ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2010, 12:12 ص]ـ
ربما جاز فرد العضلات والمهارات بأنواعها مادام النية الحسنة موجودة والغرض بيان الحق
ومادام الجروح لا تتعدى صفحة المنتدى فعلاجها يسير ولله الحمد
وشكر الله للأخوين الفاضلين محمد وإبراهيم
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 May 2010, 07:04 ص]ـ
أخي الحبيب هذا رأي في بعض ما ذكرتموه:
1ـ أوّل الصفات وحمل الآيات على المجاز
قلتم تحتها: " وذكر حقيقة الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص " أرجو أن تقرأوا أيها الأحباب المسألة في الموضع المشار إليه بتمعن وكيف حاول الشيخ الجمع بين الأقوال وضعف من ينقل القول بعدم الزيادة والنقصان عن مالك .... إلخ مما يدل على تجرد وبحث علمي منقطع النظير ويبقى الخلاف بعد ذلك في الترجيح مسألةً لا تعدو أن تكون محل اجتهاد ونظر.
ذكرتم تحتها نقلاً عن غيركم:: "هو على طريقة أهل بلده فقي تقليد المذهب المالكي والتبحر في فروعه دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة حتى يميز بين الحق من الباطل فالكل عند المقلدة حق خطأه وصوابه لا هم بالأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا"
وقراءة الكتاب تدلنا بجلاء أن ابن عاشور يعرف الدليل من الكتاب والسنة والكتاب مليء بمثل هذا وأكتفي بمثالٍ هو أول مثال وجدته على عجل وليرجع من شاء إلى المكتبة الشاملة ليجد الأمثلة الكثيرة، قال عند آيات الصيام في البقرة وهو يتحدث عن صيام السفر: " والمسألة مختلف فيها فعن أنس بن مالك أنه أراد السفر في رمضان فرحلت دابته ولبس ثياب السفر وقد تقارب غروب الشمس فدعا بطعام فأكل منه ثم ركب وقال: هذه السنة، رواه الدارقطني، وهو قول الحسن البصري، وقال جماعة: إذا أصبح مقيما ثم سافر بعد ذلك فلا يفطر يومه ذلك هو قول الزهري، ومالك والشافعي والأوزاعي وأبي حنيفة وأبي ثور، فإن أفطر فعليه القضاء دون الكفارة، وبالغ بعض المالكية فقال: عليه الكفارة وهو قول ابن كنانة والمخزومي، ومن العجب اختيار ابن العربي إياه، وقال أبو عمر بن عبد البر: ليس هذا بشيء لأن الله أباح له الفطر بنص الكتاب، ولقد أجاد أبو عمر، وقال أحمد وإسحاق والشعبي: يفطر إذا سافر بعد الصبح ورووه عن ابن عمر وهو الصحيح الذي يشهد له حديث ابن عباس في "صحيحي البخاري ومسلم" "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليريه فأفطر حتى قدم مكة"، قال القرطبي: وهذا نص في الباب فسقط ما يخالفه" فهل هذا كلام من لا يعرف الأدلة أو يتعصب لمذهبه؛ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ونقلتم عنه أيضاً: " وقد حاول الشيخ أن يكثر في تفسيره من التحليلات اللغوية والبلاغية بأسلوب واسع"
هل هذا مدح أم ذم وما معنى حاول في هذا السياق؟
ونقلتم عنه أيضاً: "وأما عقيدته فهو أشعري جلد وقد صرح بذلك في بعض الصفات يكثر من التحليلات والتعليلات ويظهر بعض الاعتراضات التي لا تزيد المذهب الأشعري إلا تقعرا ينظر إلى التأويل بأنه سيف مسلول على الملاحدة"
الذي أفهمه من (جلد) شدة التعصب، أحيلكم على موضع واحد – والمواضع متعددة - يقارن فيه ابن عاشور بين الأقوال ولا يتعصب للإشاعرة ولا لغيرهم بل يعرض الأقوال ويرجح ويجمع مع أنه والله أعلم قد وصل إلى مرحلة علمية يستطيع معها أن يرجح، وهذا الموضع هو آية الرؤية في القيامة حيث قدم بمقدمة عن تعامل الفرق الإسلامية مع آيات الصفات ولم يتعصب فيها للأشاعرة ألبتة
"وإذا ذكر عقيدة السلف يذكرها بخلط وضعف"
المثال السابق يرد هذا الكلام
" وأنها عقيدة المساكين السذج". .
أرجو أن تدلل على مثل هذا، و قد يكون مثال سورة القيامة كافيا في عكسه
3ـ أكثر من النقل من التوراة والإنجيل وربما رجح ما فيها:
ما الإشكال في هذا إلا إن عارض به قرآنا أو سنة صحيحة أو أقوال السلف، أرشدني ولك مني الدعاء
5ـ يذكر النظريات العلمية في تفسير النصوص القرآنية:
هل هذا في نفسه إشكال، قال ابن عاشور في آية البقرة المحال عليها:" وقد وعد الله تعالى في هذه الآية وغيرها السماوات سبعا وهو أعلم بها وبالمراد منها إلا أن الظاهر الذي دلت عليه القواعد العلمية .... " ثم ساق اجتهاده، ولو رد أحدٌ على رأيه الاجتهادي برأي اجتهادي فلا غضاضة ولا إشكال بل يشكر صاحب الرد إن رد بعلم وأدب، لكن المشكلة أن يعد هذا مأخذا على منهجه.
6ـ انتقده بعض أهل البلاغة:
وما ذكرتم تحتها سوى نقد الدكتور: عبدالعظيم المطعني دون تعليل ولا تدليل لكن لي على الاعتماد على نقده ملاحظات:
1 - قد أثنى على التفسير من أهل البلاغة من هو أرسخ قدما وهو الدكتور محمد أبو موسى حيث قال لي: " وددت أن أتقرب إلى الله بمثل ما تقرب به ابن عاشور" يقصد تفسيره، وكثيراً ما يثني الدكتور على بلاغيات ابن عاشور وإمامته، وقد أثنى على الكتاب من الناحية البلاغية الكثيرون غير الشيخ أبو موسى مثل الدكتور: الشحات أبو ستيت رحمه الله والدكتور أحمد سعد ناجي حفظه الله وغيرهم، فلنقل في مقابل قولكم " انتقده بعض أهل البلاغة" " أثنى عليه أكثر أهل البلاغة".
2 - مع فضل الدكتور المطعني إلا أن المنهج العلمي أنه لا يقبل نقده إلا إذا دلل وعلل.
3 - قامت رسائل متعددة حول الجانب البلاغي عند ابن عاشور- وهذا من أدلة قيمة الكتاب بلاغياً فلتراجع تلك الرسائل – وأنا لم أطلع عليها- فإن كان فيها بيان لنقص في بلاغيات ابن عاشور بحجة وبرهان فلا إشكال في الانتفاع بها وقبل ذلك ينبغي التوقف والتريث.
وقد تركت بعض النقاط لضيق الوقت ولعلي أعود إليها لاحقاً إن يسر الله، وإذا رد علي الأخ أو غيره فلن أرد بإذن الله، وقد فتحت إن شاء الله أعين القراء على ما يكفيهم ليصلوا إن تابعوا المشوار إلى راي يطئنون إليه ويلقون الله به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2010, 01:07 م]ـ
وقد تركت بعض النقاط لضيق الوقت ولعلي أعود إليها لاحقاً إن يسر الله، وإذا رد علي الأخ أو غيره فلن أرد بإذن الله، وقد فتحت إن شاء الله أعين القراء على ما يكفيهم ليصلوا إن تابعوا المشوار إلى راي يطئنون إليه ويلقون الله به
الأخ الفاضل محمد نصيف
لقد أنصفت وصدقت فيما ذكرت وليتك تذكر بقية النقاط حيث إن مثل هذه المناقشات العلمية مفيدة في الوصول إلى منهجية نقدية خالية من التحامل ومن النتائج غير الدقيقة والتي غالبا ما يكون سببها هو الدراسة غير المكتملة.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[02 Jun 2010, 10:19 ص]ـ
سبق الحديث المفصل عن منهج ابن عاشور - رحمه الله تعالى - في تفسيره على الرابط التالي:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=58230
فليت الإخوة يضعون موضوعاتهم التي سبق الحديث عنها تحت نظائرها حتى يجتمع الكلام في موضع واحد كما طلب المشرف العام في وقت سابق.
ولعل إدارة الملتقى تساعد الأعضاء الجدد أو الذين يفوت عليهم معرفة ذلك فتضم ما يستجد من مباحث إلى نظائرها إلا إذا وجد مبرر واضح لإفرادها.
وإفراد الحديث عن (المآخذ) هنا غير مناسب بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف فيها، فالمنهج الصحيح أن تذكر عند الحاجة إلى بيانها بعد ذكر المحاسن بالتفصيل.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:41 م]ـ
أحسبُ أن الكاتب -وفقه الله- نقل هذا من مذكرة الدكتور محمد عن كتب التفسير، أقول هذا ظنًا.
وتعقيبًا على ما ذكر الدكتور إبراهيم في ذيل كلامه؛ فإن إفراد الأخطاء على كتب ما؛ ليس محبوبًا عند أهل العلم، وهذا مقيد بما إذا كان الكتاب لقي قبولاً، وحظي حظوة عند عامة العلماء؛ لأن هذا مما يزهد في الكتاب.
فكتاب مثل: فتح الباري -مثلا- لا يناسب أن يُؤلف مؤلف مستقل في بيان أخطائه؛ إلا حينما تدعو الحاجة، ولا يجوز تأخير البيان عن قت الحاجة، وهذا ما سمعته كثيرًا من الشيخ عبدالكريم الخصير -حفظه الله-.
وكثيرًا ما أسمعه يقول: يفيد منه طالب العلم على حذر.
وهذا المنهج: ... فالمنهج الصحيح أن تذكر عند الحاجة إلى بيانها بعد ذكر المحاسن بالتفصيل.
هو المنهج السديد فيما أرى.
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[04 Jun 2010, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الجميع أن تتسع صدورهم للنقد
واستحضار مقولة الشافعي - رحمه الله - لأحد مخالفيه:
"ألا يستقيم أن نكون إخوانا ولو اختلفنا؟ " أ. هـ
وليتحملني من له باع طويل في هذا التخصص قد يفوق سنيّ عمري
ولكن لا يُحقر من الرأي كلمة
بل يُؤخذ من الجيد ويُترك الرديء
ورأيي صواب يحتمل الخطأ
ويعلم الله أنني أتعلم من كل حرف كُتب أسفل الموضوع وأدعوا لصاحبه
وما هذا الحوار إلا لتوسيع الأفهام وتعليم عن بُعد
عُملته الحروف ولا يضير الإسراف في ذلك
وسأُنفق بسخاء فإما مفيد أو مستفيد
وأتفق مع أستاذي الفاضل د. إبراهيم الحميضي - حفظه الله - حول طلبه دمج الموضوع
ولو كنت أعلم بالموضوع المُشار إليه بالرابط المرفق لما ترددت في تسطير حروفي هناك
حفاظاً على الترابط بين الموضوعات وعدم تشتيت ذهن المتلقي ولتكون الفائدة أعم
وأيضاً من أجل تطبيق قاعدة ذكر ((المحاسن)) أولاً، ثم ذكر ((المآخذ))
علماً أن ما تعلمناه وشاهدناه ولمسناه هو النقد والتركيز على المآخذ دون تعزيز للمحاسن
والحق ضالة المؤمن
نعود للموضوع الأساس
ذكر الأستاذ محمد نصيف أنه ما الإشكال في النقل من التوراة والإنجيل إلا إن عارض به قرآنا أو سنة أو أقوال السلف وطلبه الإرشاد في ذلك
أود التذكير بداية بقول الله سبحانه ((وكان الإنسان عجولا)) سورة الإسراء، الآية: 11
وقوله تعالى ((خُلق الإنسان من عجل)) سورة الأنبياء، الآية: 37
فلو تم قراءة الموضوع برويّة وتأني وموضوعية لوجد المطلوب
حيث ذكرت التالي:
الآية رقم 29 في سورة البقرة (1/ 384) رجح خلق السماء قبل الأرض قال: "وهو ظاهر سفر التكوين".
ومعلوم قول السلف في هذه المسألة
ورأي ابن عباس - رضي الله عنه - أن الأرض خُلقت قبل السماء
فسؤالي: هل نقبل قول ابن عباس أم ظاهر سفر التكوين؟!
فانتبه لهذا الأمر الخطير من الاستدلال بأسفار اليهود والنصارى ((المحرّفة)) بنص القرآن .. !!!
أما في رد نقد د. عبدالعظيم المطعني إلا إذا دلل وعلل .....
فليُرجع لكتابه (التفسير البلاغي للاستفهام) وستجد 1260 مثال
كما أن المغراوي استقرأ تفسير ابن عاشور من عنوانه إلى خاتمته وذكر ذلك برسالة علمية ((مناقشة))
كما أن هناك من أثبت أن ابن عاشور من كبار الفلاسفة، وأنه حمل أكثر المواضع على التفسير الفلسفي ...
في رسالة دكتوراه بعنوان ((التفسير الفلسفي)) ــ في مجلدين ـ لا يحضرني اسم الباحث ـ
وفي الختام أطلب التجرد والموضوعية
وعدم الإنجراف والتسليم بآرائه ـ رحمه الله ـ
علما أنه قال في مقدمة تفسيره:
"وقد ميّزتُ ما يفتح الله لي من فهم معاني كتابه، وما أجلبه من المسائل العلمية، مما لا يذكره المفسرون، وإنما حسبي في ذلك عدم عثوري عليه فيما بين يديّ من التفاسير في تلك الآية خاصة، ولستُ أدّعي انفرادي به في نفس الأمر، فكم من كلام تنشئه تجدك قد سبقك إليه متكلّم، وكم من فهمِ تستظهره وقد تقدّمك إليه متفهّم" أ. هـ
رحم الله ابن عاشور ــ كم يعجبني تواضع العلماء
كما أود التذكير بقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مقدمة أصول التفسير:
"فإن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين، والباطل والواضح والحق المبين، والعلم إما نقل مُصدّق عن معصوم، وإما قول عليه دليل معلوم، وما سوى ذلك فإما مزيف مردود، وإما موقوف لا يعلم أنه بَهْرج ولا منقود"أ. هـ
والله ولي التوفيق ... ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي فهد على حرصك على الخير وعلى طلب الحق، وأريد أن أعيد بعض ما قلته سابقاً:
أتمنى من كل من يقرأ نقداً لكتاب أن يتريث إلى أن يرجع إلى الكتاب بنفسه، و يتأكد من دقة النقل و لا يعطي حكمًا إلا بعد جمع نصوص المؤلف التي قد تكون متفرقة في كتابه،وعندما يحصل هذا الاستقراء والاستقصاء أكون أول القابلين بالأحكام والآراء التي تنقد أي كتاب من تأليف البشر لكنني لممارستي للتحرير لحوالي 17 سنة أقول إن ما ذكر وما نقل فيه إغفال لنصوص كثيرة من كلام المؤلف تخالف ما وجه إليه من نقد أنا لا أقول اذكروا محاسنه ولكني أقول: اجمعوا أقواله في طريقة السلف في الصفات - مثلاً- دون تركيز على ما أيد فيه السلف أو عارضهم، وكذلك في كل مسألة، وليس هذا خاصا بكتاب الطاهر ولا غيره؛ فكثيراً ما تسمع اتهاما لمؤلف بأنه يقول بـ (وحدة الوجود) - مثلاً- لكنك عندما تجمع النصوص تكتشف أنه لا يمكن مع جمعها أن تتهم المؤلف بهذا القول الكفري، وعلى هذا فلنقس كل ما يأتينا عن رجل من أهل الفضل والعلم، وكثيراً ما يقع خلاف هذا الذي طلبته فيجمع الشخص ما يناسب هدفه - المآخذ أو المحاسن-، ولا يبحث عما لا يحتاجه رغم أن الصورة لا تكون صحيحة - كما هو واضح- إلا بجمع هذا كله، وإذا لم يكن عند الإنسان الوقت لهذا الجمع فأظن أن الخير أن لا يتكلم عن كتاب مدحا أو قدحا، وإن كان لأخي فهد أو غيره رأي مخالف لما قلته فليفدني جزاه الله خيراً.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الجميع أن تتسع صدورهم للنقد
واستحضار مقولة الشافعي - رحمه الله - لأحد مخالفيه:
"ألا يستقيم أن نكون إخوانا ولو اختلفنا؟ " أ. هـ
وليتحملني من له باع طويل في هذا التخصص قد يفوق سنيّ عمري
ولكن لا يُحقر من الرأي كلمة
بل يُؤخذ من الجيد ويُترك الرديء
ورأيي صواب يحتمل الخطأ
ويعلم الله أنني أتعلم من كل حرف كُتب أسفل الموضوع وأدعوا لصاحبه
وما هذا الحوار إلا لتوسيع الأفهام وتعليم عن بُعد
عُملته الحروف ولا يضير الإسراف في ذلك
وسأُنفق بسخاء فإما مفيد أو مستفيد
وأتفق مع أستاذي الفاضل د. إبراهيم الحميضي - حفظه الله - حول طلبه دمج الموضوع
ولو كنت أعلم بالموضوع المُشار إليه بالرابط المرفق لما ترددت في تسطير حروفي هناك
حفاظاً على الترابط بين الموضوعات وعدم تشتيت ذهن المتلقي ولتكون الفائدة أعم
وأيضاً من أجل تطبيق قاعدة ذكر ((المحاسن)) أولاً، ثم ذكر ((المآخذ))
علماً أن ما تعلمناه وشاهدناه ولمسناه هو النقد والتركيز على المآخذ دون تعزيز للمحاسن
والحق ضالة المؤمن
نعود للموضوع الأساس
ذكر الأستاذ محمد نصيف أنه ما الإشكال في النقل من التوراة والإنجيل إلا إن عارض به قرآنا أو سنة أو أقوال السلف وطلبه الإرشاد في ذلك
أود التذكير بداية بقول الله سبحانه ((وكان الإنسان عجولا)) سورة الإسراء، الآية: 11
وقوله تعالى ((خُلق الإنسان من عجل)) سورة الأنبياء، الآية: 37
فلو تم قراءة الموضوع برويّة وتأني وموضوعية لوجد المطلوب
حيث ذكرت التالي:
الآية رقم 29 في سورة البقرة (1/ 384) رجح خلق السماء قبل الأرض قال: "وهو ظاهر سفر التكوين".
ومعلوم قول السلف في هذه المسألة
ورأي ابن عباس - رضي الله عنه - أن الأرض خُلقت قبل السماء
فسؤالي: هل نقبل قول ابن عباس أم ظاهر سفر التكوين؟!
فانتبه لهذا الأمر الخطير من الاستدلال بأسفار اليهود والنصارى ((المحرّفة)) بنص القرآن .. !!!
.. ،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي إبراهيم وبارك في علمك وعمرك
والحق ما قلت يؤخذ الجيد ويترك الردي
وأنا أحببت أن أثير الموضوع وأحركه بينك وبين الأخ الفاضل محمد نصيف لتخرج الفوائد ونتبين الحق في الغاية وفي الوسيلة.
أخي الكريم:
ابن عاشور رحمه الله ليس بمعصوم وهو كغيره يصيب ويخطيء ونحن بقدر ما يهبنا الله من الفهم نأخذ الجيد ونترك الردي ونحفظ للعلماء جهودهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحيانا الأراء والأقوال الضعيفة قد تقود إلى الأراء الحقة والأقوال الصائبة فهي كثيرا ما تدفع طالب العلم إلى المراجعة والدراسة والتثبت حت يقع على الحقيقة، وكمثال على ذلك كلام بن عاشور حول الآية 29 من سورة البقرة فقد رجعت إلى كلامه رحمه الله تعالى فوجدت أنه يدفع طالب العلم إلى الدراسة والبحث.
وهذه بعض الملاظات على ما وقفت عليه من كلامه رحمه الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة (29)
بعد أن ذكر رحمه الله تعالى دلالة العطف بـ"ثم" قال:
"فأما هذه الآية فإنه إذا كانت السماوات متأخراً خلقها عن خلق الأرض فثُم للتراخي الرتبي لا محالة مع التراخي الزمني وإن كان خلق السماوات سابقاً فثُم للترتيب الرتبي لا غير. والظاهر هو الثاني."
فهو يرجح أن السماوات خلقت قبل الأرض.
ثم ذكر خلاف علماء السلف فقال:
"وقد جرى اختلاف بين علماء السلف في مقتضى الأخبار الواردة في خلق السماوات والأرض فقال الجمهور منهم مجاهد والحسن ونسب إلى ابن عباس إن خلق الأرض متقدم على خلق السماء لقوله تعالى هنا: {ثم استوى إلى السماء} وقوله في سورة حم السجدة (9 11): {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} إلى أن قال: ثم استوى إلى السماء وهي دخان.
وقال قتادة والسدي ومقاتل إن خلق السماء متقدم واحتجوا بقوله تعالى: بناها رَفع سمكها فسواها إلى قوله: {والأرضَ بعد ذلك دحاها} [النازعات: 27 30]."
ثم ذكر الجواب على قول من قال بأسبقية خلق السماء بقوله:
" وقد أجيب بأن الأرض خلقت أولاً ثم خلقت السماء ثم دُحيت الأرض فالمتأخر عن خلق السماء هو دحْو الأرض، على ما ذهب إليه علماء طبقات الأرض من أن الأرض كانت في غاية الحرارة ثم أخذت تبرد حتى جمدت وتكونت منها قشرة جامدة ثم تشققت وتفجرت وهبطت منها أقسام وعلت أقسام بالضغط إلا أن علماء طبقات الأرض يقدرون لحصول ذلك أزمنة متناهية الطول وقدرة الله صالحة لإحداث ما يحصل به ذلك التقلب في أمد قليل بمقارنة حوادث تعجل انقلاب المخلوقات عما هي عليه."
والملاحظ هنا أنه ذكر ما يسند القول الأول الذي يقول أن الأرض خلقت أولاً ثم السماء بعدها ثم دحيت الأرض بعد ذلك بقول علماء طبقات الأرض حيث إن كلامهم يدل على أن الدحو أمر حدث مستقل عن إيجاد الأرض، وهذا الأمر في نظري له وجاهته إذا تأملنا الآيات من سورة النازعات ودلالة مفرداتها، ولكن بن عاشور رحمه الله تعالى يستبعد هذا القول ـ حسب فهمي لكلامه ـ للعلة التي ذكرها المتعلقة بقدرة الله تعالى.
ثم بعد ذلك رجح القول بأن السماء خلقت أولاً فقال:
"وأرجح القولين هو أن السماء خلقت قبل الأرض لأن لفظ {بعد ذلك} أظهر في إفادة التأخر من قوله: {ثم استوى إلى السماء} ولأن أنظار علماء الهيئة ترى أن الأرض كرة انفصلت عن الشمس كبقية الكواكب السيارة من النظام الشمسي. وظاهر سفر التكوين يقتضي أن خلق السماوات متقدم على الأرض. وأحسب أن سلوك القرآن في هذه الآيات أسلوب الإجمال في هذا الغرض لقطع الخصومة بين أصحاب النظريتين."
وهنا نلاحظ أنه اعتمد في ترجيحه على أمر ثلاثة:
الأول: اللغة.
الثاني: أقوال أهل الهيئة وهذا محل نظر كبير ويمكن مناقشة مدى صحة مثل هذا الاستدلال فعليه ملاحظ كثيرة.
الثالث: استدلاله بما جاء في سفر التكوين وهو محل نظر أيضاً.
ثم ذهب إلى بيان معنى السماء وذكر احتمالين فقال:
"والسماء إن أريد بها الجو المحيط بالكرة الأرضية فهو تابع لها متأخر عن خلقها، وإن أريد بها الكواكب العلوية وذلك هو المناسب لقوله: {فسوتهن سبع سموات} فالكواكب أعظم من الأرض فتكون أسبق خلقاً وقد يكون كل من الاحتمالين ملاحظاً في مواضع من القرآن غير الملاحظ فيها الاحتمال الآخر."
وإذا تأملنا كلا الاحتمالين الذين ذكرهما نجد أنهما محل نظر:
فالأول: وهو أن السماء المراد منها الغلاف الجوي فهذا يصدق عليه أنه سماء وهذا هو الذي نراه خلال النهار، ولكن هل هو المراد في الآية هذا يجب أن ينظر فيه من خلال النظر في بقية الآيات التي تحدثت عن خلق السماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن المراد الكواكب العلوية وهذا الذي رجحه بن عاشور هنا، وهذا محل نظر من ناحية اللغة ومن ناحية الحقيقة.
وهنا نلاحظ أن بن عاشور رحمه الله تعالى كغيره من المفسرين ينقل أقوال السلف ويجتهد من خلال اللغة ومن خلال المعارف البشرية والنظر في الكتب السابقة.
ومثال اجتهاده في التفسير من خلال اللغة قوله رحمه الله:
"ووزن استوى افتعل لأن السين فيه حرف أصلي وهو افتعال مجازي وفيه إشارة إلى أنه لما ابتدأ خلق المخلوقات خلق السماوات ومن فيها ليكون توطئة لخلق الأرض ثم خلق الإنسان وهو الذي سيقت القصة لأجله."
وهذا محل نظر
ثم لننظر إلى ترجيح بن عاشور رحمه الله تعالى إلى أن المراد بالسموات السبع هي الكواكب السيارة حيث يقول:
"وقد عد الله تعالى في هذه الآية وغيرها السماوات سبعاً وهو أعلم بها وبالمراد منها إلا أن الظاهر الذي دلت عليه القواعد العلمية أن المراد من السماوات الأجرام العلوية العظيمة وهي الكواكب السيارة المنتظمة مع الأرض في النظام الشمسي ويدل لذلك أمور:
أحدها: أن السماوات ذكرت في غالب مواضع القرآن مع ذكر الأرض وذكر خلقها هنا مع ذكر خلق الأرض فدل على أنها عوالم كالعالم الأرضي وهذا ثابت للسيارات.
ثانيها: أنها ذكرت مع الأرض من حيث إنها أدلة على بديع صنع الله تعالى فناسب أن يكون تفسيرها تلك الأجرام المشاهدة للناس المعروفة للأمم الدال نظام سيرها وباهر نورها على عظمة خالقها.
ثالثها: أنها وصفت بالسبع وقد كان علماء الهيئة يعرفون السيارات السبع من عهد الكلدان وتعاقب علماء الهيئة من ذلك العهد إلى العهد الذي نزل فيه القرآن فما اختلفوا في أنها سبع.
رابعها: أن هاته السيارات هي الكواكب المنضبط سيرها بنظام مرتبط مع نظام سير الشمس والأرض، ولذلك يعبر عنها علماء الهيئة المتأخرون بالنظام الشمسي فناسب أن تكون هي التي قرن خلقها بخلق الأرض. وبعضهم يفسر السماوات بالأفلاك وهو تفسير لا يصح لأن الأفلاك هي الطرق التي تسلكها الكواكب السيارة في الفضاء، وهي خطوط فرضية لا ذوات لها في الخارج.
هذا وقد ذكر الله تعالى السماوات سبعاً هنا وفي غير آية، وقد ذكر العرش والكرسي بما يدل على أنهما محيطان بالسماوات وجعل السماوات كلها في مقابلة الأرض وذلك يؤيد ما ذهب إليه علماء الهيئة من عد الكواكب السيارة تسعة وهذه أسماؤها على الترتيب في بعدها من الأرض: نِبْتون، أُورَانوس، زُحَل، المشتري، المريخ، الشمس، الزهرة، عطارد، بلكان.
والأرض في اصطلاحهم كوكب سيار، وفي اصطلاح القرآن لم تعد معها لأنها التي منها تنظر الكواكب وعُد عوضاً عنها القمر وهو من توابع الأرض فعده معها عوض عن عد الأرض تقريباً لأفهام السامعين.
وأما الثوابت فهي عند علماء الهيئة شموس سابحة في شاسع الأبعاد عن الأرض وفي ذلك شكوك. ولعل الله لم يجعلها سماوات ذات نظام كنظام السيارات السبع فلم يعدها في السماوات أو أن الله إنما عد لنا السماوات التي هي مرتبطة بنظام أرضنا."
وهنا يلاحظ أن كل مرجح من المرجحات التي ذكرها رحمه الله يمكن أن يعترض عليه وإبطاله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:37 م]ـ
أخي الكريم أبوسعد الغادي
إضافة موفقة ومفيدة
وعند ذكر بعض المسائل ونقدها
فذلك من أجل تحريك الذهن واستثارة مكنوناته
وعدم التسليم بالأقوال ما لم تكن من معصوم
وما سطرته في ردك داخل في ذلك استفدتُ منه كثيراً
فبارك الله في علمك ونفع بك
والحق ضالة المؤمن
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:43 م]ـ
يبدو أني سأظل في واد والأخوان - فهد وأبو سعد - في واد آخر فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 10:47 م]ـ
يبدو أني سأظل في واد والأخوان - فهد وأبو سعد - في واد آخر فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أخانا الحبيب
لا زلنا معك في نفس الوادي، وادي بن عاشور رحمه الله تعالى.
ولسنا هنا بصدد الحكم على تفسير بن عاشور رحمه الله تعالى وتقييمه، وإنما هي مدارسة ونظر في ما قيل وكتب وكل واحد له وجهة نظره وليست ملزمة لغيره.
فمثلا لو تسألني عن تفسير بن عاشور أقول هو من أحب التفاسير إلي وأجد متعه في النظر فيه واستفدت منه كثيرا ونقلت عنه، ولكن يبقى كغيره من المفسرين يؤخذ من قوله ويرد، وهناك دراسات ورسائل حول تفسيره رحمه الله وما جاء في تلك الدراسات وما خرجت به من أحكام هي أيضا كغيرها محل أخذ ورد.
فطول بالك بارك الله فيك وقد استفدت من مشاركتك وأوافقك على بعض النقاط الجيدة التي ذكرتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[08 Dec 2010, 01:30 ص]ـ
كلمة عن تفسيره كنت كتبتها في كتاب لى " أهل التفسير" .... وهذا الكتاب الجامع قد حوى دررا،وجمع كنوزا، ولم يعتمد صاحبه على النقل فحسب؛بل كانت له ابتكارات وتعليقات مفيدة، وردود عديدة وترجيحات سديدة، كما أنه يوضح ما في الكشاف من الغوامض كأنه شارح للكشاف؛ بل وما في حواشي الكشاف, وكان يستدرك عليهم وكذلك حواشي البيضاوي، كما أنه يشرح الشواهد الشعرية وينسبها لقائليها، وكان يضبط الأعلام وله اهتمام بالأحاديث والآثار, وله جهد واضح في بيان الصواب في مرويات أسباب النزول وترجيح ما قيل في المكى والمدني والترجيح في غيرها من المسائل الهامة معتمدا على الآثار؛ بيد أنه نقل نقولا من العهد القديم و العهد الجديد واعتمد عليهما كثيرا في تفسير ما يتعلق بأهل الكتاب وقصص الأنبياء وذِكر المبهمات؛ كما قدم كتابه بمقدمات طيبة تتعلق بعلوم القرآن الكريم والقراءات.
فوائد من تفسيره: قال:وقد رأيت المحسنات في البديع جاءت في القرآن أكثر مما جاءت في شعر العرب [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=104837#_ftn1).
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=104837#_ftnref1) التحرير والتنوير1/ 119
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 02:19 ص]ـ
أستاذ عبد الحميد البطاوي, هل تستطيع أن ترسل لي نسخة من كتابك " أهل التفسير" إلى الإيميل , أكون لك من الشاكرين.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:07 ص]ـ
للتو حصلنا على طبعة سحنون .. ونعكف الآن على قراءة درر الطاهر عاشور ...
جزى الله الخيرين كل خير .. اساتذتنا ومشائخنا في هذا الموقع القيم ...
سنتابع ملحوظاتكم بدقة وسنقف عند معظم ماذكر ...
بارك الله فيكم ... ،،،
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:38 ص]ـ
كتاب (التحرير والتنوير) يحتاج إلى تحرير فمع ما أودع فيه مصنفه رحمه من الفوائد، ومع ما تميز به ابن عاشور من طول النفس في البحث والتدقيق، إلا أنه رحمه الله أوردع في كتابه أمورا كدرت صفوه - وهي كثيرة - وقد أشرفت على رسالة ماجستير تناولت جانب الإعجاز عند ابن عاشور من خلال كتابه (التحرير والتنوير) ولعلي أذكر في وقت لاحق بعض الملحوظات الجوهرية في نظري على الكتاب، وكفى المرء نبلا أن تعد معائبه، أسأل الله أن يجمعنا وإياه وإياكم في دار كرامته وأن يحسن ختامنا ويرزقنا التجرد وحسن المقصد.(/)
كتب ورسائل في علوم القرآن طبعت قديماً ذكرها المستشرق فنديك في كتابه
ـ[السراج]ــــــــ[28 May 2010, 07:13 ص]ـ
كتب ورسائل في علوم القرآن طبعت قديماً للمستشرق فنديك
الأخوة الكرام اطلعت على كتاب: "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع " للمستشرق إدوارد فنديك، وقد طبع الكتاب قديماً، وفرغ مؤلفه منه في 9 سبتمبر سنة 1896م، وانتقيت من هذا الكتاب ما له صلة بالقرآن الكريم وعلومه مثل كتب التفاسير وكتب القراءات وكتب التجويد فيما طبع قديماً في ذلك الزمان، والله ولي التوفيق.
يقول المستشرق إدوارد فنديك:
" قد اعتنى علماء المسلمين غاية الاعتناء بالكتب الدينية و لذلك لا يكاد يحصى عددها فلا نتجاسر على التعرض إلى استيفاء بيانها بل نقتصر على ذكر شيء من أهمها مع إيراد أسماء مؤلفيها المشهورين و أماكن طبعها و سنيه فنقول
1 - القرآن الشريف و نجومه:
طبع القرآن الشريف و هو الهدى و الفرقان و رارا في الشرق و الغرب. منها في هامبورغ سنة 1649م و في مدينة بادوا في ايطالية في 2ج كبيري الحجم جدا سنة 1698 باعتناء الكاردنال مرانشي. ثم طبع ايضاً في اوربا مرارا منها في بطرسبيرغ سنة 1787 و سنة 1790 و سنة 1798م و في كازان سنة 1803 و سنة 1819وسنة 1839م. و في مدينة لايبسك سنة 1834 و سنة 1842 و سنة 1870م باعتناء العلامة الالماني فلوعل وهذه الطبعات الثلاث الاخيرة أي طبعات العلامة فلوغل في لايبسك تمتاز عن غيرها صفتين الاولى وضوح الحروف و اتقان الطبع بحيث لا يتعب نظر القارئ بمطالعتها و الثانية إن لهذه الطبعات ملحقا اسمه الفرقان في اطراف القرآن و هو فهرست مرتب على حروف المعجم لجميع الكلمات الواردة في القرآن من اسم و فعل و حرف يسهل بواسطته على الطالب الاسترشاد الى معرفة السور و الآية التي و ردت فيها كل كلمة او حرف ومن هذا النوع ايضاً قاموس و ضعه الحافظ محمد شريف بن عبد الله الحقي المفتي بمدينة قوتاهيه بالاناضول سماه مفتاح التفاسير و مصباح الآيات طبع في بمباي سنة 1299ه و هو ايضاً مرشد للآيات القرآنية مع الدلالة ايضاً الى محال تفسيرها في ثمانية من التفاسير الشهيرة ومنه ايضاً كتاب نجوم الفرقان طبع في كلكته سنة 1811م ومنه ايضاً " كتاب مقدمة كتاب مستطاب مفتاح كنوز القرآن من تصنيفات ميرزا كاظم بك الاستاذ في مدرسة بطرسبرج " طبع في بطرسبرج سنة 1859م و هو ايضاً قاموس مستوفي يدل على مجال ورود الكلمات القرآنية في السور و الآيات ومنه ايضاً كتاب " ترتيب ي زيبا " طبع في كازان سنة 1310ه في 128صح و هو قاموس للمفردات أي لمحال ورود المفردات في آيات القرآن و سوره و توجد منه نسخة بخط اليد محفوظة في الكتب خانة الخديوية وطبع ايضاً القرآن الشريف مرارا في الشرق منها في الاستانة العلية سنة 1297ه على البلاط أي الحجر برخصة من نظارة المعارف عن نسخة بخط الحافظ عثمان و هو من مشاهير كتاب الاستانة في القرن الحادي عشر للهجرة وطبع ايضاً في مملكة اوض من اقطار الهند من سنة 1280ه الى سنة 1283ه باعتناء اثنين و هما حافظ محمد مخدوم و مولوي محمد عبد الحافظ و ذلك بعد أن عني بتصحيحه شيخهما المولوي محبوب علي مستعينا على ذلك بعدة كتب و هي: تحفة القراء. و تحفة الخاقان. و عقدة الفرائد. و الرائية. و المقنع. و شمس القراءات. و الدقوفي. و السحاوندي. و خلاصة الرسوم. و نشر الهدية. و التيسير. و الشاطبية لامام القراء الشاطي المتوفى سنة 509ه و الايضاح. و قواعد القرآن. و رسم الخط. و اختلاف القراءات. و المسائل. و غرائب القرآن.
كتب تفسير القرآن
1 - تفسير عبد الله بن عباس
جد الخلفاء العباسيين و ابن عم صاحب الشريعة. طبع على الحجر في بمباي سنة 1280ه و في بولاق سنة 1290ه و بهامشه المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف و الابتداء لابي يحيى زكريا الانصاري المتوفى سنة 926ه و للفيروزابادي صاحب القاموس كتاب سماه تنوير المقاس من تفسير ابن عباس طبع في القاهرة سنة 1290ه و على الهامش المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف و الابتداء لزكريا الانصاري المتوفى سنة 926ه و اما الفيروزابادي فانما روى في تنويره هذا عن ابن عباس في سلسلة اسانيد الرواة
2 - جامع البيان في تأويل القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
للطبري الذي تقدم ذكره بين المؤرخين. هو ابو جعفر محمد بن جرير صاحب التفسير الكبير و التاريخ الشهير. ولد سنة 224ه سنة 836م كان احد ائمة العلماء يحكم بقوله لمعرفته و فضله و كان بصيرا عارفا بايام الناس و تاريخه من اصح التواريخ و اثبتها. توفي في بغداد سنة 310ه سنة 922م اما تفسيره هذا فلم يطبع و توجد منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية ناقصة بعض الاجزاء مكتوبة في اوائل القرن الثامن ه. قيل لا و جود لهذا التفسير في غيرها من المكاتب المعروفة.
3 - الكاشف عن حقائق التنزيل
للزمخشري المولود سنة 467ه المتوفى سنة 1142م. اعتنى بطبعه العلامة لي الانكليزي في كلكته سنة ه و عليه هوامش للشيخ ابراهيم الدسوقي المتوفى سنة 1300ه و طبع ايضاً في 2ج في القاهرة سنة 1307ه و على هامش كتاب الانتصاف لناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير السكندري المتوفى سنة 683ه 1284م و معه القرآن الشريف ايضاً. اما الانتصاف هذا فهو مناقشات مع صاحب الكشاف.
وهو جار الله ابو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ولد في زمخشر و هي بلدة في خوارزم.
وشرح محب الدين افندي المتوفى سنة 1016ه الابيات الواردة في الكشاف بصفة شواهد في كتاب سماه تنزيل الآيات على شرح شواهد الابيات طبع في بولاق سنة 1281ه باعتناء المصحح المدقق نصر الهوريني المتوفى سنة 1291هـ.
4 - انوار التنزيل و اسرار التأويل
للبيضاوي المتوفى في تبريز سنة 691هـ 1286م. طبع في 2ج في لكناو سنة 1282هـ و على هامشه حاشية. و أيضاَ في بمباي سنة 1277ه. و عني ايضاً بطبعه العلامة فلايشر الالماني في 2ج في لايبسك من سنة 1844 الى 1848م و لهذه الطبعة فهارس مستوفية عني بوضعها العلامة فل الاماني و طبعها سنة 1878م في لايبسك " سيذكر البيضاوي في فقرة كتب التوحيد " و هو القاضي ناصر الدين ابو سعيد عبد الله بن عمر البيضاوي نسبة الى المدينة البيضاء.
وعلى تفسيره هذا حاشية للقاضي عبد الحكيم الالسيالكوتي المتوفى سنة 1067ه المدفون في سيالكوت طبعة في القسطنطينية سنة 1271ه و عليه ايضاً حاشية للقاضي شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري المتوفى سنة 1069ه 1658م سماها عناية القاضي و كفاية الراضي في تفسير البيضاوي طبعة في 8ج في بولاق سنة 1282ه و عليه ايضاً حاشية لإسماعيل بن محمد بن مصطفى القونوي نسبة الى قونوي في اسيا الصغرى المتوفى بدمشق سنة 1195هـ و ضعها بايعاز السلطان عبد الحميد خان العثماني الذي تولى من سنة 1187 الى 1203ه الموافق لسنة 1773 الى 1789م طبعة في 7ج في القسطنطينية سنة 1286ه. و على الهامش حاشية أخرى لابن التوحيد فرغ من تأليفها سنة 880ه.
قال الملا المنشئ يمدح تفسير البيضاوي هذين البيتين
أولو الألباب لم ياتوا ... بكشف قناع ما يتلى
ولكن كان القاضي ... يد بيضاء لا تبلى
5 - مفاتيح الغيب المشهور بالتفسير الكبير
لفخر الدين الرازي المتوفى سنة 606هـ 1209م في مدينة هرات. طبع في 6جفي بولاق من سنة 1278 الى 1289هـ و أيضا في 8ج في القاهرة سنة 1309هـ و على الهامش التفسير المسمى بارشاد العقل السليم لابي السعود العمادي المتوفى سنة 982ه.
وطبع ايضاً في القسطنطينية في عدة اجزاء سنة 1307هـ - سترد سيرة الرازي في فقرة كتب التوحيد.
7 - مفاحمات الاقران في مبهمات القران
للسيوطي المتوفى سنة 911ه طبع في لايدن سنة 1839م و ايضا في بولاق سنة 1284ه و الفاظ القران الشريف بالحبر الاحمر. وهو موجز مفيد.
7 - تفسير الجلالين
طبع في بولاق سنة 1293هـ و في كلكته في 2ج سنة 1265هـ و في بمباي سنة 1282هـ و في القاهرة في 2ج سنة 1308هـ و على هوامش هذه الطبعة كتاب لباب النقول في اسباب النزول للسيوطي و على هوامشه ايضاً كتاب معرفة الناسخ و المنسوخ لابن حزم المتوفى سنة 456هـ.
والجلالان هما جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864ه 1459م و جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 611ه 1505م. اما المحلي فوصل الى اخر سورة الاسراء و الباقي للسيوطي.
ووضع المنلى علي القارئ المتوفى سنة 1014ه على تفسيرهما هذا حاشية لم تطبع. و وضع ايضاً عليه سليمان الجمل المتوفى سنة 1204ه حاشية سماها الفتوحات الالهية بتوضيح الجلالين طبعة في 4ج في القاهرة سنة 1303ه و على هامشها الجلالان مع تفسير عبد الله بن عباس المذكور في اول هذه الفقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه - هذه السبعة اشهر التفاسير. فلنذكر الان عدة تفاسير اخرى اقل منها شهرة الا انها معتبرة عند اهل هذا العلم الواسع فنقول.
8 - معالم التنزيل
للبغوي الشافعي المعروف بالفراء المتوفى سنة 510هـ 1116م طبع على الحجر سنة 1269هـ اكثر فيه من النقل عن فسري الصحابة و التابعين و كتب التفسير القديمة.
9 - تفسير ينسب لمحي الدين بن العربي
المولود في مدينة مرسيلة بالاندلس المتوفى سنة 638هـ بدمشق طبع في بولاق في 2ج سنة 1283هـ و على هامشه القران الشريف. اعتنى محمد الصباغ بضبط التفسير و تصحيحه.
دفن ابي العربي هذا بسفح قاسيون بصالحية دمشق الشام و قد اعتنى بترتيبه سلاطين بني عثمان و بنى عليه السلطان سليم خان المدرسة العظيمة و رتب له الاوقاف. انظر نفح الطيب للمقري و كتاب اثار الأدهار.
وكان ابي العربي من اكبر المتصوفة. و له ديوان شعر طبع في بولاق سنة 1271هـ و من شعره هذه الابيات قال
اذا رأت اهل بيتي الكيس ممتلئا ... تبسمت و دنت مني تمازحني
وان رأته خاليا من دراهمه ... تجهمت و انثنت عني تقابحني
وله التفسير الكبير صنفه على طريقة اهل التصوف في مجلدات قيل انها ستون سفرا و هو الى سورة الكهف. و له تفسير صغير في ثمانية اسفار على طريقة المفسرين انظر فهرسة الكتبخانة الخديوية طبعة ثانية جزء اول ص140.
10 - لباب التأويل في معاني التنزيل
لعلي بن محمد البغدادي الصوفي المعروف بالخازن الفه نحو سنة 725هـ 1324م طبع في 4ج في القاهرة سنة 1309ه و على هامشه التفسير المسمى بمدارك التنزيل و حقائق التأويل لعبد الله بن أحمد النسفي المتوفى سنة 710ه 1310م و سيذكر النسفي هذا في الكلام على كتب فروع الفقه. و مدارك التنزيل هذه كتاب وسط في التأويلات جامعة لوجوه الاعراب و القراءات متضمنة دقائق علم البديع و الاشارات موشحة باقاويل اهل السنة و الجماعة خالية عن اباطيل اهل البدع.
11 - غرائب القران و رغائب الفرقان
طبعت في 3ج في دلهي سنة 1280هـ و في تفسير معنوي و لغوي أيضاً لغرائب القران لنظام الدين الحسن بن محمد القمي النيسابوري الأعرج و ضعه نحو سنة 728ه 1227م مختصراً إياه عن مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي. و بين كل سطر فسطر من هذه الطبعة سطر ثالث فيه ترجمة فارسية. انظر حاجي خليفة جزء 4 ص 306.سمي بالقمي نسبة الى مدينة قم. و قيل إن الصاحب ابن عباد اراد مرة خلع قاضيها فكتب له هذه العبارة ايها القاضي بقم قد عزلناك فقم. و هي من اوجز ما و رد في نوع المكاتيب.
12 - تفسير
لكمال الدين حسين واعظ كاشفي الفه نحو سنة 900هـ 1494م طبع في بمباي سنة 1279ه و لهذه الطبعة مزية و هي إن القران الشريف مطبوع بحرف كبير في وسط الصحيفة و يحيط به التفسير من نواحيه الاربعة كالبرواز.
13 - تفسير الحافظ عماد الدين
أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774هـ 1372م و هو تفسير للقران كبير الفائدة من حيث الحقائق التاريخية التي اوردها في سياق الكلام كما يتضح للقارئ اذا تصفح ما قيل فيه عن الخمر و الميسر مثلا طبع على هوامش كتاب آخر الذي طبع في عشرة أجزاء في بولاق سنة 1302هـ و هو كتاب فتح البيان في مقاصد القران لصديق ابن ملك بهوبال المتوفى سنة 1307هـ و زوج ملكة بهوبال التي أنفقت على طبعه.
تنبيه - أحمد خان بهادور له تفسير القران طبع منه المجلد الاول في لاهور سنة 1309هـ.
14 - تبصير الرحمن و تيسير المنان ببعض ما يشير إلى إعجاز القران
لعلي بن أحمد المعروف بالمخدوم علي المهايمي نسبة الى مهايم بقرب بمباي ولد سنة 776هـ 1374م المتوفى سنة 835ه 1431م طبع في 2ج في بولاق سنة 1295هـ معلى الهامش كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القران لأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني المتوفى سنة 340هـ 951م.
15 - المجالس السنانية
لمحسن بن أم سنان المعروف باسم سنان زاده طبع في القسطنطينية سنة 1260هـ و هو تفسير مطول لغامض الآيات القرآنية.
16 - الاتقان في علوم القران
لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ 1505م طبع في كلكته سنة 1849م ضمن سلسلة مطبوعات تعرف بالمكتبة الهندية و طبع أيضاً في كلكته سنة 1856م و أيضا في القاهرة سنة 1306هـ في 2ج في مطبعة عبد الرزاق. ضمنه ثمانين نوعا من علوم التفسير.
17 - إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعرف غالبا بتفسير ابي السعود العمادي الحنفي المتوفى سنة 982ه 1574م طبع في 2ج في بولاق سنة 1285ه و هو من احسن التفاسير و اجمعها.
18 - السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير
لمحمد الشربيني الخطيب المتوفى سنة 977هـ، طبع في بولاق سنة 1285هـ و أيضا في 4ج في بولاق سنة 1299هـ و على الهامش فتح الرحمن بكشف ما يتلبس في القران لأبي يحيى زكريا الأنصاري المعروف بشيخ الاسلام المتوفى سنة 926ه 1519م انظر كشف الظنون جزء 4 ص 372 و 373.
19 - الصافي لمحسن
هو تفسير نادر الوجود خطا كان ام طبعا طبع في 2ج في بمباي سنة 1274ه
20 - جامع البيان في تفسير القران
لمعين الدين بن صفي الدين المتوفى سنة 905هـ طبع على الحجر في دلهي سنة 1296هـ و على هامشه مصنفان أولهما إكليل في استنباط التنزيل للسيوطي و ثانيهما فوائد مستنبطة من سورة النور لابن تيمية الحراني المتوفى سنة 728ه 1327م.
21 - روح البيان في تفسير القران
لإسماعيل حقي الذي نبغ نحو سنة 1117هـ سنة 1705م طبع في 4ج في بولاق سنة 1255هـ و في 4ج في بولاق سنة 1276هـ باعتناء قطة. و هو من التفاسير المطولة.
22 - التيسير في علم التفسير
لعبد العزيز بن أحمد الديريني المتوفى سنة 694هـ و هو أرجوزة تزيد على 3200 بيت. منظوم طبع في القاهرة سنة 1310هـ في 167ص و على الهامش ألفية العراقي في غريب القران.
23 - روح المعاني في تفسير القران العظيم و السبع المثاني
لمحمود بن عبد الله الآلوسي البغدادي المتوفى سنة 1270ه طبع في بولاق في 9ج من 1301 الى 1310هـ و السبع المثاني هي سورة الفاتحة.
24 - إملاءُ ما منَّ به الرحمن من و جوه الاعراب و القراءات في جميع القرآن
لابي البقاء العكبري المتوفى سنة 616هـ سنة 1219م طبع في 3ج في القاهرة سنة 1303هـ و أيضا سنة 1306 هـ و على الهامش كتاب أنموذج من أسئلة القران لأبي بكر الرازي صاحب المعجم المسمى مختار الصحاح. و الانموذج هذا هو تفسير للآيات الغامضة القرآنية و يعرف ايضاً بكتاب الاسئلة فيه الف و مائتان سؤال و جواب.
توابع التفسير أي القراءات و التجويد
25 - مقدمة في قراءة ورش
وهو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري المتوفى سنة 197هـ 812م و المقدمة هذه لمحمد المتولي الازهري المتوفى سنة 1313هـ. و عليها شرح له سماه فتح المعطي و غنية المقري طبع على الحجر في القاهرة سنة 1309ه في 104ص.
26 - المقدمة في تجويد القرآن
لشمس الدين محمد بن الجزري المتوفى سنة 833هـ و تعرف على سبيل الايجاز بالجزرية ابياتها 107 طبعت في كلكته.
وللملا علي بن سلطان محمد القاري المتوفى سنة 1014هـ شرح لها سماه المنح الفكرية بشرح المقدمة الجزرية في علم التجويد. طبع في كازان سنة 1887م في 119ص مع شرح اخر على الهامش لطاش كبري زاده المتوفى سنة 968هـ و لابي بكر أحمد بن محمد الجزري ابن المؤلف شمس الدين الجزري المذكور شرح على المقدمة هذه سماه الحواشي المفهمة في شرح المقدمة طبع في القاهرة سنة 1309هـ في 64ص.
27 - تحفة الأطفال في التجويد
لسليمان الجمزوري من علماء القرن الثاني عشر للهجرة و لمحمد الميهى الأحمدي من علماء القرن الثالث للهجرة شرح لها سماه فتح الملك المتعال شرح تحفة الاطفال طبع في 38ص في القاهرة سنة 1305ه.
ولسليمان الجمزوري نفسه شرح على تحفته هذه سماه فتح الاقفال طبع في القاهرة سنة 1307هـ في 31ص.
28 - المرشد للحسن المعاني
اختصره زكريا الانصاري المتوفى سنة 926هـ 1519م في كتاب سماه المقصد لتلخيص ما في المرشد من الوقف و الابتداء طبع في بولاق سنة 1282هـ. و ايضا في القاهرة سنة 1305هـ و طبع المقصد هذا في القاهرة سنة 1290هـ على هامش كتاب تنوير المقياس من تفسير ابن عباس للفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة. و قد مر ذكره بين التفاسير.
29 - منار الهدى في بيان الوقف و الإبتداء
لأحمد الاشموني طبع في بولاق سنة 1286هـ بتصحيح الشيخ ابراهيم الدسوقي. و طبع ايضاً في القاهرة سنة 1307هـ و على هامشه كتاب التبيان في آداب حملة القران ليحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ.
30 - الدر اليتيم في التجويد
لمحمد بن بير علي البركلي المتوفى سنة 981هـ. طبع في القسطنطينية سنة 1253هـ و فيه مقالتان في التجويد ايضاً.
31 - رسالة زبدة العرفان في تجويد القران
طبع على الحجر في القسطنطينية سنة 1252هـ في 96ص و هي في القراءات العشرة.
32 - مجموع فيه سبع متون في قراءات القران و تجويده
طبع على الحجر في 200ص في القاهرة سنة 1308هـ و المتون السبعة هي:
1 - حرز الاماني المشهور بالشاطبية للشاطبي المتوفى سنة 590هـ.
2 - الدرة البهيجة المضية لابن الجزري المتوفى سنة 833هـ.
3 - طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري المتوفى سنة 833هـ.
4 - الوجوه المسفرة في اتمام القراءات العشرة للشيخ متولي
5 - عقيلة اتراب القصائد الشهيرة بالرائية للشاطبي المذكور
6 - الجزرية للجزري المذكور
7 - تحفة الاطفال لسليمان الجمزوري ".(/)
مصحف التحفيظ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 May 2010, 07:51 ص]ـ
http://www.qurancards.com/images/moshaf.gif
http://www.qurancards.com/images/manhag.gif
بعدما تعرفتم على المنهج الإسلامي لتحفيظ القرآن الكريم ومراحله نود من خلال هذه الصفحة أن نعطيكم نبذة بسيطة وموجزة عن مصحف التحفيظ ومميزاته وأهدافه:
تعريف مصحف التحفيظ
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مصحف التحفيظ هو أول مصحف تم طبعه على كروت مميزة ذات جودة عالية
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مصحف التحفيظ مبني على نظام علمي وطريقة عملية لحفظ القرآن الكريم
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF تم تجميع الكروت في 30 وحدة (جزء)
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF يتم تصفيف الأجزاء في علبة خاصة للمصحف
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF كل سورة تحتوي على عدد معين من الكروت (فسورة الرعد على سبيل المثال مكونة من 13 كارت وسورة الحجرات من 5 كروت وسورة البلد 2 كارت)
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF كل كارت يحتوي على عدد معين من الآيات. عدد الآيات في الكارت مرتبط بطول الآيات، فهناك كارت بآية وآخر بـ 3 وآخر بـ 8 وهكذا ...
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مصحف التحفيظ يحتوي على قرص سماعي مدمج لسماع الكارت الذي تنوي حفظه
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF في الوجه الخلفي من كل كارت تم كتابة شرح معاني الألفاظ للآيات الموجودة في الوجه الأمامي
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مصحف التحفيظ يحتوي على جدول متابعة الحفظ بأسماء السور وعدد كروتها لرصد السور التي تم حفظها وترى من خلاله ما حفظت وما تبقى عليك من الحفظ
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مصحف التحفيظ يحتوي على فهرس برقم السور واسم السور وعدد الآيات وعدد الكروت
أهداف مصحف التحفيظ
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF تسهيل حفظ كتاب الله تعالى من خلال الحفظ التدريجي
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF تسهيل حفظ كتاب الله تعالى من خلال فهم آياته الكريمات
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مساعدة الحافظ على التدبر لأن الفهم ركن أساسي. يقول تعالى في الآية 24 من سورة محمد آمرًا بتدبر القرآن وتفهمه، وناهيا عن الإعراض عنه: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) أي: بل على قلوب أقفالها، فهي مُطْبَقَة لا يخلص إليها شيء من معانيه. (تفسير إبن كثير)
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF مساعدة الحافظ على المراجعة المستمرة (لأن في نسيانه تفريط في النعمة!)
http://www.qurancards.com/images/zh_.GIF المحافظة على مصحف واحد للحفظ
مزايا مصحف التحفيظ
http://www.qurancards.com/images/kli.gif الحفظ يأتي بعد الفهم وذلك يسهل عليك الحفظ ويساعدك على التمكن مِن ما حفظت والمضي بسرعة
http://www.qurancards.com/images/kli.gif فهم معاني الألفاظ يساعدك على تدبر الآيات عن وعي من البداية
http://www.qurancards.com/images/kli.gif من بدأ بِحفظ السور التي عدد كروتها من 1 إلى 5 (وحَفظهم) يكون قد حَفظ 58 سورة من القرآن العظيم وهذا دافع قوي للمضي قُدماً
http://www.qurancards.com/images/kli.gif بديل جيد لمن ليست لديه القدرة على الالتحاق بمدارس تحفيظ القرآن (بسبب العمل أو لعدم توفرها بالمدينة أو الدولة)
http://www.qurancards.com/images/kli.gif إمكانية وضع الكروت في الجيب تُمكن الحافظ من الإستمرار في الحفظ والمراجعة في أي وقت وفي أي مكان يريد
http://www.qurancards.com/images/kli.gif كَون المصحف مجزأ، يجعله مثالي للاستخدام من قِبل أكثر من شخص في نفس الوقت، أي: مصحف واحد للأسرة!
زوروا موقع كصحف التحفيظ لمزيد من المعلومات عن كيفية الشراء على هذا الرابط:
http://www.qurancards.com/index.htm
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا وكتب أجرك ... نسأل الله تعالى أن نكون من حفظة كتابه العاملين به.(/)
((الفهم الأيسر في التفسير الميسر))
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[28 May 2010, 10:14 ص]ـ
((التفسير الميسر-من اصدارات " مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف")
- من المؤكد أن هذا التفسير يعرفه الكثير، ولكن هذه إلماحات، يعجز اللسان عن وصفه وما حواه، لعل الهمم تتجه لفحواه.
- تفسير" اسم علي مسمي"،تجد فيه معني الآية بسهولة ويسر فلا تحتاج لتبحث عن معناها بكثرة الجمل والعبارات الخارجة عن معني الآية، ساعد ذلك عدم تشتت الذهن بالمزاحمة لفهمها.
- قد تجد معني اللفظة القرآنية التي في الآية بعينها في التفسير فلا تحتاج الي تنقيب عن معناها في كتب معاني المفردات، بل وتجد المعني الراجح إن لها كان لها أكثر من معني، فتُرجح بأصول وقواعد تفسيرية، فتجدها أمامك بدون أن يلاحظ ذلك القارئ، وتوضع المعاني المتقاربة من بعضها للفظة إن لم يكن ترجيح فيها.
-وهذا لايعني أنه اختصر تفسيراً،و أنه أخلّ، بل اقتصر علي المعني الآية فقط (ارجع الي الضابط 6) في المقدمة، وفرق بين الاختصار والاقتصار. وملاحظة ذلك وظهر كيف أنه لم تتُرك الاشارات في توضيح استدلالت توحيد الله –عز وجل-
منها استدلال علي توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية وبآيات أخري بتوحيد الاسماء والصفات، (مثال ذلك: يُرجع الي تفسير الاية 6 في سورة الحج)
- والنفوس- في ظل الملهيات والمشاغل- قد تعجز وتفتر عن الاقبال لبعض التفاسير عندما تعلم أنه يتكون من أجزاءٍ عدة،، خصوصاً والبركة قد نزعت من الأوقات إلا من يُسر وبورك له.
- التفسير جاء بالحواشي، كل صفحة مع تفسيرها مع ترقيم الآية، وانتظر بعدها كيف تدبرك وقراءتك للأيات بعد فهمك لمعناها، بل من أساليب لضبط حفظ القرآن فهم معني الآيات، ومعرفة تسلسل الايات وترتيبها التي ربما أحداً يكرر الآية عدة مرات ولكنه ينساها، لعدم فهمه المعني.
**والحمدلله، طبعت طبعة مزيدة قبل فترة قصيرة، وكذلك توفر في بعض المكتبات، بعد ماكان في " مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف"
... ولعله أن يوزع في الحرمين وبجميع اللغات في موسمي الحج ورمضان، نظراً للحاجة الملحة له، و يتصدي لذلك من هو أهلٌ لذلك الخير، وأي إحسان أعظم من تعليم مراد الله في كتابه لعباده، فبفهم المراد يثمر العمل، وأهمه توحيده والاخلاص له.
************************************************** *******************
مقتطفات من مقدمة (التفسير الميسر)
للشيخ/ د. عبدالله التركي
القرآن العظيم أنزل هداية للخلق الي السعادة في الدنيا والآخرة، فالقرآن عصمة لكل مسلم، وبه نجاحه وفلاحه، وقيام دينه ودنياه، وسعادته في أولاه وأخراه، بتثيبت التوحيد وسائر أركان الاسلام في قلبه، وتزكية نفسه بأخلاق القرآن، وإعداده فرداً صالحاً في أمته.
وتم دعوة من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها:
1) تقديم ماصح من التفسير بالمأثور علي غيره.
2) الإقتصار في النقل علي القول الصحيح أو الأرجح.
3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير.
5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية " حاشية مصحف المدينة النبوية"
6) وقوف المفسّر علي المعني المساوي، وتجنب الزيادة الواردات في آيات أخري حتي تفسّر في موضعها.
7) إيراد معني الآية مباشرة دون حاجة إلي الإخبار إلا ما دعت إليه الضرورة.
8) كون التفسير وَفق رواية حفص عن عاصم.
9) تجنب القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10) مراعاة المفسّر أن هذا التفسير سيترجم إلي لغات مختلفة.
11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12) تفسير كل آية علي حدة، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر تفسير كل آية رقمها.
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الإلتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان.
***********بارك الله في جهودهم، ونفع بهم ****************
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 May 2010, 01:28 م]ـ
شكرا للأخت الكريمة ..
ومعلوم أن الطبعة الثانية تم تعديل كثير من مواضعها، تحت إشراف الشيخ صالح آل الشيخ، أما مقدمة الشيخ عبد الله التركي فهي للطبعة الأولى.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:18 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لعل ّ تتيسر لدي الطبعة الثانية،،
و إن شاءالله يوزع هذا التفسير كما توزع المصاحف- طبعة مجمع الملك فهد- في موسم الحج
وبذلك يجمع للقارئ بين أن يكون لديه مصحفاً وتفسيراً ميسرا ..
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Aug 2010, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
تجدون الطبعة الثانية من التفسير الميسر (1430/ 2009) هنا على المكتبة الوقفية:
... - نسخة عادية ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2668) [ 24 ميجا].
... - نسخة ملونة ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2669) [ 252 ميجا].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:46 م]ـ
جزاك الله خير أخ / حسين، ونفع بك.
وتوجد كذلك الطبعة الجديدة/ في موقع محمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
تفسير بديع نادر أن نجد مثله، قليل الألفاظ غزير المعاني، مما يعين التالي لكتاب الله علي فهم الآيات الكريمة وفق معناها الصحيح، والوصول الي المقصد الأساس من التفسير.
وقد قال الشيخ/ صالح آل الشيخ في مقدمة هذا التفسير- للطبعة الثانية: (وكانت الحاجة ماسة في هذا العصر إلي وضع تفسير مختصر تراعي فيه أصول التفسير وموارده علي منهج السلف الصالح، يكفل بيان التفسير علي وجه تطمئن له القلوب، وتثق به، ويقدم التفسير بعبارة وجيزة سهلة تتضح به معاني القرآن ومقاصده، وتظهر به مدلولات الألفاظ وتركيبها ممايغيب عن أذهان عامة الناس وإدراكهم).
وفعلا تم الاستفادة منه كثيرا، والاقبال عليه لإختصاره والوصول الي المعني المقصود للآية، فهو ثروة لمن اقتناه وعزم علي قراءته وفهمه. وأسأل الله الكريم أن تتيسر هذه الثروة لكل مسلم ليستفيد منه.
ورابط الكتاب في موقع المجمع:
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=moyasar&nSora=1&nAya=1#1_1(/)
كيف أتعلم أصول التفسيرو ..... ؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 May 2010, 06:58 م]ـ
الحمد لله وبعد ............... ،
أود من الإخوان والمشايخ على درة المواقع أن يساعدوني في إيجاد منهج علمي
واضح فى دراسة العلوم الآتية:
1_ أصول التفسير.
2_ علوم القرآن.
3_ مناهج المفسرين.
ولكن أرجو أن يكون علي طريقة المراحل وأرجو من الشيخين الفاضلين د/مساعد، د/ الشهري
المساعدة إذ ينتظر كثير من طلاب العلم الإجابة ولعل الله ينفع بهذا أقواما ويحيى به مواتا!!!!!!.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 May 2010, 07:09 م]ـ
مالكم إخواني أرجو أن تجيبوا
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:49 م]ـ
الحمد لله ........ ،
لما لم أجد ردا من إخواني سألت بعض الإخوة فأرشدني للتالي:
المرحلة الأولي:
1ـ مقدمة شيخ الإسلام والاهتمهم بالشروح التالية:
أـ د/مساعد الطيار.
ب ـ ش/ بازمول.
ج ـ ش/ السبت.
2ـ فصول في أصول التفسير وشرح المؤلف عليه.
المرحلة الثانية:
1ـ قواعد التفسير للشيخ /السبت.
2ـ قواعد الترجيح للشيخ /الحربي.
المرحلة الثالثة:
يقرأ البحوث المتميزة ومن أهمها
1ـ اختلاف السلف بين التنظير والتطبيق ا/ محمد صالح.
2ـ كتاب الشيخ / فهد الرومي.
وغيرها ...........
المرحلة الرابعة:
تطبيق ما درس علي كتب التفسير ومن أمثلها:
1ـ الطبري 0
2. ابن عطية0
3ـ ابن كثير0
4ـالشنقيطي0
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:13 م]ـ
ما رأي إخواني لا أدري لم لم يشاركو في هذا الموضوع
إن كتب فيه سابقا فأرجوا أن يخبروني ............
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:16 ص]ـ
الخطة المذكورة قيمة وعظيمة النفع لكنها تحتاج إلى صبر ومواصلة وعرض على طالب علم متمكن في التفسير تسأله عما يشكل عليك.
فاستعن بالله وابدأ على بركة الله، لكن لا تكن همتك في أول الأمر نقد الأقوال التفسيرية، بل احرص فهم معاني الآيات، وستكتسب ملكة النقد تبعاً بإذن الله تعالى.
وفقك الله.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ........ ،
وماذا عن مناهج المفسرين وعلوم القرآن أرجوا من أبي فهر أن يشارك في هذا الموضوع
بخبرته المتميزة.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:30 ص]ـ
ما رأي إخواني لا أدري لم لم يشاركو في هذا الموضوع
إن كتب فيه سابقا فأرجوا أن يخبروني ............
ألا يوجد أحد يساعدني في هذا الموضوع لقد أشرفت علي الملل من كثرة الطلب.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jun 2010, 02:36 م]ـ
الحمد لله وحده ..
الملل من كواذب الأخلاق يا شيخ عمرو ..
وهذا ما أراه بخبرتي وتجربتي:
المرحلة الأولى:
1 - فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد مع الاستعانة بشرحه الصوتي.
2 - شرح الشيخ مساعد لأصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين.
3 - وللمطالعة فقط: المقدمات الأساسية للجديع.
4 - وللاستماع فقط: مدخل إلى علوم القرآن للشيخ عبد الرحمن الشهري.
المرحلة الثانية:
1 - شرح مقدمة في أصول التفسير للشيخ مساعد.
2 - المحرر في علوم القرآن للشيخ مساعد.
3 - التفسير والمفسرون للذهبي.
4 - وللمطالعة فقط: مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير للشيخ مساعد، وعلوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير.
5 - وللاستماع فقط: تاريخ القرآن والتفسير للشيخ مساعد.
المرحلة الثالثة
(ويحتاجها فقط من سيخصص في هذا العلم أو من تخصصه قريب منه).
1 - مطالعة: الإتقان والبرهان.
2 - مطالعة: اختلاف السلف في التفسير لمحمد صالح.
3 - مطالعة تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين، ورسم المصحف لغانم الحمد.
4 - مطالعة كتاب تفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام.
5 - مطالعة كتاب مقدمات في علم القراءات نشر دار عمار.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[27 Jun 2010, 07:49 م]ـ
شكر الله لك ياأبا فهر ................ ،
لا أدري ـــ والله ــــ كيف أشكرك، وإني لأكثر من الدعاء لك علي ما أرشدتني إليه
من الفهم في العلم فأحسن الله إليك وجزاك عني خير الجزاء، متعنا الله ببقائك
وحسن الاستفادة منك.(/)
نقدٌ لكتاب الجابري "مدخل إلى القرآن الكريم" لـ د. مساعد الطيار
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 May 2010, 03:16 ص]ـ
تحية طيبة للقراء الكرام ..
هذه رؤى نقدية لكتاب الدكتور محمد عابد الجابري "مدخل إلى القرآن الكريم" لفضيلة الدكتور مساعد الطيار وهي مما ألقاه في برنامج مداد على قناة دليل، ولقد كان طرحاً متزناً وفيه عمق وتركيز، وقد كنت اتمنى أن تخصص قناة دليل حلقة كاملة مع الدكتور مساعد لهذا الموضوع ليتم استيعابه.
ولقد ركَّز الدكتور مساعد على النقد المنهجي لكتاب الجابري والاهتمام بالكليات دون الدخول في الجزئيات والتفاصيل، وكان في هذا موفقاً؛ لأن المقام لا يسع لذلك والأهم أن نقد الجذور والأصول هو أهم وأولى من النظر في التفريعات والدخول في الجدل حولها، ولأن نقد الأصول والجذور قد يغني عما سواه.
ولقد رأيت أن أنشر هذا النقد مكتوبة لتعم بها الفائدة. والآن مع نقاط النقد:
أولاً: إن تمايز مناهج البحث أمر مقرر، ولا يمكن أن يقع في هذه القضية خلاف.
ثانيًا: إن تسليط منهج من مناهج البحث في علم ما على علم آخر سيؤدي إلى أخطاء في النتائج بلا ريب.
وهذا يقع في العلوم الإسلامية فيما بينها، فكيف إذا كان المنهج المستخدم غربي النشأة، والعلم الذي سيطبق عليه إسلامي المنهج، ولا شك إن البحث في مثل هذه الصورة سينتج عنه خطأ محض.
فنحن في مناهج العلوم الإسلامية نمايز فيما بينها، ولو طبقنا منهج (المحدثين في نقد أحاديث الحلال والحرام) على طريقة نقل اللغة، أو نقل الأخبار في كتب التراجم، فإنه سيحدث نتائج خطأ بلا ريب.
فكيف سيكون الحال في استخدام منهج يأتي من غير الدائرة الإسلامية.
ويجب أن نفرق بين تطبيق منهج علم على علم آخر، والاستفادة من مسائل منهج علم في تطبيقات العلم الآخر.
ثالثًا: ما يمكن أن يكون من الحق في تطبيق منهج علم ما على علم آخر لا يعدو أن يكون بسبب وجود التقاطعات العلمية أو الفكرية أو العقلية التي تتفق فيها هذه العلوم، وهذه الإصابات الجزئية ليست دليلاً على صحة تطبق هذا المنهج على ذلك العلم.
رابعًا: الوحشة من المنهج العملي لأسلافنا سمة بارزة في كتاب الجابري، واستخدامه لبعض هذه المناهج في كتابه جاء على استحياء، بل إنه أحد مناقضة مع منطقه ومنهجه الاستدلالي، فهو طبقه حينما رآه يفيده، وتركه لما كان يخالفه.
خامسًا: القارئ لكتب الجابري يرى تقديسه لمنهجه، ولعل مما يدل عليها أنه لم ينبري للرد على أي ردِّ من الردود عليه، بل قد ذكر أحد الباحثين أنه لم يقرأ أي رد من الردود التي كتبها بعض نقاده.
سادسًا: يظهر من كتاب الجابري أنه جعل بينه وبين التراث الإسلامي مشكلة، فأورثته هذه المشكلة منازعة، فلم يستفد من مناهج البحث فيه.
مخالفات منهجية في كتاب الجابري:
أولاً: تسوية الجابري بين مصادره، فكل ما يجده في التراث فهو في درجة سواء، وميزان القبول والرد ليس الميزان العلمي الإسلامي، بل ميزانه الخاص، وقد ذكر بعض موازينه في ذلك، منها: ما يشهد له القرآن.
لا يتعارض مع مبادئ العقل ولا معطيات العلم في عصرنا.
وينتج عن هذا عدم التسليم للنصوص الصحيحة الصريحة في بعض القضايا التي اختار الجابري ما يراه مناسبًا مع عقله.
ثانيًا: أوجد هذا المنهج من التسوية بين المصادر روايات شاذة وغريبة ومنكرة، وقد جعلها الجابري في مقام المحتملات، ومن العجيب أن هذه الروايات قد قبلها من حيث الجملة، ولم يرفضها منهجه الذي رفض بعض الأحاديث الصحيحة التي أوردها.
ثالثًا: يرد سؤال على منهج الجابري في كتابه المدخل إلى القرآن: لما اتجه الدكتور الجابري إلى البحث عن أدلة احتمال نقص القرآن، ولم يتجه إلى الأدلة اليقينية الدالة على كمال المكتوب بين الدفتين.
ويلاحظ أنه لم يستخدم بعض مناهجه في الروايات التي يدعي أنها تحكي النقص، ولم يرفضها لأنها أخبار آحاد.
رابعاً: الجهل بمعاني النصوص، وحملها على فهمه الخاص أوصله إلى نتائج خاطئة مثل آيات الإنساء والنسخ التي أوردها.
خامساً: عدم الاستقراء التام، وضعف المعرفة ببعض مسائل علوم القرآن مما جعل الكلام عنها باهتًا ضعيفًا ليس له فيه إلا النقل فقط، مع حرصه على إبداء رأيه في كل قضية يتناولها في الكتاب.
سادساً: إن اعتماد ترتيب النزول هو اعتماد على أمر محال، وما سينتج عنه من قضايا علمية، فإنها مشكوك في صحتها بلا ريب، إلا ما وقع الدليل القاطع بترتيبه، وكل محاولة لإعادة ترتيب القرآن كله حسب النزول فإنها فاشلة بلا ريب.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 May 2010, 09:49 ص]ـ
كان ينبغي ان يشار الى ان الجابري قد سطا على افكار نولدكة في كتابه تاريخ القران فتلقط منها اسوأها واعتمده وشكرا للاخوين الفاضلين المحاضر والناقل
ـ[النجدية]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:28 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا، وزادكم من فضله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Sep 2010, 01:28 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ حاتم، ومشروع الجابري وموقفه من العقل العربي ومراحله مشروعٌ يحتاج إلى وقفات طويلة، وما تفضل به الدكتور مساعد الطيار وفقه الله قواعد مهمة في تأصيل النقد، وبحاجة إلى ذكر التطبيقات عليها من كتب الجابري، ولعل الدكتور مساعد وفقه الله يفرغ لكتابة مقال في ذلك، أسأل الله أن يوفقه لكل خير ..(/)
التلوين الصوتي في القرآن .. كتاب يتنازعه مؤلفان .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[29 May 2010, 10:40 ص]ـ
ثمة رسالة علمية للدكتور أسامة عبد العزيز جاب طبعت في كتاب بعنوان (جماليات التلوين الصوتي في القرآن الكريم) قرأت مقتطفًا منها في بعض المواقع .. وأتمنى الحصول على الكتاب لحاجتي الماسة إليه ..
وفي أثناء بحثي عنه وجدت في هذا المنتدى المبارك مقالا للأستاذ ابن عبد العزيز الرجداوي عرض فيه رسالته للدكتوراه التي تحمل العنوان نفسه (جماليات التلوين الصوتي في القرآن الكريم) مع مستند (وورد) يحوي الرسالة كاملة ..
كما رأيت "في المنتدى" أ. نايف الزهراني كتب تعريفا لرسالة د. أسامة عبد العزيز استعرض فيه مباحث الرسالة
فوازنت بين محتوى الرسالتين: رسالة أسامة عبد العزيز، ورسالة ابن عبد العزيز الرجداوي فوجدت اختلافا في عناوين بعض الفصول .. وتغييرا في ترتيب بعضها الآخر مع الإبقاء على صيغة العنوان؛ بحيث يصبح ـ مثلا ـ عنوان الفصل الثاني عند د. أسامة هو عنوان الفصل الخامس عند ابن عبد العزيز .. وهكذا ..
فالرسالتان متفقتان في العنوان وفي عناوين بعض الفصول .. مختلفتان في اسم المؤلف وفي ترتيب الفصول .. !
فأرجو إفادتي ممن اطلع على الرسالتين،إذ لم أطلع منهما إلا على عناوين الفصول وصفحة واحدة من كتاب د. أسامة ..
وأنا في حاجة ماسة إلى هذا الكتاب وراسلت د. أسامة عبر أحد المواقع وأظنه لم يطلع على ما كتبت .. ففرحت جدا حين وجدت عضو منتدانا يحمل نفس العنوان بل قدم الكتاب كاملا ..
فهل ستكتمل فرحتي بعثوري على الكتاب .. ؟
وهل ابن "عبد العزيز" الرجداوي هو نفسه أسامة "عبد العزيز" .. (لاسيما مع تقارب اسميهما) .. ؟
أم أنه تطابق في عنوان الكتابين .. ؟
من يحل اللغز .. ؟؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:19 م]ـ
هل من مجيب .. ؟؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[07 Jun 2010, 09:42 ص]ـ
الدكتور "أسامة عبد العزيز جاب" نفسه من أجاب .. ووضع النقاط على الحروف
فقد أرسل لي ـ حفظه الله ـ توضيحا لهذا الإشكال .. في الرسالة الآتية:
-
سيدتي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد
أما ما داخلك من لبس وإبهام بخصوص رسالتي لدرجة الدكتوراه المعنونة بـ (أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية) فهي هي الكتاب المعنونبـ (جماليات التلوين الصوتي في القرآن الكريم) وقد حذفت منه الفصل التمهيدي والفصل الأول رغبة في وصوله إلى القارئ في شكل أجمل وأقيم وأقل حجما.
سيدتي أنا هو ابن عبد العزيز الرجداوي أنا هو وهو أنا:
فأنا اسامة عبد العزيز جاب الله = أي ابن عبد العزيز وهذا حقي أن أنسب لأابي
وأنا من قرية (الرجدية) مركز طنطا محافظة الغربية بمصر، فلذا نسبت نفسي إلى بلدتي (الرجداوي) ......
أرجو ان أكون قد أزلت هذا الإلباس، وأوضحت هذا الإبهام.
أما بخصوص حصولك على نسخة من الرسالة فهي مرسلة لك على هذا الأإيميل في شكل ملف وورد، وهي الكتاب وليست رسالة الدكتوراه، وفقك الله لما فيه الخير، وشكر لك هذه الغيرة العلمية
أخوك دكتور:
أسامة عبد العزيز جاب الله
ابن عبد العزيز الرجداوي
رجاء تعميم هذا الرد إن استطعت
-
كل الشكر لك شيخي د. أسامة .. وأسأل الله أن يكتب لك أجر ما سأفيده من هذا الكتاب وما سيفيده غيري من الأعضاء ..
لاأملك سوى الدعاء لك بالتوفيق والسداد وبركة العمر والعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Jun 2010, 09:43 م]ـ
الحمد لله أختي لطيفة على اتضاح هذا الأمر لك وبارك في علم الدكتور أسامة لكن لماذا بخلت علينا بنسخة من الكتاب؟ أرجو أن تتفضل بإرفاق نسخة منه هنا على الملتقى لنستفيد منه إن شاء الله.
ـ[لطيفة]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:10 م]ـ
الكتاب سبق أن وضعه عضو الملتقى (ابن عبد العزيز الربداوي) .. ضعي اسم الكتاب في محرك البحث الخاص بالملتقى وسيظهر لك الكتاب في ملف وورد.(/)
ما الفارق بين المعرف بالألف واللام واسم الموصول؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 May 2010, 06:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع كتبتُه بمنتديات المشكاة وأهل الحديث ولم يتفضل أحدٌ بالرد عليه!
سؤالي هو:
في القرآن نجد بعض الكلمات تأتي أحيانًا معرفة بـ "أل" وأحيانا تأتي باسم الموصول "الذي" ...
فهل هناك فارق سواء في المعنى أو الاستخدام؟
1 - المؤمنون، المؤمنين، الذين آمنوا
2 - الكفار، الكافرون، الكافرين، الذين كفروا
3 - المنافقون، المنافقين، الذين نافقوا
وجزاكم الله خيرًا
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 May 2010, 11:35 م]ـ
الفرق دقيق جدا وهو يحتاج إلى استقراء قبل الإجابة الشافية، لكن هذه إضاءات في المسألة:
1 - يتعرض البلاغيون للفروق الدلالية والدواعي البلاغية للتعبير بمعرفة دون أخرى في باب المسند إليه ومراجعة كلامهم في ذلك الموضع مفيدة.
2 - من المعارف المتقاربة جداً في دلالتها المعرف بـ (أل) والاسم الموصول (الذي) - وهما محل سؤالك -، وذلك لأن:
أ- (أل) إما أن تكون عهدية وإما أن تكون جنسية، و (الذي) تأتي لما تأتي له اللام فتأتي بمعنى الجنسية وتأتي بمعنى العهدية أيضاً.
ب- أل من صيغ العموم وكذلك الذي.
وبسبب هذا التقارب يصعب تحديد السر في التعبير بأحدهما دون الآخر.
3 - يمكن تلمس الفرق بينهما فيما يلي:
أ- فرق لفظي ظاهر وهو أن المعرف بأل أخصر من المعرف بالموصول؛ فيمكن أن يقال إن الأصل هو المعرف بـ (أل) لأنه أخصر ما لم يكن المقام مقتضياً للإطناب.
ب- التعريف بالموصول يشير كثيراً إلى أن مضمون الصلة مما اشتهر بين الناس وصار معروفا- نص عليه ابن عاشور في مواضع متعددة -.
ج- صلة الموصول في قوله (الذين ءامنوا) - مثلاً- جاءت جملة فعلية والفعل له دلالته الخاصة المختلفة عن الاسم الذي تدخل عليه (أل) فالفعل - أي فعل - يدل على التجدد، وهو حدوث الشيء بعد أن لم يكن [ويعبر عنه بالحدوث والتجدد أو بالتجدد الحدوثي]- كما يدل على التقييد بزمن من الأزمنة الثلاثة،أماالاسم فلا يدل إلا على الثبوت - بمعنى إثبات الشيء للشيء- وقد يدل بشرط وجود القرينة - كالمدح مثلاً- على الدوام؛ بمعنى دوام اتصاف الشيء بالشيء بدون انقطاع، أما نحو قوله الذين يؤمنون فالفعل فيه مضارع وهو يفيد - مع إفادته لما سبق - أمراً آخر وهو التجدد الاستمراري [والبعض يعبر بالتجدد والاستمرار فيسبب وهماً للقاريء أنه نفس التجدد الحدوثي الذي ذكرته أولاً]، والمراد بالتجدد الاستمراري هو تكرار حدوث الشيء مرة بعد أخرى بانقطاع.
4 - أظن أن تتبع تفسير البقاعي في المواضع التي ذكر فيها الأسلوبان أو أحدهما سيكشف لنا نتائج أحسن سواء كانت تؤيد ما ذكرته أو تخالفه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[30 May 2010, 05:50 م]ـ
أجدتَ وأفدتَ؛ بارك الله فيك
وإن تيسر لكم من الزيادات فبها ونعمت.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 09:05 م]ـ
مع تقديري لكل الآراء ولمن لدي ما أقولهك
لماذا نريد أن نفترض أن ال التعريف هي متشابه مع الإسم الموصول ومن الذي أقرّ ذلك؟؟
ال التعريف من اسمها تعني أنها تعرف الإسم وتنفي عنه صفة الإبهام. فهل الإسم الموصول له نفس هذه الصفة؟؟؟
عندما نقول مثلاً الشمس نعني عين الشمس وهي التي في مجوعتنا الشمسية.
فهل يمكن أن نستخدم الذي أو التي لإعطاء نفس المعنى
ولكن ربما يكون هناك تقارب في معنا أل والذي في بعض الجمل وهذا الذي يمكن بحثه.
والحقيقة أن الموضوع جد دقيق ولا بد من عمق في الإجابة. نسأل الله تعالى أن يفتح علينا وعليكم
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[31 May 2010, 04:08 ص]ـ
قولكم: [مع تقديري لكل الآراء ... ]
عفواً معظم ما ذكرته ليس رأياً مني، وإنما هو ما يقرره أهل النحو وأهل البلاغة (انظر حاشية الدسوقي على مختصر المعاني - باب المسند- وحاشية المنياوي على حلية اللب المصون للدمنهوري - باب المسند -، تفسير ابن عاشور - البقرة: 21 - )
قولكم [لماذا نريد أن نفترض أن ال التعريف هي متشابهة مع الاسم الموصول ومن الذي أقرّ ذلك؟؟]
هذا ليس افتراضا بل هو ما يقرره أهل العلم، وكما أن أل للتعريف فالاسم الموصول من المعارف ويبقى الخلاف في أيهما أعرف وهما على كل حال متقاربان في مستوى التعريف بخلاف الضمير - مثلا-، وبخلاف العَلَم الذي استشهدت به - عندما استشهدت بالشمس-، وهذا التقارب له دليله الواضح الذي ذكرته وهي أن الموصولة تأتي للعهد وتأتي للجنس موافقة بذلك المعرف بـ أل ومما يؤكد التقارب أن (أل) تأتي موصولة عندما تدخل على المشتقات - وسؤال الأخ كان عن أمثلة من هذا الباب-
[ال التعريف من اسمها تعني أنها تعرف الاسم وتنفي عنه صفة الإبهام. فهل الاسم الموصول له نفس هذه الصفة؟؟؟] نعم هذا هو الأصل إذ هي معرفة مثلها بل الموصول أشد تعريفاً في كثير من المواضع؛ إلا عند غرض التفخيم - مثلاً - كما في آية النجم (إذ يغشى السدرة ما يغشى)
[عندما نقول مثلاً الشمس نعني عين الشمس وهي التي في مجوعتنا الشمسية.
فهل يمكن أن نستخدم الذي أو التي لإعطاء نفس المعنى]
الشمس في كلامك عَلَمٌ بالغَلَبة فهي خارجة عن سؤالنا وكذلك إذا دخلت أل على الأسماء الجامدة كالأسد والحجر فإنها لا تتشابه مع الاسم الموصول لكن المسؤول عنه عند الأخ يحيى أوصاف مشتقة دخلت عليها أل وأسماء موصولة دخلت عليها أفعال وهي كثيرة جدا في القرآن.
[والحقيقة أن الموضوع جد دقيق ولا بد من عمق في الإجابة]
هذا ما صدرت به كلامي حيث قلت: (الفرق دقيق جدا وهو يحتاج إلى استقراء قبل الإجابة الشافية، لكن هذه إضاءات في المسألة: ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 04:14 ص]ـ
يبدو أننا سنتوقف عند الإضاءات وأنا معك بكل ما قلته استاذي إلا أنك ربما لم تفهمني. أنا أقصد أن الإسم الموصول لا يتشابه دوماً مع أل التعريف. فقط هذه هي النقطة التي أحببت أن أبينها. أما من ناحية التداخل في المعنى فنعم وخاصة في المثال الذي سئل عنه أخونا.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[31 May 2010, 05:18 ص]ـ
جزيت خيراً
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 May 2010, 11:23 ص]ـ
أحسن الله إليكما
ومما "يقع" منكما نقتات.
(ابتسامة)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 11:55 ص]ـ
ليس لي إلا أن أضيف بعض الإضاءات الأخرى لهذا الموضوع من كتاب الموجز في قواعد اللغة العربية لعل أحد من خلالها يقودنا الى مبتغانا:
تعريف الإسم الموصول هو اسم وضع لمعين بوساطة جملة تتصل به تسمى صلة الموصول، وتكون هذه الجملة خبرية معهودة لدى المخاطب مثل: جاءَ الذي أكرمك مع ابنتيْه اللتين أَرضعتهما جارتُك.
فجملة "أَكرمك" هي التي حددت المراد بـ "الذي" وسميت صلةً للموصول لأَنهما يدلان على شيءٍ واحد فكأَنك قلت: جاءَ مكرمُك، ولابدَّ في هذه الجملة من أَن تحتوي على ضمير يعود على اسم الموصول ويطابقه تذكيراً وتأْنيثاً وإفراداً وتثنية وجمعاً، وهو هنا مستتر جوازاً تقديره "هو" يعود على "الذي"1 وفي جملة "أَرضعتهما" عائد الصلة الضمير "هما" العائد على "اللتيْن". وقد تقع صلة الموصول ظرفاً أَو جاراً ومجروراً مثل: أَحضر الكتاب الذي عندك، هذا الذي في الدار.
أماالمعرف بـ "ال" فهو اسم اتصلت به "ال" فأَفادته التعريف. وهي قسمان "ال" العهدية، و"ال" الجنسية.
"ال" العهدية: إذا اتصلت بنكرة صارت معرفة دالة على معين مثل "أَكرم الرجلَ"، فحين تقول "أَكرم رجلاً" لم تحدد لمخاطبك فرداً بعينه، ولكنك في قولك "أَكرم الرجل" قد عينت له من تريد وهو المعروف عنده.
والعهد يكون ذكرياً إِذا سبق للمعهود ذكر في الكلام كقوله تعالى: {إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
ويكون ذهنياً إِذا كان ملحوظاً في أَذهان المخاطبين مثل: {إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}. ويكون حضورياً إِذا كان مصحوبها حاضراً مثل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أَي في هذا اليوم الذي أَنتم فيه.
"ال" الجنسية: وهي الداخلة على اسم لا يراد به معين، بل فرد من أفراد الجنس مثل قوله تعالى: {خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} وهي إِما أَن ترادف كلمة "كل" حقيقة كالمثال السابق: خلق كل إِنسان
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Jun 2010, 07:15 م]ـ
أخى الأحوذى محمد نصيف
بارك الله فيك، فلقد أجدت وأفدت
ولكن يبقى سؤال:
يقول النحاة أن (ال) فى: الذى والتى وما إلى ذلك تعتبر زائدة، ثم يضيفون أنها: زائدة لازمة!!
فهل أنت مقتنع بقولهم هذا؟
وكيف تكون زائدة، ومع ذلك تكون لازمة؟!
بانتظار جوابكم، وفقكم الله
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:44 م]ـ
الأخ العليمي ليس لي علم بهذه المسألة ومن أفادني وغيري بها فجزاه الله خيرا(/)
ما هي علوم الآلة التي ينبغي تحصيلها قبل علم التفسير؟؟؟
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[29 May 2010, 09:01 م]ـ
أرجو من حضرات السادة المشاركين أن يمدونا بعلوم الآلة التي تنفع في علم التفسير وكتبها خاصة النادر النافع منها لا ما اشتهر كبعض كتب النحو ... وخاصة ما قد ينفع من هذه الكتب في علم النفس والاجتماع والعلوم الكونية (كالكيمياء، والفيزياء .... ) ولكم الشكر دوما حفظكم الله ورعاكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 May 2010, 02:28 ص]ـ
الأخ الشيخ مالك وفقه الله ..
من أهم العلوم التي أراها نافعة للمفسر علم أصول الفقه ومتونه كثيرة من أكثرها اختصاراً الورقات للجويني، وهناك كتب معاصرة من أحسنها كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للدكتور محمد الجيزاني ..
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[30 May 2010, 03:18 م]ـ
-أولا: اللسان العربي «إنا أنزلناه بلسان عربي مبين» إذ لم يحكم هذا اللسان، فليحكم ما شاء من الألسنة ليكون نابغة في اللغة بالفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية… لا يغني عنه ذلك شيء، وسيضل عالة على غيره ممن يحكم اللسان العربي، ونرى الآن مسلمين بمئات الملايين لا يعرفون اللسان العربي إنهم مسلمون بالواسطة –أي يفهمون الإسلام –نقل لكم من يعرف الإسلام بالعربية القرآن من بابه الواسع؟ كيف كانوا سيكونون إذا كانوا مسلمين حقا؟
فهذا اللسان شرط في الدخول إلى القرآن لا بد أن يحكم أمره من جهتين:
*جهة التبين وجهة البيان. أي أن يكون الشخص قادرا على تبيين المراد من الكلام العربي، لأن هذا القرآن قد درس –بضم الدال- دراسات: إذ قد اهتم به الفقهاء والمحدثون واللغويون… إذا لم تكن قادرا على يبين المراد من الكلام أولئك القوم، أو استخراجه عن مراده فسوف تبني على شيء خلاف ما ذهب إليه صاحبه.
لا بد أن تكون قادرا على تبين المراد من الكلام العربي، ويدخل في ذلك تبين المراد من هذا الكتاب. القرآن أنزل بلسان عربي، وما يحيط به مما يعينك على فهمه أيضا سواء من السنة التي هي البيان الأول بيان بالقول والفعل والتقرير، كل ذلك بيان المراد من هذا القرآن، ثم بعد ذلك نظرا لوجود علاقة بين القرآن والزما، لأن بتغير الأزمنة والأمكنة وأحوال الإنسان، فيحتاج إلى تنزيل جديد للنص، لا من حيث هو نص، لكن كيف يطبق في الواقع الجديد، فما جد في هذا الواقع يحتاج إلى تجديد النظر في التنزيل، لذلك فالله يدخر لكل يجل ما يدخر، دائما يوجد هذا التفاعل. مثال ذلك قوله تعالى «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب» تعليق «ضع الله الذي أتقن كل شيء» هذه الآية كانت توجه باضطراد إلى الآخرة، ترى كيف يفهم هذا التعليق إذا كانت موجهة إلى الآخرة؟ أي صنع هذا نراه إذ ذلك، حين تنقلب الموازين، في تلك اللحظة، في لحظة التدمير، بل هي أمر آخر «القرعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش» الجبال تصبح كالعهن المنفوش، «ويسألونك عن الجبال فيقل ينسفها ربي نسفا» هذا الوضع ليس هو محل للصنع الآن.
القرآن لا يتحدث عن مسائل العلوم، ولكن بالنسبة للتعبير القرآني ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%85+%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-05-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) مدرجة مدمجة يتحدث حديث الذي يرى، الذي خلق «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير» الذي يعلم السر وأخفي» فالأمر عادي فلذلك.
القدرة على التبين إذن ضرورية لتحصيل الاستيعاب وفهم القرآن، ومثل ذلك القدرة على البيان لتحصيل التواصل والإفادة. أنت الذي فهمت شيء ينبغي أن تفهمه لنا. أقول هذا الآن التفريط الآن شديد في هذه الأداة، وهو تفريط خطير، له أضرار كبيرة جدا على الفرد وعلى الأمة، ولا بد من بذل الجهد لا استدراك ما فات.
(يُتْبَعُ)
(/)
-ثانيا: الأداة العملية ونقصد بها أن هذا القرآن له مقال وحين تنزله في اللحظة الأولى كان له مقام، وهو سياق تاريخي، اجتماعي، كان له مقام باصطلاح علماء البلاغة، عندنا المقال هو القرآن، وهذا المقال له مقام وهو يتنزل وله تأثر، لابد لدارس القرآن الكريم أن يبذل جهدا في تعلم ما يلزم لتحليل المقال علوم الآلة، والعلوم الضرورية لفهم هذا المقال، كل ذلك ضروري تحصيله للدخول في القرآن، فإذن ما يسمى بعلوم القرآن وغيرها مما يحيط بذلك الظرف كأمر السيرة وأمر التاريخ، وأمر الإجتماع، كل ذلك يحتاج إليه الدارس للقرآن ليسهل، عليه فهم القرآن، لأنه يقلق بيئة التنزل، بظرف الخطاب، بمقام الخطاب، فهذا ضروري.
-ثالثا: الأداة المنهجية، إذا أحكمنا أمر اللسان وأمر المعلومات، هل يكفي ذلك؟ لا يكفي، لا بد ن نحكم أمر المنهج، وهو منهجان:
-المنهج النظري هو عبارة عن مبادئ عامة ينبغي أن نقرأها ونفهمها وندخلها في الحساب، مبادئ تساعدنا على كيفية البحث في القرآن الكريم.
-المنهج العملي: هو عبارة عن ممارسة لتلك المبادئ النظرية ميدانيا أنك تدرس لفظا قرآنيا، مفهوما من المفاهيم أو قضية من القضايا، موضوعا من المواضيع أو فضة شيئا ما في القرآن الكريم، تدرس عملية، وتتدرب على تطبيق تلك الأمور النظرية تتدرب عليها شيئا فشيئا، وعادة ما يكون ذلك تحت إشراف، الأبوة والأمومة الموجودة في الأمور الطبيعية العادية، كذلك هي موجودة في مجال العلم، جيل يعطي لجيل، النابت الجديد يأخذ عن الذي بدأ يختفي يأخذ عنه التجربة ثم يواصل السير في تفاعل مع الواقع، فهذا يقتضي الإشراف إذا يقع فيه التدرب التدريجي على الرشد المنهجي حيث يصبح الباحث راشدا منهجيا.
لا يكفي الجانب النظري بل لا بد من الجانب العلمي، ولو افترضنا وحذفنا واحدا منهما لقلنا بحذف النظري.
والذي يحدث للأسف هو الاهتمام بالجانب النظري والتقصير في الجانب العملي مع أن الذي نحتاج إليه هو الجانب العملي، غير أنه لا بد من أمرين لأنه لا عمل بدون علم، لا بد أن يكون هناك أساس نظري ثم يتحول ويصدر عنه الجانب العملي، بحسب الهدف من الدرس ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%85+%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-05-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) القرآني ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%85+%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-05-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) يكون المنهج. ليس كل ما يحتاج إليه منهج واحد. لكل حادث حديث نحتاج إلى الهدى باستمرار، لو كانا واقفين لا تجنا فبحسب الهدف يكون المنهج، إذا كنت تريد السيطرة على مفهوم بعينه فهناك منهج الدراسة المصطلحية، إذا كنت تريد الدراسة على موضوع وليس على مفهوم، والفرق بين الموضوع والمفهوم: أن المفهوم يتكون عادة من لفظ، فلا مفهوم إلا بمصطلح، ولا مصطلح إلا لمفهوم. أما الموضوع فقد يتكون من مجموعة مصطلحات من نسق من المفاهيم، من مجموعة من المفاهيم ترتبط ببعضها بنوع من الارتباط. وأحيانا يتساوى المفهوم مع الموضوع حين تأتي، حين يكون المفهوم للفظ المركزي اللفظ الأب أو الأم، الذي هو الرأس، فكل ما سواه فروع له، تأتي تحته ألفاظ صغيرة، مصطلحات أخرى صغيرة تدخل ضمن نسقه العام، فإذا ذلك سواه الموضوع المفهوم بالنسبة إلى ذلك المصطلح في بعض الأحيان، إذا درست جزئية وأنت ترد أمرا كليا فتحتاج إلى دراسة عدة مفاهيم للسيطرة على الموضع، فهاهنا فضية أخرى، ويكون هذا البحث المفهومي أو المصطلحي أيضا الوسيلة، لكن لا بد من تجميع بتلك المفاهيم الصغير ونسقها في موضوع كبير لذلك ترون في بعض البحوث تسمى دراسة مصطلحية وتفسير موضوعي بناء على ذلك أحيانا.
لذلك أقول حسب الهدف لأن القرآن يدرس لأغراض شتى، لكن من المداخل الكبرى له في زماننا هذا الذي طغى علينا فيه عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى علينا مفاهيم الغرب هجوما أغرقنا فما عدنا نفكر إلا داخل ذلك الطوفان بمعنى انصبغنا شئنا أم أبينا غلا من رحم الله فلكي يتحرر الشخص ويحرر الآخرين لا بد أن يمر من هذا الدرس ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%85+%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D8%B1%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-05-30&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) المفهومي للقرآن الكريم لنخرج من عالم غير القرآن.
-رابعا: هو الأداة الخلقية ويمكن أن نسميها أداة التقوى لكي تستطيع أن تفهم المراد من القرآن وتندفع اتجاه العمل بالقرآن لابد أن تروض نفسك وفي الجهاد. أما الطاعة فلكي تفهم القرآن، لأنه لا يفضي بسره إلا للأنقياء «يا أيها الذين آمنوا إن إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا» يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم نورا تقشون به «قل هو للذين آمنوا هدى ورحمة وشفاء» «والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى» فالذي ليس بينه وبين رب القرآن اتصال. لا يمكن أن يصله نور، ولذلك فلا بد من هذا الاتصال، ويتم عن طريق التقوى «إنما يتقبل الله من المتقين».
الأمر الثاني وهو داخل في هذا وهو أمر المجاهدة، فلا بد أن نستقيم على خلق القرآن ومن كان عكس ذلك فتشره بالخسران المبين. يقول تعالى والذين جاهدوا فين لنهد ينهم سبله وإن الله لمع المحسنين» فإذا أحسنوا في هذا الأمور الأربعة إن استجمعها الباحث في القرآن فإنها تفضي به بإذن الله تعالى إلى فهم القرآن، وستفتح له عوالم القرآن، وسيئا خذ منها بإذن الله ما شاء من محاضرة للدكتور الشاهد البوشيخي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[30 May 2010, 04:09 م]ـ
جزيتما خيرا شيخ فهد وشيخ محمد البويسفي ولكن لعل عبارة ألغزت عليكما لأن هذا مما ذكرتموه معروف ومعهود وقد ذكر ذلك السيوطي وغيره ممن تابعه باستيعاب حول هذا الموضوع ولكني اتكلم كما هو طلبي عن علوم لم تشتهر في مقصدها وطلبها كما هو حال كثير من كتابات علم النفس او بعض كتب الإدارة وما شابه لاكتمال الصورة القرآنية في الكلام حول الآيات وأرجو من الاخوة ان يدركو مرادي ويسامحوني وغن كنت شيخ محمد حاولت ان تلبي طلبي ولكن ما أريده لقصور عبارتي غير هذا، وارجو ان يكون الرابط من الإخوة مدللا وسؤالي هذا له فوائد أرتأيها من بينها ذلك التخبط فيما يسمى الإعجاز العلمي -إن جاز التعبير- فقد وجدت كثيرا مما كتبوه تحته ليس له سند ولا صحة علمية أفيجوز أن يكون هذا تفسيرا لكلام الله وبيانا له؟؟؟
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:05 م]ـ
أجيبونا أيها الأحبة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:55 ص]ـ
قرات عن عالم درّس تلاميذه مختلف المتون العلمية في شتى الفنون (الحديث والعقيدة و الفقه و السيرة و اللغة .. الخ)
فسئله تلاميذه لماذا لا تدرسنا التفسير فقال لهم: ان جميع ما درستموه حتى الان ماهو إلا مقدمة لعلم التفسير
في نظري ان هذا الكلام صحيح 100% فكل العلوم الشرعية مرتبطه بكتاب الله وكتاب الله مرتبط بها
ونصيحتي ان يبداء طالب العلم بقراءة مختصرات العلوم الشرعية -على الأقل- قبل قراءة كتب التفسير
وخاصة كتب الحديث الشريف المتوسطة مثل اللؤلؤ و المرجان ومختصر صحيح البخاري ومختصر صحيح مسلم
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 03:10 م]ـ
استاذ ماجد -حفظكم الله- أنا أسال عن الكتب التي تحوي فرائد مختلفة او زوائد مختلفة غير ما اشتهر ... فمثلا قد يقول قائل: اقرأ كتاب التعريفات للجرجاني وهو مفيد بلا شك لطالب علم التفسير وكذلك بعض كتب المناطقة ... فما هي كتب علوم الآلة-وهي الكتب الموصلة للعلم-والمفاتيح التي توصل لهذا العلم مما ندر لا مما اشتهر ومما يحتاجه المفسر وقد يغفل عنه حتى تكتمل علوم الآلة لدى المفسر فلا شك ان المفسر مثلا بحاجة لبعض العلوم الكونية فكيف له أن يفهم بعض الصور الكونية الواردة فالقرآن على وجه الدقة ويبينه بلغة هذا العلم؟؟؟ فمن غير المقبول أن تصاغ العبارة التفسيرية صياغة من مضى وتترك لغة هذا العلم، فلم لا تكتب آيات تطور خلق الإنسان من نطفة إلى علقة إلى مضغة ببيانها الأدبي الأخاذ ونأخذ شيئا من صيغتها العلمية من علم الأجنة حتى يكون سلما لتنزل فهم القرآن لأهل هذا العصر، بل لما لا ترفق صور توضيحية لمثل هذا الموضوع وصدقني عندما ترى هذه الصور ترى شيئا عجبا من دقة التشبيه القرآني وحسن الصياغة البيانية فيه ... فالقصد هنا نريد أن نحصر علوم الآلة التي نحتاجها لقصد التفسير ... وهنا لست بحاجة أن أكون عالما في الأجنة ولكننا نريد الحد الأدنى في كل علم الذي يمكننا من أداء احسن صورة، وهذا سبيل أصوغه بإختصار لفكرة التجديد في علم التفسير في طريقة العرض وباب إكتمال الصورة والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 04:08 م]ـ
... وهنا لست بحاجة أن أكون عالما في الأجنة ولكننا نريد الحد الأدنى في كل علم الذي يمكننا من أداء احسن صورة، وهذا سبيل أصوغه بإختصار لفكرة التجديد في علم التفسير في طريقة العرض وباب إكتمال الصورة والله الموفق
الأخ الفاضل مالك العبيدي حفظه الله
هذه الفكرة ليست جديدة وقد سلك كثيرون هذه الطريقة التي تتطلع إليها ومن أشهرها كتاب:
"الجواهر في تفسير القرآن الكريم المشتمل على عجائب بدائع المكونات وغرائب الآيات الباهرات"
مؤلفه هو طنطاوي جوهري.
وقد طبع الكتاب أول مرة سنة 1925م.
وقد أُنتقد هذا الكتاب كثيرا في منهجه وفي نتائجه.
ويمكنك إذا لم يسبق لك الإطلاع عليه أن تجده في الشبكة وتحميله،وكذلك ما كتب حوله، ,اظن أن هناك مشاركة في الملتقى بخصوص هذا التفسير.
وهو موجود في مكتبة المسجد النبوي بالمدينة.
وهذا رابط المشاركة وجدته بعد:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16928
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 04:19 م]ـ
إن الذي اتطلع إليه لا فقط ما تحويه العلوم الكونية بل أقصد كل مفردات العلوم والمعارف عليها ان تكون مخضعة للقرآن وهذا الأخير الذي أشرت إليه فيه من المخالفات العقدية والمنهجية وتطويع سياق الآيات ما لا يخفى على طالب علم، ولا فليس هو مقصودي ولا أعتبر نفسي في ذلك سباقا للفكرة فالفكرة موجودة في عديد من أذهان الباحثين والكاتبين وقد قرأت لشيخنا الدكتور جمال بحث طيب حول التجديد في التفسير وهنا كلامي حول معاول التجديد فالبحث يتكلم عن الناحية النظرية فما وجه تطبيقه على الساحة العملية وما هي الكتب الصالحة لهذا السياق؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 04:43 م]ـ
إن الذي اتطلع إليه لا فقط ما تحويه العلوم الكونية بل أقصد كل مفردات العلوم والمعارف عليها ان تكون مخضعة للقرآن
هذه العبارة تحمل أكثر من معنى، ولا أدري ما هو مرادك بالتحديد؟
ولكن أقول إن الحياة كلها يجب أن تكون مخضعة للقرآن، بمعنى أن يكون جميع نشاط الإنسان في هذه الحياة بما في ذلك جهوده العلمية موافق للقواعد العامة التي وضعها القرآن لنشاط البشر.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:08 م]ـ
الأخ الشيخ مالك وفقه الله ..
من أهم العلوم التي أراها نافعة للمفسر علم أصول الفقه ومتونه كثيرة من أكثرها اختصاراً الورقات للجويني، وهناك كتب معاصرة من أحسنها كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للدكتور محمد الجيزاني ..
ومن أهم كتب الأصول فائدة لطالب التفسير تفسير النصوص للشيخ محمد أديب صالح
وهو نفيس جدا جدا
وعلم النحو وأمره مشتهر وينظر السبل المرضية لأحمد سالم في طريقة التلقي فيه ....
وكلام الأخ ماجد معجب وجيد في الحقيقة ولكن حبذا أن يدرس التفسير مع مطالعة
هذه العلوم .............(/)
أهداف سور القرآن الكريم ... في عروض باوربوينت
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[30 May 2010, 12:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخوة الأفاضل: فى هذه المشاركة تجميع لما سبق عرضه فى الملتقى المبارك من عروض باوربوينت لأهداف سور القرآن الكريم قمت تجميعها فى مشاركة واحدة مما يسهل علينا جميعاً البحث والإضافة للملفات الجديدة - من سورة الفاتحة إلى سورة الأنعام - بالإضافة إلى عرض جديد لأهداف سورة الأعراف.
وأسأل الله عز و جلّ أن ينفع بها المسلمين عامة وأهل القرآن خاصة ويقربنا من كتاب الله العزيز ويحبب إلينا فهمه وتدبره. وجزاكم الله عنى خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[30 May 2010, 01:44 م]ـ
جزاكِ الله خيرا أخت يسرا على هذا الجهد الطيب و الشكر موصول كذلك للأخت سمر الأرنؤوط على جهودها في هذا الصرح المبارك
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[30 May 2010, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك الأمة
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[30 May 2010, 05:31 م]ـ
جزاكما الله عنى خير الجزاء أخى الفاضل وأختى الكريمة، وصدقت أخى الفاضل فللأخت سمر الأرناؤوط كل الشكر والامتنان لما تقدمه للمسلمين، ولى أنا شخصياً ما لا أستطيع أن أنكره من المساعدة والعون والتشجيع، وأسأل الله تعالى أن يجزيها خير الجزاء بما هو أهل له سبحانه، وأن يفتح لها أبواب العمل الصالح وأن يديم عليها نعمة خدمة كتابه العزيز.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 May 2010, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً أيها الأفاضل على دعواتكم الطيبة.
أختي الفاضلة يسرا لقد قمت بمجهود رائع بمثابرة وحب لنشر كل معلومة قرآنية صغيرة أو كبيرة تمر معك فلك جزيل الشكر على هذا المجهود جعله الله تعالى في ميزان حسناتك يوم القيامة.
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:44 م]ـ
عرض لأهداف سورة الأنفال .. نفعنا الله بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[19 Jun 2010, 01:29 م]ـ
زادك الله حرصا و توفيقا لخدمة كتاب الله
ـ[أبوعامر]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:43 م]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمن
جهد مبارك زادك الله توفيقا
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:41 ص]ـ
شكرا لك بارك الله فيك
مجهود رائع أحسن الله إليك
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[01 Jul 2010, 05:00 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً أيها الأخوة الكرام وجزاكم خيراً.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[02 Jul 2010, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[07 Jul 2010, 03:25 م]ـ
وفيك بارك أخينا الفاضل.
مرفق عرض جديد لأهداف سورة التوبة، جعلنا الله وإياكم من التوابين الأوّابين.
ـ[دار التوحيد]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيك،ونفع بك.
ـ[متين احمد]ــــــــ[30 Sep 2010, 01:25 م]ـ
هل هناك عروض لبقية السور؟
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[30 Sep 2010, 01:30 م]ـ
جزاك الله خيرا على مرورك والعمل قائم الآن على ملف سور ة يونس نسأل الله البركة في الوقت وأن يفتح لنا من خزائن علمه وتوفيقه وبمجرد الانتهاء منه أرفعه على الملتقى بإذن الله تعالى
ـ[يراع الإبداع]ــــــــ[30 Sep 2010, 03:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة يسرا السعيد وجعلك مفتاحا للخير.
ولكن لدي سؤال لمشايخنا الفضلاء: هل يعتبر الدكتور عمرو خالد من المفسرين؟
وهل يعول على كتابه (خواطر قرآنية)
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[04 Nov 2010, 09:56 م]ـ
عرض باوربوينت لأهداف سورة يونس أسأل الله تعالى أن يجعل فيه النفع والإفادة لأهل القرآن وطلبة العلم، وأتقدم بالشكر والامتنان لأساتذتنا الأفاضل على ما فتحوه لنا من أبواب التدبر والتفكر لأهداف سور القرآن الكريم ومعاني الآيات من خلال برنامجي التفسير المباشر وبينات، بارك الله في علمهم ووقتهم ونفعنا بعلمهم وجزاهم عنا خير الجزاء.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:33 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة يسرا هذا المجهود القيم نفع الله به كل من قرأه وكتب أجرك ورفع قدرك بما تقدميه لنا خدمة لكتاب الله تعالى زادك الله من فضله وفتح لك فتوح العارفين وأنار قلبك بنور القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:37 ص]ـ
ولكن لدي سؤال لمشايخنا الفضلاء: هل يعتبر الدكتور عمرو خالد من المفسرين؟
وهل يعول على كتابه (خواطر قرآنية)
أختي الكريمة شكر الله لك هذا السؤال، وبانتظار رد المشايخ الفضلاء على سؤالك أحب أن أشير أن ما ذكره عمرو خالد في هذا البرنامج (خواطر قرآنية) لم يكن من عنده هو وإنما كان جمعًا لأقوال بعض أهل العلم في مواضيع ومحاور سور القرآن الكريم ونحن لا نصنّف الخلق وإنما نأخذ من هذا وذاك وكل إنسان كلامه يؤخذ ويردّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[زهرة بستاني]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:11 م]ـ
جزاكما الله خيرا ونفع بكما الاسلام والمسلمين ورزقكما فهم كتابه والعمل به ولا حرمكما ربي الاجر
عرض رااائع ما شاء الله تبارك الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله أويس]ــــــــ[25 Dec 2010, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على العروض الجميلة
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:09 ص]ـ
جزاكم الله خير ونتمنى يكون في بقية السور كذلك(/)
سؤال
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 May 2010, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد رسالة علمية حول تفسير القران بالقران عند ابن كثير جمعا ودراسة او دراسة ونقدا او شيئا من هذه العناوين
الرجاء ممن يعلم ان لا يبخل(/)
من هو حافظ القرآن الكريم!!؟
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[30 May 2010, 11:46 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ...
من هو حافظ القرآن الكريم!!؟
نسمع دائماً في سير بعض الإخوة الأكارم, أنهم حفظوا القرآن في سنٍ مبكرة, أو متأخرةوهذا من فضل الله على العبد ..
لكن سؤالي هو عن ماهية هذا الحفظ!!
هل المقصود بالحفظ, أنه جمعه في صدره في يوم من الأيام, ولو سألته الآن عن مقطع من سورة لما استطاع معرفة مكانه ولا إكماله, وأحياناً في بداية سورة!!؟
أم أن المقصود هو أن الحافظ هو ذلك المتمكن من حفظه ولو سألته في أي زمان ومكان عن آية لما تردد في معرفة موقعها ولاستطاع إكمالها.
والثاني هو برأيي من يسمى "حافظا"ً, أما الأول فيسمى "كان حافظا"!!
فهل ما ذهبت إليه صحيح, أم أنني "متشددٌ" نوعاً ما!؟
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[31 May 2010, 12:49 ص]ـ
أشكرك على طرح هذا الموضوع
ومن وجهة نظر قاصرة أن الشخص إذا حفظ القرآن واستطاع أن يمر عليه حفظاً فهو (حفظ القرآن الكريم)
وربما يقال حافظ أو لا على اختلاف وجهات النظرحتى ولو كان لا يستطيع أن يكمل كثير من الآيات
لكن من كان مستحضراَ له فيقال له (متقن)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[31 May 2010, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم
أعتقد أنّ الحافظ هو الحافظ المتقن الذي يستطيع أن يستحضر ويستظهر الحفظ في أي وقت يُطلب منه ذلك ...
أمس كنا نتناقش أنا وزميلاتي حول هذا الموضوع،، عندما يسئل الناس هل أنتي خاتمة؟؟ لا نستطيع أن نقول نعم لأننا لا نستطيع الإستظهار في أي وقت يطلب منا ذلك!! وعندما نقول لا يكون السؤال كيف؟؟؟؟ وانتي منذ متى تدرسين والآن معلمة قرآن وغير خاتمة؟؟؟ فقلنا نفكر في إجابة نسكت بها الناس؟؟؟
ولم نجد، ليتكم تفكروا معنا؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 06:15 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
من هو حافظ القرآن الكريم!!؟
أم أن المقصود هو أن الحافظ هو ذلك المتمكن من حفظه ولو سألته في أي زمان ومكان عن آية لما تردد في معرفة موقعها ولاستطاع إكمالها.
والثاني هو برأيي من يسمى "حافظا"ً, أما الأول فيسمى "كان حافظا"!!
فهل ما ذهبت إليه صحيح, أم أنني "متشددٌ" نوعاً ما!؟
أخي جابر بارك الله بك
في الحقيقة من لم أعرف المقصود من سؤالك إلا حينما اطلعت عليه كاملاً فالأصل أن يكون السؤال الشكل بالتالي: من الذي يُطلق عليه اسم (حافظ للقرآن الكريم)؟؟؟.
أعتقد أن الذي يحفظ القرآن غيباً هو الذي يطلق عليه حافظاً للقرآن. وأنه يشترط أن يظل على صلة به يتعاهده باستمرار حتى لا يتفلًت منه. فإنه أسرع تفلتاً من الابل في عقلها كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام. كذلك يجب أن يقرأه مجوداً متقناً لتلاوته لا ينثره نثر الدقل. ويراعي فيه جميع آداب التلاوة وشروطها.
وبارك الله بك ونفع بك. وجعلنا من حفظة كتاب الله حفظاً وتطبيقاً
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 May 2010, 01:42 م]ـ
قد يكون الجوابُ مختلفاً باختلاف حال المسؤول عنهُ , فإذا كان السؤال لأحدنا عن نفسه أو من أقرأهم وتتلمذوا عليه أجاب بجوابك الثاني , وإن كان عن عامَّةِ النَّاس ائتمنهم على الإخبار عن أنفسهم وأجاب بناءً على ما قالوهُ عن ذواتهم.
أمَّا إن لم تكن ثَمَّ حاجةٌ ولا سؤالٌ فكلٌّ على نفسه بصيرة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 May 2010, 03:01 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ...
من هو حافظ القرآن الكريم!!؟
نسمع دائماً في سير بعض الإخوة الأكارم, أنهم حفظوا القرآن في سنٍ مبكرة, أو متأخرةوهذا من فضل الله على العبد ..
لكن سؤالي هو عن ماهية هذا الحفظ!!
هل المقصود بالحفظ, أنه جمعه في صدره في يوم من الأيام, ولو سألته الآن عن مقطع من سورة لما استطاع معرفة مكانه ولا إكماله, وأحياناً في بداية سورة!!؟
أم أن المقصود هو أن الحافظ هو ذلك المتمكن من حفظه ولو سألته في أي زمان ومكان عن آية لما تردد في معرفة موقعها ولاستطاع إكمالها.
والثاني هو برأيي من يسمى "حافظا"ً, أما الأول فيسمى "كان حافظا"!!
فهل ما ذهبت إليه صحيح, أم أنني "متشددٌ" نوعاً ما!؟
أخي الكريم: أظن أنك متساهل في الحفظ نوعا ما ..
فالذي حفظ القرآن ولو حفظا غير متقن يستطيع أن يكمل لك أي آية بدأتها له، ويعرف ببساطة سورتها بل وجزءها وحزبها ..
ولكن الحافظ المتقن هو الذي إذا قلت له آية أتاك بالتي قبلها، وإن ذكرته بكلمة سرد لك ما قبلها من آيتها ..
ثم هناك مرحلة إتقان فوق هذه ومن بلغها إن ذكرته بكلمة تكررت في القرآن الكريم استحضر كل آية فيها تلك الكلمة ..
ولو قلت له مثلا: به وتوقفت قال لك به عليما به خبيرا به بصيرا ...
وجرب ذلك تعرف مسألة الإتقان في الحفظ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:15 م]ـ
أشكرك على طرح هذا الموضوع
ومن وجهة نظر قاصرة أن الشخص إذا حفظ القرآن واستطاع أن يمر عليه حفظاً فهو (حفظ القرآن الكريم)
وربما يقال حافظ أو لا على اختلاف وجهات النظرحتى ولو كان لا يستطيع أن يكمل كثير من الآيات
لكن من كان مستحضراَ له فيقال له (متقن)
وأنا أشكرك على بيان وجهة نظرك
ومن خلال ما كتبتَ يتبين لي أنك ترى أن من حفظ القرآن يقال له حافظاً ولو كان عنده بعض التفلت والنسيان, ومن ضبط حفظه يقال له حافظ متقن.
أليس كذلك!!؟
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:29 م]ـ
السلام عليكم
أعتقد أنّ الحافظ هو الحافظ المتقن الذي يستطيع أن يستحضر ويستظهر الحفظ في أي وقت يُطلب منه ذلك ...
وأنا أظن ذلك, بل أكاد أجزم!!
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:35 م]ـ
أخي جابر بارك الله بك
في الحقيقة من لم أعرف المقصود من سؤالك إلا حينما اطلعت عليه كاملاً فالأصل أن يكون السؤال الشكل بالتالي: من الذي يُطلق عليه اسم (حافظ للقرآن الكريم)؟؟؟.
أعتقد أن الذي يحفظ القرآن غيباً هو الذي يطلق عليه حافظاً للقرآن. وأنه يشترط أن يظل على صلة به يتعاهده باستمرار حتى لا يتفلًت منه. فإنه أسرع تفلتاً من الابل في عقلها كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام. كذلك يجب أن يقرأه مجوداً متقناً لتلاوته لا ينثره نثر الدقل. ويراعي فيه جميع آداب التلاوة وشروطها.
وبارك الله بك ونفع بك. وجعلنا من حفظة كتاب الله حفظاً وتطبيقاً
جزاك الله خيرا
وأشكر لك تعليقك, وتصويبك.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:41 م]ـ
قد يكون الجوابُ مختلفاً باختلاف حال المسؤول عنهُ , فإذا كان السؤال لأحدنا عن نفسه أو من أقرأهم وتتلمذوا عليه أجاب بجوابك الثاني , وإن كان عن عامَّةِ النَّاس ائتمنهم على الإخبار عن أنفسهم وأجاب بناءً على ما قالوهُ عن ذواتهم.
أمَّا إن لم تكن ثَمَّ حاجةٌ ولا سؤالٌ فكلٌّ على نفسه بصيرة.
كلام نفيس يا شيخ محمود ..
إلا أنني لم أسأل عن الحافظ, بل كان السؤال عن ماهية هذا الحفظ.
برأيك ياشيخ: هل تسمي من حفظ القرآن ثم نسي بعضاً منه, حافظاً؟ أم لا؟
أم أن هناك تفريقٌ بين الحافظ والحافظ المتقن!!؟
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:48 م]ـ
وما تغني الأوصاف صاحبها إن لم تكن قائمة به؟
الحفظ من معاني الذكر، ومن لم يستطع الإكمال فهو: الناسي
وإلاّ كان من الألقاب الظاهرة، والأوسمة البراقة
نعم .. إن كان الحفظ يجزيء ولو في العمر مرة، قياساً على بعض الأعمال كالحج
تجوّزنا في ذلك!!
بارك الله فيك يا أبا تيماء
معنى قولك, أنك لا تسمي من حفظ القرآن ونسي شيئاً منه حافظاً, وليس هناك تفريقٌ بين الحافظ -الذي قد جمع القرآن-والحافظ المتقن.
علماً أني أميل لقولك, فإما أن يكون الرجلُ حافظاً أو غير حافظٍ, لأن الحفظَ سهلٌ, والصعبُ هو حفظ هذا الحفظ.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[31 May 2010, 04:56 م]ـ
أخي الكريم: أظن أنك متساهل في الحفظ نوعا ما ..
فالذي حفظ القرآن ولو حفظا غير متقن يستطيع أن يكمل لك أي آية بدأتها له، ويعرف ببساطة سورتها بل وجزءها وحزبها ..
ولكن الحافظ المتقن هو الذي إذا قلت له آية أتاك بالتي قبلها، وإن ذكرته بكلمة سرد لك ما قبلها من آيتها ..
ثم هناك مرحلة إتقان فوق هذه ومن بلغها إن ذكرته بكلمة تكررت في القرآن الكريم استحضر كل آية فيها تلك الكلمة ..
ولو قلت له مثلا: به وتوقفت قال لك به عليما به خبيرا به بصيرا ...
وجرب ذلك تعرف مسألة الإتقان في الحفظ ..
أحسن الله إليك أخي الكريم
طرحت تساؤلي هذا, لأنه أمر واقع ومشهود, لأن لي بعض الإخوة والأحبة من الذين منَّ الله عليهم بإتمام حفظ القرآن عن ظهر قلب, لكن البعض منهم الآن قد لا يكمل الآية أو المقطع إذا سأل عنه, وقد لايتذكر مكانها من القرآن!!
فهل يسمى حافظاً!!؟
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[01 Jun 2010, 03:09 ص]ـ
وأنا أشكرك على بيان وجهة نظرك
ومن خلال ما كتبتَ يتبين لي أنك ترى أن من حفظ القرآن يقال له حافظاً ولو كان عنده بعض التفلت والنسيان, ومن ضبط حفظه يقال له حافظ متقن.
أليس كذلك!!؟
بلى
كلامك في رأيي سليم فالحافظ والخاتم غير الحافظ المتقن
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:36 م]ـ
الحمد لله ....
ـ[المفاز]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سأكتب إخوتي بما فهمته فإن كان هذا ما أردتموه فالحمد لله أولا وآخرًا وإن لم يكن هو المطلوب فالمعذرة منكم.
السؤال: ما هو الوصف الذي يستحق أن يسمى به (حافظ القرآن)؟
بناء على ذلك الجواب: قال شيخ الإسلام-رحمه الله-: المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به؛ فإن لم تكن هذه همة حافظه لمن يكن من أهل العلم والدين. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المفاز ...
أقصد حفظ الصدر!!
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:05 ص]ـ
نقول إن الحافظ هو الذي يستحضر الآية متى شاء هو, وليس متى ما طلب منه لأنه قد يطلب منه وهو في أمر لا يقدر على الاستحضار.
ومن نسي من القرآن بعض الشيء فهذا لا يسمى حافظا بل في حفظه خلل.
وهذه وجهة نظر
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:09 ص]ـ
نقول إن الحافظ هو الذي يستحضر الآية متى شاء هو, وليس متى ما طلب منه لأنه قد يطلب منه وهو في أمر لا يقدر على الاستحضار.
ومن نسي من القرآن بعض الشيء فهذا لا يسمى حافظا بل في حفظه خلل.
وهذه وجهة نظر
كلام جميل جداً استاذي الكريم ...
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:58 م]ـ
المراد بحافظ القرآن: المتقن له غيباً عن ظهر قلب، مع حسن الأداء وجودة التلاوة. هذا الذي يفهم من كلام أهل العلم.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[18 Jul 2010, 06:20 م]ـ
المراد بحافظ القرآن: المتقن له غيباً عن ظهر قلب، مع حسن الأداء وجودة التلاوة. هذا الذي يفهم من كلام أهل العلم.
رفع الله قدرك شيخنا الكريم ....(/)
لماذا أتى السمع مفرداّ والأبصار بالجمع؟؟؟؟
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[31 May 2010, 12:18 ص]ـ
لِمَاذَا أَتَى السَّمْع مُفْرَداً وَالأَبْصَار جَمْعاً فِي القُرْآن؟
الشيخ عصام بن صالح العويد -حفظه الله تعالى-
السؤال:
أسأل عن الآية: {أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ .... }، كلمة السمع مفردة مع أننا نسمع بأذنين اثنتين، كلمتا الأبصار (وكذلك الأفئدة، في آيات أخرى) جمع مع أننا نرى بعينين اثنتين؟
الإجابة:
بدءاً؛
أشكرك على هذا السؤال الجميل، والآية في سورة يونس (31): {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} ...
أما الجواب: فلأمرين اثنين:
الأول: لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ــ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقت واحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهما جميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين وليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً.
أما البصر؛ فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء.
أما الفؤاد ـ وهو العقل القلبي الذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ؛ فكذلك أيضاً، بدليل أن الإنسان يؤدي عدداً من الأعمال في وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك في وقت واحد دون تداخل، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى.
ولعل هذا كاف في إيضاح الفارق بينهما، ولمن أراد التوسع أذكر الأمر الثاني.
الثاني ـ من جهة اللغة ـ: فلأن السمع مصدر، والمصدر لا يجمع، أما الأبصار والأفئدة فأسماء مجموعة، ولعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر وعن البصر والفؤاد بالاسم؛ إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق، فإن حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاك غالباً.
أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً، والله أعلم.
للاستزادة ينظر:
إعراب القرآن للدرويش (1/ 29)، وتفسير الرازي لسورة السجدة، وغيرها كثير.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 May 2010, 02:49 م]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على الفائدة ..
ولكن على تسليم هذا التحليل - على ما فيه - كيف يوجه الشيخ هذه الآية: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]
وقد ورد السمع والبصر والفؤاد مفردا.
وهناك 7 آيات أفرد فيها البصر، وآيتان أفرد فيهما الفؤاد. فما العلة في ذلك؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 03:57 م]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على الفائدة ..
ولكن على تسليم هذا التحليل - على ما فيه - كيف يوجه الشيخ هذه الآية: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]
وقد ورد السمع والبصر والفؤاد مفردا.
وهناك 7 آيات أفرد فيها البصر، وآيتان أفرد فيهما الفؤاد. فما العلة في ذلك؟
أخي الاستاذ ابراهيم: سلام عليك
المهم في الفكرة أن السمع لم يُذكر إلا مفرداً لأنه أبداً لا يثنى ولا يجمع. كما ذكر أخينا. وهنا هو مربط الفرس. أما كون البصر ذكر مفرداً فهذا لا ينفي العلة التي ذكرت السمع مفرداً. هذا من ناحيّة. ومن ناحية أخرى فإن هذا الموضوع طرق كثيراً حتى صمّ الآذان فأصبحت لا تكاد تسمع. أما علّة ذكر البصر والفؤاد منفرداً في مواضع. فهذا سؤال آخر يحتاج الى بحث آخر
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Jun 2010, 12:42 ص]ـ
راجع العنوان والمشاركات؛ فالعلة من خلال طرح الشيخ يعممها، وهي ليست كذلك.(/)
دعوة لحضور اللقاء العلمي لتبيان في القصيم مع د. عبدالرحمن الشهري
ـ[تبيان]ــــــــ[31 May 2010, 12:24 ص]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه
أن تدعوكم لحضور اللقاء العلمي المفتوح للجنة الفرعية بالقصيم مع الدكتور:عبدالرحمن بن معاضة الشهري
الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود،والمشرف العام على مركز تفسير للدراسات القرآنية، وذلك يوم الاثنين الموافق 17/ 6/ 1431 هـ الساعة الحادية عشر والنصف صباحا في قاعة الضيافة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، كما ندعو طلاب الدراسات العليا في الكلية للقاء الخاص مع فضيلة الدكتور في الساعة العاشرة صباحاً في نفس اليوم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 Jun 2010, 01:36 م]ـ
كانت جلسة ماتعة برغم ضيق وقتها، ولعلي أضع -لاحقًا- أبرز ما دار فيها -إن شاء الله-.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[01 Jun 2010, 10:30 م]ـ
ما شاء الله نسأل الله أن يبارك في شيخنا الكريم عبد الرحمن وأن ينفع به
ماذا جرى في اللقاء؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:45 م]ـ
عودًا على بدء، هذا بعضُ ما ورد في الجلسة.
ولعلي أذكر من حضر في هذه الجلسة، فهم:
1 - د/عبدالرحمن الشهري.
2 - د/ ... لا أعرفه، وهو من قسم اللغة، ولعل الدكتور عبدالرحمن يعرفنا به.
3 - د/إبراهيم الحميضي - قسم التفسير -.
4 - د/عمار الددو - كلية اللغة العربية -.
5 - د/فريد الزامل السُلَيْم - كلية اللغة العربية -.
6 - د/عبدالعزيز المزيني - قسم التفسير -.
7 - د/ .. أظنه: حمد اليحيى - قسم التفسير -.
ولم يحضر من الطلاب إلا اثنين:
8 - العبد الفقير محدثكم.
9 - وزميل آخر.
كانت جلسة ودية ماتعة، ابتدأ الدكتور إبراهيم مرحبًا بالضيف الكريم، واعتذر لقلة الحضور؛ لتأخر الإعلان وظروف الأسبوع الأخير في الدراسة.
بعد ذلك ابتدأ الدكتور عبدالرحمن، ورأى أن يتداول الحضور في هذه الجلسة ظاهرة: الفجوة بين الدراسات القرآنية، واللغة العربية، والضعف في اللغة عمومًا. وسبل علاجها.
دار الحديث حول هذه النقطة، وتحدث الحضور، وقد قيّدتُ بعض ما ورد من الأفكار في هذا الموضوع، فمن ذلك:
1/ فكرة تخصص النحو الشرعي (مداخلة د/فريد الزامل، وذكر أنه أشار إليها اثنان من الباحثين).
2/ بدأ النحو أول ما بدأ في مجالس القرآن في المساجد، وهذا يبين شدة التصاق القرآن بالنحو؛ ذلك أن الطالب القارئ إذا لحن في قراءته؛ فإن الشيوخ كانوا يصححون ذلك ويخبرون بالوجه النحوي الصحيح (مداخلة د/عمار الددو).
3/ذكر الإخوة افتقار الدراسات القرآنية العليا إلى مادة لغوية، وهذا كفيل بتوسيع الخرق بين دراسة القرآن مع اللغة، وذكر الشيخ عبدالرحمن أنهم تداركوا هذا الخلل في جامعة الملك سعود.
4/ذكر الإخوة الحاجة إلى إبراز علاقة الإعراب بالمعنى، وأظن -غير جازم- أن الدكتور عبدالرحمن أشار في هذا السياق إلى قوله تعالى: (ويبقى وجهُ ربك ذو الجلال ... )، (تبارك اسم ربِّك ذي الجلال .. ).
قلت: والشواهد في هذا كثيرة، وليتها تجمع، وأو تظهر إن كانت مجموعة.
5/ذكر الإخوة تجربة د/فاضل السامرائي في برامجه في البيان القرآني، وأنه بنى منهجه على قواعد اللغة، ثم طبقها على القرآن، وقد وجدت هذه البرامج أثرًا كبيرًا في الأوساط المسلمة.
6/طرح الإخوة فكرة برنامج: فتاوى نحْوية. (لا أذكر من طرح هذا، لعله د/إبراهيم).
7/ذكر د/إبراهيم أنه اقترح تحويل قناة المجد للحديث إلى قناة لغوية.
8/أثنى د/عبدالرحمن على برنامجي: 1 - من القائل؟ لابن خميس، 2 - قول على قول لحسن الكرخي.
وذكر الأثر الكبير على الناس، وذكر أنه تأثر هو واستفاد استفادة بالغة.
والبرنامج الثاني -على ماذكر- كان يبث من لندن، فلما سمع به محمد حسني -الرئيس المصري- قال حقه أن يبث من أرض العرب -أو نحوًا من هذا- فابتدأ بعض من ندبوا لهذا ببرنامج شبيه، لكن لم يكتب له الاستمرار.
ولعل الدكتور عبدالرحمن يحدثنا عن هذين البرنامجين بإيضاح أكثر.
9/تبَنّي النوادي الأدبية لهذه البرامج ودعمها وتنظيمها، والمشاهد لواقع الأندية يجد أن أثرها في الواقع لا يُذكر.
وقد طرح الإخوة مشكلة الضعف اللغوي في أوساط المتعلمين، وكيف أنهم لا يعرفون أشياء تعلموها في الصفوف الدنيا، في التخصصات الشرعية واللغوية، وأن المشكلة تنبع من الضعف في التعليم في الصفوف الدنيا.
- على الهامش: أثنى د/ عمار الددو على كتاب: جواهر البلاغة لأحمد الهاشمي.
وأثنى د/عدالرحمن على كتابي الدكتور عبدالعزيز الحربي: البلاغة الميسرة - تحزيب القرءان.
انظر: ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=103981).
هذا أبرز ما جاء في الجلسة، وبالرغم من كونها قليلة الوقت -قرابة نصف ساعة- إلا إنها كانت مشحونة بالفوائد، وأجدني كلما كتبت شيئًا تذكرتُ ما لم أذكر.
وأطلب من الدكتور عبدالرحمن أمرين:
الأول: الحديث عن البرنامجين السالف ذكرهما.
الثاني: الحديث حول البلاغة، فقد تكلم كلامًا جيدًا نسيته.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 07:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الوليد، وقد سعدتُ بمعرفتكم، وكنتُ أظن أبا الوليد التويجري أحد الأحباب الذين يزورونني كثيراً في مسجدي ويسألون عن أمور متفرقة في العلم والأدب والكتب، ولما قرأتُ تعليقك استغربتُ. على كل حال يبدو لي أنك ذلك الشاب الفاضل الذي كان على يميني بقرب الدكتور عمار الددو فحياك الله وبيَّاك، وجمعنا دوماً على خير وبِرٍّ.
وإن كان أسعدك اللقاء فنحن من لقياك أسعد.
وأما الحديث عن البرنامجين الذين عرض الحديث لهما عرضاً، فالأول منهما والأقدم هو برنامج (قول على قول) للأديب الكبير الأستاذ حسن بن سعيد الكرمي، وكان يذاع من القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية لمدة أربعين عاماً آخرها عام 1408هـ تقريباً. وكان اسم البرنامج أول ما بدأ بثه (لكل مقام مقال) ثم غيره إلى (قول على قول) واستمر على ذلك حتى توقف. وقد تربى على ذلك البرنامج جيل من المتأدبين، وقد استمعتُ للكثير من حلقات هذا البرنامج الرائع وكانت تصلنا إذاعة BBC اللندنية بصعوبة بالغة في مدينة النماص جنوب السعودية، بل إن إذاعة السعودية تصلنا بصعوبة فكيف بإذاعة لندن، ولكن كان لدى والدي رحمه الله جهاز راديو لا بأس به يلتقط إذاعة لندن وكانت تلك الإذاعة للناس في ذلك الوقت عندنا كقناة الجزيرة اليوم أو أجود، وكان الناس يتحلقون حول الراديو لسماع مذيعي تلك الإذاعة البريطانية العربية، ومن آخرهم المذيع الشهير ماجد سرحان وغيره. وأذكر مذيعة اسمها سهام الكرمي تبين لي فيما بعدُ أنها بنت الأديب حسن الكرمي. وقد توفي الكرمي قريباً بعد أن جاوز المئة عام، وخلف تراثاً علمياً في القواميس والموسوعات والمعاجم اللغوية، وكتابه في الأدب في 12 مجلداً، وألحق بها مجلدين سماهما (على هامش قول على قول). وقد اشتريت هذا الكتاب منذ صدوره قبل أكثر من عشرين سنة، وانتفعت به وبفوائده واستطراداته الأدبية والتاريخية واللغوية كثيراً، وهو جدير بأن يكون ضمن مكتباتنا جميعاً.
وقد كان يتميز إلقاء الكرمي بالعذوبة والهدوء وعدم التكلف، وتتميز معلوماته بالدقة والتتبع الجيد، وإشباع نَهمة المستمع والسائل، وكان يكرر قوله: وسألني سائلٌ، من القائل وما المناسبة؟ لأنَّ البرنامج كان يتلقى أسئلة الناس في الأدب والشعر ويجيب عنها، وقد ذكر الكرمي أن زايد بن سلطان آل نهيان سأله عن بيت من الشعر لم يعثر على قائله، فلما لقيه الكرمي أعطاه الشيخ زايد بن نهيان 300 ألف جينه استرليني (أكثر من مليوني ريال سعودي) فغلب بذلك أعطيات الخلفاء، وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله من المعجبين بالبرنامج وصاحبه، ولعل ذلك كان سبباً في تشجيعه لعبدالله بن خميس على برنامجه (من القائل) فيما بعد. وليت من يملك تسجيلاً لبعض تلك الحلقات يفيدنا بها هنا فهي من أمتع الهدايا.
وقد أجرى المذيع سامي كليب لقاء مع حسن الكرمي قبل وفاته في الأردن تجدها على هذا الرابط هنا ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D7780D50-1715-4B8C-B111-387E9D7F7C4C.htm) . وستجد إن لم أكن واهماً قصة محاولة الرئيس المصري جمال عبدالناصر إذاعة برنامج مماثل من إذاعة صوت العرب من القاهرة وإخفاق هذه المحاولة في هذه المقابلة يرويها الكرمي نفسه، حيث كان عبدالناصر مستغرباً - في عِزِّ فورة القومية العربية - أن يذاع مثل هذا البرنامج العربي الرائع من إذاعة بريطانية!
فهذا بعض خبر هذا البرنامج يا أبا الوليد.
وأما البرنامج الثاني فهو لا يقل عنه روعة وجمالاً، وهو للشاعر الأديب عبدالله بن خميس وفقه الله وختم له بخير، وقد كان يذاع من إذاعة الرياض بعنوان (من القائل؟). وسار على غرار برنامج قول على قول، وأظنُّه تأثَّرَ به، ولكنه كان يستقبل الأسئلة في الشعر العربي والنبطي الشعبي معاً ويجيب عنها أجوبة متميزة، وكان يلقي الشعر العربي الفصيح والنبطي بأسلوبه الرائع الهادئ، وبلهجته النجدية الرائقة بكل ظواهرها المعروفة في كتب اللغة.
وأملك الكثير من حلقات هذا البرنامج مسجلةً، ورأيتها بعد ذلك خاليةً من الفواصل الموسيقية التي كانت تتخلله أحياناً، وعهدي بالبرنامج عام 1406هـ، ولا أدري ما الذي جعل الشيخ عبدالله بن خميس يتوقف عنه، فقد كان مائدة أدبية فريدة ننتظرها على إذاعة الرياض انتظاراً، وكم لذلك البرنامج عندي من يد في تذوق الشعر ومحبته، ومعرفة الكثير من شوارد الأبيات ونحن لا نزال صغاراً نعيش في منطقة نائية عن كل شيء لا نَملك من كتب الأدب ولا أنديته شيئاً إلا هذه الحلقات الفريدة في تلك القمم الشاهقة، قمم جبال السروات.
وقد طبع برنامج من القائل أيضاً في عدة أجزاء كبار.
واليوم بالرغم من كثرة وسائل الإعلام إلا أنه لم يأتِ بعد تلك البرامج ما يسد مسدها، ويغني غناءها، ولم يستطع المتخصصون في الأدب العربي وفنونه أن يؤدوا هذا الواجب الذي كان يقوم به حسن الكرمي وعبدالله بن خميس ببرنامجيهما البسيطين في إعدادهما وزمنهما وفكرتهما، ولكنه الصبر والجلد، وعلو الهمة، وامتلاك الموهبة في إقناع الآخرين بمشروعهما جزاهما الله خيراً، وتقبل الله منهما تلك الأعمال يوم الدين.
أكرر شكري لكم يا أبا الوليد على أدبك الجم، وذكرك لبعض ما دار في تلك الجلسة الماتعة بحضوركم وحضور الزملاء في القصيم، وأشكر أخي الدكتور إبراهيم الحميضي الذي رتب هذا اللقاء على عجل وضيق في الوقت، حيث جئتُ لغرض آخر، ولم ير تفويت فرصة اللقاء بالزملاء فكان ما رأيتم وفقكم الله. وأشكر أخي الدكتور عمر المقبل الذي رتب لي أمر تلك الزيارة للقصيم، وقد تشرفتُ بالغداء عنه ذلك اليوم ولقيت عنده أخي وصديقي الدكتور محمد الربيعة وبعض الأحباب الفضلاء من أهل مدينة المذنب رعاهم الله جميعاً، وأكرمهم بالجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المساهم]ــــــــ[08 Jun 2010, 07:36 ص]ـ
تجدون [هنا ( http://www.archive.org/details/QUAL-3LA-QUAL-FROM-1-TO-77-RM)] قراءة صوتية لأحد أجزاء كتاب قول على قول
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[16 Jun 2010, 10:49 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور عبدالرحمن، وأرجو أن تتكرر مثل هذه الزيارات، وأنا من كان على يمين الدكتور عمار،
شكر الله لك على جهودك.(/)
متشابهات القرآن
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[31 May 2010, 01:16 م]ـ
أيها الاخوة الكرام
دلوني على افضل كتاب في متشابهات القرأن
واذكر كتابا قدم له فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي فما اسمه؟
بارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 May 2010, 02:41 م]ـ
من الكتب المختصرة التي تعنى بالمتشابه اللفظي في القرآن الكريم: منظومة السخاوي، وهي مطبوعة.
وأشملها وأوسعها على الإطلاق - حسب علمي - كتاب: البحر المحيط في متشابه القرآن الكريم لمحمد ولد انبوجا الشنقيطي.(/)
تبيان تدعوكم لحضور حفل جائزة الرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية
ـ[تبيان]ــــــــ[31 May 2010, 04:52 م]ـ
http://store2.up-00.com/May10/Pq813844.jpg (http://www.up-00.com/)
يسر الحمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان)
دعوتكم لحضور حفل جائزة الجمعية للرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية، والتي تعد الجائزة الوحيدة على مستوى المملكة العربية السعودية، وهي تمنح لأفضل رسالة علمية، بناء على ترشيح الأقسام العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية، ومن ثم تعرض هذه الترشيحات على ضوابط وشروط الجمعية.
وتمنح هذه الجائزة بالتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية.
وسيكون هذا الحفل يوم الأربعاء 19/ 6/1431هـ
بعد صلاة المغرب
بالقاعة الكبرى لكلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وللأخوات بمركز الملز.
وستوزع مطبوعات الجمعية في هذا الحفل على أعضاء الجمعية إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2010, 08:44 ص]ـ
وفقكم الله وأعانكم وكلل جهودكم بالنجاح، وسنكون من الحاضرين إن شاء الله جزاكم الله خيراً.
ـ[المساهم]ــــــــ[01 Jun 2010, 02:00 م]ـ
سأكون ـ بإذن الله ـ من الحاضرين
ولكن لا تنسونا من إصداراتكم المميزة:)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2010, 04:47 م]ـ
سأكون ـ بإذن الله ـ من الحاضرين
ولكن لا تنسونا من إصداراتكم المميزة:)
أبشر بالخير يا أبا عبدالرحمن، لو نعطيك نصيبنا منها فلن تعود خالي اليدين.
ـ[تبيان]ــــــــ[01 Jun 2010, 07:39 م]ـ
مما سيوزع على أعضاء الجمعية في هذا الاجتماع:
مطبوعات الجمعية الحديثة.
العدد السادس من مجلة الدراسات القرآنية.
إصدارت أعضاء الجمعية المهداة منهم لإخوانهم أعضاء الجمعية.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[02 Jun 2010, 05:09 ص]ـ
هي ليلة سيكرم فيها أهل القرآن، بتكريم الرسالة العلمية المتميزة-التي سيتم الاعلان عنها في الحفل-!
كما سيتم تكريم إخواننا أعضاء مجلس الادارة السابق،الذين بذلوا جهدا مشكورا في الدورة السابقة لنا
وأما الجانب العلمي،فكما ذكر الاخوة سيتم عرض وتوزيع اصدارات جمعيتكم "تبيان" وهي:
1 - ثلاثة أعداد من المجلة العلمية المحكمة"التي أثريتموها بأبحاثكم" هذا العام-في حلتها الجديدة-
2 - اصدارات الجمعية العلمية:
أ-من بحوث الماجستير، والدكتوراة.
ب- البحوث العلمية المحكمة.
ج-وأضفنا بعدا جديدا في المطبوعات ألا وهو: طباعة كتب تغطي جانب النفع العام بطباعة موضوعات تعنى بتأثير القرآن في حياة الناس.
فأصبحت المطبوعات على قسمين: قسم للمتخصصين -وهوالأغلب-، وقسم لعامة الناس.
وبحمدالله تم تجهيز اصدارات جيدة، وفي المطابع مجموعة في طريقها للطباعة،ومجموعة ثالثة اعتمدت للطباعة من اللجنة العلمية،وستأخذ دورها في الطباعة.
3 - مجموعة من الكتب أهداها مؤلفوها من أعضاء الجمعية للتوزيع على المتخصصين، وبهذه المناسبة نحث إخواننا -ممن لديهم مؤلفات- الاقتداء بهذه السنة الحسنة،التي تتيح للمؤلف وصول كتبه للمختصين.
وسيتاح لاعضاء الجمعية رجالا ونساء الحصول على هذه المطبوعات جميعها-فجهزوا من يحمل معكم -!
هذا اللقاء فرصة سنوية لنسعد بإخواننا من مختلف جامعات المملكة من أعضاء المكاتب واللجان والمهتمين بالدراسات القرآنية.
أخوكم/ عيسى الدريبي -نائب رئيس اللجنة العلمية -في" تبيان"
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2010, 01:21 ص]ـ
كان لقاء موفقاً ومميزاً، جزى الله من قام على تنظيمه خيراً، وبارك الله للأخت الفائزة بجائزة الرسالة المتميزة وزادها توفيقاً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Jun 2010, 08:04 ص]ـ
أجاد الإخوة في الترتيب والتنظيم واستقبال الضيوف –جزاهم الله خيرا-، واتسم اللقاء كالعادة بالحميمية والود، وكان من أحسن ما طُرح هو الضوابط التي يتم على أساسها اختيار الرسالة المميزة، فقد أبدى المشاركون مقترحات جيدة وعملية في هذا الجانب أتمنى أن تنال حقها مستقبلا من العمل والتطبيق ..
وفق الله الجميع لكل خير.
الرياض
20/ 6/1431هـ
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Jun 2010, 01:23 م]ـ
بودنا أن نعرف هذه الرسالة المتميزة لنحذو حذوها، ونقتفي أثرها، فما رأي أصحاب الفضيلة في البوح بهذا السر الذي تواطأ الجميع على كتمانه؟
ـ[مها]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:24 ص]ـ
بودنا أن نعرف هذه الرسالة المتميزة
هي رسالة ماجستير مقدمة من الباحثة: عميرة بنت حمد الرشيدي بعنوان (تحريف معاني الألفاظ القرآنية -دراسة نظرية تطبيقية من خلال سورتي الفاتحة والبقرة) إشراف أ. د. محمد الشايع، وقد أشارت الباحثة ضمن كلمتها إلى أن فكرة البحث كانت من أ. د. فهد الرومي.
وفق الله الجميع. آمين
ـ[التواقة]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:26 م]ـ
زادها الله من فضله وأتم عليها نعمته
حبذا لو يتكرم الكرماء وما أكثرهم في هذا الملتقى فيرفعوها لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلود]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:31 م]ـ
أحاط التميز بكل ما تعلق بهذه الرسالة
الباحثة ومشرفها
الفكرة وصاحبها
فكيف لا يكون العمل متميزا؟
زادكم الله رفعة وتوفيقا(/)
محاضرة: القرآن والإنسان للدكتور أحمد العبادي
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[01 Jun 2010, 02:16 م]ـ
محاضرة: " القرآن والإنسان" للدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب ألقيت في الملتقى السادس للقرآن الكريم في مدينة مكناس
http://www.4shared.com/audio/3nps97Z6/___online.html(/)
واو الثمانية بين اللغة والتفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:54 م]ـ
يذكرُ بعض المفسرين في تفاسيرهم ما يسمونه (واو الثمانية)، عند تعرضهم لمثل قوله تعالى: (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) في سورة الكهف، وغيرها من الآيات. وكنتُ أجد في كلام من يقول ذلك من أهل التفسير ضعفاً، غير أنني لم أتتبع كل ما قيل في هذه الواو في كتب الأعاريب والتفسير فلا أقطع فيها برأي.
وقد قرأتُ بحثاً قيماً للأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صالح العبيد الأستاذ بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بعنوان (واو الثمانية بين اللغة والتفسير) منشور في مجلة الدرعية - العددان المدمجان 44، 45 لشهري ذي الحجة 1429هـ وربيع أول 1430هـ.
تتبع فيه الآيات التي قيل فيها من قبل بعض المفسرين أنها واو الثمانية، وتوصل في كل تلك الآيات أنها أقوال ضعيفة لا تقاوم الإعرابات الأخرى التي قال بها المفسرون وأهل النحو. وذكر أنه لم يجد في شعر العرب ولا نثرهم ما يدل على استعمالهم واو الثمانية لذاتها، وبالرغم من ذلك فإن وجود واو الثمانية في اللغة العربية محتمل لسعتها وصعوبة الإحاطة بكل ما قالته العرب، وأما في القرآن الكريم فلا توجد واو الثمانية على الصحيح بعد الدراسة المتأنية.
وهي نتيجة مشكورة للأستاذ الدكتور عبدالعزيز العبيد وفقه الله وجزاه خيراً.
وأدعو من يرغب الوقوف على الدراسة بكاملها إلى مراجعة عدد مجلة الدرعية الورقي حيث لا تتيح المجلة أعدادها على موقعها فيما يبدو لي، وليت الدكتور عبدالعزيز العبيد يضع لنا نسخة من البحث ليطلع عليها الزملاء في الملتقى مشكوراً مأجوراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:03 م]ـ
بعث أخي محب القراءات لي بالبحث بصيغة PDF وقمنا برفعه على الملتقى، ويُمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط، وجزى الله أخي محب القراءات خيراً على إرساله.
واو الثمانية بين اللغة والتفسير للأستاذ الدكتور عبدالعزيز العبيد
( http://www.tafsir.net/Bookstorge/wawalthamaniah.pdf)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:56 ص]ـ
بعث أخي محب القراءات لي بالبحث بصيغة PDF وقمنا برفعه على الملتقى، ويُمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط، وجزى الله أخي محب القراءات خيراً على إرساله.
واو الثمانية بين اللغة والتفسير للأستاذ الدكتور عبدالعزيز العبيد
( http://www.tafsir.net/Bookstorge/wawalthamaniah.pdf)
جزاكم الله خيرا
وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ د/ محمد بن عبدالعزيز العواجي , فقد أرسل لي البحث لتنزيله في الملتقى.
كما أشكر فضيلة الشيخ د / عبدالعزيز العبيد على تفضله بالسماح بنشر بحوثه في هذا الملتقى, وقد قمت برفع بعضها هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19989)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:30 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
صفات اليهود
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:55 م]ـ
http://www.alwaraqa.com/waraqat/05aqeda/001/aqeda0027.jpg (http://www.alwaraqa.com/waraqat/05aqeda/001/aqeda0027.jpg)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 Jun 2010, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
السحت المال الحرام , الرشوة
ومن صفاتهم:
التناقض في تطبيق الشريعة والايمان ببعض الكتاب والكفر بالأخر:"ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "البقرة/85]
التدليس في الحق:
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران/78]
الجهل في شريعة الله:"وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" [البقرة/78]
تفضيل اهل الكفر والشرك على اهل التوحيد:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا" [النساء/51]
الضلال والإضلال:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " [المائدة/77]
وقد وصفهم الله بصفات كثيرة.
جزاكم الله خيرا
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:20 ص]ـ
صدقتم وبوركتم
صفات اختمرت في قلوبهم آلاف السنين
وأفسدت نفوسهم في كل حين
وكدرت معيشة الملايين من الآدميين
وتفجرت تلك المزابل التاريخية بوحي الشياطين
أفعالاً كريهة في أرض فلسطين ..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 11:25 ص]ـ
http://www.alwaraqa.com/waraqat/05aqeda/001/aqeda0029.jpg (http://www.alwaraqa.com/waraqat/05aqeda/001/aqeda0029.jpg)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Jun 2010, 12:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخانا أبا سعد على هذه التذكرة نفع الله بها(/)
من يرشدني الى السيد"علي لفتة حيال راهي الاسدي"من جامعة بغداد
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[03 Jun 2010, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت اطالع بعض صفحات الانترنت بحثا عن تفسير ابن الفرس"احكام القران"فقادني ذلك الى موضوع منشور عبر مجلة روافد وهو:
ابن الفرس ومنهجه في التفسير لكتابه
(أحكام القرآن) " رسالة ماجستير "
علي لفتة حيال راهي الاسدي
بغداد / جامعة بغداد – كلية التربية (ابن رشد) / 2009
فهل لكم ان تتفضلوا علي بإرشادي الى الباحث المذكور؟؟؟؟؟
وذلك للضرورة القصوى الملحة
شاكرا لكم حسن تعاونكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم
هل لي ان اتصل باحد المشاريكن من بغداد او جامعة بغداد كلية التربية؟؟؟؟(/)
طلب مساعدة: بحث حول النداءات في القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jun 2010, 09:15 ص]ـ
الإخوة والأخوات الكرام في ملتقى أهل التفسير
قرأت عدة كتب حول نداءات القرآن الكريم للمؤمنين فوجدت في نفسي ميلاً لأقوم ببحث أشمل حول نداءات القرآن الكريم كلها وقد يتحول هذا البحث إلى كتاب إن شاء الله تعالى لنشره على المكتبات الإلكترونية ليستفيد منه الباحثون في دراساتهم إن شاء الله تعالى. لكني أحتاج لآرائكم القيمة لوضع منهجية لهذا البحث
جمع النداءات وتفسيرها من ثلاثة أنواع من كتب التفسير:
(من الناحية الفلسفية) مثلاً من كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب،
(من الناحية التفسيرية المبسّطة) مثلاً تفسير الجزائري أو أي كتاب تفسير ميسر،
(من الناحية البيانية) تفسيرالوسيط في تفسير القرآن للطنطاوي أو أي كتاب آخر تنصحون به:
النداءات كما جمعتها والله أعلم هي:
يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس، يا أيها النبي، يا أيها الرسول، يا أيها الرسل، يا بني آدم، يا أهل الكتاب، يا أيها المدثر، يا أيها المزمل، يا ابن آدم، يا عبادي، يا أيها الكافرون، يا بني إسرائيل، يا أيها الذين أوتوا الكتاب، يا أيها الذين كفروا، يا أيها الذي نُزّل عليه الذكر، يا أولي الألباب، يا أيتها النفس المطمئنة، يا نساء النبي، يا إبليس، يا أيها الإنسان
ثم النداءات للأنبياء بأسمائهم وغيرها من النداءات الأخرى: وهذه النداءات نذكر فقط الآيات التي جاءت بها في القرآن على سبيل الإحصاء بدون تفسيرها: يا آدم، يا نوح، يا لوط، يا عيسى، يا موسى، يا شعيب، يا هارون، يا قوم، يا إبراهيم، يا صالح، يا هود، يا زكريا، يا يحيى، يا مريم، يا أخت هارون، يا أيها العزيز، يا أبانا، يا أبت، يا بنيّ، يا سامريّ، يا صاحبي السجن، يا أيها الملأ، يا سماء، يا أرض.
وأريد أن أقدّم لهذا الكتاب وأضع منهجاً لترتيب هذه النداءات حسب تسلسلها المنطقي أو ترتيبها في الخطاب الإلهي لأصحابها. وهنا أطلب منكم المساعدة أني أحتاج للتالي:
معنى كل من هذه النداءات ثم ترتيبها بشكل منهجي يعني النداءات لبني الإنسان وتشمل (يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس، يا أيها الإنسان، يا عبادي، يا أهل الكتاب وغيرها) ثم نداءت الرسل (يا أيها الرسل، يا أيها الرسول، نداءات الأنبياء بأسمائهم) وهكذا ..
وقد جمعت لهذا الخصوص ما يلي مما سمعته من برامج ومحاضرات وما قرأته في بعض الكتب فأرجو إبداء الرأي والتصحيح:
في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا) أن الايمان هو أصلاً اظهار الخشوع والخضوع وقبول التشريع من الله تبارك وتعالى: أن تظهر قبولك بكل ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم وتظهر، اعتقاد ذلك كله بقلبك دون شك أو ريب وتصدق الرسول بكل ما جاء به حتى في المعجزات من تحويل القبلة والاسراء والعروج والخروج الى المدينة والايمان، أن تظهر الكلام وتقتنع به ويكون ظاهرك كباطنك.
صيغة يا ايها الذين آمنوا: يا للنداء وأيها هي نداء الحبيب للحبيب وهي مختلفة عن ندائه (يا أيها الكافرون) فهذه نداء المنتقم المتكبر للكافرين. (أيها) هي لفت نظر انتباه من الحبيب للحبيب. و (الذين آمنوا) هي شهادة الحبيب للحبيب بالايمان. وهذا النداء فيه تخفيف بالنداء بالتكليف فمثلاً قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) تدل على ان النداء بالتكليف جاء للذن آمنوا وليس الذين اسلموا لأن التكاليف صعبة وشاقة ولا يقدر عليها إلا الذين آمنوا ولذا كانت فرضية الصيام في السنة الثانية بعد الهجرة مع أنه ركن من اركان الاسلام الخمسة وكذلك الحج فرض متأخراً بعد الهجرة مع أنهما ركنان من أركان الاسلام لا أركان الايمان.
وهذا ما جاء في تفسير الشعراوي رحمه الله للفائدة:
النداء بـ يا أيها الناس إنما يخاطب الله تعالى كل الناس والبشر جميعاً فإذا أراد مخاطبة المؤمنين قال: يا أيها الذين آمنوا أي يا أيها الذين آمنتم بالله إلهاً ودخلتم معه في عقد ايماني وآمنتم به رباً وإلهاً وخالقاً خذ من الله وافعل لأنك آمنت بمن أمرك.
وهذا من تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى.: هذا نداء للمؤمنين .. لأن الآية الكريمة تبدأ: "يا أيها الذين آمنوا" .. نعرف أن الإيمان هنا هو سبب التكليف .. فالله لا يكلف كافرا أو غير مؤمن .. ولا يأمر بتكليف إلا لمن آمنوا .. فما دام العبد قد آمن فقد أصبحت مسؤولية حركته في الحياة عند ربه .. ولذلك يوحي إليه بمنهج الحياة .. أما الكافر فلا يكلفه الله بشيء. إذن قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا" .. أمر لمن آمن بالله ورضى به إلها ومشرعا .. قوله: "يا أيها الذين آمنوا" .. نداء للمؤمنين
وهذا ما جمعته من بعض الكتب:
يا أيها الناس: خطاب الجنس
يا بني آدم: خطاب النوع
يا آدم، يا هود، يا إبراهيم ... : خطاب العين
يا أيها الذين آمنوا: خطاب المدح
يا أيها الذين كفروا: خطاب الذمّ
يا أيها الرسول، يا أيها النبي: خطاب الكرامة
يا إبليس: خطاب الهوان
يا أيها الإنسان: خطاب الجمع بلفظ واحد
يا أيها الرسل: خطاب الواحد بلفظ الجمع
هذا معنى بعض النداءات بشكل عام لكن مع هذا أحتاج إلى التسلسل المنطقي لترتيب هذه النداءات في البحث وفق منهج معين يكون له دلالة.
هذا هو مشروعي فأرجو منكم أيها الكرام أن لا تبخلوا علي بآرائكم ونصائحكم وكلي آذان صاغية إن شاء الله.
جزاكم الله تعالى عني كل خير ونفعني بعلمكم وزادكم من فضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[03 Jun 2010, 02:00 م]ـ
أظن أن أبو مجاهد العبيدي المشرف قد فصل نداء (يا أيها الذين أمنوا) قد تنتفعي بعلمه بفتح آفاق لك في باقي النداءات
هذا ماقدرت عليه سددكم الله وبارك فيكم
ـ[فيوض]ــــــــ[03 Jun 2010, 08:53 م]ـ
الشيخ المغامسي تكلم عنها لكن أمهليني لاحدد بأي سورة ذكره
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jun 2010, 09:08 م]ـ
جزاكما الله خيراً أيها الأفاضل على ردودكما الطيبة. سأستمع لحلقات الدكتور أبو مجاهد العبيدي ولعله يقرأ مشاركتي فيرشدني في هذا الموضوع.
وبانتظار رابط ما ذكرته عن الشيخ المغامسي بارك الله بكم
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 03:12 م]ـ
أختي الكريمة
ذكر الشيخ المغامسي النداءات مجملة في تفسيره لسورة الأعراف
أما الرابط فهو في ملف خاص لأختي لانها تفرغ جميع دروس التفسير للشيخ لكن سأنزله هنا الليلة بإذن الواحد الأحد
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:25 م]ـ
أنار الله قلبك أخية ,,, ووفقك لاكمال ماأردت ,,
جميل أن نتعاون في مابيننا,,,
أيضا ذكرها الشيخ المغامسي في حلقة من برنامج ((معكم على الهواء)) بعنوان وقفات في سورة التحريم
ولو تأملنا أستاذ كمال السورة التي قبلها وهي سورة الطلاق لوجدنا أن كلا السورتين افتتحت بقول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، لكن سورة الطلاق عنيت بما يكون في بيوت المؤمنين عامة، وما يقع في البيوت من أحداث، وما ينجُم عن ذلك من تدخل الشرع، فجاء فيها: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء}، وجاء فيها: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}، وجاء فيها قول الله تبارك وتعالى: {وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى}، وقضية إسكان المرأة حيث يسكن المرء، وهكذا، ثم جاء القرآن بسورة التحريم كأنه يفرد الحديث عن أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهن، فشرف مكانتهن جعل لهن صورة يمكن أن يقال أنها حملت حيزاً كبيراً من القضايا التي تحدث في بيت النبوة، ذلك البيت الطاهر العفيف الشريف.
فإذا بَنَيْتَ فخير زوج عشرةً ** وإذا ابْتَنَيْتَ فدونك الأبناء
صلوات الله وسلامه عليه، وقد قلنا أنها سورة مدنية، وعدد آياتها اثنتا عشرة آية ...
أ. كمال: فضيلة الشيخ تصدر هذه السورة قول المولى عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} وذكرتم أن سورة الطلاق أيضاً، كانت بهذا الخطاب من المولى عزوجل لنبيه الكريم، وهو لفظ يُشعر بالإجلال لمقام النبوة، نريد بيان هذا النداء مقارنة مع نداءات القرآن الأخرى التي وردت في السور الأخر.
الشيخ صالح: نداءات القرآن الأخرى جاءت بحسب المطلوب:
// فعندما يأتي الخطاب بالعبادة - وهي حق الله على العباد - يأتي قول المولى جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ}، فجاء القرآن بنداء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}،
// وجاء القرآن في آيات الامتنان بذكر بني آدم: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ}،
// وجاء القرآن بنداء أهل الكتاب: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء}،
// وجاء الخطاب القرآني كذلك في بعض أحيانه مُخاطباً به الكفار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا َلا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ} كما سيأتي في السورة.
// وجاء القرآن بخطاب الذين آمنوا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}،
// وجاء القرآن: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} وهذا كما أوضحتموه وفقكم الله، فيه إظهار لمقام الإجلال لنبينا صلى الله عليه وسلم ...
أما إذا أردنا المقارنة فإننا نقول: إنك تلحظ أيها المبارك المتدبر لكلام الله أن القرآن أحياناً يجمع بين نداءين مضت سنة القرآن أن لا يجمع بينهما، وهذا إذا وجدته في القرآن فإنما يدلك على عظيم الأمر، فبيانه بمثال:
// الله يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء} فالمخاطب: النبي صلى الله عليه وسلم، وأمته تبع له،
// وقول الرب تبارك وتعالى هنا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لوحده،
(يُتْبَعُ)
(/)
// لكن تبين أو تدبر قول الله جل وعلا في حادثة عظيمة وهي حادثة تحويل القبلة قال الله جل وعلا: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآن تلحظ أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن القرآن هنا لم يكتفِ بهذا، فالآية التي بعدها: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}، فجمع القرآن في أمر واحد بين نداءين هما:
1.نداء النبي صلى الله عليه وسلم،
2.ونداء الأمة،
وذلك لعظيم الأمر؛ لأن أمر تحويل القبلة كان أمراً عظيماً، قال الله جل وعلا: {وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ}، فإذا قارنا هذا كله تبين لنا أن القرآن العظيم جاء مخاطباً لفئات المجتمع كلها والناس أجمعين، لكن الخطاب يتصدر بحرف النداء {يَا أَيُّهَا} ثم يأتي المنادى بحسب ذلك الطلب كما بيناه آنفا، والعلم عند الله.
أ. كمال: بارك الله فيكم، فضيلة الشيخ نلحظ أيضاً أن الخطاب دائماً عندما يكون للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يكون بهذه الصفة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، بينما يخاطب بعض الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم بأسمائهم كما ورد في بعض السور.
الشيخ صالح: هذا فيه إظهار جلي لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، فالله قال في كلامه العظيم: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وآدم نبي، وقال: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا} ونوح نبي، وقال: {يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}، وقال جل ذكره: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي}، وقال تباركت أسماؤه: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}، لكن ليس في القرآن كله خطاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بلفظ النبوة أو بلفظ الرسالة، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ} إلى غيرها من الآيات، وقد بينا أن هذا معدود - كما بينه العلماء في مواضعه - من إظهار كرامته صلى الله عليه وسلم عند ربه، وإجلال مقامه، ورفيع درجته، وعلو منزلته، صلوات الله وسلامه عليه.
وقيل كل نبي عند رُتْبَتِه ** ويا محمد هذا العرشُ فاستلمِ
والمقصود أنه مقدم على الأنبياء وليس المقصود حقيقة العرش.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل فيوض على تعقيبك وبانتظار الملف الصوتي وكذلك التفريغ إذا انتهت منه أختكم الكريمة وفقها الله تعالى.
الأخت الفاضلة أمل الأمة جزاك الله تعالى خيراً على هذه اللإضافة القيمة للشيخ المغامسي بارك الله به وزاده علماً بكتابه العزيز.
صدقت أختي جميل أن نتعاون في تدارس كتاب الله تعالى وتدبر آياته فكلنا نتعلم ونسعى بجهد وجد لخدمة هذا الكتاب العظيم.
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل فيوض على تعقيبك
أنا فتاة .. !!
هذه بعض الروابط علها تفيدك ..
http://www.midad.me/sounds/category/50924
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=68107
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=306
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=9689225571a70f336a93
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 05:03 م]ـ
هذا تفسير الشيخ المغامسي للنداءات من سورة الأعراف أما الصوتي تجدينه في موقعه الراسخون
نداءات الله تبارك وتعالى لبني آدم ورحمته بهم ونصحه لهم
ثم قال الله جل وعلا هنا: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ [الأعراف:11]، لكن الله لم يقل في الأعراف هل صور آدم على هيئة حسنة أم على هيئة غير حسنة؟ لكن الله أثبت حسن خلق آدم في التين، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [التين:4]، ولهذا قال بعض الفقهاء: لو أن رجلاً قال لامرأته: أنت طالق إن لم يكن وجهك أحسن من القمر، فإنها لا تطلق، ولو كانت من أقبح الناس وجهاً؛ لأن الله يقول: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))، ثم وقع من أبينا آدم المعصية بالأكل من الشجرة، وأهبط إلى الأرض، فلما أهبط إلى الأرض جاءت النداءات الربانية الإلهية لبني آدم، فناداهم الله في الأعراف بأربع نداءات: - قال في الأولى: يَا
(يُتْبَعُ)
(/)
بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]، هذه الآية مسوقة في سياق الامتنان، واللباس: هو اللباس الضروري الذي تستر به العورة. والريش: هو اللباس الزائد عن الضروري الذي يتجمل به الإنسان. قال تعالى: ((قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ)) أي: عوراتكم، وسميت العورة سوءة؛ لأن العاقل يسوؤه أن تظهر عورته للناس، فالله يقول في باب الامتنان على عباده: ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا)) لباساً ضرورياً، ولباساً زائداً تتزينون به، فلما ذكر الله اللباس الحسي ذكر اللباس المعنوي فقال جل وعلا: ((وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)) أي: خير من كل شيء، خير من كل لباس، ولباس التقوى: أن يكون الإنسان مكتسياً بتقوى الرب تبارك وتعالى في قلبه، يخشى الله تبارك وتعالى ويخافه، ويجتنب نواهيه ويأتي أوامره، فهذا هو المؤمن حقاً الذي ارتدى خير لباس: ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت برداً إن الجمال معادن ومناقب أورثن حمداً فاللباس الحسي يبلى ويبيد ولا ينفعك في الآخرة، بل تستر به عورتك في الدنيا فقط، أما لباس التقوى فهو الذي عليه معيار العقاب والحساب والثواب يوم القيامة. ثم قال الله: يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27]، (يَا بَنِي آدَمَ) هذا خطاب، ويسمى: نداء علامة، فمتى يسمى النداء نداء كرامة؟ إذا قال الله في القرآن ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)) هذا نداء كرامة، وإذا قال ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ)) أو ((يَا بَنِي آدَمَ)) فهذا نداء علامة، لأنه يشترك فيه المؤمن والكافر، وإنما علموا بنسبتهم إلى أبيهم. قال: ((يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ)) وهو العدو الأول، ((كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ)) الأبوان هنا: آدم وحواء، وإنما سميا أبوان رغم أن حواء امرأة من باب التغليب، وقد قلنا في دروس عدة مكررة: إن العرب إذا تكلمت عن اثنين وأرادت أن تثني فإنها تغلب، لكن معيار التغليب يختلف من مثنى إلى مثنى، فقالوا في الأبوين: الأبوان، فغلبوا الرجل على المرأة؛ لأن الرجل أفضل من المرأة عموماً، وقالوا في المدينة ومكة: المكتان؛ لأن مكة عند الجمهور أفضل من المدينة، وقالوا في الحسن ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000088&spid=1203) و الحسين ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000089&spid=1203) : الحسنان؛ لأن الحسن أكبر، وقالوا في الشمس والقمر: القمران؛ لأن القمر مذكر والشمس مؤنث: وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال فلو كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال فهنا قول الله جل وعلا: ((لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا)) لما ذاقا من الشجرة بدت السوءتان لآدم و حواء ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001303&spid=1203) ، فعلما أنهما وقعا في أمر عظيم. ومن هنا تعلم أن هذا القرآن أنزله الله هداية للناس، فأول طريق للمعاصي هو نزع الحياء من قلب المؤمن، فأول ما أراده إبليس حتى يغوي آدم وزوجته وذريته أن لجأ إلى أول قضية وهي أن يريهما عوراتهما، فإذا كشفت السوءتان في مكان ظاهر، واستمرأ النظر إليها فإن النفس والعياذ بالله يهين عليها ما ترى، فتستمرئ كل الفواحش وتنساق بعد ذلك إلى المعاصي من غير أن تعلم، ولهذا تعلم أن ما صنعه الشيطان قديماً يصنعه شياطين الإنس حديثاً، فأكثر ما يسعى إليه القائمون على القنوات الفاجرة أن يبثوا أشياء تكشف من خلالها العورات حتى تعتاد الأسرة المسلمة أباً وأماً وأحفاداً وأبناءً على النظر إلى تلك العورات، وأن يصبح أمراً بدهياً مستساغاً لدى الأسرة ككل أن تنظر إلى الفواحش
(يُتْبَعُ)
(/)
والإغراءات وما يكون من اتصالات محرمة وكشف للعورات، إما عن طريق رقص أو غناء أو تمثيل أو غير ذلك، فتصبح الأسرة -والعياذ بالله- بعد ذلك هينة عليها المعاصي، سهلة على الجميع، ويصبح أمر الله جل وعلا عياذاً بالله هيناً على تلك القلوب، فمن أراد الله جل وعلا أن يعصمه أول ما يعظم فيه يعظم فيه مسألة الحياء في قلبه، والإنسان إذا جبل على الحياء يقول عليه الصلاة والسلام: (الحياء لا يأتي إلا بخير) وقد ترى أنت بعض الناس على مسألة تستغرب كيف يصنعونها، والفرق بينك وبينه ليس العلم، فهو يعلم وأنت تعلم، لكن الفرق بينك وبينه أن مسألة الحياء شجرة نابتة في قلبك، والحياء في قلبه غير موجود، فلما ذهب الحياء من قلبه سهل عليه أن يأتي المعاصي، قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين! يبيت أحدهم يستره ربه -أي: على معصية- فإذا أصبح قال: يا فلان! أما علمت أن البارحة فعلت كذا وكذا وكذا!) يقول صلى الله عليه وسلم: (يمسي يستره الله ويصبح يكشف ستر الله عنه) نعوذ بالله من فجأة نقمته، وزوال نعمته. والذي يصل إلى هذه المرحلة طبع على قلبه تماماً، كمن يذهب إلى حانات الغرب وبارات الشرق فيقع في المعاصي والفجور، وبنات الزنا وأشباه ذلك، ثم والعياذ بالله -مع أن الله قد ستر عليه- يصور نفسه ثم يأتي بتلك الصور ويجمع أقرانه وخلطاءه وأمثاله ليعرض عليهم تلك الصور ويريهم إياها، وهذا قد يصل إلى حد الكفر؛ لأنه في الغالب لا يصنع امرؤ مثل هذا إلا وهو يستحل ما حرم الله، وإن كنا لا نكفر أحداً بعينه لكن نقول: إن هذا من أعظم الدلائل على ذهاب الخشية من القلب، واستيلاء الشيطان على تلك القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: (من ابتلي من هذه القاذورات بشيء فليستتر بستر الله عليه)، والمؤمن يسأل الله دائما الستر والعافية ومحو الذنوب في الدنيا والآخرة، لكن المقصود من الآية: أن نبين أن من أعظم طرائق إبليس لإغواء الناس: أن ينزع عنهم لباسهما كما قال الله: ((لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ))، فالله كتب أن الإنس لا ترى الجن، والجن ترى الإنس، وقد قلنا في دروس سابقة: إن العرب تسمي الجن خمسة أسماء أو ستة، وأنا مضطر للكلام العلمي؛ فبعضهم يسمون الجني العادي: جني، فإذا كان ممن يسكن البيوت سموه: عُمَّاراً، وإذا كان ممن يتعرض للصبيان سموه: أرواحاً، فإذا كان فيه شيء من التمرد سموه شيطاناً، فإذا ازداد تمرده سموه: عفريتاً، وقد ذكر هذا الإمام ابن عبد البر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000266&spid=1203) رحمه الله تعالى. قال: ((إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ))، يستنبط من هذه الآية: أن عقد الولاية ما بين الإنس والجن قائم على عدم الإيمان؛ لأن الله قال: ((أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)) فعدم الإيمان بالله عقد ما بين الإنسي والشيطان.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:01 م]ـ
عاجزة عن شكرك أختي الفاضلة فيوض وعذراً على الالتباس ولا أملك إلا أن أقول جزاك الله خيراً وبارك فيك وزادك من فضله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:53 م]ـ
أعانك الله د سمر فقد اخترت موضوعاً شائكاً يحتاج الى صبر جميل وليل طويل ولكنك على قدر أهل العزم إن شاء الله ولن يثنيك أي شيء عن إتمامه. والله تعالى المستعان وعليه التكلان. وننتظر رؤياه النور قريباً بإذن الله. تحياتي لك(/)
الفرق في المعنى بين جند وجنود؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Jun 2010, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في القرآن الكريم كلمة جنود مرات عديد. ووردت أيضاً كلمة جند. والسؤال هو: ما هو الفرق بينهما في المعنى؟
وأي الكلمتين تستخدم للتكثير؟ جند أو جنود؟ وقد ورد ذكر "جند، وجنود" في وصف جند الله تعالى فجاءت مفردتا جند وجنود مضافتين إلى اسم ظاهر في مواضع متعددة في مثل قوله تعالى "وما يعلم جنود ربك إلا هو" المدثر آية 31، ومضافة إلى ضمير متصل في مثل قوله تعالى "وإن جندنا لهم الغالبون" الصافات الآية 173.] فكيف يستقيم معنى كل منهما وقد استخدما لوصف جند الله في كليهما؟؟ وبارك الله بكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Jun 2010, 07:59 م]ـ
جند جمعها جنود
وحسب قراءة سريعة لآيات القرآن
فإنه إذا أراد التعظيم أو التحقير أو التقليل أتى بلفظ "جند"
فمثال التحقير قوله تعالى:
(جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ) ص (11)
(لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) يس (75)
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) الدخان (24)
(أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) الملك (20)
ومثال على التعظيم:
(وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) الصافات (173)
ومثال التقليل:
(وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ) يس (28)
أما جنود فتأتي لبيان الكثرة كما في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) سورة الأحزاب (9)
وهي كذلك في بقية الآيات.
ثم هناك أمر آخر وهو أن "رتم" السورة يحكم استخدام اللفظة فلا يصلح أن تضع واحدة مكان الأخرى فلا يصلح أن تضع "جند" مكان "جنود" في قوله تعالى " وما يعلم جنود ربك ".
ولا العكس في قوله تعالى:
"وإن جندنا لهم الغالبون"
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jun 2010, 09:44 م]ـ
سئل الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية عن هذه الآية فأجاب:
في قوله (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28)) لماذا قال جند ولم يقل جنود. الجنود جمع جند، جُند يسمونه إسم جنس جمعي. في اللغة عندنا فرق بين الجمع وبين إسم الجنس الجمعي. إسم الجنس الجمعي: عندنا تفاحة نحذف التاء تصير تفاح صار الفرق بين المفرد والجمع بالتاء، تفاحات جمع، تفاح إسم جنس جمعي. تمرة تمر تمرات، هذا يسمونه إسم جنس جمعي يفرق بينه وبين المفرد بالتاء أو بالياء. رومي روم، زنجي زنج، جندي جند
المقدم: إذن يفرق بينهما بالتاء أو بالياء، جندي مفرد وجُند إسم جنس جمعي،
د. فاضل: جنود جمع جند جنود وأجناد. جمع جند جنود وأجناد
المقدم: جمع تكسير.
د. فاضل: طبعاً. إذن هذا الجنود والجند، هذا المعنى لكن سبب الاختيار لماذا؟ أنت لو قلت ما جاءني من جند أو ما أنزل من جند هذا لا واحد ولا أكثر وليست جمع
المقدم: لا جندي ولا جنديان ولا ثلاثة ولا أكثر وليس مفرد ولا جمع
د. فاضل: يعني استغراق
المقدم: لو قال من جنود؟
د. فاضل: نفى الجموع ولم ينفي الواحد أو الاثنين
المقدم: الله! ولو قال من جنود ربما يثبت واحد أو اثنين.
د. فاضل: من جند ما يثبت، حتى الواحد ما يثبته
المقدم: لو قال من جندي من السماء؟
د. فاضل: لا، الفرق بين جندي وجند. عندما تقول لأن إسم جنس الجمع ينطبق على الواحد أو الأكثر، هذا في اللغة.
المقدم: يعني جُند يتضمن معنى واحد أو جمع؟
د. فاضل: هذا نصّ عليه. لو أنت في حياتك أكلت تفاحة واحدة وسألتك هل ذقت التفاح؟ تقول نعم. أنا سألتك هل ذقت التفاح ولم أقل تفاحة. الإجابة صحيحة لأني لم أقصد الجمع، هل ذقت التفاح؟ نعم ولو أكلت تفاحة واحدة. لكن هل ذقت تفاحات؟ تقول لا. تفاح لأن الواحد والاثنين كلها ينطبق عليها، إسم الجنس الجمعي ينطبق من الواحد فأكثر كلها يشملها. فهذا شمل الواحد والاثنين والأكثر، هذا إسم جنس جمعي فشمله كله.
المقدم: ولو قال جندي واحد يحتمل الاثنين والجمع ولو قال جنود يحتمل الواحد والاثنين
د. فاضل: جند شمله كله.
المقدم: مفرد مثنى جمع
د. فاضل: كلها شملها. ولذلك هم أهل اللغة يقولون لو عاملت رومياً واحداً وقيل لك هل عاملت الروم؟ تقول نعم لأن هذا إسم جنس جمعي ينطبق من الواحد إلى الأكثر. فهذا إسم جنس جمعي فينطبق على الجميع. جنود جمع تكسير لو نفاه ما ينفي الأقلّ.
المقدم: وبالتالي هذا اختار جند. لو قال جندي يحتمل الواحد وأكثر ولو قال جنود يحتمل الواحد والاثنين.
د. فاضل: هذا أعم، الجند يشمل، الجند أعم.
المقدم: لكن إذا قال جندي واحد يحتمل اثنين فما أكثر وإذا قال جنود يحتمل أقلّ، بينما لما قال جند نفى الجميع
د. فاضل: قد لا يحتمل. حتى جندي قد ينفي الجميع بالاستغراق لكن هنا نفى أكثر نفى الواحد ونفى كل الصور. ثم أنت عادة لما تحارب لا ترسل جندياً واحداً لا تقول جندي. عادة للمحاربة ربنا لما نزّل لنصرة الرسول أنزل جندي واحد؟ لا، أنزل آلآف. في المحاربة لا ينزل جندي واحد ولذا قال جند فأنسب كلمة هنا جند
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Jun 2010, 11:48 م]ـ
بارك الله بأبي سعد وبالدكتور سمر على ما قدما. ولكن السؤال لشيخنا أبا سعد لتثبيت هذه الفائدة في قوله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) فهل يمنع أنها ذكرت للتعظيم أن تفيد أيضاً التقليل؟ وما يمنع أن نقول: (إن جنودنا لهم الغالبون)؟ فهل ينفي كونها تعظيماً أن تكون أيضاً تكثيراً؟؟. وبارك الله بكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:00 ص]ـ
بارك الله بأبي سعد وبالدكتور سمر على ما قدما. ولكن السؤال لشيخنا أبا سعد لتثبيت هذه الفائدة في قوله تعالى (وإن جندنا لهم الغالبون) فهل يمنع أنها ذكرت للتعظيم أن تفيد أيضاً التقليل؟ وما يمنع أن نقول: (إن جنودنا لهم الغالبون)؟ فهل ينفي كونها تعظيماً أن تكون أيضاً تكثيراً؟؟. وبارك الله بكم
وفيك بارك أخي الكريم
قوله تعالى: " وإن جندنا لهم الغالبون" في نظري لا تفيد التقليل، لأن ليس هناك قرينة، لأن "جند" تصدق على القليل والكثير، ولكن نقول أن الآية تصدق على أن جند الله هم الغالبون قلوا أو كثروا.
أما المانع من قول " إن جنودنا هم الغالبون" هو التركيب الذي تميز به القرآن في جمله ومفرداته، فلو جعلت "جنود" بدل "جند" في الآية لنفرت منه الأذن.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 08:22 ص]ـ
وفيك بارك أخي الكريم
قوله تعالى: " وإن جندنا لهم الغالبون" في نظري لا تفيد التقليل، لأن ليس هناك قرينة، لأن "جند" تصدق على القليل والكثير، ولكن نقول أن الآية تصدق على أن جند الله هم الغالبون قلوا أو كثروا.
أما المانع من قول " إن جنودنا هم الغالبون" هو التركيب الذي تميز به القرآن في جمله ومفرداته، فلو جعلت "جنود" بدل "جند" في الآية لنفرت منه الأذن.
بارك الله بك سيدي
ولكن تسائل آخر حتى يأخذ هذا الموضوع حقه ومستحقه:
المعاني التي تفضلتم بها للفظ جند (التعظيم أو التحقير أو التقليل) هل هذا ينطبق على الأحاديث النبوية ولغة العرب؟ أم أنها خاصة بالقرآن؟ ومن هو صاحب هذا القول؟ وجزاك رب الجنّة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 03:20 م]ـ
بارك الله بك سيدي
ولكن تسائل آخر حتى يأخذ هذا الموضوع حقه ومستحقه:
المعاني التي تفضلتم بها للفظ جند (التعظيم أو التحقير أو التقليل) هل هذا ينطبق على الأحاديث النبوية ولغة العرب؟ أم أنها خاصة بالقرآن؟ ومن هو صاحب هذا القول؟ وجزاك رب الجنّة.
وفيك بارك يا سيدي الكريم
أعتقد أنه ينطبق أخي الكريم والقرآن نزل بلسان عربي مبين والحديث هو كلام خير من نطق بالضاد ومن أوتي جوامع الكلام ولعلي أقف على بعض الأحاديث النبوية التي يمكن أن تساعد على التدليل على صحة فهمي أو عكسه وسأوافيك بها قريبا إن شاء الله تعالى.
أما سؤالك: من هو صاحب هذا القول؟
فأقول: هو أبو سعد.
وجزاك ربي الجنة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 04:02 م]ـ
لا بأس يا أبا سعد. فمنك والله يؤخذ ويُرد. جعلك الله من أهل المجد.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:28 م]ـ
جنود جمع جند.
فإذا كانوا جند كانوا جيشا او عسكرا واحدا , واذا كانوا جنود فهم جيوش متعددة, أو أجناس متعددة وإن كانت تحت إمرة واحدة.كجنود سليمان من الجن والانس والطير وجنود ربك لا يعلمها إلا هو وجنود إبليس أجناده في كل زمن وكل مصر
فإذا نظرنا للآيات وجدناها كذلك ولا يستشكل إلا في الآية: (إذ جاءتكم جُنُودٌ فأرسلنا عليهم ريحا وجُنوداً لم تروها) ولا إشكال إذا كانت الجنود هي أحزاب وكل حزب جند وأرسل عليهم جنودا , والجنود الثانية هي مقابلة كل جند بجند.والله تعالى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 04:35 م]ـ
لا بأس يا أبا سعد. فمنك والله يؤخذ ويُرد. جعلك الله من أهل المجد.
جزاك الله خيرا وشكر الله لك.
جاء في الحديث الشريف:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ." متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
"عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ الْأَمْصَارُ وَسَتَكُونُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تُقْطَعُ عَلَيْكُمْ فِيهَا بُعُوثٌ فَيَكْرَهُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ الْبَعْثَ فِيهَا فَيَتَخَلَّصُ مِنْ قَوْمِهِ ثُمَّ يَتَصَفَّحُ الْقَبَائِلَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ يَقُولُ مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا أَلَا وَذَلِكَ الْأَجِيرُ إِلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ." رواه أبو داود
"عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ أَنَّهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ جُنْدٌ بِالشَّامِ وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ ابْنُ حَوَالَةَ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَاكَ قَالَ عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهِ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ." رواه أحمد
الذي نلاحظه في الأحاديث السابقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم لفظ "جنود" ووصفها بأنها مجندة بيانا لكثرتها، "والمجندة المجموعة وهذا كما يقال أَلْف مؤَلفة وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ" كما هو في لسان العرب.
ثم إنه استخدمها مع مفردها اسم الجمع" جند" فقال: "جند بالشام وجند بالعراق" فهو أراد بيان الكثرة والتعدد
"عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَرَادِ فَقَالَ أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ." رواه أحمد في المسند
وهنا كذلك عبر بلفظ " جنود" الدال على الكثرة والتعدد.
بينما نجده صلى الله عليه وسلم يستخدم لفظ " جند" في الحديث التالي وهو لفظ محتمل قد يصدق على القليل والكثير ولكنه لا يدل على الكثرة بمفرده:
"عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُ جُنْدٌ إِلَى هَذَا الْحَرَمِ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِيهِمْ مُؤْمِنُونَ قَالَ تَكُونُ لَهُمْ قُبُورًا." رواه النسائي
وهذا عمرو بن سالم الخزاعي رضي الله عنه يستنصر بالنبي صلى الله عليه وسلم على قريش حين نقضوا عهد الحديبية ونراه يستخدم لفظ " جنود" لما أراد التعبير عن الكثرة:
لا هم إني ناشد محمدا * ... حلف أبينا وأبيه الا تلدا
ووالدا كنت وكنا ولدا** **إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكد **** وجعلوا لي بكداء مرصدا
وزعمت أن لست أدعو أحدا **** فهم أذل وأقل عددا
وهم أتونا بالوتير هجدا **** تتلو القرآن ركعا وسجدا
ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا **** فانصر رسول الله نصرا أعتدا
وابعث جنود الله تأتي مددا **** في فيلق كالبحر يأتي مزبدا
أرجو أني قد وفيت بما وعدت به أخانا تيسير، يسر الله لنا وله ولجميع المسلمين الخير.
فإن أصبت في شيء مما قلت فالحمد لله والمنة له.
وإن أخطأت فما أنا إلا من بني آدم واستغفر الله العظيم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Jun 2010, 05:23 م]ـ
بارك الله بأبي سعد وكل ما ذكرت صحيح الحديث. ولكن أظن أنه لم يفوتك حديث (أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ) عليه أقوال من أهل العلم من ناحية الصحة
وبارك الله بك ونفع بعلمك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 05:42 م]ـ
بارك الله بأبي سعد وكل ما ذكرت صحيح الحديث. ولكن أظن أنه لم يفوتك حديث (أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ) عليه أقوال من أهل العلم من ناحية الصحة
وبارك الله بك ونفع بعلمك
وفيك بارك
صحيح وضعيف سنن أبي داود - (ج 8 / ص 313)
(سنن أبي داود)
3813 حدثنا محمد بن الفرج البغدادي حدثنا ابن الزبرقان حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه قال أبو داود رواه المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر سلمان.
تحقيق الألباني:
ضعيف ابن ماجة (3219) // (690)، المشكاة (4134)، ضعيف الجامع الصغير (1097) بزيادة " في الأرض " //
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Jun 2010, 07:02 م]ـ
هلا عدلت الأمور 100%
نصرك الله بجنووووووووود من السماء وأيدك بجنده(/)
((لا تجدوا لكم علينا به)) - ((لا تجد لك به علينا))
ـ[إبراهيم علي إسماعيل]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم أستاتذتنا وإخواننا طلبة العلم
في قوله تعالى: (( .. ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا)) وقوله تعالى: (( .. ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا)) تقدم حرف الجر "على" في الموضع الأول، وتقدم حرف الجر "الباء" في الموضع الثاني، فهل من توجيه لذلك؟ أرجو ممن وقف على قول في المسألة أن يتحفنا به مفصلًا، مع التفضل بالعزو للمصدر،، وجزاكم الله خيرًا ..(/)
هل بين الاخوة المشاركين في الملتقى واحد من اهل بغداد او جامعة بغداد؟؟؟
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم
هل لي ان اتصل باحد المشاريكن من بغداد او جامعة بغداد كلية التربية؟؟؟؟(/)
وقفات مع سورة البروج .. في زمن الهموم
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:30 م]ـ
وقفات مع سورة البروج إنَّ في القرآن -يا عباد الله- شفاء لما في الصدورِ، تسليةً للمؤمنين، وتهديداً ووعيداً للكافرين، ومن وقفَ مع آياتِهِ وسورِهِ تبينَ لهُ كيفَ واسى اللهُ -عزَّ وجلَّ- نبيَهُ محمداً -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- فيما مرَّ بهِ من الشدةِ والبلاءِ، وكيفَ كانَ ينزلُ هذا القرآنُ العظيمُ تسليةً وتثبيتاً لقلبِهِ ولقلوبِ المؤمنين (كذلك لنثبت به فؤادك).
لما يكونُ النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- في الشدةِ والضيقِ والحصارِ الشديدِ، يأتيهِ جبريلُ –عليهِ السلامُ- بتلكَ الآياتِ من ربِّ الأرضِ والسماءِ، فتكونُ بلسماً لجروحِهِ، وماءً زلالاً يروي عطشَهُ، وبشارةً في وقتِ شدتِهِ وعسرِهِ. يأتيهِ هذا القرآنُ في مواقفٍ يشتدُ فيها ضيقُهُ وحزنُهُ، وتضيقُ فيها صدورُ أصحابِهِ وحزبِهِ، فيأتيهمُ القرآنُ شفاءً ورحمةً وبشارةً وتسليةً، فيهِ الوعدُ لهم وفيهِ الوعيدُ لأعدائهم، وفيهِ التذكيرُ بحالِ من سبقهم، ليزولَ بهِ الألمُ، ويذهبَ بهِ الهمُ والغمُ، ويتفاءلَ المؤمنونَ بنصرِ اللهِ جلَّ وعلا.
وفي هذا الزمنِ العصيبِ، والضنكِ الشديدِ معَ ما يحصلُ لإخوانِنا المسلمينَ في كثيرٍ من بقاعِ العالمِ -وبالأخصِّ على أرضِ فلسطين- ما أحوجنا أن نرجعَ إلى تلكَ الآياتِ، ونتأملَ تلكَ السورَ الباهراتِ، وما جاءَ فيها للنبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- ولأصحابِهِ من التسليةِ فنسلى بهِ، ومن البشارةِ فنستبشرُ بهِ، ومن الوعيدِ للكفارِ فنثقُ بهِ، ومن الوعدِ للمؤمنينَ فنتفاءلُ بهِ.
ودعونا نقفُ مع سورةٍ من سورهِ العظامِ، التي صورَّ اللهُ فيها حالَ الظالمينَ مع عبادِهِ المؤمنينَ، وما حصلَ لعبادِهِ من البلاءِ العظيمِ، وما وعدَهم من النصرِ، وتوعدَ أعداءَهم بالهلاكِ، في سورةِ البروجِ في الجزءِ الثلاثين.
هذهِ السورةُ مكيةٌ نزلتْ على النبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- وهو في مكةَ قبلَ هجرتِهِ إلى المدينةِ، في تلكَ الظروفِ القاسيةِ، والأحوالِ العصيبةِ، والشدةِ المؤلمةِ، نزلت في وقتٍ كان فيه أعداءُ الدينِ يكيلونَ للنبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- والمؤمنينَ العذابَ كيلاً، ويظهرونَ لهم من الشدةِ والبلاءِ ألواناً، يتلذذونَ بتعذيبِ المؤمنينَ، ويفتخرونَ بتفننهم في السخرية بالنبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- والمسلمينَ.
تنزلُ هذهِ السورةُ لترويَ قصةً حصلت لعبادِ اللهِ الموحدينَ، الذينَ كانوا بدينِ ربهم مستمسكينَ، وعلى هديهِ وصراطهِ سائرينَ، فيقفُ لهم أعداؤُهم بالمرصادِ، يكيلونَ لهم العذابَ، ويضرمونَ لهم النيرانَ.
فدعونا نبحرُ مع هذهِ السورةِ العظيمةِ المسليةِ لنا، والمبشرةِ بنصرٍ قادمٍ، ووعيدٍ للكفارِ مؤلمٍ، إما في الدنيا وإما في الآخرة. يقول عز وجل {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} افتتحَ عزَّ وجلَّ هذهِ السورةَ بهذا القسمِ، وما يقولُهُ عزَّ وجلَّ حقٌ بلا قسمٍ، لكنهُ تأكيدٌ وجزمٌ بما أقسمَ عليهِ -عز وجل- أنهُ حاصلٌ لا محالةَ، وكائنٌ بلا هوادةَ.
فأقسمَ -عز وجل- بالسماءِ وما لها من البروجِ، التي تتنقلُ فيها الأفلاكُ والنجومُ.
و أقسمَ باليومِ الموعودِ الذي ينتظرُ أولئك الكافرينَ، وينتظرُهُ أولئكَ المؤمنونَ، ذلك اليومُ الذي فيهِ الجزاءُ وفيهِ الحسابُ، اليومُ الذي يلقى فيه كلُّ كافرٍ وكلُّ ظالمٍ ما قدم، ويجدُ فيهِ المؤمنونَ الصابرونَ جزاءَ صبرهم {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فويلٌ للكافرينَ من ذلكَ اليومِ وشدتِهِ، وانتظروا أيها المؤمنونَ المكافئةَ في ذلك اليومِ وفرحتَه.
ثم أقسمَ اللهُ بكلِّ شاهدٍ ومشهودٍ في الدنيا وفي الآخرةِ، ومن ذلكَ شاهدةُ أعضاءِ بني آدمَ عليهم بما جَنَتْهُ أيديهم.
فكيفَ بكم -أيها الظالمونَ المعتدونَ الغاصبونَ-يومَ تشهدُ عليكم أيديكم التي عذبتم بها المؤمنين، وحرقتم بها عباد الله الموحدين، وحاصرتم بها عباد الله الصادقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقول عز وجل {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} قيل أن هذا جواب القسم وهو الدعاء عليهم بالقتل واللعن والطرد من رحمة أرحم الراحمين، أي لعن أولئك الذين حفروا الأخاديد، وأوقدوا فيها النيران، ثم قعدوا على شفيرها، يتلذذون بتعذيب المؤمنين، ويتشفون بصراخ أولئك المعذبين، ويسخرون من أولئك المحاصرين، قد نزعت من قلوبهم الرحمة، وملأت ظلمة وقسوة، فهم شاهدون مشاهدون لتلك الأفعال الإجرامية المؤلمة، التي لا تصدر إلا ممن مسخ الله قلبه، ونزع الرحمة من فؤاده، وتمكن الظلم والكبر والجبروت منه، فأين الإنسانية من هؤلاء وهم ينظرون إلى عباد الله يتعذبون في النار، ويحترقون في اللهب، ويصرخون من شدة الألم؟ أين الرحمة؟ وأين الإنسانية من أولئك الذي ينظرون إلى بشر مثلهم يتضورون جوعاً، ويبكون دماً، ويموتون عطشاً، خلف ذلك الحصار الشديد، والبلاء العظيم؟
وكم في هذه القصة من التسلية للمؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الزمن فأولئك قوم عادوا أولياء الله وتسلطوا على عباد الله فأرادوا أن يصدوهم عن دين الله فأبوا إلا الثبات على هذا الدين والالتزام بهذا الطريق القويم {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} لم يكن لهم ذنب إلا الإيمان بالله عز وجل، ولم يكن لهم خطيئة إلا الالتزام بهذا الدين العظيم، وهكذا كان حال المؤمنين الموحدين منذ عهد نوح عليه السلام أن يَنْصِبَ لهم الكفارُ العداء إذا رأوا منهم التوحيد الصادق، والثبات والتمسك، فإن من سلك هذا الطريق المستقيم وجب عليه الصبر والثبات، فإنه لا بد أن يمتحن، ولا بد أن يختبر، ولا بد أن يلقى من أعداء الله عز وجل ما يقلى، ولا بد أن يجد منهم ما يجد {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.
فلما رأوا منهم الإصرار والثبات على هذا الدين، وعدم التأثر بما يدعونهم إليه من الانحراف عنه، والخروج إلى ما هم عليه من الكفر والشرك والظلم، حفروا لهم الأخاديد في الأرض، ثم أضرموا فيها النيران العظيمة، ليقذفوهم فيها بلا رحمة ولا هوادة ولا شفقة، يقذفونهم في تلك النار ليحترقوا أمامهم ويستمتعوا بصراخهم، ويتلذذوا بمنظر أكل النار لهم.
وهكذا هم على مر السنين، يتلذذون بتعذيب المؤمنين، فأولئك كفار قريش كانوا يكيلون للمؤمنين بمكة ألواناً من العذاب والسخرية والاستهزاء، وهم يتلذذون بذلك، ويستشفون به، ويستمتعون بصراخ المساكين، واحتراق الجلود والأبدان، فعجباً لمن نزع الله الرحمة من قلبه أنى تأتيه رحمة ربه، وعجباً لمن يتلذذ بعذاب المؤمنين كيف يكون حاله عندما يقف بين يدي العزيز الجبار المنتقم.
ولم يكن السبب لمثل هذه الأفعال إلا أنهم آمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له العزة والمنعة والقوة، المحمود على كل حال.
ومنه يتبين أن دين الله غالب فهو العزيز صاحب العزة وسيعز من يشاء ويذل من يشاء، وهو المحمود على كل حال محمود في السراء، محمود في الضراء، فالمؤمن إذا أصابه البلاء قال: الحمد لله على كل حال، وإذا أصابته السراء قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فهو عز وجل محمود على كل حال، وفي كل مقام، فله الحمد على السراء، وله الحمد على الضراء، وله الحمد على البلاء، وله الحمد على العطاء.
وها هو السبب الذي من أجله عُذب المؤمنون، وتُسلط على الموحدين، إنه إيمانهم برب العالمين، وهل هذا جرم يعذب عليه! أو هو منقبة يحمد عليها المؤمن أن عرف طريق الحق وتمسك به! لكنها الفطر المنكوسة والظلم والجور والبعد عن الحق يفعل بالإنسان الأفاعيل ويمسخ منه الإنسانية والفطرة السليمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال سبحانه واصفاً ملكه وعظمته {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي له الملك التام، والسلطان الكامل، فكل ما في السموات وما في الأرض ملك له سبحانه وتعالى، وهو شهيد على كل ما يحصل في ملكه، وما يكون في سلطانه، ومن جملة ذلك ما يفعل هؤلاء الكفار بعباده المؤمنين من العذاب والحصار والإذلال، كل ذلك يشاهده عز وجل ويعلمه، وسيجازي الصابرين أحسن الجزاء، وسيعذب المجرمين الظالمين أشد العذاب.
وكم في هذا من تسلية للمؤمنين الموحدين، أن ربهم وخالقهم ومليكهم الذي من أجل دينه يعذبون، ومن أجل توحيدهم له يسامون، ينظر إليهم ويراهم ولا يخفى عليه حالهم، فماذا ينتظرك من الجزاء إن كان من تُعذب فيه يراك وأنت تعذب! وكم فيه من التسلية والتصبير أن من تناضل من أجل دينه يراك ويرى ما يحل بك! ثم قال عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} ها هو الوعيد الشديد، والتهديد العظيم، لألئك الكفار المعتدين الظالمين، الذين فتنوا المؤمنين في دينهم، وآذوهم في توحيدهم، وحرقوهم وعذبوهم، وكالوا لهم ألوانَ العذا، ب يدعوهم الله عز وجل إلى التوبة، ويعرض علهم العودة، وهذا من حلمه وسعة رحمته، ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله: انظر إلى حلم الله عز وجل يحرقون أولياءه ثم يدعوه إلى التوبة.
ثم توعدهم بالعذاب الحق الذي لا يساوي مع ما صنعوا بالمؤمنين في الدنيا شيئاً، ولا يعادله في شيء، عذاب جنهم التي فضلت على تلك النار التي أوقدتموها للمؤمنين في الدنيا فضلت عليها بتسعة وستين جزاء، فانتظروا ذلك العذاب.
ووالله إنه العذاب الذي ليس بعده عذاب، ولا أشد منه عذاب، ذلك العذاب وذلك الحريق الذي ينتظركم جزاء ما صنعتم بأوليائه وما فعلتم بعباده.
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: في هذه الآيات من العبر: أن الله سبحانه وتعالى قد يسلط أعداءه على أوليائه، فلا تستغرب إذا سلط الله عز وجل الكفار على المؤمنين وقتلوهم وحرقوهم، وانتهكوا أعراضهم، لا تستغرب فلله تعالى في هذا حكمة، المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم، وهؤلاء الكفار المعتدون أملى لهم الله سبحانه وتعالى ويستدرجهم من حيث لا يعلمون، والمسلمون الباقون لهم عبرة وعظة فيما حصل لإخوانهم، فمثلاً نحن نسمع ما يحصل من الانتهاكات العظيمة، انتهاك الأعراض، وإتلاف الأموال، وتجويع الصغار والعجائز، نسمع أشياء تبكي، فنقول: سبحان الله ما هذا التسليط الذي سلطه الله على هؤلاء المؤمنين؟ نقول يا أخي لا تستغرب فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا أمثالاً فيمن سبق يحرقون المؤمنين بالنار، فهؤلاء الذين سلطوا على إخواننا في بلاد المسلمين هذا رفعة درجات للمصابين، وتكفير السيئات، وهو عبرة للباقين، وهو أيضاً إغراء لهؤلاء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر. أهـ.
ثم بشر المؤمنين الموحدين بأن ينسيهم ذلك الهوان، وذلك الذل وذلك العذاب، الذي لاقوه في سبيله، والذي صبروا عليه من أجله، فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} يقول صلى الله عليه وسلم (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط).
فهنيئاً لكم تلك الجنان، وهنئاً لكم ذلك الفوز الكبير في تلك الدار، التي لا تزول ولا تتحول ولا تتغير، أنتم في نعيم مقيم، وفوز كبير، ستنسون ذلك العذاب، وستنسون تلك المرارة، وستبقون في هذا النعيم بقاء لا زوال بعده ولا تحول عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء الوعيد الشديد، والتخويف الرهيب، للكفار والظالمين، والبشارة للمؤمنين بالركن الشديد، والناصر الحق المبين، فقال تعالى ذاكراً بعضاً من صفاته العليا وأسمائه الحسنى {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} فهو سبحانه إذا أخذ الظالم لم يفلته يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز و جل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ {كَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}).
فمهما ظلم الظالمون، ومهما كاد الكافرون، ومهما مكر الماكرون، فإن الله وراءهم بالمرصاد، وهو ذو البطش الشديد، وهو الذي يبدئ كل شيء ثم يعيده، وكل شيء منه وإليه، فهو الذي خلق الخلق وإليه سيعودون، وسيجازي المحسنين بالحسنى والكافرين بالعذاب الشديد.
ثم بين لألئك المضطهدين المأسورين المظلومين أنه هو الغفور لجميع الذنوب، الساتر للعيوب، المتجاوز عن السيئات، وهو الودود الذي يُحِب ويحَب، فهو عز وجل يحب الأعمال، ويحب الأشخاص، ويحب الأماكن، وكذلك يحبه عباده المؤمنون.
فهنيئاً لمن نال محبته، وتقرب إليه بحبه، ومن كانت محبة الله في قلبه متمكنة، هان عليه كل عذاب، وهانت عليه حتى نفسه، التي يقدمها في سبيل نيل محبته سبحانه ورضاه والثبات على دينه.
وفيه -والله أعلم - إشارة إلى أنه مهما حصل للعبد من الشدة والبلاء فإنه لا يسوي شيئاً مع مغفرة الله لذنوبه، وتستر الله لعيوبه. فيا أيها المؤمنون إذا حصلت لكم مغفرة الذنوب وستر العيوب، فلا تبالوا بما يصيبكم من البلاء والشدة والمرارة، وتقربوا إلى الله بما يحبه لتنالوا محبته، فمن نال محبة الله فلا يضره ما يصيبه من البلاء مهما بلغ.
ثم ذكر أعظم مخلوقاته وأعلاها، وهو عرشه عز وجل الذي وسع السموات والأرض والكرسي، وهو الفعال لما يريد لا يعجزه شيء ولا يخشى شيئاً يفعل ما يشاء ويصنع ما يريد فإن شاء أهلك هؤلاء ولا راد لحكمه بل {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} فلا يعجزه فعل شيء ولا يمنعه مما يشاء فعله شيء.
قال عز وجل {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} ثم ذكّر سبحانه بحال أولئك الكفار الأوائل، الذي عتوا في الأرض وبغوا، وأفسدوا وتمادوا أين هم؟ وماذا حل بهم؟ لقد أخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر، فهاهو فرعون الذي ظلم عباد الله، وبغى في أرض الله، وتكبر وتجبر، كيف أهلكه الله عز وجل بماء البحر ثم نجّى الله بدنه ليكون عبرة لمن يعتبر فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ثم بيّن سبحانه أن هؤلاء الكافرين لا يزالون في تكذيبهم، وفي غيهم، وفي ظلمهم، ومن ظن أنهم تاركوا ذلك فقد ساء ظنه، فإن اليهود مهما تعاقبت الأزمنة، وتتابعت العصور، لا يزالون في ظلمهم، وفي غيهم، وفي كفرهم، وفي حقدهم، وهذا هو حالهم وحال من مثلهم. وثم بيّن سبحانه إحاطته بهم، وكونهم تحت تصرفه، وتحت تدبيره، فأين المهرب والله من ورائهم محيط؟ وأين المفر والله بما يعملون خبير؟ وأين النجاة والله على ما يفعلون شهيد؟
ثم أيها الأخوة في الله يختم ربنا عز وجل هذه السورة بذكر هذا القرآن العظيم، وما حواه من الآيات البينات، والوعيد الشديد والوعد المحقق، لمن تدبره واستفاد منه وكان له قبل أو ألقى السمع وهو شهيد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[04 Jun 2010, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 05:43 ص]ـ
بداية موفقة يا أبا عامر!
وكم في هذه السورة العظيمة من العبر والدروس!
وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على أصول مهمة في العقيدة، وهي:
(1) الإيمان بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض , والذي هو علي كل شيء شهيد , والذي له البطش الشديد , وهو ـ وحده ـ الذي يبدئ ويعيد , وهو ـ تعالي ـ الغفور الودود , خالق العرش ومالكه , العظيم في ذاته , وصفاته , وأسمائه , وأفعاله , وأنه ـ سبحانه وتعالي ـ صاحب الإرادة المطلقة في هذا الكون وهو الفعال لما يريد , وقدرته محيطة بكل شيء في هذا الوجود.
(2) اليقين باليوم الموعود ـ وهو يوم القيامة ـ الذي وعد الله ـ سبحانه وتعالي ـ به جميع خلقه , والتصديق بكل ما سوف يحدث فيه من تدمير كامل للكون وجميع ما فيه من كائنات , ثم إعادة خلق كل ذلك , وما سوف يستتبعه الخلق الجديد من بعث للأموات , وحشر , وحساب وجزاء , ثم خلود ; إما في الجنة وإما في النار.
(3) التسليم بأن الخلق سوف يعرضون أمام خالقهم في يوم القيامة , وأن أعمال كل فرد منهم سوف تعرض عليه بتفاصيلها ليشهد كل إنسان بنفسه علي أعماله. وكذلك الأمم سوف تعرض علي الله ـ تعالى ـ أمة أمة , وسوف يشهد علي كل أمة نبيها , كما سيشهد خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ علي أمته , ثم يشهد هو وأمته علي بقية الأمم.
(4) التصديق بحتمية الصراع بين الحق والباطل , وبمحاولة أهل الباطل دوما فتنة أهل الحق عن دينهم. والفلاح الحق هو لمن يثبت من عباد الله المؤمنين في مثل تلك الفتن.
(5) الإيمان بأن النجاة من النار , والفوز بالجنة هو أكبر صور الفوز.
(6) اليقين بكفر المكذبين بالقرآن الكريم من كفار قريش وغيرهم.
(7) التسليم بأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وهو محفوظ بحفظ الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[05 Jun 2010, 06:11 ص]ـ
وفقت أخي الفاضل لكل خير وأسأل الله أن لايحرمك الأجر جميله تلك الوقفات التي تزيل عن النفس الشقاء كيف لا وهي بأعظم كتاااب؟
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[05 Jun 2010, 08:12 ص]ـ
أشكر مروركم الكريم
وأشكر شيخي الجليل
على تواضعه الكبير
وأسأل الله التوفيق للجميع
والنفع العميم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Jun 2010, 09:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وإن كنت أظن أنا بحاجة للفرار اليه عز وجل , فنحن مقصرون وتسليط العدو علينا هو من الإبتلاء والعقوبة معا ,إبتلاء للصالحين وعقوبة للمفسدين والفاسدين في نفس الوقت ,وقد شابهنا بني اسرائيل في ظلمهم وإعتداءهم ,حتى عادت الغربة الى هذا الدين كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
لله أحكام الرسول وعدلها == بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة == والناس في سعد وفي إقبال
أحكامهم تجرى على وجه السداد == وحالهم في ذاك أحسن حال
أمنا وعزا في هدى وتراحم == وتواصل ومحبة وجلال
فتغيرت أوضاعها حتى غدت == منكورة بتلوث الأعمال
فتغيرت أعمالهم وتبدلت == أحوالهم بالنقص بعد كمال
لو كان دين الله فيهم قائما == لرأيتهم في أحسن الأحوال
ثم قال:
يا باغى الإحسان يطلب ربه == ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدة الصحابة والذي == كانوا عليه في الزمان الخالى
واسلك طريق القوم أين تيمموا == خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى == سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه == وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى == فمآله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم == الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء == والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم == وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نفص == ولا في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا == فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد == تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر== بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة == وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا == نطقهم بالحق لا بجهالة الجهال
حلما وعلما مع تقى == وتواضع ونصيحة مع رتبة الإفضال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم == بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم == مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم == لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم == يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم == وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم == في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم == قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم == وبهل أتى وبسورة الأنفال(/)
من إبداع طالباتي مقدمة في سورة الحشر
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[04 Jun 2010, 11:04 م]ـ
مقدمة لسورة الحشر
اسم السورة:-
" اشتهرت تسمية هذه السورة (سورة الحشر) , وقد جاء في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: " قلت لابن عباس سورة الحشر قال: قل سورة النضير" [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) أي سورة بني النضير فابن جبير سماها باسمها المشهور، وابن عباس يسميها سورة النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي إياها بسورة الحشر؛ لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها سورة النضير لقوله لابن جبير: قل سورة النضير. وتأول ابن حجر كلام ابن عباس على أنه كره تسميتها بالحشر لئلا يُظن أنّ المراد بالحشر يوم القيامة، وهذا تأول بعيد. وأحسن من هذا أنّ ابن عباس أراد أنّ لها اسمين، وأن الأمر في قوله: قُل إنما هو للتخيير.
سبب التسمية:-
وجه تسميتها (الحشر) لأنه ذُكر فيها لفظ الحشر في الآية الثانية من السورة في قوله تعالى:
" هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ" ولكونه ذُكر فيها حشر بني النضير من ديارهم أي من قريتهم المسماة الزهرة قريباً من المدينة. فخرج بعضهم إلى بلاد الشام، والبعض الآخر خرجوا إلى خيبر، ومنهم من خرج إلى الحِيرة.وأما وجه تسميتها (سورة بني النضير) فلأن قصة بني النضير ذُكرت فيها." [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
وسورة الحشر مدنية بالاتفاق. وكان نزولها عقب إخراج بني النضير من بلادهم سنة أربع من الهجرة. وعدد آياتها أربع وعشرون باتفاق العادّين. وهي الثامنة والتسعون في عداد نزول السور عند جابر بن زيد. وقد نزلت بعد سورة البيّنة وقبل سورة النصر. وهي التاسعة والخمسون في ترتيب المصحف بعد سورة المجادلة وقبل سورة الممتحنة.
تناسب السورة مع ما قبلها (سورة المجادلة (:-
آخر سورة المجادلة نزل فيمن قتل أقرباؤه من الصحابة يوم بدر، وأول الحشر نزل في غزوة بني النضير وهي عقبها، وذلك نوع من المناسبة والربط وفي آخر المجادلة: " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي" وفي أول الحشر: " فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ? وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ " كما أنّه في آخر المجادلة ذُكر من حاد اللَه ورسوله، وفي أول الحشر ذُكر من شاق اللَه ورسوله." [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
تناسب السورة مع ما بعدها (سورة الممتحنة (:-
"سورة الحشر كانت في المعاهدين من أهل الكتاب، وعُقبت بسورة الممتحنة لاشتمالها على ذكر المعاهدين من المشركين؛ لأنها نزلت في صلح الحديبية. ولما ذُكر في سورة الحشر موالاة المؤمنين بعضهم بعضاً ثم موالاة الذين من أهل الكتاب، افتتحت سورة الممتحنة بنهي المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء؛ لئلا يشابهوا المنافقين وتكرر ذلك إلى أن ختمت به السورة فكانت في غاية الاتصال ولذلك ُفصل بسورة الممتحنة بين سورتي الحشر والصف مع تآخيهما في الافتتاح ب {سبح} " [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
سبب النزول:-
" قال المفسرون: نزلت هذه السورة في بني النضير؛ وذلك أن النبي لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، وقبل رسول الله ذلك منهم فلما غزا رسول الله بدراً وظهر على المشركين قالت بنو النضير: والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية. فلما غزا أحداً وهزم المسلمون نقضوا العهد، وأظهروا العداوة لرسول الله والمؤمنين فحاصرهم رسول الله ثم صالحهم عن الجلاء من المدينة. " [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
تقسيمات السورة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
" تتكون آيات سورة الحشر من: مقدمة، و مجموعتين. فالمقدمة: عبارة عن آية واحدة فقط، وهي: الآية الأولى من السورة." سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ? وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) " و فيها: الإخبار بأنّ جميع ما في السموات و الأرض: يسبح لله، و يحمده، و يقدسه، و يصلي له و يوحده.و من هذا الإخبار ندرك أنّ مضمون السورة، له صلة بتنزيه الله، و خضوع الأشياء كلها له، و أنه سبحانه متصف بالعزة و الحكمة.
و المجموعة الأولى: عبارة عن (20) آية. من الآية (2) حتى نهاية الآية (21) و فيها: 1) بيان سنة من سنن الله تعالى، و هي أنّ من شاق الله و رسوله فإنه يستحق العقاب الشديد، و أنّ من عقوبات الله الشديدة: أن يسلط على قوم فيجليهم من ديارهم. 2) ذكر بعض أحكام الفيء، وهو كل ما أخذ من أموال الكفار من غير قتال، ولا جهد في تحصيله. 3) تفصيل لخصائص المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وتوضيح بصفاتهم العليا. " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
"4) تعريف بطبيعة المنافقين، وتبعيتهم للكافرين. 5) مطالبة المؤمنين بالتقوى، والعمل لليوم الأخر. والخشية من الله، وتحذيرهم من المخالفة، والتشبه بالفاسقين. 6) التأكيد على عدم استواء أهل النار وأهل الجنة، فأهل النار خاسرون، وأهل الجنة فائزون. 7) التذكير بعظمة القرآن. ويلاحظ أنّ كل ذلك مما يعرفنا بالله سبحانه وتعالى من خلال أفعالة عز وجل.
والمجموعة الثانية: عبارة عن (3) آيات من الآية (22) حتى نهاية الآية (24) وهى خاتمة آيات السورة وفيها: تعريف على الله سبحانه وتعالى من خلال أسمائه الحسنى وصفاته العلى." [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
موضوعات السورة:-
"1) تنزيه الله لنفسه عن كل نقص.2) ذكر غلبة الله ورسوله لأعدائه.3) تقسيم الفيء الذي أُخذ من بني النضير مع ذكر المصارف التي يوضع فيها.4) أخلاق المنافقين المضلين، و أخلاق أهل الكتاب (اليهود) الضالين مع ضرب المثل لهم.5) ذكر نصائح للمؤمنين.6) إعظام شأن القرآن وإجلال قدره.7) وصف الله سبحانه نفسه بأوصاف الجلال والكمال. " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
ارتباط أول السورة بآخرها:-
بداية السورة: اُستفتحت سورة الحشر كسائر السور المسبحات بـ (سَبَّحَ لِلَّهِ) إذاً تبدأ بالتسبيح ولكن بصيغة الماضي (سَبَّحَ)؛ ولعل اختيار الماضي هنا لأن السورة تتكلم عن أمر مضى وانقضى وحدث، وهو نصر الله تعالى للمؤمنين، وهزيمة بني النضير اليهود المحاربين، فهي تتكلم عن نعمة وقعت وانتهت؛ ولهذا بدأت بالتسبيح فقال سبحانه: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" وكأنّ هذا فيه إشارة إلى جند الله كما في قوله تعالى: " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ" سورة المدثر آية 31 فمن جند الله تعالى (مَا فِي السَّمَاوَاتِ) ومن ذلك الملائكة، و النواميس الكونية فهي من جند الله تعالى، وهي تُسبحه. (وَمَا فِي الْأَرْضِ) أيضاً يُسبحون الله. وقد تكرر الاسم الموصول (مَا فِي) وذلك عناية وحفاوة بالأرض وما فيها ومن فيها. ثم قال تعالى: " وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فالعزّة واضحة هنا بالانتصار والغلبة والتمكين للمؤمنين. وهذا معنى القوة التي تمكن منها المؤمنون شيئاً فشيئاً، بعد أن كانوا يُعذّبون ويُقتلون بمكة، هم الآن يملكون أقوى قوة في جزيرة العرب، وأما الحكيم ففيه إشارة إلى حكمته سبحانه فيما يصنع وتدبير الأمور والتدرج والتوقيت توقيت الأشياء فهذا من الحكمة.
ولعل من الجميل هنا أيضاً في قوله: " الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " الإشارة إلى أهمية وجود القوة، وأهمية وجود العقل والفهم والحكمة في استخدامها؛ فالمؤمنون هنا أمام معركة عسكرية ومعركة حاسمة ومع ذلك سوف تلاحظ أنهم ما استخدموا السلاح إلا قليلاً، وإنما استخدموا الصبر والذكاء وحسن التدبير، واستخدموا معنى آخر أخلاقياً عظيماً؛ وهو معنى الصدق والوضوح وتجنّب الغش أو الغدر، فتحقق لهم في نهاية الأمر الانتصار. ومن هنا قال: " وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فإذا كانت هناك العزّة، كانت معها القوة والحكمة. وكأنّ هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليم للمؤمنين؛ لأنّ الله بأسمائه الحسنى يُعلمنا التخلّق بالأخلاق الفاضلة، يُعلمنا أن نكون أعزاء أقوياء، ويُعلمنا أن نكون حكماء، وأنّ القوة من غير حكمة ترتد على صاحبها، وأنّ الحكمة أيضاً من غير قوة قد تكون ذلاً وهواناً.
نهاية السورة:
أعاد التسبيح لله عزوجل التسبيح في ختام السورة فقال سبحانه: " يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " وأعاد لقب (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الذي بدأ به أول السورة إشارة إلى ربط هذه الأسماء بمجريات الواقع، ومجريات الأحوال، وأنّ أسماء الله الحسنى ليست فقط أسماء تُقال، أو تُتلى، أو تُقرأ في الصباح والمساء في الأوراد، وإن كان هذا كله مطلوباً ومشروعاً، ولكنّ أسماء الله الحسنى ُتشاهد فيما يحدث في الكون فإنّ العاقل اللبيب الفهم الفطن يلاحظ آثار هذه الأسماء الحسنى في الحياة؛ يلاحظها في نفسه، فيما يجري له من الأحوال والأمور، ويلاحظها في الآخرين إذا كان عنده يقظة في قلبه، ولم يكن ممن نسي الله فأنساه الله تعالى نفسه، فإذا ذكر الله تعالى فإنّ الله تعالى يعطيه البصيرة والعلم حتى يلاحظ آثار هذه الأسماء الحسنى في الأحداث الصغيرة والكبيرة، السياسية والعسكرية، الاقتصادية الاجتماعية، العلمية المعرفية. فيكون لله تعالى في نفسه وقلبه حضور ويكون عنده إيمان ويقظة وهذه من الأشياء التي ينتفع بها الإنسان بقراءة القرآن الكريم.
نوره السلمان
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض
دبلوم عالي
ختام السورة:-
ختم الله السورة بأسمائه الحسنى بما يناسب ما اشتملت عليه السورة؛ فقسمت إلى ثلاثة أقسام:
1_ قسم يناسب أحوال المشركين وأحلافهم اليهود المتآلبين على النبي والمسلمين، ويناسب أنصارهم من المنافقين المخادعين. وهذا القسم تنضوي تحته صفة (لا إله إلا هو) وهي صفة التوحيد، والأصل في بقية الصفات الإلهية؛ فإنّ الشرك أصل الضلالات والمشركون يغررون اليهود والمنافقين، بين يهود ومشركين تظاهروا بالإسلام.
(عالم الغيب) فإنّ الشرك الأصل فيه إنكار الغيب وبالتالي البعث والجزاء والاسترسال في أعمال الغي وأعمال السيئات وإنكار الوحي والرسالة. (الملك، العزيز، الجبار، المتكبر) تناسب ما أنزله الله تعالى ببني النضير من الرعب والخزي والبطش.
2_ متعلق بما اجتباه المؤمنون من ثمرة النصر في قصة بني النضير وتلك صفات: (السلام،المؤمن) لقوله: " فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ " (1) أي: لم يتجشم المسلمون للغنى مشقة ولا أذى ولا قتال وكذلك (الرحمن، الرحيم) لمناسبتها لإعطاء حظ في الفيء للضعفاء.
3_ متعلق بما يشترك فيه الفريقان المذكوران في هذه السورة فيأخذ كل فريق حقه. وهي صفات:
(القدوس، المهيمن، الخالق، البارئ، المصور)
المرجع:-
التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور / ص 126
حميدة إبراهيم
دبلوم عالي
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) الراوي: سعيد بن جبير المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4883 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
موقع الدرر السنية _ الموسوعة الحديثية
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10) محمد الطاهر ابن عاشور من كتاب التحرير والتنوير ج 28 ص62_ 63 (بتصرف)
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11) جلال الدين السيوطي ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewauthor.asp?AuthorID=21) من كتاب أسرار ترتيب سور القران (من موقع المكتبة الإسلامية)
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) المرجع السابق
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13) الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewauthor.asp?AuthorID=20) من كتاب أسباب النزول (بتصرف) (من موقع المكتبة الإسلامية)
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) موقع هدي الإسلام (قسم القران الكريم المفاتيح الدعوية لسور القران الكريم) (بتصرف)
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15) موقع هدي الإسلام (قسم القران الكريم المفاتيح الدعوية لسور القران الكريم) (بتصرف)
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) المرجع السابق(/)
من إبداع طالباتي وقفات مع سورة التوبة
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[04 Jun 2010, 11:26 م]ـ
قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ} يريدون فعل مضارع يدل على الاستمرار, أي:استمرار أعداء الدين بالكيد له ولأهله والله عز وجل لهم بالمرصاد, وهذا الدين باق ولو كرهوا ..
· قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى} ... في الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي مشارق الأرض ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها. وقال: لن يبق بيت على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها وإما يذلهم فيدينون لها. وهذه البشائر طريق تحقيقها الجهاد والبشارة القرآنية جاءت في معرض الأمر بالقتال).
· قوله تعالى: {يا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ .... والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} .. أن الرهبان والأحبار وعلماء الحكومات هم أجرأ الناس على التلاعب في شرع الله .. حيث يفصلون الفتاوى حسب الإرادات والمصالح .. فإذا فسد هؤلاء فسدت الأمة وكنزت الذهب والفضة وأمسكت حق الله فيها ... فيلوح الله للناس إذا وصلت بهم الحالة إلى تجرؤ العلماء على التلاعب بالفتاوى وأمسكت الأمة عن الإنفاق يهددهم الله عزوجل بالعذاب الأليم في النار ... ولذلك قال سفيان بن عيينة:"من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى 'وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين الناس ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
· قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ .. } النفسية المتمردة التي لا تؤمن ولا ترضى فهي نفسية عدوانية حتى على خلق الله وتقديراته ..
· قوله تعالى في سورة التوبة: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.
هذه الآية في شأن أناس قالوا: استأذِنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أذن لكم فاقعدوا، وإن لم يأذن لكم فاقعدوا ـ أي عن الخروج للغزو والجهاد ـ ولهذا قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} أي في إبداء الأعذار {وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}. يقول ابن كثير رحمه الله: هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب، فإنهم قد كانوا مصرِّين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه. فهذه الآية الكريمة نستفيد منها فائدتين تربويتين: الأولى: ضرورة تمحيص الأتباع بالمواقف العملية، واختبار الصدق والطاعة وعدم الاغترار أو الاعتماد على مجرد الكلام الجميل أو الحماس الذي لم يترجم في الواقع بعد. وفي هذا فائدة للمربي والقائد كي يكون على بصيرة ويعرف من معه واقعًا وعملاً، ومن معه بالكلام والدعاوى. وكما أن فيه فائدة للأتباع وهي إحراجهم أمام نفوسهم حتى يراجعوا أنفسهم، فلعلهم يتوبون ويصدقون .. أو على الأقل يقطع الطريق عليهم حتى لا يستمروا في التمثيل والدعاوى الباطلة ومخادعة العاملين المخلصين بالأقوال المعسولة .. فإذا جد الجد ظهر الخذلان ووقعت الصدمة، وقال الحسن رحمه الله: اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا أقوالهم، فإن الله لم يدع قولاً إلا جعل عليه دليلاً من عمل يصدقه، فإذا سمعت قولاً حسنًا فرويدًا بصاحبه، فإن وافق قوله عمله فنعم ونعمة عين. وفي هذا المعنى أيضًا، ذلك التوجيه الرباني في قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى
(يُتْبَعُ)
(/)
بِاللَّهِ وَكِيلاً}. والفائدة التربوية الثانية في الآية: تكمن في تعليمنا أسلوبًا من أساليب عتاب الأحبة المخلصين إذا أخطوا، وذلك بتقديم العفو قبل المعاتبة كما في قوله تعالى لرسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} .. عن عون رضي الله عنه قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة، فقال: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُم {ْ. فهذا نتعلم منه أدبًا في عتابنا للأحبة المخلصين؛ حيث لا نجعله عتابًا جافًا، بل نبدؤه بما يؤكد الحب والمودة، بل لا بأس بشيء من الثناء بالحق على جوانب الخير في المعاتب، فهذا كله من حسن المعاتبة.
قال ابن حزم رحمه الله: حالان يحسن فيهما ما يقبح في غيرهما، وهما: المعاتبة والاعتذار، فإنه يحسن فيهما ذكر الأيادي وذكر الإحسان، وذلك غاية القبح فيما عدا هاتين الحالتين؛ لأنه يصير من قصد مدح النفس.
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي .... } هذا الصنف كثير ومتلون, من ألوانه: يحلف بالله إنه لمن المخلصين. يحلف بالله إنه من الناصحين. يقدم بعض الخدمات ليخدع بها أو أنه بسيط فتستغل بساطته من قبل آخرين فالحذر من أقرب قريب ولا يحابى أحد على حساب الدين.من صفات هؤلاء أنه يشفق عليك إذا أنفقت يشفق عليك إذا جهدت ليكسب ودك وعطفك فيبث سمه. المؤمن يفرح لك إذا رآك تؤثر حق الله على حق نفسك والمنافق يغيظه ذلك لأنه لا يمكنه فعل ما فعلت فيثبطك لئلا يبقى وحده فيتعرى حاله وهذا مقامه في كل طاعة تحدثها فكن المؤمن اليقظ ولا تلين لك قناة.عزيز على رسول الله أن تتراجع بعد خطوة على طريق الصلاح والتقوى أو الإنفاق والجهاد , دائماً كن مؤثراً في المنافقين وأضعف الإيمان أن لا تتراجع.
· قوله تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ..
قال قتادة - في قولة تعالى عن الأشهر الحرم -: إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة و وزرا من الظلم فيما سواه , وإن كان اظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظم من أمره ما شاء. الدر المنثور
· قوله تعالى: (إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ..
قال الشعبي: عاتب الله عز وجل أهل الأرض جميعا - في هذه الآية - إلا أبا بكر رضي الله عنه.
تفسير البغوي
· قال تعالى عن المنافقين): وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى)
قال ابن عباس: " إن كان في جماعة صلى و إن انفرد لم يصل , وهو الذي لا يرجو على الصلاة ثوابا و لا يخشى في تركها عقابا ".ولو لم يكن للنفاق آفة إلا أنه يورث الكسل عن العبادة , لكفى به ذما , فكيف ببقية آثاره السيئة؟! الوزير ابن هبيرة / ذيل طبقات الحنابلة
· قوله تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ) ..
هكذا المنافق: شر على المسلمين , فإن رأى أهل الخير لمزهم , وإن رأى المقصرين لمزهم , وهو أخبث عباد الله , فهو في الدرك الأسفل من النار. والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير و أهل الدعوة و أهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قالوا: هؤلاء متزمتون , وهؤلاء متشددون , وهؤلاء أصوليون , وهؤلاء رجعيون , وما أشبه اليوم بالأمس.
ابن عثيمين: تفسير القرطبي
· قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ..
فإن قيل: كيف أعاد ذكر التوبه) ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ (وقد قال في أول الآية:
(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ)؟ قيل: ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب , وهو محض الفضل من الله تعالى , فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة , و المراد منه قبولها. تفسير البغوي
· قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ... }
جهاد الكفار بالسيف والحجة والحوار , وجهاد المنافقين بالحجة والحوار والإعراض عنهم,
(يُتْبَعُ)
(/)
أهم شيء يجب أن يكون واضح عندنا أن المنافقين لا عهد لهم ولا ذمة ولا يبقون على عهد ولا يحترمون وعد , والمؤمن عكس ذلك تماما وجزاء ذلك أن لا ينفعهم استغفار رسول الله لهم.
· قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ ..... } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نار بني آدم التي توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فقالوا , يا رسول الله إن كانت لكافية , فقال: فضلت عليها بتسعة وستين جزءا) .. في الصحيحين.وقال: (أن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار جهنم يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل لا يرى أن أحداً من أهل النار أشد عذاباً منه و إنه أهون عذاباً) أخرجاه في الصحيحين
· قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ ... } وهذا إن دلنا على شيء يدلنا على هوانهم على الله فأمسك عنهم حتى صلاة نبيه الذي أرسله رحمةً للعالمين , ولنا أن نتخيل مدى غضب الله عليهم ونحن اليوم نصلي عليهم لا نعلمهم ,ولكن ماذا تنفع الصلاة من نال غضب الله وسخطه , إنها آفة النفاق فكل انخراط في عمل أو في تكتل غير إسلامي يعتبر نفاقاً وكل ولاء لغير جماعة المسلمين يعتبر نفاق , وكل إمساك عن جماعة المسلمين يعتبر نفاق.
· قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى ... } إن الله رحمن رحيم يعذر عباده ولن يقع عذره إلا على من علم منه صلاحاً وصدقاً وإخلاصا وهذه الأخلاق لا يستطيعها منافق.
· قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ ... } الصدقات تطهر من الآثام وتطهر من الأمراض , وتطهر الأعمال من الفساد. فالأمراض تحتاج إلى الصدقات , والأخطاء تحتاج إلى الصدقات , والأفراح تحتاج إلى الصدقات , وما نقص مال من صدقة.
· قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ....... التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ ... }
اشترى فعل ماض , فالسعيد من كانت له صفقة بيع وشراء مع الله عزوجل. وسلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة. فالأنبياء وأتباعهم كلهم ممن باع والله اشترى ونبينا وصحابته باعوا والله اشترى , فهل نكون التجار من ورائهم , فلا يفوتك العرض وشروطه:
التوبة الصادقة , العبادة الخالصة , الحمد والشكر الخالص , الصيام عن المعاصي والمجاهدة الحقيقية , الراكعون الساجدون , الطاعة النفسية والعقلية وطاعة الجوارح , الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر الحافظون لحدود الله فلله حدود فلا تعتدوها (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) الحافظ لحدود الله هو (الذي يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب) فهذه صفات عشر:الإيمان , حفظ الحدود , النهي عن المنكر , الأمر بالمعروف , السجود وهو غاية الطاعة, الركوع (الصلاة بخشوعها) والسياحة (الصيام والجهاد) والحمد , والعبادة , والتوبة , فمن تحققت فيه هذه الصفات فهو مرشح للبيع , فعلى المربين أن يربوا على هذه الأخلاق لتروج التجارة ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
· قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ... } فالله يعلم السرائر والرسول صلى الله عليه وسلم تعرض عليه الأعمال, واؤمنون ليس لهم إلا المظهر فمن شهد له المؤمنون أنه مؤمن صالح فهو كذلك إن شاء الله , وفي الحديث من شهد له أربعون أنه مؤمن صالح فهو من أهل الجنة , وفي الحديث من الناس من إذا رؤوا ذكر الله عز وجل.
هذا طرف يسير وقليل من كثير من الآداب والفوائد التربوية في كتاب الله الكريم .. ندعو الله أن ينفعنا بها والمسلمين.
منافقو زماننا ....
وإن المتأمل اليوم ليجد أن منافقي زماننا أغلظ نفاقاً من الأولين من عدة وجوه تدل على ذلك .. وقد يوجد غيرها
وبعيد عن اتهام الناس بعينهم بالنفاق لكن الملاحظ أن هذه الصفات تتطابق مع منهج الليبراليين والعلمانيين وأفعالهم الواضحة المشاهدة من الجميع ..
الوجه الأول: المنافقون الأولون قال الله عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُون} ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنافقو زماننا يجاهرون المؤمنين ويصارحونهم بالاستهزاء والسخرية ويتهمون العلماء والدعاة بالسَّفه والانغلاق ويظهرون المودة والولاء والتبعية لأعداء الإسلام دون رادع من إيمان أو خوف أو ورع.
الوجه الثاني: المنافقون الأولون إذا وضح لهم خطؤهم وبين لهم حكم عملهم أو قولهم في الدين وأهله وانكشف أمرهم وحكم فعلهم وقولهم جاؤا معتذرين مظهرين الندم ملتمسين العفو كما حدث في غزوة تبوك وغيرها. ومنافقو زماننا حادوا الله ورسوله بأقوالهم وأفعالهم ولمزهم للدين وأهله وإفسادهم في الأرض وعدم الإصلاح وأمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف, بدعواتهم بالاختلاط والسفور وإدخال السينما للمجتمع والدعوة لحضوره .. والدعوة للاختلاط والدعوة لإقامة الحفلات الغنائية من المنكر, وإذا نوصحوا مشافهة أو كتابة تكبروا وتغطرسوا وكتبوا النقد والردود وأوغلوا في الكبرياء وربما تعاموا عن النصح فلم يقبلوه اعتزاز بالإثم.
الوجه الثالث: المنافقون الأولون أرادوا تكوين مقر لإدارة مكرهم وكيدهم للأمة فدمر هذا المقر في أسرع وقت وافتضح أمرهم وبذلك انطفأ عن الأمة كثير من شرورهم لأنه لو تم لهم ذلك المقر والله اعلم لكان بؤرة ومرصداً لكل من يحاد الله ورسوله.
أما منافقوا زماننا فمقراتهم عديدة وجمعياتهم كثيرة تزداد يوماً بعد يوم شيدت أرصادا لمن حارب الله ورسوله ولزعزعة الدين ومسخ الأمة ليصبح هذا الكيد والمكر في جسد الأمة يطبع وينشر بالآلاف بل بالملايين و العجب إن هذا النفث السام يتقاضون عليه المليارات المليارات والأمر أن هذا الكيد والمكر يصل إلى بيوت والمؤسسات ويعم المدن والمحافظات والقرى والمراكز والهجر.
الوجه الرابع: المنافقون الأولون يعرفون بهذه التسمية فقط ومن وقع عليه هذا الوصف (منافق) أو حام حوله حذره الناس وتحرزوا من شره.
أما منافقوا زماننا فقد انطلوا على الناس وخرجوا بغير اسمهم الشرعي وذلك زوراً وبهتاناً فهم ربما كانوا أدباء – محررون – كتاب – دعاة تحرير – دعاة للفن – دعاة للتراث الشعبي – دعاة عولمة – دعاة للحداثة والتجديد للحوار- و تقمصهم ثياب الدين زيادة في التلبيس والغش والادعاء والزور ثم خلعوا هذا الثوب ومزقوه بعد انقضاء مآربهم.
الوجه الخامس: المنافقون الأولون لم يتخصصوا في الهجوم على الشريعة وأصولها بشكل محكم ومنظم فلم يعهد إنهم نظموا حملة للطعن في تعاليم الإسلام مثل وجوب الحجاب أو جواز تعدد الزوجات أو تحريم الاختلاط.
أما منافقوا زماننا فنجد من إعراضهم عن التحاكم إلى شرع الله وصد الناس عن الحكم بما أنزل الله بتدبيرهم ومجاهرتهم بالحملات المحمومة الآثمة ويتقاسمون أدوارها على عفاف المرأة وكرامتها وعلى تعدد الزوجات فلهم التنظيم المتواص على إباحة الاختلاط وشيوع الرذيلة وتعطيل الشريعة واعتراضهم على وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي من عقائد الإسلام وواجب من واجباته ونقدهم الشديد لهم ولمز المؤسسات الشرعية والخيرية وهذا المكر والهجوم يستخدم فيه التضليل بالأثير والقلم والصورة وكل وسيلة متاحة لهم. وعجباً لبعض بلاد المسلمين الذين لم يعرضوا هؤلاء حتى للمساءلة.
الوجه العاشر: المنافقون الأولون يستخفون من الناس ولا يسيتخفون من الله ويحاولون جاهدين ألا يعرفهم أحد لأنه لو ظهر أمرهم لأدبهم المجتمع المسلم بالهجر والزجر والفضح والمقاطعة ... ولحصل الحذر من التعامل معهم ولردت مقالاتهم.
أما منافقون زماننا فيعلنون مكرهم وأفكارهم وأقوالهم شاهرة ظاهرة دون حياء من الله أو حياء من الناس ولا يستخفون من احد بل يتصدرون منابر الكلمة وتبرز صورهم في القنوات الإعلامية يشاهدهم ملايين الناس بالصوت والصورة وقد شرحوا بالنفاق صدراً دون حياء أو استخفاء.
(دركات حضارية للمنافقين والمنافقات).بتصرف ... الشيخ /عبد الله بن علي الجوير
بتصرف
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8699548443554163974&pli=1&pli=1#_ftnref1) الشرك .. النفاق .. الكفر .. إعداد معهد الأمام البخاري
[2] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8699548443554163974&pli=1&pli=1#_ftnref2) - هذا النفاق فاحذروه- د/ إياد قنيبي
إعداد / ماجدة الحمادي
معهد معلمات القرآن بغرب الرياض
المستوى الثاني(/)
من مقومات الداعية في سورة طه
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[04 Jun 2010, 11:59 م]ـ
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36).
لما أوحى الله إلى موسى، ونبأه، وأراه الآيات الباهرات، أرسله إلى فرعون، ملك مصر، فقال: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) أي: تمرد وزاد على الحد في الكفر والفساد والعلو في الأرض، والقهر للضعفاء، حتى إنه ادعى الربوبية والألوهية -قبحه الله- أي: وطغيانه سبب لهلاكه، ولكن من رحمة الله وحكمته وعدله، أنه لا يعذب أحدا، إلا بعد قيام الحجة بالرسل، فحينئذ علم موسى عليه السلام أنه تحمل حملا عظيما، حيث أرسل إلى هذا الجبار العنيد، الذي ليس له منازع في مصر من الخلق، وموسى عليه السلام، وحده، وقد جرى منه ما جرى من القتل، فامتثل أمر ربه، وتلقاه بالانشراح والقبول، وسأله المعونة وتيسير الأسباب، التي [هي] من تمام الدعوة، فقال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) أي: وسعه وأفسحه، لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري، فإن الصدر إذا ضاق، لم يصلح صاحبه لهداية الخلق ودعوتهم.
قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وعسى الخلق يقبلون الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم.
(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) أي: سهل علي كل أمر أسلكه وكل طريق أقصده في سبيلك، وهون علي ما أمامي من الشدائد، ومن تيسير الأمر أن ييسر للداعي أن يأتي جميع الأمور من أبوابها، ويخاطب كل أحد بما يناسب له، ويدعوه بأقرب الطرق الموصلة إلى قبول قوله.
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) وكان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام كما قال المفسرون كما قال الله عنه أنه قال وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فسأل الله أن يحل منه عقدة يفقهوا ما يقول فيحصل المقصود التام من المخاطبة والمراجعة والبيان عن المعاني
(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي) أي معينا يعاونني ويؤازرني ويساعدني على من أرسلت إليهم وسأل أن يكون من أهله لأنه من باب <> البر وأحق ببر الإنسان قرابته ثم عينه بسؤاله فقال (هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) أي قوني به وشد به ظهري قال الله سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا
(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) أي في النبوة بأن تجعله نبيا رسولا كما جعلتني
ثم ذكر الفائدة في ذلك فقال (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا) علم عليه الصلاة والسلام أن مدار العبادات كلها والدين على ذكر الله فسأل الله أن يجعل أخاه معه يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل وغيره من أنواع العبادات
(إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا) تعلم حالنا وضعفنا وعجزنا وافتقارنا إليك في كل الأمور وأنت أبصر بنا من أنفسنا وأرحم فمن علينا بما سألناك وأجب لنا فيما دعوناك
فقال الله (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) أي أعطيت جميع ما طلبت فسنشرح صدرك ونيسر أمرك ونحل عقدة من لسانك يفقهوا قولك ونشد عضدك بأخيك هارون وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
وهذا السؤال من موسى عليه السلام يدل على كمال معرفته بالله وكمال فطنته ومعرفته للأمور وكمال نصحه وذلك أن الداعي إلى الله المرشد للخلق خصوصا إذا كان المدعو من أهل العناد والتكبر والطغيان يحتاج إلى سعة صدر وحلم تام على ما يصيبه من الأذى ولسان فصيح يتمكن من التعبير به عن ما يريده ويقصده بل الفصاحة والبلاغة لصاحب هذا المقام من ألزم ما يكون لكثرة المراجعات والمراوضات ولحاجته لتحسين الحق وتزيينه بما يقدر عليه ليحببه إلى النفوس وإلى تقبيح الباطل وتهجينه لينفر عنه ويحتاج مع ذلك أيضا أن يتيسر له أمره فيأتي البيوت من أبوابها ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن يعامل الناس كلا بحسب حاله وتمام ذلك أن يكون لمن هذه صفته أعوان ووزراء يساعدونه على مطلوبه لأن الأصوات إذا كثرت لا بد أن تؤثر فلذلك سأل عليه الصلاة والسلام هذه الأمور فأعطيها
وإذا نظرت إلى حالة الأنبياء المرسلين إلى الخلق رأيتهم بهذه الحال بحسب أحوالهم خصوصا خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه في الذروة العليا من كل صفة كمال وله من شرح الصدر وتيسير الأمر وفصاحة اللسان وحسن التعبير والبيان والأعوان على الحق من الصحابة فمن بعدهم ما ليس لغيره
تفسير السعدي(/)
القرآن الكريم وصفاء الذاكرة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Jun 2010, 10:15 م]ـ
إن فوائد تلاوة القرآن الكريم وحفظه لا تكاد تعد، ويكفي ما ذكر علماء السلف من فوائدها في كتبهم ..
ولكن في وضع أمتنا الحاضر أحببت الإشارة إلى فائدة حفظ القرآن الكريم وكثرة تلاوته في فهم واقع الأمة ومن ثم عدم الانجرار وراء العناوين البراقة ومكايد الأعداء الهدامة ..
إن من يكثر تلاوة كتاب الله تعالى تصفو ذاكرته صفاء يجعله يدرك كثيرا من مكايد الأعداء، ويتجنب الوقوع فيها ..
ولذا تجد أهل القرآن هم أهل مشورة الأمراء أيام عز الدولة الإسلامية؛ لا لشيء إلا لأنهم تتكون عندهم ملكة من خلال تلاوة كتاب الله تعالى تجعل آراءهم أقرب إلى الصواب، وأنفع للأمة ..
ومن هنا فإني أنصح نفسي وإخواني بكثرة تلاوة كتاب الله تعالى قبل الخوض في الأمور السياسية والاقتصادية ..
نعم قد يستغرب البعض هذا الخليط، ولكنه حين يمعن النظر في حال السلف يجد أنهم كانوا يولون اهتماما كبيرا لرأي أهل القرآن ويشاورونهم في كل ما يهم الدولة الإسلامية من أمور سياسية واقتصادية واجتماعية ..
فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: .... وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا. صحيح البخاري [11/ 284]
والله تعالى أعلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 Jun 2010, 12:25 م]ـ
أخي الفاضل العزيز:
بارك لله في فيكم و في فهمكم ..
و أحب لفت النظر إلى أن من أقوى أنواع هجر السياسة سياسةً هو ذاك الذي يغيّر السياسة من بعيد!
ذاك الذي لا يواجه الفعل برد فعل .. بل بفعل ينظر إلى حيثيات نشوء المخالفات و أنواع العداء للإسلام!؟
ذاكم هو ضعف الإيمان و ذهاب الإيمان!
فمن اشتغل على الإيمان ..
مستبصراً بهذا الواقع على هذه الصفة ..
و على نية التغيير النبوي ..
كان أكبر سائس و هو في أعين الناس خارج العصر!؟!(/)
(تفسير القرآن على ترتيب النزول)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[05 Jun 2010, 11:24 م]ـ
عن مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية المجلد 2 العدد 2 ربيع الثاني 1426، يونيو 2005 ومن خلال البحث الذي قام به: عبد الله الخطيب ومصطفى مسلم تحت عنوان: المناسبات وأثرها على تفسير القرآن الكريم، أقتطف ما يلي:
... قبل البدء بالتفصيل: إن علم المناسبات يعتمد على ترتيب الآيات في السورة الواحدة، وترتيب السور بين بعضها حسب ترتيب المصحف، فلا بد من التأكيد على أن ترتيب الآيات توقيفي لا مجال للاجتهاد فيه، وهو ما توارثته الأمة في تاريخها، وأما ترتيب السور بين بعضها كما هو في المصحف، ألغي فيه اعتبار الزمان والمكان وأسباب النزول أو الأشخاص الذين نزلت فيهم الآيات، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ليعود القرآن الكريم كيوم نزوله إلى بيت العزة في السماء الدنيا: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} سورة الدخان 1 - 6
ولا يتحقق الإعجاز البياني للقرآن الكريم إلا بهذا الترتيب، ولقد توجه بعض المعاصرين إلى تفسير القرآن على ترتيب النزول، إلا أن ذلك عندنا ليس بصائب لأمور منها:
1 - أن الراجح عند معظم العلماء أن ترتيب السور توقيفي، وتضافرت النقول على تحديد ترتيب أكثر سور القرآن الكريم، لذا فإعادة تفسير القرآن حسب ترتيب النزول يتعارض مع الترتيب الذي اتفقت عليه الأمة أيام أبي بكر وعثمان رضي الله تعالى عنهما، ومضت الأمة على ذلك في القرون المتطاولة فلا يجوز تغييره حتى ولو كان اجتهاديا. وقد قال الكرماني يؤكد أن الترتيب توقيفي: " أول القرآن سورة الفاتحة ثم سورة البقرة، ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى سورة الناس، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ، وهو على هذا الترتيب كان يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام كل سنة ما يجتمع عنده منه، وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي توفي فيها مرتين "، وقد ساق الكرماني بعد هذا الرأي أدلة عديدة على ما قاله، وقد أيد السيوطي هذا الرأي بقوله: " إن ترتيب كل المصاحف بتوقيف، واستقر التوقيف في العرضة الأخيرة على القراءات العثمانية "، وقال أبو بكر الأنباري: " اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى ما الله عليه وسلم، وإن من قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن " وممن أيد هذا الرأي كل من ابن الزبير الغرناطي، الزركشي، وأبو جعفر النحاس وغيرهم، وكذلك أيده معظم المؤلفين المعاصرين في علوم القرآن الكريم
2 - إن إعادة ترتيب السور حسب النزول ضرب من الظن لأنه لا توجد روايات صحيحة تعطينا الترتيب الكلي للقرآن حسب تاريخ نزوله، ولهذا يقول الدكتور عدنان زرزور معللا معارضته لهذا العمل: " فالترتيب بحسب النزول لا يمكن وصفه بالدقة، إلى جانب ما فيه من تضخيم مرحلية البناء، وتضييق ساحة النص القرآني الذي أراد الله تعالى له أن يكون عاما شاملا يعين تنجيمه وأسباب نزوله على مزيد من الفهم لا على الانغلاق في حدود البيئة أو الزمان ... ، ولعل هذا أن يكون أحد الأسباب الحاسمة في ترجيح رأي من يقول إن ترتيب السور جميعها كان بتوقيف "
3 - أن كثيرا من علماء التفسير أثبتوا المناسبة بين السور، ومن هذه المناسبات المناسبة بين خاتمة السورة وافتتاحية ما بعدها، ( ... )، وهذه أمارة قوية ترجح الرأي الذي يقول بأن الترتيب الحالي توقيفي. ويعد هذا اللون من التناسب وجها من وجوه الإعجاز القرآني.
4 - يقول محمد شعباني: " إن فتح إعادة ترتيب السور حسب نزولها قد يؤدي إلى فتح باب آخر أشد خطرا على كتاب الله العزيز، فيغري بعض المتطفلين على القرآن فيطالبون بإعادة ترتيب الآيات حسب نزولها، وفي ذلك من التحريف والتشويه لنظم القرآن، وإفساد لحسن ترتيبه ورصف آياته وكلماته، ما لا يقول به إلا جاهل ببيان القرآن وإعجازه، أو ماكر يريد أن يأتي على بنيان الإسلام وأركانه ". نعم نقول لا بأس من مراعاة ترتيب النزول في الدراسات القرآنية عند بحث موضوع من الموضوعات من خلال القرآن، أما أن نطبع تفسيرا كاملا للقرآن الكريم مرتبا حسب النزول فهو غير مقبول، وأما إعادة ترتيب الآيات حسب النزول للتلاوة فهذا ضلال مبين.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[05 Jun 2010, 11:52 م]ـ
هناك محاولات استشراقية قديمة ومحاولات عربية حديثة لإعادة ترتيب القرآن حسب النزول، إلا أن المحاولات العربية لم تشتهر، لأسباب مختلفة.
ـ[فلاح حسن]ــــــــ[06 Jun 2010, 06:50 ص]ـ
السلام عليكم
وما رأي الإحوة الكرام في ربط السيرة بترتيب نزول القرآن الكريم واسباب النزول من أجل بيان وفهم مراحل السيرة من اول يوم نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم الى يوم وفاته(/)
"وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين , محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,وبعد:
فإن الإختلاف والخلاف قد انتشر وانتشر قبوله على أنه أمراً محموداً , وأغلب من يستسيغ الخلاف يحتج بحديث اشتهر على ألسنة الناس وهو: "اختلاف أمتي رحمة "وهو حديث لا أصل له ومعناه بهذه الصورة عدا عن كونه ليس عن نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه يخالف كتاب الله عز وجل في ذمه الاختلاف وسنة نبيه التي بين فيها نبذه للخلاف ,فهو منكر في معناه إن كان القصد منه في الدين , ومن أثر التغريب على هذه الأمة أن أصبح الناس يتقبلوا الخلاف في أي شيء ويقبلوا المخالف مما جعل كل صاحب قول شاذ يطرح فكره تحت اسم الخلاف , وجعل أهل البدع يطرحوا بدعتهم تحت اسم الإختلاف وأنه سنة!
وفي هذا الموضوع أحب أن أذكر نفسي وإخوتي بما يتعلق بالموضوع من آيات وأحاديث , وأدعوا من يجعل للإختلاف مساغ و أن يكون سمة الأمة أن يبين دليله على ذلك , والحق أحق أن يتبع ,والله تعالى أسأله الهداية والسداد.
الآيات في ذم الاختلاف:
"ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [هود/118، 119]
"كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [البقرة/213]
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [آل عمران/19]
" وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " [يونس/19]
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران/105]
"شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " [الشورى/13، 14]
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " [الأنفال/46]
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " [آل عمران/102، 103]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله عليه الصلاة والسلام:عن النزال بن سبرة أنه سمع"عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ قَالَ لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا"صحيح البخاري - (ج 8 / ص 256)
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ "فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلَافًا""صحيح مسلم - (ج 2 / ص 425)
وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم:
منها أن عمر قال عن خبر السقيفة عند ارتفاع الأصوات: "حَتَّى فَرِقْتُ مِنْ الِاخْتِلَافِ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ "صحيح البخاري - (ج 21 / ص 106)
"عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَإِنِّي أَكْرَهُ الِاخْتِلَافَ حَتَّى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 43)
وقال ابن عباس في حديث مرض النبي يوم الخميس:"وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ "صحيح البخاري - (ج 10 / ص 268)
ولما رأى حذيفة الإختلاف في القراءة بين الناس" قدِمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَرَأَى حُذَيْفَةُ اخْتِلَافَهُمْ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى"سنن الترمذي - (ج 10 / ص 370)
فما وجدنا شيئا مما يسوغ الاختلاف وإنما هو شقة وعذاب , فلم أصبحنا نجد مدح الاختلاف وتسويغه للناس حتى في منتديات أهل السنة ومنتديات يكثر فيها أهل العلم وطلابه؟!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Jun 2010, 08:43 ص]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم.
لا شك أن الأصل هو الاتفاق ونبذ الخلاف، وأن الأولى بالمسلمين أن يتفقوا وأن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا ..
ولكن من سنة الله تعالى أن يقع الخلاف وإن لم يكن هدفا في حد ذاته ..
فهو أمر قدري لا شرعي، بمعنى أن الله تعالى قدره وإن لم يكن أمر به؛ بل أمر بضده وهو الاتفاق ..
ومن هنا وقع الخلاف في بعض المسائل البسيطة بين صفوة الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة، ولكن كان لذلك الخلاف ضوابط وتربية نفسية وعلمية لذلك الجيل منعت الخلاف من السير في الاتجاه الخاطئ إلا في حدود ضيقة قدرية ..
وهذا لا يعطي المبرر لكل مخالف في أن يبث أفكاره الواهية تحت دعوى أحقية الخلاف، إلا ما كان في الفهم السائغ، مع الاستنارة بأقوال أهل العلم قبل الاعتماد على الفهم وحده ..
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Jun 2010, 09:09 م]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم.
لا شك أن الأصل هو الاتفاق ونبذ الخلاف، وأن الأولى بالمسلمين أن يتفقوا وأن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا ..
ولكن من سنة الله تعالى أن يقع الخلاف وإن لم يكن هدفا في حد ذاته ..
فهو أمر قدري لا شرعي، بمعنى أن الله تعالى قدره وإن لم يكن أمر به؛ بل أمر بضده وهو الاتفاق ..
ومن هنا وقع الخلاف في بعض المسائل البسيطة بين صفوة الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة، ولكن كان لذلك الخلاف ضوابط وتربية نفسية وعلمية لذلك الجيل منعت الخلاف من السير في الاتجاه الخاطئ إلا في حدود ضيقة قدرية ..
وهذا لا يعطي المبرر لكل مخالف في أن يبث أفكاره الواهية تحت دعوى أحقية الخلاف، إلا ما كان في الفهم السائغ، مع الاستنارة بأقوال أهل العلم قبل الاعتماد على الفهم وحده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.حياك الله أخي ابراهيم.
القصد أخي ليس موضع الإجتهاد , فموضع الإجتهاد المخطيء مع أنه أضاع أجرا فالمصيب له أجران , والنبي عليه الصلاة والسلام لم يعنف من اجتهد فأخطأ , ولكنه غضب على من انتهك حرمات الله لهوى , فلما أمرهم بالصلاة في بني قريضة:
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا لَمَّا رَجَعَ مِنْ الْأَحْزَابِ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ"
صحيح البخاري - (ج 3 / ص 499)
ولكن هؤلاء فهموا أمر النبي بالإستعجال والأخرون قالوا لا نخالف قوله عليه الصلاة والسلام , فمسوغ الإختلاف هنا الإجتهاد في فهم النص. وهذا الأمر ليس من مقصود الموضوع , وإنما ما دخل على الناس وروج له أن الحرية بالقول , والإجتهاد مع ورود النص , والتعصب للمذهب , ثم ظهر التعصب للأحزاب والتعصب للأشخاص ,والتقليد الأعمى, وتميع الدين ليوافق المذاهب الفكرية المعاصرة كالإشتراكية والديمقراطية والليبرالية ...
أما المذاهب فإن أئمة المذاهب لم يقبلوا التقليد الأعمى , ولم يقدموا رأيهم ولا إجتهادهم على الكتاب والسنة وهنا أنقل من كتاب صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام للشيخ ناصر الدين الألباني نقله عن أعلام الأمة في ذلك:
"1 - أبو حنيفة رحمه الله
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها:
1 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (ابن عابدين في " الحاشية " 1/ 63)
2 - (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه). (ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/ 293)
وفي رواية: (حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية: (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى: (ويحك يا يعقوب (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد)
3 - (إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي). (الفلاني في الإيقاظ ص 50)
2 - مالك بن أنس رحمه الله وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال:
1 - (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32)
2 - (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 91)
3 - قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة فقال: وما هي قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه. فقال: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع. (مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32)
3 - الشافعي رحمه الله
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها:
1 - (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي). (تاريخ دمشق لابن عساكر 15/ 1 / 3)
2 - (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد). (الفلاني ص 68)
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - (إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت). (وفي رواية (فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد). (النووي في المجموع 1/ 63)
4 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (النووي 1/ 63)
5 - (أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون: كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا). (الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/ 1)
6 - (كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي). (أبو نعيم في الحلية 9/ 107)
7 - (إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 10 / 1)
8 - (كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 9 / 2)
9 - (كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني). (ابن أبي حاتم 93 - 94)
4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى (كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي) ولذلك قال:
1 - (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا). (ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 302)
وفي رواية: (لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير)
وقال مرة: (الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير). (أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277)
2 - (رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 149)
3 - (من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة). (ابن الجوزي في المناقب (ص 182)
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
(فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع."صفة الصلاة - (ج 1 / ص46 - 54)
إذا نرد ما اختلفنا فيه الى ما اتفقنا عليه.
ومن غير أهل التقليد فأهل الحيل أشد ظلما لأنفسهم ولغيرهم , فهم قد امتازوا ببحثهم من مخرج من كل أزمة , وتحليل المحرمات اتباعا لأهوائهم وهؤلاء في كل زمن, و اذكرك بقول ابن القيم في قصيدته:
وتمام ذاك القول بالحيل التي =فسخت عقود الدين فسخ فصال
جعلته كالثوب المهلهل نسجه=فيه تفصله من الأوصال
ما شئت من مكر ومن خدع = ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة=وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما =وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله =في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما = تبغى من الأفعال والأقوال
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتل على شرب المدام وسمها =غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا = عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل= هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها = بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها = يا محنة الأديان بالمحتال
واحتل على نقض الوقوف وعودها =طلقا ولا تستحي من إبطال
فكر وقدر ثم فصل بعد ذا = فإذا غلبت فلج في الإشكال
واحتل على الميراث فانزعه م =الوراث ثم ابلع جميع المال
قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم = حتى تحوز الإرث للأموال
واعمد إلى تلك الشهادة واجعل = الإبطال همك تحظ بالابطال
فالحصر إثبات ونفى غير = معلوم وهذا موضع الاشكال
واحتل على مال اليتيم فإنه = رزق هنى من ضعيف الحال
لا سوطه تخشى ولا من سيفه = والقول قولك في نفاذ المال
واحتل على أكل الوقوف فإنها = مثل السوائب ربة الإهمال
فأبو حنيفة عنده هي باطل = في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه = هلكوا فخذ منه بلا مكيال
وإذا تصح بحكم قاض عادل = فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا =مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا = فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق =العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا =وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه =ناس لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال: ذكرتها =يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم: أخوض النار في =نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض = للمنكبين أجر بالأغلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم = ما قد سمعت فلا تفه بمقال
ماذا تقول لمن يقول: حكمت أنت = فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي =قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول: قط فتعارضا = ويكون قول الجلد ذا إعمال
فأجارك الرحمن من ضرب ومن =عرض ومن كذب وسوء مقال
هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى = دين الرسول وذا من الأهوال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى =والجهل تلك حكومة الضلال
والله لو عرضت عليه كلها =لاجتثها بالنقض والإبطال
إلا التي منها يوافق حكمه=فهو الذي يلقاه بالإقبال
أحكامه عدل وحق كلها = في رحمة ومصالح وحلال
شهدت عقول الخلق قاطبة بما = في حكمه من صحة وكمال
فإذا أتت أحكامه ألفيتها = وفق العقول تزيل كل عقال
حتى يقول السامعون لحكمه: =ما بعد هذا الحق غير ضلال
لله أحكام الرسول وعدلها =بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة =والناس في سعد وفي إقبال
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Jun 2010, 09:16 م]ـ
حتى الاختلاف .. فيه خلاف
منه المقبول ومنه المردود
..
المجتهدين بعضهم مصيب وبعضهم مخطيء والمصيب خير من المخطيء وقد نال من الأجر أكثر , أما من اجتهد في مخالفة الشرع فليس له إلا الوزر وظلم النفس.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Jun 2010, 09:52 م]ـ
حياك الله أخي ابراهيم.
اوإنما ما دخل على الناس وروج له أن الحرية بالقول , والإجتهاد مع ورود النص , والتعصب للمذهب , ثم ظهر التعصب للأحزاب والتعصب للأشخاص ,والتقليد الأعمى, وتميع الدين ليوافق المذاهب الفكرية المعاصرة كالإشتراكية والديمقراطية والليبرالية ...
أ [/ CENTER]
أخي الكريم: جزاك الله خيرا.
ليس عندي أمام هذه المعلومات القيمة التي تفضلت بها في هذا الموضوع إلا أن أقول: زدنا زادك الله علما وفضلا؛ فكم أجدت وأفدت وبينت بأدلة مقنعة سهلة واضحة لمن كان له قلب أو عقل ..
فكم عانينا ونعاني من قوم يقدمون أقوالهم وأقوال مشايخهم على الكتاب والسنة؛ ويتعصبون لتيارات فكرية أشد من تعصبهم لدينهم فيعقدون الولاء والبراء على ذلك ..(/)
فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:20 ص]ـ
قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
قال ابن عاشور: حول قوله تعالى (فاقتلوا أنفسكم) فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ تَشْرِيعُ حُكْمٍ لَا يَكُونُ مِثْلُهُ إِلَّا عَنْ وَحْيٍ لَا عَنِ اجْتِهَادٍ- وَإِنْ جَازَ الِاجْتِهَادُ لِلْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّ هَذَا حُكْمٌ مُخَالِفٌ لِقَاعِدَةِ حِفْظِ النُّفُوسِ الَّتِي قِيلَ قَدِ اتَّفَقَ عَلَيْهَا شَرَائِعُ اللَّهِ- فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَلَّفَهُمْ بِقَتْلِ أَنْفُسِهِمْ قَتْلًا حَقِيقَةً إِمَّا بِأَنْ يَقْتُلَ كُلٌّ مَنْ عَبَدَ الْعِجْلَ نَفْسَهُ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْأَنْفُسِ الْأَرْوَاحَ الَّتِي فِي الْأَجْسَامِ فَالْفَاعِلُ وَالْمَفْعُولُ وَاحِدٌ عَلَى هَذَا وَإِنَّمَا اخْتَلَفَا بِالِاعْتِبَارِ كَقَوْلِهِ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ
ويقول البغوي في تفسيره حول نفس الآية:
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ: الذين عبدوا العجل، يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ: ضررتم بأنفسكم، بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ: إلها. قالوا: فأي شيء نصنع؟ قال: فَتُوبُوا: فارجعوا إِلى بارِئِكُمْ: خالقكم، قالوا: كيف نتوب؟ قال: فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، يعني: ليقتل البريء منكم المجرم، ذلِكُمْ، أي: القتل، خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ، فلما أمرهم موسى بالقتل، قالوا: نصبر لأمر اللّه فجلسوا بالأفنية محتبين، وقيل لهم: من حلّ حبوته أو مدّ طرفه إلى قاتله أو اتّقاه بيد أو رجل فهو ملعون مردودة توبته، وأصلت القوم عليهم الخناجر وكان الرجل يرى ابنه وأباه وأخاه وقريبه وصديقه وجاره، فلم يمكنهم المضي لأمر اللّه تعالى، قالوا: يا موسى كيف نفعل؟ فأرسل اللّه تعالى عليهم ضبابة وسحابة سوداء لا يبصر بعضهم بعضا فكانوا يقتلونهم إلى المساء، فلما كثر القتل دعا موسى وهرون عليهما السلام وبكيا وتضرّعا وقالا: يا ربّ هلكت بنو إسرائيل، البقية البقية، فكشف اللّه تعالى السحابة وأمرهم أن يكفوا عن القتل، فكشف عن ألوف من القتلى، يروى عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال: كان عدد القتلى سبعين ألفا فاشتدّ ذلك على موسى فأوحى اللّه تعالى إليه: أما يرضيك أن أدخل القاتل والمقتول منهم الجنة؟ فكان من قتل منهم شهيدا، ومن بقي مكفّرا عنه ذنوبه، فذلك قوله تعالى: فَتابَ عَلَيْكُمْ، أي: ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم فتجاوز عنكم، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ: القابل للتوبة.
والسؤال: أي الأقوال أقوم وأقوى حجة وأيهما الأصح؟ وكيف توافق بين القول بالقتل المطلق وبين القاعدة الشرعية في صيانة الدماء وحفظها؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:39 ص]ـ
أخي الكريم تيسير
ليس هناك تعارض بين ما ذكره بن عاشور والبغوي ولا شك أن الأمر لم يكن باجتهاد من موسى عليه السلام وإنما هو أمر الله تعالى.
ولكن السؤال الذي أبحث عن إجابة له منذ زمن:
هل فعلا وقع القتل أم لا؟
الذي جاء في ما يسمى بالكتاب المقدس أن القتل وقع ولكن ذلك الكتاب لا يعول عليه كثيرا.
وما جاء في التفاسير ليس فيه ما تطمئن له النفس.
فالموضوع لا يزال محل بحث عندي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 12:06 م]ـ
الأهم من ذلك أخي مخالفة القاعدة الشرعية أو اصل من أصول الشريعة وهو حفظ النفس والتي هي محط تقدير ووجوب في جميع الشرائع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 12:33 م]ـ
الأهم من ذلك أخي مخالفة القاعدة الشرعية أو اصل من أصول الشريعة وهو حفظ النفس والتي هي محط تقدير ووجوب في جميع الشرائع
أخي الفاضل تيسير
ما جاء في الآية من الأمر بالقتل لا يخالف القاعدة الشرعية:
فالقاعدة الشرعية هي أن الأنفس معصومة مالم ترتكب ناقضا ينقض هذه العصمة.
فالقاتل معصوم الدم قبل أن يرتكب جريمة القتل
والزاني المحصن معصوم الدم قبل أن يرتكب جريمة الزنا
والمرتد معصوم الدم قبل أن يقدم على الردة.
فبنو إسرائيل حين عبدوا العجل ارتكبوا معصية عاقبهم الله عليها بأن أمرهم على لسان موسى عليه السلام أن يقتلوا أنفسهم.
فالذي وضع القاعدة هو الذي وضع الاستثناءات.
يقول صلى الله عليه وسلم:
"لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ" متفق عليه
فالأمر كما أشار إليه أخونا أبو تيماء حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 01:49 م]ـ
وهل الفعل الذي فعلته بني اسرائيل يقتضي القتل؟؟ وإذا كان ذلك كذلك فلماذا لم يقم موسى عليه السلام الحد عليهم؟؟ وهل الحديث الذي قاله نبينا عليه الصلاة والسلام لازم في شريعتهم وما معنى قوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 03:10 م]ـ
وهل الفعل الذي فعلته بني اسرائيل يقتضي القتل؟؟ وإذا كان ذلك كذلك فلماذا لم يقم موسى عليه السلام الحد عليهم؟؟ وهل الحديث الذي قاله نبينا عليه الصلاة والسلام لازم في شريعتهم وما معنى قوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً؟؟؟
أخي الكريم تيسير يسر الله أمرنا وأمرك
ماذكرته لك هو بيان من هو الذي يضع القواعد ويستثني منها وأنت لا شك تعرف ذلك.
أما الأمر الذي نحن بصدده ويخص بني إسرائيل فهذا الحدث كان في طور تكوين أمة في أول طريقها إلى الهداية حيث أن الشريعة لم تنزل بعد على موسى عليه السلام أو قل حصل هذا الحدث متازمنا مع نزول التشريع على موسى عليه السلام، فبنوا إسرائيل اتخذوا العجل وعبدوه أثناء غياب موسى حيث نزلت عليه الشريعة في ذلك الوقت وأخبره الله أن قومه عبد العجل من بعده ... إلى آخر القصة.
وهنا نقول هل هذه عقوبة خاصة بعبدة العجل لتكون كفارة للخطيئة التي ارتكبوها بعبادتهم العجل هذا هو الظاهر لأن العجل تم إحراقه ونسفه وفتح لهم باب التوبة بعد ذلك حسب سياق الآيات.
أم حكم الردة فهو موجود في شريعة موسى وليس هذا خاصا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو موجود في كتابهم الذي بين أيديهم اليوم، حيث جاء في سفر التثنية:
"واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفها انت ولا اباؤك 7 من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره9 بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت. لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك 12"(/)
ما هو تفسير العصر الحالي؟؟
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 03:29 م]ـ
اخواني إننا نعلم ان كل إمام ممن مضى كان يعالج قضايا تختص بزمنه ولا بد ان ينبري لقضايا عصره إمام يجلي الحقائق وفق ما يقتضيه الواقع، فإن الذي يوظف النصوص وينزلها على الوقائع أحسن تنزيل لا شك انه هو الذي يستحق التبعية القيادية وأن يكون قائدا للأمة يسيرون خلفه الحكام منهم قبل الرعايا - فالحكام حكام عل الناس والعلماء حكام عليهم-ولعل هذا الذي دفع علي بن المديني-رحمه الله- لقوله:"نصر الله الدين بإثنين:أبو بكر يوم الردة وأحمد يوم الفتنة" فمع توافر الرجال حول الإمام أحمد-رحمه الله- والعلماء-مثلا- إلا ان الشهادة كانت له لمعالجته قضايا واقعية ... هذه فكرتي عن التفسير العصري أو تفسير العصر الحالي وأرى أيضا ان اقرب ما يكون لهذا تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب ... فما رأي حضراتكم؟؟ وأرجو من الإخوة ان لا يكتبوا ملاحظاتهم حول الظلال فقد قتلت بحثا ونقاشا ولكنني أتكلم عن فكرة محددة فهل ترون صوابها وترون صواب اختياري أم شططت في ذلك وفي جعبتكم ما هو أصلح وأخير؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 05:02 م]ـ
... هذه فكرتي عن التفسير العصري أو تفسير العصر الحالي وأرى أيضا ان اقرب ما يكون لهذا تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب ... فما رأي حضراتكم؟؟
هذا كلام صحيح
وأقول:
إنه كتاب لم يُكتب قبله مثله وأشك أن يُكتب بعده مثله أو قريب منه.
إن ميزة الظلال التي ميزته عن بقية ما كُتب هي قراءة الواقع والحكم عليه من خلال القرآن
وهذا هو الذي أقض مضاجع الكثيرين وأودى بسيد إلى حبل المشنقة رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخالفك الرأي أخي الحبيب
لأن تفسير ((في ظلال القرآن)) لسيد قطب يمثل فكر خاص يتمثل بالإخوان المسلمين
وهي جماعة لها ما لها وعليها ما عليها ليس هنا مدار النقاش عنها ...
لكن هذا التفسير يُعتبر من التفاسير الدعوية
والذي حرص مؤلفه أن يبيّن واقع سياسي واجتماعي كان يعيشه من خلاله ونشر أفكار الجماعة بأسلوب أدبي رفيع
ولا يستقيم أن تكون الأمة بأكملها تابعة لفكر خاص أو جماعة معينة
وإنما التبعية للكتاب والسنة - فإن صح الحديث فهو مذهبي -
أيضا يقابل الظلال ((ترجمان القرآن)) لأبي الأعلى المودودي - وأظنه غير تفسيره ((تفهيم القرآن)) -
فهو مشابه له إلى حد ما من حيث إدراجه ضمن التفاسير الدعوية
وهذه التفاسير وإن أسميناها دعوية فهي تندرج تحت التفسير بالرأي
فهي - التفاسير بالرأي - تحمل أفكار ورؤية ومعتقد مؤلفها إن كان حقاً أو باطلاً
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:07 م]ـ
أخي إبراهيم لي على كلامك عدت ملاحظات:
فقولكم: لأن تفسير ((في ظلال القرآن)) لسيد قطب يمثل فكر خاص يتمثل بالإخوان المسلمين
وهي جماعة لها ما لها وعليها ما عليها ليس هنا مدار النقاش عنها ...
لكن هذا التفسير يُعتبر من التفاسير الدعوية
والذي حرص مؤلفه أن يبيّن واقع سياسي واجتماعي كان يعيشه من خلاله ونشر أفكار الجماعة بأسلوب أدبي رفيع
ولا يستقيم أن تكون الأمة بأكملها تابعة لفكر خاص أو جماعة معينة
وإنما التبعية للكتاب والسنة - فإن صح الحديث فهو مذهبي -
أقول: هذا غير مستقيم من وجوه فليس الظلال بداية ممثلا للإخوان ولا أن سيد يمثل الإخوان فكريا بل هم يتنافرون معه في كثير من القضايا، وإن كان منهم فهو أبعد الناس عنهم لمن تمعن في كتبه وكتبهم الفكرية، وليس هذا موضوعنا ... هل القضايا التي يعالجها سيد قطب قضايا تختص فقط في جماعة؟؟ طبعا لا، وليس ما عالجه من مشاكل هو من القضايا الخلافية بل هي من المسلمات ولكن احسن تنزيل الآيات على الوقائع فإنك لن تخرج إلا أن تقول أن تنزيله كان باطلا أو كان حقا .. ولكن لا يجعل خاصا بفريق لا شأن لنا به وكذا الأمر بالنسبة لتفسير المودودي.
وقولكم: وهذه التفاسير وإن أسميناها دعوية فهي تندرج تحت التفسير بالرأي
فهي - التفاسير بالرأي - تحمل أفكار ورؤية ومعتقد مؤلفها إن كان حقاً أو باطلاً
فهل التفاسير بالرأي مذمومة عندك حتى لا يؤخذ بها؟؟؟ وقل لي بربك ماذا ستقرأ من أمهات كتب التفسير التي صنفت في باب التفسير بالرأي؟؟؟ وما معنى تحمل آراء ومعتقدات صاحبها -من فضلك أوضح لي-
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:13 م]ـ
فهو مشابه له إلى حد ما من حيث إدراجه ضمن التفاسير الدعوية
وهذه التفاسير وإن أسميناها دعوية فهي تندرج تحت التفسير بالرأي
فهي - التفاسير بالرأي - تحمل أفكار ورؤية ومعتقد مؤلفها إن كان حقاً أو باطلاً
التفسير بالرأي كلمة فضفاضة وموهمه
التفسير له قواعده وأصوله وهي معروفة وفهم اللغة التي نزل بها القرآن في مقدمة ذلك ولا أظن سيد رحمه الله وهو الأديب الألمعي لا يجيد فهم اللغة العربية التي نزل بها القرآن، ولا أظن أنه قد غاب عنه أن القرآن يمكن أن يفسر بالقرآن أو بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أيضا لم يتجاهل أقوال من سبقه من المفسرين.
فإذا كان هذا هو التفسير بالرأي فهو كسائر من سبقه من المفسرين.
وإن كان تقصد التفسير بالرأي هو القول على الله بلا علم والقول بما يوافق الهوى فلا أظن أنك تستطيع أن تثبت ذلك في حق سيد رحمه الله تعالى.
ثم هل تعرف لسيد رحمه الله تعالى معتقدا كان يتبناه قبل أن يفسر القرآن؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل ممكن أن تبين لنا على أي شيء بنى سيد ذلك المعتقد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:53 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
أخي الفاضل الموضوع المطروح جدير بالاهتمام ومن باب المشاركة أقول:
إن التفسير المعاصر شهد عدت مدارس تفسيريه مثلت مناهج جديدة ومنها:
الترجمة - التأليف بالمقارنة بين عدة مدارس كالجمع بين الرواية والدراية في كتاب واحد - الاختار - التهذيب - التحشية - التفسيرالموضوعي بأنواعه - التفسير وفق توجه المفسر ... إلخ
لكن الذي أرجو توضيحه هل المراد تفسير العصر الحالي أو مفسر العصر الحالي وقد كانت مشاركتي على الأول والسلام
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:30 ص]ـ
ولم أر في التفاسير كالتفسير الصوتي والمُفرغ لشيخنا ياسر برهامي، بعد الظلال
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[07 Jun 2010, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أن التفسير المطلوب اليوم يستدعي:
1ـ أن يتولاه فريق متكامل، بحيث يكون العمل جماعيا،يشارك فيه علماء مختصون في العلوم الإسلامية، ويمكنهم في الوقت ذاته الاستعانة بالخبراء في مختلف التخصصات الأخرى عند الضرورة.
2ـ أن يكون التفسير حسب الموضوعات، لا بالتسلسل وفق ترتيب المصحف.
3ـ انتخاب أجود ما جاء في التفاسير السابقة. من نقول و أقوال،و استثمارها في التفسير الموضوعي الجماعي.
و هذه الأمور مجتمعة.أصبح في الإمكان تحقيقها بشكل ميسر.إذا توفرت لها الشروط و الضوابط اللازمة.
و الله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 Jun 2010, 07:02 ص]ـ
اخواني إننا نعلم ان كل إمام ممن مضى كان يعالج قضايا تختص بزمنه ولا بد ان ينبري لقضايا عصره إمام يجلي الحقائق وفق ما يقتضيه الواقع، فإن الذي يوظف النصوص وينزلها على الوقائع أحسن تنزيل .....
بل يعايش تلك الوقائع
و يعيش لله بها
و يعيّش الناس فيها على أمر الله ...
حتى يموت منها في سبيل الله!
و قد كان ذلك للسيّد رحمه الله رحمة واسعة في تفسيره العظيم تفسيراً مما تعوّد الناس و العلماء عليه من أول الفاتحة إلى آخر الناس ..
كما كان لبديع الزمان رحمه الله رحمة واسعة في تفسيره العظيم تفسيراً مما لم يتعود عليه الناس إلا ربما ذاك " الموضوعي " .. فكان تفسير " رسائل النور " تفسيراً للمقاصد الأربعة الأساسية للقرآن!
فالأول منهما يعيّشك القرآن كما هو .. و الآخر يعيّشك القرآن في مقاصده الأساسية و حسب!
فمن أراد معرفة الفرق ممن عاش في الظلال فليقرأ الرسائل ... ؟ يجد بعد العجب شيئاً أعجب!؟! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[07 Jun 2010, 09:22 ص]ـ
هدية للأخ خلوصي
اسمع الشريط الثاني من سلسلة السلفية ومناهج الاصلاح لشيخنا عبد المنعم الشحات عند الدقيقة 33 تقريبا، ستجد مدحا للشيخ النورسي، وهذا الصوت يعبر عن لسان الدعوة السلفية بالاسكندرية التي هي أكثر الجماعات السلفية نضوجا في الفكر
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 Jun 2010, 11:54 ص]ـ
بشرك الله بالخير سِيدي خالد .. دايما بتحب تفرحني .. الله يفرحك في الدنيا و الآخرة ..
و يا ريت تخبرني كيف أوصل للمحاضرة هادي .. من فضلك .. الله يجوزك وحدة شامية http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[08 Jun 2010, 06:01 م]ـ
ولكن لو سألتك: ما هي القضايا التي عالجها النورسي؟؟؟ في حين ما هي القضايا التي عالجها سيد؟؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 Jun 2010, 01:22 ص]ـ
ولكن لو سألتك: ما هي القضايا التي عالجها النورسي؟؟؟ في حين ما هي القضايا التي عالجها سيد؟؟؟
أستاذي الفاضل:
عظيمان فعلا في قلوب الأتباع العظائم من توجيه القلوب للرب الجليل و ربطها بكلامه الجليل!
كل ما قصدته من مشاركتي هو تشويق من عاش في الظلال ليلمس مداد الرسائل في صوغ الرجال .. تجربة بعد تجربة .. زيادة معرفة .. تعريف و دعوة للتعرف ..
بعدها يسير كل في الدرب الذي يشرح الله صدره له هذا أو ذاك أو كليهما معاً! .. مما يوافق استعداداته أكثر .. أو يفجر منها ما يتفجر ليعلم " كل أناس مشربهم "! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:30 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لتفسير سيد فإني أراه حكاية أدبية عن فكر الكاتب وفهمه لآيات القران , وفق عقيدته ومنهجه, ولكن لو احتجت لتفسير فلا أرجع اليه ,والسبب في ذلك ترجيحه المباشر بعد ذكر الخلاف وغلبة الصورة الأدبية على حساب التفسير والشرع وهذا له سبب يعرفه كل من يعرف حياة سيد قطب.
أضع هذا التفسير ثم أريد التمعن في كلام سيد:
ومن هذا المنظور الهائل الذي يراه الناس، إلى المغيب الهائل الذي تتقاصر دونه المدارك والأبصار: {ثم استوى على العرش}. .
فإن كان علو فهذا أعلى. وإن كانت عظمة فهذا أعظم. وهو الاستعلاء المطلق، يرسمه في صورة على طريقة القرآن في تقريب الأمور المطلقة لمدارك البشر المحدودة.
وهي لمسة أخرى هائلة من لمسات الريشة المعجزة. لمسة في العلو المطلق إلى جانب اللمسة الأولى في العلو المنظور، تتجاوران وتتسقان في السياق. .في ظلال القرآن - (ج 4 / ص 351)
وهذه أخرى:
..........
في ظلال القرآن - (ج 8 / ص 127)
{قل هو الله أحد}. . وهو لفظ أدق من لفظ «واحد». . لأنه يضيف إلى معنى «واحد» أن لا شي ء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء.
إنها أحدية الوجود. . فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية.
وهي من ثم أحدية الفاعلية. فليس سواه فاعلاً لشيء، أو فاعلاً في شيء، في هذا أصلاً. وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضاً. .
فإذا استقر هذا التفسير، ووضح هذا التصور، خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة، ومن كل تعلق بغير هذه اللذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية.
خلص من التعلق بشيء من أشياء هذا الوجود إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلاً! فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي. ولا حقيقة لفاعلية الإرادة الإلهية. فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته!
وحين يخلص القلب من الشعور بغير الحقيقة الواحدة، ومن التعلق بغير هذه الحقيقة. . فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الاوهاق. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة. وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟ ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله؟
ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها - وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله. لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله.
هذا الكلام قد يحمل بعدة معاني ويفهم بأكثر من فهم ....
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:40 ص]ـ
تفسير سيد قطب أضاف جديدا في المكتبة الاسلامية، فهو أحد المجددين في علم التفسير، لأنه بارع وعبقري في احدى علوم اللغة التي نزل بها القرآن - في الناحية الأدبية - وقد فسره القرآن بهذا الأسلوب ومن ضمن محاسن تجديده، أنه ملأ وحشا أسلوبه الأدبي بأفكار وتصورات وايحاءات واشارات وتفسيرات وتحليلات للواقع المعاصر بكل همومه، وهذا تسبب في غزو هذا التفسير لقلوب أهل القرن العشرين ومابعده الى أن يشاء الله، بخلاف غيره من تفسيرات الأشمة المعاصرين التي لاتصلح الا للباحثين في المكاتب المغلقة. واذا أُريد لهذه التفسيرات أن تصبح عالمية فلابد لأشخاص يجيدون اعادة انتاجها واخراجها الى أهل هذا العصر،
ومن محاسن تجديده ابرازه للوحدة الموضوعية في القرآن وتبيين اعجاز القرآن في بعض النواحي اللغوية كاِحكام السرد وجودة السبك، وكل هذا التجديد بهذا الشمول لم يسبقه اليه أحد من جهابذة العلم الشرعي على مدار التاريخ الاسلامي، كل هذا بخلاف أنه واحد ممن اختارهم الله ليكونوا حلقة ضمن سلسلة خلدتهم أعمالهم - كعمار وسمية وأصحاب الأخدود وايمان سحرة فرعون وصاروا وقودا يُمد جند الله بالقوة ويعلمونهم كيف يستعلون بدينهم - في أحلك الظروف وأشدها - على أهل الباطل وهم في أوج علوهم وبطشهم.
والذين يذهلون عن كل ماذكرت ويجحدون فضل سيد قُطب فأنهم أُتوا من جهات: منها أنهم لايفرحون ولايبالون أو - لايلتقطون أصلاً! - سنن الله، هذه السنن التي يكتشفها المجددون في كل عصر ويبرزونها للناس واضحة اليهم كوضوح الشمس!
وأصل هذا الخلل هو أن هؤلاء خضعوا لخطاب ديني قاصر عن مطالب بعض المكونات الانسانية التي خلقها الله في الانسان، وبالتالي ضمرت هذه الحواس والمكونات البشرية، فتبلدت هذه الحواس وأصبحت غير قادرة على فهم الخطاب الذي يلبي اليها حاجاتها، بل ولاتبحث عنه أصلا_ ويقول العلامة محمود شاكر في أمثال هؤلاء أ - الف القبيح متلفة للاحساس والعقل جميعا
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:26 م]ـ
أحبابي سيظل لكل رأيه -وأنا مع الظلال وبلاغيات النورسي النفيسة للغاية-، لكن لماذا لا ترجعون إلى نفس الموضوع الأصلي و تتحفونا بتفاسير أخرى معاصرة مناسبة للعصر، وأنا سآتيكم ببعض ما رأيته مناسباً، ومن المناسب في هذا الموضوع أن لا تشغلنا الأخطاء التي يراها البعض فيما أذكر من كتب عن الاستفادة في الموضوع الذي هو أصل حديثنا (التفسير في العصر الحالي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:31 م]ـ
1 - الأساس في التفسير لسعيد حوى، فيه أنوار ودرر متناثرة، أقولها عن اطلاع على كتابه رغم أن أكثر كلامه نقولٌ (من: ابن كثير - النسفي - الألوسي - الظلال) لكن ما يذكره من كلامه هو رائعٌ حقاً.
2 - تفسير الدكتور النابلسي الصوتي المفرغ ولم يبق له إلا سورة التوبة وهو يفسرها حالياً، وهو تفسير يمس شغاف القلوب، مع ضرورة التثبت فيما يذكره من أحاديث نبوية وأقوال تفسيرية شاذة، أما ربطه للآية بواقعنا فلا يقل عن سيد رحمه الله
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:20 م]ـ
أخي مجدي مشكلتك أنك لا تفهم كلام سيد وتأخذ بالمحتمل وتترك الواضح من كلامه ... ولماذا تترك كلامه الآخر المبين لإنكاره لوحدة الوجود؟؟؟؟ فهل هذا أحسن المحامل عندك؟؟؟ ثم إنك دخلت على غير موضوعنا وهذا عيب فوق كل عيوبك في النقد فإنه لا ينبغي عليك ان تنصرف عن موضوعنا ... وسؤالي للأخ الخلوصي -وفقه الله- ما هي المشكلات والامور التي تعرض لها النورسي لان كلامك هذا قد أقول لك فيه أنه يشترك مع النورسي فيه كل من الف في التفسير لكن ما هي ميزته-مع رجائي أن يكون كلامك دون عموميات وبنقاط واضحة-؟؟؟ ثم ما علاقة النورسي بالصوفية؟؟؟ مع الشكر للأستاذ محمد نصيف -وفقه الله-
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jun 2010, 09:35 م]ـ
أخي مجدي مشكلتك أنك لا تفهم كلام سيد وتأخذ بالمحتمل وتترك الواضح من كلامه ... ولماذا تترك كلامه الآخر المبين لإنكاره لوحدة الوجود؟؟؟؟ فهل هذا أحسن المحامل عندك؟؟؟ ثم إنك دخلت على غير موضوعنا وهذا عيب فوق كل عيوبك في النقد فإنه لا ينبغي عليك ان تنصرف عن موضوعنا -أين ذكرت أن سيد يقول بوحدة الوجود؟ ,ومن أخبرك أني قد كتبت نقدا على الظلال كما تظن؟
أنا فقط نبهت الى موضوع يتعلق بغلبة الصورة البيانية على الضوابط الشرعية. فهل تخبرنى من هو "المغيب الهائل "مثلا.!
للأسف التعصب أحيانا يجعل الإنسان يفقد بصيرته. والله عز وجل قال:"َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ "النساء/135]
وعندما قلت يفهم بأكثر من وجه , فالقصد واضح أنه قد يساء فهمه وخصوصا أنا نعلم أن أغلب الناس لا يقرؤون كتب التفسير كلها , ولكن قد يرجع لتفسير آية ,على أي حال شكرا لك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:47 م]ـ
أين ذكرت أن سيد يقول بوحدة الوجود؟ ,ومن أخبرك أني قد كتبت نقدا على الظلال كما تظن؟
أنا فقط نبهت الى موضوع يتعلق بغلبة الصورة البيانية على الضوابط الشرعية. فهل تخبرنى من هو "المغيب الهائل "مثلا.!
.
أخي الفاضل مجدي
قولك أخي " بغلبة الصور البيانية على الضوابط الشرعية" غير دقيق، فسيد رحمه الله ينطلق من قواعد شرعية دقيقة، ولكنه في بعض المسائل المتنازع فيها يتكلم بما توصل إليه فهمه بناء على قواعد لغوية وشرعية هو مقتنع بها لا بناء على هوى أو تقليد.
أما سؤالك: " فهل تخبرني من هو" المغيب الهائل"؟
فأقول يا أخي الكريم أتمنى عليك لو أعدت قراءة الكلام الذي وردت فيه هذه العبارة، وسيتبين لك أنك فهمت كلام سيد وحملته على معنى لا يدل عليه ولا يُفهم من كلامه.
وقد كتبت تعقيب على مشاركتك بخصوص هذه العبارة سوف أوافيك به إن شاء الله تعالى عما قريب.
أما كلام سيد رحمه الله تعالى على سورة الإخلاص فأرجو أن تعود إلى ما كتبته على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19551&highlight=%D3%ED%CF+%E6%DA%DE%ED%CF%C9+%E6%CD%CF%C 9
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 01:40 ص]ـ
أولا سيد مجدي انت قد حولت الموضوع فليس الكلام كله عن سيد -وهذا رأس الخلل- ولذا قد حملت حملتك على سيد بكلام عجيب غريب فقد جعلته حسب منهجه وعقيدته وأشياء كثيرة لا اناقشك فيها وأنا لم اقل يا اخي العزيز انك تنقده إلى بعد كلامك الذي نمقته ولا اعلم ماذا تفهم انت منه غير النقد؟؟؟ وماذا تفهم من نقلك لكلام سيد حول سورة الإخلاص وأنت إن كنت من المطلعين علمت أنه نقل لكل من ضعفت ملكته الأدبية وسودوا صحفا في ذم سيد من اتهامه بوحدة الوجود وهل تنقل الكلام ولا تطلقه نحو إطلاقاتهم ولك فهم غير فهمهم ونقد من وجه جديد؟؟؟ أم أنه حب في زخرفة الكلام ومن قال لك أني متعصب؟؟؟ وهل تعلم رأيي أصلا في السيد؟؟؟ ولماذا تتكلم عن تفسير الظلال وليس موضوعنا هنا؟؟؟ أم أنه من التعصب وكما قيل:"رمتني بدائها .. "؟؟ أخي لا أريد أن أناقشك ولكني من البداية في أول الموضوع قلت: وأرجو من الإخوة ان لا يكتبوا ملاحظاتهم حول الظلال فقد قتلت بحثا ونقاشا ... فارجو أن ترجع للموضوع الاصلي وتلتزم به من غير شطط ولا تؤاخذني بحدة عبارتي فإن كلامك جارح في رجل لا يستحق منك هذا وليس في كلامك إنصاف ولا أريد ان تصبح مسائل شخصية لذلك أعتذر عن كل كلمة خرجت عن حدود البحث العلمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 Jun 2010, 07:52 ص]ـ
أخي الفاضل مجدي
قولك أخي " بغلبة الصور البيانية على الضوابط الشرعية" غير دقيق، فسيد رحمه الله ينطلق من قواعد شرعية دقيقة، ولكنه في بعض المسائل المتنازع فيها يتكلم بما توصل إليه فهمه بناء على قواعد لغوية وشرعية هو مقتنع بها لا بناء على هوى أو تقليد.
أما سؤالك: " فهل تخبرني من هو" المغيب الهائل"؟
فأقول يا أخي الكريم أتمنى عليك لو أعدت قراءة الكلام الذي وردت فيه هذه العبارة، وسيتبين لك أنك فهمت كلام سيد وحملته على معنى لا يدل عليه ولا يُفهم من كلامه.
وقد كتبت تعقيب على مشاركتك بخصوص هذه العبارة سوف أوافيك به إن شاء الله تعالى عما قريب.
أما كلام سيد رحمه الله تعالى على سورة الإخلاص فأرجو أن تعود إلى ما كتبته على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19551&highlight=%D3%ED%CF+%E6%DA%DE%ED%CF%C9+%E6%CD%CF%C 9
أخي ابو سعد جزاك الله خيرا, لم أتهم سيد بأنه يقول بوحدة الوجود , ولكن كما ذكرت لك سابقا التفاسير يطلع عليها الناس ويقصدون آيات بذاتها , أنا قلت يفهم بأكثر من وجه ,لما دخلت االربط الذي وضعته لي وجدت فيه ما أعرفه عنه لا غيره , سأبعث اليك برسالة عما كتبته عن "المغيب الهائل"كي لا ينحرف الموضوع.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:26 م]ـ
ما زلت أتمنى أن يأتي أحد بتفسير مناسب للعصر الحالي، خاصة إن كان يرى أن الظلال ليس مناسباً، لكن خطر في بالي أمر أطرحه عليكم: أليس الأنسب أن تكون التفاسير المناسبة للعصر الحالي مسموعة لا مقروءة؛ أقصد أن تكون على شكل مواعظ تلقى على الناس؛ لأن مقام الألقاء يساعد على الوعظ وتحريك القلوب والربط بالواقع أكثر بخلاف التفاسير المكتوبة فقد تميل إلى الناحية العلمية أكثر، ومما يؤيد هذا أنك قد تجد في درسٍ في مسجد حيك أو في خطبة الجمعة - مثلاً- هذا التفسير الذي نبحث عنه في هذه المقالة ولا تجده في بعض التفاسير المطولة حتى لو ألفت في هذا العصر.
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:40 ص]ـ
والله يا شيخ محمد المهم ان نجد من يعي هم امته وواقعها ويعايشها كان هذا التفسير مسموعا ام مقروء أم كان بطريقة عرض أخرى أما من لا يفهم واقعه ولا يعلم ما هو خارج بيته فماذا نقول له؟؟؟ ومن لا يعلم قضايا الأمة المصيرية فماذا سيكتب وبماذا سيفيض قلمه؟؟؟ أتعلم ان كثيرا من المنتسبين لدين اليوم أسود على الدعاة تكفيرية-إن جاز التعبير- عليهم مرجئة -حماة-على الظالمين والمغتصبين،فهؤلاء بأي حديث سينطقون؟؟؟ واي تفسير سيكتبون؟؟؟ إن تفاسيرهم جناية على الأمة وأي جناية والله الموفق وبه نتأيد
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[14 Jun 2010, 01:26 م]ـ
أعتقد أني لم أنجح في إيصال الشق الأول من كلامي ألا وهو:
طلبتم تفسيرا عصرياً مناسباً واقترحتم الظلال والنورسي ثم دار النزاع والقتال حوله فقلت لكم قبل أيام: " ارجعوا إلى موضوعكم ولتأتوا بتفسير مناسب وذكرت لكم تفسيرين: (حوى - النابلسي) "، ثم عاد النقاش والقتال فقلت لكم: هل من تفاسير أخرى موجودة تناسب العصر وتربط بالواقع؟ وحتى الآن لم أسمع رداً، وأنا أريد الفائدة حتى أضيف لما عندي من تفاسير تفاسيرأخرى تفيدوننا بها تربط بالواقع وتناسب العصر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jun 2010, 03:04 م]ـ
لقد توفي سيد رحمه الله بعد أن وصف واقع عصره وحاكمه إلى كتاب الله تعالى
واليوم بعد خمس وأربعين سنة من وفاة سيد أصبح الواقع أشد مرارة بمسافات فلكية من أيام سيد
لقد قطعوا الطريق على فكر سيد لجعل القرآن حاكما ومغيرا للواقع وذلك بتجريم فكر سيد والحكم عليه بأنه فكر خارجي
ثم هم اليوم يجرمون الفكر الذي جرم فكر سيد ويجرمون حامليه
وفي الحالين أو الزمنين المخطط خارجي والمنفذ داخلي
فناموا وأطيلوا النوم حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[14 Jun 2010, 03:55 م]ـ
كأني أفهم من كلام أبي سعد أننا نحتاج رجلاً في أيامنا هذه كسيد رحمه الله في:
1/ إقباله بكليته على القرآن- كذلك أحسبه والله حسيبه -.
2/ تذوقه العالي.
3/ قدرته البيانية
لكن يبقى أن ما سيكتبه قد يكون غير قابل للنشر- خاصة مع تقدم التقنية -
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:03 م]ـ
كأني أفهم من كلام أبي سعد أننا نحتاج رجلاً في أيامنا هذه كسيد رحمه الله في:
1/ إقباله بكليته على القرآن- كذلك أحسبه والله حسيبه -.
2/ تذوقه العالي.
3/ قدرته البيانية
لكن يبقى أن ما سيكتبه قد يكون غير قابل للنشر- خاصة مع تقدم التقنية -
هذا وجوده مثل الزئبق الأحمر
ثم مثل ما قلت
دعهم يتركونا نقرأ القرآن(/)
أين أجد تعليقات د/مساعد علي الإتقان ....... ؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 09:33 م]ـ
أرجوا أن أجد تعليقات الدكتور/مساعد علي الإتقان صوتية ومقروئة
مرتبة إن أمكن فهل من معين .................................... ؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:03 ص]ـ
تفضل:
من موقع جامع الراجحي:
http://www.grajhi.com/inc/ListbySpeakers.asp?id=41
أو من موقع البث الإسلامي:
http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=316
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسين وبارك فيك .......................... ،
لقد أقررت عيني وأريد أن أعرف هل التعليقات المكتوبة مرتبة علي الملتقي
وإن لم يكن فهل من سبيل إلي ترتيبها.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:14 م]ـ
أرجو المسـ ــــــــــــــــــــــاعدة .................. ،
فهل من معين؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[17 Jul 2010, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسين وبارك فيك .......................... ،
لقد أقررت عيني وأريد أن أعرف هل التعليقات المكتوبة مرتبة علي الملتقي
وإن لم يكن فهل من سبيل إلي ترتيبها.
ههل هي موجودة مرتبة أم لا؟
وأين هي رجاءا؟(/)
لقاء الديوانية (قواعد تفسير القرآن بالسنة) للدكتور محمد بازمول
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:13 م]ـ
يسرنا أن نرفع لأحبتنا الكرام التسجيل الكامل للقاء ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف والتي أقيمت بتاريخ 1431/ 6/18 بعنوان: قواعد تفسير القرآن بالسنة لفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد بن عمر بازمول.
آملين أن تجدوا فيها النفع والفائدة.
وإليكم الرابط:
http://www.4shared.com/dir/8m8_2EBT/sharing.html(/)
استفسار حول مختصر تفسير الرازي للشيخ العكّ رحمه الله تعالى
ـ[معروفي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:55 م]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأفاضل في الملتقى:
الموضوع: استفسار حول مختصر تفسير الرازي للشيخ العكّ رحمه الله تعالى.
لقد بحثت عن مختصر تفسير الرازي للشيخ خالد عبدالرحمن العكّ رحمه الله تعالى، ويقع في ستة مجلدات ..
لكنني لا أعرف من الذي طبعه من دور الكتب لأشتريه ...
وهل هناك رابط لتحميل المختصر؟
وهل اختصر تفسير الرازي أحد من العلماء القدامى أو المعاصرين؟
وما رأي أشياخنا العلماء بمختصر العكّ؟
وجزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[معروفي]ــــــــ[08 Jun 2010, 02:44 م]ـ
السلام عليكم
ألا من مجيبٍ عن سؤالي؟!.
ـ[معروفي]ــــــــ[11 Jun 2010, 04:18 م]ـ
أيها المتخصصون الكرام:
أيعقل أن يكون هذا المختصر نكرة لا محل له من المكانة عند المتخصصين بالتفسير؟!
أم عدم تفاعلكم مع سؤالي لحكمة بالغة لديكم؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:34 م]ـ
أرجوا أن لا تكون هذه سمة فقد حصل ذلك معي أنا الآخر في أكثر
من مرة.
أرجوا المعذرة علي شدة اللهجة ولكن كان عندي تصور آخر فلعل
تصوري كان خطئا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Jun 2010, 10:42 م]ـ
أيها الأحبة
الإعذار هو أولى بالكرام أمثالكم من العتاب.
معهود هذا الملتقى هو الإجابة عن الأسئلة وتفصيل القول ما أمكن إلى ذلك سبيل، وإن تخلف هذا في بعض الأحيان فلعدم توفر الجواب، أو انشغال العارف به، أو غير ذلك من الأسباب والأعذار التي لو عُلم بها لقلَّ اللوم والعتب.
واجتهادا مني في إجابة الأخ الكريم هذه بعض الإجابات العاجلة ولعل الإخوة يضيفون ما لديهم:
لا أعرف من الذي طبعه من دور الكتب لأشتريههي دار آزال للطباعة والنشر- بيروت
وهل هناك رابط لتحميل المختصر؟ لا أعلم له رابطا، ولكن يمكن شراؤه عن طريق هذا الرابط ( http://www.thakafa.biz/cgi-bin/item/269-18580/00109/index.html) .
وهل اختصر تفسير الرازي أحد من العلماء القدامى أو المعاصرين؟ تم الحديث عن عدد من مختصراته وقضايا أخرى متعلقة به في الملتقى تجدها هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?threadid=243) .
وفقك الله أخي الكريم.
ـ[معروفي]ــــــــ[12 Jun 2010, 04:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخوين الفاضلين (الشرقاوي والعبادي) على مرورهما الكريم ..
ولعل الله تعالى ييسر الوصول إلى دار آزال ببيروت ولو بعد حين ..
أما الرابط الذي أحلتني عليه في موقع ملتقى أهل التفسير فقد عدتُ إليه فلم أجد فيه ما أريد، لكنني وجدت آخر مشاركة للأخ العوضي حيث سأل نفس سؤالي ثم توقفت المشاركات.
جزاك الله تعالى خيراً أخي العبادي على اهتمامك وأدبك الجمّ، وأسأل الله تعالى أن يكرمنا جميعاً بالعلم النافع والعمل الصالح.
وأضيف بأن منهج الشيخ العكّ رحمه الله تعالى سلفي أثري سنّي حتى آخر لحظات عمره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2010, 05:32 ص]ـ
تفسير الرازي جدير بالاختصار حقاً، ولم أطلع على هذا المختصر الذي سألتم عنه، ولم أره قط في أي معرض للكتاب أو مكتبة، ولعلنا نبحث عنه ونستفيد منه. وكتب الشيخ العك كتب مفيدة وقيمة جزاه الله خيراً.(/)
لماذا وصف الله القرآن بالنور ولم يصفه بالضياء؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jun 2010, 06:56 ص]ـ
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (5)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) سورة البقرة (17)
(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (20)
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة النور (35)
في ضوء الآيات الكريمة أرجو من الأخوة الأفاضل المشاركة في البحث عن الجواب على السؤال أعلاه.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:05 ص]ـ
قال العسكري:
" الفرق بين الضياء والنور: أن الضياء ما يتخلل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك، والشاهد أنهم يقولون ضياء النهار ولا يقولون نور النهار إلا أن يعنوا الشمس فالنور الجملة التي يتشعب منها، والضوء مصدر ضاء يضوء ضوء يقال ضاء وأضاء أي ضاء هو واضاء غيره.
1325 الفرق بين الضياء والنور: هما مترادفان لغة.
وقد يفرق بينهما بأن الضوء: ما كان من ذات الشئ المضئ، والنور: ما كان
مستفادا من غيره.
وعليه جرى قوله تعالى: " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا.
وقال الراغب: النور الضوء المنتشر الذي يعين على الابصار.
وهو ضربان: دنيوي وأخروي.
والدنيوي ضربان: معقول بعين البصيرة، وهو ما انتشر من الانوار الآلهية كنور العقل ونور القرآن.
ومنه: " قد جاءكم من الله نور " ومحسوس بعين التبصر وهو ما انتشر من
لاجسام النيرة، كالقمرين والنجوم النيرات، ومنه: " هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ".
ومن النور الاخروي قوله تعالى: " يسعى نورهم بين أيديهم "."
الفروق اللغوية -ابو هلال العسكري (ج 1 / ص332 - 333)
أثرتني أخي للتفكر بين الضياء والنور من حيث لماذا وصف الله القران بالنور لا بالضياء كما ذكرت.
أولا: وصف الله ما أعطى موسى "التوراة" بالضياء:"وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ " [الأنبياء/48]
ثانيا: لم أجد وصف القران بالنور إلا فيما ذكرت من سورة النور وفي البحثوجدت أن النور أطلق على محمد صلى الله عليه وسلم: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ " [المائدة/15]
وعلى الحق الذي هو الإسلام:
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة/32]
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف/8]
والهداية:
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [الزمر/22]
...
ولم أجد شيئا أفرق به بين هدى الله الذي أنزله "التوراة"ضياء وهي كلام الله و"القرآن" نور وهي كلام الله ,إلا أن التوراة حرفت فلم يبقى لمن يقصدها دون القران هداية.
والله تعالى أعلم انتظر من الأخوة بيان بارك الله فيكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Jun 2010, 10:24 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
النور هو تلك الحزم المستقيمة التي لا تحمل حرارة
والضياء هو الذي فيه نور ونار
النور دوماً يطلق على الهمم العالية الشفافة التي تشبه الروح. فالنور هو سمو غير مادي ولا شهواني انه روحاني شفاف رقيق معبر.فيه صدق وإيمان وتجلي وتسبيح وارتقاء
أما الضياء الذي يحوي نور ونار.فالنور للروحانيات التي أسلفنا ذكرها. والنار التي تحتوي على فائدة دنيوية تصلح للمتاع الدنيوي وما ينفع العباد بمالا يستغنون عنه. وهذا ما كانت تحتويه التوراه من علوم دنيوية إضافة للدينية وقد وصفها الله تعالى بذلك في قوله: وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ
لاحظ التركيز (من كل شيء) و (تفصيلاً لكل شيء) أي علم للآخرة وعلم للدنيا متوازنان. وهذا لا يصلح معه إلا كلمة ضياء التي تحوي نفع في الدنيا وآخر للآخرة’.
ولعل قائل يقول أن القرآن أيضاً فيه منافع دنيوية وبصائر للناس عن أمور الدنيا وعمارتها. فلماذا لم يطلق على القرآن ضياء إذا كان هذا هو المقصود؟؟ والجواب: نعم في القرآن تبيان لكل شيء وموعظة وهدىً ولكن على ما فيه من تبيانات إلا أنه لا يصل الى الحجم الذي كانت عليه التوراة. فالتوراة أخذت الأمر بتخصيص أكبر وأعمّ.
إضافة الى كل ذلك فإن هناك بين شاسع في الأخلاق والطبائع بين أمتة الاسلام وأمة بني اسرائيل.فأمة محمد عليه الصلاة والسلام أمة تؤمن بالغيب (الذين يؤمنون بالغيب).وأمة اليهود أمة ماديّة تعتمد على المادة المحسوسة حتى بإيمانها. ولذلك فقد طلبوا معجزات كثيرة من موسى عليه السلام. بل أنهم طلبوا أن يريهم الله جهرة. والى آخر قصصهم الطويلة المعروفة. وبهذا فإنهم يتميزون بالجدال والحوار. ولا يستحقون بذلك وصفهم بالأمة النورانيّة الصافية. إذ إن الصفاء من أهم شرائط النور الذي لا يعلق به شيء.
هذا والله تعالى اعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:49 م]ـ
ونقطة أخرى فاتني أن أذكرها: وهي أن الرسالة المحمدية هي آخر الرسلات مما يقتضي أن تستمد البشرية من نورها الى يوم القيامة وهذا معنى كلمة نور أن يعم الضوء كل أرجاء الدنيا بينما الضياء ليس له هذا الامتداد الواسع. لأنه من مصدرين: نور ونار لا يكفي إلا لأمة واحدة ودهر واحد. ولكن نور هذه الأمة المستمد من نور الله تعالى فلن يخفت الى يوم القيامة (الله نور السماوات والارض) فالقرآن نوره مستمدة من الله خالق النور ومصدر التنوير وليس من الشمس أو القمر أو أي مصدر من مصادر الضياء التي ستؤول يوماً للإنطفاء والزوال.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا عن هذا المجهود الطيب و لكن ألم يصف الله التوارة أيضا بالنور فى قوله تعالى ( .... قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا و هدى للناس .... ) 91 الانعام فأصبحت التوراة موصوفة بالوصفين و أما عن وصف التوراة بأنها تفصيلا لكل شئ فالقرآن تبيانا لكل شئ لقوله تعالى ( ... و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ... ) النحل 89 و الحق يا أخوانى لم أقف على الفرق بين التفصيل و التبيان و أعتقد ان الموضوع يحتاج الى بحث دقيق فى وصف القرآن و التوراة و الانجيل فى القرآن الكريم. فإن لم يك سبق اليه أحد من أهل العلم و الفضل فأنتم أهل لها ان شاء الله.
وفقنا الله لما يحب و يرضى
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:23 م]ـ
مما يوضح المعني حديث مسلم " الصلاة نور ................... والصبر ضياء "
وليراجع ماسطره الإمام النووي في شرح مسلم فإنه نفيس.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Jun 2010, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا عن هذا المجهود الطيب و لكن ألم يصف الله التوارة أيضا بالنور فى قوله تعالى ( .... قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا و هدى للناس .... ) 91 الانعام فأصبحت التوراة موصوفة بالوصفين و أما عن وصف التوراة بأنها تفصيلا لكل شئ فالقرآن تبيانا لكل شئ لقوله تعالى ( ... و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ... ) النحل 89 و الحق يا أخوانى لم أقف على الفرق بين التفصيل و التبيان و أعتقد ان الموضوع يحتاج الى بحث دقيق فى وصف القرآن و التوراة و الانجيل فى القرآن الكريم. فإن لم يك سبق اليه أحد من أهل العلم و الفضل فأنتم أهل لها ان شاء الله.
وفقنا الله لما يحب و يرضى
أخي خالد بارك الله بك
لقد غلبتني والله بارك الله بك. ولقد نسفت قولي من أوله بالحق والبرهان. مما يجعلني أن أنسحب شاكراً لك وحامداً لله. وأسأل الله تعالى أن يفتح عليك فتستخرج تلك الحكمة من تلك الألفاظ.
والله يا أخي ليس لنا من إثارة تلك المواضيع إلا الفائدة المرجوّة. والأصل أن نلتزم بأدب الحوار وأصوله للوصول الى الحق ولذلك فإني كلامي السابق ليس صحيحاً وأتبرّأ منه جملة وتفصيلاً. وأدعو كل من شارك بهذا الموضوع أن يتراجع عن قوله في ضوء تلك الآية التي ذكرتها يا أخي والتي تصف التوراة أيضاً بأنها نور. فالسؤال أصلاً قد نسف من أوله وبحاجة الى إعادة صياغة. أشكرك أخي على هذه الفطنة وبارك الله بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:15 م]ـ
أخي خالد بارك الله بك
لقد غلبتني والله بارك الله بك. ولقد نسفت قولي من أوله بالحق والبرهان. مما يجعلني أن أنسحب شاكراً لك وحامداً لله. وأسأل الله تعالى أن يفتح عليك فتستخرج تلك الحكمة من تلك الألفاظ.
والله يا أخي ليس لنا من إثارة تلك المواضيع إلا الفائدة المرجوّة. والأصل أن نلتزم بأدب الحوار وأصوله للوصول الى الحق ولذلك فإني كلامي السابق ليس صحيحاً وأتبرّأ منه جملة وتفصيلاً. وأدعو كل من شارك بهذا الموضوع أن يتراجع عن قوله في ضوء تلك الآية التي ذكرتها يا أخي والتي تصف التوراة أيضاً بأنها نور. فالسؤال أصلاً قد نسف من أوله وبحاجة الى إعادة صياغة. أشكرك أخي على هذه الفطنة وبارك الله بك.
أخى الكريم شكر الله لك و شرح صدرك و يسر امرك و أصلح عملك و أحسن خاتمتك. مما أثلج صدرى أنا أرى علماء من أمثالكم يقفون عند الحق و يرجعون اليه كما فعل اهل القرون الاولى فزادكم الله عزا و تواضعا له. و لئلا تظن بى شيئا أنا لست أهله فأنا يا أخى الكريم لست عالما و لا حتى طالب علم و لكنى من محبى القرآن و أهله و إن أحببت أن أصف نفسى فلا أجد إلا قول الشافعى: أحب الصالحين و لست منهم ..... فإن كان الله فتح علينا بقول صائب فهو محض نعمة و إن شرح صدوركم له فهو محض منة و المرء لا يملك إلا أن يخفض جناحه لإخوانه
و شكر الله لأخوتى الكرام ألاخ مجدى و الأخت إشراقة جزاء ما شكرونى
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:00 م]ـ
-وُصفت التوراةُ بالضياء وبالنور.
-وُصف القرآنُ بالنور فقط.
كلاهما كلام الله تعالى- التوراة المنزلة على موسى عليه السلام-، وفيهما الهدى للناس.
وقال الله تعالى: " {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الأعراف157
الضياء فيه حرقة مع النور (الأغلال في التوراة)، فهي نور وضياء.
وقد وضع الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه الأغلال، والنور ضوء بلا حرارة.
ـ[حذيفه ابراهيم الشناوي]ــــــــ[11 Jun 2010, 04:00 م]ـ
جزاك اللة كل خير علي التدبر للقرآن الكريم
نور (لسان العرب)
في أَسماء الله تعالى: النُّورُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يُبْصِرُ بنوره ذو العَمَاية ويَرْشُدُ بهداه ذو الغَوايَةِ، وقيل: هو الظاهر الذي به كل ظهور، والظاهر في نفسه المُظْهِر لغيره يسمى نوراً. قال أَبو منصور: والنُّور من صفات الله عز وجل، قال الله عز وجل: الله نُورُ السموات والأَرض؛ قيل في تفسيره: هادي أَهل السموات والأَرض، وقيل: مَثل نوره كمشكاة فيها مصباح؛ أَي مثل نور هداه في قلب المؤمن كمشكاة فيها مصباح.
والنُّورُ الضياء.
والنور ضد الظلمة.
وفي المحكم: النُّور الضَّوْءُ، أَيًّا كان، وقيل: هو شعاعه وسطوعه، والجمع أَنْوارٌ ونِيرانٌ؛ عن ثعلب.
وقد نارَ نَوْراً وأَنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ؛ الأَخيرة عن اللحياني، بمعنى واحد، أَي أَضاء، كما يقال: بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بمعنى واحد.
واسْتَنار به: اسْتَمَدَّ شُعاعَه.
ونَوَّرَ الصبحُ: ظهر نُورُه؛ قال: وحَتَّى يَبِيتَ القومُ في الصَّيفِ ليلَةً يقولون: نَوِّرْ صُبْحُ، والليلُ عاتِمُ وفي الحديث: فَرَض عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للجدّ ثم أَنارَها زيدُ بن ثابت أَي نَوَّرَها وأَوضحها وبَيَّنَها.
والتَّنْوِير: وقت إِسفار الصبح؛ يقال: قد نَوَّر الصبحُ تَنْوِيراً.
والتنوير: الإِنارة.
والتنوير: الإِسفار.
وفي حديث مواقيت الصلاة: أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ أَي صلاَّها، وقد اسْتنار لأُفق كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نائرات الأَحكام ومُنِيرات الإِسلام؛ النائرات الواضحات البينات، والمنيرات كذلك، فالأُولى من نارَ، والثانية من أَنار، وأَنار لازمٌ ومُتَعَدٍّ؛ ومنه: ثم أَنارها زيدُ بن ثابت.
وأَنار المكانَ: وضع فيه النُّورَ.
وقوله عز وجل: ومن لم يجعل الله له نُوراً فما له من نُورٍ؛ قال الزجاج: معناه من لم يهده الله للإِسلام لم يهتد.
والمنار والمنارة: موضع النُّور.
والمَنارَةُ الشَّمْعة ذات السراج. ابن سيده: والمَنارَةُ التي يوضع عليها السراج؛ قال أَبو ذؤيب: وكِلاهُما في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ، فيها سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ أَراد أَن يشبه السنان فلم يستقم له فأَوقع اللفظ على المنارة.
وقوله أَصلع يريد أَنه لا صَدَأَ عليه فهو يبرق، والجمع مَناوِرُ على القياس، ومنائر مهموز، على غير قياس؛ قال ثعلب: إِنما ذلك لأَن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة وهي مَفْعَلة من النُّور، بفتح الميم، بفَعَالةٍ فَكَسَّرُوها تكسيرها، كما قالوا أَمْكِنَة فيمن جعل مكاناً من الكَوْنِ، فعامل الحرف الزائد معاملة الأَصلي، فصارت الميم عندهم في مكان كالقاف من قَذَالٍ، قال: ومثله في كلام العرب كثير. قال: وأَما سيبويه فحمل ما هو من هذا على الغلط. الجوهري: الجمع مَناوِر، بالواو، لأَنه من النور، ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأَصلي بالزائد كما قالوا مصائب وأَصله مصاوب.
والمَنار: العَلَم وما يوضع بين الشيئين من الحدود.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لعن الله من غَيَّر مَنارَ الأَرض أَي أَعلامها.
والمَنارُ: عَلَم الطريق.
وفي التهذيب: المنار العَلَمُ والحدّ بين الأَرضين.
والمَنار: جمع منارة، وهي العلامة تجعل بين الحدّين، ومَنار الحرم: أَعلامه التي ضربها إِبراهيم الخليل، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، على أَقطار الحرم ونواحيه وبها تعرف حدود الحَرَم من حدود الحِلِّ، والميم زائدة. قال: ويحتمل معنى قوله لعن الله من غيَّر منار الأَرض، أَراد به منار الحرم، ويجوز أَن يكون لعن من غير تخوم الأَرضين، وهو أَن يقتطع طائفة من أَرض جاره أَو يحوّل الحدّ من مكانه.
وروى شمر عن الأَصمعي: المَنار العَلَم يجعل للطريق أَو الحدّ للأَرضين من طين أَو تراب.
وفي الحديث عن أَبي هريرة، رضي الله عنه: إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي علامات وشرائع يعرف بها.
والمَنارَةُ: التي يؤذن عليها، وهي المِئْذَنَةُ؛ وأَنشد: لِعَكٍّ في مَناسِمها مَنارٌ، إِلى عَدْنان، واضحةُ السَّبيل والمَنارُ: مَحَجَّة الطريق، وقوله عز وجل: قد جاءَكم من الله نور وكتاب مبين؛ قيل: النور ههنا هو سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي جاءكم نبي وكتاب.
وقيل إِن موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال وقد سئل عن شيء: سيأْتيكم النُّورُ.
وقوله عز وجل: واتَّبِعُوا النُّورَ الذي أُنزل معه؛ أَي اتبعوا الحق الذي بيانه في القلوب كبيان النور في العيون. قال: والنور هو الذي يبين الأَشياء ويُرِي الأَبصار حقيقتها، قال: فَمَثلُ ما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في القلوب في بيانه وكشفه الظلمات كمثل النور، ثم قال: يهدي الله لنوره من يشاء، يهدي به الله من اتبع رضوانه.
وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه، قال له ابن شقيق: لو رأَيتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كنتُ أَسأَله: هل رأَيتَ ربك؟ فقال: قد سأَلتُه فقال: نُورٌ أَنَّى أَرَاه أَي هو نور كيف أَراه. قال ابن الأَثير: سئل أَحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: ما رأَيتُ مُنْكِراً له وما أَدري ما وجهه.
وقال ابن خزيمة: في القلب من صحة هذا الخبر شيء، فإِن ابن شقيق لم يكن يثبت أَبا ذر، وقال بعض أَهل العلم: النُّورُ جسم وعَرَضٌ، والباري تقدّس وتعالى ليس بجسم ولا عرض، وإِنما المِراد أَن حجابه النور، قال: وكذا روي في حديث أَبي موسى، رضي الله عنه، والمعنى كيف أَراه وحجابه النور أَي أَن النور يمنع من رؤيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث الدعاء: اللهمّ اجْعَلْ في قلبي نُوراً وباقي أَعضائه؛ أَراد ضياء الحق وبيانه، كأَنه قال: اللهم استعمل هذه الأَعضاء مني في الحق واجعل تصرفي وتقلبي فيها على سبيل الصواب والخير. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله: لا تَسْتَضِيئُوا بنار المشركين، فقال: النار ههنا الرَّأْيُ، أَي لا تُشاورُوهم، فجعل الرأْي مَثَلاً للضَّوءِ عند الحَيْرَة، قال: وأَما حديثه الآخر أَنا بريء من كل مسلم مع مشرك، فقيل: لم يا رسول الله؟ ثم قال: لا تَراءَى ناراهُما. قال: إِنه كره النزول في جوار المشركين لأَنه لا عهد لهم ولا أَمان، ثم وكده فقال: لا تَراءَى ناراهما أَي لا ينزل المسلم بالموضع الذي تقابل نارُه إِذا أَوقدها نارَ مشرك لقرب منزل بعضهم من بعض، ولكنه ينزل مع المسلمين فإنهم يَدٌ على من سواهم. قال ابن الأَثير: لا تراءَى ناراهما أَي لا يجتمعان بحيث تكون نار أَحدهما تقابل نار الآخر، وقيل: هو من سمة الإِبل بالنار.
وفي صفة النبي، صلي الله عليه وسلم: أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ أَي نَيِّر الجسم. يقال للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ: أَنْوَرُ، وهو أَفعلُ من النُّور. يقال: نار فهو نَيِّر، وأَنار فهو مُنِيرٌ.
والنار: معروفة أُنثى، وهي من الواو لأَن تصغيرها نُوَيْرَةٌ.
وفي التنزيل العزيز: أَن بُورِكَ من في النار ومن حولها؛ قال الزجاج: جاءَ في التفسير أَن من في النار هنا نُور الله عز وجل، ومن حولها قيل الملائكة وقيل نور الله أَيضاً. قال ابن سيده: وقد تُذَكَّرُ النار؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد في ذلك: فمن يأْتِنا يُلْمِمْ في دِيارِنا، يَجِدْ أَثَراً دَعْساً وناراً تأَجَّجا ورواية سيبويه: يجد حطباً جزلاً وناراً تأَججا؛ والجمع أَنْوُرٌ (* قوله «والجمع أنور» كذا بالأصل.
وفي القاموس: والجمع أنوار.
وقوله ونيرة كذا بالأصل بهذا الضبط وصوبه شارح القاموس عن قوله ونيرة كقردة.) ونِيرانٌ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ونِيْرَةٌ ونُورٌ ونِيارٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة.
وفي حديث شجر جهنم: فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيارِ؛ قال ابن الأَثير: لم أَجده مشروحاً ولكن هكذا روي فإن صحت الرواية فيحتمل أَن يكون معناه نارُ النِّيرانِ بجمع النار على أَنْيارٍ، وأَصلها أَنْوارٌ لأَنها من الواو كما جاء في ريح وعيد أَرْياحٌ وأَعْيادٌ، وهما من الواو.
وتَنَوَّرَ النارَ: نظر إِليها أَو أَتاها.
وتَنَوَّرَ الرجلَ: نظر إِليه عند النار من حيث لا يراه.
وتَنَوَّرْتُ النارَ من بعيد أَي تَبَصَّرْتُها.
وفي الحديث: الناسُ شُركاءُ في ثلاثة: الماءُ والكلأُ والنارُ؛ أَراد ليس لصاحب النار أَن يمنع من أَراد أَن يستضيءَ منها أَو يقتبس، وقيل: أَراد بالنار الحجارةَ التي تُورِي النار، أَي لا يمنع أَحد أَن يأْخذ منها.
وفي حديث الإِزار: وما كان أَسْفَلَ من ذلك فهو في النار؛ معناه أَن ما دون الكعبين من قَدَمِ صاحب الإِزارِ المُسْبَلِ في النار عُقُوبَةً له على فعله، وقيل: معناه أَن صنيعه ذلك وفِعْلَه في النار أَي أَنه معدود محسوب من أَفعال أَهل النار.
وفي الحديث: أَنه قال لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فيهم سَمُرَةُ: آخِرُكُمْ يموت في النار؛ قال ابن الأَثير: فكان لا يكادُ يَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عظيمة فملئت ماء وأَوقد تحتها واتخذ فوقها مجلساً، وكان يصعد بخارها فَيُدْفِئُه، فبينا هو كذلك خُسِفَتْ به فحصل في النار، قال: فذلك الذي قال له، والله أَعلم.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: العَجْماءُ جُبارٌ والنار جُبارٌ؛ قيل: هي النار التي يُوقِدُها الرجلُ في ملكه فَتُطِيرها الريح إِلى مال غيره فيحترق ولا يَمْلِكُ رَدَّها فيكون هَدَراً. قال ابن الأَثير: وقيل الحديث غَلِطَ فيه عبدُ الرزاق وقد تابعه عبدُ الملك الصَّنْعانِيُّ، وقيل: هو تصحيف البئر، فإِن أَهل اليمن يُمِيلُونَ النار فتنكسر النون، فسمعه بعضهم على الإِمالة فكتبه بالياء، فَقَرؤُوه مصفحاً بالياء، والبئر هي التي يحفرها الرجل في ملكه أَو في موات فيقع فيها إِنسان فيهلك فهو هَدَرٌ؛ قال الخطابي: لم أَزل أَسمع أَصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لأَبي داود من طريق أُخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: فإِن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً؛ قال ابن الأَثير: هذا تفخيم لأَمر البحر وتعظيم لشأْنه وإِن الآفة تُسْرِع إِلى راكبه في غالب الأَمر كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها.
والنارُ: السِّمَةُ، والجمع كالجمع، وهي النُّورَةُ.
ونُرْتُ البعير: جعلت عليه ناراً.
وما به نُورَةٌ أَي وَسْمٌ. الأَصمعي: وكلُّ وسْمٍ بِمِكْوًى، فهو نار، وما كان بغير مِكْوًى، فهو حَرْقٌ وقَرْعٌ وقَرمٌ وحَزٌّ وزَنْمٌ. قال أَبو منصور: والعرب تقول: ما نارُ هذه الناقة أَي ما سِمَتُها، سميت ناراً لأَنها بالنار تُوسَمُ؛ وقال الراجز: حتى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ، والنارُ قد تَشْفي من الأُوارِ أَي سقوا إِبلهم بالسِّمَة، أَي إِذا نظروا في سِمَةِ صاحبه عرف صاحبه فَسُقِيَ وقُدِّم على غيره لشرف أَرباب تلك السمة وخلَّوا لها الماءَ.
ومن أَمثالهم: نِجارُها نارُها أَي سمتها تدل على نِجارِها يعني الإِبل؛ قال الراجز يصف إِبلاً سمتها مختلفة: نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها، ونارُ إِبْلِ العالمين نارُها يقول: اختلفت سماتها لأَن أَربابها من قبائل شتى فأُغِيرَ على سَرْح كل قبيلة واجتمعت عند من أَغار عليها سِماتُ تلك القبائل كلها.
وفي حديث صعصة ابن ناجية جد الفرزدق: وما ناراهما أَي ما سِمَتُهما التي وُسِمَتا بها يعني ناقتيه الضَّالَّتَيْنِ، والسِّمَةُ: العلامة. ونارُ المُهَوِّل: نارٌ كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف ويطرحون فيها ملحاً يَفْقَعُ، يُهَوِّلُون بذلك تأْكيداً للحلف.
والعرب تدعو على العدوّ فتقول: أَبعد الله داره وأَوقد ناراً إِثره قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلية: كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوقدنا خلفه ناراً، قال فقلت لها: ولم ذلك؟ قالت: ليتحَوّلَ ضبعهم معهم أَي شرُّهم؛ قال الشاعر: وجَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ، ولم أَكن كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم الجمة: قوم تَحَمَّلوا حَمالَةً فطافوا بالقبائل يسأَلون فيها؛ فأَخبر أَنه حَمَلَ من الجمة ما تحملوا من الديات، قال: ولم أَندم حين ارتحلوا عني فأُوقد على أَثرهم.
ونار الحُباحِبِ: قد مر تفسيرها في موضعه.
والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ، جميعاً: الزَّهْر، وقيل: النَّوْرُ الأَبيض والزهر الأَصفر وذلك أَنه يبيضُّ ثم يصفر، وجمع النَّوْر أَنوارٌ.
والنُّوّارُ، بالضم والتشديد: كالنَّوْرِ، واحدته نُوَّارَةٌ، وقد نَوَّرَ الشجرُ والنبات. الليث: النَّوْرُ نَوْرُ الشجر، والفعل التَّنْوِيرُ، وتَنْوِير الشجرة إِزهارها.
وفي حديث خزيمة: لما نزل تحت الشجرة أَنْوَرَتْ أَي حسنت خضرتها، من الإِنارة، وقيل: إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها، وهو زهرها. يقال: نَوَّرَتِ الشجرةُ وأَنارَتْ، فأَما أَنورت فعلى الأَصل؛ وقد سَمَّى خِنْدِفُ بنُ زيادٍ الزبيريُّ إِدراك الزرع تَنْوِيراً فقال: سامى طعامَ الحَيِّ حتى نَوَّرَا وجَمَعَه عَدِيّ بن زيد فقال: وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ يَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا والنُّورُ: حُسْنُ النبات وطوله، وجمعه نِوَرَةٌ.
ونَوَّرَتِ الشجرة وأَنارت أَيضاً أَي أَخرجت نَوْرَها.
وأَنار النبتُ وأَنْوَرَ: ظَهَرَ وحَسُنَ.
والأَنْوَرُ: الظاهر الحُسْنِ؛ ومنه صفته، صلي الله عليه وسلم: كان أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ.
والنُّورَةُ الهِناءُ. التهذيب: والنُّورَةُ من الحجر الذي يحرق ويُسَوَّى منه الكِلْسُ ويحلق به شعر العانة. قال أَبو العباس: يقال انْتَوَرَ الرجلُ وانْتارَ من النُّورَةِ، قال: ولا يقال تَنَوَّرَ إِلا عند إِبصار النار. قال ابن سيده: وقد انْتارَ الرجل وتَنَوَّرَ تَطَلَّى بالنُّورَة، قال: حكى الأَوّل ثعلب، وقال الشاعر: أَجِدَّكُما لم تَعْلَما أَنَّ جارَنا أَبا الحِسْلِ، بالصَّحْراءِ، لا يَتَنَوَّرُ التهذيب: وتأْمُرُ من النُّورةِ فتقول: انْتَوِرْ يا زيدُ وانْتَرْ كما تقول اقْتَوِلْ واقْتَلْ؛ وقال الشاعر في تَنَوّر النار: فَتَنَوَّرْتُ نارَها من بَعِيد بِخَزازَى*؛ هَيْهاتَ مِنك الصَّلاءُ (* قوله «بخزازى» بخاء معجمة فزايين معجمتين: جبل بين منعج وعاقل، والبيت للحرث بن حلزة كما في ياقوت) قال: ومنه قول ابن مقبل: كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ والنَّوُورُ: النَّيلَجُ، وهو دخان الشحم يعالَجُ به
(يُتْبَعُ)
(/)
الوَشْمُ ويحشى به حتى يَخْضَرَّ، ولك أَن تقلب الواو المضمومة همزة.
وقد نَوَّرَ ذراعه إِذا غَرَزَها بإِبرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُورَ.
والنَّؤُورُ: حصاة مثل الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَي تُقْمَحُها، من قولك: سَفِفْتُ الدواء.
وكان نساءُ الجاهلية يَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور؛ ومنه وقول بشر: كما وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ وقال الليث: النَّؤُور دُخان الفتيلة يتخذ كحلاً أَو وَشْماً؛ قال أَبو منصور: أما الكحل فما سمعت أَن نساء العرب اكتحلن بالنَّؤُورِ، وأَما الوشم به فقد جاء في أَشعارهم؛ قال لبيد: أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها التهذيب: والنَّؤُورُ دخان الشحم الذي يلتزق بالطَّسْتِ وهو الغُنْجُ أَيضاً.
والنَّؤُورُ والنَّوَارُ: المرأَة النَّفُور من الريبة، والجمع نُورٌ. غيره: النُّورُ جمع نَوارٍ، وهي النُّفَّرُ من الظباء والوحش وغيرها؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ وذكر الظباء وأَنها كَنَسَتْ في شدّة الحر: تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتى كأَنها، من الحرِّ، تَرْمي بالسَّكِينَةِ نُورَها وقد نارتْ تَنُورُ نَوْراً ونَواراً ونِواراً؛ ونسوةٌ نُورٌ أَي نُفَّرٌ من الرِّيبَةِ، وهو فُعُلٌ، مثل قَذالٍ وقُذُلٍ إِلا أَنهم كرهوا الضمة على الواو لأَن الواحدة نَوارٌ وهي الفَرُورُ، ومنه سميت المرأَة؛ وقال العجاج: يَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا الجوهري: نُرْتُ من الشيء أَنُورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون؛ قال مالك بن زُغْبَةَ الباهلي يخاطب امرأَة: أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ، وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَراد أَنِفاراً يا فَرُوقُ، وقوله سَرْعَ ماذا: أَراد سَرُعَ فخفف؛ قال ابن بري في قوله: أَنوراً سرع ماذا يا فروق قال: الشعر لأَبي شقيق الباهلي واسمه جَزْءُ بن رَباح، قال: وقيل هو لزغبة الباهلي، قال: وقوله أَنوراً بمعنى أَنِفاراً سَرُعَ ذا يا فروق أَي ما أَسرعه، وذا فاعل سَرُعَ وأَسكنه للوزن، وما زائدة.
والبين ههنا: الوصل، ومنه قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ أَي وصْلُكم، قال: ويروى وحبل البين منتكث؛ ومنتكث: منتقض.
وحذيق: مقطوع؛ وبعده: أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ؟ وعلاقة: اسم محبوبته؛ يقول: أَزعمت أَن سيفي ليس بقاطع وأَن الحليف يفلل غربه؟ وامرأَة نَوارٌ: نافرة عن الشر والقبيح.
والنَوارُ: المصدر، والنِّوارُ: الاسم، وقيل: النِّوارُ النِّفارُ من أَي شيء كان؛ وقد نارها ونَوَّرها واستنارها؛ قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية: بِوادٍ حَرامٍ لم يَرُعْها حِبالُه، ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها وبقرة نَوَارٌ: تنفر من الفحل.
وفي صفة ناقة صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: هي أَنور من أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ.
والنَّوَار: النِّفارُ.
ونُرْتُه وأَنرْتُه: نَفَّرْتُه.
وفرس وَدِيق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت، وهي تريد الفحل، وفي ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ الناكح. ويقال: بينهم نائِرَةٌ أَي عداوة وشَحْناء.
وفي الحديث: كانت بينهم نائرة أَي فتنة حادثة وعداوة.
ونارُ الحرب ونائِرَتُها: شَرُّها وهَيْجها.
ونُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه؛ قال: إِذا هُمُ نارُوا، وإِن هُمْ أَقْبَلُوا، أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ ونار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا.
واسْتَنارَ عليه: ظَفِرَ به وغلبه؛ ومنه قول الأَعشى: فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا، وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا ونُورَةُ: اسم امرأَة سَحَّارَة؛ ومنه قيل: هو يُنَوِّرُ عليه أَي يُخَيِّلُ، وليس بعربيّ صحيح. الأَزهري: يقال فلان يُنَوِّرُ على فلان إِذا شَبَّهَ عليه أَمراً، قال: وليست هذه الكلمة عربية، وأَصلها أَن امرأَة كانت تسمى نُورَةَ وكانت ساحرة فقيل لمن فعل فعلها: قد نَوَّرَ فهو مُنَوِّرٌ. قال زيد بن كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان يَتَنَوَّرُها بالليل، والتَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء، فقيل لها: إِن فلاناً يَتَنَوَّرُكِ، لتحذره فلا يرى منها إِلا حَسَناً، فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم قابلته وقالت: يا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها وأَبصر ما فعلت قال: فبئسما أَرى هاه وانصرفت نفسه عنها، فصيرت مثلاً لكل من لا يتقي
(يُتْبَعُ)
(/)
قبيحاً ولا يَرْعَوي لحَسَنٍ. ابن سيده: وأَما قول سيبويه في باب الإِمالة ابن نُور فقد يجوز أَن يكون اسماً سمي بالنور الذي هو الضوء أَو بالنُّورِ الذي هو جمع نَوارٍ، وقد يجوز أَن يكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فيه الإِمالة فإِنه قد يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فيها الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لتمتنع فيها الإِمالة.
وحكى ابن جني فيه: ابن بُور، بالباء، كأَنه من قوله تعالى: وكنتم قوماً بُوراً، وقد تقدم.
ومَنْوَرٌ: اسم موضع صَحَّتْ فيه الواوُ صِحَّتَها في مَكْوَرَةَ للعلمية؛ قال بشر بن أَبي خازم: أَلَيْلى على شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟ ومن دونِ لَيْلى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ قال الجوهري: وقول بشر: ومن دون ليلى ذو بحار ومنور قال: هما جبلان في ظَهْر حَرَّةِ بني سليم.
وذو المَنار: ملك من ملوك اليمن واسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرايش، وإِنما قيل له ذو المنار لأَنه أَوّل من ضرب المنارَ على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إِذا رجع.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
النُّورُ (القاموس المحيط)
النُّورُ، بالضم: الضَّوْءُ أيًّا كانَ، أو شُعاعُهُ
ج: أنوارٌ ونِيرانٌ، وقد نارَ نَوْراً وأنارَ واسْتَنَارَ ونَوَّرَ وتَنَوَّرَ، ومحمدٌ، صلى الله عليه وسلم، والذي يُبَيِّنُ الأشياءَ،
وة بِبُخارَى، (منها الحافظانِ: أبو موسى عِمْرانُ، والحَسَنُ بنُ عليٍّ النُّوريَّانِ.
وأما أبو الحُسَينِ النُّورِيُّ الواعِظُ، فَلِنُورٍ كان يَظْهرُ في وعْظِهِ).
وجَبَلُ النُّورِ: جَبَلُ حِراءٍ.
وذُو النُّورِ: طُفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسيُّ، دَعا له النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فقال: "اللهم نَوِّرْ له" فَسَطَعَ نورٌ بين عَيْنَيْه، فقال: أخافُ أن يكونَ مُثْلَةً، فَتَحَوَّلَ إلى طَرَفِ سَوْطه، فكان يُضِيءُ في الليلةِ المُظْلِمَةِ.
وذُو النُّورَينِ: عثمانُ بنُ عفانَ، رضي الله عنه.
والمَنارَةُ، والأصلُ مَنورَةٌ: مَوْضِعُ النُّورِ،
كالمَنارِ، والمِسْرَجَةُ والمِئْذَنَةُ
ج: مَناوِرُ ومَنائِرُ، ومن هَمَزَ، فقد شَبَّهَ الأَصليَّ بالزائِدِ.
ونَوَّرَ الصُّبْحُ تَنْويراً: ظَهَرَ نورُهُ،
و~ على فلانٍ: لَبَّسَ عليه أمرَهُ، أو فَعَلَ فِعلَ نُورَةَ الساحِرةِ،
و~ التَّمْرُ: خُلِقَ فيه النَّوى.
واسْتَنارَ به: استَمَدَّ شُعاعَه.
والمَنارُ: العَلَمُ، وما يُوضَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ من الحُدودِ، ومَحَجَّةُ الطَّريقِ.
والنارُ: م، وقد تُذَكَّرُ
ج: أنوارٌ ونِيرانٌ ونِيرَةٌ، كقِرَدَةٍ، ونُورٌ ونِيارٌ، والسِّمَةُ،
كالنُّورَةِ، والرَّأيُ، ومنه:
"لا تَسْتَضِيئُوا بِنارِ أهلِ الشِّرْكِ".
ونُرْتُهُ: جَعَلْتُ عليه سِمَةً.
والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ وكرُمَّانٍ: الزَّهْرُ، أو الأبيضُ منه، وأما الأَصْفَرُ، فَزَهْرٌ
ج: أنوارٌ.
ونَوَّرَ الشَّجَرُ تَنْويراً: أخرَجَ نَوْرَهُ،
كَأَنارَ،
و~ الزَّرْعُ: أدْرَكَ،
و~ ذِراعَهُ: غَرَزَها بِإِبْرَةٍ، ثم ذَرَّ عليها النَّؤُورَ.
وأنارَ: حَسُنَ، وظَهَرَ،
كأَنْورَ،
و~ المَكانَ: أضاءَهُ.
والأَنْوَرُ: الحَسَنُ.
والنُّورَةُ، بالضم: الهِناءُ.
وانْتارَ وتَنَوَّرَ وانْتَوَرَ: تَطَلَّى بها.
والنَّؤُورُ، كصَبُورٍ: النِّيلَجُ، ودُخانُ الشَّحْمِ، وحَصاةٌ كالإِثْمِدِ تُدَقُّ، فَتُسَفُّها اللِّثَةُ، والمرأةُ النَّفُورُ من الرِّيبَةِ،
كالنَّوارِ، كسَحابٍ
ج: نُورٌ، بالضم، والأَصْلُ: نُوُرٌ، بضمتين، فكرِهوا الضَّمَّةَ على الواوِ.
ونَارَتْ نَوْراً ونَواراً، بالكسر والفتح: نَفَرتْ، وقد نارَها ونَوَّرَها واسْتَنَارَها.
وبَقَرَةٌ نَوارٌ: تَنْفِرُ من الفَحْل
ج: نُورٌ، بالضم، وفرسٌ اسْتَوْدَقَتْ وهي تُريدُ الفَحْلَ، وفي ذلك منها ضَعْفٌ، تَرْهَبُ صَوْلَةَ الناكِحِ.
ونارُوا وتَنَوَّرُوا: انْهَزَمُوا،
و~ النارَ من بَعيدٍ: تَبَصَّرُوها.
واسْتَنَارَ عليه: ظَفِرَ به.
ونُورَةُ، بالضم: امرأةٌ سَحَّارَةٌ.
ومَنْوَرٌ، كمَقْعَدِ: ع، أو جبلٌ بِظَهْرِ حَرَّةِ بني سُلَيمٍ.
وذو النُّوَيْرَةِ، كجُهَيْنَةَ: عامِرُ بنُ عبدِ الحَارِثِ، شاعرٌ.
ومُكْمِلُ بنُ دَوْسٍ: قَوَّاسٌ.
ومُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: صحابِيٌّ، وهو وأخوهُ مالكُ بنُ نُوَيْرَةَ: شاعرانِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونُوَيْرَةُ: ناحيةٌ بِمصرَ.
وذو المَنارِ: أبْرَهَةُ تُبَّعُ بنُ الرايِشِ، لأَنَّهُ أولُ من ضَرَبَ المَنارَ على طَريقه في مَغازِيهِ لِيَهْتَدِي بها إذا رَجَعَ.
وبَنُو النارِ: القَعْقاعُ، والضَّنَّانُ، وثَوْبٌ: شُعَراءُ بنو عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ، مَرَّ بهم امْرُؤُ القَيْسِ، فأَنْشدوهُ، فقال: إِنِّي لَأَعْجَبُ كيف لا يَمْتَلِئُ عليكم بيتُكُم ناراً من جَوْدَةِ شِعْرِكم، فقيل لهم: بَنُو النارِ.
وناوَرَهُ: شاتَمَهُ.
وبَغاهُ اللّهُ نَيِّرَةً، ككَيِّسَةٍ،
وذاتَ مَنْوَرٍ، كمَقْعَدٍ، أي: ضَرْبَةً أو رَمْيَةً تُنِيرُ فلا تَخْفَى على أحدٍ.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
نور (الصّحّاح في اللغة)
النورُ: الضياءُ، والجمع أنْوارٌ.
والنورُ أيضاً: النُفَّرُ من الظباء. قال مُضَرِّسٌ الأسديُّ، وذكَرَ الظباء وأنَّها قد كَنَسَتْ في شدة الحر:
من الحَرِّ تُرْمَى بالسكينةِ نورُها تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتَّى كأنها
ونسوةٌ نورٌ، أي نُفَّرٌ من الريبة.
وفرسٌ وَديقٌ نَوارٌ، إذا اسْتَوْدَقَتْ وهي تريد الفحلَ، وفي ذلك منها ضَعفٌ تَرْهَبُ عن صولة الناكح.
وتقول: نُرْتُ من الشيء أنورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون. قال العجاج:
يَخْلِطْنَ بالتَأنّسِ النِوارا
ونُرْتُ غيري، أي نفّرته.
وأنارَ الشيءُ واسْتَنارَ بمعنًى، أي أضاء.
والتَنْويرُ: الإنارةُ.
والتَنْويرُ: الإسْفارُ.
وتَنْويرُ الشجرةِ: إزْهارُها. يقال نَوَّرَتِ الشجرةُ وأنارَتْ أيضاً، أي أخرجت نَوْرَها.
والنارُ مؤنّثة، وهي من الواو، لأن تصغيرها نُوَيْرَةٌ، والجمع نورٌ ونيرانٌ.
وقولهم: ما نارُ هذه الناقة? أي ما سِمَتُها? وفي المثل: "نِجارُها نارُها". يقال: بينهم نائِرةٌ، أي عداوة وشَحْناء.
وتَنَوَّرَتُ النار من بعيد: تَبَصَّرْتُها.
وتَنَوَّرَ الرجل: تَطَلَّى بالنُورَةِ.
والنَوورُ النَيْلَجُ، وهو دُخان الشَحم يعالج به الوشم حتَّى يخضرّ.
وقد نَوَّرَ ذراعَه، إذا غرزها بإبرة ثم ذرَّ عليها النَوورَ.
والنُوَّارُ بالضم والتشديد: نَوْرُ الشجرِ، الواحدة نُوَّارَةٌ.
والمَنارُ: عَلَمُ الطريق.
والمَنارَةُ: التي يؤذَّن عليها.
والمَنارَةُ أيضاً: ما يوضع فوقها السِراج، وهي مَفْعَلةٌ من الاستنارة، بفتح الميم، والجمع المَناوِرُ بالواو، لأنه من النورِ.
ومن قال مَنائِرُ وهمز فقد شبَّه الأصلي بالزائد.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
نور (مقاييس اللغة)
النون والواو والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إضاءةٍ واضطراب وقِلّة ثبات. منه النور والنار، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة.
وتنوَّرْتُ النّار: تبصَّرتُها. قال امرؤ القيس:
تنوَّرتُها من أذرعات وأهلُها بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي
ومنه النَّور: نَور الشَّجر ونُوّارُهُ.
وأنارت الشَّجرةُ: أخرجَتْ النَّوْر.
والمَنَارة مَفعلة من الاستنارة، والأصل مَنْوَرة.
ومنه مَنَار الأرض: حُدودها وأعلامها، سمِّيت لبَيَانِها وظُهورها. والذي قُلناه في قِلّة الثبات امرأةٌ نَوَارٌ، أي عفيفة تنُورُ، أي تَنفِر من القَبيح، والجمع نُورٌ.
ونارت: نَفَرت نَوْراً. قال: ونُرْت فلاناً: نَفَّرته.
والنَِّوار: النِّفار. ومما شذَّ عن هذا الأصل النّؤُور: دُخَانُ الفَتيلة يتّخذُهُ كُحلاً وَوشْماً.
ونَوَّرْت اللِّثة: غَرَزْتها بإبرةٍ ثم جعلت في الغَرز الإثمد.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
قسط (العباب الزاخر)
القسطُ -بالكسر-: العدلُ، قال الله تعالى: (قلْ أمَر يأمرُ بالعدلِ والإحسان)، يقال: قسطِ يقسطَ -بالضم-: لغة، والضم قليل، وقرأ يحيى بن وثابٍ وإبراهيم النخعي: (وإنُ خفتمْ ألا تقسطوا) بضم السين.
وقوله تعالى (ذلُكم أقسطُ عند الله) أي أقومُ واعدلُ.
وقوله تعالى (ونَضعُ الموازينَ القسطَ) أي ذوات القسط: أي العدلَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقسطُ -أيضا- مكيال، وهو نصف صارع، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج. كأنه أرادِ التي تخدمُ بعلها وتوضه وتقومُ على رأسه بالسراج، والقسطُ: الإناء الذي توضه فيه؛ وهو نصف صاعٍ.
وقولُ النبي صلى الله عليه وسلم-: إن شاء لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسطُ ويرفعهُ، حجابه النورُ، لو كشفَ طبقهُ أحرق سبحاتُ وجهه كل شئٍ أدركهُ بصرهُ، واضع يدهَ لمسيء الليل ليتوبَ بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها.
لا ينبغي له أن ينام: أي يستحيلُ عليه ذلك.
القسطُ: القسمُ من الرزق والحصةُ والنصيبُ أي يبسطه لمن يشاء ويقدره.
والطبقُ: كل غطاءٍ لازمٍ.
السبحاتُ: جمعُ سبحةٍ فتح العينِ وتسكنها العجائز لأنهن يسبحنِ بهمَ، والمرادُ:
صفاتُ الله: -جل ثناؤه- التي يسبحهُ بها المسبحونَ من جلاله وعظمته وقدرته وكبريائه.
وجهه: ذاته ونفسه. النورُ: الآيات البيناتُ التي نضبها أعلاماً لتشهدَ عليه وتطرقَ إلى معرفتهِ والاعتراف به، شبهتْ بالنور في آثارها وهدايتها، ولماَ كانَ الملوك أن تضربَ بينَ أيديهم حجبُ إذا رآها الراءون علموا أنها هي التي يحتجبون وراءها فاستدلوا على مكانهم بها قيل: حجابهُ النور؛ الذي يستدل به عليه كما يستدل بالحجاب على الملك المحتجب.
ولو كشف طبقه: أي طبقُ هذا الحجاب وما يغطي منه وعُلم جلاله وعظمتهُ علماً جلياً غير استدلاليّ لما أطاقت النفوس ذلك ولهلك كل منْ أدركه بصرهُ: أي لما أطاقتُ النفوسُ ذلك ولهلكَ كل من إدراكه بصرهُ: أي علمه الجلي، فشبه بإدراك البصر لجلاله، واضع يده: من قولهم وضعَ يده عن فلانٍ، إذا كف عنه؛ يعني لا يعاجلُ المسيء بالعقوبةِ بل يمهله ليتوبَ.
وقولُ امرئ القيس:
إذ هنّ أقساط كرجلِ الدبى أو كقطاً كاظمةَ الناهلِ
ويروى: "كر كلامين"، ويروى: "فهن أرسال". أقساطُ: أي قطع.
وأرسال: أي أقطاع؛ واحدها رسل.
وقاسط: أبو حي من العربَ، وهو قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
والقسطُ -بالتحريك-: يبس في العنق، يقالُ: عنق قسطاءُ وأعناق قساط، قال رؤبة:
حتى رضوا بالذل والايهاطِ وضربِ أعناقهم القساط
ويروى: "القساط" جمع قاسطٍ وهو الجائرُ.
والقسطُ -أيضا-: انتصاب في رجليَ الدابة وذلك عيب لأنه يستحب فيهما الانحناءُ والتوتير.
يقال: فرس أقسط بينُ القسطَ.
والأقسطُ من الإبل: هو الذي ف عصبَ قوائمه يبس خلقه.
وقال أبو عمرو: قسطتْ عظامه قسوطاً: إذا يبستْ من الهزال، وأنشد:
أعطاه عودا قاسطاً عظامهُ وهو ينحي أسفاً وينتخب
والقسوطُ: الجورُ والعدولُ عن الحق، وقد قسط يقسطُ وقسوطاُ، قال الله تعالى: (وأما القاسطونَ فكانوا لجهنم حطبا)، ونمه قولُ عزةَ للحجاج، يا قسطُ يا عادلُ، ويروى: أنت قاسط عادل. نظرتْ إلى هذه الآية وإلى قوله تعالى: (وهُمْ بربهمَ يعدلون)، وقال القطامي:
أليسوا بالأُلى قسطوا قديماُ على النعمان وابتدروا السطاعا
والقسطُ: من عقاقيرِ البحرْ، وهو دوار خشي، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن خيرَ ما تداويتمُ به الحجامةُ والقسطُ البحري.
وأما قولُ غادية الدبيرية:
أبدتْ نفياً زانهُ خمارها وقسطةً ما شانها غفارها
فقيل: هي الساقُ، ورواه أبو محمدٍ الأعرابي: "وقضصةً".
وإسماعيل بن عبد الله قسطنطينين المعروفُ بالقسطُ، المكيُ، مولىَ بني مسيرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي.
وقال ابن عمرو: القسطانُ: قوس قزح، وقد نهي أن يقال قوسُ قزحَ، ويقالُ لها: قوس الله والندءةُ والندءةُ.
وقال أبو سعيدٍ: يقال لقوس الله: القسطاني: قال الطرماح:
وأديرتْ خففّ دونها مثلُ قسطاني دجنِ الغمامْ
وقسطانة: حصن بالأندلس.
وقسطانةُ: قرية على مرحلة من الري على طريق ساوة.
وقسطونُ: حصن من أعمال حلب.
وقسنطينية: قلعةَ كبيرة حصينة من حدود إفريقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسطنطينية: ويقالُ قسطنطينية-: دار ملك الروم، وفتحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة -رضى الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزلُ الرومُ بالأعماق أو بدايقٍ فيخرجُ إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ؛ فإذا تصافوا قالتِ الرومُ، خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهمُ، فيقول المسلمون: لا الله ولا نخلي بينكم وبين اخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتلُ ثلث هم أفضلُ الشهداء عند الله ويفتتحُ الثلث لا يفتنون أبداً. فيفتتحونَ قسطنطينية؛ فينما هم يقتسمونَ الغنائم قد علقوا سيوفهم بتالزيتون إذا صاحَ فيهم الشيطانُ إن المسيح قد خلفكم في أهاليكمُ، فيخرجونَ، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرجَ فبينما هم يعدون يسوون الصفوفَ إذا أقيمتِ الصلاةُ فينزلُ عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماء، فلو تركه لانذابَ حتى يهلك، ولكنْ يقتلهُ الله بيده فيريهمْ دمهَ في حربته.
وفي حديث معاوية -رضي الله عنه-: أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كَتَبَ إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي ولأكُونن مقدمته إليك فلا جعلن القسطنطينية البخراء حممةً سوداء ولأنتزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة ولأرُدنَّك إريسا من الأرارسة ترى الدوابل.
وقال أبو عمر: القَسطَان والكسطان: الغُبار، وأنشد:
أثَاب راعِيها فَثَارَتْ بِهَرَج تُثِيْرُ قَسطانَ غُبَارٍ ذي رَهَجْ
وأقْسَطَ الرجل: أي عدل، قال الله تعالى: (وأقْسِطُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِين).
والتَّقْسِيْطُ: التقتير، قال الطَّرِمّاحُ يرثي عدبس بن محمد بن نفر:
كَفّاهُ كَفُّ لا يُرى سَيْبُها مُقَسَّطاً رَهْبةَ إعْدَامِها
أي لا يُقَسَّطُه؛ أي لا يقدره؛ ولكن يعطي بغير تقدير.
والاقتِسَاطُ: الاقِتَسام، وقال الليث: يقال تَقَسطُوا الشيء بينهم: أي اقْتَسَمُوا على القِسْطِ والعدل بينهم بالسوية.
والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواء.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
جمش (لسان العرب)
الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه. قال: وقال الكلابي لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ.
والجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع.
والجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّشَه وهو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها. قال أَبو العباس: قيل للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه: هَيْ هَيْ.
والجَمْش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد: حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه: حَلَقه.
وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه.
ونُورة جَمُوش وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، وقد جَمَشه جَمْشاً؛ قال: قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ قال أَبو النجم: إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً، أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق (* قوله «الدردان المحلوق» كذا بالأصل.). ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش.
والجَمِيش: المكانُ لا نبت فيه: وفي الحديث: بخَبْت الجميش، والخَبْتُ المَفازَة، وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق.
وسنة جَمُوش: تُحْرِقُ النبات. غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة: أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ أَبو عمرو: الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه، فقال عمرو ابن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم: حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي خُلِق.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
جير (لسان العرب)
جَيْرِ: بمعنى أَجَلْ؛ قال بعض الأَغفال: قَالَتْ: أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ؟ قُلْتُ: جَيْرِ قال سيبويه: حركوه لالتقاء الساكنين وإِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت.
وجَيْرِ: بمعنى اليمين، يقال: جَيْرِ لا أَفعل كذا وكذا.
وبعضهم يقول: جَيْرَ، بالنصب، معناها نَعَمْ وأَجَلْ، وهي خفض بغير تنوين. قال الكسائي في الخفض بلا تنوين. شمر: لا جَيْرِ لا حَقّاً. يقال: جَيْرِ لا أَفعل ذلك ولا جَيْر لا أَفعل ذلك، وهي كسرة لا تنتقل؛ وأَنشد: جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ، وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلى جَيْرِ قال ابن الأَنباري: جَيْرِ يوضع موضع اليمين. الجوهري: قولهم جَيْرِ لا آتيك، بكسر الراء، يمين للعرب ومعناها حقّاً؛ قال الشاعر: وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ: أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ والجَيَّارُ: الصَّارُوجُ.
وقد جَيَّرَ الحوضَ؛ قال الشاعر: إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها، وإِنْ تَقِظْ تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا (* قوله: «إِذا ما شئت إلخ» كذا في الأصل). ابن الأَعرابي: إِذا خُلط. الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فهو الجَيَّارُ؛ وقال الأَخطل يصف بيتاً: بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا، بَعْدَ الرَّبالَةِ، تَرْحالي وتَسْيَارِي كأَنها بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ، لُزَّ بِطِينٍ وآجُرٍّ وجَيَّارِ والهاء في كأَنها ضمير ناقته، شبهها بالبرج في صلابتها وقُوَّتها.
والحُرَّةُ: الناقة الكريمة.
وأَتانُ الضَّحْلِ: الصخرة العظيمة المُلَمْلَمَةُ.
والضحك: الماء القليل.
والرَّبالة: السِّمَن.
وفي حديث ابن عمر: أَنه مر بصاحب جِير قد سقط فأَعانه؛ الجِيرُ: الجِصُّ فإِذا خلط بالنورة فهو الجَيَّارُ، وقيل: الجَيَّار النورة وحدها.
والجَيَّارُ: الذي يجد في جوفه حَرّاً شديداً.
والجائِرُ والجَيَّارُ: حَرٌّ في الحَلْقِ والصَّدْرِ من غيظ أَو جوع؛ قال المُتَنَخِّلُ الهُُذَلِيُّ، وقيل: هو لأَبي ذؤيب: كأَنما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ، مِن جُلْبَةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ وفي الصحاح: قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ وقال الشاعر في الجائر: فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً، تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ قال ابن جني: الظاهر في جَيَّارٍ أَن يكون فَعَّالاً كالكَلاَّءِ والجَبَّانِ؛ قال: ويحتمل أَن يكون فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأَن يكون فَوْعالاً كَتَوْرابٍ.
والجَيَّارُ: الشِّدَّةُ؛ وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
كره (لسان العرب)
(يُتْبَعُ)
(/)
الأَزهري: ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة: وهو كُرْهٌ لكم بالضم في هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً، واللذيْنِ في الأَحقاف: حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً، ويقرأُ سائرَهُن بالفتح، وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه الحروفَ الثلاثةَ، والذي في النساء: لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء كُرْهاً، ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح، قال: وقال بعض أَصْحابنا نختار ما عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة، فإن القراء أَجمعوا عليه. قال أَحمد بن يحيى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ تُتَّبع، ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا أَنه اسم، وبقية القرآن مصادرُ، وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه، والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه، تقول: جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهو كُرْهٌ لكم؛ يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً، قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز، إلا في هذا الحرف الذي في هذه الآية، فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على ضمِّه، قال: ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه، لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله، لأَن الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح.
وقال الليث في الكَرْه والكُرْه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ، وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً، تقول: فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ، وتقول: فعلتُه كَرْهاً، قال: والكَرْهُ المكروهُ؛ قال الأَزهري: والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ جَمِيل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ الواضح. الفراء: الكُرْه، بالضم، المَشقَّةُ. يقال: قُمْتُ على كُرْهٍ أَي على مشقَّةٍ. قال: ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ، بالفتح، إذا أَكرهك عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وله أَسْلَم مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً؛ ولم يقرأ أَحد بضم الكاف.
وقال سبحانه وتعالى: كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم؛ ولم يقرأ أَحد بفتح الكاف فيصير الكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، الكُرْه، بالضم، فعل المختار. ابن سيده: الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها، والكُرْهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها. يقال: فعلَ ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ.
وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ، وقد كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛ قال: لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها، أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثعلب: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها.
وفي الحديث: إِسْباغ الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان ويشقُّ عليه.
والكُرْهُ، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة.
وفي حديث عبادة: بايَعْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المَنْشَطِ والمَكْرَه؛ يعني المَحْبوبَ والمَكْروهَ، وهما مصدران.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه مكروهٌ، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ. قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ، والذي جاء في البخاري هذا يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر.
وفي الحديث: خُلِقَ المكروهُ يوم الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سيده: واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ.
وفي المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة: رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم، وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها.
وشيءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛ قال: وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ.
وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه.
وتكَرَّهَ الأَمْرَ: كَرِهَه.
وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ، وجمع المكروه مَكارِهُ.
وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على ذلك.
وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده ثعلب من قول الشاعر: حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ، فإذا امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره.
وأَمْرٌ كَريهٌ: مَكروهٌ.
ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه.
وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ.
وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه؛ قال الحُطَيْئة: مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ (* قوله «مصاحبة إلخ» صدره كما في التكملة: وبكر فلاها عن نعيم غزيرة). أَي على الكراهة، وهي لغة. اللحياني: أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ ذلك بمعنىً واحد.
والكَرِيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ، وكذلك كَرائهُ نَوازلُ الدهر.
وذو الكَريهةِ: السَّيْفُ الذي يَمْضِي على الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها. قال الأَصمعي: مِنْ أَسماء السيوف ذُو الكَريهة، وهو الذي يَمْضِي في الضرائب. الأَزهري: ويقال للأَرض الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ.
ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي شدة؛ قال: وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا ورجل كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ.
وجمل كَرْهٌ: شديد الرأْس؛ وأَنشد: كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاءِ: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا.
والكَرْهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
خضب (لسان العرب)
الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه.
وفي الصحاحِ: الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به.
واخْتَضَب بالحنَّاءِ ونحوه، وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً، وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قال الأَعشى: أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ، أَو على قوله: فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، * ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ، أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ، أَو المخفوضِ في كَشْحَيْهِ.
وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنّاءِ يَخْضِبُه؛ والخِضِابُ: الاسم. قال السهيلي: عبدُالمطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ من العرب.
ويقال: اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، من غير ذكر الشَّعَرِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلُّ ما غُيِّرَ لَوْنهُ، فهو مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، وكذلك الأُنثى، يقال: كَفٌّ خَضِيبٌ، وامرأَةٌ خَضِيبٌ، الأَخيرة عن اللِّحْياني، والجمع خُضُبٌ. التهذيب: كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فهو مَخْضُوبٌ.
وفي الحَديث: بَكَى حتى خضَبَ دَمْعُه الحَصى؛ قال ابن الأَثير: أَي بَلَّها، مِن طَريقِ الاسْتِعارةِ؛ قال: والأَشْبَهُ أَن يكون أَراد المُبالغةَ في البُكاءِ، حتى احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصى.
والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ على التَّشْبِيه بذلك.
وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوه وتَخَضَّبَ، واسْمُ ما يُخْضَبُ به: الخِضابُ.
والخُضَبةُ، مثال الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ.
وبنانٌ خَضيبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ. الليث: والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غيره: والخاضِبُ الظَّلِيمُ الذي اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ وقيل: هو الذي قد أَكلَ الرَّبِيعَ، فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قال أَبو دُواد: له ساقا ظَلِيمٍ خا * ضِبٍ، فُوجئَ بالرُّعْبِ وجمعه خَواضِبُ؛ وقيل: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الذي أَكلَ الخُضْرةَ. قال أَبو حنيفة: أَمّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فيكون مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه، ويكون مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ في الرَّبيعِ، مِن غير خَضْبٍ شيءٍ، وهو عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ، فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ وقد قيل في ذلك أَقوالٌ، فقال بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ: إِذا كان الرَّبِيعُ، فأَكلَ الأَساريعَ، احْمَرَّت رِجلاه ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قال: فلو كان هذا هكذا، كان ما لم يأْكل منها الأَساريعَ لا يَعْرِضُ له ذلك؛ وقد زعم رِجالٌ مِن أَهْلِ العلم أَنّ البُسْرَ إِذا بدَأَ يَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ، فإِذا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه؛ فهذا على هذا، غَريزةٌ فيه، وليس من أَكل الأَسارِيعِ. قال: ولا أَعْرِف النَّعام يأْكل من الأَسارِيعِ.
وقد حُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قال: الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذا اغْتَلَمَ في الرَّبيع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خاص بالذكر.
والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، وصَدْرُه، وفَخِذاه، الجِلْدُ لا الرِّيشُ، حُمرةً شديدةً، ولا يَعْرِضُ ذلك للأُنثى؛ ولا يقال ذلك إِلاّ للظَّلِيمِ، دون النَّعامةِ. قال: وليس ما قيل مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ، لأَنَّ ذلك يعرض للدَّاجِنةِ في البُيوت، التي لا تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً، ولا يَعْرض ذلك لإِناثِها. قال: وليس هو عند الأَصمعي، إِلاّ مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، ولو كان كذلك، لكان أَيضاً يَصْفَرُّ، ويَخْضَرُّ، ويكون على قدر أَلوان النَّوْر والبَقْل، وكانتِ الخُضْرةُ تكون أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَوَلا تراهم حين وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر ما وَصَفُوا! ومِن أَيِّ ما كان، فإِنه يقال له: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة التي تَعْترِي ساقَيْهِ، والخاضِبُ وَصْفٌ له عَلَمٌ يُعرَفُ به، فإِذا قالوا خاضِبٌ، عُلِمَ أَنه إِيّاه يريدُون؛ قال ذو الرمة: أَذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّيِّ، مَرْتَعُه، * أَبو ثَلاثين أَمْسَى، وهو مُنْقَلِبُ؟ فقال: أَم خاضِبٌ، كما أَنه لو قال: أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ، كان سواءً؛ هذا كلُّه قول أَبي حنيفة. قال: وقد وَهِمَ في قوله بَتَّةً، لأَنّ سيبويه إِنما حكاه بالأَلف واللام لا غيرُ، ولم يُجز سُقوط الأَلف واللام منه، سَماعاً من العرب.
وقوله: وَصْفٌ له عَلم، لا يكون الوَصْفُ عَلماً، إِنما أَراد أَنه وَصْفٌ قد غَلَبَ، حتى صار بمنزلة الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث والعباس. أَبو سعيد: سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً، لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذا ترَبَّع، وهو في الصَّيْفِ يَفْرَعُ (1) (1 قوله «يفرع إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع.) ويَبْيَضُّ ساقاهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقال للثور الوحشي: خاضِبٌ إِذا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ (2) (2 قوله «ويقال للثور الوحشي خاضب إِذا اختضب بالحناء إلخ» هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خاضب إِذا اختضب بالحناء.)، وإِذا كان بغير الحِنَّاء قيل: صَبَغَ شَعَره، ولا يقال: خَضَبَه. وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ.
وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، واسمُ تلك الخُضْرَة الخَضْبُ، والجمع خُضُوبٌ؛ قال حميد بن ثور: فَلَمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ، * مِنَ الجَوْفِ، فيه عُلَّفٌ وخُضُوبُ وفي الصحاح: مع الجوف، فيها عُلَّف وخضوب وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ.
وخَضَبَتِ الأَرضُ: اخْضَرَّتْ.
والعرب تقول: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إِخْضاباً إِذا ظَهَرَ نَبْتُها.
وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ واصْفَرَّ. ابن الأَعرابي، يقال: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذا أَورَقَ، وخَلَعَ العِضَاه. قال: وأَوْرَسَ الرِّمْثُ، وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ، وأَرْمَشَ إِذا أَوْرَقَ.
وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ.
والخَضْبُ: الجَديدُ من النَّباتِ، يُصيبه المَطَرُ فيَخْضَرُّ؛ وقيل: الخَضْبُ ما يَظْهر في الشَّجَر من خُضْرة، عند ابتداءِ الإِيراقِ، وجمعه خُضُوبٌ؛ وقيل: كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه، فهي خاضِبٌ، وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ.
والخَضُوبُ: النَّبْتُ الذي يُصِيبُه المطر، فيَخْضِبُ ما يَخْرجُ مِنَ البَطْنِ.
وخُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فيه وُرَيْقةٌ عند الرَّبِيعِ، وتُمِدَّ عِيدانه، وذلك في أَوَّل نَبْتِه؛ وكذلك العُرْفُطُ والعَوْسَجُ، ولا يكون الخُضُوب في شيءٍ من أَنواع العِضاهِ غَيرِها.
والمِخْضَبُ، بالكسر: شِبهُ الإِجّانةِ، يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ.
والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ، ومنه الحديث: أَنه قال في مَرضه الذي ماتَ فيه: أَجْلِسُوني في مِخضَبٍ، فاغْسِلُوني.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
عمي (لسان العرب)
العَمَى: ذهابُ البَصَر كُلِّه، وفي الأزهري: من العَيْنَيْن كِلْتَيْهِما، عَمِيَ يَعْمَى عَمًى فهو أَعْمَى، واعمايَ يَعْمايُ (*وقد تشدد الياء كما في القاموس.) اعْمِياءَ، وأَرادوا حَذْوَ ادْهامَّ يَدْهامُّ ادْهِيماماً فأَخْرَجُوه على لفْظٍ صحيح وكان في الأصل ادْهامَمَ فأَدْغَمُوا لاجْتماع المِيمَين، فَلما بَنَوا اعْمايَا على أَصل ادهامَمَ اعتمدت الياءُ الأَخيرة على فَتْحَةِ الياء الأُولى فصارت أَلِفاً، فلما اختلفا لم يكن للإدْغامِ فيها مَساغٌ كمساغِه في المِيمين، ولذلك لم يَقولوا: اعمايَّ فلان غير مستعمل.
وتَعَمَّى: في مَعْنى عَمِيَ؛ وأَنشد الأخْفَش: صَرَفْتَ، ولم نَصْرِف أَواناً، وبادَرَتْ نُهاكَ دُموعُ العَيْنِ حَتَّى تَعَمَّت وهو أَعْمَى وعَمٍ، والأُنثى عَمْياء وعَمِية، وأَما عَمْية فَعَلى حدِّ فَخْذٍ في فَخِذٍ، خَفَّفُوا مِيم عَمِيَة؛ قال ابن سيده: حكاه سيبويه. قال الليث: رجلٌ أَعْمَى وامْرَأَةٌ عَمْياء، ولا يقع هذا النَّعْتُ على العينِ الواحِدَة لأن المعنى يَقَعُ عليهما جميعاً، يقال: عَمِيتْ عَيْناهُ، وامرأتانِ عَمْياوانِ، ونساءٌ عَمْياواتٌ، وقومٌ عُمْيٌ.
وتَعامى الرجلُ أَي أَرَى من نفسه ذلك.
وامْرَأَةٌ عَمِيةٌ عن الصواب، وعَمِيَةُ القَلْبِ، على فَعِلة، وقومٌ عَمُون.
وفيهم عَمِيَّتُهم أَي جَهْلُهُم، والنِّسْبَة إلى أَعْمَى أَعْمَويٌّ وإلى عَمٍ عَمَوِيٌّ.
وقال الله عز وجل: ومَن كان في هذه أَعْمَى فهُو في الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً؛ قال الفراء: عَدَّدَ الله نِعَم الدُّنْيا على المُخاطَبين ثم قال من كان في هذه أَعْمَى، يَعْني في نِعَم الدُّنْيا التي اقْتَصَصْناها علَيكم فهو في نِعَمِ الآخرة أَعْمَى وأَضَلُّ سبيلاً، قال: والعرب إذا قالوا هو أَفْعَلُ مِنْك قالوه في كلِّ فاعل وفعِيلٍ، وما لا يُزادُ في فِعْلِه شيءٌ على ثَلاثة أَحْرُفٍ، فإذا كان على فَعْلَلْت مثل زَخْرَفْت أَو على افْعَلَلت مثل احْمَرَرْت، لم يقولوا هو أَفْعَلُ منكَ حتى يقولوا هو أَشدُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
حُمْرَةً منك وأَحسن زَخْرفةً منك، قال: وإنما جازَ في العَمَى لأنه لم يُرَدْ به عَمَى العَيْنَينِ إنما أُرِيد، والله أَعلم، عَمَى القَلْب، فيقال فلانٌ أَعْمَى من فلان في القَلْبِ، ولا يقال هو أَعْمَى منه في العَيْن، وذلك أَنه لمَّا جاء على مذهب أَحَمَر وحَمْراءَ تُرِك فيه أَفْعَلُ منه كما تُرِكَ في كَثيرٍ، قال: وقد تَلْقى بعض النحويين يقولُ أُجِيزُه في الأَعْمَى والأَعْشَى والأَعْرَج والأَزْرَق، لأَنَّا قد نَقُول عَمِيَ وزَرِقَ وعَشِيَ وعَرِجَ ولا نقول حَمِرَ ولا بَيضَ ولا صَفِرَ، قال الفراء: ليس بشيء، إنما يُنْظر في هذا إلى ما كان لصاحبِهِ فِعْلٌ يقلُّ أَو يكثُر، فيكون أَفْعَلُ دليلاً على قِلَّةِ الشيء وكَثْرَتِه، أَلا تَرَى أَنك تقولُ فلان أَقْوَمُ من فلانٍ وأََجْمَل، لأَنَّ قيام ذا يزيدُ على قيام ذا، وجَمالَهُ يزيدُ على جَمالِه، ولا تقول للأَعْمَيَيْن هذا أَعْمَى من ذا، ولا لِمَيِّتَيْن هذا أَمْوتُ من ذا، فإن جاء شيءٌ منه في شعر فهو شاذٌّ كقوله: أَمَّا المُلوك، فأَنت اليومَ أَلأَمُهُمْ لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ وقولهم: ما أَعْماهُ إنما يُراد به ما أَعْمَى قَلْبَه لأَنَّ ذلك ينسبُ إليه الكثيرُ الضلالِ، ولا يقال في عَمَى العيونِ ما أَعْماه لأَنَّ ما لا يَتزَيَّد لا يُتَعَجَّب منه.
وقال الفراء في قوله تعالى: وهُوَ عَلَيْهِم عَمًى أُولئك يُنادَوْنَ من مكانٍ بَعيدٍ؛ قرأَها ابنُ عباس، رضي الله عنه: عَمٍ.
وقال أَبو معاذ النحويّ: من قرأَ وهُو علَيهم عَمًى فهو مصدرٌ. يقا: هذا الأمرُ عَمًى، وهذه الأُمورُ عَمًى لأَنه مصدر، كقولك: هذه الأُمور شُبْهَةٌ ورِيبةٌ، قال: ومن قرأَ عَمٍ فهو نَعْتٌ، تقول أَمرٌ عَمٍ وأُمورٌ عَمِيَةٌ.
ورجل عَمٍ في أَمرِه: لا يُبْصِره، ورجل أَعْمَى في البصر؛ وقال الكُمَيت: أَلا هَلْ عَمٍ في رَأْيِه مُتَأَمِّلُ ومثله قول زهير: ولكِنَّني عَنْ عِلْمِ ما في غَدٍ عَمٍ والعامِي: الذي لا يُبْصرُ طَريقَه؛ وأَنشد: لا تَأْتِيَنِّي تَبْتَغِي لِينَ جانِبي بِرَأْسِك نَحْوي عامِيًا مُتَعاشِيَا قال ابن سيده: وأَعْماه وعَمَّاهُ صَيَّره أَعْمَى؛ قال ساعدة بنُ جُؤيَّة: وعَمَّى علَيهِ المَوْتُ يأْتي طَريقَهُ سِنانٌ، كعَسْراء العُقابِ ومِنْهَب (* قوله «وعمى الموت إلخ» برفع الموت فاعلاً كما في الاصول هنا، وتقدم لنا ضبطه في مادة عسر بالنصب والصواب ما هنا، وقوله ويروى: وعمى عليه الموت بابي طريقه يعني عينيه إلخ هكذا في الأصل والمحكم هنا، وتقدم لنا في مادة عسر أيضاً: ويروى يأبى طريقه يعني عيينة، والصواب ما هنا.) يعني بالموت السنانَ فهو إذاً بدلٌ من الموت، ويروى، وعَمَّى عليه الموت بابَيْ طَريقه يعني عَيْنَيْه.
ورجل عَمٍ إذا كان أَعْمَى القَلْبِ.
ورجل عَمِي القَلْب أَي جاهلٌ.
والعَمَى: ذهابُ نَظَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ كالفِعْلِ، والصِّفةُ كالصّفةِ، إلاَّ أَنه لا يُبْنَى فِعْلُه على افْعالَّ لأَنه ليس بمَحسوسٍ، وإنما هو على المَثَل، وافْعالَّ إنما هو للمَحْسوس في اللَّوْنِ والعاهَةِ.
وقوله تعالى: وما يَسْتَوِي الأَعْمَى والبَصير ولا الظُّلُماتُ ولا النُّورُ ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال الزجاج: هذا مَثَل ضَرَبه اللهُ للمؤمنين والكافرين، والمعنى وما يَسْتَوي الأَعْمَى عن الحَق، وهو الكافِر، والبَصِير، وهو المؤمن الذي يُبْصِر رُشْدَهُ، ولا الظُّلماتُ ولا النورُ، الظُّلماتُ الضلالات، والنورُ الهُدَى، ولا الظلُّ ولا الحَرورُ أَي لا يَسْتَوي أَصحابُ الحَقِّ الذينَ هم في ظلٍّ من الحَقّ ولا أَصحابُ الباطِلِ الذين هم في حَرٍّ دائمٍ؛ وقول الشاعر: وثلاثٍ بينَ اثْنَتَينِ بها يُرْ سلُ أَعْمَى بما يَكيِدُ بَصيرَا يعني القِدْحَ، وجَعَله أَعْمى لأَنه لا بَصَرَ لَهُ، وجعله بصيراً لأَنه يُصَوِّب إلى حيثُ يَقْصد به الرَّامِي.
وتَعامَى: أَظْهَر العَمَى، يكون في العَين والقَلب.
وقوله تعالى: ونَحشُرُه يومَ القيامة أَعْمَى؛ قيلٍ: هو مثْلُ قوله: ونحشرُ المُجْرِمِينَ يومئذٍ زُرْقًا؛ وقيل: أَعْمَى عن حُجَّته، وتأْويلُه أَنَّه لا حُجَّة له يَهْتَدي إلَيْها لأَنه ليس للناس على الله حجةٌ بعد الرسُل، وقد بَشَّر وأَنْذَر ووَعَد وأَوْعَد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي عن مجاهد في قوله تعالى: قال رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني أَعْمى وقد كُنْتُ بصيراً، قال: أَعْمَى عن الحُجَّة وقد كنتُ بصيراً بها.
وقال نَفْطَوَيْه: يقال عَمِيَ فلانٌ عن رُشْدِه وعَمِيَ عليه طَريقُه إذا لم يَهْتَدِ لِطَرِيقه.
ورجلٌ عمٍ وقومٌ عَمُونَ، قال: وكُلَّما ذكرَ الله جل وعز العَمَى في كتابه فَذَمَّه يريدُ عَمَى القَلْبِ. قال تعالى: فإنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى القُلوبُ التي في الصدورِ.
وقوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، هو على المَثَل، جَعَلهم في ترك العَمَل بما يُبْصِرُون ووَعْي ما يَسْمعُون بمنزلة المَوْتى، لأَن ما بَيّن من قدرتِه وصَنعته التي يَعْجز عنها المخلوقون دليلٌ على وحدانِيَّته.
والأعْمِيانِ: السَّيْلُ والجَمَل الهائِجُ، وقيل: السَّيْلُ والحَرِيقُ؛ كِلاهُما عن يَعقوب. قال الأَزهري: والأَعْمَى الليلُ، والأَعْمَى السَّيْلُ، وهما الأَبهمانِ أَيضاً بالباء للسَّيْلِ والليلِ.
وفي الحديث: نَعُوذُ بالله مِنَ الأَعْمَيَيْن؛ هما السَّيْلُ والحَريق لما يُصيبُ من يُصيبانِهِ من الحَيْرَة في أَمرِه، أَو لأَنهما إذا حَدَثا ووَقَعا لا يُبْقِيان موضِعاً ولا يَتَجَنَّبانِ شيئاً كالأَعْمَى الذي لا يَدْرِي أَينَ يَسْلك، فهو يَمشِي حيث أَدَّته رجْلُه؛ وأَنشد ابن بري: ولما رَأَيْتُك تَنْسَى الذِّمامَ، ولا قَدْرَ عِنْدَكَ للمُعْدِمِ وتَجْفُو الشَّرِيفَ إذا ما أُخِلَّ، وتُدْنِي الدَّنيَّ على الدِّرْهَمِ وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَيَيْن، وللأَثْرَمَيْنِ ولَمْ أَظْلِمِ أُخِلَّ: من الخَلَّة، وهي الحاجة.
والأَعْمَيانِ: السَّيْل والنارُ.
والأَثْرَمان: الدهْرُ والموتُ.
والعَمْيَاءُ والعَمَايَة والعُمِيَّة والعَمِيَّة، كلُّه: الغَوايةُ واللَّجاجة في الباطل.
والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الكِبرُ من ذلك.
وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: تَسَفَّهُوا عَمايَتَهُمْ؛ العَمايةُ: الضَّلالُ، وهي فَعالَة من العَمَى.
وحكى اللحياني: تَرَكْتُهم في عُمِّيَّة وعِمِّيَّة، وهو من العَمَى.
وقَتيلُ عِمِّيَّا أَي لم يُدْرَ من قَتَلَه.
وفي الحديث: مَنْ قاتَلَ تحتَ راية عِمِّيَّة يَغْضَبُ لعَصَبَةٍ أَو يَنْصُرُ عَصَبَةً أَو يَدْعو إلى عَصَبَة فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلِيَّةً؛ هو فِعِّيلَةٌ من العَماء الضَّلالِة كالقتالِ في العَصَبِيّةِ والأَهْواءِ، وحكى بعضُهم فيها ضَمَّ العَيْن.
وسُئل أَحْمدُ بن حَنْبَل عَمَّنْ قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ قال: الأَمرُ الأَعْمَى للعَصَبِيَّة لا تَسْتَبِينُ ما وجْهُه. قال أَبو إسحق: إنما مَعنى هذا في تَحارُبِ القَوْمِ وقتل بعضهم بعضاً، يقول: مَنْ قُتِلَ فيها كان هالكاً. قال أَبو زيد: العِمِّيَّة الدَّعْوة العَمْياءُ فَقَتِيلُها في النار.
وقال أَبو العلاء: العَصَبة بنُو العَمِّ، والعَصَبيَّة أُخِذَتْ من العَصَبة، وقيل: العِمِّيَّة الفِتْنة، وقيل: الضَّلالة؛ وقال الراعي: كما يَذُودُ أَخُو العِمِّيَّة النَّجدُ يعني صاحبَ فِتْنَةٍ؛ ومنه حديث الزُّبَير: لئلا يموتَ مِيتَةَ عِمِّيَّةٍ أَي مِيتَةَ فِتْنَةٍ وجَهالَةٍ.
وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيّاً في رَمْيٍ يكون بينهم فهوخطأٌ، وفي رواية: في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيًّا تكون بينهم بالحجارة فهو خَطَأٌ؛ العِمِّيَّا، بالكسر والتشديد والقصر، فِعِّيلى من العَمَى كالرِّمِّيَّا من الرَّمْي والخِصِّيصَى من التَّخَصُّصِ، وهي مصادر، والمعنى أَن يوجَدَ بينهم قَتِيلٌ يَعْمَى أَمرُه ولا يَبِينُ قاتِلُه، فحكمُه حكْمُ قتيلِ الخَطَإ تجب فيه الدِّية.
وفي الحديث الآخر: يَنزُو الشيطانُ بينَ الناس فيكون دَماً في عَمياء في غَير ضَغِينَة أَي في جَهالَةٍ من غير حِقْدٍ وعَداوة، والعَمْياءُ تأْنيثُ الأَعْمَى، يُريدُ بها الضلالة والجَهالة.
والعماية: الجهالة بالشيء؛ ومنه قوله: تَجَلَّتْ عماياتُ الرِّجالِ عن الصِّبَا وعَمايَة الجاهِلَّيةِ: جَهالَتها.
والأعماءُ: المَجاهِلُ، يجوز أن يكون واحدُها عَمىٌ.
وأَعْماءٌ عامِيَةٌ على المُبالَغة؛ قال رؤبة: وبَلَدٍ عَامِيةٍ أَعْماؤهُ، كأَنَّ لَوْنَ أَرْضِه سَماؤُهُ يريد: ورُبَّ بَلَد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: عامية أَعْماؤُه، أَراد مُتَناهِية في العَمَى على حدِّ قولِهم ليلٌ لائلٌ، فكأَنه قال أَعْماؤُه عامِيَةٌ، فقدَّم وأَخَّر، وقلَّما يأْتون بهذا الضرب من المُبالَغ به إلا تابعاً لِما قَبْلَه كقولهم شغْلٌ شاغلٌ وليلٌ لائلٌ، لكنه اضْطُرَّ إلى ذلك فقدَّم وأَخَّر. قال الأَزهري: عامِيَة دارِسة، وأَعْماؤُه مَجاهِلُه. بَلَدٌ مَجْهَلٌ وعَمًى: لا يُهْتدى فيه.
والمَعامِي: الأَرَضُون المجهولة، والواحدة مَعْمِيَةٌ، قال: ولم أَسْمَعْ لها بواحدةٍ.
والمعامِي من الأَرَضين: الأَغْفالُ التي ليس بها أَثَرُ عِمارَةٍ، وهي الأَعْماءُ أَيضاً.
وفي الحديث: إنَّ لنا المَعامِيَ؛ يُريدُ الأَراضِيَ المجهولة الأَغْفالَ التي ليس بها أَثَرُ عِمارةٍ، واحدُها مَعْمًى، وهو موضِع العَمَى كالمَجْهَلِ.
وأَرْضٌ عَمْياءُ وعامِيةٌ ومكانٌ أَعْمَى: لا يُهْتَدَى فيه؛ قال: وأَقْرَأَني ابنُ الأَعرابي: وماءٍ صَرىً عافِي الثَّنايا كأَنَّه، من الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضوارِبِ عَمٍ شَرَكَ الأَقْطارِ بَيْني وبَيْنَه، مَرَارِيُّ مَخْشِيّ به المَوتُ ناضِب قال ابن الأَعرابي: عَمٍ شَرَك كما يقال عَمٍ طَريقاً وعَمٍ مَسْلَكاً، يُريدُ الطريقَ ليس بيّن الأَثَر، وأَما الذي في حديث سلمان: سُئِلَ ما يَجِلُّ لنا من ذمّتِنا؟ فقال: من عَماك إلى هُداكَ أَي إذا ضَلَلْتَ طريقاً أَخَذْتَ منهم رجُلاً حتى يَقِفَكَ على الطريق، وإنما رَخّص سَلْمانُ في ذلك لأَنَّ أَهلَ الذمَّة كانوا صُولِحُوا على ذلك وشُرِطَ عليهم، فأَما إذا لم يُشْرَط فلا يجوزُ إلاَّ بالأُجْرَة، وقوله: من ذِمَّتِنا أَي من أَهلِ ذِمَّتِنا.
ويقال: لقيته في عَمايَةِ الصُّبحِ أَي في ظلمته قبل أن أَتَبَيَّنَه.
وفي حديث أَبي ذرّ: أَنه كان يُغِيرُ على الصِّرْمِ في عَمايةِ الصُّبْحِ أَي في بقيَّة ظُلمة الليلِ.
ولقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى أَي في أَشدَّ الهاجِرَةِ حَرّاً، وذلك أَن الظَّبْيَ إذا اشتَدَّ عليه الحرُّ طَلَبَ الكِناسَ وقد بَرَقَتْ عينُه من بياضِ الشمسِ ولَمعانِها، فيَسْدَرُ بصرُه حتى يَصُكَّ بنفسِه الكِناسَ لا يُبْصِرُه، وقيل: هو أَشدُّ الهاجرة حرّاً، وقيل: حين كادَ الحَرُّ يُعْمِي مِن شدَّتِه، ولا يقال في البرْد، وقيل: حين يقومُ قائِمُ الظَّهِيرة، وقيل: نصف النهار في شدَّة الحرّ، وقيل: عُمَيٌّ الحَرُّ بعينه، وقيل: عُمَيٌّ رجلٌ من عَدْوانَ كان يُفتي في الحجِّ، فأَقبل مُعْتَمِرًا ومعه ركبٌ حتى نَزَلُوا بعضَ المنازل في يومٍ شديدِ الحَرِّ فقال عُمَيٌّ: من جاءتْ عليه هذه الساعةُ من غَدٍ وهو حرامٌ لم يَقْضِ عُمْرَتَه، فهو حرامٌ إلى قابِلٍ، فوثَبَ الناسُ يَضْرِبون حتى وافَوُا البيتَ، وبَينهم وبَينَه من ذلك الموضِع ليلتانِ جوادان، فضُرِبَ مَثلاً.
وقال الأزهري: هو عُمَيٌّ كأَنه تصغيرُ أَعْمى؛ قال: وأَنشد ابن الأعرابي: صَكَّ بها عَيْنَ الظَّهِيرة غائِراً عُمَيٌّ، ولم يُنْعَلْنَ إلاّ ظِلالَها وفي الحديث: نَهى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن الصلاة نصفَ النهار إذا قام قائم الظهيرة صَكَّةَ عُمَيٌّ؛ قال: وعُمَيٍّ تصغير أَعْمى على التَّرْخيم، ولا يقال ذلك إلا في حَمارَّة القَيْظِ، والإنسان إذا خَرَج نصفَ النهارِ في أَشدّ الحرِّ لم يَتَهَيّأْ له أَن يَمْلأَ عينيه من عَين الشمس، فأَرادُوا أَنه يصيرُ كالأَعْمَى، ويقال: هو اسم رجلٍ من العَمالِقةِ أَغارَ على قومٍ ظُهْراً فاسْتَأْصَلَهم فنُسِبَ الوقتُ إِليه؛ وقولُ الشاعر: يَحْسَبُه الجاهِلُ، ما كان عَمَى، شَيْخاً، على كُرْسِيِّهِ، مُعَمَّمَا أَي إِذا نظَرَ إِليه من بعيد، فكأَنَّ العَمَى هنا البُعْد، يصف وَطْبَ اللَّبن، يقول إِذا رآه الجاهلُ من بُعْدٍ ظَنَّه شيخاً معَمَّماً لبياضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعَماءُ، ممدودٌ: السحابُ المُرْتَفِعُ، وقيل: الكثِيفُ؛ قال أَبو زيد: هو شِبهُ الدُّخانِ يركب رُؤوس الجبال؛ قال ابن بري: شاهِدُه قولُ حميدِ بن ثورٍ: فإِذا احْزَأَلا في المُناخِ، رأَيتَه كالطَّوْدِ أَفْرَدَه العَماءُ المُمْطِرُ وقال الفرزدق: ووَفْراء لم تُخْرَزْ بسَيرٍ، وكِيعَة، غَدَوْتُ بها طبّاً يَدِي بِرِشائِها ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه، كنَجْمِ الثُّرَيَّا أَسْفَرَتْ من عَمائِها ويروى: إِذْ بَدَتْ من عَمائها وقال ابن سيده: العَماء الغَيْمُ الكثِيفُ المُمْطِرُ، وقيل: هو الرقِيقُ، وقيل: هو الأَسودُ، وقال أَبو عبيد: هو الأَبيض، وقيل: هو الذي هَراقَ ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّعَ الجِفَالِ، واحدتُه عماءةٌ.
وفي حديث أَبي رَزين العُقَيْلي أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: أَين كان ربُّنا قبلَ أَن يخلق السمواتِ والأَرضَ؟ قال: في عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ وفَوْقَه هَواءٌ؛ قال أَبو عبيد: العَماء في كلام العرب السحاب؛ قاله الأَصمعي وغيرُه، وهو ممدودٌ؛ وقال الحرث بن حِلِّزَة: وكأَنَّ المنون تَرْدِي بنا أَعْـ ـصم صمٍّ، يَنْجابُ عنه العَماءُ يقول: هو في ارتفاعه قد بلَغ السحابَ فالسحابُ يَنْجابُ عنه أَي ينكشف؛ قال أَبو عبيد: وإِنما تأَوَّلْنا هذا الحديث على كلام العرب المَعْقُول عنهم ولا نَدْري كيف كان ذلك العَماءُ، قال: وأَما العَمَى في البَصَر فمقصور وليس هو من هذا الحديث في شيء. قال الأَزهري: وقد بلَغَني عن أَبي الهيثم، ولم يعْزُه إِليه ثقةٌ، أَنه قال في تفسير هذا الحديث ولفظِه إِنه كان في عمًى، مقصورٌ، قال: وكلُّ أَمرٍ لا تدرِكه القلوبُ بالعُقولِ فهو عَمًى، قال: والمعنى أَنه كان حيث لا تدْرِكه عقولُ بني آدمَ ولا يَبْلُغُ كنهَه وصْفٌ؛ قال الأَزهري: والقولُ عندي ما قاله أَبو عبيد أَنه العَماءُ، ممدودٌ، وهو السحابُ، ولا يُدْرى كيف ذلك العَماء بصفةٍ تَحْصُرُه ولا نَعْتٍ يحدُّه، ويُقَوِّى هذا القولَ قولُه تعالى: هل يَنْظُرون إِلا أَن يأْتِيَهُم الله في ظُلَلٍ من الغَمام والملائكة، والغَمام: معروفٌ في كلام العرب إِلا أَنَّا لا ندْري كيف الغَمامُ الذي يأْتي الله عز وجل يومَ القيامة في ظُلَلٍ منه، فنحن نُؤْمن به ولا نُكَيِّفُ صِفَتَه، وكذلك سائرُ صِفاتِ الله عز وجل؛ وقال ابن الأَثير: معنى قوله في عَمًى مقصورٌ ليسَ مَعَه شيءٌ، قال: ولا بد في قوله أَين كان ربنا من مضاف محذوف كما حزف في قوله تعالى: هل ينظرون إِلا أَن يأْتيهم الله، ونحوه، فيكون التقدير أَين كان عرش ربّنا، ويدلّ عليه قوله تعالى: وكانَ عرْشُه على الماء.
والعَمايَةُ والعَماءَة: السحابَةُ الكثِيفة المُطْبِقَةُ، قال: وقال بعضهم هو الذي هَراقَ ماءَه ولم يَتَقَطَّع تَقَطُّع الجَفْل (* قوله: «هو الذي. إلخ.» اعاد الضمير إلى السحاب المنويّ لا إلى السحابة.) والعربُ تقولُ: أَشدُّ بردِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياء في غبِّ سَماء تحتَ ظِلِّ عَماء. قال: ويقولون للقِطْعة الكَثِيفة عَماءةٌ، قال: وبعضٌ ينكرُ ذلك ويجعلُ العماءَ اسْماً جامعاً.
وفي حديث الصَّوْم: فإِنْ عُمِّيَ عَلَيكُمْ؛ هكذا جاء في رواية، قيل: هو من العَمَاء السَّحابِ الرقِيقِ أَي حالَ دونَه ما أَعْمى الأَبْصارَ عن رُؤيَتِه.
وعَمَى الشيءُ عَمْياً: سالَ.
وعَمى الماءُ يَعْمِي إِذا سالَ، وهَمى يَهْمِي مثله؛ قال الأَزهري: وأَنشد المنذري فيما أَقرأَني لأَبي العباس عن ابن الأَعرابي: وغَبْراءَ مَعْمِيٍّ بها الآلُ لم يَبِنْ، بها مِنْ ثَنَايا المَنْهَلَيْنِ، طَريقُ قال: عَمَى يَعْمي إِذا سالَ، يقول: سالَ عليها الآلُ.
ويقال: عمَيْتُ إِلى كذا وكذا أَعْمِي عَمَياناً وعطِشْت عَطَشاناً إِذا ذَهَبْتَ إِليه لا تُريدُ غيره، غيرَ أَنَّك تَؤُمُّه على الإِبْصار والظلْمة، عَمَى يَعْمِي.
وعَمَى الموجُ، بالفتح، يَعْمِي عَمْياً إِذا رَمى بالقَذى والزَّبَدِ ودَفَعَه.
وقال الليث: العَمْيُ على مِثالِ الرَّمْي رفعُ الأَمْواج القَذَى والزَّبَد في أَعالِيها؛ وأَنشد: رَها زَبَداً يَعْمي به المَوْجُ طامِيا وعَمى البَعِيرُ بلُغامه عَمْياً: هَدَرَ فرمَى به أَيّاً كان، وقيل: رَمى به على هامَته.
وقال المؤرج: رجلٌ عامٍ رامٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعَماني بكذا وكذا: رماني من التُّهَمَة، قال: وعَمى النَّبْتُ يَعْمِي واعْتَمَّ واعْتَمى، ثلاثُ لغاتٍ، واعْتَمى الشيءَ: اخْتاره، والاسم العِمْيَة. قال أَبو سعيد: اعْتَمَيْتُه اعْتِماءً أَي قَصَدته، وقال غيره: اعْتَمَيته اختَرْته، وهو قَلب الاعْتِيامِ، وكذلك اعتَمْته، والعرب تقول: عَمَا واللهِ، وأَمَا واللهِ، وهَمَا والله، يُبْدِلون من الهمزة العينَ مرَّة والهاءَ أُخْرى، ومنهم من يقول: غَمَا والله، بالغين المعجمة.
والعَمْو: الضلالُ، والجمع أَعْماءٌ.
وعَمِيَ عليه الأَمْرُ: الْتَبَس؛ ومنه قوله تعالى: فعَمِيَتْ عليهمُ الأَنباء يومئذٍ.
والتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ على الإِنْسانِ شيئاً فتُلَبِّسَه عليه تَلْبِيساً.
وفي حديث الهجرة: لأُعَمِّيَنَّ على مَنْ وَرائي، من التَّعْمِية والإِخْفاء والتَّلْبِيسِ، حتى لا يَتبعَكُما أَحدٌ.
وعَمَّيتُ معنى البيت تَعْمِية، ومنه المُعَمَّى من الشِّعْر، وقُرئَ: فعُمِّيَتْ عليهم، بالتشديد. أَبو زيد: تَرَكْناهُم عُمَّى إِذا أَشْرَفُوا على الموت. قال الأَزهري: وقرأْت بخط أَبي الهيثم في قول الفرزدق: غَلَبْتُك بالمُفَقِّئ والمُعَمَّى، وبَيْتِ المُحْتَبي والخافِقاتِ قال: فَخَر الفرزدق في هذا البيت على جرير، لأَن العرب كانت إِذا كان لأَحَدهم أَلفُ بعير فقأَ عينَ بعيرٍ منها، فإِذا تمت أَلفان عَمَّاه وأَعْماه، فافتخر عليه بكثرة ماله، قال: والخافقات الرايات. ابن الأَعرابي: عَمَا يَعْمو إِذا خَضَع وذَلَّ.
ومنه حديث ابنِ عُمر: مَثَلُ المُنافق مَثَلُ الشاةِ بينَ الرَّبيضَيْنِ، تَعْمُو مَرَّةً إِلى هذه ومَرَّةً إِلى هذه؛ يريد أَنها كانت تَمِيلُ إِلى هذه وإِلى هذه، قال: والأَعرف تَعْنُو، التفسير للهَرَويِّ في الغريبَين؛ قال: ومنه قوله تعالى: مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك.
والعَمَا: الطُّولُ. يقال: ما أَحْسَنَ عَما هذا الرجُلِ أَي طُولَه.
وقال أَبو العباس: سأَلتُ ابنَ الأَعرابي عنه فعَرَفه، وقال: الأَعْماءُ الطِّوال منَ الناسِ.
وعَمايَةُ: جَبَلٌ من جبال هُذَيْلٍ.
وعَمايَتانِ: جَبَلان معروفان.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
ظلم (لسان العرب)
الظُّلْمُ: وَضْع الشيء في غير موضِعه.
ومن أمثال العرب في الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم؛ قال الأصمعي: ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل: من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظلمَ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم يَعْدِلوا عنه؛ يقال: أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً؛ ومنه حديث أُمِّ سَلمَة: أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه؛ وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ، ومنه حديث الوُضُوء: فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء.
وفي التنزيل العزيز: الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ؛ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير: لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ، ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ، وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل: إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم.
والظُّلْم: المَيْلُ عن القَصد، والعرب تَقُول: الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ عنه أي لا تَجُرْ عنه.
وقوله عزَّ وجل: إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم؛ يعني أن الله تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له، فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ، لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها. يقال: ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلمُ الاسمُ يقوم مَقام المصدر، وهو ظالمٌ وظَلوم؛ قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ: إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي، وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وقوله عز وجل: إن الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ؛ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم، وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي ظُلْماً حقيراً كمِثْقال
(يُتْبَعُ)
(/)
الذرّة؛ وقوله عز وجل: فَظَلَمُوا بها؛ أي بالآيات التي جاءَتهم، وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها، والظُّلمُ الاسمُ، وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إياه؛ قال أبو زُبَيْد الطائيّ: وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ، وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا وقال: تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي، لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه: شَكا مِنْ ظُلْمِه.
وتَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأنشد: كانَتْ إذا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ، وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ قال ابن سيده: هذا قولُ ابن الأعرابي، قال: ولا أَدْري كيف ذلك، إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه، لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها.
والمُتَظَلِّمُ: الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ.
والمُتَظَلِّمُ أيضاً: الظالِمُ؛ ومنه قول الشاعر: نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم.
وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي؛ قال ابن بري: شاهده قول الجعدي: وما يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ قال: وقال رافِعُ بن هُرَيْم، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع، والأول أَصح: فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أي ظالِمِينَ.
ويقال: تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه؛ ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه: إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه، تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قال: أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه. قال أبو منصور: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم؛ قال: وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ: وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قال أبو منصور: يريد نَخْوةَ الظالم.
والظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يقال: ما ظَلَمَك عن كذا، أي ما مَنَعك، وقيل: الظَّلَمةُ في المُعامَلة. قال المُؤَرِّجُ: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه: أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا.
ويقال: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم؛ قال كُثَيْر: مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها يَدَاكَ، وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ.
وظَلَّمه: أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم؛ قال: أَمْسَتْ تُظَلِّمُني، ولَسْتُ بِظالمٍ، وتُنْبِهُني نَبْهاً، ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ: ما تُظْلَمُهُ، وهي المَظْلِمَةُ. قال سيبويه: أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك.
وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه؛ قال: ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ، وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ: ما تَطْلُبه عند الظّالم، وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك. التهذيب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم؛ يقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً.
ويقال: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه، وهو افتعال، وأَصله اظْتَلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها؛ وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم: مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً وأَنْفاً حَمِيّاً، تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بعضاً.
ويقال: أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه.
ويقولون: ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ؛ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو الجَرَّاحِ: ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ؛ وقول الشاعر: قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ: ألا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَلَمّْ؟ قالَ: بَلى يا مَيُّ، واليَوْمُ ظَلَمْ قال الفرّاء: هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً، وهو مَثَلٌ؛ قال: ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع. قال أبو منصور: وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً، قال: وأُراه قولَ المُفَضَّل، قال: وهو شبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم: عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك، وقوله عز وجل: آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً.
وقال الفراء في قوله عز وجل: وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون، قال: ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم.
والظِّلِّيمُ، بالتشديد: الكثيرُ الظُّلْم.
وتَظَالَمتِ المِعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ؛ ومنه قول السّاجع: وتَظالَمَتْ مِعْزاها.
ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع.
والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال: وقائِلةٍ: ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ؟ وفي المثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وأنشد ثعلب: وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْرُ قال: هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه.
وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه.
وظَلَمْتُ سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب: ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْرُ قال الأزهري: هكذا سمعت العرب تنشده: وفي ظَلْمِي، بِنَصْب الظاء، قال: والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ.
وظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِيمةَ.
وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء. التهذيب: العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وقال أبو عبيد: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ، قال: ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ، وهو وَهَمٌ.
وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا: يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه.
وقال ابن السكيت: ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه.
والمَظْلُوم: اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الفراء: يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك؛ قال: وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً: يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ، فالوادي به شَرِقُ وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً: إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ. يقال: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض. قال: وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه؛ ومنه قول ابن مقبل: عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ، وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه.
وظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ.
وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ، وأنشد بيت ابن مقبل: هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلاَّمُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ، فهو يَظْلِمُها ظَلْماً؛ وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً: أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً إباءً، وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، وقيل: هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ: ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ، حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أي الموضع المظلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة: ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِىصَةٍ، فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى الإقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ، قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ.
وقال الباهلي في كتابه: وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ.
وفي الحديث: إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ. قال أبو منصور: المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ، والإغْذاذُ الإسْراعُ.
والأرضُ المَظْلومة: التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى؛ وأَنشد: فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ، على العَيْشِ، مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها.
وقالوا: لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه.
والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ، أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه، أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه، فهو مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم؛ أَنشد سيبويه قول زهير: هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ نائِله عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب، وهو عنده يَفْتعِلُ، ويروى يَظْطَلِمُ، ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ. الجوهري: ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل الظُّلْم؛ وأَنشد بيت زهير: ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ، وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ: من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات، ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّلَم، قال: وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما. قال ابن بري: جَعْلُ الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ، بالتشديد، وَهَمٌ، وإنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه، بالتخفيف كما قال زهير: ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِمُ قال: وأَما ظَلَّمْتُه، بالتشديد، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ، وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد، وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقَِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي؛ ومثله قوله تعالى: ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً؛ ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ.
وبيتٌ مُظَلَّمٌ: كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف، صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل؛ حكاه الهروي في الغريبين؛ قال ابن الأَثير: هو المُزَوَّقُ، وقيل: هو المُمَوَّهُ بالذهب والفضة، قال: وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى، وقال الزمخشري: هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب، ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ ظَلْمٌ.
ويقال: أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه؛ ومنه قول الشاعر: إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْلَما قال: أَضاء أَي أَصاب ضوءاً، أَظْلَم أصاب ظَلْماً.
والظُّلْمَة والظُّلُمَة، بضم اللام: ذهاب النور، وهي خلاف النور، وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات؛ قال الراجز: يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُماتِ قال ابن بري: ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة، بإسكان اللام، فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: قال الخطيب أَِبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ، ويجوز مُهَجات، بالفتح، ومُهْجاتٌ، بالتسكين، وهو أَضعفها؛ قال: والناس يأْلَفُون مُهَجات، بالفتح، كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ، فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم.
والظَّلْماءُ: الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والظَّلامُ: إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ، يَجْري مجرى المصدر، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض، وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات. ابن سيده: وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن كان مُقْمِراً، يقال: أَتيته ظَلاماً أي ليلاً؛ قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفاً.
وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل.
وليلةٌ ظَلْمةٌ، على طرحِ الزائد، وظَلْماءُ كلتاهما: شديدة الظُّلْمة.
وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ ظَلْماءُ؛ وقال ابن سيده: وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة، كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة، قال: وظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء.
وأَظْلَم الليلُ: اسْوَدَّ.
وقالوا: ما أَظْلَمه وما أَضوأَه، وهو شاذ.
وظَلِمَ الليلُ، بالكسر، وأَظْلَم بمعنىً؛ عن الفراء.
وفي التنزيل العزيز: وإذا أَظْلَمَ عليهم قاموا.
وظَلِمَ وأَظْلَمَ؛ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء: فيه لغتان أَظْلَم وظَلِمَ، بغير أَلِف.
والثلاثُ الظُّلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ؛ قال أَبو عبيد: في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ، قال: والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ.
وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المبرد: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة؛ قال أَبو منصور: وهذا الذي قالاه هو القياس الصحيح. الجوهري: يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس، لأَن قياسه ظُلْمٌ، بالتسكين، لأَنَّ واحدتها ظَلْماء.
وأَظْلَم القومُ: دخلوا في الظَّلام، وفي التنزيل العزيز: فإذا هم مُظْلِمُونَ.
وقوله عزَّ وجل: يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور؛ أَي يخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ.
وليلة ظَلْماءُ، ويوم مُظْلِمٌ: شديد الشَّرِّ؛ أَنشد سيبويه: فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ، لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم: لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له؛ عن أَبي زيد.
وحكى اللحياني: أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى؛ وأَنشد: أُولِمْتَ، يا خِنَّوْتُ، شَرَّ إيلام في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ، حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل؛ قال: بَني أَسَدٍ، هل تَعْلَمونَ بَلاءَنا، إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ؟ وظُلُماتُ البحر: شدائِدُه.
وشَعرٌ مُظْلِم: شديدُ السَّوادِ.
ونَبْتٌ مُظلِمٌ: ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه؛ قال: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ، ومُظلِماً ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه، وفي التهذيب: وأَظْلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه. قال أَبو منصور: أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً، قال: وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين: أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً، وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ، وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ.
ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ، بالتحريك، يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ، وقيل: معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء، وقيل: أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ، وقال ثعلب: هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ، ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ، قال: وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار، قال: ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ؛ الجوهري: لقِيتُه أَوّلَ ذي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية، قال: ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ.
والظَّلَمُ: الجَبَل، وجمعه ظُلُومٌ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: تَعامَسُ حتى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها، إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ، ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم؛ عن كراع، أَي قدِمَ حقّاً؛ قال: إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ وقيل: معناه واليومُ ظَلَمنا، وقيل: ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه.
والظَّلْمُ: الثَّلْج.
(يُتْبَعُ)
(/)
والظَّلْمُ: الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد، حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء؛ قال كعب بن زهير: تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ، إذا ابتسمَتْ، كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ وقال الآخر: إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْمِ، طَيِّبَةِ الرُّضابِ قال: يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج. قال شمر: الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان. الجوهري: الظَّلْمُ، بالفتح، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها، وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف؛ قال يزيد ابن ضَبَّةَ: بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ، وثغْرٍ نائرِ الظلْمِ وقيل: الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها، والجمع ظُلُوم؛ قال: إذا ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ، وتبسَّمَتْ ثنايا لها كالبَرْقِ، غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم: نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ؛ قال: إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه غُرُوبَ ثناياها، أَنارَ وأَظْلَما (* أضاء بدل أنار).
والظَّلِيمُ: الذكَرُ من النعامِ، والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ، قيل: سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ؛ حكاه ابن دريد، قال: وهذا ما لا يُؤْخذُ.
وفي حديث قُسٍّ: ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ؛ هو جمع ظَلِيم.
والظَّلِيمانِ: نجمان.
والمُظَلَّمُ من الطير: الرَّخَمُ والغِرْبانُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم، من الطيرِ، حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ والظِّلاَّمُ: عُشْبة تُرْعَى؛ أَنشد أَبو حنيفة: رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً، عَمِيماً من الظِّلاَّمِ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي: ومن غريب الشجر الظِّلَمُ، واحدتها ظِلَمةٌ، وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ؛ قال الأَصمعي: هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً.
وأَظْلَمُ: موضع؛ قال ابن بري: أَظْلمُ اسم جبل؛ قال أَبو وجزة: يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ، ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ الظُّلم: رجل معروف من العرب.
وظَلِيمٌ ونَعامَةُ: موضعان بنَجْدٍ.
وظَلَمٌ: موضع.
والظَّلِيمُ: فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ، وفيه يقول: نصَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
روح (لسان العرب)
الرِّيحُ: نَسِيم الهواء، وكذلك نَسيم كل شيء، وهي مؤنثة؛ وفي التنزيل: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ أَصابت حَرْثَ قوم؛ هو عند سيبويه فَعْلٌ، وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ.
والرِّيحةُ: طائفة من الرِّيح؛ عن سيبويه، قال: وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع، وحكى بعضهم: رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان، وجمع الرِّيح أَرواح، وأَراوِيحُ جمع الجمع، وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح، وكلاهما شاذ، وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح، قال فقلت له فيه: إِنما هو أَرْواح، فقال: قد قال الله تبارك وتعالى: وأَرسلنا الرِّياحَ؛ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح، قال: فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه. التهذيب: الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت ياء لانكسار ما قبلها، وتصغيرها رُوَيْحة، وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ. قال الجوهري: الرِّيحُ واحدة الرِّياح، وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت بالياء لانكسار ما قبلها، وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك: أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة؛ ويقال: رِيحٌ ورِيحَة كما قالوا: دارٌ ودارَةٌ.
وفي الحديث: هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر؛ الأَرْواحُ جمع رِيح.
ويقال: الرِّيحُ لآِل فلان أَي النَّصْر والدَّوْلة؛ وكان لفلان رِيحٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: كان يقول إِذا هاجت الرِّيح: اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً؛ العرب تقول: لا تَلْقَحُ السحابُ إِلاَّ من رياح مختلفة؛ يريج: اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً، ويحقق ذلك مجيءُ الجمع في آيات الرَّحمة، والواحد في قِصَصِ العذاب: كالرِّيح العَقِيم؛ ورِيحاً صَرْصَراً.
وفي الحديث: الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده.
ويومٌ راحٌ: شديد الرِّيح؛ يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وأَن يكون فَعْلاً؛ وليلة راحةٌ.
وقد راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه.
وفي الحديث: أَن رجلاً حضره الموت، فقال لأَِولاده: أَحْرِقوني ثم انظروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه؛ يومٌ راحٌ أَي ذو رِيح كقولهم: رجلٌ مالٌ.
ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه، على ما لم يُسَمَّ فاعله: أَصابته الرِّيحُ، فهو مَرُوحٌ؛ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يصف رَماداً: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذي القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور: جُبَيْلات صغار، واحدها قارَة.
والمكفور: الذي سَفَتْ عليه الريحُ الترابَ، ومَرِيح أَيضاً؛ وقال يصف الدمع: كأَنه غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مثل مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ على شِيبَ.
وغُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ: أَصابته الريح؛ وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ، وشجرة مَرُوحة ومَريحة: صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها.
وراحَتِ الريحُ الشيءَ: أَصابته؛ قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً: ويَعُوذ بالأَرْطَى، إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ، وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ وراحَ الشجرُ: وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: تَعُوجُ، إِذا ما أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ، كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا ويقال: رِيحَتِ الشجرةُ، فهي مَرُوحة.
وشجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الريح؛ مَرُوحة كانت في الأَصل مَرْيوحة.
ورِيحَ القومُ وأَراحُوا: دخلوا في الريح، وقيل: أَراحُوا دخلوا في الريح، ورِيحُوا: أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم.
والمَرْوَحة، بالفتح: المَفازة، وهي الموضع الذي تَخْترقُه الريح؛ قال: كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ، إِذا تَدَلَّتْ به، أَو شارِبٌ ثَمِلْ والجمع المَراوِيح؛ قال ابن بري: البيت لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقيل: إِنه تمثل به، وهو لغيره قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأَسرعت؛ يقول: كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فيه الريح، كالغصن لا يزال يتمايل يميناً وشمالاً، فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ من شدّة سكره، وقوله إِذا تدلت به أَي إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلى مطمئن، ويقال إِن هذا البيت قديم.
وراحَ رِيحَ الروضة يَراحُها، وأَراح يُريحُ إِذا وجد ريحها؛ وقال الهُذَليُّ: وماءٍ ورَدْتُ على زَوْرَةٍ، كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا الجوهري: راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه، وأَنشد البيت «وماءٍ ورَدتُ» قال ابن بري: هو لصَخرْ الغَيّ، والزَّوْرةُ ههنا: البعد؛ وقيل: انحراف عن الطريق.
والشفيف: لذع البرد.
والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ.
والمِرْوَحَةُ، بكسر الميم: التي يُتَرَوَّحُ بها، كسرة لأَنها آلة؛ وقال اللحياني: هي المِرْوَحُ، والجمع المَرَاوِحُ؛ وفي الحديث: فقد رأَيتهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى أَي احتاجوا إِلى التَّرْويحِ من الحَرِّ بالمِرْوَحة، أَو يكون من الرواح: العَودِ إِلى بيوتهم، أَو من طَلَب الراحة. والمِرْوَحُ والمِرْواحُ: الذي يُذَرَّى به الطعامُ في الريح.
ويقال: فلان بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ.
وقالوا: فلان يَميلُ مع كل ريح، على المثل؛ وفي حديث عليّ: ورَعاعُ الهَمَج يَميلون على كلِّ ريح.
واسْتَرْوح الغصنُ: اهتزَّ بالريح.
ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ: طَيِّبُ الريح؛ ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً، وعَشَيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ، كذلك. الليث: يوم رَيِّحٌ ويوم راحٌ: ذو ريح شديدة، قال: وهو كقولك كَبْشٌ صافٍ، والأَصل يوم رائح وكبش صائف، فقلبوا، وكما خففوا الحائِجةَ، فقالوا حاجة؛ ويقال: قالوا صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ، فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت أَلفاً.
ويومٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ، وليلة رَيِّحة.
ويوم راحٌ إِذا اشتدَّت ريحه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد راحَ، وهو يرُوحُ رُؤُوحاً وبعضهم يَراحُ، فإِذا كان اليوم رَيِّحاً طَيِّباً، قيل: يومٌ رَيِّحٌ وليلة رَيِّحة، وقد راحَ، وهو يَرُوحُ رَوْحاً.
والرَّوْحُ: بَرْدُ نَسِيم الريح؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان الناسُ يسكنون العالية فيحضُرون الجمعةَ وبهم وَسَخٌ، فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فيتأَذى به الناسُ، فأُمروا بالغسل؛ الرَّوْح، بالفتح: نسيم الريح، كانوا إِذا مَرَّ عليهم النسيمُ تَكَيَّفَ بأَرْواحِهم، وحَمَلها إِلى الناس.
وقد يكون الريح بمعنى الغَلَبة والقوة؛ قال تَأَبَط شرًّا، وقيل سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ: أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهمْ، أَو تَعْدُوانِ، فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي ومنه قوله تعالى: وتَذْهَبَ رِيحُكُم؛ قال ابن بري: وقيل الشعر لأَعْشى فَهْمٍ، من قصيدة أَولها: يا دارُ بينَ غُباراتٍ وأَكْبادِ، أَقْوَتْ ومَرَّ عليها عهدُ آبادِ جَرَّتْ عليها رياحُ الصيفِ أَذْيُلَها، وصَوَّبَ المُزْنُ فيها بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه.
والرائحةُ: النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً.
والرائحة: ريحٌ طيبة تجدها في النسيم؛ تقول لهذه البقلة رائحة طيبة.
ووَجَدْتُ رِيحَ الشيء ورائحته، بمعنًى.
ورِحْتُ رائحة طيبة أَو خبيثة أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها: وجدتها.
وفي الحديث: من أَعانَ على مؤمن أَو قتل مؤمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجنة، من أَرَحْتُ، ولم يَرَحْ رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ؛ ولم يَرِحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَرِيحُه.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من قتل نفساً مُعاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجنة أَي لم يَشُمَّ ريحها؛ قال أَبو عمرو: هو من رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه؛ وقال الكسائي: إِنما هو لم يُرِحْ رائحة الجنة، مِن أَرَحْتُ الشيء فأَنا أُرِيحَه إِذا وجدت ريحه، والمعنى واحد؛ وقال الأَصمعي: لا أَدري هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ؛ وقال اللحياني: أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها واستراحها: وَجَدَها؛ قال: وبعضهم يقول راحَها بغير أَلف، وهي قليلة.
واسْتَرْوَحَ الفحلُ واستراح: وجد ريح الأُنثى.
وراحَ الفرسُ يَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صار فحلاً؛ أَبو زيد: راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً؛ وأَرَحْتُها أَنا. قال الأَزهري: قوله تَرَاحُ رائحةً مصدر على فاعلة؛ قال: وكذلك سمعته من العرب، ويقولون: سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ الشاء أَي رُغاءَها وثُغاءَها.
والدُّهْنُ المُرَوَّحُ: المُطَيَّبُ؛ ودُهْن مُطَيَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ، ورَوِّحْ دُهْنَكَ بشيء تجعل فيه طيباً؛ وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة: مُطَيَّبة، كذلك؛ وفي الحديث: أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح؛ قال أَبو عبيد: المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة، وقال: مُرَوَّحٌ، بالواو، لأَن الياءَ في الريح واو، ومنه قيل: تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة.
وأَرْوَحَ اللحمُ: تغيرت رائحته، وكذلك الماءُ؛ وقال اللحياني وغيره: أَخذتْ فيه الريح وتَغَيَّر.
وفي حديث قَتَادةَ: سُئِل عن الماء الذي قد أَروَحَ، أَيُتَوَضَّأُ منه؟ فقال: لا بأْس. يقال: أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ إِذا تغيرت ريحه؛ وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ.
وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ: وجد ريحي؛ وكذلك أَرْوَحَني الرجلُ.
ويقال: أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ.
وفي التهذيب: أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك؛ وفيه: وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ واستراح إِذا وجد ريح الإِنسان؛ قال أَبو زيد: أَرْوَحَنِي الصيجُ والضبُّ إِرْواحاً، وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وجد ريحَك ونَشْوَتَك، وكذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِيباً، وأَنْشَيْتُ منه نَشْوَةً.
والاسْتِرْواحُ: التَّشَمُّمُ. الأَزهري: قال أَبو زيد سمعت رجلاً من قَيْس وآخر من تميم يقولان: قَعَدْنا في الظل نلتمس الراحةَ؛ والرَّوِيحةُ والراحة بمعنى واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً: بَرَدَ وطابَ؛ وقيل: يومٌ رائحٌ وليلة رائحةٌ طيبةُ الريح؛ يقال: رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ؛ ويوم رَيِّحٌ؛ قال جرير: محا طَلَلاً، بين المُنِيفَةِ والنِّقا، صَباً راحةٌ، أَو ذو حَبِيَّيْنِ رائحُ وقال الفراء: مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ؛ يقال: افتح البابَ حتى يَراحَ البيتُ أَي حتى يدخله الريح؛ وقال: كأَنَّ عَيْنِي، والفِراقُ مَحْذورْ، غُصْنٌ من الطَّرْفاءِ، راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ: كلُّ بَقْل طَيِّب الريح، واحدته رَيْحانة؛ وقال: بِرَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ، لها أَرَجٌ، ما حَوْلها، غيرُ مُسْنِتِ والجمع رَياحين.
وقيل: الرَّيْحانُ أَطراف كل بقلة طيبة الريح إِذا خرج عليها أَوائلُ النَّوْر؛ وفي الحديث: إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا يَرُدَّه؛ هو كل نبت طيب الريح من أَنواع المَشْمُوم.
والرَّيْحانة: الطَّاقةُ من الرَّيحان؛ الأَزهري: الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح، والطاقةُ الواحدةُ: رَيْحانةٌ. أَبو عبيد: إِذا طال النبتُ قيل: قد تَرَوَّحتِ البُقُول، فهي مُتَرَوِّحةٌ.
والريحانة: اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ.
والرَّيْحانُ: الرِّزْقُ، على التشبيه بما تقدم.
وقوله تعالى: فَرَوْحٌ ورَيْحان أَي رحمة ورزق؛ وقال الزجاج: معناه فاستراحة وبَرْدٌ، هذا تفسير الرَّوْح دون الريحان؛ وقال الأَزهري في موضع آخر: قوله فروح وريحان، معناه فاستراحة وبرد وريحان ورزق؛ قال: وجائز أَن يكون رَيحانٌ هنا تحيَّة لأَهل الجنة، قال: وأَجمع النحويون أَن رَيْحاناً في اللغة من ذوات الواو، والأَصل رَيْوَحانٌ (* قوله «والأصل ريوحان» في المصباح، أصله ريوحان، بياء ساكنة ثم واو مفتوحة، ثم قال وقال جماعة: هو من بنات الياء وهو وزان شيطان، وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين مثل شيطان وشياطين.) فقلبت الواو ياء وأُدغمت فيها الياء الأُولى فصارت الرَّيَّحان، ثم خفف كما قالوا: مَيِّتٌ ومَيْتٌ، ولا يجوز في الرَّيحان التشديد إِلاَّ على بُعْدٍ لأَنه قد زيد فيه أَلف ونون فخُفِّف بحذف الياء وأُلزم التخفيف؛ وقال ابن سيده: أَصل ذلك رَيْوَحان، قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء، ثم أُدغمت ثم خففت على حدّ مَيْتٍ، ولم يستعمل مشدَّداً لمكان الزيادة كأَنَّ الزيادة عوض من التشديد فَعْلاناً على المعاقبة (* قوله «فعلاناً على المعاقبة إلخ» كذا بالأصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون أصله روحاناً لا يصح لان فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك.) لا يجيء إِلا بعد استعمال الأَصل ولم يسمع رَوْحان. التهذيب: وقوله تعالى: فروح وريحان؛ على قراءة من ضم الراء، تفسيره: فحياة دائمة لا موت معها، ومن قال فَرَوْحٌ فمعناه: فاستراحة، وأَما قوله: وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ منه؛ فمعناه برحمة منه، قال: كذلك قال المفسرون؛ قال: وقد يكون الرَّوْح بمعنى الرحمة؛ قال الله تعالى: لا تَيْأَسُوا من رَوْح الله أَي من رحمة الله؛ سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بها؛ قال الأَزهري: وكذلك قوله في عيسى: ورُوحٌ منه أَي رحمة منه، تعالى ذكره.
والعرب تقول: سبحان الله ورَيْحانَه؛ قال أَهل اللغة: معناه واسترزاقَه، وهو عند سيبويه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر، تقول: خرجت أَبتغي رَيْحانَ الله؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: سلامُ الإِله ورَيْحانُه، ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ، فأَحْيا البلادَ، وطابَ الشَّجَرْ قال: ومعنى قوله وريحانه: ورزقه؛ قال الأَزهري: قاله أَبو عبيدة وغيره؛ قال: وقيل الرَّيْحان ههنا هو الرَّيْحانُ الذي يُشَمّ. قال الجوهري: سبحان الله ورَيْحانَه نصبوهما على المصدر؛ يريدون تنزيهاً له واسترزاقاً.
وفي الحديث: الولد من رَيْحانِ الله.
وفي الحديث: إِنكم لتُبَخِّلُون (* قوله «انكم لتبخلون إلخ» معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن يقتل، فيضيع ولده بعده، وفي البخل ابقاء على ماله، وفي الجهل شغلاً به عن طلب العلم.
والواو في وانكم للحال، كأنه قال: مع انكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى. كذا بهامش النهاية.) وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لمن رَيْحانِ الله؛ يعني الأَولادَ.
والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة؛ وبالرزق سمي الولد رَيْحاناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: قال لعليّ، رضي الله عنه: أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خيراً قبل أَن يَنهَدَّ رُكناك؛ فلما مات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: هذا أَحدُ الركنين، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر؛ وأَراد بريحانتيه الحسن والحسين، رضي الله تعالى عنهما.
وقوله تعالى: والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيحانُ؛ قيل: هو الوَرَقُ؛ وقال الفراء: ذو الوَرَق والرِّزقُ، وقال الفرّاء: العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ.
وراحَ منك معروفاً وأَرْوَحَ، قال: والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ والرَّواحة: وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة.
والرَّوْحُ أَيضاً: السرور والفَرَحُ، واستعاره عليّ، رضي الله عنه، لليقين فقال: فباشِرُوا رَوْحَ اليقين؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد الفَرْحة والسرور اللذين يَحْدُثان من اليقين. التهذيب عن الأَصمعي: الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب؛ وقال أَبو عمرو: الرَّوْحُ الفَرَحُ، والرَّوْحُ؛ بَرْدُ نسيم الريح. الأَصمعي: يقال فلان يَراحُ للمعروف إِذا أَخذته أَرْيَحِيَّة وخِفَّة.
والرُّوحُ، بالضم، في كلام العرب: النَّفْخُ، سمي رُوحاً لأَنه رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ؛ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ فيها، فقال: فقلتُ له: ارْفَعْها إِليك، وأَحْيِها برُوحكَ، واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا أَي أَحيها بنفخك واجعله لها؛ الهاء للرُّوحِ، لأَنه مذكر في قوله: واجعله، والهاء التي في لها للنار، لأَنها مؤنثة. الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: يقال خرج رُوحُه، والرُّوحُ مذكر.
والأَرْيَحِيُّ: الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً.
والأَرْيَحِيُّ: الذي يَرْتاح للنَّدى.
وقال الليث: يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ؛ وأَنشد: ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي قال: وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح، ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح، وهو عيب في المَحْمِلِ. قال: والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتِيٌّ، وللمُجْتَنِبِ: أَجْنَبِيٌّ، والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة. قال الأَزهري: وكلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ، ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ.
ورجل أَرْيَحِيٌّ: مُهْتَزٌّ للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق، والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ، وسنذكره؛ وفي شعر النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير: حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا، وعُثمانَ والفارُوقَ، فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل. يقال: رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته؛ ومنه قولهم: أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى.
وراحَ لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً، وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً: أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ؛ قال الشاعر: إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه، وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وقد يُستعارُ للكلاب وغيرها؛ أَنشد اللحياني: خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ الضِّراءِ، تَراحُ للكَلاَّبِ ويقال: أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى.
وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له.
وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً: تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة، خَواظِي القِداحِ، عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلاَ، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها في الرمي عن القوس.
والخواظي: الغلاظ القصار.
وأَراد بقوله عجاف النصال: أَنها أُرِقَّتْ. الليث: راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به، وكذلك ارتاحَ؛ وأَنشد: وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا، وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة: أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه. والارتياح: النشاط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وارْتاحَ للأَمر: كراحَ؛ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها؛ قال رؤبة: فارْتاحَ رَبي، وأَرادَ رَحْمَتي، ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد: فارتاح نظر إِليَّ ورحمني. قال الأَزهري: قول رؤبة في فعل الخالق قاله بأَعرابيته، قال: ونحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن الله تعالى إِنما يوصف بما وصف به نفسه، ولولا أَن الله، تعالى ذكره، هدانا بفضله لتمجيده وحمده بصفاته التي أَنزلها في كتابه، ما كنا لنهتدي لها أَو نجترئ عليها؛ قال ابن سيده: فأَما الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأَعراب، كما قال: لا هُمَّ إِن كنتَ الذي كعَهْدِي، ولم تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وكما قال سالمُ بنُ دارَةَ: يا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ لو خافَكَ اللهُ عليه حَرَّمَهْ، فما أَكلتَ لَحْمَه ولا دَمَهْ والرَّاحُ: الخمرُ، اسم لها.
والراحُ: جمع راحة، وهي الكَفُّ.
والراح: الارْتِياحُ؛ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ: ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وخالي والخالُ: الاختيال والخُيَلاءُ، فقوله: وخالي أَي واختيالي.
والراحةُ: ضِدُّ التعب.
واسْتراحَ الرجلُ، من الراحة.
والرَّواحُ والراحة مِن الاستراحة.
وأَراحَ الرجل والبعير وغيرهما، وقد أَراحَني، ورَوَّح عني فاسترحت؛ ويقال: ما لفلان في هذا الأَمر من رَواح أَي من راحة؛ وجدت لذلك الأَمر راحةً أَي خِفَّةً؛ وأَصبح بعيرك مُرِيحاً أَي مُفِيقاً؛ وأَنشد ابن السكيت: أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ، إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ الليث: الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة، تقول: أَرِحْنُ إِراحةً فأَسْتَريحَ؛ وقال غيره: أَراحهُ إِراحةً وراحةً، فالإِراحةُ المصدرُ، والراحةُ الاسم، كقولك أَطعته إِطاعة وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً.
وفي الحديث: قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لمؤذنه بلال: أَرِحْنا بها أَي أَذّن للصلاة فتَسْتَريحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها؛ قال ابن الأَثير: وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإِنه كان يَعُدُّ غيرها من الأَعمال الدنيوية تعباً، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولذا قال: وقُرَّة عيني في الصلاة، قال: وما أَقرب الراحة من قُرَّة العين. يقال: أَراحَ الرجلُ واسْتراحَ إِذا رجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء؛ قال: ومنه حديث أُمِّ أَيْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً في يوم شديد الحرّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السماء فشربت حتى أَراحتْ.
وقال اللحياني: أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ ورجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء، وكذلك الدابة؛ وأَنشد: تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ.
وأَراحَ: دخل في الرِّيح.
وأَراحَ إِذا وجد نسيم الريح.
وأَراحَ إِذا دخل في الرَّواحِ.
وأَراحَ إِذا نزل عن بعيره لِيُرِيحه ويخفف عنه.
وأَراحه الله فاستَراحَ، وأَراحَ تنفس؛ وقال امرؤ القيس يصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ: لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع، فمنه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ: ماتَ، كأَنه استراحَ؛ قال العجاج: أَراحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ (* قوله «والتغمغم» في الصحاح ومثله بهامش الأصل والتغمم.) وفي حديث الأَسود بن يزيد: إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ؛ الإِراحةُ ههنا: الموتُ والهلاك، ويروى بالنون، وقد تقدم.
والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان: سمِّيت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات؛ وفي الحديث: صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين.
والتراويح: جمع تَرْوِيحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تَفْعِيلة منها، مثل تسليمة من السَّلام.
والراحةُ: العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها.
وراحةُ البيت: ساحتُه. وراحةُ الثوب: طَيُّه. ابن شميل: الراحة من الأَرض: المستويةُ، فيها ظَهورٌ واسْتواء تنبت كثيراً، جَلَدٌ من الأَرض، وفي أَماكن منها سُهُولٌ وجَراثيم، وليست من السَّيْل في شيء ولا الوادي، وجمعها الرَّاحُ، كثيرة النبت. أَبو عبيد: يقال أَتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ، وما في وجهه رائحةُ دَمٍ أَي شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمطر يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه؛ قال: يَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ وكان حَيّاً كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ: الرحمة؛ وفي الحديث عن أَبي هريرة قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: الريحُ من رَوْحِ الله تأْتي بالرحمة وتأْتي بالعذاب، فإِذا رأَيتموها فلا تَسُبُّوها واسأَلوا من خيرها، واستعذوا بالله من شرِّها؛ وقوله: من روح الله أَي من رحمة الله، وهي رحمة لقوم وإِن كان فيها عذاب لآخرين.
وفي التنزيل: ولا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله؛ أَي من رحمة الله، والجمع أَرواحٌ.
والرُّوحُ: النَّفْسُ، يذكر ويؤنث، والجمع الأَرواح. التهذيب: قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ: الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد، غير أَن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب.
وفي التنزيل: ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من أَمر ربي؛ وتأْويلُ الروح أَنه ما به حياةُ النفْس.
وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله: ويسأَلونك عن الروح؛ قال: إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل، ولكن قولوا كما قال الله، عز وجل: قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلاً.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن اليهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالى هذه الآية.
وروي عن الفراء أَنه قال في قوله: قل الروح من أَمر ربي؛ قال: من عِلم ربي أَي أَنكم لا تعلمونه؛ قال الفراء: والرُّوح هو الذي يعيش به الإِنسان، لم يخبر الله تعالى به أَحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد. قال: وقوله عز وجل: ونَفَخْتُ فيه من رُوحي؛ فهذا الذي نَفَخَه في آدم وفينا لم يُعْطِ علمه أَحداً من عباده؛ قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول: الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذي يتنفسه الإِنسان، وهو جارٍ في جميع الجسد، فإِذا خرج لم يتنفس بعد خروجه، فإِذا تَتامَّ خروجُه بقي بصره شاخصاً نحوه، حتى يُغَمَّضَ، وهو بالفارسية «جان» قال: وقول الله عز وجل في قصة مريم، عليها السلام: فأَرسلنا إِليها روحَنا فتمثل لها بَشَراً سَوِيّاً؛ قال: أَضافِ الروحَ المُرْسَلَ إِلى مريم إِلى نَفْسه كما تقول: أَرضُ الله وسماؤه، قال: وهكذا قوله تعالى للملائكة: فإِذا سوَّيته ونَفَخْتُ فيه من روحي؛ ومثله: وكَلِمَتُه أَلقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه؛ والرُّوحُ في هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم يعط علمه أَحداً؛ وقوله تعالى: يُلْقِي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النبوّة؛ ويُسَمَّى القرآنُ روحاً. ابن الأَعرابي: الرُّوحُ الفَرَحُ.
والرُّوحُ: القرآن.
والرُّوح: الأَمرُ.
والرُّوح: النَّفْسُ. قال أَبو العباس (* قوله «قال أبو العباس» هكذا في الأصل.): وقوله عز وجل: يُلْقي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده ويُنَزِّلُ الملائكةَ بالرُّوحِ من أَمره؛ قال أَبو العباس: هذا كله معناه الوَحْيُ، سمِّي رُوحاً لأَنه حياة من موت الكفر، فصار بحياته للناس كالرُّوح الذي يحيا به جسدُ الإِنسان؛ قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الرُّوح في الحديث كما تكرَّر في القرآن ووردت فيه على معان، والغالب منها أَن المراد بالرُّوح الذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياة، وقد أُطلق على القرآن والوحي والرحمة، وعلى جبريل في قوله: الرُّوحُ الأَمين؛ قال: ورُوحُ القُدُس يذكَّر ويؤنث.
وفي الحديث: تَحابُّوا بذكر الله ورُوحِه؛ أَراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم، وقيل: أَراد أَمر النبوَّة، وقيل: هو القرآن.
وقوله تعالى: يوم يَقُومُ الرُّوحُ والملائكةُ صَفّاً؛ قال الزجاج: الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وليس هو بالإِنس، وقال ابن عباس: هو ملَك في السماء السابعة، وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة؛ وجاء في التفسير: أَن الرُّوحَ ههنا جبريل؛ ورُوحُ الله: حكمُه وأَمره.
والرُّوحُ: جبريل عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال في قول الله تعالى: وكذلك أَوحينا إِليك رُوحاً من أَمرنا؛ قال: هو ما نزل به جبريل من الدِّين فصار تحيا به الناس أَي يعيش به الناس؛ قال: وكلُّ ما كان في القرآن فَعَلْنا، فهو أَمره بأَعوانه، أَمر جبريل وميكائيل وملائكته، وما كان فَعَلْتُ، فهو ما تَفَرَّد به؛ وأَما قوله: وأَيَّدْناه برُوح القُدُس، فهو جبريل، عليه السلام.
والرُّوحُ: عيسى، عليه السلام.
والرُّوحُ: حَفَظَةٌ على الملائكة الحفظةِ على بني آدم، ويروى أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس.
وقوله: تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ؛ يعني أُولئك.
والرُّوحانيُّ من الخَلْقِ: نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغير جسد، وهو من نادر معدول النسب. قال سيبويه: حكى أَبو عبيدة أَن العرب تقوله لكل شيء كان فيه رُوحٌ من الناس والدواب والجن؛ وزعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من يقول في النسبة إِلى الملائكة والجن رُوحانيٌّ، بضم الراء، والجمع روحانِيُّون. التهذيب: وأَما الرُّوحاني من الخلق فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِيَّ روى عن النَّضْر في كتاب الحروف المُفَسَّرةِ من غريب الحديث أَنه قال: حدثنا عَوْفٌ الأَعرابي عن وَرْدانَ بن خالد قال: بلغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّون، ومنه مَن خُلِقَ من النور، قال: ومن الرُّوحانيين جبريل وميكائيل وإِسرافيل، عليهم السلام؛ قال ابن شميل: والرُّوحانيون أَرواح ليست لها أَجسام، هكذا يقال؛ قال: ولا يقال لشيء من الخلق رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح التي لا أَجساد لها مثل الملائكة والجن وما أَشبههما، وأَما ذوات الأَجسام فلا يقال لهم رُوحانيون؛ قال الأَزهري: وهذا القول في الرُّوحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المُظَفَّر ان الرُّوحانيّ الذي نفخ فيه الرُّوح.
وفي الحديث: الملائكة الرُّوحانِيُّونَ، يروى بضم الراء وفتحها، كَأَنه نسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح، وهو نسيم الريح، والَلف والنون من زيادات النسب، ويريد به أَنهم أَجسام لطيفة لا يدركها البصر.
وفي حديث ضِمامٍ: إِني أُعالج من هذه الأَرواح؛ الأَرواح ههنا: كناية عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا يُرَوْنَ، فهم بمنزلة الأَرواح.
ومكان رَوْحانيٌّ، بالفتح، أَي طَيِّب. التهذيب: قال شَمرٌ: والرِّيحُ عندهم قريبة من الرُّوح كما قالوا: تِيهٌ وتُوهٌ؛ قال أَبو الدُّقَيْش: عَمَدَ مِنَّا رجل إِلى قِرْبَةٍ فملأَها من رُوحِه أَي من رِيحِه ونَفَسِه.
والرَّواحُ: نقيضُ الصَّباح، وهو اسم للوقت، وقيل: الرَّواحُ العَشِيُّ، وقيل: الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل. يقال: راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً؛ يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ؛ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ، كذلك.
وتَرَوَّحْنا: سِرْنا في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا؛ وأَنشد ثعلب: وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ، غَداةً غَدٍ، أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح: قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً، وهو نقيض قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا.
وتقول: خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيِّ ورِياحٍ، بمعنًى.
ورجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع، ورَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ، وكذلك الطير. وطير رَوَحٌ: متفرقة؛ قال الأَعشى: ماتَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ، من غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ سَنَحْ ويروى: الرُّوُحُ؛ وقيل: الرَّوَحُ في هذا البيت: المتفرّقة، وليس بقوي، إِنما هي الرائحة إِلى مواضعها، فجمع الرائح على رَوَحٍ مثل خادم وخَدَمٍ؛ التهذيب: في هذا البيت قيل: أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة والفَجَرة، فطرح الهاء. قال: والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة.
ورجل رَوَّاحٌ بالعشي، عن اللحياني: كَرَؤُوح، والجمع رَوَّاحُون، ولا يُكَسَّر.
وخرجوا بِرِياحٍ من العشيّ، بكسر الراءِ، ورَواحٍ وأَرْواح أَي بأَول.
وعَشِيَّةٌ: راحةٌ؛ وقوله: ولقد رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً، وعليَّ، من سَدَفِ العَشِيِّ، رِياحُ بكسر الراء، فسره ثعلب فقال: معناه وقت.
وقالوا: قومُك رائحٌ؛ عن اللحياني حكاه عن الكسائي قال: ولا يكون ذلك إِلاَّ في المعرفة؛ يعني أَنه لا يقال قوم رائحٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً: من ذهابه أَو سيره بالعشيّ. قال الأَزهري: وسمعت العرب تستعمل الرَّواحَ في السير كلَّ وقت، تقول: راحَ القومُ إِذا ساروا وغَدَوْا، ويقول أَحدهم لصاحبه: تَرَوَّحْ، ويخاطب أَصحابه فيقول: تَرَوَّحُوا أَي سيروا، ويقول: أَلا تُرَوِّحُونَ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأَخبار الصحيحة الثابتة، وهو بمعنى المُضِيِّ إِلى الجمعة والخِفَّةِ إِليها، لا بمعنى الرَّواح بالعشي. في الحديث: مَنْ راحَ إِلى الجمعة في الساعة الأُولى أَي من مشى إِليها وذهب إِلى الصلاة ولم يُرِدْ رَواحَ آخر النهار.
ويقال: راحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَيَّ وقت كان.
وقيل: أَصل الرَّواح أَن يكون بعد الزوال، فلا تكون الساعات التي عدَّدها في الحديث إِلاَّ في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال كقولك: قعدت عندك ساعة إِنما تريد جزءاً من الزمن، وإِن لم يكن ساعة حقيقة التي هي جزء من أَربعة وعشرين جزءاً مجموع الليل والنهار، وإِذا قالت العرب: راحت الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رائحةً، فَرواحُها ههنا أَن تأْوِيَ بعد غروب الشمس إِلى مُراحِها الذي تبيت فيه. ابن سيده: والإِراحةُ رَدُّ الإِبل والغنم من العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حيث تأْوي إِليه ليلاً، وقد أَراحها راعيها يُرِيحُها.
وفي لغة: هَراحَها يُهْرِيحُها.
وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: رَوَّحْتُها بالعشيّ أَي رَدَدْتُها إِلى المُراحِ.
وسَرَحَتِ الماشية بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رجعت.
وتقول: افعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ أَي في يُسرٍ بسهولة؛ والمُراحُ: مأْواها ذلك الأَوانَ، وقد غلب على موضع الإِبل.
والمُراحُ، بالضم: حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم بالليل.
وقولهم: ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء؛ راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ؛ وقي حديث سَرِقَة الغنم: ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَهُ المُراح؛ المُراحُ، بالضم: الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلاً، وأَما بالفتح، فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه، كالمَغْدَى الموضع الذي يُغْدَى منه.
وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني، لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه، وفي حديثها أَيضاً: وأَعطاني من كل رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً، ويروى: ذابِحةٍ، بالذال المعجمة والباء، وقد تقدم.
وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه، ويروى بالباء وقد تقدم.
والمَراحُ، بالفتح: الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى من الغَداةِ؛ تقول: ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في أَحوالِه كلها.
والتَّرْوِيحُ: كالإِراحةِ؛ وقال اللحياني: أَراحَ الرجل إِراحةً وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلاّ بعد الزوال؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبَّ الرُّؤُو سِ، في دارِ صِرْمٍ، تُلاقس مُرِيحا يمكن أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت، ويكون فاعلاً في معنى مفعول، ويروى: تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها.
وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه؛ وقال الشاعر: أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً، دونَ القُضاةِ، فقاضِينا إِلى حَكَمِ وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه.
وفي حديث الزبير: لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة، ويجوز بالعكس وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية؛ ومنه حديث عائشة: حتى أَراحَ الحقَّ على أَهله.
ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم: ذهبت إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم.
وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم: جاءهم رَواحاً. وفي الحديث: على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ، وهي المرَّة من الرَّواح.
والرَّوائح: أَمطار العَشِيّ، واحدتُها رائحة، هذه عن اللحياني.
وقال مرة: أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء.
ويقال: هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه، ويَرْتَوِحان مثلُه؛ ويقال: هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَِوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمُراوَحَةُ: عَمَلانِ في عَمَل، يعمل ذا مرة وذا مرة؛ قال لبيد: ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ، يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد.
والرَّوَّاحةُ: القطيعُ (* قوله «والرواحة القطيع إلخ» كذا بالأصل بهذا الضبط.) من الغنم.
ورَواحَ الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب؛ أَنشد يعقوب: إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ، هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة.
وفي الحديث: أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ منهما؛ ومنه حديث ابن مسعود: أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه، فقال: لو راوَحَ كان أَفضلَ؛ ومنه حديث بكر بن عبد الله: كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قائماً وساجداً، يعني في الصلاة؛ ويقال: إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف؛ وفي التهذيب: لتَتَراحانِ بالمعروف.
وناقة مُراوِحٌ: تَبْرُكُ من وراء الإِبل؛ الأَزهري: ويقال للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ: مُراوِحٌ ومُكانِفٌ، قال: كذلك فسره ابن الأَعرابي في النوادر.
والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى: أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ؛ وقيل: هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر، وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة، ولم يَلْحك مَنْ سِواه إِلاَّ رَيِّحة على مِثال فَيِّحة. التهذيب: الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه.
وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر، وقال الأَصمعي: وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر؛ وقيل: تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف؛ قال الراعي: وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخولُ وروى الأَصمعي: وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَي مال.
وخادَعَ: تَرَكَ، قال: ورواه أَبو عمرو: وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من أَهله، قال: وهذه هي الرواية الصحيحة. قال الأَزهري: والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر، قال: سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة.
وتَرَوُّحُ الشجر: تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء، قال: وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات.
وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر: طال.
وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره لقربه منه. وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ.
والرَّوَحُ، بالتحريك: السَّعَةُ؛ قال المتنخل الهُذَليّ: لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ، يومَ ذَلِكُمُ، فُتْحُ الشَّمائل، في أَيْمانِهِم رَوَحْ وكبير بن هند: حيٌّ من هذيل.
والفتخ: جمع أَفْتَخَ، وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ؛ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ، وكذلك قوله: في أَيمانهم رَوَح؛ وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف، وبعده: تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم، كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ والرَّوَحُ: اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين، وهو دون الفَحَج، إِلاَّ أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه.
وكل نعامة رَوْحاء؛ قال أَبو ذؤيب: وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ، كما زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ؛ الأَروَحُ: الذي تتدانى عَقِباه ويتباعد صدرا قدميه؛ ومنه الحديث: لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بن عبدِ يالِيلَ قد أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رجليه.
والرَّوَحُ: انقلابُ القَدَمِ على وَحْشِيِّها؛ وقيل: هو انبساط في صدر القدم.
ورجل أَرْوَحٌ، وقد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً، وهي رَوْحاءُ. ابن الأَعرابي: في رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ، وهو أَشدّها؛ قال الليث: الأَرْوَحُ الذي في صدر قدميه انبساط، يقولون: رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقصعة رَوْحاءُ: قريبة القَعْر، وإِناءٌ أَرْوَحُ.
وفي الحديث: أَنه أُتيَ بقدحٍ أَرْوَحَ أَي مُتَّسع مبطوح.
واسْتراحَ إِليه أَي اسْتَنامَ، وفي الصحاح: واسْتَرْوَحَ إِليه أَي استنام.
والمُسْتَراحُ: المَخْرَجُ.
والرَّيْحانُ: نبت معروف؛ وقول العجاج: عالَيْتُ أَنْساعِي وجَلْبَ الكُورِ، على سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ يريد بالرائِح: الثورَ الوحشي، وهو إِذا مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه.
وذو الراحة: سيف كان للمختار بن أَبي عُبَيْد.
وقال ابن الأَعرابي قي قوله دَلَكَتْ بِراحِ، قال: معناه استُريح منها؛ وقال في قوله: مُعاوِيَ، من ذا تَجْعَلُونَ مَكانَنا، إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ يقول: إِذا أَظلم النهار واسْتُريحَ من حرّها، يعني الشمس، لما غشيها من غَبَرة الحرب فكأَنها غاربة؛ كقوله: تَبْدُو كَواكِبُه، والشمسُ طالعةٌ، لا النُّورُ نُورٌ، ولا الإِظْلامُ إِظْلامُ وقيل: دَلَكَتْ براح أَي غَرَبَتْ، والناظرُ إِليها قد تَوَقَّى شُعاعَها براحته.
وبنو رَواحةَ: بطنٌ.
ورِياحٌ: حَيٌّ من يَرْبُوعٍ.
ورَوْحانُ: موضع.
وقد سَمَّتْ رَوْحاً ورَواحاً.
والرَّوْحاءُ: موضع، والنسب إِليه رَوْحانيٌّ، على غير قياس: الجوهري: ورَوْحاء، ممدود، بلد.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
صرج (لسان العرب)
التهذيب: الصَّارُوجُ النُّورة وأَخلاطُها التي تُصَرَّجُ بها النُّزُل وغيرُها، فارسي مُعَرَّب، وكذلك كل كلمة فيها صاد وجيم، لأَنهما لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب. ابن سيده: الصَّارُوج النُّورة بأَخلاطها تُطْلَى بها الحياض والحمَّامات، وهو بالفارسية جاروف، عُرِّب فقيل: صارُوج، وربما قيل: شارُوق.
وصرَّجها به: طَلاها، وربما قالوا: شرَّقه.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
زهر (لسان العرب)
الزَّهْرَةُ: نَوْرُ كل نبات، والجمع زَهْرٌ، وخص بعضهم به الأَبيض.
وزَهْرُ النبت: نَوْرُه، وكذلك الزهَرَةُ، بالتحريك. قال: والزُّهْرَةُ البياض؛ عن يعقوب. يقال أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهْرَةِ، وهو بياض عِتْق. قال شمر: الأَزْهَرُ من الرجال الأَبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ، وهو أَحسن البياض كأَنَّ له بَرِيقاً ونُوراً، يُزْهِرُ كما يُزْهِرُ النجم والسراج. ابن الأَعرابي: النَّوْرُ الأَبيض والزَّهْرُ الأَصفر، وذلك لأَنه يبيضُّ ثم يصفّر، والجمع أَزْهارٌ، وأَزاهِيرُ جمع الجمع؛ وقد أَزْهَرَ الشجر والنبات.
وقال أَبو حنيفة: أَزْهَرَ النبتُ، بالأَلف، إِذا نَوَّرَ وظهر زَهْرُه، وزَهُرَ، بغير أَلف، إِذا حَسُنَ.
وازْهارَّ النبت: كازْهَرَّ. قال ابن سيده: وجعله ابن جني رباعيّاً؛ وشجرة مُزْهِرَةٌ ونبات مُزْهِرٌ، والزَّاهِرُ: الحَسَنُ من النبات: والزَّاهِرُ: المشرق من أَلوان الرجال. أَبو عمرو: الأَزهر المشرق من الحيوان والنبات.
والأَزْهَرُ: اللَّبَنُ ساعةَ يُحْلَبُ، وهو الوَضَحُ وهو النَّاهِصُ (* قوله: «وهو الناهص» كذا بالأَصل).
والصَّرِيحُ.
والإِزْهارُ: إِزْهارُ النبات، وهو طلوع زَهَرِه. والزَّهَرَةُ: النبات؛ عن ثعلب؛ قال ابن سيده: وأُراه إِنما يريد النَّوْرَ.
وزَهْرَةُ الدنيا وزَهَرَتُهَا: حُسْنُها وبَهْجَتُها وغَضَارَتُها.
وفي التنزيل العزيز: زَهْرَةَ الحياة الدنيا. قال أَبو حاتم: زَهَرَة الحياة الدنيا، بالفتح، وهي قراءة العامة بالبصرة. قال: وزَهْرَة هي قراءة أَهل الحرمين، وأَكثر الآثار على ذلك.
وتصغير الزَّهْرِ زُهَيْرٌ، وبه سمي الشاعر زُهَيْراً.
وفي الحديث: إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخاف عليكم من زَهْرَةِ الدنيا وزينتها؛ أَي حسنها وبهجتها وكثرة خيرها.
والزُّهْرَةُ: الحسن والبياض، وقد زَهِرَ زَهَراً.
والزَّاهِرُ والأَزْهَرُ: الحسن الأَبيض من الرجال، وقيل: هو الأَبيض فيه حمرة.
ورجل أَزْهَرُ أَي أَبيض مُشْرِقُ الوجه.
والأَزهر: الأَبيض المستنير.
والزُّهْرَةُ: البياض النِّيِّرُ، وهو أَحسن الأَلوان؛ ومنه حديث الدجال: أَعْوَرُ جَعْدٌ أَزْهَرُ.
وفي الحديث: سأَلوه عن جَدِّ بني عامر بن صعصعة فقال: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجُّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: سورة البقرة وآل عمران الزَّهْرَاوانِ؛ أَي المُنِيرتان المُضِيئَتانِ، واحدتهما زَهْرَاءُ.
وفي الحديث: أَكْثِرُوا الصلاةَ عليّ في الليلة الغرّاء واليوم الأَزْهَرِ؛ أَي ليلة الجمعة ويومها؛ كذا جاء مفسراً في الحديث.
وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: كان أَزْهَرَ اللَّوْنِ ليس بالأَبيضِ الأَمْهَقِ.
والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وكل لون أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر.
والأَزْهَرُ: الأَبيضُ.
والزُّهْرُ: ثلاثُ ليال من أَوّل الشهر.
والزُّهَرَةُ، بفتح الهاء: هذا الكوكب الأَبيض؛ قال الشاعر: قد وَكَّلَتْنِي طَلَّتِي بالسَّمْسَرَه، وأَيْقَظَتْنِي لطُلُوعِ الزُّهَرَه والزُّهُورُ: تَلأْلؤ السراج الزاهر.
وزَهَرَ السراجُ يَزْهَرُ زُهُوراً وازْدَهَرَ: تلألأ، وكذلك الوجه والقمر والنجم؛ قال: آل الزُّبَيْر نُجومٌ يُسْتَضَاءُ بِهِمْ، إِذا دَجا اللَّيْلُ من ظَلْمائِه زَهَرَا وقال: عَمَّ النَّجُومَ ضَوْءُه حين بَهَرْ، فَغَمَر النَّجْمَ الذي كان ازْدَهَرْ وقال العجاج: ولَّى كمِصْباحِ الدُّجَى المَزْهُورِ قيل في تفسيره: هو من أَزْهَرَهُ اللهُ، كما يقال مجنون من أَجَنَّهُ.
والأَزْهَرُ: القمر.
والأَزْهَرَان، الشمسُ والقمرُ لنورهما؛ وقد زَهَرَ يَزْهَرُ زَهْراً وزَهُرَ فيهما، وكل ذلك من البياض. قال الأَزهري: وإِذا نعته بالفعل اللازم قلت زَهِرَ يَزْهَرُ زَهَراً.
وزَهَرَت النارُ زُهُوراً: أَضاءت، وأَزْهَرْتُها أَنا. يقال: زَهَرَتْ بك ناري أَي قويت بك وكثرت مثل وَرِيَتْ بك زنادي. الأَزهري: العرب تقول: زَهَرَتْ بك زنادي؛ المعنى قُضِيَتْ بك حاجتي.
وزَهَرَ الزَّنْدُ إِذا أَضاءت ناره، وهو زَنْدٌ زَاهِرٌ.
والأَزْهَرْ: النَّيِّرُ، ويسمى الثور الوحشي أَزْهَرَ والبقرة زَهْرَاء؛ قال قيس بن الخَطِيم: تَمْشِي، كَمَشْيِ الزَّهْراءِ في دَمَثِ الـ ـرَّوْضِ إِلى الحَزْنِ، دونها الجُرُفُ ودُرَّةٌ زَهْرَاءٌ: بيضاء صافية.
وأَحمر زاهر: شديد الحمرة؛ عن اللحياني.
والازْدِهارُ بالشيء: الاحتفاظ به.
وفي الحديث: أَنه أَوصى أَبا قتادة بالإِناء الذي توضأَ منه فقال: ازْدَهِرْ بهذا فإِن له شأْناً، أَي احتفظ به ولا تَضيعه واجعله في بالك، من قولهم: قضيت منه زِهْرَتِي أَي وَطَري، قال ابن الأَثير: وقيل هو من ازْدَهَرَ إِذا فَرِحَ أَي ليُسْفِرْ وجهُك وَليْزُهِرْ، وإِذا أَمرت صاحبك أَن يَجِدَّ فيما أَمرت به قلت له: ازْدَهِرْ، والدال فيه منقلبة عن تاء الافتعال، وأَصل ذلك كله من الزُّهْرَةِ والحُسْنِ والبهجة؛ قال جرير: فإِنك قَيْنٌ وابْنُ قَيْنَيْنِ، فازْدَهِرْ بِكِيرِكَ، إِنَّ الكِيرَ لِلْقَينِ نافِعُ قال أَبو عبيد: وأَظن ازْدَهَرَ كَلمة ليست بعربية كأَنها نبطية أَو سريانية فعرّبت؛ وقال أَبو سعيد: هي كلمة عربية، وأَنشد بيت جرير وقال: معنى ازْدَهِر أَي افْرَحْ، من قولك هو أَزَهَرُ بَيَّنُ الزُّهرَةِ، وازْدَهِرْ معناه ليُسْفِرْ وجهُك ولْيُزْهِرْ.
وقال بعضهم: الازْدِهارُ بالشيء أَن تجعله من بالك؛ ومنه قولهم: قضيت منه زِهْرِي، بكسر الزاي، أَي وَطَري وحاجتي؛ وأَنشد الأُمويُّ: كما ازْدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّرَاع لأُسْوارِها، عَلَّ منها اصْطِباحا أَي جَدَّتْ في عملها لتحظى عند صاحبها. يقول: احتفظت القَيْنَةُ بالشِّرَاعِ، وهي الأَوتار.
والازْدِهارُ: إِذا أَمرت صاحبك أَن يَجِدَّ فيما أَمرته قلت له: ازْدَهِرْ فيما أَمرتك به.
وقال ثعلب: ازْدَهِرْ بها أَي احْتَمِلْها، قال: وهي أَيضاً كلمة سريانية.
والمِزْهَرُ: العود الذي يضرب به.
والزَّاهِرِيَّةُ: التَّبَخْتُر؛ قال أَبو صخر الهذلي: يَفُوحُ المِسْكُ منه حين يَغْدُو، ويَمْشِي الزَّاهِرِيَّةَ غَيْرَ حال وبنو زُهْرة: حيٌّ من قريش أَخوال النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو اسم امرأَة كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، نسب ولده إِليها.
وقد سمت زاهراً وأَزْهَرَ وزُهَيْراً.
وزَهْرانُ أَبو قبيلة.
والمَزَاهِرُ: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي للدُّبَيْرِيِّ: أَلا يا حَماماتِ المَزاهِرِ، طالما بَكَيْتُنَّ، لو يَرْثِي لَكُنَّ رَحِيمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
مجس (لسان العرب)
المَجُوسِيَّة: نِحْلَةٌ، والمَجُوسِيُّ منسوب إِليها، والجمع المَجُوسُ. قال أَبو علي النحوي: المَجُوس واليهود إِنما عرف على حد يهوديٍّ ويهودٍ ومجوسيٍّ ومجوسٍ، ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلف واللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف؛ وأَنشد: أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً، كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قال ابن بري: صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأَم اليشكري؛ قال أَبو عمرو بن العلاء: كان امرؤ القيس مِعَنّاً عِرِّيضاً ينازع كل من قال إِنه شاعر، فنازع التوأَم اليشكري (* قوله «فنازع التوأم اليشكري» عبارة ياقوت: أَتى امرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري وأخويه الحرث وأبا شريح، فقال امرؤ القيس يا حار أَجز: أَحار ترى بريقاً هب وهناً إلى آخر ما قال، وأَورد الأبيات بوجه آخر فراجعه ان شئت وعليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً، وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم.) فقال له: إِن كنت شاعراً فََمَلْطْ أَنصاف ما أَقول وأَجِزْها، فقال: نعم، فقال امرؤ القيس: أَصاح أُريك برقاً هب وهناً فقال التوأَم: كنار مجوس تستعر استعارا فقال امرؤ القيس: أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ فقال التوأَم: إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فقال امرؤ القيس: كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ فقال التوأَم: عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فقال امرؤ القيس: فلما أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ فقال التوأَم: وَهَتْ أَعْجازُ رَيْقِهِ فَحارا فقال امرؤ القيس: فلم يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً فقال التوأَم: ولم يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا ومثل ما فعل امرؤ القيس بالتوأَم فعل عَبيدُ بن الأَبْرص بامرئ القيس، فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأَوابد؟ فقال امرؤ القيس: أَلقِ ما أَحببت، فقال عبيد: ما حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها دَرْداءَ، ما أَنْبَتَتْ ناباً وأَضْراسا؟ قال امرؤ القيس: تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها، فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا فقال عبيد: ما السُّودُ والبِيضُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ، لا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها، رَوَّى بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثم لم يزالا على ذلك حتى كملا ستة عشر بيتاً. تفسير الأَبيات الرائية: قوله هب وهناً، الوهن: بعد هدء من الليل.
وبريقاً: تصغيره تصغير التعظيم كقولهم دويهية يريد أَنه عظيم بدلالة قوله: كنار مجوس تستعر استعارا وخص نار المجوس لأَنهم يعيدونها.
وقوله: أَرقت له أَي سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَين مصابُّ مائِه.
واستطار: انتشر.
وهزيزه: صوت رعده.
وقوله: بوراء غيب أَي بحيث أَسمعه ولا أَراه.
وقوله: عِشار وُلَّهٌ أَي فاقدة أَولادها فهي تُكْثِرُ الحنين ولا سيما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه يزدادُ حَنينُها، شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق.
وأُضاخ: اسم موضع، وكَفاه: جانباه.
وقوله: وهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي استرخت أَعجاز هذا السحاب، وهي مآخيره، كما تسيل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت.
وريِّق المطر: أَوّله.
وذاتُ السِّر: موضع كثير الظباء والحُمُر، فلم يُبْق هذا المطرُ ظبياً به ولا حماراً إلا وهو هارب أَو غَريق.
والجَلْهَةُ: ما استقبلك من الوادي إِذا وافيته. ابن سيده: المَجُوسُ جبل معروف جمعٌ، واحدهم مَجُوسِيٌّ؛ غيره: وهو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ، وكان رجلاً صَغير الأُذُنَيْن كان أَوّل من دانَ بِدين المَجُوس ودعا الناس إِليه، فعرَّبته العرب فقالت: مَجُوسَ ونزل القرآن به، والعرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبيلة من القبائل، وذلك أَنه اجتمع فيه العجمة والتأْنيت؛ ومنه قوله: كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا وفي الحديث: كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَة حتى يكون أَبواه يُمَجِّسانِهِ أَي يُعلِّمانِهِ دين المَجُوسِيَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ، قيل: إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن: وهما النُّورُ والظلمة، يزعمون أَن الخير من فِعْل النُّور، وأَن الشَّر من فعل الظلمة؛ وكذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه والشر إِلى الإِنسان والشيطان، واللَّه تعالى خالقُهما معاً لا يكون شيء منهما إِلا بمشيئته تعالى وتَقَدَّسَ، فهُما مضافان إِليه خَلْقاً وإِيجاداً، وإِلى الفاعِلين لهما عَمَلاً واكتساباً. ابن سيده: ومَجُوس اسم للقبيلة؛ وأَنشد أَيضاً: كنار مجوسَ تستعر استعارا قال: وإِنما قالوا المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين، وقد تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا: صاروا مَجُوساً.
ومَجَّسُوا أَولادَهم: صَيَّرُوهُم كذلك، ومَجَّسَه غيره.
( http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1#s)
http://www.baheth.info/web/images/font_small.gif (javascript:%20changeKeyBoardSize(10)) http://www.baheth.info/web/images/font_normal.gif (javascript:%20changeKeyBoardSize(12)) http://www.baheth.info/web/images/font_big.gif (javascript:%20changeKeyBoardSize(15)) X (javascript:hideKeyBoard()) a{text-decoration:none} input,select{font-family:Verdana,Arial,sans-serif} td.keyboard{font-family:Verdana,Arial,sans-serif;background:Gainsboro;text-align:center;border: 2px outset #ffffff; font-size=13} .dbl{font-family:Verdana,Arial,sans-serif;background:Gainsboro;text-align:center;border: 2px outset #ffffff} .smpl{font-family:Verdana,Arial,sans-serif;background:Gainsboro;text-align:center;border: 2px outset #ffffff} .act{font-family:Verdana,Arial,sans-serif;background:Gainsboro;text-align:center;border: 2px outset #ffffff} ّ
ذ ( javascript:wr(0)) !
1 (javascript:wr(1)) @
2 (javascript:wr(2)) #
3 (javascript:wr(3)) $
4 (javascript:wr(4)) %
5 (javascript:wr(5)) ^
6 (javascript:wr(6)) &
7 (javascript:wr(7)) *
8 (javascript:wr(8)) )
9 (javascript:wr(9)) (
0 (javascript:wr(10)) _
- (javascript:wr(11)) +
= (javascript:wr(12))Erase
(javascript:Erase()) َ
ض ( javascript:wr(13)) ً
ص ( javascript:wr(14)) ُ
ث ( javascript:wr(15)) ٌ
ق ( javascript:wr(16)) إ
ف ( javascript:wr(17)) إ
غ ( javascript:wr(18)) ‘
ع ( javascript:wr(19)) ÷
ه ( javascript:wr(20)) ×
خ ( javascript:wr(21)) ؛
ح ( javascript:wr(22)) <
ج ( javascript:wr(23)) >
د ( javascript:wr(24))Back
(javascript:Back())Lock
(javascript:Lock()) ِ
ش ( javascript:wr(25)) ٍ
س ( javascript:wr(26)) ]
ي ( javascript:wr(27)) [
ب ( javascript:wr(28)) أ
ل ( javascript:wr(29)) أ
ا ( javascript:wr(30)) ـ
ت ( javascript:wr(31)) ،
ن ( javascript:wr(32)) /
م ( javascript:wr(33)) :
ك ( javascript:wr(34)) "
ط ( javascript:wr(35))Enter
(javascript:Enter())Shift
(javascript:Shift()) ~
ئ ( javascript:wr(36)) ْ
ء ( javascript:wr(37)) }
ؤ ( javascript:wr(38)) {
ر ( javascript:wr(39)) آ
لا ( javascript:wr(40)) آ
ى ( javascript:wr(41)) ’
ة ( javascript:wr(42)) ,
و ( javascript:wr(43)) .
ز ( javascript:wr(44)) ؟
ظ ( javascript:wr(45))Shift
(javascript:Shift()) |
\ (javascript:wr(46)) (javascript:wr(47)) (javascript:wr(48)) (javascript:faire("%20")) (javascript:wr(49)) (javascript:wr(50)) (javascript:wr(51))
هذا النور اما الضياء
ضوأ (لسان العرب)
الضَّوءُ والضُّوءُ، بالضم، معروف: الضِّياءُ، وجمعه أَضْواءٌ.
وهو الضِّواءُ والضِّياءُ.
وفي حديث بَدْءِ الوَحْيِ: يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَيَرَى الضَّؤْءَ، أَي ما كان يَسمع من صوت المَلَك ويراه مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه. التهذيب، الليث: الضَّوْءُ والضِّياءُ: ما أضاءَ لك.
وقال الزجاج في قوله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لهم مَشَوْا فِيهِ. يقال: ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ. قال: واللغة الثانية هي المُختارة، وقد يكون الضِّياءُ جمعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ.
وفي شعر العباس: وأَنْتَ، لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ، * وضاءَتْ، بِنُورِك، الأُفُقُ يقال: ضاءَتْ وأَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنارَتْ، وصارَت مُضِيئةً.
وأَضَاءَتْه، يَتعدَّى ولا يَتعدَّى. قال الجعديّ: أضاءَتْ لنا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ، * مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا أَبو عبيد: أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها، وهو الضَّوْءُ والضُّوءُ، وأَمَّا الضِّياءُ، فلا همز في يائه.
وأَضاءَه له واسْتَضَأْتُ به.
وفي حديث علي كرَّم اللّه وجهه: لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلى رُكْنٍ وثِيقٍ.
وفي الحديث: لا تَسْتَضِيئُوا بنار المُشْرِكِين، أَي لا تَسْتَشِيرُوهم ولا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مثلاً للرأْي عند الحَيْرَةِ.
وأَضأْتُ به البيتَ وضَوَّأْتُه به وضَوَّأْتُ عنه. الليث: ضَوَّأْتُ عن الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ. قال أَبو منصور: لم أَسمعه من غيره. أَبو زيد في نوادره: التَّضَوُّؤُ أَن يَقومَ الإنسانُ في ظُلْمَةٍ حيث يَرى بِضَوْءِ النار أَهْلَها ولا يَرَوْنه. قال: وعَلِقَ رجل من العَرَب امرأَةً، فإِذا كان الليل اجْتَنَح إِلى حيث يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فلاناً يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فلا تُريه إِلاَّ حَسَناً. فلما سمعت ذلك حَسَرَتْ عن يَدِها إِلى مَنْكِبها ثم ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إِبْطَها، وقالت: يا مُتَضَوِّئاهْ! هذه في اسْتِكَ إِلى الإِبْطِ. فلما رأَى ذلك رَفَضَها. يقال ذلك عند تعيير مَن لا يُبَالي ما ظَهَر منه من قَبِيح.
وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف به، حكاه عن كراع في المُنَجَّد.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
ضوأ (مقاييس اللغة)
الضاد والواو والهمزة أصلٌ صحيح، يدلُّ على نورٍ. من ذلكالضَّوء والضُّوء بمعنىً، وهو الضِّياء والنُّور. قال الله تعالى: فَلَمَّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ [البقرة 17]. قال أبو عبيد: أَضاءَت النَّارُ وأضاءت غيرَها.
وأنشد:
أضاءَت لنا النَّار وجهاً أغـ ـرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
أَسِيتُ (القاموس المحيط)
أَسِيتُ عليه، كَرَضِيتُ، أَسًى: حَزِنْتُ.
ورجُلٌ آسٍ وأَسْيانٌ، وامرأةٌ آسِيَةٌ وأَسْيانَةٌ
ج: أَسْيانونَ وأَسْياناتٌ وأَسايَا وأَسايونَ وأَسْيَيَاتٌ.
والآسِيَةُ من البِناءِ: المُحْكَمُ، والدِّعامةُ، والسارِيَةُ، والخاتِنَةُ، وبِنْتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرْعَوْنَ، وأُخْتُ الحافِظِ الضِّياءِ المَقْدِسِيِّ المُحَدِّثَةُ.
وأسَيْتُ له من اللَّحْمِ خاصَّةً: أبْقَيْتُ له.
والأسِيُّ، كغَنِيٍّ: بقِيَّةُ الدَّارِ، وخُرْثِيُّ المَتاعِ.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
كب (مقاييس اللغة)
الكاف والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على جَمع وتجمع، لا يَشِذّ منه [شيء]. يقال لما تجمَّع من الرَّمل كُباب. قال: ومنه: كَبَبْتُ الشَّيءَ لوجهه أكُبُّه كَبَّاً.
وأكَبَّ فلانٌ على الأمر يفعلُه.
وتكبَّبتِ الإبلُ، إذا صُرِعَت من هُزال أو داء.
والكَبكبةُ: أن يتدهْوَر الشّيء إذا أُلقِيَ في هُوَّة حتى يستقرَّ، فكأنَّه [تردّد] في الكبِّ.
ويقال: جاء متكبكِباً في ثيابِهِ، أي متزمِّلاً.
ومن ذلك الكُبَّة من الغَزْل.
ومن الباب كوكب الماء، وهو مُعظَمه.
والكبكبة: الجماعة من الخيل.
والكوكب يسمَّى كوكباً من هذا القياس. قال أبو عبيدة: ذهب القومُ تحتَ كلِّ كوكب، إذا تفرَّقوا.
ويقال للصبيّ إذا قارَبَ المراهقَة: كوكبٌ، وذلك لتجمُّع خَلْقه. *والكَبَّةُ: الزِّحام. فأمَّا قولُهم لنَوْر الرَّوضة كوكب، فذاك على التّشبيه من باب الضياء. قال الأعشى:
مُؤزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مكتهلُ
وكذلك قولهم لبَريق الكَتِيبة: كوكب.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
(يُتْبَعُ)
(/)
نهر (مقاييس اللغة)
النون والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح شيءٍ أو فتحِه.
وأنْهَرْتُ الدَّم: فتحتُه وأرسلْته.
وسمِّي النّهرُ لأنَّه يَنْهَر الأرض أي يشقُّها.
والمَنْهَرة: فضاءٌ يكون بين بُيوت القَوم يُلقُون فيها كُناسَتَهم.
وجمع النَّهر أنهارٌ ونُهُر.
واستَنْهَرَ النّهرُ: أخَذَ مَجراه.
وأنْهَر الماءُ: جرى.
ونَهرٌ نَهِر: كثير الماء. قال أبو ذؤيب:
أقامَتْ به فأبتنَتْ خَيمةً على قَصبٍ وفُراتٍ نَهِرْ
ومنه النَّهار: انفِتاح الظُّلمة عن الضِّياء ما بين طُلوعِ الفجر إلى غروب الشَّمس.
ويقولون: إنَّ النّهار يجمع على نُهُر.
ورجلٌ نَهِر: صاحب نهارٍ كأنَّه لا ينبعث ليلاً. قال: وأمّا قولهم: النهار: فَرخُ بعضِ الطَّير، فهو مما [لا] يعرَّج على مِثله، ولا معنَى له.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
ظلم (مقاييس اللغة)
الظاء واللام والميم أصلانِ صحيحانِ، أحدهما خلافُ الضِّياء والنور، والآخَر وَضْع الشَّيءِ غيرَ موضعه تعدِّياً. فالأوَّل الظُّلْمة، والجمع ظلمات.
والظَّلام: اسم الظلمة؛ وقد أظْلَمَ المكان إظلاماً.
ومن هذا الباب ما حكاه الخليل من قولهم: لقيته أوَّلَ ذِي ظُلْمة. قال: وهو أوَّلُ شيءٍ سَدَّ بصرَك في الرُّؤْية، لا يشتقُّ منه فِعل.
ومن هذا قولهم: لَقيته أدنى ظَلَمٍ، للقريب.
ويقولونه بألفاظٍ أُخَرَ مركبةٍ من الظاء واللام والميم، وأصل ذلك الظُّلمة، كأنَّهم يجعلون الشَّخْصَ ظُلْمَةً في التشبيهِ، وذلك كتسميتهم الشَّخصَ سواداً. فعلى هذا يُحمل الباب، وهو من غريب ما يُحمل عليه كلامُهم. والأصل الآخَر ظلَمَه يظلِمُه ظُلْماً.
والأصل وضعُ الشَّيْءِ [في] غير موضعه؛ ألا تَراهم يقولون: "مَنْ أشْبَهَ [أباه] فما ظَلَمَ"، أي ما وضع الشَّبَه غيرَ موضعه. قال كعب:
أنا ابنُ الذي لم يُخْزِني في حياته قديماً ومَنْ يشبهْ أباهُ فما ظلمْ
ويقال ظَلَّمت فلاناً: نسبتُه إلى الظُّلم.
وظَلَمْتُ فلاناً فاظَّلَم وانظلم، إذا احتملَ الظُّلْم.
وأُنشد بيت زُهَير:
هو الجوادُ الذي يُعطيك نائلَهُ عَفْواً ويُظْلَمُ أحياناً فَيَظَّلِمُ
بالظاء والطاء.
والأرض المظلومة: التي لم تُحفَر قطُّ ثمَّ حفرت؛ وذلك التُّرابُ ظَليم. قال:
فأصبح في غَبْراءَ بعد إِشاحةٍ على العيشِ مردودٍ عليها ظليمُها
وإِذا نُحِرَ البعيرُ من غيرِ عِلَّةٍ فقد ظُلِمَ.
ومنه قوله:
عادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ وكان بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمون للجُزُرِ
والظُّلاَمة: ما تطلبه من مَظْلِمَتك عند الظَّالم.
ويقال: سقانا ظَلِيمَةً طيِّبة.
وقد ظَلَمَ وطْبَه، إِذا سَقَى منه قبل أن يروبَ ويُخرِج زُبَده.
ويقال لذلك اللَّبن ظليمٌ أيضاً. قال:
وَقائِلةٍ ظلمتُ لكم سِقائي وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّليمُ
والله أعلم بالصَّواب.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
شخص (لسان العرب)
الشَّخْصُ: جماعةُ شَخْصِ الإِنسان وغيره، مذكر، والجمع أَشْخاصٌ وشُخُوصٌ وشِخاص؛ وقول عمر بن أَبي ربيعة: فكانَ مِجَنِّي، دُونَ مَنْ كنتُ أَتّقي، ثَلاثَ شُخُوصٍ: كاعِبانِ ومُعْصِرُ فإِنه أَثبت الشَّخْصَ أَراد به المرأَة.
والشَّخْصُ: سوادُ الإِنسان وغيره تراه من بعيد، تقول ثلاثة أَشْخُصٍ.
وكلّ شيء رأَيت جُسْمانَه، فقد رأَيتَ شَخْصَه.
وفي الحديث: لا شَخْصَ أَغْيَرُ من اللّه؛ الشَّخْص: كلُّ جسم له ارتفاع وظهور، والمرادُ به إِثباتُ الذات فاسْتُعير لها لفظُ الشَّخْصِ، وقد جاء في رواية أُخرى: لا شيءَ أَغْيَرُ من اللّه، وقيل: معناه لا ينبغي لشَخْصٍ أَن يكون أَغْيَرَ من اللّه.
والشَّخِيصُ: العظِيم الشَّخْصِ، والأُنْثى شَخِيصةٌ، والاسمُ الشَّخاصةُ؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع له بفِعْل فأَقول إِن الشَّخاصة مصدر، وقد شَخُصْت شَخاصةً. أَبو زيد: رجل شَخِيصٌ إِذا كان سَيِّداً، وقيل: شَخِيصٌ إِذا كان ذا شَخْصٍ وخَلْقٍ عظيم بَيّن الشَّخاصةِ.
وشَخُصَ الرجلُ، بالضم، فهو شَخِيصٌ أَي جَسيِم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشَخَصَ، بالفتح، شُخُوصاً: ارتفع. ابن سيده: وشَخَصَ الشيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً انْتَبَرَ، وشخَصَ الجُرْحُ وَرِمَ.
والشُّخُوصُ: ضِدُّ الهُبوطِ.
وشَخَصَ السهمُ يَشْخَصُ شُخُوصاً، فهو شاخِصٌ: علا الهدفَ؛ أَنشد ثعلب: لها أَسْهُمٌ لا قاصِراتٌ عن الحَشَا، ولا شاخِصاتٌ عن فُؤادي طَوالِعُ وأَشْخَصَه صاحِبُه: عَلاه الهَدَفَ. ابن شميل: لَشَدّ ما شَخَصَ سَهْمُك وقَحَزَ سَهْمُك إِذا طمَحَ في السماء، وقد أَشْخَصَه الرامي إِشْخاصاً؛ وأَنشد: ولا قاصِراتٌ عن فُؤادِي شواخِصُ وأَشْخَصَ الرامي إِذا جازَ سَهْمُه الغَرَضَ من أَعْلاه، وهو سَهْم شاخصٌ.
والشُّخُوصُ: السَّيْرُ من بَلَدٍ إِلى بلدٍ.
وقد شَخَصَ يَشْخَصُ شُخُوصاً وأَشْخَصْتُه أَنا وشَخَصَ من بلدٍ إِلى بلدٍ شُخُوصاً أَي ذَهَبَ.
وقولهم: نحن على سفر قد أَشْخَصْنا أَي حان شُخُوصُنا.
وأَشْخَصَ فلان بفلان وأَشْخَسَ به إِذا اغْتابَه.
وشَخَصَ الرجل بِبَصَرِه عند الموت يَشْخَصُ شُخُوصاً: رَفَعَه فلم يَطْرِفْ، مشتق من ذلك. شمر: يقال شَخَصَ الرجل بَصَرَه فَشَخَصَ البَصَرُ نَفْسُه إِذا سَما وطَمَحَ وشَصا كلُّ ذلك مثلُ الشُخُوص.
وشَخَصَ بَصَرُ فلانٍ، فهو شاخصٌ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لا يَطْرِف.
وفي حديث ذكر المَيّت: إِذا شَخَصَ بَصَرُه؛ شُخُوصُ البَصَرِ ارتفاعُ الأَجفانِ إِلى فَوْقُ وتَحْديدُ النظَر وانْزِعاجُه.
وفرسٌ شاخِص الطَّرْفِ: طامِحُه، وشاخِصُ العظامِ: مُشْرِفُها.
وشُخِصَ به: أَتى إِليه أَمْرٌ يُقْلِقُه.
وفي حديث قَيْلَة: إِن صاحِبَها اسْتَقْطَعَ النبيَّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، الدَّهْناءَ فأَقْطعَه إِيّاها، قالت: فشُخِصَ بي. يقال للرجل إِذا أَتاه ما يُقْلِقُه: قد شُخِصَ به كأَنه رُفِعَ من الأَرض لقَلَقِه وانْزِعاجِه، ومنه شُخُوصُ المسافِرِ خُروجُه عن مَنْزلهِ.
وشَخَصَت الكلمة في الفَمِ تَشْخَصُ إِذا لم يَقْدِرْ على خَفْضِ صوته بها. التهذيب: وشَخَصَت الكلِمةُ في الفَمِ نَحْوَ الحنَكِ الأَعْلى، وربما كان ذلك في الرجل خِلْقَةً أَي يَشْخَصُ صَوْتُه لا يَقْدِر على خَفْضه.
وشَخَصَ عن أَهلِه يَشْخَصُ شُخُوصاً: ذهَبَ.
وشَخَصَ إِليهم: رجَعَ، وأَشْخَصَه هو.
وفي حديث عثمان: إِنما يَقْصُر الصلاةَ من كان شاخِصاً أَو بِحَضْرة عَدُوٍّ أَي مُسافِراً.
والشاخِصُ: الذي لا يُغِبُّ الغَزْوَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَما تَرَيْني اليَوْم ثِلْباً شاخِصا الثِّلْبُ: المُسِنّ.
وفي حديث أَبي أَيوب: فلم يَزَلْ شاخِصاً في سبيل اللّه.
وبنو شَخِيصٍ: بُطَيْنٌ، قال ابن سيده: أَحْسَبُهم انْقَرَضُوا.
وشَخْصانِ: موضعٌ؛ قال الحرث بن حلزة: أَوْقَدَتْها بَيْنَ العَقِيقِ فشَخْصَيْـ ـنِ بِعُودٍ، كما يَلُوحُ الضِّياءُ وكلامٌ مُتَشاخِصٌ ومُتَشاخِسٌ أَي مُتَفاوِت.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
سدف (لسان العرب)
السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط: وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال: ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج: أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة. قال: والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء.
وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في قوله: وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري: ومثله للخَطَفى جَدّ جرير: يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل.
والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل: اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عمارة: السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة. قال الأَزهري: والصحيح ما قال عمارة. اللحياني: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ.
وقال أَبو عبيدة: أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتُورَه وأَظلم، قال: والإسْدافُ من الأَضْداد، يقال: أَسْدِفْ لنا أَي أَضِئْ لنا.
وقال أَبو عمرو: إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له: أَسْدِفْ أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ. الجوهري: أَسْدَفَ الصبحُ أَي أَضاء. يقال: أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ، وفي لغة هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج. الفراء: السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح وإقْبالُه؛ وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل: وسعدٌ القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه واطْلُب عليه الوحش، فقال سعد: إذاً واللّه أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه، فلما ركبه سعد نظر إلى بعض ولده قال: وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال: نحنُ، بَغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ والوَدِيُّ: صِغار النخل، وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ وبين مِن، وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ الأَفضلُ من عمرو، وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في كقول الأعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى أَي ولست بالأَكثر فيهم، وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا؛ وفي حديث وفد تميم: ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ من السَّديفِ، إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِيفُ: لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ: السحابُ، أَي نطعم الشحْم في المَحْل؛ وأَنشد الفراء أَيضاً: بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم يَكْحَلُها، في المَلاحِمِ، السَّدَفُ يقول: سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها.
وأَسْدَفَ القومُ: دخلوا في السُّدفة.
وليل أَسْدَفُ: مظلم؛ أَنشد يعقوب: فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به، والدُّجَى أَسْدَفُ وشرح هذا البيت مذكور في موضعه.
والسَّدَفُ: الليلُ؛ قال الشاعر: نَزُورُ العَدوَّ، على نَأْيه، بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ وأَنشد ابن بري للهذلي: وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ، وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ وقول مُلَيْحٍ: وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ من البَرْقِ، فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا: يكون المُضيء والمظلم، وهو من الأَضداد.
وفي حديث علقمةَ الثَّقفي: كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة، والمراد به في هذا الحديث الإضاءةُ، فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ، ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء، والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور.
وفي حديث أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار.
وفي حديث عليّ: وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها.
وأَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ.
والسُّدفةُ: البابُ؛ قالت امرأَة من قَيْسٍ تهجو زوجها: لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ، ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته.
ويقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت.
وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلى البصرة: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها. يقال: سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛ قال الأَعشى: بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ قالت لها: بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد. أَبو عمرو: أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام.
ويقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه.
والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة: ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ وفي الصحاح: السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي (* قوله «قول المخبل إلخ» تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على المخبل: إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا): إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا، تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ: قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيـ ـلِ، حتى أُحاوِلَ منها السديفا قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه.
وسدَّفه: قَطَّعَه؛ قال الفرزدق: وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا، ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
تلا (لسان العرب)
تَلَوْتُه أَتلُوه وتَلَوْتُ عنه تُلُوّاً، كلاهما: خَذَلته وتركته.
وتَلا عَنِّي يَتْلُو تُلُوّاً إذا تركك وتخلَّف عنك، وكذلك خَذَل يَخْذُل خُذُولاً.
وتَلَوْته تُلُوّاً: تبعته. يقال: ما زلت أَتْلُوه حتى أَتْلَيْته أَي تَقَدَّمْته وصار خلفي.
وأَتْلَيْته أَي سبقته. فأَما قراءة الكسائي تَلَيها فأَمالَ، وإن كان من ذوات الواو، فإنما قرأَ به لأَنها جاءَت مع ما يجوز أَن يمال، وهو يَغْشَيها وبَنَيها، وقيل: معنى تلاها حين استدار فتلا الشمسَ الضياءُ والنورُ.
وتَتَالَت الأُمورُ: تلا بعضُها بعضاً.
وأَتْلَيْتُه إيّاه: أَتبَعْتُه.
واسْتَتْلاك الشيءَ: دعاك إلى تُلُوِّه؛ وقال: قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِيَ تَسْتَتْلِيني، ولا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ ابن الأَعرابي: استَتْلَيْت فلاناً أَي انتظرته، واسْتَتْلَيْته جعلته يَتْلوني.
والعرب تسمي المُراسِلَ في الغناء والعمل المُتالي، والمُتالي الذي يراسل المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قال الأَخطل: صَلْت الجَبينِ، كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ قال: والتَّلِيُّ الكثير الأَيْمان.
والتَّلِيُّ: الكثيرُ المالِ.
وجاءت الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة.
ورجلٌ تَلُوٌّ، على مثال عَدُوّ: لا يزال مُتَّبِعاً؛ حكاه ابن الأَعرابي، ولم يذكر يعقوب ذلك في الأَشياء التي حصرها كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ.
وتَلا إذا اتَّبع، فهو تالٍ أَي تابعٌ. ابن الأَعرابي: تَلا اتَّبَع، وتَلا إذا تخلَّف، وتَلا إذا اشْتَرى تِلْواً، وهو وَلد البَغْل.
ويقال لولد البغل تِلْو؛ وقال الأَصمعي في قول ذي الرمة: لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، وإنَّما تَتَلَّى دباب الوادِعات المَراجع (* قوله «تتلى دباب إلخ» هو هكذا في الأصل). قال: تَتَلّى تَتَبَّع.
وتِلْوُ الشيء: الذي يَتلُوه.
وهذا تِلْوُ هذا أَي تَبَعُه.
ووَقَع كذا تَلِيَّةَ كذا أَي عَقِبَه.
وناقة مُتْلٍ ومُتْلِية: يَتْلوها وَلدُها أَي يتبعها.
والمُتْلية والمُتْلي: التي تُنْتَج في آخر النتاج لأَنها تبع للمُبَكِّرة، وقيل: المُتْلِية المؤخَّرة للإنتاج، وهو من ذلك.
والمُتْلي: التي يَتْلوها ولدُها، وقد يستعار الإتلاء في الوحش؛ قال الراعي أَنشده سيبويه: لها بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ، تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ به ومَتالِيَا والمَتالي: الأُمَّهات إِذا تلاها الأَولاد، الواحدة مُتْلٍ ومُتْلِية.
وقال البَاهلي: المَتالي الإِبل التي قد نُتج بعضها وبعضها لم ينتج؛ وأَنشد: وكلُّ شَماليٍّ، كأَنَّ رَبابَه مَتالي مهيب، مِنْ بَني السيِّدِ، أَوْرَدا قال: نَعَمُ بَني السيِّدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها وشبه صوت الرعد بحَنِين هذه المَتالي؛ ومثله قول أَبي ذؤيب: فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا أَي اخْتُلِجَتْ عنها أَولادُها فهي تَحِنُّ إِليها. ابن جني: وقيل المُتْلِية التي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جنينها إِلى ناحية الذنب والحَياء، وهذا لا يوافق الاشتقاق.
والتِّلْوُ: ولد الشاة حين يُفطم من أُمّه ويتلوها، والجمع أَتْلاءٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأُنثى تِلْوَةٌ، وقيل: إِذا خرجت العَناق من حدِّ الإِجْفار فهي تِلوة حتى تتم لها سنة فتُجْذِع، وذلك لأَنها تتبع أُمّها.
والتِّلْوُ: ولدُ الحمار لاتباعه أُمّه. النضر: التِّلْوة من أَولاد المِعْزَى والضأْن التي قد استكرشت وشَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ.
وتِلْو الناقة: ولدها الذي يتلوها.
والتِّلو من الغنم: التي تُنتَج قبل الصَّفَرِيَّة.
وأَتْلاه الله أَطفالاً أَي أَتْبَعَه أَولاداً.
وأَتْلت الناقةُ إِذا تلاها ولدها؛ ومنه قولهم: لا دَرَيْتَ ولا أَتْلَيْتَ، يدعو عليه بأَن لا تُتْلِيَ إِبله أَي لا يكون لها أَولاد؛ عن يونس.
وتَلَّى الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ.
ويقال: تَلَّى فلان صلاته المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وقال البَعِيثُ على ظَهْرِ عادِيٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ رجالٌ، يُتَلُّون الصلاةَ، قيامُ وهذا البيت استشهد به على رجل مُتَلٍّ منتصب في الصلاة، وخطَّأَ أَبو منصور من استشهد به هناك وقال: إِنما هو من تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قال: ويكون تلا وتلَّى بمعنى تبع. يقال: تَلَّى الفَريضة إِذا أَتبعها النفلَ.
وفي حديث ابن عباس: أَفْتِنا في دابَّة تَرْعى الشجَر وتشربُ الماءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر، قال تلك عندنا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعَةُ؛ قال الخطابي: هكذا روي، قال: وإِنما هو التِّلْوَةُ. يقال للجَدْي إِذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوةٌ، والأُمّهات حينئذ المَتالي، فتكون هذه الكلمات من هذا الباب لا من باب تول. والتَّوالي: الأَعْجاز لاتّباعها الصدورَ.
وتوالي الخيلِ: مآخيرُها من ذلك، وقيل: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يقال: إِنه لَخَبيثُ التَّوالي وسريعُ التَّوالي وكله من ذلك.
والعرب تقول: ليسَ هَوادِي الخَيْل كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وتواليها مآخرها.
وتَوالي كلِّ شيء: آخره.
وتالياتُ النجوم: أُخراها.
ويقال: ليس تَوالي الخيلِ كالهَوادِي ولا عُفْرُ الليالي كالدَّآدِي؛ وعفرها: بيضها.
وتَوالي الظُّعُنِ: أَواخرها، وتوالي الإِبل كذلك.
وتوالي النجومِ: أَواخرها.
وتَلَوَّى: ضَرْبٌ من السفن، فَعَوَّلٌ من التُّلُوِّ لأَنه يتبع السفينة العظمى؛ حكاه أَبو علي في التذكرة.
وتَتَلَّى الشيءَ: تَتبَّعَه.
والتُّلاوَةُ والتَّلِيَّة: بقِيَّة الشيء عامّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حتى لم يبقَ إِلا أَقلُّه، وخص بعضهم به بقيةَ الدَّيْن والحاجةِ، قال: تَتَلّى بَقَّى بقيةً من دَيْنه.
وتَلِيَتْ عليه تُلاوَةٌ وتَلىً، مقصور: بَقِيت.
وأَتْلَيْتُها عنده: أَبْقَيْتُها.
وأَتْلَيْت عليك من حقي تُلاوةً أَي بَقِيَّةً.
وقد تَتَلَّيْت حقي عنده أَي تركت منه بقية.
وتَتَلَّيت حقي إِذا تتبعتَه حتى استوفيته؛ وقال الأَصمعي: هي التَّلِيَّة.
وقد تَلِيَت لي من حقي تَلِيَّةٌ وتُلاوَةٌ تَتْلى أَي بَقِيَت بَقِيَّة.
وأَتْلَيْت حقّي عنده إِذا أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.
وفي حديث أَبي حَدْرَد: ما أَصبحتُ أُتلِيها ولا أَقْدِرُ عليها. يقال: أَتْلَيْت حقي عنده أَي أَبْقَيْت منه بَقِيَّةً.
وأَتْلَيْتُه: أَحَلْته.
وتَلِيَتْ له تَلِيَّة من حقه وتُلاوة أَي بقِيَت له بَقِيَّة.
وتَلِيَ فلان بعد قومه أَي بَقِيَ.
وتَلا إِذا تأَخر.
والتوالي: ما تأَخر.
ويقال: ما زلت أَتلوه حتى أَتْلَيْتُه أَي حتى أَخَّرته؛ وأَنشد: رَكْضَ المَذاكِي، وتَلا الحَوْليُّ أَي تأَخَّر.
وتَليَ من الشهر كذا تَلَّى: بَقِي.
وتلَّى الرجلُ، بالتشديد، إِذا كان بآخر رَمَقٍ.
وتَلَّى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عن ابن الأَعرابي.
وتَتَلَّى إِذا جَمَع مالاً كثيراً.
وتَلَوْت القرآن تِلاوةً: قرأْته، وعم به بعضهم كل كلام؛ أَنشد ثعلب: واسْتَمَعُوا قولاً به يُكْوَى النَّطِفْ، يَكادُ من يُتْلى عليه يُجْتأَفْ وقوله عز وجل: فالتَّالِياتِ ذِكْراً؛ قيل: هم الملائكة، وجائز أَن يكونوا الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى. الليث: تَلا يَتْلو تِلاوَة يعني قرأَ قراءة.
وقوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلونه حقّ تِلاوَتِه؛ معناه يَتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حق عمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله عز وجل: واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به. قال: وقرأَ بعضهم ما تُتَلِّي الشياطين (* قوله «ما تتلي الشياطين» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل).
وفلان يَتْلو فلاناً أَي يحكيه ويَتْبَع فعله.
وهو يُتْلي بَقِيَّة حاجته أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها.
وفي الحديث في عذاب القبر: إِن المنافق إِذا وضع في قبره سئل عن محمد، صلى الله عليه وسلم، وما جاء به فيقول لا أدْرِي، فيقال لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَىْتَ؛ قيل في معنى قوله ولا تَلَيْتَ: ولا تَلَوْتَ أَي لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلا يَتْلو، فقالوا تَلَىتَ بالياء ليُعاقَبَ بها الياءُ في دَرَيْتَ، كما قالوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وتجمع الغداة غَدَوات، فقيل: الغَدايا من أَجل العَشايا ليزدوج الكلام؛ قال: وكان يونس يقول إِنما هو ولا أَتْلَيْتَ في كلام العرب، معناه أَن لا تُتْليَ إِبلُه أي لا يكون لها أَولاد تتلوها؛ وقال غيره: إِنما هو لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ على افْتَعلت من أَلَوْتَ أَي أَطقت واستطعت، فكأَنه قال لا دَرَيْت ولا استطعت؛ قال ابن الأَثير: والمحدِّثون يروون هذا الحديث ولا تَلَيْتَ، والصواب ولا ائْتَلَيْتَ، وقيل: معناه لا قرأْت أَي لا تَلَوْتَ فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دَرَيْتَ.
والتَّلاءُ: الذِّمَّة.
وأَتْلَيْتُه: أَعطيته التَّلاءَ أَي أَعطيته الذِّمَّةَ.
وأَتْلَيْتُه ذمّة أَي أَعطيته إِياها.
والتَّلاءُ: الجِوارُ.
والتَّلاءُ: السهم يَكْتُبُ عليه المُتْلي اسمَه ويعطيه للرجل، فإِذا صار إِلى قبيلة أََراهم ذلك السهم وجاز فلم يُؤْذَ.
وأَتْلَيْتُه سهماً: أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ به؛ وكل ذلك فسر به ثعلب قول زهير: جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَليكم، وسِيَّانِ الكَفَالةُ والتَّلاءُ وقال ابن الأَنباري: التَّلاءُ الضَّمان. يقال: أَتْلَيْتُ فلاناً إِذا أَعطيتَه شيئاً يأْمَنُ به مثل سَهْمٍ أَو نَعْلٍ.
ويقال: تَلَوْا وأَتْلَوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قال الفرزدق: يَعُدّون للجار التَّلاءَ، إِذا تَلَوْا، على أَيِّ أَفْتار البَرية يَمَّما وإِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه.
والتَّلاءُ: الحَوالة.
وقد أَتْلَيْت فلاناً على فلان أَي أَحْلْته عليه؛ وأَنشد الباهلي هذا البيت: إِذا خُضْر الأَصمِّ رميت فيها بمُسْتَتْلٍ على الأَدْنَيْن باغِ أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شهر رجب، والمُسْتَتْلي: من التُّلاوة وهو الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عليك ويُحيل عليك فتُؤخذ بجنايته، والباغي: هو الخادم الجاني على الأَدْنَينَ من قرابته.
وأَتْلَيْته أَي أَحلته من الحوالة.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
نور (لسان العرب)
في أَسماء الله تعالى: النُّورُ؛ قال ابن الأَثير: هو الذي يُبْصِرُ بنوره ذو العَمَاية ويَرْشُدُ بهداه ذو الغَوايَةِ، وقيل: هو الظاهر الذي به كل ظهور، والظاهر في نفسه المُظْهِر لغيره يسمى نوراً. قال أَبو منصور: والنُّور من صفات الله عز وجل، قال الله عز وجل: الله نُورُ السموات والأَرض؛ قيل في تفسيره: هادي أَهل السموات والأَرض، وقيل: مَثل نوره كمشكاة فيها مصباح؛ أَي مثل نور هداه في قلب المؤمن كمشكاة فيها مصباح.
والنُّورُ: الضياء.
والنور ضد الظلمة.
وفي المحكم: النُّور الضَّوْءُ، أَيًّا كان، وقيل: هو شعاعه وسطوعه، والجمع أَنْوارٌ ونِيرانٌ؛ عن ثعلب.
وقد نارَ نَوْراً وأَنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ؛ الأَخيرة عن اللحياني، بمعنى واحد، أَي أَضاء، كما يقال: بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بمعنى واحد.
واسْتَنار به: اسْتَمَدَّ شُعاعَه.
ونَوَّرَ الصبحُ: ظهر نُورُه؛ قال: وحَتَّى يَبِيتَ القومُ في الصَّيفِ ليلَةً يقولون: نَوِّرْ صُبْحُ، والليلُ عاتِمُ وفي الحديث: فَرَض عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للجدّ ثم أَنارَها زيدُ بن ثابت أَي نَوَّرَها وأَوضحها وبَيَّنَها.
والتَّنْوِير: وقت إِسفار الصبح؛ يقال: قد نَوَّر الصبحُ تَنْوِيراً.
والتنوير: الإِنارة.
والتنوير: الإِسفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث مواقيت الصلاة: أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ أَي صلاَّها، وقد اسْتنار لأُفق كثيراً.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: نائرات الأَحكام ومُنِيرات الإِسلام؛ النائرات الواضحات البينات، والمنيرات كذلك، فالأُولى من نارَ، والثانية من أَنار، وأَنار لازمٌ ومُتَعَدٍّ؛ ومنه: ثم أَنارها زيدُ بن ثابت.
وأَنار المكانَ: وضع فيه النُّورَ.
وقوله عز وجل: ومن لم يجعل الله له نُوراً فما له من نُورٍ؛ قال الزجاج: معناه من لم يهده الله للإِسلام لم يهتد.
والمنار والمنارة: موضع النُّور.
والمَنارَةُ: الشَّمْعة ذات السراج. ابن سيده: والمَنارَةُ التي يوضع عليها السراج؛ قال أَبو ذؤيب: وكِلاهُما في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ، فيها سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ أَراد أَن يشبه السنان فلم يستقم له فأَوقع اللفظ على المنارة.
وقوله أَصلع يريد أَنه لا صَدَأَ عليه فهو يبرق، والجمع مَناوِرُ على القياس، ومنائر مهموز، على غير قياس؛ قال ثعلب: إِنما ذلك لأَن العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة وهي مَفْعَلة من النُّور، بفتح الميم، بفَعَالةٍ فَكَسَّرُوها تكسيرها، كما قالوا أَمْكِنَة فيمن جعل مكاناً من الكَوْنِ، فعامل الحرف الزائد معاملة الأَصلي، فصارت الميم عندهم في مكان كالقاف من قَذَالٍ، قال: ومثله في كلام العرب كثير. قال: وأَما سيبويه فحمل ما هو من هذا على الغلط. الجوهري: الجمع مَناوِر، بالواو، لأَنه من النور، ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأَصلي بالزائد كما قالوا مصائب وأَصله مصاوب.
والمَنار: العَلَم وما يوضع بين الشيئين من الحدود.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لعن الله من غَيَّر مَنارَ الأَرض أَي أَعلامها.
والمَنارُ: عَلَم الطريق.
وفي التهذيب: المنار العَلَمُ والحدّ بين الأَرضين.
والمَنار: جمع منارة، وهي العلامة تجعل بين الحدّين، ومَنار الحرم: أَعلامه التي ضربها إِبراهيم الخليل، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، على أَقطار الحرم ونواحيه وبها تعرف حدود الحَرَم من حدود الحِلِّ، والميم زائدة. قال: ويحتمل معنى قوله لعن الله من غيَّر منار الأَرض، أَراد به منار الحرم، ويجوز أَن يكون لعن من غير تخوم الأَرضين، وهو أَن يقتطع طائفة من أَرض جاره أَو يحوّل الحدّ من مكانه.
وروى شمر عن الأَصمعي: المَنار العَلَم يجعل للطريق أَو الحدّ للأَرضين من طين أَو تراب.
وفي الحديث عن أَبي هريرة، رضي الله عنه: إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي علامات وشرائع يعرف بها.
والمَنارَةُ: التي يؤذن عليها، وهي المِئْذَنَةُ؛ وأَنشد: لِعَكٍّ في مَناسِمها مَنارٌ، إِلى عَدْنان، واضحةُ السَّبيل والمَنارُ: مَحَجَّة الطريق، وقوله عز وجل: قد جاءَكم من الله نور وكتاب مبين؛ قيل: النور ههنا هو سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي جاءكم نبي وكتاب.
وقيل إِن موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال وقد سئل عن شيء: سيأْتيكم النُّورُ.
وقوله عز وجل: واتَّبِعُوا النُّورَ الذي أُنزل معه؛ أَي اتبعوا الحق الذي بيانه في القلوب كبيان النور في العيون. قال: والنور هو الذي يبين الأَشياء ويُرِي الأَبصار حقيقتها، قال: فَمَثلُ ما أَتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في القلوب في بيانه وكشفه الظلمات كمثل النور، ثم قال: يهدي الله لنوره من يشاء، يهدي به الله من اتبع رضوانه.
وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه، قال له ابن شقيق: لو رأَيتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كنتُ أَسأَله: هل رأَيتَ ربك؟ فقال: قد سأَلتُه فقال: نُورٌ أَنَّى أَرَاه أَي هو نور كيف أَراه. قال ابن الأَثير: سئل أَحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: ما رأَيتُ مُنْكِراً له وما أَدري ما وجهه.
وقال ابن خزيمة: في القلب من صحة هذا الخبر شيء، فإِن ابن شقيق لم يكن يثبت أَبا ذر، وقال بعض أَهل العلم: النُّورُ جسم وعَرَضٌ، والباري تقدّس وتعالى ليس بجسم ولا عرض، وإِنما المِراد أَن حجابه النور، قال: وكذا روي في حديث أَبي موسى، رضي الله عنه، والمعنى كيف أَراه وحجابه النور أَي أَن النور يمنع من رؤيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث الدعاء: اللهمّ اجْعَلْ في قلبي نُوراً وباقي أَعضائه؛ أَراد ضياء الحق وبيانه، كأَنه قال: اللهم استعمل هذه الأَعضاء مني في الحق واجعل تصرفي وتقلبي فيها على سبيل الصواب والخير. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله: لا تَسْتَضِيئُوا بنار المشركين، فقال: النار ههنا الرَّأْيُ، أَي لا تُشاورُوهم، فجعل الرأْي مَثَلاً للضَّوءِ عند الحَيْرَة، قال: وأَما حديثه الآخر أَنا بريء من كل مسلم مع مشرك، فقيل: لم يا رسول الله؟ ثم قال: لا تَراءَى ناراهُما. قال: إِنه كره النزول في جوار المشركين لأَنه لا عهد لهم ولا أَمان، ثم وكده فقال: لا تَراءَى ناراهما أَي لا ينزل المسلم بالموضع الذي تقابل نارُه إِذا أَوقدها نارَ مشرك لقرب منزل بعضهم من بعض، ولكنه ينزل مع المسلمين فإنهم يَدٌ على من سواهم. قال ابن الأَثير: لا تراءَى ناراهما أَي لا يجتمعان بحيث تكون نار أَحدهما تقابل نار الآخر، وقيل: هو من سمة الإِبل بالنار.
وفي صفة النبي، صلي الله عليه وسلم: أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ أَي نَيِّر الجسم. يقال للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ: أَنْوَرُ، وهو أَفعلُ من النُّور. يقال: نار فهو نَيِّر، وأَنار فهو مُنِيرٌ.
والنار: معروفة أُنثى، وهي من الواو لأَن تصغيرها نُوَيْرَةٌ.
وفي التنزيل العزيز: أَن بُورِكَ من في النار ومن حولها؛ قال الزجاج: جاءَ في التفسير أَن من في النار هنا نُور الله عز وجل، ومن حولها قيل الملائكة وقيل نور الله أَيضاً. قال ابن سيده: وقد تُذَكَّرُ النار؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد في ذلك: فمن يأْتِنا يُلْمِمْ في دِيارِنا، يَجِدْ أَثَراً دَعْساً وناراً تأَجَّجا ورواية سيبويه: يجد حطباً جزلاً وناراً تأَججا؛ والجمع أَنْوُرٌ (* قوله «والجمع أنور» كذا بالأصل.
وفي القاموس: والجمع أنوار.
وقوله ونيرة كذا بالأصل بهذا الضبط وصوبه شارح القاموس عن قوله ونيرة كقردة.) ونِيرانٌ، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ونِيْرَةٌ ونُورٌ ونِيارٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة.
وفي حديث شجر جهنم: فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيارِ؛ قال ابن الأَثير: لم أَجده مشروحاً ولكن هكذا روي فإن صحت الرواية فيحتمل أَن يكون معناه نارُ النِّيرانِ بجمع النار على أَنْيارٍ، وأَصلها أَنْوارٌ لأَنها من الواو كما جاء في ريح وعيد أَرْياحٌ وأَعْيادٌ، وهما من الواو.
وتَنَوَّرَ النارَ: نظر إِليها أَو أَتاها.
وتَنَوَّرَ الرجلَ: نظر إِليه عند النار من حيث لا يراه.
وتَنَوَّرْتُ النارَ من بعيد أَي تَبَصَّرْتُها.
وفي الحديث: الناسُ شُركاءُ في ثلاثة: الماءُ والكلأُ والنارُ؛ أَراد ليس لصاحب النار أَن يمنع من أَراد أَن يستضيءَ منها أَو يقتبس، وقيل: أَراد بالنار الحجارةَ التي تُورِي النار، أَي لا يمنع أَحد أَن يأْخذ منها.
وفي حديث الإِزار: وما كان أَسْفَلَ من ذلك فهو في النار؛ معناه أَن ما دون الكعبين من قَدَمِ صاحب الإِزارِ المُسْبَلِ في النار عُقُوبَةً له على فعله، وقيل: معناه أَن صنيعه ذلك وفِعْلَه في النار أَي أَنه معدود محسوب من أَفعال أَهل النار.
وفي الحديث: أَنه قال لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فيهم سَمُرَةُ: آخِرُكُمْ يموت في النار؛ قال ابن الأَثير: فكان لا يكادُ يَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عظيمة فملئت ماء وأَوقد تحتها واتخذ فوقها مجلساً، وكان يصعد بخارها فَيُدْفِئُه، فبينا هو كذلك خُسِفَتْ به فحصل في النار، قال: فذلك الذي قال له، والله أَعلم.
وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: العَجْماءُ جُبارٌ والنار جُبارٌ؛ قيل: هي النار التي يُوقِدُها الرجلُ في ملكه فَتُطِيرها الريح إِلى مال غيره فيحترق ولا يَمْلِكُ رَدَّها فيكون هَدَراً. قال ابن الأَثير: وقيل الحديث غَلِطَ فيه عبدُ الرزاق وقد تابعه عبدُ الملك الصَّنْعانِيُّ، وقيل: هو تصحيف البئر، فإِن أَهل اليمن يُمِيلُونَ النار فتنكسر النون، فسمعه بعضهم على الإِمالة فكتبه بالياء، فَقَرؤُوه مصفحاً بالياء، والبئر هي التي يحفرها الرجل في ملكه أَو في موات فيقع فيها إِنسان فيهلك فهو هَدَرٌ؛ قال الخطابي: لم أَزل أَسمع أَصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لأَبي داود من طريق أُخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: فإِن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً؛ قال ابن الأَثير: هذا تفخيم لأَمر البحر وتعظيم لشأْنه وإِن الآفة تُسْرِع إِلى راكبه في غالب الأَمر كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها.
والنارُ: السِّمَةُ، والجمع كالجمع، وهي النُّورَةُ.
ونُرْتُ البعير: جعلت عليه ناراً.
وما به نُورَةٌ أَي وَسْمٌ. الأَصمعي: وكلُّ وسْمٍ بِمِكْوًى، فهو نار، وما كان بغير مِكْوًى، فهو حَرْقٌ وقَرْعٌ وقَرمٌ وحَزٌّ وزَنْمٌ. قال أَبو منصور: والعرب تقول: ما نارُ هذه الناقة أَي ما سِمَتُها، سميت ناراً لأَنها بالنار تُوسَمُ؛ وقال الراجز: حتى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ، والنارُ قد تَشْفي من الأُوارِ أَي سقوا إِبلهم بالسِّمَة، أَي إِذا نظروا في سِمَةِ صاحبه عرف صاحبه فَسُقِيَ وقُدِّم على غيره لشرف أَرباب تلك السمة وخلَّوا لها الماءَ.
ومن أَمثالهم: نِجارُها نارُها أَي سمتها تدل على نِجارِها يعني الإِبل؛ قال الراجز يصف إِبلاً سمتها مختلفة: نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها، ونارُ إِبْلِ العالمين نارُها يقول: اختلفت سماتها لأَن أَربابها من قبائل شتى فأُغِيرَ على سَرْح كل قبيلة واجتمعت عند من أَغار عليها سِماتُ تلك القبائل كلها.
وفي حديث صعصة ابن ناجية جد الفرزدق: وما ناراهما أَي ما سِمَتُهما التي وُسِمَتا بها يعني ناقتيه الضَّالَّتَيْنِ، والسِّمَةُ: العلامة. ونارُ المُهَوِّل: نارٌ كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف ويطرحون فيها ملحاً يَفْقَعُ، يُهَوِّلُون بذلك تأْكيداً للحلف.
والعرب تدعو على العدوّ فتقول: أَبعد الله داره وأَوقد ناراً إِثره قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلية: كان الرجل إِذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوقدنا خلفه ناراً، قال فقلت لها: ولم ذلك؟ قالت: ليتحَوّلَ ضبعهم معهم أَي شرُّهم؛ قال الشاعر: وجَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ، ولم أَكن كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم الجمة: قوم تَحَمَّلوا حَمالَةً فطافوا بالقبائل يسأَلون فيها؛ فأَخبر أَنه حَمَلَ من الجمة ما تحملوا من الديات، قال: ولم أَندم حين ارتحلوا عني فأُوقد على أَثرهم.
ونار الحُباحِبِ: قد مر تفسيرها في موضعه.
والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ، جميعاً: الزَّهْر، وقيل: النَّوْرُ الأَبيض والزهر الأَصفر وذلك أَنه يبيضُّ ثم يصفر، وجمع النَّوْر أَنوارٌ.
والنُّوّارُ، بالضم والتشديد: كالنَّوْرِ، واحدته نُوَّارَةٌ، وقد نَوَّرَ الشجرُ والنبات. الليث: النَّوْرُ نَوْرُ الشجر، والفعل التَّنْوِيرُ، وتَنْوِير الشجرة إِزهارها.
وفي حديث خزيمة: لما نزل تحت الشجرة أَنْوَرَتْ أَي حسنت خضرتها، من الإِنارة، وقيل: إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها، وهو زهرها. يقال: نَوَّرَتِ الشجرةُ وأَنارَتْ، فأَما أَنورت فعلى الأَصل؛ وقد سَمَّى خِنْدِفُ بنُ زيادٍ الزبيريُّ إِدراك الزرع تَنْوِيراً فقال: سامى طعامَ الحَيِّ حتى نَوَّرَا وجَمَعَه عَدِيّ بن زيد فقال: وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، له صَبَحٌ يَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا والنُّورُ: حُسْنُ النبات وطوله، وجمعه نِوَرَةٌ.
ونَوَّرَتِ الشجرة وأَنارت أَيضاً أَي أَخرجت نَوْرَها.
وأَنار النبتُ وأَنْوَرَ: ظَهَرَ وحَسُنَ.
والأَنْوَرُ: الظاهر الحُسْنِ؛ ومنه صفته، صلي الله عليه وسلم: كان أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ.
والنُّورَةُ: الهِناءُ. التهذيب: والنُّورَةُ من الحجر الذي يحرق ويُسَوَّى منه الكِلْسُ ويحلق به شعر العانة. قال أَبو العباس: يقال انْتَوَرَ الرجلُ وانْتارَ من النُّورَةِ، قال: ولا يقال تَنَوَّرَ إِلا عند إِبصار النار. قال ابن سيده: وقد انْتارَ الرجل وتَنَوَّرَ تَطَلَّى بالنُّورَة، قال: حكى الأَوّل ثعلب، وقال الشاعر: أَجِدَّكُما لم تَعْلَما أَنَّ جارَنا أَبا الحِسْلِ، بالصَّحْراءِ، لا يَتَنَوَّرُ التهذيب: وتأْمُرُ من النُّورةِ فتقول: انْتَوِرْ يا زيدُ وانْتَرْ كما تقول اقْتَوِلْ واقْتَلْ؛ وقال الشاعر في تَنَوّر النار: فَتَنَوَّرْتُ نارَها من بَعِيد بِخَزازَى*؛ هَيْهاتَ مِنك الصَّلاءُ (* قوله «بخزازى» بخاء معجمة فزايين معجمتين: جبل بين منعج وعاقل، والبيت للحرث بن حلزة كما في ياقوت) قال: ومنه قول ابن مقبل: كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ والنَّوُورُ: النَّيلَجُ، وهو دخان الشحم يعالَجُ به
(يُتْبَعُ)
(/)
الوَشْمُ ويحشى به حتى يَخْضَرَّ، ولك أَن تقلب الواو المضمومة همزة.
وقد نَوَّرَ ذراعه إِذا غَرَزَها بإِبرة ثم ذَرَّ عليها النَّؤُورَ.
والنَّؤُورُ: حصاة مثل الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَي تُقْمَحُها، من قولك: سَفِفْتُ الدواء.
وكان نساءُ الجاهلية يَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور؛ ومنه وقول بشر: كما وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ وقال الليث: النَّؤُور دُخان الفتيلة يتخذ كحلاً أَو وَشْماً؛ قال أَبو منصور: أما الكحل فما سمعت أَن نساء العرب اكتحلن بالنَّؤُورِ، وأَما الوشم به فقد جاء في أَشعارهم؛ قال لبيد: أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها التهذيب: والنَّؤُورُ دخان الشحم الذي يلتزق بالطَّسْتِ وهو الغُنْجُ أَيضاً.
والنَّؤُورُ والنَّوَارُ: المرأَة النَّفُور من الريبة، والجمع نُورٌ. غيره: النُّورُ جمع نَوارٍ، وهي النُّفَّرُ من الظباء والوحش وغيرها؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ وذكر الظباء وأَنها كَنَسَتْ في شدّة الحر: تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتى كأَنها، من الحرِّ، تَرْمي بالسَّكِينَةِ نُورَها وقد نارتْ تَنُورُ نَوْراً ونَواراً ونِواراً؛ ونسوةٌ نُورٌ أَي نُفَّرٌ من الرِّيبَةِ، وهو فُعُلٌ، مثل قَذالٍ وقُذُلٍ إِلا أَنهم كرهوا الضمة على الواو لأَن الواحدة نَوارٌ وهي الفَرُورُ، ومنه سميت المرأَة؛ وقال العجاج: يَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا الجوهري: نُرْتُ من الشيء أَنُورُ نَوْراً ونِواراً، بكسر النون؛ قال مالك بن زُغْبَةَ الباهلي يخاطب امرأَة: أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ، وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَراد أَنِفاراً يا فَرُوقُ، وقوله سَرْعَ ماذا: أَراد سَرُعَ فخفف؛ قال ابن بري في قوله: أَنوراً سرع ماذا يا فروق قال: الشعر لأَبي شقيق الباهلي واسمه جَزْءُ بن رَباح، قال: وقيل هو لزغبة الباهلي، قال: وقوله أَنوراً بمعنى أَنِفاراً سَرُعَ ذا يا فروق أَي ما أَسرعه، وذا فاعل سَرُعَ وأَسكنه للوزن، وما زائدة.
والبين ههنا: الوصل، ومنه قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ أَي وصْلُكم، قال: ويروى وحبل البين منتكث؛ ومنتكث: منتقض.
وحذيق: مقطوع؛ وبعده: أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ؟ وعلاقة: اسم محبوبته؛ يقول: أَزعمت أَن سيفي ليس بقاطع وأَن الحليف يفلل غربه؟ وامرأَة نَوارٌ: نافرة عن الشر والقبيح.
والنَوارُ: المصدر، والنِّوارُ: الاسم، وقيل: النِّوارُ النِّفارُ من أَي شيء كان؛ وقد نارها ونَوَّرها واستنارها؛ قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية: بِوادٍ حَرامٍ لم يَرُعْها حِبالُه، ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها وبقرة نَوَارٌ: تنفر من الفحل.
وفي صفة ناقة صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: هي أَنور من أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ.
والنَّوَار: النِّفارُ.
ونُرْتُه وأَنرْتُه: نَفَّرْتُه.
وفرس وَدِيق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت، وهي تريد الفحل، وفي ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ الناكح. ويقال: بينهم نائِرَةٌ أَي عداوة وشَحْناء.
وفي الحديث: كانت بينهم نائرة أَي فتنة حادثة وعداوة.
ونارُ الحرب ونائِرَتُها: شَرُّها وهَيْجها.
ونُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه؛ قال: إِذا هُمُ نارُوا، وإِن هُمْ أَقْبَلُوا، أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ ونار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا.
واسْتَنارَ عليه: ظَفِرَ به وغلبه؛ ومنه قول الأَعشى: فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا، وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا ونُورَةُ: اسم امرأَة سَحَّارَة؛ ومنه قيل: هو يُنَوِّرُ عليه أَي يُخَيِّلُ، وليس بعربيّ صحيح. الأَزهري: يقال فلان يُنَوِّرُ على فلان إِذا شَبَّهَ عليه أَمراً، قال: وليست هذه الكلمة عربية، وأَصلها أَن امرأَة كانت تسمى نُورَةَ وكانت ساحرة فقيل لمن فعل فعلها: قد نَوَّرَ فهو مُنَوِّرٌ. قال زيد بن كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان يَتَنَوَّرُها بالليل، والتَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء، فقيل لها: إِن فلاناً يَتَنَوَّرُكِ، لتحذره فلا يرى منها إِلا حَسَناً، فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم قابلته وقالت: يا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها وأَبصر ما فعلت قال: فبئسما أَرى هاه وانصرفت نفسه عنها، فصيرت مثلاً لكل من لا يتقي
(يُتْبَعُ)
(/)
قبيحاً ولا يَرْعَوي لحَسَنٍ. ابن سيده: وأَما قول سيبويه في باب الإِمالة ابن نُور فقد يجوز أَن يكون اسماً سمي بالنور الذي هو الضوء أَو بالنُّورِ الذي هو جمع نَوارٍ، وقد يجوز أَن يكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فيه الإِمالة فإِنه قد يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فيها الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لتمتنع فيها الإِمالة.
وحكى ابن جني فيه: ابن بُور، بالباء، كأَنه من قوله تعالى: وكنتم قوماً بُوراً، وقد تقدم.
ومَنْوَرٌ: اسم موضع صَحَّتْ فيه الواوُ صِحَّتَها في مَكْوَرَةَ للعلمية؛ قال بشر بن أَبي خازم: أَلَيْلى على شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟ ومن دونِ لَيْلى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ قال الجوهري: وقول بشر: ومن دون ليلى ذو بحار ومنور قال: هما جبلان في ظَهْر حَرَّةِ بني سليم.
وذو المَنار: ملك من ملوك اليمن واسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرايش، وإِنما قيل له ذو المنار لأَنه أَوّل من ضرب المنارَ على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إِذا رجع.
http://www.baheth.info/baheth/images/arrow_up.gif (http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1# s)
طرق (لسان العرب)
روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ؛ والطَّرْقُ: الضرب بالحصى وهو ضرب من التَّكَهُّنِ.
والخَطُّ في التراب: الكَهانَةُ.
والطُّرَّاقُ: المُتكَهِّنُون.
والطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال لبيد: لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ واسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ وأَصل الطَّرْقِ الضرب، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه يَطْرقُ بها أَي يضرب بها، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ.
والطَّرقُ: خطّ بالأَصابع في الكهانة، قال: والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ بالصوف فَيَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى، وقد قال أَبو زيد: الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا البيان؛ وهو مذكور في موضعه.
وفي الحديث: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخَطُّ في الرمل. وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، واسم ذلك العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين.
وفي الحديث: أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب لَينْفشا.
والمِطْرَقة: مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما؛ قال رؤبة: عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ إِليَّ سِراًّ، فاطْرُقي ومِيشِي التهذيب: ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه قولهم: اطْرُقي ومِيشِي.
والطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا.
والمَيْشُ: خلط الشعر بالصوف.
والطَّرْق: الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر، والجمع أَطْرَاق.
وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت، فهو ماء مَطْرُوق وطَرْقٌ.
والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: ماء السماء الذي تبول فيه الإِبل وتَبْعَرُ؛ قال عدي بن زيد: ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً، فجاءَتْ قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ قدَّمَتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الـ ـدّيكِ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ، كاليا قوت، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب لا جَوٍ آجِنٌ، ولا مَطْرُوقُ ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من التَّيَمُّم؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت.
والطَّرْق أَيضاً: ماء الفحلِ.
وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا عليها وضربها.
وأَطْرَقه فحلاً: أَعطاه إِياه يضرب في إِبله، يقال: أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي. الأَصمعي: يقول الرجل للرجل أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ؛ ومنه يقال: جاء فلان يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي إِعارته للضراب، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك.
وفي الحديث: من أَطْرَقَ مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ ومنه حديث ابن عمر: ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ أَفضلَ من الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه.
والطَّرْقُ في الأَصل: ماء الفحل، وقيل: هو الضِّرابُ ثم سمي به الماء.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: والبيضة منسوبة إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها.
واسْتَطْرَقَهُ فحلاً: طلب منه أَن يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله.
وطَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، يقال: ناقة طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل، وكذلك المرأَة.
وتقول العرب: إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها.
وفي الحديث: كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة، وكل امرأة طَرُوقَةُ زوجها، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غير فِعْلٍ لها؛ قال ابن سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في الإِنسان حين قال له النجاشي: ما تَسْقِنيي؟ قال: شراب كالوَرْس، يُطَيْب النفس، ويُكْثر الطَّرْق، ويدرّ في العِرْق، يشدُّ العِظام، ويسهل للفَدْم الكلام؛ وقد يجوز أَن يكون الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً.
وفي حديث الزكاة في فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛ المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها في سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل.
ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي طَرْوقَتُه.
ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ اللهُ عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه.
وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي يصف إِبلاً: كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً.
وناقة مِطْراق: قريبة العهد بطَرق الفحل إِِياها.
والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال الشاعر يصف ناقة: مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ، مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب، واللؤام: الذي يلائمها. قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد: يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا، والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق وقال تيم: وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟ قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ.
وقال خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة: قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض.
وفي الحديث: نهى المسافر أَن يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب.
وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلاً، فهو طارِقٌ.
وفي حديث عليّ، عليه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ بخير.
وجمع الطارِقَةِ طَوارِق.
وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ وأَنصار؛ قال ابن الزبير: أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد، وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء، تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها كنى بنبله عن الأقارب والأَهل.
وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل: هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري: هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على الحرب: نَحْنُ بناتُ طارِق، لا نَنْثَني لِوامِق، نَمْشي على النَّمارِق، المِسْكُ في المَفَارِق، والدُّرُّ في المَخانِق، إِن تُقْبِلوا نُعانِق، أَو تُدْبِرُوا نُفارِق، فِراقَ غَيرِ وامِق أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء، وقيل: أَرادت نحن بنات ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء، فإِن كان قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإِلا فلا حقيقة له.
والطَّارِقُ: النجم، وقيل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق؛ وقد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب.
ورجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً.
وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء بليل. الفراء: الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه. يقال: بعير أَطرَقُ وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد، طَرِقَ طَرَقاً وهو أَطْرَقُ، يكون في الناس والإِبل؛ وقول بشر: ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها لكَذَّان الإكَامِ، به انْتِضالُ يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ ولا يبس. يقال: بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها لين، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف ليِّن؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته: ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما سَرى في القَوْم، أَصبح مُسْتَكِينَا وامرأَة مَطْروقَةٌ: ضعيفة ليست بمُذكًّرَة.
وقال الأَصمعي: رجل مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف، ومصدره الطِّرِّيقةُ، بالتشديد.
ويقال: في ريشه طَرَقٌ أَي تراكب. أَبو عبيد: يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ، وهو اللين: فيه طَرَقٌ.
وكَلأٌ مَطْروقٌ: وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه.
وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه.
والطَّرَقُ في الريش: أَن يكون بعضُها فوق بعض.
وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال يصف قطاة: أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها: سَكَّاءٌ مخطومَةٌ، في ريشها طَرَقٌ، سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف.
ويقال: اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً.
والإِطْراقُ: استرخاء العين.
والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلقةً. أَبو عبيد: ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ في الجفون؛ وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ والإِطْراقُ: السكوت عامة، وقيل: السكوت من فَرَقٍ.
ورجل مُطْرِقٌ ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كثير السكوت.
وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم، وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض.
وفي حديث نظر الفجأَة: أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً؛ وفيه: فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت، وفي حديث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله وأَسكنه.
وفي حديث زياد: حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي استتروا بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط مُطْرِقاً فيُؤخذ. التهذيب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى الرجل سقط وأَطْرَق، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد أَطافوا به، ويقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى، حتى يتَمَكن منه فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه؛ وفي المثل: أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعامَ في القُرَى يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ، واستعمل بعض العرب الإِطراق في الكلب فقال: ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها وقال اللحياني: يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يقال ذلك للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ، وقيل معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً، والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وقيل: هو المكر والخديعة، وهو مذكور في موضعه. والطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. يقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من حمقه.
وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين: لَبِس أَحدَهما على الآخر.
وطارَقَ نعلين: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى، وجِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعي: طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا، وهو الطَّرّاق، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر: وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ، ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ يعني نعال الإِبل.
ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة، وكل خصيفة طِراقٌ؛ قال ذو الرمة: أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغيمِ، حتى ما لَه جُوَبُ وطِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها يَطْرُقُها طَرْقاً وطارَقَها؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ.
وأَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ.
وفي حديث عمر: فلِبْسْتُ خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر. يقال: أَطْرَقَ النعلَ وطارَقَها.
وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض.
وأَطراقُ القربة: أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ.
والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة، والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابن الأَعرابي: في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث.
والمَجَانّ المُطْرَقَة: التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة.
ويقال: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق. التهذيب: المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر، والذي جاءَ في الحديث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛ ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض، ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأَول أَشهر.
والطِّراق: حديد يعرَّض ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق.
وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة يصف بازياً: طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ، نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ وأَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل.
وأَطْرَق عليه الليل: ركب بعضُه بعضاً؛ وقوله:. . . . . . . .
ولم تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ (* قوله «ولم تطرق إلخ» تقدم انشاده في مادة سلطح: أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج.) أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب.
وقوله عز وجل: ولقد خلقنا فوقكم سبعَ طَرائق؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، وإِنما سميت بذلك لتراكُبها، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ وقال الفراء: سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة.
واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني مرة أَو مرتين، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو مرَّتين.
وأَطْرَق إِلى اللهْو: مال؛ عن ابن الأعرابي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطَّرِيقُ: السبيل، تذكَّر وتؤنث؛ تقول: الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى، وكذلك السبيل، والجمع أَطْرِقة وطُرُق؛ قال الأَعشى: فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي، تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا وفي حديث سَبْرة: أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هي جمع طريق على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف وأَرْغِفة، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن.
وقولهم: بَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ؛ قال سيبويه: إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق، وقيل: الطريق هنا السابِلةُ فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول، والجمع أَطْرِقة وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جمع الجمع؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله، والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ الطَّرِيق.
وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قال الكُمَيْت: يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ، تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها الليث: أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا.
وبناتُ الطَّرِيق: التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية؛ قال أَبو المثنى بن سَعلة الأَسدي: أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ، أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ، مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ، آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ، إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابتغى إِليه طَريقاً.
والطريق: ما بين السِّكَّتَينِ من النَّخْل. قال أَبو حنيفة: يقال له بالفارسية الرَّاشْوان. والطَّرُيقة: السِّيرة.
وطريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة.
وفلان حسن الطَّرِيقة، والطَّرِيقة الحال. يقال: هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قول لَبِيد أَنشده شمر: فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني، وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ قال: طُرْقَتي عادَتي.
وقوله تعالى: وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على الطَّرِيقة؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى، وقيل، على طَريقة الكُفْر، وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل وإِن كان كل شجرة عُوداً.
وطَرائقُ الدهر: ما هو عليه من تَقَلُّبه؛ قال الراعي: يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ، ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً، وفي بعض كتب ابن جني: يا عَجَبَا، أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى: يا أَسَفَى على يوسف.
وقولُه تعالى: ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى؛ جاء في التفسير: أَن الطَّرِيقة الرجالُ الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، والعرب تقول للرجل الفاضل: هذا طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وهؤلاء طَرِيقةُ قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً ويسلكوا طَرِيقَته.
وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأشراف.
وقال الزجاج: عندي، والله أَعلم، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل طَريقَتِكم المُثْلى، كما قال تعالى: واسأَلِ القَرْية؛ أَي أَهل القرية؛ الفراء: وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا.
وقال الأَخفش: بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه.
وقال الفراء: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا.
والطّريقة: طَرِيقة الرجل.
والطَّرِيقة: الخطُّ في الشيء.
وطَرائِقُ البَيْض: خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ.
وطَريقة الرمل والشَّحْم: ما امتدَّ منه.
والطَّرِيقة: التي على أَعلى الظهر.
ويقال للخطّ الذي يمتدّ على مَتْن الحمار طَرِيقة، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبيد يصف حمار وَحْش: فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً الليث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق بعضه ببعض فهو طَرِيقة، وكذلك من الأَلوان. اللحياني: ثوب طَرائقُ ورَعابِيلُ بمعنى واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحياني، وإِذا وصفت القَناة بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن القَنا؛ قال ذو الرمة يصف قَناة: حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ، فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر إِلى الكِسْر، وفيها تكون رؤوس العُمُد، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق.
وطَرَّفوا بينهم طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ.
والطَّرائق: الفِرَق.
وقوم مَطارِيق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، وهو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبي عبيد، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق.
والطَّرِيقة: العُمُد، وكل عَمُود طَرِيقة.
والمُطْرِق: الوَضيع.
وتَطارق الشيءُ تتابع.
واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة: جاءتْ معاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا، وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا يعني الغُبار المرتفع؛ يقول: جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة.
وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض، والواحد مِطْراق.
ويقال: هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه، وقيل أَي تِلْوُه ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي: فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛ ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا والجمع مَطارِيق.
وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً.
ويقال: هذا النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد.
والطَّرَق: آثار الإِبل إِذا تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على أَثر واحد.
ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً.
وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها أَي على أَثرها؛ قال الأَصمعي: هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ والرَّزْدَقُ.
واطَّرَق الحوْضُ، على افْتَعل، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فيه.
والطَّرَق، بالتحريك: جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة.
والصَّفّ والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض: طَرَقة. يقال: جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر واحد.
واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج: واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ المارة تظهر فيها الآثار، واحدتها طُرْقة.
وطُرَق القوس: أَسارِيعُها والطَّرائقُ التي فيها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة وغُرَف.
والطُّرَق: الأَسارِيعُ.
والطُّرَق أَىضاً: حجارة مُطارَقة بعضها على بعض.
والطُّرْقة: العادَة.
ويقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك.
والطِّرْق: الشَّحْم، وجمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي: وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ وما به طِرْق، بالكسر، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة.
ويقال: هذا بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم.
وقال أَبو حنيفة: الطِّرْق السِّمَن، فهو على هذا عَرَض.
وفي الحديث: لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف؛ الطَّرْق، بالكسر: القوَّة، وقيل: الشحم، وأَكثر ما يستعمل في النفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث ابن الزبير (* قوله «وفي حديث ابن الزبير إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم، الطرق الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ): وليس للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة: نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه؛ قال أَوس بن حجر: لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ، كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ (* قوله «لها» في الصحاح لنا). الليث: طَرَّقَتِ المرأَة، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً؛ قاله أَبو الهيثم، وجائز أَن يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة؛ ومنه قوله: قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يعني الداهية. ابن سيده: وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق: حان خروج بَيْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدي: وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق، بكسر الزاي، قال ابن بري: وصوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ بن نَهار: وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال ذلك في غير القطاة.
وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك.
وضَرَبَه حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب.
وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها عن كَلإٍ أَو غيره، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار؛ قاله أَبو زيد؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت، بالقاف، وقد قال ابن الأعَرابي طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده.
وطَرَّقْت له من الطَّرِيق.
وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب من النَّخْل؛ قال الأَعشى: وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ قِ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ وقيل: الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة، واحدته طَرِيقة؛ قال الأَعشى: طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ، عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ وقيل: هو الذي يُنال باليد.
ونخلة طَرِيقة: مَلْساء طويلة.
والطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. الليث: كل صوت من العُودِ ونحوه طَرْق على حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً.
وعنده طُرُوق من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع ولم يفسره، وأَراه يعني ضُرُوباً من الكلام.
والطَّرْق: النخلة في لغة طيّء؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد: كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ، وقيل: الطِّرْقُ الفَخّ وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة.
وأَطْرَق فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة، أُخِذ من الطِّرْق وهو الفخّ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق.
والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التمرة والبُسْرة؛ حكاه أَبو حنيفة.
وقال مرّة: الأُطَيْرِق ضرّب من النخل وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن والأُطَيْرِقِين، قال: أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ؟ قال أَبو حنيفة: يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ.
والطَّارِقيّة: ضرْب من القلائد.
وطارق: اسم والمِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعير، والأَسبق أَنه اسم بعير؛ قال: يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ ومُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زيد: حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وأَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤيب: على أَطْرِقا بالياتُ الخيا مِ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ قال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام، لأَنها في المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا يظلّلُون به خِيامَهم، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها غيرُ الثُّمام على الموضع، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم قصر الممدود؛ واستدل بقول الآخر: تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعي: قال أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد، قال: نرى أَنه سمي بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، وهو موضع، فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي به البلد، وفي التهذيب: فسمي به المكان؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب: على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً، فَعَلا هذا: فعل ماض.
وأَطْرُق: جمع طَرِيق فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً نحو يمين وأَيْمُن.
والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ؛ رواه أَبو حنيفة.
وطارِقَةُ الرجل: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قال ابن أَحمر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها، وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ النضر: نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من ظاهر، فذلك الطِّراقُ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة، وقد طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ، يقال: طَبَعَ الشَّاة. والله ولي التوفيق وارجو منكم الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 04:10 م]ـ
أخي الكريم حذيفة بارك الله فيك وحياك الله وبياك
وشكرا الله لك مشاركتك
ولكن أتمنى عليك لو نقلت مشاركاتك في موضوع مستقل وتضع لها عنوان " النور في معاجم اللغة "
لأنها بهذا الطول ستقطع المشاركات بعضها عن بعض وتضيع المعاني التي استنبطها الأخوة.
مرة أخرى حياك الله وبارك فيك، وأرجو المعذرة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 05:15 م]ـ
أخي حذيفة لو عدلت مشاركتك وحذفت باقي الكلمات كالقسط وما بعدها ,ابقيت النور والضياء يهون الأمر قليلا
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Jun 2010, 02:31 ص]ـ
..................
في ضوء الآيات الكريمة أرجو من الأخوة الأفاضل المشاركة في البحث عن الجواب على السؤال أعلاه.
حياكم الله جميعاً
وجزى الله خيراً من كان سبباً في فتح هذا الباب النافع
وألخص مشاركتي في الآتي:
1. سؤال الأخ أبي سعد - حفظه الله - واضح ومضيء جداً.
(لماذا وصف الله القرآن بالنور ولم يصفه بالضياء؟)
2. الدخول في المقابلة بين النور والضياء في الكتب السماوية، كما ذهب الإخوة المشاركون، يجلب التباساً وتمحلاً لا محل له، وخاصة مع غياب بعض الحقائق.
3. القول بأن الله وصف القرآن بالنور دون سائر كتبه تحكم مردود بقوله تعالى: (فإن كذبوك فقد كُذب رسل من قبلك جاءو بالبينات والزبر والكتاب المنير) آل عمران 184. فالكتاب المنير أو الكتب المنيرة مما كان فيما جاءت به الرسل قبلاً.
4. الدليل على أن التوراة وصفت بأنها ضياء قوله: (ولقد آتينا موسى الفرقان وضياء وذكرا للمتقين) قرأها ابن عباس: (الفرقان ضياءً) الأنبئاء 48. وكان يقول: انزعوا هذه الواو من هنا، واجعلوها في قوله تعالى: (الذي يحملون العرش ومن حوله) كما في الدر المنثور مج 10/ ص 300. فـ (ضياءً) هنا: حال من الفرقان الذي هو التوراة، والحال نوع من الوصف. ولم يرد في القرآن أصرح من هذا الوصف للتوراة، ولم يرد وصف غير التوراة بذلك.
5. لم يرد ذكر " النور " في القرآن إلا اسماً، إما معرفاً (40) مرة، وإما منكراً (9) مرار، مجموع ما ورد (49) مرة.
في حين ورد " الضياء " اسماً (3) مرار، وفعلاً مرتين، والمجموع (5) مرار.
6. وجدت موضعين أو مثلين قرآنيين، يغوصان بالقارئ إلى أعمق أعماق الفرق بين النور والضياء، فتجدهما معاً في سياق واحد، كل منهما يدل على خصائصه المعنوية التي يفهمها العربيّ من غير لبس، وأظن أن تكرار قراءة هذين الموضعين في البدء يوفر على الإخوة كثيراً من القراءة في المعجمات، والموضعان هما:
= الموضع الأول في سورة البقرة:
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) سورة البقرة (17)
= الموضع الثاني في سورة النور:
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة النور (35)
7. سمى الله تعالى نفسه: النور، فهو من التسمية بالكمال والجمال والجلال، ولا كذلك الضياء من هذه الجهة.
8. الضوء مفتقر (والافتقار نقص) إلى سبب يوقده ابتداء وإلى جاعل يجعله مضيئاً ويكونه على جهة الاستقلال (استوقد ناراً فلما أضاءت) النار هنا سبب الضوء (جعل الشمس ضياء)، (من إله غير الله يأتيكم بضياء)، أما النور فهو الأصل القديم والباقي (وأشرقت الأرض بنور ربها) بلا أسباب إلا النور الإلهي. وأما قوله: (وجعل الظلمات والنور) فالمقصود من الجعل فيها، والله أعلم، جعلُ الثنائية المتكونة من اجتماع الأمرين معاً، ولا يصح أن يكون النور من حيث هو نور مجعولاً لأنه أزلي أبدي.
9. النور على ذلك أقوى من الضياء لأن (الله نور)، والنور مصدر الضياء، والنور يضيء إذا تكاملت أسباب الإضاءة (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) قارب الإضاءة، ولم يضئ، لأن الإضاءة مقيدة بأسباب. فكل ضوء نور وليس كل نور ضوءاً.
10. ذكر الضياء فيه إشارة إلى أن النور منبعث من مصدره تماما على الذي أحسن ومصدره في المثل: (استوقد ناره فلما أضاءت ما حوله) انتشر الضوء حول المستوقد، ولكنه أو لكنهم: المستوقد (طالب إيقادها) والكفار الذين حوله، لم يستضيئوا بها لأنه (ذهب الله بنورهم) أي لم يبلغ النور المنبعث منه إلى مداه المراد وغايته المنشودة، ولذلك كان في ذكر الضياء وصفاً للتوراة في سورة الأنبئاء تعريضاً ببني إسرائيل الذين لم يستضيئوا بأنوارهم، ورفضوا أن يدخلوا الباب وفعلوا الأفاعيل المشهورة.
11. وفرق بين أولئك المظلِمين الذين لم يخرجوا من ظلماتهم وبين استجابة الصحابة لنور القرآن، حتى كانت بيوتهم تتراءى لأهل السماء نوراً كما تتراءى النجوم لأهل الأرض، و (يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا).
والله أعلم.(/)
عودة الحروفيين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Jun 2010, 07:54 م]ـ
إن من يستقرئ تاريخ الأمة يجد مفارقة عجيبة وهي أنه كلما ضعفت الأمة وسيطر عليها الوهن اشتغل كثير منها بالبحث في الحروف والأعداد ليستخرج من ذلك فرجا للأمة يستقرئ من خلاله المستقبل ..
يقول صاحب كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية [2/ 254]: (لقد كانت روح اليأس والشعور بالضعف تملأ المجتمع الإسلامي في هذه الفترة إلى حد أن السلاطين الذين كان بيدهم زمام الأمور، جعلوا وسيلتهم إلى تحقيق مطامعهم اللجوء إلى الطلاسم والأدعية على طريقة البوني. وكان من انتشار هذا الميل بين الناس أن انتصار (شاهرخ) على قرا يوسف في سنة (828هـ-1420م) نسب إلى تلاوة القراء لسورة الفتح اثني عشر ألف مرة، ومن هنا جعل المصنفون يتجهون إلى هذا النوع من المعرفة، ويسجلون ما مر بهم من حوادث مماثلة، ليجعلوا من هذا التصرف علماً قائماً بذاته، ومن أمثال ذلك ما فعله (الغياثي) المعاصر لابن فلاح من تعليل قتل (بير بودان) سنة (870هـ-1466م) بكونه من تأثير القران الثاني بالسرطان، وقتل (جهانشاه) هازم (بير بودان) سنة 872هـ تحقيقاً لنبوءة القرآن في قوله: ((غُلِبَتِ الرُّومُ)) [الروم:2]، باعتبار هذه السنة تقابل قيمة ((بِضْعِ سِنِينَ)) [الروم:4] (2) القرآنية الواردة في هذه السورة، وهزيمة جهانشاه على يد حسن بك بقول عبد الرحمن البسطامي (من الحروفيين): إذا زاد الجيم في الطغيان فمعه ميم ابن عثمان. وقد قرنت الأحداث التي تمت على يد المعشعشين بقرانات مثل هذه أيضاً ... ومن هنا كان في إمكان الإنسان أن يستكنه المستقبل عن طريق التعمق في دراسة أسرار القرآن والاجتهاد في تنمية قوة الكشف النفسية، مع معين من العلم بالأعداد والحروف وتجمعات النجوم ودلالاتها. وكان من الطبيعي في ظروف مثل هذه أن ترتفع مكانة الكرامات الصوفية التي تطورت إلى مسائل عملية تذهل الناس وتستأثر باهتمامهم، وبذلك سمت مكانة الصوفي الاجتماعية)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:50 م]ـ
اكثر من ابدع في تاويل الحروف والعبث بها هم الزنادقة الباطنيين وهدفهم الصد عن كتاب الله عز وجل وهدم الشريعة وتأصيل الباطل وإليكم ما قاله داعي (سرمين) الباطني ابو المعالي حاتم بن عمران بن زهره في رسالته الاصول والاحكام ص 140 في تفسير حرف (الياء) في كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم):
والياء دليل على الأمام لانها حرف النداء في الكلمة وحرف النسبة في آخرها أي ان النسبة الروحانية متصلة بها من جميع الحدود عند الكشف وبه يدعى كل زمان يؤمئذ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: (يوم ندعوا كل اناس بأمامهم) ولهذا السبب قال الرسول "من مات ولم يعرف امام زمانه معرفة جلية مات موتة جاهلية" فالياء موجودة في الرحيم معدومة في الرحمن أي ان الائمة يكونوا من صلب الأساس لا من صلب الناطق ومن أجل هذا ظهرت الياء في الصامت ولم تظهر في الناطق وظهرت في اسم الصامت وفي اسم ثاني الأئمة وابنه علي زين العابدين ولم تظهر في أول الأئمة دون اولاد خامس خاتمه ولا بد من ظهورها في السبع المثاني, والياء في بسم الله الرحمن الرحيم مرة واحدة كما انها اصل واحد من العشرات يعني ان ما ناله الأمام من الاصلين افاده اهل النجدين على نوح واحد رمزاً من غير شرح اذا كان سبيله معهم على منهج الناطق لانها قام مقامه في العالم السفلي بعد خروج الأساس عنه والسين دليل على اللحق لأنه ظهر منه ظهور السناء والنور وبعلمه يستضئ ... أهـ
هذا ما قاله عن حرف واحد وهو حرف الياء وللعلم فان هذا الداعي الباطني فسر كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم) في عشرة صفحات على هذا المنوال من الحشو التأويل الباطني الضال المضل.(/)
الفوائد الدعوي من سورة الشعراء (1 من آية 38 - 51
ـ[عبدالرحمن أبوتقي]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد الدعوية
من
سورة الشعراء
من آية 38 - 51
إعداد: عبدالرحمن جويل
تمهيد: عرض الآيات:
بسم الله الرحمن الرحيم
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ?? ? ں ں ? ? ? ?? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الشعراء: 38 – 51].
الوقفة الأولى
اجتماع المناوئين لدين الله على محاربة الدعوة
قال تعالى: چ ? ? ? ? ? چوكما في سورة الأعراف:چ گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں چ [الأعراف: 111 - 112]، وفي يونس: چ ? ? ? ? ? پ پ چ [يونس: 79]، وفي طه: چ ے ے ? ? ? ? ? چ [طه: 60]، وفي الشعراء: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الشعراء: 36 – 37].
قال ابن كثير: "جاء السحرة، وقد جمعوهم من أقاليم بلاد مصر، وكانوا إذ ذاك أسحر الناس وأصنعهم وأشدهم تخييلا في ذلك، وكان السحرة جمعًا كثيرًا، وجمًا غفيرًا، قيل: كانوا اثني عشر ألفًا. وقيل: خمسة عشر ألفًا. وقيل: سبعة عشر ألفًا وقيل: تسعة عشر ألفًا. وقيل: بضعة وثلاثين ألفًا. وقيل: ثمانين ألفًا. وقيل غير ذلك، والله أعلم بعدتهم" ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)).
وجاؤوا مرتبين باستعلاء واستكبار ليواجهوا دعوة موسى عليه السلام فقد قالوا لبغضهم:چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چ [طه: 64].
فهذا الجمع كله لمحاربة دين الله ولكن الله تعالى بشر بهزيمتهم بقوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [القمر: 41– 45]، وهي سنة باقية إلى قيام الساعة.
الوقفة الثانية
ضرورة مخاطبة كل الناس بالدعوة
قال تعالى: چ ? ? ? ? ? ? چ أي: استحثوا الناس على الحضور من كافة أنحاء البلاد ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2))، فنودي بعموم الناس بالاجتماع في ذلك اليوم الموعود ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)).
" فقوله: چ ? ? ? چ فالاستفهام مستعمل في طلب الإسراع بالاجتماع بحيث نزلوا منزلة من يسأل سؤال تحقيق عن عزمه على الاجتماع، والتعريف في چ ? چ للاستغراق العرفي، وهم ناس بلدة فرعون" ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)).
وهذا الجمع بهذا العدد الكبير يمكن مخاطبته في هذا العصر بوسائل كثيرة كالفضائيات والمذياع والمجلات والجرائد، وهذه الوسائل يستخدمها أعداء الله، فالواجب على المسلمين أن يستخدموها بضوابطها الشرعية ليقوموا بإيصال الدعوة لكل الناس.
الوقفة الثالثة
لا بد من اختيار الوقت المناسب للدعوة وإقامة الحجة
قال تعالى: چ ? ? ? ? ? چ"والميقات: ما وُقت به، أي: حُدّ من زمان ومكان. ومنه: مواقيت الحج" ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)).
وهذا الوقت هو المذكور في قوله تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ [طه: 58 – 59]."وهو يوم الزينة، الذي يتفرغون فيه من أشغالهم" ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)).
فهذا الوقت هو يوم إجازتهم فالكل سيحضر ولن يتخلف أحد سواء من السحرة أو من الناس.
الوقفة الرابعة
لا بد لكل اجتماع من هدف
قال تعالى عنه قول قوم فرعون: چ ? ? ? ? ? پ پپ چ
ذكر العلماء أهداف كثيرة لهذا الجمع الكبير، تتنوع من حيث الآتي:
أولاً: أهداف فرعون في جمع السحرة كلهم: جمع فرعون وملأه السحرة للمكر والحيلةلموسى عليه السلام، فليس غرضهم إتباع السحرة، وإنما الغرض الكلي ألا يتبعوا موسى، فكلامهم حمل لهم على الاهتمام والجد في المغالبة ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7))، لأن قوم فرعون كانوا على دين فرعون، فغير معقول أن يقول من كان على دين: أنظر إلى حجة من هو على خلافي لعلي اتبع ديني، وإنما يقال: أنظر إليها كي ازداد بصيرة بديني، فأقيم عليه ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد نادوا الناس أن اجتمعوا لتنظروا غلبة السحرة لموسى، وأنهم ماهرون في صناعتهم، فنتبعهم، ونعظمهم، ونعرف فضيلة علم السحر ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)).
ثانياً: أهداف جمع الناس عند موسى عليه السلام:
كان هدف جمع الناس عند موسى عليه السلام ليظهر حجته عليهم عند الخلق العظيم ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)). لأنه يعلم أن حجة الله هي الغالبة، وحجة الكافرين هي الداحضة، وفي ظهور حجة الله بمجمع من الناس زيادة في الاستظهار للمحقين، والانقهار للمبطلين ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)).
يقول الشيخ السعدي:"وهذا من لطف الله أن يري العباد، بطلان ما موه به فرعون الجاهل الضال، المضل أن ما جاء به موسى سحر، فجمعوا ليظهر الحق على الباطل، ويقر أهل العلم وأهل الصناعة، بصحة ما جاء به موسى، وأنه ليس بسحر ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)).
ثالثاً: أهداف جمع الناس عند السحرة أنفسهم:
قال تعالى: چ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? چ [الشعراء: 41 - 42].
"ابتدءُوا بطلب الجزاء، وهو إما المال وإما الجاه فلبا لهم ذلك وأكّده بقوله: چ ٹ ٹ ? ? چ فنهاية مطلوبهم البذل ورفع المنزلة" ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13))، " وفي هذا إغراء كبير لهم على أن يبذلوا أقصى جهدهم في الانتصار على موسى عليه السلام " ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)).
" وسؤالهم عن استحقاق الأجر إدلال بخبرتهم وبالحاجة إليهم إذ علموا أن فرعون شديد الحرص على أن يكونوا غالبين وخافوا أن يسخرهم فرعون بدون أجر فشرطوا أجرهم من قبل الشروع في العمل ليقيدوه بوعده" ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15))..
" وهكذا ينكشف الموقف عن جماعة مأجورة يستعين بها فرعون؛ تبذل مهارتها في مقابل الأجر الذي تنتظره؛ ولا علاقة لها بعقيدة ولا صلة لها بقضية، ولا شيء سوى الأجر والمصلحة. وهؤلاء هم الذين يستخدمهم أعداء الإسلام دائماً في كل مكان وفي كل زمان.
فها هم أولاء يستوثقون من الجزاء على تعبهم ولعبهم وبراعتهم في الخداع، وها هو ذا فرعون يعدهم بما هو أكثر من الأجر. يعدهم أن يكونوا من المقربين إليه " ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16)).
فيجب أن يكون عند الداعية بصيرة بما يجمع وبما يجمع له، ويعرف أهداف أعدائه وطرقهم، وأن يخلص نيته وأهدافه الدعوية كلها لله.
الوقفة الخامسة
غرور أهل الباطل بباطلهم وعدم طلبهم الحق
قال تعالى عن قول ملأ فرعون: چ ? ? ? ? ? پ پپ چ
"فلم يكن لفرعون وملأه شك في أن السحرة غالبون. وهذا شأن المغرورين بهواهم عن النظر في تقلبات الأحوال أنهم لا يفرضون من الاحتمالات إلا ما يوافق هواهم" ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17))،" وكان ذلك ثقة من فرعون بالظهور، وطلباً أن يكون بمجمع من الناس حتى لا يؤمن بموسى أحد منهم" ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)).
" وقال قائلهم: چ ? ? ? ? ? پ پپ چولم يقولوا: نتبع الحق سواء كان من السحرة أو من موسى، بل الرعية على دين ملكهم" ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)).
" فلو وفقوا للحق، لقالوا: لعلنا نتبع المحق منهم، ولنعرف الصواب ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)).
الوقفة السادسة
إقامة الحجة
قال تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الشعراء: 43].
وإقامة الحجة كانت بعدد من الأمور:
أولاً: الوعظ قبل المناظرة:
"لما اجتمع السحرة للموعد، هم وموسى، وأهل مصر، وعظهم موسى وذكرهم وقال: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ [طه: 61].فتنازعوا وتخاصموا ثم شجعهم فرعون، وشجع بعضهم بعضا، قال تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [طه: 62 – 63].
ثانياً: اطمئنان موسى لما معه من الحق:
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ چ ? ? ? ? ? ? ? ? چأي: ألقوا كل ما في خواطركم إلقاؤه، ولم يقيده بشيء دون شيء، لجزمه ببطلان ما جاءوا به من معارضة الحق" ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)).
فيشير قول موسى "منذ البدء إلى اطمئنان موسى إلى الحق الذي معه؛ وقلة اكتراثه لجموع السحرة المحشودين من المدائن، المستعدين لعرض أقصى ما يملكون من براعة، ووراءهم فرعون وملؤه، وحولهم تلك اللأمم المضللة المخدوعة. يتجلى هذا الاطمئنان في تركه إياهم يبدؤون " ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)).
قال ابن عاشور: "وفي كلام موسى عليه السلام استخفاف بما سيلقونه لأنه عبر عنه بصيغة العموم، أي ما تستطيعوه إلقاءه" ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)).
ثالثاً: أمره السحرة بإظهار كيدهم ليفسده:
قال تعالى في مواضع أخرى: چ ? ? ?? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? چ [طه: 66]، وكذلك: چ ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الأعراف: 116]، وكذلك چ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [يونس: 80].
" قَصْدُ موسى بذلك قَصْدٌ حسن يستوجبه المقام، لأن إلقاءهم قبله يستلزم إبراز ما معهم من مكائد السحر، واستنفاد أقصى طرقهم ومجهودهم. فإذا فعلوا ذلك كان في إلقائه عصاه بعد ذلك وابتلاعها لجميع ما ألقوا من إظهار الحق وإبطال الباطل ما لا جدال بعده في الحق لأدنى عاقل. ولأجل هذا قال لهم: چ ? چ، فلو ألقى قبلهم وألقوا بعده لم يحصل ما ذكرنا، والعلم عند الله تعالى" ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)).
" فلم يبادر موسى بإلقاء عصاه أولاً لأن المسألة مسألة علم لا مسألة حرب ففي الحرب تنفع المبادرة بافتكاك زمام المعركة، وأما في العلم فيحسن تقديم الخصم، فإذا أظهر ما عنده كر عليه بالحجج والبراهين فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل، وهذا الأسلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)) .
قال الشوكاني: " ولم يكن ذلك من موسى عليه السلام أمراً لهم بفعل السحر، بل أراد أن يقهرهم بالحجة، ويظهر لهم أن الذي جاء به ليس هو من الجنس الذي أرادوا معارضته " ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)).
الوقفة السابعة
الشرك بالله والاغترار بالنفس سبب الهزيمة
قال تعالى عن السحرة: چ ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? چ
قال السحرة بعد إلقائهم لعصيهم، لما رأوها تتحرك وتقبل وتُدبر: چ ? چ چ چ چچ، قالوا ذلك؛ لفرط اعتقادهم في أنفسهم، وإتيانهم بأقصى ما يمكن أن يؤتى به من السحر، أقسموا بعزته وقوته، وهو من أيمان الجاهلية ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)).
" أقسموا بعزة فرعون على أنهم يغلبون ثقة منهم باعتقاد ضلالهم أن إرادة فرعون لا يغلبها أحد لأنها إرادة آلهتهم" ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28))..
" فاستعانوا بعزة عبد ضعيف، عاجز من كل وجه، إلا أنه قد تجبر، وحصل له صورة ملك وجنود، فغرتهم تلك الأبهة، ولم تنفذ بصائرهم إلى حقيقة الأمر، أو أن هذا قسم منهم بعزة فرعون والمقسم عليه، أنهم غالبون" ([29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29)).
" وأرادوا بذلك إلقاء الخوف في نفس موسى ليكون ما سيلقيه في نوبته عن خور نفس لأنهم يعلمون أن العزيمة من أكبر أسباب نجاح السحر وتأثيره على الناظرين" ([30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)).
الوقفة الثامنة
تأييد الله تعالى الحق بالمعجزات الحقيقية
قال تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [الشعراء: 38 – 51].
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقعت المفاجأة المذهلة التي لم يكن يتوقعها كبار السحرة؛ فلقد بذلوا غاية الجهد في فنهم الذي عاشوا به وأتقنوه؛ وجاءوا بأقصى ما يملك السحرة أن يصنعوه. وهم جمع كثير. محشود من كل مكان. وموسى وحده، وليس معه إلا عصاه. ثم إذا هي تلقف ما يأفكون؛ واللقف أسرع حركة للأكل. وعهدهم بالسحر أن يكون تخييلاً، ولكن هذه العصا تلقف حبالهم وعصيهم حقاً. فلا تبقي لها أثراً. ولو كان ما جاء به موسى سحراً، لبقيت حبالهم وعصيهم بعد أن خيل لهم وللناس أن حية موسى ابتلعتها. ولكنهم ينظرون فلا يجدونها فعلاً" ([31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)).
الوقفة التاسعة
الإسلام دين الحق ودين الفطرة
قال تعالى: چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ
فقوله تعالى چ ژچ أي "أنهم لاندهاشهم وما بهرهم من الحق ألقوا بأنفسهم على الأرض ساجدين لله تعالى مؤمنين به، فسئلوا عن حالهم تلك فقالوا: چ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ" ([32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32))، إنهم سجدوا لله تعالى " من غير تلعْثم ولا تردد، غير متمالكين لأنفسهم؛ لعلمهم بأن ذلك خارج عن حدود السحر، وأنه أمر إلهي، يدل على تصديق موسى عليه السلام. فلما خروا سجوداً چ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ: فدفع توهم إرادة فرعون؛ لأنه كان يدعي الربوبية، فأرادوا أن يعزلوه منها " ([33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)).
" وكان هذا أمرا عظيما جدًا، وبرهانًا قاطعًا للعذر وحجة دامغة، وذلك أن الذين استنصر بهم وطلب منهم أن يغلبوا، قد غلبوا وخضعوا وآمنوا بموسى في الساعة الراهنة، وسجدوا لله رب العالمين، الذي أرسل موسى وهارون بالحق وبالمعجزة الباهرة، فَغُلِبَ فرعون غَلبًا لم يشاهد العالم مثله .. فالقبط أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. وهذا شأن الكفر والإيمان، ما تواجها وتقابلا إلا غلبه الإيمان، چ گ گ گ گ ? ? ? ? ?? چ [الأنبياء:18]، چ ? ? ? ? ?ں ں ? ? ? ? چ [الإسراء:81] " ([34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn34)).
الوقفة العاشرة
الهداية بيد الله تعالى والله تعالى لا يعجزه شيء
قال تعالى: چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ [الشعراء: 38 – 51].
إن القلب البشري لعجيب غاية العجب إذ أن السحرة "في أول النهار كانوا سحرة كفرة وفي آخره مؤمنون بررة" ([35] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn35))، فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء .. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) ([36] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn36)).
" فهم قد كانوا منذ لحظة مأجورين ينتظرون الجزاء من فرعون على مهارتهم، ولم يكونوا أصحاب عقيدة ولا قضية. ولكن الحق الذي مس قلوبهم قد حولهم تحويلاً. لقد كانت هزة رجتهم رجاً، ووصلت إلى أعماق نفوسهم وقرارة قلوبهم، فأزالت عنها ركام الضلال، وجعلتها صافية حية خاشعة للحق، عامرة بالإيمان.
في لحظات قصار إذا هم يجدون أنفسهم ملقين سجداً تتحرك ألسنتهم، فتنطلق بكلمة الإيمان على مرأى ومسمع من الجماهير الحاشدة ومن فرعون وملئه، لا يفكرون فيما يعقب جهرهم بالإيمان في وجه فرعون من عواقب ونتائج، ولا يعنيهم ماذا يفعل أو ماذا يقول" ([37] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn37)).
الوقفة الحادي عشر
عناد الكافرين
قال تعالى: چ گ ? ? ? ? ? ?? ? ں ں ? ? چوقال في الأعراف: چ ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ?? ? ? ? چ [الأعراف:123].
(يُتْبَعُ)
(/)
"لا بد أن كان لهذا الانقلاب المفاجئ وقع الصاعقة على فرعون وملئه. فالجماهير حاشدة. ثم هاهم أولاء يرون السحرة يلقون ما يلقون باسم فرعون وعزته، ثم يغلبون حتى ليقرون بصدق موسى في رسالته، ويؤمنون برب العالمين، ويخلعون عنهم عبادة فرعون، وهم كانوا منذ لحظة جنوده الذين جاءوا لخدمته، وانتظروا أجره، واستفتحوا بعزته .. ها هم أولاء يؤمنون والجماهير في ذلك الوقت تسير وراء الكهنة في معتقداتهم التي يلهونهم بها، فماذا يبقى لفرعون من سند " ([38] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn38)).
" وهنا خاف فرعون تَفَلُتَ الزمام من يده وأن يؤمن الناس بموسى وهارون ويكفرون به فقال للسحرة: چ گ ? ? ? ? ? ?? چأي كيف تؤمنون بدون إذني؟ " ([39] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn39)).
" فلم يأمن فرعون أن يقول قومه: إن هؤلاء السحرة على كثرتهم وبصيرتهم لم يؤمنوا إلا عن معرفة بصحة أمر موسى - عليه السلام - فيسلكون طريقهم، فلبَّس على القوم وبالغ في التنفير عن موسى فقال لهم چ ? ں ں ? ? چ أي أنه لما كان أستاذكم تواطأتم معه على الغلب فأظهرتم أنه غلبكم، تمويهاً وتضليلاً للناس " ([40] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn40)).
" فهذا تعريض منه بأنهم فعلوا ذلك عن مواطأة بينهم وبين موسى، ليظهروا أمر موسى، وإلا ففي قوة السحر أن يفعلوا مثل ما فعل، وهذا شبهة قوية في تنفير من قَبِلَ" ([41] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn41)).
قال ابن كثير: "وهذه مكابرة يعلم كل أحد بُطلانها، فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم، فكيف يكون كبيرهم الذي أفادهم صناعة السحر؟ هذا لا يقوله عاقل ([42] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn42)).
قال الشوكاني" وإنما اعترف له بكونه كبيرهم مع كونه لا يحبّ الاعتراف بشيء يرتفع به شأن موسى؛ لأنه قد علم كل من حضر أن ما جاء به موسى أبهر مما جاء به السحرة، فأراد أن يشكك على الناس بأن هذا الذي شاهدتم، وإن كان قد فاق على ما فعله هؤلاء السحرة، فهو فعل كبيرهم، ومن هو أستاذهم الذي أخذوا عنه هذه الصناعة، فلا تظنوا أنه فعل لا يقدر عليه البشر، وأنه من فعل الربّ" ([43] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn43)).
الوقفة الثانية عشر
سنة الابتلاء وثبات المؤمنين
قال تعالى عن قول فرعون للسحرة: چ ? ?? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ چ
"فقد جن جنون فرعون، فلجأ إلى التهديد البغيض بالعذاب والنكال، بعد أن حاول أن يتهم السحرة بالتآمر عليه وعلى الشعب مع موسى!
يقول: چ ? ہ ہ ہ ہ چ قال ابن جرير: أي: "مخالفا في قطع ذلك منكم بين قطع الأيدي والأرجل، وذلك أن أقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، ثم اليد اليسرى والرجل اليمنى ([44] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn44))، ثم قال: چ ھ ھچ أي: "فلا أبقي منكم أحداً إلا أشده على خشبة حتى يموت مصلوباً " ([45] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn45))، ووكد ذلك بـ چھچ إعلاما منه أنه غير مُسْتَبْقٍ منهم أحدا" ([46] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn46)).
ولكن ماذا كان من أهل الإيمان من هذا التهديد:
قال تعالى: چ ھ ے ے? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ
وقال تعالى في سورة طه: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? چ [طه: 72].
قال ابن كثير:" چ ے ے? چأي: لا حرج ولا يضرنا ذلك ولا نبالي به چ ? ? ? ? چأي: المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجر مَنْ أحسن عملا ولا يخفى عليه ما فعلت بنا، وسيجزينا على ذلك أتم الجزاء؛ ولهذا قالوا: چ? ? ? ? ? ? ?چأي: ما قارفناه من الذنوب، وما أكرهتنا عليه من السحر، چ ? ? ? ? ? چ أي: بسبب أنا بادرنا قومنا من القبط إلى الإيمان" ([47] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn47)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جرير:" إنا نرجو أن يصفح لنا ربنا عن خطايانا التي سلفت منا قبل إيماننا به، فلا يعاقبنا بها، لأن كنا أوّل من آمن بموسى وصدقه بما جاء به من توحيد الله وتكذيب فرعون في ادعائه الربوبية في دهرنا هذا وزماننا" ([48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn48)).
قائمة المراجع
- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن- محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي -دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان- الطبعة: 1415 هـ- 1995 مـ
- البحر المحيط- محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي دار النشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - 1422 هـ - 2001 م- الطبعة: الأولى.
- البحر المديد - أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس- دار الكتب العلمية ـ بيروت - الطبعة الثانية / 2002 م ـ 1423 هـ
- التحرير والتنوير- محمد الطاهر بن عاشور - دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس - 1997 م.
- تفسير السراج المنير- محمد بن أحمد الشربيني, شمس الدين- دار الكتب العلمية ـ بيروت.
- تفسير القرآن العظيم- أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي تحقق:سامي بن محمد سلامة- دار طيبة للنشر والتوزيع- الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان- عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي - عبد الرحمن بن معلا اللويحق- مؤسسة الرسالة - الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م.
- جامع البيان في تأويل القرآن- محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) - تحقيق: أحمد محمد شاكر- مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
- الجامع الصحيح المسمى صحيح مسلم- أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري- دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة ـ بيروت.
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني- محمود الألوسي أبو الفضل- دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير- محمد بن علي الشوكاني.
- في ظلال القرآن- سيد قطب- دار الشروق- القاهرة- ط35 (1425هـ- 2005م).
- اللباب في علوم الكتاب- أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي- دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1419 هـ -1998 م- الطبعة: الأولى.
([1]) تفسير القرآن العظيم 6/ 140
([2]) أيسر التفاسير3/ 104.
([3]) تيسير الكريم الرحمن ص590.
([4]) التحرر والتنوير19/ 125.
([5]) البحر المديد5/ 247.
([6]) تيسير الكريم الرحمن ص590.
([7]) البحر المديد5/ 248 بتصرف.
([8]) جامع البيان19/ 347.
([9]) تيسير الكريم الرحمن591.
([10]) اللباب لابن عادل15/ 24.
([11]) فتح القدير5/ 307.
([12]) تيسير الكريم الرحمن ص590.
([13]) اللباب لابن عادل15/ 24.
([14]) أيسر التفاسير3/ 104.
([15]) التحرر والتنوير19/ 126.
([16]) في ظلال القرآن
([17]) التحرر والتنوير19/ 126.
([18]) فتح القدير4/ 142.
([19]) تفسير القرآن العظيم6/ 140.
([20]) تيسير الكريم الرحمن ص591.
([21]) تيسير الكريم الرحمن ص591.
([22]) في ظلال القرآن
([23]) التحرر والتنوير19/ 127.
([24]) أضواء البيان4/ 34.
([25]) أيسر التفاسير3/ 105.
([26]) فتح القدير4/ 143.
([27]) روح المعاني 19/ 78.
([28]) التحرر والتنوير19/ 127.
([29]) تيسير الكريم الرحمن ص519.
([30]) التحرر والتنوير19/ 127.
([31]) أيسر التفاسير3/ 105.
([32]) المصدر السابق.
([33]) البحر المديد5/ 249.
([34]) تفسير القرآن العظيم 6/ 140 - 141 باختصار وتصرف.
([35]) السراج المنير3/ 43.
([36]) صحيح مسلم كتاب القدر باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء برقم (6921).
([37]) في ظلال القرآن5/ 347.
([38]) نفس المرجع السابق.
([39]) أيسر التفاسير3/ 105.
([40]) البحر المحيط 7/ 16.
([41]) السراج المنير3/ 35.
([42]) تفسير القرآن العظيم6/ 140.
([43]) فتح القدير5/ 308.
([44]) جامع البيان19/ 349.
([45]) أيسر التفاسير3/ 105.
([46]) جامع البيان19/ 349.
([47]) تفسير القرآن العظيم6/ 141.
([48]) جامع البيان 19/ 349.(/)
مذكرة قواعد تفسير القرآن بالسنة للدكتور محمد بازمول التي ألقاها بديوانية الدراسات القرآنية
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[07 Jun 2010, 10:23 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف أن ترفع للأحبة الكرام المذكرة الخاصة بموضوع قواعد تفسير القرآن بالسنة والتي ألقاها فضيلة الدكتور محمد بازمول في ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف بتاريخ 18 - 6 - 1431
وهي على صيغة BDF
رابط جميع مواد الديوانية:
http://www.4shared.com/dir/8m8_2EBT/sharing.html
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[08 Jun 2010, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً و بارك فيكم و في جهودكم(/)
افتتاح ملتقى المؤتمرات والندوات واللقاءات القرآنية
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[07 Jun 2010, 11:53 م]ـ
تم بعون الله تعالى افتتاح ملتقى المؤتمرات والندوات واللقاءات القرآنية، الذي نأمل أن يكون - بتعاونكم ودعمكم - المرجعَ الأول في الكشف عن المؤتمرات والندوات واللقاءات القرآنية.
ولذك نرجو من الإخوة الكرام إدراج ما يتعلق بالمؤتمرات والندوات واللقاءات القرآنية التي تشتمل على عدة جلسات وأوراق بحثية في ذلك الملتقى، بعد قراءة الضوابط والتنبيهات المقيدة أعلاه.
كما نرجو التسويق له عند المهتمين والمنظمين للمؤتمرات والندوات، علماً أنه يقدم خدمة تصميم وتثبيت اللوحات الإعلانية المضيئة (البنرات) للإعلان عن المؤتمر أو الندوة برسوم معينة يصرف ريعها على الملتقى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:38 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم فضيلة الدكتور إبراهيم، وأسأل الله أن يوفقكم وينجح مساعيكم ونبارك لكم إدارة هذا الملتقى المبارك، والشكر الأوفر والأجمل لفضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري والإخوة الفضلاء (المشرفين) على هذه الخطوات المتسارعة في تطوير الملتقى وتلبية رغبات زواره ومحبيه، جعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم، وأراكم بركات ما تعملون في أعمالكم وأرزاقكم.
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Jun 2010, 01:49 ص]ـ
مبارك هذا الافتتاح وإ شاء الله يكون افتاحاً نحو أفق أوسع.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Jun 2010, 02:22 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أسأل الله أن يجعله بابا للخير مشرعا، ولكل ذي بِر مترعا، وأن يوفق القائمين عليه ويسددهم.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Jun 2010, 06:01 ص]ـ
عمل مبارك وخطوة رائدة وملتقى متميز بإذن الله .. ومثلك يا دكتور إبراهيم جدير بالإبداع والتميز.
اسأل الله لك الإعانة والتسديد حتى يصبح هذا الملتلقى مرجعاً أساسيا لكل مؤتمر وندوة وملتقى ...
ـ[عمار المفدى]ــــــــ[08 Jun 2010, 08:41 ص]ـ
بارك الله في جهودكم دكتور إبراهيم
ونحن تحت الخدمة والمساعدة لما فيه الرقي لهذا الموقع المبارك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2010, 09:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على سرعة استجابتكم لطلب افتتاح هذا القسم أسأله تعالى أن يكون فاتحة خير وأن يوفق الجميع لما فيه الخير.
ـ[التواقة]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:52 م]ـ
أذكر أن هذا الملتقى كان فكرتك يا شيخ إبراهيم فهنيئا لك قد تجسدت على أرض الواقع ولأنت خير من يرعاها نسأل الله أن نراها يانعة الثمر.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Jun 2010, 01:58 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق والسداد في القول والعمل وإلى الأمام دائما بإذن الله(/)
استفسار عن كتاب الأسدية والعتبية من أمات كتب المالكية في الفقه.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[08 Jun 2010, 06:47 ص]ـ
تكرر في تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية للإمام مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ) رحمه الله تعالى ذكر كتاب الأسدية والعتبية من أمات كتب المالكية في الفقه، وسؤال هو: هل هما مطبوعان أم مخطوطان أم مفقودان؟ علما أن سؤالي عن كتاب الأسدية أعني به حسب ماصنفه الإمام أسد بن الفرات رحمه الله تعالى، دون ما طرأ على الكتاب من مراجعة من الإمامين ابن القاسم وسحنون وما عرف بعد ذلك بالمدونة والمختلطة؛ لأن ذلك يهمني في عزو بعض الأراء عن الإمام مالك التي نقلت من الأسدية مباشرة، ولا توجد في أمهات كتب المذهب.(/)
مشروع "إعراب القرآن الكريم"
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2010, 09:13 ص]ـ
تود شبكة الفصيح استكمال مشروعها الذي بدأته قبل سنتين (إعراب القرآن الكريم) حيث توقف العمل فيه ذلك الوقت لعدة أسباب بعد أن كان المنتظر إتمامه في شهرين ولكن لظروف بعض الإخوة تبقى مئة صفحة من المصحف لم تعرب بعد.
ولأن الباقي قليل والظروف مناسبة الآن لاستكمال المشروع فإننا نوصي الراغبين في المشاركة في تسجيل أسمائهم هنا سواء كانوا من الذين شاركوا من قبل أم من الذين يودون المشاركة لأول مرة حتى نستطيع توزيع العمل بالتساوي بين المشاركين.
فكرة عن المشروع (سيكون المشروع مصحفا مكتوبا بالرسم الإملائي يستطيع المستخدم أن يحصل على الإعراب في أقل من ثانية على الأقل وخمس ثوان على الأكثر بتقنية ajax التي تضع الحمل على الخادم فقط دون النظر لسرعة الاتصال التي لدى المستخدم)
فسارعوا إلى الخيرات
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?59137(/)
(لطيفة لغوية) تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ؟؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Jun 2010, 09:41 ص]ـ
من المعلوم لغة أن الصفات التي تختص بها الأنثى تأتي دوماً على هيئة التذكير. فنقول أمرأة حائض وليس حائضة لأن الحيض صفة تخص النساء فلا عبرة في تأنيثها. ونقول أيضاً أمرأة حامل وأيّم. وامرأة مرضع ويطلق على تلك الأفعال وما شابهها: اسم الفاعل الخاص بالمؤنث؛ أي: الخاص بأمر مقصور عليها، يناسب طبيعتها وتكوينها الجسمي؛ فلا يحتاج لعلامة تدل على التأنيث، وتمنع اللبس؛ مثل الأمثلة التي ذكرناها
ولكن انظر الى قوله تعالى في الآية التالية:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.
ترى ما هي الحكمة في قوله تعالى مرضعة في هذا النص القرآني مع أن تلك صفة تخص النساء كما أسلفنا؟ في نفسي شيء من إجابة لن أصرح بها قبل أن أسمع من اخوتي قولاً. فلعل لديهم ما تقر به نفسي فأستغني به عمّا لديّ.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2010, 09:56 ص]ـ
سئل الدكتور فاضل السامرائي هذا السؤال في برنامج لمسات بيانية وكانت هذه إجابته:
سؤال: في سورة الحج (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2)) لماذا لم يقل كل مرضع؟
د. فاضل: المرضع من كان لها طفل ترضعه لكن ليس بالضرورة الآن هي ترضعه يكون عندنا طفل رضيع حتى في العامية نقول فلان مرضع يعني عندها طفل ترضعه، المرضعة التي ألقمت ثديها للإرضاع حالاً، حدث.
المقدم: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) يعني هي ترضعه الآن
د. فاضل: الآن، هذه أبعد عن الذهول المرضع قد تكون منشغلة عنه أما المرضعة فهو الآن في حضنها ترضعه فكيف تذهل عنه؟! هذا أمر عظيم
المقدم: المرضع لا يستتبع أن يلتقم ثديها؟
د. فاضل: لا، هي تكون مرضع لكن قد تكون في مكان آخر
المقدم: ومرضعة لا بد أن يكون قد التقم ثديها؟
د. فاضل: لا بد، إلتقم ثديها. مثل الحائض والحائضة، الحائض يعني التي بلغت المحيض " إن الله لا يقبل صلاة حائض إلا بخمار" يعني بلغت لو كان يجري دمها لا تصلي. والحائضة التي يجري دمها، هذه حائضة، الحائض التي بلغت السنّ (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ (4) الطلاق) المحيض بلغت السنّ.
المقدم: فاعل وفاعلة، مرضع ومرضعة، التاء تغير الدلالة؟
د. فاضل: أحياناً تغير طبعاً، هي صفات مؤنثة، امرأة حامل وحاملة، حامل تحمل جنيناً وحاملة تحمل على ظهرها أي شيء،
المقدم: الحامل خصيصاً للتي تحمل جنيناً في بطنها
د. فاضل: إمرأة قاعد وقاعدة، قاعد عن المحيض وقاعدة ضد الجلوس
المقدم: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء (60) النور)
د. فاضل: اللواتي لا يشتغلون جمع قاعدة.
المقدم: اللغة تفرق بينهم. إذن هنا مقصود مرضعة تلقم الرضيع ثديها
د. فاضل: المفروض أن هذه لا تذهل عن رضيعها معناه أن الأمر عظيم يذهل هذه المرضعة عن رضيعها المنشغلة به
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:31 م]ـ
من المعلوم لغة أن الصفات التي تختص بها الأنثى تأتي دوماً على هيئة التذكير. فنقول أمرأة حائض وليس حائضة لأن الحيض صفة تخص النساء فلا عبرة في تأنيثها. ونقول أيضاً أمرأة حامل وأيّم. وامرأة مرضع ويطلق على تلك الأفعال وما شابهها: اسم الفاعل الخاص بالمؤنث؛ أي: الخاص بأمر مقصور عليها، يناسب طبيعتها وتكوينها الجسمي؛ فلا يحتاج لعلامة تدل على التأنيث، وتمنع اللبس؛ مثل الأمثلة التي ذكرناها
ولكن انظر الى قوله تعالى في الآية التالية:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.
ترى ما هي الحكمة في قوله تعالى مرضعة في هذا النص القرآني مع أن تلك صفة تخص النساء كما أسلفنا؟ في نفسي شيء من إجابة لن أصرح بها قبل أن أسمع من اخوتي قولاً. فلعل لديهم ما تقر به نفسي فأستغني به عمّا لديّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أعرفه أن المرضع هي التي من شأنها الإرضاع،،أما المرضعة هي التي ألقمت ثديها في فم طفلها ترضعه،،ولعل التعبير بمرضعة في هذا الموضع أبلغ ... والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Jun 2010, 03:31 م]ـ
سئل الدكتور فاضل السامرائي هذا السؤال في برنامج لمسات بيانية وكانت هذه إجابته:
سؤال: في سورة الحج (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2)) لماذا لم يقل كل مرضع؟
د. فاضل: المرضع من كان لها طفل ترضعه لكن ليس بالضرورة الآن هي ترضعه يكون عندنا طفل رضيع حتى في العامية نقول فلان مرضع يعني عندها طفل ترضعه، المرضعة التي ألقمت ثديها للإرضاع حالاً، حدث.
المقدم: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) يعني هي ترضعه الآن
د. فاضل: الآن، هذه أبعد عن الذهول المرضع قد تكون منشغلة عنه أما المرضعة فهو الآن في حضنها ترضعه فكيف تذهل عنه؟! هذا أمر عظيم
المقدم: المرضع لا يستتبع أن يلتقم ثديها؟
د. فاضل: لا، هي تكون مرضع لكن قد تكون في مكان آخر
المقدم: ومرضعة لا بد أن يكون قد التقم ثديها؟
د. فاضل: لا بد، إلتقم ثديها. مثل الحائض والحائضة، الحائض يعني التي بلغت المحيض " إن الله لا يقبل صلاة حائض إلا بخمار" يعني بلغت لو كان يجري دمها لا تصلي. والحائضة التي يجري دمها، هذه حائضة، الحائض التي بلغت السنّ (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ (4) الطلاق) المحيض بلغت السنّ.
المقدم: فاعل وفاعلة، مرضع ومرضعة، التاء تغير الدلالة؟
د. فاضل: أحياناً تغير طبعاً، هي صفات مؤنثة، امرأة حامل وحاملة، حامل تحمل جنيناً وحاملة تحمل على ظهرها أي شيء،
المقدم: الحامل خصيصاً للتي تحمل جنيناً في بطنها
د. فاضل: إمرأة قاعد وقاعدة، قاعد عن المحيض وقاعدة ضد الجلوس
المقدم: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء (60) النور)
د. فاضل: اللواتي لا يشتغلون جمع قاعدة.
المقدم: اللغة تفرق بينهم. إذن هنا مقصود مرضعة تلقم الرضيع ثديها
د. فاضل: المفروض أن هذه لا تذهل عن رضيعها معناه أن الأمر عظيم يذهل هذه المرضعة عن رضيعها المنشغلة به
اختي الدكتورة سمر أدامها الله تعالى
أشكرك على هذه الإفادة ولعلها جيدة. ولكن من حقنا أن نناقشها ونبحث فيها.
الله تعالى يقول (وحرمنا عليه المراضع) وهذه عن قصة موسى عليه السلام حينما طافوا به جميع النساء فلم يلتقم عليه السلام ثدي أحد منهن. فإذا أردنا أن نسير على المعنى الذي ذكره د فاضل فيجب أن تكون الكلمة المستخدمة في النص القرآني (وحرمنا عليه المرضعات) وليس المراضع لأنهن كن مهيئات للإرضاع فوراً ودون تأخير. بل لقد كن في حالة إرضاع فعلي شبه قصري ولكن موسى عليه السلام ابى. والمراضع جمع مرضع. بينما مرضعة جمعها مرضعات. ولذلك نستخلص أن القرآن استخدم كلمة مرضعة في عرصات يوم القيامة لحكمة غير التي قالها الدكتور فاضل حفظه الله. وقد اجتهد في ذلك بارك الله به. ولكن اجتهاده فيه نظر بيّن.
أشكر د سمر مرة أخرى ولنبحث معاً عن حكمة أخرى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:26 م]ـ
أخي الفاضل تيسير
دعني أختلف معك هنا
فالمراضع جمع للمصدر مَرضع وهو الثدي والجمع أثداء فهو حرم عليه أثداء المرضعات.
والصحيح ما قاله الدكتور فاضل فإن مرضعة هي المتلبسة بالرضاع أي أن الصورة ترينا امرأة تحمل وليدها وهو ملتقم لثديها وهذا أشد ما تكون المرأة إلتصاقا بوليدها والغفلة عنه مستبعدة جداً لأنها في هذه الحالة في اتصال حسي وجداني عاطفي لا يمكن معه أن تغفل إلا لأمر فوق التحمل البشري، فنحن نرى المرأة في سبيل نجاة رضيعها لا تبالي بالكوارث والمصائب وتتشبث به إلى آخر رمق.
وهذا لايمنع يا أخانا الحبيب أن نسمع "نرى" ما عندك وفقك الله ورعاك.
وهناك سؤال آخر أرجو التأمل فيه وهو:
كيف قال " تذهل كل مرضعة عما أرضعت" ولم يقل " عمن" ولم يقل " ترضع"؟
وسؤال ثاني:
لماذا قال "ذات حمل" ولم يقل "حامل"؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:59 م]ـ
لابد لكل تعبير قرءاني حكمة قد نجهلها وقد نعلمها، ولكن الأهم من كل ذلك العودة الى الأصل والذي هو اشد ثباتا وهو كلام الله وهو منبع التعبير البليغ والصحة والمعيار والذي يقاس عليه ولايقاس له بغيره، فلا قواعد اللغو ولا النحو يكون بديلا عن تاسيس واصالة كتاب الله في صحة واستقامة اللسان،
فالاصل هو القرءان وليس قواعد اللغة والنحو، وعليه من يجب التاسيس في استقامة اللسان لا على غيره كائنا من كان، وان الله قال مرضعة ولم يقل مرضع، فالصحيح ان نقول امرأة مرضعة، والخطأ ان نقول امرأة مرضع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jun 2010, 05:34 م]ـ
لابد لكل تعبير قرءاني حكمة قد نجهلها وقد نعلمها، ولكن الأهم من كل ذلك العودة الى الأصل والذي هو اشد ثباتا وهو كلام الله وهو منبع التعبير البليغ والصحة والمعيار والذي يقاس عليه ولايقاس له بغيره، فلا قواعد اللغو ولا النحو يكون بديلا عن تاسيس واصالة كتاب الله في صحة واستقامة اللسان،
فالاصل هو القرءان وليس قواعد اللغة والنحو، وعليه من يجب التاسيس في استقامة اللسان لا على غيره كائنا من كان، وان الله قال مرضعة ولم يقل مرضع، فالصحيح ان نقول امرأة مرضعة، والخطأ ان نقول امرأة مرضع.
القرآن نزل بلسان العرب، والعرب يفهمون القرآن لأنه نزل بلسانهم وهكذا حكم عليهم القرآن، ولا يفهمون لسانهم لأن القرآن نزل به، فلسانهم له قواعده وأساليبه، والقرآن نزل على وفق هذه القواعد والأساليب.
*
معاليش يا أمجد أنا ضد فكرتك والاختلاف لا يفسد للود قضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Jun 2010, 06:31 م]ـ
أخي الفاضل تيسير
دعني أختلف معك هنا
فالمراضع جمع للمصدر مَرضع وهو الثدي والجمع أثداء فهو حرم عليه أثداء المرضعات.
والصحيح ما قاله الدكتور فاضل فإن مرضعة هي المتلبسة بالرضاع أي أن الصورة ترينا امرأة تحمل وليدها وهو ملتقم لثديها وهذا أشد ما تكون المرأة إلتصاقا بوليدها والغفلة عنه مستبعدة جداً لأنها في هذه الحالة في اتصال حسي وجداني عاطفي لا يمكن معه أن تغفل إلا لأمر فوق التحمل البشري، فنحن نرى المرأة في سبيل نجاة رضيعها لا تبالي بالكوارث والمصائب وتتشبث به إلى آخر رمق.
وهذا لايمنع يا أخانا الحبيب أن نسمع "نرى" ما عندك وفقك الله ورعاك.
وهناك سؤال آخر أرجو التأمل فيه وهو:
كيف قال " تذهل كل مرضعة عما أرضعت" ولم يقل " عمن" ولم يقل " ترضع"؟
وسؤال ثاني:
لماذا قال "ذات حمل" ولم يقل "حامل"؟
أخي أبا سعد
لن أدعك تختلف معي أبداً حتى ولو قلت انا اسود وانت قلت أبيض فلن يكون ذلك سبب لاختلافنا. هذا أولاً وثانياً فإن تفسير كلمة مرضعة على أساس أنها هي المتلبسة في الرضاعة. فهذا ليس من قولك ولا قول الدكتور فاضل ولكنه قول عامة علماء التفسير مثل القرطبي وابن عاشور والبغوي والالوسي والزحلي وغيرهم الكثير. ولكن الذي كنت أحب أن أوصله الى ذهن القاريء لطيفة معينة لا تتعارض مع معنى المرضعة التي تحدث العلماء عن معناها ولا يخرجها من دائرة ذلك الفهم. بل إنها تضيف وتؤكد على ذلك المشهد الذي تشيب منه الولدان فأقول:
المرضع مصطلح عام يخص الأنثى غالباً. ولكن هذا المصطلح ليس وقفاً على النساء فقط. ألا يصلح أن يكون الرجل مرضعاً؟ ألا يمكن أن ترضع المرأة ولدها رضاعة اصطناعية كما هو شأن معظم النساء هذه الأيام. ألا يجوز أن يقوم بذلك نيابة عنها زوجها أو ولدها؟
أعتقد أن الحكمة في إدخال الهاء هنا لتدليل على التأنيث والتنبيه له. فقد جاءت الهاء لتأكد خاصية الأنوثة وما فيها من حنان وعطف ورحمة وشفقة. ومع هذه الشفقة المعهودة المعروفة لدي الأنثى بشكل عام إلا أن ذلك لم يمنعها بأن تلقي بابنها وترمي بوليدها جانباً من ذلك الهول المرعب المخيف الذي يأخذ بالألباب والعقول ويُفقد بعض طبائع الأنثى التي جبلت عليها وهي العاطفة. فالمرأة المرضعة هي المقصودة بالخطاب وليس كل مرضع مُحتمل.
وأظن أنه لا يوجد تعارض من أن نوفق بين هذا القول وقول الذي يعتبر المرضعة هي التي تلقم ثديها لوليدها في التو واللحظة. إذ كلا القولين يؤكدان على شدة الهول الذي يفقد طبائع وغرائز الأنثى وما اختصت به من رحمة وعطف وحنان.
أما اسؤال الآخر الذي سأل عنه أخي أبا سعد وهو لماذا قال ذات حمل ولم يقل حامل أو حاملة؟ فأظن أن كلمة ذات حمل تشمل كل أنثى حامل سواء كانت من نوع الإنسان أو نوع الحيوان. وذلك يدخل في عموم الآية التي تدعمها في قوله تعالى (وإذا العشار عطلت)
والله تعالى أعلم. وبارك الله بك على مشاركاتك دوماً ولك مني وللأخت د. سمر والاخت اشراقة والاخ الفاضل أمجد ألف تحية
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:28 ص]ـ
قال ابن القيم -رحمه الله-: "المرضع من لها ولد ترضعه، والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع وعلى هذا فقوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ} أبلغ من مرضع في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تذهل عن الرضيع إذا كان غير مباشر للرضاعة، فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تذهل عنه إلا لأمر أعظم عندها من اشتغالها، وتأمل - رحمك الله تعالى - السر البديع في عدوله سبحانه عن كل حامل إلى قوله: {ذَاتِ حَمْلٍ} ... " بدائع الفوائد (4/ 1332).
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:32 ص]ـ
وينظر للفائدة: http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=9195
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 09:45 ص]ـ
والله تعالى أعلم. وبارك الله بك على مشاركاتك دوماً ولك مني وللأخت د. سمر والاخت اشراقة والاخ الفاضل أمجد ألف تحية
?
بوركت اخي تيسير الغول، ولك مني اجمل التحايا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقيقة ان ما تفضلت به جميل ولطيف، ولكن بقي في النفس شيئا، فارى ان نتناول المسالة بصورة جذرية واكثر تحليلا وتعميقا، ومرورا بازالة الكثير من الاوهام والتاسيسات الخاطئة التي نفذت وادت الى انحراف الكثير من المفاهيم وكان لها الفعل المنهجي وليس الهامشي منه والتي كان موضوعك الكريم مناسبة طيبة للاقدام الى مناقشتها، واعتذر لبعص التصلب والحدة في تعليقي الذي كان مقصدي فيه ان الفت نظرك الى اخطاء منهجية هي ليست من اخطائك وانما هي متابعة لمنهج سابقٌ لك في تناول مثل هذه المسالة بينما يكن مقصدي تخطئتك شخصيا،
فمن الشائع عند الغالبية الكبرى لدى الناظرين في كتاب الله ان القرءان نزل بلغة العرب او بلسان العرب وانه يقاس على لسان العرب في فهم كلام الله، وفي مفهومي الخاص فان هذا من اشنع الالتباس، والذي لم يقرره الله في كتابه ولم تفد اي ءاية به، وخلاصة القول في هذه المسالة ان الله قال " فانما يسرناه بلسانك " اي الرسول الامين محمد، وقال "بلسان قومه "، ولم يقل انه بلسان العرب، بل لم يسمي القوم العرب في اي ءاية من ءايات الكتاب وانما اكتفى بتسميتهم بقوم الرسول ولم ينعتهم بالعربية، فتم الخلط بين عربية القرءان وبين تيسير الله للقرءان بلسان الرسول،
ثم تم توسيع المسالة لتكون ان القرءان نزل بلغة او بلسان العرب،
وهذا هو الذي جعل لديهم ان؛
يسرناه بلسانك = بلسان قومه = بلسان العرب = بلسان عربي، اي انهم اسبغوا الصفة القومية البشرية على القرءان الكريم، اي ان القرءان حلّ ضيفا ومنسوبا الى العرب،
وتم سحق الاشارة الكريمة الصائبة للقرءان والتصويب الدقيق بهذا الخلط، والذي من نتيجته البديهية ان العرب هم من صاغ اللسان، وهم من سمى الاسماء، وانهم هم ارباب العربية المعصومين الذين ليس لديهم زلل في اللسان، وما يتبع زلل اللسان من زلل فكري نتيجة عدم صواب الحديث البشري بشكل عام ودائم، وان الله تابعهم على اللسان الذي هم فيه وبجميع زلل هذا اللسان وعوراته الاشارية والفكرية، وهذا هو النتيجة الحتمية لاعتماد لسان العرب وشعرهم ونتاجهم الادبي في قياس القرءان عليه والذي هو في مفهومي احد واشد الاخطاء المنهجية التي تحبط عربية القرءان ولسانه الذي تيسر بلسان الرسول،
بينما كان القرءان الذي يعلو ولا يعلى عليه احق بان يكون هو الميزان ومصدر الاستقراء فيما اشكل فهمه ولم يشكل القرءان في التعبير عنه،
ومن هذا الخطأ المنهجي نبعت الاخطاء التي لها الفعل المدمر في مفاهيم القرءان، فهي اخطاء منهجية تماثل الاخطاء البرمجية في اي حالة او جهاز اخر يؤدي الخطأ التأسيسي فيه الى اخطاء متسلسلة وغير منتهية وتولد مزيدا من الاخطاء والاشكال، ولا سبيل الا الىقطع دابر الاخطاء من اصلها التي تاصلت منه،
الموضوع واسع وسيتشعب بنا واكتفي بهذا القدر وساعاود ان رأيت تجاوبا واهتمام في المسالة،
وتحياتي لجميع اخواني الذي يشاركوني في هذا الحوار،
والسلام عليكم
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 09:50 ص]ـ
القرآن نزل بلسان العرب، والعرب يفهمون القرآن لأنه نزل بلسانهم وهكذا حكم عليهم القرآن، ولا يفهمون لسانهم لأن القرآن نزل به، فلسانهم له قواعده وأساليبه، والقرآن نزل على وفق هذه القواعد والأساليب.
*
معاليش يا أمجد أنا ضد فكرتك والاختلاف لا يفسد للود قضية.
ادعوك لاعادة النظر في صيغة " لسان العرب " الذي لم يقل به كتاب الله، والذي قاله؛ " فانما يسرناه بلسانك "،
ولن يفسد اختلاف الراي بيننا اي ود ولا قضية،
وجزاك الله خيرا على هذا الادلاء الطيب،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 11:40 ص]ـ
ادعوك لاعادة النظر في صيغة " لسان العرب " الذي لم يقل به كتاب الله، والذي قاله؛ " فانما يسرناه بلسانك "،
ولن يفسد اختلاف الراي بيننا اي ود ولا قضية،
وجزاك الله خيرا على هذا الادلاء الطيب،
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة يوسف (2)
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) طه (113)
(قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الزمر (28)
(يُتْبَعُ)
(/)
(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فصلت (3)
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) فصلت (44)
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الشورى (7)
(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الزخرف (3)
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) سورة النحل (103)
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)) الشعراء
تأمل هذه الآيات يا أمجد ثم تأمل كلامك:
فمن الشائع عند الغالبية الكبرى لدى الناظرين في كتاب الله ان القرءان نزل بلغة العرب او بلسان العرب وانه يقاس على لسان العرب في فهم كلام الله، وفي مفهومي الخاص فان هذا من اشنع الالتباس، والذي لم يقرره الله في كتابه ولم تفد اي ءاية به، وخلاصة القول في هذه المسالة ان الله قال " فانما يسرناه بلسانك " اي الرسول الامين محمد، وقال "بلسان قومه "، ولم يقل انه بلسان العرب، بل لم يسمي القوم العرب في اي ءاية من ءايات الكتاب وانما اكتفى بتسميتهم بقوم الرسول ولم ينعتهم بالعربية، فتم الخلط بين عربية القرءان وبين تيسير الله للقرءان بلسان الرسول،
ثم تم توسيع المسالة لتكون ان القرءان نزل بلغة او بلسان العرب،
توضيح الواضحات من أشكل المشكلات، ولكن لأن الكلام عن القرآن فلابد من الكلام حتى يتبين الليل من النهار.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:18 م]ـ
المرضع، هي التي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر
أما
المرضعة، فقد زيدت التاء لتدل على أنها الأم الوالدة؛ فهي تترك ابنها الذي ولدته - وليس ابن الناس - وتنساه من ذهول ذلك اليوم
وهذا من تطبيقات قاعدة
الزيادة في المعنى، تدل على زيادة في المبنى
وكذا
جاءت امرأة حامل
لكن نقول
جاءت الطالبة حاملة كتبها، والفرق واضح
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:50 م]ـ
رأي معقول بارك الله بك. ولكن ما رأيك بالقول: أن المرضعة هي المتلبسة بالإرضاع.؟ اليس ذلك معقول مقبول أيضاً؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:00 م]ـ
هذا هو التفسير اللغوي أخي تيسير
أما الفلسفة، فلا حدود لها
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 09:48 م]ـ
هذا هو التفسير اللغوي أخي تيسير
أما الفلسفة، فلا حدود لها
لم أفهم ... أيهما الفلسفي وأيهما اللغوي؟؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Aug 2010, 11:42 م]ـ
المرضع، هي التي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر
المرضع لا يختص بالتي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر، بل هو عام في كل ذات لبن.
جاء في تهذيب اللغة:
"واختلف النحويون في علّة دخول الهاء في المرضِعة، فقال الفراء: المرضِعة: الأم. والمُرضِع: التي معها صبيٌّ تُرضِعُه. قال: ولو قيل في الأم مُرضِع لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث، كما قالوا امرأة حائض وطامث، كان وجهاً. قال: ولو قيل في التي معها صبي مرضعةٌ كان صوابا. وقال الأخفش: أدخل الهاء في المرضعة لأنه أراد - والله أعلم - الفِعلَ. ولو أراد الصفة لقال مُرضِع. وقال أبو العباس: الذي قاله الأخفش ليس بخطاً.
واخبرني المنذري عن ابن اليزيدي عن أبي زيد قال: المُرضعة: لتي ترضع قال: و (كلُّ مُرْضِعَةٍ): كل أم. قال: والمرضع: التي قد دنا لها أن تُرضع ولم تُرضِع بعد. والمُرضِع: التي معها الصبيُّ الرضيع.
وقال الليث: قال الخليل: امرأةٌ مُرضع: ذاتُ رضيع، كما يقال امرأةٌ مُطفِل: ذات طفل، بلا هاء، لأنك لاتَصِفُها بفعلٍ منها واقعٍ أو لازم، فإذا وصفتَها بفعلٍ هي تفعله قلت مُفْعِلة، كقول الله تعالى: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) وصفها بالفعل فأدخل الهاء في نعتها. ولو وصفها بأن معها رضيعاً قال مُرضِع."
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:43 ص]ـ
السلام عليكم
القول أن المرضع هى التى تمتهن الارضاع بأجر؛ أو أنها التى من شأنها أن ترضع لاشاهد له من اللغة ... إذن هى أقوال فلسفية لا لغوية
أرى أنه ليس فى اللغة امرأة مرضع
بل هى كما جاءت فى القرآن " مرضعة "
ولايمكن مقارنة مرضع بحائض حيث الأول من متعدٍ والثانى من لازم
أى أن اسم الفاعل المؤنث المشتق من المتعدى تلزمه الهاء .. فتقول امرأة معلمة؛ مدربة؛ ممرضة
قال تعالى:
" رَبَّنَا وَ?جْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ "البقرة 71
" وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى? أَهْلِهِ " النساء 92
" وَ?مْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ " الأحزاب 50
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:44 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور مصطفى سعيد حفظك الله ورعاك
المرجع في هذا أهل اللغة وهذا اللفظ استخدمته العرب في شعرها ونثرها وهو في الحديث الشريف.
يقول الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم:
وَكَم مِن مُرضِعٍ قَد غادَروها،،،،،لَهيفَ القَلبِ كاشِفَةَ القِناعِ
ويقول ذو الرمة من شعراء القرن الأول:
إِذا مَرَئيَّةٌ وَلَدَت غُلاما،،،،،، فَأَلأَمُ مُرضَعٍ نُشِغَ المَحارا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:47 م]ـ
السلام عليكم
لم ترد فى القرآن قرينة واحدة لهذا
ولا أتصور أن يحمل كل ماورد فى القرآن على صيغة مفعلة على أنه ضد القاعدة
بل مافى القرآن هو القاعدة
وقد وردت كثيرا صيغة " مفعلة " على أنها اسم فاعل مؤنث من الفعل الرباعى " أفعل "
مثل قوله تعالى:
"وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ?لْمُرْسَلُونَ "
"وَآتَيْنَا ثَمُودَ ?لنَّاقَةَ مُبْصِرَةً "
ومافى الشعر يحمل على أنه ترك للهاء لضرورة الشعر بدليل مما سقته
يقول الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم:
وَكَم مِن مُرضِعٍ قَد غادَروها،،،،،لَهيفَ القَلبِ كاشِفَةَ القِناعِ
فذكر كاشفة بالهاء ولم يقل كاشف .... على سياق امرأة حامل أو حائض
ـ[أم فراس]ــــــــ[25 Aug 2010, 01:31 ص]ـ
أشكر لكم هذا التفاعل مع آيات الله والسعي لفهم هذه الآيات عن طريق المناقشة والمداولة، وهذا مايجعل قارئ القرآن يقرؤه بفهم لامجرد قراءة ترديدية وفقكم الله لأستنباط آياته وفهم رسالة الله لنا.
الواقع أنا مع رأي الدكتور فاضل. أما ماورد في قوله تعالى (((وحرمنا عليه المراضع))) على اعتبار أن مراضع جمع مرضع وليس مرضعة، فذلك لأن الوضع لايوحي بالأمومة أو حتى التقام الثدي، ألم يحرم الله تبارك وتعالى عليه المراضع، أي أنه لايوجد مجال لحالة التقام الثدي لأن الله حرم هذه الأثداء، فمن هنا كان اللفظ الأنسب هو المراضع، واللفظ الأنسب لحالة التصاق الرضيع بأمه هو مرضعة ليتناسب مع وضع الذهول في هذا اليوم،،،، هذا والله أعلم
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:40 م]ـ
بحكم تخصصي في اللغة العربية وتدريسي لها منذ ما يقارب عشرين سنة أحببت التعليق على هذا الحوار.
كلام العلماء اللغويين المتقدمين في هذه المسألة واضح وبين ومبني على علم بلغة العرب وما قالوه وما لم يحفظ عنهم، وما نقلته الأخت سمر الأرناؤوط عن الدكتور السامرائي واضح ومنسجم.
والاستنباط الذي ذكره الأخ تيسير الغول غريب لم يقل به أحد من المفسرين، وليست المشكلة في أنه لم يقل به أحد لفواته عليهم واهتداء الأخ إليه، ولكن لضعفه وعدم تكلم العرب به، فالعرب لا تقول لمن يرضع ابنه بالرضاعة الصناعية (مرضع) إلا عند الأخ تيسير.
وأما كلام أمجد الراوي فكلام من يرغب في التعليق لمجرد التعليق فقط فلا داعي للتعليق عليه.
وأما كلام الأخ رصين الرصين: (المرضع، هي التي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر أما المرضعة، فقد زيدت التاء لتدل على أنها الأم الوالدة) فليته يذكر لنا مصدره الذي اعتمد عليه في هذا الزعم، وإلا فلا قيمة له في ميزان أهل اللغة.
وكذلك القول في اعتراض مصطفى سعيد فهو كلام غير علمي، وغير دقيق، ويدل على الخلل في معرفة لغة القرآن.
ومعذرة فلم أر تعقيبا من المشرفين في الملتقى وهذا دورهم، فلا يصح ترك مثل هذا الخطأ دون تعليق في ملتقى أهل التفسير الذي أصبحنا نعول عليه في أخذ العلم منذ سنوات، وفيه طائفة من العلماء وطلبة العلم.
وأطلب منهم المزيد من المتابعة لما يكتب في الملتقى حتى لا يؤخذ عنكم إلا الصواب بقدر الاستطاعة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Aug 2010, 12:32 ص]ـ
بحكم تخصصي في اللغة العربية وتدريسي لها منذ ما يقارب عشرين سنة أحببت التعليق على هذا الحوار.
كلام العلماء اللغويين المتقدمين في هذه المسألة واضح وبين ومبني على علم بلغة العرب وما قالوه وما لم يحفظ عنهم، وما نقلته الأخت سمر الأرناؤوط عن الدكتور السامرائي واضح ومنسجم.
والاستنباط الذي ذكره الأخ تيسير الغول غريب لم يقل به أحد من المفسرين، وليست المشكلة في أنه لم يقل به أحد لفواته عليهم واهتداء الأخ إليه، ولكن لضعفه وعدم تكلم العرب به، فالعرب لا تقول لمن يرضع ابنه بالرضاعة الصناعية (مرضع) إلا عند الأخ تيسير.
وأما كلام أمجد الراوي فكلام من يرغب في التعليق لمجرد التعليق فقط فلا داعي للتعليق عليه.
وأما كلام الأخ رصين الرصين: (المرضع، هي التي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر أما المرضعة، فقد زيدت التاء لتدل على أنها الأم الوالدة) فليته يذكر لنا مصدره الذي اعتمد عليه في هذا الزعم، وإلا فلا قيمة له في ميزان أهل اللغة.
وكذلك القول في اعتراض مصطفى سعيد فهو كلام غير علمي، وغير دقيق، ويدل على الخلل في معرفة لغة القرآن.
ومعذرة فلم أر تعقيبا من المشرفين في الملتقى وهذا دورهم، فلا يصح ترك مثل هذا الخطأ دون تعليق في ملتقى أهل التفسير الذي أصبحنا نعول عليه في أخذ العلم منذ سنوات، وفيه طائفة من العلماء وطلبة العلم.
وأطلب منهم المزيد من المتابعة لما يكتب في الملتقى حتى لا يؤخذ عنكم إلا الصواب بقدر الاستطاعة.
كان بإمكان الأخ الفاضل المحترم أن يقول كل ما قال دون هذا التوبيخ والاستعلاء. أم ان ذلك نمط جديد للعلماء الجدد؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 10:19 ص]ـ
لم أفهم ... أيهما الفلسفي وأيهما اللغوي؟؟؟؟
اللغوي هو ما سقته لك أخي
والفلسفي: ما تقول فيه ألا يمكن؟ فالجواب نعم يمكن
لكن فلسفة، لا لغة
ولايجوز تفسير القرآن بالفلسفة
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 10:57 ص]ـ
بحكم تخصصي في اللغة العربية وتدريسي لها منذ ما يقارب عشرين سنة أحببت التعليق على هذا الحوار.
كلام العلماء اللغويين المتقدمين في هذه المسألة واضح وبين ومبني على علم بلغة العرب وما قالوه وما لم يحفظ عنهم، وما نقلته الأخت سمر الأرناؤوط عن الدكتور السامرائي واضح ومنسجم.
وأما كلام الأخ رصين الرصين: (المرضع، هي التي تمتهن إرضاع أولاد الناس بأجر أما المرضعة، فقد زيدت التاء لتدل على أنها الأم الوالدة) فليته يذكر لنا مصدره الذي اعتمد عليه في هذا الزعم، وإلا فلا قيمة له في ميزان أهل اللغة.
ومعذرة فلم أر تعقيبا من المشرفين في الملتقى وهذا دورهم، فلا يصح ترك مثل هذا الخطأ دون تعليق في ملتقى أهل التفسير الذي أصبحنا نعول عليه في أخذ العلم منذ سنوات، وفيه طائفة من العلماء وطلبة العلم.
وأطلب منهم المزيد من المتابعة لما يكتب في الملتقى حتى لا يؤخذ عنكم إلا الصواب بقدر الاستطاعة.
ليسمح لي الأخ الكريم بالتعليقات الآتية:
*لست أدري اي وضوح وانسجام تزعمه في كلام الدكتور فاضل - في هذا الموضع - ولا أظنك إلا مثل المذيع الذي لا أعرف اسمه، لكنه كلما قال الدكتو فاضل كلمة - ولو لم تكن مفهومة، فضلا أن تكون ذا بال، فضلا أن تكون صحيحة - صرخ فاغرا فاه الللللللللللللللللللللللاه
وهاك مثالا واحدا، زعم الدكتور أن من العرب من لا ينصب بحتى، فتقول قبيلة بني خرافة
ادرسوا حتى تفهمون. أي علم هذا؟
* كلامي واستنباطي قائم على قواعد علم اللغة والصرف، وكل ذي علاقة باللغة يعلم أن التأنيث طارئ فرع، وأن التذكير هو الأصل
بمعنى أن التأنيث حاجة، وضرورة .. ولذا يعامل معاملة الميتة في الفقه
فلا يجوز تأنيث وزن (فعول) مثلا إلا أن يكون علما أو مصطلحا
وأما توجيهاتك لإدارة المنتدى، فليست من شأني
إلا أني أقول لك: من تواضع لله رفعه
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 11:10 ص]ـ
المراضع جمع للمصدر مَرضع وهو الثدي والجمع أثداء فهو حرم عليه أثداء المرضعات.
هذا الكلام غير صحيح لغويا؛ فإن مراضع جمع مرضع أو مرضعة. وفي هذا رد على من يضع بين الأخطاء الشائعة (مشاكل) ويزعم أن الصواب مشكلات
والفرق يا شيخ: أن مفاعل جمع كثرة، ومفعلات جمع قلة
فربنا يقول: حرمنا عليه كل امرأة تمتهن إرضاع الناس أو لا تفعل، قريبة كانت أم غريبة
كل هذا ليعود إلى حضن أمه التي ولدته ويلتقم ثديها
وطبعا التحريم بمعنى التكريه، وعدم الترغيب والتحبيب إلى القلب والنفس
كيف قال " تذهل كل مرضعة عما أرضعت" ولم يقل " عمن" ولم يقل " ترضع"؟
أنت يا شيخ تعلم أنه لا تكليف على الحيوان، فإدخال الذهول في الآية على غير الإنسان عبث، لا يستقيم شرعا، ولا لغة، ولا عقلا
أما التعبير بـ (ما) دون (من) فللمبالغة والتعميم، وهذا معروف في كلام العرب، وله أغراض بلاغية منها التنكير والتحقير والتكثير
وهنا يناسب التكثير
لماذا قال "ذات حمل" ولم يقل "حامل"؟
هنا يمكن إدخال الحيوان، وقد يكون بسبب الحركة الزائدة مثلا
أما الصدمة النفسية، فلا تناسب سوى البشر ومن في حكمهم من خلق الله سوى الحيوانات
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 11:23 ص]ـ
فمن الشائع عند الغالبية الكبرى لدى الناظرين في كتاب الله ان القرءان نزل بلغة العرب او بلسان العرب وانه يقاس على لسان العرب في فهم كلام الله، وفي مفهومي الخاص فان هذا من اشنع الالتباس، والذي لم يقرره الله في كتابه ولم تفد اي ءاية به،
أحسنت أخي،
بل إن البحث العلمي اللغوي المقارن يدلنا على أن
ما في القرآن من كلام العرب لا يتجاوز 70% وهذا كاف لوصفه بأنه عربي؛ فقد تجاوز نسبة النصف
وأما سائر الكلم فبين آرمي ونبطي وأكدي وحميري وعبري وحبشي بل ويوناني وروماني
غير أني أنبهك إلى نقطة حاسمة، وهي: أن القرآن جاء على وفق قواعد كلام العرب
وليس على وفق قواعد اللغة والنحو
فمثل قوله تعالى
{لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} الأنبياء3
خطأ في قواعد النحو، لا في كلام العرب
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2010, 02:01 م]ـ
*لست أدري اي وضوح وانسجام تزعمه في كلام الدكتور فاضل - في هذا الموضع - ولا أظنك إلا مثل المذيع الذي لا أعرف اسمه، لكنه كلما قال الدكتو فاضل كلمة - ولو لم تكن مفهومة، فضلا أن تكون ذا بال، فضلا أن تكون صحيحة - صرخ فاغرا فاه الللللللللللللللللللللللاه
لم أدخل النقاش للنقاش والجدال ولكن أردت أن أنبه إلى نقطة وهي:
ضرورة احترام العلماء وإن كان لديك ما تناقشه لغويًا مع الدكتور فاضل السامرائي الذي كرّس حياته العلمية الطويلة للنحو واللغة والبلاغة وشهد له القاصي والداني فما عليك إلا أن تطلب رقمه وسأرسله لك بكل سرور بدل أن نتعرض للناس هكذا فهذا لا يليق بالمسلم في سائر العام فكيف بنا ونحن في العشر الأواخر من رمضان! إتقوا الله في أنفسكم أيها الإخوة وليكن النقاش علميًا بعيدًا عن الاتهامات الشخصية والاستهزاء بالمقدم أو غيره فهذا لا يليق!
وأنا لا أدافع عن الدكتور دفاعًا أعمى ولا أقول أنه معصوم فالكل يؤخذ منه ويردّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الاسلام أمرنا باحترام العلماء على أقل تقدير وللناقش الموضوع بدون غمز ولا لمز فكله سيكتب في صحيفة الأعمال. ثم من هو الذي يستطيع أن يجزم بأن قوله هو إنما هو الحق الذي لا يقبل النقاش؟!
تواضعوا لله يرفعكم أيها الإخوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 03:07 م]ـ
الأخت الكريمة، سمر
تعلمين أن أي شخصية عامة كالدكتور فاضل أو حتى أبوتريكة فلا يحتاج نقدهم استئذانا وليس في النت غيبة. وكل من تسنم المنابر في الفضائيات أو الصحف أو النت أو أي وسيلة إعلامية فنقده ممكن متاح
وقديما قيل: من ألف، فقد استهدف. أي: فقد جعل نفسه هدفا يتلقى الضربات والرميات.
أما الاحترام والأدب، فهذا شرط أساسي، ولا أظنني تجاوزتهما
ثم أنا قلت في هذا الموضع، وضربت مثالا لطريقة المذيع الذي يداعب مشاعر العامة، لكنه لا يحترم عقول المشاهدين المثقفين فضلا عن العلماء، أما الدكتور فاضل فعالم في اللغة والنحو، ولذا نزعل عندما نراه يسلك طريقة الحكواتية والدراويش كعمرو خالد الذي يحبه مئات الملايين، ولعلك لاحظت أنه يتكلم العامية العراقية، وقلما ينطق بالفصحى
وأما الغمز واللمز، فلا يليق، ونحن إن شاء الله أبعد الناس عنه
خاصة أننا في رمضان
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Sep 2010, 01:30 ص]ـ
أحسنت أخي،
بل إن البحث العلمي اللغوي المقارن يدلنا على أن
ما في القرآن من كلام العرب لا يتجاوز 70% وهذا كاف لوصفه بأنه عربي؛ فقد تجاوز نسبة النصف
وأما سائر الكلم فبين آرمي ونبطي وأكدي وحميري وعبري وحبشي بل ويوناني وروماني
غير أني أنبهك إلى نقطة حاسمة، وهي: أن القرآن جاء على وفق قواعد كلام العرب
وليس على وفق قواعد اللغة والنحو
فمثل قوله تعالى
{لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} الأنبياء3
خطأ في قواعد النحو، لا في كلام العرب
لاأفهم
هل وضعت قواعد النحو إلا من خلال استقراء كلام العرب؟!!
أو هل لكلام العرب قواعد أخرى ... وماهى؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:26 ص]ـ
هذا الكلام غير صحيح لغويا؛ فإن مراضع جمع مرضع أو مرضعة. وفي هذا رد على من يضع بين الأخطاء الشائعة (مشاكل) ويزعم أن الصواب مشكلات
والفرق يا شيخ: أن مفاعل جمع كثرة، ومفعلات جمع قلة
فربنا يقول: حرمنا عليه كل امرأة تمتهن إرضاع الناس أو لا تفعل، قريبة كانت أم غريبة
كل هذا ليعود إلى حضن أمه التي ولدته ويلتقم ثديها
وطبعا التحريم بمعنى التكريه، وعدم الترغيب والتحبيب إلى القلب والنفس
ما ذكرتُه صحيح وقد ذكره المفسرون وأهل اللغة:
قال الزمخشري في تفسيره:
"والمراضع: جمع مرضع، وهي المرأة التي ترضع. أو جمع مرضع، وهو موضع الرضاع يعني الثدي أو الرضاع"
وقال بن عادل في اللباب:
قوله: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المراضع} قيل: يجوز أن يكون جمع مُرْضِع وهي المرأة، وقيل: جمع مَرْضَع بفتح الميم والضاد، ثم جَوَّزوا فيه أن يكون مكاناً أي: مكان الإِرضاع وهو الثَّدي.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Sep 2010, 08:36 ص]ـ
لاأفهم
هل وضعت قواعد النحو إلا من خلال استقراء كلام العرب؟!!
أو هل لكلام العرب قواعد أخرى ... وماهى؟
مرحبا بك أخي مصطفى، وخواتم مباركة
كلام العرب أوسع من أن يوضع له قواعد
وإنما وضعت القواعد على غالب كلامهم لا كله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:02 م]ـ
ومعذرة فلم أر تعقيبا من المشرفين في الملتقى وهذا دورهم، فلا يصح ترك مثل هذا الخطأ دون تعليق في ملتقى أهل التفسير الذي أصبحنا نعول عليه في أخذ العلم منذ سنوات، وفيه طائفة من العلماء وطلبة العلم.
وأطلب منهم المزيد من المتابعة لما يكتب في الملتقى حتى لا يؤخذ عنكم إلا الصواب بقدر الاستطاعة.
بارك الله فيكم أخي فهد على ما تفضلت به شاكرين حرصك على الملتقى وغيرتك على العلم، ولعلك تلتمس العذر للزملاء المشرفين لانشغالهم في رمضان، ولعلهم يعودون لنشاطهم عقب رمضان بإذن الله ولا نستغني عن مشاركاتكم وتعقيباتكم والزملاء غايتهم - إن شاء الله - الوصول للحق وإن خان بعضهم التعبير أحياناً.
وبخصوص هذا الحوار فلعله يكون لي وقفة معه بعد رمضان إن شاء الله، وأسأل الله أن يهدينا جميعاً للحق فيما نقول ونكتب.
في 22 رمضان 1431هـ(/)
تفسير أتباع التابعين
ـ[إيمان]ــــــــ[08 Jun 2010, 10:51 ص]ـ
من فضلكم:
هل أتباع التابعين كانت عناية بالتفسير وعلوم القرآن رواية ودراية، ومن أشهر الأعلام الذين عرف عنهم ذلك؟
وما أهم المصنفات التي كان لها اهتمام بنقل رواياتهم التفسيرية؟ وما المنزلة العلمية لتفسيراتهم؟ وهل تطرق العلماء لحكم الاحتجاج والاستشهاد بتفاسيرهم في بيان معاني الآيات القرآنية؟(/)
دراسة لمقدمة في أصول التفسير لابن تيمية. مهداة للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
إسمحوا لي أيها الإخوة الأعزاء أن أهدي هذا العمل إلى أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ باعتباره الباعث على الكتابة في هذا المجال ـ تطويرا لدراساتنا العليا في مجال الدراسات القرآنية. شاكرا لفضيلته حسن ظنه بأخيه، و آملا أن تكون هذه الدراسة ـ التي أقدمها اليوم في شكل محاضرات جامعية لطلبتنا بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، فصل الإجازة في الدراسات الإسلامية، مجزوءة مناهج التفسير ـ فاتحة لحوار جاد و علمي لتطوير الدرس الجامعي في الدراسات القرآنية، باعتبار ذلك السبيل لجعل طلبتنا يتمتعون بالقدرات التالية:
1 - الفهم.
2 - الملاحظة.
3 - الوصف.
4 - التحليل.
5 - المقارنة.
6 - إدراك العلاقات بين مكونات النص المدروس.
7 - العقل الناقد.
و لعل هذه القدرات تمكنهم من امتلاك معرفة و رؤية و منهج، و هي مقومات النجاح في الدراسات العليا، و تكوين الباحثين في الدراسات القرآنية.
ولعل ما يشفع لي في التأخر عن الاستجابة لدعوتكم الكريمة للمساهمة في موضوع إصلاح الدراسات العليا، مشاغل متعددة، وظروف صحية طارئة، و رغبة في تحقيق الجودة المطلوبة في درسنا الجامعي.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 10:47 م]ـ
تجدون رفقته الفصل الأول من مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية المتوفى سنة 28 7 هـ.
البيان النبوي.
و سنعمل على نشر الفصول الأخرى تباعا ـ إن شاء الله ـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 10:52 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا معاذ، وقد كنتُ متشوقاً لهذه الدراسة منذ حدثتني عنها، وأرجو أن أوفق للاطلاع عليها الآن والاستفادة منها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Jun 2010, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله عنا خيرا يا سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي على هديتكم القيمة التى بها ملكتمونا:
ولله در القائل: إِذَا أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيْمَ مَلَكْتَه ... .... وإني لعلى شوق لكل ما تجودون به في هذا الموضوع القيم وفي غيره.
وفقكم الله وسدد على طريق العلم خطاكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:43 م]ـ
أشكر للإخوة الأفاضل تواصلهم و تقديرهم:
السادة الأساتذة: نعيمان، أبو سعد الغامدي، عبد الرحمن الشهري، عبد الفتاح خضر.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
يسعدني أن أقدم لكم الفصل الثاني، و لعله أصعب فصول هذه الرسالة لدقة مباحثه، و كثرة قضاياه.
و سيتلوه الفصل الثالث إن شاء الله تعالى.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
مستقبل (مصحف المدينة النبوية) بعد طباعة عدد من المصاحف المماثلة في العالم الإسلامي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخُ طباعة القرآن الكريم والعناية به من الأبحاث الطريفة التي كتبت فيها مؤخراً أبحاث قيمة، منها كتاب الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي (كتابة المصحف الشريف وطباعته: تاريخها وتطورها) الذي نشره مجمع الملك فهد. وقد تناول فيه تاريخ طباعة المصحف بشيء من التفصيل، وقد أشار فيه إلى بداية العناية بطباعة القرآن في العالم الإسلامي وأبرز محطاتها.
ومنذ افتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 1405هـ وصدور أول نسخة من ثمار ذلك المجمع أقبل الناس على هذا المصحف الذي أطلق عليه (مصحف المدينة النبوية)؛ لما حظي به من العناية العلمية والفنية العالية، ومشاركة كبار علماء القراءات في الإشراف عليه، واستقر أبناء الجيل على الحفظ من خلال هذه الطبعة التي حظيت بعناية كبيرة في كل مراحلها، وأقبل الناس عليه محبةً وثقة في اللجنة التي أشرفت عليه، ومحبة لمكان صدروه حيث نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وما حولها، ولم يظهر في العالم الإسلامي ما يجاري هذه الطبعة في الجودة والإتقان وتوفر الإمكانيات المادية التي تساعد على الانتشار والمنافسة طيلة ما يقارب عشرين عاماً.
وفي الآونة الأخيرة وبعد ازدياد أعداد المسلمين في كل مكان، وثورة التواصل بين الشعوب، وكثرة المقبلين على القرآن وتلاوته وحفظه من مختلف الشعوب والطبقات زادت الحاجة إلى نسخ المصاحف، ولم يستطع مجمع الملك فهد تلبية حاجات جميع المسلمين في أنحاء العالم لأسباب كثيرة ظهرت محاولات جادة من عدد من الجهات الأهلية والدول الإسلامية لإصدار مصاحف في طبعات فاخرة، وحاولت بعض هذه الجهات الحصول على إذن طباعة النسخة التي روجعت في مجمع الملك فهد وكتبها الخطاط عثمان طه، ولكن لم يتيسر ذلك لرأيٍ رآه القائمون على مجمع الملك فهد، مما اضطر بعض الذين قاموا على إصدار تلك المصاحف إلى الذهاب للدار الشامية في سوريا التي تملك حقوق طباعة النسخة الأولى التي كتبها عثمان طه لهم، والتي بدأ مصحف المدينة النبوية بها أول مرة بعد إصلاحات طفيفة من قبل لجنة المصحف، وأخذوا الإذن بطباعتها.
دار مصحف أفريقيا (1)
ومِمَّن فعل ذلك دار مصحف أفريقيا التي بدأت فكرتها عام 1415هـ لتلبية حاجة المسلمين في أفريقيا وأصدرت مصحفاً انتشر الآن في القارة الأفريقية التي تتزايد حاجة أهلها للمصاحف في ظل الهجوم الشديد عليهم من قبل المنظمات التنصيرية وغيرها، وقد أصدرته برواية حفص عن عاصم وثلاث روايات أخرى، وظهر في حلة فاخرة جميلة جداً بخط عثمان طه للنسخة الأولى للدار الشامية بسوريا.
مصحف دولة الكويت (2)
كما قامت دولة الكويت بإصدار مصحف الكويت اعتماداً على طبعة دار مصحف أفريقيا أيضاً بإشراف الدكتور ياسر المزروعي في طبعة فاخرة جميلة برواية حفص عن عاصم، وبإجراء بعض التعديلات الطفيفة في بعض علامات الضبط.
مصحف قطر (3)
وأما دولة قطر فقد رأت أن تقوم بكتابة مصحف خاص بها، فاتبعت أسلوباً فريداً غير مسبوق حيث أعلنت عن مسابقة لكتابة المصحف الشريف، وتولى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) بأستانبول تركيا الإشراف على هذه المسابقة والطباعة بعد ذلك، واختير المصحف الذي خطه الخطاط السوري عبيدة بن صالح البنكي ليكون هو المصحف الذي يحمل اسم (مصحف قطر) وتَمَّ تدشينهُ مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة ليكون هو المصحف المعتمد في قطر ويُصدَّر إلى بقية العالم الإسلامي ليكون في متناول الجميع، وصدر في حُلَّةٍ فاخرةٍ ولونٍ مُميزٍ جداً، والأتراك لهم إبداعٌ وتفوق في الإخراج والتذهيب والزخرفة لا يكاد يجاريهم فيه إلا الإيرانيون، وأتوقع لهذا المصحف أن يَحتلَّ مكانةً طيبةً في العالم الإسلامي.
مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1416هـ تقريباً شرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بإصدار مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وصدرت الطبعة الأولى عام 1423هـ بإشراف لجنة علمية لهذا الغرض ضمت في عضويتها عدداً من كبار علماء الرسم والضبط والقراءات، وصدر منه حتى الآن طبعتان فاخرتان برواية حفص عن عاصم عام 1423هـ وعام 1429هـ، وقام بكتابة هذا المصحف الخطاط جمال بوستان، وأتوقع لهذا المصحف الانتشار أيضاً لما تملكه دائرة الشؤون الإسلامية بدبي من إمكانيات تتيح لها التوزيع على نطاق واسع في العالم الإسلامي، ولما تميز به المصحف من جودة الخط والإخراج.
المصحف الحسني المسبَّع بالمغرب (5)
وهذا كله في المشرق العربي، وأما في المغرب العربي فقد قامت وزارة الأوقاف المغربية بإصدار المصحف الحسني المسبع الذي أمر به ملك المغرب الحسن الثاني وأصدرته وزارة الأوقاف في حلقة فاخرة بالخط المغربي وبرواية ورش عن نافع المدني وهي الرواية المعتمدة في المغرب والجزائر وبعض الدول في المغرب العربي، وأتوقع لهذا المصحف الانتشار في المغرب وغيرها على نطاق واسع، ولا تجد هناك أي وجود لمصحف المدينة النبوية أو غيره من المصاحف المشرقية الآن لكونهم لا يقرأون بها، إلا القلة من طلاب العلم المهتمين بالقراءات ورسم المصحف.
مصحف ليبيا برواية قالون
وأصدرت ليبيا قبل ذلك طبعة للمصحف برواية قالون عن نافع المدني، وحظيت بانتشار وقبول في ليبيا ولا أكاد أجد لها وجوداً خارج ليبيا لعدم قراءة الناس بهذه القراءة في غيرها إلا طلبة العلم الذين يتتبعون روايات المصاحف المطبوعة ويحرصون على اقتنائها، وهي طبعة لا بأس بها من حيث العناية والإخراج ولكنها ليست في مستوى الطبعات السابقة. وأحسب أن هناك طبعات أخرى للمصحف في ليبيا ولكنني لم أتتبعها في هذا المقال، ولعل الزملاء من ليبيا يفيدوننا بذلك.
نظرة للمستقبل القريب
والذي دفعني إلى كتابة هذا المقال هو محاولة استشراف مستقبل (مصحف المدينة النبوية) في ظل خروج هذه الطبعات للمصحف التي حظيت بعناية علمية وفنية لا تقل عن مصحف المدينة النبوية، وهل سيبقى لمصحف المدينة النبوية تلك المكانة التي تبوأها أول صدوره.
الذي يبدو لي من خلال قراءتي للواقع أن الإقبال على مصحف المدينة النبوية خارج السعودية سوف يقل لصعوبة الحصول عليه وارتفاع ثَمنه، مما يحول بين عدد كبير من المسلمين والقدرة على شراءه، والحصول على مصحف المدينة النبوية حتى داخل السعودية فيه نوع من المشقة عندما ترغب في شراء كميات كبيرة للتوزيع، ولا يوزع إلا إهداءً للحجاج والزوار للسعودية في مواسم العبادة السنوية، ونسبة هؤلاء الحجاج والزوار لا تمثل إلا القليل من نسبة المحتاجين للمصحف، وهذا على مستوى القراء المنتفعين بالمصحف.
وهناك مستوى آخر وهو مستوى المستفيدين من طبعة مصحف المدينة النبوية في الأعمال العلمية التجارية وغيرها، فإِنَّ تشدد مجمع الملك فهد في منح الإذن باستخدام طبعته في عدد من الجهات التي ترغب في طباعة المصحف ونشره أضعف انتشار هذه الطبعة التي حظيت بعناية ممتازة، مما اضطر تلك الجهات - ولا يزال - إلى العودة للطبعة التي نشرتها الدار الشامية في سوريا لشراء نسخة منها والطباعة بناء عليها، سواء كانت تلك المشروعات طباعة مصاحف فقط، أم طباعة تفاسير مختصرة على حاشية المصحف، وبقيت طبعة مجمع الملك فهد خاصةً بِالمُجمع وبِما يُصدره من إصدارات مثل التفسير الميسر وغيره، وليت القائمين على مجمع الملك فهد نظروا للأمر من زاويةٍ أخرى وهي خدمة القرآن نفسه، وإتاحة انتشار واعتماد طبعتهم في كل المشروعات التي تصدر لخدمة القرآن حول العالم، ولو كنت مكان المسئولين في مجمع الملك فهد لأعطيت من يطلبني الإذنَ باستخدام طبعة المُجمع مكافأةً ماليةً لاستخدامه لطبعة المُجمع في مشروعه وشجعته بدل المنع من ذلك وملاحقة كل من يستخدم هذه الطبعة في أعماله التجارية، واضطرارهم للبحث عن النسخ القديْمة هنا وهناك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فإِنَّني أقترح على القائمين على مصحف قطر - إن أرادوا أن ينتشر مصحف قطر - أن يَمنحوا إذناً مفتوحاً لكلِّ راغبٍ في عمل مشروع يخدم القرآن الكريم ويحتاج إلى استخدام النص القرآني كاملاً أو جزء منه كالتفاسير المختصرة وغيرها، وسيكون ذلك كفيلاً بانتشار هذه الطبعة القطرية على نطاق واسع وخدمتها.
إنَّ سياسة حفظ الحقوق - في نظري - لا تصلح في كل المشروعات، ومشروع طباعة المصحف من تلك المشروعات التي ينبغي إتاحة حقوقها لكل مخلص يرغب في خدمة القرآن وطلابه، وسيكون هذا أدعى لانتشار الطبعات الموثوقة وإقبال الناس عليها، وتوحيد الرسم والخط بين أيديهم.
وأنا أتساءل عن الضرر الذي يلحق مجمع الملك فهد عندما يأذن باستخدام طبعته للمصحف في كل مشروعات خدمة القرآن؟ فالخطاط أخذ حقوقه كاملة من المجمع، والمجمع جهة حكومية أنشأها خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لتتيح المصحف لجميع المسلمين، ولم يكن الربح من أهداف المجمع عند إنشائه حتى اليوم، فلماذا لا يأذن المجمع إذناً مفتوحاً لكل المشروعات القرآنية التي تحتاج إلى استخدام نص المصحف كاملاً بذلك، ولا بأس من استئذان المجمع في ذلك. وسيكون في ذلك نشر لهذه الطبعة، وانتشار واسع لها لما يكنه الناس لهذه الطبعة من حب وتقدير وثقة لا يحظى به غيرها.
أرجو أن يجد هذا النداء قبولاً لدى الإخوة في مُجمّع الملك فهد، وفقهم الله وتقبل من كل مخلص جهده وبذله في سبيل خدمة القرآن والمسلمين.
الرياض في 26/ 6/1431هـ
ـــ الحواشي ــ:
(1) كتبت تعريفاً بهذا المصحف تجده في موضوع مصحف أفريقيا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=32382#post32382)
(2) نشر أخي المساهم جزءاً من هذا المصحف وتعريفاً به في موضوع مصحف دولة الكويت ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19054) .
(3) تجد تعريفاً بالمصحف في موضوع إضاءات حول مصحف قطر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101260) .
(4) سبق التعريف بالمصحف في موضوع لمحة موجزة عن مشروع طباعة مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بالإمارات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=47553)، ويمكن الاطلاع على هذا المصحف كاملاً بصيغة PDF من خلال هذا الرابط مصحف الشيخ مكتوم بن راشد رحمه الله ( http://www.iacad.gov.ae/AR/Pages/MushafMaktoom.aspx).
(5) سبق أن قام شيخنا الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله بالتعريف بهذا المصحف في موضوعه المصحف الشريف الحسني المسبع ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=11102)
ـ[سامي الحسيني]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:51 ص]ـ
مقال في الصميم , نتمنى أن يجد له آذناً مصغية ..
ـ[التواقة]ــــــــ[09 Jun 2010, 01:36 م]ـ
وأنا أتساءل عن الضرر الذي يلحق مجمع الملك فهد عندما يأذن باستخدام طبعته للمصحف في كل مشروعات خدمة القرآن؟ فالخطاط أخذ حقوقه كاملة من المجمع، والمجمع جهة حكومية أنشأها خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لتتيح المصحف لجميع المسلمين، ولم يكن الربح من أهداف المجمع عند إنشائه حتى اليوم، فلماذا لا يأذن المجمع إذناً مفتوحاً لكل المشروعات القرآنية التي تحتاج إلى استخدام نص المصحف كاملاً بذلك، ولا بأس من استئذان المجمع في ذلك. وسيكون في ذلك نشر لهذه الطبعة، وانتشار واسع لها لما يكنه الناس لهذه الطبعة من حب وتقدير وثقة لا يحظى به غيرها.
وأنا معك يا دكتور فالغريب في الأمر أن المجمع جهة حكومية ولا تكاد ترى له عناية بقضية التوزيع الخيري ليس فقط في المصحف وإنما في كافة إصداراته فتخيل مثلا أنك ترغب باعتماد التفسير الميسر كمنهج في دور القرآن ولا أقول في الجامعات أو أنك ترغب بتوزيعه إهداء على معلمات القرآن خارج المملكة أو داخلها سيتعذر ذلك إطلاقا فنحن في السعودية نكاد نحصل بالصعوبة البالغة على التفسير الميسر وغيرها وما يضير المجمع لو استجاب لرغبات المسلمين وراعى الظروف المادية الصعبة لدور القرآن.
هذه دعوة أطلقتها شيخنا الفاضل أتمنى أن تصل فحينما تأتي المراجعة من الكبار أمثالكم يسمع لها أو على الأقل تحدث صدى.
شيخنا الفاضل: كم أتمنى أن تستضيف الأفاضل الفضلاء القائمين على مجمع الملك فهد في برنامج التفسيرالمباشر بعد عودته (نسأل الله أن يعجل بعودته) وتضع بين أيديهم هذه التساؤلات وكذا تساؤلات الجمهور من المسلمين _ وبجعبتهم الكثير _ في حلقة مباشرة ستكون ممتعة للمسلمين كلهم.
ولو كنت مكان المسئولين في مجمع الملك فهد لأعطيت من يطلبني الإذنَ باستخدام طبعة المُجمع مكافأةً ماليةً لاستخدامه لطبعة المُجمع في مشروعه وشجعته بدل المنع من ذلك وملاحقة كل من يستخدم هذه الطبعة في أعماله التجارية، واضطرارهم للبحث عن النسخ القديْمة هنا وهناك.
فكرة جميييييييييييييلة من قرائح العلماء الكبار الذين سادوا بأخلاقهم قبل علمهم وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الحسني]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على المقال الرائع، والذي استعرضت فيه بصيغة موجزة أهم طبعات المصحف الشريف في العالم الاسلامي، وأما من ناحية عزوف المجمع عن منح اذن طباعة للجهات التي تطلبه فأنا مع مجمع الملك فهد في ذلك، وذلك حفاظاً على سلامة النص القرآني والذي طالما بذل المجمع فيه كثير من الامكانيات البشرية والعلمية والمادية حتى خرج بهذه الصورة، لذلك تجد مصحف المدينة يندر أن تجد فيه أخطاء مطبعية والتي تكاد لا تخلو منها طبعات المصاحف الأخرى، وقد سمعت عن أحد المسؤولين في المجمع أن هناك اقتراح بقيام المجمع بمراجعة طبعات المصاحف المنتشرة في العالم الاسلامي ومنحها إذن طباعة ولكن تم رد ذلك لسبب أن هذا خارج عن سيطرة المجمع وفوق طاقة العاملين به لازدياد الطبعات المنتشرة يوم بعد يوم ....
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[09 Jun 2010, 03:10 م]ـ
سبحان الله العظيم،
كنا في بلاد الشام نبحث عن مصحف المدينة بشكل حثيث ويا فرحتك إذا وجدت هذا المصحف في المسجد فتقرأ فيه بشعور من الغبطة والسعادة - حيث أنه من شبه المستحيل - وجوده خارج المساجد حيث أن المكتبات تعتمد على غيره من المصاحف - من الناحية التجارية - حيث أن سعره ربما يصل لضعف غيره من طبعات الشام!! و مع ذلك تراه يجبى فقط من المكتبات التي يحضره أصحابها من المدينة في اوقات الحج و العمرة و يبيعونه بثمن مضاعف!!!
فأصبحت المصاحف الأخرى فيها غنية عن تكلف البحث عنه خصوصا بعد نزوله بالرسم الجديد غير المألوف، وبالذات عند الحفاظ ومن يريد مراجعة حفظه على ما استقر عنده من الرسم القديم!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون
أمنيتي أن يعود رسم المصحف إلى القديم - المعتمد عند غيره من المصاحف - و أن يبتغى الأجر في توفيره بأسعار معقولة ناهيك عن توفيره أصلا في بلاد المسلمين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Jun 2010, 04:38 م]ـ
فأصبحت المصاحف الأخرى فيها غنية عن تكلف البحث عنه خصوصا بعد نزوله بالرسم الجديد غير المألوف، وبالذات عند الحفاظ ومن يريد مراجعة حفظه على ما استقر عنده من الرسم القديم!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون
أمنيتي أن يعود رسم المصحف إلى القديم - المعتمد عند غيره من المصاحف - و أن يبتغى الأجر في توفيره بأسعار معقولة ناهيك عن توفيره أصلا في بلاد المسلمين
أمر مؤسف حقاً، ولا أدري لم غير الرسم وهل الدوافع كانت وجيهة؟! ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 05:57 م]ـ
شكراً للزملاء الفضلاء الذين علقوا على الموضوع سامي الحسيني والأخت التواقة وأسأل الله لهم التوفيق
وأما من ناحية عزوف المجمع عن منح اذن طباعة للجهات التي تطلبه فأنا مع مجمع الملك فهد في ذلك، وذلك حفاظاً على سلامة النص القرآني والذي طالما بذل المجمع فيه كثير من الامكانيات البشرية والعلمية والمادية حتى خرج بهذه الصورة، لذلك تجد مصحف المدينة يندر أن تجد فيه أخطاء مطبعية والتي تكاد لا تخلو منها طبعات المصاحف الأخرى، وقد سمعت عن أحد المسؤولين في المجمع أن هناك اقتراح بقيام المجمع بمراجعة طبعات المصاحف المنتشرة في العالم الاسلامي ومنحها إذن طباعة ولكن تم رد ذلك لسبب أن هذا خارج عن سيطرة المجمع وفوق طاقة العاملين به لازدياد الطبعات المنتشرة يوم بعد يوم ....
حياك الله يا أبا عمر وأخشى أن لا يكون كلامي مفهوماً بدقة، فمنح الإذن باستخدام الطبعة الخاصة بالمجمع لن يغير في المصحف موضع علامة ولا حرف، بل سيصور بنفس هيئته، وهذا أدعى لأن تكون كل الطبعات واحدة بنفس الخط، وليس مقصودي أن يكون المجمع جهة رقابية على طباعة المصاحف في العالم تراجع ما يكتبون ويَخُطُّون فما ينبغي لهم وما يستطيعون.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[09 Jun 2010, 06:32 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهريدار مصحف أفريقيا (1)
ومِمَّن فعل ذلك دار مصحف أفريقيا التي بدأت فكرتها عام 1415هـ لتلبية حاجة المسلمين في أفريقيا وأصدرت مصحفاً انتشر الآن في القارة الأفريقية التي تتزايد حاجة أهلها للمصاحف في ظل الهجوم الشديد عليهم من قبل المنظمات التنصيرية وغيرها، وقد أصدرته برواية حفص عن عاصم وثلاث روايات أخرى، وظهر في حلة فاخرة جميلة جداً بخط عثمان طه للنسخة الأولى للدار الشامية بسوريا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل الشهري أشكر لك هذا الجهد الطيب النافع بإذن الله، ولي معك مشاركة بالنسبة لمصحف افريقيا المطبوع برواية حفص له ثلاث مقاسات (صغير- للجيب، ومتوسط - ما يسمى بالكف، وكبير) ومما يلاحظ في هذا المصحف هو أن الدار عندما طبعت المصحف قسمت الأرباع فيه على ما يوافق مصحف (الدوري) أما بالنسبة لمصحف (الدوري) وهي الرواية المشهورة عندنا في البلاد جودته أقل من المصحف المطبوع برواية حفص من حيث الخط والضبط فهو أشبه بخط اليد العادي، وكانت عندي نسخة أهديتها أحد الإخوة المغاربة، ولا أظن هذا المصحف يقارن بالمصحف المطبوع بمجمع الملك فهد المطبوع بنفس الرواية، جزاهم الله خيراً على ما يقومون به من جهد في خدمة كتاب الله
بارك الله فيكم وفي جهودكم ودمتم في حفظ الله ورعايته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:03 م]ـ
شكر الله للأخ الدكتور عبد الرحمن جهوده الطيبة
فهذا الموضوع الطيب تطرق إلى ذكر كثير من الجهود المعاصرة في خدمة طباعة المصحف الشريف
وهناك طبعات محلية في كثير من الدول أيضاً حبذا لو كُتب لها أن تنتشر وتلقى الدعم، منها على سبيل المثال: مصحف بروناي الذي
طبعته حكومة بروناي، وأنفقت عليه كثيراً من المال، وخرج في طبعةٍ أنيقة ممتازة، وكذلك مصحف بيت المقدس الذي أمر بطبعه جلالة المغفور له الملك حسين، وأشرفت عليه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن: وقد شرفت بأن كنت عضواً في لجنة طباعة هذا المصحف، وكذلك كان فضيلة الدكتور أحمد شكري، والدكتور محمد عصام القضاة، ومجموعة من المتخصصين في القراءات والتفسير وعلوم القرآن. وهذا المصحف طُبع بثلاثة أحجام، أصغرها مقاسه 17×24.
وليت أحد الباحثين يتتبع جميع طبعات المصاحف، في سائر البلاد، خاصة أن هناك طبعات في الباكستان، وتركيا وألمانيا وغيرها ..
من جهة أخرى: أؤيد ما اقترحه أخي د. عبد الرحمن من أهمية أن يأذن مجمع الملك فهد لجهات متعددة باعتماد طبعاته، ليسهل انتشارها وتداولها، لا سيما وأن ملايين المسلمين في شتى الأصقاع محتاجون أن تصل إليهم المصاحف، وأكثرهم لا يعدلون بطبعة مصحف المدينة النبوية أي طبعةٍ أخرى. وهناك ألوف المحسنين يرغبون في شراء كميات كبيرة من المصاحف وشحنها إلى الجاليات المسلمة في سائر البلدان.
المسلمون لديهم أموال طائلة، وكثير منهم يبحثون عن وجوه الخير والبر، فلم لا تُفتح لهم هذه الأبواب والوجوه ليقدموا ويبذلوا.
وليس الأمر قاصراً على النص القرآني، بل المطلوب جهود مكثفة في ترجمة معاني القرآن الكريم، وبعض تفاسيره المعتمدة، ليفهم الناس كتاب الله تعالى بشتى ألسنتهم ولغاتهم.
وإذا علمنا أن الإنجيل قد تُرجم إلى أكثر من ألف لغة، وكثير منها لغات محلية لقبائل وتجمعات صغيرة، وبُذل في خدمته مليارات الدولارات. أيعجز المسلمون أن يبذلوا في سبيل تبليغ هذا القرآن العظيم الذي قال الله تعالى في وصفه:
(إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين).
شكر الله لك يا د. عبد الرحمن، ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:34 م]ـ
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:31 م]ـ
بارك الله فيكم د. عبد الرحمن , أذكر أن أحد الأخوة في ليبيا طلب مني أن أعطيه مصحفي وهو مصحف المدينة كنت أحضرته من الأردن , فأهديته إياه فأهداني مصحف الجماهيرية وهو برواية قالون عن نافع المدني, وهو عندي الآن , كم عز علي أن أعطيه المصحف وكم فرحت بما أعطاني , ولكني حتى اليوم اذا وجدت مصحف المدينة لا اخذ غيره لأني تعودت عليه وأصبحت احفظ مكان الآيات والكلمات.
وأقترح أن يطبع على المصاحف التي توزع مجانا ما يشير الى عدم تخصيصها للبيع , وأن يعلم الناس أن المصحف يشترى ولا يباع وما ذكره الأخ عبد الرحمن أمر غريب لمن دفع ماله للحج ثم باع المصحف بدراهم معدودة, فلوكان محتاجا لتلك الدراهم لما كان قد وجب عليه الحج!!!.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 Jun 2010, 11:50 ص]ـ
شكر الله لمشرفنا المبارك هذا المقال حول المصاحف المطبوعة المتداولة في العالم الإسلامي، وأحبُّ أن أضيف على ما ذكره الشيخ عبد الرَّحمن الشهري، وما أضافه الشيخ أحمد القضاة - وفقهما الله -.
وهو مصحف اليمن السعيد
وأذكر بعضاً مما جاء في قرار لجنة المصحف حيث قالوا:
وأسندت مهمة شرف طباعة المصحف الكريم لشركة الصناعات المتنوعة بتعز بالجمهورية اليمنية، وتحت إشراف فريق فني متخصص لنيل الأجر في المشاركة في إخراج الطبعة السَّابعة بشكل متميز وفريد.
وها قد تمَّ طبع القرآن الكريم كاملاً بالصورة التي ترونها، ولقد راجعنا مصاحف عدَّة طبعت في دمشق وبيروت والأزهر الشريف والمدينة المنورة فوقع الاختيار على مصحف المدينة المنورة فنسجنا على منواله كونه قد نال شهرة واسعة وجودة وإتقاناً ومراجعة إذ قام بمراجعته عدد كبير من ذوي الخبرات العالية في التحقيق والتصحيح، ومن المتبحرين في علوم القرآن وأصوله، ولقد رأينا أن يسمَّى هذا المصحف: مصحف اليمن السعيد ............................ الخ
هيئة العلماء
الشيخ ناصر محمد الشَّيباني
السيِّد محمد بن يحيى مطهر
الشَّيخ عبد الرَّحمن قحطان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:43 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،،
لست مخالفاً ولاموافقاً للموضوع ولكن أضيف للتذكير:
بدء المجمع خطوة عظيمة قد تسمى الجمع الثالث للقرآن وهو الطباعة بالروايات المتواترة.
بدء أيضاً بتسجيل الروايات المتواترة.
بدء بطباعة كتب متعلقة بالقرآن كالإتقان والفتاوى وغيرها.
المجمع تديره شركة عن طريق مناقصة وأظنها الآن سعودي أوجيه.
هذا في ظني يبقى العمل في الطليعة ويفتح أبواب على نحو: سيروا كما سارو لتجنوا ما جنو ...
والله الموفق.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[11 Jun 2010, 06:04 ص]ـ
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية
أخي د. يحيى
ما دام لديك التصور التفصيلي فأرجو أن تبدأ، لأن مثل هذا المشروع جدير أن يقوم وستجد منا ومن غيرنا كل الدعم والتأييد
كثير من الناس يبحثون عن أبواب الخير، وبدلاً من أن تبقى الجهود مفرقةً موزعة حبذا لو تم تنظيمها بصورة مريحة.
هناك كثيرون ليسوا من الأغنياء، ولكن كل منهم مستعد أن يقدم من يسير ماله ما يغطي نفقة مئة مصحف أو مئتين أو أكثر أو أقل، وهؤلاء كثيرون جداً، ويمكن تشجيع آخرين أيضاً. فإذا أضيف إلى ذلك جهود وإنفاق بعض الأغنياء سيكون جزء كبير من المشروع قد اكتمل بإذن الله.
فسر على بركة الله، وأنا شخصياً معك.
وأرجو أن يوقع هنا من يؤيدون الفكرة.
بوركت وجزيت خير الجزاء.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Jun 2010, 05:28 م]ـ
ما رأيكم بفكرة أن تصدر وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي قراراً بمنع بيع المصحف على الإطلاق
وأن تخصص كل وزارة وقفا خاصاً لهذا الغرض بحيث يتم توفير نسخة من المصحف لكل مسلم
يا ترى هل يعجز أصحاب الأموال والثروات فضلاً عن الدول عن تخصيص ميزانية سنوية لتتصرف في وقف لهذا الغرض
ويكون هناك منافذ في كل مدينة وفي كل مكان للحصول على نسخة من المصحف أنيقة ورائعة
إذا راقت الفكرة لكم فلدي تصور تفصيلي للخطوات العملية
فكرة موفقة ولكن ليست هناك ضرورة كبيرة لمنع بيع المصحف، ولكن وجود الوقف ممتاز بشكل كبير، وجيد أن يفتح المجال للكل فالكل يجود بما يستطيع، وأذكر أني شاركت في تنظيم أمر خيري، فقال البعض نستبعد قسم لأنهم لا يملكون المقدرة المادية القوية، فلم يوافق على ذلك، وكان القرار صائبا، فقد تبرعت هذه الفئة بكمية من المال لا تصدق.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[12 Jun 2010, 10:28 ص]ـ
وكذلك مصحف بيت المقدس الذي أمر بطبعه جلالة المغفور له الملك حسين، وأشرفت عليه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن: وقد شرفت بأن كنت عضواً في لجنة طباعة هذا المصحف، وكذلك كان فضيلة الدكتور أحمد شكري، والدكتور محمد عصام القضاة، ومجموعة من المتخصصين في القراءات والتفسير وعلوم القرآن. وهذا المصحف طُبع بثلاثة أحجام، أصغرها مقاسه 17×24.
جزاكم الله خيرا على جهودكم، لكن هذا المصحف مشكلته في رسمه أن الصفحة لا تبدأ بآية وتنتهي بآية و رسمه غير مريح للقراءة - خصوصا لمن تعود على الرسم الأول لمصحف مجمع الملك فهد و الذي اعتمدته كثير من دور النشر الشامية لاحقا -
فيا ليتكم تعتمدون هذا الرسم لتعم الفائدة في مصحف بيت المقدس
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[12 Jun 2010, 02:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعت على الموضوع الذي كتبه فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري في ملتقى أهل التفسير بعنوان:
"مستقبل (مصحف المدينة النبوية) بعد طباعة عدد من المصاحف المماثلة
فيالعالم الإسلامي"
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي توقع فيه أن الإقبال على مصحف المدينة النبوية خارج السعودية سوف يقل لصعوبة الحصول عليه وارتفاع ثَمنه كما ضمنه دعوة للقائمين على مجمع الملك فهد بإعطاء إذن بطبع مصحف المدينة للجهات التي ترغب بذلك في العالم خدمة للقرآن الكريم ونشره على أوسع نطاق، لما امتاز به مصحف المدينة النبوية من التدقيق والإخراج الجميل، وحاز مكانة عالية في نفوس المسلمين في العالم، منذ صدوره إلى اليوم.
ولا شك في أن للقائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رأيهم في موضوع المقال الذي تفضل بتسطيره الدكتور عبد الرحمن، وهم أولى ببيان سياسة المجمع والإجابة على ما ورد في هذا المقال، وأنا أقدر للدكتور عبد الرحمن مبادرته إلى الكتابة في هذا الموضوع، وحرصه على أن تظل لمصحف المدينة النبوية مكانته التي حظي بها من يوم صدوره، كما أشكر لأخي الدكتور عبد الرحمن لفت نظري إلى المقال ورغبته في التعليق عليه.
ولعل من حسن التوفيق أني كنت في اليوم الذي نشر فيه الدكتور عبد الرحمن مقاله في الملتقى في زيارة مجمع الملك فهد - الأربعاء 9/ 6/2010م - أستمع إلى شرح عن نشاط المجمع في خدمة القرآن الكريم والمصحف الشريف من الأستاذ صالح الحسين مدير عام العلاقات في المجمع، ضِمْنَ وفد الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الذين حضروا المؤتمر العلمي الأول للهيئة في جدة، ونَظَّمَتْ لهم الهيئة زيارة للمدينة المنورة بعد انتهاء أعمال المؤتمر، وكان مما ذكره الأستاذ صالح في إجابته على سؤال لأحد الإخوة في الوفد عن مدى تعاون المجمع مع الجهات التي تقوم بنشر المصحف في العالم: أن المجمع يتعاون مع كل الجهات التي تستشيره في المسائل العلمية المتعلقة بالمصحف، وأنه مستعد للتعاون معها في خدمة القرآن الكريم، ولكن المجمع لا يريد أن ينصب نفسه (زعيماً) على تلك الجهات، لأن القائمين على المجمع يعتقدون أن مسؤولية خدمة المصحف هي مسؤولية جميع المسلمين وليست خاصة بالمجمع، وأن المجمع بكل ما تهيأ له من موارد مالية وطاقات علمية لا يمكن أن يغطي حاجة العالم الإسلامي من المصاحف، علماً أنه يطبع سنوياً بحدود عشرة ملايين نسخة من المصحف.
وإذا كان هذا هو موقف مجمع الملك فهد من تعدد جهات طباعة المصحف في العالم الإسلامي اليوم، وتلك إمكاناته في عدم القدرة على تلبية جميع حاجة العالم الإسلامي إلى المصاحف، فليس هناك ضير في أن تظهر مصاحف مطبوعة طبعات جديدة توفرت لها الدقة العلمية والإخراج المتقن، وليس هذا الأمر بالجديد، أعني تعددت جهات نشر المصحف، فقبل صدور مصحف المدينة النبوية كان المصحف الأميري (مصحف القاهرة) هو أكثر المصاحف شهرة في العالم الإسلامي، وتَصْدُرُ بجانبه مصاحف من جهات ودور نشر كثيرة، وكان الخطاطون في العالم الإسلامي قبل عصر الطباعة يعمل الواحد منهم على كتابة عدد من المصاحف تصل إلى العشرات تلبية لحاجة المسلمين إلى المصاحف للقراءة فيها.
أما عن مستقبل (مصحف المدينة النبوية) فإني أحسب أنه سيظل يحتل مكان الصدارة، لأسباب منها:
(1) مكانة المملكة الدينية واحتضانها الأماكن المقدسة، فيؤمها سنوياً للحج والعمرة ملايين المسلمين، ويحظى كل حاج ومعتمر بنسخة من المصحف مجاناً، بل إن من يتقدم إلى المجمع بوثيقة تثبت أنه إمام لمسجد فإنه يحظى بعدد أكبر من المصاحف.
(2) الدقة الفائقة في إخراج المصحف من ناحية الرسم، والضبط، والزخارف، مع تنوع الحجم، وكنت قد وقفت على كلام لبعض أهل الاختصاص بالخط يشيرون فيه إلى خرق قوانين الخط في بعض المواضع في مصحف المدينة، وإني، وإن كنت غير متخصص بفن الخط، أجد أن قوانين الخط إذا أدت إلى لبس في الضبط أو قلة في الوضوح فالأولى التخلي عنها، لأن المصحف ليس لوحة فنية يبرز فيها الخطاط مواهبه الفنية من غير مراعاة لوضوح الرسم ودقة الضبط (ولهذا الجانب تفصيل ليس هذا موضعه).
(3) تنوع منتجات المجمع يجعله في الصدارة في خدمة المصحف وعلوم القرآن، فإلى جانب مصحف حفص عن عاصم يُصْدِرُ المجمع مصاحف بالروايات الأخرى، وترجمات للقرآن إلى لغات الشعوب الإسلامية، واللغات العالمية، ويصدر مصاحف مسجلة صوتياً، إلى جانب مصحف المدينة للنشر الحاسوبي، والمطبوعات العلمية المتعلقة بعلوم القرآن.
(4) القدرة على الاستمرارية، فكثير من المشاريع تبدأ قوية لكن تقدم السنين يضعفها وقد ينتهي بها الأمر إلى الزوال، ومجمع الملك فهد قد أثبتت السنين قدرته على الاستمرار والتوسع في الإنتاج وتحسينه وتنويعه.
ومع كل هذا فإن أؤيد ما ذهب إليه الدكتور عبد الرحمن وفقه الله إلى الحاجة إلى سهولة الحصول على منتجات المجمع من المصاحف وغيرها، من خلال:
1. تعدد منافذ التوزيع في المملكة وخارجها.
2. تخفيض أسعار المطبوعات.
3. زيادة عدد المطبوع من الكتب العلمية التي يتبنى المجمع طباعتها، حتى لا تنفد نسخها في السنة الأولى لنشرها.
وفي مناسبة الحديث عن مستقبل مصحف المدينة أتمنى أن يزداد التعاون بين الجهات التي تتولى نشر المصاحف، لتبادل الخبرات وتكاملها، وأن يكون رائد الجميع خدمة القرآن الكريم والرغبة في ما عند الله سبحانه في الآخرة، وليس التنافس على تحقيق مواقع في الساحة في هذه الدنيا، ولعل مستقبل الأيام يشهد ميلاد الهيئة العالمية لطباعة المصحف الشريف، لِتُحَقِّقَ التنسيق بين الجهات التي تضطلع بطباعة المصحف، وتكون مرجعية علمية في هذا الميدان، وآمل أن يكون:
"مُلْتقى مجمع الملك فهد لأشهر خَطَّاطي المصحفِ الشَّريف في العالم"
الذي سيعقد في مجمع الملك فهد في العام القادم نواة لتلك الهيئة، والله ولي التوفيق.
د. غانم قدوري الحمد
أستاذ في جامعة تكريت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Jun 2010, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أود منذ أن صدر هذا المقال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن أن أعلق عليه من ساعته. ولكنني آثرت أن أنتظر حتى يدلي الجميع بما لديهم من اقتراحات وتوجيهات.
وبعد أن علّق من أراد على هذا الموضوع الهام وقرأه بما يزيد عن 425 أخاً في الله فإني أضع هذه الملاحظات التي أظنها مهمة لنجاح أي عمل ناهيك أن يكون هذا العمل يخص أشرف كتاب على الإطلاق ويحوي أعظم كلام. وهو كلام الله عز وجل:
1 - لطباعة أي مصحف لا بد أن يستشار أهل العلم في القراءات وعلم التجويد فيُختار منهم ما يكفي من أجل وضع علامات الوقف والابتداء والتي هي اجتهادية وليست توقيفية. فالملاحظ بأن مصحف المدينة يفتقر الى هذا الجهد المشترك وأقصد علماء خارج المملكة العربية السعودية. وأظن أنه لا يعيب المملكة أن تشرك علماء القراءات في الشام وأفريقية وغيرها من دول العالم ليكون جهداً دولياً ليس فيه أي اجتهاد خارج عن جمهور العلماء أو أن يكون فيه رأي مرجوح وليس راجح.
2 - الناظر والمدقق لمصحف المدينة يرى بعض علامات وقف زائدة لا حاجة لها. ويرى بالمقابل أماكن يفضل أن يكون بها علامات وقف لحاجة المعنى لها ولكنها لم توضع. علماً بأن كثيراً من الناس يظنون أن الإلتزام بعلامات الوقف واجبة مقدسة لا موضع للإجتهاد فيها.
3 - لم يراعي مصحف المدينة بعض وقفات جبريل المجمع على بعضها. ولم يقف أيضاً ولم يعتمد ما في بعض هذه الوقفات من خلاف.
4 - إن مصحف المدينة لم يراعي قول الجمهور ورأي أكثر أهل العلم بالنسبة لما هو مدني وما هو مكي من سور القرآن فمثلاً فقد اعتبر سورة الرحمن مدنية رغم أن جمهور العلماء من المفسرين قالوا عنها مكية. وكذلك سورة الحج والرعد والفلق فلم يراعي أكثر أهل العلم قولاً لتلك السور وشبيهاتها.
5 - إن الدعوة للسماح بإعطاء إذن بطبع مصحف المدينة للجهات التي ترغب بذلك في العالم كما يطالب الدكتور عبد الرحمن وغيره من أهل العلم الأفاضل دعوة جيدة إذا عملت العربية السعودية على تنقيح الطبعة الحالية من كل ما ذكرناه آنفاً وما يعرفه أهل الإختصاص في هذا الشأن أكثر مني فيكون بذلك عمل جماعي رائع يوحد المصحف وينشره في كل بقاع الدنيا من غير وجل ولا خوف.
6 - نحن نعلم أن هذه النقاط لم تصل الى حد الخطأ ولن تصله بعون الله. ولكن ذلك لا يعني أن لا نتحرى الدقة المتناهية بالعمل القرآني للوصول فيه الى أعلى مراتب الإجادة والصحة.
هذه بعض النقاط التي أظنها مهمة. ولا أدري هل تداركتها المصاحف الجديدة أم بقيت كما في مصحف المدينة. وهل استئثار بعض الدول في الإستقلالية لطباعة تلك المصاحف هو عمل مقصود فيه تلك المحدودية والاستئثار؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه عمل وقفي مأجور يتطلب فعله الاستئثار بالأجر كما هو الاستئثار أيضاً بالفقه والإجتهاد؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Jun 2010, 08:13 ص]ـ
ولئن أحياني الله تعالى فإن سوف أضع مشاركة خاصة بتلك الملاحظات وأمثلة عليها. والإشارة الى بعض الوقفات وأمور أخرى. بعد أن أقوم بمراجعة المصحف كاملاً. والحمد لله رب العالمين
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 Jun 2010, 02:31 م]ـ
1 - لطباعة أي مصحف لا بد أن يستشار أهل العلم في القراءات وعلم التجويد فيُختار منهم ما يكفي من أجل وضع علامات الوقف والابتداء والتي هي اجتهادية وليست توقيفية. فالملاحظ بأن مصحف المدينة يفتقر الى هذا الجهد المشترك وأقصد علماء خارج المملكة العربية السعودية. وأظن أنه لا يعيب المملكة أن تشرك علماء القراءات في الشام وأفريقية وغيرها من دول العالم ليكون جهداً دولياً ليس فيه أي اجتهاد خارج عن جمهور العلماء أو أن يكون فيه رأي مرجوح وليس راجح.
وكذلك يفعل المجمع، فقسم مراقبة النص فيه ما يصل إلى ثلاثين عضوا، وهم من المتخصصين في القراءات والرسم والضبط وعد الآي والوقوف، وكثير منهم من خارج المملكة، فمنهم الشيخ محمد تميم الزعبي من الشام، والشيخ عبد الرافع رضوان، والشيخ عبد الحكيم خاطر، والشيخ أبي رواش، والشيخ فتحي رمضان، وشيخي في العشر الشيخ فرج راتب، والشيخ جمال، والشيخ رشاد، وهؤلاء كلهم من مصر، ومنهم بعض الشيوخ من موريتانيا، ولا أذكر أسماءهم الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء وغيرهم ممن لم أذكرهم هم شيوخ القراءات في المسجد النبوي.
ولا بد أن تعلم يا أستاذ تيسير أن المجمع يحث كل من لديه اقتراح أو ملاحظة أو توجيه أن يزوده بها، وكلما أصدر طبعة جديدة ضمنها مجموعة من التغييرات يظهر للقائمين على مراقبة النص القيام بها، فلعلك تزورهم هناك أو تراسلهم بما عندك من ملاحظات، وإذا أقنعتهم بجدواها فلن يجدوا أي غضاضة في الأخذ بها إن شاء الله.
دمتم موفقين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Jun 2010, 04:32 م]ـ
وكذلك يفعل المجمع، فقسم مراقبة النص فيه ما يصل إلى ثلاثين عظوا، وهم من المتخصصين في القراءات والرسم والبط وعد الآي والوقوف، وكثير منهم من خارج المملكة، فمنهم الشيخ محمد تميم الزعبي من الشام، والشيخ عبد الرافع رضوان، والشيخ عبد الحكيم خاطر، والشيخ أبي رواش، والشيخ فتحي رمضان، وشيخي في العشر الشيخ فرج راتب، والشيخ جمال، والشيخ رشاد، وهؤلاء كلهم من مصر، ومنهم بعض الشيوخ من موريتانيا، ولا أذكر أسماءهم الآن.
وهؤلاء وغيرهم ممن لم أذكرهم هم شيوخ القراءات في المسجد النبوي.
ولا بد أن تعلم يا أستاذ تيسير أن المجمع يحث كل من لديه اقتراح أو ملاحظة أو توجيه أن يزوده بها، وكلما أصدر طبعة جديدة ضمنها مجموعة من التغييرات يظهر للقائمين على مراقبة النص القيام بها، فلعلك تزورهم هناك أو تراسلهم بما عندك من ملاحظات، وإذا أقنعتهم بجدواها فلن يجدوا أي غضاضة في الأخذ بها إن شاء الله.
دمتم موفقين
أخي الاستاذ أيت عمران أدامه الله
لقد كتبت في مشاركتي خمسة ملاحظات حول مصحف المدينة. وقد وعدت أيضاً أن أعود الى بعضها بشيء من التفصيل. وقد ناقشت مشكوراً واحداً منها بارك الله بك وشكراً لاهتمامك.
أما بالنسبة الى اللجنة فإني أعلم أن فيها كثير من جهابذة العلم الذين هم فوق الرأس والعين. وقد اطلعت على جميع اسمائهم. وما قصدته في ملاحظتي هو أن يكون هناك شبه مؤتمر يدعى اليه كثير من العلماء الأفاضل خارج ممن يعملون في العربية السعودية. فأنا أعتقد أن جلّ تلك اللجنة هي من داخل المملكة حتى ولو كانوا من أصول شامية أو مصرية. وعلى كل حال العبرة ليست بالعدد بقدر ما هي في زيادة قوة الملاحظة وتحري الدقة المتناهية وخاصة في مسألة الوقف والابتداء أو علامات الوقوف.وإذا أحببت سأسوق اليك مثالاً واحداً يدور الآن في ذهني وهو في قوله تعالى في سورة النساء:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ (ج) انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ (م) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)
لاحظ هذه الآية في مصحف المدينة هناك علامة لجواز الوقف على رأس كلمة ثلاثة. وهناك علامة وقف لازم على رأس كلمة ولد. انظر وحاول أن تجد سبب وعلّة الوقف اللازم عند ولد تجد أن السبب في ذلك هي مخافة الاستمرار في القراءة فيكون بذلك قد اختلّ المعنى بشكل كبير. يوهم السامع أن له ولد بين السموات والارض حاشا لله تعالى أن يكون له ولد. أو أن يقف القاريء مباشرة على الكلمة التي تلي ولد كأن يقرأ: (سبحانه أن يكون له ولد له) فيكون كذلك قد دخل اللبس الى المعنى. فإذاً فإن الاجتهاد في وضع علامة وقف لازم عند ذلك الموقع اجتهاد صائب لا غبار عليه.
ولكن لنعد الى نفس الآية في موضع آخر وهو قوله تعالى (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ). لقد وُضعت علامة وقف جائز عند رأس كلمة ثلاثة. ولكن لو افترضنا أن القاري استمر في القراءة وتوقف عند كلمة انتهوا فقال دفعة واحدة (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا) ألا تلاحظ أن المعنى أيضاً قد اختل يشكل أسوأ من الموقع السابق؟؟ فالمعنى يدل الآن أن الثلاثة قد انتهوا بالموت أو غيره ولم تفيد فعل الأمر كما هو مراد من المعنى الحقيقي. . لقد اكتفى مصحف المدينة بوضع علامة وقف الجائز. وذلك يجعلنا نطالب بإعادة النظر في علامات الوقف مرة أخرى لأنها اجتهادية قابلة للنقد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Jun 2010, 04:41 م]ـ
أما بالنسبة لزيارتي فسوف تكون قريبة بإذن الله تعالى وسوف أعطيهم كل ما لدي من ملاحظات وجزاك الله خيراً على هذه اللفتة التي لم أكن أفكر بها. رغم زياراتي الكثيرة الى المجمع في كل عام مرة على الأقل.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 Jun 2010, 04:56 م]ـ
بارك الله فيه يا ستاذ تيسير، وأخبرك أني لا علاقة لي بالمجمع غير محبته وحرصي على اقتناء كل ما يصدر عنه.
ولكن لنعد الى نفس الآية في موضع آخر وهو قوله تعالى (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ). لقد وُضعت علامة وقف جائز عند رأس كلمة ثلاثة. ولكن لو افترضنا أن القاري استمر في القراءة وتوقف عند كلمة انتهوا فقال دفعة واحدة (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا) ألا تلاحظ أن المعنى أيضاً قد اختل يشكل أسوأ من الموقع السابق؟؟ فالمعنى يدل الآن أن الثلاثة قد انتهوا بالموت أو غيره ولم تفيد فعل الأمر كما هو مراد من المعنى الحقيقي. .
لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Jun 2010, 06:19 م]ـ
(اقتباس) لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم
أخي الكريم يجوز أن يكون الفعل الماضي على الصيغتين. حاول مرة أخرى وانظر الى {انتَهُوا} وأضف اليها مجموعة من الأفعال الماضية على نفس الوزن مثل اكلوا وماتوا أو طغوا ..... الخ. فلا غضاضة في جعل الهاء مضمومة وبقائها ضمن صيغة الماضي.وبارك الله بك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2010, 07:45 م]ـ
الإخوة الفضلاء الدكتور أحمد القضاة والدكتور يحيى الغوثاني والدكتور غانم قدوري الحمد وبقية الزملاء الفضلاء: جزاكم الله خيراً وتقبل منكم ما تفضلتم به وأضفتموه من إضافات علميَّة وتوجيهية مفيدة.
وقد أشار الزملاء إلى طبعات للمصحف لم أعلم بها في الأردن واليمن، وليتني أحصل على نسخة من هذه المصاحف.
والغاية من هذه الدعوة التي بنيتُ عليها مقالي حثُّ القائمين على مُجمَّع الملك فهد لمواكبة الحراك العلمي حولهم، وتلبية حاجة الراجين لبرهم، والمنتظرين لإصداراتهم التي يطول انتظارها سنين عدداً، وما هذا إلا على حد قول المتنبي:
ولم أَر في عُيوبِ النَّاسِ عَيباً كنقصِ القادرينَ على التَّمامِ
لعلمي بالإمكانيات المتاحة للمجمَّع، وأنه قادر على أن يُقدِّم أكثرَ مما يظهر للمراقبين، إلا أن يكون هناك قيود لا نعلمها تَحُدُّ من تحركِ المُجمَّع فهذا أمرٌ آخر.
وأما الملحوظات التي ذكرها أخي تيسير الغول فهي مأخوذة بعين الاعتبار من لجان المصحف في المُجمَّع، والتنوع الجغرافي للمراجعين متوفر، ووجهة نظر اللجان العلمية في علامات الضبط لها اعتبارها ووجاهتها، ويبقى الباب مفتوحاً للملحوظات العلمية الوجيهة يتقبلونها بقبول حسن كما تفضل أخي الشيخ آيت عمران بارك الله فيه.
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المصحف وغيره من المصاحف المطبوعة في أنحاء العالم إلى إتاحته بين يدي المسلمين الراغبين في تلاوته وحفظه في كل مكان.
وأما مقترح أخي الدكتور يحيى الغوثاني حول منع بيعه، وتكفل وزارات الأوقاف بطباعته وتوزيعه مجاناً فهذه أمنيَّة جَميلةٌ، ولكنَّ تحققها فيه صعوبة، والحديث في ذلك ذو شجون.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jun 2010, 05:25 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن
أرجو أن يكون لمقالكم صدى طيبًا عند أشياخنا في مجمع الملك فهد رحمه الله.
إن أي عمل من أعمال الخير نجده في هذه الأمة نفتخر به جميعًا، فهو في النهاية يرجع إلينا بالخير والنفع العميم.
وانظروا ياسادة كم انتفع فئام من الناس بمصحف الملك فؤاد، ثم بغيره من المصاحف، وقد سارت في أقطار العالم كله من غربه إلى شرقه.
والعتب الذي يوجه إلى مجمع الملك فهد عتب أُخوي من حريص يفرح بإنجازاته.
وما نعلمه عن هذا المجمع أنه مدعوم دعمًا كاملاً، لكننا لا نرى فيه التقدُّم الذي نطمح إليه، فالعاملون هم العاملون لم يزدد عددهم، مع أن المجمع مقدم على أعمال متميزة، كتحقيق لطائف الإشارات للقسطلاني.
وأرجو أن يكون مثل هذا الطرح دافعًا لأشياخنا في المجمع إلى أن يزيدوا من إنتاجهم، وأن ييسروا الحصول على مطبوعاتهم، فالناس يتشوقون لما عندهم من أعمال علمية.
وكم أتمنى لو أن المجمع يقيم لقاءًا تحاوريًا بعنوان (ماذا يريد المعتنون بالقرآن الكريم وعلومه من المجمع، وماذا يريد منهم المجمع)، ويكون لقاء مصارحة ليستفيد الطرفان من بعضهما.
وأما بشأن النداء الذي وجهه أخي عبد الرحمن حفظه الله بشأن المصحف، فإنه أمر يحتاج إلى أن ينظر فيه الأشياخ في المجمع، وأسأل الله أن يوفقهم لما يحب ويرضى.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[18 Jun 2010, 06:04 م]ـ
وقد أشار الزملاء إلى طبعات للمصحف لم أعلم بها في الأردن، وليتني أحصل على نسخة من هذه المصاحف
قريبا بإذن ستحصل على نسخة منه وفقك الله لكل خير يادكتور عبدالرحمن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:47 ص]ـ
أخي الدكتور مساعد الطيار: أشكرك على تعقيبك النافع، وأرجو أن يوفق الله القائمين على المجمع لكل خير، وحرصي على تميز المُجمَّع هو الذي دفعني للكتابة والنقاش.
أختي الكريمة المعتزة بالله: أشكرك على حرصك، وأسأل الله أن يتقبل منك.
ـ[أبوعامر]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:26 م]ـ
المجمع تديره شركة عن طريق مناقصة وأظنها الآن سعودي أوجيه.
نعم (سعودي أوجيه) منذ تأسيس المجمع وهي المسؤولة عن المطابع.
http://www.saudioger.com/business_printing.html
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:01 م]ـ
(اقتباس) لا حظ يا أخي الفرق بين فعل الأمر {انتَهُوا} والفعل الماضي (انتَهَوا) فلا لبس في نظري والله أعلم
أخي الكريم يجوز أن يكون الفعل الماضي على الصيغتين. حاول مرة أخرى وانظر الى {انتَهُوا} وأضف اليها مجموعة من الأفعال الماضية على نفس الوزن مثل اكلوا وماتوا أو طغوا ..... الخ. فلا غضاضة في جعل الهاء مضمومة وبقائها ضمن صيغة الماضي.وبارك الله بك.
الأخ الكريم تيسير الغول حفظه الله
الحق أحق أن يُتبع (والأمر كما ذكر الأخ الفاضل آيت عمران)
الفعل الماضي (انتَهَوا) بفتح الهاء فقط، أما (انتَهُوا) بضم الهاء فهو فعل أمرٍ لا محالة.
لماذا؟
لاحظ الأفعال: (أَتَوا، عصَوا، بَكَوا، قَضَوا .. )، ولاحظ الأفعال: (قالُوا، كانُوا، سادُوا، راحُوا .. )
الطائفة الأولى من الأفعال الماضية كلها بفتح العين، لأنها معتلة الآخر، فقد كانت قبل اتصالها بواو الجماعة:
(أَتَى، عَصَى، بَكَى، قَضَى .. )، فحذفت هذه الألف من آخر الأفعال، مراعاةً لواو الجماعة، أما الحرف الذي قبلها فبقي مفتوحاً على حاله لم يطرأ على فتحته أي تغيير، ولا تقتضي الواو أن يُضم.
أما الطائفة الثانية من الأفعال، فالأصل: (قالَ، كانَ، سادَ، راحَ .. ) يعني صحيحة الآخر، فلما جاءت واو الجماعة اقتضى الأمر أن يبنى الفعل الماضي الصحيح الآخر على الضم ليناسب واو الجماعة.
والله أعلم.
شكراً جزيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:32 ص]ـ
شكراً لكم يا دكتور أحمد على تعقيبك العلمي وفقك الله.
وإن كانت هذه الملحوظات التي أوردها أخي تيسير خارج مسار الحديث الذي سقنا الموضوع من أجله.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:32 ص]ـ
مقال مفيد جداً بارك الله فيكم يا شيخنا.
أتفق مع الدكتور عبدالرحمن في ضرورة أن يكون لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف إعادة نظر في طريقتهم في تسويق منتجاتهم والانفتاح على الآخرين. وقد عانيت في الحصول على مطبوعاتهم ومنها المصحف بكميات للتوزيع فلقيت مشقة كبيرة مع قربي فكيف بالبعيدين كما ذكر الدكتور عبدالرحمن في أقصى الأرض؟ سيكون ذلك أشق. والمسلمون يتوقون لكل ما يصدر من مكة والمدينة ولو كان أقل جودة فكيف إذا كانت جودته عالية؟
ولكن المشكلة إدارية فيما يظهر لي، وإلا فالجودة متوفرة.
دمت موفقا مسددا يا دكتور عبدالرحمن جعلك الله نصيراً للحق ولساناً للصدق وطالما عرفناك كذلك.(/)
اريد تعريف بهذين الكتابين و ما ميزاتهما ...
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اريد تعريف بالكتابين التالي و ما الفرق بينهما:
1 - الإكليل في استنباط التنزيل
2 - لباب النقول في أسباب النزول
كلاهما للامام السيوطي - رحمه الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 09:35 م]ـ
أما كتاب الإكليل للسيوطي فاقرأ تعريفاً به في هذا الموضوع
كتاب الإكليل لاستنباط التنزيل مخطوط أم مطبوع وأين أجده على أي الحالين؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=822)
وأما كتاب لباب النقول في أسباب النزول فهو للسيوطي، وهو من كتب أسباب النزول الجيدة التي جمعت ما تقدمها مثل كتاب الواحدي مع بعض الاستدراكات والإضافات القيمة، ويعتبر من كتب أسباب النزول الجيدة. وهو يبين فيه أسباب الآيات التي ورد لها أسباب نزول في القرآن الكريم.
والفرق بينهما كبير، ولعلك تدرك الفرق بينهما بعد اطلاعك على التعريف بالإكليل.
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[17 Jun 2010, 09:47 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور عبدالرحمن
معي الكتابان و رأيت الفرق من خلال العنوان.
لعل قصدي كان ما ميزة الكتابين.(/)
سؤالي الى الشيخ مساعد الطيار .... حفظه ربي.
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
سؤال الى الشيخ مساعد الطيار (يوفقه الله تعالى)
شيخي:
قرأت كتابكم =انواع التصنيف المتعلقة بتفسير القران. و في صفحة رقم 91 السطر الثاني ذكرت ما يلي:
و أن علم غريب القراان هو من اول علوم التفسير التي يجب ان يتعلمه طالب علم التفسير ...
انواع التصنيف المتعلقة بتفسير القران. صفحة 91 - رابعا: كتب غريب القران
أريد من فضيلتكم تعقيب على ما ذكرتم -بارك الله فيكم.(/)
روح المعاني للأب أم للابن؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[10 Jun 2010, 07:43 ص]ـ
روح المعاني للأب أم للابن؟
يقال بأن تفسير (روح المعاني) ليس للألوسي الابن؛ بل التفسير للأب؛ فلما توفي الأب قبل أن يتمه، أكمله ابنه.
فما مدى صحة هذا الكلام؟
وهل لدى أحدكم علم بهذا فيخرجه لنا مشكوراً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Jun 2010, 06:31 ص]ـ
من تقصد أخي الكريم بالابن والأب؟
الذي أعرفه من عائلة الألوسي ثلاثة:
الأول: أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي، المتوفى سنة 1270هـ، وهو صاحب التفسير.
الثاني: أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن محمد بن أبي الثناء الألوسي، المتوفى سنة 1342هـ، صاحب بلوغ الأرب، وشرح مسائل الجاهلية وغيرهما، وهو حفيد أبي الثناء مؤلف التفسير.
الثالث: أبو البركات خير الدين نعمان بن محمود بن عبد الله الآلوسي، المتوفى سنة 1317هـ، صاحب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، وهو عم أبي المعالي محمود شكري.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Jun 2010, 10:07 ص]ـ
أخي العبادي ألقيت السؤال بناء على تعليق للدكتور أحمد الطعان حفظه الله تعالى على موضوع (القيمة العلمية لتفسير العلامة الألوسي) حينما قال:
" على حد علمي أن تفسير الآلوسي كتبه الآلوسي الأب وقد كان صوفياً أو محباً لهم واعتنى بكلامهم ثم لم يتم التفسير فقد عاجلته المنية قبل ذلك ثم أتمه ابنه وكان منتمياً للمدرسة السلفية التيمية "
والتعليق موجود في الصفحة التالية:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8389&highlight=%D1%E6%CD+%C7%E1%E3%DA%C7%E4%ED(/)
تعليقات على مواضع من دلائل الإعجاز - للدكتور محمد محمد أبو موسى
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Jun 2010, 12:01 م]ـ
هذه تعليقات على مواضع من دلائل الإعجاز للجرجاني , ضمن محاضرات جامعية للدكتور محمد محمد أبو موسى , أستاذ البلاغة والنقد وصاحب التصانيف البلاغية المشهورة.
http://www.mediafire.com/?gujzqjzgiwe
http://www.mediafire.com/?nzzhdztwmtm
http://www.mediafire.com/?uemcnoj5mm2
http://www.mediafire.com/?wmz1ml3jmyd
http://www.mediafire.com/?ylmgwjjmkmd
http://www.mediafire.com/?a5o25t4zykt
أرجو ممن يتيسر له رفعَها على الملتقى , حتى نزيل هذه الروابط , فقد حاولت رفعها هنا في فترات متباعدة ودائماً ما تظهر لي (فشل في عملية الرفع).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:44 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا قيس على هذه الهدية الثمينة، وسوف نرفعها على الملتقى فوراً. ولكنها لم تعمل معي. فهل جربها أحد وعملت معه، فقد يكون الخلل عندي؟
أرجو الإفادة وفقكم الله لكل خير.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Jun 2010, 10:01 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا قيس، لقد حملت المحاضرات واشتغلت.(/)
" ومن الناس من يعبد الله على حرف ... "
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[10 Jun 2010, 01:51 م]ـ
ويمضي السياق إلى نموذج آخر من الناس ـ إن كان يواجه الدعوة يومذاك فهو نموذج مكرور في كل جيل ـ ذلك الذي يزن العقيدة بميزان الربح والخسارة؛ ويظنها صفقة في سوق التجارة: {ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة? ذلك هو الخسران المبين. يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه. ذلك هو الضلال البعيد. يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير} ?إن العقيدة هي الركيزة الثابتة في حياة المؤمن، تضطرب الدنيا من حوله فيثبت هو على هذه الركيزة وتتجاذبه الأحداث والدوافع فيتشبث هو بالصخرة التي لا تتزعزع؛ وتتهاوى من حوله الأسناد فيستند هو إلى القاعدة التي لا تحول ولا تزول. هذه قيمة العقيدة في حياة المؤمن. ومن ثم يجب أن يستوي عليها، متمكناً منها، واثقاً بها، لا يتلجلج فيها، ولا ينتظر عليها جزاء، فهي في ذاتها جزاء. ذلك أنها الحمى الذي يلجأ إليه، والسند الذي يستند عليه. أجل هي في ذاتها جزاء على تفتح القلب للنور، وطلبه للهدى. ومن ثم يهبه الله العقيدة ليأوي إليها، ويطمئن بها. هي في ذاتها جزاء يدرك المؤمن قيمته حين يرى الحيارى الشاردين من حوله، تتجاذبهم الرياح، وتتقاذفهم الزوابع، ويستبد بهم القلق. بينما هو بعقيدته مطمئن القلب، ثابت القدم، هادئ البال، موصول بالله، مطمئن بهذا الاتصال. أما ذلك الصنف من الناس الذي يتحدث عنه السياق فيجعل العقيدة صفقة في سورة التجارة: {فإن أصابه خير اطمأن به} وقال: إن الإيمان خير.
فها هو ذا يجلب النفع، ويدر الضرع، وينمي الزرع، ويربح التجارة، ويكفل الرواج {وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} ? خسر الدنيا بالبلاء الذي أصابه فلم يصبر عليه، ولم يتماسك له، ولم يرجع إلى الله فيه? وخسر الآخرة بانقلابه على وجهه، وانكفائه عن عقيدته، وانتكاسه عن الهدى الذي كان ميسراً له. والتعبير القرآني يصوره في عبادته لله {على حرف} غير متمكن من العقيدة، ولا مثبت في العبادة. يصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى. ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة، ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب! إن حساب الربح والخسارة يصلح للتجارة، ولكنه لا يصلح للعقيدة. فالعقيدة حق يعتنق لذاته، بانفعال القلب المتلقي للنور والهدى الذي لا يملك إلا أن ينفعل بما يتلقى. والعقيدة تحمل جزاءها في ذاتها، بما فيها من طمأنينة وراحة ورضى، فهي لا تطلب جزاءها خارجاً عن ذاتها. والمؤمن يعبد ربه شكراً له على هدايته إليه، وعلى اطمئنانه للقرب منه والأنس به. فإن كان هنالك جزاء فهو فضل من الله ومنة. استحقاقاً على الإيمان أو العبادة! والمؤمن لا يجرب إلهه. فهو قابل ابتداء لكل ما يقدره له، مستسلم ابتداء لكل ما يجربه عليه راض ابتداء بكل ما يناله من السراء والضراء. وليست هي صفقة في السوق بين بائع وشار، إنما هي إسلام المخلوق للخالق، صاحب الأمر فيه، ومصدر وجوده من الأساس. والذي ينقلب على وجهه عند مس الفتنة يخسر الخسارة التي لا شبهة فيها ولا ريب: {ذلك هو الخسران المبين} .. يخسر الطمأنينة والثقة والهدوء والرضى. إلى جوار خسارة المال أو الولد، أو الصحة، أو أعراض الحياة الأخرى التي يفتن الله بها عباده، ويبتلي بها ثقتهم فيه، وصبرهم على بلائه، وإخلاصهم أنفسهم له، واستعدادهم لقبول قضائه وقدره .. ويخسر الآخرة وما فيها من نعيم وقربى ورضوان. فيا له من خسران! وإلى أين يتجه هذا الذي يعبد الله على حرف؟ إلى أين يتجه بعيداً عن الله؟ {إنه يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد} .. يدعو صنماً أو وثناً على طريقة الجاهلية الأولى. ويدعو شخصاً أو جهة أو مصلحة على طريقة الجاهليات المتناثرة في كل زمان ومكان، كلما انحرف الناس عن الاتجاه إلى الله وحده، والسير على صراطه ونهجه .. فما هذا كله؟ إنه الضلال عن المتجه الوحيد الذي يجدي فيه الدعاء. {ذلك هو الضلال البعيد} المغرق في البعد عن الهدى والاهتداء .. {يدعو لمن ضره أقرب من نفعه} من وثن أو شيطان، أو سند من بني الإنسان .. وهذا كله لا يملك ضراً ولا نفعاً؛ وهو أقرب لأن ينشأ عنه الضر.
وضره أقرب من نفعه? ضره في عالم الضمير بتوزيع القلب، وإثقاله بالوهم وإثقاله بالذل. وضره في عالم الواقع وكفى بما يعقبه في الآخرة من ضلال وخسران {لبئس المولى} ذلك الضعيف لا سلطان له في ضر أو نفع {ولبئس العشير} ذلك الذي ينشأ عنه الخسران. يستوي في ذلك المولى والعشير من الأصنام والأوثان، والمولى والعشير من بني الإنسان، ممن يتخذهم بعض الناس آلهة أو اشباه آلهة في كل زمان ومكان! والله يدخر للمؤمنين به ما هو خير من عرض الحياة الدنيا كله، حتى لو خسروا ذلك العرض كله في الفتنة والابتلاء: {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار. إن الله يفعل ما يريد} ?فمن مسه الضر في فتنة من الفتن، وفي ابتلاء من الابتلاءات، فليثبت ولا يتزعزع، وليستبق ثقته برحمة الله وعونه، وقدرته على كشف الضراء، وعلى العوض والجزاء. فأما من يفقد ثقته في نصر الله في الدنيا والآخرة؛ ويقنط من عون الله له في المحنة حين تشتد المحنة. فدونه فليفعل بنفسه ما يشاء؛ وليذهب بنفسه كل مذهب، فما شيء من ذلك بمبدل ما به من البلاء:
في ظلال القرآن
سيد قطب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:35 م]ـ
ما أكثرهم أختاه في هذا الزمان. نراهم في كل مكان ياكلون معنا ويشربون ويلعبون. إذا نودي للحق اتخذوه هزواً. وإذا دعوا الى الله انسلوا من تحت الأقدام منصرفين. يتعاركون في باطلهم وغيهم. نراهم في مقادم صفوف ربات الحجال. يحملون الأبواق يملئون الكون ضجيجاً ليس في همّتهم إلا الصراخ. متسلحين بجنود ابليس أجمعين. نراهم ونلحظهم يتسمون بأسمائنا ويلبسون مثلنا. هم من علّق الحبال للرجال. وهم من دهنوا الحق ليصبح باطلاً.فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يفعلون.(/)
هل الرياضيات علم نافع؟
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Jun 2010, 03:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قبل أكثر من 1200 سنة من الآن، أعني في المائتي سنة الأولى من عمر الإسلام بعد ظهوره. كان في كتاب الله تعالى آيات مهدت لما نعيشه اليوم من تقدم، فهمها العلماء آنذاك و كتبوا فيها، فغيب عنا كثير من كتاباتهم و تاريخهم. حتى تجرد واقع الإسلام اليوم من ذاك التاريخ من كثرة ما حرف.
الآيات هي آيات الميراث، و الكتابات ترجع إلى أمين بيت الحكمة زمن المأمون، الإمام الخوارزمي الذي نظر في حياة الناس وما يحتاجون إليه، فقال:وإني لما نظرت في ما يحتاج إليه الناس من الحساب وجدت كل ذلك عددا. فألف في العدد كتبا هي مرجع الرياضيات اليوم، وليست الرياضيات إلا تطبيقات لما جاء في تلك الكتب، التي من بينها كتاب الجبر و المقابلة، وكتاب مفتاح الحساب ... وغيرها كثير، قد لا يعرفها أحد من الذين يقولون توهما أن الرياضيات ماهي إلا علم ظني، أو أولئك الذين يقولون عن الرياضيات أنها علما لا ينفع.
ولعلي أطرح مسألتين من المسائل التي طرحها الخوارزمي في كتابه، و أسأل الإخوة المشائخ إذا ما تسنى لأحدهم حلها دون استخدام الرياضيات:
المسألة الأولى:
قسمت درهما على رجال فأصابهم شيء، ثم زدت فيهم رجلا، ثم قسمت عليهم درهما فأصابهم أقل من القسم الأول بسدس درهم، فكم عدد الرجال؟
المسألة الثانية:
إمرأة ماتت و تركت ثمان بنات و أمها و زوجها و أوصت لرجل بتكملة خمس المال بنصيب بنت و لآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم, فما يكون نصيب كل واحد علما أن نصيب الأم يعدل نصيب بنتين، و نصيب الزوج يعدل نصيب ثلاث بنات.
وفقني ووفقكم الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 04:09 م]ـ
nالمسألة الأولى:
قسمت درهما على رجال فأصابهم شيء، ثم زدت فيهم رجلا، ثم قسمت عليهم درهما فأصابهم أقل من القسم الأول بسدس درهم، فكم عدد الرجال؟
رجلان ثم ثلاثة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 04:56 م]ـ
المسألة الثانية:
إمرأة ماتت و تركت ثمان بنات و أمها و زوجها و أوصت لرجل بتكملة خمس المال بنصيب بنت و لآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم, فما يكون نصيب كل واحد علما أن نصيب الأم يعدل نصيب بنتين، و نصيب الزوج يعدل نصيب ثلاث بنات.
وفقني ووفقكم الله
نصيب كل بنت 100
تصيب الأم 200
نصيب الزوج 300
المال 1300
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:24 م]ـ
سمعت أحد مشائخنا وكنا ندرس عنده المواريث فقال عن عمل الحساب
علم الحساب علم رفيع فيه خير إذ تشتري وتبيع
لم يضع قط درهم بحساب وألوف بل حساب تضيع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:56 م]ـ
سمعت أحد مشائخنا وكنا ندرس عنده المواريث فقال عن عمل الحساب
علم الحساب علم رفيع فيه خير إذ تشتري وتبيع
لم يضع قط درهم بحساب وألوف بل حساب تضيع
تصحيح:
بلا حساب
شكر الله لك
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قبل أكثر من 1200 سنة من الآن، أعني في المائتي سنة الأولى من عمر الإسلام بعد ظهوره. كان في كتاب الله تعالى آيات مهدت لما نعيشه اليوم من تقدم، فهمها العلماء آنذاك و كتبوا فيها، فغيب عنا كثير من كتاباتهم و تاريخهم. حتى تجرد واقع الإسلام اليوم من ذاك التاريخ من كثرة ما حرف.
الآيات هي آيات الميراث، و الكتابات ترجع إلى أمين بيت الحكمة زمن المأمون، الإمام الخوارزمي الذي نظر في حياة الناس وما يحتاجون إليه، فقال:وإني لما نظرت في ما يحتاج إليه الناس من الحساب وجدت كل ذلك عددا. فألف في العدد كتبا هي مرجع الرياضيات اليوم، وليست الرياضيات إلا تطبيقات لما جاء في تلك الكتب، التي من بينها كتاب الجبر و المقابلة، وكتاب مفتاح الحساب ... وغيرها كثير، قد لا يعرفها أحد من الذين يقولون توهما أن الرياضيات ماهي إلا علم ظني، أو أولئك الذين يقولون عن الرياضيات أنها علما لا ينفع.
ولعلي أطرح مسألتين من المسائل التي طرحها الخوارزمي في كتابه، و أسأل الإخوة المشائخ إذا ما تسنى لأحدهم حلها دون استخدام الرياضيات:
المسألة الأولى:
قسمت درهما على رجال فأصابهم شيء، ثم زدت فيهم رجلا، ثم قسمت عليهم درهما فأصابهم أقل من القسم الأول بسدس درهم، فكم عدد الرجال؟
المسألة الثانية:
إمرأة ماتت و تركت ثمان بنات و أمها و زوجها و أوصت لرجل بتكملة خمس المال بنصيب بنت و لآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم, فما يكون نصيب كل واحد علما أن نصيب الأم يعدل نصيب بنتين، و نصيب الزوج يعدل نصيب ثلاث بنات.
وفقني ووفقكم الله
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس/5] وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا [الإسراء/12]
وعليك بالفقه المبين شرعنا http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif لم ينقسم سهم ولا سهمان
/ القحطاني
بدون علم الحساب يصعب ذلك فحل الأولى بالمعادلة التالية: 1/س= (1/ (س+1)) +1/ 6
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:25 م]ـ
نصيب كل بنت 100
تصيب الأم 200
نصيب الزوج 300
المال 1300
والوصية؟ أحسبها بالحصص أخي. جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 01:03 م]ـ
والوصية؟ أحسبها بالحصص أخي. جزاك الله خيرا
إذا أخرجنا الوصية فتكون كالتالي:
كل بنت = 55
الأم=110
الزوج=165
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 01:09 م]ـ
المسألة الأولى:
قسمت درهما على رجال فأصابهم شيء، ثم زدت فيهم رجلا، ثم قسمت عليهم درهما فأصابهم أقل من القسم الأول بسدس درهم، فكم عدد الرجال؟
رجلان
لكل رجل نصف درهم
فإذا جعلناهم ثلاثة
فلكل لرجل ثلث درهم
والثلث أقل من النصف بسدس
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Jun 2010, 01:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
حل المسألة الأولى هي كما قال الأخ الحبيب مجدي
بدون علم الحساب يصعب ذلك فحل الأولى بالمعادلة التالية: 1/س= (1/ (س+1)) +1/ 6
و أنتظر منكم حل المسألة الثانية،
و لي سؤالان للأخ الحبيب أبو سعد الغامدي،
ماهي الطريقة التي دلتك على الجواب في المسألتين، أم أنك بقيت تجرب مع الواحد، مع الإثنين مع الثلاثة وهكدا؟ فإن كان كدلك فإن المسألة تطول إدا كان عدد الرجال كبيرا.
وفي المسألة الثانية، مادا لو كان المال أقل من 1300، أو أكثر، ألا يجوز لصاحب مثل دلك أن يورث أو يوصي؟ ثم مادا لو كان المال أرضا؟ لأن الدي فهمته أنك فهمت المال ريالات و دينارات؟
أما عن الأبيات التي أوردها الأخ الحبيب مجدي من نونية القحطاني فهي تجيب عن كلام كثير قيل عن الرياضيات و الرياضيين سمعته وقرأته وربما نسب إلى بعض أعلامنا المحدثين كون الرياضيات علم غير نافع، أو كونه بعض الظن و إن بعض الظن إثم ... الخ
ولي سؤال هل لكم علم باستعمال العلماء الأولين الشعر في تفسير العلوم الرياضية كما في بناء القواعد الفقهية واللغوية.
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:46 م]ـ
و أنتظر منكم حل المسألة الثانية،
و لي سؤالان للأخ الحبيب أبو سعد الغامدي،
ماهي الطريقة التي دلتك على الجواب في المسألتين، أم أنك بقيت تجرب مع الواحد، مع الإثنين مع الثلاثة وهكدا؟ فإن كان كدلك فإن المسألة تطول إدا كان عدد الرجال كبيرا.
وفي المسألة الثانية، مادا لو كان المال أقل من 1300، أو أكثر، ألا يجوز لصاحب مثل دلك أن يورث أو يوصي؟ ثم مادا لو كان المال أرضا؟ لأن الدي فهمته أنك فهمت المال ريالات و دينارات؟
الأخ الفاضل عمارة
بالنسبة للمسألة الأولى سهلة ومباشرة لا تحتاج إلى كبير عناء.
أما الثانية فاتبعت فيها طريقة حل مسائل المواريث، فهذه المسألة تصح من 13 ولو افترضنا المال ثلاثة عشر درهما فلكل بنت 1 درهم،وللأم درهمان، وللزوج 3 دراهم. ثم تنظر إلى خمس أل"13" وتطرح منه نصيب البنت والناتج هو مقدار الوصية للرجل الأول، وتنظر إلى ربع"13" وتطرح منه نصيب الزوج والناتج هو مقدار الوصية للرجل الثاني.
ولكن هذه المسألة فيها كسور فأخترت أحد مضاعفات"13" بحيث يخرج الخمس والربع بلا كسر وكان الرقم "1300" أوضحها فوضعته للتوضيح فقط، وإلا فكل مبلغ مهما قل أو كثر صالح لأن يقسم وحتى لو كان المال عقارا "أرضا أو بيتا أو سيارة".
هذا حسابي على طريقة الذين يستخدمون العد على أصابعهم لمعرفة ناتج خمسة + 6.
وتقبل سلامي ومبارك مرة أخرى على الدرجة العلمية رفع الله درجتنا ودرجتك في الجنة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:03 م]ـ
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس/5] وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا [الإسراء/12]
وعليك بالفقه المبين شرعنا http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره http://islam.mnq8.com/index_files/star.gif لم ينقسم سهم ولا سهمان
/ القحطاني
بدون علم الحساب يصعب ذلك فحل الأولى بالمعادلة التالية: 1/س= (1/ (س+1)) +1/ 6
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
حل المسألة الأولى هي كما قال الأخ الحبيب مجدي
و أنتظر منكم حل المسألة الثانية،
و لي سؤالان للأخ الحبيب أبو سعد الغامدي،
ماهي الطريقة التي دلتك على الجواب في المسألتين، أم أنك بقيت تجرب مع الواحد، مع الإثنين مع الثلاثة وهكدا؟ فإن كان كدلك فإن المسألة تطول إدا كان عدد الرجال كبيرا.
وفي المسألة الثانية، مادا لو كان المال أقل من 1300، أو أكثر، ألا يجوز لصاحب مثل دلك أن يورث أو يوصي؟ ثم مادا لو كان المال أرضا؟ لأن الدي فهمته أنك فهمت المال ريالات و دينارات؟
أما عن الأبيات التي أوردها الأخ الحبيب مجدي من نونية القحطاني فهي تجيب عن كلام كثير قيل عن الرياضيات و الرياضيين سمعته وقرأته وربما نسب إلى بعض أعلامنا المحدثين كون الرياضيات علم غير نافع، أو كونه بعض الظن و إن بعض الظن إثم ... الخ
ولي سؤال هل لكم علم باستعمال العلماء الأولين الشعر في تفسير العلوم الرياضية كما في بناء القواعد الفقهية واللغوية.
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي و لكم
8+2+3=13حصة الزوج حصتان والأم ثلاث حصص ولكل
بنت حصة هذه
حصص الورثة من التركة بعد الوصية.
لم أفهم الوصية إذا وضحتها أعيد الكتابة
أخي الكريم هل لك أن تدلني على مصدر النقل, وأكن لك من الشاكرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:58 م]ـ
8+2+3=13حصة الزوج حصتان والأم ثلاث حصص ولكل
بنت حصة هذه
حصص الورثة من التركة بعد الوصية.
لم أفهم الوصية إذا وضحتها أعيد الكتابة
أخي الكريم هل لك أن تدلني على مصدر النقل, وأكن لك من الشاكرين.
هل السؤال موجه لي؟
إذا كان كذلك فأقول: حصص الورثة ثابتة من حيث التقدير الشرعي لا علاقة لها بالوصية، فللبنات الثلثان، وللزوج الربع، وللأم السدس.
أما الوصية إذا عرفت مقدارها فإنك تخصمها من مقدار التركة وتقسم الباقي على الورثة
أما استخراج مقدار الوصية في المسألة التي طرح الدكتور عمارة فهو كما بينت.
أما سؤالك: هل تدلني على مصدر النقل؟
فلا أدرى ماذا تعني بذلك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 05:21 م]ـ
هل السؤال موجه لي؟
إذا كان كذلك فأقول: حصص الورثة ثابتة من حيث التقدير الشرعي لا علاقة لها بالوصية، فللبنات الثلثان، وللزوج الربع، وللأم السدس.
أما الوصية إذا عرفت مقدارها فإنك تخصمها من مقدار التركة وتقسم الباقي على الورثة
أما استخراج مقدار الوصية في المسألة التي طرح الدكتور عمارة فهو كما بينت.
أما سؤالك: هل تدلني على مصدر النقل؟
فلا أدرى ماذا تعني بذلك.
بارك الله فيك أخي الغامدي.
أقصد مصدر نقل المسائل عن الخوارزمي.
أما ما لم أستوعبه فهو "و أوصت لرجل بتكملة خمس المال بنصيب بنت و لآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم, "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jun 2010, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الغامدي.
أقصد مصدر نقل المسائل عن الخوارزمي.
أما ما لم أستوعبه فهو "و أوصت لرجل بتكملة خمس المال بنصيب بنت و لآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم, "
وفيك بارك أخي الكريم
المصدر لم أقف عليه وربما كان في كتاب الجبر والمقابلة، ولعل أخانا الفاضل عمارة يفيدنا في ذلك.
ما بالنسبة للوصية
فإن المرأة المتوافاة أوصت لرجل بمبلغ من المال إذا أضفنا عليه نصيب البنت كان المجموع يساوي خمس المال الذي تركته.
وأوصت لرجل آخر بمبلغ من المال إذا أضفنا إليه نصيب الأم كان المجموع يساوي ربع المال.
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Jun 2010, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
جوابا على الإخوة الأفاضل،
المسألتان أدرجهما الخوارزمي في كتابه الجبر والمقابلة، الذي يبحث فيه حل المعادلات من الدرجة الأولى والثانية وحل بعض مسائل النظم الخطية. وليس ما ندرسه اليوم في الجامعات سوى تطبيقا أو تفسيرا لما أورده الخوارزمي في كتابه الذي ألفه في المائتي سنة الاولى من البعثة المحمدية. وسأقوم في التالي بنقلها ونقل حلها كماهي في كتاب الجبر والمقابلة:
جاء في كتاب الجبر والمقابلة في القسم الأول منه الذي يتعلق بالأعداد التي يحتاج إليها في حساب الجبر:
فإن قال قسمت درهما على رجال فأصابهم شيء ثم زدت فيهم رجلا ثم قسمت عليهم درهما فأصابهم أقل من القسم الأول بسدس درهم. فقياسه أن تضرب عدد الرجال الأولين وهم شيء في النقصان الذي بينهم ثم تضرب ما اجتمع في عدد الرجال الأولين والآخرين ثم تقسم ما اجتمع على ما بين الرجال الأولين والآخرين فإنه يخرج مالك الذي قسمته فاضرب عدد الرجال الأولين وهم شيء في السدس الذي بينهم فيكون سدس جذر ثم اضرب ذلك في عدد الرجال الأولين والآخرين وهو شيء وواحد يكون سدس مال وسدس جذر مقسوم على درهم تعدل درهما فكمل المال الذي معك وهو أن تضربه في ستة فيكون معك مال وجذر فاضرب الدرهم في ستة فيكون ستة دراهم فيكون مالا وجذرا تعدل ستة دراهم فنصف الجذر واضربه في مثله فيكون ربعا فزده على الستة وخذ جذر ما اجتمع فانقص منه نصف الجذر الذي كنت ضربته في مثله وهو نصف وما بقي فهو عدد الرجال الأولين وهما في هذه المسألة رجلان.
جاء في كتاب الجبر والمقابلة في كتاب الوصايا:
امرأة ماتت وتركت ثمان بنات وأمها وزوجها وأوصت بتكملة خمس المال بنصيب بنت ولآخر بتكملة ربع المال بنصيب الأم. فقياس ذلك أن تقيم سهام الفريضة فتكون ثلاثة عشر سهما فتأخذ مالا فتلقي منه خمسه إلا سهما نصيب بنت وهي الوصية الأولى ثم تلقي منه ربعه إلا سهمين نصيب الأم وهي الوصية الثانية فيبقى أحد عشر جزءا من عشرين جزءا من مال وثلاثة أسهم تعدل ثلاثة عشر سهما فالق من الثلاثة عشر السهم ثلاثة أسهم بثلاثة أسهم فيبقى معك أحد عشر جزءا من عشرين من مال تعدل عشرة أسهم وكمل مالك وهو أن تزيد على العشرة الأسهم تسعة أجزاء من أحد عشر جزءا منها فيكون معك مال يعدل ثمانية عشر سهما وجزئين من أحد عشر جزءا من سهم، فاجعل السهم أحد عشر فيكون المال مائتين والنصيب أحد عشر والوصية تسعة وعشرون والثانية ثمانية وعشرون.
وأقول للأخ الفاضل أبو سعد الغامدي جوابا على قوله:
أما الثانية فاتبعت فيها طريقة حل مسائل المواريث. إن طريقة حل مسائل المواريث ماهي إلا الطريقة الرياضية التي وضع لبنتها الإمام الخوارزمي، ونحن أيضا نستعملها في حل المسائل المتعلقة بالنظم الخطية دون أن نشير إلى الخوارزمي الذي هو أول من وضعها، ثم إنك نسيت في البداية الوصايا وتذكرتها بعد ولا أظنك وقفت على الحل الصحيح للمسألة.
أما الطريقة التي أوردها الخوارزمي فهي التي سهلت علينا اليوم استنباط طرق جديدة في الرياضيات لحل مسائل النظم الخطية منها طريقة جاوس وطريقة استعمال المصفوفات وطريقة استعمال المحددات، وفي كل مرة لا نذكر الخوارزمي أبدا، فقد قتلناه في قلوبنا وقتله الاستعمار الذي ما استعمر إلا ليستحمر، فلما استحمرنا لم نجد بعدها إلا الشهيق والنهيق.
أما الصورة التي نعتمدها رياضيا في حل المسألة الثانية فهي ملخصة في المرفقات.
وإني إنما أقدم هذا الباب حتى أستنهض همما ركنت للنوم سنوات علها تفيق أو تستفيق والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jun 2010, 05:25 م]ـ
الأخ الفاضل عمارة
هل أفهم من كلامك أن حلي للمسألة غير صحيح؟
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Jun 2010, 05:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
إذا كان المال 1300 كما قلت فإن إجابتك التالية خاطئة
إذا أخرجنا الوصية فتكون كالتالي:
كل بنت = 55
الأم=110
الزوج=165
فإنه إن كان نصيب بنت 55 فنصيب ثمان بنات هو 440 ناتج ال55 في 8، فإن أخذنا خمس المال الذي هو 1300 كما قلت يكون 260 أنقص منه نصيب بنت الذي هو 55 يكون نصيب الرجل الأول كم؟ 205، ثم خذ ربع المال الآن وهو 325 أنقص منه نصيب الأم الذي هو 110 سيكون 215 نصيب الرجل الثاني.
ما عليك الآن إلا أن تجمع مالديك لتنظر ما إذا كنت على صواب:
440 + 110 + 165 + 205 + 215 = 1135
ويبقى لديك ما قيمته 165، أليس كذلك؟
انظر إلى الجواب:
إذا كان 1300 هو المال فنصيب البنت كما قلنا 11 من 200 جزء من 1300، يعني نصيب بنت = 71,5
أعني أن نصيب ثمان بنات سيكون 572
سيكون نصيب الأم = 143
ونصيب الزوج = 214,5
ويكون نصيب الرجل الأول 29 من مائتي جزء من 1300، يعني 188,5
ونصيب الرجل الثاني 28 من مائتي جزء من 1300، يعني 182،
لنجمع الآن ما لدينا
572 + 214,5 + 143 + 188,5 + 182 = 1300
أليس كذلك؟
بارك الله فيك أخي الحبيب
وفقني ووفقكم الله
يغفر الله لي ولكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
إذا كان المال 1300 كما قلت فإن إجابتك التالية خاطئة
فإنه إن كان نصيب بنت 55 فنصيب ثمان بنات هو 440 ناتج ال55 في 8، فإن أخذنا خمس المال الذي هو 1300 كما قلت يكون 260 أنقص منه نصيب بنت الذي هو 55 يكون نصيب الرجل الأول كم؟ 205، ثم خذ ربع المال الآن وهو 325 أنقص منه نصيب الأم الذي هو 110 سيكون 215 نصيب الرجل الثاني.
ما عليك الآن إلا أن تجمع مالديك لتنظر ما إذا كنت على صواب:
440 + 110 + 165 + 205 + 215 = 1135
ويبقى لديك ما قيمته 165، أليس كذلك؟
انظر إلى الجواب:
إذا كان 1300 هو المال فنصيب البنت كما قلنا 11 من 200 جزء من 1300، يعني نصيب بنت = 71,5
أعني أن نصيب ثمان بنات سيكون 572
سيكون نصيب الأم = 143
ونصيب الزوج = 214,5
ويكون نصيب الرجل الأول 29 من مائتي جزء من 1300، يعني 188,5
ونصيب الرجل الثاني 28 من مائتي جزء من 1300، يعني 182،
لنجمع الآن ما لدينا
572 + 214,5 + 143 + 188,5 + 182 = 1300
أليس كذلك؟
بارك الله فيك أخي الحبيب
وفقني ووفقكم الله
يغفر الله لي ولكم
كلامك صحيح أخي الكريم
ولكن سؤالي هي طريقة الخوارزمي هي نفس الطريقة التي توصلت أنت بها إلى حل المسألة؟
وفق الله الجميع
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Jun 2010, 08:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب،
كنت ذكرت من البداية، أن الرياضيات الحديثة ما هي إلا تطبيقات لما جاء في كتاب الجبر والمقابلة أو استنباطات لما جاء فيه أو تفريعات عنه، وكل هذا الكتاب مرده وأساسه الذي كتب لأجله هو علم الميراث، وهو منطلق الخوارزمي في تأليف الكتاب.
لذلك حتى الآن وبعد مضي أكثر من 1200 سنة عن تأليف الكتاب، لا نستغني عن طرقه وإن كنا لا نذكر ذلك جهلا، لذلك قدمت طريقة الخوارزمي عن غيرها.
في المرفقات ستجد طريقة أخرى لحل المسألة، هي طريقة حساب المحددات.
وفقني ووفقكم الله
يغفر الله لي ولكم(/)
مصطلح التأويل
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مصطلح التأويل
الحمد لله رب العالمين, والصلاةُ, والسلامُ على رسول الله, وعلى آله, وأصحابه أجمعين, وبعد:
فإن من أهم المصطلحات التي اختلف الناس في فهمها قديماً، وحديثاًً, مصطلح التأويل. وانبنى على هذا الاختلاف اختلافٌ في فهم النصوص المتعلقة بباب العقائد، عموماً، والأسماء والصفات خصوصاً.
ويظهر أثر الخلاف حين يتناول مختلف الفرقاء لفظ (التأويل) في آية آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]
وقد وُفِّق شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- إلى التمييز بين استعمالاته المختلفة، فقال:
"فَإِنَّ لَفْظَ التَّأْوِيلِ قَدْ صَارَ بِتَعَدُّدِ الِاصْطِلَاحَاتِ مُسْتَعْمَلًا فِي ثَلَاثَةِ مَعَانٍ:
أَحَدُهَا: وَهُوَ اصْطِلَاحُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ, مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْفِقْهِ وَأُصُولِهِ: أَنَّ التَّأْوِيلَ هُوَ: "صَرْفُ اللَّفْظِ عَنْ الِاحْتِمَالِ الرَّاجِحِ إلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ؛ لِدَلِيلِ يَقْتَرِنُ بِهِ"
وَهَذَا هُوَ الَّذِي عَنَاهُ أَكْثَرُ مَنْ تَكَلَّمَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي تَأْوِيلِ نُصُوصِ الصِّفَاتِ, وَتَرْكِ تَأْوِيلِهَا؛ وَهَلْ ذَلِكَ مَحْمُودٌ, أَوْ مَذْمُومٌ, أَوْ حَقٌّ, أَوْ بَاطِلٌ؟.
الثَّانِي: أَنَّ التَّأْوِيلَ بِمَعْنَى التَّفْسِيرِ, وَهَذَا هُوَ الْغَالِبُ عَلَى اصْطِلَاحِ الْمُفَسِّرِينَ لِلْقُرْآنِ, كَمَا يَقُولُ ابْنُ جَرِيرٍ وَأَمْثَالُهُ - مِنْ الْمُصَنِّفِينَ فِي التَّفْسِيرِ - وَاخْتَلَفَ عُلَمَاءُ التَّأْوِيلِ, وَمُجَاهِدٌ إمَامُ الْمُفَسِّرِينَ؛ قَالَ الثَّوْرِيُّ: " إذَا جَاءَك التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُك بِهِ " وَعَلَى تَفْسِيرِهِ يَعْتَمِدُ الشَّافِعِيُّ, وَأَحْمَدُ, وَالْبُخَارِيُّ, وَغَيْرُهُمَا, فَإِذَا ذَكَرَ أَنَّهُ يَعْلَمُ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ؛ فَالْمُرَادُ بِهِ مَعْرِفَةُ تَفْسِيرِهِ.
الثَّالِثُ مِنْ مَعَانِي التَّأْوِيلِ: هُوَ الْحَقِيقَةُ الَّتِي يُؤَوَّلُ إلَيْهَا الْكَلَامُ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ)) [الأعراف 53]. فَتَأْوِيلُ مَا فِي الْقُرْآنِ؛ مِنْ أَخْبَارِ الْمُعَادِ هُوَ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ فِيهِ مِمَّا يَكُونُ: مِنْ الْقِيَامَةِ, وَالْحِسَابِ, وَالْجَزَاءِ, وَالْجَنَّةِ وَالنَّار, ِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ يُوسُفَ, لَمَّا سَجَدَ أَبَوَاهُ, وَإِخْوَتُهُ قَالَ: ((يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ)) [يوسف 100]. فَجَعَلَ عَيْنَ مَا وَجَدَ فِي الْخَارِجِ هُوَ تَأْوِيلَ الرُّؤْيَا. والثَّانِي: هُوَ تَفْسِيرُ الْكَلَامِ, وَهُوَ الْكَلَامُ الَّذِي يُفَسَّرُ بِهِ اللَّفْظُ, حَتَّى يُفْهَمَ مَعْنَاهُ, أَوْ تُعْرَفَ عِلَّتُهُ, أَوْ دَلِيلُهُ, وَهَذَا التَّأْوِيلُ الثَّالِثُ هُوَ عَيْنُ مَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي الْخَارِجِ, وَمِنْهُ:
- قَوْلُ عَائِشَةَ: ((كَانَ النَّبِيُّ, صلى الله عليه وسلم, يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِك اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)) يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ يَعْنِي قَوْلَهُ: ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ)) [النصر 3].
- وَقَوْلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة:" السُّنَّةُ هِيَ تَأْوِيلُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ"
فَإِنَّ نَفْسَ الْفِعْلِ الْمَأْمُورِ بِهِ: هُوَ تَأْوِيلُ الْأَمْرِ بِهِ وَنَفْسَ الْمَوْجُودِ الْمُخْبَرِ عَنْهُ هُوَ تَأْوِيلُ الْخَبَرِ, وَالْكَلَامُ خَبَرٌ وَأَمْرٌ, وَلِهَذَا يَقُولُ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: الْفُقَهَاءُ أَعْلَمُ بِالتَّأْوِيلِ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ؛ كَمَا ذَكَرُوا ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ؛ لِأَنَّ الْفُقَهَاءَ يَعْلَمُونَ تَفْسِيرَ مَا أَمَرَ بِهِ, وَنَهَى عَنْهُ؛ لِعِلْمِهِمْ بِمَقَاصِدِ الرَّسُولِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا يَعْلَمُ أَتْبَاعُ بقراط وَسِيبَوَيْهِ وَنَحْوِهِمَا, مِنْ مَقَاصِدِهِمَا مَا لَا يُعْلَمُ بِمُجَرَّدِ اللُّغَةِ؛ وَلَكِنَّ تَأْوِيلَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهِ, بِخِلَافِ تَأْوِيلِ الْخَبَرِ. [1]
__________________________________________________ _
[1] مجموع الفتاوى - (3/ 57,56,55).
المصدر:موقع العقيدة والحياة ( http://http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=s7viohqp)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Jun 2010, 08:50 م]ـ
ولكن يتبادر الى الذهن سؤال:
أيهما يحتاج أكثر الى التأويل: المحكمات أو المتشابهات؟؟؟
وهل فعلاً المحكمات بحاجة الى تأويل؟(/)
أريد تفسير آيات العلو من هذه الآيات
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاجل:
طلب منا بحث في تفسير آيات العلو عند أهل السنة وأهل البدع , ولقلة المصادر عندي بكتب أهل البدع أود أن تسعفوني بتفسيراتهم لهذه الآيات , والمراجع المطلوبة:
1 - < المعتزلة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب الكشاف للزمخشري.
2 - < الأشاعرة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب مفاتيح الغيب للرازي , والدر المنثور للسيوطي.
3 - < أهل السنة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب تفسير الطبري , وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم.
والآيات هي ...
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (55) سورة آل عمران
{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (158) سورة النساء
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (10) سورة فاطر
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} (36) سورة غافر
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك
{أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (17) سورة الملك
{وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة.
وشكرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2010, 05:42 ص]ـ
المصادر المطلوبة في بحثك كلها متوفرة على الانترنت، ويمكنك مراجعتها والاستفادة من بحثك.
موقع www.altafsir.com (http://www.altafsir.com) يلبي غرضك في ذلك إن شاء الله، والهدف من تكليفك بالبحث هو أن تبحث بنفسك لتستفيد وتَمتلك الخبرة بارك الله فيك.(/)
أرشدوني يا أهل العلم والخبرة
ـ[شعاع]ــــــــ[11 Jun 2010, 04:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... وبعد
أساتذتي الأفاضل ..
أنا مشاركة في دورة علمية شرعية مدتها شهر، نقوم فيها بتدريس أخواتنا وبناتنا في الإجازة الصيفية بعض العلوم الشرعية منها:
علم التفسير، وأنا من سيقوم بشرحها لطالبات المرحلة الثانوية إن شاء الله.
فبماذا تنصحونني؟!
ماهي المراجع التي تفيدني لتدريس هذه المادة الجديدة على الطالبات؟!
هل هناك تنبيهات منكم أو ملاحظات على تدريس هذه المادة .... ؟!
هل منكم لديه خطة معينة لتوصيل هذه المادة لطالبات المرحلة الثانوية؟!
ياليت أجد من يفيدني بينكم بارك الله في الجميع
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:38 م]ـ
أسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد، وطلب العلم من أهم ما تستغل به الإجازات، فالأوقات كثيراً ما تضيع على الناس عامة وعلى طلاب العلم خاصة في الإجازات وأما ما يتعلق بتدريس مادة التفسير لطالبات المرحلة الثانوية:
- تدريس المفتاح للدخول إلى علم التفسير، وأنصح بعدم التوسُّع في هذه المعلومات لأمرين:
أ) قصر مدة الدورة - ولا أعلم كم عدد الساعات المخصصة في الأسبوع -.
ب) جِدة المادة على الطالبات مع صغر سنهن.
وأما الحصول على هذه المعلومات فتكون من كتاب الدكتور مساعد الطيار فصول في أصول التفسير وإن أردت التوسع وإثراء المعلومات فهناك كتاب التفسير والمفسرون للذهبي، وكتاب التيسير في مصادر التفسير أ. د محمد بن صالح البراك.
- لا ننسى التطبيق العملي على كتب التفسير، فعندما كنت أقوم بتدريس مادة التفسير لطلاب المرحلة الثانوية، كنت أفسر لهم النص المقرر من سورة البقرة مثلاً بذكر سبب النزول إن وجد ثم معاني الغريب ثم المعنى الإجمالي ثم بعض اللطائف المتعلقة بالآيات ثم الفوائد المستنبطة من الايات مع ربطها بالواقع.
ثم أُكلِّف بعضهم بتحضير الآيات القادمة مع تسمية التفسير له فمحمد مثلاً من تفسير الطبري وخالد من ابن كثير وصالح من السعدي وهكذا، وأطلب منهم أن يكون ذلك باختصار وأحدد لهم المطلوب أحياناً من سبب نزول أو تفسير صحابي أو تابعي وهكذا، وهذا من باب التدريب لهم على قراءة كتب التفاسير. والله أعلم
ـ[شعاع]ــــــــ[13 Jun 2010, 04:17 ص]ـ
- تدريس المفتاح للدخول إلى علم التفسير، وأنصح بعدم التوسُّع في هذه المعلومات لأمرين:
أ) قصر مدة الدورة - ولا أعلم كم عدد الساعات المخصصة في الأسبوع -.
ب) جِدة المادة على الطالبات مع صغر سنهن.
بارك الله فيكم وفي أوقاتكم
صدقتم مدة الدورة قصيرة لاتتجاوز الشهر وكم يوم بعده فقط
عدد الساعات المخصصة في الأسبوع هي: 3ساعات تقريبا
فهي ثلاث محاضرات لعلم التفسير في الأسبوع الواحدكل محاضرة مدتها 55 دقيقة بالضبط.
وأما الحصول على هذه المعلومات فتكون من كتاب الدكتور مساعد الطيار فصول في أصول التفسير وإن أردت التوسع وإثراء المعلومات فهناك كتاب التفسير والمفسرون للذهبي، وكتاب التيسير في مصادر التفسير أ. د محمد بن صالح البراك.
ممتاز ..
أنا عندي كتاب فصول في أصول التفسير للدكتور الطيار وعندي أيضا التفسير أصوله وضوابطه للدكتور العبيد
وأيضا كتاب التفسير والمفسرون للذهبي وكذلك محاضرات صوتية رائعة للدكتور محمد القحطاني في أصول التفسير
هل أقتبس من كل كتاب جزيئة معينة أم أكتفي بكتاب واحد فقط.
ومارأيكم بكتاب دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي؟
- لا ننسى التطبيق العملي على كتب التفسير، فعندما كنت أقوم بتدريس مادة التفسير لطلاب المرحلة الثانوية، كنت أفسر لهم النص المقرر من سورة البقرة مثلاً بذكر سبب النزول إن وجد ثم معاني الغريب ثم المعنى الإجمالي ثم بعض اللطائف المتعلقة بالآيات ثم الفوائد المستنبطة من الايات مع ربطها بالواقع.
ثم أُكلِّف بعضهم بتحضير الآيات القادمة مع تسمية التفسير له فمحمد مثلاً من تفسير الطبري وخالد من ابن كثير وصالح من السعدي وهكذا، وأطلب منهم أن يكون ذلك باختصار وأحدد لهم المطلوب أحياناً من سبب نزول أو تفسير صحابي أو تابعي وهكذا، وهذا من باب التدريب لهم على قراءة كتب التفاسير. والله أعلم
شيء طيب وعمل تشكر عليه
بالنسبة للمنهج الذي وضعته إدارة المركز ليس فيه تطبيق عملي!!
قد تكون الإدارة غفلت عنه أو يمكن لأن الوقت ضيق فاستبعدت التطبيق العملي، فمارأيكم هل أضيف التطبيق العملي أعتقد أنه عنصر مهم فالتطبيق يساعد على الفهم ويجعل المعلومة ترسخ وخاصة أن عندي مجموعة طيبة من كتب التفسير ممكن أوزعها على كذا طالبة وأطبق طريقتكم أستاذي الفاضل والمحاضرة التي بعدها أوزعها على طالبات أخريات وهكذا.
تعجز الكلمات عن شكركم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:13 م]ـ
وفقكم الله الكتب المذكورة تكفي تماماً لإقامة مثل هذه الدورة المختصرة، أما بالنسبة للتطبيق العملي فهو مهم والطريقة المذكورة ممتازة جداً، وأقترح أن يكون التطبيق العملي إما على مقاطع من القرآن الكريم يكون لها أسباب نزول وبعض الأحكام المهمة كآية الكرسي وأواخر سورة البقرة وآيات تحويل القبلة (وما كان الله ليضيع ... ) وحادثة الإفك ونحو ذلك، أو الاقتصار فقط على جزء النبأ واختيار بعض السور منه.
أسأل الواحد الأحد الحي القيوم أن يبارك في جهودكم وجهود المركز وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم موجباً لرضوانه العظيم وأن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته.(/)
كان القمر مشتعلاً ثم انطفأ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Jun 2010, 08:59 ص]ـ
آيات الإعجاز: قال تعالى: ((وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرةً)). التفسير اللغوي: قال ابن منظور في لسان العرب: آية: الآية: العلامة، وقال ابن حمزة، الآية من القرآن كأنها العلامة التي يُفضى منها إلى غيرها. فهم المفسرين: لقد استنبط الصحابة الكرام منذ أربعة عشر قرناً أن كوكب القمر كان يشع نوراً ثم أذهب الله ضوءه وأزاله، وذلك من خلال تفسيرهم لقوله تعالى في سورة الإسراء: ((وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النَّهار مبصرةً)).فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره أنَّ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في تأويله للآية: ((كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمحي، فالسواد الذي في القمر أثر ذلك المحو)). التفسير العلمي: تشير الآية القرآنية السابقة إلى حقيقة علمية لم تظهر إلاَّ في القرن العشرين، وهي أن القمر كان في القديم كوكباً مشتعلاً ثم أطفأ الله نوره، ودلالة القرآن على هذا واضحة كما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمحي، فالسواد الذي في القمر أثر ذلك المحو. فهذا القول هو لصحابي جليل استنبطه من القرآن منذ ألف وأربعمئة سنة، وأما قول علماء الفلك في هذا الموضوع: هو أنَّ علم الفلك قد كشف أخيراً أنَّ القمر كان مشتعلاً ثم محي ضوؤه وانطفأ. فقد أظهرت المراصد المتطورة والأقمار الاصطناعية الأولى صوراً تفصيلية للقمر، وتبين من خلالها وجود فوهات لبراكين ومرتفعات وأحواض منخفضة. ولم يتيسر للعلماء معرفة طبيعة القمر تماماً حتى وطئ رائد الفضاء الأمريكي (نيل آرمسترونغ) سطحه عام (1969م). ثم بواسطة وسائل النظر الفلكية الدقيقة، والدراسات الجيولوجية على سطحه، وبعد أن تم تحليل تربته استطاع علماء الفضاء القول كما جاء في وكالة الفضاء الأمريكية ( NASA) : بأنَّ القمر قد تشكل منذ (4,6) مليون سنة وخلال تشكله تعرض لاصطدامات كبيرة وهائلة مع الشهب والنيازك، وبفعل درجات الحرارة الهائلة تمَّ انصهارُُ حادُّ في طبقاته ممَّا أدى إلى تشكيل الأحواض التي تدعى (ماريا) وقمم وفوهات تدعى (كرايترز) والتي قامت بدورها بإطلاق الحمم البركانية الهائلة فملأت أحواضه في تلك الفترة. ثم برد القمر، فتوقفت براكينه وانطفأت حممه، وبذلك انطفأ القمر وطمس بعد أن كان مشتعلاً. وإذا عدنا إلى الآية القرآنية فإننا نلاحظ استعمال لفظ ((محونا)) والمحو عند اللغويين هو الطمس والإزالة، والمعنى أنَّ الله تعالى أزال وطمس ضوء القمر، والمحو المقصود ليس إزالة كوكب القمر، فهو لا يزال موجوداً ولكن إزالة نوره وضوئه، وهذا واضح من العبارة القرآنية ((آية الليل)) وهي القمر و ((آية النَّهار)) وهي الشمس. والطمس يكون للنور ولذلك قال تعالى: ((وجعلنا آية النَّهار مبصرةً)) فجاء بكلمة مبصرة وهي وجه المقارنة لتدلَّ على أنَّ المقارنة هي بين نور آية الليل (القمر) ونور آية النهار (الشمس) فالأول انطفأ والأخرى بقيت مضيئة نبصر من خلالها. فيا ترى من بلَّغ محمداًصلى الله عليه و سلم هذه الحقيقة والتي تحتاج للمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية والتحاليل الجيولوجية والتي لم يمض على اكتشافها سوى عشرات السنين فسبحان العليم الحكيم الذي قال: ((ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم)). وجه الإعجاز: وجه الإعجاز في الآية القرآنية الكريمة هو إشارتها إلى أنَّ القمر كان له نور وضوء ثمَّ انمحى وطمس فصار مظلماً، فقال تعالى: ((فمحونا آية الليل)) أي القمر، وهو ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية والدراسات والتحاليل الجيولوجية لسطح القمر في القرن العشرين. والله تعالى أعلم.
عن الشيخ النابلسي بتصرف
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jun 2010, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي تيسير.
ولكن مطلع القمر يكون نصف شهر بالليل والنصف الآخر بالنهار.
" وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ " [يس/39](/)
" إياك نعبد وإياك نستعين "
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:14 م]ـ
السلام عليكم
من المعلوم أن الفاتحة من القرآن الكريم , ولكن ماذا يسمى هذا الإسلوب في اللغة عندما يقول الله عزوجل: " إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصرط المستقيم "؟
أرجو المشاركة من أهل العلم فأنتم أهل التفسير.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:45 م]ـ
أخي الكريم
أولاً أشكر لك مشاركتك. وسوف أسأل قبل سؤالك سؤالاً قبل الإجابة على سؤالك.
فقد استوقفتني جملتك التي تقول بها (من المعلوم أن الفاتحة من القرآن الكريم) ولا أدري ماذا تقصد بهذه العبارة. هل القضية كانت محط خلاف لدى العلماء فبعد أن تأكدوا أنها سورة من القرآن قرروا وأجمعوا أنها سورة منه .. أم أن الأمر ليس معلوماً بالضرورة فيُحتاج الى تأكيد؟؟ هل يُقبل أن يُقال مثل هذا القول؟؟ هل يجوز لي أن أقول من المعلوم أن آل عمران من القرآن؟ ظ وبماذا أفيد السامع حينما أقول مثل ذلك القول؟؟ فلو قلت: من المعلوم أن البسملة من سورة الفاتحة لما ناقشناك في ذلك لأن هذه المسألة فيها خلاف لدى العلماء. أما قولك فلا أظن أن له داعٍ أو أن فيه مصلحة سواء كانت المصلحة للسؤال. أو للجواب الذي تبحث عنه ولم تجده بعد. وبارك الله بك
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:50 م]ـ
أخي الكريم
أولاً أشكر لك مشاركتك. وسوف أسأل قبل سؤالك سؤالاً قبل الإجابة على سؤالك.
فقد استوقفتني جملتك التي تقول بها (من المعلوم أن الفاتحة من القرآن الكريم) ولا أدري ماذا تقصد بهذه العبارة. هل القضية كانت محط خلاف لدى العلماء فبعد أن تأكدوا أنها سورة من القرآن قرروا وأجمعوا أنها سورة منه .. أم أن الأمر ليس معلوماً بالضرورة فيُحتاج الى تأكيد؟؟ هل يُقبل أن يُقال مثل هذا القول؟؟ هل يجوز لي أن أقول من المعلوم أن آل عمران من القرآن؟ ظ وبماذا أفيد السامع حينما أقول مثل ذلك القول؟؟ فلو قلت: من المعلوم أن البسملة من سورة الفاتحة لما ناقشناك في ذلك لأن هذه المسألة فيها خلاف لدى العلماء. أما قولك فلا أظن أن له داعٍ أو أن فيه مصلحة سواء كانت المصلحة للسؤال. أو للجواب الذي تبحث عنه ولم تجده بعد. وبارك الله بك
الفاتحة من القرآن الكريم بلا أدنى شك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:53 م]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب وسامحني إن كان في ردي بعض القسوة ولكن لا شك أنك تحمل خلق نبيل وهو خلق طالب العلم. وسوف أترك لإخواني من أهل العلم جواباً لسؤالك. وربما لي عودة معك لأحييك مرة أخرى من قلبي. وأشكرك لحلمك مرة أخرى
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:00 م]ـ
لا يا أخي ما في مشكلة , بارك الله فيك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:08 م]ـ
السلام عليكم
من المعلوم أن الفاتحة من القرآن الكريم , ولكن ماذا يسمى هذا الإسلوب في اللغة عندما يقول الله عزوجل: " إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصرط المستقيم "؟
أرجو المشاركة من أهل العلم فأنتم أهل التفسير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معرفك جميل، نعم لا تغتر نصيحة قيمة.
إذا كنت فهمت قصدك فكأنك تقول القرآن كلام الله والله لا يتكلم إلا بما يليق به فكيف يقول " إياك نعبد وإياك نستعين" وهو المعبود وهو المستعان؟
فأقول إن سورة الحمد حمد وثناء على الله وإعلان العبودية لله ودعاء بالهداية، فالله تعالى حكى ذلك على ألسنتنا أي بمعنى قولوا كذا وكذا.
أرجو أن أكون قد وفقت في الجواب
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معرفك جميل، نعم لا تغتر نصيحة قيمة.
إذا كنت فهمت قصدك فكأنك تقول القرآن كلام الله والله لا يتكلم إلا بما يليق به فكيف يقول " إياك نعبد وإياك نستعين" وهو المعبود وهو المستعان؟
فأقول إن سورة الحمد حمد وثناء على الله وإعلان العبودية لله ودعاء بالهداية، فالله تعالى حكى ذلك على ألسنتنا أي بمعنى قولوا كذا وكذا.
أرجو أن أكون قد وفقت في الجواب
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
جزاك الله خيراً وبارك فيك , هل من اسم لهذا الإسلوب اللغوي؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:47 م]ـ
يقول جار الله الزمخشري في تفسيره " الكشاف":
" فإن قلت: لم عدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب؟ قلت: هذا يسمى الالتفات في علم البيان قد يكون من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى التكلم، كقوله تعالى: {حتى إِذَا كُنتُمْ فِى الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: 22]. وقوله تعالى: {والله الذى أَرْسَلَ الرياح فَتُثِيرُ سحابا فَسُقْنَاهُ} [فاطر: 9]. وقد التفت امرؤ القيس ثلاث التفاتات في ثلاثة أبيات:
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ بالأَثْمَدِ ... ونَامَ الخَلِيُّ ولَم تَرْقُد
ِ وبَاتَ وباتَتْ لَهُ لَيْلةٌ ... كلَيْلَةِ ذِي العائرِ الأرْمَدِ
وذلك مِنْ نَبَإ جَاءَني ... وخبِّرْتُهُ عنْ أَبي الأَسوَدِ
وذلك على عادة افتتانهم في الكلام وتصرفهم فيه، ولأنّ الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب، كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع، وإيقاظاً للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد، وقد تختص مواقعه بفوائد. ومما اختص به هذا الموضع: أنه لما ذكر الحقيق بالحمد، وأجرى عليه تلك الصفات العظام، تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالثناء وغاية الخضوع والاستعانة في المهمات، فخوطب ذلك المعلوم المتميز بتلك الصفات، فقيل: إياك يا من هذه صفاته نخص بالعبادة والاستعانة، لا نعبد غيرك ولا نستعينه، ليكون الخطاب أدل على أنّ العبادة له لذلك التميز الذي لا تحق العبادة إلا به"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2010, 06:37 م]ـ
سورة الفاتحة تنقسم نصفها إلى حمد من قوله تعالى (الرحمن الرحيم) إلى قوله (مالك يوم الدين) ونصفها دعاء بدءاً من (إياك نعبد وإياك نستعين) إلى آخر السورة. ومن بديع البيان القرآني استخدام أسلوب الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة. ولو استشعرنا معنى آيات الحمد التي في أوائل السورة فنقرأها بقلب صادق ونستشعر معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) نسشعر عندما نصل إلى آية (إياك نعبد وإياك نستعين) وكأننا صرنا في حضرة الله تعالى نخاطبه عياناً وندعوه أنه لا نعبد سواه ولا نستعين بغيره أبداً وهذا المعنى الجميل يشعر العبد بقربه من ربه إذا أطاعه وعرف قدره وعظيم قدرته وأنه هو الله الرب الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الذي يستحق الحمد على كل هذه الصفات العليا وسيتحقق له معنى قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) فيدعو العبد بما يشاء فيقول (إياك نعبد وإياك نستعين* إهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وحينها سيتأكد أن دعاءه مجاب من هذا الرب الرحمن الرحيم الذي بيده ملكوت كل شيء في الدنيا والآخرة.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 07:11 م]ـ
نقل "البقاعي" في تفسيره عن "الحرالي" فقال:
((قال الحرالي:
وهذه الآيات، أي هذه وما بعدها، مما جاء كلام الله فيه جارياً على لسان خلقه ..
فإن القرآن كله كلام الله، لكن منه ما هو كلام الله عن نفسه، ومنه ما هو كلام الله عما كان يجب أن ينطق، على اختلاف ألسنتهم وأحوالهم وترقي درجاتهم ورتب تفاضلهم، مما لا يمكنهم البلوغ إلى كنهه؛ لقصورهم وعجزهم .. فتولى الله الوكيل على كل شيء الإنباء عنهم بما كان يجب عليهم مما لا يبلغ إليه وُسع خلقه، وجعل تلاوتهم لما أنبأ به على ألسنتهم نازلاً لهم منزلة أن لو كان ذلك النطق ظاهراً منهم لطفاً بهم وإتماماً للنعمة عليهم ..
لأنه تعالى لو وكلهم في ذلك إلى أنفسهم لم يأتوا بشيء تصلح به أحوالهم في دينهم ودنياهم ..
ولذلك لا يستطيعون شكر هذه النعمة إلا أن يتولى هو تعالى بما يلقنهم من كلامه مما يكون أداء لحق فضله عليهم بذلك ..
وإذا كانوا لا يستطيعون الإنباء عن أنفسهم بما يجب عليهم من حق ربهم، فكيف بما يكون نبأ عن تحميد الله وتمجيده؟!
فإذن ليس لهم وصلة إلا تلاوة كلامه العلي، بفهم كان ذلك أو بغير فهم، وتلك هي صلاتهم المقسمة التي عبر عنها فيما صح عنه علية الصلاة والسلام من قوله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» ثم تلا هذه السورة ..
فجاءت الآيات الثلاث الأول بحمد الله تعالى نفسه، فإذا تلاها العبد قبل الله منه تلاوة عبده كلامه وجعلها منه حمداً وثناء وتمجيداًَ ..
وجاءت هذه الآيات على لسان خلقه فكان ظاهرها التزام عهد العبادة ... ))
منقول عن الأخ "متعلم" بارك الله فيه
ـ[المفاز]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البغوي-رحمه الله-في معالم التنزيل:
والضمير المنفصل هو: «إيا» وما يلحقه من الكاف، والهاء، والياء هي: حروف لبيان الخطاب، والغيبة، والتكلم، ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور، وتقديمه على الفعل لقصد الاختصاص، وقيل للاهتمام، والصواب أنه لهما، ولا تزاحم بين المقتضيات. والمعنى: نخصك بالعبادة، ونخصك بالإستعانة لا نعبد غيرك، ولا نستعينه،
والعبادة أقصى غايات الخضوع، والتذلل، قال ابن كثير: وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة، والخضوع، والخوف،
وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الالتفات، لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تَطريةً لنشاط السامع، وأكثر إيقاظاً له كما تقرر في علم المعاني. والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه، وعن جنسه من العباد، وقيل إن المقام لما كان عظيماً لم يستقلّ به الواحد؛ استقصاراً لنفسه، واستصغاراً لها، فالمجىء بالنون لقصد التواضع، لا لتعظيم النفس.
وقدمت العبادة على الإستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية، وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب، وإطلاق الإستعانة لقصد التعميم. اهـ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Jun 2010, 10:26 م]ـ
أرأيت كيف فاض عليك الخير أخي الكريم (لا تغتر)؟ وقد نلت من سؤالك ما كنت تشتهي وزيادة. فالحمد لله أولاً وآخراً وبارك الله بهؤلاء الأخوة الذين لا يخذلون سائلاً ولا يردون طالباً. والشكر لك أخي مرة أخرى على سعة صدرك وعلى سؤالك الشيّق ز(/)
هل المتشابه اللفظي في القرآن الكريم للتفنن فقط .. ؟!: (مدارسة لرأي ابن عاشور والألوسي)
ـ[لطيفة]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:15 م]ـ
كنت أبحث في المتشابه اللفظي في قول الله عزوجل سورة البقرة: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)
وقوله في سورة الأعراف: (وإذا قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم وسنزيد المحسنين) ..
وتحديدا في الغرض من مجئ (خطيئاتكم) بهذه الصيغة في سورة الأعراف .. و (خطاياكم) في سورة البقرة
فوجدت الألوسي وابن عاشور يذكران أن الغرض هو التفنن في الكلام ..
فتوقفت عند هذه المسألة خاصةً أنني وجدت المفسرين والباحثين في المتشابه اللفظي يذكرون أوجهًا وجيهة لذلك
في حين أن العالمين الفاضلين يفردون التفنن بالذكر وكأن ذلك نفيًا لوجود أي غرض آخر سواه
فهل يمكن أن يكون التفنن غرضا بلاغيا .. وهل يصح أن يكون هو الغرض الوحيد من المتشابه اللفظي .. ؟!
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[11 Jun 2010, 06:41 م]ـ
ليس التفنن هو الغرض البلاغي الوحيد عند الألوسي وابن عاشور لكنه من ضمن الأغراض، والدليل على ذلك أنهما وجَّها آيات كثيرة دون ذكر للتفنن، والألوسي من كبار الموجهين للمتشابه اللفظي، وبادي الرأي - والمسألة تحتاج إلى دراسة مستقلة -أقول: لعلهما ذكرا التفنن في بعض المواضع هروباً مما قد يقع من التكلف في توجيه المتشابه اللفظي، وهذا قريب مما يصنعه ابن عاشور في آيات أخرى حين يقول إن التقديم والتأخير لمراعاة الفاصلة ولا يذكر غرضاً بلاغياً آخر، وغيرُه - وخاصة من المعاصرين- يرفض أن تكون مراعاة الفاصلة غرضا بلاغياً مستقلاً وقد يتكلف في ذكر غرض بلاغي غير الفاصلة؛ فكأن ابن عاشور يبتعد عن التكلف فيكتفي بالقول إن التقديم لمراعاة الفاصلة، والله أعلم.
ويبقى السؤال هل التفنن غرض بلاغي؟ الذي يبدو أنه غرض بلاغي لأن تكرار الكلام بنفس الطريقة قد يسبب مللاً فإذا قلت - مثلاً -: (قال النبي ... قال من لا ينطق عن الهوى ... قال الهاشمي القرشي) صلى الله عليه وسلم فلا شك أن هذا ألطف وأبلغ لأنه أبعد عن الملل، وإن كان المتصور في الكلام البليغ أن يكون هذا التفنن لغرض معنوي أيضاً لكن قد يخفى علينا فنقول بالتفنن حتى لا نقع في التكلف، والله أعلم، وجزى الله خيراً من أتى بفائدة زائدة
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[11 Jun 2010, 11:53 م]ـ
يقول الشعراوي في خواطره:
{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ?سْكُنُواْ هَـ?ذِهِ ?لْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِي?ئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ ( http://javascript<b></b>:Open_Menu()) }
" وهذه القصة مذكورة أيضاً في سورة البقرة، ونعرف أن قوله سبحانه: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ}، ولم يذكر الحق من القائل؛ لأن طبيعة الأمر في الأسباط أنه سبحانه جعل لكل سبط منهم عيناً يشرب منها، وكل سبط له نقيب، وهذا دليل على أنهم لا يأتلفون؛ فلا يكون القول من واحد إلى الجميع، بل يصدر القول من المشرع الأعلى وهو الحق إلى الرسول، والرسول يقول للنقباء، والنقباء يقولون للناس.
وبعد أن تلقى موسى القول أبلغه للنقباء، والنقباء قالوه للأسباط، وفي آية أخرى قال الحق: {وَإِذْ قُلْنَا}. وهذا القول الأول وضعنا أمام لقطة توضح أن المصدر الأصيل في القول هو الله، ولأنهم أسباط ولكل سبط مشرب؛ لذلك يوضح هنا أنه أوحى لموسى. وساعة ما تسمع " وإذ " فاعلم أن المراد اذكر حين قيل لهم اسكنوا هذه القرية، لقد قيل إن هذه القرية هي بيت المقدس أو أريحا، لكنهم قالوا: لن ندخلها أبداً لأن فيها قوماً جبارين وأضافوا: { ... فَ?ذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا? إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]
والحق لا يبين لنا القرية في هذه الآية؛ لأن هذا أمر غير مهم، بل جاء بالمسألة المهمة التي لها وزنها وخطرها وهي تنفيذ الأمر على أي مكان يكون: {?سْكُنُواْ هَـ?ذِهِ ?لْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضح الحق: أنا تكفلت بكم فيها كما تكفلت بكم في التيه من تظليل غمام، وتفجير ماء غماما، وتفجير ماء من صخر، ومَنّ وسلوى. وحين أقول لكم ادخلوا القرية واسكنوها فلن أتخلى عنكم: {وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ}. وقديماً كان لكل قرية باب؛ لذلك يتابع سبحانه: {وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً}.
والحطة تعني الدعاء بأن يقولوا: يا رب حط عنا ذنوبنا فنحن قد استجبنا لأمرك وجئنا إلى القرية التي أمرتنا أن نسكنها، وكان عليهم أن يدخلوها ساجدين؛ لأن الله قد أنجاهم من التيه بعد أن أنعم عليهم ورفّههم فيه. وإذا ما فعلوا ذلك سيكون لهم الثواب وهو: { ... نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِي?ئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 161]
وسبحانه يغفر مرة ثم يكتب حسنة، أي سلب مضرة، وجلب منفعة، لكن هناك في سورة البقرة قد جاء النص التالي: {وَإِذْ قُلْنَا ?دْخُلُواْ هَـ?ذِهِ ?لْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58]
فالكيان العام واحد ونجد خلافاً في الألفاظ واللقطات عن الآية التي وردت في سورة الأعراف. أول خلاف {وَإِذْ قُلْنَا}، و {وَإِذْ قِيلَ}، وشاء الحق ذلك ليأتي لنا بلقطة مختلفة كنا أوضحنا من قبل. ففي آية سورة البقرة يقول سبحانه: {?دْخُلُواْ} وفي آية سورة الأعراف يقول: {?سْكُنُواْ}، ونعلم أن الدخول يكون لغاية وهي السكن أي ادخلوا لتسكنوا، وأوضح ذلك بقوله في سورة الأعراف: {?سْكُنُواْ} ليبين أن دخولهم ليس للمرور بل للإِقامة.
وأراد سبحانه أن يعطيهم الغاية النهائية؛ لأنه لا يسكن أحد في القرية إلا إذا دخلها.
وهكذا نرى أن كلمات القرآن لا تأتي لتكرار، بل للتأسيس وللإِتيان بمعنى جديد يوضح ويبين ويشرح. ويقول الحق هنا في سورة الأعراف: {وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ}. وفي آية سورة البقرة يقول: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً}.
وحين أمرهم الله بالدخول وكانوا جوعى أمرهم الحق أن يأكلوا، على الفور والتوّ بتوسع، لذلك أتى بكلمة " رغداً " لأن حاجتهم إلى الطعام شديدة وملحة، لكنه بعد أن أمرهم بالسكن أوضح لهم أن يأكلوا؛ لأن السكن يحقق الاستقرار ويتيح للإِنسان أن يأكل براحة وتأن. وقال الحق هنا في سورة الأعراف: {وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً}. أي أنه قدم قولهم " حطة " على السجود، وفي آية سورة البقرة قدم السجود فقال: {وَ?دْخُلُواْ ?لْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ ... } [البقرة: 58]
جاء الحق بهذا الاختلاف لأنه علم أن انفعالات السامعين تختلف ساعة الدخول، فهناك من ينفعل للقول، فيقول أول دخوله ما أمر به من طلب الحطة وغفران الذنب من الله، وهناك آخر ينفعل للفعل فيسجد من فور الدخول تنفيذاً لأمر الله. وأيضاً قال الحق هنا في سورة الأعراف: { ... نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِي?ئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 161]
وفي سورة البقرة يقول: {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ}.
ونعلم أن صيغة الجمع تختلف؛ فهناك " جمع تكسير " وجمع تأنيث، ففي جمع التكسير نغير من ترتيب حروف الكلمة، مثل قولنا " قفل " فنقول في جمعها " أقفال ". أما في جمع التأنيث فنحن نزيد على الكلمة ألفاً وتاء بعد حذف ما قد يوجد في المفرد من علامة تأنيث، مثل قولنا " فاطمة "، و " فاطمات "، و " أكلة "، و " أكلات " وهذا جمع مؤنث سالم، أي ترتيب حروفه لم يتغير، وجمع المؤنث السالم يدل على القلة. لكن جمع التكسير يدل على الكثرة فجاء- سبحانه- بجمع المؤنث السالم الذي يدل على القلة وبجمع التكسير الذي يدل على الكثرة لاختلاف درجات ونسب الخطايا؛ لأن المخاطبين غير متساوين في الخطايا، فهناك من ارتكب أخطاء كثيرة، وهناك من أخطأ قليلاً. والاختلاف حدث أيضاً في عجز الآيتين، فقال في سورة البقرة: {وَسَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ} وجاء عجز سورة الأعراف بدون " واو " فقال: {سَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ}.
وقد عودنا ودعانا الحق إلى أن نقول: اغفر لنا وأنت خير الغافرين، وارحمنا وأنت خير الراحمين، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة. وهنا يوضح سبحانه: أنا لن أكتفي بأن أغفر لكم وأن أرفع عنكم الخطايا. لكني سأزيدكم حسناً، وفي هذا سلب للضرر وجلب للنفع. كأن الله حينما قال: " خطاياكم " بجمع التكسير الذي ينبئ ويدل على كثرة الذنوب والخطايا و " خطيآتكم " التي تدل على القلة انشغلوا وتساءلوا: وماذا بعد الغفران يا رب فقيل؟ لهم: {سَنَزِيدُ ?لْمُحْسِنِينَ} هل يغفر لنا فقط، أو أنه سيجازينا بالحسنات أيضاً؟ وكانت إجابة الله أنه سيغفر لهم ويزيدهم ويمدهم بالحسنات. وقد عقدنا هذه المقارنة المفصلة بين آية سورة البقرة وآية سورة الأعراف لنعرف أن الآيات لا تتصادم مع بعضها البعض، بل تتكامل مصداقاً لقول الحق: { ... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ?للَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ?خْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82] "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Jun 2010, 03:48 م]ـ
ليس التفنن هو الغرض البلاغي الوحيد عند الألوسي وابن عاشور لكنه من ضمن الأغراض، والدليل على ذلك أنهما وجَّها آيات كثيرة دون ذكر للتفنن، والألوسي من كبار الموجهين للمتشابه اللفظي، وبادي الرأي - والمسألة تحتاج إلى دراسة مستقلة -أقول: لعلهما ذكرا التفنن في بعض المواضع هروباً مما قد يقع من التكلف في توجيه المتشابه اللفظي
-
الحق أنني لم أتقص ما كتبه ابن عاشور أو الألوسي .. لكني توقفت عند توجيه الألوسي للآيتين السابقتين،فهو ينعى على الرازي توجيهه لأوجه الاختلاف بينهما، ثم يعقب ذلك بقوله:
(وبالجملة التفنن في التعبير لم يزل دأب البلغاء، وفيه من الدلالة على رفعة شأن المتكلم ما لا يخفى،
والقرآن الكريم مملوء من ذلك، ومن رام بيان سر لكل ما وقع فيه منه فقد رام مالاسبيل إليه إلا بالكشف الصحيح والعلم اللدني،
والله يؤتي فضله من يشاء، وسبحان من لا يحيط بأسرار كتابه إلا هو)
أما ابن عاشور فقد ذكر عند إيراده لأغلب مواطن الاختلاف بين الآيتين ما نصه أن: (الاختلاف "لمجرد" التفنن بين القصتين)
-
ويبقى السؤال هل التفنن غرض بلاغي؟ الذي يبدو أنه غرض بلاغي لأن تكرار الكلام بنفس الطريقة قد يسبب مللاً فإذا قلت - مثلاً -: (قال النبي ... قال من لا ينطق عن الهوى ... قال الهاشمي القرشي) صلى الله عليه وسلم فلا شك أن هذا ألطف وأبلغ لأنه أبعد عن الملل،
-
لكن ألا تلحظ ـ شيخي الفاضل ـ أن الجملة التي أوردتَ ليست لمجرد التفنن بل إن تغيير الألفاظ فيها جاء بفائدة أخرى ..
فعبارة (من لا ينطق عن الهوى) لها غرض غير التفنن فقد تمهد للمقولة التي سترد بعدها و تؤكد صدقها ..
وكذلك عبارة (الهاشمي القرشي) تفيد غرضا غير التفنن يختلف بحسب مقولته التي سترد، فقد تفيد فصاحته ـ مثلا ـ أو طيب أصله ومنشأه
فالعبارة ـ حفظك الله ـ لا تؤكد فكرة أن التفنن غرضا بذاته .. وإنما تنفيها
شكر الله لك إضافتك .. سيما بداية حديثك عن الألوسي وابن عاشور فقد نبهتني إلى أمر هام
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Jun 2010, 03:54 م]ـ
عذرا .. أتعبني إضافة الاقتباس في هذا الملتقى .. ليس كما اعتدته في بقية المنتديات .. !
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[12 Jun 2010, 08:08 م]ـ
(وبالجملة التفنن في التعبير لم يزل دأب البلغاء، وفيه من الدلالة على رفعة شأن المتكلم ما لا يخفى،
والقرآن الكريم مملوء من ذلك، ومن رام بيان سر لكل ما وقع فيه منه فقد رام مالاسبيل إليه إلا بالكشف الصحيح والعلم اللدني،
والله يؤتي فضله من يشاء، وسبحان من لا يحيط بأسرار كتابه إلا هو)
لاحظي أختي قوله:
وبالجملة فهو يريد أن يأتي بجواب عام لايضطر معه لتوجيه كل آية، وإنما يوجه ما يستطيع ويجيب بالتفنن فيما لا يستطيع توجيهه كما مضت الإشارة إليه، أما كونه يرفض توجيه المتشابه بغير هذه النكتة فهذا فيما يبدو مردود بأمور:
1/ أنه لم يعترض على مجرد توجيه الرازي لآيتي البقرة والأعراف بل اعترض على كون الأوجه التي ذكرها الرازي ضعيفة من وجهة نظره.
2/ أنه قارن بين عشرات الآيات في ثنايا تفسيره دون أن يشير إلى التفنن، انظري على سبيل المثال كلامه على تقديم (ويزكيهم) في آل عمران وتقديمها في البقرة، وكلامه في آل عمران نفيس مطول ذكر فيه وجها نص أنه أخذه من أبي السعود وأبدى وجها آخر من اجتهاده ولم يشر إلى التفنن أصلاً.
3/ قوله: ومن رام بيان سر لكل ما وقع ... ) لاحظي أختي قوله: (لكل) فهو لا يستبعد التوجيه للمتشابه لكنه يستبعد أن يستطيع إنسان واحد أن يوجه كل المتشابه÷ن هذا ما ظهر لي - والله أعلم-.
وللنقاط الأخرى حديث لاحق بإذن الله، وأشكر لك تفاعلك وعدم قبولك لكل ما يُكتب
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:49 م]ـ
شاااااكرة لك أخي (عبد الكريم عزيز) هذه الإضافة الرائعة .. فلم أكن أعلم أن للشيخ الشعراوي مثل هذه الدرر البلاغية.
ـ[التواقة]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:50 م]ـ
أذكر ان الشيخ فاضل السامرائي وقف عند هذه الآيتين وذكر لهما توجيها سديدا أظنه ذكره في كتابه التعبير القرآني.
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Jun 2010, 10:06 م]ـ
أشكر لك أخي الكريم (محمد نصيف) هذا الإلمام بتفسير الألوسي .. والدقة في قراءة النصوص ..
أتفق معك ـ أستاذي الفاضل ـ في أن الألوسي لم يعمم التفنن في كافة آيات المتشابه اللفظي وإنما جعله غرضا لبعض منها دون بعض.
لكن يبقى السؤال: هل التفنن ـ أصلا ـ غرض بلاغي يعوّل عليه ويكون هو الغرض "الوحيد" من إيراد صيغة دون غيرها .. ؟!
وهل يمكن أن تُوجه به وحده أوجه الاختلاف في آيات المتشابه اللفظي .. ؟!
وماذا عن الصيغتين الواردتين أعلاه (خطايا) و (خطيئات) هل التعبير بإحداهما في آية وبالأخرى في الآية الثانية هو لمجرد التفنن فقط .. ؟
ثم ـ وهذا هو الأساس ـ ما معنى التفنن .. هل هو مجرد التنويع والتجديد فقط .. ؟
هل هو حلية شكلية تخلو من الغرض المعنوي كما يوحي به اسمه .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[12 Jun 2010, 10:42 م]ـ
الحقيقة أفرحني هذا النقاش فجزاك الله خيرا على ابتدائه واستمراره بهذه الروح الطيبة، أما الأسئلة التي طرحتِها حول التفنن فهي جديرة بالدراسة ولا شك، وتعقيباً على ما قلتِه بخصوص: -: (قال النبي ... قال من لا ينطق عن الهوى ... قال الهاشمي القرشي) فهو مثال يسهل على أي قاريء أن يتنبه إلى الفرق بين التعابير فيه ولذلك مثلت به لكن لاحظي أني قلت بعده: (وإن كان المتصور في الكلام البليغ أن يكون هذا التفنن لغرض معنوي أيضاً لكن قد يخفى علينا فنقول بالتفنن حتى لا نقع في التكلف) لأن هناك أمثلة أصعب من هذا المثال بكثير بحيث يكون القول بالتفنن فيه أولى من ذكر شيء متكلف، ويمكن أن يقال: يوجد مع التفنن غرض آخر لكننا لم نستطع تحديده فنتوقف بدلا من أن نتكلف، ومن الأمثلة التي أرى أنها عسيرة في تحديد الفرق (ذلك الفوز العظيم) (ذلك هو الفوز العظيم) (وذلك الفوز العظيم) (وذلك هو الفوز العظيم)، وأعرف أن بعض المعاصرين قد تكلم في بعض هذه الآيات لكن كلامه فيه خلل من جانب مهم جدا ألا وهو: عدم استقصاء المواضع في القرآن أما توجيه بعض الآيات دون بعض ففيه خلل لا يخفى وقد ينتقض التوجيه بالآيات المسكوت عنها، لذلك ينبغي التروي ولذلك قلت: لعلهما مالا إلى التفنن خوفا من التكلف، ولعل أحدا يبحث مسألة التفنن فإنها جديرة بالدراسة والله أعلم
أمر أخير: في الكشاف في سورة هود عند قوله تعالى:چ ? ? ? ? ں ں? ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ے ے چهود: 93 "
فإن قلت: أى فرق بين إدخال الفاء ونزعها في سَوْفَ تَعْلَمُونَ؟ قلت: إدخال الفاء: وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل، ونزعها: وصل خفى تقديرىّ بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدّر، كأنهم قالوا: فما ذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت؟ فقال: سوف تعلمون، فوصل تارة بالفاء وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة كما هو عادة بلغاء العرب،
" فالأمر ليس مقصورا على الألوسي وابن عاشور
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:48 م]ـ
أختي (التواقة) رجعت إلى ما كتبه السامرائي وأفدت منه .. بوركتِ ..
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:59 م]ـ
بحق عااااااااجزة عن شكرك أخي الكريم وأستاذي الفاضل (محمد نصيف)
وأوافقك على أن التفنن بحاجة إلى دراسة مستقلة
كما أوافقك على أن التفنن قد يكون منجاة من التكلف .. وإن كانت هذه المنجاة قد تثبت أن التفنن ليس غرضا يقصد لذاته وإنما هو مجرد هروب ومنجاة .. !
ثم مامدى قبول التفنن في البحوث الأكاديمية .. ؟ بمعنى لو أن باحثا ذكر أن الغرض البلاغي هو التفنن فهل سيقبل ذلك منه حتى إن كان قد نقله من مفسر أو عالم .. ؟ أم سيتهم بالهروب .. ؟!
حقًا .. إنها مسألة شااااااائكة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:07 م]ـ
" وقد عزا بعضهم هذا الاختلاف -أي في صيغ المتشابه اللفظي- إلى التنويع في الأسلوب، أو ما يسمى (التفنن في الكلام)، وهذا سببٌ أراه لا يستقل بنفسه، لأن التنويع في الأسلوب أو التفنن فيه، إنما يُلجأ إليه لإذهاب السأم والملل عن القارئ، وحاشا أن يصف أحدٌ القرآن بذلك، فلا بد من سبب يكون أصلا، ويمكن أن يأتي التنويع سببا آخر متفرعا " ا. هـ. من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم. محمد بن علي الصامل. ص186
- أوردت هذه العبارة للمدارسة، مع عدم اقتناعي بالحجة السابقة في رد التفنن غرضا بلاغيا -
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[15 Jun 2010, 05:29 ص]ـ
أظن أن إبعاد السآمة والملل غرض يتحقق بالتفنن وليس في ذلك إنقاص لقدر القرآن:
أولاً: لأن الملل قد يكون بسبب السامع أوالقاريء لعدم الرغبة - مثلاً- أو وجود صوارف.
ثانياً: لو صح أن يقال إن في هذا إشعاراً بنقص في القرآن لكان غرض التشويق - مثلاً- منفياً عن القرآن لنفس العلة؛ حيث يقول القائل: إذا قلتم: إن القرآن لا يحتاج إلى إذهاب الملل لأنه ليس مملاً"؛ فكذلك يلزمكم أن تقولوا: " القرآن لا يحتاج إلى تشويق إذ هو مشوّق أصلا"، ولا أظن أن أحداً ينفي غرض التشويق.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد قال الطاهر ابن عاشور في المقدمة العاشرة من تفسيره"ومن أساليبه ما أسميه بالتفنن وهو بداعة تنقلاته من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات عند التكرير تجنبا لثقل تكرير الكلم، وكذلك الإكثار من أسلوب الالتفات المعدود من أعظم أساليب التفنن عند بلغاء العربية فهو في القرآن كثير، ثم الرجوع إلى المقصود فيكون السامعون في نشاط متجدد بسماعه وإقبالهم عليه، ومن أبدع أمثلة ذلك قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ. أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:17,20] بحيث كان أكثر أساليب القرآن من الأساليب البديعة العزيز مثلها في شعر العرب وفي نثر بلغائهم من الخطباء وأصحاب بدائه الأجوبة. وفي هذا التفنن والتنقل مناسبات بين المنتقل منه والمنتقل إليه هي في منتهى الرقة والبداعة بحيث لا يشعر سامعه وقارئه بانتقاله إلا عند حصوله. وذلك التفنن مما يعين على استماع السامعين ويدفع سآمة الإطالة عنهم، فأن من أغراض القرآن استكثار أزمان قراءته كما قال تعالى {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: من الآية20] فقوله {مَا تَيَسَّرَ} يقتضي الاستكثار بقدر التيسر، وفي تناسب أقواله وتفنن أغراضه مجلبة لذلك التيسير وعون على التكثير"، وأحب أن أذكر هنا بما نقلته عن الزمخشريمن قبل: "
فوصل تارة بالفاء وتارة بالاستئناف، للتفنن في البلاغة كما هو عادة بلغاء العرب،
"
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[15 Jun 2010, 05:32 ص]ـ
مع ملاحظة أن القرآن نزل بلسان العرب الذين نزل عليهم القرآن، لا بلسانهم بعد ذلك؛ فإذا ثبت أن التفنن من الطرائق التي كانوا يسلكونها فالأصل أن القرآن يجيء بطريقتهم، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jun 2010, 11:38 م]ـ
التفنن نفسه باب من أبواب الإعجاز؛ لأنه قد كان يمكن الكافرين أن يقولوا: قد جاء القرآن بالأسلوب الوحيد المعجز فلا نستطيع أن نأتي به إلا أن يكون هو هو، فلما جاء القرآن بالقصة الواحدة بأساليب مختلفة، كان في هذا سدٌ للباب على هذه الحجة الداحضة.
وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من أهل العلم كالباقلاني وغيره.
وفي التفنن فوائد أخرى غير ذلك؛ منها أن فيه منعا لتوهم أن أحد الأسلوبين أبلغ من الآخر أو أنه الصحيح دونه.
والله أعلم.
ـ[لطيفة]ــــــــ[17 Jun 2010, 03:52 م]ـ
دعونا نتفق ـ أولا ـ على معنى التفنن وما يقتضيه هذا المعنى ..
فإذا كان التفنن يعني مجرد الحلية الشكلية والتنويع فقط دون مراعاة الجانب المعنوي ..
فيقال في الآيتين السابقتين مثلا: بما أن آية البقرة جاءت بجمع الكثرة فلماذا لا ننوع الصيغ ونأتي في الأعراف بجمع القلة .. ؟!
لنغير وننوع ونتفنن فقط بغض النظر عن السياق وما يقتضيه .. !
يؤتى بجمع القلة في الأعراف .. فقط لأن جمع الكثرة ورد في البقرة .. !
إن كان هذا هو التفنن فهو ـ في نظري ـ عشوائية ننزه القرآن الكريم عنها ..
وإن كان هذا هو التفنن فلنرح الباحثين من البحث في الأغراض البلاغية (لاسيما مايتعلق بالمتشابه اللفظي وبالخروج على خلاف مقتضى الظاهر) ولنعزو كل خروج أو اختلاف إلى التفنن
وإن كان هذا هو التفنن فلتقصر همم الباحثين عن التنقيب في لطائف كلام الله عزوجل وليكتفوا بالتفنن
ثم قد يستساغ القول بالتفنن عند الحديث عن آية واحدة أو سورة واحدة قد يُحتاج معها إلى تنويع .. لكن كيف يستساغ في المتشابه اللفظي الذي تكون فيه الكلمة في سورة والكلمة الثانية في سورة أخرى تفصل بينهما مئات الآيات .. ؟! ما الحاجة إلى التفنن هنا .. ؟!
إن التفنن ـ في رأيي ـ إماتة للأغراض البلاغية .. و تجاهل للسياق ومقتضى الحال ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 Jun 2010, 03:58 م]ـ
التفنن بهذا المعنى لا أظن أحدا من العقلاء يقول به فضلا عن أهل العلم.
ثم إن مراعاة المعنى لا يلزم منها أن يكون لهذه المراعاة شكل واحد لا يمكن تغييره، كما أن مراعاة مقتضى الحال لا يلزم منه أن التعبير الموافق له تعبير واحد لا ثاني له.
ـ[لطيفة]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:38 ص]ـ
إذن .. ما التفنن في رأيك .. ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:50 ص]ـ
كلمة (التفنن) معناها اللغوي هو التنوع في الأساليب أو كما يقول البلاغيون: الجمع للفنين، وهي بهذا المعنى من المهمات التي يراعيها البليغ عادة؛ لأن بعض الناس قد يتأثر بالإطناب دون الإيجاز، وبعضهم بالعكس، وبعض الناس قد يتأثر بألفاظ الفخامة والتهويل، وبعضهم قد يتأثر بألفاظ السهولة والترغيب، وغير ذلك.
فلماذا إذن عند تعريف التفنن نستعمل كلمة (مجرد) ونقول (دون مراعاة الجانب المعنوي)؟
بل إن التفنن نفسه قد يكون من لوازم مراعاة مقتضى الحال.
والإنسان البليغ -وهو مخلوق ضعيف ناقص- يستعمل التفنن في كلامه مع مراعاة الجانب المعنوي أيضا، ولكن هذه المراعاة للجانب المعنوي لا يلزم منها أن يكون الأسلوب مما يستحيل تغييره.
ثم إن مراعاة الجانب المعنوي لا يلزم منها أن تكون متعلقة بسياق القصة فقط، بل قد تتعلق بأمور أخرى؛ لأن الله عز وجل أنزل كتابه ميسرا للذكر، فقد يكون من مقتضيات هذا التيسير أن تكون بعض الآيات طويلة وبعضها قصيرة، وأن تكون بعض السور طويلة وبعضها قصيرة، وأن تتوارد الآيات على معانٍ متوافقة حتى يقف عليها من اقتصر على بعض القرآن، وحتى يُعلم المؤكد منها أقوى من غيره بكثرة التنبيه عليه في آيات متعددة.
وغير ذلك من أوجه النظر قد تظهر للمتأمل، وإنما قلت ما حضرني الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:06 م]ـ
وهذا المعنى السابق ذكره يمكن ملاحظته من مثل قوله تعالى: {ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل} وقوله: {وصرفنا فيه من الوعيد}.
قال البغوي: (يعني العبر والحكم والأمثال والأحكام والحجج والإعلام، والتشديد للتكثير والتكرير).
وقال ابن عطية: (ولقد خوفنا ورجينا وبالغنا في البيان، وهذا كله بتمثيل وتقريب للأذهان).
وقال الألوسي: (والمراد عبرنا عنه بعبارات وقررناه بوجوه من التقريرات).(/)
إعجاز القرآن المجيد من شرح الطحاوية (ماتع ومفيد)
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:19 م]ـ
الحمد لله وبعد ...................... ،
فهذا مختصر نفيس في عرض مسألة إعجاز القرآن المجيد استللتها من شرح الطحاوية للشيخ العلامة / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وأرجو من الله أن أكون قد وفقت في اختصارها وعرضها، وأسأله أن ينفع
بها إنه نعم المولي ونعم النصير ... ،
إعجاز القرآن (1)
المسألة الموسومة عند العلماء بمسألة إعجاز القرآن لاشك أنها مسألة مهمة لها صلة ببحث دلائل النبوة في التوحيد؛ لأن صلتها تارة بدلائل النبوة من جهة كون القرآن معجزا ودليلا على صحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه منَزّل من عند الله، ومن جهة أخرى لها صلة بمبحث كلام الله جل وعلا وهو أنّ القرآن لا يشبه كلام البشر وأن كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر.
ولتقرير هذه المسألة وقد تكلّم فيها أنواع من الناس من جميع الفرق والمذاهب، نجعل البحث فيها في مسائل:
المسألة الأولى: أنّ لفظ الإعجاز لم يرد في الكتاب ولا في السنة، وإنما جاء في القرآن وفي السنة أنّ ما يُعطيه الله جل وعلا للأنبياء والرسل وما آتاه محمد عليه الصلاة والسلام هو آية وبرهان على نبوّته، فلفظ المعجزة لم يأتِ في الكتاب ولا في السنة وإنما هو لفظ حادث ولا بأس باستعماله إذا عُني به المعنى الصحيح، فالذي جاء في القرآن الآيات والبراهين؛ ولكن العلماء استعملوا لفظ الإعجاز لسبب، وهو أنّ القرآن تحدى الله جل وعلا به العرب أن يأتوا بمثله، أو أن يأتوا بعشر سور مثله أو أن يأتوا بسورة من مثله، فلما تحداهم ولم يأتوا بما تحداهم به، فدلّ ذلك على عجزهم، وذلك لأنّ القرآن معجز لهم فلم يأتوا بمثله، قال جل وعلا:
" قُلْ لَئِن اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " [الإسراء:88]، وقال جل وعلا: "قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [هود:13 - 14].
إذا تبين ذلك فالتّحدي لما وقع وعجزوا، سمى العلماء فعلهم ذلك أو عجزهم سموه: بمسألة إعجاز القُرآن؛ لأجل التحدي وعجز الكفار أن يأتوا بمثله.
المسألة الثانية: أن كلام الله جل وعلا هو المعجز، ولا يُقال أن الله جل وعلا أعجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن؛ لأن هذا القول يتضمن أنهم قادرون لكن الله جل وعلا سلبهم القدرة على هذه المعارضة.
فالإعجاز والبرهان والآية والدليل في القرآن نفسه لأنه كلام الله جل وعلا، ولا يُقال إنّ الله جل وعلا أعجز الناس، أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو صَرَفهم عن ذلك، كما هي أقوال يأتي بيانُها.
فتعبير أهل العلم في هذه المسألة أن القرآن آية، فآية محمد عليه الصلاة والسلام القرآن، آية نبوته وآية رسالته القرآن؛ بل إن محمدا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لما سمع كلام الله جل وعلا خاف فلما فَجَأَه الوحي وهو بغار حراء فأتاه جبريل فَقَالَ له: اقْرَأْ. قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ» فَقَالَ: اقْرَأْ. قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ». قَالَ ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ? [العلق:1 - 2] إلى آخر ما أنزل في أول ما نبئ النبي عليه الصلاة والسلام، فرجع بها عليه الصلاة والسلام يرجُف بها فؤاده؛ لأنّ هذا الكلام لا يشبه كلام أحد، ولم يتحمله عليه الصلاة والسلام لا في ألفاظه ولا في معانيه، ولا في صفة الوحي والتّنزيل، فما استطاع عليه الصلاة والسلام أن يتحمّل ذلك فرجع بهن -يعني بالآيات- يرجف بها فؤاده عليه الصلاة والسلام إلى آخر القصة.
إذا فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يتحمل هذا الذي جاءه، لأنه كلام الله جل وعلا، وأما كلام البشر فإنه يتحمل سماعه بدون كلفة.
وللمقال بقية ............
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 08:48 م]ـ
إعجاز القرآن (2)
المسألة الثالثة: أقوال الناس في إعجاز القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن معجز للجن والإنس جميعا؛ بل معجز لكل المخلوقات، لأنه كلام الله جل وعلا، وكلام الله جل وعلا لا يشبه كلام الخلق، وكون القرآن معجزا،راجع إلى أشياء كثيرة يأتي فيها البيان.
فاختلف الناس في وجه الإعجاز لأجل أنّ إعجاز القرآن دليل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام علي أقوال:
القول الأول: ذهب إليه طائفة من المعتزلة ومن غيرهم حتى من المعاصرين الذين تأثروا بالمدرسة العقلية في الصفات والكلام، قالوا:
إنّ الإعجاز في القرآن إنما هو بصرف البشر عن معارضته، وإلا فالعرب قادرة على معارضته في الأصل؛ لكنهم صُرفوا عن معارضته، فهذا الصرف هو قدرة الله جل وعلا، لا يمكن للنبي عليه الصلاة والسلام أن يصرفهم جميعا عن معارضته، وهذا الصرف لابد أن يكون من قوة تملك هؤلاء جميعا وهي قوة الله جل وعلا.
وهذا القول هو القول المشهور الذي ينسب للنّظّام وجماعة بما هو معلوم.
وهذا القول يرده أشياء نقتصر منها على دليلين: الدليل الأول سمعي نقلي، والدليل الثاني عقلي.
أما الدليل النقلي فهو قول الله جل وعلا " قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " [الإسراء:88]، فالله جل وعلا أثبت أنّ الإنس والجن لو اجتمعت على أن تأتي بمثل هذا القرآن وصار بعضهم لبعض معينا في الإتيان بمثل هذا القرآن أنهم لن يأتوا بمثله، وهذا إثبات لقدرتهم على ذلك؛ لأنّ اجتماعهم مع سلب القدرة عنهم بمنزلة اجتماع الأموات لتحصيل شيء من الأشياء، فالله جل وعلا بيّن أنهم لو اجتمعوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن وكان بعضهم لبعض معينا وظهيرا على المعارضة، فإنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فأثبت لهم القدرة لو اجتمعوا قادرين وبعضهم لبعض يعين، لكنهم سيعجزون عن قُدَرِهم التي ستجتمع وسيكون بعضهم لبعض معينا على المعارضة، وهذه الآية هي التي احتج بها المعتزلة على إعجاز القرآن، ففيها الدليل ضدهم على بطلان الصَّرفة.
أما الدليل الثاني وهو الدليل العقلي أن الأمة أجمعت من جميع الفرق والمذاهب أن الإعجاز يُنسب ويضاف إلى القرآن ولا يضاف إلى الله جل وعلا، فلا يقال إعجاز الله بالقرآن، وإنما يقال باتفاق الجميع وبلا خلاف هو إعجاز القرآن، فإضافة الإعجاز إلى القرآن تدل على أن القرآن معجز في نفسه، وليس الإعجاز من الله بصفة القدرة؛ لأننا لو قلنا الإعجاز إعجاز الله بقدرته الناس عن الإتيان بمثل هذا القرآن، فيكون الإعجاز بأمر خارج عن القرآن، فلما أجمعت الأمة من جميع الفئات والمذاهب على أنّ الإعجاز وصف للقرآن علمنا بُطلان كون الإعجاز صفة لقدرة الله جل وعلا؛ لأن من قال بالصَّرفة بأن الله سلبهم القدرة أرجع الإعجاز إلى صفة القدرة وهذه صفة ربوبية.
إذن لا يكون القرآن معجزا في نفسه، وإنما تكون المعجزة في قدرة الله جل وعلا على ذلك، وهذا لاشك أنه دليل قوي في إبطال قول هؤلاء.
ولهذا فإن متأخري المعتزلة على خلاف قول المتقدمين في الإعجاز بالصرفة؛ لأن قولهم لا يستقيم لا نقلا ولا عقلا.
القول الثاني: قول من قال القرآن معجز بألفاظه، فألفاظ القرآن بلغت المنتهى في الفصاحة؛ لأنّ البلاغيين يعرِّفون الفصاحة:
فصاحة المفرد في سلامته من نُفرة فيه ومن غرابته
فالقرآن مشتمل على أعلى الفصيح في اللفظ، ولما تأمل أصحاب هذا القول جميع أقوال العرب في خطبهم وأشعارهم، وجدوا أن كلام المتكلم لابد أن يشتمل على لفظ داني في الفصاحة، ولا يستقيم في كلام أي أحد -في المعلقات وفي خطب العرب ولا في نثرهم ولا في مراسلاتهم إلى آخره- لا يستقيم أن يكون كلامهم دائما في أعلى الفصاحة، فنظروا إلى هذه الجهة فقالوا الفصاحة هي دليل إعجاز القرآن لأن العرب عاجزون.
وهذا ليس بجيد؛ لأن القرآن اسم للألفاظ والمعاني، والله جل وعلا تحدى أن يؤتى بمثل هذا القرآن، أو بمثل عشر سور مثله مفتريات -كما زعموا- وهذه المثلية إنما هي باللفظ وبالمعنى جميعا وبصورة الكلام المتركبة.
فإذن كونه معجزا بألفاظه نعم؛ لكن ليس وجه الإعجاز الألفاظ وحدها.
القول الثالث: من قال إنّ الإعجاز في المعاني وأما الألفاظ فهي على قارعة الطريق، مثلما يقول الجاحظ وغيرُه؛ فيما ساقه في كتاب الحيوان أن
(يُتْبَعُ)
(/)
" الشأن في المعاني أما الألفاظ فهي ملقاة على قارعة الطريق" يعني أنّ الألفاظ يتداولها الناس؛ لكن الشأن في الدِّلالة بالألفاظ على المعاني، وهذا لاشك أنه قصور لأن القرآن معجز بألفاظه وبمعانيه وبصورته العامة.
القول الرابع: من قال إن القرآن معجز في نظمه، ومعنى النظم هو الألفاظ المتركبة والمعاني التي دلّت عليها الألفاظ وما بينها من الروابط؛ يعني أن الكلام يُحتاج فيه إلى أشياء، يحتاج فيه إلى ألفاظ وإلى معانٍ في داخل هذه الألفاظ يُعبَّر بها؛ يعبر بالألفاظ عن المعاني وإلى رابط يربط بين هذه الألفاظ والمعاني في صور بلاغية، وفي صور نحوية عالية، وهذا المجموع سماه أصحاب هذا القول النَّظم.
وهذا هو مدرسة الجُرجاني المعروفة -العلامة عبد القادر الجرجاني- فيما كتب في دلائل الإعجاز وفي أسرار البلاغة، وهذا القول قال به الجرجاني وهو مسبوق إليه من جهة الخطّابي وغيره،
وهذا القول قول جيد؛ ولكن لا ينبغي أن يُقصر عليه إعجاز القرآن.
القول الخامس: من قال أن إعجاز القرآن فيما اشتمل عليه، فالقرآن اشتمل على أمورٍ غيبية لا يمكن أن يأتي بها النبي عليه الصلاة والسلام؛ بأمر الماضي والمستقبل، واشتمل القرآن أيضا على أمور تشريعية لا يمكن أن تكون من عند النبي عليه الصلاة والسلام، واشتمل القرآن على هداية ومخالطة للنفوس لا يمكن أن تكون من عند بشر، وهذا قول لبعض المتقدمين وجمع من المعاصرين بأنّ القرآن محتمل على هذه الأشياء جميعا.
ولكن هذا القول يُشكل عليه أنّ إعجاز القرآن تُحدِّي به العرب، والعرب حينما خوطبوا به خوطبوا بكلام مشتمل على أشياء كثيرة، وكان التحدي واقعا أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة أو بعشر سور مثله مفتريات ـ كما زعموا ـ، وهذا يؤول إلى ما تميّزت به العرب، وهو مسألة البلاغة وما تميزوا به من رِفعة الكلام وفصاحته وبلاغته، والعرب لم تكن متقدمة عارفة بالأمور الطبية ولا بالأمور الفلسفية ولا بالأمور العقدية ولا بالغيبيات، وليس عندهم معرفة بالتواريخ على تفاصيلها ونحو ذلك، حتى يقال إن الإعجاز وقع في هذه الجهة؛ لكنهم خوطبوا بكلام من جنس ما يتكلمون به -يعني من جهة الألفاظ والحروف-؛ لكنهم عجزوا عن الإتيان بذلك لأنه كلام الله جل وعلا.
القول الأخير –والأقوال متنوعة؛ لأن المدارس كثيرة-: أن القرآن معجز لأنه كلام الله جل وعلا، وكلام الله جل وعلا لا يمكن أن يشبه كلام المخلوق، وهذا القول هو الذي ذكره الطحاوي ـ رحمه الله ـ (عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ الْبَشَرِ، وَلَا يُشْبِهُ قَوْلَ الْبَشَرِ. وَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِي الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا اعْتَبَرَ، وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الْكُفَّارِ انْزَجَرَ، [وَ] عَلِمَ أَنَّهُ بِصِفَاتِهِ -التي منها القرآن- لَيْسَ كَالْبَشَرِ.)
وهو من أرفع وأعظم الأقوال؛ بل هو القول الحق في هذه المسألة: أنّ كلام الله جل وعلا لا يمكن أن يشبه كلام البشر.
فهذا القرآن من سمعه أيقن أنّه ليس بكلام البشر.
والعرب عندهم معرفة بالبيان، بل هم الغاية في البيان، هم الغاية في معرفة الفصاحة، هم الغاية في معرفة تركيب الكلام؛ لكنهم لما سمعوا القرآن ما استطاعوا أن يعارضوه لأنّ الكلام لا يشبه الكلام (كلام الله جل وعلا لا يشبه كلام المخلوق).
إذا فوجه الإعجاز في كلام الله جل وعلا هو أن كلام الله سبحانه وتعالى لا يشبه كلام البشر، ولا يماثل كلام البشر، والناس لا يستطيعون على اختلاف طبقاتهم وتنوِّع مشاربهم أن يتلقوا أعظم من هذا الكلام، وإلا فكلام الله جل وعلا في عظمته لو تَحَمّل البشر أعظم من القرآن لكانت الحجة أعظم؛ لكنهم لا يتحملون أكثر من هذا القرآن، لهذا تجد التفاسير من أول الزمان إلى الآن وكل واحد يُخرج من عجائب القرآن ما يُخرج، والقرآن كنوزه لا تنفذ ولا يفتر على كثرة الرد لا من جهة التِّلاوة ولا من جهة التفسير.
إذا تبين لك ذلك فكلام الطحاوي هذا من أنفس ما أنت سامع بل وأصحّ الأقوال في مسألة إعجاز القرآن وهو أن الكلام لا يشبه الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تبيّن هذا فليعلم أن كلام الله جل وعلا في كونه لا يشبه كلام البشر له خصائص، فأوجه إعجاز القرآن التي ذكرها من ذكر، هي خصائص لكلام الله جل وعلا أوجبت أن يكون كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر.
وللمقال صلة .............
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:30 م]ـ
إعجاز القرآن (3)
وهذه الخصائص:
أولا: القرآن كلام الله جل وعلا، واشتمل القرآن على ألفاظ العرب جميعا، تجد في القرآن كلمات بلغة قريش، وفيه كلمات بلغة هذيل، وفيه كلمات بلغة تميم، وفيه كلمات بلغة هوازن، وفيه كلمات بلغة أهل اليمن، وفيه بلغات كثيرة بلغة حِمْيَر:
" وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ " [النجم:61] قال ابن عباس: السمود الغناء بلغة حِمْيَر.
بعض قريش خفي عليها بعض الكلمات مثل ما قال عمر رضي الله عنه لما تلا سورة النحل في يوم الجمعة -يعني في الخطبة-، تلا سورة النحل فوقف عند قوله تعالى: "أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ " [النحل:47]، نظر فقال: ما التخوف؟ فسكت الحاضرون، فقام رجل من هذيل فقال: يا أمير المؤمنين التخوّف في لغتنا التَّنَقُّص قال شاعرنا الهذلي:
تخوّف الرَّحْلُ منها تامكا فردا كما تَخَوَّف عودُ النّبعة السَّفِنُ
إذا" الألفاظ والمعاني والتراكيب النحوية تنوَّعت ودخلت في القرآن، هذا لا يمكن أن يكون من كلام أحد، لا يمكن أن يحيط هذه الإحاطة إلا من خلق الخلق وهو رب العالمين.
ثانيا: الألفاظ، فألفاظ القرآن بلغت الغاية العليا في الفصاحة، والقرآن كله فصيح في ألفاظه، والفصاحة راجعة إلى الكلمات جميعا؛ الأسماء والأفعال والحروف.
فمن خصائص القرآن التي دلت على إعجازه أنّ ألفاظه جميعا فصيحة، وما استطاع أحد -من العرب الذين أنزل عليهم القرآن- أن يعيبوا القرآن في لفظٍ مما فيه كما عابوا كلام بعضهم بعضا، بل قال قائلهم: إن له لحلاوة وإن عليه لطُلاوة ................................. إلى آخر كلامه.
ثالثا: المعاني، المعاني التي يتصورها البشر عند قول كلامه لابد أن يكون فيها قصور، فإذا تكلم البشر في المعاني العَقدية فلابد أن يكون عنده لاشك قصور، إذا تكلم في العاني التشريعية لابد أن يظهر خلل، إذا تكلم في المعاني الإصلاحية التهذيبية لابد أن يكون فيها خلل، ولهذا قال جل وعلا " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء:82].
فتنوُّع المعاني على هذا الوجه الذي يحتاجُه الناس يدلُّ على أن هذا كلام الله جل وعلا.
رابعا: النَّظم ـ مثل ما قال الجرجاني ـ وهو من أجود ماقيل في إعجاز القرآن من جهة البيان
فالقرآن من أوجه إعجازه: أن نظمه يدل على أنه الغاية في البيان، ولا يمكن للجن والإنس لو اجتمعوا أن يكونوا علي مستوى هذا النّظم، ولهذا تجد أن تفاسير القرآن حارت في القرآن، حتى التفاسير المتخصصة في النحو تجده ينشط في أوله ويعجز في آخره، وهكذا في البلاغة وغيرها ................... 0
خامسا: أنَّ القرآن له سلطانٌ على النفوس، وليس ثَمَّ من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام.
وقد كان مرة أحد الدّعاة يخطب بالعربية وفي أثناء خطبته يورد آيات من القرآن العظيم يتلوها، فكانت امرأة كافرة لا تحسن الكلام العربي ولا تعرفه، فلما انتهى الخطيب من خطبته استوقفته -وكانت خطبته في سفينة-، لما انتهى من خطبته استوقفته، وقالت: كلامك له نمط، وتأتي في كلامك بكلمات مختلفة في رنتها وفي قَرْعِهَا للأذن عن بقية كلامك، فما هذه الكلمات؟ فقال: هي كلمات القرآن.
هذا السلطان تجده في أشياء:
1ـ أن آيات القرآن في السورة الواحدة -كما هو معلوم- متنوعة فهناك آيات العقيدة، وآيات الأحكام، وآيات السلوك ....... إلى آخره، فآية تخاطب المؤمنين، وآية تخاطب المنافقين، وآية تخاطب النفس، وآية فيها قصص الماضين، وآية فيها الوعد وآية فيها الوعيد، وآية فيها ذكر الجنة وذكر النار، وهكذا في تنوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من أسرار السلطان الذي يكون للقرآن على النفوس؛ لأن الأنفس متنوعة، بل النفس الواحدة لها مشارب، فالنفس تارة يأتيها الترغيب وتارة يأتيها الترهيب، وتارة تتأثر بالمثل، وتارة تتأثر بالقصة، تارة هي ملزمة بالعمل، تارة هي ملزمة بالاعتقاد، فتكرُّر هذا وراء هذا تُغْدِقُ على النفس البشرية أنواعا مما تتأثر به، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من كلام من خلق هذه النفس البشرية " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " [الملك:14]، ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ? [الإسراء:9].
أيضا تجد أن القرآن خُوطب به من عنده فن الشعر وما يسميه بعض الناس موسيقى الكلام؛ فهذا النوع من الناس تجد في القرآن ما يجبره على أن يستسلم له.
لما قيل للَبيد بن رَبيعة صاحب المعلقة وصاحب الديوان: ألا تنشدنا من قصائدك؟ قال أغناني عن الشعر وتذوقه -أو كما قال- سورتا البقرة وآل عمران. لأن له تذوق في هذا الفن بخصوصه، فيأتي القرآن فيجعل سلطانه على النفس فيقصره قصرا، لهذا قال جل وعلا " وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت:41 - 42]، وقال سبحانه " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ" [فصلت:44].
سادسا: أن القرآن فيه الفصل في الأمور الغيبية، فثم أشياء في القرآن أُنزلت على محمد عليه الصلاة والسلام لم يظهر وجه بيانها وحجَّتها في كمال أطرها إلا في العصر الحاضر، وهو ما اعتنى به طائفة من الناس وسموه الإعجاز العلمي في القرآن، والإعجاز العلمي في القرآن حقّ؛ لكن له مواضع، توسّع فيه بعضهم فخرجوا به عن المقصود فجعلوا آيات القرآن خاضعة للنظريات، وهذا باطل؛ بل النظريات خاضعة للقرآن؛ لأن القرآن حق من عند الله والنظريات من صنع البشر، لكن بالفهم الصحيح للقرآن، فثَم أشياء من الإعجاز العلمي حق لم يكن يعلمها الصحابة رضوان الله عليهم على كمال معناها وإنما علموا أصل المعنى، فظهرت في العصر الحاضر في أصول من الإعجاز العلمي.
الإعجاز الاقتصادي، الإعجاز التشريعي، الإعجاز العَقدي، أشياء تكلم عنها الناس في هذا العصر -لانطيل في بيانها- وكل واحدة منها دالّة على أن هذا القرآن من عند الله جل وعلا "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" [النساء:82].
سابعا وأخيرا: أنّ القرآن من صفاته أنّ الإنسان المؤمن كلما ازداد من القرآن ازداد حبا في الله جل وعلا، وهذا راجع إلى الإيمان، وراجع إلى أن القرآن فيه الهدى والشفاء للقلوب، فالأوامر والنواهي والأخبار التي في القرآن هي هدى وشفاء لما في القلوب، كما قال سبحانه " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ " [فصلت:44]، وهذا سلطان خاص على الذين آمنوا في أنه يهديهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور في المسائل العلمية وفي المسائل العملية، ولهذا لا تأتي فتنة ولا شبهة إلا وعند المؤمن البصيرة بما في هذا القرآن " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ " [الإسراء:9] وهذه لا يُلقاها إلا أهل الإيمان " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ "
[فصلت:44]، " وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا " [الإسراء:82]، وهو سلطان خاص يزيد المؤمن إيمانا، لهذا إذا تليت على المؤمن آيات الله جل وعلا زادتهم إيمانا لما فيه من السلطان على النفوس.
بهذا يتبيّن لك ما ظهر من أقوال أهل العلم في هذه المسألة العظيمة التي تجدها متفرقة في كتب كثيرة في البلاغة، وفي الدراسات في إعجاز القرآن، وفي التفسير، وفي كتب متنوعة.
وما أجمل قول الطحاوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة (أَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ الْبَشَرِ، وَلَا يُشْبِهُ قَوْلَ الْبَشَرِ.) وهذا هو الحق فالقرآن بصورته وهيئته وصفته لا يمكن أن يشبه قول البشر، حتى في ربطه وتنوع آياته وسوره؛ بل لا يشبه قول البشر.
أسال الله جل وعلا أن يغرس الإيمان في قلوبنا غرسا عظيما، وأن يجعلنا من أوليائه الصالحين، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.
وأسأله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى.
كما أسأله سبحانه أن ينور قلوبنا بالقرآن وأن يجعلنا من أوليائه إنه سبحانه جواد كريم.
وصلى والله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.
شرح الطحاوية للشيخ / صالح آل الشيخ
(1/ 202ـ 216)
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:34 م]ـ
تنبيهات:
1ـ هناك شريط للشيخ بعنوان (إعجاز القرآن) وهو مفرغ علي
مكتبة الشيخ الإلكترونية.
2ـ يوجد بحث مفيد للدكتور / محمد بن عبد العزيز العواجي
(رسالة ماجستير) بعنوان: إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام
ابن تيمية مع المقارنة بكتاب إعجاز القرآن للباقلاني والكتاب من
منشورات دار المنهاج بالرياض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:36 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عمر على نقل هذا الجزء من المحاضرة. وجزى الله الشيخ صالح آل الشيخ خيراً فقد استفدنا منه كثيراً أيام تدريسه لنا في مرحلة الماجستير بجامعة الإمام ومن خلال دروسه الصوتية الكثيرة لعدد من الكتب والمتون العلمية.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب ......... ،
لقد أثلجت صدري بهذه المشاركة، وأسألك أن تدعو لي بالتوفيق والسداد،
بقي أن أخبرك أني أحبك في الله، وأتمني إن وفدت إلي المملكة أن ألقاكم،
وأستفيد منكم إن شاء الله جل وعلا.(/)
~**~ كيف نتدبر القرآن ~**~
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[11 Jun 2010, 11:07 م]ـ
http://www.hadiith.net/montada/images/smilies/ss-4.gif
" كيف نتدبر القرآن "
لفضيلة الشيخ الوالد: صالح بن عواد المغامسي
منقول للفائدة(/)
تفسير " فصيام ثلاثة أيام في الحج " في التفسير الميسر هل هو الصحيح؟
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[12 Jun 2010, 10:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بينما كنت أقرأ بالأمس في التفسير الميسر في تفسير قوله تعالى " فَمَن تَمَتَّعَ بِ?لْعُمْرَةِ إِلَى ?لْحَجِّ فَمَا ?سْتَيْسَرَ مِنَ ?لْهَدْىِ ? فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـ?ثَةِ أَيَّامٍ? فِى ?لْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ? تِلْكَ عَشَرَةٌ? كَامِلَةٌ? " رأيتهم يفسرون وقت ابتداء صيام الثلاثة أيام - لمن لم يجد الهدي من القارن أو المتمتع - بأنه في أشهر الحج فقالوا:
فمن استمتع بالعمرة إلى الحج وذلك باستباحة ما حُرِّم عليه بسبب الإحرام بعد انتهاء عمرته, فعليه ذبح ما تيسر من الهدي, فمن لم يجد هَدْيًا يذبحه فعليه صيام ثلاثة أيام في أشهر الحج, وسبعة إذا فرغتم من أعمال الحج ورجعتم إلى أهليكم, تلك عشرة كاملة لا بد من صيامها
فاستغربت هذا التفسير فرجعت إلى كل التفاسير التي كانت بحوزتي فوجدتهم لا يفسرونه على أنه القول الراجح، فإليكم أقوالهم:
ابن كثير:
وقوله "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة" يقول تعالى: فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج أي في أيام المناسك.
قال العلماء: والأولى أن يصومها قبل يوم عرفة في العشر قاله عطاء أو من حين يحرم قاله ابن عباس وغيره لقوله في الحج ومنهم من يجوز صيامها من أول شوال قاله طاوس ومجاهد وغير واحد وجوز الشعبي صيام يوم عرفة وقبله يومين وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي وعطاء وطاوس والحكم والحسن وحماد وإبراهيم أبو جعفر الباقر والربيع ومقاتل بن حيان.
وقال العوفي عن ابن عباس: إذا لم يجد هديا فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج قبل يوم عرفة فإذا كان يوم عرفة الثالث فقد تم صومه وسبعة إذا رجع إلى أهله وكذا روى ابن إسحق عن وبرة عن ابن عمر قال: يصوم يوما قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة وكذا روى جعفر بن محمد عن أبيه عن علي أيضا فلو لم يصمها أو بعضها قبل العيد فهل يجوز أن يصومها في أيام التشريق؟ فيه قولان للعلماء وهما للإمام الشافعي أيضا القديم منهما أنه يجوز له صيامها لقول عائشة وابن عمر في صحيح البخاري لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لا يجد الهدي هكذا رواه مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة وعن سالم عن ابن عمر وقد روي من غير وجه عنهما.
الجلالين:
(ثلاثة أيام في الحج) أي في حال الإحرام به فيجب حينئذ أن يحرم قبل السابع من ذي الحجة والأفضل قبل السادس لكراهة صوم يوم عرفة ولا يجوز صومها أيام التشريق على أصح قولي الشافعي
فتح القدير:
قوله: "فمن لم يجد" الآية، أي فمن لم يجد الهدي، إما لعدم المال أو لعدم الحيوان، صام ثلاثة أيام في الحج: أي في أيام الحج، وهي من عند شروعه في الإحرام إلى يوم النحر، وقيل: يصوم قبل يوم التروية يوماً ويوم التروية ويوم عرفة، وقيل: ما بين أن يحرم بالحج إلى يوم عرفة، وقيل: يصومهن من أول عشر ذي الحجة، وقيل: ما دام بمكة، وقيل: إنه يجوز أن يصوم الثلاث قبل أن يحرم.
وقد جوز بعض أهل العلم صيام أيام التشريق لمن لم يجد الهدي، ومنعه آخرون.
السعدي:
{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} أول جوازها من حين الإحرام بالعمرة, وآخرها ثلاثة أيام بعد النحر, أيام رمي الجمار, والمبيت بـ "منى" ولكن الأفضل منها, أن يصوم السابع, والثامن, والتاسع،
القرطبي:
" فصيام ثلاثة أيام في الحج " فإذا صامها في العمرة فقد أتاه قبل وقته فلم يجزه , وقال الشافعي وأحمد بن حنبل: يصومهن ما بين أن يهل بالحج إلى يوم عرفة , وهو قول ابن عمر وعائشة , وروي هذا عن مالك , وهو مقتضى قوله في موطئه , ليكون يوم عرفة مفطرا , فذلك أتبع للسنة , وأقوى على العبادة , وسيأتي , وعن أحمد أيضا: جائز أن يصوم الثلاثة قبل أن يحرم , وقال الثوري والأوزاعي: يصومهن من أول أيام العشر , وبه قال عطاء , وقال عروة: يصومها ما دام بمكة في أيام منى , وقاله أيضا مالك وجماعة من أهل المدينة
البغوي:
قوله تعالى: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج " أي صوموا ثلاثة أيام، يصوم يوماً قبل التروية ويوم التروية، ويوم عرفة، ولو صام قبله بعدما أحرم بالحج يجوز، ولا يجوز يوم النحر ولا أيام التشريق عند أكثر أهل العلم،
الطبري:
واختلف أهل العلم في أول الوقت الذي يجب على المتمتع الابتداء في صوم الأيام الثلاثة التي قال الله عز وجل: " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج "، والوقت الذي يجوز له فيه صومهن، وإن لم يكن واجبا عليه فيه صومهن.
ثم ذكر الأقوال ومنها أنها في أشهر الحج ثم ذكر ترجيحه بقوله:
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن للمتمتع أن يصوم الأيام الثلاثة التي أوجب الله عليه صومهن لمتعته إذا لم يجد ما استيسر من الهدي، من أول إحرامه بالحج بعد قضاء عمرته واستمتاعه بالإحلال إلى حجه، إلى انقضاء آخر عمل حجه وذلك بعد انقضاء أيام منى سوى يوم النحر، فإنه غير جائز له صومه ابتدأ صومهن قبله، أو ترك صومهن فأخره حتى انقضاء يوم عرفة.
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: فما استيسر من الهدي، فهديه جزاء لاستمتاعه بإحلاله من إحرامه الذي حل منه حين عاد لقضاء حجته التي أحصر فيها، وعمرته التي كانت لزمته بفوت حجته، فإن لم يجد هديا فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج في حجه، وسبعة إذا رجع إلى أهله.
الشاهد أن مثل هذا التفسير الذي سيكون متداولا بين أيدي العامة خالف التفاسير المعتمدة فما رأيكم؟؟!(/)
التفسير الجماعي ضرورة
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[12 Jun 2010, 04:07 م]ـ
من قديم كتب الزمخشري-رحمه الله- في اول تفسيره كلاما راقيا شيقا عندما قال:"إن أملأ العلوم بما يغمر القرائح وأنهضها بما يبهر الألباب القوارح من غرائب نكت يلطف مسلكها ومستودعات أسرار يدق سلكها علم التفسير الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه كل ذي علم كما ذكر الجاحظ في كتاب نظم القراَن فالفقيه وان برز على الأقران في علم الفتاوى والأحكام والمتكلم وان بز أهل الدنيا في صناعة الكلام وحافظ القصص والأخبار وان كان من ابن القرية أحفظ والواعظ وان كان من الحسن البصري أوعظ والنحوي وان كان أنحى من سيبويه واللغوي وان علك اللغات بقوة لحييه لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن وهما علم المعاني وعلم البيان وتمهل في ارتيادهما اونة وتعب في التنقير عنهما أزمنة وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة الله وحرص على استيضاح معجزة رسول الله بعد أن يكون آخذاً من سائر العلوم بحظ جامعاً بين أمرين تحقيق وحفظ كثير المطالعات طويل المراجعات قد رجع زماناً ورجع إليه ورد ورد عليه فارساً في علم الإعراب مقدماَ في حملة الكتاب وكان مع ذلك مسترسل الطبيعة منقادها مشتعل القريحة وقادها يقظان النفس دراكاً للمحة وان لطف شأنها منتبهاً على الرمزة وان خفى مكانها لا كزاجاسياً ولا غليظاً جافياً متصرفاً ذا درايه بأساليب النظم والنثر مرتاضاً غير ريض بتلقيح بنات الفكرة قد علم كيف يرتب الكلام ويؤلف وكيف ينظم ويرصف طالما دفع إلى مضايقه ووقع في مداحضه ومزالقه "
وهو كلام يدلنا على ضورة موسوعية المفسر وتمكنه من العلوم خاصة علوم البلاغة بأفنانها وبديعها ... ولكن الشخصيات الموسوعية قليلة والعصمة عن البشر محجوبة وطالما ان الأمر على هذا فلم لا ينشا تفسير جماعي؟؟
ويكون قد انبرى لكل دقيقة من دقائقه مختصون فتكون لجنة رئيسية مركزية من المختصين في التفسير ولجان فرعية اخرى كل حسب اختصاصه يستعان بهم في أي علم من العلوم ومعلوم ان التفسير أب لكل العلوم وهو كل علوم الأرض على صلة وثيقة،ويستشار كل صاحب علم بعلمه، وقبل هذا كل يتفق على طريقة العرض والقضايا التي ينبغي عرضها ...
ولماذا تنشأ الموسوعة الفقهية الكويتية -مثلا-وتحمل استشارات متعددة من مختصين في اللغة والفقه والمذاهب والحديث ولا يكون للتفسير حظ؟؟؟
أوليس علينا ان نكتب تفسير من يكتب القراءات الواردة فيه يكون إماما ثبتا بل مرجعا وفي اللغة يكون نبراسا وفي النحو يكون أساسا مع عدم إغراق في العلوم وحسن العرض ومادة تصلح أن تكون اساسا ينطلق منه الباحثون، وبالنسبة لتعدد الأراء فتعتمد طريقة تجمع اصول الأراء واهمها وتصنفها وتدقق الوابط والاصول الجامعة وتبتعد عن الشاذ المنحرف ...
فمتى ينشأ مثل هذا العمل؟؟؟ وكم يحتاج من وقت ومادة؟؟ وما جدواه وما فاعليته؟؟ وما رأي اخوتي به؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:03 م]ـ
هذه فكرة ممتازة ولها إيجابيات كثيرة، وقد سبق أن كتبت مقالة بعنوان تفسير خَلَفِ السجستاني (ت399هـ):تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ الجماعي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=4988)، ولهذه الطريقة مزايا كما تفضلتم، وقد تم إنجاز عدد من كتب التفسير المعاصرة بجهود جماعية، مثل التفسير الميسر الذي أصدره مجمع الملك فهد، ومثل المنتخب في التفسير الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية، وروعي في هذين المشروعين مسألة الاختصار والتركيز وعدم التوسع.
ولو صدر الآن تفسير موسع بجهد جماعي لكان مشروعاً جيداً، ولكن السؤال: هل نحن بحاجة لمثل هذا التفسير الموسوعي في شكل ورقي اليوم؟ وهل سيكتب له الانتشار والقبول؟ وهل سيقبل عليه الناس أم سيبقى في المكتبات العامة فقط كمرجع ويقتنيه القليل من المهتمين؟ ويتداول الناس نسخه الإلكترونية مثلاً؟ هذه وغيرها أسئلة ربما تكون جديرة بالنقاش قبل البدء في مثل هذا المشروع المقترح. علماً أن مشروع (( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19369) التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19369) صدر بجهود جماعية في عشرة مجلدات، وأرجو أ، يكتب له القبول لدى طلبة العلم.
أؤكد على أن الجهد الجماعي أفضل من الجهد الفردي على وجه العموم، وتنسيق الجهود في خدمة القرآن الكريم تفسيراً ونشراً وغير ذلك أولى وأكثر نفعاً، وليت المؤسسات العلمية المقتدرة تتبنى مثل هذه المشروعات التي تحتاج إلى نفقات مالية كبيرة.
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:27 م]ـ
من المهمات التي كان ينادي لها الشيخ سعيد النورسي رحمه الله أن ينهض مجموعة من العلماء بجهد جماعي لتفسير القرآن الكريم، ليكون هذا المشروع المبارك أساساً مهماً في إيقاظ الأمة لإدراك معاني القرآن الكريم وعلومه، ولقد كان من الجهود المباركة في هذا المضمار التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم الذي أصدرته جامعة الشارقة كلية الشريعة، والمشروع الذي تقوم بدراسته أيضاً حول التفسير الموضوعي لموضوعات القرآن الكريم، وما ذكره الأخ د. عبد الرحمن حول التفسير الميسر، ومن أهم ما ينبغي اعتبار الجهد الجماعي في تفسير القرآن هي أبحاث التفسير والإعجاز العلمي كما ذكرت ذلك في مقال بعنوان (أبحاث التفسير والإعجاز العلمي ذات طابع جماعي) والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:14 م]ـ
ولماذا لا يكون جهدا ورقيا يرجع إليه المختصون ويكون الخلاصة والفيصل في كل فن من هذه الفنون فلعل كل مختص في التفسير إلا وقد عانى من ضعف في جانب من جوانب العلوم الشرعية ولكن حينما يكتمل جهد المحدث مع المفسر وكلاهما مع الفقيه بل حتى المفسرون ينشأون ما يستطيعون فسيكون امرا جميلا، بل لما لا يستعينون بابحاث اهل علم النفس والإجتماع وأحيانا الفقه السياسي لتنزيل الأمور تنزيل واقعيا صحيحا ... بإختصار لماذا لا تنشا موسوعة تفسير للقرآن تتظافر فيها الجهود وتكون مرجع ينطلق منه الباحث لعلوم القرآن وهو نحو المشروع الذي اخبر عنه السيوطي في كتابه الإتقان حينما قال:" وقد شرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة والأقوال المقولة والاستنباطات والإشارات والأعاريب واللغات ونكت البلاغة ومحاسن البدائع وغير ذلك بحيث لا يحتاج معه إلى غيره أصلا وسميته بـ: "مجمع البحرين ومطلع البدرين" وهو الذي جعلت هذا الكتاب مقدمة له"وهل مثل هذا الكتاب بمثل هذه الجودة لا تحتاجه المكتبة الإسلامية؟؟؟ وهل الجهود الجماعية لا تغني فيه؟؟؟(/)
استفسار
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:50 م]ـ
أحباءنا المشرفين على الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
وبعد، فقد طرأ على الملتقى بعض التغيير، تجلى ذلك في إضافة عدد المرات التي شكر فيها العضو المشارك دون أن نتعرف على كيفية حصول هذا الشكر.
فالمرجو من فضلكم أن تبينوا لنا كيف يتم ذلك مشكورين
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jun 2010, 07:09 م]ـ
أخي الفاضل عبد الكريم عندما تقرأ مشاركة ما تجد في أسفلها أربعة أزرار وهي كما تظهر على يسار مربع المشاركة:
اقتباس - اقتباس متعدد - الرد السريع - شكر الله لك
اضغط على زر شكر الله لك إن أعجبتك المشاركة وأحببت أن تشكر كاتبها
أرجو أن تكون العملية واضحة الآن وفقك الله لكل خير
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[12 Jun 2010, 07:15 م]ـ
أختي الفاضلة سمر جزاك الله خيرا
نعم العملية واضحة لكن لم أفطن إلى هذا التغيير من قبل. أشكرك على هذا التنبيه
مع فائق التقدير والاحترام(/)
الفاصلة في القرآن
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[12 Jun 2010, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فمن المواضيع المهمة المتعلقة بتدبر القرآن الكريم وصور إعجازه، (الفاصلة في القرآن الكريم) وتعريفها:
قال الرماني: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع، توجب حسن فهم المعاني.
وقال الباقلاني: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع، يقع بها إفهام المعاني.
وقال الزركشي: الفاصلة هي كلمة آخر الآية، كقافية الشعر وقرينة السجع.
وقد ألَّف العلماء قديماً وحديثاً مؤلفات خاصة بموضوع الفاصلة، ومن ذلك:
1) بغية الواصل إلى معرفة الفواصل للطوفي وهو مفقود.
2) إحكام الراي في أحكام الآي لابن الصايغ وهو مفقود.
3) منظومة في فواصل ميم الجمع للخروبي وهو مخطوط.
4) القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز للمخللاتي وهو مخطوط.
وقد اختلف العلماء اختلافاً واسعاً هل يطلق على الفاصلة أنها من السجع أو لا؟
وهم ما بين معارض ومؤيد ومتوقف!!!
إلى غير ذلك من المسائل الكثيرة المتعلقة بهذا الموضوع الطويل، وقد قرأت في هذا الموضوع كتاباً ماتعاً، حتى أنك تقرأ عشرات الصفحات من غير ما تشعر بالوقت ولا الملل والسآمة وهو:
[الفاصلة في القرآن] محمد الحسناوي، من مطبوعات دار عمار بالأردن عمَّان، وهو عبارة عن رسالة دكتوراه بإشراف الشيخ الدكتور صبحي الصالح رحمهما الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:12 م]ـ
استدراكاً على ما ذُكِر من المؤلفات في موضوع الفاصلة:
بغية الواصل إلى معرفة الفواصل للطوفي، وقلت أنه مفقود، وقد قرأت في أحد الكتب أنه يوجد منه نسخة خطية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وعدد أوراقه 19 ورقة، ضمن مجموع تحت رقم 2789 - 10.
وأما كتاب المخللاتي القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز فقد طبع سنة 1412هـ بمطابع الرشيد بالمدينة بتحقيق الشيخ عبدالرزاق بن علي بن إبراهيم موسى.
فوائد الفاصلة في القرآن الكريم:
1) الفاصلة تفيد في عدِّ آي القرآن الكريم وحفظه، حتى وصلنا كاملاً وكما أُنزل.
2) أنها تفيد في كيفية أداء القرآن وتجويده، فعند الفاصلة يحسن الوقف.
3) أن في الفاصلة راحة للقارئ.
4) أن فيها تشويقاً للسامع.
5) دلالة الفاصلة على أصل الكلام وارتباطها به، فهي مناسبة للمعنى المذكور ولا تخرج عنه؛ ولهذا يستعان بها على فهم الآية.
6) الترابط الوثيق، والتوافق المحكم بين الآية وما تختم به، فنرى أن الفاصلة نازلة في محلها ملائمة لموقعها، بعيدة عن التكلف، لا تكرار ولا نقص ولا زيادة، كل كلمة تؤدي غرضها حسبما وضعت له.
إلى غير ذلك من فوائد الفاصلة في القرآن الكريم.أفدته من كتاب ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها، د. علي العبيد.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:44 م]ـ
أحسنت يا أبا معاذ.
وأضيف إلى ما تفضلت به أن كتاب المخللاتي المسمى بالقول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز , هو شرح على
(ناظمة الزهر): متن في علم عد الآي ألفه الإمام الشاطبي رحمه الله وهي قصيدة رائية , بلغ عدد أبياتها 297 بيتاً , وقد بناها الشاطبي رحمه الله على عادته على بعض مصنفات الإمام أبي عمرو الداني ت 444هـ وهو كتاب: (البيان في عد آي القرآن) الذي حققه د/ غانم قدوري الحمد وطبع في الكويت عام 1414هـ.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:04 م]ـ
أشكرك يا أبا أسامة على هذه المعلومات وزادني الله وإياك علما وفهما.(/)
من أحكام القرآن الكريم.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصول التفسير:
من أحكام القرآن الكريم
المصدر:موقع الشيخ:محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_33.shtml)(/)
(تنقيح القرآن: لعبة التأويل والنص القرآني!) للكاتب أحمد الحضراوي محمد
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[12 Jun 2010, 10:24 م]ـ
"تردد مؤخرًا ضمن الحديث عن "التحديث والإسلام" الحديث عما سُمي بـ "تحقيق القرآن" في ندوة عقدت في بيروت 25 - 26 يونيو/2003 ولقيت صدى في تونس، والبعض عبر بـ "تنقيح القرآن"، ويبدو جليًّا اندراج هذه المقولة -أو التقاؤها- ضمن مشروع تحديث الإسلام، ومحاربة ما تسميه الولايات المتحدة بـ "الإرهاب"، فهي تتجه نحو محاولات هندسة المجتمعات لتجفيف منابع الرفض للهيمنة الغربية.
ولعلَّ السيناريو السوداوي الذي كان يتخوف منه إسلاميو الستينيات والسبعينيات عن محاولات تنقيح للقرآن الكريم أصبح الآن سياسة غربية معلنة، فآيات مثل: (وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)، أو (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)، يراد إلغاؤها أو تنقيحها، وربما تعتبر الآيات التي تحكي ما فعله اليهود من قبيل ما يسمى في الأدبيات السياسية الصهيونية التي تبنَّتها كثير من دول الغرب، بـ "معاداة السامية"، هذا المقال يناقش مقولة "تنقيح القرآن"، ويبين تهافتها مستعينًا ببعض مقولات الهيرمينوطيقا (التأويلية). (المحرر).
لم تتوقف المحاولات عن الارتطام بالجسد القرآني، راغبةً -في كل مرة- بالقضم من معماره اللغوي وزعزعة بِنيته اللسانية؛ فقد كانت دومًا تتغيا تفكيك مكوناته بشكل تدميري من أجل معاودة صياغته طبقًا لمقتضيات اللحظة التاريخية، وشرط التفوق المادي، واختلال موازين القوى. وليست محاولة "تنقيح النص الكريم" المعلنة -مؤخرًا- إبداعًا حداثيًّا، وإنما هي مشروع تاريخي بعيد المدى يجد بذرته التفكيكية في خضمّ الصدامات الحضارية القديمة التي اجتهدت في فصل الوعي الإسلامي عن قواعده القرآنية من خلال إعدام النص المؤسّس، وإبادة معالمه الدلالية.
دوائر ثلاث .. للتصادم مع القرآن
وقد تمنهجت مواقف هذا الانقلاب ضمن ثلاث واجهات:
تعتمد الأولى على كسر انتماء الكتاب الكريم إلى أصالته الأنطولوجية واجتثاثه من حقيقته القدسية؛ لأن الله تعالى ليس موجودًا -كما هو رأي البراجماتيين من بقايا الأيديولوجيات البائدة، وقد تسربلوا بأردية ليبرالية وأقنعة ملائكية-.
والواجهة الثانية تتعلق بالشخص النبوي ذاته. فهو -وفقًا لهذه المنازع القصدية- يمثل مصدرا للانتهاكات؛ لكونه المرسِل التاريخي للحوافز الصدامية، ومختلف شروط العدوان على الآخر!
لكن هذه الأحكام المتعرجة تتعامى عن الماهية الإرسالية للنبوة. فالرسول الكريم جاء يشفّف الصورة الاجتماعية، ويتمم مكارم الأخلاق، وقد كان هذا الحضور التعييني لأهداف النبوة، أساس التواصل الميتافيزيقي ذاته (بين الله والإنسان)، كما جاء في سورة [الأنبياء 108] (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) والرحمة هي فن التجاوز والتسامح مع الآخر. فاقتدر بذلك على صياغة نظام كوني جوهره التعايش والتقارب البشري (إذا ما رجعنا إلى دستور المدينة مثلا)، فأسس بذلك للعالمية التي استقطبت وقتئذ (من623م إلى 633م) كل الحضارات (بما في ذلك المحاربون الرومان الغربيون)، وكل الديانات حتى الاستلابية منها، كتلك الطوائف التي تعبد النار؛ فقال في المجوس: (سُنّوا بهم سنة أهل الكتاب) حتى يمنحهم إطارًا اجتماعيًّا وقانونيًّا يندمجون بموجبه في الحياة العامة. فكانت عالمية النبي وجهًا مشرقًا للتحاور والتقارب، يختلف عن نظام العولمة الفرداني.
وبإزاء القفز على هذه الأحداث، والتقويمات اللاموضوعية للشخص النبوي الشريف، فإن الذات المفكرة تتحير أمام هذا الخلط التاريخي الذي يقفز على كل البداهات المعلومة. ولا أحد يفهم إن كانت أمة الشر هي التي تحب نبيها وتصلي عليه، أم تلك التي تقتل نبيها، ثم تنطلق في رحلة ندب على خطيئتها، لتبشر بالمحبة القاتلة! والسلام المضرج بالدماء!
أما الواجهة الثالثة التي يدار بها التصادم مع القرآن الكريم، فهي السعي إلى خلخلة قداسة هذا النص الكريم؛ إذ هو آرامي وعبراني أو سرياني المنشأ والمنتمى. أي أنه - طبقا لهذه الرؤية - يسوغ انتماؤه إلى أية لغة -ما عدا العربية-!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكأن العرب، وقد بلغوا أعلى هرم البيانية والتعبير، ووصلوا إلى حد الإعجاز - كما يقول عنهم الآلوسي - فأنتجوا الأشعار واستوعبوها ذاكريًّا، واستوحوا من وسطهم الجغرافي المغلق جملة من العلوم التوثيقية، كحفظ أنساب القبائل والأفراد، وما تستثيره أوضاعهم البيئية من ضرورات ثقافية. لكنهم وقد أساءوا إلى العقلانية الإيمانية، وشوهوا معالم الديانات التي جاءت من أجل أن تتكامل، ففعلت فيها القطائع الجاهلية حتى تشظت، صار لزامًا إحياؤها بالوحي الإلهي وإحياء العالم بها، لكن الهاجس الصدامي لم يتوقف عن تغذية الخطاب التعبوي باستنساخ موزون لأدوات التمويه، والمسخ، والزيف الأيديولوجي.
وقد نقل محمد أركون -في إطار هذه المحاكاة- تأكيدا حاسما ودوغمائيًّا لتوصيف لا عربية النص الديني، فكتب [1] ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173696641458&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#1) معبرا عن مرجعيته الواحدية والنهائية: ويرى المستشرقون المتخصصون بفقه اللغة أن كلمة "قرآن" ذات أصل سرياني أو عبري. فهو -في نظره- لا يوجد شيء خارج النص الاستشراقي؛ إذ المستشرقون - وحدهم - المؤتمنون على قراءة الشرع الإسلامي وتوثيقه أصالة عن أنفسهم، ونيابة عن المسلمين! ولا فرق - لدى أركون - أن يكون الأصل سريانيًّا أو عبرانيًّا. المهم أن يؤدي هذا التوصيف إلى تصفية الحضور القرآني من سماته الثقافية العربية!
لقد تولّد عن هذه المفاهيم المجتزأة والمنتقاة: فراغ معرفي لا يتأصل بمعنى تاريخي، ولا تتحد بموجب تلك المفاهيم الطبيعة الثقافية للنص المؤسِّس. لكن الكتاب الكريم كان شفافًا في طرح هوية نفسه، وتموضعه في حقل الدلالة القرائي (القرآن = القراءة)؛ فهو قرآن عربي مبين، من البيانية والخطابة التي تُمَظهر روحه العربية. وقد أحال الكتاب في درسه المنهجي الأول على فعل القراءة الإنتاجية؛ بما هي نشاط إدراكي يفضي إلى تحرير العقل، وتحقيق المعاني الشاملة والكامنة في بواطن الأشياء.
وتُدرَك هذه القراءة في إطار تحديد العلاقة الأنطولوجية مع الذات، ومع العالم، ومع الله. فقال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم). وللقراءة -في هذا النص- مستويات متفاوتة منفتحة على الاستثمار الدلالي. فهي -في معناها المباشر- تفيد الترديد الفيزيولوجي، والاسترجاع الصوتي للتمظهرات النطقية. وتدل -في معناها العميق- على الاستقراء، وهو التنقيب والحفر الدلالي في التمظهرات من جهة ما هي ظواهر، ومن جهة أصالتها الأنطولوجية، وانتمائها إلى ذات فاعلة متعالية.
وفعل القراءة في المنظومة الإسلامية يحيل إلى دلالة ثالثة وهي الإقراء، وتعني التوجه في إطار حواري نحو الآخر من خلال عرض مبادئ الذات وطرقها الافتكارية.
فالقرآن العربي هو أساس الأبستيمولوجيا الإسلامية. والأبستيمولوجيا -كما يقول فوكو [2] ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173696641458&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#2)- " هي جملة من العلاقات التي تنتظمها النصوص، وتربط بين العلوم في مجال معرفي متعين" فيكون النص القرآني بهذا التشخيص مجتمع العلوم، ومنطلق الحضارة والفعل الثقافي الديني.
وبالمحصلة فإن الهوية اللغوية للنص القرآني العربي تتشرعن بالقرآن ذاته، وبالواقع التاريخي؛ فالإدارة النبوية لوظائف الانتشار الإسلامي، وتصدير الفكر الديني الجديد إلى الأقطار الأجنبية بلغاتها: توفر برهانًا مضادًّا للمرجعيات المهووسة بـ "لا عربية" النص المؤسّس. والنماذج -متعددةً- تثبت أن المنهاج النبوي هو الذي أسس نظام الترجمة من العربية، وأمر بتعلم اللغات المختلفة، وذلك في بدايات الزمان المديني (الهجرة 623م). فأسس للحوار والتواصل الكوني، وأمّن النصوص الدينية من التحريف والتزوير كما تدل على ذلك قراراته -صلى الله عليه وسلم- التي اتخذها حال افتتاحه التاريخ المدني.
النص ونظرية التلقي .. و"لعبة التأويل"
(يُتْبَعُ)
(/)
تقوم "نظرية النص" على علاقة حتمية بين المشروع التعبيري للمؤلف، وبين استعادة هذا المشروع في زمن القراءة، فجمالية الاستقبال هي المعادل البنائي المناظر لفعل التأليف. بهذا تنتظم الكتابة ضمن علاقة تقاطبية يتجاذبها طرفان هما: الدال (الصورة الصوتية)، والمدلول (الصورة الذهنية). فالدال هو الحيز الأصلي، والسياق المرجعي الذي يشخص ملكية المؤلف، وقد ثبتت شرعية هذا المكتسب المعرفي بتقنين استخدامات النتاج الشخصي للكاتب من قبل القارئ. فانتخاب مقولات نصية يمتلكها الآخر وتحويل وجهتها من الكاتب إلى القارئ تتصنف ضمن دوائر مغلقة هي: الاستشهاد والاقتباس والسرقة. وهذا يعني أن تغيير مسار السياق اللساني لأي نص، يتموقع في إطار اللامسئولية والاعتداء.
وتبقى الناحية المدلولية للنص، فهي منفتحة على ما لا يتناهى من التخريجات السيميولوجية (الدلالية)، إذ شرعنت العديد من المدارس النقدية إخضاع النص للتجريب والتفكيك حتى لو أدى هذا التقليب إلى الخروج عن مضمون المرادات الأولى (للمؤلف). فقد صار التأويل "لعبة لغوية" -يقول أمبرتو إيكو- بما أن البحث عن مقاصد المؤلف تحول إلى قراءة للنص اللغوي في ذاته (مقاصد النص)، ثم صار الأمر إلى القارئ نفسه يشحن السياق بمقاصده، ويسقط مفاهيمه على النص.
وبما أن اللغة "لعب" -كما يقول بارط وديكرو [3] ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173696641458&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#1)- فإن التأويل اللامحدود (في النصوص الأدبية) صار عملة المقروئية المعاصرة. وقد انخرط السيميائي أمبرتو إيكو في هذه اللعبة ثم تراجع حين لمس مفعولها السلبي، وسجل تراجعه في كتاب أسماه "حدود التأويل"، فعكس بعنوانه خلاصة موضوعه بعد عشرين عامًا من إستراتيجيا اللعب اللامحدود باللغة.
أما التأويل في سياق القرآن الكريم فيتخذ مقامًا مركزيًّا في إستراتيجيا القراءة الدينية، وهو متى ما حاز صفة "العلمية": استنطق كينونة النص المقدس من أجل استرعاء كليات الكتاب الكريم وخصائصه الإيمانية، فالاستقراء الأبستيمولوجي ليس هو ما بحث عن النتائج العدمية، ولكنه ما يولد علاقة توفيق وتواصل مع المقروء، ويجعل من التأويل وسيطًا حضاريًّا بينه وبين النص الكريم من أجل إيجاد مخارج روحية وعملية لهذه الحضارة المصابة بالعياء والمرض -كما يسمي ذلك فرويد- واستنقاذ الحداثية مما أسماه "هوسرل" بأزمة العلوم الغربية التي تحولت إلى برنامج ميتافيزيقي بشري أساسه العنف ومنهجه الاستقواء بالمكتسبات التكنولوجية. وذلك بعد أن تحول العقل العلمي من المفهومية إلى الأداتية، ومن المنطقية إلى البدائية والتوحش.
ولو أخذنا بعض النماذج الوظيفية من أجل بيان العوائق الأيديولوجية التي تفصل بين جاهزية الفهم (الفهم السابق على النص)، والقراءة الحرة الالتزامية للقرآن الكريم (قراءة النص من داخله) فإن أمريكا -مثلا- قرأت الجهاد طبقًا لمجالها المرجعي على أنه إرهاب. ولكن المنظومة الإسلامية تقرؤه من جهة ما هو بذل الجهد العلمي والتكنولوجي (والنووي المحظور)، لتشخيص معالم الاستخلاف الحضاري، وهو إقامة العمران لتحقيق الرفاه لعباد الله في أرض الله. فتلك مهمة الخلق المركزية التي تُستنفر لها الطاقات العقلية، وتُحشد لها الإمكانات الجسدية والمادية.
ولا يتخذ الجهاد مفهومه الحربي إلا في حالة الكفاح المسلح متى ما انتهكت الحرمات الوطنية ـ الدينية، كما هو الحال بالنسبة إلى فلسطين والعراق. فما يسمى بالدفاع الشرعي عن النفس هو التحديد الدلالي لمعنى الجهاد.
وإذا أضفنا إلى هذا المثال طرحًا استشكاليا آخر تعرض لعديد من التصورات التحريفية والاستيهامات السرابية، نظرنا إلى ما عُنْون له بـ "ضرب المرأة في زمان الحداثة"؛ فقد جعلت منه الأيديولوجيا لقطة إشهار وتشهير، وهي غاية في التسطيح واللامفهومية؛ لأن الاعتداء الجسدي مقصي من هذا المستوى الدلالي؛ وإلا فما معنى قوله تعالى: (أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين)، وما معنى (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا)؟ وما معنى (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) وما معنى (ضربت عليهم الذِّلة والمسكنة)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العقل الدلالي لمصطلح "الضرب" يتسع -في عموم القرآن- للمجال الاستخلافي السابق الذكر ضمن الإطار الثقافي والمنطقي الذي هو غاية الخلق الأولى. وذلك طبقًا لثلاث مقايسات فيلولوجية:
- فهناك ضرب المثل، وهو المرور العقلي من المحسوس إلى اللامحسوس، ومن المرئي إلى اللامرئي عبر مسار ذهني تتحايث فيه المقومات المعرفية والمفهومية، لتحقق العبور إلى معنى المعنى.
- وقد تحدث النص الكريم كذلك عن الضرب في الأرض .. وهو السعي العلمي والجسدي في العالم من أجل ترك البصمات الثقافية على المستوى المعماري في الكون.
- وكذلك القول في ضرب العملة (سكّ العملة)، فهو وضع اللمسات الحضارية والسياسية على القطع النقدية من أجل ارتسام صورة تاريخية لزمان حكمي معين.
وهو الذي يُطلب في التعامل الحضاري الأسري بما أنه مسئولية رعوية، كما في النص النبوي (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته). فالمسئولية تقتضي وضع البصمات الثقافية، والتربوية والدينية كلما أرادت المرأة النشوز عن هذا العهد المتعاقد عليه بأمانة الله، كما جاء في خطبة الوداع.
وهذا ليس تأويلا لمجرد التوفيق الحضاري، ووضع آلية للحوار، ولكن القرآن ذاته يعبر عن هذا؛ فقد جاءت الآية الكريمة لتقول من بعد: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [سورة النساء/35]. فالخلاف يعالج داخليًّا بالوسائل الحوارية، ثم ينتقل منه إلى التحكيم التوفيقي فإلى الطلاق وهو مبغوض في الإسلام.
لكن، حين يتم السعي إلى إبدال عقائدي جديد، فإنه من السر بمكان تفصيل دلائل القرآن على قدر المقايسات الأيديولوجية من أجل تثوير الكائنات المسلمة بعضها ضد بعض، وتصديع البنية الاجتماعية للمواطنة الإسلامية من الداخل!
ومن المفارقات أن يلجأ العقل الغربي إلى تأسيس قرائية للتوراة والإنجيل رغم كونها نصوصًا بشرية تستعيد المقولات النبوية، وليست استنساخا مباشرًا للوحي كما هو الحال بالنسبة إلى القرآن، فظهرت الهرمينوطيقا (التأويلية) اللاهوتية التي أنشأها شلايرماخر ودلتاي. ووجدت الكتب الدينية علميتها، ومن ورائها العلوم الإنسانية، حتى أن دلتاي قد فرّق بين التفسير والتأويل بما يتقارب مع المنهجية الإسلامية حيث جعل التفسير أو الشرح مرتهنًا بالعلوم الطبيعية، فهو الثابت الذي يستعيد جلايا النص، ورأى في التأويل نشاطًا ذهنيًّا محضًا يتوازن بالإجراءات التفسيرية.
ويظل الكائن الغربي يراكم قطيعته مع القرآن الكريم، ويرفض تأويله على كل الصعد المفهومية رغم كونه -من الناحية النصية- بنكًا من العلامات والرموز يؤهل تأويلها لمد جسور الحداثة والحوار بين العالمين الشرقي والغربي.
وفي النهاية فإن هذه المحاولات التي تداعت الأمم بموجبها على الشعوب الإسلامية لن تكون أبدية. فهي مجرد قيم لحظية تعرف الصعود والنزول في بورصة هي بورصة التاريخ، كما يقول بارط في درسه الافتتاحي عن السيميولوجيا.
القرآن .. والقراءة
لو أردنا تأطير الكتاب الكريم نصيًّا، لقلنا: إن القرآن بنية لغوية متناهية لسانيًّا ومنفتحة دلاليًّا. وإذا ما استندنا إلى حقيقته من جهة طبيعته التجاوزية (المتعالية عن الواقع والتاريخ) كان التعريف أكثر دقة وتعبيرًا عن ذاتية الموضوع. فالقرآن هو قول إلهي متحدد كلاميًّا منفتح دلاليًّا. وفي كلا التعريفين ينقفل السياق اللغوي، ويمتنع عن الزيادة والنقصان. فالموقف الإبستيمولوجي والثقافي يقتضي النظر إلى القرآن في قرآنيته، بمعنى اكتشاف ذاتيته من خلال الغوص في بواطنه وتشفيف (من الشفافية) حركته الجوانية، وقراءته من الداخل -كما يقول هشام جعيط في كتابه عن "الوحي والقرآن والنبوة"-.
أما القراءات الخارجية المسقطة على الداخل القرآني فلا تعبر إلا عن روافدها الأيديولوجية وقراراتها الإقصائية المسبقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا وقفنا على العتبة المنهجية لاتجاهات قراءة الكتاب الكريم، ألفينا علم النص الديني قد استبق الزمن ليؤسس الهرمينوطيقا اللاهوتية بما يؤمن النفاذ الماهوي إلى الحقائق التي يستنبطها العمق القرآني؛ فقد نَظّر (من التنظير) ابن رشد لقانون التأويل على المستوى الفلسفي، وطرح الشاطبي في مجال التأصيل الشرعي والتقنين المقاصدي قواعد للتأويل القرآني ومعالم السيمياء (الدلالة) الإسلامية. وكان التأكيد على ضرورة اكتساب المعلومات القاعدية للألسنية العامة (إتقان اللغة العربية)، ومعرفة علوم القرآن (القراءات، أسباب النزول، المكي والمدني، الناسخ والمنسوخ)، إضافة إلى العلم بتقنيات الخطاب وميكانيزمات القول القرآني (المجمل والمبين، المحكم والمتشابه، العام والخاص، المطلق والمقيد .. ) وسواء كان القارئ إيمانيًّا أو غير إيماني، فإن الاستناد إلى هذه الحصانة المنهجية ينتهي بمختلف مسالك الاستقراء إلى ذوات النتائج المتوازنة التي تعبر عن هوية القرآن وذاتيته.
إن ما يزعج العلمانيين العرب، أن يُستقبل الكتاب الكريم ضمن معتقد أساس هو سمته القدسية. فالقرآن كلام الله تعالى. لذلك كان كذلك. والمقدس لا تحديد له في علوم الحداثة. وقد كان للاجتماعي دوركايم في الأشكال البدائية للحياة الدينية قول شخصي في المصطلح، مبني على مناهضته للمعتقد الإيماني، فالمقدس عنده هو المتدرع بالحرام (الممنوع الصِّرْف أو التابو).
وهذا الرأي يتناقض مع الدلالة الدينية (الإسلامية)؛ لأن التعامل مع الإلهي لا يتخذ صبغة الهيمنة والتوتر. فالله هو المحبة والرضى (رضي الله عنهم ورضوا عنه) - كما يقول القرآن - فليس ثمة ممنوعات في الإسلام. إذ الحرام هو الاحترام .. احترام ما يجتنب الفعل لأجله، كما في مسألة تحريم الخمر. فلو كانت ممنوعة بالشكل التسلطي الذي يصوره دوركايم للناس لكان أول النصوص حاسما في النهي، ولكنه تدرج بالمتلقين لفترة دامت عشرين سنة، واستغرقت أربع مراحل من أجل إرساء وظيفة النقد الذاتي لدى الكائن الإيماني المفكر. فعلّم هذا الكائن أن كليات الشريعة خمسة: المحافظة على العقل والنفس (الجسد) والمال والعِرض والدين .. وفي تناول الكحول والمخدرات انتهاك للكل. فتحريم الخمر إذن هو اجتنابها احترامًا للعقل والجسد والمال .. واحترامًا للممارسات الشعائرية، ولروح التواصل مع الله؛ فالمقدس إسلاميًّا يحمل معنى طهريًّا يدل على مفارقته المدنسات الدنيوية.
وهذا يعني أن القرآن قائم بذاته لا يخضع إلى المؤثرات الأيديولوجية والسوسيولوجية والثقافية، ولا يستمد مقولاته من التناص ومن سلطة الكتابة التداولية (كما في تجربة الكتابة البشرية التي لا تعدو كونها نسيجًا من الاقتباسات حسب درس سيميولوجيا بارط). لذلك صنع القرآن واقعه الإسلامي بعد أن قلب أنظمة الوعي الجاهلي وأبنيته الفكرية دون أن يكون لها فيه شيء منها. وقد تعالى الرسول الكريم ذاته وهو يبلغ الوحي الإلهي عن الذاتية (المصلحية) وكل أسباب الدنس، وقد أعطي الحكم والمال والجمال من قبل السلطة الجاهلية في مقابل التنازل عن مبادئه. فنقش هذا الرسول ـ الإنسان الكامل في ذاكرة التاريخ أن: "والله لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته". ولهذا كان الإلهي مقدسًا ومتعاليًا في ذاته، لا يخضع لحقول الاختبارات والتجارب والألعاب اللغوية والنصوصية (إنه لقول فصل وما هو بالهزل) [سورة الطارق/ 13].
وبالمحصلة، فقد تعاقبت التجارب البشرية على العالم، وحين توهمت أنها انتصرت على الإلهي واقتنصت المطلق، واستحدثت دينها، انزلقت إلى سلسلة من التصفيات (موت الآلهة ـ موت المؤلف ـ موت الطليعة ـ موت الحداثة) .. وبعد أن دفعت بالتفاؤل إلى أقصاه حين أعلت من شجن الترعة الإنسانية، وحفزت الإنسان إلى أن يتمركز حول ذاته، لم تلبث أن أهدرت كافة المشاريع الأنطولوجية وأسقطت كافة الرهانات حين أنشأت فلسفة موت الإنسان وأضحت تبشر بالفناء وتقويض الوجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يمكن أن تكون نزعة القتل المعاصرة قانونًا لتفكيك النص القرآني وإسناد وظائف مناهضة لدلائله على وجه الاستبدال. ذلك أن المشروع الإسلامي الإحيائي لا يتمثل النهاية بالموت. لقد أزال العدم من مخزونه الروحي، ونحن نقرأ في سورة [الأنفال/ 24] (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. ) ولهذا بقيت الكلمة القرآنية؛ لأنها مصدر وجود ينشر الحياة ويبشر بالتواصل الميتافيزيقي والخلود، وانهار مسلسل الدعوات التدميرية التي بشرت بموت الدين كما بشرت بموت كل شيء. وقد مات فرويد ودوركايم وشتراوس وفيبر، واندثرت الشيوعية والشيوعيون، وعادت الميتافيزيقيا، وبقي الدين دعامة أساسية تنير روح الكائن المعاصر البئيس كلما عتمها المدنس، وأحست بالاستلاب عن مسارها الفطري إلى إشراقة الوجود.
خسوف العقل التلفيقي
تسجل مقولة تنقيح القرآن الكريم انقطاعات جذرية مع العقل العلمي، ومع المسار الطبيعي لممارسات الذوات المفكرة، وهذا إضافة إلى انتهاك البنية التحتية للكائن الوجودي، وأعني بها هنا الفطرة البشرية التي ترنو وتتطلع على الدوام إلى إله يحل ألغاز الرعب الميتافيزيقي (الغيبي)، ويلغي الشعور الكامن لدى الكائن بالعدمية واللاجدوى.
وقد قوضت مقولة التنقيح ذاتَها من خلال جملة من التناقضات والتهافتات التي تعكس تشنجها واقتناعها بضحالة مشروعها:
1 - ظل أبطال التنقيح منزعجين، وقد خابت آمالهم في تصدع الدين وموت الكائن الإيماني، فقاموا يندبون سوء الطالع لاحتكار الدين من قبل المتخصصين في الشرعيات تارة، ومن قبل المتطرفين أطوارًا أخرى. إذ لا وصاية على الدين فهو مشاع للجميع. ولكنهم قرروا أخيرا أن يتحولوا إلى أوصياء على الدين، وعلى المسلمين في العالم، وذلك حين أصرت انفعالاتهم على أن يصنعوا للأمة قرآنًا .. هكذا!! ودفعة واحدة: قرآن جديد (غير مجيد)، ومعان عولمية لدين آخر ليس بعده دين للعرب ولمسلمي العالم. فحكمت بذلك على نفسها بالتطرف الذي كانت تصف به الناس؛ إذ كل خروج عن حدود المنطق والمعقولية والتوازن تطرف خطير الصيرورة وعكسي النتائح.
2 - إن التطرف والإرهاب كليهما رد فعل عكسي على الاستفزازات، وعلى الاحتكارية التي تمارسها القوى الكولونيالية (الاستعمارية) وأياديها في العالم الإسلامي للهيمنة على معتقدات الناس وتحديد هوياتهم وأنظمة تفكيرهم. ولكن الانتهازيين لا يناسبهم من أجل التعيش بالأموال الإمبريالية إلا أن يغذوا أسباب التوتر وتفجير الأوضاع للمحافظة على منابيع الآمال والأعمال؛ لأن الاستقرار يفسد عليهم أسباب التكسب والاسترزاق بالرشاوى الاستعمارية. ولكنهم - كما يقول القرآن - متى ما استحصلوا عليها (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) [سورة الأنفال/ 36].
3 - إن محاولة تدليس النص القرآني هذه، ليست سوى نزعة عبثية؛ لأن هذا الكتاب الكريم قد قهر الزمان، بما أنه تأسس على الخلود؛ فقد اندثرت قوى الطعن والتحريف بغوغائياتها، وظل النص متصدرًا مشاهد الوجود. فالقرآن منحوت في الذاكرة الإسلامية ومنتقش في أعماق العقل الإيماني. إضافة إلى أنه مخزون ورقيًّا وإلكترونيًّا وتكنولوجيًّا. ومع ذلك فإن المثقف الإيماني -ومن ورائه المجتمع المدني وكل مثقف موضوعي- سيحبطون هذه المساعي الاعتباطية كما في كل مرة تتصدى الهيمنة لتحريف التاريخ، واجتثاث حقائقه منه.
4 - إن محاور الحداثة الثلاثة: الإنسان والعقل والحرية استقطبت العقل الإنساني لكونها فتحت الوعي البشري المنغلق، على التواصل والتثاقف واكتشاف الذات جدليًّا بالتحاور مع الآخر. لكن هذه الحداثة وقد سارعت إلى إفراغ الهويات من محتوياتها وخصوصياتها حين اكتسحتها العولمة المشحونة بإرادة الهيمنة، فإنها تحولت إلى أيديولوجيا قمعية وهي تسعى إلى أمركة العالم وتقسيمه إلى مركز وأطراف، بفرض الحراسة والعقاب على المعتقدات والاستثمار في القيم المقلوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن هذا التضخم الأيديولوجي ما دام تعرض إلى النصوص الكريمة سيؤسس للكراهة والتنافر العقائدي؛ لأن ممارساته التحريفية اغتالت الإنسان وحنطت العقل واغتصبت الحرية، وستنتهي إلى تكرير مأزقية التحاقد، وتوليد القطائع التاريخية بين المستعمِر والمستعمَر. وإذا اختلت موازين القوى التكنولوجية، فإن الحاجة ستخترع موضوعها، أي أن الترعة الإنسانية التي كانت مفخرة الحداثة ستتساقط في العدمية لكونها استعادت تاريخ التوحش واستقدمت البدائية الأولى بعد أن أهدرت الحق الطبيعي (وهو الحرية وحقوق الإنسان).
5 - إن مصطلح "تنقيح القرآن" مشحون بالتباين والتسالب فيما بين حدي هذه العبارة المتوترة. فالتنقيح معناه التغيير بالزيادة والنقصان أو بكليهما، وينصبّ على المفعولات البشرية وكل ما ينتمي إلى الإنتاج الديني والفعل الإنساني. من هنا تسقط هذه العبارة المتشنجة في مأزق نهائي، وذلك حين يستقرئ التباين بين مفردات العبارة من جهة ما يكون التنقيح فعلاً بشريًّا تتقاذفه دوافع ثقافية واجتماعية وحضارية، إضافة إلى ما يصطبغ به من تحكم نفسي ومصلحي وأيديولوجي. وهذا بإزاء النص القرآني بمصدريته الإلهية، وانتمائه إلى دوائر الميتافيزيقا وهي متعالية على التقلبات البشرية، والتنافيات الثقافية الدائمة (وهذا ما يحتم العقل العلمي مراعاته واحترامه حتى ممن ترك الإيمان بذلك).
وبما أن هذا الطريق يؤدي إلى طرق في مختلف مسالك الثقافة والاعتقاد (اللاإسلامي)، فإن إرادة تفكيك النص القرآني في هذه اللحظة التاريخية التآمرية هي دعوة دوغمائية جاهزة تفضي إلى الاستنتاج البديهي والتلقائي أن مقولة تنقيح القرآن مشحونة بإرادة التسلط، وممهورة بنظام الغلبة العولمي. وهذا يعني أنها تتغيا إسقاط مفاهيم أيديولوجية قبلية على مضامين القرآن الكريم من أجل صهره داخل بوتقة المسبقات الفكروية (التي تزعم الانتماء للفكر)، وقولبته طبقًا لتوجه فرداني وعقل كلي مركزي يتغنى بالتحكم في السياقات والمفاهيم والقيم الاختلافية من أجل فرض أيديولوجيا وفكر عولمي واحد ووحيد تطمس فيه الغيرية والتعدد، وينتهك حق الآخر الثقافي، وهو ما يتناقض مع منطق الحضارة، وقد أَمّنت الناس من تعقب المعتقدات والآراء. وذلك في إطار الامتياز التحرري الذي يطمح إليه إنسان الحداثة، وقد تجاوز (ولو نظريًّا) أزمنة البداوة والتوحش والاعتداء، وجعل الحوار بين الحضارات أساسًا وجوديًّا ما كان ليعني تبديد هذه الحضارات؛ لأن المشهد الكوني لا يتناسق إلا بالتعدد والاختلاف.
حصانة القرآن .. ليست سياسية
لكن هذه المخاطرة الثقافية لم تعدّ لهذه المواجهة مع العالم الإسلامي عدتها المفهومية؛ لأن الإيمانية ليست ذات مرجع سلطوي؛ فهي شعبية جماهيرية، ولهذا فإن مشروع تنقيح الكتاب المؤسس ليست وظيفة سياسية تدفع من خلالها الأمركةُ المؤسساتِ السلطوية إلى فرض مرادات استعمارية وانتزاع إرادات المتلقين من أجل تدجينهم وفك روابطهم مع ذواتهم.
ورغم أن السلطة عدوة للكلمة، وبما أن الأيديولوجيا المهيمنة -وهي أفكار الطبقة الغالبة- ستظل تمد ظلالها على قراءة النصوص -كما يقول بارط [4] ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173696641458&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#1) - فإن هذه الإرادة الإمبريالية نظرا لما تحمل من تزوير وتدليس وتحد، لن يقبلها العقل الإسلامي وإن تفككت روابطه مع القرآن الكريم في الحياة اليومية وألغى الإسلام كمشروع وطني.
وإذا لم يُعجِب أمريكا دفاعُ الكائن الإسلامي عن ذاتيته، واستمساكه بهويته، وأرادت صناعة مسلم انهزامي استسلامي جديد، فإنه يتوجب عليها أن تبحث عن ذلك داخل مدارات مدنسة متباعدة عن المقدس؛ لأن ما تبيت له، من رسم صورة بورنوغرافية للمرأة العربية، أو تنصيع سمعة اليهودي الصهيوني وغيره من المتطرفين الذين أحسن القرآن -كعادته ببيانيته- تعرية حقائقهم وكشف تآمراتهم، فإن هذا الهاجس الرومانسي، والحنينية إلى الإطاحة بالمقدس لن يجدياها نفعًا؛ لأن الأمة، وإن تراءى للبعض -كما في العراق- أنها انهارت، إلا أنها محصنة بجهاز مناعي لن تفككه لحظة اللين، ومناخ الاختراق الذي جللها بالوهم. وستبقى للقرآن وظيفة توحيدية ولو ترميزًا ومجازًا. ثم إن الأحرار في العالم سيقاومون فكريًّا وثقافيًّا هذا الإرهاب العقائدي والقمع الاستعماري للأديان الذي انتهى إليه صدام الحضارات.
ولن يغني شيئًا أن يتم البحث في مزابل التاريخ عن مقولات تبريرية متهاوية عساها تشفع لتلك المحاولات لما تحمل من الالتباس والضبابية لتلفيق سياق مدلس ودلائل نمطية للقرآن الكريم.
كاتب وأكاديمي من تونس.
[1] في "الفكر الإسلامي .. نقد واجتهاد"، 77 ـ 1990م
[2] في "أركيولوجيا المعرفة" طبعة غاليمار الفرنسية 250 ـ 1969
[3] في كتابه: قل، لا تقل: مبادئ دلالية لسانية ـ باريس ـ هارمان 1972 ـ 5.
[4] في "لذة النص"، سوي ـ باريس 1973/ 54.
المصدر:مدارك ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1184650719076&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout)(/)
رسالة في بيان أجمع آية في القرآن
ـ[سامي القدومي]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:31 ص]ـ
الأخوة في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه المشاركة الأولى في هذا الملتقى المبارك، سائلاً الله سبحانه وتعالى الخير لكل القائمين على هذا الملتقى، وكذلك المشاركين فيه والمتابعين له.
وبعد:
هذه الرسالة مقتبسة من كتابي (التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني) وهذا التفسير يقع في حوالي أربعمئة صفحة، وهو أول إصدار ضمن سلسلة (الريحان في تفسير القرآن)
والرسالة في المرفقات
بارك الله فيكم(/)
أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم ... القرآن أحسن من ماذا؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أثناء قراءتي للقرآن الكريم تدور في ذهني بعض الأسئلة بشكل يومي تقريباً. ولا أجد دائماً الوقت لبحث تفسيرها أو يكون تفسيرها غير كاف وشاف. وهذا السبب الرئيسي لتسجيلي في هذا الموقع المبارك. وسأقوم بطرح أسئلتي إن شاء الله علي أرتقي بفهمي لآيات الله.
السؤال:
وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ ?55?
في التفسير: أحسن ما أنزل: هو القرآن.
السؤال: القرآن أحسن من الكتب السماوية السابقة. ولكن الكتب السماوية لم تنزل على العرب. القرآن هو من "أنزل إليكم من ربكم". فما معنى لفظ التفضيل "أحسن".
أي أن "ماذا أحسن من ماذا"؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2010, 01:36 م]ـ
الأخ الفاضل أرجو أن تجد الإجابة في التالي:
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله:
"قوله تعالى: {الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه}.
أظهر الأقوال في الآية الكريمة، أن المراد بالقول، ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، من وحي الكتاب والسنة، ومن إطلاق القول على القرآن قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ القول} [المؤمنون: 68] الآية. وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هوَ بالهزل} [الطارق: 1314]. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه} أي يقدمون الأحسن، الذي هو أشد حسناً، على الأحسن الذي هو دونه في الحسن، ويقدمون الأحسن مطلقاً على الحسن. ويدل لهذا آيات من كتاب الله.
أما الدليل على أن القرآن الأحسن المتبع. ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم من الوحي، فهو في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {واتبعوا أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [الزمر: 55] وقوله تعالى لموسى يأمره بالأخذ بأحسن ما في التوراة {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145].
وأما كون القرآن فيه الأحسن والحسن، فقد دلت عليه آيات من كتابه.
واعلم أولاً أنه لا شك في أن الواجب أحسن من المندوب، وأن المندوب أحسن من مطلق الحسنن فإذا سمعوا مثلاً قوله تعالى: {وافعلوا الخير لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77] قدموا فعل الخير الواجب، على فعل الخير المندوب، وقدموا هذا الأخير، على مطلق الحسن الذي هو الجائر، ولذا كان الجزاء بخصوص الأحسن الذي هو الواجب والمندوب، لا على مطلق الحسن، كما قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] وقوله تعالى {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الذي كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الزمر: 35] كما قدمنا إيضاحه في سورة النحل، في الكلام على قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وبينا هناك دلالة على أن المباح حسن، كما قال صاحب المراقي:
ما ربنا لم ينه عنه حسن ... وغيره القبيح والمستهجن
ومن أمثلة الترغيب في الأخذ بالأحسن وأفضليته مع جواز الأخذ بالحسن قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} [النحل: 126] فالأمر في قوله: {فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} للجواز، والله لا يأمر إلا بحسن. فدل ذلك على أن الانتقام حسن، ولكن الله بين أن العفو والصبر، خير منه وأحسن في قوله: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} وأمثال ذلك كثيرة في القرآن، كقوله تعالى في إباحة الانتقام، {وَلَمَنِ انتصر بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ} [الشورى: 41]، مع أنه بين أن الصبر والغفران خير منه، في قوله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور} [الشورى: 43]، وكقوله في جواز الانتقام {لاَّ يُحِبُّ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
الجهر بالسواء مِنَ القول إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [النسا: 148] مع أنه أشار إلى أن العفو خير منه، و أنه من صفاته جل وعلا مع كمال قدرته وذلك في قوله بعده: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سواء فَإِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً} [النساء: 149]. وكقوله جل وعلا مثنياً على من تصدق، فأبدى صدقته {إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271] ثم بين أن إخفاءها وإيتاءها الفقراء، خير من إبدائها الذي مدحه بالفعل الجامد، الذي هو لإنشاء المدح الذي هو نعم، في قوله {إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفقرآء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 271].
وكقوله في نصف الصداق اللازم، للزوجة بالطلاق، قبل الدخول، فنصف ما فرضتم، ولا شك أن أخذ كل واحد من الزوجين النصف حسن، لأن الله شرعه في كتابه في قوله {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} [البقر: 237] مع أنه رغب كل واحد منهما، أن العفو للآخر عن نصفه، وبين أن ذلك أقرب للتقوى وذلك في قوله بعده {وَأَن تعفوا أَقْرَبُ للتقوى وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237].
وقد قال تعالى: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40] ثم أرشد إلى الحسن بقوله {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} [الشورى: 40] وقال تعالى: {والجروح قِصَاصٌ} [المائدة: 45] ثم أرشد إلى الأحسن، في قوله: {فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ} [المائدة: 45] ".
ويقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:
" (و {أحْسَنَ} اسم تفضيل مستعمل في معنى كامل الحسن، وليس في معنى تفضيل بعضه على بعض لأن جميع ما في القرآن حسن فهو من باب قوله تعالى: {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} [يوسف: 33]."
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jun 2010, 02:51 م]ـ
رد محكم من الشنقيطي رح1 كفّى ووفّى ... وقد قرأت جواب ابن عاشور رح1 من قبل ولم أجده شافياً.
جزاك الله خيراً.
بالمناسبة ... سأرسل الكثير من مثل هذه الأسئلة الخفيفة.
فأنا إنسان بسيط لا أبحث عن التحقيق العلمي العميق لمثل هذه الأسئلة ولكن أبحث عن فهم لآيات تمر علي وأنا أقرأ القرآن وأتدبره. فإن وجدت أن فهمك كاف للآية فتفضل به وليس من الضروري أن تعزوه إلى كلام مفسر أو نقل كلامه بعينه - من أجل الدقة العلمية - أو تقوم ببحث لتفسير الآية من عدة مفسرين أو ما شابه.
أقول هذا لأسهل عليك وعلى إخواننا في هذا المنتدى لمن يريد أن يجيب أسئلتي ويساعدني في فهم كلام الله عز وجل.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Jun 2010, 09:50 م]ـ
مرحبا بك أخي منيب العرابي ..
والملتقى في خدمة جميع طلاب العلم مثلك، وفقك الله وسددك.
أما قولك إنك لم تجد في كلام ابن عاشور ما يشفي فأظن أن هذا راجع لعدم الاستيعاب الوافي لما قال، وكلنا نقع في مثل هذا، فكلامه فيها من أشهر ما قيل في معنى الآية.
يمكن أن يوضح معناه بأن (أحسن) لا يلزم منه التفضيل، بمعنى أنه لا يلزم من هذا التعبير أن يكون هناك مفضل ومفضل عليه (حسن وأحسن)، بل يكون معنى أحسن هو (كامل الحُسن)، وهذا أسلوب عربي يدركه العرب، وأصبح خافيا علينا -مثل كثير من التعابير- بسبب العجمة التي أصابتنا.
ومرحبا بك أخي الفاضل مرة أخرى.(/)
مشروع تعظيم القرآن الكريم بالمدينة
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالمدينة وما أدراكم ما المدينة، المدينة النبوية المنورة هي المركز الذي شع منه نور الإسلام، المدينة مكان تنزل الوحي والقرآن على خير إنسان عليه الصلاة والسلام، المدينة قُرِأ فيها القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وأكابر الصحابة رضي الله عنهم، بالمدينة كتبت المصاحف، بالمدينة .... .
ومن هنا انبثقت فكرة هذا المشروع المبارك (مشروع تعظيم القرآن الكريم) وهو ثمرة من ثمرات الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ومقرها الرئيسي بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
وكان افتتاح المشروع بالمدينة في مطلع سنة 1429هـ بمحاضرة قيمة لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي بمسجد قباء بعنوان (النبأ العظيم)، وبعد صلاة العشاء حضر لفيف من العلماء والمشايخ وطلاب العلم والمتخصصين والمثقفين بقاعة المحمدية بسد وادي بطحان وافتتح المشروع فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور / عماد بن زهير حافظ حفظه الله وسدد خطاه المشرف العام على المشروع.
-أهداف مشروع تعظيم القرآن:
1) إبراز مظاهر عظمة القرآن الكريم وفضله، وكريم منزلته، وبيان وجوه إعجازه.
2) تنبيه الأمة على حقوق القرآن عليهم وواجباتها ومسؤولياتها تجاهه.
3) تقريب مقاصد القرآن الكريم للناس، وتجديد معالم ما اندرس من مُثله العليا ومفاهيمه وأخلاقه السامية.
4) تبصير الناشئة بقدر القرآن الكريم وتعزيز صلتهم به وتعظيمه في نفوسهم.
5) توعية المسلمين بخطر هجر القرآن الكريم وخطر جهله، والآثار المترتبة على ذلك.
6) الدفاع عن كتاب الله تعالى واستنهاض حمية الأمة وغيرتها تجاه ما يوجهه أعداء الدين من هجمات حاقدة وشبهات ماكرة.
-من برامج المشروع بالمدينة:
البرنامج الأول: (خاص بالنساء) برنامج تدريس القراءات السبع من طريق الشاطبية.
البرنامج الثاني: برنامج الأنشطة الثقافية بالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
البرنامج الثالث: برنامج الدروس والمحاضرات في المساجد المتعلقة بالقرآن الكريم وأهمية تدبره والعمل به.
البرنامج الرابع: تدريس المتون المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
البرنامج الخامس: إنشاء مركز نسائي متخصص بعلوم القرآن الكريم.
البرنامج السادس: برنامج الندوات الفصلية والتي تكون في الفصل الدراسي مرة واحدة، باستضافة كبار العلماء وأهل التخصص.
البرنامج السابع: مجلة مشروع تعظيم القرآن الكريم السنوية.
البرنامج الثامن: إنشاء مقرأة لإقراء القرآن الكريم وتعليمه عبر الشبكة العنكبوتية لمن أراد إتقان القراءة وأخذ الإجازة.
البرنامج التاسع: إقامة معرض متخصص بالقرآن الكريم (مخطوطات، مطبوعات، لوحات، عروض مصورة، ... )
وغير ذلك بإذن الله تعالى من البرامج المفيدة النافعة.
مقر المشروع:
الطريق الدائري الثاني ما بين دوار عروة ودوار السلام عمارة الفارسي سنتر بالدور الثالث.
وقت الدوام بالمشروع:
من 8 ص حتى 12 ظهراً، 5 م حتى 9 م.
أخوكم العبد الفقير مدير المشروع وسوف يدشن الموقع على الشبكة العنكبوتية قريباً بإذن الله تعالى وعندها سأضع الرابط بإذن الله تعالى وهذا بريدي الخاص moaad44@hotmail.com
وأرجو من جميع الإخوة التعاون معنا بكل جديد ومفيد ونحن على أتم الاستعداد بتقديم كل ما يخدم كتاب الله تعالى ولا نستغني عن أطروحاتكم المفيدة.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:58 ص]ـ
اسأل الله لكم التوفيق والسداد يا شيخ عبد الرحمن، وبارك الله في جهودكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jun 2010, 02:15 م]ـ
وفقكم الله يا أبا معاذ وبارك في جهودكم.
وقد سبق الإعلان عن هذا المشروع حين افتتاحه هنا في الملتقى على هذا الرابط:
مشروع تعظيم القرآن الكريم بالمدينة النبوية (أسباب قيامه وأهدافه ووسائله) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10661&highlight=%CA%DA%D9%ED%E3+%C7%E1%DE%D1%C2%E4)
وآمل أن يُفَعَّل هذا المشروع المبارك على يدكم بعد أن كان خاملاً خلال الفترة السابقة من حين إعلانه وانطلاقه إلى الآن.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[16 Dec 2010, 10:17 م]ـ
أين وصلتم أخي الحبيب بمشروعكم؟؟؟
هل يوجد تقرير سنوي؟؟؟
ماهي الإنجازات؟؟؟
يسعدنا أن نسمع أخبار أهل القرآن وإنجازاتهم
وفقكم الله وسدد خطاكم(/)
للقراءة والنقد: دراسة بعنوان: من إعجاز القرآن إلى العجز العلمي
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد وقعت هذه المقالة بين يدي من فترة، وقرأتها وكنت أتهيأ لتعليق عليها، ولكن كثرة الأشغال أخرتني في ذلك، فرأيت أن يقرأها الأخوة ويبدوا رأيهم في هذه الدراسة آخذين بالاعتبار المساق والتوجه الفكري لها، والمقصد من طرحها، فمن أهم فوائد قراءة مثل هذه الدراسات: معرفة النمط الفكري لمثل الكاتب لهذه الدراسة وكيفية الاسقاطات والحكم على المقاصد وممارسة العربدة الفكرية ووضع العصا في العجلات لإحداث إرباك في مسيرة التصحيح العلمي.
من إعجاز القرآن ... إلى العجز العلميّ
بقلم: العادل خضر
2010/ 03/09
يقول محيي الدّين بن عربي: "لمّا شاء الحقّ سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى الّتي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها، وإن شئت قلت أن يرى عينه، في كون جامع يحصر الأمر كلّه لكونه متّصفا بالوجود، ويظهر به سرّه إليه، فإنّ رؤية الشّيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في أمر آخر يكون له كالمرآة (…) اقتضى الأمر جلاء مرآة العالم، فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك الصّورة" (1). فالأسماء الحسنى قبل تجلّيها، وقبل أن يشاء "الحقّ" أن يرى أعيانها كانت منزّهة وغير متجسّدة في شيء. فهي موجودة بالقوّة معدومة بالفعل. ولمّا تجلّت وتعيّنت في مرآة العالم صارت الأسماء عينا وأعيانا، قد تجلّى سرّها في أمر آخر غير نفسها. وهي بهذا التّغيّر تحقّق غيريّتها المطلقة بالانتقال من موقع الهو هو Le même إلى موقع الغير L’autrui. ويمكن هاهنا أن نتساءل: ألا ينسف هذا الانتقال مفهوم الدّليل لمّا أصبح هذا العالم بما فيه من أشياء هو الله ذاته بعد أن انتقلت أسماؤه من موقع الهو هو إلى موقع الغير، فانقلبت بذلك الانتقال من حال الأسماء الحسنى إلى حال الأعيان، أي الأسماء وقد تعيّنت في شيء؟ أم ينبغي أن نحافظ على مفهوم الدّليل فنعتبر هذه الأشياء صورا للأسماء الحسنى وقد تعيّنت في مرآة العالم؟ وحينئذ كيف السّبيل إلى معرفته والعلم به؟ يقول ابن عربي: "ثمّ لتعلم أنّه لمّا كان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا الله تعالى في العلم به على النّظر في الحادث، وذكر أنّه أرانا آياته فيه، فاستدللنا بنا عليه. فما وصفناه بوصف إلاّ كنّا نحن ذلك الوصف إلاّ الوجوب الخاصّ الذّاتيّ. فلمّا علمناه بنا ومنّا نسبْنا إليه كلّ ما نسبناه إلينا. وبذلك وردت الإخبارات الإلهيّة على ألسنة التّراجم إلينا. فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، وإذا شهدنا شهِد نفسه" (2). فالكون بما فيه من الأشياء الّتي تؤثّثه والكائنات والموجودات والمخلوقات الّتي تعمّره هي أعيان "الأسماء الحسنى" وقد تجلّت في مرآة العالم.
ولهذه "الأسماء الحسنى" مرادف آخر عند المتكلّمين هي "كلمات الله". وقد ورد ذكرها في بعض الآيات نذكر منها:
*وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهْوَ السَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ (الأنعام،6،الآية115).
*وَلَوْ أَنَّ مَا فِي اَلأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَاَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (لقمان،31،الآية27).
*قُلْ لَوْ كَانَ اَلْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفَدَ اَلْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثُلِهِ مَدَدًا " (الكهف،18،الآية 109).
تتجلّى لنا في هذه الآيات المختارة بعض السّمات الّتي يمكن أن نحدّ بها كلمات الله، نقتصر على سمتين منها، هما:
* سمة اللاّتبدّل l’irrévocabilité . فكلام الله فوريّ من صنف الأفعال الإنجازيّة لأنّها تحدث ما تقوله وتخلق ما تتلفّظ به. فهو كلام ينشئ الواقع إبّان القول. ولأجل ذلك كان كلاما محتوما غير حادث قديما مكتوبا منذ الأزل.
(يُتْبَعُ)
(/)
* سمة اللاّتناهي، وهي سمة شائعة في معظم الثّقافات الّتي عرفت الكتاب، ويستعار لها صورة الكتابة البشريّة المنحطّة الزّائلة لإظهارها. وقد فسّر فخر الدّين الرّازي لفظ "الكلمات" الواردة في الآية 27 من سورة لقمان بأنّها داخلة في باب العجائب. ووجه التّأويل أنّ العجائب تكون بقول الله "كُنْ" و"كُنْ" كلمة، وإطلاق اسم السّبب على المسبّب جائز، آية ذلك أنّ الله سمّى المسيح كلمة لأنّه كان أمرا عجيبا وصنعا غريبا لوجوده من غير أب. ولمّا كان كلام الله عجيبا معجزا لا يقدر أحد على الإتيان بمثله ثمّ كانت عجائب الله لا نهاية لها، دخل في تلك العجائب كلامه (3).
يتطابق تأويل فخر الدّين الرّازي تقريبا مع تأويل الجاحظ للآية 109 من سورة الكهف حين يقول: "وقد قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ مَا فِي اَلأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَاَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ". ويعلّق الجاحظ عليها بقوله: "والكلمات في هذا الموضع ليس يريد بها القول والكلام المؤلّف من الحروف، وإنّما يريد النّعم والأعاجيب والصّفات وما أشبه ذلك". (4). ومعنى هذا أنّ الله الّذي يخلق بكلمة "كُنْ"، فيوجد الشّيء بالكلمة، دلّ ذلك على أنّ كلّ الكائنات هي كلمات الله، أو هي الأشياء الّتي انبثقت في الوجود وظهرت بفضل الكلمة الخالقة واهبة الحياة. وحينئذ ليس للإنسان من دور سوى استقراء هذه الأدلّة والاستدلال بعجائب المخلوقات لبلوغ الحكمة الخفيّة من الخلق. ولمّا كان العجب هو حالة من جهل أسباب الظّاهرة، فإنّ اكتشاف السّبب يزيل الجهل ويقلب العجب إلى علم. يقول الجاحظ في هذا الشّأن: "فلا تذهب إلى ما تريك العين، واذهب إلى ما يريك العقل. وللأمور حكمان: حكم ظاهر للحواسّ وحكم باطن للعقول. والعقل هو الحجّة (…) ولو وقفت على جناح بعوضة وقوف معتبر، وتأمّلته تأمّل متفكّر بعد أن تكون ثاقب النّظر سليم الآلة، غوّاصا على المعاني، لا يعتريك من الخواطر إلاّ على حسب صحّة عقلك، ولا من الشّواغل إلاّ ما زاد في نشاطك، لملأت ممّا توجدك العبرة من غرائبَ الطّوامير الطّوال، والجلود الواسعة الكبار…" (5).
نتبيّن من هذا الشّاهد بعض الأمور، منها أنّ موضوع التّعجّب ليس الموجودات في حدّ ذاتها وإنّما الأسرار الخفيّة الكامنة في الكائنات والمخلوقات. فهي قبل كلّ شيء دليل على حكمة الخالق وعظمة البارئ ووحدانيّته. فقد أصبحت الأشياء موضوعا للمساءلة والاندهاش والتّعجّب والاستغراب لمّا كفّت عن أن تكون مجرّد أشياء منتثرة في العالم ومنخرطة في دورة النّظام الطّبيعيّ، فأضحت دلائل منتصبة يستدلّ بها على وجود دلالة متعالية ومعنى ميتافيزيقيّ. وقد أثّر هذا الانقلاب بدوره في مقياس الأشياء، فلم يعد الإنسان بل الله. كما أثّر في مقولة الحقيقة، إذ صيغت على نحو آخر حين تشكّل الكون بأسره على منوال العلامة، فأضحت الكائنات والموجودات نِصْبَة لا تحمل حقيقتها في شيئيّتها المحض ومادّيّتها الخالصة، وإنّما في علّة وجودها، وهي أن تكون آية لذوي الألباب.
فالأشياء المنتثرة في العالم ليست خرساء، فهي في ذاتها علامات ناطقة تسبّح بحكمة الله المحشوّة فيها. ولكنّها ستظلّ منطوية على حكمتها ما لم تجد الذّاتَ المدرِكَة الّتي تفكّ شفرتها، وتفجّر ما ثوى فيها من غرائب وأعاجيب وعلوم وحكم. وبهذا يكون الكون نصبة لأنّ الله يتجلّى من خلال العلامات ـ الأشياء الّتي كتبت بالقلم الرّبّانيّ على كتاب الطّبيعة. ولكن كيف يمكن للإنسان أن يقرأ هذا الكتاب؟ وكيف يمكنه أن يتواصل مع الله؟
الجواب: بالاستدلال. ذلك أنّ الاستدلال إن كان يتضمّن استقراء متحيّرا للأدلّة المنتثرة في الكون فإنّ هذا الاستقراء ذاته يقلب الطّبيعة إلى كتاب كتبت حروفه بالكلمات الإلهيّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بيد أنّ كتاب الطّبيعة في التّصوّر الإسلاميّ لا يكافئه كتاب آخر سوى القرآن ذاته، فكلاهما يحمل في طيّاته آثار القول الإلاهيّ. فاستقراء كتاب الطّبيعة أو قراءة القرآن هما طريقتان في التّعبّد والتّواصل مع الله. ذلك أنّ الكلمة الّتي تخلق وتهب الحياة، والكلام الموحى المنزّل، كلاهما من أصل إلهيّ واحد. فمن يستقرئ كلمات الله المبثوثة في كتاب الطّبيعة أو يقرأ كتاب الله الموحى المنزّل إنّما يقرأ في كتابين قد ترجما آيات الله تارة بالكلمات/الأشياء وطورا بالكلام، أي بلغتين مختلفتين: لغة الأشياء المنتصبة في كتاب الطّبيعة، ولغة القرآن المنزّل بلسان عربيّ مبين.
وكثيرا ما التبست هاتان اللّغتان وتداخلتا بنسيان تمايزهما وانفصالهما واختلافهما الجوهريّ. فلغة الأشياء قد أضحت في العلم الحديث لا تترجم إلاّ بلغة الرّياضيات ولا يعبّر عنها إلاّ في ذلك الوسيط الرّياضيّ، أمّا لغة القرآن فقد ترجمت منذ نزولها في وسيط لغويّ هو العربيّة بما أنّ الوحي الإلاهيّ قد أنزل بلسان عربيّ مبين (6).
هذا التّداخل نجده في بعض نظريّات الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن (ولا فرق جوهريّ بينها). وهي تفسّر الإعجاز تفسيرا يخالف نظريّات الإعجاز اللّغويّة البيانيّة، ولكنّه قريب من نظريّة أوستين Austin في أفعال الكلام، إذ هو صورتها التّيولوجيّة. فإن كان كلام الله معجزا لا يُحَاكى فلأنّه من جنس الكلام الّذي يصنع أشياء العالم بالكلمات. فكلام الله فعل خلق، والكون بأسره هو عمل قول. فالله لا يتكلّم لكي لا يصنع شيئا لأنّ كلّ كلماته فعل ما دام يفعل ما يقول. وكلّ ما قام به "الإعجازيّون" المسلمون هو أنّهم اقتصروا على وصف آثار الكلام الإلهيّ المخلّفة في اللّغة القرآنيّة دون أن يتمكّنوا من كشف أسرار الحرف الرّبّانيّ الّذي به كان الخلق (7).
...
لقد برزت منذ عقود نظريّات جديدة في الإعجاز القرآني تشهد على هذا التّداخل بين لغة الأشياء ولغة الكلمات، وبين كتاب الطّبيعة وكتاب الله الموحى المقدّس، القرآن الكريم، لعلّ أبرزها ما اشتهر بتسمية الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن. وهي تسمية تُضمر تصوّرا كلّيّا إلهيّا للعالم panthéiste يضحي الله موجودا في كلّ ما خلق، فتكون أشياء العالم بذلك آيات تشهد على حكمته. فالكون تجلّ لأسمائه ولكلماته، بل هو (الله) كامن في قلب الأشياء لأنّه أوْدعها حكمته. غير أنّ هذا التّصوّر الإلهي الكلّي للعالم قد تحوّر قليلا في نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن. فإذا كانت حكمة الله في التّصوّر القديم كامنة في أشياء العالم فإنّ العلم في نطاق نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن ليس وسيلة لبلوغ تلك الحكمة. ذلك أنّ غاية هذه النّظريّة ليست بلوغ الحكمة الإلهيّة المودعة في الأشياء بالعلم، وإنّما تفسير كلام الله المودع في كتابه المقدّس بالعلم. فهي تترجم كلام الله أو تؤوّله وتفسّره بالقول العلميّ الحديث. وهي لا تنظر في "كلمات الله" الّتي نشأ بها كتاب الطّبيعة لأنّ العلوم الحديثة قد افتكّت من مؤسّسات الدّين منذ غاليلي سلطة النّظر إلى العالم والأشياء بإعادة تحديد طرائق النّظر فيها. فنظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن لا تريد تفسير العالم مادّيّا، ولا هي تفسّر العالم بأشيائه وموجوداته انطلاقا من المادّة على غرار العلوم الطّبيعيّة، وإنّما هي نظريّة تأويليّة تستند إلى المصادرة التّالية المستمدّة من القرآن وهي "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ" (الأنعام، الآية38). فكلّ شيء في العالم قد سطّر في الكتاب. وكلّ ما يكتشفه العلم قد وجد سلفا في الكتاب. وهاهنا يتجلّى التّداخل بين كتاب الطّبيعة الّذي يترجم العلم الحديث "مفرداته" و"عباراته" بلغة الرّياضيات والفيزياء… وكتاب الله، القرآن المنزّل الموحى. فكتاب الطّبيعة يترجم "كلمات الله" بلغة الأشياء، بينما القرآن يترجم "كلام الله" بلسان عربيّ مبين. أمّا نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن فهي لا تفسّر "كلمات الله" ببيان نشأة الأشياء وتكوّن الموجودات وتخلّق المخلوقات، وإنّما هي تؤوّل "كلام الله" بلغة العلم الحديث. وهي بهذا الإجراء ليست نظريّة في العلم لأنّ مرجع العلم كتاب الطّبيعة، ولا هي بنظريّة
(يُتْبَعُ)
(/)
في التّفسير لأنّ مرجع التّفسير كتاب الله، القرآن الكريم، وإنّما هي شكل حديث من علم الكلام الإسلاميّ، وأسلوب جديد في إجراء قياس المتكلّمين المعروف بـ"الاستدلال بالشّاهد على الغائب". فما الّذي أنجزته نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن في خطابها وبخطابها؟
...
إن كان المقصود من الكتاب كتاب الطّبيعة لمّا شبّه غاليلي الطّبيعة بكتاب كُتب بلغة رياضيّة ليس على العالِم إلاّ أن يقرأها، فإنّ هذا الكتاب لم يفرّط في شيء.
أمّا إن كان المقصود من الكتاب هو كتاب الله ذاته فإنّ أصحاب نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن يرون رأيا آخر، وهو أنّ هذا الكتاب هو القرآن. وخطّتهم تتمثّل في الجمع بين خطاب العلم الحديث والخطاب القرآنيّ الدّينيّ. وهذا الجمع قائم على المطابقة كأن يكون القول العلميّ (أ) مطابقا للقول القرآنيّ (ب). ف (أ) = (ب). وفي هذه المعادلة يبدو القول القرآنيّ هو موضوع التّفسير، كأن يبحث أصحاب نظريّة التّفسير العلمي للقرآن "عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجّحت صحّته من نظريات العلوم الكونيّة"، أو يقف أنصار إعجاز القرآن العلميّ على براهين علميّة تثبت الإعجاز القرآنيّ ببيان علميّة القرآن، والبرهنة على أنّ العلم في القرآن سبق كلّ علم حديث (8). فإذا ما أثبتوا بالتّأويل أنّ النّظريّة (س) موجودة سلفا في القرآن بدليل أنّ الآية (ز) هي النّظريّة (س)، أصبحت (ز) هي (س) دون فوارق تذكر ولا حدود مانعة. فالحدود المانعة من الاختلاط بين القول العلميّ والقول القرآني تزول تماما عند أصحاب نظريّة الإعجاز القرآنيّ والتّفسير العلمي للقرآن. ولنا على هذا الخلط بين القولين أمثلة كثيرة نقتصر على واحد فقط. ففي مقالة "عقيدتنا الإيمان بالحداثة والتّقدّم والتّساؤل في نور الله" أوّل الأستاذ محمّد الطّالبي الآية الثّالثة من سورة القارعة على هذا النّحو: "الحمد لربّ العالمين، الّذي من بين العالمين اختار لنا هذا العالم الّذي منذ 15 مليار سنة خلت، فجّرته، بقوله "كُنْ" القارعة الكبرى ( Big Bang)، " وما أدراك ما القارعة" …" (9). ففي هذا المثال، يبدو الخطاب العلميّ هو الموضوع الّذي يبحث له معتنقو نظريّة الإعجاز العلميّ عن معقوليّته في الخطاب القرآنيّ. فالقول العلمي (س)، وهو نظريّة ( Big Bang) العلميّة المفسِّرة لنشأة الكون لا يمكن أن تفهم في هذا التّأويل إلاّ بالقول القرآنيّ (ز)، وهو "وما أدراك ما القارعة"، الآية الّتي تصوّر نهاية العالم. فهي صورة قياميّة apocalyptique ، وهي صورة تفسّر بداية الكون بنهايته. فهل ( Big Bang) هو القارعة؟
لنترك الجواب معلّقا. فما يعنينا من نظريّة الإعجاز العلميّ للقرآن أو نظريّة التّفسير العلمي للقرآن ليس بيان تهافتهما المنطقيّ، ولا سذاجتهما العلميّة، وإنّما بيان استحالة لقاء القول العلميّ الحديث والقول القرآنيّ. فبين القولين قطيعة جوهريّة لا ننزّلها على المستوى الزّماني بين قول قديم وقول حديث فحسب، وإنّما على المستوى التّأويليّ أيضا. فإذا اعتبرنا التّأويل هو تصريف قول في قول، أي ترجمة قول بقول آخر استحالت ترجمة القول العلميّ بالقول القرآنيّ ولا آيات القرآن بلغة العلم. وذلك لأسباب عديدة أبرزها أنّ لغة العلم اليوم هي لغة تقنية اصطناعيّة غير طبيعيّة لا يمكن أن تترجم في لغة التّداول اليوميّ، ولا في اللّغة الشّعريّة الأدبيّة الّتي اعتمدها القرآن في نقل الآيات البيّنات. والسّبب أنّ النّظريّة العلميّة الحديثة لا تصف العالم، وإنّما تعبّر عنه بواسطة طرائق رياضيّة. ففي سنة 1929، قبيل الثّورة الذّريّة الموسومة بانشطار الذّرّة والأمل في غزو الفضاء الكونيّ، طالب ماكس بلانك Max Planck أن تكون النّتائج المتحصّل عليها بواسطة عمليات رياضيّة مترجمة في لغة عالم الحواسّ حتّى تكون ذات فائدة. غير أنّه خلال العقود الّتي انقضت، ومنذ أن سجّلت تلك الكلمات، أضحت هذه التّرجمة غير ممكنة كلّما ازدادت المسافة الفاصلة بين عيان العالم الفيزيائيّ وعالم الحواسّ، وأضحى فقدان الصّلة بينهما واقعا لا يمكن إنكاره، وحقيقة لا ريب فيها. ولا يعني ذلك أنّ نتائج العلم الجديد لا يمكن استخدامها في الاستعمالات العمليّة واليوميّة، وإنّما يعني أنّ هذه النّظريات غير متّصلة بعالم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحواسّ، وهي لأجل ذلك تتحدّى كلّ وصف في اللّغة البشريّة. فقد أجبرنا العلم الحديث على التّخلّي عن اللّغة العادية، لغة التّداول اليوميّ، لأنّ الكون المعاين في بعديه اللاّمتناهي في الكبر واللاّمتناهي في الصّغر قد انفلت عن الإدراك الإنسانيّ. فالمعطيات الّتي تعتني بها المباحث الفيزيائيّة الحديثة تبدو كرسائل عجيبة آتية من العالم الواقعيّ. فهي ليست ظواهر لأنّها لا تتجلّى لنا، ولا نلاقيها في أيّ مكان، ولا تعترضنا أبدا في العالم اليوميّ، ولا حتّى في المختبر. فالمعطيات الفيزيائيّة الطّبيعيّة تنجم من عالم واقعيّ أشدّ واقعيّة من العالم الّذي نعيش فيه، ولها وجود فيزيائيّ تماما كوجود الشّفرة البيولوجيّة الّتي لا تبرز أمامنا أبدا. فالعالم الفيزيائيّ لا يحيط به الحسّ لأنّه انسحب تماما من مجال الحواسّ البشريّة وتجارب الحسّ المشترك (10).
إنّ ما ورد في آيات القرآن من ذكر لعناصر الطّبيعة، كالسّماء والأرض والشمس والقمر والنّجوم، والجبال والأنهار، والماء والنّار، وأشجار ونبات وحيوان، وغير ذلك من الكائنات والموجودات، لا يبيح لنا الحديث عنها بوصفها دلائل على ما في القرآن من علوم شتّى، لأنّ الطّبيعة والعلم شيئان مختلفان تماما (11). فقد كانت الطّبيعة موجودة منذ الأزل، أمّا العلم فهو قبل كلّ شيء خطاب. فالفيزياء مثلا ليست الطّبيعة وإنّما هي خطاب يقول شيئا متميّزا عن الطّبيعة. فالحديث عن الطّبيعة أو القسم ببعض عناصرها لا يحوّلها إلى خطاب فيزيائيّ، أو خطاب علم في الفيزياء، لأنّ هذا الخطاب يقتضي فهما مخصوصا للواقع الفيزيائيّ. وهو يشترط ليتحقّق عزوفا عن رؤية العالم على نحو متأنسن. فمعجزة العلم الحديث أنّه تمكّن من أن يتطهّر من كلّ عنصر إنسيّ لمّا بدأ إنسان العلم يشتغل في مختبره، وشرع في التّواصل مع العالم في لغة رياضيّة. بل يمكن أن نقول: إنّ من مظاهر نجاح العلم الحديث قدرته على التّخلّص من كلّ المشاغل ذات الصّبغة الإنسيّة أو المحكومة بضرب من التّمركز الإنسيّ (12).
إنّ الآيات القرآنيّة الّتي تدعو الإنسان إلى النّظر في العالم والتّأمّل في آياته إنّما هي آيات محكومة برؤية أنطولوجيّة لاهوتيّة للعالم لم تتخلّص من تمركزها الإنسيّ مادام الّذي يتولّى النّظر إلى العالم، ودُعيَ إلى النّظر فيه وتعقّله هو الإنسان ذاته. وهذه الرّؤية الأنطولوجيّة اللاّهوتيّة للعالم هي رؤية ما قبل علميّة مناقضة تماما للفهم العلميّ الحديث. فالكون الجديد في تصوّر إروين سكرودينغر Erwin Schroedinger ليس مبذولا لنا عمليّا فحسب، وإنّما هو لا يمكن التّفكير فيه. ذلك أنّه بأيّ طريقة فكّرنا فيه كان زائفا. قد لا يكون عبثيّا مثل دائرة مثلّثة، ولكنّه أكثر عبثيّة من أسد مجنّح (13). والسّؤال الّذي نطرحه: ما الّذي يمكن للإنسان أن يصنعه بهذا الّذي لم يعد بمقدوره أن يفهمه أو أن يتواصل معه، أو أن يعبّر عنه بلغة اليوميّ البشريّة؟ ...
إذا استثنينا العلماء الّذين يدركون المفارقات المحرجة الّتي يمكن أن تنجرّ عن فهم الفيزياء الكوانطيّة من زاوية نظر أنطولوجيّة، فإنّ المحاولات الّتي سعت إلى ترجمة اللّغة العلميّة في لغة الحسّ المشترك لم تمثّلها نظريّة الإعجاز العلميّ للقرآن أو نظريّة التّفسير العلمي للقرآن فحسب. ففي الولايات المتّحدة الأمريكيّة برز نوع جديد من الكتّاب عرف بتسمية "الثّقافة الثّالثة" La “third culture” (14). ولا تمثّل كتاباتهم حقلا منسجما، فلا شيء يوحّد بينهم سوى شبه عائليّ. ولعلّ ما يفسّر نجاحهم هو احتلالهم لموقع المثقّف العموميّ الّذي كان يمثّله في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي الأستاذ الجامعيّ المهتمّ بالعلوم الإنسانيّة، والمنشغل بقضايا الصّالح العامّ والجمهور. وما أن خبا وهج الالتزام السّياسيّ بقضايا الواقع الاجتماعيّ المباشر، وانزوى الأستاذ الجامعيّ في حرمه الأكاديميّ حتّى حلّ محلّه صنف جديد من المثقّف العموميّ صار يفترض فيه العلم، هو ما يسمى بـ"الثّقافة الثّالثة". وهو صنف من الكتّاب قد جعل موضوع كتاباته ترجمة لغة العلماء في لغة التّداول اليوميّ. وقد بدأت المشاكل تنجم من محاولتهم البحث عن فهم للفيزياء الكوانطيّة من زاوية نظر أنطولوجيّة. فالعلماء أنفسهم متأرجحون بين البحث عن وسائل للخروج من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
المأزق، أو تعليق السّؤال الأنطولوجيّ، إذ لا فائدة ترجى من الفهم، مادامت الفيزياء الكوانطيّة تشتغل، فما ينبغي الانشغال به هو الحسابات. والسّؤال الّذي يطرح هو: هل يمكن بالفعل التّخلّي عن المسألة الأنطولوجيّة والاقتصار على الاشتغال الجيّد بالحسابات العلميّة وأقيستها؟ أمّا ترجمة الاكتشافات العلميّة في لغة التّداول الجارية فتمثّل مأزقا من نوع آخر. فمن الممكن أن نؤكّد أنّ هذه المشاكل لا تنجم إلاّ حين نبحث عن ترجمة نتائج الفيزياء الكوانطيّة في لغة الحسّ المشترك وعباراته الّتي نستعملها عند الحديث عن الواقع. إنّ رتشارد فينمان Richard Feynman نفسه قد أكّد في تصريح له شهير أنْ "لا أحد يفهم الفيزياء الكوانطيّة" مشيرا بذلك إلى أنّه قد بات من غير الممكن ترجمة صرح العلم النّظري الرّياضي في اللّغة وباللّغة الّتي نستعملها في الحياة اليوميّة عند الحديث عن الواقع (15).
ورغم أنّ نظريّة الإعجاز العلميّ للقرآن أو نظريّة التّفسير العلمي للقرآن تشبه "الثّقافة الثّالثة" في محاولتها ترجمة الاكتشافات العلميّة بلغة التّداول اليوميّ، وصياغة تلك المحاولة في خطاب دينيّ، هو خطاب التّفسير القرآنيّ، إلاّ أنّ سياقها الثّقافي مختلف اختلافا جذريّا عن سياق "الثّقافة الثّالثة" وأهدافها ورهاناتها. فخطاب الإعجاز العلميّ للقرآن أو خطاب التّفسير العلمي للقرآن إنّما هو امتداد للخطابات المأزومة النّاتجة من "صدمة الحداثة". فمنذ حملة نابليون بونابرت العسكريّة والعلميّة على مصر سنة 1798 ظلّ الفكر العربي الإسلاميّ موسوما بهذا اللّقاء الصّادم العنيف مع الواقع الجديد. وهو واقع قد تشخّص في صورة الآخر الأجنبيّ (الأوروبيّ)، هذا الأجنبيّ الّذي فرض نفسه بقسوة طلقات المدافع وقساوة رصاص المطابع، وحمل المفكّرين العرب والمسلمين المعاصرين على أن يعيدوا التّفكير ويراجعوا طرائقهم المعهودة في التّفكير. ومن آثار هذه الصّدمة عجز هذا الفكر العربي الإسلاميّ على تسمية هذا الواقع الجديد كما كان يسمّى في الكون الرّمزيّ الّذي سبق حملة نابليون. فـ"صدمة الحداثة" هي بالضّبط استحالة استخدام الإمكانات السّرديّة والرّمزيّة المتوفّرة سابقا لترميز الواقع الجديد وتسمية "الحداثة" بأسمائها. وليس الإعجاز العلميّ للقرآن أو التّفسير العلمي للقرآن سوى شكل من أشكال الخطاب الّذي يشهد على هذا اللّقاء الصّادم العنيف المباشر بـ"الحداثة" دون وساطة رمزيّة تخفّف من وقع تلك الصّدمة (16). ذلك أنّ واقع "الحداثة" الجديد الّذي فرضه الأجنبيّ (الأوروبيّ) بأنظمته وتقنيته هو الواقع عينه الّذي أعاد العلم الحديث تشييده على نحو جذريّ، بعد أن تخلّص من كلّ علاقة طبيعيّة بالحقيقة، ومن كلّ نزعة إنسيّة أو ذاتيّة، دون أن يحفل بالأهداف الأخلاقيّة أو الجماعيّة الّتي يفترض أن تحدّ من اندفاع المعرفة العلمية وجموحها.
ولمّا كان العجز عن تسمية الحداثة بأسمائها من جنس العجز العلميّ، الّذي أعرب عنه الجبرتي ومن أتى بعده من مفكّري النّهضة، لمّا اصطدموا بظاهرة عجيبة لا عهد لهم بها هي "التّقنية"، أفلا يكون الإعجاز العلميّ للقرآن أو التّفسير العلمي للقرآن بوصفه ضربا من الخطابات المأزومة شكلا جديدا من "الدّهشة اللاّهوتيّة" الّتي أعربت عنها كتابات "مثقّفين من أصول إسلاميّة مثل الأفغاني ومحمد عبده وراهنا طه عبد الرّحمن" (17)؟
إنّ استمرار "الدّهشة اللاّهوتيّة" إلى يومنا هذا في خطابات المثقّفين الإسلاميّين أمر فيه نظر، لأنّ ما وصف على أنّه "دهشة لاهوتيّة" يمكن أن يؤوّل على أنّه صراع خطابات لا نزاع تآويل. ولمّا كانت الخطابات في تصوّر جاك لاكان Jacques Lacan أربعة أصناف (18)، هي في الآن نفسه أربعة مواقع يتّخذها العون المتكلّم، ويتضمّن كلّ واحد منها صيغة مخصوصة من الذّاتيّة، نقتصر في هذا المقام على اثنتين منها. ففي خطاب السّيّد discours du Maître، تلتزم الذّات كلّيّا بخطابها. فالسّيّد هو كلامه، بحيث أنّ لقوله قوّة إنجازيّة أو نجاعة رمزيّة مباشرة. وأنموذج هذا الخطاب هو الخطاب السّياسيّ أو الدّينيّ. أمّا خطاب الجامعة (العلم) فهو خطاب غير ملتزم لأنّه يمثّل موقع المعاين الّذي يتوارى خلف خطابه باسم العلم المحايد والقوانين الموضوعيّة. وعلى أساس هذا التّعريف المعتصر
(يُتْبَعُ)
(/)
المختزل، لا ننظر إلى النّهضة بوصفها خطابا عاجزا عن فهم "الحداثة" و"التّقنيّة"، وإنّما ننظر إليها (أي النّهضة) بوصفها عجزا عن الانتقال من خطاب السّيّد الّذي يمثّله (الميراث الكلامي اللاّهوتيّ الدّينيّ…) إلى خطاب الجامعة (العلم) الّذي مثّلته حملة نابليون بونابرت بتقنياتها الحربيّة ومؤسّساتها العلميّة الحديثة. فالنّهضة هي هذا العجز عن الانتقال من خطاب إلى خطاب: من خطاب السّيّد إلى خطاب الجامعة (العلم) الّذي اكتسح كلّ المؤسّسات في الأزمنة الحديثة رغم ما عرفه في أحداث ماي 68 من أزمة حادّة.
إذا اعتبرنا خطاب الجامعة (العلم)، الّذي كانت حملة نابليون مؤسّسته وتقنيته، حدثا ثوريّا أصاب الرّابط الاجتماعيّ العربيّ الإسلاميّ في الصّميم لمّا كشف تخلّف إدراك العرب المسلمين للعالم على نحو تجلّى في دهشة المثقّفين المسلمين اللاّهوتيّة، فإنّ خطاب السّيد قد جسّمه مثقّفو النّهضة في خطاباتهم المختلفة، الّتي كانت تجتهد في إعادة المياه إلى مجاريها، وذلك بقراءة واقع "الحداثة" الجديد بمفردات تستمدّ مراجعها من الأرشيف الإسلاميّ الكلاسيكيّ لإعادة تأسيس الرّابط الاجتماعيّ الّذي زلزلته صدمة الحداثة. ومن الأمثلة الدّالة على المحاولات الّتي أجراها ممثّلو خطاب السّيّد للهيمنة على خطاب الجامعة (العلم) اعتبار الحداثة عند محمد عبده "ظاهرة دهريّة" وتأويلها بوصفها بدعة (19). وهو بهذا الصّنيع يزجّ بواقعة الحداثة وتجربتها في أفق انتظار قديم لاهوتيّ يستمدّ عباراته من علم الكلام وأصول الدّين.
ألا ينبغي أن نعتبر، من هذا المنظور، الإعجاز العلميّ للقرآن أو التّفسير العلمي للقرآن امتدادا لتلك المحاولات الأولى لترجمة خطاب الجامعة (العلم) في خطاب السّيّد، وتسجيل خطاب المباحث العلميّة واحتواء نتائجها في حدود الأهداف الّتي تضبطها المؤسّسات الدّينيّة؟ ولنا على أشكال الاحتواء نماذج حيّة تمثّلت في بعض ما نشر في "شبكة التّفسير والدّراسات القرآنيّة" حيث اشترط بعض من كتب فيها بعض الشّروط لقبول "الأبحاث في التّفسير والإعجاز العلميّ"، ضبطها كما يلي:
"إنّ كتابة الأبحاث في التّفسير والإعجاز العلميّ غالباً ما تكون على طريقتين:
*أن يخطر للباحث المختصّ بالعلوم الشّرعيّة وبالأخصّ التّفسير وعلوم القرآن سؤالات يثيرها النَّظْم القرآني حول قضايا كونيّة، ففي هذه الحالة من الواجب عليه أن يرجع لأهل التّخصّص في العلم الّذي يريد البحث فيه، وأن يتابع معه أحدث ما قيل في هذا العلم. **أن يكون الباحث مختصًّا في علم من العلوم الكونيّة الأخرى، وقد عرض له أثناء تدبّره لكتاب الله تعالى قضايا تعلّمها من سابق أو مسائل علميّة يتحدّث بها المختصّون في علمه، وقد وجد ملامح ودلالات ذلك في القرآن الكريم. ففي هذه الحالة عليه تسجيل ملاحظاته، ومواطن الاستنتاج الّذي خرج به، ثم يعرض ذلك على أهل التّخصّص الشّرعيّ في التّفسير وأصول الاستنباط، والله أعلم." (20).
لا يحتاج هذا المثال إلى تعليق لأنّه من جنس المحاولات الّتي مافتئت تترجم عجز المؤسّسات الدّينيّة الحديثة عن صدّ الثّورات العلميّة ولقدّمها الّذي لا يعرف التّوقّف، واحتوائها بواسطة قواعد التّفسير القرآنيّ، أي بإضفاء وجه إنسانيّ أو إلهيّ على هذا اللاّمحدود الّذي مافتئ العلم الحديث يوغل في اكتشاف أبعاده الهائلة.
------------
الهوامش:
1 - ابن عربي، محيي الدّين: فصوص الحكم. تعليقات أبو العلا عفيفي. دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، د. ت، ص. ص48 - 49
2 - ابن عربي، محيي الدّين: فصوص الحكم، م. م، ص53.
3 - الرّازي، فخر الدّين: تفسير الفخر الرّازي المشتهر بالتّفسير الكبير ومفاتيح الغيب. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، (د. ت)، المجلّد13، الجزء25، ص. ص157 - 159.
4 - الجاحظ، أبو عثمان: كتاب الحيوان. 8 أجزاء، تحقيق وشرح عبد السّلام محمّد هارون، دار الجيل بيروت، 1988، ج1، ص. ص209ـ210.
5 - الجاحظ، كتاب الحيوان، ج1،ص207 - 209.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - إذا سلّمنا بأنّ لغة الوحي هي لغة الحقيقة والكلمة الإلهيّة، فإنّها لا تصبح وحيا إلاّ إذا استقبلت في وسيط لغويّ فاسد، أو حادث غير قديم على رأي المعتزلة، هو في آخر المطاف، لغة من لغات الشّتات البابليّ بقطع النّظر عن جغرافيّة هذه اللّغة، عبرانيّة سريانيّة عربيّة… وعلى هذا النّحو يكون الملفوظ القرآنيّ تأويلا باللّفظ العربيّ لما رآه الرّسول وسمعه أثناء تجربة الوحي بوصفها نوعا من التّجارب الخاصّة expérience privée .
7- خضر، العادل: الأدب عند العرب. مقاربة وسائطيّة. كلّية الآداب منّوبة – دار سحر للنّشر، تونس، الطّبعة الأولى، 2004، ص38.
8 - انظر: ما هو الإعجاز العلميّ؟، موقع www.eqraa;com/forums (http://www.eqraa;com/forums) بتاريخ 11 - 4 - 2004، حيث عرّف صاحب المقال بأنّ "التّفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجّحت صحّته من نظريات العلوم الكونيّة". "أمّا الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن الكريم، أو السّنّة النّبويّة بحقيقة أثبتها العلم التّجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشريّة في زمن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم." والإبراز إبرازنا.
9 - الطّالبي، محمّد: ليطمئنّ قلبي. سيراس للنّشر، تونس2007، ص. ص29 - 30.
10 - لقد أضحت مقولات كالسّببيّة والحتميّة… ملازمة للدّماغ البشريّ، ولا يمكن تطبيقها إلاّ على تجارب الحسّ المشترك عند البشر، ويستحيل إجراؤها على العالم الفيزيائيّ المحكوم بقوانين أخرى كالتّمدّد اللاّنهائي والصّدفة… انظر في هذا الشّأن: Arendt, Hannah: ( 1968-1994) La crise de la culture. Huit exercices de pensée politique. Traduit de l’anglais sous la direction de Patrick Lévy, folio-essais, p346.
11- انظر: Lacan, Jacques : (2006) D’un Autre à l’autre. Le séminaire (1968-1969) livre XVI. Texte établi par Jacqyes-Alain Miller. Éditions du Seuil, Paris, p.p32-33.
12- انظر: Arendt, Hannah: La crise de la culture, op.cit, p341.
13- انظر: Arendt, Hannah: La crise de la culture, op.cit, p342.
14- يشمل اهتمام "الثّقافة الثّالثة" قطاعا واسعا من المجالات المعرفيّة كالفيزياء الكوانطيّة والكسمولوجيا والعلوم العرفانيّة والعلوم العصبيّة ونظريّة الفوضى ونظريّة التّطوّر ونظرية الأنظمة، ويعتني هؤلاء الكتّاب بتأثير الرّقمنة الاجتماعيّ والعرفانيّ في حياتنا اليوميّة، وهم يجتهدون في تطوير نظريّة شكليّة وكونيّة للأنساق المنظّمة ذاتيّا، وإمكان تجريبها على الأجهزة الحيّة والتّنظيمات الاجتماعيّة. وليس هؤلاء الكتّاب علماء، وإنّما هم يحترفون الكتابة في مواضيع علميّة تتّجه إلى جمهور عظيم. وقد لاقوا نجاحا منقطع النّظير تجاوز جاذبيّة كتّاب الدّراسات الثّقافيّة cultural studies .
15- انظر: فقرة “ La third culture comme idéologie” من كتاب: ? i?ek, Slavoj: (2007) Vous avez dit totalitarisme? Cinq interventions sur les (més)usages d’une notion. Traduit de l’anglais par Delphine Moreau et Jérôme Vidal. Éditions Amesterdam, Paris, p.p209-217.
16- يرى (المسكيني، فتحي: الهويّة والزّمان. تأويلات فينومينولوجيّة لمسألة» النّحن «، دار الطّليعة، بيروت، الطّبعة الأولى، 2001، ص56.) أنّه "علينا أن نقرّ نهائيّا بأنّ واقعة الحداثة قد شكّلت صدمة روحيّة جذريّة لجهاز التّفكير الّذي توفّره الملّة، فَقَدَ بمقتضاها كلّ فعاليته التّقليديّة".
17 - المسكيني، فتحي: الهويّة والزّمان، م. م، ص56.
18 - نقتصر في هذا المقام الضّيّق على ذكر أسماء هذه الخطابات دون ذكر قواعد كتابتها وقراءتها وتفسيرها، وهي خطاب السّيّد discours du Maître، وخطاب الجامعة discours de l’Université ، وخطاب الهستيري discours de l’Hystérique ، وخطاب المحلّل discours de l’Analyste . انظر تفصيلها في: Lacan, Jacques : (1991-2006) L’envers de la psychanalyse. Le séminaire (1969-1970) livre XVII. Texte établi par Jacqyes-Alain Miller. Éditions du Seuil, Paris.
19- المسكيني، فتحي: الهويّة والزّمان، م. م، ص56.
20 - د. مرهف عبد الجبار سقا: أبحاث الإعجاز والتّفسير العلميّ في القرآن الكريم ذات طابع جماعيّ، شبكة التّفسير والدّراسات القرآنيّة، www.tafsir.net (http://www.tafsir.net).
----------
* الدراسة عن موقع الأوان الألكتروني.(/)
قصص عجيبة عن عناية المسلمين في أنحاء العالم بالقرآن الكريم وتعليمه وتحفيظه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:52 م]ـ
كتب الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي مقالة بعنوان (قصص تثير الإعجاب) يذكر فيها بعض القصص العجيبة في حرص المسلمين في الاتحاد السوفيتي سابقاً على تعلم القرآن وحفظه في ظل ظروف عصيبة. يقول فيها:
يروي عدد من العلماء والدعاة، والعاملون في المجال الخيري قصصاً عجيبة عن عناية المسلمين في أنحاء العالم بالقرآن الكريم وتعليمه وتحفيظه.
يقول د. سعيد حارب نائب رئيس جمعية دبي لتحفيظ القرآن: ممن فاز في جائزة دبي في إحدى السنوات طفل صغير من إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، وكان عمره في حدود الثانية عشرة، وكان إتقانه لافتاً للنظر، فسألناه عن حفظه لكتاب الله، كيف تم، ومَن الذي قام بتحفيظه هذا الحفظ المجوَّد المتقن؟
فقال: أبي هو الذي قام بهذا العمل، قلنا: فمن الذي علَّم أباك وحفظه القرآن؟ قال: جدِّي، فعجبنا لهذا الأمر، وتساءلنا كيف تسنَّى لجدِّك أن يعلم والدك القرآن في سيطرة الاتحاد السوفيتي الملحد الذي كان يعاقب المسلم المرتبط بدينه بالقتل مباشرة، قال: أخبرني أبي أن جدِّي كان يحمله وهو صغير على (حِمار) ويذهب به مسافة بعيدةً خارج القرية ثم يضع عُصابةً على عينيه ويقود به الحمار حتى يدخل في مغارة في الجبل تؤِّدي إلى موقع فسيح، وهناك يفك العصابة عن عينيه، و يستخرج من مكان هناك ألواحاً نقشت سور القرآن ويحفظه ما تيسر ثم يعصب عينيه ويعود به إلى المنزل حتى حفظ والدي القرآن الكريم.
قلنا له، والعجب يملك نفوسنا: ولماذا كان جَدُّك يعصب عيني والدك، قال الفتى: سألنا والدي عن ذلك فقال: كان يفعل ذلك خشية أن يقبض النظام الشيوعي ذات يوم على ولده فيعذِّبوه، فيضعف، فيخبرهم بمكان مدرسة التحفيظ السريَّة في تلك المغارة، وهي مدرسة يستخدمها عدد من المسلمين حرصاً على ربط أولادهم بالقرآن الكريم، وهم يعيشون في ظل نظام ملحدٍ يقوم في حكمه على الحديد والنار.
وتكثر القصص العجيبة في هذا المجال، فتلك أسرٌ تستمر في تعليم القرآن لأولادها جيلا بعد جيل في (أقبيةٍ) تحت الأرض معدَّة لتخزين بعض المواد الغذائية أو غير الغذائية، وقد تضطر الأسرة إلى تشغيل أجهزة في المنزل تحدث أصواتاً مزعجة إمعاناً في التخفِّي، وقد يتركون أجهزة الإذاعة أو آلات التسجيل تشوِّش ببعض الأغاني الصاخبة وهم يعلمون القرآن في تلك الأقبية.
ومن القصص العجيبة قصة (راعٍ للغنم) في إحدى الدول الروسية الصغيرة، ظلَّ سنوات يرعى الغنم محتملاً التعب والنصب، والجوع والعطش، وهي شديدة عليه، لأنه من أسرةٍ مقتدرة مالياً، وكان قبل رعي الغنم يعيش في بيت ذي مستوى مادي ممتاز، له غرفته الخاصة، وملابسه الجميلة، ولكنَّه حين أصبح حافظاً للقرآن الكريم -بطريقة سرِّية- فضَّل أن يستخدم طريقة رعي الأغنام ليتمكن في الهواء الطلق من تعليم أبناء مدينته الذين كانوا يذهبون إليه فرادى في أوقات متفاوتة ليعلمهم القرآن الكريم، وقد تخرَّج على يده عدد منهم.
أما الآن وقد تحطمت أكذوبة الشيوعية الملحدة، وتحطَّم الاتحاد القائم على الظلم، فقد أصبحت مدارس وجمعيات تحفيظ القرآن في تلك الدول معالم بارزة، وأصبحت علاقاتها بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن في رابطة العالم الإسلامي علاقة حميمة، ينتج منها خير كثير.
أقول هذا وأنا أدعو بالهداية لبعض العرب المسلمين الذين يهجرون القرآن تلاوة وعملاً وهم في أمن وأمان.
إشارة:
صدق الله العظيم الذي قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
المصدر: جريدة الجزيرة السعودية ( http://www.al-jazirah.com/20100608/ln3d.htm) .
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:34 م]ـ
الله أكبر ولله الحمد ...
وسبحان الله!!!
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:13 ص]ـ
الله أكبر
جميل أن تذكر مثل هذه القصص لأحبتنا في حلقات تحفيظ القرآن الكريم , ليدركوا النعمة العظيمة التي هم فيها , فلا يكسلوا ولا يفرطوا.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[14 Jun 2010, 06:12 ص]ـ
قصص مؤثرة جداً، وهي تدعو للهمة العالية والتفاني في حفظ كتاب الله تعالى ومراجعته.
فجزاكم الله خيراً
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Jun 2010, 09:47 م]ـ
سبحان الله!؟!
أما زال في الدنيا شيء كهذا؟!؟
و لكن:
كتب الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي مقالة بعنوان (قصص تثير الإعجاب).
و لكن مقالة لا تكفي أستاذنا الشهري! و لا كتاباً؟
بل موسوعة مستقلةً ..
أو جزءاً لا يتجزّأ من لحمة هذه الموسوعة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19228
فإن أمثال هذه القصص لهي من أجمل القصص و أكثرها تأثيراً فينا و في أهالينا و أبنائنا!(/)
كيف تُحضِّر درساً في التفسير؟ للدكتور عبدالرحمن الشهري ضمن (دورة علميَّة) بالدمام
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:08 م]ـ
ينظم مركز الدعوة والإرشاد بالدمام دورة علمية بعنوان (دورة المُربِّي) تستهدف المعلمين
وذلك في مسجد حسن المسحل بحي الريان.
وسوف يشارك في هذه الدورة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري المشرف العام على ملتقى أهل التفسير وأستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة الملك سعود يوم الإثنين 2/ 7/1431هـ في درسين:
الأول: بعد العصر من الرابعة عصراً حتى المغرب بعنوان (كيف تُحَضِّرُ درساً في التفسير).
الثاني: بعد المغرب بعنوان (كيف نتدبر القرآن الكريم).
وسوف تتولى مؤسسة زاد تسجيل هذه الدروس صوتاً وصورة، والتنسيق مع القنوات (المجد ودليل وغيرها) لبثها كاملة.
كما سوف تبث مباشرة من خلال موقع البث المباشر على الانترنت، ضمن (دورات تدريبية).
نسأل الله أن ينفع بهذه الدروس، وأن يجزي شيخنا الكريم خير الجزاء.
http://www.tafsir.net/images/Almorabi2.jpg
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ونطالبكم بإنزال المادة مكتوبة في الملتقى وخصوصاً كيف تحضر درساً في التفسير، وفق الله الجميع
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[18 Jun 2010, 12:34 ص]ـ
لو وضعتم الرابط مأجورين
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا، نرجو رفع الدورة على الإنترنت.
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم خديجة]ــــــــ[23 Jun 2010, 03:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وإننا نطمع في الاستفادة من هذه الدورة حيث أني من أهل مصر
فهل هناك مجال لطرح المادة العلمية هنا
ونفع الله بكم
ـ[وقار محارب]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:58 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=101835&scholar_id=1245
تفضلوا
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[29 Aug 2010, 08:15 ص]ـ
الله يبارك فيك اخي على وضع الرابط
والمحاضرة هذي لا يمكن ان انساها
كانت اول مرة التقي بالشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري حفظه الله
بارك الله فيك
ـ[محبة المجد العلمية]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:18 م]ـ
بارك الله فيكم وفي شيخنا الموقر
جعله الله ذخرا للاسلام والمسلمين آمين
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:48 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم أسماء]ــــــــ[05 Sep 2010, 01:17 ص]ـ
وفقكم الله .. في حاجة ملحّة لمادة الدورة مكتوبةً .. جزاكم الله خير
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[08 Sep 2010, 12:09 ص]ـ
محاضرة أكثر من رائعة مفيدة للمعلمين والمعلمات.(/)
درسان في القراءات وأصول التفسير أ. د.إبراهيم الدوسري + د. مساعد الطيَّار
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرَّحيم.
ضمن الدَّورة العلمية الخامسة لعام 1431 هـ، يستضيف جامع البواردي بحي العزيزيَّة بالرياض، صاحبي الفضيلة:
أ. د / إبراهيم بن سعيد الدوسري (أستاذ القرآن الكريم وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة)، ليشرح مقدِّمة المنظومة الشاطبيَّة في علم القراءات، كأول درس عام متخصص في هذا المجال في مدينة الرياض حسب اطلاعي.
وسيقام الدرس فجر وعصر ومغرب يوم السَّبت 21/ 7 / 1431 هـ.
د. مساعد بن سليمان الطيَّار (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود)، لشرح مقدمة تفسير ابن عطيَّة (المحرر الوجيز).
وذلك فجر وعصر ومغرب يوم الخميس 19/ 7 / 1431 هـ.
ونهيب بطلاب هذا الفن الحرص على حضور هذه الدروس النافعة المفيدة، خاصّةً إن أتت من متخصصين كفضيلتهما.
علمًا بأن الدروس ستنقل على موقع البث الإسلامي مباشرةً بإذن الله.
التفاصيل وكروكي الجامع سأضيفها غدًا بإذن الله.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:08 ص]ـ
شكر الله لأخينا خالد هذا الاعلان و شكر الله للشيخين الكريمين هذه الدروس المتخصصة التى اشتقنا اليها و لعله تتوافر تسجيلات هذه الدروس أول بأول لكى يستطيع من هو خارج الرياض و اللملكة ان يستفيد
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:55 م]ـ
أخوك إبراهيم: شكر الله لك.
سأوافيكم بروابط البث المباشر، ومن ثَمَّ روابط تسجيل الدروس بإذن الله.
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:19 م]ـ
هذا هو الإعلان.
http://store1.up-00.com/Jun10/9Qm77621.jpg
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[02 Jul 2010, 12:45 ص]ـ
يا أخي أحسن الله إليك مازدتنا إلا شوقا لهذه الدروس القيمة،فكيف لنا بها ونحن في الشرق وأنتم في الغرب؟؟
ما من وسيلة؟؟ إنا لنطمع في حضور هذا الفضل العظيم ولو يأتينا مسجلا بارك الله فيكم ,,
فما قولكم؟
جزاكم الله كل خير
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[03 Jul 2010, 10:16 ص]ـ
أبشر أخي الكريم.
سأطرحها قريبًا جدًّا حال اكتمالها بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[03 Jul 2010, 02:46 م]ـ
كان درس الشيخ مساعد ماتعاً و مفيداً جداً - كالعادة - و قد أفدت كثيرا من شيخنا - حفظه الله - في بحث الأحرف السبعة وكذلك قيمة تفسير ابن عطية في تحرير عبارات السلف
فلله دره
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[05 Jul 2010, 04:04 م]ـ
هذان الدرسان من فضل الله تعالي
* شرح مقدمة تفسير ابن عطيَّة (المحرر الوجيز) للشيخ/ د. مساعد الطيار
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=77633
* شرح مقدِّمة المنظومة الشاطبيَّة في علم القراءات للشيخ/ د. ابراهيم الدوسري
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=77690
ـ[إبراهيم خالد البراهيم]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:19 م]ـ
أحسن الله إليكم.
وما منع من طرحها إلا الانشغال الكثير، والله المستعان.(/)
الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية - صيف 1431هـ (ملف متجدد)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jun 2010, 01:16 ص]ـ
تقام العديد من الدورات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في هذا الصيف 1431هـ.
وقد وجدت بعض الإعلانات المتفرقة عن هذه الدورات والدروس العلمية في الملتقى.
وحبذا لو رأيتم أن نعلن عنها في مكان واحد كما اعتدنا في السنوات السابقة ليسهل التعرف على الجديد منها ومتابعتها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه, ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
وإليكم روابط بعض الدروس والدورات التي أُعلن عنها:
كيف تُحضِّر درساً في التفسير؟ للدكتور عبدالرحمن الشهري ضمن (دورة علميَّة) بالدمام ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20084)
درسان علميَّان متخصصان في القراءات وأصول التفسير، أ. د/إبراهيم الدوسري + د. مساعد الطيَّار ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20086)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:55 م]ـ
وفقكم الله يا شيخ محمد عمل مبارك بارك الله فيكم وزادكم من فضله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jun 2010, 01:30 ص]ـ
ضمن دروس الدورة العلمية السابعة عشر والمقامة في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض في الفترة من 28/ 7 إلى 10/ 8 /1431
يلقي فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشثري درساً في كتاب:
(مقدمة في أصول التفسير) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
الوقت: الدرس الثاني بعد صلاة العصر في الأسبوع الأول.
المصدر ( http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/8.htm)
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/8-2.jpg
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jun 2010, 01:34 م]ـ
يعلن معهد ابن الجزري لتأهيل معلمي القرآن الكريم في عنيزة عن بداية التسجيل في الدورة التطبيقية السابعة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20153) , وهي عبارة عن ثلاث دورات:
الأولى: في شرح منظومة الجزرية للإمام محمد ابن الجزري
الثانية: في مهارات طرق تدريس القرآن وإدارة الحلقات
الثالثة: مهارات الإتقان في ضبط القرآن الكريم
وتبدأ هذه الدورات في 21/ 7 / 1431 وتنتهي في 6/ 8 / 1431
نسأل الله لهم التوفيق والسداد
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:58 ص]ـ
يقيم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشرق جدة
ادارة الدعوة
الدورة العلمية الرابعة
في جامع بن محفوظ بحي المنتزهات الشرقية ك11
في الفترة من 28/ 7/ 1431هـ إلى 29/ 8/1431هـ
ومن ضمن دروس هذه الدورة دروس لفضيلة الشيخ د/ مساعد الطيار بعنوان:
تفسير تطبيقي لسورة الرعد من تفسير الإمام الطبري
وذلك في الأسبوع الثاني من الدورة من 5/ 8 / 1431
وسيتم بث الدورة عبر موقع البث الاسلامي بإذن الله
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/18-2.jpg
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Jun 2010, 06:29 ص]ـ
ضمن دروس الدورة العلمية الحادية عشرة بجامع عبداللطيف آل الشيخ بالمدينة المنورة ( http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/51.htm)
يلقي فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي درساً في:
فضائل القرآن وتفسير سورة الفاتحة للإمام محمد بن عبدالوهاب رح1
من يوم السبت 19/ 8 / 1431 إلى الأربعاء 23/ 8 / 1431 هـ
الدرس الثاني بعد صلاة الفجر.
وسيتم نقل الدرس على موقع المسك ( http://www.almisk.net/ar/)
وللاستفسار الاتصال على رقم 0505319917
ـ[وجدي الخياري]ــــــــ[01 Jul 2010, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك ,,
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Jul 2010, 05:46 م]ـ
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/34-2.jpg
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Jul 2010, 10:22 م]ـ
من ضمن الدروس درس تفسير قصار المفصل للشيخ الدكتور محمد الشنقيطي
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/41.jpg
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Jul 2010, 10:27 م]ـ
من ضمن الدروس درس تفسير جزء الذاريات للشيخ إبراهيم النتيفي
وكذلك درس رسالة السيوطي في التفسير للشيخ عبدالله المعيتق
ودرس تفسير جزء قد سمع للدكتور علي السمحان
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/55-2.jpg
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Jul 2010, 10:41 م]ـ
من ضمن الدروس شرح مقدمة ابن عطيه في أصول التفسير للشيخ الدكتور مساعد الطيار
وكذلك شرح مقدمة الشاطبيه في القراءات للشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/20.jpg
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[02 Jul 2010, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله كل خير جميعا
مع جميل صنعكم ههنا .. وبذلكم الجهد في نشر الاعلانات جزاكم الله خيرا،، إلا أن المستفيد الوحيد منها هو من كان بالمملكة وقريبا من الاماكن المحددة والمذكورة في الاعلانات بيد أنا ههنا نرى ولانسمع وندري ولا ندري فهلا أتممتم الفضل أيها الأفاضل فسجلتم لنا الدورات ولو سماعا فقط ثم تنزلوه لنا فيستفيد الجميع فإن هذا خير عظيم وعلم كثير وإني لأرغب أن أستفيد ويستفيد غيري ممن يصعب عليه أن يوجد هناك حيث الخير كل الخير ..
لكم جزيل الشكر والامتنان وبارك فيكم الرحمن وزادكم فضلا وعلما وهدا ونفع بكم والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[02 Jul 2010, 05:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله كل خير جميعا
مع جميل صنعكم ههنا .. وبذلكم الجهد في نشر الاعلانات جزاكم الله خيرا،، إلا أن المستفيد الوحيد منها هو من كان بالمملكة وقريبا من الاماكن المحددة والمذكورة في الاعلانات بيد أنا ههنا نرى ولانسمع وندري ولا ندري فهلا أتممتم الفضل أيها الأفاضل فسجلتم لنا الدورات ولو سماعا فقط ثم تنزلوه لنا فيستفيد الجميع فإن هذا خير عظيم وعلم كثير وإني لأرغب أن أستفيد ويستفيد غيري ممن يصعب عليه أن يوجد هناك حيث الخير كل الخير ..
لكم جزيل الشكر والامتنان وبارك فيكم الرحمن وزادكم فضلا وعلما وهدا ونفع بكم والسلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بعض هذه الدورات - كما هو معلن - ستنقل عبر بعض المواقع على الانترنت مباشرة فيمكن متابعتها من أي مكان في العالم.
وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2010, 04:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدورة العلمية المكثفة في قراءة ومناقشة كتاب
(التفسير الميسر) من إعداد نخبة من العلماء
طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة
أولا: التعريف بالدورة:
هدف الدورة فهم ومعرفة مراد الله تعالى في كتابه الكريم عن طريق قراءة ومناقشة كتاب: ((التفسير الميسر) من إعداد نخبة من العلماء طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة الطبعة الثانية).
للدورة مستويان/
المستوى الأول: وهو قراءة التفسير كاملاً.
الورد اليومي (25) وجهاً.
المستوى الثاني: وهو قراءة نصف التفسير من سورة الناس حتى سورة الكهف.
الورد اليومي (13) وجهاً.
بيان ذلك: أن يقرأ الطالب في كل يوم 25 وجها، فكلما أنهى الطالب قراءة خمسة أوجه مثلاً، جلس بين يدي المعلم وسأله عن بعض معاني الآيات، فإن أجاد استمر في القراءة وإلا أمره بالرجوع مرة أخرى؛ لإعادة القراءة الماضية وهكذا فيكون الطالب قد أنهى خلال الأسبوع مائة وخمس وعشرين وجها فيختبر فيها في بداية الأسبوع القادم اختبارا تحريريا.
ثانيا: نظام الدورة:
تقام الدورة في مدة شهرٍ كاملٍ من يوم السبت الموافق 21/ 7/1431هـ إلى يوم الاثنين الموافق 21/ 8/1431هـ.
وقت الدورة:
صباح كل يوم من السبت إلى الأربعاء، الساعة الخامسة إلى الثامنة صباحا، وهناك تحضير يومي.
مرافق الدورة:
- سيكون هناك إفطار يومي، ومشروبات ساخنة طوال وقت الدورة.
- سيكون هناك اختبار أسبوعي تحريري صباح كل سبت لما تم الانتهاء منه في الأسبوع الماضي كما سبق، ثم توزع جوائز الأربعة المتفوقين من كل مستوى.
- يوجد بعض الأفاضل من طلبة العلم يقومون بمهمة مناقشة الطلاب ومتابعتهم – الأساتذة –.
- سيستضاف في صباح كل سبت أحد المشايخ ليلقي كلمة مختصرة (مختار عنوانها مسبقا) ويجيب عن أسئلة وإشكالات الطلاب، ثم يتفضل بتسليم جوائز نتائج الاختبار الأسبوعي للطلاب، وهم على النحو التالي:
1– الشيخ: عبد الرحمن بن معاضة الشهري، مغرب يوم الجمعة الموافق20/ 7/1431هـ، بعنوان: (المنهجية الصحيحة في التفسير).
2 – الشيخ: صالح بن عواد المغامسي، صباح سبت 5/ 8/1431هـ بعنوان: (آداب طالب العلم).
3 – الشيخ: خالد بن عثمان السبت، صباح سبت 12/ 8/1431هـ بعنوان: (فضل علم التفسير).
وهذه الدورة تقام في الرياض بجامع عمر بن الخطاب بحي الجزيرة بالرياض.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[02 Jul 2010, 09:51 م]ـ
الدورة المكثفة الأولى في (جامع العريفي) حي المنصورة (خنشليلة) بالرياض
لحفظ القرآن الكريم ومراجعته
لمدة ثلاث أسابيع من 21/ 7 ـ 9/ 8
تبدأ الحلقات بعد العصر مباشرة
بالإضافة إلى شرح مختصر لبعض المتون التأصيلية
مثل (لامية ابن تيمية ـ القواعد الربعة ـ نواقض الإسلام ـ الأربعين النووية)
بالإضافة إلى الدورات التدريبية المصاحبة للدورة
فروع الدورة
جزئين ـ ثلاث أجزاء ـ خمسة أجزاء
خمسة عشر ـ عشرة أجزاء
ويوجد حلقة مستمرة هذه الأيام للموظفين بعد صلاة العشاء
يبدأ التسجيل
يوم السبت 7/ 7
للاستفسار
حيدر 0554599619
زياد 0533313816
دورة الفرقان السادسة لحفظ و مراجعة القرآن الكريم
الرياض
حي العريجاء
جامع الأمير خالد بن سعود (إمامه: الشيخ عبد الله السويلم)
للتواصل: (0551217308 - 0541054377)
http://almski.com/attachment.php?attachmentid=9349
دورة فرسان القرآن الرابعة (4) بجامع اللحيدان بحي الملك فيصل .. بالرياض
دورة مخصصة لمرحلتي الابتدائية و المتوسطة ..
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/16.jpg
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[02 Jul 2010, 09:55 م]ـ
دورات نسائية http://almski.com/attachment.php?attachmentid=9349
دورة الذكر الميسر
الدورة المكثفة الصيفية للفتيات لحفظ ومراجعة القرآن بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/2.jpg
http://almski.com/attachment.php?attachmentid=9349
البرنامج الصيفي لحلقات التحفيظ: حفظ ومراجعة القرآن، أنشطة وبرامج .. المتوسطة والثانوية بالرياض
وصف الفكرة:
البرنامج الصيفي لحلقات التحفيظ (حفظ ومراجعة، أنشطة وبرامج) ليجمع بين الحسنيين حفظ كتاب الله وكذلك الأنشطة والبرامج التي يحتاجها الطالب فيستثمرها أثناء الإجازة .. في جوٍ مليء بالفائدة والتنافس ..
جدول البرنامج ( http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/6.pdf)
http://almski.com/attachment.php?attachmentid=9349
الدورة الصيفية التأسيسية الثانية لمعلمات دور تحفيظ القرآن الكريم بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/23-1.jpg (http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/23-2.jpg)
http://almski.com/attachment.php?attachmentid=9349&d=1277850407 (http://almski.com/album.php?albumid=12&attachmentid=9289)
برنامج الفصل الصيفي بمعهد معلمات القرآن الكريم بشرق الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1431/1-1.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[02 Jul 2010, 11:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بعض هذه الدورات - كما هو معلن - ستنقل عبر بعض المواقع على الانترنت مباشرة فيمكن متابعتها من أي مكان في العالم.
وفقك الله
طيب أخي .. أحسن الله إليك .. كيف نعرف المواقع الناقلة للدورات؟؟ هل لديك فكرة؟
جزاك الله كل خير
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:11 م]ـ
انطقت اليوم -السبت 21/ 7/1431هـ -فعاليات الدورات العلمية بمكة المكرمة، وسيشارك شيخنا الشيخ مساعد بدرسين علميين، هما:
الدرس الأول: شرح مقدمة التفسير لابن قاسم بجامع المهاجرين بحي الخالدية وذلك في الساعة الخامسة إلا ربع تقريبا حتى المغرب.
الدرس الثاني: تفسير المفصل من تفسير ابن جزي، بجامع الملك عبد العزيز بالمعابدة بعد المغرب إلى العشاء. علما بأن هذه الدروس ستستمر لمدة أسبوعين،،،،،،،
فنهيب بالإخوة الحضور والاستفادة من هذه الدورات،،،نسأل الله أن يبارك في الجهود وأن ينفع بها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ نواف الحارثي، ووفق الله الدكتور مساعد الطيار لكل خير ...
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[03 Jul 2010, 05:27 م]ـ
رابط الدرس المباشر: (مقدمة التفسير لإبن قاسم)
http://liveislam.net/browsesubject.php?id=13364&action=listen&sid=
نفع الله الجميع،،
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:18 م]ـ
بعض المواقع التي تنقل الدروس العلمية
موقع البث الاسلامي وهذا رابطه
www.liveislam.net (http://www.liveislam.net)
موقع الشيخ عبدالله بن جبرين
http://www.ibn-jebreen.com/
موقع المسك
http://www.almisk.net/ar/
الدورة المكية العلمية المكثفة الرابعة
http://www.al-makkiah.com
موقع يا له من دين
http://www.denana.com/multimedia/live.aspx
بعض الغرف في البالتوك تنقل بعض دروس المشائخ
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:51 م]ـ
للعلم سيبدأ درس فضيلة الشيخ مساعد الطيار حفظه الله في الرابعة والنصف بدلا من الخامسة إلاربع وسينتهي في السادسة إلاربع خلال هذا الأسبوع فقط، ابتداءً من الغد.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[04 Jul 2010, 12:56 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/3/photo/070310140717poqepi03.jpg
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:00 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/3/photo/070310140756gk30qgje8tld.jpg
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:03 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/3/photo/070310150715ketoaqp.jpg
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:05 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/3/photo/07031015075632yghkdr.jpg
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:06 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/3/photo/0703101507566ye5yzuf7v2luk.jpg
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:15 ص]ـ
الأخت الفاضلة / جليسة العلم
شكر الله لك جهدك في الإعلان عن هذه الدورات العلمية , وإن كانت هذه المشاركة مخصصة للدورات العلمية (في الدراسات القرآنية) بحكم تخصص هذا الملتقى , فحبذا لو ركزنا في الإعلان عما يتعلق بهذا العلم هنا , وإلا فالدورات العلمية في العلوم الشرعية كثيرة ولله الحمد , والإعلانات عنها كثيرة في عدد من المواقع والمنتديات العلمية.
وقد كتبت الأخت سعاد عبداللطيف مشاركة في الملتقى المفتوح ( http://www.tafsir.net/vb/f13.html) بعنوان:
الدورات العلمية الصيفية في العلوم الشرعية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=108271#post108271)
يمكن أن يُعلن فيها عن الدورات الشرعية في غير الدراسات القرآنية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدورة العلمية المكثفة في قراءة ومناقشة كتاب
(التفسير الميسر) من إعداد نخبة من العلماء
طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة
أولا: التعريف بالدورة:
هدف الدورة فهم ومعرفة مراد الله تعالى في كتابه الكريم عن طريق قراءة ومناقشة كتاب: ((التفسير الميسر) من إعداد نخبة من العلماء طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة الطبعة الثانية).
للدورة مستويان/
(يُتْبَعُ)
(/)
المستوى الأول: وهو قراءة التفسير كاملاً.
الورد اليومي (25) وجهاً.
المستوى الثاني: وهو قراءة نصف التفسير من سورة الناس حتى سورة الكهف.
الورد اليومي (13) وجهاً.
بيان ذلك: أن يقرأ الطالب في كل يوم 25 وجها، فكلما أنهى الطالب قراءة خمسة أوجه مثلاً، جلس بين يدي المعلم وسأله عن بعض معاني الآيات، فإن أجاد استمر في القراءة وإلا أمره بالرجوع مرة أخرى؛ لإعادة القراءة الماضية وهكذا فيكون الطالب قد أنهى خلال الأسبوع مائة وخمس وعشرين وجها فيختبر فيها في بداية الأسبوع القادم اختبارا تحريريا.
ثانيا: نظام الدورة:
تقام الدورة في مدة شهرٍ كاملٍ من يوم السبت الموافق 21/ 7/1431هـ إلى يوم الاثنين الموافق 21/ 8/1431هـ.
وقت الدورة:
صباح كل يوم من السبت إلى الأربعاء، الساعة الخامسة إلى الثامنة صباحا، وهناك تحضير يومي.
مرافق الدورة:
- سيكون هناك إفطار يومي، ومشروبات ساخنة طوال وقت الدورة.
- سيكون هناك اختبار أسبوعي تحريري صباح كل سبت لما تم الانتهاء منه في الأسبوع الماضي كما سبق، ثم توزع جوائز الأربعة المتفوقين من كل مستوى.
- يوجد بعض الأفاضل من طلبة العلم يقومون بمهمة مناقشة الطلاب ومتابعتهم – الأساتذة –.
- سيستضاف في صباح كل سبت أحد المشايخ ليلقي كلمة مختصرة (مختار عنوانها مسبقا) ويجيب عن أسئلة وإشكالات الطلاب، ثم يتفضل بتسليم جوائز نتائج الاختبار الأسبوعي للطلاب، وهم على النحو التالي:
1– الشيخ: عبد الرحمن بن معاضة الشهري، مغرب يوم الجمعة الموافق20/ 7/1431هـ، بعنوان: (المنهجية الصحيحة في التفسير).
2 – الشيخ: صالح بن عواد المغامسي، صباح سبت 5/ 8/1431هـ بعنوان: (آداب طالب العلم).
3 – الشيخ: خالد بن عثمان السبت، صباح سبت 12/ 8/1431هـ بعنوان: (فضل علم التفسير).
وهذه الدورة تقام في الرياض بجامع عمر بن الخطاب بحي الجزيرة بالرياض.
فكرة الدورة رائعة وتوقيتها قبل شهر رمضان مناسب جدا, ويمكن أن تكرر في عدد من المناطق, أسأل الله أن يوفق القائمين عليها ويجزيهم خيرا.
وحبذا لو أعد الإخوة المشرفون على هذه الدورة تقريرا مفصلا عنها بعد نهايتها , ليستفاد من هذه التجربة.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:02 ص]ـ
شكر الله لك جهودك وفقت لكل خير ولاحرمت سعادة الدارين
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[04 Jul 2010, 08:41 ص]ـ
فكرة الدورة رائعة وتوقيتها قبل شهر رمضان مناسب جدا, ويمكن أن تكرر في عدد من المناطق, أسأل الله أن يوفق القائمين عليها ويجزيهم خيرا.
وحبذا لو أعد الإخوة المشرفون على هذه الدورة تقريرا مفصلا عنها بعد نهايتها , ليستفاد من هذه التجربة.
لكنهم يشترطون لمن يريد الالتحاق بهذه الدورة أن يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، أليس في هذا حرمان لكثير ممن يتوقون لمثل هذه الدورة؟
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[06 Jul 2010, 03:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[07 Jul 2010, 11:51 م]ـ
الأخت الفاضلة / جليسة العلم
شكر الله لك جهدك في الإعلان عن هذه الدورات العلمية , وإن كانت هذه المشاركة مخصصة للدورات العلمية (في الدراسات القرآنية) بحكم تخصص هذا الملتقى , فحبذا لو ركزنا في الإعلان عما يتعلق بهذا العلم هنا , وإلا فالدورات العلمية في العلوم الشرعية كثيرة ولله الحمد , والإعلانات عنها كثيرة في عدد من المواقع والمنتديات العلمية.
وقد كتبت الأخت سعاد عبداللطيف مشاركة في الملتقى المفتوح ( http://www.tafsir.net/vb/f13.html) بعنوان:
الدورات العلمية الصيفية في العلوم الشرعية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=108271#post108271)
يمكن أن يُعلن فيها عن الدورات الشرعية في غير الدراسات القرآنية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح
عفوا أخي لم انتبه للضابط إلا بعد أن انزلت الموضوع
فضلا لو تنقل الإعلانات للقسم المخصص لها فأنا لا أملك خاصية النقل أو الحذف
بارك الله فيكم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 Jul 2010, 11:40 م]ـ
استعراض البيان في قصة نوح -عليه السلام-
للشيخ / صالح بن عبد الله التركي
ابتداءً من السبت 5/ 8 حتى الثلاثاء 8/ 8/1431هـ بعد صلاة الظهر
المكان: جامع الراجحي في بريدة
* وللأخوات مكان
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:07 ص]ـ
اليوم الأثنين 30/ 7/1431، درسا تفسير،
_ شرح قصار المفصل (للشيخ/أ. د. عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي)
في الدورة الشرعية التأصيلية الرابعة في جامع الحرمين الشريفين بحائل ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13487&action=listen&sid=)
- تفسير سور (ق والذاريات والطور) من تفسير ابن جزي، للشيخ/ د. مساعد الطيار
في الدورة العلمية السادسة عشر بجامع الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13444&action=listen&sid=)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المتابعة
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:40 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ....
دورات مهمة، إن شاء الله في الصيف القادم سأقوم بتجهيز مثل هكذا دورات في مسجدنا بإذن الله تعالى ....
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:29 م]ـ
ضمن دروس الدورة العلمية الخامسة المقامة في جامع النور بحي البديعة بالرياض
يلقي فضيلة الشيخ / حمد بن محمد المهيزعي
دروساً في تفسير سورة الأنفال
يوم الأربعاء 2/ 8 / 1431هـ
بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء.
وسيتم نقل الدروس مباشرة عبر موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)
ويوجد بالمسجد مكان مخصص للنساء
للإستفسار 0502411049
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:29 م]ـ
دورة علمية في التفسير لفضيلة الشيخ: صالح بن عواد المغامسي.
بمدينة: ((الرياض))
http://alrasekhoon.com/up/A11.jpg
ـ[المساهم]ــــــــ[13 Jul 2010, 11:35 م]ـ
دورة علمية ومحاضرات ثقافية للدكتور
بدر بن ناصر البدر
http://img62.imageshack.us/img62/2591/159gk.jpg
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:50 ص]ـ
تبدأ هذه الدورة العلمية المباركة من اليوم السبت 5/ 8/1431 الي الأربعاء 9/ 8/1431
ضمن الدورة الرابعة بمسجد بن محفوظ في جدة،
تبث مباشرة ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=13185&action=listen&sid=)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:11 م]ـ
غداً تبدأ الدورة العلمية للشيخ صالح بن عواد المغامسي (قراءة في تفسير ابن كثير)(/)
هل الصدقة محرمة على جميع الأنبياء؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Jun 2010, 06:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الصدقة كانت محرمة على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى ذريته وعصبته أيضاً. فهل هذا الحكم في تحريم الصدقة ينطبق على جميع الأنبياء وأبنائهم أم انها حرمت فقط على سيدنا محمد.؟؟؟ وبارك الله بكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Jun 2010, 09:06 م]ـ
اختلف الناس في الصدقة على الأنبياء. فقيل: إنها كانت حلالاً على جميع الأنبياء، ثم حرمت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال مجاهد: ولم تحرم الصدقة إلا على نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:26 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله:
"وَاخْتَلَفُوا فِي الصَّدَقَة , هَلْ كَانَتْ حَلَالًا لِلْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ نَبِيّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ كَانَتْ حَرَامًا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: لَمْ تَكُنْ حَلَالًا لِأَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ السَّلَام. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 15093 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ أَبِي بَكْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: مَا سَأَلَ نَبِيٌّ قَطُّ الصَّدَقَة , (وَ) لَكِنَّهُمْ قَالُوا {جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاة فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْل وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} لَا تُنْقِصْنَا مِنَ السِّعْر وَرُوِيَ عَنِ ابْن عُيَيْنَة مَا: 15094 - حَدَّثَنِي بِهِ الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: يُحْكَى عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أَنَّهُ سُئِلَ: هَلْ حُرِّمَتْ الصَّدَقَة عَلَى أَحَد مِنَ الْأَنْبِيَاء قَبْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْله: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْل وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّه يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} قَالَ الْحَارِث: قَالَ الْقَاسِم: يَذْهَب ابْن عُيَيْنَة إِلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا وَالصَّدَقَة لَهُمْ حَلَال , وَهُمْ أَنْبِيَاء , فَإِنَّ الصَّدَقَة إِنَّمَا حُرِّمَتْ عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَا عَلَيْهِمْ. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا بِرَدِّ أَخِينَا إِلَيْنَا. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 15095 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , قَوْله: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} قَالَ: رُدَّ إِلَيْنَا أَخَانَا وَهَذَا الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ ابْن جُرَيْج , وَإِنْ كَانَ قَوْلًا لَهُ وَجْه , فَلَيْسَ بِالْقَوْلِ الْمُخْتَار فِي تَأْوِيل قَوْله: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} لِأَنَّ الصَّدَقَة فِي الْمُتَعَارَف: إِنَّمَا هِيَ إِعْطَاءُ الرَّجُلِ ذَا الْحَاجَةِ بَعْضَ أَمْلَاكِهِ ابْتِغَاء ثَوَاب اللَّه عَلَيْهِ , وَإِنْ كَانَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةً , فَتَوْجِيه تَأْوِيل كَلَام اللَّه إِلَى الْأَغْلَب مِنْ مَعْنَاهُ فِي كَلَام مَنْ نَزَلَ الْقُرْآن بِلِسَانِهِ أَوْلَى وَأَحْرَى. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ مُجَاهِد. 15096 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , قَالَ: سَمِعْت مُجَاهِدًا , وَسُئِلَ: هَلْ يُكْرَه أَنْ يَقُولَ الرَّجُل فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ , إِنَّمَا الصَّدَقَة لِمَنْ يَبْغِي الثَّوَاب "
الناس عيال في التفسير على ابن جريررح1:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=12&nAya=88(/)
سؤال جديد (هل للبيهقي آراء في التفسير؟)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Jun 2010, 02:53 م]ـ
هل للبيهقي آراء في التفسير؟
اعني غير التي نقلها عن سابقيه(/)
من هو القطب الذي أشار إليه الألوسي في تفسيره .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:49 م]ـ
يشير الألوسي في بعض المواطن إلى القطب .. كأن يقول أشار القطب إلى كذا أو ذكر كذا ..
و قد نقل عنه عبارات مفيدة أحتاجها لكن لا أدري أين أجدها .. ؟
فمن هو القطب .. وهل له تفسير .. ؟
ولكم خااااالص الشكر
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Jun 2010, 06:59 م]ـ
أظنه هو قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي. وهو الفقيه العالم في جميع العلوم، والمصنف في كل نوع، توفي سنة (573) وهو صاحب (الخرائج والجرائح) و (فقه القرآن) وغيرهما من المؤلفات الكثيرة. ومن خلال الفوائد التي تبحثين عنها ستتأكدي أنه هو أم لا. وبارك الله فيك وزادك علماً وبصيرة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Jun 2010, 11:50 ص]ـ
على ما يبدو انه المسمى بالقطب التحتاني صاحب الحاشية على تفسير الكشاف وقد نقل عنه ابن عاشور كثيرا في تفسيره
ـ[لطيفة]ــــــــ[17 Jun 2010, 02:45 م]ـ
شكر الله لكما .. أخويّ الكريمين: تيسير وجمال
لكن هل من قول فصل .. ؟؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2010, 02:00 ص]ـ
جزي الله الأخوين الكريمين خيرا.
وقد طلبت الأخت أو طلب الأخ السائل قولا يقينيا يجيب علىه أو عليها
هذا القول اليقيني هو أن القطب هو الإمام الفخر الرازي صاحب المفاتيح حيث صرح بذلك الآلوسي عند تفسيره لقول الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99الأعراف) فقال: قال القطب الرازي وغيره.
وانظر روح المعاني في تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7الإسراء) يقول قال القطب: أنه لما عصوا سلط الله تعالى عليهم من قصدهم بالنهب والأسر ... ثم لما تابوا وأطاعوا حسنت حالهم فظهر إن إحسان الأعمال وإساءتها مختص بهم، والآية تضمنت ذلك وفيها من الترغيب بالإحسان والترهيب من الإساءة ما لا يخفى فتأمل. سنجد هذا مقيدا في مفاتيح الغيب.
ولمزيد من العلم فإن القطب عند الآلوسي هو الفخر وهو ـ أيضا ـ الإمام.
فإذا قال الآلوسي قال الإمام أو قال القطب فإنما يقصد الفخر الرازي في تفسيره.
وكلمة القطب تعني مرتبة صوفية علمية متميزة لدي أهل الطريق.
ومن المعلوم أن الآلوسي صوفي على طريقة النقشبندية ـ
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه أعلى الفراديس. والله الموفق والمستعان.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[18 Jun 2010, 12:11 م]ـ
ألا يحتمل أن لا يكون للألوسي اصطلاح مطرد في التعبير بالقطب؟ فعلى سبيل المثال نجده يقول في الآية 90 من سورة الأنعام: "
وحقق القطب الرازي في حواشيه على الكشاف
" ولا يعرف للرازي صاحب التفسير الشهير حاشية على الكشاف في حدود علمي، وقد جاء في ترجمة القطب التحتاني - في الأعلام -: "
القطب التحتاني
(694 - 766 هـ = 1295 - 1365 م)
محمد (أو محمود) بن محمد الرازي أبو عبد الله، قطب الدين: عالم بالحكمة والمنطق. من أهل الري ... " ثم ذكر من مؤلفاته" (حاشية) على الكشاف - خ) ... وصل فيها إلى سورة طه
" فيحتمل أن يكون هو المراد، ونجده في سور النحل يقول "
وهو الذي اختاره العلامة القطب في شرح المفتاح ...
" ولعل القطب في هذا الموضع هو القطب الشيرازي فقد جاء في ترجمته - في الأعلام- "
القطب الشيرازي
(634 - 710 هـ = 1236 - 1311 م)
محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى، قطب الدين الشيرازي: ... من كتبه (فتح المنان في تفسير القرآن) نحو 40 مجلدا ... ،و (مفتاح المفتاح - خ) في البلاغة، و (نهاية الادراك في دراية الافلاك - خ) في علم الهيئة، ... و (الانتصاف، شرح الكشاف - خ) ... "
" مع ملاحظة أن الألوسي قد يعبر بالقطب دون أن يصفه بشيءوقد يقول القطب الرازي وقد يقول القطب الجيلاني - ويقصد الإمام عبد القادر فيما يبدو-، وقد يقول: " القطب الشيرازي في (نهاية الإدراك) " أفلا يقال ينظر لكلام الألوسي في كل موضع بحسبه؟
وقد اكتفيت من مؤلفات الأعلام الذين ذكرتهم بما شعرت بتعلقه بموضوعنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيراً اشكر الإخوة الذين أعدوا المكتبة الشاملة فقد أعانوني فيما كتبت كثيراً
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 05:14 م]ـ
ألا يحتمل أن لا يكون للألوسي اصطلاح مطرد في التعبير بالقطب؟
" مع ملاحظة أن الألوسي قد يعبر بالقطب دون أن يصفه بشيء. وقد يقول القطب الرازي وقد يقول القطب الجيلاني - ويقصد الإمام عبد القادر فيما يبدو-، وقد يقول: " القطب الشيرازي في (نهاية الإدراك) " أفلا يقال ينظر لكلام الألوسي في كل موضع بحسبه؟
قال أبو عمر
(وكلمة القطب تعني مرتبة صوفية علمية متميزة لدي أهل الطريق.
ومن المعلوم أن الآلوسي صوفي على طريقة النقشبندية ـ
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه أعلى الفراديس. والله الموفق والمستعان.)
بالجمع بين ما ذهب إليه الأستاذ محمّد نصيف وفضيلة الأستاذ الدّكتور أبو عمر -حفظهما الله ورعاهما-، فالقول الّذي يميل إليه القلب:
أنّ الأقطاب كثر عند المتصوّفة؛ وبما أنّ الآلوسيّ متصوّف فالقطب عنده يحدّد من القرينة الدّالّة عليه؛ من اسم واضح أو نصّ مقتبس، أو كتاب، أو خلافه. فالقطب والحالة هذه ليس واحداً عنده؛ بل متعدّدون.
والشّيء بالشّيء يذكر فلقد جهدت واجتهدت قبل عشر سنوات في البحث عن اسم "صاحب المطلع" الّذي يكثر الإمام الآلوسيّ -رحمه الله- من ذكره والأخذ عنه في تفسيره، وسألت كثيراً ممّن أعرف من العلماء فما عرفه أحد منهم، فاكتفيت بذكره كما هو.
حتّى وقفت عليه منذ فترة فدمعت عينيّ فرحاً؛ مع أنّ فائدة معرفة اسمه محدودة بالنّسبة إليّ.
ولقد شهدت مجلساً لأحد مشايخنا -حفظه الله ورعاه- وقد حادثه أحد العلماء الأفاضل من الحاضرين مجلسه أنّه قد اجتهد وهو يدرس الدّكتوراه في كلّيّة العلوم بمصر المحروسة أن يعرف من ابن القتبيّ حتّى استطاع بعد طول عمر وكثرة سؤال أن يعرف أنّه ابن قتيبة -رحمه الله-.
والحمد لله إذ أكرمنا بهذه الأقراص "المعجزة" الّتي تجعل المعلومة سهلة التّناول، ونسأله تعالى أن لا يحرمنا منها؛ وبخاصّة في هذه الأجواء المحمومة من تصريحات "وكالة ناسا" عن العاصفة الشّمسيّة القادمة في عام 2013م؛ والّتي يزعمون أنّها ستشلّ حركة الإنترنت والفضاء والتّشويش على شبكات الاتّصال في العالم.
نسأل الله تعالى العافية.
وصدق مولانا الحقّ: چ ? ? ? ٹ ٹ ٹ چالإسراء: 59
ولقد ذكّرني خوف العالم اليوم ممّا سيحدث في قادم الأيّام من الآيات الرّبّانيّة؛ ما حدث عام 1999م حين قيل إنّ كسوفاً للشّمس سيحدث يوم كذا، فمن نظر إلى قرصها حالة كسوفها عَمِيَ.
فملأ الرّعب قلوب العالم. ألا ما أضعف الخلق! وإنّ بعض المسلمين -قوّى الله يقينهم- لم يجرؤ على الّذهاب إلى المساجد ليصلّي صلاة الكسوف تطبيقاً لسنّة الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
وأعتذر للأستاذة لطيفة خروجي عن موضوعها؛ لكنّه الاستطراد؛ فإمّا أن تكون مُلحة فاقبليها، وإمّا مِلحة فكأنّك لم تقرئيها.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[18 Jun 2010, 06:13 م]ـ
لكنك يا شيخ نعيمان لم تبين لنا من هو صاحب المطلع؟؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل محمّد وأعتذر إليكم، فـ"صاحب المطلع"؛ هو:
محمّد بن أبي الفتح البعليّ الدّمشقيّ الحنبليّ؛ الفقيه المحدّث النّحويّ. عني بالحديث، وبرع في الفقه، وأفتى وتصدّر للاشتغال، وقرأ العربيّة واللّغة على ابن مالك ولازمه. وصنّف كتباً؛ منها الفاخر في شرح جمل عبد القاهر، وشرح ألفيّة ابن مالك، وله المطلع على أبواب المقنع؛ شرح به غريب ألفاظه ولغاته. توفّي سنة تسع وسبعمائة.
[انظر: العلامة عبد القادر بدران (ت: 1346هـ)، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، تحقيق: زهير الشّاويش، ط2، المكتب الإسلاميّ، بيروت، 1985م، ج 1، ص 285]
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Jun 2010, 07:49 م]ـ
يقينا هو صاحب الحاشية على الكشاف وقولا واحدا ليس هو الرازي صاحب التفسير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:03 م]ـ
يقينا هو صاحب الحاشية على الكشاف وقولا واحدا ليس هو الرازي صاحب التفسير
أخي الدكتور جمال رجائي أن يكون الحق معك إذ نحن مع التحقيق أينما كان متى كان حيث كان، وليس من النصفه أن أُدلل على ما ذهبتُ وأسوق أنموذجين ثم تقرر أنت يقينك هكذا دون دليل يذكر، فتثبت وتنفي في آن؟؟؟ وماذا عن ذكر القطب الرازي صراحة؟؟؟
وماذا عن نقل رأي الآلوسي لما أورده الفخر في تفسيره؟
لعلك أخي المفضال ترجع إلى ما رجعت إليه وتقارن ما نقله الآلوسي في عين مثالى الذي أوردتُّه آنفا ثم تقرر.
أو تتفضل بإثبات قطبية صاحب الحاشية التى أوردتَّها من خلا مطبوع أو مخطوط وإلا فالتسليم أوفق لمقتضى العقل.
ولعل الأقطاب كما ذهب أخي الدكتور نعيمان ومن قبله الأستاذ محمد عدة.
****************
لكن من الأقطاب ـ حتما ويقينا ـ الرازي حيث ذكره الآلوسي صراحة وليس مع العين أين.
وليس يصح في الأذهان شيء ****** إذا احتاج النهار إلى دليل
والله الموفق والمستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:13 م]ـ
على ما يبدو انه المسمى بالقطب التحتاني صاحب الحاشية على تفسير الكشاف وقد نقل عنه ابن عاشور كثيرا في تفسيره
يقينا هو صاحب الحاشية على الكشاف وقولا واحدا ليس هو الرازي صاحب التفسير
كأنّي أرى مشاركتين متناقضتين لفضيلة الدّكتور جمال -حفظه الله-
الأولى: ظنّيّة. والآخرة: قطعيّة.
الأولى مقبولة، والآخرة تحتاج إلى دليل يثبت القطع.
فما دليل اليقين يا دكتور؟ لنفيد منه حفظكم الله ورعاكم.
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:16 م]ـ
معذرة يا فضيلة الأستاذ الدّكتور أبا عمر حفظكم الله ورعاكم
لم أقرأ مشاركتكم وإلا لم أكتب شيئاً. فهما شبيهتان.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[18 Jun 2010, 11:20 م]ـ
عفواً أ. د عبدالفتاح أليس فيما قاله الألوسي في الآية 90 من سورة الأنعام: "وحقق القطب الرازي في حواشيه على الكشاف " دليلٌ قاطعٌ على أن الألوسي في بعض المواضع يقول:" القطب الرازي" وهو لا يقصد صاحب التفسير وبالتالي لا توجد عندنا قاعدة عامة في طريقته وإنما يكون الحكم على كل موضع على حدة بقرائنه، وهذا كله إذا لم نجد للرازي حاشية على الكشاف.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:31 ص]ـ
انا انما عنيت شيئا واحدا وهو ان القطب الذي نقل عنه الالوسي انما هو صاحب الحاشية على تفسير الكشاف والسبب ان كلام ابن عاشور بعد قراءتي تفسيره يقطع بهذا القول وعليه فالقطب الرازي هو صاحب الحاشية على تفسير الكشاف ولا اعلم احدا من اهل العلم قال بان الرازي صاحب التفسير المسمى بالفخر الرازي يسمى القطب الرازي الا في هذه المداخلات وهذا مادعاني لما قلت فان وجدت خيرا من هذا الكلام اثنيت على صاحبه وتراجعت عن قولي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jun 2010, 01:34 ص]ـ
[ QUOTE= جمال أبو حسان;106155] انا انما عنيت شيئا واحدا وهو ان القطب الذي نقل عنه الالوسي انما هو صاحب الحاشية على تفسير الكشاف والسبب ان كلام ابن عاشور بعد قراءتي تفسيره يقطع بهذا القول وعليه فالقطب الرازي هو صاحب الحاشية على تفسير الكشاف
ماذا قال ابن عاشور؟؟؟
ولا اعلم احدا من اهل العلم قال بان الرازي صاحب التفسير المسمى بالفخر الرازي يسمى القطب الرازي
هل نحن من أهل الجهل يا دكتور جمال؟؟؟؟ وما فائدة الملتقيات إن لم تفرز قولا لأحدنا في قضيةٍ الخطب فيها يسير كهذه القضية؟
وهل " القطب " وصف أو اسم؟
وطالما أن الآلوسي ذكر وصف القطب على أكثر من عالم فلم لا تسلم أن منهم الرازي؟
الا في هذه المداخلات بقي أن تكمل فتقول:"التى لا صاحب لها"
يا دكتورنا العزيز ما علمناك هكذا ولا نحن نتكلم في قضية تستحق هذا الزخم وذاك الإعراض.
وتقبل تقديري والسلام
ـ[لطيفة]ــــــــ[19 Jun 2010, 02:01 ص]ـ
ما أجمل هذا النقاش العلمي الساخن .. الذي أفدت منه كثيرا ..
ولا أجد في بضاعتي المزجاة ما أعقب به على مشايخي الأفاضل ..
غير أني وجدت الألوسي حين يتحدث عن الفخر الرازي صاحب التفسير الكبير (ناقلا من تفسيره الكبير)، يقول: قال مولانا الإمام الرازي ..
وربما ـ أقول ربما ـ أنه يلتزم وصفًا واحدا للرازي قد يكون هو (مولانا الإمام) لا (القطب).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jun 2010, 05:39 ص]ـ
شكرا للاستاذ عبد الفتاح خضر واحب ان اقول له ان ماذهب اليه لم يخطر لي على بال وانما عنيت ان اهل العلم المتقدمين ممن جاء بعد الرازي الفخر وكتبوا كتبهم لم يذكروا الرازي بهذا الوصف وانا اجل المتاخرين واحترم لكل احد رايه واعتذر ان كان في ما قلت قسوة غير مقصودة
ثم ان المسالة طرحت وتساءل عنها المنتدون فادليت بدلوي كما ادلى بهذا اصحاب الدلاء الاخرى وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه وانا اولهم
وشكرا مرة اخرى للفاضل الدكتور عبد الفتاح لكني قرات تفسير ابن عاشور فوجدته يذكر القطب الرازي صاحب الحاشية كثيرا في تفسيره ووضح المقصود من هذا الاسم في بعض مواضع تفسيره فان كان مخطئا فانا من حمل خطاه دون قصد الخطا والله الموفق
ـ[أبو إسحاق، نبيل السندي]ــــــــ[19 Jun 2010, 07:47 ص]ـ
تبيّن للعبد الضعيف - والعلم عند الله - أن الألوسي إذا ذكر فخرالدين الرازي يصفه بـ (الإمام الرازي)، وأحيانا يُطلقه عن الوصف، كأن يقول: (قال الرازي قدس سره)، و (من عجائب الرازي) وهكذا.
وأما إذا قال (القطب) أو (القطب الرازي) فهو صاحب الحاشية على الكشاف، وذلك لتصريحه بذلك في أكثر من موضع بقوله: (وقال القطب في «حواشي الكشاف»).
وأما إحالة الشيخ الفاضل أبي عمر - وفقه الله - على ما نقله الألوسي عن القطب في تفسير الآية (7) من سورة الإسراء، وأنه يتوافق مع كلام الفخر في تفسيره، ففيه نظر؛ بل قد يقال: إنه دليل على أن هذا الكلام ليس للفخر بل لصاحب الحاشية. وذلك أن الألوسي بدأ بذكر قول الزمخشري عن اللام في قوله تعالى (((فَلَهَا))) بأنها للاختصاص ثم ذكر قول القطب: ( ... ثم لما تابوا وأطاعوا حسنت حالهم فظهر أن إحسان الأعمال وإساءتها مختص بهم).
وكأن القطب يشير إلى الاختصاص الذي ذكره الزمخشري ... وأما الرازي في تفسيره، فذكر كلاما يشبهه في الجملة لكنه لم يذكر قضية الاختصاص.
وقضية أخرى: لا أظن أن فخر الدين الرازي اشتهر بالتنسّك أو السلوك أو الكرامات حتى يوصف بـ (القطب)، وإنما كان إماما في علم الكلام وما يسمّونه (المعقول) الذي هو بالمجهول أشبه! وأما صاحب الحاشية فوُصف بالقطب لا لقطبيّته في التصوف وإنما لأن لقبه (قطب الدين) على عادة أهل تلك الأعصار في تسمية أبنائهم بالألقاب المضافة إلى (الدين) نحو (فخرالدين) و (تقي الدين)، و (شرف الدين).
وبقي رازيٌّ آخر يرد أحيانا في كلام الألوسي رح1، وهو (أبو الفضل الرازي)، فيا حبذا لو يفيدنا أحد الإخوة عن أبي الفضل هذا من هو؟ وما اسم كتابه الذي ينقل منه الألوسي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لطيفة]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:35 ص]ـ
شكر الله لأخي أبي إسحاق هذا القول الذي أحسبه فصلا ..
وهو ماأميل إليه
ـ[نعيمان]ــــــــ[20 Jun 2010, 04:33 ص]ـ
وبقي رازيٌّ آخر يرد أحيانا في كلام الألوسي رح1، وهو (أبو الفضل الرازي)، فيا حبذا لو يفيدنا أحد الإخوة عن أبي الفضل هذا من هو؟ وما اسم كتابه الذي ينقل منه الألوسي؟
أظنّه هذا -رحمه الله تعالى-: عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار العجليّ أبو الفضل الرّازيّ، الإمام المقرئ الزّاهد أحد العلماء العاملين. قال أبو سعد السّمعانيّ: كان مقرئاً كثير التّصانيف، زاهداً خشن العيش قانعاً، منفرداً عن النًاس يسافر وحده ويدخل البراري. سمع بمكّة من ابن فراس، وبالرّيّ من جعفر بن فناكي، وبنيسابور من السّلميّ، وبِنَسَا من محمّد بن زهير النّسويّ، وبجرجان من أبي نصر بن الاسمعيليّ، وبأصبهان من ابن منده الحافظ، وببغداد والبصرة والكوفة وحرّان وفارس ودمشق ومصر، وكان من أفراد الدّهر. قاله في العبر. توفّي: 454 هجريّة.
[عبد الحيّ بن أحمد بن محمّد العكريّ الحنبليّ (توفّي: 1089هـ)، شذرات الذّهب في أخبار من ذهب، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، دار بن كثير، دمشق،1406هـ، ط1، ج 3 ص 293]
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:18 ص]ـ
ولكن أين جواب الجزء الثاني من السؤال أخي نعيمان (اسم الكتاب الذي ينقل منه الألوسي)؟
فقد ظننت الظن نفسه، وأردت أن أكتب، لكنني توقفت بعدما رأيت محقق كتاب (فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاته وحملته) للإمام أبي الفضل الرازي يقول:
" كان الإمام أبو الفضل صاحب مؤلفات كثيرة، وقد وصفه السمعاني بذلك فقال: كان كثير التصنيف. وقال ابن الجزري: هو مؤلف كتاب جامع الوقوف وغيره. وقد بحثت جاهد لأقف على شيء من مؤلفاته، أو على الأقل على أسمائها -سوى الكتاب الذي ذكره ابن الجزري- فلم أقف على شيء من ذلك، ويبدو أنها فقدت ولم يبق شيء منها سوى هذا الذي بين يديك، فالحمد لله الذي وقفني على إظهار كتاب من كتب هذا الإمام الجليل" ا. ه
مقدمة التحقيق ص16 دار البشائر الإسلامية.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:50 ص]ـ
ولكن أين جواب الجزء الثاني من السؤال أخي نعيمان (اسم الكتاب الذي ينقل منه الألوسي)؟
إخوتي الكرام:
الفضل الرازي هذا - والله أعلم - هو المذكور أعلاه.
واسم كتابه هو: اللوامح، من الكتب المشهورة المفقودة.
والألوسي رحمه الله يظهر لي أنه ينقل عنه بواسطة البحر المحيط لأبي حيان رحمه الله.
ملاحظة:
نظم الإمام الديواني رحمه الله هذا الكتاب " اللوامح "، وهو مطبوع ضمن الرسائل التي طبعها الدكتور المزروعي من الكويت.
والله أعلم.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:01 ص]ـ
لكن ماذا تقول يا أخي أبا إسحاق - ويا أخت لطيفة إذ ملت ِ إلى قوله - فيما نقلتُه من قبل من قوله في سورة النحل" اختاره العلامة القطب في شرحه للمفتاح" والذي شرح المفتاح هو القطب الشيرازي لا القطب الرازي كما بينته سابقاً، إلا أن يكون للقطب الرازي شرح للمفتاح أيضاً وليس بمستبعد إذ شروح المفتاح كثيرة جداً
ـ[نعيمان]ــــــــ[20 Jun 2010, 07:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً الأحبّة جميعاً
وأعتذر للأخوين الكريمين العبّاديّ والسّنديّ -حفظهما الله ورعاهما- إذ لم أتنبّه للجزء الآخِر، مع أنّني اقتبستهما معاً.
في الحقيقة هناك أكثر من " أبي الفضل الرّازيّ" قد يصلون إلى ثلاثة.
وقد ذكرت أكثر المصادر كتابه "اللوامح" هكذا بالميم؛ كما ذكر الشّيخ الفاضل الجكنيّ؛ ولكنّ الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح"، وكذا الزّرقاني في "المناهل" ذكراه باسم"اللوائح" بالهمز. فهل هما نفس الكتاب وفي أحدهما تصحيف أم هما كتابان منفصلان؟ يحتاج الأمر إلى بحث للتّأكّد.
وأعتذر الآن إذ إنّني أكتب بعيداً عن مكتبتي الخشبيّة والتّراثيّة (قرص الحاسوب)، وإلا لوثّقت ما نقلت بالجزء والصّفحة.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Jun 2010, 07:59 ص]ـ
إخوتي الكرام:
الفضل الرازي هذا - والله أعلم - هو المذكور أعلاه.
واسم كتابه هو: اللوامح، من الكتب المشهورة المفقودة.
والألوسي رحمه الله يظهر لي أنه ينقل عنه بواسطة البحر المحيط لأبي حيان رحمه الله.
ملاحظة:
نظم الإمام الديواني رحمه الله هذا الكتاب " اللوامح "، وهو مطبوع ضمن الرسائل التي طبعها الدكتور المزروعي من الكويت.
والله أعلم.
كتاب (اللوامح) في القراءات الشاذة لأبي الفضل الرازي غير مفقود، بل هو مخطوط، وتوجد منه نسخة كاملة عند أحد المشايخ في المدينة المنورة، وهو الآن مشروع أطروحة الدكتوراه لأحد الإخوة الكرام.
نظمه العلامة أبو علي الواسطي (ت 743) في " طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور " (ولتحميل النظم من هنا http://www.wadod.com/bookshelf/book/424)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jun 2010, 01:33 ص]ـ
من خلال تقليب كلمة الرازي لدى العلامة الآلوسي وجدت أن الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة طويله مطابقة لما أورده الآلوسي على الأصل الذي نقل منه وبذا نحكم على كل " رازي " ـ إن صح التعبير ـ من خلال كلامه إن كان قطبا أو غيره ـ
إذ أن الآلوسي فيه {الإمام الرازي ---- والرازي فقط ---- والإمام بدون الرازي ---- والقطب الرازي ----- والإمام فخر الدين ---- وأبو الفضل الرازي ---- والمقري الرازي ---- وأبو بكر الرازي ---- وعبد الله الرازي ----- ومحمد بن أبي بكر الرازي ---- ومحمد بن يعقوب الرازي ---- وأبو الفتح الرازي}
هذه ذكرتني بمناقشتى في الماجستير عندما وجدت " الواسطي " يفوق العشرين لذا لم أذكر ترجمة له وتمنيت ألا تلفت عدم الترجمة نظر أحد من لجنة المناقشة. لكن سرعان ما أمسك بها شيخى أ. د إبراهيم سلامه وقال لي من الواسطي؟
قلت يا أستاذي: الواسطي عدد يفوق العشرين لذا تحيرت في أمره فأمسكت عن الترجمة له.
فرد قائلا: لماذا لم تسجل حيرتك في الهامش؟ لو سجلتها لشفعت لك.
ومن هنا استبان لي أن الرازي ورد كثيرا بكنى متعددة وأوصاف كثيرة مما يشير إلى أكثر من " رازي " وهذا يعنى الحيرة في تحديد كل واحد تحديدا يقينيا لذا يستحق هذا الأمر المطابقة بين ما أورده الآلوسي والأصل الذي نقل منه.
وعلى هذا أعد أنني لو سنحت لي فرصة لتحقيق هذا العمل العلمي الذي يمثل جانيا من مصادر الآلوسي لحققته.
علما بأنني أسعى للجلوس مع سادتى ومشايخي لاستبيان آرائهم في هذه القضية وعسى أن يكون قريبا.
ولو أن أخا من السادة الباحثين تصدق علينا بفضل وقت وحقق هذا الأمر لطوق عنقى قبل غيري بالفضل.
والله الموفق والمستعان.
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Jun 2010, 03:40 ص]ـ
كتاب (اللوامح) في القراءات الشاذة لأبي الفضل الرازي غير مفقود، بل هو مخطوط، وتوجد منه نسخة كاملة عند أحد المشايخ في المدينة المنورة، وهو الآن مشروع أطروحة الدكتوراه لأحد الإخوة الكرام.
سألني بعض الطلبة عن هذا الموضوع وأخبرني بأن أحد مشايخ المدينة وهو شيخنا الدكتور عبد العزيز القارئ حفظه الله لديه نسخة من المخطوط:
اتضح بعد ذلك عدم صحة هذا القول، وأخبرني أحد المقربين من أهله الأقربين جداً أن المخطوط المظنون أنه " اللوامح " إنما هو صورة من مخطوط آخر (ذكرها لي الشيخ لكني نسيتها الآن).
أما القول بأنه مشروع رسالة علمية فالأولى توضيح هذا من هو هذا الطالب وإلى أي جامعة ينتسب، فهذا أمر مهم وفائدة قيّمة، أعني العثور على هذا السفر القيّم من أسفار القراءات.
والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Jun 2010, 07:31 م]ـ
أما القول بأنه مشروع رسالة علمية فالأولى توضيح هذا من هو هذا الطالب وإلى أي جامعة ينتسب، فهذا أمر مهم وفائدة قيّمة، أعني العثور على هذا السفر القيّم من أسفار القراءات.
أحسنتم فضيلة الدكتور السالم، ولذا سألت عنه بإلحاح في هذه المشاركة هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=13048) ، أرجو أن نجد من يفيدنا.
ـ[نعيمان]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:40 م]ـ
في الحقيقة هناك أكثر من "أبي الفضل الرّازيّ" قد زادوا عن الثّلاثة.
هؤلاء هم أبو الفضل الرّازيّ حسب مكتبة التّراث:
1 - جعفر بن أحمد بن عيسى أبو الفضل الرّازيّ المعروف بقرابة بن الخشك. روى عن عبد المؤمن بن عليّ، وهشام بن عمّار. وهو صدوق.
[عبد الرّحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس أبو محمّد الرّازيّ التّميميّ (توفّي: 327هـ)، الجرح والتّعديل، ط1،
دار إحياء التّراث العربيّ، بيروت، 1271هـ - 1952م، ج 2، ص 474]
2 - صالح بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن أبو الفضل الرّازيّ. سكن بغداد في مربعة أبى عبيد الله من الجانب الشّرقيّ. وذكره الدّارقطني فقال: ثقة.
قال: وتوفّي من جانبنا الشّرقيّ أبو الفضل صالح بن محمّد الرّازيّ لأيّام خلت من شوّال سنة ثلاث وثمانين.
قرأت على الحسن بن أبى بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: وتوفّي أبو الفضل صالح بن محمّد الرّازيّ المولد لأيّام خلت من العشر الأُوَلِ من شوّال سنة ثلاث وثمانين ومائتين: كان ثقة مأموناً قارئاً للقرآن.
وفي حفظي عن أبى بكر أحمد بن محمّد بن غزال أنّه قال: سمعت صالح بن محمّد الرّازيّ يقول: ختمت القرآن أربعة آلاف ختمة. ولم يغيّر شيبه.
[انظر -غير مأمور-: أحمد بن عليّ أبو بكر الخطيب البغداديّ (توفّي: 463هـ)، تاريخ بغداد، ط. دار الكتب العلميّة، بيروت، ج9،ص 320]
3 - دلان أبو الفضل الرّازيّ قال: سلّمت على أحمد بن حنبل فلم يردّ عليّ السّلام وكانت عليّ جبّة سوداء.
[محمّد بن أبي يعلى أبو الحسين (توفّي: 521هـ)، طبقات الحنابلة، تحقيق: محمّد حامد الفقي، ط. دار المعرفة، بيروت، ج 1، ص 155]
4 - أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الرّازيّ. وذكر له صاحب كتاب "تاريخ مدينة دمشق أبياتاً من الشّعر، نقلاً عن أبي نصر عبد الحكيم بن المظفّر بن أحمد بن عمر الكرخيّ الّذي وصفه بالإمام الزّكيّ أبي الفضل الرّازيّ. وعلّق مؤلّف الكتاب بقوله: (أخبرنا أبو بكر الكرخيّ الفحفحيّ هذا يروي عن أبي بكر بن ماجَهْ الأبهريّ ولا أراه أدرك أبا الفضل الرّازيّ فلعلّه سقط ذكر من أنشده عن الرّازيّ أو يكون هذا الرّازيّ غير أبي الفضل المقرىء. والله أعلم.
قال لي أبو العلاء بن العطّار الحافظ قال أنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده: مات أبو الفضل سنة أربع وخمسين وأربعمائة بكرمان)
[أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشّافعيّ (توفّي: 571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل، تحقيق: محبّ الدّين أبي سعيد عمر بن غرامة العمريّ، دار الفكر، بيروت،
1995م، ج 34، ص 119]
5 - عبد العزيز بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمّد أبو الفضل الرّازيّ ابن أخي أبي سعد السّمان الحافظ قدم دمشق وحدّث بها. [تاريخ مدينة دمشق، المرجع ذاته، ج 36، ص 274]
6 - وآخرهم من ذكرت أعلاه وهو المرجّح -والله تعالى أعلم-، وأضيف إليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:44 م]ـ
6 - وآخرهم من ذكرت في مشاركة سابقة وهو المرجّح -والله تعالى أعلم-، وأضيف إليه:
أ- ما ترجمه له صاحب "التّقييد":
(عبد الرّحمن بن أبي العبّاس أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم بن جبريل بن محمّد بن عليّ بن سليمان العجليّ الإمام أبو الفضل الرّازيّ المقرئ.
قال يحيى بن منده في تاريخه: قدم أصبهان مراراً، ثمّ خرج من أصبهان إلى كرمان؛ فحدّث بها وقرأ عليه القرآن جماعة، ومات بها في بلد أوشير سنة أربع وخمسين وأربعمائة في جمادى الأولى.
وبلغني أنّه ولد في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. ثقة ورع متديّن عارف بالقراءات والرّوايات عالم بالأدب والنّحو وهو مع هذا أكبر من ظانّ يدلّ عليه مثلي، وهو أشهر من الشّمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم -رحمه الله-، وكان شيخاً مهيباً منظوراً فصيح اللّسان حسن الطّريقة كبير الوزن.
[انظر -غير مأمور-: محمّد بن عبد الغنيّ البغداديّ أبو بكر (توفّي: 629هـ)، التّقييد لمعرفة رواة السّنن والمسانيد، تحقيق: كمال يوسف الحوت، ط1، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1408هـ، ج 1، ص 334]
ب- ما ترجمه له صاحب "المنتخب":
عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن أبو الفضل بن أبي العبّاس الرّازيّ؛ المقرئ الجوّال في طلب الحديث في الآفاق، ثقة فاضل، إمام في القراءات أوحد في طريقته.
دخل نيسابور قديماً وسمع وحصّل الفوائد، وكان الشّيوخ يكرمونه ويعظّمونه؛ حدّث بنيسابور قبل العشرين وخرج.
[تقيّ الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الصّيرفينيّ (توفّي: 641هـ)، المنتخب من كتاب السّياق لتاريخ نيسابور، تحقيق: خالد حيدر، دار الفكر للطّباعة والنّشر والتّوزيع، بيروت، 1414هـ، ج 1، ص 337]
ج- ما ترجمه له الإمام الّذهبي في السّير، وهي أطولها بلا منازع:
الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو الفضل عبدالرّحمن بن المحدّث أحمد بن الحسن بن بندار العجليّ الرّازيّ المكّيّ المولد المقرئ.
تلا على أبي عبدالله المجاهديّ تلميذ ابن مجاهد، وتلا بحرف ابن عامر على مقرئ دمشق عليّ بن داود الدّارانيّ، وتلا ببغداد على أبي الحسن الحماميّ وجماعة.
وسمع بمكّة من أحمد بن فراس، وعليّ بن جعفر السّيروانيّ الزّاهد ووالديه أبي العبّاس بن بندار، وبالرّيّ من جعفر بن فناكي، وببغداد من أبي الحسن الرّفاء وعدّة، وبدمشق من عبدالوهّاب الكلابيّ، وبأصبهان من أبي عبد الله بن منده، وبالبصرة والكوفة وحرّان وتستر والرّها وفسا وحمص ومصر والرّملة ونيسابور ونَسا وجرجان وجال في الآفاق عامّة عمره. وكان من أفراد الدّهر علماً وعملاً.
أخذ عنه المستغفريّ أحد شيوخه، وأبو بكر الخطيب، وأبو صالح المؤذّن، ونصر بن محمّد الشّيرازيّ شيخ للسّلفيّ، وأبو عليّ الحدّاد، ومحمّد بن عبد الواحد الدّقّاق، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو سهل بن سعدويه، وفاطمة بنت البغداديّ، وخلق.
ولحق بمصر أبا مسلم الكاتب.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: كان ثقة جوّالاً إماماً في القراءات أوحد في طريقه.
كان الشّيوخ يعظّمونه، وكان لا يسكن الخوانق؛ بل يأوي إلى مسجد خراب، فإذا عرف مكانه نزح، وكان لا يأخذ من أحد شيئاً، فإذا فتح عليه بشيء آثر به.
وقال يحيى بن منده: قرأ عليه القرآن جماعة، وخرج من عندنا إلى كرمان فحدّث بها.
وتوفّي في بلد أوشير في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربع مئة.
قال: وولد سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، وهو ثقة ورع متديّن عارف بالقراءات، عالم بالأدب والنّحو. هو أكبر من أن يدلّ عليه مثلي، وأشهر من الشّمس، وأضوأ من القمر.
ذو فنون من العلم، وكان مهيباً منظوراً فصيحاً حسن الطّريقة كبير الوزن.
قال السّلفيّ: سمعت عبد السّلام بن سلمة بمرند يقول:
اقتدى أبو الفضل الرّازيّ بالسّيروانيّ شيخ الحرم، وصحب السّيروانيّ أبا محمّد المرتعش صاحب الجنيد.
وقال الخلال: خرج أبو الفضل الإمام نحو كرمان فشيّعه النّاس فصرفهم، وقصد الطّريق وحده وهو يقول:
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا كفى لمطايانا بذكراك حاديا
قال الخلال وأنشدني لنفسه:
يا موت ما أجفاك من زائر تنزل بالمرء على رغمه
وتأخذ العذراء من خدرها وتأخذ الواحد من أمّه
قال السّمعاني في الذّيل: كان مقرئاً فاضلاً كثير التّصانيف، حسن السّيرة؛ زاهداً متعبّداً، خشن العيش، منفرداً قانعاً، يقرئ ويسمع في أكثر أوقاته، وكان يسافر وحده ويدخل البراري.
قرأت على إسحاق الأسديّ أخبرنا ابن خليل أخبرنا خليل بن بدر أخبرنا محمد بن عبدالواحد الدّقّاق قال: ورد علينا الإمام الأوحد أبو الفضل الرّازيّ -لقّاه الله رضوانه وأسكنه جنانه- وكان إماماً من الأئمّة الثّقات؛ في الحديث، والرّوايات، والسّنّة، والآيات.
ذكره يملأ الفم، ويذرف العين.
قدم أصبهان مراراً، سمعت منه قطعة صالحة، وكان رجلاً مهيباً مديد القامة، وليّاً من أولياء الله، صاحب كرامات، طوّف الدّنيا مفيداً ومستفيداً.
وقال الخلال: كان أبو الفضل في طريق ومعه خبز وفانيذ، فأراد قطّاع الطّريق أخذه منه، فدفعهم بعصاه. فقيل له في ذلك فقال: لأنّه كان حلالاً، وربّما كنت لا أجد مثله.
ودخل كرمان في هيئة رثّة وعليه أخلاق وأسمال، فحمل إلى الملك وقالوا جاسوس.
فقال الملك: ما الخبر؟ قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر السّماء فـ
چ ? ? ? ? ? ? چ [الرّحمن: 29]، وإن كنت تسألني عن خبر الأرض فـ چ ? ? ? ? ? چ [الرّحمن: 26]؛ فتعجّب الملك من كلامه، وأكرمه، وعرض عليه مالاً فلم يقبله.
[محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذّهبيّ أبو عبد الله (توفّي: 748)، سير أعلام النّبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمّد نعيم العرقسوسيّ، ط9، مؤسّسة الرّسالة، بيروت، 413هـ، ج 18، ص 135–138، وانظر -غير مأمور- للذّهبيّ نفسه: معرفة القرّاء الكبار على الطّبقات والأعصار، تحقيق: بشّار عوّاد معروف، وشعيب الأرناؤوط، وصالح مهدي عبّاس، ط1، مؤسّسة الرسالة، بيروت، 1404هـ، ج 1، ص 419، وتاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: د. عمر عبد السّلام تدمريّ، ط1، دار الكتاب العربيّ، بيروت- لبنان، 1407هـ - 1987م، ج 30 ص 364] وغيرها من المصادر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[21 Jun 2010, 10:20 م]ـ
وقد ذكرت أكثر المصادر كتابه "اللوامح" هكذا بالميم؛ كما ذكر الشّيخ الفاضل الجكنيّ؛ ولكنّ الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح"، وكذا الزّرقاني في "المناهل" ذكراه باسم"اللوائح" بالهمز.
فهل هما نفس الكتاب وفي أحدهما تصحيف أم هما كتابان منفصلان؟ يحتاج الأمر إلى بحث للتّأكّد.
1 - (وقال أبو الفضل الرّازيّ في "اللوائح" بعد أن ذكر الشّبهة الّتي من أجلها ظنّ الأغبياء أنّ أحرف الأئمّة السّبعة هي المشار إليها في الحديث، وأنّ الأئمّة بعد ابن مجاهد جعلوا القراءات ثمانية أو عشرة لأجل ذلك. قال واقتفيت أثرهم لأجل ذلك.
وأقول لو اختار إمام من أئمّة القرّاء حروفاً، وجرّد طريقاً في القراءة بشرط الاختيار لم يكن ذلك خارجاً عن الأحرف السّبعة.)
[أحمد بن عليّ بن حجر أبو الفضل العسقلانيّ الشّافعيّ (توفّي:852)، فتح الباري شرح صحيح البخاريّ، تحقيق: محبّ الدّين الخطيب، ط. دار المعرفة، بيروت، ج 9، ص 32]
2 - ذكر الشّيخ الزّرقانيّ مسألة الوجوه السّبعة الّتي لا تخرج عنها القراءات، واختار ما ذهب إليه الإمام أبو الفضل الرّازيّ في "اللّوائح".
[انظر -غير مأمور- محمّد عبد العظيم الزّرقانيّ (توفّي: 1367هـ)، مناهل العرفان في علوم القرآن، ط1، دار الفكر، لبنان، 1416هـ- 1996م، ج1، ص109](/)
يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2010, 12:33 ص]ـ
أيها الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن القرآن الكريم كتاب لا تنقضي عجائبه والناس يتفاوتون في إدراك فوائد هذا القرآن وعجائبه ومن عجائب ما وقفت عليه كلام للحكيم الترمذي حول قول الله تعالى مخبرا عن يعقوب عليه السلام: " يا أسفى على يوسف".
وأتمنى على الإخوة الكرام تأمل كلام الحكيم الترمذي ومن ثم التكرم بآرائهم حول مدى صحة ما ذكره الحكيم الترمذي وأرجو أن يستند في ذلك إلى آيات القرآن وصحيح الحديث وأقوال أهل التفسير وغيرهم من أهل العلم.
وشكر الله لكم مقدما وإليكم الموضوع:
قال الحكيم الترمذي في كتابه المنهيات:
"حدثنا أبى، حدثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري، حدثنا صلاح بن وقاد الأنصاري، عن سعد بن طريف، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن داود عليه السلام قال لابنه: يا بنى، أين موضع الرأفة منك؟ وأين موضع الرحمة؟ قال: موضع الرأفة الطحال، وأما موضع الرحمة فالكبد.
فهذه الرأفة إذا هاجت فلها لهبان، وإذا طار اللهب إلى الصدر اخترق ظاهر القلب ووجهه، فصار كاللسان المخترق بالشيء الحار، فصارت على القلوب كحزونة الأرض، واشتقاق الحزن من ذلك؛ فكان يعقوب عليه السلام حين قال: (يا أسفى) دعا الأصل الذي من معدن الرأفة، فقال: (يا أسفى) .. إنما هو ذلك اللهبان الذي كان يلتهب من الرأفة لفراق يوسف عليه السلام لطول الغيبة، ولم يكن قد وجد خبر موته فيحتسبه عند الله، فيطمئن إلى وصوله إلى الله.
وأنبياء الله أكثر الخلق رأفة، وأوفرهم حظا منها، وأرحم البرية؛ فكانت الرأفة تلتهب فيه، فلما بلغ التلهب و التلظي مبالغة دعاة كالمستروح إليه وقال: (يَا أَسفَى عَلَى يُوسُف). والأسف مما يدل على الشدة من الحزن والغضب جميعا؛ لأن الغضب له حريق .. ألا ترى إلى قوله تعالى: (فَلَمّا آَسَفُونَا اِنتَقَمنا مِنهُم)، يخبر أنه: لما اشتد غضبى عليهم تلهب فطار اللهب فحلت النقمة بفرعون وقومه.
فإنما نادى يوسف عليه السلام ذلك الأسف عند اشتداد حريق الرأفة .. ألا ترى أنه لما نادى الأسف نداء الندبة بهذه الياء - حكى الله عند ندائه: (وَابيَضَت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ فَهُو كَظيم). وذلك أنه لما هاج اللهب منه لم يقل منه: (يا يوسفاه)؛ لأنه وجد يوسف عليه السلام مرتهنا بحكم الله بشيء قد سلف من يعقوب عليه السلام مستورا عن الخلق، ثم صار ظاهرا .. حدثنا عبد الله بن أبى زياد، حدثنا عبد الله بن أبى سميط ابن عجلان، قال: سمعت أبى يقول: بلغنا أن يعقوب عليه السلام قال له ربه: أتشكوني؟! فوعزتي لا أكشف ما بك حتى تدعوني. فقال عند ذلك: (إِنّما أَشكُو بثي وحزني إِلَى الله)، فقال له جبريل عليه السلام: الله أعلم بما تشكو يا يعقوب. وإنما قال ذلك من قبل لما قيل له: ما الذي أذهب بصرك؟ قال: حزني على يوسف، فقيل: فما الذي قوس ظهرك؟ قال: حزني على أخيه. فأوحى الله تعالى إليه: أتشكوني؟! فوعزتي لا أكشف ما بك حتى تدعوني. فقال عند ذلك: (إِنّما أَشكو بثي وحزني إِلى الله)؛ فأوحى الله إليه: وعزتي لو كانا ميتين لأحييتهما لك حتى تنظر إليهما، وإنما وجدت عليكم أنكم ذبحتم شاة، فقام عليكم مسكين، فلم تطعموه منها شيئاً، فأن أحب خلقي الأنبياء، ثم المساكين، فاصنع طعاما وادع عملة المساكين. فصنع طعاما، ثم قال: من كان صائما فليفطر الليلة عند آل يعقوب. وقوله:) عملة المساكين (أي صوامهم وعبادهم. وكانت مساكين بنى إسرائيل بهذه الصفة لمسكنة العباد، وسائرهم فقراء.
فهذا فعل كان قد بدر من يعقوب عليه السلام، وهو لا يستغربه؛ فجعله الله لبلائه، وجعل البلاء سببا لاستخراج صبره، وامتحان قلبه.
وإن ربنا كريم إذا أراد أن يبتلى عبده لاستخراج ما في ضميره وإبرازه لأهل سمائه وأرضه استحيا أن يبتليه من غير علة أو سبب؛ فيكون ذلك كالارتجاع في العطية .. ألا ترى إلى قوله: (وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ الله)، ثم قال: (ذَلِكَ بِأَنّ الله لَم يَكُ مُغِيراً نِعمَةً أَنعَمَها عَلَى قَومٍ حَتى يُغيرُوا ما بِأَنفُسِهِم). وإذا أراد الله أن يبتلى عبدا ليبرز صبره الجميل الذي تولى وصفه بنفسه منه من الله تعالى أعطاه من العافية والرجاء والنعمة، فجعل على مقدمة البلاء سببا كالعلة، مثل ما فعل يعقوب عليه السلام، وكذلك روى في قصة
(يُتْبَعُ)
(/)
أيوب عليه السلام؛ ليظهر صبره وشرفه على الخلق، وتكون الخلق به مقتدين، قال: وبلغنا أنه كان على مقدمة البلاء أنه كان عند فرعون يوم دخل عليه موسى عليه السلام، وكان أيوب عليه السلام عن نصرته، وكانت منه كلمة أو كلمتان كالمدارى، فكان هذا موجده في الستر على أيوب، فجعله سببا لبلائه؛ فابتلاه وجعل البلاء سببا لإبراز صبره، والثناء عليه، والاحتجاج بفعله على الخلق.
وكذلك في شأن إبراهيم عليه السلام؛ حيث كسر الأصنام، ثم قيل له: أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال: بل فعله كبيرهم هذا. فابتلي بالحريق، ثم جعلها عليه بردا وسلاما، وأبرز صبره وبذل نفسه لله في العالمين. وقال في شأن خروجه إلى الصيد: إني سقيم. فابتلى بذبح ابنه، ثم خلصه وفداه بذبح عظيم، وقال في شأن سارة حيث مر بها على الملك فقال: هي أختي. فابتلى بفراق إسماعيل وهاجر.
وكذلك في شأن موسى عليه السلام، ومثل هذا كثير. فوجد يعقوب يوسف عليهما السلام مر تهنا بما سلف متعلقا بحكم الله بحق الله، فلم يستجز أن يناديه نداء النادبين، وهاج منه الشوق إليه والحنين من النفس لحبه إياه، ومعاذ الله أن يتوهم على يعقوب عليه السلام أن حبه كان مذموما شهوانيا، وإنما أحبه من بين ولده لحب الله فيه .. أفليس قد ظهرت الحبية فبرز على جميع إخوته: علماً، وحلماً، وكرماً، وصحفاً، وبراً، وتقوى، وعبودية، وبذلاً، وسخاء، وجمالا في معالي الأخلاق.
وكذلك وجدنا فاطمة رضي الله عنها، فحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها لحبية الله فيها من بين ولده.
وكذلك نجد أولاد الأنبياء لهم تفاوت ولهم أثرة، فإذا تلك الأثرة ليست من الآباء من قبل نفوسهم الميالة بالهوى والشهوة، وإنما ذلك بقلوب طاهرة، وأفئدة زكية، وصدور عالمة بتلك الأشياء؛ فتميل قلوبهم إلى بعض أولادهم دون بعض من أجل حظ لهذا الولد عند الله ما ليس لغيره ..
ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ذكر أولاد خديجة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، أين أطفالي منك؟ قال:: (في الجنة). فهل ذكر غير هذا شيئاً؟ وقال عليه السلام عند ذكر إبراهيم عليه السلام: (لو عاش إبراهيم بعدى لكان صديقاً نبياً)، يعلمك بأنه محظوظ عند الله تعالى حظ الصديقين، وحظ النبيين، ولم يرزقه من الأجل في الدنيا ما يظهر عليه الصديقية والنبوة قلباً وجوارح. وحظه هناك في الآخرة قائم حظ صديق نبي، ولو عاش لظهر عليه هذا.
فلما استحكم البلاء على يعقوب عليه السلام، وطال الأمر، وعملت الرأفة، وغلبت مرافق الشوق، وتلهبت الرأفة؛ فلم يستجز أن يناديه وهو متعلق بحق الله الذي قد وجب على يعقوب بسبب ذلك المسكين. وهو ينتظر ماذا يبرز له من الغيب في هذا الحكم، ويحسن ظنه بالله ولا ييأس من روح الله؛ لأنه متوقع من كرم الله؛ فنادى الأسف الذي عليه أسف. فلما ناداه صار ذلك اللهب إلى الرأس كالمحبب له، فذهب ببصره، قال الله تعالى: (وَابيَضَت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظَيم). فإنما كظم عن نداء يوسف، وكن عنه، فنادى أسفه؛ فحمد الله له وذكر كظمه أنه واقف عند حكمي، معظم لأمري، ومن تعظيمه ووقوفه عند حكمي لم يذكر اسم من اشتاق إليه وحنت نفسه، فنادى الأسف. فلولا أن ذلك الأسف زينة لبلائه، وحلية لمصابه، ما كان ليناديه، ولا ليذكر في التنزيل شأنه.
فهؤلاء الأنبياء والرسل عليهم السلام يضعون كل شيء موضعه كما وصف الله تعالى، فيقدرون عليه بما قواهم الله تعالى من النبوة.
كذلك روى لنا سليمان عليه السلام: أنه حزن على ابنه حزنا شديدا حتى عزى بأن يمثل ملك فجاءه متخاصما مع آخر، فقال: إن هذا مشى في زرعي واتخذ طريقا. فقال له سليمان عليه السلام: ما حملك على ذلك؟ فقال: لأنه زرع في طريق الناس وممرهم. ففطن سليمان عليه السلام بأنه أريد بذلك فتعزى.
وكذلك روى عن موسى عليه السلام؛ حيث بكى على هارون عليهما السلام، فقال الله تعالى: يا موسى ما هذا؟
ما كان ينبغي لك أن تحن على فقد شيء معي، ولا أن تستأنس بغيري، ولا أن يكون بكاؤك على هارون إلا لي.
وفي هذا كلام كثير تركناه لئلا يطول ..
فالأقوياء هذا فعلهم، يعظمون أمر الله، فإذا أبكاهم بكوا، وإذا أحزنهم حزنوا، وإذا خوفهم خافوا، وإذا أضحكهم ضحكوا، وإذا بشرهم فرحوا، وإذا بسطهم انبسطوا.
والضعفاء من خوف خيانة النفوس، إذا أبكاهم دافعوا البكاء، وإذا أحزنهم فزعوا وردوا ذلك إلى أمور السرور، وإذا خوفهم تحيروا، وإذا أضحكهم اتهموا وحسبوها استدراجا ومكرا، وإذا بشرهم نسبوا ذلك إلى الوسوسة، وإذا بسطهم انقبضوا وحسبوه خذلانا. فهذا كله لانسداد الطريق فيما بينهم وبين الله، والحجب التي تحجب النفس مدلاة على عيني الفؤاد والصدور منهم لفوزان دخان الشهوات، وأخلاق النفس مغيمة كغيوم الآفاق إذا أحاطت بالأرض فحجبت إشراق الشمس."
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:03 م]ـ
* تصحيح عبارة
"فإنما نادى يوسف عليه السلام ذلك الأسف عند اشتداد حريق الرأفة"
فإنما نادى يعوقب عليه السلام ...........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:44 م]ـ
يا أخي يا أبا سعد السلام عليكم
وأنت الأعلم والأدرى أخشى أن تكون هذه الروايات من الإسرائيليات بل أكاد أجزم وخاصة كثرتها المعروفة نقلاً عن قصة يوسف وداوود عليهما السلام. حتى حديث ذكر أولاد خديجة وذكر ولده ابراهيم فليس لها ورود في الصحاح ولا في السنن. فهل تشك في هذا؟. ولكن يكفينا من الآية مفهومها العام الذي يدل على شجون العاطفة والتهابها لديه عليه السلام وصبره على فراق حبيبه تلك السنين العجاف.
ومن أجمل ما قرأت أن أحد العلماء المصريين وهو د. عبدالباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية تمكن من الحصول على براءة اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوروبية والثانية براءة اختراع أمريكية وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاما من نصوص سورة يوسف عليه السلام من القرآن الكريم. يقول الدكتور:
استوقفتني تلك القصةالعجيبة التي تحكي قصة تآمر أخوة يوسف عليه السلام, وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده, وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء, ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشيرعلى وجهه فارتد بصيرا.
وأخذت أسأل نفسي ترى ما الذي يمكن أن يكون في قميص يوسف عليه السلام حتى يحدث هذا الشفاء وعودة الإبصار على ما كان عليه, ومع إيماني بأن القصة معجزة أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله وهو سيدنا يوسف عليه السلام إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر مادي يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الكريم الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت أحداثها في وقتها,
وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث
علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء: هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون "الأدرينالين" وهو يعتبر مضاد لهرمون "الأنسولين" وبالتالي فإن الحزن الشديد أوالفرح الشديد يسبب زيادة مستمرة فيهرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم, وهو أحد مسببات العتامة, هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء.
ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام, فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قولالله تعالى:
"وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" صدق الله العظيم (يوسف 84)
وكان ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام بوحي من ربه أن طلب من أخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء:
"اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا واتوني بأهلكم أجمعين" صدق الله العظيم (يوسف 93)
قال تعالى: ":ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون, قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم, فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون" صدق الله العظيم (يوسف 96)
من هنا كانت البداية والاهتداء فماذا يمكن أن يكون في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟؟
وبعدالتفكير لم نجد سوى العرق,
وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعملية الجراحية التقليدية وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان
السؤال الثاني: هل كل مكونات العرق فعاله في هذه الحالة, أم إحدى هذه المكونات, وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية وهي مركب من مركبات البولينا الجوالدين" والتي أمكن تحضيرها كيميائيا وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250متطوعا زوال هذا البياض ورجوع الأبصار في أكثر من 90% من الحالات
وثبت أيضاً بالتجريب أن وضع هذه القطرة مرتين يوميا لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض في القرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين.
وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيع الدواء لطرحه في الأسواق أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه دواء قرآني حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب المجيد وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا وفي الآخرة.
ويعلق الأستاذ الدكتور عبدالباسط قائلا: أشعر من واقع التجربةالعملية بعظمة وشموخ القرآن وأنه كما قال تعالى:" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " صدق الله العظيم.(/)
إذا مس الإنسان شر .. هل هو ذو دعاء عريض أم يؤوس قنوط؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jun 2010, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كيف نوفق بين الآيتين في سورة فصلت:
(((لا يَسأَمُ الإِنسانُ مِن دُعاءِ الخَيرِ وَإِن مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئوسٌ قَنوطٌ))) ?49?
(((وَإِذا أَنعَمنا عَلَى الإِنسانِ أَعرَضَ وَنَأى? بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذو دُعاءٍ عَريضٍ))) ?51?
إذا مس الإنسان شر ... هل هو ذو دعاء عريض يدعو الله بشكل كثير ليكشف ضره أم أنه يؤوس قنوط لا يدعو الله لأنه يئس (أم أنها تكتب يأس) من رحمته ... كما جاء في التفسير؟
أعرف أن الفرق بين "إذا" و"إن" هي أن إذا تستخدم للمتوقع حدوثه أو الكثير حدوثه. أما "إن" تستخدم لغير المتوقع حدوثه أو قليل الحدوث .... قد تساعدكم هذه المعلومة في التفسير.
بالمناسبة ... لم يجبني أحد على هذا السؤال السابق.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20077
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2010, 01:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يقول الله تعالى:
(لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) سورة فصلت (49)
(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) سورة فصلت (50)
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) سورة فصلت (51)
ثلاث صور للنفس البشرية حين تعيش بعيدة عن هداية الخالق سبحانه وتعالى فهي مضطربة في التصورات والأحكام:
الصورة الأولى في قوله تعالى:
(لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) سورة فصلت (49)
فالآية تخبر أن الإنسان لا يمل من طلب الخير فهو يبذل كل ما يستطيعه من أسباب فهو يطلب من الله أن يهب له ما يحب من الأموال والأولاد والقوة وكلما حصل شيئا من ذلك تمنى الزيادة وطلبها، فإذا ما مسه الشر في أي جانب من جوانب الحياة فتراه يائساً قانطاً من تغير الحال فهي النهاية عنده لا يرجو بعد ذلك خيرا ولا يؤمل في عافية من بلاء.
الصورة الثانية في قوله تعالى:
(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى)
وهذه الآية تبين حال ذلك الشخص في الصورة الأولى في موقف آخر حين يكشف الله الضر عنه مع يأسه وقنوطه وعدم رجاءه انكشاف الضر عنه كيف يحكم على الأمور؟
إنه يقول هذا لي أي أنا مستحق لهذا وجدير به ولولا أني أستحق ما أُعطيت هذا ثم هو في نفس الوقت لا يؤمن بالآخرة ويظن أن الدنيا هي نهاية المطاف، ثم إنه يقدم تصورا آخر كيف سيكون وضعه فيما لو صح أن هناك بعثا وحسابا وجزاء فإن الجنة ستكون مدخرة له عند ربه، فهو عنده استحقاق آخر مبني على تصوره لسبب النعمة التي هو فيها.
الصورة الثالثة في قوله تعالى:
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) سورة فصلت (51)
وهذه صورة أخرى من طبيعة النفس البشرية حين لا تهتدي بنور الإيمان فهي تتصرف في النعم التي أنعم الله بها عليها تصرف المعرض المتكبر المغرور بما أعطاه الله، فتجده لا ينسب النعمة إلى مسديها ولا يشكرها ولا يقوم بحق الله فيها، فإذا ما قدر الله وسُلبت من هذه النعمة فتراه حينها يتذكر أن للنعمة واهبا وأنه إذا شاء سلبها وأنه لا يقدر على ردها إلا هو فتراه يتضرع ويدعو ويكثر من الدعاء، إنه صنف لا يعرف الله إلا في الشدة.
وفي كل هذه الصور الثلاث نجد أن الإنسان مضطرب في تصوراته وأحكامه وسلوكه، ولا يمكن تصحيح هذه التصورات والأحكام والسلوكيات إلا من خلال الإيمان حينها يحصل التوازن في النفس البشرية تصورا وأحكاما وسلوكا، ويلخص لنا ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يقول:
"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" رواه مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jun 2010, 02:33 م]ـ
جزاك الله خيراً ... أي أنها صور متعددة للإنسان البعيد عن الهداية عندما يصيبه سوء:
فالبعض ييأس من تغير الحال وتحسنه ويسيئ الظن بربه.
والبعض يتذلل إلى ربه ويتضرع إليه ويدعوه بكثرة وتكثيف وهو هو نفس الشخص الذي لم يكن يدعو ربه وهو في الرخاء بل كان مغروراً متكبراً بنعيمه.(/)
هل هناك أنبياء من غير البشر؟ وقفات مع قول ابن عباس رضي الله عنهما.
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل في آخر سورة الطلاق: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} سورة الطلاق آية 12.
روى الحاكم في المستدرك قال: أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا عبيد بن غنام النخعي أنبأ علي بن حكيم ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ـ {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم و آدم و نوح كنوح و إبراهيم كإبراهيم و عيسى كعيسى).
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.
تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح.
سئل السيوطي رحمه الله في الحاوي السؤال التالي:
مسألة - فيما روى البيهقي عن أبي الضحى عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى (ومن الأرض مثلهن) قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كابراهيمكم وعيسى كعيساكم ثم قال إسناد هذا الحديث إلى ابن عباس صحيح إلا أني لا أعلم لأبي الضحى متابعا فإذا كان الأمر كذلك فهل هؤلاء المذكورون من البشر أو من الجن أو خلق آخر وهل كل واحد منهم كان مقارنا لمثله من أنبياء البشر في الزمان أم كيف الحال.
الجواب: الجواب - هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ورواه البيهقي في شعب الإيمان وقال إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة، وهذا الكلام من البيهقي في غاية الحسن فانه لا يلزم من صحة الاسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه.
وسئل ابن حجر رحمه الله في كتاب الفتاوى الحديثية السؤال التالي:
وسئل نفع الله به بما لفظه: روى البيهقي عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن} قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبرلااهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسكم، ثم صحح سنده إلا أن أبا الضحى تفرد به عن ابن عباس وحينئذ فهل هؤلاء إنس أو غيرهم متعبد بمثل ما شرع لمثله ومقارن له في زمنه؟.
فأجاب بقوله: صححه الحاكم أيضا لكن ذكر البيهقي في الشعب أنه شاذ المتن بالمرة. قال الحافظ السيوطي: وهذا الكلام في غاية الحسن فإنهن لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الاسناد ويكون في المتن شذوذ أو علة تمنع صحته، وإذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويل لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة، ويمكن أن يؤول على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر، ولا يبعد أن يسمى كل منهم باسم النبي الذي بلغ عنه والله أعلم.
وفي فتاوى الرملي رحمه الله:
(سُئِلَ) عَمَّنْ قَالَ إنَّ اللَّهَ خَلَقَ قَبْلَ آدَمَ كَذَا وَكَذَا بَشَرًا يُسَمَّى كُلٌّ مِنْهُمْ آدَمَ وَقَبْلَ جِبْرِيلَ كَذَا وَكَذَا مَلَكًا يُسَمَّى كُلٌّ مِنْهُمْ جِبْرِيلَ وَيَخْلُقُ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَنَّةً وَنَارًا وَحِسَابًا وَعِقَابًا فَهَلْ مَا قَالَهُ صَحِيحٌ وَرَدَ فِي الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ أَمْ لَا؟ (فَأَجَابَ) بِأَنَّ مَا قَالَهُ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ قِيلَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ لِعَدَمِ وُرُودِ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ ثُمَّ رَأَيْت شَيْخَنَا الشَّمْسَ السَّخَاوِيَّ قَالَ: إنَّ الْبَيْهَقِيّ رَوَى فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ كِتَابِهِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْله تَعَالَى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} قَالَ سَبْعُ أَرْضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كَآدَمَ وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ وَعِيسَى كَعِيسَى وَمِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الضُّحَى بِلَفْظِ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَحْوُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ عَقِبَهُ: إسْنَادُهُ هَذَا صَحِيحٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ شَاذٌّ بِمُرَّةَ لَا أَعْلَمُ لِأَبِي الضُّحَى عَلَيْهِ مُتَابِعًا وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ بَعْدَ عَزْوِهِ لِابْنِ جَرِيرٍ بِلَفْظِ فِي كُلِّ أَرْضٍ مِنْ الْخَلْقِ مِثْلُ مَا فِي هَذِهِ حَتَّى آدَمَ كَآدَمَ، وَإِبْرَاهِيمَ كَإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَحْمُولٌ إنْ صَحَّ نَقْلُهُ عَنْهُ أَيْ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات وَذَلِكَ وَأَمْثَالُهُ إنْ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ وَيَصِحُّ سَنَدُهُ إلَى مَعْصُومٍ فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَى قَائِلِهِ.
وكأن الموضوع يدور حول ثلاثة أمور:
1 - تضعيف متن الحديث وبالتالي نفي المعنى.
2 - تأويل الحديث ويكون المعنى أن هؤلاء من غير البشر ولكنهم تسموا بأسماء أنبياء البشر.
3 - من الاسرائيليات.
يقول الألوسي في تفسيره:
وأقول لا مانع عقلاً ولا شرعاً من صحته، والمراد أن في كل أرض خلقاً يرجعون إلى أصل واحد رجوع بني آدم في أرضنا إلى آدم عليه السلام، وفيه أفراد ممتازون على سائرهم كنوح وإبراهيم وغيرهما فينا.
هل لأحد على هذا الموضوع تعليق أو توضيح أو نقل جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Jun 2010, 09:38 م]ـ
الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة تدل على خلاف ما روى عن بن عباس رضي الله عنهما:
روى البخاري من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ."
قال بن حجر رحمه الله في الفتح شرحا على هذا الحديث:
" وَفِيهِ أَنَّ الْأَرَضِينَ السَّبْع مُتَرَاكِمَة لَمْ يُفْتَقْ بَعْضهَا مِنْ بَعْضٍ لِأَنَّهَا لَوْ فُتِقَتْ لَاكْتُفِيَ فِي حَقّ هَذَا الْغَاصِب بِتَطْوِيقِ الَّتِي غَصَبَهَا لِانْفِصَالِهَا عَمَّا تَحْتَهَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الدَّاوُدِيّ. وَفِيهِ أَنَّ الْأَرَضِينَ السَّبْع طِبَاق كَالسَّمَوَاتِ، وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ إِنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ سَبْع أَرَضِينَ سَبْعَة أَقَالِيمَ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يُطَوَّقْ الْغَاصِب شِبْرًا مِنْ إِقْلِيمٍ آخَرَ قَالَهُ اِبْنُ التِّينِ."
وقال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم:
"قَالَ أَهْل اللُّغَة: الْأَرَضُونَ بِفَتْحِ الرَّاء، وَفِيهَا لُغَة قَلِيلَة بِإِسْكَانِهَا حَكَاهَا الْجَوْهَرِيّ وَغَيْره، قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ الْأَرِضِينَ سَبْع طَبَقَات، وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: {سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ} وَأَمَّا تَأْوِيل الْمُمَاثَلَة عَلَى الْهَيْئَة وَالشَّكْل، فَخِلَاف الظَّاهِر، وَكَذَا قَوْل مَنْ قَالَ: الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ سَبْع أَرَضِينَ مِنْ سَبْع أَقَالِيم؛ لِأَنَّ الْأَرِضِينَ سَبْع طِبَاق، وَهَذَا تَأْوِيل بَاطِل أَبْطَلَهُ الْعُلَمَاء بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يُطَوَّق الظَّالِم بِشِبْرٍ مِنْ هَذَا الْإِقْلِيم شَيْئًا مِنْ إِقْلِيم آخَر، بِخِلَافِ طِبَاق الْأَرْض فَإِنَّهَا تَابِعَة لِهَذَا الشِّبْر فِي الْمِلْك، فَمَنْ مَلَكَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَرْض مَلَكَهُ وَمَا تَحْته مِنْ الطِّبَاق، قَالَ الْقَاضِي: وَقَدْ جَاءَ فِي غِلَظ الْأَرِضِينَ وَطِبَاقهنَّ وَمَا بَيْنهنَّ حَدِيث لَيْسَ بِثَابِتٍ."
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[16 Jun 2010, 10:13 م]ـ
الحمد لله وبعد ......... ،
تجد أخي الكريم بحثا حول هذا الموضوع في مجموعة الشيخ / عمر الأشقر
((الرسل والرسالات))،
وقد بحثه الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية.
أعتذر عن التفصيل، لكني في اختبارات نهاية العام.
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[17 Jun 2010, 01:46 م]ـ
أشكر للآخ أبي سعد الغامدي
تعليقه وتوضيحه وجمعه، وحقاً هذا توضيح جميل ومتميز.
وأشكر للآخ عمرو إحالته واسأل الله له التوفيق والسداد في اختبارات
ولعلي أراجع ذلك.(/)
الآجال والأعمار
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[16 Jun 2010, 09:20 م]ـ
الآجال و الأعمار
العمر أخص من الأجل ولهذا قال من قال من أهل العلم: إن الأجل في القرآن لا يقبل التغيير " إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ "،
وقال " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ".
وقال جل وعلا في العمر " وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ
عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ".
وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى ضرب آجالا وجعل أعمارا، والجمع بين هذا وهذا عند طائفة من المحققين من أهل العلم: أن الأجل لا يقبل التعديل ولا التغيير، وأما الأعمار فهي قابلة لذلك، بأسباب أناط الله جل وعلا بها التغيير في قدره السابق، كما قال سبحانه " لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ0يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ".
فأجل العباد وأجل المخلوقات وأجل الأمم هذا هو الذي في اللّوح المحفوظ، لا يقبل التغيير، ولا يقبل التبديل، جعله الله جل وعلا على هذا النحو على ما اقتضته حكمته سبحانه وتعالى، وأما الأعمار فإنها تقبل التغيير، وقَبولها للتغيير لما في التقدير السنوي للعباد؛ لأن القدر منه قدر عام وهو الأصل العظيم، وهو ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام «قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» هذا التقدير العام في اللوح المحفوظ، ومنه تقدير خاص، و يختلف فهناك تقدير لكل مخلوق في رحم أمه، وثَم تقدير سنوي في ليلة القدر، وثَم تقدير يومي أيضا لما يفعله العباد.
إذا تبين ذلك فإن التقدير الذي يقبل التغيير هو ما في صحف الملائكة، وهذا الذي يُحمل عليه قول الله جل وعلا " وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ " بعض أهل العلم بالتفسير فهم الآية أن معناها وما يعمر من معمر ولا يُنقص من عمر معمر آخر إلا في كتاب، وأنّ تعمير المعمَّر يكون بسببٍ قد قُدِّر هو التعمير معا، فيكون قد عُمِّر، لا بالنسبة إلى أنه كان عمره ليس بطويل فأطيل فيه، وهذا يخالف ما جاءت به السنة الصحيحة من قول المصطفي عليه الصلاة والسلام «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، وبقوله عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه «ولا يزيد العمر إلاّ البِرّ»، فقوله: (من سرّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره) يعني أن زيادة الأرزاق منوطة بسبب، وأن تعمير المعمر زيادة في عمره (نسأ الأثر) هذا مربوط بسبب، وهذا الذي ارتبط بالأعمار، بالآثار، أما الآجال فلا، الآجال لا تقبل تغييرا، لأنها هي الموافقة لما في اللوح المحفوظ، يعني الأجل الذي إليه النهاية، أما العمر فهذا يقبل التغيير، ولهذا صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى في سورة الرعد " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ "
أنه في صحف الملائكة " وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " يعني اللوح المحفوظ ... ا. هـ
شرح الطحاوية للشيخ / صالح آل الشيخ (بتصرف)
1/ 138(/)
((أو هم قائلون))
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[17 Jun 2010, 08:11 ص]ـ
قال تعالى ((فجاءهم بأسنا بياتًا أو هم قائلون)) [الأعراف]
المفترض بحسب اللغة العربية أن يقال: ((أو وهم قائلون)) فأين ذهبت واو الحال؟ وهل يجوز عند العرب حذفها إذا كانت جملة الحال اسمية؟
أرجو من أهل التفسير إزالة هذا الإشكال الذي أدخل علي غمة وكدرًا!!
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[17 Jun 2010, 11:33 ص]ـ
قال تعالى ((فجاءهم بأسنا بياتًا أو هم قائلون)) [الأعراف]
المفترض بحسب اللغة العربية أن يقال: ((أو وهم قائلون)) فأين ذهبت واو الحال؟ وهل يجوز عند العرب حذفها إذا كانت جملة الحال اسمية؟
أرجو من أهل التفسير إزالة هذا الإشكال الذي أدخل علي غمة وكدرًا!!
السلام عليكم
يقول صاحب التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور في ذلك:
{وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ( javascript:Open_Menu()) }
وجملة {هم قائلون} حال أيضاً لعطفها على {بياتاً} بأو، وقد كفى هذا الحرفُ العاطف عن ربط جملة الحال بواو الحال، ولولا العطف لكان تجرد مثل هذه الجملة عن الواو غير حسَن، كما قال في «الكشاف»، وهو متابع لعبد القاهر.
وأقول: إنّ جملة الحال، إذا كانت جملة اسميّة، فإمّا أن تكون منحلّة إلى مفردين: أحدهما وصف صاحب الحال، فهذه تَجَرّدُها عن الواو قبيح، كما صرّح به عبد القاهر وحقّقه التفتزاني في «المطوّل»، لأنّ فصيح الكلام أن يجاء بالحال مفردة إذ لا داعي للجملة، نحو جاءني زيد هو فارس، إذ يغني أن تقول: فارساً.
وأمّا إذا كانت الجملة اسميّة فيها زيادة على وصف صاحب الحال، وفيها ضمير صاحب الحال، فخلوها عن الواو حسن نحو قوله تعالى:
{قلنا اهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدوّ}
[طه: 123] فإنّ هذه حالة لكلا الفريقين، وهذا التّحقيق هو الذي يظهر به الفرق بين قوله:
{بعضكم لبعض عدوّ}
[طه: 123] وقولهم، في المثال: جاءني زيد هو فارس، وهو خير ممّا أجاب به الطيبي وما ساقه من عبارة «المفتاح» وعبارة ابن الحاجب فتأمّله. وعُلّل حذف واو الحال بدفع استثقال توالي حرفين من نوع واحد.
و (أو) لِتقسيم القُرى المهلَكة: إلى مهلكة في اللّيل، ومهلّكة في النّهار، والمقصود من هذا التّقسيم تهديد أهل مكّة حتّى يكونوا على وجل في كلّ وقت لا يدرون متى يحلّ بهم العذاب، بحيث لا يأمنون في وقت مَّا.
ومعنى: {قائلون} كائنون في وقت القيلولة، وهي القائلة، وهي اسم للوقت المبتدىء من نصف النّهار المنتهي بالعصر، وفعله: قال يقيل فهو قائل، والمقيل الرّاحة في ذلك الوقت، ويطلق المقيل على القائلة أيضاً.
وخصّ هذان الوقتان من بين أوقات اللّيل والنّهار: لأنّهما اللّذان يطلب فيهما النّاس الرّاحة والدعة، فوقوع العذاب فيهما أشدّ على النّاس، ولأنّ التّذكير بالعذاب فيهما ينغص على المكذّبين تخيَّل نعيمَ الوقتين.
والمعنى: وكم من أهللِ قرية مشركين أهلكناهم جزاء على شركهم، فكونوا يا معشر أهل مكّة على حذر أن نصيبكم مثل ما أصابهم فإنّكم وإياهم سواء.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 Jun 2010, 12:46 ص]ـ
قال تعالى ((فجاءهم بأسنا بياتًا أو هم قائلون)) [الأعراف]
أخي الكريم أرجو أولا أن تنتبه إلى صحة كتابة الآية فالصواب (فجاءها) وثانيا: هون على نفسك وتنبه لعبارتك فقولك:
أرجو من أهل التفسير إزالة هذا الإشكال الذي أدخل علي غمة وكدرًا!!
ليس بسديد، ولا أدري ما الذي أدخل الغم والكدر عليك؟ هل هو الخوف أن يكون هناك خطأ في القرآن أم ماذا؟ فما ذكرته من إشكال موجود في أيسر كتب إعراب القرآن. وقد جمع السمين الحلبي في الدر المصون أقوال النحاة فيها، فارجع إليه فإنه سيذهب عنك الغم والكدر إن شاء الله. وأخيرا اعلم أخي المبارك أن مثل هذه التراكيب تدفع المسلم للبحث والتدبر والتفكر لا للغم والهم. زادك ربي توفيقا وعلما وعملا.(/)
بين متين العلم ومُلَح التفسير
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[17 Jun 2010, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
بين متين العلم ومُلَح التفسير
جدت في عصرنا مصادر جديدة للتفسير، منها الإعجاز العلمي والعددي، ولا يزال الباحثون في الدراسات القرآنية مختلفين في اعتماد هذه المصادر، فبعضهم يعتمدها – وهم الجمهور – وبعضهم يرفضها.
وجميع هذه الأنواع تعود في الحقيقة إلى دلالة الإشارة، ودلالة الإشارة عند الأصوليين هي: دلالة اللفظ على معنى لا تتوقف صحة الكلام عليه، ولم يقصده المتكلم، مثل قوله تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم"، فمنطوقها الصريح يدل على جواز جماع الصائمين لنسائهم في جميع أجزاء الليل، وتدل هذه الآية أيضا عن طريق الإشارة على صحة صوم من أصبح جنبا؛ لأن ذلك لازم على إباحة الجماع في جميع أجزاء الليل، ومنها آخر جزء منه، ويلزم على ذلك أن يصبح المجامع جنبا. ومن أمثلة دلالة الإشارة أيضا قوله تعالى: "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون"؛ فقد استدل بعض الفقهاء بهذه الآية على أن الولد لا يُمْلَك؛ لأن الله تعالى وصف الملائكة بأنهم عباده ردا على الكفار في زعمهم أنهم أبناؤه، تعالى الله عن ذلك، ويلزم من ذلك أن العبودية والولدية لا يجتمعان.
ومن أمثلة ذلك من الإعجاز العلمي قوله تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض"؛ فالآية أصلا ليست مسوقة لتقرير حقيقة علمية، وإنما هي مسوقة للإخبار عن أمر مستقبلي هو انتصار الروم على الفرس وهذا ما يفهمه العرب الأميون منها إذا سمعوها، لكن العلم الحديث استكشف أيضا أنها تدل على حقيقة علمية.
وليس الخلاف في دلالة الإشارة جديدا؛ فقد اختلف القدماء في اعتبارها؛ وخصص الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" بحثا مطولا لهذا الموضوع، ذكر فيه حجج من يقول بها وحجج من يمنعها، وأطال في ذلك، وإن كان في الأخير قد رجح جانب من يمنع اعتمادها في مجال استنباط الأحكام الشرعية (انظر "الموافقات" للشاطبي، ط. عبد الله دراز: 2/ 79 – 103).
لكن ألا يمكن لهؤلاء وهؤلاء أن يجتمعوا في هذه المسألة على كلمة سواء؟
ربما نجد حلا لهذا الخلاف عند الإمام ابن عطية؛ فهو يميز بين نوعين من مصادر التفسير، هما: متين العلم ومُلَح التفسير، كما يقول في تفسير البسملة، من تفسيره "المحرر الوجيز":
"والبسملة تسعة عشر حرفا؛ فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم: "عليها تسعة عشر" إنما ترتب عددهم على حروف "بسم الله الرحمن الرحيم" لكل حرف ملك، وهم يقولون في كل أفعالهم: "بسم الله الرحمن الرحيم" فمن هنالك هي قوتهم، وباسم الله استضلعوا. قال القاضي أبو محمد عبد الحق - رضي الله عنه -: وهذه من مُلَح التفسير وليست من متين العلم، وهي نظير قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة "هي" في كلمات سورة "إنا أنزلناه"، ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل: "ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه"؛ فإنها بضعة وثلاثون حرفا قالوا: "فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
فالإمام ابن عطية هنا ينزل كل واحد من النوعين منزلته بلا إفراط ولا تفريط؛ فهو لا ينكر مُلَح التفسير، لكنه أيضا لا يرفعها إلى درجة متين العلم.
فمتين العلم هو استنباط التفسير من القرآن العظيم عن طريق مصادر التفسير المعروفة التي حددها علماء التفسير، ومنها: القرآن والسنة والإجماع وعلوم اللغة، أما مُلَح التفسير فهي استنباط اللطائف والنكت من القرآن، عن طريق التفسير الإشاري، ومنه الإعجاز العلمي والعددي، ونحوها.
ولكل من النوعين مجاله؛ فمجال متين العلم هو الأحكام العقدية والفقهية. أما مُلَح التفسير فهي لا تستخدم في استنباط هذين النوعين، وإن صح الاعتماد عليها في مجالات أخرى، فحكمها حكم الرؤيا والفراسة والتوسم والأحاديث الضعيفة التي يصح الاستدلال بها في مجال المستحبات والترغيب والترهيب بشروط، عند جمهور العلماء.
ومن المجالات التي يصح أن نعتمد فيها على مُلَح التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - زيادة الإيمان وتقويته: فالمسلمون - والحمد لله - يقطعون بكل ما أخبر به الصادق المصدوق، ولكنهم يزدادون إيمانا مع إيمانهم إذا استكشف العلم الحديث إعجازا علميا جديدا في الكتاب والسنة: "ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون"، ونظير ذلك ما ورد في كتب أهل الكتاب من البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن تصديقه، فإن المسلم إذا وقف على هذه الشهادة ازداد إيمانا مع إيمانه، كما قال تعالى: "قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله". ونظير ذلك من السنة اعتماده صلى الله عليه وسلم للقيافة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال: "ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة - ورأى أقدامهما -: "إن بعض هذه الأقدام من بعض". [متفق عليه: رواه البخاري، برقم: 3362، ومسلم برقم: 3690]، وقد كان مجزز المدلجي هذا قائفا، والقائف – كما قال ابن حجر في شرح هذا الحديث -: "هو الذي يعرف الشبه ويميز الأثر؛ سمي بذلك لأنه يقفو الأشياء، أي: يتبعها فكأنه مقلوب من القافي". وقال ابن حجر في شرح هذا الحديث أيضا: "قال أبو داوود: نقل أحمد بن صالح عن أهل النسب أنهم كانوا في الجاهلية يقدحون في نسب أسامة؛ لأنه كان أسود شديد السواد وكان أبوه زيد أبيض من القطن، فلما قال القائف ما قال مع اختلاف اللون سر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك لكونه كافا لهم عن الطعن فيه لاعتقادهم ذلك"؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان قاطعا بصحة نسب أسامة وكان المسلمون قاطعين بذلك؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع دليل القافة من مجزز المدلجي فرح به؛ لأنه تصديق لما كان عنده من القطعيات، وهو دليل آخر على كذب الكفار والمنافقين.
2 - تعيين المبهمات: ذكر ابن عطية في النص أعلاه استنباط بعض المفسرين أن ليلة القدر هي السابعة والعشرون من رمضان اعتمادا على الإعجاز العددي، فكلمة "هي" وقعت هي السابعة والعشرين من السورة؛ فدل ذلك عندهم على أن ليلة القدر هي السابعة والعشرون من رمضان. وهو استنباط مقبول؛ لأن ليلة القدر يصح الاعتماد في تحديدها على الأدلة الفرعية كالرؤيا ونحوها، قال صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر؛ فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر". [متفق عليه: رواه البخاري برقم: 1911، ومسلم برقم: 1165]، قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: "وفي هذا الحديث دلالة على عظم قدر الرؤيا وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية بشرط أن لا يخالف القواعد الشرعية".
3 - الترجيح بين الخلافات الفقهية والتفسيرية، أو تقوية ما يدل عليه متين العلم: فمُلَح التفسير يصح الاعتماد عليها في تأكيد الأحكام لا في تأسيسها، فلا يُنشَأ بها حكم جديد ولكن يصح أن يقوى بها حكم موجود؛ لأن مُلَح التفسير كالرؤيا ونحوها، والرؤيا يصح اعتمادها في هذا المجال، مثل حديث ابن عباس المتفق عليه، عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي قال: "تمتعت فنهاني ناس فسألت ابن عباس رضي الله عنهما فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلا يقول لي: "حج مبرور وعمرة متقبلة"، فأخبرت ابن عباس فقال: "سنة النبي صلى الله عليه وسلم" فقال لي: "أقم عندي؛ فأجعل لك سهما من مالي" قال شعبة: "فقلت: "لم؟ " فقال"للرؤيا التي رأيت". [متفق عليه، رواه البخاري برقم: 1492، ومسلم برقم: 1242] "، قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: "ويؤخذ منه إكرام من أخبر المرء بما يسره، وفرح العالم بموافقته الحق، والاستئناس بالرؤيا لموافقة الدليل الشرعي، وعرض الرؤيا على العالم، والتكبير عند المسرة، والعمل بالأدلة الظاهرة، والتنبيه على اختلاف أهل العلم ليعمل بالراجح منه الموافق للدليل". وقال القسطلاني في إرشاد الساري في شرح هذا الحديث: "قال المهلب: "ففي هذا دليل على أن الرؤيا الصادقة شاهد على أمور اليقظة"، وفيه نظر؛ لأن الرؤيا الحسنة من غير الأنبياء ينتفع بها في التأكيد لا في التأسيس والتجديد، فلا يسوغ لأحد أن يسند فتياه إلى منام، ولا يتلقى من غير الأدلة الشرعية حكما من الأحكام". ومن الخلافات التفسيرية التي أصبح بإمكاننا اليوم أن نرجح جانبا منها بفضل الإعجاز العلمي، الخلاف في تفسير قوله تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك"؛ فقد اختلف المفسرون القدماء في تفسيرها فقيل: البدن: الجسد، وقيل: الدرع، لكن الإعجاز العلمي أثبت أن جسد فرعونِ موسى ما زال موجودا بذاته في عصرنا، فدل ذلك على أن المقصود بالبدن في هذه الآية هو الجسد.
ولا ينبغي أن ننسى أيضا أن القائلين باعتماد الإعجاز العلمي والعددي، قد وضعوا لهما ضوابط وشروطا ومعايير، تكفل لهما الدقة وتحاشِيَ الإفراط والتفريط، وهم يرفضون رفضا باتا ما لا يلتزم بهذه المعايير، أما المعارضون فينصب انتقادهم غالبا على ما لم يلتزم بهذه المعايير؛ وهنا يصل الخلاف إلى مرحلة يكاد يكون فيها لفظيا.
وأخيرا أفلا يمكن أن يكون الإمام ابن عطية بتمييزه بين متين العلم و مُلَح التفسير، وسيطا بين هؤلاء وهؤلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jun 2010, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
بين متين العلم ومُلَح التفسير
جدت في عصرنا مصادر جديدة للتفسير، منها الإعجاز العلمي والعددي، ولا يزال الباحثون في الدراسات القرآنية مختلفين في اعتماد هذه المصادر، فبعضهم يعتمدها – وهم الجمهور – وبعضهم يرفضها.
وجميع هذه الأنواع تعود في الحقيقة إلى دلالة الإشارة، ودلالة الإشارة عند الأصوليين هي: دلالة اللفظ على معنى لا تتوقف صحة الكلام عليه، ولم يقصده المتكلم،
المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف؛ بل يقولون إن الإشارات القرآنية إلى المعاني "العلمية" و"العددية" مقصودة باللفظ القرآني؛ ويبالغ كثير منهم فيقول إنها هي أهم مقاصده شأنهم في ذلك شأن الحروفيين القدماء من الصوفيين وغيرهم.
والملاحظ على الإعجاز يمكن تلخيصه في نقاط:
1 - أنه استحداث لمعان جديدة لا يدل عليها اللفظ القرآني بحسب لغة العرب الذين أنزل فيهم القرآن.
2 - أن هذه المعاني لم يقل بها أحد من السلف الصالح على الأقل بتفاصيلها الموجودة اليوم حتى لا يجادل أحد بكروية الأرض عند ابن تيمية رحمه الله تعالى ونحو ذلك.
3 - أن اعتماد الإعجاز في الأساس على نظريات علمية يسميها بعضهم "حقائق" علمية، دون أي برهان علمي؛ مع أن النصارى الذين وضعوها رجع المحققون منهم عن أكثرها.
وقد نوقش هذا الموضوع مرات عديدة في هذا الملتقى؛ فلمن يريد أن يراجع ما قيل فيه الرجوع إلى روابطه.
وجزاك الله خيرا على الفائدة.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على المشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.
وقول فضيلتكم:
"المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف"
يدل على أن التوفيق بين الطرفين غير مستحيل؛ وأن السبب الأساس للخلاف هو عدم احترام بعض الأطراف للأسس المنهجية، فلو التزم بها الجميع لضاقت شقة الخلاف، ولأمكن أن تنجح وساطة ابن عطية بين الحزبين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على المشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.
وقول فضيلتكم:
"المشكلة أخي الكريم: أن أهل الإعجاز بفروعه - وهي كثيرة - لا يلتزمون بهذا التعريف"
يدل على أن التوفيق بين الطرفين غير مستحيل؛ وأن السبب الأساس للخلاف هو عدم احترام بعض الأطراف للأسس المنهجية، فلو التزم بها الجميع لضاقت شقة الخلاف، ولأمكن أن تنجح وساطة ابن عطية بين الحزبين.
جزاك الله خيرا.
أخي الكريم: لقد حاورت كثيرا من أهل الإعجاز وخاصة العلمي - فالعددي لا أسميه إعجازا أصلا - وما استنتجته من تلك الحوارات هو:
1 - أنه لا توجد ضوابط دقيقة لما يسمى بالإعجاز العلمي.
2 - أن بعضهم حاول وضع ضوابط علمية؛ لكنها فسدت بسببين:
أ - أنهم لم يلتزموا بها، في قراءتهم "العلمية" للقرآن الكريم.
ب - أن تلك الضوابط في حد ذاتها لم تكن كافية للحذر من الوقوع في المحذور من القول في القرآن الكريم بمحض الرأي الذي لا يستند إلى لغة أو كتاب أو سنة ..
والذي أميل إليه أنه ينبغي أن تكون لجنة من أهل العلم وتدرس وضع ضوابط دقيقة مبنية على أصول التفسير ومنضبطة بضوابطه.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:20 ص]ـ
بحث شائق رائق استاذنا الفاضل د. أحمد خاصة مع طعمه الأصولي في دلالة الإشارة ..
و لكن يا سيدي الكريم:
إن سميتها ملحاً فإن تلك الملح اليوم لهي أهم من كثير من متين التفسير بكثير ,
ففائدتها مزدوجة في تقوية إيمان المؤمنين , و في دعوة غير المسلمين إلى القضية المركزية للقرآن: التوحيد!
ثم إنها عند اصحابها مصداق قول سيدنا رسول الله صل1:
" لا تنقضي عجائبه "!!
فهي في هذا المجال أمتن من متين التفسير
وظيفةً و دلالةً و تصديقاً!
حتى الصحابة رضي الله عنهم - من بعد ما رأوا الآيات - كان صل1 يدعوهم احياناً ليشهدوا من جديد معجزة أخرى!
و " لو تدومون على ما أنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات "!
و حبذا لو ترجع أستاذنا العزيز إلى الحدث العجيب الذي جعل رئيس فريق بحث ياباني يسلم بسرعة و هو يبحث في التين و الزيتون!؟!
و بارك الله فيكم.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله.
وأنا أوافق فضيلتكم تماما على ما قلتموه عن مكانة الإعجاز العلمي والعددي ودورهما في تقوية الإيمان وهداية الكفار؛ قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، وقال تعالى: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها"، وفي المثال الذي ذكرتموه عبرة لمن يعتبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:59 ص]ـ
لقد استطاع السلف الصالح أن يقوموا بالدعوة إلى الله تعالى ودخل الناس في الدين أفواجا دون أي تخبط أو قول في القرآن الكريم بمجرد الرأي المحض.
ولو قمنا بإحصائية لوجدنا أنه لا مقارنة بين الذين هداهم الله تعالى بجهود السلف الصالح والذين أقنعهم "الإعجازيون" لا كما ولا كيفا من حيث قوة الإيمان والتفاني في خدمة الدين ....
والواقع هو أهم ما يصدق أو يكذب الدعاوى ..
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Jun 2010, 02:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم، وفقكم الله ونفع بعلمكم.
وأنا أوافق فضيلتكم تماما على ما قلتموه من وجوب اتباعنا للسلف في طرق الدعوة، وعلى أن طريقة السلف هي أنجح الطرق وأفضلها. لكني أرى أن السلف لم يلتزموا طريقة واحدة في الدعوة ولم يقتصروا على "متين العلم"، بل كانوا يستعملون كل الأدلة التي تثبت الحجة عند الخصم، وقد ألف السلف رضي الله عنهم كتبا تعرض لنا طرقهم في الدعوة إلى الإسلام، وسموا هذه الكتب: "دلائل النبوة" ومنها "دلائل النبوة" للإمام البيهقي، والبيهقي ما ألف هذا الكتاب إلا لزيادة إيمان المسلمين وإقناع الكفار، كما يقول في مقدمته: " أما بعد: فإني لما فرغت - بعون الله وحسن توفيقه - من تخريج الأخبار الواردة في الأسماء والصفات والرؤية والإيمان والقدر وعذاب القبر وأشراط الساعة والبعث والنشور والميزان والحساب والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار وغير ذلك من ما يتعلق بالأصول، وتمييزها؛ ليكون عونا لمن تكلم فيها واستشهد بما بلغه منها فلم يعرف حالها وما يقبل وما يرد منها، أردت - والمشيئة لله تعالى - أن أجمع بعض ما بلغنا من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته ليكون عونا لهم على إثبات رسالته".
فما هي الدلائل التي استخدم البيهقي في هذا الكتاب؟ إذا تصفحنا هذا الكتاب نجد البيهقي يروي فيه الرؤى والهواتف وأخبار الكهان والجن والأحبار والرهبان، ونحو ذلك، وهو قد أورد هذه المرويات مستدلا بها لزيادة إيمان المسلم وإقناع الكافر؛ فبعض الصحابة أسلم اعتمادا على رؤيا، وبعضهم أسلم اعتمادا على خبر كاهن أو جني، وبعضهم أسلم اعتمادا على هاتف، وبعضهم أسلم اعتمادا على بشارة وردت في الكتب القديمة، وهكذا. وقد نص القرآن على اعتبار شهادة أهل الكتاب إذا كانت موافقة لما في القرآن، مع أن كتبهم محرفة، والإعجاز العلمي والعددي - مهما قيل فيهما - لا يمكن أن يكونا أضعف حجية من الرؤى والهواتف وأخبار الكهان والجن وأهل الكتاب. فالأصل المستدل عليه ثابت بالقطعيات، وهذه الأدلة إنما تقويه فقط، وقد ورد اعتبار هذا النوع من الأدلة عن السلف إجمالا، ولا غرو إذا تجددت أنواع جديدة منه بتقدم الزمن. ولو فرضنا أن مسلما أسلم في عصرنا اعتمادا على الإعجاز العلمي مثلا، لما جاز لمعارضي الإعجاز العلمي أن يطعنوا في إسلامه، ويقولوا إن إيمانه باطل؛ لأنه اعتمد على دليل غير معتبر. وهذا دليل على اعتبار هذه الأنواع من الإعجاز عند الجميع، إذا التزمت بشروطها.
وما أحسن قول فضيلتكم: "والذي أميل إليه أنه ينبغي أن تكون لجنة من أهل العلم وتدرس وضع ضوابط دقيقة مبنيةعلى أصول التفسير ومنضبطة بضوابطه".
والله أعلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Jun 2010, 04:39 م]ـ
ولو قمنا بإحصائية لوجدنا أنه لا مقارنة بين الذين هداهم الله تعالى بجهود السلف الصالح والذين أقنعهم "الإعجازيون" لا كما ولا كيفا من حيث قوة الإيمان والتفاني في خدمة الدين ....
والواقع هو أهم ما يصدق أو يكذب الدعاوى ..
هذه عبارة صائبة بل بليغة في ذاتها أخي العزيز أ. إبراهيم , و ستجد مصداقها بإذن الله هنا في هذا الرابط حينما يكتمل التصور العام لموضوعه .. و قد أرجعني سنوات إلى حيث كنت أكتب مقدمات في أوجه إعجاز الدين ... و أخرجتها منذ أيام لوضعها موضوعاً أرجو به فتح مشروع جديد هنا أوسع من موضوع الرابط نفسه الآتي ذكره. (و ستجد المصداق نفسه في الرابط الآخر الذي أنوي وضعه .. فأنا أصدّقك مرتين http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif )
على أنني لا أوافقكم على توظيف هذه الحقيقة في غير محلها , أي أن نبني عليها موقفاً من هذا النوع من الإعجاز , ما طلبه أصحابه و لا سعوا إليه , و هو يحجرّ الواسع في منافسة لا محل لها من بحث المتباحثين! بدل توظيف النافع جنباً إلى جنب , فالمقولة كما قلت دقيقة صائبة و لكن توظيفها خاطيء في سياق محل البحث! و إن كان جميلاً مستبصراً في سياق توظيفها للأولويات و ترشيد هذا النوع من الدعوة!؟
و بارك الله فيكم.
الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19228(/)
الصيغة الصرفية للفعل "يهرعون"
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[17 Jun 2010, 11:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء الفعل "هرع " على صيغة المضارع المبني للمفعول في القرآن الكريم مرتين وهو من الأفعال التي لا تأتي في صيغتها إلا للمفعول
الاهراع: الاسراع. وقوله تعالى: {وجاءه قومه يهرعون إليه}، قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضا. وأهرع الرجل على ما لم يسم فاعله، فهو مهرع" الصحاح
"وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) هود
" ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) "
ففي الآية الأولى:" وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ"تتحدث الآية عن قوم لوط –عليه السلام- الذين كانوا يأتون الفاحشة مع الذكران" أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ"الشعراء فجاء التعبير القرآني "يهرعون " المبني للمفعول للدلالة أن المحرك لقوم لوط –عليه السلام – هي الفاحشة فهي سيطرت عليهم لذلك لم يفكروا بعقولهم التي وهبها الله لهم فيما يفعلون من الفاحشة فلذلك قال لهم لوط –عليه السلام- " أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ" فالفاحشة هي الفاعل المحرك لشهواتهم فهي التي جعلتهم يسرعون إلى لوط –عليه السلام –عندما جاءته الملائكة
فكم إنسان سيطرت عليه الفاحشة والشهوة وعطلت تفكيره وعقله.
أما الآية الثانية: " إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)
في تتحدث عن الذين تبعوا ما كان يعبد آبَاؤهُمْ من عبادة الأصنام وما كانوا يفعلون من الفواحش فهم متبعون لآبائهم في العبادة وفعل الفاحشة قال الله –تعالى-" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة 104]
لذلك جاء التعبير" يُهْرَعُونَ" المبني للمفعول لان الذي يحركهم الى عبادة غير الله وفعل الفاحشة أهواؤهم وتقليدهم الأعمى لآبائهم? فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (50) ? فهم لم يفكروا
ولم يعقلوا ما يفعلون " أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ " [البقرة170(/)
برامج التدبر رأي وتطوير
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[17 Jun 2010, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد/
فقد كان من توفيق الله تعالى إقامة الملتقى الثاني للتدبر (التدبر مناهج وبرامج) والذي نظمه مركز تدبر يوم الخميس 21/ 6/1431هـ وقد شارك فيه وحضره عدد من العلماء والمتخصصين والتربويين والإعلاميين وطرحت فيه عدد من الأوراق والمداخلات المهمة، وقد أقيم على هامش الملتقى حلقة النقاش حول (منهجية التدبر للحلقات) في مركز الشرق لتحفيظ القرآن بالرياض بالتعاون مع مركز تدبر حضرها عدد من المتخصصين والتربويين، وقد خرج الملتقى والحلقة بتوصيات كان من أهمها: أهمية تفعيل التدبر وبرامجه في الحلقات والدور القرآنية. وقد كان من أعمال الحلقة ورشة عمل خلصت إلى منهج مقترح.
وحرصاً على تفعيل هذه التوصيات والمنهج المقترح، كتبت هذه البرامج التدبرية المقترحة للمستويات التعليمية والعمرية المختلفة، رجاء أن ينفع الله بها في المحاضن القرآنية.
وسيتم بإذن الله تعالى إرسالها للجمعيات الخيرية ليستفاد منها في تطبيق التدبر في الحلقات والدور القرآنية.
آمل من أعضاء هذا الملتقى المبارك الاطلاع والمشاركة في تقييم الرؤية وتطويرها، ليكون الرأي مشتركاً في بنائها. كتب الله أجركم وبارك علمكم وسدد رأيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه
د. محمد بن عبدالله الربيعة
?ـــــــــــــــــــــ
منهج تدبر المقترح للحلقات والدروس القرآنية
اقترحت ورشة العمل في حلقة النقاش المكونة من عدد من المشايخ المتخصصين والتربويين المنهج التالي:
المرحلة الغريبالفوائد والهدايات في الآياتالموضوعات التي تضمنتها الآياتالجانب العمليالابتدائيالغريب (السراج المنير) الواضحة جداًالموضوعات الظاهرةواجب عملي تطبيقي (غير ملزم) المتوسطالغريب + كتاب التفسير الميسرالظاهرة وماهو أدق منها الظاهرة وماهو أقل منهاواجب عملي تطبيقي (تدريب) الثانويالغريب + تفسير السعديجميع الهداياتالموضوعات جميعهاواجب عملي (تطبيق) الجامعي الغريب + مختصر ابن كثير جميع الهداياتالموضوعات جميعهاواجب عملي (تطبيق)
وبناء عليه يمكن تحديد
أسس التدبر الأمثل وتوضيح تفصيلي لها:
المنهجالمراد بهالمصدرمثال على سورة الإخلاص (الله الصمد) الغريبفهم الغريب وربطه بالمعنى السراج المنير الغريب: الصمد: السيد الذي كمل في سؤدده وغناه، والفهم العام للسورة أو الآياتبيان المعنى العام مع التركيز على مقاصد السورة والمالتفسير الميسر مقصد السورة تحقيق الإخلاص لله ولذلك سميت بالإخلاص. الموضوعات التي تضمنتها الآياتبيان الموضوعات التي تضمنتها الآيات مع التركيز على يمكن استخلاصها من خلال التأمل. ويمكن الاستعانة بموضوع الآية: هو بيان كمال الله تعالى وغناه وحاجة الفوائد والهدايات التي تضمنتها الآياتاستخراج الفوائد والهدايات مع التركيز على الجانب التفسير الجزائري من الفوائد:1 - أن المسلم يستشعر كمال ربه في ذاته الجانب التطبيقييمكن تكليف الطالب أو الطلاب جميعاً بواجب عملي تطبييستخلص من الآيات 1 - توجيه الطلاب للمحافظة على قراءة السورة في الأوقاالورد اليومييكلف الطالب بقراءة الحزب اليومي الذي يحفظه في الصلالصلوات - توجيه الطالب للمحافظة على قراءة السورة في الصلوا
هذه الأسس الخمسة لايلزم أن تطبق جميعاً لكنها تمثل التدبر الأمثل
ـــــــ
برامج تدبر المقترحة
هذه بعض البرامج المقترحة المبنية على المنهج المقترح
البرنامج الأول: برنامج التدبر لطلاب الحلقات
1 - دورة في أساسيات التدبر. وتشتمل الدورة على الأسس اللازمة للتدبر وبيان طرق وآليات التدبر مع تطبيق على سورة أو آيات.
2 - البرنامج اليومي
• حفظ المقرر اليومي مع الغريب
• قراءة تفسير الآيات من التفسير الميسر
• تدبر الطالب للآيات واستخراج فائدة أو أكثر
• تذكير الطالب بالجانب العملي في الآيات (الخلق القرآني)
• الورد اليومي: قراءة المحفوظ في الصلاة أو قيام الليل مع التدبر.
3 - البرنامج الأسبوعي: تخصيص يوم تدبر (مجلس التدبر) أسبوعي: ويشمل:
• مدارسة جماعية لسورة أو صفحة من المفصل أو غيره واستخراج الهدايات والفوائد
• الاطلاع على تفسير الآيات من (مختصر ابن كثير أو السعدي)
(يُتْبَعُ)
(/)
• تكليف الطلاب بواجب عملي من الآيات
ملحوظة: هذا المنهج يمثل التدبر الأمثل، ويمكن تطبيق ما أمكن منه.
ـــــــــــــــــــ
البرنامج الثاني: برنامج التدبر لغير طلاب الحلقات (دورة سنوية)
1 - دورة في أساسيات التدبر. وتشتمل الدورة على الأسس اللازمة للتدبر وبيان طرق وآليات التدبر مع تطبيق على سورة أو آيات.
2 - البرنامج المقترح:
• المدة: سنة دراسية
• الأيام: أربعة أيام من السبت حتى الثلاثاء
• الفترة: بعد العصر أو المغرب
• الفئة المستهدفة: من ثالث متوسط فما فوق، ويمكن تحديد فئة معينة.
• المدرس: خريج بكالوريوس شرعي أو معهد إعداد معلمين، مع خبرة تربوية
• المقرر: سور المفصل، مع التركيز على الجوانب الإيمانية والخلقية.
• المنهج: إقراء وحفظ وتدبر وتفسير وتطبيق.
• المقدار الأسبوعي: صفحتان أو مايقاربهما.
• البرنامج الأسبوعي:
السبت: الإقراء الصحيح للمقدار مع التجويد.
الأحد: حفظ المقدار (إتقان) مع حفظ الغريب.
الاثنين: تدبر: مدارسة بين المعلم والطلاب حول المعاني وأسرار التعبير والهدايات. ويحضر المعلم تفسير الآيات من ابن كثير والسعدي مع تكليف الطلاب بقراءة التفسير الميسر وتدبر الآيات واستخراج ثلاث فوائد وهدايات.
ملحوظة: قُدم التدبر على التفسير لأن الأولى أن يجتهد القارئ في تدبر الآيات ثم يرجع إلى التفسير ليكون رجوعه مركزاً وموجهاً للبحث في المعاني والمسائل المشكلة لديه ولترسخ المعاني في نفسه.
الثلاثاء: تفسير وتطبيق:
- تفسير: الاطلاع على تفسير الآيات من مختصر ابن كثير والسعدي.
- تطبيق عملي جماعي (يكلف الطلاب بتطبيق عمل مأخوذ من الآيات)
• الورد اليومي: قراءة خمس صفحات من المحفوظ السابق يومياً في الصلاة أو القيام مع التدبر.
ملحوظة: هذا المنهج يمثل التدبر الأمثل، ويمكن تطبيق ما أمكن منه.
ـــــــــــــــــ
البرنامج الثالث: برنامج معاهد إعداد المعلمات.
1 - دورة في أساسيات التدبر. وتشتمل الدورة على الأسس اللازمة للتدبر وبيان طرق وآليات التدبر مع تطبيق على سورة أو آيات.
2 - المنهج المقترح:
• تخصيص الدرس الأول: درس تدبر للآيات المقررة يومياً، ويتضمن الدرس:
• مدارسة بين المعلمة أو الشيخ والطالبات مع تحضير المعلمة لتفسير الآيات.
• يطلب من كل طالبة تدبر الآيات مسبقاً واستخراج هداية أو أكثر.
• واجب عملي تطبيقي مأخوذ من الآيات يومياً أو أسبوعياً (أخلاق القرآن)
• ورد يومي: قراءة المحفوظ في الصلوات أو القيام مع التدبر.
ملحوظة: هذا المنهج يمثل التدبر الأمثل، ويمكن تطبيق ما أمكن منه.
ــــــــــــــــــــ
البرنامج الرابع: تدبر الأطفال (الروضات)
1 - دورة للمعلمات في أساسيات التدبر. وتشتمل الدورة على الأسس اللازمة للتدبر وبيان طرق وآليات التدبر مع تطبيق على سورة أو آيات.
2 - المنهج المقترح: جزء عم خلال سنتين، ويشمل:
• الإقراء الصحيح. مع التجويد
• الحفظ المتقن مع بيان معنى الغريب
• تبسيط فهم السورة للطلاب مع التركيز على بناء الإيمان والأخلاق
• الواجب العملي التطبيقي، بتكليف الطلاب بواجب تطبيقي مأخوذ من السورة كأدب ومثل (قل أعوذ برب الفلق) يكلف الطلاب بقراءتها في الأوقات المشروعة.أو عمل معين مثل (فصل لربك وانحر) أن يؤتى بخروف ويذبح مع إعلان التسمية لله تعالى (أو مشهد مصور للذبح) ويبين للطلاب أن الذبح لا يكون إلا لله ولابد من التسمية. مما يبني لديهم هذا المبدأ العظيم.
ـــــــــــــــــــ
برنامج التدبر للدروس والمجالس القرآنية (طلبة العلم)
1 - دورة في أساسيات التدبر. وتشتمل الدورة على الأسس اللازمة للتدبر وبيان طرق وآليات التدبر مع تطبيق على سورة أو آيات.
2 - يركز في الدرس أو المجلس على ثلاثة أسس:
• التعريف العام بالسورة ويشمل (مقصد السورة وربط آيات السورة به، وأسباب النزول وفضائل السورة وغيرها)
• المدارسة بين الشيخ والطلاب من خلال طرح التساؤلات على الآيات. ويشمل (استنباط المعاني والأحكام والحكم والدلالات وأسرار التعبير، والمسائل البلاغية. والفوائد والهدايات)
• ربط الآيات بالواقع وتفعيل الجانب العملي والتطبيقي لما اشتملت عليه السورة أو الآيات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2010, 08:00 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالله على هذه الجهود المباركة، وأسأل الله أن ينفع بها ويتقبلها بقبول حسن.
وأشكرك على إتاحة ثمرة حلقة النقاش بين يدي الجميع للإفادة منها، وتقويمها، وتطبيقها وتعميمها ليظهر ما فيها من إيجابيات وملحوظات، فمثل هذه الأفكار لا تظهر مزاياها وعيبوها إلا بالتطبيق العملي، ورصد النتائج بشكل علمي، ثم إعادة النظر فيها بعد مدة كافية. وأرجو التركيز على الجوانب التطبيقية من الآن فصاعداً حتى يترسخ مفهوم التدبر لدى الجميع.
ولا زلتُ أتَمنَّى أن تُعقد حلقةُ نقاشٍ مُصغرة لاعتماد حَدٍّ للتدبر تنطلق منه برامجُنا في الهيئة العالمية لتدبر القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jun 2010, 09:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل د. محمد الربيعة على مشاركتنا هذه البرامج والتي يجب أن نطبقها كلٌ منا بحسب قدرته ووقته.
وأنا أدعوكم ومشرفنا الفاضل وعلماءنا الكرام في هذا الملتقى المبارك أن تركزوا على تقديم برامج التدبر هذه على الفضائيات وخاصة في شهر رمضان المبارك القادم لأن الناس تكون على استعداد أكبر في أيام هذا الشهر لتلقي القرآن بقلب واعٍ مؤمن مطمئن. وقد كان برنامجكم العام الماضي (لنحيا بالقرآن) خير مثال على هذه البرامج فقد فتحتم لنا آفاق واسعة في آيات وسور نرددها يومياً لكنا ما عرفنا معانيها وما طبقناها لكي يكون القرآن منهجاً لنا في حياتنا.
أدعوكم لتكرار مثل هذه التجربة فلا تقتصر البرامج القرآنية على مجرد التفسير وإنما ما نحتاجه ربط الآيات بالواقع وبحياة الفرد ومجتمعه حتى تكون الفائدة أعم وحتى يكون القرآن فيه شفاء وهدى ورحمة.
بارك الله في جهودكم وزادكم علماً ونفعنا بعلمكم.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Jun 2010, 05:10 م]ـ
شكر الله لك تفاعلك أبا عبدالله، وما اقترحته بخصوص مصطلح التدبر وعقد ورشة عمل حوله فسيكون بإذن الله تعالى.
وأشكر الأخت المباركة سمر على تفاعلها وجهدها المبارك في خدمة البرامج القرآنية الفضائية، واقترحها محل العناية، ونبشرها بأن هناك بعض البرامج القرآنية المقترحة لشهر رمضان نرجو الله أن يتمها.
وأنتظر من الأخوة الأعضاء ملاحظاتهم حول البرامج المطروحة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:14 م]ـ
أرجو من الدكتور الفاضل محمد الربيعة إعلامنا بمواعيد برامجه القرآنية على القنوات الفضائية لشهر رمضان المقبل بإذن الله وفقكم الله لكل خير ونفع بكم.(/)
ذو القرنين .. وعمارة الأرض .. وقفات
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[17 Jun 2010, 06:10 م]ـ
ذو القرنين ... وعمارة الأرض ...
تبقى نظرتنا إلى كتاب الله تعالى , نظرة ناقصة جزئية .. ,حتى يدخل توجيه القرآن في كل جزئية من حياتنا , وفي كل ميدان و فن , نستلهم منه توجيه هداية وتنوير , نعرف من خلاله حكم ذلك الأمر, وموقفنا منه, وأخلاقنا فيه وكيف نتعامل معه ومن خلاله, ويرسم لنا القرانُ فيه قواعد عامة, وضوابط وكليات جامعة شاملة , ومبادئ رفيعة عالية.
ولك أن تتصور إلى أي المستويات سنرتفع , وأي درجة سنبلغ , إذا توقفنا عند كل خطوة هامة مصيرية في حياتنا , لا نتجاوزها حتى نستهدي بهدي القرآن ,ونستضيء بنوره , ليس في معرفة الحكم فحسب –كما هو غاية مطلب الكثير منا – بل إلى تلمس أسرار أخرى في المقدار الذي يحل علينا ويحرم, وإلى توجيه نفسي , وإيحاء شعوري, و ما هو موقف الأفضلية؟ , وما هو الأكمل والأرقى؟ ... لو فعلنا ذلك لبلغنا في العبودية ومراتب الكمال والتوفيق شأوا عاليا ..
وتمثيلا لذلك وتوضيحا له سنقف وقفات مختصرة مع قصة " ذي القرنين "-الاسكندر المقدوني الكبير - وهي قصة ذُكرت في سورة الكهف التي استحب الشارع لنا أن نتلوها في كل يوم جمعة , ليرسخ هذا المثال في نفوسنا فنحذو حذوه , و قصص القرآن هي صورة حية مرئية يراد منها أن ترتسم في الخيال وتنطبع في النفس , وأن تبقى مثالاً حياً فاعلاً في حياة من اتخذها مثالاً أعلى , ولا شك أن ذي القرنين محل ثناءِ اللهِ تعالى , جعله الله مثالاً و أنموذجاً لنا بكل تفاصيل قصته التي أوردها في كتابه .. وإلا لنبّه على أخطائه وعلق عليها ونقدها, ولو بإشارة أو إيحاءٍ كما هي عادة القرآن.
قال القاسمي رحمه الله:"ليس في القرآن شيء من التاريخ من حيث هو قصص وأخبار , وإنما هي الآيات والعبر والأحكام والآداب تجلت في سياق تلك الوقائع, ولذا يجب صرف العناية إلى وجوه تلك الفوائد والثمرات , وما يستنبط من تلك الآيات .. "
الوقفة الأولى: قال الله عن ذي القرنين " حتى إذا بلغ مغرب الشمس" ثم قال عنه"حتى اذا بلغ مطلع الشمس" ثم قال:"حتى إذا بلغ بين السدين" ... سعى ذو القرنين وجدّ واجتهد حتى بلغ حيث انتهت طاقته و قدرته , ولم يرض بمنزلةٍ دون منزلة أحد من أهل زمانه , ولم يقف عند حد , بل سعى في الأرض حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار بجيوشه حتى بلغ مشرقها ثم أتبع سببا حتى بلغ بين السدين , وتملّك تلك المناطق كلها حتى حكم فيها, وأثّر بفكره ومبادئه على أهلها وسيطر عليها وغدا شرطياً أعلى للعالم وحارساً لأهل الأرض , وملجأ للمظلومين , ومأمنا للخائفين ... عندها طابت نفسه وتحقق حلمه ... همة متفجرة وطموح يناطح السحاب ...
بهذا يبني ذو القرنين في نفوسنا طموحاً عالياً وهمةً شامخة , ويرسم لنا صورة مشرقة في سماء التفوق والجد والعزم ... والتنافس والتصارع من أجل السيادة والغلبة والوصول إلى مفاصل التغيير والتأثير وهي صورة المؤمن القوي ... ويحطم في المقابل صور الهزيمة والخمول والكسل ... التي تعشعش في نفوس كتير ممن ضعفت همتهم وخارت عزائمهم ...
قال القاسمي رحمه الله:"ومن فوائد نبأ ذي القرنين: تنشيط الهمم لرفع العوائق , وأنه ما تيسرت الأسباب , فلا ينبغي أن يُعد ركوب البحر ولا اجتياز القفر , عذراً في الخمول والرضا بالدون , بل ينبغي أن ينشط ويمثُل في مرارته حلاوةَ عقباه من الراحة والهناء , كما قضى الاسكندر عمره ولم يذق إلا حلاوة الظفر ولذة الانتصار , إذ لم يكن من الذين تُقعدهم المصاعب عن نيل ما يبتغون "
وفي زماننا نلحظ زهداً واضحاً وتكاسلا وضعفا من أبناء أمتنا في بناء الدنيا وعمارتها , بل يُتهم عالي الهمة فيها بأنه يلهث وراء الدنيا وأنه باع آخرته بدنياه , وبهذا رضينا لأنفسنا الهوان وذلت أمتنا حين مدت يدها إلى عدوها لتأكل وتشرب وتعيش , وازدادت مع بُعدها عن دينها وكتاب ربها ظلمة على ظلمة , وتأخر بهذا قطار أمتنا وتجاهَلَنا العالم وغَدونا لا نُهاب ولا يُعبأ بنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمد اسماعيل المقدَّم: "وإذا كان آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها , فإن أعظم ما أصلح سلفنا البرار جمعهم القوة العلمية , والقوة العملية التي هي نشدان الكمال الممكن في العلم والعمل , واستصغار ما دون النهاية من معالي الأمور " , وقال ابن القيم: "كمال الإنسان بهمَّة تُرقِّيه , وعلم يبصِّره ويهديه ".
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.
الوقفة الثانية: قال الله تعالى عن" ذي القرنين: "إنا مكنا له في الأرض " أي: بالقوة والتمكين والتدبير والسعة في المال , والاستظهار بالعدد وعِظَم الصّيت , والشهرة ,"وآتيناه من كل شيء سببا" أي طريقا موصلاً إليه ... من علم أو قدرة أو آلة.
مكَّن الله لذي القرنين في الأرض ويسَّر له السبل , وأعطاه من الأسباب في شخصه وعقله وأخلاقه وفي جيشه وقوته وماله , ما جعله أهلا للوصول إلى ما وصل إليه , من الملك والتمكين والحكم.
والموهبة مفهوم يحمل معنى امتلاك الفرد لميزة ما , ويُقصد به استعداد طبيعيي أو طاقة فطرية كامنة غير عادية في مجال أو أكثر من مجالات الاستعداد الإنساني التي تحظى بالتقدير الاجتماعي في مكان وزمان معين ويستدل على تلك الاستعدادات من تحليل التعليقات اللفظية , وعن طريق ملاحظة النشاط التخيّلي والحركي للمرء.
بهذا يتبين لنا أهمية نظر المرء في نفسه وقدراته وما يمتلك من أسباب وفرص لخدمة دينه وأمته ومجتمعه , فلا يطالب نفسه بما لا يقدر عليه , و مالم يُمكَّن له فيه , وما ليس هو له أهل من جهة, ولا يتهرب مما هو في مقدوره وما أوتي فيه سبب , ولا يتكاسل عن أداء واجبه وما هو مناط به من جهة أخرى.
قال القاسمي: ومن فوائد القصة:" الاعتبار برفع الله بعض الناس درجات على بعض, ورزقه من يشاء بغير حساب ملكا ومالا , لما له من خفي الحكم وباهر القدرة , فلا إله سواه "
على هذا , فليس لتخصص فضلٌ على تخصص مطلقا , بل إن الأمر نسبي , فما يُفضل لشخص ربما لا يُناسب شخصا آخر .. وهكذا رفع الله الناس بعضهم فوق بعض درجات في الأرزاق والأخلاق والمحاسن والمساوئ , والمناظر والأشكال و الألوان , وقسم التخصصات بين خلقه ويسر لكل طريقاً خُلق له , والأذواق تتعدد والمواهب شتى , والناس معادن , ولكل وجهة هو موليها , فاستبقوا الخيرات ...
الوقفة الثالثة: قال الله تعالى عن ذي القرنين مرة:" فأتبع سببا" أي: فأتبع سبباً, سبباً آخر أو: فأتبع أمره سبباً , ثم قال عنه مرتين: " ثم أتبع سببا".
نلحظ من هذه العبارات أنه مع تمكين الله لذي القرنين وإعطاءه من كل شيء سبباً, فإنه لم يكتف بهذا في تحقيق هدفه والوصول إلى مبتغاه -وأنّى له أو لغيره أن يصل بهذا وحده - بل أتبع هذا بسبب يبلّغه ذلك , ويحقق له أمله, فبذل جهداً عظيما وجيَّش جنده وعدته وعتاده وما يمتلك من مال وقوة , ليواصل مسيرته وجهاده , ذلك لأنه أدرك حقيقة اتضحت لنا من خلال سيرته أنه لا بد من بذل الأسباب و الاجتهاد والنصَب ليصل المرء إلى مراده.
قال القاسمي رحمه الله: " ومن فوائد القصة: الإشارة إلى القيام بالأسباب , والجري وراء سنة الله في الكون من الجد والعمل , وأنه على قدر بذل الجهد يكون الفوز والظفر ... "
وبالأخذ بهذه الأسباب الكونية على تمامها مع اقترانها بالأسباب الشرعية , يتحقق للمرء ما يريده, وينال خيري الدنيا والآخرة , ويُوفق ويُسدد في طريقه "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" , وأما من قصَّر في أحد هذين الأمرين أوكليهما , فإما أن يفشَل ويُخفق في طريقه ولا يتحقق هدفه , وإما أن يُستدرج بتحقيق مراده , وربه ساخط عليه وهو يظن أنه موفق مسدد , عياذاً بالله تعالى ...
الوقفة الرابعة:قال الله عن ذي القرنين:" قال أما من ظلم فسوف نعذبه ... , وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ,وسنقول له من أمرنا يسرا"
(يُتْبَعُ)
(/)
بيّن الله لنا موقف ذو القرنين حين بلغ مغرب الشمس , ووجد عندها قوما يعيشون هنالك , وهوأنه ما كان منه بعد أن بلغ مابلغ من المنزلة والمكانة العالية إلا أن أقام فيهم دين الله تعالى وحاكمهم إلى شرعه ومنهجه , ومكّن لدين الله تعالى بينهم , وهو بهذا يرسم لنا منهجاً في الغاية من اجتهاده ومجاهدته , وهو أنه ما كان يهدف لتحقيق ذاته , ويلهث وراء شهواته .. إنما كان يرنو إلى أمر أسمى من ذلك و أرقى , وهو إقامة دين الله تعالى والتمكين له , فهل يا تُرى! يمتلك كل فرد منا كذلك منهجاً واضحاً ورسالةً جليّة , وأخلاق فاضلة راقية , يبلغها العالم من ورائه إذا وصل إلى مراتب عالية وشهرة عالمية , كما فعل ذو القرنين ... ؟
يقول ابن تيمية: (فالمقصود الواجب بالولايات: إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسراناً مبيناً، ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا., وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم).
وقال القاسمي: " ومن فوائد القصة:الاعتبار بتخليد جميل الثناء , وجليل الآثار , فإن من أمعن النظر فيما قُص عنه في هذه الآيات الكريمة , يتضح له جليا حُسنَ سجاياه ,وسموَّ مزاياه , من الشجاعة وعلو الهمة والعفة والعدل , ودأَبه على توطيد الأمن وإثابة المحسنين , وتأديبه للظالمين , والإحسان إلى النوع البشري .. "
الوقفة الخامسة: تكررت لفظةٌ واحدةٌ "خمسَ مرات" على لسان ذي القرنين في قصته التي جاءت في صفحة واحدة من صفحات القرآن , وهذا يعكس لنا شيئاً من نفسيّته وروحه , ولغته التي يتعامل بها وحقيقة واقعه , أَدخل تلك الكلمة في سياقات متنوعة , وقالها في مواطن مختلفة , ألا وهي كلمة "ربِّي" , ليُشعر بعبوديتهِ التامةِ لله تعالى وافتقاره إليه , وأنه هو وحده مربيه و المنعمِ عليه وهو الذي منحه تلك المنزلة الرفيعة , وبلغه إياها.
قالها حينما حكم أهل المغرب فأوحى إليهم بها أنه عبدٌ مطيعٌ لأمر سيده , فقال:"ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا" , ثم قالها في موطن عز وشرف حين ارتفعت الأعناق إليه طالبين إليه بناء السد فقال: "ما مكني فيه ربي خير"
وبعد أن أتم مشروعه وأكمل بناء السد , والنفوس كلها ممتنةٌ له مسرورةٌ بخدمته ونجاح خطواته , أرجع الفضل كله في ذلك إلى الله تعالى وعدّه من شواهد رحمة الله تعالى , ليربط القلوب بالله: "قال هذا رحمة من ربي " مستغلاً لحظات النجاح تلك في تعبيد الخلق لله تعالى , وتلك هي الغاية العليا لتفوقنا ونجاحنا وتصدرنا , إن كنا نعي دورنا حقا ...
قال القاسمي رحمه الله: " ومن فوائد القصة: الإعلام بالدور الأخرويّ , وانقضاء هذا الطور الأوليّ , لتبقى النفوس طامحة إلى ذلك العالم الباقي والنعيم السرمدي ولذا قال " فإذا جاء وعد ربي ".
إننا بحاجة دائما لأن نتذكر أننا مهما بلغنا في العلم والمجد والعلو مبلغاً رفيعا , فإننا لا نخرج عن طور عبوديتنا لله تعالى والافتقار إليه , بل ما كان ذلك لنا إلا بتوفيق الله ومعونته ورحمته "هذا رحمة من ربي " , وكلما زاد العبد رفعة ونجاحا .. ازدادت مِنّة الله عليه , فازداد انكساراً وذلةً لله تعالى وعبَّد النفوس معه لله تعالى , وهي علاقة مطردة متى ما اختلت خُشي على ذلك المرء أن يكون قد استُدرج عياذاً بالله.
قال ابن القيم رحمه الله:" من أخص خصائص العبودية: الافتقار المطلق لله تعالى فهو حقيقة العبودية ولبُّها ".
وقال رحمه الله: " إن مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل و الانقياد, و أكمل الخلق عبوديةً , أكملهم ذلاً لله وانقياداً وطاعة .. "
الوقفة السادسة: حين اشتكى مَن بَين السدين فقالوا "يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ... " سارع ذو القرنين إلى نجدتهم ومعونتهم , وكشف الغمة عنهم , وأسكن لوعتهم وأَمّنَهم , ولم يأخذ على ذلك عِوضا , وأقام السد وبناه بإتقان و دقة "فما اسطاعو أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ".
بهذا عبّر ذو القرنين عن أمر آخر سعى لأجله , وتحقق على يديه ,وهو تحقيق الأمن والاستقرار , وقضاء حوائج الناس ومطالبهم , ليعلمنا نحن أهلَ الإسلام وأصحابَ الدين الحق أننا مسئولون عن تأمين أهل الأرض ودفع الشرور عنهم , وتحقيق السلام والأمن للبشرية جمعاء , وأنا نحن وليس غيرنا من يقود سفينة البشرية إلى بر الأمان والسعادة في الدنيا ثم في الآخرة.
فهل أمتنا اليوم من يقوم بهذا الدور حقا؟ وهل تجهَّزَت واستعدَّت لتقوم بهذه المهمة المنوطة بها؟ وهل أعدت رجالها لقيادة البشرية؟ ولِأن يكونوا مفزعاً لأهل الأرض , وملجأ للخائف والمنكوب من المجتمعات ..
" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملو الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً"
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[17 Jun 2010, 09:32 م]ـ
الأخ الفاضل عمر جمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذه الفوائد واللطائف المستنبطة من قصة ذي القرنين عليه سلام الله
وأود أن أشير إلى بعض الملحوظات:
أولاًـ ذو القرنين عبد صالحٌ مؤمنٌ، وقد يكون نبياً أو رسولاً، أما الإسكندر المقدوني فكان وثنياً مشركاً يعبد آلهةً متعددة.
ثانياًـ لم يرد في القرآن الكريم ولا فيما تصح من السنة تحديد هوية ذي القرنين، ورغم ذلك اجتهد بعض العلماء والباحثين في
تحديد هويته حيث يرى المودودي أنه الملك قورش الفارسي، ويذهب صلاح الدين عرفة إلى أن ذا القرنين هو النبي سليمان عليه الصلاة والسلام، ويذهب أحد الباحثين السعوديين إلى أنه الملك (أمنحوتب الرابع) الذي ملك مصر بعد غرق أبيه فرعون مصر
الذي طارد بني إسرائيل.
ويقيم كل منهم الأدلة التي رجحت ما ذهب إليه
ولعلي أعرض هذه الأدلة في وقت لاحق.
ثانياً ـ إن القوم بين السدين طلبوا من ذي القرنين أن يبني لهم سداً، لكنه رأى أن الأفضل أن يبني لهم ردماً
والفرق أن السد جدارٌ واحدٌ متصل مرتفع، أما الردم فهو مكون من جدارين مرتفعين، يُردم ما بينهما بالأتربة والرمال
والمعادن ..
أرجو أن أعود للتعليق على هذا الموضوع بشكل موسع
وشكراً جزيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jun 2010, 12:48 ص]ـ
لقد تم نقاش هذا الموضوع في هذا الملتقى تحت هذا الرابط.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17567&highlight=%DD%C3%CA%C8%DA+%D3%C8%C8%C7&page=2
ـ[هاني درغام]ــــــــ[18 Jun 2010, 01:34 ص]ـ
بارك الله لكم
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:10 ص]ـ
لقد تم نقاش هذا الموضوع في هذا الملتقى تحت هذا الرابط.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17567&highlight=%DD%C3%CA%C8%DA+%D3%C8%C8%C7&page=2
السلام عليكم
وشكراً جزيلاً للدلالة على الموضوع
فقد قرأت ما دار من نقاش حول الموضوع من خلال الرابط
ولكن يبدو أن الأمر محتاج إلى بحوث أوسع وأعمق مما كُتب.
كما هو محتاج إلى تدبر أكثر في الآيات الكريمات.
ولعل الوقت يسعف فأعود قريباً لطرح الموضوع بصورة تفتح المجال لحوارٍ علمي.
والله الموفق.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:18 ص]ـ
الأخ الفاضل عمر جمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذه الفوائد واللطائف المستنبطة من قصة ذي القرنين عليه سلام الله
وأود أن أشير إلى بعض الملحوظات:
أولاًـ ذو القرنين عبد صالحٌ مؤمنٌ، وقد يكون نبياً أو رسولاً، أما الإسكندر المقدوني فكان وثنياً مشركاً يعبد آلهةً متعددة.
ثانياًـ لم يرد في القرآن الكريم ولا فيما تصح من السنة تحديد هوية ذي القرنين، ورغم ذلك اجتهد بعض العلماء والباحثين في
تحديد هويته حيث يرى أبو الكلام آزاد أنه الملك قورش الفارسي، ويذهب صلاح الدين عرفة إلى أن ذا القرنين هو النبي سليمان عليه الصلاة والسلام، ويذهب أحد الباحثين السعوديين (نسيت اسمه) إلى أنه الملك (أمنحوتب الرابع) الذي ملك مصر بعد غرق أبيه فرعون مصر
الذي طارد بني إسرائيل.
ويقيم كل منهم الأدلة التي رجحت ما ذهب إليه
ولعلي أعرض هذه الأدلة في وقت لاحق.
ثالثاً ـ إن القوم بين السدين طلبوا من ذي القرنين أن يبني لهم سداً، لكنه رأى أن الأفضل أن يبني لهم ردماً
والفرق أن السد جدارٌ واحدٌ متصل مرتفع، أما الردم فهو مكون من جدارين مرتفعين، يُردم ما بينهما بالأتربة والرمال
والمعادن ..
أرجو أن أعود للتعليق على هذا الموضوع بشكل موسع
وشكراً جزيلاً.
تم إجراء بعض التعديلات على هذه المشاركة.
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:23 م]ـ
اشكر للأخوة المشاركين هذه الاضافات والملاحظات القيمة وجزاهم الله عني خيراً
لكني أود الاشارة اني احببت بهذه المشاركة القاء الضوء على بعض الهدايات والفوائد التي يمكن أن نستقيها من قصة ذي القرنين وهو المقصود الأول من قصص القران ,, وأرجو أن يدور النقاش في هذه النافذة حول هذا المعنى مع أني لا أنكر أهمية مناقشة بعض هذه الأمور التي أشار اليها الأخوة ولكن ينبغي ان لا تشغلنا عن هدف القرآن الأسمى (وإنه لهدى ورحمة) (قل فأتو بكتابٍ من عند الله هو أهدى منهما) ,, وهذا ماينبغي أن تصرف فيه الأوقات والأعمار ولم أختر هذا الموضوع حقيقة إلا لأنه قد كثر الخوض فيه في كتب أهل التفسير رحمهم الله وغالب ماكتب فيه هو من المناقشات البعيدة عن هذا الهدف حتى وقفت على كلام الإمام القاسمي في محاسن التأويل فنحى بي إلى منحىً أرقى وهو أقرب إلى مقصود القرآن ..
ويكفينا تعريفًا بهذه الشخصية أن نقول أنه ذو القرنين فهي التسمية التي اختارها الله له حينما سأل المشركون عنه فاكتفى بهذه التسمية وودت أني لم أورد في مقالتي غيرها ووسعني كلام الله
وشكرا. . .(/)
ضرورة الفصل بين التفسير والتأويل
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[17 Jun 2010, 08:31 م]ـ
تقتضي مرحلة التأصيل ضرورة الفصل بين التفسير والتأويل
فإذا كان التفسير هو بيان المعنى، فإن التأويل له علاقة بالاستنباط المبني على التدبر، وذلك باستحضار كل آليات الفهم الممكنة المعتمدة على الكتاب والسنة، من أجل الرفع بالأمة المسلمة إلى استشراف طريق التقدم والريادة لإخراج العالم من ظلمات بؤس الحضارة الزائفة إلى نور الإسلام المشرق.
وهذا نموذج من التأويل المبني على الاستنباط لابن كثير:
" { ... يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132
أي: أحسنوا في حال الحياة، والزموا هذا؛ ليرزقكم الله الوفاة عليه، فإن المرء يموت غالباً على ما كان عليه، ويبعث على ما مات عليه، وقد أجرى الله الكريم عادته بأنه من قصد الخير، وفق له ويسر عليه، ومن نوى صالحاً، ثبت عليه. وهذا لا يعارض ما جاء في الحديث الصحيح: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها " لأنه قد جاء في بعض روايات هذا الحديث: " ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وبعمل أهل النار فيما يبدو للناس " وقد قال الله تعالى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى? وَ?تَّقَى? * وَصَدَّقَ بِ?لْحُسْنَى? * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى? * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَ?سْتَغْنَى? * وَكَذَّبَ بِ?لْحُسْنَى? * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى? *} [الليل: 5 ـ 10].(/)
سؤال عن (الحَزن) و (الحُزن)!!
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[18 Jun 2010, 05:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحمدًا لله على عودة هذا الملتقى المبارك ...
وشكر الله لكل العاملين على هذا الملتقى وجعل مايبذلونه في ميزان حسناتهم ..
لدي سؤال أرجو ممن عنده علم أن يتكرم بالإجابة عليه:
قال تعالى: (((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)))
(((وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)))
س1 ـ هل هناك فرق بين (الحَزن) و (الحُزن)؟
س 2 ـ جاء في تفسير الآية الأولى عند الطبري:
(حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب عن حفص يعني ابن حميد عن شمر قال: لما أدخل الله أهل الجنة الجنة قالوا (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) قال: حزن الخبز).
مالمراد بـ (الخبز) هل المقصود به هم المعيشة أم ماذا؟
بارك الله فيكم جميعًا وفي علمكم.
(وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 Jun 2010, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحُزنَ والحَزَن:
الحُزن والحَزن أصلهما واحد، ومادتهما واحدة والمعنى متقارب، إذ المعنى هو الشعور بالضيق
الذي يصيب الإنسان لما فاته من الخير أو ما لحقه من الشر.
لكن الحُزن -بضم الحاء- يدل على الضيق الشديد، قال تعالى عن يعقوب عليه السلام عندما بلغه
فقدان (بنيامين) -الابن الثاني- واتهام إخوته له بالسرقة فأصبح عبدا لعزيز مصر قال:
*بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم *
وتولى عنهم وقال: *يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحُزن فهو كظيم *.
فبلغ الأسف والضيف منه مبلغا شديدا، إذ تذكر في هذه اللحظة قرة عينه يوسف عليه السلام الذي فقده
صغيرا، ثم الابن الثاني من المرتبةـ فبكى بكاءً مراً أفقده بصره
أما الحَزَن -بفتح الحاء- فيدل على حزن أخف، بل لا ضيق فيه. لذا إذا دخل أهل الجنة الجنة، وتنعموا فيها
أخذوا يتندرون بما أصابهم في الدنيا من ضيق وألم وخوف، ولكن الحديث ما هو إلا ذكريات مضت،
يتسامر فيها الخلان، قال تعالى عن أهل الجنة
*وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور *
فأهل الجنة هؤلاء منهم يعقوب عليه السلام الذي أخبر المولى تعالى عنه أنه ابيضت عيناه من الحُزن،
أي أصابه الحُزن، ولكنه إذا دخل الجنة لا يذكر الحُزن، وإنما يذكر الحَزَن.
من شبكة المنهج عن شريط للشيخ عدنان عبد القادر (أسرار جمالية في القرآن الكريم)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Jun 2010, 08:08 م]ـ
من باب التوفيق تناول الدكتور أحمد الكبيسي في حلقة يوم الجمعة الماضي موضوع الفرق بين الحًزْن والحَزَن أنقل لكم بعض ما جاء فيها للفائدة:
هناك فرق بين (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا (8) القصص) حَزَن، أهل الجنة عندما يدخلونها يقولون (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (34) فاطر) ما قالوا الحُزن، وقال تعالى (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) الحُزن. الحُزن هو ضيق الصدر عن شيء مضى، يوسف ضاع وأبوه بقي حزيناً فابيضت عيناه على يوسف الذي ضاع، هذا حُزن. والحُزن ضيق الصدر مؤقتاً يوم يومين شهر شهرين، سنة، ينتهي وكأنه لم يكن وفعلاً عندما عاد يوسف عليه السلام إلى أبيه ارتد ليعقوب عليه السلام بصره وتصالح مع إخوة يوسف واستغفر لهم (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ (98) يوسف)، هذا الحُزن. أما الحَزَن فهو لا يموت ولا يبلى وإنما يبقى مع الإنسان، أُصِبت بشيء تموت وأنت عليه حزين.
قبل ذلك علينا أن نفرِّق بين ضيق الصدر وضيق الصدر له أنواع تحدثنا عنه في برنامجنا القديم الكلمة وأخواتها عندنا حُزن وعندنا غمّ وعندنا همّ طبعاً هي حوالي عشر كلمات هذه أبرزها. الحُزْن كما قلت على شيء مضى، الهمّ على شيء بالمستقبل
د. نجيب: ولذلك فرّق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال (اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحَزَن) ما مضى وما هو آت.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الكبيسي: ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الحُزْن الماضي وهو حُزْن ومن القادم وهو همّ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم (إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهمُّ للعيال) واحد عنده أولاد يحمل همهم في المستقبل بمعيشتهم دراستهم تربيتهم أخلاقهم زواجهم مصلحتهم غيابهم سفرهم وكل واحد عنده أولاد همه مستقبلهم، هذا همّ لماذا؟ لأنه سيأتي، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم (إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهمّ) لما تهتم بشيء مستقبلي قطعاً هذا يسبب لك أرقاً بشكل هائل لكن على شيء مستقبلي. والهمّ مقرون بخوف والماضي لا، أنت عرفت الذي حصل فقط حُزْن، ضيق صدر فقط بدون خوف لأنه هو انتهى وقع يعني ضاع يوسف ضاع وانتهينا ذهب الخوف لكن بقي الهمّ بقي ضيق الصدر، هذا الهمّ.
الغمّ المميت أنت في حالة ستموت واحد محكوم بالإعدام وأنتم تعرفون أن كل دول العالم لما واحد يحكم عليه بالإعدام لا ينفذونه بسرعة أحياناً يبقى شهر شهرين أحياناً سنة سنتين ثلاثة أربع لعله يحدث شيء يخف بعده الحكم إلى أشغال شاقة أو سجن أو براءة, في الحالات التي لا يُعفى عنه وينتظر تنفيذ حكم الإعدام ضيق الصدر الذي فيه لا يشبه ضيق لأن هذا يائس من الحياة هذا لا (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء) هو سيموت، واحد ابتلعه الحوت ودخل به البحر يعني ما في فرصة أنه يحيى ولا يعيش منتهي ميت ميت. ولهذا أهل أُحُد لما انهزموا هزيمة نكراء قال (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا (154) آل عمران) كانوا سيموتون ويقتلون. إذاً فالهمّ على شيء مستقبل، والغمّ على شيء أنت يأست الحياة أن الهلاك قادم حيثما وجدت كلمة غم في القرآن الكريم يعني أنت ميت لا محالة فإذا نجوت فهذا من إعجاز الله عز وجل وقال (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) بقوله (أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) وهذه كما قال جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه (عجبت لمن أصابه الغمّ ثم لا يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وقد قال الله بعدها (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ)، وعجبت لمن أصابه مكرٌ كيف يذهل عن قوله تعالى (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر) لأن الله وراءها يقول (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا (45) غافر) مكر سحر مؤامرة زور، ومن أصابه شر كيف يذهل عن قوله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) لأن الله تعالى وراءها يقول (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران). إذاً لا إله إلا أنت سبحانك تنجيك من ضيق الصدر المهلك اللي تكون أنت هالك غرق تهت في دولة تهت في الصحراء وحصل هذا، عطشان ستموت وضائع في الصحراء والتاريخ يحدثنا كم من الذين وقعوا في المُهلكات فرددوا هذه الآية فأنجاهم الله عز وجل كما أنجى سيدنا ذا النون ولهذا الله قال وراءها (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). يعني لولا هذا المقطع من الآية قلنا هذا خاص بالنبي خاص بذا النون ولكن قال لك لا (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). إذاً هذا هو الحُزْن على ما مضى، الهمّ على ما سيأتي، الغمّ الحُزْن المُهلِك. أما الحَزَن هو ليس مهلكاً لكنه دائم.
(يُتْبَعُ)
(/)
متى يكون حزنك دائماً؟ الحكام عندما يعزلون بتآمر من داخل بيوتهم وأنتم تعرفون كما في التاريخ (الملك عقيم) الملك ليس فيه نَسَب أخوك يتآمر عليك والتاريخ مليء بالأخ الذي قتل أخاه, بالابن الذي قتل أباه، بالأب الذي قتل ابنه أما هذا الصديق والحاشية والحرس هؤلاء مستعدين يبيعون الملك بأي لحظة لمن يدفع، فالمُلك عقيم ولهذا على الملك أن يكون حصيفاً وذكياً وأن يتولى أمر أمنه بنفسه ولا يثق بأحد ثقة كاملة يسخِّرهم ولكن عينه عليهم كالصقر. هذا الذي يجري كل الحاكمين في العالم فيهم هذا الذكاء. حينئذٍ المُلْك عقيم وحينئذٍ عندما يتآمر عليك واحد من داخلك من حرسك من أهلك من بيتك طبعاً حزنك لن ينتهي لن ينتهي إلى أن تموت وأنت تحزن. وحصل هذا في حياتنا في الماضي القريب في التاريخ هناك ناس احتملوا هذا الضيم وابتعدوا عن الدنيا لشدة ولم تعد الدنيا تساوي عندهم شيئاً وهذا من الغدر والغدر هذا مؤلم محزن. وهذا فرعون قال (لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا (9) القصص) وفعلاً دلّلوه دلال امرأة فرعون دللته دلالاً عجيباً غريباً وهي التي شفعت له ورب العالمين قال (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا (8) القصص) وفعلاً هذا الطفل المجهول الذي جاءهم في التابوت في البحر أسقط مملكة فرعون التي دامت ألف سنة. العائلة الفرعونية حكمت المنطقة ألف سنة وجاء هذا اليتيم الذي التقطوه هم ليكون لهم عدوا وحَزنا وليس حُزناً بل حَزن والأسرة الفرعونية تفرّقت غرق فرعون ولكن بقي هناك أناس من العائلة الفرعونية قد يكون في مصر الآن عوائل من العائلات المالكة في التاريخ وحينئذٍ هذا حَزَن لن ينتهي.
وقال أيضاً:
وطبعاً أنت عليك كل واحد منا يعرف حالة أو سبباً من الأسباب تسبب حَزناً وليس حُزناً ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ما قال اللهم أعوذ بك من الحُزن بل قال (أعوذ بك من الهمّ والحَزَن) هذا حقيقة هذه اللغة الأعجوبة التي ما من لغة تستوعب هذا النص الإلهي والنص النبوي! ينبغي لكي تتصدى لها أن تُحسِن لغة العرب إحساناً ولهذا كما يقول المودودي وغيره "تعلم العربية فرض كالصلاة والصوم" بدونها ما تفهم لا الكتاب ولا السُنّة. والنبي قال (أعوذ بك من الهمّ والحَزَن) الهم تحدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما ينام الليل لمستقبل الأمة وخائف على الأمة "أخاف عليكم .. " (لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتهم كذا ... الخ) والحَزن يعني يستعيذ بالله من حزن لا ينقضي ونحمد الله عز وجل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرى إلا حزيناً وكان طابعه الحُزْن وكان يقول (إن هذا القرآن أٌنزل بحُزْن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا) ولهذا قال (الحزين في ظل الله يوم القيامة) (الحزين عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين). وهكذا فالحُزْن عبادة. ولهذا نقول الحُزن شيء والحَزن شيء آخر وهو ما كان يقول أعوذ بك من الحُزن لأنه كان يحزن وهذا طبيعي لكن أعاذه الله من الحَزَن الذي كما قلنا يكون على مصائب على رِدّة، وهذه الآية (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) التوبة) حَزناً معجز هذا القرآن! ولهذا هؤلاء الثلاث أولاد معقل وسويد والنعمان أبناء مقرن رضي الله تعالى عنهم من الصحابة في معركة تبوك في الحقيقة كانت معركة حاسمة والمسلمون كان عندهم فقر شديد (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) التوبة) جاء بتمرة لأن ليس لديه شيء يتبرع به. ولهذا سيدنا عثمان جهز جيش العسرة، تمر عنده تمرة يتبرع بها حينئذٍ في هذه المحنة يأتون الصحابة وما عندهم شيء يركبوه فهؤلاء الثلاثة ليس لديهم راحلة لكي يصلوا فقال والله ما عندي شيء (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا) لماذا حَزناً؟ لما عاد المسلمون منتصرين ورب العالمين فضح المنافقين وتعرفون القصة كاملة في سورة التوبة حينئذٍ هؤلاء الثلاثة بقوا إلى أن ماتوا وهم صدورهم ضيقة كيف فاتتهم تلك الغنيمة الدينية؟! يوم القيامة ذلك الشرف الرفيع يوم القيامة حينئذٍ هؤلاء قال عنهم حَزناً (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا) يا الله!! يا لدقة القرآن الكريم!
لقراءة نص الحلقة كاملة اضغط على هذا الرابط
http://www.islamiyyat.com/kubaissi/2009-01-18-19-00-39/4503----88.html(/)
شارك في الإبداع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jun 2010, 02:50 م]ـ
http://www.factway.net/vb/uploaded/1020_zgza11.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بالطبع كنت أقصد أن فألنا الفوز بهداية شخص من هؤلاءالحضور في مباريات كأس العالم وتذكروا ..
(ولئن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم)
يَخُونُني والله الكَلام. .!
فَكم أسْتصغِرُ نفْسيَ المُذنِبة المُقصِّرة كثيرًا كَثيرًا .. دُونَكُم هَذهِ الفُرصة الثمِينة لِنغتَنِمها أَرجُوكُم!
وَ إن لَم نَفعل ذَلك عَلى الأقل نُسَاهِم فِي نشرِها علَّنا نَفُوزُ بأجرِ الدِلالة ..
وَ لِـ الدالِ على الخَير أجرُ فَاعِله لا ينقُصُ ذَلِك مِن أجرِ الآخر شيء ..
http://imagecache.te3p.com/imgcache/f14c0ecd7626a060025a57e1317c5370.jpg (http://www.herosh.com/)
إِخوتي لا تَنسوا فضْل الصدقة وفي مُسَاهمتكم ولو بِريال فأنتم تفوزون بأجورٍ عظيمةٍ منها:
أولاً: الأمرُ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكر في مثل هذه التجَمعات التي يَكثُر بها المُنكر ..
ثانياً: الدعوة إلى دين الله ..
ثالثاً: الصَدقة وفَضلها لا يخْفى عليكم فأنتُم تَدفعون هذا المال من باب
الصدقةِ وقد تزيدُ وتزيدْ بِحسب النيةِ الصَادِقة والأجورِ في هذا الباب كثيرة لا تعد ..
مشروع توزيع الكتب الإسلامية على زوار كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك بالتعاون مع السفارة السعودية هناك
فلم يكتفي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بحي الروضة بالرياض بنشاطة الداخلي المميز بل أمتد ليشمل مناسبات عالمية وذلك خلال فعاليات كأس العالم 2010
http://img18.imageshack.us/img18/9646/discover20islampsd.jpg
حيث يقوم المكتب التعاوني بالروضة ممثل في فريق جوال الخير بالتعاون والتكامل والتنسيق مع سفارة المملكة العربية السعودية بجنوب أفريقيا بتوزيع الآتي:
1. الإصدار الإنجليزي الأول لغير المسلم حيث طبع أكثر من (50.000) سي دي وهو خاص لمستخدم الجوال حيث يحتوي على تطبيقات ومرئيات وصوتيات مميزة.
2. (20.000) سي دي يحتوى على ملفات صوتية ومرئية وكتب الكترونية، بعنوان (اكتشف الإسلام Explore Islam)
3. (55.000) نسخة من كتاب (الإسلام هو).
4. (55.000) نسخة من كتاب (الدين الصحيح).
5. (55.000) نسخة من كتاب (الدليل المختصر).
6. (55.000) مطوية بعنوان (مقدمة إلى الدين الإسلامي)
للأستفسار
الأتصال من السعودية /
0553141277
0558118112
ثابت / 012492727
فاكس / 012401157
الأتصال من خارج السعودية /
00966553141277
00966558118112
ثابت / 0096612492727
فاكس / 0096612401157
سيستمر أرسال الكتب الإسلامية بإذن الله طوال فعاليات كأس العالم فكلما تجمع مبلغ يتم طباعة الكتب وأرسالها الى جنوب أفريقيا فساعدونا بدعمكم
لدعم المشروع والتبرع عن طريق الصراف الآلي
(عند التحويل سيظهر أسم المكتب على شاشة الصراف)
حساب مصرف الراجحي
(204608010109084)
حساب بنك البلاد
(999300000690002)
وللتبرع من خارج السعودية هذا هو رقم الحساب الدولي في بنك الراجحي
SA 2680000204608010109084
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Jun 2010, 04:02 م]ـ
جزى الله خيراً كل القائمين على هذا العمل الدعوي وكل من يساهم في نشره. كم نحتاج لاغتنام هذه الفرص وتوظيفها في نشر الدعوة إلى الإسلام ولعل الله تعالى يهدي بها خلقاً كثيراً.
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو سعد على الإعلان عن هذه الفعالية القيمة النافعة وكتب أجرك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jun 2010, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الموضوع وصلني بالبريد فنقلته إليكم كما وصلني
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Jun 2010, 05:58 م]ـ
بسم الله ما شاء الله!
ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله!
ما شاء الله لا يصرف السّوء إلا الله!
ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله!
ما شاء الله لا قوّة إلا بالله!
جزاكم الله خيراً فضيلة أخينا أبي سعد الغامديّ وأعلى منزلته دنيا وآخرة؛ إذ نقل لنا هذا الخبر الّذي ينمّ عن انتشار الوعي في الأمّة المسلمة المباركة. وقرب غلبة الإسلام على أهل الأرض جميعاً من أقصاها إلى أقصاها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت صحوة ثمّ انتكست وارتكست بتفشّي الباطل وتنحّي أصحاب الدّعوات المباركين المتجرّدين إلى الصّفوف الخلفيّة أو في غيابات الجبّ، ثمّ عادت راشدة تعرف طريقها على بصيرة، وبوصلتها الرّبّانيّة تهديها سبلها.
هذه هي المقدّمة .. وهذا هو الطّريق: غشيان الّناس في أنديتهم وحاناتهم وأماكن تجمّعاتهم.
چ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ المدثر: 1 - 7
ورحم الله "صاحب الظّلال"، وأنزله وإيّانا منازل الصّديقين والشّهداء وحسن أولئك رفيقاً- حين يقول في ظلال الآيات الكريمة:
[إنّه النّداء العلويّ الجليل, للأمر العظيم الثّقيل. . نذارة هذه البشريّة وإيقاظها, وتخليصها من الشّرّ في الدّنيا, ومن النّار في الآخرة; وتوجيهها إلى طريق الخلاص قبل فوات الأوان. . وهو واجب ثقيل شاقّ, حين يناط بفرد من البشر -مهما يكن نبيّاً رسولاً- فالبشريّة من الضّلال والعصيان والتّمرّد والعتوّ والعناد والإصرار والالتواء والتفصّي من هذا الأمر, بحيث تجعل من الدّعوة أصعب وأثقل ما يكلّفه إنسان من المهامّ في هذا الوجود!
چ ھ ھ ے ے ? ?چ. والإنذار هو أظهر ما في الرّسالة, فهو تنبيه للخطر القريب الّذي يترصّد للغافلين السّادرين في الضّلال وهم لا يشعرون. وفيه تتجلّى رحمة الله بالعباد, وهم لا ينقصون في ملكه شيئاً حين يضلّون, ولا يزيدون في ملكه شيئاً حين يهتدون. غير أنّ رحمته اقتضت أن يمنحهم كلّ هذه العناية ليخلصوا من العذاب الأليم في الآخرة, ومن الشّرّ الموبق في الدّنيا. وأن يدعوهم رسله ليغفر لهم ويدخلهم جنّته من فضله!
ثمّ يوجّه الله رسوله في خاصّة نفسه بعد إذ كلّفه نذارة غيره:
يوجّهه إلى تكبير ربّه: چ ? ? ? چ. . ربّك وحده. . فهو وحده الكبير, الّذي يستحقّ التّكبير. وهو توجيه يقرّر جانباً من التّصوّر الإيمانيّ لمعنى الألوهيّة, ومعنى التّوحيد.
إنّ كلّ أحد, وكلّ شيء, وكلّ قيمة, وكلّ حقيقة. . صغير. . والله وحده هو الكبير. . وتتوارى الأجرام والأحجام, والقوى والقيم, والأحداث والأحوال, والمعاني والأشكال; وتنمحي في ظلال الجلال والكمال, لله الواحد الكبير المتعال.
وهو توجيه للرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ليواجه نذارة البشريّة, ومتاعبها وأهوالها وأثقالها, بهذا التّصوّر, وبهذا الشّعور, فيستصغر كلّ كيد, وكلّ قوّة, وكلّ عقبة, وهو يستشعر أنّ ربّه الّذي دعاه ليقوم بهذه النّذارة, هو الكبير. . ومشاقّ الدّعوة وأهوالها في حاجة دائمة إلى استحضار هذا التّصوّر وهذا الشّعور.
ويوجّهه إلى التّطهّر: چ ? ? ? چ. . وطهارة الثّياب كناية في الاستعمال العربيّ عن طهارة القلب والخلق والعمل. . طهارة الذّات الّتي تحتويها الثّياب, وكلّ ما يلمّ بها أو يمسّها. . والطّهارة هي الحالة المناسبة للتّلقّي من الملأ الأعلى. كما أنّها ألصق شيء بطبيعة هذه الرّسالة. وهي بعد هذا وذلك ضروريّة لملابسة الإنذار والتّبليغ, ومزاولة الدّعوة في وسط التّيّارات والأهواء والمداخل والدّروب; وما يصاحب هذا ويلابسه من أدران ومقاذر وأخلاط وشوائب, تحتاج من الدّاعية إلى الطّهارة الكاملة كي يملك استنقاذ الملوّثين دون أن يتلوّث, وملابسة المدنّسين من غير أن يتدنّس. . وهي لفتة دقيقة عميقة إلى ملابسات الرّسالة والدّعوة والقيام على هذا الأمر بين شتّى الأوساط, وشتّى البيئات, وشتّى الظّروف, وشتّى القلوب!
ويوجّهه إلى هجران الشّرك وموجبات العذاب: چ ? ? ? چ. . والرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كان هاجراً للشّرك ولموجبات العذاب حتّى قبل النّبوّة. فقد عافت فطرته السّليمة ذلك الانحراف, وهذا الرّكام من المعتقدات الشّائهة, وذلك الرّجس من الأخلاق والعادات, فلم يعرف عنه أنّه شارك في شيء من خوض الجاهليّة. ولكنّ هذا التّوجيه يعني المفاصلة وإعلان التّميّز الّذي لا صلح فيه ولا هوادة. فهما طريقان مفترقان لا يلتقيان. كما يعني التّحرّز من دنس هذا الرّجز -والرّجز في الأصل هو العذاب, ثمّ أصبح يطلق على موجبات العذاب -تحرّز التّطهّر من مسّ هذا الدّنس!
ويوجّهه إلى إنكار ذاته وعدم المنّ بما يقدّمه من الجهد, أو استكثاره واستعظامه: چ ? ? ? ? ? ? ? چ. . وهو سيقدّم الكثير , وسيبذل الكثير , وسيلقى الكثير من الجهد والتّضحية والعناء. ولكنّ ربه يريد منه ألا يظلّ يستعظم ما يقدّمه ويستكثره ويمتنّ به. . وهذه الدّعوة لا تستقيم في نفس تحسّ بما تبذل فيها. فالبذل فيها من الضّخامة بحيث لا تحتمله النّفس إلا حين تنساه. بل حين لا تستشعره من الأصل لأنّها مستغرقة في الشّعور بالله ; شاعرة بأنّ كلّ ما تقدّمه هو من فضله ومن عطاياه. فهو فضل يمنحها إياه, وعطاء يختارها له, ويوفّقها لنيله. وهو اختيار واصطفاء وتكريم يستحقّ الشّكر لله. لا المنّ والاستكثار.
ويوجّهه أخيراً إلى الصّبر. الصّبر لربّه:چ? ? ? چ. . وهي الوصيّة الّتي تتكرّر عند كلّ تكليف بهذه الدّعوة أو تثبيت. والصّبر هو هذا الزّاد الأصيل في هذه المعركة الشّاقّة. معركة الدّعوة إلى الله. المعركة المزدوجة مع شهوات النّفوس وأهواء القلوب; ومع أعداء الدّعوة الّذين تقودهم شياطين الشّهوات وتدفعهم شياطين الأهواء! وهي معركة طويلة عنيفة لا زاد لها إلا الصّبر الّذي يقصد فيه وجه الله, ويتّجه به إليه احتساباً عنده وحده.]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Jun 2010, 10:00 م]ـ
وصلتني على الجوال الرسالة التالية:
بحمد الله وفضله دخل في الإسلام 7 أشخاص: استراليان، دنماركيان، ايرلنديان، ... ،
عن طريق مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جنوب إفريقيا من خلال برنامج التعريف بالإسلام ضمن فعاليات كأس العالم لكرة القدم.(/)
هل كان القرآن العظيم يدوَّن في مكة؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Jun 2010, 07:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الدكتور مساعد الطيار في المحرر في علوم القرآن ص150: " يظهر أنه لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة لم يكن هناك اعتناء ظاهر بتدوين القرآن، إذ لم يرد سوى آثار ضعيفة يمكن الاستئناس بها فقط، كأثر إسلام عمر رضي الله عنه، وأخذه الصحيفة التي كتب بها أول سورة طه ".
قلت: مما يدل على اعتناء النبي صل1 بتدوين القرآن وهو في مكة، وجود كتاب للوحي فيها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وَكَانَ زَيْد بْن ثَابِت رُبَّمَا غَابَ فَكَتَبَ الْوَحْي غَيْره. وَقَدْ كَتَبَ لَهُ قَبْل زَيْد بْنِ ثَابِت: أُبَيُّ بْن كَعْب، وَهُوَ أَوَّل مَنْ كَتَبَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ، وَأَوَّل مَنْ كَتَبَ لَهُ بِمَكَّة مِنْ قُرَيْش عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن أَبِي سَرْح، ثُمَّ اِرْتَدَّ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْإِسْلَام يَوْم الْفَتْح ".
وفي ترجمة عبد الله بن سعد بن أبي السرح من الإصابة: " عن عكرمة عن ابن عبَّاسٍ قال: كان عبدُ الله بنُ سعد ابن أبي سرح يكتبُ للنبي صلى الله عليه وسلم فأزلَّهُ الشيطانُ فلحق بالكفار، فأمر به رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أن يُّقتل - يعني يوم الفتح - فاستجار له عُثمان فأجارَهُ النبي صلى الله عليه و سلم ".
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2010, 07:22 م]ـ
بارك الله فيك.
أظن أنه لو قال حبيبنا الدكتور مساعد الطيار: (لم تحفظ آثار كثيرة لنا في كتابة الوحي في مكة) لكان أدق تعبيراً، حيث إنه قد بقي الوحي ينزل في مكة حوالي ثلاثة عشر عاماً، وهو في كل هذه السنوات يُدوَّن بالطريقة المناسبة، وقد أشار إلى ذلك مَنْ كتب في تاريخ الكتابة العربية، وكتابة المصحف بشكلٍ خاص.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jun 2010, 07:54 م]ـ
كل الدلائل تشير إلى أن القرآن كان يكتب في مكة فلا يعقل أن يكون ذلك العدد من السور المكية لم يدون إلا بعد الهجرة
إذا كان بن مسعود يقول عن الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي، فهل يعقل أن بن مسعود حفظ هذه السور وحافظ عليها عن طريق التلقين فقط؟
وكذلك نجد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقوم بالقرآن وكان من كتاب الوحي.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب لسراقة وهو مهاجر في طريقه إلى المدينة فهذا يعني أن الكتابة بمكة كانت ممكنة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Jun 2010, 11:14 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن: وفيكم بارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2010, 11:40 م]ـ
ومما يمكن الإشارة إليه هنا ما توصل إليه الدكتور الفاضل ناصر الدين الأسد في كتابه (مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية) في إثبات معرفة الكتابة عند العرب في الجاهلية، وأورد أدلة كثيرة على ذلك، وهذا لا يخفى على الدكتور مساعد الطيار بالتأكيد، وإنما أحببت الإشارة إلى ذلك فحسب.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك.
أظن أنه لو قال حبيبنا الدكتور مساعد الطيار: (لم تحفظ آثار كثيرة لنا في كتابة الوحي في مكة) لكان أدق تعبيراً، حيث إنه قد بقي الوحي ينزل في مكة حوالي ثلاثة عشر عاماً، وهو في كل هذه السنوات يُدوَّن بالطريقة المناسبة، وقد أشار إلى ذلك مَنْ كتب في تاريخ الكتابة العربية، وكتابة المصحف بشكلٍ خاص.
جزاك الله خيرا ,شيخنا عبد الرحمن , ولكن لا شك أن الفترة المكية كانت صعبة ,وكانت الفترة المدنية أسهل ,وحفظ القران في الصدور هو أصل حفظ القران والسطور هي حفظ للرسم وتثبيت للصدر.
وأنقل بعض مافي كتاب صحيح السيرة حيث قال رحمه الله:"
فصل
قال الله تعالى: (((لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه))) [القيامة: 16 - 19]
وقال تعالى: (((ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما))) [طه: 114]
وكان هذا في الابتداء كان عليه الصلاة والسلام من شدة حرصه على أخذه من الملك ما يوحى إليه عن الله عز وجل يسابقه في التلاوة فأمره الله تعالى أن ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي وتكفل له أن يجمعه في صدره وأن ييسر عليه تلاوته وتبليغه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه ويوقفه على المراد منه
ولهذا قال: (((ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما)))
وقوله: (((لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه))) أي: في صدرك (((وقرآنه))) أي: وتقرأه (((فإذا قرأناه))) أي: تلاه عليك الملك (((فاتبع قرآنه))) أي: فاستمع له وتدبره (((ثم إن علينا بيانه))) وهو نظير قوله: (((وقل رب زدني علما)))
[111] وفي (الصحيحين) عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه فأنزل الله:؟ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه؟ قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه؟ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه؟: فاستمع له وأنصت؟ ثم إن علينا بيانه؟ قال: فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل
[112] صحيح السيرة النبوية - (ج 1 / ص 112 - 111)
وعدم نقل الكتابة في الفترة المكية لا ينفي الكتابة فيها ,وان كان الاصل هو حفظ الصدور (((بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ))) [العنكبوت/49]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:34 م]ـ
أبشر أبا عبد الله، سيتم التعديل إن شاء الله، وقد قيدتها على نسختي لتداركها إن شاء الله في الطبعة القادمة.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:20 م]ـ
الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
· المبحث الأول: الجمع النبوي للقرآن
· المبحث الثاني: الأدلة من القرآن المكي
· المبحث الثالث: الأدلة من الحديث والسيرة النبوية
المبحث الأول: الجمع النبوي للقرآن
حقيقة الجمع النبوي للقرآن
نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً طيلة ثلاثة وعشرين عاماً، وفي تنجيمه حِكَمٌ كثيرة هي ليست محل البحث هنا.
وخلال فترة النزول القرآني كانت عملية جمعه تتم بموازاة نزوله، لا تتأخر عنه في شيء، حتى إذا انتهى النزول كان القرآن مجموعاً مكتمل الجمع بمعان عدة لهذا الجمع، تشمل الجمع في الصدور والكتابة في الصحف والترتيب في الآيات والسور (1).
وعليه، فإن عملية جمع القرآن الكريم أو حفظه سواء كان في مكة أو المدينة كانت تتم بطريقتين كل واحدة منهما كفيلة بحفظ القرآن لو انفردت فكيف بهما وقد اجتمعتا، وهو ما لم يتوفر لكتاب من الكتب وعلى مر التاريخ البشري، يقول الإمام الرازي في هذا الصدد: >واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير، إما في الكثير منه أو القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات< (2).
ويظهر هذا في أشهر اسمين للقرآن الكريم وهما: القرآن والكتاب. ويتبين من الاسمين ـ القرآن والكتاب ـ أن كلاً منها يقصد به الجمع، أي جمع بعض الأشياء إلى بعض.
فالقراءة: عبارة عن جمع الحروف في الفم ثم النطق بها، وهو ما يسمى بالجمع الصوتي للقرآن الكريم. والكتاب كما سيظهر عن قريب عبارة عن جمع الحروف والكلمات في السطور. يقول الإمام ابن قتيبة: >وأصل القراءة: جمع بعض الحروف إلى بعض. وإنما سمي القرآن قرآناً لاجتماع بعض سوره إلى بعض. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (1). أي: إذا جمعناه، فاتبع جمعه. ويقال: إذا ألَّفناه (2).
يقول دراز: >روعي في تسمية ـ القرآن ـ قرآناً كونه متلواً بالألسن، كما روعي في تسميته كتاباً كونه مدوناً بالأقلام ... وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد، أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعاً، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى. فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، والمنقول إلينا جيلاً بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة. ولا ثقة بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر< (3).
وفي تسميته بالكتاب إشارة إلى جمعه في السطور، لأن الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ ... وسمي هذا الوحي بالكتاب وبالقرآن لامتياز الوحي المحمدي في مراحله كلها بهذه العناية المزدوجة في صيانة نصوصه وحفظ تعاليمه منقوشة في السطور، مجموعة من الصدور (4).
ومعلوم أن الجمع في لغة العرب يطلق ويراد من بين دلالته الحفظ والاستظهار في الصدور. وقد يطلق ويراد منه الكتابة والتسجيل في الكتب. فكلمة جمع القرآن تطلق تارةً ويراد منها حفظه واستظهاره في الصدور. وتطلق تارةً أخرى ويراد منها كتابته كله حروفاً وكلمات وآيات وسوراً. هذا جمع في الصحائف والسطور وذاك جمع في القلوب والصدور (5).
وقال الزركشي: >فإن معاني جمع القرآن تتلخص في أربعة: الحفظ في الصدور ـ الكتابة في الصحف المتفرقة ـ الترتيب للآيات والسور ـ الجمع في مصحف واحد (6).
وكتابة القرآن في الصحف والسطور مرت بثلاثة أطوار وهي:
كتابته في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو ما سيدور البحث حوله ـ. وكتابته في عصر أبي بكر رضي اللّه عنه. وكتابته في عصر عثمان رضي اللّه عنه (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا يود الباحث أن يشير إلى الوسيلة الثانية التي تم بها حفظ القرآن الكريم من التحريف أو التبديل أو الضياع أو الفقدان وهي الجمع الكتابي. والدراسة هذه مخصصة في أخذ مرحلة زمنية محدودة، وهي كتابة النص القرآني في العهد المكي فقط، لأن كتابة القرآن في المدينة أصبحت من الأمور الواضحة التي لا تحتاج إلى الدراسة والبحث، نظراً للأدلة الصريحة التي وردت في ذلك، ولكثرة ما كتب فيه. ويحبذ الباحث قبل الدخول في الموضوع أن يشير وبإيجاز شديد إلى الوسيلة الأولى لحفظ القرآن ألا وهي الجمع الحفظي، التي اعتاد الباحثون المسلمون على تسميتها بالوسيلة الأولى والأساسية في حفظ القرآن الكريم من التحريف. ويناقض أكثر الذين يذهبون هذا المذهب أنفسهم عند الحديث عن جمع أبي بكر للقرآن الكريم بأنه لم يقبل إلا ما توافر فيه الحفظ والكتابة معاً فلو كانت الكتابة وسيلة ثانوية لما اشترط لقبول قرآنية القرآن توفر الحفظ والكتابة، أو الشاهدين يشهدان على أن المكتوب كتب بين يدي النبي!، وعليه فالأولى أن يقال إن الحفظ والكتابة كانتا وسيلتين أساسيتين في حفظ القرآن الكريم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي والقرآن كله مجموع في الصدوروالسطور.
الجمع الحفظي
وهو عبارة عن حفظ النص عن ظهر قلب، وهو من خصائص هذه الأمة، وظاهرة مستمرة إلى يوم القيامة، وفيها تحقيق لوعد اللّه عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإَنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (2).
وسَيد مَنْ حفظ القرآن الكريم الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم فقد كان مولعاً بالحفظ والتلاوة لما يسمع من جبريل وما يوحي إليه حتى طمأنه الباري بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى} (3). وقد حفظ القرآن من الصحابة عدد كثير، ويظهر ذلك جلياً مما تواتر نقله أنه قد استشهد أكثر من سبعين منهم في بئر معونة فقط، وكذا في معركة اليمامة. والحديث عن الجمع الحفظي قد أُشبع بحثاً، فعليه لا يحتاج إلى تكرار ما قد قاله الآخرون في هذا المجال.
الجمع الكتابي
الكتابة في اللغة: مصدر كتب، يقال: كَتب يكتُب كَتْبا وكتاباً وكِتابةً ومَكتَبة وكِتْبة فهو كاتب ومعناها الجمع، يقال: تكتَّبت القوم إذا اجتمعوا، ومنه قيل لجماعة الخيل كَتِيبة، ومن ثَمَّ الخط كتابة لجمع الحروف بعضها إلى بعض كما سمِّي خَرْز القربة كتابةً لضم بعض الخُرَز إلى بعض (1).
وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم كُتَّاباً للقرآن الكريم كان يأمرهم بكتابة ما ينزل من القرآن الكريم حال نزوله لا يتأخرون عنه، وليس في ثبوت هذه الحقيقة من اتخاذه كتاباً يكتبون القرآن أدنى شك ولا خلاف، والروايات التي سبقت في إثباتها بلغت مبلغ التواتر المفيد للقطع. قال الزركشي: >كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما أنزل عليه شيء من القرآن أمر بكتابته ويقول في مفترقات الآيات: ضعوا هذه في موضع كذا< (2) وقد كان من بين الكُتّاب الذين يستكتبهم النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، الخلفاء الأربعة، وعامر بن فهيرة وخالد بن سعيد وعبد اللّه بن أبي سرح وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وخالد بن الوليد ومعاوية وثابت بن قيس (3) ... إلخ.
وكان أكثرهم من المكيين (4). ولا شك أن أغلبهم كان من السابقين إلى الإسلام. وغالب الظن أن هذا الإحصاء لم يشمل كل من انتدب لكتابة الوحي فيكون العدد أكثر من ذلك. وعلى أية حال فإن هذا العدد نفسه يدل على أن كتابة القرآن الكريم باستكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن أمراً عارضاً، وإنما هي عمل أساسي من أعمال الدعوة قد خصصت له مؤسسة تقوم عليه هي مؤسسة كتاب الوحي (1).
وإذا رجعنا إلى الكتب التي تتحدث عن كتابة القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نجد أنهم يطلقون القول أو العبارة (كتابة الوحي في العهد النبوي) ولا يقسمون ذلك إلى العهد المكي والعهد المدني سواء كُتُب المتقدمين أم المتأخرين، مما يدل على أن كتابة القرآن كانت قد غطت مراحل النزول كلها مكيها ومدنيها، خلافاً لما انتهى إليه بلاشير ودائرة المعارف الإسلامية وبعض الباحثين المسلمين، من أن المرحلة المكية لم يكن القرآن يكتب فيها، وإنما بدأت كتابته في السنوات الأولى من العهد المدني. ولإثبات ما ذكر سابقاً من أن القرآن كان يكتب في جميع مراحل النزول وبالتحديد في العهد المكي، سيقوم الباحث بذكر أدلة من
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن المكي نفسه تضمنت ألفاظ ملهمة ومثبتة للكتابة، ومن الحديث ومن السيرة النبوية.
المبحث الثاني: الأدلة من القرآن المكي
إضافةً إلى ماسبق ذكره في الفصل الأول عن حالة الكتابة في مكة، التي أظهرت أن المناخ الثقافي كان مناسباً ومهيئاً لكتابة القرآن الكريم، فإنه وبتصفح بسيط للآيات القرآنية المكية، يجد الباحث أن فيها إشارات كثيرة إلى أدوات الكتابة وما يتعلق بها في مخاطبتها للعرب الذين أُلصقت بهم صفة الجهل بالقراءة والكتابة، مما يدل على أن العرب في ذاك الزمان لم يكونوا على جهل بالكتابة وما يتعلق بها. وعليه ستكون للدراسة وقفة مع الآيات القرآنية المكية ـ المثبتة لألفاظ الكتابة والتدوين ـ وما قيل في تفسيرها من قبل المفسرين واللغويين.
لا يخفى على الناظر في القرآن الكريم ذاك الزخم الهائل من الآيات التي تتضمن متعلقات الكتاب. فقد ورد في القرآن الكريم حوالي ثلاثمائة مرة مادة الكتاب وما اشتق منه (1). من ذلك وردت (145) مرة في القرآن المكي (2). مما يدل على أن العرب ولا سيما أهل مكة كانوا على دراية تامة بالكتابة والقراءة، لأنه لا يعقل أن يخاطب القرآن الكريم العرب بألفاظ لا علم ولا معرفة سابقة لهم بها. وعليه فلم يكن هناك مانع يمنع كتابة القرآن المكي النازل، كقلة من يعرف الكتابة وندرة وسائلها وغير ذلك مما قاله بعضهم في معرض كلامهم عن الجمع الحفظي للقرآن الكريم من أن معرفتهم بالكتابة كانت قليلة. فمن تلك الألفاظ بجانب الكتاب ومشتقاته: القراءة، الصحف، الرق، السجل، القرطاس، الزبور (3)، القلم، المداد والخط ... وعليه سيتم اختيار عدد من هذه الألفاظ للبحث والدراسة من خلال تفسير الآيات المتضمنة لها ومنها:
1. القراءة: وردت لفظة القراءة وما اشتق منها حوالي تسعين مرة في القرآن الكريم (1). وقد قال سبحانه وتعالى في أول ما نزل من الدستور الإسلامي (2)، مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأ باسْم رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بالقَلَمِ، عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم} (3). ولم تأت هذه اللفتة بدون قصد أو اعتباطاً، وإنما جاءت لتنبيه وحث النبي صلى الله عليه وسلم على القراءة والكتابة، ويتضح هذا أكثر إذا ما عُرف أن الآيات التي تلت هذه أيضاً كانت متعلقةً بأدوات الكتابة، وأن أول قَسَمٍ أقسم به اللّه سبحانه كان بالقلم: {ن والقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون} (4).
أول ما نزل من القرآن هو مطلع سورة العلق، وفيه إشارة إلى القراءة، أو الجمع الصوتي للقرآن، بجمع الحروف في الفم ثم النطق بها. ثم نزل بعد ذلك مطلع سورة القلم، وفيه إشارة إلى كتابة القرآن، وهي جمع حروف وكلمات القرآن، بكتابتها على السطر (5).
يقول القلقشندي: >أعظم شاهد لجليل قدرها ـ الكتابة ـ، وأقوى دليل على رفعة شأنها، أن اللّه نسب تعليمها إلى نفسه، واعتده من وافر كرمه، وإفضاله فقال عزَّ اسمه: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بالقَلَمِ، عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم}، مع ما يروى أن هذه الآية والتي قبلها مفتتح الوحي، وأول التنزيل على أشرف نبي، وأكرم مرسل صلى الله عليه وسلم وفي ذلك من الاهتمام بشأنها ورفعة محلها ما لا خفاء فيه< (6).
فهناك مناسبة وثيقة بين أول كلمة نزلت من القرآن الكريم وبين القلم والكتابة: >فإن أول كلمة نزلت هي (اقرأ) ومعنى ذلك أن هناك مكتوباً ـ فلم تنزل كلمة (قل) بمعنى أن يردد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقال له ولكن نزل ـ اقرأ ـ بمعنى أن يقرأ شيئاً مكتوباً. إذن فالكتابة سبقت القراءة. والكتابة بمعناها التدارس والتعلم، لأن القلم لا يقول ولكن يكتب. (فاقرأ)، إذن تتناسب مع القلم، وهما وسيلتا العلم والتعليم. وكان من الآيات الأولى التي نزلت من القرآن الكريم: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بالقَلَمِ}. فجعل سبحانه مفتاح العلم القلم< (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام الزمخشري في تفسير الآية: >فدلَّ على كمال كرمه بأنه علَّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب اللّه المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا، ولو لم يكن على دقيق حكمة اللّه العظيمة ولطيف تدبيره دليل إلا القلم والخط، لكفى به< (2). فقوم يُبتدأ الوحي عندهم بهذا الابتداء؛ لا يعقل أبداً أن يتركوا القلم ويناموا؛ ثم لا ينشط واحد من بينهم فيكتب أو يدون شيئاً (3).
2. الصحف: وقد وردت لفظة الصحف في سبعة مواضع من القرآن المكي. منها: في قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ، فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} (4).
ففي هذه الآيات إشارة واضحة إلى كون القرآن الكريم في صحف. يقول ابن سِيدَه: >والصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صحائف وصُحُف وصُحْفٌ. وفي التنزيل: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}، يعني الكتب المنزَّلة عليهما، عليهما السلام< (5).
والفرق بين الصحف والمصحف كما يقول الحافظ العسقلاني: >أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر. وكانت سوراً مفرقةً كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن لم يرتب بعضها إلى بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إلى أثر بعض صارت مصحفاً< (1). وكلمة (صحيفة) لا تدل على الورق الذي نعرفه اليوم، ولكنها على كل حال شيء مبسوط خفيف الحمل يكتب عليه في سهولة (2). وقيل المقصود به هنا القراطيس التي تُكْتَبُ فيها (3).
يقول الإمام الآلوسي: > (في صحف)، قيل: صحف المسلمين على أنه إخبار بالغيب، فإن القرآن بمكة لم يكن في صحف، وإنما كان متفرقاً في الرقاع والجريد ونحوهما ...
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب ابن منبه: أنهم ـ السفرة ـ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قيل: لأنهم سفراء ووسائط بينه وبين سائر الأمة وقيل: لأن بعضهم يسفر إلى بعض في الخير والتعلم والتعليم< (4).
يقول الإمام أبو الفرج البغدادي: >وقوله (بأيدي سفرة) فيه قولان، أحدهما أنهم الملائكة، قاله الجمهور. والثاني: أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قاله وهب بن منبه ... < (5).
ويقول الإمام الرازي: >القول الثاني في تفسير الصحف أنها هي صحف الأنبياء لقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}، يعني أن هذه التذكرة مثبتة في صحف الأنبياء المتقدمين، والسفرة الكرام البررة هم أصحاب رسول اللّه، وقيل هم القراء< (6).
فقد أعلم اللّه تعالى في القرآن بأنه مجموع في الصحف في قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنَ اللّه يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرةً} (7)، وكان القرآن مكتوباً في الصحف، لكن كانت مفرقةً فجمعها أبو بكر في مكان واحد (8).
3. النبي صلى الله عليه وسلم والاستكتاب: ومن الآيات التي تدل وبوضوح على أن القرآن الكريم في مكة كان يكتب في الصحف، وأن المشركين كانوا على علم بتلك الصحف قوله تعالى على لسان المشركين: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِيْن اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيْلاً} (1).
يقول الفيروزآبادي: >ويقال: اكتتب فلان فلاناً: إذا سأله أن يكتب له كتاباً في حاجة، وعليه فسر بعضهم: {أَسَاطِيرُ الأوَّلِيْن اكْتَتَبَهَا} أي استكتبها< (2). وقيل: اكتتبها: أي بمعنى جمعها وسجلها (3). أو بمعنى انتسخها من غيره (4).
قال الزمخشري: >والمعنى: اكتتبها كاتب له، لأنه كان أمياً لا يكتب بيده، وذلك من تمام إعجازه ... فإن قلت: كيف قيل: {اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْه}، وإنما يقال أمليت عليه فهو يكتتبها؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما: أراد اكتتابها أو طلبه فهي تملى عليه، أو كتبت له وهو أمي فهي تملى عليه: أي تُلقى عليه من كتابه يتحفظها لأن صورة الإلقاء على الحافظ كصورة الإلقاء على الكاتب< (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أبو السعود العمادي: >والأساطير جمع أساطر أو أسطورة كأحدوثة، وهي ما سطره المتقدمون من الخرافات، اكتتبها، أي: كتبها لنفسه على الإسناد المجازي أو استكتبها، وقرئ على البناء للمفعول، لأنه صلى اللّه عليه وسلم أمي. وأصله: اكتتبها له كاتب فحذف اللام وأفضى الفعل إلى الضمير فصار اكتتبها إياه كاتب ثم حذف الفاعل لعدم تعلق الغرض العلمي بخصوصه، وبُنِيَ الفعل للضمير المنفصل فاستتر فيه، فهي تملى عليه، أي تلقى عليه تلك الأساطير بعد اكتتابها ليحفظها من أفواه من يمليها عليه من ذلك المكتتب لكونه أمياً لا يقدر على أن يتلقاها منه بالقراءة أو تملى على الكاتب على أن معنى اكتتبها أراد اكتتابها أو استكتابها ورجع الضمير المجرور إليه صلى الله عليه وسلم لإسناده الكتابة في ضمن الاكتتاب إليه صلى الله عليه وسلم < (6).
والاتهام جاء من قبل المشركين بهذه الصيغة الصريحة من أن هناك ما هو مكتوب يتداوله محمد صلى الله عليه وسلم وقد كتب له بناءً على طلبه، فلا بد أن يكون هناك شيء مكتوب حتى يأتي الاتهام بهذا الشكل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يكتفي بقراءة القرآن وتلاوته على الناس في مكة فقط من غير أن يكون هناك شيء مكتوب لما جاء بهذه الصيغة، فالاتهام إنما هو مستند إلى مشاهدة.
وربما تتضح الصورة أكثر إذا ما عرفنا سبب النزول كما نقلته كتب التفسير والسيرة النبوية. فقد ذهب المفسرون والمؤرخون إلى أن هذه الآية نزلت في بعض مَنْ كان يقول ذلك، مثل: النضر بن الحارث (1)، الذي >كان إذا جلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مجلساً فدعا فيه إلى اللّه، وتلا فيه القرآن، وحذر فيه قريشاً ما أصاب الأمم الخالية ـ خلفه في مجلسه إذا قام، فحدثهم عن رستم السنديد، وعن اسفنديار، وملوك فارس، ثم يقول: واللّه ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين، اكتتبها كما اكتتبتها<. فأنزل اللّه فيه: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (2).
4. طَلَبُ المشركين مكتوباً من السماء: من خلال الآيات القرآنية المكية يتبين أن معرفة أهل مكة بالكتابة والقراءة كانت عميقةً بدليل أنهم طالبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بآيات ومعجزات تقنعهم بنبوته، ومن هذه الآيات والمعجزات، أن ينزل عليهم كتاباً من السماء يقرؤونه. قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً. أوْ تَكُوْنَ لَكَ جَنّةٌ مِنْ نَخِيْلٍ وعِنَبٍ فَتُفَجِّر الأَنهَارَ خِلالَها تَفْجِيْراً. أوْ تُسْقِطَ عَلينا كسَفاً أو تَأتِيَ باللّه وَالمَلائِكَةِ قَبِِْيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى ُتُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً} (3).
حيث إن المشركين طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرقى في السماء ويأتيهم بكتاب معه أربعة من الملائكة يشهدون للرسول صلى الله عليه وسلم أنه صادق فيما يدعيه (4). فكيف يعقل أن يطالبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بإنزال الكتاب ليقرؤوا ما فيه ويتأكدوا من صحة ذلك، إذا لم يكونوا على علم ودراية تامة بالكتاب والكتابة والقراءة. وكأنهم لم يقتنعوا بالصحف التي اتهموا الرسول باستكتابها فطلبوا كتاباً كاملاً.
5. الرَقّ: وقد جاء الرَقّ في قوله تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ، فِي رَقٍّ مَنْشُور} (1).
يقول الزمخشري: والرَقّ: جلد رقيق يكتب عليه، والصحيفة البيضاء (2). وكتاب مسطور: أي مكتتب قد سطر (3).
6. طي السجل: قال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (4). مما يدل على معرفة العرب لأدوات الكتابة اللينة بحيث تطوى وتلف، لأنه لو كان أمراً غريباً لأنكروا على الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أي كطيه لما كتب فيه حفظاً له (5). والسجل للكتب: الصحيفة وفيها الكتاب. والمعنى: كطي السجل على مافيه مكتوب (6)، أي يوم نطوي السماء كما يطوى السجل على ما فيه من الكتاب. واللام في قوله (للكتب) بمعنى (على) (7). وقد قال الزمخشري: >السجل: وهو الصحيفة، أي: كما يطوى الطومار (الصحيفة، جمعه طوامير، والتطمير: الطَّيّ)، للكتابة، أي: ليكتب فيه، للمكتوبات، أي: لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة< (8).
يقول الإمام الشوكاني: >أي: كطي السجل كائناً للكتب أو صفة له، أي: الكائن للكتب فإن الكتب عبارة عن الصحائف وما كتب فيها فسجلها بعض أجزائها وبه يتعلق الطي حقيقة ... أو: كما يطوى الطومار للكتابة أي: ليكتب فيه أو لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة< (9).
7. القرطاس: وقد وردت لفظة القرطاس في قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ} (1).
فهذا النص يلهم أن الكتابة على القرطاس وكون الكتب مؤلفة من قراطيس هو الشيء المألوف الذي لم يكن ليتصور غيره (2).
تقول العرب: قِرطاس وقُرطاس وقَرطاس، ثلاث لغات. وقِرْطَس وقَراطِس، مثل: دِرْهَم ودَرَاهِم (3).
يقول محمد رشيد رضا: >الكتاب في الأصل مصدر كالكتابة ويستعمل غالباً بمعنى المكتوب فيطلق على الصحيفة المكتوبة، وعلى مجموعة الصحف في مقصد واحد، والقرطاس بكسر القاف (وتفتح وتضم) الورق الذي يكتب فيه. وقيل هو مخصوص بالمكتوب منه< (4).
والقرطاس: الصحيفة يُكتب فيها تكون من ورق وكاغد وغيرهما، وهي بكسر القاف وضمها والفصيح الكسر ... ولا يقال: قرطاس إلا إذا كان مكتوباً، وإلا فهو طرس ـ الصحيفة التي محيت ثم كتبت ـ وكاغد (5).
8. الكتاب: ويقال إن: أول تسمية للقرآن على أنه كتاب، وردت في السورة الثامنة والثلاثين من النزول وهي (الأعراف 1 و51) ـ وهي من السور المكية ـ ... فلم يُسم ـ القرآن ـ في أول أمره كتاباً، بل قرآناً، أي كلاماً يتلى بعد التلقين، ثم وصف هذا المتلو بأنه ذكر وتنزيل و ... إلخ. ولما أصبح النازل منه كثرة يصح أن يكون كتاباً سمِّي كتاباً، ثم اندمجت المعاني ببعضها فاكتسبت الصفات والمصادر معنًى مفهوماً واحداً، وأصبحت تعني شيئاً واحداً، فالقرآن هو الكتاب، وهو الذكر وهو التنزيل، وهو الفرقان، والعكس بالعكس (6). فمن الآيات التي أطلقت فيها الكتاب على القرآن قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} (1). والآية مكية، ومعلوم أن المس يكون لشيء مادي محسوس مكتوب، ـ وقد سبق بيان ما المقصود من الكتاب في الأصل عند العرب ـ، وإلا فلو كان عبارةً عن تلاوة فقط، لما تطلب الأمر هذا النهي.
يقول دروزة: >فهذه الآيات وتلك وإن كانت تشير إلى صلة القرآن بالملائكة وطهارة أصله ومصدره وكرامته، فإن روح عبارتها تلهم أيضا بقوة أن القرآن صار مكتوباَ في صحف وصار لهذه الصحف واجب التكريم فلا يمسها إلا المطهرون. وهذا ما كان يجري فعلاً كما جاء في الروايات الوثيقة، وخاصةً في رواية إسلام عمر ـ ستأتي لاحقاً ـ وصحيفة القرآن التي كانت في يد أخته، ورَفْضِها تسليمها إليه إلا بعد أن يتطهر (2). وأصل التقليد الإسلامي الفقهي بعدم جواز مس المصحف إلا على طهارة هو من هذا الباب< (3).
يقول الإمام الزمخشري: >مكنون، مصون من غير المقربين من الملائكة، لا يطلع عليه من سواهم، وهو المطهرون من جميع الأدناس أدناس الذنوب وما سواها: إن جعلت الجملة صفة لكتاب مكنون وهو اللوح. وإن جعلتها صفة للقرآن، فالمعنى: لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس، يعني من مس المكتوب منه، ومن الناس من حمله على القراءة أيضاً، وعن ابن عمر: أحب إليّ أن لا يقرأ إلا وهو طاهر< (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وللفقهاء في هذه الآية كلام طويل، يكتفي الباحث فقط بالإشارة إلي ما نقله الجصاص، بقوله: >رُوي عن سلمان أنه قال: لا يمس القرآن إلا المطهرون فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء. وعن أنس بن مالك في حديث إسلام عمر قال: فقال: لأخته أعطوني الكتاب الذي كنتم تقرؤون. فقالت: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأه وذكر الحديث. وعن سعد إنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف. وعن ابن عمر مثله وكره الحسن والنخعي مس المصحف من غير وضوء. وروي عن حماد أن المراد القرآن الذي في اللوح المحفوظ لا يمسه إلا المطهرون يعني الملائكة، وقال أبو العالية في قوله لا يمسه إلا المطهرون قال: هو في كتاب مكنون ليس أنتم من أصحاب الذنوب، وقال سعيد بن جبير وابن عباس: المطهرون الملائكة، وقال قتادة: لا يمسه عند اللّه إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي والنجس والمنافق، قال أبو بكر: إن حمل اللفظ على حقيقة الخبر فالأولى أن يكون المراد القرآن الذي عند اللّه، والمطهرون الملائكة، وإن حمل على النهي وإن كان في صورة الخبر كان عموماً فينا وهذا أولى لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار متظاهرة: أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم ولا يمس القرآن إلا طاهر، فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية إذ فيها احتمال له آخر سورة الواقعة< (1).
إضافةً إلى آيات أخرى كثيرة فيها إشارات واضحة إلى أدوات الكتابة، وعليه لم يكن الحديث عن مثل هذه الأدوات أمراً غريباً عند أهل مكة والذين خاطبهم القرآن، لأنهم كانوا على دراية تامة وعلم مسبق بها. وكان القرآن النازل يكتب في صحف تتداولها القلة المسلمة في مكة.
المبحث الثالث: الأدلة من الحديث والسيرة النبوية
1. كُتَّاب القرآن المكي
يدل على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ورود عدد من أسماء كُتّاب القرآن الكريم في العهد المكي في كتب الحديث والسيرة النبوية والتراجم. منهم:
عبد اللّه بن أبي سرح: كان من كُتّاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كتبوا له في مكة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، ثم ارتد عن الإسلام فأهدر الرسول دمه ثم رجع إلى الإسلام بعد فتح مكة بعد أن شفع له عثمان بن عفان رضي اللّّه عنه (1).
والأخبار والروايات التي وردت فيه كثيرة ومخلتفة في فترة ارتداده فيذهب البعض إلى أنه قد ارتد قبل الهجرة ومنهم الإمام الطبري. حيث يذكر في تفسيره: >أنه ـ عبد اللّه بن أبي سرح ـ قد وشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي أو لبني عبد الدار، فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجذع أذن عمار يومئذ، فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه، فأنزل اللّه في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه: (من كفر باللّه من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً)، فالذي أكره عمار وأصحابه، والذي شرح بالكفر صدراً، فهو ابن أبي سرح< (2). ويذهب أغلبية العلماء إلى أنه قد ارتد بعد الهجرة، ولكن هذا ليس بالأمر المهم، ولكن المؤكد أن فترة كتابته للقرآن هي الفترة المكية وهو ما يهمنا هنا.
ويذكر الحافظ العسقلاني في معرض حديثه عن اكتفاء الإمام البخاري بذكر كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم بزيد بن ثابت وأن البخاري قد أفرده بالحديث لكونه من أشهر الكُتَّاب، وإلا فقد كتب للرسول صلى الله عليه وسلم غيره فيقول: >قد كتب الوحي لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم جماعة غير زيد بن ثابت. أما بمكة فلجميع ما نزل بها، لأن زيد بن ثابت إنما أسلم بعد الهجرة ... (1) وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة. وأول من كتب له بمكة من قريش عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح (2)، وممن كتب له بالجملة: الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان وابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد اللّه بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسن وعبد اللّه بن رواحة ... < (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول ابن حجر: <وهو أول من كتب له صلى الله عليه وسلم بمكة<، فيه دلالة واضحة على أن هناك غيره ممن كتب له صلى الله عليه وسلم في مكة، وهو ما يدل عليه واقع المسلمين الذين التفوا حول الدعوة الجديدة، حيث إن كثيراً من الذين آمنوا ودخلوا الإسلام أول الأمر كانوا من الذين يعرفون الكتابة والقراءة، ولا شك أن بعضاً منهم كانوا من كتاب القرآن المكي وقد ذكر ابن حجر بعضاً منهم.
وبناءً على ما قاله ابن حجر من أن بعضاً من الصحابة كتبوا له بالجملة بصورة عامة، وذكر بعض الأسماء كما سبق وأغلبهم من المكيين الذين دخلوا الإسلام مبكراً، ذكر بعض المعاصرين عدداً من أسماء كتبة القرآن المكي.
فذكر محمود راميار من كُتَّاب الوحي في مكة عدداً كثيراً بقوله: >ومن كتاب الوحي في مكة: الخلفاء الأربعة، وشرحبيل بن حسنة ـ 18هـ ـ، وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشي ـ 37 هـ (4) وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية وطلحة والزبير (الزبير بن العوام) ـ 36 هـ وسعد بن أبي وقاص ـ 55 هـ وعامر بن فهيرة ـ 4 هـ وعلاء بن حضرمي ـ 21 هـ ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي ـ 40 هـ والأرقم بن أبي الأرقم حضرمي ـ 11 هـ وحاطب بن عمرو ـ أسلم قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وحاطب بن أبي بلتعة ـ 30 هـ ومصعب بن عمير وعبد اللّه بن جحش ـ 3 هـ وجهم بن قيس وسالم مولى أبي حذيفة ـ 12 هـ، ... < (1). وإضافةً إلى مَنْ ذكرهم فقد كتب في مكة: حنظلة بن ربيع الأسدي بن صيفي بن رباح التميمي الكاتب، وعبد اللّه بن الأرقم الزهري (2).
ومن الأسماء اللامعة في هذا الباب: خالد بن سعيد وهو من الذين أسلموا قديماً في مكة، وهو من الذين كتبوا للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة، يذكر ابن عبد البر وابن حجر: >روى إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد قالت: أَبي أول من كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم< (3). وقال عنه الأنصاري: >وكان أول ممن كتب لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقيل: أول من كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم، وكان ثالث الإسلام، وقيل: رابعاً، وقيل: خامساً< (4). وهذا القول لا يصدق إلا إذا أخذناه بالفترة المكية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة كان يكتب له أبي بن كعب وزيد بن ثابت، وعلي بن طالب وغيرهم. وخالد بن سعيد لم يهاجر إلى المدينة إلا بعد غزوة خيبر. إذن جائز جداً أن خالداً وهو قديم الإسلام، كان أول من كتب لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمكة. وعندما عاد إلى المدينة، بدأ يكتب رسائل النبي صلى الله عليه وسلم مرةً أخرى (5). وقد قيل إن أول من كتب لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مكة هو شرحبيل بن حسنة (6). وعليه يمكن الجمع بين هذه الأخبار بأن كلاً من خالد بن سعيد وشرحبيل بن حسنة قد كتبا له قبل الهجرة إلى الحبشة، وبعدها كتب له ابن أبي سرح أو معاً ثم استمر الأخير على الكتابة إلى أن ارتد.
فالاختلاف في تحديد أول من كتب في مكة يعتبر أكبر دليل على أن القرآن المكي كان يكتب. وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له كُتّاب عديدون وليس كاتب واحد، بدليل هذا الاختلاف فيمن كتب له أولاً في مكة قبل الهجرة. ومع أن كتبة القرآن في مكة كانوا أقل عدداً عما كان عليه الحال في المدينة بعد الهجرة (1). إلا أنه لا شك وكما يقول الفيومي: >أنه كان يوجد في مكة من الكتبة من يسد هذه الحاجة، ويقوم بتلك المهمة< (2)، ومن أول نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن أوائل المسلمين كانوا من الكتبة.
إلا أنه لا بد من الإشارة إلى ظاهرة غريبة في الكتب التي تتحدث عن كُتّاب النبي صلى الله عليه وسلم بصورة عامة وكُتّاب القرآن الكريم بصورة خاصة ولا سيما الكتب المعاصرة، وهي عدم الموضوعية في مراعاة تاريخ إسلام هؤلاء الكُتّاب، فأول من تذكرهم من كُتّاب النبي صلى الله عليه وسلم تذكر الذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد الهجرة، وكان الأولى أن يتم ذكر الذين أسلموا قديماً حتى يشمل بذلك العهدين المكي والمدني (3). والأسوأ من هذا أن من الباحثين من يأتي ليرد على بلاشير في نفيه لكتابة القرآن في مكة فيذكر في معرض رده عدداً من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم المكيين الذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد الهجرة إلى المدينة، أو أسلموا في فتح مكة أو قريباً منه، أمثال خالد بن الوليد ومعاوية
(يُتْبَعُ)
(/)
بن أبي سفيان وغيرهم (4).
2. قصة إسلام عمر بن الخطاب
تدل على أن القرآن الكريم كان يكتب في العهد المكي رواياتُ قصةِ إسلام عمر بن الخطاب، وقد نقلت بروايات كثيرة جداً يقوى بعضها بعضاً.
نقل ابن إسحاق ذلك فقال: >وكان إسلام عمر فيما بلغني أن أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت قد أسلمت وأسلم بعلها سعيد بن زيد وهما مستخفيان إسلامهما من عمر، وكان نعيم بن عبد اللّّه النحام ـ رجل من قومه من بني عدي بن كعب ـ قد أسلم وكان أيضاً يستخفي إسلامه خوفاً من قومه وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن، فخرج عمر يوماً متوشحاً بسيفه يريد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا، وهم قريب من أربعين من بين رجال ونساء، ومع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين رضي اللّه عنهم، ممن كان أقام مع رسول اللّه بمكة ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة، فلقيه نعيم بن عبد اللّّه فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد هذا الصابئ الذي فرَّق أمر قريش وسفَّه أحلامها ( ... ) فرجع عمر عامداً إلى أخته وختنه ـ زوج أخته ـ، وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إياها ( ... ) وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفاً، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد ( ... ) فأعطته الصحيفة وفيه طه فقرأها فلما قرأ منها سطراً قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ( ... ) <. الرواية (1).
ويبدو من ظاهر الرواية أنه كان من عادة خباب بن الأرت الذهاب إليهما لتدارس القرآن معاً كحلقة دعوية تنظيمية صغيرة، وهذه لا شك نموذج لكيفية تعلم وتعليم القرآن في العهد المكي، حيث غالباً ما يتم الاعتماد في الدعوات السرية على الوثائق المكتوبة لخفتها وسهولة تبادلها بين أفراد الجماعة الواحدة، ولا سيما في الظروف الأمنية الحرجة التي عادةً ما يكون فيها أفراد المجموعة مراقبين من قبل الطرف المقابل.
ولم يكن القصد من ذهاب خباب إليهما لتعليمهما القراءة، فقد ثبت أن سعيداً كان من الذين يعرفون الكتابة والقراءة هو ووالده الذي كان واحداً من مشاهير الحنفاء ـ سبق ذكره ـ الذين قرؤوا الكتب الدينية قبل البعثة النبوية. وعليه فإن عملية تعليم القرآن الكريم وتدارسه كما هو معروف يحتاج إلى أدوات التعليم من صحف ونحوها وهو ما يظهر هنا بشكل واضح.
يقول محمد حسين هيكل: >ولم تكن هذه الصحيفة التي سجلت سورة طه إلا واحدة من صحف كثيرة كانت متداولةً بين أيدي الذين أسلموا من أهل مكة، سجلت سوراً أخرى من القرآن الكريم< (1).
والذي يبدو من الأحداث أن هذه الوثائق والصحف التي كانت متداولةً بين القلة المسلمة في مكة كانت تكتب على أغلب الظن في مقر الرسول صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم بن الأرقم ـ بناءً على كون الأرقم بن الأرقم من الذين كانوا يعرفون الكتابة والقراءة، ومن ثم كان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فلا يستبعد أن يكون أحد أسباب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لداره إضافةً إلى مايذكره المؤرخون من الأسباب، كونه من الكتبة حتى يتيسر للرسول صلى الله عليه وسلم كتابة ما ينزل عليه فور نزوله ولا سيما أثناء وجوده في داره.
وفي رواية: أن الصحيفة كان فيها مع سورة طه سورة: {إذا الشمس كُوِّرَتْ} (2). وهي السورة الخامسة من حيث ترتيب النزول.
ومما سبق بيانه عن حالة الكتابة ومعرفة العرب والمسلمين للكتابة ولا سيما في مكة تفنيد وجواب لما قاله كونستانس جيورجيو عند حديثه عن إسلام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، وهل قرأ سعيد القرآن على عمر بن الخطاب يقول: >فهي رواية لا تتناسب مع الوقائع التاريخية، لأن القرآن في السنة الثامنة قبل الهجرة لم يكن بالشكل الذي نعرفه اليوم، بل إنه لم يكن كذلك طيلة حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يجمع القرآن إلا في عهد خلافة عثمان. كان القرآن متداولاً ومعروفاً بشكل آيات متفرقة ـ في العهد المكي ـ، وأكثر المسلمين يحفظونه، ولم يكتب منه إلا بعض الآيات، لأن أكثر المسلمين أميون، ولا يعرفون القراءة ولا الكتابة. لم يكن القرآن في ذلك الزمان بالشكل الذي نراه الآن، لأن آياته لم
(يُتْبَعُ)
(/)
تكن قد جمعت ولا اكتملت، لأن بعضها نزلت بالمدينة بعد الهجرة< (1). إضافةً إلى ذلك فلم يقل أحد أن القرآن الكريم كان كله مكتوباً عندما اطلع عليه عمر بن الخطاب في بيت أخته، وإنما كل ما في الأمر أنه اطلع على صحيفة من الصحف التي كانت متداولةً بين المسلمين آنذاك.
وبعد هذا لا يلتفت إلى ما قاله MONTOGOMERY WATT من قوله: >من المعروف أن أجزاءً من القرآن قد كتبت، ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب، يقال: أنه وجد مع أخته وزوجها اللذين أسلما سورة طه مكتوبة في صحيفة، فقرأها عمر بنفسه بعد أن طلب منهم أن ينظر فيها. فإذا ما وثقت هذه القصة ـ وهو أمر غير مؤكد ـ فإنها تبين أن أجزاء من الوحي قد كتبت في منتصف الفترة المكية< (2).
3. قصة إسلام لبيد بن ربيعة
الشاعر المعروف المخضرم، كان من الذين اشتهروا في الجاهلية بمعرفة الكتابة والقراءة ـ وقد تمَّ التطرق إلى معرفته وابنته للكتابة والقراءة ـ. وقصة إسلامه شبيهة بقصة إسلام عمر بن الخطاب في تأثره بأسلوب القرآن الكريم. حيث يقال إن سبب إسلامه أنه: >كانت هناك قصيدة شعرية له، واعتبرت هذه من أعظم ما قيل من الروائع في بلاد العرب على عهد محمد صلى الله عليه وسلم، لم يجرؤ أحد من الشعراء الآخرين على تقديم أي شيء منافس لها، إلى أن علقت بعض آيات القرآن من سورة قرآنية بجانبها، ولم يكد لبيد ـ وهو الوثني ـ يقرأ أولى تلك الآيات حتى بهره الإعجاب بما قرأ، وأعلن اعتناقه الإسلام في الحال، وقال: إن كلاماً كهذا ليس من قول البشر، وإنه ولا شك وحي إلاهي< (3).
4. خبر رافع بن مالك
سيأتي في الفصل الخامس أن بعض الصحابة ولا سيما من الأنصار قاموا بنقل القرآن المكي من مكة إلى المدينة قبل الهجرة، من ذلك ما جاء من أن رافع بن مالك هو الذي حمل القرآن المكي المكتوب إلى المدينة المنورة.
5. قصة سراقة بن مالك
نجد النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأخطر اللحظات من حياته التي تمثل نقطة الانعطاف في مسيرة الدعوة الإسلامية، ألا وهي لحظة الخروج من بيته مهاجراً إلي المدينة. وقد أحاط المشركون ببيته لينالوا منه، واستمرت مطاردتهم له، وأعلنوا عن مكافأة كبيرة لكل من يأتي به صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً، مع كل هذه المخاطر نجده صلى الله عليه وسلم يحمل معه ضمن الأشياء القليلة التي حملها معه إلى المدينة كامل أدوات الكتابة، ونجد أن بعض كتاب الوحي بقوا ملازمين له وملتفين حوله لتسجيل كل آية توحى إليه، فنجد أن كلا صاحبيه صلى الله عليه وسلم في الهجرة أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة كانا من الكتبة المعروفين. ويدل على ذلك قصة كتاب الأمان لسراقة بن مالك بن جعشم. فقد روى البخاري في كتاب بدء الوحي، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة على لسان سراقة: > ... فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم. ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن اللّه سيظهر أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الديَّة. وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يَرزَآني، ولم يسألاني إلا أن قال: اخف عنّا. فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم، ثم مضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم < (1).
وللأستاذ محمد صبيح كلام مضطرب في موضوع كتابة القرآن المكي، ولأهميته ينقله الباحث بطوله حيث يقول: >ولكننا نقلب ما بين أيدينا من مراجع لكي نظفر بصورة دقيقة واضحة عن طريقة كتابة الوحي في الفترة المكية التي استمرت نحو ثلاثة عشر عاماً فلا نكاد نظفر بشيء يستحق الذكر ... حقيقة كان هؤلاء الصحابة الذين ذكرنا ـ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير ـ بجوار النبي، بعضهم منذ الدقيقة الأولى والبعض أسلم بعد سنين، ولكن وجودهم لا يدل على أنهم كانوا يقومون بمهمة تدوين القرآن في الفترة المكية ... وذلك أن هذه الفترة كانت فترة اضطراب عنيف في حياة الإسلام، فقد كان معتنقوه قلة قليلة جداً تعد بالعشرات وكانت قريش تلاحقهم بأذاها المتصل وتضيق عليهم الخناق، فهل يمكن أن نفرض وجود نظام ثابت لتدوين الوحي في هذه الفترة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذن فنحن لا نستطيع أن نجزم بأن القرآن لم يدون في الفترة المكية، ولكنا على ثقة من أن وسيلة العلم المؤكد لدينا بنبأ هذا الموضوع ليست ميسورةً ولا هي ممكنةً ... وعلى هذا فإنا نلجأ إلى بعض الفروض، ونستند إلى إشارات خفيفة مفرقة في بعض المراجع< (1).
ثم يضيف في موضع آخر: >أن النصوص التي بين أيدينا لا تقطع بأن القرآن كان يدون في العهد المكي ... فقد استمر الوحي ينزل على رسول اللّه عشر سنين في هذه الفترة، ولم تكن ظروف النبي في مكة لتسمح له بحالة من الاستقرار تساعد على التنظيم المنتظم، وكل ما رجحناه هو أن صحفاً معينةً كانت تكتب من القرآن ويتداولها المسلمون سراً، ليتدارسوها في بيوتهم، بعيداً عن أعين قريش وعن أذاها المتصل< (2).
ففي قصة سراقة هذه تفنيد ودحض لما ذهب إليه الكاتب من أن الظروف الصعبة في مكة والملاحقة المستمرة لم تكن لتسمحا للمسلمين بكتابة القرآن! فمما لا ريب فيه أن ظروف النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كانت أحسن مما كانت عليه لحظة الخروج من بيته متوجهاً صوب المدينة، والملاحقة كانت في أوجها وبشكل أعنف مما كانت عليه خلال السنوات الثلاث عشر التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه في مكة، لأن العصبة الماسكة بزمام الأمور كانت تعتبر خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة تهديداً صارخاً لمصالحها ولأمنها، لذا أعلنت الجوائز والمكافآت للإتيان بالنبي صلى الله عليه وسلم حيّاً كان أو ميتاً، ولكن رغم ذلك وكما يتبين من الرواية الصحيحة الصريحة لم يهمل النبي صلى الله عليه وسلم أدوات الكتابة تحسباً لنزول القرآن عليه في أثناء الهجرة. فهل يصح بعد هذا كله أن يدَّعي أحد أن الظروف الصعبة والملاحقة المستمرة وقفتا مانعتين من كتابة القرآن في مكة لذا كان الاعتماد على الحفظ فقط؟!
6. وضع الآيات في أماكنها
قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد اللّه بن عباس عن عثمان بن عفان قال: >كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو من يكتب عنده فيقول: ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ... < الحديث (1).
يمكن الاستدلال بالحديث على أن القرآن المنزل كان كله مكتوباً ـ مكيه ومدينه ـ وإلا فكيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ضعوا هذا في الموضع الفلاني، ولا يعقل أن يدعي أحد أن هذا كان المقصود به القرآن المدني دون المكي. ويتضح هذا أكثر إذا ما علمنا أن هناك سوراً عديدةً نزلت في مكة، وبعد عشر سنوات أو أكثر نزلت آيات منها في المدينة كسورة الأعراف وسورة الأنعام (2) وغيرها كثير. ففي المدينة عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرهم بقوله: >ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ... < معناه: أن السور المكية كلها وليس بعضها كانت مكتوبة ومعلومة أماكنها للكتبة من الصحابة وغيرهم.
فإن قيل إن القرآن المكي قد تمت كتابته في المدينة بعدما استقر المقام برسول اللّه صلى الله عليه وسلم هناك، وبعدما كثرت الكتابة وكثر عدد الكتاب من المسلمين واستقر شأنهم. فالجواب أن هذا لم يثبت ولم ينقله أحد ولو بطريق ضعيف، بل لم يقل به أحد. مع العلم أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة قد نقلها الصحابة كاملةً واضحةً تمام الوضوح حتى أبسط دقائق وجزئيات حياته صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصحابة حريصين كل الحرص على نقل كل شيء من سيرته صلى الله عليه وسلم. إذن فكيف يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بكتابة ذلك الزخم الكبير من الآيات والسور التي تعادل ثلثي القرآن ولا ينقلها أحد من الصحابة! فلو حدث ذلك لكان من الأمور التي يذكرها مؤرخو السيرة النبوية ضمن أعماله صلى الله عليه وسلم التي قام بها في المدينة، ولكن لم يحدث ذلك مما يدل على أن القرآن المكي كان كله مكتوباً، فيأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الآيات المدنية في السور المكية التي كتبت في مكة.
7. جمع أبي بكر للقرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل دلالةً واضحةً على أن القرآن المكي كله كان قد كتب في مكة، أنه لم يذكر أحد لا من المتقدمين ولا من المتأخرين أن الجمع في عهد أبي بكر رضي اللّه عنه إنما كان نسخاً ونقلاً لما في صدور وصحف الصحابة التي كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن المدني، أما المكي فقد تم الاعتماد في نسخه ونقله على ما في صدور الحفاظ فقط، لأنه لم يكن مكتوباً. بل المعروف والثابت أن النسخ والنقل كان لما في الصدور والسطور بالنسبة لكل القرآن الكريم مكيه ومدنيه وبدون استثناء، ففي البخاري عن زيد بن ثابت: >لما نسخنا الصحف في المصاحف ... < (1). ومعلوم أن زيد بن ثابت ومن معه لم يكونوا يقبلون من أحد شيئاً إلا إذا شهد اثنان من المسلمين على أن المكتوب الذي معه قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بموجب الدستور الذي وضعه أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه في جمع القرآن، فقد جاء في الحديث أن أبا بكر قال لعمر وزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب اللّه فاكتباه. يقول الحافظ العسقلاني: >وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابة القرآن ونهى أن يكتب معه غيره، فلم يأمر أبو بكر إلا بكتابة ما كان مكتوباً، ولذلك توقف ـ زيد ـ عن كتابة الآية من آخر سورة براءة حتى وجدها مكتوبةً، مع أنه كان يستحضرها هو ومن ذكر معه< (2). ويضيف في موضع آخر: >وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لا من مجرد الحفظ< (3). فذلك يدل على أن القرآن المكي كان كله مكتوباً. وقد سبق أن احتمال كتابة القرآن المكي في المدينة بعد الهجرة النبوية أمر مرفوض وغير صحيح ولم يثبت ولو بطريق ضعيف.
8. زخم القرآن المكي
ينضاف إلى كل ما سبق أنه لا يعقل أن يتم إهمال القرآن المكي من دون كتابة، هذا إذا ما علم أنه يمثل ثلثي القرآن الكريم، وهو ما يعادل أكثر من ثمانين سورة ـ ثلاث وثمانين وقيل: خمس وثمانين، (4) أو ست وثمانين سورة ولا يظن ظان أن أغلب سور القرآن المكي من السور القصار وعليه لا يشكل زخما كبيراً، لأنه وكما سبق أنه يمثل ثلثي القرآن الكريم، وهناك الكثير من السور الطوال ضمن القرآن المكي أمثال: (سورة الأعراف وهي أطول السور المكية وثالثة السور القرآنية طولاً) (1)، إضافةً إلى ذلك فإن ثلاثة من السور الطوال السبع مكيات (2).
ومعلوم أن هناك إجماعاً على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما لحق بالرفيق الأعلى إلا والقرآن الكريم كله مكتوب في الصحف والرقاع من دون فرق بين المكي منه والمدني ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد، وهو ما قام به زيد بن ثابت بأمر من خليفة المسلمين أبي بكر رضي اللّه عنه. وبمراجعة أي كتاب أو أي نص يجد الباحث التأكيد على أن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي اللّه عنه إنما كان بمثابة نسخ ونقل لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بيد أنه لم يكن مجموعاً في مكان واحد وإنما كان مفرقاً في الصحف.
ومع كل ما سبق فقد ساهمت ظروف الدعوة في مكة، وكذا تركيز مؤرخي السيرة على جوانب فقط من العهد المكي، مثل ما كان يتعرض له الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحابته من سخرية واستهزاء ومضايقة، ومن ثم ثباتهم على إيمانهم ونحو ذلك من القضايا، أقول ساهم كل ذلك في إخفاء وحجب جوانب أو جزئيات كثيرة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك مسألة كتابة القرآن المكي. وعليه فإن اهتمام المؤرخين لم يتجه صوب هذه المسألة الحساسة، إما لأن الموضوع كان من البديهي عندهم بحيث لم يكن هناك من داع للخوض فيه إلى أن جاء المستشرقون وطرحوا بعض الشبهات والشكوك في هذا المجال، مما حدا ببعض الباحثين المعاصرين للرد على ما صدر منهم. أو أنه كان هناك غموض في جوانب من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، فقفز عليه المؤرخون وكثير ممن كتبوا في الموضوع، ولا سيما في العصر الحالي وهو أمر محتمل، فاكتفوا بترديد ما قاله العلماء القدامى في مجال جمع القرآن الكريم ولا سيما في العهد المدني، وهو ما يعنونون له في الكتب بجمع القرآن في العهد المدني.
(1) القرآن الكريم دراسة لتصحيح الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية، ص 60.
(2) الرازي: ضياء الدين عمر: مفاتيح الغيب، (د. م: دار الفكر، ط 3، 1985م) مج 10، ج 165/ 19.
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) سورة القيامة 18/.
(2) ابن قتيبة، عبد اللّه بن مسلم: رسالة الخط والقلم، تحقيق: حاتم صالح الضامن، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط 2، 1989م) ص 29.
(3) دراز، محمد عبد اللّه: النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن، تخريج وتعليق: عبد الحميد أحمد الدخاخني، (مصر: دار المرابطين، ط 1، 1997م) ص 6.
(4) الصالح، صبحي: مباحث في علوم القرآن، (بيروت: دار العلم للملايين، ط 18، 1990م) ص 17.
(5) الزرقاني، محمد عبد العظيم: مناهل العرفان في علوم القرآن، تصحيح: أمين سليم الكردي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1998م) ج 173/ 1.
(6) الزركشي، محمد بن عبد اللّه: البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، (بيروت: دار المعرفة، د. ط، 1391هـ) ج 239/ 1.
(1) عبيدات، محمود سالم: دراسات في علوم القرآن، (د. م: دار عمار، ط 1، 1990م) ص 117.
(2) سورة الحجر 9/.
(3) سورة الأعلى 6/.
(1) القلقشندي: صبح الأعشى، ج 51/ 1. وانظر: ابن قتيبة: رسالة الخط والقلم، ص 23 - 22. وابن سيده، علي بن إسماعيل: المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، تحقيق: مراد كامل، (د. م: جامعة الدول العربية، معهد المخطوطات، ط 1، 1972م) ج 482/ 6.
(2) الزركشي: البرهان، ج 232/ 1.
(3) فقد أوصلهم العراقي إلى اثنين وأربعين كاتباً. أنظر: الكتاني: التراتيب الإدارية، ج 117 - 116/ 1. وابن القيم: زاد المعاد في هدي خير العباد، مج 117/ 1. وابن منظور: مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج 347 - 331/ 2. وابن عبد ربه: العقد الفريد، ج 8/ 1. والحلبي: السيرة الحلبية، ج 423 - 422/ 3. والنسائي: فضائل القرآن، ص 75 - 74. وعيسى: كتاب الوحي، ص 71 - 61. والأعظمي: كتاب النبي، ص 115 - 25.
(4) القطان: مناع: تاريخ التشريع الإسلامي، (القاهرة: مكتبة وهبة، ط 4، 1989م) ص 105.
(1) القرآن الكريم دراسة، ص 60.
(1) شاهين: تاريخ القرآن، ص 67.
(2) عبد الباقي، محمد فؤاد: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، (بيروت: دار الفكر، ط 4، 1997م) ص 756 - 751.
(3) والزبور: (الكتب، واحدها زبور، وقد كانت العرب على معرفة بها حيث يقول امرؤ القيس:
أتَت حِجَجْ بعدي عليها فأصبَحَتْ كخَطّ زَبُورٍ في صحائفِ رهبانِ). ابن قتيبة: رسالة الخط والقلم، ص 24 - 23.
(1) شاهين: تاريخ القرآن، ص 67.
(2) الآيات الأولى من سورة العلق هي أول ما نزلت من القرآن الكريم على أرجح الأقوال. انظر: البخاري: الجامع الصحيح، ج 1894/ 3. والحاكم النيسابوري، محمد بن عبد اللّه: المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1990م) ج 576/ 2، وابن حنبل، أحمد: مرويات الإمام أحمد في التفسير، مج 370/ 4. والسيوطي، جلال الدين: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، (بيروت: دار الفكر، ط 3، 1990م) مج 561/ 8. والشافعي، محمد بن إدريس: أحكام القرآن، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، (بيروت: دار الكتب العلمية، د. ط، 1400 هـ) ج 7/ 2.
(3) سورة العلق 5 - 1/.
(4) سورة القلم 2 - 1/.
(5) الخالدي، صلاح عبد الفتاح: هذا القرآن، (عمان: دار المنار، ط 1، 1993م) ص 26.
(6) القلقشندي: صبح الأعشى، ج 35/ 1.
(1) عفيفي، فوزي سالم: نشأة وتطور الكتابة الخطية المصرية، ص 205.
(2) الزمخشري، محمود بن عمر: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1997م)، ج 782 - 781/ 4. وانظر: القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج 120/ 20. والشوكاني: فتح القدير، ج 468/ 5.
(3) علي، جواد: تاريخ العرب في الإسلام، ص 15.
(4) سورة عبس 13 - 11/.
(5) ابن سيده: المحكم والمحيط في اللغة، ج 115/ 3.
(1) العسقلاني، أحمد ابن حجر: فتح الباري في شرح صحيح البخاري، تحقيق: محي الدين الخطيب، (بيروت: دار المعرفة، د. ط. 1981م) ج 18/ 9.
(2) صبيح: بحث جديد عن القرآن الكريم، ص 71.
(3) الزمخشري: الكشاف، ج 788/ 4.
(4) الآلوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (د. م: دار إحياء التراث العربي، د. ط. ت) ج 42/ 30.
(5) ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي: زاد المسير في علم التفسير، (د. م: المكتب الإسلامي، ط 3، 1984م)، ص 29.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) الرازي: مفاتيح الغيب، مج 59/ 16.
(7) سورة البينة 2/.
(8) العسقلاني: فتح الباري، مج 13/ 9.
(1) سورة الفرقان 5/.
(2) الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب: بصائر ذوي التمييز، تحقيق: محمد علي النجار، (بيروت: المكتبة العلمية، د. ط. ت) ج 330/ 4.
(3) معجم ألفاظ القرآن الكريم: مراجعة: محمد عبد العزيز القلماوي ومحمد أحمد سعد الألفي، (د. م: مجمع اللغة العربية - الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث العربي، د. ط، 1990م) ج 949/ 2.
(4) الرازي: مفاتيح الغيب، مج 12، ج 51/ 24.
(5) الزمخشري: الكشاف، ج 269/ 3.
(6) العمادي، أبو السعود: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د. ت. ط) ج 203/ 6.
(1) وكان من الكتبة في قريش، ويقال أنه هو الذي كتب صحيفة قريش في مقاطعة قريش لبني هاشم. سبقت الإشارة إليه.
(2) ابن هشام: السيرة النبوية، ج 358/ 1، سورة الفرقان 6 - 5.
(3) سورة الإسراء، 93 - 90.
(4) انظر سبب نزول الآية: الزمخشري: الكشاف، ج 649/ 2. والرازي: مفاتيح الغيب، مج 11، ج 21، ص 59.
(1) سورة الطور 3 - 2/.
(2) معجم ألفاظ القرآن الكريم، ج 511/ 1.
(3) الصولي: أدب الكتاب، ص 120.
(4) سورة الأنبياء 104/.
(5) الفيروزآبادي: بصائر ذوي التمييز، ج 192/ 3. وانظر: الرازي: مفاتيح الغيب، مج 11، ج 228/ 22.
(6) الواحدي، علي بن أحمد: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، (بيروت: دار القلم، ودمشق: الدار الشامية، ط 1، 1415 هـ) ج 725/ 2.
(7) السجستاني، محمد بن عزيز: كتاب غريب القرآن، تحقيق: محمد أديب عبد الواحد جمران، (د. م: دار قتيبة، ط 1، 1995م) ص 282 - 281. وانظر: الطبري: تفسير الطبري، ج 100/ 17.
(8) الزمخشري: الكشاف، ج 138/ 3.
(9) الشوكاني: فتح القدير، ج 429/ 3.
(1) سورة الأنعام 7/.
(2) دروزة: القرآن المجيد، ص 77.
(3) ابن قتيبة: رسالة الخط والقلم، ص 25.
(4) رضا، محمد رشيد: تفسير المنار، (بيروت: دار الفكر، ط 2، 1973م) ج 311/ 7.
(5) السمين الحلبي، أبو العباس بن يوسف محمد: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود وجاد مخلوف وزكريا عبد المجيد النوتي، ـبيروت: دار الكتاب العلمية، ط 1، 1994م) ج 13/ 3.
(6) المصري، عبد الرؤوف: معجم القرآن، (بيروت: دار السرور، ط 2، 1948م) ص 117.
(1) سورة الواقعة 79/ 77.
(2) انظر: ابن هشام: السيرة النبوية، ج 367 - 365/ 1.
(3) دروزة: القرآن المجيد، ص 98 - 97.
(4) الزمخشري: الكشاف، ج 467/ 4.
(1) الجصاص، أحمد بن علي: أحكام القرآن، تحقيق محمد الصادق قمحاوي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د. ط، 1405م، ج 5/ 300.
(1) انظر تفاصيل القصة في: ابن الأثير: الكامل في التاريخ، مج 313/ 2. والأنصاري، أبو عبد اللّه محمد بن علي: كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عرب وعجمي، (حيدر آباد: دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1976م) ج 189/ 1. والتلمساني، أبو الحسن علي بن محمد: كتاب تخريج الدلالات السمعية، تحقيق: أحمد محمد أبو سلامة، (القاهرة: لجنة إحياء التراث العربي، د. ط، 1985م) ص 167. والبلاذري، أحمد بن يحيى: أنساب الأشراف، تحقيق: محمد حميد اللّه، (القاهرة: دار المعارف، ط 3، 1987م) ج 532 - 531/ 1. والفراء، أبي زكريا يحيى بن زياد: معاني القرآن، تحقيق: أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار، (د. م: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1980م) ج 344/ 1. والسيوطي: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ج 55/ 3.
(2) الطبري: جامع البيان، ج 273/ 7.
(1) وانظر: ابن كثير، إسماعيل بن عمر: فضائل القرآن، تحقيق: سعيد عبد المجيد محمود، (د. م: دار الحديث، د. ط. ت) ص 54. والعسقلاني، ابن حجر: فضائل القرآن، مراجعة وشرح: السيد الجميلي، (د. م: دار الهلال، ط 1، 1986م) ص 48 - 47.
(2) العسقلاني: فتح الباري، مج 22/ 9. وانظر: البلاذري: فتوح البلدان، ص 458.
(3) العسقلاني: فتح الباري، مج 22/ 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) انظر: الحلبي: السيرة الحلبية، ج 422/ 3. وأبو شهبة، محمد: المدخل لدراسة القرآن الكريم، (الرياض: دار اللواء، ط 3، 1987م) ص 338. وأبو الفضل، مير محمدي: بحوث في تاريخ القرآن وعلومه، (بيروت: دار التعارف، د. ط، 1980م) ص 120 - 118. والحمد: رسم المصحف، ص 97 - 96. وقاموس القرآن الكريم: إعداد نخبة من العلماء، (الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط 1، 1992م) ص 46.
(1) راميار: تاريخ قرآن، ص 65. وانظر: العك، خالد بن عبد الرحمن: تاريخ توثيق نص القرآن الكريم، (دمشق: دار الفكر، ط 2، 1986م) ص 30 - 29.
(2) طاحون، أحمد بن محمد: مع القرآن الكريم، (د. م: مطابع أهرام الجيزة الكبرى، د. ط. ت) ص 28.
(3) ابن عبد البر: الاستيعاب، ج 421 - 420/ 2. والعسقلاني: الإصابة، ج 237/ 2.
(4) الأنصاري: كتاب النبي، ج 107/ 1.
(5) الأعظمي: كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ص 53 - 52.
(6) الأنصاري: كتاب النبي، ج 129/ 1. والكتاني: التراتيب الإدارية، ج 118/ 1.
(1) دراز، محمد عبد اللّه، مدخل إلى القرآن الكريم، ترجمة: محمد عبد العظيم علي، (الكويت: دار القلم، د. ط، 1984م) ص 35 - 34. والصباغ، محمد لطفي: لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير، (الكويت: المكتب الإسلامي، ط 3، 1990م) ص 102. وأبو سليمان، صابر حسن محمد: روائع البيان في علوم القرآن، (بيروت: المكتب الإسلامي، ط 1، 1988م) ص 23. وطعيمة، صابر: هذا القرآن قصة الذكر الحكيم، (بيروت: دار الجيل، ط 1، 1979م) ص 53.
(2) الفيومي، محمد شكري أحمد: قواعد الكتابة الإملائية نشأتها وتطورها، (دبي: دار القلم، ط 2، 1988م) ص 14.
(3) انظر مثلا: داود، أحمد محمد علي: علوم القرآن والحديث، (د. م. ن. ط. ت)، ص 47. والحسن، محمد علي: المنار في علوم القرآن، (عمان: مطبعة الشرق، ط 1، 1983م) ص 88. والإبراهيم، موسى إبراهيم: بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم، (الأردن: دار عمار، ط 2، 1996م) 48 - 47. والقطان: مناع: مباحث في علوم القرآن، (القاهرة: دار غريب، ط 5، 1981م) ص 106.
(4) انظر: عبد العال: المستشرقون والقرآن، ص 24.
(1) ابن هشام: السيرة النبوية، ج 1/ 367 - 365. وانظر: ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن: الكامل في التاريخ، (بيروت: دار صادر، د. ط، 1979م) مج 86 - 84/ 2. والذهبي، محمد بن أحمد: تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام، تحقيق: محمد محمود حمدان، (القاهرة: دار الكتاب المصري، وبيروت: دار الكتاب اللبناني، ط 1، 1991م) مج 30 - 28/ 1. البلاذري، أحمد بن يحيى: الشيخان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وولدهما، تحقيق: إحسان صدقي العمد، (الكويت: مؤسسة الشراع الغربي، ط 1، 1989م) ص 143 - 135. وابن شبّه، أبو زيد عمر: تاريخ المدينة المنورة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، (د. م: دار التراث، الدار الإسلامية، ط 1، 1990م) ج 660 - 656/ 2. وابن حنبل، أحمد: فضائل الصحابة، تحقيق: وصي اللّه محمد عباس، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1983م) ج 280/ 1. والسيوطي، جلال الدين: الخصائص الكبرى، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1985م) ج 223 - 219/ 1. والبيهقي، أحمد بن الحسين: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تخريج: عبد المعطي قلعجي، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1985م) ص 221 - 215. وابن حبان: أبي حاتم البستي: السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، تحقيق: عزيز بك، (د. م: مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1991م) ص 89 - 86. والسهيلي: الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، ج 277 - 264/ 3. وابن كثير: البداية والنهاية، ج 81 - 79/ 3. والغزالي، محمد: فقه السيرة، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، (القاهرة: دار الكتب الحديثة، ط 4، 1964م) ص 123 - 122.
(1) هيكل: الصديق أبو بكر، ص 309 - 308. وانظر: هيكل: حياة محمد، ص 33 - 32.
(2) السهيلي: الروض الأنف، مج 277/ 3.
(1) جيورجيو، كونستانس: نظرة جديدة في سيرة رسول اللّه، تعريب: محمد التونجي، (د. م: الدار العربية للموسوعات، ط 1، 1983م) ص 108.
(2) Montogomery Watt : Bell ص s Introduction to the Qur ص an, Edingburgh At the University Press, 1994, p. 37.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) خليفة، محمد: الاستشراق والقرآن العظيم، ترجمة: مروان عبد الصبور شاهين، مراجعة: عبد الصبور شاهين، (القاهرة: دار الاعتصام، ط 1، 1994م) ص 52، نقلاً عن ص 88، من: L ANE, E. W Selections form the Qur ص an with an interwoven Commentary, James Madison, London, 1840.
إلا أن الباحث لم يجد القصة في المصادر الإسلامية القديمة التي تتحدث عن إسلام لبيد، لذا تم العزو فقط إلى المرجع الذي نقل منه الأستاذ محمد خليفة القصة. وأغلب المصادر التي اطلع عليها الباحث لا تذكر شيئاً عن إسلامه، ولكن هناك شواهد تؤيد هذه القصة منها ما عرف عن لبيد من معرفته للكتابة والقراءة وإجادته للشعر فقد كان من كبار الشعراء، وكما تمت الإشارة إلى أنه كان من عادته أن يكتب أشعاره ولا سيما أثناء المراسلات مع الشعراء الآخرين، وربما كانت القصيدة التي تمت الإشارة إليها من المعلقات السبع المشهورة في التاريخ الجاهلي.
(1) الكرماني: صحيح البخاري بشرح الكرماني، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1981م) ج 109/ 15 وما بعدها. والعسقلاني: فتح الباري، الحديث رقم: 3906، ج 239 - 238/ 7. وابن كثير، إسماعيل بن عمر: السيرة النبوية، تصحيح: أحمد عبد الشافي، (بيروت: دار الكتب العلمية، د. ط. ت) ج 370/ 1. وحميد اللّه، محمد: مجموعة الوثائق السياسية، ص 54. وابن هشام: السيرة النبوية، ج 490/ 1. والسهيلي: الروض الأنف، ج 187/ 4. وابن فهد، نجم عمر: إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تحقيق: فهيم شلتوت، (القاهرة: مكتبة الخانجي، د. ط، 1983م) ج 370/ 1.
(1) صبيح: بحث جديد عن القرآن الكريم، ص 68.
(2) صبيح: بحث جديد عن القرآن الكريم، ص 167.
(1) العسقلاني: فتح الباري، مج 22/ 9. والزركشي: البرهان في علوم القرآن، ج 241/ 1.
(2) سورة الأعراف مكية إلا الآيات: 170 - 163. وسورة الأنعام مكية والآيات المدنية فيها: 20، 22، 91، 93، 114، 141، 151، 152. انظر: دروزة، محمد عزة: التفسير الحديث، (د. م: دار إحياء الكتب العربية، د. ط، 1962م) ج 113/ 2، وج 145/ 4.
(1) العسقلاني: فتح الباري، مج 518/ 8.
(2) العسقلاني: فتح الباري، مج 13/ 9، وص 15.
(3) المرجع السابق، مج 15/ 9. وانظر: أبو زهرة، محمد: المعجزة الكبرى، (د. م: دار الفكر العربي، د. ط. ت) ص 28. والغزالي، محمد: نظرات في القرآن، (القاهرة: دار الكتب الحديثة، ط 5، د. ت) ص 42.
(4) ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي: فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن، تحقيق: رشيد عبد الرحمن العبيدي، (بغداد: المجمع العلمي العراقي، د. ط، 1988م) ص 185 - 184.
(1) دروزة: التفسير الحديث، ج 112/ 2.
(2) قال الزركشي: "وقد حكى عن سعيد بن جبير أنه عد السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، ويونس ـ مختلف فيها ـ". انظر: الزركشي: البرهان، ج 244/ 1.
المصدر
http://www.isesco.org.ma/arabe/publications/Quran/P4.php
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 04:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا زهير على هذا النقل الطيب
وهو فصل من كتاب:
كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
تأليف: عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
نشر: المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
والكتاب موجود على الشبكة ملف وورد
وهو على هذا الرابط لمن أحب أن يطلع عليه
www.saaid.net/book/9/2602.doc
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:24 م]ـ
في هذا البحث ثلاثة أمور:
الأول: كون قريش (أو العرب) كانت تعرف الكتابة، وهذا أمر مفروغ منه، ولا جدال فيه، وليس محل نزاع.
الثاني: كونه يوجد قرآن مكتوب في مكة، وهذا لا يزال محل بحث ونظر.
الثالث: عناية النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن في مكة، وهذه ليس هناك ما يسندها من الآثار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والبحث المشارإليه فيه حشد كبير للآثار والأخبار، وفي بعضها استدلال بها في غير محلها ـ كما أن بعضها ضعيف جدًا لا يصلح للاحتجاج، كقوله: (ومعلوم أن زيد بن ثابت ومن معه لم يكونوا يقبلون من أحد شيئاً إلا إذا شهد اثنان من المسلمين على أن المكتوب الذي معه قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بموجب الدستور الذي وضعه أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه في جمع القرآن، فقد جاء في الحديث أن أبا بكر قال لعمر وزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب اللّه فاكتباه).
ثم ماذا يضير نقل القرآن إذا كان القرآن المكي قد كُتب في المدينة، وليس في مكة؟!
أليس جبريل كان يعارض محمدًا صلى الله عليه وسلم بالقرآن كل سنة؟!
أليس محمد صلى الله عليه وسلم يقرأ على الصحابة في صلواته وفي خطبه وفي غيرهما القرآن؛ مكيَّه ومدنيَّه؟!
أليس الصحابة من الأنصار قد أخذوا القرآن المكي عن الصحابة المكيين لما قدموا إليهم؟!
فماذا يضير بعدُ أن لا يكون القرآن قد كُتِب في مكة؟!
ثمَ إن ميزة الحفظ التي كانت تُعرف عند العرب مما يجب أن لا نغفل عنها؛ لأنها من أكبر مقومات حفظ القرآن، وكان العرب يتميزون بذلك، فكيف سيكون الحال مع الصحابة الذين يتلقون كتاب ربهم من فمِ نبيهم مباشرة بلا كتاب، كما قال أبو وائل: (خطبنا بن مسعود فقال كيف تأمروني أقرأ على قراءة زيد بن ثابت بعدما قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وإن زيدا مع الغلمان له ذؤابتان). رواه النسائي في الكبرى، ورواه غيره.
ولو جُمِعت الآثار التي فيها نص على تلقي القرآن من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوجِد عدد لا بأس به.
وإن كتابة المصحف ـ مع ما كان عند الصحابة من عناية بها ـ لا تعدل الحفظ أبدًا، بل كان الحفظ هو الأصل، ولم تكن المصاحف منتشرة كما نراه اليوم.
إن طعن المستشرقين الذي اعتمد عليه الباحث (عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري) لا يبيح لنا تجاوز التحقيق العلمي في تقويم المسائل، وإني ألاحظ في كتابته إندفاعًا في الردِّ على مسائل لا تؤثر على نقل القرآن الكريم، وما فعله ذلك إلا لأن المستشرقين تعرضوا لها، وزعموا أنها طعون في نقل القرآن.
ثم كون بعض المكيين من الصحابة كان يكتب، فإنه لا يمكن الجزم بأنهم كلهم تعلموا الكتابة في مكة.
وكم يفرحني وقوع هذا الانتقاد من الاخ (محمد براء)، لأنها فرصة جيدة لمن يدرس طلاب الدراسات العليا ليجلُّوا هذه المسألة، فهي ـ في نظري إلى الآن ـ تحتاج إلى مزيد بحث وتحرير.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:21 م]ـ
الدكتور الفاضل مساعد الطيار حفظه الله:
تتميماً لما تفضلتم به:
إن صح ما قاله ابن عاشور في مقدمة تفسيره: " عَلَى ترتيبِ قراءَةِ النَّبِيِّ e في الصَّلَوَاتِ الجهرِيَّةِ وفي عديدِ المناسَبَاتِ حَفِظَ القُرآنَ كُلُّ مَن حَفِظَهُ كُلاًّ أو بعضَاً، وليسَ لهُم مُعتَمدٌ في ذلكَ إلا مَا عُرِفُوا به مِن قُوَّةِ الحَوَافِظِ (1)، ولم يكونُوا يعتَمِدُونَ عَلَى الكِتَابَةِ، وإنَّمَا كانَ كُتَّابُ الوَحيِ يكتُبُونَ مَا أنزلَ منَ القُرآنِ بأمرِ النَّبِيِّ e ، وذَلِكَ بتوقِيفٍ إلهيٍّ. ولعلَّ حكمَةَ الأمرِ بالكِتَابَةِ أن يرجعَ إليها المسلمُونَ عندما يحدُثُ لَهُم شَكٌّ أو نِسيانٌ ولكنَّ ذَلِكَ لم يَقَع ".
فإن مسألة ثبوت كتابة القرآن سواء في مكة أو المدينة تصبح مسألة تاريخية لا تأثير لها على حفظ الله تعالى لكتابه، بحيث لو فُرض أنه لم يثبت خبرٌ قطُّ في أن القرآن كان يكتب في مكة أو في المدينة لما كان ذلك خارماً في حفظ الله تعالى لكتابه، لأن الاعتماد في الحفظ لم يكن على الكتابة وإنما على قوة الحوافظ لدى أصحاب النبي صل1.
فما رأيكم بكلام ابن عاشور؟
وبالاستنتاج الذي استنتجته منه؟
________________
(1) أخرج ابن جرير في تفسيره (15132) عن قتادة أن موسى عليه السلام لما أخذ الألواح قال: " ربِّ إنِّي أجدُ في الألواحِ أُمَّةً أناجيلُهم في صُدُورهم يقرأونَهَا، وكان من قبلَهُم يقرأُون كِتَابهم نَظَرًا، حتى إذا رَفَعُوها لم يحفَظُوا شيئًا، ولم يعرِفُوه.
- قال قتادة: وإن الله أعطاكم أيَّتُها الأمةُ من الحفظِ شيئًا لم يُعطِهِ أحدًا من الأُمم -.
قال موسى: ربِّ اجعلهم أمتي! قال الله: تلك أُمَّةُ أحمَد!
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:50 م]ـ
موضوع مهم يجتذب المؤرخين والمتخصصين في علوم القرآن والتدوين.
ليس لدينا نصوص قطعية تحسم الأمر في هذه المسألة شأن كثير من القضايا، وليس لنا إلا التخمين.
لكن ما يجعلنا نميل إلى أن قسطا كبيرا من القرآن المكي قد كتب قبل الهجرة أمور من أهمها أن الكتابة
كانت في أهل مكة وأن الأسرى قد طلب إليهم أن يعلموا الكتابة لأبناء الأنصار. وإن ضُعفت هذه الرواية.
وأن لدينا نصوصا صحيحة تثبت أنهم كانوا يتدارسون القرآن على صحائف كما حصل لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فهذه حادثة لا يكون تعميمها خطأً في الاستقراء لأنها مما يمكن
حصوله ومما يترجح معها كتابة أكثر القرآن المكي.
لكن ثم أمورا لا ينبغي إغفالها أبدا منها أن الخطّ العربي كان ضعيفا فيه 17 رمزا لـ33 صوتاً ولم يتطور ليصبح
قادرا على نقل النص بنفسه إلا بعد قرن تقريباً. بل كان في عصر النبي صل1 والخلقاء الراشدين رض3 مساعدا للحفظ.
ومع ذلك يظل للكتابة قيمة فمساعدة الحفظ أمر ليس بالقليل ولا سيّما في ترتيب الآيات في أماكنها.
وأما قول ابن حجر إن ابن أبي سرح كان مما يكتب في مكة فأمر فيه نظر. إذ يبدو أنه كان يكتب في المدينة
وهذا معنى قولهم فلحق بالكفار. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 10:10 م]ـ
وأما قول ابن حجر إن ابن أبي سرح كان مما يكتب في مكة فأمر فيه نظر. إذ يبدو أنه كان يكتب في المدينة
وهذا معنى قولهم فلحق بالكفار. والله أعلم
بن أبي السرح أسلم قبل الفتح ولهذا يستبعد أنه كان يكتب الوحي في مكة وهو كافر(/)
الفيروز ابادي يلتهم كتاب الكرماني كاملا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:39 ص]ـ
في اثناء بحثي للدكتوراه اكتشفت ان الفيروز ابادي قد استبطن كتاب الكرماني كاملا في ثنايا المجلد الاول من كتابه بصائر ذوي التمييز ويمكن للملاحظ ان يستخرج نسخة كاملة من كتاب الكرماني دون نقص من هذا الكتاب والعجيب ان الفيروز ابادي لم يحم حول اسم الكرماني من قريب او بعيد
ومن العجب الاخر ان يقوم الشيخ زكريا الانصاري ايضا في كتابه فتح الرحمن بتلخيص كتاب الكرماني ويضعه في كتابه ولم يحم حول اسم الكرماني ايضا
الا يحق لنا ان نعجب من هذه الافعال
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Jun 2010, 02:08 ص]ـ
نعم يا دكتور جمال، حُق لنا أن نعجب ونحن في زمن البحث العلمي المؤصل.
ولكن العجب يخِفّ حين نعلم أن هذا كان مما لا ينكر في أزمان سلفت، إذ كان هذا الأمر يتكرر دون نكير، وكأنه مما اعتيد عليه بين المصنفين، إما لأنهم كانوا يعتمدون على معرفة الناس وخُبرهم بالكتب، أو أنهم كانوا يعدون نشر العلم بين الناس هو المقصد بغض النظر عن قائله.
وأمثلة مثل هذا كثيرة، ومثله ما يقع من نسبة الكتاب لأكثر من مصنف وبأسماء مختلفة مع أنه كتاب واحد.
والباحثون الآن يكشفون مثل هذا ويبينونه، حتى ينسب العلم لأهله، ولعل هذا مما يفخر به أهل هذا الزمان.
ويبقى أننا عالة على هؤلاء الجلة ..
فما أحسن أن نتخير في نقدهم أحسن الألفاظ والأساليب.
رحم الله من مضى .. وأحسن العاقبة لمن بقي.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[19 Jun 2010, 03:03 ص]ـ
والتهم كتاب الراغب (المفردات) أيضاً، فهو رأس ماله في البصائر، ولولاه ما راح ولا جاء، ومن حيث وقف الراغب في مادة وقف الفيروز آبادي حيالها ووقف وقفته فيها، وحار حيرته، وحذو حذوه وانتفق نفقه، و سلك مسلكه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 09:12 ص]ـ
ليتك ذكرت كتاب الكرماني الذي تقصده يا دكتور جمال ليستفيد القارئ، فليس كل قارئ هنا يعرفُ ما في نفسِك.
وأنت تقصد كتاب الكرماني (البُرهانُ في متشابه القرآن). والكرماني اقتصر في كتابه على ذكر الآيات المتشابهات التي يشبه بعضها بعضاً في اللفظ والتركيب، وتختلف عن بعضها في زيادة ونقصان، وذكر وحذف ونحو ذلك، ولم يُعْنَ بذكر الآيات الملتبسة التي يخفى معناها أو يَدِقُّ.
ويبقى للفيروزأبادي مكانته العالية في علم اللغة وحفظها وروايتها، وله نظرات في اللغة تجعله في مصاف كبار علمائها رحمه الله، والأمر كما ذكر أخي محمد العبَّادي.
رحمهم الله جميعاً.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 Jun 2010, 01:18 م]ـ
ولكن العجب يخِفّ حين نعلم أن هذا كان مما لا ينكر في أزمان سلفت، إذ كان هذا الأمر يتكرر دون نكير، وكأنه مما اعتيد عليه بين المصنفين، إما لأنهم كانوا يعتمدون على معرفة الناس وخُبرهم بالكتب، أو أنهم كانوا يعدون نشر العلم بين الناس هو المقصد بغض النظر عن قائله.
الشيخ العبادي جزاك الله كل خير على هذه الاجابة التي نزلت برداً وسلاماً على قلبي
وقد كنت انكر انتشار ظاهرة الاقتباس من مؤلفات العلماء بدون الاشارة إلى المصدر في كتب المتقدمين(/)
ايهما اسبق
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:30 م]ـ
ايهما الذي سبق تاليفه من الباقلاني كتاب الاعجاز ام كتاب التمهيد؟(/)
ما الكتب التي يتدرج فيها طالب علم البلاغة
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[19 Jun 2010, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشايخي الكرام، كما لا يخفى عليكم ما لعلم البلاغة من أهمية - لا سيما فيما يتعلق بالقرآن الكريم -، نظرا لذلك فهلا أسعفتمونا بوضع منهج لطالب علم البلاغة المبتدئ، وهل يشترط لطالب علم البلاغة أن يكون منتهيا من علم النحو قبل ذلك؟ ما هي الكتب التي يتدرج فيها طالب علم البلاغة بأقسامه (البيان، البديع و المعاني)؟؟ أرجو ان تكون هذه الكتب تحت طابع مدرسيٍّ تصلح للدراسة و تحتوي على تمارين و امثلة من كتاب الله تعالى
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Jun 2010, 05:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لاشك أن الإجابة على مثل هذا السؤال ستختلف باختلاف وجهات النظر لكني سأدلي بدلوي باعتبار أنه تخصصي وقد مارست التدريس لهذا العلم كثيراً، فأقول:
أولاً: لا بد أن أذكِّر بنقطة مهمة - ربما يعرفها الكثيرون لكن يغفلون عنها - وهي أن هدف المبتديء في دراسة أي علم هو:
1/ تصور المسائل الرئيسة في الفن المدروس.
2/ استحضار تلك المسائل الرئيسة.
3/ معرفة أهم المصطلحات.
4/ حب العلم و الاشتياق للتوسع فيه.
و الكتب التي ألفت في العصر الحديث على الطريقة المدرسية [كالبلاغة الواضحة وتيسير البلاغة للشيخ قلاش ودروس البلاغة، والبلاغة للكاف - ولعله أحسنها-] رغم ما فيها من خير إلا أنها لا تعطي الطالب التصور المطلوب بحيث لو أراد الطالب مراجعة مسألة في أمهات العلم - مثلاً- فإنه لن يصل إلى مظنة المسألة أصلاً، كما أنه لا يستطيع - غالباً- استحضار المسائل لعدم وجود متن يحفظه الطالب، وإن كانت أكثر الكتب المذكورة تشتمل على ما يسمى (قاعدة) تعطي خلاصة الدرس لكن الطلاب عادة لا يحفظونها كما أن صياغتها العلمية لا تراعي اصطلاح أهل الفن، ويمكن أن يستثنى من هذا إلى حدٍ ما كتاب (البلاغة) للكاف لكن يظل القصور في تصور مسائل العلم حاصلاً فيه.
وبناء على ما سبق فإني أميل لدراسة المتون مع بعض العومل الملطفة - إن صح التعبير-، وذلك على النحو التالي:
أولا: منظومة مائة المعاني والبيان لابن الشحنة الحنفي رحمه الله، وهو متن يتكون من مائة بيت فقط و يحقق وبشكل ممتاز الثلاثة الأهداف الأولى من الأهداف الأربعة التي يطلبها المبتديء، وأما الهدف الرابع - وهو حب العلم ... إلخ- فإنه يتحقق بإذن الله من خلال العوامل الملطفة ألا وهي وجود مدرس يربط لك الدرس القرآن مع الاستفادة إلى حد ما من التمارين الموجودة في بعض الكتب المشار إليها، وقد قلت (إلى حد ما) لأن هذا التمارين في الواقع لا تحقق المطلوب بالقدر الكافي، وليس هذا محل بيان وجه الخلل في هذه التمارين، ويمكن أن تقلل من النقص الحاصل في هذه التمارين بربط ما تدرسه بالقرآن مع مراجعة كتب التفسير البلاغية وخاصة ابن عاشور لسهولته.
ثانياً: إن أحببت التوسع بعدذلك في الجانب النظري، فإن المناسب لك بعد ذلك [لكن بعد حصيلة زائدة في النحو مع شيءمن المنطق - إن تيسر-] هو تلخيص المفتاح للقزويني.
ثالثاً: أما إن أحببت التوسع بعد ذلك في الجانب التطبيقي فقط فعليك بالتفاسير واربط ما تقرؤه فيها بما درسته وحفظته في مائة المعاني والبيان.
وفي الختام أحب أن أذكر:
1 - شروح منظومة ابن الشحنة المذكورة مخطوطة كلها باستثناء " نور الأفنان" لأحد علماء شنقيط، والشرح مختصر وموجود على النت.
2 - بفضل الله أنجزت شرحًا للمنظومة لكن حصل خلل في كتابة الآيات أخر طباعة الكتاب وقد حاولت فيه الربط بالقرآن ووضعت تمارين ظنها حسنة لكني لم أتم التمارين لكل النظم أسأل الله المدد كي أتمه بتمارينه، كما يوجد شرح صوتي للمنظومة كاملة ألقيته في مسجد البلوي في المدينة وإن كان يعيبه ما حصل من استعجال في إتمام المتن في المدة المطلوبة، وهناك شرح آخر لشيخ فاضل لا ينبغي أن أذكر معه - لفضله وعلمه - إلا للضرورة ألا وهو فضيلة الشيخ أحمد بن عمر الحازمي ودروسه في موقعه العامر.
3 - لم أذكر (الجوهر المكنون) - و (عقود الجمان) وهما نظمان يفوقان النظم الذي ذكرته في الشهرة وذلك لأسباب لعلي أذكرها في الأيام القادمة.
أما ما ذكرته أخي من دراسة النحو فأقول: الذي تحتاجه في النحو قبل مائة المعاني هو إتقان الآجرومية وما في مستواها أما المتوسع في هذا العلم فكلما ازداد من النحو فإنه خير له ولا شك
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 Jun 2010, 08:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الفاضل، لكن هل تحتوي هذه الكتب على أمثلة كثيرة من كتاب الله؟؟ إذ هو المقصود من دراسة هذا العلم، و بداية رغبتي في دراسة هذا العلم جاءت عند قراءتي لتفسير التحرير و التنوير فيذكر مصطلحات بلاغية لا أعرف معناها فما أريد تعلمه هو أن يكون آلة لفهم مثل هذا النوع من التفاسير التي تعنى بالناحية البلاغية لكتاب الله تعالى
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:31 ص]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك
أولا عليك بكتب البلاغة القديمة من القدم حتى الآن مع الاعتبار أن تقرأ في القديم وتقرأ الحديث الذي يساعدك على فهم القديم ومصطلحاته
على سبيل المثال وليس الحصر ولكن أحاول أن أضع لك كتبا كل مرة
أولا دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة
للشيخ عبد القاهر الجرجاني
كتاب المثل السائر لابن الأثير
كتاب تلخيص المفتاح للقزويني
كتاب مفتاح العلوم للسكاكي
مثلا تأخذ البلاغة من أول عصر الجاحظ إلى عصر القزويني والله أعلم هذا في القديم
جواهر البلاغة للسيد الهاشمي.
- البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور: فضل حسن عباس.
- الكافي في علوم البلاغة , للدكتور: عيسى الكاعوب وزميله ...
- أيضا كتب الدكتور بسيوني عبدالفتاح فيّود (علم المعاني /البيان / البديع).
أما فيما يتعلق بتاريخ البلاغة فهناك عدة مؤلفات , لعل أبرزها:
- أحاديث في تاريخ البلاغة وفي بعض قضاياها , للدكتور: ناصر الأسعد.
- البلاغة تطور وتاريخ , للدكتور شوقي ضيف.وهذا في نظري يسرد لك من القدم ويسير خطوة خطوة في تطور البلاغة
- البلاغة العربية , لعلي عشري زايد.
وسوف أسرد لك إن شاء الله كتبا أخرى
وأحضر لك روابط تحميل
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:37 ص]ـ
وإليك أخي الفاضل هذا الرابط
مكتبة الإسكندرية
للبحث عن الكتب والتحميل المباشر الحمد لله
http://bib-alex.com/
ادخل فضلا كلمة البحث كما تشاء وستظهر لك النتيجة
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 Jun 2010, 01:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20148)
لكنني أريد منهجا مبسطا أنتهي منه بسرعة و ليس القصد التبحر في هذا العلم الرصين فلست من ورثة الجاحظ ولا خلفاء القزويني، فأنا طالب علم مهتم بالتفسير، فالقصد الاحاطة بأشهر مصطلحات البلاغة وتطبيقاتها على كتاب الله لتكون آلة لفهم كتاب الله و معاينة إعجازه البلاغي وفم هذه المصطلحات في كتب المفسرين.
أكرر شكري الجزيل لكِ اختي الباحثة و بارك الله في حسناتك
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:39 م]ـ
نعم أخي الفاضل فهمتك
فعليك فضلا بالكتب الحديثة الموجودة على النت أو الموجودة في المكتبات ومنها التي عرضتها لك فضلا
البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور: فضل حسن عباس.
- الكافي في علوم البلاغة , للدكتور: عيسى الكاعوب وزميله ...
- أيضا كتب الدكتور بسيوني عبدالفتاح فيّود (علم المعاني /البيان / البديع).
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:45 م]ـ
روابط لكتب البلاغة
1. بغيه الايضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/1.pdf)
2. في البلاغة العربية علم البيان ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/2.pdf)
3. جواهر البلاغة في المعاني و البيان و البديع ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/3.pdf)
4. دليل البلاغة الواضحة ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/4.pdf)
5. البلاغة العالية ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/5.pdf)
6. البلاغة الواضحة ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/6.pdf)
7. دراسة البلاغة العربية في ضوء النص الأدبي ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/7.pdf)
8. فلسفة البلاغة بين التقنية والتطور ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/8.pdf)
9. البلاغة الإصطلاحية ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/9.pdf)
10. البلاغة والأسلوبية ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/10.pdf)
11. دراسات في البلاغة العربية ( http://www.ahlalhdeeth.net/osama/balagha/11.pdf)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:47 م]ـ
اضغط فضلا على الروابط أى عنوان الكتاب وحمله إن شاء الله
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[21 Jun 2010, 06:38 ص]ـ
أخي عبد الرحمن شاهين
الأمثلة القرآنية في الكتب التي أشرت إليها ليست كثيرة لكن تعويض هذا النقص يكون بأحد أمرين:
1/ بشيخ ذي عناية بالقرآن يدرسك المتن البلاغي.
2/ كتب التفسير.
وقد تفيدك بعض الكتب المعاصرة التي ذكرت الأخت بعضها في كثرة الأمثلة، لكن احرص على التأصيل بحفظ المتن وضبطه، ثم يمكن أن تتوسع بمثل هذه الكتب وخاصة البلاغة فنونها وأفنانها أو البلاغة العربية للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[21 Jun 2010, 08:28 ص]ـ
اضغط فضلا على الروابط أى عنوان الكتاب وحمله إن شاء الله
جزاكِ الله خيرا أختي الفاضلة على جهودك و دعمك، شكر الله لكِ وزادك هدىً و توفيقا
لكن الروابط لا تعمل
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[21 Jun 2010, 08:30 ص]ـ
أخي عبد الرحمن شاهين
الأمثلة القرآنية في الكتب التي أشرت إليها ليست كثيرة لكن تعويض هذا النقص يكون بأحد أمرين:
1/ بشيخ ذي عناية بالقرآن يدرسك المتن البلاغي.
2/ كتب التفسير.
وقد تفيدك بعض الكتب المعاصرة التي ذكرت الأخت بعضها في كثرة الأمثلة، لكن احرص على التأصيل بحفظ المتن وضبطه، ثم يمكن أن تتوسع بمثل هذه الكتب وخاصة البلاغة فنونها وأفنانها أو البلاغة العربية للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
و هو كذلك أخي الغالي محمد، بارك الله فيك و جزاك عني خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:03 ص]ـ
بورك فيك أخي
سيتم تجديد الروابط
ـ[سامي صالح الغامدي]ــــــــ[21 Jun 2010, 08:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..... أهلاً بك يا أخي عبدالرحمن
أما الكتب البلاغية للمبتدئ وخاصة لمن لم يلج هذا المضمار من قبل فعليه:
أولاً وقبل كل شيء أن يتقدم قليلاً في النحو , لأن شيخ البلاغيين عبد القاهر يقول عن النظم: واعلم أن النظم هو أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه , وعرفه مرة أخرى فقال: اعلم أن النظم هو توخي معاني النحو ....
خطوات أولية لكي تستلذ في هذا الفن:
أولاً / خبرة مسبقة في علم النحوتصل أقل شيء إلى 75% , والهدف هو أن تتلذذ في هذا العلم , واعلم يا أخي أن علم النحو هو الجدير بالكشف عن مواطن اللفتات في النصوص البليغة والجماليات في الكلام الفصيح والنُكت التي لا تُتخرج إلا باسترفاد المكون النحوي.
ثانياً / حاول أن تقرأ أهداف البلاغة العربية , ولماذا نقرأ البلاغة العربية؟؟
ستجده هنا:
1ـ يتيح للمتعلم معايشة نصوص العلماء الأفذاذ السابقين والتمرس على فهمها حتى تزول الجفوة القائمة بين طلاب العصر والتراث.
2ـ تنمية الملكة الأدبية القادرة على حسن التعبير.
فالبلاغة ترشدنا إلى ترك العيوب وأخذ الأسلوب الصحيح وذلك بوسيلتين:ـ
أ ـ القواعد التي ترشدنا إلي الأساليب الصحيحة والعيوب التي ينبغي تجنبها.
ب ـ تذوق القواعد في تلك الشواهد وأن نحذو حذوها.
جـ ـ تنمية الملكة النقدية القادرة على التمييز بين الجيد و الرديء والصحيح والفاسد وذلك بوسيلتين: ـ
1 - الوقوف على أفكار العلماء البلاغيين والنقاد التي نوازن بينها ونرجح، رأي على رأي وهذا من النقد العلمي.
2 - طريق الشواهد التي نستحسن منها ما نستحسن ونرد منها ما نرد ونستهجن منها ما يستهجن وهذه النقد الأدبي.
3 - التمكن من معايشة القرآن الكريم وفهم معانية وتدبر مضامينه واستنباط غاياته والوقوف علي شيء من إعجازه.
هنا سؤال: ــ هل البلاغة كفيلة بالوقوف علي تدبر القرآن ........ ؟
الجواب:
قال أبو هلال العسكري في الصناعتين: (اعلم علمك الله الخير ودلك عليه، وقيضه لك، وجعلك من أهله أن أحق العلوم بالتعلم , وأولاها بالتحفظ ـ بعد معرفة الله جل ثنائه ـ علم البلاغة، ومعرفة الفصاحة، الذي" به " يعرف {أي يعرف به لا بغيره} إعجاز كتاب الله تعالى ....... وقد علمنا أن الإنسان إذا أغفل علم البلاغة وأخل بمعرفة الفصاحة لم يقع علمه بإعجاز القرآن، الكريم من جهة ما خصه الله به عن حسن التأليف وبراعة التركيب .......... ) أ.هـ
لكن الزمخشري كان أوضح منه فقال في مقدمة تفسيره: (إن النحوي ولو كان أنحى من سيبويه واللغوي ولو علك اللغات بلحييه، والواعظ ولو كان من الحسن البصري أوعظ , والقصصي ولو كان من ابن القرية أحفظ، لم يستطع أن يفسر كتاب الله عز وجل إلا إذا درس علميين وعكف على دراستهما أزمنة وفتش عنهما أمكنة هما " علم البيان وعلم المعاني ".
سؤال آخر: ــ
لماذا كانت البلاغة خصوصاً هي الجديرة بمعرفة الإعجاز؟
الجواب:
لأن إعجاز القرآن يكمن في نظمه وفي لغته.
ثالثا / هناك مذهبان سار عليهما البلاغيون وهما:
المذهب الأدبي: وهذا أقرب إلى القلوب منه للأسماع لأن صوت الأدب فيه عالياً , والنظم فيها متفوقاً وهنا تجد المتعة كلها وعليه سار الأقدمون.
المذهب المعياري: هو السبيل الذي نهجه أصحاب المدرسة السكاكية (السكاكي) في تقعيد علم البلاغة , حتى عاد علماً جافاً منطقياً , لا تدخله الصنعة الأدبية إلا نادراً , وتحس أنك لا تستطيع إلا أن ترمي الكتاب جانباً (وهذا الفن أنصحك أن لا تطرقه مبدئياً , لأنه مذهب صعب وصوت المنطقية فيه واضحة وجلية) ولذلك ستكره البلاغة , ولكن عليك بالأول فهو الأصل.
أما الكتب المبدئية فأنصحك أن تشتري كتاب البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور فضل حسن عباس (البيان والبديع) و (المعاني) فهو يعلمك كيف تقيم جسوراً بينك وبين البلاغة وإذا رأيت أنك تقدمت قيليلاً فاشتر (أي كتاب لشيخنا د. محمد محمد أبو موسى)
أسأل الله لك التوفيق والرعاية ... ودمت في صحة وعناية ....
وإذا احتجت شيئاً فلا تتردد ...
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[22 Jun 2010, 09:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب صالح على اتحافاتك، لكن عندي سؤال يعن لي بشكل دائم حول دراسة النحو، أجد كثيرا من الطلاب والمشايخ يقولون إبدأ بالآجرومية ثم الملحة ثم اللفية ... وهكذا، سؤالي ألم تكفي تلك الخمس عشرة سنة في الدراسة الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية فالجامعية لأن يتأصل علم النحو فيها عن الدارسين - خصوصا الجامعيين منهم -؟ أم أن قواعد النحو في تلك المتون تختلف عنها فيما درسناه في الدراسة التظامية؟؟ هل الفاعل و إعرابه في الثالث المتوسط يختلف عنه في الملحة مثلا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامي صالح الغامدي]ــــــــ[22 Jun 2010, 09:57 ص]ـ
تكفي ان شاء الله.
والمقصود من النحو أنك تحسن الإعراب وتعرف مواقع الجمل , وأين الفاعل أهو متقدم أم متأخر , والحذف للخبر وللمبتدأ , لأن يا أخي الكريم هناك باب عظيم القدر في البلاغة وهو (باب المعاني) قائم بذاته على (معاني النحو) أي على الصنعة النحوية وما تؤول إليه الجمل ...
فعلى سبيل المثال لو أنك قرأت النحو التطبيقي لعبده الراجحي وهو كتاب ميسر تجد فيه تطبيقات كثيرة (وبفضل الله لقد قرأته في ثلاثة أيام) وهو سهل جداً. بعد ذلك ربما تكون قطعت شوطاً في النحو , ولست أعني أنك تعكف على مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين وتحرر مناط الخلاف وغيرها , لا بل المقصود أنك تعرف الإعراب فقط وهذه هي غاية النحو ... ثم تلج إلى البلاغة , لأن البلاغة هي محصلة علم النحو. وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[22 Jun 2010, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي صالح و بارك في حسناتك
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[22 Jun 2010, 11:39 ص]ـ
تأييداً للأخ سامي أقول: قد قلت في أول مشاركة لي في هذا الموضوع: (الآجرومية وما في مستواها) فالذي درس إلى الثانوية يبلغ مستوى أعلى من مستوى الآجرومية أصلاً، لكن كثيرين من خريجي الثانوية درسوا ولم يستوعبوا - ومستواهم عند دخول الجامعة يشهد بذلك -،ولم يتقنوا - وأنا اشترطت الإتقان-، أما من درس في المدارس وكان مستواه جيداً في مادة القواعد فإنه يستطيع البدء في دراسة البلاغة ولا شك.
أما التوسع في النحو ومعرفة علله الدقيقة ففائدته ظاهرة لمن تأمل في سير العلماء وأخص منهم هنا: الجرجاني - الزمخشري- النورسي فثلاثتهم علماء في النحو وقد أثر هذا على استنباطاتهم البلاغية أيما تأثير والقصد الإشارة لا التفصيل لكني أقول اقرأ (إشارات الإيجاز في مظان الإعجاز) للنورسي لترى كيف يوظف المسائل النحوية التي يظن البعض أنها مما لا فائدة فيه ويستبط منها إشارات بلاغية دقيقة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jun 2010, 08:00 م]ـ
مادامت بداية رغبتك في هذا العلم على يدِ (التحرير والتنوير) = فاقرأ في البلاغة: موجز البلاغة , للطاهر ابن عاشور , وهو كتاب موجز محرر , سهل العبارة , تفهمه بنفسك , وتحفظه في أسبوع , ثم انظر تطبيقات ما قرأت من تلك الأبواب في تفسير ابن عاشور نفسه؛ لتجمع بين البلاغة والتفسير , والقاعدة والتطبيق.
هذا لفهم البلاغة من حيث هي علماً .. أمّا اكتساب البلاغة فله سبيل آخر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما هي الكتب التي يتدرج فيها طالب علم البلاغة بأقسامه (البيان، البديع و المعاني)؟؟ أرجو ان تكون هذه الكتب تحت طابع مدرسيٍّ تصلح للدراسة و تحتوي على تمارين و امثلة من كتاب الله تعالى و جزاكم الله خيرا
بارك الله في كل من تفضل بسبق علمي للإجابة على هذا السؤال.
وأرشح لك أخي " دروس البلاغة " تأليف {حنفي ناصف ومحمد دياب وسلطان محمد ومصطفى طموم} كذلك {البيان والمعاني والبديع} للدكتور عبد الفتاح لاشين وهي كتب كلها منشورة مطبوعة رخيصة الثمن غالية القدر وذات طابع مدرسي كما تفضلت.والله الموفق.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[23 Jun 2010, 09:53 م]ـ
يبدأ الطالب لعلم البلاغة بمتن البلاغة لحفني ناصف وقد شرحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة أو نظم مائة المعاني والبيان لابن الشحنة, وهناك كتاب يصلح للمبتدئين لابن جماعة سيخرج قريبا مع شرحه.
ثم ينتقل الطالب إلى دراسة نظم الجوهر المكنون للأخضري
ثم ينتقل في المرحلة الثالثة إلى دراسة عقود الجمان, ويمكن الاكتفاء بالجوهر المكنون ثم يمارس بعد ذلك ويكثر من القراءة في كتب البلاغة للمتقدمين وكتب الأدب حتى تقوى ملكتة العلمية ويهتم بالكتب التي تطرقت للبلاغة القرآنية.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[23 Jun 2010, 10:09 م]ـ
هل يمكنك يا شيخ إبراهيم أن تكرمنا بأي معلومات عن كتاب ابن جماعة - جزاك الله خيراً-.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2010, 07:35 ص]ـ
أشكر أخي عبدالرحمن الذي أثار هذه الفوائد العلمية المميزة، وقد استفدتُ منها كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
شكراً للدكتور محمد نصيف على حسن توجيهه لي وللزملاء القراء في المنهجية الصحيحة لدراسة علم البلاغة من خلال إتقان مثل هذه المتون العلمية المُجرَّبة النافعة، وأحبُّ أن أعرف رأي الدكتور محمد نصيف في مؤلفات الأستاذ الدكتور فضل عباس في البلاغة.
أشكر أختي باحثة علم على روابطها وفوائدها، وليتها تصحح الروابط فلم أنجح في تحميل كتابٍ منها، مع حرصي على ذلك.
وأشكر أخي سامي الغامدي على فوائده التي تفضل بها، وهو ذو تخصص بالبلاغة فيما يظهر لي من كتابته وتعريفه بنفسه فمرحباً بكم أخي سامي بين إخوانك، ونحن في حاجة إلى التعاون العلمي فيما بيننا حتى ينتفع بعضنا ببعض فمرحباً بك.
وتعليقاً على فائدة أخي العزيز نايف الزهراني - وهو صاحب فوائد وفرائد - بخصوص كتاب (موجز البلاغة) للطاهر بن عاشور رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، أقول: إن هذا الكتاب المختصر صنفه ابن عاشور قبل عام 1351هـ، وقد صنفه كمقدمة بين يدي دراسة مختصر السعد التفتازاني، وأما تفسيره التحرير والتنوير فهو من أواخر كتبه التي صنفها بعد اكتمال آلته العلميَّة، ولذلك فهناك اختلاف بين تنظيره في (موجز البلاغة) وتطبيقه في (التحرير والتنوير) في بعض المواضع، وهو مَحلُّ بَحثٍ لو تصدَّى له أحدُ النشامى أو النشميات من الباحثين والباحثات لكان بحثاً مفيداً، وقد كان (موجز البلاغة) مقرراً دراسياً على طلاب المرحلة المتوسطة في تونس، وهو كتاب متين العبارة وأظنه يحتاج لدراسته إلى أكثر من أسبوع. (أرفقت نسخة إلكترونية من الكتاب)
وهناك كتابٌ قيمٌ أنصحُ به أخي عبدالرحمن شاهين وهو (تربيةُ الذوق البلاغي عند عبدالقاهر الجرجاني) للدكتور عبدالعزيز عبدالمعطي عرفة، فهو كتاب قيمٌ يؤرخ لتذوق البلاغة والمستوى الذي وصلت إليه دراسة البلاغة والجانب الذوقي منه على يد عبدالقاهر الجرجاني، فهذا جانب مهم من جوانب التذوق للبلاغة القرآنية، يكون رديفاً للدراسة التي أوصاك بها الزملاء في دراسة مصطلحات البلاغة وفنونِها.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في كتابه، والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[24 Jun 2010, 09:30 ص]ـ
عفا الله عنك يا شيخ عبد الرحمن ... كتب الدكتور فضل عباس كتب قيمة ولا شك، والمؤلف متمكن من هذا العلم واعٍ لكلام السابقين فيه مع تميزه بتوضيح المعلومات الصعبة وتيسيرها على الطالب المبتديء -بل وربما المنتهي- مع كثرة أمثلته القرآنية، لكني لم أذكره لأني أعتقد أن التأصيل يكون بحفظ متن، وقد جربت الابتداء بما يشبه كتب الدكتور فضل النافعة في دراسة عدد من العلوم فوجدت أنها تنجح في تحصيل الثقافة العامة مع تنمية الملكة - وهذا الثاني مهم جداً-، لكنها لا تنجح في ضبط الطالب لأساسيات العلم، ثم يسر الله لي الاتجاه للمتون المختصرة جداً فوجدتها أنفع في التأسيس، وأقول (المتون المختصرة جداً) لأن إفناء العمر كله في حفظ الألفيات -لمن لم يوفق في حفظها في سن مبكرة- يكون غالباً عائقاً عن تكوين الملكة التي لا تكونها هذه المتون وحدها - غالباً-، وأبشركم أني وجدت - في شتى الفنون - تلك المتون المختصرة التي لا تصل غالباً إلى مائة بيت فوجدت حفظها يضبط لي ما كان مشتتاً لا يجمعه جامع، رغم أن هذه المتون لقصرها قد لا تحتاج إلى ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير في حفظها، وإذا كانت الذاكرة مُسعفة فربما حفظت في ثلاثة أيام أو نحوها، وقائمة هذه المتون موجودة عندي فإن رأيتم - شيخ عبد الرحمن - أن وضعها في الملتقى مناسب فمُرني وحدد لي المكان الأليق بوضعها فيه.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[24 Jun 2010, 03:59 م]ـ
شيخنا الكريم محمد نصيف كتاب ابن جماعة غاية الأماني في علم المعاني حققته قبل فترة ووضعت عليه شرحا يسيرا وبقي بعض المراجعة للشرح.
ثم وجدت تحقيقا عليه على النت هو في المرفق
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[24 Jun 2010, 05:14 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ إبراهيم على هذا الكتاب، وقد قرأت بعضه سريعاً فوجدته تلخيصاً لتلخيص المفتاح - ولعل هذا لا يخفى عليك لكن الفائدة للقراء- فهو مناسب للغاية للمبتديء إن كان يُفَضِّل النثر على النظم، هذا وفي التحقيق تصحيف وسقط لا أدري ما سببه؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2010, 05:29 م]ـ
عفا الله عنك يا شيخ عبد الرحمن ... كتب الدكتور فضل عباس كتب قيمة ولا شك، والمؤلف متمكن من هذا العلم واعٍ لكلام السابقين فيه مع تميزه بتوضيح المعلومات الصعبة وتيسيرها على الطالب المبتديء -بل وربما المنتهي- مع كثرة أمثلته القرآنية.
جزاك الله خيراً، وإنَّما سألتك حتى أطمئنَّ فحسبُ، حيث اختلفتُ مع أحد الأصدقاء حولها فأحببت الاطمئنان لرأي متخصص متابع في البلاغة لأستفيد منك، فجزيت خيراً.
وقائمة هذه المتون موجودة عندي فإن رأيتم - شيخ عبد الرحمن - أن وضعها في الملتقى مناسب فمُرني وحدد لي المكان الأليق بوضعها فيه.
جزاك الله خيراً، إِنَّما ألتمس منك ذلك التماساً يا أبا هاجر، فلو تخيرت لها عنواناً مناسباً ووضعتها في موضوع مستقل لكان أنفع لنا جميعاً، فالسؤال عن مثل هذه الكتب كثير من الباحثين والطلاب. ولتكن في الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن بارك الله فيك وغفر لك، فالبلاغة تدخل في صميم علوم القرآن التي تعين المتخصص فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[24 Jun 2010, 10:13 م]ـ
شكرا لك أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري جزاك الله الفردوس الأعلى وأحسن الله إليك
أعتذر عن تأخري في المشاركة تجديد الروابط هنا
وقد قمت بتجديد الروابط بفضل الله وهذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر
وشاكرة لكم جميعا
بغية الايضاح لتلخيص المفتاح فى علوم البلاغة
http://alex.wikiwebia.com/files/bgheh-alaedah-ltlkhes-almft-1-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/bgheh-alaedah-ltlkhes-almft-1-ar_PTIFF.pdf)
2. في البلاغة العربية علم البيان
http://alex.wikiwebia.com/files/fy-alblaghh-alarbeh-alm-al-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/fy-alblaghh-alarbeh-alm-al-ar_PTIFF.pdf)
3. جواهر البلاغة في المعاني و البيان و البديع
http://alex.wikiwebia.com/files/jwahr-alblaghh-fy-almaany--ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/jwahr-alblaghh-fy-almaany--ar_PTIFF.pdf)
4. دليل البلاغة الواضحة
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=27279&postcount=17 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=27279&postcount=17)
5. البلاغة العالية
http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-alaaleh-alm-alma-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-alaaleh-alm-alma-ar_PTIFF.pdf)
6. البلاغة الواضحة
http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0054.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0054.pdf)
و هنا
http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0053.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=nc/other/0053.pdf)
7. دراسة البلاغة العربية في ضوء النص الأدبي
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag26/pdf/bo11.pdf (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag26/pdf/bo11.pdf)
8. فلسفة البلاغة بين التقنية والتطور
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=001189.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=001189.pdf)
9. البلاغة الإصطلاحية
http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-alastlaheh-qlq-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-alastlaheh-qlq-ar_PTIFF.pdf)
10. البلاغة والأسلوبية
http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-w-alaslwbeh-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/alblaghh-w-alaslwbeh-ar_PTIFF.pdf)
11. دراسات في البلاغة العربية
http://alex.wikiwebia.com/files/drasat-fy-alblaghh-alarbeh-ala-ar_PTIFF.pdf (http://alex.wikiwebia.com/files/drasat-fy-alblaghh-alarbeh-ala-ar_PTIFF.pdf)
12. البلاغه العربيه في ضوء منهج متكامل
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=000044.pdf (http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=000044.pdf)
فضلا ممكن تخبروني إن وجد أى رابط لايعمل
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:45 ص]ـ
ألف العالم المتقن الدكتور عبد العزيز الحربي ـ حفظه الله ـ كتاب البلاغة الميسرة، قال في مقدمته: ((وهذا الكتاب الموجزة مسائله، المفصلة قواعده، أقدمه لطالب العلم؛ ليكون كافيا له في معرفة البلاغة وقواعدها، ولينطلق بعد ذلك بذهنه وملكته كما يشاء. فعلم البلاغة لا ينتهي عند حد، وهو قابل للأطوار والزيادة إلى أن تقوم الساعة؛ العبرة فيه بالجمال، والصورة البديعة، والإنشاء البارع. فهو ليس كعلم النحو، له قوانين مجموعة لا تجيز للمتكلم أن يخرج فيها عن سنن المتقدمين في عصور الاستشهاد، ولا أن يزيد شيئا لم يذكره السابقون.
ذلك بأن الكلام الإعرابي لا يتفاوت. فقولك: إن الدنيا حلوة، كقولك: إن الدنيا مرة. كلاهما مبتدأ وخبر، دخل عليهما "إن".
أما البلاغة ففصاحة في اللسان، وذوق في الوجدان، ومتعة في الأذهان، ولكن الذي يجمع ذلك وينتفع به هو من كان له قلب حاضر، وذهن يقظ، وأدب جم، وذوق رفيع)).
وقال: ((وليعلم طالب العلم أن علوم اللغة ـ والبلاغة بضعة منها ـ هي أحد جناحين يحلق بهما في فهم الكتاب الذي أنزله الله بلسان عربي مبين، وفهم كلام النبي صل1. والجناح الآخر هو العقل؛ فإذا اجتمع العقل الصريح مع الفهم الصحيح لنصوص الوحي صار حاله قريبا من حال العرب الذين كانوا يسمعون نصوص القرآن وكلام النبي صل1 مباشرة)).
وقال: ((قرأتُ علم البلاغة في كتب كثيرة، منظومة ومنثورة، مختصرة ومطولة؛ ككتاب مفتاح العلوم للسكاكي، ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة للجرجاني، وشروح التلخيص، وكثير من كتب المتأخرين. وحفظتُ منها كتاب التلخيص للقزويني كاملا، ونظم الجوهر المكنون للأخضري، وقرأت شروحها، وانتفعت بذلك، وبما أفادنيه من قرأت عليه هذين المتنين من أهل العلم. غير أن الفائدة الكبرى كانت من تذوقي لكلام الله وكلام رسوله، ومنظوم كلام البلغاء، ومنثوره. وكان ما حذقته من من قواعد وتعريفات وتقسيمات تطبيقا على ما أقرأ وألتذ به من تلك الأساليب، ذات الفخامة والعذوبة والبراعة.
لهذا أنصح طالب العلم أن يكتفي بضبط المعالم التي تحفظ له المصطلحات والضوابط، والتعريفات والمثل التي يحتاج إليها؛ حتى لا يكون جاهلا بقواعده، وليكون على ثقة بعلمه ومعرفته. فالبلاغة ذوق يصقل بالتأمل في أساليب القرآن وكلام البلغاء. والطبع وحده لا يكفي)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .. مناقشات جيدة وفوائد رائعة.
ومن أراد نسخة مصححة مضبوطة من (مائة المعاني والبيان) فليرسل لي بريده على الخاص.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.(/)
هل يكتفى بالدعاء؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Jun 2010, 02:24 م]ـ
جاء في مسند أحمد رحمه الله تعالى:
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا" قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا.
هل يكتفى بالدعاء أم لابد من تلاوة القرآن بعده؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Jun 2010, 09:36 م]ـ
الحمد لله وبعد ................. ،
الحبيب أبوسعد، لي حول هذا الموضوع تنبيهات،
أولا: هذا بحث مفيد، وتفكير عميق، يدل علي تأمل لحديث النبي صل1.
ثانيا: اختلف أهل العلم في تصحيح الحديث وتضعيفه،
والظاهر أنه حسن بمجموع طرقه وشواهده.
ثانيا: الحديث محتمل ـــ بمجرد النظر ـــ إلي ما ذكرت.
ثالثا: الذي يظهر ـــ لي والله أعلم ـــ أنه يكتفي بالدعاء فقط دون القراءة لأمرين:
1/ أن الحديث لم ينص علي القراءة في الطرق التي اطلعت عليها.
2/ أن أحدا ممن شرح الحديث لم يذكر القراءة ــ والله أعلم ـــ.
وللبحث صلة ...................
وألا تهنئني يا أبا سعد فبعد استماعي لنصائحك المفيدة أصبحت مشاركا نشيطا ولله الحمد والمنة. (ابتسامة)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Jun 2010, 09:49 م]ـ
وفقك الله يا أبا عبد الله
وزادك نشاطا في الخير والعمل الصالح
وننتظر بقية بحثك حول الحديث(/)
ابن الجزري: يعلن عن الدورة التطبيقية السابعة
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[19 Jun 2010, 04:51 م]ـ
يعلن معهد الإمام ابن الجزري عن بداية التسجيل للدورة التطبيقية السابعة والتي ستكون على النحو التالي:
الدورة الأولى ..
شرح منظومة الجزرية للإمام محمد ابن الجزري والتي ستكون بدايتها
من السبت 21/ 7 حتى يوم الأربعاء 2/ 8/1431هـ
من الساعة 4:20م حتى الساعة 5:20م بواقع عشر ساعات تطبيقية
الدورة الثانية ..
مهارات طرق تدريس القرآن وإدارة الحلقات وستكون بداية الدورة
من السبت 21/ 7 حتى يوم الأربعاء 2/ 8/1431هـ
من الساعة 5:30م حتى الساعة 6:30م بواقع عشر ساعات تطبيقية
الدورة الثالثة ..
مهارات الإتقان في ضبط القرآن الكريم وستكون الدورة
يوم السبت والأحد 5 - 6/ 8/1431هـ
من الساعة 4:20م حتى الساعة 6:20م بواقع أربع ساعات تطبيقية
آخر موعد للتسجيل يوم الاثنين 16/ 7/1431هـ
والتسجيل في مقر المعهد أو الاتصال على هاتف المعهد 3650959 تحويلة 103 أو 107
* سيتم نقل الدورات صوتياً عبر موقع المعهد وموقع شبكة القرآن الكريم
صورة الإعلان
http://www.aljazry.com/contents/albumsm/dwrh7.jpg(/)
(31,071) حافظاً وحافظة تخرجهم الهيئة العالمية خلال العشر السنوات الماضية
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[19 Jun 2010, 06:54 م]ـ
بلغ عدد الحفاظ والحافظات من طلاب الحلقات والمعاهد القرآنية التي تكفلها وتشرف عليها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في كثير من دول العالم خلال العشر السنوات الماضية 31,071 حافظاً وحافظة من مختلف الأعمار، موزعين على قارات آسيا وأفريقيا وأوربا.
وكان نصيب قارة آسيا 20,926 حافظاً وحافظة، ونصيب أفريقيا 9,806 حفاظ وحافظات، وقارة أوروبا 339 حافظاً وحافظة.
وأوضحت الهيئة في تقرير أصدرته مؤخراً أن هذه الأعداد الكبيرة التي خرجتها الهيئة العالمية من الحفاظ والحافظات يرجع الفضل فيه بعد الله عز وجل لما تلقاه الهيئة من دعم معنوي ومادي من حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهم الله ـ الذين يبذلون الغالي والنفيس في خدمة كتاب الله عز وجل وتعليمه ونشره بين أبناء الأمة الإسلامية كافة في شتى بقاع الأرض،.
ونوّهت الهيئة بالمتابعة والتوجيهات السديدة من معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي،وكذلك الجهود التي تبذلها الهيئة العالمية في سبيل خدمة كتاب الله ورعاية حفظته ممثلة في أمينها العام فضيلة الدكتور عبد الله بصفر والعاملين معه ولما يقدمه المحسنون والخيّرون من أبناء المملكة العربية السعودية الذين يبذلون بسخاء وأريحية في سبيل خدمة القرآن الكريم.
المصدر ( http://www.spa.gov.sa/details.php?id=794070)(/)
هل يوجد شرح أو تعليق علي هذه الكتب، أرجو الإفادة؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Jun 2010, 06:57 م]ـ
الحمد لله وبعد ............... ،
أرجو من إخواني أن يدلوني علي شرح ـــــ إن وجد ـــــ أو تعليق علي هذه الكتب:
1 / قواعد التفسير للشيخ السبت.
2 / قواعد الترجيح للشيخ الحربي.
3 / الإتقان في علوم القرآن.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Jun 2010, 07:06 م]ـ
علق الشيخ: مصطفى البويحياوي على الإتقان في دورة علمية أقيمت في الشارقة وهي موجودة على الشبكة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 Jun 2010, 07:30 م]ـ
راجع هذا الرابط بارك الله فيك
هل هناك شرح أو تعليق على كتاب الإتقان في علوم القران؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18004&highlight=%C7%E1%C5%CA%DE%C7%E4+%DA%E1%E6%E3)
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[19 Jun 2010, 08:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا .................... ،
ماذا عن قواعد التفسير، وقواعد الترجيح.!!!!(/)
أصل المخلوقات آية استوقفني تفسيرها.
ـ[د / زينب سعيد داود]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
آية استوقفني تفسيرها:
إن المتأمل في آيات القرآن الكريم يجد فيها مجالاً للتفكر والتدبر في خلق الله عز وجل فيزداد بذلك إيمانه ومن هذه الآيات التي تزيد من عمق الإيمان في النفوس المؤمنة قوله تعالى: (((وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون))) ولا بد أن الإنسان المؤمن يتسائل في نفسه ما معنى أو ماتفسير هذه الآية التي ذكر الله سبحانه وتعالى فيها أنه جعل من هذا الماء كل شيء حي؟
أقوال المفسرين حول تفسير معناها:
قال ابن جرير رح1 في تفسير هذه الآية الكريمة: " عن قتادة رح1 أنه قال: كل شيء خُلق من الماء.
وذهب القرطبي رح1 في تفسير هذه الآية إلى ثلاث تفسيرات:
الأول: قول قتادة رح1 الذي سبق ذكره.
الثاني: حفظ حياة كل شيء بالماء.
الثالث: وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي.
فالقول الثاني يشير إلى أن كل كائن حي لن يعيش , وتبقى حياته إلا بالماء.
أما القول الثالث فإنّه يشير إلى خلق الإنسان من الماء الذي يخرج من بين الصلب والترائب كما قال تعالى: (((فلينظر الإنسان ممّ خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب))) وعن أبي هريرة رض1 , قال: قلت يا رسول الله صل1 " إذا رأيتك طابت نفسي , وقرّت عيني , أنبئني عن كل شيء قال رسول الله صل1 كل شيء خُلِق من الماء ".
وقد علّق أبو حاتم البستي رح1 على حديث أبي هريرة رض1 , فقال: إنّ قول أبي هريرة رض1 لرسول الله صل1 , بأن يخبره عن كل شيء , فإنّما مقصوده أن يخبره عن كل شيء خلق من الماء لذا كان جواب الرسول صل1 كل شيء خلق من الماء حتى وإن لم يكن مخلوقاً منه , فأخرج الكل بمعنى البعض , وذلك كقوله تعالى: (((وأُوتِيَتْ من كل شيء))) وقوله: (((تُدمر كل شيء بأمر ربها))).
المرجع:
الثروة المائية وأهميتها في الحياة في ضوء الكتاب والسنة
جمع ودراسة في التفسير الموضوعي والتحليلي
رسالة مقدمة إلى قسم الدراسات الإسلامية
ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية
تخصص (التفسير وعلوم القرآن)
إعداد الطالبة: زينب بنت سعيد بن داود
ملحوظة: سيكون هناك للموضوع بقية في الأيام القادمة بإذن الله.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:56 م]ـ
"وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [النور/45]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:16 ص]ـ
قال ابن جرير رح1 في تفسير هذه الآية الكريمة: " عن قتادة رح1 أنه قال: كل شيء خُلق من الماء.
وذهب القرطبي رح1 في تفسير هذه الآية إلى ثلاث تفسيرات:
الأول: قول قتادة رح1 الذي سبق ذكره.
الثاني: حفظ حياة كل شيء بالماء.
الثالث: وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي.
وعن أبي هريرة رض1 , قال: قلت يا رسول الله صل1 " إذا رأيتك طابت نفسي , وقرّت عيني , أنبئني عن كل شيء قال رسول الله صل1 كل شيء خُلِق من الماء ".
شكر الله للدكتوره زينب على هذا الموضوع.
هذا الحديث أخرجه بن حبان في صحيحه:
عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، أنبئني عن كل شيء، قال: «كل شيء خلق من الماء»، فقلت: أخبرني بشيء إذا عملت به دخلت الجنة، قال: «أطعم الطعام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام» قال أبو حاتم: قول أبي هريرة: أنبئني عن كل شيء، أراد به عن كل شيء خلق من الماء، والدليل على صحة هذا جواب المصطفى إياه، حيث قال: «كل شيء خلق من الماء»، فهذا جواب خرج على سؤال بعينه، لا أن كل شيء خلق من الماء وإن لم يكن مخلوقا"
هذا الحديث ضعفه الألباني في الترغيب والترهيب والجامع الصغير.
وتفسير أبي حاتم للحديث لا يستقيم في نظري والأوجه عندي أن يكون التقدير في السؤال:
أنبئني عن كل شيء مما خلق؟
فجاء الجواب:
"كل شيء خلق من ماء"
وهذا الحديث مع قول قتاده الذي ذكره الطبري ربما أيد النظرية القائلة بأن أصل الكون المشاهد " السموات والأرض والكواكب" هو الماء.
وربما أيد هذا القول قول الله تعالى:
" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " سورة فصلت (11)
قال بن كثير:
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وهو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض.
وقد دل الكشف العلمي أن المادة لها حالات ثلاث: غازية، وسائلة، وصلبة.
ويبقى أن نتذكر أن الماء مخلوق أيضا
وأن نتذكر أيضا أن الله يخلق من العدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:44 ص]ـ
من هو الذي نطلق عليه مسمى (حي) (وجعلنا من الماء كل شيء حي) هل كلمة (حي) في هذه الآية تعني الذي له روح؟ أم إنها تعني كل مخلوق؟ وهل النباتات تدخل ضمن سياق هذه الآية؟ مع أن النبات ليس لها روح.وماذا بشأن الجماد فهل أصله أيضاً من الماء؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 10:02 ص]ـ
من هو الذي نطلق عليه مسمى (حي) (وجعلنا من الماء كل شيء حي) هل كلمة (حي) في هذه الآية تعني الذي له روح؟ أم إنها تعني كل مخلوق؟ وهل النباتات تدخل ضمن سياق هذه الآية؟ مع أن النبات ليس لها روح.وماذا بشأن الجماد فهل أصله أيضاً من الماء؟؟؟
الذي أميل إليه أن كل شيء له روح ويتنفس فهو حي، والنبات يتنفس ولكن من الصعب أن تقول له روح أو لا، والروح حقيقة لا تدرك بالحس بل تعرف بآثارها كما هو في الإنسان والحيوان،فإذا كانت الروح موجوده رأيت أثارها على الإنسان والحيوان وحكمت له بالحياة، وإذا ذهبت تلك العلامات الدالة على الحياة حكمنا له بالموت، وكذلك النبات وقد وصف الله الأرض بالحياة وما ذلك إلا بحياة نباتها، قال تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة فصلت (39)
وعليه فمعنى الآية عندي هو أن كل شيء حي فهو من الماء.
وهذا لا يمنع أن أصل بقية المخلوقات هو الماء كما تشير إليه بعض الآيات وكما فسر بن كثير قوله تعالى " وهي دخان" بأنه بخار الماء.
وكذلك حديث أبي هريرة وقول عكرمة الذي ذكره الطبري.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد(/)
كلمات على الطريق
ـ[سامي صالح الغامدي]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:47 م]ـ
أحمد الله الذي يسر لي الدخول والمشاركة في هذا المنتدى المبارك الذي طالما حلمت في الدخول فيه , وهذه الساعة قد أتت , فالقرآن الكريم خير ما اشتغلت به النفوس , لأن العقول والقلوب يكون فيها الغفلة والحيرة فيأتي القرآن ليزيل تلك الغشاوات , ويبدِّد الظلام الحالك الذي طال على تلك الأفئدة , في روعة وجمال (إن من البيان لسحرا) فالكتب العربية التي مخضتها المكتبات وغصت منها الدور , كلها تخدم القرآن , وهي وسيلة لغاية عظيمة وهي فهم القرآن والعمل به ...
أحببت التفسير لأنه يدلني إلى الخير والبر والصلاح والتقى , وأجد اللذة في التفتيش والتنقيب حول آية واحدة علماً ودعوة وعملاً , ترفدني بحمد الله دراسة بلاغية (أدبية أو معيارية) تجعل الأنس يحلق في الآفاق , والفرحة تبلغ الأعماق.
وأحببت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يتكلفوا في التفسير والقرآن بل اشتغلوا بالعمل , والتطبيق.
وأحببت ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وعطاء وابن جبير (أصحاب المدرسة المكية) وأحن عند سماع اسم واحد منهم ... .
ـ[سامي صالح الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:19 م]ـ
جزاك الله خيراً ... وأنا لا أشك في ذلك
فنعم الأخ أنت يا أباتيماء(/)
التفسير والمفسرون في الميزان مع الدكتور/مساعدالطيارفي برنامج مدادولقاءحول قراءةكتب التفسير
ـ[إبراهيم السلمي]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نستضيف في برنامج مداد الأحد 8/ 7 على قناة دليل الدكتور مساعد الطيار ..
وسيكون الكتاب الموضوع في الميزان لهذا الأسبوع: كتاب " التفسير والمفسرون " ..
كما سنناقش مع الدكتور كيفية قراءة الكتب المطولة في التفسير - مثل تفسير ابن جرير- والفائدة من معرفة منهج كل مفسر ..
البرنامج يبث على الهواء مباشرة العاشرة مساء الأحد الساعة العاشرة تقريبًاأتمنى لكم مشاهدة ممتعة
ـ[باحثة علم]ــــــــ[20 Jun 2010, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:24 ص]ـ
كانت حلقة ماتعة كالعادة مع شيخنا وحبيبنا الشيخ مساعد رفع الله قدره، لكن لم يفصل الشيخ كثيرا حول الكتاب و رأيت محور الحلقة كان عن تفسير الطبري و شيء من منهجه و كيفية العامل معه، استفدنا كثيرا من شيخنا الحبيب ووددنا أن الحلقة طالت لنستمع لإتحافات الشيخ
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[21 Jun 2010, 11:07 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
ليتكم ترفعون لنا هذه اللقاءات حتى نستفيد منها جزاكم الله خيرا
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[22 Jun 2010, 02:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذه روابط الحلقة
http://www.youtube.com/watch?v=Bh7OeCVHMf8(/)
هل الإناث لا يستطيعون أن يوضحوا الحجة عند الخصام والمجادلة لأنوثتهم!!!
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 10:38 ص]ـ
وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا ? إِنَّ الإِنسانَ لَكَفورٌ مُبينٌ ?15?
أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ ?16?
وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحم?نِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ ?17?
أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ ?18?
وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذينَ هُم عِبادُ الرَّحم?نِ إِناثًا ? أَشَهِدوا خَلقَهُم ? سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسأَلونَ ?19? - زخرف
- الذي ينشأ في الحلية هم الإناث .... ولكن ما معنى وهو في الخصام غير مبين؟
قرأت في "التفسير الميسر" هذا التفسير: "أتجترئون وتنسبون إلى الله تعالى مَن يُرَبَّى في الزينة، وهو في الجدال غير مبين لحجته؛ لأنوثته؟ "!!!!
- ما هو جواب الجملة الشرطية التي تبدأ بـ "أو من ينشأ .... "؟ مثلاً: من ينشأ في الحلية فهو معتاد على الزينة.
- وكيف تصبح معنى الآية مضمومة إلى ما قبلها وبعدها؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:23 ص]ـ
قال بن عاشور رحمه الله تعالى:
"عطف إنكارٍ على إنكار، والواو عاطفة الجملة على الجملة وهي مؤخرة عن همزة الاستفهام لأن للاستفهام الصدْر وأصل الترتيب: وَأَمَنْ ينشأ. وجملة الاستفهام معطوفة على الإنكار المقدّر بعدَ {أم في قوله: {أم اتخذ ممّا يخلق بناتٍ} [الزخرف: 16]، ولذلك يكون {من ينشؤا في الحلية} في محل نصب بفعل محذوف دلّ عليه فعل {اتخذ في قوله: {أم اتخذ مما يخلق بنات} [الزخرف: 16]. والتقدير: أأتّخذ مَن ينشأ في الحلية الخ. ولك أن تجعل {من ينشؤا في الحلية} بدلاً من قوله {بنات بدلاً مطابقاً وأبرز العامل في البدل لتأكيد معنى الإنكار لا سيما وهو قد حذف من المبدل منه. وإذ كان الإنكار إنما يتسلط على حكم الخبر كان موجب الإنكار الثاني مغايراً لموجب الإنكار الأول وإن كان الموصوف بما لوصفين اللذيْن تعلق بهما الإنكار موصوفاً واحداً وهو الأنثى.
ونَشْءُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء بمنزلة الظرف. ولذلك اجتلب حرف في} الدّالة على الظرفية وإنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة والملابسة فمعنى {من ينشؤا في الحلية} مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه ولا تفارقُه، فإن البنت تُتَّخَذُ لها الحلية من أول عمرها وتستصحب في سائر أطوارها، وحسبك أنها شُقّت طرفا أذنيها لتجعل لها فيهما الأقراط بخلاف الصبي فلا يُحلّى بمثل ذلك وما يستدام له. والنَّشْءُ في الحلية كناية عن الضعف عن مزاولة الصعاب بحسب الملازمة العُرفية فيه. والمعنى: أن لا فائدة في اتخاذ الله بنات لا غناء لهن فلا يحصل له باتخاذها زيادة عِزّة، بناء على متعارفهم، فهذا احتجاج إقناعي خطابي.
و {الخصام} ظاهره: المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجّة، فيكون المعنى: أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. وعن قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: {من ينشأ في الحلية} هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، وعلى هذا التفسير درج جميع المفسرين.
والمعنى عليه: أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى لا يقدرْنَ على ما هو أشد من ذلك في الحرب، أي فلا جدوى لاتّخاذهن أولاداً.
ويجوز عندي: أن يحمل الخصامُ على التقاتل والدّفاع باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب، قال تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم} [الحج: 19] فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر.
فمعنى {غير مبين} غيرُ محقق النصر. قال بعض العرب وقد بُشر بولادة بنت: «والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة».
والمقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل وأنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقداتهم وإلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة أن لا يجعلوا له بنوة الإناث وهم يُعدّون الإناث مكروهات مستضعفات. وتذكير ضمير {وهو في الخصام} مراعاة للفظ {مَن} الموصولة.
و {الحلية}: اسم لما يُتحلّى به، أي يُتزين به، قال تعالى: {وتستخرجون منه حلية تلبسونها} [النحل: 14].
وقرأ الجمهور {يَنشأ} بفتح الياء وسكون النون. وقرأه حفص وحمزة والكسائي {يُنَشَّأُ} بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ومعناه: يعوده على النشأة في الحلية ويربّى "
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:27 م]ـ
أي أن من ينشأ في الحلية والزينة (وهي عادة البنات) ليس بقادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بالحجة.
صحيح ... فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر وتقليب الأمور ... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.
هذه نقطة مهمة لنا جميعاً نساءً ورجالاً.
مهمة للنساء ليعرفن أنه ترك الحبل على الغارب في تنشئتهن في الحلية والترف والزينة المباحة دون الاهتمام بتدريسهن وتثقيفهن وتعليمهن وتفقيههن فقه الحياة لا يخرج لنا نساءً أرجح عقلاً من الرجال ونحن في هذا العصر بحاجة إلى نساء مثل أمنا عائشة الفقيهة السياسية ومثل أمنا خديجة سيدة قومها في التجارة والشرف ومثل هند بنت عتبة - سيدة قومها وكلمتها بألف رجل - غفر الله لها.
هذه النقطة مهمة للرجال أيضاً لنعرف أن الخصام المبين (أي قرع الحجة بالحجة والمنطق الواضح) يحتاج إلى جد واجتهاد وليس دعة وراحة.
وإن كان معنى الخصام هو القتال فذلك أوضح أكثر وأكثر حيث أن من ينشأ في الزينة والحلية والترف والنعم لا يقدر على القتال والنصر.
ولكن عدت إلى الكثير من أمهات التفاسير فلم أجد تفسير الخصام إلا بالجدال. ولكن الكثير من المعاصرين يضيفون لمعنى الخصام "القتال" .... وبالفعل أرى تفسير الخصام على القتال منطقياً أكثر .... ولا بأس بالجمع بينهما.
جزاك الله خيراً شيخنا أبا سعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:48 م]ـ
بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و بعد،،
قال الله عزّ و جلّ - إنكاراً و ردّاً على إفك المشركين -: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مثلا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}. [الزخرف: 18،17،16]
قوله تعالى: {أو من ينشّأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين}. يعني: المرأة؛ قاله ابن عباس رضي الله عنهما. و كذا قال مجاهد. و قال قتادة: الجواري و البنات و المرأة. و قال السدّي: النساء. [تفسير الطبري].
و الكل بمعنى واحد؛ هو الإناث.
قال الطبري: وقال آخرون: عُنِي بذلك أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله.
و عقّب عليه بقوله: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك الجواري والنساء؛ لأن ذلك عقيب خبر الله عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وقلة معرفتهم بحقه، وتحليتهم إياه من الصفات والبخل، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم، والمنعم عليهم النعم التي عددها في أول هذه السورة ما لا يرضونه لأنفسهم، فاتباع ذلك من الكلام ما كان نظيرا له أشبه وأولى من اتباعه ما لم يجر له ذكر. أهـ
تفسير الآية في كتب التفاسير:
أ - قال الإمام الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}: يقول تعالى ذكره: أو من ينبت في الحلية ويزين بها (وَهُوَ فِي الْخِصَامِ) يقول: وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبين، ومن خصمه ببرهان وحجة، لعجزه وضعفه، جعلتموه جزء الله من خلقه وزعمتم أنه نصيبه منهم.
ب - و قال الإمام البغوي: {فِي الْحِلْيَةِ} في الزينة يعني النساء، {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} في المخاصمة غير مبين للحجة.
جـ - و قال الإمام القرطبي: قوله تعالى: " وهو في الخصام غير مبين " أي في المجادلة والادلاء بالحجة.
قال قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها.
د - و قال ابن حيان الأندلسي في " البحر المحيط ": {وهو في الخصام غير مبين}: أي لا يظهر حجة، ولا يقيم دليلاً، ولا يكشف عما في نفسه كشفاً واضحاً. ويقال: قلما تجد امرأة لا تفسد الكلام، وتخلط المعاني.
هـ - و في " بحر العلوم " للسمرقندي: {وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ} يعني: في الكلام غير فصيح. ويقال: هن في الخصومة، غير مبينات في الحجة. ويقال: أفمن زين في الحلي، وهو في الخصومة غير مبين، لأن المرأة لا تبلغ بخصومتها، وكلامها ما يبلغ الرجل.
* فهذا القول الإلهي الكريم نَصٌّ في كون النساء غير مبيّنات في الخصام. و لا يقدح ذلك فيهن.
و هذا راجعٌ في الغالب الأَعَّم إلى غلَبة العاطفة؛ بحُكْم الخِلْقة المُودَعة فيهن، المُناسِبة لدورهن في رعاية الولد و الأهل، و عِشرة ألزوج و العناية به.
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ}. [الملك:14]
---------------------
مشاركة سابقة في الملتقى:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7607 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7607)
دراسة فقهية في مسألة ولاية النساء القضاء:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2977 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2977)(/)
معنى: فيها يُفرق كل أمر حكيم
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 10:49 ص]ـ
إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ ? إِنّا كُنّا مُنذِرينَ ?3?
فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ ?4?
أَمرًا مِن عِندِنا ? إِنّا كُنّا مُرسِلينَ ?5?
ما هو تفسير الآية باللون الأحمر؟
قرأت في التفسير الميسر (وقريب منه تفسير الجلالين) ما يلي وأحتاج بعض الشرح عليه إن أمكن:
" فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة، وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها، لا يبدَّل ولا يغيَّر".
ما فهمته أنه في ليلة القدر يقضى فيها كل شيء إلى ليلة القدر في السنة التي تليها. (طبعاً هذا القضاء مثبت في اللوح المحفوظ منذ أن خلق الله القلم وقال له اكتب - وهو بالطبع معلوم عند الله منذ الأزل)
ـ[د. اقبال بن عبد الرحمن ابداح]ــــــــ[22 Jun 2010, 09:09 م]ـ
اخي الكريم منيب عرابي وفقكم الله تعالى
مما راق لي من التفاسير المعتبرة التي اطلعت عليها تفسير الجواهر الحسان للثعالبي
قوله عند تفسير الاية الكريمة:<ان الليلة التي يفرق فيها كل امر حكيم ليلة القدر من شهر رمضان وهي الليلة المباركة انتهى من التذكرة ونحوه لابن العربي وقوله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم معناه يفصل من غيره ويتخلص فعن عكرمة ان الله تعالى يفصل ذلك للملائكة في ليلة النصف من شعبان وفي بعض الأحاديث عن النبي ص انه قال تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى ان الرجل لينكح الولد ويولد له ولقد خرج اسمه في الموتى وقال قتادة والحسن ومجاهد يفصل في ليلة القدر كل ما في العام المقبل من الأقدار والارزاق والآجال وغير ذلك>4/ 135 - 136
وهذا قريب مما فهمته رزقنا الله واياك تلاوة القرآن حق التلاوة وتدبر اياته بامثل قواعدها(/)
"أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ " - تساؤلات حول قصة موسى وفرعون؟
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:14 ص]ـ
وَلَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَجاءَهُم رَسولٌ كَريمٌ ?17?
أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ? إِنّي لَكُم رَسولٌ أَمينٌ ?18? - الدخان
جاء في التفسير الميسر:
وقال لهم موسى: أن سلِّموا إليَّ عباد الله من بني إسرائيل وأرسلوهم معي؛ ليعبدوا الله وحده لا شريك له، إني لكم رسول أمين على وحيه ورسالته. (18)
بنو إسرائيل كانوا من أقوام مصر المستضعفين.
قوم فرعون كانوا من أقوام مصر الأقوياء.
وكان هناك أقوام أخرى في مصر تتراوح بين الضعف والقوة.
فرعون استحيى نساء بني إسرائيل واتخذ رجالهم سخرياً. فأراد موسى عليه السلام أن يُخرج بني إسرائيل من هذا الذل فطلب من فرعون بأن يسمح لهم بالخروج من مصر وهذا ما رفضه فرعون .... الى آخر القصة
لدي بعض الأسئلة حول قصة موسى عليه السلام:
- هل كان هدف موسى عليه السلام من البداية أن يخرج هو وبني إسرائيل من مصر؟ أم أنهم اضطروا إليها بعدما رفض فرعون وقومه الإيمان بموسى وهارون - عليهما السلام؟
- قيد التفسير كلمة "عباد الله" بـ "بني إسرائيل". لماذا يظهر وكأن موسى عليه السلام اهتم ببني إسرائيل فقط - أي القوم الذين ينحدرون من يعقوب عليه السلام - ماذا بشأن الأقوام الأخرى؟
- هل آمن معظم بني إسرائيل أو كلهم؟ أم أصلاً بني إسرائيل كانوا موحدين مؤمنين ولكنهم مقهورين؟
- ماذا بالنسبة لامرأة فرعون التي آمنت - ومثيلاتها من الرجال والنساء الذين آمنوا وهم ليسوا من بني إسرائيل؟ هل طلب موسى عليه السلام منهم أجمعين أن يخرجوا معه؟ أم كان الاقتصار فقط على بني إسرائيل؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:56 ص]ـ
أخي الكريم منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:
"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) " سورة الأعراف
"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) " سورة طه
"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) " سورة الشعراء
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف (5)
إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.
أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) "
أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)
ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها، قال تعالى:
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر (24)
أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.
والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:38 م]ـ
أخي الكريم منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:
"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) " سورة الأعراف
"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) " سورة طه
"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) " سورة الشعراء
"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف (5)
إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.
أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) "
أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)
ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها، قال تعالى:
"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر (24)
أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.
والسلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيراً.
وقد أجبت عن بعضها ولكن أضفت لي تساؤلات جديدة:)
سأبسط الأمر كما أتخيله وصححني إن أخطأت:
يعيش في مصر - في تلك الفترات - الكثير من العائلات ومن ضمنهم:
- عائلة "فرعون" - وهي العائلة المالكة ذو السلطة والنفوذ والمال
- عائلة "بني إسرائيل" - وهي من أفقر العائلات وأضعفها وتعمل لدى عائلة فرعون
- وغيرها من العائلات التي تترواح في مكانتها في المجتمع.
هل موسى عليه السلام جاء ليطلب من فرعون الموافقة على استقالة بني إسرائيل من العمل عنده ويخرج بهم خارج مصر (طبعاً بعد تسطيح وتبسيط العلاقة بين بني إسرائيل وفرعون)؟
إذا كانت هكذا دعوة النبي موسى عليه السلام فتبدو وكأنها مختلفة عن دعوة باقي الأنبياء. أي أن دعوة باقي الأنبياء كانت إلى قومهم مباشرة بجميع أطيافهم بغض النظر عن عائلاتهم أو نسبهم.
ولم يطلب من الأنبياء مغادرة أرضهم إلا بعد أن يحدث أمرٍ ما (مثل اضطهاد شديد أو إنزال عقاب أو غيره) حتى أن يونس عليه السلام عوتب عندما ترك قومه دون إذن الله سبحانه وتعالى.
ولكن يبدو أن إرسال موسى عليه السلام كان أولاً لإخراج قوم بني إسرائيل من أرض مصر - لحكمة يعلمها الله - ... ثم إقامة الدولة الإسلامية وما إلى ذلك. وخلال الفترة التي يحاول موسى عليه السلام إقناع فرعون بالسماح لبني إسرائيل بالخروج فإن موسى عليه السلام كان - بلا شك - يدعو الناس للتوحيد والإيمان والعمل الصالح .... ولكن لم تكن هذه مهمته الأساسية في مصر ... إنها كذلك بعدما خرج ولكن ليس في مصر. هل هذا ما تحاول أن تقوله شيخنا الغامدي؟
ماذا بشأن العائلات الأخرى في مصر؟ ألم يرسل الله لهم موسى عليه السلام؟
ألا تعتقد أن السحرة كانوا يريدون أن يخرجوا مع موسى عليه السلام؟ والسحرة ليسوا من بني إسرائيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 04:30 م]ـ
الأخ الفاضل منيب عرابي
يجب أن تقف على التسلسل التاريخي للقضية وهي باختصار:
أن الله سبحانه وتعالى اصطفى خليله إبراهيم وجعله إماما للناس وجعل في ذريته النبوة والكتاب ومن ذريته يعقوب عليه السلام وهو "إسرائيل" وقد نزل هو وأبناؤه مصر بعد قصة يوسف عليه السلام وهناك عاشوا وتكاثروا ثم وقع عليهم الاضطهاد من الفراعنة وهذا الاضطهاد لبني اسرائيل يبدو أن سببه كان التفرقة العنصرية والذي ربما دلت عليه الآيات من سورة القصص:
"إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" القصص (4)
وبناء على وعد الله تعالى لإبراهيم كانت النبوة في بني إسرائيل وكان في مقدمتهم أبوهم يعقوب ومن ثم يوسف عليهما السلام ومن خلال النبوة كان الوعد لبني إسرائيل بالأرض المقدسة وهي بيت المقدس وما حولها ولهذا كانت مهمة موسى عليه الصلاة والسلام المقدرة مسبقا هو الخروج ببني إسرائيل من الاضطهاد الفرعوني، ولكن هذا لم يمنع موسى من دعوة فرعون وقومه إلى توحيد الله، وقد فعل كما أمره الله تعالى ولكن فرعون لم يستجب وربما لو أنه استجاب لتبعته مملكته على الإيمان ولكنه استكبر وعلا في الأرض بغير الحق واستخف قومه فأطاعوه على الكفر وعدواة موسى، وحين استنفد موسى كل أسباب بيان الحق لفرعون من خلال الآيات التي أظهره الله على يديه أمره الله بالخروج ليلا ببني اسرائيل، وحين علم فرعون بخروج بني إسرائيل أرسل في مدائنه يجمع الجند من أجل ملاحقة بني اسرائيل واستردادهم للعبودية أو ربما لقتلهم.
إذا في هذه الحالة لا يمكن أن نسأل موسى عليه السلام لماذا لم تدع الأقوام الأخرى، إنه في مهمة تدار من السماء، إنه يفعل ما يؤمر، ولقد مر بعد نجاته هو وقومه بقوم يعبدون الأصنام ولم يُذكر أنه دعاهم إنهم خارج المهمة التي أنيطت به، ولكنه أخبر عن مصيرهم كما جاء في الآيات من سورة الأعراف:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) "
لقد كانت رسالة موسى تخص بني إسرائيل وإقامة شريعة الله فيهم حتى يأتي موعد النبوة الخاتمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:33 م]ـ
ما شاء الله. بارك الله فيك شيخنا الغامدي.
وفكرة صحيحة أبو تيماء.(/)
المدرسة القرءانية بمدينة وجدة
ـ[يوسف الوزاني]ــــــــ[20 Jun 2010, 01:02 م]ـ
تعتبر المدرسة القرءانية بمدينة وجدة احدي المدارس التي أنتجت فقهاء في مجال القراءة القرءانية وفي مجال تعدد الروايات القرءانية عرضا وسماعا وصيغة وأداء ودالك بفضل جهود المقرئين الدين تعلمو الروايات القرءانية سواء رواية ورش عن نافع المدني بوقف الامام الهبطي أو برواية حفص غير أن الغالب هو الرواية المعتمدة عند المغاربة بالوقف الخاص.
تعتبر هده المدرسة من المدارس القديمة في تدريس القرءان الكريم وتحفيظه لدي الأجيال حفظا متقنا بالروايات المتعددة غير أنه يمكن أن نسجل هده المميزات الخاصة الآتية:
أولا التحفيظ المتقن للقرءان الكريم شكلا ورسما وضبطا وهو أمر في غاية الأهمية اد يشكل لدي المغاربة ميزة خاصة من مميزات حفظ القرءان الكريم ويمكننا القول انه لا توجد هده الطريقة الا في المغرب وهي طريقة تأصيلية لحفظ القرءان الكريم حفظا له خصوصياته في مجال الشكل والكتابة والضبط.
ثانيا ما تعتمده المدرسة القرءانية من التوثيق المدقق في مجال اتقان القرءان الكريم حفظا وتعليما عن طريق شيوخ القرءان الكريم حتى يتخرج الدين يحفظون القرءان الكريم الي مجال البحث والدراسة وهم مزودون بأصل من أصول الدين هو القرءان الكريم.
ثالثا الطريقة التي يحفظ بها كتاب الله تعالي هي طريقة حقيقة لا توجد الا في المغرب لاسيما التحفيظ عن طريق الألواح بصيغة وهندسة تربوية ليس لها مثيل تحفيظ أعطي ثماره ومنافعه في الأجيال المعاصرة رغم وجود بعض الهفوات
تبقي هده المدرسة محل فخر واعتزاز لاصحابها المشرفين عليها من الفقهاء والعلماء أصحاب القرءان الكريم قراءة ورواية وتدريسا وتعليما وهم مأجورون علي دالك(/)
" إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرض زِينَةً لها لِنَبْلُوَهم أيُّهم أحْسنُ عَمَلاً * "
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Jun 2010, 01:12 م]ـ
الكلمة السابعة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرض زِينَةً لها لِنَبْلُوَهم أيُّهم أحْسنُ عَمَلاً *
وإنَّا لَجاعلونَ ما عَلَيْها صَعيداً جُرُزاً "
" وما الحياةُ الدنيا إلاّ لعبٌ ولَهْوٌ "
هذه الكلمة عبارة عن مقامين عاليين وذيل ساطع
إن الخالق الرحيم والرزاق الكريم والصانع الحكيم قد جعل هذه الدنيا
على صورة عيد بهيج واحتفال مهيب ومهرجان عظيم لعالم الأرواح والروحانيات،
وزيّنها بالآثار البديعة لأسمائه الحسنى،
وخلع على كل روح صغيراً كان أم كبيراً، عالياً كان أم سافلاً، جسداً على قدّه وقدره،
وجهّزه بالحواس والمشاعر وكل ما يوافقه للاستفادة من الآلاء المختلفة والنعم المتنوعة التي لا تعد ولا تحصى،
والمبثوثة في ذلك العيد البهيج، والمعروضة في ذلك المهرجان العظيم.
ومنح سبحانه لكل روح من تلك الأرواح وجوداً جسمانياً (مادياً) وأرسله إلى ذلك العيد والمهرجان مرة واحدة،
ثم قسّم ذلك العيد الواسع جداً زماناً ومكاناً الى عصور وسنوات ومواسم، بل حتى إلى أيام وأجزاء أيام، جاعلاً من كل عصر، من كل سنة، من كل موسم، من كل يوم، من كل جزء من يوم، مهرجاناً سامياً وعيداً رفيعاً واستعراضاً عاماً لطائفة من مخلوقاته ذوات أرواح ومن مصنوعاته النباتية، ولا سيما سطح الأرض، ولا سيما في الربيع والصيف، جاعلاً أعياداً متعاقبة، الواحد تلو الآخر، لطوائف مصنوعاته الصغيرة جداً، حتى غدا ذلك العيد عيداً رائعاً جذاباً لفت انظار الروحانيات الموجودة في الطبقات العليا والملائكة وأهل السموات إلى مشاهدته، وجلب أنظار أهل الفكر إلى مطالعته بمتعة إلى حد يعجز العقل عن استكناه متعتها ..
ولكن هذه الضيافة الإلهية والعيد الرباني، وما فيهما من تجليات اسم ((الرحمن والمحيي)) يكتنفها الفراق والموت، حيث يبرز اسم الله ((القهار والمميت)) وربما هذا لا يوافق - كما يبدو - شمول رحمته تعالى المذكور في قوله:
" ورحمتي وسعت كل شيء "
!
ولكن في الحقيقة هناك جهات عدة يظهر فيها الانسجام والموافقة الكاملة مع الرحمة الإلهية، نذكر منها جهة واحدة فقط وهي:
إنه بعد انتهاء الاستعراض الرباني لكل طائفة من الطوائف، وبعد استحصال النتائج المقصودة من ذلك العرض، يتفضل الفاطر الرحيم والصانع الكريم على كل طائفة من الطوائف فيمنحهم رغبة في الراحة واشتياقاً اليها وميلاً الى الانتقال الى عالمٍ آخر، ويُسئمهم من الدنيا بأشكال من النفور والسأم رحمةً بهم.
وحينما يُرخّصون من تكاليف الحياة ويُسّرحون من وظائفها،
ينبّه سبحانه في أرواحهم رغبة قوية وحنيناً الى موطنهم الأصلي.
وكما يمنح سبحانه مرتبة الشهادة لجندي بسيط يُقتل في سبيل اداء الخدمة ويهلك في مهمة الجهاد، وكما يمنح الشاة الأضحية وجوداً مادياً في الآخرة ويكافؤها بجعلها مطية كالبراق لصاحبها مارة به على الصراط المستقيم، فليس بعيداً من ذلك الرحمن الكريم أن يمنح لذوي الأرواح والحيوانات ثواباً روحانياً يلائمهم وأجراً معنوياً يوافق استعدادهم، من خزينة رحمته الواسعة، بعد ما قاسوا المشقات وهلكوا أثناء أداء وظائفهم الفطرية الربانية الخاصة بهم، وعانوا ما عانوا في طاعتهم للأوامر السبحانية. وذلك لئلا يتألموا ألماً شديداً لدى تركهم الدنيا، بل يكونون راضين مرضيين .. ولا يعلم الغيب الاّ الله.
بيد أن الإنسان الذي هو أشرف ذوي الارواح واكثرهم استفادة من هذا العيد - من حيث الكمية والنوعية - يوهب له برحمة من الله ولطف منه حالةً من الشوق الروحي تنفّره عن الدنيا التي ابتلي بها، كي يعبر الى الآخرة بأمان.
فالانسان الذي لم تغرق انسانيته في الضلالة يستفيد من تلك الحالة الروحية فيرحل عن الدنيا وقلبه مطمئن بالايمان.
نبين هنا خمسةً من الوجوه التي تورث تلك الحالة الروحية على سبيل المثال:
الوجه الأول:
انه سبحانه وتعالى يُظهر للإنسان - بحلول الشيخوخة - ختم الفناء والزوال على الأشياء الدنيوية الفتانة، ويفهّمه معانيها المريرة، مما يجعله ينفر من الدنيا
ويسرع للتحري عن مطلوب باق خالد بدلاً من هذا الفاني الزائل.
الوجه الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه تعالى يُشعر الإنسان شوقاً ورغبة في الذهاب إلى حيث رحل تسعٌ وتسعون بالمائة من أحبته الذين يرتبط معهم والذين استقروا في عالم آخر، فتدفع تلك المحبة الجادة الانسان ليستقبل الموت والأجل بسرور وفرح.
الوجه الثالث:
إنه تعالى يدفع الانسان ليستشعر ضعفه وعجزه غير المتناهيين، سواءً بمدى ثقل الحياة أو تكاليف العيش أو أمور اخرى، فيولد لديه رغبة جادة في الخلود الى الراحة وشوقاً خالصاً للمضي الى ديار اخرى.
الوجه الرابع:
إنه تعالى يبيّن للإنسان المؤمن - بنور الايمان - أن الموت ليس إعداماً بل تبديل مكان، وأن القبر ليس فوهة بئر عميق بل باب لعوالم نورانية، وأن الدنيا مع جميع مباهجها في حكم سجن ضيق بالنسبة لسعة الآخرة وجمالها. فلا شك أن الخروج من سجن الدنيا والنجاة من ضيقها إلى بستان الجنان الاخروية، والانتقال من منغصات الحياة المادية المزعجة الى عالم الراحة والطمأنينة وطيران الارواح، والانسلاخ من ضجيج المخلوقات وصخبها الى
الحضرة الربانية الهادئة المطمئنة الراضية،
سياحة بل سعادة مطلوبة بألف فداء وفداء.
الوجه الخامس:
إنه تعالى يفهّم المنصت للقرآن الكريم ما فيه من علم الحقيقة، ويعلّمه بنور الحقيقة ماهية الدنيا، حتى يغدو عشقها والركون اليها تافهاً لا معنى له .. أي يقول له ويثبت:
إن الدنيا كتاب رباني صمداني مفتوح للأنظار، حروفه وكلماته لا تمثل نفسها، بل تدل على ذات بارئها وعلى صفاته الجليلة وأسمائه الحسنى، ولهذا فافهم معانيها وخذ بها، ودَع عنك نقوشها وامض الى شانك ..
واعلم انها مزرعة للآخرة، فازرع واجنِ ثمراتها واحتفظ بها، وأهمل قذاراتها الفانية ..
واعلم أنها مجاميع مرايا متعاقبة، فتعرّف إلى مَن يتجلى فيها، وعاين أنواره، وأدرك معاني أسمائه المتجلية فيها وأحبب مسمّاها، واقطع علاقتك عن تلك القطع الزجاجية القابلة للكسر والزوال ..
واعلم أنها موضع تجارة سيار، فقم بالبيع والشراء المطلوب منك، دون أن تلهث وراء القوافل التي أهملتك وجاوزتك، فتتعب ..
واعلم أنها متنزّه مؤقت فاسرح ببصرك فيها للعبرة، ودقق في الوجه الجميل المتستر، المتوجه الى الجميل الباقي، وأعرض عن الوجه القبيح الدميم المتوجه إلى هوى النفس، ولا تبك كالطفل الغرير عند انسدال الستائر التي تريك تلك المناظر الجميلة ..
واعلم أنها دار ضيافة، وأنت فيها ضيف مكرم، فكل واشرب بإذن صاحب الضيافة والكرم، وقدّم له الشكر، ولا تتحرك الاّ وفق أوامره وحدوده، وارحل عنها دون أن تلتفت إلى ورائك .. وإياك أن تتدخل بفضول في أمور لا تعود إليك ولا تفيدك بشئ، فلا تغرق نفسك بشؤونها العابرة التي تفارقك.
وهكذا بمثل هذه الحقائق الظاهرة يخفف سبحانه وتعالى عن الانسان كثيراً من آلام فراق الدنيا، بل قد يحببه إلى النابهين اليقظين، بما يظهر سبحانه عليه من أسرارحقيقة الدنيا، وأنها اثرٍ من آثار رحمته الواسعة في كل شئ، وفي كل شأن. وإذ يشير القرآن الكريم الى هذه الوجوه الخمسة، فان آيات كريمة تشير الى وجوه خاصة اخرى كذلك.
فيا لتعاسة من ليس له حظ من هذه الوجوه الخمسة.
المقام الثاني
...........(/)