ليتكم تتكرمون بقراءتها.
أشكرك أخي الكريم د. عبدالرحمن الشهري على ما أضفته وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك.
ووفق الله تعالى هذا الملتقى العلمي ورزقه الأعضاء الذين همهم الأول هو الحق لخدمة كتاب الله تعالى، ولا يقصدون الإساءة، ولا يقصدون الانتقام ممن عارضهم، ويفهمون أن القرآن الكريم له مكانته، وأن أهل العلم يتمنون أن تناقش كتبهم أو مواضيعهم بتجرد وموضوعية قبل لقاء الله تعالى.
أما بحث الطالب، فصدقا لا أستطيع أن أتبنى كل كلمة في كل بحث، لأن كتاب الله تعالى تفرد بالكمال وهو الأحق بذلك، ولكن للطالب في وجهة نظري جهد مشكور، وقضية القواعد، نجد أن الدكتور عمر المقبل مثلا أفرد موضوعا هنا في غاية الروعة عن القواعد القرآنية، وليس ببعيد عن سورة الفاتحة أن تكون قواعد على قصرها، فقد اختزلت علما جما وفوائد عديدة عزيزة، وقد أشار الدكتور الفاضل محمد الخضيري، إلى تميز القرآن بذكر الأمور الأخلاقية، وأشار إلى أن الفقه يفتقر لذلك فهو أحكام، وقد شدني قوله وبحثت في هذا الموضوع الشيق (في برنامج بينات لهذا العام).
جزاكم الله خيرا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:56 م]ـ
بارك الله فيكم أخي تيسير ونفع بكم. ولعلك تذكر ما لاحظته في الحلقة نفسها على هذا الرابط هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21317) فالمجال مفتوح للنقاش العلمي.
وأما ما تفضلت الأخت أم عبدالله بنقله تحت عنوان (القواعد الكلية للإعجاز التربوي في سورة الفاتحة) فهي ناقلة، وليست بالضرورة متبنيةً لما فيه.
وقد استوقفني العنوان واستغربته ولم أجده مناسباً بعد قراءة بحث الأخ الطالب، فهو ليس قواعد بالمعنى الاصطلاحي وإنما هي أوجه مذكورة في كتب التفسير تبين ما تتضمنه هذه السورة العظيمة من معانٍ عظيمة قام الطالب بجمعها وتسميتها (القواعد الكلية للإعجاز التربوي) وهي تسمية - من وجهة نظري - غير علمية. فكونها قواعد فيه نظر حيث لا ينطبق عليها معنى القاعدة الاصطلاحية، ثم كونها كلية كذلك، ثم كونها للإعجاز التربوي كذلك، ولا يوجد في البحث أثر لعلم التربية كعلم، وإنما هي خواطر كتبها الأخ الباحث وأطلق عليها هذا الوصف، ولم أجد في الكتابات المتوفرة عن الإعجاز التربوي ما يصلح نموذجاً للكتابات الجيدة في هذا الباب المستحدث.
وأما الأثر الذي استنكرت معناه أخي تيسير والمنسوب للحسن البصري فهو فهمٌ فهمه الحسن البصري وفهمه غيره من كون سورة الفاتحة أعظم سورة القرآن الكريم، مما يدل على اشتمالها على تلك المعاني التي يذكرها العلماء، وهذا لا يعني أنها تغني عن القرآن ولم يقل بذلك إلا أحدٌ، ومثلها قول الشافعي: لو لم ينزل على الناس إلا سورة العصر لكفتهم أو نحو ذلك، فهذا يفهم على ظاهره دون الدخول في هذه الفلسفات. وأما البحث عن الأسانيد لكل عبارة تنقل عن العلماء في كتب العلم فهذا نوعٌ من التنطع العلمي أخي الحبيب ولو علمنا به لأسقطنا الكثير من العلم، وقد تكلم عن هذا الدكتور حاتم الشريف العوني وفقه الله في بحوث قيمة له منشورة في ملتقى أهل التفسير ليتكم تتكرمون بقراءتها.
بارك الله بفضيلتكم على ما قدمتموه من توضيح.والحمد لله على سلامتكم أولاً. وأشكر دوماً أدبكم الجم وخلقكم الرفيع في حسن الرد وحسن الإجابة.
البسنا الله تعالى ثوب العافية جميعاً وجعلنا ممن يبتغي وجه الله في كل شيء. والحمد لله رب العالمين(/)
تحقيق علمي
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:14 م]ـ
أود من أهل العلم الإفادة عن تفسير الإمام ابن العربي المالكي (أحكام القرآن) هل حقق تحقيقاً علمياً أم لا؟؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:06 ص]ـ
التعريف بكتب التفسير وطبعاتها / ثالثاً: كتب أحكام القرآن. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20250)
صدر حديثاً (أحكام القرآن الصغرى) لابن العربي المالكي (ت543هـ) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=6217)
ـ[المنصور]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:49 ص]ـ
في اتصال هاتفي مع أخي الدكتور عبد اللطيف الجيلاني أفادني أن الكتاب قيد التحقيق، وهذا الاتصال كان قبل سنوات عدة، ثم هاتفته قبل سنتين تقريبا فأفادني بنفس الكلام، وكأني فهمت من كلامه أنه أحد مشاريع الدراسات العليا في إحدى الجامعات المغربية، بإشراف الدكتور الشاهد بوشيخي.
هذا الكلام كله من الذاكرة. وإن كان هناك وهم فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله تعالى
إنما أردت الفائدة
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[02 Aug 2010, 10:47 م]ـ
أشكر الأستاذين الكريمين حاتم القرشي والمنصور،
ولكن بالرجوع للرابط المذكور لم أجد بغيتي ...
وبالنسبة لكلام المنصور فهو يحوم حول الحمى
ولم يفد بيقين،،،،
أرجو من بقية الإخوة الإفادة
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[05 Aug 2010, 03:14 م]ـ
أود من أساتذتي الكرام وخاصة من أهل المغرب، وعلى رأسهم الدكتور الفاضل/ مصطفى فوضيل، الإفادة عن تحقيق تفسير الإمام ابن العربي (أحكام القرآن)، وهل يمكن الإفادة بمخطوطاته وأماكن وجودها، أو أي معلومات عنها.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:16 ص]ـ
أود من الإخوة الأكارم الإفادة عن أحكام القرآن للقاضي ابن العربي، شاكراً ومقدراً.
مخطوطات الكتاب/ التحقيقات له/ الدراسات حوله/ أي معلومات أخرى ...
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[11 Oct 2010, 05:24 م]ـ
ها أنذا أكرر طلبي، وكلي أمل في كرم الإخوة أعضاء الملتقى، فأرجو الإفادة بأي فائدة ولو يسيرة، عن كتاب أحكام القرآن للقاضي أبي بكر ابن العربي المالكي، ولا سيما من إخوتنا المغاربة الأعضاء في هذا الملتقى المبارك، فأي فائدة تهمنا مهما كانت، وأيا كانت، وأين كانت، فلعل هناك مشروعا علميا كبيرا لتحقيق هذا السفر، لعله يبدأ قريباً.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[24 Dec 2010, 10:37 ص]ـ
ما زال السؤال قائماً، وقد تعب، وآن له أن يستريح، لكنها استراحة محارب، سرعان ما يعود إلى فرسه وميدانه،
فهل من مفيد يا أهل التجويد (بمعناه اللغوي)(/)
دورة "المنهجية في علم التفسير"
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:45 م]ـ
دورة "المنهجية في علم التفسير"
عصام بن صالح العويد
الجزء الأول
http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir1.rar (http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir1.rar)
الجزء الثاني
http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir2.rar (http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir2.rar)
الجزء الثالث
http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir3.rar (http://www.quran-hayat.com/m-elmal.tafsir3.rar)
ـ[إيمان]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
(تأثير القرآن) .. الشيخ / عبدالكريم الخضير .. حديث إلى القلب!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Aug 2010, 12:26 ص]ـ
كلام الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير وفقه الله .. مما يدخل إلى القلوب ويؤثر في النفوس .. لاتكاد تجد فيه تكلفا أو تشدقا أو تقعرا ..
كلامه - حفظه الله - واضح يسير ميسر .. وهو من السهولة بحيث لايحتاج إلى من يشرحه أو يبينه - غالبا -.
قرأت تعليقه - وفقه الله - (تأثير القرآن) .. فوجدت أني أقرأه بقلبي لابنظري ..
والله عجيب!!.
الموضوع لايحتاج إلى تعليق .. فدونكم إياه:
تأثير القرآن
الشيخ: عبد الكريم الخضير
"وعن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بالطور في المغرب"، وفي بعض روايات حديث جبير: " فكاد قلبي أن يطير "، وفي بعضها: " وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي "، وهذا الحديث متفق عليه.
جبير بن مطعم لما جاء في فداء الأسرى بعد غزوة بدر لم يكن مسلماً، فسمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور، سورة الطور مؤثرة لا سيما من يتدبر ويفقه المعاني، مؤثرة " كاد قلبه أن يطير " وهو كافر، ومع الأسف أن بعض المسلمين أو كثير من المسلمين وبعض طلاب العلم تقرأ سورة الطور ولا كأن شيئاً قد حصل، لا تحرك ساكناً، وكافر كاد قلبه أن يطير {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} [(82) سورة المائدة] بأي شيء؟، لماذا صاروا أقرب إلى المسلمين مودة؟ في الآية التي تليها: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ} [(83) سورة المائدة]، فكيف بالمسلم الذي تقرأ عليه الآيات التي لو أنزلت على جبل لرأيته متصدعاً، ومع ذلك تقرأ هذه الآيات وهذه السور على المسلمين في الصلوات، ويقرؤونها في النوافل، ويقرؤونها في القراءة - قراءة القرآن -، ولا كأن شيئاً حصل، ولا شك أن هذا سببه ما ران على القلوب.
الحسن البصري يقول: " ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن: في الصلاة، وعند قراءة القرآن، والذكر، فإن وجدته وإلا فاعلم أن الباب مغلق "، طيب الباب مغلق؟!، نجزم بأن الباب مغلق، لكن نرجع، وجدنا الباب مغلق ونرجع وإلا نحاول؟، نقول: خلاص ما دام مغلق ما في فائدة؟، أو نحاول فتح الباب؟ .. نحاول فتح الباب بلا شك، وإلا كل إنسان يجد من نفسه هذا الأمر، والله ما كأننا إلا نقرأ في صحيفة، نقرأ القرآن ولا يحرك ساكناً، نصلي ونخرج كما دخلنا، نخرج من الصلاة بلا شيء، لا بالعشر ولا بما دونه، وقد لا ينتبه الإنسان أنه يصلي إلا إذا حصل شيء يثيره لأمر خارجي لا داخلي، نصلي وراء الإمام ولا نعلم أننا نصلي في صلاة التهجد إلا إن بكى الإمام أو بكى أحد، تحركت القلوب، وعرفنا أننا نصلي، وإلا فالقلوب سارحة غافلة.
وقل مثل هذا في تلاوة القرآن أحياناً يبدأ الإنسان بالسورة ويختمها ما عرف كيف قرأ؟، ولا يدري هل فتح ورقة وإلا ورقتين؟، وإذا تحرك شيء لا يدري هل هو في الصفحة اليمنى أو اليسرى؟، هذا هو الواقع، يعني لو كابر الإنسان وغالط ما ينفع؛ لأنك تتعامل مع من يعلم السر وأخفى، لو تظاهرت أمام الناس أنك خاشع أو متخشع أو شيء من ذلك مثل هذا لا يجدي، بل يضر ولا ينفع.
المصدر: شرح: المحرر – كتاب الصلاة (16)
http://www.khudheir.com/text/5364
ـ[سارونا النور]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:19 ص]ـ
كلام رائع واتمنى من المولى القدير أن يثبت قلوبنا على الأيمان ويجعلنا من اهل الجنه ويبعدنا عن النيران. اللهم آمين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:08 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:19 م]ـ
نفعنا الله ورفعنا بالقرآن أجمعين، ورزقنا العلم والعمل به.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 10:40 م]ـ
فعلا انه كلام صادق ... من القلب الى القلب.
اللهم اغفر لنا وارزقنا تدبرا لكتابك فنكون من الذين قلت فيهم (ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب).
ـ[هبة المنان]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفعنا الله بعلم الشيخ وأطال في عمره على طاعته ...(/)
بمناسبة قرب حلول شهر رمضان
ـ[محمد العلوي]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:24 ص]ـ
اخوتي:
بمناسبة قرب حلول هذا الشهر الكريم،،
اقترح عليكم يا أهل التفسير طريقة في دراسة أحكام هذا الشهر من خلال قراءة تفسير آيات الأحكام للإمام القرطبي رح1 المتعلقة برمضان, فإنه رح1 قد جمع مسائله جمعاً حسناً مايزيد على الثلاثين مسألة ..
قال في آخرها:
(فهذه جمل كافية من أحكام الصيام والإعتكاف اللائقة بالآيات،فيها لمن اقتصر عليها كفاية , والله الموفق للهداية) أ. هـ(/)
هدية رمضانية
ـ[فيوض]ــــــــ[02 Aug 2010, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقبلت أنواره وأشرفت خيراته وهذه من أول بركاته ..
مفهوم السنن الربانية دراسة في
ضوء القرآن الكريم
أ. د. رمضان خميس زكي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
في جامعة الأزهر وكلية التربية جامعة حائل
ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:28 م]ـ
كنت أبحث في هذا الموضوع فشكر الله لكما.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:05 ص]ـ
بارك الله لكم(/)
ما هو التفسير المختصر المناسب للتدارس في شهر رمضان؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[02 Aug 2010, 03:24 م]ـ
قرَّر بعض الإخوان في بلادنا حلقة تفسير في شهر رمضان لتدارس أحد كتب التفسير المختصرة، وكان قد وقع الاختيار على كتاب (التفسير الوجيز) للشيخ وهبة الزحيلي، إذ هو من المختصرات، والمؤلف له التفسير المطوَّل والمتوسط، وهذا المختصر.
فما هو رأي مشايخنا بهذا التفسير؟
وهل يقترحون مختصراً آخراً مناسباً؟
علماً أنَّ الإخوة من طلبة العلم الجيدين مختلفي التخصص، ومقصودهم المرور على معاني ألفاظ القرآن الكريم في شهر واحد، أو حيث ينتهي بهم، والإكمال في السنة القادمة في رمضان.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:13 م]ـ
أرى أن هذا التفسير مناسب جدا، بل هو عندي بقوة التفسير الميسر،
واطلاعي عليه كان متأخرا.
والتفسير الميسر مناسب أيضا".
وتفسير ابن أبي زمنين مناسب أيضا".
ولكن المدارسة تختلف باختلاف المتدارسين، فإن كانوا كما ذكرتم فاتسهيل ابن جزي مناسب،
وفي الحقيقة نيتي أن أقرأ مع بعض إخواني التسهيل لابن جزي الكلبي ـــ رحمه الله ــــ.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:23 م]ـ
ليس هناك مثل: " التفسير المُيسر " الصادر عن مُجَمَّع الملك فهد - رحمه الله - بالمدينة .. وذلك من خلال تجربة طويلة مع كتب التفاسير المُختصر منها والمُطَوَّل.
والله المُوَفِّق ...
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:29 م]ـ
ليس هناك مثل: " التفسير المُيسر " الصادر عن مُجَمَّع الملك فهد - رحمه الله - بالمدينة .. وذلك من خلال تجربة طويلة مع كتب التفاسير المُختصر منها والمُطَوَّل.
والله المُوَفِّق ...
إنها الشهرة!!!!!!!!!!!!
في الحقيقة الكتاب جيد، ولكن لا يوجد مثله ((صعب جدا)).
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:25 ص]ـ
أيسر التفاسير - للشيخ ابي بكر الجزائري.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 08:55 ص]ـ
(جامع البيان) للإيجي هو المناسب لكم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:16 م]ـ
جزى الله المشايخ الكرام هذه الإفادة عن هذه التفاسير التي ذكروه
(جامع البيان) للإيجي هو المناسب لكم.
هل هو موجود على الشبكة؟
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:58 م]ـ
بسم الله والحمد له والصلاة على نبينا واله وصحبه
السلام عليكم
فقط اريد بيان للاخوة وانا الحقيقة سأسير على هدا المنهج فى رمضان
التفاسير لا تترك كلها مفيده
لكن حسب رأى
تفسيران لا ثالت لهما
تفسير اضواء البيان لشيخنا وامامنا الشنقيطى تفسير رائع عندما تقرأه كأن النور يخرج منه لصدق نية مؤلفه والله نور يلقى فى قلب القارى لبيانه وجماله + تفسير الرحمن المنان للامام الساعدى بتقديم شيخنا ابن عثيمين
بحيث الاضواء للشنقيطى يفسر الايات بالايات مع النكت البلاغية مع ذكر الاحكام مع فوائد تفسير غير عادى الحقيقة
والمنان الرحمن تفسير ميسر للمبتدى والوسط
لمادا قرنت بينهما
لان اضواء البينان عندما يفسر البقرة لا يفسرها كاملة لا هناك ايات لا يذكرها مع تفسير المنان فأنه يكمله
هدا دربى واما تفسير بن كثير وغيره لا ينصح للبادى لانه فيه اقول للسلف وعدة نقول وهو رائه لكن كثير بحيت يمل البادى والله اعلم
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[08 Aug 2010, 04:15 ص]ـ
سؤالك: ماهو التفسير المختصر للتدارس في شهر رمضان؟
لشهر رمضان وغيره، مختصرا وللمبتدئين، مؤيدةً لرأي الأخ أبو رفيف
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=104827(/)
دورة بعنوان"وإنه لكتاب عزيز"
ـ[مزن]ــــــــ[02 Aug 2010, 07:46 م]ـ
يسر اللجنة العلمية في جامع الحمراء الشرقية بالتعاون مع مكتب الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بحي الروضة بمدينة الرياض دعوتكم لحضور سلسلة المحاضرات القرآنية الرمضانية ضمن برنامج الدورة العلمية المكثفة في علوم القرآن الكريم تحت عنوان"وإنَّهُ لكتابٌ عزيزٌ"والمقامة في جامع الحمراء الشرقية بمدينة الرياض على النحو الآتي: جميع المحاضرات بعد صلاة التراويح:
السبت9/ 4:" منهج السلف في العناية بالقرآن الكريم"فضيلة الشيخ د: بدر بن ناصر البدر عضو هيئة التدريس بجامعة الامام.
الأحد9/ 5:"المنهجية في تدبر القرآن الكريم"فضيلة الشيخ د: محمد بن عبدالله الربيعة عو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
الاثنين9/ 6:"صور التحدي في القرآن العظيم" فضيلة الشيخ د: إبراهيم بن عثمان الفارس عضو هيئة التريس بجامعة الملك سعود.
الثلاثاء9/ 7:"ولله الأسماء الحسنى"فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي الباحث العلمي في وزارة الشؤون الإسلامية.
الأربعاء9/ 8:"الإيمان قبل القرآن"فضيلة الشيخ د: عصام بن صالح العويد عضو هيئة التدريس بجامعة الامام.
يوجد مكان للنساء.
سوف تنقل المحاضرات عبر موقع جامع الحمراء الشرقية www.galhamra.com
للتواصل مع أنشطة الجامع جوال:0563243377
أو أرسل رسالة فارغة إلى هذا الرقم:0598897138
ـ[مزن]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:12 م]ـ
يسر اللجنة العلمية في جامع الحمراء الشرقية بالتعاون مع مكتب الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بحي الروضة بمدينة الرياض دعوتكم لحضور سلسلة المحاضرات القرآنية المكثفة ضمن برنامج الدورة العلمية المكثفة في علوم القرآن الكريم تحت عنوان"وإنَّهُ لكتابٌ عزيزٌ"والمقامة في جامع الحمراء الشرقية بمدينة الرياض على النحو الآتي:
الخميس10/ 21 جميع الفترات (فجر_عصر_مغرب_عشاء) "شرح منظومة الزمزمي رحمه الله في علوم القرآن"فضيلة الشيخ د: يوسف بن عبدالعزيز الشبل عضو هيئة التدريس بجامعة الامام.
الخميس 10/ 28جميع الفترات (فجر_عصر_مغرب_عشاء) "قواعد في التفسير" فضيلة الشيخ د: محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد.
الخميس11/ 5 فترة الفجر"معالم منهجية في فقه القرآن الكريم" فضيلة الشيخ د: عبدالعزيز بن محمد عبدالله السحيباني عضو هيئة التدريس بجامعة الامام.
الخميس 11/ 5 الفترات (عصر_مغرب_عشاء) "طرق الاستنباط في القرآن"فضيلة الشيخ د: فهد بن مبارك الوهبي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة.
الخميس11/ 12 جميع الفترات (فجر_عصر_مغرب_عشاء) "دورة في أسباب النزول" فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي.
الخميس 11/ 19 جميع الفترات "دورة متقدمة في إعداد المفسر وحضورها مشروط بحضور كافة دروس الدورة" فضيلة الشيخ د: مساعد بن سليمان الطيار عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود.(/)
الضمائر في القرآن
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:01 م]ـ
أرجو من المشايخ الفضلاء إفادتي بأسماء مصادر ودراسات قديمة أوحديثة، تناولت موضوع (الضمائر في القرآن) بصورة تفصيلية.
وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:31 م]ـ
السلام عليكم وعلى المشايخ وارى مشاراكاتهم جافة قليلا
ولكن
فعلا موضوع الضمائر فى القرآن مبحت خاص بحيث ان هناك ايات اختلف المفسرون فى معرفة المراد من المقصود
كما فى قوله تعالى (لتؤمنوا بالله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا) انا وخالى اختلفنا فى هذه وعلى من عاد الضمير فأتيت 24 عشرين تفسير بعضهم يقول الضمير للرسول والبعض لله
وكما فى اية الغار عند قوله تعالى (لا تحزن ان الله معنا)
انا حسب قولى فى مشكل الخلاف فى الضمائر الترجيح بالادلة والقرائن كما فى قوله (لا تحرزن ان الله معنا) ثم قال (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها)
اختلفوا على من عاد فالقول فيها لابى بكر الصديق لمادا؟
لان القرينة الدالة هو خوف ابى بكر ومن المستحيل ان يقول ابى بكر للرسول لا تحزن بالعكس و عند خروج الرسول من بيته عند نوم الامام على على فراشه خرج امامهم ولم يروه اليس هدا الدى زاد فى تشجيع النبى ويعلم انه محفوظ من الله تم انه خرج على امر اللهى ولدليل قوله (ان كفيناك المستهزئين) فالنبى كان فى سكينه والروايات التى تذكر ان ابا بكر كان خائف جدا ويقول لو نظر احدهم تحت قدميه لرأنا والنبى قال له لا تحزن ادا الرسول كان فى منزلة حق اليقين وهيا اعلى منازل اليقين
_________________
وهكدا وانا ذكرت ذلك بايجاز والا فالموضوع طويل شيق لمن درس ذلك بتعمق
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:32 م]ـ
1 - معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم، لإسماعيل عمايرة وعبدالحميد السيد، ط. مؤسسة الرسالة.
2 - مرجع الضمير في القرآن الكريم، للدكتور محمد حسنين صبرة، ط. دار غريب وسبق التعريف هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9671).
3 - عود الضمير في البحر المحيط لأبي حيان، لمحمد خالد العبيدي، وهي رسالة دكتوراه في جامعة بغداد.
4 - عود الضمير وأثره في التفسير، لعبدالحكيم القاسم، وهي رسالة دكتوراه، سبق الإعلان عنها هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16354).
5 - بحث بعنوان: الضمائر المحتملة في القرآن الكريم، للدكتور ملفي الصاعدي، منشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة عدد 127
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[05 Aug 2010, 01:03 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد القرحي جزاك الله خيرا على ماتفضلت به، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجزل لك الأجر والمثوبة.
أما قولك (أرى مشاركاتهم جافة قليلاً) إن كنت تقصد أن الدراسات في هذا الموضوع قليلة، فقد يكون سبب ذلك صعوبة هذا الموضوع، وإن كنت تقصد عدم الرد، فقد يعذرون في ذلك، فكل واحد منا له مشاغله، وإلا فأهل العلم أحرص الناس على نفع الأمة.
فدعِ العتابَ فَرُبَّ شرْ ....... ر هاج أولَه العتاب
فضيلة الشيخ حاتم القرشي أسأل الله تعالى أن يزيدكم علماً وفضلاً، وأن يطيل بقاءكم في طاعة الله.
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 01:10 ص]ـ
بسم الله والحمدالله واللهم صلى على خاتم الانبياء وخير الانام وعلى اله السلام عليكم
اقول فى مشايخى الفضلاء قول مشهور وهو وان كان يستدل به فى البلاغة فى تنافر الكلام مجتمع
اذا مدحته امدحه والورى ___واذا ما لمته لمته وحدى
ـ[باحثة علم]ــــــــ[05 Aug 2010, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الكتاب:
أهمية الضمير فى القران
تأليف:
هارون يحيى
http://dc109.4shared.com/img/40949878/35be7b40/____.pdf
تاريخ النشر:
01/ 10/2004
ترجمة، تحقيق:
أحمد بنا - مصطفى الستيتي
الناشر:
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
النوع:
غلاف عادي، حجم: 24×17، عدد الصفحات: 104 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الرابط للتحميل من هنا الحمد لله الذي هدانا ( http://www.4shared.com/file/40949878/35be7b40/____.html?dirPwdVerified=87e0a05)
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[05 Aug 2010, 09:07 م]ـ
بارك الله فيك أختي باحثة علم، وزادك من فضله.(/)
أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى والصلا والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟
كنت أستمع للشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى، يتحدث عن كيد النساء، وأن كيدهن عظيم لشدة ضعفهن ... إلى آخر ما قال.
فاستوقفني الأمر، إن هذا واقع النساء فعلا، ويزيد الأمر عند اللآتي بلا دين ولا أخلاق، ومن اشتد إيمانها أشتدت قوتها، والقرآن الكريم شاهد على ذلك، وأعود لصلب الموضوع، فبحثت في التفاسير علني أجد جوابا، طبعا لا يمكن أن أن يكون الكيد من قبل الله تعالى ضعفا سبحانه، لكن وجدت ضالتي في سورة يوسف، قال تعالى:
(((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)))
وقال تعالى في سورة يوسف:
(((فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)))
أتمنى من اخواني الأساتذة الكرام والمشايخ الفضلاء التوجيه والتصحيح إذا احتاج الأمر، جزاكم الله الخير الكثير وبارك فيكم.
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:41 م]ـ
أختي الفاضلة أم الأشبال
وصف الله تبارك وتعالى بالكيد من قبيل المدح، والكيد والمخادعة والمكر هي إيصال الشيء إلى الغير بطريقٍ خفي.
والكيد نوعان:قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحق، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له، فالأول مذموم،والثاني ممدوح.
والله تبارك وتعالى إنما يفعل من ذلك مايُحمد عليه عدلاً منه وحكمة، وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله.
وقوله تعالى في سورة يوسف (كذلك كدنا ليوسف) يعني:عملنا عملاً حصل به مقصوده دون أن يشعر به أحد.
ولو رجعتِ لكتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لوجدتِ تفصيلا لذلك.
وفقك الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:44 م]ـ
الكيد والمكر من الله تعالى صفة كمال فالله تعالى يكيد أعداءه ويمكر بهم، وكيده ومكره بهم جزاءٌ من جنس عملهم.
وإذا كانت صفة الكيد والمكر من المخلوق لها وجهان: وجه هو صفة نقص والله منزه عن النقص، ووجه كمال والله أحق بالكمال.
وحتى يتبين المراد أقول:
لو أن مديرا ما يحسن إلى أحد موظفيه ويحرص على نفعه بكل الوسائل ويغض الطرف عن هفواته وزلاته، ثم إن هذا الموظف يقابل هذا الإحسان بالنكران ويرد الجميل بالإساءة ويتنقص مديره ويكيد له في الخفاء والمدير مطلع على كل ذلك من حيث لا يعلم ذلك الموظف النكد ولكنه يمد له الحبل بعد أن انقطع الأمل من إصلاحه حتى يوقعه في شر أعماله.
فماذا تظنون بفعل المدير بعد أن وصل الأمر إلى النهاية ووقع الموظف في شر أعماله؟
لقد كان رجلا ذكيا حصيفا استخدام الكيد والمكر في محله فكان صفة كمال في حقه.
مثال لتقريب المعنى
ولله المثل الأعلى
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Aug 2010, 08:15 م]ـ
أختي الكريمة والفاضلة صاحبة المغفرة جزاك الله خيرا على ما أضفتي.
وجزاك الله خيرا أخي أبا سعد الغامدي على ما أضفت.
وللتوضيح:
أنا مؤمنة بقوله تعالى:
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
ولم أقصد أن أنفي ما توهمتم أني أريد نفيه.
فقط أردت أن أشير إلى أن الخلق لضعفهم يكيدون مما كتبت وما أوصلني إليه التدبر. وأن الله تعالى كيده دليل على قوته وعظمته، ولا يمكن أن يكيد إنسان كما يكيد الديان.
وأود أن أضيف، أن ما رأيته من خلال الآيات الكريمة والله أعلم بالصواب، أن الله تعالى يذكر لفظ الكيد في كتابه العزيز في سياق معاقبة الظالمين، ولكن عند الحديث عن المؤمنين ترد لفظة اللطف، وهذا يدعوني للتفكير، هل هناك كيد حسن وكيد غير ذلك، أم أن الله تعالى، خاطب الظالمين بلفظ يفهمونه على سبيل الزجر والترهيب، هذا والله أعلى وأجل وأعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 05:59 م]ـ
ورد في هامش شرح العقيدة الواسطية لهراس:
" قرر ابن القيم في «الصواعق» أن الله تعالى لم يصف نفسه بالمكر والكيد والاستهزاء والخداع مطلقا بل على وجه الجزاء لمن فعل ذلك "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:55 م]ـ
الأخت الفاضلة أم الأشبال
كلامك حق ومشاركتي من باب التفاعل مع الموضوع رجاء أن ينفع الله به
الله تعالى يمكر بالظالمين ويمكر للمؤمنين، ويكيد الظالمين ويكيد للمؤمنين " وكذلك كدنا ليوسف"
والمكر والكيد حسن من وجه وقبيح من وجه آخر
فالكيد والمكر على سبيل الاعتداء قبيح
والكيد والمكر على سبيل مجازة الظالم من جنس عمله حسن
يقول الله تعالى:
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) آل عمران (178)
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال (30)
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) الأعراف (99)
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) يونس (21)
(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد (42)
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) النحل (26)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) الطارق
نخلص إلى أن الله تعالى يمكر بأعدائه ويكيدهم ويستدرجهم وأفعاله كلها عدل وحق وكمال
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع الطيب
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا سعد، وقد انتفعت كما غيري بمشاركاتك القية لا حرمك الله أجر ما تكتب.
وللفائدة:
كنت أقرأ في كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى، لعبدالهادي وهبي،ص: 320، عند الفائدة المسلكية من الإيمان بصفة اللطف:
" ومن مقتضى الإيمان بهذا الاسم الكريم:
أن يحرص المؤمن أن يكون له حظ منه، فيتلطف مع العباد " أهـ
فلا يظلم الأخ أخيه، فالله لطيف لما يشاء. فهو اللطيف الخبير.
فإن كاد الخلق وظلموا، فاليستعدوا لكيد الخالق الذي ليس كمثل كيده مثل كيف وهو يعلم بواطن الأشياء وخفياتها وأحاط بكل شيء علما.
هذا والله أعلم.
ـ[أم الفضيل بن عياض]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:01 ص]ـ
والكيد نوعان:قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحق، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له، فالأول مذموم،والثاني ممدوح.
.
فالممدوح قد يكون ممدوحاً ومذموماً:
الأول إن كان الفعِل ظاهر ومقصود
والثاني: إن كان الفعل مشكوك او غير مقصود
لأنه لو حمل على صاحبه من شك فيقع في الكيد المذموم
هذا والله أعلى وأعلم،،
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Aug 2010, 07:27 م]ـ
فالممدوح قد يكون ممدوحاً ومذموماً:
الأول إن كان الفعِل ظاهر ومقصود
والثاني: إن كان الفعل مشكوك او غير مقصود
لأنه لو حمل على صاحبه من شك فيقع في الكيد المذموم
هذا والله أعلى وأعلم،،
جزاك الله خيرا يا أم الفضيل، فكرت فيما سطرتي، أنت تتحدثين عن قضية:
قال تعالى:
(((وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ))) (126:النحل)
فلابد من التأكد من أن الظالم قصد الظلم، قبل أن نرد عليه إن قررنا ذلك بمثل ما عمل، وإلا أصبح عملنا ظلما.
ويشكل علي أمر هل كل الأفعال المذمومة يمكن أن تمدح؟(/)
رؤيا للشيخ سيد قطب من ذكريات الشيخ الدكتور عبدالستار فتح اللله سعيد
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[03 Aug 2010, 07:28 م]ـ
وقال -شيخنا الدكتور عبدالستار حفظه الله-عن الشيخ سيد قطب في عام 1950 بدأ في كتابة الظلال و ذلك في مجلة المسلمون [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وكان يكتب في المجلة في كل عدد ما تيسر له ثم يكمل الظلال بعد ذلك حتي عام 1953 في ثلاثين عدد وأكمل الكتابة بعد ذلك لما كانت تصدر مجلة المسلمون في سوريا وقد بلغ إلى الجزء الثاني عشر تقريباً , ولما دخل السجن بدأ كتابة الظلال من سورة الكهف ولكن بطرقة جديدة فقد أكرمه الله بنظرة جديدة في الظلال وقد تفجرت فيه قوى إبداعية منحها الله له مع ذلك الابتلاء العظيم.
وكان أهم مما بينه في تفسيره أن القرآن كتاب حياة كتاب عقيدة وهداية وأن الشارع واحد وهو الله الواحد الأحد
وكان رحمه الله إبان دخوله السجن عام 1964 كان معه رفيقه في السجن والشهادة الأستاذ محمد يوسف هواش [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) . وكان الأستاذ سيد قطب مريضاً بالدرن فدخل مصحة السجن بطرة وكان الأستاذ يوسف هواش مريضاَ كذلك فكانا في المصحة سوياً وكان الأستاذ سيد قطب يريد دليلاً على ربط الحكم بالعقيدة واهتما لذلك ولم يجدا الدليل وكان الأستاذ يوسف مهتما لهذا الأمر فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له لماذا تحتار ودليلك في سورة س بوسف " إن الحكم إلا لله "والله أعلم هل حدد له الآية أم لم يحددها فلما استيقظ بشر الأستاذ سيد قطب بتلك الرؤيا المباركة
وقد رأى الأستاذ سيد قطب رؤيا ملخصها أن درج مكتبه قد امتلئ عسلاً وفاض العسل عن الدرج حتى ملأ المكتب ثم ملأ الغرفة ثم ملأ البيت وفاض العسل إلى الشارع وجاءت طائرات تحمل من ذلك العسل. ولا شك أن تلك الرؤيا تحققت رأي العين فكتاب الظلال قد ملأ أرجاء الدنيا وكانت الطائرات تشحن نسخه المباركة إلى شتى الأقطار. وكانت جامعة الإمام تهدى نسخة من الطلال لكل طالب.
وكتب أحد القراء إلى الأستاذ سيد قطب رسالة نشرتها مجلة المسلمون ينصحه فيها أن يترك الألفاظ الموهمة مثل لفظة نبوءة الرسول بكذا فنحن نعلم صحة مقصده في ذلك ولكن البعض قد يذكر ذلك في غير محله بعني من أراد أن يتعقب جملة فليذكر ما قبلها وما بعدها لنرى الصورة العامة التي صورها الشهيد سيد قطب كاملة.
وأسلوبه رحمه الله كان الأسلوب الأدبي فعلى القارئ أن يعرف ذلك وما يذكر عنه أنه كان يكفر فهو مما يفهمه البعض وليس نصا من الشيخ ومن يتعرف على تلك الحقبة التي مرت بمصر وهذا العنت الذي لاقته مصر من الحكام الظالمين وما لاقاه علماء ودعاة مصر من الأذى ويعرف كيف كان يحارب دين الله يعرف ماذا كان يقصد الشيخ رحمه الله
ونصحني شيخينا أن أقوم يعمل رسالة أعرف فيها الشباب بهذا الكتاب المبارك فهو جدير بأن نعرف ما فيه لا أن نهاجم صاحبه الذي أكرمه الله بهذا التفسير الجليل وأكرمه بالشهادة.
ماذا نستفيد من الطعن في الرجل وتفسيره لقد درس التفسير في الجامعات وهناك ثلاثون رسالة علمية عن هذا التفسير ثم بعد ذلك نعيب على الرجل إن أخطأ فقل أخطأ ومن هذا الذي لا يخطئ ولكن من هذا الذي يقول إنه أخطأ وهنا أعطى الفرصة لإخواني أن يقوم أحدهم ويجرد نفسه لله ويكتب رسالة ببتغى بها وجه الله فيعرفنا بتفسير الظلال وليتق الله ذي الجلال.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) مجلة قيمة جداً كان يصدرها الأستاذ سعيد رمضان ثم منعت ممن الصدور ثم أأسقطت الجنسية عن الأستاذ سعيد رمضان وكان في سوريا وأصدر المجلة هناك عام 1954 ولما قامت الوحدة بين مصر وسوريا رحل إلى أوربا واستقر بسويسرا حتى مات وهو والد الدكتور طارق رمضان ناشط وداعية إسلامي
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) حكم عليه وعلى الأستاذ عبد الفتاح إسماعيل والأستاذ سيد قطب بالإعدام رضى الله عنهم(/)
تاريخ القرآن
ـ[فواز الشاطري]ــــــــ[04 Aug 2010, 12:35 ص]ـ
أودّ أن أعدّ دورة بسيطة عن تاريخ القرآن والمصحف
فما هي المراجع التي يقترحها المشايخ الفضلاء؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[05 Aug 2010, 11:25 ص]ـ
حياك الله أخي فواز الشاطري في هذا الملتقى المبارك - ملتقى اهل التفسير-
وبالنسبة إلى ما طلبته فأحيلك إلى هذا الرابط
رحلة القرآن العظيم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8516)
للشيخ/ عبد الرحمن الشهري
وستجده بسيطا - من البسط - بإذن الله
ـ[فواز الشاطري]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:58 ص]ـ
شكرا لك أخي أبي عبد الرحمن المدني(/)
تاريخ من الانحراف في تفسير القرآن
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:28 ص]ـ
تاريخ من الانحراف في تفسير القرآن
الحمدُ لله تعالى، والصلاة والسلام على رسوله محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وآله وأصحابه، ومَن تبعِهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
أما بعد:
فهذه لمحةٌ إجمالية عن وجوبِ وضرورة اتِّباع القرآن، والإيمان بمُحْكَمه ومتشابهه، وبيان بعضٍ مِن الصور التاريخية لانحرافِ كثير من الفِرَق عن الفَهْم الصحيح للقرآن وتفسيره، وكذلك انحرافهم عن منهجِ الاستدلال الصحيح لدَى أهْل النفسير والقُرآن؛ ممَّا أدَّى إلى انحِراف هؤلاء في العقيدة والعِبادة والفِكْر والعمل.
أولاً: وجوب الإيمان بالقرآن مُحْكَمه ومتشابهه، والوقوف على التفسير الصحيح لمعانيه:
إنَّ القرآن كتابُ الله تعالى المنزَّل، وبيانه المُحْكَم، وصراطه المستقيم، عِصمة لِمَن اتَّبعه، وهداية لمَن آمن به وصدَّقه، وإنَّ من المسلَّمات الإيمانية، والمعالِم الشرعية، أنَّ القرآن مُحكمٌ ومتشابِه، ولكلِّ نوعٍ صُورُه وأمثلته، والواجب في ذلك على المسلِم الإيمانُ والتسليم به، وردُّ المتشابه منه إلى المحْكَم، كما نصَّ الله تعالى في كتابه: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ? [آل عمران: 8 - 7].
ولا يُمكنِنا أن نتكلَّم هنا على هذه الآية الكريمة إلا بالوقوفِ على بعض أقوال المفسِّرين؛ ليتجلَّى لنا مرادُ الله تعالى من قولِه.
قال ابن كثير الدمشقي - رحمه الله - في تفسيره: "يُخبِر تعالى أنَّ في القرآن آياتٍ محكَمات هُنَّ أمُّ الكتاب؛ أي: بيِّنات واضحات الدلالة، لا الْتباسَ فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أُخَر فيها اشتباهٌ في الدلالة على كثيرٍ من الناس أو بعضهم، فمن ردَّ ما اشتبه عليه إلى الواضِح منه، وحَكَّم محكَمه على متشابهه عندَه، فقد اهتدَى، ومَن عكس انعَكَس؛ ولهذا قال - تعالى -: ? هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ? أي: أصْلُه" [1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn1).
وقال السعديُّ - رحمه الله - في تفسيرها: "القرآنُ العظيم كلُّه مُحكَم؛ كما قال - تعالى -: ? كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ? [فصلت: 3]، فهو مشتملٌ على غاية الإتقان والإحْكام والعدل والإحسان، ? وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ? [المائدة: 50]، وكلُّه متشابهٌ في الحُسْن والبلاغة، وتصديق بعضه لبعضه، ومطابقته لفظًا ومعنًى، وأمَّا الإحْكام والتشابه المذكور في هذه الآية، فإنَّ القرآن كما ذكَرَه الله ? مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ?؛ أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شُبهة ولا إشكال ? هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ ?؛ أي: أصْله الذي يَرجع إليه كلُّ متشابه، وهي مُعظَمُه وأكثره، {وَ} منه آيات ? أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ?؛ أي: يلتبس معناها على كثيرٍ من الأذهان؛ لكونِ دَلالتها مُجْملة، أو يتبادر إلى بعضِ الأفهام غيرُ المراد منها.
فالحاصِل: أنَّ منه آياتٍ بينةً واضِحة لكلِّ أحد، وهي الأكثرُ التي يرجع إليها، ومنه آيات تُشْكِل على بعض الناس، فالواجب في هذا أن يُردَّ المتشابه إلى المحْكَم، والخَفي إلى الجلِّي، فبهذه الطريق يُصدِّق بعضه بعضًا، ولا يحصل فيه مناقضَة ولا معارَضة" [2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn2).
الحِكْمة مِنَ اشتمال القرآن على المحكَم والمتشابه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِن هنا وجَبَ على المسلِم الإيمانُ بالكتاب المحكَم منه والمتشابِه، وألاَّ يضرب الآياتِ بعضَها ببعض، ولا يُؤِّلها تؤيلاً لا يستقيم معها، ولا يُعبِّر ويُدلِّل على مرادِ الله فيها، بل يردّ المتشابه مِن الآيات، وهو قليلٌ بالنسبة إلى المحكَم منها، وهو كثيرٌ في كِتاب الله تعالى، مع العِلْم بأنَّ الله تعالى لم يجعلْ هذا المتشابه في كتابه إلاَّ لحِكمة أرادها - سبحانه وتعالى.
قال ابن عثيمين - رحمه الله - في "أصول في التفسير": "لو كان القرآنُ كلُّه محْكَمًا، لفاتتْ الحكمة من الاختبار به تصديقًا وعملاً؛ لظهور معناه، وعدمِ المجال لتحريفه، والتمسُّك بالمتشابه منه ابتغاءَ الفِتنة وابتغاء تأويله، ولو كان كلُّه متشابهًا لفاتَ كونُه بيانًا وهُدًى للناس، ولما أمْكَن العمل به، وبناء العقيدة السليمة عليه" [3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn3).
وقال أبو بكر الجزائري - حفظه الله -: "ومنه آياتٌ أُخَر متشابهات، وهي قليلةٌ، والحِكمة من إنْزالها كذلك الامتحان والاخْتِبار، كالامتحان بالحلال والحرام، وبأمورِ الغيْب؛ ليثبتَ على الهداية والإِيمان مَن شاء الله هدايتَه، ويزيغَ في إيمانه ويضلَّ عن سبيله مَن شاء الله تعالى ضلالَه وعدم هدايته؛ فقال - تعالى -: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ? [آل عمران: 7]؛ أي: ميل عن الحق ? فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ? [آل عمران: 7]؛ للخروج به عن طريق الحقِّ، وهدايةِ الخَلْق، كما فعل النصارى حيث ادَّعَوْا أنَّ الله ثالثُ ثلاثة؛ لأنَّه يقول: نخلق ونُحيي" [4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn4).
كما أنَّ على المسلِم أن يعلمَ أنَّ مِن تعظيم النصوص الشرعية الإيمانَ بالمتشابه، والعملَ بالمحكَم، مما في كتاب الله تعالى ووحْيه المنزل؛ كما قال تعالى عن حالِ أهل الإيمان: ? وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ? [آل عمران: 7].
أمَّا حال أهل الزَّيغ والضلال، فهُم على خلاف أهل الإيمان، فحالُهم كما قال - تعالى -: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ? [آل عمران: 7]، وجاء في الحديث: ((إنَّ القرآن لم ينزلْ يُكذِّب بعضُه بعضًا، بل يُصدِّق بعضُه بعضًا، فما عرفْتُم منه فاعملوا به، وما جَهِلتم منه فردُّوه إلى عالِمه))؛ وهو حديث عند الإمام أحمد، وصحَّحه العلاَّمة أحمد شاكر.
وقال الضحَّاك: نعمل بالمحكَم، ونُؤمن بالمتشابِه، ولا نعمل به، وكلٌّ من عند ربِّنا.
وهذا ما كان عليه الصحابةُ ومَن تبعهم، وأئمة الهدى الأربعة، وأئمَّة الحديث من أهل السُّنة جميعًا، وما خالَف في ذلك أحدٌ إلا مَن شذَّ من أهل البِدع والأهواء، والزَّيْغ والضلال، الذين قالوا بتعارُض الأدلَّة في القرآن والسُّنة، وتوهَّموا ذلك في نصوصٍ كثيرة، ولو ردُّوا المتشابه منها إلى المحكَم لَمَا صار هناك تعارضٌ ولا تأويل مخالِف، لكنَّه اتباع الأهواء، ومخالفة الطريق، والهُدَى والسُّنة، وهذه طرق أهل البِدع والضلال في كلِّ زمان ومكان، وما كتاب شيخ الإسلام في درْء ورد ما زعموا من تعارُض العقل مع النقل، إلا فِقهٌ بيِّن لحقيقة هذه الفِرق والمذاهب، وخطرها على عقيدةِ الإسلام وسائرِ شرائعه.
إنَّ منهج الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين قام في حقيقةِ الأمر على تعظيمِ نصوص الوحيين القرآن والسُّنة، وكمال التسليم لهما، أمَّا المخالِفون لمنهجهم وطريقهم مِن أهل البِدع والأهواء، فقد زلَّتْ أقدامهم، وضلَّت عقولهم في ذلك، فحرَّفوا وغيَّروا، وبدَّلوا وأوَّلوا، ووقَعوا في الفتنة والزيغ والضلال، فضلُّوا وأضلُّوا عن سواء السبيل، وإنَّ الحق والهُدى والنجاة في متابعةِ ما كان عليه أصحابُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّهم كانوا على الهُدَى المستقيم.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:28 ص]ـ
ثانيًا: نشأة التفسير وأهميته:
ونظرًا لِمَا سلَف ذكْرُه من الإشارة إلى كوْن القرآن محكَمًا ومتشابهًا، وكذلك لحاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن، والكشْف عن مرادِ الله تعالى فيها، فقد دعتِ الحاجة إلى قيام علم "التفسير" لكتاب الله تعالى.
و (التفسير) - كما بيَّنه أهل العلم - مِن (الفَسْر)، وهو الكشْف عن معاني القرآن الكريم، وبيان مرادِ الله فيها، وتبيين ذلك للناس.
وقد نشَأَ منذ عصْر الصحابة عِلمُ التفسير القرآني، فقد أصبح الناس يسألون بعضَ الصحابة عن معاني بعض الآيات، وبعضُ الصحابة كانوا على عِلْم كامِل بمعاني القرآن.
وكانوا يفسِّرون القرآن مع إقرائه، أو دون إقرائه، حتى رُوي أنَّ ابن عباس - رضي الله عنهما -: فسَّر مرَّةً سورة البقرة، وفي رواية سورة النور في الحج، تفسيرًا لو سمعتْه الروم والتُّرك والديلم لأسْلَموا [5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn5).
وبذلك بدَأَ عِلم التفسير، ثم أخَذ ينمو نموًّا مطردًا ويتنوَّع، ولما ظهرتِ الفِرَق الإسلامية، أصبحتْ هذه الفِرق تحاول أن تفسِّر القرآن حسبَ آرائها، وأصبح التفسير في بعض الأحيان يتَّبع الرأي، ولا يتَّبع الرأي القرآني.
وهذا الذي حذَّر منه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال: ((مَن قال في القرآن بغيْر عِلم - وفي رواية: برأيه - فليتبوأ مقعدَه من النار))، فالتفسير بالهوى هو الضلال، وليس طبعًا التفسير الذي يقوم على فَهْم سليم للغة العربيَّة، وفهْم دقيق للسُّنة وأقوال الصحابة [6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn6).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:29 ص]ـ
ثالثًا: صور تاريخيَّة من الانحراف في تفسير القرآن:
وإنَّ الناظِر إلى الواقع المعاصِر يرى مِن الناس مَن قد أخطؤوا الطريق إلى فَهْم معاني القرآن وألْفاظه، وانحرَفوا بعيدًا عن حقيقةِ الإيمان والتسليم بالمحكَم منه والمتشابه، ووقَعوا عمدًا أو خطأً منهم في صور مِن الانحراف أو التحريف، والتأويل الفاسِد للنصوص، الذي لا يدلُّ على حقيقةِ مراد الله تعالى من كلامه المنزل، كما أخبر تعالى بقوله: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ? [آل عمران: 7]، وهذا مسْلَكٌ انحرافي خطير، وله جذور تاريخيَّة طويلة ممتدة عبْرَ التاريخ الإسلامي.
1 - الخوارج:
بعد بَعْثة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ظهَر الخوارج في عصْر الصحابة - رضي الله عنهم - حيث وقَعوا في صُورِ الانحراف والتأويل الفاسِد؛ لأنَّهم أساؤوا فهْمَ معاني القرآن، وحملوها على غيْر وجهها الصحيح، حتى إنَّهم خرَجوا على عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد وقْعة صِفِّين، وأنكروا عليه التحكيم، واحتجُّوا لذلك من القرآن بأنَّ مَن حَكَم بغير حُكْم الله تعالى فقد كَفَر، وهذا تأويلٌ فاسِد منهم للقرآن، وتحريفٌ واضح لمراد الله تعالى، فردَّ عليهم عبدُالله بن عبَّاس - رضي الله عنهما - وناظَرَهم بالحُجَّة الواضحة مِن كتاب الله تعالى.
2 - الشيعة والروافض:
وكذلك فعلَتْ كثيرٌ من فِرَق الشِّيعة، وفي مقدِّمتهم الروافض الاثنا عشرية؛ حيثُ قالوا بأنَّ القرآن له ظاهرٌ وباطن: "أي: إنَّ للقرآن مراتبَ من المعاني المرادة بحسبِ مراتب أهله، ومقاماتهم، وأنَّ الظهر والبطن أمرانِ نسبيَّانِ، فكلُّ ظهر بطن بالنسبة إلى ظهره وبالعكس" [7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn7).
بل واتَّهموا القرآن نفسَه بأنَّه كتاب محرَّف، وليس هو كتابَ الله الصحيح، فقالوا: "إنَّ القرآن الذي جمعَه عليٌّ - عليه السلام - وتوارثه الأئمَّة من بعده، هو القرآن الصحيح، الذي لم يتطرَّق إليه تحريفٌ ولا تبديل، أمَّا ما عداه فمحرَّف ومبدَّل، حُذِف منه كلُّ ما ورد صريحًا في فضائل آل البيت، يروي الكافي عن الصادق: أنَّ القرآن الذي نزَل به جبريلُ على محمَّد سبعةَ عشرَ ألف آية، والتي بأيدينا منها سِتَّة آلاف ومائتان وثلاث وستُّون آية، والبواقي مخزونةٌ عند أهل البيت فيما جمعَه علي" [8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn8).
ومن تأمَّل أصول "الكافي"، وجَد الكثيرَ من تحريفهم لآيات القرآن، حيث قالوا في قوله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ? [النساء: 137]: إنَّ هذه الآية نزلَتْ في أبي بكر وعمر وعثمان، آمنوا بالنبيِّ أولاً، ثم كفَروا حيث عُرِضت عليهم ولايةُ علي، ثم آمنوا بالبَيْعة لعلي، ثم كفَروا بعدَ موت النبي، ثم ازدادوا كفرًا بأخْذ البيعة من كلِّ الأمَّة [9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn9).
3- الفرق الصوفية:
وكذلك فرِق الصوفيَّة، أدخلت أذواقَها، وكشفَها الموهوم على نصوصِ القرآن وتفسيره، فوقعتْ في فوادح وقوادح مِن الأخطاء العقدية والشرعيَّة، واللُّغوية وغيرها؛ لأنَّهم لم يتأصَّلوا حقيقةً على فهْم معاني القرآن على الوجهِ الصحيح المنقول، ولا على طُرُق الاستدلال الصحيحة المعتبَرة بشروطها.
فالصوفية: وقعَت في تعظيم شيوخ طُرقِهم وأقطابهم، وقالوا: هم الأولياء فحسبُ، وهم الأقطاب والأبدال، حتى صرَفوا لهم في قبورهم العباداتِ الشرعيةَ التي لا تكون إلا لله تعالى وحْده لا شريكَ له، وكذلك وصْفهم بتدبيرِ الكون مع الله تعالى، وتصريف أمورِ الخلْق ونظرهم في المقادير، فيأخذون عن شيوخهم كلَّ ما صدَر عنهم حقًّا كان أو باطلاً، ولا يردُّون ذلك إلى الشريعة والنصوص من الكِتاب والسُّنة كما فعَل الشِّيعة تمامًا مع أئمَّتهم، بل ويأمر هؤلاء باتِّباع الطرق الصوفيَّة والاقتداء بشُيوخها وتقليدهم، فصاروا مقلِّدين لهم بلا هدايةٍ من الله ورسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتمدوا كثيرًا على ما سمَّوْه الكشْف والإلْهام من الرُّؤى والأحلام، وأنَّ هذا الكشْف ممَّا اطَّلع عليه الأولياءُ بعِلمهم للغيْب، وأنَّها حق كأنَّها رؤيا الأنبياء والرُّسل، وجعلوها مصادمِةً للقرآن والسُّنة، مضاهية لها كالحُجَّة والبرهان، وما أجلَّ قولَ الشافعي - رحمه الله تعالى -: "كلُّ شيء خالَف أمر رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سقَط، ولا يقوم معه رأيٌ ولا قياس، فإنَّ الله قطَع العذر بقول رسولِ الله، فليس لأحدٍ معه أمرٌ ولا نهي، غير ما أمَر به ونَهَى عنه" [10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn10).
وممَّا أخطأ فيه القومُ تفسيرُهم لقول الله تعالى: ? وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ? [الحجر: 99]، فقالوا: إنَّ اليقين هنا هو "المعرفة"، فإذا حصلتِ المعرفة سقَطتِ العبادات والتكليف، وهذا من أشنعِ القول على الله وكتابه؛ لأنَّ اليقين هنا باتِّفاق أهل التفسير هو "الموت"، قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وهذا خطأٌ بإجماع المسلمين – أهل التفسير وغيرهم - فإنَّ المسلمين متفِقون على وجوب العبادات كالصَّلوات الخمس ونحوها، ولو بلَغ ما بلَغ" [11] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn11).
4- المعتزلة والمدرسة العقلانية الحديثة:
وكذلك فعلتِ المعتزلةُ حيث قدَّموا كثيرًا عقولهم، وما آلتْ إليه أفهامُهم على نصوصِ القرآن، وكذلك السُّنة، وناقضوا بذلك كثيرًا من حقائقِ الوحيَيْن، وحاولوا إخضاعَ النصوص لأفهامهم، وألْقوا أصولَ الاستدلال الصحيح مِن القرآن والسُّنة والإجماع واللُّغة وغيرها خلف ظهورهم، وذَهبوا في تفسير الآيات مذهبًا بعيدًا إلى حدِّ التناقض العقلي، فضلاً عن التناقُض للشريعة ونصوصها الواضِحة البينة.
ودرَج على آثارهم أصحابُ المدرسة العقلية الحديثة؛ حيث إنَّهم توسَّعوا كثيرًا في تفسير القرآن الكريم على ضوْء العلم الحديث بكلِّ جوانبه، ولو أدَّى ذلك إلى استحداثِ أقوال مجانِبة لدَلالات الآيات اللُّغوية، ومعارَضة للمنقول عن السَّلف [12] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn12).
يقول أحدُ أقطاب هذه النَّزعة العقلية المعاصِرة حسن حنفي: "النصوصُ الشرعية ليستْ حُجَّة، والعقل أقوى في الاحتجاج منها، ويقول أيضًا: لا سُلطان إلاَّ للعقل، ولا سُلطةَ إلا لضرورة الواقِع الذي نعيش فيه" [13] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn13).
وقد أفرزتْ هذه المدرسةُ على هذا الأصْل عندهم انحرافاتٍ في فَهْم القرآن والسُّنة، حيث قالوا بأنَّ اليهود والنصارى ليسوا من أهل الكُفر، ودعَوْا إلى ما سمَّوْه بوَحْدة الأديان، وفسَّروا الآيات في ذلك بحسب مرادِهم وأهوائهم العقليَّة والذوقيَّة.
يقول روجيه غارودي: "لا يمكن أن نستبعدَ الأديان الأخرى باسم أيِّ دِين، بل على العكس يجب أن نبحثَ عن الذي يجمعنا مع الأديان الأُخرى" [14] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn14).
ولا شكَّ أنَّ هذا تحريفٌ لمعاني القرآن، أنَّ الدِّين الحق عند الله هو الإسلام، وأنَّ اليهود والنصارى وغيرهم مِن أهل الكفر والشِّرْك، والأخْطَر من ذلك في مسلكهم هذا ذوبانُ الشريعة الإسلامية وأحكامِها على مرِّ العصور، حيث إنَّنا لو تعاملْنا مع نصوص الكتاب والسُّنة - كما تقدَّم آنفًا - بهذا المنطلق المنعزِل عن فهْم الوحي وَفقَ المراد الربَّاني والنبوي الصحيح، لأدَّى ذلك إلى نُقصان الأحكام الشرعيَّة في شتَّى مجالات الحياة سياسيةً كانت أو اقتصاديةً، أو أخلاقيةً أو تعبدية، أو عقديَّة أيضًا، ولأدَّى إلى ذوبانها على مرِّ العصور والأزمان، فرأينا شريعةً وأحكامًا متناقضةً تمامًا مع الوحي المعصوم من الكتاب والسُّنة؛ لأنَّ هذه المدرسةَ وقفتْ من نصوص الوحيَيْن المعصومَيْن موقفًا متناقِضًا، حيث يقولون: إذا تعارَض العقل والنقل قُدِّم العقل على النقل، ولا ريبَ أنَّ هذا سخف من القول وضلال؛ إذ إنَّ موجب العقل يقتضي خلافَ ما ذهبوا إليه؛ لأنَّ الله تعالى ما أوْجد العقل ليتناقضَ مع وحيه المنزل، هذا مِن وجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الوجه الآخر: أنَّ نصوص الكِتاب والسُّنة لا يكون فيها اختلافٌ ولا تعارض في الأصْل؛ لأنَّ الله تعالى لا يجمع في شريعته ودِينه ما يخالف بعضُه بعضًا، وينقُض بعضُه بعضًا، إنَّما التعارُض في قصور الفَهْم الصحيح لمراد الله تعالى ومرادِ رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد تكلَّم الفقهاءُ والأصوليُّون في هذه المسائل، وبيَّنوا طرقًا كثيرة في رَفْع توهُّم التعارض بيْن النصوص الشرعية.
وأما الوجه الثالث: أنَّهم ما حقَّقوا الإيمان والتسليم لمراد الله ومراد رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ إنَّ العقل يقتضي أنَّ التسليم والإذْعان مِن كمال الإيمان بالوحيَيْن الصافيين القرآن والسُّنة، كما قال - تعالى -: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينا ? [الأحزاب: 36]، وقوله تعالى: ? فلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما ? [النساء: 65]، وكلام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ الدِّين لو كان بالعقل، لكان المسْحُ على الخفَّين من أسفل.
فهذه المدرسةُ العقلية لا تحمِل منهجًا عقديًّا صحيحًا واضحًا، تُقدِّمه لأتباعها والمخدوعين بها، ولا تُحسِن إلى اليوم إلا ضرْبًا من علوم المناطِقة والفلاسفة، الذين عارَضوا الشرائع بالآراء والفلسفات الكلاميَّة، وهم يظنُّون أنَّهم على بابٍ من العلم لا يُحسنه غيرُهم، فأنكروا الغيبيَّات كالملائكة، وعذاب القبر، ومعجزات النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الحِسيَّة، ومنهم مَن وقَع في التأويل الباطل الذي ليس له من الشَّرْع دليلٌ ولا برهان.
وهذه المدرسةُ لها اليوم أتباعٌ كُثر هنا وهنالك، والمتأمِّل البصير، يُدرِك ذلك مِن سَقْط حديثهم، وحِبْر أقلامهم، ومنهجهم الذي رَسموه.
5 - القرآنيون:
وتَبِع هؤلاء أيضًا هذه الفِرْقة التي سمَّت نفسها بالقرآنيِّين، الذين نفَوُا السُّنة النبوية، وألْقوها وراء ظُهورِهم نفيًا وإعْراضًا وسُخرية، وقالوا ما نفعل بالسُّنة وعندنا كتابُ الله فيه الحقُّ والنور، وفيه البَيان الشافي والكافي، ووَقَفوا عندَ ذلك؛ ليُوهِموا الجهَلة والرعاع أنَّهم متبعون للكتاب، ملازِمون للحق والصواب، ولكن هيهات هيهات!!
كيف يتَّبعون القرآن فحسبُ، وهم يقرؤون مِئات الآيات التي تُخبرهم وتأمرُهم بوجوبِ متابعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسُنَّته وحُكمه وشريعته، وحسبهم أن يقرؤوا قولَ الله تعالى: ? مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ? [النساء: 80]، وقوله: ? وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? [الحشر: 7].
وهؤلاء الَّذين أطلُّوا علينا في هذا الزمان، أخْبر عنهم رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((لا ألفين أحدَكم متكئًا على أريكتِه، يأتيه الأمرُ ممَّا أمَرْتُ به، أو نهيتُ عنه، فيقول: لا أدْري، ما وجدْنا في كتاب الله اتبعناه))؛ أخرجه الترمذيُّ بسند صحيح.
وهذا ما وقَع فيه القوم، ولا نَدْري مِن أين سيأتي أمثالُ هؤلاء بأرْكان الوضوء كلِّها وسُننه وآدابه؟ ومِن أين سيأتون بعددِ ركعات الصلوات، وسجودها، وسُننها وآدابها، أو الزكاة والحج والصيام؟ من أين سيعلمون أنَّ الجَمْع في الزواج بيْن المرأة وعمَّتها أو خالتها مُحرَّم شرعًا، أو تحريم كلِّ ذي ناب من السِّباع، وكل ذي مِخْلَب من الطيور؟! أو .. أو .. إلى آخِره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما كلُّ هذه البلايا والطَّوام، وهذه الرَّزايا العِظام، إلا مِن جرَّاء نقْض أو نقْص هذه القاعِدة الجليلة، مِن كمال التعظيم والتسليم لنصوص الشرْع الحنيف مِن كتاب الله وسُنَّة رسوله في قلوبهم، وكما أخْبر سبحانه في كتابه عن أمثال هؤلاء: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [النور: 63]، وهُنا يظهر لنا الفارِقُ الكبير بيْن هذه الفِرق والأهواء وبيْن الصحابة - رضي الله عنهم - في كمال تعظيمهم وتسليمهم للنصوص الشرعيَّة، وكمال الإيمان بجميع نصوصِ الكتاب والسُّنة دون ترْك شيءٍ منها، ولا حتَّى ترْك العمل بها.
6 - المدرسة التغريبيَّة الحديثة والتيار العلماني:
وكذلك فعلتِ المدرسة التغريبيَّة والعلمانيَّة المعاصِرة، حيث إنَّها انتشرتْ في بلاد الشَّرْق مع مطلع القرن التاسعَ عشرَ، ثم اتَّسعتْ بمذهبها ومنهجها المادي، بعيدًا عن الدِّين والأخلاق والقِيَم، حاولتْ هذه المدرسة الولوجَ في النُّصوص الشرعية، وعلى رأسِها القرآن والسُّنة، والتلاعُب بتأويلها وتحريفها؛ ليفرِّغوا الإسلامَ من محتواه وأدلَّته، فيسقط كورقةِ التُّوت بزعمهم.
وقد برَز كثيرٌ منهم بمنهجه ومذهبه في ذلك، حيثُ قال طه حسين في "الشعر الجاهلي": "للتوراة أن تُحدِّثَنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يُحدِّثَنا عنهما أيضًا، ولكن ورود هذَيْن الاسمين لا يَكفي دليلاً على وجودِهما التاريخي، ونحن مضطرون إلى أنْ نرى في هذه القصَّة نوعًا من الحيلة في إثبات الصِّلة بيْن العرَب واليهود مِن جهة، وبيْن الإسلام واليهوديَّة مِن جهة، والقرآن والتوراة من جِهة أخرى"، "وإذًا ليس هناك ما يَمنع قريشًا أن تَقْبَل هذه الأسطورةَ التي تُفيد أنَّ الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم" [15] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn15).
فتأمَّل كيف يُكذِّب القرآن الصريح، بل ويُكذِّب تاريخ العرَب في أرْض الجزيرة، وها هو القرآن يردُّ هذا الهراء البَشَري؛ قال - تعالى -: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ * وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? [البقرة: 124 - 127].
ويقول أحدُهم - في جرأة يُحسَد عليها - محمد أحمد خلف الله في "الفن القصصي في القرآن": "القِصَّة في القرآن لا تلتزم الصِّدقَ التاريخي، وإنما تتَّجه في تصوير الحادثة تصويرًا فنيًّا"، ويقول: "تصويرُ أخلاق الأُمم كبني إسرائيل ليس بالضرورة أن يكون واقعيًّا"، ويقول: "وقصَّة إبليس مِن نوع الخَلْق الفني الذي يتشبَّث فيه القرآن بالواقع"، إلى غير ذلك مِن أكاذيبه وكهانته، التي سوَّد بها رسالته، ممَّا أدَّى إلى إحالة الأمْر إلى الشيخ محمود شلتوت سنة 1947م، وإخراج تقرير يُفيد بتطاول صاحبِها على القرآن والذَّات الإلهيَّة والعقيدة الإسلاميَّة.
وهذه العلمانية حقيقةُ أمرِها أنها تهدف إلى غاياتٍ خبيثة ماكِرة، منها نزْع القَدَاسة والهَيْبة عن النصوص القرآنية، وهدْمها كمرجعية للمسلِمين، ثم إعمال مَكْرهم في نسْف كتُب التراث والسَّلف المتعلِّقة بالقرآن وتفسيره، وكوْنها متناقضةً فيما بينها، وأنَّها أقوالٌ بشرية لا قداسةَ لها ولا مكان.
يقول د. نصْر حامد أبو زيد: "إنَّ النص القرآني وإنْ كان نصًّا مقدَّسًا، إلا أنَّه لا يخرج عن كونه نصًّا، فلذلك يجب أن يخضع لقواعِد النقْد الأدبي كغيرِه من النصوص الأدبيَّة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول د. شحرور: "فماذا قدَّم السادة العلماءُ للناس؟ لقد تصدَّر العلماء المجالسَ والإذاعة والتليفزيون على أنَّهم علماءُ المسلمين، وجُلُّهم ناقِل، وليس بمجتهد؛ أي: إنَّهم قدَّموا لنا ماذا فهِم السلف من القرآن على أنَّه تفسيرٌ للقرآن" [16] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn16).
والأعجبُ في منهج هذه الفِئة المنحرِفة عنَ الإسلام والقرآن، أنَّهم يقولون بتطوُّر لُغة القرآن وألفاظه على مرِّ الزمان، حيث قالوا: إنَّ لفظ "مسلم، ومؤمن" في القرآن تطوَّر ليشملَ المسلمين واليهود والنصارى؛ نظرًا لتطوُّر المفاهيم الاجتماعيَّة، والوطنيَّة والسياسيَّة.
وكذلك: "مِلَّة إبراهيم" تطوَّرت إلى أن دخَل فيها وَحْدة الأديان المستحدَثة، وكذلك: "الحجاب الشرعي" يشمل كلَّ صور وألوان اللِّباس المتبرِّج العصري [17] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftn17)!
والوقوفُ على حقيقةِ هذا المذهَب لا يُمكن بحال حصْره هنا، وإنَّما يرجع إليه في مصادرِه ومظانِّه، وكذلك كُتُب هذه المدرسة الخبيثة الجريئة على الدِّين والمبادئ والأخلاق.
الخلاصة والنتائج:
هذه صُور سريعة أشرتُ إليها على سبيلِ المثال والإجمال؛ تقريبًا لمنهج الفِرَق المنحرِفة في تفسير القُرآن، وما آلتْ إليه، في علاقتها العامَّة والخاصَّة مع تفسير الآيات القرآنية خاصَّة، والنصوص الشرعيَّة عامَّة، ويمكن أن نقِفَ مع خلاصة مِن هذه الصُّور المذكورة فيما يلي:
1 - سُوء الفَهْم للنصِّ القرآني: سبب رئيس، وعامِل كبيرٌ في انحراف هذه الفِرَق والمذاهب قديمًا وحديثًا عن حقيقةِ التفسير، ومعاني القرآن الواضِحة المحكَمة.
2 - الجهْل بأسباب النُّزول لكثيرٍ من الآيات: مما أدَّى إلى سوء الفَهْم والتطبيق معًا.
3 - تقديم العقل بإطلاقٍ على النصِّ القرآني: مما أدَّى إلى تفسيراتٍ وفُهوم غير صحيحة، وغير مرادة، وكذلك تناقضات عقلية لا حَصْرَ لها.
4 - التقليد الأعْمى للغرب: مما أدَّى إلى ازدِراء النص القرآني، والتنقيص منْه، واللهث وراءَ المادية الغربية، والعَبَث بتفسيراتِ النصوص وَفقَ ما يتوافق فيه الإسلامُ مع الغرْب، أو لا يتوافق.
5 - عدم الْتزام الضوابطِ والأصول الصحيحة في تفسير كلامِ الله تعالى: وذلك بعدم معرِفة مناهج المفسِّرين، ومعرفة قواعِدِ وأصول التفسير وعلوم القرآن، مِن تفسير القرآن بالقرآن وبالسُّنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، والإجْماع واللُّغة والقِياس الصحيح.
6 - اتِّباع الأهواء: كما فعَل اليهودُ والنصارى والتعصُّب الأعْمى البغيض للرأي، وتعمُّد إضلال الآخَرين أو تضليلهم، مِن أخْطرِ العوامل التي تؤصِّل في النفوس تحريفَ النصوص للمصلحة، ولو عارضتِ النصوصَ معارضةً واضحة.
____________________________
[1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref1) انظر تفسير ابن كثير.
[2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref2) انظر: تفسير السعدي.
[3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref3) أصول التفسير؛ لابن عثيمين (47).
[4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref4) أيسر التفاسير؛ للجزائري.
[5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref5) تفسير ابن كثير (1/ 8).
[6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref6) جند الله ثقافةً وأخلاقًا (75).
[7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref7) منهج الاستنباط، فهد الوهبي.
[8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref8) التفسير والمفسرون (2/ 28، 29).
[9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref9) المصدر نفسه (30).
[10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref10) الأم (193).
[11] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref11) منهج الاستنباط، فهد الوهبي (365).
[12] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref12) التجديد في الفِكر الإسلامي؛ لعدنان أسامة (366).
[13] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref13) ظاهرة اليسار الإسلامي، الميلي.
[14] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref14) مجلة البيان، عدد (267).
[15] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref15) الشعر الجاهلي (43).
[16] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref16) التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القرآن.
[17] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/24134/#_ftnref17) المصدر نفسه.
المصدر: شبكة الألوكة
عاطف الفيومي
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 08:04 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا البحث
ونسأل الله الهداية لى ولكم وللمسلمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Aug 2010, 08:25 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم على هذه الفائدة.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[05 Aug 2010, 03:08 ص]ـ
الأخ الفاضل: محمد ابو القاسم المقرحى ( http://www.tafsir.net/vb/member.php?u=9892)
الأخ الفاضل: تيسير الغول ( http://www.tafsir.net/vb/member.php?u=9634)
جزاكم الله خيرا على الحضور الطيب ووفقنا الله وإياكم لكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[05 Aug 2010, 11:11 ص]ـ
تحليل قيم للوقائع وسرد رائع للأحداث مع أصالة في العرض وحسن اختيار للألفاظ
بارك الله فيك على ماسطرته يداك
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[24 Aug 2010, 11:30 م]ـ
أشكر الإخوة الأكارم:
الأخ: عمر جاكيتي
والأخ: عطاء الله الأزهري
والأخ: فهر راشد الأزهري
على الحضور المشرف ومعذرة منكم فما انتبهت إلا مؤخرًا(/)
ما معنى قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Aug 2010, 12:23 م]ـ
يقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
قال القرطبي: قرأ الأكثر وَقِرْنَ بكسر القاف من وقر يقر وقارا إذا سكن وثبت. وقرأ ابن أبي عبلة «واقررن» بألف الوصل وكسر الراء الأولى والمراد أمرهن رضي اللّه تعالى عنهن بملازمة البيوت وهو أمر مطلوب من سائر النساء.
إذاً هناك من أوّل جملة وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ بمعنى (الْزَمَن الوقار والسكينة في بيوتكن). وهناك من أوّلها بمعنى (المكوث في البيوت وعدم الخروج). ولا أدري ما هو التأويل الأوجه في ذلك وأترك ذلك لأهل التفسير للنقاش والدليل. مع التنبيه على أن الأمر لم يكن يعني عدم خروجهن بالمرة، وإنما يعني عدم الإكثار من الخروج على غير ضرورة. وروح العبارة يلهم هذا فيما يظهر. فهناك حاجات وضرورات ملزمة للخروج كالعمل والبيع والشراء وطلب العلم وزيارة الأرحام والأقارب. والروايات متواترة على أن نساء النبي كن يخرجن في حاجاتهن وضروراتهن في حياة النبي وبعده روى الشيخان عن عائشة حديثا جاء فيه: «خرجت سودة لحاجتها بعد أن نزل الحجاب وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال يا سودة أما واللّه لا تخفين علينا فانظري كيف تخرجين. فانكفأت راجعة ورسول اللّه في بيتي يتعشّى وبيده عرق فدخلت فقالت يا رسول اللّه إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى اللّه إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» قال محمد عزت دروزة في كتابه التفسير الحديث: وننبه على كل حال أن الآيات صريحة بأنها موجهة إلى نساء النبي بخاصة وقد احتوت تعليلا حكيما لما فيها من أوامر وتنبيهات.
وهذا لا يعني أن لا يكون هناك ضابط في خروج المرأة ولات يترك الأمر على غاربه. قال الزحيلي: وأما عدم التقيد بالقيود الشرعية لخروج المرأة فيؤدي إلى كثير من المفاسد والفتن، ولتكن المرأة متيقظة دائما لذلك ..
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:52 م]ـ
بسم الله والحمدالله والصلاة على نبينا الكريم واله وصحابته السلام عليكم
اولا نرجع الى الالفاظ والسياق لفظ الواو فى الاية جاء للتأكيد اى تأكيد من الله لنساء النبى بالقرار وهو لزوم البيت والمكث هدا اولا
ثم جاء لفظ (فى) وهو يدل على الظرفية اى فى بيوتكن كما جاء فى دروس شيخنا الامام ابن عثيمين فى شرح الاجرومية كما قيل محمد فى المسجد اى هوا فى المسجد اى ضرفه فيه
ولفظ البيت معروف ____ ادا القرار فى البيوت
الله اكد اولا القرار ثم بين اين القرار وهو فى البيوت
________
ثم جاء هنا بى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) هنا انا ارى والله اعلم من الكلام ان الامر ليس بعدم الخروج لو كان بعدم الخروج لما قال بعدم التبرج اذ البقاء فى البيت للمرأه فيه حرية تامة تم ان التبرج الجاهلى مذموم
اى ان لا نقرأ وقرن فى بيوتكن ونسكت هدا فى ضياع للمعنى لكن نصل ولا تبرجن تبرج الجاههلية الاولى اذا هناك خروج لحاجة ولى لزوم تم جاء بلفظ التبرج وجاء بلفظ الجاهلية الاولى اى ان الخروج يكون لحاجة وتقييدا بعدم التبرج
تم نأتى بالسبب اى سبب نزول الاية كما ذكر المفسرون وكما قال شيخ الاسلام بن تيمية معرفة سبب النزول يفهمك الاية وكلامه نقلته بشى من التصرف ان احدى نساء نبيينا الكريم خرجت فعرفها عمر بن الخطاب فقال لها ارجعى فرجعت الى النبى فنزلت هذه الاية اى ان عمر عرفها وهيا مستتره فداك دل على ان الخروج ادا كان فيه معرفة للمرأه فهو تبرج
(يُتْبَعُ)
(/)
«خرجت سودة لحاجتها بعد أن نزل الحجاب وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال يا سودة أما واللّه لا تخفين علينا فانظري كيف تخرجين. فانكفأت راجعة ورسول اللّه في بيتي يتعشّى وبيده عرق فدخلت فقالت يا رسول اللّه إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى اللّه إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» هدا الحديث فسر الاية الكريمة
لكن العبرة ليست بخصوص السبب ولكن بعموم اللفظ اى ان العبرة او الامر ليس بسبب النزول ولكن لكل زمان هدا والتبرج منهى عنه اد ان نساء النبى طاهرات مطهرات ازواج الرسول فى الجنة امرهن بالحجاب من باب اولى بغيرهن
التبرج الجاهلى اختلف المفسرون مالمقصود بالجاهلية هل التى قبل الاسلام ام التى فى عهد سيدنا ابراهيم ولكن الاصح قبل الاسلام
وعائشة فقيهه عندما خرجت الى البصرة خرجت لحاجة ضرورية وهيا اصلاح بين الناس فدل دلك على ان لحاجة داك هو المطلوب متل اعادة المريض او تعزية اناس
نكتة استحضرتنى _ قال النبى (لا تمنعوا اماء الله من مساجد الله) ثم قال فى حديث غيره (والصلاة فى بيتها خير لها) تم دكرت عائشة حديث ذكره مالك فى مواقيت الصلاة فى الموطأ (وان كان النساء ليرجعن متلعفات بمروطهن لا يعرفن من الغلس) اى من الظلمة فهدا دليل على ان النساء كان يخرجن للصلاة
القيود المذكورة
لحاجة لعبادة او لوازم دكرها فى محل اخر
عدم التبرج
تم السياق الاية يذكر انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا
نكتة
الخروج والتبرج دلاله على عدم العفة والطهارة لان السياق قال بسبب اطاعتكن لتلك المأمورات يطهركن الله
ادا قوله وقرن فى بيوتكن امر ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى دلالة على ان القرار لازم والخروج مقيد بعدم التبرج والنصوص الاخرى تدل على الخروج لحاجة امر مجوز فيه والله اعلم
هناك قرينة تدل على الخروج ولكن بقييد وهيا
يا نساء النبى لستن كأحدمن النساء ان اتقتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلنا قولا معروفا)
ادا القول هناك كلام ولكن بقيد عدم الخضوع
والاية التى تليها بعدم التبرج والتبرج ايضا يجعل الذى فى قلبه مرض يطمع وهدا المرض القلبى كما اشار الى دلك امامنا ابن القيم انه مرض شهوة لان المرض القلبى مرضان شهوانى وشك وشبهة
مقصودى الذى اريد بيانه انه امرهن الا يخضعن بالقول للرجال ادا هناك كلام والكلام يكون فى داخل البيت وخارجه ولكن بقيد بعدم الخضوع والخلوه
من اين اتينا بالخلوة من قوله (تبرج الجاهلية الاولى) وهدا كما دكر المفسرون انها كانت من افعالهم فجاءت مجملة من غير تفصيل اى ان كل دلك تبرج والله اعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Aug 2010, 10:30 م]ـ
بسم الله والحمدالله والصلاة على نبينا الكريم واله وصحابته السلام عليكم
اولا نرجع الى الالفاظ والسياق لفظ الواو فى الاية جاء للتأكيد اى تأكيد من الله لنساء النبى بالقرار وهو لزوم البيت والمكث هدا اولا
ثم جاء لفظ (فى) وهو يدل على الظرفية اى فى بيوتكن كما جاء فى دروس شيخنا الامام ابن عثيمين فى شرح الاجرومية كما قيل محمد فى المسجد اى هوا فى المسجد اى ضرفه فيه
ولفظ البيت معروف ____ ادا القرار فى البيوت
الله اكد اولا القرار ثم بين اين القرار وهو فى البيوت
________
حسناً سيدي
إذاً الآية كما تفضلتم تعني المكوث في البيت ولا تعني المعنى الآخر الذي ذهب اليه البعض من خلال تفنيدكم اللغوي.
والسؤال الآن: إذا أردنا أن نحوّل معنى الجملة أو الآية الى المقصود الثاني أي بمعنى سكن وثبت.فكيف يكون تركيبها اللغوي ليستقيم معناها؟؟؟ وجزاكم الله الخيركله
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:29 ص]ـ
اخى تيسير الغول جزاك الله خيرا
ولكن
_
ارجوك اقرأ التكميل لتفصيلى
ارجوا القرأة لان والله وما فندت ذلك الا لله وبفتح الله
الاية اريد بيانها اجمالا لا تفهم منها انها تعنى المكوث فى البيت وعدم الخروج منه لا
(اى ان لا نقرأ وقرن فى بيوتكن ونسكت هدا فى ضياع للمعنى لكن نصل ولا تبرجن تبرج الجاههلية الاولى اذا هناك خروج لحاجة ولى لزوم تم جاء بلفظ التبرج وجاء بلفظ الجاهلية الاولى اى ان الخروج يكون لحاجة وتقييدا بعدم التبرج)
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكرت السبب اى سبب نزولها فى زوجة الرسول انها خرجت فعرفها عمر لانها كانت جسيمة وهيا مستتره ولكن لجسمانيتها عرفها عمر فأمرها بالرجوع وقال لها انا نعرفك فشكت الى رسول الله فنزلت فدلت على ان ليس المراد عدم الخروج نهائيا لكن الخروج يكون بالقيد الشرعى الذى لا تعرف فيه المرأه ولا تجسيد لثيابها ولا تضهر الزينة روى الشيخان عن عائشة حديثا جاء فيه: «خرجت سودة لحاجتها بعد أن نزل الحجاب وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال يا سودة أما واللّه لا تخفين علينا فانظري كيف تخرجين. فانكفأت راجعة ورسول اللّه في بيتي يتعشّى وبيده عرق فدخلت فقالت يا رسول اللّه إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى اللّه إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن» ____________1_ (إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن) هدا الفهم الحقيقى والصحيح والله اعلم لان النبى فسر والسنة بيان للقرآن
ارجوك يا تيسير اقرأ الشرح كاملا لأنى فصلت فيها وذكرت فيه النكث
ولكن لنبين الجانب اللغوى في سكن وثبت
قال الصحاح _سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت
والقاموس المحيط_سَكَنَ سُكوناً: قَرَّ، وسَكَّنْتُهُ تَسْكيناً، وسَكَنَ دارَهُ، وأسْكَنَها غيرَهُ، والاسمُ: السَّكَنُ، محركةً، والسُّكْنَى، كبُشْرَى.
والمَسْكَنُ، وتُكْسَرُ كافُه: المَنْزِلُ.
ومقاييس اللغة_السين والكاف والنون أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ على خلاف الاضطراب والحركة. يقال سَكَن الشّيءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن. والسَّكْن الأهل الذين يسكُنون الدّار.
________
اذا السكنى امر وليست السكن والثبت اللزوم وعدم الخروج ابدا اذ ان الامر بالقرار فيه نكثة الحقيقة توصلت اليها و اقول انه فتح ربانى وهو فى نفس الامر رد على الرافضة الذين يقولون كيف النبى لا يورث وقد ورتثث عائشة بيت النبى وفيه رد ان الله امرهن بالقرار و هو السكن والثبت فى ديارهم وهو ان يلزمنهن ولا يتركنهن وليس لرسول الله الامر وانما من الله
والثبت من الثبات والسكون ضد الحركة وعقلا ذلك لا يكون لانسان اذ المراد من لغة العرب وليس مجازا اذ ان لغة العرب تقول اثبت واسكن وتقصد الثبات على الامر والشىء لا تقصد سكون الجسم وعدم الحركة هذه لغة العرب فهو تمثيل وتقريب ومن السياق والقرينة الدالة
انه قال
يا نساء النبى لستن كأحدمن النساء ان اتقتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلنا قولا معروفا)
ادا القول هناك كلام ولكن بقيد عدم الخضوع
والاية التى تليها بعدم التبرج والتبرج ايضا يجعل الذى فى قلبه مرض يطمع وهدا المرض القلبى كما اشار الى دلك امامنا ابن القيم انه مرض شهوة لان المرض القلبى مرضان شهوانى وشك وشبهة
مقصودى الذى اريد بيانه انه امرهن الا يخضعن بالقول للرجال ادا هناك كلام
والكلام يكون فى داخل البيت وخارجه ولكن بقيد بعدم الخضوع والخلوه
من اين اتينا بالخلوة من قوله (تبرج الجاهلية الاولى) وهدا كما دكر المفسرون انها كانت من افعالهم فجاءت مجملة من غير تفصيل اى ان كل دلك تبرج
القرينة الثانية
انه قال ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى فلنأتى الى التفنيد سبب نزول الاية كانت بعد اية الحجاب اذا بعد اية الحجاب سؤال نساء النبى اول من يطيع امر الله وهن محجبات كيف يأمرهن بعدم التبرج هل هن كان يتبرجن قبل ذلك؟ الجواب اكيدا لا لم يتبرجن ابدا ولكن القرينة الدالة ان قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى انه فيه تجويز بالخروج ولكن بعدم التبرج ولأمر وحاجة
2_اذ ان الله امرهن ان يقرن في بيوتهن اذا لماذا يقول لعن لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى اذ ان المرأه اذا كانت فى بيتها لها حرية الحركة وتكون بدون غطاء الرأس امر مباح لعدم نظر الناس أليها
القرينة الثالتة
واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من ايات الله والحكمة
اذكرن على وزن افعلن بصيغة فعل الامر والجملة انشائية وليست خبرا
ان ان الذكر يكون بالصوت وقد يكون فى الخلاء وامام الناس والخلاء لا يمكن لنساء النبى واللفظ جاء مجمل بالذكر بجميع ما يتلى فى بيوتهن لدخول (ما) الذى يفيد العموم ودخول (من) التى تفيد البيان لايات الله وسنة الرسول وذكر جميع ما يحدث لان فعل النبى سنة
اذا هناك خروج ولكن بقيود
مالدليل فى السياق اذ ان الله قال حتى لا يطمع الذى فى قلبه مرض وهدا فى القول من باب اولى يكون فى اظهار العورات وغدا نكمل ونفصل لان الليل متأخر والسلام(/)
لفتات تفسيرية عصرية من كتاب (الفردوس المستعار) ماهو رأيكم فيها؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:21 ص]ـ
من هذه اللفتات التي قراتها ووقعت بين يدي هو الكلام عن قصة الخروج من الجنة التي ذكرت في ثلاثة مواضع
1 - 35 - 38 البقرة
2 - 19 - 25 الاعراف
3 - 116 - 132 طه
في سيناريو الخروج من الجنة هناك خطوطا عامة هي الاسباب الرئيسية لكل خروج من كل جنة، لكل خروج يأكل المجتمع ويخرجه من جنة استقرارهم ورغد عيشهم فهذه سنة الهية ما تلبث ان تتكرر وتعاد.
لان السكن هنا الذي يركز عليه الكاتب هو ليس المسكن وانما هي السكينة والتصالح مع الاخرين، فتحول ادم من السكينة الدائمة في جنته الى حيث لا سكينة في الارض، وهذا ما اشارت له الاية بالقول (((وكلا من حيث شئتما رغدا))).
وهذا التفسير للسكن انما تبناه الكاتب نتيجة الرجوع لجذر السكن، وهو الاطمئنان والراحة والهدوء.
فتنفعنا الالتفاتة باننا في صراع مع الاخر حتى تقوم الساعة، وانها سنة كونية، وان الذي يسير وفق ما اخرج ادم من جنته انما قد خسر جنته وان كانت في الارض منعمة باجواء الراحة والدعة.
هذا ما وجدته باختصار مني وتصرف فما هو ردكم حول الالتفاتة.
المصدر: كتاب الفردوس المستعاد والفردوس المستعار ثوابت واركان من اجل خيار حضارة اخرى
المؤلف: الدكتور احمد خيري العمري(/)
روائع الاعجاز النفسي من القران والسنة - عبدالدائم الكحيل
ـ[ابو فارس]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:44 ص]ـ
اولاً/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ----- واسائل الله ان يبلغنا واياكم شهر رمضان على اتم الصحة والحال وان يرحم امواتنا وامواتكم الذين لم يكتب لهم صيام هذا العام 00
مشاركتي هذه اوردها لكم ربما تكون من باب التكرار ولكن احببت ان اقدمها لكم في سبيل الفائدة للمتصفحين من خارجي تخصص التفسير فاهل التفسير والقائمين على المنتدى اعلم بما في تخصصهم 0
سلام حار على افراد اهل المنتدى وكل عام وانتم بخير0000(/)
معجم المفسرين تأليف: عادل نويهض (لأول مرة) Pdf
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:50 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
معجم المفسرين
من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر
تصنيف
عادل نويهض
http://a.imageshack.us/img705/6183/35951365.jpg
تم رفعه في ملتقى الكتب والبحوث [هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21212)]
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:18 ص]ـ
كم تعبنا في طلبه!
وفقكم الله وبارك فيكم، وأسأله ألا يحرمكم الأجر.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا
منذ زمن وأنا أبحث عنه
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[06 Aug 2010, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.(/)
الناسخ والمنسوخ , ماذا تعرف عنه؟
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد ... أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يوفقني وأن يسددني لكي أضيف الفائدة لكل من يقرأ مقالتي ... آمين.
ومن العنوان أخي الكريم يتبين ما أرِيد الحديث عنه في هذا المقال وهو موضوع من الاهمية بمكان بحيث يغفل عنه وعن الإحاطة به جل المسلمين في عصرنا هذا , والأمر لله رب العالمين.
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم , ماذا تعرف عنه أخي الكريم؟
قال الله عز وجل " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " البقرة106
سأوجز لك أخي الكريم ما قرره أهل العلم في عجالة حتى تكون على بينة من أمرك , لأن العلم به يترتب عليه معرفة الأحكام الفقهية التي ينبغي للمسلم العمل بها وتلك التي نسخ حكمها فلا ينبغي العمل بها.
ولنأخذ أخي الكريم فكرة سريعة عن معنى النسخ لغة وشرعا.
فالنسخ لغة: معناه الإزالة أو النقل.
أما إصطلاحا "شرعا": فهو رفع حكم شرعي بدليل شرعي , بينهما تراخ ٍ " زمن ".
ويجدر بالذكر هنا الإشارة إلى بعض الأمور المتعلقة بالنسخ وهي:
1 - إن النسخ لا يدخل إلا في الأحكام الشرعية أي في "افعل ولا تفعل" , ولا يدخل في العقائد ولا في القصص , فلا يقبل مثلا أن يخبرنا الله عز وجل أنه واحد لا شريك له , ثم يأتي وينسخ هذا الحكم ويخبرنا أنه ثالث ثلاثة " تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا " , ولا يجوز أن يأتي في القرآن على سبيل القصص أن سيدنا يوسف قد رأى في المنام أحد عشر كوكبا ثم يأتي ما ينسخ ذلك ويخبر أنه رأى عشر كواكب فقط.
2 - لا يقبل النسخ إلا بدليل شرعي , سواءً من القرآن أو من السنة.
فلا يقال من بعض جهلة هذا العصر أن الوقت الحالي يصعب فيه تطبيق الكثير من الأحكام الشرعية التي لا تتفق وروح العصر كحجاب المرأة وغير ذلك فيريدون إسقاط ونسخ هذه الأحكام , غير مستندين لدليل شرعي من كتاب أو سنة , ولكن يدفعون ذلك بعقولهم البائدة المريضة , وهكذا قد أطلت علينا رؤوس الجهال في الآونة الأخيرة بالقول زورا أن النقاب ليس من شرع الله , ولا دليل عليه لا في قرآن ولا في سنة , تعست عقول هؤلاء.
أنواع النسخ:
ينقسم النسخ , و قد علمنا المراد به في الشرع بأنه إزالة الحكم الشرعي " بإعتبارين:
أولا: أنواع النسخ من ناحية الخفية والشدة:
1 - نسخ حكم بآخر هو أشد منه مثل: نسخ حكم إباحة شرب الخمر بحكم تحريم مجرد القرب منها.
2 - نسخ حكم بآخر هو مساو ٍ له في الشدة مثل: نسخ جهة القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
3 - نسخ حكم بآخر هو أخف منه في الشدة مثل: نسخ حكم الصيام في الآية الكريمة من سورة البقرة " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " البقرة 183 فكان ليل الصيام يباح الأكل والشرب والجماع ما لم ينم الشخص , فإن نام حرم عليه ذلك كله حتى مغرب اليوم الثاني , فجاءت الآية الكريمة " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساءكم ... " البقرة 187 لتبيح الأكل والشرب والجماع مطلق الليل تيسيرا من الله الكريم.
ثانيا: أنواع النسخ من ناحية الحكم واللفظ:
1 - المنسوخ حكما ولفظا:
مثل ما ورد في الحديث الصحيح تقسم عائشة رض11 وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة فدخل فيها النسخ , وكان منها قوله تعالى " عشر رضعات مشبعات يحرمن " فنسخت بالسنة الصحيحة إلى خمس رضعات مشبعات يحرمن.
2 - المنسوخ لفظا وبقى حكما:
مثل: آية الرجم "أي رجم الزاني المحصن" فكانت تتلى " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله " وكانت أيضا في سورة الأحزاب , قال عمر ابن الخطاب رض1 , سيأتي أقوام يقولون لا نجد للرجم آية في القرآن , ووالله لقد رجم رسول الله صل1 ورجمنا "
وقد قيل إن الحكمة في نسخ اللفظ التعود على طاعة الله والإلتزام بشرعه حتى ولو لم يبق نص مكتوب , " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " , ولإختبار طاعة المسلم.
3 - المنسوخ حكما وبقى لفظه:
مثل: نسخ تربص المرأة المتوفى عنها زوجها مدة سنة "أي مكوثها في بيتها سنة كاملة" في الآية الكريمة " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ... " البقرة 240 بالآية الكريمة " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن يأنفسهن أربعة أشهر وعشرا " البقرة 234 حيث حدد المكوث بأربع أشهر وعشرة أيام فقط.
وقد قيل في حكمة بقاء اللفظ رغم نسخ الحكم بتذكر الحكم المنسوخ وتذكر فضل الله ونعمته , وأيضا الفضل المترتب على تلاوته.
والسؤال الذي أثاره بعض المستشرقين حيث قالوا " إن النسخ دليل على البداء والجهل فكيف تقولون بالنسخ؟ وتنسبونه إلى الله؟
فكيف يكون الرد عليهم؟ وما هو معنى البداء؟ وأيضا ما هي السور التي حوت آيات منسوخة؟ وما عددها؟ وكم عدد الآيات المنسوخة في كل سورة؟ وما الأحكام التي نسخت؟ وما الآيات التي نسختها؟
كل هذه التساؤلات إذا أردت أخي الكريم معرفة الإجابة عنها , فترقب مقالتي القادمة بحول الله وقوته.
جمعنا الله على الخير والعلم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 06:10 م]ـ
أخي الحبيب عطية وفقه الله لكل خير.
أشكرك على هذه المقالة، وأدعوك - تكرماً - قبل طرح مثل هذا الموضوع النظر في الملتقى قبل ذلك، حيث إن هذا الموضوع قد ناقشه الزملاء الباحثون في الملتقى كثيراً، وقد كتبوا فيه مقالات علمية قيمةً مثل:
- مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الخامس: وقفات حول النسخ في القرآن) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=25) .
- المنسوخ من آيات القرآن الكريم. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=849)
- النسخ في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10188) . (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10188)
- النسخ في القرآن - رأي آخر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=107307) .
- أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية. ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=4607)
- معنى النسخ عند السلف والخطأ في فهمه ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9863).
فلم يبق من داعٍ لإعادة الأبجديات مرة أخرى، احتراماً للقارئ المتابع.
وليت الزملاء في الإشراف العلمي يتنبهون لمثل هذه المقالات التي يكتبها الأعضاء الجدد أو غيرهم، والتي تدل على عدم معرفة سياسة الملتقى، ونوعية القراء الذين يرتادونه أو يكتبون فيه.
وفقكم الله لكل خير.(/)
ما رأيكم في كتاب معجم تفسير مفردات ألفاظ القرآن لسميح الزين
ـ[هاني درغام]ــــــــ[06 Aug 2010, 12:07 ص]ـ
إخواني الأفاضل
ما رأيكم في كتاب معجم تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم لسميح عاطف الزين؟ وهل تنصحون به؟
وهل هناك كتب أخري أفضل في هذا الباب؟
أرجو ممن إطلع علي هذا الكتاب أن يمدنا بملاحظاته
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[هاني درغام]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:34 م]ـ
للتذكير إن شاء الله(/)
أفكار ومقترحات ... لـ (قراءة كتاب الله تعالى).
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:11 م]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء /
أحسب أن سؤال أنفسنا ... لأنفسنا ... عن سبب تقصيرها في حق كتاب ربنا تعالى ... هو من الأسئلة الجريئة المحرجة ... وأجوبتها مؤسفة محزنة!.
لماذا نقصّر في قراءة كتاب الله تعالى، وتدبره، وحفظه؟!.
هذا السؤال ... حقيقٌ أن نقف معه لمسائلة النفس والتحقيق معها ... عن أسباب تقصيرها؟.
لماذا نقصّر؟!، لماذا نفرّط؟!، لمذا نغفل؟!، لماذا نعلم ولانعمل؟!.
ومهما تكن الأجوبة، والتحويرات ... ومحاولة إقناع النفس بالانشغالات، وقلة الأوقات ...
فلا يمكن أن تُقبل الأعذار ... والمبرارات!.
باختصار:
أقف مع نفسي معاتبا ومؤنبا ... عند تأمل مايلي:
الجزء الواحد ... يُقرأ فيما يقارب 10 - 12 دقيقة تقريبا ... حدرا.
ويُقرأ بالتدبر، والوقوف مع الآيات ... في وقت ما بين 20 - 25 دقيقة تقريبا.
أي أن العبد يستطيع أن ينهي (6) أجزاء في ساعة ... أو قل: (5) أجزاء في ساعة.
فإذا كان العبد يقرأ (6) أجزاء في ساعة ... فيمكنه أن يختم كتاب الله تعالى في (5) ساعات ... 30جزء / 6 = (5) ساعات.
أي في (5) ساعات ... ختمة.
وإن كان يقرأ (5) أجزاء في ساعة ... فيمكنه أن يختم كتاب الله تعالى في (6) ساعات ... 30 جزء / 5 = (6) ساعات.
أي في (6) ساعات ... ختمة.
فهل يعجز العبد أن يجعل لكتاب ربه تعالى (6) أو (5) ساعات ... في الشهر؟!.
هل يعجز أن يجعل لكتاب ربه تعالى (6) أو (5) ساعات ... من أصل (720) ساعة في الشهر؟!.
أما رمضان ... فأصلح الله أحوالنا في رمضان!.
لو جعل العبد من وقته ... ساعة واحدة فقط في اليوم!! ... لختم في خمس أو ست.
ولو جعل العبد من وقته ... ساعتين فقط ... لختم في ثلاث أو أقل.
فهل نعجز عن ذلك؟!.
أصلح الله أحوالنا.
---
يتبع بإذن الله:
- التفصيل في حال التدبر.
- ذكر أوقات للقراءة ... قد نغفل عنها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:10 م]ـ
ماذكرتُه فيما يتعلق بوقت القراءة؛ قد ذكره الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير وفقه الله في بعض دروسه ومحاضراته (وسيأتي ذكره بإذن الله) ..
وقد جربه بعض الإخوة مرارا فوجدوا أثره ... وعرفوا إمكانيته.
يستطيع القارئ المتقن ... أن يقرأ وجها كاملا في ثلاثين ثانية ... مع إلمام إجمالي بما يقرأ.
فمن أقبل بقلبه على القرآن ... وابتعد عن مايشغله مما يكون حوله ... وركّز نظره على مايقرأ ... فسيجد أن ماذُكر اعلاه ... أمر يمكن أن يكون.
قد يشق ذلك على البعض ... وقد يتيسر على آخرين ... كما ذكرت الأخت في المشاركة الثانية.
قرأ أحد الأفاضل - قريبا - ... سورة الأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس، وهود، ويوسف ... في ساعة ... وهي تقارب الستة أجزاء.
الإمكانية ... يمكن!.
ولابد من مراعاة أحوال الناس، وإتقانهم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:12 م]ـ
لو افترضنا أن القارئ ... يقرأ جزءا واحدا بالتدبر والتأمل والتفكر في وقت من 20 - 25 دقيقة ... أو قل: من 25 - 30 دقيقة.
فيستطيع أن يقرأ في ساعة واحدة جزئين كاملين ... متدبرا ومتأملا.
أي يستطيع أن يتدبر جزءا كاملا في نصف ساعة.
أي يستطيع أن يتدبر نصف جزء في ربع ساعة.
نصف ساعة يوميا - في غير رمضان -؛ أي (30) دقيقة يوميا ... تقرأ فيها جزءا كاملا بالتدبر.
- لايلزم أن يكون الوقت المشار إليه ... كما هو بالدقيقة والثانية ... المسألة تقريبية ... تزيد قليلا أو تنقص قليلا.
- المقصد: الإمكانية واليسر ... لمن وفقه الله تعالى فعزم على القراءة.
- قد نضع أمامنا حواجز وهمية ... تجاه قراءة كتاب الله تعالى ... ومع النظر والتمعن ... نجد أن الأمر قد تيسر ... بتيسير الله تعالى لعبده.
- قد يتمكن البعض من قراءة جزء واحد بالتدبر في نصف ساعة ... وقد يعجز البعض عن قراءة جزء واحد بالتدبر في ساعة واحدة.
- وقد أستطيع أنا وأنت من القراءة حسب الوقت المحدد ... وقد لانستطيع ... والفيصل: التجربة.
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ... فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:17 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أوقات مناسبة للتلاوة:
1 - بين الأذان والإقامة.
2 - قبل الأذان لمن بكّر إلى الصلاة. (ويمكن أن نسأل أنفسنا متى آخر مرة دخلنا فيها إلى المسجد قبل المؤذن؟!).
3 - بعد الصلاة المفروضة ... (ولو حددنا خمس أو عشر دقائق بعد كل صلاة ... لوجدنا في ذلك خيرا كثيرا).
4 - الجلوس بعد صلاة الفجر.
5 - التبكير إلى المسجد قبل صلاة التراويح.
6 - المكث في المسجد بعد صلاة التراويح ... لحين أن يخف الزحام ... ولو زدنا قليلا ... فهو خير.
7 - التبكير إلى صلاة القيام والتهجد، والدخول قبل الوقت بساعة أو تزيد ... وسنجد أثر ذلك في صلاتنا.
8 - قبل دخول الخطيب ... يوم الجمعة.
9 - بعد انتهاء صلاة الجمعة ... وانصراف الناس، وخلو المسجد.
10 - بين صلاتي المغرب والعشاء.
11 - عصر يوم الجمعة.
12 - قبل النوم.
13 - أوقات الانتظار في بيتك. (انتظار الإفطار، الغداء، العشاء).
14 - ضع المصحف في طبلون السيارة ... واقرأ كلما تيسر لك (أوقات الوقوف، والزحام الشديد، انتظار أولادك ... ونحو ذلك).
15 - أوقات الانتظار في الأماكن العامة. (المستشفى، دائرة حكومية، ونحوها).
16 - كلما أقبلت على الشبكة العنكبوتية ... فاقرأ قبل تشغيل الجهاز ... ولو لوقت يسير.
17 - قبل النزول من السيارة إلى بيتك (ولو صفحة واحدة).
18 - المرأة في مطبخها ... في أوقات انتظار نضج الطعم، أو احتماء الزيت، أو غلي الشاي أو القهوة.
19 - أوقات ترى مناسبتها.
20 - القراءة عن ظهر قلب ... في كل زمان، وفي كل مكان ... ترا مناسبتهما ... قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله:
" ويُمثل الحافظ وغير الحافظ، الحافظ بمن زاده التمر، التمر إذا كان معك كيس فيه تمر، وأنت مسافر تأكل منه على أي حال، تمد يدك وتأخذ وتأكل منه وأنت في طريقك ماشي، لا يعوقك هذا، لكن إذا كان زادك البر وأنت مسافر تحتاج إلى أن تنزل وتحتاج إلى أن تطحن هذا البر ليكون دقيقاً، ثم بعد ذلك تعجنه بالماء، ثم بعد ذلك تقطعه وتطبخه، يأخذ منك وقت طويل، وهذا التمر نظير من يحفظ، ما يحتاج إلى الجهد ولا يحتاج إلى عناء ".(/)
أمنية للعلامة ابن عقيل حفظه الله
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[06 Aug 2010, 07:57 م]ـ
جاء في آخر التقريظ الذي كتبه فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله ورعاه لتفسير الإمام السعدي رحمه الله (1376هـ)، في الطبعة التي اعتنى بها الأستاذ/ سعد بن فواز الصميل، وصدرت عن دار ابن الجوزي، في طبعتها الثانية عام 1426هـ، وبعد أن أثنى الشيخ على المحقق، وعلى تفسير شيخه، ما نصه: (ولطالما تمنيت ودعوت الله تعالى أن يهيئ لهذا التفسير من يترجمه إلى إحدى اللغات الأجنبية، لا سيما اللغة الإنجليزية، لعل الله ينفع به هناك، فهو أبلغ دعايةٍ إلى الدين الإسلامي، وبالله التوفيق).
فاللهم يسر تحقق هذه الأمنية المباركة الخيِّرة.
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[09 Aug 2010, 05:25 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن ييسر لشيخنا وأبينا-حفظه الله- هذه الأمنية .. ولطالما كانت كتب العلامة ابن سعدي رحمه الله بحاجة إلى من ينبري لها تحقيقاً وشرحاً .. وأوصيك أخي بلال العناية بالشيخ قراءةً وتعلماً وإستفادة بحكم قربك من الشيخ .. وفقك الله لما فيه رضاه.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[09 Aug 2010, 07:36 ص]ـ
قد وقفت عليه مترجماً كاملاً إلى الروسية فبشر شيخنا حفظه الله ومتع به.(/)
علاقة قوله تعالى: (ونقر في الأرحام) بحديث (رفقاً بالقوارير) والقراءة الجديدة للقرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:02 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
هاتفني اليوم أخي العزيز الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله النور - وفقه الله - وكان عهدي به بعيداً، حيث كنتُ تحدثت معه حول القراءة الجديدة للقرآن الكريم، وما يسمونه بالنص المفتوح. وكان ذلك بعد سؤالٍ أثير في ملتقى أهل التفسير في 15/ 4/2004م تجدونه على هذا الرابط: خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1706). فأخبرني حينها أستاذي الدكتور تركي بن سهو العتيبي - حفظه الله - بمقالات ينشرها الأستاذ عبدالرحمن النور في مجلة اليمامة السعودية حول الموضوع.
وأخبرني الأستاذ عبدالرحمن النور في اتصاله الهاتفي أنه نشر مقالاً بعنوان: (ثقافة الصحراء) في المجلة العربية عدد (403) شعبان 1431هـ - أغسطس 2010م. كان سببه ذلك الحوار الذي دار بيننا حول القراءة الجديدة للقرآن الكريم قبل سبع سنوات، ويقول: أحببت أن تكون من أول من يقرأ المقال في المَجلة لنتناقش حول ما يمكن عمله لتطوير الفكرة. وقد ذهبت لموقع المجلة وقرأت المقال فأعجبني، وأحببت أن تشاركوني في قراءة المقال، فقد لفت فيه النظر إلى معنى جديد جدير بالقراءة ..
ثقافة الصحراء
أشغلني كثيراً هذا المصطلح الذي سار به الناس، وروى الكثير منهم أنهم أول ما سمعوا به كان على لسان والدي عبدالله نور، الذي يرقد الآن بسلام في رحمة الله -إن شاء الله- هذا المصطلح جعلني أتساءل كثيراً: ما علاقة العربية بثقافة صحراء الجزيرة العربية؟! وما هي العلاقة بين «ثقافة الصحراء» وحداثة «اللغة العربية» أو موضوع «القراءة اللغوية الجديدة»؟!
أستطيع أن أقول إن «دلالات» حروف اللغة العربية تقول إن الثقافة هي الإدراك التام الشامل لحقيقة الأشياء، ومن هذا التعريف فإن ثقافة الصحراء هي الإدراك التام الشامل لواقع اللغة العربية.
يردد كثير من الناس عبارة «رفقاً بالقوارير» وهي عبارة وردت في حديث الرسول الكريم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، فقد جاء في لسان العرب ما يأتي: «وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأنجشة وهو يحدو بالنساء: رفقاً بالقوارير؛ أراد -صلى الله عليه وسلم- بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقوارير من الزجاج يُسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر، وكان أنجشة يحدو بهن رِكابهن ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤمَن أن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أن يقع في قلوبهن حُداؤه، فأمر أنجشة بالكف عن نشيده وحُدائه حذار صبوتهن إلى غير الجميل». انتهى كلام لسان العرب، وقد بدأت أسأل نفسي كثيراً عن المعنى الذي ذهب إليه الرسول الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- بقوله: «رفقاً بالقوارير»، وتساءلت: هل يمكن قراءة نص هذا الحديث قراءة لغوية جديدة، تأتي بمعنى جديد، بعيداً عما يقوله العرب ولسان العرب، وكيف؟!
ورد في مسند الإمام أحمد: « ... كان عامر شاعراً فنزل يحدو قائلاً:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا * وثبت الأقدام أن لاقينا
وألقين سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أتينا
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من هذا الحادي؟ ... إلى آخر الحديث».
قد يعجب القارئ حين يقرأ ما ورد في مسند أحمد عن هذا الحديث ويعلم أن الحداء في ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فاحشاً حتى يحذر صبوة النساء إلى غير الجميل، وقد يتساءل القارئ مثلما تساءلت: لماذا لم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنجشة: رفقاً بالنساء؟ ولماذا لم يرد وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- النساء بالقوارير إلا في هذا الحديث وهذا الموضع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا يظهر دور حداثة «اللغة» أو القراءة الجديدة؛ لأن حداثة اللغة تبحث عن المعنى في «باطن» اللغة، لذلك حين أكملت ما جاء في لسان العرب وجدته يقول: «وقيل: أراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب فأتعبته فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة، وواحدة القوارير: قارورة، سميت بها لاستقرار الشراب فيها. «انتهى كلام لسان العرب». وعدت بذاكرتي إلى محاضرة بعنوان «فيزياء اللغة»، في نادي الرياض الأدبي لصاحب مصطلح ثقافة الصحراء، والدي عبدالله نور -يرحمه الله- عرفت منها العلاقة بين فيزياء اللغة وفيزياء حروف اللغة، والعلاقة بين فيزياء الحروف والفيزياء الكونية، ومنها فيزياء الصحراء وكائناتها، ذلك أن «الإبل» هذه الكائنات الصحراوية العجيبة قد أودع الله فيها سراً عظيماً وهو أنها تتفاعل وتتحرك حركة فيزيائية دقيقة مضبوطة مع موجة صوت الحرف العربي، فتحرك رؤوسها ذات اليمين وذات الشمال، فتتمايل أجسادها ذات اليمين وذات الشمال مثل حركة رؤوس وأجساد المنشدين في صفوف عرضات «السامري»، حركة وجدانية مضبوطة بشكل عجيب على إيقاع صوت الحرف العربي وهو يموج ويتماوج ذات اليمن وذات الشمال. هذه الحركة لها تأثير قوي في تحريك «ماء الحياة» في بدء استقراره في «أرحام» النساء مما يجعل الأرحام تلقي ما بها كما تفقد القوارير ماءها عند كسرها، ولذلك فإن المعنى «الحديث» (أو الجديد) الذي تعقله فيزياء لغة العرب لكلمة «القوارير» هو «الأرحام».
أجل القوارير هي الأرحام، ومن عجيب ما يظهره علم تشريح جسد المرأة أن الرحم يظهر بشكل «قارورة» محكمة الخلق ليستقر فيها ماء الرجل، وهذا من عجيب خلق الله -تبارك وتعالى- ولذلك فإن هذا الحديث يظهر حرص الرسول الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- في حفظ الحياة البشرية في أول مراحل تكونها وهو يعرف الصحراء وكائناتها وقد خشي أن تفقد بعض النساء الحوامل حملهن، فأمر أنجشة أن يرفق بالقوارير، أي بالأرحام، رحمة منه -صلى الله عليه وسلم- وهو المبعوث رحمة للعالمين، والله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه الكريم في سورة الحج الآية الخامسة: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخلّقة وغير مُخلّقة لنبين لكم ونقرُّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى) .. الآية.
وهنا فإن فيزياء اللغة تظهر في فيزياء حروف الفعل, و «القارورة» من الفعل «قرَّ» وقرَّ الشيء أي اطمأن وسكن؛ ولذلك فإن الرحم هو قارورة يطمئن ويسكن فيها ماء الرجل، وقد اشتق اسمها من حروف الفعل «قرَّ»، والفائدة من هذه القراءة اللغوية الجديدة هي معرفة أن الرحم في أول مرحلة استقرار ماء الرجل فيه وبدء الحمل، حين يكون نطفة في طور الأربعين يوماً الأولى، يكون في هشاشة «الزجاج» بمعنى أنه سريع فَقْدَ الماء مثل الزجاج عند كسره متى ما تعرض لحركة أو هزة كافية من تلك الهزات أو الحركات التي تحدثها الإبل عند سماعها صوت الحداء، وهنا تظهر قمة البلاغة النبوية في تشبيه الرحم في هذه المرحلة بالقارورة، بل هو قارورة، بكل معنى الكلمة، وقد تفقد القارورة «الماء» متى ما توافرت «شروط» الحركة «الفيزيائية» لكسرها، سواء أكانت المرأة على ظهر بعير يحدو به الحادي في الصحراء، أم في قلب سيارة تتقاذفها حُفر الطريق، أو وهي تمارس رياضة وفرت فيها الشروط الحركية الكافية ليفقد الرحم ماءه.
ومن الخلط في المعنى اعتقاد أن القارورة تكون من الزجاج فقط، فقد ورد أيضاً في لسان العرب: «والقارورة: واحدة القوارير من الزجاج، والعرب تسمي المرأة القارورة وتكني عنها بها. والقارورة: ما قَرَّ فيه الشراب وغيره، وقيل: لا يكون إلا من الزجاج خاصة، وقوله تعالى: (قوارير من فضة)، قال بعض أهل العلم: معناه أواني زجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير». انتهى كلام لسان العرب.
والصحيح في سنن اللغة أن القارور أو القارورة هو ما استقر فيه الشيء سواء كان من زجاج أو من غيره من المواد، ولذلك فإن الله العزيز الحكيم في الآية السابقة يعلمنا سنن هذه اللغة العربية العظيمة حين أعاد ذكر القوارير ووصفها بأنها (من فضة قدروها تقديرا) حتى لا يذهب ذهن القارئ إلى قوارير الزجاج، التي تكسر ويذهب شرابها؛ بل هي قوارير من فضة خالصة كلها أسرار إلهية عجيبة، وسمّاها الله قوارير لأن شرابها يقرّ فيها ولا تفقده أبداً، كما قال الله وهو سبحانه أعلم، قدروها تقديرا لما فيها من النعيم والسرّ الإلهي العظيم من اللذة واستقرار الشراب فيها.
أجل نحن بحاجة الآن إلى «حداثة اللغة العربية» لنبدأ القراءة اللغوية الجديدة التي تولد لنا معاني حديثة (جديدة)؛ لنبدأ قراءة «ثقافة الصحراء» قراءة جديدة، يحتاج فيها المرء إلى أن «يقرأ» لغة الصحراء وفيزياء وكيمياء الصحراء وحياة الصحراء وهندسة الصحراء، وكل شيء في هذه الصحراء، قراءة لغوية كونية جديدة، وليس من سبيل إلى ذلك إلا «بقراءة» حروف لغة الصحراء العربية ودلالاتها قراءة لغوية حديثة غير مسبوقة، وهنا أقول لوالدي عبدالله نور: يرحمك الله ألف ألف رحمة إذ وضعت بين يدي قراء اللغة العربية كتابك «نون القرآن الكريم» لنعرف منه دلالات حروف هذه اللغة العربية العظيمة؛ نحو قراءة لغوية ثقافية جديدة للغة الصحراء وحروف الصحراء وثقافة الصحراء.
نم يا أبا عبدالرحمن «قرير» العين في رحمة الله، وسوف تقرّ عينك وروحك -بإذن الله- حين تشرب من قوارير من فضة في جنات النعيم عند مليك مقتدر، هو ملك الملوك ورب الأرباب والحمد لله رب العالمين.
المصدر: المجلة العربية ( http://www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?id=558)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:44 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الدكتور عبد الرحمن
لأول مرة أدرك أن هناك ربط بين الأية والحديث ولأول مرة يمر علي هذا المعنى وهذا التفسير.
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:10 ص]ـ
نشرتُ الموضوعَ أولاً وقد قربت إقامة الصلاة، فلم أشأ حبسه حتى أكتب تعليقي عليه، وآثرت إن ألحقه بالتعليق في وقتٍ لاحقٍ.
إنَّ الدعوةَ للقراءة الجديدة للقرآن من الدعوات التي فيها حقُّ وباطلٌ، وإنه وإن كان الذين اشتهروا بالدعوة إلى القراءة الجديدة للقرآن من المشبوهين في دعوتهم كما تدل على ذلك أعمالهم، إلا أنَّ هذا ينبغي ألا يجعلنا نغفل عمَّا في هذه الدعوة من حقٍّ لا بُدَّ من الانتفاع به. وذلك أن هناك دقائق كثيرة في لغة القرآن وأساليبه، فات على المتقدمين الوقوف عندها وبيانها بياناً يفهمه أهلُ زماننا جميعاً، فلا بُدَّ للعلماء بالقرآن وما يتصل به من معارف أن يبينوا للناس هذه الأسرار، ويوضحوا ما اختصره المتقدمون، بحيث يستشعر القراء دلالات هذا القرآن العظيم، وسعة اللغة العربية الشريفة.
وما ذكره أخي المهندس عبدالرحمن النور في هذه المقالة جديرٌ بالتأمل، فلم يسبق لي أن قرأتُ أنَّ عِلَّةَ وصف النساء بالقوارير في حديث النبي صل1 هو اشتمالهنَّ على الرَّحِمِ الحاضنة للحمل، وأنَّ عِلَّةَ حركة الإبل عند الحداء هي هذا التناغم بين نغمة الحداء العربية وانسجامها مع ما ترتاح له هذه الإبل التي ألفت صحراء العرب.
وقد أحسن أخي عبدالرحمن عرض فكرته، وأحسب لديه من الأمثلة ما يدعم هذا الرأي الذي أرجو أن يكون له شأنٌ في كشف المزيد من أسرار هذه اللغة العالية. ويبقى ما توصل إليه اجتهاد منه عرضة للخطأ، ولعله يظهر ذلك بعد تقليب هذا الرأي والتأمل فيه من الزملاء الباحثين في الملتقى.
وأرجو من إخواني الباحثين أن يكون هناك جهد علمي عميق يكرس للبحث في أسرار الدلالات في القرآن الكريم والإضافة العلمية لما استنبطه السابقون من القرآن بأصوله وضوابطه انطلاقاً من الدعوة للقراءة الجديدة للقرآن بأصولها وضوابطها، يوازي الجهد الذي يبذله إخواننا الباحثون في التصدي لجهل وكذب وتزوير وتحريف الداعين للقراءة الجديدة للقرآن الكريم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2010, 06:49 ص]ـ
مِمَّا يُمكنُ أن يؤيَّد به ربط أخي عبدالرحمن النور بين وصف المرأة بالقارورة، وأنَّ المقصودَ به قرارُ الجنين في الرَّحِمِ قوله تعالى في سورة المرسلات: (((أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)))) {المرسلات}.
فقد سمى الله الرحم قراراً مكيناً.
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:47 ص]ـ
موضوع رائع يا دكتور ..
ومنه أيضاً قرارهن في البيوت .. قال تعالي: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب
ولا أدري لماذا .. تذكرت مقولة عمر رضي الله عنه زمن المجاعة يخاطب بطنة
" قرقري أو لا تقرقري .. والله لن تشبعي حتى يشبع أطفال المسلمين"
فلعلها أن تقرّ وتكف عن الاضطراب بسبب خلوها .. رضي الله عنه
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:47 ص]ـ
لفتة لغوية قيمة جداً يشكر عليها الأستاذ عبدالرحمن النور، وإن كانت القراءة الجديدة تنتج مثل هذا التدقيق في لغة القرآن فمرحبا بها، وأما العبث والهدم الذي يحدث باسم القراءة الجديدة فلا مرحباً به.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:48 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير، واسمحوا لي أن أخالفكم الرأي
فأنا أرى أن تعميم القول – إثباتا أو نفيا - في مثل هذه النظريات الحديثة – كهذي وكالإعجاز العلمي - فيه قدر غير قليل من الخطأ والتسرع، ولا بد من التفصيل، وتناول كل مسألة ببحث مستقل، أما التعامل بالعموم والإجمال فليس صوابا، ولن يؤدي إلى نتائج مرضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنا أن نأخذ مثالا هذه المسألة، فمع كل الاحترام للأستاذ المهندس، وللمعجبين بهذه النظرية، فلي عليها الإشكالات الآتية:
1 - لفظ قوارير – ومفرده قارورة – ليس عربيا قطعا، بل هو من الأعجمي في القرآن، من الآرامية. ومن الدليل على ذلك: أن العربية لا تعرف وزن (فاعول – فاعولة) وإنما استوردته من لغات أخرى، وقد جاء عليه في الآرامية أعلام (طالوت – جالوت – قابوس – جارود) وأسما (طاغوت – ناموس - حانوت) وأما أسماء الآلة فهو فيها العمدة (طاحون – نافورة – ساطور – عامود – ناقور: آلة إيقاعية – ناقوس: جرس) ومن بقاياه في اللهجات الشامية (ناطور: حارس – جارور: دُرْج – بارودة: بندقية) واليمنية (شاقوص: منفذ للضوء – فاروع: معول – دافور: موقد القاز) وقد أخذته المجامع اللغوية فصاغت عليه (حاسوب) وكل ما سبق يؤكد أنه لفظ غير عربي، بل آرامي سرياني.
2 - اشتقاق الاسم من الفعل خطأ ومردود لغويا، فمن المقرر في علم اللغة الحديث: أن الاشتقاق جرى كالتالي: (الأصل الحسي: الاسم) ? (الأصل المجرد: المصدر) ? الفعل. فالفعل على هذا آخر شيء ظهورا، وربما سبقه الحرف. وهاكم مثالين على ذلك: ناقة ? أناقة ? تأنق، ثور ? ثورة ? ثار. فينبغي أن يكون: قارورة ? قر. أما العكس فخطأ لا يقبله لغوي، وهو مردود، وما بني على باطل فهو باطل. وقد انقرض منذ زمن ذلك الخلاف بين نحاة البصرة والكوفة في أصل الاشتقاق، آلاسم أم الفعل؟ فقد قضي للبصرة على الكوفة.
3 - صرف النصوص – خاصة الشرعية – عن المتبادر إلى ذهن العربي الأول غير سائغ ولا مقبول، إلا بدليل، أو على الأقل قرينة واضحة. وقد يقول قائل: ما أدرى الرسول بشكل الرحم؟ والحمدلله لسنا شيعة لنخلع عليه صل1 علم الغيب، وما كان وما يكون. ففي مثل هذا التفسير افتيات على بلاغة رسول الله الذي أوتي جوامع الكلم. وفتح هذا الباب سيؤدي للتزرية بالنص الشرعي، والسخرية منه – إن لم يكن تكذيبه - فيما لو خالف القاعدة العلمية، تماما كما هو الأمر مع الإعجاز العلمي. وإنما قصد الرسول صل1 التشبيه؛ تعبيرا عن رقة إحساس المرأة ورهافته، فشبهه بالزجاج سريع الكسر، ومستحيل الشعب. وواقع الحال يشهد أن ملايين بنات المسلمين المراهقات ومن فوقهن قد فتنهن الشيطان بأصوات المطربين منذ عبدالحليم حتى آخر مغن اليوم. بل لقد سجل التاريخ المعاصر حالات انتحار لبنات بسبب وفاتهم أو حتى إصابتهم بحادث. وليس يمنع مثل هذا السفه والطيش إلا تربية دينية سليمة. ولقد ذكرني فعل الأستاذ المهندس بفعلة عمرو خالد؛ لما تناول الحديث الشريف " إنكن أكثر أهل النار " ففهم عمرو منه أن الرسول صل1 " بيهزر مع النسوان " وحاشاه صل1 من هذا الخطل.
4 - القوارير ليس لها شكل واحد؛ بل منها المدور والمربع والمثلث وغيرها بالعشرات .. فإذا صح أن واحدا من هذه الأشكال يشبه رحم المرأة، فهو مجرد صدفة، كما إن بريطانيا وإيطاليا – في الخريطة - تشبهان الحذاء، ولا بد من استخدام الخيال عندئذ. ومن النوادر الطريفة أن عميد المترجمين في لندن – وهو الدكتور صفاء خلوصي – قال متندرا: إن شكسبير عربي الأصل، واسمه قبل التحريف الشيخ زبير، فرويت عنه ولم تكن سوى دعابة. وبما أن الأستاذ مولع بالفيزياء، فدعوني أذكره بنظرية الأواني المستطرقة. ثم لي سؤال: هل قناة فالوب مثلا تشبه شيئا من القنوات المائية؟ عجبا.
5 - يلجأ صاحب النظرية إلى المنهج الانتقائي، فيكتفي بنص واحد ليثبت ما توصل إليه، ويقصي النصوص الأخرى، وغير خاف أن هذا منهج غير علمي، وغير مقبول. فمثلا: القارورة لا تكون إلا من الزجاج نعم، وإذا كانت من غيره فلا تسمى قارورة. وأما قوله تعالى " قوارير من فضة" فيؤكد هذا ويعضده، ويدعمه ولا ينفيه؛ كأنه تبارك وتعالى يقول: ليس نعيم الجنة بالمعروف ولا المألوف لديكم، وفي الآية تصرف بلاغي عجيب. والأستاذ قد أخذ هذه الآية وتغافل عن مثل قوله تعالى {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} النمل44 ولو لم تكن زجاجا شفافا، فكيف تحسبه ملكة سبأ ماء، فتكشف عن ساقيها؛ كي لا تبتلا؟ ومثله استدلاله بقرار مكين، وكان عليه أن يتناول لفظ قرار حيثما ورد في التنزيل، لا أن يختار موضعا واحدا، ثم عليه يبني قاعدته، وإلا فماذا يقول عن قوله تعالى {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} المؤمنون50. وهنا لي ملاحظة على ابن منظور، لا على ابن النور؛ فقد زعم أن وصف المرأة بالقارورة هو من ديدن العرب، ونعم قد كان هذا ولكن بعد حديث أنجشة رض1، فأما قبله فالتحدي قائم لابن منظور وغيره: أن يأتي بنص واحد، يشهد لزعمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:17 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي رصين على هذه التعقبات التي ستسر الباحث الأخ عبدالرحمن النور، ولعله يتولى مناقشتك بنفسه، وإن كنتُ أراك تسارع لإثبات عجمة الكثير من الألفاظ العربية وإرجاعها للسريان أو غيرهم وتجزم بذلك كأَنَّكَ شهدتَ لحظة ولادتها دون العالمين، وأخشى أن تكون أصابتك لوثة المستشرقين الذين يرددون هذا في كتبهم هم وتلامذتهم دون دليل. وتجزم برأيٍ في أصلِ الاشتقاق لم يزل أهلُ اللغة مختلفين فيه إلى اليوم، ورفعُ الخلافِ فيه صعبٌ جداً، ولكن لا بأس بهذا في النقاش العلمي فالغرض هو الفائدة لنا جميعاً بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Sep 2010, 03:28 م]ـ
السلام عليكم، وعيد مبارك ..
1 - في تقديري أن هذا الربط بين الحديث ومعنى القرار في الرحم، عجيب ولا مبرر له، وإلا جاز لنا أن نجمع كل مشتقات اللفظ وإدارجها في معنى اللفظ ..
من الطبيعي أن يكون لكل لفظ عدد كبير من المشتقات اللغوية يستعمل كل واحد منها في سياق من السياقات، ولكن ليس من الضروري أن تصلح جميع المشتقات لجميع السياقات.
2 - حديث (رفقا بالقوارير) كان موضوعا لحوار إلكتروني متحمس بيني وبين مهتديين كنديين في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث أرسل أحدهما ترجمة رديئة للحديث، لا أدري سبب الوقوع فيها، حيث قال المرتجم ( Doucement avec les perles) ومعناها: (رفقا باللآلئ) ..
فدخلت في حوار لبيان الخطأ في الترجمة، وأيضا الخطأ في فهم المراد النبوي من الحديث.
وسأذكر هنا جملة ما أراه في المعنى المراد، وتنبيهي إن كنت مخطئا:
الحديث، في ما وجدت في تخريجه، ورد عن أنس بن مالك ..
1 - أخرج المروزي عن أنس بن مالك: كان البراء جيد الحداء، وكان حادي الرجال، وكان أنجشة يحدو بالنساء، فحدا ذات يوم، فأعتقت الإبل، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:" رويدك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير"
2 - وفي رواية أخرى عن أنس بن مالك: كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين، يقال له أنجشة، فاشتد في السياقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير"
3 - وفي رواية ثالثة عن أنس بن مالك أيضا: أن النبى صلى الله عليه وسلم كان في مسير، وكان حاد يحدو بنسائه أو سائق، قال: وكان نساؤه يتقدمن بين يديه فقال: " يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير".
فهل كان المراد بالقوارير هنا: النساء أم الإبل؟ أم الاثنان معا؟
نعم، أدرك أن جملة ما قرأته في شرح العبارة يشير، كما جاء في لسان العرب، إلى أن العرب تسمي النساء بالقوارير: "أَراد، صلى الله عليه وسلم، بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل."
ولكن، ورد أيضا في لسان العرب بعد بضع فقرات: "والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وقال امرؤ القيس: فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء."
ونجد أيضا في لسان العرب:
"أَقَرَّ الله عينه: مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل: أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول واختاره، وقال أَبو طالب: أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد: أَقَرَّ به مواليك العُيونا أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا.
وقوله تعالى: فكلي واشربي وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير.
وعين قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به.
والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً."
إذن لم لا يكون مراد النبي (ص) الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا، أن يجمع عددا من المعاني في نفس الوقت:
- "رفقا بالإبل" لأن الحادي جعل قافلة النساء تسرع في المسير أكثر من قافلة الرجال، وسيؤدي هذا الأمر للحاق إبل النساء بإبل الرجال.
- "رفقا بزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) "، اللواتي قد يتعب جلستهن الطويلة في الهودج إسراعُ الإبل
- "رفقا بزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) " لأنهن قرّة عين النبي (صلى الله عليه وسلم).
- "رويدك سوقك بإبل النساء (أو بالنساء) " لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقدم براحلته إبلَ زوجاته، ولاحظ أن هذه الإبل ستتجاوزه في القافلة، فأراد تنبيه الحادي كي لا يتجاوزه ركب النساء.
أجدني أميل لفهم الحديث بجميع هذه المعاني، والتي لا دخل لها مطلقا بمفهوم القرار في الرحم، الذي يمثل في أقل الحالات تأويلا بعيدا لا وجود لدليل على أنه مراد النبي (صلى الله عليه وسلم).
وفي تقديري الخاص/ لا وجود لدليل في ألفاظ الحديث على أن إشارة النبي (صلى الله عليه وسلم) مرتبطة بجمال صوت الحادي أو بمعاني الشعر التي كان يذكرها، وإنما فقط بسرعة أداء الحداء ( rythm) التي أدت إلى إسراع الإبل .. ولذلك أجدني لا أستسيغ ما جاء فس لسان العرب من أن المراد هو الخوف على قلوب النساء (فلم يُؤْمَنْ أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Sep 2010, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام انتم بخير
جزاكم الله خيرا على هذا النقاش وبارك فيك يا أبا عبدالله وقد صرحت في أول كلامك بطلب المشاركة في التعليق على المقال
ولا أرى في الحديث ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من أنجشة رضى الله عنه الرفق بهن وأراد جمال الصوت، بل ربما أراد الرفق في سوق الإبل والمعروف عند العرب أن من يسوق الإبل لا بد أن يرفع صوته
(وخاصة إذا كان الجمل رزين، وفيه رفايص)
ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله الطيبين وأرضى اللهم عن صحابته الميامين، وبعد:
القراءة الجديدة، وما أدراك ما القراءة الجديدة؟!
القراءة هي استخراج المعنى من ألفاظ (مباني) اللغة.
واللغة في واقعها "بنيان"، أي أن اللغة "مبنية" من حروف (أساسية) وهي ما يسميه علماء اللغة حروف "المباني" (وهي حروف الهجاء)، ولكل حرف من حروف "المباني" معنى خاص به؛ أي أن لكل حرف مبنى ولكل مبنى معنى. وحروف المباني تتطور إلى "وحدات لغوية" أكبر بمعاني لغوية أكبر، منها الفعل ومنها الاسم ومنها الحرف وهو ما يسمى عند علماء اللغة التقليديين "حروف المعاني"؛ ولكن في نظرية القراءة الجديدة كل حروف اللغة (الأساسية) هي حروف مباني وحروف معاني في آن واحد، وكما قلت لكل حرف مبنى ولكل مبنى معنى. والقاعدة اللغوية التي تقول: "الزيادة في المبنى زيادة في المعنى"؛ تنطبق على "بنية" الحروف قبل كل شيء.
وإذا كانت القراءة هي استخراج المعنى من ألفاظ (مباني) اللغة؛ فإن القراءة الجديدة هي استخراج معاني جديدة من مباني اللغة على عدة مستويات (لغوية) يتلو بعضها بعضا وهي:
المستوى الأول: قراءة دلالات معاني "الحرف" بالنسبة لموقعه في "الكلمة".
المستوى الثاني: قراءة دلالات معاني "الكلمة "بالنسبة لموقعها في "الجملة"
المستوى الثالث: قراءة دلالات معاني "الجملة" بالنسبة لموقعها في "الكلام"
المستوى الرابع: قراءة دلالات معاني "الكلام" بالنسبة لموقعه في "الحدث"
وإذ ذكرت كلمة "الحدث"؛فإن القضية ترتبط بحداثة اللغة أو بحديث اللغة أو بما تحدثنا به اللغة في كل مرة نقرأ فيها اللغة، أي أن وظيفة القراءة الجديدة هي دراسة مباني ومعاني الحروف والكلمات والجمل والكلام والحدث للوصول إلى معاني جديدة تؤيد وتساند المعاني القياسية (الأولى) الصحيحة للمباني القياسية الأولى؛ وبذلك فإن وظيفة القراءة الجديدة هي زيادة اليقين والإيمان وليس نقض ذلك، إما إذا حدث نقض للمباني (الثوابت) والمعاني (الثوابت)؛ فإن القارئ قد أخطأ في بعض أو كل قراءته لسبب من الأسباب، وفي نظري أن مصطلح"القراءة الجديدة" كما يعرف في أدبيات ما بعد الحداثة لم يصل طلابه إلى شيء؛ لسبب بسيط وهو أن الحكم على شيء فرع عن تصوره؛ ولم يصل أحد بعد إلى الصورة الكلية (أو الجزيئة) لما يسمى بالقراءة الجديدة؛ لأن هذه النظرية تحتاج إلى لغة ذات صفات قياسية ثابتة حتى يمكن استنباط قواعدها وأصولهاولا يوجد لغة ذات صفات قياسية ثابتة إلا اللغة العربية؛ إذا القضية تخص طلاب اللغة العربية وأساتذها في المقام الأول والأخير.
ما هو دور علم الفيزياء والهندسة في القراءة الجديدة؟
علم الفيزياء هو علم دراسة المادة وحركتها، واللغة العربية هي في حقيقتها "مادة" هي "المباني"أي الحروف،وللغة العربية حركة هي حركة المعاني في سياق الحروف والكلمات والجمل والكلام والأحداث.
وعلم الهندسة هو علم الحد والقياس،و اللغة بمبانيها ومعانيها لها حدود ولها مقاييس، ونظرية القراءة الجديدة تستفيد من علم الفيزياء وعلم الهندسة في استنباط الأصول والقواعد لهذا العلم الجديد، واستنباط حدوده ومقاييسه.
أعود، بعد هذه المقدمة المختصرة؛ إلى كلمة القوارير التي وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"رفقا بالقوارير يا أنجشة"، و أقول أنني وصلت إلى معنى "القوارير" في هذا الحديث وهو "الأرحام"، بعد دراستي للمباني " اللغوية" ومعانيها حسب المستويات الأربعة التي ذكرت أعلاه.
وقلت إن كلمة "قوارير" جاءت من الفعل "قر"، وحروف الفعل قر هي الحرف "قاف" والحرف "راء" مكررا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت إن القارورة هي (ما استقر فيه الشيء)، واستقر الشيء أي "ثبت" الشيء ضمن حدود معروفة.
وفائدة هذه القراءة الجديدة هي في معرفة المعاني الدقيقة للغة وتصحيح ما يرد في معاجم اللغة فمثلا ورد في تعريف كلمة "قرية" في معجم مقاييس اللغة:" القاف والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جمعٍ واجتماعٍ. من ذلك القرية، سمِّيت قريةً لاجتماع النَّاس فيها"، وهذا تعريف غير دقيق، فهل يمكن أن نطلق على مكان صلاة العيد مثلا قرية لأن الناس يجتمعون فيه، أو نسمي السوق قرية لأن الناس يجتمعون فيه؛ إن حرف القاف يدل على استقرار شيء في شيء، وعلى هذا فإن حروف كلمة قرية تدل على المكان الذي "يستقر" فيه جمع من الناس، (لاحظ التشابه البنيوي على مستوى حرفي القاف والراء بين كلمة قرية وقارورة)؛ فالاستقرار لا يكون استقرار لاجتماع الناس فقط في مكان ما؛ بل لطول بقائهم ومكثهم (وثباتهم) في ذلك المكان، وهذا معنى كلمة "قرية". هنا يظهر حدود للمباني والمعاني ومقاييس يقاس عليها مباني ومعاني كلمة "قرية".
خذ مثلا كلمة "القر" فقد ورد في لسان العرب: "والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وقال امرؤ القيس: فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء."
وهنا فإن القر من حرف القاف و الراء يعني مركب للرجال أو الهودج لأن هذا المركب "يستقر" أي "يثبت" بين الرحل والسرج، كما يسمى الهودج "قر"لأنه "يستقر" أي يثبت على ظهر الجمل.
خذ مثلا كلمة "قرة" العين أو قرت العين، فقد ورد في لسان العرب:
"أَقَرَّ الله عينه: مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، ...
فلماذا سمي الماء البارد القرور، هل لأنه مصنوع من الزجاج؟!
المعنى في الفيزياء؛ فإذا ارتفعت درجة حرارة الماء تبدأ جزيئات الماء "بالاضطراب " والحركة" وتجاوز حالة "الاستقرار" و"الثبات" ويظهر ذلك جليا في "غليان" الماء واضطرابه عند درجات الحرارة العالية؛ لذلك فإن الماء البارد هو في حالة "استقرار" وثبات فيزيائية وتنطبق عليه الدلالات القياسية لحرف القاف والراء، وهنا تظهر عبقرية اللغة العربية بتسميته بالقرور؛ لاستقراره وثبات جزيئاته، وليس لأنه مصنوع من زجاج!!
وعين قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به.
والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً."
وقرة العين لأن العين "تستقر" وتثبت" في مكانها وهذه الحالة دليل على الاطمئنان لدى الإنسان، لأن حالة الخوف أو القلق تظهر في عين الإنسان باضطراب "حدقة" العين واهتزازها، وهي حالة ضد الاستقرار والثبات.
وقد يعجب المرء حين يعلم أن العرب تسمي حدقة العين "قارورة" العين؛ لأن الحدقة تحتوي على "ماء" العين ويستقر فيها على نحو ما يستقر الماء في "القوارير"، مع أن العين ليست من مادة الزجاج، وليس كما ورد في لسان العرب والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة: قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العينِ"، بل إنها قارورة لاستقرار ماء العين فيها؛ ويزداد العجب إذا علم المرء أن العرب تقول "أبرد الله دمعة عينيه" ففي لسان العرب أيضا وفي حديث الاستسقاء:" لو رآك لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة"، وورد في الصحاح في اللغة:" وأقَرَّ الله عينَه، أي أعطاه حتَّى تَقَرَّ فلا تطمح إلى من هو فوقه. ويقال: حتَّى تبرد ولا تسخن. فللسرور دمعةٌ باردة، وللحزن دمعة حارَّةٌ. وهنا يظهر دور دراسة المادة وحركتها في فهم اللغة العربية؛ لأن الدمعة الباردة هي إشارة إلى استقرار العين (قرة العين)؛لأن ماء العين بداخل الحدقة إذا سخن اضطرب وتحرك وجاوز الاستقرار والثبات (كما ذكرت أعلاه) وبسبب اضطراب هذا الماء تضطرب حدقة العين ولا تستقر وهذا ما يحدث في حالة الحزن والقلق والخوف والغضب، وفي هذا العجب كل العجب من هذه اللغة العجيبة. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول الله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ فقد ورد في لسان العرب ما يلي:" وقول عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ:؛ هو المكان المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء. وهنا يظهر معنى الاستقرار أي الثبات ضمن حدود معروفة، وهو المعنى في "قرار" الماء في القارورة وفي قرار ماء الرجل في رحم المرأة.
وفي الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ القَرِّ؛ لأن الحجاج يستقرون في منى أي "يثبتون" في منى.
والقُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ، وسبب تسمية البرد بالقر لأن الناس في اليوم البارد تقل حركتهم ويكثر استقرارهم وثباتهم في أماكنهم؛ لذلك سمي البرد "قرا"، والأمثلة كثيرة في اللغة العربية.
وبعد هذه المقدمة، أشكر الأخ /عبدالرحمن الشهري على طرحه هذا الموضوع في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله، وأشكر جميع الأخوة المشاركين الأفاضل على تعليقاتهم على هذا الموضوع و أخص الأخ رصين الرصين، بتعليقي هذا فأقول:
لو كانت علة تسمية القوارير بهذا الاسم لأنها مصنوعة من الزجاج فقط؛ لرأيت العرب تسمي "الكأس" المصنوع من الزجاج قارورة أيضا، ولضاقت علينا الأرض بما رحبت حين يظهر في زماننا "قوارير" مصنوعة من البلاستيك أو من الألمنيوم فلا ندري كيف نسميها لأنها ليست مصنوعة من الزجاج، علما بأن شيوع وانتشار صناعة القوارير من الزجاج ليس لصفاء الزجاج فبعض الزجاج له ألوان قاتمة حسب طريقة التصنيع؛ وقد شاع وانتشر تصنيع القوارير (لحفظ الماء أو السوائل الأخرى) من الزجاج لسهولة تصنيعها وذلك بتسخين مادة الزجاج ونفخها، كما أن الزجاج لا يتفاعل مع السوائل و لا يغير من طبيعتها؛ لكن تسمية القوارير لم تأتي لأنها مصنوعة من زجاج؛ بل لأن (الشراب/الماء) يستقر في بطنها.
أما قولك وبما أن الأستاذ مولع بالفيزياء، فدعوني أذكره بنظرية الأواني المستطرقة. ثم لي سؤال: هل قناة فالوب مثلا تشبه شيئا من القنوات المائية؟ عجبا.
فأقول: إن كلمة "قناة" تعني الحيز الذي "ينقل" الأشياء (عادة الماء) من نقطة إلى أخرى على نحو مستقر وثابت (أي لا يفقد منه شيئا)، وقد يزداد عجبك إذا علمت أن قناة فالوب هي "قناة" تصل ما بين المبيض والرحم في المرأة ووظيفة هذه القناة هي "نقل" ماء الرجل من الرحم إلى أعلى القناة حيث توجد "بويضة" المرأة وهناك يحدث التخصيب، أي أن الشروط الفيزيائية والوظيفية واللغوية التي من أجلها تسمى قناة الماء " قناة " تنطبق على قناة فالوب ولذلك تسمى قناة، وجواب السؤال: أجل قناة فالوب تشبه كل الشبه قنوات الماء؛ فازدد عجبا على عجب.
أما قولك:"يلجأ صاحب النظرية إلى المنهج الانتقائي، فيكتفي بنص واحد ليثبت ما توصل إليه، ويقصي النصوص الأخرى"
فإن قراءة المعنى الجديد تأتي ضمن المستويات الأربعة التي ذكرت أعلاه؛ أي يتحدد المعنى حسب دلالة الحرف وموقعه من الكلمة ودلالة الكلمة وموقعها من الجملة ودلالة الجملة وموقعها من الكلام ودلالة الكلام وموقعها من " الحدث"، وهذه انتقائية يفرضها سياق هذه المستويات وليست انتقائية مزاجية، وعلى كل حال فإن القارئ (الجديد) سيرى "رابطة لغوية" تتكرر باستمرار في جميع النصوص التي وردت فيها كلمة قارورة أو قرار أو قر بمعنى استقرار شيء في شيء، وهي رابطة لغوية بنيوية واضحة لمن يقوم بدراسة "بنيان" اللغة.
وأخيرا أقول أن القراءة الجديدة هي في حقيقتها بحث في "نظرية المعنى" التي حاول القدماء الحديث عنها في كتب ومواضيع متفرقة، منها على سبيل المثال ما ورد في كتاب الخصائص لابن جني، ومحاولته لاستقراء "حركة" الحروف في الكلمة الواحدة، وهو مجهود يمكن أن يكون أحد قواعد نظرية القراءة الجديدة لو استرسل الباحثون في دراسة مباني الحروف وربط مبنى كل حرف بمعناه، وأقول مرة أخرى إن وظيفة القراءة الجديدة هي زيادة اليقين والإيمان وليس نقض ذلك، إما إذا حدث نقض للمباني (الثوابت) والمعاني (الثوابت)؛ فإن القارئ قد أخطأ في بعض أو كل
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءته لسبب من الأسباب. والله تعالى أعلم.
وهذا الموضوع هو مقدمة وتمرين ذهني بسيط، وللكلام صلة وبقية إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي رصين على هذه التعقبات التي ستسر الباحث الأخ عبدالرحمن النور، ولعله يتولى مناقشتك بنفسه، وإن كنتُ أراك تسارع لإثبات عجمة الكثير من الألفاظ العربية وإرجاعها للسريان أو غيرهم وتجزم بذلك كأَنَّكَ شهدتَ لحظة ولادتها دون العالمين، وأخشى أن تكون أصابتك لوثة المستشرقين الذين يرددون هذا في كتبهم هم وتلامذتهم دون دليل. وتجزم برأيٍ في أصلِ الاشتقاق لم يزل أهلُ اللغة مختلفين فيه إلى اليوم، ورفعُ الخلافِ فيه صعبٌ جداً، ولكن لا بأس بهذا في النقاش العلمي فالغرض هو الفائدة لنا جميعاً بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
لا أعرف شيئا في حياتي قدر معرفتي باللغة العربية، ولكن حبي لها وتمسكي بها لا يحملني أن أتعصب لها؛ واعلموا بارك الله فيكم أن العربية أحدث اللغات السامية نشأة وطورا ومولدا، وقبل الإسلام بثلاثة قرون لم يكن لها وجود! ولذا اختارها الله وعاء لكتابه العظيم؛ لأنها أخذت أجمل ما في اللغات التي سبقتها، وتركت ما سواه، كما كانت لغة قريش بين سائر لغات قبائل العرب. ولولا القرآن لانقرضت كما انقرضت إنجليزية شكسبير ومن قبله. ووفقا لما سبق، فإن وجد لفظ مشترك بينها وبين لغة سامية أخرى، فواضح أن العربية مستوردة لا مصدرة؛ ذلك أنها الأحدث وليست الأقدم. أما السريانية بالذات؛ فلأنها أكثر لغة اتصل بها العرب الأوائل حتى قبل الإسلام، فلذلك اختاروا الإملاء السرياني في تدوين المصحف؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون غيره. ولأن الإنجيل الذي كان يقرؤه الحنيفيون من أمثال ورقة بن نوفل كان مكتوبا بها. بل إنها قضت على العبرية فكتب اليهود توارتهم بالآارمية. وذلك تصديق قوله تعالى (((إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَاد))) والآراميون حكموا العالم بأسره قرونا من الزمان، وقضوا على جميع الحضارات السابقة، إلا أن اليمن استعصت عليهم. ولذا إذا لم يوجد للفظ أصل في العربية، فهو إما آرامي سرياني، وإما يمني سبئي. ولكلتا اللغتين معاجم حصرت ألفاظهما، على الأقل في حدود ما نشر من نقوش، وكلتاهما قبل العربية بآلاف السنين. فكيف تكون هي الأصل؟! وإذا أدى البحث اللغوي إلى موافقة قول المستشرقين، فليس ثمة لوثة إن شاء الله. أما أصل الاشتقاق فهذا مقرر في علم اللغة، ويدل عليه مثل قوله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} البقرة31، وما كان موضع خلاف بين اللغويين القدامى، قد حسمه البحث اللغوي اليوم. ولم يعد يخالف فيه إلا من كان ذا علم بالعربية لكنه جاهل بغيرها لا يعرف سواها من اللغات السامية. وهذا على الأقل رأي الكبار: إبراهيم السامرائي - إبراهيم أنيس - رمضان عبدالتواب - رحمهم الله - الذين لا يستطيع باحث لغوي أن يكتب كلمة دون العودة إلى كتبهم. وأما رفع الخلاف فلا أدعيه، ولكن من جاء بدعوى فعليه الدليل. وأظنني سقت الأدلة على كلامي، وإن فاتني شيء فنبهوني. وغفر الله لنا ولكم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:14 م]ـ
و أخص الأخ رصين الرصين، بتعليقي هذا فأقول:
لو كانت علة تسمية القوارير بهذا الاسم لأنها مصنوعة من الزجاج فقط؛ لرأيت العرب تسمي "الكأس" المصنوع من الزجاج قارورة أيضا، ولضاقت علينا الأرض بما رحبت حين يظهر في زماننا "قوارير" مصنوعة من البلاستيك أو من الألمنيوم فلا ندري كيف نسميها لأنها ليست مصنوعة من الزجاج، علما بأن شيوع وانتشار صناعة القوارير من الزجاج ليس لصفاء الزجاج فبعض الزجاج له ألوان قاتمة حسب طريقة التصنيع؛ وقد شاع وانتشر تصنيع القوارير (لحفظ الماء أو السوائل الأخرى) من الزجاج لسهولة تصنيعها وذلك بتسخين مادة الزجاج ونفخها، كما أن الزجاج لا يتفاعل مع السوائل و لا يغير من طبيعتها؛ لكن تسمية القوارير لم تأتي لأنها مصنوعة من زجاج؛ بل لأن (الشراب/الماء) يستقر في بطنها.
حديثنا عن الزمن القديم، زمن نزول القرآن والجاهلية وما قبلها، أما التطور الدلالي فبابه واسع؛ وتستطيع أن تسمي شكلا ورقيا أو خشبيا - إذا صنعته على مثالها - قارورة. وأظنك تتفق معي أن القوارير البلاستيكية لم تكن معروفة زمنئذ، ولم يكن ثم إلا الزجاج.
أما قولك وبما أن الأستاذ مولع بالفيزياء، فدعوني أذكره بنظرية الأواني المستطرقة أردت من هذا أن أدلل على أن أشكال القوارير كثيرة، وأنك تخيرت شكلا واحدا، افترضت أنه يشبه - في شكله - رحم الأنثى.
قراءة المعنى الجديد تأتي ضمن المستويات الأربعة التي ذكرت أعلاه؛
هذه المستويات مقتبسة من أفرع علم اللغة الأربعة: الأصوات داخل الكلمة وهذان هما علما الأصوات والصرف - الكلمة داخل الجملة وهذا هو علم النحو- الجمل داخل النص، وهذا هو علم الدلالة. لكن النتائج التي توصلت إليها لا تتفق مع هذه القواعد، وقد ضربت لك مثلا باشتقاق قارورة من قر أو من (القر: البرد) ولعلك ستصل إلى البرَد، وهذا مسلم - ولو فلسفة وجدلا - لو كانت كلمة عربية، أما و (قارورة) ليست من كلام العرب، فلا
وهذه انتقائية يفرضها سياق هذه المستويات وليست انتقائية مزاجية،
ما دمت اعترفت أنها انتقائية، فاعلم أيها الفاضل أن الانتقائية غير مقبولة، ولا مكان لها في البحث العلمي عامة، واللغوي خاصة. وخاصة في تفسير كلام الله تبارك وتعالى. ونحن لا نضع النتائج مقدما ثم نبحث عن وسائل وطرق وطرقات إليها، بل يقودنا البحث العلمي إلى تلك النتائج. وما زلت أنتظر جوابا عن سائر الإشكالات
ولكم كل التحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:07 ص]ـ
لا أعرف شيئا في حياتي قدر معرفتي باللغة العربية.
بارك الله لك فيما آتاك من العلم بلغة كتابه، وزادك فهماً، ولستُ عمَّا تعلمه منها بغائبٍ فقد درستُها كما درستَها وقرأت من كتبها قدراً طيباً ولله الحمد فأرجو ألا يكون ما أقوله فيها بغير علم إن شاء الله. وحتى أخي المهندس عبدالرحمن النور فبضاعته منها بضاعة طيبة، ووالده رحمه الله له عناية دقيقة باللغة العربية وعلومها، فأرجو ألا يكون ما يكتبه عن جهلٍ باللغة العربية وأصولها وتاريخها، ولا عن هوى وتعالم إن شاء الله، وإنما هو البحث العلمي والتأمل والتدبر فيما أبيح له التدبر والتأمل فيه.
واعلموا بارك الله فيكم أن العربية أحدث اللغات السامية نشأة وطورا ومولدا، وقبل الإسلام بثلاثة قرون لم يكن لها وجود!
هذه دعوى منك، وأعلم أنك ناقل له عن غيرك، فما كان لك أن تقول هذا إلا ببرهان قاطع، والأدلة على هذه الدعوى لا تعدو أن تكون اجتهادات لبعض مؤرخي اللغة لا تستند إلى حجةٍ وبرهانٍ، والذين يتكلمون في هذا يتكلمون بالظن، وثلاثة قرون (300 سنة) أقصر من أن تنضج فيها لغة حتى تبلغ مبلغ نضج اللغة العربية إِبَّان نزول القرآن، وحظ القائلين بقدم اللغة العربية أكثر من هذه المدة التي ذكرتموها أولى بالقبول. والجاحظ عندما أراد أن يُقدِّر تقديراً عمر الشعر استظهره بأنه قبل الإسلام بما يقارب المائتي سنة على أبعد تقدير، ولكن أين الدليل القاطع؟ لا يوجد. وهذا في الشعر وليس في اللغة نفسها التي هي أسبق فيما يتوقع.
ولذا اختارها الله وعاء لكتابه العظيم؛ لأنها أخذت أجمل ما في اللغات التي سبقتها، وتركت ما سواه، كما كانت لغة قريش بين سائر لغات قبائل العرب.
من قال إن سر اختيارها هو لأنَّها أخذت أجمل ما في اللغات التي سبقتها؟ هناك علل كثيرة لاختيارها ذكرها العلماء لبلاغتها وسعتها وغير ذلك من الأسباب. لكن القول بأنها مجرد لغة مجمَّعة من اللغات السابقة يحتاج إلى دليل قوي يضع أيدينا على هذا الأخذ من اللغات والتخير، ومثل هذه الأقوال هي مجرد افتراضات أكثر من أشاعها المستشرقون الذين يبنون على الأوهام نظريات وقواعد ومُسلَّمات يتلقفها بعضنا ويجادل بها كأنها وحي! وهي عند أصحابها مجرد افتراضات.
ثم من من اللغويين الكبار القدماء الذين يعول عليهم قال إنها كانت لغة قريش دون سائر القبائل؟ وكيف فَهِمَتْ بقيةُ القبائل لغةَ القرآن؟ ولماذا احتج اللغويون على تفسير القرآن بأشعار شعراء قبائل العرب الأخرى كبكر وتميم وغيرها.
ووفقا لما سبق، فإن وجد لفظ مشترك بينها وبين لغة سامية أخرى، فواضح أن العربية مستوردة لا مصدرة؛ ذلك أنها الأحدث وليست الأقدم.
هذه طريقة المستشرقين أخي الحبيب، يُقدِّمُ أحدهم بافتراضاتٍ وآراء شخصية ثم يقول وبناء عليه أو ووفقاً لما سبق فإنه كذا.
هناك دراسات الآن تتحدث عن أنَّ اللغة العربية القديمة هي أصل اللغات كلها اليوم، ويسميها بعضهم (العروبية) تمييزاً لها عن العربية التي نتحدثها اليوم. ولا أشك أنك قد اطلعت على بعض هذه الدراسات، وهم يصنعون في استدلالهم كما ينصع مخالفوهم، كلهم يعتمدون على أدلة ظنيَّة فيما رأيتُ، بل إن حظهم من الأدلة أوفر من مخالفيهم، وتأمل أسماء أصنام قوم نوح (يسوع) و (يعوق) .. هل هي أسماء عربية أم ماذا؟ ونوح عليه الصلاة والسلام أقدم الأنبياء بعد آدم في قول كثير من أهل العلم. وهذا بابٌ يطول الحديث فيه، وللأستاذ عبدالحق فاضل الباحث العراقي له كتاب طريف اسمه (مغامرات لغوية) لا أدري هل قرأته أم لا؟ وللدكتور علي فهمي خشيم الليبي كتب كثيرة حول هذا الموضوع، مثل (رحلة الكلمات) وغيره يتحدث فيها عن اعتبار اللغة العربية هي أصل اللغات في كلام طويلٍ وافقه فيه بعضم وخالفه فيه آخرون كالباحث علي الشوك العراقي الذي زعم أن اللغة العربية هي فرع عن السامية الحامية لا السامية فقط، ولويس عوض في كتابه (فقه اللغة العربية) زعم أن العربية فرع عن اللغات الهندية الأوربية .. وهذه كلها افتراضات. وهناك كتاب قيم للأستاذ عماد حاتم في (فقه اللغة) من الكتب القيمة في بابه.
فإذن ليس واضحاً أن اللغة العربية مستوردة لا مصدرة لأنه ليس واضحاً أنها هي الأحدث.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما السريانية بالذات؛ فلأنها أكثر لغة اتصل بها العرب الأوائل حتى قبل الإسلام، فلذلك اختاروا الإملاء السرياني في تدوين المصحف؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون غيره.
هذه دعوى كذلك، فمن قال لك أن العرب اختاروا الإملاء السرياني على غيره ودونوا به المصحف، والباحثون مختلفون في ذلك، والروايات التي وردت في ذلك لا تعتمد على وثائق قاطعة، وبينها تعارض يمنع التوفيق بينها، وأسانيدها ضعيفة عموماً لا تهام رواتها كابن الكلبي وغيره. فيبقى الكلام القاطع في هذه المسألة غير متحصل، ولعلك تراجع ما كتبه خليل نامي في أصل الخط العربي، وما كتبه غيره. ولأستاذنا الدكتور غانم الحمد كتاب قيم عن (الكتابة العربية) ذكر فيه أن (الراجح أن لكل من الكتابة العربية والكتابة السريانية تطوره المستقل عن أصلهما القديم وهو الخط الآرامي) ص 38 - 39، وأرجع القارئ أيضاً إلى كتاب خليل نامي ص 3.
ولذا إذا لم يوجد للفظ أصل في العربية، فهو إما آرامي سرياني، وإما يمني سبئي. ولكلتا اللغتين معاجم حصرت ألفاظهما، على الأقل في حدود ما نشر من نقوش، وكلتاهما قبل العربية بآلاف السنين. فكيف تكون هي الأصل؟!
هذه دعوى تفتقر إلى الدليل كذلك، فمن أين لك بالقطع بهذه السهولة بهذا الحصر؟ إلا أن يكون هذا افتراضاً كغيره من الافتراضات.
وإذا أدى البحث اللغوي إلى موافقة قول المستشرقين، فليس ثمة لوثة إن شاء الله.
المستشرقون في العصر الحديث هم أبرز من وضع معاجم هذه اللغات التي تتحدث عنها اعتماداً على بعض النقوش والآثار، وإقامة الحجج في أصل اللغات ومنها العربية على مثل هذه الدراسات مَزلَّةُ قدمٍ، نعم هي مفيدة في جوانب ولكنَّ القطع بنتائجها صعب.
وليست هذه المشكلة ولكن المشكلة هي الخطأ المنهجي الذي يرتكبونه بإقامة القواعد على افتراضات، وتقليد كثير من الباحثين العرب - كالذين ذكرتهم في كلامك - لهم دون برهان قاطع، والحديث عن أخطاء المستشرقين في هذا له كتب وبحوث لا تخفى عليك، والاطلاع على أخطاء المستشرقين المنهجية في بحوثهم في اللغة أو غيرها من الدراسات العربية والشرعية مهمة، ولا سيما لمثلك؛ لأَن للمستشرقين حضوراً كبيراً في بحوث علم اللغة المقارن، وكثير من أقوالهم أصبحت أشبه بالمسلَّمات لدى كثير من الباحثين دون تثبت.
أما أصل الاشتقاق فهذا مقرر في علم اللغة، ويدل عليه مثل قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} البقرة31.
وهل المقصود بالأسماء في الآية الأسماء الاصطلاحية التي هي قسيمة للفعل والحرف؟ من قال ذلك من أهل التفسير الذين يحتج بقولهم؟
وليتك في هذه النقطة بالذات تورد الأدلة التي جعلته مقرراً في علم اللغة والتي تجعلك مطمئناً هذا الاطمئنان.
وما كان موضع خلاف بين اللغويين القدامى، قد حسمه البحث اللغوي اليوم. ولم يعد يخالف فيه إلا من كان ذا علم بالعربية لكنه جاهل بغيرها لا يعرف سواها من اللغات السامية.
وهذا على الأقل رأي الكبار: إبراهيم السامرائي - إبراهيم أنيس - رمضان عبدالتواب - رحمهم الله - الذين لا يستطيع باحث لغوي أن يكتب كلمة دون العودة إلى كتبهم.
هذا الخلاف لا يرفعه البحث اللغوي المعاصر إلا بأدلة قاطعة، وليست متوفرة قطعاً لأن هذا يعني معرفة أولية اللغة أول وضعها، وكيف ترتب وضعها، وهذا لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى. وما سوى ذلك فأقوال وافتراضات قبلها الباحثون من باب الأخذ ببعض الأقوال. وهؤلاء الباحثون الذين أشرتَ إليهم من الباحثين المميزين حقاً، وكتبهم مفيدة للباحث، ولكنهم قلدوا المستشرقين في بعض أقوالهم، واستدرك عليهم اللغويون المعاصرون ممن في طبقتهم أو أعلى منهم.
فالبحث اللغوي الذي تكرر ذكره لا يمكنه أبداً حسم مثل هذا الخلاف أخي رصين.
وأما رفع الخلاف فلا أدعيه، ولكن من جاء بدعوى فعليه الدليل. وأظنني سقت الأدلة على كلامي، وإن فاتني شيء فنبهوني. وغفر الله لنا ولكم.
بارك الله فيك أخي رصين، وظنُّك أنك سقت الأدلة على كلامك في غير محله، فلم تسق أدلةً تَحملُني على اعتناق مذهبك بعدُ، وأنا أستفيد من تعقيباتك ومداخلاتك جزاك الله خيراً ووفقك لكل خير، ولكنني ألاحظ عليك مسارعتك إلى الحسم والقطع في أمورٍ ليس الحسم والقطع من شأنها. وأطلب منك دوماً في هذا الموضوع أو في غيره أن توثق كلامك من المصادر حتى نتثبت منه بقدر الوسع ونبني عليه، فأنتَ لستَ أبا عمرو بن العلاء حتى نأخذ قولَك في لغةِ العربِ قولاً مُسلَّماً ونَمضي، وقد خصصتُه بالذكر لقول أبي منصور الأزهري: وأخبرني أبو محمد عن أبي خليفة عن محمد بن سلام أنه قال: سمعتُ يونس يقول: لو كان أحدٌ ينبغي أن يؤخذ بقوله كله في شيء كان ينبغي لقول أبي عمرو بن العلاء في العربية أن يؤخذَ كلُّه، ولكن ليسَ من أحدٍ إلاّ وأنت آخذٌ من قوله وتارك.
ونحن في ملتقى أهل التفسير نحرص على أن لا نُمرِّرَ معلومةً إلا بدليلها، وإلا فالدعاوى كثيرة، ولا سيما في تخصصك العلمي في علم اللغة المقارن، فأرجو أن تحرص على التثبت وتخالف منهج كثير من الباحثين الذي تُسلِّمُ بأَقوالهم وتحاجج بها كأنها من آي الذكر الحكيم أو أحاديث البخاري ومسلم. زادك الله علماً وتوفيقاً، علماً أن كثيراً من مسائل الخلاف في أولية اللغات ونشأتها واشتقاقها ونحو ذلك مما لا يرفع الخلاف فيه إلا الوحي، وهو غير متوفر، فرفع الخلاف متعذر.
وأما أخي عبدالرحمن النور فهو يُعرِبُ عن نفسه، ويُحاجِجُ دونَ رأيه، الذي أستمتع بمتابعته وما يجر إليه من نقاشات وفوائد.
بارك الله لكم وفيكم وفي كل الزملاء في هذا الملتقى العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:19 م]ـ
شيخنا الفاضل الدكتور عبدالرحمن،
أشكر لكم متابعتكم وأريحيتكم
طبعا لا يليق بمقامكم، ولا بمقام البحث العلمي الأكاديمي - وأنتم الأستاذ الجامعي - ولا بمقام منتداكم ارتجال الكلام، ولا القول بغير دليل فضلا عن القول بغير علم، ولكني لم أرد أن أخرج عن الموضوع إلى تفاصيل ليس مقامها، أما وقد أتحتم هذا هنا فاسمحوا لي بالتعليقات الآتية، مجنزئا بالسطر الأول من تعلقياتكم، وللمتابع العودة للبقية
* قلت بارك الله فيكم: لا أعرف شيئا في حياتي قدر معرفتي باللغة العربية، ولكن حبي لها وتمسكي بها لا يحملني أن أتعصب لها.
وليس في قولي رفع من شأني، ولا حط - علم الله - من شأن غيري، وإنما أردت أن أقول إني من أهل العربية، ومحبيها ولكن البحث العلمي شيء آخر، لا يليق به التعصب. الخلاصة أني أردت أن أقول للمتعصبين " لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك " والملك الذي أقصده هو المتخصصون في العربية كالفقير إلى ربه.
هذه دعوى منك، وأنا أعلم أنك ناقل له عن غيرك
بارك الله فيكم، ليست دعوى، بل هي ما أدى إليه البحث اللغوي، بعيدا عن كلام الجاحظ واللغويين القدامى. والدليل:
أقوى الأدلة وهو ما لا يحتمل فيه ما يحتمل في الرواية الشفوية – حتى لو كانت حديثا نبويا – من وهم وسوء حفظ وغفلة ونسيان وتدليس واختلاط وكذب وافتراء، حجر أو رقيم طيني كتب عليه كلمات بلغة ما، ليس في الأدلة أقوى من هذا، خاصة في اللغة.
أن اقدم نقش عربي معروف هو نقش النمارة، وقد كفانا كاتبه مؤونة تأريخه فأرخه بنفسه وهو (328م) وهاك أول ثلاثة أسطر منه:
1 - ت ي ن ف ش م رل ق ي س ب ر ع م ر و م ل ك ل ع ر ب ك ل هـ ذ و أس ر ل ث ج
2 - و م ل ك ل ا س د ي ن و ن ز ر و م ل و ك هـ م و هـ ر ب م ذ ح ج و
ع ك د ي و ج ا
3 - ب ز ج ي في ج ب ج ن ج ر ن م د ن ت ش م ر و م ل ك م ع د .. هذا نقش من عشرات سواه، وهو أسلسها لغة.
وكما ترى، فليست هذه لغة عربية جاهلية قرآنية البتة، وأقرب شيء إليه هو اليمنية القديمة. هذا قبل الإسلام بخمسة قرون. صحيح أن " عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود " لكن السؤال: لماذا يتحدث ملك عربي لغة كهذي؟ والجواب لا يخرج عن اثنين:
1 - أن هذا كان هو مستوى اللغة آنذاك2 - أن التأثير الآرامي طغى عليه وعلى قومه، وهذا مرجوح، ولكن معناه أيضا أن العربية لم تكن - كما نعرفها نحن - في زمن هذا الملك. أما تحديد اللغويين بثلاثة قرون، فلم يأخذوه من كلام الجاحظ فقط، بل إن أقدم شاعر عربي هو امرؤالقيس، وربما قبله (المهلهل: سالم بن مرة) وهذا من المؤكد أنه لم يتجاوز قرنين قبل الإسلام. واللغويون يتعاملون مع آراء وأقوال القدامى كتعاملكم مع الحديث الضعيف" استئناس لا استشهاد ".
من قال إن سر اختيارها هو لأنَّها أخذت أجمل ما في اللغات التي سبقتها؟ ليس هذا هو السبب الوحيد، لكني لم أرد التوسع، وإلا فثمة اسباب اقتصادية واجتماعية، تتعلق بمكانة قريش سدنة الحرم المكي، منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ودعوة إبراهيم " وارزق أهله من الثمرات " ثم أسواق العرب (عكاظ - ذوالمجاز - ذوالمجنة .. ) ومواسم الحج. أما أول قائل بهذا الرأي فهو عمر لما أمر عبدالله بن مسعود أن يقرئ الناس بلغة قريش لا بلغة هذيل قال " فإنما نزل القرآن بلغة قريش " سبب هذا إنكار عمر قراءة (عتى حين) ثم لقف اللغويون هذا الرأي عنه، وكان أشدهم تعصبا ابن فارس (395هـ) في كتابه (الصاحبي) على أن البحث اللغوي قد دل أن هذا إنما هو غالب لا عام شامل، ولو أجرينا نسبة مئوية فلن تتجاوز الألفاظ والأساليب الحجازية 70%، وقد جاء الهمز في القرآن كثيرا وقريش لا تهمز البتة، وإنما الهمز لتميم، وأنتم أدرى مني بهذا. وفي هذا جواب عن كيف فهمت بقية القبائل لغة القرآن، على أن ذلك الفهم نسبي، وإلا ما ظهرت كتب غريب ومعاني ومشكل وتفسير القرآن منذ القرن الثاني، ولما جهل عالم بلغة العرب - كأبي بكر - ألفاظا كـ " أبا " وهي لفظة يعرفها - كما يقول الشافعي - أطفال اليمن. ذلك أن في القرآن القرشي وغيره، بل والعربي وغيره.
هذه طريقة المستشرقين أخي الحبيب .. هناك دراسات الآن تتحدث عن أنَّ اللغة العربية القديمة هي أصل اللغات كلها اليوم، ويسميها بعضهم (العروبية) تمييزاً لها عن العربية
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أستاذنا، أنا أربأ بنفسي وبالمنتدى أن أسلك هذا المنهج.
أما هذي فهي نظرية قديمة أول من قال بها هو أحمد ابن فارس (395 هـ) وجددها الأب العراقي أنستاس الكرملي (1947) ومنشؤها الخلاف في اللغة التي كان آدم عليه السلام يتحدثها؛ فإنه لا ينكر أن آدم تكلم إلا الملحدون، أما اليهود فيزعمون أنها العبرية، والنصارى يقولون الآرامية، ويزعم المسلمون أها العربية .. وأما البحث اللغوي فقد استبعد هذا كله، واكتفى بتقرير أن آدم تكلم، ولم يكن يستخدم لغة الإشارات كما يقول علماء النفس والاجتماع والأنثروبولوجي (الملحدون) الذين لا يؤمنون بكتاب مقدس، وإنما يعتمدون منهج التجريب، فجاءت هذه النظرية كرد فعل دافعه العاطفة والتعصب لا أكثر، أما أنها تستند إلى أساس علمي، فلا.
أما كتب الدكتور خشيم فقد اطلعت عليها وهي متوفرة على النت، وأما كتاب عبدالحق فاضل فقرأته قديما، وأما كتاب عماد حاتم فهو في مكتبتي وقد قرأته. وأفضل مما ذكرت جميعا كتاب الدكتور رمزي بعلبكي (الكتابة السامية) الذي أثبت فيه أن الهيروغليفية سامية، وليست -كما يزعم المستشرقون - حامية.
وأما نوح عليه السلام فقد اكتشفت عندنا مومياء كانت ثورة في (علم الأنثروبولوجي: الإنسان) وقد قدر تاريخها بثلاثمئة ألف سنة، ثم اعتذروا عن زيادة صفر - رغم أنه كان مكتوبا بالحروف لا الأرقام - وقالوا ثلاثون ألف سنة، فلو تنزلنا وقلنا إنها كانت لأحد قوم نوح - لا أكثر - فإذن نوح عليه السلام يمني، ومن الأدلة على ذلك أسماء آلهة قومه التي ذكرها القرآن فهي جميعا وردت في النقوش، وأما وزن الفعل المضارع (يعوق) فهو وزن يمني بحت، لا تعرفه لغة أخرى. فلو سلمنا مع القائلين بأقدمية العربية، فليست البتة عربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، وهي قطعا اليمنية القديمة السبئية، التي كان يتكلمها نوح عليه السلام وقومه. وهذه هي المصدرة، أما العربية التي نعرفها فهي مستوردة. ومن المقرر أن السلالة السامية أقدم السلالات البشرية، وأن السلالة اليمنية أقدم السلالات السامية، والحاصل: أن السلالة اليمنية - ومعها اللغة اليمنية السبئية، أو المعينية لغة الجوف وبراقش - هي أقدم السلالات واللغات البشرية. فأول من وضع قدمه على الأرض - بعد آدم عليه السلام - يمني. وهذا ليس بحث مؤرخين ومفسرين ولغويين نظريا، بل هو بحث جيولوجي أنثروبولوجي آثاري. يعني مؤكد لا شك فيه.
أما النصراني الحاقد لويس عوض، فأقل من أن يذكر، وتعلمون أنه صاحب الدعوة لتعميم العامية.
ولي طلب من كل من يجري بينه وبيني نقاش، فأقول: من كان لديه خطة هدم، فلا بد أن يكون لديه خطة بناء. وإلا ترك المبنى القديم كما هو. فأنا أسأل الرافضين: أي لغة هي الأقدم؟ العربية مستحيل. هاتوا غيرها.
هذه دعوى كذلك، فمن قال لك أن العرب اختاروا الإملاء السرياني على غيره. ودونوا به المصحف
وفق نظرية الهدم السابقة، إن لم يكن وفق السريانية فوفق ماذا؟ أما ابن الكلبي وغيره، فسبق أننا نعاملهم معاملة الحديث الضعيف.
نحن لدينا نقوش مكتوبة بخط، أقرب شيء أن يكون نبطيا آراميا، والنبطية لهجة من الآرامية السريانية، أما خليل نامي وغيره فرأيهم معروف، وهذا هو المتأثر بالضغط السياسي اليهودي، لا من قال بالسريانية؛ لأنهم يقولون بأنه تطور عن الخط الكنعاني - والعبرية لهجة كنعانية - وهذا أضعف الآراء، وأما الشيخ الدكتور غانم الحمد فأظنه لم يقطع؛ لأنه لم ير شكل تلك الكتابات، ولكم أن تشاهدوها في اي كتاب يتحدث عن الكتابات القديمة، والشكل يكفي لإصدر الحكم.
سبق بيان أن اليمنية أقدم اللغات البشرية، وعليه فهي المصدر الأول، والأصل الأصيل لكل لفظ سامي، وأما السريانية فهي أكثر الأعجمي ورودا في القرآن. فتلك الأقدم، وتلك الأكثر ولا أنكر وجود الأكدي (كسف) والحبشي (هيت - فصرهن) والفارسي (سندس - استبرق - أباريق) وربما الروماني والتركي والهندي ..
المستشرقون في العصر الحديث هم أبرز من وضع معاجم هذه اللغات التي تتحدث عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ماذا، وفي مثل هذا يرد الحديث الضعيف " الحكمة ضالة المؤمن " وليس كل ما يقولونه خطأ، ثم نحن لا نسلم به من غير تمحيص وتدقيق، وخذ مثالا واحدا: مالم يأت ناشر النقش بصورة فوتوجرافية واضحة له، فلا نقطع بوجه واحد في القرءاة، ونحتمل الكذب منه والتزوير والتدليس، بل والتلفيق، وهاك مثالا، وهو أن اسم فلسطين وكنعان يطمس طمسا من جميع النقوش القديمة، ثم يأتي المستشرق اليهودي ليقول لا يوجد لهذا النقش صورة. فهذا كلام فارغ، ومردرود على صاحبه. وحينئذ يسقط هذا النقش، كما يسقط الاستدلال به. أما من ذكرت من العلماء فهم الفطاحلة الكبار، ومنهم تعلمنا أصول النقد، لا تقليدا ولا حتى متابعة، بل نخالفهم في بعض آرائهم، كرأي إبراهيم أنيس أن القرآن لم ينزل منونا ولا معربا، وإنما شكل وأعرب في القرن الثاني الهجري. وقد رد على هذا الخطل أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض بما تعلمون. ونعم للمستشرقين أخطاء بل وجرائم، ولكن هذا لا يمنع أن نقر بسبقهم وفضلهم في تحقيق تراثنا للأسف حتى الكتب الشرعية، ومنها كتب علوم القرآن والفقه والعقدية والحديث، فضلا عن كتب اللغة والتاريخ والأدب .. كل ذلك من باب {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ
وهل المقصود بالأسماء في الآية الأسماء الاصطلاحية التي هي قسيمة للفعل والحرف؟ من قال ذلك من أهل التفسير الذين يحتج بقولهم؟ وليتك في هذه النقطة بالذات تورد الأدلة التي جعلته مقرراً في علم اللغة، والتي تجعلك مطمئناً هذا الاطمئنان.
لا ليس قسيم الفعل والحرف، لكنه الاسم الجامد الذي يصطلح عليه (الأصل الحسي: المادي) أما الأدلة، فسأحيلكم إلى ما يحضرني الآن وهو كتابان (دلالة الألفاظ: إبراهيم أنيس) و (فصول في فقه العربية: رمضان عبدالتواب) وكلاهما على النت، والبحث عن مصادر للمسلمات في العلوم صعب كما تعلم يا شيخ. لكن مع ذلك سأحاول أن أبحث عن مصادر أدق، وأحدد لكم الصفحة.
والخلاف هل أصل الاشتقاق الاسم أم الفعل؟ من مسائل الخلاف بين نحاة البصرة والكوفة وهي - حسب ترتيب الأنباري في الإنصاف: 235 - المسألة 28. فذهبت البصرة إلى أنه المصدر، وذهب الكوفة إلى أنه الفعل. وجاء علم اللغة المقارن؛ ليثبت خطأ الاثنين وإن كان البصرة أقرب إلى الصواب، فالمصدر فرع على شيء آخر، وليس أصلا قائما بذاته، وذلك الشيء ليس سوى الاسم الجامد. فمثلا رجولة مشتقة من رجُل وليس العكس؛ والدليل بسيط: أن الرجل وجد أولا، ثم جاءت الأخلاق والصفات. ويقول علماء الأنثروبولوجي: إن أقدم السلالات البشرية هي الصحراوية، وهذي تفكيرها بسيط وإن شئت بدائي، وأول حيوان خلقه الله - قبل الديناصورات - هو الجمل والحصان والقرد .. أسألكم: هل (الحصان: العفاف) أول أم (الحصان: الجواد) أم (الحصانة القضائية والديبلوماسية) هذي مسائل كانت تدرك بالعقل؛ حتى جاء فقه اللغات السامية، فإذا ثمة أشياء مشتركة بين جميع اللغات السامية، وقد فصلت القول شيئا ما في ذلك هنا
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20935
. ومع ذلك يرد سؤال: الحصانة اشتقت من الحصان، أم من الحصن؟ والجواب من الحصان؛ لأنه قطعا الأقدم. والحصن مبنى فهو متأخر، بمعنى أن الحصن مشتق من الحصان، ثم أخيرا يرد الفعل فيقال تحصن، أي تشبه بالحصان، في حمايته أو عفافها. وكذا الجود من الجواد، والخيلاء من الخيل، والغنيمة من الغنم والثورة من الثور .. وفي لهجتكم تقولون (قرادة: سوء حظ) واشتقاقها من القرد.
تدري من أين جاءت السياسة يا شيخ؟ لا يوجد في اللغة العربية كلمة تدل عليها. لكن الحصان في العبرية (سوس) فأخذ العرب هذا اللفظ قديما، وصاغوا منه سياسة الخيل، ثم سياسة البشر. لا أدري هل يكفي هذا؟ أما في علم اللغة مقرر مسلم، لا ينكره إلا من جهل اللغات السامية، ومن خالف فيه، فخلافه غير معتبر، وتعلمون أنه ليس كل خلاف معتبرا.
هذا الخلاف لا يرفعه البحث اللغوي المعاصر إلا بأدلة قاطعة، وليست متوفرة قطعاً لأن هذا يعني معرفة أولية اللغة أول وضعها، وكيف ترتب وضعها، وهذا لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
أظن ما سقته يرفع الخلاف في هذه المسألة، وقد اتفقنا (أظن) أن اللغات السامية أقدم اللغات البشرية، ولا أحد يقول غير هذا. فربما لا نعلم باليقين التسمية التي علمها الله آدم، لكن عندنا نقوش قديمة فيها اسماء هذه الحيوانات، والظواهر الكونية وأعضاء جسم الإنسان. وهذي لا سبيل إلى الشك فيها.
أما قولكم استدرك عليهم اللغويون، فلا أعلم أحدا استدرك إلا ما كان من إبراهيم أنيس من زلات. أما غيره فليتكم تدلونني.
فأنتَ لستَ أبا عمرو بن العلاء حتى نأخذ قولَك في لغةِ العربِ
أبوعمرو رح1 هو الذي يقول " ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا " وأنا قد أقمت رسالتي لدحض هذه المقولة، وإثبات أن العربية إنما هي حفيدة السبئية، من صلب أبيها خرجت، ومن ثدي أمها رضعت. وقد أثبت في رسالتي أن القدامى كانوا سيئي الظن جدا باليمنية القديمة، ولذا فلم يكونوا يعرفون عنها شيئا، بل كانوا يعرفون لغات أخرى غير سامية - كالفارسية والتركية - بأفضل وأمتن. وأما نشأة اللغة فقد شطبه اللغويون من مباحث اللغة؛ لأنه يدخل في علم (الميتافيزيقا: ما وراء الطبيعة) كعالم الجن والملائكة والأرواح والأشباح. هكذا يقولون. إلا أن أصل الاشتقاق مقرر، و لا خلاف فيه.
ونحن في ملتقى أهل التفسير نحرص على أن لا نُمرِّرَ معلومةً إلا بدليلها،
وإلا فالدعاوى كثيرة، ولا سيما في تخصصك العلمي في علم اللغة المقارن، فأرجو
أن تحرص على التثبت وتخالف منهج كثير من الباحثين الذي تُسلِّمُ بأَقوالهم
وتحاجج بها كأنها من آي الذكر الحكيم أو أحاديث البخاري ومسلم.
الدليل - في البحث اللغوي - هو النص، وقد أقام القدامى علم النحو على شواهد بعضها صحيح وبعضها محرف وبعضها مكذوب وبعضها اخترعوه؛ فلو قارنت الدليل السامي بالدليل اللغوي العادي لوجدت الفرق شاسعا. أما الباحثون الذين أشرتم إليهم، فهم علمونا كيف نستنطق النصوص التي ذهب كتابها، ولا يستطيعون أن يفرضوا علينا رايا إلا أن يكون فهما للنص، أما مادة النتص فلا سبيل إلى تغييرها، ولو حدث فسرعان ما يكتشف، فهي أقوى وأوثق بكثير من الروايات الشفوية التي قامت عليها العلوم الشرعية. وأنتم تعلمون أن الشريعة قامت على غلبة الظن، لا اليقين وهذا يكفي أي مسلم لا يريد الزيغ. فمثلا لو جاء تفسير عن صحابي - فضلا عمن دونه - لا عن الرسول - فمن الذي يقطع بأنه الحق الذي لا شك فيه؟ أما تطريق الاحتمالات فكفيل بإفساد أي علم. ولذا قالوا " اجعل لعل عند ذاك الكوكب " وطبيعي أن أقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها. هذا مقرر ومفهوم.
وأظننا اتفقنا على أن ثمة لغة هي الأقدم عندكم العربية، وعندي اليمنية القديمة وفيها حتى الآن عشرون ألف نقش.
ولعلنا اختلفنا في التسمية
وعموما بارك الله فيكم، وأشكر لكم توجيهكم ومتابعتكم
وأنتظر تعليقكم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم وحياكم الله
مقال رائع، صدر فيه صاحبه عن ذوق لطيف بلغة العرب، وفقه اشتقاقها.
وأشكر رائد الخير الشيخ عبدالرحمن الشهري عن حسن اختياره ودفعه وفقهه الموافق لجمال ما في المقال.
ولي ملاحظ على كلام الأخ الكريم رصين ..
= الذي نعرفه في كتب الأقدمين والمحدثين أن العربية (اللغة) هي أعرق اللغات قدماً على الإطلاق، يكفي أن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام تكلم بها وأن جرهم (من العرب البائدة) كانت تتكلمها أيام كانت في حمى البيت الحرام، وهي اللغة التي وصلت إلى قريش وهي في حمى البيت أيضاً .. وإسماعيل كان من قبل العبرية ومن قبل أن تنزل التوراة الآرامية أو السنسكريتية أو السريانية أو العبرانية، ولا شك.
= من أعظم المغالطات حسبان اللغة العربية صناعة بشرية، فأقوال السلف تصرح بأن العربية وحي، وإنما شذ المعتزلة (الفارسي، ابن جني، ابن فارس وغيرهم) بقولهم أنها اصطلاح، وتبعهم بعضهم، ونشر المستشرقون ذلك المذهب، قياساً عن ألسنتهم المحرفة عن أصول سبقت وأمم خلت .. وخذ مثالا: أعيدت العبرية للحياة بقلب عربي اللسان بامتياز، لأن قلبها العبري مات موتاً سريرياً .. وهذا غير خاف على الباحثين.
(يُتْبَعُ)
(/)
= نقل الكمال ابن الهمام (التحرير) أن أسماء الله توقيفية اتفاقاً (أي وحي)، وأسماء الله تعالى عربية الأحرف، ومردها كما لا يخفى، إلى 28 حرفاً، فإذا سلم لنا على هذا توقيفية الحروف سلم لنا كل بنيان اللغة، الذي انبنى بتلك الأحرف الشريفة: ضادها وحائها وخائها ورائها وبائها المجهورة الشديدة ..... وهذا ما لا يسلم به المعاصرون الضاربون بعتاقة العربية كل جدار، القائلون بحداثة نشأة العربية وتطوره عن غيره وانشعابه من لغات هي، في أضعف الأحوال، أقل منه أحرفاً وأضعف أصواتاً وأضيع منه على الزمان عوجاً وأمتاً ..
= يدل التتبع التاريخي أن كل الألسنة في انحسار وضيق وتبدل، فكل جيل أضيق عطنا ممن قبله، حتى هناك لغات كثيرة تنقرض رغم المحاولات البشرية، وتهدد بناها، وتزلزل أحرفها وتصاريفها وجملها وتتعجم وتعوج وتذروها رياح الزمان التي لا تحابي أبداً كما تذري العظام البالية .. ولكنا نرى العربية تجلت في حالة استثنائية مبهرة للجميع، تحافظ على شبابها وألقها وشاعريتها كالعروس من العرب الأتراب ..
= لو رأيت على ورقة شكلاً تجريداً (رسماً تخطيطيا ساذجاً) لشجرة فقلت: هي شجرة، لما اتهمك أحد إذا صرحت أنها شجرة، رغم أنك لن ترى شجرة بذلك الوصف التخطيطي على الورقة في الواقع! .. فكيف تضيق على من رأى ملامح القارورة، في امرأة على بعير (بشكلها التجريدي: أي أقل ما يصح أن يقال عنه بأنه: قارورة)، فتلطف معها لئلاً تقع من عليه، ولئلاً تقذف ما لعله يكون في بطنها كما لمح ذلك لمحاً لطيفاً (الأستاذ عبدالرحمن النور) ... ولا سيما أن وجه الشبه في الحديث (رفقاً بالقوارير) مجمل غير صريح، وسر الإجمال في ذلك، والله أعلم وأكرم، ليذهب الذهن في تلمس وجه الشبه في مذاهبه التي لا تتعارض مع ذهنية العربي.
= اللغة العربية، أخي الحبيب، هي اللغة التي نزل بها الكتاب العزيز لغة تتوافق مع الكون والإنسان توافقاً إعجازياً، صالحة لكل زمان ومكان، وهذا يتعامى عنه الكثيرون .. لكن بحث الأستاذ: النور - زاده الله نوراً - يسير في هذا الاتجاه، سائلاً الله له التوفيق والسداد والاستمرار ..
عصام المجريسي
ماجستير لغة عربية
بنغازي. ليبيا
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:56 م]ـ
اللهم إن هذا غلو نبرأ إلى الله منه
ولم يبق إلا أن تقول إن العربية لغة إلهية لا بشرية، وهكذا فهي من صفات الله، ومن رد ذلك فكمن قال القرآن مخلوق
وأعجب أن يصدر ذلك من باحث أكاديمي، وأنتظر أن يرد على هذا الغلو غيري
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 04:44 م]ـ
أشهد الله أن الغلو مقيت في كل شيء ..
مقيت حتى في الاتهام العبثي وفي الهروب من النقاش العلمي النزيه المؤيد بالنقل الصحيح والعقل الصريح ...
العربية لسان أهل الجنة بلا شك ولسان القرآن الذي يتلى علينا الآن ويتلى كذلك في الآخرة (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) بالعربي، يا حبيبي، لا مبدل لكلماته، ولسان النبيء محمد صلى الله عليه وسلم .. وأسماء الله عربية منذ الأزل إلى الأبد .. كما نقل أهل الحق ..
لماذا تبرأ من أن العربية قديمة حديثة أبدية .. وما دليلك على ما يخالف؟ ..
أتمنى منك أن تسحب نَفَسَك الذي امتلأت به آنفاً وتعلمنا مما علمك الله تعالى.
ونحن نسمع الكلام الإلهي بها، ونؤمن إيمانا جازما أنه كلام الله الواحد الأحد ..
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:16 م]ـ
مقيت حتى في الاتهام العبثي وفي الهروب من النقاش العلمي النزيه المؤيد بالنقل الصحيح والعقل الصريح.
أنت زعم أمرا غيبيا؛ والغيبيات من مسائل العقيدة، ولم أر دليلا صحيحا، ولا عقلا صريحا
فليتك تذكر لي آية، أو حديثا صحيحا، ودعك من أقوال البشر، فلا قيمة لها في البحث العقيدي، وكذلك العقل مهما بلغت صراحته
العربية لسان أهل الجنة بلا شك.
الدليل؟ وأين مورد الاستنباط من هذا أن العربية هي الأقدم؟
لماذا تبرأ من أن العربية قديمة حديثة أبدية .. وما دليلك على ما يخالف؟.
أنا لاأبرا، لكن الواقع أن ثمة لغات كثيرة قبلها
لعلك تسلم - أما أنا فلا - أن أول من نطق بها إسماعيل عليه السلام، فماذا عمن قبله؟ وماذا كانت لغة أبيه عليه السلام
وماذا كانت لغة نوح، وإدريس، وهود، وصالح .. عليهم السلام؟ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسماء الله عربية منذ الأزل إلى الأبد.
القرآن يحكي قصص أمم تكلمت بلغات مختلفة، وقد سبح اليهود والنصارى - قبل الإسلام - أسماء الله، فهل كانوا يسبحون بالعربية؟
هات دليلا قويا راسخا في الأرض ثم نكمل
واهدأ رجاء
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:18 م]ـ
تكرر
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:33 ص]ـ
أخي الكريم
لقد حولت الحوار إلى أسئلة توجهها إلي، وهذه طريقة الذي يعجز عن أن يكون طرفاً فاعلا في قيادة الحوار، فيسلم الدفة للآخر بتوجيه الأسئلة جزافاً، ويجلس في الخلف للفرجة .. ويقول: رفقاً بالقوارير .. يا أهل الغلو!!
ولا بأس!!
استأنفت مغالطاتك ودعاويك وقفزاتك المارثونية من جديد، خذ أمثلة على ذلك:
= أنت قلت في ارتباك واضح: "هذه من الغيبيات، والغيبيات عقيدة ... إلخ ". أما إنه ليس كل الغيبيات عقيدة، وليس كل العقيدة غيبيات .. لماذا التعميم والقفز والإلزام بما لا يلزم؟.
= ... هذه المسألة ليست من مسائل العقيدة كما زعمت، هداك الله، بل من مسائل الفقه والتاريخ والنقل والنظر والاجتهاد، فنحن بين أجر وأجرين ..
= أقوال البشر في العقيدة ليست دائماً على ضلال كما تعتقد، كأقوال الأمام أحمد وغيره من أئمة الهدى، ولو قال أعرابي: البعرة تدل على البعير لرفعناها شعاراً في تعريف الناس بالتوحيد، وهي قول بشر .. وحاجتنا إليها ماسة جداً لتفهيم الجاهل وإرشاد الضال وتوضيح الخفي وكشف الشبه.
= أقوال السلف الاتفاقية حجة لنا لأنهم لا يجتمعون على ضلالة، وحتى الآحادية الموثوقة .. وهي أسلم لنا في اللغة والشرع من أقوال مرجليوث، وفندريس، وجاكبسون، ودي سوسير، وتشومسكي، الذين لا يساوون ظفر الكمال ابن الهمام، مع وافر الاحترام للأشخاص وللعلم الذي في الصدور.
= آدم كان في الجنة بشاهدة القرآن وكل الكتب السماوية، ولسان أهل الجنة عربي كما تعلم، فلسانه عربي ضرورة، فإذا تعديت هذه الضرورة فأخبرنا عن لسان آدم؛ كان ماذا؟ ..
= ليس إسماعيل عليه الصلاة والسلام أول من نطق بالعربية، لم أدع ذلك، ولن أفعل، ولا تقولني ذلك، فقد كانت على عهده لسان بقية العرب البائدة قبلاً: جرهم (جرهم، طسم، جديس، ثمود، عاد) .. واكتفيتُ بذكر إسماعيل لأنك أنت الذي قلت: إن العربية عمرها قصير جداً (300 سنة)!! فأخبرتك أن عمرها معرق في القدم يتعدى عهد إسماعيل، حتى نسابة العرب ارتبكوا في تقدير هذه المدة المتطاولة، واختلفوا في النسب الذي بعد عدنان؛ كما هو مشهور ومعروف في الحديث: (كذب النسابون .. ) .. يعني آلاف السنين بلا ريب: عمر عربية إسماعيل .. فكيف بعمر عربية العرب البائدة؟؟؟ .. أطول طبعاً.
= قد تعلم أن الرسالات السماوية المذكورة لنا في القرآن (من قصهم الله علينا في القرآن المنزل باللسان العربي المبين) كانت في رقعة جزيرة العرب (بمعناها الواسع)، ولغة هذا الإقليم (الرابع في تقسيم ابن خلدون للعالم) متقاربة جداً؛ جاء في كتاب العين للخليل (كنع) أن الكنعانية (بنت السامية) أقرب اللغات إلى العربية .. وحكَم العقاد أن لسان إبراهيم كان عربياً، وقال: كانت العربية لسان الجزيرة في زمنه أو شيئا هذا معناه. وقال ابن حزم (الإحكام): كانت لغات الجزيرة متقاربة في زمن إبراهيم، كلهجات قرطبة وما حولها من القرى، يعني ليس كاختلافها الذي نراه اليوم بين العربية والأعجمية.
= قلت: (القرآن يحكي قصص أمم تكلمت بلغات مختلفة) .. لغات مختلفة!! ما أيسر الدعاوى على لسانك! هل تقصد أن القرآن تصرف في ما نقل عن تلك الأمم كالحكواتية، وهو كتاب الصدق المطلق؟ أم تقصد أن القرآن ترجم تلك اللغات المختلفة؟. ما الدليل أن ما في القرآن مترجم عن تلك الأمم؟. تعلم أن كلمة القصص تعني مطابقة الواقع، ولا تعني الحكاية بمعنى المشابهة.
ولا شأن لي بتسبيح اليهود .. إلا إذا أورده القرآن في قصصه الحق.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 Sep 2010, 04:55 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نقاش مفيد من الجميع جزاهم الله خيرا ووفقهم لما يحب ويرضى، وكنت أظن أن المقال يخص الإعجاز العلمي، فنحن نفكر لما كثر فقد الأجنة في هذه الأيام فقلت ربما وجدوا علاقة بين خروج المرأة المتكرر للعمل، أو الأسواق والارهاق وبين ما نراه.
ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل محمد بن جماعة
قلت في تعليقك على ماورد في مقالة ثقافة الصحراء: " في تقديري أن هذا الربط بين الحديث ومعنى القرار في الرحم، عجيب ولا مبرر له، وإلا جاز لنا أن نجمع كل مشتقات اللفظ وإدارجها في معنى اللفظ .. من الطبيعي أن يكون لكل لفظ عدد كبير من المشتقات اللغوية يستعمل كل واحد منها في سياق من السياقات، ولكن ليس من الضروري أن تصلح جميع المشتقات لجميع السياقات"
وأود أن أوجه نظرك ونظر القارئ الكريم إلى أن مصطلح ثقافة الصحراء هو من المصطلحات المهمة لمن يريد أن يدرس تفسير القرآن، لأن الله عز وجل أنزل القرآن على أهل قرية هم "جوهر" و" أصل" صحراء الجزيرة العربية، و إذا كانت ثقافة الصحراء تعني كما ذكرت في المقالة (الإدراك التام الشامل لواقع الصحراء)؛ فإن المدلولات الحقيقية (الواقعية) لكلام أهل الصحراء تظهر في سياق ثقافة الصحراء؛ ومن أراد أن يدرك المعاني الحقيقية لشعر العرب يجب أن يقرأ هذا الشعر في إطار ثقافة الصحراء؛ لأن الشواهد والمدلولات الشعرية جاءت من رحم هذه الثقافة؛ فمثلا عند استعراض المعاني المختلفة لحديث رفقا بالقوارير يا أنجشة نرى ما يلي:
1 - قد تعني كلمة القوارير النساء لرقتهم وصبوتهم إلى رقيق الكلام والشعر كما هو المفهوم السائد لدى كثير من الناس، وهذه الدلالة يمكن استبعادها، بكل بساطة، إذا عرفنا أنه لا يحدو الحادي بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاحش من القول والدليل ما ذكرته في المقالة فيما ورد في مسند الأمام أحمد، إذا ليستبعد القارئ هذا المعنى.
2 - قد تعني كلمة القوارير النساء لضعف أجسادهن وتعرضهن للأذى عند سقوطهن من ظهور الأبل، لكن من يدرك واقع الصحراء إدراكا تاما شاملا يعرف أن النساء لا يركبن على ظهور الجمال إلا إذا تم تثبيت الهوادج (جمع هودج)، والهودج،لمن يعرف هذه الثقافة جيدا، يثبت على ظهر الجمل بطريقة محكمة جدا و لا يسقط الهودج إلى الأرض إلا إذا خر الجمل صريعا؛ كما أن الحادي يمشي الهوينا وهو يحدو بالإبل ولا يركض أو يعدو؛ إذا ليستبعد القارئ هذا المعنى، أو معنى أن الأبل ستسبق ركب الرسول صلى الله عليه وسلم.
3 - قد تعني كلمة القوارير الأبل كما ذكرت في تعليقك وهذا المعنى هو بعيد كل البعد عن واقع الصحراء ذلك أن في الأبل قوة هائلة عجيبة وتتحمل ما لا تتحمله كثير من الحيوانات ولذلك ليس هناك مجال في تشبيهها بالقوارير إذا اعتبرنا أن القوارير ضعيفة التحمل.
وإذا أخذنا بالمعنى الجديد بأن القوارير في هذا الحديث هي الأرحام فإن هذا المعنى يظهر لنا الحرص الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم على أمته وأفرادها حتى وهي نطف تتشكل في أرحام أمهاتها على ظهور الأبل خصوصا إذا عرفنا أن هذه الأمة بدأت في قلة قليلة وحمل امرأة واحدة له دلالات وبشارات عظيمة لتلك الأمة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ تكونها، ولا أظن أن قائدا أظهر من الرحمة والرفق بجماعته مثل ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المبعوث رحمة للعالمين.
كما أن المعنى الجديد ينبه القارئ إلى خطورة حركة المرأة في بدأ الحمل، فالرحم لا يعتبر قارورة بالمعنى اللغوي إلا إذا استقرت النطفة فيه في اللحظات الأولى للحمل، وهي مرحلة حرجة في ثبات الحمل، وهذا معنى له فائدة تخص جميع نساء العالمين وفيه رحمة لجميع نساء العالمين، وقد سرني في هذا السياق مشاركة أحد أخواتنا و أمهاتنا الفاضلات وهي مشاركة أم عبد الله الجزائرية حيث قالت في مشاركتها: "نقاش مفيد من الجميع جزاهم الله خيرا ووفقهم لما يحب ويرضى، وكنت أظن أن المقال يخص الإعجاز العلمي، فنحن نفكر لما كثر فقد الأجنة في هذه الأيام فقلت ربما وجدوا علاقة بين خروج المرأة المتكرر للعمل، أو الأسواق والارهاق وبين ما نراه "، وهذا صحيح إذا أخذنا بالقراءة الجديدة التي فيها فائدة جديدة أدركتها أم عبدالله بفطرتها وحسها اللغوي، إذ أن حركة المرأة إذا تحققت فيها شروط فيزيائية محددة كما ذكرت في المقالة قد تكون سببا في عدم استقرار الحمل في مراحل لاحقة وحدوث تسقيط للجنين، أي أن أول أربعين يوما هي فترة حرجة في الحمل، وفي طبيعة بعض أعمال النساء في هذه الأيام تتوفر شروط حركية لحدوث عدم استقرار للنطفة في الرحم.
إذا هذه القراءة الجديدة تؤكد لنا هذا المعنى القديم الجديد في أنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وتؤكد حقائق طبية وعلمية عن الحمل والأرحام وتأثير الحركة الاهتزازية على ثبات الحمل.
أخي الفاضل يمكنك الرجوع إلى تعليقي السابق حول مستويات القراءة الجديدة وخصوصا المستوى الرابع وهو مستوى قراءة دلالات معاني الكلام في سياق الحدث والحدث هنا هو حركة الأبل وعلى ظهورها نساء المؤمنين. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:44 م]ـ
الأخ الكريم عصام
إن أردت أن يستمر الحوار، فهدئ من ثورتك قليلا، ولا تسارع إلى سوء الظن والاتهامات الجزافية
لقد حولت الحوار إلى أسئلة توجهها إلي
أظن أنه دوري في السؤال بعد أن أجبتك، وإن بقي شيء فأرجو التنبيه إليه في هدوء
أنت قلت في ارتباك واضح: "هذه من الغيبيات، والغيبيات عقيدة
لا أدري من أين شعرت بالارتباك، وأرجو الكف عن الأسلوب المستفز
رجل يقول إن أهل الجنة يتكلمون بلغة كذا، أليس هذا أمرا غيبيا؟ أليس عقيدة؟ ودعك من التفلسف بأنه ليس كل غيب عقيدة، والعكس. واقصد إلى الموضوع. وأعيد السؤال: ما دليلك أن أهل الجنة يتكلمون العربية؟
ثم لو سلمنا، كيف تأخذ من هذا أقدمية العربية؟
هذه المسألة ليست من مسائل العقيدة كما زعمت، هداك الله، بل من مسائل الفقه والتاريخ والنقل والنظر والاجتهاد، فنحن بين أجر وأجرين
كل أمر يزعم أنه يحدث في السماء فهو عقيدة، ليس بفقه، ولا محل في لنظر، ولا اجتهاد في العقيدة. فهات الدليل
استأنفت مغالطاتك ودعاويك وقفزاتك المارثونية من جديد
أنا أرفض الاتهامات الجزافية، فهات المغالطات واحدة واحدة، واطلب دليلها
وبما أنك أستاذ في اللغة فهو (دعاواك) وليس دعاويك
أقوال البشر في العقيدة ليست دائماً على ضلال كما تعتقد
لاأدري من أي قولي فهمت هذا، وأرجو عدم الخروج عن الموضوع
أقوال السلف الاتفاقية حجة لنا لأنهم لا يجتمعون على ضلالة .. وهي أسلم لنا في اللغة والشرع من أقوال مرجليوث
هذا القول محل نظر، وليس هذا موضعه. أما مباحث علم اللغة، فقد يصيب فيها فندريس ويخطئ الخليل، وردك لهذا غلو وتعصب
آدم كان في الجنة بشاهدة القرآن وكل الكتب السماوية
هذا أيضا موضع نظر وخلاف، وسل أستاذك الدكتور عبدالصبور شاهين عنه، ثم لا علاقة له بالموضوع
ولسان أهل الجنة عربي كما تعلم
أنا لا أعلم، فلا تفهم عني ما لم أفهم، وليس لي من هذا موقف مع ولا ضد؛ وأنا متوقف فيه حتى تأتيني بالدليل
فأخبرنا عن لسان آدم؛ كان ماذا؟
جوابي لا أدري، وإن كان عندك جواب فهات دليله
ليس إسماعيل عليه الصلاة والسلام أول من نطق بالعربية، لم أدع ذلك، ولن أفعل، ولا تقولني ذلك
هذا قول كثير من الإخباريين، فظننتك تقول به فتبين أن لا، فلا بأس
فقد كانت على عهده لسان بقية العرب البائدة قبلاً: جرهم (جرهم، طسم، جديس، ثمود، عاد)
وهؤلاء كانوا يتكلمون لغة، وهي قطعا ليست العربية، ونصوص لغتهم قد عرفناها، وإن كنت لا تعرفها فأنصحك أن تراجع بعض النقوش الصفوية والثمودية .. وتقارن بينها وبين العربية؛ حتى تتوصل إلى نسبة تشابه.
فكيف بعمر عربية العرب البائدة؟؟؟ .. أطول طبعاً.
لاأدري لماذا تصر على تسميتها عربية؟ هذي مغالطة، فالعربية إذا أطلقت قصد بها لغة الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، فابحث عن اسم آخر نتفق، سمها مثلا (سامية - جزرية - عروبي - عاربة) أما العربية فهي شيء آخر.
أأنت أعلم من أبي عمرو بن العلاء، الذي يقول: " ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا " فهو يسميها عربية تجوزا، لأنه لم يجد لها اسما آخر، وإلا فقد اقر أنها شيء مختلف تماما، بل حاصل كلامه أنه ليس ثمة نقاط التقاء، وهذا خطأ معذور فيه؛ فلم يكن يعرف من اليمنية شيئا
قلت: (القرآن يحكي قصص أمم تكلمت بلغات مختلفة) .. لغات مختلفة!! ما أيسر الدعاوى على لسانك! هل تقصد أن القرآن تصرف في ما نقل عن تلك الأمم كالحكواتية، وهو كتاب الصدق المطلق؟ أم تقصد أن القرآن ترجم تلك اللغات المختلفة؟
هل أفهم من هذا أن جميع الأنبياء عرب؟ يتكملون لغة واحدة؟
أما الدليل فهو قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} إبراهيم4
وهذا نص واضح أنها لغات مختلفة، وإذ القرآن لغة واحدة فنعم ترجمة إن شئت
والآن حان دورك فسل عما بدا لك، بهدوء
شرط أن تعترف إذا تبين لك الحق وكذلك أنا، ولا داعي للمكابرة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:11 م]ـ
من المؤسف أن تضيع الأوقات في نقاشات وجدالات من هذا النوع.
فقد ضاع الموضوع الأصلي في متاهة التعليق والتعليق على التعليق ..
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:25 م]ـ
أخي الحبيب رصين حياك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أكن أقصد استفزازك، ولكن استدرجني أسلوبك فكان ما كان ..
= أما الغيب فمنه مطلق موقوف على السمع، ومنه نسبي كالتاريخ، كالمسألة التي نحن بصددها ..
= ومسائل العقيدة معروفة، وليست منها هذه المسألة، ولا هي في كتب العقائد، وتجدها في باب الوضع من علم أصول الفقه، ومن علم أصول اللغة، وهي مسألة نظر قد يُعجز عنها، ولا تكليف إلا بما في الطاقة .. وجعلك إياها من العقيدة ارتباك في تصنيف المسائل العلمية.
= كلام أهل الجنة بالعربية وارد في حديث حسنه الحافظ السلفي وضعفه كثيرون، ويقتضي بقاء القرآن متلوا في الآخرة كما كان في الدنيا أو يستلزم بقاء العربية معه في الآخرة، فهي لسانه المبين، وتعلم آدم للأسماء كلها يستلزم علمه بها عربية ضمناً، على أقل تقدير، وليست هذه على كل حال هي محل نزاع هنا، والأمر فيها ذو سعة .. وإنما ذكرت استطرادا ..
محل النزاع في مشاركتك وتعقيبك على الأخ النور: أنك تجعل العربية كغيرها من اللغات وتنتقص من علماء العربية وتطرح مدوناتها المنقولة الحية اليانعة (ولو كانت حديثا)، وتجعل اهتمامك بنقوش الأمم الخالية وحفريات الرمم البالية، فتجعل تلك النقوش إمامك في كتابة التاريخ اللغوي لجزيرة العرب، وتعتقد أن ذلك ثورة وهدم للنظريات القائمة:
انظر إليك تقول:
أقوى الأدلة وهو ما لا يحتمل فيه ما يحتمل في الرواية الشفوية – حتى لو كانت حديثا نبويا – من وهم وسوء حفظ وغفلة ونسيان وتدليس واختلاط وكذب وافتراء، حجر أو رقيم طيني كتب عليه كلمات بلغة ما، ليس في الأدلة أقوى من هذا، خاصة في اللغة.
فرغم قلة تلك النقوش وظنيتها وانقطاع الزمان بها وثانويتها وجهالة كتّابها وقصتهم وانتمائهم واحتياجها إلى مزيد بحث وحفر ومقارنات .. تقرر أنها أقوى الأدلة .. اغتراراً بالأحجار.
من أين اكتسب عندك هذا الدليل الحجري الميت قوته الخارقة التي تفند أقوال الجاحظ وابن العلاء وسيبويه وابن الهمام ..
ولو بعث كاتب ذلك الرقيم الطيني وتكلم بلسان ما كتبه لما عددنا ذلك دليلاً عن تاريخ لغات الجزيرة، ليناقض حاضرها الإسماعيلي العربي أو الجرهمي .. بل لعرفنا أن صاحب ذلك الحجر له لسان يوافق أو يخالف لسان العرب، لسان الجزيرة العام .. وأنت تعرف أن الشعوب لا تهتم بكتابة النقوش، إنما الذي يسطر تلك النقوش هم قلة متنفذة، قد تكون محتلة!! (هذا تشكيك في مصداقية نقوشك) ..
ووجود رقيم منقوش عليه لغة غير عربية لا يقتضي أن العربية ليست موجودة، ففقدان الشيء لا يقتضي نفيه ..
نعم ليس للعربية نقوش وفيرة .. والسبب هو أميتهم، ليسوا كاليمنيين، وكالشاميين والعراقيين (الآرميين) [الرافعي في تاريخ آداب العرب]. العرب نقوشهم في صدورهم ..
وذهبت - بحجر ملقى في رمال صحرائك (مشكوك في مصدره وكاتبه وغرضه) - تقطع أن نوحاً يمني، والمعروف أنه من شمال الجزيرة.
وذلك في قولك عن (يعوق) من أسماء أصنام قوم نوح.
كيف تقطع بأن وجود أسماء أصنام قوم نوح في حجر يماني دليل على يمنية نوح، وتعلم أن تلك الأسماء كان يعرفها العرب ووردت في القرآن، فالقرآن يماني على رأي حَجَرك؛ أقصد على قولك .. !!.
أفلا يدل وجود تلك الأسماء في الحجر وفي القرآن أن لغة قوم نوح كانت كلغة قريش التي عرفت: ودا وسواعا ويعوق ويغوث ونسرا؟. فلو جئت بمثال آخر ليس فيها هذا الإشكال!
ملاحظة: يذكر أن إسماعيل أول من أعرب وليس أول من نطق.
تنبيه: يجوز أن نقول: دعاوي ودعاوى كصحاري وصحارى وعذاري وعذارى.
مع اعتذار من الأخ محمد بن جماعة.(/)
أين أجد هذه الكتب في المملكة (تفسير الرماني، التبيان للطوسي، مجمع البيان للطبرسي)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[07 Aug 2010, 09:13 م]ـ
كل عام وأنتم بخير , وأعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام
أتمنى ان أجد هذه الكتب للانتهاء من البحث وجدت التبيان إلكترونيا، ولم أعثر على تفسير الرماني
وم كان لديه كتب مصورة pdf، فهو أحب
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
بسم الله والحمدالله والصلاة على خير الانام وعلى اله الاطهار الطيبين وعلى اصحابه
انا انصحك لله هذه التفاسير زائغه عن طريق الحق وفيها مما فيها من الغث السمين ولا سيما ان اصحابها ممن طعنوا بأم المؤمنين و فى الشيخان والصحابة وهكذا هوا منهج الرافضة الباطنية
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[08 Aug 2010, 03:21 ص]ـ
جزيت خيرا وبورك فيك
لكن لابد من إنجاز الرسالة ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[08 Aug 2010, 09:43 م]ـ
سامحنى لم احسب حساب بحتك او رسالتك(/)
إزالة إشكال في تفسير قوله تعالى: (وجعلنا نومكم سباتًا)
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[07 Aug 2010, 09:13 م]ـ
قال الله تعالى: (ولقد خلقنا السموت والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) ق 38
نقل ابن كثير عن قتادة قال: "قالت اليهود - عليهم لعائن الله - خلق الله السموت والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: (وما مسنا من لغوب) أي من إعياء ولا تعب و لا نصب ... ".
ولما رجعت إلى تفسير مادة (سبت) في قوله تعالى: (وجعلنا نومكم سباتا) النبأ 9 وجدت كثيراً من المفسرين يذكر أن معاني السبت تدور حول القطع والراحة والسكون، فأدركت أنه كالإجماع منهم على ذلك، ومن المعلوم عند أهل العلم أن الله خلق السموت والأرض في ستة أيام أولها الأحد وآخرها الجمعة، ويومُ السبت لم يكن فيه خلق، وهنا الإشكال: هل يكون في تفسير (السبت) عند المفسرين حجة لليهود على افترائهم تلك الفرية على الله؟
والمصيبة العظمى أني قرأت في مقاييس اللغة لابن فارس قوله: "وأما السبت بعد الجمعة فيقال: إنه سمي بذلك لأن الخلق فُرِغ منه يوم الجمعة وأُكمِل فلم يكن اليوم الذي بعد الجمعة يومًا خلق فيه شيء والله أعلم بذلك" اهـ
فيا أهل القرآن ذبّوا عن كتاب الله، وأزيلوا عنه الشبهات ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Aug 2010, 09:24 م]ـ
لقد ذب الله عن كتابه كما ذكرت أنت حفظك الله ورعاك
قال الله تعالى: (ولقد خلقنا السموت والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) ق 38
نقل ابن كثير عن قتادة قال: "قالت اليهود - عليهم لعائن الله - خلق الله السموت والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: (وما مسنا من لغوب) أي من إعياء ولا تعب و لا نصب ... ".
ـ[عصام العويد]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:12 ص]ـ
نعم هو يوم سبت (قطع) لم يكن فيه خلق.
ولا يلزم من ذلك أن الله تعب واستراح تعالى الله عما يقول اليهود علوا كبيرا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:55 م]ـ
لا حجة لليهود فيما قالوا، وذلك من أوجه:
الوجه الأول: أن القرآن الكريم قد رد عليهم ردا صريحا في آيات متعددة منها ما ذكرت "وما مسنا من لغوب".
الوجه الثاني: أن مسميات الأيام لا مدلول لها شرعا؛ أعني أنه لا يحتج باسم اليوم ومعنى اسمه من أجل إثبات عقيدة أو نفيها، وإلا للزم من معنى الأحد والإثنين .. إلخ معان عقدية كثيرة.
الوجه الثالث: أن استخراج هذا المعنى العقدي الخبيث إنما هو ناتج عن تشبيه الخالق بالمخلوق، والأدلة على نفي هذه المشابهة أكثر من أن تحصى.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:57 ص]ـ
نعم هو يوم سبت (قطع) لم يكن فيه خلق.
ولا يلزم من ذلك أن الله تعب واستراح تعالى الله عما يقول اليهود علوا كبيرا.
"كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ "
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:25 ص]ـ
ورد في لسان العرب:
" وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً اسْتَراحَ وسَكَنَ وأَنشد الأَصمعي يُصْبِحُ مَخْمُوراً ويُمْسِي سَبْتا أَي مَسْبُوتاً والمُسْبِتُ الذي لا يَتَحَرَّكُ وقد أَسْبَتَ ويقال سُبِتَ المريضُ فهو مَسْبُوت "
يظهر أن من معاني السبت: السكون، ولا يلزم الراحة، لأن المريض وإن سكن لا يزال يتألم، اللهم متعنا جميعا بالصحة والعافية.
ولا أجد ما يلزم أن يكون ما سبت هو الرب عز وجل سبحانه، ولكن ما يظهر والله أعلم أن المخلوق هو المراد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:24 ص]ـ
زعمُ اليهود أن الله استراح يوم السبت سببه التحريف الذي أدخلوه على كتابهم، والثابت عند المسلمين أن التوراة كتاب الله كتبه لموسى بيده كما صح بذلك الحديث، والمتأمل في كتاب اليهود والنصارى اليوم والموسم بـ " الكتاب المقدس" بعهديه القديم والجديد، القديم أسفار اليهود" التوراة"، والجديد أسفار النصارى "الإنجيل" يرى فيهما أن الحق قد ألبس بالباطل، ويرى أثر التدخل البشري واضحا فيما سطر فيهما، ولنأخذ على سبيل المثال هذه النصوص من سفر الخروج الإصحاح عشرون والتي جاء فيها ذكر السبت:
1 ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلا.
2 أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية.
3 لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.
4 لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض.
5 لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لاني أنا الرب إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي.
6 واصنع إحسانا إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي.
7 لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.
8 اذكر يوم السبت لتقدسه.
9 ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك.
10 وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك. لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك.
11 لان في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها. واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.
12 أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك.
13 لا تقتل. 14 لا تزن. 15 لا تسرق. 16 لا تشهد على قريبك شهادة زور.
17 لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك
18 وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخن. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد.
19 وقالوا لموسى تكلم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت.
20 فقال موسى للشعب لا تخافوا. لان الله إنما جاء لكي يمتحنكم ولكي تكون مخافته أمام وجوهكم حتى لا تخطئوا.
21 فوقف الشعب من بعيد وأما موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم
سواء كان معنى السبت الراحة أو السكون أو .... فإنها معانى لايجوز أن نقولها فى حق الله سبحانه
وأما كذب اليهود فى هذه فليس محلا لجدل لأن الله سبحانه بين فى القرآن أنه لم يكن ثمة اعياء ولا تعب
وأما أن السبت يوم بلا عمل؛ فمن قال أن أيام الخلق هى أيام الأسبوع إلا اليهود أيضا - اسرائيليات فى كتب التفسير -؟(/)
الآيات التي لم يفسرها ابن كثير
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[08 Aug 2010, 10:51 ص]ـ
هذه دعوة للمشاركة، في هذا الموضوع اللطيف، وهو الآيات التي لم يفسرها الحافظ الكبير ابن كثير رحمه الله رحمةً واسعةً، ثم تدارس سبب ذلك، فقد يكون من النساخ قديماً، أو من الطباعين حديثاً، ومما وقفت عليه من ذلك، أن ابن كثير ترك تفسير ثلاث آيات متواليات من سورة المائدة من 97ــــــــــــــــ99، (جعل الله الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناسِ) الآيات ...
وقد علق المحقق الأستاذ/ سامي محمد السلامة 3/ 203 فقال: (لم يتعرض الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ لتفسير بقية الآيات، كما في جميع النسخ المخطوطة، ولعل ذلك ـ والله أعلم ـ لأنه قد تطرق إلى تفسير معانيها في متشابهتها في سورة البقرة) ا ه.
لعله يريد البقرة 125.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:29 ص]ـ
هي ساقطة من النسخ التي بين يدي الشيخ سامي، وهي موجودة في طبعة عالم الكتب (15) مجلدًا، فراجعها هناك.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[10 Aug 2010, 10:18 ص]ـ
شكراً لشيخنا الكريم أبو عبد الملك على هذا التجاوب، وعلى هاته الإفادة ...
ومثل هذه الإشكالات والملاحظات تجعل الباحثين يطالبون ويؤكدون على الجامعات وأقسام التفسير بها، على العناية بتحقيق أمهات كتب هذا الفن، وتقديمها على غيرها من الكتب المغمورة، فيقدمونها ويجعلون لها الأولوية المطلقة، لما لها من فائدة كبيرة للباحثين.
وقد نقل لي بعض الأخوة عن شيخنا الفاضل أبي أيوب الدكتور محمد العواجي بارك الله فيه، أنه ينصح بتجنب تحقيق تفسير ابن كثير، نظراً لصعوبته الشديدة، وكثرت نسخ التفسير، والاختلافات بينها، ولعل مرجع ذلك، أن الكتاب كتب له القبول، وانتشر في حياة المؤلف، وبقيت نسخته، فلعله أضاف فيها، ونقح وهذب، ثم انتشرت نسخ أخرى عنها. والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:12 م]ـ
وصلتني ـ أيضًا ـ نسخة الأستاذ الدكتور حكمت بشير، وهي نسخة فائق الجودة، وهذا المقطع الذي سقط عند الشيخ سامي موجود في تحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بشير.
ـ[عمر الزهيري]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:15 م]ـ
السلام عليكم
سمعت الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ينبه على أن تفسير ابن كثير المتداول حاليا هو طبعات تجارية ليست كاملة.
شيخ مساعد الطيار هل أنت صاحب تفسير جزء عم؟ أليس كذلك؟ أظنك أنت أقول رزقك الله الإخلاص انتفعت بتفسيركم جزاك الله خيراً
ـ[الردادي]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:05 ص]ـ
وصلتني ـ أيضًا ـ نسخة الأستاذ الدكتور حكمت بشير، وهي نسخة فائق الجودة، وهذا المقطع الذي سقط عند الشيخ سامي موجود في تحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بشير.
شيخنا المبارك أبا عبد الملك،
أحسن الله إليكم ونفعنا بعلمكم .. عدتُ إلى نسخة شيخنا الأستاذ الدكتور حمكت بشير ووجدتُها هي الأخرى لم تتضمن تفسير الآيات الثلاث من سورة المائدة: 97 - 99، كما هو الحال في نسخة الشيخ سامي السلامة.
وعلل المحقق الدكتور حكمت على ذلك بقوله:
«لم يشرح الحافظ ابن كثير الآيات الثلاث رقم 97 - 99 في النسخ الثلاث وكذا النسخة الأزهرية ودار الكتب حسب ما نبه محققو طبعة الشعب. وقد قاموا بالاستدراك نقلاً من تفسير الطبري، وهو نقل مفيد لكن لو وضعوه في الحاشية لكان أفضل. لأن بعض الطبعات ظن أصحابها أنه سقط، وقد ورد فيها هذه الزيادة منقولة من طبعة الشعب» ..
تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تحقيق: أ. د. حكمت بن بشير بن ياسين: [3/ 485]، الحاشية رقم: (9).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:01 م]ـ
أشكرك أخي الردادي على هذا التعقيب، فأنا لم أنتبه للتعليق الذي في نسخة الشيخ حكمت (حفظه الله)، وقد رجعت إلى نسخة عالم الكتب مرة أخرى، وأشاروا بأن هذا النقل ليس في (ز) ولا في (خ)، ثم رجعت إلى المقدمة لأعرف هذين الرمزين، فلم أقف على مرادهم بهما، غير أنهم رجعوا إلى نسخة مخطوطة في الأزهرية، ونسخة أخرى في دار الكتب المصرية.
وقد تتبعت بعض الحواشي في أول الكتاب لعلي أظفر بمرادهم بهذه الرموز، فوجدتهم يذكرون رمزًا آخر، وهو (ت).
ثم رجعت إلى مخطوط (البدر المنير) للكازروني، وهو اختصار لتفسير ابن كثير، والكازروني تلميذ ابن كثير، وقد مات قبل شيخه، فوجدت الآيات مفسرة عنده، مما يشير إلى أن ابن كثير فسَّرها.
وهذه صورة الموضع الساقط من مخطوط (البدر المنير)
http://www.tafsir.net/images/ibnalmoneer.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:41 ص]ـ
معلومات قيمة جزاكم الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:36 ص]ـ
وقد نقل لي بعض الأخوة عن شيخنا الفاضل أبي أيوب الدكتور محمد العواجي بارك الله فيه، أنه ينصح بتجنب تحقيق تفسير ابن كثير، نظراً لصعوبته الشديدة، وكثرت نسخ التفسير، والاختلافات بينها، ولعل مرجع ذلك، أن الكتاب كتب له القبول، وانتشر في حياة المؤلف، وبقيت نسخته، فلعله أضاف فيها، ونقح وهذب، ثم انتشرت نسخ أخرى عنها. والله أعلم.
ولكن هذه الأسباب التي ذكرها الدكتور محمد العواجي وفقه الله تدعو إلى تحقيق الكتاب لا إلى ترك تحقيقه، فالكتاب بحاجة لعناية ويعد من أفضل التفاسير المتداولة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:55 ص]ـ
وصلتني ـ أيضًا ـ نسخة الأستاذ الدكتور حكمت بشير، وهي نسخة فائق الجودة، وهذا المقطع الذي سقط عند الشيخ سامي موجود في تحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بشير.
هل يعني هذا أنكم تفضلون تحقيق د. حكمت على تحقيق الشيخ سامي، وجزاكم الله خيراً.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[23 Sep 2010, 01:30 م]ـ
أشكر للأساتذة الكرام هذا التدخل لإثراء الموضوع.
أما ما ذكره الدكتور فهد الوهبي فهو محل تقدير،
لكن لعل مراد شيخنا أبي ايوب أن الطالب قد يرهق إرهاقاً شديداً، ويعسر عليه الأمر، في تتبع نسخ التفسير المخطوطة، وهي كثيرة!، ثم في مقابلتها، وإثبات الاختلافات في بينها، من زيادة أو نقصان، خاصة وأنتم تعلمون أنه لا يوجد لدينا مراكز متخصصة في مثل هذا، والجهد كله على الطالب، وهذا من حرص شيخنا على الطلبة وشفقته عليهم، ويشهد له بذلك كل من يعرفه فضلا عمن خالطه، ولا نزكي على الله أحداً.
ولو كان لدينا مراكز بحثية متخصصة ملحقة بالجامعات، تكفي الباحث والطالب عناء البحث، والمرسلات، والمخاطبات ... وهذهتأخذ كثيراً من الأوقات فضلا عن الجهد والمال ...
بل لعلي لا أكون متطرفاً إن قلت أن على هذه المراكز أن تقوم بعملية النسخ والمقابلة والتصحيح، ثم يسلم ذلك للطالب فيقوم هو بالتفرغ التام لخدمة النص تخريجاً وتعليقاً تعقيباً ...
ولا شك أن لهذا مردوداً جيداً على ساحة البحث العلمي لدينا سرعةً ودقةً وإنجازاً وحجماً، لأن هذا التسهيل سينعكس طبعاً على المقدار الذي يأخذه كل طالب من لوحات المخطوط.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[24 Sep 2010, 02:13 م]ـ
الدكتور الفاضل فهد لو راجعتم هذا الرابط لكلام شيخنا أبي أيوب حفظكما الله وبارك فيكما
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8579&highlight=%C7%C8%E4+%DF%CB%ED%D1
وشيخنا أبو أيوب من أعضاء هذا الملتقى المبارك، فلعله يتحفنا بالجديد في هذا الأمر.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:17 م]ـ
أشكر للأساتذة الكرام هذا التدخل لإثراء الموضوع.
أما ما ذكره الدكتور فهد الوهبي فهو محل تقدير،
لكن لعل مراد شيخنا أبي ايوب أن الطالب قد يرهق إرهاقاً شديداً، ويعسر عليه الأمر، في تتبع نسخ التفسير المخطوطة، وهي كثيرة!، ثم في مقابلتها، وإثبات الاختلافات في بينها، من زيادة أو نقصان، خاصة وأنتم تعلمون أنه لا يوجد لدينا مراكز متخصصة في مثل هذا، والجهد كله على الطالب، وهذا من حرص شيخنا على الطلبة وشفقته عليهم، ويشهد له بذلك كل من يعرفه فضلا عمن خالطه، ولا نزكي على الله أحداً.
لا شك فيما قلت أخي الكريم بلال، والدكتور الحبيب محمد العواجي أعرف عنه ما ذكرت ونعم المعلم هو، بارك الله فيه ونفع به ...
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:12 م]ـ
السلام عليكم جزى الله المشايخ خيرا على هذا الجه الطيب
لو يضاف الى هذا العمل (الايات التي ذكر فيها الخلاف ولم يرجح) فقد مر علي أثنا قرائتي لهذا التفسير أيات يذكر فيها الخلاف ولايذكر الراجح مع أهمية معرفتة الراجح فيها مثل آية السحر
تنبه: طبعة عالم الكتب التي أشار إليها شيخنا الشيخ مساعد الطيار (دار عالم الكتب) خمسة عشر مجلدا حققها أربعة من المحققين
تختلف في التحقيق من مجلد لآخر إذ بدأ التحقيق فيها علميا ثم أحتلف هذا من مجلد لاخر فكان في بعض المجلدات تخريجا فقط وكثير من الاحاديث لم تخرج مع ان هذا التحقيق في نظري افضل من تحقيق سامي الحاج وانما ذكرت هذا لان البعض قد يقرأ المجلد الاول والثاني فيحكم على بقية التحقيق بنفس الحكم وإن يسر الله ذكرت هذه الامور مع ذكر المجلد والصفحة(/)
مقالة (أحزاب القرآن) لأخي ماجد البلوشي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:36 م]ـ
هذه مقالة قيمة لأخي العزيز ماجد بن عبدالرحمن البلوشي وفقه الله، وصلتني على بريدي فأحببت نشرها في الملتقى هنا.
أحزاب القرآن
عن أوس بن حذيفة – رضي الله عنه - قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - في وفد ثقيف، فنزلت الأحلافُ على المغيرة بن شعبة، وأنزلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني مالك في قبّة له، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - كل ليلةٍ يأتينا بعد العشاء يحدّثنا قائماً على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، فأكثر ما يحدثنا ما لقيَ من قومه قريش، ثم يقول: لا سواءٌ، وكنّا مستضعفين مستذلين بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجالُ الحربِ بيننا وبينهم، نُدال عليهم ويدالون علينا؛ فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلنا: لقد أبطأتَ عنّا الليلة! قال: "إنّه طرأ عليَّ حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمّه" قال أوس: سألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاثٌ، وخمسٌ، وسبعٌ، وتسعٌ، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزبُ المفصَّل وحده.
الحديث أخرجه أحمد في المسند، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم.
وهو حديثٌ شريفٌ عظيمٌ، له وقعٌ في النفوس وخفقٌ في الجوانح، جعلهُ أهلُ العلم أصلاً في "تحزيب القرآن" و"تجزئة المصاحف" وبوّبَ الإمام أبو داود في سننه: "بابُ تحزيب القرآن" – 2/ 237 ط عوّامة – فأورد هذا الحديثَ ونظائره لبيان طريقةِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه في قراءة القرآن العظيم والمداومة على ترتيله وتجويده بنظام مشيد محكم ينتظم اليوم والليلة دائباً متصلاً.
والله يعلمُ كم يأخذني هذا الحديثُ بجلالة وقعهِ وحُسن عرضهِ وسلسبيل لفظه إلى عوالم أخرى من السكينةِ والتعظيمِ والتوقيرِ للنبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - تفوق الوصف وتجتاز التقديرَ، وهو يفدُ – صلى الله عليه وسلّم - في لهفٍ إلى هؤلاءِ القوم الذين قدموا عليه من أقاصي البلاد يحدوهم الشوقُ المبرّح للقائهِ ورؤية وجههِ الشريف، فيستعذبُ في سبيل تعليمهم الوصبَ ويستطيبُ النصبَ، ويحنو عليهم حنوَّ الوالدِ على ولدهِ ويخاطبهم بأرق العبارات وأنداها، ويراوح بين قدميه الشريفتين من طول القيام في جنب الله ناصحاً مذكّراً قائماً بحق الدعوة وتبليغ شرعِ الله، ويغمرني الحنين والشوق إلى ذيّاك المجلسِ الآنس ببثِّ الحبيبِ المُحب صلّى الله عليه وسلّم إلى أولائه من صالحي المؤمنين وهو يستعبرُ ذاكراًَ ما جرى له من الأذى في ذاتِ الله، فتخضعُ جوانحي وتغشاني المهابة وأنا أقرأ همهماتهِ الأسيفة على قومٍ جاءهم كالنسيم العليل ليأخذ بحجزهم عن النّار ويحميهم من سعيرها ولهيبها البئيس، فيأبون إلا الوقيعة فيها مرتكبين أشنع الجرائم بإيذاء حبيبِ الله وخليلهِ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
ثم اقرأ معي – بسكينةٍ وخضوع - شوقَ أولئكَ الوافدين على حضرتهِ، وهم يعدّون مستكثرين ساعاتِ الوقتِ ويحسبون أجزاءهُ في انتظار طلعتهِ البهيّة ومقدمهِ المهيبِ، فوالله إنّه ليتملّكني العجبُ كيف بقيتْ قلوبهم في الصدور ولم تنخلع منها فرحاً وتعظيماً لرؤيتهِ بعد أن خنقهم الوقتُ وأطبق على أنفاسهم في ترقّبِ ذلك القادم من عالم الغيبِ لينقذهم الله به من أسفل السافلين إلى أعلى العليين.
فإذ بالحبيبِ الشفيق صلى الله عليه وسلم يمسحُ عنهم شعثَ الشوقِ وسفحَ سوائمهِ بعذبِ خطابه قائلاً: "إنّهُ طرأ عليَّ جزئي من القرآن، فكرهت أجيءُ حتى أتمّه" يالله ما أرقهُ من عذرٍ يبديهِ هذا النبيُّ العظيمُ صلى الله عليه وسلّم، وكأنّهُ يستلطفُ قلوبهم التي ناءت بثقل أحمال الشوق والجوى بأنّهُ كان في لقاءٍ – وأيُّ لقاءٍ! - لا يقبلُ التأجيل ولا التسويفَ مع كلامِ الله وتلاوةِ آياتهِ، ومن ذا الذي تسمحُ نفسهُ وتطيبُ بتركِ الاستلذاذ بالقرآن والتنعّمِ بآياته مستقبلاً أمراً آخر كائناً ما كان الأمرُ!
إنَّ هذا لدرسُ الأولوياتِ في الدعوةِ والتعليمِ يا أرباب السلوكِ والتربيّةِ! أما واللهِ إنّهُ لا يعلو على تزكيةِ الروح وتطهيرها بكلام الله والتنعّم بالنظر في كتابهِ والتلذّذِ بتلاوة آياتهِ وسكبِ العبراتِ بين يدي تدبّر معاني القرآن شيءٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّه القرآن، كلام ربّك، تنزيلٌ من حكيم حميدٍ، حين يهزّك الحنين والشوقُ إلى التبتّل في محرابِ التدبّر والتفكّر مسبلاً دمعاتِ الندم والأسف واللهفةِ والإجلال، فتغدو معها مباهج الحياة ومغانيها أحقرَ من ذرّة رملٍ في فلاة أبيّةٍ على الإحاطة.
ما الدّنيا؟ ما أموالها؟ ما مفاتنها؟ ما مغانيها؟ ما ملاعبُها؟ ما حطامها الزائلُ؟ ما القصورُ ما الدورُ؟ إنّها لتغدو قاعاً صفصفاً أمام ترنيم العبدِ وتغنّيه بكلام ربّهِ، فتغشاه سكينةُ الصالحين وتعلوه وضاءةُ الذاكرين ويذكرهُ ملك الملوك فيمن عنده، فإذ بالدنيا ريشةٌ تتقاذفها أعاصير الثقة بوعد الله والأنس بنعيمه.
هذا الحديثُ أصلٌ في مسألةِ تحزيب القرآن، والتحزيبُ للقرآن أن يُجعلَ على أجزاءٍ متسقةٍ تقرأ ورداً متصلاً في مدةٍ معلومةٍ، والتحزيبُ من سنن الصالحينَ وطرائقِ المنيبينَ وهدْي المُخبتينَ، وهو دأبٌ درجَ عليه السالكون طريق العبوديّة فما قصّروا عن تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النّهارِ، فكان لكلٍّ منهم زمنهُ المعروفُ يختم فيه تلاوة القرآنِ على مدى حياتهِ، وما بدّلوا تبديلاً.
وقد فهم ذلك أوسُ بن حذيفة - رضي الله عنهُ - راوي الحديثِ، فقاس الغائبَ – وهم الصحابة – على الحاضر - وهو النبيُّ صلى الله عليه وسلّم -، فأيقن أنهم على دربه في تجزيء القرآن وتحزيبه سائرون ولهديه في ذلك مقتفونَ، ولهذا بادر بسؤال أصحابِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ عن تحزيبهم للقرآن حتى يستنَّ بهم ويهتدي بهديهم، فأخبروه أنهم يجعلون القرآن أحزاباً كل حزبٍ يشتملُ على عددٍ من السورِ التامّةِ.
وظاهر هذا الحديثِ، إذا قرنت إليه إرشاد النبي صلى الله عليه وسلّم لعبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – كما في الصحيح بقوله: "واقرأ القرآن في كل سبع ليال مرة" يقضي بأنَّ المعمولَ به لدى الصحابةِ – رضوان الله عليهم جميعاً - هو ختمُ القرآن في سبعة أيام، وأنَّ هذا هو مقتضى السنّة في ذلك.
وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية الكلام في موضوع تحزيب القرآن في مجموع الفتاوى، ولخّص مهمّاتِ الكلام عليها، ومن أهمِّ ما بيّنه الشيخُ في ذلك أنَّ طريقةَ الصحابةِ في تقسيم الأحزاب القرآنيّة كانت على السورِ التامة، فلم يكن الصحابة يحزّبون القرآن بحسب عددِ الأجزاءِ وأحزابها المعروفةِ في المصاحفِ الآن، فإن هذه وُضعتْ في زمن الحجاج بن يوسف بحسب عدِّ الآي والحروف ونحوها فيجعلون الحزب قدراً متسقاً من الحروف دون النظر إلى مطالع السور وخواتيمها أو الاعتبار للمعاني وتمامها، وأمّا الصحابةُ فإنهم كانوا يحزّبون القرآن بحسب السور التامة وهو ما يكونُ أعونَ على تدبّر كلام اللهِ تعالى إذ تتضمّن السورُ المعاني متصلة تامّةً فيستوفي القارئ للسور النظرَ في مجموع الآيات الواردة ويُحكمُ تدبّرها وفهمها دون أن ينقطع المعنى أو يقفَ على كلامٍ يتصلُ بما بعدهُ، فيفتتحون القراءة بما فتح الله به السور من المطالع العظيمة التي تأخذ بمجامع القلوب فتزلزلها هيبة وخضوعاً، ويختتمون بما ختم به من الخواتيم المحرّكة للأرواح.
وللاستزادة يُراجع كلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" فصل في "تحزيب القرآن" و"في كم يُقرأ" 13/ 405 وهو نفيس ومهم.
ثمَّ إن كان التحزيبُ في مدةٍ تصلُ إلى الشهر فإنَّ القارئ يحتاجُ إلى فصلِ بعض السور كسورةِ البقرة فحينئذٍ يفصلُ للحاجةِ إلى ذلك على أن يكونُ تحزيبُ السورةِ بالوقوفِ عند المعاني التامةِ المستوفاة فيجعل سورة البقرة حزبين وهكذا.
وذهب بعض السلف إلى تحزيب القرآن على أسباعٍ لا تُراعي خواتيم السور، كما روى ابن أبي داود عن قتادة أنه جعل القرآن أسباعاً ينتهي السبع الأول عند الآية 76 من النساء، والثاني عند الآية 36 من الأنفال .. إلخ ما رواه ابن أبي داود في كتاب "المصاحف" 1/ 466، ولا ريب أنَّ طريقة الصحابة أقوم وأصوب.
وقد كان من عاداتِ بعض السادات من أهل العلم أن يجعلوا ختم القرآن في يومي الاثنين والخميس حتى يوافق ذلك ارتفاع الأعمال وعرضها على الله تعالى، فمن أراد أن يختم في كل أسبوعٍ محزّباً القرآن على طريقةِ الصحابةِ رضي الله عنهم فإنَّ عليه أن يبدأ القراءة يوم الجمعة حتى يختم يوم الخميس فيصيب فضل ارتفاع العمل حال ختم القرآن العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا عرضنا للتحزيبِ المسبّع بحسب طريقة الصحابة التي أوردها أوس بن حذيفة – رضي الله عنه - في حديثهِ، وهي أيضاً طريقة أكثر السلف كما نقل ذلك عنهم النووي في كتابه "التبيان في آداب حملة القرآن" ص 61 فإنّهُ سوف يكون على النحو الآتي:
- اليوم الأول:3 سور هي: البقرة وآل عمران والنساء.
- اليوم الثاني: 5 سور هي: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة.
- اليوم الثالث: 7 سور هي: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل.
- اليوم الرابع: 9 سور هي: الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان
- اليوم الخامس: 11 سورة: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس.
- اليوم السادس: 13 سورة: الصافات وص والزمر وغافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف ومحمد والفتح والحجرات.
- اليوم السابع 65 سورة وهي المفصّل: من سورة ق إلى آخر المصحف الشريف.
فهذه 113 سورة من المصحف، وتبقى فاتحة الكتاب وهي داخلة ضمن قراءة الثلاث الطوال الأولى ولكن لقصرها أُسقطت في العدِّ.
قال الدكتور عبدالعزيز الحربي في كتابه "تحزيب القرآن" ص108 - 109: "ولله هذا التحزيب ما أحسنه وما أجملهُ وما أجلّه، فقد جمع بين النظائر على نسقٍ، فلم يفصل بين الأنفال والتوبة، وهما كالسورة الواحدة، وجمع بين السور المفتتحة بالحروف المقطعة المختتمة بالراء، ولا فصل بين العتاق الأول (الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء)، وجمع بين الطواسين (الشعراء والنمل والقصص)، وذوات "ألم" (العنكبوت والروم ولقمان والسجدة)، ولم يفصل بين الحواميم السبع، وجعل المفصل على حدة، ثمَّ هو فوق ذلك مقسّم في أعداده أحسن تقسيم بطريقة لا كلفة لمعرفتها وترتيبها على الأوتار: ثلاث، وخمس، وسبع .. إلخ".
وأقل ما وردتْ به السنّة في الختم أن يكون في ثلاثة أيام كما ورد بذلك توجيه النبي صلى الله عليه وسلّم لعبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما – في الصحيح فهذا غاية ما يقع من العزيمة في ختم القرآن، وغاية ما روي من التوسعة والترخيص في ذلك مرفوعاً إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقرأ في أربعين يوماً كما في رواية أبي داود لحديث عبدالله بن عمرو وفيه: " اقرأه في أربعين يوماً"، وهذا غايته من جهة توسيع المدة وذلك غايته من جهة التضييق، فمن قرأه في أقل ذلك لم يكد يوفّقُ إلى تدبره والتمعّن في معانيه، ومن أدّاهُ حاله إلى قراءته في مدة تزيد عن الأربعين أوشك أن يحمله ذلك على التراخي والتواني، وخيرُ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم وهدي أصحابهِ – رضي الله عنهم – وهو الختم ما بين السبع إلى الشهر.
على أنَّ الإمام النووي – رحمه الله – نقل في كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" ص 59 عن ابن أبي داود أنه روى ختم بعض السلف للقرآن في شهرين، فتكون غاية التوسعة في الختم أن يكون في شهرين بناءً على عمل بعض السلف، وإن كان الأكثرون على أنه لا ينبغي ترك الختم في أكثر من أربعين يوماً كما نُقل ذلك الإمام أحمد رحمه الله.
وعلى هذا يكون تجزيء القرآن وتحزيبه بحسب مدة الختم، والمنقول عن السلف في ذلك تردده ودورانه بين أقصى مدته وهي الشهران وأدناها وهي الثلاثة أيام وما بين ذلك فالمنقول عنهم ختمه كل شهر، أو كل عشر ليال، أو ثمانٍ، أو سبعٍ، أو ستٍ، أو خمسٍ، أو أربعٍ، ذكر ذلك النووي في "التبيان" ص 59، وقد تتبع الدكتور عبدالعزيز الحربي في "تحزيب القرآن" ما روي من المدد الأخرى التي يُختم فيها سواءً بحسب الوارد من النصوص أو عملاً لدى السلف فذكر الختم في كل خمسة وعشرين يوماً، أو في عشرين، أو في خمسة عشر، أو في كل أحدى عشر، أو تسعة أيام، وهذين الأخيرين لم يجد أحداً نصَّ على الختم فيه غير أنّهُ ذكر للختم في كل أحد عشر يوماً مزيّة حسنةً تُراجعُ في كتابه ص 124 - 125.
فهذه 15 مدة يُمكن ختم القرآن فيها وتحزيبه، كلُّ حزب بحسب المدّة طولاً وقصراً: شهران، 40 يوماً، شهر، 25 يوماً، 20 يوماً، 15 يوماً، 11 يوماً، 10 أيام، 9 أيام، 8 أيام، 7 أيام، 6 أيام، 5 أيام، 4 أيام، 3 أيام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كتاب "تحزيب القرآن" جدول مفصّل بالمدد وما يناسبها من أحزاب القرآن وأجزائه، ولكل قارئ أن يختار منها ما هو ألصق بحاله وأرعى لظروفه، والكتاب جدير بالاطلاع وهو من مطبوعات دار ابن حزم.
ومن السلف من كان يختم ثمان ختمات منجّمة بين اليوم والليلة كما نقل النووي في "التبيان" ص 60 عن ابن الكاتب أنه كان يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات، ثم علّق النووي بقوله: "وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة".
ومن النّاس من حملهُ حبُّ القرآن والتعلّقِ به إلى أن ختمهُ قراءة في ركعة واحدةٍ، فقد ثبت ذلك عن ريحانة القرّاءِ وإمامهم عثمان بن عفّان – رضي الله عنه – وثبت كذلك عن غيره بل قال النووي في "التبيان" ص 60: "وأما الذي يختم في ركعة فلا يُحصون لكثرتهم"، وسمعتُ من شيخنا العلامة العابد محمد بن محمد المختار الشنقيطي غير مرّة أنَّ والده ممن ختم القرآن في ركعةٍ واحدةٍ قام بها من الليل، وهذا وإن فعلهُ هؤلاء العبّاد الصالحون أصحاب المقامات العالية إلا أنه لم يكن لهم بعادة ولا طبعٍ، والأتم الأكمل هو سنّة النبي صلى الله عليه وسلّم وهديه بتوزيع القراءة على الأيام حتى يكون أعون على فهم القرآن وتدبّر آياته.
ثمَّ إنَّ هؤلاء الذين ختموا القرآن في أقل من ثلاثة أيام وإن خالفوا ظاهر الأمر النبوي بعدم قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام إلا أنَّ لبعضهم تأويلاً سائغاً في ذلك وهو ما ذكره المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 8/ 273 بقوله: "ولو تتبعت تراجم أئمة الحديث لوجدت كثيراً منهم أنهم كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث، فالظاهر أنَّ هؤلاء الأعلام لم يحملوا النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على التحريم".
وقد ذكر الشيخ مازن الغامدي – عليه رحمة الله – في كتابه الذي هو قطعة أثيرةٌ من روحهِ العذبةِ الشفّافة "رحلتي إلى النور" أنَّ الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – كان يقرأ في شهر رمضان كل يومٍ عشرة أجزاءٍ من القرآن، فيحصّل بذلك فضيلة ختم القرآن في كل ثلاثة أيام مرّة، وممّا ذكرهُ عن الشيخ أنّهُ دخل إلى مصلّى الجمعة الذي في مقدمة جامعه أحد الأيام من رمضان فختم عشرة أجزاء وهو يمشي في المصلى ذهاباً وإياباً.
وفي كتاب "تحزيب القرآن" ص 139 أنَّ الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - كان يختم القرآن في قيام الليل كل شهر مرّة يقرأ كل ليلةٍ جزءاً من القرآن في صلاته.
والهائمون بكتاب الله، المنقطعون إلى رياضهِ، المستعذبون لمعانيه وأحكامه كثرٌ، لا يزيدهم إقبال النّاس على الدنيا إلا تمسّكاً بالكتاب العزيز، وتطوافاً بمغانيه الروحانيّة، وحياضه الإيمانيّة، وعضاً عليه بالنواجذِ، ومن أعجب من وقفت على خبره في تتبّعِ كلام الله سماعاً وإسماعاً، وحرصاً على تلقّيهِ من الشيوخ الثقاتِ بأسانيده المتصلةِ الإمام أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي، فقد أخذ القرآن عن 365 شيخاً من آخر المغرب إلى باب فرغانة يميناً وشمالاً وجبلاً وبحراً، حتى قال عن نفسه: "ولو علمت أحداً يقدم علي في هذه الطريقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته"، قال فيه الذهبي في كتابه "معرفة القراء الكبار" - ط. طيار قولاج – 2/ 819: "إنما ذكرت شيوخه وإن كان أكثرهم مجهولين، ليُعلم كيف كانت همّة الفضلاء في طلب العلم"، وانظر أيضاً "منجد المقرئين" لابن الجزري ص 188 – 189.
لله هذه الهمم الصالحة في تعظيم القرآن تلاوة وتعلّماً وسماعاً!
ويبقى أمران:
أوّلهما: أنَّ من سمت به همّته فإنّهُ سوف يقوى - بإذن الله تعالى - على ختم القرآن في شهر رمضان ست مرات، ثلاث مرات في العشرين الأولى من شهر رمضان بأن يختم كل سبعة أيامٍ ختمة، ثمَّ يختم في العشر الأخيرة كل ثلاثة أيام ختمة، وسوف يحصل له بعض الكسرِ في أيام الختمات الأولى لكن يمكن تداركها بضغط الختمة لتكون في ستة أيام وزيادة بعض الساعات، حتى يصفو له في العشر الأخيرة ثلاث ختمات دون التعرض للنهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام، فتلك ست ختمات تامّة كاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما: أنَّ القرآن العظيم يحتاج إلى تدبّر وتفكّر، ومفتاح ذلك وأسّهُ فهم المعاني وإدراك تفسير الآيات، والكتب في ذلك كثيرة متعددة وللنّاس في تقديم بعض دون بعض طرق ومذاهب وآراء شتّى، وللمذاكرة العلميّة وتبادل الخبرات: عندي أنَّ على رأسها خمسة كتب وهي:
1 - تفسير الإمام الطبري، وهذا التفسير كالأكمة الملتفّة أشجارها تندُّ منها بقيّة التفاسير، فهو حياضها الجامع لها، ومن أتى بعده فهو عيال عليه، ولا يعرف قدر هذا التفسير ومكانته العظيمة إلا من مارس القراءة فيه وقرنه بغيره من الكتب ليرى عظيم أثره فيها.
2 - تفسير الإمام القرطبي، وهو تفسير حوى علماً عظيماً، وزاد على "علم التفسير" أن أحيى معه علم الاستنباط والتفقّه فعرض لأحكام القرآن، فيتعلّم الناظر فيه كيف يتفقّه ويستنبطُ.
3 - تفسير الإمام النسفي، وهذا من أفضل التفاسير المختصرة على الإطلاق وأعدلها جمعاً بين التلخيص والوجازة وإحكام المعنى، يجمع بين إيضاح المعنى من الآية وبين اختصار الفظ ورشاقته، ويورد ما فيها من دقائق البيان، وسمعتُ الشيخ العلامة الدكتور عبدالكريم الخضير يثني عليه مراراً وينصحُ بتكرار القراءة فيه.
4 - تفسير الإمام ابن كثير، وقد وصفه السيوطي في "طبقات الحفّاظ" بأنه التفسير الذي لم يؤلف على نمطه أحدٌ، وجلالة هذا التفسير في أنه يورد الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلّم، ويُكثر من ذلك فيستوفي الكلام على الآيات بربطها بالسنّة النبويّة الواردة فيها فيخرج القارئ للكتاب وقد تشبّع بنور الوحيين.
5 - تفسير العلامة الطاهر بن عاشور والمسمّى "التحرير والتنوير"، وهو كتاب فذ فريد في بابه، مكث مؤلفه في تأليف أربعين سنة حتى استوى على سوقه وبلغ به الغاية، ولم ينصفه من ذكر أنه مستل من "الكشاف" للزمخشري أو من حواشيه، بل هو أملأ منها علماً، وأغزر فائدة، وأكثر إحكاماً، وأسلم طريقةً، وفيه تحرير دقيق لعدد من المواضع التفسيرية المُشكلة.
هذا فيما يتعلق بالكتب، وأما فيما يتصل بالذين تعرّضوا لنفحات القرآن، وخاضوا لجّة التدبّر والتفكر والاستنباط، فمنهم طائفة لا بد من الرجوع إلى كلامهم وتكرار القراءة فيه والتأمّل حتى يتحصل لقارئ القرآن التدبّر والتفكّر مع الممارسة والترداد، ويأتي على رأس هؤلاء خمسة من الأعلام وهم:
- ابن تيمية، وقد جُمع كلامه في التفسير، ولا يكاد يخلو كتاب من كتبه من التعرض للقرآن العظيم بالتأمل والتدبّر والاستنباط والتفسير.
- ابن القيّم، وكلامه مجموع كذلك.
- ابن سعدي، وقد أتى بما تنشرح له الصدور وتقرُّ به الأعين في تفسيره من دقائق الاستنباط وجليل الحِكم، وقد طُبع من تفسيره لدى مؤسسة الرسالة فقط 15 مليون نسخة، بله طبعاته الأخرى السابقة واللاحقة، وقد كتب تفسيره وهو في بحر الثلاثين من عمره رحمه الله.
- سيّد قطب، في كتابه الفذّ "في ظلال القرآن" وهو كتاب روح مؤلفه حاضرةٌ حيّة فيه.
- الشعراوي، وهو من العجائب في التفسير والاستنباط وتذليل سبل البلاغة الصعبة وإنزالها من برجها العاجي النخبوي إلى مستوى العامة، وللعلامة الدكتور محمود الطناحي مقالة مهمة عن الشيخ الشعراوي ومنهجه في التفسير وهي ضمن "مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي" 1/ 280.
ثمَّ ختام المسك في الحديث عن تحزيب القرآن وتدبّره والتطواف بدرره ومعانيه الإشارة إلى مشروع "تدبّر" الذي يقوم عليه إشرافاً وعناية وإعداداً وإمداداً جمعٌ من أهل العلم والفضل من أهل القرآن وخاصّته، ويأتي على رأسهم الشيخ الدكتور عمر بن عبدالله المقبل وصنوه وصاحبه الشيخ الدكتور محمد الربيعة، وهذا مشروعٌ حي نابضٌ عظيم بعظمة الرسالة التي يحملها، من أراد أن يحرّك قلبَه بعجائب القرآن ويقفَ عند قوارعه ويهتزَّ رغبة ورهبة وشوقاً وأنساً فليحط ركابه بساحة "جوال تدبّر" ويكرّر النظر في مختاراتهم ومنتخباتهم، ففيها خير عميم.
والله تعالى أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 06:03 م]ـ
مقالة قيمة جداً جداً بارك الله في كاتبه وناقلها إلينا. توقفت فعلاً عن سبب تحزيب النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على هذا النحو، 3 - 5 - 7 - 9 .... فلا بد أن لهذا سبب أو دلالة إلى رابط ما بين هذه السور ولا أدري هل اهتدى لهذه الأسباب أحد من العلماء سابقاً أو لاحقاً وهل بحث هذا الموضوع؟ أفيدونا أفادكم الله،
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Aug 2010, 01:50 ص]ـ
مقالة رائعة من الأخ العزيز ماجد _ وهو كاتب مبدع _ ولقد ارسلها على بريدي اليوم، فعزمت على وضعها في الملتقى وإذا بالمشرف العام السبَّاق للخير دوماً قد وضعها. فجزاه الله خيراً على الدوام. وبارك الله في ما يكتبه الشيخ ماجد.(/)
هل معجم مفردات القرآن للأصفهاني بداية مناسبة؟
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله مشايخنا وإخواننا الكرام، يعلم الله أني سعيد لانضمامي لهذا الركب من الأخيار - نحسبكم والله حسيبكم -.
أبدأ مشاركاتي مستشيرًا ومستنصحًا، فلا تعدموني نصحًا.
رجل قطع شوطًا في طلب علم القراءات، ويقبح بطالب علم القراءات أن يكون جاهلًا لمعاني ما يحفظ، لذا أراد أن يلتفت إلى علوم اللغة والتفسير والرسم والضبط.
وعلم أن المبتدئ في علم التفسير ينبغي أن يبدأ بمفردات القرآن، فهمَّ أن يدرس معجم ألفاظ القرآن للأصفهاني وأعجب بطريقته في الكتاب وربطه المعنى اللغوي بالمعنى الشرعي.
فهل هذا اختيار سديد؟ أم ماذا ترون أكرمكم االله؟
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخانا الكريم، فضيلة الشيخ مساعد الطيار ينصح الطالب المبتدىء بحفظ كتاب (التفسير الميسر)، أو (الوجيز) للواحدى، بالإضافة إلى كتاب من كتب غريب القرآن، ومن أفضلها غريب القرآن لابن قتيبة.
والله أعلم
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:11 م]ـ
مرحباً بك أخي أحمد، ووفقك الله وسدد بخطاك ...
هذه موضوعات طرحت في الملتقى لعلها تساهم في الإجابة على سؤالكم:
طلب ترشيح متن في غريب القرآن مناسب للحفظ والاستظهار ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9035)
قائمة بأسماء الكتب المطبوعة في غريب القرآن ومعانيه والوجوه والنظائر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9634)
تقرير عن كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5328)
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:08 م]ـ
ومن أفضلها غريب القرآن لابن قتيبة.
والله أعلم
أحسن الله إليك أخي الكريم.
هذه من عندك أخي؟ أم هذا تفضيل الدكتور مساعد الطيار حفظه الله؟
ولا أقصد شيئًا غير التثبت.
جزاك الله خيرًا أخي عمر على الموضوعات النافعة.
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:45 م]ـ
للرفع
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[12 Aug 2010, 06:30 ص]ـ
البداية تكون بالسراج في غريب القرآن للشيخ الخضيري
أو كتاب كاملة الكواري_حفظها الله_ كبديل
وبينهما بعض فروق ذكرها أبوفهر السلفي_إن لم أهم_
هذا ما يخص البداية(/)
أموات غير أحياء
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:28 م]ـ
الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
في سنة 198 هـ بويع الخليفة المأمون رح1 بالخلافة عن عمر يناهز الثامنة والعشرون , والخليفة المأمون هو عبد الله ابن هارون الرشيد الخليفة المجاهد رح1.
ظل المأمون في الخلافة مدة عشرين عاما حيث توفى في سنة 218 هـ.
ذكر له ابن جرير الطبري في تاريخه ترجمة طويلة , وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق.
وسنتناول في حديثنا عن المأمون نقاطا معينة في شخصية الرجل لعل فيها العبرة والعظة.
فقد قال أهل العلم: إن الرجل كان يتميز بأمور ثلاث: أولها: غزارة العلم , وثانيها: العدل , وثالثها: الشجاعة والإقدام.
أما عن علم الرجل فقد ذكر أهل التاريخ-كما أسلفنا الذكر- مواقف كثيرة ووقائع وأحداث تشير إلى غزارة علم الرجل.
ومن هذه المواقف هذه القصة: كان المامون يجلس ومعه بعض أهل الفقه والحديث-وكانت مجالسه لا تخلو من ذلك- فدخلت عليه امرأة وقالت له: أشكو إليك ظلمي , قال: ومن ظلمكِ؟ قالت: من ورثوني , قد مات أخ لي وترك ستمائة دينار-والدينار ما كان من ذهب- فما ورثوني منها إلا دينارا واحدا , في سرعة وبداهة ضحك المأمون وقال: حينما مات أخوكِ أعتقد أنه ترك بنتين , أليس كذلك؟ قالت: بلى , قال: و أعتقد أنه ترك أمَّا , أليس كذلك؟ قالت بلى , قال: وأعتقد أنه قد ترك زوجة , أليس كذلك؟ قالت بلى , وأعتقد أنه ترك اثني عشر أخا ذكرا وأنتِ , أليس كذلك؟ قالت بلى , قال: والله ما ظلموكِ فقد أعطوكِ حقكِ , قالت كيف؟ قال قد قلتِ إن أخاكِ قد ترك بنتين , فلهما الثلثان بنص القرآن , أي ثلث الستمائة دينار أربعمائة دينار , وترك أمَّا لها السدس أي مائة دينار , وترك زوجة لها الثمن أي خمسة وسبعون دينارا, فيكون المجموع خمسة وسبعون وخمسمائة دينارا , ويتبقى خمس وعشرون دينارا , وترك اثني عشر أخا ذكرا وأنثى واحدة , فللذكر مثل حظ الأنثيين فيكون لكل أخٍ ديناران , وتبقى لكِ دينار واحد.
انظر يا رعاك الله إلى علم الرجل , وانظر إلى حكام هذه الحقبة من الزمن هل لهم أدنى علم بقرآن أو سنة , بل أكاد أجزم أن أحدهم لا يستطيع أن يفرق بين آية وحديث , وحينما يجلس أحدهم ليكون خطيبا في الناس ويتلوا بعضا من آيات القرآن الكريم فإنه لا يستطيع أن يقرآها قراءة صحيحة , فأصبحوا حكاما بلا علم.
إذا ما انتقلنا إلى الصفة الثانية التي تميز بها الخليفة المأمون رح1 فهي صفة العدل.
استأذنت عليه امرأة ذات يوم-وما كان المأمون يغلق بابه في وجه أحد , فإن العدل يقتضي ذلك , إذا كان حاكما أو أميرا أو خليفة لابد وأن يكون بابه مفتوحا للرعية , وإلا كيف يرد الظلم عن المظلومين , أما حكامنا فأن تصل إلى الواحد منهم فهذا حلم لا يتحقق لك مدى الحياة , إلا إذا كنت فنانا من أهل التمثيل أو الغناء , أو أن تكون منافقا ضلاليا-استأذنت المراة فأذن لها , فلما دخلت عليه إذا بها تشكو إليه ولده العباس , تقول إن ولدك العباس قد ظلمني , قال ماذا فعل؟ قالت قد أخذ ضيعة لي عنوة وقصرا , فأرسل المأمون في طلب ولده العباس , فلما دخل عليه وأراد أن يجلس بجوار أبيه أبى , قال هذه المرأة قد جاءت تخاصمك فاجلس بجوارها , فجلس ابن الخليفة بجوار المرأة , والمرأة هي المدعية تتحدث فبدأ العباس يتكلم ويخاصمها , فعلى صوت المرأة فسكت العباس , فقال بعض الحاضرين للمرأة معاتبا إياها بقوله: كفى-لأن صوتها قد على على صوت ابن الأمير ابن الحاكم- فغضب الخليفة المأمون وكان لا يحب النفاق وقال دعها فإن الحق قد أعلى صوتها وإن الباطل قد أسكت ولدي , ثم قضى على ولده وأعطى المرأة حقها وغرم ولده عشرة آلاف درهم في مقابل أن آذاها وفزعها.
عدل لا نحلم به الآن في ظل الديمقراطية المزعومة , باسم الديمقراطية والعدل لا تستطيع أن تقول حقا , ولا أن تتكلم بقرآن ولا سنة , باسم الديمقراطية والعدل تضيع الحقوق ويظلم الملايين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المأمون فكان رجلا عادلا , ابنه يظلم فيقتص منه , بل يكف أصحاب النفاق الذين يداهنون الحكام والأمراء بالباطل وبغير حق.
وأما الصفة الثالثة فكانت الشجاعة والإقدام , وما أحلى الحديث عن شجاعة هذا الخليفة وإقدامه في وقت لا شجاعة فيه ولا إقدام , عمّ الجبن وساد الذل ولبسنا ثوب العار.
في العام الذي توفى فيه المأمون في سنة مائتين وثمانية عشر خرج يريد أن يغزوَ بلاد الروم , بلاد الإفرنجة التي نتطلع إليها ونتمسح فيها , وأصبح جُلُّ توجهنا إلى حكامها.
خرج المأمون يريد أن يغزوَ بلاد الروم وفيها أسرى للمسلمين يريد أن يستخلصهم , فيها كفر بالله يريد أن يمحوَه , وهذا من أولى واجبات الحاكم المسلم التي سيسأل عنها بين يدي الله عز وجل , فلما دنا من بلاد الروم أرسل إليه ملك الروم رسولا يحمل له رسالة يقول له أخيرك بين أن أرسل إليك مالا أعوضك به الطريق الذي قطعته من بلدك إلى هنا , أو أن أرسل إليك أسرى المسلمين كل أسير من المسلمين عندنا بلا مال ولا فداء , أو أن أُعَمِّر لك كل بلد مسلم خربه النصارى على أن تأخذ جيشك وتعود.
(إقرؤا هذه الواقعة يا رعاكم الله في مروج الذهب للمسعوديّ في الجزء الرابع وهو يتحدث عن خلافة المأمون , والوقائع التي حدثت في عصره) , بالله عليك ماذا يريد القائد بعد هذه العروض المغرية , وقبل أن نورد رد المأمون على رسول ملك الروم نسرع بالزمن قرونا حتى نصل إلى حكام ورؤساء وملوك البلاد في هذا العصر , أصحاب الفخامة , أصحاب العظمة (والعظمة لله) , أصحاب السموّ ... الخ , ماذا فعلوا ونيتنياهو يخرب بيوتنا , ويحرق مساجدنا , ويقتل أبناءنا , وينتهك أعراضنا , ومع هذا فنحن الذين نساومه , سنطبع معك العلاقات , ونفتح لك السفارات , ونتبادل معك التجارة , ونعطيك كذا وكذا ولكن ارحمنا , أرأيت مثل هذا الذل والعار في حياتك؟
مؤتمرات , إجتماعات , عشرات الدول , أصحاب الفخامة والعظمة والسموّ , يجتمعون باسم العروبة والإسلام , يجلسون ويقومون , ويا ليتهم ما جلسوا , فقد أورثونا وغل الصدر , ومزيدا من الذل والعار , وكأنهم يقولون لنتنياهو افعل ما يحلو لك , فنحن أموات غير أحياء , أقتل .. دمر .. اغتصب .. حرِّق .. اسجن .. نحن أموات غير أحياء , لو حرقت مساجدنا فلن نحارب , لو قتلت فلذات أكبادنا فلن نحارب , لو اغتصبت نساءنا فلن نحارب , لو اغتلت خيرة شبابنا فلن نحارب , نحن أموات غير أحياء , والموت أشرف لهم وأكرم.
ماذا كانت الإجابة؟ يقدم له أمورا ميسرة يختار منها ما يشاء
فماذا كانت الإجابة؟ ليتعلم حكام المسلمين , وليسمع كل مسلم , ليس من واجب الحاكم فقط توفير لقمة العيش , وإنما واجبه أن يرفع الأمة الإسلامية فوق عرش من عز وكرامة , أما الذل الذي نحن فيه فلا يعادله ذل , أبناؤنا يقتلون ويذبحون , وأعراضنا تنتهك , ونساؤنا تستغيث وتقول حسبنا الله ونعم الوكيل , وحكامنا أعمى الله أبصارهم وأصم آذانهم يجلس احدهم فيسأل عن إغلاق معبر رفح فيقول بوجه قبيح " لابد من استئذان إسرائيل قبل فتح المعبر " أَيُّ خيانة هذه؟.
ماذا كانت الإجابة؟ قال المأمون لرسول ملك الروم انتظر , ثم دخل إلى خيمته وصلى ركعتين واستخار ربه-ما أرسل ليأخذ رأي أوباما ولا هيئة الأمم ولا مجلس الأمن حتى يملوا عليه التعليمات , بل دخل ليستخير ربه وخالقه , ثم خرج فقال له اذهب إلى مليككم وقل له قد عرضت عليّ مالا تعوضني ما أنفقته في الطريق وقد سمعت الله سبحانه وتعالى يقول على لسان بلقيس ملكة سبأ " وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بمّ يرجع المرسلون , فلما جاء سليمان قال أتمدوننِ بمالٍ فما آتانيَ الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ... -فالخيار الأول مرفوض- ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون "
أما قوله سأرسل إليك كل أسير من المسلمين فإن أسارى المسلمين بين رجلين رجل اشترى الله ورسوله والدار الآخرة فأصاب ما أراد , ورجل يريد الحياة الدنيا فهذا لا نريده لا فك الله أسره.
فالعرض الثاني أيضا مرفوض , بقى العرض الثالث أن يعمر له كل بلد خربه الصليبيون , فقال له وقل له والله لو أني اقتعلت أقصى حجر في بلاد الروم-أي دمرت بلاد الروم بلدا بلدا وخلعت حجرها حجرا حجرا حتى بلغت أقصى حجر فيها- فإن ذلك لا يعوض عثرة تعثرتها امرأة مسلمة وهي أسيرة في أيديكم فقالت وامحمداه , عد إليه فوالله ما بيننا وبينكم إلا القتال.
سمعت الرد يا رعاك الله.
نساء تغتصب أعراضهن , وتمزق أجسادهن , وتخرج أحشاؤهن , ما الذي نريده وما الذي يعوضنا عن هذا , والله لو اقتلعنا إسرائيل حجرا حجرا وقتلناهم فردا فردا ما عوضنا ذلك عن عرض امرأة قد انتهك عرضها فهي تقول وا غوثاه وا محمداه وا معتصماه , فهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل في المسلمين وحكامهم.
قام المأمون وسار في طريقه واقتحم بلاد الروم واستولى على خمسة عشر حصنا , ثم وافته المنية فلاقى ربه , وجاء أخوه المعتصم بالله ليكمل طريقه , وأنتم تعلمون من المعتصم الذي نادته امرأة قالت وا معتصماه فقال لبيك أختاه , وانتقل وقطع بلادا ليصل إليها فينصرها.
واليوم تنادي أختنا المسلمة وا إسلاماه وا حكام المسلمين , ولكنهم
أموات غير أحياء.
وقف العالم يوما يشجع الأبطال في جنين , أبطال شرفونا وشباب رفعوا رؤوسنا , ولما نفذ سلاحهم ماذا يفعلون , تمكن منهم الكلب شارون ءانذاك فجزرهم وأحدث مذبحة من أبشع مذابح التاريخ , يا للعار , والحكام يشجبون ويستنكرون , إنهم
أموات غير أحياء.
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس , يا رب المستضعفين , أنت ربنا فانصرنا على القوم الكافرين
آمين
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم(/)
المنسوخ حكما ورد شبهة المستشرقين
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:52 م]ـ
الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , وبعد
أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
في نهاية المقالة السابقة إخواني الأعزاء طرحت جملة من الأسئلة , كان منها شبهة أثارها بعض المستشرقين حيث قالوا " إن النسخ دليل على البداء والجهل فكيف تقولون بالنسخ؟ وتنسبونه إلى الله؟
فكيف يكون الرد عليهم؟ وما هو معنى البداء؟
أرعني سمعك أخي الحبيب حتى تعرف كيف ترد على هؤلاء.
نبدأ أولا بذكر معنى البداء: هو أن يقال الحكم ثم يبدو للقائل عدم صلاحية الحكم فيقوم بتعديله بحكم آخر , وهذا دليل على جهل من أصدر الحكم - مثلما يحدث في وضع القوانين البشرية المنظمة لحياة البشر , فهي تتغير وتتبدل – والرد أن النسخ ليس دليلا على البداء أو الجهل فالله عز وجل حينما فرض الحكم المنسوخ كان يعلم أنه أصلح للأمة في هذا الزمن , ولما نسخه بحكم جديد علم أن صلاح الأمة في الزمن الجديد يكون في الحكم الجديد الناسخ , فهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم.
وأضرب لك مثالا -ولله المثل الأعلى- عندما يذهب المريض للطبيب ويشخص له الحالة ثم يصدر له تعليمات بالإمتناع عن تناول بعض الأطعمة طوال فترة العلاج والتي قد تمتد لأسابيع عدة , ثم بعد مراجعة الطبيب في نهاية فترة العلاج ترى الطبيب يصدر تعليمات مخالفة وذلك بإباحة تناول الأطعمة التي كانت ممنوعة , هل كان الطبيب يظن في بداية الأمر أن هذه الأطعمة مضرة ثم تبين له عكس ذلك فأباحها للمريض؟ , بالطبع لا , ولكن الحاصل أن الطبيب علم أن هذه النوعية من الأطعمة لها ضرر في خلال فترة العلاج , فأمر المريض بعدم تناولها , ثم بعد أن اطمئن على صحة المريض , سمح له بتناولها.
وكذلك الأحكام المنسوخة فهي كانت صالحة في زمن معين ثم جاءت أحكام أخرى هي أكثر صلاحا فنسختها.
ومثال ذلك نسخ الشرائع بين الأمم , حيث يشرع ما يتناسب مع كل أمة , قال الله عز وجل " ولكل ٍ جعلنا منكم شِرْعَة ومنهاجا " وقال " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ".
فقال أهل العلم ليس هذا بداء , ولكن الله يبدي أمورا ولا يبتديها , وذلك أن كل الناسخ والمنسوخ في علم الله الأزلي.
والآن أخي الكريم آن لنا أن نطوف بين بعض الآيات المنسوخة لنتعرف عليها ونعلم بم نسخت.
وسنتعرض أولا للآيات المنسوخة حكما وبقى لفظها:
وإذا تناولنا سور القرآن من البداية فسنجد أن فاتحة الكتاب كلها مثبتة محكمة لا نسخ فيها , فهي السبع المثاني ,وهي أم القرآن.
سورة البقرة
دخل النسخ في سورة البقرة في سبع آيات.
الآية الأولى: رقم 180 " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين " هذه الآية قد نزلت قبل آيات المواريث في سورة النساء , وقد قررت أن من يموت فيترك مالا "خيرا" -وكثيرا ما يطلق الخير على المال- فإن له أن يوصي به للوالدين والأقربين.
قال القرطبي في تفسيره " اختلف العلماء في هذه الآية هل هي منسوخة أو محكمة؟ فقيل: هي محكمة , ظاهرها العموم , ومعناها الخصوص في الوالدَين اللذَين لا يرثان , كالكافرَين والعبدَين , وفي القرابة غير الوَرَثة , قاله الضحاك وطاووس والحسن , واختاره الطبري.
وعن الزهري أن الوصية واجبة فيما قل أو كثر.
وقيل إنها منسوخة.
قال المواردي: ذهب الجمهور من التابعين والفقهاء إلى أن العمل بالوصية كان واجبا قبل فرض المواريث , لئلا يضع الرجل ماله في البُعداء طلبا للسمعة والرياء , فلما نزلت آي المواريث في تعيين المستحقين وتقدير ما يستحقون , نُسخ بها وجوب الوصيه , ومَنَعَت السنة من جوازها للورثة.
وقد قيل: إن آية الفرائض لم تستقل بنسخها , بل بضميمة أخرى , وهي قوله صل1: " إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه , فلا وصية لوارث". رواه أبو أمامة و أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ومن هنا يتضح أن الحكم في الوصية أنها جائزة بشرطين اثنين , ألا تكون للورثة وأن تكون في حدود الثلث , والثلث كثير كما قال صل1.
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم(/)
المناسبة الصوتية في اللفظة القرآنية
ـ[المستصفى]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:02 ص]ـ
د/ عبد القادر مغدير
مقدمة:
إن اللفظة القرآنية كائن حي؛ تستمد حياتها وهويتها وقوتها من الأصوات التي تتألف منها، ومن السياق الذي ترد فيه. إن العلاقة بين اللفظة وأصواتها، ومن ثم بين اللفظة والسياق علاقة جدلية؛ ذلك أن الدلالة الكلية للسياق لا تتحدد إلا بدلالة الألفاظ المكونة له، فاللفظة بدلالاتها السياقية المتنوعة تضفي على السياق ظلالا مختلفة تكسبه تنوعا دلاليا.
إن الإعجاز اللغوي في النص القرآني حقيقة لا مراء فيها؛ يلمسها كل من جال بين دفتيه، وأعمل الفكر في آياته، إن إعجازه غير محدود، فالقرآن بحر زاخر، بل محيط واسع لا تنقضي أسراره، ولا تنتهي عجائبه، ولقد أراد الله له أن يكون صالحا لكل زمان ومكان، وهذا يقتضي أن يقع أهل كل عصر على خبايا وخفايا لم ينتبه إليها من سبقهم، ويجدوا فيه حلولا لمشاكلهم الآنية، فالقرآن الكريم كلي في آياته، مرن في أحكامه، خصب في دلالاته، عجيب في بنائه، مبدع في تناغمه، معجز في تناسقه.
لقد طرقه قدماء علماء التفسير من زوايا شتى، وجوانب مختلفة، وحاولوا أن يسبروا غوره ليصلوا إلى عمقه، فشغلهم ترامي أطرافه عن بلوغ كنهه، فلم يظفروا منه إلا بالشيء القليل، والنزر اليسير، وسيبقى جهدهم متواصلا، وعملهم متواليا، ولا يزال القرآن معينا لا ينضب، وسيلا لا ينقطع، وكنزا لا يفنى، كلما تقدم في دراسته الدارسون شعروا أنهم لم يأخذوا منه إلا ما يأخذه المخيط إذا أغمس في البحر.
مفهوم المناسبة الصوتية:
الأصل في اللغة أن المناسبة تعني: "المشاكلة والمقاربة"، وإن العلماء المهتمين بالدراسات القرآنية تناولوا هذا المصطلح للدلالة على ما يأتي:
ـ مناسبة الآي والسور: علم يكشف عن الترابط اللفظي والمعنوي بين آي القرآن و سوره [1] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn1)، للوصول إلى أن القرآن الكريم بناء فكري و لغوي متكامل وشامل، وأنه يشكل وحدة نسقية، وهو علم من أجل علوم القرآن، وقد كتب فيه نزر يسير، وذلك لصعوبة خوضه ودقة مسلكه [2] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn2)، ويرى الزركشي أن المناسبة بين آي القرآن متوفرة: "ومرجعها ـ والله أعلم ـ إلى معنى رابط بينهما عام وخاص، عقلي أو حسي أو خيالي، وغير ذلك من أنواع العلاقات أو التلازم الذهني، كالسبب بالمسبب، والعلة بالمعلول، والنظيرين والضدين ونحوه، أو التلازم الخارجي كالمرتب على ترتيب الوجود الواقع في باب الخبر" [3] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn3). ولعل أول من تكلم في هذا العلم هو أبو بكر النيسابوري المتوفى سنة 324 هـ/935 م، أما أول من ألف فيه فهو أبو جعفر بن الزبير صاحب كتاب: "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن" [4] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn4) ، والمتوفى سنة 807 هـ، ويعد فخر الدين الرازي ممن أكثر منه [5] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn5)، وقال في تفسيره: "أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط" [6] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn6).
ـ مناسبة الصوت للمعنى: أي أن اللفظة تتألف من أصوات تدل على معناها، وهو ما يعرف عند المحدثين بالقيمة الدلالية للصوت [7] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn7)، وقد عرف عند الأقدمين بالمشاكلة، أو الحكاية الصوتية، وقد أشار ابن جني إلى هذه الظاهرة في مواطن عدة من كتابه الخصائص، وأفرد لها بابين:
ـ بابا أسماه (تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني)، أي تعاقب الألفاظ لتعاقب المعاني، وقال فيه: "هذا غَوْرٌ من العربية لا ينتصف منه، ولا يكاد يحاط به، وأكثر كلام العربعليه، وإن كان غُفلاً مسهواً عنه"، ثم قال: "أما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع، ونهج ملتئب عند عارفيه مأموم، وذلك أنهم كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبَّر بها عنها، فيعدلونها بها ويحتذون عليها، وهذا أكثر مما نقدره، وأضعاف ما نستشعره، فمن ذلك قولهم: (خَضَمَ، وقَضَمَ)، فالخضم لأكل الرَّطِب ... ، والقضم لأكل الصلب اليابس ... ، فاختاروا (الخاء) لرخاوتها للرطب، و (القاف) لصلابتها لليابس، حذواً لمسموع
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصوات على محسوس الأحداث " [8] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn8).
ـ بابا أسماه (إمساس الألفاظ أشباه المعاني)، وقد عنوَن الشراح أمامه: (مناسبة الألفاظ للمعاني)، ومما ورد تحت هذا العنوان بعض الأمثلةكالخنن في الكلام أشدّ من الغنن، والخنة أشد من الغنة ... " [9] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn9) ، وقال فيه: "اعلم أن هذا موضع شريف لطيف، وقد نبه عليه الخليل وسيبويه، وتلقته الجماعةبالقبول". وقدأدرج ابن جني والسيوطي في هذا الباب حكاية الأصوات.والخلاصة: أن المراد بالمناسبة الصوتية إحدى المعاني الآتية:
1 - مقاربة الصيغ اللفظية للمعاني الموضوعة لها.
2 - تصوير الألفاظ على هيئة معانيها.
3 - مقابلة الأصوات بما يشاكل أصواتها من الأحداث.
لقد اعتنيَ القرآن بالجرس والإيقاع اعتناءه بالمعنى، وهو لذلكيتخير الألفاظ تخيراً يقوم على أساس من تحقيق الموسيقى المتسقة مع جو الآية وجو السياق، بل جو السورة كلها في كثير من الأحيان، وبخاصة تلك السور القصار التي حفل بها العهد المكي لتأكيدها أصول العقيدة. وهذه السور التي ما أن سَمع بعضها الوليد بن المغيرة (وهو رأس الشرك والكفر) حتى قال قولته المشهورة: "والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو وما يعلى عليه، وما يقول هذا بشر" [10] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn10).
إذا كانت حلاوته هي دلالاته ومعانيه، فما هي طلاوته؟! إنها أصواته ذات الأثرٌ الموسيقي الخاص الموحي إلى السمع بتأثيرات مستقلة تمام الاستقلال عن تأثيرات المعنى وعن مجرد كون اللفظ رقيقاًوغيررقيق.
إن اللفظة القرآنية تقوم على الدقة والانتقائية، فكل مفردة في القرآن مختارة لتؤدي وظيفتها بدقة متناهية، مع مراعاة دلالتها الإيحائية الفردية والسياقية، وجرسها الموسيقي القائم على أصواتها، ولذلك يستحيل زحزحتها عن مكانها أو استبدالها بغيرها، فاللفظة كائن مستقل له بصمته الخاصة به، والمختلفة عن غيره.
إن العامل الأساسفي اختيار اللفظة دون غيرها هو ما تعطيه من معانٍودلالاتٍ إلى جنب الدلالة الأساسية التي قد تشترك فيها مع غيرها من الألفاظ.
نماذج المناسبة الصوتية:
لقد توافرت ألفاظ كثيرة دلت عند إطلاقها في القرآن على مناسبتها للصوت، ومناسبة الصوت لها بشكل دقيق وجميل، وهذا من باب مصاقبة الألفاظ للمعاني بما يشاكل أصواتها، أو مقاربتها، أو حكايتها لها، فجاءت الألفاظ متلبسة بأصوات الحروف على سمت الأحداث المعبَّر عنها، قال سيد قطب [11] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn11): " تجد الإعجاز في اختيار الألفاظ لمواضعها ونهوض هذه الألفاظ برسم الصور على اختلافها"، وقال الرافعي [12] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn12): " لا جرم أن المعنى الواحد يعبَّر عنه بألفاظ لا يجزي واحد منها في موضعه عن الآخر؛ لأن لكل لفظ صوتا بما أشبه موقعه من الكلام ومن طبيعة المعنى الذي هو فيه، والذي تساق فيه الجملة .. ". ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
- قوله تعالى: " كَلَّا لَيُنْبَذَنَّفي الْحُطَمَةِ " [الهمزة: 4]
سنقف في هذه الآية على التناسب بين المفردات باحتلال كل لفظة مكانها، وتلاؤمها مع السياق والمعطيات من: مبنى ومعنى وصورة وظل وإيحاء، بحيث تتداعى الألفاظ، وتتناسق لترسم صورة حية، وتحدث حركة قوية، وتنشئ تجاوبا عميقا، ورجة نفسية، وهزة وقشعريرة.
وليكن البدء بـ"كلا" التي تفيد الردع والزجر [13] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn13) ، وتحمل في طياتها الرهبة والخوف، وتجبر متلقيها على الوجوم والسكون، بل على الشرود والذهول انتظارا لما بعدها، وهو الحكم الصادر من الله سبحانه، قال القرطبي:" لَا يُوقَف عَلَى " كَلَّا " جَمِيع الْقُرْآن؛ لِأَنَّهَا جَوَاب، وَالْفَائِدَة تَقَع فِيمَا بَعْدهَا" [14] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn14).
نصُّ هذا الحكم الإلهي هو: " لَيُنْبَذَنَّفي الْحُطَمَةِ". اشتمل هذا الحكم على كلمتين قويتين شديدتين على النفس البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: لفظة "لينبذن" وتفيد في التفسير: " لَيُطْرَحَنَّ وَلَيُلْقَيَنَّ " [15] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn15)، وهي في اللغة مأخوذة من مادة (نبذ) وتعني: الطرد والطرح والنفي والإهمال لكل ما هو هين وحقير، وطبعا الكافر الذي أهان نفسه في هذا الدنيا بكفره وجحوده سيكون أهون على الله يوم القيامة، ولذلك جاز في حقه النبذ بكل ما تحمله الكلمة من معاني الهوان والضياع.
وردت هذه الكلمة بمشتقاتها في القرآن اثنتي عشرة مرة، فجاءت فعلا مجردا ومزيدا، وماضيا ومضارعا وأمرا، ومعلوما ومجهولا، ودلت في جميع سياقاتها على الأصل اللغوي الذي ذكرناه، وإنها وإن اتفقت في دلالتها العامة، إلا أنها قد لبست في كل سياق لبوسا خاصا ومميزا يطبعها بطابع دقيق يمنحها لونا وحركة وعبقا مختلفا، ويهبها جرسا وإيقاعا مؤثرا، ويعطيها إيحاء رائعا.
إن صيغة (لينبذنَّ) وما فيها من تشديد، وتأكيد باللام والنون، وما تحدثه من جرس، وضغط وثقل في النطق على النفس، تؤكد دقة الاختيار، وإن بناء الصيغة للمجهول يزيد الإيحاء شدة، والوقع قوة بما ينشره من ظلال حول القوة الخفية، وهم زبانية جهنم الشداد.
والثانية: (الحطمة) لفظة على وزن (الفعلة)، وهي مأخوذة من الحَطْم، ومن مشتقاتها: الحَطوم، والحاطوم، والحُطمة، والحَطِم، والحُطَم، وقد أطلقت على: الأسد لأنه يحطم كل شيء، والريح لأنها تهشم البناء وتقوضه، والأكول؛ لأنه يلتهم كل شيء ولا يشبع، والراعي؛ لأنه يحطم الغنم عندما يسوقها إلى مرعاها، والسنة المشؤومة اليابسة؛ لأنها يتحطم فيها كل شيء. والملاحظ أنها كلها تشترك في معنى واحد وهو: التهشيم لكل ما هو يابس كالعظم وغيره. وهي وإن وردت في القرآن في ستة مواضع: مرة وحيدة بصيغة الفعل المضارع في آية النمل، وثلاث مرات بصيغة (حُطام) في الزمر والواقعة والحديد، ومرتين بصيغة (الحطمة) في الهمزة، إلا أنها لم تتخلف عن الملحظ الدلالي الأصيل، بل لم تستعمل إلا للدلالة عليه، قال القرطبي [16] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn16) : " وَهِيَ نَار اللَّه. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تَكْسِر كُلّ مَا يُلْقَى فِيهَا وَتُحَطِّمهُ وَتُهَشِّمهُ "، وقال أبو حيان [17] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn17): " وهي النار التي من شلأنها أن تحطم كُلّ مَا يُلْقِيَ إليها".
إن الألفاظ (كلا، لينبذن، الحطمة) مختارة بدقة متناهية، وإنها متناسبة في دلالاتها الفردية والسياقية، مما أهلها لأن تبرز المعنى بدقة وأمانة، وتعطي صورة تعبيرية موحية وناطقة، وتضفي على النص جرسا موسيقيا مدويا ومروعا يجعل المتلقي خائفا وحزينا.
إن هذا التناسب منح هذه الألفاظ جاذبيتها، واستحواذها على النفس، وإن الدقة في اختيارها في هذا الاستعمال يتناسب مع سياقها العام، فبعد (كلا) الرادعة جاء الجواب بكلمة (لينبذن) التي تشعرك وكأنها صورة حسية ترى بالعين، وتبعث فيك القلق والخوف، والاحتقار والمهانة، ثم جاءت كلمة (الحطمة) المطابقة في وزنها لـ (همزة لمزة) لتمس الأسماع وتقرع الآذان بدويها الهادر، وصوتها المجلجل. وهكذا تحقق الكلمات الثلاث تناسبا متكاملا وشاملا؛ فيه دقة في الوضع والاختيار، وفيه جمال التصوير والوصف، وفيه روعة التعبير والإيحاء، وفيه قوة الجرس والنغم والموسيقى. وهكذا غدت الآية وحدة متوازية متناسقة، بل لوحة فنية تحمل صورة كلية مؤثرة ذات لون وحركة وصوت.
قوله تعالى: "فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّك سَوْطَ عَذَابٍ " [الفجر: 13]
أصل (صب) في اللغة سكب الماء ونحوه صبا أي: أراقه مع تدفق، وانصب في الوادي صبيبا انحدر. وردت (صب) في القرآن فعلا ومصدرا خمس مرات: في سورة عبس مرتين وجاءت على الأصل اللغوي في الماء "أنا صببنا الماء صبا "، وفي الدخان (48)، والحج (19) في صب الحميم بجهنم، في الفجر (13) صب سوط العذاب. والسوط في اللغة ما يضرب به، والقرآن شبه عذاب النار به، قال أبو حيان الأندلسي [18] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn18): " ويقال: صب عليه السوط وغشاه وقنعه واستعمل الصب لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب .. وخص السوط فاستعير للعذاب؛ لأنه يقتضى من التكرار والترداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره "، وقالت بنت الشاطئ: "وصل (صب
(يُتْبَعُ)
(/)
سوط العذاب) بالتعذيب والعقاب إلى أقصى المدى بما يعني من تدفق وغمر، مع إسناده إلى الخالق الجبار" [19] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn19)، وقال سيد قطب: "وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب حيث يجتمع الألم اللاذع والغمرة الطاغية" [20] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn20).
إن التناسب في الآية بين (صب وسوط) واضح وجلي، وإنه يرسم صورة مجسدة متحركة بشتى أنواعها، والتصوير أداة مهمة يستخدمها القرآن في ألفاظه لعرض صورة المشهد، ولتقريب الصور إلى الأذهان، وتجسيدها في صور حسية، وإعطائها صفة الحياة، إن "التصوير هي الأداة المفضلة في أسلوب القرآن، فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية، وعن الحادث المحسوس، والمشهد المنظور؛ وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية، ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها نحوها فيمنحها الحياة الشاخصة والحركة المتجددة فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة وإذا اللوحة النفسية لوحة أو مشهد وإذا النموذج الإنساني شاخص حي وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية فأما الحوادث والمشاهد والقصص والمناظر فيردها شاخصة حاضرة فيها الحياة وفيها الحركة فإذا أضاف إليها الحوار فقد استوت لها كل عناصر التخييل " [21] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn21).
إن وجه الدلالة في (صب) تجسيد الكثرة والتتالي والسرعة، وفي اجتماع هذه المعاني قوة، فإذا أسندنا (صب) إلى (السوط) وقع تناسب دلالي، وانسجام معنوي دقيق وجميل، ذلك أن السوط يستخدم في العذاب، ويقتضي استعماله التكرار والسرعة والقوة بخلاف السيف وغيره.
إن هاتين اللفظتين (صب وسوط) تعطيان صورة حية لعذاب يوم القيامة مما يجعل المخيلة تهتز لتدرك دقة هذا التصوير الحركي وأبعاده وآثاره على نفس المتلقي.
– قوله تعالى: "وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً" [النبأ: 14]
(المعصرات) من عصر، وجاءت في التفسير بالمعاني [22] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn22) الآتية: أولها: الرياح، وكأنها تعصر السحاب، وثانيها: السحب، أي السَّحَائِب التي تَنْعَصِر بالماء ولمَّا تمطر بَعْد، وثالثها: السحب؛ لأنها تمطر، ورابعها: السماء، وآخرها: الْمُعْصِر للجارية التي قد قربت من البلوغ يقال لها: مُعْصِر؛ لأنها تُحْبَس في البيت، فيكون البيت لها عَصْرًا.
والمختار من هذه الأقوال أن المراد بالمعصرات السحب التي تعتصر بالمطر، أي: تصب، ولو أراد الرياح؛ لقال: (بِالْمُعْصِرَاتِ) [23] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn23) ، ففي الصحاح [24] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn24): " والمعصرات: السحائب تعتصر المطر، وأُعْصر القوم، أي: أُمْطروا"، وقال القرطبي [25] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn25): " والسحب أيضا تسمى المعصرات؛ لأنها تمطر". وفسرها ابن عباس [26] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn26) بـ "السحاب يعصُرُ بعضهبعضاً فيخرج الماء من بين السحابتين .. ".
وما من شك في أن هذه اللفظة تصف السحب وصفا دقيقا ومعبرا، وتصورها أجمل وأصدق تصوير، ولطالما تلمس (صاحب الظلال) هذاالأمر وقد كان "أفضل من فصل ما بين جرس اللفظ وظله، والذي كثيراً ما تصوّر أنه واحد؛ لأن الجرس خاص بالصوت والموسيقى، أما الظلّ فهو استدعاء صورة المدلول الحسي " [27] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn27).
- قوله تعالى: "فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ" [الرحمن: 66]
لقد استخدم كلمة (نضخ) بدلاً من (نضح)، وكلتاهما تعني خروج الماء، فـ (النضخ والنضح) واحد إلا أن لفظة (تنضخ) تدل على اشتداد فورانه من ينبوعه [28] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn28)، ولفظة (تنضح) تدلّ على تسرب السائل في بطء، قال القرطبي [29] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn29): " أَيْ فَوَّارَتَانِ بِالْمَاءِ، عَنْ اِبْن عَبَّاس. وَالنَّضْخ بِالْخَاءِ أَكْثَر مِنْ النَّضْح بِالْحَاءِ ". إن هذا التوضيح يعطي اللفظة معناها الدقيق، وصورتها المحسوسة، وصوتها المسموع، وعلى رأي ابن جني فإن اختيار (تنضخ) أدق في هذا السياق؛ لأن الخاء من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصوات الفخمة القوية التي تواتي المواقفالقوية.
إن الحرف مؤثر صوتي فعال، يؤدي في كثير من الأحيان دورا حاسما في إظهار الفرق الدلالي بين المفردات المتشابهة أو المتقاربة كما هو الحال بين (نضح) و (نضخ)، وهذا عين ما ذهب إليه ابن جني وغيره من القدماء، وأكدته الكثير من الدراسات الحديثة.
الخاتمة
إن هذا البحث غيض من فيض، وما ذكرته لا أدعي فيه السبق، فقد سبقني إلى هذا الباب كثر قديما وحديثا، وحسبي أنني حاولت أن أقدم صورة مصغرة لحقيقة التناسب في اللفظة القرآنية.
إن القرآن في تناسب آياته ومفرداته وعباراته، وروعة أسلوبه، وجمال صوره، وعذوبة موسيقاه يغدو أرقى نص أدبي وأخلده يجتمع فيه: "التصوير باللون، وتصوير بالحركة، وتصوير بالإيقاع، وكثيرا ما يشترك الوصف، والحوار، وجرس الكلمات، ونغم العبرات، وموسيقى السياق، في إبراز صورة من الصور، تتملاها العين والأذن والحس والخيال، والفكر والوجدان، وهو تصوير حي منتزع من عالم الأحياء لا ألوان مجردة وخطوط جامدة، تصوير تقاس الأبعاد فيه والمسافات بالمشاعر والوجدانات. فالمعاني ترسم، وهي تتفاعل في نفوس آدمية حية أو مشاهد من الطبيعة تخلع عليها الحياة " [30] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_edn30).
المراجع
1 - إعجاز القرآن لمصطفى صادق الرافعي. دار الكتاب العربي. بيروت- لبنان. 1410 هـ - 1990 م.
2 - البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي. دار إحياء التراث العربي. بيروت- لبنان. ط2. 1411 هـ - 1990 م.
3 - البرهان في علوم القرآن لبدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي. ت: محمد أبوالفضل إبراهيم. دار إحياء الكتب العربية. القاهرة. 1957 م.
4 - البيان في إعجاز القرآن لصلاح عبد الفتاح الخالدي. دار عمار للنشر والتوزيع. 1992 م.
5 - التصوير الفني في القرآن لسيد قطب. دار المعارف. القاهرة. ط10.
6 - التفسير البياني للقرآن الكريم لعائشة بنت الشاطئ. دار المعارف بمصر. 1973 م.
7 - تفسير الطبري. ت: د/ عبد الله التركي. دار هجر. مصر. 2001 م.
8 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي. ت: د/عبد الله التركي. مؤسسة الرسالة. بيروت- لبنان. ط1. 1427 هـ- 2006 م.
9 - الخصائص لابن جني. ت: محمد علي النجار. دار الكتب المصرية. 1952.
10 - الصحاح للجوهري. ت: أحمد عبد الغفور عطار. دار العلمللملايين. ط 4. 1990 م.
11 - صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني. دار الفكر. بيروت – لبنان. 1421 هـ - 2001 م.
12 - الصوت والدلالة في ضوء التراث وعلم اللغة الحديث للدكتور محمد بوعمامة، مجلة التراث العربي، دمشق، ع 85، يناير 1985.
13 - في ظلال القرآن لسيد قطب. دار الشروق. ط 30. 1422 هـ ـ 2001 م.
14 - لسان العرب لابن منظور. دار صادر. 1997 م.
15 - من أسرار التعبير القرآني للدكتور محمد موسى. دار الفكر العربي. 1396 هـ - 1976 م.
16 - المزهر في علوم اللغة للسيوطي. شرحه وضبطه وصححه وعنون مواضيعه: محمد أحمد جاد المولى بك، محمد أبو الفضل إبراهيم، وعلي البيجاوي. ط3. دار التراث. القاهرة.
http://www.odabasham.net/images/adab18.gifhttp://www.odabasham.net/images/adab18.gifhttp://www.odabasham.net/images/adab18.gif
الهوامش:
[1] البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/ 62، ومناهل العرفان للزرقاني: 1/ 53.
[2] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref2) من أسرار التعبير القرآني: ص 1.
[3] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref3) المصدر نفسه: 1/ 35.
[4] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref4) المصدر نفسه.
[5] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref5) المصدر نفسه: 1/ 36.
[6] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref6) المصدر نفسه.
[7] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref7) الصوت والدلالة في ضوء التراث وعلم اللغة الحديث للدكتور محمد بوعمامة، مجلة التراث العربي، دمشق، ع 85، يناير 1985: ص 83.
[8] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref8) الخصائص لابن جني: 2/ 157.
[9] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref9) المزهر للسيوطي: 1/ 48 (تحت عنوان: مناسبة الألفاظ للمعاني).
(يُتْبَعُ)
(/)
[10] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref10) صفوة التفاسير: 3/ 452.
[11] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref11) التصويرالفني: ص 78 – 79.
[12] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref12) إعجاز القرآن لمصطفى صادق الرافعي: ص 226.
[13] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref13) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 13/ 508 – 509
[14] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref14) المصدر نفسه: 13/ 509.
[15] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref15) المصدر نفسه: 22/ 472.
[16] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref16) المصدر نفسه: 22/ 473.
[17] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref17) البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي: 8/ 510.
[18] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref18) المصدر نفسه: 8/ 470.
[19] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref19) التفسير البياني للقرآن الكريم لعائشة بنت الشاطئ: ص 149 - 150.
[20] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref20) في ظلال القرآن لسيد قطب: ص 13.
[21] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref21) التصوير الفني في القرآن: ص 34.
[22] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref22) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 22/ 9.
[23] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref23) المصدر نفسه.
[24] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref24) الصحاح للجوهري: مادة (عصر).
[25] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref25) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 22/ 9.
[26] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref26) تفسير الطبري: 24/ 12.
[27] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref27) البيان في إعجاز القرآن: ص 195.
[28] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref28) لسان العرب لابن منظور: مادة (نضخ).
[29] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref29) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 20/ 161.
[30] ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056#_ednref30) التصوير الفني في القرآن: ص 34.
المصدر ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32056)(/)