|
تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
رابط الموقع: http://tafsir.net
الفصل الخامس (كيفية الوحي)، سعى مالك في هذا الفصل إلى تميز السمات الخاصة بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لكي يتوصل من خلال ذلك إلى أن ظاهرة الوحي خارجة عن شخصه، وأنها ليست ظاهرة ذاتية، كما ذهب لذلك كثير من المستشرقين. ثم يحدد معنى الوحي بأنه: "المعرفة التلقائية والمطلقة لموضوع لا يشغل التفكير، وغير قابل للتفكير".
الفصل السادس (اقتناعه الشخصي)، يحاول مالك من خلال هذا الفصل أن يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم من ظاهرة الوحي، كان بحاجة إلى التثبت من مقياسين يدعم بهما اقتناعه: مقياس ظاهري للتحقق من وقوع الظاهرة، وهذا مقياس ذاتي محض، يقتصر على ملاحظته وجود الوحي خارج الإطار الشخصي. ومقياس عقلي لمناقشتها، وهذا مقياس موضوعي، يقوم على المقارنة الواقعية بين الوحي المنزل، وما ورد من تفاصيل محددة في كتب اليهود والنصارى.
الفصل السابع (مقام الذات المحمدية في ظاهرة الوحي)، ينطلق المؤلف في معالجته لظاهرة الوحي من منهج تحليلي، فيحلل خطاب جبريل للرسول، بقوله: {اقرأ} (العلق:1)، وجوابه صلى الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ). ويخلص المؤلف من معالجته لهذا الفصل أن الظاهرة القرآنية مفاصلة تماماً ومنفصلة عن الظاهرة النبوية؛ وبالتالي فثمة فصل قاطع بين الذات المحمدية، والوحي القرآني.
الفصل الثامن (الرسالة)، في هذا الفصل يدفع المؤلف قول الذين يريدون أن يفسروا الظاهرة القرآنية وفق نظرية (اللاشعور).
الفصل التاسع (الخصائص الظاهرية للوحي)، هذا الفصل من أهم فصول الكتاب وأطولها، وقد عالجه المؤلف وفق العناوين التالية: (التنجيم، الوحدة الكمية، مثال على الوحدة التشريعية، مثال على الوحدة التاريخية، الصورة الأدبية للقرآن، مضمون الرسالة، العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس، ما وراء الطبيعة، أخرويات، كونيات، أخلاق، اجتماع، تاريخ الوحدانية).
يؤكد مالك أن الوحي من حيث كونه ظاهرة تمتد في حدود الزمن، يتميز بخاصتين ظاهرتين هامتين: تنجيم الوحي. ووحدته الكمية.
يقصد مالك بـ (تنجيم) الوحي نزوله على دفعات وفترات. وهو يقرر بهذا الصدد أن القرآن لو نزل جملة واحدة، لتحول سريعاً إلى كلمة مقدسة خامدة، وإلى فكرة ميتة، وإلى مجرد وثيقة دينية، لا مصدراً يبعث الحياة في حضارة وليدة. وفوق ذلك فهو يرى أن الحركة التاريخية والاجتماعية والروحية التي نهض بأعبائها الإسلام، لا سر لها إلا في هذا التنجيم.
ويقصد بـ (الوحدة الكمية) أن آياته تنزل لمعالجة موضوع معين ومحدد. يقول في بيان هذا المعنى: "فكل وحي مستقل يضم وحدة جديدة إلى المجموعة القرآنية".
وحول العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس، يذكر مالك أن القرآن على الرغم من أنه يعلن بكل وضوح التشابه والقرابة إلى الكتب السابقة، فإنه يحتفظ بصورته الخاصة في كل فصل من فصول الفكرة التوحيدية.
وفي المبحث المتعلق بالحديث عن ما وراء الطبيعة، يؤكد مالك أن الإسلام يعرض عقيدته الغيبية الخاصة بطريقة أكثر مطابقة للعقل، وأكثر تدقيقاً، وفي اتجاه أكثر روحية.
ومن أهم الوقفات التي يقف عندها مالك في هذا الفصل مسألة العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس، ولتوضيح هذه العلاقة يقارن المؤلف بين قصة يوسف عليه السلام، كما وردت في القرآن، وكما وردت في العهد القديم. ويخلص من خلال هذه المقارنة إلى أن رواية القرآن تنغمر باستمرار في مناخ روحاني، نشعر به في مواقف وكلام الشخصيات التي تحرك المشهد القرآني. وأيضاً فإن نتيجة هذه المقارنة تدفع فرضين اثنين: الأول: وجود تأثير يهودي مسيحي في الوسط الجاهلي. ثانيهما: كون النبي صلى الله عليه وسلم تلقى تعليماً مباشراً عن الكتب السابقة.
الفصل العاشر (موضوعات ومواقف قرآنية)، هذا الفصل خصصه مالك لبحث ما يميز القرآن عن عبقرية الإنسان، وتضمن العناوين التالية: (إرهاص القرآن، ما لا مجال للعقل فيه، فواتح السور، المناقضات، الموافقات، المجاز القرآني، القيمة الاجتماعية لأفكار القرآن).
ومن أهم الأفكار التي قررها مالك في هذا الفصل، أن الدين في ضوء القرآن يبدو ظاهرة كونية، تحكم فكر الإنسان وحضارته، كما تحكم الجاذبية المادة، وتتحكم في تطورها.
ملاحظات نقدية
على الرغم من أهمية موضوع الكتاب والأفكار التي تضمنها، فإن ذلك لا يمنعنا من أن نسجل بعض الملاحظات حول هذا الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: ما ذكره الشيخ شاكر في تقديمه للكتاب، من أن مدخل الدراسة التي صدر به مالك كتابه وبعض فصول الكتاب، يوهم بأن الغرض من الكتاب تثبيت قواعد في (إعجاز القرآن). والحق أن منهج مالك في تأليفه هذا دال على أن هدفه إثبات صحة دليل النبوة، وصدق دليل الوحي، وأنه كلام الله لا كلام البشر. وليس هذا هو (إعجاز القرآن)، بل هو أقرب إلى أن يكون باباً من (علم التوحيد)، استطاع مالك أن يبلغ فيه غايات بعيدة، قصر عنها أكثر من كتب من المحدثين وغير المحدثين.
ثانيها: أن مالكاً اعتبر أن المشكلة في فهم الإعجاز القرآني مرده إلى منهج التفسير القائم على أساس المقارنة مع الشعر الجاهلي، والصواب - كما قال الشيخ شاكر - أن الشعر الجاهلي هو الأساس الذي يبنى عليه الحديث عن مسألة (إعجاز القرآن)، كما ينبغي أن يواجهها العقل الحديث، وليس أساس هذه المشكلة هو تفسير القرآن على المنهج القديم.
وأيَّا ما كان الأمر، فإن هذه الملاحظات لا تقلل من شأن هذا الكتاب، بل على العكس من ذلك، تدفع به إلى دائرة الاهتمام والضوء في ظل ظروف أصبحت فيه الحملة على القرآن وأهله مكشوفة على المستويات كافة.
وعلى الجملة، فإن قيمة الكتاب - من وجهة نظرنا - تبدو من جهتين:
الأولى: التقديم النقدي للكتاب، الذي قام به الشيخ محمود شاكر.
الثانية: تفسير الظاهرة القرآنية على أساس يُقنع العقل الحديث.
أخيراً
فإن الكتاب يحتاج إلى جهد غير عادي من قارئه، وخاصة ممن ليس له سابق عهد في قراءة كتب مالك رحمه الله. ومنشأ هذا أمران:
أحدهما: أن لغة مالك غير مألوفة للقارئ العادي، ولا تخلو من بعض الصعوبة.
ثانيهما: أن مالكاً لا يكتب بالعربية، وإنما يكتب بالفرنسية، ثم يُترجم المترجمون ما يكتب من أفكار. ولا شك أن الترجمة تشوش فكرة الكاتب أحياناً، وربما تفسدها، أو على الأقل لا تعبر تماماً عما يريد كاتب الأصل قوله.
الكتاب صدرت طبعته الأولى بالفرنسية 1946، وصدرت طبعته العربية الأولى 1958، وقام بترجمته عبد الصبور شاهين. وصدرت طبعته العربية الثانية 1961. وصدرت له منذ عهد غير بعيد طبعة جديدة عن دار الفكر بدمشق. وتزيد صفحات الكتاب على الثلاثمائة صفحة.
المصدر:إسلام ويب ( http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=144623)
(/)
نقاش حول دلالة قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) على تحريم الغناء
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 11:44 ص]ـ
" {لهو الحديث}
الحمد لله حق حمده، وصلى الله وسلم بارك على نبيه وعبده، وبعد،،،
فإن أقوى أدلة المحرمين للغناء، والمعازف، وأكثرها اشتهارا عندهم، قول الله تعالى في سورة لقمان {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} قالوا إن ابن مسعود وابن عباس، رضي الله عنهما، قالا: إن لهو الحديث هو: الغناء.
ولكي نصل إلى معنى الآية بوضوح، فإنه يجب أن ننظر في الآية بحيادية غير مسبوقة بمذهب أو رأي. وسأبين لك ذلك في نقاط، حتى يسهل استيعاب ما أريد إيضاحه:
· يقول جل وعلا: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه! فالحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه، لا بتفسيره، وفي كثير من الأحيان يحبس المرء في نطاق قول من سبق، وآراء تجعل القرآن جامدا، لا يواكب العصور! إذ إنها تزعم أني لا أستطيع، وكذا أي مسلم عربي، لا يستطيع أن يفهم كلام الله إلا عن طريق عالم!!! ولا يمكنه أن يعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق عالم!!!
· إن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها، ويبنى الحكم على ذلك، فلو قرأت قوله تعالى {فويل للمصلين} ووقفت، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها، فالآية مرتبطة بالآيتين، لا تنفك عنهما، فتأمل.
· وكذا قوله تعالى {لا تقربوا الصلاة} فإن المعنى لا يستقيم إلا بإكمال الآية {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فأصبح النهي عن حالة معينة لا عن قرب الصلاة بالكلية.
· وكذا لو قرأت قوله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} فقد تفهم منه التكريم وحسن الوفادة، فلا يتضح المعنى ـ ولا يظهر المراد من التوبيخ والإهانة إلا بالآيتين قبلها {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم، ذق إنك أنت العزيز الكريم} وكذا بالآية بعدها {إن هذا ما كنتم به تمترون}.
· سورة لقمان مكية، وكل آية يستدلون بها في تحريم الغناء مكية، وهذا من العجيب، وقد أقر الشيخ عبدالعزيز الطريفي بذلك فقال في كتابه (الغناء في الميزان): وقد حرمه الله على عباده في مكة، وهذا يدل على عظم خطر الغناء، وأثره على العباد.
· قلت: وهذا من أعجب ما قرأت، ومن أكبر الأدلة على أن القوم يرددون ما قال الأوائل هكذا، دون أن يعملوا عقولهم، وهذا هو الذي دعاني لقول ما قلت من ترديدهم مقولة الكافرين، وهم لا يشعرون: إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون.
· فتأمل معي يا رعاك الله، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل، ويتدرج في تحريمها، إلى وقت نزول سورة المائدة، وقد قيل إن تحريم الخمر نزل بعد أحد. فكيف لا تحرم الخمر إلا في المدينة وينزل تحريم المعازف في مكة؟ ألهذا بلغت الخطورة في المعازف على الدين، فهل حرمت المعازف في الديانات الأخرى، فكيف تكون المعازف أشد حرمة من الخمر والزنا، ثم لا تحرم بنص قاطع مثلهما؟ وكيف يلعن في الخمر عشرة ولا يلعن المغني؟
· إلا إن قالوا إن المعازف، أو الغناء بالأحرى لأن تفسير الصحابة على الغناء لا على المعازف، إنه أشد خطرا على القلوب من الخمر، وأشد فتكا بالأعراض من الزنا؟
· ومن أعجب ما يمكن أن يقال إن المحرمين للمعازف، يستدلون بهذه الآية في تحريم الغناء، وعلى حديث أبي مالك في تحريم المعازف، ومن الدلالات على التحريم في حديث أبي مالك قولهم: إنه قرن المعازف مع المحرمات، فدل على تحريمها، فانقلبوا على أنفسهم، إذ إن المفترض أن يكون العكس، فلما حرم الله الغناء والمعازف في مكة كما يزعمون، فإن اقتران الخمر بها هو المفترض أن يكون دليلا على تحريمها، لكنهم هنا جعلوا تحريم الخمر دليلا على تحريم المعازف، لأن تحريم الخمر لا جدال فيه، وكذا الزنا، وكذا الحرير على الرجال. مع أن دلالة الاقتران ضعيفة عند الأصوليين.
(يُتْبَعُ)
(/)
· وقد قدمت لك أن الآيات التي يستدلون بها على تحريم الغناء آيات مكية، كما في قولهم عن آية النجم، {وأنتم سامدون} وفي آية الإسراء {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} وحتى آية الفرقان {والذين لا يشهدون الزور} كل ذلك مكي، مما يجعلك إن تحررت من التعلق بالآخرين تتأمل كيف يأتي تحريم الغناء في مكة ويهمل الحديث عنه في المدينة، فإن فعلت ثبت لك ما سأقوله في آخر هذا البحث القصير، وتبين لك معنى الآية بإشراق ووضوح.
· إنهم يتهموننا بالخلط وهم الذين يخلطون، فإنهم يقولون إن الله حرم الغناء في مكة لشدة خطره كما نقلت لك، ثم يستدلون عليك بحديث أبي مالك وهو في المدينة بلا شك، وهو في المعازف لا في الغناء، إلا إذا قالوا إنه لا معازف بلا غناء، ولا غناء بلا معازف، ولا أظن ذلك هو قولهم فقد قال الشيخ الطريفي: ولذلك يعلم أن ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء، فالمراد به الأشعار، وما يسمى في زمننا بالأناشيد. والمراد من ذلك أنه ينبغي أن يفرق بين اصطلاح أهل العصر، واصطلاح الأوائل، وإن كان اللفظ واحدا. فهذا دال على أنه يريد التفريق بين الغناء والمعازف، فكيف حرم الغناء بمكة وترك تحريم المعازف إلى ما بعد الهجرة؟ والعلة واحدة، بل إن مقاله هذا يفهم منه أن الغناء المسمى بالأناشيد حلال، فلنا أن نسأل من أين له أنها حلال وهو يستدل بقول ابن مسعود وحلفه، فهل قول ابن مسعود (هو الغناء) باصطلاح أهل العصر أم باصطلاح الأوائل؟ فإن كان باصطلاح الأوائل فيلزمه أن يحرم الأناشيد والأشعار، وإن كان باصطلاح العصر فمن هو الذي لم يفرق بين الاصطلاحين!!!!
· ولأننا سنحتاج إلى ما يقنع القوم فإن طريقة السلف في التفسير أن يبينوا المعنى المراد، دون الكلام على كل لفظة. ذكر ذلك شيخ الإسلام في كتابه تفسير آيات أشكلت. (لاحظ أن ابن تيمية سيتكلم في هذا الكتاب عن تفسير آيات أشكلت على السلف} ويزيل غموضها، ثم لا يقرون لك بأن الإشكال قد يقع فيه حتى حبر الأمة وترجمان القرآن، رضي الله عنه.
فلنأخذ المعنى الجامع للآيات:
· إن السورة تتكلم في فاتحتها عن هذا القرآن، واقرأها من أولها ليستقيم لك المعنى إجمالا، وتذكر أني قلت لك إن السورة مكية، ثم لا يغب عن ذهنك أنها بعد الروم، وفي آخر آية من الروم يقول تبارك وتعالى {فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} ثم جاءت هذه السورة مفتتحة بـ {الم، تلك آيات الكتاب الحكيم. هدى ورحمة للمحسنين، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم بالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم، وأولئك هم المفلحون} ومن تأمل السورة علم أنها تفننت في إثبات حكمة هذا الكتاب، وأن ما سواه من الأساطير والأحاديث ليست إلا ضلالا مبينا متى كانت للصد عنه، ولهذا ناسب أن يقول تلك آيات الكتاب الحكيم، ومن ثم قال {ولقد آتينا لقمان الحكمة} وقال {إن الله عزيز حكيم} ورد الخاتمة على ما افتتح به، فقال في الخاتمة {إن وعد الله حق، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور} حيث قال في بدايتها {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم، خالدين فيها، وعد الله حقا} وتنبه: وهو العزيز الحكيم، ولم يقل: إنه لا يخلف الميعاد مثلا، فالسورة تريد إثبات الحكمة، والعزة، والقدرة، وتحث في ثناياها على بر الوالدين وإقام الصلاة والأمر بالمعروف، وغير ذلك من خصال الخير مدمجة في وصايا لقمان (الحكيم) لابنه.
· ومن المفارقات أن يأتي في السورة، وليس في سورة أخرى قط الإشارة إلى الصوت البشع، {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} بعد الأمر بالغض من الصوت.
· فالسورة تتحدث عن فريقين، فريق أحسن فاتبع الحكمة، ولزمها، وسار عليها، فأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأمر بالمعروف وصبر على الطاعة، وتفكر في مخلوقات الله ونعمه، وعبد الله مخلصا له الدين في كل أوقاته وأحايينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
· يقابله فريق آخر اشترى لهو الحديث، وغرته الحياة الدنيا، وغره بالله الغرور، فلم يقف عند حكمة الله من خلقه، وإيجاده، ولم ينظر في نعم الله التي أسبغها عليه ظاهرة وباطنة، بل اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ آيات الله وسبيله هزوا، فإذا ذكر بالقرآن أعرض كأن لم يسمعه، وإذا نهي ووعظ وقيل لهم {اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} وتأمل خاتمة الآية، فإنه لم يقل مثل ما قال في البقرة والمائدة {أولو كان آباؤهم لا يعقلون (لا يعلمون) شيئا ولا يهتدون} بل قال هنا {أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}! فبينت الآيات أن النجاة في إسلام الوجه لله، وأن الكافر لا يجب أن يحزن النبي وأتباعه لكفره، فإن الموعد عند الله، وإليه المرجع والمعاد.
· إذا استوعبت المعنى إجمالا، ومناسبة الآيات وربطها مع بعضها البعض، تبين لك بوضوح مناسبة الآية المشكلة بيننا {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين، وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرا، فبشره بعذاب أليم} إنك إن تأملت السياق بحدود الحرية المتاحة لك سترى أن الكلام عن قوم يقابلون القوم الأولين، فالأولون هم المحسنون، والمقابل لهم هم الكافرون، وهو الذي جاء في نصوص السورة كلها، مقابلة بين فريق آمن وفريق كفر، ولا يمكن حمل الآية على المسلم أبدا كما نص على ذلك قتادة في التفسير.
· ونفس الفكرة تعرضها سورة البقرة في أوائلها، حديث عن المتقين، ثم حديث عن الكافرين.
· ثم لو أضفت إليها، كما هو المفترض فيمن يفسر القرآن أن ينظر في القرآن ليضم بعضه إلى بعض فإن ما أجمل هنا فصل هناك وهكذا، فإنك ستجد أن من أهم أسلحة الكافرين في بداية البعثة كان في الصد عن سماع القرآن، كما قال جل وعلا حاكيا عنهم {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} وفي قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي دليل على خوفهم من أن يسمع الناس كلام الله، فيحولون بينهم وبينه، بالأساطير والقصص المخترعة والأكاذيب والأشعار وما أشبه ذلك، ولهذا كان من أهم أسباب الهداية سماع القرآن، كما أخبر جل جلاله فقال {وإن أحد من االمشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}. سيتبين لك أن الآية تتكلم عن أناس همهم، وشغلهم، وهدفهم الصد عن القرآن وإشغال الناس عنه، حتى لا يسمعوه، ولا يعملوا به.
· فتعال لنرى أين الخلل في فهم الآية عند بعض الناس، وقبل أن نبدأ لك أن تسأل وهم يقولون: إن لهو الحديث هو الغناء، فقل لي بربك أين هذا المعنى في لغة العرب!!؟؟؟ وأين هو في أشعارها؟ فأين دليل ذلك من كتاب الله تعالى؟ أين دليله من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟
· إنك لن تجد الحق تبارك وتعالى عبر عن الغناء بلهو الحديث أبدا، ولن تجد ذلك في سنته صلى الله عليه وسلم، ولن تجد ذلك في لغة العرب أبدا، ولا في أشعارها! نعم الغناء من اللهو، ولكن ليس معنى اللهو
الغناء!
· إذا كيف قال ابن مسعود إنه الغناء، وحلف على ذلك، إنه أمر بسيط جدا يعرفه كل من عرف طريقة السلف في تفسيرهم، فهم يفسرون بالمثال، كما ذكر شيخ الإسلام وغيره عنهم في أمثلة كثيرة، ليس هذا مقام بيانها.
· ولكي أثبت لك ذلك تعال معي في جولة من أقوال بعض المفسرين الذين خالفوا في معنى الآية، ولم يحصروه في الغناء كما يلتزم بذلك العلماء الذين يقولون بتحريم الغناء والمعازف استدلالا بحلف ابن مسعود رضي الله عنه.
· قال الرازي: لما بين أن القرآن كتاب حكيم، يشتمل على آيات حكمية، بين حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره، ثم إن فيه ما يبين سوء صنيعهم من وجوه
الأول: أن ترك الحكمة والاشتغال بحديث آخر قبيح
الثاني: هو أن الحديث إذا كان لهوا لا فائدة فيه كان أقبح
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: هو أن اللهو يقصد به الإحماض، كما ينقل عن ابن عباس أنه قال: أحمضوا. ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: روحوا القلوب ساعة فساعة، رواه الديلمي، عن أنس مرفوعا، ويشهد له ما في مسلم: يا حنظلة، ساعة وساعة، والعوام يفهمون منه الأمر، بما يجوز من المطايبة، والخواص يقولون: هو أمر بالنظر إلى جانب الحق ـ فالترويح به لا غير، فلما لم يكن قصدهم إلا ألإضلال لقوله: ليضل عن سبيل الله كان فعله أدخل في القبح.
· قال الدكتور وهبة الزحيلي في التفسير المنير لهو الحديث: ما يلهي منه عما يعني ويفيد، من الحكايات والأساطير، والمضاحك، وفضول الكلام، وكتب الأعاجم، والجواري والقينات. واللهو: كل باطل، ألهى عن الحق، والخير
· قال هود بن محكم الهواري – من علماء القرن الثالث - في تفسيره كتاب الله العزيز: قوله {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} يعني الشرك، وهو قوله: اشتروا الضلالة بالهدى. أي اختاروا الضلالة على الهدى، وقتال بعضهم: استحبوا الضلالة على الهدى. قال بعضهم يختار باطل الحديث على القرآن. قال: ليضل عن سبيل الله: أي عن سبيل الهدى، وهو سبيل الله ... ويتخذها هزوا. أي ويتخذ آيات الله، أي القرآن هزوا.
قال: وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا. أي عن عبادة الله، جاحدا لآيات الله، ...
· قال القنوجي في فتح البيان في مقاصد القرآن: لهو الحديث: وهو كل باطل يلهي، ويشغل عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة، والأضاحيك، والسمر بالأساطير، التي لا أصل لها، والخرافات والقصص المختلفة، والمعازف والمزامير، وكل ما هو منكر ... قال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء، وروي عنه أنه قال: هو الكفر والشرك. وفيه بعد، والمراد بالحديث الحديث المنكر والمعنى يختارون حديث الباطل على حديث الحق .... إلى أن قال: ليضل عن سبيل الله: اللام للتعليل، ... أي ليضل غيره عن طريق الهدى، ومنهج الحق، وقرئ بفتح الياء أي ليضل هو في نفسه ويدوم، ويستمر ويثبت على الضلال. ثم قال: فأفاد هذا التعليل أنه إنما يستحق الذم من اشترى لهو الحديث لهذا المقصد، ويؤيد هذا سبب النزول.
· قال القاسمي: ومن الناس ... تعريض بالمشركين، وأنهم يستبدلون بهذا الكتاب المفيد الهدى والرحمة والحكمة ما يلهي من الحديث عن ذلك الكتاب العظيم. ليضلوا أتباعهم، عن الدين الحق.
القاسمي هو من يعتمد عليه جل علمائنا على تقليد المفتي، استدلالا بقوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر} وهو أول من قال بذلك، وقد توفي سنة 1330، وإلا فكل من سبقه من المفسرين يقولون إن أهل الذكر هنا يعني أهل الكتاب ... وهذا من الأخذ عن الشيوخ دون تمحيص ولا تفكير، مجرد استنساخ. وقد نص ابن عباس على أن أهل الذكر هم (أهل القرآن) فتأمل قولهم: ما أنت إلا قارئ، واحكم، مع أني لا أوافقه رضي الله عنه في قوله هذا، وقد رده ابن كثير أيضا، ولكن أردت فقط أن أرد عليهم بقول صحابي، فليتهم يعقلون!
· قال المظهري في تفسيره: بعد ذكر المعلوم من التفسير فيها ... قلت مورد النص وإن كان خاصا وهو الغناء أو قصص الأعاجم، لكن اللفظ عام، والعبرة بعموم اللفظ لا لخصوص السبب، ومن هنا قال قتادة هو كل لهو ولعب، وقال الضحاك هو الشرك. ثم ذكر أحاديث تحريم الغناء والمعازف ثم قال: والأحاديث الموجبة لحرمة الغناء مخصوصة بالبعض لورود أحاديث أخر دالة على الإباحة، فحملنا أحاديث حرمة الغناء على ما كان منه على قصد اللهو لا لغرض مشروع داعيا إلى الفسوق، فلنذكر الأحاديث الدالة على إباحة الغناء، فذكر منها حديث الربيع بنت معوذ الذي فيه وفينا نبي يعلم ما في غذ .... وحديث إن الأنصار يعجبهم اللهو ... وحديث أعلنوا هذا النكاح .... يا عائشة ألا تغنين فإن هذا الحي ... رواه ابن حبان ... ,,,فإن رخص لنا في اللهو عند العرس ... وحديث الجاريتين، إلى أن قال: فظهر أن المحرم من الغناء ما يدعو إلى الفسق ويشغل عن ذكر الله، وما ليس كذلك فليس بحرام ...
(يُتْبَعُ)
(/)
· قال ابن عادل الدمشقي في كتابه اللباب في علوم الكتاب: روي عن عبدالله بن مسعود وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير قالوا: لهو الحديث هو الغناء. والآية نزلت فيه، ومعنى قوله: يشتري لهو الحديث أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن، ... وقال قتادة: حسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.
· قال ابن الجوزي في زاد المسير: وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال: أحدها: أنه الغناء. ....
والثاني أنه ما ألهى عن الله قاله الحسن، وعنه مثل القول الأول.
الثالث أنه الشرك: قاله الضحاك.
والرابع: الباطل: قاله عطاء.
قال: وإنما قيل لهذه الأشياء لهو الحديث لأنها تلهي عن ذكر الله.
· قال القصاب في نكت القرآن: هو والله أعلم مثل قوله: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى. يؤثره ويشتغل به، لا أنه يخرج فيه مالا، ويحتمل أن يكون رفع الأموال إلى المغنين، وإخراجه في شراء القينات .... قال: وقد يحتمل أن تكون الآية – وإن كان الغناء محرما من موضع آخر – نازلة في حديث الكفر وما دعا إليه، لأن ما يلي من المسلمين لا يضع نفسه موضع المتخذين سبيل الله هزوا، والدليل على ذلك قوله: وإذا تتلى عليه آياتنا ... فهذا فعل الكافر، وقد يجوز أن تكون الآية نزلت في الكفار ومن يؤثر استماع الغناء واللهو على استماع القرآن. فيدخل فيها تفسير ابن عباس ومجاهد. ويكون السبيل القرآن ..
· قال ابن زمنين في تفسير القرآن العزيز: تفسير السدي: يختار باطل الحديث على القرآن. , قال الكلبي .... وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا. أي جاحدا كأن لم يسمعها قد سمعها بأذنيه ولم يسمعها قلبه وقامت عليه بها الحجة.
· قال الماوردي في النكت والعيون: فيه سبعة تأويلات: أحدها شراء المغنيات لرواية القاسم بن عبدالرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل بيع المغنيات، ولا شراؤهن، ولا التجارة فيهن، ولا أثمانهن، وفيهن أنزل الله تعالى: ومن الناس من يشتري لهم الحديث. {رواه أحمد والترمذي وابن ماجة} وهو حديث ضعيف، ضعفه الترمذي وابن كثير والألباني في ضعيف الجامع.
الثاني الغناء قاله ابن مسعود ...
الثالث: أنه الطبل قاله عبدالكريم، والمزمار قاله ابن زخر
الرابع أنه الباطل قاله عطاء
الخامس أنه الشرك بالله قاله الضحاك وابن زيد
السادس ما ألهى عن الله سبحانه قاله الحسن
السابع أنه الجدال في الدين والخوض في الباطل قاله سهل بن عبدالله.
ويحتمل عن لم يرد فيه نص تأويلا ثامنا، أنه السحر والقمار والكهانة
· قال ابن العربي في أحكام القرآن: المسألة الأولى لهو الحديث: هو الغناء وما اتصل به ..
الثاني أنه الباطل:الثالث أنه الطبل قاله الطبري ... قال: المسألة الثالثة: هذه الأحادي التي أوردناها لا يصح منها شيء بحال، لعدم ثقة ناقليها إلى من ذكر من الأعيان فيها. وأصح ما فيه قول من قال: إنه الباطل، فأما قول الطبري إنه الطبل، فهو على قسمين، طبل حرب وطبل لهو، فأما طبل الحرب فلا حرج فيه، لأنه يقيم النفوس ويرهب على العدو، وأما طبل اللهو فهو كالدف، وكذلك آلات اللهو المشهرة للنكاح يجوز استعمالها فيه لما يحسن من الكلام ويسلم من الرفث.
وأما سماع القينات فقد بينا أنه يجوز للرجل أن يسمع غناء جاريته، إذ ليس شيء منها عليه حراما، لا من ظاهرها ولا من باطنها، فكيف يمنع من التلذذ بصوتها؟ ولم يجز الدف في العرس لعينه، وإنما جاز لأنه يشهره، فكل ما أشهره جاز.
وقد بينا جواز الزمر في العرس بما تقدم من قول أ [ي بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنه يوم عيد. ولكن لا يجوز انكشاف النساء للرجال، ولا هتك الأستار ولا سماع الرفث، فإذا خرج إلى ما لا يجوز منع من أوله واجتنب أصله. .
(يُتْبَعُ)
(/)
· قال ابن الفرس في أحكام القرآن: وأحسن ما تفسر به الآية أن لهو الحديث كل ما يلهي من غناء أو خناء ونحوه، فكل ما ألهى محرم بهذه الآية، ونحوها، ولا خلاف أن الغناء بالآلة محرم! (قلت: بل الخلاف مشهور، وقد جمع الشوكاني رسالة مشتملة على أقوال أهل العلم في الغناء، وما استدل المحللون له، والمحرمون له، وحقق هذا المقام بما لا يحتاج من نظر فيها وتدبر معانيها إلى النظر في غيرها، وسماها إبطال دعوى الإجماع، على تحريم مطلق السماع. قاله الشوكاني في تفسيره.)
، وإنما اختلف فيه بغير آلة، وظاهر الآية تحريمه، إلا أن يتأول، ... ورجح أبو الحسن القول بأن لهو الحديث ما قاله الحسن إنه الكفر والشرك، وما قاله غيره من قصة النضر بن الحارث ونحو ذلك، وأبعد أن يكون الغناء، قال: لأن الغناء لا يطلق عليه أنه حديث، ولا أنه إضلال عن الدين. ...
· قال البغوي: أي يستبدل ويختار الغناء والمزامير والمعازف على القرآن، ... وقال ابن جريج هو الطبل، وعن الضحاك هو الشرك، وقال قتادة هو كل لهو ولعب.
· قال النسفي: ليضل: أي ليصد الناس عن الدخول في الإسلام، واستماع القرآن،
· قال ابن عطية: والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث مضاف إلى كفر، فلذلك اشتدت ألفاظ الآية بقوله ليضل عن سبيل اله بغير علم ويتخذها هزوا. والتوعد بالعذاب المهين،، وأما لفظة الشراء فمحتملة للحقيقة والمجاز على ما بينا، ولهو الحديث كل ما يلهي من غناء ونحوه، والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزوا ولا عليهم هذا الوعيد، بل ليعطل عبادة ويقطع زمانا بمكروه وليكون من جملة العصاة والنفوس الناقصة تروم تتميم ذلك النقص بالأحاديث، وقد جعلوا الحديث من القربى وقيل لبعضهم أتمل الحديث قال بل يمل العتيق.
ثم قال في قوله: وإذا تتلى عليه ... قال: هذا دليل على كفر الذي نزلت فيه هذه الآية التي قبلها، والوقر في الأذن الثقل الذي يعسر إدراك المسموعات، وجاءت البشارة بالعذاب من حيث قيدت النص عليها، ولما ذكر عز وجل حال هؤلاء الكفرة وتوعدهم بالنار على أفعالهم عقب بذكر المؤمنين، وما وعدهم به من جنات النعيم ... ليبين الفرق ...
· وقال الطبري: وأما الحديث فإن أهل التأويل اختلفوا فيه، فقال بعضهم هو الغناء والاستماع له ... ذكر من قال ذلك ... وقال بعضهم: هو الطبل ... ذكر من قال ذلك، وقال آخرون: عنى بلهو الحديث الشرك. ذكر من قال ذلك ..
ثم قال: والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كل ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله، مما نهى الله عن استماعه أو رسوله، لأن الله تعالى ذكره عن بقوله {لهو الحديث} ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه، حتى يأتي ما يدل على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك.
· قال ابن عاشور رحمه الله: والمعنى أن حال الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين، وأن من الناس معرضين عنه، يؤثرون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله الذي يهدي إليه الكتاب، وهذا مقابلة الثناء على آيات الكتاب الحكيم بضد ذلك في ذم ما يأتي به بعض الناس .. إلى أن قال: فالموجود واحد وله صلتان، اشتراء لهو الحديث للضلال، والاستكبار عندما تتلى عليه آيات القرآن.
· ونحسم القول في الآية بقول شيخ مشايخنا، ومفسر زماننا، محمد الأمين الشنقيطي، في أضواء البيان، ولم يفسر آية اللهو حيث إن منهجه تفسير القرآن بالقرآن، فلم يجد ما يفسرها به من كتاب الله ففسر التي بعدها فقال: قوله تعالى: وإذا تتلى عليه آياتنا ... ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكافر إذا تتلى عليه آيات الله، وهي هذا القرآن العظيم ولى مستكبرا، أي متكبرا عن قبولها، كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرا، أي صمما وثقلا مانعا له من سماعها، ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشره بعذاب أليم. وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله ويل لكل أفاك أثيم ... إلى قوله: عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
· قال أبو عبد الإله: ويزيدها وضوحا قول الله تعالى {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر} لو وقفت هنا فإنه لا إشكال في الموصوف بهذا، ولا يفيد مدحا له ولا ذما، فالمعنى إن هناك أناس يقولن إنهم آمنوا بالله وباليوم الآخر، فهل أخذت من هذا مدحهم أم ذمهم؟ الآية لا تمدح ولا تذم بهذا، ولكن يتضح المراد مدحا أو ذما في حال إكمال الآية: {وما هم بمؤمنين} إذا تبين لك أن الله يذمهم بزعمهم الإيمان وهم كاذبون!!!
· فانظر لو طبقنا هذا في آيتنا المختلف فيها فاقرأ {ومن الناس من يشتري لهم الحديث} ثم قف، وانظر ما معنى هذا، ستجد أنه خبر لا يفيد إلا أن هناك من يشتري لهو الحديث من الناس، بيد أنه لا يفيد مدحا ولا ذما، فإذا أردت إكمال المعنى وفهم المراد فأكمل الآية {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا}، فإذا ليس ذم المشتري لهو الحديث لأنه اشتراه، بل لأنه اشتراه ليضل عن سبيل الله، فعلة الشراء هي المذمومة، لا مجرد الشراء.
· فتبين لك أن تفسير لهو الحديث بالغناء على النص عليه لا يصح، وإنما هو على سبيل المثال، كما قال ابن جرير رحمه الله، وما رأيته من نقل بعضهم لتحريم الغناء، قلنا ولو صح هذا فليس هو من الآية، وإنما هو من دليل آخر غيرها.
· فإذا ثبت حديث الربيع بنت معوذ، وهو ثابت، وحديث الجاريتين وهو ثابت، وغير ذلك مما صح عنه صلى الله عليه وسلم، وما أقر به المخالفون من أن الغناء بغير آية جائز، وعده مثل الحداء وما أشبهها، قلنا إن ذلك لا يستقيم لكم باستدلالكم بحلف ابن مسعود وتفسيره، لأنه حلف على الغناء المجرد من المعازف، وثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه غني في بيته، بحجة العيد، كما قال الكرماني في شرحه للصحيح: أما ترى أنه أباح الغناء بحجة العيد. فصار من الملزم لكم أن تقولوا بحرمة كل غناء، حتى وإن خلا من المعازف، فتصدمون بالأحاديث الصحيحة فيه والأمر به ولو في أوقات معينة كالعيد والعرس وقدوم الغائب والختان، كما نص على ذلك النووي وابن كثير، وإما أن تخالفوهما رضي الله عنهما، وتقولوا إنهما قالا قولا وعملنا بقول ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر. فرددنا كلامهما لأنه خالف الصحيح من سنته صلى الله عليه وسلم.
والأقرب إلى الحق فيما يظهر والله أعلم أن لا يترك قول الإمامين الحبرين رضي الله عنهما، وإنما يؤخذ به على سبيل المثال كما قررنا، ويكون المعنى إن الغناء قد يستعمل للإضلال عن سبيل الله، كما قد يفعله بعضهم في هذه المهرجانات، والفيديو كليبات من مجون ومياعة وفسق وفجور وتعر وإثارة جنسية واضحة، يسمونها غناء، وما هي إلا صد عن سبيل الله، حينها نقول نعم الغناء بمثل هذه الصورة لا يصح بحال وهو داخل في الآية قطعا، وقد يكون كفرا.
أما الغناء للترويح خال من الفحش والفجور والمجون ولو كان بآلة فهو جائز، كما يظهر لي مما سبق، والله تعالى أعلم.
هذا ما اتضح لي من النظر في تفسير آية لقمان، منذ ست سنوات، سطرته اليوم مرتبا، وأشهد الله تعالى أني ما سطرته هوى ولا انتصارا لرأي ولكن توضيحا لخطأ في تفسيرها لا أقول من الصحب الكرام ولكن ممن جاء بعدهم، وما من معصوم إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقد أخطأ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وما أزعم أني مصيب وحدي، ولكني أستطيع الجزم أني أقرب إلى الحق، وأرجو أن أكون أصدق في طلبه، لأني لم أتبع فيه فلانا ولا فلانا، لمجرد أنه فلان أو فلان، وإنما نظرت في أدلة كل فريق، وقلت ما أظنه صوابا، وما أرجو أن يكون أوفق وأقرب للدليل، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
وبعد هذا كله، فإني أحل كل مغتاب وشاتم، ومعيب ورام لي بسوء، وناظم في قصيدة، لأني أحسبهم فعلوا ذلك غيرة لما يعتقدون أنه الحق، ومع هذا فإن الغيرة لا بد لها من زمام، وإلا أصبحت تقليدا أعمى، وحجر عثرة في طريق الفهم والمباحثة في كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن لمتزمت لرأي أو مذهب أن يزعم أنه وحده المصيب، ولكن إذا علم أن المرء المخالف له ما قال ما قال إلا عن بحث ودراية ونظر وفهم، فإن كان باحثا عن الحق، حتى وإن لم يقنع بما قال مخالفه، فإنه يلزمه أن لا يثلب عليه ولا يغلق طريق البيان عليه، هذا والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ولنا لقاء قريب بإذن الله في الكلام على الحديث المشهور {ليكونن من أمتي أقوام ... } الحديث. والله يتولانا بحفظه ورعايته، ويجمعني بمن خالفته، في جنات ونهر على الأرائك والسرر متحققا فينا: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا. "
*الموضوع للشيخ عادل الكلباني وفقنا الله وإياه للصواب، وهو منشور على موقعه.
أرجو من الإخوة الأفاضل مناقشاة الموضوع بما يتعلق بالناحية الاستدلالية بعيدا عن أي متعلقات أخرى وفق الله الجميع لما فيه الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:40 م]ـ
" {لهو الحديث}
هذا ما اتضح لي من النظر في تفسير آية لقمان، منذ ست سنوات، سطرته اليوم مرتبا، وأشهد الله تعالى أني ما سطرته هوى ولا انتصارا لرأي ولكن توضيحا لخطأ في تفسيرها لا أقول من الصحب الكرام ولكن ممن جاء بعدهم، وما من معصوم إلا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وقد أخطأ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وما أزعم أني مصيب وحدي، ولكني أستطيع الجزم أني أقرب إلى الحق، وأرجو أن أكون أصدق في طلبه، لأني لم أتبع فيه فلانا ولا فلانا، لمجرد أنه فلان أو فلان، وإنما نظرت في أدلة كل فريق، وقلت ما أظنه صوابا، وما أرجو أن يكون أوفق وأقرب للدليل، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
وبعد هذا كله، فإني أحل كل مغتاب وشاتم، ومعيب ورام لي بسوء، وناظم في قصيدة، لأني أحسبهم فعلوا ذلك غيرة لما يعتقدون أنه الحق، ومع هذا فإن الغيرة لا بد لها من زمام، وإلا أصبحت تقليدا أعمى، وحجر عثرة في طريق الفهم والمباحثة في كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن لمتزمت لرأي أو مذهب أن يزعم أنه وحده المصيب، ولكن إذا علم أن المرء المخالف له ما قال ما قال إلا عن بحث ودراية ونظر وفهم، فإن كان باحثا عن الحق، حتى وإن لم يقنع بما قال مخالفه، فإنه يلزمه أن لا يثلب عليه ولا يغلق طريق البيان عليه، هذا والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
جزاكم الله خيراً أبا سعد وبارك فيكم على هذا النّقل.
وأحسن الشّيخ الكلبانيّ -حفظه الله- في الخاتمة إحساناً كبيراً.
وهذه طريقة من يمسّ شيئاً ممّا يعتقده المتعصّبة من المخالفين -أحداث الأسنان- من المقطوعات؛ يلتزم هؤلاء الأفاضل معهم -وإن أخطأوا- الأدب، وعفّة اللسان، واحترام المخالف، وتواضع العلماء. ويقابلهم أولئك بألفاظ تشيب لها العوارض من ألفاظ التّفسيق، وما يوحي بالتّكفير غير الصّريح. إنّه الغلّ الخارج من التّعصّب المقيت أو الجهل المدقع.
ومع أنّني أتبنّى رأيه هذا منذ زمن بعيد إلا أنّني لا أسمع الغناء أبداً، ولا أطيق سماعه، ولا كثير من الأناشيد المباحة، وقد أسمع بعضها عرضاً؛ لكنّني لا أعيب على أحد يسمع إلا أن تكون حرمته واضحة.
وننتظر حديث المعازف الّذي رواه الإمام البخاريّ -رحمه الله تعالى- في صحيحه معلّقاً؛ وضعّفه المحقّق الشّيخ إحسان عبد المنّان -حفظه الله- من خلال استنباطه لتضعيف البخاريّ -رحمه الله- نفسه للحديث من حيثيّتين.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:43 م]ـ
هذا الموضوع ينبغى أن ينقسم فى البحث والاستدلال إلى موضوعين:
أولا: موضوع الغناء وهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح
والغناء الحسن هو الأناشيد.
ثانيا: موضوع الموسيقى وهى ءالات الطرب والمعازف.
فالغناء الحسن الهادف الداعى إلى الخير فهو مباح باتفاق
والغناء القبيح الداعى إلى الشر وإثارة الشهوة فهو محرم باتفاق
ننتقل إلى الموضوع الثانى وهو الموسيقى وهو- فى وجهة نظرى المتواضعة- محرم
فإذا دخلت على غناء فاجر فهى حرام وإن دخلت على أناشيد فهى حرام وأصبحت الأناشيد محرمة لاشتمالها على محرم
وإن انفردت بنفسها ولم تدخل على غناء فهى حرام.
باستثناء الدف لورود الأحاديث الصحيحة به.
وأعتقد أن الصحابة الذين فسروا لهو الحديث بالغناء قصدوا به الغناء المحرم
لثبوت سماع الصحابة الأناشيد من الجوارى و الغلمان.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:00 م]ـ
الدكتور نعيمان
شكرا الله لك حيث وضعت أصبعك على المهم وهو أدب الحوار وهذا مع الأسف ما نفتقده كثيرا في نقاشاتنا حيث تتحول من علمية إلى مهاترات وسباب وشتائم لها أولا وليس لها آخر
أخي عطاء الله الأزهري وفقك الله وشكر لك مداخلتك
ولكن أرجو أن يكون البحث في طريقة استدلال الشيخ عادل حفظه الله ومدى مطابقتها لقواعد الاستدلل
وليس البحث في حكم الغناء
بارك الله في الجميع
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:31 م]ـ
الدكتور نعيمان
شكرا الله لك حيث وضعت أصبعك على المهم وهو أدب الحوار وهذا مع الأسف ما نفتقده كثيرا في نقاشاتنا حيث تتحول من علمية إلى مهاترات وسباب وشتائم لها أولا وليس لها آخر
بارك الله في الجميع
اللهمّ آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن أخي الحبيب الشّيخ أبا سعد -حفظه الله ورعاه- لا تجزع!
فهذه من طبائع الأشياء، ومن طبائع البشر.
نتمنّى جميعاً أن نرتقي لنصبح ملائكة؛ ولكن هيهات هيهات.
أوما تذكر كيف كان العرب قديماً؟
من أجل ناقة - وإن لم تكن مجرّد ناقة، والنّاقة هي القشّة الّتي قصمت ظهر البغي- أو غبراء تسبق داحساًً، أو رجلٍ أحمق يضع رجله في الطّريق متحدّياً المارّة، فيأتي أحمق منه فيقطعها، فيقتله قوم المقطوعة رجله، فتثور العداوة من أجل هذا الحمق سنوات طوالاً.
وعصرنا مليء بالحماقات الدّمويّة؛ حتّى يأتي الزّمان الّذي حدثّنا عنه حبيبنا صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله:
لا يدري القاتل فيم قَتَلَ، ولا المقتول فيم قُتِلَ.
ولسنا بدعاً من القوم؛ فدماؤنا منهم. ولو ملك المتعصّبة السّلاح لربّما قتلوا خصومهم من أجل رأي يرونه معتقداً لهم.
أما رأيت عند الكلام على الإيجابيّات والسّلبيّات كيف يغمض أولئك أعينهم عن رؤية الإيجابيّات؛ يريدونه مجتمعاً مثاليّاً ملكيّاً خالصاً خالياً من أيّ شيء. وهيهات. مجتمعاً هو مجتمع المدينة الفاضلة الّتي حلم بها الفلاسفة قديماً وما يزالون.
ولا حبيبنا ابن عبد الله صلّى وسلّم عليه الله فعل هذا في خير خلق الله بعد الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.
لأنّ واقعيّة الإسلام تجعله لا ينظر إلى ملكيّة المجتمع ولو كان أطهر مجتمع وأعظم عصر، ولا إلى شيطانيّته ولو كان أنجس مجتمع وأسوأ عصر.
وأحمد لله الحكيم عزّ وجلّ إذ لم يجعل وكلاء عنه يحاسبون خلقه.
ولكن في النّهاية يا أخاه من كانت نيّته خالصة لله تعالى فإنّه سبحانه يوفّقه للتّعلّم من هذه الحوارات؛ مهما بلغت قسوتها، وشدّتها، وسوء أدب من لا يعرف الأدب، ولا ذاق طعمه يوماً.
ومن كانت نيّته الكتابة المجرّدة، والتّعالم على الخلق، والتّدليس على العلماء؛ بإضافة أقوال أو أشياء لم يلفظها العالم الكبير الّذي يراه كبيراً فيختبئ خلفه؛ فسيكشف الله ستره، ويفضحه على رؤوس الخلائق.
فإنّ الجزاء من جنس العمل.
حفظكم الله شيخنا الحبيب أبا سعد ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة وإيّانا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور نعيمان على هذه اللفتات الجميلة التي تدل على نظرة شمولية غابت عن أذهان الكثيرين
ما تفضلت به حقيقة قد قررها القرآن
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر (32)
ومع تقرير هذا الحقيقة القرآنية
فإن الله قد شرع لنا ما يكفل لنا الوصول إلى المرتبة العليا
"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
والله تعالى قد رسم لنا في كتابه وشرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم منهجا في التعامل مع
الإيجابيات والسلبيات قد أغفله الكثير منا فوقعنا في ما وقعنا فيه من الخلل حيث أصبحنا
نضخم السلبية التي في وزن الحبة حتى تصبح في وزن الجبل بحيث لا يصبح هناك مكان للحديث عن الإيجابيات.
نحن نفتقد إلى فقه
تعزيز الإيجابيات
وعلاج السلبيات
نحن نحفظ أكثر مما نفهم
وصدق النية وبذل السبب الصالح كفيل بالإيصال إلى الغاية
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت (69)
وفقكم الله أخانا الكريم نعيمان ولا حرمنا من الانتفاع بطرحكم الموفق
وجعل عملنا وعملكم خالصا لوجهه الكريم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:41 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ملاحظتان متعلقة بموضوعي هذا
الأولى
نقله إلى الملتقى المفتوح مع أن مكانه الأول الملتقى العلمي للتفسير هو الأليق به.
الملاحظة الثانية
لم أرى أحدا من الإخوة الأفاضل سوى الدكتور نعيمان تناول الموضوع مع أن طلبي يركز على جانب مهم في علم التفسير وهو قواعد وأصول التفسير وطرق الاستدلال
فهل هو عجز عن النقد؟
أو أن الموضوع لا يستحق؟
أو .... ؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:40 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ملاحظتان متعلقة بموضوعي هذا
الأولى
نقله إلى الملتقى المفتوح مع أن مكانه الأول الملتقى العلمي للتفسير هو الأليق به.
نعتذر إليك، وقد أعيد إلى الملتقى العلمي فهو أولى به كما تفضلتم.
الملاحظة الثانية
لم أرَ أحدا من الإخوة الأفاضل سوى الدكتور نعيمان تناول الموضوع مع أن طلبي يركز على جانب مهم في علم التفسير وهو قواعد وأصول التفسير وطرق الاستدلال
فهل هو عجز عن النقد؟
أو أن الموضوع لا يستحق؟
أو .... ؟
كلا فالموضوع مهم حقاً، وهو من دقائق علم أصول التفسير، ولا بد للمتخصصين من العناية به.
ولكنني - شخصياً - لم أشأ التعليق على هذا الاستدلال لطول الموضوع من جهة والحاجة إلى التأمل في الأدلة، ولعل هذا يتاح له وقت أوسع فالموضوع غير عاجل لولا هذه الجلبة التي أثيرت حوله مؤخراً. وفي العموم أرى أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه الطبيعي، والإعلام دأبه تضخيم مثل هذه الأمور حتى تكون شغل الناس الشاغل، وقد خاض في الأمر أناس بحق وبباطل، ووقع فيه من الزلل والتعدِّي والظلم الشيء الكثير، والمسألة في النهاية مسألة علميَّة قديْمة لا جديد فيها، والباحث عبدالله بن يوسف الجديع قد ناقش هذه المسألة في كتابه حولها، وغيره مِمَّن أيَّدَهُ أو خالفه.
أكرر أن مناقشة الموضوع من الوجهة التي ذكرها أخي أبو سعد الغامدي تهمنا في ملتقى أهل التفسير ولعل بعض الزملاء ممن يجد وقتاً يتولى إكمال هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:07 ص]ـ
أوافق ابا عبد الله في كل ما قال وأوافق أبا سعد في أن العبرة بنقد طريقة الاستدلال - إن كان فيها خلل -، وإلا فلا اعتراض على اجتهاد مبني على منهج سليم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:16 ص]ـ
إن مناقشة مثل هذه المسألة تفتح لطالب العلم في هذا الملتقى باباً جيداً من العلم بأصول تفسير القرآن الكريم ينبغي عليه أن يعتني به حتى لا يقع في سوء الفهم من حيث لا يشعر، وقد أردت الوقوف مع هذه المقالة للشيخ عادل الكلباني وفقه الله من وجهة نظرٍ تتعلق بمنهج الاستدلال، ومراعاة قواعد التفسير، دون تعريج على غير ذلك. وقد لونت كلام الشيخ الفاضل باللون الأخضر
من خلال قراءتي لهذا المقال الذي نقله هنا الأستاذ أبو سعد الغامدي اتضح لي ما يلي
أقام الكاتب الفاضل دعواه على خمس دعاوى منقوضة بيانها كالتالي:
1) أن الحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه لا بتفسيره
2) عدم تفريقه بين مقام التفسير للآية ومقام الاستشهاد بها
3) دعوى التلازم بين شدة الحرمة وأسبقيتها.
4) دعواه خصوصية الآية بالكفار وعدم دخول المسلمين فيها.
5) دعواه توقف صحة التفسير بالمثال على ثبوته في الكتاب أو السنة أو لغة العرب
تفنيد الدعاوى والرد عليها
1. أن الحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه لا بتفسيره.
وهذه دعوى عريضة لا يستطيع الكاتب الوفاء بها ولا التزامها ساعة التعامل مع آيات القرآن الكريم؛ لما يلي
أ) ليست كل حجة تقوم بمجرد سماع ألفاظها بل هي على قسمين:
الأول: أن تقوم الحجة بمجرد الاستماع إليها لوضوح المراد منها بالنسبة للسامع.
الآخر: أن تفتقر الألفاظ المحتج بها إلى بيان وإيضاح فلا تقوم الحجة بمجرد استماعها
ثم إن الحجة لا تنتج مقصودها إلا ببيانها وتوضيحها وتفسير ألفاظها، فمقام إقامة الحجة تابع لمقام التفسير.
وسياق الآية التي استند إليها وهي قوله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) يؤيد ما أسلفنا، فقد نص المفسرون على أن ذكر السماع في الآية والاقتصار عليه لأحد أمرين:
إما لكون السامع من أهل الفصاحة فيكون مجرد استماعه كاف في قيام الحجة عليه
وإما لكون المقصود بالسماع السماع المنتج للفهم لا مجرد السماع
قال ابن كثير (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} أي: [القرآن] تقرؤه عليه وتذكر له شيئًا من [أمر] الدين تقيم عليه به حجة الله) وكلامه – رحمه الله - ظاهر في أن الحجة لم تقم بمجرد السماع، بدلالة قوله (وتذكر له شيئا من أمر الدين تقيم عليه به حجة الله)
وقال الآلوسي (والاقتصار على ذكر سماع لعدم الحاجة الى شىء آخر في الفهم لكونهم من أهل اللسن والفصاحة)
ب) لو قلنا بمطلق هذا الكلام، وأطلقناه على عواهنه - كما فعل الكاتب هنا - فما فائدة البيانات النبوية التي وردت في السنة و التي يسلم الكاتب بكونها بيانا للكتاب وما فائدة تفسير الصحابة ومن بعدهم للقرآن، وما فائدة هذا الإرث الضخم من كتب المفسرين
ج) أننا نحاكم الكاتب إلى قوله ونطلب منه أن يبين لنا كيف يفسر أمثال هذه الآيات بمجرد السماع دون رجوع إلى شيء آخر:
قال تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى)
وقال تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)
وقال تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم)
د) يلزم من كلامه إهمال تفسير السلف أو على الأقل إعماله حيث لا يخالف ما نراه أو فيما يواكب عصرنا، وأما ما عدا ذلك فلا، ولسنا بحاجة إلى تفصيل الكلام في تفسير السلف وحجيته، وما أظن الكاتب الفاضل يخالف في حجيته لكنها لوازم تلزم من كلامه.
2. دعواه أن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها، ويبنى الحكم على ذلك، فلو قرأت قوله تعالى {فويل للمصلين} ووقفت، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها، فالآية مرتبطة بالآيتين، لا تنفك عنهما، فتأمل. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كلام مسلم لكنه لا ينفي الاستشهاد بالآية في غير ما نزلت فيه، فلا أظنه يخفى على فضيلته أن هنالك فرقا كبيرا بين مقام التفسير للآية وبين مقام الاستشهاد بها أو بجزء منها، فالسياق متحتم في التفسير لكونه بيانا للمعنى المراد في الآية، وغير متحتم في الاستدلال والاستباط، فقد يستدل العالم بجزء ءاية على معنى من المعاني غير ما أفادته الآية كلها في سياقها الذي سيقت له بشرط صحة الاستدلال على المعنى بأي طريق من الطرق المعتبرة، وعدم مصادمته للمعنى السياقي
وإلا فماذا نقول في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) بعد حثه لعلي رضي الله عنه على قيام الليل ومحاورة علي رضي الله عنه في ذلك.
وماذا نقول فيما ورد من قيامه طوال الليل يردد قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الآية، ويبكي، مع أنها نازلة في شأن تعذيب الله للنصارى الذين جعلوا عيسى إلها من دون الله.
وماذا نقول في قول سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ) إلى آخر الآية، أنهم الحرورية.
وماذا نقول في قول عمر بن الخطاب: إني أخاف أن أكون كالذين قال الله تعالى لهم وقَرَّعهم: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) مع أنها في الكلام عن حال الكفار يوم القيامة حال عرضهم على النار.
هذا إضافة إلى أن المثال المذكور لم يخرج عن سياقه بتفسيره بالغناء ولم يفسر ابن مسعود الآية بمعزل عن سياقها، وما أبعد الشبه بينها وبين الأمثلة المذكورة، بل تفسير ابن مسعود دائر مع السياق، لكن الإشكال في ذهن الكاتب وتصوره، وإلا فليذكر لنا الآن أين لهو الحديث الذي يشترى ولا يضل عن سبيل الله ولا يملأ القلب رجسا ونجسا، وإن وجد فما هي نسبته حتى تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، ومن قال بحرمته؟
3. دعوى التلازم بين شدة الحرمة وأسبقيتها: تعجب الكاتب الفاضل من كون الآيات التي يستفاد منها تحريم الغناء مكية وكون آيات تحريم الخمر وغيره من الكبائر مدنية، ثم قال: فتأمل معي يا رعاك الله، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل، ويتدرج في تحريمها، إلى وقت نزول سورة المائدة؟ اهـ.
والجواب عن هذا يسير سهل وهو: من وجهين:
الأول: أنه لا تلازم بين شدة الحرمة وبين أسبقية التحريم فليس بلازم أن يتقدم تحريم الأشد على تحريم الأخف.
الثاني: مراعاة الأحوال التي أوجبت تقديم الأخف حرمة على ما هو أشد حرمة أمر لا بد منه في فهم تلك القضية، فقد يكتنف الأخف حرمة في وقت معين ما يجعل خطره أشد وأعظم من الأثقل حرمة، فيكون ذلك داعيا إلى تقديم تحريمه، وهذا هو الحاصل في قضيتنا حيث كان الغناء ساعتها وسيلة من أعظم الوسائل التي يستعملها المشركون في الصد عن القرآن وصرف الناس عنه، ولم يكن الخمر تستخدم في الصد عن القرآن ومحاربته كما أنه لا يلزم ساعة ذكر المحرمات مقترنة أن يعتمد في التحريم على ما تقدم في الزمان ويستند في تحريم المقارنات على مجرد اقترانها بما سبق تحريمه زمنا.
4. دعوى عدم الإقرار بوقوع الإشكال لابن عباس وابن مسعود في تفسير الآية، قال الكاتب الفاضل: ... ثم لا يقرون لك بأن الإشكال قد يقع فيه حتى حبر الأمة وترجمان القرآن، رضي الله عنه.اهـ
افترض الكاتب وجود إشكال على تفسير ابن عباس وابن مسعود للهو الحديث بالغناء، ولا ندري أين هو هذا الإشكال؟ ولماذا لم يكتشف هذا الإشكال ويناقش ويحرر في عصر الصحابة أو من بعدهم، خاصة وأن الصاحبيين اللذين صدر هذا القول عنهما هما أشهر من تعرض لتفسير القرآن وكان لهم تلاميذ كثر ينقلون أقوالهم.
ونحن لا نرفض وقوع إشكالات في تفسير الصحابة، لكن كيف تحدد وكيف يتعامل معها ومتى تنتقد، وما وجهة انتقادها؟ كل هذا مما يحتاج إلى إجابة ممن زعم وجود الإشكال.
وتأخُّر هذا الاكتشاف إلى هذا الزمان أكبر دليل على بطلانه وفساده
5. دعواه خصوصية المعنى بالكفار وعدم دخول المسلمين فيه، ?قال الكاتب الفاضل: ولا يمكن حمل الآية على المسلم أبدا كما نص على ذلك قتادة في التفسير. اهـ.
والجواب عن ذلك فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - أن هذا المعنى ورد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ولم أقف عليه لقتادة
ب - سياق كلام ابن زيد واضح في أن مراده الربط بين الآيتين، وبيان المقصود بهما قصدا أوليا حيث قال (قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيل اللهِ بغيرِ عِلْمٍ وِيتَّخِذَها هُزُوًا) قال: هؤلاء أهل الكفر، ألا ترى إلى قوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا) فليس هكذا أهل الإسلام، قال: وناس يقولون: هي فيكم وليس كذلك) اهـ
وكلام ابن زيد هنا لا ينتج ما أراد الكاتب ولا يوافق مدعاه؛ لأن سياق كلام ابن زيد في الربط بين الآيتين وبيان المقصود بهما،بدلالة ربطه للآية الثانية بالأولى ونصه على أن الأوصاف فيهما ليست أوصاف أهل الإسلام، فابن زيد هنا في مقام تفسير الآية وربطها بما بعدها وليس في مقام الاستدلال أو الاستشهاد بها أو بجزء منها على حكم من الأحكام أو معنى من المعاني، و القول بدخول أهل الإسلام في الآية أصالة وأنهم المعنيون بها لم يقله أحد، وإنما يدخل في الآية تبعا من تلبس بهذه الأوصاف ويناله حظ من عقوبة أهلها بقدر مشابهته لهم في تلك الأوصاف.
ثم إن منتهى قول ابن زيد أنه لا يرى الآية بمجموع ما فيها من أوصاف صادقة في أهل الإسلام ولا أظن أحدا يخالفه في ذلك، ولو تنزلنا في فهم كلام ابن زيد فمنتهاه أنه لا يرى دخول أهل الإسلام فيها لا كليا ولا جزئيا وهو رأي له يخالفه فيه غيره.
والقول بالعموم في الآية هو الصحيح الذي صححه كثير من أهل العلم ويكفي أن نذكر في هذا المقام كلام ابن عطية الذي أورده الكاتب حيث قال (والآية باقية المعنى في أمة محمد ولكن ليس ليضلوا عن سبيل الله بكفر ولا يتخذوا الآيات هزوا ولا عليهم هذا الوعيد بل ليعطل عبادة ويقطع زمانا بمكروه وليكون من جملة العصاة والنفوس الناقصة تروم تتميم ذلك النقص بالأحاديث)
6. دعواه افتقار التفسير بالمثال إلى دليل من الكتاب أو السنة أو لغة العرب، قال الكاتب الفاضل: فتعال لنرى أين الخلل في فهم الآية عند بعض الناس، وقبل أن نبدأ لك أن تسأل وهم يقولون: إن لهو الحديث هو الغناء، فقل لي بربك أين هذا المعنى في لغة العرب!!؟؟؟ وأين هو في أشعارها؟ فأين دليل ذلك من كتاب الله تعالى؟ أين دليله من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟ ?إنك لن تجد الحق تبارك وتعالى عبر عن الغناء بلهو الحديث أبدا، ولن تجد ذلك في سنته صلى الله عليه وسلم، ولن تجد ذلك في لغة العرب أبدا، ولا في أشعارها! نعم الغناء من اللهو، ولكن ليس معنى اللهوالغناء!
إذا كيف قال ابن مسعود إنه الغناء، وحلف على ذلك، إنه أمر بسيط جدا يعرفه كل من عرف طريقة السلف في تفسيرهم، فهم يفسرون بالمثال، كما ذكر شيخ الإسلام وغيره عنهم في أمثلة كثيرة، ليس هذا مقام بيانها.
ولكي أثبت لك ذلك تعال معي في جولة من أقوال بعض المفسرين الذين خالفوا في معنى الآية، ولم يحصروه في الغناء كما يلتزم بذلك العلماء الذين يقولون بتحريم الغناء والمعازف استدلالا بحلف ابن مسعود رضي الله عنه. اهـ.
وفي هذا الكلام أمور تحتاج إلى مناقشة مبناها على قضية التفسير بالمثال التي ذكرها الكاتب وبين أنها من طريقة السلف:
الأول: من عرف التفسير بالمثال عرف البون الشاسع بينه وبين معنى اللفظة المفسرة في لغة العرب، فالتفسير بالمثال تفسير على المعنى ولا يندرج تحت التفسير اللفظي، فكيف يطالب الكاتب ببيان صحة قول في اللغة اعترف هو أنه تفسير بالمثال، وطلبه هذا ضرب من المحال، ولازمه أحد أمرين:
إما المطالبة بإثبات استعمال العرب للمثال المفسر به كمعنى من معاني المفردة المفسرة في كل موطن من مواطن ورود التفسير بالمثال.
وإما رد كل الأقوال التي فسرت بالمثال لعدم وجود ذلك التفسير كمعنى للفظة أو الجملة المفسرة في لغة العرب.
وهذا ضرب من المحال وهو دليل على القصور في فهم التفسير بالمثال، فهل يعقل مثلا أن نطلب ممن فسر النعيم بالمثال بأنه الماء البارد أن نقول له اللغة لا تدل على هذا، وهل يعقل أن نرد قول من فسر النعيم بأنه الزوجة الصالحة مثلا لعدم دلالة اللغة على أن النعيم معناه الزوجة الصالحة، وهكذا بقية الأمثلة.
الثاني: يطالب الكاتب بالتدليل على صحة المعنى المفسر بالمثال ببيت من الشعر أو بدليل من الكتاب أو السنة، وهذا فساده أظهر من أن يرد عليه، بل لازمه يمكن به تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الكوثر بانه نهر في الجنة، فليأت لنا ببيت من الشعر أو بعالم من علماء اللغة ذكر أن من معاني الكوثر أنه نهر في الجنة.
الثالث: يفهم من كلام الكاتب أن المفسِّرَ للهو بالغناء يقول: إن معنى اللهو هو الغناء، وما أظن مخلوقا عاقلا فضلا عن عالم بله صحابي يقول ذلك، إذ هناك فرق كبير بين المعنى وبين ما يدخل في المعنى ويندرج تحته، ولو عاملنا الكاتب الفاضل بمنطقه في قوله (نعم الغناء من اللهو، ولكن ليس معنى اللهو الغناء) وأسسنا عليه كما أسس لقلنا (نعم التدخين من الخبائث، ولكن ليس معنى الخبائث التدخين، فالتدخين ... )
الرابع: فهم الكاتب من تفسير ابن مسعود أنه يحصر معنى اللهو في الغناء،بل وجعل العلماء القائلين بحرمة الغناء استنادا إلى الآية يلتزمون بحصر اللهو في الغناء، ثم دلل على خطئهم من وجهة نظره بأن حشد مقالته وجعل معظم ما فيها دائرا على نقل كلام المفسرين في بيانهم لعموم الآية المنافي للتفسير بالغناء من وجهة نظره.
والتفسير بالمثال له خاصيتان أساسيتان لو تفطن لهما ما استطاع التجاسر على ما قال:
الأولى: أنه ينافي تمام المنافاة دلالة الحصر والتخصيص ولا يجتمع معها بحال.
الثاني: أنه لا ينافي العموم مطلقا بل العموم يشمل ملايين الأمثلة الداخلة تحته دون منافاة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ونفعنا بكتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:30 ص]ـ
بارك الله فيك أبا صفوت،أكثر تقريرك موفق ..
لكنك لم توفق في النقطة السادسة، بل أخطأت فهم مراد كاتب المقال ..
فصاحب المقال لا يقصد أن التفسير بالمثال لابد من ثبوته بكذا وكذا ..
وإنما هو يُدلل على أن تفسير لهو الحديث بالغناء هو من التفسير بالمثال ودليله هو منع أن يكون هذا تفسيراً للمفردة العربية بما يقاربها لعدم وجود ما يدل على ذلك في العربية .. إلخ ..
فإذا تم له أن هذا تفسير بالمثال فهو لا يعترض عليه وإنما يجعله مقدمة لقوله:
فتبين لك أن تفسير لهو الحديث بالغناء على النص عليه لا يصح، وإنما هو على سبيل المثال، كما قال ابن جرير رحمه الله، وما رأيته من نقل بعضهم لتحريم الغناء، قلنا ولو صح هذا فليس هو من الآية، وإنما هو من دليل آخر غيرها.
فلم يقل قط بافتقار التفسير بالمثال إلى ما ذكرتَ، وإنما هو يحتج على كون هذا تفسيراً بالمثال بأنه ليس تفسيراً مباشراً للفظ وإلا لوجد الغناء مرادفاً أو مقارباً للهو الحديث في الشعر ونحوه ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:10 ص]ـ
3. دعوى التلازم بين شدة الحرمة وأسبقيتها: تعجب الكاتب الفاضل من كون الآيات التي يستفاد منها تحريم الغناء مكية وكون آيات تحريم الخمر وغيره من الكبائر مدنية، ثم قال: فتأمل معي يا رعاك الله، كيف يحرم الله تعالى المعازف في مكة، ويترك تحريم الخمر التي هي أم الخبائث إلى ما بعد الهجرة بزمن طويل، ويتدرج في تحريمها، إلى وقت نزول سورة المائدة؟ اهـ.
والجواب عن هذا يسير سهل وهو: من وجهين:
الأول: أنه لا تلازم بين شدة الحرمة وبين أسبقية التحريم فليس بلازم أن يتقدم تحريم الأشد على تحريم الأخف.
الثاني: مراعاة الأحوال التي أوجبت تقديم الأخف حرمة على ما هو أشد حرمة أمر لا بد منه في فهم تلك القضية، فقد يكتنف الأخف حرمة في وقت معين ما يجعل خطره أشد وأعظم من الأثقل حرمة، فيكون ذلك داعيا إلى تقديم تحريمه، وهذا هو الحاصل في قضيتنا حيث كان الغناء ساعتها وسيلة من أعظم الوسائل التي يستعملها المشركون في الصد عن القرآن وصرف الناس عنه، ولم يكن الخمر تستخدم في الصد عن القرآن ومحاربته كما أنه لا يلزم ساعة ذكر المحرمات مقترنة أن يعتمد في التحريم على ما تقدم في الزمان ويستند في تحريم المقارنات على مجرد اقترانها بما سبق تحريمه زمنا.
أحسنت وبارك الله فيك
وهذه مسألة محل بحث وعناية ..
وقد أضيف هنا هذه الإضافة بالبحث والنظر في أقوال أئمة التفسير وغيرهم وهي لا تخرج عن السياق بل هي دليله:
جاء في فتح القدير:
و {لهو الحديث}: كل ما يلهي عن الخير من الغناء والملاهي والأحاديث المكذوبة وكل ما هو منكر، والإضافة بيانية. وقيل: المراد: شراء القينات المغنيات والمغنين، فيكون التقدير: ومن يشتري أهل لهو الحديث. قال الحسن: لهو الحديث: المعازف والغناء. وروي عنه أنه قال: هو الكفر والشرك. قال القرطبي: إن أولى ما قيل في هذا الباب هو: تفسير لهو الحديث بالغناء، قال: وهو قول الصحابة والتابعين.
وجاء في ابن كثير وقد وافق شيخه الطبري:
لما ذكر تعالى حال السعداء، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه، كما قال [الله] تعالى: {اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]، عطف بذكر حال الأشقياء، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: هو -والله-الغناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يزيد بن يونس، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري، أنه سمع عبد الله بن مسعود -وهو يسأل عن هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} -فقال عبد الله: الغناء، والله الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات.
وقال أيضًا:
حدثنا عمرو بن علي، حدثنا صفوان بن عيسى، أخبرنا حُمَيْد الخراط، عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء: أنه سأل ابن مسعود عن قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: الغناء (1).
وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعِكْرِمة، وسعيد بن جُبَيْر، ومجاهد، ومكحول، وعمرو بن شعيب، وعلي بن بَذيمة.
وقال الحسن البصري: أنزلت هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} في الغناء والمزامير.
وقال قتادة: قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}: والله لعله لا ينفق فيه مالا ولكنْ شراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختارَ حديثَ الباطل على حديث الحق، وما يضر على ما ينفع.
وقيل: عنى بقوله: {يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}: اشتراء المغنيات من الجواري.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحْمَسي: حدثنا وَكِيع، عن خَلاد الصفار، عن عُبَيْد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن (2) عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام، وفيهن أنزل الله عز وجل عَلَيّ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}.
وهكذا رواه الترمذي وابن جرير، من حديث عُبَيد الله بن زحر بنحوه (3)، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب. وضَعُفَ (4) علي بن يزيد المذكور.
قلت: علي، وشيخه، والراوي عنه، كلهم ضعفاء. والله أعلم.
وقال الضحاك في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} يعني: الشرك. وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله.
وقد ذكر صاحب زاد المسير:
وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال.
أحدها: [أنه] الغناء. كان ابن مسعود يقول: هو الغناء والذي لا إِله إِلا هو، يُردِّدها ثلاث مرات؛ وبهذا قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وقتادة. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: اللهو: الطبل.
والثاني: أنه ما ألهى عن الله، قاله الحسن، وعنه مثل القول الأول.
والثالث: أنه الشِّرك، قاله الضحاك.
والرابع: الباطل، قاله عطاء.
وقال الجزائري:
{لهو الحديث}: أي الحديث الملهي عن الخير والمعروف وهو الغناء.
وقال السعدي:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ} هو محروم مخذول {يَشْتَرِي} أي: يختار ويرغب رغبة من يبذل الثمن في الشيء. {لَهْوَ الْحَدِيثِ} أي: الأحاديث الملهية للقلوب، الصادَّة لها عن أجلِّ مطلوب. فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو، وباطل، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر، والفسوق، والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق، المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة، ونميمة، وكذب، وشتم، وسب، ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية، التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا.
فهذا الصنف من الناس، يشتري لهو الحديث، عن هدي الحديث {لِيُضِلَّ} الناس {بِغَيْرِ عِلْمٍ} أي: بعدما ضل بفعله، أضل غيره، لأن الإضلال، ناشئ عن الضلال.
وقال سيد طنطاوي:
و {لَهْوَ الحديث}: باطله، ويطلق على كل كلام يلهى القلب، ويشغله عن طاعة الله - تعالى -، كالغناء، والملاهى، وما يشبه ذلك مما يصد عن ذكر الله - تعالى -:
وقد فسر كثير من العلماء بالغناء، والأفضل تفسيره بكل حديث لا يثمر خيرا.
وقال القرطبي:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه خمس مسائل: الاولى- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) " مِنَ" في موضع رفع بالابتداء. و" لَهْوَ الْحَدِيثِ": الغناء، في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. النحاس: وهو ممنوع بالكتاب والسنة، والتقدير: من يشتري ذا لهو أو ذات لهو، مثل:" وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ" «1» [يوسف: 82]. أو يكون التقدير: لما كان إنما اشتراها يشتريها ويبالغ في ثمنها كأنه اشتراها للهو «2». قلت: هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه. والآية الثانية قوله تعالى:" وَأَنْتُمْ سامِدُونَ" «3» [النجم: 61]. قال ابن عباس: هو الغناء بالحميرية، اسمدي لنا، أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى:" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ" «4» [الاسراء: 64] قال مجاهد: الغناء والمزامير. وقد مضى في" سبحان" «5» الكلام فيه. وروى الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" إلى آخر الآية. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث، قاله محمد بن إسماعيل. قال ابن عطية: وبهذا فسر ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله ومجاهد، وذكره أبو الفرج الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي.
قلت: هذا أعلى ما قيل في هذه الآية، وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات إنه الغناء. روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال: سئل عبد الله بن مسعود عن قوله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ" فقال: الغناء والله الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات. وعن ابن عمر أنه الغناء، وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول. وروى شعبة وسفيان عن الحكم وحماد عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، وقاله مجاهد، وزاد: إن لهو الحديث في الآية الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل. وقال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء. وقال القاسم بن محمد: الغناء باطل والباطل في النار. وقال ابن القاسم سألت مالكا عنه فقال: قال الله تعالى:" فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ" «1» [يونس: 32] أفحق هو؟! وترجم البخاري «2» (باب كل لهو باطل إذا شغل عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه تعال أقامرك)، وقوله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً" فقوله: (إذا شغل عن طاعة الله) مأخوذ من قوله تعالى:" لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ". وعن الحسن أيضا: هو الكفر والشرك. وتأوله قوم على الأحاديث التي يتلهى بها أهل الباطل واللعب. وقيل: نزلت في النضر بن الحارث، لأنه اشترى كتب الأعاجم: رستم، وإسفنديار، فكان يجلس بمكة، فإذا قالت قريش إن محمدا قال كذا ضحك منه، وحدثهم بأحاديث ملوك الفرس ويقول: حديثي هذا أحسن من حديث محمد، حكاه الفراء والكلبي وغيرهما. وقيل: كان يشتري المغنيات فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول: أطعميه واسقيه وغنية، ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه. وهذا القول والأول ظاهر في الشراء. وقالت طائفة: الشراء في هذه الآية مستعار، وإنما نزلت الآية في أحاديث قريش وتلهيهم بأمر الإسلام وخوضهم في الباطل. قال ابن عطية: فكان ترك ما يجب فعله وامتثال هذه المنكرات
انتهى:
الخلاصة:
1 - أنني لم أصرف النظر هنا عن مراد الكاتب - بارك الله فيه - وإنما وقفت على جانب مهم في طرق الاستدلال وهي النظر الأولي إلى أئمة الفن ورجاله وهم - أهل التفسير - لأن إغفال نقولهم وأقوالهم المعتبرة جملة - والتي قد تحتاج أيضًا إلى تمحيص واستدلال- لا تخلوا من صحة واتفاق إن لم أقل إجماع في هذه المسألة بالذات.
فالتغافل عن هذه الأخبار والآثار والأقوال هو من أخطر الطرق الموصلة إلى الانحراف عن منهج الاستدلال الصحيح والنظر المحكم في الأدلة.
2 - ثم ناهيك عن الآثار الصحيحة في السنة النبوية وهي واضحة وجلية.
3 - النظر والاستدلال في المسائل بالقرآن فقط دون التعويل على السنة والإجماع قصور واضح في طرق الاستدلال الصحيح والمقبول.
إذ لا يصح أن يفند- الكاتب الكريم - الحكم المتعلق بالغناء من خلال جانب استدلالي واحد - وهو القرآن - ثم يغفل - السنة - والأقوال - والآثار لأن هذا يفضي إلى خلل في منهجية الأدلة. وهو لا يخفى عليه ذلك.
ولهذ نقلت أقوال الجهابذة من المفسرين فضلاً عن كلام غيرهم لأدلل به على ذلك .. وللحديث عود ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:55 ص]ـ
بارك الله فيك أخي وفي كاتب المقال وجنبنا الله التعصب وجعلنا ممن ينظرون فيما يقولون!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:06 ص]ـ
الخلاصة:
1 - أنني لم أصرف النظر هنا عن مراد الكاتب - بارك الله فيه - وإنما وقفت على جانب مهم في طرق الاستدلال وهي النظر الأولي إلى أئمة الفن ورجاله وهم - أهل التفسير - لأن إغفال نقولهم وأقوالهم المعتبرة جملة - والتي قد تحتاج أيضًا إلى تمحيص واستدلال- لا تخلوا من صحة واتفاق إن لم أقل إجماع في هذه المسألة بالذات.
فالتغافل عن هذه الأخبار والآثار والأقوال هو من أخطر الطرق الموصلة إلى الانحراف عن منهج الاستدلال الصحيح والنظر المحكم في الأدلة.
2 - ثم ناهيك عن الآثار الصحيحة في السنة النبوية وهي واضحة وجلية.
3 - النظر والاستدلال في المسائل بالقرآن فقط دون التعويل على السنة والإجماع قصور واضح في طرق الاستدلال الصحيح والمقبول.
إذ لا يصح أن يفند- الكاتب الكريم - الحكم المتعلق بالغناء من خلال جانب استدلالي واحد - وهو القرآن - ثم يغفل - السنة - والأقوال - والآثار لأن هذا يفضي إلى خلل في منهجية الأدلة. وهو لا يخفى عليه ذلك.
ولهذ نقلت أقوال الجهابذة من المفسرين فضلاً عن كلام غيرهم لأدلل به على ذلك .. وللحديث عود ..
الأخ الفاضل عاطف شكر الله لك ما تفضلت به
ولكن أرى أنك خرجت عن المقصود إلى ما حذرت منه وهو عدم مناقشة حكم الغناء
نحن نريد النقاش حول صحة الاستدلال بالآية على أن معنى "لهو الحديث" هو الغناء
كلامك له وجاهته إذا كان البحث في حكم ما فإنه يجب النظر في الأدلة مجتمعة كما ذكرتَ.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب وصلاح الدنيا والدين
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أرجو من المشرفين الكرام تصحيح الآية في عنوان هذه المشاركة
((نقاش حول دلالة قوله تعالى: (ومن الناس من يتشري لهو الحديث) ومنهجية الاستدلال))
(((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ))) (لقمان6)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:05 م]ـ
شكر الله لك أبا فهر على التصويب
لكن ألا يمكن أن يقال: إن اختيار الصحابي الغناء كمثال للهو الحديث فيه إشارة إلى أن الغناء من أظهر وأبرز ما يندرج تحت عموم لهو الحديث، مع تسليمي بكونه لا يرقى أن يكون نصا قاطعا في الغناء بعينه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:00 م]ـ
أحسن أبو صفوت فيما كتب وأجاد.
وأقول:
حيثما ينحرف منهج الاستدلال يتناقض الكلام , وحيثما يتناقض الكلام تجد انحرافاً في الاستدلال.
فتبين لك أن تفسير لهو الحديث بالغناء على النص عليه لا يصح، وإنما هو على سبيل المثال
مادام الغناء داخلاً في لهو الحديث في الآية -ولو من باب المثال- , فالواجب ذكر الدليل على خروجه من معنى الآية وعدم تحريمه , لا طلب الدليل على دخوله فيها.
أمّا أنا فلم أجد عالماً أخرج اسم الغناء من لهو الحديث , وما نقله الكلباني عنهم كافٍ في الدلالة.
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:19 م]ـ
"أن الحجة من الله تبلغنا بسماع كلامه لا بتفسيره."
القاعدة في الجملة صحيحة والأدلة على ذلك من القرآن كثيرة ومنها:
الآية التي نحن بصددها، وهي قول الله تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7))
وقول الله تعالى:
"أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ" المؤمنون (105)
وقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)) الجاثية والآيات في هذا كثيرة.
يقول أخونا أبو صفوت:
"وهذه دعوى عريضة لا يستطيع الكاتب الوفاء بها ولا التزامها ساعة التعامل مع آيات القرآن الكريم؛ لما يلي
أ) ليست كل حجة تقوم بمجرد سماع ألفاظها بل هي على قسمين:
الأول: أن تقوم الحجة بمجرد الاستماع إليها لوضوح المراد منها بالنسبة للسامع.
الآخر: أن تفتقر الألفاظ المحتج بها إلى بيان وإيضاح فلا تقوم الحجة بمجرد استماعها
ثم إن الحجة لا تنتج مقصودها إلا ببيانها وتوضيحها وتفسير ألفاظها، فمقام إقامة الحجة تابع لمقام التفسير. "
أقول: إذا لم ينتج الكلام مقصوده إلا ببيان وتوضيح وتفسير فلا يمكن وصفه بأنه حجة وهذا كلام خطير إذا طبقناه على كلام الله تعالى، كيف يكون ذلك والله يقول:
"يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" ويقول " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" ويقول "يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" ويقول "يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" ولهذا أقول:
إن عبارة أخونا أبو صفوت "فمقام إقامة الحجة تابع لمقام التفسير" تحتاج إلى مراجعة.
أما قول أخينا أبو صفوت عن آية التوبة:
"وسياق الآية التي استند إليها وهي قوله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) يؤيد ما أسلفنا، فقد نص المفسرون على أن ذكر السماع في الآية والاقتصار عليه لأحد أمرين:
إما لكون السامع من أهل الفصاحة فيكون مجرد استماعه كاف في قيام الحجة عليه
وإما لكون المقصود بالسماع السماع المنتج للفهم لا مجرد السماع "
فأقول تعليق حجة السماع بكون السامع من أهل الفصاحة فهذا لم تشر إليه الآية ولا يصح تقييد الآية به والأدلة من القرآن تدل على خلافه حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم أُمر بتلاوة القرآن على مسامع الكافرين، واُمر بأن ينذرهم بالوحي ولم يزد على ذلك.
وأما قوله:
"قال ابن كثير (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} أي: [القرآن] تقرؤه عليه وتذكر له شيئًا من [أمر] الدين تقيم عليه به حجة الله) وكلامه – رحمه الله - ظاهر في أن الحجة لم تقم بمجرد السماع، بدلالة قوله (وتذكر له شيئا من أمر الدين تقيم عليه به حجة الله)
وقال الآلوسي (والاقتصار على ذكر سماع لعدم الحاجة الى شىء آخر في الفهم لكونهم من أهل اللسن والفصاحة) "
أما كلام بن كثير فهو محل نظر لأنه زائد على الغاية التي حددها الله تعالى، وربما يصح في حال لو أن السامع استشكل شيئا مما سمع وطلب البيان.
وأما كلام الألوسي فهو يحكي الواقع وكل عربي اللسان تقوم عليه الحجة بسماع القرآن في الجملة والأمور التي تحتاج إلى بعض التفصيل لا تخرم القاعدة.
ثم يقول أخونا أبو صفوت:
"ب) لو قلنا بمطلق هذا الكلام، وأطلقناه على عواهنه - كما فعل الكاتب هنا - فما فائدة البيانات النبوية التي وردت في السنة و التي يسلم الكاتب بكونها بيانا للكتاب وما فائدة تفسير الصحابة ومن بعدهم للقرآن، وما فائدة هذا الإرث الضخم من كتب المفسرين
ج) أننا نحاكم الكاتب إلى قوله ونطلب منه أن يبين لنا كيف يفسر أمثال هذه الآيات بمجرد السماع دون رجوع إلى شيء آخر:
قال تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى)
وقال تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)
وقال تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم) "
أقول:
أما بخصوص البيانات النبوية فلا تخرم القاعدة بل تؤكدها، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان دوره بعد التبليغ هو البيان العملي في كيفية تطبيق الكتاب في الواقع وهذا أمر جلي واضح من سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم، والأمثلة في ذلك كثيرة ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، يقول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" فالآية الكريمة حجة على من سمعها في وجوب إقامة الصلاة ووجوب الزكاة، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم للتفصيلات المتعلقة بالصلاة والزكاة لا يلغي كون الآية حجة فيما دلت عليه.
إن البيان النبوي في بيان المراد من اللفظ لا يكون إلا عندما يشكل فهم النص لوجود بعض الاحتمالات ـ وهذا لا يلغي القاعدة في كون النص حجة على السامع ـ كقوله تعالى:
"الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " الأنعام (82)
فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بالشرك وتفسيره صلى الله عليه وسلم لم يلغ فهم الصحابة للمعاني الكثيرة المندرجة تحت هذا الوصف ولكنه بين لهم المقصود به في الآية.
وإشكال فهم بعض الآيات على بعض الناس لا يخرم القاعدة أيضا فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يرد الفاروق رضي الله عنه إلى القرآن حين سأله عن الكلالة كما جاء في صحيح مسلم عن عمر رضي اله عنه قال:
"مَا رَاجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلَالَةِ وَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي فَقَالَ يَا عُمَرُ أَلَا تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ"
وأما الأمثلة التي ذكرها أخونا أبو صفوت لا ترد على كلام الشيخ عادل فهو لم يقل إنا لا نرجع إلى شيء آخر لفهم بعض ما أشكل من القرآن وإنما قال "الحجة تبلغنا بسماع كلام الله لا بتفسيره" وبين الأمرين فرق، وذلك لأن التفسير قد يختلف من مفسر إلى آخر، والجزم بأن هذا هو التفسير الصحيح دون غيره ومن ثم يكون هو الحجة هذا هو محل البحث والخلاف.
ويقول أخونا أبو صفوت:
" يلزم من كلامه إهمال تفسير السلف أو على الأقل إعماله حيث لا يخالف ما نراه أوفيما يواكب عصرنا، وأما ما عدا ذلك فلا"
أقول:
الشيخ لم يقل بإهمال تفسير السلف وإنما هو يبحث في مدى صحته، فهو يقول نقبل ما يصح ونرفض ما لا يصح.
والله أعلى واعلم
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:31 م]ـ
الأخ الفاضل عاطف شكر الله لك ما تفضلت به
ولكن أرى أنك خرجت عن المقصود إلى ما حذرت منه وهو عدم مناقشة حكم الغناء
نحن نريد النقاش حول صحة الاستدلال بالآية على أن معنى "لهو الحديث" هو الغناء
كلامك له وجاهته إذا كان البحث في حكم ما فإنه يجب النظر في الأدلة مجتمعة كما ذكرتَ.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب وصلاح الدنيا والدين
جزاك الله خيرا أخانا أبا سعد ووفقنا لكل خير
ولكن هنا عدة مسائل مهمة:
1 - أن - لهو الحديث - قد يدخل هنا من تنزيل العام على الخاص حيث أن في هذا كثير من الآيات من تنزيل العام على الخاص والخاص على العام أو المطلق على المقيد - كقوله تعالى - فاقطعوا أيديهما - هذا عام مطلق على كل اليد فجاءت السنة فقيدته.
وكلذلك - لهوا الحديث عند العرب - وإن كان معناه كل لهو جملة إلا أنه كان أشد وسائل الصد واللهو عندهم ولهذا تنزلت جملة - لهو الحديث - بوجهين فيما أعلم:
الأول - أنه لهو أي داخل فيه بل وهو أعظم أنواعه.
الثاني: أنه خص بكلمة - الحديث - فعم الكلام وصنوفه.
ولا أدل على هذا - أخي الكريم - من هذه النصوص ولست الآن في محل تخريجها. وهي تدل
بل وهناك وجه ثالث قوله تعالى- يشتري - فهو دال بنفسه على ذلك حيث أن الشراء والبيع في لغة العرب يقع عليه بحسبه لأنهم كانوا يشترون الجواري المغنيات والقينات ليصدوا به الناس عن القرآن وليهلوا به لأنفسهم.
وهذي جملة نصوص تؤكد ذلك:
حدثنا إسرائيل عن سِماكٍ عن مَعْبَدِ بنِ قيس عن عبدالله بن عميرٍ أو عُمسرةَ قال حدَّثني زَوْجُ ابْنَةِ أبي لهبٍ قالَ دَخَلَ عَلَيْنَا رسول الله صلى الله عليهِ وسلم حين تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أبي لهبٍ فقال: هَلْ مِنْ لَهْوٍ*مسند الامام أحمد
4765 حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا محمد بن سابق حدثنا اسرائيل عن هشام بنِ عروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ أنّها زَفّتِ امْرأَةً إلى رجلٍ من الأنصار فقال نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا عائشةَ ما كانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فإنَّ الأنصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ*رواه البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
1885 حدثنا نصر بنُ عليٍّ الجهمي والخليل بن عمرو قالا حدثنا عيسى بن يونس عن خالد بن إلياس عن ربيعة ابنِ عبدالرحمن عن القاسم عن عائشةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بِالْغِرْبَالِ* سنن ابن ماجة.
وجاء في أسباب النزول
أخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت في النصر بن الحرث اشترى قينة وكان لا يسمع بأيريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك اليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه فنزلت
2 - هناك آية أخرى تدل على نفس الحكم في هذه المسألة:
وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو .. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".
3 - أن الصحابة رضي الله عنهم هم من أصول العرب وفحولها ولا ريب فكونهم بفسرون ويقعون - لهو الحديث - على الغناء فهذا أولى وأسلم وأسد في طرق الاستدلال لوجوه:
- أنهم أصول العرب والبيان.
- أنهم أعلم بالتنزيل من غيرهم إلى يوم القيامة.
- أن الله زكاهم وعدلهم.
- أن المتكلمين منهم في تحريم الغناء. هم من أعلم الناس بالقرآن ومعانيه من أمثال عبد الله بن مسعود وابن عباس.
4 - أن أصل الكلام - أن الغناء - داخل بالجملة في لهو الحديث - فإخراج الغناء على التحديد من جملة لهوا الحديث هو الخطأ فهذا هو الذي يحتاج إلى دليل صحيح يؤكده ويعضده.
لأن الأصل في الكلام العموم إلا ما جاء الدليل على تخصيصه: فلهو الحديث كل ما شغل وألهى عن ذكر الله وصد عنه من الغناء واللعب والغيبة وفضول الكلام.
فإخراج الغناء من مفهوم اللغو هو الذي في حاجة إلى استدلال لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان ..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع).
5 - أما كتب اللغة فهاكم بعضها في اللهو:
- أنشد ابن الأعرابيّ:
من البيض ترغينا سقاط حديثها ... وتنكدنا لهو الحديث الممنع
- جاء في العين:
لهو: اللَّهْوُ: ما شغلك من هَوىً أو طرب. لَها يَلْهُو، والْتَهَي بامرأةٍ فهي لَهْوَتُهُ، قال:
ولَهْوَةَ اللاهي ولو تَنَطَّسا
واللَّهْوُ: الصُّدُوف عن الشيء. لَهَوْتُ عنه أَلْهُو لَهوا. والعامة تقول: تَلهَيت.
ويقال: ألهيته إلهاءً أي: شغلته.
وتقول: لَهِيت عن الشيء، ولَهِيتُ منه. وآلهَ عن هذا الأمر، وأله منه.
وقول الله عز وجل: " لو أَرَدْنا أن نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخُذْناهُ من لَدُنّا ". يقال: هو أي: اللهو المرأة نفسها.
واللَّهاةُ: أقصىَ الفَمِ، وهي لَحمة مشرفة على الحَلْق، وهي من البعير العربي الشَّقْشِقَة. ويقال: لكل ذي حلقٍ لَهاة، والجميع: لَهاً ولَهَوات.
واللُّهْوَةُ: ما يُلْقَى في فم الرَّحىَ من الحب للطَّحْن، قال:
يكونُ ثِفالُها شرقي نجدٍ ... ولُهْوتُها قُضاعَةَ أجمعينا.
- قال إسحاق الموصلي: أنشدني إسحاق بن مخلد الرازي لأبي العتاهية:
ما إن يطيب لذي الرعا ... ية للأيام لا لعب ولا لهو
إذ كان يسرف في مسرته ... فيموت من أجزائه جزو
- وجاء في المحيط في اللغة:
لهو اللهو ما شغلك من هوى وطرب، ولها يلهو، والتهى بامرأة فهي لهوة. واللهو المرأة نفسها. وقيل الولد. والجماع أيضاً. وبينهم ألهية أي لهو. واللهو الصرف عن الشيء، لهوت عنه ألهو، ولهيت عنه لغة. واله عن هذا الأمر واله. واللهاة أقصى الفم. وهي من البعير شقشقته. والجميع اللها واللهوات واللهاء - بالمد - واللهيات. واللهوة ما ألقي في فم الرحى لهوة. واللها أفضل العطاء وأجزله، الواحدة ليهة ولهوة. وفلان ذو لهوة أي كثرة مال. ويقولون إبله لهاء المائة أي زهاؤها. ولاهى الصبي من الفطام قاربه.
- وجاء في القاموس الفقهي:
ي به - لها: أحبه.
تلهى بالشئ: لها به.
اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم.
(ج) لهوات، ولهيات، ولهي، ولهاء.
اللهو: ما لعبت به، وشغلك من هوى، وطرب، ونحوهما.
وفي القرآن الكريم: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم.
ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (لقمان: 6) قال ابن مسعود: هو، والله، الغناء، وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير،
ومجاهد، ومكحول.
قال ابن جرير: هو كل كلام يصد عن آيات الله، واتباع سبيله.
-: المرأة الملهو بها.
-: الطبل، ونحوه.
اللهوة: العطية من أي نوع كان.
- وجاء في لسان العرب:
وقوله تعالى ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله جاء في التفسير أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل وكلُّ لَعِب لَهْوٌ وقال قتادة في هذه الآية أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها وقيل إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ والله أَعلم ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء كلُّه غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه وأَلهاهُ أَي شَغَلَه ولَهِيَ عنه وبه كَرِهَه وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض الأَزهري وروي عن عُمر رضي الله عنه أَنه أَخذ أَربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح ثم تَلَهَّ ساعة في البيت ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ قال ففرَّقها تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء التَّعَلُّلُ به والتَّمكُّثُ يقال تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ عليه ولم أُفارقُه وفي قصيد كعب وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ ولا أُلْهِيَنّكَ إِني عنكَ مَشْغُول أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك وقيل معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك وتقول الْهَ عن الشيء أَي اتركه وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء الْهَ عنه وفي خبر ابن الزبير أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه وأَنشد الكسائي إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد الأَصمعي لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير قال وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير على فَعُولٍ الأَزهري اللَّهْو الصُّدُوفُ يقال لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً قال وقول العامة تَلَهَّيْتُ وتقول أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني قال الأَزهري وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير قال ولا يجوز لَهاً ويقولون لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً ابن بزرج لهَوْتُ
- وجاء في تاج العروس:
باتَ في لَهْوٍ وسَماعٍ: السَّماع: الغِناء وكلُّ ما الْتَذَّتْه الآذانُ من صوتٍ حسَنٍ: سَماعٌ. والسَّميع في أسماءِ اللهِ الحُسْنى: الذي وَسِعَ سَمْعُه كلَّ شيءٍ. والسَّميعانِ من أَدَوَاتِ الحَرّاثينَ: عُودانِ طَويلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقرَنُ به الثَّوْرانِ لحِراثَةِ الأرضِ قاله الليثُ. والمِسْمَعان: جَوْرَبان يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إذا طَلَبَ الظِّباءَ في الظَّهيرَة. والمِسْمَعان: عامِرٌ وعبدُ الملكِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ هذا قولُ الأَصْمَعِيّ وأنشدَ:
ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقلتُ بُوآ ... بقَتلِ أخي فَزارَةَ والخَبَارِ
6 - كما أنه ليس كل لهو محرم وهذا واضح إلا ما دل دليل على تحريمه والغناء وردت فيه نصوص غير هذه الآية وأقوال تدل على أن هذا النوع من اللهو داخل في دائرة التحريم لخطره على القلوب .. وقد وضع أهل العلم شروطًا تدل على أن الغناء محرم إلا بشروط
منها - أن تكون كلماته موافقة الشرع حاثة على معاني القيم وفضائل الأخلاق.
ومنها - ألا يصحب بالمعازف وآلات اللهو
ومنها- ألا يكون بصوت امرأة أمام الرجال
انتهى.
الخلاصة:
1 - أن شواهد اللغة تدل عليه على عمومها.
2 - أن شواهد التفسير والأقوال تدل عليه على خصوصها.
3 - أن الصحابة أعلم بتنزيل النصوص مكانها من غيرهم.
فالغناء على العموم داخل في لهو الحديث. وعلى الخصوص فهو المقصود هنا لأنهم أعظم أنواع اللهو وأشدها على القلوب وأقول الأئمة الأربعة وغيرهم جلية واضحة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:35 م]ـ
مادام الغناء داخلاً في لهو الحديث في الآية -ولو من باب المثال- , فالواجب ذكر الدليل على خروجه من معنى الآية وعدم تحريمه , لا طلب الدليل على دخوله فيها.
أمّا أنا فلم أجد عالماً أخرج اسم الغناء من لهو الحديث , وما نقله الكلباني عنهم كافٍ في الدلالة.
والله الموفق.
الشيخ عادل لم ينكر أن الغناء داخل في لهو الحديث حتى نطالبه بالدليل المخرج
وإنما أنكر أن "لهو الحديث" هنا دليل على تحريم الغناء.
بعبارة أخرى يريد ان يقول لنا:
هل كل لهو من الحديث أو غيره محرم؟
وهل هذه الآية نص في تحريم كل لهو؟
أعتقد أن مشكلتنا هي في القناعات المسبقة التي تحول بيينا وبين فهم الرأي الآخر.
* للعلم: أنا لست مع من يقول بحل الغناء المصحوب بالمعازف.
أما الغناء المجرد فالأصل فيه الحل.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 03:42 م]ـ
الشيخ عادل لم ينكر أن الغناء داخل في لهو الحديث حتى نطالبه بالدليل المخرج
وإنما أنكر أن "لهو الحديث" هنا دليل على تحريم الغناء.
بعبارة أخرى يريد ان يقول لنا:
هل كل لهو من الحديث أو غيره محرم؟
وهل هذه الآية نص في تحريم كل لهو؟
أعتقد أن مشكلتنا هي في القناعات المسبقة التي تحول بيينا وبين فهم الرأي الآخر.
* للعلم: أنا لست مع من يقول بحل الغناء المصحوب بالمعازف.
أما الغناء المجرد فالأصل فيه الحل.
جزاك الله خير وبارك فيك
وأنا معك أن القناعات المسبقة لها خطرها وشأنها لكن المسألة هنا ربما اعتقد لا دخل لها هنا بالقناعات
لأن الأصل فيها العموم كما أشار الشيخ ابن عثيمين في مثل هذا ..
فمثلا الدخان وشربه الحرمة .. مع أنه لا نص عليه بالأصل من القرآن .. لكنه داخل في عموم الآية الكريمة - ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث - فهي من الخبائث فوجب تحريمها لأنه داخل - الدخان - في جملتها لما فيه من أضرار وعواقب نص عليها عليها الأطباء فضلا عن الفقهاء ..
وهذا وجه مهم أضيفه نلتفت إليه ..
وبارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:53 م]ـ
صاحب المقال لم يحسن ترتيبه والاستدلال له , ولذلك لا يتبين لك مراده إلا بمشقة , وربما تفاوتت في فهمه الآراء , وهذه عادة الآراء الغريبة.
حاول أن تجد معنى {لهو الحديث} عند الكلباني من خلال هذا المقال , لن تجده , إلا أن تستنبطه استنباطاً , مع أنه رأس الموضوع وعنوانه.
الشيخ عادل لم ينكر أن الغناء داخل في لهو الحديث حتى نطالبه بالدليل المخرج
وإنما أنكر أن "لهو الحديث" هنا دليل على تحريم الغناء.
بعبارة أخرى يريد ان يقول لنا:
هل كل لهو من الحديث أو غيره محرم؟
وهل هذه الآية نص في تحريم كل لهو؟
مع أن هذا لم يظهر لي , وربما فهمه أبو سعد من الكلام , لكن يبقى السؤال قائماً على هذا الفهم:
الغناء من لهو الحديث , ولهو الحديث منه محرم: فما الدليل على إخراج الغناء من اللهو المحرم؟
مع أنه أقرب إلى ظاهر اللفظ من غيره من المعاني.
ثم ما هي المعاني الأخرى للهو الحديث , وأيها محرم وأيها غير ذلك؟ وكيف أدخلت هذا وأخرجت ذاك؟
ربما لأجل هذا لم نجد معنى {لهو الحديث} في هذا المقال!
أعتقد أن مشكلتنا هي في القناعات المسبقة التي تحول بيينا وبين فهم الرأي الآخر.
نحن لا نرضى أن يلمزك أحدٌ بهذا أبا سعد , فلا ترضه لغيرك رعاك الله , وقد نصحتنا به في أوّل المقال مشكوراً فلا حاجة لتكراره بلا سبب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:22 م]ـ
يقول أبو صفوت:
" دعواه أن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها، ويبنى الحكم على ذلك، فلو قرأت قوله تعالى {فويل للمصلين} ووقفت، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها، فالآية مرتبطة بالآيتين، لا تنفك عنهما، فتأمل. اهـ
وهو كلام مسلم لكنه لا ينفي الاستشهاد بالآية في غير ما نزلت فيه فلا أظنه يخفى على فضيلته أن هنالك فرقا كبيرا بين مقام التفسير للآية وبين مقام الاستشهاد بها أو بجزء منها، فالسياق متحتم في التفسير لكونه بيانا للمعنى المراد في الآية، وغير متحتم في الاستدلال والاستباط، فقد يستدل العالم بجزء ءاية على معنى من المعاني غير ما أفادته الآية كلها في سياقها الذي سيقت له بشرط صحة الاستدلال على المعنى بأي طريق من الطرق المعتبرة، وعدم مصادمته للمعنى السياقي"
وأقول لم أر الشيخ عادل ينفي الاستشهاد بالآية في غير ما نزلت فيه ولكنه ينفي أن يستشهد بها في غير ما لا يصح أن يستشهد بها فيه.
أما قول أبي صفوت:
"وإلا فماذا نقول في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) بعد حثه لعلي رضي الله عنه على قيام الليل ومحاورة علي رضي الله عنه في ذلك.
وماذا نقول فيما ورد من قيامه طوال الليل يردد قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الآية، ويبكي، مع أنها نازلة في شأن تعذيب الله للنصارى الذين جعلوا عيسى إلها من دون الله."
فما أدري ما علاقتها بالموضوع!!؟
وأما قول أبي صفوت:
"وماذا نقول في قول سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ) إلى آخر الآية، أنهم الحرورية."
لا شك أن هذا القول إن صح سنده إلى سعد رضي الله عنه فإنه يقصد أن الحرورية قد نقضوا العهد وربما صدق عليهم هذا الوصف الوارد في الآية، ولكن بالتأكيد أن الآية لم تنزل فيهم وليس لهم نفس الحكم إلا إذا اجتمعت فيهم جميع الأوصاف المذكورة.
قال بن كثير:
"وهذا الإسناد إن صح عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، فهو تفسير على المعنى، لا أن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج، الذين خرجوا على عليٍّ بالنهروان، فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية، وإنما هم داخلون بوصفهم فيها مع من دخل؛ لأنهم سموا خوارج لخروجهم على طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام."
ثم هذه صفات ظاهرة من انطبقت عليه أخذ الحكم المترتب على مرتكبها والاستدلال بها في محلها مطابق لتفسيرها.
أما قول أبي صفوت:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وماذا نقول في قول عمر بن الخطاب: إني أخاف أن أكون كالذين قال الله تعالى لهم وقَرَّعهم: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) مع أنها في الكلام عن حال الكفار يوم القيامة حال عرضهم على النار. "
فأقول الفاروق رضي الله عنه قال أخاف أن أكون ..... وهذا من شدة ورعه رضي الله عنه، ولم يستدل بها على حرمة الاستمتاع بالطيبات التي أحل الله، وما كان له أن يفعل وهو يقرأ قول الله تعالى:
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأعراف (32).
يقول أبو صفوت:
"هذا إضافة إلى أن المثال المذكور لم يخرج عن سياقه بتفسيره بالغناء ولم يفسر ابن مسعود الآية بمعزل عن سياقها، وما أبعد الشبه بينها وبين الأمثلة المذكورة، بل تفسير ابن مسعود دائر مع السياق "
أقول:
بعد أن ذكر الطبري رحمه الله تعالى أقوال السلف ومنهم بن عباس وبن مسعود في معنى " لهو الحديث" قال:
"والصواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله: (لَهْوَ الحَدِيثِ) ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك."
وهنا أدعو إلى تأمل قول الطبري رحمه اله تعالى: "عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله"
وهنا نلاحظ أنه عم به كل حديث بشرط الإلهاء عن سبيل الله، وهذا لا شك أنه يدخل فيه الحديث المباح إذا ألهى عن سبيل الله.
ونحن مع بن مسعود رضي الله عنه أن الغناء من اللهو، ولكن هل قال بن مسعود رضي الله عنه إن الغناء حرام وأن هذه الآية نص في تحريمه؟
بالنسبة لي لا أرى ذلك أنه قول بن مسعود، وهذا هو رأى الشيخ عادل الكلباني حفظه الله حيث قال:
"والأقرب إلى الحق فيما يظهر والله أعلم أن لا يترك قول الإمامين الحبرين رضي الله عنهما، وإنما يؤخذ به على سبيل المثال كما قررنا، ويكون المعنى إن الغناء قد يستعمل للإضلال عن سبيل الله، كما قد يفعله بعضهم في هذه المهرجانات، والفيديو كليبات من مجون ومياعة وفسق وفجور وتعر وإثارة جنسية واضحة، يسمونها غناء، وما هي إلا صد عن سبيل الله، حينها نقول نعم الغناء بمثل هذه الصورة لا يصح بحال وهو داخل في الآية قطعا، وقد يكون كفرا."
ولهذا أقول:
ما كان هناك من حاجة إلى قول أخينا أبي صفوت:
" لكن الإشكال في ذهن الكاتب وتصوره، وإلا فليذكر لنا الآن أين لهو الحديث الذي يشترى ولا يضل عن سبيل الله ولا يملأ القلب رجسا ونجسا، وإن وجد فما هي نسبته حتى تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، ومن قال بحرمته؟ "
والله الهادي إلى الحق والصواب
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:33 م]ـ
صاحب المقال لم يحسن ترتيبه والاستدلال له , ولذلك لا يتبين لك مراده إلا بمشقة , وربما تفاوتت في فهمه الآراء , وهذه عادة الآراء الغريبة.
حاول أن تجد معنى {لهو الحديث} عند الكلباني من خلال هذا المقال , لن تجده , إلا أن تستنبطه استنباطاً , مع أنه رأس الموضوع وعنوانه.
مع أن هذا لم يظهر لي , وربما فهمه أبو سعد من الكلام , لكن يبقى السؤال قائماً على هذا الفهم:
الغناء من لهو الحديث , ولهو الحديث منه محرم: فما الدليل على إخراج الغناء من اللهو المحرم؟
مع أنه أقرب إلى ظاهر اللفظ من غيره من المعاني.
ثم ما هي المعاني الأخرى للهو الحديث , وأيها محرم وأيها غير ذلك؟ وكيف أدخلت هذا وأخرجت ذاك؟
ربما لأجل هذا لم نجد معنى {لهو الحديث} في هذا المقال!
نحن لا نرضى أن يلمزك أحدٌ بهذا أبا سعد , فلا ترضه لغيرك رعاك الله , وقد نصحتنا به في أوّل المقال مشكوراً فلا حاجة لتكراره بلا سبب.
يا بن العم
سلام الله عليك
رأي الشيخ عادل واضح وانظر آخر مقاله تجده.
أما اللمز فأعوذ بالله منه
ولكن هي الحقيقة أخي الفاضل القناعات المسبقة تسطير على الشخص بقوة ويصعب التحرر منها وهذا أجده في نفسي ولا أتبرى منه ولكن أدعو الله أن يعافيني منه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:56 م]ـ
يا ابن العم
سلام الله عليك
رأي الشيخ عادل واضح وانظر آخر مقاله تجده.
أما اللمز فأعوذ بالله منه
ولكن هي الحقيقة أخي الفاضل القناعات المسبقة تسطير على الشخص بقوة ويصعب التحرر منها وهذا أجده في نفسي ولا أتبرى منه ولكن أدعو الله أن يعافيني منه.
يا ابن أخي
أحبك الله وأسعدك
نعم رأي الشيخ عادل واضح بلا شك؛ لكنه لم يبين معنى {لهو الحديث} عنده , فكيف يبني مقالاً يحتشد له من سنين بلا أصلٍ بَيّنٍ يبنيه عليه؟!
وأنت لست من أهل اللمز معاذ الله , بل جاءت منك زيادة حرص على الإنصاف , ومراقبة النفس في كل جواب , فشكر الله لك , وغفر لنا ولمن نحب أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:31 م]ـ
الأخ الفاضل أبو سعد الغامدي - حفظه الله -
هناك أمور أود طرحها بهذا الصدد:
1) القضية المذكورة أهون من يدور حولها كل هذا النقاش في نظري - وما ينازع أحد في كون حسن الكلام مباحا إذا خلا من المعازف، وما ينازع أحد في كون فاحش الكلام حراما ولو بدون المعازف، فانحصر الكلام إذن في قضية المعازف.
2) من أراد أن يتكلم عن الغناء في عصر صارت كلمة الغناء فيه حقيقة عرفية في فاحش الكلام وساقطه فعليه أن يحرر بوضوح ماذا يقصد بكلامه عن الغناء بدلا من تطويل الصفحات بمواضع الاتفاق وخلطها بمواطن الاختلاف
3) أول المقال يناقض آخره فأوله دعوة إلى عدم الجمود على آراء السابقين والتمسك بآراء لا تواكب روح العصر، وآخره ترجيح لكلام السابقين واعتبار له في بعض جزئيات المسألة.
4) لست عاجزا عن أرد على كثير ممن انتقدت به كلامي لا لشهوة الرد ولكن لبيان مقصودي الذي ربما لم يتضح لك، لكن لست ممن يهوى الدخول في مجادلات في موضوع قد عرفت غايته ومنتهاه وما تفيد كثرة الجدل فيه إلا تضييعا لأوقات صرفها إلى غيره أولى، وتأمل لو أني أمسكت نقطة نقطة مما عقبت عليه ورددت عليها ثم رددت علي أنت متى ينتهي موضوعنا ومتى نفرغ لأعمال هي أهم منه
5) دخلنا في عناء هذا الموضوع بناء على مطلب منك في نقض طريقة الاستدلال، فذكرنا وجهة نظرنا، فانتقدتها، فهب أننا لم ننتقد ولم نقل شيئا، وهب أننا سلمنا تنزلا بخطأ كل ما قلنا، فنحن ندعوك وقد رأينا لديك القدرة على النقد أن تنتقد طريقة الاستدلال إن كنت ترى عليها غبارا، ونحن إلى انتقادك بالأشواق، وثق تماما أني لن أدخل معك في شد وجذب وأخذ وعطاء ورد وانتقاد لثقتي بنفاسة وقتك.
وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:59 م]ـ
الأخ الفاضل أبا صفوت
سلام الله عليك، وبعد:
حتى أختصر معك الموضوع أنا قلت منذ البداية ليس الغرض هو تقرير حكم الغناء.
وأنا لم أطرح الموضوع من أجل نقض طريقة استدلال الشيخ الكلباني وإنما قلت:
"أرجو من الإخوة الأفاضل مناقشاة الموضوع بما يتعلق بالناحية الاستدلالية بعيدا عن أي متعلقات أخرى وفق الله الجميع لما فيه الخير. "
فلا يلزم من المناقشة النقض بل قد تكون النتيجة هي تأكيد صحة الاستدلال.
وبما أن أغلب موضوعات الملتقى تدندن حول التفسير وضوابطه وقواعد الاستدلال والمطالبة بوضع منهج يسير عليه طلبة علم التفسير رأيت أن مناقشة هذا الموضوع وأمثاله ربما أثمرت بعض النتائج الإيجابية في تأسيس قواعد استدلالية صحيحة.
وعليه فأنا أخالفك الرأي في مدى أهمية الموضوع وإذا كان لديك ما هو أهم فأنت دخلت النقاش باختيارك ولم يجبرك أحد عليه وبإمكانك أن تفرغ نفسك لما تراه أهم ولا تشغل نفسك بردي ولا برد غيري.
بارك الله فيك ونفع بك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:55 م]ـ
الأخ الفاضل عاطف شكر الله لك ما تفضلت به
ولكن أرى أنك خرجت عن المقصود إلى ما حذرت منه وهو عدم مناقشة حكم الغناء
نحن نريد النقاش حول صحة الاستدلال بالآية على أن معنى "لهو الحديث" هو الغناء
كلامك له وجاهته إذا كان البحث في حكم ما فإنه يجب النظر في الأدلة مجتمعة كما ذكرتَ.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب وصلاح الدنيا والدين
أخي الكريم بوركت أولا ..
وحقيقة أنا ما وقعت فيما حذرت منه لأنه عين ما أردته في طريقة الاستدلال وأزيدك هنا تأكيدا لذلك .. عدة مسائل مهمة:
1 - أن - لهو الحديث - قد يدخل هنا من تنزيل العام على الخاص حيث أن في هذا كثير من الآيات من تنزيل العام على الخاص والخاص على العام أو المطلق على المقيد - كقوله تعالى - فاقطعوا أيديهما - هذا عام مطلق على كل اليد فجاءت السنة فقيدته.
وكلذلك - لهوا الحديث عند العرب - وإن كان معناه كل لهو جملة إلا أنه كان أشد وسائل الصد واللهو عندهم ولهذا تنزلت جملة - لهو الحديث - بوجهين فيما أعلم:
الأول - أنه لهو أي داخل فيه بل وهو أعظم أنواعه.
الثاني: أنه خص بكلمة - الحديث - فعم الكلام وصنوفه.
ولا أدل على هذا - أخي الكريم - من هذه النصوص ولست الآن في محل تخريجها.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل وهناك وجه ثالث قوله تعالى- يشتري - فهو دال بنفسه على ذلك حيث أن الشراء والبيع في لغة العرب يقع عليه بحسبه لأنهم كانوا يشترون الجواري المغنيات والقينات ليصدوا به الناس عن القرآن وليهلوا به لأنفسهم.
وهذي جملة نصوص تؤكد ذلك:
حدثنا إسرائيل عن سِماكٍ عن مَعْبَدِ بنِ قيس عن عبدالله بن عميرٍ أو عُمسرةَ قال حدَّثني زَوْجُ ابْنَةِ أبي لهبٍ قالَ دَخَلَ عَلَيْنَا رسول الله صلى الله عليهِ وسلم حين تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ أبي لهبٍ فقال: هَلْ مِنْ لَهْوٍ*مسند الامام أحمد
4765 حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا محمد بن سابق حدثنا اسرائيل عن هشام بنِ عروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ أنّها زَفّتِ امْرأَةً إلى رجلٍ من الأنصار فقال نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا عائشةَ ما كانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فإنَّ الأنصارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ*رواه البخاري
1885 حدثنا نصر بنُ عليٍّ الجهمي والخليل بن عمرو قالا حدثنا عيسى بن يونس عن خالد بن إلياس عن ربيعة ابنِ عبدالرحمن عن القاسم عن عائشةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بِالْغِرْبَالِ* سنن ابن ماجة.
وجاء في أسباب النزول
أخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت في النصر بن الحرث اشترى قينة وكان لا يسمع بأيريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك اليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه فنزلت.
2 - هناك آية أخرى تدل على نفس الحكم في هذه المسألة:
وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو .. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".
3 - أن الصحابة رضي الله عنهم هم من أصول العرب وفحولها ولا ريب فكونهم بفسرون ويقعون - لهو الحديث - على الغناء فهذا أولى وأسلم وأسد في طرق الاستدلال لوجوه:
- أنهم أصول العرب والبيان.
- أنهم أعلم بالتنزيل من غيرهم إلى يوم القيامة.
- أن الله زكاهم وعدلهم.
- أن المتكلمين منهم في تحريم الغناء. هم من أعلم الناس بالقرآن ومعانيه من أمثال عبد الله بن مسعود وابن عباس.
4 - أن أصل الكلام - أن الغناء - داخل بالجملة في لهو الحديث - فإخراج الغناء على التحديد من جملة لهوا الحديث هو الخطأ فهذا هو الذي يحتاج إلى دليل صحيح يؤكده ويعضده.
لأن الأصل في الكلام العموم إلا ما جاء الدليل على تخصيصه: فلهو الحديث كل ما شغل وألهى عن ذكر الله وصد عنه من الغناء واللعب والغيبة وفضول الكلام.
فإخراج الغناء من مفهوم اللغو هو الذي في حاجة إلى استدلال لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان ..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. ويقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع).
5 - أما كتب اللغة فهاكم بعضها في اللهو:
- أنشد ابن الأعرابيّ:
من البيض ترغينا سقاط حديثها ... وتنكدنا لهو الحديث الممنع
- جاء في العين:
لهو: اللَّهْوُ: ما شغلك من هَوىً أو طرب. لَها يَلْهُو، والْتَهَي بامرأةٍ فهي لَهْوَتُهُ، قال:
ولَهْوَةَ اللاهي ولو تَنَطَّسا
واللَّهْوُ: الصُّدُوف عن الشيء. لَهَوْتُ عنه أَلْهُو لَهوا. والعامة تقول: تَلهَيت.
ويقال: ألهيته إلهاءً أي: شغلته.
وتقول: لَهِيت عن الشيء، ولَهِيتُ منه. وآلهَ عن هذا الأمر، وأله منه.
وقول الله عز وجل: " لو أَرَدْنا أن نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخُذْناهُ من لَدُنّا ". يقال: هو أي: اللهو المرأة نفسها.
واللَّهاةُ: أقصىَ الفَمِ، وهي لَحمة مشرفة على الحَلْق، وهي من البعير العربي الشَّقْشِقَة. ويقال: لكل ذي حلقٍ لَهاة، والجميع: لَهاً ولَهَوات.
واللُّهْوَةُ: ما يُلْقَى في فم الرَّحىَ من الحب للطَّحْن، قال:
يكونُ ثِفالُها شرقي نجدٍ ... ولُهْوتُها قُضاعَةَ أجمعينا.
قال إسحاق الموصلي: أنشدني إسحاق بن مخلد الرازي لأبي العتاهية:
ما إن يطيب لذي الرعا ... ية للأيام لا لعب ولا لهو
إذ كان يسرف في مسرته ... فيموت من أجزائه جزو
- وجاء في المحيط في اللغة:
لهو اللهو ما شغلك من هوى وطرب، ولها يلهو، والتهى بامرأة فهي لهوة. واللهو المرأة نفسها. وقيل الولد. والجماع أيضاً. وبينهم ألهية أي لهو. واللهو الصرف عن الشيء، لهوت عنه ألهو، ولهيت عنه لغة. واله عن هذا الأمر واله. واللهاة أقصى الفم. وهي من البعير شقشقته. والجميع اللها واللهوات واللهاء - بالمد - واللهيات. واللهوة ما ألقي في فم الرحى لهوة. واللها أفضل العطاء وأجزله، الواحدة ليهة ولهوة. وفلان ذو لهوة أي كثرة مال. ويقولون إبله لهاء المائة أي زهاؤها. ولاهى الصبي من الفطام قاربه.
- وجاء في لسان العرب:
وقوله تعالى ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله جاء في التفسير أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل وكلُّ لَعِب لَهْوٌ وقال قتادة في هذه الآية أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها وقيل إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ والله أَعلم ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء كلُّه غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه وأَلهاهُ أَي شَغَلَه ولَهِيَ عنه وبه كَرِهَه وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض الأَزهري وروي عن عُمر رضي الله عنه أَنه أَخذ أَربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح ثم تَلَهَّ ساعة في البيت ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ قال ففرَّقها تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء التَّعَلُّلُ به والتَّمكُّثُ يقال تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ عليه ولم أُفارقُه وفي قصيد
(يُتْبَعُ)
(/)
كعب وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ ولا أُلْهِيَنّكَ إِني عنكَ مَشْغُول أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك وقيل معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك وتقول الْهَ عن الشيء أَي اتركه وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء الْهَ عنه وفي خبر ابن الزبير أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه وأَنشد الكسائي إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد الأَصمعي لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير قال وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير على فَعُولٍ الأَزهري اللَّهْو الصُّدُوفُ يقال لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً قال وقول العامة تَلَهَّيْتُ وتقول أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني قال الأَزهري وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير قال ولا يجوز لَهاً ويقولون لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً ابن بزرج لهَوْتُ.
- وجاء في تاج العروس:
باتَ في لَهْوٍ وسَماعٍ: السَّماع: الغِناء وكلُّ ما الْتَذَّتْه الآذانُ من صوتٍ حسَنٍ: سَماعٌ. والسَّميع في أسماءِ اللهِ الحُسْنى: الذي وَسِعَ سَمْعُه كلَّ شيءٍ. والسَّميعانِ من أَدَوَاتِ الحَرّاثينَ: عُودانِ طَويلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقرَنُ به الثَّوْرانِ لحِراثَةِ الأرضِ قاله الليثُ. والمِسْمَعان: جَوْرَبان يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إذا طَلَبَ الظِّباءَ في الظَّهيرَة. والمِسْمَعان: عامِرٌ وعبدُ الملكِ بنِ مالكِ بنِ مِسْمَعٍ هذا قولُ الأَصْمَعِيّ وأنشدَ:
ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقلتُ بُوآ ... بقَتلِ أخي فَزارَةَ والخَبَارِ
- وجاء في القاموس الفقهي:
ي به - لها: أحبه.
تلهى بالشئ: لها به.
اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم.
(ج) لهوات، ولهيات، ولهي، ولهاء.
اللهو: ما لعبت به، وشغلك من هوى، وطرب، ونحوهما.
وفي القرآن الكريم: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم.
ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (لقمان: 6) قال ابن مسعود: هو، والله، الغناء، وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير،
ومجاهد، ومكحول.
قال ابن جرير: هو كل كلام يصد عن آيات الله، واتباع سبيله.
-: المرأة الملهو بها.
-: الطبل، ونحوه.
اللهوة: العطية من أي نوع كان.
6 - كما أنه ليس كل لهو محرم وهذا واضح إلا ما دل دليل على تحريمه والغناء وردت فيه نصوص غير هذه الآية وأقوال تدل على أن هذا النوع من اللهو داخل في دائرة التحريم لخطره على القلوب .. وقد وضع أهل العلم شروطًا تدل على أن الغناء محرم إلا بشروط
منها - أن تكون كلماته موافقة الشرع حاثة على معاني القيم وفضائل الأخلاق.
ومنها - ألا يصحب بالمعازف وآلات اللهو
ومنها- ألا يكون بصوت امرأة أمام الرجال. انتهى.
الخلاصة:
1 - أن شواهد اللغة تدل عليه على عمومها.
2 - أن شواهد التفسير والأقوال تدل عليه على خصوصها.
3 - أن الصحابة أعلم بتنزيل النصوص مكانها من غيرهم.
فالغناء على العموم داخل في لهو الحديث. وعلى الخصوص فهو المقصود هنا لأنه أعظم أنواع اللهو وأشدها على القلوب وأقوال الأئمة الأربعة وغيرهم فيه جلية واضحة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:00 م]ـ
أنقل هنا ما ذكره الشيخ أبو بكر جابر الجزائري حول هذه الآية في كتابه "الإعلام بأن العزف والغناء حرام" ضمن "رسائل الجزائري" الرسالة السادسة ص363 وما بعده:
قال تعالى (((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل الناس عن سبيل الله بغير علم))) لقمان الآية 6؛
قال مجاهد -وهو الذي قيل فيه:إن أتاك التفسير عن مجاهد فحسبك-: قال: لهو الحديث الاستماع إلى الغناء، وإلى مثله من الباطل. وقال: حلف عبد الله بن مسعود رض1 بالله الذي لا إله إلا هو -ثلاث مرات: إنه الغناء. يعني لهو الحديث في هذه الآية.
بيد أن لمقنع أن يقول: إن هذا مقيد بكونه يضل عن سبيل الله تعالى، وما دام المستمع أو المغني لا يضل عن سبيل الله فلا محذور إذا!
فنقول له:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أولا: إن الإضلال عن سبيل الله نتيجة طبيعية للغناء والسماع لا تختلف، سواء قصدها المغني أو المستمع أو لم يقصدها؛ لأن المضلل عن سبيل الله ليس هو غير المغني أو المستمع دائما، بل نفس المغني أو المستمع تضل كذلك بالغناء أو السماع، عن سبيل الله، ولهذا لم يذكر المفعول به في الآية؛ بل حذف ليعم المغني والمستمع وغيرهما ممن قد يقصد إضلالهم وإفسادهم.
2 - وثانيا: فهل الغناء يهدي بطبعه إلى سبيل الله ويدعو إليه؟ ومتى كان لا يهدي فهو يضل، ومتى كان لا يدعو فهو يصد. ثم هل عرف الناس طوال دهرهم ثمرة للغناء وسماعه سوى ما يصيب به قلوبَ أهله مِن قسوة، وأخلاقَهم مِن التدهور والفساد، وأرواحَهم من الخبث والتدسية -والعياذ بالله-؟؟
أليس من المشاهد عندنا اليوم أن السماع شاغل عن ذكر الله تعالى، وعن الصلاة؟ أو لم يكف الغناء والسماع إليه تحريما ومنعا أن يذكرا وأنهما سبيل إلى الصدّ عن سبيل الله عز وجل، وطريق إلى الانشغال عن ذكر الله؟ ألم تحرم الخمر والميسر من أجل أنهما وسيلة إلى الصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة؟ ألم يقل الله (((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة))) المائدة الآية 91
3 - وثالثا: قال تعالى من سورة النجم (((أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون))) النجم 59 - 61. قال عكرمة عن ابن عباس رض2: السمود هو الغناء بلسان حمير. وهي إحدى القبائل العربية قال: يقال: اسمدي لنا يا فلانة: أي غني لنا. وقال عكرمة في تفسير الآية: كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوْا ليصدوا الناس عن القرآن بالغناء، فنزلت الآية (((أفمن هذا الحديث))) إلى (((وأنتم سامدون))). ولهذا سمى السلف الصالح الغناء: قرآن الشيطان؛ لأنه يعارض به القرآن، ويشغل به عنه وعن ذكر الله، كما يصدّ به عن الله تعالى.
وأخيرا: فهل ذمّ الله تعالى لأصحاب هذه الصفات وتقريعه لهم وإنكاره عليهم هذا الصنيع من الضحك والغناء دال على غير تحريم الغناء ومنعه؟
(يتبع)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:14 م]ـ
أخي حكيم رزقنا الله جميعا الحكمة
يلزم من قولك أن العجب مطلقا والضحك مطلقا حرام
**
ولا يلزم من كون الشيء لا يهدي أنه يضل.
...
أخي الكريم أصل النقاش في صحة الاستدلال لا في حكم الغناء
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:06 ص]ـ
أخي الكريم أصل النقاش في صحة الاستدلال لا في حكم الغناء
جزاك الله أخي أبا سعد على طول نفسك وصبرك في المناقشة وهذه منقبة لك .. وتعقيبًا دعني أقول:
ما المفصود عندك بصحة الاستدلال لا حكم الغناء ..
سيبق أن أشرت في هذه الصفحة إلى عدة أدلة شرعية ولغوية وتفسيرية للآية الكريمة وفيها طرق الاستدلال ولكن يبدوا أنك تشاغلت عنها أو لم تقف معها طويلًا ..
من المعلوم أخي الكريم أن مناقشة أي مسألة شرعية يتعلق به أمور:
1 - الاستدلال
2 - الحكم الناتج عنه.
فإذا كنا نريد البحث عن صحة الاستدلال بالآية أن - لهو الحديث هو الغناء - فقد بينت لكم سابقًا:
1 - أن شواهد اللغة تدل عليه على عمومها.
2 - أن شواهد التفسير والأقوال تدل عليه على خصوصها.
3 - أن الصحابة أعلم بتنزيل النصوص مكانها من غيرهم.
فالغناء على العموم داخل في لهو الحديث. وعلى الخصوص فهو المقصود هنا لأنه أعظم أنواع اللهو وأشدها على القلوب وأقوال الأئمة الأربعة وغيرهم فيه جلية واضحة.
وقد نص أهل العلم على أن مناقشة الاستدلال والوصول إلى الحكم أحسن طرقه وقواعده:
القرآن أولًا قبل السنة واللغة.
السنة النبوية بما صح منها.
الإجماع.
اللغة.
والقياس.
وغيرها ..
فإذا أثبتنا من القرآن وتفسيره وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وشواهد اللغة أن المقصود - بلهو الحديث هنا هو الغناء - فإننا لم نناقش حكم الغناء أصلًا وإن كان هو الناتج منه ولا ريب لكننا ناقشنا وأثبتنا من خلال الأدلة أن اللهو هنا على وجه الخصوص عام يخص الغناء تنزيلًا ..
فما هي الحاجة إذًا إلى البحث عن سياق أدلة ثبت هذا وقد جئنا بها ويوجد غيرها:
ولا ننسى قاعدة مهمة أن هذه بعض آية: أي لا تفسر باللغة أولًأ وإنما بطرق التفسير الصحيحة من تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة والإجماع واللغة بعد هذا لا قبل هذا بارك الله فيك ..
والقرآن حاكم على اللغة وليست اللغة حاكمة على القرآن وهذا له أدلته المعتبرة ..
وإذا تأملنا في قوله تعالى - ولم يلبسوا إيمانهم بظلم - فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك ..
فهل نقول هنا أين الدليل أن الظلم يقصد به الشرك ..
الجواب الدليل: قول الرسول لا الدليل اللغوي لمسمى الظلم.
وصدق القائل:
وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل.
وأرى أن الاستدلال بالآية واضح لا خفاء فيه ... وأن إطالة البحث فيه لا فائدة من ورائه .. بعد هذا
ولكن أقول لو افترضنا أن الآية لا حجة فيها فيها على الغناء .. فإن لدينا من القرآن والسنة الصحيحة والإجماع ما يدلل على الغناء .. وتحريمه ..
أرجوا أن أكون وفقت لإيضاح ما أريده بزعمي هذا وأرجوا من الإخوة مناقشة طرق الاستدلال قبل الكلام على طرق استخراجه من الدليل .. التفصيلي ..
وجزى الله إخواننا المشاركين وأخانا أبا سعد والله نحن نسعد به سعادة كبيرة لا يعلمها إلا الله .. وفقنا الله لكل خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:47 م]ـ
الحمد لله
هذا تتمة كلام الشيخ أبي بكر جابر الجزائري في كتابه "الإعلام بأن العزف والغناء حرام" ص365 فيما يتعلق بآية سورة لقمان قال:
وقد يقول المقنع (هذه كناية في كل الرسالة إلى من قال بإباحة الغناء وكتب بذلك في جريدة عكاظ والرائد وكانتا تصدران في مكة وجدة ذكر ذلك في المقدمة ص359): إن هذه الآيات التي سقتموها أدلة على تحريم الغناء ومنعه ليست هي صريحة في ذلك، وكل ما فيها أنه إيماء وإشارة فقط!
ولكنا نقول:
1 - إن من له أدنى علم بكتاب الله تعالى يعرف أن التحريم للأشياء لا يكون فيه دائما بصيغة التحريم أو النهي، وإنما يكون بهما ويكون بغيرهما من الصيغ، وقد يكون أبلغ في الزجر، وأشدّ في التحريم. وذلك كأن يذكر عاقبة سيئة لفعل ما من الأفعال أو يذكر شيئا معقبا عليه بذمّه أو بذم فاعله ومتعاطيه، فإن هذا يكون محرما كالنّهي عنه أو أشدّ، ومن ذلك: الحسد والكبر والسحر، والغل والغلول، فهذه وغيرها محرمة إجماعا، ومع هذا فلم ينزل فيها حرف واحد يكون بالصيغة التي يريد "المقنع" وهي النهي الصريح أو التحريم الصريح، وكل ما جاء فيها أن الله تعالى ذمّ السحر وفاعله وهذا هو الشأن كذلك في الكبر والغل والمغلول.
وأوضح من هذا فاحشة اللواط فإنها طبعا وشرعا وبإجماع البشرية قاطبة والشرائع الإلهية عامة، ومع هذا لم يرد فيها نص واحد من الكتاب الكريم يحرمها بالصيغة التي يريد "المقنع" و أمثاله. وكل ما جاء في تحريم هذه الفاحشة العظمى حكايته تعالى عن نبيه لوط عليه السلام، وهو يؤنب قومه، ويعتب عليهم في شأنها، مع ذكر عاقبة خاسرة كانت لهم بسببها وبغيرها من الذنوب والمعاصي، فهل يستطيع "المقنع" ومن لفّ لفه أن يقول: اللواط مباح -كما قال في الغناء- وليس بمحرم، لأن الكتاب لم ينص على تحريمه ومنعه بصيغة المنع والتحريم؟
وقد يقول "المقنع" -فتح الله للحق بصيرته-: إن اللواط حرم بلفظ صريح في التحريم، وهو قول الله تعالى في بيان ما حرم على عباده: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) الأنعام 151.
غير أننا نقول له: إن الفواحش لفظ عام للواط وغيره من كل قبيح شديد القبح كالبخل والشح والزنا ومقدماته، والكذب والسرقة والزمر والغناء، فليس إذا لفظ الفواحش نصا في تحريم اللواط، وإنما هو دال على تحريمه كما هو دال على تحريم المعازف والغناء سواء بسواء.
2 - ليعلم "المقنع" أن الغناء في عرف اللغة معناه الصوت الحسن، فلو نزل القرآن بتحريم الصوت الحسن لحرم على المؤمن أن يرفع صوته مخافة أن يكون في صوته حسن أو تطريب، وأي حرج أعظم من هذا الحرج؟ والله يقول (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج 87].
ومن هنا كان تحريم الغناء وهو الصوت الحسن مشروطا بأن يكون داعيا إلى لهو، أو يكون معه زور من الكلام، وباطل من القول، لا مطلق الصوت، فإنه يكون بالقرآن وبغيره من الكلام الطيب، وهو إذ ذاك لا محذور فيه، ولعل هذا هو السرّ في مجيء الغناء الحرام في القرآن الكريم بلفظ السمود، لأن السمود لا يتناول في باب الغناء، غير الغناء المعوف، والذي لا يخلو من لهو ومجون، ولا تخلو ألفاظه من لغو وباطل محرمين.
ومن هنا أيضا جاء الغناء الحرام مقرونا بلفظ اللهو في قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) لقمان 6 الآية للتنبيه على أن المراد بالغناء ذاك النوع الخاص المقرون باللهو، كآلات الطرب الصارف عن ذكر الله تعالى، الصادّ عن سبيله كما جاء بلفظ صوت الشيطان في قوله عز وجل (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) الإسراء 64. لأن الشيطان لا يوحي إلا بالباطل ولا يوسوس بغير زخرف القول تضليلا وتغريرا.
اهـ المقصود مما يتعلق باللآية الكريم من سورة لقمان عليه السلام، والله الموفق وله الحمد والمنة
وللتنبيه هذا الكتاب قديم اقتنيته أنا سنة 1989 ولعله ألفه قبل ذلك بكثير.
(/)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
ـ[نور مشرق]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ادعوكم لنتأمل فى موقع هذه الآية الكريمة
" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَاجَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (143) سورة البقرة
سبحان الله فهذه الآية الكريمة تقع في منتصف (وسط) السورة تماما
أترك لكم التعليق ...
...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ادعوكم لنتأمل فى موقع هذه الآية الكريمة
" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَاجَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (143) سورة البقرة
سبحان الله فهذه الآية الكريمة تقع في منتصف (وسط) السورة تماما
أترك لكم التعليق ......
سبحان الله. لا تنقضي عجائب هذا القرآن العظيم. فالآية تتكلم عن الوسطية وموقعها أيضاً في وسط السورة. سبحان ربي ما أعظمه وجلّت حكمته.
(/)
دلالة قوله تعالى " فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:09 م]ـ
? فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
إن الذين فرضوا على الناس تقليدهم في فقههم وفهمهم وحجروا على الرأي والفكر والعقل فأغلقوا دون الاجتهاد بابا، لم يسعهم وخالفوا ما ارتضاه الله من المخالفين وأذن لنبيه ? بقبوله منهم وهو أن يأتوا بالدليل.
وسيعقل من تدبر القرآن أنه ناقش فريقين من المخالفين:
أحدهما كافر مشرك بالله، خوطب في الكتاب المنزل من عند الله باستعمال السمع والبصر والفكر والعقل لإدراك الأدلة العقلية والحسية المادية ليهتدي إلى أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره، وليعبده المكلفون، وليخافه من يفقهون ويعقلون، وخطاب هذا الفريق كما في قوله:
ـ ? أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ? الطور 35 ـ 36
ـ ? قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقرة 258
ـ ? واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ? الفرقان 3
وجلي من تفصيل الكتاب المنزل خطابهم وتكليفهم باستعمال العقل وأدوات التفكير ليتبيّنوا من حرف الطور أنهم لم يخلقوا أنفسهم وإنما هم المخلوقون وأن الذي خلقهم هو الذي خلق السماوات والأرض ولهو إذن أحق بالعبادة من الأصنام وسدنتها.
وليتبينوا من حرف البقرة أن السنن ونظام الحياة التي فطر الله عليها الكون لن يستطيع تغييرها غير رب العالمين.
وليتبينوا من حرف الفرقان أن الله الذي يخلق ويملك الضر والنفع ويملك الموت والحياة والنشور خير من آلهتهم التي لا تقدر على شيء من ذلك.
وثاني الفريقين من المخالفين يقرّ بالله ربه الخالق خوطب في الكتاب المنزل من عند الله بأن الدليل أي الحجة والبرهان والسلطان المبين أي البيّن له أو عليه إنما هو ما تضمنه الكتاب المنزل من عند الله، وكذلك دلالة قوله:
ـ ? أم آتيناهم كتابا فهم على بيّنة منه ? فاطر 40
ـ ? أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ? الزخرف 21
ـ ? أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكّرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ? الصافات 153 ـ 157
ـ ? إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إنّ لكم فيه لما تخيّرون ? القلم 34 ـ 39
ـ ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
ـ ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93 ـ 94
ويعني أن الكتاب المنزل من عند الله كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن كل منه بينة وحجة لمن استمسك به في سلوك أو قول أو تصور، إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه كما في قوله ? وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ? البقرة 80 ويعني أن لم يتخذوا عند الله عهدا أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة بل هو مما قالوه بغير علم إذ لم يتضمنه الكتاب المنزل من عند الله إليهم وهو التوراة، وكما في قوله ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا ? مريم 77 ـ 79 ويعني أن الذي زعم أن سيؤتى لو بعث في الآخرة مالا وولدا كما في الدنيا إنما يفتري الكذب إذ لم يطلع الغيب كالنبيين والرسل بما يوحى إليهم، ولم يتخذ عند الله عهدا أي لم يتضمن الكتاب المنزل من عند الله تصديق زعمه.
ويعني حرف فاطر أن من خالف في سلوكه أو قوله أو تصوره ما أمر الله به في الكتاب المنزل من عنده فلا يدّع موافقة الحق إذ لم يكن على بينة من ربه بالكتاب المنزل من عنده.
ويعني حرف الزخرف أن المقلدين الذين يحتجون بالقدر ليفلتوا من الحساب والعقاب ليسوا على علم بل يتبعون الظن ويكذبون إذ لم ينزل عليهم كتاب من الله يتضمن تصديق احتجاجهم بالقدر يستمسكون به ليكون لهم حجة عند الله يوم القيامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيّرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنون، وهم جميعا كاذبون إذ لم تتضمن التوراة ولا الإنجيل تصديق أمانيهم.
ويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام حلا لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به ذرعا بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي وحملوا المكلفين على تعطيل السمع والبصر والفكر والعقل واستبدالها بالتقليد.
القرآن أعظم مما يتصور المقلدون
إن قوله:
ـ ? أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
ـ ? وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدّت للكافرين ? البقرة 23 ـ 24
ليعني أن الذين يزعمون أن محمدا ? قد تقوّل القرآن وافتراه من دون الله مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدّق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد ? هو مفترى من دون الله.
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحلّ محلّ الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله ? فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ? البقرة 137 وقوله ? قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ? الأحقاف 10 في كلية الكتاب، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
ويعني حرف الطور أن الذين يزعمون أن النبي الأمي ? قد تقوّل القرآن لن يسلم لهم زعمهم قبل أن يأتوا بحديث مثل القرآن أي منزل من عند الله يعلن تصديقهم في زعمهم.
ويعني حرف هود ويونس والبقرة أن الذين يزعمون أن النبي الأمي ? قد تقوّل سورا أو سورة من القرآن، لن يسلم لهم زعمهم قبل أن يأتوا بسورة أو بسور منزلة من عند الله تتضمن تصديق زعمهم فيما زعموا.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93
ـ ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
ويعني أن التوراة دليل كاف إذ هي مثل القرآن كل منهما كتاب منزل من عند الله.
إن الله قد أرسل كل رسول بآيات خارقة معجزة من جنس ما بلغه الناس المرسل إليهم من العلم والأسباب، ولتكون الآيات الخارقة مع الرسل بها هي الحق الذي يقذف به رب العالمين على الباطل فيدمغه فيزهق حينئذ كما في قوله ? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ? الأنبياء 18، وكذلك قذف بالحق مع موسى على الباطل مع السحرة فدمغه فزهق من حينه، ويعني أن لو كان القرآن باطلا أي مفترى من دون الله لأنزل الله كتابا من نوعه يدمغه فيزهق وهو دلالة إعجاز القرآن كما في قوله:
ـ ? فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ? القصص 48 ـ 49
ـ ? أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ? الأحقاف 8
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
ـ ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
ـ ? وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? البقرة 23
ـ ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ويعني حرف القصص أن الحق الذي جاء به محمد ? من عند ربه وهو القرآن لم يؤمن به بعض المكذبين بسبب أن لم يؤت محمد ? مثل ما أوتي موسى من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء التي أرسل بها إلى فرعون وملئه، فزعموا أن موسى ومحمدا افتريا التوراة والقرآن فخوطبوا في القرآن أن يأتوا بكتاب من عند الله يثبت صدقهم إن كانوا صادقين، وليتبعن محمد ? كل كتاب منزل من عند الله.
ويعني حرف الأحقاف أن الذين يزعمون أن القرآن مفترى من دون الله لن يملكوا من الله شيئا يصدقهم في دعواهم أي لا يستطيعون أن يأتوا من عند الله بشيء ومنه بعض سورة من مثل القرآن ولا أن يأتوا بآية خارقة من عند الله تثبت صدقهم.
وإن دلالة أمر المكذبين بدعوة من استطاعوا من دون الله وشهدائهم الذين يشهدون لهم أن كتابا مثل القرآن أو مثل بعضه هو من عند الله يصدقهم في زعمهم أن القرآن مفترى من دون الله ليعني أن المفتري على الله كتابا أو آيات بينات مفضوح في الدنيا معذب فيها كما هي دلالة قوله ? قل إن افتريته فعليّ إجرامي ? هود 34 ومن المثاني معه في قوله ? وإن يك كاذبا فعليه كذبه ? غافر 28 وقوله ? ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ? الحاقة 44 ـ 47 أي أن المفتري على الله سيفتضح ويعذب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله.
وحرف غافر من قول رجل مؤمن من آل فرعون يعني أن موسى إن يك كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذبه.
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجّلت التعريف به ليفقه الذين يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت واستنبطت:
"من تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن".
الحسن محمد ماديك
(/)
التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:57 م]ـ
تفسير الإمامين الحليلين لفاتحة الكتاب
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن القيم
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاتحة سبع آيات بالاتفاق .. وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها، وكثير من السلف لا يجعلها منها وكلا القولين حق:فهي منها من وجه وليست منها من وجه .. الفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة (أنعمت عليهم) ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمد هو الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له، فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه
"الله " هو الإله المعبود .. ولهذا كان القول الصحيح: أن" الله " أصله الإله، وأن اسم " الله " تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى .. " الرب " هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي .. والعالم كل ما سواه ..
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد .. و"الرحمن"هو الموصوف بالرحمة .. (فبناء فعلان للسعة والشمول ألا ترى أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا؟) .. و"الرحيم" هو الراحم برحمته ..
ملك يَوْمِ الدِّينِ
وهو يوم الجزاء .. يَوْم يدين الله الْعباد بأعمالهم وَذَلِكَ يتَضَمَّن جزاءهم وحسابهم ..
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك .. وخصه بيوم الدين لتفرده بالحكم فيه ..
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك .. العبادة اسم جامع لغاية الحب لله وغاية الذل له .. والعبادة تجمع أصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع .. والعرب تقول طريق معبد أي مذلل .. والإستعانة تجمع أصلين الثقة بالله والإعتماد عليه ..
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
" الصراط المستقيم " قد فسر بالقرآن وبالإسلام وطريق العبودية وكل هذا حق فإن " الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه .. وهذا "الصراط المستقيم" هو دين الإسلام المحض .. [وهو] ما جعله الله عليه من الهدى ودين الحق الذي أمره أن يخبر بأن الله تعالى هداه إليه في قوله (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ثم فسره بقوله تعالى (دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) .. فسمى سبحانه طريقه صراطا .. الصراط في لغة العرب هو الطريق ..
" الهدى"هو العلم بالله تعالى ودينه والعمل بمرضاته وطاعته ..
لفظ " الهدى " إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل به جميعا فيدخل فيه كل ما أمر الله به كما في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} والمراد طلب العلم بالحق والعمل به جميعا ..
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم .. فمن لم يعرف الحق كان ضالا، ومن عرفه ولم يتبعه كان مغضوبا عليه، ومن عرفه واتبعه فقد هدي إلى الصراط المستقيم فهو منعم عليه.
انتهى بحمد الله.
وبعد،
أهمية هذا التفسيرلدى العلماء:
قال الإمام المؤرخ عماد الدين بن كثير صاحب التفسير المشهور:
"في يوم الاثنين ثاني المحرم درس الشيخ الامام تقي الدين بن تيمية الحراني بدارالحديث وكان درسا هائلا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين، ثم جلس الشيخ تقي الدين يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الاموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره".
وفي هذا قال مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله: "وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة، وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه، يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير:"وكان يجتمع عنده الخلق الكثير، والجم الغفير، من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعةالمحررة، مع الديانة والزهادة والعبادة، سارت بذكره الركبان في سائرالأقاليم والبلدان، واستمرعلى ذلك مدة سنين متطاولة! ".
ولقد قال ابن رجب رحمه الله:" فكان يورد من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يفسر في سورة نوح عدة سنين" ..
لقد كان الشيخ الجليل بحق، آية من آيات الله في التفسير!. قال ابن سيد الناس رحمه الله:" لم تر عين من رآ مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحر علمه العذب النمير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير".
ولقد كان هذا هو الهدف المنشود بإذن الله تبارك وتعالى، من هذا التفسير المبارك: وهو أن أرتوي منه ويرتوي معي كل ظامىء إلى علم هذا الحبر البحر؛ وإلى علم تلميذه العلامة المفيد ابن القيم، الذي كان أيضا بحق مفسرا فذا، قل نظيره ..
ولذلك عزمت، مستعينا بالله، وعليه توكلت، أن أجمع ما تفرق في ثنايا كتبهما من التفاسير القيمة، مع العلم أن هذا العمل يحتاج، ولا شك، الى جهد ووقت كبيرين، ولكن يهونه عليناإن شاءالله تبارك وتعالى، أن أحب العمل الى الله أدومه وإن قل ..
ولذلك فلن يفت في عضدنا ضخامة هذا العمل، مادمنا في ما يحبه الله، وسنقوم مرة بعد مرة، بإذن الله تعالى، بعرض مايسره الله عز وجل من تفاسيرهما، ولواستمر الأمر على ذلك مدة سنين متطاولة! كماكان يعرضه صاحبه رضي الله عنه وأرضاه على محبيه ومريديه ..
وقد رأيت أن يكون أول ما أخطه في هذا العمل هو تفسير فاتحة الكتاب وأم القرآن تبركا بهذه السورة المباركة، مع العلم أن ذلك مسبوق بحديث الإمامين عن فضائلها،كما لهما مباحث قيمة حول هذه السورة، سندرجها بإذن الله في الوقت المناسب، كما أنه لابد أن نتعرف على مكانة هذين المفسرين في هذا العلم، كما بينها العارفون المعتمد على كلامهم، والمرجوع الى أقوالهم في هذاالشأن، وهو نقد الرجال، سواء منهم من كان معاصرا لهما، أو قريبا من عصرهما، أوكان بعيدا.
والله أسأل أن يعين على إخراجه على الوجه الأكمل ويجعله خالصا لوجه .. وإني لأرجو من ساداتنا العلماء أولي الرأي السديد وأساتذتنا الأجلاء وعموم القراء الأفاضل أن يمدونا بما لديهم من رأي سديد وقول حكيم يفيد في إتمامه على الوجه الذي يليق به فإنه لمطلب عزيز وغاية حميدة وأمنية غالية والله المستعان ..
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات بإذن الله!) ..
ـ[حمود العمري]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:10 م]ـ
شكر الله لك أخ أحمد هذا العمل المبارك ونتمنى لو تم إلى سورة الناس على هذه الطريقة.
(/)
شاركنا بفكرك. كيف نصنع مفسرا في هذا الزمان؟
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[08 Jul 2010, 07:29 م]ـ
لا تستغرب من هذا التساؤل فإنه من الأهمية بمكان وقد يقول قائل هذا سوف يجرئنا على التهجم على كتاب الله فنقول له هل لو لم نذكر هذا السؤال هل سيحجم الناس عن ارتقاء ذلك المرتقى؟ هل سيمتنع الباحثون عن كتابة أبحاثهم سواء كانت في مرحلة التخصص "الماجستير" أو درجة العالمية"الدكتوراة"؟ فضلا عن مئات الكتب بل قل آلاف الكتب والأبحاث وحلقات وسائل الإعلام، فأيهما أولى بنا أن نذكر شروط من يتصدي لكتابة لتفسير القرآن نُعرفه بالقواعد العامة للتفسير لا ليفسر بل ليفهم التفسير الذي سيعتمد عليه وليعرف الأصيل من الدخيل وليعرف كيف يكتب وكيف ينقل وكيف يلخص وكيف يختار وكيف يتحدث.
هذا التساؤل وهذه الفكرة لو طبقت إنما لنأخذ بيد من يريد أن يقرأ كتاب تفسير كيف يقرأه كما أنه سيعين من يريد كتابة بحث في التفسير كيف يكتبه. فليس الغرض أن ندعى أننا سنستطيع أن نعلم طلابا يكونون كابن جرير الطبري أو القرطبي أو الألوسي. ولكن ما المانع أن نحاول ذلك؟
فها هو القرن الرابع عشر الهجري كتب فيه من عظماء الأمة نعم كتبوا فيه من التفاسير ما يفوق كتب السابقين من القرون السوالف فمن أي العصور كان محمد عبده ومحمد رشيد رضا ومحمد جمال الدين القاسمي ويوسف الدجوي وإبراهيم الجبالي والشيخ المراغي والأستاذ محمد فريد وجدي وبديع الزمان النورسي والشيخ محمد عبد الله دراز والشيخ شلتوت والشهيد سيد قطب والشيخ محمد أبو زهرة والعلامة الطاهر بن عاشور والشيخ عبدالرحمن السعدي والعلامة الشنقيطي والشيخ سعيد حوي والشيخ أحمد السيد الكومي و الشيخ محمد حسنين مخلوف والشيخ محمد أمين الهرري والشيخ الشعراوي والشيخ الغزالى والدكتور عبد الغفور محمود مصطفى رحمهم الله تعالى.والدكتور وهبة الزحيلي والعلامة القرضاوي والأستاذ الدكتور محمد أبو موسى وأستاذنا الشيخ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد وأستاذنا الشيخ الدكتور إبراهيم خليفة وغيرهم كثير ..
والأساتذة الأفاضل الذين كتبوا الرسائل العلمية في التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي والسادة أعضاء المجامع العلمية الذين كتبوا تفسير القرآن ولا ننسى عمل الأفاضل الذين كتبوا تراجم لمعاني القرآن الكريم ولماذا نستبعد ذلك وقد رأينا من يصنع رياضيا أو سياسيا أو عسكريا بل هناك معاهد متخصصة لإعداد القادة فلنتمنَّ من الله وهو على كل شيء قدير أن نجد من يقوم على إعداد المفسر ولو قمنا بإعداد ألف مفسر ونجحنا في عشرة لتغيرت الدنيا بل لو خرجنا بواحد لما خسرنا الباقين؛ لأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض،فالمفسر واحد والفاهم للتفسير عشرة مثلا والمستوعب للتفسير عشرون وهكذا بل قد يحي الله ممن نظن أنهم لم يصلحوا الآن.
وهذه فكرة لعل الله يقيض لها من يقوم على إحيائها ولو قام بها كل طالب بنفسه واستمد العون من ربه لأعانه الله والله ذو الفضل العظيم.
لهذا أقدم هذه الفكرة متمنيا أن يقوم كل أستاذ بقسم التفسير أن باختيار أحد الطلبة من الفرقة الثالثة ويعتني به وينفق عليه ويعطيه من كتبه ومراجعه ووقته وفكره حتى يصل به إلى مرحلة العالمية ويكون هذا الطالب تلميذ ذلك الأستاذ على مدار عشر سنين ولننتظر العون من الله المعين. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) هذا ومن المعقول أن نقسم فترات الكتابة التي يصل إليها الباحث نقسمها قسمين قسم التحصيل والتعلم والقراءة والإعداد والتأهيل ... والقسم الثاني مرحلة الكتابة والتوصيل والإمداد للناس بالكتابة والإلقاء ... يتع
أخوكم عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر
ـــ الحواشي ــــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) ولنترك هذه الكلمات المحبطة مستوى الطلاب ضعيف والطلاب ... ولنعلم أنه لو كان الطلاب أفضل من الشيوخ لاستمر العلم ولو كان الطلاب أقل علما لاندثر العلم وليس في ذلك استهانة بالشيوخ ولكن نطلب التواضع وبث روح الأمل في الأمة وطلبة العلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:07 م]ـ
أهلا بأستاذنا الفاضل الدكتور عبد الحميد البطاوي في ملتقى أهل التفسير، فقد أشرق بإطلالتكم المشرقة ومشاركتكم المباركة، ونسأل الله أن تكون فاتحة خير على ملتقانا العزيز لنستفيد من علمكم
أثارت مشاركتكم في النفس شجونا ونكأت جراحا في زمان ندر فيه الأستاذ المربي والمعلم الوالد، و فقدنا فيه الشيخ الذي نلازمه ونفيد من علمه ونتأدب بأدبه. فالله المستعان
وقد طرحتم فكرة احتضان المدرس لطالبه لسنوات متتالية وهي فكرة رائقة تدل على همة عالية وإخلاص لخدمة الكتاب العزيز، وليست القضية مقصورة على التفسير فقط بل هي ظاهرة العصر في كل العلوم الشرعية. وتنفيذ هذه الفكرة يحتاج إلى عدة أمور
1) مواصفات الطلاب الذين يتم انتقاؤهم.
2) مواصفات المدرس أو المدرسين الذين يباشرون التدريس
3) المنهج اللازم دراسته نظريا وتطبيقيا ووضع خطة لتنفيذه بصورة عملية في مدد زمنية محددة ووضع معايير لتقييم استيعاب الطالب في المنهج أو عدمه.
4) التمويل المادي
وظني أن أستاذ الجامعة ليس في مقدوره التكفل بنفقات طالب واحد فضلا عن أن يتكفل بنفقات غيره
وأخيرا على المشاركين في هذا الموضوع أن يشاركوا بفكرهم في البنود الثلاثة الأولى عسى أن يتحمس لتنفيذها بعد وضع خططها وترتيبها أهل الخير، أو يكون أهل العلم قد قاموا بجزء من واجبهم في هذه القضية المهمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:30 م]ـ
أرحبُ بفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الحميد البطاوى في ملتقى أهل التفسير، وأشكره على طرح هذه القضية بهذه الطريقة الموفقة.
واحتسابُ الأجر في إعداد الباحثين وطلبة العلم في هذا العلم الشريف مطلبٌ سامٍ، وغاية شريفة، والتخطيطُ لها بهذه الطريقة المقترحة مُثمرةٌ بإذن الله علماء بكتاب الله، ينفع الله بهم الأمة نفعاً عظيماً.
- أما مواصفات الطلاب الذين يُمكنُ أن ينتفعوا بِمثل هذا المشروع فلن يلتحق بالدراسة في الغالب في هذا التخصص إلا الراغبون، ولكن سيجد كل مُعلِّمٍ مَن يكون مُحباً مُقبلاً حريصاً ذكياً، فهذا يعرفه الأستاذ ويحرص على الأخذ بيده بكل وسيلة ممكنة لنجاحه ومواصلته ارتقاء درجات هذا العلم.
- وأما مواصفات المدرِّس فالمثالية المطلوبة أمرٌ يمكن وضع الصفات له، ولكن الحديث الآن عن الأساتذة الذين يباشرون التدريس ورسالة الدكتور عبدالحميد هنا موجهة للقائمين بالأمر الآن على أي وجه كانت صفاتهم، ولن ينتفع بمثل هذه الدعوة إلا الأساتذة المخلصون في خدمة هذا العلم وطلابه وهم كثيرون بحمد الله.
- وأما المنهج الذي يسير عليه الطالب، فالمناهج التي المقررة غالباً تأخذ بالحسبان حسن إعداد الباحثين، ويتم الآن في معظم الجامعات الإسلامية مراجعة وتطوير واستدراك رغبة في الكمال، وسعياً للإعداد الجيد الأمثل للباحثين، ويبقى الحد الأعلى للإعداد محل اختلاف وجهات نظر بين أهل العلم بالتفسير وعلومه.
وفي رأيي المتواضع أنه لو أخلصنا العمل فيما بين أيدينا من المتاح لتحقق من ذلك خير كثير، فالطالب يأتي للدراسة وهو شبه متفرغ، ويَحتاج من صدق التعليم، وتَمام الرعاية من المُعلِّم ما يبلغ به درجات الكمال يوماً بعد يوم، ونفقته في الغالب لا تكون على المعلم، ولو تعاون المعلم معه في حدود قدرته لما كان في ذلك مشقة كبيرة على المعلم، مع تقديري لتفاوت تكاليف المعيشة بين البلدان.
أكرر شكري للدكتور عبدالحميد البطاوى، وأكرر ترحيبي به أخاً عزيزاً، ومعلماً كريماً في هذا الملتقى العلمي، والحديث في هذا الموضوع ذو شجون، ولم أشأ أن تقتصر مشاركتي الأولى في الموضوع على الشكر والترحيب فحسب، وإلا ففي الذهن تفاصيل حول هذا المشروع الرائع، ولعل الله أن يوفق لإكمال صورته، لينتفع به مَن يُرِدِ الله به خيراً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jul 2010, 01:32 ص]ـ
[ QUOTE= عبد الحميد البطاوي;109171] أقدم هذه الفكرة متمنيا أن يقوم كل أستاذ بقسم التفسير أن باختيار أحد الطلبة من الفرقة الثالثة ويعتني به وينفق عليه ويعطيه من كتبه ومراجعه ووقته وفكره حتى يصل به إلى مرحلة العالمية ويكون هذا الطالب تلميذ ذلك الأستاذ على مدار عشر سنين ولننتظر العون من الله المعين هذا ومن المعقول أن نقسم فترات الكتابة التي يصل إليها الباحث نقسمها قسمين قسم التحصيل والتعلم والقراءة والإعداد والتأهيل ... والقسم الثاني مرحلة الكتابة والتوصيل والإمداد للناس بالكتابة والإلقاء ...
مرحبا بالأستاذ الدكتور عبد الحميد ونشرف به في ملتقانا القيم من ناحية، ومن ناحية أخرى يسعدنا كونه من العلماء المتميزين في قسم التفسير وعلوم القرآن بأصول الدين بالمنوفية.
والحق أقول إن احتواء العلماء للمتميزين من طلاب العلم لا يستطيعه كل واحد من العلماء.
ـــــ فعالم لا يؤدي عمله لا ننتظر منه ذلك.
ـــــــ وعالم مادي ينظر إلى المال على أنه إلاهه ـ والعياذ بالله ـ لا ننتظر منه هذا الدور.
ـــــ وعالم وُضِعَ في مكانه لتصفية الدين وإنهاء التخصص الديني على اختلاف مسمياته ـ لا ننتظر منه خيرا.
وقد خطى بعضهم خطوات في هذا الاتجاه وبعد أن كانت بعض الكليات الشرعية في بعض دولنا العربية لا نحصي لطلابها عددا لكثرتهم أصبحت الكلية على {يديه} جزئية، بل في أقسام معينه لا تزيد في عدد الطلاب عن عدد أصابع اليد الواحدة ومن هذه الأقسام قسم التفسير.
ـــــ وعالم انشغل بالأضواء حتى غدا طلابه يخجلون من مجرد الاسترشاد برأيه لا ننتظر منه شيئا.
ـــــ وعالم كسول لا علم له لا نعوِّل عليه.
ـــ وعالم يعيش الماضي السحيق ولا يحيا الحاضر لن يقوم بدوره الذي نتغياه.
فقط العالم الرباني الذي يدرِّس العلم من منظور عقدي شرعي هو الحقيق بالقيام بهذا الدور الرائد والرائع.
ـــ أذكر يا دكتور عبد الحميد أننا كنا نقوم بتدريس الخطابة لطلاب العلم في ناحيتنا ونحن لا زلنا في خواتيم مرحلة الثانوي.
وعندما قمنا بتبني عدد من أبناء قريتنا مقسِّمين إياهم على مجموعة من أهل العلم المتخصصين نتج عن هذا ثورة علمية في كل كليات الجامعة وخاصة {تخصصي اللغة العربية والتفسير} وهم الآن من أعضاء هيئة التدريس في جامعتنا العريقة من أسيوط حتى الاسكندرية.
الاقتراح: جيد.
التنفيذ: ممكن.
الآلية: موجودة.
الإشكالية: في أستاذ يرى وجوب تنفيذ مقترحكم وأن ذلك من أبرز وسائل تقدمنا في الدنيا، بل ودخول الجنة في الآخرة.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Jul 2010, 01:59 ص]ـ
جزى الله خيراً الشيخ البطاوي وأهلاً به بين أهله
وأسأل الله أن يبارك فيك وفي اقتراحك الواعي والجميل.
وكلامك الذي تفضلت به كان كمطهر لجرح وكمرهم قرح
وأضيف إلى ما قيل:
أظن أن أهم شرط وأولاه في هذه العملية التعليمية لـ" المفسر " أن يكون عند الطالب والمطلوب موهبة .. فلا تكفي الرغبة وحدها.
أقصد بالموهبة القدرة على التقاط المعلومة من النص ووضعها في موضعها من الاستشهاد والتمثل والربط بينها وبين غيرها.
وأحسب أن ابن عباس رضي الله عنه قد بدت عليه أمارات ذلك مع بركة الدعاء الشريف: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
فلما اجتمعت الرغبة مع الموهبة كان حبر الأمة وترجمان قرآنها.
لا أخفي سرّاً أن كثيراً من المعلمين والطلاب يفتقدون حاسة التذوق للنص وموهبة التعاطي التأثري معه.
وهذا لا يلغي التفسير المأثور .. كلا .. بل هذا من باب الاستفادة المثلى من صحيح التراث، ومن باب الحاجة إلى حدة الأنظار في كتاب الله وبراعة الفهم للمأثور وتثوير المعاني المستورة في طيات الفهوم.
أدامكم الله وبارك فيكم
والله أعلم.
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:06 م]ـ
إخواني وأساتذتي جزاكم الله خيرا على هذا التواصل المبارك وتأخرت في الرد لأني لم أكن أعرف أسلوب الردود بارك اللله فيكم جميعا
هذا وقد كان الموضوع تحت عنوان كيف تصبح مفسرا؟ ولكن ...
والغرض من هذا التساؤل هو التنافس والتسابق والجد والاجتهاد ونبدأ بأنفسنا ونشجع إخواننا الطلاب فقد مللنا من قول البعض مستوى الطلاب في انحدار ... فنحن نوضح لهم ونساعدهم
وقد فدمت خطة لإحدى الكليات خطة رسائل علمية لتفسير اقرآن الكريم يتقيد الباحث بشروط معينة ويوجز الرالة بمقدار العشر حتى يمكن ترجمتها للغات أخرى ولكن الرد مع يقيني أن الخطة لم تقرآ لأنها كانت تحتوى على اقتراحين كان الرد مستوى الطلاب ضعيف و والله لدينا من الباحثين من يرجى منه الخير
ومن صور التفاعل مع الباحثين
كان أحد المشرفين يعطي الطالب مساعدة حتى يطبع الرسالة وآخر يبيت عنده الطلاب ويطعمهم وقال لي أحدهم " د/ السيد عبدالحميد المهدلي" من اندونيسيا هذا أبي كنا نبيت عنده وهو د سيد مرسي البيومي وفعل مثل ذلك مع د/ سليمان مصطفى أيدين من تركيا وكان يعطينا كتبه هدية منه بارك الله فيه
أيضا كنت أوصي إخواني الطلاب أن يتميز كل واحد بدراسة بجوار دراسته الأصلية انتسب لكلية اللغة العربية أو الشريعة أو معهد القراءات ومن مل من الدراسة الشرعية فليلتحق بكلية اللغات يتقن لغة أو لغتين ومعنا د/ عبدالله رفاعي مدرس التفسير يتقن اللغة الإنجليزية والألمانية والمالاوية والماليزية والفارسية وله اهتمامات بالمؤتمرات والمشاركة بأبحاث بلغات شتى
(/)
النص بين المعنى المعنوي والمعنى الحسي.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:01 م]ـ
عندما يحتمل النص معنين: معنى حسي، ومعنى معنوي،ترى الكثير من الناس يقصرونه على المعنى الحسي،ولايلتفتون إلى المعنى المعنوي،وما ذاك إلا انحراف في الفهم،وقصر للنص على بعض أفراده،وإهمال معان مثله أو أعظم منه.
ونضرب أمثلة على ذلك:
عندما يقول الحق تبارك وتعالى: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)،تجد الكثير يقصره على المعنى الحسي وهو التطهير من النجاسة والقذر، ويهمل التطهير المعنوي،وهو: تطهيره من كل ما يخالف الشرع.
وعندما يقول سبحانه: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعلمين) يقصر بركة البلد على الثمار وتوفرها وتنوعها، ويغفل بركة مضاعفة الأجور كالصلاة،وتنوع الأعمال الصالحة فيه من طواف وحج وعمرة.
وهلم جرا ....
ولو ذهبت تستقصي النصوص التي يقصرها الكثير من الناس على المعنى الحسي،لوجدتها تصلح مصنفا مستقلا ومبحثا ينتفع به.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلينا معهم في التابعين، أما بعد:
أود يا أخي محمد أن أنبه على أن الطهارة ههنا ليست إلا حسية، حتى ما ذكرته من التطهير من الشركيات وما في حكمها فإنها كلها حسية، لكن كان الأولى الإشارة إلى أن هناك ارتباطا شبه لزومي بين المعنيين، وانظر إلى الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم حينما خاطبه بقوله جل وعلا: (((وثيابك فطهر))) فإن الأمر بطهارة الثياب وهو طهارة الظاهر بحقنا نحن يستلزم أن يكون قد سبق ذلك أو رافقه طهارة الباطن، بالتخلص من كل شوائب الذنوب الباطنة وتنقية النفوس من أدرانها، لكن هل بالإمكان الانتقال إلى البنية الكنائية باللفظ (طهر) في هذه المواضع، على أساس وجود المعنيين واستدعاء أحدهما الآخر بعلاقة لزومية، هذا هو ما يحتاج إلى دراسة وبحث في استخدامات هذا الفعل في المصادر العربية الأولى كالقرآن والحديث والشعر الجاهلي للنظر فيما إذا كان هذا الفعل قد حمل مثل هذه العلاقة اللزومية في تلك المراحل من استعمال اللغة، وإلا فإن الارتباط بين المعنيين في المستويين لا يدخل مباشرة في البنية اللزومية من أول وهلة، فهما ليسا مما يدخل في دائرة ما ذكرت، إلا من قبيل التفسير الإشاري، باعتبار تكامل هذه المعاني، دون مساس بما عليه ظواهرها، بل بتأكيده، وهو تأكيد وارتباط قد يدفع إلى الاعتقاد بكونه دلالة إيحائية تغيب تحت سيطرة الدلالة المرجعية التي يقتصر عامة الناس ممن يتلقى النص عليها.
(/)
بين وعظ القرآن والأسلوب الوعظي
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:25 م]ـ
ينتقد عدد من أهل العلم بعض الباحثين في التفسير، ويقولون: حولتم التفسير إلى نصائح ومواعظ، وهذا لا يناسب البحث العلمي المنهجي، ويَردُّ عليهم أصحابُ هذا المسلك بأن القرآن كتاب موعظه، والناس مفتقرون إلى مواعظه البليغة العظيمة.
والمسألة عندي تحتاج إلى تحرير يرتفع فيه النزاعُ بين الفريقين، فأقول وبالله التوفيق:
إن كان المراد توظيفَ الباحث مواعظ القرآن لمعالجة بعض المخالفات والمنكرات والتحذير منها وبيان عواقبها السئية في الدنيا والآخرة بأسلوب علمي فهذا لا جدال في مشروعيته؛ فإن القرآن كتاب موعظة كما وصفه الله تعالى في سورة يونس، بل هو خير ما يوعظ به، وقد اشتمل على آيات كثيرة جدا في الوعظ والترغيب والترهيب والزجر والتهديد.
وإن كان المراد تعبير الباحث عن تلك المواعظ القرآنية بأسلوب الوعاظ والقصاص كأن يقول: فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا من انتهاك حدود الله ... ، أو يقول: فتذكر يا عبد الله هذا الموقف العظيم ... ، أو يقول: أيها الغافل تنبه ... ، ونحو ذلك من الأساليب التي قد يوردها بعض الباحثين، ولا سيما المبتدئين، فهذا غير مناسب في البحث العلمي الأكاديمي، وإن كان مقبولا ومطلوبا في كتب الوعظ والرقائق والخطب. فلعل هذا التحرير الموجز لهذه المسألة يجمع كلمة الطرفين. والله أعلم.
(/)
استمع للشعراوي وهو يفسر قوله تعالى: (ووجد من دونهمُ امرأتين تذودان): كلام رائع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jul 2010, 09:08 ص]ـ
ما أجمل هذا الكلام!
رحم الله الشيخ الشعراوي وغفر له وجمعنا به في جنات النعيم.
هذا حديث رائع للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله عن قوله تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير)
فيه فوائد واستنباطات موفقة.
http://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk&feature=player_embedded#!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:37 ص]ـ
رحم الله الشيخ الشعراوي وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:53 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لكن أين الرابط؟!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 12:03 م]ـ
يبدو أخي الفاضل أنه لم يظهر عندك مربع الفيديو داخل المشاركة. بأي حال هذا هو الرابط بارك الله فيك:
http://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk&feature=player_embedded
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل فكم كانت مفيدة و حاسمة فى قضية مازالت محط نقاش بين الناس. وكلما استمعت إلى الشعراوى أو قرأت لمحمد عبد الله دراز و سيد قطب تستشعر كم فتح الله لهم من نظر و تدبر فى كتابه العزيز و كلٌ من زاوية مختلفة فجزاهم الله عن أمة الاسلام خيرا و جمعنا الله بك و بهم فى مستقر رحمته.
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[09 Jul 2010, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
تم التحميل
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:14 م]ـ
يبدو أخي الفاضل أنه لم يظهر عندك مربع الفيديو داخل المشاركة. بأي حال هذا هو الرابط بارك الله فيك:
http://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk&feature=player_embedded
جزاك الله خيرا.
ولكن لم يظهر هنا أيضا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ولكن لم يظهر هنا أيضا
يبدو يا حبيبنا أنَّ عندك مشكلة في عدم وجود برنامج Real Player أو Media Player ونحوهما. وإلا فالمقطع نشاهده بسهولة. وعلى كل حال هو موجود على موقع اليوتيوب نفسه لو ضغطت على كلمة YouTube التي تظهر على الشاشة.
لكن المشكلة أنها لا تظهر عندك الصورة!
تصرَّف يا شيخ طه أو لا تحزن على عدم مشاهدة هذا المقطع فليس ضمن المقرر الذي سيكون فيه الاختبار!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:25 م]ـ
معذرة. سأرسله لك على بريدك الخاص لتشاهده في اليوتيوب
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:12 م]ـ
إذا دخلت على موقع اليوتيوب ووضعت اسم الشيخ الشعراوي في مربع البحث تظهر كل الحلقات وهذه الحلقة بعنوان:
حكم عمل المرأة في الإسلام
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:02 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب د. عبدالرحمن و نفع بكم ..
حاولتُ أن أتصرف لكن دون جدوى! حتى رسالتكم الكريمة لم يظهر فيها الرابط و لا الفيديو ..
عندي برنامج Media Player Classic و من مزاياه تشغيل جميع أنواع الصوتيات و المرئيات ..
و على كل حال فالأمر كما ذكرتم ليس ضمن المقرر الذي سيكون فيه الاختبار!:)
و بارك الله في الأخت سمر على الإفادة و سأشاهده مباشرة من اليوتيوب إن شاء الله ..
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:02 ص]ـ
أبشركم بأني شاهدتُ المقطع ..
و المشكلة كانت من عندي و عذرا على إزعاجكم.
بارك الله فيكم و نفع بكم.
(/)
سؤال في الآية (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:00 ص]ـ
تستوقفني كثيراً هذه الآية الكريمة في سورة يوسف (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)) فهل تتحفونا أيها الأفاضل بما فيها وما بين حروفها من معانٍ لا ينتبه إليها إلا متدبر متفكر في آيات الله تعالى.
كيف نفهم أن هناك من يؤمن بالله وهو مشرك؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:11 ص]ـ
إيمانهم في اعترافهم بربوبية الله لهم خلقا ورزقا وتدبيرا الخ وشركهم في عبادتهم مع الله غيره، فلم يكن إيمانهم الأول مثمرا للتوحيد الخالص فصاروا مؤمنين مشركين، وإليك بعضا من النقول:
قال ابن كثير: وقوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} قال ابن عباس: من إيمانهم، إذا قيل لهم: من خلق السموات؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: "الله"، وهم مشركون به. وكذا قال مجاهد، وعطاء وعكرمة، والشعبي، وقتادة، والضحاك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وفي التفسير الميسر: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}
وما يُقِرُّ هؤلاء المعرضون عن آيات الله بأن الله خالقهم ورازقهم وخالق كل شيء ومستحق للعبادة وحده إلا وهم مشركون في عبادتهم الأوثان والأصنام. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرا.
وفقك الله ورعاك وزيادة المطالعة لكتب التفسير تفيدك بإذن الله لكني اقتصرت من النقول على ما يحقق المقصود
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو صفوت على إجابتك القيمة وقد قرأت هذه المعاني في كتب التفسير لكني كنت أبحث عما وراء هذه الآية من تنبيهات قد تكون موجهة لنا خاصة أنها جاءت في السياق بعد قوله تعالى (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف) فخشيت أن نكون نحن المؤمنون -إن شاء الله تعالى- مقصودون بهذه الآية وبهذا التنبيه، وهل يمكن أن نكون نحن من هؤلاء؟ فربما هناك ما قد يؤثر في إيماننا فيدخلنا في زمرة الذين وصفتهم الآية الكريمة، وكيف نحفظ أنفسنا من أن نكون منهم؟
أسئلتي هذه هي للتدبر وليس لمجرد الاستفسار عن معنى الآية من كتب التفسير وفقك الله لكل خير.
بارك الله فيك
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jul 2010, 12:31 م]ـ
فهؤلاء يقرون ربوبية الخالق عز وجل ولكنهم أشركوا به وجعلوا له من عباده جزء.
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [المؤمنون/84 - 92]
قال ابن جرير رح1:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَمَا يُؤْمِن أَكْثَرهمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَمَا يُقِرّ أَكْثَر هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ عَزَّ وَجَلَّ صِفَتَهُمْ بِقَوْلِهِ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَة فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} بِاللَّهِ , أَنَّهُ خَالِقه وَرَازِقه وَخَالِق كُلّ شَيْء , إِلَّا وَهُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ فِي عِبَادَتهمْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , وَاتِّخَاذهمْ مِنْ دُونه أَرْبَابًا , وَزَعْمهمْ أَنَّهُ لَهُ وَلَد , تَعَالَى اللَّه عَمَّا يَقُولُونَ.
وفي الأية فائدتان لأهل الإسلام تخصهم كل واحدة بخصوصية:
الأولى:التحذير من الشرك بالله بأنوعه ,من شرك العبادة الى شرك الرياء ,
الثانية إقتداء القول بالعمل: فعند خوفه على الررزق وفواته يتذكر الخالق الرزاق فلا يمد يده لحرام ولا يغش ,وعند خلوه بالظلمات يتذكر ربه ورب الظلمات ,وهلم جرا.
ويتعلق بهاتين الفادتين أمر مهم وهو أن القول يحكم على حقيقته بالعمل فمن ذلك ما ذكره عز وجل:
" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " [المائدة/81]
,وكذلك عن التباين في الإيمان بالفعل فيكون العمل تصديقا وسواه كفرا به أو تركا له:
"ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة/85]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:05 م]ـ
المعنى ما ذكره الإخوة من أن إقرارهم بتوحيد الربوبية، وأن الله هو الخالق المالك المدبِّر لا ينفعهم ماداموا مشركين به في ألهيته.
ومن المفسرين من جعلها في نسبة النعم إلى غير الله تعالى، قال القرطبي عند هذه الآية: " وقيل معناها: أنهم يدعون الله ينجيهم من الهلكة، فإذا أنجاهم قال قائلهم: لولا فلان ما نجونا، ولولا الكلب لدخل علينا اللص، ونحو هذا؛ فيجعلون نعمة الله منسوبة إلى فلان، ووقايته منسوبة إلى الكلب” وعلى هذا المعنى يمكن أن يدخل فيها المسلم بشرط أن يقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده، ولكنه يضيفها بلسانه. وهذا ما استشكلته د. سمر.
فائدة
أقسام نسبة النعم إلى غير الله:
نسبة النعم إلى غير الله ـ تعالى ـ لها ثلاثة أقسام: ـ
الأول: أن يضيفها إلى السبب نفسه، مع عدم الاعتقاد بأنها من الله ـ تعالى، فهذا شرك أكبر.
الثاني: أن يضيفها إلى سبب صحيح ظاهر، مع اعتقاده بأنها من الله، فهذا شرك أصغر.
الثالث: أن يضيفها إلى سبب صحيح ثابت ظاهر على وجه الإخبار، مع اطمئنان قلبه بأن المنعم الحقيقي هو الله ـ تعالى ـ، واستحضاره لذلك، واعترافه بأن هذا السبب من فضل الله ونعمته فهذا جائز. و الله أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأفاضل على تجاوبكم واهتمامكم وإجاباتكم أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين به حقاً رباً وإلهاً سبحانه وأن يعصمنا من الشرك ما خفي منه وما ظهر وأن يثبتنا على هذا الدين والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
(/)
دلالة "الحمد " في الكتاب المنزل
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:30 م]ـ
الحمد
إن قوله} يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده {الإسراء 52 ليعني أن الناس سيبعثون في يوم البعث فلا يبقى منهم أحد بل سيتم نفاذ ذلك الوعد بحمد الله، وهكذا كان من تفصيل الكتاب المنزل أن " الحمد لله " حيث وقع فإنما لبيان نعمة قد تمت ونفذت يوم نزل القرآن أو لبيان نعمة هي من وعد الله سيتم نفاذه في الدنيا أو في الآخرة.
فمن الأول قوله:
ـ ? الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور {الأنعام
ـ ? الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب {الكهف
ـ ? الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق {إبراهيم 39
ولا يخفى أن جميعه مما مضى وانقضى يوم نزل القرآن.
ومن الثاني قوله:
ـ ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? آخر النمل
ـ ? له الحمد في الأولى والآخرة ? القصص 70
ـ ? وله الحمد في الآخرة ? سبأ 1
ـ ? وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ? فاطر 34
ودلالة حرف النمل على الوعد بالآيات الخارقة في آخر الأمة ظاهر كما بينت في كلية الآيات.
ودلالة الحمد في اليوم الآخر تعني أنه نعمة على المؤمنين سيتم نفاذها إذا وافقت الأجل الذي جعل الله لها وهو الميعاد.
وأما دلالة الحمد لله رب العالمين في بداية سورة الفاتحة فيعني أن العالمين كلهم وهم جميع المخلوقات قد تمت عليهم النعمة يوم نزل القرآن بإرسال الرسول به رحمة للعالمين كما هي دلالة قوله:
ـ ? وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ? الأنبياء 107
ـ ? وما الله يريد ظلما للعالمين ? آل عمران 108
ـ ? ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ? آل عمران 97
ـ ? ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ?
يتواصل
الحسن بن ماديك
(/)
من دلالات الاسماء الحسنى (1)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:49 م]ـ
دلالة وصف الأسماء بالحسنى
إن الوعد غير المكذوب كما في قوله ? فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ? هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله ? أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ? القصص 61 وكما في قوله ? قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ? طه 86.
وإن قوله ? ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ? القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله ? وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ? الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص.
ولقد تضمن الكتاب الأمر بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه ? في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ? النور 36 ومن المثاني معه قوله ? ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ? البقرة 114، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من الأمر بدعاء الله بأسمائه الحسنى.
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله ? وكان ? وكما سيأتي بيانه مفصلا.
الأسماء الحسنى
إن قوله:
ـ ? ولله السماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ? الأعراف 180
ـ ? قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيّا مّا تدعو فله الأسماء الحسنى ? الإسراء 110
ـ ? الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ? طه 8
ـ ? هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ? الحشر 22 - 24
ليعني أن الله قد كلّف عباده أن يدعوه بأسمائه الحسنى وحذّر في سورة الأعراف من الإلحاد فيها ووعد بحساب الملحدين فيها على إلحادهم، وتضمنت سورة الحشر نماذج منها تقاربت دلالاتها ومعانيها مما يهدي إلى ترتيبها.
أما إحصاؤها فلهو الحمل الثقيل والعمل الصالح الذي تقاصرت قبل إتمامه الجهود رغم الجائزة الكبرى التي أعلنها النبي الأمي ? في حديثه عن أبي هريرة مرفوعا: " إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة "متفق عليه في البخاري (6957) ومسلم (2677).
وإن عدم تبيان النبي ? الأسماء الحسنى واحدا تلو الآخر حتى يكمل إحصاء تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا ليذكرنا بمثل صنيعه بالقرآن إذ بيّن للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن وترك الأمة مكلفة بتدبره وبالاهتداء به وكما هي دلالة قوله:
ـ ? أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ? محمد 24
ـ ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82
ـ ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ? ص 29
ـ ? أفلم يدّبّروا القول ? قد أفلح 68
ـ ? لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
ـ ? فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ? الأعراف 176
ـ ? وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ? الحشر 21
ـ ? وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ? العنكبوت 43
وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي ? قد بيّن معاني ودلالات القرآن كلها ويستشهدون بقوله تعالى ? وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما بيّن النبي الأمي رسول الله ? للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما أنزل عليه بعض من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي ?، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله ? ولعلهم يتفكرون ? النحل 44، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم.
ومن زعم أن خاتم النبيين ? قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي ? الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه.
إن تدبر القرآن واستنباط ما فيه من معاني ودلالات وهداية إلى الرشد وإلى التي هي أقوم لهي المسابقة إلى الخيرات المأمور بها في القرآن كما في سورة المائدة،
وهنيئا للذي يسبق الناس إلى الكشف عن كنز القرآن ليفتح على الناس فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم، ذلكم السابق ليرفعنّه رفيع الدرجات ذو العرش ولهو الأحسن عملا ـ منذ فتح باب المسابقة بموت النبي ? أي بانقضاء تنزل القرآن ـ ذلكم الأحسن عملا الموعود في القرآن بحسنة في الأولى وفي الأخرى كما في سورة الملك وهود والكهف وكما بينت في مقدمة التفسير " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ".
وكذلك مسابقة إحصاء الأسماء الحسنى هي مسابقة أخرى كما في حديث النبي ? " من أحصاها دخل الجنة " أي غفر الله له وزحزحه عن النار وأدخله الجنة أي فاز فوزا عظيما.
ولقد كان إحصاء الأسماء الحسنى ودرايتها والدعاء بها قبل هذا الحديث النبوي مما كلفت به الأمة في القرآن ولكن النبي الأمي ? حريص على المؤمنين وبهم رءوف رحيم دفعهم دفعا وشجعهم ليأخذوا بالكتاب بقوة ليستنبطوا منه الأسماء الحسنى.
ولقد تكلف بعض رواة الحديث إحصاءها دون استقراء مؤصل أو ضابط متفق عليه فأدرجوا فيها ما لا يسلم من الملاحظات.
يتواصل
(/)
? مواضيع سُطرت في ملتقى أهل التفسير بمناسبة شهر رمضان ?
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[09 Jul 2010, 09:10 م]ـ
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
" وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "
شهر رمضان شهر كريم، وردذكره في القرآن، وخصه الله سبحانه وتعالى بعبادة عظيمة القدر، عظيمة الأجر، فيهاليلة عظيمة شريفة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف كتاب: قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5}.
http://www.al-wed.com/pic-vb/111.gif
شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الصيام: قال الله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
http://www.al-wed.com/pic-vb/111.gif
وبمناسبة قرب شهر رمضان قمت بجمع مااستطعت جمعه من المواضيع ذات الصلة بهذه المناسبة العظيمة
نسأل الله أن يجزي كل من ساهم في هذه المواضيع خيرالجزاء
كما نسأله سبحانه أن ينفع بها
ومن لديه إضااافة فليتفضل مشكورا
http://www.al-wed.com/pic-vb/111.gif
( من أحكام الصيام) بحث مختصر .. إهداء لملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2786&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
مجالس شهر رمضان للعثيمين كتاب الكتروني رائع ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16931&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
حال المسلم في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16849&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
الأساليب البلاغية في تيسير الصيام ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13035&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
ملف كامل وشامل عن شهر رمضان .... ارجو التثبيت ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12780&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
تأملات قرانية خلال شهر رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12713&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
أفكار مع القرآن في شهر رمضان: ضع فكرتك. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6462&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
خطبة للشيخ بن عثيمين رحمه الله عن تعظيم شهر رمضان بالصيام فيه والإكثار من الطاعات واج ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12663&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
القرآن في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9474&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
ركن التدبر والاستنباط من القرآن خلال شهر رمضان 1424 - 1426هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=999&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3998&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=949&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4+%C7%E1%E3%C8%C 7%D1%DF)
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Jul 2010, 10:30 م]ـ
بارك الله فيكِ أختي الكريمة.
وقد كنت أنوي القيام بهذا الجمع فكفيتيني المؤنة جزاك الله خيرا.
فالملتقى كل رمضان ينبض بموضوعات جميلة مستلهمة من خير هذا الشهر وبره، وفي جمع هذه الموضوعات خير عميم بإذن الله.
وهذه بعض الموضوعات التي لم يُشَر إليها:
موقع خاص برمضان وما يخص القرآن في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/t9447.html)
مغلق لأداء شهر رمضان! ( http://www.tafsir.net/vb/t9537.html)
دورة مكثفة مقترحة للاستعداد لتدبر القرآن في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16427&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/misc/subscribed.gif ..... لآلئ ودرر رمضانية .... ( http://www.tafsir.net/vb/t9536.html)
في مستهل الشهر الكريم: كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9541&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
القرّاء ورمضان .. مشكلة تتجدد في رمضان .. هاتوا نصائحكم يا كرام. ( http://www.tafsir.net/vb/t9524.html)
رمضان شهر القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4110)
تدبر القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4130)
الحال مع القرآن في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1004)
أفكار مع القرآن في شهر رمضان: ضع فكرتك. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6462)
مشاريع الملتقى في رمضان. اكتب من فضلك رأيك .. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9349&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
من أجل تدبر لكتاب الله تنبيهات لأحبتنا الأئمة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16857&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
الكنَّاشة الرمضانية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16960&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
رمضان وتدبر القرآن، للدكتور عويض العطوي. ( http://www.tafsir.net/vb/t16911.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Jul 2010, 02:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذا الجمع المبارك ...
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:29 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة. . .
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:00 ص]ـ
حبذا أن يثبت مثل هذا الموضوع ليستفيد منه كل من رام الإستعداد لهذا الشهر العظيم
نسأل ربنا أن يبلغنا إياه وأن يرزقنا فيه عتقا من النار.
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخية ...
ونفع بك الإسلام والمسلمين ...
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[15 Jul 2010, 01:52 ص]ـ
*****
يتبع
فقه أحكام الصيام والقيام ( http://www.tafsir.net/vb/t16514.html)
فكَّ قيدك .. مشروع الاستعداد لرمضان ( http://www.tafsir.net/vb/t20594.html)
حقيقة لا خيال .. قصة شيخ من أهل القرآن ـ مات ـ صحبتُه عشر سنوات! ( http://www.tafsir.net/vb/t10276.html)
*****
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[15 Jul 2010, 11:58 م]ـ
http://www.zyzoom1.com//uploads/images/zyzoom-81dce6c0b0.gif
يتبع
أفضل ما قيل في القرآن .... أضف قولاً ( http://www.tafsir.net/vb/t367.html)
لطائف قرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/t12841.html)
http://www.zyzoom1.com//uploads/images/zyzoom-81dce6c0b0.gif
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:08 ص]ـ
والله أسأل أن يتقبل ربي دعائكم ...
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2962.imgcache
يتبع
""" ((العون من المناّن قبل دخول رمضان)) """ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19907&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
آيات الصوم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16921&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
( ومضات رمضانية .. نفسية واقتصادية .. ) الومضة الثانية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16910&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
حول عدد ركعات التراويح ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6577&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
عاجل قبل بدء القيام في رمضان. هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=995&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
ليلة القدر هل هي ليلة واحدة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6371&highlight=%DD%D6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C 7%E4)
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2962.imgcache
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:00 ص]ـ
/
يتبع
حالنا في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/t20825.html)
/
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:44 م]ـ
/
يتبع
الله أكبر وقد دنت بشائره ... ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=111797&posted=1#post111797)
/
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:00 م]ـ
ما شاء الله جهد مبارك لا حرمك الله الأجر والمثوبة.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:55 ص]ـ
/
يتبع
سؤال عن سلسلة صوتية مناسبة عن تدبر القرآن قبل رمضان؟ ( http://www.tafsir.net/vb/t20857.html)
كيف يزداد الإيمان بتدبر القرآن؟ ( http://www.tafsir.net/vb/t20870.html)
/
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:16 م]ـ
’،
يتبع
بين يدي رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112281#post112281)
’،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Jul 2010, 02:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الجمع المبارك جعله الله تعالى في ميزان حسنات صاحبة الفكرة وكل من ساهم معها بإضافة أو شكر أو مرور أو تعقيب وبلّغنا رمضان ونحن جميعاً مستعدون لاستقباله وصيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا.
وهذه بعض الروابط نفعنا الله بها
برنامج (لنحيا بالقرآن) للدكتور الخضيري والدكتور الربيعة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16997)
قلوب الصائمين للشيخ سعد الشثري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17387)
علاقة القرآن بالصوم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16845)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 02:48 م]ـ
اللهم أعده علينا باليمن والإيمان والسلامة والإحسان. شهر خير وبركة إن شاء الله.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:45 م]ـ
/
يتبع
\
لمسات بيانية في آيات الصيام ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20948&highlight=%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%D1%E3%D6%C7%E4)
هل جربت ختمة غريب القرءان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112597#post112597)
/
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:17 ص]ـ
/
يتبع
\
دورة رتّب رمضانك ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112717#post112717)
كيف تقرأ القرآن في رمضان وغيره من شهور العام؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21003)
إمساكية شهر رمضان 1431 هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112675#post112675)
الحمد لله صدور كتابي (رمضان .. واهاً لريح الجنة) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20955&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[29 Jul 2010, 02:09 ص]ـ
/
يتبع
نصائح مهمة عبارة عن حلول للمشاكل الصحية في رمضان. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16913&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
( دقيقة مع القرآن) وقفات تدبرية مع د. عويض العطوي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20900&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
الصيام ومطلب التقوى ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21030&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
مكتبة رمضانية شاملة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21006&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
/
ـ[شاهر عبد العزيز]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:19 م]ـ
أقدم لكم هذه الهدية بمناسبة اقتراب شهر رمضان, كل عام وأنتم بخير
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[30 Jul 2010, 03:26 م]ـ
’،
يتبع
ابن عثيمين في رمضان (لمحات خاصة من حياة شيخنا رحمه الله) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21093)
ماذا كان يفعل سماحة الإمام ابن باز رحمه الله قبل دخول رمضان. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=113213#post113213)
رمضان وتوحيد صف الأمة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20959&highlight=%D4%E5%D1+%D1%E3%D6%C7%E4)
’،
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[04 Aug 2010, 03:51 م]ـ
’،
يتبع
اشم رائحة رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21202&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
( قلوب الصائمين) للشيخ سعد الشثري، مفرغة لأئمة المساجد وغيرهم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21149&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
هدية رمضانية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21171&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
لئن أدركت رمضان ليَرينَّ اللهُ ما أصنع!! ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21163&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
ما هو التفسير المختصر المناسب للتدارس في شهر رمضان؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21172&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
كيف يصوم القلب؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21165&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
بمناسبة قرب حلول شهر رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21164&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
كيف نصوم رمضان علي الوجه الأكمل- كلمة للشيخ صالح المغامسي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21138&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
ورقة:.:يوم في حياة صائم ... ورقةرمضان الرائعة:.: ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21128&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
دعوة إلى ختمة جديدة فى رمضان 1431 هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21118&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
(( تعلموا النيات فإنها أبلغ من العمل)) -مفيدة لرمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21098&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
برنامج "ليدبروا آياته" مع د. ناصر العمر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21103&highlight=%D1%E3%D6%C7%E4)
’،
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[07 Aug 2010, 12:37 ص]ـ
’،
يتبع
مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19416)
’،
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[07 Aug 2010, 05:40 م]ـ
/
يتبع
كيف صام السلف رمضان؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21217)
/
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[08 Aug 2010, 09:20 م]ـ
/
يتبع
برنامج (و أقبل رمضان) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=114434#post114434)
/
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:27 م]ـ
~~~~~~~~~
يتبع
هدية موقع إسلاميات في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=114539#post114539)
~~~~~~~~~
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:35 م]ـ
http://3yoonh.jeeran.com/fwasel/10.gif
يتبع
مقال: الليالي الرمضانية، لإبراهيم السكران (تأملات قرآنية بديعة) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21305)
الآن جوال تدبر على شركات (الاتصالات - موبايلي - زين) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18442)
http://3yoonh.jeeran.com/fwasel/10.gif
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:19 ص]ـ
/
يتبع
رمضان " يفرقنا " ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21295)
جريدة المدينة: المغامسي: شهر رمضان أعظم ما يتمثل فيه فقر العبد إلى ربه ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21314)
/
ـ[نور مشرق]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:32 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله فى مجهودك الطيب .... ؛
(/)
(ناصية كاذبة خاطئة)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:53 ص]ـ
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني في كتابه: (وغداً عصر الإيمان) بخصوص سورة العلق:
كنت أقرأ دائما قول الله تعالى (((كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة))). والناصية هي مقدمة الرأس وكنت أسأل نفسي وأقول يا رب اكشف لي هذا المعنى .. لماذا قلت: (((ناصية كاذبة خاطئة)))؟ وتفكرت فيها وبقيت أكثر من عشر سنوات وأنا في حيرة أرجع إلى كتب التفسير فأجد المفسرين يقولون: المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد: معنى مجازي وليس حقيقياً، فالناصية هي مقدمة الرأس لذلك أطلق عليها صفة الكذب (في حين أن المقصود صاحبها) .. واستمرت لدي الحيرة إلى أن يسر الله لي بحثا عن الناصية قدَّمه عالم كندي (وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة) قال فيه: منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" هو المسئول عن الكذب والخطأ وأنه مصدر اتخاذ القرارات .. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار ... ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى (لنسفعا بالناصية) أي نأخذه ونحرقه بجريرته ... وبعد أن تقدم العلم أشواطاً وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير (بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها) وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) ... وجاء في الحديث الشريف: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك". ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[22 Jul 2010, 10:31 ص]ـ
آمل من المشائخ الكرام التعليق على هذا النقل ..
وما مدى صحه ذلك؟
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:25 م]ـ
أضيف إلى ما نقله العضو عبد الرحمن عن الشيخ الزنداني إضافة فكرية محتملة فإن كانت صوابا فمن الله وحده وإن كانت غير ذلك فأرجو منه العفو والمغفرة:
من خلال الثلاثة النصوص المذكورة في أصل المشاركة وهي
- (ناصية كاذبة خاطئة)
-ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)
-اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك
يظهر والله أعلم بالصواب أن مستقر الروح في جسم الإنسان هو في هذه الناصية لا في القلب
ومن هذه الناصية دخلت الروح إلى جسم الإنسان ومنها ستخرج عند الممات
وهذا هو السر في كون البصر يتبع الروح عند خروجها
لذا استحب إغماض العين للميت كما ورد بذلك الحديث الشريف.
والله أعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Jul 2010, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم أضيف إلى ما نقله العضو عبد الرحمن عن الشيخ الزنداني إضافة فكرية محتملة فإن كانت صوابا فمن الله وحده وإن كانت غير ذلك فأرجو منه العفو والمغفرة:
من خلال الثلاثة النصوص المذكورة في أصل المشاركة وهي
- (ناصية كاذبة خاطئة)
-ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)
-اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك
يظهر والله أعلم بالصواب أن مستقر الروح في جسم الإنسان هو في هذه الناصية لا في القلب
ومن هذه الناصية دخلت الروح إلى جسم الإنسان ومنها ستخرج عند الممات
وهذا هو السر في كون البصر يتبع الروح عند خروجها
لذا استحب إغماض العين للميت كما ورد بذلك الحديث الشريف.
والله أعلم
هى - فى رأيى - فكرة بعيدة أن تكون الروح مستقرة فى الناصية
من خلال نص الآية " فلولا إذا بلغت الحلقوم " فلو كانت الروح دخلت الناصية واستقرت فيها ومنها ستخرج عند الممات؛ فكيف ستبلغ الحلقوم؟!!
ثم ليس هناك دليل أن فى الدواب روح أو أن روحا نفخ فيها؛
ومن خلال هذه الآية " ...... مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ ..... " هود 56؛ نستدل أن الناصية شيء مشترك بين الانسان والدواب؛ ومن خلالها يتم توجيه حركة الكائن.
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:36 ص]ـ
سبحان الله!!! ما من كلمة في القرآن الكريم إلا ولها معنى ولها حكمة , منها ما ظهر لنا ومنها ما سيظهر لنا في المستقبل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ومنها ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه.
جزيت خيرا أخانا عبد الرحمان "وعلى فكرة الإسم لابد أن يكتب بالألف هكذا " على هذا النقل الطيب , فتكشف الأسرار العلمية بما يؤيده القرآن يقيم الحجة على الجاحد والكافر ويزيد المؤمن إيمانا
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عطية على تعليقك، وقد جرت العادة في كتابة (الرحمن) بهذه الصورة بدون (ألف) سواءً في البسملة أو في اسم عبدالرحمن، ولم يمر عليَّ في حياتي قط من كتبها بهذه الصورة (عبدالرحمان) بالألف، فإن كان هناك قاعدة إملائية في كتابتها فزودنا بها وأفدنا وفقك الله وسدد خطاك وكل عام وأنت بخير.
(/)
التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم (به زيادات مهمة وإضافات جديدة!)
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:25 ص]ـ
تفسير سورة الفاتحة وحديث الإمامين عن فضائلها ( http://tafsir1.blogspot.com/)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
هذه السورة هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي الشافية وهي الواجبة في الصلوات لا صلاة إلا بها، وهي الكافية تكفي من غيرها ولا يكفي غيرها عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن مثلها وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته} .. وفضائلها كثيرة جدا. وقد جاء مأثورا عن الحسن البصري رواه ابن ماجه وغيره أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب جمع علمها في الأربعة وجمع علم الأربعة في القرآن وجمع علم القرآن في المفصل وجمع علم المفصل في أم القرآن وجمع علم أم القرآن في هاتين الكلمتين الجامعتين {إياكنعبد وإياك نستعين} وإن علم الكتب المنزلة من السماء اجتمع فيهاتين الكلمتين الجامعتين. ولهذا ثبت في الحديث الصحيح حديث: {إن الله تعالى يقول: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله أثنى علي عبدي وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله عز وجل: مجدني عبدي وفي رواية: فوض إلي عبدي وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال: {اهدنا الصراطالمستقيم} {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين} قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل}.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
فاتِحَةُ الْكِتاب، وأُمُّ القرآن، والسبعُ المثانى، والشفاءُ التام، والدواءُ النافع، والرُّقيةُ التامة، ومفتاح الغِنَى والفلاح، وحافظةُ القوة، ودافعةُ الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارَها وأعطاها حقَّها، وأحسنَ تنزيلها على دائه، وعَرَفَ وجهَ الاستشفاء والتداوى بها، والسرَّ الذى لأجله كانت كذلك.
ولاتجدُ باباً من أبواب المعارف الإلهية، وأعمالِ القلوب وأدويتها مِن عللها وأسقامها إلا وفى فاتحة الكتاب مفتاحُه، وموضعُ الدلالة عليه، ولا منزلاً من منازل السائرين إلى ربِّ العالمين إلا وبدايتُه ونهايتُه فيها.
ولعَمْرُالله إنَّشأنها لأعظمُ من ذلك، وهى فوقَ ذلك. وما تحقَّق عبدٌ بها، واعتصم بها، وعقل عمن تكلَّم بها، وأنزلها شفاءً تاماً، وعِصمةً بالغةً، ونوراًمبيناً، وفهمها وفهم لوازمَها كما ينبغى ووقع فى بدعةٍ ولا شِركٍ، ولا أصابه مرضٌ من أمراض القلوب إلا لِماماً، غيرَ مستقر.
هذا .. وإنها المفتاح الأعظم لكنوز الأرض، كما أنها المفتاحُ لكنوز الجَنَّة، ولكن ليس كل واحد يُحسن الفتح بهذا المفتاح، ولو أنَّ طُلابَ الكنوز وقفوا على سر هذه السورة، وتحقَّقُوا بمعانيها، وركَّبوا لهذا المفتاح أسناناً، وأحسنُواالفتح به، لوصلوا إلى تناول الكُنوزِ من غير معاوِق، ولا ممانع.
ولم نقل هذامجازفةً ولا استعارةً، بل حقيقةً، ولكنْ لله تعالى حكمةٌ بالغة فى إخفاء هذاالسر عن نفوس أكثر العالَمين ..
تفسيرالإمامين الجليلين لفاتحة الكتاب
(هذا اللون) للدلالة علىكلام الإمام ابن القيم
(هذااللون) للدلالةعلى كلام الإمام ابن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاتحة سبع آيات بالاتفاق .. وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها، وكثير من السلف لا يجعلها منها وكلا القولين حق:فهي منها من وجه وليست منها من وجه .. الفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة (أنعمت عليهم) ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمد هوالإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له، فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه
"الله "هو الإله المعبود .. ولهذا كان القول الصحيح: أن" الله " أصله الإله،وأن اسم" الله "تعالى هوالجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى .. " الرب "هو المربي الخالق الرازق الناصرالهادي .. والعالم كل ماسواه ..
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد .. و"الرحمن"هوالموصوف بالرحمة .. (فبناء فعلان للسعة والشمول ألاترى أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا؟) .. و"الرحيم" هو الراحم برحمته ..
ملك يَوْمِ الدِّينِ
وهو يوم الجزاء .. يَوْم يدين الله الْعباد بأعمالهم وَذَلِكَ يتَضَمَّن جزاءهم وحسابهم ..
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك .. وخصه بيومالدين لتفرده بالحكم فيه ..
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك .. العبادة اسمجامع لغاية الحب لله وغاية الذل له .. والعبادة تجمعأصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع .. والعرب تقول طريق معبد أي مذلل .. والإستعانة تجمع أصلين الثقة بالله والإعتماد عليه ..
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
المراد طلب العلم بالحق والعمل به جميعا ..
[ف] " الهدى" هو العلم بالله تعالى ودينه والعمل بمرضاته وطاعته ..
لفظ "الهدى" إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل به جميعا فيدخل فيه كل ما أمر الله به ..
" الصراط المستقيم " قد فسر بالقرآن وبالإسلام وطريق العبودية وكل هذا حق فإن"الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه .. وهذا "الصراط المستقيم" هودين الإسلام المحض .. فسمى سبحانه طريقه صراطا .. الصراط في لغة العرب هو الطريق .. [وهو] ماجعله الله عليه من الهدى ودين الحق الذي أمره أن يخبر بأن الله تعالى هداه إليه في قوله (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ثم فسره بقوله تعالى (دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) ..
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم .. فمن لم يعرف الحق كان ضالا، ومن عرفه ولم يتبعه كان مغضوبا عليه، ومن عرفه واتبعه فقدهدي إلى الصراط المستقيم فهو منعم عليه.
انتهى بحمد الله.
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات بإذن الله! راجع المقدمة التوضيحية هنا ( http://tafsir.net/vb/t20581.html))..
...
بشرى لنا جميعا والحمد لله: ( http://tafsir.net/vb/t16973.html) فملتقى أهل التفسير يحصل على نتيجة جيدة ضمن تقارير موقع Google
(/)
الرافعي وإعجاز القرآن الكريم
ـ[المستصفى]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:55 ص]ـ
الكتاب:
الرافعي وإعجاز القرآن الكريم
المؤلف:
الدكتور مصطفى الشكعة
الطبعة:
الثانية - ربيع الأول 1431هـ- مارس 2010م.
عدد الصفحات:
104 صفحات من القطع الصغير
الناشر:
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- القاهرة – مصر - سلسلة دراسات إسلامية- العدد 177
عرض:
محمد بركة
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2010/6/29/1_2010629_13366.jpg
يُعَدُّ مصطفى صادق الرافعي (1881 - 1937م) في زمانه حامل لواء الأصالة في الأدب ورافع راية البلاغة فيه، فهو الرَّجل الذي وقف أمام تيار التغريب الذي ما تزال أمتنا تعاني من آثاره في حياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.
ولقد صدر مؤخرًا عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة طبعة جديدة من كتاب الدكتور مصطفى الشكعة الرافعي وإعجاز القرآن الكريم، وتحت عنوان مدخل إلى دراسة كتاب إعجاز القرآن يقول الدكتور الشكعة: هذا الكتاب "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" واحد من أنفس ما قدم مصطفى صادق الرافعي للعربية، بل هو أنفس ما كُتب عن إعجاز القرآن الكريم في العقود الأولى من القرن الهجري المنصرم.
الأسرة الرافعية
ومصطفى صادق الرافعي ابن الشيخ عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي، أحد أبناء الأسرة الرافعية الكريمة، التي تقاسمت الإقامة بين طرابلس والشام ومصر، شأنها في ذلك شأن كثير من الأسر العربية التي كانت تتفرق في أقطار الأمة الواحدة، حيث يعيش فرع منها في مصر وآخر في العراق، وثالث في المغرب وهكذا، والمشهور أن أول رافعي وفد إلى مصر من لبنان هو الشيخ محمد طاهر الرافعي، وكان ذلك عام 1343هـ/1827م، ثم تبعه بعد ذلك آخرون من أسرته، وكانوا جميعًا معروفين بالأدب والدين، وتنشئة صغارهم على الثقافة وحب التعلم، ومن ثم كان عدد غير قليل من الرافعيين المصريين يتولون أمر القضاء الشرعي، مما أدخل الفزع في قلب عميد الاستعمار البريطاني في مصر اللورد كرومر، ومن هؤلاء كان الشيخ عبد الرازق بن سعيد والد الأديب الكبير مصطفى، ومنهم عمه الشيخ عبد اللطيف الرافعي الذي ولي الإفتاء في الإسكندرية، وهو والد كل من علم السياسة والصحافة أمين الرافعي والمؤرخ القانوني الوطني عبد الرحمن الرافعي. وبالمثل كان عدد من الرافعيين الطرابلسيين يتولون الإفتاء والقضاء في طرابلس، منهم رأس الأسرة الشيخ عبد القادر الرافعي والشيخ عبد الغني الرافعي، وولده الشاعر المبدع عبد الرحمن بن عبد الغني الرافعي، ومنهم عبد الحميد الرافعي الشاعر الذي كان يلقب ببلبل سورية، وكان وفَد إلى مصر والتحق بالأزهر ثم أكمل تعليمه في كلية الحقوق في الآستانة، وله دواوين عدة من الشعر.
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية
ويبين الدكتور الشكعة أن كتاب إعجاز القرآن والبلاغة النبوية هو في حقيقة أمره الجزء الثاني من كتاب تاريخ آداب العرب، أو يشكل الحلقة الوسطى من سلسلة تاريخ آداب العرب، وأن الرافعي حين وضع منهجه انطلق من حقيقة أن اللغة العربية لغة جديرة بالعناية والقداسة لأنها لغة القرآن الكريم، وكان ذلك سببًا في انصراف المؤلف عن المنهج التقليدي الذي وضعه المستشرقون لدراسة الأدب العربي، ووضع منهجًا ابتكره، رآه أليق بدراسة الأدب العربي، فكان المنهج الذي وضعه موصولَ الأسباب بتاريخ اللغة ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك، ثم تاريخ الرواية ومشاهير الرواة وما تفرع عن ذلك في ميدان الشعر واللغة في تفصيل دقيق ومنهج موسع ودراسة شاملة. أما والشأن كذلك في ماهية اللغة العربية ثراءً وعمقًا واتساعًا وصلة بالقرآن الكريم، فقد عمد الرافعي إلى أن يكون الجزء الثاني من كتابه دراسة للقرآن الكريم وإعجازه، وألحق به فصلاً عن البلاغة النبوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين صدر الكتاب، اُستقبل استقبالاً حارًّا من صفوة الرجال والعلماء المسلمين بصورة أوفر وأعمق مما استُقبل به الجزء الأول، ولكن فريقًا صغيرًا من المنكرين، على قلّتهم، كانوا يتهامسون فيما بينهم بسوء، فزعًا من أن يُضعف صفوفهم، ويُعيد إلى حظيرة الإيمان عددًا منهم، الأمر الذي دعا سعد زغلول باشا زعيم مصر وكبير ساستها في العصر الحديث إلى أن يكتب تقريظًا دافئًا للكتاب، ومن العلماء الأجلاء الذين بهرهم كتاب إعجاز القرآن وأصر على أن يكتب مقدمة له الشيخ محمد رشيد رضا، استهلها بقول الله عز وجل: «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى? أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـ?ذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا» (الإسراء:88).
هذا، ولم يقف الإعجاب بكتاب إعجاز القرآن عند المسلمين وحدهم، بل إن كثيرًا من علماء النصارى سطروا ذلك في كتبهم ومقالاتهم، وفي مصر يطلع الدكتور يعقوب صروف صاحب مجلة المقتطف على كتاب إعجاز القرآن فيقول: يجب على كل مسلم عنده نسخة من القرآن أن تكون عنده نسخة من هذا الكتاب. ومن الأدباء غير المسلمين الذين أشادوا بكتاب إعجاز القرآن الشيخ نصيف اليازجي والشاعر خليل مطران شاعر القطرين.
معارك الرافعي الأدبية والفكرية
ويرى الدكتور الشكعة أن الرافعي لم يكن عدوانيًا بطبعه، ولا متجاوزًا حدود المألوف بقلمه، إلا في حالتين اثنتين: إذا ما اعتدى صاحب قلم على الإسلام عقيدةً ورسالةً وقرآنًا، أو تعرض كاتب للغة الفصحى وما يتصل بها من أدب أو تراث بتجريح أو تزييف، وفيما عدا ذلك كان الرجل رقيق الحاشية وضيء الطلعة مهذب القلم في نطاق من سعة الاطلاع وعمق الفكر ورصانة الأسلوب ووفرة التحصيل.
أما معركة الرافعي الحقيقية في الدفاع عن الإسلام فقد كانت مع طه حسين؛ حيث إن طه حسين في نظر الرافعي أعلن تنكره ورفضه لبعض ما جاء به القرآن جهارًا نهارًا؛ فيما ألقاه في الجامعة من محاضرات.
ويعود تاريخ الخصومة بين الرافعي وطه حسين إلى مرحلة مبكرة من حياة الاثنين، كان دافعها التنافس على نيل المكانة الأدبية الكبيرة لدى الجمهور، حيث كان طه حسين لا يزال آنذاك طالبًا في الجامعة؛ بينما كان نجم الرافعي قد تألق في سماء الشعر وعالم البيان العربي، فقد تعقب الطالب طه حسين كتب الرافعي واحدًا بعد الآخر بالهجوم، مدعيًا بأنه لم يفهمها، ولكن بعد أن عاد طه حسين من فرنسا دكتورًا وأصبح أستاذًا للأدب الجاهلي في كلية الآداب بالجامعة، وأخرج للناس سنة 1926 م محاضراته في كتاب يحمل عنوانًا في الشعر الجاهلي والذي كان أخطر ما فيه إنكار طه حسين لقصة إبراهيم وإسماعيل –عليهما السلام- في قوله: للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضًا، ولكن وُرود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي.
هنا غضب الرافعي من هذه الوقاحة كما سمَّاها، ومن هذا التطاول على كتاب الله؛ ووقف الرافعي ولم يقعد حتى استنهض الهمم واستنفر الأمة كلها للدفاع عن قرآنها، وتحولت المعركة بينه وبين طه حسين من معركة بين القديم والجديد، أو على الأصح بين الأصيل والدخيل في الأدب، إلى معركة في الدفاع عن عقيدة الأمة وحمايتها ممن يشكك فيها، وتجاوزت حدود الصحف إلى قاعة البرلمان وساحة القضاء، صرخ الرافعي مستنكرًا كيف يُرَخِّصُ طه حسين لنفسه أن يتجرد عن دينه ليحقق مسألة من مسائل العلم، أو يناقش رأيًا في الأدب أو التاريخ، إذ لم يسبق رجال الأدب في جعل حقيقة من حقائق القرآن موضع التكذيب أو الشك؟!!.
ولم يُقْعِد الرافعيَّ من وقفته تلك إلا أن تنادت الأمة كلها من الأزهر والعلماء والهيئات والنقابات والجامعة ورجال الشارع للدعوة إلى محاكمة طه حسين وطرده من الجامعة، وزلزلت الأرض من تحت أقدام أنصاره في الحكومة، فوصل إلى النيابة وكتب بيانًا أُذيع على النَّاس يعلن فيه احترامه للإسلام وإيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وصودر الكتاب وأُعدمت نسخُه وأصدره طه حسين فيما بعد بعنوان الأدب الجاهلي بعد أن حذف كل ما فيه من طعن في القرآن والإسلام، ثم جمع الرافعي مقالات هذه المعركة وأصدرها في كتاب "تحت راية القرآن"، فيه فنَّدَ آراء طه حسين رأيًا رأيًا فيما لا يتفق مع العقيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية ونسخها بالحجة والبرهان، وإثبات تأثر طه حسين بآراء المستشرقين التي افتُتن بها، وحاول أن يفتن بها طلاب الجامعة.
ومن معارك الرافعي الأخرى ما جرى بينه وبين العقاد الذي كان صديقًا له، دائم الثناء على كتبه ومقالاته، وبخاصة كتابه "المساكين"، ولكن العقاد تفوه بكلمات جارحة حين كتب الرافعي كتابه إعجاز القرآن، وكان العقاد آنذاك لم يطرق بعدُ بابَ العقيدة الإسلامية، فقسا الرافعي عليه بعدد من المقالات الحادة ونشرها بعد ذلك في كتابه المشهور "على السّفود".
ومن الطريف في هذا الصدد أن يكون العقاد بعد الرافعي هو حامل الراية في حقل الدفاع عن الإسلام وإصداره عشرات الكتب الإسلامية، ولعل من معارك الرافعي التي كانت من الخطورة بحيث لا يصح إغفالُها، معركتَه ضد أنصار العامية الذين كان على رأسهم أحمد لطفي السيد، الذي كان يلقب بأستاذ الجيل، فقد كان يدعو إلى استعمال اللهجة العامية المصرية تحت شعار أسماء تمصير اللغة، فانبرى له الرافعي ودحض هذه الدعوة بمقالاته الناقدة النافذة، مما اضطره أن يتحول عن فكرة استعمال العامية إلى فكرة أخرى يظن أنها أقرب إلى القبول؛ فدعا إلى ما سماه المصالحة بين العامية والفصحى، ولكن الرافعي ظل يلاحقه بمقالاته التي حملته على الرجوع عن فكرته، ثم يصير بعد ذلك أحد سدنة اللغة الفصيحة حين صار رئيسًا لمجمع اللغة العربية في مصر.
وحول منهج الرافعي يذكر الدكتور الشكعة أن أهم أسسه الحفاظ على اللغة العربية والحرص على نقاء أسلوبها وبهاء بلاغتها، بحيث صار يلقب بصاحب الجملة القرآنية، لأصالة بنية جملته، واستقامة ألفاظها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى براعة اختيار موضوعات مقاله، يتبدى ذلك بوضوح ساطع عند من ينشط لقراءة مقالاته التي ضمنها كتابه "وحي القلم"، فهو يكتب في السياسة والإصلاح الاجتماعي، والتيار الوطني، والنقد الأدبي، وتمجيد المحسنين من شعراء العربية، قدامى ومعاصرين، والسيرة النبوية، والسلوك الإسلامي والإشراق الإلهي، وسحر الطبيعة التي أبدعها خالق الكون جل وعلا.
أيضًا يُعد الرافعي أبا المقالة الإسلامية ورائدها، والمدافع عن القرآن وأركان الإسلام عقيدة وشريعة، ويعتبر العدوان على اللغة العربية عدوانًا على الإسلام، ويعُد الدفاع عنها دفاعًا عن الإسلام، لأنها لغة القرآن، كتاب الله ووحي السماء الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فنرى الرافعي يكتب عن الإسراء والمعراج كمعجزة إلهية خص الله بها محمدًا دون غيره من الأنبياء والمرسلين، ويكتب عن الهجرة ومولد الرسول وعن الدعوات التي يخاصمها الإسلام مثل دعوة ارتداء القبعة، وانصياع مصطفى كمال لكيد اليهود المتتركين وإسقاط الخلافة العثمانية والقضاء على صلة تركيا بالعالم الإسلامي.
ويرى الدكتور الشكعة أن معايشة الرافعي للقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا وتفسيرًا وفقهًا شكّلت معالم في حياته، مما يجعلنا نُطلق عليها المعالم القرآنية، وهذه يمكن استبيانها من كتابه إعجاز القرآن على النحو التالي:-
المعْلَم الأول (بسكون العين وفتح اللام) ما سجله في طول كتابه إعجاز القرآن وما عرضه من براهين علمية وعملية وتاريخية ومنطقية عن عجز العرب – أمة البلاغة والفصاحة والمحاجة – عن أن يأتوا بسورة من مثله. وهو موضوع موصول الأسباب بالزمان منذ أن نزل الوحي به على خاتم الأنبياء سيد الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، إلى زماننا هذا الذي نعيشه بالعقل والإقناع والإيمان.
وأما المعْلَم الثاني فهو ظاهرة ما أطلق عليه خصوم الإسلام بالتَّكرار، يستوي في ذلك خصوم الإسلام القدامى الذين اهتدى بعضهم، وخصوم الإسلام المعاصرين، وبخاصة أولئك الذين يطلق عليهم صفة المستشرقين.
والأمر الذي يدعو إلى الغرابة أن يصدر هذا التحامل من قوم أعاجم، وإن تيسر لبعضهم الإسهام الجاد في بعض علوم العربية، في الوقت الذي شاب أحكامًا صدرت عن أكثرهم الجهلُ حينًا والحقُ حينًا آخر، والغش والمغالطة حينًا ثالثًا، ومن المؤسف أن قلة من أبناء قومنا نسجت على منوال هؤلاء الأعجام الغرباء عن لغتنا واجترؤوا على القرآن الكريم بغير ما رَوِيَّةٍ في الحكم أو عُمق في التفكير، فكان من النتائج الطبيعية أن يؤدي بهم هذا الشذوذ إلى الانحراف والضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المعْلَم الثالث فهو الرد على فرية الصّرفة في الإعجاز القرآني، ولقد فصّل الرافعي القول في هذا الموضوع تفصيلاً في عدد غيرِ قليل من صفحات كتابه، وفي أكثر من موقع في بحثه النفيس الجليل إعجازِ القرآن.
إن أول من ابتكر هذا المصطلح – الصرفة – هو إبراهيم النظّام، أحد أكثر المعتزلة شهرة وذكاء، والمصطلح في واقع أمره يحمل فكرًا خبيثًا، إن لم يكن كفرًا مقنّعًا – بتشديد النون – وإن مقتضى معنى الصرفة هو أن الله صرف العرب عن أن يقولوا كلامًا في مستوى بلاغة القرآن، وأنه لولا أن الله صرفهم عن ذلك لكانوا قد جاؤوا بما هو مماثل له فصاحةً وبلاغةً وبيانًا.
ويتمثل المعْلَم الرابع في أن من يسمع القرآن مرتلاً بصوت جميل، سواء كان هذا المستمع عربيًا أم أعجميًا لا يفهم العربية، سرعان ما يخفق قلبه خفقة الإيمان التي تقوده في آخر أمره إلى الإيمان به كتابًا مُنزلاً من عند الله، ولا يلبث أن يؤمن ويدلف في رفق إلى ساحة الإسلام المهيبة، مرتديًا ثوب الإيمان بالله ربًا واحدًا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) رسولاً ومعلمًا وقائدًا.
ويتمثل المعْلَم الخامس في ريادة الرافعي للتفسير العلمي للقرآن الكريم؛ فلقد خصص الرافعي في كتابه فصلاً نفيسًا جعل عنوانه: "القرآن والعلوم"، خصصه للعلوم العربية وأضاف إليها بعض العلوم الكونية الموصولة الأسباب بالقرآن الكريم وبعض العبادات والمواقيت، ثم أفرد فصلاً تاليًا بعنوان "سرائر القرآن" ثم فصلاً ثالثًا خصصه لتفسير عدد من آيات خلق الإنسان.
وأما المعْلَم السادس من معالم كتاب إعجاز القرآن للرافعي، ولعله أهمها وأعمقها هو ما قد اصطلح علماء القرآن على تسميته باسم "المناسبة" التي يجمل الرافعي تعريفها بقوله: من أعجب ما اتفق في هذا القرآن من وجوه إعجازه أن معانيه تجري في مناسبة الوضع وإحكام النظم مجرى ألفاظه، وذلك يربط كل كلمة بأختها، وكل آية بنظيرتها، وكل سورة بما تليها.
ومما يذكر أن الدكتور مصطفى الشكعه أستاذ الأدب والفكر الإسلامي بجامعة عين شمس المصرية والجامعات العربية وأحد أعلام فكرنا المعاصر، له العديد من المؤلفات الأدبية، وقد نال العديد من الجوائز والأوسمة.
ومن مؤلفاته
إسلام بلا مذاهب، فنون الشعر في مجتمع الحمدانيين، بديع الزمان الهمذاني رائد القصة العربية والمقالة الصحفية، أبو الطيب المتنبي في مصر والعراق، معالم الحضارة الإسلامية، الإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرها من المؤلفات التي أثرت المكتبة العربية الإسلامية ..
المصدر: الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-100-135446.htm) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:46 م]ـ
مقالُ ماتع وفق الله كاتبه، وجزى الله الدكتور مصطفى الشكعة خيراً فأسلوبه سهل ممتنع، ومن أجمل الكتب الأدبية التي قرأتها له قديماً (رحلة الشعر من الأموية إلى العباسي) واستفدت منه فوائد أدبية لم تذهب متعتها حتى اليوم، وكتابه (فنون الشعر في مجتمع الحمدانيين) مثله، وله كتب أخرى مفيدة جزاه الله خيراً.
ورحم الله الإمام الرافعي فقد كان إماماً في النثر غير مدافع، لم أجد له نظيراً في كتاب العربية قديماً وحديثاً، وما أحوجنا أن نتربى على أسلوبه وبلاغته، ونحتذي حذوها في كتاباتنا من غير تكلف. وكتابه في إعجاز القرآن لا نظير له، وقد كتب الدكتور محمد محمد أبو موسى بعض المباحث حول إضافة الرافعي لنظرية الإعجاز جديرة بالقراءة والدراسة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:25 ص]ـ
ونحتذي حذوها في كتاباتنا من غير تكلف.
هذا يبعد أن يكون ..
ولا يُحتذى حذو بيان الرافعي إلا بتكلف؛ لأن بيانه-رحمه الله- فيه تكلف ..
والتكلف ليس ذماً ولكنه طريقة من طرائق الاحتشاد للقول، ووجه قديم من وجوه المفاضلة بين بيان الناس ..
فإن نجا المحتذي من تكلف الاحتذاء = فلن ينجو من التكلف الكامن في طريقة الرافعي البيانية نفسها ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:35 ص]ـ
لعلنا نحاول يا أبا فهر تكلف احتذاء بيان الرافعي كما يتكلف بعضنا احتذاء بيان أبي فهر رحمه الله!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:39 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قدمتُ فالتكلف في البيان وفي تقيل البيان طريق بياني معروف، والكتابة على السجية من غير تكلف للبيان ولا تكلف لتقيل بيان واحد من الناس = أحسن، وقد يقع مع الأخيرة شبه بين بيان وبيان ولا يكون ذلك من تكلف الموافقة، كما تتشابه أصوات القراء أحياناً من غير قصد التقليد، وفرق ما بين البابين في البيان لا يُرزق كشفه إلا متذوق من الطراز الأول ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Jul 2010, 02:28 م]ـ
وقد كتب الدكتور محمد محمد أبو موسى بعض المباحث حول إضافة الرافعي لنظرية الإعجاز جديرة بالقراءة والدراسة.
الأوجه التي أضافها الرافعي في حديثه عن إعجاز القرآن كما ذكرها د. محمد محمد أبو موسى
- أسّس الرافعي كلامه في الإعجاز على بيان حال الجيل الذي نزل عليه القرآن وكونه قد تهيئت له أسباب الفصاحة والبلاغة وبينا هو يرقى في درجات النبوغ اللغوي والتفوق البياني راجيا الوصول إلى ذروته وبلوغ قمته استشرافا للمثل الأعلى إذ نزل القرآن ليقطع الأطماع وليروا فيه الكمال المطلق.
يقول الرافعي: (وهذا موضعٌ عجيبٌ للتأمل ما ينفد عجبه على طرح النظر وإبعاده وإطالة الفِكر وترداده, وأي شيء في تاريخ الأمة أعجب من نشأة لغوية تنتهي بمعجزة لغوية؟ ثم يكون الدين والعلم والسياسة وسائر مقومات الأمة مما تنطوي عليه هذه المعجزة).
- ونتج عن هذه الفكرة وجه من وجوه الإعجاز, وهو: أن القرآن جمع أولئك العرب على لغة واحدة بما قد استجمع فيها من محاسن هذه الفطرة اللغوية التي جعلت أهل كل لسان يأخذون بها ولا يجدون لهم عنها مرغبا, إذ يرونها كمالا لما في أنفسهم من أصول تلك الفطرة البيانية, ومما وقفوا على حد الرغبة فيه من مذاهبها دون أن يقفوا على سبيل القدرة عليه"
- ومن تلك الأوجه: أن القرآن حوّل الجنسية العربية من مجرد عرق, إلى مضمون فكري وثقافي ولغوي.
يقول: "فبقاء القرآن على وجهه العربي مما يجعل المسلمين جميعا على اختلاف ألوانهم من الأسود إلى الأحمر, كأنهم في الاعتبار الاجتماعي, وفي اعتبار أنفسهم جسد واحد, ينطق في لغة التاريخ بلسان واحد, فمن ثَم يكون كل مذهب من مذاهب الجنسية الوطنية قد زال حيّزه, وانتفى من صفته الطبيعية, لأن الجنسية الطبيعية التي تقدر بها فروض الاجتماع ونوافله, وإنما هي في الحقيقة لون القلب لا سحنة الوجه"
- ومن تلك الأوجه: أنه لما كان أدب القوم هو ترجمة لحالهم الاجتماعي والثقافي والفكري, كما ترى ذلك في أشعار العرب كزهير وامرئ القيس وغيرهما, فلا يمكن أن يكون القرآن حينئذ أثر أدبي لزمن المبعث, فليس لمنكر أن القرآن من عند الله إلا أحد أمرين: إما أن يزعم أن هذا الجيل الذي نزل فيه القرآن على قدر من العلم والحكمة والحضارة سبق بها كل أجيال البشر الذي قبله والتي بعده, وإما أن تكذب التاريخ الذي يحدث عن الجيل الذي كان موجودا تلك الفترة زمن نزول القرآن.
يقول الرافعي: "إن الذي لا يعتقد مستبصرا أن هذا القرآن من عند الله إذا هو نظر فيه وأثبت حقيقته وقوي على تمييزها وكان ممن ينزلون على حكم النظر والمعرفة, فهو لا يجد مناصا من رد التاريخ والتكذيب له, ثم الإقرار بأن هذا القرآن إنما هو أثر من لغة قوم جاوزوا في الحضارة حد أهلها من سائر الأجيال, وبلغوا من أحوال المدنية أرقى هذه الأحوال, وكانوا من العلوم في مقام معلوم"
- ومن تلك الأوجه: الإعجاز الصوتي وأن الذين نزل فيهم القرآن أدركوا أن هذا البناء الصوتي باب من أبواب العجز لا قبل لهم به وإذا أردت التأكد من ذلك فخذ ما شئت من بليغ كلامهم المنثور وأجْر عليه طريقة ترتيل القرآن, وأشبع الحروف والغنّات والمدات وسوف ترى أنك خرجت بهذا النص إلى كلام غث وكأنك تسقط بلاغته.
- من تلك الأوجه: الإعجاز في أسلوبه, وتبيين هذا الوجه أن كل كاتب يحرص على تجويد أسلوبه وتحسينه ومراجعته حرصا من على خروجه على أفضل حال مع امتزاج هذا الأسلوب بطبع كاتبه , فإذا نظرت إلى أسلوب القرآن لا تجد فيه شيئا من ذلك , لأنه لا يلقاك بلغة أتقنها صاحبها, ولا يلقاك بأسلوب أجاد صاحبه وصفه وسبكه, وإنما غرابته أنك لا ترى فيه شيئا يمكن أن يحمل إليك مجهود الإنسان
وكل هذه الأوجه التي عالجها الرافعي كما بينها د. أبو موسى مبنية على أصل مهم في دراسة الإعجاز وهو عدم اشتراك بلاغة القرآن في شيء من بلاغة البلغاء في كلامهم وهي ما تسمى (البلاغة المختصة بالقرآن).
* ملاحظة: نسيت أن أشير إلى المصدر فأحببت وضعه هنا بعد تنبيه فضيلة المشرف العام والمصدر هو (الإعجاز البلاغي: دراسة تحليلية لتراث أهل العلم) د. محمد محمد أبو موسى, كما ذكره فضيلته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالرحمن على تلخيصكم لكلام الدكتور محمد أبو موسى في بلاغة الرافعي، وليتك ذكرت المصدر الذي لخصت منه كلام أبي موسى في الموضوع، والذي كنتُ أقصده في إشارتي هو ما كتبه في مقدمته للطبعة الثالثة من كتابه (الإعجاز البلاغي: دراسة تحليلية لتراث أهل العلم) من 3 - 21، وهو كلامٌ جميلُ جداً جديرٌ بأن ينقل كله هنا.
(/)
عن قول الله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه أولى مشاركاتي في هذا الملتقى المبارك وفقنا الله وإياكم إلى كل خير وأدعو الله أن لا تكون الأخيرة
ومشاركتي هي عن قول الله جل وعلا چ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالفرقان: 4
س/هل قوله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا) رد من الله على المشركين أم هو تتمة لكلام المشركين فيكون معنى الآية والله أعلم فقد جاء محمدصل1 ومن أعانه ظلما وزورا؟
س/هل ورد عن أحد من الصحابة أو التابعين أنه فسر قوله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنها رد من الله على المشركين حيث أني لم أجد ذلك في كتب التفسير بالمأثور؟
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:31 م]ـ
تنبيه: للآية التي حصل خطأ في كتابتها والآية هي (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:37 م]ـ
نظرا لأني لم أجد من ذكر جوابا لسؤالي في المشاركة السابقة فسأذكر ما ظهر لي من الجواب لعلني أصيب عين الحق فيه والله الهادي إلى الصراط المستقيم
فجوابي هو: أن قول الله (فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنه تتمة لكلام المشركين وليس ردا من الله عليهم ودليل ذلك مايلي:
- أن رد الله على قولهم هو قوله (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض)
- ليس من عادة القرآن أن يجيب بجوابين على قضية واحدة كما في قوله (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) فرد الله على كلا القولين بقوله (رجما بالغيب)
- لم يرد والله أعلم عن أحد من الصحابة أنه فسرها بأنها رد من الله على المشركين
وعليه فالتفسير الأقرب لقوله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنه تتمة لكلام المشركين والمعنى فقد جاء محمد صل1 ومن أعانه ظلما وزورا
وقد وجدت في المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد أن المشرفين على طباعته وضعوا علامة جواز الوقف على قوله جل وعلا (وأعانه عليه قوم ءاخرون) بناء على التفسير المشهور والأقرب والله أعلم عدم وضعها.
هذا ماظهر لي ومن لديه التعقيب فذاك ما أسعى إليه
(/)
عطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في سورة الأعراف وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى (وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة .... ) البقرة 35
وقال سبحانه (وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ... ) الأعراف 16
جاء العطف مرة بالواو ومرة بالفاء، ماسبب اختلاف حرف العطف؟
وجدت الإجابة في كتاب الخطيب الاسكافي درة التنزيل (1/ 222 - 225)، لكن لم أفهم المراد، فأرجو التوضيح والإفادة.
يقول الخطيب الإسكافي بعد ذكر الآيتين:
فعطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في هذه السورة وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو.
والأصل في ذلك أن كل فعل عُطف عليه ما يتعلق الجواب بالابتداء، وكان الأول مع الثاني بمعنى الشرط والجزاء، فالأصل فيه عطف الثاني على الأول بالفاء دون الواو كقوله تعالى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا) البقرة 58.
فعطف "كلوا" على "ادخلوا" بالفاء لما كان وجود الأكل منها متعلقا بدخولها، فكأنه قال: إن دخلتموها أكلتم منها، فالدخول موصِل إلى الأكل، والأكل متعلق وجوده بوجوده.
يبين ذلك قوله تعالى في مثل هذه الآية من سورة الأعراف (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة ... ) الأعراف 161، فعطف "كلوا" على قوله "اسكنوا" بالواو دون الفاء، لأن "اسكنوا" من السكنى وهي المقام مع طول لبث. والأكل لا يختص وجوده بوجوده لأن من دخل بستانا قد يأكل منه وإن كان مجتازاً، فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلُّق الجواب بالابتداء وجب العطف بالواو دون الفاء.
وعلى هذا قوله تعالى في الآية التي بدأت بذكرها (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما).
وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما .. ) من سورة الأعراف مع عطفه على قوله "اسكن" وهو أن " اسكن " يقال لمن دخل مكانا، فيراد به: ألزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه، ويقال أيضا لمن لم يدخله اسكن هذا المكان يعني ادخله واسكنه، كما تقول لمن تعرض عليه دار ينزلها سكنى فتقول: اسكن هذه الدار فاضنع فيها ماشئت من الصناعات، معناه: ادخلْها ساكِنا لها فافعل فيها كذا وكذا، على هذا الوجه قول تعالى في سورة الأعراف (وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا .. ) بالفاء.
فالحمل على هذا المعنى في هذه الآية أولى، لأنه عز من قائل وجل قال لإبليس (اخرج منها مذءوما مدحورا) الأعراف 18، فكأنه قال لآدم: اسكن أنت وزوجك الجنة، اي ادخل، قيقال: اسكن، يعني: ادخل ساكنا، ليوافق الدخول الخروج، ويكون أحد الخطابين لهما قبل الدخول، والآخر بعده، مبالغة في الإعذار، وتأكيداً للإنذار وتحقيقا لمعنى قوله عزوجل ( ... ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة 35
انتهى.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:49 م]ـ
يرى المؤلف رحمه الله أن الأصل في العطف مبني على ارتباط الفعل المعطوف بالفعل المعطوف عليه؛ فالفعل (كلوا) مترتب على (ادخلوا) لأنه يتعلق به تعلق الجزاء بالشرط فالدخول شرط للأكل، والأكل جزاء للدخول، ولا يتصور أكل من القرية إلا بعد الدخول.
وهذا بخلاف الفعل اسكنوا لأن السكنى ليست شرطاً للدخول، لأن الإنسان قد يدخل القرية ويأكل دون أن يسكن، فالأصل في هذه الحالة الواو لا الفاء واستدل على ذلك بآية الأعراف (وإذ قيل لهم اسكنوا ... وكلوا)
ويترتب على هذا الذي قرره أن تكون الآيتان اللتان يقارن بينهما معطوفتين بالواو لأن الأمر فيهما كان بالسكنى لا بالدخول، فأما آية البقرة فقد جاءت على أصله الذي قرره فلا كلام عليهاأما آية الأعراف فقد قال موضحا سر الفاء:"وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما .. ) من سورة الأعراف ... "
فبين أن السكون يطلق بمعنيين:
1/ اسكن إذا خوطب بها من قد دخل مكاناً ويكون المراد: الزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه.
2/ اسكن هذا المكان إذا خوطب بها من لم يدخلها بعدُ، ويكون المراد: ادخل المكان واسكنه.
ثم حمل آية الاعراف – التي جاءت بالفاء - على هذا المعنى الثاني، واستدل على أنها في الأعراف بالمعنى الثاني بالسياق لأنه قد جاء فيها أمر إبليس بالخروج فناسبه أن يكون المعنى: ادخل ساكنا، ليوافق الدخول الخروج.
ثم بين أن خطاب البقرة كان بعد الدخول فلم يحتج إلى الفاء.
هذا مراد كلامه في حدود ما أفهم، ثم إن أردت الاستزادة في هذه الآية ومقارنة رايه برأي غيره فارجعي إلى:
1/ متشابه النظم القرآني في قصة آدم عليه السلام للدكتور: عبد الجواد طبق، طبعته دار الأرقم، والكتاب كان متوفرًا قبل سنوات في مكتبة وهبة بالقاهرة، والمؤلف بذل جهداً كبيراً في محاولة التوجيه لكل أوجه الإختلاف في قصة آدم في كل مواضع ذكرها في القرآن مع اهتمامه بعض الشيء بتأريخ نزول السور.
2/ من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد علي الصامل، وطبعته كنوز إشبيليا بالرياض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:14 م]ـ
ويمكن أن يضاف لما ذكره أستاذنا الدكتور محمد نصيف أيضاً من المصادر التي تفيد في الموضوع:
- أسرار حروف العطف في الذكر الحكيم (الفاء، ثُمَّ) للدكتور محمد الأمين الخضري. فقد تكلم عنها بكلام جميل فيها إضافة على ما ذكره الإسكافي.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:36 م]ـ
[أستاذنا الدكتور] تُشعر أنني قد بلغت الخمسين - مثلاً- ثم إن الحال كما قال الأول:
ولما أتى مثلي إلى الجو خالياً من العلم أضحى معِلناً متكلما
كغابٍ خلا من أُسده فتواثبت ثعالب ما كانت تطا في فِنا الحمى
فليتك تكتفي بأبي هاجر، وجزاك الله خيراً.
أما كتب الخضري فهي مما يوصى به كل من أراد أن يتذوق البلاغة القرآنية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:18 م]ـ
[أستاذنا الدكتور] تُشعر أنني قد بلغت الخمسين - مثلاً- ثم إن الحال كما قال الأول:
ولما أتى مثلي إلى الجو خالياً من العلم أضحى معِلناً متكلما
كغابٍ خلا من أُسده فتواثبت ثعالب ما كانت تطا في فِنا الحمى
فليتك تكتفي بأبي هاجر، وجزاك الله خيراً.
مَشّها الله يصلحك، ولا تدقق!
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:49 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نصيف http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=109596#post109596)
[ أستاذنا الدكتور] تُشعر أنني قد بلغت الخمسين - مثلاً- ثم إن الحال كما قال الأول:
ولما أتى مثلي إلى الجو خالياً من العلم أضحى معِلناً متكلما
كغابٍ خلا من أُسده فتواثبت ثعالب ما كانت تطا في فِنا الحمى
فليتك تكتفي بأبي هاجر، وجزاك الله خيراً.
مَشّها الله يصلحك، ولا تدقق!
جزاكما الله خيرا من فاضلين، ووالله لقد أفدتما فيما ذكرتما، لكنني كنت قد اطلعت في أحد أبحاثي على كلام في المقام للكرماني يعرض نفس المسألة ويتناول جانب معنيي الفعل اسكن، لكنه يعرض ذلك بطريقة أخصر وأوضح في ظني، إذ يقول:"قوله: اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا، بالواو، وفي الأعراف: فكلا، بالفاء، اسكن في الآيتين ليس بأمر بالسكون الذي هو ضد الحركة، وإنما الذي في البقرة من السكون الذي معناه الإقامة، وذلك يستدعي زمنا ممتدا، فلم يصح إلا بالواو، لأن المعنى: اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها، ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة، لأن الفاء للتعقيب والترتيب.
والذي في الأعراف من السكنى الذي معناه اتخاذ الموضع مسكنا لأن الله تعالى أخرج إبليس من الجنة بقوله: اخرج منها مذءوما، وخاطب آدم فقال: ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة، أي: اتخذا لأنفسكما مسكنا، فكلا من حيث شئتما، فكانت الفاء أولى، لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا، ولا يمكن الجمع بين الاتخاذ والأكل فيه، بل يقع الأكل عقيبه"، أسرار التكرار في القرآن، تأليف/ محمود بن حمزة الكرماني، تحقيق/ عبد القادر أحمد عطاء:70، 71، طبعة دار الفضيلة، القاهرة مصر.
وهذا يعني أن الآيات المتشابهة خضعت لعوامل سياقاتها المتعددة فتم التغيير فيها في كل سياق كررت فيه بحسبه.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 10:27 م]ـ
الكلام في المتشابه اللفظي واسع جداً، لكن الهدف كان شرح كلام الإسكافي، والآيات التي سألت عنها الأخت تشبهها في بعض المواطن آيات أمر اليهود بدخول القرية في البقرة والأعراف (وإذ قلنا ادخلوا ... ) (وإذ قيل لهم اسكنوا) وهي مما أولاه علماء المتشابه اللفظي بل والمفسرون- الرازي - البيضاوي - البحر المحيط - البقاعي - الألوسي- المنار - حبنكة الميداني - وغيرهم عناية فائقة جعلت الآراء تتنوع تنوعاً عجيباً لا تعارض بين أكثره وقد جمعت أقوالهم في بحث أنوي نشره في الآيات المشار إليها وحاولت الاستقصاء فإذا بهم مع كل ما قدموه أغفلوا جوانب تحتوي على لطائف مما يدل على ثراء هذا الباب من العلم جداً، وقد كلمت اليوم عصراً العلامة محمد أبو موسى - وقد جاوز السبعين - فكلمني بروح الثلاثين وكان من كلامه أن سألني هل كتبت بحثاً بعد الدكتوراه فأخبرته عن هذا البحث فقال ما معناه: هذا العلم كنز ينبغي أن تكتب فيه مجلدات بحجم كتب التفسير.
وأخيراً هذه دعوة أتمنى أن أجد لها مجيباً، إن خدمة المتشابه اللفظي في القرآن خدمةً حقيقيةً تتسمُ بالتأني والاستقصاءِ والموضوعيةِ والجديةِ تحتاجُ إلى عمل موسوعي يشرف عليه مركز بحثي هدفه إظهار إعجاز القرآن، فهل من داعم حتى نتشرف بهذه الخدمة لكلام ربنا؟
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لك الله من رائع يا نصيف@سموت على كل قصر منيف
حقيقة أنا معجب بفكرتك لكن لم أفهم وجه الدعم، وإن كانت المسألة تكاتف الجهود وتوزيعها بين من رغب من أعضاء الملتقى فأخبرك أنهم ليسوا إلا إخوانك وتلاميذك فحدد، ونحن رهن الإشارة خدمة لكتاب الله وإجابة لدعوتك الكريمة التي أرجو أن أكون ممن شملتهم، على أن هذا أيضا قد يفيدني فائدة كبيرة في جانب دراستي للإيقاع في قصة موسى عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:26 ص]ـ
ارسم الخطة يا أبا هاجر وهاتها وأبشر بالخير.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:36 م]ـ
أظنك تقصد رسم الخطة المبدئية وهذا ممكن الآن جداً، والأفضل أن يكون بعد إتمامي البحث الذي أشرت إليه -وقد أوشكتُ - لأن من أهداف البحث وتوصياته وضع خطة ومنهج لدراسة المتشابه اللفظي، أما الخطة النهائية فلا بد فيها من تلاقح الأفكار، والاستفادة من كل ما كتب في الناحية النظرية، , وهذا مما لا يخفى عليكم.
(/)
دلالة الألفاظ: النبوة والرسالة والنبي والرسول في الكتاب المنزل (1)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[10 Jul 2010, 12:16 م]ـ
النبوة
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا.
فمن الأول قوله ? قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ? يونس 18 وقوله ? أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول ? الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقوله ? سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78.
ومن الثاني قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ? التوبة 70 وقوله ? ونبئهم عن ضيف إبراهيم? الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية.
ومنه قوله ? وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ? التحريم 3.
ومنه قوله ? فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ? النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة.
ومن الثالث قوله ? وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49 وقوله ? قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ? سورة ص 67 ـ 68.
وإنه في يوم الدين ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ? الانفطار 19 ينبّأ الإنسان بما قدّم وأخّر، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون.
ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله ? علمت نفس ما أحضرت ? التكوير 14، وقوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار5، ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ? النبأ 40، وقوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ? البقرة 167، وقوله ? يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ? عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله ? ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49.
وإن قوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله ? ونكتب ما قدموا وآثارهم ? يس 12، وقوله ? ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ? النحل 25، وقوله ? وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ? العنكبوت 13 إذ الذي قدّموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخّروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم.
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبيّ في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبيّ ? ? هو أذن ? التوبة 61 ّ بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبيّ ? كذلك، لا يفقهون أن النبيّ تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده.
إن الله نبّأ النبي ? بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله.
ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبيّ في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة والمقتبسة من الشبكة الإسلامية ومنها:
حديث رقم: 3401
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها.
وهو من مكررات البخاري وأخرجه مسلم في صحيحه وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده.
حديث رقم: 3402
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
عن أسامة رضي الله عنه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من الآطام فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر.
وهو من مكررات كل من البخاري ومسند أحمد وهو في صحيح مسلم ومستدرك الحاكم.
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر بن عبد الله قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض علي كل شيء تولجونه فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي.
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر ومنه " ... ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه.
حديث رقم: 6414
سنن البيهقي الكبرى > كتاب صلاة الخسوف > باب من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات
ثم زاد في آخر الحديث: ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في صلاتي هذه حتى جيء بالنار، وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق متاع الحجاج بمحجنه فإن فطن له قال: إنه تعلق بمحجتي وإن غفل عنه ذهب، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى مات جوعاً، ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه.
حديث رقم: 515
صحيح البخاري > كتاب مواقيت الصلاة > باب وقت الظهر عند الزوال وقال جابر كان النبي ـ ـ
... قال أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول سلوني فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال من أبي قال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فسكت ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر.
وأخرجه البخاري كذلك في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما يكره من كثرة السؤال ومن تكلف ما لا يعنيه، وهو في الأدب المفرد للبخاري ومسند أحمد ومصنف عبد الرزاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت والحديث رقم 6541 في صحيح البخاري في كتاب الرقاق باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب بسنده عن ابن عباس قال: قال النبي ? عرضت عليّ الأمم فأجد النبيّ يمرّ معه الأمة، والنبيّ يمرّ معه الننفر، والنبيّ يمرّ معه العشرة، والنبيّ يمرّ معه الخمسة، والنبيّ يمرّ وحده فنظرت فإذا سواد كثير، قلت يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال لا ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد كثير قال هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عقاب قلت ولم؟ قال كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام إليه عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام إليه رجل آخر قال ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكّاشة.
حديث رقم: 220
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة ـ ـ
... ومنه حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.
حديث رقم: 6430
صحيح ابن حبان > كتاب التاريخ > باب من صفته صلى الله عليه وسلم وأخباره
حدثنا ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه رهط، والنبي ومعه رجل، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فقلت: هذه أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، ثم قيل لي: انظر إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل، فخاض القوم في ذلك، وقالوا: من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟ فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله قط، وذكروا أشياء، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه؟ فأخبروه بمقالتهم فقال: هم الذي لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيًرون، وعلى ربهم أنت منهم، ثم قام رجل آخر، فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: سبقك بها عكاشة.
حديث رقم: 2444
مسند أحمد > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه
ومنه ...
عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فقلت: هذه أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم، ثم قيل، انظر إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
حديث رقم: 167
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض ـ ـ
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عرض عليّ الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية ..
وهو من مكررات البخاري ومسلم والترمذي وهو في صحيح ابن حبان ومسند أبي يعلى الموصلي وغيرهم
حديث رقم: 3683
(يُتْبَعُ)
(/)
سنن ابن ماجة > كتاب الأدب > باب إماطة الأذى عن الطريق
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها الأذى ينحى عن الطريق ورأيت في سيء أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن.
وهو كذلك في صحيح ابن حبان.
حديث رقم: 6606
صحيح البخاري > كتاب التعبير > باب القميص في المنام
بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ما أولت يا رسول الله قال الدين (عن أبي سعيد الخدري مرفوعا)
وهو في سنن الترمذي وصحيح ابن حبان.
حديث رقم: 1912
صحيح مسلم > كتاب الإمارة > باب فضل الغزو في البحر
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم قالت فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر.
حديث رقم: 4608
صحيح ابن حبان > كتاب السير > باب فضل الجهاد
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت:: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسم، فقلت: يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت مثل قولها، فأجابها مثل قولها الأول. قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أو ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزاتهم قرب إليها دابتها لتركبها فصرعت فماتت.
قلت: إن الحديث رقم 6990 في صحيح البخاري في كتاب التعبير باب المشرات عن أبي هريرة عن النبي ? " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة ".
والحديث رقم 6989 في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي ? " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " ليعني أن العرض في المنام أقل من درجة العرض يقظة الذي اختص به النبيون وهو مدلول نبوتهم وهو الذي انقطع وختم بخاتم النبيين محمد ?.
قلت: إن العرض للنبي ? يقظة كما في الحديث النبوي " والله لأنظر إلى حوضي الآن"
والحديث النبوي حين أشرف على أطم من الآطام فقال "هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر"
والحديث النبوي "إنه عرض علي كل شيء تولجونه"
والحديث النبوي "ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه"
والحديث النبوي "عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر"
والعرض مناما كما في حديث أم حرام.
قد وقع في المدينة بعدما نزل به القرآن قبل الهجرة كما في المثاني:
? ? قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? الفلاح 93 ـ 95
? ? فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 41 ـ 42
? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? يونس 46 الرعد 40
? ? فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? غافر 77
? ? وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ? الإسراء 60
وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر، وقد تحقق في الدنيا وكما تقدم في الأحاديث الصحيحة التي فيها إنه عرض عليه كل شيء تولجونه وفيها " فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه " لإيقاع قوله ? وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? والآيات المتلوة المذكورة آنفا.
إن النبيّ في الدنيا هو الذي يعرض عليه مما سيكون من الغيب في الدنيا والآخرة فيعلمه برؤيته عرضا عليه وذلك قوله ? أعنده علم الغيب فهو يرى ? النجم 35 أي ينظر إلى ما يعرض عليه في يقظته وهو ما اختص به النبيون جميعا إذ شاركهم بعض أتباعهم في العرض في المنام.
وإن النبوة المقيدة بالعلم كما في قوله ? نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ? الأنعام 143 فإنما هي بأحد أمرين:
1. الإخبار والعرض يقظة وهو ما اختص به النبيون.
2. الإخبار بالكتاب الذي جاء به النبيون وهو العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن الله دعا المشركين الذين حرّموا من ثمانية أزواج الأنعام ما لم يأذن به الله أن ينبئوا النبي الأمي ? أي يخبروه بعلم أي يعرضوا عليه ساعة نزل عليهم لأول مرة من الله تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهو الدليل القوي لو استطاعوه وهو الذي تتأتى به معارضة ما جاء به النبيون من العلم أو يأتوا بكتاب من عند الله نزل فيه تحريم ما زعموا.
فالنبوة بعلم بمعنى العرض يقظة هي ما اختص به النبيون وهي أخص من قوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78 وقوله ? ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ? القمر 28 أي أخبرهم ولم يسبق إليهم علم به.
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ بعض ما عرض على النبيّ الأميّ ? يقظة كما في المثاني:
? ? ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ? البقرة 243
? ? ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيّ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ? البقرة 246
? ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ? النساء 77
? ? ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقر 258
? ? ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ? إبراهيم 28
? ? ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ?
? ? ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ? الفجر 6 ـ13
وشبهه ويعني الحوادث الماضية قبله التي عرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها، وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ? عمران 23
? ? ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ? المجادلة 8
وشبهه ليعني الحوادث المعاصرة التي غابت عنه وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا ? غافر 69
? ? ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? لقمان 31
وشبهه ليعني الحوادث التي لم تقع بعد وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها ولتقعن كما نبأ الله بها خاتم النبيين ? فعرضها عليه عرضا ونبأه وأمته بها في القرآن وكما سيأتي تفصيله.
وكذلك قوله:
? ? فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ? المائدة 52
? ? فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ? الحاقة 7
فهو مما عرض عليه كذلك وسيقع مثله بعده في أمته سيأتي بيانه وكما هو مدلول أنه مما عرض عليه ونبئ به في القرآن.
أما ما خوطب به الناس في القرآن من ذلك كما في قوله:
? ? ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ? لقمان 20
? ? ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ? نوح 15 ـ 16
? ? أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ? العنكبوت 19
? ? أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا فهم عن آياتها معرضون ? الأنبياء 30 ـ 32
? ? أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ? الرعد 41
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ? الأنبياء 44
فيعني أن المكذبين من قبل قد تعجلوا تكذيب الرسل قبل أن يبلغ السمع والبصر وأدوات الكسب لدى الإنسان نهاية البحث العلمي المجرد وكذلك أمر الرسل المكذبين بالنظر والتأمل والبحث العلمي الذي سيهديهم إلى أن الله خالقهم هو الذي سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة فلماذا يكذبون؟ وسيهديهم البحث العلمي المجرد إلى كيفية بدء الخلق وأنه سيفنى كذلك وأن الذي بدأه من العدم قادر على إعادة نشأته كما أخبر الرسل عنه فلماذا يكذب المكذبون؟ وسيعلمون رأي العين بالبحث العلمي المجرد كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر والشمس فلماذا الكفر والتكذيب؟
وسيعلمون رأي العين وهم يغزون الفضاء من آيات السماء ما لا يقدر عليه غير الله فلماذا الكفر والإنكار؟
وسيرون رأي العين أن أطراف الأرض ستغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف من السماء فلا يبقى من الأرض إلا أم القرى وما حولها كما سيأتي بيانه في كلية النصر في ليلة القدر.
وأما قوله ? ولا أعلم الغيب ? من قول نوح ومحمد ?، وقوله ? ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ? مما كلف به النبي الأمي ? فيعني ما لم يعرض عليهما من الغيب لأن النبيين كسائر الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله منه.
إن العرض يقظة في الدنيا للنبيّ هو الذي يقع مثله لكل منا إذا بلغ منه الموت قبل أن تسيل نفسه إذ يعرض عليه مقعده في الجنة والنار.
وهو الذي يقع مثله لابن آدم إذا مات ودخل البرزخ إذ يعرض عليه قبل البعث مقعده غداة وعشيا كما في كما في الحديث رقم 1379 من صحيح البخاري في كتاب الجنائز باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ بسنده إلى ابن عمر أن رسول الله ? قال "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة.
وهو كذلك في صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة وفي مسند أحمد في الحديث وفي النسائي وموطإ مالك وابن حبان وغيرهم.
وكما في قوله ? النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ? غافر 46 وقوله ? مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ? نوح 25 للدلالة على عذاب القبر.
والعرضان هما في الكتاب كما في قوله ? كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ? التكاثر 3 ـ 7 فقوله ? كلا سوف تعلمون ? يعني به ? لترون الجحيم ? عند الموت عرضا وقوله ? ثم كلا سوف تعلمون ? يعني به ? ثم لترونها عين اليقين ? أي في يوم الدين فالعرضان عند الموت وفي يوم الدين هما اللذان وقع بهما العلم ولا يخفى أن العلم في الأخير منهما أكبر لقوله ? ثم لترونها عين اليقين ?.
وجميع أهل الجنة ينبئهم الله فيعرض عليهم وهم على سررهم ما يشاءون كما في المثاني في قوله:
? ? إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون ? التطفيف 22 ـ 23
? ? فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون ? التطفيف 34 ـ 35
? ? قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم ? الصافات 54 ـ 55
وأهل النار كذلك ينبّأون كما في قوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ? البقرة 167 إذ تعرض عليهم أعمالهم السيئة التي قدموها في الدنيا ودخلوا بها النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الفرج والرحمة.
إن عدم حفظ التوراة من التحريف قدرا ـ بفتح الدال ـ إذ جعل الله أمر حفظها إلى الربانيين والأحبار من بني إسرائيل كما في قوله ? بما استحفظوا من كتاب الله ? المائدة 44 هو سبب تعدد الأنبياء في بني إسرائيل لأن الأحبار كانوا كما في قوله ? يحرفون الكلم عن مواضعه ? النساء 46 المائدة 13، فتعدد الأنبياء فيهم ليقوموا مقام حفظ التوراة يحكمون بها وهي غير محرفة ويعلنون لهم ما تقع عليه نبوة موسى في التوراة من الحوادث التي كانت غيبا يوم نزلت التوراة، ومنه بعث طالوت وداوود وسليمان ملوكا كما في قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20 وإنما وقع ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كله بعد موسى ولا يخفى أن التوراة تقع نصوصها على ما سيكون من الحوادث بعدها لقوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ? الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله ? ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ? الأنعام 154، وكان كل نبيّ بعد موسى يحكم بالتوراة دونما تحريف لأن الله آتى كل نبيّ الكتاب أي علمه إياه فحفظه وعلم بيانه عن ظهر قلب وكل نبيّ يعلن إيقاع التوراة على الحوادث.
أما القرآن المحفوظ من التحريف فقد أغنى عن تعدد الأنبياء في هذه الأمة وكان نبيها هو خاتم النبيين ? كما في الأحزاب وبدليلين اثنين أولهما أن القرآن قد تضمن جميع نبوة محمد ?، فلم يأت من الحوادث منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا إلا ما حواه القرآن ولن يأتي منها وإلى الأبد في الدنيا والآخرة إلا ما حواه كذلك.
أما في الآخرة فجميع الحوادث مفصلة في الكتاب وإنما ينغلق في الدنيا غير أن النبوّة حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكل منها شاف كاف كما في الأحاديث الصحيحة فجميع ما في القرآن من أنباء سيتكرر مثله في هذه الأمة قبل الآخرة ولذلك خلا الكتاب من النبوة عن الجنة والنار وإنما نبّأ القرآن ببعض ما كان من القصص والحوادث الماضية ودليله قوله:
? ? ولتعلمن نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص
? ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 67
ويعني أن جميع ما نبّأ الله به خاتم النبيين ? في القرآن سيكون يوما معلوما لكل الناس بعد حين، ولقد مضى من الحين حوالي ألف وأربعمائة وأربعين عاما، وإنما يستقر النبأ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وليعلمه الناس رأي العين كما بينت.
وثانيهما أن محمدا ? هو رسول الله بآية خارقة معجزة محفوظة هي القرآن، وشهادة المسلم ـ وشرط الدخول في الإسلام ـ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني أن المسلم في كل وقت يشهد على نفسه أنه حضر رسالة الله التي أرسل بها محمدا وهي القرآن وما غاب عنها بل بلغته وآمن بما فيها من الغيب والنبوة، فالشهادة بأن محمدا رسول الله هي إقرار وإيمان بالآية المعجزة التي أرسل بها وهي القرآن.
ويعني قوله ? والله يشهد إنك لرسوله ? سورة المنافقين1 أن الله سيظهر للعالم كله في الدنيا أنه رسول الله بهذه الآية المعجزة إذ ما شهد الله به لن يبقى سرا مجهولا أو مغمورا بل سيشاهده العالمون جميعا وذلك مدلول قوله ? قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ? الأنعام 19 ويعني أن كل غيب في القرآن سيصبح شهادة معلوما لكل الناس ليعلم الناس أن محمدا ? قد أرسل بالقرآن من قبل.
من نبوة جميع النبيين قبل نزول القرآن
لقد تضمن القرآن المنزل على النبي الأمي r نبوة النبيين قبله، وهي قسمان:
أولهما: النبوة الأولى وقد تضمنها القرآن وأولها نبوة آدم كما في قوله:
• ? قلنا اهبطا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون {البقرة 38
• ? قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى {طه 123
• ? قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون {الأعراف 24 ـ 25
ولا يخفى أن المنبأ به هو آدم وسيأتي بيانه تفصيلا في من بيان القرآن، ومما نبأ الله به النبيين من ذرية آدم قبل نوح قوله:
• ? يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذّكّرون يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها {الأعراف 26 ـ 28
• ? ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم {يس 60 ـ 61
• ? يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين {الأعراف 31
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون {الأعراف 35 ـ 36
ولأن النبوة الأولى لم تنقض ولا يزال الشيطان عدوا يوسوس ويضل فقد نبّأ الله بمثلها خاتم النبيين r كما في حرف يس وسيأتي من بيان النبوة الأولى في من بيان القرآن.
ونبّأ الله نوحا بعد إغراق قومه بقوله} قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم {هود 48 وسيأتي بيانه مفصلا في كلية النصر في ليلة القدر.
ومما نبّأ الله به جميع النبيين قبل نوح وبعده قوله} وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون {عمران 81 ـ 82 وسيأتي بيانه مفصلا في من بيان القرآن.
ومما نبّأ الله به إبراهيم قوله} وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء {العنكبوت 22 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
وقوله} رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد {هود 73 وبينته في من بيان القرآن.
وقوله} الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون {الأنعام 82 وبينته في كلية الخلافة على منهاج النبوة.
ومما نبّأ الله به إبراهيم وإسماعيل قوله} ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة 129.
وثانيهما: النبوة الثانية وهي نبوة موسى وهارون فمن بعدهما من النبيين إلى عيسى وقد تضمنها القرآن كذلك:
ومما نبّأ الله به موسى قوله:
ـ ? سأوريكم دار الفاسقين سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا {الأعراف 145 ـ 146 وقد بينته في كلية الآيات.
ـ ? وذكرهم بأيام الله {إبراهيم 5 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
ـ ? قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون {الأعراف 156 ـ 157 وبينته مفصلا في أكثر من موقع.
ـ ? قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه {طه 97 وبينته في المنظرين في كلية الآيات.
ـ ? قال موسى استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين {الأعراف 128
ـ ? قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ? الأعراف 129
ـ ? إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ? الأعراف 155
ـ ? إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ? الأعراف 152 - 153 فبعضه من نبوة موسى والبعض الآخر من نبوة محمد الأمي ?
ومما نبّأ الله به النبيّ من بني إسراءيل من بعد موسى قوله} والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم {البقرة 247 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
ومما نبّأ الله به جميع النبيين من بني إسراءيل بعد موسى ومنهم عيسى قوله} ولقد أخذ الله ميثاق بني إسراءيل وبعثنا منهم إثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل {المائدة 12 وبينته في من بيان القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما نبّأ الله به عيسى قوله} ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد {الصف 6 وقوله} قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين {المائدة 115 وبينته في المنظرين في كلية الآيات.
ومما نبأ الله به موسى في التوراة وعيسى في الإنجيل قوله} الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون {الأعراف 157
ومما نبّأ الله به موسى في التوراة ونبّأ به عيسى في الإنجيل ومحمدا ? في القرآن قوله} إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة الإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم {التوبة 111 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
ومما نبّأ الله به محمدا:
ـ ? الذي يؤمن بالله وكلماته ? الأعراف 158
ـ ? ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ? الأعراف 159
ـ ? وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون? الأعراف 181
ـ ? وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ? الأعراف 167
ـ ? ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ? آل عمران
دلالة الألفاظ: النبي والنبوة والرسول والرسالة
إن عدم استطاعة التراث الإسلامي وعلى رأسه القراء والحفاظ والمحدثون والمفسرون والفقهاء التفرقة بين الرسول والنبي لمن العجب إذ يعتبرون النبي أقل درجة من الرسول.
وإنما النبي هو الذي أوحى الله إليه ونبأه وعرض عليه في يقظته مما سيكون من الحوادث في الدنيا والآخرة لينبئ معاصريه وآخرين لما يلحقوا بهم من الأجيال اللاحقة.
والنبيون ثلاثة أصناف:
1. من أرسل بالنبوة وأنزل عليه الكتاب للناس ابتداء مثل موسى وعيسى ومحمد فهم رسل الله بالبينات لما في الكتاب الذي أنزل عليهم ابتداء وبالبينات لما جاء به النبيون قبلهم.
2. ومنهم من أرسل بالنبوة وبالبينات لما في الكتاب الذي جاء به النبيون قبله وهم أنبياء بني إسرائيل بعد موسى.
3. ومنهم النبيون قبل موسى آتاهم ربهم الكتاب فحفظوه عن ظهر قلب وعلموه تعلما خارقا وعلموا أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي.
وقد أهلك الله جميع الأمم المكذبة وما بلغت معشار ما جاء به النبيون من العلم.
وإن الذي جاء به النبيون هو الكتاب الذي أنزل معهم جميعا وبيناته والنبوة التي ستقع على الأجيال اللاحقة بعدهم.
إن النبوة أخص من العلم وهو البينات لما في الكتاب، فالنبوة هي موعودات أوحيت أو عرضت على النبيين ولم يظهر الله عليها غيرهم قبلهم، نبأهم الله بها فجعلهم أنبياء ينبئون معاصريهم مما سيكون في الأجيال اللاحقة أي من غيبها، وكانت أحاديث النبي عن الغيب الموعود من النبوة التي منّ الله على قوم النبيّ فجعلها فيهم وقد يتوارثونها حديثا أو كتابا مكتوبا كتبوه بأيديهم، وإن منها الحديث الصحيح "إن مما أدرك الناس من النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني أن النبيين قبل التوراة وقبل نوح قد قالوا " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " للدلالة على أن سيكون في آخر الزمان عرايا من الحياء يصنعون ما يشاءون من الفواحش والإثم والبغي ولقد وقد أصبحت تلك النبوة شهادة أدركها الناس الذين عاصروا خاتم النبيين ? وتحققت فيهم فما بالك بما آل إليه الناس بعد أكثر من أربعة عشر قرنا.
وإن النبوة الثانية بعد الأولى هي التي ابتدئت بموسى وهارون بعد هلاك فرعون ولقد تضمنتها الكتب الثلاثة المنزلة من عند الله إذ تضمنت التوراة نبوة موسى، وتضمن الإنجيل نبوة عيسى، وتضمن القرآن نبوة خاتم النبيين ? إلى الناس جميعا ونبوة من قبله من النبيين وتبيان ذلك وتفصيله هو القصد والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنبوة أوتيها النبيون جميعا وأوتيها قومهم من بعدهم الذين تلقوا منهم وأوتيها الأجيال اللاحقة بعدهم، وهكذا أوتيها الثمانية عشر المعدودون في سورة الأنعام وأوتيها من آبائهم وذرياتهم وإخوانهم ولا يخفى أن ليس كل آبائهم وذرياتهم وإخوانهم أنبياء.
إن قوله ? ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر ? الجاثية 16 لمن المثاني مع قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20 ويعني حرف الجاثية أن بني إسرائيل هم أول من جعل فيهم كتاب الله يتدارسونه وليحكم بينهم وجعل فيهم أنبياء نبأوهم مما سيكون ومضى النبيون وبقيت نبوتهم معلومة بعدهم وآتاهم نعما ظاهرة حرم منها غيرهم كما هي دلالة التفضيل الذي يعني أن الذي فضله الله قد أعطاه ما حرم منه غيره، ومن النعم التي فضلوا بها على العالمين تلكم الموصوفة في حرف المائدة أن جعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا أي جعل فيهم ملوكا وهم طالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه البينات من الأمر وهي الفرقان الذي كان مع موسى وسائر أنبيائهم فلا يلتبس في ظلهم الباطل بالحق.
ولا يعني حرف الجاثية أن كل واحد من بني إسرائيل كان نبيا وإنما يعني أن النبوة والرسالة جعلتا فيهم كما هي دلالة قوله ? وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ? الحديد 26 وقوله ? وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ? العنكبوت 27 أي أن النبوة والكتاب جعلا في ذرية نوح وإبراهيم دون سائر بني آدم وكذلك جعل في بني إسرائيل ملوك كداود وسليمان ولا يعني قوله ? وجعلكم ملوكا ? أن كل واحد منهم كان ملكا.
إن بني إسرائيل منهم السامري الدجال المنتظر كما سيأتي بيانه في كلية الآيات ومنهم الذين قتلوا النبيين ومنهم الذين حاولوا قتل عيسى ومنهم الذين قالوا يد الله مغلولة ومنهم الذين قالوا إن الله فقير ـ سبحانه وتعالى ـ ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء ومنهم من لعنه الله وغضب عليه وعذبهم بذنوبهم وجعل منهم القردة والخنازير ومنهم من عبد الطاغوت ومنهم من قالوا عزير ابن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ومنهم من قالوا المسيح ابن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ولا يخفى أنهم من شرار الخلق ولم يجعلهم الله رسلا ولا أنبياء.
إن عيسى وهو في المهد قد قال ? إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ? مريم 30 وهو صريح في أنه كان من أولي العلم يوم قالها وهو في المهد إذ لو قال إني عبد الله آتاني الكتاب والنبوة لانخرم المعنى لدلالة آتاني النبوة على أنه يعلم ما جاء به النبيون من قبل من الكتاب والنبوة بما سيكون من الحوادث وقد لا يكون نبيا تماما كما قد استدرج النبوة بين جنبيه من حفظ القرآن إذ قد حفظ ما نبأ الله به جميع النبيين منذ آدم وإلى خاتمهم محمد ? إذ حوى القرآن جميع ذلك وليس من حفظ القرآن هو نبي وهكذا كان من علم عيسى أن قال ? وجعلني نبيا ? أي أن الله صيره نبيا من النبيين وعلى غير نسق ما قبله ? آتاني الكتاب ? ومن المثاني معه ? ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? عمران 48 وقوله ? وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? المائدة 110 أي جعله يعلم كل ذلك تعلما خارقا معجزا لا يملك أحد مثله لنفسه.
أما الرسالة فهي الرسالة بالبينات لما في الكتاب كما في قوله ? وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ? إبراهيم 4 وقوله ? لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ? الحديد 25.
والرسل طائفتان رسول نبي ورسول بالآيات الخارقة.
مقتطفات من تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن "
يتواصل
الحسن بن محمد بن ماديك
(/)
بيبلوغرافيا مناسبات القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 02:34 م]ـ
http://www.scribd.com/full/27371901?access_key=key-nucsvayibhh6r0m3iv
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 03:59 م]ـ
شكراً جزيلاً على هذا الرابط، وأذكر أن الدكتور حكمت وفقه الله قد حدثني عن هذا العمل يوماً أسأل الله لهم التوفيق.
سؤال: كيف يُمكنُ تَحميلُ هذا الملف أو حفظه؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 04:12 م]ـ
للأسف حاولت التحميل ولكنه معطلّ من قِبَل المؤلف، وهذا رابط لنفس الملف من جامعة الملك عبد العزيز وأظن من خلال رابط الجامعة يمكن طباعة الملف أو إرساله لصديق وتجدها أسفل مربع نص الملف:
http://binladenchair-qs.kau.edu.sa/Pages-%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D 9%81%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D8%A7%D9%84%D 9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85.aspx
وهناك ملفات مشابهة وهي:
بيبلوغرافيا إعراب القرآن
http://www.scribd.com/doc/27432301/ ببليوغرافيا-إعراب-القرآن
http://www.scribd.com/doc/27370727/ بيبلوغرافيا-غريب-القرآن
http://www.scribd.com/doc/27432594/ بيبلوغرافيا-أمثال-القرآن
http://www.scribd.com/doc/27432490/ بيبلوغرافيا-الإعجاز-العددي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
جاء في صفحة العنوان أن هذه هي السلسلة الثانية، فأين الأولى؟ وما هي؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:41 م]ـ
لا أدري أخي محمد، كنت أبحث عن شيء آخر فوجدت هذه السلسلة، بحثت في الملتقى إن كانت موجودة فلما لم أجدها أضفت الرابط. لكني أتوقع أنه يمكن أن تجدها في موقع جامعة الملك عبد العزيز والله أعلم.
(/)
استمع الآن لمناقشة رسالة الماجستير للطالب غانم قدوري الحمد يوم 6/ 10/ 1396هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:31 م]ـ
بعد أن عشنا مع جزء من ذكريات الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله حلقات ماتعة مفيدة (1)، وقد أشار فيها إلى أنَّ لديه تسجيلاً لمناقشته لرسالة الماجستير يوم 6/ 10/1396هـ الموافق 30/ 9/1976م.
تغيير موعد المناقشة
الأحد 12 أيلول 1976م = 17 رمضان 1396هـ
كنت أرجو أني في مساء الأحد القادم أُنَاقِشُ البحث أو أُنَاقَشُ فيه , ودار في خاطري هتاف الفرح المرجو بعد هذا الشوق الطويل , وبعد أن حضرتُ مناقشة رسالة طالب فلسطيني أردني في علم اللغة هذا المساء، وبعد أن ذاق ألواناً من النقد والإحراج , انصرف الناس. وسَلَّمْتُ على المشرف أستاذي الدكتور عبد الصبور – الذي كان أحد أعضاء لجنة الحكم - قبل انصرافه , فإذا به يخبرني أن الدكتور عبده الراجحي قد اتصل به هاتفياً من الإسكندرية يخبره أنه غير قادر على المشاركة في المناقشة يوم 19/ 9 , وهو يقترح أن تكون المناقشة يوم 30/ 9 , حتى تتاح له فرصة قراءة الرسالة قراءة تامة , واستقبلت الخبر ببرود , ومع أنه قد غَيَّرَ كل الخطط وهَدَمَ كل الآمال إلا أملاً واحداً بالله , فإني لم أجزع , ولم أملك إلا أن أقول إن شاء الله , ومع أن الموعد الجديد لا يؤخرني أكثر من أسبوعين أو ثلاثة فإن وقعه كان في النفس مؤلماً , أولا: لأني أخذت أسترجع تاريخ اختيار الأعضاء في المناقشة والمساومات، وثانيا: لأن ذلك يعني أن عليَّ أن أؤخر الحجز في الباخرة من الإسكندرية إلى اللاذقية، وأن أؤخر استلام السيارة الجديدة التي اشتريتها من شركة نصر لآخذها معي عند سفري , وثالثاً: تأخر سفري إلى الأهل , ....
تأجيل آخر لموعد المناقشة
الأربعاء 22 أيلول 1976م = 27 رمضان 1396هـ
كان هذا اليوم هو موعد السفر قبل أن يُغَيَّرَ موعد المناقشة إلى يوم 30/ 9 وهو التغيير الذي لم يكن أخيراً ولا قبل الأخير، فقد رضيت بيوم الثلاثين من شهر أيلول، ورحت أهيئ نفسي لموعد سفر جديد، ووجدت أن باخرة تغادر الإسكندرية يوم 3/ 10 فقلت إنها فرصة طيبة , رغم عجالتها , فَغَيَّرْتُ موعد السفر إلى ذلك اليوم، وأَجَّلْتُ موعد استلام السيارة إلى يوم 2/ 10، ومرت بضعة أيام وذهبت إلى الإسكندرية والتقيت بالدكتور عبده الراجحي وسلمته كتاباً من الكلية بالانتداب للمناقشة، وسلمته كشفاً بتصحيح الأخطاء الطباعية في الرسالة , واعتذر لي عن تأخير موعد المناقشة , وقد كان ذا خلق وأدب جم جزاه الله خيراً , وذهبت اليوم إلى الكلية لأسلم الدكتور عبد الله درويش نسخة من الكتاب ومن الكشف , وعندما قابلته فاجأني أنه يريد تغيير موعد المناقشة إلى يوم السبت 2/ 10 , حاولت أن أحدثه عن ارتباطي ببعض الأمور وأبين له حراجة ذلك بالنسبة لي , فما كان منه إلا أن يرمي بالأوراق بوجهي!! , وما كان مني إلا أن أنصرف , وأمام ناظري ما يجب عليَّ أن أفعله إذا تم هذا التغير , وذهبت بعد الإفطار إلى المشرف وحدثته بالأمر , فأعلن استنكاره بادئ ذي بدء لكنه عندما اتصل بالدكتور درويش بالهاتف غَيَّرَ رأيه ووافق على الموعد الجديد , وأبدى الأعذار والحجج , وأرجو أن يكون هذا الموعد آخر موعد , إن شاء الله.
إجراء المناقشة في موعدها!
الخميس 30 أيلول 1976م = 6 شوال 1396هـ
رجعت عصر أمس من الإسكندرية متعباً , فقد سافرت في الصباح من القاهرة إلى هناك لأحاول العثور على مكان في الباخرة إلى سوريا , بعد أن ألغيت الحجز على الباخرة المصرية يوم 3/ 10 بعد أن تأجلت المناقشة إلى يوم 2/ 10، وحين علمت أن الحجز على الباخرة الروسية التي تقلع يوم 6/ 10 لا يبدأ إلا يوم الأحد القادم نويت الرجوع لكني قلت لأمرَّ إلى كلية الآداب في جامعة الإسكندرية أسلم على الدكتور عبده الراجحي , وحين التقيت به كانت المفاجأة , ذكر لي أنه لم يوافق على تغير موعد المناقشة إلى يوم 2/ 10، وبذلك فإن الموعد ظل على حاله يوم 30/ 9، وكان عليَّ بناء على ذلك أن أعود إلى القاهرة بسرعة لأُعِدَّ نفسي للمناقشة , إذ ليس بيني وبينها إلا بضع عشرة ساعة , فسهرت في الليل إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، واستيقظت في الصباح مبكراً وأتممت كتابة الخطبة، واعتمدت فيها على المقدمة والخاتمة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان علي أن أنتظر الدكتور عبده الراجحي صباح هذا اليوم في محطة القطار وأهيئ سيارة تنقله إلى الكلية , وفعلا تم ذلك، ووصلتُ الكلية معه بسيارة صديق حوالي الحادية عشرة والنصف , وبدأت المناقشة قريباً من الساعة الثانية عشرة , وقد شعرت بتعب شديد عند إلقاء الخطبة مع الانفعال والتوتر، لكن الأمور بصورة عامة جرت هينة يسيرة والحمد لله , وبدأ المناقشة الدكتور عبد الله درويش , وقال كلاماً عاماً , وتوقف عند بعض الأمور , وكشف من كلامه أنه لم يقرأ من الرسالة إلا القليل، فكان كلامه ونقاشه متعباً، ثم ناقش الدكتور عبده الراجحي فكان كلامه دُرَراً قَلَّدَها للرسالة، وتكلم كلاماً جميلاً جداً , وقال إنه إذا كانت الرسالة الضعيفة تحتاج إلى تبرير فإن الرسالة الممتازة تحتاج إلى تبرير , وراح يتحدث عن البحث وما فيه من حسنات، ولولا أني ألتقي به لأول مرة، ولولا أنه رجل رصين عالم لقلت إنه يبالغ أو يجامل , لكن يبدو أن في البحث أشياء طيبة وَفَّقَ الله في الوصول إليها , وتحدث طويلاً عن حسنات البحث وما فيه من الأمور الجيدة في الأسلوب والعرض والمناقشة , وتحدث عن أهمية الموضوع , وذكر أن هذا البحث يجب أن يُنْشَرَ وأن يعمم , وقال إنه لم يقرأ بحثاً ممتازاً منذ زمن طويل، وأنه وجد هذا البحث هو البحث الجيد , وقال إن هذا البحث يثبت أنه لا يزال بالإمكان كتابة بحوث جيدة , الحقيقة أني لا أستحضر من كلامه إلا القليل، مع أنه لم تمض عليه إلا ساعات، وهو كلام طيب , والحمد لله قد سُجِّلَتِ المناقشة صوتياً، وبعد أن انتهى الدكتور عبده الراجحي من كلامه الذي ختمه في ذكر هنات وقعت في البحث وأخطاء يمكن معالجتها، تحدث الدكتور عبد الصبور شاهين وأحسن الكلام ومدح البحث واعتذر عن الأخطاء , فكان في كلامه طيباً , وانتهت المناقشة والحمد لله , وأعلنت النتيجة، فكانت بحمد الله تسر الصديق وتقر العين، وأعوذ بالله من العجب، كانت الدرجة (ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة , وتبادلها مع الجامعات) , وأرجو أن تكون هذه الجولة قد انتهت بخير، وأدعو الله تعالى أن يجعل هذا العمل مما يقرب إلى رضاه , ويباعد عن سخطه , وأدعوه أن يجزي الأهل عني كلهم أحسن الجزاء , فقد تعبوا وأكرموني غاية الإكرام , فكانت هذه الثمرة المباركة إن شاء الله , وفي مقدمتهم الأخ أبو عمر حفظه الله ورعاه.
وهذا هو تسجيل تلك المناقشة الممتعة، وقد استمعتُ إليها كاملةً قبلَ رفعِها لكم.
أرجو لكم النفع بالاستماع، وأسال الله للدكتور غانم قدوري الحمد التوفيق والسداد،،
1 - تقديم المشرف للباحث، وتقديم الباحث لبحثه، وبداية مناقشة الدكتور عبدالله درويش.
http://www.tafsir.net/audio/sound/drghanem11.mp3
( هناك تشويش خارجي في هذا الجزء وهي طائرات تَمرُّ فوق القاعة مشاركة في المناقشة كما قال د. عبدالصبور شاهين)
2 - إكمال مناقشة الأستاذ الدكتور عبدالله درويش:
http://www.tafsir.net/audio/sound/drghanem2.mp3
3- مناقشة الدكتور عبده الراجحي وختام المناقشة وإعلان النتيجة بواسطة المشرف الأستاذ الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله:
http://www.tafsir.net/audio/sound/drghanem1.mp3
وقد أُعلنت النتيجةُ عند الدقيقة 40 من هذا الملف، وقد شعرتُ بسعادةٍ غامرة، وصفَّقتُ دونَ شُعورٍ عندَ سَماعِ النتيجة (مُمتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات) وكأَنِّي بالدكتور غانم في ذلك الموقف السعيد وسعادته الغامرة، أسألُ اللهَ أن يُسعدَهُ في الدنيا والآخرة وأن يزيده توفيقاً وقبولاً عنده وعند خلقه، فقد كان نعم الباحثُ الوفيُّ للبحث العلمي حتى اليوم، وأشكره على كل ما بذله منذ هذه المناقشة حتى اليوم في خدمة الدراسات القرآنية والباحثين فيها بكتبه وبحوثه ومناقشاته وتدريسه، إن الله لا يضيع أجر المُحسنين.
وهي مناقشة رائعة ثرية بالمعلومات والأدب، وأتمنى أن يتصدى أحد أعضاء الملتقى الفضلاء لتفريغ هذه المناقشة أو انتقاء الفوائد منها وعرضها هنا.
علماً أنَّ هذه الرسالة قد طبعت بعد ذلك عام 1400هـ.
http://www.tafsir.net/audio/sound/rsmalmushf.jpg
وأُعيد نشرُها عن دار عمَّار بالأردن بعد ذلك عام 2000م.
ملحوظة لإدارة الإشراف: تم وضع المناقشة هنا عمداً الآن وستنقل لاحقاً لقسم الرسائل الجامعية.
ــ الحواشي ـــ
(1) ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الثالثة عشرة والأخيرة) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101319#post101319) .
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:48 م]ـ
موضوع قيم ... ومناقشة رائعة ينبغي الاستماع إليها ...
إلا أنّ الروابط كلها لم تظهر عندي ...
أو ليس هو أيضاً - يا دكتور - ضمن المقرر الذي سيكون فيه الاختبار!!
ـ[باحثة علم]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:18 م]ـ
رائع ماشاء الله
شكرا جزيلا بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
لكن ألا يوجد روابط للتحميل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:36 ص]ـ
موضوع قيم ... ومناقشة رائعة ينبغي الاستماع إليها ...
إلا أنّ الروابط كلها لم تظهر عندي ...
أو ليس هو أيضاً - يا دكتور - ضمن المقرر الذي سيكون فيه الاختبار!!
لقد جرَّبتُها فوجدتُها تعملُ بشكلٍ جيد، فجرب مرة أخرى، أو تأكد من عمل برنامج Real Player أو تحديث نسختك منه، وإلا فيمكنُك الاستعانة بصديق، لأهمية هذه الفقرة في المقرر حقاً.
رائع ماشاء الله
شكرا جزيلا بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
بارك الله فيكم، والحمد لله أن الملفات عملت عندكم وفي ذلك رد على من أنكره!
جزاكم الله خيرا شيخنا
لكن ألا يوجد روابط للتحميل
حياك الله يا شيخ عبدالرحمن، جرب مرة أخرى وتأكد من البرنامج لأني متأكد من عملها بشكل صحيح وقد جربتها على ثلاثة أجهزة مختلفة فعملت بشكل صحيح.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:41 ص]ـ
من الذكريات التي لم يصرح بها أستاذنا الدكتور غانم في ذكرياته، والتي حدثنا بها في قاعة المحاضرة في مرحلة الدكتوراه أنه عندما اختار هذا الموضوع وبدأ البحث فيه ووجد أنه ركب البحر كما يقال واصبح بين متاهات حدثته نفسه بترك الموضوع وتغيره، ولكن استخار الله ومضى في إكمال الموضوع، وحسناً فعل فلو سار مع حديث النفس لحرمنا من هذا العمل المبارك الطيب وهذا الجهد الكبير
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:49 ص]ـ
لقد جرَّبتُها فوجدتُها تعملُ بشكلٍ جيد، فجرب مرة أخرى، أو تأكد من عمل برنامج Real Player أو تحديث نسختك منه، وإلا فيمكنُك الاستعانة بصديق، لأهمية هذه الفقرة في المقرر حقاً.
.
أشكرك أستاذي الفاضل ... بارك الله في جهودكم وكللها بالنجاح ...
لم أكن تنبهت في البداية إلى رسالة كانت تأتيني على الشريط "للسماح بالإطارات المنبثقة ".
ثم تنبهت لها ... فظهرت، والحمد لله ...
إلا أني اخترت إبقاء السؤال لعل الدكتور يحذف الفقرة من المقرر كما فعل من قبل!!!
ولعل الدكتور فهم مراد الطالب المشاغب فأبى ........ (ابتسامة)
على كلٍّ ... أكرر الشكر والتقدير لك فضيلة الدكتور .. وتحملونا بس.
ـ[التواقة]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:10 ص]ـ
مناقشة رائعة .. تفيض درراً وفوائدا ..
مجلس فيه أعلام اللغة .. رحم الله الأموات منهم الدكتور عبده الراجحي وحفظ الأحياء منهم ووفق الطالب حينذاك الأستاذ الدكتور غانم لما يحب ويرضى ولحقيق بأستاذه الدكتور عبد الصبور شاهين أن يفتخر به ,,,
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:49 ص]ـ
مناقشات علمية تحليلية رائعة أثناء مناقشة الرسالة، وجزى الله من نقلها لنا خيراً ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:52 م]ـ
من الذكريات التي لم يصرح بها أستاذنا الدكتور غانم في ذكرياته، والتي حدثنا بها في قاعة المحاضرة في مرحلة الدكتوراه أنه عندما اختار هذا الموضوع وبدأ البحث فيه ووجد أنه ركب البحر كما يقال واصبح بين متاهات حدثته نفسه بترك الموضوع وتغيره، ولكن استخار الله ومضى في إكمال الموضوع، وحسناً فعل فلو سار مع حديث النفس لحرمنا من هذا العمل المبارك الطيب وهذا الجهد الكبير
وفقك الله أخي إياد ووفق الدكتور غانم لما يحب ويرضى، والحمد لله الذي وفقه على المضي في بحثه هذا فهو الموفق سبحانه وتعالى.
أشكرك أستاذي الفاضل ... بارك الله في جهودكم وكللها بالنجاح ...
...
على كلٍّ ... أكرر الشكر والتقدير لك فضيلة الدكتور .. وتحملونا بس.
حياك الله أخي عمر، ونحن في خدمتكم دوماً ونشرُف بذلك.
مناقشة رائعة .. تفيض درراً وفوائدا ..
مجلس فيه أعلام اللغة .. رحم الله الأموات منهم الدكتور عبده الراجحي وحفظ الأحياء منهم ووفق الطالب حينذاك الأستاذ الدكتور غانم لما يحب ويرضى وحقيق بأستاذه الدكتور عبد الصبور شاهين أن يفتخر به ,,,
شكراً جزيلاً أختي الكريمة، وهي فعلاً مناقشة رائعة تفيض درراً وفوائداً.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
وإياك أخي الكريم.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:42 ص]ـ
مناقشة علمية قيمة مليئة بالفوائد العلمية في اللغة والقرآن وعلومه، أشكر الدكتور غانم قدوري على إتاحتها لنا في ملتقى أهل التفسير.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على نقل هذه المناقشة المفيدة، والطريف أن عمري يوم المناقشة كان (13) يوماً فقط ... أسأل الله للدكتور غانم الحمد التوفيق والسداد إنه جواد كريم ...
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:39 م]ـ
الروابط لم تظهر عندي.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[05 Aug 2010, 05:00 م]ـ
الروابط لم تظهر عندي.
مرة أخرى!!!!
لقد جرَّبتُها فوجدتُها تعملُ بشكلٍ جيد، فجرب مرة أخرى، أو تأكد من عمل برنامج Real Player أو تحديث نسختك منه، وإلا فيمكنُك الاستعانة بصديق، لأهمية هذه الفقرة في المقرر حقاً.
جرب مرة أخرى وتأكد من البرنامج لأني متأكد من عملها بشكل صحيح وقد جربتها على ثلاثة أجهزة مختلفة فعملت بشكل صحيح ..
لم أكن تنبهت في البداية إلى رسالة كانت تأتيني على الشريط "للسماح بالإطارات المنبثقة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Aug 2010, 07:37 م]ـ
استمعت للمناقشة، جزاك الله خيرا يا دكتور غانم، أعلم أن إتاحة الفرصة لأن يسمع الجميع مثل هذا الأمر ليس بالسهل، تبقى ذكرى خاصة، لا حرمك الله الأجر والمثوبة.
وعندما استمعت لهذه المناقشة قلت في نفسي، هل هذا ملتقى أهل التفسير أم خيال، هل هذه المناقشة حلم أو حقيقة، كنت أتمنى لو تطورت المناقشات التي في أغلبها عقيمة اليوم، يكسر المناقش أجنحة الطالب قبل أن يطير، ويضعف شخصيته العلمية ظلما وعدوانا، يذكرني الأمر بما تتناقله كتب الأدب عن معلم الصبيان الذي يفقد السيطرة على نفسه في آخر الأمر.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[06 Aug 2010, 10:19 ص]ـ
أنا أيضا الروابط لم تظهر عندي
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:08 م]ـ
نفذ ما جاء في رد (عمر جاكيتي) على رسالتي وتظهر عندك الروابط.
(/)
الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال: يحتاج إلى إثراء
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:53 م]ـ
دونكم أول بحث كتبته في هذا الموضوع , وأرجو منكم التعليق والتعقيب والإثراء لإتمامه على الوجه الذي ينبغي. جزاكم الله عني خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العزيز الغفار, العزيز الوهاب , الواحد القهار , المعطي المانع , النافع الضار , الذي له الأسماء الحسنى والصفات العُلى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) , سبحانه لا أحصي ثناءاً عليه هو كما أثنى على نفسه عز وجل , وأصلي وأسلم على الحبيب المختار , خليل الرحمن , الرحمة المهداة , والنعمة المسداة , الذي سأل ربه باسمه الله , وباسمه الرحمن , فأنكر عليه الكفار فناداه ربه "قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار , قُوام ليل , صُوام نهار , المستغفرين بالأسحار , وعلى أصحابه الثقة الأخيار , ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد:
فإن من نعم الله على عبده أن يشرفه بنعمة وأي نعمة!! نعمة الفقه بالدين، قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) , وأعظم الفقه فقه توحيده الذي سماه العلماء "الفقه الأكبر" وهل بعده فقه أكبر!!
وإن من أعظم مايؤتاه عبد أن يرزق فهم أسماء الله وصفاته , فيتعبد الله بها في ليله ونهاره , وفي سره وعلانيته , وفي شدته ورخائه , وفي كل أحيانه وسائر أحواله , ومن رام هذا العلم وتاقت روحه للسير في أغواره فعليه بدوام النظر في كلام من هي أسماؤه وصفاته , فليس أحدٌ أعلم بالله من الله , وليس أحد أعلم بالله بعد الله من رسوله صلى الله وعليه وسلم.
فحديث القرآن عن الله هو حديث الله عن ذاته العلية بأسمائه وصفاته الذي " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)، ولهذا الحديث قواعد وأصول فيها من الأسرار والمعاني مالا يعلمه إلا الله , فما أجلها من أسرار لمن كُشِفت له , وما أَجملها من معاني لمن عُلِمَها.
وإنها لمن أشرف العلوم الشرعية , لتعلقها بأشرف معلوم وهو الله سبحانه وتعالى , قال شيخ الاسلام ابن تيميةـ رحمه الله ـ: والقرآن فيه ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة، فأعظم آيه في القرآن آيه الكرسي المتضمنة لذلك، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأُبي بن كَعب أتدري أي آيه في كتاب الله أعظم؟ قال: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فضرب بيده في صدره , وقال: " ليهنك العلم أبا المنذر" ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)).([4] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4))
ــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) الشورى: 11
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) الإسراء: 110
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 19/ 330 , وقال الألباني: صحيح.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) الشورى: 11
([3]) صحيح مسلم 1/ 566
([4]) النهج الأسمى في شرح الأسماء الحسنى.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:03 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلم العبد بربه تعالى وأسمائه وصفاته وأحكامه , هو قُطب رَحى السعادة , ومفتاح الفضل والزيادة , فمن رُزق فيه مقام صدق لم يخطئه مَغنم , ولم يأسف على فائت , لأنه حاز القَدح المُعَلى , والفوز المُجَلى , فهو العلم الجدير بأن تصرف نفائس الأوقات في تحصيله , وتُقدم أعظم التضحيات في سبيل بلوغه , فإن ثمرته لا تعدلها ثمرة , وحسرة حرمانها لا تعدلها حسرة , والحاجة إليه لا تعدلها حاجة , بل إن كل علم لا يوصل إليه ولا يُعين عليه مضيعة وقت , ومجلبة مقت. ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn1))
أهيمة البحث:
المتأمل في هذه القاعدة يرى أن مَصبُها على موضوع الأسماء والصفات , فأهميتها مستمدة من أهمية ذلك العلم , ومن ذلك:
1. أن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق , فشرف العلم بشرف المعلوم , والإشتغال فيه اشتغال بأعلى المطالب , وحصوله للعبد من أشرف المواهب.
2. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص من أشرف المعارف كما قال ذلك ابن القيم –رحمه الله- فهو يوقف العبد على كنوز من التدبر عظيمة ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn1)).
3. العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم , فمصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى , وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn2) فعلى قدر علم العبد بربه وعمله بما يقتضيه ذلك العلم ترتفع درجته، وتسمو همته، وتزكو نفسه، ويثمر غرسه، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وإنما صلاح العبادة بصلاح العلم، فالعلم بالله أصل الدين كله. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn3)
4. العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى مما يزيد الإيمان ويقويه , فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn4)
5. العلم بأسماء الله وصفاته قرة عين العابد المستقيم , وسلوة خاطر المستظيم , وفرج المهموم والمغموم إذا تكالبت عليه الكروب , وتعاورته الخطوب , فكلما علم العبد أن له ربا سميعا عليما سكنت نفسه , وطابت سريرته. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftn5)
6. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص واعتقادها هي خصيصة لأهل السنة والجماعة , ومزلة قدم لأهل البدع والضلال.
وغير ذلك الكثير مما يدخل في أهمية هذا الموضوع , وأما أهميته ككونه قاعدة من قواعد التفسير فقد أشرت إلى شيء من ذلك في التمهيد.
ـــــــــــــــ
([1]) ينظر المرتبع الأسنى ص 5
([1]) بدائع الفوائد
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref2) ينظر منهج ابن القيم في الأسماء الحسنى 5
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref3) المرتبع الأسنى 7
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref4) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للسعدي ص 47
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109631#_ftnref5) ينظر المرتبع الأسنى 21
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:11 م]ـ
منهج البحث:
1. عزوت الآيات فذكرت اسم السورة ورقم الآيه.
2. عزوت الأحاديث إلى مصادرها الأصلية.
3. حصرت جميع الأسماء المقترنة التي وردت في القرآن وعدد مرات ورودها.
4. رتبت الأسماء المقترنة على حسب أكثرية ورودها , وعند تساويهما في العدد رتبتها ترتيبا أبجديا.
5. بينت معنى كل إسم من الأسماء المقترنة.
6. سردت تحت كل إقتران الآيات التي وردت فيها , ثم أقوال العلماء في هذا الإقتران إن وجد.
خطة البحث:
· المقدمة
· التمهيد
· المبحث الأول: دراسة قاعدة (الاقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على مزيد من الكمال)
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: التعريف بالقاعدة.
المطلب الثاني: نصوص العلماء في تقريرها , واعتمادها.
المطلب الثالث: ضوابط الاقتران بين أسماء الله الحسنى.
· المبحث الثاني: تطبيقات القاعدة.
المطلب الأول: أمثلة تطبيقية على القاعدة.
المطلب الثاني: حصر الأسماء المقترنة.
· الخاتمة.
هذا والله الموفق , والمسدد , والمعين , وهو حسبي ونعم الوكيل.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:16 م]ـ
لعلي أقف إلى هنا وأنتظر تعقيبكم , فالبحث حقيقة لم أرض به على ما هو عليه , لذلك عزمت النية على العودة له وتنقيحه , وما عرضته عليكم إلا من أجل هذا , وسأنزل بإذن الله كل ما يسر الله شيء من البحث للتعليق والإثراء.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أخت أفنان، والموضوع قيم فعلاً. ولكن ليتك وضعتيه بشكل كامل حتى يتم الحكم عليه كاملاً ما دام جاهزاً بين يديك. وفكرتك أيضاً بتقطيعه مقبولة، والرأي لكم. علماً أن هناك رسالة علمية اشتملت على هذا الموضوع.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الكريم.
والحقيقة أني كما ذكرت لم يكتمل البحث عندي بالصورة التي أرغبها , خاصة في المبحث الثاني "تطبيقات القاعدة" وهي المقصودة من البحث , فأحببت إثراء هذا الموضوع هنا , وأن يضيف كل واحد منا مايراه مناسبا ثم على أثره أهذب البحث وأخرجه بالصورة التي ينبغي أن يخرج عليها.
وأرجو منك شيخي الكريم الرسالة الخاصة في ذلك , لأن ما وقفت عليه كان لسورة معينة , أو حديث عن الأسماء ومناسبتها مع الآية دون التطرق لهذه القاعدة بعينها.
ولعلي أضرب مثالا هنا لتتضح الصورة وهو موجود في هذا البحث:
ثالثا: صورتها -أي القاعدة-:
إن لله عز وجل أسماء حسنى وصفات عُليا , وكل إسم من هذه الأسماء يدل عى الكمال المطلق من كل وجه , وإن من هذه الأسماء ما يجيء مقترنا في بعض الآيات بغيره فيزيده كمالا على كماله , كمال كل اسم بمفرده , وكماله من حيث الإقتران , فاقتران الصفات ببعضها كمال عظيم , كاقتران الغنى بالكريم مثلا في قوله تعالى: (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109689#_ftn1) ففيه من معاني الكمال ما فيه , إذ ليس كل غني كريم , وليس كل كريم غني، ولن يكتسي الغني بالجمال إذا كان الغني بخيلا، ولن يكتسي الكريم بالكمال إذا كان الكريم فقيرا , وليس هناك من غني كريم، غناه تام وكرمه تام، إلا رب العزة والجلال , فسبحانه العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109689#_ftn2)
ـــــــــــــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109689#_ftnref1) النمل: 40
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109689#_ftnref2) ينظر معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى. 1/ 362
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:08 ص]ـ
- قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftn1) :
" اعلم –وفقك الله تعالى- أن اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر ... قدر زائد على مفرديهما" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftn2)
" فلهُ بذلك جميع أقسام الكمال: كمال من هذا الإسم بمفرده , وكمال من الآخر بمفرده , وكمال من إقتران أحدهما بالآخر. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftn3) وفي موضع آخر قال:" وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن ... فتأمله فإنه من أشرف المعارف [4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftn4)"
وقال في موضع آخر: " ... قرن بين الملك والحمد على عادته تعالى في كلامه , فإن اقتران أحدهما بالآخر له كمال زائد على الكمال بكل واحد منهما , فلهُ كمال من ملكه , وكمال من حمده ,وكمال من اقتران أحدهما بالآخر , فإن الملك بلا حمد نقص , والحمد بلا ملك يستلزم عجزا , والحمد مع الملك غاية الكمال ... " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftn5) وكما يكون الحسن في أسماء الله باعتبار كل اسم على انفراده فكذلك يكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوق كمال.
مثال ذلك: "العزيز الحكيم" فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دال على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو: العزة في العزيز؛ والحُكمُ والحكمة في الحكيم.
والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظُلما وجورا وسوء فعل كما قد يكون من أعزّاء المخلوقين. فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيءُ التَّصرف.
وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعزِّ الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذُّلُّ.
ــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftnref1) هو من أحسن من تكلم في هذه القاعدة بل لم أقف على من صرح بها صراحة قبله غيره
[2] بدائع الفوائد 1/ 161
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftnref3) مدارج السالكين 1/ 58
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftnref4) بدائع الفوائد 1/ 161
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109709#_ftnref5) بدائع الفوائد 1/ 79 - 80
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:40 ص]ـ
وأيضا مما أرجوه في هذه التطبيقات , إضافة مناسبة هذين الإسمين للآيه على وجه الخصوص وللسورة على وجه العموم إن ذكر شيء من ذلك.
ومما قلته في هذا المبحث أيضا:
ولابد أن نعلم أن هذه الأسماء المقترنة قد تختلف معانيها حسب اقتران كل اسم بآخر , وحسب سياق الآيات , فالسميع العليم مثلا يختلف فيها معنى السميع من اقتران إلى اقتران , ومن آية إلى آية حسب سياق الآيات , وممن تكلم في الأول الشيخ خالد السبت -حفظه الله- حيث قال في حديثه عن اقتران اسم الله الحكيم بغيره:
"الحاصل أن اقتران اسم الله عزوجل الحكيم بأسماء أخرى له دلالة وله معنى , وذلك أن حكمة الله صادرة عن علم هذا عندما يقترن بالعليم , وحينما يقترن بالخبير مثلا فهذا يدل على أن حكمة الله عزوجل صادرة عن خبرة وهي معرفة بواطن الأشياء وهذه الخبرة , وحينما يقترن باسم الله عزوجل التواب فهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى حينما يوفق بعض العباد للتوبة فإنما ذلك عن علم وحكمة , وهكذا في سائر المواضع." [1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109712#_ftn1)
ومن هذا يظهر أن للقاعدة معنى أعم مما ذكر سابقا , وهو:
أن الإقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على مزيد كمال , من حيث كمال كل اسم بمفرده , ومن حيث كماله مقترنا بغيره , ومن حيث كماله بمناسبته لسياق الآيات , وهذا الأخير معنى جميل لطيف , تجده في غاية المناسبة , وقد أشار إليه الشيخ عبدالرحمن السعدي –رحمه الله-[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109712#_ftn2), فهو يدلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته , ومرتبط بها , وهو باب عظيم في معرفة الله ومعرفة أحكامه , ولا تكاد تجدها في كتب التفسير إلا يسيرا والله أعلم
ولعل من الأولى أن يُقال: " الإقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على غاية الكمال "
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109712#_ftnref1) شرح الأسماء الحسنى للشيخ خالد السبت -حفظه الله- محاضرات صوتية
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109712#_ftnref2) القواعد الحسان 43
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:03 ص]ـ
علماً أن هناك رسالة علمية اشتملت على هذا الموضوع.
هلا أرشدتني لذلك شيخي الكريم ...
نفع الله بعلمكم , ولازلت أريد الإثراء من أكارم هذا الملتقى , والتعليق بما رأوه سواء كان ايجابيا أو سلبيا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:40 ص]ـ
هذا الموضوع موضوع يحتاج أولاً إلى جمع كل الأسماء الحسنى التي اقترنت بشكل ثنائي في القرآن كاملاً مرتبة حسب ورودها في السور، وترتيب آخر حسب المكي والمدني من السور، والاستفادة من الجداول في هذا، وأحسبك قد فعلتِ ذلك ابتداءً.
ثُمَّ مراجعة معاني هذه الأسماء مفردةً في كتب التفسير وكتب العقيدة التي أفردت هذه الأسماء الحسنى بالشرح والبيان، وفي ذلك مصنفات لا تخفى عليكم.
ثُمَّ السعي بعد ذلك في تتبع كلام العلماء والباحثين الذين تعرضوا لبيان ما ظهر لهم من دلالات هذا الاقتران، كما فعلتم مع كلام ابن القيم وغيره.
ثم الأمر المهم في الموضوع هو: محاولة الوصول للخطوات العمليَّة التي تعين من يرغب في الوصول لهذه الدلالات بحيث يقال له:
إذا أردتَ معرفة دلالات هذا الاقتران فافعل كذا وكذا وستظهر لك المناسبة والدلالة بوضوح. ثم التسليم بعد ذلك كله بأن هذا مجالٌ للاجتهاد، واختلاف الآراء حوله، وإِنَّما هي المدراسة والمباحثة في العلم، ومحاولة اختيار الأوجه والأقرب، وليس قول ابن القيم ولا غيره بالقول الفصل في الموضوع، وإِنَّما هو قولٌ يكتسب قيمته من جلالة مستنبطه، وعلو كعبه في العلم وفهم كلام الله.
وأما بالنسبة للرسالة فأقصدُ رسالةً علميَّة عنوانُها: (الاقتران الثنائي بين أَسْماء الله الحسنى في القرآن الكريم) للباحث فخري أحمد الجريسي، قدمها في جامعة الموصل بالعراق، وقد وصلتني منذ مدة ويُمكنُ تزويدك بصورة منها إذا كنتِ في حاجة لمراجعتها.
مجرَّد مقترح:
لماذا لا يقال في صيغة القاعدة: اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:06 ص]ـ
جزاك الله عني خير الجزاء ونفع بك.
والجداول تم صفها وترتيبها وظهرت فيها فوائد لطيفة , فمن ذلك أن أكثر الأسماء المقترنة ورودا في القرآن الكريم "الغفور الرحيم".
وما ذكرته لي شيخي الكريم من خطوات وسَّع مداركي , والأمر المهم الذي ذكرته كان غائبا عني رغم أهميته , فلا حرمت أجر ذلك.
وأرجو أن ترسل لي -إن تيسر لكم- هذه الرسالة لأستفيد منها
وكذلك أرجو منك التعليق على ما سبق طرحه , وإن كان من انتقاد حوله فأرجو التوجيه لتلافيه نفع الله بعلمك وبارك في علمك وعملك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:13 ص]ـ
وأشكر الأستاذ نايف الزهراني -حفظه الله- الذي أرسل لي ملحوظاته لأستفيد منها فجزاه الله عني خير الجزاء ونفع بعلمه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:26 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، وفقهك في معاني كتابه، فإِنَّ العِلمَ يَتغازَرُ ويتباركُ بِمثل هذه المدارسات والمناقشات، ولا يزال الواحد منا يتعلم في يومه وفي غده ما دام صادق النية، متجدد العزم.
وأما الرسالة فهي مصورة على الورق وليست إلكترونية، أرجو أن يتيسر لي توفير نسخة منها لكم.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:34 ص]ـ
جزاك الله عني خيرا وأجاب دعوتك.
ويسر الله وصول هذه الرسالة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:16 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراه حول هذا الموضوع وهي للدكتور احمد المناعي في الاردن قدمها في السودان سنة 1995م وفي حدود علمي انها لم تطبع الى الان
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:41 م]ـ
الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر تعرض لهذا كثيرا في كتابه فقه الأسماء الحسنى فراجعيه تستفيدي منه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 09:29 م]ـ
بما أن الله تعالى له الكمال المطلق من كل وجه ولا يعتريه النقص بحال فالذي أراه
إن القاعدة بهذه العبارة
"الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال"
"اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال "
غير دقيقة
وأرى أن أدق منها
" اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق "
وهذا المبحث لا شك أنه مبحث جليل فذكر هذه الأسماء في ختام الآيات إنما هو بمثابة التعليل لأفعال الله تعالى وأوامره ونواهيه وأخباره.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:23 م]ـ
الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر تعرض لهذا كثيرا في كتابه فقه الأسماء الحسنى فراجعيه تستفيدي منه
جزاكم الله خيرا وقد تم الإستفادة من هذا الكتاب
ومما نقلته منه:
- وقال الشيخ عبدالرزاق البدر –حفظه الله-:
" إن من الأمور المفيد ملاحظتها في فقه الأسماء الحسنى اقتران أسماء الله في مواضع عديدة من القرآن والسنّة بعضها ببعض، نحو: "السميع البصير" و "الغفور الرحيم"، و "الغني الحميد"، و" الخبير البصير"، "والرؤوف الرحيم"، و" الحكيم العليم"، "الحميد المجيد"،و "العزيز الحكيم"، و" العلي العظيم"، و" الفتّاح العليم" و" اللطيف الخبير"، و" الشكور الحليم"، و" العفوّ الغفور"، "الغني الكريم"، والأمثلة كثيرة جداً لهذه الأسماء المقترنة.
ولا ريب أن هذا الاقتران فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة والمنافع الكبيرة ما يدلّ على كمال الربّ سبحانه وتعالى مع حسن الثناء وكمال التمجيد، إذ كلّ اسم من أسمائه متضمن صفة كمال لله عز وجل، فإذا اقترن باسم آخر كان له سبحانه ثناءٌ من كلّ اسم منهما باعتبار انفراده وثناءٌ من اجتماعهما، وذلك قدر زائد على مفرديهما. " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=110091#_ftn1)
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=110091#_ftnref1) فقه الأسماء الحسنى 41
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:52 م]ـ
بما أن الله تعالى له الكمال المطلق من كل وجه ولا يعتريه النقص بحال فالذي أراه
إن القاعدة بهذه العبارة
"الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال"
"اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال "
غير دقيقة
وأرى أن أدق منها
" اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق "
وهذا المبحث لا شك أنه مبحث جليل فذكر هذه الأسماء في ختام الآيات إنما هو بمثابة التعليل لأفعال الله تعالى وأوامره ونواهيه وأخباره.
أخي المبارك أشرت إلى هذه النقطة في الكلام السابق
وقلت من وجهة نظري وقد أكون مخطئة أن الأولى أن يقال: "الإقتران بين الأسماء الحسنى يدل على غاية الكمال"
شكر الله لك وبارك في علمك
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:56 ص]ـ
الموضوع جميل، وأول من سيستفيد منه في زيادة الإيمان وتطهير القلب هو الباحثة - بإذن الله -، أختي الفاضلة:
1/ لعلك تستفيدين من كل التفاسير في بحثك، ولا تحصري نفسك في تفسيرين أوثلاثة، طالمنا أنكِ كما يبدو لي قد ضبطت أصل النظر في هذا الباب.
2/ "أسماء الله الحسنى" للدكتور محمد راتب النابلسي، كتاب نفيس في بابه - عموماً-، ومفيد جداً في موضوعك أنت، والسبب أنه يتعرض لمعظم الآيات التي ورد فيها الاسم الذي يتكلم عليه ويذكر لطائف قل أن تجديها عند غيره، كما أنه يقرِّب كلامه على الأسماء بأمثلة رائعة، ولا يخفى عليك أن تزكية إنسان لكتاب ليست تزكية لكل حرف فيه، لكني أظن أن الذي لا يقرا هذا الكتاب يفوته خيرٌ كثير جداً.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[13 Jul 2010, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا د. محمد نصيف وبارك في علمكم وعملكم
وبإذن الله سأعمل بما أرشدتني به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:11 م]ـ
ابن عطاء الله السكندري له مصنف فائق النفع في شرح أسماء الله الحسني فليتك أختنا الموفقة ترجعين إليه والله المستعان
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:58 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء د.عبد الفتاح ونفع بعلمكم.
هل المقصود هو كتابه "القصد المجرد في معرفة الإسم المفرد"؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Jul 2010, 10:28 م]ـ
اقتران الأسماء الحسنى في أواخر الآيات من سورة البقرة
حصرها، معانيها، مناسباتها ( http://www.mediafire.com/?dmx4mazeqnd)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:41 ص]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم محمد ونفع بك.
وهذا البحث قد استفدت منه كثيرا , وراق لي طريقته في جدولة الأسماء واعتمدتها في بحثي السابق.
جزاكم الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 04:47 م]ـ
وفقك الله أختي الفاضلة أفنان في هذا البحث المبارك وسدد خطاك. يمكنك الاستفادة مما ذكره الدكتور فاضل السامرائي في لمساته البيانية حول بعض الآيات التي ختمت بصفتين من صفات الله عز وجل.
ولدي سؤال لك: لماذا لا تبحثين أيضاً عن سبب اختلاف الصيغة في الآيات التي ختمت بصفتين لله عز وجل فعلى سبيل المثال ترد بعض الايات على صيغة:
- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (باستخدام (إنّ) للتوكيد)
- ومرة بصيغة (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
- ومرة بصيغة (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
- ومرة بصيغة (فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) باستخدام الفاء وإنّ
- ومرة بصيغة (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) باستخدام إن وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) باستخدام أنّ وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) باستخدام إنّ وكان
- ومرة بصيغة (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) باستخدام الواو
- ومرة بصيغة (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) باستخدام إنّ واللام
- ومرة بصيغة (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) باستخدام إنّ واللام وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة (وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) باستخدام الواو وإنّ واللام
على ما أظن هذه هي الصيغ التي ختمت بها الآيات فأرجو أن يتضمنها بحثك المبارك وفقك الله وكتب لك الأجر. وعذراً على المداخلة.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:16 م]ـ
بل مرحبا بك أخية وبكل ما تطرحينه , واللمسات التي أودعتيها هذا الملتقى لا غنى لي عنها بإذن الله فشكر الله لك ووللأخت يسرا وبارك فيكما.
وسؤالك الذي طرحتيه لعلي أقف عليه في البحث بإذن الله ويزدان البحث به.
بارك الله جهودك ونفع بك.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[17 Jul 2010, 03:21 م]ـ
بارك الله فيك أختي أفنان ونفع بك وبعلمك
هناك رسالة علمية سجلت بجامعة أم القرى هذا العام بعنوان (الاقتران في القرآن الكريم) للباحثة: فضيلة الزهراني، ولعل من فصول الرسالة ومباحثها ما يثري بحثك .. وإن أحببت التواصل معها فراسليني على الخاص، سدد الله خطاك
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:07 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم أسماء ونفع بك.
وأرجو الإطلاع على الرسائل الخاصة.
ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:50 م]ـ
الأخت الفاضلة:
هناك كتاب (اصله رسالة دكتوراة) عنوانه: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم (الأسماء المقترنة)
للدكتورة نجلاء بنت عبداللطيف كردي .. من مطبوعات جامعة الملك عبدالعزيز -فيما أظن- فلا يوجد عليه بيانات نشر إلا فهرسة مكتبة الملك فهد
فلعل فيه ما يغني بحثك ويفيد.
نفع الله بكم ..
(/)
تسجيل نادر للعلامة المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وقفة في تفسير آية
ـ[السراج]ــــــــ[10 Jul 2010, 10:39 م]ـ
تسجيل نادر لفضيلة العلامة المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته- يفسر قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الآية (43) سورة الأعراف
أترككم لتستمعوا إلى رجل من كبار أساطين أهل العلم في العصر المتأخر، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته ..
(/)
هل التفسير من قبيل التصورات أو التصديقات؟
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أثناء تصفحي للتفسير والمفسرون للشيخ الذهبي رحمه الله وقفت أمام أحد المباحث حول - تفسير القرآن من قبيل التصورات أو التصديقات -.
ولكن الشيخ أوجز المبحث في أقل من صفحة وبدأ بقوله (اختلف العلماء في التفسير ... فذهب بعضهم إلى أنه من قبيل التصورات .. لأن المفصود منه تصور معاني ألفاظ القرآن ...
وذهب السيد: إلى أن التفسير من قبيل التصديقات لأنه يتضمن الحكم على الألفاظ بأنها مفيدة لهذه المعاني .. فيكون التفسير عن مسائل جزئية مثل قولنا: يا ايها الناس: خطاب لأهل مكة
ويا أيها الذين ءامنوا: خطاب لأهل المدينة .... ) .. المجلد الأول.
ولكن الشيخ لم يذكر تحريرا معتمدا في هذه المسألة .. فهل من مناقشة وإفادة حولها من الأساتذة المتخصصين ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:45 م]ـ
أين إضافات الإخوة الكرام ..
هل من إفادة؟.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[15 Jul 2010, 12:42 ص]ـ
هل من إفادة؟. تعم بها المنفعة؟
(/)
أخي عضو ملتقى أهل التفسير: أرجوك لا تذهب بحوارنا بعيداً!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار العلمي المؤدب مطلب نسعى إلى تفعيله في هذا الملتقى، ونَحرصُ على كل وسيلةٍ تعيننا على ذلك، ويُطرح للنقاش العديدُ من المسائل العلمية الدقيقة التي يَقصد مَن أَثارَها سَماعَ آراءَ الباحثين في تلك النقطة بعينها دون تفاصيل وتشعبات تُبعد الموضوع عن غايته وهدفه، وقد تؤدي بالحوار إلى التوقف بسبب تلك الاستطرادات من بعض المشاركين فيه.
وقد لاحظتُ في كثير من الحوارات خروج بعض المشاركين بالموضوع المثار عن مساره عمداً أو عن حُسنِ نيَّة، بما يشبه أن يكون اختطافاً للمشاركات والحوارات، فتجد الحوارَ علمياً منضبطاً واضحَ السِّمات حتى يأتي أحدُنا فيصرَفه عن مساره بإثارة نقطةٍ بعيدةٍ عن الموضوع، أو استجلاب خلافٍ بعيدٍ للموضوع، أو استفزازٍ لا مَحلَّ له، أو نحو ذلك من مُنغِّصاتِ الحواراتِ (1)، وإذا قيل له في ذلك، اعتذر بما لا يُعذرُ به في أحيانٍ كثيرةٍ.
ولذلك فإنني أدعو جميع الزملاء والزميلات في هذا الملتقى إلى التأمل والتنبه لكل تعقيب يطرحونه في الملتقى أن يكون في صلب الموضوع المثار، وأن يكون يحمل إضافة علمية، أو ينبه إلى نقطة غفل عنها المتحاورون، أو نحو ذلك، بحيث تكون كلها في صلب الموضوع، غير خارجة عنه. ولنتواص بذلك، وسيكون الزملاء في إدارة الإشراف خير عون للجميع في توجيه دفة الحوارات، وإعادة الحوارات لمسارها الصحيح بقدر الاستطاعة، واستبعاد ما يخرج الحوار عن مساره.
وأرجو إن نحن تعاونَّا على ذلك أن ينفعنا الله بما نكتب ونقرأ في هذا الملتقى بشكل أكبر، وأن يستفيد من يقرأ معنا ممن لا يكتب معنا.
والله المعين سبحانه والموفق.
في 29/ 7/1431هـ
ـــ الحواشي ـــ
(1) نحتاج إلى مقالة مطولة في (منغصات الحوارات في المنتديات) يسر الله لنا من يكتبه.
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:56 ص]ـ
الرجاء تثبيت الموضوع ..
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:47 ص]ـ
كتب الله لك أجرك أبا عبد الله
حقاً بعض الحوارات تخرج عن مسارها إلى مسار آخر
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:57 م]ـ
سبحان الله! هذا توافق.
كنت أفكر اليوم بموضوع أخص من هذا و أضيق .. و هو اقتراح بعمل ميثاق ينضم إليه من شاء , أول نقطة فيه هي:
1 - لا أكتب و أنا غاضب حتى و لو كان الرد في سبيل الله!
و حبّذا لو وضع كأحد متطلبات التسجيل ..
و ربما يحسن وضعه من جديد كإعاقة من يريد الدخول حتى من الأعضاء حتى يوقع عليه أو يمر به على الأقل تنبيهاً له على وجوده.
و أظن أن هذه النقطة بالذات مع أخواتها كفيلة بتصحيح كثير من الأشياء غير المرغوب فيها .. و أعني نفسي قبل غيري أولاً.
و بارك الله في مديرنا الفاضل الذي يلقي بظلاله الطيبة على المنتدى ليطبعه بطابع الحياء و الأدب ... جزاه الله خيراً.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:46 م]ـ
1 - لا أكتب و أنا غاضب حتى و لو كان الرد في سبيل الله!
لله درك يا فتى
ما أجمل هذا النصح
يا ليت قومي يعلمون ثمرة هذا، وقد قال ربنا عز وجل:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=16&nAya=125')))
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:50 م]ـ
الرجاء تثبيت الموضوع ..
في الحقيقة هذا الموضوع مهم جدا جدا، والتزام الحوار ((العلمي المؤدب)) = من سمات الأفاضل
من أهل العلم وطلبته ــــــ حتي وإن كان مع المخالف ـــــ فحيا الله مشرفنا الكريم وأقر الله عينه {بكتابة المقال الذي اقترحه}
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:04 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
سنظل نتعلم منك أستاذنا القدير علما وأدبا وخلقا فجزاك الله عنا خير الجزاء، وبالمناسبة فإنني أتقدم إلى الملتقى وإلى كل أخ أحس مني مثل هذا بطلب أمرين، أولهما العفو عما مضى والمسامحة فنحن إخوان والأصل سلامة النوايا، وهو الظاهر في هذا الملتقى المبارك، وثانيا التنبيه مباشرة حال الخروج عن الموضوع، تقبل الله من الجميع، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:14 م]ـ
أدب الحوار فى الإسلام والسنة
إن حاجتنا لأدب الحوار ليست حاجة نظرية تجريدية، فالأديب المسلم داعية والداعية الناجح يتمسك بأسباب النجاح، ولا يخالفها، ومثلنا الأعلى القرآن الكريم والتطبيق العملي لأدب الحوار في السنة المطهرة.
والحديث عن آداب الحوار في القرآن الكريم والسنة المطهرة يحتاج إلى مؤلفات وكتب لا ندوات، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه!!
وأدب الحوار يعني أدب تجاذب الحديث عمومًا، أما معنى [تحاوروا]: تراجعوا الكلام بينهم. والمحاورة: الجواب ومراجعة النطق. وبالتأكيد فإن هناك فروقًا بينة بين الحوار والنقاش والجدل والمراء، وحسبنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن المراء: [[لا تماروا في القرآن، فإنه مراء فيه كفر]].
أهمية الحوار:
للحوار أهمية كبيرة فهو وسيلة للتفاهم بين البشر على أن يكون الحوار حرًا لا حدود تقف في طريقه إلا حدود الشرع.
أما عوائق الحوار فهي كثيرة ومنها:
الخوف، الخجل، المجاملة، الثرثرة، الإطناب، اللف والدوران، التقعر، استخدام المصطلحات غير المفهومة مثل الإنجليزية، أو الفرنسية أو غيرها أمام محاور لا يفهم معانيها، رفع الصوت من غير موجب، الصراخ، التعصب، إظهار النفس، وعدم الرغبة في إظهار الحق.
ويقول الإمام الشافعي في هذا: ما حاورت أحدًا إلا وتمنيت أن يكون الحق إلى جانبه.
أنواع الحوار:
أ ـ الحوار من حيث الشكل قسمان:
ـ حوار هادئ عقلاني مبدئي.
ـ حوار متشنج يعتمد على الصراخ.
ب ـ من حيث المضمون:
1ـ الحوار المتفتح، وعكسه المتزمت وهو القائم على المهاترة لا الرغبة في الفائدة.
2ـ حوار العلماء وحوار طلاب الشهرة، وفرق كبير بينهما. وينتج من حوار العلماء فوائد عظيمة للناس لأنه يقوم على احترام الذات والآخرين وتقبل الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة، والإدراك أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه بعكس حوار طلاب الشهرة الذين يريدون الانتصار للذات.
جـ ـ الحوار من منظور الأشخاص ومنه:
1ـ الحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل.
2ـ الحوار بين الشيوخ والشباب، فينبغي مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف، والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ، وجدة علم الشباب.
3ـ الحوار بين المتخصصين وغير المتخصصين.
4ـ الحوار بين الحاكم والمحكوم، وينبغي فيه احترام عقول الآخرين، واحترام قدر الحكام دون التنازل عن الموضوعية وإخلاص النصيحة بين الطرفين.
قواعد الحوار:
ينبغي أن يكون للحوار بين جانبين منطلقات مشتركة ليكون مجديًا، وأهمها:
1ـ الاعتماد على أسس مشتركة للحوار كالتحاكم إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة عند المؤمنين بهما، أو التحاكم إلى قواعد المنطق والقياس عند غيرهم.
2ـ التسليم ببدهيات المعرفة، وبدهيات السلوك فكيف نتحاور مع من لا يرى في الصدق فضيلة، وفي الكذب رذيلة مثلاً؟!
3ـ اللياقة، واحترام الحوار وإن لم تحترم خصمك.
4ـ الرغبة في الوصول إلى الصواب والحق لأن التفكير في الوصول إلى الغلبة يلقي بصاحبه في لجاجة الجدل العقيم.
صفات المحاوِر:
1ـ علمه بما يحاور.
2ـ قدرته على التعبير.
3ـ حلمه وسعة صدره.
4ـ سرعة البديهة، واستحضار الشواهد، والذكاء، ويجمعها: [الحكمة]: العلم والفهم والتعبير، ومثال ذلك حكمة نبي الله إبراهيم عليه السلام في حوار النمرود إذ ألزمه الحجة: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258].
آداب الحوار:
للحوار آداب كثيرة نقف عند أعظمها تأثيرًا وفائدة للمتحاورين أو المستمعين من الجمهور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ احترام شخصية المُحاور: وتعني ملاطفة المحاور، لنتجنب عداوته أو نخفف من حدتها، وألا نستهين به ابتداءً لأن الاستهانة تضعف الحجة وتثير الخصم. كذلك يجب الانتباه له، وعدم الانصراف عنه أثناء حديثه، وأن نفسح المجال له لإبداء رأيه.
2ـ المرونة في الحوار وعدم التشنج: فينبغي مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها، وقبول الاختلاف، والصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية، وهذا يؤدي إلى التواضع وعدم الاستعلاء على الخصم وفكرته.
3ـ حسن الكلام:
أ ـ التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف.
ب ـ ومن حسن الكلام الرفق في الكلام: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44].
جـ ـ التأدب في الخطاب: { ... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ... } [الأنعام: 152]، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا} [البقرة: 83].
د ـ طرح اللغو, واللغو فضل الكلام وما لا طائل تحته، فلا يخوض المحاور فيما لا يثري المحاورة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]. وفي الحديث الشريف: [[طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه]]. والابتعاد عما لا يفيد في الحوار يحفظ هيبة المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين.
هـ ـ وأن حسن الكلام في الحوار توضيح المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير دون تقعّر أو تكلف، وفي الحديث الصحيح: [[هلك المتنطعون]] وكذلك: [[إن أبغضكم إليّ وأبعدكم عني مجلسًا الثرثارون والمتفيهقون والمتشدقون]].
4ـ الموضوعية في الحوار: ونعني بها اتباع المنهج العلمي، والحجة الصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا، والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانب التي لا يسع العاقل إنكارها، والتحاكم إلى المنطق السليم.
5 ـ حسن الصمت والإصغاء في الحوار: والصمت إجراء إيجابي، ومن فوائده:
أ ـ أنه خطوة نحو الكلمة الصائبة لاختيارها.
ب ـ يزيد العلم ويعلم المرء الحلم.
جـ ـ الصمت بريد السلامة: [[رحم الله امرءًا قال خيرًا فغنم أو سكت فسلم]].
أما الإصغاء فهو أدب عظيم، وتقول العرب: رأس الأدب كُله الفهم والتفهم والإصغاء إلى المتكلم.
عوامل هدم جسور الحوار:
أما العوامل التي تحول دون تواصل الناس ومد جسور الحوار بينهم فهي:
1ـ التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص. والتعصب ظاهرة قديمة، موجودة في مختلف المجتمعات البشرية، وفي مختلف مستوياتها، وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًا، حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي، كالانتصار للحق أو لدعاته، والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه. والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له، بل يقبله كما هو فحسب، لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من يردد نفس مقولاته.
2ـ المراء المذموم واللجاجة في الجدل، ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة. والجدل خلق مذموم، ينبغي للإنسان أن يبتعد عنه، وإذا اضطر إليه فيجب أن يكون بالتي هي أحسن، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} [النحل: 125]
ومعنى ذلك أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم والفاحش والبذيء، وإذا أراد أن يجادل فلابد أن يجادل بالحسنى، وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود، فينبغي أن يتوقف عنه لأنه يصير عند ذلك عبثًا لا خير فيه، فكما قال صلى الله عليه وسلم: [[أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا]] رواه أبو داود بسند حسن. [[فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل]] رواه الترمذي وصححه.
وترك الجدل يتبعه أمران:
أولهما: أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين، والاعتراف بالخطأ فضيلة.
ثانيهما: أن نحترم آراء الآخرين.
3ـ التسرع في إصدار الأحكام:
إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية، مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أغاليط وأخطاء. ويدفع إلى التسرع عوامل عدة منها:
ـ الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة.
ـ الكسل الذهني وعدم الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق.
ـ الانفعال النفسي، كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى.
ـ الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام وإشاعتها، دون السماع لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي، والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج. ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقٍّ للمعلومات الأولية باللسان، دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي،
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور:15] ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية، لما يترتب على هذا الأسلوب في الحكم من أخطاء، {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17].
4ـ التفكير السطحي الذي لا يغوص في أعماق المشكلات، ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها، ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة، التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات وليست جواهرها، والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل، ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس.
ومن سماته أيضًا: إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد، مع إغفال أن تعقيد المشكلات لا يستوعبه سبب واحد، كما أن إرجاع المشكلات إلى سبب واحد يصاحبه قدر من التبسيط يتنافى مع عمق التجارب الإنسانية يتمسك بأسباب النجاح، ولا يخالفها، ومثلنا الأعلى القرآن الكريم والتطبيق العملي لأدب الحوار في السنة المطهرة. والحديث عن آداب الحوار في القرآن الكريم والسنة المطهرة يحتاج إلى مؤلفات وكتب لا ندوات، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه!!
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:25 م]ـ
وهذه بعض الروابط من موقع صيد الفوائد لكتب في موضوع أدب الحوار وأدب الخلاف أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها أجمعين:
أدب الخلاف .. د. منقذ السقار ( http://www.saaid.net/Doat/mongiz/13.htm)
أدب الحوار .. زاحف
الحوار .. طرق وأفكار .. أبو أحمد ( http://www.saaid.net/mktarat/m/12.htm)
أدب الحوار .. الشيخ / سلمان بن فهد العودة ( http://www.saaid.net/mktarat/m/14.htm)
أصول الحوار وآدابه في الإسلام .. صالح بن حميد ( http://www.saaid.net/mktarat/m/13.htm)
نهي الأسلاف عن الخلاف ( http://www.saaid.net/mktarat/m/8.htm)
أدب الاختلاف .. الشيخ /عبد الله بن بيه ( http://www.saaid.net/mktarat/m/29.htm)
إدارة الخلاف ( http://www.saaid.net/mktarat/m/28.htm)
أخلاقيات الخلاف ( http://www.saaid.net/mktarat/m/27.htm)
كيف نختلف ( http://www.saaid.net/mktarat/m/26.htm)
فِقْهُ تَخْطِئَةِ الْعَالِم ( http://www.saaid.net/Doat/thomaaly/17.htm)
موقف العُقَلاء من زلات الدعاة و العُلَماء ( http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/7.htm)
لماذا نخاف النقد .. فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة ( http://www.saaid.net/Warathah/salmanodah/s51.zip)
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:00 م]ـ
لن أحاور من أعلم عنه يقيناً فساد الرأي والفكر والطوية، فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لايريد لي الفائدة ويريد لي الغواية والعياذ بالله ...
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:46 م]ـ
استاذنا الكريم عبد الرحمن الشهري حفظكم الله تعالى
هذا هو المطلوب فعلا من طرح الموضوعات في هذا الملتقى المبارك، إذ ولله الحمد ملتقانا يتسم بموضوعية الطرح وعلمية المضمون، وإذا كان هنالك شيء خارج عن الموضوع فقد يحدث إلا أنه قليل كما تعلمون
وفقكم الله لكل خير وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الطرح المبارك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:47 م]ـ
هل من الممكن لأحدنا أن يتيقن تمام اليقين من فساد رأي أو فكر محاوره؟ فأحياناً قد يكون هذا المحاوِر فاسد الرأي في قضية وصحيحه في قضية أخرى، مسألة اليقين مسألة نسبية وتخضع لهوى النفس والحكم الشخصي والأصل أننا لا يمكننا الكشف عما في نفوس البشر لنصل إلى درجة اليقين التام ولا بد لرأينا في المحاوِر أن يكون على خطأ في بعض الأحيان.
ومهما كان فساد رأي الطرف الآخر فمن واجبنا بدل أن نتركه على فساد رأيه أن نحاول معه بشتى الطرق المسموح بها في الكتاب والسنة لحثه على رؤية وجهة نظرنا لأننا إذا تركناه سيبقى على حاله وفساد رأيه قد يضر بآخرين بينما إذا حاولنا مخلصين النية فربما ننجح في ضمه لصفوف أصحاب الأفكار غير الفاسدة. والنية المخلصة هي أساس النجاح فقد قال تعالى في سورة النساء (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) فاشترطت الآية إرادة الصلح للتوفيق بين الزوجين.
هذا والله أعلم.
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:16 م]ـ
أقصد بكلامي ممن اتصف بالعناد والمكابرة وعلمنا يقيناً أنه جَمودٌ في الإفساد ..
ولهذا استثنى الله الظالمين المعاندين فقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (46) سورة العنكبوت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 07:12 م]ـ
لن أحاور من أعلم عنه يقيناً فساد الرأي والفكر والطوية، فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لايريد لي الفائدة ويريد لي الغواية والعياذ بالله ...
حتى هنا تخرج عن الموضوع؟
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 07:45 م]ـ
لك حذفها إن شئت ..
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي دكتور عبد الرحمن
ولكن هل من امتطى صهوة قلمه ليكتب ما شاء بعبث دون روية، ومن يعمد إلى إلقاء التهم - الخطيرة - جزافا على إخوانه المسلمين، هل من الأدب تركه وشأنه؟ أو محاورته بلطف وهو لا يزيده الحوار إلا تصلبا وقسوة؟
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:06 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أثلج الله صدرك فهذا هو الاصل والمومن دائما متميز في كل أموره وفق الله الجميع لكل خير
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:26 ص]ـ
~**~ الحوار ... أهميته ... أصوله ... أدابه ~**~ ( http://www.tafsir.net/vb/t19600.html)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:21 ص]ـ
أشكر كل الزملاء المعقبين واحداً واحداً.
تأملتُ في تعقيب الأخت سمر الأرناؤوط الذي نقلته مشكورةً فوجدت فيه الكثير من المعاني الرائعة التي وجدتُ نفسي في غفلةٍ عنها أثناء الحوار العلمي هنا، وأستغفر الله من الزلل والخطأ والاستعجال، وليتنا نتأملها في حوارنا المكتوب هنا وإن كان بعض المعاني فيها تقصد الحوار الشفهي. وما أحوجنا إلى الأخذ بهذه التوجيهات الرصينة في كل ما ندخل فيه من الحوارات، وهذه تقنية عظيمة أتاحتها لنا هذه المنتديات الإلكترونية، وقد مضى علينا زمانٌ طويل لا نجد من نتباحث معه في مسائل العلم إلا نادراً، فيبقى العلم مطوياً في الصدور أو في المجالس الخاصة المحدودة التي لا ينتفع بها إلا من حضرها فحسب، واليوم أصبحنا نتحاور وينتفع بعضنا بعلم بعض في يسر وسهولة مع هذه المنتديات الرائعة.
أسأل الله أن يأخذ بنواصينا جميعاً للبر والتقوى، وأن يوفقنا لأحسن الأقوال والأعمال، وأن يصلح قلوبنا، ويهدينا للقول السديد دوماً.
وليعذرني الزملاء عندما أعاتب أحداً منهم في الخروج عن النقاش، فإِنَّما اجتمعنا هنا لنتعلم ونتناصح، ونستفيدَ علماً وخُلُقاً وأَدَباً، ونكتسبَ من مكارم الأخلاق ما ينفعنا في الدنيا والآخرة، ونسعى ألا يدخل أحدٌ إلى الملتقى إلا ويزدادَ علماً وخلقاً، ولا سيما أَنَّه يَحضرُنا في هذا الملتقى العالمي فضلاءُ كثيرونَ، وفئات متفاوتة في العلم، ونَحرصُ أَلاَّ يقرأون هنا ما يُعكِّرُ صَفوَهم، أو يَخدِشُ وجهَ الحياء في نفوسهم الصافية، أو يخرج بالموضوع عن مساره، وأنا على ثقة أن أعضاء ملتقى أهل التفسير من صفوة المجتمع، وأنهم سيقدرون هذا الأمر غاية التقدير، ويأخذوه على مَحمل الجِدِّ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:14 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن, ولكن أحيانا لا تستطيع الحوار بالصورة المطروحة لوجود أخطاء علمية بالطرح , فليس كل سؤال له إجابة صحيحة ولكن كل سؤال صحيحه جواب صحيح , بارك الله فيك أصل الموضوع نحن جميعا بحاجة اليه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الله وفي جميع الإخوة المداخلين، والحقيقة من أكبر المنغصات التي ترد في الحوارات العلمية ما يأتي:
1 - ادعاء الحق المطلق عند النقاش العلمي، وادعاء أن كل ما عند الخصم باطل لا حق فيه.
2 - الاستفزاز المتعمد بإطلاق عبارات لا داعي لها عند الردود، فتجد من يقول لك في أمر مختلف فيه وقد خاض فيه الأولون والآخرون: (وهذا واضحٌ جداً ولا يخفى إلا على جاهل)، أو يقول: (وهذا لا يقوله عاقل) .. وشبه هذه العبارات وأشد منها مما نقرأه.
3 - سوء الخطاب، حيث نجد الاتهام المباشر، والدخول في النيات والمقاصد، والتصريح بالبطلان والجهل واتباع الهوى، كأن يقول المحاور: (وهذا جهل منك)، أو يقول: (ولم يحملك على هذا القول إلا اتباع الهوى) ... ونظير ذلك من العبارات.
4 - عدم الالتزام بالمنهج العلمي في النقاش، وفي سوق الحجج العلمية، وتأصيل القضايا، فتجد من يقارع الحجة بالإنشاء، والدليل بمجرد النظر العقلي الشخصي، وهكذا ..
والمنغصات كثيرة، وأشدها على النفس، من تجمل له العبارات تأدباً، ويسوق لك أوحش الكلمات وأشدها تهمة وظلماً، ومن تحسن فيه النية، فيرميك في قصدك ونيتك ...
والحقيقة نحن بحاجة إلى تأمل منهج العلماء في الحوارات، وبحاجة إلى أن نصوغ منهجاً تربوياً علمياً، فالأدب والخلق قبل العلم، وأولى مراحل العلم الصمت ...
والله الموفق،،،
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 10:40 م]ـ
قال السراج وفقه الله: (لن أحاور من أعلم عنه يقيناً فساد الرأي والفكر والطوية، فإنه إن لم يفسدني بفساده فهو على أقل تقدير لايريد لي الفائدة ويريد لي الغواية والعياذ بالله ... )
غفر الله لك. وهل تظن أن الملتقى يضم من يتصف بهذه الصفات؟!
فكرة جميلة أبا عبدالله، وكم هو مؤلم أن تجد في أثناء الحوار بعض الهمز واللمز والغلظة في بعض الالفاظ، والتي لا تليق بصغار الطلاب فكيف بعلماء التفسير!
جمعنا الله واياكم على ما يرضيه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jul 2010, 12:30 ص]ـ
إخواني الكرام: أهمية هذا الموضوع لا توفيه أسطر قليلة؛ فهو يحتاج لبحوث وكتب ودراسة متأنية للواقع العلمي والنفسي للمتحاورين ..
كيف يسمح من يدعي لنفسه طلب العلم أن يكيل الشتائم للآخرين لمجرد أنهم أبدوا وجهة نظر تخالف رأيه ونهجه؟
عجبا لمن تعمل فكرك لجمع الأدلة له لتفيده في مسألة علمية؛ ثم تجده سهر ليال ليجمع لك ما انطوت عليه دواوين الهجاء مكونا منها ركاما ثقيلا يسقطك به في قاع محيط الشتائم ...
إخوتي الكرام:
إن كثيرا من طلبة العلم الجادين قد نفروا من كثير من الملتقيات العلمية بسبب تلك النقاط التي سطرتم بعضا منها والبقية في الطريق لأنه لا خيار أمامهم فأنت أمام خيارات قليلة:
1 - أن يستدرجك بعض العوام للسب والشتم وهذا ليس من أهدافك عندما تكتب في الملتقى ..
2 - أن لا تشترك في أي موضوع علمي مفيد، وعندها فالعزلة خير لك.
3 - أن تنافق وتساير وتجامل وتكثر المديح ولن تجد من يحثو التراب في وجهك؛ ولكن: ما الفائدة في أن ينافق بعضنا لبعض؟
ما هي النتيجة عندما لا نتناصح النصح المنضبط بالآداب الشرعية؟
ما الفائدة عندما نستحيي من الحق؟
بقي خيار واحد؛ وهو الذي يدفع البقية للصبر على كل ما تقدم وهو خيار: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
أرجو السداد والتوفيق للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[18 Jul 2010, 12:43 ص]ـ
وما من كاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك يوم القيامه ان تراه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:50 ص]ـ
بعض الزملاء في الملتقى يحب المزاح، ويكثر منه بمناسبة وبغير مناسبة، وهذا منهج غير مقبول، فإذا كان الموضوع علمياً جاداً فمن غير اللائق الخروج به عن مساره بطُرفةٍ أو مزاحٍ ظناً من العضو أن هذا يبعث على طرد الملل والسآمة، وإنما يبقى للعلم وللموضوعات الجادة جديتها، وينبغي أن نحرص على ذلك ويحرص المشرفون على إبقاء الجديَّة للموضوعات.
وأما الطرائف فلها موضعها اللائق بها، بحيث لا تزيد نسبتها عن 0,05 % من مجموع مشاركات الملتقى المفتوح!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:56 ص]ـ
شكر الله لك دكتور عبد الرحمن على هذا التنبيه الطيب وإن شاء الله يلقى آذاناً صاغية من جميع الأعضاء الكرام وهذا هو الظنّ بهم.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:24 م]ـ
الموضوع يحتوي على توجيهات في غاية الأهمية
جزى الله كل الأعضاء الذين شاركوا برأيهم وتوجيهاتهم خير الجزاء
وجزي الله الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على إثارته لهذا الموضوع
وأتمنى لو يعاد تثبيت الموضوع لأهميته.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:35 م]ـ
إخواني الكرام: أهمية هذا الموضوع لا توفيه أسطر قليلة؛ فهو يحتاج لبحوث وكتب ودراسة متأنية للواقع العلمي والنفسي للمتحاورين ..
كيف يسمح من يدعي لنفسه طلب العلم أن يكيل الشتائم للآخرين لمجرد أنهم أبدوا وجهة نظر تخالف رأيه ونهجه؟
عجبا لمن تعمل فكرك لجمع الأدلة له لتفيده في مسألة علمية؛ ثم تجده سهر ليال ليجمع لك ما انطوت عليه دواوين الهجاء مكونا منها ركاما ثقيلا يسقطك به في قاع محيط الشتائم ...
إخوتي الكرام:
إن كثيرا من طلبة العلم الجادين قد نفروا من كثير من الملتقيات العلمية بسبب تلك النقاط التي سطرتم بعضا منها والبقية في الطريق لأنه لا خيار أمامهم فأنت أمام خيارات قليلة:
1 - أن يستدرجك بعض العوام للسب والشتم وهذا ليس من أهدافك عندما تكتب في الملتقى ..
2 - أن لا تشترك في أي موضوع علمي مفيد، وعندها فالعزلة خير لك.
3 - أن تنافق وتساير وتجامل وتكثر المديح ولن تجد من يحثو التراب في وجهك؛ ولكن: ما الفائدة في أن ينافق بعضنا لبعض؟
ما هي النتيجة عندما لا نتناصح النصح المنضبط بالآداب الشرعية؟
ما الفائدة عندما نستحيي من الحق؟
بقي خيار واحد؛ وهو الذي يدفع البقية للصبر على كل ما تقدم وهو خيار: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
أرجو السداد والتوفيق للجميع.
لا أدري .. كيف فاتتني هذه المشاركة لأكثر من أسبوع!!
أتمنى أن تبحث - قبل ذلك - وبدراسة متأنية دوافع تلك العبارات المظللة باللون الأحمر
....
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[28 Jul 2010, 04:44 م]ـ
بعض الزملاء في الملتقى يحب المزاح، ويكثر منه بمناسبة وبغير مناسبة، وهذا منهج غير مقبول، فإذا كان الموضوع علمياً جاداً فمن غير اللائق الخروج به عن مساره بطُرفةٍ أو مزاحٍ ظناً من العضو أن هذا يبعث على طرد الملل والسآمة، وإنما يبقى للعلم وللموضوعات الجادة جديتها، وينبغي أن نحرص على ذلك ويحرص المشرفون على إبقاء الجديَّة للموضوعات.
وأما الطرائف فلها موضعها اللائق بها، بحيث لا تزيد نسبتها عن 0,05 % من مجموع مشاركات الملتقى المفتوح!
لو كانت أبواب الدار بيد غيرك لأُغلقت دوننا من زمان
[يا شيخ أنا فين أحصّل زيّك!!
حتى في خطابك شديد اللهجة يبدو منك الظرف واللطف، تملك به من قلبي الشغف
حاولت أحقّق الوزن النسبي للخمسة من مية في المية ما امداني أقول: أأ] *
ــــــــــــــ
* ما بين المعكوفتين نبطي لا يحتمل النقد
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:12 ص]ـ
النت منبر من لا منبر له .. !!
فليتق الله كل من كتب وتكلم .. سقطاتنا .. عثراتنا .. مسجلة بالثانية والدقيقة .. !!
الملائكة الكتبة وصفحات النت شاهدين عدلين .. !!
اللهم سلم سلم ..
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:25 ص]ـ
فاليتق O ـــ فليتق P
وجزاك الله خيراً
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Aug 2010, 12:36 ص]ـ
لا أدري .. كيف فاتتني هذه المشاركة لأكثر من أسبوع!!
أتمنى أن تبحث - قبل ذلك - وبدراسة متأنية دوافع تلك العبارات المظللة باللون الأحمر
....
لعلها منها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Aug 2010, 02:18 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على تعقيباتكم وإضافاتكم.
بعض الأعضاء يحب التعقيب والدخول في الحوارات دون إضافة علمية، وهذا يضعف المشاركات، وليتنا نأخذ أنفسنا بأن لا نعقب على موضوعٍ ما إلا بتعقيب فيه إضافة علمية ولو كانت قليلة.
وأمَّا مُجرَّد الشكر والتقدير فيكتفى بأيقونة http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/post_thanks.gif ففيها بركة وخير، ولعلنا نوطن أنفسنا على اعتبارها مشاركة من صاحبها، وإن كانت لا تحسب له ضمن عدد المشاركات في الملتقى. فبعض الزملاء لا يرضى إلا بكتابة الشكر في تعقيبٍ منفصلٍ.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:59 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخ/ "عبد الرحمن الشهري" وبارك فيكم .. فمثل هذه النصائح والتنبيهات نحن بحاجة إليها دائمًا وللتذكير بها دومًا .. خاصة في مثل هذه المنتديات التي يطلع عليها الكثير ممن يروم الإفادة والاستفادة .. فإذا كانت تدخلات البعض مِنَّا خارجة عن الموضوع فستضعف قيمته العلميَّة والأهادف النبيلة لصاحبه .. وكم أعجبني قولك (منغصات الحوارات في المنتديات) فكم وكم يعاني الكثير من الإخوة من هاته المنغصات وأصحابها-عفا الله عنهم- .. فلا أفادوا علما ولا استفادوا (!) .. وللشيخ الفاضل سعد الشثري-سدده الله-رسالة مطبوعة بعنوان (أدب الحوار)، وهي في الأصل محاضرة ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض، وعلَّق عليها سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-، ومما ذكره من آدابٍ في الحوار: تجنب التلبيس في الحوار، حسن الاستماع للمحاور، نبذ التعصب للآراء أو الأشخاص، الرغبة في اتباع الحق، واجتناب المغالطات في الحوار .. وغيرها من الآداب التركية في الحوار مما قد تُعتبر فيما ذكرتَهُ -سددك الله-من الـ (منغصات) ..
بانتظار مقالكم - أيها الشيخ الفاضل - في (منغصات الحوارات في المنتديات) يسر الله لكم كتباته .. آمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:30 ص]ـ
أرى بعض الزملاء الجدد في الملتقى يخرجون كثيراً بالحوارات عن مقصودها فأحببت رفعه تذكرةً وتنبيهاً بعد أن غاب في زوايا النسيان وما ينبغي له أن يُنسى.
ولو شئتُ لدللت على بعض المشاركات التي خرج بها أصحابها عن الحوار فشوشوا عليه وأفقدوه طعمه، ولكن الحُرَّ تكفيه الإشارة.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:49 م]ـ
بورك الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري وبورك كل من ساهم وأضاف مشاركاته هنا فالموضوع مفيد جدا شعرت معه بحاجتنا جميعا إلى دورة بعنوان (آداب وأسس الحوار في المنتديات)
والله أعلم قد يكون الموضوع ثبت ثم أزيل التثبيت
وأقترح أن يعاد التثبيت للقراء الجدد أمثالي
ـ[مساعدأحمدالصبحي]ــــــــ[23 Sep 2010, 12:13 م]ـ
وأولى مراحل العلم الصمت ...
لا إله إلا الله
كم فرطتُّ في هذا ....
فأستغفر الله وأتوب إليه
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 12:19 م]ـ
بورك الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري وبورك كل من ساهم وأضاف مشاركاته هنا فالموضوع مفيد جدا شعرت معه بحاجتنا جميعا إلى دورة بعنوان (آداب وأسس الحوار في المنتديات)
والله أعلم قد يكون الموضوع ثبت ثم أزيل التثبيت
وأقترح أن يعاد التثبيت للقراء الجدد أمثالي
أضم صوتي إلى صوتك وأطالب بإبقاء الموضوع مثبتا
جزاكم الله خيرا
ـ[عمار المفدى]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل
وجزى الله أعضاء هذا الملتقى المبارك على تفانيهم لخدمة كتاب الله والحرص على الحوارات العلمية والفوائد التي تفيد القارىء وهذا ما نرجوه منهم
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[27 Sep 2010, 01:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التذكرة يا أفاضل المنتدى، أساتذتي الكرام إخوتي وأخواتي في الله ... بصراحة قرأت الموضوع أكثر من مرة، وأعتذر إن بدر مني مثل ماذكرتم، فوالله ما أشكر شخصا إلا لأنني مع القائل: ( ... للكلمة الطيبة أثر)، فقد تُرفع الهمم، وتُجدد النيات، ويُضاعف الجهد بكلمة شكر يحس بعدها العضو براحة نفسية بالغة .... هذا رأيي المتواضع ...
وقد تأملت كثيرا قول أحد الفضلاء أعلاه:
وأولى مراحل العلم الصمت ... فليتق الله كل من كتب وتكلم .. سقطاتنا .. عثراتنا .. مسجلة بالثانية والدقيقة .. !!)
جزاكم الله خيرا
بارك الله في كل من ساهم وأضاف لبنة في هذا الصرح العلمي المتميز.
(/)
الفرق بين النسخ والبداء والتخصيص
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:51 ص]ـ
إن من أهم أسباب الخطأ في موضوع النسخ هو الخلط بينه وبين البداء والتخصيص، وهما قد يتفقا معه في وجه أو وجوه ويختلفا عنه في أخرى، ونتيجة لذلك الاتفاق عده الكثيرون منه والحقُّ ليس كذلك، وقد ذكر الآمدي في الإحكام الفرق بين النسخ والبداء فقال:
" إذا عرف معنى البداء وأنه مستلزم للعلم بعد الجهل والظهور بعد الخفاء وأنَّ ذلك مستحيلٌ في حق الله تعالى، فالنسخ ليس كذلك، فإنه لا يبعد أن يعلم الله في الأزل استلزام الأمر بفعل من الأفعال للمصلحة في وقت معين واستلزام نسخه للمصلحة في وقت آخر، فإذا نسخه في الوقت الذي علم نسخه فيه فلا يلزم من ذلك أن يكون قد ظهر له ما كان خفياً عنه ".
أما الفرق بين النسخ والتخصيص:
1/ أنَّ النسخَ قد يلحق بنصٍّ عام أو خاص، أما التخصيص فلا يلحق إلا بالعام.
2/ يشترط بأن يكون دليل التخصيص متصلاً أو على الأقل قبل العمل بالعام، أما النسخ فيلزم أن يكون متراخياً.
3/ أن نسخ بعض أفراد العام يخرج انسحاب حكم العام عليها، أما التخصيص فيخرج انسحاب دلالة العام عليها.
4/ أن النسخ لا يكون إلا بدليل مماثل أو أقوى، أما التخصيص فقد يكون بأي دليل من الأدلة الشرعية.
أقول إن هناك كثير من الآيات يظهر لأول وهلة أن بينها تعارضاً واختلافاً لا يستقيم معناه إلا القول بالنسخ، وهذا سبيل المكثرين من دعوى النسخ وهم مخطئون، وقد حرَّر الأصوليون وأهل العلم بالقرآن في طرق دفع التعارض والأسباب الداعية الموهمة للاختلاف بما فيه صلاح لمن أراد منهم أن يستقيم، وبهذا والحمد لله رب العالمين ثبتت أحكام كثيرة مما كان يدعى أنها منسوخة.
ـ[إشراقة أمل]ــــــــ[16 Nov 2010, 05:20 م]ـ
جزاك الله خيرا لو فصلتم في الفرق بين النسخ والبداء بالأمثلة لتتضح الصورة أكبر ..
(/)
تحقيق مناط الإعجاز العلمي
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق مناط الإعجاز العلمي
د. عبد الحفيظ الحداد
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه الحلقة الثانية في فقه الإعجاز العلمي وسنركز فيها على تحقيق مناط الإعجاز العلمي.
إن أول ما يطلب من الباحث إنجازه عند كلامه في الإعجاز العلمي أو كتابة بحث فيه هو تجلية الحقيقة الكونية المتوفرة في النص؛ أما مجرد الدعوى بوجود إعجاز علمي دون اقترانها بالبرهان, فهو من قبيل المجازفة والتسرع حيث إننا قد نقع فريسة التوهم والانسياق وراء الظنون, ولنعلم بأن كلمة الإعجاز بالأصل تدل على ما يفيد العجز, أي أن المدعي به هنا يمثل أمرا خارقا للعادة ـ النواميس الكونية ـ وبمعنى أوضح لابد وأن تؤيد هذه الدعوى بوجود حقيقة ثابتة من حقائق العلم وليس مطلق الظن أو التخيل, وكما قلنا فإن ذلك إنما يتمثل بالدليل القاطع مع البرهنة المناسبة ليحصل المراد من لطائف الإعجاز العلمي, والمتمثل بالأثر القوي المحرض للفكر الإنساني لدرجة ينتج عنها الاقتناع بصحة الشيء المقارن لتلك اللطائف.
ولئن كانت شواهد الإعجاز الحسي آنفا قد أثمرت يقظة الفكر عند من أبصرها فولج بوابة التصديق برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودخل حظيرة الإيمان واستروح ببرد اليقين, فإنه يرتجى أن يحصل مثل ذلك بالنسبة لظهور لطائف الإعجاز العلمي من اليقظة لعقول المنصفين ووصولهم إلى التصديق برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفوذ أنوار الهداية إلى صدورهم ومخالطة هذا الإيمان بشاشة قلوبهم, فيتحقق بذلك وعد الخالق الحكيم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
(الآية 53, سورة فصلت).
إذا عرفنا ذلك فلنعلم أن تحقيق مناط الإعجاز العلمي يشترط له بعض الأمور التي يلزم تحقيقها انسجاما مع المنهجية البحثية على الشكل الصحيح المفضي إلى المطلوب.
يقول العلامة الباقلاني موضحا أثر المعجزة في النفوس حيث يذكر أنها: «قد حققت أن القرآن أتى به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وظهر من جهته, وجعله عَلَما على نبوته, وعلمنا ذلك ضرورة فصار حجة علينا»
(انظر: كتاب إعجاز القرآن للباقلاني, صفحة 297).
فلا جرم إذن أن نبذل الجهود الصادقة لإبراز مظاهر الإعجاز العلمي بكل وضوح؛ لأن تحقيق مناط هذا الإعجاز هو بمثابة الخبر الصادق من أجل إثبات صحة الرسالة المحمدية وأن هذا القرآن هو تنزيل الخالق الحكيم. ولنتأمل قول الله تعالى ـ في سياق قصة نبيه نوح, عليه السلام: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هََذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ) (الآية 49, سورة هود) حيث نفهم من قوله جل وعلا: (مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ) الإشارة إلى حجية هذا الإخبار وأنه مناط تصديق العقلاء بسبب استشعارهم صدق الخبر بأن هذا من كلام الله رب العلمين.
ونستطيع إيجاز المطلوب في مجال تحقيق مناط الإعجاز العلمي بما يلي:
ترجمة ما يحصل لدينا من الفهم عند تدبر النصوص بدقة وسداد وضمن دائرة الإنصاف؛ دون تقصير أو مبالغة, وذلك لأن فهم المتدبر قد يكون صحيحًا وقد يكون مضطربًا أو خاطئًا تبعًا للمستوى العلمي لدى المتدبر أو تبعًا لإمكاناته الذهنية أو مقدار الجلاء في دلالات النصوص, لذا فإن المخزون الحاصل من الإدراك يكون على درجات من أبرزها:
1 ـ خواطر وإشارات ترد على الفكر الإنساني دون استقرار أو رسوخ.
2 ـ أفكار مُلحّة لأن لها رصيدًا من الاستقرار ولكن دون رسوخ.
3 ـ استقرار تصور معين يتماشى مع فهم علمي يكون بمثابة الخلفية الكاشفة لذلك التصور ولكن مع عدم استقرار هذا التصور بشكل نهائي نظًرا لافتقاره لمزيد من شواهد الإثبات.
4 ـ رسوخ الفكرة ووضوحها واطمئنان القلب بها لأن براهينها قاطعة وساطعة.
وهذه المرتبة الأخيرة هي المستهدفة في عملية تحقيق المناط. لذا فإن على الباحث المستبصر أن يسعى لتحقيقها مع الحذر من التكلف فكم يدعي باحثون بوجود حقيقة علمية وعند البرهنة نجد أن النص لا يدل في ظاهره ولا في مراميه عليها, اللهم إلا عبر التكلفات الهادفة إلى إطواع النصوص للظنون وهذا مسلك غير صحيح, بل المنهج العدل يقتضي التثبت ثم البرهنة المناسبة بأدلتها الصحيحة والعلمية دون وَكْسٍ ولا شَطَط؛ ولنتأمل عبارة الدكتور محمد حسين الذهبي ـ رحمه الله ـ منددًا بتلك التكلفات حيث يقول: «وليعلم أصحاب هذه الفكرة أيضا أن من الخير لهم ولكتابهم أن لا ينحوا بالقرآن هذا المنحى رغبة منهم في إظهار إعجاز القرآن وصلاحيته للتماشي مع التطور الزمني, وحسبهم أن لا يكون في القرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية ثابتة»
(انظر: التفسير والمفسرون, الجزء الثاني, صفحة 494).
وكذلك يقطع الدكتور أحمد عمر أبو حجر بضرورة مجانبة هذا المسلك حيث يقول: «إن أولئك الذين يعمدون إلى آيات من القرآن ويأخذونها مجردة عن كل ما يتولى تفسيرها وبياناتها من تلك النصوص نفسها ليرغموها على أن تحمل معاني وتأويلات أخرى غير تلك المعاني التي تولت النصوص إعطاءها مجانبون للصواب»
(انظر: التفسير العلمي للقرآن في الميزان, صفحة 505).
___________________________________
المصدر: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فى القرءآن والسنة ( http://www.eajaz.org/Arabic/?option=com_content&view=article&id=357&catid=64%3A6&Itemid=1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:01 م]ـ
يقول العلامة الباقلاني موضحا أثر المعجزة في النفوس حيث يذكر أنها: «قد حققت أن القرآن أتى به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وظهر من جهته, وجعله عَلَما على نبوته, وعلمنا ذلك ضرورة فصار حجة علينا»
(انظر: كتاب إعجاز القرآن للباقلاني, صفحة 297).
فلا جرم إذن أن نبذل الجهود الصادقة لإبراز مظاهر الإعجاز العلمي بكل وضوح؛ لأن تحقيق مناط هذا الإعجاز هو بمثابة الخبر الصادق من أجل إثبات صحة الرسالة المحمدية وأن هذا القرآن هو تنزيل الخالق الحكيم. ولنتأمل قول الله تعالى ـ في سياق قصة نبيه نوح, عليه السلام: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هََذَا فَاصْبِرْ إِنّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتّقِينَ) (الآية 49, سورة هود) حيث نفهم من قوله جل وعلا: (مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ) الإشارة إلى حجية هذا الإخبار وأنه مناط تصديق العقلاء بسبب استشعارهم صدق الخبر بأن هذا من كلام الله رب العلمين.
أما لو أدرك بعض من يتكلم في آيات القرآن الكريم بحجة الإعجاز العلمي هذا الأمر المناط بما يقولونه لأحجموا
فإن بعضهم يكون غرضه من ذكر هذه الأمور هو الإغراب والإتيان بأمور جديدة تشد الانتباه ناهيك عن المراتب الثلاث التي ذكرها صاحب المقال وبيّن أنه هذه المراتب لا تسوِّغ الكلام في هذا الباب من أبواب الإعجاز
(/)
المراد بالحروف المقطعة في القرآن الكريم للعلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:38 م]ـ
يقول العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في المراد بالحروف المقطعة في القرآن الكريم، وذلك في بداية تفسيره لسورة هود:
" اعْلَمْ أَنَّ الْعُلَمَاءَ اخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَاسْتِقْرَاءُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ يُرَجِّحُ وَاحِدًا مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ، وَسَنَذْكُرُ الْخِلَافَ الْمَذْكُورَ وَمَا يُرَجِّحُهُ الْقُرْآنُ مِنْهُ بِالِاسْتِقْرَاءِ فَنَقُولُ،وَبِاللَّهِ جَلَّ وَعَلَا نَسْتَعِينُ:
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: هِيَ مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ، كَمَا بَيَّنَّا فِي «آلِعِمْرَانَ» وَمِمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْقَوْلُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ،وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ،وَاخْتَارَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ.
وَقِيلَ: هِيَ أَسْمَاءٌ لِلسُّوَرِ الَّتِي افْتُتِحَتْ بِهَا، وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَيُرْوَى مَا يَدُلُّ لِهَذَا الْقَوْلِ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَعَلَيْهِ إِطْبَاقُ الْأَكْثَرِ. وَنُقِلَ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ نَصَّ عَلَيْهِ، وَيَعْتَضِدُ هَذَا الْقَوْلُ بِمَاثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم [32\ 1] السَّجْدَةِ، وَ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ [76\ 1].
وَيَدُلُّ لَهُ أَيْضًا قَوْلُ قَاتِلِ مُحَمَّدٍ السَّجَّادِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَهُوَ شُرَيْحُ بْنُ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيُّ، كَمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِيصَحِيحِهِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ:
يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلَّا تَلَاحَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
وَحَكَى ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ هَذَا الْبَيْتَلِلْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ قَائِلًا: إِنَّهُ الَّذِي قَتَلَ مُحَمَّدَ بْنَطَلْحَةَ الْمَذْكُورَ، وَذَكَرَ أَبُو مُخَنِّفٍ أَنَّهُ لِمُدْلِجِ بْنِ كَعْبٍ السَّعْدِيِّ، وَيُقَالُ كَعْبُ بْنُ مُدْلِجٍ، وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ الْأَكْثَرَ عَلَى أَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ عِصَامُ بْنُ مُقْشَعِرٍّ، قَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ: وَهُوَ الثَّبْتُ، وَأَنْشَدَ لَهُ الْبَيْتَ الْمَذْكُورَ، وَقَبْلَهُ:
وَأَشْعَثُ قَوَّامٌ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... قَلِيلُ الْأَذَىفِيمَا تَرَى الْعَيْنُ مُسْلِمِ
هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ لَيْسَ تَابِعًا ... عَلِيًّا وَمَنْ لَايَتْبَعُ الْحَقَّ يَنْدَمِ
يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ. . . الْبَيْتَ. اهـ مِنْ «فَتْحِ الْبَارِي».
فَقَوْلُهُ: «يُذَكِّرُنِي حَامِيمَ»، بِإِعْرَابِ «حَامِيمَ» إِعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ فِيهِ الدَّلَالَةُ عَلَى مَا ذَكَرْنَامِنْ أَنَّهُ اسْمٌ لِلسُّورَةِ.
وَقِيلَ: هِيَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،وَالشَّعْبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ الْكَبِيرُ،وَرُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهَا أَقْسَامٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا، وَهِيَ مِنْ أَسْمَائِهِ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ عِكْرِمَةَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقِيلَ: هِيَ حُرُوفٌ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مِنِ اسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ جَلَّ وَعَلَا. فَالْأَلِفُ مِنْ «الم» مَثَلًا: مِفْتَاحُ اسْمِ اللَّهِ، وَاللَّامُ مِفْتَاحُ اسْمِهِ لَطِيفٍ، وَالْمِيمُ: مِفْتَاحُ اسْمِهِ مَجِيدٍ، وَهَكَذَا. وَيُرْوَى هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَاسْتُدِلَّ لِهَذَا الْقَوْلِ بِأَنَّ الْعَرَبَ قَدْ تُطْلِقُ الْحَرْفَ الْوَاحِدَ مِنَ الْكَلِمَةِ،وَتُرِيدُ بِهِ جَمِيعَ الْكَلِمَةِ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ:
قُلْتُ لَهَا قِفِيفَ قَالَتْ لِي قَافِ ... لَا تَحْسَبِي أَنَّا نَسِينَا الْإِيجَافِ
فَقَوْلُهُ: «قَافِ» أَيْ وَقَفْتُ، وَقَوْلِ الْآخَرِ:
بِالْخَيْرِ خَيْرَاتٌ وَإِنْ شَرًّا فَا ... وَلَا أُرِيدُالشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَا
يَعْنِي: وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ، وَلَا أُرِيدُالشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَشَاءَ، فَاكْتَفَى بِالْفَاءِ وَالتَّاءِ عَنْ بَقِيَّةِ الْكَلِمَتَيْنِ.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ» الْحَدِيثَ، قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ أَنْ يَقُولَ فِي اقْتُلْ: اقْ، إِلَى غَيْرِ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَقْوَالِ فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ، وَهِيَ نَحْوُ ثَلَاثِينَ قَوْلًا.
أَمَّا الْقَوْلُ الَّذِي يَدُلُّ اسْتِقْرَاءُ الْقُرْآنِ عَلَى رُجْحَانِهِ فَهُوَ: أَنَّ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ ذُكِرَتْ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ الَّتِي ذُكِرَ تْفِيهَا بَيَانًا لِإِعْجَازِ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ عَاجِزُونَ عَنْ مُعَارَضَتِهِ بِمِثْلِهِ مَعَ أَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ الَّتِي يَتَخَاطَبُونَ بِهَا، وَحَكَى هَذَا الْقَوْلَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الْمُبَرِّدِ، وَجَمْعٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ،وَحَكَاهُ الْقُرْطُبِيُّ عَنِ الْفَرَّاءِ، وَقُطْرُبٍ، وَنَصَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْكَشَّافِ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَيْمِيَةَ،وَشَيْخُنَا الْحَافِظُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ، وَحَكَاهُ لِي عَنِ ابْنِ تَيْمِيَةَ.
وَوَجْهُ شَهَادَةِ اسْتِقْرَاءِ الْقُرْآنِ لِهَذَا الْقَوْلِ: أَنَّ السُّوَرَ الَّتِي افْتُتِحَتْ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ يُذْكَرُ فِيهَا دَائِمًا عَقِبَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ الِانْتِصَارُ لِلْقُرْآنِ وَبَيَانُ إِعْجَازِهِ، وَأَنَّهُ الْحَقُّ الَّذِي لَاشَكَّ فِيهِ.
وَذِكْرُ ذَلِكَ بَعْدَهَا دَائِمًا دَلِيلٌ اسْتِقْرَائِيٌّ عَلَى أَنَّ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ قُصِدَ بِهَا إِظْهَارُ إِعْجَازِالْقُرْآنِ، وَأَنَّهُ حَقٌّ.
قَالَ تَعَالَى فِي «الْبَقَرَةِ»: الم [2\ 1]، وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ، وَقَالَفِي «آلِ عِمْرَانَ»: الم [3\ 1]، وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: اللَّهُ لَاإِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ الْآيَةَ [3\ 2، 3]، وَقَالَ فِي «الْأَعْرَافِ»: المص [7\ 1]، ثُمَّ قَالَ: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ الْآيَةَ [7\ 2]، وَقَالَ فِي سُورَةِ «يُونُسَ»: الر [10\ 1]، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ [10\ 1]، وَقَالَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي نَحْنُ بِصَدَدِهَا، أَعْنِي سُورَةَ «هُودٍ» الر \ [11\ 1] 30، ثُمَّ قَالَ: كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [11\ 1]، وَقَالَ فِي «يُوسُفَ»: الر [12\ 1] ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [12\ 1، 2]، وَقَالَ فِي «الرَّعْدِ»: المر [13\ 1]،ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ [13\ 1]، وَقَالَ فِي سُورَةِ «إِبْرَاهِيمَ»: الر [14\ 1]، ثُمَّ قَالَ: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْآيَةَ [14\ 1]، وَقَالَ فِي «الْحِجْرِ»: الر [15\ 1]،ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ، وَقَالَ فِي سُورَةِ «طه» طه [20\ 1]، ثُمَّ قَالَ: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [20\ 2]، وَقَالَ فِي «الشُّعَرَاءِ»: طسم [26\ 1]، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ الْآيَةَ [26\ 2، 3]،وَقَالَ فِي «النَّمْلِ»: طس [27\ 2]، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ [27\ 1]، وَقَالَ فِي «الْقَصَصِ»: طسم [28\ 1]، ثُمَّ قَالَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ الْآيَةَ [28\ 2، 3]، وَقَالَ فِي «لُقْمَانَ» الم [31\ 3]،ثُمَّ قَالَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ [31\ 2، 3]، وَقَالَ فِي
«السَّجْدَةِ»: الم [32\ 1]، ثُمَّ قَالَ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ [32\ 2]،وَقَالَ فِي «يس»: يس [36\ 1]، ثُمَّ قَالَ: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ الْآيَةَ [36\ 2]، وَقَالَ فِي «ص»: ص [38\ 1]، ثُمَّ قَالَ: وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ الْآيَةَ [38\ 1] وَقَالَ فِي «سُورَةِ الْمُؤْمِنِ»: حم [40\ 1]،ثُمَّ قَالَ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ الْآيَةَ [40\ 2].
وَقَالَ فِي «فُصِّلَتْ»: حم [41\ 2]، ثُمَّ قَالَ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ الْآيَةَ [42\ 2، 3]، وَقَالَ فِي «الشُّورَى:» حم عسق [42\ 1، 2]، ثُمَّ قَالَ: كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ الْآيَةَ [42\ 3]، وَقَالَ فِي «الزُّخْرُفِ»: حم [43\ 3]، ثُمَّ قَالَ: وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا الْآيَةَ [43\ 2، 3] وَقَالَ فِي «الدُّخَانِ»: حم [44\ 1]، ثُمَّ قَالَ: وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ الْآيَةَ [44\ 2، 3] وَقَالَ فِي «الْجَاثِيَةِ»: حم [45\ 1]، ثُمَّ قَالَ: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ [45\ 2، 3]، وَقَالَ فِي «الْأَحْقَافِ» حم [46\ 1]، ثُمَّقَالَ: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ الْآيَةَ [46\ 2، 3]، وَقَالَ فِي سُورَةِ «ق»: ق [50\ 1]، ثُمَّ قَالَ: وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ الْآيَةَ [50\ 1].
وَقَدْ قَدَّمْنَا كَلَامَ الْأُصُولِيِّينَ فِيالِاحْتِجَاجِ بِالِاسْتِقْرَاءِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ هُنَا.
وَإِنَّمَا أَخَّرْنَا الْكَلَامَ عَلَى الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ مَعَ أَنَّهُ مَرَّتْ سُوَرٌ مُفْتَتَحَةٌ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ كَالْبَقَرَةِ،وَآلِ عِمْرَانَ، وَالْأَعْرَافِ، وَيُونُسَ ; لِأَنَّ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ فِي الْقُرْآنِ الْمَكِّيِّ غَالِبًا، وَالْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ مَدَنِيَّتَانِ، وَالْغَالِبُ لَهُ الْحُكْمُ، وَاخْتَرْنَا لِبَيَانِ ذَلِكَ سُورَةَ هُودٍ ; لِأَنَّ دَلَالَتَهَا عَلَى الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ فِي غَايَةِ الظُّهُورِ وَالْإِيضَاحِ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [11\ 1]، بَعْدَ قَوْلِهِ: الر 11\ 1 وَاضِحٌ جِدًّا فِيمَا ذَكَرْنَا، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ".
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:41 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك ورحم الله الشنقيطي
الترجيح المذكور هنا إنما يصب في الحكمة من مجيء الحروف المقطعة على هذا النسق، لكنه ليس بيانا لكونها لها معنى أولا
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:01 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحروف المقطعة الواقعة في أوائل بعض السور هي من العلوم المستورة عن العقول، والأسرار الغامضة التي لا تُنَال بكَسْبٍ ولا بحِيلة ولا رياضة لأنها من قبيل الحقائق التي حُجِبت الأفهامُ عن دَرْكِها، فهي على ذلك من العلوم التي انفرد الله بعلمها، ومن المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله تعالى، فنؤمن بتنزيلها، ونَكِلُ إليه سبحانه العلمَ بتأويلها.
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:24 ص]ـ
ويلخص ابن الجوزي رحمه الله القول وذلك في تفسيره:
{ألم} اختلف العلماء فيها وفي سائر الحروف المقطعة في أوائل السور على ستة أقوال.
أحدها: أنها من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لله عز وجل في كل كتاب سر، وسر الله في القرآن أوائل السور، وإلى هذا المعنى ذهب الشعبي، وأبو صالح، وابن زيد.
والثاني: أنها حروف من أسماء، فاذا أُلفت ضرباً من التأليف كانت أسماء من أَسماء الله عز وجل. قال علي بن أبي طالب: هي أسماء مقطعة لو علم الناس تأليفها علموا اسم الله الذي إِذا دعي به أجاب.
وسئل ابن عباس عن «آلر» و «حم» و «نون» فقال: اسم الرحمن على الهجاء، وإِلى نحو هذا ذهب أبو العالية، والربيع بن أنس.
والثالث: أنها حروف أقسم الله بها، قاله ابن عباس، وعكرمة. قال ابن قتيبة: ويجوز أن يكون أقسم بالحروف المقطعة كلها، واقتصر على ذكر بعضها كما يقول القائل: تعلمت «أ ب ت ث» وهو يريد سائر الحروف، وكما يقول: قرأت الحمد، يريد فاتحة الكتاب، فيسميها بأول حرف منها، وإِنما أقسم بحروف المعجم لشرفها ولأنها مباني كتبه المنزلة، وبها يذكر ويوحد. قال ابن الانباري: وجواب القسم محذوف، تقديره: وحروف المعجم لقد بين الله لكم السبيل، وأنهجت لكم الدّلالات بالكتاب المنزل، وإِنما حذف لعلم المخاطبين به، ولأن في قوله: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} دليلاً على الجواب.
والرابع: انه أشار بما ذكر من الحروف إِلى سائرها، والمعنى أنه لما كانت الحروف أُصولاً للكلام المؤلف، أخبر أن هذا القرآن إِنما هو مؤلف من هذه الحروف، قاله الفراء، وقطرب.
فان قيل: فقد علموا أنه حروف، فما الفائدة في إِعلامهم بهذا؟
فالجواب أنه نبه بذلك على إِعجازه، فكأنه قال: هو من هذه الحروف التي تؤلفون منها كلامكم، فما بالكم تعجزون عن معارضته؟! فاذا عجزتم فاعلموا أنه ليس من قول محمد عليه السلام.
والخامس: أنها أسماء للسور. روي عن زيد بن أسلم، وابنه، وأبي فاختة سعيد ابن علاقة مولى أم هانىء.
والسادس: أنها من الرمز الذي تستعمله العرب في كلامها. يقول الرجل للرجل: هل تا؟ فيقول له: بلى، يريد هل تأتي؟ فيكتفي بحرف من حروفه. وأنشدوا:
قلنا لها قفي لنا فقالت قاف ... لا تحسبى أنا نسينا الإيجاف
أراد قالت: أقف. ومثله:
نادوهم ألا الجموا ألا تا ... قالوا جميعاً كلهم ألا فا
يريد: ألا تركبون؟ قالوا: بلى فاركبوا. ومثله:
بالخير خيرات وإن شراً فا ... ولا أريد الشر إِلا أن تا
معناه: وإن شراً فشر ولا أريد الشر إِلا أن تشاء. وإِلى هذا القول ذهب الأخفش، والزجاج، وابن الأنباري.
وقال أبو روق عطية بن الحارث الهمداني: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في الصلوات كلها، وكان المشركون يصفّقون ويصفّرون، فنزلت هذه الحروف المقطعة، فسمعوها فبقوا متحيرين. وقال غيره: إِنما خاطبهم بما لا يفهمون ليقبلوا على سماعه، لأن النفوس تتطلع إِلى ما غاب عنها معناه، فاذا أقبلوا اليه خاطبهم بما يفهمون، فصار ذلك كالوسيلة إلى الإبلاغ، إلا أنه لا بد له من معنى يعلمه غيرهم، أو يكون معلوماً عند المخاطبين، فهذا الكلام يعم جميع الحروف.
وقد خص المفسرون قوله «الاما» بخمسة أقوال:
أحدها: أنه من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله عز وجل، وقد سبق بيانه.
والثاني: أَن معناه: أَنا الله أعلم. رواه أَبو الضحى عن ابن عباس، وبه قال ابن مسعود، وسعيد بن جبير.
والثالث: أنه قسم. رواه أبو صالح عن ابن عباس، وخالد الحذاء عن عكرمة.
والرابع: أنها حروف من أسماء. ثم فيها قولان. أَحدهما: أَن الألف من «الله» واللام من «جبريل» والميم من «محمد» قاله ابن عباس.
فان قيل: إِذا كان قد تنوول من كل اسم حرفه الأول اكتفاءً به، فلم أُخذت اللام من جبريل وهي آخر الاسم؟!
فالجواب: أن مبتدأَ القرآن من الله تعالى، فدلَّ على ذلك بابتداء أول حرف من اسمه، وجبريل انختم به التنزيل والإِقراء، فتنوول من اسمه نهاية حروفه، و «محمد» مبتدأ في الإقراء، فتنوول أول حرف فيه. والقول الثاني: أَن الألف من «الله» تعالى، واللام من «لطيف» والميم من «مجيد» قاله أبو العالية.
والخامس: أنه اسم من أسماء القرآن، قاله مجاهد، والشعبي، وقتادة، وابن جريج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:22 ص]ـ
القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه أحد الأقوال التي ذكرها العلماء , لكن الأقوال الأخرى في هذه المسألة تجعلها من المتشابه النسبي حيث ورد للسلف فيها كلام كابن عباس رض1 وغيره ولو كانت هذه المسألة عندهم رحمهم الله مسلَّمة أنها من قبيل المتشابه الكلي الذي استأثر الله بعلمه لما خاضوا فيها
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:02 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وهذا بحث مختصر في هذا الموضوع في الملتقى العلمي ...
مسألة: هل الحروف المقطعة من المحكم أو من المتشابه؟. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18933&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD+%C7%E1%E3%DE%D8%DA%C9 )
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:36 م]ـ
ولم يرد نقلٌ صحيح يدلُّ على أنها لها معانٍ عندهم، وأما نزولها في القرآن فله حكمة وسرٌّ
عدم ورود النقل بأن لها معاني لا يدل على انتفاء ثبوت المعاني لها في نفس الأمر .. فإن عدم الدليل في أذهاننا لا يلزم منه عدم المدلول في نفس الأمر، وهذا غاية في الوضوح؛ وأقرب دليل يذكر هو ما دل على أن كل ما في القرآن له معاني بالقطع واليقين، والحروف المقطعة من القرآن، فلها معاني قطعا ويقينا، والنقل يفتقر إليه في توضيح الغامضات، أما توضيح الجليات فلا يشترط في ذلك نقل، ومن الجليات أن جميع ما في القرآن له معاني في نفس الأمر.
ثم القول بأن للحروف المقطعة حكمة وسر، وبعد ذلك ننفي المعاني عنها كليا، ففيه من التناقض ما لا يخفى؛ إذ الحكمة والسر لا يكونان إلا في ضمن المعاني، فإثبات الحكمة والسر للحروف المقطعة هو عين إثبات المعاني لها، وجهلنا بالحكمة والسر هو جهل بالمعاني، والعكس صحيح.
فالخلاصة أن الحروف المقطعة لها معاني خاصة، سميت أسرارا وحكما أو غير ذلك، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه عز وجل لم يكلفنا بإدراكها، بل نؤمن بتنزيلها وكونها كلام الله تعالى، ونفوض له سبحانه العلم بحقيقة ما أراد من معانيها، دون أن نزيغ بها إلى معاني باطلة كما وقع لبعض الإشراقيين والفلاسفة الإسلاميين، ودون أن نسلبها معانيها في نفس الأمر بحيث يلزم من ذلك ثبوت كلام لله تعالى لا مدلول له في نفس الأمر، تعالى كلام ربنا عن ذلك.
وهذا مرجع كلام الصحب الكرام رضوان الله تعالى عليهم ..
وهذا مرجع كلام بعض العلماء في متشابهات الصفات كابن قدامة في روضته.
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:09 م]ـ
لقد وعدنا الاخ العليمى المصرى فى اكثر من مشاركة له ان له بحثا عن تلك الحروف المقطعة وانه سوف يتكلم عن بحثه فى بداية شهر رجب وقد مر شهر رجب ولم يفى بوعدة لنا فهل هناك شىء
ارجوا الافادة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:17 م]ـ
أرجو النظر في عنوان المشاركة
وهذه القضية فهم السلف فيها يحتاج إلى تأن وصبر
وأنفس النقول التي وقفت عليها وأقربها بعهد السلف وأفهمها لمرادهم كلمات ابن قتيبة بعد أن ذكر بعض الأقوال الواردة في معنى هذه الحروف ((ولم نَزَلْ نسمع على ألسنة الناس: الألف آلاء الله، والباء بهاء الله، والجيم: جمال الله،، والميم: مجد الله. فكأنَّا إذا قلنا (حم) دللنا بالحاء على حليم، ودللنا بالميم على مجيد.
وهذا تمثيلٌ أردتُ أنْ أُرِيَكَ به مكانَ الإمكان، وعلى هذا سائر الحروف، ومَن ذهب إلى هذا المذهب فلا أُرَاه أراد أيضا إلا القسم بصفات الله، فجمع بالحروف المقطعة معاني كثيرة من صفاته لا إله إلا هو))
يعني كما نقول: الألف أرنب والباء بطة، فهل معنى الألف أرنب والباء بطة؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:43 م]ـ
عدم ورود النقل بأن لها معاني لا يدل على انتفاء ثبوت المعاني لها في نفس الأمر .. فإن عدم الدليل في أذهاننا لا يلزم منه عدم المدلول في نفس الأمر، وهذا غاية في الوضوح؛ وأقرب دليل يذكر هو ما دل على أن كل ما في القرآن له معاني بالقطع واليقين، والحروف المقطعة من القرآن، فلها معاني قطعا ويقينا، والنقل يفتقر إليه في توضيح الغامضات، أما توضيح الجليات فلا يشترط في ذلك نقل، ومن الجليات أن جميع ما في القرآن له معاني في نفس الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم القول بأن للحروف المقطعة حكمة وسر، وبعد ذلك ننفي المعاني عنها كليا، ففيه من التناقض ما لا يخفى؛ إذ الحكمة والسر لا يكونان إلا في ضمن المعاني، فإثبات الحكمة والسر للحروف المقطعة هو عين إثبات المعاني لها، وجهلنا بالحكمة والسر هو جهل بالمعاني، والعكس صحيح.
فالخلاصة أن الحروف المقطعة لها معاني خاصة، سميت أسرارا وحكما أو غير ذلك، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه عز وجل لم يكلفنا بإدراكها، بل نؤمن بتنزيلها وكونها كلام الله تعالى، ونفوض له سبحانه العلم بحقيقة ما أراد من معانيها، دون أن نزيغ بها إلى معاني باطلة كما وقع لبعض الإشراقيين والفلاسفة الإسلاميين، ودون أن نسلبها معانيها في نفس الأمر بحيث يلزم من ذلك ثبوت كلام لله تعالى لا مدلول له في نفس الأمر، تعالى كلام ربنا عن ذلك.
وهذا مرجع كلام الصحب الكرام رضوان الله تعالى عليهم ..
وهذا مرجع كلام بعض العلماء في متشابهات الصفات كابن قدامة في روضته.
أخي الكريم نزار حمادي ...
1 - الحرف في لغة العرب ليس له معنى، فلو كتبت: (م) أو (ف) فهل يُفهم منها معنى؟!، هذا الأصل عند العرب، وأما غير ذلك فيحتاج إلى نقل؛ لأن الدليل على المثبت وليس على النافي. والدليل الذي تفضلت به على أن القرآن معلوم المعنى هو يدل على نزوله بلغة العرب، ولغة العرب لا تثبت للحروف معانٍ مستقلة وما ورد فمعروف كلام العلماء حوله.
2 - اسم الحرف المنطوق معناه الحرف المكتوب عند العرب، فلو قلت: (ميم) فهو اسم يدل على معنى وهو الحرف المكتوب (م).
3 - أما كون القرآن كله معلوم المعنى فهذا مما لا شك فيه، وهو جارٍ على لغة العرب، فنحن نؤمن بذلك، وأما الحروف فالمنطوق منها دالٌّ على الحرف المكتوب، ولكن ما معنى الحرف المكتوب، هل له معنى خاص؟.
4 - إثبات الحكمة لا يعني إثبات المعنى على الإطلاق، ومشهور بين العلماء استعمال لفظ (المعنى) في إطلاقين:
الأول: أن يراد بـ (المعنى) العلة أوالحكمة وهنا يوجد الارتباط، كما يقول العلماء: (تكليف غير معقول المعنى) فهم يريدون العلة أو الحكمة.
الثاني: أن يراد بـ (المعنى) ما يريده أهل اللغة، أي: المراد بالشيء. فنقول معنى الصلاة كذا وكذا. وهنا لا ارتباط بين معرفة المعنى وبين الحكمة، وإثبات الحكمة للحروف المقطعة لا يعني إثبات المعنى لها ولا ارتباط كما هو ظاهر جداً، وأما ما ذكرته من التناقض فلا أظنه يبقى بعد ما سبق، وكم أود أن نخفف عباراتنا قليلاً فلا نستعجل في ادعاء التناقض والله المعين.
5 - قولك وفقك الله: (وهذا مرجع كلام الصحب الكرام رضوان الله تعالى عليهم): أين قال الصحابة رضي الله عنهم أن لها معاني معلومة، غير الحكمة.
أسأل الله أن يهدينا لصالح القول والعمل،،،
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:51 م]ـ
شكرا للأستاذ فهد ..
أود بداية أن أشير إلى أن محل النزاع هو الحروف المقطعة الورادة في أوائل السور القرآنية، لا حروف التهجي مطلقا ..
ثم بالنسبة لي لا أفرق بين السر والمعنى، وعليه ما يؤثر عن الصحابة والسلف من أن للحروف المقطعة أسرارا يفيد أن لها معاني "في نفس الأمر".
وقول العلماء: تكليف غير معقول المعنى، لا يقصدون به أنه لا معنى له مطلقا لا في أذهاننا ولا في نفس الأمر، بل يقصدون أنا لا نعقل معنى هذا التكليف، وإن كنا نمتثله تعبدا لله تعالى وتذللا، وهذا لا يعني أنه لا معنى له في نفس الأمر .. وهذا الفرق حري بالتأمل.
أما مسألة النقل، فوقوع الخلاف في معانيها دليل على أن لها معاني في نفس الأمر.
وأيضا فقد نص الإمام الطبري في تفسيره (ج1/ ص209) على أن البعض قال: هي حروف يشتمل كل حرف منها على معاني شتى مختلفة. اهـ وهذا نص في محل النزاع. ولو كان هذا الكلام غير معقول ومخالفا للسان العرب لما قال به البعض المذكور ولا نقله الطبري واعتبره ..
ثم إني أصوغ هنا الدليل القاطع على أن للحروف المقطعة "الواردة في أوائل بعض السور" مركبة أو مفردة معاني في نفس الأمر، لا يعلمها إلا الله تعالى، أو من أراد الله تعالى إطلاعه عليها من نبي مقرب أو ملك مرسل أو غير ذلك، فإنه تعالى لم ينصب عليها أدلة بحيث يمكن أن يشترك في علم معانيها كل المكلفين .. أصوغه في قياس استثنائي قائلا:
لو كانت الحروف المقطعة لا معاني لها في نفس الأمر (هذا ملزوم)
لكانت بعض الآيات القرآنية لا معاني لها في نفس الأمر (هذا لازم)
واللازم باطل بنصوص القرآن وإجماع المسلمين على أن جميع آيات القرآن لها معاني جليلة إما ظاهرة أو خفية، علمناها أو لم نعلمها، فيبطل الملزوم وهو أن الحروف المقطعة الواقعة في أوائل السور لا معاني في نفس الأمر، فيثبت نقيضه وهو أن لها معاني في نفس الأمر.
والملازمة واضحة جلية لأن الحروف المقطعة وردت في آيات مستقلة في القرآن العظيم، (المص) آية كاملة في سورة الأعراف، (طسم) آية كاملة في الشعراء، وآية كاملة في القصص، و (حم) آية كاملة في سورها السبع: غافر، وفصلت .. إلى الأحقاف، (كهيعص) آية كاملة في سورة مريم ... إلخ
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:22 م]ـ
"آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا"
لن يأتي أحد بجديد في المسألة
وأرجح الأقوال هو ما ذكره الشيخ الشنقيطي رحمه الله لأنه القول الوحيد الذي يستند إلى دليل معتبر وهوالاستقراء ويسنده دليل العقل وهو أن الله تعالى لا يخاطب عباده بما لا يعقلون له معنى، أما ما عداه من الأقوال فهي دعاوى لا دليل عليها.
"أَمَّا الْقَوْلُ الَّذِي يَدُلُّ اسْتِقْرَاءُ الْقُرْآنِ عَلَى رُجْحَانِهِ فَهُوَ: أَنَّ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ ذُكِرَتْ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا بَيَانًا لِإِعْجَازِ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ عَاجِزُونَ عَنْ مُعَارَضَتِهِ بِمِثْلِهِ مَعَ أَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ الَّتِي يَتَخَاطَبُونَ بِهَا، وَحَكَى هَذَا الْقَوْلَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ الْمُبَرِّدِ، وَجَمْعٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ،وَحَكَاهُ الْقُرْطُبِيُّ عَنِ الْفَرَّاءِ، وَقُطْرُبٍ، وَنَصَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْكَشَّافِ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَيْمِيَةَ،وَشَيْخُنَا الْحَافِظُ الْمُجْتَهِدُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ، وَحَكَاهُ لِي عَنِ ابْنِ تَيْمِيَةَ.
وَوَجْهُ شَهَادَةِ اسْتِقْرَاءِ الْقُرْآنِ لِهَذَا الْقَوْلِ: أَنَّ السُّوَرَ الَّتِي افْتُتِحَتْ بِالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ يُذْكَرُ فِيهَا دَائِمًا عَقِبَ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ الِانْتِصَارُ لِلْقُرْآنِ وَبَيَانُ إِعْجَازِهِ، وَأَنَّهُ الْحَقُّ الَّذِي لَاشَكَّ فِيهِ.
وَذِكْرُ ذَلِكَ بَعْدَهَا دَائِمًا دَلِيلٌ اسْتِقْرَائِيٌّ عَلَى أَنَّ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ قُصِدَ بِهَا إِظْهَارُ إِعْجَازِالْقُرْآنِ، وَأَنَّهُ حَقٌّ."
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:56 م]ـ
الراجح فى مسألة الحروف المقطعة أنها < نص حكيم قاطع له سر > فهى مما استأثر الله بعلمه
والذى يليه فى أولوية القبول أنها إشارات للتنبيه فالكفار اتفقوا على ألا يسمعوا للقرءآن ويلغوا فيه
فكانت هذه الحروف تنبيها لم ولفتا لأنظارهم إلى ما يقرره الوحى
لذلك تجد بعد هذه الحروف تقريرا لأصل من أصول العقيدة الإسلامية.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 09:39 م]ـ
الراجح فى مسألة الحروف المقطعة أنها < نص حكيم قاطع له سر > فهى مما استأثر الله بعلمه
والذى يليه فى أولوية القبول أنها إشارات للتنبيه فالكفار اتفقوا على ألا يسمعوا للقرءآن ويلغوا فيه
فكانت هذه الحروف تنبيها لم ولفتا لأنظارهم إلى ما يقرره الوحى
لذلك تجد بعد هذه الحروف تقريرا لأصل من أصول العقيدة الإسلامية.
جزاكم الله خيرا
أين دليل الرجحان
؟؟
ثم أين اتفق الكفار على عدم سماع القرآن
؟
هل فهمته من قول الله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فصلت (26)
؟
إذا كان الأمر كذلك فكيف آمن من آمن من الكفار؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:18 م]ـ
أين دليل الرجحان
؟؟
ثم أين اتفق الكفار على عدم سماع القرآن
؟
هل فهمته من قول الله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فصلت (26)
؟
إذا كان الأمر كذلك فكيف آمن من آمن من الكفار؟
نقل عن أعلام الصحابة والتابعين أنها مما لا يعلم تأويله إلا الله
قال أبو بكر الصديق رض1: فى كل كتاب سر وسره فى القرآن أوائل السور
قال على بن أبى طالب رض1: إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي
ونقل أهل الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الراشدين رض3: أن هذه الأحرف علم مستور وسر محجوب استأثر الله به
قال الشعبي رح1: سر هذا القرآن
حتى الذين خاضوا فى معانى هذه الأحرف لم يدلوا فيها برأي قاطع ودليل يعتمد عليه , بل شرحوا وجهة نظرهم فيها مفوضين تأويلها الحقيقي إلى الله تعالى
فقالوا (((الم))) معناها: اختصار لجملة أنا الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا (((كهيعص))) معناها: الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق
وقالوا (((الر))) معناها: أنا الله أرى
ولا يخفى على أحد أن كل هذه التفسيرات هى من قبيل الظنون فليس من دليل يقطع بمعانى هذه الأحرف
أما اتفاق الكفار على عدم سماع القرآن فواضح من الأية (((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون)))
ومع ذلك فكانوا يتحسسون بالليل ويسمعونه سرا كما جاء فى سيرةابن هشام (أنه لما إزداد أمر النبى عليه الصلاه والسلام ظهورا إزداد شوق الناس لسماع القرءان حتى أن أشد قريش خصومة للنبى صل1 بدأوا يسألون أنفسهم:أحقا أنه يدعو إلى الدين القيم وأن مايعدهم وينذرهم هو الصحيح؟
وحملهم هذا التساؤل على التسلل ليلا لسماع القرءان ,خرج أبوسفيان بن حرب, وأبوجهل عمرو بن هشام, والأخنس بن شريق ليله ليستمعوا الى محمد صل1 وهو فى بيته فأخذ كل واحد مجلسا يستمع فيه وكل منهم لايعلم بمكان صاحبه وكان محمد صل1 يقوم الليل إلا قليلا يرتل القرءان ترتيلا وهم يسمعون آيات الله فتأسر قلوبهم ونفوسهم ويظلون ينصتون حتى الفجر فتفرقوا عائدين إلى منازلهم فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لاتعودوا فلو رءاكم بعض سفهائكم لأضعف ذلك من أمركم ولنصر محمدا عليكم فلما كانت الليله الثانيه شعر كل واحد منهم فى مثل الموعد الذى ذهب فيه أمس كأن رجليه تحملانه من غير أن يستطيع إمتناعا ليقضى ليله حيث قضاه أمس وليستمع الى محمدا صل1 يتلو كتاب ربه وتلاقوا عند عودتهم مطلع الفجر وتلاوموا من جديد فلم يحل تلاومهم دون الذهاب فى الليلة الثالثة فلما أدركوا مابهم لدعوة محمد صل1 من ضعف فعاهدوا ألايعودوا لمثل فعلتهم فأقلعوا عن الذهاب لسماع محمد صل1 ولكن ماسمعوه فى الليالى الثلاث ترك فى نفوسهم أثرا جعلهم يتساءلون فيما بينهم عن الرأى فيما سمعوا وكلهم تضطرب نفسه ويخاف أن يضعف وهو سيد قومه فيضعف قومه ويتابعوا محمدا صل1 معه)
والله أعلم.
______________________
راجع
1 - الإتقان 2/ 13
2 - تفسير المنار 8/ 302
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:09 م]ـ
نقل عن أعلام الصحابة والتابعين أنها مما لا يعلم تأويله إلا الله
قال أبو بكر الصديق رض1: فى كل كتاب سر وسره فى القرآن أوائل السور
قال على بن أبى طالب رض1: إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي
ونقل أهل الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الراشدين رض3: أن هذه الأحرف علم مستور وسر محجوب استأثر الله به
قال الشعبي رح1: سر هذا القرآن
حتى الذين خاضوا فى معانى هذه الأحرف لم يدلوا فيها برأي قاطع ودليل يعتمد عليه , بل شرحوا وجهة نظرهم فيها مفوضين تأويلها الحقيقي إلى الله تعالى
فقالوا (((الم))) معناها: اختصار لجملة أنا الله أعلم
وقالوا (((كهيعص))) معناها: الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق
وقالوا (((الر))) معناها: أنا الله أرى
ولا يخفى على أحد أن كل هذه التفسيرات هى من قبيل الظنون فليس من دليل يقطع بمعانى هذه الأحرف.
2
أولا: يجب أن نتأكد من صحة الأسانيد إلى الصحابة.
ثانياً: إن هناك أقوالا منسوبة لبعض الصحابة تذكر معاني لهذه الحروف كقول بن عباس رضي الله عنهما "هو اسم الله الأعظم".
وفي رواية عنه: هي قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله.
وفي رواية عنه قال عن "ألم" أنا الله أعلم.
وإذا صح شيء من هذا إلى الصحابة فليس لأحد بعد ذلك أن يبحث في معانيها ومدلولها وخاصة أن مثل هذه الروايات عن الصحابة هي أقوال لا يمكن القول بها عن اجتهاد فيكون له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكنا نجد أن التابعين وتابعيهم قد اجتهدوا في معرفة تفسير هذه الحروف وهذا يدل على أنه لم يصح فيها شيء عن الصحابة وإلا فإننا سننقض القاعدة التي تم المدافعة عنها كثيرا في الملتقى وهي: إنه إذا صح قول عن السلف في معنى آية فإنه لا يجوز القول بخلافه.
ثالثا: إذا لم يثبت من ذلك شيء عن الصحابة فما فائدة القول أنها سر محجوب؟ ولماذا يخاطبنا الله بشيء ليس لنا طريق إلى فهم المراد منه؟
وعليه فإن ترجيحك لهذا القول يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل.
وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:25 م]ـ
أما اتفاق الكفار على عدم سماع القرآن فواضح من الأية (((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون)))
الذي فهمته من كلامك السابق أن كفار قريش اتفقوا على عدم سماع القرآن ونفذوا ما اتفقوا عليه فجاءت الحروف المقطعة لتجبرهم أو لتشدهم أو لتجعلهم يكسرون هذا الاتفاق.
وهذا هو سبب تعليقي على قولك.
أما كونهم اتفقوا فهذا غير دقيق والآية لا تدل عليه وإنما تدل على أن بعضهم قال ذلك ثم الا ستماع المراد هنا هو سماع الاتباع لمجرد السمع والدليل مطالبتهم باللغو فيه حين سماعه وهذا ما تؤكده السورة في أولها:
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5))
يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله تعالى:
"ولكن أعرض أكثر الخلق عنه إعراض المستكبرين، {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} له سماع قبول وإجابة، وإن كانوا قد سمعوه سماعًا، تقوم عليهم به الحجة الشرعية."
ويؤكده قول الله تعالى:
"وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" الأنفال (31)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:56 ص]ـ
من أكبر المعوقات في فهم هذا الموضوع: الخلط بين مقام الكلام عن المعنى والكلام عن الحكمة، وبتحرير الفرق بين المقامين وتنزيل كل قول على المقام المناسب له نكون قد اقتربنا من حل الإشكال
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:42 ص]ـ
قال تعالى: هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ.
وقال: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.
الكتاب بحروفه المقطعة وصف بالهدى، لو كانت الحروف المقطعة لا معنى لها لما صح أن توصف بالهدى، لو ضل أحد منا طريقه ثم وجد لوحة عليها حرفين أو ثلاثة لم يفهم معناها لما اهتدى إلى مبتغاه.
إذن فالهدى يبنى على العلم: علم فاهتدى = فهم معنى الشيء فاهتدى به.
وبماأن الله وصف كتابه بالهدى ولم يستثن منه الحروف المقطعة فهذا دليل أن لها معاني يهتدى بها، ومنها ما وصف صراحة بأنها آيات الكتاب وآيات القرآن، فكيف تكون هِيَ مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ وتوصف بآيات للمؤمنين!!
إذن فالحروف المقطعة آيات لها معاني يهتدى بها، فالهدى مستمر إلى أن تقوم الساعة، فما لم يعلم الآن من معان للحروف المقطعة سيعلم في المستقبل لأقوام غيرنا (لكل نبإ مستقر).
(/)
الاستطراد في القرآن الكريم
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:43 م]ـ
الاستطراد في القرآن الكريم
هذا موضوع دقيق ومهم جداً وذو شجون، ويحتاج إلى دراسة مستقلة ومستفيضة لأهميته، وقد قلَّ الاعتناء به حقاً من المنتمين للدراسات القرآنية، وحري بنا أن نعتني به، وسأشير بعض الإشارات اللطيفة في هذا الموضوع لعلها تكون سبباً لإثراء الموضوع.
الاستطراد هو: المضي في المعنى السابق والزيادة عليه، ومنه قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف، وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد تذكر قصة إغواء الشيطان لآدم وزوجه عليهما السلام فأكلا من الشجرة فبدت لهما سوءاتهما، عقب ذكر بدوّ السوءات وخصف الورق عليهما إظهاراً للمنة فيما خلق من اللباس، ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة والصفة البهيمية، وإشعاراً بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى.
وخرَّج السيوطي في كتابه معترك الأقران قوله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} (172) سورة النساء، على أنه استطراد لأول الكلام الذي فيه الرد على النصارى الزاعمين بنوَّة المسيح، والعرب الزاعمين بنوَّ الملائكة.
وهناك أسباب تكون سبباً في الربط التي تكون من الآيات وحدة موضوعية ظاهرة أو خفية لفظية أو معنوية، وقد يتبادر إلى الذهن أنَّ هذه الروابط إذا اطَّردت في كل الآيات فإنَّ ذلك يعني أنَّ كلَّ سورة مسوقة لموضوع واحد يبدأ الكلام فيه ببداية السورة ولا ينقطع إلا بتمامه وهو ما يلاحظ خلافه في القرآن الكريم.
وجواب ذلك أنَّ في القرآن الكريم حسن التخلُّص وهو التدرج في الانتقال من موضوع إلى آخر حتى لا يشعر السامع بتغير الموضوع إلا بعدَ أن يجد نفسه في موضوع جديد، وله في ذلك سلاسة وبراعة حتى قيل إنَّ حسن التخلُّص من الاستطراد أو هما متلازمان لا يكادان يفترقان وذلك لدقة التمييز بينهما، والفرق بين التخلص والاستطراد أنك في الأول تترك الموضوع الذي كنت فيه نهائياً، أما الثاني فإنك تعود إليه بعد أن تذكر ذكراً خاطفاً ما استطردت فيه وكأنك لم تقصده.
وفى الاستطراد تمرّ بذكر الأمر الذى استطردت إليه مروراً كالبرق الخاطف، ثم تتركه وتعود إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصده، وإنما عرض عروضاً.
وقد قالوا إن في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النور، خمس تخلُّصات عجيبة كما أشار إلى ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون الانتقال من موضوع إلى آخر تنشيطاً للسامع وتجديداً للحديث، وقد يفصل بينهما بـ (هذا) كقوله تعالى في سور ص: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} بعدَ ذكر الأنبياء أراد سبحانه أن يذكر الجنة ففصل بينهما بـ (هذا)، وبعدها أراد تعالى ذكر النار فقال تعالى بعد ذكر الجنة {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} ثم ذكر النار وأهلها أعاذنا الله منها.
وقد قيل إن (هذا) من الفصل الذي هو أحسن من الوصل وهي علاقة وكيدة بين الخروج من الكلام إلى آخر.
والاستطراد له صلة وثيقة في معرفة مناسبات الآيات وهو أن تنظر في الغرض الذي سيقت له السورة وما يلزم ذلك من مقدمات تتدرج في قربها من الموضوع حتى تدخل فيه وما يلزم تلك المقدمات من متممات ومعانٍ تستشرف نفس السامع والقارىء إليها بحيث يكون إيرادها شفاء لغليل ذلك الاستشراف لأنَّ ذلك أوكد في التأثير على السامع والقارىء، وأخذاً لطيفاً لعقله ووجدانه وكذلك النظر فيما يستلزم الخروج من الموضوع من حسن التخلص والتدرج بينه وبين الموضوع الذي من خلاله يتوصل إلى سر ذلك الاستطراد ووجه المناسبة، وكما قلت إنَّ هذا الموضوع ذو شجون وعلينا أن نعتني به جيداً، والله أعلم.
(/)
درس للشيخ د. سليمان الحصين بعنوان (تدبر سورة الفاتحة)
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الفاتحة
سورة عظيمة اكتسبت أهميتها من اسمها،
واكتسبت أهميتها أيضاً من موضعها في كتاب الله عز وجل حيث كانت في صدره وافتتاحيته،
واكتسبت أهميتها أيضاً من كونها ركناً من أركان الصلاة،
واكتسبت أهميتها أيضاً في ما اشتملت عليه من المعاني العظيمة التي هي ركن الإسلام وعموده.
درس تدبر سورة الفاتحة
للشيخ د. سليمان بن إبراهيم الحصيّن
أستاذ مساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء
وأستاذ مادة التدبر بمعهد أمهات المؤمنين لإعداد معلمات القرآن الكريم بالأحساء
وقد تمّ تقسيم الدرس إلى قسمين ليسهل التحميل لذوات الاتصال البطيئ
رابط الجزء الأول من الدرس:
http://www.rofof.com/7dnjyi9/Drs_Alfateha1.html
رابط الجزء الثاني من الدرس:
http://www.rofof.com/7laoeb9/Drs_Alfateha2.html
هذا وأسأل الله أن يبارك في علم الشيخ ووقته وأن ينفع به الإسلام والمسلمين
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
المصدر: ملتقى معهد أمهات المؤمنين لإعداد معلمات القرآن الكريم بالأحساء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:30 ص]ـ
استمعتُ للدرس كاملاً جزاكم الله خيراً على نقله لنا هنا وتقبل منكم، ففيه فوائد كثيرة جديرة بالتطبيق والانتباه في هذه السورة العظيمة.
وأسأل الله لأخي د. سليمان الحصين التوفيق دوماً لنفع عباده، وتقريب معاني كتابه.
ملحوظة:
الهاتف المحمول يشوش دوماً على التسجيل في مثل هذه الدروس، فليتنا نغلقه تَماماً عند الدرس وعدم الاكتفاء بوضعه على الوضع الصامت، فقد لاحظت تشويشاً بسببه في بعض المقاطع مع ما بذلته الأخت الكريمة إشراقة فجر لتنقية الصوت وتهذيبه وفقها الله.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:09 ص]ـ
الأخت الفاضلة إشراقة فجر، عرفتُ الدكتور الحصين من خلال شرحه المتميز - في عرضه وإخراجه ومادته وأفكاره- " إضاءات على الورقات"، فهل أعد الدكتور في مادة التدبر التي أشرتم إلى تدريسه لها مذكرة مكتوبة؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:18 ص]ـ
شارح الورقات هو الدكتور عبد السلام الحصين، وهو متخصص في أصول الفقه.
أما الدكتور سليمان الحصين المذكور هنا، فهو متخصص في التفسير.
وكلاهما في مدينة الأحساء، المليئة بطلاب العلم والعلماء، وفقهما الله ونفع بهما.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:28 ص]ـ
أحسنتَ يا شيخ ضيف الله.
وبالنسبة لما سأل عنه الدكتور محمد نصيف فقد سألتُ الدكتور سليمان عنه وأنتظر جوابه، وأذكر أنه بعث لي بالمنهج الخاص بالمقرر قبل اعتماده منذ مدة طويلة ولستُ على يقين هل ضمن تلك الورقات المقرر نفسه أم لا.
سأضع الجواب لك فور وصوله، ولو أرسله لي أحلته لك.
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:35 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن الشهري
شكري وتقديري لهكذا حضور .. لهكذا تشريف
وملاحظتكم في مكانها .. وسنأخذها بعين الاعتبار في الدروس القادمة بإذن الله تعالى
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة إشراقة فجر على هذه المحاضرة القيمة وجزى شيخنا الفاضل الفردوس الأعلى.
فعلاً وقفات رائعة بحق! مطلق الحمد، مطلق الرحمة، مطلق الربوبية، مطلق الألوهية، مطلق الخلق، مطلق الاستعانة، مطلق العبودية، مطلق الهداية. ما شاء الله!
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
أرجو أن تتفضلي علينا بالمزيد من هذه المحاضرات النافعة.
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:26 ص]ـ
الأخت الفاضلة إشراقة فجر، عرفتُ الدكتور الحصين من خلال شرحه المتميز - في عرضه وإخراجه ومادته وأفكاره- " إضاءات على الورقات"، فهل أعد الدكتور في مادة التدبر التي أشرتم إلى تدريسه لها مذكرة مكتوبة؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟
مرحباً بك أخي الكريم محمد نصيف
" إضاءات على الورقات " للدكتور: عبدالسلام الحصين
أما بالنسبة لمقرر التدبر للشيخ: د. سليمان الحصين
فسنوافيكم بها بعد اعتمادها من الشيخ حفظه الله إن شاء الله تعالى
شاكرة ومقدرة لك حضورك.
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:29 ص]ـ
شارح الورقات هو الدكتور عبد السلام الحصين، وهو متخصص في أصول الفقه.
أما الدكتور سليمان الحصين المذكور هنا، فهو متخصص في التفسير.
وكلاهما في مدينة الأحساء، المليئة بطلاب العلم والعلماء، وفقهما الله ونفع بهما.
أحسنت. . أخي الفاضل على التوضيح
بارك الله فيكم
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة إشراقة فجر على هذه المحاضرة القيمة وجزى شيخنا الفاضل الفردوس الأعلى.
فعلاً وقفات رائعة بحق! مطلق الحمد، مطلق الرحمة، مطلق الربوبية، مطلق الألوهية، مطلق الخلق، مطلق الاستعانة، مطلق العبودية، مطلق الهداية. ما شاء الله!
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
أرجو أن تتفضلي علينا بالمزيد من هذه المحاضرات النافعة.
أهلاً ومرحباً بك سمر الأرناؤوط
وأسال الله أن ينفعنا وإياك بهذا الدرس
وإن شاء الله تعالى سنوافيكم بالمزيد من دروس الشيخ د. سليمان الحصين ..
كوني بالقرب أيتها الغالية،،
شكري وتقديري لحضورك الراقي
(/)
الاستشارة في القرآن الكريم
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:07 ص]ـ
الاستشارة في القرآن الكريم
بحث مفيد لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر
حفظه الله ورعاه
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Jul 2010, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث الماتع المفيد.
وسأذكر بعض الاستنباطات والفوائد التي ذكرها الشيخ تشويقا للإخوة لقراءة البحث, وللفائدة:
- أهمية الشورى:
1 - إن الله -سبحانه- أمر نبيه صل1 أن يستشير أصحابه، وأثنى على المؤمنين بأن أمرهم شورى بينهم، وجعل من شروط فطام الصبي أن يكون عن تراض وتشاور، وأن يأتمروا بينهم بمعروف.
2 - ذكر الله -جل وعلا- في القرآن الكريم أن فرعون -ومن هو في جبروته وطغيانه؟ - قد مارس الشورى في أكبر قضية واجهته في ملكه؛ وهي قضية موسى -عليه السلام- فاستشار قومه ماذا يفعل تجاه ذلك؟ (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [سورة الأعراف، الآية: 110] وملكة سبأ استشارت قومها في قضيتها مع سليمان -عليه السلام- (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) [سورة النمل، الآية: 32] وعزيز مصر يأخذ رأي قومه في رؤيا رآها. (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ) [سورة يوسف، الآية: 43].
3 - بيّن الله في سورة يوسف ممارسة إخوة يوسف للشورى مرتين، عند محاولة التخلص من يوسف، وعند حدوث مشكلة السرقة (خَلَصُوا نَجِيّاً) [سورة يوسف، الآية: 80]. .....
10 - قال الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله-: إن الله -تعالى- ذكرها في سورة الشورى بين فرضين الصلاة والزكاة. فقال: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة الشورى، الآية: 38].
ومفهوم كلام الشيخ أن هذا دليل على مكانة الشورى وأهميتها. ومن خلال ما سبق تتضح أهمية الشورى، وأن هذا الموضوع جدير بالبحث والتوضيح؛ لرسم حدوده ومعالمه، وبيان أسسه وقواعده.
- النبي صل1 يشاور أصحابه! نقل الشيخ كلام ابن الجوزي حول قوله (((وشاورهم في الأمر))) فقال:
وقال ابن الجوزي في تفسيره لهذه الآية:
اختلف العلماء لأي معنى أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه -مع كونه كامل الرأي، تام التدبير- على ثلاثة أقوال:
أحدها: ليستن به من بعده، وهذا قول الحسن وسفيان بن عيينة.
الثاني: لتطييب قلوبهم، وهو قول قتادة، والربيع، وابن إسحاق، ومقاتل، قال الشافعي -رحمه الله-: نظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم " البكر تستأمر فيها نفسها ". إنما أراد استطابة نفسها، فإنها لو كرهت كان للأب أن يزوجها وكذلك مشاورة إبراهيم -عليه السلام- لابنه حين أمر بذبحه.
الثالث: للإعلام ببركة المشاورة، وهو قول الضحاك.
ثم نقل كلاما لسيد قطب فقال:
"لقد جاء هذا النص عقب وقوع نتائج للشورى تبدو في ظاهرها خطيرة مريرة، فقد كان من جرائها ظاهريا وقوع خلل في وحدة الصف المسلم. اختلفت الآراء قبل معركة أحد، فرأت مجموعة أن يبقى المسلمون في المدينة محتمين بها، وتحمست مجموعة أخرى، فرأت الخروج للقاء المشركين، وكان من جراء هذا الاختلاف ذلك الخلل في وحدة الصف، إذ عاد عبد الله بن أبي بثلث الجيش (كما وقعت الهزيمة في المعركة)."
ولقد كان من حق القيادة النبوية أن تنبذ مبدأ الشورى كله بعد المعركة، أمام ما أحدثته من انقسام في الصفوف في أحرج الظروف، وأمام النتائج المريرة التي انتهت إليها المعركة. (هكذا قد يبدو لنا الأمر)، ولكن الإسلام كان ينشئ أمة، ويربيها، ويعدها لقيادة البشرية، وكان الله يعلم أن خير وسيلة لتربية الأمة وإعدادها للقيادة الرشيدة أن تربى بالشورى، وأن تدرب على حمل التبعة، وأن تخطئ لتعرف كيف تصحح خطأها، وكيف تحمل تبعات رأيها وتصرفها، فهي لا تتعلم الصواب إلا إذا زاولت الخطأ، والخسائر لا تهم إذا كانت الحصيلة هي إنشاء الأمة المدربة، المدركة، المقدرة للتبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن وقوع تلك الأحداث، ووجود تلك الملابسات لم يلغ هذا الحق، لأن الله -سبحانه وتعالى- يعلم أنه لا بد من مزاولته في أخطر الشئون، ومهما تكن النتائج، ومهما تكن الخسائر، فهذه كلها جزئيات، لا تقوم أمام إنشاء الأمة الراشدة، المدربة بالفعل على الحياة، المدركة لتبعات الرأي والعمل، الواعية لنتائج الرأي والعمل، ومن هنا جاء هذا الأمر الإلهي في هذا الوقت بالذات (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) () [سورة آل عمران، الآية: 159].
إن حقيقة الشورى هي تقليب أوجه الرأي، واختيار اتجاه من الاتجاهات المعروضة، فإذا انتهى الأمر إلى هذا الحد انتهى دور الشورى، وجاء دور التنفيذ، التنفيذ في عزم وحسم، وفي توكل على الله
- ليس من الشورى:
نقل عن ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: (((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ))) [سورة البقرة، الآية: 30].
* قال:وقول الله هذا موجه إلى الملائكة على وجه الإخبار، ليسوقهم إلى معرفة فضل الجنس الإنساني، على وجه يزيل ما علم الله أنه في نفوسهم من سوء الظن بهذا الجنس، وليكون كالاستشارة لهم تكريما لهم، فيكون تعليما في قالب تكريم، مثل إلقاء المعلم فائدة للتلميذ في صورة سؤال وجواب، وليسنّ الاستشارة في الأمور، ولتنبيه الملائكة على ما دق وخفي من حكمة خلق آدم، كذا ذكر المفسرون، وعندي -الكلام لابن عاشور- أن هذه الاستشارة جعلت لتكون حقيقة مقارنة في الوجود لخلق أول البشر، حتى تكون ناموسا أشربته نفوس ذريته، لأن مقارنة شيء من الأحوال والمعاني لتكوين شيء ما تؤثر تآلفا بين ذلك الكائن وبين المقارن.
الموضع الثاني:
قال -تعالى- في سورة الصافات: (((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))) [سورة الصافات، الآية 102].
قال الإمام الطبري: فإن قال قائل: أو كان إبراهيم يؤامر ابنه في المضي لأمر الله، والانتهاء إلى طاعته؟ قيل: لم يكن ذلك منه مشاورة لابنه في طاعة الله، ولكنه كان منه ليعلم ما عند ابنه من العزم، هل هو من الصبر على أمر الله على مثل الذي هو عليه، فيسر بذلك أم لا!! وهو في الأحوال كلها ماض لأمر الله.
ثم قال حفظه الله: إن هاتين الآيتين قد تبدو الشورى في ظاهر سياقهما، ولكن عند النظر في تفسيرهما، ندرك أنه لا شورى فيهما، لأن الاستشارة الحقيقية هي استخراج الرأي للإفادة منه من قِبَل المستشير، وذلك بالعمل به إن كان صوابا، وليس من هذا شيء في هاتين الآيتين كما ذكر المفسرون.
فالموضع الأول: الله غني عن رأي أحد من المخلوقين.
والموضع الثاني: قد جاء الأمر فيه من الله، وليس بعد أمر الله أمر ولا خيار (((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ))) [سورة الأحزاب، الآية: 36].
الخ تلك الفوائد
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:04 ص]ـ
أفيدكم أنه قد طبع الكتاب في دار الحضارة في هذا العام ..
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:35 م]ـ
ذكر الشيخ وفقه الله أهداف الاستشارة وآثارها فقال:
أهداف الاستشارة وآثارها:
هناك أهداف نسعى لتحقيقها من خلال الاستشارة، وإذا تحققت المشاورة على وجهها الصحيح فإن لها من الآثار الإيجابية ما لا يخفى.
وللتداخل بين الأهداف والآثار فسأذكرهما معا دون تمييز لهما، وبخاصة أن ما سأذكره قد يكون هدفا وأثرا في آن واحد، وسأقتصر على أهم الأهداف والآثار غير مستقص لذلك ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn1)).
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إن الاستشارة إذا توافر فيها ركنا الإخلاص والمتابعة فهي عبادة لله، يرجو العبد فيها ثواب الله، لأن الله قد أمر بها وشرعها، وفعلها رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان كذلك فهو أمر مشروع متعبد به، سواء أكان عبادة واجبة أم مندوبة ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn2)).
2- البحث عن الحق والصواب ضمن المنهج الشرعي، والوصول إلى أقرب الوسائل الملائمة للأمر المتشاور فيه. قال ابن الجوزي عند تفسيره لقوله -تعالى-: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn3)) [ سورة، آل عمران، الآية: 159].
قال علي رضي الله عنه "الاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برأيه".
* وقال بعض الحكماء: "ما استُنبط الصواب بمثل المشاورة، ولا حُصنت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر".
* قال ابن الجوزي: "ومن فوائد المشاورة أنه قد يعزم على أمر، فيبين له الصواب في قول غيره". ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn4)).
* وقال قتادة: "وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضا، وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على أرشده" ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn5)).
* وقال الحسن: "ما شاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم" ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn6)).
* وقال الطبري: "فإنهم إذا تشاوروا مستنين بفعله في ذلك على تصادق وتآخ للحق، وإرادة جميعهم للصواب، من غير ميل إلى هوى، ولا حيد عن هدى، فالله مسددهم وموفقهم" ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn7)).
3- تأليف القلوب وجمع الكلمة، وسد منافذ الشر، والقيل والقال، وأدعى لقبول الأمر الناتج عن تشاور.
* قال الطبري: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn8)) [ سورة آل عمران، الآية: 159] بمشاورة أصحابه في مكايد الحرب، وعند لقاء العدو، تطييبا منه بذلك أنفسهم، وتألفا لهم على دينهم ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn9)).
* قال قتادة: أمر الله U نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في الأمور، وهو يأتيه وحي السماء، لأنه أطيب لأنفس القوم ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn10)).
* وقال ابن إسحاق: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn11)) [ سورة آل عمران، الآية: 159] أي: لتريهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم، وإن كنت عنهم غنيا تؤلفهم بذلك على دينهم ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn12)).
* وقال ابن الجوزي: أمر الله نبيه بمشاورة أصحابه، مع كونه كامل الرأي، تام التدبير على ثلاثة أقول:
* وذكر الأول ثم قال: الثاني: لتطيب قلوبهم، وهو قول قتادة والربيع وابن إسحاق ومقاتل، قال الشافعي: نظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم " البكر تستأمر في نفسها " إنما أراد استطابة نفسها، فإنها لو كرهت كان للأب أن يزوجها، وكذلك مشاورة إبراهيم -عليه السلام- لابنه حين أمر بذبحه ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn13)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وقد قيل: إن الله أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم لتأليف قلوب أصحابه، وليقتدي به من بعده، وليستخرج منهم الرأي فيما لم ينزل فيه وحي ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn14)).
قال ابن عاشور: وعن الشافعي أن هذا الأمر للاستحباب، ولتقتدي به الأمة، وهو عام للرسول صلى الله عليه وسلم وغيره، تطييبا لنفوس أصحابه، ورفعا لأقدارهم ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn15)).
4- القضاء على الفردية والارتجال، وتجنيب الأمة آثار المواقف والقرارات الفردية.
إن الشورى علاج حاسم في مواجهة المواقف الارتجالية والقرارات الفردية، فالشاعر يقول:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
إن هناك فرقا بين أن يتخذ الإنسان قرارا يخصه وحده، أو يتخذ قرارا يؤثر على غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا رأينا أن الله -سبحانه- جعل اتخاذ قرار يتعلق بصبي رضيع لا يملكه فرد واحد، وإن كان أقرب الناس إليه، وهو والده أو والدته، وجعل رفع الجناح مشروطا بالتشاور والتراضي بين الوالدين، (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn16)) [ سورة البقرة، الآية: 233].
* فإذا كان هذا ما يتعلق بصبي رضيع، فكيف بما يتعلق بشئون الأمة وأحوالها، أيجوز أن ينفرد به أي فرد من المسلمين؟
5 - تنسيق الجهود وتجميعها، والإفادة من الطاقات وعدم تبديدها، والقضاء على الازدواجية والتداخل. وهذا أمر واضح وبيّن، ولذلك قال -سبحانه-: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn17)) [ سورة الأنفال، الآية: 46] فالشورى وسيلة للاجتماع، واستثمار الطاقات، وباب من أبواب التعاون على البر والتقوى، الذي أمر الله به: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn18)) [ سورة المائدة، الآية: 2].
* قال سيد قطب -يرحمه الله- في تفسيره لقوله- تعالى-: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn19)) [ سورة الشورى، الآية: 38] ومع أن هذه الآيات مكية، نزلت قبل قيام الدولة الإسلامية في المدينة، فإننا نجد فيها أن من صفة هذه الجماعة المسلمة: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn20)) مما يوحي بأن وضع الشورى أعمق في حياة المسلمين من مجرد أن تكون نظاما سياسيا للدولة، فهو طابع أساسي للجماعة كلها، يقوم عليه أمرها كجماعة ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn21)).
6- التدريب والإعداد، واكتشاف المواهب والطاقات:
أخرج البيهقي أن عمر رضي الله عنه كان إذا نزل الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يقتفي حدة عقولهم ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn22)).
* وقال سعد بن أبي وقاص: "إذا أهم الأمر عمر بن الخطاب دعا ابن عباس وقال له: غص غواص" ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn23)).
* قال الأستاذ عدنان النحوي:
فمن خلال مداولة الرأي وبيان الحجة، يبرز مستوى الإيمان والعلم، وتتمايز المواهب والقدرات، وتعرف المعادن والرجال، فالشورى محك، يكاد يكشف أطراف النية، ومنثور الموهبة، وحدود الطاقة. وقال: ولقد تدرب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تدريبا واسعا من خلال الممارسة، والصحبة على هذه الأمور، في مجالس الشورى، فلما أصبح الأمر في أيديهم سهل عليهم الأمر، ومدرسة الشورى من أعظم مدارس الإسلام عطاء في التدريب، والإعداد، والتربية والبناء ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn24)).
7- الشورى غنهما لك وغرمها على غيرك
* قال ابن الجوزي: "ومن فوائد المشاورة أن المشاور إذا لم ينجح في أمره، علم أن امتناع النجاح محض قدر فلم يلم نفسه" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn25)).
فإذا بذل الإنسان وسعه وطاقته في تحري الصواب فلم يوفق له، فقد اجتهد، وهو مأجور -إن شاء الله-، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإن وفق للأمر بعد اجتهاده -والشورى من وسائل الاجتهاد- فله أجران، فإذا هو غانم غير غارم على أي حال. ولذلك قال الشاعر ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn26))
إن المشاور إما صائب غرضا
أو مخطئ غير منسوب إلى الخطل
* وقال الآخر: ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn27))
وأكثر من الشورى فإنك إن تصب
تجد مادحا أو تخطئ الرأي تعذر
ومن غنم الاستشارة نضوج الرأي واستوائه فقد قيل: "من شاور الرجال شاركهم في عقولهم".
وهو يؤدي إلى أصالة الرأي، وهو من النضج والاستواء، وذلك عاصم -بإذن الله- من الوقوع في الخطأ، والتصرف غير المحمود، قال الشاعر: ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftn28))
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
(يُتْبَعُ)
(/)
** ومن خلال ما سبق يتضح لنا ما للشورى من ثمار وآثار إيجابية، فهي مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر إذا تمت ممارستها وفق الضوابط الشرعية، والأصول المرعية، ولو لم يكن فيها إلا أنها تسد بابا من أبواب الإشاعة المؤذية، والاتهامات الباطلة، والفتنة المرجفه، لو لم يكن لها إلا ذاك لكفى بها خيرا، ولعز مطلبها وفاز طالبها، ورخص -مهما غلا- ثمنها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref1) - انظر: ملامح الشورى للنحوي ص32.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref2) - اختلف العلماء في حكم الاستشارة أواجبة أو مندوبة؟! وقد ذكر ابن عاشور خلاف العلماء في ذلك. وفصل فيه، ورجح ما رآه. انظر: التحرير والتنوير 4/ 148.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref3) - سورة آل عمران آية: 159.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref4) - انظر: زاد المسير 1/ 488.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref5) - انظر: تفسير الطبري 4/ 152، 153.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref6) - انظر: تفسير الطبري 4/ 152، 153.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref7) - انظر: تفسير الطبري 4/ 152، 153.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref8) - سورة آل عمران آية: 159.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref9) - تفسير الطبري 4/ 152.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref10) - تفسير الطبري 4/ 152.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref11) - سورة آل عمران آية: 159.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref12) - انظر: تفسير الطبري 4/ 125.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref13) - انظر: زاد المسير 1/ 488.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref14) - السياسة الشرعية ص108.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref15) - انظر: التحرير والتنوير 4/ 148.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref16) - سورة البقرة آية: 233.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref17) - سورة الأنفال آية: 46.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref18) - سورة المائدة آية: 2.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref19) - سورة الشورى آية: 38.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref20) - سورة الشورى آية: 38.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref21) - انظر: الظلال 5/ 3165.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref22) - انظر: ملامح الشورى ص303.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref23) - انظر: ملامح الشورى ص303.
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref24) - انظر: ملامح الشورى ص33.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref25) - انظر: زاد المسير 1/ 488.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref26) - البيت لابن أبي بكر المقري كما في جواهر الأدب 2/ 432.
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref27) - البيت لعبد الله فكري كما في جواهر الأدب 2/ 443.
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/t20667.html#_ftnref28) - البيت لأبي إسماعيل الطغرائي، كما في جواهر الأدب 2/ 438.
(/)
(فوائد التقوي من القرآن الكريم- اليوم مباشرة)
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:23 ص]ـ
من جامع الشيخ / محمد بن عثيمين- رحمه الله تعالي
************************************************** ********
تبث مباشرة اليوم محاضرة للشيخ / د. سامي الصقير
فما أحوجنا للتقوي، ودلالته من القرآن
في الدورة العلمية الصيفية العاشرة ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13205&action=listen&sid=)
(/)
تجريد القواعد النورانية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:30 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فإن من أشرف وأجل وأنفس ما كتب شيخ الإسلام = كتابه القواعد الكلية النورانية الفقهية.
وقد رأيتُ بعضَ الناس قد استشكلوا اسم الكتاب وعلاقته بباب القواعد الفقهية؛ لما رأوه من غلبة الفروع عليه.
وقال بعضهم: ((فالكتاب يدور موضوعه حول البحث في المسائل الفقهية في العبادات والمعاملات،لا سيما المسائل المختلف فيها بين الفقهاء، فقد توسع شيخ الإسلام في ذلك وكأنه أراد حسم (!!) النزاع الحادث بين الفقهاء في هذه الأبواب))
قلت: فالأول جهل مراد المصنف والثاني أضل عنه.
والشيخ-رحمه الله- أراد كما هو عنوان الكتاب بيان بعض القواعد الكلية التي تُساعد على الاستنباط وتعين على الترجيح وتكشف عن مراد الله ومراد رسوله، ولكن طبيعة الشيخ الاستطرادية أسقطت تلك القواعد الكلية في زحمة مقدماتها وأمثلتها،حتى إن قاعدة كالتي ذكرناها هنا برقم (7) قدم لها بكلام طويل ومسائل كثيرة ترجع جميعها لهذه القاعدة ومع ذلك لم تُذكر القاعدة سوى بعد خمسين صفحة (طبعة الرشد) من تلك المسائل التي هي مسوقة في الأصل لبيان أن جماع الصواب فيها في تلك القاعدة.
والمتأمل في تلك القواعد يجد فيها ما يدخل تحت القواعد الأصولية، وما يدخل تحت القواعد الفقهية، وما يدخل تحت القواعد المقاصدية، ويجمع بينها جميعها كونها من كليات الشرع المعينة لمن تدبرها على تبين الفروع وفقه مراد الله ومراد رسوله.
وقد ارتأيتُ تجريدها على ترتيب ورودها وعزوها لمجموع الفتاوى (حلاً لمشكلة تعدد الطبعات)، والغرض من تجريد هذه القواعد = تعميم الفائدة بها؛وتشويق النفوس لمراجعة سياقها في الكتاب نفسه؛ والتقريب لمن أرادها مصكوكة مجموعة.
ولا شك أنه ينتفع بها المفسر والفقيه وكل من له اشتغال بمعرفة مراد الله وفقه الوحي ..
1 - ما حرمه رسول الله إنما هو زيادة تحريم ليس نسخا للقرآن .. فتحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع للعفو ليس نسخاً للقرآن (21/ 8).
2 - التشديد فى النجاسات جنسا وقدرا هو دين اليهود والتساهل هو دين النصارى ودين الإسلام هو الوسط فكل قول يكون فيه شىء من هذا الباب يكون أقرب الى دين الإسلام (21/ 18).
3 - وهذا أصل مستمر له (أي لأحمد) فى جميع صفات العبادات أقوالها وافعالها يستحسن كل ما ثبت عن النبى من غير كراهة لشىء منه مع علمه بذلك واختياره للبعض أو تسويته بين الجميع كما يجوز القراءة بكل قراءة ثابته وإن كان قد اختار بعض القراءة مثل أنواع الأذان والإقامة وأنواع التشهدات الثابتة عن النبى كتشهد ابن مسعود وأبى موسى وابن عباس وغيرهم .... وإنما الضلالة حق الضلالة أن ينهى أحد عما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم (22/ 69)
4 - مسألة البسملة فإن الناس اضطربوا فيها نفيا وإثباتا فى كونها آية من القرآن وفى قراءتها وصنفت من الطرفين مصنفات يظهر فى بعض كلامها نوع جهل وظلم مع أن الخطب فيها يسير
5 - وأما التعصب لهذه المسائل ونحوها فمن شعائر الفرقة والاختلاف الذى نهينا عنها إذ الداعى لذلك هو ترجيح الشعائر المفترقة بين الأمة وإلا فهذه المسائل من أخف مسائل الخلاف جدا لولا ما يدعو إليه الشيطان من إظهار شعار الفرقة (22/ 405)
6 - ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات لأن مصلحة التأليف فى الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا كما ترك النبى صلى الله عليه و سلم تغيير بناء البيت لما فى إبقائه من تأليف القلوب (2/ 407).
7 - والاعتدال فى كل شىء استعمال الاثار على وجهها ... فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والإئتلاف، والتوسط الذي هو أفضل الأمور. (22/ 408)
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - والعمل لا يكون منفيا إلا إذا انتفى شىء من واجباته فأما إذا فعل كما أوجبه الله عز و جل فإنه لا يصح نفيه لانتفاء شىء من المستحبات التى ليست بواجبة وأما ما يقوله بعض الناس إن هذا نفى للكمال كقوله: ((لا صلاة لجار المسجد إلا فى المسجد)) فيقال له نعم هو لنفى الكمال لكن لنفى كمال الواجبات أو لنفى كمال المستحبات فأما الأول فحق وأما الثانى فباطل لا يوجد مثل ذلك فى كلام الله عز و جل ولا فى كلام رسوله قط وليس بحق؛ فإن الشىء إذا كملت واجباته فكيف يصح نفيه وأيضا فلو جاز لجاز نفى صلاة عامة الأولين والآخرين لأن كمال المستحبات من أندرالأمور وعلى هذا فما جاء من نفى الأعمال فى الكتاب والسنة فإنما هو لانتفاء بعض واجباته.
9 - وأيضا فإن مداومته على ذلك فى كل صلاة كل يوم مع كثرة الصلوات من أقوى الأدلة على وجوب ذلك إذ لو كان غير واجب لتركه ولو مرة ليبين الجواز أو ليبين جواز تركه بقوله فلما لم يبين لا بقوله ولا بفعله جواز ترك ذلك مع مداومته عليه كان ذلك دليلا على وجوبه (22/ 567).
10 - التوسط بين إهمال بعض واجبات الشريعة رأساً - كما قد يبتلى به بعضهم- وبين الإسراف في ذلك الواجب، حتى يفضي إلى ترك غيره من الواجبات التي هي أوكد منه عند العجز عنه، إن كان ذلك الأوكد مقدوراً عليه، كما قد يُبتلى به آخرون، فإن فعل المقدور عليه من ذلك دون المعجوز عنه هو الوسط بين الأمرين (23/ 247).
11 - إذا تعذر جمع الواجبين: قدم راجحهما، وسقط الآخر بالعجز الشرعي. (23/ 250).
12 - الحكم مع الحاجة يخالف الحكم مع عدم الحاجة. (23/ 371)
13 - كل واحد من الواجبات والمستحبات الراتبة يسقط بالعذر العارض بحيث لا يبقى (لا واجباً ولا مستحباً). (23/ 103)
14 - قد يجب أو يستحب للأسباب العارضة مالايكون واجباً ولا مستحباً راتباً. (23/ 104)
15 - العبادات في ثبوتها وسقوطها تنقسم إلى راتبة وعارضة وسواء في ذلك ثبوت الوجوب أو الاستحباب أو سقوطه وإنما تغلط الأذهان من حيث تجعل العارض راتبا أو تجعل الراتب لا يتغير. بحال ومن اهتدى للفرق بين المشروعات الراتبة والعارضة انحلت عنه هذه المشكلات انحلالا كثيرا. (23/ 104).
16 - مصلحة وجوب العين قد يعارضها أحياناً في القيمة من المصلحة الراجحة وفي العين من المشقة المنتفية شرعاً. (25/ 46).
17 - فان أنواع التطوعات دائما اوسع من انواع المفروضات؛ توسيعا من الله على عباده فى طرق التطوع. (25/ 120).
18 - لم تُحرم أصول الشريعة الاحتياط، ولم توجب بمجرد الشك. (25/ 124).
19 - والترك الراتب سنة كما ان الفعل الراتب سنة بخلاف ما كان تركه لعدم مقتض أو فوات شرط أو وجود مانع وحدث بعده من المقتضيات والشروط وزوال المانع ما دلت الشريعة على فعله حينئذ كجمع القرآن فى المصحف وجمع الناس فى التراويح على إمام واحد وتعلم العربية وأسماء النقلة للعلم وغير ذلك ما يحتاج إليه فى الدين بحيث لا تتم الواجبات أو المستحبات الشرعية إلا به وإنما تركه صلى الله عليه و سلم لفوات شرطه أو وجود مانع فأما ما تركه من جنس العبادات مع أنه لو كان مشروعا لفعله أو أذن فيه ولفعله الخلفاء بعده والصحابة فيجب القطع بان فعله بدعة وضلالة. (26/ 172).
20 - العقود تصح بكل ما دل على مقصودها من قول أو فعل. (29/ 13).
21 - العبرة بالفطر التي لم يُعارضها ما يغيرها (29/ 15).
22 - تصرفات العباد من الأقوال و الأفعال نوعان عبادات يصلح بها دينهم و عادات يحتاجون إليها فى دنياهم فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التى أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع و أما العادات فهي ما اعتاده الناس فى دنياهم مما يحتاجون إليه و الأصل فيه عدم الحظر فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه و تعالى و ذلك لأن الأمر و النهي هما شرع الله و العبادة لابد أن تكون مأمورا بها فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه عبادة و ما لم يثبت من العبادات أنه منهي عنه كيف يحكم عليه بأنه محظور. (29/ 16).
23 - التفصيل فى اختلاف الناس فى لازم المذهب هل هو مذهب أو ليس بمذهب هو أجود من إطلاق أحدهما فما كان من اللوازم يرضاه القائل بعد و ضوحه له فهو قوله و ما لا يرضاه فليس قوله (29/ 42).
(يُتْبَعُ)
(/)
24 - وسبب الفرق بين أهل العلم و أهل الأهواء مع و جود الاختلاف في قول كل منهما أن العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد و الاجتهاد وهو مأمور فى الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله و إن لم يكن مطابقا لكن اعتقادا ليس بيقينى كما يؤمر الحاكم بتصديق الشاهدين ذوي العدل و إن كانا فى الباطن قد أخطآ أو كذبا و كما يؤمر المفتى بتصديق المخبر العدل الضابط أو باتباع الظاهر فيعتقد ما دل عليه ذلك و إن لم يكن ذلك الاعتقاد مطابقا فالاعتقاد المطلوب هو الذي يغلب على الظن مما يؤمر به العباد و إن كان قد يكون غير مطابق و إن لم يكونوا مأمورين في الباطن باعتقاد غير مطابق قط
فإذا اعتقد العالم اعتقادين متناقضين فى قضية أو قضيتين مع قصده للحق و اتباعه لما أمر باتباعه من الكتاب و الحكمة عذر بما لم يعلمه و هو الخطأ المرفوع عنا بخلاف أصحاب الأهواء فإنهم إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس و يجزمون بما يقولونه بالظن و الهوى جزما لا يقبل النقيض مع عدم العلم بجزمه فيعتقدون ما لم يؤمروا باعتقاده لا باطنا و لا ظاهرا و يقصدون ما لم يؤمروا بقصده و يجتهدون اجتهادا لم يؤمروا به فلم يصدر عنهم من الاجتهاد و القصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه فكانوا ظالمين شبيها بالمغضوب عليهم أو جاهلين شبيها بالضالين.
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق و قد سلك طريقه و أما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق و يعاند عنه.
و ثم قسم آخر و هو غالب الناس و هو أن يكون له هوى فيه شبهة فتجتمع الشهوة و الشبهة و لهذا جاء في حديث مرسل عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ان الله يحب البصر النافذ عند و رود الشبهات و يحب العقل الكامل عند حلول الشهوات)) فالمجتهد المحض مغفور له و مأجور و صاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب و أما المجتهد الاجتهاد المركب من شبهة و هوى فهو مسيء و هم في ذلك على درجات بحسب ما يغلب و بحسب الحسنات الماحية و أكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك (29/ 43).
25 - من المحال أن يحرم الشارع علينا أمرا نحن محتاجون إليه ثم لا يبيحه إلا بحيلة لا فائدة فيها و إنما هي من جنس اللعب (29/ 45).
26 - من اتقى الله و أخذ ما أحل له و أدى ما و جب عليه فإن الله لا يحوجه إلى الحيل المبتدعة أبدا فإنه سبحانه لم يجعل علينا فى الدين من حرج و إنما بعث نبينا صلى الله عليه و سلم بالحنيفية السمحة (29/ 46).
27 - وأصل هذا أن الله سبحانه إنما حرم علينا المحرمات من الأعيان كالدم و الميتة و لحم الخنزير أو من التصرفات كالميسر و الربا و ما يدخل فيهما من بيوع الغرر و غيره لما في ذلك من المفاسد التى نبه الله عليها و رسوله و إذا كانت مفسدة بيع الغرر هي كونه مظنة العداوة و البغضاء و أكل الأموال بالباطل فمعلوم أن هذه المفسدة إذا عارضتها المصلحة الراجحة قدمت عليها كما أن السباق بالخيل و السهام و الإبل لما كان فيه مصلحة شرعية جاز بالعوض و إن لم يجز غيره بعوض (29/ 48).
28 - والحاجة الشديدة يندفع بها يسير الغرر (29/ 49).
29 - و الشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم إذا عارضتها حاجة راجحة أبيح المحرم (29/ 49).
30 - فتبين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم مصلحة جواز البيع الذي يُحتاج إليه على مفسدة الغرر اليسير كما تقتضيه أصول الحكمة التى بعث بها صلى الله عليه و سلم و علمها أمته (29/ 51).
31 - يرجع الأمر الى أن الصفقة إذا كان فى تفريقها ضرر جاز الجمع بينهما فى المعاوضة و إن لم يجز إفراد كل منهما لأن حكم الجمع يخالف حكم التفريق (29/ 71).
32 - كل مالا يتم المعاش إلا به: فتحريمه حرج، وهو منتف شرعاً. و الغرض من هذا أن تحريم مثل هذا مما لا يمكن الأمة التزامه قط لما فيه من الفساد الذي لا يطاق فعلم أنه ليس بحرام بل هو أشد من الأغلال و الآصار التى كانت على بنى إسرائيل و وضعها الله عنا على لسان محمد صلى الله عليه و سلم و من استقرأ الشريعة في مواردها و مصادرها و جدها مبنية على قوله تعالى: {فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه} و قوله: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} فكل ما احتاج الناس إليه فى معاشهم و لم يكن سببه معصية هي ترك و اجب أو فعل محرم لم يحرم عليهم لأنهم فى معنى المضطر الذى ليس
(يُتْبَعُ)
(/)
بباغ و لا عاد. سببه معصية كالمسافر سفر معصية اضطر فيه الى الميتة و المنفق للمال فى المعاصي حتى لزمته الديون فانه يؤمر بالتوبة و يباح له ما يزيل ضرورته فتباح له الميتة و يقضى عنه دينه من الزكاة و إن لم يتب فهو الظالم لنفسه المحتال. (29/ 64).
33 - لام التعريف تنصرف إلى ما يعرفه المخاطبون فإن كان هناك شخص معهود أو نوع معهود انصرف الكلام إليه كما انصرف اللفظ إلى الرسول المعين فى قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} و في قوله: {فعصى فرعون الرسول} أو إلى النوع المخصوص نهيه عن بيع الثمر فانه لا خلاف بين المسلمين أن المراد بالثمر هنا الرطب دون العنب و غيره و إن لم يكن معهود شخصي و لا نوعي انصرف إلى العموم فالبيع المذكور للثمر هو بيع الثمر الذي يعهدونه دخل كدخول القرن الثانى و القرن الثالث فيما خاطب به الرسول أصحابه و نظير هذا ما ذكره أحمد فى نهي النبى صلى الله عليه و سلم عن بول الرجل فى الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه فحمله على ما كان معهودا على عهده من المياه الدائمة كالآبار و الحياض التى بين مكة و المدينة فأما المصانع الكبار التى لا يمكن نزحها التى أحدثت بعده فلم يدخله فى العموم لوجود الفارق المعنوي و عدم العموم اللفظي (29/ 83).
34 - انظر فى عموم كلام الله عز و جل و رسوله لفظا و معنى حتى تعطيه حقه و أحسن ما تستدل به على معناه آثار الصحابة الذين كانوا أعلم بمقاصده فان ضبط ذلك يوجب توافق أصول الشريعة و جريها على الأصول الثابتة (29/ 86).
35 - و ذلك لأن النفوس اذا اعتادت المعصية فقد لا تنفطم عنها انفطاما جيدا إلا بترك ما يقاربها من المباح كما قيل لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يجعل بينه و بين الحرام حاجزا من الحلال كما أنها أحيانا لا تترك المعصية إلا بتدريج لا تتركها جملة، فهذا يقع تارة و هذا يقع تارة
36 - ؛ولهذا يوجد فى سنة النبى صلى الله عليه و سلم لمن خشي منه النفرة عن الطاعة الرخصة له فى أشياء يستغنى بها عن المحرم و لمن و ثق بايمانه و صبره النهي عن بعض ما يستحب له تركه مبالغة فى فعل الأفضل و لهذا يَستحب لمن و ثق بايمانه و صبره من فعل المستحبات البدنية و المالية كالخروج عن جميع ماله مثل ابى بكر الصديق ما لا يَستحب لمن لم يكن حاله كذلك كالرجل الذي جاءه ببيضة من ذهب فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته ثم قال: ((يذهب أحدكم فيخرج ماله ثم يجلس كلا على الناس)) (29/ 113)
37 - و إذا قال لهم النبى صلى الله عليه و سلم لا تكروا المزارع فإنما أراد الكراء الذي يعرفونه كما فهموه من كلامه و هم أعلم بمقصوده و كما جاء مفسرا عنه أنه رخص فى غير ذلك الكراء و مما يشبه ذلك ما قرن به النهي من المزابنة و نحوها و اللفظ و إن كان فى نفسه مطلقا فانه إذا كان خطابا لمعين فى مثل الجواب عن سؤال أو عقب حكاية حال و نحو ذلك فإنه كثيرا ما يكون مقيدا بمثل حال المخاطب كما لو قال المريض للطبيب أن به حرارة فقال له لا تأكل الدسم فانه يعلم أن النهي مقيد بتلك الحال (29/ 111).
38 - فإنك تجد كثيرً ممن تكلم فى هذه الأمور إما أن يتمسك بما بلغه من ألفاظ يحسبها عامة أو مطلقة أو بضرب من القياس المعنوي أو الشبهى فرضي الله عن أحمد حيث يقول: ((ينبغي للمتكلم فى الفقه أن يجتنب هذين الأصلين المجمل و القياس)) و قال أيضا: ((أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل و القياس)) ثم هذا التمسك يفضي إلى ما لا يمكن اتباعه ألبتة (29/ 126).
39 - فاذا ظهر أن لعدم تحريم العقود و الشروط جملة و صحتها أصلان الأدلة الشرعية العامة و الأدلة العقلية التى هي الاستصحاب و انتفاء المحرم فلا يجوز القول بموجب هذه القاعدة فى أنواع المسائل و أعيانها إلا بعد الاجتهاد فى خصوص ذلك النوع أو المسألة هل و رد من الأدلة الشرعية ما يقتضى التحريم أم لا أما إذا كان المدرك الاستصحاب و نفي الدليل الشرعي فقد أجمع المسلمون و علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز لأحد ان يعتقد و يفتى بموجب هذا الاستصحاب و النفي إلا بعد البحث عن الأدلة الخاصة إذا كان من أهل ذلك فان جميع ما أوجبه الله و رسوله و حرمه الله و رسوله مغير لهذا الاستصحاب فلا يوثق به إلا بعد النظر فى أدلة الشرع لمن هو من أهل لذلك و أما إذا كان المدرك هو النصوص العامة
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعام الذي كثرت تخصيصاته المنتشرة أيضا لا يجوز التمسك به إلا بعد البحث عن تلك المسألة هل هي من المستخرج أو من المستبقى و هذا أيضا لا خلاف فيه
وإنما اختلف العلماء فى العموم الذي لم يعلم تخصيصه أو علم تخصيص صور معينة منه هل يجوز استعماله فيما عدا ذلك قبل البحث عن المخصص المعارض له فقد اختلف فى ذلك أصحاب الشافعي و احمد و غيرهما و ذكروا عن احمد فيه روايتين و أكثر نصوصه على أنه لا يجوز لأهل زمانه و نحوهم استعمال ظواهر الكتاب قبل البحث عما يفسرها من السنة و أقوال الصحابة و التابعين و غيرهم و هذا هو الصحيح الذى اختاره أبو الخطاب و غيره فان الظاهر الذي لا يغلب على الظن انتفاء ما يعارضه لا يغلب على الظن مقتضاه فإذا غلب على الظن انتفاء معارضه غلب على الظن مقتضاه و هذه الغلبة لا تحصل للمتأخرين فى أكثر العمومات إلا بعد البحث عن المعارض سواء جعل عدم المعارض جزءا من الدليل فيكون الدليل هو الظاهر المجرد عن القرينة كما يختاره من لا يقول بتخصيص الدليل و لا العلة من أصحابنا و غيرهم أو جعل المعارض المانع من الدليل فيكون الدليل هو الظاهر لكن القرينة مانعة لدلالته كما يقوله من يقول بتخصيص الدليل و العلة من أصحابنا و غيرهم و ان كان الخلاف فى ذلك إنما يعود إلى اعتبار عقلي أو إطلاق لفظي أو اصطلاح جدلي لا يرجع إلى أمر علمي أو فقهي (29/ 166)
40 - و الشارع لا يحظر على الإنسان إلا ما فيه فساد راجح أو محض فإذا لم يكن فيه فساد أو كان فساده مغمورا بالمصلحة لم يحظره أبدا (29/ 180).
41 - الاعتبار في الكلام: بمعنى الكلام لا بلفظه (35/ 257).
42 - ليس فى شريعتنا ذنب إذا فعله الإنسان لم يكن له مخرج منه بالتوبة إلا بضرر عظيم فان الله لم يحمل علينا إصراً كما حمله على الذين من قبلنا فهب هذا قد أتى كبيرة من الكبائر فى حلفه بالطلاق ثم تاب من تلك الكبيرة فكيف يناسب أصول شريعتنا أن يبقى اثر ذلك الذنب عليه لا يجد منه مخرجاً.
تمت بحمد الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:42 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
بيَّض الله وجهك يا أبا فهر، ورفع الله قدرك
وهذا تجريد طيِّب، ولو أضفت عليه بعض المُلح والصبابات النافعة من قلمك البار، وتجوِّده يا عمي الحج كعادتك، مع مقدمة وتوطئة وخاتمة، لَحسُن ذلك أن يكون في كتيب يقرأ في جلسة واحدة لاستظهار أصول الكتاب ومتينه، واستجماع قواعده في البال، حتى نقتدي بالإمام البخاري رحمه الله حين قال: تذكرت يوماً أصحاب أنس، فحضرني في ساعة ثلاث مئة نفس.
أكرر شكري لك يا أبا فهر لا حرمنا خيرك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:48 م]ـ
بارك الله فيك أبا العالية وجزاك الله خيراً على حسن ظنك بأخيك ..
وكان الذي في نفسي هو التحشية عليها بجمع نظائرها من كلام الشيخ والتمثيل لها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Sep 2010, 02:54 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:55 ص]ـ
جزيت خيراً يا أبا فهر ولاعدمنا فوائدك.
وربما كان عنوان طبعة مكتبة التوبة للكتاب"القواعد الكلية" أشمل لتلك القواعد من حيث اختلافها بين فقهية وأصولية ومقاصدية فهل ترون هذا صحيحاً؟
وأي الطبعتين أفضل في نظرك من حيث ضبط النص؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:50 ص]ـ
بيض الله وجهك أبا فهر .. وهذه ـ حقيقةً ـ من البحوث التي لا يصبر عليها إلا القلة من طلاب العلم؛ لأنها تحتاج ـ كما هو معروف ـ: صبراً على القراءة، قدرة على الانتقاء (فهو قطعة من عقل القارئ)، ثم حسن التبويب والتصنيف.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:19 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عمر وجزاك الله خيراً ..
أخي محمد: طبعة التوبة أحسن من حيث توفر النسخ وإثباته للفروق، ولكن التقصير الشديد في مراجعة تجارب الطبع شوه الكتاب؛ لذا فالأحسن عندي هي طبعة ابن الجوزي ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:24 م]ـ
رائع جداً وفقك الله يا أبا فهر، والكتاب فعلاً كان يحتاج إلى مثل هذا العمل، وكنت أعتب على المحقق أن لم يفعل ذلك.
وفقك الله يا أبا فهر وأحسن إليك كما أحسنت إلينا، وهي من أجمل وأروع القواعد.
وكنت يوماً أتحدث مع أحد الزملاء في أصول الفقه ممن له عناية بقواعد الفقه خصوصاً حول هذا الكتاب، وأيدني حينها في حاجة الكتاب إلى استخراج نصوص القواعد فقط حتى لا تضيع في زحمة الكلام، ومرت الأيام فقد تحدثت معه حول الموضوع عام 1415هـ وإلى اليوم لم أر شيئاً فبارك الله فيك يا أبا فهر.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً لهذا التجريد النافع والهام الذي يخدم طلبة العلم في تناول فقه هذا الإمام الرباني رح1 وجعله في ميزانك نورا يوم القيامة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن وأحسن الله إليك كما أحسنتَ إلي ..
أخي طارق: بوركت ونفع الله بك وحفظك من بين يديك ومن خلفك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:19 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم عنا خيرا.
أسعد الله أيامك ونفع بك.
(/)
هل حاشية شيخ زاده على تفسير البيضاوي مطبوعة؟
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 09:46 م]ـ
أسأل عن حاشية العلامة الشيخ محمد محيى الدين بن مصطفى مصلح الدين القوجوى شيخ زاده المتوفى سنة 951هـ -وهو مفسر من فقهاء الحنفية- على أنوار التنزيل للبيضاوي هل هي مطبوعة؟.
أفيدوني وجزاكم الله خيراً ..
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:26 م]ـ
نعم ... أخي الفاضل!!
حاشية شيخ زاده مطبوعة ومنتشرة ...
وقد طبعها دار الكتب العلمية عام 1419هـ في ثمانية أجزاء، ضبط وتصحيح: محمد عبد القادر شاهين.
ويمكنك تحميلها مصوراً على هذا الرابط:
http://www.archive.org/details/hmszhmsz (http://www.archive.org/details/hmszhmsz)
وللمزيد من المعلومات حول حواشي تفسير البيضاوي يرجى الدخول على هذا الرابط
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=4477
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:43 م]ـ
السلام عليكم: وقفت قبل فترة على طبعة قديمة لتلك الحاشية،من منشورات المكتبة الإسلامية بديار بكر، ولم يذكر تاريخ طباعها، وهي أربعة مجلدات كبار وورقها أصر شفاف، وطباعتها تشبه الطباعة الحجرية.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:51 م]ـ
السلام عليكم: وقفت قبل فترة على طبعة قديمة لتلك الحاشية،من منشورات المكتبة الإسلامية بديار بكر، ولم يذكر تاريخ طباعها، وهي أربعة مجلدات كبار وورقها أصر شفاف، وطباعتها تشبه الطباعة الحجرية.
لعلها هذه النسخة لكنها مطبوعة بمكتبة الحقيقة بتركيا
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=3329
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:52 م]ـ
ذكر لي أحد الأخوة أنها طبعت قديماً في الآستانة، وطبعت أيضاً قديماً في مصر، منذ ما يقرب عن خمسة وثمانين سنة، وكلاهما في عداد المفقود.
ولم أعلم بطبعة دار الكتب العلمية، مع أن أغلب طبعاتها تجارية، إلا أن من محاسنها إخراج الكتب النادرة ..
وجزاكم الله خيراً على الإفادة الطيبة ..
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:55 ص]ـ
وجدت منها نسخة قديمة جداااا، فى ثلاث مجلدات بإحدى المكتبات بالمدينة النبوية
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Jul 2010, 09:59 ص]ـ
بحمد الله وتوفيقه لدي طبعتا إستانبول المشار إليهما:
الأولى في ثلاث مجلدات، والثانية في أربع مجلدات والثانية أشد نُدرة من الأولى وعليها تعليقات بخطوطٍ عدة تدل على أن أصحابها من العلماء الكبار.
فإذا لزمك توثيقٌ في إحداهما أو في كليهما فعلى الرحب والسعة.
(/)
وقفات مع قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:25 م]ـ
ضحايا المتشابهات عكسوا فانتكسوا
د. خليل بن عبد الله الحدري ( http://www.tafsir.net/vb/index.cfm?do=cms.author&authorid=711)
لجينيات ـ دعوني آخذكم اليوم إلى ثلاث آيات بينات من سورة آل عمران لعلكم تكتشفون بعدها السر في الإيراد .. واللبيب بالإشارة يفهمُ ..
قال ربكم جل شأنه:" هو الذين أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألو الألباب * ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد "
في الآية الأولى قسَّم ربنا جل ثناؤه القرآن إلى قسمين: قسم وصفه بأنه (آيات محكمات) يعني واضحات بينات لا تحتمل من التأويل إلا وجها واحد ولا تلتبس على أحد من الناس، وقسْم وصفه بأنه (أخر متشابهات) يعني غير واضحات المعاني ولا بينات الدلالة بل تلتبس في دلالاتها على كثير من الناس لأنها تحتمل من التأويل أوجهاً، وبه قال إمام المفسرين الإمام ابن جرير الطبري وابن كثير رحمهما الله وغيرهم من أئمة التفسير الأثبات.
ثم قسم ربنا - سبحانه - الناس في التعامل المنهجي مع هذه الآيات إلى قسمين: قسم جعل تخصصه في حمل الناس على المحكمات لعلمه أن مشاريع الأمة الدينية والدنيوية لا تقوم إلا عليها.
وقسم جعل تخصصه في تتبع (المتشابهات) التي لا يمكن أن تقوم عليها مشاريع الأمة الدينية ولا تصلح بها نهضتها التنموية الدنيوية ..
وهؤلاء هم زائغو القلوب مرضى العقول، اللاهثون وراء الفتنة الذين (عكسوا فانتكسوا) كما يقول ابن كثير رحمه الله ..
إنهم فئام من مثقفي أمتنا لا تهمهم قضاياها ولا يتمعرون لمشكلاتها وهم أحد أعمدتها التي تحطمت تحت ضعف يقينهم بالله من جهة وضغط واقع الحياة من حولهم من جهة أخرى.
تجمع مقالاتهم وتستعرض أطروحاتهم فلا تجدهم إلا عن المحكمات معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة .. يعرضون عن محكمات العقيدة ومحكمات الأخلاق ومحكمات الإعلام ومحكمات الاقتصاد ومحكمات السياسة ومحكمات الفكر ومحكمات الحياة الاجتماعية ... الخ .. وإذا بحثت في سبب هذا الإعراض وجدته يكمن في انحرافهم المنهجي عن تلقي المعرفة بعد أن زاغوا - بطوعهم اختيارهم - عن المحكمات فأزاغ الله قلوبهم بالمتشابهات.
قل لي بربك أيها العاقل: هل سمعتهم يتحدثون عن موالاة الكافرين من دون المؤمنين كمحكم من محمكات العقيدة؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن الاستقامة على الكتاب والسنة – بعيدا عن أي انتماء حزبي أو طائفي أو غيرها - ويدعون الناس إلى ذلك كمحكم من محكمات الأخلاق؟؟!!
هل سمعتهم يتحدثون عن ميثاق الشرف الإعلامي المنبثق من عقيدة المجتمع وشريعته الربانية وما تضمنه النظام الأساسي للحكم في بلادهم؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن تبرج الجاهلية الأولى في البرامج الإعلامية عبر مظاهره المختلفة محذرين المرأة والأسرة من قنوات (السحق القيمي) للدين والعفاف والمروءة، وهل رأيتهم ينكرون على المرأة العاملة في مجال الإعلام كشف ما أجمعت الشرائع على وجوب ستره كالشعر والصدر والساقين والذراعين وما فوق ذلك؟؟!! وهذه بعض المحكمات الإعلامية التي يجب أن يلتزمها الإعلام في بلاد المسلمين وعلى الأخص في قبلة العالم وبلاد الحرمين الشريفين.
هل سمعتهم يتحدثون عن تحريم الربا ويحذرون الناس مغبة حربهم لله تعالى كمحكم من محكمات الاقتصاد؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن أن الفكر البشري المرتبط بقدرات العقل البشري قاصر عن تلبية مطالب الناس بعمق وشمول واتزان؟؟!! وأن من كانت هذه حاله فقد وجب أن يزم بزمام الشرع الحنيف كمحكم من محكمات الفكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل سمعتهم يتحدثون عن خطورة تحويل المرأة إلى سلعة استهلاكية رخيصة تستدر بها الأموال وتشبع بها النزوات وتسوق بها البرامج الفضائية الساقطة كمحكم من محكمات الحياة الاجتماعية؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن محكمات المنهج العلمي في تلقي المعرفة باعتماد الوحيين في طليعة سلم تلقي المعرفة؟؟!!
هل سمعتهم يوما من الدهر يتلون عليك ضابط ذلك التلقي في قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ... "؟؟!! هل هم يعتمدون منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين في فهم الدين؟؟!! فتسمع في أطروحاتهم قوله صلى الله عليه وسلم حين ذكر حديث افتراق أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فيسأله الصحابة عنها فيحددها بضابط علمي جلي جامع مانع في قوله صلى الله عليه وسلم:" من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "؟؟!! هل سمعتهم يعظمون ورثة الأنبياء وينزلونهم منازلهم وفد زكاهم نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال:" العلماء ورثة الأنبياء " وهذه كلها بعض محكمات المنهج المنجي من تفرق الصف واختلاف الكلمة؟؟!!.
الجواب: لا .. نحن لم نسمعهم يوما من الدهر يتحدثون في هذه المحكمات!! إنهم لا يحبون الحديث عنها ولا يحبذونه، قل لي لماذا؟ وستجد ربك الكريم يقول لك في محكم البيان مجيبا عن هذا السؤال:" فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ... "
إن ربك يجلي أهدافهم في أمرين اثنين: ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .. فأما ابتغاء الفتنة فهاهم يبيتونها من الليل وينشرونها في النهار عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنها الفتنة ليس إلا .. وإذا ما أرادوا الضحك على الناس قالوا (المهم هو الإرهاب ومحاربته) يقصدون إرهاب السلاح، متناسين الطرف الآخر من المعادلة الإرهابية وهو الإرهاب الفكري والقيمي التغريبي الوارد في قوله تعالى:" والفتنة أشد من القتل " إي والله!! فإن فتنة الناس في دينهم أشد من فتنتهم في دنياهم وقد شهد الله على منتهجي طريقهم بذلك في صريح الآية السابقة .. غير أن المختصين في تتبع المتشابهات قد عشيت عيونهم عن رؤية الحقيقة.
وأما ابتغاء تأويله فمن يستقرىء طروحاتهم يقف على صنوف من هذا التأويل الخطير للنصوص الشرعية لتوافق مراداتهم العقلية القاصرة أو لتوافق شهواتهم التي استحكمت في نفوسهم فما استطاعوا منها فكاكا.
ثم يأتي التحديد الدقيق من المولى سبحانه لموقف الراسخين في العلم تجاه هذين القسمين – المحكمات والمتشابهات – في قوله تعالى " والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل – المحكم والمتشابه – من عند ربنا " .. وهو سلوك الواعين الذين جمعوا بين الذكاء والزكاء " وما يذكر - في التفريق بين المحكم والمتشابه وحسن التعامل معهما - إلا ألو الألباب " أما الذين في قلوبهم زيغ فأنى لهم الذكرى وقلوبهم مُجَخِّية لم تجد المحكمات إليها سبيلا.
ثم جاءت الآية الثانية في صورة دعاء يستلهمه المؤمن بأن يجنبه الله سلوك أرباب الفتنة والتأويل الباطل: " ربنا لا تزغ قلوبنا " فنفعل كما فعل ضحايا المتشابهات .. " وهب لنا من لدنك رحمة - نسلك بها بعد توفيقك سبيل الراسخين في العلم – إنك أنت الوهاب " .. ولن يتحقق ذلك إلا بالمعالجة التربوية القرآنية التي تفتح القلب على الآخرة كما نصت عليه الآية الثالثة " ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ... " وما أعجب تناسب هذه الآيات ووحدتها الموضوعية.
تعال يا ضحية المتشابهات!!! يا مبتغي فتنة الناس عن محكمات دينهم وقيمهم وأخلاقهم!!! ثكلتك أمك!!! أنسيت أنك رقم في إحصائية ذلك اليوم حين تقف بين يدي الله تعالى قد تجردت من كل شيء، فيسألك: أين سارت بك المتشابهات؟ وكم خلفت من التضليل والتجهيل والتخبيل؟ ألهذا خلقت؟ ألهذا منحت السمع والبصر والفؤاد والمنبر؟؟؟!!! ونسيت أنك عن كل ذلك مسؤول .. أم أنك تشك في وقوع ذلك اليوم أو تستبعده؟؟ لا .. لا .. إن الله يختم الآية بقوله تباركت أسماؤه " إن الله لا يخلف الميعاد " وهو ورب البيت أقرب إليك من شراك نعلك.
إنها منهجيتنا التربوية أيها العقلاء .. منهجية تفتح القلب على الآخرة ليحدث ثورة هائلة في عالم السلوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولستم تقرؤون سورة المطففين؟ بدأت بالحديث عن الانحراف الاقتصادي - الفردي منه والعالمي الشخصي والمؤسسي - وانتهت بالانحراف الاجتماعي - الفردي والعالمي الشخصي والمؤسسي - في السخرية بالله ورسوله وآياته والمؤمنين وتقطيع أواصر المودة بين المسلمين عبر جهود فردية وإعلامية عالمية ومؤتمرات دولية وصحف أممية وأقليمية وبرامج فكرية (راندوية) يسعى إلى تنفيذها (السدنة الأبرار) علموا أم لم يعلموا .. وكانت المعالجة التربوية القرآنية بما ورد بين الانحرافين من الآيات الكريمات اللواتي تضمنتها السورة، وهي الآيات الواردة بين قوله تعالى: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين * وقوله تعالى:" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " وإذا تأملت بقية الآيات الورادة بين الانحرافين وجدتها تصف اليوم الآخر وما يجري فيه للمؤمنين والكافرين والمنافقين.
أولستم تقرأون سورة العلق وتقفون على معالمها العامة المتمثلة في الأمر بالقراءة النظرية والتطبيقية ومواجهة الطغيان والثبات على المبادىء، فلماذا ورد في وسطها قوله تعالى:" إن إلى ربك الرجعى "؟؟!!
إنه التوافق العجيب في هذه الآيات الذي يؤكد على أن التزام المسلم مُثُله العليا وقيمه الكبرى وأن معالجة الانحرافات السلوكية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها إنما يتم عن طريق استهداف القلب وتذكيره بالآخرة والمثول فيها بين يدي أحكم الحاكمين، تأملوها في السور الثلاث - آل عمران والمطففين والعلق - " ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ... ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ... إن إلى ربك الرجعى " لتعلموا أن الذين يُخرجون الوعظ عن العمل الثقافي والتربوي قوم ليس لهم في الصنعة التربوية ورد ولا صدر، وليس لهم بها علاقة لا من قبيل ولا دبير.
وليت الأمر وقف عند هذا لهان علي ما ألقى ولكن!! إنهم تجاوزوا الحد فجعلوا هذا المنهج القرآني في تحريك القلب - سعيا لضبط السلوك - عملاً هشاً ولغة إنشائية ومنهجية عاطفية وأسلوباً ساذجاً وطريقة باردة جامدة مدغدغة للعواطف ليس إلا .. وهم – كما يزعمون - أهل لغة علمية كمية كيفية عقلية إحصائية.
لكن الذي يحسم الأمر أننا حين نستقرىء النصوص الشرعية المحكمة – وبلغة علمية قرآنية كمية وكيفية - نجد أن الوعظ بالآخرة أحد متطلبات السلوك السوي .. وأن من ابتغى تغيير السلوك وتصحيح الانحراف في حيدة عنه وغفلة منه إنما هو مبتغ في الماء جذوة نار .. والغريب العجيب أن الذي يفعل ذلك يطمس من عقله واقع الأنظمة البشرية والقوانين الوضعية في العالم التي ابتكرت من برامج الترغيب والترهيب ما تحاول به ضبط سلوك الناس فلم تحقق من الإنجاز ما يكافىء جهودها الضخمة جدا في المكافحة، حتى بلغ بها الأمر حد استخدام الأقمار الصناعية لمكافحة الجريمة ومع ذلك فالجريمة في تنامي مستمر وخطير باتت تنطق بمعدلاتها المتنامية مراكز البحث العلمي ودوائر المعارف العالمية ..
وفي الختام .. تعالوا نعلنها بكل شجاعة أدبية ولغة موضوعية ولنعترف بأن إشغال الناس بالمتشابهات وإغفال المحكمات ضرر محض وشر مستطير، خاصة حين يتبرع الإعلام فيفتح لها منابره المختلفة ويغلق دون تفنيدها أقلام الناصحين – وسيكون ضحية ذلك على المدى القريب والبعيد الفردَ والأسرةَ والمجتمعَ والأمةَ .. تعالوا نعترف بأن الوعظ بالآخرة – كأحد متطلبات السلوك السوي للفرد والمجتمع - سبيلٌ لصناعة الإنسان قبل صناعة الأوطان .. غير أن صرعى المتشابهات أعداء ما جهلوا أو تجاهلوا .. وهذا كتابنا ينطق عليهم بالحق .. والله يستنسخ ما كانوا يعملون.
د. خليل بن عبدالله الحدري
المصدر: لجينيات ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=42688) .
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:44 ص]ـ
لله درّه من مقال دقيق التشخيص محكم المعالجة!
بارك الله فيك يا أبا سعد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:38 ص]ـ
وأعجبني كذلك، جزاك الله خيراً على نقله لنا.
وجزى الله الأخ الكريم الدكتور خليل الحدري خيراً فقد أحسن التنزيل.
(/)
التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم (مكانة الإمامين في علم التفسير)
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:53 م]ـ
أهمية هذا التفسيرالمبارك وشدة الحاجة إليه
الحمد لله الذي علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، وصلى الله وسلم على المبعوث إلينا بأوضح حجة وأكمل برهان، وأستعين وأتوكل على ربي وإلهي ومولاي الرحمن.
أما بعد:
قال الإمام المؤرخ عماد الدين بن كثير صاحب التفسير المشهور:
"في يوم الاثنين ثاني المحرم درس الشيخ الامام تقي الدين بن تيمية الحراني بدارالحديث وكان درسا هائلا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين، ثم جلس الشيخ تقي الدين يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الاموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره".
وفي هذا قال مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله: "وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة، وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه، يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة".
قال ابن كثير:"وكان يجتمع عنده الخلق الكثير، والجم الغفير، من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعةالمحررة، مع الديانة والزهادة والعبادة، سارت بذكره الركبان في سائرالأقاليم والبلدان، واستمرعلى ذلك مدة سنين متطاولة! ".
ولقد قال ابن رجب رحمه الله:" فكان يورد من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يفسر في سورة نوح عدة سنين" ..
لقد كان الشيخ الجليل بحق، آية من آيات الله في التفسير!. قال ابن سيد الناس رحمه الله:" لم تر عين من رآ مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحر علمه العذب النمير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير".
ولقد كان هذا هو الهدف المنشود بإذن الله تبارك وتعالى، من هذا التفسير المبارك: وهو أن أرتوي منه ويرتوي معي كل ظامىء إلى علم هذا الحبر البحر؛ وإلى علم تلميذه العلامة المفيد ابن القيم، الذي كان أيضا بحق مفسرا فذا، قل نظيره ..
ولذلك عزمت، مستعينا بالله، وعليه توكلت، أن أجمع ما تفرق في ثنايا كتبهما من التفاسير القيمة، مع العلم أن هذا العمل يحتاج، ولا شك، الى جهد ووقت كبيرين، ولكن يهونه علينا إن شاءالله تبارك وتعالى، أن أحب العمل الى الله أدومه وإن قل ..
ولذلك فلن يفت في عضدنا ضخامة هذا العمل، ما دمنا في ما يحبه الله، وسنقوم مرة بعد مرة، بإذن الله تعالى، بعرض مايسره الله عز وجل من تفاسيرهما، ولواستمر الأمر على ذلك مدة سنين متطاولة! كما كان يعرضه صاحبه رضي الله عنه وأرضاه على محبيه ومريديه ..
وقد رأيت أن يكون أول ما أخطه في هذا العمل هو تفسير فاتحة الكتاب وأم القرآن تبركا بهذه السورة المباركة، مع العلم أن ذلك مسبوق بحديث الإمامين عن فضائلها،كما لهما مباحث قيمة حول هذه السورة، سندرجها بإذن الله في الوقت المناسب، كما أنه لابد أن نتعرف على مكانة هذين المفسرين في هذا العلم، كما بينها العارفون المعتمد على كلامهم، والمرجوع الى أقوالهم في هذاالشأن، وهو نقد الرجال، سواء منهم من كان معاصرا لهما، أو قريبا من عصرهما، أوكان بعيدا.
ولإن علم التفسير-وإن كان علما قائما بنفسه- هو يرتبط بالعلوم الأخرى، لحاجة المفسر إليها، فهي أدوات له، فكلما غاص فيها المفسر، وتمكن منها، كلما علا قدره في هذا العلم، وسما فيه شأنه، فإننا سنذكر من ذلك مايعيننا على بلوغ المقصود بإذن الله
والله أسأل أن يعين على إخراجه على الوجه الأكمل ويجعله خالصا لوجه .. وإني لأرجو من ساداتنا العلماء أولي الرأي السديد وأساتذتنا الأجلاء وعموم القراء الأفاضل أن يمدونا بما لديهم من رأي سديد وقول حكيم يفيد في إتمامه على الوجه الذي يليق به فإنه لمطلب عزيز وغاية حميدة وأمنية غالية أن يكون لدينا تفسير شامل لكتاب الله لهذين الإمامين الجليلين والله المستعان ..
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات القيمة بإذن الله!)
مكانة هذين الإمامين الجليلين في علم التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
شيخ الإسلام ابن تيمية:
قال عنه مؤرخ الإسلام، الحافظ أبو عبدالله الذهبي في المعجم المختص:" الإمام العلامة الحافظ الحجة فريد العصر بحر العلوم كان إماما متبحرا في علوم الديانة صحيح الذهن سريع الإدراك سيال الفهم كثير المحاسن".
وترجمه في معجم شيوخه بترجمة طويلة منها قوله:" شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علما ومعرفة وذكاء وتنويرا إلهيا ونصحا للأمة .. سمع الحديث، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته، وخرج ونظر في الرجال والطبقات فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث معزوا إلى أصوله وصحابته مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل. وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب و فتاوى الصحابة والتابعين ".
ومثل هذا المعنى ذكره أيضا ابن عبد الهادي عن الذهبي قال:"وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير".
وذكره ابن سيد الناس رحمه الله فقال:"كاد يستوعب السنن والآثار حفظا".
وقال الذهبي أيضا في معجم شيوخه:"أتقن العربية أصولا وفروعا وتعليلا واختلافا ونظر في العقليات وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطأهم وحذر ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلى فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى مثل نفسه"
وقال الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله: "ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه".
وقال له ابن دقيق العيد وقد اجتمع به:" ما كنت أظن أن الله بقى يخلق مثلك".
وقال عنه الإمام السيوطي رحمه الله:"المجتهد، المفسرالبارع، برع في الرجال، وعلل الحديث، وفقهه، وفي علوم الإسلام، وكان من بحورالعلم، ومن الأذكياء المعدودين".
ونظرا لبراعته في هذه العلوم كلها، ومهارته فيها، قال عنه المؤرخ الذهبي رحمه الله:"أعجوبة الزمان، بحر العلوم، حبر القرآن".
كيف لايكون كذلك؟ وهو الذي: " قرأ القرآن، والفقه، وناظر، واستدل، وهو دون البلوغ. وبرع في العلم، والتفسير، وأفتى، ودرس، وهو دون العشرين!! "، كما أورد ذلك الحافظ ابن حجر عن الذهبي.
وقال الذهبي أيضا في موضع آخر:" كان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت".
لاعجب إذن، إن تحير فيه أعيان بلده، وعلماء عصره، وقد رأو نبوغه منذ صغره. قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني:" كان إذا سئل عن فن من العلم، ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله، ولا يعرف أنه تكلم في علم من العلوم سواءأكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه!! ".
وقال الذهبي رحمه الله:"ولفرط إمامته في التفسير، وعظم اطلاعه، يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين، ويوهي أقوالا عديدة، وينصر قولا واحدا، موافقا لما دل عليه القرآن والحديث".
وقال أيضا:" وله من استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحير فيه".
وقال أيضا رحمه الله:" وما رأيت أسرع انتزاعا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه؛ وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه".
وقال عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله:"كان رحمه الله، فريد دهره في فهم القرآن".
وتحدث عنه الذهبي أيضا فقال:"حصل ما لم يحصله غيره، وبرع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه، بطبع سيال، وخاطر وقاد، إلى مواضع الإشكال ميال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها".
وفي هذا يقول عن نفسه رحمه الله:"قد فتح الله علي في هذا الحصن، في هذه المرة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ".
وخلاصة القول فيه رحمه الله، أنه كان كما ذكر ابن سيد الناس:" إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته"، أو كما ذكر المؤرخ الذهبي الذي قال:
"وأما التفسير فمسلم إليه"وقال:"ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى".
لاشك إذن أن ما تركه لنا هذا الإمام الكبير من التفسير كنز لا يقدر بثمن!
العلامة الإمام ابن القيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله، فقد كان تلميذ شيخ الإسلام، ولزمه منذ مرجعه الى الشام وحتى وفاته، أي مدة ستة عشر عام. وكان كثير اقتفاء أثره، شديد الإقتداء به،"حتى كان لا يخرج عن شيءمن أقواله" كما قال الحافظ بن حجر رحمه الله حينما ذكرهما معا وأثنى عليهما أثناء حديثه عن تصانيف الإمام ابن القيم، التي تدل على علو منزلته العلمية فقال:"ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته".
ولم يقل هذا الحافظ الكبير هذه الكلمة في العلامة ابن القيم رحمه الله، إلا لعظم مكانته العلمية، والتي شهد له بها أكابر العلماء.
قال القاضي برهان الدين الزرعي عنه:"ما تحت أديم السماء أوسع علما منه".
وقال ابن كثير:"برع في العلوم المتعددة، لا سيما علم التفسير، والحديث، والأصلين، ولما عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية لازمه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علما جما، فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة".
وقال عنه الإمام السيوطي: " العلامة، صنف وناظر، واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير، والحديث، والفروع، والأصلين، والعربية".
وقال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله: "صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف" ... "كان واسع العلم، عارفا بالخلاف ومذاهب السلف".
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي:"الشيخ، الامام، العلامة، شمس الدين، أحد المحققين، علم المصنفين، نادرة المفسرين، له التصانيف الانيقة، والتآليف التي في علوم الشريعة والحقيقة. لازم الشيخ تقي الدين، وأخذ عنه علما جما، وكان ذا فنون من العلوم، وخاصة التفسير والاصول من المنطوق والمفهوم".
وقال الذهبي في المختصر:"عنى بالحديث ومتونه، وبعض رجاله. وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وتدريسه، وفي الأصلين".
وقال عنه ابن رجب:"الفقيه، الأصولي، المفسر، النحوي، العارف، برع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه. وتفنن في علوم الإسلام، وكان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وتعلم الكلام، والنحو، وغير ذلك، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى، ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه".
فتأمل معي كيف شهد له هؤلاء العلماء بالنبوغ والرسوخ في سائر العلوم ولاسيما علم التفسير الذي أتقنه وبرع فيه .. فما أشد حاجتنا الى النهل والإستفادة من تفسيراته القيمة لكتاب الله تعالى .. وتأمل معي وفقك الله وجعلك من الراسخين في علم الكتاب والسنة عند تفسير الإمامين الجليلين لأم القرآن كيف كان الإمام ابن القيم كثير اقتفاء أثرشيخ الإسلام، شديد الإقتداء به،"حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله" كما قال الحافظ بن حجر رحمه الله، وسنعمل بإذن الله تعالى على ملاحظة ذلك في سائر ما بقي من كتاب الله الى آخر سورة منه ..
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
انتقل الى هذا الرابط:
تفسير سورة الفاتحة وحديث الإمامين عن فضائلها. ( http://tafsir.net/vb/t20623.html)
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[13 Jul 2010, 09:08 م]ـ
تذكر استعن بالله ولاتعجز، وقد بدأت في أمر جلل!
ولايثنيك قول أصحاب الهمم الضعيفة، الذين يستطيلون المشاريع ولايعملون شيئا!!
وتوكل على الله إنك على الحق المبين.
(/)
التعريف بالشيخ الدكتور عبد الغفور محمود مصطفى رحمه الله
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:02 ص]ـ
إخواني الكرام كنت أريد أن أكتب عن مفسري مصر " ألوية النصر في معرفة مفسري مصر" وقد جمعت تراجم عدة فقلت أهديها لإخواني في الملتقى لا سيما شيخنا د/عبدالرحمن الشهري بارك الله فيكم جميعا
من علماء مصر في التفسير والقراءات الشيخ الدكتور
عبد الغفور محمود مصطفى
ولد رحمه الله 13/ 2/1935 الأربعاء 10/ 11/1353هـ بقرية ميت العطار بمحافظة القليوبية- 48كم شمال القاهرة - حفظ القرآن على يد والده رحمه الله الشيخ محمود مصطفى جعفر –في كتاب والده-وجوّد عليه بالتحفة ثم الجزرية ثم دخل معهد القراءات 1948 - 1951 السنة الأولى وإجازة حفص 1948 القراءات ثم انتقل إلى الأزهر إلى معهد القاهرة الديني و نقل إلى معهد بنها فحصل على الابتدائية [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ثم انتقل إلى معهد القاهرة في المرحلة الثانوية ودخل كلية أصول الدين 1960/ 1961 (قسم التفسير والحديث)
من الشخصيات التي أثرت فيه
الشيخ عبد العظيم الغباشي ودرس له في معهد بنها ثم نقل الشيخ الغباشي إلى الكلية ثم كان وكيلا للكلية له إسهام في التفسير الوسيط إصدار مجمع البحوث الإسلامية.
والشيخ محمد أمين أبو الروس درس له في الدراسات العليا و حضر له 17 جلسة لإعداد نبذة عن الرسالة لا تقل الجلسة عن ساعتين.
والشيخ محمد أبو شهبة و الشيخ محمد السماحي في الحديث
وكان من زملائه الدكتور محمد أحمد يوسف القاسم، عبد الوهاب فايد، عبد الباسط بلبول،عبد الفتاح هاشم جودة.
حصل على الدكتوراه بعد دراسة جادة وشاقة سجل 1970 و نُوقشت 1977.
وأشرف على رسالة الدكتوراه الشيخ الدكتور أحمد السيد الكومي
كان يريد أن يكتب رسالة عن منهج القاسمى في التفسير ولكن الشيخ الكومي قال له أي باحث يستطيع أن يكتب فيها أريد أن تكتب في القراءات لأنك تخصصت فيها فأكمل دراساتك وأبحاثك فيها فاختار" القرآن والقراءات والأحرف السبعة"
كانت مجالسته للشيخ الكومي نحل المشاكل والعقد في نفسه.
كان يذهب إليه وفي رأسه مشكلة كأنها جبل فتحل بإحدى طرق ثلاث
إمّا بكلمات قليلة من الشيخ فتحل بأيسر الطرق بعد سؤاله عنها
و إمّا أن يحلها بدون أن يعرفها منه يبادره في الكلام فيها دون أن يسأله عنها.
وإما أن يفتح الله عليه بمجرد الجلوس مع الشيخ.
وقد أتعب نفسه وأجهدها في مرحلة جمع المعلومات حتى كان يراسل الدول الأخرى في البحث عن كتب.
وقد أجهد نفسه بل وتأخر في الكتابة لانشغاله بمسألة صفة الكلام وقال قرأت للشيخ محمد عبده عنها "كلما ازددت فيها عمقا كلما ابتعد عنها فهما" ولكنه قال بل سأحاول فم تلك المسائل وظل ثلاث سنوات ولم يزدد إلا تعقيدا في المسألة وأقر بصحة كلام الشيخ محمد عبده.
رحلاته
سافر إلى باكستان الجامعة الإسلامية إسلام آباد
وقال إن مناهجهم قوية وإلزام والتزام بالمناهج وانتهز الفرصة فألف كتابا عن مناهج التفسير في شبه القارة الهندية. وسافر إلى السعودية و الأردن
وأخبرني أحد الأخوة الأفاضل من الأردن أنه أثر فيهم وكان يتمنى أن يكتب عنه ولكنه تكاسل حتى رجع الشيخ إلى مصر
وكان يدرس في كلية القرآن الكريم بطنطا محتسبا ذهابه عند الله وكان لشدة إعجابهم به أن تأجلت المحاضرات في في أحد الفصول الدراسية حتى رجع من الأردن
فوائد منثورة
وقد أكرمنى الله تعالى بإشرافه على في مرحلة التخصص وكان متواضعا مفيدا لطلابه وكان لا يعطى المعلومة مشافهة بل يقول ابحث في كتاب كذا, وأعطى أحد تلاميذه قصاصة ورق بها رقم صفحة من كتاب ليطلع عليه ليستفيد الباحث بنفسه.
قلت له مرة أريد أكتب بحثاً أحقق فيه ما كتب في بعض المصاحف عن مكية السور والآيات المستثناة فقال ابعد عن المصحف وتكلم نريد أن نجعل لنا شيئاً مقدساً لا نجرئ أعداءنا علينا فكتبت البحث بعنوان "دراسات في المكي والمدني تحقيق القول فيما استثني من الآيات في السور"
حول نطق سورة الزمر بضم الميم
بعض شيوخنا قال عن شيوخه إنها جمع الجمع زمر جمع زمر بفتح الميم وهي جمع زمرة. و أكثر القراء في الكتاتيب المصرية ينطقونها بضم الميم, ونجد كثيرا من المصاحف كتبتها بضم الميم وأشهرها مصحف الملك فؤاد الذي راجعه الأئمة الأعلام وضبطها في بعض كتب التفسير بضم الميم ولم أجد فيما لدي من مراجع في التفسير أو المعاجم ما يؤيد ذلك فقلت له قد يكون ذلك جمع الزمر أي جمع الجمع فتشمل زمر أهل الجنة وزمر أهل النار, ولكنه قال جمع الجمع سماعي لا يقال بالقياس. والزمر بفتح الميم وهو الموافق لنطق الزمر في السورة ولنطقها في متن الشاطبية؛ فهذا ما رجحه الشيخ عبدالغفور رحمه الله.
سأله أحد زملائه عن نطق كلمة الضالين فقد عاب عليه بعض الشباب فقال له إقرأ كما علمت.
كان رحمه الله يحضر المقارئ ولا يتعالى على الناس.
كلمته عن كتاب (العلم الأعجمي في القرآن مفسرا بالقرآن أ.رؤوف أبو سعدة طبعة الهلال فأعجب بما فيه فقلت له أحاول أن أجد تأييد له من أقوال السابقين أما إدريس فهو من "درس "العربية فهو الدارس من المدارسة والتدارس على المبالغة الكثير العلم. قال ابن حجر: قيل له ذلك لكثرة درسه الصحف.
... فقال رحمه الله ولو قال ذلك ابن حجر فالكلمة ممنوعة من الصرف فلو كانت عربية لصرفت
وهل عُرف هذا الاسم العلم عند العرب قبل نزول القرآن؟
مؤلفاته له كتاب في التجويد و طبعت عدة كتب له مثل الأصيل والدخيل ودراسات مناهج المفسرين ومباحث في علوم القرآن في مجلد تحت عنوان التفسير والمفسرون في ثوبه الجديد طبعة دار السلام بالقاهرة وطبعت رسالة الدكتوراة
توفي رحمه الله صبيحة يوم 18/ 9/2004 م بعد أن لبس ملابسه الأزهرية وأراد الخروج للكلية إلا أنه تعب وطلب الراحة فأكرمه الله بالراحة في في صحبة الأخيار إن شاء الله.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) تعادل الإعدادية الآن وكانت بعد مرحلة الكُتّاب فعن طريقها يلتحق بالثانوية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:05 ص]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة، وأضيف أنني نلت شرف الارتشاف من معين علمه ـ رحمه الله ـ فتعلمت على يديه وكنت أحضر محاضراته بالدراسات العليا بكلية أصول الدين بطنطا بالرغم من أنه كان يدرِّس لمن بعدنا.
وكان متواضعا وصاحب نكتة وقريبا من طلابه ولما وجدني أبحث في " الغريب " أهدى عليَّ كتابه دراسات في علوم القرآن وكتاب الغريب للدكتور عبد الفتاح البركاوي وكانت الهدية من مكتبته الخاصة أجزل الله له المثوبه ورجعله في عليين.
ـ[السراج]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:29 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، وعفا عنه، وجزاه عما قدم خيراً.
(/)
مفهوم القصة في القرآن الكريم
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أحاول من خلال هذا البحث إطلاع القراء الكرام على أمرين:
1 - مفهوم القصة في القرآن الكريم من خلال سياقات ورودها فيه.
2 - مفهوم القصة القرآنية لدى الدارسين، وبعض ما أثير حولها من شبهات.
وهو في ذلك لا يحدد - كما هي عادة البحوث التي تتناول المفاهيم - مفهوما معينا يلزم القراء به، أو يحاول ذلك، بل يعرض تمظهرات القص، سواء على مستوى النص القرآني، أو على مستوى الكتابات حولها قديما وحديثا، ثم يترك للقارء الوصول إلى النتيجة المرادة.
ولقد كتبته على عجالة وأرجو من إخواني الأعضاء تطعيمه بأفكارهم وملاحظاتهم عليه، وإتحافي بنصائحهم.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذ البحث
ومن خصائص القصص القرآني: التعبير عن المعنى الواحد بأساليب مختلفة وهو ما عبرت عنه حفظك الله بـ (التكرار) ولا شك أن هذا وجه من أوجه إعجاز القرآن البلاغية, وللشيخ رشيد رضا كلام جميل حول هذه المسألة يقول فيها:
" ولعل وجه التحدي بعشر سور مفتريات دون سورة واحدة، هو إرادة نوع خاص من أنواع الإعجاز وهو الإتيان بالخبر الواحد بأساليب متعددة متساوية في البلاغة وإزالة شبهة تخطر بالبال، بل بعض الناس أوردها على الإعجاز بالبلاغة والأسلوب، وهي أن الجملة أو السورة المشتملة على القصة يمكن التعبير عنها في اللغة بعبارات مختلفة تؤدي المعنى، ولا بد أن تكون عبارة منها ينتهي إليها حسن البيان، مع السلامة من كل عيب لفظي أو معنوي يحل بالفهم أو التأثير المطلوب، فمن سبق إلى هذه العبارة أعجز غيره عن الإتيان بمثلها؛ لأن تأليف الكلام في اللغة لا يحتمل ذلك. ومن الأمثال التي وضحوا بها هذه الشبهة قوله تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) قالوا إن هذه الجملة تحتمل بالتقديم والتأخير بضعة تراكيب أفصحها وأبلغها وأسلمها من الضعف والإبهام تركيب الآية، ولكن القرآن عبر عن بعض المعاني وبعض القصص بعبارات مختلفة الأسلوب والنظم من مختصر ومطول، والتحدي بمثله لا يظهر في قصة مخترعة مفتراة بل لا بد من التعدد الذي يظهر فيه التعبير عن المعنى الواحد والقصة الواحدة بأساليب مختلفة وتراكيب متعددة، كما نرى في سورة فتحداهم بعشر سور مثله في هدايتها وبلاغتها وأسلوبها واشتمالها على الحكم والعبر والأسوة الحسنة المعينة على التربية والتهذيب كما هو شأن القرآن في قصصه، كأنه يقول أدع لكم ما في سور القصص من الأخبار عن الغيب، وأتحداكم أنتم وسائر الذين تستطيعون الاستعانة بهم على الإتيان بعشر سور مثل سور القرآن في قصصها، مع السماح لكم بجعلها قصصا مفتراة من حيث موضوعها، فإن جئتم به مثل سوره القصصية في سائر مزاياها اللفظية والمعنوية، فأنا أعترف لكم بدحض حجتي عليكم"
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:52 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن المدني جزاك الله خير الجزاء، ولقد أفدتني مرجعية لما أشرت إليه في البحث في الرد على ما ذهب إليه محمد أحمد خلف الله من أن هذا التكرار يدل على أن القصة لا أساس لها؛ ولهذا - كما زعم - جيء بها فنيا بهذه الأشكال المتعددة، كما في حكاية البشارة ووقوعها مرتين مرة لإبراهيم وأخرى لزوجه، فلما رأى تعدد البشارة وتعدد المبشرين زعم أنها ليست تحكي واقعا مستدلا بهذا التعدد على زعمه، وتم الرد عليه من أوجه، منها أن التكرار في عرض المعنى المراد بصور عدة من اللفظ تتساوى في فدرتها الإبلاغية ومرتبتها البلاغية، فتدل عليه مباشرة وتترقى في مراتب البلاغة، وهو أمر لا يستطيعه المتكلمون مهما بلغت قدرتهم، فكلما حصلت تغيرات على مستوى البنية اللفظية رافقتها تغيرات على المستويين البلاغي والإبلاغي (الدلالي)، بين قدرة على التعبير، وارتفاع وهبوط في جانب البلاغة، وتميز النص القرآني في هذا الجانب يمثل أحد أهم جوانب إعجازه، لكن من قصرت به همته عده عجزا وقصورا، وهذا شأن من جهل أمرا فالإنسان كما قيل عدو ما يجهل.
وأخيرا جزاك الله خيرا على هذه اللفتة الكريمة، وما أفدتنيه من مرجعية لما تكلمت عنه طويلا، في نص البحث.
(/)
أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ - معنى جديد لم أجده في التفاسير
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتأمل في سورة القلم:
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ?لْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} * {وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} * {فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ} * {فَأَصْبَحَتْ كَ?لصَّرِيمِ} * {فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ} * {أَنِ ?غْدُواْ عَلَى? حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ} * {فَ?نطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} * {أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ?لْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ} * {وَغَدَوْاْ عَلَى? حَرْدٍ قَادِرِينَ} * {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُو?اْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} * {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} * {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} * {قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} * {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى? بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} * {قَالُواْ ي?وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} * {عَسَى? رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَى? رَبِّنَا رَاغِبُونَ} * {كَذَلِكَ ?لْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ?لآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}
فبحتث عن معنى لولا تسبحون فوجدت عدة معاني منها:
1 - قال الأكثرون معناه لولا تسبحون: هلا تستثنون أي هلا تقولون "إن شاء الله" وسمي الاستثناء تسبيحاً؛ لأنه تعظيم لله وإقرار به.
وقال مجاهد، وأبو صالح، وغيرهما: كان استثناؤهم تسبيحاً
2 - وقيل المعنى: هلا تستغفرون الله من فعلكم، وتتوبون إليه من هذه النية التي عزمتم عليها،
3 - وقيل: معناه: هلا تسبحون الله، وتشكرونه على ما أعطاكم، وأنعم به عليكم
4 - والمراد بـ {تسبحون} تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء زكاة ثمارهم.
ولكن خطر في بالي معنى غير هذه التفاسير.
وهي أن يكون معنى "لولا تسبحون" هو الآية التي بعدها:)
وكأن أوسطهم كان يقول لهم عندما نووا على فعلتهم: "ألم أقل لكم أن تقولوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" فقالوا بعدها مباشرة "سبحان ربنا إنا كنا ظالمين".
وقد يأتي التسبيح متلازم مع الاعتراف بظلم النفس مثل في دعاء الركوب: "سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي ... "
لذا اكتفى أوسطهم بقول "هلا تسبحون" ولكنه يعني "هلا تقولون سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" فتتوبوا من نيتكم.
مثله عندما يقول شخص لآخر "استغفر الله" يقول الآخر: "أستغفر الله وأتوب إليه" فيزيد كلمة "أتوب إليه"
ومثله عندما نقول لشخص "صل على النبي" فيقول: "صلى الله عليه وسلم" فيزيد كلمة "وسلم"
ولكن لم أجد في ما اضطلعت عليه سريعاً من التفاسير من فسر "هلا تسبحون" بالآية التي بعدها مباشرة.
فما رأيكم - بارك الله فيكم؟
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً يا أخ منيب
وجزيت خيراً على التدبر في كتاب الله تعالى
المعنى الذي ذكرت جيد، وقد أشار إليه جماعةٌ من المفسرين
وهذا نص كلام ابن عاشور رحمه الله في كتابه القيم: التحرير والتنوير - (ج 15 / ص 253)
أوسطهم: أفضلهم وأقربهم إلى الخير. والوسط: يطلق على الأخْيَر الأفضلِ، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسَطاً} [البقرة: 143]، وقال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوُسطى} [البقرة: 238] ويقال هو من سِطَة قومه، وأعطني من سِطَة مالِك.
وحكي هذا القول بدون عاطف لأنه قول في مَجرى المحاورة جواباً عن قولهم {بل نحن محرومون} قاله لهم على وجه
توقيفهم على تصويب رأيه وخَطل رأيهم.
والاستفهام تقريري و لولا حرف تحضيض. والمراد بـ تسبحون تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء
زكاة ثمارهم.
وكان جوابهم يتضمن إقراراً بأنه وعظهم فعصوه، ودلوا على ذلك بالتسبيح حين ندمِهم على عدم الأخذ
بنصيحته فقالوا: {سبحان ربّنا إنا كنا ظالمين} أرادوا إجابة تقريره بإقرار بتسبيح الله عن أن يُعصى أمره
في إعطاء حق المساكين؛ فإن من أصول التوبة تدارك ما يمكن تداركه، واعترافهم بظلم المساكين من أصول
التوبة لأنه خبرٌ مستعمل في التندم، والتسبيح مقدمة الاستغفار من الذنب قال تعالى: فسبح بحمد ربّك واستغفره
إنه كان تواباً} [النصر: 3].
وجملة {إنا كنا ظالمين} إقرار بالذنب، والتأكيد لتحقيق الإِقرار والاهتمام به.
وشكراً جزيلاً.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيراً ... سبحان الله:)
في المشاركة السابقة أوردت كلام ابن عاشور لأني اعتقدت أنه قريب من ما ذكرتُه ... ثم محيته .... (انظر إلى المعنى 4 في مشاركتي السابقة حيث أني نسخته من كلام ابن عاشور).
فقد تبين لي بعد إعادة قراءة كلامه عدة مرات أنه شرح آية "سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" شرحاً جيداً ... ولكن ليس هذا محل النزاع.
محل النزاع هو ما معنى قول أوسطهم "لولا تسبحون" فقد قال أنها تعني "هلا تسبحون":
والاستفهام تقريري و لولا حرف تحضيض. والمراد بـ تسبحون تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء زكاة ثمارهم.
بينما أعتقد والله أعلم أنها تعني أو ترشد إلى "هلا تقولون سبحان ربنا إنا كنا ظالمين"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[12 Oct 2010, 08:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تبارك وتعالى "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" (130) طه، يظهر من هذه الآية أن "علة" حالة الرضى لدى الإنسان هي تسبيح الله، والتسبيح هو التنزيه، وتنزيه الله عن الشركاء لا يكون إلا بعبادته وحده لا شريك له فلا حظ لشريك ولا حظ لنفس، وهنا يظهر عظيم فضل قول"سبحان الله"، وهو قول يردده المصلي في مواضع كثيرة في صلاته، والصلاة عمود الدين؛ وقد أمر الأخ أخوته بالتسبيح قبل وقوع المصيبة؛ لأنه لم "يرضوا" بما قسم الله لهم في جنتهم؛ فأمرهم بالتسبيح لتحدث حالة الرضا، وهم بعد وقوع المصيبة اشد حاجة "للرضا" بما قسم الله لهم؛ فقالوا سبحان الله، والواقع أن الأكثار من قول سبحان الله يحدث لدى الإنسان رضا "معنوى" و"مادي" في نفس الوقت، والتجربة خير برهان؛ فأكثر من التسبيح لعلك ترضى، والله تبارك وتعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Oct 2010, 11:33 ص]ـ
التسبيح يحمل معنيين:
التنزيه
والتعظيم
والمعنيان متداخلان
وفي الآية دليل على أن مرتكب المعصية لا يعظم الله تعالى حين يرتكب المعصية
بمعنى أنه لا يتذكر قدرة الله عليه وأنه قادر على أن يعاجله بالعقوبة
(/)
محنة ابن جرير مع أهل بغداد، وتفسير المقام المحمود ...
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:38 م]ـ
لا يمر علي يوم بليلته دون أن يمر ذكر ابن جرير على فمي، إما مشيدا به، أو ناقلا عنه، أو تاليا سيرته على جلسائي، أو مترحما عليه، ولا تنقضي عجائب هذا الإمام عندي،،،
وكلما كنت في مجلس فدخل علينا مُسَلِّم فاختلف جلسائي في القيام أو القعود للسلام عليه يحضر ابن جرير للفصل في هذه المسألة في بحث كتبه في تهذيب الآثار ليس لأحد سواه مثله ...
ومن عجائب ربنا أنه لم يتصل بنا كل ما كتب هذا الإمام، ولو أنه وصل إلينا كل ما سطره قلمه لانقطع عمر طالب العلم - الفهم الثقف - قبل أن يقطع كتبه قراءة وتدبرا، ذاك لأنه حسبو لابن جرير عدة ما صنف مع عدة أيام حياته كلها منذ بلغ فكان لكل يوم 14 ورقة!!
وقد مات ابن جرير عن نحو 86 سنة أي نحو 31025 يوم، أي أن مجموع ما ظهر للناس مما صنفه ابن جرير يساوي: 14× 31025 =434350 ورقة .. باعتبار ايام حياته منذ خلق واحسب إن شئت على اعتبار بلوغه فأنا ضعيف في الحساب.
وهب أن الورقة منها كانت كورقة من تفسيره – من طبعة قديمة -.
ثم هذا هو الذي ظهر للناس، وأما ما لم يظهر أو فُقد قديما أو خَص به بعض الناس دون بعض فلا يعلمه إلا الله ..
وهذا الذي ظهر أتظن أنه وُلد مبيضا محررا، ما ظهر للناس إلا بعد مسودات كثيرة ..
فرحم الله ابن جرير وأجزل مثوبته ...
وقبل مديدة سألني أحدهم عن الكائنة التي كانت بينه وبين الحنابلة، وعن التعصب الذي لقيه من البغاددة – سامحهم الله – فذكرت له القصة، وما جرى بينه وبين ابن أبي داود الحافظ من نزاع في تفسير قوله تعالى (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) وكنت قرأت تفسير ابن جرير مرات، بل كتبه كلها قرأتها مرات ومرات، ولا عجب فالغر مثلي إذا تنزه في عقل كعقل ابن جرير يرتاع من هذا النمط المخيف!
فاشتقت إلى النظر في هذا الموضع الذي حصل النزاع بينه وبين ابن أبي داود فيه، فاستفدت منه فوائد عظيمة ..
وسأجعل نصيبي اليوم من ذكر ابن جرير مدارسة هذه المسالة معه.
وقبل أن أبدأ أنقل تفصيل هذه المحنة التي حصلت له:
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:41 م]ـ
محنة ابن جرير مع الحنابلة وأهل بغداد
كان بين ابن جرير وبين أبي بكر بن ابي داود (المولود سنة 230 – والمتوفى مع ابن جرير سنة 310) ما يكون بين الأقران، وكان ابن ابي داود من شيوخ الحنابلة في بغداد، وكانت بينهما منافسة أثمرت عن كتب وأجزاء حديثية طواها الدهر، فقد كتب ابن ابي داود جزءا في تضعيف حديث غدير خم، فكتب عليه ابن جرير كتابا في الفضائل بدأ بفضل الخلفاء الراشدين، ثم تكلم على حديث غدير خم واحتج لتصحيحه،،، وقد اطلع الذهبي على جزء منه فقضى العجب منه، وجزم بحدوث تلك القصة ..
وكذلك كتب ابن جرير كتابا في فضائل القرآن والأعمال فكتب ابن ابي داود كتابا في فضائل القرآن ..
- وما أحسن التنافس بين العلماء إذا أثمر مثل هذا -.
قال الذهبي في السير (14/ 278): جمع ابن جرير طرق حديث: غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.
قيل لابن جرير: إن أبا بكر بن أبي داود يملي في مناقب علي.
فقال: تكبيرة من حارس.
وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا ينصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود، فكثروا وشغبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى أهـ.
وأما بدء هذه المحنة فقد ذكره عبد العزيز بن هارون (كما في معجم الأدباء والوافي بالوفيات):
قال: لما دخل أبو جعفر إلى الدينور ماضياً إلى طبرستان دعاه بعض أهل العلم بها، فلما اجتمعا قلت يا أبا جعفر، ما يحسن بنا أن نجتمع ولا نتذاكر، فقال عبد الله بن حمدان: قد ذاكرته فأغربت عليه خمسة وثمانين حديثاً، وأغرب علي ثمانية عشر حديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد العزيز: ثم لقيت بعد ذلك أبا بكر بن سهل الدينوري وكان من العلماء والحفاظ للحديث فحدثته بذلك فقال: كذب، والله الذي لا إله إلا هو، لقد قدم إلينا أبو جعفر فدعاه المعروف بالكسائي ودعا معه أهل العلم وكنت حاضراً ومعنا ابن حمدان فقرأ على أبي جعفر كتاب الجنائز من الاختلاف فقال له أبو جعفر: ليس يصلح لنا أن نفترق من غير مذاكرة، وهذا كتاب الجنائز فنتذاكر بمسنده ومقطوعه، وما اختلف فيه الصحابة والتابعون والعلماء.
فقال ابن حمدان: أما المسند فأذاكر به، وأما سواه فلا أذاكر به، فأغرب عليه ثلاثة وثمانين حديثاً، وأغرب عليه ابن حمدان ثمانية عشر حديثاً، وكان ابن حمدان فيما أغرب به على أبي جعفر أقبح مما أغرب به أبو جعفر لأنه كان إذا أغرب ابن حمدان بحديث قال له أبو جعفر: هذا خطأ من جهة كذا، ومثلي لا يذاكر به فيخجل وينقطع.
فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله الجصاص، وجعفر بن عرفة، والبياضي ...
وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع وعن حديث الجلوس على العرش، فقال أبو جعفر: أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافة فقالوا له: فقد ذكره العلماء في الاختلاف، فقال: ما رأيته روى عنه ولا رأيت له أصحابا يُعول عليهم.
وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ثم أنشد:
سبحان من ليس له أنيس ... ولا له في عرشه جليس
فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث وثبوا ورموه بمحابرهم وقيل كانت ألوفاً، فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره، فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم، وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة، ووقف على بابه يوماً إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه.
وكان ابن جرير قد كتب على بابه:
سبحان من ليس له أنيس ... ولا له في عرشه جليس
فأمر نازوك بمحو ذلك.
وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث:
لأحمد منزل لا شك عال ... إذا وافى إلى الرحمن وافد
فيدنيه ويقعده كريماً ... على رغم لهم في أنف حاسد
على عرش يغلفه بطيب ... على الأكباد من باغ وعاند
له هذا المقام الفرد حقاً ... كذاك رواه ليث عن مجاهد
فخلا في داره وعمل كتابه المشهور في الاعتذار إليهم، وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من ظن فيه غير ذلك، وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد حنبل، وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده ولم يزل في ذكره إلى أن مات.
ولم يخرج كتابه في الاختلاف حتى مات فوجده مدفوناً في التراب فأخرجوه ونسخوه أعني اختلاف الفقهاء .. أهـ
إلا ان هذا كله لم يرضِ الحنابلة عليه فكانوا يمنعون طلبة العلم من الدخول عليه.
قال ابو عبدالله الحاكم: سمعت حسينك بن علي النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال لي: كتبت عن محمد بن جرير الطبري قلت: لا. قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت من أبي جعفر.
قال الحاكم: وسمعت أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي: أبو بكر بن خزيمة: بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير؟
قلت: بلى، كتبته عنه إملاء.
قال: كله؟
قلت: نعم.
قال: في أي سنة؟
قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين ومائتين.
قال: فاستعاره مني أبو بكر، ثم رده بعد سنين،
ثم قال: لقد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة أهـ.
واستمرت نقمة العوام عليه حتى وفاته، ولذلك دفن في رحبة بيته، ولم يظهر للناس وصلى عليه خلق ورثي بشعر كثير ..
وقد ترجمه ابن عساكر في التاريخ ترجمة حسنة إلا انه لم يذكر هذه المحنة، والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:44 م]ـ
فائدة في الرواة عن الإمام أحمد:
قول الإمام ابن جرير: ليس لأحمد رواة يريد رواة فقه على طريقة الفقهاء وأصحاب المذاهب كالشافعي ومالك وأبي حنيفة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الذين نقلة النصوص عن الإمام أحمد كالخرقي وغيره قد فاتهم كلام كثير ولم يبلغهم سائر النصوص، قال: فإن كلام احمد كثير منتشر جدا وقل من يضبط جميع نصوصه في كثير من المسائل؛ لكثرة كلامه وانتشاره وكثرة من كان يأخذ العلم عنه.
" وأبو بكر الخلال " قد طاف البلاد وجمع من نصوصه في مسائل الفقه نحو أربعين مجلدا، وفاته أمور كثيرة ليست في كتبه وأما ما جمعه من نصوصه فمن أصول الدين مثل: " كتاب السنة " نحو ثلاث مجلدات ومثل أصول الفقه والحديث مثل " كتاب العلم " الذي جمعه من الكلام على علل الأحاديث مثل " كتاب العلل " الذي جمعه من كلامه في " أعمال القلوب والأخلاق والأدب " ومن كلامه في " الرجال والتاريخ " فهو مع كثرته لم يستوعب ما نقله الناس عنه اهـ.
وحتى هذه المسائل المروية عنه فقد كانت بحسب أحوال أصحابها.
قال شيخ الإسلام: وحنبل وأحمد بن الفرج كانا يسألان الإمام أحمد عن مسائل مالك وأهل المدينة، كما كان يسأله إسحق بن منصور وغيره عن مسائل سفيان الثوري وغيره، وكما كان يسأله الميموني عن مسائل الأوزاعي، وكما كان يسأله إسماعيل بن سعيد الشالنجي عن مسائل أبي حنيفة وأصحابه؛ فإنه كان قد تفقه على مذهب أبي حنيفة واجتهد في مسائل كثيرة رجح فيها مذهب أهل الحديث وسأل عن تلك المسائل أحمد وغيره وشرحها إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني إمام مسجد دمشق أهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:48 م]ـ
تفسير المقام المحمود
قال تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعك ربك مقاما محمودا)
بدأ ابن جرير رحمه الله تفسير الآية كعادته بذكر الأقوال مسندة إلى أصحابها:
فذكر في تفسير المقام المحمود قولين:
الأول: قول أكثر أهل العلم: ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدّة ذلك اليوم أهـ
واستدل له بما ورد في السنة.
ثم ذكر القول الثاني: فقال: وقال آخرون: بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيّه أن يبعثه إياه، هو أن يقاعده معه على عرشه.
ثم رواه عن مجاهد من طريق ابن فضيل عن ليث ...
ومن هذه الطريق رواه ابن ابي شيبة في مصنفه كذلك (31652).
مناقشة قول مجاهد:
وهذه المناقشة تتناول الإسناد والمتن.
فليث الذي رواه عن مجاهد مضطرب الحديث كما لا يخفى، وقد تفرد به عنه.
وقد روى ابن جرير وغيره عن مجاهد قولا آخر بإسناد على شرط الصحيح، من طريق حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: مقاما محمودا شفاعة محمد يوم القيامة ..
ولو أعملنا قواعد الحديث على هذين الخبرين عن مجاهد لم نجد بدا من أن نحكم على أن الرواية الأولى من تخاليط ليث بن أبي سليم، وخبره على اصطلاح أهل الحديث منكر، لا يلتفت إليه.
ولنكارته تجنبه ابن أبي حاتم فلم يخرجه في التفسير لا سيما أنه من رواية ابن فضيل عنه!، وابن فضيل فيه ما فيه.
وقد لخص ابن كثير أقوال أهل العلم في هذه الآية من تفسير الطبري ولكنه لم يذكر قول مجاهد هذا بل ضرب عنه صفحا!
نعم قد جاء هذا عن غير مجاهد:
قال الطبراني (في الكبير 10/ 208) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح , حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح , حدثني ابن لهيعة , عن عطاء بن دينار الهذلي , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس , أنه قال: في قول الله عز وجل:"عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" [الإسراء آية 79] , قال: يجلسه فيما بينه وبين جبريل , ويشفع لأمته , فذلك المقام المحمود.
وهذا منكر من تخاليط ابن لهيعة، وعطاء بن دينار ضعيف، وروايته عن ابن جبير خاصة أشد ما تكون ضعفا.
ورواه الديلمي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال: يجلسني معه على السرير "
وهذا حديث موضوع ولا شك، ولا تحل روايته إلا ببيان وضعه.
ثم إن ابن جرير رجح بين القولين فقال:
و أولى القولين في ذلك بالصواب ما صحّ به الخبر عن رسول الله.
وذلك ما حدثنا به أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن داود بن يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) سئل عنها، قال: "هِىَ الشَّفاعَةُ".
حدثنا عليّ بن حرب، قال: ثنا مَكّيّ بن إبراهيم، قال: ثنا داود بن يزيد الأوْدِيّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) قال: "هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي" ...
ثم ساق الأحاديث ...
ولو أدعى مدع أن تفسير المقام المحمود بالشفاعة متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لما أبعد، ونظرة عجلى على ما نقله ابن كثير في تفسير هذه الآية من الروايات يثبت هذا ويقرره.
ثم تلطف ابن جرير غاية التلطف فختم المبحث بقوله:
وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك.
فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتحل الإسلام إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة:
فقالت فرقة منهم: الله عزّ وجلّ بائن من خلقه كان قبل خلقه الأشياء، ثم خلق الأشياء فلم يماسَّها، وهو كما لم يزل، غير أن الأشياء التي خلقها، إذ لم يكن هو لها مماسا، وجب أن يكون لها مباينا، إذ لا فعال للأشياء إلا وهو مماسّ للأجسام أو مباين لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: فإذا كان ذلك كذلك، وكان الله عزّ وجلّ فاعل الأشياء، ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماسّ للأشياء، وجب بزعمهم أنه لها مباين، فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه، وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما، غير مماسّ لواحد منهما.
وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء، لا شيء يماسه، ولا شيء يباينه، ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته، وهو كما لم يزل قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه، فعلى قول هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، أو على أرضه، إذ كان سواء على قولهم عرشه وأرضه في أنه لا مماس ولا مباين لهذا، كما أنه لا مماس ولا مباين لهذه.
وقالت فرقة أخرى: كان الله عزّ ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء ولا شيء يماسه، ولا شيء يباينه، ثم أحدث الأشياء وخلقها، فخلق لنفسه عرشا استوى عليه جالسا، وصار له مماسا، كما أنه قد كان قبل خلقه الأشياء لا شيء يرزقه رزقا، ولا شيء يحرمه ذلك، ثم خلق الأشياء فرزق هذا وحرم هذا، وأعطى هذا، ومنع هذا، قالوا: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء يماسه ولا يباينه، وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائر خلقه، فهو مماس ما شاء من خلقه، ومباين ما شاء منه، فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه، أو أقعده على منبر من نور، إذ كان من قولهم: إن جلوس الربّ على عرشه، ليس بجلوس يشغل جميع العرش، ولا في إقعاد محمد صلى الله عليه وسلم موجبا له صفة الربوبية، ولا مخرجه من صفة العبودية لربه، كما أن مباينة محمد صلى الله عليه وسلم ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية، ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين، كما أن الله عزّ وجلّ موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها، هو مباين له.
قالوا: فإذا كان معنى مباين لا يوجب لمحمد صلى الله عليه وسلم الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية، فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن، فقد تبين إذا بما قلنا أنه غير محال في قول أحد ممن ينتحل الإسلام ما قاله مجاهد من أن الله تبارك وتعالى يقعد محمدا على عرشه.
فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعاد الله محمدا على عرشه، وإنما ننكر إقعاده (معه).
حدثني عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا يحيى بن كثير، عن الجريريّ، عن سيف السَّدُوسيّ، عن عبد الله بن سلام، قال: إن محمدا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على كرسيّ الربّ بين يدي الربّ تبارك وتعالى، وإنما ينكر إقعاده إياه معه، قيل: أفجائز عندك أن يقعده عليه لا معه؟
فإن أجاز ذلك صار إلى الإقرار بأنه إما معه، أو إلى أنه يقعده، والله للعرش مباين، أو لا مماسّ ولا مباين، وبأيّ ذلك قال كان منه دخولا في بعض ما كان ينكره وإن قال ذلك غير جائز كان منه خروجا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإسلام، إذ كان لا قول في ذلك إلا الأقوال الثلاثة التي حكيناها، وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك أهـ.
فواعجبا لابن جرير ما حمله على هذا الشطط في آخر قوله إلا ما كان يلقى من العامة، فقد كان عندهم أن من لم يثبت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فهو متهم في دينه، متجهم في عقيدته، غير محب للنبي، ومع أن ابن جرير أراد أن يبين لهم أن التشريف ليس بالمكان بل بالمكانة فإنه تكلف بالاستدلال بخبر لا يبت عن عبدالله بن سلام.
وقد نقل القرطبي هذا القول عن ابن جرير وعلق بشيء لا بد لك من قراءته فقال:
القول الثالث: ما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت: المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثا.
وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد.
ولا ينكر مع ذلك أن يروى، والعلم يتأوله.
وذكر النقاش عن أبى داود السجستاني أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا، من أنكر جوازه على تأويله.
- قلت: وسيأتي الحديث عن ابن أبي داود بعد أن أفرغ من هذه المقالة –
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمرو بن عبدالبر: مجاهد وإن كان أحد الائمة يتأول القرآن فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم: أحدهما هذا والثانى في تأويل قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " قال: تنتظر الثواب، ليس من النظر اهـ.
قلت – أي القرطبي -: ذكر هذا في باب ابن شهاب في حديث التنزيل.
وروى عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش.
وهذا تأويل غير مستحيل، لان الله تعالى كان قبل خلقه الاشياء كلها والعرش قائما بذاته، ثم خلق الاشياء من غير حاجة إليها، بل إظهارا لقدرته وحكمته، وليعرف وجوده وتوحيده وكمال قدرته وعلمه بكل أفعاله المحكمة، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء من غير أن صار له مماسا، أو كان العرش له مكانا.
قيل: هو الآن على الصفة التى كان عليها من قبل أن يخلق المكان والزمان، فعلى هذا القول سواء في الجواز أقعد محمد على العرش أو على الارض، لان استواء الله تعالى على العرش ليس بمعنى الانتقال والزوال وتحويل الاحوال من القيام والقعود والحال التى تشغل العرش، بل هو مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه بلا كيف.
وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية، بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه.
وأما قوله في الاخبار: " معه " فهو بمنزلة قوله: " إن الذين عند ربك "، و " رب ابن لى عندك بيتا في الجنة ".
" وإن الله لمع المحسنين " ونحو ذلك.
كل ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة، لا إلى المكان أهـ.
وقال الواحدي: هذا القول مروي عن ابن عباس وهو قول رذل موحش فظيع لا يصح مثله عن ابن عباس، ونص الكتاب ينادي بفساده من وجوه.
الأول: أن البعث ضد الإجلاس بعثت التارك وبعث الله الميت أقامه من قبره، فتفسير البعث بالإجلاس تفسير الضد بالضد.
الثاني: لو كان جالساً تعالى على العرش لكان محدوداً متناهياً فكان يكون محدثاً.
الثالث: أنه قال {مَقَامًا} ولم يقل مقعداً {مَّحْمُودًا}، والمقام موضع القيام لا موضع القعود.
الرابع: أن الحمقى والجهال يقولون إن أهل الجنة يجلسون كلهم معه تعالى ويسألهم عن أحوالهم الدنيوية فلا مزية له بإجلاسه معه.
الخامس: أنه إذا قيل بعث السلطان فلاناً لا يفهم منه أجلسه مع نفسه انتهى باختصار أبي حيان (البحر المحيط 6/ 52).
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:51 م]ـ
وفي تفسير ابن جرير لهذه الآية من الفوائد ما يلي:
اولا-أن التهجد لا يكون إلا بعد نوم ورقدة، لأن الهجود في الأصل هو النوم، واستدل على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وبأقوال السلف.
ثانيا-ان التهجد على النبي صلى الله عليه وسلم فريضة وللأمة نافلة، وروى عن مجاهد: قال: النافلة للنبيّ صلى الله عليه وسلم خاصة من أجل أنه قد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر، فما عمل من عمل سوى المكتوبة، فهو نافلة من أجل أنه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب، فهي نوافل وزيادة، والناس يعملون ما سوى المكتوبة لذنوبهم في كفارتها، فليست للناس نوافل.
ثم قال: وأولى القولين بالصواب في ذلك، القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الله تعالى قد خصه بما فرض عليه من قيام الليل، دون سائر أمته، فأما ما ذكر عن مجاهد في ذلك، فقول لا معنى له، لأن رسول الله فيما ذُكِر عنه أكثر ما كان استغفارا لذنوبه بعد نزول قول الله عزّ وجلّ عليه (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) وذلك أن هذه السورة أنزلت عليه بعد مُنْصَرَفه من الحديبية، وأنزل عليه (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) عام قبض. وقيل له فيها (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) فكان يُعدُّ له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفار مائة مرّة ومعلوم أن الله لم يأمره أن يستغفر إلا لما يغفر له باستغفاره ذلك، فبين إذن وجه فساد ما قاله مجاهد.
ثالثا-تعليل معنى قول أهل العلم عسى من الله واجبة، وقال:
وإنما وجه قول أهل العلم: عسى من الله واجبة، لعلم المؤمنين أن الله لا يدع أن يفعل بعباده ما أطمعهم فيه من الجزاء على أعمالهم والعوض على طاعتهم إياه ليس من صفته الغرور، ولا شكّ أنه قد أطمع من قال ذلك له في نفعه، إذا هو تعاهده ولزمه، فإن لزم المقول له ذلك وتعاهده ثم لم ينفعه، ولا سبب يحول بينه وبين نفعه إياه مع الأطماع الذي تقدم منه لصاحبه على تعاهده إياه ولزومه، فإنه لصاحبه غارّ بما كان من إخلافه إياه فيما كان أطمعه فيه بقوله الذي قال له. وإذ كان ذلك كذلك، وكان غير جائز أن يكون جلّ ثناؤه من صفته الغرور لعباده صحّ ووجب أن كلّ ما أطمعهم فيه من طمع على طاعته، أو على فعل من الأفعال، أو أمر أو نهى أمرهم به، أو نهاهم عنه، فإنه موف لهم به، وإنهم منه كالعدة التي لا يخلف الوفاء بها، قالوا: عسى ولعلّ من الله واجبة.
وهذا نصيب ابن جرير مني هذا اليوم، ولعلي اعود إليه قريبا، فالعود إليه أحمد ...
ولابن أبي داود حديث يأتي إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
وقد كان من بعض حنابلة بغداد في القرن الرابع -رحمهم الله-شيء من البغي الذي يدخل أصحاب الحق خاصة إن كانت معهم دولة ..
وقد تأملت مراراً فيما صنعوه مع الطبري، وفيما فعله البربهاري مع أبي الحسن الأشعري، وتحسرتُ على ما يصنعه البغي إذا خالط صاحب الحق فبغى به ..
وكم لذلك في أيام الناس من نظائر ..
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:06 م]ـ
أخي ابافهر السلفي - رزقني وإياك أحوال السلف - أهل الفضل والعلم يعرفون مقامات العلماء، ويعرفون الحق لأهله، ولكن غالب الشغب يكون من الطغام وحشْوية المذاهب ..
وهؤلاء زبد يذهب جفاءا
وفي أحيان قليلة يعمي الحسد عن رؤية الحق، وتمنع المنافسة عن الاعتراف بالفضائل، ويقوى حظ النفس، وهوى الزعامة فيقع بعض العلماء في ما واجبهم الترفع عليه، والتجافي عنه .. والانصاف عزيز ..
ومع ذلك فأين نحن - في هذا الزمان - من هذا وذاك، اعني طلاب العلم في هذا الزمان فقد ابتلوا بالقيل والقال .. والطعن بحق وبغير حق، فلا الطاعن فينا عالم ولا المطعون سالم ..
والله المستعان .. ولا حول ولا قوة إلا به ..
وأما ما تفضلت به مما جرى بين البربهاري والأشعري فقد يكون مدخله غير هذا الذي نحن فيه ..
ولعلنا نتواصل لاحقا حول هذا الموضوع ..
يهمني الآن أن أكتب شيئا عن الإمام أبي بكر بن أبي داود فأستأذنك أخي.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:07 ص]ـ
بعد شكري لفضيلة الدكتور أحمد بن فارس - وقبل خبر أبي داود - أتوجه بسؤال:
1ـ هل نأخذ من حادثة ابن جرير منهجاً عمليا من علماء الأمة في:
التعامل مع الأخبار المتقررة في المجتمع (بالمجاملة إلى حد ما) أو نعتبرها (ضريبة مداهنة العوام)؟
ولزيادة لتوضيح:
هل نقول (هذا منهج في تعامل العالم مع بيئته ومجتمعه) بعدم المصادمة؟ أم نقول على العالم ألا يداهن أو يهادن،
ومن فعل فابن جرير أنموذجاً أمامه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:14 ص]ـ
بارك الله فيك ..
تعرض المصلح وحامل السنة والناطق بالحق القائم به على خلاف ما عليه الناس للفتن = سنة جارية غالبة على أحوال المصلحين المجددين ..
غير أنه ليس من مقامات الكمال أن يقصد العالم لتعريض نفسه للمحن والأرزاء وفتن العامة، وإنما محل النظر فيما إذا ازدحم البيان والبلاء من غير سعي منه ولا تعرض ..
فالرأي: أنه متى تعين على العالم القيام بالحق وكان في قعوده فتنة عامة تعم الأمة = وجب قيامه ولو كان في ذلك ذهاب نفسه ..
ومتى كان البلاء إنما هو في ازورار الناس عنه ونسبتهم إياه للمخالفة وطعنهم فيه بما لا يوقع الضرر عليه في بدن أو أهل أو مال = وجب عليه البيان وعدم الكتمان؛إذا هذا الصنف من البلاء لا ينفك عنه بيان الحق غالباً ..
أما متى كان كتمان الحق لا تترتب عليه فتنة عامة ويترتب على البيان أذى في البدن أو المال أو الأهل = فللعالم الرخصة في الكتمان والمداراة والرفق والتلطف، وفي سير بعض العلماء أخذ بالعزيمة، وكانت الرخصة تسعهم فعلى الله أجرهم.
والقدر المتفق عليه ألا يترتب على أخذهم بالعزيمة مضرة ومفسدة هي أعظم من مضرة أخذهم بالرخصة والعكس ..
فهذه طبقات ثلاث ولها حواشي وزوائد وأطراف لا تخفى على الفقيه المتأمل ..
وقانا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:57 م]ـ
شكر الله لك وبارك فيك.
لا يخفى على شريف علمكم أن هذا يخضع لأمور كثيرة بحسب الأمر نفسه، ومدى مخالفته، ويضبطه قواعد مثل درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وقواعد أخرى،،
ويذكرني هذا بما حصل في دولة بني أمية لما أخروا الصلاة على الخطبة في العيدين واستمروا على ذلك حتى ظنه الناس سنة، وصار الذي يدعوا الى السنة بدعيا في نظرهم.
وحتى قال ابو داود السجستاني: لما جاء بنو العباس وقدموالصلاة على الخطبة خرج الناس وهو يقولون: بدلت السنة بدلت السنة!!
فالله المستعان ..
وتفضل أخي عقيل بزيارتنا ...
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:44 م]ـ
يُنظر:
المدخل المفصل للشيخ بكر أبو زيد رح1 1: 361 - 368
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:29 م]ـ
أشكر أخي الكريم الدكتور أحمد السلوم على هذه المشاركة القيمة، ورحم الله العالم الجليل ابن جرير الطبري الذي نفع الله بعلمه.
ولدي سؤال حول هذه المسألة:
من العلماء الذين أخذ عنهم الطبري في أول طلبه للعلم اللغة والنحو الإمام أحمد بن يحيى الشيباني المشهور بثعلب، شيخ الكوفيين في النحو واللغة في زمانه، وقد توفي سنة 291هـ، ولم أجد - حسب بحثي - ذكراً له في تفسير الطبري لا في مسائل النحو ولا في مسائل اللغة وشرح الشعر، فهل فعلاً لم يذكره الطبري؟ وما هي العلة يا ترى في إغفاله وهو شيخه في أمورٍ لصيقة بالتفسير؟ هل يصح تعليل أحد الأصدقاء بأنه قد يكون سبب ذلك أن ثعلباً كان يحسب على الحنابلة، وأن الطبري أغفله مراعاة لهذه المحنة مع الحنابلة، ولا سيما أنه يملي تفسيره ببغداد؟
أرجو إبداء الرأي في هذه المسألة مشكوراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Jul 2010, 03:47 م]ـ
اخي الكريم الدكتور عبدالرحمن الشهري وفقه الله ...
ارجو ان تكون بصحة وعافية ..
وأن تكون هديتي إليك (دلائل النبوة للحافظ المستغفري) قد وصلتك.
ورحم الله ابن جرير لقد مضى مقلا من الدنيا، عازفا عن ملذاتها، مقبلا على العلم والتعلم، والنصح لله وكتابه ورسوله ..
وهو أحد أربعة حفاظ من أهل قرنه من أربعي الحافظ أبي الحسن، الذين ذكرهم طبقة بعد طبقة ..
اولا: لا يخفى على شريف علمكم أن الطبري رحمه الله كوفي المذهب، لكنه لا يتعصب لمذهبه، بل يذكر المذهبين مع حججها، ويرجح بإنصاف على نحو ما يفعل في مسائل الفقه والتفسير والقراءة .. فهو مجتهد مطلق في كل العلوم التي تصدى لها ..
نعم، قد يستخدم مصطلحات الكوفيين كأن يقول أجرت العرب هذا الحرف وما أجرت هذا ونحو ذلك، يريد ما ينصرف ومالا يصرف .. الخ.
ثانيا: ألحظ في تفسيره غالبا يجد أنه لا يذكر شيوخه إلا في رواية، يعني في إسناد، وغالب النحو الذي يذكره لا يضيفه لأحد بل يصوغه بعبارته، لأنه نحو عام يشترك فيه أهل الكوفة كلهم، والطبري موصوف بحسن العبارة، وجودة الصياغة.
وكذلك يذكر نحو البصرة دون أن ينسبه إلى شيخ واحد منهم، حتى حينما يذكر الأقوال الشاذة المشهورة بأصحابها فإنه يذكرها دون نسبة، وانظر لذلك تفسيره لقول الله عز وجل (ولات حين مناص) كيف ذكر قول أبي عبيد القاسم بن سلام - وهو كوفي المذهب- دون أن يسميه ثم ذكر حجته من كتابه
ثم رد عليه، وربما هذا يسجل في ورع هذا الشيخ وتوقيه، وفي منهجيته في التفسير، والشي نفسه ألحظه جليا في كتابه العجاب تهذيب الآثار، مع أنه يشرح في التهذيب لغة الحديث ويبين نحوه في فصل يعقده بعد كل رواية، ومع ذلك فإنه لا يسمي أحدا.
ثالثا: لا شك أن ابن جرير استفاد من ثعلب وغيره من شيوخه، لكن عدم ذكره ليس لأجل المحنة المذكورة قطعا، وهناك أدلة:
منها: أنه لم يذكر ثعلبا ولا غيره من الشيوخ في كتابه الا ما ندر ... فهل يقال فيهم كما قيل في ثعلب!
ومنها: أن ثعلبا ليس من كبار شيوخ ابن جرير .. ولا لازمه ابن جرير طويلا .. ولا أبعد إن زعمت أنه كان لابن جرير شيخ كتاب فحسب .. ، وهو يكبر ابن جرير بنحو 24 سنة تقريبا ..
ومنها: أن ابن جرير ألف كتابه (التفسير) في حياة ثعلب، ثم أملاه سنة 83 إلى سنة 90 يعني قبل وفاة ثعلب، وابن جرير تعرض للمحنة آخر أيام حياته سنة 310.
فإنه من المحنة ما استطاعوا اظهار جنازته للعامة فدفنوه في رحبة بيته.
ومعلوم أن المحنة لم تدم طويلا أبدا بل إن بعضهم ضرب صفحا عنها كأنه يشكك بها، أعني الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، تماما كما ضرب صفحا عن محنة الإمام أحمد فلم يذكرها.
ثم - سيدي الكريم - بين تأليفه للتفسير ووفاته 30سنة، وقد تغير اجتهاده في المسألة ففي التفسير مع اعترافه بخطأ هذا التأويل إلا أنه لم يمنعه، وفي آخر حياته أنشد:
سبحان من ليس له أنيس ولا على كرسيه جليس،
فقد عد هذا القول مخالفا للتنزيه ولذلك ابتدأ بالتنزيه فقال: سبحان ...
اليس كذلك؟!
اخيرا: حنبلية ثعلب ليست حنبلية مذهب، ومن أين لنا أن نثبت ذلك، ألمجرد كونه دخل على الإمام أحمد مرة فأنشده الإمام أبياتا من الشعر!! يعد حنبليا، وهل كان المذهب قد تبلور في مذهب آنذاك.
بل لو قلت إن ابن جرير أحق وأعلم بالإمام أحمد من ثعلب لما أبعدت ..
وشكر الله لك أخي الكريم عبدالرحمن وبارك فيك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:00 ص]ـ
أخي العزيز الدكتور أحمد السلوم وفقه الله: أشكرك على هذه الإجابة العلمية الموفقة، وأشكرك على هديتك التي وصلتني في حينها، ولم أجد سبيلاً لشكرك لعدم تلقي أي ردٍّ من قبلُ على رسائلي التي أرسلها إليك عبر الهاتف الجوال أو البريد فتيقنت أَنَّني أُرسلُ لرقمٍ خاطئٍ أو بريدٍ خاطئ، فجزاك الله خيراً وتقبَّل منك.
وأمَّا ما تفضلتم به من الجواب فقد أحسنتم تصوير الموضوع لي، ولم أكن تتبعته من قبلُ بِهذه الصورة، وإنَّما أخذتُ كلام صاحبي عن حنبليَّة ثعلبٍ دون مراجعةٍ قبل أيامٍ، وكلامك وجيه.
وأما تتلمذ الطبري على ثعلب فقد ذكر أهل التراجم مثل ياقوت الحموي في معجم الأدباء (6/ 2451 - 2452) هذه العبارة في ترجمة ابن جرير الطبري:
(وقال أبو عمر محمد بن عبدالواحد الزاهد: سَمعتُ ثعلباً يقول: قرأ عليَّ أبو جعفر الطبري شعرَ الشعراءِ قبل أن يكثرَ الناس عندي بِمدةٍ طويلةٍ. وقال أبو بكر بن المُجاهد، قال أبو العباس - أي ثعلب - يوماً: من بقي عندكم - يعني في الجانب الشرقي ببغداد - من النحويين؟ فقلتُ: ما بقي أحدٌ، مات الشيوخ. فقال: حتى خلا جانبكم؟ قلتُ: نعم إلا أن يكون الطبري الفقيه، فقال لي: ابن جرير؟ قلتُ: نعم. قال: ذاك من حذاق الكوفيين. قال أبو بكر: وهذا من أبي العباس كثيرٌ، لأنه كان شديد النفس شرس الأخلاق، وكان قليل الشهادة لأحد بالحذق في علمه)
ففهمتُ من هذه العبارات - ولا سيما كلام غلام ثعلب الزاهد - أن الطبري قد لازم ثعلباً في أول طلبه للعلم قبل ازدحام الطلاب على ثعلب نفسهِ بِمدةٍ طويلةٍ، وقرأَ عليه شعرَ الشعراء، وهذا - في نظري - لا يعني الاقتصار على قراءة الأشعار فحسبُ، وإِنَّما يعني الملازمة وفهم تلك الأشعار، ومعرفة غريبها، وقد يكون سبق ذلك دراسة للنحو على ثعلب والله أعلم فليس مجرد تلمذة كتاب كما يبدو.
وأما إغفال الطبري لذكر شيوخه ما لم يرد ذلك في الأسانيد فهذا واضح في كتابه كما تفضلتم رحمه الله وغفر له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[20 Jul 2010, 12:10 م]ـ
أخي الدكتور عبدالرحمن:
نفعني الله وإياك بعلوم أئمتنا،،،
الأحظ من عمل الشيخ شاكر رحمه الله أن غالب الشواهد الشعرية التي يذكرها ابن جرير - لا سيما التي يستدل بها للكوفيين - يخرجها الشيخ من مجالس ثعلب ..
فلا شك في استفادة شيخ الإسلام ابن جرير من ثعلب .. رحمهم الله أجمعين ..
وأعتذر إليك شيخ عبدالرحمن عن تقصيري بالتواصل مع الفضلاء من أمثالكم، ف (لعل له عذرا وأنت تلوم)، وندعوكم الى زيارتنا في حفر الباطن، وقضاء أيام في أجوائها الحارقة ..
وأتطلع للتواصل معكم، والتشرف بسماع صوتكم .. والله يحفظكم ويرعاكم ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 12:51 م]ـ
كل شيء جميل في هذا الموضوع إلا ذاك الجمع النشاز (البغاددة) فهلا قلت أهل بغداد أو البغداديين على الأقل؟؟؟؟ بارك الله بفضيلتكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 12:59 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد وشكر لكم، وقد تبين لي أن رقم الجوال الذي وضعته صحيح، ولكن يبدو أنك لا تجيب إلا الخواص.
يسعدني التواصل معكم بإذن الله، وأسأل الله لكم التوفيق دوماً.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[20 Jul 2010, 07:50 م]ـ
شكرا لك أخي تيسير على هذا التنبيه، فهو جمع قر في ذهني من بعض الكتب، فلنستبدله بما أحببت، على أنه لا يوجد في اللغة ما أسميته بجمع النشاز، أليس كذلك؟ وشكرا لمطالعتكم مقالتي، ونستفيد من ملاحظاتكم.
أخي عبدالرحمن، المتصل إما أن يكون ذا مروءة مثلك إجابته فرض، وإما أن يكون ذا حاجة إجابته فضيلة، ولستُ ممن لا يجيب إلا على الخواص، أسعدك الله وأسبغ علينا وعليك لباس الستر والعافية.
(/)
أبناؤنا وتدبر القرآن
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نفرح حين نرى من أبنائنا من وفق لحفظ القرآن الكريم والتحق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في هذه البلاد المباركة ـ لاحرمنا الله خيراتها ـ نسأله سبحانه أن يزيد الخير ....
لكن يكبر فرحنا حين تأتي طفلة صغيرة وتسأل: مامعنى كذا وكذا؟
أو شاب صغير يقلب كتاب تفسير بعد أن عرض له سؤال من قراءته لآية ...
إنها بوادر تبشر بخير لجيل قرآني متدبر لكلام ربه ومن ثم عامل به بإذن الله .. لا .. مجرد الحفظ فحسب ...
ونحن الآن في بداية الإجازة الصيفية ....
وعلى قرب من نفحات شهر رمضان ...
هل يمكننا أن نفكر بأفكار عملية نستطيع بها تدريب أبنائنا وبناتنا على تدبر كتاب الله كل ٌ بحسب عمره ومدى استيعابه؟!
ليتكم هنامشائخنا وأساتذتنا الفضلاء تذكرون لنا بعض الأفكار العملية التى يمكن أن نستفيد منها عمليًا في تدبر أبنائنا للقرآن ....
وأرجو توجيه الأفكار بالدرجة الأولى للوالدين في البيت ... ثم للمربين ....
وياحبذا من مرّ بتجربة عملية يذكرها لنا ....
وهل هناك كتب تفسير مناسبة للصغار بعدسن العاشرة مثلًا .... ؟!
وجزاكم الله جميعًا خير الجزاء ....
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[14 Jul 2010, 04:30 ص]ـ
لي عودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى وجزيت خيرا على هذا الطرح الكريم
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:21 ص]ـ
توجد عدة تفاسير للأطفال، وأظنها صالحة لموضوع ماجستير في التربية.
من أحسن ما رأيته في الباب:
1 - قصص للأطفال توصل لهم معاني السور من العلق للناس، وقد جعل الكاتب وهو عبد الودود يوسف - رحمه الله - لكل سورة قصة مفردة، وقد يقسم قصة السورة إلى عدة أجزاء، والقصص مشوقة للغاية، لكن إخراجها متواضع لأنها طبعت قبل حوالي ثلاثين سنة في سوريا، ويستطيع الوالدان قراءة القصة ثم سردها للطفل باللغة الأنسب له، والقصص متوفرة في دار الرشيد - فرع لبنان -، كما أن بعضها في الشبكة في موقع: (رابطة أدباء الشام).
2 - تفسيرلجزء عم على شكل مسابقات من جنس الكلمات المتقاطعة بعنوان: (الموسوعة القرآنية - جزء عم -) أعدته: نجاة بنت لطفي البلبيسي، وتوزعه دار النبتة بجدة.
أما التجارب فمنها ما قام به بعض الإخوة من عمل نشاط يومي خلال شهر رمضان بحيث يخصص كل يوم لسورة؛ فمثلاً:
سورة الضحى
1 - يقص على الطفل سبب النزول المعروف.
2 - ينبه الطفل على شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ويجعل للطفل ورد من القرآن خلال الشهر.
3 - يزور الوالد أو الوالدة مع الأطفال يتيمًا، ويعطيانه هدية.
4 - يتحاور الوالدان مع الأبناء حول الفرق بين الضحى بنوره والليل بظلامه.
وكانت الفكرة قائمة على تبادل الأفكار اليومية ابتداء من أول ليلة من رمضان بحيث تتبادل الأفكار برسائل الجوال،وينفذ الشخص ما يراه مناسباً في اليوم التالي.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:23 ص]ـ
شكر الله لك اهتمامك بهذا لموضوع المهم، والذي هو الغاية من إنزال القرآن، وتدبر القرآن عمل قلبي لا عقلي، أي أنه نوع من تفاعل القلب مع الهدايات والإرشادات التي أشار إليها القرآن
وإني أقترح عليك الدخول من باب المدارسة الذي أشار إليه النبي صل1 في قوله (ويتدارسونه بينهم)
والأهم في المدارسة أن تكون تفاعلية يتشارك فيها جميع المتدارسين.
وبصورة عملية: لو أحببنا التدارس حول الاستعاذة كمدخل أمرنا الله به قبل قراءة القرآن يمكن طرح الأسئلة التالية على المتدارسين سواء كانوا صغارا أو كبارا، لكن تختلف طريقة العرض والمحاورة:
ما معنى الاستعاذة؟
هل الاستعاذة عمل لساني أم قلبي؟
من المستعاذ به؟
من المستعاذ منه؟
من المستعيذ؟
ما حاجة الإنسان للاستعاذة؟
ما شرط التلذذ بالاستعاذة؟ (الإحساس بالعجز والخطر)
ما الفوائد التي تعود على الإنسان من الاستعاذة؟
التطبيق العملي للاستعاذة والمعايشة القلبية وأثرها في نجاة الإنسان من المعاصي والفتن يوسف ومريم عليهما السلام أنموذجا.
مواطن ورود الاستعاذة في السنة وكيفية التأسي بالنبي صل1 فيها.
ما هي الهدايات والإرشادات السلوكية التي يمكن استفادتها من الاستعاذة؟
ما هي التطبيقات العملية للاستعاذة في حياة الإنسان؟
هذه فكرة في المدارسة لعلها تكون نافعة، وأسأل الله أن ينفعنا بكتابه ويرزقنا فهمه والعمل به
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Jul 2010, 08:08 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم عبد الله على طرح هذه المسألة وكم أتمنى أن نسمع عن دور تدبر القرآن للصغار والكبار قريباً بإذن الله.
أختي الفاضلة الأطفال يحبون القصص كثيراً فيمكنكم البدء بالآيات التي تتحدث عن قصص الأنبياء فتبدأين بقصة ما ثم يبدأ التحاور كل من الأطفال يأتي بما فهمه من القصة أو ماذا استنتج منها وكيف يمكن أن نعكس هذه القصة على واقعنا وهكذا لأن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه للقصة وأبطالها تجعله يتفكر فيها بشكل أفضل وبعد أن يكبر الأطفال يمكن الانتقال إلى مرحلة أخرى وهو أخذ عدة آيات في موضوع ما وشرحها لهم شرحاً مبسطاً مع ربطها بأمثال من واقعنا ليتفاعل معها الأطفال ويبدأون تطبيقها فمثلاً إذا تحدثت عن الآيات التي تدعو لحسن الخلق أو العفو أو التسامح أو الأمانة وتعطينهم أمثلة عديدة وتجعلين الأطفال يشاركون بما عندهم من موقف حصل معهم أو مع من يعرفوه قد يدخل تحت الموضوع فيربطون الآيات بالحياة العملية ثم يكون هناك أسبوع نشاطات متعلقة بهذا الخُلُق الذي تم تدارسه. همذا يعيش الأطفال مع القرآن معنى وتطبيقاً إضافة إلى حفظه فيتحقق الهدف من القرآن ألا وهو تدبره وتطبيق منهجه.
أسأل الله لك التوفيق في هذا المشروع الطيب ولعل الأعضاء الكرام يطرحون خططهم ثم تصاغ بشكل منهج ويعمم على دور التحفيظ لنخرج بجيل قرآني واعٍ للقرآن قلباً وقالباً كما قالت السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان قرآناً يمشي على الأرض".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:11 م]ـ
لي عودة إلى الموضوع إن شاء الله تعالى وجزيت خيرا على هذا الطرح الكريم
بارك الله فيكم ........
وننتظر عودتكم ......
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:15 م]ـ
توجد عدة تفاسير للأطفال، وأظنها صالحة لموضوع ماجستير في التربية.
من أحسن ما رأيته في الباب:
1 - قصص للأطفال توصل لهم معاني السور من العلق للناس، وقد جعل الكاتب وهو عبد الودود يوسف - رحمه الله - لكل سورة قصة مفردة، وقد يقسم قصة السورة إلى عدة أجزاء، والقصص مشوقة للغاية، لكن إخراجها متواضع لأنها طبعت قبل حوالي ثلاثين سنة في سوريا، ويستطيع الوالدان قراءة القصة ثم سردها للطفل باللغة الأنسب له، والقصص متوفرة في دار الرشيد - فرع لبنان -، كما أن بعضها في الشبكة في موقع: (رابطة أدباء الشام).
2 - تفسيرلجزء عم على شكل مسابقات من جنس الكلمات المتقاطعة بعنوان: (الموسوعة القرآنية - جزء عم -) أعدته: نجاة بنت لطفي البلبيسي، وتوزعه دار النبتة بجدة.
أما التجارب فمنها ما قام به بعض الإخوة من عمل نشاط يومي خلال شهر رمضان بحيث يخصص كل يوم لسورة؛ فمثلاً:
سورة الضحى
1 - يقص على الطفل سبب النزول المعروف.
2 - ينبه الطفل على شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ويجعل للطفل ورد من القرآن خلال الشهر.
3 - يزور الوالد أو الوالدة مع الأطفال يتيمًا، ويعطيانه هدية.
4 - يتحاور الوالدان مع الأبناء حول الفرق بين الضحى بنوره والليل بظلامه.
وكانت الفكرة قائمة على تبادل الأفكار اليومية ابتداء من أول ليلة من رمضان بحيث تتبادل الأفكار برسائل الجوال،وينفذ الشخص ما يراه مناسباً في اليوم التالي.
بارك الله فيكم .... على ماذكرتم من مراجع وأفكار عملية .... وكم هو محظوظ ذلك الطفل التى تقوم أسرته بمثل تلك الأفكار ..
أعان الله الجميع على ماولاهم ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:30 م]ـ
شكر الله لك اهتمامك بهذا لموضوع المهم، والذي هو الغاية من إنزال القرآن، وتدبر القرآن عمل قلبي لا عقلي، أي أنه نوع من تفاعل القلب مع الهدايات والإرشادات التي أشار إليها القرآن
وإني أقترح عليك الدخول من باب المدارسة الذي أشار إليه النبي صل1 في قوله (ويتدارسونه بينهم)
والأهم في المدارسة أن تكون تفاعلية يتشارك فيها جميع المتدارسين.
جميل جدًا وطريقة غير مملة ...
لكن كيف لنا نوجه الطفل في أسئلته الطفولية عند محاورتنا له ......
مثلًا في قصة فرعون ممكن أن يقاطع الطفل ويسأل: عن اسم فرعون؟ وشكله مثلًا؟ ووووالخ
فهل ننتظر تساؤلاته أم نبدأ بوضع ضوابط للحوار؟
وبصورة عملية: لو أحببنا التدارس حول الاستعاذة كمدخل أمرنا الله به قبل قراءة القرآن يمكن طرح الأسئلة التالية على المتدارسين سواء كانوا صغارا أو كبارا، لكن تختلف طريقة العرض والمحاورة:
ما معنى الاستعاذة؟
هل الاستعاذة عمل لساني أم قلبي؟
من المستعاذ به؟
من المستعاذ منه؟
من المستعيذ؟
ما حاجة الإنسان للاستعاذة؟
ما شرط التلذذ بالاستعاذة؟ (الإحساس بالعجز والخطر)
ما الفوائد التي تعود على الإنسان من الاستعاذة؟
التطبيق العملي للاستعاذة والمعايشة القلبية وأثرها في نجاة الإنسان من المعاصي والفتن يوسف ومريم عليهما السلام أنموذجا.
مواطن ورود الاستعاذة في السنة وكيفية التأسي بالنبي صل1 فيها.
ما هي الهدايات والإرشادات السلوكية التي يمكن استفادتها من الاستعاذة؟
ما هي التطبيقات العملية للاستعاذة في حياة الإنسان؟
هذه فكرة في المدارسة لعلها تكون نافعة، وأسأل الله أن ينفعنا بكتابه ويرزقنا فهمه والعمل به
ماشاء الله زادكم الله من واسع فضله ....
فكرة ممتازة وتسلسل مناسب ....
بارك الله فيكم وفي علمكم ....
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم عبد الله على طرح هذه المسألة وكم أتمنى أن نسمع عن دور تدبر القرآن للصغار والكبار قريباً بإذن الله.
يارب .. كم نتمنى ذلك .....
وكم نتمى مراكز ومدارس لتعليم تدبر القرآن .......
أختي الفاضلة الأطفال يحبون القصص كثيراً فيمكنكم البدء بالآيات التي تتحدث عن قصص الأنبياء فتبدأين بقصة ما ثم يبدأ التحاور كل من الأطفال يأتي بما فهمه من القصة أو ماذا استنتج منها وكيف يمكن أن نعكس هذه القصة على واقعنا وهكذا لأن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه للقصة وأبطالها تجعله يتفكر فيها بشكل أفضل وبعد أن يكبر الأطفال يمكن الانتقال إلى مرحلة أخرى وهو أخذ عدة آيات في موضوع ما وشرحها لهم شرحاً مبسطاً مع ربطها بأمثال من واقعنا ليتفاعل معها الأطفال ويبدأون تطبيقها فمثلاً إذا تحدثت عن الآيات التي تدعو لحسن الخلق أو العفو أو التسامح أو الأمانة وتعطينهم أمثلة عديدة وتجعلين الأطفال يشاركون بما عندهم من موقف حصل معهم أو مع من يعرفوه قد يدخل تحت الموضوع فيربطون الآيات بالحياة العملية ثم يكون هناك أسبوع نشاطات متعلقة بهذا الخُلُق الذي تم تدارسه. همذا يعيش الأطفال مع القرآن معنى وتطبيقاً إضافة إلى حفظه فيتحقق الهدف من القرآن ألا وهو تدبره وتطبيق منهجه.
أسأل الله لك التوفيق في هذا المشروع الطيب ولعل الأعضاء الكرام يطرحون خططهم ثم تصاغ بشكل منهج ويعمم على دور التحفيظ لنخرج بجيل قرآني واعٍ للقرآن قلباً وقالباً كما قالت السيدة عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان قرآناً يمشي على الأرض".
آمين .........
شكر الله لك .... وبارك فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:03 م]ـ
وقع في يدي قبل ساعات كتاب لطيف عنوانه " القرآن الكريم - التفسير المصور-: جزء عمّ"، أعده: حامد الفلاحي، راجعه: د/ إحسان الطيف الدوري، ونشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت، والكتاب متميز بتنوع طرق العرض ما بين:
1/ صور متعددة.
2/ معلومات متنوعة ذات ارتباط بالآيات؛ فمثلاً: تجد معلومات عن الأرض والجمل والجبال ... إلخ.
3/ أحاديث شريفة موجزة تساعد في فهم الآيات.
4/ نقول سهلة الفهم لكنها عن كبار أهل العلم كالزجاج وابن كثير والقرطبي وغيرهم.
5/ معلومات قيمة في النحو واللغة وغيرها بأسلوب ميسر؛ فمثلاً تم توضيح دلالة الاستفهام في: (فأين تذهبون) بعبارة سهلة معينة على الفهم.
6/ تقسيم الصفحة بشكل لطيف بحيث لا يكون الكلام مسروداً بطريقة مملة بل تجد في الصفحة كما يقال: من كل بستان زهرة.
وأخيراً فالتنوع في المعلومات مزية واضحة في الكتاب.
وأرى أن الكتاب لو تحسن إخراجه من خلال ألوان أكثر جذباً للصغار لزاد جمالاً على جماله.
وللأسف فقد علمت قبل فترة أن النصارى ألفوا لكل سنة من سني الطفل كتاباً يوصل إليه معاني كتابهم المحرف ونحن أولى بهذا الأمر منهم، وكما قلت في مشاركة سابقة حبذا لو كتب متخصص في التربية بحثا بعنوان: " تفسير القرآن للأطفال بين الواقع والمأمول"ن حتى نخرج بمعالم التفسير المطلوب ثم يقوم عدد من المتخصصين في التفسير وغيره بإعداده
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Jul 2010, 12:47 ص]ـ
أحبتي الأكارم:
عَوداً على العنوان الرئيس للموضوع أسألكم: هل الأطفال فعلاً بحاجةٍ إلى التدبُّر.؟
والجوابُ فيما أظنُّ ينبني على التفريقِ بين مطلقِ الإفادةِ من معاني وقصصِ وهداياتِ وآداب القرآن وبين التدبر , لأنَّ التدبُّرَ مرحلةٌ فكريةٌ لا تتناسبُ مع أعمار الأطفال ومستوياتهم الذهنيَّة , وهي تكليفٌ بما لم يكلف به الله تعالى.
ولذلك يقول السيوطي رحمه الله في وصفه للتدبر (وتسن القراءة بالتدبر والتفهم , وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب)
ومثلُ هذا لا يُتصوَّرُ ولا يُطلبُ من غير المُكلَّفِ لما يقومُ عليه التدبُّر وأهدافهُ من أعمالٍ قلبيةٍ كالعظةِ والاعتبارِ وبدنيةٍ كقشعريرةِ الجلدِ وجريانِ العين , خصوصاً عند تأمُّل تعريفات اللغويينَ للتدبُّر التي ترمي بمجموعها إلى الوصولِ لأقصى دلالاتِ الآياتِ وأبعد مراميها , وإدراكِ المقاصد.
وعليه: فإنَّ تعلُّق الأطفالِ وربطَهم بالقرآن الكريم ينبغي أن يكونَ وفقَ منهجٍ مدروسٍ مبنيٍّ على احتياجاتِ وقُدراتِ واستيعاب الأطفال , والله تعالى أعلمُ
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمود ... نبهتني لما ذهلت عنه فكتبتُ ما كتبت دون قصد إلى موضوع تدبر الأطفال - أصلاً-، وإنما كان القصد تحبيب الإطفال في القرآن مع إفهامهم لمعانيه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:39 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل محمود على هذا التنبيه الذي غفلنا عنه في هذا الموضوع فجزاك الله عنا كل خير ولا حرمنا من توجيهاتك القيمة.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Aug 2010, 10:40 م]ـ
وقع في يدي قبل ساعات كتاب لطيف عنوانه " القرآن الكريم - التفسير المصور-: جزء عمّ"، أعده: حامد الفلاحي، راجعه: د/ إحسان الطيف الدوري، ونشرته دار البشائر الإسلامية ببيروت، والكتاب متميز بتنوع طرق العرض ما بين:
1/ صور متعددة.
2/ معلومات متنوعة ذات ارتباط بالآيات؛ فمثلاً: تجد معلومات عن الأرض والجمل والجبال ... إلخ.
3/ أحاديث شريفة موجزة تساعد في فهم الآيات.
4/ نقول سهلة الفهم لكنها عن كبار أهل العلم كالزجاج وابن كثير والقرطبي وغيرهم.
5/ معلومات قيمة في النحو واللغة وغيرها بأسلوب ميسر؛ فمثلاً تم توضيح دلالة الاستفهام في: (فأين تذهبون) بعبارة سهلة معينة على الفهم.
6/ تقسيم الصفحة بشكل لطيف بحيث لا يكون الكلام مسروداً بطريقة مملة بل تجد في الصفحة كما يقال: من كل بستان زهرة.
وأخيراً فالتنوع في المعلومات مزية واضحة في الكتاب.
وأرى أن الكتاب لو تحسن إخراجه من خلال ألوان أكثر جذباً للصغار لزاد جمالاً على جماله.
وللأسف فقد علمت قبل فترة أن النصارى ألفوا لكل سنة من سني الطفل كتاباً يوصل إليه معاني كتابهم المحرف ونحن أولى بهذا الأمر منهم، وكما قلت في مشاركة سابقة حبذا لو كتب متخصص في التربية بحثا بعنوان: " تفسير القرآن للأطفال بين الواقع والمأمول"ن حتى نخرج بمعالم التفسير المطلوب ثم يقوم عدد من المتخصصين في التفسير وغيره بإعداده
بارك الله فيكم ........
ولعل الله ييسر من يهتم بتأليفات تساعد على ربط الأطفال بكتاب ربهم حسب مايناسب كل مرحلة عمرية .........
وأنا لاأخفيكم أنني آمل من (مركز تفسير) والقائمين على (جوال تدبر) أن ييسر الله لهم إخراج سلسلة قصص القرآن للأطفال بشكل شيق ومناسب ... وكذلك مثلًا (جوال قرآني للصغار كهيئة مسابقات أو أسئلة شيقة.الخ)
(جوال تدبر) و (برنامج بينات) و (برنامج التفسير المباشر).الخ كانت كلنا أحلام تراودنا إلى أن يسرها الله ....
فاللهم يارب يسر من البرامج مايعرف به صغارنا عظمة كتاب ربهم.ومايربطهم به ربطًا قويًا ...
آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Aug 2010, 10:55 م]ـ
أحبتي الأكارم:
عَوداً على العنوان الرئيس للموضوع أسألكم: هل الأطفال فعلاً بحاجةٍ إلى التدبُّر.؟
والجوابُ فيما أظنُّ ينبني على التفريقِ بين مطلقِ الإفادةِ من معاني وقصصِ وهداياتِ وآداب القرآن وبين التدبر , لأنَّ التدبُّرَ مرحلةٌ فكريةٌ لا تتناسبُ مع أعمار الأطفال ومستوياتهم الذهنيَّة , وهي تكليفٌ بما لم يكلف به الله تعالى.
ولذلك يقول السيوطي رحمه الله في وصفه للتدبر (وتسن القراءة بالتدبر والتفهم , وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب)
ومثلُ هذا لا يُتصوَّرُ ولا يُطلبُ من غير المُكلَّفِ لما يقومُ عليه التدبُّر وأهدافهُ من أعمالٍ قلبيةٍ كالعظةِ والاعتبارِ وبدنيةٍ كقشعريرةِ الجلدِ وجريانِ العين , خصوصاً عند تأمُّل تعريفات اللغويينَ للتدبُّر التي ترمي بمجموعها إلى الوصولِ لأقصى دلالاتِ الآياتِ وأبعد مراميها , وإدراكِ المقاصد.
وعليه: فإنَّ تعلُّق الأطفالِ وربطَهم بالقرآن الكريم ينبغي أن يكونَ وفقَ منهجٍ مدروسٍ مبنيٍّ على احتياجاتِ وقُدراتِ واستيعاب الأطفال , والله تعالى أعلمُ
بارك الله فيكم وفي علمكم ........
استفدت ُ كثيرًا من هذا التعليق .....
كان المفترض أن أقول:
كيف نعلق أبنائنا بكتاب الله؟
أشكر لكم توجيهكم ....
(/)
تساؤلات في قصة يوسف عليه السلام
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:49 م]ـ
إليكم أيها الأخوة الأعضاء بعض التساؤلات عن قصة يوسف عليه السلام لم أجد لها أجوبة في كتب التفسير:
أولها: لماذا فسرت الكواكب الأحد عشر بأنها أخوة يوسف بمعنى مالرابط بين الكواكب وأخوة يوسف؟
ثانيها: هل علم الله يوسف تأويل جميع الرؤى أم بعضها؟
ثالثها: لماذا أحب يعقوب عليه السلام ابنه يوسف كل ذاك الحب؟
رابعها: هل صحيح أن أخوة يوسف لم يكونوا على علم بأن الذئب يأكل الإنسان حتى أخبرهم أبوهم بذلك؟
خامسها: هل صحيح أن إخوة يوسف جاؤوا بقميص يوسف غير ممزق؟
سادسها: كم كان عمر يوسف عليه السلام حين راودته امرأة العزيز؟
وسأرجئ بقية التساؤلات إلى مشاركة قادمة إن شاء الله
أرجو الإجابة العلمية على هذه التساؤلات من الأخوة الأكارم ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:31 م]ـ
أسئلة أخينا محمد قاسم اليعربي والجواب عليه http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=110396#post110396)
إليكم أيها الأخوة الأعضاء بعض التساؤلات عن قصة يوسف عليه السلام لم أجد لها أجوبة في كتب التفسير:
أولها: لماذا فسرت الكواكب الأحد عشر بأنها أخوة يوسف بمعنى مالرابط بين الكواكب وأخوة يوسف؟
عادة الرؤيا تفسر من خلال ربطها بحال صاحبها والعلاقة هنا والله أعلم في العدد فإخوة يوسف كان عددهم أحد عشر وأمه وأبيه أو خالته.
ثانيها: هل علم الله يوسف تأويل جميع الرؤى أم بعضها؟
تأويل الأحاديث في قصة يوسف يشمل الرؤى وغيرها من الإخبار بأمور الغيب فهو مؤيد بالوحي.
"وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ" "الَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي"
ثالثها: لماذا أحب يعقوب عليه السلام ابنه يوسف كل ذاك الحب؟
أمر طبيعي أن يحب الوالد ولده فإذا أضيف إلى ذلك بعض الأمور التي يزيد معه الحب فيوسف عليه السلام كان الأصغر بين إخوته والصغير دائما يتعلق القلب به أكثر من غيره ثم إذا أضفت إلى ذلك ما توسم فيه أبوه من الخير والاصطفاء من الله تبين لك الأمر
رابعها: هل صحيح أن أخوة يوسف لم يكونوا على علم بأن الذئب يأكل الإنسان حتى أخبرهم أبوهم بذلك؟
ألم يقولوا لأبيهم:
قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)
؟
خامسها: هل صحيح أن إخوة يوسف جاؤوا بقميص يوسف غير ممزق؟
الله أعلم
سادسها: كم كان عمر يوسف عليه السلام حين راودته امرأة العزيز؟
قد بلغ مبلغ الرجال.
(/)
القرآن كتابي: هكذا يكون التلقي
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:50 م]ـ
القرآن كتابي: هكذا يكون التلقي
الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحمةً للعالَمين، نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليْه وآله أجمعين.
وبعد:
فهذه كلمات أبيّن بها الطَّريق نحو منهج التلقّي الَّذي يجب للقرآن، وأعْني هنا التلقّي الإيماني العمَلي، لا التلقّي الإسنادي، وذلك أنَّ كثيرًا من النَّاس غفلوا عن هذا التلقّي، وتناسَوه كثيرًا، وأُجْمِل كلماتي في محاور مُتتالية:
1 - القرآن والمكانة السَّامية:
إنَّ الوقوف على آيةٍ واحدة من كتاب الله - تعالى - من عشرات الآيات، تكفي بأن تبيّن لنا مكانةَ هذا الكتاب المنزَّل: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ? [الإسراء: 9].
وبالنَّظر إلى هذه الآية الكريمة، تأمّلاً وفهْمًا، تستبين لنا جلالة هذا الكتاب، وكتُب التَّفسير وقفتْ على شيء من ذلك، فقد قال شيخ المفسّرين ابنُ جرير الطَّبري في هذه الآية: "يقول - تعالى ذكره -: إنَّ هذا القرآن الذي أنزلْناه على نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُرشد ويسدِّد من اهتدى به (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يقول: للسَّبيل الَّتي هي أقوم من غيرها من السُّبل، وذلك دين الله الَّذي بعث به أنبياءَه وهو الإسلام، يقول - جلَّ ثناؤه -: فهذا القُرآن يهدي عبادَ الله المهْتدين به إلى قصْد السَّبيل الَّتي ضلَّ عنها سائر أهل المِلَل المكذِّبين به".
وقال ابنُ كثير - رحِمه الله تعالى - في هذه الآية: "يَمدح - تعالى - كِتابَه العزيز الَّذي أنزله على رسولِه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو القُرآن، بأنَّه يَهدي لأقْوم الطُّرق، وأوضح السّبل ? وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ? به ? الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ? على مقتضاه ? أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ? أي: يوم القيامة".
وقال العلاَّمة السَّعدي - رحِمه الله تعالى -: "يُخبر - تعالى - عن شرف القرآن وجلالتِه، وأنَّه ? يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? أي: أعدل وأعلى، من العقائد والأعْمال والأخلاق، فمَنِ اهتدى بما يدعو إليْه القرآن كان أكملَ النَّاس وأقومَهم وأهداهم في جَميع أموره، ? وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ? من الواجبات والسّنن، ? أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ? أعدَّه الله لهم في دار كرامتِه لا يعلم وصْفه إلاَّ هو".
وقال صاحب "الظّلال" - رحِمه الله تعالى -: "هكذا على وجْه الإطلاق فيمَن يهديهم وفيما يهديهم، فيشمل الهُدى أقوامًا وأجيالاً بلا حدود من زمانٍ أو مكان، ويشمَل ما يهديهم إليْه كلَّ منهج وكلَّ طريق، وكلَّ خير يهتدي إليه البشَر في كلّ زمانٍ ومكان، يَهدي للَّتي هي أقوم في عالَم الضَّمير والشعور، بالعقيدة الواضحة البسيطة الَّتي لا تعقيد فيها ولا غموض، والَّتي تُطلق الروحَ من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطَّاقات البشريَّة الصَّالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطَّبيعيَّة ونواميس الفطرة البشريَّة في تناسُق واتِّساق.
ويَهدي للَّتي هي أقوم في التَّنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله، فإذا هي كلّها مشدودة إلى العُروة الوثقى الَّتي لا تنفصم، متطلِّعة إلى أعلى وهي مستقرَّة على الأرض، وإذا العمل عبادة متى توجَّه الإنسان به إلى الله، ولو كان هذا العمل متاعًا واستِمتاعًا بالحياة، ويهْدي للَّتي هي أقوم في عالَم العِبادة بالموازنة بين التَّكاليف والطَّاقة، فلا تشقّ التَّكاليف على النَّفس حتَّى تملَّ وتيْئس من الوفاء، ولا تسهل وتترخَّص حتَّى تشيع في النَّفس الرخاوة والاستِهْتار، ولا تتجاوز القصْد والاعتِدال وحدود الاحتِمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويهدي للَّتي هي أقوم في علاقات النَّاس بعضهم ببعض: أفرادًا وأزواجًا، وحكومات وشعوبًا، ودولاً وأجناسًا، ويُقيم هذه العلاقات على الأُسُس الوطيدة الثَّابتة الَّتي لا تتأثَّر بالرَّأي والهوى، ولا تَميل مع المودَّة والشَّنآن، ولا تصرّفها المصالح والأغراض، الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعْلم بِمَن خلَق، وأعرَف بما يصلح لهم في كلِّ أرضٍ وفي كلِّ جيل، فيهديهم للَّتي هي أقْوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتِماع، ونظام التَّعامُل الدّولي اللائق بعالم الإنسان".
2 - الخلل في منهج التلقّي:
هذه هي منزلة القرآن ومكانته، التي جعلها الله تعالى ورسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالمحلّ الأعلى، والمكان الأرْفع، وإذا أمعنَّا النَّظر قليلاً إلى الوراء، حيثُ تاريخ الإسلام وعهْده الأوَّل من جيل الصَّحابة - رضِي الله عنْهم - وجدْنا أنَّ منهج الصَّحابة في تلقِّي القرآن ومنهجه، وأحكامه وشرائعه، يَختلف تمامًا عن تلقِّي كثيرٍ من المسلمين اليوم لِهذا الكتاب الرَّبَّاني، وطرق التَّعامُل معه، ولا أعْني هنا التلقّي العِلْمي الإسنادي، وإنَّما عنيتُ التلقّي الإيماني العمَلي لهذا الكتاب المنزَّل، قال سيّد قطب - رحمه الله تعالى -: "هُناك عامل أساسي آخَر غير اختلاف طبيعة النَّبع، ذلك هو اختلاف منهج التلقّي عمَّا كان عليه في ذلك الجيل الفريد .... إنَّهم - في الجيل الأوَّل - لم يكونوا يقرؤُون القرآن بقصْد الثقافة والاطّلاع، ولا بقصْد التذوُّق والمتاع، لم يكن أحدهم يتلقَّى القرآن ليستكثِر به من زاد الثَّقافة لمجرَّد الثَّقافة، ولا ليضيف إلى حصيلتِه من القضايا العلميَّة والفقهيَّة محصولاً يملأ به جُعبته، إنَّما كان يتلقَّى القرآن ليتلقَّى أمر الله في خاصَّة شأْنه وشأن الجماعة الَّتي يعيش فيها، وشأن الحياة الَّتي يَحياها هو وجماعته، يتلقَّى ذلك الأمْر ليعمل به فوْرَ سماعِه، كما يتلقَّى الجندي في الميدان "الأمر اليومي" ليعمل به فور تلقّيه، ومِن ثمَّ لم يكن أحدُهم ليستكثِر منه في الجلسة الواحدة؛ لأنَّه كان يحسّ أنَّه إنَّما يستكثر من واجبات وتكاليف يَجعلها على عاتقه، فكان يكتفي بعشْر آيات حتَّى يحفظَها ويعمل بها كما جاء في حديث ابن مسعود - رضي الله عنْه [1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn1#_ftn1).
هذا الشعور - شعور التلقّي للتَّنفيذ - كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة، لم تكُن لتُفْتَح عليهم لو أنَّهم قصدوا إليْه بشعور البحث والدِّراسة والاطِّلاع، وكان ييسِّر لهم العمل، ويخفِّف عنهم ثقل التَّكاليف، ويخْلط القرآن بذواتِهم، ويُحوِّله في نفوسهم وفي حياتِهم إلى منهج واقعيّ، وإلى ثقافة متحرِّكة لا تبقى داخل الأذْهان ولا في بطون الصَّحائف، إنَّما تتحوَّل آثارًا وأحداثًا تحوِّل خطَّ سير الحياة" [2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn2#_ftn2).
إنَّها قضيَّة كبيرة حقًّا، لِمَن كان له قلْب أو ألْقى السَّمع وهو شهيد، قضيَّة منهج التلقِّي القلْبي العقدي للقُرآن، لقد كان الواحد من السَّلف الصَّالح من أصحاب النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأخذ القُرآن لنفسِه وشأنه، ولعقيدته وعبادته، ولنجاته وفوْزِه، يأخُذ القرآن ولسان حالِه يقول: القرآن كتابي، نَعم القرآن كتابي لا كتاب غيري من النَّاس، القرآن أُنْزِل لي، نعم، لي أنا، لهدايتي، لإعلاء مكانتي، لبيان عقيدتي، لتوْجيه عبادتي، لبيان شريعتِي، لسعادة قلْبي ونفْسي، إنَّه كتابي الَّذي به تنال الدَّرجات، وباتِّباعه تنزل البركات، وبهدايته تُسْتَمطر الرَّحمات، وبمنهجه تُطْلَب الجنَّات، إنَّه رسالة الله إليَّ، ونداؤُه الواضح البرهان.
هذا فارق التلقِّي بيْننا وبين الصَّحابة - رضِي الله عنهم -: أنَّهم أخذوا القرآن لهم لا لغَيْرِهم فحسْب، ولا يقول أحدُهم: هذه الآية تُخاطب فلانًا من النَّاس، لا تُخاطبني، وهذه الآية: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 130]، تأمُر بترْك أكْل الربا وأموال النَّاس بالباطل، إنَّني لا أفعل ذلك، إذ إنها لفلان آكل الرِّبا، وآكل الكسب الحرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآية ثالثة ورابعة وخامسة تدور بين الأمْر والنَّهي، وبين الحلال والحرام، والموعظة بالتَّرغيب والتَّرهيب، كلّ هذه الآيات ليستْ لي أنا، إنَّما هي لفلان وفلان من النَّاس ... إلخ.
3 - آثار المخالفة:
إنَّ واقع كثيرٍ من المسلمين اليوم يبيِّن لنا خطر هذا المنهج في التلقِّي للقرآن وشريعته على واقع المسلمين اليوم، وعلى عقيدتهم ومجتمعهم، لماذا؟ لأنَّ التلقّي بهذه الصورة المنحرفة يؤدّي إلى عدَّة مظاهر انحرافيَّة خطيرة، منها:
1 - ضعف الإيمان في القلوب، وضعْف العقيدة والتَّوحيد في السلوك؛ ذلك أنَّ القرآن باب الإيمان ومدخله.
2 - ضعْف الانتماء الصَّحيح لهذه الشَّريعة الغرَّاء؛ حيث الانفِصام بين الدّين والحياة، وبين القول والعمل، وبين
المرْء ونفسِه ومجتمعه، انفِصام خطير في الشَّخصيَّة المسْلِمة؛ لأنَّ القرآن عندئذٍ لا يكون هو مصدر التلقِّي والتَّوجيه والتَّشريع للمرْء، إنَّما له مصادر ومناهج أُخرى يتلقَّف منها ما يشاء وما يشتهي.
3 - فقْد العلاقة بين المسلم وخالقه؛ لأن القرآن كلام الله - تعالى - ومنهجه المنزَّل، الذي جعله الرَّابطة بين العبد وخالقِه، وذلك بتلاوته وتدبره، والعمل بمنهجه، والدَّعوة إليه، والاستزادة منه، فإذا ضعفت علاقة العبد بِهذا المنهج والمصْدر الربَّاني، ضعفت العلاقة بينه وبين خالقه - سبحانه وتعالى.
إنَّ الإنسان يضلُّ وينحرف، وتأخُذُه أمواج الفِتَن والشَّهوات والشُّبُهات، إذا لم يتَّجه بهداية القُرآن: ? لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? [النور: 46]، وفي الحديث: ((أمَّا بعد، ألا أيُّها النَّاس، فإنَّما أنا بشر يُوشك أن يأتيَني رسولُ ربِّي فأجيب وأنا تاركٌ فيكم ثقلَين: أوَّلُهما كتاب الله فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله، وتمسَّكوا به))، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثمَّ قال: ((وأهْل بيْتي))، وفي لفظٍ: ((كتاب الله هو حبْل الله المتين، من اتَّبعه كان على الهدى، ومَن تركه كان على الضَّلالة))؛ رواه مسلم.
إنَّ الإنسان يقع في الخُسران والانحِراف عن منهج الله وشريعته، إذا لَم يعمل بالقرآن: ? إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ? [العصر: 1، 2].
إنَّ الإنسان يقع في سبل الشَّيطان ومكايده إذا لَم يستقم على صراط القرآن: ? قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ? [طه: 123 - 127].
إنَّ الإنسان تنقطع طرُق الاتِّصال بينه وبين الله تعالى، كما يفقد معالِمَ الاهتداء، إذا لَم يستمْسِك بحبل القرآن: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ? [الإسراء: 9]، وفي الحديث: ((أبشروا، أليْس تشْهدون أن لا إله إلاَّ الله، وأنِّي رسول الله؟)) قالوا: نعم، قال: ((فإنَّ هذا القرآن طرفُه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسَّكوا به، فإنَّكم لن تضلُّوا ولن تهْلكوا بعده أبدًا))؛ رواه ابن حبَّان في صحيحِه.
إنَّ الإنسان يفقد أجلَّ خيريَّة في الإسلام إذا لم يقرأ ويتعلَّم القرآن؛ ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛ رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الإنسان يقع في الكُفر والشرك، وينجرف بعيدًا عن الفوز والفلاح، إذا لم يؤْمن بالقرآن؛? وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [البقرة: 4، 5]. وقال تعالى: ? مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ? [طه: 2].
إنَّ الإنسان يفقد مجْدَه ومكانته وعزَّه، إذا لم يتَّبع هذا القرآن؛ ? لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ? [الأنبياء: 10].
إنَّ الإنسان يقع في براثن الذُّل والهوان إذا لم يعتصِم بالقرآن حقَّ الاعتِصام: ((إنَّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضَع به آخرين))؛ رواه مسلم.
إنَّ الإنسان يفقد ولاية الله تعالى له، وحمايته له من أعدائِه المتربِّصين، إذا لم يقرأ القرآن: ? وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ? [الإسراء: 45].
إنَّ الإنسان يقع تحت طائلة العتاب والندم يوم القيامة، إذا لم يكن له نصيب من القرآن تلاوة وفهمًا وعملاً: ? وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ? [الفرقان: 30].
4 - القرآن كتابي: هكذا يكون التلقي:
وهنا، وبعد هذا التِّبيان أقول: يجب أن نُعيد منهج التلقِّي للقرآن في نفوسِنا من جديد، يجب أن نتلقَّى القرآن للعِلْم والعمل معًا، نتلقَّاه لأنفُسنا، لسعادتنا وهدايتنا، لتوجيهنا وتربيتِنا، لإصلاحنا وتقْويمنا، وأن يكون شعارُنا: "القرآن كتابي"، وإنَّ من الواجب على أمَّة الإسلام وعلمائها، وطلبة العلم والدُّعاة إلى الله، أن يكونوا القدوة الصَّالحة لغيرهم، في الاعتناء بتحقيق وتطبيق القرآن قولاً وعملاً، وأن يَجعلوه منهاج حياة واقعيًّا، كما كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قرآنًا يمشي على الأرض؛ كما ثبت في الأحاديث الصَّحيحة ذلك.
وهذه بعض جوانب العناية العمليَّة التطبيقيَّة بالنسبة للقرآن الكريم كما نتصوَّرها، والتي ينبغي أن يهتمَّ بها قارئ القرآن لتكون له عونًا على تصحيح منهج التلقّي لهذا الكتاب، وهي كما يلي:
1 - القراءة اليوميَّة للقُرآن:
يقولُ الله - سبحانَه وتعالى -: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ? [القمر: 17]، وبما أنَّنا بدون التّلاوة الدَّائمة نفقد التذكُّر اللازم، ونفقد الحالات الإيمانيَّة العالية، فالله - عزَّ وجلَّ - وصف تأثُّر المؤمنين بالقرآن بقولِه تعالى: ? اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ? [الزمر: 23]، وقال سبحانه: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ? [مريم: 58].
إنَّ هذه المعاني لا يحصِّلها الإنسان إلاَّ بتلاوة دائمة لكتابِ الله، وتذكُّر ما فيه ليحيا قلْبه فتجيش فيه هذه المعاني [3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn3#_ftn3)، وقد كان للنَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورْده اليومي يقرؤُه في صلاة اللَّيل؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إنْ كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليوقظُه الله - عزَّ وجلَّ - باللَّيل فما يجئ السَّحَر حتى يفرغ من حزبِه"؛ رواه أبو داود.
وقد كانت تلاوة القرآن دأب الصَّحابة وعملهم الدَّائم؛ فقد روى أبو داود عن أوْس بن حُذَيفة: سألتُ أصحابَ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كيف يحزّبون القرآن؟ قالوا: "ثلاث، وخمس، وسبْع، وتسْع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصَّل وحْده".
(يُتْبَعُ)
(/)
إذًا؛ كان القرآن بالنسبة للصَّحابة محورَ كلِّ شيء عندهم، ثمَّ أصبح القرآن منسيًّا عند الكثيرين من مسْلمي عصرنا، فلا بدَّ لنا من عودة حميدة للكتاب، يصلح بها آخرُنا كما صلح بها أوَّلُنا، وانظر هذا النَّصّ لتُدْرِك مقدار حِرْص الصَّحابة على الاشتِغال بالقرآن دون سواه؛ عن جابر بن عبدالله بن يسار قال: سمعتُ عليًّا يقول: "أعزِم على كلّ مَن عنده كتاب إلاَّ رجع فمحاه؛ فإنَّما هلك النَّاس حيث اتَّبعوا أحاديثَ علمائهم وتركوا كتاب ربِّهم".
فلا بدَّ أن يكون لنا ورْدُنا اليومي من كتاب الله، تلاوة في المصحف لِمَن لم يحفظ أو تلاوة من المحفوظ، وقد ذكر العلماء أنَّ القراءة من المصحف أعظم أجرًا، والحدّ المعتدل أن يختم القُرآن في الشَّهر مرَّة، فإن لم يكن ففِي كلّ أربعين يومًا، وفي ذلك ضمانُ حياة القلْب وضمان حياة المعاني الإسلاميَّة في أنفُسِنا [4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn4#_ftn4).
2- التَّأمّل والتدبر أثناء القراءة:
مع الوقوف على كلّ عبرة ومعنى، كما أنَّه يفضل أن تكون القراءة في خلوة هادئة، ولاسيَّما خلوات اللَّيل، حيث يشفّ القلب، وتنكشف أغطية النَّفس، والله تعالى يقول: ? أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? [محمد: 24]، ويقول سبحانه: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ ? [ص: 29].
إنَّ هذه القراءة على هذا النَّحو سبيلٌ لفتح أغلاق القلوب، وسطوع أنوار القرآن في آفاق النّفوس، وبهذا يحصل الانتِفاع الحقيقي بكتاب الله تعالى، قال ابنُ مسعود - رضِي الله عنْه -: "لا تهذّوا القُرآن هذّ الشِّعر، ولا تنثروه نثر الدَّقل، وقِفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة" [5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn5#_ftn5).
ولننظُر إلى حال الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - الَّذي قرأ القرآن أوَّلاً بتروٍّ وتدبُّر، حتَّى إنَّه وهو في صلاته إذا مرَّ بآية عذاب تعوَّذ، وإذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بآية فيها رحمة سأل الله من فضله، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبكي من شدَّة تأثّره به وتأمّله لمعانيه، سواء من قراءتِه بنفسه أو سماعِه من غيره؛ فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقْرأ عليَّ)) قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك نَزَل؟ قال: ((نعم)) فقرأت سورة النساء إلى هذه الآية: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا ? قال: ((حسْبُك الآن))، فالتفتُّ إليه فإذا عيْناه تذرفان؛ رواه البخاري ومسلم.
3 - استِشعار سماع القِراءة من الله تعالى:
وينبغي أن نقرأ القرآن كأنَّما نسمعه من الله - سبحانه وتعالى - وهذا أمر يكاد يكون من البدهيَّات التي نغفل عنها، فالقرآن كلام الله، خاطبَنا به، ووجَّهه إليْنا، وأبسط مقتضيات هذا، أن نُصغي إلى هذا المتكلّم العظيم، ونُحسن الاستِماع إليْه؛ ? وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [الأعراف: 204].
والإنصات إلى الله لا يكون بالأذُن، بل بالقلب وبوعْيِك كلّه، وهي منزلةٌ تقتضي من الإنسان مرانًا ورياضة وتدرُّجًا في مقاماتها الرَّفيعة [6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn6#_ftn6)؛ ولهذا يقول ابنُ مسعود - رضي الله عنْه -: "إذا سمعتَ الله يقول: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ? فأصغ لها سمعك، فإنَّه خير تؤمر به، أو شرّ تصرف عنه".
4 - أن يكون غرض القراءة إعداد النفس للقاء الله - عزَّ وجلَّ -:
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي أن نقرأ القرآن على أنَّ الغرض الأسمى له هو: إعداد الإنسان للدَّار الآخرة، فما في القرآن من روح، وما جاء فيه من قصص الجهاد، وما ضمّنه من نظم الاجتماع، وما أودعه من القوانين والمعارف - ليس مقصودًا لذاته، أو ليس غاية تنتهي إليْها أهداف الإسلام، وإنَّما يراد بها إيقاظ القلوب بدلالتها على الله، وإحاطتها بكلّ وسيلة مادّيَّة أو معنوية لتكون في القلوب سليمة حيَّة، حتَّى يمضي بها المرء إلى غايتها الأخيرة، فعلينا أن نلاحظ هذا المعنى في كلّ آية، فإنَّ العبرة لا تكمل إلاَّ به، وجمال التَّوجيه لا يظهر بدونه [7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn7#_ftn7).
5- آداب تلاوة القرآن الكريم واستماعه:
لتلاوة القرآن الكريم آداب كثيرة وعديدة، ينبغي أن يراعيها قارئ القرآن، حسْبنا أن نشير إلى طائفة منها باختصار، فنقول:
ينبغي على قارئ القرآن أن يتأدَّب بالآداب التالية:
1 - أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.
2 - أن يستاك تطهيرًا وتعظيمًا للقرآن.
3 - أن يكون طاهرًا من الحدثَين.
4 - أن يكون نظيف الثَّوب والبدَن.
5 - أن يقرأ في خشوع وتفكُّر وتدبُّر.
6 - أن يكون قلبه حاضرًا فيتأثَّر بما يقرأ تاركًا حديثَ النَّفس وأهواءها.
7 - يستحبّ له أن يبكِي مع القِراءة فإن لَم يبْكِ فليَتَباكَ.
8 - أن يزيِّن قراءته ويحسّن صوته بها، وإن لم يكُن حسنَ الصَّوت حسَّنه ما استطاع بحيث لا يخرج به إلى حدّ التَّمطيط.
9 - أن يتأدَّب عند تلاوة القرآن الكريم، فلا يضحك، ولا يعبث ولا ينظُر إلى ما يُلْهي بل يتدبَّر ويتذكَّر كما قال - سبحانَه وتعالى -: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ ? [ص: 29]، كما أنَّ على سامع القرآن الكريم أن يقبل عليه بقلبٍ خاشع يتفكَّر في معانيه، ويتدبَّر في آياته، ويتَّعظ بما فيه من حِكَم ومواعظ، وأن يحسن الاستِماع والإنصات لما يُتْلى من قرآن حتَّى يفرغ القارئ من قراءتِه؛ قال تعالى: ? وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [الأعراف: 204].
6 - العناية بالعمل التَّطبيقي للقُرآن:
ومن جوانب العناية بالقُرآن الكريم في حياة قارئ القرآن: العناية بالعمل به وتطْبيق أحكامه كما قال - سبحانه -: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ? [الجاثية: 18]، ومهْما اتبع الناس هذا الكتاب فإنَّهم وقْتذاك على الطَّريق الأهدى والأقوم والأرْحم والأحْكم والأعْلى؛ قال تعالى: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? [الإسراء: 9].
وقال - سبحانه -: ? قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? [المائدة: 15، 16].
كما أنَّه ليس للإنسان إذا أراد الحق إلاَّ هذا الطريق، ولن يكون مستقيمًا أو على صراط مستقيم إلاَّ بهذا القرآن: ? فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ? [يونس: 32]. ولا يعرض عن القرآن، ولا يتنكَّب طريقه وسبيله، ولا يَجحد به إلاَّ جاهل؛ إذ هو العلم الَّذي لا جهل معه: ? بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ ? [العنكبوت: 49].
وقد نبَّهنا الله في كتابه أنَّه أنزل وحيًا وكتبًا على أممٍ قبلَنا، وحذَّرنا أن نقع فيما وقعوا فيه من إثمٍ أو تقصير، أو تحريفٍ أو انحراف، أو تهاوُن أو تواطُؤ أو تباطؤ، أو كُفر أو ضَلال، وبيَّن - سبحانه - لنا أنَّ كتاب الله أُنْزل ليَحْكم: ? إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ? [النساء: 105].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبول تحكيم كتاب الله ورِضانا بحكمه والتِزامنا به، واعتِصامنا به - هو دليل الإيمان، وإلاَّ فهو الكُفْر والنِّفاق؛ ? فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? [النساء: 65].
والمسلم كذلك لا يتَّخذ قرارًا ولا يجزم رأيًا ولا يعتقِد عقيدةً، ولا يُسارع إلى أمر ولا يستجيب لدعْوة، ولا ينفر إلى عمل، إلاَّ بعد معرفة حكم الله، وعندئذ يحزم أمره على أساس أمْر الله [8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn8#_ftn8).
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ ? [الحجرات: 1]، هكذا وبكلّ ذلك يكون العمل بالقُرآن حياة واقعيَّة يبَيِّنها ذلك الكتاب، ويقوم منهاجها، ويصحّح مسارها، عندئذ نكون عاملين حقًّا بالقُرآن، منفِّذين فعلاً لأحكامه، مسلمين حقًّا لله.
7 - الاعتِناء بمعاني القرآن الَّتي عاشها الصَّحابة عمليًّا:
إنَّ وقوف القارئ على تعامُل الصحابة مع القرآن، واعتناءَه بالمعاني والإيحاءات الَّتي حصَّلوها من الحياة في ظلال القرآن - يعرِّفه كيف تقْبِل القلوب الطَّاهرة على القُرآن وتتفاعل معه، فيسْعى ليكون واحدًا من هؤلاء.
روى مسلم وأبو داود عن أنَس بن مالك - رضِي الله عنْه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يصلّي نحو بيت المقدس، فنزلت: ? قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ? [البقرة: 144]، فمرَّ رجُل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، قد صلَّوا ركعة، فنادى: ألا إنَّ القبلة قد حوِّلَت، فمالوا كما هم ركوعًا إلى الكعبة.
فهذه الرواية تدلُّنا على نظرة الصَّحابة للتَّوجيهات والتَّكاليف الرَّبَّانيَّة، وعلى قلوبهم المتبوِّئة للإيمان، وهي تتفاعل معها، وعلى الاستِجابة الفوريَّة في التنفيذ والالتزام.
8 - تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان:
القرآن كتاب الله الخالد، صالِح لكلّ زمان ومكان، ونصوصه تُعْطي توجيهات لكلّ بني الإنسان، ويتفاعل معها المؤمنون، مهْما كان مستواهم المادّيّ والثَّقافي والحضاري، وفي أيَّة بقعة في هذا العالم، وفي أيَّة فترة من فترات التَّاريخ.
أقبل الصَّحابة على نصوصه فعاشوا بها، ولَم يقيِّدوها فيهم أو يقصروها عليهم، وأقبل التَّابعون عليْها فعاشوا بها، وهكذا كلّ طائفة من العلماء، فعلى قارئ القرآن أن ينظُر إلى القرآن بهذا المنظار، ولا يَجوز له أن يقيّد النصوص بحالة من الحالات، أو فترة من الزَّمان، إلاَّ ما كان مقيَّدًا، ولا أن يقصرها على شخص أو قومٍ إلاَّ ما كان مقصورًا عليه.
بل عليه أن يحرّر النصوص من قيود الزَّمان والمكان، والأشخاص والأقوام؛ لتُعطي دلالاتها لكلّ النَّاس، وتطلق إشعاعاتِها لكلّ جيل، وتنشُر أضواءها على العالمين، أمَّا قصْر النصوص على حالة أو فترة، أو شخص أو بلدة أو قرن، فإنَّه سيقيّدها وسيفْرغها من معانيها وأهدافها وتتحوَّل إلى عبارات فارغة، وكأنَّها تتحدَّث عن فترة من التَّاريخ سابقة لأمَّة من النَّاس ماضية.
فمثلاً: قوله تعالى عن الحاكميَّة: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? [المائدة: 44] خاصٌّ عند هؤلاء ببني إسرائيل، وهذا خطأ؛ لأنَّها تنطبق على كلّ إنسان أينما كان ومهْما كان، رفض حكم الله طائعًا مختارًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى أيضًا: ? أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ? [المائدة: 50]، فالجاهليَّة عند هؤلاء هي الحالة الَّتي كان عليها العرب قبل الإسلام، والمستوى المتدنِّي من الجهل والجهالة، وعدم العِلْم والثَّقافة والحضارة، إنَّ هذا الفهم يقزِّم الآية ويفرغها من معانيها؛ لأنَّها بهذا تتحدَّث عن أموات مضَوا في سالف الزَّمان، مع أنَّها صالحة لكلّ زمان، فالجاهليَّة هي كلّ حالة أو وضع أو تشريع أو نظام أو مجتمع أو مناهج أو توجيهات، يرفض أصحابها الاحتِكام فيها إلى شرع الله، ويقبلون أن يحكموا بغيره، فهذه هي الجاهليَّة في أيّ أناس أو أي زمان، وأهلها جاهلون مهْما بلغ رقيهم المادّي والعلمي والتكنولوجي والثقافي [9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn9#_ftn9).
9- الشعور بأنَّ الآية موجهة له:
وعلى القارئ البصير للقرآن أن يُوقن أنَّه هو المقصود بالآية، وأنَّها تعنيه هو، وتخصُّه هو، وتُخاطبه هو، وتطالبه هو، وتحدّثه هو، .. فإذا قرأها فليفْتح لها أجهزة التلقّي والاستجابة ليلتزم بما فيها من توجيهات [10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftn10#_ftn10).
هذه كلِمات، وهذه توجيهات، استوقفتْني كثيرًا في حياتي مع القرآن، أردتُ بها إعلاء الهِمَم، وتصْحيح الطَّريق، وتذْكير الغافل، بحقّ هذا الكتاب، ليكون الشّعار لكلّ قارئ: "القرآن كتابي"، وهكذا يكون التلقّي للقرآن.
ــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref1#_ftnref1) ذكره ابن كثير في مقدمة التفسير.
[2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref2#_ftnref2) معالم في الطريق.
[3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref3#_ftnref3) جند الله ثقافة وأخلاقًا (ص 81، 82).
[4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref4#_ftnref4) المصدر السابق (ص82).
[5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref5#_ftnref5) زاد المعاد لابن القيم (ج1 /ص340).
[6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref6#_ftnref6) تذكرة الدعاة للبهي الخولي (ص 307).
[7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref7#_ftnref7) نفس المصدر (ص 351).
[8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref8#_ftnref8) جند الله (71) بتصرف.
[9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref9#_ftnref9) مفاتيح للتعامل مع القرآن، د. صلاح الخالدي.
[10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/21219/#_ftnref10#_ftnref10) مفاتيح للتعامل مع القرآن، د. صلاح الخالدي.
عاطف عبد المعز الفيومي
كاتب وباحث في مجال القرآن والدعوة
المصدر: موقع الألوكة
ـ[هاني درغام]ــــــــ[15 Jul 2010, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:52 ص]ـ
فتح الله عليكم أخي الكريم عاطف الفيومي وتقبل منكم، مقال قيم، ونقاط مهمة جزاكم الله خيراً أن نبهتم عليها.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[15 Jul 2010, 06:47 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن الشهري
أشكر لك هذه المشاركة ورزقنا الله وإياكم الإخلاص .. كما أشكر نقل الموضوع إلى ساحة التفسير لأني كنت متحرجاً أين أضعه .. فجزيت الخير عنا ..
أخانا المكرم هاني درغام
جزاك الله خير الجزاء على مرورك العطر ..
(/)
سؤال التسخير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jul 2010, 08:58 م]ـ
د. مسفر بن علي القحطاني
كل يوم أزداد اقتناعاً أن الأمة التي تُرك فيها القرآن الكريم كمعجزةٍ خالدة و منهج حياة مستمر، قادرةٌ أن تستلهم منه مصادر قوتها وعلاج مشكلاتها، ولن تعجز آيات الكتاب ودلالاته الباهرة في إرشاد البشر وتعريفهم بطريق النجاة و الفلاح، مهما كان حجم التغيرات في الحياة الإنسانية، ودون الحاجة إلى إنزال الكتب أو إرسال الرسل، كما كان الحال قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا المقصد الكلي القرآني خاطب الإنسان بكل جوانب التأثير فيه، عقله و روحه، و وجدانه وغرائزه، وبأسلوب لاهب نافذ يخترق أعماق النفس البشرية، لهذا أعجب من تكرار القرآن طلب التفكر في الآيات بعد الكثير من الأوامر أو النواهي، إلاّ من أجل استلهام معاني تلك الأوامر وفهم دلالاتها في الحياة.
أطرح في هذا المقال فكرة السؤال حول التسخير الذي ورد في عدة آيات في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: (اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ). [إبراهيم: 32 - 33]. وقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). [الجاثية: 13]. وقوله تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ). [الحج: 37].وغيرها من الآيات الكثيرة والمتنوعة.
وهذا السؤال طرحته يوماً من الأيام على طلابي في الجامعة، لماذا يُسخَّر للإنسان كل ما في الكون؟ و ما فائدة إخبار الله تعالى لنا بهذا المخلوقات العظيمة جداً، والهائلة جداً، والبعيدة جداً، ثم نخبر بأنها خلقت مسخّرة لنا؟! وما دلالة تعبير التسخير هنا؟ لقد شعرت معهم بأن هذا السؤال خروج نحو متاهة الكون الساحرة، بل كان السؤال يتجاوز طبيعة البشر الأرضية وغفلتهم الدنيوية، وينقلهم نحو عالم آخر من التكريم والعلو الاستخلافي، إنه يبصرهم بمهمتهم الكبرى في تحويل هذه المسخَّرات لتكون عوناً في عمارة الأرض وبنائها وحسن الإقامة فيها.
لا أعتقد أن هذا التطويع الذي تكاثر ذكره؛ إلاّ شاحذ رئيس نحو اكتشاف نواميسها ومعرفة مجالات التسخير منها، وكيفية خدمة الإنسان بها. وعقلٌ يخاطب بهذا الأمر الدقيق البالغ في تحديد مهامه الصالحة وعدم تضييع وقته في مجالات لا تفيد ينبغي أن يتفتق ذهنه بالمخترعات والمكتشفات الحياتية التي تسهل عليه البناء، و الحصول على الغذاء، و بلوغ السماء، و توفير الرخاء، وقطع المفاوز، و تيسير المصاعب، و تقليل المخاوف، وغيرها مما يشغل بني الإنسان ويرهقه في حياته.
هذا الخطاب الذي حاول أسلاف الأمة أن يجيبوا عنه من خلال حركة الكشوف والمخترعات بعد القرن الهجري الثاني، أُحبط بخطاب ساخر يقلل من شأنها ويستخفّ من جدواها، ويخرج الأوامر الربانية من معناها نحو انكسار كاذب يزهد في الدنيا بدون تمييز، ويحث على الخمول الفارغ من غير تأثير. و استمر هذا الانحراف التصوفي في إبعاد الأمة من مراتب الريادة والقيادة إلى التبعية والاستعمار بعد ذلك.
إنّ أي حركة تجديد أو إحياء ديني تُهمل هذا السؤال التسخيري، و تحذّر منه تحت ستار الذم للدنيا أو الإقبال على الآخرة، هو ارتكاس تبعي يُضيّع المسلم من دنياه وأخراه معاً، ويهمش وحدانية الله بأن لا يبقى الكون لله، و يُترك شأن الاستخلاف لغير عباد الله. إن هذا السؤال التسخيري يفتح أبواباً من الأسئلة الموجهة لعلماء الأمة و فقهائها عن أسباب هذا التهميش و التناسي لتلك الأوامر، وسؤالات المآزق من تردّي الأحوال وضعف الأمة في أكثر المجالات؟
إننا ما لم نعدّ جواباً عملياً يخرج المسلم من وهن التخلف و رهبة الإقدام من التطوير، وإلاّ فالخسارة لا تقتصر على الدنيا فقط بل حتى في الحصاد الأخروي كذلك، لِما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يُؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً، وسخّرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظنّ أنّك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني" [رواه الترمذي وقال حديث صحيح 4/ 618 رقمه (2428)].، وهذا يعني أن السؤال يشمل ما سخّره الله للإنسان ولم يستفد منه؛ فالتقصير في الانتفاع مما سخّر الله تعالى صفة من يكذّب بلقاء الله يوم القيامة ولا يهتدي إلى وحدانيته. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). [ق: 37].
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-40-136280.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jul 2010, 09:09 م]ـ
الإخوة الأفاضل نقلت هذا المقال لأنه يتعلق بالتفسير العملي للقرآن الكريم
وأقصد بالتفسير العملي هو ترجمة هذا القرآن من قبل المؤمنين به في واقع الحياة
والدكتور طرح سؤالا فعلا يحتاج إلى تأمل ونظر
وأقول إن استغلال هذا التسخير لبناء الحياة الدنيا يجب أن يصحب بنية تحقيق الغاية التي وجدت من أجلها هذه الدنيا وهي:
إعلان العبودية لله وحده
وهذا الإعلان يعطي قيمة للاستفادة من هذا التسخير وإلا فإنه سينقلب وبالا على أصحابه وهذا هو ما نص عليه الحديث الذي ختم به الدكتور مقاله:
"يُؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً، وسخّرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظنّ أنّك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني"
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[14 Jul 2010, 10:57 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم على المقال الرائع ....
(/)
الشيخ الشعراوي يتحدث عن الحروف المقطعة
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لطائف عن الحروف المقطعة يحدثنا إياها
الشيخ الشعراوي
http://www.youtube.com/watch?v=ctZhuhZ2e6I
ننتظر ملاحظات الإخوة الأعضاء
(/)
ما معنى يبصّرونهم ولماذا لم تكن يبصِرونهم؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jul 2010, 09:29 ص]ـ
وَلا يَسأَلُ حَميمٌ حَميمًا ?10?
يُبَصَّرونَهُم يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيهِ ?11?
ما معنى يبَصّرونهم في الآية؟ ولماذا ليست يبْصِرونهم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jul 2010, 02:04 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور:
"وموقع {يبصّرونهم} الاستئناف البياني لدفع احتمال أن يقع في نفس السامع أن الأحِمَّاء لا يرى بعضهم بعضاً يومئذٍ لأن كل أحد في شاغل، فأجيب بأنهم يكشف لهم عنهم ليروا ما هم فيه من العذاب فيزدادوا عذاباً فوق العذاب."
ونفهم من كلامه أن الأمر قسري وليس باختيارهم زيادة في النكاية بهم.
ونعوذ بنور وجه الله من حالهم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jul 2010, 03:10 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله تعالى:
"يُبَصَّرُونَهُمْ"
وَقَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِينَ عَنَوْا بِالْهَاءِ وَالْمِيم فِي قَوْله {يُبَصَّرُونَهُمْ} فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِيَ بِذَلِكَ الْأَقْرِبَاء أَنَّهُمْ يُعَرَّفُونَ أَقْرِبَائِهِمْ , وَيُعَرَّف كُلّ إِنْسَان قَرِيبه , فَذَلِكَ تَبْصِير اللَّه إِيَّاهُمْ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 27043 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} قَالَ: يَعْرِف بَعْضهمْ بَعْضًا , وَيَتَعَارَفُونَ بَيْنهمْ , ثُمَّ يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض , يَقُول: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه}. 80 37 27044 - حَدَّثَنِي بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة {يُبَصَّرُونَهُمْ} يُعَرَّفُونَهُمْ يَعْلَمُونَ , وَاللَّه لِيَعْرِفْنَ قَوْم قَوْمًا , وَأُنَاس أُنَاسًا. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ يُبَصِّرُونَ الْكُفَّار. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 27045 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} الْمُؤْمِنُونَ يُبَصِّرُونَ الْكَافِرِينَ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِذَلِكَ الْكُفَّار الَّذِينَ كَانُوا أَتْبَاعًا لِآخَرِينَ فِي الدُّنْيَا عَلَى الْكُفْر , أَنَّهُمْ يُعَرِّفُونَ الْمَتْبُوعِينَ فِي النَّار. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 27046 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} قَالَ: يُبَصِّرُونَ الَّذِينَ أَضَلُّوهُمْ فِي الدُّنْيَا فِي النَّار. وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ , قَوْل مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَلَا يَسْأَل حَمِيم حَمِيمًا عَنْ شَأْنه , وَلَكِنَّهُمْ يُبَصَّرُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ , ثُمَّ يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {يَوْم يَفِرّ الْمَرْء مِنْ أَخِيهِ وَأُمّه وَأَبِيهِ وَصَاحِبَته وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه}. وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى التَّأْوِيلَات بِالصَّوَابِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ أَشْبَههَا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِر التَّنْزِيل , وَذَلِكَ أَنَّ قَوْله: {يُبَصَّرُونَهُمْ} تَلَا قَوْله: {وَلَا يَسْأَل حَمِيم حَمِيمًا} فَلَأَنْ تَكُون الْهَاء وَالْمِيم مِنْ ذِكْرهمْ أَشْبَه مِنْهَا بِأَنْ تَكُون مِنْ ذِكْر غَيْرهمْ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله: {وَلَا يَسْأَل} فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاءِ الْأَمْصَار سِوَى أَبِي جَعْفَر الْقَارِئ وَشَيْبَة بِفَتْحِ الْيَاء ; وَقَرَأَهُ أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة: " وَلَا يُسْأَل " بِضَمِّ الْيَاء , يَعْنِي: لَا يُقَال لِحَمِيمٍ أَيْنَ حَمِيمك؟ وَلَا يُطْلَب بَعْضهمْ مِنْ بَعْض. وَالصَّوَاب مِنَ الْقِرَاءَة عِنْدنَا فَتْح الْيَاء , بِمَعْنَى: لَا يَسْأَل النَّاس بَعْضهمْ بَعْضًا عَنْ شَأْنه ; لِصِحَّةِ مَعْنَى ذَلِكَ ; وَلِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنَ الْقُرَّاء عَلَيْهِ."
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:22 ص]ـ
نحتاج إلى تخليص المعنى من بين هذه النقول المهمة للإمامين الطبري وابن عاشور رحمهما الله.
فالخلاصة أن معنى يُبَصَّرونّهُم أي: يُبَصِّرُ اللهُ الناسَ في عَرصَاتِ يومَ القيامة بأَقَاربِهِم وأصدقائِهِم مِمَّن كانوا يعرفونَهم في الدنيا، أَي يُعرِّفُ بعضَهم ببعضٍ فَيَرونَهم ويُبصرونَهم تَمامَ البَصَرِ فيعرفونَهم تَمامَ المعرفةِ، وبعد ذلك يفر بعضهم من بعضٍ خوفاً على نفسهِ ونَجاةً بِها من طلب العون والمساعدة من صديقه أو قريبه، بدليل قوله في سورة عبس مصوراً تلك الحال للناس يوم القيامة: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه)، فيكون فرارهم بعد المعرفة التامة، والإبصار المتثبت من شدة هول الموقِفْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 08:45 ص]ـ
ألا يحتمل المعنى أن الإبصار كان رغماً عنهم أي أنهم لو كان الأمر لهم لما أبصروهم من هول الموقف ولكن (يبصّرونهم) كأن الفعل فيه إرغام على الإبصار؟ فقال يبصّرونهم ولم يقل يُبصِرونهم بإرادتهم هم؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 09:02 ص]ـ
ألا يحتمل المعنى أن الإبصار كان رغماً عنهم أي أنهم لو كان الأمر لهم لما أبصروهم من هول الموقف ولكن (يبصّرونهم) كأن الفعل فيه إرغام على الإبصار؟ فقال يبصّرونهم ولم يقل يُبصِرونهم بإرادتهم هم؟
والله هذا معنى دقيق ورائع ولا يتنافى مع بقيّة ما تفضل به الأخوة. وأضيف له: أن تبصيرهم لأولئك بسبب هذا الهول الذي لا يجعل الإنسان أصلاً في حالة إبصار كاملة لشدة الموقف وصعوبته. ألا ترى لو أن الانسان ابتلي في الدنيا بمصيبة عظيمة أصابت أحد أبنائه مثلاً. وأثناء ذهابه الى المستشفى ليطّلِع على الخبر رأى أحد أبناء عمومته مجروحاً أو متألماً أو صارخاً. هل تظن أنه سيوقف سيارته ليطلع على خبر ابن عمه ويترك مصيبته في ولده؟ وكذلك يوم القيامه يفر الإنسان من الجميع ومع ذلك فإن الله تعالى يبصّر الناس ذويهم وأبنائهم ومع ذلك فكأنهم لم يروهم. فلا يأبه أحد إلا بنفسه ولا ينظر إلا لنجاة روحه.
(/)
نظرة رائعة للدكتور دراز فى تفسير آيات الغيبة (فاكهة المجالس .. الغيبة)
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[15 Jul 2010, 11:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا حديث ألقاه د/ محمد عبد الله دراز عام 1956فى الاذاعة المصرية و لم يستغرق دقائق و لكنها نظرة عالم إلى القرآن و كيفية علاجه لداء الغيبة وهى 3 صفحات فقط فى الملف المرفق فلا تحرموا منها أنفسكم و أسأل الله لنا جميعا قلوبا سليمة و ألسنة صادقة
ـ[هاني درغام]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
كلمات رائعة بحق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا حديث ألقاه د/ محمد عبد الله دراز عام 1956فى الاذاعة المصرية و لم يستغرق دقائق و لكنها نظرة عالم إلى القرآن و كيفية علاجه لداء الغيبة وهى 3 صفحات فقط فى الملف المرفق فلا تحرموا منها أنفسكم و أسأل الله لنا جميعا قلوبا سليمة و ألسنة صادقة
لا حرمت خيرا أبدا يا أخانا الفاضل.
هدية مقبوله واختيار موفق نحن جميعا في غاية الاحتياج إليه.
وكل كلام شيخ مشايخنا الدكتور محمد دراز كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من الذكر الحكيم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:38 ص]ـ
رحم الله العلامة محمد عبد الله دراز على تلك الكلمات الرائعة المستقاة من مشكاة القرآن، وشكر الله للأستاذ خالد هديته فنعمت الهدية إذا كانت متعلقة بكتاب الله، وحق الهدية الاحتفاء بها، والاحتفاء بها يكون بتطبيق مضامينها والحياة بها
رزقنا الله الحياة بكتابه وخلصنا من ذلك الداء المستشري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:58 ص]ـ
قرأتُ المقالة فجزاك الله خيراً، ورحم الله الدكتور محمد عبدالله دراز قدوة الباحثين والعلماء المخلصين رحمه الله، فقد قرأتُ جميع مؤلفاته المطبوعة ولله الحمد، وانتفعت بها انتفاعاً عظيماً، وأنصح بها كل من يستنصحني في الكتب والمؤلفات.
نسأل الله أن يجمعنا به في مستقر رحمته.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المشاركة القيمة واسمحوا لي أن أضيفها بالنص هنا حتى يتمكن من يريد من استخدامه لاحقاً إن شاء:
**************
فاكهة محبوبة شهية لولا أنها مسمومة - ونغمة مطربة شجية لكنها خداعة مشئومة. تلك هى فاكهة المجالس السامرة، لا يشبع طاعمها، ونغمة أحاديثها الساخرة لا يمل سامعها. ولكم سألت نفسى عن مجلس لا تقدم فيه هذه الفاكهة، ولا يسمع فيه هذا النغم .... و لقد طال إنتظار الجواب، حتى ظننت الأمر مرضا وبائيا قد إندلع لهيبه فى كل مكان، فمن لم تصبه ناره اصابه دخانه، ليتلقاه سمعه إن لم يتلقفه لسانه.
بل كدت أظن أن هذا الأمر وليد فطرة البشر، أو ريب حياة المجتمع، و أنه ما دامت الشكوى الشكوى منه متصلة فى كل بيئة وعصر فلا طب لدائه، ولا أمل فى شفائه.
ولكنى سمعت الله يصف المؤمين المفلحين (و الذين هم عن اللغو معرضون .... الأية 3سورة المؤمنون) ويصف عباد الرحمن (وإذا مروا باللغو مروا كراما ..... الأية 72 سورة الفرقان) فقلت لا شك أن فى الناس بقية من الخير، ثم نظرت إلى الجيل الأول من سلف هذه الأمة الذين أدبهم محمد صلى الله عليه وسلم بأدب القرآن، فرأيتهم قد بلغوا من طهر الحديث و عفة القول أن الكلمة الواحدة من السخرية كانوا يعدونها كأكبر الأعمال الفاجرة، ويرون أنها لو مزجت بماء البحر لمزجته .... وهكذا ازددت إيمانا بجوهرة هذه النفس الإنسانية، وما فيها من عناصر نبيلة، و طاقات كامنة، وتراءت لى الآفاق العليا التى تستطيع أن تسمو إليه هذه البشرية الحائرة لو تحقق لها شرطان إثنان لا ثالث لهما: قيادة رشيدة توجهها الوجهة السليمة، واستجابة صادقة تمتد فيها الأيدى لمصافحة تلك اليد البرة الرحيمة، فمتى تجاوبت هكذا نفسية الداعى والمدعو، ومتى منح الطبيب مريضه نصحا وشفقة، ومنح المريض مريضه طاعة وثقة، فهناك تلتقى الكهرباء الموجبة و السالبة فيتولد من بينهما ما شاء الله من حركة وحياة، وما شاء الله بعد ذلك من وثبات فسيحات نحو المعالى والأمجاد.
و هنا أخذت أتساءل عن الأسلوب الحكيم الذى إتخذه طبيب النفوس الأعظم، ليطهر نفوس المؤمنين و مجالسهم من هذا الإثم، فوجدته قد سلك إلى ذلك مسالك عدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
دعاهم باسم الحجة و البرهان؛ ثم دعاهم باسم الإيمان؛ ثم دعاهم باسم الحس و الوجدان.
1 - دعاهم باسم الحجة والبرهان.
(أيها السامرون الساخرون، الذين نصبوا انفسهم حكما فيما بينهم و بين الناس: فلأنفسهم أبدا الرضا والثناء و الحمد، ولغيرهم أبدا السخط والهجاء و الذم، هل أعددتم لأنفسكم حقا لمنصب هذا الحكم؟ هل أحطتم علما بما فيه تحكمون؟ إنكم تعرفون من شؤون الناس جانبا ويفوتكم منها جوانب، وإنكم ترضون من أنفسكم لمحات من الخير، وتنسون فيها كثيرا من المعايب. فهلا بدأتم بالحكم على أنفسكم قبل أن تحكموا على غيركم! وهلا شغلتكم عيوبكم عن عيوب إخوانكم! و هل أمنتم أن ينقلب الميزان عند الله، فيكون الحكم عليكم لا لكم؟ (يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن .... سورة الحجرات الأية 11)
2 - ثم دعاهم باسم الإيمان:
أيها الهمازون اللمازون، الغيابون العيابون إنكم لا تدرون كنه ما تفعلون، ولو فكرتم قليلا لعرفتم أنكم لا تعيبون إخوانكم، ولكن تسبون ربكم .... نعم إن أكثر ما تتفكهون به من عيوب الناس هى عيوب لا ذنب لهم فيها: عيوب ألوانهم، عاهات أبدانهم، مظاهر فقرهم ورقة حالهم، خمول أنسابهم، مهنة أبائهم و أمهاتم، سوء أسمائهم و ألقابهم .... ألم تعلموا أن الله أعطى كل شئ خلقه، وركبه فى الصورة التي إختارها له، إنه هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء، ويقبضه عمن يشاء، وهو الذي قسم معيشة الناس، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وهو الذي أخرج الناس من أصلاب أبائهم وأرحام أمهاتهم، فلم يكن لأحد منهم الخيرة فى نبل مولده أو خسته، وفي شرف بيئته أو ضعتها ..... فمن تعيبون إذا؟ ألستم تعيبون الرحمن فى صنعته؟ و تتعقبون حكمه فى تدبيره وأسلوب قسمته؟ أكفر إذا بعد إيمان؟ أعودة إلى الجاهلية بعد أن شرفتم بنعمة الإسلام؟
(ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و من لم يتب فأولئك هم الظالمون ... سورة الحجرات الأية 11).
3 - وأخيرا دعاهم باسم الحس و الوجدان المغروس فى فطرة كل إنسان:
وهاهنا كشف عن الأبصار غطاءها، و أزاح عن الحقائق نقابها، وأخرج جسم الحقيقة ماثلا فى سوءة بادية، تقذى بها العيون، وريح منتنة تزكم منها الأنوف، وطعم كريه تعافه الأذواق تغفى من النفوس.
نعم من لم يعرف كنه جريمة الغيبة، ولا حقيقة مرتكبيها، فلينظر إليها وإليهم فى مرآة القرآن، هنالك يرى، ويا هول ما يرى: خوانا ممدودا قد ألقيت عليه فريسة من البشر؟ ويرى حول الخوان شرذمة جلودها جلود البشر، وقلوبها قلوب النمر، وقد جعلوا ينالون من هذه الفريسة، لا رميا بالسهام و بالنبال، ولا طعنا بالخناجر و النصال، ولكن قضما بالأسنان، ولكن لعقا باللسان فعل الضوارى بالرمم ... أمن البشر تراهم إذا أم من فصيلة أخرى تأكل لحوم البشر؟ فلو أنهم لقوا فريستهم وجها لوجه، ونبذوا إليها على سواء: لقنا إن فيهم بقية شهامة، ولكنهم لقوها مجردة من كل سلاح، عاجزة عن كل دفاع، فأتوها من قبل ظهرها، فى ساعة غفلتها، بل فى وقت موتها، فأقبلوا عليها نهشا ونهبا ومصا وعرقا، هل رأيت أفجر و أغدر؟ أم هل رأيت أرذل و أنذل؟ وما ظنك بعد هذا كله لو كان المأكول أخا للآكلين، أخا فى أسرة النسب، أو أخا فى أسرة الدين؟
تلك هى جريمة الغيبة كما صورها القرآن فى كلمات بليغة خالدة (و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا .... سورة الحجرات الأية 12)
أيها الصائمون لإن كانت هذه طعمة خبيثة، و فاحشة شنيعة فى كل زمان، لهي في زمن الصوم أخبث وأفحش و أشنع، إنها تكذب الصوم و تنقضه، وتحبطه و تبطله، أصوم عما أحلّ الله، و أفطر على ما حرم الله؟!
أيها الصائمون (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ..... سورة النور الأية 17).
و السلام على من إتبع الهدى
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:32 ص]ـ
الإخوة و العلماء الأفاضل جزاكم الله خيرا و نفع الله أمة الإسلام بعلمكم و جهودكم فى مجال الدعوة و جعلها الله في ميزان حسناتكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:38 م]ـ
كأنها مصورة من كتاب؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:50 م]ـ
بارك الله فيك أخ خالد ونفع بك .. ورحم الله الدكتور محمد عبدالله دراز ..
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[19 Jul 2010, 10:18 ص]ـ
الأخ محمد العبادي نعم إنها مصورة و لقد كان هذا الحديث ضمن 12 حديث ألقاها د/دراز بمناسبة قدوم رمضان عام 56 و طبعت عام 58 ثم أعيد طبعها من قبل بعض دور النشر و إلى الآن تذاع أحاديث الدكتور دراز متفرقة في إذاعة القرآن الكريم بمصر
الأخت إشراقة و جزاكم الله كل خير و بارك فيكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Jul 2010, 07:07 م]ـ
لقد كان هذا الحديث ضمن 12 حديث ألقاها د/دراز بمناسبة قدوم رمضان
ونحن الآن على مشارف رمضان، فهل نحظى بها هنا؟
أتمنى ذلك.
(/)
فكيف نقتبس نوره؟ كيف نتلقَّى رسالاته؟ كيف نشعر بوقع كلماته؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 Jul 2010, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الثالثة
إِنَّهُ وَحْيٌ .. فَتَعَرَّضُوا لَه!
سألني بعضُ الْمَشُوقِينَ بنور القرآن قال:
هذا كتاب الله بين أيدينا، فكيف نقتبس نوره؟ كيف نتلقَّى رسالاته؟ كيف نشعر بوقع كلماته في قلوبنا؟ كيف نكتشف ذلك النور الذي تتحدث عنه الآيات؟ وكيف نتلقى ذلك الروح الذي تفيض به الكلمات؟ ماذا نصنع حتى نتفاعل مع القرآن كما تفاعل معه جيل الصحابة الكرام، ومَنْ سار على أشواقهم من الصديقين والشهداء والصالحين عبر التاريخ؟
أ و ليس هذا القرآن نفسه هو الذي تخرجت به هذه الأمة؟
قلت: بلى!
إلا أن المشكلة اليوم هي أننا نقرأ القرآن على أنه مجرد مصحف لا روح فيه! صحيح أننا نؤمن أنه نزل في يوم ما من السماء، وأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - تلقاه عن ربه رسالةً إلى العالمين كافة .. تلك عقيدة لا يصح إيمان المسلم إلا بها. نعم،
ولكن المشكلة هي أن الشعور بهذه الحقيقة العظيمة اليومَ شعورٌ ميت لا حياة فيه!
لأننا في الغالب نربطه بالتاريخ الذي كان فقط، وكأن الطبيعة التنزيلية للقرآن شيء كان وانتهى، ولا معنى له اليوم في حياتنا المعاصرة! إنه في مخيلتنا العامة أشبه ما يكون بحجر أو نَيْزَكٍ سقط يوما ما من نجمٍ مُذَنَّبٍ عابر في السماء، فكان أولَّ سقوطه حاميا ملتهبا! لكنه لم يزل يبرد شيئا فشيئا حتى خَفَتَ، ثم انطفأت جمرته فصار حجراً كأي حجر! وأقصى ما ينتبه إليه الناس اليوم هو أنه حجر له قصة، وهي: أنه نزل في يوم ما من السماء .. وهنا ينتهي الأمر! فإذا فزعنا إلى التفاسير والدراسات القرآنية؛ وجدناها في الغالب تحاول تحليل طبيعته على المستوى الشكلي، فتدرس المكونات اللغوية والبلاغية والطبقات الدلالية لهذه الآية أو تلك، وكأنها مجرد معاجم للمعاني ليس إلا! تماما كما يدرس الجيولوجيون مكونات الحجر المعدنية، وطبيعتها، وتاريخها، ومستويات بريقها واختلاف ألوانها وأحجامها .. إلخ. هكذا نتعامل مع القرآن في كثير من الأحيان.
إن ذلك كله شيء مهم .. ولكنه لا يرتقي بالتعامل مع كتاب الله من مستوى "المصحفية" إلى مستوى "القرآنية"!
إن أهم فصل في تعريف القرآن المجيد هو أنه:
"كلام الله رب العالمين! "
وما كان لكلام الحي الذي لا يموت أن يبلى أو يموت! ولكن الذي يموت هو شعورنا نحن! والذي يبلى هو إيماننا نحن! أما الوحي فهو عين الحياة! وحقيقة "الوحي" هي أول صفة يجب أن نتلقى بها القرآن الكريم، وهي أهم جوهر يجب أن ننظر من خلاله إلى كلماته؛ بما هي كلمات الله رب العالمين!
ذلك أن كلام الله لا يتنزل على الرسل إلا وحيا .. قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى: 51).
وهذا شيء مهم جدّاً!
فكون القرآن "وَحْياً" هو المعراج الرئيس الذي به يرتقي القارئ له إلى سماء القرآنية! إنه المصطلح المفتاح الذي به يكتشف طبيعة القرآن، ويبصر نوره، ويتلقى حقائقه الإيمانية ورسالاته الربانية، ويشاهد شلالات الجمال والجلال، حية متدفقة من منابع القرآن!
إن كون القرآن "وَحْياً" ليس معنى تاريخيا فحسب؛ بل هو معنى مصاحب لطبيعته أبداً! بمعنى أن صلة القرآن بالسماء هي صلة أبدية .. ! إن المشكلة هي أننا عندما نقرأ القرآن نربط الوحي فيه بذلك الماضي الذي كان! بينما الوحي نور حاضرٌ، وروح حي، يتدفق الآن في كل آيات القرآن، وينبع من تحت كل كلماته، شلالاتٍ من كوثر ثَجَّاجٍ!
لقد قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فانقطع الوحي التاريخي، أي انقطع فعل التنزيل الذي كان في الزمان والمكان، بواسطة الملاك جبريل عليه السلام. ولكن بقي الوحي القرآني، أو الوحي/القرآن! والوحي هنا صفة اسمية من أسماء القرآن المجيد، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ!) (الأنبياء: 45) وقال سبحانه: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) (النجم: 4). وقد قال أبو بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما: (إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
(يُتْبَعُ)
(/)
الْوَحْيَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ!) (1) وإنما سمي القرآن "وَحْياً" لأنه نزل كذلك، قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (الأنعام: 19).
فالوحي – كما ترى - له دلالتان:
الوحي الحَدَثُ، أي النزول الخفي من السماء، وهو سبب النبوة، وهو الذي انقطع. والوحي الصفة، وهو لا ينقطع أبداً. وعليه سمي هذا القرآن المجيد "وَحْياً". فالمعنى الأول مصدري، أي أنه مصدر لفعل "وَحَى، يَحِي وَحْياً" ويقال "أوحى" أيضا كما هو في القرآن الكريم. وأما المعنى الثاني فهو "الوحي" بالمعنى الاسمي لا المصدري، أي بما هو اسم من أسماء القرآن، وصفة من صفاته الجوهرية الثابتة. وهو معنى متولد من المعنى الأول؛ فلأن القرآن نزل وحيا من الله؛ صارت له تلك الصفة فسُمي: "وَحْياً"، وأصبح هذا اللفظ اسماً عَلَماً على كتاب الله تعالى. فلك أنت تقول: القرآن هو الوحي، والوحي هو القرآن. والآيات المذكورة قبلُ دالة على هذا.
قال الإمام الطبري رحمه الله: (أما "الوَحْيُ"، فهو: الواقع من الْمُوحِي إلى الْمُوحَى إليه، ولذلك سَمَّتِ العربُ الْخَطَّ والكِتَابَ "وَحْياً"؛ لأنه واقعٌ فيما كُتِبَ، ثَابِتٌ فيه.) (2) وعلى هذا جرت معاجم اللغة. قال صاحب الصحاح: (الْوَحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ. والوَحْيُ أيضاً: الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيُّ، وكلُّ ما ألقيته إلى غيرك. يقال: وَحَيْتُ إليه الكلامَ وأوْحَيْتُ، وهو: أن تكلِّمه بكلامٍ تخفيه.) (3) وفي اللسان: (والوَحْيُ: المكتوبُ، والكِتَابُ أَيضاً. وعلى ذلك جمعوا فقالوا: وُحِيٌّ، مِثْلُ حَلْيٍ وحُلِيٍّ.) (4)
وقد يقول قائل هذه حقائق بَدَهِيَّةٌ فَلِمَ العَنَاءُ؟
أقول:
نعم؛ ولكننا ننساها فنضل الطريق إلى القرآن! ..
وإنما مشكلة أجيالنا المعاصرة أنها أضاعت بَدَهِيَّاتِهَا! حتى صرنا في حاجة إلى إعادة تقرير معنى "الدين" نفسه! (5)
نعم! إن تَلَقِّي القرآن بوصفه "وَحْياً" هو المفتاح الأساس لاكتشاف كنوزه الروحية، والتخلق بحقائقه الإيمانية العظمى!
النور .. تلك هي طبيعة الوحي وصِبْغَتُهُ، وصفته الثابتة للقرآن، حقيقة جوهرية لا تنفك عنه .. والنور روحٌ، لكنه روحٌ يسري في كلمات القرآن بخفاء، وإنما المؤمنون وحدهم يبصرون جداوله الرقراقة، وهي تتدفق بالجمال والجلال!
ولكن كيف يكون هذا؟
لنعد إلى مثال النجم المذنَّب! ..
إن ذلك النَّيْزَكَ الناري الواقع من السماء إلى الأرض، ما يزال يحتفظ بأسرار العالم الخارجي الذي قَدِمَ منه! إنه فِهْرِسْتٌ مكنون، لو تدبرته لوجدته يكتنز خريطةَ الكون كله! ويحتفظ من الأسرار ما عجزت عن إدراكه أحدث مراصد الفلك، وأعقد معادلات الرياضيات، وأحدث نظريات الفيزياء! .. إنه لم يفقد حرارته ولا طاقته قط! وإنما حُجِبَ لهيبُه رحمةً بالناس، وتيسيراً لهم، وتشجيعا للسائرين في الظلمات على حمل قنديله الوهاج، والقبض عليه بأصابع غير مرتعشة، بل على احتضانه وضمه إلى القلب، نوراً متوهجاً بين الجوانح!
إن مَثَلَ القرآن ومَثَلَ الناس في هذا الزمان، هو كثلاثة مسافرين تَاهُوا في الصحراء بليل مظلم! صحارى وظلمات لا أول لها ولا آخر .. ! فبينما هم كذلك إذ شاهدوا في السماء نجماً مُذَنَّباً لاَهِباً، لم يزل يخرق ظلمات الأفق بنوره العظيم، حتى ارتطم بالأرض! فافترقوا ثلاثتهم إزاءه على ثلاثة مواقف:
فأما أحدهما فلم يُعِرْ لتلك الظاهرة اهتماماً، بل رآها مجرد حركة من حركات الطبيعة العشوائية! وأما الآخران فقد هرعا إلى موقع النَّيْزَكِ فالتقطا أحجارة المتناثرة هنا وهناك .. وكانا في تعاملهما مع تلك الأحجار الكريمة على مذهبين:
فأما أحدهما فقد أُعْجِبَ بالحجر؛ لِمَا وجد فيه من جمال وألوان ذات بريق، وقال في نفسه: لعله يستأنس به في وحشة هذه الطريق المظلمة، ثم دسه في جرابه وانتهى الأمر!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الآخر فقد انبهر كصديقه بجمال الحجر الغريب! وجعل يقلبه في يده، ويقول في نفسه: لا بد أن يكون هذا المعدن النفيس القادم من عالم الغيب يحمل سِرّاً! لا يجوز أن يكون وقوعه على الأرض بهذه الصورة الرهيبة عبثاً! كلاَّ كلاَّ! لا بد أن في الأمر حكمةً ما! ثم جعل يفرك حجراً منه بحجر، حتى تطاير من بين معادنه الشَّرَر .. ! وانبهر الرجل لذلك؛ فازداد فركاً للحجر، فازداد بذلك تَوَهُّجُ الشَّرَرِ .. وجعلت حرارة معدنه تشتد شيئاً فشيئاً؛ حتى وجد ألم ذلك بين كفيه! بل جعلت الحرارة الشديدة تسري بكل أطراف جسمه، وجعل الألم يعتصر قلبَه، ويرفع من وتيرة نبضه .. ! لكنه صبر وصابر، فقد كان قلبه - رغم الإحساس بالألم والمعاناة - يشعر بسعادة غامرة، ولذة روحية لا توصف! .. وما هي إلا لحظات حتى تحول الحجر الكريم بين يديه إلى مشكاة من نور عظيم! ثم امتد النور منها إلى ذاته، حتى صار كل جسمه سَبِيكَةً من نور، وكأنه ثريا حطت سُرُجَهَا ومصابيحَها على الأرض! وجعل شعاع النور يفيض من قلبه الملتهب فيعلو في الفضاء، ويعلو، ثم يعلو، حتى اتصل بالسماء! ..
كان الرجل يتتبع ببصره المبهور حبل النور المتصاعد من ذاته نحو السماء، حتى إذا اتصل بالأفق الأعلى تراءت له خارطة الطريق في الصحراء! واضحة جلية، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك! ووقع في قلبه من الفرح الشديد ما جعله يصرخ وينادي صاحبيه معاً: أخويَّ العزيزين! .. هَلُمَّا إِليَّ! .. إِليَّ! لقد وجدت خارطة الطريق! .. لقد من الله علينا بالفرج .. ! أخويَّ العزيزين! .. اُنْظُرَا اُنْظُرَا! .. هذا مسلك الخروج من الظلمات إلى النور! شَاهِدُوا شُعَاعَ النورِ المتدفق من السماء .. إنه يشير بوضوح إلى قبلة النجاة! .. فالنجاةَ النجاةَ!
أما الذي احتفظ بقطعة من الحجر في جرابه فلم يتردد في اتباع صاحبه والاقتداء بهديه؛ لأنه كان يؤمن بأن لهذا المعدن الكريم سِراًّ!
ولقد أبصر شعاعه ببصيرة صاحبه، لا ببصيرة نفسه!
وأما الأول الذي لم ير في النجم الواقع على الأرض شيئا ذا بال؛ فإنه رغم نداء صاحبه له لم يبصر شيئاً من أمر الشعاع المتدفق بالهدى! لقد كان محجوبا باعتقاده الفاسد، فلم تَعْكِسْ مِرْآةُ قلبِه الصَّدِئَةُ نوراً! ولذلك لم يصدق من نداء صاحب النور شيئاً من كلامه، بل اتهمه بالجنون والهذيان! ومضى وحده يخبط في الصحراء، ضارباً في تيه الظلمات! (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ!) (النور: 40)
ثم انطلق الرجلان المهتديان يسيران في طريق النور ..
وإنما هما تابع ومتبوع، فالمتبوع داعية يرى بنور الله .. ويسير على بصيرة من ربه؛ بما كابد من نار الحجر وشاهد من نوره! والثاني مؤمن بالنور مصدق بدعوة صاحبه، يسير على خطاه وهديه .. ولكنه يكابد في سيره عثرات من حين لآخر وهَنَاتٍ؛ وذلك بسبب ما يلقي إليه الشيطان من وساوس ومخاوف! وليس لديه ما يدفع به كيد الشيطان إلا ما يتلقى عن صاحبه!
وبينما هما كذلك يسيران مطمئنين في طريقهما، إذْ سأل الرجلُ التابعُ صاحبَه المتبوع فقال:
أناشدك الله أن تخبرني كيف اكتشفت سر النور في هذا الحجر الكريم!
لكن صاحب النور وجد أن اللغة عاجزة عن بيان حقيقة النور لصاحبه، فما كان منه إلا أن دس قطعة من الحجر الذي كان بين يديه في كف السائل؛ فصرخ الرجل من شدة حر الحجر الكريم والتهابه! وجعل يقلبه بين يديه ثم ألقاه بسرعة في كفه صاحبه! لكن صاحب النور قبض عليه بيد ثابتة مطمئنة! فعجب منه رفيقه وقال: إنما أنت قابض على الجمر!
قال: نعم، هو كذلك! إنه القبض على الجمر! لكن لذة الروح بما يشاهد القلب من نور، وبما يجد من سعادة غامرة؛ ترفع عن الجسد الشعور بالألم، وتمنع حدوث الاحتراق! وإن نار الشوق والإيمان لهي أقوى ألف مرة ومرة من نار الكفر والفسوق والعصيان! ولو وقعت الأولى على الثانية؛ لجعلتها سلاماً وأماناً على قلب العبد المؤمن! (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ! قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ! وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ!) (الأنبياء: 68 - 70)
نعم يا رفيقي في طريق النور! إن مكابدة القرآن في زمان الفتن، والصبر على جمره اللاَّهِبِ في ظلمات المحن؛
(يُتْبَعُ)
(/)
تلقيّاً، وتزكيةً، وتدارساً، وسيراً به إلى الله في خلوات الليل؛
هو وحده الكفيل بإشعال مشكاته، واكتشاف أسرار وحيه، والارتواء من جداول روحه، والتطهر بشلال نوره .. النور المتدفق بالحياة على قلوب المحبين، فيضاً ربانيا نازلاً من هناك، من عند الرحمن، الملك الكريم الوهاب!
فتدبر يا صاح هذا المشهد القرآني الجليل! في بيان حقيقة تَلَقِّي محمد - صلى الله عليه وسلم - للوحي عن الملَك العظيم جبريل عليه السلام، حيث تلقَّى عنه ما تلقَّى من قرآن كريم، وحياً من الله رب العرش العظيم، وشاهدَ ما شاهدَ خِلاَلَ ذلك من حقائق إيمانية، ومنازل روحانية، ضاربة في عمق الغيب الأعلى! (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.) (النجم: 1 - 18)
ذلك هو القرآن الوحي! إنه حجر كريم، بل إنه نجم عظيم وقع على الأرض!
ولم يزل معدنه النفيس يشتعل بين يدي كل من فركه بقلبه، وكابده بروحه، تخلقاً وتحققاً! حتى يرتفع شعاعُه عاليا، عاليا في السماء، دالا على مصدره وأصله، هناك بموقعه الأعلى في مقام اللوح المحفوظ! ومشيراً مِنْ عَلُ ببرقه العظيم إلى باب الخروج .. ! فهنيئاً لمن تمسك بحبله، واتصل قلبُه بتياره، وتزود من رقراق أسراره، ثم مشى على الأرض في أمان أنواره!
نعم! ذلك هو القرآن الوحي، الذي يصل قارئَه وَحْياً بملأ السماء مباشرةً .. من أول كلمة يقرؤها!
فإذا به يطل على عالم الشهادة من شرفات عالم الغيب!
بصائر قرآنية واضحة ومشاهدات، لا يضام في حقائقها شيئاً!
بصائر ومشاهدات لا تلبيس فيها ولا تدليس، ولا خرافة ولا تخرصات!
وإنما هو نور الفرقان!
قال جل جلاله: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ!) (الأنعام: 104) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ!) (الأنفال: 29)
نعم! ذلك هو القرآن الوحي! ..
فمن يفرك جمره؟
ومن يقتبس من حر آياته نورَه؟
فعسى أن يترقى في معراجه إلى مقام الروح الأعلى!
وعساه يكون بذلك من المبصرين؛ فيشاهد خارطة الطريق .. !
أيها القابضون على الجمر .. !
أيها المراقبون لنيزك السماء .. !
إنه وَحْيٌ .. فَتَعَرَّضُوا لَهُ!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ!) (آل عمران: 200).
ذلك، وإنما الموفَّق من وفقه الله .. !
محبكم: فريد الأنصاري
____________________________
هوامش:
(1) رواه البخاري.
(2) عند تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ .. ) (آل عمران: 44).
(3) الصحاح: مادة "وحي".
(4) لسان العرب: مادة "وحي".
(5) ن. تقرير مفهوم "الدين" في كتاب الفطرية: 96.
(6) متفق عليه.
(7) رواه مسلم.
(8) رواه مسلم.
(9) لسان العرب: مادة "وحي".
(10) لسان العرب: مادة "وحى". وتمام الآية المذكورة في النص: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ!) (الأنعام: 112).
المصدر:منتدى الفطرية ( http://www.alfetria.com/forum/showthread.php?t=51)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[16 Jul 2010, 07:19 ص]ـ
رائع جداً جداً ... وقد ذكرني بمقولة جميلة: " أخْذُ ألفاظِه، من حفاظِه، وأخذ معانيه، ممن يعانيه".
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:52 ص]ـ
رائع جداً جداً ... وقد ذكرني بمقولة جميلة: " أخْذُ ألفاظِه، من حفاظِه، وأخذ معانيه، ممن يعانيه".
مقولة بديعة جداً و معبّرة .. و قد رأيتك من قبل تقتبسها أخي الكريم فراقت لي جداً .. و رأيتها ذات أثر تأصيلي لكثير من المواقف التي نعيشها حقيقة و نستشعر حقيتها و لكن يُشغب عليها بأوهام! فيُحرم الكثير منا من خير كبير!
(/)
في قصة الأبوين
ـ[محمد العلوي]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:00 م]ـ
ذكر بعض المفسرين في قصة إغواء إبليس لآدم وزوجه
أن إبليس لما أراد إغواء الأبوين عرض نفسه على كثير من الحيوانات
فلم يكن له أن يدخل الجنة ويوسوس للأبوين إلا بأن يحتال
فدخل في فم الحية وهي ذات أربع قوائم كالبختية (الأنثى من الجمال) .. أ. ه
[نقل هذا عن وهب بن منبه]
وقد ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحيات:
((ماسالمناهم منذ عاديناهم)).
صححه الألباني في صحيح الأدب.
فهل من معقب على هذا التفسير بشئ؟؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:45 م]ـ
أما إمكانه عقلا وشرعا فلا مانع فيه وأما ثبوته في تلك الواقعة بعينها فيحتاج إلى مراجعة وإن جوزه الطبري، وأقصد بالإمكان العقلي والشرعي جواز تمثل الشيطان في صورة مخلوقات متنوعة كما وردت بذلك نصوص في السنة
ـ[محمد العلوي]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:57 م]ـ
الأخ / صفوت
بارك الله فيك
المتأمل لسياق القصة يجد الشواهد ظاهرة على ان إغواء إبليس كان مشافهةً كما في قوله جل وعلا (((وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين))) فتامل!!
(/)
ضوء على مصطلح (الإسرائيليات) في الأثر الديني
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:25 م]ـ
ضوء على مصطلح (الإسرائيليات) في الأثر الديني
من المعلوم أن القصة في القرآن الكريم, تأتي متفرقة ومختصرة غالبا, كما قد يتكرر مشهد ما عدة مرات مع إضافة مميزة عند كل مرور, وبمجموعها يتضح الغرض تماما دون تفاصيل تشتت الذهن وتشغله بما لا طائل منه, وطبعا ندرك يقينا أن ذلك لحكمة ربانية تهدف لغرس المعاني في ذهن الإنسان الذي فطر على النسيان والجدال.
في حين أن نفسه تتوق لقصة متكاملة ذات مقدمة وحبكة ونهاية يأخذها دفعة واحدة, ومن هنا ظهر حب الرواية أو الحكاية عند جميع البشر عبر العصور والدهور.
هذا التوق دفع ببعضهم لترتيب وربط واستكمال القصة في القرآن الكريم مستعينا بشروح السنة النبوية الشريفة التي ألقت ضوءاً إضافياً وأشبعت فضول المسلم لقصة متكاملة.
لكن ندرك تماما أن الكثيرين عامدين متعمدين, استغلوا عدم تتابع القصة القرآنية فأضافوا وحرّفوا ولووّا معانيها وجوهرها قاصدين تشويه الدين وتحريفه أسوة ببقية الديانات الأخرى.
فأصحاب تلك الديانات كتبوا كتابهم بيمينهم وجعلوا من النص السماوي قصة متسلسلة متتابعة متكاملة, فأضافوا صفات لأشياء لم ترد في النص أصلا, وعلى سبيل المثال أذكر (وصف قصر سيدنا سليمان عليه السلام) , حيث تصف كتبهم هذا الصرح بكل تفاصيله الهندسية وألوانه ونقوشه المتدرجة وأعداد نفائسه وأنواع الأخشاب الذي استخدم ومصادرها وكثيرا من ذلك!!!!.
هذه الأمور لم يذكرها أحد من معاصريهم!!!!! ولنا أن نسأل .... كيف يعقل أن يوجد ملك عتيد حكم الإنس والجن, في منطقة تعج بالشعوب والأمم, حيث استلب عقولهم فذهلوا من روعة وعظمة مملكته الاستثنائية, ورغم ذلك يفوت هذه الشعوب أن تدون كثيرا جدا من أعاجيبه تلك في نقوشها ورقومها, كما هو معروف عن تلك الحقبة؟؟؟؟؟
وكيف سنقتنع بدقة ومصداقية وموضوعية, واقعة تاريخية عاصرتها أمم كثيرة, ورغم ذلك فقط مصدر واحد محدد بعينه استرسل في ذكر تفاصيل عجائبية خلابة وخيالية انفرد بها لنفسه بعيدا عن جيرانه من حضارات وثقافات عريقة ومتنوعة؟؟؟؟؟؟
وهل يقبل العقل العلمي الموضوعي أن يبني من هذه المرويات مستندا تاريخيا يعتد به؟؟؟؟
وهل لمعايير البحث العلمي ومقاييسه أن تقبل هذه المرويات, كمعيار يقيّم بواسطته جذور وأصول وثقافات أهل الأرض؟؟؟؟؟؟
لدينا مثال آخر هو (قصة سيدنا داوود عليه السلام) حيث ذكره القرآن الكريم , كنبيّ من الصالحين المصطفين الأخيار, وأيده الله سبحانه وتعالى بمعجزات وعزوة, فقد ملك الشعب لكن قلبه هام في حب الرب, ملك المال والجاه لكن روحه ترنمت بذكر الإله, فأبدع في تعظيمه وتفنن في تسبيحه حتى وافقته الجبال تسبيحا وتعظيما, فأصبح مضربا للمثل (مزامير داوود) فخلّده القرآن الكريم وعظّمته السنّة الشريفة.
لكن ذلك (المكتوب باليمين) يأخذ من هذه الواقعة (قصة الملك داوود) ويسترسل بأباطيل وخيالات وأرقام عن هذا الملك حيث تحصي عدد زوجاته, وقصوره وثرواته وأعداد جنده, وتذكر أيضا, حواراته مع الرب!!!! وجداله مع الرب!!!!!!! ومفاوضاته مع الرب!!!! وتفصل في ذكر مكيدة كادها لأحد قواده طمعا في جسد الزوجة!!!!!! وتصف انغماسه بالفاحشة والانحطاط مما يأباه الخلق وتشمئز منه النفوس.
هذان مثلان يوضحان ما يدعى (إسرائيليات) ويمكن لأي ممن يهتم, العودة لكتاب (العهد القديم) ليضطلع على المزيد والمزيد, ليرى صراحة كيفية تحويل الحقيقة السماوية, إلى سلسلة من خيالات منحرفين وهذيان مبغضين!!!!!!
لنا أن نسأل .... إذا كانت تلك (الإسرائيليات) صحيحة موثقة مؤصّلة ..... فهل توجد قطع من الآجر أو الفخار القديمة, تثبت مقولتهم, أسوة بما وجد في (مملكة ماري) أو (إيبلا) أو (أوغاريت) أو (حجر الرشيد) أو أهرامات أو مومياء أو (رقم ومخطوطات)؟؟؟؟؟
هل توجد أوابد وصروح تخلد ذلك, كما في اليمن؟؟؟؟ هل توجد قصور وحدائق كما هي الحدائق المعلّقة في بابل؟؟؟؟؟
أين وثائق وأدلّة وبراهين, من (كتبوا كتابهم بيمينهم) ما يثبت أصولهم العريقة وجذورهم النبيلة وحقوقهم التاريخية!!!!؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى هذه اللحظة, لا يوجد ما يثبت قطعا موقع هيكل سليمان, و ادعاؤهم بوجود حائط المبكى تحت المسجد الأقصى, ليس سوى زور وكذب يخدعون به الأمم التي ترفض الحق والمصداقية التاريخية والعلمية , فأكاذيبهم استدرار لعطف الشعوب الغافلة, لدعمهم في اغتصاب أرضنا الحبيبة!!!!
للأسف الشديد .. وأقول للأسف الشديد ... إن كثيرا من هذه الإسرائيليات اندسّ عن عمد وتخطيط وقصد, اندسّ في ميراثنا الإسلامي وتماهى مع أصولنا الإسلامية, بمكر بحيث يصعب عزلها كشائبة عن جوهر الدين!!!!
يؤلمني جدا أن كثيرا من كتب الأقدمين والتي نأخذها كمراجع وأصول, تعجّ بتلك الإسرائيليات!!!!
يؤلمني جدا أن من على منابرنا يستشهد وينشر الكثير مما ورد في تلك الكتب, دون دراية أنها تروّج لأباطيل, تظهر ديننا على أنه خيال ووهم وخرافة!!!!!!
لهذا قام العديد من علمائنا الأفاضل بالتفرغ والتركيز لتنقية تراثنا الديني من تخاريف وأكاذيب تشكك بصدقه وعظيم منزلته, وعملهم هذا يسمى (تحقيق) ويعني, الدخول في عملية تدقيق ومقارنه وتحليل المعلومات للتحقق وجمع الأدلّة لتثبت يقينا صحة معلومة ما, والتحقيق هذا يعتمد على كثير من المصادر المتنوعة وأولها, القرآن الكريم ثم السنّة المؤكدة, وأيضا على ما صحّ من آثار وأوابد ومخطوطات, وأيضا على كل المنجزات العلمية الحديثة ذات الصلة, والهدف من هذا هو فصل الصحيح المؤكد من العقيدة, عما زيف وحرف وزور!!!!!!
جهود هؤلاء العلماء الأفاضل في (تحقيق) كتب الأقدمين, لا تزال فردية بمعنى, أنه لم يتم تبني جهودهم من قبل مؤسسات رسمية بل هو جهد فردي خاص.
جهودهم في تحقيق كتب الأولين لا تزال فتية خجولة تحتاج من يدعمها ويفتح أمامها السبل.
عملهم من أرقى أنواع الجهاد في سبيل الله وأعظم وسائل الدعوة للدين الحق.
وعملهم يفضح من زيّف وكذّب على البشرية جمعاء, مدّعين أن أباطيلهم, هي أصل التراث الإنساني ومنبع الأصول والقيم!!!!!!
عملهم من أعظم أساليب البحث العلمي الجاد المسؤول, فهو يضع بين يدي البشرية الحقائق التي تنظم حياتهم وترقى بهم للعيش بنعمة السعادة والعدل والأمن والسلام.
من أجل ذلك ومن الآن فصاعدا, وجب علينا عند تناول أي موضوع يخص الدين, يجب أن نجتهد ونسعى بدأب وصبر للمصادر الموثّقة تلمسا للأمانة من جهة, ومن جهة أخرى, كي لا نكون مثل دواب تشد لجامها أيدي المبغضين!!!! وحاشا للمسلم أن يكون ذلك .......
في كتابنا الكريم, ذكرت قصة ابني آدم عليه السلام, حيث قدما قربانا لله عز وجل, لم يتقبل هذا القربان من أحدهما وتقبل من الآخر, مما أغضب أحدهم وقتل أخيه ...... هذا هو الطرح القرآني للواقعة, فهي لم تذكر اسم أيّ من الأخوين ولم يرد في السنة المؤكدة اسم أي منهما!!!
فكيف نسمح لأنفسنا بتبني اسمي (قابيل وهابيل)؟؟؟؟
إذا أغفل القرآن والسنة معلومة ما فكيف أسمح لنفسي بإقحام معلومة (قابيل وهابيل) ولا يوجد ما يثبتها في دين الله, بل وأزيد ما هو كاذب, حيث يروج البعض أن سبب اقتتالهما لا يعود للقربان, بل بسبب فتاة أرادها كلاهما!!!!
هذا المثل يبين كيفية دخول مفاهيم غير مؤكدة, بل وبعضها كاذب تماما, لثقافتنا الإسلامية!!!!!!
قصة السيدة مريم عليها السلام, يكثر فيها مثل تلك الإسرائيليات, إذ تقول كتبهم أن يوسف النجار هو من تكفل بها أثناء حملها وولادتها وتنشئة ابنها إضافة لكثير من التفاصيل!!!
لكن القرآن الكريم لم يتحدث عن أي من ذلك, و يذكر أن سيدنا زكريا هو من كفلها ..... وأنا كمسلمة أكتفي و أثق وأومن بما نصه القرآن فلا أجد سببا لافتراض شخصا آخر مثل يوسف النجار!!!
وعندما يسكت القرآن الكريم عن كيفية تنشئة السيد المسيح عليه السلام, ولم يرد أثرا في السنة الشريفة, عند ذلك أسكت أنا أيضا ولا أجد ما يدفعني للبحث عند الآخرين أعرف يقينا أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه!!!!!!
عندما أريد إثبات حقي ومصداقية تراثي, كيف يمكن الاستعانة بطرف لا يعترف بي أصلا!!!! بل ويعتبرني حيواناً وجد ليخدمه!!!! أي غباء هذا؟؟؟؟؟؟
عندما أريد إثبات حقيقة ما, كيف أستشهد بأقوال من اشتهر بالكذب والتحريف!!!!!! أي غباء هذا؟؟؟؟؟
نعلم يقينا أن الأنفاس الشيطانية والأيدي الملوثة, استطاعت عبر غفلتنا, أن تلوث بعض آثارنا القرآنية غايتها قتل الدين من داخله, كما تعودت عليه في الديانات الأخرى ......
أيديهم التي امتهنت سرقة الآخرين, تطاولت على الحديث النبوي, فكان لا بد من القيام (بالتحقيق) وفصل الأحاديث المؤكدة عن الموضوعة والكاذبة.
عصرنا عصر العلوم المذهلة والتقنيات العظيمة, هو عصر البحث العلمي الدؤوب, والتخصص لأبعد الحدود, فلنأخذ من أدوات عصرنا ما يدفع بديننا نحو التصدر, لأنه الوثيقة السماوية الوحيدة الباقية لدى البشر, إنه ذكر تكفل الله تعالى بحفظه, فلا نكونّن كحمار يحمل أسفارا!!!
وحاشا للمسلم أن يكون كذلك .......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:42 م]ـ
شكر الله للدكتورة سمر مشاركتها التي تدل على غيرة على التراث وحرقة عليه واهتمام به، ولكن مثل تلك الأمور من السهل فيها جدا تخطئة العلماء والأصعب منها البحث في علل إيراد العالم في إيراده مثل هذه المرويات ثم بعد ذلك يكون الحكم بالتخطئة أو الصواب
وهنا تساؤلات ليس مفادها الاعتراض على كلامكم لكن هي من باب المدارسة في هذا الباب:
1) هل ثبت اعتماد المفسرين على الإسرائيليات في بيان المعنى، وما نسبته. مع ضرورة التفريق بين الاعتماد والاستشهاد
2) هل ثبت عن الصحابة ذكر مرويات إسرائيلية في التفسير.
3) هل كان المفسرون الأوائل من المحررين كالطبري فاقدين للغيرة على التراث؟ وهل لم يكن لديهم القدرة على نقد ما يسبشعه عوام المسلمين قي هذا الزمان.
4) هل هناك بحوث جادة قامت باستقراء علل إيرادهم لتلك المرويات وبينت كيفية الإيراد ووجهته قبل الحكم بتخطئتهم.
إنني لا أدعي عصمتهم ولكن أدعو إلى فهم واستقراء منهجيتهم ثم محاكمتها، يعني معرفة أسباب وقوع المتهم في الجريمة قبل محاكمته، ومسالة المنهجيات تحتاج إلى عمق في فهمها وتأن وصبر عليها وعزل للميول القلبية والنزعات العاطفية، والتجرد التام للبحث العلمي.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:11 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل أبو صفوت على تعقيبك الطيب وتساؤلاتك وأنا معك فيما ذكرت فلم يقل أحد أن الصحابة ذكروا مثل هذه الإسرائيليات فهم كانوا يأخذون هذا الدين من منبعه بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وما كانوا يحتاجون لاستكمال ما لم يذكره القرآن من القصص القرآني. وإنما أتكلم عن بعض علماء العصر وكتب العصر خاصة ما يتعلق بالحديث وبقصص الأنبياء فتجد أنه دخلها كثير من هذه الروايات ربما عن غير قصد ومن نحن حتى نعرف نوايا هؤلاء العلماء وربما قصدوا خيراً في ذلك لكن أتكلم عن واقع الحال فتجد الناس العامة (أنا لا أتكلم عن طلبة العلم والمتخصصين) العامة تستهويهم أمثال هذه القصص فتشبع عندهم بعض الرغبات لأنهم يتصورون القصة القرآنية مسلسلاً تلفزيونياً أو فيلماً سينمائياً لا بد لهم من أن يعرفوا تفاصيله وتاريخ ابطاله ونهايتهم التي يفضلون أن تكون سعيدة!. وعندما يصدِّق العدد الكبير من العامة مثل هذه القصص ويتحدثون بها بين أقرانهم ويكون هذا المصدر الذي استقوا منه المعلومة مرجعهم الوحيد هنا تكمن الخطورة.
العادة جرت أن يأخذ العامة كلام من يستمعون إليه من العلماء أو الخطباء أو المحاضرين أو الدعاة يأخذون هذا الكلام على أنه حق بالمائة مائة ولا يجادلون ولا يتساءلون فقد يسمعون حديثاً ولا يبحثون عنه ليتأكدوا من صحته وإنما في نظرهم هذا العالِم يتكلم حقاً لا مجال لردّه أو نقضه ولا يخفى عليكم كم يستشهد بعض الخطباء والعلماء بأحاديث ثبت أنها موضوعة أو مكذوبة بالدليل القاطع (هذا لمن يقرأ ويتابع ويدقق ويحقق).
أنا أخشى على هذه الفئة لأنهم لا يقرأون ولا يبحثون ونحن مسؤولون أمام الله تعالى أن ننقل لهم الحق كما جاء في الكتاب الحق على لسان رسول الحق.
العامي أخي الفاضل يذهب إلى المكتبة فيرى كتاباً يعجبه غلافه مثلاً أو عنوانه فيشتريه ويقرأه (ربما) فلا يتمكن أن يفرّق بين ما هو صحيح وما هو مدسوس، وهؤلاء ليسوا فئة قليلة ولا يخفى عليكم ذلك لذا يجب أن نسعى لنتوجه إليهم وننقي عقولهم من هذه الأفكار الزائفة عن طريق تنقية مصادرهم منها.
أما العلماء والخطباء والدعاة الذين لا يرون بأساً في استخدام مثل هذه الروايات فهؤلاء نتوجه إليهم بتوجيهات تختلف عن توجيهات العامة ويمكن التواصل معهم عبر دورات وندوات ودعوات من مؤسسات إسلامية راقية تدعو لتنقية كتبنا الإسلامية من مثل هذه الافتراءات حتى نترك لمن بعدنا تراثاً خالياً نوعاً ما من هذه الشوائب وهذا أضعف الإيمان وإن لم ننجح في تحقيق كل ما نصبو إليه يبقى لنا أجر السبق في هذا ونيّة في السعي لتحقيق هذا الهدف إن شاء الله.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[16 Jul 2010, 04:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على المداخلة و العرض القيم و التساؤلات النافعة و أحببت أن أضيف شيئا أن كثير من علماء العصر الحالي قاموا بدراسات طيبة حول موضوع الإسرائيليات و نشروا كتبا قيمة مثل:
1 - "الإسرائيليات في التفسير و الحديث" للأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي - أستاذ علوم القرآن و الحديث بكلية الشريعة جامعة الأزهر- نشر مكتبة وهبة بمصر
2 - "الإسرائيليات و الموضوعات في كتب التفسير" للأستاذ الدكتور محمد محمد أبوشهبة - أستاذ علوم القرآن و الحديث بجامعة الأزهر- و ذكر فيه كثير من الإسرائيليات المنتشرة و فندها- نشر مكتبة السنة بمصر
3 - "الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة و المصادر العبرية" للدكتورة آمال محمد عبد الرحمن و هي دراسة ماتعة استفادت فيها الكاتبة من إجادتها للغة العبرية حيث تمكنت من مراجعة الإسرائيليات و ردها إلى النصوص العبرية مما أعطي الرسالة تميزا و اعتز المجلس الاعلي للشئون الاسلامية في مصر بنشر هذه الدراسة و اعتبارها نموذجا علميا يستفاد به في تنقيح كتب التفسير.
و غيرها كثير مما لم يأخذ حقه في التعريف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد
آمل التكرم بمراجعة هذا الرابط مشكورا
عرض لكتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري وبيان بعض المآخذ عليه ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10048&highlight=%DA%D1%D6+%E1%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%C5%D3%D 1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA+%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%D8%C 8%D1%ED+%E6%C8%ED%C7%E4+%C8%DA%D6+%C7%E1%E3%C2%CE% D0+%DA%E1%ED%E5)
وأما نشر هذه المرويات وبثها بين يدي العامة فهذا أمر غير مقبول وشكر الله للدكتورة سمر تنبيهها عليه، ورحم الله شيخا فاضلا لقيته يوما وكان حزينا من كثرة طباعة الكتب وعدم فهم المشتري لطبيعة الكتاب وقال إن كتب أهل العلم ستقع في أيدي من لا يحسن مقاصدهم ولا فهم مناهجهم من العامة وسيؤدي هذا إلى فساد عريض، ولكن ماذا نفعل ونحن في زمن صار هم بعض الناشرين فيه تحصيل الأموال لا غير
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[16 Jul 2010, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا و أجزل لك العطاء في الدنيا و الآخرة فلك مني خالص الشكر علي التنبيه على ما ورد في الكتاب و نفعنا الله بعلمكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا , ولكن بعض الأمور أحب أن أعلق عليها من باب الفائدة:
أن نسأل .... إذا كانت تلك (الإسرائيليات) صحيحة موثقة مؤصّلة ..... فهل توجد قطع من الآجر أو الفخار القديمة, تثبت مقولتهم, أسوة بما وجد في (مملكة ماري) أو (إيبلا) أو (أوغاريت) أو (حجر الرشيد) أو أهرامات أو مومياء أو (رقم ومخطوطات)؟؟؟؟؟
هل توجد أوابد وصروح تخلد ذلك, كما في اليمن؟؟؟؟ هل توجد قصور وحدائق كما هي الحدائق المعلّقة في بابل؟؟؟؟؟
أين وثائق وأدلّة وبراهين, من (كتبوا كتابهم بيمينهم) ما يثبت أصولهم العريقة وجذورهم النبيلة وحقوقهم التاريخية!!!!؟؟؟؟؟؟؟
حتى هذه اللحظة, لا يوجد ما يثبت قطعا موقع هيكل سليمان, و ادعاؤهم بوجود حائط المبكى تحت المسجد الأقصى, ليس سوى زور وكذب يخدعون به الأمم التي ترفض الحق والمصداقية التاريخية والعلمية , فأكاذيبهم استدرار لعطف الشعوب الغافلة, لدعمهم في اغتصاب أرضنا الحبيبة!!!!
فقط للتنبيه أغلب ما يذكر عن الكاتبات القديمة ليست مكتملة وإنما جرى ترميمها إجتهادا وكذا تفسيرها. فمثلا يقال ملحمة جلجامش وهي عبارة عن لوحات حجرية لم تكن سليمة بل جرى ترميمها إجتهادا وكذا تفسيرها. وكثيرا ما يعرض ما فيها بأنه أمر وحسوس عن تلك الحضارات.
أما ما يتعلق بعظمة ملك سليمان فقد ورد في القران عند دخول ملكة سبأ الصرح وكانت قد حسبته ماء وهو من زجاج , أما لماذا لا نجد أثرا لذلك فإن الله عز وجل قال:
"إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا " [الإسراء/7] ففي المرة الثانية لم يبقوا لما كان أثرا ولذلك لن يجد اليهود شيئا لا عند المسجد الأقصى ولا تحته يمتلما يبحثون عنه بصلة.
وأخيرا فإن الإسرائيليات موجودة بالقصص لا بالأحكام ولا يؤخذ مها حكم. وأصل إيرادها أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه " ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَعْلَمُ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ إِنَّهَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ"سنن أبي داود - (ج 10 / ص 52) وروى البخاري نحوه معلقا.
وما رواه ابو داود وغيره:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ "سنن أبي داود - (ج 10 / ص 79)
ولكن نهينا أن نسألهم مصدقين قولهم مع تغيرهم وتبديلهم كما روى البخاري عن ابن عباس:"قَالَ
كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرُوهُ وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ وَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ "صحيح البخاري - (ج 22 / ص 349)
(/)
رحلة التفسير وظروف الحياة
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Jul 2010, 06:12 م]ـ
كل المفسرين قضوا سنوات عدة في رحلتهم مع التفسير، تمر خلالها ظروف الحياة، وتقلبات الأيام، ونحن نقرأ في كتب التفسير
فتجد:
المفسر أحياناً ينشط فيبسط الكلام على الآية وألفاظها، وأحياناً يجمل إجمالاً.
ومن أسباب ذلك أن التفسير رحلة عُمُر يعتري المفسر خلالها ظروف الحياة، بل قد يصل أثر تلك الظروف الحياتية إلى واقع تفسيره
للآيات، فإذا (نشط بسط) وإذا (فتر كسل) ومن ذلك:
الرازي رحمه الله وعفا عنه:
لما ختم الكلام على سورة يوسف قال:
" تم تفسير هذه السورة بحمد الله تعالى يوم الأربعاء السابع من شعبان، ختم بالخير والرضوان، سنة إحدى وستمائة، وقد كنت ضيق الصدر جداً بسبب وفاة الولد الصالح محمد تغمده الله بالرحمة والغفران وخصه بدرجات الفضل والإحسان ".
أثر ذلك على تفسيره:
من تأمل الآيات من قوله (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك إلى نهاية السورة، (عشر آيات) وجدها مختلفة الأسلوب عن أسلوب
الرازي المعتاد، ويكفي أن نعرف:
أنه لم يذكر في هذه الآيات أي مسألة، مع أن تفسيره ملئ بقوله (وفيها مسائل)، كما أن الرازي الذي فسر الفاتحة (سبع آيات)
في مجلد كامل، نجده في آخر سورة يوسف يفسر (عشر آيات) في أربع صفحات!!!
وفي نهاية الآيات ذكر انه كان ضيق الصدر جداً، على وفاة ابنه الصالح رحمه الله، فعرفنا السبب،
وأنه لم ينبسط صدره للبسط في معاني الآيات.
لا أملك أمثلة أخرى لكني متأكد أن كتب التفسير تملك ذلك.
وأختم بأن ذلك يقودنا إلى التنبه لأمرين:
1ـ كما ينبغي مراعاة الجوانب العقدية والفقهية للمفسر، فينبغي مراعاة الجوانب النفسية المتعلقة بما يمر على المفسر أثناء رحلة
التفسير تحديداً.
2ـ إنها الهمة العالية التي تجعل أحدهم – الرازي مثالاً – يكتب تفسيره مع موت ابنه، أو يملي تفسيره في زنزانة سجنه، أو أثناء
غربته.
ـ[محمد العلوي]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:35 م]ـ
شكر الله لكم ياشيخ عقيل
فالمفسرون كغيرهم يعتريهم ما يعتري غيرهم من المنغصات والمكدرات ..
فإضطراب الأمر ونزول البلايا والمحن على المرء لاشك انه يشغل ذهنه
تامل قصة عمر رض1 كيف نسي الآية وكأنه لأول مرة يسمعها
(((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. ))) الآية
نسأل ان يجمع شتات قلوبنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:11 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم عقيل على هذه الإشارة اللطيفة التي تحتمل بحثاً طويلاً جديراً بالتأمل اثناء قراءة كلام المفسرين في بعض المواضع من كتب التفسير، والتي تظهر فيها آثار تأثره بأمرٍ من أمور الحياة، وقد كتب أخي عبدالعزيز الضامر بحثاً عن أثر المكان في التفسير، وخصص الحديث عن أثر السجن في تفسير المفسرين الذين كتبوا تفاسيرهم في السجن، وكانت لفتة طيبة في البحث، لعغله ينشره أو يذكر لنا أبرز نتائجه.
وكنتُ أحرص على إبراز هذه المسألة في ترجمتي للمفسرين في برنامج (أهل التفسير) على قناة المجد العلميَّة، وكنتُ أجد لها صدى طيباً عند من يسمع مثل تلك الإشارات.
ـ[مها]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:14 م]ـ
موضوع لطيف يجدر الوقوف حوله!
وكنتُ أحرص على إبراز هذه المسألة في ترجمتي للمفسرين في برنامج (أهل التفسير) على قناة المجد العلميَّة، وكنتُ أجد لها صدى طيباً عند من يسمع مثل تلك الإشارات.
منها على سبيل المثال: الحلقة التي كانت عن ابن عطية رح1 فقد كان في ضمنها وفقك الله وزادك:
((وقد كان لمشاركته في الجهاد أثر في تفسيره، فإنك عندما تتأمل في تفسير ابن عطية لآيات الجهاد، تجد فيها روح ذلك المجاهد الذي كان يشارك في المعارك ويعرف ما يدور في ساحاتها وما يحيط بها من ملابسات.
ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) قال رحمه الله: (واستمر الإجماع على أن الجهاد على أمة محمد عليه السلام فرض كفاية إذا قام به من قام من المسلمين سقط عن الباقين، إلا أن ينزل العدو بساحة الإسلام فهو حينئذ فرض عين) _ وكأنه يتحدث عن واقع الأندلس في ذلك الوقت، عندما كان النصارى والأعداء يبيتون للمسلمين في مدنهم وقراهم في الأندلس _
وتجدون أيضا عند تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) يثني ابن عطية على المرابطين المجاهدين الذين اعتادوا وضع اللثام على وجوههم من حبهم له وشغفهم به؛ ولذلك كان بعض المؤرخين يسمي دولة المرابطين (دولة الملثمين) لأنهم قد اعتادوا أن يضعوا اللثام على وجوههم في أيام المعارك وفي غيرها. إلا أنهم كانوا إذا التقت الصفوف فإنهم يميطون هذا اللثام عن وجوههم، فيقول ابن عطية - رحمه الله -: (قال ابن عباس: يكره التلثم عند القتال).
قال الفقيه الإمام القاضي أبو محمد _رضي الله عنه الذي هو ابن عطية _: (ولهذا والله أعلم يستن المرابطون بطرحه عند القتال على ضنانتهم به). يعني: أن المرابطين يستنون بسنة ترك اللثام عند القتال كأنهم يأخذون هذا من قول ابن عباس رضي الله عنهما.
ومن تدبر تفسير ابن عطية في تفسيره لآيات الجهاد وجد ما يدل على أنه كان يشارك كثيرا في المعارك)).
(/)
ما الفرق بين الرؤية والنظر؟
ـ[إنجاز]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً، لدي سؤال بخصوص التعبير بالرؤية والنظر في القرآن الكريم ..
تأملت في قول الله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فما سر التعبير بالرؤية والنظر في هذه الآية؟ وهل هناك فرق بينهما؟
جاء في الفروق اللغوية:"الفرق بين النظر والرؤية: أن النظر طلب الهدى، والشاهد قولهم نظرت فلم أر شيئاً، وقال علي بن عيسى: النظر طلب ظهور الشيء، والناظر الطالب لظهور الشيء والله ناظر لعباده بظهور رحمته إياهم، ويكون الناظر الطالب لظهور الشيء بإدراكه من جهة حاسة بصره أو غيرها من حواسه ويكون الناظر إلى لين هذا الثوب من لين غيره، والنظر بالقلب من جهة التفكر، والانظار توقف لطلب وقت الشيء الذي يصلح فيه قال والنظر أيضا هو الفكر والتأمل لأحوال الأشياء ألا ترى أن الناظر على هذا الوجه لابد أن يكون مفكراً والمفكر على هذا الوجه يسمى ناظراً وهو معنى غير الناظر وغير المنظور فيه ألا ترى أن الانسان يفصل بين كونه ناظراً وكونه غير ناظر، ولا يوصف القديم بالنظر لأن النظر لا يكون إلا مع فقد العلم ومعلوم أنه لا يصلح النظر في الشيء ليعلم ألا وهو مجهول، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي، وأخرى فإنه لو طلب جماعة الهلال ليعلم من رآه منهم ممن لم يره مع أنهم جميعاً ناظرون فصح بهذا أن النظر تقليب العين حيال مكان المرئي طلبا لرؤيته، والرؤية هي إدراك المرئي، ولما كان الله تعالى يرى الاشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر. 2190 الفرق بين النظر والرؤية (1): قيل: الفرق بينهما أن الرؤية هي (2): إدراك المرئي. والنظر: الإقبال بالبصر نحو المرئي. ولذلك قد ينظر ولا يراه، ولذلك يجوز أن يقال لله تعالى: إنه، راء ولا يقال: إنه ناظر. وفيه نظر."
فهل يفهم من هذا أننا حين نقول رأيت الشيء أي أدركته ببصري، بينما إذا قلنا: نظرت إلى الشيء أي تتبعته ببصري وإن لم أره؟
ـ[محمد العلوي]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:04 م]ـ
يظهر من الإستعمال اللغوي أنه لافرق بينهما كبير والتفريق بينهما فيه عسر
ففي حديث الشفاعة
(فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا) رواه البخاري
وفي لفظ (فإذا نظرت ربي خررت له ساجدا) صحيح ابن خزيمة ..
ـ[إنجاز]ــــــــ[16 Jul 2010, 11:14 م]ـ
هل يفهم من الحديث أن النظر أعم من الرؤية، بحيث يطلق النظر على الشيء الذي نتتبعه بأبصارنا سواء رأيناه أو لم نره، بينما الرؤية لا تطلق إلا على ما ندركه بأبصارنا فنراه؟
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:50 م]ـ
حياكم الله
الفعلان ("نظر" و "رأى") (حسيّان وعقليَّان) بينهما فارق جوهري هو: أن النظر فعل إرادي، والرؤية فعل غير إردي.
الثاني: أن النظر (العقلي) فعل بمنزلة المقدمة الضرورية للرؤية (العقلية). الآية مثلاً: (((فانظر ماذا ترى)))، ولا يمكن أن يكون هنالك رؤية عقلية بدون نظر عقلي.
الثالث: أن الرؤية (الحسية) تسبق فعل النظر الحسي. الآية مثلاً: (((ربي أرني أنظر إليك))) ولا يمكن أن يكون هناك نظر حسي بدون رؤية.
(ملخص من بحث لي غير منشور)
(/)
التطور التاريخي لحركة التفسير (محمد بن جماعة)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التطور التاريخي لحركة التفسير
مرّ تفسير القرآن الكريم (1) في مسيرته التاريخية بأربعة أطوار رئيسية، هي (2): طور التأسيس، وطور التأصيل، وطور التفريع، وطور التجديد. وقد تميز كل طور منها بظروف تاريخية ومزايا منهجية خاصة، نحاول استعراضها في ما يلي.
1 - طور التأسيس:
امتد هذا الطور من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أواخر القرن الثالث للهجرة. فقد بدأت المرحلة التأسيسية لتفسير القرآن في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم). وأشار القرآن إلى أن إحدى وظائف النبي (صلى الله عليه وسلم) هي بيان القرآن للناس: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل/44).
ولئن نزل القرآن بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم والفصيح من كلامهم، فقد كانت الحاجة للبيان النبوي نابعة بالأساس من التفاوت الطبيعي بين الناس في الفهم، حيث كان يندّ عن بعض الصحابة مدلولات بعض الألفاظ، أو المراد ببعض المفردات أو العبارات. وكان الصحابة إذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سألوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها، فيوضح لهم ما غمض عليهم فهمه وإدراكه. ومن أمثلة ذلك ما ورد عن ابن مسعود: "لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبسُواْ إِيمَانَهُم بظُلْمٍ} الأنعام، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)، وَقاَلُوا: أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ .. إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {يَابُنَيّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ، إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ".
ولئن ورد خلاف علمي حول ما إذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) فسّر جميع آيات القرآن أو بعضها فقط، فإن ما تم توثيقه من تفسيره (صلى الله عليه وسلم) يعتبر قليلا، وأكثره يندرج ضمن ما يمكن تسميته بـ (التفسير العملي)، بمعنى أنه حين يرد في القرآن مصطلح أو لفظ خاص، مثل الحج أو الصلاة، تأتي أفعال النبي وممارساته مبينة للمراد من هذا الأمر، وليس بالضرورة في هيئة حديث تفسيري. أما ما أثر من أحاديث نبوية في التفسير فلم يتجاوز شرح بعض المفردات والتراكيب.
و أيّا كان الخلاف في ذلك، فلا خلاف في أن تفسير القرآن لم يكن يدوّن في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) كعلم مستقل بذاته، وإنما كان يروى منه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ما كان يتعرض لتفسيره. ولذلك يمكن القول بأن التفسير ولد في أحضان علم الحديث، حيث كانت المرويات المتعلقة بتفسير القرآن تمثل جزءاً أساسياً من كتب الحديث.
وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، تواصلت حاجة الصحابة إلى فهم القرآن وبيانه للناس. وإضافة لاعتمادهم على عدد من الأدوات المساعدة في ذلك (معرفتهم باللغة العربية، ومقارنة الآيات بعضها ببعض، وما نقل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من أقوال وأفعال، وتدبّرهم الذاتي)، فقد ساعدهم في الفهم معاصرتهم للسياق الاجتماعي، ومعايشتهم لنزول الوحي، ومخالطتهم للنبي (صلى الله عليه وسلم) وتأثرهم به وبطريقة تعامله مع القرآن، إضافة لمعرفتهم بمعهود العرب اللغوي والسلوكي والفكري.
ورغم أن عدد الصحابة كان كبيرا، إلا أن من اشتهر منهم بالتفسير لا يتجاوز العشرة: الخلفاء الأربعة (أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب)، وعبد الله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبدالله بن الزبير (3).
وبالرغم من أن ما صح نقله عنهم ليس كثيرا (4)، إلا أن ثلاثة من بين هؤلاء اشتهرت أقوالهم بسبب صحبة بعض التابعين لهم وتلقيهم العلم عنهم: عبدالله بن عباس، وأبي بن كعب وعبدالله بن مسعود.
ويمكن سوق ثلاث ملاحظات عامة بخصوص تفسير الصحابة للقرآن:
- الملاحظة الأولى: متعلقة بغياب التدوين تقريبا، ويعود ذلك لعدم تفشي ثقافة التدوين والكتابة، والاقتصار في ذلك العهد على تدوين المصحف فقط. ولذلك نقلت أغلب أقوال الصحابة في التفسير للجيل اللاحق شفويا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الملاحظة الثانية: متعلقة بغياب التفسير المطول والشامل لجميع الآيات، خلافا لما نقل عمن جاء بعدهم، وتطور في العصور اللاحقة، حيث لم تتجاوز أقوالهم شرح بعض المفردات والتراكيب، وبيان المناسبات مما له علاقة بالأماكن والوقائع وأسباب النزول.
- الملاحظة الثالثة: متعلقة بندرة اختلاف التضاد فيما نقل عنهم من تفاسير لنفس الآيات (5).
وشهد آخر عصر الصحابة اتساع نطاق الحاجة إلى تفسير القرآن بسبب الفتوحات ودخول أعداد كبيرة من العرب والأعاجم في الإسلام، وعدم إحاطة كثير منهم باللغة وظروف التنزيل الذي امتد لبضع وعشرين سنة. فكان لاستقرار بعض الصحابة المشهورين بالتفسير في مكة والمدينة والعراق أثر في نشأة حركة علمية للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بفهم القرآن، كان على رأسها:
- عبدالله بن عباس (ت: 68)، الذي استقر في مكة، ونسبت له "مدرسة التفسير" فيها، وتتلمذ عليه: مجاهد بن جبر (ت: 104)، وسعيد بن جبير (ت: 95)، وطاووس بن كيسان اليماني (ت: 106)، وعكرمة البربري (ت: 104)، وعطاء بن أبي رباح (ت: 114)، وأبو الشعثاء بن زيد الأزدي (ت: 93) (6).
- أبي بن كعب، الذي استقر في المدينة، ونسبت له "مدرسة التفسير" فيها، ومن تلاميذه: أبو العالية رافع بن مهران (ت: 90)، ومحمد بن كعب القرظي (ت: 118)، وسعيد بن المسيب (ت: 95)، وزيد بن أسلم (ت: 136) (7).
- عبدالله بن مسعود (ت: 35)، الذي استقر بالكوفة في العراق، ونسبت له "مدرسة التفسير" فيها، ومن تلاميذه: علقمة بن قيس النخعي (ت: 61)، ومسروق بن الأجدع (ت: 63)، وزِرّ بن حُبَيش (ت: 82)، وعبد الله بن حبيب السلمي (ت: 73)، والأسود بن يزيد النخعي (ت: 74)، وعامر الشعبي (ت: 109)، والحسن البصري (ت: 110)، وقتادة بن دعامة السدوسي (ت: 117)، وعبيدة السلماني (ت: 72) (8).
وبالإضافة لذلك، تضافرت عوامل هامة أخرى ساهمت في تطور حركة التفسير في عصر أتباع التابعين، منها:
- الخلافات السياسية التي زادت حدتها إثر مقتل الخليفة عثمان بن عفان (سنة 35)، والتي اختلط فيها السياسي بالديني،
- بداية الكلام في مسائل الاعتقاد، وظهور القول بالقدر والإرجاء في مقابل غلو الخوارج، واستمرار ذلك إلى أواخر القرن الثاني للهجرة، مع ظهور القول بخلق القرآن ونفي الصفات،
- ظهور الوعّاظ والقصّاصين الذين اهتموا بأحاديث الترغيب والترهيب، وبالقصص القرآني،
- التأسيس لنشأة ثلاثة تخصصات جديدة: علم اللغة، والأدب، ورواية الحديث النبوي (9).
وفي هذا العصر أيضا، بدأ تدوين التفاسير المستقلّة، وجمع أقوال بعض التابعين وأتباعهم في كتب، ومنها (10): تفسير مجاهد، وتفسير ابن عباس وتفسير الحسن البصري، وتفسير قتادة، وتفسير سفيان الثوري، وتفسير السدي الكبير، وتفسير عبدالرزاق الصنعاني.
ومن الملاحظ أن حركة التفسير اكتفت، طيلة طور التأسيس، ببيان بعض المفردات والعبارات القرآنية، وبتفسير بعض آيات الأحكام، وقصص القرآن. ولم يظهر تفسير القرآن كاملا إلا في أواخر القرن الثالث للهجرة (11)، حيث أصبح التفسير علما قائما.
وأما من الناحية المنهجية، فيمكن القول إن التفسير في طور التأسيس غلبت عليه نزعتان:
- نزعة أثرية، تعنى برواية الأقوال مسندةً إلى أصحابها، على نمط أهل الحديث. وممن تميز بذلك في تفسيره: مجاهد (ت: 102)، والحسن البصريّ (ت: 110)، والسدّيّ الكبير (ت: 128)، وسفيان الثوريّ (ت: 161).
- نزعة لغوية بيانية، تعنى ببيان معاني المفردات القرآنية من خلال الشواهد الشعرية وأقوال العرب. وممن تميز بذلك: أبو عبيدة مَعمَر بن المثنّى (ت: 210) في كتابه "مجاز القرآن"، والفرّاء (ت: 207) في كتابه "معاني القرآن"، والأخفش (ت: 215) في كتابه "معاني القرآن".
2 - طور التأصيل:
يمثل عمل أبي جعفر محمد بن جرير الطبريّ (ت: 310) علامة فارقة في حركة التفسير، باعتباره أول من أصّل لعلم التفسير وأرسى أسسَه وقواعدَه، وأيضا باعتباره أول من فسّر القرآن آيةً آية وجملةً جملة، وذلك في نهاية القرن الثالث للهجرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أفاد الطبري منهجيا من جهود سابقيه القائمة على أساس النزعتين الأثرية واللغوية، لتأصيل أول منهجية متكاملة في التفسير، من خلال الجمع بين الاتجاهين وإضافة استنباطاته وترجيحاته. ويعتبر كتابه "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" أول تفسير كامل للقرآن على أساس منهجي، وقد أملاه ابن جرير على تلاميذه من سنة 283 هـ إلى سنة 290، ثمَّ قُرئ عليه سنة 306.
تقوم منهجية الطبري في التفسير، والتي نقلت حركة التفسير من طور التأسيس إلى طور التأصيل، على أصول ثلاثة: اللغة، والأثر، والترجيح والاستنباط.
وقدَّمَ الطبريُّ لتفسيرِه بمقدمة علميَّة حشدَ فيها جملة من مسائل علوم القرآن، منها: اللغة التي نزل بها القرآن والأحرفُ السبعة، والمعربُ، وطرق التفسيرِ، وقد عنون لها بقوله: (القول في الوجوه التي من قِبَلِها يُوصلُ إلى معرفةِ تأويلِ القرآنِ)، وتأويل القرآنِ بالرأي، وذكر من تُقبل روايتهم، ومن لا تُقبل في التَّفسير.
ثمَّ ذكر القولَ في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه، ثمَّ القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب، ثمَّ القول في الاستعاذة، ثُمَّ القول في البسملة. ثمَّ ابتدأ التفسيرَ بسورة الفاتحة، حتى ختم تفسيرَه بسورةِ النَّاسِ.
وتتميز منهجية الطبري في التفسير بما يلي (12):
- اعتمد أقوال الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، ولم يكن له ترتيب معيَّن يسير عليه في ذكر أقوالهم.
- لم يخرج في ترجيحاته عن قول هذه الطبقات الثلاث إلا نادرًا. وكان شرطه في كتابه أن لا يخرج المفسر عن أقوال هذه الطبقات الثلاث.
- يؤخر أقوال أهل اللغة، ويجعلها بعد أقوال السلف، وأحيانًا بعد ترجيحه بين أقوال السلف.
- غالب ما رواه عن أهل اللغة متعلق بالإعراب.
- اعتمد النظر إلى صحة المعنى المفسَّر به، وإلى تلاؤمه مع السياق، وكان هذا هو منهجَه العام في التفسير، وكان يعتمد على صحة المعنى في الترجيح بين الأقوال.
- كان يُجزِّئ الآيةَ التي يريد تفسيرَها إلى أجزاء، فيفسّر كل جزء على حدة. وإذا وجد خلافا في تفسيره، ذكر الخلاف ثم ترجيحه. وبعد ذلك يذكر المعنى العام.
- إذا لم يكن هناك خلاف بين المفسرين السابقين، فسَّر إجمالا، ثم قال: (وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل).
- إذا كان بين المفسرين السابقين خلاف، ذكر التفسير الجملي، ثم نص على وجود الخلاف، كقوله: (واختلفَ أهلُ التَّأويلِ في تأويلِ ذلكَ، فقال بعضهم فيه نحوَ الذي قلنا فيه). وقد يذكر اختلاف أهل التأويل بعد المقطع المفسَّرِ مباشرةً، ثمَّ يذكر التفسير الجملي أثناء ترجيحه.
- من عادته في ذكر مختلف الأقوال أن يقول: (فقال بعضهم ... )، ثمَّ يقول: (ذِكْر من قال ذلك ... )، ثمَّ يذكر أقوالهم مسندًا إليهم بما وصله عنهم من أسانيد. ثمَّ يقول: (وقال غيرهم ... )، (وقال آخرون ... )، ثمَّ يذكر أقوالهم. فإذا انتهى من عرض أقوالِهم، رجَّحَ ما يراه صوابًا، وغالبًا ما تكون عبارته: (قال أبو جعفر: والقول الذي هو عندي أولى بالصواب، قول من قال ... )، أو يذكر عبارة مقاربةً لها، ثمَّ يذكر ترجيحَه، ومستندَه في الترجيحِ، وغالبًا ما يكون مستندُه قاعدةً علميَّة ترجيحيَّةً. وهذا مما تميَّزَ به في تفسيرِه.
- أورد بعض مرويات بني إسرائيل.
3 - طور التفريع والتطبيقات:
امتد هذا الطور من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر للهجرة. وتميزت هذه الفترة بظهور عشرات التفاسير المختلفة في المنهج.
ويعود التنوع الكبير في محتوى تفاسير هذه الحقبة التاريخية أساسا للتوسع في مختلف المسائل وإضافة معارف أخرى، بحيث لم تكن كتبا خالصة للتفسير. ولو جُرِّدَ التفسير من كثيرٍ من هذه المعلومات، لتقاربتْ مناهجُ المفسِّرين، ولكان جلُّ الخلافِ بينهم في وجوهِ التَّفسيرِ، وترجيحِ أقوالِ المتقدِّمينَ. فقد جمعت بين المسائل التالية:
1 - تفسير القرآن (أي: بيانه بيانا مباشرا)،
2 - معلومات تفيدُ في تقوية بيان المعنى، وليست من جوهر التفسير، أن غيابها لا تؤثر على فهم المعنى،
3 - استنباطات عامة، في الآداب والفقه وغير ذلك،
4 - لطائفُ ومُلَحٌ تفسيريَّة (13)،
5 - مسائل متعلقة بعلوم القرآن،
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - مسائل أخرى من شتَّى المعارف الإسلاميَّة وغيرِها، يغلب عليها عدم وجود صلة بينها وبين علم التفسير. غير أن المفسر يذكرها لكونه ممن برز في علم من هذه العلوم، فيحشو تفسيره به. فترى الفقيه يورد مسائل علم الفقه، والنَّحويَّ يورد مسائلَ علم النَّحو، والمتكلِّم يوردُ مسائلَ علم الكلام، وهكذا.
وبسبب تعدد العلوم والمعارف، وتنوع الفرق والمذاهب، واختلاط العرب بثقافات أقوام أخرى داخلة في الإسلام، بدأت تبرز تدريحيا نزعة عقلية في التفسير متحررة من الاعتماد المطلق على اللغة والأثر. فظهرت تفاسير تذكر أوجها تفسيريَّة جديدة مختلفة عمَّا ورد عن السلف، فركّز بعضها على الاستنباطات الفقهيَّةِ أو الأدبيَّةِ، واتخذ البعض أسلوب المتكلمين في الاستدلال للمسائل العقدية، وظهرت التفاسير الصوفية قائمة على التأويل العرفاني، إلى غير ذلك. ومن أمثلة التفاسير التي اشتهرت في طور التفريع: تفسير "الجامع لأحكام القرآن" لكلّ من القرطبي والجصّاص، وتفسير "مفاتح الغيب" للفخر الرازي.
4 - طور التجديد:
بدأ هذا الطور مع بداية القرن الرابع عشر للهجرة (القرن العشرين الميلادي)، نتيجة تواصل المسلمين بالحضارة الغربية، والنقاش الذي شهده جامع الأزهر حول مناهج التدريس والحاجة للتجديد، والذي ترجم إلى صدام بين الداعين للتغيير والرافضين له على أساس الارتياب في أن تكون مطالب التغيير جاءت لخدمة مصالح استعمارية خفية.
وبالرغم من هذه المعارضة الشديدة، بدأ الشيخ محمد عبده (ت: 1323 هـ/1905 م) في إلقاء سلسلة من المحاضرات في التفسير، وأملى فيها تفسيرا جزئيا، ضمنه فيما بعد تلميذه محمد رشيد رضا (ت: 1354 هـ/1935 م)، في كتابه "تفسير القرآن الحكيم" المشهور بتفسير المنار، الذي جاء بمنهجية مختلفة عما سبق في كتب التفسير، وأحدث مع بعض التفاسير التي تلته تجديدا في تفسير القرآن والتعامل معه، غيّر النظرة التقليدية التي طغت طيلة القرون السابقة.
يقوم المنهج التجديدي لمحمد عبده في التفسير على أساس اعتبار القرآن "كتاب هداية". وعلى هذا، جاء انتقاده الشديد لمناهج وأدوات التفسير السابقة والتي كانت تركز على القضايا الكلامية والبلاغية، واصفا منهج التفسير القائم عليها بالجفاف والإغراق في قضايا بعيدة عن مقاصد القرآن. ولبيان هذا الموقف، ننقل كلام محمد عبده كما أورده رشيد رضا، حيث ذكر أن التفسير قسمان (14):
" (أحدهما) جافٌ مبعدٌ عن الله وعن كتابه، وهو ما يقصد به حل الألفاظ وإعراب الجمل وبيان ما ترمي إليه تلك العبارات والإشارات من النكت الفنية، وهذا لا ينبغي أن يسمى تفسيرا، وإنما هو ضرب من التمرين في الفنون كالنحو والمعاني وغيرهما.
و (ثانيهما) وهو التفسير الذي قلنا إنه يجب على الناس على أنه فرض كفاية، هو الذي يستجمع تلك الشروط لأجل أن تستعمل لغايتها، وهو ذهاب المفسر إلى فهم المراد من القول، وحكمة التشريع في العقائد والأحكام، على الوجه الذي يجذب الأرواح، ويسوقها إلى العمل والهداية المودعة في الكلام ليتحقق فيه معنى قوله (هدى ورحمة) ونحوهما من الأوصاف. فالمقصد الحقيقي وراء كل تلك الشروط والفنون: هو الاهتداء بالقرآن. قال الأستاذ الإمام: وهذا هو الغرض الأول الذي أرمي إليه في قراءة التفسير".
وعلى هذا الأساس، وصف رشيد رضا تفسير أستاذه قائلا: "هذا هو التفسير الوحيد الجامع بين صحيح المأثور وصريح المعقول، الذي يبيّن حِكَم التشريع، وسننَ الله في الكون، وكونَ القرآن هدايةً للبشر في كل زمان ومكان، ويوازن بين هدايته وما عليه المسلمون في هذا العصر وقد أعرضوا عنها، وما كان عليه سلفهم المعتصمون بحبلها، مراعى فيه السهولة في التعبير، مجتنبًا مزجَ الكلام باصطلاحات العلوم والفنون، بحيث يفهمه العامةُ، ولا يستغني عنه الخاصة" (15).
وكان من آثار جهود محمد عبده وتلميذه رشيد رضا التجديدية في التفسير والتعامل مع القرآن، أن نشأت حركة إصلاحية كبيرة في العالم العربي تركت آثارا ملحوظة في فهم القرآن والإسلام، ونتج عنها تأسيس ما يعرف بالعمل الحركي الدعوي، ونشوء طبقة واسعة من العلماء والدعاة المنخرطين فيه. وقد كان من أثر ذلك تأليف تفسير سيد قطب (ت: 1965م) "في ظلال القرآن"، والذي بناه بشكل فريد على نظرية (التصوير الفني في القرآن).
(يُتْبَعُ)
(/)
وشهدت هذه الفترة التاريخية أيضا نشوء اتجاه أدبي في التفسير، متمثلة في مدرسة أمين الخولي، والتأصيل لنظرية التفسير البياني للقرآن. ثم تلى ذلك ظهور فن جديد في التفسير سمي بالتفسير الموضوعي، مثّل نمطاً منالاستجابة للتطورات الحديثة التي استجدت في حياة المسلمين، باعتبارهمنهجاً يساعد المفسر على استجلاء نظريات القرآن وقواعده في شتى شؤون الفكروالحياة. وقد مثلت مدرسة المنار والمدرسة الإصلاحية، والاتجاه الأدبي في التفسير، أهم الحواضن للتفسير الموضوعي.
وعلى الرغم من نقص التأصيل والضبط المنهجي لهذا الفن من التفسير، يمكن القول إن التفسير الموضوعي شكّل بداية لنقلة هامة في دراسة القرآن من مستوى التفسير النصي إلى مستوى تحليل الخطاب، وهو ما يجعله قادرا على تشكيل أرضية متينة للدرس القرآني المعاصر، وذلك من خلال تطوير الأدوات المنهجية وربطها بالعلوم اللسانية، والتي يمكن من خلالها الكشف عن بنية القرآن ومفاهيمه ونظرياته وأحكامه، بطريقة أشد تماسكا.
الحواشي:
1 - يدور معنى (فَسَرَ) في لغة العرب على معنى البيانِ والكشفِ والوضوحِ. ويقصد بالتفسير اصطلاحا: بيان المعنى الَّذي أرادَه اللهُ بكلامِه.
2 - الخالدي، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، ص 35.
3 - السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، طبعة البغا (2/ 1227).
4 - كمثال على ذلك، نقل الزرقاني في مناهل العرفان (ص 2/ 26) عن الإمام الشافعي قوله: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث".
5 - أشار ابن تيمية في (مقدمة في أصول التفسير) إلى أن اختلاف تفسير الصحابة كان في أغلبه اختلاف تنوع في التعبير، وليس اختلاف تضاد في المعنى، كتفسير بعضهم للصراط المستقيم بالقرآن، والبعض الآخر بالإسلام، وآخرين بطاعة الله ورسوله. وهي معان متقاربة ومؤداها واحد تقريبا.
6 - الذهبي، التفسير والمفسرون، ص 78 - 86.
7 - المرجع السابق، ص 86 - 88.
8 - المرجع السابق، ص 88 - 95.
9 - مع نهاية العهد الأموي وبداية العهد العباسي (في القرن الثاني للهجرة)، اتسع نطاق الاهتمام بالقراءات القرآنية ومصادرها وأسانيدها ليمد حركة التفسير بأدوات جديدة.
10 - الخالدي، تعريف الدراسين بمناهج المفسرين، ص 38.
11 - Andrew Rippin. 'Tafsir', in Mircea Eliade (ed.). The Encyclopedia of Religion, New York: Macmillan, 1987, pp.236-244
12- الطيار، "ملخص في منهج الطبري في تفسيره". مقالة منشورة في ملتقى أهل التفسير.
13 - كمثال على ذلك، ذكر ابن عطيَّة في المحرر الوجيز، ط: قطر (1: 82) موقع هذه المُلَح من العلم، فقال: "وهذا من ملحِ التَّفسير، وليس من متين العلم".
14 - رضا، تفسير المنار، ص 24.
15 - المرجع السابق، صفحة الغلاف.
مراجع البحث:
1 - ابن تيمية، أحمد بن عبدالحليم، "مقدمة في أصول التفسير"، نسخة إلكترونية على الإنترنت.
2 - ابن عطيَّة الأندلسي، عبد الحق، "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، ط 1، وزارة الأوقاف والشئونالإسلامية بدولة قطر، 1398هـ.
3 - الخالدي، صلاح الدين، "تعريف الدراسين بمناهج المفسرين"، ط 3، دار القلم دمشق 1429 هـ.
4 - الذهبي، محمد حسين، "التفسير والمفسرون"، مكتبة وهبة.
5 - الزرقاني، محمد عبدالعظيم، "مناهل العرفان"، ط 1 دار الفكر دمشق، 1996.
6 - السيوطي، جلال الدين، "الإتقان في علوم القرآن"، دار ابن كثير دمشق 1407هـ، تحقيق مصطفى ديب البغا.
7 - الطيار، مساعد، "ملخص في منهج الطبري في تفسيره"، مقال منشور في ملتقى أهل التفسير: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=95 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=95)
8- رضا، محمد رشيد، "تفسير القرآن الحكيم المشتهر باسم تفسير المنار"، ط 2، دار المنار القاهرة، 1366 هـ/1947م.
9 - Andrew Rippin. 'Tafsir', in Mircea Eliade (ed.). The Encyclopedia of Religion, New York: Macmillan, 1987, pp.236-244
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:19 ص]ـ
أشكر أخي محمد بن جماعة على هذا المقال الموفق الذي حاول من خلاله تلخيص مسيرة تفسير القرآن الكريم خلال القرون الخمسة عشر الماضية منذ نزول القرآن الكريم حتى اليوم، وقد نجح في تصوير معالم هذه المسيرة، واجتهد في تقسيمها إلى مراحل مع ما في ذلك من الصعوبة لتداخل هذه المراحل فيما بينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُمكنني - بعد القراءة المتأنية المكررة - التعليق على هذه المقالة في النقاط التالية رغبةً في تطويرها وتقويمها:
1 - نُخطئُ عندما نظنُّ أنَّ العلوم التي عُنيت ببيان معاني القرآن هي كتب التفسير بالمعنى الاصطلاحي فقط، ولذلك نتهم المفسرين بأنهم أغفلوا كذا ولم يتنبهوا لكذا. والذي أراه أنَّ بيان معاني القرآن الكريم مشروعٌ تقاسَمه علماءُ الأمةِ بحسب تخصصاتهم، وخدموه من زوايا مختلفةٍ تكاملت مع كتب التفسير في بيان المعاني الدقيقة للقرآن الكريم، فعلماء الفقه خدموا القرآن الكريم بفهمهم الدقيق لأدلة الأحكام منه، وبالغوا في تتبع جزئياتها، وأكمل فقهَهُم للقرآن مَنْ صنَّفَ في آيات الأحكام بعد ذلك من المفسرين والفقهاء، والفقهاء والأصوليون كلهم كانوا ينطلقون من القرآن ويدورون حوله، وليس هناك فقيهٌ في الإسلام لم يتخذ القرآن أساساً لفقهه قط، لا أصحابُ الحديث ولا أصحابُ الرأي ولا غيرهم. وقل مثلَ ذلك في علماء العقيدة ومسائلها فقد فسروا آيات العقيدة في القرآن وخدموها خدمةً جليلةً ودقَّقوا في أوجه الاستدلال بهذه الآيات حتى أصبحت في غاية الوضوح، ومَن توسَّعَ من المفسرين في بيان آياتِ الاعتقاد فهو يُسدِّدُ جُهودَ عُلماء الاعتقاد ويساندُها في فهم تلك الآيات، والقليلُ من المفسرين مَنْ يتوسَّعُ في بيان الآيات الفقهية العمليَّةِ اكتفاءً بعمل الفقهاء الذين قد يكون هو نفسه منهم، وله تصانيف في الفقه. وعلماء الأصول بنوا أدلتهم في مجملها على القرآن كمصدر أول للأدلة وكم لهم من القواعد والأصول في فهم القرآن كان المفسرون عالةً عليهم فيها بعد ذلك، وعلماء البلاغة بنوا علم البلاغة على القرآن وأساليب البيان فيه، ومثلهم علماء النحو، فكانت كتب البلاغة والنحو خادمة للغة القرآن، وتفسيراً له من زاوية لغوية.
فإذا نحن نظرنا إلى هذه الجهود نظرة شاملة ألفيناها كلَّها نشأت ودارت وخدمت القرآن الكريم، وتأتي كتب التفسير لتكون ضمن هذه المنظومة المتكاملة من الجهود في بيان معاني القرآن، وليست مستقلةً بفهمِ القرآنِ وخدمته، ولذلك فلا غرابة أن يقع التفاوت بين كتب التفسير طولاً وقصراً ومنهجاً.
ولكنَّ النظر إلى الكتب التي عنون لها مؤلفوها بـ (تفسير القرآن) أي التفسير بالمعنى الاصطلاحي تَجعلُنا نتهم أجيالاً بالتقصير في التفسير أو في التأليف فيه أو في التجديد في جوانبه، ونقصر خدمة القرآن تفسيراً وبياناً لمعانيه على هذه الكتب وحدها، وهذا لا يمثل الحقيقة كاملةً.
2 - في المقال محاولةٌ جيدةٌ لتقسيم مراحل التطور التاريخي لحركة التفسير على أطوار يفترض القارئ لها أنها أطوار منفصلة محددة المعالم، وهذه المسألةُ صعبةٌ للغاية على الباحث للحاجة الماسة إلى استعراض كُلِّ الجهود أو أبرزها لتحديد المعالم الرئيسية التي يُمكنُ أن تشكل بِمجموعها مرحلةً تاريخيةً لعلمٍ من العلوم. فمرحلة التأسيسِ -مثلاً- يُمكنُ رصدُها بسهولةٍ لطبيعة البدايات وبساطتها، غير أن مرحلة التأصيل التي مثَّلَ الباحثُ لها بالإمام الطبري واكتفى بهِ وكأَنَّهُ وحدَه الذي مثَّلَ هذه المرحلة فيه نوعٌ من الاختزال للمرحلة.
ومرحلةُ التأصيل مرحلةٌ أوسع من الطبري وعصره، ويصعب جداً أن يستقل بها شخص واحد مهما أوتي من علم، وقد سَبَقَ إلى تأصيلِ كثيرٍ من مسائلِ التفسير الصحابةُ والتابعون وأتباعهم، والأئمة الكبار كأبي حنيفة والشافعي وغيرهم، ولذلك كان الطبري في تفسيره يبني على أُصولٍ مُقررةٍ معروفةٍ، والذين كتبوا في أُصولِ التفسير عند الطبري وجدوهُ لا يكاد يأتي بجديد في هذا الجانب إلا الإبراز والتدوين لها والتطبيق أيضاً. أضف إلى ذلك سلامة كتابه من الضياع ووصوله إلينا، ولو وصلتنا كتب المرحلة التي سبقته وافية لوصلنا الكثير من الجهود التفسيرية. ويُمكن التمثيل بتفسير مقاتل بن سليمان (ت150هـ) و يحيى بن سلام البصري (ت200هـ) لتفاسير اشتملت على الكثير من التأصيل والتقعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فإنني أقترح أن يعدل أخي العزيز محمد بن جماعة قوله عن الإمام الطبري: (باعتباره أول من أصّل لعلم التفسير وأرسى أسسَه وقواعدَه، وأيضا باعتباره أول من فسّر القرآن آيةً آية وجملةً جملة، وذلك في نهاية القرن الثالث للهجرة) إلى: (باعتباره مِنْ أول من أصّل لعلم التفسير وأرسى أسسَه وقواعدَه ... الخ) ليكون هذا أدق في التعبير عن هذه المرحلة، وأتفق مع الباحث أن تفسير الطبري ومنهجيته الفريدة الواضحة المستقرة من أول التفسير إلى آخره بوأته هذه المكانة بكل جدارة رحمه الله وغفر له.
ثم مسألة أخرى تتعلق بطور التأصيل، وهي إغفال جهود المفسرين الذين تلوا الإمام الطبري مثل ابن عطية وابن كثير والزمخشري غيرهم من المفسرين الكبار في مرحلة التأصيل، فقد كان لهؤلاء المفسرين الكبار دورٌ بارز في التأصيل لعلم التفسير، وإبراز أصول مهمةٍ للتفسير لم يتنبه لها من سبقهم، وكأني لمستُ من المقال اعتبار جهود أمثال هؤلاء داخلة في مرحلة (التفريعات والتطبيقات)، وقد كان للزمخشري خصوصاً دور رائع في إبراز الكثير من أصول النظر البلاغي لآيات القرآن الكريم لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال، ولا اعتبارها مجرد تطبيقات وتفريعات لأصول السابقين.
3 - ذكر أخي محمد بن جماعة وهو يعدد معالم منهج الإمام الطبري في تفسيره أن (غالب ما رواه عن أهل اللغة متعلق بالإعراب)، وهذا قد يكون فيه شيء من الصواب، ولكنَّ ما نقله عن أهل اللغة من بيان معاني المفردات أكثر مما نقله من بيان التراكيب ودلالاتها، وقد قرأتُ التفسير ولله الحمد عدة مرات ورأيتُ عناية كبيرة ظاهرة بالمفردات وبيانها، وقد أفردها بعض الباحثين فجاءت في مجلدين وفاته الكثير، وأشار إلى هذا من درسوا منهجه في النحو كالدكتور صالح الفراج في رسالته (الطبري ومنهجه في النحو)، وهو يعتمد على الفراء والأخفش الأوسط في المسائل النحوية كثيراً وله اجتهاداته التي لا تنكر ويغلب عليه الجانب الكوفي لكثرة استخدامه لمصطلحاتهم. وقد أضاف الطبري الكثير من البيان العالي المفصل للمفردات اللغوية أضاف به ثروة مشكورة على ما نقله عن أهل اللغة قبله، وكنتُ ولا زلتُ أتعجب من الإمام الطبري وإغفاله لذكر شيخه في اللغة والنحو أحمد بن يحيى الشيباني المشهور بثعلب في تفسيره، ثم ذكر لي بعض الأصدقاء قريباً أنه قد يكون من أسباب ذلك أن الإمام ثعلب كان ينتمي إلى الحنابلة، وأن الطبري أملى كتابه التفسير في بغداد في وسط معاركه مع الحنابلة، فقد يكون أغفل ذكره لهذا والله أعلم، والمسألة بحاجة إلى بحث.
4 - طوى الباحث تحت جناحي الطور الثالث (طور التفريع والتطبيقات) الكثير من الجهود التأصيلية في التفسير كما تقدم، وأعتقد أن هذا الطور بحاجة إلى مراجعة وإعادة بناء، حيث إن الجهود التي طويت تحته لم تكن مجرد تفريع وتطبيق.
5 - وصف الطور الرابع بأنه (طور التجديد) يشعر القارئ أن هذا أفضل الأطوار الأربعة، وأنه الطور الوحيد الذي تنبه الناس فيه إلى أنَّ القرآن كتاب هداية، وهذا فيه ظلمٌ للقرون السابقة، حيث إنه يفترض القارئ أن القرون السابقة لم تُحسنِ التعامل مع القرآن على أنه كتاب هداية، وإنَّما غَفلت عن ذلك تَماماً حتى جاء الشيخ محمد عبده رحمه الله فنبه الأمة إلى ذلك، ولو رجعنا إلى جهود قديمة مثل جهود ابن القيم على سبيل المثال وجهود شيخه ابن تيمية لوجدنا هذا النَّفَسَ ظاهراً في كتبهم التي تناولت آيات القرآن، وفيه دعوة واضحة للعودة للقرآن على أنه كتاب هداية، ولكن هذا لم يستقل به علم التفسير وإنما تعاونت عليه كتب الوعظ والرقائق وغيرها ومستندها في ذلك كله هو القرآن الكريم. ولذلك وقع الخلاف اليوم بين بعض الباحثين حول ما كتبه سيد قطب رحمه الله ومدى دخوله في التفسير الاصطلاحي، أو أنه تأملات إيمانية وخواطر، بل حتى سيد قطب نفسه قال في مقدمته للتفسير: (هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن)، مما يوحي بخروج هذا الأسلوب عن مصطلح التفسير، فأدعو الباحث والباحثين في التفسير وتاريخه إلى مراجعة هذه التسمية، ومحاولة البحث عن بديل عن هذا التقسيم، بحيث إنها لا تكاد تخلو مرحلة من مراحل التفسير من تجديد وتطوير في جانب من جوانبه، وأنها ليست المرحلة الأخيرة هي المرحلة التي استحوذت على هذا الوصف دون غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أكرر شكري لأخي محمد بن جماعة على هذه المقالة الموفقة، وأرجو أن يكون فيما علَّقتُ به فائدة، وهي اجتهاد قابل للنقاش، وحياةُ العلمِ بالمذاكرة والمدارسة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:36 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل محمد بن جماعة على هذه الرحلة التاريخية القيمة مع علم التفسير، جزاك الله خيراً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:09 م]ـ
حياكم الله، أختي سمر، وأخي عبد الرحمن.
أسعدتني ملاحظاتك، يا أبا عبد الله. واسمح لي بالتعليق هنا:
1 - تقسيم تاريخ التفسير الذي أوردته في البحث إنما قام به د. صلاح عبد الفتاح الخالدي (كما أشرت في الحاشية رقم2)، ولست أنا واضعه في الحقيقة. غير أنني أعتقد أن هذا التقسيم جيد، وتمر به جميع العلوم. فما من علم يتأسس إلا ويمر بهذه المراحل الأربعة، بشكل أو بآخر: التأسيس، التأصيل، التفريع، التجديد.
وحين نتكلم عن التطور التاريخي لعلم من العلوم، فإن التتابع بين المراحل لا يعني عدم وجود تداخل في ما بينها. وإنما نبحث دائما عما يمكن تسميته بـ"اللحظات الفارقة" التي تشكّل نقلة من من حالة لحالة آخر. بل قد نجد أيضا ما يسمى بـ (الدَّوْر) أي العودة للوراء أو المرحلة السابقة.
ولذلك، فإبراز الطبري (كعلامة فارقة في حركة التفسير) لا يُفهم منه إلغاءً لمجهود سابقيه أو لاحقيه في عملية التأصيل. وإنما يعود له الفضل في كونه أول من أسس منهجية متكاملة، تعتمد على أصول ثلاثة واضحة: اللغة، والأثر، والترجيح والاستنباط. وباعتباره أيضا أول من فسر القرآن آية آية. وهذه لوحدها تمثل نقلة هامة تستحق أن تذكر كلحظة فارقة في التأريخ للتفسير.
2 - أما بالنسبة لمصطلح (التجديد)، فأدرك ما قد يتبادر للذهن من مثل هذه المصطلحات. غير أنني لا أقصد ذلك، وإنما المقصود من هذه العبارة العودة (للحركة والنشاط) في ميدان التفسير بأدوات وأشكال تختلف عن الفترة السابقة التي عنيت بالتفريع والتطبيقات وأهملت الابتكار.
3 - وأما اهتمام الفقهاء بخدمة القرآن، فهذا مما لا شك فيه. وأنا أرى أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الحقيقيان لجميع علوم الدين.
مع خالص التحية
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:32 ص]ـ
3 - ذكر أخي محمد بن جماعة وهو يعدد معالم منهج الإمام الطبري في تفسيره أن (غالب ما رواه عن أهل اللغة متعلق بالإعراب)، وهذا قد يكون فيه شيء من الصواب، ولكنَّ ما نقله عن أهل اللغة من بيان معاني المفردات أكثر مما نقله من بيان التراكيب ودلالاتها، وقد قرأتُ التفسير ولله الحمد عدة مرات ورأيتُ عناية كبيرة ظاهرة بالمفردات وبيانها، وقد أفردها بعض الباحثين فجاءت في مجلدين وفاته الكثير، وأشار إلى هذا من درسوا منهجه في النحو كالدكتور صالح الفراج في رسالته (الطبري ومنهجه في النحو)، وهو يعتمد على الفراء والأخفش الأوسط في المسائل النحوية كثيراً وله اجتهاداته التي لا تنكر ويغلب عليه الجانب الكوفي لكثرة استخدامه لمصطلحاتهم. وقد أضاف الطبري الكثير من البيان العالي المفصل للمفردات اللغوية أضاف به ثروة مشكورة على ما نقله عن أهل اللغة قبله
قال السيد أحمد صقر_رحمه الله_ في مقدمة تحقيقه لكتاب (تفسير غريب القرآن) لابن قتيبة: ومما يستلفت النظر أن أباجعفر الطبري قد انتفع بكتاب الغريب هذا انتفاعا كبيرا، ونقل ألفاظه في بعض المواطن نقلا حرفيا دون أن يشير إلى ابن قتيبة بأية إشارة واضحة أو مبهمة كالواضحة. مثل ما فعل مع الفراء وأبي عبيدة. وكثير من المواطن التي لم ينقل فيها ألفاظ ابن قتيبة وعبر فيها بألفاظه وأسلوبه يجد فيها القارئ الحصيف ريح كلام ابن قتيبة. وما أشبههما إلا ببحر كبير عارم الموج مر بجدول صغير فاستاق ماءه ومضى به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:20 ص]ـ
وباعتباره أيضا أول من فسر القرآن آية آية. وهذه لوحدها تمثل نقلة هامة تستحق أن تذكر كلحظة فارقة في التأريخ للتفسير.
ما الدليل على ذلك؟ والمفقود من الكتب لا يمكن القطع بخلوه من ذلك، فالأفضل لنا هنا قول: مِنْ أول ..
2 - أما بالنسبة لمصطلح (التجديد)، فأدرك ما قد يتبادر للذهن من مثل هذه المصطلحات. غير أنني لا أقصد ذلك، وإنما المقصود من هذه العبارة العودة (للحركة والنشاط) في ميدان التفسير بأدوات وأشكال تختلف عن الفترة السابقة التي عُنيِت بالتفريع والتطبيقات وأهملت الابتكار.
القارئ لا يعرف مقصودك الخاص، فليتك بينت مقصودك بالتجديد في أول الفقرة، علماً أن العودة بأدوات مختلفة غير منضبطة مع أصول التفسير لا يعتبر تجديداً بل قد يعتبر إفساداً للمنهج نفسه كما يحاوله اليوم كثير من أدعياء التجديد، وهنا كتيب جيد للشيخ محمد المنجد يتحدث عن كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المجددين بأدوات مختلفة ((بدعة إعادة فهم النص) للشيخ محمد المنجد (كتاب و محاضرة) ( http://www.tafsir.net/vb/t20803.html)) .
وأما اهتمام الفقهاء بخدمة القرآن، فهذا مما لا شك فيه. وأنا أرى أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الحقيقيان لجميع علوم الدين.
لا شك أنهما علمان جليلان، ولكنهما لم يستوعبا علم التفسير - باعتبار حديثنا هنا عنه - وهو يتميز عنهما منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، فهم يجتمعون على خدمة القرآن ولا شك، ولكنهما لا يستوعبان التفسير ضمن مسائلهما حتى في أول نشأتهما، والحديث عن التدوين في العلوم عندما نقول إن التفسير كان في بداية تدوينه ملحقاً بأبواب كتب الحديث، ليس معناه عدم تميز علم التفسير في مجالس العلم قبل ذلك.
والله يحفظكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:35 ص]ـ
أحسن الله إليكم د. عبد الرحمن،
1 - أما سؤالك: ((ما الدليل على ذلك؟ والمفقود من الكتب لا يمكن القطع بخلوه من ذلك، فالأفضل لنا هنا قول: مِنْ أول .. ))
فأقول: إنما هي قناعتي الشخصية، وقد أكون مخطئا فيها. فقد بحثت كثيرا عن (أول من فسر القرآن آية آية) ولم أجد كلاما في هذه المسألة إلا في كتاب (التفسير والمفسرون) لمحمد حسين الذهبي، وبعض المقالات المتناثرة غير المحققة التي تتحدث عن عدم القدرة على تحديد أول من فسر القرآن آية آية من بين: تفسير الطبري، وابن ماجة والحاكم.
ولعل من المفيد أن أحيل إلى نصين هامين في كتاب الذهبي يشيران لهذه المسألة:
((* ليس من السهل معرفة أول من دَوَّن تفسير كل القرآن مرتَّباً:
هذا .. ولا نستطيع أن نُعيِّن بالضبط، المفسِّر الأول الذى فسرَّ القرآن آية آية، ودوَّنه على التتابع وحسب ترتيب المصحف. ونجد فى الفهرست لابن النديم (ص 99) أن أبا العباس ثعلب قال: "كان السبب فى إملاء كتاب الفرَّاء فى المعانى أن عمر بن بكير كان من أصحابه، وكان منقطعاً إلى الحسن بن سهل فكتب إلى الفرَّاء: إن الأمير الحسن بن سهل، ربما سألنى عن الشئ بعد الشئ من القرآن فلا يحضرنى فيه جواب، فإن رأيت أن تجمع لى أصولاً، أو تجعل فى ذلك كتاباً أرجع إليه فعلت، فقال الفرَّاء لأصحابه: اجتمعوا حتى أُملى عليكم كتاباً فى القرآن، وجعل لهم يوماً، فلما حضروا خرج إليهم، وكان فى المسجد رجل يُؤذِّن ويقرأ بالناس فى الصلاة، فالتفت إليه الفرَّاء فقال له: اقرأ بفاتحة الكتاب نفسِّرها، ثم نوفى الكتاب كله، فقرأ الرجل ويفسِّر الفراء، قال أبو العباس: لم يعمل أحد قبل مثله، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه".
فهل نستطيع أن نستخلص من ذلك: أن الفرَّاء المتوفى سنة 207 هـ، هو أول مَن دَوَّن تفسيراً جامعاً لكل آيات القرآن مرتَّباً على وفق ترتيب المصحف؟ وهل نستطيع أن نقول إن كل مَن تقدَّم الفرَّاء من المفسِّرين كانوا يقتصرون على تفسير المشكل فقط؟ .. لا .. لا نستطيع أن نفهم هذا من عبارة ابن النديم لأنها غير قاطعة فى هذا، كما لا نستطيع أن نميل إليه كما مال إليه الأستاذ أحمد أمين فى كتابه ضحى الإسلام (جـ 2 ص 141)، وذلك لأن كتاب "معانى القرآن" للفرَّاء شبيه فى تناوله للآى على ترتيبها فى السور بكتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة، فإنه يتناول السور على ترتيبها، ويعرض لما فى السورة من آيات تحتاج لبيان مجازها - أى المراد منها - فليس للفرَّاء أوَّلية فى هذا، بل تلك على ما يبدو كانت خطة العصر، ثم إن ما نُقِل لنا عن السَلَف يُشعر - وإن كان غير قاطع - بأن استيفاء التفسير لسور القرآن وآياته كان عملاً مبكراً لم يتأخر إلى نهاية القرن الثانى وأوائل الثالث، فمثلاً يقول ابن أبى مليكة: "رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس: اكتب. قال: حتى سأله عن التفسير كله".
ونجد الحافظ ابن حجر عندما ترجم لعطاء بن دينار الهذلى المصرى فى كتابه "تهذيب التهذيب" يقول: "قال علىّ بن الحسن الهسنجانى، عن أحمد ابن صالح: عطاء بن دينار، من ثقات المصريين، وتفسيره فيما يروى عن سعيد بن جبير صحيفة، وليس له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير، وقال أبو حاتم: صالح الحديث إلا أن التفسير أخذه من الديوان، وكان عبد الملك بن مروان (المتوفى سنة 86 هـ) سأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن، فكتب سعيد بهذا التفسير، فوجده عطاء بن دينار فى الديوان فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير".
فهذا صريح فى أن سعيد بن جبير رضى الله عنه جمع تفسير القرآن فى كتاب، وأخذه من الكتاب عطاء بن دينار، ومعروف أن سعيد بن جبير قُتِل سنة 94 - أو سنة 95 هجرية - على الخلاف فى ذلك، ولا شك أن تأليفه هذا كان قبل موت عبد الملك بن مروان المتوفى سنة 86 هجرية.
وكذلك نجد فى وفيات الأعيان (جـ 2 ص 3): أن عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة، كتب تفسيراً للقرآن عن الحسن البصرى، ومعلوم أن الحسن توفى سنة 116 هجرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومرَّ بنا فيما سبق (ص 85) أن ابن جريج المتوفى سنة 150 هجرية له ثلاثة أجزاء كبار فى التفسير رواها عنه محمد بن ثور، فإذا انضم إلى هذا ما نلاحظه من قوة اتصال القرآن بالحياة الإسلامية، وشدة عناية القوم بأخذ الأحاكم وغيرها من آيات القرآن، وحاجاتهم المُلِّحة فى ذلك، نستطيع أن نقول إن الفرَّاء لم يُسبق إلى هذا الاستيفاء والتقصى، بل هو مسبوق بذلك، وإن كنا لا نستطيع أن نُعيِّن مَن سبق إلى هذا العمل على وجه التحقيق، ولو أنه وقع لنا كل ما كتب من التفسير من مبدأ عهد التدوين. لأمكننا أن نُعيِّن المفسِّر الأول الذى دوَّن التفسير على هذا النمط.))
ثم في موضوع آخر يقول عن تفسير الطبري:
((وبعد .. فإن ما جمعه ابن جرير فى كتابه من أقوال المفسِّرين الذين تقدَّموا عليه، وما نقله لنا من مدرسة ابن عباس، ومدرسة ابن مسعود، ومدرسة على بن أبى طالب، ومدرسة أُبَىّ بن كعب، وما استفاده مما جمعه ابن جريج والسدى وابن إسحاق وغيرهم من التفاسير جعلت هذا الكتاب أعظم الكتب المؤلَّفة فى التفسير بالمأثور، كما أن ما جاء فى كتاب من إعراب، وتوجيهات لُغوية، واستنباطات فى نواح متعددة، وترجيح لبعض الأقوال على بعض، كان نقطة التحول فى التفسير، ونواة لما وُجِد بعد من التفسير بالرأى، كما كان مظهراً من مظاهر الروح العلمية السائدة فى هذا العصر الذى يعيش فيه ابن جرير.
وفى الحق إن شخصية ابن جرير الأدبية والعلمية، جعلت تفسيره مرجعاً مهماً من مراجع التفسير بالرواية، فترجيحاته المختلفة تقوم على نظرات أدبية ولُغوية وعلمية قيِّمة، فوق ما جمع فيه من الروايات الأثرية المتكاثرة.
وعلى الإجمال، فخير ما وُصِف به هذا الكتاب ما نقله الداودى عن أبى محمد عبد الله بن أحمد الفرعانى فى تاريخه حيث قال: "فتم من كتبه - يعنى محمد بن جرير - كتاب تفسير القرآن، وجوَّده، وبيَّن فيه أحكامه، وناسخه ومنسوخة، ومشكلة غريبة، ومعانيه، واختلاف أهل التأويل والعلماء فى أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأُمَّة والقيامة، وغير ذلك مما حواه من الحِكم والعجائب كلمة كلمة، وآية آية، من الاستعاذة، وإلى أبى جاد، فلو ادَّعى عالم أن يُصِّف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوى على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل".
هذا وقد جاء فى معجم الأدباء (الجزء 18 ص 64 - 65) وصف مسهب لتفسير ابن جرير، جاء فى آخره ما نصه: " ... وذكر فيه من كتب التفاسير المصنَّفة عن ابن عباس خمسة طرق، وعن سعيد بن جبير طريقين، وعن مجاهد بن جبر ثلاثة طرق، وعن الحسن البصرى ثلاثة طرق، وعن عكرمة ثلاثة طرق، وعن الضحاك بن مزاحم طريقين، وعن عبد الله ابن مسعود طريقاً، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وتفسير ابن جريج، وتفسير مقاتل بن حبان، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسِّرين وغيرهم، وفيه من المسند حسب حاجته إليه، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يُدخل فى كتابه شيئاً عن كتاب محمد بن السائب الكلبى، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدى، لأنهم عنده أظنَّاء والله أعلم. وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبى، وعن ابنه هشام، وعن محمد بن عمرالواقدى، وغيرهم فيما يُفتقر إليه ولا يُؤخذ إلا عنهم.
وذكر فيه مجموع الكلام والمعانى من كتاب علىّ بن حمزة الكسائى، ومن كتاب يحيى بن زيادة الفرَّاء، ومن كتاب أبى الحسن الأخفش، ومن كتاب أبى علىّ قطرب، وغيرهم مما يقتضيه الكلام عند حاجته إليه، إذ كان هؤلاء هم المتكلمون فى المعانى، وعنهم يؤخذ معانيه وإعرابه، وربما لم يسمهم إذا ذكر شيئاً من كلامهم، وهذا كتاب يشتمل على عشرة آلاف ورقة أو دونها حسب سعة الخط أو ضيقه".
كما نجد فى معجم الأدباء أيضاً قبل ذلك بقليل، ما يدل على أن الطبرى أتم تفسيره هذا فى سبع سنوات، إملاءً على أصحابه، فقد جاء فى الجزء (18 ص 42) على أبى بكر بن بالويه أنه قال: "قال لى أبو بكر محمد بن إسحاق - يعنى ابن خزيمة -: بلغنى أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت: نعم، كتبنا التفسير عنه إملاءً، قال: كله؟ قلت: نعم، قال: فى أى سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين ... " إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد .. فأحسب أنى قد أفضت فى الكلام عن هذا التفسير، وتوسعت فى الحديث عنه، وأقول: إن السر فى ذلك هو أن الكتاب يُعتبر المرجع الأول والأهم للتفسير بالمأثور، وتلك ميزة لا نعرفها لغيره من كتب التفسير بالرواية.))
هذان النصان، جعلاني أميل للقول بأن الطبري هو أول من فسر القرآن آية آية. وأرى أن كلامي ليس فيه خطأ من ناحية الصدق العلمي. فالتفسير الأول الذي وصل إلينا كاملا وقد فسر القرآن آية آية هو تفسير الطبري. ولا يوجد أي دليل ملموس على خلاف ذلك. ولذلك فتقريري لأولية تفسير الطبري في هذا الموضوع مقبولٌ علميا، إلى أن يأتي ما يخالف ذلك. ويفترض بالباحث أن يحكم على ما ما بين يديه من المعلومات، وليس على احتمال وجود معلومات لم تصل إليه.
وإن كانت هناك مراجع أخرى يمكن إحالتي عليها في هذا الموضوع، فأرجو إحالتي عليها أو ذكر بعض النصوص منها. فما يهمني هو المعرفة فقط، وأكون لكم من الشاكرين.
2 - بالنسبة لقولك: ((القارئ لا يعرف مقصودك الخاص، فليتك بينت مقصودك بالتجديد في أول الفقرة، علماً أن العودة بأدوات مختلفة غير منضبطة مع أصول التفسير لا يعتبر تجديداً بل قد يعتبر إفساداً للمنهج نفسه كما يحاوله اليوم كثير من أدعياء التجديد، وهنا كتيب جيد للشيخ محمد المنجد يتحدث عن كثير ممن يعتبرون أنفسهم من المجددين بأدوات مختلفة ((بدعة إعادة فهم النص) للشيخ محمد المنجد (كتاب و محاضرة ( http://www.tafsir.net/vb/t20803.html)))
أقول: صدقت، لعل كلامي يحتاج لدقة أكثر. وحسبي أني وضحت في تعليقي الأخير أنني لم أقصد ذلك:) وأشكرك على الإحالة، وقد قمت بتنزيل الكتيب هذا الصباح وسأطلع عليه بإذن الله للاستفادة.
3 - وبالنسبة للملاحظة الثالثة حول قولي بأن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الرئيسيان لعلوم الدين: ((لا شك أنهما علمان جليلان، ولكنهما لم يستوعبا علم التفسير - باعتبار حديثنا هنا عنه - وهو يتميز عنهما منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، فهم يجتمعون على خدمة القرآن ولا شك، ولكنهما لا يستوعبان التفسير ضمن مسائلهما حتى في أول نشأتهما، والحديث عن التدوين في العلوم عندما نقول إن التفسير كان في بداية تدوينه ملحقاً بأبواب كتب الحديث، ليس معناه عدم تميز علم التفسير في مجالس العلم قبل ذلك))
لعلي لم أفهم مقصودك جيدا. فأنا علّقت متفقا معك في كلامك التالي: ((يخطئُ عندما نظنُّ أنَّ العلوم التي عُنيت ببيان معاني القرآن هي كتب التفسير بالمعنى الاصطلاحي فقط، ولذلك نتهم المفسرين بأنهم أغفلوا كذا ولم يتنبهوا لكذا. والذي أراه أنَّ بيان معاني القرآن الكريم مشروعٌ تقاسَمه علماءُ الأمةِ بحسب تخصصاتهم، وخدموه من زوايا مختلفةٍ تكاملت مع كتب التفسير في بيان المعاني الدقيقة للقرآن الكريم، فعلماء الفقه خدموا القرآن الكريم بفهمهم الدقيق لأدلة الأحكام منه، وبالغوا في تتبع جزئياتها، وأكمل فقهَهُم للقرآن مَنْ صنَّفَ في آيات الأحكام بعد ذلك من المفسرين والفقهاء، والفقهاء والأصوليون كلهم كانوا ينطلقون من القرآن ويدورون حوله، وليس هناك فقيهٌ في الإسلام لم يتخذ القرآن أساساً لفقهه قط، لا أصحابُ الحديث ولا أصحابُ الرأي ولا غيرهم. وقل مثلَ ذلك في علماء العقيدة ومسائلها فقد فسروا آيات العقيدة في القرآن وخدموها خدمةً جليلةً ودقَّقوا في أوجه الاستدلال بهذه الآيات حتى أصبحت في غاية الوضوح، ومَن توسَّعَ من المفسرين في بيان آياتِ الاعتقاد فهو يُسدِّدُ جُهودَ عُلماء الاعتقاد ويساندُها في فهم تلك الآيات، والقليلُ من المفسرين مَنْ يتوسَّعُ في بيان الآيات الفقهية العمليَّةِ اكتفاءً بعمل الفقهاء الذين قد يكون هو نفسه منهم، وله تصانيف في الفقه. وعلماء الأصول بنوا أدلتهم في مجملها على القرآن كمصدر أول للأدلة وكم لهم من القواعد والأصول في فهم القرآن كان المفسرون عالةً عليهم فيها بعد ذلك، وعلماء البلاغة بنوا علم البلاغة على القرآن وأساليب البيان فيه، ومثلهم علماء النحو، فكانت كتب البلاغة والنحو خادمة للغة القرآن، وتفسيراً له من زاوية لغوية.))
نعم، أتفق معك في هذا، وأنا أعتبر أن (الحديث) و (الفقه) هما الحاضنان الرئيسيان (ولم أقل: الوحيدان) لعلوم الدين. ولا ينفي هذا وجود ممارسة تفسيرية لبعض الصحابة والتابعين خارج نطاق (الحديث) و (الفقه).
وأرغب في الاستفادة منكم في هذه المسائل، فلعل استدلالاتكم ونقولكم تساعدني في تطوير الانطباع الذي تولد لدي في هذا الموضوع.
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:54 ص]ـ
معذرة: أود الإشارة إلى إحالة أخرى بخصوص تفسير الطبري.
قد يفيد الاطلاع أيضا على كلام للدكتور صلاح الخالدي في هذا الموضوع، في كتابه (تعريف الدارسين بمناهج المفسرين) من ص 39 إلى ص 41.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:07 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم يا أبا أحمد، وأشكرك على تعقيباتك النافعة.
وما زلتُ أرى أنَّ (تاريخ التفسير) لم يعط حقه من التتبع العلمي، ومراعاة قواعد التاريخ للعلم، ولا سيما في النقاط المفصليَّة التي أشرتم إلى بعضها في مقالكم وفقكم الله، ومعظم الباحثين يعتمدون على كتاب الدكتور الذهبي رحمه الله، والإضافات التي أضافها المتأخرون قليلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:19 ص]ـ
جزى الله الكاتب خير الجزاء فقد أفدت من المقال كثيرًا بالتوفيق
وهنا إضافة للموضوع قد تفيد ..
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4608
وهنا
http://www.tafsir.net/vb/t16772.html
(/)
كلمة حول الإعجاز العددي في القرآن واستعمال التقويم الشمسي
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:41 م]ـ
قرأت مؤخرا عن بعض " معجزات " القرآن الكريم، التي شملت العديد من الأشياء مثل المراحل الثلاثة للجنين، ومدارات الكواكب، .. الخ، إلا أن إحداها تحدثت عن أن كلمة " يوم " وردت في القرآن 365 مرة، وأن كلمة " قمر " تكررت 12 مرة، وقد نسيت عدد المرات التي تكرر ذكر كلمة " أيام " في القرآن، وقد قام أحد الأصدقاء بطباعة التقويم الإسلامي (الهجري) لكنه لم يكن يتكون من 365 يوماً، فما معنى ذلك حول التقويم الإسلامي؟ أيعني ذلك أنه غير دقيق؟ أم أن الله علم أن أغلب العالم سيستخدمون التقويم الميلادي وأنه إشارة إلى صحة هذا التقويم الأخير؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها، أو تساوى عددها مع ما يضادها، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " (365) مرة، ولفظ " شهر " (12) مرة، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ.
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز "، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ، فأين الإعجاز في هذا؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه، فلينتبه لهذا.
وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة "، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك "! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى.
ثانياً:
بالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى.
قال الشيخ الدكتور خالد السبت:
قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: " رسم المصحف والإعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم " وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار، (2) كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل، (3) كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله:
" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها.
(ص 197) دمشق، منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420هـ / 1999.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي، ومن ذلك قوله: إن لفظ اليوم ورد في القرآن (365) مرة بعدد أيام السنة، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم "، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ "؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله ".
انظر: " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " (2/ 699، 700) بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414هـ.
وبهذا الكلام العلمي المتين يتبيَّن الجواب عن كلمة " يوم " وعددها في القرآن الكريم، والذي جاء في السؤال.
ثالثاً:
وأما الحساب الذي يذكره الله تعالى في كتابه الكريم فهو الحساب الدقيق الذي لا يختلف على مدى السنوات، وهو الحساب القمري.
وفي قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) الكهف/25 ذكر بعض العلماء أن عدد (300) هو للحساب الشمسي، وأن عدد (309) هو للحساب القمري! وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" (وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين؟ "
فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية، وازدادوا تسعاً بالقمرية؛ فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، مَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد.
وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟
الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية، (وازدادوا تسعاً) قمرية قول ضعيف.
أولاً: لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا.
ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) يونس/5، وقال تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) البقرة/189 " انتهى.
" تفسير سورة الكهف ".
والحساب بالقمر والأهلة هو المعروف عند الأنبياء وأقوامهم، ولم يُعرف الحساب بالشمس إلا عند جهلة أتباع الديانات، وللأسف وافقهم كثير من المسلمين اليوم.
قال الدكتور خالد السبت – في معرض رده على من استدل بآية (لا يزال بنيانهم .. ) في سورة التوبة على تفجيرات أمريكا -:
" الخامس: أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة، وهو الأدق والأضبط، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) أخرجه أحمد (4/ 107)، والبيهقي في " السنن " (9/ 188)، وسنده حسن، وذكره الألباني في " الصحيحة " (1575). وهذا لا يعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ... الحديث , أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1130)، وقد صرَّح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس - انظر: " الفتح " (4/ 291)، وانظر (7/ 323) -.
وقال ابن القيم رحمه الله - تعليقا على قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) يونس/5، وقوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) يس/38، 39:
" ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط، وأصح للضبط من الحساب الشمسي، ويشترك فيه الناس دون الحساب، ولهذا قال تعالى: (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) يونس/5 ولم يقل ذلك في الشمس، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ فيه، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب " انتهى من "مفتاح دار السعادة " ص 538، 539.
وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب بالشمس، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله بردِّه بعد أن نسبه لابن القيم - انظر: " الفتح " (7/ 323) –.
والواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم " انتهى.
وفي فوائد قوله تعالى: (يسئلونك عن الأهلة ... ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" ومنها: أن ميقات الأمم كلها الميقات الذي وضعه الله لهم - وهو الأهلة - فهو الميقات العالمي؛ لقوله تعالى: (مواقيت للناس)؛ وأما ما حدث أخيراً من التوقيت بالأشهر الإفرنجية: فلا أصل له من محسوس، ولا معقول، ولا مشروع؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً، وبعضها ثلاثين يوماً، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى.
" تفسير البقرة " (2/ 371).
وقال القرطبي رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ) التوبة/36:
" هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام في العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين، ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس يتعين له شهر وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج " انتهى.
" تفسير القرطبي " (8/ 133).
والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:18 م]ـ
ملاحظات على الإجابة:
الأولى: الذين قالوا إن كلمة يوم وردت في القرآن الكريم 365 مرة استندوا إلى رسم المصحف فأحصوا (يوم، ويوما) ولم يحصوا يومئذ ويومكم ... وكذلك لم يحصوا الجمع والمثنى، فهم يقولون:" كلمة يوم مفردة وفق رسم المصحف وردت 365 مرة وهذا صحيح. ومعلوم أن الوصل والفصل في رسم المصحف هو باب جليل.
الثانية: لا يعرف لمسألة 11 سبتمبر من صاحب، ومن هنا ليس عجيباً أن تكون ملفقة ومتهافتة. ومن هنا لا داعي لخلط معلوم النسب بمجهول النسب، والجاد من البحوث بالملفق. وصاحب كتاب زوال إسرائيل 2022م لم يقل بزوالها وإنما قدم ملاحظات وجعل العهدة على القارئ. بل نص في كتابه:" لا أقول إنها نبوءة ولا أقول إنها ستحصل". ويلاحظ أن هناك من يصدر الأحكام قبل تصور المسائل.
الثالثة: (الشمس والقمر بحسبان): وعليه فهناك سنة شمسية وأخرى قمرية. وكون الشعائر التعبدية مرتبطة بالقمرية لا ينفي وجود السنة الشمسية ولا يمنع من حرية البشر في الضبط والتوقيت. ورفض التوقيت الشمسي في الأمور الدنيوية نوع من المغالاة التي لا تستند إلى دليل شرعي. ولا أدري لماذا يغفل الرسول (حاشاه) صلى الله عليه وسلم عن أمر فطن له عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرخ للمسلمين بالهجرة.
الرابعة: عدة الشهور في الشمسية والقمرية هو 12 شهراً، وهذا لا خلاف فيه. وإذا كانت الأشهر والسنوات القمرية أدق فإن السنوات الشمسية أضبط. واختلاف الناس في نهاية كل شهر قمري مشهور ومستفيض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 03:25 م]ـ
كلمة حول الإعجاز العددي في القرآن واستعمال التقويم الشمسي
قرأت مؤخرا عن بعض " معجزات " القرآن الكريم، التي شملت العديد من الأشياء مثل المراحل الثلاثة للجنين، ومدارات الكواكب، .. الخ، إلا أن إحداها تحدثت عن أن كلمة " يوم " وردت في القرآن 365 مرة، وأن كلمة " قمر " تكررت 12 مرة، وقد نسيت عدد المرات التي تكرر ذكر كلمة " أيام " في القرآن، وقد قام أحد الأصدقاء بطباعة التقويم الإسلامي (الهجري) لكنه لم يكن يتكون من 365 يوماً، فما معنى ذلك حول التقويم الإسلامي؟ أيعني ذلك أنه غير دقيق؟ أم أن الله علم أن أغلب العالم سيستخدمون التقويم الميلادي وأنه إشارة إلى صحة هذا التقويم الأخير؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها، أو تساوى عددها مع ما يضادها، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " (365) مرة، ولفظ " شهر " (12) مرة، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ.
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز "، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ، فأين الإعجاز في هذا؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه، فلينتبه لهذا.
وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة "، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك "! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى.
ثانياً:
بالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى.
قال الشيخ الدكتور خالد السبت:
قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: " رسم المصحف والإعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم " وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار، (2) كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل، (3) كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله:
" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها.
(ص 197) دمشق، منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420هـ / 1999.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي، ومن ذلك قوله: إن لفظ اليوم ورد في القرآن (365) مرة بعدد أيام السنة، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم "، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ "؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله ".
انظر: " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " (2/ 699، 700) بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414هـ.
وبهذا الكلام العلمي المتين يتبيَّن الجواب عن كلمة " يوم " وعددها في القرآن الكريم، والذي جاء في السؤال.
ثالثاً:
وأما الحساب الذي يذكره الله تعالى في كتابه الكريم فهو الحساب الدقيق الذي لا يختلف على مدى السنوات، وهو الحساب القمري.
وفي قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) الكهف/25 ذكر بعض العلماء أن عدد (300) هو للحساب الشمسي، وأن عدد (309) هو للحساب القمري! وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" (وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين؟ "
فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية، وازدادوا تسعاً بالقمرية؛ فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، مَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد.
وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟
الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية، (وازدادوا تسعاً) قمرية قول ضعيف.
أولاً: لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا.
ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) يونس/5، وقال تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) البقرة/189 " انتهى.
" تفسير سورة الكهف ".
والحساب بالقمر والأهلة هو المعروف عند الأنبياء وأقوامهم، ولم يُعرف الحساب بالشمس إلا عند جهلة أتباع الديانات، وللأسف وافقهم كثير من المسلمين اليوم.
قال الدكتور خالد السبت – في معرض رده على من استدل بآية (لا يزال بنيانهم .. ) في سورة التوبة على تفجيرات أمريكا -:
" الخامس: أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة، وهو الأدق والأضبط، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) أخرجه أحمد (4/ 107)، والبيهقي في " السنن " (9/ 188)، وسنده حسن، وذكره الألباني في " الصحيحة " (1575). وهذا لا يعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ... الحديث , أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1130)، وقد صرَّح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس - انظر: " الفتح " (4/ 291)، وانظر (7/ 323) -.
وقال ابن القيم رحمه الله - تعليقا على قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) يونس/5، وقوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) يس/38، 39:
" ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط، وأصح للضبط من الحساب الشمسي، ويشترك فيه الناس دون الحساب، ولهذا قال تعالى: (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) يونس/5 ولم يقل ذلك في الشمس، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ فيه، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب " انتهى من "مفتاح دار السعادة " ص 538، 539.
وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب بالشمس، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله بردِّه بعد أن نسبه لابن القيم - انظر: " الفتح " (7/ 323) –.
والواقع أنه لم يكن معتبراً في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم " انتهى.
وفي فوائد قوله تعالى: (يسئلونك عن الأهلة ... ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" ومنها: أن ميقات الأمم كلها الميقات الذي وضعه الله لهم - وهو الأهلة - فهو الميقات العالمي؛ لقوله تعالى: (مواقيت للناس)؛ وأما ما حدث أخيراً من التوقيت بالأشهر الإفرنجية: فلا أصل له من محسوس، ولا معقول، ولا مشروع؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً، وبعضها ثلاثين يوماً، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " انتهى.
" تفسير البقرة " (2/ 371).
وقال القرطبي رحمه الله تعليقاً على قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ) التوبة/36:
" هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام في العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين، ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس يتعين له شهر وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج " انتهى.
" تفسير القرطبي " (8/ 133).
والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
القرءآن ينص على صحة التقويم الشمسي
قال تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)
أليس في الأية دلالة على صحة التقويم الشمسي؟!
أوضح أية في الليل هي القمر وأوضح أية في النهار هي الشمس
جزاكم الله خيرا
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:27 م]ـ
اخواني الكرام ارجو ان تشرفونا بحضوركم في مؤتمر الاعجاز العددي الذي سيقام بالرباط في 16 و 17 اكتوبر القادم ان شاء الله بهذا الحماس في النقاش فذلك سيغني المؤتمر وسيعم الفائدة خصوصا من اهل الاختصاص والعلوم الشرعية فاهلا وسهلا بكم
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:05 ص]ـ
القرءآن ينص على صحة التقويم الشمسي
قال تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)
أليس في الأية دلالة على صحة التقويم الشمسي؟!
أوضح أية في الليل هي القمر وأوضح أية في النهار هي الشمس
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا أخانا عطاء الله الأزهري وكتب لكم التوفيق ..
أنت سيدي: جئت بآية من سورة الإسراء .. وذكرت أنها تثبت الحساب الشمسي - وليتك أخي قبل الجواب
تذكر: هل جملة (ولتعلموا عدد السنين والحساب) عادئة على آية الليل أم على آية النهار؟؟
كما أريد بارك الله فيكم ونفع بكم:
الجواب على هذه الآيات أولًا حتى نصل بإذن الله إلى المراد الصحيح لها.
1 - قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
وهي أخت آيتك التي ذكرتها تماما.
فما وظيفة الليل؟
وما وظيفة النهار؟
2 - قوله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
وهي مثلها.
تعزور من؟
وتسبحوا من؟
3 - قوله تعالى: (وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
وهي آيه صريحة واضحة في أن العد بالقمر.
وجزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Aug 2010, 04:11 ص]ـ
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز "، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ، فأين الإعجاز في هذا؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه، فلينتبه لهذا.
[/ RIGHT]
اولا: ما كتبه عبد الرزاق نوفل لا يمثل الإعجاز العددي.
ثانيا: هنك فرق بين كتاب نزل مفرقا في 23 سنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس، وبين كتاب يؤلفه مؤلف ثم يعود ليحصي كلماته ويضمنه توافقات. فالمقارنة خطا شنيع.
ثالثا: ما ذكرته من أمثلة لا يمثل الإعجاز العددي، ولعل باحثي الإعجاز العددي الجادين هم اول من يستنكر مثل تلك الأمثلة، ولا أدري لماذا انتم تتشبثون بتوافه الأمثلة وتقيسون عليها.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:57 م]ـ
اولا: ما كتبه عبد الرزاق نوفل لا يمثل الإعجاز العددي.
ثانيا: هنك فرق بين كتاب نزل مفرقا في 23 سنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس، وبين كتاب يؤلفه مؤلف ثم يعود ليحصي كلماته ويضمنه توافقات. فالمقارنة خطا شنيع.
ثالثا: ما ذكرته من أمثلة لا يمثل الإعجاز العددي، ولعل باحثي الإعجاز العددي الجادين هم اول من يستنكر مثل تلك الأمثلة، ولا أدري لماذا انتم تتشبثون بتوافه الأمثلة وتقيسون عليها.
بارك الله فيكم، لذا كنت قد سألت فضيلتكم هذا السؤال هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18937#5).
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:08 ص]ـ
ولا أدري لماذا انتم تتشبثون بتوافه الأمثلة وتقيسون عليها.
متى سميت أصول العلم وقواعده توافه يتشبث بها أمثالنا؟!!
بارك الله فيك؟!!
وما أمثلة ذلك حتى نستفيد منها بوركت سيدي؟
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[24 Sep 2010, 08:07 م]ـ
القرءآن ينص على صحة التقويم الشمسي
قال تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا)
أليس في الأية دلالة على صحة التقويم الشمسي؟!
أوضح أية في الليل هي القمر وأوضح أية في النهار هي الشمس
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا أخانا عطاء الله الأزهري وكتب لكم التوفيق ..
أنت سيدي: جئت بآية من سورة الإسراء .. وذكرت أنها تثبت الحساب الشمسي - وليتك أخي قبل الجواب
تذكر: هل جملة (ولتعلموا عدد السنين والحساب) عادئة على آية الليل أم على آية النهار؟؟
كما أريد بارك الله فيكم ونفع بكم:
الجواب على هذه الآيات أولًا حتى نصل بإذن الله إلى المراد الصحيح لها.
1 - قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
وهي أخت آيتك التي ذكرتها تماما.
فما وظيفة الليل؟
وما وظيفة النهار؟
2 - قوله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
وهي مثلها.
تعزور من؟
وتسبحوا من؟
3 - قوله تعالى: (وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
وهي آيه صريحة واضحة في أن العد بالقمر.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:53 م]ـ
3 - قوله تعالى: (وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
وهي آيه صريحة واضحة في أن العد بالقمر.
وجزاكم الله خيرًا
الآية ليست صريحة أخي الكريم بل هي محتملة:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يونس (5)
ثم إن آية سورة الأنعام صريحة في أن العد يكون بهما معا:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام (5)
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"والحسبان في الأصل مصدر حَسَب بفتح السّين كالغُفران، والشُّكران، والكفران، أي جعلها حساباً، أي علامة حساببٍ للنّاس يحسبون بحركاتها أوقات اللّيل والنّهار، والشّهور، والفصول، والأعوام. وهذه منّة على النّاس وتذكير بمظهر العلم والقدرة، ولذلك جعل للشّمس حسبان كما جُعل للقمر، لأنّ كثيراً من الأمم يحسبون شهورهم وأعوامهم بحساب سير الشّمس بحلولها في البروج وبتمام دورتها فيها. والعرب يحسبون بسير القمر في منازله. وهو الذي جاء به الإسلام، وكان العرب في الجاهليّة يجعلون الكبس لتحويل السنة إلى فصول متماثلة، فموقع المنّة أعمّ من الاعتبار الشّرعي في حساب الأشهر والأعوام بالقمري، وإنّما استقام ذلك للنّاس بجعل الله حركات الشّمس والقمر على نظام واحد لا يختلف، وذلك من أعظم دلائل علم الله وقدرته، وهذا بحسب ما يظهر للنّاس منه ولو اطّلعوا على أسرار ذلك النّظام البديع لكانت العبرة به أعظم."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:58 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222
(/)
وصف الله تعالى بأنه أحسن الخالقين
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:48 م]ـ
الكلام على وصف الله تعالى بأنه أحسن الخالقين
كيف نردّ على من يدعي أن هناك تعارضاً بين الآيتين التاليتين: (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ)، و: (لم يكن له كفواً أحد)؛ حيث إن الله يقارن نفسه في الآية الأولى مع "الخالقين"، وفي الآية الثانية ينفي عن نفسه التشبيه؟. أرجو منك شرحاً مفصلاً لكلمة الخالقين، ولماذا وردت بصفة الجمع، وأرجو أن تترجموا لي الإجابة للإنجليزية، حتى أبعثها لصاحب الشبهة. وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
من الأصول المهمة في فهم ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في باب أسماء الله وصفاته، أن نعلم أن هذه الأسماء والصفات أطلقت على ما يفهم الناس من لغة العرب، التي بها نزل الخطاب، وأن من ضرورة خطاب الناس بلسانهم ولغتهم التي يعرفونها أن يعبر عما ينسب إلى الله تعالى من الأسماء والأوصاف والأفعال، بألفاظ تستعمل في حق خلقه، ويفهمها الناس من لغتهم، وإلا لم يمكنهم فهم المراد من ذلك، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن يكون ما يسمى به الخلق، أو يوصفون به، مشابها لما في حق الله.
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله:
" وكل من فهم عن الله خطابه يعلم أن هذه الأسامي، التي هي لله تعالى أسامي ... قد أوقع تلك الأسامي على بعض المخلوقين، ليس على معنى تشبيه المخلوق بالخالق، لأن الأسامي قد تتفق وتختلف المعاني؛ فالنور وإن كان اسمًا لله، فقد يقع اسم النور على بعض المخلوقين، فليس معنى النور الذي هو اسم لله في المعنى مثل النور الذي هو خلق الله ...
وربنا جل وعلا الهادي، وقد سمى بعض خلقه هاديًا، فقال عَزَّ وجَلَّ لنبيه: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) فسمى نبيه هاديًا وإن كان الهادي اسمًا لله عَزَّ وجَلَّ.
والله الوارث، قال الله تعالى: (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)، وقد سمى الله من يرث من الميت ماله وارثًا، فقال عَزَّ وجَلَّ: (وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ).
فتفهّموا ـ يا ذوي الحجا ما بينت في هذا الفصل، تعلموا وتستيقنوا أن لخالقنا عَزَّ وجَلَّ أسامي، قد تقع تلك الأسامي على بعض خلقه في اللفظ، لا على المعنى، على ما قد بينت في هذا الفصل من الكتاب و السنة ولغة العرب ". انتهى من "التوحيد"، لابن خزيمة (1/ 56).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" واذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم؛ فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود، ولا يلزم من اتفاقهما فى مسمى الوجود، أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا؛ بل وجود هذا يخصه، ووجود هذا يخصه، واتفاقهما فى اسم عام، لا يقتضي تماثلهما فى مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد، ولا في غيره.
فلا يقول عاقل، إذا قيل ان العرش شيء موجود وأن البعوض شيء موجود: أن هذا مثل هذا لا تفاهما فى مسمى (الشيء) و (الوجود) ... ، بل الذهن يأخذ معنى مشتركاً كلياً هو مسمى الاسم المطلق، وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود، فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره، مع أن الاسم حقيقة في كل منهما.
ولهذا سمى الله نفسه بأسماء، وسمى صفاته بأسماء، وكانت تلك الاسماء مختصة به إذا أضيفت إليه، لا يشركه فيها غيره.
وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم، مضافة إليهم، توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص، ولم يلزم من اتفاق الاسمين، وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص: اتفاقهما، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص، فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد سمى الله نفسه حياً فقال: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، وسمى بعض عباده حياً، فقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ)، وليس هذا الحي مثل هذا الحي؛ لأن قوله (الْحَيُّ) اسم لله مختص به، وقوله: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) اسم للحي المخلوق مختص به، وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق مسمى موجود فى الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدراً مشتركاً بين المسميين، وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق عن الخالق.
ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته: يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى. " انتهى من "التدمرية" (20 - 22).
ثانياً:
إذا فهمنا هذه القاعدة المهة في باب أسماء الله وصفاته، تبين لنا أن الله جل جلاله هو الخالق حقيقة لكل ما في الكون، لا يشركه في ذلك أحد من خلقه، وأن تسمية بعض خلقه بالخالقين، لا يعني أنه شريك لله في شيء من خلقه، أو شبيه له في صفة من صفاته، بل هذا جار على ما هو معروف من لغة العرب، من تسمية بعض أفعال المخلوقين "خلقا".
وقد اختلف أهل العلم في قوله تعالى عن نفسه المقدسة: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون /14، وقوله سبحانه: (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ) الصافات / 125.
فقيل: المعنى: أحسن الصانعين. قال مجاهد: يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين.
"تفسير الطبري" (19/ 19)
ورجحه ابن جرير رحمه الله، وقال: " لأن العرب تسمي كل صانع خالقاً، ومنه قول زهير:
وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي
"تفسير الطبري" (19/ 19)
وقال القرطبي رحمه الله:
" (أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ): أتقن الصانعين. يقال لمن صنع شيئاً: خلقه.
ولا تُنفى اللفظة عن البشر في معنى الصنع؛ وإنما هي منفية بمعنى الاختراع وإيجاد من العدم " انتهى من "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 110)
وقال ابن القيم رحمه الله:
" (الخالق والمصور): إن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب، كقوله: (الخالق البارئ المصور)، وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد، كما يقال لمن قدَّر شيئا في نفسه، أنه خلقه. قال:
وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي
أي: لك قدرة تُمضي وتنفذ بها ما قدَّرته في نفسك، وغيرك يقدِّر أشياء وهو عاجز عن إنفاذها وإمضائها، وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين)؛ أي: أحسن المصورين والمقدرين، والعرب تقول: قدرت الأديم، وخلقته: إذا قسته لتقطع منه مزادة أو قربة ونحوها. قال مجاهد: يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين. وقال الليث: رجل خالق، أي: صانع، وهن الخالقات: للنساء. وقال مقاتل: يقول تعالى: هو أحسن خلقاً من الذين يخلقون التماثيل وغيرها، التي لا يتحرك منها شيء.
وأما البارئ: فلا يصح إطلاقه إلا عليه سبحانه؛ فإنه الذي برأ الخليقة وأوجدها بعد عدمها " انتهى من "شفاء العليل" (ص 131)، وينظر: "أضواء البيان"، للشنقيطي (26/ 41).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " ما ورد من إثبات خلق غير الله، كقوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين)، وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: (يقال لهم أحيوا ما خلقتم)
فهذا ليس خلقاً حقيقة، وليس إيجاداً بعد عدم، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال، وأيضاً ليس شاملاً، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه، ومحصور بدائرة ضيقة؛ فلا ينافي قولنا: إفراد الله بالخلق " انتهى.
"القول المفيد" (1/ 1 - 2).
ومن ذلك يتبين أن هذه الآية الكريمة، وما يشابهها، ليس فيها شيء من تشبيه أحد بالخالق سبحانه، فيما يختص به من صفة الخلق، أو غير ذلك من الصفات، وأن ما سمي به المخلوق من أسماء الخالق، فإنما تحمل على ما يليق بالمخلوق، وأما أسماء الله تعالى وصفاته، فهي على ما يليق بكماله، وجماله، وجلاله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وهذا هو عين ما تدل عليه سورة الإخلاص:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
فليس لله من خلقه، شبيه، ولا مثيل، ولا ند، ولا نظير.
وهذا أصل محكم في دين الله، لا يعارضه، ولا يشكل عليه شيء من نصوص الكتاب والسنة.
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 Jul 2010, 11:55 م]ـ
جزاك الله كل خير اخي الكريم على هذه الفائدة العظيمة
وللعلم فان الصوفي الخرافي علي الجفري و الذي يخرج علينا في القنوات الفضائية يزعم
ان الاولياء يخلقون الاطفال بدون اباء واستدل بقوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين)
وهذا رابط له بصوته وهو يقول هذه الكلمة:
http://www.youtube.com/watch?v=7VSDdrTcrqw
(/)
أيهما أبلغ بَر أم بار .. وهل يختص بر بجمع بررة دون بار .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[18 Jul 2010, 06:12 ص]ـ
بَر أبلغ من بار؛ لكونه من قبيل الوصف بالمصدر فأصل بَر مصدر بَرَّ يبَرّ
كما أن بر من أسماء الله الحسنى وليس من أسمائه البار
لكن هل يختص (بر) بجمع بررة دون (بار) .. أم أن (بر) و (بار) كلاهما مفرد (بررة)
هذه المسألة مهمة لأني أريد أن أتوصل من خلالها إلى الإجابة عن: (لماذا وصف القرآن الملائكة ببررة دون أبرار .. ؟ ألأن بررة تختص بـ (بر) الذي هو أبلغ من (بار) .. ؟)
أظن أن للغويين كلام في ذلك .. !
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:15 م]ـ
هذا يحتاج منكِ إلى تتبع كلام اللغويين في كتبِهم، ولعلنا نسمع منك الإجابة بعد تتبعك لكلام اللغويين في بحثك.
ـ[لطيفة]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:26 ص]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل ..
حقًا المسألة تحتاج إلى تتبع .. لكنها مسألة عارضة أردت بها تحلية البحث وليست مما يحتاج إلى مزيد وقوف ..
فأردت أن أبدأ من حيث انتهى أخواني اللغويون إن كان لهم سبق في بحث المسألة .. وأفيد من تجاربهم .. أقلها ذكر كتاب بحث هذه المسألة أو نحو ذلك ..
فالبلاغة توشك أن تنسينا اللغة .. !
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:30 ص]ـ
عرفتُ قصدك وفقك الله: فأنت تريدين أن تشغلينا معك في البحث مجاناً، والأجر على الله.
لو وجدنا شيئاً كتبناه هنا بإذن الله.
ـ[لطيفة]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:40 ص]ـ
عرفتُ قصدك وفقك الله: فأنت تريدين أن تشغلينا معك في البحث مجاناً، والأجر على الله.
حاشاك شيخي الفاصل .. والمسألة لن تعدم فائدة للكاتب والقراء.
دمت موفقا مسددا.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:26 م]ـ
هذا جزء اقتطعته من رسالتي (التوجيه البلاغي لآيات العقيدة) مما يتعلق بالموضوع، لعل فيه ما يفيد، ويعفي أخي الشيخ د. عبد الرحمن من البحث بالمجان:
قال الزركشي: (حيث ورد ”البارّ“ مجموعاً في صفة الآدميين قيل: ”أبرار“ كقوله: (إن الأبرار لفي نعيم) ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn1))، وقال في صفة الملائكة: (بررة)، ونقل عن الراغب أنه قال: (خص الملائكة بها من حيث إنه أبلغ من ”أبرار“ جمع ”بَرّ“، و”أبرار“ جمع ”بارّ“، و”بَرّ“ أبلغ من ”بارّ“ كما أن عدلاً أبلغ من عادل) ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn2)).
قال الزركشي معقباً على كلام الراغب: (وهذا بناء على الرواية في تفضيل الملائكة على البشر) ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn3)).
ولم يبين الزركشي موافقته لهذا التوجيه من عدمها؛ وإن كان أحسن في بيان مأخذ الراغب في توجيهه، إذ مسألة تفضيل الملائكة على البشر ربما كانت دافعاً للراغب إلى هذا التوجيه، وأقول: ربما؛ لأنني لم أقف على قول صريح للراغب في هذه المسألة، كما أن توجيه الراغب يرد عليه بعض المآخذ، وهذا بيان المسألة:
أولاً: مسألة تفضيل الملائكة على البشر من المسائل التي ليس فيها قول واحد لأهل السنة وإن كان جمهورهم على تفضيل صالحي البشر، وكذا الأشاعرة، وأما المعتزلة فيرون تفضيل الملائكة على البشر مطلقاً.
وهذه المسألة –كما قال تاج الدين الفزاري ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn4))- ( لا يتوقف عليها أصل من أصول العقائد، ولا يتعلق بها من الأمور الدينية كثير من المقاصد، ولهذا خلا عنها طائفة من مصنفات هذا الشأن، وامتنع من الكلام فيها جماعة من الأعيان، وكل متكلم فيها من علماء الظاهر بعلمه لم يخل كلامه عن ضعف واضطراب) ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn5)).
( وقد رويت عن الصحابة y أحاديث موقوفة ومرفوعة، فيها ذكر لهذه المسألة، في بعضها تفضيل المؤمن على بعض الملائكة، وبعضها تفضيل بني آدم على الملائكة؛ ولكنها أحاديث إما ضعيفة أو موضوعة) ([6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn6)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: لا يسلم للراغب توجيهه؛ إذ يرد عليه أن من أهل اللغة من يرى بخلاف ما ذكر، كما قال الجوهري ([7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn7)): ( جمع البَرّ: أبرار، وجمع البارّ: البَرَرَة) ([8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn8)) وقال ابن الأثير ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn9)): ( يقال: بَرَّ يَبَرُّ فهو بارّ، وجمعه: بَرَرَة، وجمع البَرّ: أبرار) ([10] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn10)).
وهو يوافق ما ذكره الفراء ([11] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn11)) من أن العرب لا يجمعون على وزن ”فَعَلَة“ إلا والمفرد منه ”فاعل“، قال: (”البررة“: الواحد منهم في قياس العربية ”بارّ“ لأن العرب لا تقول ”فَعَلَة“ ينوون به الجمع إلا والواحد منه فاعل، مثل: كافر وكفرة، وفاجر وفجرة) إلا أنه قال: (فهذا الحكم على واحده ”بارّ“؛ والذي تقول العرب: رجل بَرّ، وامرأة بَرّة، ثم جمع على تأويل ”فاعل“ كما قالوا: قوم خَيَرَة بَرَرَة، سمعتها من بعض العرب، وواحد الخَيَرَة: خيِّر، وواحد البَرَرَة: بَرّ) ([12] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn12)).
والذي يظهر –والله أعلم- أن المفردين ”بَرّ، وبارّ“ يجمع كل واحد منهما على ”أبرار، وبررة“ كما قال في العين: (و”البَرّ“: البارّ بذوي قرابته، وقوم ”بَرَرَة“ و”أَبرَار“) ([13] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn13)) وقال الأزهري ([14] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn14)): ( رَجلٌ ”بَرٌّ“ بذي قرابته، و”بارٌّ“: من قوم ”بَرَرَة“ و”أَبرَار“) ([15] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn15)) وذكر ذلك الفيروزأبادي ([16] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn16)).
ثالثاً: لو صح ما ذكره الراغب لكان ”بارّ“ أبلغ من ”بَرّ“ لزيادة بنيته، كما ذكر الآلوسي ([17] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn17)).
رابعاً: ذكر الآلوسي توجيهين آخرين للفرق بين الجمعين:
أحدهما: أن ”الأبرار“ من صيغ القلة دون ”البررة“ ومتقو الملائكة أكثر من متقي الآدميين فناسب استعمال صيغة القلة، وإن لم ترد حقيقتها في الآدميين دونهم.
الثاني: أن صفات الكمال في بني آدم لما تكون كاملة وناقصة وصفوا بالأبرار إشارة إلى مدحهم بأكمل الأوصاف، وأما الملائكة فصفات الكمال فيهم لا تكون ناقصة فوصفوا بالبررة؛ لأنه يدل على أصل الوصف، بقطع النظر عن المبالغة فيه، لعدم احتياجهم لذلك، وإشارة لفضيلة البشر لما في كونهم أبراراً من المجاهدة وعصيان داعي الجبلة. قال الآلوسي معقباً: (وفيه ما لا يخفى) ([18] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn18)).
خامساً: لم يظهر لي توجيه تطمئن النفس إليه في الفرق بين الجمعين؛ إلا أن يكون الفرق مراعاةً للفظ والفاصلة، فجمع الملائكة ”بررة“ مناسب للجمع (سَفَرَة) وزناً وفاصلة، ولم يرد إلا في موضع واحد في سورة عبس، كما أنه ورد في حديث لم أجد غيره، أخرجه الشيخان وغيرهما عن عائشة –رضي الله عنها- عن النبي r قال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» ([19] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftn19)).
أما جمع ”الأبرار“ فجاء مراعاة للفاصلة في سورة آل عمران، ومقابلة للجمع (الفُجَّار) في سورتي المطففين والانفطار.
لكن يشكل على هذا التوجيه جمع ”الأبرار“ في سورة الإنسان حيث لم يرد فاصلةً ولا مقابلةً للفجار، واستعماله –أيضاً- في السنة النبوية للآدميين دون الملائكة.
ويتبين مما سبق أن لغة القرآن والسنة في جمع الملائكة ”بَرَرَة“ وفي جمع الآدميين ”أَبْرَار“، والله أعلم.
[/ URL]([1]) الانفطار: 13.
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref1)([2]) في نقل الرزكشي لكلام الراغب سقط، وتمام القول كما في المفردات/115: (خُص بها الملائكة في القرآن من حيث إنه أبلغ من أبرار، فإنه جمع بر ... ).
([3]) البرهان للزركشي4/ 18.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref3)([4]) تاج الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري، المعروف بابن الفركاح، فقيه أصولي من علماء الشافعية المجتهدين، ولد سنة (624هـ) وتوفي سنة (690هـ). انظر: الأعلام3/ 293، ومعجم المؤلفين2/ 71.
([5]) عن شرح الطحاوية/413، وانظر: فتح القدير للشوكاني3/ 244.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref5)([6]) مباحث المفاضلة في العقيدة/357.قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية/411: (الواجب علينا الإيمان بالملائكة والنبيين، وليس علينا أن نعتقد أي الفريقين أفضل، فإن هذا لو كان من الواجبات لبين لنا نصاً، وقد قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) [المائدة: 3] وقال: (وما كان ربك نسيّا) [مريم: 64]. وفي الصحيح: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها» فالسكوت عن الكلام في هذه المسألة نفياً وإثباتاً –والحالة هذه- أولى) ثم قال: (والمعتبر رجحان الدليل، ولا يهجر القول؛ لأن بعض أهل الأهواء وافق عليه، بعد أن تكون المسألة مختلفاً فيها بين أهل السنة… والأدلة في هذه المسألة من الجانبين تدل على الفضل، لا على الأفضلية، ولا نزاع في ذلك)، وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية بحث المسألة في مجموع الفتاوى4/ 350 - 392، وانظر: شرح الطحاوية/410، ومباحث المفاضلة في العقيدة/354.
([7]) أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، من أئمة اللغة، حاول الطيران بجناحين من خشب، فسقط إلى الأرض قتيلاً سنة (393هـ) وقيل غيرها. انظر: الأعلام1/ 313، ومعجم المؤلفين1/ 362.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref7)([8]) الصحاح2/ 588.
([9]) مجد الدين أبو السعادات المبارك بن الأثير محمد بن محمد الشيباني الجزري، محدث لغوي أديب، مشارك في التفسير والفقه وغيرهما، ولد سنة (544هـ) وتوفي سنة (606هـ). انظر: الأعلام5/ 272، ومعجم المؤلفين3/ 13.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref9)([10]) النهاية في غريب الحديث1/ 116.
([11]) أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله، المعروف بالفراء، من أئمة اللغة والنحو الكوفيين، متكلم يميل إلى الاعتزال، ولد سنة (144هـ) وتوفي سنة (207هـ). انظر: الأعلام8/ 145، ومعجم المؤلفين4/ 95.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref11)([12]) معاني القرآن3/ 237.
([13]) كتاب العين8/ 259.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref13)([14]) أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي، من أئمة اللغة والعربية، ولد سنة (282هـ) وتوفي سنة (370هـ) وقيل غيرها. انظر: الأعلام5/ 311، ومعجم المؤلفين3/ 47.
([15]) تهذيب اللغة15/ 190.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref15)([16]) القاموس المحيط1/ 695. والفيروزآبادي هو: مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزأبادي الشيرازي، من علماء اللغة، وله مشاركة في علوم أخرى، ولد سنة (729هـ) وتوفي سنة (817هـ). انظر: الأعلام7/ 146، ومعجم المؤلفين3/ 776.
([17]) روح المعاني30/ 43.
( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref17)([18]) المصدر السابق.
[ URL="http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=111244#_ftnref19"]([19]) أخرجه البخاري (ح4937) ومسلم (ح798).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:59 م]ـ
هذا جزء اقتطعته من رسالتي (التوجيه البلاغي لآيات العقيدة) مما يتعلق بالموضوع، لعل فيه ما يفيد، ويعفي أخي الشيخ د. عبد الرحمن من البحث بالمجان:
أحسنت يا أبا عبدالله، تقبل الله منك وجزاك خيراً.
ورسالتك بيني يديَّ أقرأ فيها وأستفيد منها منذ اشتريتها من معرض الكتاب الأخير بارك الله في علمك ونفع بك.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:11 م]ـ
إضافة إلى ما ذكر الأفاضل
المسألة ببساطة واختصار شديدين:
لا فرق بين بر وبار، وأبرار وبررة من حيث المعنى
لكن الفرق من حيث الدلالة كالتالي:
أبرار جمع قلة وزن (أفعال)
أما بررة، فجمع كثرة وزن (فَعَلَة) وهو وزن خاص بالمذكر، لا تدخل فيه أنثى
وقد تحذف منه التاء كما في قوله تعالى {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} المائدة60 فهنا عَبَد جمع عابد
ومن هنا يتبين لنا الخطأ الشائع في قولهم (طلبة العلم) والصواب (طلاب العلم) إلا إن كانوا جميعا رجالا
بقي أن نعرف لماذا اختير لفظ (بررة) في سورة عبس
والجواب ببساطة: أنه مراعاة للفاصلة القرآنية؛ فقبلها
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ {15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ {16}
ولو راجعنا سياق المواضع التي وردت فيها الأبرار - وهي ستة - لوجدنا أن الحديث عن عدد قليل دائما
فناسبه صيغة جمع القلة (أفعال)
بقيت نقطة أخيرة، وهي: أن البار قلما ورد في التراث، وكثيرا ما ورد البر، وليس فقط من أسماء الله الحسنى
{وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً} مريم14 {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} مريم32
وفي لغة اليوم قلما نجد البر
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:49 م]ـ
ومن هنا يتبين لنا الخطأ الشائع في قولهم (طلبة العلم) والصواب (طلاب العلم) إلا إن كانوا جميعا رجالا
وفقك الله وسدد خطاك
- أولا: إذا كان وزن (فَعَلَة) يختص بالذكور، فوزن (فُعَّال) كذلك يختص بالذكور، كما قال ابن مالك:
ومثله الفعال فيما ذُكِّرا ..........
- ثانيا: قد يتوسع في الكلام فيقصد بجمع المذكر شموله للمؤنث بخلاف العكس، فمثل هذا لا يسمى خطأ شائعا.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:45 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
- أولا: إذا كان وزن (فَعَلَة) يختص بالذكور، فوزن (فُعَّال) كذلك يختص بالذكور، كما قال ابن مالك:
ومثله الفعال فيما ذُكِّرا ..........
- ثانيا: قد يتوسع في الكلام فيقصد بجمع المذكر شموله للمؤنث بخلاف العكس، فمثل هذا لا يسمى خطأ شائعا.
أحسنت وبارك الله فيك شيخنا الفاضل، لكن
أولا: كذا قال النحاة نعم، لكنها ليست قاعدة عامة مطردة، وإنما هي غالبة؛ وإلا
فهل حجّاج أو كتّاب خاص بالذكور؟ أما كتبة فلا تدخل فيه امرأة
ثانيا: باب المجاز واسع، وهو فقط في لغة الأدب
لكن حيثما قيل خطأ شائع في اللغة، فيكون مقصورا على مستويين من اللغة هما:
اللغة العلمية، ولغة الإعلام فهما كلغة القانون لا تقبلان المجاز، ولايجوز أن يكون فيهما للكلمة أكثر من معنى
فلا يجوز فيهما مثلا: جاء النساء ..
وبوركت أستاذنا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:58 م]ـ
وإياك يا شيخنا الكريم
1 - إن كانت غالبة فهي غالبة في البابين، وإن كانت مطردة فهي كذلك في البابين، فهل فرق بينهما أحد من العلماء؟
2 - هذا ليس من باب المجاز المقصور على لغة الأدب، وإنما من المطرد الشائع الكثير في كلام العرب، كما قال تعالى: {والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان}، وسواء سمي مجازا أو لم يسم، فلا نزاع أن منه ما هو شائع في كلام العامة والخاصة.
وأما (جاء النساء) فلا يختلف عن (وقال نسوة).
ـ[لطيفة]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:43 ص]ـ
بحق .. أعجز عن شكر أساتذتي الأفاضل ..
وأخلص مما سبق إلى أن أبرارا ليس قصرا على بار .. كما أن بررة ليس قصرا على بر
وأن أبرار وبررة كلاهما جمعا لبر
وأن تفضيل الملائكة على البشر مطلقا .. فيه نظر
وأن ما لاخلاف عليه هو ورود بررة وصفا للملائكة وأبرار وصفا للآدميين
لكن مالا أوافق مشايخي الأفاضل عليه هو كون الغرض هو مراعاة الفاصلة وحسب .. !
إذ لابد ـ في رأيي ـ من ورود غرض رئيس ثم تكون مراعاة الفاصلة غرضا ثانويا له ..
ولايزال السؤال قائمًا: لماذا خص القرآن الملائكة ببررة والآدميين بأبرار ... ؟؟؟!!
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[22 Jul 2010, 11:52 ص]ـ
لكن مالا أوافق مشايخي الأفاضل عليه هو كون الغرض هو مراعاة الفاصلة وحسب .. !
إذ لابد ـ في رأيي ـ من ورود غرض رئيس ثم تكون مراعاة الفاصلة غرضا ثانويا له ..
ولايزال السؤال قائمًا: لماذا خص القرآن الملائكة ببررة والآدميين بأبرار ... ؟؟؟!!
يبدو أن الأخت الكريمة لا تعرف للقافية في الشعر وللفاصلة في النثر قدرهما
وعليهما قام كلام العرب، وسحر البشرية على مدى التاريخ
وأسست اللغة وبنيت أركانها
وما نزل القرآن إلا على وفق كلام العرب، لا على وفق قواعد النحو واللغة
ولقد عرف العرب الشعر والقافية منذ آلاف السنين،
ومنهم أخذ الغرب الفنون، ولولا القافية ما كان لشكسبير عند الغرب قيمة
وما تعلمها إلا من المسلمين في الأندلسيين
بل إن كتب الأدب تروي قصة: أن قاضي قم الفارسية دخل على أحد الولاة فقال له:
أيها القاضي بقم، فقال: أمر الوالي
فتلبث ثم قال متلعثما: قد عزلناك فقم، فذهبت بمنصبه سجعة
وفواصل سورة هود وحدها تكفي للقطع بأن أكثر ما لفت نظر كفار قريش هو الفواصل الساحرة
ولذلك قالوا شاعر وقالوا ساحر
ـ[لطيفة]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:23 ص]ـ
أكرر عجزي عن شكر أساتذتي الأفاضل.
وأخص أخي الكريم /يوسف العليوي .. وأهنؤه على جمال رسالته.
ـ[لطيفة]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:37 ص]ـ
يبدو أن الأخت الكريمة لا تعرف للقافية في الشعر وللفاصلة في النثر قدرهما
وعليهما قام كلام العرب، وسحر البشرية على مدى التاريخ
وأسست اللغة وبنيت أركانها
وما نزل القرآن إلا على وفق كلام العرب، لا على وفق قواعد النحو واللغة
ولقد عرف العرب الشعر والقافية منذ آلاف السنين،
ومنهم أخذ الغرب الفنون، ولولا القافية ما كان لشكسبير عند الغرب قيمة
وما تعلمها إلا من المسلمين في الأندلسيين
بل إن كتب الأدب تروي قصة: أن قاضي قم الفارسية دخل على أحد الولاة فقال له:
أيها القاضي بقم، فقال: أمر الوالي
فتلبث ثم قال متلعثما: قد عزلناك فقم، فذهبت بمنصبه سجعة
وفواصل سورة هود وحدها تكفي للقطع بأن أكثر ما لفت نظر كفار قريش هو الفواصل الساحرة
ولذلك قالوا شاعر وقالوا ساحر
أبشرك أستاذي الفاضل أني أعرف للقافية وللفاصلة قدرهما ..
لكن يقني أن الفاصلة لا تأتي لمجرد الترنم وحسب بل لابد أن يكون لإضافتها فائدة معنوية .. وغرضا بلاغيا .. وليست لمجرد الجري على منوال ما قبلها من فواصل
فالغرض المعنوي أولا ثم الفاصلة ثانيا
وأحسب أنك تنزه القرآن عن مثل قصة قاضي "قم" الذي عزلته سجعة لم يكن لها غرض معنوي ولا فائدة ترجى سوى مراعاة ما قبلها .. !
ولا تنسَ ـ شيخي الفاضل ـ أن السجع ولت دولته .. وأنه كان منبوذا حتى في دولته .. لما أفضى إليه من تكلف ممجوج
كالقصة التي أوردت .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 08:58 م]ـ
أبشرك أستاذي الفاضل أني أعرف للقافية وللفاصلة قدرهما ..
لكن يقني أن الفاصلة لا تأتي لمجرد الترنم وحسب بل لابد أن يكون لإضافتها فائدة معنوية .. وغرضا بلاغيا .. وليست لمجرد الجري على منوال ما قبلها من فواصل
فالغرض المعنوي أولا ثم الفاصلة ثانيا
وأحسب أنك تنزه القرآن عن مثل قصة قاضي "قم" الذي عزلته سجعة لم يكن لها غرض معنوي ولا فائدة ترجى سوى مراعاة ما قبلها .. !
ولا تنسَ ـ شيخي الفاضل ـ أن السجع ولت دولته .. وأنه كان منبوذا حتى في دولته .. لما أفضى إليه من تكلف ممجوج
كالقصة التي أوردت .. !
أختنا الكريمة
لعل كلماتي قد ثقلت عليك، فمعذرة فهذي طبيعة البحث العلمي
أما أنني أنزه القرآن عما ذكرت، فالجواب
ليس في تقرير أهمية الفاصلة - ولا أريد أن أقول الموسيقى - أي تفريط في جنب القرآن
لكن قد لحقك الوهم الذي لحق من أنكر وجود ألفاظ أعجمية فيه
فظن أنه إن أنكرها ينزهه
كلامي واضح
القرآن جاء على وفق قواعد كلام العرب
وأس أساس كلام العرب الموسيقى والإيقاع والسجع
وقد كان العرب يوصفون بأنهم أمة شاعرة
فإذا جاء القرآن موافقا ما اعتادوه فليس في ذلك غضاضة
وإلا فقولي لي: لم تارة يقول (فاشكروني) وتارة (فاعبدون) من غير ياء
إنها الفاصلة حفظك الله، وهي أولا وأهم عنصر في أي كلام عربي
(/)
آية وكشف علمي!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:50 م]ـ
في قوله جل وعلا في قصة نوح عليه السلام (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك)
يؤخذ من هذه الآية والله أعلم أن الأرض كانت قطعة واحدة في زمن نوح وليست كما هي عليه الآن وهذا أمر قد ذكره علماء الأرض (الجيولوجيا)
ومما قالوه أن حدود اليابسة متناسقة فيما بينها فلو أمكن تقريب اليابسة بعضها من بعض للتصقت مكونة قطعة واحدة
إلا أن الكشف الجديد من الآية السابقة أن علماء الأرض يقولون أن الإنسان لم يكن موجودا على الأرض في ذلك الوقت إنما جاء بعد تفرقها وتمزقها ولكن هذه الآية ترد عليهم حيث أنها تبين أن بني الإنسان ظهروا على الأرض وعاشوا عليها قبل أن تتفرق وتبتعد بالمياه
فما قول علماء التفسير في هذا الكشف العلمي؟ وما قول أعضاء الملتقى؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:58 م]ـ
أي شيء في الآية الكريمة يدل على أن الأرض كانت قطعة واحدة؟
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:09 م]ـ
أي شيء في الآية الكريمة يدل على أن الأرض كانت قطعة واحدة؟
الذي يدل على ذلك هو أن الله أمر نوحا عليه السلام بحمل زوجين اثنين من جميع أصناف الدواب فلو كانت هذه الدواب موجودة في مكان آخر من الأرض لما أمره بحملها في السفينة وأيضا لماذا أغرق الله الأرض كلها لو كانت متفرقة إذ ليس في وسع قوم نوح سكنى جميع الأرض لو كانت كما هي عليه الآن
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:33 م]ـ
أخي الكريم: لفظ الأرض في القرآن الكريم يدل على جميع الأرض.
ولو قلنا بهذا التفسير الذي بينت للزمنا أن نقول به زمن محمد صلى الله عليه وسلم إذ لا فرق من الناحية الشرعية، وتخصيص الألفاظ الشرعية بالاكتشافات الحديثة لم أجده عند علماء الأصول حتى المعاصرين منهم.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:40 م]ـ
هذه من الأمور العسيرة ـ من وجهة نظري ـ الوصول إلى شيء قاطع فيها لا من خلال العلم الشرعي ولا من خلال العلم المادي.
لقد حاول علماء الفيزياء معرفة عمر الأرض وآخر ما توصلت إليه الدراسات في هذا المجال هو تقدير عمر الأرض عن طريق ما يعرف بالنظائر المشعة وأقرب رقم إلى الدقة حسب كلام الدكتور راشد المبارك أستاذ كيماء الكم بجامعة الملك سعود سابقا في كتابه "هذا الكون ماذا نعرف عنه؟ " هو أربعة آلاف وخمسمئة مليون عام.
بينما نجد أن الدراسات المتعلقة بالإنسان وتقدير وجوده على الأرض تشير إلى مدة لا تتعدى عشرة آلاف سنة.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:44 م]ـ
في الحقيقة لم يظهر لي المعنى من هذه المشاركة يا أخ ابراهيم فلو بينتها بشكل أوضح وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:57 م]ـ
الذي يدل على ذلك هو أن الله أمر نوحا عليه السلام بحمل زوجين اثنين من جميع أصناف الدواب فلو كانت هذه الدواب موجودة في مكان آخر من الأرض لما أمره بحملها في السفينة وأيضا لماذا أغرق الله الأرض كلها لو كانت متفرقة إذ ليس في وسع قوم نوح سكنى جميع الأرض لو كانت كما هي عليه الآن
الأخ الفاضل محمد
ألا يحتمل أن تكون البشرية الموجودة على الأرض في ذلك الوقت هم قوم نوح فقط وفي بقعة منها فقط وبقية الأرض خالية؟
وأيضا ألا يحتمل أن تكون الدواب فقط محصورة في تلك البقعة التي بدأت فيها نواة البشرية ثم تكاثر الجميع بعد الطوفان وانتشروا في الأرض؟
أو أن المراد " من كل زوجين" من أصناف معينة لا من كل ما خلق الله في الأرض من الدواب؟
وبهذا يكون الطوفان كان في بقعة محددة من الأرض.
أمور تحتاج إلى تأمل
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:49 م]ـ
أخي الكريم: لفظ الأرض في القرآن الكريم يدل على جميع الأرض.
.
ليس دائماً فأحياناً يأتي المعنى بأرض خاصة مفهومة بالسياق هي ذاتها لا غيرها من الاراضين.
اسمع قوله تعالى:
. فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) وهي ارض مصر
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا. وهي ارض فلسطين
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. وهي ارض مصر أيضاً
ومثل ذلك كثير في القرآن الكريم. وبارك الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jul 2010, 06:15 م]ـ
في الحقيقة لم يظهر لي المعنى من هذه المشاركة يا أخ ابراهيم فلو بينتها بشكل أوضح وفقك الله
المعنى يمكن توضيحه في نقاط:
1 - أنك قلت في مشاركتك: في قوله جل وعلا في قصة نوح عليه السلام (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك)
يؤخذ من هذه الآية والله أعلم أن الأرض كانت قطعة واحدة في زمن نوح وليست كما هي عليه الآن وهذا أمر قد ذكره علماء الأرض (الجيولوجيا)
وأنا لم أجد ذكرا للأرض في هذه الآية حتى تكون قطعة واحدة أو قطع.
2 - أن حمل نوح عليه الصلاة والسلام لزوجين من جميع الأصناف الحية، لا يستلزم وجود أرض واحدة (قطعة واحدة) بل تكون قطعا متجاورات مفصولة أو موصولة، وخاصة إذا اعتبرنا حجم الإنسان في تلك الحقبة الزمنية، وتقدمه المادي والذي تدل عليه آيات قرآنية كثيرة وإن أنكرته عقول كثير من الناس.
3 - أن تلك الدراسات التي تسمى علمية لا يجوز الاعتماد عليها في صرف ألفاظ القرآن الكريم عن ظواهرها اللغوية وتفسير السلف لها، وقد بينت ذلك في مشاركات سابقة في مواضيع ذات صلة، وخاصة أنها معرضة للتغير بين الفينة والأخرى فمرة يقولون عمر الأرض أربعة ملايين سنة، وتارة يقولون 12 مليار سنة .. وهكذا.
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[18 Jul 2010, 07:14 م]ـ
الأخ الفاضل محمد
بالدراسات العلمية، هم ينكرون حدوث طوفان كبير أساساً غطى كل الكرة الأرضية، كما أنهم ينكرون إمكانية جمع كل الكائنات الحية في مكان واحد، وعلى ظهر سفينة، بل أساساً ينكرون إمكانية بناء سفينة ضخمة في ذلك الوقت، والأهم مايقولونه أن إبتعاد أجزاء الأرض عن بعضها لم يحدث بفعل تيار مائي جارف، بل حصل عبر تراكمات من الإبتعادات الطفيفة عبر ملايين السنيين.
وإذا تجاوزنا أن مثل هذه الدراسات العلمية المعنية بتاريخ الكون والأرض تدخل في مجال الفرضيات، أكثر منها حقائق نهائية، فلا أظن أن محاولة إستنطاق القرآن الكريم، للرد على الدراسات العلمية، هو أمر سليم بالمطلق، فالعلم التجريبي يضحده العلم التجريبي، ويبقى الإيمان بمافي القرآن واجباً بغض النظر هل وافقه العلم أم خالفه، لإنك إذا أردت أن تسلك هذا المسلك، فعليك أن تنزل من القرآن وتجعله خاضعاً لتفسيرات العلم، صدقت أم كذبت، وبالتالي قد يأتيك أحد ما ويوافقك على ماتقوله هنا: لكنه ينطلق بك في فرضيات علمية، تصل في النهاية لمعارضة آيات أخرى في القرآن، بل وربما معارضة ماتنطلق به من الأساس.
الآن وبخصوص هذه الآية الكريمة، قد يكون الجواب أن "كل زوجين" من الحيوانات التي كان يريبيها، أو من كل زوجين إستطعت جمعهما.
لكن لم أتبين كيف نعرف أن المقصود بهذه العبارة "كل زوجين" الدواب؟؟ صحيح في التفاسير يذكرون ذلك، لكن إذا علمنا أن في التوراة والإنجيل كانت الفقرات التي تورد القصة تتحدث عن أنواع محددة من الحيوانات يتراواح عددها بين 13 و 40 نوعاً إن لم تخني الذاكرة، وليس كل الحيوانات، فهل يعقل أن المفسرين إعتمدوا أو إستأنسوا بمرويات أهل الكتاب في القصة.
هل يوجد في السنة الصحيحة، مايدل على أن "كل زوجين" تعني الدواب؟؟
والله أعلم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[19 Jul 2010, 01:54 ص]ـ
أشكرك يا أخي إبراهيم ولكن ......
- قولك: أنك لا تجد في الآية ذكرا للأرض فأنا لم أقل في الآية إنما قلت في قصة قوم نوح كما قال تعالى (وفجرنا الأرض عيونا)
- قولك:تكون قطعا متجاورات مفصولة أو موصولة يشكل عليه كيف سينتقلون من قطعة إلى أخرى مع العلم أنهم ماكانوا يعرفون شيئا عن السفن كما ذكر ذلك بعض علماء التفسير
- قولك:صرف ألفاظ القرآن الكريم عن ظواهرها اللغوية وتفسير السلف لها ما هي الألفاظ التي صرفتها عن ظاهرها خصوصا أن كلامي كان استنباطا ولم يكن تفسيرا
وبارك الله فيكم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[19 Jul 2010, 02:07 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد
ألا يحتمل أن تكون البشرية الموجودة على الأرض في ذلك الوقت هم قوم نوح فقط وفي بقعة منها فقط وبقية الأرض خالية؟
وأيضا ألا يحتمل أن تكون الدواب فقط محصورة في تلك البقعة التي بدأت فيها نواة البشرية ثم تكاثر الجميع بعد الطوفان وانتشروا في الأرض؟
أو أن المراد " من كل زوجين" من أصناف معينة لا من كل ما خلق الله في الأرض من الدواب؟
وبهذا يكون الطوفان كان في بقعة محددة من الأرض.
أمور تحتاج إلى تأمل
أتفق معك أنه لم يكن في ذلك الوقت غير قوم نوح فقط ولكن قولك بقية الأرض خالية يشكل عليه لماذا أغرقها الله جل وعلا إذن
وقولك المراد بـ (من كل زوجين) أصناف معينة يشكل عليه أنه تخصيص للفظ عام لا مخصص له حيث أن لفظة كل كما هو معلوم من ألفاظ العموم فما هو المخصص إذن
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[19 Jul 2010, 02:21 ص]ـ
يا أخ أحمد أشكرك على هذه المشاركة ولكن ....
قولك أنهم ينكرون ...... وينكرون ...... أنا لا يهمني ما يعرفون وما ينكرون
الذي يهمني هو جواب سؤال لم أغرق الله الأرض كلها في عهد نوح عليه السلام
وقولك أن العلم التجريبي يدحض بالعلم التجريبي أنا لا أمنع من ذلك فأين علمائنا التجريبيين ليدلو بدلوهم في موضوعات العلم الحديث
وقولهم أن إبتعاد أجزاء الأرض عن بعضها لم يحدث بفعل تيار مائي جارف، بل حصل عبر تراكمات من الإبتعادات الطفيفة عبر ملايين السنيين.
أنا لم أتحدث عن سبب تحرك القشرة الأرضية إنما حديثي عن سر تعميم العقوبة على جميع الأرض
وقولك أن "كل زوجين" من الحيوانات التي كان يريبيها، أو من كل زوجين إستطعت جمعهما
يرد عليه بما سبق في المشاركة السابقة وهي لفظة كل من ألفاظ العموم فلم التخصيص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[19 Jul 2010, 01:47 م]ـ
ملاحظات على الموضوع:
الأولى: من أين لنا أن الطوفان قد عم الأرض كل الأرض. بل هذا من تأثير التوراة في التفسير. الثانية: إذا أشكلت قراءة (من كلِ زوجين) فتبينها قراءة (من كلٍّ زوجين) أي من كلٍّ مما بينا لك زوجين. وعليه فقد حمل عليه السلام من الأزواج التي بُيِّنت له فقط.
الثالثة: إذا كان حَمل الأزواج لمنع الانقراض بالطوفان، فالأقرب إلى التصور أن يكون الطوفان في منطقة محددة فيها أنواع خاصة من الحيوانات يمكن أن تنقرض بالطوفان المحدود؛ لأن هناك ملايين إن لم يكن مليارات الأنواع في الأرض يحتاج جمعها إلى آلاف السنين ولا يتسع لها إلى سفينة أكبر من تصوراتنا!! ثم ما الذي يلجئنا إلى مثل هذا القول غير رواية التوراة المحرفة؟!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[19 Jul 2010, 02:07 م]ـ
الجواب عن ما ذكرت يا أخي سنان هو:
- أن الله جل وعلا أهلك أمم كثيرة بعد قوم نوح ولم يأمر أنبيائهم بحمل وإنجاء بقية المخلوقات لماذا؟
السبب والله أعلم هو أن عقوبة قوم نوح عمت الأرض كلها بخلاف سائر عقوبات الأمم اللاحقة
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[19 Jul 2010, 03:34 م]ـ
أخي الكريم محمد
لأن الإهلاك سيكزن بالماء، ولأن الطوفان سيؤدي إلى انقراض بعض الأنواع التي تختص بهذه المنطقة، كان الأمر بحمل زوجين من (كلٍّ) أي من كل ما بُين له سابقاً.
ألا ترى أن هذا التصور أقرب في العقل من التصور القائل بطوفان يعم الأرض ويهلك كل الأنواع التي هي بالمليارات. ثم لماذا كل الأرض والبشرية في فجرها لم تسكن الأرض كل الأرض، بدليل ما صح أن نوح عليه السلام هو أول رسول للبشر.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:39 م]ـ
ولكن يا أخ سنان ....
وهل الإهلاك بالريح أو بالرجفة لا يؤدي إلى انقراض المخلوقات
فما تقول في الزلازل والبراكين التي في عصرنا الحاضر وهي أضعف من تلك العقوبات هل تؤدي إلى انقراض النوع الحيواني في المنطقة التي تقع فيها أم لا
وأيضا قد تكررت لديك عبارة "ما بين له سابقا" من أين جئت بهذا التأويل وما دليلك عليه علما أن التأويل بلا قرينة هو تحريف للمعنى
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[19 Jul 2010, 11:59 م]ـ
الأخ الكريم محمد
إليك ما قاله الطاهر بن عاشور في (كلٍّ) المنونة، قال:" وتنوين كلٍّ تنوين يشعر بمحذوف أضيف إليه كل، وتقديره: من كل ما أمرتك أن تحمله في السفينة".
لا شك أن الطوفان كان هائلاً بدليل صنع السفينة وبدليل حمل الأزواج، ولكن أين الدليل على أن الطوفان قد عمّ الكرة الأرضية. أما هلاك بعض الأمم بالرجفة أو بالريح فقد كان في منطقة سكنى هذه الأمم، ومهما أتسعت مدنهم فقد تبين لنا أنها صغيرة بالنسبة لواقع المدن اليوم. ولاحظ أن لوطاً عليه السلام احتاج إلى جزء من الليل لينجو هو ومن معه من العذاب:"فأسر بأهلك بقطع من الليل ... " مما يشير إلى إنها مسافات قريبة نوعاً ما.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:02 ص]ـ
يا أخي المحترم سنان
إليك ما قاله ابن كثير عن مسألة هل عم الطوفان الأرض أم لا
[وقوله (وهي تجري بهم في موج كالجبال) أي السفينة سائرة بهم على وجه الماء الذي طبق جميع الأرضحتى طفت على رؤوس الجبال وقوله (وقضي الأمر) أي فرغ من أهل الأرض قاطبة ممن كفر بالله لم يبق منهم ديار] تفسير ابن كثير ص:957
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:25 ص]ـ
أشكرك يا أخي إبراهيم ولكن ......
- قولك: أنك لا تجد في الآية ذكرا للأرض فأنا لم أقل في الآية إنما قلت في قصة قوم نوح كما قال تعالى (وفجرنا الأرض عيونا)
- قولك:تكون قطعا متجاورات مفصولة أو موصولة يشكل عليه كيف سينتقلون من قطعة إلى أخرى مع العلم أنهم ماكانوا يعرفون شيئا عن السفن كما ذكر ذلك بعض علماء التفسير
- قولك:صرف ألفاظ القرآن الكريم عن ظواهرها اللغوية وتفسير السلف لها ما هي الألفاظ التي صرفتها عن ظاهرها خصوصا أن كلامي كان استنباطا ولم يكن تفسيرا
وبارك الله فيكم
أخي الكريم: نص كلامك هذا هو: في قوله جل وعلا في قصة نوح عليه السلام (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك)
يؤخذ من هذه الآية والله أعلم أن الأرض كانت قطعة واحدة في زمن نوح وليست كما هي عليه الآن وهذا أمر قد ذكره علماء الأرض (الجيولوجيا)
وأعرف أنك ربما لا تقصد الآية ولكني فهمت ما كتب فقط، وأحببت التنبيه عليه.
- تفجير الأرض عيونا لا يستلزم كونها قطعة واحدة؛ فقد تكون على حالها التي عليه الآن، وتقول: وفجرنا الأرض عيونا، ولا مانع من ذلك لغة ولا شرعا.
- أما قولك إنهم كيف ينتقلون من قطعة إلى أخرى وهم لا يعرفون السفن قبل ذلك: فمن الذي قال إنهم كانوا ينتقلون بين قطع الأرض "القارات" لا يلزم ذلك؛ فقد تكون هناك قارات، ولا يكون الجنس البشري سكنها، ولا مانع من ذلك.
- أما تفريقك بين الاستنباط والتفسير؛ فيصعب جدا لأن الاستنباط - أعني الصحيح - لا يكون إلا عن دراية بأصول وقواعد التفسير أو على الأقل هكذا ينبغي أن يكون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:56 م]ـ
الأخ الكريم محمد،
نحن نعرف أن هناك من المفسرين من ذهب إلى أن الطوفان قد عمّ الكرة الأرضية، ولكن من أين لهم هذا؟! معلوم أن علماء التفسير هم حجة في اللغة العربية، ولكن ما نحن فيه لا علاقة له باللغة ودلالاتها وإنما هي أوهام لا تقوم على أساس إلا ما كان من تأثير الإسرائيليات.
في المقابل ليس هناك من دليل على أن الطوفان لم يعم الكرة الأرضية. وعندما لا يكون لدينا دليل نصي فالأولى بنا أن نُحكِّم العقل وترجيحاته.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:21 م]ـ
يا أخ سنان بورك فيك
لم يظهر لي وصفك لبعض علماء التفسير أنهم اعتمدوا على أوهام وأنت وحدك من حكّم العقل،
والقول أن علماء التفسير تأثروا بالإسرائليات قول فيه نظر
أما بالنسبة لي فقضية تعميم الأرض بالطوفان مسألة ظاهرة لا تحتاج إلى بيان وأكتفي بما ذكر في المداخلات السابقة فيما يتعلق بشمول الطوفان لجميع الأرض وأضيف إلى ماسبق أني لم أجد أحدا من المفسرين نفى وقوع ذلك والله أعلم.
(/)
آية في سورة النحل أشكلت علي يا علماء التفسير!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:04 م]ـ
ههنا آية أشكلت علي ولم أفهم ماذا عنى الله بها
وهي قول الله عز وجل في سورة النحل ( ..... وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ...... )
إذ لم يتبين لي كيف أن هناك سرابيل تقي من الحر مع أن الواقع لا توجد فيه مثل هذه السرابيل إنما الموجود سرابيل تخفف من شدة الحر
وعليه فما هو معنى الآية أيها السادة؟!!!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[18 Jul 2010, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ... انا لم ادع الى ان ادلو بدلوي اذ ان الدعوة خصصت بعلماء التفسير، لكني احببت ان ازاحمهم في الدنيا عسى ان احشر معهم في الاخرة.
فالسرابيل هي القمصان على رأي الكثير من المفسرين، وتقيكم بمعنى تخفف عنكم، فليس بالضرورة ان يدل الخطاب على ان الوقاية ستكون مغيرة للحال الكلي فهذا يحتاج الى تدخل الهي لتغيير سنن كونية كما حصل في معجزات بعض الانبياء مثل سيدنا ابراهيم عليه السلام.
وبالتالي الوقاية هنا تدل على التخلص من اقوى الحر واشده، وانت اذا امسكت في الحر اللاهب مظلة ستكون واقية لكن هذا لا يعني سوف لن تشعر الا بالبرودة فقط بل ستشعر بحرارة اخف بفعل الوقاية بالمظلة، وهكذا كما تابعت الاية فقالت: (وسرابيل) تقيكم بأسكم وهي الدروع، فلا يعني من حمل الدرع سوف لن يصاب بأي ضربة، لكنه سيكون واقيا من اكثر واغلب الضربات ... هذا ما لدي والله اعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السرابيل، هي القمص، والقميص نوع من اللباس، فالوقاية على قدر القميص، هل رأيتم في يوم من الأيام قميصا يغطي الإنسان فلا يُرى منه شيء، فالقميص يقي من الحر على قدره، فبذلك لا إشكال، والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:52 ص]ـ
السّرابيل: جمع سربال، وهو القميص المعتاد يقي الجسد حرّ الشمس.
أما السّرابيل التي تقي البأس في الحرب من طعان ونحوه فهي دروع الحديد. ولها من الأسماء: القميص الدرع، والسّربال، والبدن.
ومعنى تقيكم بأسكم أي: تدفع عنكم ضرر الحرب، قال الله: {ما لهُمْ مِن الله مِن واق} أي: من دافع.
وفي اللسان: وقاهُ: صانَه.
ووقاه ما يَكْرَه
ووقَّاه: حَماهُ منه وفي التنزيل العزيز {فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ}.
وجزى الله الأخ مثنى وأم عبد الله خيرا.
والتحليل الذي تفضل به الأخ الزيدي تحليل جيد مفيد مقبول.
إذ الوقاية هنا وقاية نسبية لا وقاية مطلقه كما تفضل الشيخ اليعربي وشرح في المشاركة الأم.
والله الموفق
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: اليعربي، و الزيدي، و أم عبد الله، و أبو عمر ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
من خواص القرآن الكريم التي يتعين مراعاتها و نحن بصدد تفسيره:
أن كلام الله تعالى متعال عن الزمان و المكان، أي إنه مطلق
ومن ثم فلا يجوز تقييد هذا المطلق بناء على تجربتنا وخبرتنا وعلمنا المحدود في الزمان والمكان أي نسبي.
وقديما بين علماؤنا أن عدم احترام هذه الخاصية القرآنية يفضي إلى معان مجافية لمراد الله تعالى من الخطاب القرآني، وقد أشاروا إليها بقولهم:
قياس الغائب على الشاهد
أي قياس المطلق على النسبي، قياس عالم الغيب على عالم الشهادة، وهو قياس قد يصدق في بعض الحالات، و يكون سببا من أسباب تحصيل المعرفة، كما أنه يقوم حائلا ـ في كثير من الأحيان ـ دون بلوغ الحقيقة المرجوة، بل قد يفضي إلى نتائج خاطئة، ومن ثم حذروا من استعماله في تفسير القرآن الكريم، و اعتماده وسيلة من و سائل استخراج المعنى القرآني، ذلك أننا إذا قسنا النسبي ـ مهما عظم ـ على المطلق فإن الحصيلة تكون صفرا كما هو مقرر في الرياضيات.
إذا تقرر هذا فإن الآية الكريمة و نظيراتها لا يجوز إخراجها عن إطلاقها، ذلك أننا لا نعرف ملابس تقي وقاية تامة، و إنما معهود الملابس عندنا أنها تقي وقاية نسبية. فهل معنى ذلك أن الملابس ستظل كذلك في مستقبل الزمان أم سيلحقها التطوير والابتكار لنصل إلى ملابس واقية وقاية تامة من الحر؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل ماذا نقول اليوم عن ملابس رواد الفضاء، و الغواصين، و الأقمشة الذكية التي تتكيف مع البيئة؟.
إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المتعالي عن الزمان والمكان، فهو مطلق، ومن ثم ينبغي فهم الآية الكريمة و نظيراتها في إطار هذه الخاصية القرآنية، بحيث نفهمه في إطار نسبية علمنا وتجربتنا وخبرتنا، دون القطع بأن المعنى النسبي الذي انتهينا إليه هو مراد الله تعالى النهائي.
يتعين علينا كذلك ألا ننسى هذه القاعدة الذهبية:
القطع على الله تعالى بالمراد بدعة
لأننا لا ندري ما سيأتي به الزمان من الألبسة و الأقمشة قد تجعلها تقي الإنسان الحر وقاية تامة. ألم يقل سلفنا الصالح:
من القرآن ما يفسره الزمان
إن هذه المسألة مرتبطة ـ عندي ـ بالإعجاز العلمي، حيث يتبين أن القرآن الكريم يفسح مجال البحث و النظر لدى الإنسان، ليبتكر و يخترع و يبدع، فهو يبين له حدود الإمكان التي يمكن أن يبلغها الإنسان إذا وظف عقله توظيفا إيجابيا، و احترم سنن الله تعالى في الخلق، ومن ثم فإن الإعجاز العلمي ـ في تصوري ـ لا يقتصر على مطابقة الحقيقة القرآنية للحقيقة العلمية، وإنما يتجاوزها إلى توجيه الإنسان للبحث في آفاق رحبة وواسعة ما كان له أن يدركها لو ظل أسير معرفته الآنية، لأنه كان سيظل أسير معرفته وتجربته وخبرته، لا يتجاوز معطيات الواقع، ليسقط في دائرة التكرار، و إعادة إنتاج ما هو موجود، فيحرم الإبداع والابتكار.
و من هنا نفهم أن القرآن الكريم يوسع أفق النظر والبحث لدى الإنسان، لتصبح رؤيته للأشياء رؤية شمولية وواسعة، فحدود الإمكان هي المطلق، فالجلال والجمال هما الكمال، و الإنسان في حياته يسعى لتحقيق الكمال و أنى يدركه؟.
إن مسيرة البحث العلمي لاكتشاف الجلال والجمال، وتحقيق الكمال، لا يمكن أن تتوقف، فالإنسان في سعي دائم و أبدي لتحقيق الكمال، و تلك هي مسيرة البحث العلمي المؤسس للحضارة الراشدة.
بناء على ما سبق نناشد الإخوة الباحثين في التفسير عدم تقييد مثل هذه الآية الكريمة، و تركها على إطلاقها لأنها خاصية من خواص القرآن الكريم من جهة، و لأنها عامل محفز على استمرار البحث في المجهول لتحسين ظروف حياة الإنسان، وتحقيق الرفاه بعمارة الأرض، و استخراج ثمراتها و السعي فيها إصلاحا لا إفسادا.
نسأل الله تعالى الاتوفيق و السداد.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:36 م]ـ
ما رأيكم بهذه المعلومة
http://elsakerelzahby.jeeran.com/5%5B1%5D.gif
وداعا لخطر إسمه الحريق
مادة أنتي فير خشب وأنتي فير نسيج لدهان المنشأت
تحمي كل ما تحرص عليه من النار
معداتك المكتبية - الأرضيات والحوائط الخشبية
مسرح مدرستك ستائر وكراسي حوائط
ملابس تدريب مصنوعة من القماش ضد النار
كل ما تحتاجه من قماش ضد النار
ملابسك الشخصية إن أردت حمايتها من النار
يقول الله تعالى: وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ......
فما رأيكم؟؟؟؟؟
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:46 م]ـ
...
...
... نناشد الإخوة الباحثين في التفسير عدم تقييد مثل هذه الآية الكريمة، و تركها على إطلاقها
...
!!!!!
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 Jul 2010, 07:04 م]ـ
بارك الله في اخواني الكرام جميعا، وجزى الله الخير الكثير أستاذنا د. أبا عمر، وأستاذنا د. أحمد الضاوي.
أما بالنسبة لأستاذنا د. أحمد الضاوي، ألا ترى أن الخلاف لفظي، فالسائل يسأل عن القميص الذي لا نعرف غيره، فإذا تطور القميص، فلن نجد هذا السؤال، والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jul 2010, 08:09 م]ـ
شكر الله لأستاذنا الكريم أ. د أحمد على هذه اللمحة العميقه التى تتسم بالحيطة الإعجازية للنص القرآني الكريم، ولعل الأخت الفاضله أم عبد الله أصابت عندما ربطت السؤال بسائله الذي يعيش حاضرنا ويطلب من خلال المعاصرة جوابا يتسم بالواقعية المفهومه، أما الغد ـ بإعجازه ـ فهو غيب حتى الآن ومن حقنا أن نستشرفه ونمهد له لكنه لن يكون واقعا إلا إذا حصل وجاء أوانه.
ولعل هذا ما أشار إليه أ. د. أحمد عندما ساق هذه القاعدة الجليلة عن فهم نص القرآن العظيم:
نفهمه في إطار نسبية علمنا وتجربتنا وخبرتنا، دون القطع بأن المعنى النسبي الذي انتهينا إليه هو مراد الله تعالى النهائي
وشكر الله للأستاذ الغول على بيانه المصور.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[19 Jul 2010, 11:47 م]ـ
اشكر الاستاذ الدكتور عبد الفتاح (ابو عمر) على تصويبكم ما ذكرناه، وهذا يدفعني بسؤال الاخ الضاوي وهو: ماذا تقول في قوله تعالى (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم .... ) هذه الاية التي يستشهد بها اهل الاعجاز، وحجتهم انها مطلقة لم تقيد.
لكني رأيت المناظرة التي شارك فيها الشيخ الشهري والشيخ مساعد الطيار، وكانا حفظهما الله يحاولان اثبات تقييدهما في اهل مكة، لكن الشيخ حسن ولد الددو الشنقيطي رد عليهما في انها عامة، ومطلقة، فماذا تقول في هذا الامر؟؟ وماذا تقول في هذه الاية؟؟
ويا حبذا لو شارك الشيخ عبد الرحمن الشهري، علما ان الحلقة رأيتها يوم امس على قناة دليل، وشارك الشيخ محمد بن موسى الشريف ايضا، وشيخ اخر في الاستوديو اعتقد ان اسمه الشيخ الحسن.
بارك الله فيكم.
(/)
هل هو إعجاز علمي قرآني أم عجز علمي؟
ـ[المستصفى]ــــــــ[20 Jul 2010, 08:00 ص]ـ
مقال نشر في جريدة الأيام البحرينية
للكاتب/فواز الشروقي
مثلما كنّا ننبهر سابقاً بأطروحات الشيخ عبدالمجيد الزنداني التي كان يربط فيها بين المكتشفات العلمية الحديثة وبين الآيات القرآنية، ننبهر حالياً بالأطروحات المماثلة للدكتور زغلول النجار الحامل الحالي للواء الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والداعي إلى تجديد الخطاب الديني عبر إبهار الجمهور بما تحتويه الآيات القرآنية من دقائق علمية وإشارات للمكتشفات الحديثة.
الدكتور زغلول النجار يعتبر أنّ الإعجاز العلمي هو لغة العصر، وإذا أردنا أن ندفع الغرب إلى الإيمان بالله الواحد الأحد والدخول إلى الإسلام، فلابدّ من الحديث بلغتهم وبإبهارهم بما يحتويه القرآن من إعجاز علمي تطرّق إليه قبل 14 قرناً من اكتشاف الغرب له. ويقول بأنّه نظّم عدّة محاضرات في إعجاز القرآن للجنود الأمريكان في المملكة العربية السعودية، وإنّ حوالي 20 ألف جندي أعلنوا إسلامهم جرّاء ذلك.
ويشنّ الدكتور زغلول النجار هجوماً كاسحاً على الذين يعارضون أطروحاته، معتبراً أنهم إما أن يكونوا من علماء الدين الذين لم ينشغلوا بالدراسة العلمية على الإطلاق، وإما أنّهم يساريون دهريون كارهون للمدّ الإسلامي بشتّى صوره، وهم لا يستحقّون – حسب تعبيره – وصفهم بالعلمانيين لأنّهم لا يمتّون إلى العلم بصلة.
ولقد كان أولى بالدكتور النجار أن يضيف إلى قائمة معارضيه أولئك الذين يرفضون أن يتحوّل كتاب الله إلى كتاب للعلوم، وأن يتمّ العبث بالآيات القرآنية الثابتة المحكمة وإقحامها في علوم الظنّ والتجربة والفرضيات والتقديرات، والحديث باسم الله خالق الكون في مكتشفات قد تتغيّر مع مرور الزمن ومع بروز نتائج علمية حديثة قد تخطّئ القرآن وتدحض الحقائق العلمية التي تحدّث عنها الله.
لقد قال الإمام علي بن أبي طالب «إنّ القرآن حمّال أوجه»، وإذا ما استشهدنا مثلاً بالآية «وإذا الأرض سطحت» للدلالة على أنّ الأرض مسطحة، للتوافق مع الأطروحات العلمية الرائجة قبل 400 عام، فإنّ المركبات الفضائية التي جالت حول الأرض والتقطت لها صوراً من الفضاء الخارجي لم تترك مجالاً للحديث عن أنّ الأرض مسطحة، ولأوقعنا القرآن الكريم من حيث لا نحتسب في حرج كبير.
لقد تحدّى بعض علماء الدين في بداية القرن العشرين تمكّن علماء الفضاء من الوصول إلى الفضاء الخارجي والنزول على سطح القمر، مستشهدين بقول الله تعالى: «يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا. لا تنفذون إلا بسلطان». ولما تمكن يوري غاغارين من اختراق الغلاف الجوّي والدوران حول الأرض، وتمكّن بعده نيل أرمسترونغ من الرسوّ على سطح القمر أسقط في يد علماء الدين، فروّجوا في بادئ الأمر لفكرة أنّ هذا النزول لم يكن سوى خدعة من خدع هوليوود، وبعد أن ازدادت رحلات الفضاء وارتفع مستوى التطلّع لعلماء الفضاء وقرروا التوجّه إلى كواكب المجموعة الشمسية، لم يجد علماء الدين بُدّاً من إعادة تفسير الآية، معتبرين أنّ الله قد أنبأنا بوصول الإنسان إلى الفضاء الخارجي والنزول على سطح القمر، وأنّ السلطان الذي يستطيع الإنسان النفاذ به إلى الفضاء هو سلطان العلم!
ولا أريد لأحد أن يفهم أنني أشكك في نية الدكتور زغلول النجار ولا أقلّل من جهده الذي لا يريد منه سوى نشر الإسلام والترويج له، ولكنّي أخشى أن ينشغل الناس بما يسميه الدكتور النجار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وينسوا إعجازه الحقيقي المتمثّل في كونه منهجاً للحياة صالحاً لكلّ زمان ومكان.
لقد مهّد القرآن – بفضل تعاليمه السامية وتوجيهاته الرّبانية – الطريق أمام البحث العلمي والانطلاق في الآفاق والتفكّر في خلق الله والتدبّر في آياته الكونية. ولقد بلغ المسلمون الأوائل شأواً كبيراً في هذا المجال. أما اليوم، وبعد ابتعاد المسلمين عن تعاليم الإسلام المحفّزة على طلب العلم والاكتشاف والاختراع، وبعد أخذ الغرب قصب السبق في هذا المضمار، وبلوغهم أعلى المراتب في كافّة الأصعدة العلمية، ظهر ما يسمّى بـ» الإعجاز العلمي في القرآن» لمداراة عجزنا عن اللحاق بركب المكتشفين والمخترعين، وعوضاً عن أن نتّجه إلى المختبرات والمعامل للمساهمة في الإنجاز العلمي، اتجهنا إلى الآيات القرآنية لإيجاد المطابقة بين ما أشارت إليه كلماتها وما أنجزته البشرية.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 08:44 ص]ـ
ويقول بأنّه نظّم عدّة محاضرات في إعجاز القرآن للجنود الأمريكان في المملكة العربية السعودية، وإنّ حوالي 20 ألف جندي أعلنوا إسلامهم جرّاء ذلك.
أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه المعلومة صحيحة وليس مبالغاً فيها. كم جندي أمريكي موجود في السعودية حتى يسلم هذا الكم الكبير من الجنود ولم تتناوله وسائل الإعلام بعد؟؟. يا حبذا إذا كان هناك وسيلة دقيقة لا تحتمل التشكيك في تأكيد هذا الخبر. وإنّا فعلاً سعداء والله لو كان صحيحاً.لأن ذلك انتصار لله ورسوله وللمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 09:39 ص]ـ
بارك الله في كل الجهود التي تسعى لنشر الإسلام بين البشر بأي طريقة ممكنة ولكن لي سؤال فيما يتعلق بالإعجاز العلمي مع احترامي الشديد لكل ما يبذله الدكتور زغلول النجار وغيره من العلماء. سؤالي هو:
كيف لنا أن نفنع الغرب بأن كتابنا الذي أُنزل من 1400 سنة والذي يحتوي كل هذه الآيات المعجزة والدلائل العلمية وهو بين أيدنا منذ ذلك الزمن ومع هذا نمنا عن هذا الإعجاز كل هذه القرون واكتفينا بأنه موجود والله تعالى أخبرنا عنه؟! إن كنا نريد إقناعهم كان الأولى بنا أن نأخذ هذه الآيات التي نرى فيها إعجازاً علمياً ونقوم نحن بفك رموز هذا الإعجاز بدل أن ننتظر الغربيين حتى تقع بين أيديهم آية فيثبتون الإعجاز الذي فيها ثم نأتي نحن بكل هدوء نحضر ندواتهم ومؤتمراتهم العلمية وبعد أن نستمع لما لديهم نقول لهم "هذا موجود في كتابنا منذ 1400 سنة! " ألن يثير هذا في أنفسهم الشك أننا ما فهمنا كتابنا ولا عملنا به ولا سعينا إلى نشره بالطريقة التي تناسب عصر العلوم والتكنولوجيا الحديثة؟
حالن للأسف صار أشبه بصاحب أرض فيها من الخيرات الكثير وهو لا يدري عنها إلا أنه صاحبها ويعمل في هذه الأرض الفلاحون والعمال من مختلف الأعراق والأجناس ويكدون ويواجهون الصعاب في حرث هذه الأرض واستصلاحها لكي تخرج منها أنواع النباتات والثمار فما إن ينتهوا من كدّهم وعملهم يأتي صاحب الأرض بكل برودة ويقول كنت أعلم أن هذه الأرض ستُخرِج كل هذا الخير! أين تعب صاحب الأرض هذا مقارنة بالجهد الذي قام به عمّاله؟!
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:26 م]ـ
لي هنا عدة ملاحظات:
الأولى: أن الأمة الإسلامية في القرون الأخيرة من تاريخها تخلفت كثيراً قياساً إلى عصورها الذهبية. ويصدمك أن تجد أن الأمة قد انتشرت فيها الأمية وأصبحت هي القاعدة، وأصبح العلم والتنوّر بين أبنائها هو الاستثناء. فكيف يمكن للأمة عندها أن تتنبه إلى كنوز القرآن العلمية؟!
الثانية: يتحدث الكاتب عن موقف علماء الدين في حينه من العلم وهذا أمر بدهي أن يصدر عنهم لأنهم يصدرون عن واقعهم المتخلف علمياً بل وفكرياً. ومن هنا نجد أن موقف علماء الأمة اليوم يختلف، وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى توضيح؛ فشتان بين ابن البيئة المتخلفة وابن البيئة المتنوّرة علمياً وفكرياً.
الثالثة: الأصل أن نتقدم بنقد علمي وموضوعي لمحاولات القائلين بالإعجاز العلمي، لا أن نرفض المسألة من أصلها. ومحاولات المفسرين عبر مسيرة التفسير المباركة لم تمنع من وقوع الأخطاء من البشر القاصرين، وهذا قانون لا يتخلف. فلماذا نتمترس وراء الزعم أننا يمكن أن نكتشف خطأهم في المستقبل؟!.
الرابعة: لماذا لم نكتشف هذا من قبل!! ببساطة لأننا لم نكن نحيط بحقائق العلم ونظرياته. فهل المطلوب منا أن نخرس بعد أن ارتقينا في معارفنا حتى لا يقال لنا لماذا لم تقولوا هذا وأنتم في مرحلة التخلف العلمي والفكري!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(/)
الصلب والترائب ... بين التفسير الأثري والعلمي
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:43 ص]ـ
{فَليَنظُرِ الإِنسانُ مِمَّ خُلِقَ ?5? خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ ?6?يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرائِبِ} - الطارق
قرأت في تفسيرين أن هذا الماء الدافق يخرخ من صلب الرجل وعظام صدر المرأة!! هل هذا صحيح علمياً؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[03 Nov 2010, 12:46 م]ـ
مختصر ابن كثير:
وقوله تعالى: {خلق من ماء دافق} يعني المني يخرج دفقاً من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن اللّه عزَّ وجلَّ، ولهذا قال: {يخرج من بين الصلب والترائب} يعني صلب الرجل وترائب المرأة وهو (صدرها)،
وقال ابن عباس: صلب الرجل وترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما،
وعنه قال: هذه الترائب ووضع يده على صدره،
وعن مجاهد: الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر،
وعنه أيضاً: الترائب أسفل من التراقي،
وقال الثوري: فوق الثديين،
وقال قتادة: {يخرج من بين الصلب والترائب} من بين صلبه ونحره،
!!!!!!!!!!
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[03 Nov 2010, 12:54 م]ـ
يقول الطاهر ابن عاشور:
(ولا أعرف مدى صحة كلامه مع العلم الحديث!!!! فأنا أول مرة أقرأ مثل هذا الكلام ... ركز على الكلام الملون)
ـ في قوله تعالى: (خلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب) (الطارق 7)
قال: ((وأُطنب في وصف هذا الماء الدافق لإِدماج التعليم والعبرة بدقائق التكوين ليستيقظ الجاهل الكافر ويزداد المؤمن علماً ويقيناً.
ووُصف أنه يخرج من {بين الصلب والترائب} لأن الناس لا يتفطنون لذلك.
والخروج مستعمل في ابتداء التنقل من مكان إلى مكان ولو بدون بروز فإن بروز هذا الماء لا يكون من بين الصلب والترائب.
و {الصلب}: العمود العظمي الكائن في وسط الظهر، وهو ذو الفقرات.
و {الترائب}: جمع تريبة، ويقال: تَريب. ومحرّر أقوال اللغويين فيها أنها عظام الصدر التي بين الترقُوَتَيْن والثَّديين ووسموه بأنه موضع القلادة من المرأة.
والترائب تضاف إلى الرجل وإلى المرأة، ولكن أكثر وقوعها في كلامهم في أوصاف النساء لعدم احتياجهم إلى وصفها في الرجال.
وقوله: {يخرج من بين الصلب والترائب} الضمير عائد إلى {ماء دافق} وهو المتبادر فتكون جملة {يخرج} حالاً من {ماء دافق} أي يمر ذلك الماء بعد أن يفرز من بين صلب الرجل وترائبه.
وبهذا قال سفيان والحسن، أي أن أصل تكَوُّن ذلك الماء وتنقله من بين الصلب والترائب، وليس المعنى أنه يمر بين الصلب والترائب إذ لا يتصور ممر بين الصلب والترائب لأن الذي بينهما هو ما يحويه باطن الصدر والضلوع من قلب ورِئَتَيْن.
فجعل الإِنسان مخلوقاً من ماء الرجل لأنه لا يتكوّن جسم الإنسان في رحم المرأة إلا بعد أن يخالطها ماء الرجل فإذا اختلط ماء الرجل بما يُسمى ماء المرأة وهو شيء رطب كالماء يحتوي على بُوَيضات دقيقة يثبت منها ما يتكوّن منه الجنين ويُطرح ما عداه.
وهذا مخاطبة للناس بما يعرفون يومئذ بكلام مجمل مع التنبيه على أن خلق الإِنسان من ماء الرجل وماءِ المرأة بذكر الترائب لأن الأشهر أنها لا تطلق إلا على ما بين ثديي المرأة.
ولا شك أن النسل يتكون من الرجل والمرأة فيتكون من ماء الرجل وهو سائل فيه أجسام صغيرة تسمى في الطب الحيوانات المنوية، وهي خيوط مستطيلة مؤلفة من طرف مسطح بيضوي الشكل وذَنب دقيق كخيط، وهذه الخيوط يكون منها تلقيح النسل في رحم المرأة، ومقرها الأنثيان وهما الخصيتان فيندفع إلى رحم المرأة.
ومن ماء هو للمرأة كالمني للرجل ويسمى ماء المرأة، وهو بويضات دقيقة كروية الشكل تكون في سائل مقره حُويصلة من حويصلات يشتمل عليها مَبيضان للمرأة وهما بمنزلة الأنثيين للرجل فهما غدتان تكونان في جانبي رحم المرأة، وكل مَبيض يشتمل على عدد من الحُويصلات يتراوح من عشر إلى عشرين. وخروج البيضة من الحُويصلة يكون عند انتهاء نمو الحويصلة فإذا انتهى نموها انفجرتْ فخرجت البَيضة في قناة تبلغ بها إلى تجويف الرحم، وإنما يتم بلوغ البيضة النموَّ وخروجُها من الحويصلة في وقت حيض المرأة فلذلك يكثر العلوق إذا باشر الرجل المرأة بقرب انتهاء حيضها.
وأصل مادة كِلا الماءين مادة دموية تنفصل عن الدماغ وتنزل في عرقين خلف الأذنين، فأما في الرجل فيتصل العرقان بالنخاع، وهو الصلب ثم ينتهي إلى عرق يسمى الحَبْل المَنَوي مؤلف من شرايين وأوْرِدَةٍ وأعصاببٍ وينتهي إلى الأنثيين وهما الغدتان اللتان تُفرزاننِ المني فيتكون هنالك بكيفية دُهنية وتبقى منتشرة في الأنثيين إلى أن تفرزها الأنْثيان مادةً دهنية شحمية وذلك عند دغدغة ولَذع القضيب المتصل بالأنثيين فيندفق في رحم المرأة.
وأما بالنسبة إلى المرأة فالعرقان اللذان خلف الأذنين يمران بأعلى صدر المرأة وهو الترائب لأن فيه موضع الثديين وهما من الأعضاء المتصلة بالعروق التي يسير فيها دم الحيض الحاملُ للبويضات التي منها النسل، والحيض يسيل من فَوهات عروق في الرحم، وهي عروق تنفتح عند حلول إبان المحيض وتنقبض عقب الطُّهر. والرحم يأتيها عصب من الدماغ.
وهذا من الإِعجاز العلمي في القرآن الذي لم يكن علمٌ به للذين نزل بينهم، وهو إشارة مجملة وقد بينها حديث مسلم عن أم سلمة وعائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن احتلام المرأة، فقال: تغتسل إذا أبصرت الماء فقيل له: أترى المرأة ذلك فقال: وهل يكون الشبه إلا من قِبَل ذلك إذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءَها أشبه أعمامه»)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسام سمير حسن]ــــــــ[03 Nov 2010, 04:12 م]ـ
الكلام الملون أعلاه لا علاقة له بعلم التشريح أو علم وظائف الأعضاء الذي نعرفه حاليا، وكذلك جزء كبير من الكلام غير الملون
إذا افترضنا أن الترائب هي عظام صدر المرأة أو صدرها عموما، فهي لا علاقة لها تكوين الجنين حسب ما نعرف حاليا، فالبويضة تخرج من مبيض المرأة (بجانب الرحم)،و تلتقطها قناة فالوب المتصلة بالرحم. وفي هذة القناة تلتقي البويضة بالحيوان المنوي، الذي عبر من مهبل المرأة الى رحمها ثم الي قناة فالوب. الآن، ناتج التلقيح (الزيجوت) يكمل الرحلة في قناة فالوب عائدا الى الرحم ليزرع نفسه في بطانته ويبدأ النمو .. وسبحان الخلاق العظيم، من ألهمه هذا
أما الحيوان المنوي فيتم انتاجه في الخصيتين، ثم يصعد في الحبل المنوي ويدخل الي الحوض، لينتهي الحبل المنوي في قناة مجري البول بعد عبوره غدة البروستاتا التي تضيف معظم السائل المنوي (عدا الحيوانات المنوية).
المسألة اذا لا علاقة لها بأي (صلب)، الا إذا اعتبرنا أنها اشارة الي تكون الخصيتين في الجنين في الظهر بجانب العمود الفقري، ثم نزولها أثناء نمو الجنين الى وضعها النهائي في كيس الصفن. وحتي باعتبار ذلك، لا يقال عن ماء الرجل أنه خرج من الصلب إلا إذا كان المقصود شيئا آخر غير التفسير الحالي.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[03 Nov 2010, 04:17 م]ـ
{فَليَنظُرِ الإِنسانُ مِمَّ خُلِقَ ?5? خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ ?6?يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرائِبِ} - الطارق
قرأت في تفسيرين أن هذا الماء الدافق يخرخ من صلب الرجل وعظام صدر المرأة!! هل هذا صحيح علمياً؟
?يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرائِبِ
ربما الذي يخرج من بين الصلب والترائب هو الإنسان وليس الماء الدافق.
فيكون المعنى أن الإنسان ينمو ويعيش ويخرج من بين صلب المرأة وترائبها (أي عندما يكون جنيناً بالرحم - فالرحم تحت البطن ويمكن أن يقال عن الرحم أنه بين الصلب والترائب. تخيل معي امرأة حامل في الشهر التاسع فيكون انتفاخ الرحم بين صدرها وبين صلبها فنستطيع القول أن الجنين يعيش حالياً بين الصلب والترائب إلى أن يخرج منها يوم الولادة)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[03 Nov 2010, 05:57 م]ـ
(منقول)
الحمد لله
أولا:
المراد بالآية تذكير الإنسان بأصل نشأته، وخلقه من ذلك الماء الدافق، وأن الذي خلقه هذه الخلقة بقدرته، قادر ـ سبحانه ـ على أن يعيد بعثه للحساب، مرة أخرى. قال الزمخشري: " فإن قلت: ما وجه اتصال قوله (فَلْيَنظُرِ) بما قبله؟
قلت: وجه اتصاله به: أنه لما ذكر أن على كل نفس حافظاً، أتبعه توصيةَ الإنسان بالنظر في أوّل أمره ونشأته الأولى؛ حتى يعلم أنّ من أنشأه قادر على إعادته وجزائه، فيعملَ ليوم الإعادة والجزاء، ولا يُملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته " انتهى من "تفسير الكشاف".
وإذا كان الصلب هو: الظهر، باتفاق المفسرين هنا، وأما الترائب، فقد اختلف أهل العلم فيما هي، وأين موضعا.
قال الإمام الطبري رحمه الله: " واختلف أهل التأويل في معنى الترائب، وموضعها:
قال بعضهم: الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة "، وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة، وغيرهما.
وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر، وهو مروى عن مجاهد، وغيره من السلف.
وقال آخرون: معنى ذلك، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره "، وهو مروى عن قتادة.
وروى ـ أيضا ـ قول من قال: هو اليدان والرجلان والعينان، ومن قال: هي الأضلاع التي أسفل الصلب، ومن قال: هي عصارة القلب.
ثم قال – أي: الطبري - رحمه الله: " والصواب من القول في ذلك عندنا، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، وبه جاءت أشعارهم، قال المثقَّب العبدي:
وَمِنْ ذَهَبٍ يُسَنُّ عَلَى تَرِيبٍ ... كَلَوْنِ العَاجِ لَيْسَ بِذِي غُضُونِ " انتهى بتصرف.
تفسير الطبري (24/ 354 - 356).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي اختاره إمام المفسرين: من أن المراد به: صلب الرجل، وترائب المرأة، وهو موضع القلادة منها، هو الذي اختاره الإمام القرطبي في تفسيره (16/ 343،20/ 5)، والحافظ ابن كثير في تفسيره (8/ 375)، واختاره أيضا: العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، قال:
" اعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء، الذي هو النطفة، منه ما هو خارج من الصلب، أي: وهو ماء الرجل، ومنه ما هو خارج من الترائب، وهو ماء المرأة، وذلك قوله جل وعلا: (فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب) الطارق/5 - 7 لأن المراد بالصلب: صلب الرجل، وهو ظهره، والمراد بالترائب: ترائب المرأة، وهي موضع القلادة منها. ومنه قول امرىء القيس:
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ " انتهى.
أضواء البيان (3/ 194).
واختار ابن القيم رحمه الله أن المراد صلب الرجل وترائبه، قال:
" لا خلاف أن المراد بالصلب صلب الرجل. واختلف في الترائب:
فقيل: المراد به ترائبه أيضا، وهي عظام الصدر، ما بين الترقوة إلى الثندوة.
وقيل: المراد ترائب المرأة.
والأول أظهر:
1 - لأنه سبحانه قال: (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) ولم يقل يخرج من الصلب والترائب، فلا بد أن يكون ماء الرجل خارجا من بين هذين المختلفين، كما قال في اللبن: (يخرج من بين فرث ودم).
2 - وأيضا فإنه سبحانه أخبر أنه خلقه من نطفة في غير موضع، والنطفة هي ماء الرجل. كذلك قال أهل اللغة: قال الجوهري: " والنطفة الماء الصافي قل أو كثر، والنطفة ماء الرجل، والجمع نطف ".
3 - وأيضا فإن الذي يوصف بالدفق والنضح إنما هو ماء الرجل، ولا يقال نضحت المرأة الماء ولا دفقته " انتهى.
"إعلام الموقعين" (1/ 145 - 146).
وهو اختيار الشيخ ابن عاشور، وابن سعدي، وابن عثيمين، كما في "لقاء الباب المفتوح" (رقم/45)، وانظر نحوا من ذلك في "اللقاء الشهري" (رقم/45).
ونقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن: " المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " انتهى.
تفسير الطبري (20/ 4).
واختار هذا القول الإمام ابنُ جُزي، رحمه الله، في تفسيره. انظر: تفسير التسهيل، لابن جزي (785).
ثانيا:
ثم السؤال الثاني هو أن الحقائق العلمية المكتشفة اليوم تقول بأن مني الرجل يصنع في الخصية التي تحتوي على الخلايا المهيئة لذلك، وليس في منطقة الظهر أو الصدر، فكيف يصف القرآن خروج الماء الدافق بأنه من بين الصلب والترائب؟
والجواب: أن هذا من الإعجاز العلمي لهذا الكتاب العظيم، فقد اكتشف الطب الحديث أن هذا المكان – بين الصلب والترائب - هو مكان نشوء الخلايا الأولى للخصية التي تنزل بعد مرحلة من تخلق الجنين إلى كيس الصفن أسفل البطن.
يقول الدكتور محمد دودح:
" والحقيقة العلمية هي أن الأصول الخلوية للخصية في الذكر أو المبيض في الأنثى تجتمع في ظهر الأبوين خلال نشأتهما الجنينية، ثم تخرج من الظهر من منطقة بين بدايات العمود الفقري وبدايات الضلوع ليهاجر المبيض إلى الحوض بجانب الرحم، وتهاجر الخصية إلى كيس الصفن حيث الحرارة أقل، وإلا فشلت في إنتاج الحيوانات المنوية، وتصبح معرضة للتحول إلى ورم سرطاني إذا لم تُكمل رحلتها.
والتعبير (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ) يفي بوصف تاريخ نشأة الذرية، ويستوعب كافة الأحداث الدالة على سبق التقدير والاقتدار والإتقان والإحكام في الخلق، منذ تكوين البدايات في الأصلاب وهجرتها خلف أحشاء البطن، ابتداءً من المنطقة بين الصلب والترائب إلى المستقر , وحتى يولد الأبوان ويبلغان ويتزاوجان وتخلق الذرية مما يماثل نطفة ماء في التركيب عديمة البشرية من المني لكنها حية تتدفق ذاتياً لتندمج مع نطفة نظير، فتتكون النطفة الأمشاج من الجنسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ) .. حقائق علمية تأخر العلم بها والكشف عن معرفتها وإثباتها ثلاثة عشر قرنًا , بيان هذا أن صلب الإنسان هو عموده الفقري (سلسلة ظهره) وترائبه هي عظام صدره .. وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب .. ، فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب، أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريباً، ومقابل أسفل الضلوع .. فإذا كانت الخصية والمبيض في نشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني وفي ضبط شئونهما بالأعصاب قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب، فقد استبان صدق ما نطق به القرآن الكريم وجاء به رب العالمين، ولم يكشفه العلم إلا حديثاً بعد ثلاثة عشر قرناً من نزول ذلك الكتاب , هذا وكل من الخصية والمبيض بعد كمال نموه يأخذ في الهبوط إلى مكانه المعروف؛ فتهبط الخصية حتى تأخذ مكانها في الصفن، ويهبط المبيض حتى يأخذ مكانه في الحوض بجوار بوق الرحم , وقد يحدث في بعض الأحيان ألا تتم عملية الهبوط هذه فتقف الخصية في طريقها ولا تنزل إلى الصفن فتحتاج إلى عملية جراحية " انتهى.
نقلا عن هذا الرابط:
http://islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=10335
ويقول الدكتور محمد علي البار حفظه الله:
" تقول الآية الكريمة أن الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب , ونحن قد قلنا أن هذا الماء (المني) إنما يتكون في الخصية وملحقاتها , كما تتكون البويضة في المبيض لدى المرأة , فكيف تتطابق الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية؟
إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه , والصلب هو العمود الفقري والترائب هي الأضلاع , وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط، أي بين الصلب والترائب , ثم تنزل الخصية تدريجيا حتى تصل إلى كيس الصفن (خارج تجويف البطن) في أواخر الشهر السابع من الحمل، بينما ينزل المبيض إلى حوض المرأة .. , ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء والأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها، أي من بين الصلب والترائب , فشريان الخصية أو المبيض يأتي من الشريان الأبهر (الأورطي البطني) من بين الصلب والترائب , كما أن وريد الخصية يصب في نفس المنطقة، أي بين الصلب والترائب , كما أن الأعصاب المغذية للخصية أو للمبيض تأتي من المجموعة العصبية الموجودة تحت المعدة من بين الصلب والترائب , وكذلك الأوعية اللمفاوية تصب في نفس المنطقة، أي بين الصلب والترائب.
فهل يبقى بعد كل هذا شك أن الخصية أو المبيض إنما تأخذ تغذيتها ودماءها وأعصابها من بين الصلب والترائب!!
فالحيوانات المنوية لدى الرجل أو البويضة لدى المرأة إنما تستقي مواد تكوينها من بين الصلب والترائب , كما أن منشأها ومبدأها هو من بين الصلب والترائب , والآية الكريمة إعجاز كامل، حيث تقول: (مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ) , ولم تقل من الصلب والترائب , فكلمة " بَيْنِ " ليست بلاغية فحسب، وإنما تعطي الدقة العلمية المتناهية.
والعلم الحديث يقرر أن الماء الذي لا يقذف ولا يندفع وإنما يسيل .. إنما هو إفرازات المهبل وغدد بارثولين المتصلة به، وأن هذه الإفرازات ليس لها دخل في تكوين الجنين، وإنما وظيفتها ترطيب المهبل .. ولكن العلم الحديث يكشف شيئا مذهلا؛ أن الحيوانات المنوية يحملها ماء دافق هو ماء المني , كذلك البويضة في المبيض تكون في حويصلة " جراف " محاطة بالماء، فإذا انفجرت الحويصلة تدفق الماء .. وتلقفت أهداب البوق البويضة لتدخلها إلى قناة الرحم حيث تلتقي بالحيوان المنوي لتكون النطفة الأمشاج .. هذا الماء يحمل البويضة تماما كما يحمل ماء الرجل الحيوانات المنوية , كلاهما يتدفق , وكلاهما يخرج من بين الصلب والترائب: من الغدة التناسلية؛ الخصية أو المبيض.
وتتضح مرة أخرى معاني الآية الكريمة في إعجازها العلمي الرائع: ماء دافق من الخصية يحمل الحيوانات المنوية , وماء دافق من حويصلة " جراف " بالمبيض يحمل البويضة " انتهى.
"خلق الإنسان بين الطب والقرآن" (ص/114 - 124).
والله أعلم.
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/118879
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[08 Nov 2010, 04:09 م]ـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد (من أجل العشر من ذي الحجة)
اولاً
شكراً
ولو أن التفسير العلمي سيكون أوضح لو أضاف له العلماء صور توضيحية لنعرف أين هو صلب الجنين وأي هي ترائبه ... فالجنين صغير جداً في كل الأحوال وقد يكون أي شيء فيه بين الصلب والترائب.
ثانياً مما فهمته أن تفسير الآية يكون
يخرج الماء الدافق من الغدة التناسلية (الخصية أو المبيض) التي كانت يوماً ما بين الصلب والترائب
فلماذا لا نقول:
يخرج الماء الدافق من الإنسان الذي كان يوماً ما بين الصلب والترائب
ثالثاً:
الماء الدافق لا يخرج إلا بعد البلوغ. ويكون ذلك عندما تأخذ الخصية أو المبيض مكانهما المعروف فلم يبقيا بين الصلب والترائب بل بعد الشهر السابع تنزل الخصية إلى كيس الصفن (بالنسبة للرجل) وينزل المبيض إلى الحوض (بالنسبة للمرأة).
فلا أشعر أنه من المناسب أن نقول أن الماء الدافق - بهذا المعنى - يخرج من الغدة التناسلية (سواء الخصية أو المبيض) التي كانت بين الصلب والترائب.
فهو لا يخرج من الغدة التناسلية إلا بعدما تستقر في كيس الصفن والحوض ولم تعد بين الصلب والترائب - بهذا المعنى-.
بالمناسبة أنا لا أرفض تفسيرهم العلمي بتاتاً ... ولكن الكلام المنقول للعلماء الأفاضل بحاجة إلى توضيح عندي من خلال صور جنينية حتى أفهم أكثر وأقتنع أكثر بتفسيرهم.
وجزاك الله خيراً أخي عصام على هذا النقل المفيد. وقد يأتي من العلماء من يوضحه أو يكمله أو ينقضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[08 Nov 2010, 04:09 م]ـ
هذه صور لمراحل تكون الجنين:
http://www.c2g.ca/development.html
(/)
يوم تبلى السرائر ... أليس الدنيا دار البلاء وليست الآخرة؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:47 ص]ـ
{إِنَّهُ عَلى? رَجعِهِ لَقادِرٌ ?8? يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ ?9?} - الطارق
البلاء - وهو الاختبار- يكون في الحياة الدنيا .. فكيف تبلى السرائر يوم القيامة!!
... قرأت أنه "تبلى" بمعنى تنكشف السرائر وتظهر النيات وضمائر القلوب .. هذا حسن ... ولكن كيف نربط بين كلمة "تبلى" وهذا المعنى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:00 م]ـ
قال القرطبي {تُبْلَى السَّرَائِرُ}: أي تخرج مخبآتها وتظهر، وهو كل ما كان استسره الإنسان من خير أو شر، وأضمره من إيمان أو كفر؛ كما قال الأحوص:
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر
فمعنى تبلى هنا ليس لها علاقة بالبلاء. والله أعلم
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:26 م]ـ
قال القرطبي {تُبْلَى السَّرَائِرُ}: أي تخرج مخبآتها وتظهر، وهو كل ما كان استسره الإنسان من خير أو شر، وأضمره من إيمان أو كفر؛ كما قال الأحوص:
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر
فمعنى تبلى هنا ليس لها علاقة بالبلاء. والله أعلم
اعتقدت أني أوضحت هذا ... ولكن سؤالي هو عن الربط اللغوي بين كلمة "تبلى" وهذا المعنى المستنتج.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:16 م]ـ
اعتقدت أني أوضحت هذا ... ولكن سؤالي هو عن الربط اللغوي بين كلمة "تبلى" وهذا المعنى المستنتج.
أخي الكريم ليس هناك معنى مستنتج ولكن كلمة تبلى لها معنيان وكلاهما صحيح ومستخدم في اللغة. فهي بمعنى البلاء وبمعنى الكشف أيضاً. وأظن أن من حِكَم البلاء هو الكشف والوضوح. أنت عندما تبتلي أحد الناس أو تختبره بشيء ما فإنك تكشف حقيقته ومعدنه من خلال هذا الامتحان أو الابتلاء. ولذلك فإن كلا المعنيين فيهما نوع من التقارب. والله اعلم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ تيسير
ولو دعمت قولك بنقل واحد على الأقل عن علماء اللغة لكان أجود وأفضل
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ تيسير
ولو دعمت قولك بنقل واحد على الأقل عن علماء اللغة لكان أجود وأفضل
قد فعلت أخي الحبيب الآية التي ذكرتها أنت وبيت الشعر الذي ذكرته في مشاركتي الاولى.
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر
وبارك الله بك
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:16 م]ـ
نظير الآية المذكورة في أصل المشاركة قول الله تعالى (هنالك تبلو كل نفس ماأسلفت) سورة يونس آية رقم 30
قال المفسرون: أي تختبر كل نفس وتعلم ما أسلفت
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[20 Jul 2010, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لي ملاحظة لو سمحتم:
القول أنه لا بلاء يوم القيامة ولا اختبار فيه نظر، ذلك أن البلاء والاختبار إنما يرفع إذا دخل المرء الجنة،
ألا ترى أن الناس يوم القيامة يبلون يوم يكشفُ ربنا عن ساقه ويدعى الناس إلى السجود فيسجد كل مؤمن ولا يستطيع ذلك المنافقون!
وكم هو كبير ذاك البلاء حين يسأل الرب العظيم عبده عن ما عمله في الدنيا فيوفق المؤمن للصدق، ويخذل الكافر والمنافق فيستعملان الكذب، حتى تشهد أعضاء المسؤول عما اقترفه في الدنيا،
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين:
"فإن قيل فالآخرة دار جزاء وليست دار تكليف فكيف يمتحنون في غير دار التكليف؟ فالجواب: أن التكليف إنما ينقطع بعد دخول دار القرار، وأما في البرزخ وعرصات القيامة فلا ينقطع؛ وهذا معلوم بالضرورة من الدين من وقوع التكليف بمسألة الملكين في البرزخ وهي تكليف، وأما في عرصة القيامة فقال تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) صريح في أن الله يدعو الخلائق إلى السجود يوم القيامة وأن الكفار يحال بينهم وبين السجود إذ ذاك، ويكون هذا التكليف بمالا يطاق حينئذ حسا عقوبة لهم لأنهم كلفوا به الدنيا وهم يطيقونه فلما امتنعوا منه وهو مقدور لهم كلفوا به وهم لا يقدرون عليه، حسرة عليهم وعقوبة لهم، ولهذا قال تعالى (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) دعوا إليه في وقت حيل بينهم وبينه كما في الصحيح من حديث زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد رضي الله عنه أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى بنا فذكر الحديث بطوله إلى أن قال فيقول تتبع كل أمة ما كانت تعبد فيقول المؤمنون فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا شريك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونها بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وذكر الحديث وهذا التكليف نظير تكليف البرزخ بالمسألة فمن أجاب في الدنيا طوعا واختيارا أجاب في البرزخ ومن امتنع من الإجابة في الدنيا منع منها في البرزخ، ولم يكن تكليفه في الحال -وهو غير قادر- قبيحا، بل هو مقتضى الحكمة الإلهية؛ لأنه مكلف وقت القدرة وأبى فإذا كلف وقت العجز وقد حيل بينه وبين الفعل كان عقوبة له وحسرة والمقصود أن التكليف لا ينقطع إلا بعد دخول الجنة أو النار ... [طريق الهجرتين ص424 - 425]
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:32 م]ـ
كلام وجيه ومُقدر ينسف ما قبله من قول. وبارك الله بك أيها الحكيم وزادك علماً.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:41 م]ـ
قال ابن جريررح1:
وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ: {يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر} يَوْم تُخْتَبَر سَرَائِر الْعِبَاد , فَيَظْهَر مِنْهَا يَوْمئِذٍ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مُسْتَخْفِيًا عَنْ أَعْيُن الْعِبَاد , مِنْ الْفَرَائِض الَّتِي كَانَ اللَّه أَلْزَمَهُ إِيَّاهَا , وَكَلَّفَهُ الْعَمَل بِهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 28608 - عَنْ عَبْد اللَّه بْن صَالِح , عَنْ يَحْيَى بْن أَيُّوب , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ عَطَاء اِبْن أَبِي رَبَاح , فِي قَوْله: {يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر} قَالَ: ذَلِكَ الصَّوْم وَالصَّلَاة وَغُسْل الْجَنَابَة , وَهُوَ السَّرَائِر ; وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُول: قَدْ صُمْت وَلَيْسَ بِصَائِمٍ , وَقَدْ صَلَّيْت وَلَمْ يُصَلِّ , وَقَدْ اِغْتَسَلْت وَلَمْ يَغْتَسِل. 28609 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة {يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر} إِنَّ هَذِهِ السَّرَائِر مُخْتَبَرَة , فَأَسِرُّوا خَيْرًا وَأَعْلِنُوهُ إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ , وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ. 28610 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ: ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان {يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر} قَالَ: تُخْتَبَر."
فالإختبار هو إظهار المكنون في السريرة, وهو أمر لم يطلع عليه أحد في الدنيا. وقد ورد عن النبيصل1 عدة أحاديث في هذا الأمر أذكر منها:
"عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ"صحيح مسلم - (ج 10 / ص 9)
ومنها نطق الأعضاء بمى جنى الإنسان في دنياه:
" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ":كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنْ الظُّلْمِ قَالَ يَقُولُ بَلَى قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي قَالَ فَيَقُولُ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا قَالَ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ قَالَ ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ قَالَ فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ"صحيح مسلم - (ج 14 / ص 220)
وهذا من الإختبار.
والقول بأن العباد لايبتلون بعد الموت قول غير صحيح بدليل قوله تعالى:""يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " [إبراهيم/27]
وكذا صح عن النبي أن أناس يبتلون يوم القيامة ويحاسبون على طاعتهم في يوم الحشر:
" أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع و رجل أحمق و رجل هرم و من
مات في الفترة، فأما الأصم فيقول: يا رب جاء الإسلام و ما أسمع شيئا و أما
الأحمق فيقول: جاء الإسلام و الصبيان يقذفونني بالبعر و أما الهرم فيقول: لقد
جاء الإسلام و ما أعقل و أما الذى مات على الفترة فيقول: يا رب ما أتاني رسولك
فيأخذ مواثيقهم ليطعنه، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار، قال: فوالذي
نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما " السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 8)
وسؤال الملكين في القبر قبل الحشر معروف وهو من الإبتلاء:"إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا" صحيح مسلم - (ج 14 / ص 28)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:46 م]ـ
إضافة أخرى جميلة. يارك الله بك أخي وجعلها في ميزانك يوم تثقل الموازين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:50 م]ـ
صح عن النبي أن أناس يبتلون يوم القيامة ويحاسبون على طاعتهم في يوم الحشر:
" أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع و رجل أحمق و رجل هرم و من
مات في الفترة، فأما الأصم فيقول: يا رب جاء الإسلام و ما أسمع شيئا و أما
الأحمق فيقول: جاء الإسلام و الصبيان يقذفونني بالبعر و أما الهرم فيقول: لقد
جاء الإسلام و ما أعقل و أما الذى مات على الفترة فيقول: يا رب ما أتاني رسولك
فيأخذ مواثيقهم ليطعنه، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار، قال: فوالذي
نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما " السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 8)
هذا الحديث رائع وهو من الأحاديث المخفية التي يُظن أنها ليست صحيحة. فبارك الله بك أخي على تبيان هذا الحديث الصحيح وسلّمك الله للعلم وطلبه
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:40 ص]ـ
وفيكم بارك الله أخي تيسير.
(/)
بين حالين
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:48 م]ـ
/
بين حالين
السبت 17/ 07/2010
صالح عواد المغامسي
/
ذكر ابن سعد في الطبقات، والزبير بن بكار في كتاب الفكاهة: ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل عدي بن نضلة على ميسان من ارض البصرة، وكان يقول الشعر، فقال:
ألا هل أتى الحسناء أن خليلها ... بميسان يُسقى في زجاجٍ وحنتم
إذا شئتُ غنتني دهاقين قرية ... ورقاصة تحنو على كل مبسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلم
فإن أمير المؤمنين يسوؤه ... تنادمنا بالجوسق المتهدم
فلما بلغ ذلك امير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: اي والله انه ليسوؤني ذلك، ومن لقيه فليخبره أني عزلته .. فلما قدم على عمر بكَّته بهذا الشعر فقال: والله يا امير المؤمنين ما شربتها قط، وما ذاك الشعر الا شيء طفح على لساني) فقال عمر: اظن ذلك. قال الحافظ بن كثير وقد اورد الخبر في تفسيره: (فلم يذكر أنه حدّه على الشراب، وقد ضمنه شعره، لأنهم -اي الشعراء- يقولون ما لا يفعلون).
واقول: ان الائمة من اهل التفسير وان جعلوا من هذه الحادثة لعمر مع واليه دليلاً على ما فهموه من قول الله تعالى: (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) الا ان الحادثة تدل ايضاً على السياسة الشرعية المجيدة التي كان الفاروق يسوس بها الناس، فشأن والٍ يلي أمراً لرجل في مقام عمر ليس كشأن شاعر لا يعنى به أحد، ومع ذلك ما اطلق عمر رضي الله عنه العنان لقوله في ذم عدي بن نضلة ولا تجاوز بفعله حدّه، ولا حمّل قوله ما لا يحتمل.
بينما نحن اليوم ربما فرحنا بهنات إخواننا وأسرفنا في التنقيص منهم، وربما لا تكون هناك هنّات وعثرات بل الفاظ تحتمل من الخير اكثر مما سواه ومع ذلك ننيخ مطايانا عند ذلك الاحتمال المرجوح في قول اخينا لنجعله باباً نزعم اننا به ننتصر للدين، واخشى اننا ننتصر لانفسنا. فما احوجنا الى لين القول وحسن الخطاب وثقافة الحوار وحسن الظن باخواننا المؤمنين. اما من تتابع جرمه ولاح لكل ذي عينين ما يبتغيه من هدم الدين وجلب على ذلك بجاهه وماله وقلمه فمثل هؤلاء يصدق معهم قول الله تعالى: (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).
/
المصدر ( http://www.alrasekhoon.com/km/[ar],p-3,a-134,b-1)
/
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
(/)
سؤال عن سلسلة صوتية مناسبة عن تدبر القرآن قبل رمضان؟
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:23 م]ـ
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم ...
نويت أنا وبعض الإخوة أن نستمع لسلسلة صوتية عن تدبر القرآن قبل رمضان،فأشرت عليهم بسماع دروس الشيخ عصام العويد،لعلمى باهتمامه بهذه العبادة ...
المشكلة أنى قد احترت أى الدروس أستفيد منها ... فبم تشيرون على؟
القرآن حياة أم المراحل الثمانية؟
http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=756
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:33 م]ـ
والله إنى أحب مشرفى ملتقى أهل التفسير (ابتسامة)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:50 م]ـ
أنصحك أخي الكريم بحلقات برنامج (لنحيا بالقرآن) مع الدكتور محمد الربيعة والدكتور محمد الخضيري الذي عرض في رمضان الفائت ونص الحلقات موجودة كاملة ضمن قسم البرامج الإعلامية وروابط الحلقات المرئية والمسموعة على هذا الرابط
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=1019509
ويمكنك الاستماع لحلقات الدكتور محمد الربيعة في تدبر سورة البقرة من موقع البث الإسلامي
وكذلك يمكنك دخول موقع البث الإسلامي ووضع كلمة (تدبر) في خانة البحث في أعلى الصفحة فتخرج لك روابط محاضرت في غاية النفع إن شاء الله
http://www.liveislam.net/result.php
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 09:12 م]ـ
وحتى أكفيك مؤونة البحث ويمكن الآخرين الاستفادة من الموضوع هذه كل الروابط التي وجدتها في التدبر وهي لأعضاء أفاضل من أهل هذا الملتقى طالما أنك تحبهم:
محاضرات في تدبر القرآن
ملتقى التدبر الثاني بعنوان (مناهج وبرامج) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=77097) مجموعة محاضرين ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=383%27%29;) 20-6-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75468) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 8-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75456) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 7-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75455) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 7-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75438) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 6-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75437) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 6-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75408) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 5-5-1431 هـ
مجالس في تدبر سورة البقرة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75407) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 5-5-1431 هـ
منهج تدبري لحلقات تحفيظ القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=72984) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 8-3-1431 هـ
أفلا بتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=67296) محمد بن سرار اليامي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=491%27%29;) 16-9-1430 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=67054) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 14-9-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=66414) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 7-9-1430 هـ
تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=64104) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 15-7-1430 هـ
تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=64023) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 14-7-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (نماذج من أسباب النزول لتوضيح معنى الآيات) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63987) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 14-7-1430 هـ
تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63944) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 13-7-1430 هـ
التدبر النبوي ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63870) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 12-7-1430 هـ
تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63866) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 12-7-1430 هـ
تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63782) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 11-7-1430 هـ
القرآن بين التدبر والتذكر ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63722) فهد بن خلف العقيلي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1138%27%29;) 10-7-1430 هـ
فضل قراءة القرآن وتدبره ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63005) عبدالرحمن الروثان ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1540%27%29;) 6-6-1430 هـ
الدراسات القرآنية، عن: مفاتيح التدبر - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=62251) يوسف بن صالح العقيل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1489%27%29;) 15-5-1430 هـ
تدبر الأسماء الحسنى ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61544) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 24-4-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (المنهج الأمثل في تفسير القرآن الكريم) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61365) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 21-4-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (أسباب النزول) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60865) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 8-4-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (أقوال ابن القيم الجوزيه في تدبر القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60267) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 22-3-1430 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أثر التدبر في نهضة الأمة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=60229) ناصر بن سليمان العمر ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=6%27%29;) 20-3-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (طرق التعامل مع الكتاب العزيز) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59983) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 15-3-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (نماذج من تدبر السلف و أقوالهم في القرآن الكريم) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59733) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 8-3-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (عملية تدبر القرآن الكريم ذاتها) -3 - ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59579) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 1-3-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (عملية تدبر القرآن الكريم ذاتها) -2 - ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59451) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 24-2-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم (عملية تدبر القرآن الكريم ذاتها) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59338) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 17-2-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59227) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 10-2-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم، عن: تفسير القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59108) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 3-2-1430 هـ
نحو تدبر أمثل للقرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=58898) أحمد البراء الأميري ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1492%27%29;) 25-1-1430 هـ
رحلة التدبر ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54571) خالد بن عبدالله الخليوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=312%27%29;) 12-9-1429 هـ
قصص المتدبرين ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54151) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 6-9-1429 هـ
منهج السلف في تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54195) محمد بن عبدالله الربيعة ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1172%27%29;) 6-9-1429 هـ
موانع تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54021) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 4-9-1429 هـ
مفاتيح تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53973) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 3-9-1429 هـ
دورة تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54008) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 3-9-1429 هـ
دورة تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53963) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 2-9-1429 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وجوب العناية بالقرآن الكريم تلاوةً وتدبراً وعملاً ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53639) مجموعة محاضرين ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=383%27%29;) 19-8-1429 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51485) إبراهيم بن محمد الزبيدي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=788%27%29;) 23-6-1429 هـ
كيف تتدبر القران؟ 3 - 4 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50850) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 23-5-1429 هـ
كيف تتدبر القران؟ 1 - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=50826) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 22-5-1429 هـ
مفاتح تدبر القرآن الكريم 1 - 6 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49672) خالد بن عبدالكريم اللاحم ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1150%27%29;) 25-4-1429 هـ
تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48969) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 6-4-1429 هـ
تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48939) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 5-4-1429 هـ
تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48896) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 4-4-1429 هـ
برنامج وتواصوا بالحق - عنوان الحلقة: وقفات مع كيفية تدبر كتاب الله. ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46140) صالح بن عواد المغامسي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=135%27%29;) 10-1-1429 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43205) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 30-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43141) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 29-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قوله تعالى: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=43067) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 28-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42986) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 27-9-1428 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أفلا يتدبرون القرآن/ قوله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42913) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 26-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ تا بع قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42694) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 23-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42594) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 22-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/ قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42518) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 21-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42448) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 20-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42392) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 19-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42341) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 18-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42297) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 17-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42249) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 16-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42180) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 15-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42128) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 14-9-1428 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42077) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 13-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42023) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 12-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ... ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41972) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 11-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/آية الخيرية لأهل الإحتساب من هذه الأمة؛ قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .. ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41923) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 10-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/تابع قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ .. ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41875) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 9-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن/قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير .. ) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41809) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 8-9-1428 هـ
قطوف رمضانية/ قراءة القرآن وتدبره ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41810) إبراهيم بن إبراهيم التركي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1161%27%29;) 8-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41754) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 7-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41701) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 6-9-1428 هـ
فن تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41560) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 4-9-1428 هـ
مدخل إلى رمضان من خلال تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41535) فتحي الموصلي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=808%27%29;) 3-9-1428 هـ
فن تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41512) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 3-9-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=41329) سعد بن عتيق العتيق ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=586%27%29;) 27-8-1428 هـ
كيف تتدبر القرآن؟ ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40103) خالد بن عبدالكريم اللاحم ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1150%27%29;) 19-7-1428 هـ
قواعد السلف في تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=40011) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 17-7-1428 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قواعد السلف في تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=39963) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 16-7-1428 هـ
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37915) خالد بن عبدالكريم اللاحم ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1150%27%29;) 12-6-1428 هـ
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37819) خالد بن عبدالكريم اللاحم ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1150%27%29;) 11-6-1428 هـ
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37715) خالد بن عبدالكريم اللاحم ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1150%27%29;) 10-6-1428 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=37540) عبدالعزيز بن محمد الوهيبي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=419%27%29;) 8-6-1428 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36715) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 4-5-1428 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36393) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 27-4-1428 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35457) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 6-4-1428 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35150) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 28-3-1428 هـ
قضايا معاصرة في ضوء الكتاب والسنة بعنوان: تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34291) محمد بن حسن الدريعي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=189%27%29;) 27-2-1428 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك - 20 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33852) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 16-2-1428 هـ
برنامج برقضايا معاصرة في ضوء الكتاب والسنة بعنوان: تدبر القرآن من حيث الإقبال عليه والإحجام عنه ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33726) محمد بن حسن الدريعي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=189%27%29;) 13-2-1428 هـ
تدبر القرآن الكريم - 4 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33628) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 10-2-1428 هـ
تدبر القرآن الكريم - 3 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33589) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 9-2-1428 هـ
تدبر القرآن الكريم - 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33556) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 8-2-1428 هـ
تدبر القرآن الكريم - 1 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33518) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 7-2-1428 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32433) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 27-11-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32237) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 20-11-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك - 5 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=32024) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 13-11-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك - 4 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31823) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 6-11-1427 هـ
تدبر كتاب الله تعالى ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=35239) صالح بن عواد المغامسي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=135%27%29;) 26-10-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31421) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 22-10-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=31231) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 15-10-1427 هـ
تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=30122) عبدالله بن محمد المطلق ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=69%27%29;) 22-9-1427 هـ
فن تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=29001) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 6-9-1427 هـ
فن تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=28930) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 5-9-1427 هـ
فن تدبر القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=28877) عصام بن صالح العويد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=756%27%29;) 4-9-1427 هـ
تدبر القرآن الكريم ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=28503) عويض بن حمود العطوي ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=1109%27%29;) 27-8-1427 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26609) عبدالمحسن بن محمد الأحمد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=74%27%29;) 25-6-1427 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26457) عبدالمحسن بن محمد الأحمد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=74%27%29;) 23-6-1427 هـ
أفلا يتدبرون القرآن (مرئي ومسموع) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26458) عبدالمحسن بن محمد الأحمد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=74%27%29;) 23-6-1427 هـ
تفسير أية (أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=26128) عبدالمحسن بن محمد الأحمد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=74%27%29;) 17-6-1427 هـ
قراءة تدبرية لـ جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23853) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 10-4-1427 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة تدبرية لـ جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23652) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 3-4-1427 هـ
قراءة تدبرية لـ جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=23403) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 25-3-1427 هـ
قراءة تدبرية لـ جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22864) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 11-3-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22665) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 4-3-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22327) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 27-2-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=22131) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 20-2-1427 هـ
قراءة تدبرية في جزء تبارك ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33391) عمر بن عبدالله المقبل ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=958%27%29;) 28-1-1427 هـ
معكم على الهواء - عنوان اللقاء (معالم في تدبر القرآن الكريم) ضيف الحلقة الدكتور: عويض بن حمود العطوي ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19479) غير مُحدّد ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=387%27%29;) 29-10-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19003) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 3-10-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18910) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 30-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19007) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 29-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18753) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 28-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18607) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 27-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18131) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 27-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17198) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 25-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18419) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 24-9-1426 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=18259) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 23-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17982) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 21-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17819) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 20-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17696) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 19-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17552) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 18-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17382) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 17-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17299) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 16-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17251) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 15-9-1426 هـ
أفلا يتدبرون القرآن ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17213) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 13-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=17041) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 12-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16963) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 11-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16912) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 10-9-1426 هـ
(أفلا يتدبرون القرآن) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=16866) إبراهيم بن عبدالله الدويش ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=16%27%29;) 9-9-1426 هـ
شرح قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القران) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=10045) إبراهيم بن عبدالله الغيث ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=150%27%29;) 8-2-1426 هـ
أفلا يتدبرون القرآن .. ؟؟ ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=5547) طلال بن محمد أبو النور ( http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:OpenWin%28%27talkerinfo.php?sid=&id=48%27%29;) 5-7-1424 هـ
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:36 ص]ـ
صفحة موسوعية تستحق الإضافة في " المفضلة "
جزاكم الله خيراً على هذا المجهود
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة سمر على هذا الجمع الموفق ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأفاضل أخي الكريم أبو تيماء والدكتور فهد الوهبي على مروركم وتعقيبكم. والحمد لله على هذه المحاضرات القيمة وسأبحث عن غيرها وأضيفه بإذن الله تعالى استعداداً للشهر المبارك.
وهذا رابط نصوص بعض حلقات برنامج حياتنا مع القرآن (أذيع على قناة البحرين منذ عامين أو أكثر) وبعض محاضرات الدكتورة رقية العلواني في تدبر القرآن (أقيمت في البحرين في العام الماضي) وقد وفقني الله تعالى لحضورها شخصياً وتفريغها لكن للأسف المحاضرات ليست متوفرة بالصوت والصورة بعد لكن النص كافي بإذن الله لتذوق حلاوة القرآن العظيم وتدبره.
http://www.islamiyyat.com/7alakatbramejtelfizyoneya/drrokayya.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً .... هل يمكننى أن أثقل عليكم وترشدونى إلى سلسلة معينة؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً .... هل يمكننى أن أثقل عليكم وترشدونى إلى سلسلة معينة؟
حياكم الله يا أستاذ أحمد وما تم إثباته إجابة على سؤالك الطيب مع تحياتي
والشكر موصول للدكتوره سمر على ما تفضلت به من روابط نافعة اعتقد أنها أنفقت فيها جهدا جهيدا حتى ظهرت كما رأيناها عاليه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:31 ص]ـ
أخي أحمد الدهشوري وفقه الله: ما تفضلت به الدكتورة سمر الأرناؤوط فيه كفاية، ويمكنك الاستماع أو التوصية بالاستماع لأي سلسلة منها فكلها مقدمة بعناية لتكون صالحة للجميع.
جزى الله من قدمها ودلَّ عليها خيراً.
وأشكر الدكتورة سمر على هذا الجهد الرائع في تنسيقها وترتيبها، وهي محاضرات قيمة قلما تجتمع لك في مكان واحد بهذه السهولة.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ... الروابط لا تعمل.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:37 ص]ـ
عذراً أخي أحمد لا أدري ما المشكلة فالروابط تعمل من مصدرها الأصلي وربما حصل خلل عند نقلها لكن هذا هو الرابط تضغط على المحاضرة التي تشاء فتحصل عليها وقد جربتها:
http://www.liveislam.net/result.php
ولعل الإخوة في الملتقى التقني يساعدوننا في معرفة سبب خلل الروابط بعدما نُقلت هنا.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:23 م]ـ
جعلها الله فى ميزان حسناتكم ... وقد أثقلت عليكم.
جربت الدخول على موقع (إسلاميات) والروابط لا تعمل أيضاً ... فالمشكلة فى الأغلب من موقعكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:27 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم.
طرحت المشكلة على الإخوة في الملتقى التقني ونحن جميعاً بانتظار توجيهاتهم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:04 م]ـ
تم إصلاح الروابط بحمد الله ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:22 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، الآن الروابط تعمل بشكل صحيح ولله الحمد.
شكراً لكل من ساعد في الحل.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:40 م]ـ
وهذا رابط لمجموعة كبيرة من مواد الدكتور فريد الأنصاري - رحمه الله - ومثله لا يُتْرَك
http://www.alfetria.com/audio.html
http://www.alfetria.com/video.html
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:54 م]ـ
بمشيئة الله سوف يعرض على شاشة قناة المجد في شهر رمضان المبارك لهذا العام 1431هـ برنامج بعنوان (رسائل في التدبر) للشيخ الدكتور عصام العويد.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:11 م]ـ
شكر الله لكم أيها الأفاضل على التعقيبات الطيبة.
الشكر للأخ عبد الله الشتوي من الملتقى التقني على سرعة استجابته ومساعدته في إيجاد الحل
بارك الله فيك أخي الكريم أبو صفوت على هذه الإضافات وفي كل عالم من علمائنا خير ولن يتمكن أحدنا من حصر كل المفيد دفعة واحدة ولهذا نتعاون بجمعها كما فعلتم بارك الله بكم.
بشرك الله بالجنة أخي الكريم عبد الله على هذه البشارة وليتك عندما تعلم موعد البرنامج أن تطلعنا عليه لمتابعته إن شاء الله وتفريغ حلقاته إن يسر الله تعالى لي ذلك. وجزى الله تعالى عنا د. عصام العويد خير الجزاء على ما قدمه ويقدمه في مجال التدبر.
(/)
السيوطي رحمه الله, ومسلك من مسالك نقد الأقوال في التفسير
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:39 م]ـ
أورد السيوطي رح1 في معرض حديثه عن أحوال السؤال والجواب في القرآن الكريم مثالا على أحد الأنواع وهو: العدول في الجواب عما يقتضيه السؤال إلى ما هو أولى منه تنبيها على أنه كان من حق السؤال أن يكون وهو ما يسميه السكاكي بالأسلوب الحكيم.
فأورد هذا المثال فقال: (مثال ما عدل عنه قوله تعالى: (((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)))
سألوا عن الهلال لمَ يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلئ ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ فأجيبوا ببيان حكمة ذلك تنبيها على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه, كذا قال السكاكي ومتابعوه واسترسل التفتازاني في الكلام إلى أن قال لأنهم ليسوا ممن يطلع على دقائق الهيئة بسهولة)
ثم عقب على هذا المثال بقوله: (وأقول ليت شعري من أين لهم أن السؤال وقع عن غير ما حصل الجواب به وما المانع من أن يكون إنما وقع عن حكمة ذلك ليعلموها فإن نظم الآية محتمل لذلك كما أنه محتمل لما قالوه والجواب ببيان الحكمة دليل على ترجيح الاحتمال الذي قلناه وقرينة ترشد إلى ذلك إذ الأصل في الجواب المطابقة للسؤال والخروج عن الأصل يحتاج إلى دليل ولم يرد بإسناد لا صحيح ولا غيره أن السؤال وقع على ما ذكروه بل ورد ما يؤيد ما قلناه فأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال بلغنا أنهم قالوا يا رسول الله لم خلقت الأهلة فأنزل الله يسألونك عن الأهلة فهذا صريح في أنهم سألوا عن حكمة ذلك لا عن كيفيته من جهة الهيئة ولا يظن ذو دين بالصحابة الذين هم أدق فهما وأغزر علما أنهم ليسوا ممن يطلع على دقائق الهيئة بسهولة وقد اطلع عليها آحاد العجم الذين أطبق الناس على أنهم أبلد أذهانا من العرب بكثير هذا لو كان للهيئة أصل معتبر فكيف وأكثرها فاسد لا دليل عليه وقد صنفت كتابا في نقض أكثر مسائلها بالأدلة الثابتة عن رسول الله الذي صعد إلى السماء ورآها عيانا وعلم ما حوته من عجائب الملكوت بالمشاهدة وأتاه الوحي من خالقها ولو كان السؤال وقع عما ذكروه لم يمتنع أن يجابوا عنه بلفظ يصل إلى أفهامهم كما وقع ذلك لما سألوا عن المجرة وغيرها من الملكوتيات)
والمراد من سوق هذا المثال ما جعلته بلون مغاير , فقد جعل هذا مسلكا من مسالك نقد القول الأول إضافة إلى غيرها من الأدلة
وبمثل هذه الطريقة يجدر بنا التعامل مع أقوال الصحابة رض3 وفهمها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الرحمن على هذا النقل المفيد، وهذا التوجيه السديد، ويبدو لي أنه ذكر مسلكين هما:
- الاستدلال بالأصل: حين قال: (الأصل في الجواب المطابقة للسؤال والخروج عن الأصل يحتاج إلى دليل).
- الاستدلال بالحال: وهو ما تفضلت بذكره وفقك الله.
بارك الله فيك ...
(/)
اشكال على ملاحظات فى تفسير سورة الفيل للفراهى
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[20 Jul 2010, 07:04 م]ـ
ماراى اهل العلم من المتخصصين فى تفسير الشيخ عبد الحميد الفراهى فى تفسير سورة الفيل حيث ذكر كالاتى:
النظرة الأولى - وهي فيما زعموا من سبب مجئ أبرهة
وفرار أهل مكة وما جرى بينه وبين عبد المطلب
كل ما ذكروا من سبب مجئ أبرهة لغضبه على العرب، ومن فرار أهل مكة، ومما جرى بين أبرهة وعبد المطلب لم يثبت من جهة السند. فإن كل ذلك لا يجاوز ابن إسحاق. ومعلوم عند جهابذة أهل الحديث أنه يأخذ الروايات من اليهود وممن لا يوثق به. ثم يبطل هذه الأمور روايات أخر، ويبطله ما ثبت عندنا من عادات العرب.
ومما يدل على كونها من أكاذيب الأعداء أنها ما تعمدت إلا غضاضة من العرب وحميتهم، وإهانة لرئيسهم عبد المطلب القرشي، وتنويها بحسن خلق أبرهة الحبشي، ومسبة على من هيجه على هدم الكعبة، وبسطا لعذره إذ انتصر لكنيسته. فلم يترك الكذابون شيئا من الذلة والمنقصة والعار والشنار إلا نسبوها إلى العرب وقريش ورئيسها ثم ذكر الاسباب لذلك
ثم النظرة الثانية وهو ان اهل مكة رموا اصحاب الفيل بالحجارة وهو الظاهر وان السماء ارسلت عليهم الحجارة وان الطير ارسلها الله لااكلهم فقط لا لرمى الحجارة واورد لذلك ادلة على ذلك تثبت عكس ما فهموة اهل السير والتفسير
ثم النظرة الثالثة ان علاقة رمى الجمار هى فى الاصل ليس لوسوسة ابراهيم من الشيطان ولكن هى علاقة رمى الحجارة باصحاب الفيل وهى احياء لذلك ولكن قد دلت الأمارات الكثيرة على أن رمي الجمار بمنى كان تذكرة لرمى أصحاب الفيل. ولكن الروايات الضعيفة ضربت أسدادا دونه ولم أجد في صحاح الأخبار ذكرا من سبب سنة رمى الجمار. فلو ثبت فيه شئ من طريق الخبر لأخذنا به وقرت به العينان، ولكنه لم يثبت. وأمر الدين ليس بهين. وقال النبي e :
" كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) وأن الحج ومناسكه كان أمرا قديما، وبقي متصلا من عهد إبراهيم u. واقتدت به العرب كلهم. وكثر ذكره في كلامهم قبل الإسلام إجمالا وتفصيلا. فذكروا الإحرام، والاستلام، والطواف، وطير الحرم، وكون الصفا والمروة من شعائر الله، وسوق الهدى إلى منى، والنحر، وزيارة عرفة، والوقوف عند منى ثلاثاوإنما المقصود ههنا أنا لا نجد في كلام العرب قبل الإسلام ذكر رمي الجمرات. فالأقرب إنه أمر جديد، ولم يكن إلا بعد واقعة الفيل. وأبقاه الإسلام، لما فيه تذكار نعمة عظيمة وآية بينة من الله تعالى، فجعل من الحج، وخص بالتكبير وذكر الله تعالى. وان اصحاب الفيل رموا فى موضع رمى الجمرات ورد على من قال بخلاف ذلك بادلة هذا مختصر لتفسيرة فى تلك السورة والثلاث ملاحظات تخالف ما تعارف عليه الواقع)
ما تعليق الاخوة على تلك الملاحظات الثلاثة فانا اوردتها باختصار ولعل الاخوة يرجعون الى تفسيرة لمن اراد التفصيل ولكن اريد راى اهل العلم من المتخصصين فى تلك الملاحظات التى اوردها الفراهى
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:43 م]ـ
أخي الكريم: بخصوص ما ذكرت، فقول الشيخ هنا عليه ملاحظات يجمع أصولها ما يلي:
أولا: لا يصلح اعتماد منهج المحدثين بكليته والحكم به على الأخبار التاريخية بل هناك منهج لتلقي التاريخ وأصول لقبوله ومقاييس لرده تختلف تماما عن مقاييس ومنهج المحدثين، ولعل ذلك هو الذي جعل الشيخ يخالف جمهور الأمة في رد تلك الأخبار.
ثانيا: ظاهر القرآن يدل على أن الطير كانت ترميهم بحجارة من سجيل ولم يجر لأهل مكة في الآيات ذكر حتى يقال أنهم رموا أصحاب الفيل بالحجارة، ولعل الذي ألجأ الشيخ - رحمه الله - لذلك تضعيفه للأخبار المروية، وعاطفته التي حاولت الانتصار لأهل مكة ودفع التهم الملصقة بهم على حد قوله.
ثالثا: قضية رمي الجمار قضية تعبدية محضة وإبراز الحكمة منها يحتاج لدليل قوي وما أظنه موجودا.
والله أعلم
(/)
معاني الأحرف المقطعة في أول بعض السور
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:02 م]ـ
أتشرف بالإنضمام إليكم وارجو أن تقبلوا مني هذه المساهمة العظيمة في نظري.
إليكم هذا العلم العظيم الذي احتارت فيه علماء الإسلام على مدى 14 قرنا وهو معاني حروف القرآن
أولا يجب أن تعلموا أنها مفاتيح هامة لفهم السور التي بدأت بها.
ثانيا: الم تعني إلى المؤمنين الر تعني إلى الكافرين وهم أنواع مختلفة سوف أبينها لكم. والسبب في ذلك أن الله سبحاته ذكر في القرآن نوعين من الكافرين والمشركين الأول أصلي في كفره وشركه مثل عبدة الأصنام (وتخصهم سور يونس وهود) والنوع الثاني هم مؤمنون استباحوا معصية ربهم فهم المقصودون بالكفر في معظم سور القرآن التي بدأت ب الم , ومن قدم طاعة شيء على طاعة الله مثل ملك أو شهوة أو هوى فهم المقصودون بالشرك في هذه السور أيضا.
الر في يوسف تخص الكفرة من أهل الكتاب. المر سورة تخص فرقة ضالة من المؤمنين يدّعون الإيمان ويكثرون من الطاعة والعبادة ودراسة الدين لكنهم كفروا واستباحوا مخالفة جماعة ودين المسلمين واختاروا طريقا خاصا فهم مؤمنون كافرون.
الر في سورة إبراهيم عن الحكام خاصة وبيان كفرمن يقدم نفسه وهواه وبيان عقابهم في الآخرة و أما في سورة الحجر فعن فرقة اختاروا اسما خاصا يميزهم عن الإسلام فهم أيضا مع الكافرين. المهم أن الر تعني إلى الكافرين.
كهيعص حروف من أسماء الرسل ك تعني زكريا , ه تعني إبراهيم , ي تعني يحيي , ع تعني عيسى , ص حرف يعني الصديقين يعني الرسل غير هؤلاء في السورة متل موسى وإسماعيل وإدريس.
طه تعني طاعة الله , طسم تعني طاعة وسمع المؤمنين أما طس فهي سورة كاملة عن الطاعة الحقة والطاعة التي تكون شركا وكفرا.
يس تعني يسمعوا أي اسمعوا للرسل , حم تعني حميم يعني رسول من رسل الله حميم إلى الله , عسق: عليكم السمع لقوله ,
ق هو القرآن وص سورة للرسول عن الصبر.
هذا أول ما أردت نشره لديكم وأنتظر ردكم علي قريبا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:30 م]ـ
أهلا بالدكتور الفاضل / طارق عرفة
ومرحبا بكم في ملتقى أهل التفسير ونشكر لكم حرصكم على المشاركة
واسمح لي بعدة تساؤلات حول مشاركتك:
1) هل غاب معرفة الحق في هذه الحروف 14 قرنا ثم ظهر لكم؟
2) القرآن عربي ولا يفسر إلا بمقتضى لغة العرب، فهل تدل لغة العرب على هذا التفسير الذي ذكرتم؟
3) هل هناك ضابط واضح لهذه التفسيرات المذكورة بحيث يمكن معرفتها لأحد من المسلمين ويمكنه تفسيرها كما فسرتم أم هي تأملات شخصية وتفسيرات ذوقية من طرفكم؟
4) ما الضابط في اختياركم الكاف لزكريا من (كهيعص) دون الياء، هل تم ذلك حتى لا يفوتكم اسم يحيى لأنكم لم تجدوا حرفا يصلح ليحيى غير الياء. ولو تتبعت كلامكم لوجدت فيه الكثير من هذه المفارقات
أخيرا: أرجو أن نتأنى ساعة الإقدام على تفسير كلام الله فهو مقام خطير.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:36 م]ـ
أخي الكريم / طارق ..
مرحباً بكم أخاً عزيزاً ومشاركاً فعّالاً في ملتقاكم ...
وفقكم الله؛ فقد قرأت في توقيعكم ما يشير أنكم " طبيب عظام "، وكم هو مُبهِج ومفرِح أن نرى الأطباء والمهندسين وغيرهم مهتمين بالقرآن وعلومه واستخراج كنوزه + إلى تخصصاتهم العلمية!
أما بخصوص الموضوع فلو دعمتموه بالمراجع والمصادر، حتى يتقوى علمياً، ويمكن الرجوع إلى هذه المعلومات الفريدة من أقوال أهل العلم - رحمهم الله تعالى ...
أكرر شكري وتقديري لكم ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:11 ص]ـ
مرحباً أخي الكريم ...
وأهلاً بك في ملتقى أهل التفسير أخاً عزيزاً ...
وبالنسبة لما تفضلتم به، فهو نتيجة تحتاج إلى دليل، حتى نضبط الكلام في تفسير القرآن الكريم، ولا شك أنه خطير، فنأمل منكم ذكر الأدلة الدالة على ما توصلتم إليه ...
والله يرعاكم،،،
ـ[باحثة علم]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:43 ص]ـ
الحروف المقطعة فى أوائل السور
إعداد الطالب
فضل عباس صالح عبد اللطيف أبو عيسي
إشراف
الدكتور محسن سميح الخالدي
الدكتور محمد السيد
قدمت هذه الأطروحة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير
فى أصول الدين بكلية الدراسات العليا
فى جامعة النجاح الوطنية فى نابلس، فلسطين
2003 م
للتحميل
http://www.pdfshere.com/up/images/extensions/rar.png (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=2504)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:46 ص]ـ
ليست القضية في المستوى العلمي
ولا في التخصص
ولا في الكلام أيا كان
ولكن كما قال الأستاذ فهد: أين الدليل؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:52 م]ـ
أظن أن قراءة أخينا طارق عرفة في تفسيره للحروف المقطعة هو اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ فلا تحملّوه أكثر مما يحتمل فلكل مجتهد نصيب. أما الدليل الذي تطالبونه به. فأين الدليل أيضاً عند غيره من الأوائل الذين اجتهدوا اجتهادات أبعد من التي ذكرها أخونا الفاضل؟؟؟؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:26 م]ـ
شكر الله للأستاذ تيسير
الاجتهاد له أصول وضوابط ومراتب وطريق، وليس لنا الحكم على محاولة لتفسير القرآن بأنها اجتهاد إلا باستيفاء أصولها والسير في طريقها، وأما الأوائل من الصحابة والتابعين فلا يشك عاقل في كونهم أهل الاجتهاد فلو ذكروا ما هو أبعد من هذا ولم يكن مقبولا كان لهم أجر الاجتهاد
فضلا عن أن ما ذكروه ليس أبعد من هذا لمن أحسن فهم كلامهم على وجهه
وفقك الله
وأما
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:23 م]ـ
شكر الله للأستاذ تيسير
الاجتهاد له أصول وضوابط ومراتب وطريق، وليس لنا الحكم على محاولة لتفسير القرآن بأنها اجتهاد إلا باستيفاء أصولها والسير في طريقها، وأما الأوائل من الصحابة والتابعين فلا يشك عاقل في كونهم أهل الاجتهاد فلو ذكروا ما هو أبعد من هذا ولم يكن مقبولا كان لهم أجر الاجتهاد
فضلا عن أن ما ذكروه ليس أبعد من هذا لمن أحسن فهم كلامهم على وجهه
وفقك الله
وأما
ولكني لم أقصد الصحابة في قولي ولكنني قصدت أهل التفسير عامة من المتقدمين والمتأخرين. فالصحابة أصلاً أمسك أكثرهم عن الخوض في ذلك. ولكن المتأخرين من المفسرين شططوا بذلك شططاً لم يبلغه أحد من سابقيهم. فلم يعترض عليهم أحد. هذا قصدي وبالله التوفيق
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:35 م]ـ
أتشرف بالإنضمام إليكم وارجو أن تقبلوا مني هذه المساهمة العظيمة في نظري.
إليكم هذا العلم العظيم الذي احتارت فيه علماء الإسلام على مدى 14 قرنا وهو معاني حروف القرآن
أولا يجب أن تعلموا أنها مفاتيح هامة لفهم السور التي بدأت بها.
ثانيا: الم تعني إلى المؤمنين الر تعني إلى الكافرين وهم أنواع مختلفة سوف أبينها لكم. والسبب في ذلك أن الله سبحاته ذكر في القرآن نوعين من الكافرين والمشركين الأول أصلي في كفره وشركه مثل عبدة الأصنام (وتخصهم سور يونس وهود) والنوع الثاني هم مؤمنون استباحوا معصية ربهم فهم المقصودون بالكفر في معظم سور القرآن التي بدأت ب الم , ومن قدم طاعة شيء على طاعة الله مثل ملك أو شهوة أو هوى فهم المقصودون بالشرك في هذه السور أيضا.
الر في يوسف تخص الكفرة من أهل الكتاب. المر سورة تخص فرقة ضالة من المؤمنين يدّعون الإيمان ويكثرون من الطاعة والعبادة ودراسة الدين لكنهم كفروا واستباحوا مخالفة جماعة ودين المسلمين واختاروا طريقا خاصا فهم مؤمنون كافرون.
الر في سورة إبراهيم عن الحكام خاصة وبيان كفرمن يقدم نفسه وهواه وبيان عقابهم في الآخرة و أما في سورة الحجر فعن فرقة اختاروا اسما خاصا يميزهم عن الإسلام فهم أيضا مع الكافرين. المهم أن الر تعني إلى الكافرين.
كهيعص حروف من أسماء الرسل ك تعني زكريا , ه تعني إبراهيم , ي تعني يحيي , ع تعني عيسى , ص حرف يعني الصديقين يعني الرسل غير هؤلاء في السورة متل موسى وإسماعيل وإدريس.
طه تعني طاعة الله , طسم تعني طاعة وسمع المؤمنين أما طس فهي سورة كاملة عن الطاعة الحقة والطاعة التي تكون شركا وكفرا.
يس تعني يسمعوا أي اسمعوا للرسل , حم تعني حميم يعني رسول من رسل الله حميم إلى الله , عسق: عليكم السمع لقوله ,
ق هو القرآن وص سورة للرسول عن الصبر.
هذا أول ما أردت نشره لديكم وأنتظر ردكم علي قريبا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
جزاك الله خيرا على المشاركة
الذي أحب التنويه عليه أن هذه الأحرف مما استأثر الله بعلمه فهي (نص حكيم قاطع له سر).
والعلماء الذين خاضوا فى معانيها لم يدلوا فيها برأي قاطع ودليل يعتمد عليه , بل شرحوا وجهة نظرهم فيها مفوضين تأويلها الحقيقي
إلى الله تعالى
والتفسيرات التي ذكرتها وكذلك التى ذكرها العلماء لا يخفى على أحد أن كل هذه التفسيرات هى من قبيل الظنون فليس من دليل يقطع بمعانى هذه الأحرف.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:01 م]ـ
أخي تيسير: لو تأملت لوجدت أنه ليس للمفسرين المتأخرين أقوال جديدة زيادة على أقوال السلف.
وأنا أقصد طبعا المفسرين لا الخارجين العادلين إلى الرموز
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[25 Jul 2010, 04:55 م]ـ
لا شك أن الحروف هذه لها معاني قيمة من قيمة الذي أنزلها والكتاب الذي نزلت فيه
ثانيا أرجو عدم التسرع في الرد بأن ذلك سر أو أين الدليل فقط قم بتدبر السور التي تبدأ ب الم على أنك غير مؤمن فلن تجدها تخاطبك واقرأ سورة يونس بعدها وانظر هل فيها حديث لك ولكل غير المؤمنين أم لا؟
ثالثا: هل تجد فائدة من تقبل هذا المعنى للحروف أكبر من أي احتمال وضع لها من قبل؟
أما بخصوص بداية سورة مريم فهي أبسط من أن تركز عليها والكل يدرك تماما أنها عن قصص أنبياء ولم تتكرر أحرفها ثانية.
أما رأي أخي تيسير فقد اختار الوسطية لكن الأمر ليس كما قال بل قد أخذت وقتا في بحثي عن معاني الحروف بأن أجمع كل كلمة فيها ح و م في السور التي بدأت بها وكذلك الم و الر بكل سورة بدأت بهما واختيار أقرب وأكثر كلمة تكرر بها الأحرف حتى ظهر لي الفرق والقصد من هذه الأحرف والآن أحاول نشر ما أراه الحق والله الهادي كما قال سبحانه: واتقوا الله ويعلمكم الله ... آخر سورة البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عرفة]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:07 م]ـ
أشكرك على كلماتك الرقيقة , أما المراجع فأنت على علم كما أظن أنه مامن أحد منها قد أقر بمعرفة معاني الحروف أو ذكر معناًَ مقبولا وقد بحثت عنها في كل كتب التفسير طوال أكثر من خمس وعشرين عاما فقد أكملت حفظ كتاب الله منذ عام اثنين وثمانين وتسعمائة وألف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:53 ص]ـ
أخي الكريم طارق عرفة وفقه الله: أكرر الترحيب بكم في الملتقى ونسأل الله لكم التوفيق.
أما بخصوص هذا الموضوع فلا يتبين للمفسرين أمرٌ في معاني كلام الله إلا بحجة يجب المصير إليها ممن يقرأ كلامهم، وأصول التفسير تمنعُ القول في التفسير بلا دليل يجب المصير إليه. وبالنسبة لهذه الأحرف فقد قيل فيها كل ما يطرأ على البال، وليس هناك دليل قاطع على قولٍ واحدٍ منها. والصحابة والتابعون لقولهم خصوصية بخلاف من بعدهم والله أعلم.
(/)
شيء عن ابن أبي داود ومصنفاته في علوم القرآن.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:22 ص]ـ
ابن أبي داود إمام كبير، من أقران الإمام الكبير ابن جرير الطبري رحمهما الله تعالى، وهو كذلك من المصنفين الكبار الذين كان لهم أثر على المدرسة القرآنية، وعندي قصاصة فيها إشارات لجهوده في هذا الجانب، ولكن قبل أن أعرج عليها تستوقفني بعض الأمور في سيرته العطرة.
-هو عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، مولده (سنة 230 - وتوفي سنة316).
اعتنى به والده فبكر به للسماع على طريقة الحفاظ.
أوتي عبدالله همة عالية وحفظا باهرا.
- من علو همته:
قال رحمه الله: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مدا باقلاء فكنت آكل منه واكتب عن الأشج فما فرغ الباقلاء حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطوع ومرسل.
- ومن قوة حفظه: قصة إملائه آلاف الأحاديث عن ظهر قلب.
قال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان - وفي نسخة سجستان - فسألوه ان يحدثهم فقال ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود وأصل! قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث فلما قدمت بغداد، قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم، ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة، فكتبت وجىء بها، وعرضت على الحفاظ فخطأوني في ستة أحاديث منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت وثلاثة أخطأت فيها.
قال الذهبي: هكذا رواها أبو القاسم الأزهري عن ابن شاذان، ورواها غيره فذكر أن ذلك كان بأصبهان، وكذا روى أبو علي النيسابوري عن ابن أبي داود فكأن الأزهري وهم.
قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا بكر يقول حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين الفا ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
ولذلك قال الحافظ أبو محمد الخلال: كان ابن أبي داود احفظ من أبيه.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:27 ص]ـ
- وتستوقفني كذلك محنته التي تعرض لها:
وذلك أنه رمي بالنصب، ويظهر من الترجمة أن سبب قذفه بالنصب يرجع لأمرين رئيسين:
الأول: تضعيفه حديث غدير خم.
ولما سمع بذلك الطبري كتب جزءا في طرق هذا الحديث.
وأصح طرقه ما رواه الإمام مسلم من طريق إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمعت حديثه وغزوت معه، وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه و سلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه، الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم أهـ.
الثاني: تضعيفه حديث الطير.
وما أدراك ما حديث الطير فإنه لا ينقضي منه العجب، كم ابتلي به من عالم، ان رواه وصححه اتهم بالرفض كما حصل للحاكم ابي عبدالله، وإن ضعفه وابطله اتهم بالنصب كما حصل لابن ابي داود.
لكن كان في عبارة ابن ابي داود بعض الجفاء فقد قال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطلة، لأنه حكى عن حاجب النبي صلى الله عليه وسلم خيانة، يعني: أنسا وحاجب النبي لا يكون خائنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي: هذه عبارة رديئة، وكلام نحس، بل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق قطعي، إن صح خبر الطير، وإن لم يصح، وما وجه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحتلم، وقبل جريان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة.
فرضنا أنه كان محتلما، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا، ثم إنه حبس عليا عن الدخول كما قيل، فكان ماذا؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت، فلو حبسه، أو رده مرات، ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه
وقال الذهبي: وحديث الطير - على ضعفه - فله طرق جمة، وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو.
والرجل فمن كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ - رحمه الله تعالى -.
قلت: إن ربنا سبحانه وتعالى قد حكى عن زوجتي نبيين كريمين خيانة فقال في كتابه الكريم: (فخانتاهما) فهل يؤثر هذا في نبوة نوح ولوط عليهما السلام، كلا وحاشا.
وسبب ثالث، رمي من أجله بالنصب، فقد ذكر أبو نعيم حكاية محنته وأنه روى شيئا أخطأ بنقله من قول النواصب لا بارك الله فيهم – تركت ذكره عمدا-.
قال احمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرة يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل الا من رمانى ببغض على رضي الله عنه
- ويستوقفني في ترجمته: تضعيف أبيه له
ولذلك أورده ابن عدي في الكامل، وقال:: لولا انا شرطنا ان كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت بن أبي داود وقد تكلم فيه أبوه وإبراهيم بن أورمة ونسب في الابتداء الى شيء من النصب ونفاه بن الفرات من بغداد الى واسط ثم رده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخا فيهم وهو مقبول عند أصحاب الحديث واما كلام أبيه فيه فلا أدري أيش تبين له منه.
وسمعت عبدان يقول: سمعت أبا داود يقول: ومن البلاء ان عبد الله يطلب القضاء.
وسمعت علي بن عبد الله الداهري سمعت محمد بن احمد بن عمرو سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابنى عبد الله كذاب.
ثم قال ابن عدى: وكان ابن صاعد يقول: كفانا أبوه بما قال فيه.
وقال محمد بن عبد الله القطان كنت عند ابن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي! فقال: تكبيره من حارس أهـ
يعني أن الحارس إذا غفا ونام وخشي شيئا، يكبر بصوت عال ليوهم منكان هناك أنه يقظ، يعني أنه يتصنع ذلك ...
قال الذهبي:
لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه كما لم نعتد بتكذيبه لابن صاعد وكذا لا يسمع قول ابن جرير فيه فان هؤلاء بينهم عداوة بينة فقف في كلام الأقران بعضهم في بعض.
وأما قول أبيه فيه فالظاهر انه ان صح عنه فقد عنى انه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي، وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طرى ثم كبر وساد.
وقال في السير: لعل قول أبيه فيه - إن صح - أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدا، فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقى.
قال محمد بن عبيد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهدا ناسكا صلى عليه يوم مات نحو من ثلاث مائة ألف انسان أو أكثر .. رحمه الله تعالى ..
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:32 ص]ـ
لابن أبي داود كتب قيمة في علوم القرآن:
فقد ذكر له ابن النديم من الكتب:
1 - كتاب التفسير، وقال: عمله لما عمل أبو جعفر الطبري كتابه أهـ.
وقال الذهبي في السير: وروى الإمام أبو بكر النقاش المفسر - وليس بمعتمد - أنه سمع أبا بكر ابن أبي داود يقول: إن في تفسيره مائة ألف وعشرين ألف حديث أهـ.
قلت: ولم يذكره من صنف في طبقات المفسرين، فهو ممن يستدرك عليهم.
2 - كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه.
3 - كتاب نظم القرآن.
4 - كتاب شريعة التفسير.
5 - كتاب شريعة المقاري.
ذكرها كلها ابن النديم وغيره.
6 - ومما زاده يوسف ابن عبدالهادي في معجم الكتب: كتاب القراءات أهـ.
ولا أدري إن كان هذا صحيحا، فقد ترجمه ابن الجزري في غاية النهاية فلم يذكر له إلا كتاب المصاحف، لم يذكر القراءات، ثم ذكر وهما في ترجمته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وايضا لم يذكر الذهبي هذا الكتاب ضمن الكتب القديمة – التسعة والأربعين - التي زعم الشريشي أنه قرأ بها وهي:
التيسير والكافي وتبصرة مكي والمحبر لابن أشتة والمفيد في الشواذ له والهادي لابن سفيان وكتاب القراءات لأبي عبيد والجامع لابن مجاهد والتذكرة لابن غلبون والهداية للمهدوي والقراءات للأذفوي واختلاف السبعة للمظفر بن أحمد النحوي وكتاب القراءات لابن عبد البر وكتاب القراءات لأبي عبد الله محمد بن السيد البطليوسي والسبعة ليوسف بن خليف بن سفيان الغساني الوراق والقراءات لأبي بكر يحيى بن سعيد بن يحيى والقراءات لخلف بن جعفر والقراءات لأبي بكر ابن الأنباري والقراءات لابن جرير الطبري وكتاب مختصر الروايات لأبي جعفر النحاس وكتاب القراءات للطلمنكي وكتاب القراءات لابن قتيبة وكتاب الموجز وكتاب الوجيز وكتاب الإيضاح وكتاب الإفصاح لأبي علي الأهوازي وكتاب البيان لابن أبي هاشم وكتاب القراءات لأبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد والمؤيد في القراءات الثمانية لمحمد بن علي بن أبي القاسم وكتاب القراءات لمعمر بن المثنى وكتاب القراءات لأبي القاسم عبدالرحمن بن محمد اللبيدي وكتاب القراءات لعبد الله بن ابي زمنين وكتاب القراءات لأبي الحكم العاص بن خلف الإشبيلي والقراءات لقاسم بن إبراهيم والقراءات لحاتم بن محمد الطرابلسي والقراءات للنقاش وكتاب المنظم في القراءات للمظفي بن أحمد الدينوري وبكتاب القاصد لعبد الرحمن بن حسن الخزرجي وبكتاب نهاية الإختصار لأبي الحسن القنطري وبكتاب عبد الملك بن حبيب في القراءات وبكتاب مختصر القراءات لأبي حفص الهوزني وبكتاب التنبيه والإرشاد الى معرفة اختلاف القراء لابن شفيع وبكتاب القراءات وبكتاب الهداية في قراءة نافع لعبد الله بن شهدة بن يوسف وبكتاب القراءات لأبي حاتم السجستاني وبكتاب القراءات لمقاتل بن سليمان وبكتاب القراءات لابن فورك وبكتاب القراءات لأبي مروان عبيد الله بن مالك القرطبي.
وعيسى بن عبدالعزيز الشريشي – عفا الله عنه – أحد الضعفاء المتهمين.
[لكن هذا النص مفيد جدا في معرفة الكتب المصنفة في هذا الفن ولذلك نقلته، فإنه قل من تنبه له من الباحثين].
7 - كتاب فضائل القرآن:
وهذا الكتاب ألفه لما ألف ابن جرير كتاب الفضائل المسمى بالآداب ..
وقد جرى في هذا الكتاب على عادة المحدثين من التحديث بالطم والرم، فروى كل ما اتفقت له روايته، دون تمحيص.
والكتاب روى منه ابن الجوزي بعض الأحاديث، نقلها عنه الزيلعي في تخريج الكشاف، وقد روى منه الحديث الطويل في فضائل سور القرآن سورة سورة، وهو حديث موضوع.
وقد انتقده الزيلعي لأجل ذلك فقال في آخر كتابه العجاب تخريج أحاديث الكشاف: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم اعجب منهما لانهما ليسا من اصحاب الحديث وإنما عجبت من الامام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال ولكن بعض المحدثين يرى تنفيق حديثه ولو بالبواطيل وهذا قبيح منهم فإنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من حدث عني حديثا يرى انه كذب فهو أحد الكاذبين، وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك أهـ.
8 - كتاب المصاحف.
وهو مطبوع في مجلدين.
وقد كُتبت عنه بعض المقالات، ولنا عودة له إن شاء الله تعالى ..
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستسمحكم لأضيف هذه النقاط في ترجمة الحافظ ابن أبي داود رحمه الله. (وليست استدراكات وإنما هي للفائدة)
كنيته: أبو بكر.
سافر في طلب العلم إلى خراسان، والعراق (البصرة بغداد الكوفة) والحرمين ومصر والشام والجزيرة وأصبهان وفارس والثغور.
من تلامذته: الحفاظ أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الآجري وأبو حفص ابن شاهين ...
ومما يدل على حفظه -إضافة إلى ما ذكر أعلاه في أول مشاركة-، ما رواه تلميذه ابن شاهين رحمه الله قال: أملى علينا ابن أبي داود سنين، وما رأيت بيده كتابا، إنما كان يملي حفظا، فكان يقعد على المنبر بعدما عمي، ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر -بيده كتاب- فيقول له: حديث كذا، فيسرده من حفظه، حتى يأتي على المجلس. قرأ علينا يوما حديث " الفتون " من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي، وقال: لله درك! ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي. (حديث الفتون هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى (وفتناك فتونا) وهو طويل جدا في صفحات).
ومعذرة على التطفل.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أحمد السلوم على هذه المعلومات القيمة، وليتك وضعتها في مشاركة واحدة حتى يسهل قراءتها بلا فاصل بالتعليقات، وفقك الله وبارك فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف لأبي داود عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني (230 - 316)، أن يقرأ كتاب التبصرة في القراءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي القيرواني (ت437هـ)، أو كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ)؟ وأبو داود السجستاني متقدم في الوفاة عن من ذكرتهما وغيرهما. قد يكون قصد الشريسي الأندلسي أب داود، سليمان بن نجاح الداني (413 - 496 هـ)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التتمة، وسيرة ابن ابي داود طويلة، وهو إمام غير مدافع لكن في آخر هذه القصة قول ابن ابي داود: وأنا اعرف بالنجوم وهو لا يعرفها، ولذلك ضربت صفحا عنها، فإن معرفة النجوم لا خير فيها.
وشكرا لك أخي فهد على اطلاعك وان شاء الله نستفيد من ملاحظاتك في مقالات قادمة.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:14 م]ـ
أخي مصطفى، بارك الله فيك، لم يقل أحد ان ابن أبي داود السجستاني قرأ بكتاب مكي او الداني ..
الذي ذكرته في قصة الشريشي - ونقلته - أن الشريشي زعم انه قرأ بمجموعة من الكتب القديمة النادرة، ولم يذكر بينها كتاب القراءات لابن أبي داود، فلو كان لابن ابي داود كتاب لكان ذكره الشريشي في ثبت مسموعاته المزعوم،،
وهذا النقل كما قلت مفيد جدا في دراسة تاريخ التدوين في هذا الفن ..
فأرجو منك أخي مصطفى إعادة قراءة الفقرة مرة أخرى ..
والله يحفظك ويرعاك
ـ[الراية]ــــــــ[09 Oct 2010, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[09 Oct 2010, 08:55 م]ـ
وإياك أخي.
وحبذا لو عرفتنا بشخصك الكريم
فقد قرأت لك أشياء مفيدة أثابك الله
(/)
كيف يزداد الإيمان بتدبر القرآن؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
قال الآجري رحمه الله تعالى:
" ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته فألزم نفسه الواجب، فحذر مما حذره مولاه الكريم، ورغب فيما رغبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره، كان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتعظ بما أتلو؟
ولم يكن مراده متى أختم السورة؟
وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟
متى أزدجر؟
متى أعتبر؟
لأن تلاوته للقرآن عبادة، والعبادة لا تكون بغفلة، والله الموفق لذلك " أهـ
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
" فلو علم الناس مافى قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها فى شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة، فقراءة آية بتدبر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم " أهـ
وقال ابن القيم:
" إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه فانه خاطب منه لك " أهـ
قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى:
"واعلم أن قوة الدين وكمال الإيمان واليقين لا يحصلان إلا بكثرة قراءة القرآن واستماعه، مع التدبر بنية الاهتداء به والعمل به والعمل بأمره ونهيه، فالإيمان الإذعاني الصحيح يزداد ويقوى وينمي ويترتب عليه آثاره من الأعمال الصالحة وترك المعاصي والفساد بقدر تدبر القرآن، وينقص ويضعف على هذه النسبة من ترك تدبره.
وما آمن أكثر العرب إلا بسماعه وفهمه، ولا فتحوا الأقطار ومصّروا الأمصار واتسع عمرانهم وعظُم سلطانهم إلا بتأثير هدايته، وما كان الجاحدون المعاندون من زعماء مكة يجاهدون النبي صلى الله عليه وسلم ويصدونه عن تبليغ دعوة ربه إلا بمنعه من قراءة القرآن على الناس {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} وما ضَعُفَ الإسلام منذ القرون الوسطى حتى زال أكثر ملكه إلا بهجر: تدبر القرآن، وتلاوته، والعمل به. " أهـ
نصوص مستفادة من كتاب:
أسباب زيادة الإيمان ونقصانه، لعبدالرزاق البدر.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:05 م]ـ
أختي الكريمة/ " أم عبد الله الجزائرية": بارك الله فيك وسدّد خطاك .. ورحم الله العلامة ابن باديس إذ قال عند تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}:
" قلوبنا معرضة لخطرات الوساوس، بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم ... إلى أن قال: وقلوبنا معرَّضة للضعف عن القيام بأعباء التكاليف وما نحن مطالبون به من الأعمال، والذي يجدد لنا فيها القوة ويبعث فيها الهمة هو القرآن العظيم. فحاجتنا إلى تجديد تلاوته وتدبره أكيدة جداً لتقوية قلوبنا باليقين وبالعلم وبالهمة والنشاط للقيام بالعمل".اهـ
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:59 م]ـ
أخي الكريم عبدالحق آل أحمد أشكرك على الإضافة القيمة وجزاك الله خيرا.
(/)
اللغة تحسم الخلاف (1)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:09 ص]ـ
هذي نتف من بحث كنت كتبته منذ فترة عن (فضل اللغة على العلوم الشرعية، وأهميتها في حسم الخلاف) منها ما قرأته ففهمته وزدت عليه، ومنها ما فتح الله علي به، وليس الآن من همي تحديد المذاهب، إلا ما حضرني:
1 - المسألة الأولى: مس المصحف للحائض والجنب:
الدليل الأول: قوله تعالى {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} الواقعة79
تستدل بها بعض المذاهب كالزيدية على حرمة مس المصحف، للمحدث حدثا أكبر: كالحائض والجنب.
وفي هذا نظر؛ ذلك أن:
القاعدة النحوية تقضي بأن: الضمير يعود على أقرب اسم ظاهر، وعلى هذا مرجع الهاء في (يمسه) وقبلها: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79}
فإذن الضمير يعود على (كتاب مكنون) وهنا إشكال تاريخي؛ فإن المصحف - الذي بين الدفتين - لم يكن له وجود زمن نزول الآية، وعلى هذا فلا يمكن أن يكون الموصوف بالمكنون، فما هو إذن؟ والجواب: لا يعرف النص إلا بنظيره، فانظر إلى قوله تعالى
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ {22}
وبضم هذه الآية إلى تلك، يتضح جليا أن المقصود بالكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ، الذي في السماء، وهو المراد بقوله تعالى {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} الرعد39
وقوله {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام38
وذاك اللوح تقوم عليه الملائكة، وهم وحدهم دون سائر الخلق من تصل أيديهم إليه
ذلك أن المصحف الذي بين الدفتين، يمكن أن يعتدي عليه زنديق أو ملحد أو ساحر
وإذن فليس بمكنون
وهذا يقودنا إلى الإشكال الثاني
المطهرون: يفسرها الشيعة بـ (آل البيت) وعندهم (يمسه: يفقهه ويفهمه)
وهذا صرف للفظ عن ظاهره من غير دليل، وغير مقبول لغة قبل شرعا
ويفسره الزيدية بأنه (الإنسان الطاهر) وعلى هذا تقوم فتياهم آنفة الذكر
وفي هذا نظر: مطهّر:
اسم مفعول وزن (مفعّل)، وبما أن "الزيادة في المبنى، تدل على زيادة في المعنى"
فإن هذا يقابل صيغة المبالغة (طهور)
ومعروف أنه يشترط في الماء الذي يصلح به الوضوء أن يكون طهورا،
و لايكفي أن يكون طاهرا
ومعنى (طهور) أنه طاهر في نفسه، مطهر لغيره كماء البحر
الذي وصفه رسول الله بأنه "الطهور ماؤه"
وعلى ذلك فلا يجوز التوضؤ بالشاهي، أو العصير أو البيبسي؛
لأنها نعم طاهرة، لكنها ليست مطهِّرة بكسر الهاء
أي أنها ليست (طهورا)
بعد هذا البيان، نسأل: بم يوصف الإنسان؟ بأنه طاهر، أم طهور
وقبل الجواب: لا بد أن نقرر أن الطهارة معنوية، لاحسية، ويقابلها النجاسة. والحسية هي النظافة ويقابلها (الوساخة: القذارة) بمعنى:
أن النظافة تعني نظافة الجسم، أما الطهارة فتعني طهارة القلب والروح
والمسلم يمكن أن يكون وسخا قذرا، لكنه لا يمكن إلا أن يكون طاهرا
والكافر يمكن أن يكون نظيفا، لكنه لا يمكن إلا أن يكون نجسا
يدل على ذلك قوله صل1:
"سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس" فلم يقل لا يتسخ، فالوساخة واردة،
لكنه لا ينجس إلا بالردة، والخروج عن الدين.
كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة28
إذن فلا يمكن أن يتنجس المسلم، لكن يمكن أن يتسخ
ولا يمكن أن يتطهر الكافر، لكن يمكن أن يتنظف
ورغم هذا، فلا يجوز لغة ولا شرعا وصف بشر - سوى الأنبياء - بالمطهر - ولو كان في أعلى عليين
وإنما المطهرون الملائكة، الذين طهرهم الله
وليس البشر كائنا من كان
أولئك وحدهم الذين يمكن أن تصل أيديهم إلى (الكتاب المكنون: اللوح المحفوظ)
والخلاصة أنه ليس في الآية دليل على أهل الأرض، ولا ذكر لهم فيها البتة
لأن حديثها عن أهل السماء (الملائكة)
وإذن، فليقرأ القرآن الجنب والحائض والنفساء باللسان،
وليمسكوه باليد، ولا بأس، ولا حرج
ومن زعم الكراهة - فضلا عن التحريم - فعليه الدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن يقال الأفضل فنعم ونعم
كالنقاب: الأفضل أن تنتقب المرأة، لكن إذا لم فلا حرج
وإنما ذلك صيانة لحرمة كتاب الله
ولا شك أن الطهارة من آداب التلاوة
والحمدلله
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:35 ص]ـ
بارك الله بك أخي رصين على هذا البحث ومما أذكر أن أمر مس المصحف للجنب والحائض كان مشدد عليه جداً دون دليل حتى إن كثيراً من المشايخ ما زالوا يشددون على هذه المسألة وخاصة مذهب الشافعية رغم افتقار المسألة الى الدليل. ومما أذكر أيضاً ان استاذ التربية الإسلامية كان يشدد على الطلاب وينبههم على ضرورة الطهارة وحرمة مس المصحف للجنب. بل إن مصاحفنا الشامية كانت تحوي على جلدتها الخارجية تلك الآية (لا يمسه إلا المطهرون) وما زال بقية منها الى الآن. والحقيقة إن هذه المسألة تستحق النقاش لأن الكثير يسأل عنها وخاصة النساء اللواتي يواظبن على القرآن وحفظه. ويا حبذا أن تأخذ هذه المسألة حيزاً من الاهتمام لإشباعها وتوضيحها. وبارك الله بالرصين رصين.
قال صاحب الدر المنثور: عن علقمة رضي الله عنه قال: أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له: لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال: إنما قال الله: {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وهو الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا.
وقال القرطبي: أخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن أبي داود في المصاحف، وَابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {في كتاب مكنون} قال: في السماء {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام.
وأخرج ابن أبي شيبة، وَابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام ليس أنتم يا أصحاب الذنوب.
وعن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) قال لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسيّ النجس، والمنافق الرجس.
وأما الحديث:لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر".فهو حديث ضعيف فيه سويد. وبارك الله بكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:45 ص]ـ
شكر الله لك أخي الكريم وهذه المسألة يكررها دائماً الدكتور فاضل صالح السامرائي في برنامجه لمسات بيانية وهذا يؤكد أن علماء اللغة متفقون على هذا التفسير للآية الكريمة.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:21 ص]ـ
بارك الله بك أخي رصين على هذا البحث ومما أذكر أن أمر مس المصحف للجنب والحائض كان مشدد عليه جداً دون دليل حتى إن كثيراً من المشايخ ما زالوا يشددون على هذه المسألة وخاصة مذهب الشافعية رغم افتقار المسألة الى الدليل. ومما أذكر أيضاً ان استاذ التربية الإسلامية كان يشدد على الطلاب وينبههم على ضرورة الطهارة وحرمة مس المصحف للجنب. بل إن مصاحفنا الشامية كانت تحوي على جلدتها الخارجية تلك الآية (لا يمسه إلا المطهرون) وما زال بقية منها الى الآن.
وبك بارك أخي تيسير
أما المذهب الشافعي فكذلك يبطل الوضوء إذا مست يدَ المتوضئ امرأةٌ - وهذا نراه في الدراما كما تعلم - استدلالا بقوله تعالى
{أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء} وليس لهم فيها دليل؛ فإن المقصود بالملامسة الجماع
وهنا فائدة لغوية، هي: أن اللمس أقوى من المس، فالمس يكون برفق، أما اللمس فلا يكون إلا بقوة
ومن آثار ذلك ما تفضلت به: أنه مكتوب على غلاف المصحف آية لاعلاقة لها بأهل الأرض
وإنما كان بحثي لغويا، فأثريته بمباحث فقهية وحديثية، فبارك الله فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:33 ص]ـ
والخلاصة أنه ليس في الآية دليل على أهل الأرض، ولا ذكر لهم فيها البتة
بل في الآية دلالة من جهة أخرى وهو ما فيها من التنبيه على شرف القرآن وعظمته عظمة دُل عليه بأنه لا يمسه إلا المطهرون حال كونه كتاباً مكنوناً مما يدل على تعلق الطهارة بشرف هذا القرآن، ولذا فلا يمسه كافر نجس، ولا يُسافر به لأرض العدو، ويؤمر المسلم بالتطهر عند قراءته أو مس صحفه ..
فدلالة الآية هنا تكون من التفسير الإشاري المبني على الاعتبار ..
لذلك كان مَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ أَنَّهُ لَا يَمَسُّ الْمُصْحَفَ إلَّا طَاهِرٌ كَمَا قَالَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: {أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إلَّا طَاهِرٌ}. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد: لَا شَكَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَهُ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمَا. وَلَا يُعْلَمُ لَهُمَا مَنْ الصَّحَابَةِ مُخَالِفٌ.
وإن كنتُ لا يحضرني الآن أن واحداً من الأئمة الأربعة قد احتج على قوله بهذه الآية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:55 ص]ـ
فدلالة الآية هنا تكون من التفسير الإشاري المبني على الاعتبار ..
لذلك كان مَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ أَنَّهُ لَا يَمَسُّ الْمُصْحَفَ إلَّا طَاهِرٌ كَمَا قَالَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: {أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إلَّا طَاهِرٌ}. وَهُوَ أَيْضًا قَوْلُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمَا. وَلَا يُعْلَمُ لَهُمَا مَنْ الصَّحَابَةِ مُخَالِفٌ.
هذا الحديث كما ذكر أهل الحديث ضعيف ولا يحتج به لعلة سويد وأما قول سلمان فهو مخالف للقائلين بعدم مس المصحف فعن علقمة رضي الله عنه قال: أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له: لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال: إنما قال الله: {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وهو الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:57 ص]ـ
وما قولكم بكتب النبي عليه الصلاة والسلام التي أرسلها الى ملوك الارض وهم كفار وتحوي على كلام رب العالمين؟؟؟؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:17 ص]ـ
الأستاذ الفاضل أبافهر، بارك الله فيك
أنا بحثي اقتصر على الآية، وكما ذكرت هو لغوي بحت
أما أنت فقد جئت بأدلة حديثية، اللفظ فيها (طاهر) وبحثي في لفظ (مطهر)
أما قولك: ويؤمر المسلم بالتطهر .. فذاك على سبيل الاستحباب، وهذا لا خلاف فيه
فهل تقول بالوجوب؟ وأن من يفعل ذلك آثم؟
هنا يصبح البحث فقهيا، فأحيلك على الألباني الذي يفتي بهذا
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:24 ص]ـ
شكر الله لك أخي الكريم وهذه المسألة يكررها دائماً الدكتور فاضل صالح السامرائي في برنامجه لمسات بيانية وهذا يؤكد أن علماء اللغة متفقون على هذا التفسير للآية الكريمة.
بارك الله فيك أختنا على المرور
أما الإجماع بنسبة 100% فلا يكاد يوجد في مسألة
وهنا يقول الإمام أحمد "من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا"
ولكن لنكن ديمقراطيين ونقنع بالأغلبية
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:30 ص]ـ
لنكن ديمقراطيين ونقنع بالأغلبية
مزحة
يا شيخ الديمقراطية بدعة وحرام شو هالحكي هاد
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:55 م]ـ
مزحة
يا شيخ الديمقراطية بدعة وحرام شو هالحكي هاد
يا سلام يا أخي تيسير، قديش ريحتني هالمزحة، والله كنت حريصا ألا أزعلك
أرجو قراءة الخاص
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:02 م]ـ
يا سلام يا أخي تيسير، قديش ريحتني هالمزحة، والله كنت حريصا ألا أزعلك
أرجو قراءة الخاص
قرأت الخاص والعام وقرأتك أيضاً فاكتشفت أنك دمث الخلق تتراجع عن الخطأ وإنك طيب أبيض القلب. وإني أحبك في الله وسوف أرجع اليك في بعض ما استعجم به لساني من لغة. وإن كنت تستطيع أن تبسط لنا دروساً في النحو فجزاك ربي كل الخير وأطعمك لحم طير
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:31 م]ـ
هذا الحديث كما ذكر أهل الحديث ضعيف ولا يحتج به لعلة سويد
بارك الله فيك أخي تيسير ..
كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه: ((لا يمس القرآن إلا طاهر)) هو كتاب صحيح متلقى بالقبول كما نص عليه غير واحد من أئمة أهل العلم ..
قال ابن عبد البر: ((والدليل على صحة كتاب عمرو بن حزم تلقي جمهور العلماء له بالقبول)).
قال الإمام أحمد: كتاب عمرو بن حزم في الصدقات صحيح.
قال الإمام أحمد: لا أشك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبه له
وقال يعقوب بن سفيان الفسوى: لا أعلم في جميع الكتب المنقولة أصح منه كان أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتابعون يرجعون إليه ويدعون آراءهم.
ولا يحضرني الآن من سويد الذي ذكرتَه لكن الثابت بيقين أن في طرق الحديث ما يخلو من سويد هذا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:42 م]ـ
الأستاذ الفاضل أبافهر، بارك الله فيك
أنا بحثي اقتصر على الآية، وكما ذكرت هو لغوي بحت
أما أنت فقد جئت بأدلة حديثية، اللفظ فيها (طاهر) وبحثي في لفظ (مطهر)
أما قولك: ويؤمر المسلم بالتطهر .. فذاك على سبيل الاستحباب، وهذا لا خلاف فيه
فهل تقول بالوجوب؟ وأن من يفعل ذلك آثم؟
هنا يصبح البحث فقهيا، فأحيلك على الألباني الذي يفتي بهذا
بارك الله فيك ..
وأنا كلامي على الآية وأنها تدل على الطهارة لمس المصحف ولكن بطريق الإشارة، فأنا علقت على نفيك لخلو الآية من مطلق الدلالة لا على فهمك لمراد الله من الآية ..
أما وجوب التطهر لمس المصحف والذي تقول أنه مستحب بلا خلاف = فهذا غريب منك؛ ولعلك ألقيته من غير مراجعة، فالثابت أن اشتراط الطهارة لمس المصحف هو قول الأئمة الأربعة فتأمل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:36 م]ـ
قد قرأت ماكتبت ولي عليه ملاحظتان:
الأولى: قولك"القاعدة النحوية تقضي بأن: الضمير يعود على أقرب اسم ظاهر، وعلى هذا مرجع الهاء في (يمسه) وقبلها: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79}
فإذن الضمير يعود على (كتاب مكنون) "
لا يظهر لي أن تطبيق هذه القاعدة صحيح لأن أصل الكلام عن القرآن لا عن اللوح المحفوظ وإنما جاء ذكر اللوح المحفوظ عرضا،
وعليه فالضمير يعود إلى القرآن لا إلى اللوح المحفوظ.
الثانية: قولك"وهنا فائدة لغوية، هي: أن اللمس أقوى من المس، فالمس يكون برفق، أما اللمس فلا يكون إلا بقوة"
إذا كان كذلك فما قولكم في قوله تعالى (فقد مس القوم قرح مثله) وقوله (مسني الشيطان بنصب وعذاب)
كيف كان المس برفق في الآيتين السابقتين،
أرجو التوضيح
ولكم مني التحية والتلويح
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:05 م]ـ
قرأت الخاص والعام وقرأتك أيضاً فاكتشفت أنك دمث الخلق تتراجع عن الخطأ وإنك طيب أبيض القلب. وإني أحبك في الله وسوف أرجع اليك في بعض ما استعجم به لساني من لغة. وإن كنت تستطيع أن تبسط لنا دروساً في النحو فجزاك ربي كل الخير وأطعمك لحم طير
أرحتني علم الله
أراحك الله؛ فليس أثقل على نفسي من سخط الأفاضل
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:19 م]ـ
يا أيها اليعربي،
لا يظهر لي أن تطبيق هذه القاعدة صحيح لأن أصل الكلام عن القرآن لا عن اللوح المحفوظ وإنما جاء ذكر اللوح المحفوظ عرضا،
وعليه فالضمير يعود إلى القرآن لا إلى اللوح المحفوظ.
بارك الله فيك، الأمر واضح أقرب اسم ظاهر إلى الهاء هو كتاب، وليس قرآن
وهاك الآيات
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79}
الثانية: قولك"وهنا فائدة لغوية، هي: أن اللمس أقوى من المس، فالمس يكون برفق، أما اللمس فلا يكون إلا بقوة"
إذا كان كذلك فما قولكم في قوله تعالى (فقد مس القوم قرح مثله) وقوله (مسني الشيطان بنصب وعذاب)
كيف كان المس برفق في الآيتين السابقتين،
أرجو التوضيح.
لاحظ بارك الله فيك أن المراد تهوين الأمر الجلل، فاستخدم معه المس، وهذا يسمى في علم الدلالة
(انحطاط الدلالة) كما لو قلت لابنك "سأكسر رأسك" ثم لا تصنع شيئا
ففي الآية الأولى، يريد تبارك وتعالى أن يهون الخطب على المسلمين، ويدل عليه التشبيه بقوله مثله
وفي الثانية، أيوب عليه السلام يريد أن يتأدب مع ربه، فيناسبه استخدام الأهون لا الأعظم
والله أعلم
وشكرا على التحية والتلويح
أيها الشهم ذو الوجه الصبيح
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:30 م]ـ
بارك الله فيك ..
وأنا كلامي على الآية وأنها تدل على الطهارة لمس المصحف ولكن بطريق الإشارة، فأنا علقت على نفيك لخلو الآية من مطلق الدلالة لا على فهمك لمراد الله من الآية ..
هذا نعم
وضح الأمر الآن
أما وجوب التطهر لمس المصحف والذي تقول أنه مستحب بلا خلاف = فهذا غريب منك؛ ولعلك ألقيته من غير مراجعة، فالثابت أن اشتراط الطهارة لمس المصحف هو قول الأئمة الأربعة فتأمل ..
هذا بحث فقهي وبضاعتي فيه مزجاة
ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه
لكن لي سؤال بارك الله فيك: أيأثم من مس المصحف - فضلا عن تلاوته - وهو جنب؟
وقد أحلتك على الألباني، "وقد أنصف القارة من راماها"
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:45 م]ـ
يقول لك ذو الوجه الصابح
فما تقول في قوله تعالى (فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) هل المماسة هنا تعني اللمس أم لا؟
ألا تعد دليلا للشافعية في حملهم آية (أو لامستم النساء) أنه اللمس باليد إذ لو أراد الجماع لقال "أو مسستم"؟
ولكم مع الشكر جزيل العطاء
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:32 م]ـ
يقول لك ذو الوجه الصابح
فما تقول في قوله تعالى (فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) هل المماسة هنا تعني اللمس أم لا؟
ألا تعد دليلا للشافعية في حملهم آية (أو لامستم النساء) أنه اللمس باليد إذ لو أراد الجماع لقال "أو مسستم"؟
ولكم مع الشكر جزيل العطاء
نعم فالتماس في الآية (من قبل أن يتماسا) هو تماس مشترك والتماس المشترك يدل على التفاعل والذي لا يعني قطعاً مس اليد بل الجماع. بينما الملامسة تكون من طرف واحد
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:28 م]ـ
إضافة إلى ما ذكره الأستاذ تيسير
فلو أنك استعرضت المس حيث ورد في القرآن، لوجدته كما قلت لك رقيقا رفيقا
والقرآن يكني عن الجماع تارة بالإفضاء، وتارة بالدخول، وتارة بالمس فحيثما وردت (تمسوهن)
فيقصد بها الجماع.
وغير خاف: أن الأنسب للكناية المس، لا اللمس
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:32 م]ـ
أولا: أرحب بك أخي رصين بين أهلك وإخوانك في الملتقى.
ثانيا: قرأت موضوعك هذا، وألفيته حوى فوائد جميلة واستنباطات مليحة تشكر عليها.
على أنه لا يخفى عليك أن البحث اللغوي يتعاضد مع البحث الفقهي والحديثي في الوصول إلى الحكم الشرعي.
وقد قلت إن بحثك هنا لغوي بحت، ولا غضاضة في هذا، بل إن إفراده أمر جيد، إلا أن تعرضك آخر المقال للحكم الشرعي لا يعفيك عن إرفاقه بالبحث الفقهي، أو تجعل البحث خالصا في البحث اللغوي ولا تتعرض للحكم الشرعي، فعندها لا تطالب بغيره.
وعليه فاللغة لا تحسم الخلاف كما جاء في العنوان، بل هي طريق من طرق الترجيح، ووسيلة من وسائل حسم الخلاف، تتعضد بغيرها من القواعد والأصول.
كما أن ثمت تحفظ على قولك: (فضل اللغة على العلوم الشرعية) فاللغة هي القالب الذي صيغت به الشريعة، والشريعة لا تفهم إلا بمعرفة اللغة، فهما صنوان لا يفترقان، فلو كان التعبيربـ (فضل اللغة وأهميتها في حسم الخلاف الشرعي) لكان أولى.
هذه وجهة نظر ..
وأجدد الترحيب بك، والشكر لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:46 م]ـ
أولا: أرحب بك أخي رصين بين أهلك وإخوانك في الملتقى.
ثانيا: قرأت موضوعك هذا، وألفيته حوى فوائد جميلة واستنباطات مليحة تشكر عليها.
على أنه لا يخفى عليك أن البحث اللغوي يتعاضد مع البحث الفقهي والحديثي في الوصول إلى الحكم الشرعي.
وقد قلت إن بحثك هنا لغوي بحت، ولا غضاضة في هذا، بل إن إفراده أمر جيد، إلا أن تعرضك آخر المقال للحكم الشرعي لا يعفيك عن إرفاقه بالبحث الفقهي، أو تجعل البحث خالصا في البحث اللغوي ولا تتعرض للحكم الشرعي، فعندها لا تطالب بغيره.
وعليه فاللغة لا تحسم الخلاف كما جاء في العنوان، بل هي طريق من طرق الترجيح، ووسيلة من وسائل حسم الخلاف، تتعضد بغيرها من القواعد والأصول.
كما أن ثمت تحفظ على قولك: (فضل اللغة على العلوم الشرعية) فاللغة هي القالب الذي صيغت به الشريعة، والشريعة لا تفهم إلا بمعرفة اللغة، فهما صنوان لا يفترقان، فلو كان التعبيربـ (فضل اللغة وأهميتها في حسم الخلاف الشرعي) لكان أولى.
هذه وجهة نظر ..
وأجدد الترحيب بك، والشكر لك.
جزاك الله خيرا .. وهذا ما كنت عازما على التتبيه عليه والالتفات إليه .. ولي عودة أخرى ..
وأشكر أخانا رصين على رصانته الجيدة في عرض الموضوع وحسن المناقشة .. فبوركت ..
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وأحمد الله أن تلقيتم الموضوع بقبول حسن؛ فهذا يشجع أن نستمر فيه بإذن الله
ولك أخي العبادي أن تعدل العنوان
وأما الفقه فلست من أهله، وأنا أسحب كل حكم صدر مني قصدا أو عفوا
وأكرر شكري لكم وبوركتم جميعا
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:19 م]ـ
أولا أرحب ما بلغ مدى الترحيب بأخي الحبيب رصين صالح الرصين ولم أكن أعلم أنه قد عاد إلى اليمن إلا من ملتقانا المبارك، سلمه الله وجعله ذخرا للعربية وأهلها وهو أهل لذلك.
ثانيا بخصوص العود في الضمير يمكن التوفيق بين كون الضمير حقيقة عائد على أقرب مذكور وهو الكتاب المكنون وكون هذا القرآن مأخوذا من ذلك الكتاب المكنون، فما أضيف إلى الكتاب المكنون من حرمة وشرف ورفعة أضيف لما أخذ منه، فهو منه وحكمه حكمه، سواء كان على سبيل الاستحباب أو الإيجاب فالفرع لأصله، ونحن نأخذ بالأولى والأحوط ما استطعنا.
ثالثا أما المطهرون فهي ببنائها للمفعول مشيرة مباشرة إلى الملائكة، وأما الإنسان فوصف في القرآن بالمتطهر، ونحن نسأله سبحانه أن يجعلنا من التوابين وأن يجعلنا من المتطهرين الذين يحبهم سبحانه.
وفي الختام فاللغة عمود الدرس الشرعي وبوابة الوالج إليه، وآلة العمل على فهمه، جعلنا الله ممن فقهه في الدين وعلمه التأويل.
وأرجو من أخي رصين قراءة طلبي حول علاقة البلاغة بالنظريات الحديثة وإتحافي فيه بما يتيسر له فهو في هذا الباب من عهدته أيام الطلب، وعنواني أخي رصين هو:
GAZY74@GMAIL.COM
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:48 م]ـ
أخي الحبيب أحمد
لا أدري ما أقول، وليس بجديد عليك دماثة الخلق
وأسأل الله أن يوفقنا جميعا فيما نحن فيه
ولنا لقاء على الماسنجر إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:51 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد.
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الرائع (إعلام الموقعين) 1/ 225 (ط, دار الجيل، تحقيق طه عبدالروؤف سعد):
وأنتَ إذا تأملت قوله تعالى: (((إنه لقرآن كريم* في كتاب مكنون* لا يمسه إلا المطهرون))) وجدت الآية من أظهر الأدلة على نبوة النبي صل1، وأن هذا القرآن جاء من عند الله، وأن الذي جاء به روح مطهَّر، فما للأرواح الخبيثة عليه سبيل، ووجدت الآية أختَ قوله: (((وما تنزلت به الشياطين* وما ينبغي لهم وما يستطيعون))) ووجدتها دالةً بأحسنِ الدَّلالةِ على أَنَّه لا يَمسُّ المصحفَ إلا طاهرٌ، ووجدتها دالة أيضا بألطف الدلالة على أنه لا يجد حلاوته وطعمه إلا من آمن به وعمل به كما فهمه البخاري من الآية ... الخ).
سؤال للأخ رصين وفقه الله: ما معنى قول ابن القيم الذي لونته بالأحمر؟
هل الطاهر هو المؤمن الذي لا ينجس؟ أم المسلم الذي ارتفع عنه الحدثان بالوضوء؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2010, 05:00 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: ((قيل في قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ،إذا كان المصحفُ الذي كُتِب فيه طاهرًا لا يمسُّه إلاّ البدن الطاهر، فالمعاني التي هي باطنُ القرآن لا يمسُّها إلاّ القلوبُ المطهرة، وأما القلوب المنجسة لا تمسُّ حقائقَه، فهذا معنىً صحيح ... فالذنوب تَرِيْنُ على القلوب حتى تَمنعها فهمَ القرآن، وإذا كان هذا المعنى صحيحًا فقياسُ طهارةِ القلب على طهارة البدن فيما يُشتَرط له الطهارةُ من مسِّ القرآن = إشارةٌ حَسَنَة)).
وهذا يبين مراد ابن القيم ورتبة هذه الدلالة عنده ..
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:43 م]ـ
إذا أطلق المصحف فإنما يقصد به الأوراق المطبوعة بين الدفتين - وهذا مخلوق - وأما آية الواقعة فتصف اللوح المحفوظ الذي في السماء، وهو المقصود بمثل قوله تعالى {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام38 وهذا لا تصل إليه أيدي البشر- بل ولا الجن - كما هو معلوم. وليس بالمصحف مثل قوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} النحل98 وقوله {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً} الإسراء45 ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ من كتاب، وإنما يحفظ بقلبه، كما حفظ العرب من قبل دواوين الأدب الجاهلي.
أما ابن القيم فاستطرد من الكتاب إلى المصحف، و قوله " لا يمس المصحف إلا طاهر " أظهر منه الحديث الشريف " لا يمس القرآن إلا طاهر" وقد وضح الفرق بين القرآن والمصحف الذي ليس له في القرآن ذكر، فلم يكن إلا زمن عثمان. ولست من أهل الفقه، لكن يمكن القول هنا: يحمل الحديث - فضلا عن كلام ابن القيم - على الاستحباب وهذا لا خلاف فيه، وليس على الوجوب .. ومع ذلك، فالسؤال قائم: هل من قرأ القرآن بلسانه أو من المصحف - غير طاهر - آثم؟ أما الاستحباب فلا خلاف فيه، ولكن هل يقال بالوجوب، ومن خالف يأثم؟ هذا الذي يحتاج الدليل
ولم تكن هذي مني فتوى، وإنما هي استنباطات لغوية
وأما الفتوى فصاحبها الألباني رحمه الله وإنما توسعت في الأمر - من ناحية لغوية - بناء عليها
والحمدلله
(/)
شدائد ورخص وشواذ الشيخ الشنقيطي رحمه الله
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:59 م]ـ
قال رح1: ((أبو جعفرالمنصور في احدى زياراته للمدينة لمالك يا أبا عبدالله لم يبق على وجه الأرض من هو أعلم مني ومنك وقد شغلتني السياسة فوطئ للناس كتابا تجنب فيه رخص ابن عباس و شدائد ابن عمر و شواذ ابن مسعود و اقصد أواسط الأمور)).قاله ابن خلدون في تاريخه 1/ 18 - .19
استنادا لهذه المقولة هل بإمكان أساتذتنا الأفاضل أن يشاركوننا في استخراج:
شدائد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رح1 من تفسيره المبارك (((أضواء البيان.))) وأقصد ما أخذ فيه بالعزيمة ولم يترخص مثل توسعة المسعى والتصوير الفتوغرافي .. وغيره
رخص الشيخ رح1.وأقصد ما سلك فيه التساهل ولو خالف فيه أهل العلم.
شواذ الشيخ رح1.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:18 ص]ـ
أما ما مثلت به على الشدائد فالأدلة مع الشيخ فيه؛ وليس وحيدا في كل ذلك؛ بل معه جمهرة من أهل العلم المحققين.
وأما شواذه ورخصه فليتك تاتينا بمثال عليها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:44 ص]ـ
وهل تتبع الشواذ مسلك محمود؟
الذي أراه أن لا تتبع، وإذا وردت عرضاً في بحثٍ من البحوث ذكرت ثم نبه على سبب الشذوذ في نظر الباحث، إذ قد يرى الإنسان هذا القول أو ذاك شاذاً وليس كذلك، والله الموفق.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:33 م]ـ
من الصعب الحكم على المسألة أنها من الشدائد أو الشواذ أو التساهل، ومن الذي يحكم على مثل الشيخ الأمين رحمه الله تعالى، ولا يعني هذا العصمة، ولكن تقويم الكتاب بأسلوب علمي لما ورد فيه في نظري أفضل من تقسيمه بهذه القسمة ...
والله أعلم،،،
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:04 م]ـ
قد مثل أهل العلم لشواذ مَن هو أجل من الشنقيطي رح1 بلا نزاع ..
وهذا التتبع للشواذ-إن وجدت-إن كان بقصد التنبيه عليها منعاً للاغترار بمكانة الشيخ اغتراراً يؤدي لقبولها = فهو مسلك حسن معتبر ..
لكن الشأن: في تحقيق وجود هذه الشواذ مع ضبط مفهوم الشاذ، وفي أهلية المتصدر لهذا الباب، وليس المقصود بالأهلية أن يكون في مثل علم الشيخ فلا يشترط ذلك محقق، وإنما المراد أهليته العلمية في الجملة وتحقيقه لهذا الباب الخاص.
وباب نقد الأخطاء وبيان الزلات بالعلم والعدل والحلم نصيحة وبياناً = لا يليق بالباحثين أن يتعاملوا معه بنوع من الوسوسة والرهاب والمسارعة للتهويل ..
بل الصواب: هو التذكير بالأصول والشروط والضوابط ومتى ما وجدوا من الباحث إخلالاً بالضوابط أو دلائل فقدان للأهلية = سارعوا لبيانها وغلق الباب في وجهه بالحجة والبرهان لا بمجرد التهويل ووضع العقبات التي تعوق مسيرة العلم التي يدفعها التمحيص والنقد أكثر مما يدفعها التقرير والسرد ..
ولا يضر أمثال هذه الأعمال خطأ المنتقد أو أن يعد شاذاً ما ليس بالشاذ فلا يزال هذا يقع لأهل العلم، فما أدى هذا لغلق باب النقد والتنبيه على الأخطاء والزلات والشواذ والأغلوطات ..
ومعرفة أقدار الأئمة لا ينبغي أن تكون حجاباً عن إحقاق الحق وبيانه ..
قال شيخ الإسلام:
((وَهَذَا إنْ قِيلَ (أي أن الأئمة وقع منهم خطأ في القطعيات) = كَانَ فِيهِ طَعْنٌ عَلَى الْأَئِمَّةِ لِمُخَالَفَةِ الْقَوَاطِعِ وَهَذَا قَدْحٌ فِي إمَامَتِهِمْ , وَحَاشَا اللَّهَ أَنْ يَقُولُوا مَا يَتَضَمَّنُ مِثْلَ هَذَا. ثُمَّ قَدْ يَقْضِي ذَلِكَ إلَى الْمُقَابَلَةِ بِمِثْلِهِ , أَوْ بِأَكْثَرَ مِنْهُ , لَا سِيَّمَا مِمَّنْ يَحْمِلُهُ هَوَى دِينِهِ , أَوْ دُنْيَاهُ عَلَى مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ , وَفِي ذَلِكَ خُرُوجٌ عَنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ , وَرُكُوبٌ لِلتَّفَرُّقِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ , وَإِفْسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ , وَحِينَئِذٍ فَتَصِيرُ مَسَائِلُ الْفِقْهِ مِنْ بَابِ الْأَهْوَاءِ وَهَذَا غَيْرُ سَائِغٍ.
قُلْنَا:
نَعُوذُ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ مِمَّا يَفضِي إلَى الْوَقِيعَةِ فِي أَعْرَاضِ الْأَئِمَّةِ , أَوْ انْتِقَاصٍ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ , أَوْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِمَقَادِيرِهِمْ وَفَضْلِهِمْ , أَوْ مُحَادَّتِهِمْ وَتَرْكِ مَحَبَّتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ , وَنَرْجُو مِنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يُحِبُّهُمْ وَيُوَالِيهِمْ وَيَعْرِفُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَفَضْلِهِمْ مَا لَا يَعْرِفُهُ أَكْثَرُ الْأَتْبَاعِ , وَأَنْ يَكُونَ نَصِيبُنَا مِنْ ذَلِكَ أَوْفَرَ نَصِيبٍ وَأَعْظَمَ حَظٍّ. وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
لَكِنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ إنَّمَا يَتِمُّ بِأَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مَعْرِفَةُ فَضْلِ الْأَئِمَّةِ وَحُقُوقِهِمْ وَمَقَادِيرِهِمْ , وَتَرْكُ كُلِّ مَا يَجُرُّ إلَى ثَلْمِهِمْ. وَالثَّانِي: النَّصِيحَةُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ , وَإِبَانَةُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى. وَلَا مُنَافَاةَ بَيَّنَ الْقِسْمَيْنِ لِمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ , وَإِنَّمَا يَضِيقُ عَنْ ذَلِكَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ: رَجُلٌ جَاهِلٌ بِمَقَادِيرِهِمْ وَمَعَاذِيرِهِمْ , أَوْ رَجُلٌ جَاهِلٌ بِالشَّرِيعَةِ وَأُصُولِ الْأَحْكَامِ ... وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المشارك7]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:05 م]ـ
- لعل الامر كما اشار المشايخ اعلاه ان قصد التتبع للشواذ مسلك غير محمود.
اما ما أشار اليه الفاضل ابو فهر فلعل بابه اذا كان النقد عارضا كمثل تقرير مسالة وبيان خطأ فلان فيها، وكذا اذا كانت هناك مناسبة او حاجة.
وتتبع الشواذ له اضرار:
- منها: نزول مكانة العالم في نفس القارئ ولست اتحدث عن المتعصبين للعالم ولا عن المبغضين له بل اتحدث عن الطبقة التي بينهما.
ومن يعلم نفسيات الناس ومنهم طلاب العلم يعلم انه لو جمعت أخطاء احد العلماء المعاصرين مثلا وقرأها لم يقبل منه شيئا بعد ذلك وهذه مفسدة بلاشك. والانصاف في الناس عزيز.
- ومنها: نشر الشذوذ وهذا لايناسب ولاسيما في هذا الزمن الذي يرفع فيه الشاذ حتى يكون هو المعروف ولاسيما من الصحفيين والاعلاميين فاظهار الشذوذ ليس بجيد ولاسيما في هذا الزمن.
- ومنها: ان الانصاف مطلوب وذكر الشذوذات عن هذا العلم بدون حاجة غير جيد بل تذكر المحاسن والتحقيقات البديعة للعالم وتذكر كذلك الشذوذات فالعدل والانصاف مطلبان مهمان جدا في العلم.
هذا كله في غير الحاجة اما عند الاحتياج لذلك في بيان الحق وتقريره فليس داخلا فيما سبق من الكلام.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:41 م]ـ
في نظَري أنَّ البحثَ عن الشَّواذِّ عند أي عالمٍ ولأيِّ دافعٍ مرحلةٌ تاليةٌ مسبوقةٌ بكثيرٍ من المُؤهِّلاتِ العلميَّةِ المتمثِّلةِ في اشتداد العضُد بعلوم الآلةِ واستيفاء البحثِ في الجزئيةِ المتَوهَّمِ شذوذها بحيثُ لا يختلطُ عليه مصطلحُ الشُّذوذ عند السابقينَ بالشُّرودِ والعجلةِ منهُ عن تحقُّقِ الشذوذ فِعلاً في المسألةِ أو المسائل التي يقعُ عليها اختياره.
ومن طالعَ كتبَ الأسلافِ والتعقيباتِ عليها من لدنِ تلاميذهم وخلفهم من أهل العلمِ تبيَّن لهُ كيفَ يهم بعضُ أولئك الأعلام - مع سعة الاطلاعِ وقوة الحفظِ وحسن القصدِ - فيزعُم إجماعاً أو يُشذِّذُ مشهوراً أو يضعِّفُ قوياً إلى غسر ذلك مما لا ينفكُّ عن البشرِ من الضعفِ المركَّبين منهُ.
(/)
هل يصح هذا القنوت؟؟؟!!!!
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صلاة العشاء لهذه الليلة وبعد الرفع من الركوع في الركعة الرابعة شرع الإمام بالدعاء فظننت للوهلة الاولى ان مصابا كبيرا قد حدث لم نعلم به ساعتها
واذا بالامام يدعو لطلبة التوجيهي في بلدنا فلسطين بالنجاح وبياض الوجه وغيرها من الدعاء بانزال الفرحة على ذويهم ........
فهل مثل هذا القنوت له مستند شرعي من السنة النبوية؟؟؟
وهل الدعاء بنجاح طلاب التوجيهي يندرج في اطار قنوت النوازل؟؟
وبورك فيكم جميعا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صلاة العشاء لهذه الليلة وبعد الرفع من الركوع في الركعة الرابعة شرع الإمام بالدعاء فظننت للوهلة الاولى ان مصابا كبيرا قد حدث لم نعلم به ساعتها
واذا بالامام يدعو لطلبة التوجيهي في بلدنا فلسطين بالنجاح وبياض الوجه وغيرها من الدعاء بانزال الفرحة على ذويهم ........
فهل مثل هذا القنوت له مستند شرعي من السنة النبوية؟؟؟
وهل الدعاء بنجاح طلاب التوجيهي يندرج في اطار قنوت النوازل؟؟
وبورك فيكم جميعا
سؤال شرعي وبحاجة لجواب شرعي على أسس. ولكن يجب أن لا يُهمل.
الأخ السائل من فلسطين لم يقل لنا أين في فلسطين. هل في رام الله تحت حكم عباس؟ أم في غزة تحت حكم حماس. إذ أن الفتيا تختلف أحياناً حسب البلد. فقد ذُكر عن الشافعي أنه كان يفتي في مصر على غير ما كان يفتي في الشام في المسألة الواحدة.
ولكن فراستي تتجه وتقول أن الحادثة وقعت في الضفة الغربية.
وقد ذكرني ذلك القنوت بحادثة حصلت معي شخصياً بينما كنت أزاحم للوصول الى الملتزم وهي المنطقة بين باب الكعبة والحجر الأسود. إذ سمعت أحد الشباب يمسك بأستار الكعبة وهو يبكي بحرقة ويقول بلهجته الشامية: يا رب سيارة حلوة ... يا الله ارزئني سيارة حلوة اعطيني يا الله .... يقول ذلك وهو يبكي ويتولول.
أخي الكريم أمر يدمي القلب والله. أناس مشغولون بأفراح النجاح ويدعون له بصلواتهم. وقوم يجابهون الموت في كل لحظة.
أخي الكريم السائل: لا عيب في أن يسأل الإنسان الدنيا ويدعو الله لها. ولكن ليس على حساب الآخرة والكرامة. أقل ما يُقال بحق ذلك الإمام أنه خاطيء وقد شغلته الدنيا عن الدعاء لإخوته في الجانب الآخر الذين يعيشون العذاب. قد فتحت علينا جراحنا يا أخي. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(/)
لقد خلقنا الإنسان في كبد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:14 ص]ـ
قال العلامة القرطبي في تفسير قوله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} {البلد4} ما نصه:
قال علماؤنا: أول ما يكابد المولود قطع سرته، ثم إذا قُمِطَ قماطا، وشد رباطا، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع.
ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرك لسانه.
ثم يكابد الفطام، الذي هو أشدّ من اللِّطام.
ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان.
ثم يكابد المعلمَ وصولته.
والمؤدبَ وسياسته.
والأستاذ وهيبته.
ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه.
ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد.
ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور.
ثم الكبر والهَرَم، وضعف الرُّكبة والقدم.
في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها.
من صداع الرأس، ووجع الأضراس.
ورمد العين، وغم الدَّين.
ووجع السن، وألم الأُذُن.
ويكابد محنا في المال والنَّفس، مثل الضرب والحبس.
ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة.
ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مسألة المَلَك، وضغطة القبر وظلمته.
ثم البعث والعرض على الله.
إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار.
قال الله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد "، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد، ودل هذا على أن له خالقا دبَّره، وقضى عليه بهذه الأحوال، فليَمْتَثِل أمره.
ومزيد من ذكر ألوان المكابدة مع مزيد من الإثراء العلمي للموضوع.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Jul 2010, 07:45 ص]ـ
شكر الله لأستاذنا الفاضل تلك المشاركة المتميزة، ورحم الله القرطبي، وكم نحتاج إلى نقل ما في كتب التفسير من أمثال تلك الفوائد واللطائف.
(/)
هل كان الرسول محتاجا إلى عداس للثبات على الحق؟؟؟!!
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ايام وفي ذكرى الاسراء والمعراج وقف نائب في المجلس التشريعي بعد صلاة الظهر وتحدث عن بعض الدروس المستوحاة من معجزة الاسراء والمعراج
وذكر من بين ذلك ان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم عندما عاد من الطائف جلس عند البستان جلسة (حيرة وألم) ودعا بالدعاء المشهور على الالسنة"اللهم اشكو اليك ضعف قوتي" وهو بهذا الدعاء يظهر انه كان في حيرة من امره الى اين يتوجه!!!!
حتى جاءه عداس واخبره انه من نينوى فتذكر يونس عليه السلام فكان وجود عداس سببا في صبره وثباته على الحق
واننا اليوم بحاجة الى عداس كي يذكرنا بالصبر على الشدائد التي يمر بها الشعب الفلسطيني ....
فهل وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يجوز؟؟؟؟؟؟؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:25 ص]ـ
لا الوصف يجوز, إن قصد حيرة في شرع , ولا القصة صحيحة.بل الصحيح أن الله أرسل اليه ملك الجبال.
والشعب الفلسطيني بحاجة لقائد يحررهم ويدفع عنهم الظلم كما قال الله عز وجل:"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا " [النساء/75]
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:32 ص]ـ
الرسول صل1 بعد رجوعه من الطائف كان جد حزين، ومع ذلك لم ينتبه يأس أو قنوط، بدليل جوابه للملك لما عرض عليه إهلاك قريش الذين كانوا سبب خروجه، فمن هنا لا يجوز أبدا إطلاق مثل هذا الوصف على النبي المعصوم صلوات الله وتسليماته عليه
(/)
(دقيقة مع القرآن) وقفات تدبرية مع د. عويض العطوي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2010, 05:42 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
أخبرني أخي الدكتور عويض العطوي -أستاذ البلاغة القرآنية المشارك بجامعة تبوك وعميد الدراسات العليا - في مكالمة هاتفية قبل أمس لتنسيق موعد مع فضيلته ليكون ضيفاً على برنامج (التفسير المباشر) في رمضان بإذن الله أَنَّه قام بتسجيل عددٍ من الوقفات التدبرية التي سَمَّاها (دقيقة مع القرآن) مدة كل وقفة ستون ثانية فقط، يُرسِلُ من خلالها رسائلَ مُركَّزةً في لفت النظر لمعنىً دقيق في آيات القرآن الكريم. وقد قام بإنتاجها بطريقته الخاصة ورفعها على موقع YouTube
وقد أحببتُ أن أُشْرِكَكُم في مشاهدة عددٍ من الحلقات المرفوعة للاستفادة منها، وهي مُبادرةٌ مُمتازةٌ من الدكتور عويض العطوي وفقه الله، فيها عدد من الفوائد والاستنباطات التربوية المهمة، والتجديد في عرض معاني القرآن وفهمه، وتقريبه لعامة المشاهدين مهما كان مستواهم العلمي، وليت كُلَّ متخصصٍ يَحذو حذوَ الدكتور عويض في القيام بتقديم مثل هذه المقاطع المصورة القصيرة التي تصلح أن تكون رسائل وسائط للهواتف المَحمولة، وتُتَناقلُ عبر الانترنت بسهولة، ويُمكنُ توزيعها على القوائم البريدية ونحو ذلك مِمَّا ينفع الله به، ولا يستغرق وقتاً طويلاً لمشاهدته مِمَّا قد يُسببُ العزوفَ عنه لطوله. وقد اقترحتُ عليه تسجيل هذه المقاطع بشكل أكثر احترافاً في قناة دليل أو غيرها وبثه بشكل أوسع على القنوات الفضائية، فهو مرغوب لقصره، ويصلح أن يكون فواصل تدبرية في كثير من القنوات ولا سيما في شهر رمضان المبارك، وأرجو أن يوفقه الله لذلك.
الرياض في 10/ 8/1431هـ
نَماذجُ من الحلقات:
- وقفة مع قوله تعالى: (((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)))
http://www.youtube.com/watch?v=S9OBgrlfcjI
- وقفة مع قوله تعالى: (((مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)))
http://www.youtube.com/watch?v=563JJKx087U&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)))
http://www.youtube.com/watch?v=S7U_5QsZJpg&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)))
http://www.youtube.com/watch?v=PHTOb7uB6Bw&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)))
http://www.youtube.com/watch?v=0jgbLcdIRaw&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)))
http://www.youtube.com/watch?v=Wm0bbV5K3dY&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)))
http://www.youtube.com/watch?v=4gTPyXG3ZNU&feature=related
- وقفة مع قوله تعالى: (((وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)))
http://www.youtube.com/watch?v=_WlU0rjrX_Q&feature=related
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[22 Jul 2010, 05:52 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله دائمًا سباق إلى الخيرات وكل جديد ..
جهد موفق دكتور عبد الرحمن وإشارات رائعة بديعة ..
نفعنا الله وإياكم والمسلمين بها ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:46 ص]ـ
فكرة جميلة ومبادرة تدل على الإبداع في هذا المجال الخصب.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:59 ص]ـ
فكرة ممتازة جدا ومفيدة. وقد شاهدتها كلها وفيها تنبيهات نادرة.
جزيت خيراً يا دكتور عويض على الفكرة وعلى المبادرة فعلاً.
وجزيت خيراً يا دكتور عبدالرحمن على الدلالة على الخير الذي تعودناه منك فهنيئا لك والله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:24 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
شكر الله لكم د. عبد الرحمن على هذه الهدية الرائعة والأجمل منها كون د. عويض ضيف برنامج التفسير المباشر في رمضان إن شاء الله علنا نتعلم منه كيفية التدبر.
هل يمكن تثبيت هذه المشاركة حتى لا تضيع بين المشاركات فكم نحتاجها ورمضان على الأبواب.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:37 م]ـ
بارك الله فيك دكتور عبدالرحمن وجزاك خيرا
وبارك الله في الدكتور عويض العطوي على هذا التدبر ..
نفعنا الله وإياكم بالقرآن ....
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:51 م]ـ
وفقك الله الدكتور عويض لكل خير وجزاه ربي الفردوس الأعلى من الجنة وكاتب الموضوع والمسلمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Jul 2010, 10:01 م]ـ
سبحان الله شاءت أقدار الله تعالى أن التقي الدكتور عويض العطوي في تبوك الجمعة الفائتة حيث صليت في مسجده وتشرفت بالسلام عليه. وقد عرفني عليه الأخ الصديق أحمد الأحمري وهو زوج الأخت المعتزة بالله الزميلة في هذا الملتقى الطيب حيث حللت عليهم ضيفاً ذلك اليوم وأنا بطريقي الى الأردن. نفع الله بكم يا دكتور عبد الرحمن ونفع به. وقد خطب خطبة قيمة تلك الجمعة لا حرمه الله أجرها.
ـ[سارونا النور]ــــــــ[23 Jul 2010, 05:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طريقة جميلة وواضحه لتدبر معاني القرآن الكريم
جزاك الله خير.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Jul 2010, 04:03 م]ـ
جهد مبارك ومبدع من الدكتور عويض وفقه الله تعالى، ونحن بحاجة لهذه الأفكار الجميلة لإيصال معاني كلام الله تعالى، وتم تثبيت الموضوع ليطلع عليه أكبر عدد من الزوار ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:29 م]ـ
طريقة سهلة سريعة ومناسبة ـ أيضا ـ لإيقاع الحياة المعاصرة التى لا تحتمل التطويل.
شكر الله للدكتور الفاضل عويض وللدكتور عبد الرحمن مثله.
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين ...
وبارك الله في جهود الدكتور عويض العطوي ....
فكرة جميلة ... أسأل الله أن ينفع بها ...
ـ[أبوالقاسم محمد]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً د. عبدالرحمن
وبارك في الشيخ عويض العطوي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:33 ص]ـ
حاولت إضافة عرض تقديمي من موقع الدكتور عويض العطوي بعنوان " كيف نتدبر السورة القرآنية؟ " تطبيق على سورة الحجرات، لكن العرض لم يفتح عندي لخلل فيه فأرجو ممن لديه الوقت أن يحاول فتحه ويرفعه لنا لنستفيد منه إن شاء الله.
العرض على هذا الرابط:
http://www.alatwi.net/show_news.php?id=202
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Jul 2010, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
المشرفين الأفاضل ياليت تثبتوا الموضوع،بارك الله فيكم ..
(/)
الدلالة النفسية والزمنية في سورة نوح عليه السلام
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[22 Jul 2010, 11:10 ص]ـ
سورة نوح عليه ليست من السور المتشابهة، التي يصعب حفظها، أو يمكن أن يقع الخلط فيها
إلا أني لاحظت أن من يشرع في حفظها يتوقف في ثلاثة مواضع، هي:
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً {5}
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً {21}
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {26}
وقد ذكر لنا القرآن الكريم أنه عليه السلام ظل يدعو قومه تسعمئة وخمسين سنة {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} العنكبوت14
وقد عبرت سورة نوح عن هذا خير تعبير، وفق ما يلي:
1 - الفترة الأولى: فترة التفاؤل: أن ستجد دعوته قبولا لدى قومه - وهي - فيما يبدو - أقصرها،
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الأول " قال رب " وحذف الواو مع (قال) يفيد زمنا أقصر بالنسبة للفترتين الأخريين،
ولنفترض أنه مئتا سنة.
2 - الفترة الثانية: فترة بداية تسرب اليأس؛ لأن رد فعل قومه كان السخرية،
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الثاني " قال نوح رب"
والزيادة هنا هي في ذكر اسمه عليه السلام، فتقتضي زمنا أطول، وليكن ثلاثمئة سنة.
وذلك وفق القاعدة اللغوية "الزيادة في المعنى، تدل على زيادة في المبنى"
3 - الفترة الثالثة: فترة اليأس التام، والحزن والأسى، الذي لم يلبث أن تحول إلى سخط وغضب، خاصة بعد أن أخبره الوحي أن لا فائدة {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} هود36
وقد انتهت هذه الفترة بالدعاء على قومه
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الثالث "وقال نوح رب"
والزيادة هنا هي في زيادة الواو على قال، وعلى ذكر اسمه عليه السلام، وتقتضي زمنا أطول من الفترتين السابقتين،
وهو الزمن الباقي من عمره المبارك عليه السلام
والله أعلم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:46 م]ـ
أشكرك على ماذكرت ولكن ......
فيما يبدو لي أن قول الله (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً) {5}
(قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً) {21}
أن دلالتهما واحدة وهي بداية تسرب اليأس إلى نوح عليه السلام لأنه قوبل بالسخرية من قومه في كليهما كما قال تعالى (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم)
وأما الآية الثالثة فأتفق أنها مرحلة اليأس التام
وفيما يتعلق بالدلالة الزمنية ففيها نظر إذ لا ضابط لها سوى الرأي المجرد
والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Jul 2010, 03:32 م]ـ
سورة نوح عليه ليست من السور المتشابهة، التي يصعب حفظها، أو يمكن أن يقع الخلط فيها
إلا أني لاحظت أن من يشرع في حفظها يتوقف في ثلاثة مواضع، هي:
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً {5}
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً {21}
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {26}
وقد ذكر لنا القرآن الكريم أنه عليه السلام ظل يدعو قومه تسعمئة وخمسين سنة {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} العنكبوت14
وقد عبرت سورة نوح عن هذا خير تعبير، وفق ما يلي:
1 - الفترة الأولى: فترة التفاؤل: أن ستجد دعوته قبولا لدى قومه - وهي - فيما يبدو - أقصرها،
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الأول " قال رب " وحذف الواو مع (قال) يفيد زمنا أقصر بالنسبة للفترتين الأخريين،
ولنفترض أنه مئتا سنة.
2 - الفترة الثانية: فترة بداية تسرب اليأس؛ لأن رد فعل قومه كان السخرية،
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الثاني " قال نوح رب"
والزيادة هنا هي في ذكر اسمه عليه السلام، فتقتضي زمنا أطول، وليكن ثلاثمئة سنة.
وذلك وفق القاعدة اللغوية "الزيادة في المعنى، تدل على زيادة في المبنى"
3 - الفترة الثالثة: فترة اليأس التام، والحزن والأسى، الذي لم يلبث أن تحول إلى سخط وغضب، خاصة بعد أن أخبره الوحي أن لا فائدة {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} هود36
وقد انتهت هذه الفترة بالدعاء على قومه
وقد عبرت عنها السورة بالموضع الثالث "وقال نوح رب"
والزيادة هنا هي في زيادة الواو على قال، وعلى ذكر اسمه عليه السلام، وتقتضي زمنا أطول من الفترتين السابقتين،
وهو الزمن الباقي من عمره المبارك عليه السلام
والله أعلم
يا ريت أبو هشام يذكر لنا من هم قوم نوح بالضبط ولمن أُرسل؟؟؟
وأبشرك أنا أحفظ سورة نوح من الثمانينات وما زلت أحفظها بشكل ممتاز دون مراجعة فهي من السور التي تستقر في القلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:02 م]ـ
يا ريت أبو هشام يذكر لنا من هم قوم نوح بالضبط ولمن أُرسل؟؟؟
وأبشرك أنا أحفظ سورة نوح من الثمانينات وما زلت أحفظها بشكل ممتاز دون مراجعة فهي من السور التي تستقر في القلوب
أخي الكريم
قوم نوح لا شك من اليمن
ولي مشاركة تفصيلية فأرجو أن تتابعها
أما بالنسبة للحفظ، فأنا لاحظت بعضهم يخطؤون فلما دللتهم على الطريقة تحسنوا
الأولى: قال رب، الثانية: قال نوح رب، الثالثة: وقال نوح رب
(/)
عرض كتاب (المكي والمدني في القرآن الكريم) للباحث عبدالرزاق حسين أحمد
ـ[إيمان]ــــــــ[22 Jul 2010, 07:01 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه:
http://www.tafsir.net/images/makki.jpg
معلومات الكتاب:
عنوان الكتاب: المكي والمدني في القرآن الكريم.
المؤلف: عبد الرزاق حسين أحمد.
دار النشر: دار ابن عفان.
سنة ومدينة النشر: الطبعة الأولى، (1420هـ -1999م)، جمهورية مصر العربية.
حجم الكتاب: من القطع الكبير يقع في مجلدين.
عدد الصفحات: (1506) صفحة.
عرض الكتاب:
1 - الكتاب تناول علماً ومبحثاً مهماً من مباحث القرآن الكريم وهو علم المكي والمدني حيث تركزت الدراسة على عرض حكم السور إن كانت مكية أو مدنية، وذكر الآيات اللاتي قيل إنهن مستثناة من السورة، مع ذكر الخلاف والأدلة التي تستند عليه تلك المستثنيات ومناقشتها رواية ودراية، وأما بالنسبة للسور فقد تم عرض السور المختلف فيها وكذلك المتفق عليها، و طبقت الدراسة على النصف الأول من القرآن الكريم إلى نهاية سورة الإسراء.
2 - استهل المؤلف الكتاب بالمقدمة فجاءت الإشارة فيها للجهود التي بذلها العلماء في خدمة القرآن الكريم على اختلاف علومه وفنونه سواء كان ذلك بالمصنفات المفردة أو من خلال كتب التفاسير المؤلفة ثم بين الباحث أسباب اختياره للموضوع، ثم استعرض الخطة العلمية للبحث فقد كانت مكونة من المقدمة و ثلاثة أبواب وخاتمة وفهارس توضيحية وهي على النحو التالي:
الباب الأول: مقدمات في علم المكي والمدني وفيه عشرة مباحث:
المبحث الأول: تعريفات للمكي والمدني: وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: المقصود بعنوان الرسالة.
المطلب الثاني: تعريف المكي والمدني لغوياً.
المطلب الثالث: تعريف المكي والمدني بمعناه العام.
المطلب الرابع: تعريف المكي والمدني بمعناه المراد به بتحديد مصطلح كل منهما.
المبحث الثاني: التأليف في المكي والمدني قديماً وحديثاً وفيه ثلاثة مباحث:
المطلب الأول: مرحلة نشأة علم المكي والمدني.
المطلب الثاني: مرحلة التأليف والتدوين.
المطلب الثالث: مرحلة الدراسات المعاصرة.
المبحث الثالث: علاقة المكي والمدني ببعض أنواع علوم القرآن وفيه ثلاثة مباحث:
المطلب الأول: العلاقة بين المكي والمدني وبين أسباب النزول.
المطلب الثاني: العلاقة بين المكي والمدني وبين الناسخ والمنسوخ.
المطلب الثالث: العلاقة بين المكي والمدني وبين فضائل القرآن.
المبحث الرابع: أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني.
المبحث الخامس: فوائد معرفة المكي والمدني.
المبحث السادس: القواعد التي يقوم عليها علم المكي والمدني وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف القواعد لغة واصطلاحاً.
المطلب الثاني: ذكر القواعد التي يقوم عليها علم المكي والمدني.
المبحث السابع: ضوابط المكي والمدني ومميزاتهما وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: ضوابط المكي والمدني.
المطلب الثاني: مميزات المكي والمدني.
المطلب الثالث: عرض المنهج القرآني في الحديث عن بني إسرائيل في المرحلة المكية.
المبحث الثامن: المفسرون الذين اعتنوا بذكر المكي والمدني وفيه مطلبان:
المطلب الأول: المفسرون القدامى واهتمامهم بذكر المكي والمدني ومن خلال أربع مؤلفات.
المطلب الثاني: الدراسات التفسيرية المعاصرة واهتمامها بذكر المكي والمدني من خلال أربع مؤلفات من تلك الدراسات.
المبحث التاسع: بعض الشبهات التي أثيرت حول المكي والمدني والرد عليها.
المبحث العاشر: الصلات التي تتعلق بالمكي والمدني وفيه تسعة مطالب:
المطلب الأول: الحضري والسفري.
المطلب الثاني: النهاري والليلي.
المطلب الثالث: الصيفي والشتائي.
المطلب الرابع: الفراشي والنومي.
المطلب الخامس: ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً.
المطلب السادس: ما نزل مشيعاً وما نزل مفرداً.
المطلب السابع: ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه.
المطلب الثامن: ما نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي.
المطلب التاسع: القرآن المحمَّل.
الباب الثاني: تحرير القول في السور: وفيه تمهيد وثلاثة فصول:
أما التمهيد فيتضمن ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف السورة لغة واصطلاحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الثاني: حكم ترتيب سور القرآن.
المبحث الثالث: دراسة عن أسانيد الروايات التي تكرر في الباب.
وأما الفصول فهي على النحو التالي:
الفصل الأول: السور المتفق على مكيتها.
الفصل الثاني: السور المتفق على مدنيتها.
الفصل الثالث: السور المتخلف فيها.
الباب الثالث: تحرير القول في الآيات: وفيه تمهيد وأربعة فصول:
أما التمهيد فيتضمن مبحثين:
المبحث الأول: تعريف الآية لغة واصطلاحاً.
المبحث الثاني: حكم ترتيب آيات القرآن الكريم.
وأما الفصول فهي على النحو التالي:
الفصل الأول: الآيات المدعى مكيتها في السور المدنية.
الفصل الثاني: الآيات المدعى مدنيتها في السور المكية.
الفصل الثالث: الآيات المدنية في السور المكية.
الفصل الرابع: الآيات المكية في السور المدنية.
ثم الخاتمة وفيها أبرز نتائج البحث.
3 - المقصود بمصطلح المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لو لم ينزل بمكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن نزل بمكة.
4 - تكاثرت المؤلفات والمصنفات في علم المكي والمدني عبر القرون ومن أقدمها كتاب تنزيل القرآن لابن شهاب الزهري.
5 - هناك علاقة وثيقة بين علم المكي والمدني وبعض علوم القرآن فعلى سبيل المثال:
من أوجه الاشتراك بينها وبين أسباب النزول يتفقان بالنقل بما ورد في الروايات فلا مجال للعقل في معرفتهما وكلاهما مهم لمن أراد تفسير القرآن الكريم، والفائدة كبيرة من دراستهما فالمكي والمدني يطلعنا على الأحوال والملابسات التي احتفت بنزول الآيات وسبب النزول يحدد سبب ومكان النزول.
ومن أوجه الاشتراك بين المكي والمدني والناسخ والمنسوخ أن معرفتهما تتوقف على معرفة المكي والمدني.
6 - للمكي والمدني عدة ضوابط ومميزات تميز كل واحد منهما على الآخر وقد بنيت على الغالب والكثرة.
7 - علم المكي والمدني كان له اهتمام عند المتقدمين والمتأخرين من العلماء ومن صور عنايتهم به نقلهم لأقوال أهل العلم في مكية ومدنية الآيات والسور والتعقيب من بعضهم على تلك النقولات ونقدها، ونقل إجماعات العلماء في ذلك والإفصاح عن أسباب دعاوى المكي والمدني.
8 - من نتائج البحث المهمة: بلغ عدد السور التي درست سبع عشرة سورة وهي:
أ - تسع منها اتفق على أنها مكية.
ب - ست منها اتفق على أنها مدنية.
ج- اثنتان منها مما قيل إنهما مختلف فيهما وقد ترحج لدى الباحث أنهما مكيتان.
وبلغ عدد الآيات التي درست تسعاً وتسعسن آية وهي:
أ - بلغ عدد الآيات التي ادعى مكيتها في السور المدنية تسع عشرة آية، وقد أثبت البحث أن كلها دعاوى لم يصح منها شيء.
ب - بلغ عدد الآيات التي ادعى مدنيتها في السور المكية ثمانين آية، اثنتان منهمن صح فيهما القول بالاستثناء كما أن أربعاً منهن صح فيهمن القول بتكرر النزول، وأما البقية فقد ترجح لدى الباحث أنها دوعاوي لا تصمد أمام البحث والتحقيق العلمي مع ما قد يحتمل بعضها من اختلاف في كجهات النظر.
وهناك مباحث نفيسة ونتائج وتوصيات علمية قيمة أخرى أنصح كل متخصص في الدراسات القرآنية قراءتها والاطلاع عليها.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:53 م]ـ
شكر الله لكِ هذا التعريف ن وهو بحق كتاب جيد في بابه، وهو عندي استعرته من إحدى المكتبات العامة ببلادنا، وهو من الكتب التي أطالعها هذه الأيام مع أني ما رأيته إلا قبل أسابيع قريبة
أسأل الله تعالى أن يبارك في مؤلفه وجامعه
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:58 م]ـ
جزاكِ الله خيرا عل هذا العرض
ومن المواضيع التي يمكن ان يفيدنا فيها مبحث (المكي والمدني):
(القِيَم التي غرسها القرآن الكريم في آياته المكية وفي آياته المدنية) , وغيرها من المواضيع التي يمكن ان نطبقها أو نستفيد منها في حياتنا المعاصرة
تأمل مثلا قيمة العقل وتكريمه ومحاربة الخرافة في سورة الأنعام -مكية- كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: " من أراد أن يعلم جهل العرب فليقرأ ما فوق الثلاثين و المائة من سورة الأنعام إلى قوله {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} "
إلى غير تلك الأمثلة والموضيع
ـ[إيمان]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:14 ص]ـ
الأخوة الأفاضل:
أبو إسحاق الحضرمي
وأبوعبدالرحمن المدني جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:17 ص]ـ
أشكر أختي الكريمة إيْمان على هذا العرض الموفق للكتاب القيم، وهو في أصله رسالة دكتوراه قدمت للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد أكملها الباحث الدكتور محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الفالح في بحثه (تحرير القول في السور والآيات المكية والمدنية من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس) وأرجو أن تطبع قريباً.
ومن الكتب القيمة في الموضوع أيضاً:
1 - أهم خصائص السور والآيات المكية ومقاصدها رسالة دكتوراه للدكتور أحمد عباس البدوي، مطبوع.
2 - خصائص السور والآيات المدنية ضوابطها ومقاصدها رسالة ماجستير للدكتور عادل أبي العلا. مطبوع.
3 - المكي والمدني في القرآن الكريم للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، مكتبة العبيكان، ولعلنا نرفعه قريباً إلحاقاً لبقية كتب شيخنا الدكتور محمد الشايع هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20559) فقد فقدته في المكتبة عندما سلَّمتُ الكتبَ للأخ المساهم المرة الماضية ووجدته الآن.
(/)
بداية المفسر .. كاملة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:01 ص]ـ
الخطأ في التفسير - نايف الزهراني ( http://www.mediafire.com/?lhtrxznimen)
خصائص تفسير السلف - مساعد الطيار ( http://www.mediafire.com/?jezmazdy3zx)
تفسير التابعين - فهد الوهبي ( http://www.mediafire.com/?d3da2npceeibu3p)
التفسير على اللفظ - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?k470w3189q5sd50)
التفسير على المعنى - نايف الزهراني ( http://www.mediafire.com/?8cucpyzyqtbnug3)
تاريخ التفسير1 - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?lxt1lwpx6hg3hek)
تاريخ التفسير2 - نايف الزهراني ( http://www.mediafire.com/?3n72rco12wyc1h7)
الاستنباط من القرآن - فهد الوهبي ( http://www.mediafire.com/?4hx9jji61e149fd)
معنى التفسير وفضله - مساعد الطيار ( http://www.mediafire.com/?0u6bpxx4qgx9613)
الاختلاف في التفسير - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?1aze8lla1tjltvn)
تفسير القرآن بالقرآن - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?1adg3o1xxcek6eq)
أسماء السور ومقاصدها وترتيبها - مساعد الطيار ( http://www.mediafire.com/?x1n8hrvlwab5fp9)
المكي والمدني وعلوم السور - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?o21pby81ibz19u2)
أسباب النزول والناسخ والمنسوخ - عبد الرحمن الشهري ( http://www.mediafire.com/?zd2nx5rvmydsdp6)
قراءة منهجية في تفسير ابن كثير1 - مساعد الطيار ( http://www.mediafire.com/?e9r1kqk27vr41qk)
قراءة منهجية في تفسير ابن كثير2 - مساعد الطيار ( http://www.mediafire.com/?y9e3vqvwl1l3e9x)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:06 ص]ـ
لعله بقي يا شيخ نايف كليات القرآن ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:15 ص]ـ
إن كانت عندك فابعثها وسأنزلها عنك , وممّا بقي أيضاً القراءات والوقف والابتداء وتحتاج إلى إعادة تسجيل لعلي أنشط له قريباً بإذن الله.
ـ[إيمان]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:16 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:35 ص]ـ
إن كانت عندك فابعثها وسأنزلها عنك , وممّا بقي أيضاً القراءات والوقف والابتداء وتحتاج إلى إعادة تسجيل لعلي أنشط له قريباً بإذن الله.
لعلي أبحث عنها، فالعهد بها قديم، بارك الله فيك ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التحف الروائع
فهل من مزيد ...
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:44 ص]ـ
شيخ نايف حفظك الله ووفقك والأخوة جميعاً
لاحظت أن درس"قراءة منهجية في تفسير ابن كثير" لم ينزل كاملاً .. يبدو أنها أربعة دروس ولم ينزل إلا درسان
شكراً لك
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Aug 2010, 05:52 م]ـ
شيخ نايف حفظك الله ووفقك والأخوة جميعاً
لاحظت أن درس"قراءة منهجية في تفسير ابن كثير" لم ينزل كاملاً .. يبدو أنها أربعة دروس ولم ينزل إلا درسان
شكراً لك
كان الغرض من قراءة تفسير ابن كثير إعطاء منهجية في قراءة كتب التفسير , ولم يُسجَّل منها إلا هذين الدرسين , ولعل فيهما كفاية للتمثيل إن شاء الله.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 06:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً على فضلكم وإحسانكم بعد فضل الله تعالى يا أهل التفسير
(/)
(وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) هل في الجنة ليل ونهار؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:57 ص]ـ
لعل المرء يتسائل: هل في الجنة ليل ونهار؟؟ هل في الجنة نوم وصحيان؟؟ وللإجابة على هذا السؤال نعود الى قول الله تعالى وقول نبيه الكريم حول هذه المسألة فوجدت أنه لا يوجد ليل ولا نهار ولا نوم في الجنة ودليل ذلك ما ذكره جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، أينام أهل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون".
%رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
أما قوله سبحانه في سورة مريم: (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) فهي كما قال العلماء ومنهم القرطبي كقوله تعالى:" غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها «1» شَهْرٌ" أي قدر شهر، قال معناه ابن عباس وابن جريج وغيرهما. وقيل: عرفهم اعتدال أحوال أهل الجنة وكان أهنأ النعمة عند العرب التمكين من المطعم والمشرب بكرة وعشيا. قال يحيى بن أبي كثير وقتادة كانت العرب في زمانها من وجد غداء وعشاء معا فذلك هو الناعم فنزلت. وقيل: أي رزقهم فيها غير منقطع كما قال: (لا مقطوعة ولا ممنوعة) «2» كما تقول: أنا أصبح وأمسي في ذكرك. أي ذكري لك دائم. ويحتمل أن تكون البكرة قبل تشاغلهم بلذاتهم والعشي بعد فراغهم من لذاتهم لأنه يتخللها فترات انتقال من حال إلى حال. وهذا يرجع إلى القول الأول. وروى الزبير بن بكار عن إسماعيل بن أبي أويس قال قال مالك بن أنس: طعام المؤمنين في اليوم مرتان وتلا قول الله عز وجل" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" ثم قال: وعوض الله عز وجل المؤمنين في الصيام السحور بدلا من الغداء ليقووا به على عبادة ربهم. وقيل: إنما ذكر ذلك لان صفة الغداء وهيئته [غير «3»] صفة العشاء وهيئته، وهذا لا يعرفه إلا الملوك. وكذلك يكون في الجنة رزق الغداء غير رزق العشاء تتلون عليهم النعم ليزدادوا تنعما وغبطة. وخرج الترمذي الحكيم في (نوادر الأصول) من حديث أبان عن الحسن وأبي قلابة قالا قال رجل: يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال (وما هيجك على هذا) قال سمعت الله تعالى يذكر في الكتاب:" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" فقلت: الليل بين البكرة والعشي. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة) وهذا في غاية البيان لمعنى الآية وقد ذكرناه في كتاب (التذكرة). وقال العلماء: ليس في الجنة ليل ولا نهار وإنما هم في نور أبدا إنما يعرفون مقدار الليل من النهار بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب. ذكره أبو الفرج الجوزي والمهدوي وغيرهما.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيك ..
الحديث الذي ذكرتَه في نفي النوم عن أهل الجنة في إسناده نظر، وقد صححه الشيخ الألباني إلا أن الصواب فيه الإرسال والله أعلم ..
وقد استدل بعض أهل العلم على إثبات النوم بقول الله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.
ويحتاج ذلك لتحقيق القول في تفسيرها هل فُسرت بهذا (؟)؛فقد ذهب الطبري وغيره إلى أن الاستثناء هاهنا منقطع، وأن المقصود بالموتة الأولى موتة الدنيا.
ومن أدلة نفاة النوم: عموم: {خلود فلا موت}.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:13 ص]ـ
قال شيخ الأسلام ابن تيمية - رحمه الله -
(والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولانهار لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش)
وروى الوليد بن مسلم قال:
سألت زهير بن محمد عن قوله تعالى (بكرة وعشياً) فقال:
ليس في الجنة ليل ولانهار هم في نور أبداً ولهم مقدار الليل والنهار يعرفون مقدار الليل بإرخاء
الحجب وإغلاق الأبواب ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب .... انتهى بتصرف
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:18 ص]ـ
وهذه فتوى عن هذا الموضوع فلعها تفيد بإذن الله
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48878&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48878&Option=FatwaId)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك ..
الحديث الذي ذكرتَه في نفي النوم عن أهل الجنة في إسناده نظر، وقد صححه الشيخ الألباني إلا أن الصواب فيه الإرسال والله أعلم ..
وقد استدل بعض أهل العلم على إثبات النوم بقول الله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.
ويحتاج ذلك لتحقيق القول في تفسيرها هل فُسرت بهذا (؟)؛فقد ذهب الطبري وغيره إلى أن الاستثناء هاهنا منقطع، وأن المقصود بالموتة الأولى موتة الدنيا.
ومن أدلة نفاة النوم: عموم: {خلود فلا موت}.
بارك الله بك شيخ أبا فهر. وأرجو أن تعيد النظر بصحة الحديث فأنا أثق بالألباني جداً. رغم أن الكثير من المتقدمين أيضاً صححوه كالبزار والطبراني وغيرهما. وجزاك ربي الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:23 م]ـ
وهذه فتوى عن هذا الموضوع فلعها تفيد بإذن الله
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48878&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48878&Option=FatwaId)
بارك الله بك أختي المعتزة بالله على هذه الإضافة. وقد اطلعت عليها حيث احتج المجيب بنفس الحديث الذي ذكرته. رغم ما ببعض الأقوال من علة حوله. سلمت يمناك.
(/)
درس: اليوم الجمعة للشيخ مساعد الطيار في جدة (منهج ابن كثير في تفسيره).
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن الفعاليات المصاحبة للدورة العلمية الرابعة بجامع ابن محفوظ بجدة:
سيقام بإذن الله لقاء علمي بعنوان (منهج ابن كثير في التفسير: سورة الرعد).
مع الشيخ مساعد الطيار في جامع ابن محفوظ بجدة، بعد صلاة العصر.
وستبث الدورة عبر موقع البث الاسلامي وموقع المسلم.
للنشر. نفع الله بكم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:59 م]ـ
ممكن روابط البث بارك الله فيك.
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:13 م]ـ
اهم الشيء هو البث.
قد جهزت القهوة و ما باقي لي الا ان انتظر الدرس.
اسال الله ان يسدد الشيخ الطيار.
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:37 م]ـ
إليك الرابط أخي الفاضل طه محمد
= www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13595&action=listen&sid (http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13595&action=listen&sid)
موقع البث الإسلامي يفيدك بالدروس اليومية المباشرة، فيه روابط البث.
(/)
بيان صحة أثر ابن عباس في أقسام التفسير ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:01 م]ـ
بسم الله والحمد لله ..
عن عبد الله بن عباس رض2 قال: ((التَّفْسِيرُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: وَجْهٍ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلاَمِهَا، وَتَفْسِيرٌ لاَ يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ، وَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ، وَتَفْسِيرٌ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ)).
أخرج هذا الأثر الطبري رح1 في ((التفسير)) (1/ 34) من طريق أبي الزناد عن ابن عباس به.
قلت: وهذا إسناد منقطع؛فأبو الزناد رح1 لم يدرك ابن عباسرض11.
وبهذه العلة ضعف الأثرَ الشيخُ المحقق عبد الله الجُدَيْع في كتابه النفيس ((المقدمات الأساسية في علوم القرآن)) (ص/280).
قلت: وهذا التضعيف خطأ؛ فللأثر إسناد صحيح أخرجه الفريابي في القدر (414)،والطبراني في ((مسند الشاميين)) (1285) من طريق:
مُحَمد بن حرب، حَدَّثَنَا أبو سلمة سليمان بن سليم، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ عن أبي صالح مولى أم هانئ عن ابن عباس رض11 قال: ((أنزل القرآن على أربعة وجوه فوجه حلال وحرام ولا يسع أحدا جهالته ووجه تعرفه العرب ووجه تأويل يعلمه العلماء ووجه تأويل لا يعلمه إلا الله عَزَّ وجَلَّ من انتحل منه علما فقد كذب)).
قلت: وهذا إسناد صحيح رواته ثقات لا مطعن فيهم، أما ما يُذكر في تضعيف أبي صالح أو توهين سماعه من ابن عباس=فهو رأي مرجوح يُرجع في نقده وبيان الصواب فيه لرسالة شيخنا أبي محمد الشريف حاتم بن عارف العوني: ((القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر)) فقد ذكر فيها حجج توثيق أبي صالح وحجج إثبات سماعه من ابن عباسرض2،مشيراً إلى إسناد أثرنا هذا مصححاً له، وهي رسالة نفيسة لا غنى لمشتغل بالتفسير عن مطالعتها.
(/)
الإمام المُفسر إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني (ت. 535 هـ)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:03 م]ـ
أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني
(457 – 535 هـ)
اسمه: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر القرشي التيمي، ثم الطلحي الأصبهاني.
كنيته: أبو القاسم
الطَّلْحي: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى " طلحة " بن عبيدالله رضي الله عنه، والمشهور بهذا الانتساب جماعة من أولاد طلحة وأحفاده قديما وحديثا. (1) قال أبو موسى المديني عن الحافظ إسماعيل: (ووالدته كانت من ذرية طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة رضي الله عنهم.) (2)
مُلقب بـ: قوّام السنة
وكان يُقال له "الجُوْزي"، قال أبو سعد السمعاني: (الجُوزي: بضم الجيم والواو الساكنة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما عرف بهذه النسبة أستاذنا وشيخنا وإمامنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر الطلحي الحافظ الجوزي، وسمعت أنه كان يكره هذه النسبة، وجوزي الطير الصغير بلسان أهل أصبهان، ويقال بمرو للفروج الصغير: جوزه بالعجمية، وكان أهل أصبهان يقولون شيخ إسماعيل جوزي يعرف بذلك، ولولا شهرته بين أهل بلده بهذه النسبة ما ذكرتها.) (3)
مذهبه الفقهي: شافعي، قال ابن كثير: (الإمام الحافظ الفقيه الكبير، أبو القاسم التميمي الطلحي الأصبهاني الجوزي الملقب بقوام السنة، أحد أئمة الشافعية وجهابذة الحديث ونقادهم.) (4)
ولادته: في التاسع من شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة (457 هـ) (5)
من شيوخه:
بأصبهان:
- عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، سمع منها وهو ابن أربع سنين، وضاع سماعه منها.
- أبو عمرو عبد الوهاب بن منده
- أبو منصور بن شكرويه، وغيرهم
ببغداد:
- أدرك أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزَّيْنَبي، وهو أكبر شيخٍ له.
- أبو الحسن عاصم بن الحسن العاصمي.
بنيسابور:
- أبو نصر محمد بن سهل السرّاج
- أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي، وغيرهما
بقزوين (6):
- أبو منصور المقومي، سمع منه سنن أبن ماجة بقراءته في الجامع، سنة 481 هـ.
- محمد ابن إبراهيم الكرجي
وبالري: أبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب
وجمعًا كثيرًا يطول ذكرهم. (7)
وأقدم سماعه من محمد بن عمر الطهراني صاحب ابن مندة في سنة سبع وستين (467 هـ) وهو ابن عشر سنين. (8)
من تلاميذه:
- سبطه يحيى بن محمود الثقفي
- أبو موسى المديني، أخذ عنه المذهب وعلوم الحديث. (9)
- أبو سعد السمعاني
- أبو طاهر السُّلفي
- أبو العلاء الهمذاني
- أبو القاسم ابن عساكر
وخلق غيرهم (10)
سيرته وأقوال النقاد فيه:
جاور بمكة سنة، وأملى، وصنّف التصانيف، وتكلم في الجرح والتعديل. (11)
قال تلميذه أبو سعد السمعاني: (كان إمامًا في فنون العلم في التفسير والحديث واللغة والأدب حافظًا متقنًا، كبير الشأن، جليل القدر، عارفًا بالمتون والأسانيد، سمع الكثير بنفسه ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخر عمره، وأملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان يحضر مجلسه جماعة من الشيوخ والشبان ويكتبون، ووقت مقامي ما فاتني من أماليه شيء، وكان يملي عليّ في كل أسبوع يومًا مجلسًا خاصًا في داره وأقرأ عليه في كل أسبوع يومين ... كتبت عنه الكثير واستفدت منه، وهو من شيوخ والدي رحمه الله.) (12)
وقال: (كان والدي يقول: ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين: إسماعيل الجوزي بأصبهان، والمؤتمن بن أحمد ببغداد.) (13)
وقال: (ورأيته وقد ضعف، وساء حفظه.) (14)
قال أبو موسى المديني في "معجمه": (أبو القاسم الحافظ إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه، حدثنا عنه غير واحدٍ من مشايخنا في حال حياته بمكة، وبغداد، وإصبهان ... ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولا ولا فعلا، ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نزه النفس عن المطامع، ولا يدخل على السلاطين ولا على المتصلين بهم، قد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده، أملى ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس، وكان يُملي على البديهة.)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: (وقد قرأ عدة ختمات بقراءات على جماعة، وأما علم التفسير، والمعني، والإعراب، فقد صنف فيه كتابًا بالعربية والفارسية، وأما علم الفقه فقد شهرت فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحدٌ شيئا من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة.) (15)
قال الحافظ محمد بن أبي نصر اللفتواني في بعض أماليه: (شيخنا الحافظ إسماعيل إمام المائة الخامسة، أقام بأصبهان أكثر من ثلاثين سنة، قبل الخمسمائة، ونحو ذلك بعد الخمسمائة، يُعلّم الناس فنون العلم حتى صدروا عنه، بري نبوي الاسم والكنية، قرشي الحسب والنسب، من أولاد طلحة بن عبد الله، أستاذي الذي عليه قرأت، وفي حجره نشأت، ومن عشه درجت، وعلى يده تخرجت. كان يحلني محل الولد، والعضو من الجسد، إن قلت فيه أنه الشيباني في زمانه ما أنبأت إلا عن الصدق، أو ادعت أنه الثوري في أوانه ما تخطيت خطه الحق، جزاه الله عنا أفضل ما جزاه عالما من متعلم، ورحمنا وإياه) (16)
قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ إذْنًا في كتاب "الطبقات": (إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، كان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله.) (17)
قال الدقاق في رسالته: (كان عديم النظير لا مثل له في وقته، كان ممن يُضرب به المثل في الصلاح والرشاد.)
وقال أبو طاهر السُّلفي: (كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال.)
وقال أبو عامر العبدري: (ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استعجل علينا بالخروج.)
وقال أبو الحسين الطيوري: (ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد.) (18)
وقال أبو مسعود عبد الرحيم: (كنا نمضي مع أبي القاسم إلى بعض المشاهد، فإذا استيقظنا من الليل، رأيناه قائمًا يصلي.)
وقال أبو موسى المديني: سمعته (أي الحافظ إسماعيل) يقول: "أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطعن عليه بذلك، بل لا يُؤخذ عنه هذا فحسب"، قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة، فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلته، تُرك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يُفعل. (19)
مؤلفاته:
التفاسير:
- "الجامع" في ثلاثين مجلدًا.
- "الإيضاح في التفسير" في أربع مجلدات.
- "الموضح في التفسير" ثلاث مجلدات.
- "المعتمد في التفسير" في عشر مجلدات.
- "التفسير" باللسان الإصبهاني، عدة مجلدات.
كتب أخرى:
- إعراب القرآن (20)
- الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة. (21)
- الترغيب والترهيب.
- كتاب السنة في مُجلد.
- "سيرة السلف"، مجلد ضخم.
- "دلائل النبوة"، مُجلد.
- "المغازي"، مُجلد.
- شرح صحيح البخاري وشرح صحيح مسلم، كان قد صنّفهما ابنه فأتمّهما.
وغيرها (22)
وفاته:
مات سحر عيد الأضحى من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (535 هـ) بأصبهان. (23)
قال أبو موسى المديني: وصلى عليه أخوه أبو المَرْضِي، واجتمع في جنازته جمع لم أر مثلهم كثرة.
وقال ابن أخيه أبو جعفر محمد بن الحسن: حدثني أحمد الأسواري الذي تولّى غسل عمي، وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت؟! (24)
أسرته:
والده: كان أبوه أبو جعفر صالحًا، ورعًا، عفيفًا، ديّنًا، قال أبو زكريا يحيى بن منده: لم نَرَ مثله في الديانة والأمانة في وقتنا، قرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب، وسمع من سعيد العيّار، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة (491 هـ). (25)
والدته: كانت من ذرية طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة رضي الله عنهم، وهي بنت أبي بكر محمد بن مُصعب. (26)
أخوه: أبو المرجا الحسين بن محمد الأصبهاني، البقّال. وُلد سنة تسع وستين وأربعمائة (469 هـ)، سمّعه أخوه من عبد الوهاب بن مندة وجماعة. روى عنه أبو سعد السمعاني، والحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في سابع ربيع الأول، ودُفن عند والده. وحجّ وسمع من رزق الله التميمي وغيره. توفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة. (27)
زوجته: أم الضياء ست الجليل بنت أبي محمد بن الحسن، المعروف بالوركاني، الأديب من أهل أصبهان. امرأة صالحة ستيرة، من أهل الخير وبيت العلم، أحضرت مجلس أبي بكر بن ماجة، وقرأت عليه جزء لوين. (28)
(يُتْبَعُ)
(/)
ابنه: أبو عبد الله محمد، وُلد نحو سنة خمسمائة، ونشأ فصار إمامًا في اللغة والعلوم حتى ما كان يتقدمه كبيرُ أحد في وقته في الفصاحة، والبيان، والذكاء، والفهم. وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان. وكان أملى جملة من شرح الصحيحين، وله تصانيف كثيرة مع صِغر سنه، مات بهمذان سنة ست وعشرين (526 هـ)، وكان والده يروي عنه إجازة، وكان شديد الفقد له. (29)
ابنته: اسمها ستيتة، روت عن ظفر بن داعي بن مهدي العمري العلوي بالإجازة. (30)
منقول من موقع: www.as-salaf.com (http://www.as-salaf.com)
_________________________
(1) الأنساب (ج4 ص40)
(2) تاريخ الإسلام للذهبي (ج36 ص369)؛ تذكرة الحفاظ (ج4 ص51)
(3) الأنساب للسمعاني (ج2 ص120)
(4) طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (ج2 ص591)
(5) الأنساب للسمعاني (ج2 ص120)؛ تاريخ الإسلام للذهبي (ج36 ص368)؛ طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (ج2 ص591)
(6) التدوين في أخبار قزوين للرافعي (ج2 ص302)
(7) الأنساب للسمعاني (ج2 ص120)؛ التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد لابن نقطة (ج1 ص252)؛ تذكرة الحفاظ للذهبي (ج4 ص51)؛ سير أعلام النبلاء أيضا للذهبي (ج20 ص81)
(8) سير أعلام النبلاء (ج20 ص81)
(9) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (ج2 ص40)
(10) التقييد لابن نقطة (ج1 ص252)؛ سير أعلام النبلاء (ج20 ص81)؛ تاريخ الإسلام (ج36 ص368)
(11) تاريخ الإسلام (ج36 ص368) وسير أعلام النبلاء (ج20 ص81)
(12) الأنساب للسمعاني (ج2 ص120)
(13) التقييد لابن نقطة (ج1 ص252)
(14) سير أعلام النبلاء (ج20 ص85)
(15) تاريخ الإسلام للذهبي (ج36 ص368 و371)، وتذكرة الحفاظ له (ج4 ص51)؛ طبقات فقهاء الشافعيين (ج2 ص592)
(16) التدوين في أخبار قزوين للرافعي (ج2 ص302 - 303)
(17) تاريخ الإسلام (ج36 ص370)؛ تذكرة الحفاظ (ج4 ص51)
(18) تذكرة الحفاظ (ج4 ص52)
(19) تاريخ الإسلام (ج36 ص371) سير أعلام النبلاء (ج20 ص86)
(20) تاريخ الإسلام (ج36 ص371)
(21) كشف الظنون لحاجي خليفة (ج1 ص631)، والأعلام للزركلي (ج1 ص323)، وتاريخ إربل في ترجمة الحسين بن الخلكان؛ ونقل من كتابه هذا الإمام ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية"، ونقل عنه ابن حجر في "فتح الباري" في أول كتاب التوحيد، قال: "وقال أبو القاسم التيمي في كتاب الحُجة: ... "
(22) تاريخ الإسلام (ج36 ص372)؛ سير أعلام النبلاء (ج20 ص84)؛ طبقات الفقهاء الشافعيين (ج2 ص592)؛ الرسالة المستطرفة للكتاني (ص57)؛
(23) الأنساب للسمعاني (ج2 ص120 - 121)؛ التدوين في أخبار قزوين (ج2 ص303)
(24) تذكرة الحفاظ (ج4 ص51 - 52)؛ تاريخ الإسلام (ج36 ص369)
(25) تاريخ الإسلام (ج36 ص369)؛ تذكرة الحفاظ (ج4 ص51)
(26) سير أعلام النبلاء (ج20 ص81 - 82)؛ تاريخ الإسلام (ج36 ص369)
(27) تكملة الإكمال لابن نقطة (ج4 ص320)؛ تاريخ الإسلام (ج37 ص359)
(28) التحبير في المعجم الكبير لأبي سعد السمعاني (ج2 ص412)
(29) تاريخ الإسلام (ج36 ص372)؛ تذكرة الحفاظ (ج4 ص52)
(30) تكملة الإكمال لابن نقطة (ج3 ص237)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:38 م]ـ
بارك الله فيك، وليتك تكرمت بذكر المطبوع من كتبه إن كانت مطبوعة ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:33 م]ـ
المطبوع منها:
سير السلف، ويمكن تحميله من هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38794)
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبي ونعم الوكيل
الكتاب من مرفوعات الأخ الكريم مشرف الشهري - حفظه الله وجزاه خيرا -
- العنوان: سير السلف الصالحين
- المؤلف: أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني الملقب بقوام السنة (ت 535هـ)
- قرأه وعلق عليه: محمد حسن محمد حسن إسماعيل - طارق فتحي السيد
- الناشر: دار الكتب العلمية
- الطبعة: الأولى - 1425هـ/2004م
- رابط التحميل: من هنا ( http://www.archive.org/download/Salaf_Saleheen/Salaf_Saleheen.pdf)
الحُجة في بيان المحجة
أيضا مرفوع على النت
تحقيق: المجلد الأول: محمد بن ربيع بن هادي عمير المدخلي - المجلد الثاني: محمد بن محمود أبو رحيم
يُمكن تحميله من المكتبة الوقفية هنا: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1177
______
الترغيب والترهيب
نسخة بي دي اف (مصور) من هنا ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.php?p=887832&postcount=16)
نسخة وورد من هنا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1009303&postcount=7)
______________________
أما باقي الكُتب فلا أدري هل هي مطبوعة أم لا ... ولكن سأبحث وأخبركم بما أجد إن شاء الله
.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:46 م]ـ
كتاب المغازي أيضًا مطبوع
من ملتقى أهل الحديث:
بعد قرابة سنة ونصف من الانتهاء من تحقيق الكتاب ها هو في عالم المطبوع
بعناية أخيكم محمد بن خليفة الرباح جعله الله في موازين حسناته وبابا من أبواب مرضاة ربه وسترا له من عذابه
عنوان الكتاب: كتاب المبعث والمغازي 1/ 2
اسم الكاتب: اسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني الملقب بقوام السنة
عدد الصفحات: 912
عدد المجلدات: 2
نوع الورق: أبيض
نوع التجليد: مجلد
القياس: 17*24
الوزن: 1.700
عدد ألوان الطباعة: 1
سنة الصدور: 2010
ردمك: 9789953819907
التصنيف: تاريخ
رقم الطبعة: 1
نبذة عن الكتاب: الكتاب يتكلم عن السيرة النبوية، وملحق بسير الخلفاء الراشدين وقد رتب المؤلف الكتاب يذكر المغازي واحدة واحدة ويذكر أحيانا تفاصيل جغرافية عن موقع الغزو ثم يذكر المغازي التي غزاها رسول الله صلى الله.عليه وسلم وكذلك ذكر اشعار المسلمين في القتال وغير ذلك
___________
دلائل النبوة أيضا مطبوع
معلومات عنه في فهرس مكتبات جامعة الملك سعود: http://catalog.library.ksu.edu.sa/digital/385729.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:55 م]ـ
كتابه: إعراب القرآن
لا أدري إذا كان مطبوعا، ولكن ما يلي معلومات عن مخطوطتين له، وجدتها هنا:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=167308&postcount=15
الرقم التسلسلي ... 51740
الفن ... نحو
الفن ... اعراب القرآن
الفن ... علوم القرآن
عنوان المخطوط ... اعراب القرآن
اسم المؤلف ... اسماعيل بن محمد بن الفضل, قوام السنه
اسم الشهرة ... قوام السنه
تاريخ الوفاة ... 535هـ
قرن الوفاة ... 6هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... شستربيتي
اسم الدولة ... ايرلندا
اسم المدينة ... دبلن
رقم الحفظ ... 3/ 3672
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... مركز البحث العلمي واحياء التراث الاسلامي
اسم الدولة ... المملكه العربيه السعوديه
اسم المدينة ... مكه المكرمه
رقم الحفظ ... 65 (عن شستربتي 3672)
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه المركزيه
اسم الدولة ... المملكه العربيه السعوديه
اسم المدينة ... الرياض
رقم الحفظ ... 3672
---
الرقم التسلسلي ... 112901
الفن ... علوم القرآن
عنوان المخطوط ... اعراب القرآن
اسم المؤلف ... اسماعيل بن محمد بن الفضل, قوام السمه
اسم الشهرة ... قوام السنه
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية
اسم الدولة ... المملكة العربية السعودية
اسم المدينة ... الرياض
رقم الحفظ ... 2368 - 20 - ف
وفي نفس الرابط معلومات عن مخطوطات لكتب أخرى للمؤلف
.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:28 م]ـ
الإيضاح في التفسير
الإيضاح في التفسير لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصفهاني الملقب بقوام السنة (ت535) "من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة" ـ دراسة وتحقيق ـ. الباحث: مسعد بن مساعد بن حضيرم الحسيني ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Fresala&id=3526)
[ دكتوراة] الباحث: مسعد بن مساعد بن حضيرم الحسيني
الإيضاح في التفسير لأبي القاسم الأصفهاني "من أول سورة الأنعام إلى نهاية سورة يونس" ـ دراسة وتحقيق ـ مع مقارنته بتفسير معالم التنزيل للبغوي. ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Fresala&id=3571)
[ ماجستير] الباحث: راشد بن حمد بن حمود الصبحي
منقول من: http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Frasael&mode=uni&id=27
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:39 م]ـ
هذا ما استطعت جمعه من المعلومات فيما يتعلق بمؤلفاته رحمه الله
ومن لديه المزيد من المعلومات فيما يتعلق بكتبه في التفسير .. وما إذا كان كتاب إعراب القرآن أو الإيضاح في التفسير قد طُبع ... فأرجو المشاركة بها
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:39 م]ـ
الإيضاح في التفسير
الإيضاح في التفسير لأبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصفهاني الملقب بقوام السنة (ت535) "من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة" ـ دراسة وتحقيق ـ. الباحث: مسعد بن مساعد بن حضيرم الحسيني ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Fresala&id=3526)
[ دكتوراة] الباحث: مسعد بن مساعد بن حضيرم الحسيني
الإيضاح في التفسير لأبي القاسم الأصفهاني "من أول سورة الأنعام إلى نهاية سورة يونس" ـ دراسة وتحقيق ـ مع مقارنته بتفسير معالم التنزيل للبغوي. ( http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Fresala&id=3571)
[ ماجستير] الباحث: راشد بن حمد بن حمود الصبحي
منقول من: http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=rasael%2Frasael&mode=uni&id=27
هل من أحد يُفيدنا إذا كانت هذه الرسائل طُبعت أم لا؟
(/)
طلب استيضاح مسألة في تفسير ابن كثير رحمه الله
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:45 م]ـ
هذه رسالة محبة ووئام إلى علم من أعلام التفسير ألا وهو ابن كثير الدمشقي أقول له فيها
"ذكرت رحمك الله في تفسيرك لقول الله تعالى في سورة مريم (يازكريا إنا نبشرك بغلام): (وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة فإنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما)
وقلت يا ابن كثير في تفسيرك لقول الله في سورة الذاريات (وقالت عجوز عقيم): أي كيف ألد وأنا عجوز عقيم وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
فهل كانت سارة عقيما من صباها أم كانت غير ذلك؟
وصدق الله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
ورسالة أخرى أقول له فيها: أكثرت رحمك الله في تفسيرك من ذكر مسألة الذبيح من هو؟
فلم كان هذا فلو ذكرتها في موضع واحد وأحلت بقية المواضع إليه لكان أفضل وأحسن ثم ما هي الثمرة المرجوة من هذه المسألة؟
ولكن صدق من قال " أبى الله إلا أن يكون لكتابه الكمال "
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:02 م]ـ
هل يمكن أن نعرف من هو صاحب المعالي الذي أتاحت له مؤهلاته العلمية أن يكتب لابن كثير وكأنه قرين له أو مناظر له في العلم؟
وعرض الاستفسار عن الإشكال بهذه الصورة يثير في النفس ما يثير
وجهل الإنسان بصنيع الإمام ليس مبررا للاعتراض عليه
فضلا عن أن كل صاحب كتاب له الحق أن يكتب كتابه بالصورة التي يراها والطريقة التي يراها أنسب ولا يسوغ الاعتراض عليه لمجرد ذلك.
وفهم مناهج العلماء في إيراد النصوص والأقوال والمسائل، وسبب تكرار المسألة الواحدة في مواطن متعددة يحتاج إلى صبر وفهم وطول معاناة للكتاب وتأدب مع العالم.
ولو تأملت سياق الكلام الأول في أنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما، والكلام الثاني في قول سارة عليها السلام وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
لأمكنك أن توجه ذلك بكون الكلام الأول في الإخبار عن حالهما مقترنين بخلاف السياق الثاني لكونها تخبر عن حال نفسها وقد يجري في اقتران الكلام ما لا يجري في إفراده
وفقنا الله وإياك للصواب
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:22 م]ـ
وفقنا الله وإياك يا أبا صفوت ......
خذ الكلام على ظاهره ولا تبحث عن أمور لا يدل عليها الظاهر وكن حسن الظن بالناس يحسن الناس الظن بك
ونعود للسؤال مرة أخرى ما الثمرة المرجوة من بحث مسألة الذبيح؟
وقولك:ولو تأملت سياق الكلام الأول في أنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما، والكلام الثاني في قول سارة عليها السلام وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
لم يظهر لي معنى ما ذكرت!!!!!!
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:57 م]ـ
أخي الكريم صاحب الموضوع:
نتمنى أن توضح لنا غرضك من إيراده وعرضه هنا حتى نتمكن من خدمتك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:15 م]ـ
هذه رسالة محبة ووئام إلى علم من أعلام التفسير ألا وهو ابن كثير الدمشقي أقول له فيها
"ذكرت رحمك الله في تفسيرك لقول الله تعالى في سورة مريم (يازكريا إنا نبشرك بغلام): (وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة فإنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما)
وقلت يا ابن كثير في تفسيرك لقول الله في سورة الذاريات (وقالت عجوز عقيم): أي كيف ألد وأنا عجوز عقيم وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
فهل كانت سارة عقيما من صباها أم كانت غير ذلك؟
وصدق الله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
ورسالة أخرى أقول له فيها: أكثرت رحمك الله في تفسيرك من ذكر مسألة الذبيح من هو؟
فلم كان هذا فلو ذكرتها في موضع واحد وأحلت بقية المواضع إليه لكان أفضل وأحسن ثم ما هي الثمرة المرجوة من هذه المسألة؟
ولكن صدق من قال " أبى الله إلا أن يكون لكتابه الكمال "
أخي الشيخ الكريم محمد اليعربي وفقه الله ...
الكمال لله سبحانه ...
1 - وبالنسبة لملحوظتك الأولى، فلعل ابن كثير أراد أن أصل الاستغراب في قصة زكريا عليه السلام أن امرأته كانت عاقراً من شبابها، ولذلك قدم ذلك في كلامه كما قال تعالى: [يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) ٍ] فقدم كون امرأته عاقراً، على كِبَرِه ..
وأما في قصة إبراهيم عليه السلام فأصل الاستغراب لكون المرأة كبيرة، وإن كانت عاقراً، ولذلك قدمت في كلامها الكبر:
- كما قال تعالى: [فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)].
- ولذلك ذكرت الكِبر أيضاً في قوله تعالى في سورة هود: [قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)]. فاستغربت لأنها عجوز.
- وكذلك ذكر إبراهيم عليه السلام الكبر فقط في قوله تعالى في سورة الحجر: [إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)].
فهذه الآيات قد أكَّدتْ على الكبر والتقدم في السن، ولم تذكر العُقم إلا في آية الذاريات.
وإن كان هذا التخريج لا يعني عدم وجود الاختلاف بين كلام الإمام ابن كثير رحمه الله في الموضعين.
2 - مسألة الذبيح من المسائل الاجتهادية وقد مرَّ ذكر الذبيح في كتاب الله تعالى، وقد تعرض له أكثر المفسرين، فلا غرو أن يبحثه الإمام ابن كثير وهو مع كونه مفسراً مؤرخ كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:23 م]ـ
وفقنا الله وإياك يا أبا صفوت ......
خذ الكلام على ظاهره ولا تبحث عن أمور لا يدل عليها الظاهر وكن حسن الظن بالناس يحسن الناس الظن بك
ونعود للسؤال مرة أخرى ما الثمرة المرجوة من بحث مسألة الذبيح؟
وقولك:ولو تأملت سياق الكلام الأول في أنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما، والكلام الثاني في قول سارة عليها السلام وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
لم يظهر لي معنى ما ذكرت!!!!!!
وجزاك الله خيرا
يقع أحدنا بمطب سوء الظن ثم نطالب الناس بعدم الظن. وهل الظن يكون بلا دلالة إساءة الظن؟؟؟ من الذي أوقعك بمطب سوء الظن هذا ليس بأخيك بل بأحد علماء الأمة الامجاد ذو الباع الطويل في التفسير. يا أخي إذا أردنا أن نسأل مثل أسئلتك لماذا ركز المؤلف على هذه النقطة وأشبعها بحثاً ولماذا تلك مر عليها مرور السحاب. فلن نترك أحداً إلا ونبشنا قبره وأقلقنا رقدته. دعني أتسائل معك هي الأسئلة المشابهة:
لماذا ركز القرطبي في تفسيره على لون كلب أصحاب الكهف ولم يركز على لون ناقة صالح؟؟؟
لماذا ركز الألوسي في تفسيره على حساب علم الحيل والهندسة وترك بعض العلوم؟؟
لماذا ركز سيد قطب على النواحي السياسية والاجتماعية في ظلاله ولم يتطرق إلا مروراً على النواحي الفقهية والتعبدية؟؟
لماذا النسفي تفسيره يغلب عليه طابع النحو والتعقيد ولم ينزل الى مستوى البسطاء من الناس؟؟؟
آلاف الأسئلة أخي الكريم أستطيع أن أنسجها أنا وأنت بلا طائل.
أما إذا أردت إجابة شافية على إشباع مسألة الذبيح فلأنها ببساطة تخص عقيدة أخس أمة اليهود فيقولون أن الذبيح اسحق وليس اسماعيل. وإن هذه المسألة تستحق هذا الطرق الشديد لإفحام أبناء القردة والخنازير والرد على ادعاءاتهم. رغم أننا لا يحق لنا أن نطالب مؤلفاً أو عالماً لماذا فعل ذاك أو هذا. ولكن يحق لنا إن أخطأ العالم أن نرد عليه بإحسان ونحاججه بقوة الدليل. وبارك الله بك على غيرتك التي هي كما أظن وأجزم وراء كل هذه التساؤلات.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:25 م]ـ
[ QUOTE= فهد الوهبي;112211] أخي الشيخ الكريم محمد اليعربي وفقه الله ...
وإن كان هذا التخريج لا يعني عدم وجود الاختلاف بين كلام الإمام ابن كثير رحمه الله في الموضعين.
QUOTE]
أولا: أنا لست بالشيخ ولكن جزاك الله خيرا على ما ذكرت
ثانيا: وكان هدفي من هذا الموضوع هو هل في كلام ابن كثير المذكور سابقا تعارض أو لا؟
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:50 م]ـ
إن إسماعيل عليه السلام هو الذي أمر الله تعالى والده سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يذبحه وذلك بالرؤيا لأن رؤيا الأنبياء وحي من الله بخلاف غيرهم وليس الذبيح اسحاق كما قال بعضهم لأن اسحاق ولد بعد إسماعيل أي لما كان إسماعيل فتى وهذا ما يدل عليه سياق الآيات ومفهومها.
فقد كانت السيدة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام لم تكن تلد فلما أهدى الملك الجبار لإبراهيم جارية وهي هاجر ولدت له إسماعيل فتأثرت السيدة سارة لذلك وشكت أمرها إلى الله فأجابها الله تعالى وولد منها إسحاق عليه السلام؟ , يقول تعالى: {فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم} وهو إسماعيل عليه السلام {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} ثم قال جل وعلا: {وبشرناه باسحق نبياً من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} فلما قال {وبشرناه باسحق} دل على أن الذبيح ليس بإسحق.
ومن ناحية أخرى فقد قال تعالى: {ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة} وقال سبحانه: {وبشرناه باسحق ومن وراء اسحق يعقوب} أي أن اسحق سيلد يعقوب.ولو كان الذبيح إسحاق فكيف يبشره سبحانه بأنه سيلد له يعقوب ولم يكن له علم أن الله سيفدي ولده إسماعيل بذبح عظيم إذ أن الله تعالى لما أمر إبراهيم بذبح إسماعيل لم يكن إبراهيم يعلم أن الله سيفدي إسماعيل بذبح عظيم إذ أنه باشر ذلك وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ولو كان الذبيح إسحق فكيف يبشره الله تعالى بأن إسحق سيلد يعقوب؟؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:07 ص]ـ
أخي الكريم محمد اليعربي وفقه الله قمت بتعديل عنوان المشاركة بدلاً من العنوان السابق الذي هو: (رسالة استيضاح إلى صاحب المعالي ابن كثير!!!! رحمه الله) .. حتى يكون أدل على المقصود، وأليق بالإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:11 ص]ـ
جزى الله خيرا القائمين على الملتقى العلمي
مع أنه لم يظهر لي الفرق بين العنوان السابق والعنوان الحالي
إلا أني أقول سمعنا وأطعنا ورضينا
ولكم جزيل الشكر
(/)
عفوا، مصطلح السامية ليس وهما، ولا نظرية خرافية
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتحفني الأستاذ المشرف محمد العبادي بروابط موضوعات، خلاصتها: أن السامية فرضية خرافية
وقد كثر الكلام في موضوع السامية واللغات السامية، فأود أن أدلي بدلو صغير في هذا الموضوع، كونه اختصاصي أو قريبا منه
لكن لابد من مقدمة موجزة عن اليهود
إن اليهود يتمسكون بأي شيء يثبت لهم أصلا؛ لأن الملك البابلي (نبوخذ نصّر: بختنصر) جمعهم من أنحاء الدنيا، ونفاهم إلى بابل، وفعل بهم أفاعيل جعلتهم يترحمون على فرعون، وكان من نتائج هذا ويعرف بـ (السبي أو الأسر البابلي) أن قضي عليهم، واستأصلت شأفتهم، وبادت لغتهم وكان هذا عام 586 قبل الميلاد، وأما زعمهم أن (بابل) سميت هكذا لتبلبل الألسنة، فهراء. وكل من درس اللغات السامية يعرف أنها كلمة أكدية مركبة من (باب + إيل) ومعناها باب الله، وكانت بهذا الاسم قبل أن يخلق الله اليهود. على أنه منذ ذلك الحين انقرضت اللغة العبرية، وسيطرت اللغة الآرامية؛ حتى إن تفسير التوراة - الذي يسمى (الترجوم) مكتوب – في معظمه بالآرامية لا العبرية. حتى إذا جاء عام 70م قضى الامبراطور الروماني جستنيان على البقية الباقية منهم، وأحرق هيكلهم، ودمر بيت المقدس. ومنذ ذلك التاريخ اختفت السلالة العبرية، ومعها اللغة ولم يبق إلا شماطيط لقطاء في كل بلد ثلة، ولم تقم لهم قائمة، حتى جاء هتلر – ولا أدري يجوز الترحم عليه – وكان يريد استكمال مسيرة أجداده، لكن القدر لم يمهله وإنما أحرق منهم مئتين أو ثلاثمئة للأسف، فاخترعوا أكذوبة الهولوكوست، التي يذلون بها العالم، حتى إذا جاء وعد بلفور 1917 كان ما تعلمون.
ورغم الآلة الإعلامية الضخمة، فلم يستطيعوا أن يجدوا نقشا يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، سوى قصيدة (دبورا) وحتى هذه مشكوك في وثاقتها، وتاريخها.
ولذلك فمكانة اللغة العبرية اليوم في الحضيض، وأما الذين يدرسونها فيركزون على العبرية الحديثة، لغة الطباعة والصحافة، أما العبرية القديمة، فقد انقرضت مع الديناصورات.
وفي سبيل البحث عن الأصل المزعوم – طبعا لترسيخ اقدامهم في فلسطين والأراضي العربية – فإنهم بعد انتصار أمريكا وبريطانيا – صاحبة الوعد في الحرب العالمية الثانية، ركزوا جهودهم لتجميع ما يمكن من الآثار القديمة، وإن لم يمكن فتدميرها، وقد سجل التاريخ الحديث – سوى الآثار المصرية، التي سرقوها في فترة الاحتلال – جريمتين:
1 - في اليمن وفي عهد الإمام يحيى حميد الدين المتوفى 1949، جرت أكبر عملية ليس لتهريب الآثار بل لتصديرها؛ فقد استطاع السفير البريطاني أن - يقنعه بما أن أولئك الأقوام كفار - أن ما تركوه من آثار يعتبر أصناما في دين الإسلام، وأنتم قوم مسلمون فهاتوها لنا نحن الكفار، ووافق الإمام يحي؛ ولذا نجد في متحف لندن وحده ألفين وخمسمئة قطعة أثرية يمنية.
2 - حينما وقع الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، طلب الموساد أن يسمح له بالمشاركة بعدد رمزي من ضباط وجنود، تركزت مهمتهم الأساسية في سرقة ما يتيسر من آثار العراق، وما لم يستطيعوا - كالرقم الطينية - فقد صدرت الأوامر بتتبيره وتدميره، وهذا ما حدث.
ولنأخذ صورة مصغرة عن خطورة هذه الجريمة، فيكفي أن نعرف أن الكتابة اختراع عراقي، وأن أقدم الكتابات ظهرت هناك، وهذا العلم يسمى (المسماريات) ومادته عبارة عن (رقم طينية) ورقم جمع رقيم وهو لوح من الطين المطبوخ كان العراقيون يكتبون عليه وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} الكهف9، {كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} المطففين20 وكان العدد المعلن من هذه الرقم - قبل الاحتلال - يتجاوز ثلاثة ملايين رقيم مرقوم، وقد بلغ طولها خمسة أميال، وقد بقيت آلاف السنين محفوظة، حتى جاء اليهود فقصفوها بالمدافع والدبابات. وقد كتب بعض الكتاب الغربيين في ذلك.
ومن المؤكد أن تدميرهذه الرقم كان أحد أهداف ومكاسب احتلال العراق.
كانت هذه المقدمة لنعرف أهمية هذا الموضوع عند اليهود خاصة، والغرب عامة.
ولنأت الآن إلى اصل الموضوع
وقد لاحظت أن كلام الرافضين لهذه النظرية، وهذا المصطلح تركز في الاعتراضات التالية:
الاعتراض الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنها نظرية غربية استشراقية يهودية،، صاحبها المستشرق اللألماني اليهودي شلوتزر، وأنه أطلقها عام 1781.
والجواب: بل هي نظرية عربية إسلامية
وقد كان هذا الفهم السابق هو السائد والشائع لدى الدارسين، حتى قيض الله العلامة الدكتور/ رمضان عبدالتواب – رحمه الله – فأثبت في كتابه البديع (فصول في فقه العربية: 43 - ) – وهو متوفر على الشبكة – أنها نظرية عربية إسلامية، أول من قال بها الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى 175 هـ، فتضاف إلى اختراعاته واكتشافاته العبقرية، ونقل نقولات كثيرة من كتب التراث الإسلامي، وهاكم بعضها: " وكنعان بن سام بن نوح .. إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية" معجم العين للخليل 1/ 205، " إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي وإذا رام نغمة أهل القيروان ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي ومن الخراساني إذا رام نغمتها .. فممن تدبر العربية والعبرانية السريانية أيقن أن اختلافهما إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل. وإذ تيقنا ذلك فالسريانية أصل للعربية وللعبرانية معا والمستفيض أن أول من تكلم بهذه العربية إسماعيل عليه السلام فهي لغة ولده والعبرانية لغة إسحاق ولغة ولده، والسريانية بلا شك هي لغة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم بنقل الاستفاضة الموجبة لصحة العلم، فالسريانية أصل لهما" الإحكام في اصول الأحكام لابن حزم 1/ 30، "وكثيراً ما تتوافق اللغتان لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ وفي قواعد من التراكيب نحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية " البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 4/ 167.
على أن الواقع: أنهم لم يكن لهم معرفة بشيء منها، وكان أضعف اتصال لهم هو باليمنية القديمة التي سموها الحميرية، وخير دليل على ذلك، هو: قول شيخ العربية وأحد القراء السبعة – أبوعمرو بن العلاء – "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا"
فرجاء منذ الآن ..
من أراد أن يوجه نقدا فليوجهه إلى الأئمة الثلاثة: الخليل، وابن حزم، وأبي حيان.
فقد تبين أن هذه النظرية إنما هي من ضمن السرقات العلمية، التي سرقها الغرب في فترة النوم العربي. تماما كما سرق دوسوسير الفكر اللغوي من سيبويه، وابن جني، وعبدالقاهر الجرجاني.
فلنكف عن نسبة الفضل إلى ذلك اليهودي الأصلع المسكين، ولا تزعجوه بنظرية عظيمة كهذه؛ فهي كبيرة عليه وعلى أثلته، وهي شرف لا يدعيه.
الاعتراض الثاني:- أن هذه النظرية وردت في التوراة، وأن التوراة هي المصدر الأول للدراسات السامية.
والجواب: كان ماذا؟
وهل كل ما ورد في التوراة خطأ وغلط؟ إن التوراة - في الأصل – كلام الله، وفيها هدى ونور كما قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} المائدة44. هي نعم محرفة، ولكن ليس بنسبة 100%. ومع ذلك، فنحن لا نتخذها دليلا البتة، لكن إن وجدنا فيها ما يسعف الفكرة، أوردناه لا على سبيل الاستدلال، لكن الاستئناس، تماما كما يفعل المشايخ مع الحديث الضعيف. وأهميتها بالنسبة لنا تكمن في أنها نص قديم لا أكثر. وقيمتها لغوية لا تاريخية، حتى اليهود أنفسهم لا يقدسونها؛ لأنهم يعرفون أكثر منا أنها محرفة، وأن أكثرها ليس من كلام الله، ولكنه من كلام حاخامتهم وأحبارهم. على أن المعلومة إذا ثبت خطؤها – ولو وردت في التوراة – فهي خطأ، ومثال ذلك أن التوراة جعلت الفينيقيين من أبناء حام لا سام، وذلك لأهداف سياسية معروفة. ومع ذلك فلا أحد يقول بهذا الرأي، والفينيقيون ساميون ما في ذلك شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المصدر الأول للدراسات التاريخية والآثارية واللغوية، فهو النصوص المكتوبة. بالنسبة للعربية القرآن، وبالنسبة لغيرها من الساميات النقوش، التي سبقت الإسلام بآلاف السنين، والتي لا سبيل إلى التشكيك والطعن في ثبوتها – كما هو الشعر الجاهلي مثلا – وإنما تختلف وجهات النظر في قراءتها ودلالتها، أما وجودها فثابت وقطعي. على أن النتائج يمكن أن تتغير، تبعا للاكتشافات الجديدة، بل إننا لم نفرغ بعد من دراسة وتحليل ما نشر من نقوش، ولدينا منشورا في اليمنية القديمة – وحدها– أكثر من عشرين ألف نقش، سوى ما لم ينشر. بعضها يعود إلى ما قبل الميلاد بألف سنة، وهذه تفيد جدا في معرفة الأطوار التي مرت بها العربية.
الاعتراض الثالث: ليس للسامية الأم ملامح معروفة.
الجواب:
بعد مرور قرون على تأسيس علم اللغة الحديث، استقر رأي الباحثين اليوم على أن البحث في نشأة اللغة الإنسانية، بحث غير ذي جدوى، ويفتقر إلى الأدلة العلمية؛ ولذا فإن البحث فيه، هو خارج الإطار اللغوي، يقترب من علوم أخرى سوى اللغة: كعلوم النفس، والاجتماع، والفلسفة .. بل إنه يعد تجديفا في الغيبيات، وما وراء الطبيعة Metaphysics، خاصة (نظرية الإلهام والتوقيف) [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) ولذا؛ فقد قررت الجمعية اللغوية في باريس: عدم مناقشة هذا الموضوع نهائيا، أو قبول أي بحث فيه [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) وكل ما نستطيع تقريره هنا: هو أن آدم عليه السلام تكلم، وعلى هذا فلا صحة للنظريات التي تزعم أن الإنسان الأول كان أبكم، وإنما كان يتحدث بلغة الإشارة، هذا أمر يتفق عليه أصحاب الديانات السماوية الثلاث، فقد جاءت إشارات إلى ذلك في التوراة والإنجيل، أما في التنزيل العزيز فيكفينا قوله {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} البقرة31. غير أن الدرس السامي اليوم قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك -وبالأدلة النقشية التي لا سبيل إلى ردها، بعكس شواهد اللغويين والنحاة القدامى – أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية (ومنها العربية الفصحى واليمنية القديمة) تبلغ المئات، بل إن الدكتور حازم كمال الدين قد تجاوز بعددها الألف كلمة مشتركة [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). تلك الألفاظ – فيما يقرر الباحثون - هي أول ما لفت نظر اللغويين، ما حداهم إلى افتراض وجود لغة أم مشتركة، اصطلحوا عليها باسم (السامية الأم: Prorosemitic) وهم – كما يقول الدكتور رمضان عبدالتواب - مدركون أنها لا تخرج عن كونها افتراضا قابلا للتعديل في أي وقت [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4) وإذا كانت السامية الأم مجهولة، فإن الصورة ليست بالقتامة التي يصورها نولدكه إذ يقول "وإننا نريد أن نوجه سؤالا لمن يظن أن إعادة البناء الكامل للغة السامية الأم – ولو بالتقريب – أمر ممكن، والسؤال هو: هل يستطيع أحسن العارفين باللهجات الرومانية كلها، أن يعيد بناء الأصل القديم لهذه اللهجات – وهو اللغة اللاتينية – لو فرض أنها غير معروفة الآن؟ " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) فإن مقارنة السامية الأم باللاتينية فيه قدر غير قليل من مجانبة الصواب؛ فإن السامية الأم قديمة قدم التاريخ، تعود أقدم نقوشها – كما يزعم المستشرقون أنفسهم – إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أما اللاتينية فلا يتجاوز عمرها ربع تلك الفترة، ولذا فإن تصور السامية الأم أسهل بكثير من اللاتينية، لاسيما مع الكتاب المحفوظ الذي سفينة نوح عليه السلام بعد الطوفان، أم غيرها، فإنها ولاشك أقدم لغة عرفتها البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت برزت في القرن الماضي نظرية اصطلح عليها بـ (الأصول الثنائية للغات السامية) وكان من القائلين بها الأب مرمرجي الدومنكي، حتى إنه ألف - في سبيل إثباتها، واستعراض بعض شواهدها – كتابه (المعجمية العربية على ضوء الثنائية والألسنية السامية) ويبدو أنه استقاها من ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة) ومهما وصفت بالمبالغات، فإن المقارنات السامية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية، يغلب عليها أن تكون ثنائية تتكون من حرفين، بل إنه يوجد ألفاظ أحادية لا تزيد على حرف واحد، ولكن الغالب عليها – وليست العربية استثناء من ذلك – أن تكون ثلاثية، وإن كان العلماء القدامى يرون أن الثلاثي أقل أصول الاسم [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)، وأما تلك الألفاظ فتتمثل في:
1 - أعضاء جسم الإنسان: يد – عين – راس – كف – (أف: أنف) – دم – رجل – سن.
2 - أفراد الأسرة: أب – أم – أخ – خال – عم.
3 - ظواهر كونية: ماء – سماء - شمس- يم – ليل – بر.
4 - وظائف: رب – بعل – ملك – (إيل: إله).
5 - أسماء أيام الأسبوع.
6 - أسماء العدد.
7 - أسماء حيوانات: شاء – كلب – جمل – ثور – ذئب.
8 - أسماء أطعمة وأشربة: لبن – لحم.
9 - الضمائر بنوعيها المتصلة والمنفصلة.
وغيرها مما يصطلح عليها اللغويون بـ (الحقول الدلالية)، مما لا يمكن معه احتمال الصدفة، أو الاتفاق، وإنما يؤكد كل ما سبق ويقطع بالأصل الواحد، وإنما أصابها - في حال الاختلاف - تطور لغوي معين: صوتي كالإبدال، وتخفيف الهمز، أو صرفي كإدغام النون، أو نحوي، دلالي. فإن (حكيم – أنثى – حصان – أنف) في العربية يقابلها في العبرية مثلا (حاخام – إشا – سوس – أف) والسياسة التي نعرفها اليوم، هي متطورة من سياسة الخيل، والحصان في العبرية (سوس) وهكذا سائر اللغات السامية.
الاعتراض الرابع: الموطن الأول للساميين
أظنك تسلم معي أن قوم نوح كانوا سكان الجزيرة، وعلى هذا فطوفان نوح عليه السلام - كما يحكي القرآن
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} الصافات77 - أغرق أحد شيئين:
1 - الأرض كلها، وهذا احتمال.
2 - الجزيرة فقط، وهو الاحتمال الأقوى، والجزيرة قديما يعني اليمن والخليج.
وإذا كنتم تظنون أن عهد نوح عليه السلام قريب، فإليكم هذه المعلومة:
وجدت - في اليمن - مومياوات يعود تاريخها - كما يقول المتخصصون - إلى ثلاثمئة ألف سنة، وهذا معناه أن أقدم سلالة بشرية على الإطلاق - إنما ظهرت في اليمن
فاليمن ليست فقط أصل العرب، بل هي أصل البشرية جمعاء
وإليكم هذه النكتة: فبعد أن نشر التقرير الخاص بالمومياوات اليمنية، جن جنون اليهود، وكان من حسن حظهم أنه نشر بالألمانية التي لا يعرفها من غير الألمان إلا قليل. ولو أنه نشر بالإنجليزية لكانت القاضية. ومع ذلك فقد تمكنوا من الضغط على البعثة الأثرية، حتى بادرت للاعتذار في عدد تال خاص من تلك المجلة، بعوى أنه خطأ مطبعي، وتم مصادرة العدد الذي نشرت فيه المعلومة؛ ولم يعد له وجود فانقرض حتى من المكتبات العامة والخاصة. والحقيقة أنه لم يكن خطأ مطبعيا فقد كتب بالحروف لا الأرقام .. وهذه المعلومة من السرية بحيث لا يستطيع أحد إثباتها، ومعهم كل الحق الجماعة لم يجدوا لهم تاريخا قبل ألفين إلى ثلاثة آلاف سنة، وأنت تقول لي ثلاثمئة ألف. خلونا على الثلاثين نعمة ورضا
ومن المؤكد أن قوم نوح من اليمن؛ بأدلة، منها: أسماء آلهتهم؛ فإن (نسر - ود) وردا اسما لصنم في مئات النقوش السامية اليمنية وغيرها. و (يعوق – يغوث) جاءا على وزن الفعل المضارع، وكل لغوي يعرف أن هذا الوزن خاص باليمنية القديمة، لا يوجد في غيرها. وإن وجد فبتأثير يمني، كما هي مدينة (تنوخ) في سوريا التي يرجع إليها أبوالعلاء المعري. وأما. واليمن كانت - على مدى التاريخ - منطقة طرد لا منطقة جذب. وذلك لأن الأمطار فيها شحيحة، وإن هطلت فموسمية، وليس فيها أنهار كمصر والشام والعراق. خاصة أنها كزمزم لا تنضب، فقد قال رسول الله صل1 "النيل والفرات ينبعان من الجنة" أما اليمن فقد كانت منطقة جفاف وقحط وجدب؛ ولذلك فقد اخترع اليمنيون السدود؛ فالسد اختراع يمني مسجل، أما في سائر بلاد العرب، فلم يكن لها حاجة، وبسبب هذا القحط والجدب، كانت الهجرات من اليمن إلى العراق ومصر وسوريا وفلسطين - وحتى إفريقيا السوداء - طلبا للكلأ والمرعى، فمن هنا الأصل اللغوي الواحد.
فاستقرت هناك حضارات يعود أصلها جميعا إلى اليمن، ولغاتها جميعا إنما هي لهجات من اللغة الأم التي كان يتكلمها قوم نوح، ولك أن تسميها ما شئت
فإن كان لك اعتراض على (السامية) فقد سبقك كثيرون: فالباحثون الذين يرفضون التسمية فقط لهم مصطلحات بديلة، منها: (الجزرية) نسبة إلى الجزيرة، و (العروبية) و (العاربة) لكن الأصل الواحد متفق عليه
ولم ينكره أحد، أما الخلاف في التسمية فوارد، ولذا قال علماؤنا قديما "لا مشاحة في الاصطلاح"
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) الأساس في فقه اللغة العربية وأرومتها: 33
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) المدخل إلى علم اللغة، د. رمضان عبدالتواب: 109
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) في كتابه (معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية)
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) أصوات اللغة العربية، دراسة مقارنة باللغات السامية د. رمضان عبدالتواب
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) اللغات السامية لنولدكه: 11
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) ينظر مثلا المقتضب للمبرد 3/ 320
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:04 م]ـ
هذا الموضوع رد على موضوعين عرضا في الملتقى سابقا، وهما:
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3736)
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3741)
وأرجو أن يتاح لمن شارك فيهما النظر في هذا الموضوع من أجل الخروج بفائدة للجميع.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:16 م]ـ
للتذكير
(/)
ما القول الصحيح
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[23 Jul 2010, 08:58 م]ـ
السلام عليكم
ما القول الصحيح
في قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه)
فمن لا يعلم يفهم معنى العلم هنا خطأ، فجاوبوني بالله عليكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:34 م]ـ
المُرادُ بالعلمِ هُنا العلمُ الذي ينبني عليه الثوابُ والعِقابُ وهذا من أبلغِ ما تقومُ به الحجة , وإلا فعلمُ الله السابقُ لا يتجدَّدُ لإحاطتهِ بكل ما كان ومالم يكن.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:41 م]ـ
أورد الطبري ذلك الإشكال وذكر فيه عدة أجوبة رجح منها أن المقصود ظهور علم الله لرسله وأوليائه
قال الطبري رحمه الله (فإن قال لنا قائل: أوَ مَا كان الله عالمًا بمن يتَّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، إلا بعد اتباع المتّبع، وانقلاب المنقلب على عقبيه، حتى قال: ما فعلنا الذي فعلنا من تحويل القبلة إلا لنعلم المتّبعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من المنقلب على عقبيه؟
قيل: إن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قَبل كونها، وليس قوله:"وما جعلنا القبلةَ التي كنتَ عليها إلا لنعلمَ من يتَّبع الرسول ممن يَنقلب على عَقبيه" يخبر [عن] أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجُوده.
فإن قال: فما معنى ذلك؟
قيل له: أما معناه عندنا، فإنه: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رَسولي وحزبي وأوليائي مَنْ يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه:"إلا لنعلم"، ومعناه: ليعلمَ رَسولي وأوليائي. إذْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولياؤهُ من حزبه، وكان من شَأن العرب إضافة ما فعلته أتباعُ الرئيس إلى الرئيس، ومَا فعل بهم إليه، نحو قولهم:"فتح عُمر بن الخطاب سَوادَ العراق، وجَبى خَرَاجها"، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سببٍ كان منه في ذلك. وكالذي رُوي في نظيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله جل ثناؤه: مَرضْتُ فلم يَعدني عَبدي، واستقرضته فلم يقرضني، وشتمني ولم يَنبغِ له أن يُشتمني.
2206 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا خالد، عن محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.
2207 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
فأضاف تعالى ذكره الاستقراض والعيادة إلى نفسه، وقد كان ذلك بغيره، إذ كان ذلك عن سببه.
وقد حكي عن العرب سماعًا:"أجوع في غَيْر بَطني، وأعرى في غير ظهْري"، بمعنى: جُوعَ أهله وعياله وعُرْيَ ظهورهم،
فكذلك قوله:"إلا لنعلم"، بمعنى: يعلم أوليائي وحزبي. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:51 م]ـ
قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في تفسير كلمة لنعلم في هذه الآية: معنى" لِنَعْلَمَ" لنرى. والعرب تضع العلم مكان الرؤية، والرؤية مكان العلم، كقوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ «3» " بمعنى ألم تعلم. وقيل: المعنى إلا لتعلموا أننا نعلم، فإن المنافقين كانوا في شك من علم الله تعالى بالأشياء قبل كونها. وقيل: المعنى لنميز أهل اليقين من أهل الشك، حكاه ابن فورك، وأن معناه علم المعاينة الذي يوجب الجزاء، وهو سبحانه عالم الغيب والشهادة، علم ما يكون قبل أن يكون، تختلف الأحوال على المعلومات وعلمه لا يختلف بل يتعلق بالكل تعلقا واحدا. وهكذا كل ما ورد في الكتاب من هذا المعنى من قوله تعالى:" وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ «1» "،"أو قولهوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ «2» "أو قوله: ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا
قال القرطبي: والآية جواب لقريش في قولهم:" ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها" وكانت قريش تألف الكعبة، فأراد الله عز وجل أن يمتحنهم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه. والله تعالى أعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:12 م]ـ
ضعف الطبري تفسير العلم بالرؤية وأورد شواهد ذلك
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:52 م]ـ
سبق طرح هذه المسألة في هذا الملتقى. وأشعر أن المسألة أبسط من هذا، بل أشعر أن الإشكال أحياناً ينتج عن قول المفسر.
العلم بالشيء يكون: علم به قبل حصوله، ثم علم به عند حصوله، والكلام في هذه الآية ومثيلاتها عن العلم بالشيء عند حصوله، فأين الإشكال؟!
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:18 ص]ـ
المُرادُ بالعلمِ هُنا العلمُ الذي ينبني عليه الثوابُ والعِقابُ وهذا من أبلغِ ما تقومُ به الحجة , وإلا فعلمُ الله السابقُ لا يتجدَّدُ لإحاطتهِ بكل ما كان ومالم يكن.
هل يمكن أن توضح لي أكثر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:19 ص]ـ
العلم بالشيء يكون: علم به قبل حصوله، ثم علم به عند حصوله، والكلام في هذه الآية ومثيلاتها عن العلم بالشيء عند حصوله، فأين الإشكال؟!
هل عندك شاهد من كلام العرب على ذلك؟
ليت ذلك!
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:49 م]ـ
الأخ الكريم فهر
العلم معروف في لغة العرب، وطلبك هذا يُشعر بأن الرسالة لم تصلك.
هناك علم غيب يتعلق بأمور لم تحصل بعد، مثل الرؤيا الصادقة التي تجعلنا نعلم الشيء قبل حصوله، ومثله في القرآن رؤيا الملك التي عبّرها يوسف عليه السلام قبل وقوعها. ومثلها في السنة أن سراقة سيلبس سوار كسرى.
وهناك عالم شهادة نعلم حصوله ووقوعه؛ فالصحابة رضوان الله عليهم علموا أن سراقة سيلبس سوار كسرى وهذا علم غيب، ثم علموا أنه قد لبسه، وهذا علم شهادة.
أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:11 م]ـ
الأخ الكريم فهر
العلم معروف في لغة العرب، وطلبك هذا يُشعر بأن الرسالة لم تصلك.
هناك علم غيب يتعلق بأمور لم تحصل بعد، مثل الرؤيا الصادقة التي تجعلنا نعلم الشيء قبل حصوله، ومثله في القرآن رؤيا الملك التي عبّرها يوسف عليه السلام قبل وقوعها. ومثلها في السنة أن سراقة سيلبس سوار كسرى.
وهناك عالم شهادة نعلم حصوله ووقوعه؛ فالصحابة رضوان الله عليهم علموا أن سراقة سيلبس سوار كسرى وهذا علم غيب، ثم علموا أنه قد لبسه، وهذا علم شهادة.
أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.
جزاك الله خيرا أخي الكريم، فإن ما كان يدور بداخلي:هل العرب تعرف ذلك؟ وهل هناك شاهد من كلامهم على أنهم يعرفون ذلك؟ وأظنك قد أوضحت لي المسألة، فبارك الله لك في الدنيا والآخرة، ولكن لي طلب بسيط هل تحفظ شيئا من كلام العرب وشعرهم يؤيد ما ذهبت إليه؟
ومعذرة لأني أثقلت عليك ولكن أرجو أن نتشبه بالصحابة: (أشداء على الكفار رحماء بينهم)
والسلام عليكم
(/)
(1) (النبي سليمان ورسوله الهدهد والملكة بلقيس) القصة كما فهمتها!!!
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:15 م]ـ
هذه القصة مع أنها وردت في القرآن مرة واحدة إلا أنها حوت الكثير من القضايا والحكم والفوائد وقد اختلفت فيها آراء المفسرين والمؤرخين والقصاص لذا أحببت أن اذكر ما بان لي من أمرها راجيا من الله التوفيق والسداد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.
وإليكم الجزء الأول من القصة:
كان سليمان عليه السلام مستوطنا أرض بيت المقدس وقد سخر الله له الجن والإنس والطير يقومون على خدمته وتنفيذ أوامره وفي يوم من الأيام غادر الهدهد أرض المقدس متوجها إلى جنوب الجزيرة العربية إلى أرض اليمن - أما عن سبب ذهابه فلم يظهر لي ذلك - وقد كانت مغادرته قبل فجر أحد الأيام ووصل إلى أرض اليمن مع طلوع شمس ذلك اليوم فرأى أهل سبأ يسجدون للشمس من دون الله ورأى قصر بلقيس وعرشها وما يحويه وفي ذلك الوقت وهو بعد طلوع الشمس جلس سليمان عليه السلام في مجلس القضاء الذي كان من عادته الجلوس له فتفقد جماعة الطير فلم ير الهدهد من بينهم فسأل عنه وعلم أنه غير موجود فتوعده بالعذاب الشديد أو بالذبح إلا أن يأتيه بحجة أباحت له التخلف عنه ورجع الهدهد من أرض اليمن بعد أن أحاط علما بأمرها وأمر تلك المملكة الكافرة وحاكمتها بلقيس و حضر لدى سليمان فأخبره بما رأى عندها أمره سليمان بحمل كتابه وتسليمه إليهم فاستجاب الهدهد وحمل الكتاب متوجها إلى أرض اليمن وألقاه بين يدي بلقيس ففتحته فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين) –أما عن سبب رغبة سليمان في حضور أهل سبإ أرض المقدس فلم يتبين لي - عندها جمعت بلقيس كبار قوادها ومستشاريها وألقت إليهم أمر الكتاب فرفضوا الانقياد والاستسلام لما فيه وآثروا القتال إلا أن بلقيس لم يرق لها أمر القتال متذرعة بما يؤول إليه من دمار وخراب وهلاك للمال والنفس والثمرات ورغبت في المسالمة وقررت الرد على الكتاب بهدية علها أن تجنب نفسها وقومها عواقب حرب غير متكافئة وسلمت الهدية إلى الهدهد فحملها وتوجه بها إلى سليمان فلما رآها رفضها بشدة لأنها كانت في الحقيقة رشوة وإن سمتها ملكة سبأ هدية – وهذه صورة من صور تسمية الأشياء بغير اسمها – وأمره سليمان بإعادتها فرجع الهدهد إلى ملكة سبإ حاملا معه هديتها فلما رأتها علمت أن سليمان كشف حيلتها فاستسلمت لأمر سليمان وهمت بالذهاب إليه مع قومها فغادر الهدهد أرض اليمن وأخبر سليمان بقدومها فقال (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) .....
يتبع إن شاء الله
مما سبق يتبين ما يلي:
- أن الهدهد قام بست رحلات بين الشام واليمن
- أن هذا الجزء من القصة حصل في يوم واحد ما بين طلوع الشمس إلى قبيل ارتفاعها لكبد السماء
هذا ما ظهر لي والله أعلم بمراده
فما رأي الأعضاء بما تم طرحه أرجو الإضافة والتعقيب بشكل علمي واضح
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Jul 2010, 04:54 م]ـ
كلام جميل ولكنه يحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر فهناك مسافات مطوية في القصة منها:
الوقت الذي استغرقه الهدهد في رحلته إلى اليمن والعودة
هل علمت الملكة بأمر الهدهد أم أنها لا تدري كيف وصل إليها الكتاب
من الذي حمل هدية الملكة إلى سليمان عليه السلام وكم استغرق من الوقت
(/)
التفسير ومحاكاة الواقع ... لماذا لا؟؟؟
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:18 م]ـ
حقيقة مما ينزع الدمع من المآقي ويحرق القلب ما نجده اليوم من بعض الشيوخ الذين حبسوا انفسهم داخل كتب ووأوراق كتب الحواشي ونظم المنظومات ... ولكنه لا يخرج من مكتبته أو من الكهف المظلم الذي وقع فيه ... لا زال متعلقا بالنقولات دون تنزيلها على واقعها ولا مرعاة الأحداث الراهنة بالأمة والقتل والتشريد ثم الآتين إلى حكمنا على دبابة أجيرة ... ثم تقسم دولتنا إلى دويلات ... والفساد المنتشر الذي لا يمثله إلا قول الحكيم الجليل -عز عن المثيل-: (((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ))) والشيخ لا زال لم يخرج من دائرته التي رسمها لنفسه لم يرفع للعلياء رأسه وكأن السلف عنده ما كانوا إلا بعض الدراويش أو المتحذلقين ورحم الله الغزالي عندما لخص كثير من مقاصدي بقوله: (فأدلة الطريق هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وقد شغر منهم الزمان ولم يبق إلا المترسمون وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان واستغواهم الطغيان وأصبح كل واحد بعاجل حظه مشغوفا فصار يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا حتى ظل علم الدين مندرسا ومنار الهدى في أقطار الأرض منطمسا ولقد خيلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حكومة تستعين به القضاة على فصل الخصام عند تهاوش الطغام أو جدل يتدرع به طالب المباهاة إلى الغلبة والإفحام أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام إذ لم يروا ما سوى هذه الثلاثة مصيدة للحرام وشبكة للحطام)
وإنا لله وإنا إليه راجعون مما زاد على هذا أهل زماننا والقرآن فيه آيات تقطع الأكباد ولا يلتفت إليها جمع من المفسرينالمعاصرين ولا يعلمون ان أي مصنع يصنع شيئا لا يرتضي إلى كتيب التوضيح (الكتلوج) الذي وضعه ليكون هو المسير لآلته وفي فطر الناس يقولون لك لا شك أنه الخير المحض لأنها الشركة الصانعة ... أفيكون كتاب اللهالذي خلقنا ووضع منهجا لإصلاح حياتنا وجعل كل حكم غير حكمه حكم جاهلية لا يصلح ان يكون مسيرا لواقع الحياة؟؟؟ فطالما ان كتاب الله هو الحكم فهل من مشكلة في العصر واجهتنا أكبر من هذه؟؟؟ وأين المفسر الذي يبني كلامه وفقا لواقعه وقضايا امته بلا مغالاة ويكون وارثا لنبوة حقيقة معلما ومزكيا ومرشدا؟؟؟ وأين التفسير الذي يبني للأمة ولصرحها؟؟؟
وقد بلينا فيمن يفصل لناس جديدا من الدين يتلاءم مقاسه مع النمر الامريكية أو الليبرالية أو الديمقراطية ويعطي على ذلك القواطع الشرعية ويأتينا بإسلام جديد غير دين رب البرية ..
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:23 ص]ـ
عجيب أن لا يقوم أحد من الإخوة برد أو نقد أو نقض أو ابتكار حلول لجعل التفسير واقعيا ودخوله في واقع الحياة ... ولصياغة الشخصية الإسلامية
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:25 ص]ـ
لعل الذي ينقص كثير منا تذوق القرآن لتنزيله على واقعه وينقصنا ان نعيش مع القرآن وكما قال سيد-رحمه الله-: (
الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. والحمد لله .. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
لقد عشت أسمع الله - الله - يتحدث إلي بهذا القرآن .. أنا العبد القليل الصغير .. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟
وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال .. وأعجب .. ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود .. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني .. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب .. وأسأل .. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء؟
وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله .. ثم أنظر .. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها. وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم؟ يا حسرة على العباد!!!
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود .. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه .. إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها .. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود. كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال .. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح؟
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد .. إنه إنسان بنفخة من روح الله: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: وإذ قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة .. ومسخر له كل ما في الأرض: وسخر لكم ما في الأرض جميعا .. ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله .. فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله .. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج! ..
والمؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم: نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد .. عليهم الصلاة والسلام .. وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون .. هذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن - مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد. ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد .. موقف واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم .. وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد.)
كم حري بنا تأمل هذا الكلام وان لا يغيب عنا،ودراسة القرآن من خلاله والإحساس هو الأساس فمن لا يوجد عنده محل قابل كيف للقرآن أن يبزغ فيه ويشع نوره؟؟؟ فلا بد أن يتفرغ من الأضداد والأنداد وكما قال ابن عطاء الله: (كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآتهِ، أم كيف يرحلإلى الله وهو مكبَّلٌ بشهواتهِ، أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم يتطهَّر من جنابةِ غفلاته، أم كيف يرجو أن يفهمدقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته)
وبتفرغه مما سبق وبمعيشته تحت القرآن وتفيئه في ظلاله يرجى ان يوجد عنا ذلك التفسير المنشود الذي يستنهض العزائم ويحرك الوجدان ويقلب الكون على صيغة القرآن.
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:21 ص]ـ
الحقيقة انه من الجميل ان نجد لهذا الموضوع قراء ولكن الأجمل منه لو كتب اهل الإختاص الطرق العملية لتفسير عصري وتنزيل النصوص على وقائعها والكيفية والأسلوب الصياغي والأمثلة على ذلك وكيفية معالجة الآيات ... وواحد مثلي بضاعته مزجاة يكتب وليس في كلامه خطأ فيعقب عليه وهو يكتب في أمر مهم كهذا فعلى الأقل شيئا من التسديد والإرشاد فنريد كتاباتكم وأقلامكم لانني احب ان ادل على وجه القراءة التي تلمحك الواقع وطريقة تأديتها وأسلوبها وأريد سماع شتا وجهات النظر في هذا السياق .. أفلا يستحق الموضوع هذا؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 03:39 ص]ـ
جميل كلامك اخي الحبيب .... عندي سؤال من اي البلاد انت؟ لان العبيد عشيرة من عشائر العراق المعروفة.
وهذا الكلام ... وعشت في ظلال القران ........ وعشت في ظلال القران ...... هل هذا كلامك ام كلام السيدرحمه الله.
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:47 ص]ـ
شكرا أخي لك ونفع الله بك وجزيت خيرا أما الذي اعلمه أننا والعبيديون الذين عندكم ومن هم في الأقطار العربية يرجع كلنا نسبنا إلى القحطانيين ولكن أصلي من فلسطين ومن بلد هناك موسومة بالجهاد تدعى جنين، وانا من سكان الأردن،وأما الكلام وعشت في ظلال القرآن فواضح انه من كلام سيد لأنه تحت التنصيص فتأمل أخي بارك الله فيك.
(/)
ملف عدد مجلة نصوص معاصرة: الدراسات القرآنية، إشكالية الوحي والمعضلات التفسيرية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:40 م]ـ
"نصوص معاصرة"، مجلة فصلية تعنى بالفكر الديني المعاصر. وقد تم تخصيص العددين الخامس عشر والسادس عشر (صيف و خريف 2008 م، 1429هـ) للملف التالي:
"الدراسات القرآنية، إشكالية الوحي والمعضلات التفسيرية /1/"
وفي العدد، بعض البحوث المثيرة للانتباه، منها مقال نقدي لآراء د. فهد الرومي في نقد التفاسير الشيعية.
وقد حاولت رفع العدد في المرفقات (بصيغتي PDF و DOC). ويبدو أن هناك مشكلة تقنية. وهنا رابط التحميل على الإنترنت:
نسخة pdf (http://www.nosos.net/main/images/nosos/pdf/Nosos15-16.pdf)
نسخة doc (http://www.nosos.net/main/images/nosos/word/%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5%20%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B 5%D8%B1%D8%A9%2015-16%20%D9%80%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%91 %D9%8E%D9%84.doc)
وهنا فهرس الموضوعات:
1 - كلام الله ... كلام محمد
حوار مع د. عبدالكريم سروش ترجمة: حسن مطر الهاشمي .. 11
2 - بنية الوحي وحقيقة القرآن، حوار هام بين د. سروش والشيخ جعفر السبحاني
إعداد وتنظيم: محمد تقي فاضل ترجمة: السيد حسن علي مطر الهاشمي .. 16
3 - القرآن والوحي، دراسة فلسفية ودينية، نقد نظرية سروش
الشيخ حسين علي المنتظري ترجمة: السيد حسن مطر. 81
4 - الوحي، مفهومه وحدوده، مناقشة لانحرافات سروش
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ترجمة: حسن مطر. 97
5 - نظرية وحيانية ألفاظ القرآن الكريم، أدلّة وبراهين
د. إبراهيم كلانتري .. 102
6 - نظرية بشرية الوحي والقرآن، فكرة بوذية مرفوضة
أ. حميد رضا مظاهري يتربي ترجمة: السيد حسن الهاشمي .. 115
7 - بشرية القرآن، تهمة لم يشهدها التاريخ!!
د. يحيى يثربي ترجمة: حسن مطر الهاشمي .. 119
8 - سروش لم يعد مصلحاً دينياً
الشيخ علي رضا قائمي نيا ترجمة: السيد حسن علي مطر. 121
9 - شطحيات سروش، هل كفر سروش أم أخطأ؟
أ. محمد نصر الأصفهاني ترجمة: السيد حسن مطر. 126
10 - معاجز الأنبياء ليست ذوقاً شعرياً!!
الشيخ حسين نوري الهمداني ترجمة: حسن مطر. 150
11 - الإنزال والتنزيل في القرآن، نقد نظريات التعدّد
د. محمد علي مهدوي راد. 152
12 - كيفية نزول القرآن الكريم، دراسة قرآنية تاريخية
د. محمد كاظم شاكر. 172
13 - مصحف الإمام علي حقيقته ومحتواه، نقد نظرية الترتيب النزولي
د. الشيخ محمد علي مهدوي راد ترجمة: عقيل البندر. 193
14 - أسلوب المجاز في بلاغة الخطاب القرآني: مبادئ، أفكار، ونظريات
د. حسين شريف عسكري .. 213
15 - كيف نقرأ التفسير الشيعي؟، قراءة نقدية لمقولات فهد الرومي
د. فتح الله نجارزادگان .. 238
دراسات:
16 - فلسفة ختم النبوة عند الشهيد مطهري، دراسة نقدية
الشيخ مسعود إمامي ترجمة: علي آل دهر الجزائري .. 255
17 - مفهوم الإدارة الإسلامية، مقاربة في المنظور الفلسفي
د. علي نقي أميري 282
18 - التحجّر الديني المعاصر، مطالعة في أصوله ومناهجه وخلفياته
أ. مهدي رحماني ترجمة: عقيل البندر. 311
19 - مبادئ التربية والتعليم، دراسة في الحقل الديني
د. حسين خنيفر، د. السيد محمد مقيمي .. 326
20 - القيم الدينية في شعر مفدّي زكريا
أ. د. محمد علي آذرشب .. 346
21 - حركة الترجمة بين الحيادية وتدخلّ المترجم
أ. أحمد خيري، د. علي رضا محمد رضايي .. 364
22 - الأساليب التربوية لحماية الشباب من الانحراف الجنسي
د. علي نقي فقيهي .. 380
23 - المهدوية في القرآن الكريم، دراسة في النصوص والاحتمالات
د. محمد رسول آهنگران .. 403
قراءات:
24 - فقهيات التفاسير المعاصرة، قراءة في تفسير الشهيد مصطفى الخميني &
الشيخ محمد رحماني ترجمة: صالح البدراوي 423
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:58 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا أحمد على هذه الإفادة، ويظهر أن هيئة تحرير المجلة من الطائفة الشيعية.
وقد أفردت بحث (كيف نقرأ التفسير الشيعي في نقد مقولات الدكتور فهد الرومي) في ملف مرفق. وأرسلته لبريد الدكتور فهد الرومي طلباً للاطلاع والنقاش حوله إن شاء، ويمكن التواصل مع الباحث من خلال بريد المجلة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:00 م]ـ
نعم: وهذا لا يخفى عليك .. فالمجلة لبنانية مشهورة يشرف عليها حيدر حب الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:06 م]ـ
آه: لا تقل يا د. عبد الرحمن أن رفع الملف لم يعمل تقنيا لأن المحتوى كان شيعيا، وأن نظام الموقع يستطيع التمييز آليا بين ما هو شيعي وما هو سنّي .. http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:21 م]ـ
آه: لا تقل يا د. عبد الرحمن أن رفع الملف لم يعمل تقنيا لأن المحتوى كان شيعيا، وأن نظام الموقع يستطيع التمييز آليا بين ما هو شيعي وما هو سنّي .. http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
يُمكن http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
حاولتُ رفعَه في المرفقات ولم أَنْجح فعلاً كما تفضلتم.
فقمتُ برفعه على السيرفر حتى لا نفقده مستقبلاً، وهذه روابطه في حال توقفت الروابط التي وضعتموها لأي سبب.
- نسخة PDF (http://www.tafsir.net/Bookstorge/Nosos.rar)
- نسخة Word (http://tafsir.net/Bookstorge/nososs.rar)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأشتر]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:04 ص]ـ
يمكن تحميل الكتاب الذي تناقشه المقالات العشر الأولى من موقع المترجم على هذا الرابط:
http://wjdan.org/download.php?action=list&cat_id=6
والسلام عليكم
ـ[بركات رياض]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ووفقكم، وتقبل منكم صالح أعمالكم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 Jul 2010, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
بالنسبة لردهم على الدكتور فهد الرومي فهو رد عاطفي كلامي لا يستند الى المنهج العلمي.
وما ذكره د. فهد هو أمر معروف في تفاسير الشيعة , فمن ألف منهم في تفسير الآيات على طريقة المسلمين الذين يؤمنون بنقل القران بشكل صحيح وأنه هداية للناس إنما ألف ليبين مذهب الإمامية , فتجده يذكر أقوال المفسرين من أهل السنة خصوصا ثم ينحرف مباشرة لذكر قول الإمامية وينسبه لأهل البيت ويرجحه بلا دليل إلا أصلهم الذي يعتمدون عليه بعصمة أهل البيت وأقوالهم ,مع أن أقوالهم منقولة بطريقة أخبار الآحاد التي يرفضونها في أصولهم!!!!!!
والطبطبائي مثل الحلي ,أراد تزين مذهب الإمامية بالتغطية على أقوالهم الفاسدة , وإظهار مذهبهم بطريقة تقبل التسويق عند كساد بضاعتهم التي طغى عليها الهوى.
بالنسبة للمجلة فالغريب أنها أعطت كاتبا منحرفا أكثر من حقه. وهذا للأسف معروف سواء بقصد أم بغير قصد كما فعلوا بسليمان رشدي النكرة الذي أصبح كنار على علم ,وما يقوله الكاتب هو غمتداد لفكر متأصل عند الشيعة له أصوله عندهم وهي:
- خلق القران
- القول بالتحريف بأشكله ,أنه محرف المحتوى ,محرف الترتيب , وأنه بما لا يفهمه إلا المعصوم عندهم
- أن الوحي لم ينقطع ولا ينقطع أبدا.
- وجود كتب للوحي للأئمة كمصحف فاطمة والكتب المقدسة عندهم حتى زعم بعض الجهال منهم أن نهج البلاغة وحي.
- عدم إهتمام علماء الإمامية بالقران وهذا بإعتراف أكابرهم.
ما جاء في كتاب سروش هو إمتداد للإنحراف العقائدي الذي أدى لظهور فرق كالقاديانية والبهائية من رحم الإثني عشرية وهي أمور يتوقع حدوثها مرارا وتكرارا مع وجود عقائد تعتمد على عدم انقطاع الوحي والطعن في أصل الرسالة التي هي القران.
نعوذ بالله من الضلال.
(/)
ما مشروعك في رمضان (اللهم بلغنا رمضان) ... سجل تجربتك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:01 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
ففي كل مرَّةٍ يقترب فيها رمضان، تشتاق القلوب، وتنبعث روائح الإيمان، فيعقد كل مسلم الآمال، في العبادة، والقراءة، والكتابة، وإن كان الكثير يفضل الانقطاع للعبادة ...
وقد أحببت فتح هذا الموضوع، لنقل الخبرات والتجارب، بمناسبة قرب رمضان، نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يرزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يحب ويرضى ...
وأقصد أن يتكرم كل قارئ للموضوع من الإخوة والأخوات بأن يذكر لنا تجربة سابقة مختصرة له مع شهر الخير والبركة، كأن يذكر لنا كيف رتب جدوله مع القرآن، أو قراءة كتاب ويا حبذا أن يذكره، أو نشاط دعوي أو علمي أو غيره، باختصار، ويا حبذا أن يذكر نماذج لتلك التجربة، كبعض ما كَتَبَ أو قرأ وشبه ذلك ...
والمقصود من ذلك أن نستفيد جميعاً من هذه التجارب، وأنا موقن بأن لدى الإخوة الكثير الكثير من التجارب مع الرمضانات الماضية، وسوف أذكر أنواع هذه التجارب من باب ضرب المثال لا الحصر، وأفتح المجال للإخوة الكرام ليتحفونا بما عندهم ...
= من التجارب:
1 - تجربتي مع تلاوة القرآن وحفظه.
2 - تجربتي مع قراءة كتاب علمي.
3 - تجربتي مع التدريس والتعليم.
4 - تجربتي مع بر الوالدين.
5 - تجربتي مع هداية صديق ودعوته.
6 - تجربتي مع التدبر والتأمل.
7 - تجربتي مع بحثٍ علمي.
8 - تجربتي مع مشروع تطوعي.
9 - تجربتي مع الأبناء والزوجة.
10 - تجربتي الإقلاع عن سلوك خاطئ.
11 - تجربتي مع الصلاة والقيام والتراويح.
12 - تجربتي مع الانترنت.
وأفتح المجال للإخوة الكرام لتسجيل تجاربهم التي سنستفيد منها بإذن الله تعالى ...
(من سيكون الأول فله هدية متواضعة)
السبت 12/ 8 / 1431هـ
ـ[محب القراءات]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:35 ص]ـ
أحسنت يا أبامبارك فكرة جيدة.
وأقترح أن تبدأ أنت بذكر تجربة لك, وأنت بلا شك لديك الكثير مما يستفاد منه, ولعلنا ننظر في إعطائك هدية متواضعة.
أو تعتبر هذه أول مشاركة وتعطيني الهدية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:44 ص]ـ
أحسنت يا أبامبارك فكرة جيدة.
وأقترح أن تبدأ أنت بذكر تجربة لك, وأنت بلا شك لديك الكثير مما يستفاد منه, ولعلنا ننظر في إعطائك هدية متواضعة.
أو تعتبر هذه أول مشاركة وتعطيني الهدية
أشكرك أبا أسامة على تأييد الفكرة، والهدية أبشر بها، ولكن لا تزال هدية أول مشاركة قائمة حتى الآن، وأما تجربتي فستكون ضمن المشاركات وإن كانت أقل بكثير في ظني مما سيذكره الإخوة ...
ـ[شعلة]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 Jul 2010, 02:43 ص]ـ
مشروع العمر (المتواضع جدا جدا جدا مقارنة بغيره من مشاريع الأعمار) سأنشره قبل رمضان بيوم أو يومين إن شاء الله و هو حصيلةُ أكثر من عام و نصف من العمل المتواصل و قد أعلنتُ عنه في موضوع [التعريف بأعضاء ملتقى أهل التفسير] و يبدو أن الموضوع حذف لأني لم أجده!
و لأنه مفاجأة فلا أستطيع التعريف به و على هذا أكون لا أستحق هديتك و إن قبلتَ أن تؤخرني إلى أجل مسمى حتى ترى الموضوع لعله يعجبك فأفوز بالهدية فذلك حسن (ابتسامة)
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 Jul 2010, 03:12 ص]ـ
وأقصد أن يتكرم كل قارئ للموضوع من الإخوة والأخوات بأن يذكر لنا تجربة سابقة مختصرة له مع شهر الخير والبركة،
عفوا لم أنتبه لهذا الشرط ..
لكن العنوان: ما مشروعك في رمضان (اللهم بلغنا رمضان) سجل تجربتك ..
فظننتُك تعني رمضان القادم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Jul 2010, 10:41 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل فهد على فتح هذا الموضوع لتبادل التجارب وإن كان لكل واحد منا خصوصيته وظروفه التي قد تعيقه عن تطبيق برنامجه الذي وضعه لنفسه.
في نظري المشروع الأفضل للدخول على رمضان وخلال رمضان سيبدأ بصدق النية وإخلاصها والتوكل على الله بأن يوفقني لأن أعمّر أوقاتي بما يرضي الله تعالى عني فإذا صدقت النية سيأتي التيسير من الله تعالى ببركة ظاهرة جلية في الوقت والعمر والصحة والنشاط.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصل في مشروعي أن يكون رمضان مختلفاً عن أي شهر كان ومجرد استشعار أن رمضان هو الشهر الذي اصطفاه الله تعالى من بين أشهر العام لينزل القرآن الكريم فيه هذا بحد ذاته يوحي باستقبال هذا الشهر باستعداد إيماني متميز وبمحاولة للتعرض لنفحاته والإفادة منها قدر الممكن.
- قبل دخول رمضان أوزع بعض الكتيبات المفيدة في أحكام الصيام أو الأذكار أو غيره على الجيران والأصدقاء بنية أن تكون صدقة جارية لوالدي رحمه الله تعالى.
- توزيع التمر على الأصدقاء والجيران بنيّة تفطير صائم إذا كانت أول طعامهم إن شاء الله
- التعامل مع القرآن الكريم: يكون بقرآءة القرآن في كل الأوقات، صلاة ركعتين قبل كل صلاة وقرآءة ما شاء الله من القرآن بانتظار الصلاة ثم الصلاة ثم قرآءة جزء أو أكثر بعد الصلاة، هذا للقرآءة العادية حتى نحصّل أجر "ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
ثم قرآءة القرآن في أحد كتب التفسير الميسرة والحرص على قرآءة تفسير جزء كامل لمعرفة المعاني العامة للآيات وغريب الألفاظ فيها ويُختار لهذه القرآءة وقت محدد وشخصياً أختاره بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس احتساباً لأجر العمرة كما ورد في الحديث.
ولترسيخ معاني هذا الجزء أنصح بمتابعة برنامج التفسير المباشر على قناة دليل لأنهم يتوقفون عند جزء يومياً فتعم الفائدة وأنصح بأخذ ملاحظات من البرنامج وتدوينها على بطاقات وسنحصل في نهاية الشهر على معلومات قيمة نافعة تصلح لمقال أو بحث فيما بعد.
كما أحرص على أن تكون قرآءتي في كل المصاحف التي عندي فبعض المصاحف أهديت إليّ من صديقة أو من أحد الأهل فأقرأ فيها بنية أن يكون للمُهدِي أجرٌ معي في القرآءة إن شاء الله.
- ساعات اليوم أحرص على أن تكون مفيدة نافعة فالنوم إن لم يقل أقل في رمضان عن باقي الأيام فلن نستشعر قيمته ولذة الطاعة فيه، ويبدأ اليوم من الضحى وينتهي بعد صلاة التراويح بقليل ثم قيلولة لسويعات ثم قيام ليل منذ الليلة الأولى إلى ما بعد شروق الشمس. فرمضان ليس شهر النوم بالنهار والأكل في الليل للتعويض! هو شهر الصيام لذا يجب أن يكون طعامنا أقل فيه وإلا لن نسمو بأرواحنا إلى الأعلى فيكفينا باقي ايام العام الذي نهبط فيها بأجسادنا إلى عالم المادة. إن لم نعود أرواحنا وأنفسنا على الارتقاء في هذا الشهر فسيسيطر علينا عالم الماديات وما فيه من شهوات.
التلفزيون والانترنت: الحرص على اختيار بضعة برامج قرآنية محددة نستفيد منها وتكون متابعتنا لها بنية حضور مجالس العلم وتدارس القرآن. وكذلك الانترنت إن كان لا بد منه أحرص على أن إرسال رسالة دعوية يومية أو نشر محاضرة نافعة أو دعاء أو تذكير بسنة نبوية فتكون من باب التصدق بالوقت والعلم ونفع المسلمين.
- التحلي بأخلاق الصائمين ومحاولة ضبط النفس واستشعار أن هذا الشهر شهر رقي الأخلاق والسمو بالنفس البشرية لذا فما يجب أن نتحمله في هذا الشهر عليه أن يكون أكثر مما نتحمله في سائر الأيام ولو تعودنا مثل هذا الصبر والخلق الحسن فسيكون ديدناً في باقي أيام العام وشهوره.
- الصيام علاقة بيني وبين خالقي ولن أسمح لأحد أن يعكر صفو هذه العلاقة ولا أن يسيء إليها وهذا يستلزم حضور الذهن والقلب في كل حركة وسكنة والإحساس بمراقبة الله تعالى في كل لحظة كفيل بأن يقوم اعوجاج النفس ومحاولتها التفلت واتباع الهوى.
- إخلاص الدعاء عند الفطر لكل المسلمين عاصيهم قبل مؤمنهم بنية الحصول على أجر الدعاء بظهر الغيب لإخواننا وأخواتنا.
لكن المهم قبل كل هذا إخلاص النية، إخلاص النية، إخلاص النية، والله تعالى يعلم ما تخفي الصدور مطلع على دواخلنا وهو سبحانه الذي ييسر لنا تطبيق هذه المشروعات بفضله وكرمه ومنّه والأهم أن نكون على يقين أنه ما كنا لنهتدي لعمل صالح إلا بتوفيق الله تعالى وهدايته لنا.
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان وجعلنا من المستحقين إعتاق رقابنا من النار فيه من أول ليلة إن شاء الله بصدق النية وإخلاص العمل.
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2010, 11:27 ص]ـ
فكرة موفقة يا أبا مبارك بارك الله فيك.
رأيت رسالتك فأتيت مسرعاً لأكتب تجربتي، ولكن بعد أن ذهبت الهدية للمشاركة المتميزة رقم 7 فسأكتب تجربتي لاحقاً بإذن الله.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[25 Jul 2010, 12:30 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
ففي كل مرَّةٍ يقترب فيها رمضان، تشتاق القلوب، وتنبعث روائح الإيمان، فيعقد كل مسلم الآمال، في العبادة، والقراءة، والكتابة، وإن كان الكثير يفضل الانقطاع للعبادة ...
وقد أحببت فتح هذا الموضوع، لنقل الخبرات والتجارب، بمناسبة قرب رمضان، نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه، وأن يرزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يحب ويرضى ...
وأقصد أن يتكرم كل قارئ للموضوع من الإخوة والأخوات بأن يذكر لنا تجربة سابقة مختصرة له مع شهر الخير والبركة، كأن يذكر لنا كيف رتب جدوله مع القرآن، أو قراءة كتاب ويا حبذا أن يذكره، أو نشاط دعوي أو علمي أو غيره، باختصار، ويا حبذا أن يذكر نماذج لتلك التجربة، كبعض ما كَتَبَ أو قرأ وشبه ذلك ...
والمقصود من ذلك أن نستفيد جميعاً من هذه التجارب، وأنا موقن بأن لدى الإخوة الكثير الكثير من التجارب مع الرمضانات الماضية، وسوف أذكر أنواع هذه التجارب من باب ضرب المثال لا الحصر، وأفتح المجال للإخوة الكرام ليتحفونا بما عندهم ...
= من التجارب:
1 - تجربتي مع تلاوة القرآن وحفظه.
2 - تجربتي مع قراءة كتاب علمي.
3 - تجربتي مع التدريس والتعليم.
4 - تجربتي مع بر الوالدين.
5 - تجربتي مع هداية صديق ودعوته.
6 - تجربتي مع التدبر والتأمل.
7 - تجربتي مع بحثٍ علمي.
8 - تجربتي مع مشروع تطوعي.
9 - تجربتي مع الأبناء والزوجة.
10 - تجربتي الإقلاع عن سلوك خاطئ.
11 - تجربتي مع الصلاة والقيام والتراويح.
12 - تجربتي مع الانترنت.
وأفتح المجال للإخوة الكرام لتسجيل تجاربهم التي سنستفيد منها بإذن الله تعالى ...
(من سيكون الأول فله هدية متواضعة)
السبت 12/ 8 / 1431هـ
جزاكم الله خيراً،،،
سبقتمونا بطرح فكرة الموضوع كتب الله لنا ولكم الأجر والثواب،،،
ومضة
{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين26
فجر الأمة،،،
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Jul 2010, 12:33 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فكرة موفقة ورائعة لشحذ الهمة، واخذ النفس نحو المعالي
وتجربتي عنونت له بـ: (ثلاثون ليلة مع أبي محمد)
فمن أبو محمد؟
هذا ما ستعرفه في صبيحة يوم العيد بعد تمام الثلاثين إن شاء الله هدية وعيديَّة للملتقى المبارك
اللهم بلغنا رمضان
وافتح لنا فيه كل خير
وتقبل منا
واعتق رقابنا ووالدينا فيه من النيران
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:53 م]ـ
أولا: أسدي شكري البالغ لأخي الفاضل د. فهد الوهبي على طرح هذا الموضوع الحيوي بالنسبة لملتقى أهل التفسير، أهل القرآن، أهل رمضان، إذ كان السلف يخصونه بكتاب الله قراءة وتدبرا وقياما، فحري أن تكون للملتقى معه وقفة.
ثانيا: لا تجربة عندي أذكرها، غير أني أذكِّر نفسي وأحبابي جميعا بأن رمضان شهرٌ جعله الله تعالى محطةً يمر بها المسلم كل عام، ليكون فرصة يتزود بها لباقي العام، كساها تعالى برحمته، إذ أغلق أبواب النار وفتح أبواب الجنة، وضاعف فيها الأجور الخيرات والبركات، ليزداد طمع المسلم فيه، فيزكي نفسه، ويغسلها من أدرانها، ويحول مسارها إن كانت قد انحرفت أو تمادت في طريق الخطأ.
فاستشعار المسلم لهذا الأمر يعينه على تحديد همه وأهدافه التي ينبغي أن يحققها خلال هذا الشهر الكريم.
فهو أولا: يسعى لتخلية نفسه وتنقيتها مما كان علق بها من أوضار المعصية، وظلمات الغفلة، وسهام الشتات بين هموم الدنيا وحطامها.
ثم هو ثانيا: يسعى لتزكية هذه النفس وملئها بمعاني الإيمان، ونور القرآن، والتعلق بالله ذي الجلال والإكرام والقرب منه.
فبهذين الأمرين يضع المسلم خطته وتصوره عما ينبغي أن تكون عليه حاله في هذا الشهر الكريم، فيسعى لإغلاق أبواب المشغلات والتخفف منها قدر المستطاع ولو كانت من المباحات، ثم يعزم على عدد من الأعمال الصالحة، ويرتب لها الأوقات، ويهيئ لها الأسباب.
إنها مائدة الله أيها الأحباب، وهديته للعالمين، فلْيشمِّر المشمرون، وليتسابق المتسابقون، وهنيئا لمن رزق الإخلاص وهدي لحسن العمل، ونال أعظم الجوائز.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي تجربة استفدت منها درسا مهما، وهي، أنا باختصار طلبة العلم في كل عام وقبل رمضان نفكر هل نترك طلب العلم ليكون الوقت للعبادة من صلاة وقراءة، أم نستمر، وفي سنة قررت أن أطلب العلم في رمضان لكن فقط فيما يخص القرآن، وفعلا وفقت في ذلك على قدر الطاقة والاستطاعة، فرأيت ليلة القدر لأول مرة في حياتي في الرؤيا، والعام الذي بعده تركت طلب العلم فلم أرى ليلة القدر، فأنصح الطلبة بالاستمرار في طلب العلم قدر الاستطاعة، والله أعلم.
ـ[سهى أحمد]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:10 ص]ـ
اولاً اللهم بلغنا شهر رمضان وبلغنا فضل ليلة القدر والعتق من النار
أشكرك دكتوري الفاضل على هذه الفكرة الأكثر من رائعه
ساعرض تجربتي البسيطة .. أنا دائما قبل رمضان بيومين أشتري لوح فلين كبير وأضعه في المنزل
ويوميا أضع مواضيع عن رمضان كل يوم اضع ايه وتفسيرها اضع حديث نبوي ليس الكل يعرفه
واضع شرحه .. طرق التوبه في رمضان .. بجانب ركن يومي كنت أضع فيه أسئله رمضانية كل يوم سؤال عن جزء بالقران وسؤال
عن سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وسؤال عن الصحابه رضوان الله عليهم .. كنت أجد الأهل يتسابقون للبحث عن الاجابه
غير ذلك كنت اعمل صندوق بسيط للتبرعات بالمنزل وكل 3 أيام كنت أخرج الصدقات .. الحمدلله يارب لي على هذا العمل قرابه
7 سنوات .. ولكن كل عام أطور هذه الفكرة .. هيا فكرة متواضعه .. ولكن صدقني تجعل جو روحاني بالمنزل .. الكل يسارع بقراءة المواضيع والفائدة .. من لديه فكرة لتطوير مشروعي هذا سأكون شاكرة .. أسال الله لي ولكم الأجر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعامر]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:50 ص]ـ
في رمضان 1413 وقد كنت طالبا بالجامعة الاسلامية عزمت على قراءة كتاب في التفسير يعين على التدبر وفهم المعاني وكان نصيب كل ليلة جزء من التفسير حتى أسير مع القراءة في الحرم وكانت من أفضل السنوات من حيث قراء الحرم: الحذيفي مع الأخضر، والثبيتي مع محمد أيوب وكان الأخير هو الأمتع بالنسبة لي.
كانت الفكرة في تلك الأيام وأنا طالب علم - ولازلت - مفيدة ولها آثار حميدة علي وكان رفيقي - ولايزال - كتاب التسهيل لابن جزي وما فارقته منذ ذلك الحين وأنا أنظر فيه وأدون وقد كتبت فيه بحثا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 Jul 2010, 12:01 م]ـ
تجربتي التي لا أنساها في رمضان، أنني عقدت العزم على التسجيل في إحدى الدور النسائية؛ لحفظ جزء من القرآن، وكان وقت الحلقة بعد صلاة التراويح ومدتها ساعة ونصف تقريبا وهي في العشرين الأولى من الشهر فقط دون الأخيرة، وقد أتممت مع الأخوات حفظ الجزء عدا سورة واحدة، وهو الجزء السابع والعشرون، والسورة التي لم ندرك حفظها معا هي سورة الحديد،والرسالة التي أريد إيصالها هو أنه لم يثبت حفظي السابق لبعض سور القرآن كهذا الجزء، ووالله إنني أتعجب كثيرا كلما ذكرت قصر المدة، لكنها بركة القرآن لما اجتمعت مع بركة رمضان كان نتاجها مختلفا، ومن العجيب أنني حفظت سورة الحديد بعد انتهاء رمضان غير أنها كغيرها تتفلّت مني كثيرا.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jul 2010, 12:49 م]ـ
تجربتي التي لا أنساها في رمضان، أنني عقدت العزم على التسجيل في إحدى الدور النسائية؛ لحفظ جزء من القرآن، وكان وقت الحلقة بعد صلاة التراويح ومدتها ساعة ونصف تقريبا وهي في العشرين الأولى من الشهر فقط دون الأخيرة، وقد أتممت مع الأخوات حفظ الجزء عدا سورة واحدة، وهو الجزء السابع والعشرون، والسورة التي لم ندرك حفظها معا هي سورة الحديد،والرسالة التي أريد إيصالها هو أنه لم يثبت حفظي السابق لبعض سور القرآن كهذا الجزء، ووالله إنني أتعجب كثيرا كلما ذكرت قصر المدة، لكنها بركة القرآن لما اجتمعت مع بركة رمضان كان نتاجها مختلفا، ومن العجيب أنني حفظت سورة الحديد بعد انتهاء رمضان غير أنها كغيرها تتفلّت مني كثيرا.
تجربة رائعة أختي قطرة مسك جزاك الله خيرا كثيرا على طرحها فهي مفيدة ومسك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Jul 2010, 01:09 م]ـ
هل جربت ختمة غريب القرآن؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=112597#post112597)
ـ[شاهر عبد العزيز]ــــــــ[26 Jul 2010, 06:06 م]ـ
المهم أولاً , ثم أولاً, ثم أولاً الأسرة ويجب على كل أخ أن يجعل بيته رمضاني الهيئة والمضمون
ـ[وليد أحمد عبد الغني]ــــــــ[26 Jul 2010, 06:41 م]ـ
ما أجمل أن تعلم من لا يحسن قراءة القرآن، بل وتدعو القريب والبعيد بذلك وما أجمل أن تبدأ بأهل بيتك
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[26 Jul 2010, 11:17 م]ـ
شكر الله لك يا د / فهد حسن صنيعك هذا وطرح فكرتك هذه، ومما لا شك فيه أن النفس تتحمس وتعلو همتها قبل بلوغ شهر رمضان والعبرة بالاستمرار وعدم الفتور أسأل الله لي ولجميع المسلمين الإعانة ومما جربته خلال عقد من الزمان:
أولاً: مراجعة الجزء الذي سيقرأه الإمام في التراويح (خاص للمساجد التي تختم كامل القرآن الكريم) مراجعة جيدة ومتقنة بحيث يحفظ ويقرأ ويردد هذا الجزء بعد الصلوات الأربع الفجر والظهر والعصر والمغرب والخامسة سراً في الصدر مع الإمام وبهذا تكون قد قرأت الجزء خمس مرات من مرات التكرار لبعض الآيات أو الصفحات وتكون قد ختمت خمس ختمات بإتقان ومراجعه وتدبر، لا تلك الختمات التي يهذ فيه كلام الله كهذ الشعر فأسأل الله القبول.
ثانياً: حصة الزوجة والأولاد مهمة جداً، أما الزوجة بالتشجيع والتحفيز وتفريغ الوقت لها وعدم إشغالها بالاستكثار من أصناف الطعام وجعلها تختم القرآن عدة مرات ومتابعتها في ذلك بكل لطف وتوجيه كما أسلفت، وأهم وقت تُفَرّغ فيه قبيل الإفطار للدعاء.
وأما الأولاد فبمتابعتهم فيما حفظوه (المراجعه) المستمرة والدرس الجديد لمواصلة الحفظ، لأن بعض حلقات التحفيظ تتوقف في رمضان، فلا نترك أوقاتهم كلها فارغة وحصتهم غالباً ما تكون منتصف العصر أو بعد صلاة التراويح. والله أعلم
ـ[سارونا النور]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم ثبتنا واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ـ[أبو منصور]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:14 ص]ـ
بارك الله فيكم موضوع متميز
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفكرة الإبداعية وهذا التفاعل الإيجابي.
أما أنا فتتلخص تجربتي في:
* التنسيق مع أهل الخير والإحسان لتجهيز المساجد بما تحتاجه من أدوات صوتية أو أفرشة أو ...
* توزيع الطلبة القراء على مساجد المدينة بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بالمسجد والإمام.
* اعداد قبلي للمراجع المعتمدة في إعدادي لدروس الوعظ.
* إعداد جدولة زمنية لساعات اليوم والليلة وأنشطتها. وهذا ما يشكل لي أزمة نفسية حيث لا أتمكن في غالب الأوقات من تحقيق الأهداف المسطرة.
* تخصيص ميزانية من أجل استضافة أهل العلم والفضل في وجبات بالبيت ولو قليلة. وإهداء بعض المبالغ المالية للطلبة الذين استعنا بهم في التراويح.
وبعض الأعمال التي لا أراها ذات أهمية بالغة تذكر
*
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:11 م]ـ
تجربتي المتواضعة:
أني أكتب دعاء صحيح مثل دعاء القنوت ثم أوضح غريبه ثم أقوال العلماء في فضله
ثم أرسله بالجوال لأقاربي وصديقاتي طبعا بشكل شبه يومي طوال الشهر الكريم واحيانا معه مقطع صوتي لدعاء احد القراء
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Jul 2010, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا.
وأظن أن مصحف القيام، والذي يساعد على التدبر، وعلى ختم القرآن بسرعة. سيكون مفيدا جدا، وجزى الله خيرا الشخصية التي أهدتني إياه. وجعلتني أدرك فائدته.
ويمكن الحصول عليه في النت، لكن بغير ألوان، والكتاب أفضل لمن استطاع الحصول عليه، والله أعلم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20296
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:34 ص]ـ
مما راق لي من الأعمال في هذا الشهر المبارك، مافعله إمام مسجدنا - حفظه الله - فقد أوكل لأحدهم أمر المسابقة الرمضانية اليومية، فقام بجمع أسئلة المسابقة. سؤال من كل جزء، وجمع في المقابل درراً من أقوال الإمام ابن القيّم رحمه الله، وجعلها في بطاقات صغيرة، أبدع في تصميمها وإخراجها أيما إبداع، كل بطاقة تحمل سؤالا وفائدة، واختار للمسابقة اسما بديعا (قيّميّات) نسبة للدرر القيّمية.
ـ[شعاع]ــــــــ[28 Jul 2010, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع ...
لي تجربتان:
الأولى: خاصة بالصغار،فقد لاحظت أن في شهر رمضان ينشغل الصغار بالقنوات والمسابقات،ففكرت في عمل مسابقة سنوية لأبناء عائلتي من الإبتدائي وحتى المرحلة الثانوية بنات وأولاد بأن أطرح عليهم سورة معينة كل مرحلة بحسب الفئة العمرية وأترك لهم المجال لحفظها طوال شهر رمضان والتسميع ثاني أيام العيد ومن كان حفظه متقنا أعطيته عيدية " مبلغ من المال "
وقد أعجبتهم الفكرة رغم أنها مكلفة نوعا ما لي خاصة أن عدد الحفاظ تبارك الله يتزايد سنويا حبا في الحصول على العيدية القيمة.
تجربتي الثانية: خاصة بالقواعد من النساء في عائلتي ومن يحيط بنا ومعهن الخادمات،وخاصة أنه يصعب على كل منهن الذهاب للمسجد لصلاة التراويح وصلاة التهجد، لذلك طلبت مني والدتي لكونها كبيرة في السن أن أصلي فيها الصلوات كلها التراويح والتهجد وقتها ترددت وكنت أخجل من القراءة فبدأت بالصلاة بأمي فقط بعدها صليت بوالدتي وخالتي وهكذا حتى صرت أصلي بعدد لابأس فيه من النساء والخادمات في بيتنا،وصار لي الآن الأربع سنوات وها أنا أدخل العام الخامس ... اللهم بلغنا رمضان.
أكرر شكري لكم على هذا الموضوع ... وفقكم الله
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 03:10 م]ـ
تجارب رائعة ونافعة وقيمة بارك الله بالجميع ووفقنا لما يحب ويرضى وبلّغنا رمضان وثبتنا على طاعته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:24 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل فهد على فتح هذا الموضوع لتبادل التجارب وإن كان لكل واحد منا خصوصيته وظروفه التي قد تعيقه عن تطبيق برنامجه الذي وضعه لنفسه.
في نظري المشروع الأفضل للدخول على رمضان وخلال رمضان سيبدأ بصدق النية وإخلاصها والتوكل على الله بأن يوفقني لأن أعمّر أوقاتي بما يرضي الله تعالى عني فإذا صدقت النية سيأتي التيسير من الله تعالى ببركة ظاهرة جلية في الوقت والعمر والصحة والنشاط.
الأصل في مشروعي أن يكون رمضان مختلفاً عن أي شهر كان ومجرد استشعار أن رمضان هو الشهر الذي اصطفاه الله تعالى من بين أشهر العام لينزل القرآن الكريم فيه هذا بحد ذاته يوحي باستقبال هذا الشهر باستعداد إيماني متميز وبمحاولة للتعرض لنفحاته والإفادة منها قدر الممكن.
- قبل دخول رمضان أوزع بعض الكتيبات المفيدة في أحكام الصيام أو الأذكار أو غيره على الجيران والأصدقاء بنية أن تكون صدقة جارية لوالدي رحمه الله تعالى.
- توزيع التمر على الأصدقاء والجيران بنيّة تفطير صائم إذا كانت أول طعامهم إن شاء الله
- التعامل مع القرآن الكريم: يكون بقرآءة القرآن في كل الأوقات، صلاة ركعتين قبل كل صلاة وقرآءة ما شاء الله من القرآن بانتظار الصلاة ثم الصلاة ثم قرآءة جزء أو أكثر بعد الصلاة، هذا للقرآءة العادية حتى نحصّل أجر "ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قرآءة القرآن في أحد كتب التفسير الميسرة والحرص على قرآءة تفسير جزء كامل لمعرفة المعاني العامة للآيات وغريب الألفاظ فيها ويُختار لهذه القرآءة وقت محدد وشخصياً أختاره بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس احتساباً لأجر العمرة كما ورد في الحديث.
ولترسيخ معاني هذا الجزء أنصح بمتابعة برنامج التفسير المباشر على قناة دليل لأنهم يتوقفون عند جزء يومياً فتعم الفائدة وأنصح بأخذ ملاحظات من البرنامج وتدوينها على بطاقات وسنحصل في نهاية الشهر على معلومات قيمة نافعة تصلح لمقال أو بحث فيما بعد.
كما أحرص على أن تكون قرآءتي في كل المصاحف التي عندي فبعض المصاحف أهديت إليّ من صديقة أو من أحد الأهل فأقرأ فيها بنية أن يكون للمُهدِي أجرٌ معي في القرآءة إن شاء الله.
- ساعات اليوم أحرص على أن تكون مفيدة نافعة فالنوم إن لم يقل أقل في رمضان عن باقي الأيام فلن نستشعر قيمته ولذة الطاعة فيه، ويبدأ اليوم من الضحى وينتهي بعد صلاة التراويح بقليل ثم قيلولة لسويعات ثم قيام ليل منذ الليلة الأولى إلى ما بعد شروق الشمس. فرمضان ليس شهر النوم بالنهار والأكل في الليل للتعويض! هو شهر الصيام لذا يجب أن يكون طعامنا أقل فيه وإلا لن نسمو بأرواحنا إلى الأعلى فيكفينا باقي ايام العام الذي نهبط فيها بأجسادنا إلى عالم المادة. إن لم نعود أرواحنا وأنفسنا على الارتقاء في هذا الشهر فسيسيطر علينا عالم الماديات وما فيه من شهوات.
التلفزيون والانترنت: الحرص على اختيار بضعة برامج قرآنية محددة نستفيد منها وتكون متابعتنا لها بنية حضور مجالس العلم وتدارس القرآن. وكذلك الانترنت إن كان لا بد منه أحرص على أن إرسال رسالة دعوية يومية أو نشر محاضرة نافعة أو دعاء أو تذكير بسنة نبوية فتكون من باب التصدق بالوقت والعلم ونفع المسلمين.
- التحلي بأخلاق الصائمين ومحاولة ضبط النفس واستشعار أن هذا الشهر شهر رقي الأخلاق والسمو بالنفس البشرية لذا فما يجب أن نتحمله في هذا الشهر عليه أن يكون أكثر مما نتحمله في سائر الأيام ولو تعودنا مثل هذا الصبر والخلق الحسن فسيكون ديدناً في باقي أيام العام وشهوره.
- الصيام علاقة بيني وبين خالقي ولن أسمح لأحد أن يعكر صفو هذه العلاقة ولا أن يسيء إليها وهذا يستلزم حضور الذهن والقلب في كل حركة وسكنة والإحساس بمراقبة الله تعالى في كل لحظة كفيل بأن يقوم اعوجاج النفس ومحاولتها التفلت واتباع الهوى.
- إخلاص الدعاء عند الفطر لكل المسلمين عاصيهم قبل مؤمنهم بنية الحصول على أجر الدعاء بظهر الغيب لإخواننا وأخواتنا.
لكن المهم قبل كل هذا إخلاص النية، إخلاص النية، إخلاص النية، والله تعالى يعلم ما تخفي الصدور مطلع على دواخلنا وهو سبحانه الذي ييسر لنا تطبيق هذه المشروعات بفضله وكرمه ومنّه والأهم أن نكون على يقين أنه ما كنا لنهتدي لعمل صالح إلا بتوفيق الله تعالى وهدايته لنا.
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان وجعلنا من المستحقين إعتاق رقابنا من النار فيه من أول ليلة إن شاء الله بصدق النية وإخلاص العمل.
والحمد لله رب العالمين
أشكرك أختي الفاضلة الدكتورة سمر الأرناؤوط على هذه المشاريع المتعددة الاجتماعية والعلمية والتربوية، والتي يظهر فيها التركيز على نفع النفس الناس مع إخلاص النية لله تعالى، وقد حزت على جائزة أولى المشاركات وسأرسل على البريد تفاصيل الجائزة .. وفقك الله وسددك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:26 م]ـ
مشروع العمر (المتواضع جدا جدا جدا مقارنة بغيره من مشاريع الأعمار) سأنشره قبل رمضان بيوم أو يومين إن شاء الله و هو حصيلةُ أكثر من عام و نصف من العمل المتواصل و قد أعلنتُ عنه في موضوع [التعريف بأعضاء ملتقى أهل التفسير] و يبدو أن الموضوع حذف لأني لم أجده!
و لأنه مفاجأة فلا أستطيع التعريف به و على هذا أكون لا أستحق هديتك و إن قبلتَ أن تؤخرني إلى أجل مسمى حتى ترى الموضوع لعله يعجبك فأفوز بالهدية فذلك حسن (ابتسامة)
بارك الله فيكم و نفع بكم.
مرحباً بك أخي الكريم طه عبد الرحمن ...
وبانتظار تفاصيل مشروعك الذي شوقتنا إليه، وبالنسبة للموضوع (عرفنا بنفسك) فهو موجود ولم يحذف وهو موجود على الرابط الآتي:
عرِّفنا بنفسك (التعريف بأعضاء ملتقى أهل التفسير) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19447)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:27 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فكرة موفقة ورائعة لشحذ الهمة، واخذ النفس نحو المعالي
وتجربتي عنونت له بـ: (ثلاثون ليلة مع أبي محمد)
فمن أبو محمد؟
هذا ما ستعرفه في صبيحة يوم العيد بعد تمام الثلاثين إن شاء الله هدية وعيديَّة للملتقى المبارك
اللهم بلغنا رمضان
وافتح لنا فيه كل خير
وتقبل منا
واعتق رقابنا ووالدينا فيه من النيران
مرحباً بالشيخ أبي العالية ...
وبانتظار أبي محمد صبيحة يوم العيد إن أمدَّ الله في العمر ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاهر عبد العزيز]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:29 م]ـ
من أمتع التجارب التي وجدتها مفيدة في حياتي الرمضانية وسواها أيضاًأن يجعل الداعية من اسرته الحلقة الأساسية لطلبة العلم وأن يبذل معظم استطاعته ووقته في تعليمها وتزكيتها مع الإخلاص وهذا من أكثر الأعمال فائدة لنا ايها الإخوة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:30 م]ـ
أولا: أسدي شكري البالغ لأخي الفاضل د. فهد الوهبي على طرح هذا الموضوع الحيوي بالنسبة لملتقى أهل التفسير، أهل القرآن، أهل رمضان، إذ كان السلف يخصونه بكتاب الله قراءة وتدبرا وقياما، فحري أن تكون للملتقى معه وقفة.
ثانيا: لا تجربة عندي أذكرها، غير أني أذكِّر نفسي وأحبابي جميعا بأن رمضان شهرٌ جعله الله تعالى محطةً يمر بها المسلم كل عام، ليكون فرصة يتزود بها لباقي العام، كساها تعالى برحمته، إذ أغلق أبواب النار وفتح أبواب الجنة، وضاعف فيها الأجور الخيرات والبركات، ليزداد طمع المسلم فيه، فيزكي نفسه، ويغسلها من أدرانها، ويحول مسارها إن كانت قد انحرفت أو تمادت في طريق الخطأ.
فاستشعار المسلم لهذا الأمر يعينه على تحديد همه وأهدافه التي ينبغي أن يحققها خلال هذا الشهر الكريم.
فهو أولا: يسعى لتخلية نفسه وتنقيتها مما كان علق بها من أوضار المعصية، وظلمات الغفلة، وسهام الشتات بين هموم الدنيا وحطامها.
ثم هو ثانيا: يسعى لتزكية هذه النفس وملئها بمعاني الإيمان، ونور القرآن، والتعلق بالله ذي الجلال والإكرام والقرب منه.
فبهذين الأمرين يضع المسلم خطته وتصوره عما ينبغي أن تكون عليه حاله في هذا الشهر الكريم، فيسعى لإغلاق أبواب المشغلات والتخفف منها قدر المستطاع ولو كانت من المباحات، ثم يعزم على عدد من الأعمال الصالحة، ويرتب لها الأوقات، ويهيئ لها الأسباب.
إنها مائدة الله أيها الأحباب، وهديته للعالمين، فلْيشمِّر المشمرون، وليتسابق المتسابقون، وهنيئا لمن رزق الإخلاص وهدي لحسن العمل، ونال أعظم الجوائز.
أشكرك أخي الفاضل الشيخ محمد العبادي على هذه النصائح القيمة، ونسأل الله أن يعيننا على الصيام والقيام كما يحب ويرضى ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي تجربة استفدت منها درسا مهما، وهي، أنا باختصار طلبة العلم في كل عام وقبل رمضان نفكر هل نترك طلب العلم ليكون الوقت للعبادة من صلاة وقراءة، أم نستمر، وفي سنة قررت أن أطلب العلم في رمضان لكن فقط فيما يخص القرآن، وفعلا وفقت في ذلك على قدر الطاقة والاستطاعة، فرأيت ليلة القدر لأول مرة في حياتي في الرؤيا، والعام الذي بعده تركت طلب العلم فلم أرى ليلة القدر، فأنصح الطلبة بالاستمرار في طلب العلم قدر الاستطاعة، والله أعلم.
جزاك الله خيراً يا أم عبد الله على هذه التجربة المفيدة في طلب علم القرآن في رمضان ... ولا شك أن التزود من القرآن وتدبره في رمضان له طعم آخر ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:35 م]ـ
اولاً اللهم بلغنا شهر رمضان وبلغنا فضل ليلة القدر والعتق من النار
أشكرك دكتوري الفاضل على هذه الفكرة الأكثر من رائعه
ساعرض تجربتي البسيطة .. أنا دائما قبل رمضان بيومين أشتري لوح فلين كبير وأضعه في المنزل
ويوميا أضع مواضيع عن رمضان كل يوم اضع ايه وتفسيرها اضع حديث نبوي ليس الكل يعرفه
واضع شرحه .. طرق التوبه في رمضان .. بجانب ركن يومي كنت أضع فيه أسئله رمضانية كل يوم سؤال عن جزء بالقران وسؤال
عن سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وسؤال عن الصحابه رضوان الله عليهم .. كنت أجد الأهل يتسابقون للبحث عن الاجابه
غير ذلك كنت اعمل صندوق بسيط للتبرعات بالمنزل وكل 3 أيام كنت أخرج الصدقات .. الحمدلله يارب لي على هذا العمل قرابه
7 سنوات .. ولكن كل عام أطور هذه الفكرة .. هيا فكرة متواضعه .. ولكن صدقني تجعل جو روحاني بالمنزل .. الكل يسارع بقراءة المواضيع والفائدة .. من لديه فكرة لتطوير مشروعي هذا سأكون شاكرة .. أسال الله لي ولكم الأجر
أشكرك أختي الفاضلة سهى أحمد على هذه التجربة المتميزة، والتي دامت سبع سنوات، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ، ما رأيك لو كانت الموضوعات التي تنتقين الأسئلة فيها مقسمة بحسب أجزاء القرآن، حيث تكون الأسئلة يومياً متعلقة بالجزء الذي يقرأ، وما رأيك لو كانت الموضوعات التي تكتب فيها الأحاديث محضرة مسبقاً حتى لا يقع التكرار ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:38 م]ـ
في رمضان 1413 وقد كنت طالبا بالجامعة الاسلامية عزمت على قراءة كتاب في التفسير يعين على التدبر وفهم المعاني وكان نصيب كل ليلة جزء من التفسير حتى أسير مع القراءة في الحرم وكانت من أفضل السنوات من حيث قراء الحرم: الحذيفي مع الأخضر، والثبيتي مع محمد أيوب وكان الأخير هو الأمتع بالنسبة لي.
كانت الفكرة في تلك الأيام وأنا طالب علم - ولازلت - مفيدة ولها آثار حميدة علي وكان رفيقي - ولايزال - كتاب التسهيل لابن جزي وما فارقته منذ ذلك الحين وأنا أنظر فيه وأدون وقد كتبت فيه بحثا.
أشكرك أخي الفاضل أبا عامر على تسطير هذه التجربة مع التفسير في رمضان، حيث كنت تقف كل ليلة مع جزء من القرآن، وليتك تكتب لنا نموذج مما كنت تعلقه على التفسير تلك الأيام، وإن استطعت أن تصوره وترفعه فهو أبلغ ... بارك الله فيك وزادك من فضله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:39 م]ـ
فكرة موفقة يا أبا مبارك بارك الله فيك.
رأيت رسالتك فأتيت مسرعاً لأكتب تجربتي، ولكن بعد أن ذهبت الهدية للمشاركة المتميزة رقم 7 فسأكتب تجربتي لاحقاً بإذن الله.
مرحباً بالدكتور عبد الرحمن ... وفقك الله ...
لا أزال أنتظرك ... وأنا واثق أن لديك الكثير بارك الله فيك ... فعجل علينا رعاك الله ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:42 م]ـ
تجربتي التي لا أنساها في رمضان، أنني عقدت العزم على التسجيل في إحدى الدور النسائية؛ لحفظ جزء من القرآن، وكان وقت الحلقة بعد صلاة التراويح ومدتها ساعة ونصف تقريبا وهي في العشرين الأولى من الشهر فقط دون الأخيرة، وقد أتممت مع الأخوات حفظ الجزء عدا سورة واحدة، وهو الجزء السابع والعشرون، والسورة التي لم ندرك حفظها معا هي سورة الحديد،والرسالة التي أريد إيصالها هو أنه لم يثبت حفظي السابق لبعض سور القرآن كهذا الجزء، ووالله إنني أتعجب كثيرا كلما ذكرت قصر المدة، لكنها بركة القرآن لما اجتمعت مع بركة رمضان كان نتاجها مختلفا، ومن العجيب أنني حفظت سورة الحديد بعد انتهاء رمضان غير أنها كغيرها تتفلّت مني كثيرا.
أشكرك أختي الكريمة .. قطرة مسك ... على هذه التجربة في حفظ القرآن في رمضان، فأنت ترين أن حفظ القرآن في رمضان له مزية عن غيره من الشهور وقد جربت ذلك بنفسك ..
أسأل الله لك التوفيق والسداد ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:44 م]ـ
المهم أولاً , ثم أولاً, ثم أولاً الأسرة ويجب على كل أخ أن يجعل بيته رمضاني الهيئة والمضمون
جزاك الله خيراً أخي الكريم شاهر على هذه الوصية الغالية، وليتك ذكرت لنا تجربتك في هذا المجال ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:46 م]ـ
ما أجمل أن تعلم من لا يحسن قراءة القرآن، بل وتدعو القريب والبعيد بذلك وما أجمل أن تبدأ بأهل بيتك
نعم صدقت أخي الكريم الشيخ وليد وجزاك الله خيراً، وهل تذكرون تجربة لكم في هذا الباب ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:49 م]ـ
شكر الله لك يا د / فهد حسن صنيعك هذا وطرح فكرتك هذه، ومما لا شك فيه أن النفس تتحمس وتعلو همتها قبل بلوغ شهر رمضان والعبرة بالاستمرار وعدم الفتور أسأل الله لي ولجميع المسلمين الإعانة ومما جربته خلال عقد من الزمان:
....
والله أعلم
أشكرك يا شيخ عبد الرحمن على هذه التجربة المفيدة في شهر رمضان، والتي امتد بعضها لعقد من الزمان ... بارك الله فيك وفي وقتك ... وليتك تذكر لنا تجربتك أيضاً مع التراويح ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفكرة الإبداعية وهذا التفاعل الإيجابي.
أما أنا فتتلخص تجربتي في:
* التنسيق مع أهل الخير والإحسان لتجهيز المساجد بما تحتاجه من أدوات صوتية أو أفرشة أو ...
* توزيع الطلبة القراء على مساجد المدينة بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بالمسجد والإمام.
* اعداد قبلي للمراجع المعتمدة في إعدادي لدروس الوعظ.
* إعداد جدولة زمنية لساعات اليوم والليلة وأنشطتها. وهذا ما يشكل لي أزمة نفسية حيث لا أتمكن في غالب الأوقات من تحقيق الأهداف المسطرة.
* تخصيص ميزانية من أجل استضافة أهل العلم والفضل في وجبات بالبيت ولو قليلة. وإهداء بعض المبالغ المالية للطلبة الذين استعنا بهم في التراويح.
وبعض الأعمال التي لا أراها ذات أهمية بالغة تذكر
*
أشكر أخي الكريم الشيخ يوسف على هذه التجربة المفيدة .. وليتك تذكر لنا بعض جداولك الماضية ورأيك فيها، وما الصعوبات التي واجهتك في تطبيقها ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:53 م]ـ
تجربتي المتواضعة:
أني أكتب دعاء صحيح مثل دعاء القنوت ثم أوضح غريبه ثم أقوال العلماء في فضله
ثم أرسله بالجوال لأقاربي وصديقاتي طبعا بشكل شبه يومي طوال الشهر الكريم واحيانا معه مقطع صوتي لدعاء احد القراء
أشكرك أختي الكريمة فيوض .. على هذه التجربة المتميزة جداً على اختصارك الشديد لها، وليتك تتفضلين بذكر بعض ما نشرتيه من الرسائل بذكر نصوص منها إن أمكن ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:01 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكر كل الإخوة والأخوات الذين ذكروا تجاربهم ومشروعاتهم التي سبق لهم أن جربوها في شهر رمضان المبارك، وأسأل الله أن يتقبل منهم هذه الأعمال، وأن يجدوها في صحائف حسناتهم يوم القيامة كجبال السروات. وأشكر أخي الحبيب د. فهد الوهبي على إثارته مثل هذا الموضوع ومتابعته، وسأذكر لكم بعض المشروعات التي جربتها وأرجو أن يكون فيها ما يفيد إن شاء الله:
المشروع الأول:
كنت أثناء الدراسة الجامعية في السنة الأولى من الجامعة قد أنهيت قراءة القرآن على أخي المقرئ الشيخ ظافر بن حسان البكري وفقه الله، وكان قد قرأ على الشيخ عبيد الله الأفغاني، وذلك قبل أن أقرأ مباشرة على الشيخ عبيد الله الأفغاني أسأل الله أن يختم له بالحسنى ويجزيه عني وعن طلابه أحسن الجزاء وأجزله. فقررت في شهر رمضان عام 1411هـ أن أتفرغ لإقراء أبناء قريتي القرآن، وكنتُ أصلي بالناس إماماً في المسجد منذ عام 1406هـ. فجمعت أبناء القرية واسم قريتي (الجهوة) وتقع جنوب شرق مدينة النماص وتسكنها قبيلة بني بكر وهي قرية مذكورة في كتب التاريخ وفيها شعرٌ محفوظ لبعض شعراء الجاهلية (1)، وكان هؤلاء الأبناء يبلغون الثلاثين تقريباً، من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، فتفرغت في رمضان لهذا الأمر لا أشتغل بغيره، فأبقى في المسجد للإقراء من بعد صلاة الفجر حتى قبيل المغرب كل يوم، حتى تمكن أكثرهم من إجادة القراءة بالمواصلة والجد، وفي أبناء القرى من الجدية والحرص ما لم أجده في المدن بعد ذلك.
ولَمَّا رأى والدي انقطاعي للإقراء سُرَّ بذلك كثيراً، ولم يعد يطلب مني أن أقوم بعمل في مساعدته رحمه الله طيلة النهار، وأقوم بِما يريدون في المنزل بعد صلاة التراويح.
بل إنَّ من المواقف التي لا أنساها أن بعض كبار الجماعة لما رأوا هذا الإقبال لأولادهم والفائدة التي لاحظوها، والهدوء الذي عمَّ القرية حيث كفيتهم شر هؤلاء الأبناء طيلة رمضان، طلبوا مني أن أخصص لهم وقتاً أيضاً للقراءة، وكان من بينهم أستاذي العزيز عبدالله بن حمود البكري حفظه الله ورفع قدره، وهو أستاذي الذي علمني في الصف الأول الابتدائي القراءة والكتابة والحساب، ولا أنسى فضله عليَّ ما حييتُ، وإذا به يريد أن يقرأ عليَّ بالتجويد حيث إنه لم يكن تعلم ذلك من قبلُ، فأكبرته وشكرته وكنتُ أحرص على أن أنفعه بما أستطيع في خجلٍ وحياء وإكبار لتواضعه وسماحة نفسه حفظه الله وتقبل منه.
وقد خَصَّصتُ للكبارِ بعدَ مُضيِّ عشرةِ أيامٍ من رمضانَ ساعةً بعد التراويح تطول وتقصر أحياناً، ولمَّا قارب رمضان على الانتهاء كاد الحزنُ يغلب فرحةَ العيد، وكان حديثنا ذلك العيد عن تلك المَجالس وروحانيتها وما فيها من الفائدة، ولم أزل أتذكر تلك المجالس بسعادةٍ حتى اليوم، وأغبط إخواني المتفرغين لإقراء القرآن وما لهم من الأجر لانقطاعهم لتعليم القرآن، وأَتَحسَّرُ على وقتٍ قضيته في غير ذلك.
وقد كَبُرَ الأبناء بعدي، ولقيت بعضهم بعد سنوات من مغادرتي للنماص في مطار الرياض وإذا به قد كبر ولم أعرفه، فسلَّم عليَّ وعَرَّفني بنفسه، وقال: عهدنا بك وأنت تعلمنا القرآن في رمضان عام 1411هـ، وإذا به أصبح ضابطاً في إحدى الكليات العسكرية، فقلت: جزاك الله خيراً فقد ذكرتني بذكريات جميلة، يكفي أنها كانت آخر العهد بيننا ولله الحمد.
وأنا أقول لإخواني وأخواتي كفائدة من هذا المشروع: تَصدَّق على مَن لا يُتقنُ قراءة القرآنِ بالاحتساب في تعليمه في هذا الشهر، واصبر نفسَكَ مع واحدٍ أو أكثر من هؤلاء لتعليمه القرآن، وتذكَّر قوله صل1: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
المشروع الثاني:
كنتُ في السنة الثالثة من المرحلة الجامعية بكلية الشريعة بأبها، وقررت أن أنقطع في شهر رمضان ذاك لقراءة القرآن فقط ومراجعة حفظه، ولعل ذلك كان عام 1413هـ. وفي آخر يوم من شعبان جاءني أحد الأصدقاء وسألني: ماذا ستفعل في رمضان هذا العام؟ قلتُ: لا شيء سأنقطع لقراءة القرآن وأتفرغ لنفسي فأرجوك اتركني وشأني، وكان ذلك الصديق محباً للصيد وملاحقته، ومحباً لأعمال البر والصدقات. فقال: اسمع يا عبدالرحمن، أنا الآن سأنزل تهامة، وأريد منك أن تتكرم بمساعدتي في إيصال بعض الاحتياجات الضرورية بسيارتكم، وكان عندنا سيارة من نوع لاند كروزر ذات الدفع الرباعي والصندوق المكشوف لحمل الأمتعة
(يُتْبَعُ)
(/)
والمحصولات الزراعية، وكان مفتاحها بيد والدي رحمه الله، لا يُسلِّمهُ لي إلا بعد أخذ التعهدات اللازمة والأَيْمان المغلَّظة ألا أسلك بها جبلاً ولا عَقَبةً، وصِيغة قَسَم طويلة تُشبهُ القَسَم في الكليات العسكرية عند التخرج رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وذلك لصعوبة الحصول على السيارة، وتقديره الشديد لتلك السيارة وشدة الحاجة إليها في تلك الجبال، لدرجة أن رجلاً عرض عليه شراء تلك السيارة منه يوماً فكرهه حتى مات لمجرد أن قال له: هل تبيع السيارة؟
وبعد أخذٍ وردٍّ مع صاحبي وافقتُ على مساعدته ذلك اليوم بتحميل بعض الأغراض والمواد الغذائية وإيصالها معه إلى مناطق تهامة بني شهر، فأخذتُ المفتاح خفيةً، وذهبت معه ونزلنا تهامة ظهر ذلك اليوم مع عَقَبَةٍ وعرةٍ جداً تُسمَّى (عَقَبة سِنَان) في النماص (2)، وهي توصل السالك لها إلى منطقة خاط ثم المجاردة من مناطق تهامة. وذهب بنا صاحبي وكان خِرِّيتاً يعرف المنطقة هناك، حتى وصلنا إلى منطقة بها بعض الفقراء نسيت اسمها الآن، وأخذ ينعطف بي يميناً ويساراً حتى وصلنا منطقة لم أصدق عيني عندما رأيتها، بأهلها من الفقر والحاجة والعوز ما لا يكاد يصدق، وتَجمَّع الناسُ علينا حتى خفتُ على نفسي وعلى السيارة! وتذكرتُ والدي وكيف لو رأى هذا المنظر، وهم يتقافزون على السيارة من هنا وهنا!
وفي دقائق لم يبق في سيارتي وسيارته شيء، وبقي أكثرهم ينظرون إلينا ينتظرون ما نقدمه لهم، فنظر إليَّ صاحبي نظرةً معبرةً وقال: ما رأيك يا صاحب القرآن، هل الانقطاع للقرآن أفضل، أم تأتي غداً تساعدني ونتدبر لهؤلاء طريقةً نساعدهم بها؟
فقلتُ: حسبي الله عليك! وهل يستطيع أحد يرى حال هؤلاء أن يقول لك: لا؟ توكلنا على الله، أنت فقط تدبر لنا أمر المواد الغذائية، وأنا سأتدبر أمر السيارة!
وفي اليوم التالي تسللت وأخذت مفتاح السيارة خفية أيضاً وذهبت معه، وهكذا تكرر الحال اثنا عشر يوماً كل يوم نذهب لمكانٍ أشد حاجةً من الأول، وأبي يستغرب من ذهابي كل يوم بالسيارة قبل الظهر ولا أعود إلا قبيل المغرب! وأنا أحاول التهرب من مواجهته، وإذا صليتُ بهم للتراويح يرتاح ويُروِّق ويسكت، وهكذا، وأراه بين الحين والآخر يذهب للسيارة يتفقدها وينظر فيها هل نقص منها شيء يا ترى؟ وأنا قد انتبهت لمصادرته للمفتاح فأخذت كم نسخة منه احتياطاً!
ولا أنسى متعة ذلك الشهر، والسعادة التي كنت أشعر بها وأنا أوصل تلك المواد للفقراء مع صاحبي جزاه الله خيراً وتقبل منه، فعهدي به بعيد، وهو لا يترك تلك العادة الطيبة هنيئاً له، وتذكرتُ كم نحن أنانيون في تصرفاتنا، وحرصنا على أنفسنا في كثير من المواقف، ورأيت من صبر صاحبي وجلده على بذل المعروف للناس ما زَهَّدَني فيما كنتُ عزمتُ عليه من الانقطاع للقرآن فقط في ذلك الشهر، وعلمتُ معنى أن تدخل سروراً على عائلةٍ معدمةٍ.
والدرسُ الذي تعلمته من تلك المشاوير أنَّه لا بد للمسلم أن يفكر بشكل عملي في مساعدة الفقراء في رمضان بأي طريقة يقدر عليها، وما أكثر الأبواب التي تفتح في شهر رمضان للخير، فلا تحرم نفسك من المشاركة في هذا الباب فلا تدري متى يُغْلَق دونك.
المشروع الثالث:
لَمَّا تَولَّيتُ الإمامة في مسجد الصحابة بحي الغدير عام 1427هـ قررتُ أن أنظم رمضان على أساس أن يكون هناك مسابقة يومية لأهل الحي بجميع فئاتهم، وتكون جوائزُها مُشجعةً، فجلستُ مع زوجتي وأبنائي أستشيرهم في أمر المسابقة وخرجنا بعد المشاورة وتبادل الرأي إلى أَنْ يكون برنامج رمضان كالتالي:
1 - وضع مسابقة في القرآن كل يوم أطرح سؤالاً أنتقيه بعناية من داخل الجزء الموافق لليوم، وأقوم بتعليق السؤال مع أذان المغرب، ويبدأ استقبال الأجوبة حتى نهاية صلاة التراويح، ثم يقفل صندوق الأجوبة، وهكذا. والهدف هو إشغال الوقت بين المغرب والعشاء بِما يفيدهم حيث إِنَّ أكثرَ القنوات كانت - وأظنها لا تزال - تقدم في هذا الوقت برامج غير مناسبة. ونَجحَت هذه التجربةُ نَجاحاً باهِراً، واضطررت أول مرة أن أدفع الجوائز بحيث أعطي لكل فائز 300 ريال يومياً نقداً، وأعلن اسم الفائز بعد صلاة المغرب يومياً، فكان أبناء الحي كلهم صغاراً وكباراً يُبكِّرونَ في الحضور للمغرب، ويحرصون على الصف الأول، وتحرك الحي حركة أسعدت الآباء، ولما كان يوم 18 من
(يُتْبَعُ)
(/)
الشهر فاز أحد أبناء الحي، فارتاح والده كثيراً لذلك، وسألني بالله أنْ أسْمَح له أن يدفعَ قيمةَ المسابقة كلَّها، فقلتُ: قد دفعها أحد الجيران! فأصرَّ وأقسم، فقبلتُ وأنا سعيدٌ بذلك فقد أثَّرت المسابقة في ميزانيتي، وهو رجل مقتدر وفقه الله وبارك له في ماله.
2 - اقترحت زوجتي جزاها الله خيراً شراء 100 عدد من مجلة الأسرة من عدد شهر رمضان وتوزيعها على الحي مع شريط مناسب عن رمضان، فأعجبتني الفكرة حينها، وكلمتُ رئيس التحرير د. إبراهيم الريس لمعرفة كيفية الحصول على الأعداد قبل رمضان، وهل يمكن أن يساعدنا في ثَمنِها، فقال: أبشر، تعال وسنجهزها لك ومعها هدية أخرى لكم، وذهبت فعلاً فاشتريت الأعداد بثمن أقل من المعتاد، ومعها كتيب آخر مناسب في داخل غلاف مكتوب عليه هدية، وقمتُ بتوزيعه في المسجد وطلبت من كل أسرة أن تأخذ عدداً واحداً فقط. ونجحت الفكرة في أول يوم ولم يبق إلا ثلاثة أعداد فقط.
3 - طلبتُ من بعض الشباب الفضلاء في المسجد التكفل بشراء المطويات والكتيبات النافعة بالعربية وبغيرها من لغات المصلين وهم كثيرون وتوفيرها في المسجد بكميات مرتبة وكافية، وإتاحتها عند أبواب المسجد للقراء، وقد انتفع بها كثيرون ولله الحمد، ونكرر ذلك كل سنةٍ.
4 - ترتيب إفطار الصائمين في المسجد كل يوم بمعدل 60 وجبة، ويتكفل بذلك أحد جيران المسجد كل عام جزاه الله خيراً، وأكتفي فقط بمتابعته والتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام.
5 - كنت أسكن في حي التعاون قبل انتقالي لمسجدي الحالي، فكنتُ أشرفت على تنظيم رحلات عمرة في رمضان للراغبين من المصلين الفقراء من إخواننا العُمَّال وغيرهم، وكانت تجربة رائعة جداً رأيتُ آثارها على وجوههم إذا رجعوا من العمرة، فقررت أن أقوم بذلك في مسجدي أيضاً، وكان لي صديق يملك شركة كبيرة من شركات الحج والعمرة، فكلمته في الأمر، فوافق على تهيئة حافلة جديدة تتسع لثمانية وأربعين راكباً، تأتي إلى المسجد يوم الأربعاء بعد الظهر وتحمل الراغبين في الذهاب، وتعود بهم يوم الجمعة إلى نفس المكان، ولم أكن وجدتُ من يمول هذه الحملة، ولكنني أقدمتُ عليها ثقة في أن الله سييسر من يقوم بدفع المبلغ، وإلا فيبقى ديناً عليَّ حتى أسدد صاحبي، فلما أعلنت عن الفكرة في المسجد أقبل الراغبون في الذهاب، وكنت خططت للموضوع بإعداد استمارات تسجيل بيانات، وخصصتُ واحداً من الشباب لترتيب الأمور ومرافقة الحملة إلى مكة للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، واستبشر هؤلاء خيراً وفرحوا بذلك، وبعضهم لم يكن قد ذهب للعمرة من قبل، ولم يتبرع أحدٌ من الجماعة للمشروع، ولم أطلب من أحد منهم ذلك. فلما رأى الناس الحافلة يوم الأربعاء، ورأوا المعتمرين يركبون فيها وهم فرحون مستبشرون جاءني أحد الجيران في مكتبتي، وقال: من الذي تكفل بهذه الحملة يا أبا عبدالله؟ قلتُ: أنت! فكاد يطير من الفرح، وقال: سألتك بالله أنه لم يقم أحد بدفع شيء؟ قلت: للأسف أنا لم أطلب من أحد ذلك، ولكنني كنتُ متأكداً أنك سوف تبادر قبل أي واحد من الجيران، فقال: اعتبر الموضوع منتهي، وأنا سأدفع المبلغ كاملاً الآن، وجزاك الله خيراً على هذه الفكرة. ولما رجع المعتمرون يوم الجمعة ورأى الفرح والسرور على وجوههم، قال: ما رأيك يا أبا عبدالله لو تكررها يوم الأربعاء القادم؟ ففعلنا، ونظمنا تلك السنة ثلاث رحلات وتكفل بها كلها جزاه الله خيراً.
6 - إقامةُ درسٍ يوميٍّ في التفسير بعد العصر أفسر فيه القرآن لا يزيد عن عشرين دقيقة، وقد لقي الدرس حضوراً طيباً وكان يحضر معنا صلاة العصر عدد من أهل الحي من غير مسجدي مما شجعني على المضي في الدرس حتى آخر يوم من رمضان ولله الحمد، وكنت أستطرد في التفسير في جوانب مختلفة أراها مناسبة، وأرى الحضور يتفاعلون معها، وأجيب عن الأسئلة بعد ذلك، وكانوا يطلبون الاستمرار لتفرغهم بعد العصر، ولمناسبة روحانية رمضان للقرآن ومدارسته.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - اقترح علي عدد من الجيران بعد أن كنتُ أعلن الجوائز بعد المغرب وأجيب على السؤال السابق باختصار، أن أفصل في الجواب عن السؤال بين الأذان والإقامة لصلاة العشاء، وكانت الأسئلة تتركز على غريب القرآن، فكنت أفسر اللفظة الغريبة بين الأذان والإقامة للعشاء كل يوم وأستطرد في شرحها في اللغة، وأستشهد على معناها بشواهد من الشعر الجاهلي وما بعده، ورأيتُ لذلك طلاباً يحبونه ويحرصون عليه، ورأيتُ بعضهم يسجله بجواله أو بجهازه MP3 وكنتُ رُبَّما أزودها أحياناً فأستطردُ في الحديث عن الشِّعرِ حتى يضحك الناسُ فاستغفر الله ونقيم لصلاة العشاء.
وقد لمستُ في تطبيق هذه الأفكار فائدةً لي ولأهل الحي في ربطهم بالقرآن خلال رمضان، وسمعتُ منهم شكراً واستحساناً لذلك، وأصبحت أحرص على هذه البرامج كل رمضان بقدر الطاقة.
وأقول لإخواني أئمة المساجد: أعانكم الله على القيام بهذه المسؤولية فهي ثقيلة لمن أراد أن يصنع شيئاً مفيداً، ولكنَّ لا بد من الصبر والاحتساب لنفع الناس بقدر الاستطاعة، والإمام قدوة للمأمومين شاء ذلك أم أبى فليكن أحدنا قدوة حسنةً في هذا الشهر بمواظبته ودقته في الوقت، والحرص على نفع الناس بما يستطيع.
أرجو أن يكون فيما ذكرتُ فائدةً، وإن كنتُ أطلتُ فسامحوني.
وهناك تجارب بعد أن بدأت أسجل بعض البرامج في رمضان مثل (بينات) مع الزملاء الدكتور مساعد الطيار والدكتور محمد الخضيري حفظهما الله، وبرنامج (التفسير المباشر) كذلك، لكن أكتفي بما ذكرتُ حتى لا أُملّكم.
ـــ الحواشي ـــ
(1) ذكر الجهوة لسان اليمن الهمذاني في كتابه (صفة جزيرة العرب)، وذكر قصيدة أبي الحياش الحجري في الاستسقاء وفيها ذكر للجهوة، وقد كتبتُ فيها بعضَ القصائدِ بعدَ رحيلي عنها، فهي القرية التي نشأتُ فيها حتى تخرجت من المرحلة الثانوية، ثم سافرت ولم أعد إليها حتى اليوم إلا في الإجازات.
(2) العَقَبَةُ عندنا هي الطريقُ الوَعْرُ الذي يوصل مناطق السراة بتهامة، ويكون عادةً شديدَ الانحدار، وسالكه مُعرَّضٌ للسُّقوطِ في أيِّ لحظةِ، وخاصةً تلك العَقَبة الكأداء عَقَبَةُ سِنان نسبةً إلى القائد التركي سنان باشا فقد استخدمها ذات غزوة للمنطقة أيام حكم الدولة العثمانية للمنطقة. ويحدثني شقيقي عبدالله أنه صحب الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله فيها يوماً يقود به السيارة من النماص لتهامة فكان الشيخ طيلة المشوار متوتراً يقرأ آية الكرسي ويتشبث بيد أمامه في السيارة وينظر يميناً ويساراً فيرى منحدرات سحيقةٍ لو زَلَّتْ عَجلاتُ السيارة شيئاً يسيراً لما حُشِروا إلا مِن بُطونِ السباع!
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:33 ص]ـ
1) مشروع مجالس القرآن صالح في البيوت والمساجد والأماكن العامة
وفكرته التحلق حول آيات محددة من القرآن الكريم وتكون كالتالي:
1) تقليل كمية الآيات قدر المستطاع.
2) ذكر المعنى العام للآيات.
3) أن يجهز مدير الجلسة أسئلة لها مغزى تربوي وسلوكي حول الآيات
4) أن يفتح الباب لتفاعلات وإجابات المشاركين
5) أن يختار أقرب الإجابات للصواب ويثني على الجميع
6) أن يركز على استخلاص جوانب الهداية من الآيات وبيان التطبيقات العملية لها
2) ومن الأفكار المجربة: فكرة: بأي آية عدت اليوم؟
وتقوم الفكرة على تقديم سؤال يومي قبل صلاة التراويح هدفه إشغال الناس بالقرآن وجذب انتباههم لقراءة الإمام، وقد وجدت لها بركة كبيرة
والمقصود من السؤال: ما هي الآية التي أثرت في المصلي وعاد بها إلى بيته فرحا بها ومتفاعلا معها ومحاولا تطبيقها
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:48 ص]ـ
موفّق ومعان ومسدد يا شيخنا .. زادك الله من فضله
وأسأل الله أن يقسم لنا من ذلك ما يكون سبباً للعفو والقبول
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:50 م]ـ
1
2) ومن الأفكار المجربة: فكرة: بأي آية عدت اليوم؟
وتقوم الفكرة على تقديم سؤال يومي قبل صلاة التراويح هدفه إشغال الناس بالقرآن وجذب انتباههم لقراءة الإمام، وقد وجدت لها بركة كبيرة
والمقصود من السؤال: ما هي الآية التي أثرت في المصلي وعاد بها إلى بيته فرحا بها ومتفاعلا معها ومحاولا تطبيقها
(يُتْبَعُ)
(/)
فكرة طيبة جداً أخي الفاضل صفوت وفعلاً هذه نستشعرها جميعاً فمن بين كل الآيات التي تُقرأ في صلاة التراويح هناك آيات تشعر وكأنك تسمعها لأول مرة في حياتك فيكون لها أبلغ الأثر في حياتنا فيتغير معها سلوكنا وتتبدل أحوالنا ببركته وبركة هذا القرآن العظيم.
ربما نفتح مشاركة مع بداية شهر رمضان يضع كل منا الآية التي أثرت فيه ولماذا ونجمعها طيلة الشهر وأنا متأكدة أنه بإذن الله سنحصل على كثير من الآيات التي تستدعي الوقوف عندها.
جزاك الله خيراً على هذه الفكرة الطيبة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:45 ص]ـ
استجابة لرغبة أخي وصديقي الفاضل د. فهد الوهبي، فإنني ـ على استحياء ـ أسجل هذه التجربة المتواضعة، وذلك أنني رأيت ما يستحق الاستفادة منه من تجارب الإخوة والأخوات في هذه السنة، فلا حرمك الله أجرها ـ أبا مبارك ـ ولا حرم الله سائر الإخوة ما أدلوا به، وعادةً إذا جاء المتأخر، وجد الطعام قد أُكِلَ!
لن آتي بجديد، لكنني سأذكر شيئاً مضى، وشيئاً سأطبقه هذه السنة ـ بإذن الله ـ:
1 ـ من التجارب السابقة: إلقاء درس يومي بعد صلاة التراويح في التعليق التدبري الذي يهدف إلى تعزيز القيم الإيمانية والتربوية في نفوس المسلمين، وربط القرآن بواقعهم، وعلاج مشاكلهم في ضوء آياته، وهذه الآيات تكون من الآيات التي قرأتُها في التراويح؛ لأنني جربت التعليق على ما سُيْقرأ غداً، فوجدت أن العوام ـ وهم الغالبية ـ بحكم عدم حفظهم للقرآن إلا يسيراً منه، لا يكادون يتذكرون ما تعلقه إلا قليلاً، فوجدتَ أن هذه الطريقة أنفع وأجدى، والإنسان أدرى بما يناسب جماعته، وهذه قاعدة مهمة في هذا الباب، فلا يحسن أن نقص ونلصق التجارب، بل العاقل يستفيد من التجارب ويوظفها بحسب ما يناسب البيئة والمسجد الذي يؤمه، فما يصلح في السعودية قد لا يناسب في مصر، وما يناسب في الشام قد لا يناسب في بلاد المغرب، وهكذا.
وفي هذا العام (1431هـ) بإذن الله، عزمتُ على جعل الدروس جميعها في التعليق على أسماء الله الحسنى، وربط ذلك بالآيات الكريمة، وواقع الناس، وذلك أنني لمستُ أثر السلسلة التي أطلقناها في جوال تدبر (مع الأسماء الحسنى)، وأدركتُ كم نذهب بعيداً في التعليق على أمور لا تسامي في أهميتها ولا تضارع هذا الأصل العظيم (تعريف الخلق بالله) وأيقنت أن أقصر الطرق لهداية الناس أن يقرّ تعظيم الله في قلوبهم، فهذا هو البلسم الشافي، والدواء الناجع، وأعظم ما يربي الوازع، وعبودية المراقبة، ومن الله أستمد العون والتوفيق.
2 ـ تلمس حاجات الفقراء من أهل الحي، وقد وجدتُ لها من الأثر على النفس، قبل أثرها على المحتاجين أنفسهم، وقد ذكر أخي العزيز د. عبدالرحمن الشهري شيئاً من ذلك.
وأقترح على إخوتي أئمة المساجد أن تكون لديهم قاعدة بيانات تخص جماعة المسجد لمعرفة الموسر من المعسر، ... الخ.
3 ـ مما أزمع فعله هذه السنة ـ ضمن مشروع قائم منذ سنوات ولله الحمد في الدعوة الأسرية ـ أن أربط جميع أقاربي في المملكة (من آل مقبل) بسؤال يومي مع جوائز يومية عن طريق برنامج رسائل الجوال، بحيث أطرح سؤالاً يكون جوابه من الجزء الذي يوافق اليوم، وستوزع الجوائز في اجتماعنا السنوي ـ بإذن الله ـ في ثاني العيد.
4 ـ طرحتُ مسابقة تخص شباب الحي أنفسهم على حسب المراحل في التعليم العام (الابتدائي - المتوسط - الثانوي) تجمع بين حفظ القرآن والسنة، وهذه جمعت بين رمضان وبين كونه إجازة على الطلاب، وسيكون يوم 15/ 9/1431هـ هو موعد الاختبار، ومن الموافقات أن صبياً في الثاني ابتدائي لحقني اليوم بعد صلاة العصر، وقال لي بلكنة الطفولة (ودي أشترك بالمسابقة! أبحفظ قرآن و10 أحاديث) فقلتُ: أبشر يا بني .. استعد يوم 15/ 9/1431هـ.
وختاماً/ من المهم أن تُشرك معك بعض أفراد الأسرة ـ وهذا هدف تربوي ـ وبعض شباب الحي ـ وهذا يريحك ويربيهم على الاهتمام بأهل حيهم ـ ولعلك إن تركتَ هذا الحي، أو تركتَ هذه الحياة كلها، أبقيت لك أثراً حسناً يقتفى من بعدك.
وإنني بهذه المناسبة، أُحذّرُ من كلمات قد ينطق بها بعض الإخوة من طلاب العلم = مؤداها التهوين من هذه الأعمال، بحجة التفرغ للتحصيل، و ... الخ، وكأن أحدنا طيلة عمره يعمل هذا! أو كأنه يباشر ذلك كله بنفسه! مع أن المتأمل سيجد أن هذه الأعمال وإن اختلفت أفرادها وصورها، فهي مما كان يباشره صل1 في مواقف كثيرة، وما حديث وفد مضر إلا نموذج من عدة نماذج!
وإذا لم يهتبل طلاب العلم مثل هذه المواسم في تقريب قلوب العامة للخير، وربطهم بالقرآن ـ لا دعوى بل عملاً وتطبيقاً ـ فمتى ينزلون؟! وأقول ـ من قلب صادق ـ: إذا لم تعمل، فلا تكن مثبطاً! فكفى بالقعود عيباً وذمّاً، ولا تجمع حشفاً مع سوء الكيل.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وجعلنا على الخير أعواناً.
وهذا رابط ـ والشيء بالشيء يذكر ـ قد يفيد في موضوع الدعوة العائلية: مقترحات عملية في دعوة الأقربين ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=24069)
18/8/1431 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[31 Jul 2010, 01:38 ص]ـ
3 - طلبتُ من بعض الشباب الفضلاء في المسجد التكفل بشراء المطويات والكتيبات النافعة بالعربية وبغيرها من لغات المصلين وهم كثيرون وتوفيرها في المسجد بكميات مرتبة وكافية، وإتاحتها عند أبواب المسجد للقراء، وقد انتفع بها كثيرون ولله الحمد، ونكرر ذلك كل سنةٍ.
من أنشط الجوامع في شمال الرياض جامع عثمان بن عفان بحي الواحة، ولهم قدَم سَبْقٍ وبادرةُ خيرٍ في مثل هذه الأنشطة، وقد رأيت من انتفع بها كثيرا، فجزى الله القائمين عليها أحسن جزاء وأطيبه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 08:03 ص]ـ
وفي هذا العام (1431هـ) بإذن الله، عزمتُ على جعل الدروس جميعها في التعليق على أسماء الله الحسنى، وربط ذلك بالآيات الكريمة، وواقع الناس، وذلك أنني لمستُ أثر السلسلة التي أطلقناها في جوال تدبر (مع الأسماء الحسنى)، وأدركتُ كم نذهب بعيداً في التعليق على أمور لا تسامي في أهميتها ولا تضارع هذا الأصل العظيم (تعريف الخلق بالله) وأيقنت أن أقصر الطرق لهداية الناس أن يقرّ تعظيم الله في قلوبهم، فهذا هو البلسم الشافي، والدواء الناجع، وأعظم ما يربي الوازع، وعبودية المراقبة، ومن الله أستمد العون والتوفيق.
وفقك الله دكتور عمر فيما عقدت النية عليه ولي رجاء أن لا تحرمنا من هذه الدروس فنحن أهلك أيضاً فلا تنسانا من هذا الخير الوفير، فلو سجّلت هذه الدروس ورفعتها لنا على الملتقى نكون لك شاكرين مقدرين على الدوام. ونتابع معك ومع مستمعيك في المسجد وتتوسع دائرة المستفيدين وتنشر على النت فيفيد منها خلق كثير في العالم كله وليهنك الأجر إن شاء الله.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:05 ص]ـ
موضوع جميل ومفيد فجزاك الله خيرا أبا مبارك على هذه النافذة المباركة وبانتظار إطلالتك فيها
وفي دقائق لم يبق في سيارتي وسيارته شيء، وبقي أكثرهم ينظرون إلينا ينتظرون ما نقدمه لهم، فنظر إليَّ صاحبي نظرةً معبرةً وقال: ما رأيك يا صاحب القرآن، هل الانقطاع للقرآن أفضل، أم تأتي غداً تساعدني ونتدبر لهؤلاء طريقةً نساعدهم بها؟
فقلتُ: حسبي الله عليك! وهل يستطيع أحد يرى حال هؤلاء أن يقول لك: لا؟ توكلنا على الله، أنت فقط تدبر لنا أمر المواد الغذائية، وأنا سأتدبر أمر السيارة!
وانا أقول: جزاكم الله خيرا جميعا! وهل يستطيع أحد يقرأ مثل هذه التجارب إلا ويختار تجربة منها ثم لا يلبث, فيختار أختها إعجابا بها وهكذا ... !!
أسأل الله أن يوفقنا لما ينفعنا في الدارين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا.
وأظن أن مصحف القيام، والذي يساعد على التدبر، وعلى ختم القرآن بسرعة. سيكون مفيدا جدا، وجزى الله خيرا الشخصية التي أهدتني إياه. وجعلتني أدرك فائدته.
ويمكن الحصول عليه في النت، لكن بغير ألوان، والكتاب أفضل لمن استطاع الحصول عليه، والله أعلم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20296
أشكرك أختي الفاضلة على ذكر هذا المصحف، بارك الله فيك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:08 م]ـ
مما راق لي من الأعمال في هذا الشهر المبارك، مافعله إمام مسجدنا - حفظه الله - فقد أوكل لأحدهم أمر المسابقة الرمضانية اليومية، فقام بجمع أسئلة المسابقة. سؤال من كل جزء، وجمع في المقابل درراً من أقوال الإمام ابن القيّم رحمه الله، وجعلها في بطاقات صغيرة، أبدع في تصميمها وإخراجها أيما إبداع، كل بطاقة تحمل سؤالا وفائدة، واختار للمسابقة اسما بديعا (قيّميّات) نسبة للدرر القيّمية.
تجربة موفقة لإمام مسجدكم وفقه الله، وأشكرك على نقلها أختي الكريمة ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع ...
لي تجربتان:
....
أكرر شكري لكم على هذا الموضوع ... وفقكم الله
أشكرك أختي الفاضلة على نقل هذه التجارب مع الصغار والكبار لا حرمك الله الأجر، وآمل أن يدلي الإخوة بما لديهم في هذا المجال ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:14 م]ـ
من أمتع التجارب التي وجدتها مفيدة في حياتي الرمضانية وسواها أيضاًأن يجعل الداعية من اسرته الحلقة الأساسية لطلبة العلم وأن يبذل معظم استطاعته ووقته في تعليمها وتزكيتها مع الإخلاص وهذا من أكثر الأعمال فائدة لنا ايها الإخوة
نعم صدقت أخي الكريم، جزاك الله خيراً على هذه النصيحة الثمينة، وبارك الله فيك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:23 م]ـ
أشكر كل الإخوة والأخوات الذين ذكروا تجاربهم ومشروعاتهم التي سبق لهم أن جربوها في شهر رمضان المبارك، وأسأل الله أن يتقبل منهم هذه الأعمال، وأن يجدوها في صحائف حسناتهم يوم القيامة كجبال السروات. وأشكر أخي الحبيب د. فهد الوهبي على إثارته مثل هذا الموضوع ومتابعته، وسأذكر لكم بعض المشروعات التي جربتها وأرجو أن يكون فيها ما يفيد إن شاء الله:
أشكرك يا دكتور عبد الرحمن الشهري، على هذه التجارب القيمة والمباركة، وهل تلومني فيك عندما ألححتُ عليك أن تكتب، لثقتي بأن لديك الكثير في هذا الموضوع، وليهنك ما تقوم به وفقك الله من مشاريع وأعمال، فعند الصباح يحمد القوم السرى، وإن رحمة الله قريبٌ من المحسنين ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Aug 2010, 08:17 م]ـ
شكر الله لك يا د / فهد حسن صنيعك هذا وطرح فكرتك هذه، ومما لا شك فيه أن النفس تتحمس وتعلو همتها قبل بلوغ شهر رمضان والعبرة بالاستمرار وعدم الفتور أسأل الله لي ولجميع المسلمين الإعانة ومما جربته خلال عقد من الزمان:
أولاً: مراجعة الجزء الذي سيقرأه الإمام في التراويح (خاص للمساجد التي تختم كامل القرآن الكريم) مراجعة جيدة ومتقنة بحيث يحفظ ويقرأ ويردد هذا الجزء بعد الصلوات الأربع الفجر والظهر والعصر والمغرب والخامسة سراً في الصدر مع الإمام وبهذا تكون قد قرأت الجزء خمس مرات من مرات التكرار لبعض الآيات أو الصفحات وتكون قد ختمت خمس ختمات بإتقان ومراجعه وتدبر، لا تلك الختمات التي يهذ فيه كلام الله كهذ الشعر فأسأل الله القبول.
ثانياً: حصة الزوجة والأولاد مهمة جداً، أما الزوجة بالتشجيع والتحفيز وتفريغ الوقت لها وعدم إشغالها بالاستكثار من أصناف الطعام وجعلها تختم القرآن عدة مرات ومتابعتها في ذلك بكل لطف وتوجيه كما أسلفت، وأهم وقت تُفَرّغ فيه قبيل الإفطار للدعاء.
وأما الأولاد فبمتابعتهم فيما حفظوه (المراجعه) المستمرة والدرس الجديد لمواصلة الحفظ، لأن بعض حلقات التحفيظ تتوقف في رمضان، فلا نترك أوقاتهم كلها فارغة وحصتهم غالباً ما تكون منتصف العصر أو بعد صلاة التراويح. والله أعلم
أخي الشيخ الحبيب/ عبد الرحمن
أهلاً بكَ وسهلاً وقد فاحَ عبَقُ طيبةَ الطيبة من بين كلماتكِ هذه , ولا أعلمُ كم من مرَّةٍ أرى فيها حُسنَ تأثيركَ وتربيتِكَ فأتمنَّى أن لو كنتُ أحدَ الطلبَةِ والإخوةِ الذين هيَّأ الله لهم مصاحبتك في أوائلِ أعمارهم.
وأمَّا عن التجاربِ في رمضانَ فإنَّ من أنفعِ المشاريعِ في هذه الشهرِ مشروعَ كَفِّ الأذى عن المُسلمينَ , ويتاكَّدُ التنبُّهُ إلى ذلك عند اليقينِ بأنَّ أذيَّةَ المسلمينَ هي محرقَةُ الحسناتِ العُظمى , فكم من ليلةٍ ونهارٍ كان أجرُ صيامها وقيامها هباءً منثوراً بسبب السعي للغدر بمسلمٍ أو اقتطاع حقهِ أو النيل منهُ.
وهذا أمرٌ غايةٌ في الصعوبة أن يخرجَ أحدُنا من رمضانَ سالمةً من لسانه ويدهِ وقلمهِ وظَنِّهِ أعراضُ وأبدانُ وحقوق المسلمينَ.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Aug 2010, 08:43 م]ـ
لا فضّ فوك أخي الفاضل محمود على ما ذكّرتنا به وصدقت فيما قلت، أعاننا الله على كف الأذى عن المسلمين لأنه إن لم نفعل فلنخش على أنفسنا من أن تُحبط أعمالنا ونحن نظن أننا نحسن صنعاً.
اللهم طّهر ألسنتنا وقلوبنا وأعيننا وأسماعنا وكل جوارحنا من كل سوء وأذى وجعلنا ممن ينشغلون بعيوب أنفسهم عن عيوب غيرهم فَنَسْلَم ويسْلَمون.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:34 ص]ـ
هدية: رمضان يوم بيوم
وصلني هذا الملف المرفق اليوم فأحببت أن أشارككم فيه لأنه يمكن أن يكون موضوع تدارس بين أفراد العائلة أو في المسجد أو مع الأصدقاء لتكون أوقاتنا نافعة مفيدة. يمكن تعديل اليوميات بما يتناسب مع احتياجات كل واحد منا.
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:32 م]ـ
السلام عليكم انا عضو جديد
هدفى فى هذا الشهر العبادة اولا لقول الرسول من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ترتيل القرآن لقول الله ورتل القرآن ترتيلا مع اصغاء القلب والسمع مع لقول الله (ان فى دلك ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد)
وعندى مذكرة جعلتها لاستنباط الفوائد من الايات والاحاديث
والتزم بقرأة التفسير لان الله يقول فهل من مذكر
والتزم بقرأة كتاب علمى لانى الى الآن انا ضائع بين الكتب اقرأ جزء من كتاب ولا اكمله وانتقل الى كتاب اخر وهكدا
والدعاء ______________ الدعاء ____________الدعاء وصيتى لى اعضاء المتنتدى
ادعوا لى بالتوفيق والنجاح فى دراستى فى الدرسات الاسلامية
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:16 م]ـ
وقد حزت على جائزة أولى المشاركات وسأرسل على البريد تفاصيل الجائزة .. وفقك الله وسددك ...
أشكر الدكتور فهد على موضوعه الجميل وأبارك للدكتورة الفاضلة سمر حصولها على الجائزة، وأسأل الله أن يزيدهما من واسع فضله وإحسانه.
من العجيب والمضحك في الوقت نفسه أنني لم أعلم بإعداد الدكتور فهد جائزة على هذا الموضوع إلا صبح هذا اليوم! وقد أخبرتني بذلك إحدى الأخوات، فقد ظنّت كما قد يظنُّ غيرها من كثرة ترددي على الموضوع الطمع في الحصول على الجائزة، وهي وإن كانت مرغوبة مطلوبة إلا أنني أدرجتُ مشاركاتي مع عدم علمي بها.
أُثنِّي مرة أخرى بالشكر للدكتور فهد على هذا الموضوع.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:37 م]ـ
مشروعي في رمضان هو الإلتزام الحقيقي بآداب الصيام والإكثار من العبادات وفعل الخير
حتى أحقق الغاية العظمى من الصيام وهي التقوى , قال تعالى (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)))
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو منصور]ــــــــ[05 Aug 2010, 09:16 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا الموضوع المميز.
في المرفقات جدول متواضع باللغتين العربية والانجليزية أعددته لعموم الناس لتذكيرهم ببعض الامور التي ينبغي الا تنسى أثناء رمضان.
وعادة أرسله عبر الايميل لمن أعرف من الاصحاب والاصدقاء وغيرهم.
ـ[أم البررة]ــــــــ[07 Aug 2010, 04:23 م]ـ
أشارك على استحياء مع مشاريع هذا الجمع المبارك
- إحدى الرمضانات، عملتُ مع بعض الأخوات على مشروع: المسلم كما يصوره القرآن -بإشراف أحد المشائخ- فكرته باختصار: قسمنا السور بيننا، بحيث يكون لكلٍ منا نصيب تتدبره، وتقرأ في أحد مختصرات التفسيرلتخرج لنا: ما يريده الله تعالى من العبد من خلال الآيات
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[07 Aug 2010, 11:24 م]ـ
وهناك تجارب بعد أن بدأت أسجل بعض البرامج في رمضان مثل (بينات) مع الزملاء الدكتور مساعد الطيار والدكتور محمد الخضيري حفظهما الله، وبرنامج (التفسير المباشر) كذلك، لكن أكتفي بما ذكرتُ حتى لا أُملّكم.
وكيف نمل ونحن نستمتع بقلم يشبه قلم الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله في بلاغته .. بل نحن بشوق لسماع هذه التجارب وغيرها فلا تبخل علينا وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:00 ص]ـ
أشكر الدكتور فهد والإخوة والأخوات المشاركين في هذا الموضوع، والحقيقة أن سيد الشهور - بلغنا الله إياه- يحتاج ويستحق أن نستعد له غاية الاستعداد، ونجاهد أنفسنا على استثماره، وعمارته بأنواع الطاعات.
وأحب أن ألفت أنظار الإخوة إلى أن من الأسباب المعينة على استغلال هذا الشهر الكريم وتطبيق ما ذكر من التجارب القيمة التي ذكرها الإخوة والأخوات، بعد توفيق الله تعالى وإعانته أمران:
1 - أن يكتب كل منا أهدافه التي يأمل تحقيقها خلال هذا الشهر؛ بحيث تكون أهدافاً، واضحة، ومحددة، وقابلة للتنفيذ بدون مشقة كبيرة، بل في حدود ماتسمح به الظروف والأحوال.
2 - وضح خطة تفصيلية لتنفيذ هذه الأهداف، وذلك بتحديد وقت التنفيذ، وطريقته، ومكانه، وما يتعلق به، فعلى سبيل المثال إذا كان من أهدافك ختم القرآن عشر مرات أو خمس مرات فيجب أن تحدد مقدار الحزب اليومي، ومتى وأين يقرأ، و وقت التعويض عن ما فات وقته من الأحزاب؟ ويقال مثل ذلك في بقية الأهداف كالصدقة، والصلة، وقراءة التفسير، والعمرة وغيرها.
أما كون أهدافنا أماني في الذهن فقط فيوشك أن يزول بعضها وربما أكثرها في زحمة المشاغل والتسويف والكسل.
واعلم أن كتبابة الأهداف ووضع الخطة التنفيذية لتحقيقها، ثم مراجعتها، أمر شاق على النفس خاصة من لم يتعوَّد ذلك، لكنْ لا بد من الصبر والمجاهدة، ورمضان شهر الصبر.
وأخيرا قد يقول قائل أخشى أن أضع الأهداف والخطط ثم أعجز عن تفيذها فأصاب بالإحباط!
والجواب عن ذلك أن يقال:
أولا: لا تجعل هذه الأهداف مثالية يصعب تحقيقها، وتستغرق ساعات اليوم كلها، كما أسلفت.
وثانيا: لا يلزم تطبيق هذه الأهداف وتنفيذ الخطط بنسبة 100%، بل إذا تحقق 70 % منها فهو نجاح، مع العلم أنك بدون كتابة الأهداف والخطط قد لا تحقق 40% مما رسمت لكن ليس عندك مقياس تعرف مقدار عملك، وقد تغتر بمدح الناس لك، أو كونك أفضل من بعض الكسالى وأصحاب الهمم الضعيفة فتظن أنك من المجتهدين المشمِّرين وأنت بعكس ذلك، والله المستعان.
وينبغي الاستفادة من الجدول الذي وضعه الأخ أبو منصور - وفقه الله - بعد اجراء بعض التعديلات عليه.
ـ[قارئة]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغنا الله وإياكم صيام رمضان وقيامه إيما واحتسابا ووفقنا لقيام ليلة القدر
أحرص في رمضان أن أختم كل ختمة برواية ختمة برواية ورش وأخرى برواية قالون وهكذا حسبما تيسر
وأخصص ختمة للقيام
- نشترى مؤنة تكفي لشهر رمضان للأ سر المحتاجة وتوزع في أول الشهر
إن تعذر علي قراءة القرآن أقرأ الوحي الآخر- أعني أحد كتب الحديث البخاري أو صحيح مسلم أو الموطأ أو ..
- احرص على العمرة في رمضان
- لا أنسى فرحة العيد أقوم بتزيين البيت بالبالونات والورود ,مع وضع هدف في كل عيد مثل التعرف على أحوال المسلمين أو التعرف على سيرة النبي الكريم وذلك بوضع ملصقات وعبارات وأيضا ما يسمى ببسطة العيد بحيث يكون لكل طفل ركن يبيع فيه الحلويات والألعاب
- وفي هذا العام قررنا القيام بحملة لإنقاذ البنات من وباء العري والتبذل في الملبس سميناها (المعتصم هب لنجدة امرأة استنجدت لما بدى من عورتها فمن يهب لنجدة بنات اليوم) وأرجو منكم التفضل بما ترونه يخدم في إنجاح هذه الحملة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:47 ص]ـ
وصلتني اليوم هذه الجداول الرمضانية وأضعها بين أيديكم للفائدة.
ـ[أبو منصور]ــــــــ[09 Aug 2010, 06:24 م]ـ
وصلتني اليوم هذه الجداول الرمضانية وأضعها بين أيديكم للفائدة.
الاخت الكريمة ..
بارك الله فيكم على هذه الجداول النافعة , غير أني لاحظت أن بعضها يحتاج الى مراجعةكالذي جاء في احداها: اقرأ سورة يسن والصافات يوم الجمعة لتستجب دعوتك .. فما الدليل على هذا؟؟
بارك الله في جهودك المتميزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 06:49 م]ـ
عذراً أخي الفاضل أنا لم أدقق فيها كلها تصفحت بعضها وأعجبتني فقلت أنشرها بينكم. وأنا عادتي أن آخذ الفكرة ويمكنني أن أملأ الخانات بما أجده نافعاً لي ولمن أعرفهم فإذا وجدت مخالفة في نقاط معينة أرجو أن ترشد إليها لننتبه فنستعيض عنها بالثابت قرآناً وسنّة. فاقبل اعتذاري وهي كما قلت ليست من إنتاجي الشخصي ولكثرتها لم أدققها كلها حرفياً.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 07:03 م]ـ
وهذه جداول أخرى لتعبئتها من قبل الفرد أو العائلة وقد تعدّل تناسباً مع احتياجات كل واحد فينا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:16 ص]ـ
.
موضوع جيد لفت نظري اليوم الثاني من رمضان فتصفحته وسررت بمحتواه غاية السرور وإن كان لي من جدول رمضاني قديم يحسن ذكره فهو كالآتي:
أولا: منذ زمن المرحلة الثانوية {1976} م شرعنا في مسابقة قرآنية رمضانية هي البذرة الأولى في القرية لآلاف الحفاظ الذين أضحوا في أيامنا هذه نجوما يحملون ثقل المسابقة الآن وتتحول المسابقة على أيديهم إلى مسابقة كبرى يشمر لها أهل القرية لينالوا عمرة أو حجا.
ثانيا: في رمضان من كل عام كنّا ننسق فيما بيننا لشغل كل مساجد المنطقة بواحد من طلاب العلم يقوم بواجب الدعوة وكنا نركب الدراجات {السيكل} ثلاثة على دراجة واحدة لانعدام السيارات وعدم وجودها لا أجره ولا ملاكي {خصوصي} مع بُعد المسافات وتناثر المجتمعات الصغيرة {العِزَب}.
ثالثا: كنت أخص رمضان بدورة دائمة في " تعليم فن الخطابة " وذلك بمسجد "البركات" في القرية، ومن ثمرات هذه الدورة تخريج عدد كبير من الدعاة أبرزهم عدد من دكاترة اللغة العربية بجامعة الأزهر ومن خيراتها الدكتور حمدي بدران والدكتور أمين بدران، الأول سيشرف بالتدريس بجامعة أم القري هذا العام ـ إن شاء الله ـ والثاني كان حييا جدا وسرعان ما انقشع عنه الخجل الشديد الذي كان يقف حجر عثرة في طريقه خطابيا وأصبح اليوم يشار إليه بالبنان وذلك لشدة ظهور البيان في خطابته المنبرية فلله الحمد والمنة.
رابعا: أخصص هذا الشهر منذ نعومة أظفاري لصلة الأرحام إذ أجد فيها بركة ورزقا وفيرا.
خامسا: زاد هذا العام انشغالي بتسجيل برنامج " القرآن وبناء المجتمع " وذلك لإذاعة القرآن الكريم بالقاهرة.
مع جدولة " خاطرة" يومية بعد الركعة الرابعة من التراويح في مسجد متجدد بناء على دعوة من وزرارة الأوقاف، أو من الأهالي، مما يخل بإفطاري في بيتي في معظم أيام الشهر وهذا ما يزعج الأهل والأولاد ولكن "ما باليد حيلة". أو كما كان يقول أحد الصالحين "ولا بالرجل" {بسمة}.
هذا فضلا عن الاستمتاع بقراءة القرآن في المصحف الجوامعي الكبير الذي يصل في حجمه إلى متر وقد أحضرته من صنعاء مع حمالة خشبية مميزة إذا دخل رمضان أخرجته من خزانة مكتبي للقراءة. وليس لأحد الحق في إخراجه سواي.
هذه بعض العادات الرمضانية التى تخصني والله الموفق والمستعان.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:07 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله يا دكتور عبد الفتاح، مشاريع خاصة ومشاريع عامة تنفع خلقاً كثيراً فأسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً ويبارك في جهودك ويزيدك من فضله.
أما بالنسبة للبرنامج الإذاعي فأرى أن أهل البيت (أعني الملتقى) لهم حق في الحصول على هذا البرنامج لنشره إن كنت تمتلك نسخة من التسجيلات فلا تبخل علينا بها.
وأعجبني مشروعك الخاص المصحف الجوامعي الكبير وكأني أراك تخرجه بكل تأن خشية أن يصيبه أذى، ما شاء الله، لذا أطلب صورة لهذا المصحف إن أذنت فقليل هي المصاحف التي رأيتها بهذا الحجم. وذكرتني ولو على صعيد أقل بنفسي عندما أُخرج كل مصاحفي قبل رمضان وكتبي وأوراقي وأدعيتي وأضعها في متناول اليد استعداداً لقدوم الشهر المبارك
تقبل الله من الجميع ووأتم علينا هذا الشهر بفضله وكرمه وبلّغنا رمضان العام القادم إن كان في العمر بقية وإلا تبقى هذه المشاريع الرمضانية يتذكر أحدنا الآخر بها فيدعو له بالرحمة والمغفرة.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله r .
مع القران تلاوة وتدبرا وسماعا ومشاهدة ....
(يُتْبَعُ)
(/)
أكتب لكم بعد تردد لضيق الوقت وفوات زمن الموضوع , لكن عزمتُ .. فلعلها فكرة أو تجربة أو نصيحة يُنتفع بها بعد حين , مع اليقين أنها لا تقارن بما قبلها ولا بما بعدها.والله المستعان.
وطريقتي في العرض كالآتي:
- أعرض الأفكار والتجربة والنصيحة جميعا في نقاط.
- عند عرضي لتجربة أذكر ماحصدت منها , وعند ذكري لفكرة أو نصيحة أذكرها لفائدتها لي ولغيري مستقبلا , ولا يعني ذلك أن كل ما أذكره قد عملت به. بل هي من باب ما ينبغي أن يكون ويحسن فعله.
- جعلت لها عناوين رئيسية للترتيب والتنظيم.
- أخاطب بصيغة المذكر لتضمنه المؤنث عند الإطلاق وعدم التخصيص.
وأبدأ ذكر فكرتي (لأن لفظ المشروع كبير) التي كانت في رمضان الماضي – أسأل الله أن يبلغنا إياه أعواما عديده ويتقبله منا – وأرجو من الله أن تكون أفضل في رمضان الحالي. ولا حول ولا قوة إلا بالله:
أولا مع القرآن الكريم:
تدبرا:
- قسّمت سور الجزئين التاسع والعشرون والثلاثون على عدد أيام الشهر عدا يومي الخميس والجمعة وقد بدأ الشهر بيوم السبت في ذلك العام.
- أقوم بقراءة تفسير السورة كاملة من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – ثم أتبعه بتفسير الشيخ أبو بكر الجزائري - حفظه الله - , ويسبق ذلك قراءة معاني المفردات من كتاب الشيخ محمد الخضيري: السراج في غريب القران. وهذا ما توفر لي من الكتب في ذلك الحين مع رجوعي لبعض كتب التفسير من المكتبة الشاملة لكن لا أعتمد عليها لاحتمال السقط والخطأ الذي يغير المعنى.
- جمعت إلى ذلك قراءة ما يتعلق بالسورة من كتاب أسرار ترتيب القران للسيوطي , وأسرار التكرار في القران للكرماني. وأغراض السور في تفسير التحرير والتنوير لمحمد الحمد , و كتاب ليدبروا آياته إعداد مركز التدبر .. (ويمكن إضافة ما ترى أنك بحاجة إلى تعلمه ,أو تشعر أنك بحاجة إلى استزادة فيه لفهم المعنى)
- أجمع الفوائد في ملف مستقل بحجم الدفتر المعروف تكون أوراقه منفصلة ليسهل إضافة الأوراق, وكل سورة تكون لها صفحات مستقلة أدون فيها الفوائد المتعلقة بهذه السورة , مع التنبه على كتابة الآية ورقمها, ثم بعد ذلك أكتب الفائدة المتعلقة بها , ولن تكون الآيات مرتبة حسب ترتيبها في السورة لصعوبة ذلك مع تزايد الفوائد. وبفضل الله انتفعت بهذه الطريقة إلى الآن فما أن أجد فائدة متعلقة بآية في أي كتاب أقرؤه في أي فن إلا وأدونها , مع الحرص على توثيق المصدر. وسينفعني بإذن الله مستقبلا في دراسة أو تدريس ...
- اختيار الفوائد يختلف من شخص لشخص , فمنهم من تكون جديدة عليه ونافعة , ومنهم من لا تكون .. (حسب فهمنا القاصر وإلا فكتاب الله كله درر) .. لكن أحرص في اختيار الفوائد على ما يمكن أن أنتفع به وأنفع من قاعدة أو حكمة أو ضبط متشابه (بالمعنى) وغير ذلك .. أكتب القصير منها وأطبع الطويل أو ما يتوفر كتابه الكترونيا.
- في يومي الخميس والجمعة تكون مراجعة لما تم قراءته وتدوينه خلال الخمس الأيام الماضية سورة سورة , وتكون المراجعة مراجعة لصحة نقل الفائدة إملاءً وصحة معنى.
- أجتهد في استنباط معنى وفائدة من الآيات وأعرض فهمي على كتب التفسير.أو أدونه حتى تتيسر فرصة لعرضه على العلماء لتصويبه.
تلاوة:
- تخصيص ختمة تقرأ في الصلاة سواء المفروضة أو السنن ... لمن تحفظ القران كاملا , أو قراءة ما تيسر حفظه. مع التركيز على أهمية الترتيل وأقصد به تلاوةً مراعيا فيها أحكام التجويد المهمة التي تميز قراءة القران عن قراءة غيره , ويُلزمك بذلك استشعار تلاوة كلام الله عز وجل.وسيرى الأثر.
- بالإضافة إلى ختمة أخرى تكون للمراجعة لا تقل عن جزء يوميا.غيبا للحافظ , وتلاوة لمن يحفظ بعض الأجزاء.ومن جعلها ثلاثة أجزاء يوميا يختم كل عشرة أيام أي: ثلاث مرات في الشهر في رمضان وغيره سيتلذذ بالعيش مع القران يقينا , فكيف إن زاد!! , وإنما اخترت الثلاث لسهولة مراجعتها حتى مع ضيق الوقت وكثرة الأشغال , وهي وصية كثير من العلماء لحافظ القران.
- وتكون هاتان الختمتان طوال العام ختمة في الصلاة متى انتهى شرع في أخرى , وختمة تقرأ غيبا.
سماعا:
(يُتْبَعُ)
(/)
- سماع التلاوات المرتلة والمنوعة من قناة المجد للقران الكريم, و سماع ألبوم تأملات قرآنية للشيخ صالح المغامسي , ومحاضرات في تفسير القران وإعجازه للشيخ محمود شمس توجد مسجلة على موقع جمعية تحفيظ القران بالطائف. وإذاعة القرآن فيها التنوع والفائدة ..
وذلك خلال العمل أو تكون في أوقات ترويح أو تغيير العادة حتى لا تسأم النفس.والاختيار مفتوح حسب ما تميل إليه النفس وتستفيد.
مشاهدة:
- مشاهدة برامج متعلقة بالتفسير أو تدبر القران كل حسب ما يتوفر له من قنوات. وكنت أتابع إعادة برنامج بينات صباحا , وبرنامج ليدبروا آياته ,وبرنامج القراء فقد أثار في نفسي مشاعرا لا توصف حتى تكتب. .. لا توصف .... (لو كنت رجلا لجاهدت في تتبع العلماء الربانيين أنهل من علمهم وأدبهم وأسقي الناس منه. بعد موافقة من يكون خيري لهم أولى وهم أبوي (رحمهما الله كما ربياني صغيرا) واللذان لا يوافقان على أمنيتي لأني أنثى. (و موضوع الوالدين و طلب العلم موضوع آخر مهم يحسن إفراده ,ويلخص في (ففيهما فجاهد)) ..
- مع التنبيه على عدم جعل وقت مخصص للمشاهدة. بل حسب ما يتيسر , لأن استغلال الوقت أولا يكون بالقران الكريم في جميع الأحوال.كلما فرغت فانصب لقراءة القران.
ثانيا: مع الأهل:
- احتساب الأجر وتكثير النيات في العمل منها: تفطير صائم , وبر والدين , وفي كل كبد رطبة أجر , وخدمة الأهل , وإدخال سرور , .. وكل منا أعرف بحاجة أهله.
- لوحة الفوائد: تثبت في مكان بارز في المنزل يعلق فيها فوائد يومية منوعة قصيرة واضحة مناسبة لأعمار أفراد الأسرة.
- الجلوس معهم أثناء تناول الإفطار ومعرفة أحوالهم.
ثالثا: تقسيم الوقت:
يبدأ اليوم بتناول تمرات وشربة ماء و بعد صلاة المغرب تناول وجبة خفيفة , ثم استغلال الوقت بين العشائين في تلاوة القران. وبعد صلاة التراويح تكون وجبة العشاء أيضا خفيفة , وما بعدها من وقت يستغل في القراءة والتدبر والسماع كل يوم حسب ما أنشط لفعله , حتى يأتي وقت السحر نتناول السحور ونلزم الاستغفار والدعاء إلى الأذان , وفي العشر الأواخر يكون قيام الليل من الساعة الثانية ليلا , و بعد الفجر نذكر أذكار الصباح ونذكر الله حتى يبدأ وقت صلاة الضحى نصليها ثم ننام حتى قبيل أذان الظهر نستيقظ ونصلي ركعتي الضحى إن لم نصلها قبل , ونقرأ القران حتى يُؤذَّن لصلاة الظهر, ومن بعد الظهر إلى قبيل المغرب بنصف ساعة عمل في المطبخ (هذا الوقت خصصته لخدمة الأهل فما يريدونه أعمله فيه لا أعمل في غيره إلا إذا لزم الأمر) .. ونصف الساعة قبل الأذان نستغلها في الدعاء .. ولا ننسى أذكار المساء بعد صلاة العصر ثم متابعة العمل .. وهكذا ..
- أ قتصر وقت تصفح الشبكة - إن تيسر- على موقعنا هذا وبعض المواقع الإخبارية.
رابعا: قواعد ونصائح:
- العبرة بالتدبر وليس بكثرة الأجزاء.
- العبرة بطول القيام لا بكثرة الركعات.
- العبرة بالإخلاص لا بكثرة الأعمال.
- لا بد من تعلم فقه الدعاء فالجهل به سبب في عدم التلذذ بهذه العبادة.
- دعاء الصائم , ودعاؤه عند فطره , ودعاؤه بين الأذان والإقامة. مواطن إجابة حري بك استغلالها.
- ليكن نصيبك من النوم ما يعينك على الطاعة. وهذا في رمضان وغيره وفيه أولى فهو أيام معدودات , وعمر الإنسان محدود.
- كن على وجل من (رغم أنف من أدرك رمضان ثم لم يغفر له) ورددها على نفسك دائما (نعوذ بالله أن نكون ممن رغم أنفه بأن أدرك رمضان ثم لم يغفر له)
- (أياما معدودات) حُث بها نفسك على استغلال ثواني هذا الشهر العظيم.
- الدعاء قبل وأثناء شهر رمضان أن يبلغك الله الشهر ويبلغك العمل الصالح فيه ويرزقك إدراك ليلة القدر.
أما رمضان الحالي:
سيكون فيه بإذن الله مراجعة تفسير الخمس الأجزاء من السادس والعشرون إلى الثلاثون , (وهي ما تم قراءته متابعة لرمضان الماضي مع تفاوت في أوقات القراءة , ولو كانت منتظمة لحصدت أكثر). وفيه البحث عن إجابة أسئلة طرأت خلال قراءة التفسير أو تلاوة القران , وقراءة بعض الكتب المتعلقة بعلوم القران وخاصة علم الوقف والابتداء , ومحاولة لضبط المتشابه بالمعنى فلم تُجدِ معي أي طريقة لضبطه غيرها ,وإلى الآن لم أنجز شيئا لعدم تنظيم وقتي وطرأت علي أمور حالت بيني وبين عزمي .. والله المستعان
لكن يحرم العبد الخير بالذنب يصيبه , ونوم يزيد عن حاجته يسلبه وقت البكور وبركة وقته , وأماني, واستغراق في المباحات ومضيعات الأوقات , و نوم عن قيام الليل وتكاسل عن صيام نهار أيام , وتهاون في مراجعة القران .... وغيرها .. أسباب حرمان ينبغي أن يتجنبها من أراد سلوك سبيل الرحمن. . (أسأل الله أن يبارك لي فيما تبقى من رمضان ويرزقني اغتنامه فيما يرضيه.)
فلِيُحاسبَ الإنسان نفسه ويستغفر من ذنبه ويستعين بالله في تنظيم وقته وينوي الخير وإن لم يتيسر له فعله فله أجر على نيته. (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
(وضعت جدول شهر رمضان الماضي في المرفقات)
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:37 ص]ـ
أيها الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات:
أحببت أن أدلوا بدلوي وأشارككم في هذا الموضوع القيم؛ بيَّد أن المشاريع الرمضانية التي سأذكرها من تجارب الآخرين التي رأيتها بنفسي وسمعتها منهم.
المشروع الأول: مشروع جدي السنوي
منذ نعومة أظفاري كان جدي لأبي يتعاهد القيام بمشروع رمضاني وهو:"المؤنة الرمضانية " فقد كان يعد قبل حلول شهر رمضان هذه مؤنة المكونة من أهم المواد الغذائية بإختلاف أصنافها، ومن أجود أنواعها، ويرفق معها أنفس ما يملك من المال، ويقوم بتوزيعها على المعسرين والمحتاجين والضعفاء ممن ينتسب إلى عائلتنا، ومن خارج العائلة، فيهبهم تلك المؤنة والمعونة بنفس سخية راضية، وقد ظل على هذا العمل قرابة عشرون عاماً بلا كلل ولا مللل.
ووالله لقد رأيت أثر هذا العمل الطيب عليه من البركة والسعة في الرزق، والطول في العمر أحسن الله خاتمته، والصلاح في الذرية.
المشروع الثاني: زميلتي مع أمها:
قالت لي ذات يوم إحدى صديقاتي: " في رمضان الماضي اتفقت أنا وأختي التي تصغرني على أن نقوم بعمل بر لأمي في رمضان، وبعد التفكير عزمنا على القيام بعمل قد يكون صغير في أعين الناس لكن كبير عند الله تعالى، فجعلنا أمي في إجازة من الطبخ ومنعنها من دخول المطبخ طوال الشهر الكريم بشرط أن تدعوا لنا بخيري الدنيا والآخرة ".
تقول ولازال الحديث لصديقتي: قمنا بهذا العمل بكل سرور، براً بوالدتي، ولننال أجر تفطير صائم والحمدلله رب العالمين.
وأقول:
البعض منا قد يغفل عن مسألة تفاضل الأعمال فيقدم الأفضل ويسهو عن الفاضل، ويقدم السنة على الواجب، فيشرع في القيام بالأعمال الصالحة القاصرة، ويدع الأعمال التي نفعها متعدي وفيها خدمة وإحسان للآخرين، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل عن أحب الأعمال فقال: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ: قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".
المشروع الثالث: فوائد أختي:
كانت أختي بحوزتها مفكرة تسجل فيها الفوائد والقصص والعبر التي تسمعها من البرامج أو المحاضرات التي تحضرها وفي اجتماع نهاية الأسبوع تقرأ علينا تلك الفوائد، وقد استفدنا وانتفعنا منها كثيراً، فكم أيها الإخوة والأخوات من الفوائد التي نستفيدها، والقليل منا من ينقلها إلى غيره لينفعه بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ".
ومن القصص التي سمعتها:
أن هناك رجل مسن أصيب بفشل كلوي وما كان يملك من المال إلا قليل، وذكروا له أنه في سوريا مركز يعالج بتكلفة معقولة، فباع كل ما يملك ليجمع تكلفة العلاج، ولما سافروا وذهب و خرج من المركز وجد فتاة تطلب منه إعانة مالية لأنها مصابة بالفشل الكلوي، فأعطاها ما جمعه من المال فعاتبه أولاده فقال: " أنا شايب سأموت، وهي صغيرة مقبلة على الحياة ".
وفي أثناء رجوعهم في الطريق طلب منهم الوقوف ليقضي حاجته -أعزكم الله - فردوا عليه: " لا يمكن لك قرابة سنة لا تستطيع أن تقضي حاجتك " فأمرهم بالوقف، فنزل وقضى حاجته، ولما ذهب للمراجعة عند الطبيب المختص قال له: إنك تشافيت من مرضك، ماذا فعلت؟
فأخبره القصة ...
أسأل الله الباسط أن يبسط على من أثار هذا الموضوع ومن شارك فيه ومن قرأه من بركاته ورحمته وفضله ورزقه وعفوه ورضوانه .. إنه قريب مجيب ..
(/)
مبدأ التوحيد في القرآن الكريم
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
ثم أما بعد: قال تعالى " أفلا يتدبرون القرأن " ...
وفي محاولة لتدبر القرأن العظيم نعيش مع مبادئ الإسلام العظيمة
ونبدأ بالتوحيد كأهم مبدأ من مبادئ الإسلام
إذ عليه تقوم العقيدة الصحيحة للإنسان وبدونه تنهار العقيدة وينهار معها الإنسان ذاته
ويعتمد هذا البحث على الكتاب (القرآن الكريم)
والسنة المطهرة (كتب الصحاح)
والتفسير العلمي للآيات العلمية
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ويقبلنا ضمن قافلة الدعاة
ومع الجزء الأول من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
ويبدأ الجزء الأول بهذه الآيات المنيرة من سورة الفاتحة ليؤكد مبدأ التوحيد من أول آية
بسم الله الرحمن الرحيم
أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به- فهو الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
المعبود بحق دون سواه – الرحمن الرحيم
وقد علمنا ربنا أن نتجه له بالحمد , تبارك وتعالى بصفة كماله (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
فهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
ومن هنا ندرك عالمية رسالة الإسلام , فهي من رب العالمين
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء
أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أي أرسله رحمة لهم كلهم
فمن قبل الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة
وإن للإيمان بالله وحده لاشريك له حلاوة في قلب المؤمن
لايشعر بها إلا من أمن
روى البخاري في صحيحه
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ.
والإيمان (بالله وحده لاشريك له) يستتبع أن تؤمن بكتبه التي أرسلها
وأخرها القرآن الكريم
وأن تؤمن بالملائكة واليوم الأخر وجميع رسله وأخرهم
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه
عن عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه
وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا
قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه!
قال فأخبرني عن الإيمان؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان؟
قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال فأخبرني عن الساعة؟
قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل
قال فأخبرني عن أمارتها؟
قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان
قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم.!. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
ودلائل التوحيد كثيرة وإن شاء الله نتعرض لها في حينها
ونورد على سبيل المثال الآيات التالية:
أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ – 21
(يُتْبَعُ)
(/)
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ -22 (الأنبياء)
وقال تعالى في سورة المؤمنون
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ -91
****
ومن الأمور العجيبة والمستغربة أن نرى أناس يتوجهون بالعبادة
لغير الله , فمن الناس من يعبد البقر ومن الناس من يعبد الحجر
ومن الناس من يعبد نبي أو ولي
ومن الناس من ينكرون خالق الكون تكبرا منهم وعمى
ولذلك جاءت رسالة الإسلام للناس كافة ,
تأمرهم بعبادة الله وحده , وترك عبادة العباد ...
فإن عبادة الله وحده تأتي لصالحنا نحن البشر,
فهو الغني عنا وعن عبادتنا ,
فهو الخالق العظيم الذي جعل لنا الأرض صالحة للعيش عليها , وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش عليها
وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها
فهل يصح بعد هذا أن يتجه الإنسان إلى صنم ليعبده ويظن أن الصنم ينفعه؟؟
فهل يصح لعاقل أن يتجه بالعباده لمخلوق مثله مهما كانت مرتبته,
ملك أو ولي أو نبي؟؟
فهل يصح للأنسان أن يتجه إلى الكواكب أو النجوم ليعبدها وهي مسخرة له؟؟
إن الدعوة إلى عباده الله وحده تحررنا من عبادة العباد
وتجعل منا أحررا أعزة بالله , تنزع من قلوبنا الخوف من الأوهام ,
وبهذا القدر من العلم لا يجب على الإنسان أن يجعل لله ندا يطلب منه الرزق والغفران
فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة
ومثال بسيط على ذلك الشمس , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض
فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة , إنها مسخرة مثلنا تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا
وقس على ذلك الأمور الأخرى
فواقع الحال يقول
" لا إله إلا الله "
ولهذا الأمر الهام جاءت الآيات صريحة في أول سورة البقرة
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ-21
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ-22
نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي خلقكم ; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه
ربكم الذي جعل لكم الأرض بساطًا; لتسهل حياتكم عليها, والسماء محكمة البناء, وأنزل المطر من السحاب فأخرج لكم به من ألوان الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم, فلا تجعلوا لله نظراء في العبادة, وأنتم تعلمون تفرُّده بالخلق والرزق, واستحقاقِه العبودية.
والى الجزء التالي إن شاء الله
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثاني من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
سورة البقرة
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)
دعوة إلى البشرية الحائرة أن تتوجه بالعبادة والدعاء إلى خالقها الحق , الرحمن الرحيم
وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين
وأيات الله تبارك وتعالى في الكون المنظور أمامنا كثيرة لا تعد ولا تحصى
فإذا رأيت سيارة جميلة سئلت في أي مصنع صنعت؟ ثم تدرك بعدها أن الذي صنعها إنسان خلقه الله ووضع في فطرته موهبة التصنيع , ثم خلق له المواد الخام مثل الحديد والبترول لكي يستخدمها في تكوين السيارة.
وهذا المثال البسيط يدلك أن لكل صنعة صانع , ولكل المخلوقات خالق عليم حكيم
وكما رأينا في المثال السابق دقة الصنعة تدلك على مقدرة الصانع ومدى علمه ..
وتلفتنا الآيات التالية إلى النظر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتأمل في عظمة خلق السماوات والأرض يخر ساجد لله تعالى.
وتدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنيين بهذه الدقة حيث ينشأ الليل والنهار, وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة حيث تنشأ الفصول الأربعة , ويختلف طول الليل والنهار مع هذا المدار .... أين المحرك لهذه الأرض؟؟ ومن يديره؟؟
ونهبط إلى الأرض ونرى العجب ...
أولا البحار
وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض وبها قوانين وضعها الله تعالى حتي تصلح لجريان السفن عليها.
ثانيا مياه الأمطار
وتكوين الأنهار وعلاقة كل من الشمس والبحار والسحاب في منظومة علمية دقيقة لإستمرار الحياة على الأرض , حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض , وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار, وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات , فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب وتتجه دائما لتصب في البحار, وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب ..
سبحان الخالق العظيم
هذه هي أدلتنا المادية على قدرة الله تعالى ....
فأين أدلة من يعبدون غير الله؟
وأين أدلة الملاحدة الذين لايعترفون بوجود الخالق الأعظم؟
وأين أدلة المشركين؟
وأسمعوا إلى كلام الله العليم الحكيم وهو يوجهنا إلى النظر إلى تلك الآيات
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
إن في خلق السموات بارتفاعها واتساعها, والأرض بجبالها وسهولها وبحارها, وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر, والظلمة والنور, وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر, وفي السفن الجارية في البحار, التي تحمل ما ينفع الناس, وما أنزل الله من السماء من ماء المطر, فأحيا به الأرض, فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها, وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض, وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها, والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله, وجليل نعمه, لقوم يعقلون مواضع الحجج, ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته, واستحقاقه وحده للعبادة.
والدليل الأخر الذي معنا اليوم يشعر به كل مؤمن
حين يرفع يده بالدعاء إلى الله , ويستجيب الله له
فالإحسان كما ورد في الحديث في الجزء السابق – الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك
هل رأيتم عقيدة أوضح من هذه؟
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني, فإني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم
وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة " رواه الترمذي
والى الجزء التالي إن شاء الله
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الثالث من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
سورة البقرة
ومع أعظم آية في القرآن العظيم
(آية الكرسي)
هل سألنا أنفسنا من يقوم بتسير هذا الملكوت العظيم من حولنا؟
هل سألنا من يدير أجهزة الأبدان في جميع الكائنات الحية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل سألنا من يمد الأرض بالغذاء منذ ملايين السنيين دون توقف؟
هل سألنا من يقوم بحفظنا ونحن نيام؟
هل سألنا من يقوم بهذا التوازن الدقيق بين العناصر التي يحتاجها الأنسان
وأخرى يحتاجها النبات؟ مثل الأكسجين والكربون
هل سألنا إلى من نتوجه له بالدعاء؟ ونطلب منه العون؟
والأسئلة كثيرة والنعم لا تعد ولا تحصى
وتجيب الآيات عن قدرة الله الحي القيوم
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ
لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
الله لا إله إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.
****
بعد هذا الوضوح في عقيدة التوحيد
وهذه الآيات الإلهية لا يحتاج الأمر لإكراه الناس للدخول في دين الله تعالى
إن العقل الحر المستنير والقلب المحب للخير يعتنق الإسلام دون إكراه
لأنها رسالة الله الواضحة التي ترد على كافة الأسئلة التي تدور بفكره
وتبين له ما لايستطيع بشر أن يبينه
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يحتاج إلى الإكراه عليه, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.
وتعالوا نرى نموذج من البشر وقد ادعى الربوبية.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
(يُتْبَعُ)
(/)
هل رأيتم أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب
*******
سورة آل عمران
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)
نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه, مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل, وأنزل التوراة على موسى عليه السلام, والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن; لإرشاد المتقين إلى الإيمان, وصلاح دينهم ودنياهم, وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل.
إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (5)
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)
إن الله محيط علمه بالخلائق, لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, قلَّ أو كثر.
هو وحده الذي يخلقكم في أرحام أمهاتكم كما يشاء, من ذكر وأنثى, وحسن وقبيح, وشقي وسعيد, لا معبود بحق سواه, العزيز الذي لا يُغالَب, الحكيم في أمره وتدبيره.
******
وتتأكد عقيدة التوحيد بكل البراهين والدلائل
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
شهد الله أنه المتفرد بالإلهية, وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم, على أجلِّ مشهود عليه, وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل, لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله
إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله, ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام, وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته, فإن الله سريع الحساب, وسيجزيهم بما كانوا يعملون.
*******
وهذه مظاهر يلفتنا إليها ربنا ليؤكد لنا أنه تعالى المتفرد بالملك والعطاء
قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)
قل -أيها النبي متوجها إلى ربك بالدعاء-: يا مَن لك الملك كلُّه, أنت الذي تمنح الملك والمال والتمكين في الأرض مَن تشاء مِن خلقك, وتسلب الملك ممن تشاء, وتهب العزة في الدنيا والآخرة مَن تشاء, وتجعل الذلَّة على من تشاء, بيدك الخير, إنك -وحدك- على كل شيء قدير.
ومن دلائل قدرتك أنك تُدخل الليل في النهار, وتُدخل النهار في الليل, فيطول هذا ويقصر ذاك, وتُخرج الحي من الميت الذي لا حياة فيه, كإخراج الزرع من الحب, وتُخرج الميت من الحي, وترزق من تشاء مَن خلقك بغير حساب.
****
وقد أورد الله تعالى قول (نبيه عيسى عليه السلام) في القرآن
لإثبات أن عقيدة التوحيد هي عقيدة الأنبياء جميعا وأن دين الله واحد يدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
*****
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا: وهي أن نَخُص الله وحده بالعبادة, ولا نتخذ أي شريك معه, من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك, ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة من دون الله. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم - أيها المؤمنون -: اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى رسالة التوحيد
****
ومن خصائص الآلهية , الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة
******
والى الجزء التالي إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:46 م]ـ
جعلنا الله وإياكم من أهل التوحيد. بارك الله بجهودك
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة آل عمران
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - 129
فسبحان الملك القدوس الغفور الرحيم الواحد الأحد , وتملأ قلوبنا نورا بوحدانية الله تبارك وتعالى,
فجميع الخلق ملك له، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء أي هو المتصرف فلا معقب لحكمه، ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون - واللّه غفور رحيم.
*****
ومبدأ التوحيد يجعل من المؤمن إنسانا حرا, ذو إرادة مستقلة مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, صاحب منهج ورسالة , مكلف بتبليغها للعالمين.
ولذلك جاءت الآيات محذرة من إطاعة الكافرين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ - 149 بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ - 150 سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ - 151
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن طاعة الكافرين والمنافقين، فإن طاعتهم تورث التردى في الدنيا والآخرة، ولهذا قال تعالى: إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين،
ثم أمرهم بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه فقال تعالى: بل اللّه مولاكم وهو خير الناصرين،
ثم بشرهم بأنه سيلقي في قلوب أعدائهم الخوف منهم والذلة لهم بسبب كفرهم وشركهم مع ما ادخره لهم في الدار الآخرة من العذاب والنكال، فقال: سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين.
وقد ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.
*******
إن عقيدة التوحيد تجعل من المؤمن إنسان واسع الأفق.
حيث أنه يدرك أن الله تعالى على كل شئ قدير.
ويتأمل في ملكوت السماوات والأرض , يعمل في إعمار الأرض , باحثا في آيات الله تعالى الكونية سواء كانت في السماء أو الأرض ,
فالمؤمن رغم تخصصه في مجال عمل معين إلا أنه يجب أن يكون موسوعي المعرفة,
وهذا ما كان عليه المؤمنون الأوائل حيث سادوا العالم عشرة قرون متوالية بتحقيقهم لمبدأ التوحيد الذي أنار قلوبهم وعقولهم.
وقد ذم اللّه تعالى من لا يعتبر بمخلوقاته الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته
فقال: وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون -105 وما يؤمن أكثرهم باللّه إلا وهم مشركون - 106 (يوسف)
ومدح عباده المؤمنين:
الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض
ربنا ما خلقت هذا باطلا
أي ما خلقت هذا الخلق عبثاً، بل بالحق لتجزي الذين أساءوا بما عملوا، وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
ونستمع لكلام ربنا
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189)
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193)
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)
وقد ثبت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات العشر من آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده.
فقال البخاري رحمه اللّه، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ..
الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح.
****
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله) [رواه ابن حبان، والحاكم وصححه].
******
والى الجزء التالي إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)