من الأمور التي كلّف المرزوقي نفسه الخوض فيها بلا فائدة ترجى منها ولا دليل يرشد إليها سوى الخيالات الذهنية: تلك الحسابات الخرافية ـ والتي لا حاجة للمسلمين بها ـ التي ألقاها فيما يتعلق بطول زمن خلق العالم في الأيام الست حسب تقسيمه وطول زمن اليوم السابع الذي يسميه يوم الأمر ويوم التكليف، فقد قال في (ج2/ص66) "مدة التكليف هي سبع مدة العالم، والأسباع الستة الباقية هي مدة خلق شروط بقاء الكائنات المكلفة شروط بقائها الطبيعية"
ثم قال في هامش تعليقي على هذا الكلام (ج2/ 171): "قد قسم القرآن أيام الخلق الستة إلى: يومين لخلق الأرضين، وأربعة لخلق الأرزاق، ويومين لخلق السموات، فيكون خلق الأرزاق قد حصل بين خلق الأرضين والسموات مع تراكب يكون فيه يومه الأول هو اليوم الثاني من خلق الأرضين، ويومه الأخير هو اليوم الأول من خلق السموات، حتى يكون المجموع ستة. ولما كانت بعض المخلوقات هي أرزاق بعضها الآخر مع الدور فإن خلق الأرزاق يعني خلق الكائنات التي تحيا في الأرضين والسماوات، ومعنى ذلك أن العلاقة بين الأرضين هي عينها شروط الحياة فيهما".
نعم، هكذا هي تخيلات المرزوقي وتعسفاته على الآيات القرآنية حتى تطابق تخميناته وتخيلاته، وهو يحاول جعل قوله تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) مطابقا لخيالاته.
بل لم يكتف بذلك، فقال في الهامش (88) في الجزء الأول ص 171: "مدة الكائنات المكلفة ومنها الإنسانية سُبع مدة العالم، وعندئذ يمكن القول: إن مدة العالم سبعة أضعاف الأرقام الفلكية التي حاولنا استخراجها للتمثيل، ولما كنا وجدنا أن نزول الأمر وعروجه حصلا في 693975000 سنة أرضية فإن عمر العالم ـ العالم الذي له صلة بالإنسان إذ توجد عوالم أخرى لا علم لنا بها لأن القرآن لم يتكلم عنها ـ هو هذا المقدار في 7، يساوي: 48572825000 أي حوالي خمسة مليارات سنة أرضية، علما بأننا نتكلم على عمره كله، وليس على [ما] فات منه قبل حصول التقدير المعلوم، أما إذا كان القصد سنوات أمرية فيكفي ضرب هذا العدد في 365250 فيصبح الأمر خياليا رغم كونه ليس مستبعدا، بل لعله هو الأصح".
نعم، هذا الكلام هو ما يسميه المرزوقي استراتيجية القرآن التوحيدية، ومنطق السياسة المحمدية.
ولا ندري ما حاجة الأمة إلى هذه الاستراتيجية التي ستضحك المسلمين عليها قبل غيرهم، ففي الوقت الذي نحتاج فيه إلى استراتيجية تجمع الأمة وتقلص الخلافات بينها بحيث تجتمع على أصول وقواعد الشريعة، ينبغ المرزوقي وأضرابه بكلام يشتت أذهان المسلمين ويعطلهم عن السير إلى سبب نهضتهم.
ومهما نقلت من الخرافات والخيالات التي تضمنها " الجلي في التفسير" فهو يسير بالنسبة لما في حقيقة هذا الكتاب المسمى زورا بمثل ذلك الاسم العظيم الدلالة.
أبمثل هذه الخرافات ستنهض الأمة؟؟ أم هل نحن في حاجة لشحن الكتب بتفسيرات للآيات القرآنية لا تستند إلى أي دليل من العقل ولا من النقل ولا من العلم الحديث؟؟ هل يكون وجود مثل هذه الترهات في بعض كتب التفسير القديمة مبررا لأن يعاد في هذا الزمان استحضارها؟؟؟
وأيضا فإن التناقضات العجيبة لا تنتهي في كلام المرزوقي، فهو من جهة يشن هجوما عنيفا ـ مبناه الجهل ـ على الإعجاز العلمي ويعتبر معطياته كلها خرافية أو ستصير حتما كذلك يوما، ثم يستعمل معطيات يستعملها نفس أهل الإعجاز العلمي ليقيس بها سنواته الأمرية والعروجية والخلقية وغير ذلك مما يدعيه.
وأيضا، فإن المرزوقي قد يعترف في طي كلامه بأن حساباته خرافية وخيالية، لكن سرعان ما ينقلب ويخترع تبريرات أكثر خرافية ليدعم بها دعاويه، فقد قال مثلا في ج1/ص 172 وتحديدا في الهامش رقم 90: تبدو هذه التقديرات وكأنها أمور خيالية ومستحيلة، لكن لا شيء يدعو لاستبعادها، فإذا أدركنا أن سرعة الأمر تساوي خمسين ضعفا سرعة الروح، فإنها كما نبين من سلم دونه سرعة الضوء بنسبة كبيرة جدا، فالأمر يقطع عالم الإنسان الذي يرمز إليه بالأرض بسرعة لا تساوي سرعة الضوء إلا كسرا يسيرا ضئيلا منها" الخ
نعم، هذا هو المرزوقي الذي يشن هجوما عنيفا على أصحاب الإعجاز العلمي، مع أن كثيرا من معطياتهم ثابتة علميا، ويأتي بمعطيات لا سبيل للبشر بعلمها بحال من الأحوال كسرعة الروح وسرعة الأمر، مع أنه لم يسبق له أن بين مقصوده بالروح وبالأمر، وما الميزان الذي اعتمده لقيس سرعة أمر الله تعالى وسرعة عروج الروح وغير ذلك مما يكاد يبكي الإنسان عند قراءته قائلا: ما هذا التكلف البارد؟؟ وما هذه الاستراتيجية المنحرفة للعبث بمعاني التنزيل؟؟
لقد وضع المرزوقي نفسه أمام مسائلة أهل العلم والاختصاص، لا سيما عندما خاض بمثل ما نقلت عنه في الكلام عن معاني الآيات القرآنية، وهو وإن اعتبر علماء الشريعة أناسا تقليديين وينبغي التخلي عن سلطتهم الروحية ونبذ جهودهم، لكن لن يعفيه ذلك من دفع نفس التهمة التي تقلب يسيرا عليه، فهاهو قد نصب نفسه قدوة وصاحب مشروع للنهض بالأمة، ومن ضرورة ذلك أن تكون له سلطة فكرية على من ينبهر بزخرف كلامه كما هو حاصل للبعض.(/)
ما الفرق بين المطر والماء النازل من السماء؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[04 May 2010, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم
لاحظت في القرآن أن المطر غالبا ما يأتي في سياق العذاب،، وإن كانت رحمة يكون التعبير بماء نازل من السماء ونحن في حياتنا لا نستخدم إلا كلمة مطر هل هناك فرق في اللغة بين كلمة مطر وماء نازل من السماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح ......
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون
وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 May 2010, 01:39 م]ـ
يقال مطر في الخير، وأمطر في العذاب.
قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:
" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور، يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ?لْمُنذَرِينَ} [الشعراء:173]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَ?نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ?لْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:84]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} [الحجر:74]، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ?لسَّمَآءِ} [الأنفال:32]، ومطر، تمطر: ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر، والمستمطر: طالب المطر والمكان الظاهر للمطر، ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:
فواد خطاء وواد مطر".
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 May 2010, 02:20 م]ـ
هناك استخدامات مختلف للمطر والإنزال:
____وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ
____فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا
_____فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[06 May 2010, 08:17 ص]ـ
يقال مطر في الخير، وأمطر في العذاب.
قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:
" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور، يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ?لْمُنذَرِينَ} [الشعراء:173]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَ?نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ?لْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:84]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} [الحجر:74]، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ?لسَّمَآءِ} [الأنفال:32]، ومطر، تمطر: ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر، والمستمطر: طالب المطر والمكان الظاهر للمطر، ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:
فواد خطاء وواد مطر".
بارك الله فيك د. محمد كالو وجزاك خيرا ..
ياترى ما الحكمة في أن في القرآن لم تأتي كلمة مطر في الخير .. حتى عندما ذكرت كلمة مطر كانت ( .... وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ ...... )؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتى الماء فى القرآن الكريم فى مواضع دالة على الخير و على العذاب أيضا كقوله تعالى ? ? ? چ چ چ ? ? ? ? ? چ چالقمر. و چ ? ? ? ? ? ? ? ٹ چالحاقة. كما استخدم لفظ المطر فى موضع الاستبشار و الفرح كفرح قوم عاد بالسحاب العارض فى الافق على أمل أن يصحبه مطر كقوله تعالى چ ? ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ گ? ? ? ? ? ? چالأحقاف.
واختلف تفسير الكلمتين بحسب سياق الايات فقد أورد الدامغانى فى كتابه (الوجوه و النظائر لألفاظ كتاب الله العزيز) تفسير الماء على ثلاثة أوجه:
1 - المطر: كقوله تعالى چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چالحجر.
2 - النطفة: كقوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چالفرقان.
3 - القرآن: فى قوله تعالى چ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالرعد. و هو مثل ضربه الله تعالى كما أن الماء حياة النفوس, كذلك القرآن حياة من آمن به.
وأورد تفسير المطر على وجهين:
1 - الحجارة: كقوله تعالى چ ? ? ? چفى مواضع من القرآن فى سورة النمل و الاعراف و نحوهما.
2 - الغيث: كقوله تعالى چ چ چ چ چ ? ? ? ? ? چالنساء 102. انتهى
--------------------
و من هنا نجد أن الماء و المطر اشتركا فى الدلالة على الخير و العذاب و ان كان كثر استخدام الماء دلالة على الخير و كثر استخدام المطر دلالة على العذاب و لكنهما تبادلا الدلالة فى غير موضع و قد تكون كثرة المواضع و قلتها راجعة الى اختلاف تفسير الكلمةبحسب موضعها من الايات
و الله تعالى أعلى و أعلم بمراده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[02 Jun 2010, 08:25 ص]ـ
انفردت الآية الكريمة من سورة النساء 102 بذكر المطر على سبيل التأذي به.
أما الآيات الباقية فالمطر إشارة إلى حلول غضب الله سبحانه وتعالى حيث يذكر دائماً في سياق الانتقام والعذاب.
قال سفيان بن عيينة (198 هـ): ما سمى الله المطر في القرآن إلا عذاباً، وتسميه العرب الغيث" (انظر: الإتقان للسيوطي: 1/ 145).
لذلك جاء كلامهم في سورة الأحقاف على سبيل الاستبشار فظنوا أن غيثاً قد أتاهم، فجاء الرد في الآية (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم).
" وقيل: إن مطر يقال في الخير، وأمطر في العذاب " (انظر: المفردات للأصفهاني: 470).
أي أن العذاب مع المطر مقرون ببنية الفعل الرباعي، وبوزن الفعل الرباعي ورد في القرآن الكريم، أما الوزن الثلاثي فلا ذكر له في القرآن الكريم. (انظر: دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني، محمد ياس خضر الدوري: 132).
وفي (أمطر) معنى الإرسال حتى يعدى إلى ما أصابه بـ (على).
و (مطر) يعدى إلى ما أصابه بنفسه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:08 ص]ـ
ذكر الدكتور أحمد الكبيسي في برنامجه الكلمة وأخواتها في القرآن الكريم أنواع الماء كما وردت في القرآن الكريم وأنقله هنا لكم للفائدة:
HTML clipboard منظومة وظائف الماء
الماء مادة يعرف الجميع فضلها وقدرها وأهميتها في هذه الحياة بل هو كان الأساس على هذا الكوكب (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء (7) هود) هذا الماء هو عنصر أساسي في كل شيء حيّ من إنسان وحيوان ونبات وكل مخلوق فيه حياة لا يمكن أن يكون حياة إلا أن يكون الماء عنصر أساسي. هذ الماء مشكلة العالم اليوم حتى قيل أن حروب القرن الواحد والعشرين سنكون حروب ماء لأن الماء يقل وسينضب أكثر من قلته وستقوم حروب ليستأثر القوي بالضعيف كما كانت حروب البترول في القرن العشرين وما من دولة إلا استعمرت بسبب البترول الذي أصابنا منه ما أصابنا وحصدنا أوزاره من حروب كما حصل في حرب العرق، البترول استولى عليه الأقوياء ولم يعد له شأن وإنما صار بأيدي اللصوص الأقوياء والماء سيكون على هذه الشاكلة في هذا العالم كما يقولون. والماء له قدسية في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله r وهو أشد أنواع الرحمة والنقمة والعبادة والمعصية. والتبذير في الماء معصية حتى في الطاعة، النبي r وجد سعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال: ما هذا الإسراف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء إسراف يا رسول الله؟ قال r: نعم ولو كنتَ على نهرٍ جارٍ. فنهى r عن الإسراف في الوضوء، وفي دولة الإمارات يستخدمون كلمة (يتمسحون) يقصدون بها الوضوء والكلمة صحيحة لها دلالتها لأنه عليك أن تقتصد في الماء إلى حد التمسح وليس الطرطشة والصبّ والدفق. حتى في الغسل كان r يسبح من الجنابة هو وزوجه بإناء واحد نظراً لأهمية الماء وضرورة المحافظة عليه. والكل يعلم كم تنفق الدولة في توفير الماء لشعبها وتحليته وكم نحن نجهض هذه الجهود التي تقوم بها الدولة مشكورة بهذا الهدر الذي لا معنى له، كل واحد منا في بيته يقوم بهدر هذه المياه وهي نعمة عظيمة هدراً عظيماً برغم المشقة والتكاليف الباهظة التي تقدمها دولة الإمارات ودول الخليج ودول العالم وفي الدول الغربية هناك موازين دقيقة من الدولة ومن الشعب نفسه لقيمة الماء فيستعملونه بالحد الأدنى منه بدون هدر ولا زيادة أما نحن فنهدر الماء هدراً لأننا تعودنا على الترف وهذه رذيلة تخلّ بالنعمة وشكر النعمة أن لا تبذرها. ومن أعظم أنواع التبذير تبذير الماء فهو أشد من تبذير الماء لأن المال قد يعوض والماء لا يعوض.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أهمية الماء أيضاً أن الجود به عبادة عظيمة وفي الحديث الذي يدل على كرم الله عز وجل وعلى مدى قيمة الماء حديث أن امرأة بغياً من بني إسرائيل سقت كلباً ماء فغفر الله تعالى لها وأدخلها الجنة. ورجل حكم الله تعالى عليه بالنار وذهب مغلولة يداه إلى النار ووجه مسود مقحمة يديه وعلى الصراط إلتقى رجلاً من أهل الجنة فناداه يا فلان ألا تعرفني؟ فال لا، قال نحن أهل فلان جئتنا في يوم فمنحناك وضوءاً، فقال أذكر هذا، ما الذي فعل هذا بك؟ قال ذنوبي، قال اشفع لي، فقال يا رب إن هذا وهبني في يوم من الأيام وضوءاً (أي حفنة من الماء) فشفّعني فيه فقال تعالى خذ بيد أخيك إلى الجنة (بحفنة ماء دخل الجنة)؟ هذا الحديث الحضاري الذي يجعل كل حركاتك وتصرفاتك وكل شؤونك موزونة وزناً دقيقاً لهذا من العبث الشنيع أن نهدر الماء كما نفعل الآن. من أعظم الرحمات (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) الروم) الذي يمشي الآن في الإمارات يرى الإخضرار لكل الصحراوات الرملية تشع خضرة وزهوراً بهذا المطر النازل من السماء الذي هو الغيث (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) الشورى) الفرق بين الغيث والمطر أن المطر عقوبة والغيث رحمة. هذه الرحمة قد تنقلب إلى عقوبة (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) القمر) هذا الماء لو تقلبت به على تقلباته لرأيت كم عظمة الله تعالى تتجلى في هذا الماء وهو جند من جنود الله عز وجل (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ (31) المدثر).
نتكلم عن وظائف الماء التي جاءت في القرآن والقرآن تكلم عن الماء بشيء عجيب. وهناك من بحث وكتب كتاباً عن الماء والقرآن الكريم ويجب على أصحاب العلم بالماء أن يكتبوا أكثر من هذا الموضوع ويبينوا الإعجاز العلمي في الماء وخاصة ماء زمزم الماء المعين.
الماء الحميم: (وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15) محمد) ماء شديد الحرارة لكنه يُشرَب، أنت الآن لو غليت ماء يمكن أن تشربها. يوم القيامة ماء حميم يشربه أهل النار ثم لما يصل إلى بطونهم تتقطع أمعاءهم.
الماء العذب: (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ (53) الفرقان) العذب هو طيب المذاق فيه حلاوة وهناك حالات معينة تكون أنت عليها بعد عطش شديد تشعر أن الماء فيه حلاوة.
الماء السائغ: سهل الإنحدار إلى جوفك. أحياناً إذا كان مثلجاً جداً بحيث لا يمكن أن تشربه من شدة برودته وتغص به وكذلك إذا كان حاراً لكن عندما يكون بوزن معين يسوغ كما يقول الشاعر:
وساغ لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص بالماء الفرات
فالماء السائغ هو الذي يكون سهل الإبتلاع وسهل الإنحدار إلى جوفك (هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ (12) فاطر).
الماء الصديد: (مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ (16) إبراهيم) الماء المتعفن بين الجلد واللحم، كل من يُجرح يخرج من جرحه صديد بين جلده وعظمه، كل مخلوق حيواني بين جلده وعظمه ماء، هذا الماء لانحساره وانحباسه يصبح متعفناً وهذا بعض شرابات أهل النار والعياذ بالله هناك شرابات أخرى ومن شراباتهم ماء الصديد.
ماء الدمع: ماء جميل وهذا ماء له لغة. الدمع لغة وهناك من تسيل دموعه محبة أو فرحاً أو حزناً أو لفراق حبيب أو لقاء حبيب (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) المائدة) وإلى الآن هناك من يسمع آية قرآنية معينة أو حديثاً في حالة معينة تسيل دموعه فرحاً أو حزناً أو اعتباراً وهناك من يحزن لفوات خير (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة). الفقهاء كان لهم مع الدمع حديث طويل الإمام عبد الرزاق صاحب كتاب المصنف يقول:
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ورأيت كيف نوزع التوديعا
(يُتْبَعُ)
(/)
لعلمت أن من الدموع محدثاً وشهدت أن من الحديث دموعا
وما من شاعر تحدث عن الحب أوالفراق إلا وفيه دمع فالدمع أساس لكل مشاعر الإنسان من فرح أو ترح، دموع الفرح ودموع الحزن من اللغة المشتركة للإنسان ويقال أن بعض الحيوانات تبكي. قال أحدهم:
إني رأيت دموع العين ساقطة يا ليتها سقطت في ذلك الكأس
لأمزج الدمع بالماء وأشربه فالدمع يخبرني عن كل إحساس
الماء الثجاج: (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا (14) النبأ) المتلاطم كالموج الهائج.
الماء الطاغي (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) الحاقة) الماء المخرِّب، الفيضان. الثجاج يسير ببطء، لما ينزل المطر في البداية يسيل ببطء ثم يتجمع حتى يصير موجاً.
الماء الدافق: بقوة كالبئر المتفجرة (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) الطارق).
الماء الجاري: الذي لايتوقف (تجري من تحتهم الأنهار)
الماء المعين: من العين التي لا تنضب كماء زمزم، وهناك ماء جاري الذي لا يتوقف هناك أشياء تجري مثل السيل لكن ينتهي بيوم أو يومين أو ساعة أو ساعات فإذا كان مستمراً يقال جرى (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف) وهو النيل وماء النيل لا يتوقف.
الماء الوهن: الماء السراب (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء (39) النور)
الماء الغدق: (لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا (16) الجن) الغزير. يقال فلان يغدق عليك الهبات أي بشيء كبير متواصل. الغدق هو الماء الوفير الكثير الذي أكثر ما تحتاجه.
الماء الملح الأجاج: شديد الملوحة (وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ (53) الفرقان).
الماء الفرات: شديد العذوبة. الماء العذب هو الحلو فإذا كان شديد العذوبة يقال له فرات، ودرجات العذوبة تتفاوت (وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (27) المرسلات) لذا يقال النيل والفرات ينبعان من الجنة والرسول r تحدث عن هذا كثيراً. الماء الأجاج شديد الملوحة (وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)، وهناك عذب كثير إذا كان العذب عذباً بشكل شديد يسمى فراتاً. قال شوقي في نهر دجلة:
يا شراعاً وراء دجلة يجري في دموعي تجنبتك العوادي
هذه دعوة ما استجيبت للأسف اجتمعت العداوي على الفرات وإن شاء الله تعالى سيزول هذا الظلم.
الماء المعين: (فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30) الملك) العين التي لا تنضب مثل ماء زمزم وهناك من العيون في العالم كله لا تنضب وفي الإمارات بعض العيون تمتد إلى إفريقيا ولا تنضب.
الماء المهين: (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) السجدة) المفسرون لم يدركوا أن (مِن) هذه تبعيضية وقالوا أن الإنسان خلق من ماء مهين، كيف تكون مهيناً وهذا خلق الله عز وجل؟ الذي يحصل أن الخصيتين تقومان بإنتاج 300 مليون حيوان منوي (حيمن) في اليوم فقط واحد منها يلقح والباقي يذهب فضلات والله تعالى يقول أن هذا الإنسان خُلِق بهذا الحيمن الواحد من مجموعة كبيرة التي ذهبت فضلات (مهين)، الحيمن الواحد هذا مقدّس (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70) الإسراء). أنت تستخرج الذهب من التراب والتراب تافه، واللؤلؤ يستخرج من الشعب المرجانية والوحل البحري، أعظم مضاد حيوي وهو البنسيلين مستخرج من عفن الخبز. رب العالمين قال (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) المؤمنون) السلالة إنفصال البويضة إلى أن أصبحت نطفة التي هي خلق الله عز وجل. السائل المنوي الذي فيه بالملايين تذهب إلى الفضلات وتأخذ الحيمن الواحد هذا ليس مهيناً وإنما نشأت وسط جو مهين أما هي فليست مهينة، الدُرّة ليست مهينة ولكن الوحل الذي كانت فيه مهين. يقول الأطباء أن أعظم المضادات الحيوية هو الثوم مع أنه مادة نتنة آسنة والرسول r نهى من أكلها لا يقرب مسجدنا إلا أن في الثوم مضاداً حيوياً هاماً وينتج شيئاً عظيماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الماء الرحمة: هذا من الماء الجميل كما يسمونه أهل الإمارات (مطر الرحمة) ويسبشرون به (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) الشورى) فالمطر الذي يحيي موات الأرض والشجر الذي لم يكن حياً يسمى رحمة (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (50) الروم).
الماء المطر: هو المؤذي (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (173) الشعراء) القرآن يستعمل المطر بالعذاب والغيث عندما ييأس الناس ويستمطرون ثم يمطر الله عز وجل السماء فيسمى غيثاً (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا) نقول اللهم أغثنا ولا نقول اللهم أمطرنا. المطر عذاب والغيث رحمة.
القرآن يحدثنا عن ماء لا يأسن. في الأرض أي ماء يتغير طعمه أما في يوم القيامة فالماء غير آسن (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ (15) محمد) في الجنة.
الماء الوابل: هو ماء ثقيل. هناك مطر غزير لكنه ممتع وهناك مطر ثقيل إلى حد لا يمكنك أن تدخل تحته ويؤدي إلى كوارث (كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا (264) البقرة) الوابل يعني من قوته وثقله يحفر الأرض تماماً وعكسه الطلّ (فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ (265) البقرة).
الماء المُهل: (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ (29) الكهف)
الماء المنهمر: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) القمر) هو الذي يبدأ شيئاً خفيفاً ثم يشتد إلى يصبح الماء مستمر النزول بقوة يسمى إنهماراً. أول الغيث قطر ثم ينهمر. إذا كان ينهمر ويتقطع يسمى صبّاً (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا (25) عبس) (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) الفجر) ليس مستمراً وإنما متقطعاً وإذا إستمر فهو إنهمار (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ). (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) الحج) فالصب متقطع والإنهمار مستمر.
أهمها وأعلاها الماء الطهور (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا (48) الفرقان) وهو أشرف صفات الماء في الدنيا طاهر في نفسه مطهر لغيره، الماء طاهر مطهِّر لذا قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) المتطهر هو الذي كلما أحدث توضأ فإذا إستمر على الطُهر طيلة النهار فهو مطهّر والله تعالى يحب هذا ويحب هذا وهذا فيه كلام كثير لأنه من المتشابه والمتشابه يحتمل معاني كثيرة.
لأهمية الطهور في ملة الإسلام ما من أمة تعنى بطهارة الثوب كطهارة القلب وطهارة المجلس كطهارة الخُلُق وطهارة العِرض كطهارة اللسان كهذه الأمة، أمة قائمة على الطُهر، تطهر لسانك وعينك ودماءك (تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلنطهر منها ألسنتنا) سيفك طاهر من الظلم ولسانك طاهر من الغيبة وعرضك طاهر من الخنا وثوبك طاهر من النجاسة ومجلسك طاهر لا تصلي إلا على طاهر وتصلي في لباس طاهر هذه أمة زاكية "جُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً". قال تعالى (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) البقرة) ما قال يطهرهم، يطهرهم من النجاسة، يزكيهم أي أن يبقى طاهراً في كل شيء ظاهراً وباطناً. ممكن أن أطبخ لحماً لكنه ليس زاكياً قبيح الرائحة سيء المنظر صحيح أن اللحم طاهر لكنه غير زاكي. فالطهارة ضد النجاسة والتزكية ضد الوساخة. الوساخة ليست حراماً فأنت ممكن أن تصلي وأنت وسخ إذا كنت عامل بناء أو صبغ ولكن الأفضل أن تكون ثيابك زاكية معطّر وفمك طيب بالسواك هذا من التزكية وما من أمة زكت بنبي كما زكت هذه الأمة بهذا النبي r ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) لا إله إلا الله تظهرهم ولكنك زاكي كل ما فيك طيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس فيك نتن ولا قبح ولا خشونة. لذلك تتوضأ من أي شيء: من ريح، من ملامسة النساء، أنت لم تتوسخ لكنك زاكي جداً. في معركة بدر تحالفت الملائكة مع المسلمين وتحالف الشيطان مع المشركين (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ (48) الأنفال) قاتلت الملائكة مع المسلمين وإبليس تتبع المسلمين في هذه المعركة الخالدة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من حيث أنها الفاصل بين الشرك والتوحيد إلى يوم القيامة. بدأ إنتصار التوحيد على الشرك من هذه المعركة إلى يوم القيامة ولن يزول برغم كل المعوقات. الذي حصل عندما رب العالمين ألقى عليهم النعاس (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) الأنفال) هذا النعاس معجزة، قلة قليلة (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال). في هذه المعركة المعجزة
وسمعت عن بدر وإن حديثها في كل نأب ندوة فيحاء
كانت على ثغر الزمان قصيدة من أين ينحت مثلها الشعراء
يوم الفرقان بين الشرك والإيمان. رب العالمين ألقى عليهم النعاس أمنة منه والشيطان زين لهم أعمالهم كما في الحديث "الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان" فمن وساوس إبليس إستحلم معظم المسلمين وأصبح قسم كبير منهم جُنباً، معركة قائمة، الله تعالى ألقى عليهم النعاس فأصبح قسم كبير منهم مجنب فقالوا كيف نذهب للمعركة وهم جنب فقال تعالى (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) في هذه المعركة الفاصلة قال صلّوا أولاً (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102) النساء) لا تستعجلوا، فإغتسلوا بعد أن جاءهم مطر شديد فاستحموا وتوضأوا وصلّوا وقاموا يقاتلون فانتصروا. كم هي الطهارة أساسية في هذا الدين؟. لهذا عندما يكون هناك جُنُب في البيت تخرج الملائكة ولا تعود إلا أن يتطهر أو يتوضأ. إذا كنت جُنُباً في أول الليل ومتعب فلم تغتسل فعلى الأقل قم وتوضأ إلى أن تغتسل قبل الفجر. فالماء الطهور هو أقدس أنواع المياه (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا (48) الفرقان) طاهر في نفسه ومطهِّر لغيره. هذه أمة طاهرة فتح الله تعالى قلوبها على التزكية بشرف المصطفى r. الرسول r هو السبب أن هذه الأمة زاكية وننظر إلى أخلاقياته r كان يحب العطر ويأنف ممن بطنه كبير أو ممن يتجشأ أمامه أو ممن يأكل كثيراً أو يشخر في النوم وكان r أنيقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأمة عندها حساسية من النجاسة. الرسول r مرّ بقبرين فقال: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول. تأمل كم هذه الأمة حساسة من النجاسة ولذلك (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة) الذي كلما وقعت عليه نجاسة أو أحدث تطهر أو الذي هو طاهر تماماً. يقول r: " عامة عذاب القبر من البول فاستنزهوا من البول". هذه أمة زاكية. يقول r: " إن الملائكة لا تقرب الجُنُب حتى يتوضأ" الملائكة لها مزاج، الملائكة حرس (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ (11) الرعد) (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) الطارق) هذا الحافظ له مزاج إذا رأى صورة خرج، إذا رأى كلباً في بيتك ليس لك حاجة فيه من صيد أو حراسة خرج، إذا أجنبت خرج فعلى الأقل توضأ من الجنابة قبل أن تنام إلى أن تغتسل. وبالاضافة إلى أن الوضوء والغسل عبادة فقد اكتشف العلماء أسراراً عليمة في أهمية الغسل من الجنابة وفي الوضوء ويقولون أنه يزيل التلبّد وينشط الجسم لأن الإنفعال الناتج خلال عملية الجماع يحدث في الجسم والجلد خللاً يزيله الماء فهو منعش ومطهر ومنشّط. يقول r " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جُنُب". هناك عبادات عظيمة من كرم الله عز وجل لم نتثقف في مدى أهميتها، الجميع يتوضأون لكن هذا الوضوء مغبون لأن الناس لم يتعلموا ما معنى الوضوء.
الماء الدافق: (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) الطارق) الخصيتين تنتجان 300 مليون حيمن والذي يلقح واحد فقط. هذا الحيمن ينبغي أن يصل إلى البويضة خلال عشرين دقيقة والمسافة من بداية الجماع إلى البويضة تساوي نسبياً 100 كيلومتر فإذا مرت عشرون دقيقة فأكثر فلا يكون هناك تلقيح. خلق الله تعالى الماء الدافق لكي ينطلق بقوة ليصل الحيمن إلى البويضة بعشرين دقيقة ولهذا الإنسان كبير السن ولم يعد الماء دافقاً عنده فلا يصل الحيمن لذا لا يعود هناك حمل.
حديث آخر يدل على قدسية الوضوء "عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا توضأ العبد المسلم (أو المؤمن) فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء (أو مع آخر قطر الماء) حتى يخرج نقياً من الذنوب ولا يغترنّ أحد". إذا كنت صالحاً وقد يخطئ الصالح، أنت تصوم وتصلي وقد تخطئ هذه الذنوب اليومية تخرج بالوضوء إذا إعتدت الوضوء. لهذا إسباغ الوضوء فيه يختصم في الدرجات "قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط". والمهم أنه لا وضوء لمن لا يسمّي. شرط هذا الفضل العظيم في الوضوء أن ذنوبك تتناثر مع الماء أن تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم لأني أشاهد كثيراً من الناس لا يسمّون. وأحسِن الوضوء ومن إحسانه أن تبدأ بالتسمية فكل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو أقطع. هكذا الماء وصفاته وتكلمنا عن نزر قصير من هذه النعمة العظيمة، كل الدنيا لا تساوي شربة ماء إذا عطشت في الصحراء وأنت تملك الدنيا كلها تقول أعطني شربة ماء وخذوا كل مالي. الطاووس لما دخل على الخليفة قال له الخليفة عظني، فقال ماذا تفعل إذا عطشت في الصحراء قال أدفع نصف ملكي لأحصل على شربة ماء، فقال الطاووس وماذا تفعل إذا حُبس الماء في بطنك؟ قال الخليفة أفديه بنصف ملكي فقال لا يساوي ملك لا يساوي شربة ماء.
لما حقت الكلمة على الأمم السابقة كفرعون وغيره كانت عقوبتهم الماء. إذا أكرم الله تعالى عبداً أكرمه بالغيث وإذا عذبه عذبه بالمطر فالماء هو أداة العقاب والرحمة.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:50 ص]ـ
يقال مطر في الخير، وأمطر في العذاب.
قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن:
" مطر: المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور، يقال: مطرتنا السماء وأمطرتنا، وما مطرت منه بخير، وقيل: إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ?لْمُنذَرِينَ} [الشعراء:173]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَ?نْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ?لْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:84]، {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً} [الحجر:74]، {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ?لسَّمَآءِ} [الأنفال:32]، ومطر، تمطر: ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر، والمستمطر: طالب المطر والمكان الظاهر للمطر، ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:
فواد خطاء وواد مطر".
بارك الله فيك أخ محمد كالو وجزاك خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:54 ص]ـ
هناك استخدامات مختلف للمطر والإنزال:
____وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ
____فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا
_____فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
جزيت خيرا أخ تيسير ... زادك الله علما وعملا.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتى الماء فى القرآن الكريم فى مواضع دالة على الخير و على العذاب أيضا كقوله تعالى ? ? ? چ چ چ ? ? ? ? ? چ چالقمر. و چ ? ? ? ? ? ? ? ٹ چالحاقة. كما استخدم لفظ المطر فى موضع الاستبشار و الفرح كفرح قوم عاد بالسحاب العارض فى الافق على أمل أن يصحبه مطر كقوله تعالى چ ? ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ گ? ? ? ? ? ? چالأحقاف.
واختلف تفسير الكلمتين بحسب سياق الايات فقد أورد الدامغانى فى كتابه (الوجوه و النظائر لألفاظ كتاب الله العزيز) تفسير الماء على ثلاثة أوجه:
1 - المطر: كقوله تعالى چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چالحجر.
2 - النطفة: كقوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چالفرقان.
3 - القرآن: فى قوله تعالى چ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالرعد. و هو مثل ضربه الله تعالى كما أن الماء حياة النفوس, كذلك القرآن حياة من آمن به.
وأورد تفسير المطر على وجهين:
1 - الحجارة: كقوله تعالى چ ? ? ? چفى مواضع من القرآن فى سورة النمل و الاعراف و نحوهما.
2 - الغيث: كقوله تعالى چ چ چ چ چ ? ? ? ? ? چالنساء 102. انتهى
--------------------
و من هنا نجد أن الماء و المطر اشتركا فى الدلالة على الخير و العذاب و ان كان كثر استخدام الماء دلالة على الخير و كثر استخدام المطر دلالة على العذاب و لكنهما تبادلا الدلالة فى غير موضع و قد تكون كثرة المواضع و قلتها راجعة الى اختلاف تفسير الكلمةبحسب موضعها من الايات
و الله تعالى أعلى و أعلم بمراده
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وزادك علما وعملا أخ خالد آلفارس .. وياليت تعمل تعديل للآيات ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 10:00 ص]ـ
العزيزة سمر لساني عاجز عن الشكر .. بارك الله فيك وجزاك الفردوس .. وزادك علما وعملا .. وجعله في ميزان حسناتك ..
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وزادك علما وعملا أخ خالد آلفارس .. وياليت تعمل تعديل للآيات ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........
جزاكم الله خيرا و ما هو التعديل المطلوب عمله فى الايات؟؟؟؟؟؟؟؟ فهى تم نقلها من مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبى فربما لم تظهر ام ماذا؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........
جزاكم الله خيرا و ما هو التعديل المطلوب عمله فى الايات؟؟؟؟؟؟؟؟ فهى تم نقلها من مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبى فربما لم تظهر ام ماذا؟
هى ظاهرة عندي في شكل رموز غريبة وأحرف متكررة هكذا:كـ كـ كـ كـ كـ جـ جـ جـ جج ج ج ح ..
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[02 Jun 2010, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي إشراقة جيلي على هذا الاستفسار المهم
والشكر لك أختي سمر الأرناؤوط على هذا البحث الراائع جدا للدكتور أحمد
تحياتي لكم جميعا
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[02 Jun 2010, 04:09 م]ـ
عذرا لهذا الخطأ منى كما يمكنكم تحميل خطوط المصحف من موقع مجمع الملك فهد للقرآن الكريم
www.qurancomplex.org/ و جزاكم الله خيرا على التنبيه(/)
الى حذاق الاستنباط/ واشتعل الرأس شيباً
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 May 2010, 06:50 م]ـ
يقول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)
ما هي الاستنباطات الممكنة التي نستطيع أن نخرجها من هذا النص القرآني؟؟؟.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[04 May 2010, 09:05 م]ـ
لا أدعي أني من حذاق الإستنباط ولكن لا ماتع من المحاولة
أولا قال زكريا عليه السلام:ربّ وعند الدعاء برب: وهنا تكون الإجابة سريعة
(ربّ إني لما أنزلت إلىّ من خير فقير * فجاءته إحداهما ...... ) وأغلب الأدعية في القرآن تبدأ بربنا أو ربّ ..
وهن العظم منى وهن: بمعنى ضعف ورق ولكن استعمال كلمة وهن حتى في حروفها الواو حرف ضعيف والهاء من أضعف الحروف والنون حرف متوسط حتى في نطق الكلمة نحس بالضعف الشديد ..
قال: وهن العظم، لم يقل مثلا الجسم لأن العظم أصلب شيء إذا رق باقي الجسم من باب أولى
مَني: والله أعلم أعتقد أن لفظ مني يدل على أنه وهن العظم مني أي بغير إرادتي، ولم يقل فيني
كأن تقول أنسكب الماء مني والله أعلم (هذا مجرد اجتهاد)
اشتعل الرأس شيبا: شبه الرأس بالنار التي تشتعل في الفحم (الشعر الأسود) وصار هذا الفحم رمادا والرماد مائلا إلى الأبيض يعني أصبح الشعر أبيض مثل الرماد ...
هنا نرى زكريا عليه السلام خرج من حوله وقوته وأظهر ضعفه وذله وفقره لله عزّ وجل وهذا من آداب الدعاء
أن نري ربنا جميع مظاهر الضعف التي عندنا وأن لا حول ولاقوة لنا إلا به ..
ولم أكن بدعائك ربّ شقيا،، وهنا يعلمنا زكريا عليه السلام حسن الظن بالله تعالى، وأنك يارب عودتني على إجابة دعائي،، وأنا أتوقع الإجابة ثم بعد ذلك نشرع في الدعاء.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 May 2010, 06:25 ص]ـ
أختي إشراقه زادك الله علماً
إن ما تفضلتي به هو تفسير للآيه وقد وقد قمت بما يجب. ولكن الاستنباط شيء آخر وهو استخراج معاني من النص الظاهر والغوص بأعماقه لاستخراج أحكام وفوائد ودلائل. وأذكر للأخوة واحدة من الاستنباطات لهذه الآية:
تدل الآية على استحباب التذلل والانكسار أمام الله تعالى حال الدعاء فيكون ذلك أقرب للإجابة وأخلص للدعاء (رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً). وهذا يذكرنا بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام حينما خرج من الطائف وقد نال ما نال من أذى حيث جلس تحت ظل شجرة ونادى ربه قائلاً: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
يوجد استنباطات أخرى في نفس الآية المذكورة فهل يتحفنا بها أحد من علمائنا؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 May 2010, 03:08 م]ـ
ولعل الاستنباط الثاني الذي نستخرجه من كنوز هذه الآية هو الجزم والظن الاكيد الموقن بالاجابة حال الدعاء. فلا ندع إلا بصدق مرتبط باليقين الجازم في استجابة الدعوة. ولعل ذلك كله يشمله قوله (ولم أكن بدعائك رب شقياً) أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء، ولم تردني قط فيما سألتك لأني موقن بالإجابة كما عودتني.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ:
الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ، وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ. هذا والله أعلم.
يوجد اسنتنباطات أخرى لعلي أسوقها اليكم عاجلاً أن شاء الله
ـ[د. نورة]ــــــــ[06 May 2010, 05:54 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
من الفوائد المستنبطة من قوله " إني وهن العظم مني " أن زكريا عليه السلام دعا رب العالمين بالذرية رغم انه قد بلغ بأقصى حالات العجز الإنساني من كبر السن التي يعتمد الجسم في غذائه على العظم وهذا سبب الوهن، فالانسان لاييأس من روح الله، ويدعو الله بحاجته ويلح بها والله كفيل بتحقيقها، فالله لا يعجزه شيئا وهذا الحال كحال ابراهيم عليه السلام في قوله"قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون* قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين"الحجر/54 - 55
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[06 May 2010, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية الكريمة كنت كثيرا أقف عندها مذهولا لما ألقي في قلبي من فهمها، لكني كنت كثيرا ما أتوقف عن تفسير ما أجد من معاني، وسألت كثيرا من الأطباء في هذا الأمر وقبل أيام رجوت أخا كريما منهم أن يبحث في علاقة نقص هرمون التستستيرون بهشاشة العظام، وكيمياء التستيستيرون في الجسم، وبعد مدّة أخبرني بأن هنالك علاقة بين الأمرين في بعض الدراسات والبحوث المتخصصة التي اطلع عليها، وأنا بانتظار أن يزودني بهذه البحوث للتحقق اليقيني من هذه المسألة.
أما ما وقع في قلبي من تفسير هذه الآية؛ ما يأتي:
معلوم أن الغدة التي تنتج الحيامن في الذكور هي نفسها تنتج هرمون التيستيستيرون (هرمون الذكورة)، وتوقف إنتاج هذا الهرمون في الجسم يدل على عجز وضعف في إنتاج الحيامن أي العقم، وكلما نقص هذا الهرمون أثر ذلك في هشاشة العظام، فكأن الدعاء (إني وهن العظم مني) توقفت هذه الغدة عن إفراز هذه الهرمونات وكأنه لا يرجى صلاحها أو علاجها، لكنه كنى بوهن العظم الذي هو من لوازم هذا العجز.
ومع هذا كله كان دعاؤه محل إجابة الله سبحانه وتعالى الذي يسبب الأسباب، وهو الخلاق العليم. وبذلك تحوي من أوجه البيان العلمي الشيء الكثير، وإن صح التفسير تكون من أظهر الآيات والدلائل العلمية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مصدر هذا القرآن الكريم.
وأرجو من الإخوة الأحبة عدم نقل هذا التفسير إلا إن ثبت لهم يقينا بأن توقف هذه الغدة عن إفراز هرمون التستيستيرون يدل على ضمورها، وأثر ذلك بالعقم وهشاشة العظام.
والله سبحانه وتعالى نسأل أن يبصّر قلوبنا بنور كتابه الكريم، ويجعلنا من ورثة رحمة الله المهداة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 May 2010, 08:20 م]ـ
وهن العظام والشيب داء لا دواء له
أما الاستنباط الأهم في هذه الآية هو استنباط علمي. فالآية تتحدث عن مرضين مهمين من أمراض الشيخوخة وهما وهن العظام أو ما يطلق عليه الآن الضعف العام بسبب الشيخوخة كتعرض الجسم لهشاشة العظام وغيرها من آفات. بالإضافة الى مرض آخر وهو تعرض فروة الرأس للشيب. فقد اكتشف العلماء أن سائل فوق أكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيضة للشعر هو السبب الرئيس فيظهور الشيب. حيث اكتشف الباحثون أن هذه المادة تزداد وتتضاعف معتقدم الإنسان في العمر وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجهاالخلايا الصبغية المسئولة عن اللون. فلون الشعر يعتمد على مدى نشاط الخلاياالملونة التي تفرزها مادة الميلانين سوداءاللون. وهذايعني أن هذين المرضين سوف يظلان ملازمين لمرحلة الشيخوخة مهما تقدم الطب. فقد عجز العلماء من خلال أبحاثهم عن تنشيط الجين المسئول عن الشيخوخة وفشلوا بذلك فشلاً ذريعاً. بل ان النعجة المشهورة (دولي) قد ظهر عليها إمارات الشيخوخة المبكرة لأنها استنسخت من خلايا نعجة هرمة مما جعلها تتعرض للنفوق بشكل متسارع بسبب ما تعرضت له من ضعف عام ساعد على هلاكها بسرعة. وقد وقف العلماء في حيرة شديدة إزاء هذه النتائج المحبطة.مما جعلهم يعيدون النظر بقضية الاستنساخ التي كانوا يعقدون عليها آمالاً جساماً. والله تعالى أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 May 2010, 06:22 ص]ـ
نرجو من الاستاذ حسن عبد الجليل أن يتابع بحثه حول مرض هشاشة العظام. وأن يتحفنا بما لديه من معلومات حول ذلك. وبارك الله به
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 May 2010, 06:21 ص]ـ
ولعل الذي يستوقفنا ويجعلنا نتسائل بتعجب: ما معنى كلمة اشتعل والى أي مدلول تشير؟؟
لقد قلنا فيما مضى أن مادة فوق أكسيد الهيدروجين هي المسئولة عن ظهور الشيب. فكيف يكون ذلك؟
إن مادة فوق اكسيد الهيدروجين كما هو معلوم عند اهل الكيمياء هي مادة حارقة. وإنها تعمل على حرق مادة الميلانين التي تنتجهاالخلايا الصبغية المسئولة عن اللون. ولذلك فإن كلمة اشتعل تعني احترق من خلال تلك المعادلة الكيميائية التي يكون فيها احتراق فعلي وليس مجازي كما يعتقد أهل اللغة.
وأمر آخر لا يقل أهميّة عن الأول أن النص القرآني لم يذكر الشعر ولم يتطرق الى ذكره ولكنه تحدث عن الرأس. فلم يقل اشتعل الشعر شيباً , والسبب في ذلك أن الشعرة ليس لها أدنى علاقة بهذا التفاعل الكيماوي ,وإنما هي متأثرة به فقط. فالتفاعل يحدث في فروة الرأس تحت الجلد في المكان الذي يحدث فيه تغذية الشعرة , ولذلك فقد أشار القرآن الى الرأس الذي تتم فيه عملية التفاعل والى الاشتعال الذي هو عبارة عن احتراق كيماوي يسبب ظاهرة الشيب. والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 May 2010, 12:43 م]ـ
ولعلنا نستنبط أيضاً مسألة أخرى وهي أن على الانسان أن يجتهد بإكثار النسل وطلب الولد الصالح ولو كان متقدماً في السن. فهذا لا يعد سبباً في الزهد بطلب الولد والاستنكاف عن السعي له. ويستنبط من النص أيضاً الغريزة الملحة في طلب الولد وأن هذه الغريزة لا تنتهي ولا تنقضي بوصول الانسان الى محطة متأخرة في العمر. وبارك الله بكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 May 2010, 06:17 م]ـ
ولعل الاستنباط الأخير من هذا النص هو الإلتجاء الى الله وحده حال الضيق والاضطرار. فلا يلجأ الى البشر ولا يوسط أحد بينه وبين الله تعالى فيدعوه بلا واسطة وبلا تكلف. وهذا من خصائص العقيدة الاسلامية البساطة والوضوح فلا واسطة بين العبد وربه.والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 May 2010, 12:19 ص]ـ
نستفيد من هذه الآيات:
أحد أساليب الدعاء - وهو أنفعها - وهو شكاية الحال وإظهار العجز قبل الطلب , فإنه أدل على الحاجة وأظهر للافتقار والذل والالتجاء 000
فزكريا عليه السلام لما شكا حاله إلى الله بقوله: (إني وهن العظم مني) (واشتعل الرأس شيبا) (ولم أكن بدعاءك رب شقيا) (وإني خفت الموالي من ورائي) (وكانت امرأتي عاقرا) عندها طلب حاجته فقال (فهب لي من لدنك وليا) 0
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:12 م]ـ
شكرا لك أخي تيسير ولكن ههنا بعض التساؤلات في هذه الآية أرجو أن تتحفنا بالإجابة عنها:
- لماذا قال زكريا عليه السلام (وهن العظم مني) ولم يقل:وهن عظمي
- لماذا قال (وهن العظم مني) ولم يقل وهن العظم كما قال (واشتعل الرأس)
-لماذا لم يقل: واشتعل الرأس مني كما قال (وهن العظم مني)
ولكم جزيل الشكر على ما توردون .......
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:21 م]ـ
وأمر آخر لا يقل أهميّة عن الأول أن النص القرآني لم يذكر الشعر ولم يتطرق الى ذكره ولكنه تحدث عن الرأس. فلم يقل اشتعل الشعر شيباً , والسبب في ذلك أن الشعرة ليس لها أدنى علاقة بهذا التفاعل الكيماوي ,وإنما هي متأثرة به فقط. فالتفاعل يحدث في فروة الرأس تحت الجلد في المكان الذي يحدث فيه تغذية الشعرة , ولذلك فقد أشار القرآن الى الرأس الذي تتم فيه عملية التفاعل والى الاشتعال الذي هو عبارة عن احتراق كيماوي يسبب ظاهرة الشيب. والحمد لله رب العالمين
بناء على ماذكرتم
ما هو إعراب كلمة (شيبا)؟
فقد أعربها علماء التفسير أنها تمييز والمعنى:اشتعل الرأس من الشيب
ولكن أنت جعلت الشيب نتيجة اشتعال الرأس واحتراقه فهل ستعربها مفعولا به أم ماذا؟
أوضح لي هذا الإعراب
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:44 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى تيسير الغول على ما جئت به وقد تحدث عن تلك الاية فى موضوعى (هل فى القران مجاز) وبينت ان الاية على الحقيقة وليس كما يقول اهل المجاز فلقد اثبت العلم انها حقيقة علمية لاتتعارض مع حقيقة قرانية
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[18 Jul 2010, 06:42 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد ..
وقد يلمح من الآية (ألم أكن بدعائك رب شقياً) الاعتراف بنعمة الله تعالى والشكر عليها حيث أن الله تعالى استجاب له حال قوته وشبابه فهو يطمع بهذا المتفضل أن يجيب دعائه ويتفضل عليه مرة أخرى لحاجته للولد ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Jul 2010, 09:18 ص]ـ
الآية (ألم أكن بدعائك رب شقياً).
أرجو من المشرفين تصحيح الخطأ السابق (ألم) والصحيح:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:46 م]ـ
شكرا لك أخي تيسير ولكن ههنا بعض التساؤلات في هذه الآية أرجو أن تتحفنا بالإجابة عنها:
- لماذا قال زكريا عليه السلام (وهن العظم مني) ولم يقل:وهن عظمي
- لماذا قال (وهن العظم مني) ولم يقل وهن العظم كما قال (واشتعل الرأس)
-لماذا لم يقل: واشتعل الرأس مني كما قال (وهن العظم مني)
ولكم جزيل الشكر على ما توردون .......
بارك الله بك أخي محمد قاسم
والحقيقة أن تساؤلك في مكانه ويحتاج الى تفسير وإفهام. وأنا حقيقة لم أقف عليه وليس لدي علم أو إجابة وافية على هذا التسائل الوجيه. وإني أرجو من الأخوة أهل العلم أن يتحفونا بما لديهم من علم حول تلك التساؤلات المهمة. أشكر لك حرصك وبارك الله بعمرك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Nov 2010, 09:00 م]ـ
بناء على ماذكرتم
ما هو إعراب كلمة (شيبا)؟
فقد أعربها علماء التفسير أنها تمييز والمعنى:اشتعل الرأس من الشيب
ولكن أنت جعلت الشيب نتيجة اشتعال الرأس واحتراقه فهل ستعربها مفعولا به أم ماذا؟
أوضح لي هذا الإعراب
وبارك الله فيكم
سؤالك أخي الفاضل جدير بالإجابة ويا حبذا لو يجيب عليه أهل العربية فهم أهل التخصص في ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Nov 2010, 09:14 م]ـ
بعد أن اطلعت على جميع المشاركات الفاضلة والمهمة من الأخوة بارك الله بهم. فقد ورد في ذهني بعض الاستنباطات الأخرى حريّة بالإضافة وهي:
ذكر الشيب في القرآن الكريم وخاصة في هذه الآية فيه دلالة وجيهة أن الشيب لا دواء له. وسيظل ظاهرة على قرب ودنو الأجل. إذ لو أن يوماً من الأيام سيكتشف العلماء دواء له فسوف يصبح الشيب أثراً بعد عين وسوف تنسى الأجيال القادمة تلك الظاهرة أو ذلك المصطلح الذي كان سائداً في الماضي. بل إن العلماء الآن يقرون أن الشعرة إذا تعرضت للشيب فإنها لا يمكن أبداً أن ترجع سوداء كما كانت بسبب التفاعل الكيماوي الذي يحرق بصيلة الشعر والذي بيناه في كلام سابق.
والاستباط الآخر هو: كما أن هناك علاقة وثيقة بين الشيب وكبر السن فأن هناك علاقة وثيقة جداً أيضاً بين الشيب وظاهرة الخوف. والعلماء لغاية هذه اللحظة لم يدركوا ارتباط الخوف بالشيب. ولماذا يشيب الإنسان إذا تعرض لخوف مفاجيء. ودليل هذه العلاقة الوثيقة بين الشيب والخوف صرحت به الآية القرآنية في قوله تعالى: (يوماً يجعل الولدان شيباً) أي يوم القيامة وعرصاتها التي تجعل شعر الولدان أبيضاً كالثلج من الخوف الشديد المباغت الذي يتعرض له الناس. والله تعالى أعلم.(/)
لماذا لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم الآيات الكونية /1
ـ[مرهف]ــــــــ[04 May 2010, 09:02 م]ـ
لماذا لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم الآيات الكونية في القرآن 1/ 2
د. مرهف عبد الجبار سقا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن للعلم سطوة ونشوة تبعث صاحبها على سبق قلم، أو زلة لسان متعجل؛ يكون عاقبتها غير محمودة، وإن سمْت العلم في العلماء الربانيين يجلله أدب وتواضع وإنزال الآخرين منازلهم، أقول هذا وقد لفت انتباهي أثناء قراءة بعض كتابات الإعجاز العلمي في القرآن حماسة مؤلفيها في إظهار ما لديهم من علوم مختلفة ويحاولون الاستدلال عليها من القرآن، أنهم يقومون بطرح سؤال افتراضي على لسان سائل ما؛ إما صراحة أو ضمناً؛ مفاد هذا السؤال هو: لماذا لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآيات الكونية في القرآن الكريم .. !!؟.
قد يكون السؤال في أصله مشروعاً وجديراً بالدراسة والنظر، ولكن عندما يطرح في سياق يناسبه، أما وأن يطرح في أثناء بحث أو كتاب شحن بإيراد جزئيات علمية قد لا يحتاجها التفسير فهذا أمر غريب، بل إن جوابه أشد غرابة وأعظم استنكاراً، وذلك عندما تقرأ لبعضهم يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين للصحابة ذلك لأن عقولهم لن تتصور هذه الاكتشافات.
وقد يدلل بعض هؤلاء لكلامهم هذا بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (خاطبوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله).
ونجد آخرين يقولون: ربما أنه صلى الله عليه وسلم لو حدثهم بها لكان ذلك سببا في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، بل وصل الأمر عند بعضهم إلى القول أن الرسول أحجم عن ذلك خوف التكذيب!!.
والمشكلة أولاً هي في طرح هذا السؤال الافتراضي، ثم في جوابه ثانياً، أما افتراض هذا السؤال فإنه يدل على قلة بضاعة طارحه بقضايا التفسير وعلوم القرآن، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم – كما هو معلوم – لم يفسر للصحابة كل القرآن وإنما كان يفسر من القرآن ما أشكل عليهم وما سألوا عنه، وما دعت الحاجة إلى بيانه وتفسيره، أما هذا السؤال المفترض فإنه يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن وترك بيان هذه الآيات الكونية فقط، فلزم منه أن ذهب بعضهم كما سلف إلى تعليل ترك تفسير هذه الآيات خوفاً من التكذيب أو لعدم استيعاب الصحابة وتصورهم لهذه المعلومات والاكتشافات؛ فكان طرح مثل هذا السؤال داخل في الوسائل التي يجب منعها لأنها مفضية إلى مفسدة، وأي مفسدة أعظم من اتهام الصحابة في عقولهم ونسبة الخوف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بيان القرآن بسبب تكذيب المشركين والمنافقين وهو المأمور بتبليغ ما أنزل إليه!!.
وأما أثر علي رضي الله عنه (حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله) الموقوف عليه كما أورده البخاري في (باب من خص قوما بعلم دون قوم كراهية أن لا يفهموه) فإنه قاعدة عامة في أدب الحديث والتعليم؛ لا تنطبق على كل كلام وحال، ولذلك أورد البخاري تحت هذا الأثر والباب حديث أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ يَا مُعَاذ بْنَ جَبَلٍ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ يَا مُعَاذُ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلاَثًا، قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.
فأنت تجد في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كره لمعاذ أن يحدث الناس بهذا الحديث كي لا يتكلوا عليه ويتركوا العمل، ولكن خصه وخص بعض الصحابة به لعلمه صلى الله عليه وسلم بأمانة سرهم وصفاء روحهم، وقد فهم معاذ أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم ليس نهي تحريم فحدث به عند موته كما في الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن الاستدلال بأثر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لتعليل عدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لتفسير القضايا التي يبحثها بعض الكاتبين في الإعجاز العلمي وأنها مما لا يعقله الصحابة في ذلك الوقت، مستحيل في حقهم جميعاً رضي الله عنهم وهم الذين صدقوا وعقلوا أبعد من ذلك كما سيأتي.
إن محل تطبيق هذا الأثر ليس في أمور العقائد وتصحيح التصورات التي تبني عقلية المسلم وعقيدته وشخصيته، كما أنه ليس محلها في بيان الأحكام الشرعية، وإنما محلها في المتشابه، أي: فيما يشتبه عليهم فهمه كما قال ابن حجر وتبعه بذلك العيني في شرح البخاري، أو يكون محلها في الأمور الغيبية المستقبلية التي قد يخشى من ذكرها افتتان بعض ضعاف النفوس والعقول فيؤدي لإزهاق النفس، كما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (حفظت عن النبي وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم)، ولذلك كان ابن عباس يخفي أشياء لا يحدثها لعامة الناس وكان يحدث بها أهل العلم كما ذكر ذلك الإمام السخاوي في المقاصد الحسنة، وكان هذا ما يفعله ابن مسعود رضي الله عنه كما في مقدمة صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).
ويؤيد هذا أننا لو استعرضنا مواقف مشهورة وبدهية في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لوجدنا أنه صلى الله عليه وسلم حدث الناس في مكة برحلة الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، وكانت الدعوة الإسلامية في مراحلها الأولى،، وكان صلى الله عليه وسلم يبشر المسلمين في غزوة الخندق بفتح الروم وفارس وبلاد الشام واليمن، ولم يخَفِ النبي صلى الله عليه وسلم تكذيب المشركين وتصفيقهم واستهزاءهم في مكة، ولم يحفل باستهزاء المنافقين وتشكيكهم في المدينة، وهاتين الحادثتين يستحيل للعقل المجرد تصديقها بمقاييس العادة.
كما فصل القرآن بعض القضايا الكونية المتعلقة بخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم خلق العظم ثم كسا العظم لحماً سبحانه، وكل هذه من الغيبيات على الصحابة ومن بعدهم وهي أعجب من كروية الأرض والثقوب السوداء، كما ذكر القرآن غير ذلك مما لا يدركه العقل وقتها وصدق به المسلمون، كذكره انفجار النجوم وتكوير الشمس وانشقاق السماء، وأن اللبن يخرج من بين فرث ودم وكان مما لا يتصوره المسلمون ولا غيرهم.
لقد كان من الواجب على هؤلاء – بدلاً من طرح فرضيات وتصورات لا واقع لها - أن يبحثوا عن الحكمة في ترك كثير من الآيات الكونية بلا تفسير، وأن يدرسوا مقاصد القرآن في عرض هذه الآيات الكونية في سياقها، وهذا ما سنتعرض له بإذن الله تعالى في مقالنا القادم إن فسح الله في العمر وأمد بالتوفيق، والله أعلم.
قال الله تعالى: ((ولا تقف ما ليس ل كبه علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)) [الإسراء:].
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2010, 09:26 م]ـ
شكر الله لك دكتور مرهف
والسؤال:
هل ما يسمى بالآيات الكونية كان يحتاج إلى تفسير؟
بمعنى آخر هل توقف فهم الآيات الكونية والإفادة منها على إدراك ما دلت عليه على الحقيقة؟
وأذكر على سبيل المثال قول الله تعالى:
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3))
ـ[مرهف]ــــــــ[05 May 2010, 06:43 م]ـ
الأخ أبا سعد الغامدي أيدك الله:
يراد بـ (الآيات الكونية) الآيات القرآنية التي تتحدث عن القضايا الكونية أي ما يتعلق بالكون من المخلوقات كالنجوم والشمس والقمر و الإنسان والحيوان .. وغير ذلك.
أما هل تحتاج إلى تفسير أم لا فهذا سؤال يستحق البحث والنقاش، ولكني أقول - والله أعلم - أن هذه الآيات تستوعب دلالاتها فهوم الناس وما يستجد في معارفهم إلى يوم القيامة، ولا يعني هذا أن ما يذكر من جزئيات مراد بالكلام فالعبرة أولاً وآخراً بالدلالة القرآنية وما يدخل فيها حسب أصول التفسير، وإنما الحديث عن أصول القضايا الكونية، وإن معرفة العلوم الكونية لشرح دلالات الآيات القرآنية مطلوب وعليه عمل المفسرين، ولما كانت عجائب القرآن لا تنقضي فإن هذه الآيات عجائبها - بمعنى علومها - لا تنقضي، فهي إذن ما زالت تحمل في مقتضاها عجائب تصب في مقاصد القرآن من إثبات الوحدانية والنبوة وكون القرآن من عند الله وإثبات أصول الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
وأركانه.
وأما المثال الذي ذكرته فحبذا أخي أبا سعد لو شرحت مرادك منه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2010, 03:13 م]ـ
الأخ أبا سعد الغامدي أيدك الله:
يراد بـ (الآيات الكونية) الآيات القرآنية التي تتحدث عن القضايا الكونية أي ما يتعلق بالكون من المخلوقات كالنجوم والشمس والقمر و الإنسان والحيوان .. وغير ذلك.
أما هل تحتاج إلى تفسير أم لا فهذا سؤال يستحق البحث والنقاش، ولكني أقول - والله أعلم - أن هذه الآيات تستوعب دلالاتها فهوم الناس وما يستجد في معارفهم إلى يوم القيامة، ولا يعني هذا أن ما يذكر من جزئيات مراد بالكلام فالعبرة أولاً وآخراً بالدلالة القرآنية وما يدخل فيها حسب أصول التفسير، وإنما الحديث عن أصول القضايا الكونية، وإن معرفة العلوم الكونية لشرح دلالات الآيات القرآنية مطلوب وعليه عمل المفسرين، ولما كانت عجائب القرآن لا تنقضي فإن هذه الآيات عجائبها - بمعنى علومها - لا تنقضي، فهي إذن ما زالت تحمل في مقتضاها عجائب تصب في مقاصد القرآن من إثبات الوحدانية والنبوة وكون القرآن من عند الله وإثبات أصول الإسلام وأركانه.
وأما المثال الذي ذكرته فحبذا أخي أبا سعد لو شرحت مرادك منه.
كلام دقيق وموفق جزاك الله خيرا
أما بخصوص المثال فأقول:
لقد أقسم الحق تبارك وتعالى بالسماء وبالطارق، والسماء معروفة عند العرب، وأما "الطارق" فدلالات اللفظ معروفة كذلك عند العرب، ولكن مراد الله تعالى بينه هو بقوله: "النجم الثاقب"، وقد تكلم المفسرون عن دلالة كل لفظ ورد في الآية: الطارق،والنجم، والثاقب، وكذلك نقلوا أقوال الصحابة رضي الله عنهم ومن ذلك قول الطبري:
"أقسم ربنا بالسماء وبالطارق الذي يطرق ليلا من النجوم المضيئة، ويخفى نهارًا، وكل ما جاء ليلا فقد طرق." ثم أيد قوله بالنقول عن بن عباس وغيره.
وقال أيضا:
" (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الطارق الذي أقسمتُ به، ثم بين ذلك جلّ ثناؤه، فقال: هو النجم الثاقب، يعني: يتوقد ضياؤه ويتوهَّج.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل." ثم أيد قوله بالنقول عن بن عباس وغيره.
وهنا نرى أن التفسير واضح ولا إشكال فيه، ولكن:
ألا يمكن من خلال النظر في الكون ومن خلال الكشوف العلمية أن نصل إلى معاني أخرى أو قل حقائق أخرى تحتملها المفردات الواردة في الآية: معنى الطارق ومعنى الثاقب ما يكشف لنا بعض أسرار هذا القسم ويكون حجة أو دليلا وسببا من أسباب الهداية التي أودعها الله في آيات كتابه؟
ـ[مرهف]ــــــــ[15 May 2010, 10:35 م]ـ
أخي الكريم أبا سعد أسعد الله:
لعلك تعذرني في هذا التأخير للإجابة عما تفضلتم به، وأما بخصوص المثال وبيانه لعلك تلحظ في النقل عن ابن جرير أنه يفسر الآيات بمعان عامة يدخل فيها كل ما ينطبق دلالة الوصف في الآية عليه، أي: أقسم بالنجم الذي يطرق ليلاً ويضيء، لكن ما هو هذا النجم وما عينه، فلم يحدده ابن جرير، وهذا أسلوب ابن جرير فجواب سؤالك هو في شقين:
الأول: في أسلوب القرآن العربي في الالدلالة على القضايا الكونية هو أسلوب بدلالة الوصف العام المنضبط، الذي يدخل فيه كل ما ينطبق عليه وصف القرآن في دلالته.
الثاني: في أسلوب القسم وفوائده وما يثيره هذا القسم وجوابه من سؤالات تحتاج لأجوبة تكون هذه الأجوبة في معرفة الاكتشافات المستجدة ومتابعتها، ولعل البحث في المناسبة بين القسم وما يقسم لأجله يكون مفتاحاً لاستنتاج قضايا علمية تكون بداية استكشاف جديد.
وعليه فإن ما فهمه العرب الأقحاح من هذا اللفظ لم يخرج عن الحقيقة التي يدل عليها القرآن، ولا يمنع من فهوم جديدة تدخل في مدلول الآية لمن يراعي مراتب الدلالة.
ولذلك فقط أخطأ خطأ كبيراً من استدل بهذه الآية على الثقوب السوداء لأنه لم يراعي هذين الأمرين، فالثاقب غير المثقوب كما أن هذه النجوم التي سميت بالعربية بالثقوب ليست ثاقبة، وكذلك يقع بعض الأخوة ممن يكتب في الإعجاز والتفسير العلمي في أخطاء لعدم مراعاته لدلالة الآية العامة ومراتبها والدلالة الخاصة ومراتبها، وقد فصلت الكلام حول هذا الأمر في (التفسير والإعجاز العلمي في القرآن ضوابط وتطبيقات) وقد طبع ولله الحمد في الأولى والآخرة. هذا والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 May 2010, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيك دكتور مرهف وجزاك خيرا
ونفع بك وبعلمك
أين نجد كتابكم؟
ـ[مرهف]ــــــــ[16 May 2010, 08:27 م]ـ
حياك الله أخي أبا سعد، الكتاب موجود في سوريا ولما يدخل المملكة بعد ولعل الله ييسر ذلك وهو من طباعة دار محمد الأمين بدمشق.(/)
هل من مشمر؟
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[04 May 2010, 11:17 م]ـ
شيوخنا الأفاضل جزاكم الله خيرا على هذه الدرر النفيسة التي تسعدوننا بها في هذا المنتدى المبارك
لدي حلم وأرجو من الله أن يصبح حقيقة بفضل الله أولا ثم بجهودكم المباركة. فالحلم ليس صعبا ولكنه يسير على من يسره الله عليه كعلمائنا الأفاضل والباحثون في قسم التفسير.
الحلم ببساطة أن يتقدم أحد الأساتذة بتأليف كتاب مبسط ومتوسط وبلغة سهلة عن مناهج المفسرين يكون بمثابة قاموس الجيب لمعلمة القرآن يرافقها في حلها وترحالها, يناسب الجميع المتخصصة في العلم الشرعي ومن دون ذلك يعني ببساطة كتاب يقرؤه آحاد الناس فيفهمه ويكون على بينة من أمره في كيفية التعامل مع الكتب التفسير. على أن يحتوي الكتاب على تعريف مختصر عن المفسر وأبرز نقاط القوة والملاحظات التي ينتبه لها القاريءعند القراءة في تفسيره ومن الذي يناسبه هذا التفسير بحيث تستفيد منه المعلمة المتميزة وصاحبة العلم الشرعي فترتفع همتها في مراجعة كتب التفسير وكذلك معلمة القرآن غيرالمتخصصة شرعيا والحاصلة على شهادة الثانوي أو المتوسط فقط.
وأنا أثير هذا الموضوع من واقع أعيشه وحاجة ماسة أكاد أقول أنه يتكرر السؤال عنها يوميا. فأنا معلمة في معهد معلمات القرآن وكثيرا ما أُسأل "أي كتاب أرجع إليه في التفسير؟ وماذا عن تفسير فلان وفلان و .... وحذروني من تفسير ......
أسئلة لا تكاد تنتهي. واشتدت الحاجة لمثل هذا الكتاب مع الاهتمام بتفعيل التدبر في حلقات تحفيظ القرآن
فهل من مشمر؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[06 May 2010, 11:23 ص]ـ
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فحتى يخرج الكتاب إلى أرض الواقع أفيدونا بتعاريف مبدئية بكتب التفسير حتى أذكرها للطالبات ولكم الأجر والمثوبة.
فلنبدأ باسم الله .......
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 May 2010, 01:17 م]ـ
أختي الكريمة: إن موضوع مناهج المفسرين لا يخدم عامة الناس ولا آحادهم. فهو موضوع متخصص لا نفع به للمبتدئين. إلا إذا كنت تقصدين عمل كتاب يتكلم باختصار عن كتب التفسير واهتمامات كل مفسر أو ميزات كل تفسير , فهذا جيّد. رغم أن المسألة لا تحتاج الى تأليف اذا كانت لهذه الغاية فقط. ولكن فكرة أن يكون هناك كتاب يبحث بأهم كتب التفسير وميزات كل واحد منها،فكرة جيدة ربما تسترعي اهتمام الإخوة الكتاب في هذا المضمار.
أما نصيحتي لكل مبتديء فعليه أولاً قراءة تفسير صفوة التفاسير ففيه كل ما يريد بإسلوب بسيط بعيد عن التعقيد. أما من أراد التعمق بالاحكام الفقهيّة ومسائلها في القرآن فعليه بالجامع لأحكام القرآن للقرطبي. ولعلي أعود بعد أن أرى رأي اخواني وأساتذتي في هذا الملتقى. وبارك الله بك اختاه.
ـ[المتفائل]ــــــــ[06 May 2010, 02:31 م]ـ
هذا مطلب ملح، وكثيرا ما سئلت مثل هذا السؤال فالساحة بحاجة لكتاب ميسر سهل في التعريف بكتب التفسير
وإلى أن ييسر الله ذلك يمكنك الاستفادة من كتاب: " القول المختصر المبين في مناهج المفسرين" لمحمد الحمود، نشر مكتبة دار الإمام الذهبي بالكويت، وعندي منه الطبعة الأولى 1412، ويقع في 109 صفحة، وقد تحدث فيه عن 24 كتاباً من كتب التفسير
كما يمكنك الاستفادة من بعض الدروس في هذا المجال ومنها:
التعريف بكتب التفسير للدكتور مساعد الطيار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51316
التعريف بكتب التفسير للدكتور أحمد البريدي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15266
ـ[المتفائل]ــــــــ[06 May 2010, 03:41 م]ـ
ويوجد تعريف بكتاب " القول المختصر المبين في مناهج المفسرين" على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18702(/)
((آتاني الكتاب و جعلني نبيا))
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[04 May 2010, 11:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركات
نرى أن المسيح عليه السلام اامتن الله عز وجل عليه بتعليمه الكتاب و الحكمة والتوراة و الانجيل في البشارة به لإمه سورة آل عمران و في ولادته سورة مريم و في يوم القيامة سورة المائدة
فهل هذا يدل على أن المسيح قد تعلم هذا العلم مباشرة من الله دون إرسال جبريل عليه السلام إلى بالانجيل علما بأن ورقة بن نوفل رحمه الله عندما سئل من قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن الذي رآه في الغار قال ذاك الناموس الى نزل على موسى و لم يقل عيسى عليهما السلام
أر جو إفادتي بما تعلمون زادكم الله علما من عنده
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2010, 11:59 م]ـ
حياك الله وبياك أخانا الفاضل الريس عبد الرحمن
كثير ما وردت الآيات تقرن بين المسيح عليه السلام وروح القدس:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) سورة البقرة (87)
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) سورة البقرة (253)
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) سورة المائدة (110)
وهذا يدل على معنى يرد به على النصارى الذين غلوا في المسيح عليه السلام فليتدبر.(/)
معاني التدبر ومجالاته
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[04 May 2010, 11:41 م]ـ
التدبر لغة.
التدبر اصطلاحًا.
آيات التدبر في القرآن.
الألفاظ المستعملة في القرآن المقاربة لمعنى التدبر
مجالات التدبر
ـ فهم المعنى.
ـ استنباط الأحكام والفوائد.
ـ الاستدلال لقضية معينة.
ـ تنزيل الآية على الواقع.
مراحل عمل المسلم في القرآن
ـ مرحلة القراءة.
ـ مرحلة فهم المعنى (التفسير) (عقلية).
ـ مرحلة التدبر (يدخل فيها جميع أنواع الاستنباطات) (عقلية).
ـ مرحلة التأثر (وجدانية).
ـ مرحلة العمل به (حركية).
مستويات التدبر للسور ولآيات
إن مستويات التدبر في السور والآيات مما لا خدَ له، وسأذكر من ذلك أمثلة:
ـ النظر في الاسم النبوي للسورة، وعلاقته بمقصودها أو موضوعها.
ـ استخراج موضوعات السور ة.
ـ استخراج مقصد السورة.
ـ تقسيم السورة إلى وحدات موضوعية والربط بينها.
ـ النظر في تناسب الآيات والمقاطع.
ـ النظر في خواتم الآيات وعلاقته بموضوع الآية وارتباط ما بعدها بما قبلها، وعلاقتها بالمقطع.
ـ تثوير الاستنباط من الآيات، وتنويعه على الطريقة السعدية والعثيمينية.
ـ ربط موضوعات القرآن بعضها ببعض، ثم ربطها بالسنة النبوية على طريفة ابن كثير في الاستشهاد بالأحاديث في المواطن المناسبة لها من الآيات.
ـ الأخذ بعلم الوجوه والنظائر والاستفادة منه، وهو مجال رحب من مجالات التدبر.
ـ تفعيل البحث الموضوعي في موضوعات القرآن بطريقة صحيحة من غير إغراق في التنظيرات والأساليب الإنشائية.
ـ تدلُّ مادة» دَبَرَ «على آخرِ الشَّيءِ.
والتَّدبُّرُ: النَّظرُ في أدبارِ الشَّيء، والتفكيرُ في عاقبتِه.
وقد استُعملَ في كلِّ تأمُّلٍ يقعُ من الإنسانِ في حقيقةِ الشَّيءِ أو أجزائه أو سوابقِه أو لواحقه أو أعقابه ().
وجاءَ على صيغةِ التَّفعُّلِ، ليدلُّ على تكلُّفِ الفعلِ، وحصولِه بعد جُهْدٍ، والتَّدبُّرُ: حصولِ النَّظرِ في الأمرِ المُتَدَبَّرِ مرَّةً بعدَ مرَّةٍ.
وقد جاءَ الأمرُ بتدبُّرِ القرآنِ في أربعةِ مواضعَ من القرآنِ، والعجيبُ أنَّ آيتينِ نزلتْ في سياقِ المنافقينَ، وهما قوله تعالى:] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [] النِّساء: 82 [، وقوله تعالى:] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ عَلَى قُلُوبٍ أقْفَالُهَا [] محمد: 24 [.
وجاءت آيتانِ في سياقِ الكفَّارِ، وهما قوله تعالى:] أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَولَ أمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأتِ أبَاءهُمُ الأوَّلِينَ [] المؤمنون: 68 [، وقوله تعالى:] كتابٌ أنْزَلْنَاهُ إلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه وَلِيَتَذَكَّرَ أولُوا الألْبَابِ [] ص: 29 [.
وتحتملُ آيةُ سورةِ ص أن يكون المؤمنونَ داخلونَ في الأمرِ بالتَّدبُّرِ، ويشهدُ له قراءةُ من قرأ:] لِتَدَبَّرُوا آياتِهِ [بالتَّاء ()، بمعنى: لتتدبَّره أنت يا محمد واتباعُك ().
وليس نزولُ الآيةِ في سياق غيرِ المؤمنينَ يعني أنَّ المؤمنينَ لا يُطلبُ منهم التَّدبُّرُ، بل هم مأمورونَ به، وداخلونَ في الخطابِ من بابٍ أولى؛ لأنَّهم أهلُ الانتفاعِ بتدبُّرِ القرآنِ، وإنَّما المرادُ هنا بيانُ من نزلت بشأنه الآياتُ، دون بيان صحَّةِ دخولِ المؤمنينَ في الخطابِ، واللهُ أعلمُ.
والآياتُ الآمرةُ بالتَّدبُّرِ منها ما جاءَ على شيءٍ مخصوصٍ؛ كقوله تعالى:] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [] النِّساء: 82 [.
ومنها ما جاءَ مطلَقًا بالتَّدبُّرِ العامِّ؛ كقوله تعالى:] كتابٌ أنْزَلْنَاهُ إلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه وَلِيَتَذَكَّرَ أولُوا الألْبَابِ [] ص: 29 [.
والأصلُ أنَّ مرحلةَ التَّدبُّرِ تأتي بعدَ الفَهْمِ، إذ لا يُمكنُ أن يُطلبَ منك تدبُّرُ كلامٍ لا تعقِلُه، وهذا يعني انَّه لا يوجدُ في القرآنِ ما لا يُفهَمُ معناهُ مطلقًا، وأنَّ التَّدبُّرَ يكونُ فيما يتعلَّقُ بالتَّفسيرِ؛ أي أنَّه يتعلَّقُ بالمعنى المعلومِ.
ولربطِ هذا المبحثِ بسابقه يمكن تقسيمُ مستويات التَّدبُّرِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
القسمُ الأوَّلُ: أن يكونَ التَّدبُّرُ لمعرفةِ المعنى المرادِ بالآيةِ، وقد يتعلَّقُ الأمرُ بآيةٍ تكونُ متشابهةً على المتدبِّرِ فيتطلَّبُ المعنى الصَّحيحَ لها، فتطلُّبُه هذا تدبُّرٌ، وهذا يعني أنَّ التَّدبُّرَ يتعلَّقُ بالمعنى، وفي الغالب يكونُ هذا في فهم المتشابهِ النِّسبيِّ الذي قد يخفى.
وأمثلةِ هذا القسمِ كثيرةٌ، منها ما يقعُ من بحثِ آيةٍ مشكلةٍ، ومنها نقاشاتُ المفسِّرينَ التي يظهرُ فيها ترجيحُهم لوجهٍ من وجوهِ التَّفسيرِ، وغيرَها مما يحتاجُ إلى اختيارٍ من أجلِ البيانِ، واللهُ أعلمُ.
القسم الثَّاني: أن تكونَ الآيةُ ظاهرةَ المعنى لا تحتاجُ إلى تفسيرٍ، أو تكونَ قد تبيَّن المعنى الصحيحُ لها للمتدبِّرِ ـ أي: بعد تفسيرِها ـ فيتدبَّرُ ما تحتويه من وجوه الاستنباطاتِ والفوائد، وهو تدبُّرٌ لاستخراجِ الحِكَمِ والأحكامِ والآدابِ وغيرِها مما يستنبطُه المستنبطُ، وهذا يعني أنَّ الاستنباطات نتيجةٌ للتَّدبُّرِ.
ومن أمثلةِ هذا القسم من التَّدبُّرِ، ما ذكره ابن القيِّمِ (ت: 751) في كتابه " زاد المهاجر " من تفسير قصَّةِ إبراهيم u في سورة الذَّارياتِ، قال:» فصل في:] أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ [] النساء: 82، محمد: 24 [.
فان قلتَ: إنَّك قد أشرْتَ إلى مقامٍ عظيمٍ، فافتحْ لي بابَه واكشفْ لي حجابَه، وكيف تَدَبُّرُ القرانِ وتَفَهُّمُهُ والإشرافُ على عجائبه وكنوزه؟! وهذه تفاسيرُ الأئمَّةِ بأيدينا، فهل في البيانِ غيرُ ما ذكروه؟
قلتُ: سأضرب لك أمثالاً تَحْتَذِي عليها، وتجعلها إمَامًا لك في هذا المقصدِ.
قال اللهُ تعالى:] هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ إذْ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ قَومٌ مٌنْكَرُونَ فَرَاغَ إلَى أهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إلَيهِمْ قَالَ ألاَ تَأكُلُونَ فَأوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ فَأقْبَلَتِ امْرَأتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إنَّهُ هُو الحَكِيمُ العَلِيمٍ [] الذاريات: 24 ـ 30 [.
فعهدي بكَ إذا قرأتَ هذه الآية، وتطلَّعتَ إلى معناها، وتدبَّرتها، فإنَّما تَطْلُعُ منها على أنَّ الملائكةَ أَتَوا إبراهيمَ في صورةِ الأضيافِ يأكلونَ ويشربون، وبشَّرُوه بغلامٍ عليمٍ، وإنَّما امرأتُه عجبت من ذلك فأخبرتها الملائكة: أن اللهَ قال ذلك، ولم يتجاوزْ تَدَبُّرُكَ غير ذلك.
فاسمعِ الآن بعضَ ما في هذه الآيات من أنواعِ الأسرارِ، وكم قد تضمَّنت من الثَّنَاءِ على إبراهيم؟
وكيف جمعتِ الضِّيافةَ وحقوقَها؟ وما تضمَّنتْ منَ الرَّدِّ على أهلِ الباطلِ من الفلاسفةِ والمعطِّلةِ.
وكيف تضمَّنتْ علمًا عظيمًا من أعلام النُّبوَّةِ؟
وكيف تضمَّنتْ جميعَ صفاتِ الكمالِ التي رَدَّهَا إلى العلمِ والحكمةِ؟
وكيف أشارت إلى دليلِ إمكانِ المعادِ بألطفِ إشارة وأوضحِها، ثُمَّ أفصحتْ وقوعَه؟
وكيف تضمَّنتْ الإخبار عن عدلِ الرِّبِّ وانتقامِه من الأممِ المكذِّبةِ، وتضمَّنتْ ذِكْرَ الإسلامِ والإيمانِ والفرقِ بينهما، وتضمَّنتْ بقاءَ آياتِ الرَّبِّ الدَّالَّةِ على توحيدِه وصدقِ رُسُلِهِ وعلى اليوم الآخرِ، وتضمَّنتْ أنَّه لا ينتفعُ بهذا كلِه إلاَّ من في قلبِه خوفٌ من عذابِ الآخرةِ، وهم المؤمنون بها، وأمَّا من لا يخافُ الآخرةِ ولا يؤمنُ بها، فلا ينتفعُ بتلك الآياتِ؟ فاسمع الآن بعض تفاصيل هذه الجملةِ «().
ثُمَّ بدأ يسردُ فوائدَ واستنباطاتٍ من هذه الآيات، ولولا طولُها، لذكرتُها.
القسم الثَّالث: ما استأثر الله بعلمه، وهو ما يسمى بالمتشابِه الكليِّ، وهذا لا يمكن وقوع التدبر فيه؛ لأنَّه لا يعلمُه إلاَّ اللهُ، كما سبقَ بيانُه، ومن هنا فالتَّدبُّرُ لا يدخلُ في الغيبيَّاتِ التي استأثرَ اللهُ بعلمها؛ كزمنِ وقوعِ ما اخبرَ اللهُ بوقوعِه أو كيفيَّاتِ هذه المغيَّباتِ.
وهذا القسمُ ليسَ له مثالٌ؛ لأنَّه لا يمكنُ أن يقعَ فيه تدبُّرٌ، واللهُ أعلمُ.
المعاني المقاربةِ للتَّدبرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقربُ من معنى التَّدبِّرِ التَّفكُّرُ والتَّذكُّرُ والنَّظرُ والتَّأملُّ والاعتبارُ والاستبصارُ، قال ابن القيِّمِ (ت: 751):» … وهذا يسمَّى تفكُّرًا وتذكُّرًا ونظرًا وتأمُّلاً واعتبارًا وتدبُّرًا واستبصارًا، وهذه معانٍ متقاربةٌ تجتمعُ في شيءٍ وتتفرقُ في آخر.
ويسمَّى تفكُّرًا؛ لأنه استعمالُ الفكرةِ في ذلك، وإحضارُه عنده.
ويسمَّى تذكُّرًا؛ لأنَّه إحضارٌ للعلمِ الذي يجب مراعاته بعد ذهولِه وغيبتِه عنه، ومنه قوله تعالى:] إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فِإذَا هُمْ مُبِصِرُونَ [] الأعراف: 201 [.
ويسمَّى نظرًا؛ لأنَّه التفاتٌ بالقلبِ إلى المنظورِ فيه.
ويسمَّى تأمُّلاً؛ لأنه مراجعةٌ للنَّظرِ كرَّةً بعد كرَّةٍ، حتى يتجلَّى له وينكشفَ لقلبِه.
ويُسَمَّى اعتبارًا، وهو افتعالٌ من العبورِ؛ لأنَّه يَعْبُرُ منه إلى غيرِه، فَيَعْبُرُ من ذلك الذي قد فَكَّرَ فيه إلى معرفةٍ ثالثةٍ، وهي المقصود من الاعتبار، ولهذا يُسَمَّى عِبْرَةً، وهي على بناءِ الحالاتِ كالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ والقِتْلَةِ إيذانًا بأنَّ هذا العلمَ والمعرفةَ قد صار حالاً لصاحبِه يَعْبُرُ منه إلى المقصودِ به، وقال الله تعالى] إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى [] النازعات: 26 [، وقال] إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأبْصَارِ [] آل عمران: 13 [.
ويُسمَّى تدبُّرًا؛ لأنَّه نظرَ في أدبارِ الأمورِ، وهي أواخرُها وعواقبُها، ومنه تدبُّرُ القول … «().
الفرقُ بين التَّدبُّرِ والتَّأثُّرِ من سماعِ القرآن
يخلطُ بعضُ النَّاسِ بين التَّدبُّرِ والتَّأثُّرِ من سماعِ القرآن، فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيبُ الإنسان والخشوعَ الذي يلحقُه بسببِ تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك.
فالتَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ، وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب حالِ الشَّخصِ في تلكَ اللَّحظةِ، واللهُ أعلمُ.
الملتقى العلمي الأول لتدبر القرآن(/)
مفهوم التدبر في ضوء القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[05 May 2010, 12:12 ص]ـ
مفهوم التدبرفي ضوء القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم
إعداد
د. محمد بن عبد الله الربيعة
الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه
بكلية الشريعة وأصول الدين في جامعة القصيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن التدبر لكتاب الله تعالى هو الغاية التي أنزل من أجلها قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وحين نبتغي الوصول إلى مفهوم التدبر وحقيقته فلابد من الوقوف على الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم في تعاملهم مع القرآن وتلقيهم له، ذلك أن أعظم منهج لتدبر كتاب الله تعالى هو منهجهم القويم، وقد كان من توفيق الله تعالى أن قمت بإعداد بحث حول (منهج السلف في التلاوة والتدبر) فرأيت أن أستخلص منه ورقة عمل للملتقى الأول للتدبر حول مفهوم التدبر في ضوء القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم، والهدف منها تحرير مفهوم التدبر وتحقيقه لكونه من لوازم قارئ القرآن وواجباته، وليتميز عن المصطلحات القرآنية الأخرى، وليكون منطلقاً للمشروع المبارك الذي يهدف إلى إحياء التدبر في الأمة لربطها بكتاب الله تعالى ليكون منهج حياة وسبيل نجاة بإذن الله تعالى، وهو المأمول سبحانه في تحقيق ذلك.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة النظرية: التأصيل والتحرير.
القسم الثاني: الدراسة التطبيقية: التحليل والاستدلال.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذه الدراسة خالصة لوجهه، وأن يحقق فيها الحق والصواب، وينفعني بها ومن بلغ إنه سميع قريب مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القسم الأول: الدراسة النظرية: التأصيل والتحرير
المحور الأول: معنى التدبر لغة والمراد بتدبر القرآن.
أصل التدبر لغة:
بالنظر والاطلاع في أقوال أهل اللغة نجد أنها تتلخص في أن أصل معنى التدبر مأخوذ من النظر في أدبار الشيء وعواقبه ونهاياته ().
ففي معجم مقاييس اللغة: " أصل التدبر من: دَبَرَ –بفتح الدال والباء-، وجُلُّه في قياس واحد، وهو: آخر الشيء، وخلفه؛ خلاف قُبُله" (). .
وفي لسان العرب: " دبّر الأمر وتدبّره أي نظر في عاقبته وعرف الأمر تدبرا أي بآخره. فتدبر الكلام أي النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة .. والتدبر في الأمر: التفكر فيه" ().
وفي التعريفات للجرجاني: " التدبر: عبارة عن النظر في عواقب الأمور، وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب " ().
وفي المعجم الوسيط: " تدبر الأمر: ساسه ونظر في عاقبته " ().
المراد بتدبر القرآن:
يمكن لنا أن نحرر مفهوم تدبر القرآن بمعنى مختصر جامع شامل بإذن الله وهو:
(الوقوف مع الآيات والتأمل فيها، والتفاعل معها؛ للانتفاع والامتثال).
وهذا التعريف هو ما توصلت إليه بعد نظر وتأمل دقيق في المعنى اللغوي، وفي الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم، والاطلاع على أقوال العلماء، كما سأفصل ذلك بإذن الله تعالى.
ولعلي أذكر بعض أقوال العلماء والمفسرين والباحثين في معنى التدبر بياناً وتأكيداً لما حررته، مع التوضيح والتعقيب:
1 - قال الخازن: "أصل التدبر: النظر في عواقب الأمور،و التفكر في أدبارها،ثم استعمل في كل تفكر و تأمل،و يقال: "تدبرتُ الشيءَ" أي: نظرت في عاقبته،و معنى تدبُّر القرآنِ تأَمُّلُ معانيه،و التفكر في حِكَمِهِ، و تبصُّرُ ما فيه من الآيات" ().
2 - قال ابن القيم:" وتدبر الكلام أن ينظر في أوله وآخره ثم يعيد نظره مرة بعد مرة ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين" ().
وقال أيضاً: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله ?) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال السيوطي: " وتسن القراءة بالتدبر والتفهم ... وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب." ().
4 - قال الشوكاني: " إِنَّ التدبر هو التأمُّل؛ لفهم المعنى،يقال: "تدبرتُ الشيءَ": تفكرتُ في عاقبته،و تأملته، ثم استعمل في كل تأمُّل، و التدبير: أَنْ يدبر الإنسانُ أمْرَه،كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته" ().
5 - قال السعدي: " يأمر –تعالى- بتدبر كتابه، وهو التأمُّل في معانيه، و تحديق الفكر فيه، و في مبادئه و عواقبه، و لوازم ذلك" ().
6 - قال الشنقيطي: " تدبر آيات هذا القرآن العظيم أي: تصفحها،و تفهمها،وإدراك معانيها،و العمل بها " ().
7 - قال عبدالرحمن حبنكة: " التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة " ().
8 - وقال الدكتور أحمد آل سبالك: " أما المعنى الاصطلاحي لتدبر القرآن كما ورد في كتب التفسير فهو التفكر في غايات القرآن ومقاصده التي يرمي إليها، ويأتي ذلك بالتفهم والتأمل والتفكر في معاني الآيات ومبانيها " ().
9 - وقال سليمان السنيدي: " تدبر القرآن هو تفهم معاني ألفاظه، والتفكر فيما تدل عليه آياته مطابقة، وما دخل في ضمنها، وما لاتتم تلك المعاني إلا به، مما لم يعرج اللفظ على ذكره من الإشارات والتنبيهات، وانتفاع القلب بذلك، بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره، وأخذ العبرة منه " ().
10 - وقالت الدكتور رقية العلواني: " والتدبر إعمالُ الذهن والفكر للتوصلِ إلى مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه " (). .
فعند التأمل في هذه التعريفات نجد أنها متضمنة لما ذكرته في التعريف:
أولاً: الوقوف مع الآيات والتأمل فيها اتفقوا على تضمن التدبر له بعبارات مختلفة.
ثانياً: التفاعل وقصد الانتفاع والامتثال: فقد أشار إليه أكثرهم:
فقال الخازن: " و تبصُّرُ ما فيه من الآيات" أي العبر والعظات".
وقال السيوطي: " ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك؛ فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أوعذاب أشفق وتعوذّ أوتنزيه نزّه وعظم، أودعاء تضرع وطلب "
وأشار إليه ابن القيم في كلامه الأخير.
وقال السعدي: " .. و لوازم ذلك " أي من العمل والامتثال.
وقال الشنقيطي: " و العمل بها ".
وقال السنيدي: " وانتفاع القلب بذلك، بخشوعه عند مواعظه، وخضوعه لأوامره، وأخذ العبرة منه".
وقالت الدكتور رقية العلواني: " للتوصلِ إلى مقاصدِ الآياتِ وأهدافها وما ترمي إليه ".
فنجد أنهم صرحوا بلزوم اقتران التدبر للعمل والانتفاع بمعنى أنه لابد أن يكون من قصد القارئ أصلاً، وهذا هو الذي يميز التدبر عن غيره من المصطلحات القرآنية.
ولو تأملنا حال النبي? وأحوال السلف في تلاوتهم للقرآن وتدبرهم له، لظهر لنا أن تمثلهم بهذا الركن ظاهر جلي مما يؤكد لنا اعتباره كركن لازم للتدبر، وربما عده البعض مما يعين على التدبر لا من أصل التدبر، والصحيح أنه تدبر باعتبار أنه يمثل الجانب العملي بتحريك القلب والجوارح مع القراءة وهذا هو التدبر الباعث على الانتفاع.
ولكن هنا ملحظ مهم حول هذا التقييد وهو أن الأولى في التعريف أن يقال (للانتفاع والامتثال) أي بقصد الانتفاع والامتثال، والمقصود هو أن يكون قصد القارئ الانتفاع والامتثال ابتداءً مع مصاحبة هذا القصد حال القراءة إلى تحقق ذلك حال القراءة وبعدها، والأمور بمقاصدها.
المحور الثاني: تحرير أركان التدبر وواجباته وسننه.
بالتأمل في هذا التعريف نستطيع أن نحرر منه مايتضمنه وهو أركان التدبر وواجباته وسننه، وهي كالآتي:
أركان التدبر:
لابد للتدبر من ركنين أساسيين، باجتماعهما يتميز التدبر عن غيره وهما:
1 - الركن النظري: وهو يمثل القسم الأول من التعريف (الوقوف مع الآيات والتأمل فيها)، ويدخل في هذا الركن التفسير والاستنباط والتفكر والتأمل.
2 - الركن العملي وهو يمثل القسم الثاني من التعريف (التفاعل مع الآيات، وقصد الانتفاع والامتثال) ويدخل في هذا الركن الاعتبار والاتعاظ والتذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
واجبات التدبر وسننه:
كما أن للتدبر أركاناً فله واجبات وسنناً، وتتمثل الواجبات بأقل القدر مما سأذكره من المظاهر، وتتمثل السنن فيما زاد على ذلك. وهي كالآتي:
أولاً: الوقوف مع الآيات (بإحضار القلب، وإلقاء السمع، وإمعان النظر، وإعمال العقل)
ثانياً: التأمل فيما وراء النص (بإدراك مغزى الآيات، تفهم المعنى، واستخراج الدلالات والهدايات).
ثالثاً: التفاعل مع الآيات بـ:
1 - القلب (بالإيمان والتعظيم للقرآن وللمتكلم به وهو الله تعالى، واستحضار مقاصد القرآن العامة، والشعور بأن القارئ هو المخاطب بهذه الآيات)
2 - اللسان (بتلاوتها بترتيل وترسل وعلى مكث، وتحزن وتباكي، وترديد للآية، والتفاعل معها بالسؤال والتعوذ والاستغفار عند المرور بما يناسب ذلك)
3 - الجوارح (بالقشعريرة، ودمع العين، والسجود عند آيات السجدة ونحوها).
رابعاً: قصد الانتفاع والامتثال:
1 - قصد الانتفاع بالعلم والإيمان والخشية
2 - قصد الامتثال بالعمل والسلوك.
المحور الثالث: تحرير العلاقة والفرق بين التدبر والمصطلحات القرآنية الأخرى
بالتعريف السابق نستطيع أن نحرر العلاقة والفرق بين التدبر والمصطلحات القرآنية الأخرى، بما لا يلتبس على القارئ والمتدبر:
أولاً: الفرق بين التدبر والتفسير:
الفرق بين التدبر والتفسير ظاهر من وجوه:
أولاً: أن التفسير هو كشف المعنى المراد في الآيات، والتدبر هو ما وراء ذلك من إدراك مغزى الآيات ومقاصدها، واستخراج دلالاتها وهداياتها، والتفاعل معها، واعتقاد مادلت عليه وامتثاله.
ثانياً: أن المفسر غرضه العلم بالمعنى، والمتدبر غرضه الانتفاع والامتثال علماً وإيماناً، وعملاً وسلوكا؛ ولذا فإن التفسير يغذي القوة العلمية، والتدبر يغذي القوة العلمية والإيمانية والعملية.
ثالثاً: أن التدبر مأمور به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر. وأما التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس: "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله" ().
رابعاً: أن التدبر لا يحتاج إلى شروط إلا فهم المعنى العام مع حسن القصد وصدق الطلب، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر 17]، أما التفسير فله شروط ذكرها العلماء، لأنه من القول على الله، ولذا تورع عنه بعض السلف رحمهم الله. ولذا يقال لا يعذر المسلم في التدبر ويعذر في التفسير.
خامساً: أن التدبر واجب على كل حال، وأما التفسير فليس بواجب على كل حال بل هو واجب بحسب الحاجة إليه، ولذا جاء الأمر بالتدبر في كتاب الله دون التفسير.
سادساً: أن التدبر هو الغاية من نزول القرآن لأنه باعث على الامتثال والعمل، وأما التفسير فهو وسيلة للتدبر، ولذا فيقال بأن التدبر أصل والتفسير فرع منه.
ثانياً: الفرق بين التدبر والاستنباط
يقال في الفرق بين التدبر والاستنباط كما قيل في الفرق بين التدبر والتفسير لأن غرض التفسير والاستنباط واحد هو فهم المعنى وما يدل عليه، فالتفسير في الفهم، والاستنباط في الدلالات، وكلاهما من لوازم التدبر.
ويضاف في الفرق بين التدبر والاستنباط أمور:
أولاً: بالنظر في أصلهما في اللغة يتبين الفرق بينهما، فالتدبر هو النظر إلى أدبار الشيء ونهاياته، وهذا يدخل فيه الدلالات والنهايات من الانتفاع والاهتداء، وأما الاستنباط فهو استخراج ما خفي، وهذا مقصور في الدلالات.
ثانياً: أنهما يجتمعان في إعمال الفكر والنظر والتأمل ويختلفان في الغرض، فغرض المستنبط العلم بدقائق المعاني والدلالات والهدايات، وغرض المتدبر يتجاوزه إلى قصد الانتفاع والامتثال والعمل.
ثالثاً: أنه يشترط في التدبر قصد الانتفاع والامتثال بخلاف الاستنباط، وإنما يشترط فيه وجود ما يدل عليه في النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: أن الاستنباط نتيجة للتدبر فهو فرع منه، وذلك أن التدبر هو الوقوف مع الآيات والتأمل فيها فينتج من ذلك الاستنباط.
ثالثاً: الفرق بين التدبر والتفكر
بينهما تقارب ولذا فقد يجتمعان في شيء واحد فيقال تفكر في الكلام وتفكر في الخلق، والفرق بينهما من من وجهيم:
أولاً: أن التفكر أظهر في النظر في الآيات الكونية الواقعة والمشاهدة كما قال تعالى {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس، وهذا غالب استعمال القرآن. وقد يأتي بمعنى التفكر في الآيات القرآنية كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) النحل.
أما التدبر فهو أظهر في النظر في الآيات القرآنية كما قال تعالى {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون:68].
ثانياً: أن التدبر تصرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل () ..
وقد أبان ابن القيم الفرق بين التدبر والتأمل والتفكر والنظر والتذكر والاعتبار والاستبصار فقال:
" هذه معانٍ متقاربةٌ تجتمع في شيءٍ، وتتفرق في آخر:
فيسمى تفكرا لأنه استعمال الفكرة في ذلك وإحضاره عنده.
ويسمى تذكراً لأنه إحضار للعلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله وغيبته عنه.
وكل من التذكر والتفكر له فائدة غير فائدة الآخر فالتذكر يفيد تكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه ويثبت ولا ينمحي فيذهب أثره من القلب جملة، والتفكر يفيد تكثير العلم واستجلاب ما ليس حاصلا عند القلب فالتفكر يحصله والتذكر.
ويسمى نظراً لأنه التفات بالقلب إلى المنظور فيه.
ويسمى تأملاً لأنه مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه.
ويسمى اعتباراً وهو افتعال من العبور لأنه يعبر منه إلى غيره فيعبر من ذلك الذي قد فكر فيه إلى معرفة ثالثة وهي المقصود من الاعتبار، ولهذا يسمى عبرة؛ إيذانا بأن هذا العلم والمعرفة قد صار حالا لصاحبه يعبر منه إلى المقصود به.
ويسمى تدبراً لأنه نظر في أدبار الأمور وهي أواخرها وعواقبها .. وتدبر الكلام أن ينظر في أوله وآخره ثم يعيد نظره مره بعد مرة ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين.
ويسمى استبصاراً وهو استفعال من التبصر وهو تبين الأمر وانكشافه وتجليه للبصيرة" ().
القسم الثاني الدراسة التطبيقية: التحليل والاستدلال.
بعد أن تبين لنا مفهوم التدبر وما يتضمنه، والعلاقة بينه وبين المصطلحات الأخرى، ولتحقيق هذا المفهوم فإنني سأفصل القول في هذا القسم بذكر الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم مما يؤكد ذلك ويجليه، ليطمئن قلب القارئ، وليكون ذلك تطبيقاً عملياً بالأمثلة من أحوال السلف الصالح الذين هم أكمل الناس تمثلاً للتدبر الأمثل، فهم الأسوة والقدوة، ولا سبيل لتحقيق التدبر والانتفاع بالقرآن إلا باتباع منهجهم والاقتداء بهم، كما قال مالك رحمه الله: (لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
وسأورد الأدلة والشواهد حسب التعريف:
المحور الأول: أدلة الوقوف مع الآيات والتأمل فيها:
قولنا بأن التدبر يتضمن الوقوف مع الآيات والتأمل فيها يدل عليه أمور:
أولاً: الأدلة من القرآن.
القرآن دال على من لوازم التدبر وأركانه الوقوف مع الآيات والتأمل فيها: من وجوه:
1 - أن الآيات الواردة في التدبر قد جاءت كلها معترضة في سياقات مختلفة غير سياق الحديث عن القرآن: فقوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} وردت معترضة الأمر بطاعة الرسول ? والاستجابة له والرجوع في الحكم إليه. وقوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وردت معترضة الأمر بالصدق في الاستجابة والإذعان وعدم التولي. وقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِين} [المؤمنون: 68] وردت معترضة في سياق الأمر بالإيمان بالنبي ? والاعتراف به وعدم الاستكبار. وقوله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَاب} [ص:29] وردت معترضة في سياق مخاصمة الكافرين في الحق الذي جاء به محمد، وذكر قصة داود وسليمان ورجوعهما للحق بعدما تبين وإنابتهما إلى الله. فنلحظ من ورود هذه الآيات الآمرة بالتدبر معترضة في سياق الحديث عن غير القرآن أن الغرض منها الأمر بالوقوف مع الآيات الواردة والتأمل فيها والانتفاع والامتثال لها. مما يؤكد لنا أن التدبر هو الوقوف مع الآيات والتأمل فيها للانتفاع والامتثال.
2 - أن القرآن ملئ بالنصوص الآمرة بالنظر في الآيات والتفكر والتبصر والتذكر، ومنها:
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس 67].
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد:3]
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد 4]
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر 75].
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه 54]
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم 22]
وفي أسلوب استفهامي يدعوا للوقوف مع الآيات والتأمل في مقاصدها:
قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة 44]
قوله تعالى: {أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام 50]
قوله تعالى: {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام 80]
قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [يونس3]
قوله تعالى: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [القصص 72]
قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} [السجدة:26].
وقد تكررت هذه الآيات في مواضع كثيرة من القرآن، مما يؤكد أن الغرض هو الحث على الوقوف مع الآيات والتأمل والتفكر وإعمال العقل والبصر والسمع فيها، والنظر في دلالاتها وهداياتها، والانتفاع بها والامتثال لها، وهذا هو التدبر.
3 - تكرر الآيات في بعض السور مما يؤكد أنها للحث على الوقوف مع الآيات والتأمل فيها، ومن ذلك مثلاً:
قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] تكررت هذا الآية في السورة أربع مرات، وتكررها دال على أن المقصود الوقوف مع الآيات والقصص الواردة والتذكر بها ولهذا قال {فهل من مدكر}، وهي آية دالة دلالة صريحة على الحث على التدبر ولهذا قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ} أي للتذكر والانتفاع.
قوله تعالى {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن 13] تكررت هذه الآية ثلاثين مرة، وهي آية حاثة على الوقوف مع النعم والآلاء الواردة في السورة وتأملها مما يبعث على الامتثال والإيمان.
4 - ورود القسم في ابتداء السور بالآيات الكونية وتعدده وتضمنه للتغيرات والأحوال التي تتضمنها الآيات الكونية المقسم بها فهذا التعدد وتضمينه للأحوال والتغيرات دال على الأمر بالوقوف مع هذه الآيات والتأمل فيها للانتفاع والإيمان.
ثانياً: السنة وأقوال السلف وأحوالهم:
بالنظر في السنة النبوية وأقوال السلف وأحوالهم نجد أنها دالة على أن التدبر هو الوقوف مع الآيات والتأمل فيها والتفاعل معها. ومما يشهد لذلك:
1 - ما أخرجه النسائي وابن ماجة عن أبي ذر قال: (قام رسول الله ? بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] ().
فهذا الترديد وقوف مع الآية وتأمل فيها في مشهدها العظيم.
2 - ما أخرجه مسلم عن حذيفة: قال صليت مع النبي ? ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوذ ().
3 - ماورد عن عمر أنه مكث في تعلم سورة البقرة اثنتي عشرة سنة، وابنه عبد الله مكث في تعلمها ثماني سنين (). .
وهذا يدل على طول وقفوهم وتأملهم فيها بتعلم مافيها والعمل به.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب) ().
5 - قال بعضهم:إني لأفتتح السورة، فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها، حتى يطلع الفجر ().
6 - روي عن عباد بن حمزة قال: دخلت على أسماء وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27]، قال: فوقَفَتْ عليها فجعلت تستعيذ وتدعو، فذهبتُ إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو " ().
وشواهد ذلك كثيرة سيأتي بيانها فيما بعد بإذن الله.
ثالثاً: اللغة:
اللغة تدل على تضمن التدبر للوقوف مع الآيات والتأمل فيها من وجهين:
الأول: أن الوصول إلى أواخر الكلم ونهاياتها الذي هو أصل التدبر أمر يحتاج إلى وقوف مع الآيات وطول نظر وتأمل.
الثاني: مجيء التدبر على وزن التفعّل، وهو ما يحتاج إلى بذل جهد وإعمال عقل وإمعان نظر، وإلقاء سمع؛ للوصول إلى ما وراء الألفاظ من المقاصد والمعاني والدلالات والهدايات.
يقول ابن القيم رحمه الله:" وتدبر الكلام أن ينظر في أوله وآخره ثم يعيد نظره مرة بعد مرة، ولهذا جاء على بناء التفعل كالتجرع والتفهم والتبين" ().
والأدلة على أن الوقوف مع الآيات يكون (بإحضار القلب وإلقاء السمع وإمعان النظر وإعمال العقل) ظاهرة منها:
1 - قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
فقوله {له قلب} وقوله {وهو شهيد} دال على لزوم حضور القلب.
قال السعدي: " {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي: قلب عظيم حي، ذكي، زكي، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله، تذكر بها، وانتفع، فارتفع، وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله، واستمعها، استماعًا يسترشد به، وقلبه {شَهِيدٌ} أي: حاضر، فهذا له أيضا ذكرى وموعظة، وشفاء وهدى " () ..
وقوله {أو ألقى السمع} دال على حضور السمع وإنصاته وإصغاؤه.
قال ابن كثير: " وقال الضحاك: العرب تقول: ألقى فلان سمعه: إذا استمع بأذنيه وهو شاهد يقول غير غائب. وهكذا قال الثوري وغير واحد" ().
وقال ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله?) ().
2 - قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)]} [يس:69 - 70].
قال السعدي: " {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} أي: حي القلب واعيه، فهو الذي يزكو على هذا القرآن، وهو الذي يزداد من العلم منه والعمل، ويكون القرآن لقلبه بمنزلة المطر للأرض الطيبة الزاكية" ().
والدليل على أن التدبر شامل للتأمل فيما وراء النص من إدراك المغزى، وفهم المعنى، واستخراج الدلالات والهدايات عدة أمور هي:
أولاً: إدراك مغزى الآيات: لأن القرآن الكريم له مقاصد وغايات جاء لتحقيقها في حياة الأفراد والمجتمعات وهي غايات عامة، فلابد أن يكون من غرض المتدبر الوقوف على مقاصد الآيات وغاياتها ليدركها ويحققها في نفسه.
قال د. أحمد آل سبالك: " أما المعنى الاصطلاحي لتدبر القرآن كما ورد في كتب التفسير فهو التفكر في غايات القرآن ومقاصده التي يرمي إليها " ().
وقالت الدكتور رقية العلواني: " والتدبر إعمالُ الذهن والفكر للتوصلِ إلى مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه " (). .
ثانياً: فهم المعنى: لأن التدبر يستلزم فَهْم معاني الآيات؛ كما يقول ابن جرير رحمه الله-: "محال أنْ يُقَال لمن لا يَفهم ما يُقَال له،و لا يَعْقِل تأويلَه: "اعتبرْ بِما لا فَهْم لك به،و لا مَعْرفة مِن القيل والبيان" إلا على معنى الأمْرِ بأنْ يَفْهَمه،و يفقهه،ثم يتدبره،و يعتبر به،فأَمَّا قَبْل ذلك فمستحيلٌ أَمْرُهُ بتدبُّره،و هو بمعناه جاهِلٌ " ().
قال الشوكاني: " إِنَّ التدبر هو التأمُّل؛ لفهم المعنى .. " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: استخراج دلالاتها وهداياتها: لأنها هي أواخر الكلم ونهاياته وهي المقصودة أصلاً، فلابد أن يتضمنها التدبر. وهي ما يسمى بالاستنباط الذي هو استخراج ما خفي من النص القرآني الظاهر المعنى ().
قال ابن عاشور: " معنى {يتدبَّرون القرآن} يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما: أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق" ().
قال عبد الرحمن حبنكة: " التدبر هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة " ().
وقال د. أحمد آل سبالك: " والتدبر يعني ألا يقف القارئ على ظاهر المعنى بل يتطلب منه التفكر بعمق، والتأمل بإمعان إلى الجوهر وإدراك المعنى المقصود من حيث خصوصية المعنى مع شموله لجميع الظروف والأحوال " ().
ومما يشهد لدخولها في التدبر ما استدل به ابن القيم في قوله: " فصل في {أفلا يتدبرون القران} فإن قلت: إنك قد أشرت إلى مقام عظيم فافتح لي بابه واكشف لي حجابه وكيف تدبر القران وتفهمه والإشراف على عجائبه وكنوزه وهذه تفاسير الأئمة بأيدينا فهل في البيان غير ما ذكروه قلت: سأضرب لك أمثالا تحتذي عليها وتجعلها إماما لك في هذا المقصد.
قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)} [الذاريات 24 - 30].
فعهدي بك إذا قرأت هذه الآية وتطلعت إلى معناها وتدبرتها فإنما تطلع منها على أن الملائكة أتوا إبراهيم في صورة الأضياف يأكلون ويشربون وبشروه بغلام عليم وإنما امرأته عجبت من ذلك فأخبرتها الملائكة أن الله قال ذلك ولم يتجاوز تدبرك غير ذلك فاسمع الآن بعض ما في هذه الآيات من أنواع الأسرار:
فكم قد تضمنت من الثناء على إبراهيم؟.
وكيف جمعت الضيافة وحقوقها؟.
وما تضمنت من الرد على أهل الباطل من الفلاسفة والمعطلة؟.
وكيف تضمنت علما عظيما من أعلام النبوة؟.
وكيف تضمنت جميع صفات الكمال التي ردها إلى العلم والحكمة؟.
وكيف أشارت إلى دليل إمكان المعاد بألطف إشارة وأوضحها ثم أفصحت وقوعه؟.
وكيف تضمنت الإخبار عن عدل الرب وانتقامه من الأمم المكذبة؟.
وتضمنت ذكر الإسلام والإيمان والفرق بينهما
وتضمنت بقاء آيات الرب الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الأخر
وتضمنت أنه لا ينتفع بهذا كله إلا من في قلبه خوف من عذاب الآخرة وهم المؤمنون بها
وإما من لا يخاف الآخرة ولا يؤمن بها فلا ينتفع بتلك الآيات
فاسمع الآن بعض تفاصيل هذه الجملة ....... " ().
ثم فصل في بيانها بما لا حاجة لذكره.
فظهر بذلك أن استخراج الدلالات وأسرار التعبير من التدبر، ولذلك قال في سياق كلامه: " فعهدي بك إذا قرأت هذه الآية وتطلعت إلى معناها وتدبرتها فإنما تطلع منها على ... "
المحور الثاني: أدلة وشواهد التفاعل مع الآيات:
التفاعل مع الآيات شامل لتفاعل القلب واللسان والجوارح، والقصد منه أن يكون خارجاً من كونه حاكياً للكلام إلى كونه ممتثلاً له يعلم أنه هو المقصود والمخاطب به.
فأما تفاعل القلب فهو بالإيمان به والتعظيم الباعث على الخضوع والانقياد.
أما الإيمان به: فهو يشمل الإيمان والتصديق ابتداءً بأنه كلام الله تعالى أنزله هدى للناس، واستحضار مقاصده العامة، وأنه لا سبيل للنجاة إلا به.
وصدق الله تعالى حيث قال: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121].
قال مالك بن دينار: (أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه) ().
وقال الإمام البخاري: (لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
والإيمان به يتضمن أيضاً شعور القارئ بأنه مقصود في الخطاب والأمر والنهي.
قال الحسن: " إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا فأنتم تركبونه فتقطعون به مراحله، وإن من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار " ().
وقال أبو حامد الغزالي عند حديثه عما سماه التخصيص: " أن يقدر قارئ القرآن الكريم أنه المقصود بكل خطاب ورد فيه، فإن سمع أمراً أو نهياً قدّر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع وعداً أو وعيداً فكمثل ذلك .. " ().
وقال ابن قدامة: " ينبغي لتالي القرآن أن يعلم أنه المقصود بخطاب القرآن ووعيده، وأن القصص لم يرد بها السمر بل العبر) ().
وأما التعظيم: فهو تعظيم الكلام وتعظيم المتكلم به وهو الله تعالى؛ تعظيماً يبعث على الخضوع والانقياد والامتثال، تأمل كيف كان حال النبي ? عند نزول القرآن عليه:
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله ? فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله ?: (أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحياناً يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول) (). .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله ? إذا نزل عليه الوحي ثقل عليه وتربَّد له جِلده) (). (أي تغير بمثل القشعريرة).
فانظر كيف كان عظم أمر الوحي في نفس رسول الله ?.
وتأمل قول الله تعالى في وصف أهل القرآن:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:23].
فانظر كيف وصفهم بالقشعريرة من خشيتهم لربهم وتعظيمهم له وتعظيماً لكلامه تعالى عند سماعه وقراءته، وذلك الذي بعثهم على الخضوع له والانقياد، ولذلك قال بعدها: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
وبهذا نعلم بأن التدبر لا يكون إلا بالتعظيم.
قال أبو حامد الغزالي في أعمال الباطن في التلاوة:
" فالأول فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه .... فإن المعظم للكلام الذي يتلوه يستبشر به ويستأنس ولا يغفل عنه.
والثاني التعظيم للمتكلم فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة المتكلم ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر وإن في تلاوة كلام الله عز و جل غاية الخطر" () ..
وأما تفاعل اللسان: فيكون في عدة أمور:
منها: تحسين القراءة وترتيلها والتغني بها من غير تمطيط مفرط يغير النظم، وذلك سنة، ويشهد لذلك:
ما أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال ?: ((حسنوا القرآن بأصواتكم)) () ..
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ?: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن)) زاد مسلم ((لنبي حسن الصوت)) () ..
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ?: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) () .. قيل أراد به الاستغناء، وقيل أراد به الترنم وترديد الألحان به وهو أقرب عند أهل اللغة.
وعن عمر رضي الله عنه أن النبي ? استمع إلى ابن مسعود وهو يقرأ فوقف طويلا ثم قال ?: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)) () ..
منها: قراءة القرآن بترسل وترتيل وعلى مكث:
وقد جاء القرآن بالأمر بذلك ومنه:
1 - قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير: " وقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ ?، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. " () ..
وقال ابن عاشور: " والترتيل: جعل الشيء مرتَّلاً، أي مفرقاً ... وأريد بترتيل القرآن ترتيل قراءته، أي التمهل .... وفائدة هذا أن يرسخ حفظه ويتلقاه السامعون فيعلَقُ بحوافظهم، ويتدبر قارئه وسامعه معانيَه كي لا يسبق لفظُ اللسان عملَ الفهم" () ..
2 - قوله تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:104]، قال مجاهد {على مكث} على تؤدة ().
3 - كانت قراءة النبي ? كما نعتتها أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت قراءة رسول الله ? مفسرة حرفاً حرفاً ().
4 - عن حفصة زوج النبي ?، أنها قالت: (كان ? يقرأ في السورة، فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها) ().
5 - قال ابن مسعود لعلقمة وقد عجل في القراءة: (فداك أبي وأمي رتل فإنه زين القرآن) ().
6 - عن أبى حمزة قال قلت لابن عباس: (إنى سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث فقال: لأن اقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول) ().
7 - سئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة، قراءتهما واحدة وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي يقرأ البقرة، ثم قرأ {وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} ().
8 - يقول إسحاق بن إبراهيم عن الفضيل بن عياض كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل) ().
قال الآجري: " القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلى من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين" ().
وقال ابن مفلح: " أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة، وأكمله أن يرتل القراءة ويتوقف فيها " ().
ومنها: القراءة بتحزن وتباكي:
القراءة بتحزن وتباكي هي من التفاعل مع القرآن ولها أثر بالغ في التدبر. ويشهد لذلك:
1 - ماروي عن سعد بن أبي وقاص قال قال ?: (إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا) ().
2 - ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال ?: (إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا) ().
3 - قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه) ().
قال الإمام الغزالي: " البكاء مستحب مع القراءة .. وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء، ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب" ().
ومنها: ترديد الآية:
وترديد الآية وتكرارها له أثر عظيم في حضور القلب واستحضار الآيات والتأثر بها، وهو من التدبر من حيث إعادة النظرة مرة بعد مرة.
ويؤكد ذلك الزمخشري في تفسيره فيقول:" إن في التكرار تقريراً للمعاني في الأنفس، وتثبيتاً لها في الصدور " ().
ويقول صاحب كتاب التعبير القرآني والدلالة النفسية: " إن الذين تحدثوا عن علم النفس أشاروا إلى أنه متى كثر تكرار أمر تولّد تيار فكري وعاطفي، يتلوه ذلك المؤثر العظيم في الأفراد والجماعات، وهو العدوى " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد ذلك عن النبي ? والسلف من بعده:
1 - أخرج النسائي وابن ماجة عن أبي ذر قال: (قام رسول الله ? بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] ().
2 - ورد ذلك أيضاً عن عدد من الصحابة والتابعين كعائشة وسعيد بن جبير والربيع بن خثيم وغيرهم.
3 - قال بعضهم:إني لأفتتح السورة، فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها، حتى يطلع الفجر ().
4 - روي عن الحسن أنه ردد ليلة {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] حتى أصبح، فقيل له في ذلك: فقال: إن فيها معتبرا مانرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر) ().
5 - روي عن تميم الداري أنه قام ليلة بهذه الآية {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] ().
6 - قال محمد بن عوف الحمصي: (رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بأنطرسوس، فلما صلى العتمة قام يصلي: فاستفتح: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فلما بلغ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فطفت الحائط كله، ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوزها، ثم نمت، ومررت في السحر وهو يقرأ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فلم يزل يرددها إلى الصبح) () ..
7 - روى أن عامر بن عبد قيس قرأ ليلة سورة (المؤمن) وهي المعروفة بسورة (غافر)، فلما انتهى إلى هذه الآية {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر:18] لم يزل يرددها حتى أصبح ().
8 - حكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: (إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها) ().
وقال ابن القيم: " هذه عادة السلف يردد أحدهم الآية حتى يصبح " ().
قال الإمام الغزالي: " وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد فليردد إلا أن يكون خلف إمام فإنه لو بقي في تدبر آية وقد اشتغل الإمام بآية أخرى كان مسيئاً " ().
ومنها: التفاعل مع الآيات بالسؤال والتعوذ والاستغفار ونحوه عند مناسبة ذلك، فهو دال على التفاعل الحي وأن القارئ حاضر القلب مع التلاوة، وهو من أعظم صفات التفاعل الدالة على التدبر، ولذا كان هو هدي النبي ? والسلف الصالح رحمهم الله:
1 - أخرج مسلم عن حذيفة: قال صليت مع النبي ? ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوذ " ().
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ?: (من قرأ منكم بالتين والزيتون فانتهى إلى آخرها {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين: 8] فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى {أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى} [القيامة: 40] فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبلغ {فبأى حديث بعده يؤمنون} [المرسلات: 50] فليقل آمنا بالله) ().
3 - عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: قال: لمَّا نَزَلَتْ: {فَسبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظيم} [الواقعة: 74، 96] قال رسولُ الله ?: ((اجْعلُوهَا في رُكوعِكم))، ولمَّا نَزَلَت: {سَبِّح اسمَ رَبِّكَ الأعلى} [الأعلى: 1] قال: ((اجعلوها في سُجُودِكم)) () ..
4 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا وموقوفا (إذا قرأ ({سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى:1] قال: سبحان ربي الأعلى) ().
5 - عن جابر بن عبد الله، قال: لما قرأ رسول الله ? سورة الرحمن على أصحابه حتى فرغ، قال: ((مالي أراكم سكوتا؟ للجن كانوا أحسن منكم ردا. ما قرأت عليهم من مرة: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد» ().
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي ? ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه ().
7 - روي عن عباد بن حمزة قال: دخلت على أسماء وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27]، قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو، فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو " ().
8 - روي عن الحسين الكربيسي قال: بت مع الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمئة آية، وكان لايمر بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعاً. ().
9 - منه مشروعية التأمين بعد قراءة الإمام للفاتحة، فهو اقتداء وامتثال وهو من التدبر بلا شك؛ لأنه ناتج عن حضور القلب وفهم المعنى المقصود وهو سؤال الهداية.
أما تفاعل الجوارح: فيكون بعدة أمور:
منها: القشعريرة يشهد لذلك قوله تعالى عن الجلود: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:23] فتأمل كيف ذكر الجلود وتفاعلها بالقشعريرة.
ومنها الأزيز ودمع العين والنشيج:
وقد أثنى الله تعالى على الذين تدمع عيونهم عند سماع القرآن فقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة:83].
وروى أن رسول الله ? كان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل () ..
وروي أن رسول الله ? قال لابن مسعود " اقرأ علي قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً " رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي: حسبك الآن " () ..
وفي صحيح البخاري عن عائشة: " وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن " () ..
وعن الحسن قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر بالآية من ورده بالليل فتخنقه العبرة فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً () .. .
وعن ابن أبي مليكة: قال: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلي ركعتين، فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفاً حرفاً، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب ().
وروي عن بعضهم أنه يغشى عليهم، ويعضهم يصعق، ولكن ذلك لم يكن في الصحابة، قالت أسماء بنت أبي بكر: " ماكان أحد من السلف يغشى عليه، ولا يصعق عند قراءة القرآن، وإنما يبكون ويقشعرون، ثم تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله " () .. .
ومنها السجود:
وقد أثنى الله على الذين يخرون سجداً إذا ذُكِّروا بآيات ربهم أو تليت عليهم:
قال تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]
وقال تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15].
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 109].
وتأمل كيف شرع السجود عند هذه الآيات كأنه تفاعل من المستمع بحضور المشهد ودخوله مع الموصوفين، وهو من التفاعل الدال على التدبر لأنه امتثال واقتداء.
قال الإمام الغزالي رحمه الله في كلام نفيس حول التفاعل مع الآيات قلباً ولساناً وجوارحاً:" تأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة:
فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت.
وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعاً لجلاله واستشعاراً لعظمته.
وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولداً وصاحبة يغض صوته ويكسر في باطنه حياء قبح مقالتهم.
وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقاً إليها. وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفاً منها
فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكياً في كلامه:
فإذا قال {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15] ولم يكن خائفاً كان حاكياً.
وإذا قال {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:4] ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكياً.
وإذا قال {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ} [إبراهيم:12] فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة.
فإن لم يكن بهذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان ... " () ..
المحور الثالث: أدلة وشواهد قصد الانتفاع والامتثال:
وهذا هو بيت القصيد ومحط الراحل وغاية المتدبر.
وإنما قلنا بتضمن التدبر لقصد الانتفاع والامتثال لأن الغاية من قراءة القرآن هي الانتفاع والامتثال، والتدبر وسيلة لذلك فلابد أن يتضمنه التدبر الذي هو مقصد نزول القرآن.
أما قصد مجرد التلاوة، أو مجرد العلم بالمعنى دون قصد الانتفاع والامتثال فذلك أمر قاصر عن التدبر.
قال عبد الرحمن حبنكة: " ليس الغرض من التدبر مجرد الترف العلمي، والافتخار بتحصيل المعرفة، والتوصل إلى كشف المعاني للتعالي بمعرفتها واكتشافها، وإنما وراء الفهم غرض التذكر والعظة، والعمل بموجب العلم، وهذا التذكر المقصود لا يحظى به إلا أولو الألباب " ().
والانتفاع المقصود هنا هو الإيمان والعلم:
قال شيخ الإسلام: " والإنسان يقرأ السورة مرات حتى سورة الفاتحة ويظهر له في أثناء الحال من معانيها ما لم يكن خطر له قبل ذلك حتى كأنها تلك الساعة نزلت فيؤمن بتلك المعانى ويزداد علمه وعمله، وهذا موجود في كل من قرأ القرآن بتدبر بخلاف من قرأه مع الغفلة عنه" ().
أما الإيمان فالمقصود به ماتورثه القراءة من زيادة الإيمان والخشية، وهو أعظم غايات الانتفاع بالقرآن وثمراته ويشهد لذلك:
1 - قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
2 - قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:124].
فتأمل التعبير في الآيتين بقوله {زادتهم} مما يدل على أن أعظم آثار القرآن هو الإيمان، وذلك لا يكون إلا بالتدبر، فالإيمان إذاً مقصد من مقاصد المتدبر للقرآن
3 - قوله تعالى: ?الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون? [20].
فتأمل قوله {يتلونه حق تلاوته} ثم عقبها بقوله {أولئك يؤمنون به} مما يدل على أن التلاوة المصاحبة للتدبر مؤدية للإيمان.
وأما العلم فالمقصود به أمران:
أولاً: العلم بما تضمنته الآيات من المعاني والدلالات.
الثاني: العلم بما تضمنته الآيات مما يلزم الامتثال له من الأوامر والنواهي، وما يلزم الاتعاظ به من الوعد والوعيد، والعبر والسنن الإلهية.
ويشهد لذلك:
1 - قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السعدي في تفسيره للآية: " {ومَا يَعْقِلُهَا} بفهمها وتدبرها، وتطبيقها على ما ضربت له، وعقلها في القلب {إِلا الْعَالِمُونَ} أي: أهل العلم الحقيقي، الذين وصل العلم إلى قلوبهم. وهذا مدح للأمثال التي يضربها، وحثٌّ على تدبرها وتعقلها، ومدح لمن يعقلها، وأنه عنوان على أنه من أهل العلم، فعلم أن من لم يعقلها ليس من العالمين. والسبب في ذلك، أن الأمثال التي يضربها اللّه في القرآن، إنما هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم يعرفون أنها أهم من غيرها، لاعتناء اللّه بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها" ().
2 - ماورد عن عمر أنه مكث في تعلم سورة البقرة اثنتي عشرة سنة، وابنه عبد الله مكث في تعلمها ثماني سنين (). .
3 - أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبد الله بن مسعود قال: إذا سمعت الله يقول: (يا أيها الذين آمنوا) فأرعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه (). .
قال الغزالي: " إن سمع قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقصص الأولين علم أنها لم ترو للتسلية والسمر، وإنما للعظة والاعتبار، فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي ? وأمته، لذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود 120] " (). ..
وأما الامتثال فهو يشمل العمل والسلوك، وهو ثمرة الإيمان وعاقبة التدبر.
والقرآن بكونه مثاني مليء بالأساليب المحفزة للامتثال والعمل، ومنها أسلوب الأمر والنهي، وأسلوب الجزاء والعقاب، وأسلوب الوعد والوعيد، وأسلوب الترغيب والترهيب، وهذه الأساليب وغيرها دالة على أن القرآن أنزل للامتثال والعمل، وهذا يؤكد لنا أن التدبر لايكون إلا بالإقبال على القرآن بنية الامتثال والعمل.
وهذا هو منهج النبي ? والسلف الصالح، وغاية مرادهم من القرآن، ويشهد له:
1 - أخرج مسلم عن سعد بن هشام بن عامر قال: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين: أنبئيني عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى. قالت فإن خلق نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان خلقه القرآن. فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله ? فقالت ألست تقرأ {يا أيها المزمل} [المزمل:1] قلت: بلى. قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله ? وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة (). .
ففي هذا الحديث دلالة على منهج النبي ? في التعامل مع القرآن وهو التخلق بأخلاقه، والعمل بأوامره، ولذا حين نزلت عليه سورة المزمل عرف ? حقيقة الأمر وقدّره، فقال لخديجة رضي الله عنها وهي تدعوه أن يطمئن وينام: «مضى عهد النوم يا خديجة».
2 - ويشهد لذلك أيضاً ما أخبرت به عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلق رسول الله ?، فقالت:"كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه" (). يصدق ذلك القرآن بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
3 - وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال له رجل هىَّ يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب حتى هم به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه ? (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] وإن هذا من الجاهلين. يقول ابن عباس: والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله) ().
4 - وماروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) ().
5 - وقال ابن عمر: (كان الفاضل من أصحاب النبي ? في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يرزقون القرآن منهم الصبي والأعمى، ولا يرزقون العمل به) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وقال أبو عبد الرحمن السلمي، وهو أحد تلاميذ الصحابة: إنما أخذنا القرآن من قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعاً ().
7 - وقال الحسن البصري: (والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل) (). .
وقد أكد السلف والعلماء على أن يكون هذا هو حال حامل القرآن وتاليه بحيث يظهر أثر القرآن عليه خلقاً وعملاً ومن ذلك:
1 - قال ابن مسعود: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يفرطون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكينا لينا، ولا ينبغي له أن يكون جافيا ولا مماريا ولا صياحاً ولا صخاباً ولا حديداً " ().
2 - عن الفضيل بن عياض قال: (حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن) ().
3 - قال الآجري في أخلاق حملة القرآن: " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته، متى أكون من المتقين؟، متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أزهد في الدنيا؟ متى أنهى نفسي عن الهوى؟ " ().
فهذا يؤكد لنا أن القارئ للقرآن لابد أن يكون مستصحباً في تلاوته نية الامتثال والعمل وهذا هو التدبر.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
ففي نهاية هذه الدراسة التي يسر الله تعالى إعدادها حول مفهوم التدبر في ضوء القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم، يمكن أن نخلص إلى أمور وتوصيات مهمة:
1 - أن التدبر مبني على ركنين أساسيين لابد للمتدبر منها:
الأول: الركن النظري بالوقوف مع الآيات والتأمل فيها.
الثاني: الركن العملي بالتفاعل مع الآيات وقصد الانتفاع والامتثال.
2 - أن الفرق بين التدبر وبين التفسير والاستنباط يتحدد بحسب غرض القارئ لكتاب الله تعالى؛ فالمفسر والمستنبط يكون غرضه الوصول إلى المعاني والدلالات، والمتدبر لابد أن يكون مع ذلك مستصحباً قصد الانتفاع والامتثال والعمل. فهذا الذي يميز التدبر عن التفسير، وهو الفرق الجوهري بينهما، ولذا فيمكن أن يسمى المفسر متدبراً إذا قصد الانتفاع والامتثال والعمل.
3 - أن التدبر واجب الأمة كلها لأنه المقصود من إنزال القرآن كما صرحت الآيات بذلك أمراً به وحثاً عليه، وأن التفسير هو واجب بحسب الحاجة إليه لفهم القرآن والعمل به، والناس فيهما مراتب بحسب رسوخ إيمانهم وعلمهم.
4 - أن منهج السلف الصالح في التدبر وإن كان مبنياً على الركنين جميعاً، لكنه يبرز في الجانب العملي، لأنهم كما قال ابن عمر: (ورزقوا العمل بالقرآن)، وهذا الذي تفقده الأمة اليوم كما قال في تمام كلامه: (وإن آخر هذه الأمة يرزقون القرآن منهم الصبي والأعمى، ولا يرزقون العمل به) ().
التوصيات:
للخروج بمنهج عملي لهذا الموضوع المهم يمكن أن نخلص إلى توصيات مهمة:
1 - أن أعظم ما يجب على أهل العلم بالقرآن والمهتمين به والمؤسسات القرآنية في هذا الوقت هو العودة بالأمة إلى منهج التدبر الأمثل الذي تمثله الجيل الأول من الصحابة والتابعين، وذلك بتوجيههم لأبناء الأمة وأجيالها لتلقي القرآن بقصد الانتفاع والامتثال والعمل مع قصد التلاوة والحفظ.
2 - إقامة لقاءات دورية تجمع النخبة من أهل العلم والتخصص والاهتمام بغرض دراسة الخطط والمناهج العملية للتدبر وسبل تفعيلها، ومن ثم نشرها بين المؤسسات والمدارس القرآنية والتعليمية.
3 - أن يتركز عمل هذا المشروع المبارك أعني مركز التدبر وبرامجه على تفعيل منهج التدبر العملي الذي تمثل في منهج السلف الصالح، وأن يسعى المركز لطرح البرامج والمناهج العملية التي تدعم مناهج المؤسسات والمدارس القرآنية القائمة على تحفيظ القرآن الكريم، ليكتمل البناء ويظهر الأثر العظيم للقرآن في الجيل المعاصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أن يكون من عمل جوال تدبر نشر الوعي بهذا المنهج بالتركيز على نشر الآثار الواردة عن السلف في ذلك مع التوجيهات المناسبة لذلك، وأن يتبنى منهجاً يجمع بين الجانب النظري بالتفسير والاستنباط والجانب العملي بالتوجيه للانتفاع والعمل. بحيث تضمن الرسالة الاستنباطية ما يمكن الاستفادة منه عملاً وسلوكاً
هذا ما يسر الله تعالى كتابته، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن المتدبرين له والعاملين به، وأن يرزق الأمة عودة صادقة إلى كتاب ربها، وتقويم سبيلها به على وفق منهج سلفها الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهرس المراجع والمصادر
أولاً: القرآن وعلومه:
- القرآن العظيم
- الإتقان في علوم القرآن – جلال الدين السيوطي – دار التراث – القاهرة.
- أخلاق حملة القرآن – الآجري – دار الكتاب العربي – لبنان.
- التبيان في آداب حملة القرآن - أبو زكريا النووي - الوكالة العامة للتوزيع – دمشق –ط1 1403هـ
- تدبر القرآن – سليمان السنيدي – المنتدى الإسلامي –ط1 - 1422هـ.
- التعبير القرآني والدلالة النفسية – د. عبدالله الجيوسي – دار الغوثاني – دمشق – ط2 - 2007.
- تفسير القرآن العظيم – الحافظ ابن كثير – دار طيبة – ط2 – 1420هـ.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور – جلال الدين السيوطي – دار الكتب العلمية – بيروت – ط1 - 2000م.
- عظمة القرآن الكريم - محمود الدوسري – دار ابن الجوزي – ط1 - 1426هـ.
- فتح من الرحمن الرحيم في بيان كيفية تدبر كلام المنان - د. أحمد منصور آل سبالك – المكتب الإسلامي –ط1 - القاهرة.
- فضائل القرآن - أبو عبيد القاسم الهروي – دار ابن كثير – دمشق – ط2 - 1410هـ.
- فضائل القرآن - الفريابي – مكتبة الرشد – الرياض – ط2 - 1421.
- قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله تعالى – عبدالرحمن حسن حبنكة – دار القلم –دمشق – ط2 - 1409.
- الكشاف – الزمخشري – دار الكتاب العربي –بيروت – ط3 - 1407هـ
- كيف نتعامل مع القرآن - محمد الغزالي – دار الوفاء – مصر – ط2 - 1421هـ.
- كيف نتعامل مع القرآن – يوسق القرضاوي – دار الشروق – مصر.
- كيف ننتفع بالقرآن – أحمد الأميري – مؤسسة الريان - - بيروت.
- مع أشراف الأمة حملة القرآن – محمدحسين الرنتاوي – ط2 1427هـ.
- مع القرآن وحملته في حياة السلف – عبيد بن أبي نفيع الشعبي – دار الوطن – الرياض ط2 - 1417هـ
- مفاتيح تدبر القرآن -خالد اللاحم - المؤلف نفسه – ط11425هـ.
- مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر – د. مساعد بن سليمان الطيار – دار ابن الجوزي – الدمام –ط1 1423هـ
- منهج الاستنباط من القرآن – د. فهد بن مبارك الوهبي – مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي – جدة – ط1 - 1428هـ
- منهج السلف في العناية بالقرآن – د. بدر لن ناصر البدر – دار الضياء الخيرية – ط1 - 1428هـ.
ثانياً: السنة وعلومها:
- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان – مؤسسة الرسالة – دمشق – ط1 - 1408هـ
- سنن الترمذي – تحقيق أحمد شاكر – دار إحياء التراث – بيروت.
- سنن الدارمي – دار الحديث – القاهرة – ط1 1420هـ
- سنن أبي داود – دار الفكر – بيروت.
- سنن ابن ماجة – تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي – دار الفكر – بيروت.
- صحيح البخاري – مكتبة العبيكان – الرياض ط1417هـ
- صحيح مسلم – تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي – دار الحديث –القاهرة – ط1 1412هـ
- المستدرك على الصحيحين – الحاكم – دار الكتب العلمية –بيروت – ط1 1411هـ
- مسند الإمام أحمد – مؤسسة الرسالة – بيروت –ط2 - 1420هـ
- مصنف ابي أبي شيبة – مكتبة الرشد – الرياض – ط2 - 1409هـ
- مصنف عبد الرزاق – المكتب الإسلامي – بيروت – ط2 - 1403هـ
رابعاً: اللغة وعلومها
- التعريفات للشيف علي بن محمد الجرجاني – دار الشروق ط3 1399هـ.
- الفروق اللغوية - أو هلال العسكري.
- لسان العرب – محمد بن منظور – دار صادر – بيروت
- المعجم الوسيط د. إبراهيم أنيس د. عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف.
- معجم مقايسس اللغة – تحقيق عبدالسلام هارون – اتحاد الكتاب العربي – 1423هـ.
ثالثاً: كتب السيرة والتاريخ
- البداية والنهاية – ابن كثير – دار الريان – القاهرة – ط11408هـ
- حياة الصحابة للدهلوي - شركة الرياض – ط1 - 1998م.
- سير أعلام النبلاء - الذهبي – مؤسسة الرسالة – ط4 - 1406هـ
- السيرة النبوية لابن هشام - دار التراث العربي – القاهرة
كتب عامة:
- إحياء علوم الدين – الغزالي – دار الحديث –ط1 - 1412هـ
- زاد المهاجر إلى ربه (الرسالة التبوكية) – ابن القيم الجوزية – مكتبة المدني –جدة.
- مفتاح دار السعادة - ابن القيم الجوزية - دار الكتب العلمية – بيروت.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[05 May 2010, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا علي هذا البحث القيم وبارك لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 04:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
التدبر يشبه أن يكون تفعيلا لمايستفاد من القرآن في القلب والأفعال، فالمتدبر يستهدي بالقرآن، والله أعلم.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:02 م]ـ
جزى الله تعالى الاخت الكريمة منى خير الجزاء
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:07 م]ـ
ألا ترون الحديث حول هذا الموضوع زاد عن الحد؟
الذي ألحظه هو التركيز على بعض الأمور والدوران حولها دون تقديم أي جديد
الحديث عن الوسائل أشغل عن الغايات
فإلى متى سنبقى في هذه الدائرة المفرغة؟
مع احترامي لكل جهد يبذل في خدمة كتاب الله
أريد من هؤلاء الذين يُنظِّرون ويضعون القواعد لمسألة ما ومعظمهم لا شك أنهم من النخبة وأهل التخصص نريد منهم أن يكون قدوة في التطبيق العملي لتنظيرهم وقواعدهم.
وجهة نظر وربما خالفتموني
؟(/)
"وَأَسَرُّواْ النجوى "
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[05 May 2010, 10:28 ص]ـ
"وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ هَلْ هذآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السحر وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ "3الأنبياء
"فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى، قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى"62طه
المتأمل في الآيتين الكريمتين يلحظ في الآية الأولى:
"وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ هَلْ هذآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السحر وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ..... "
الإظهار بعد الإضمار " وأسروا " أضمر الفاعل وهو" الواو " ثم أظهره " الذين ظلموا " وهو بدل من الفاعل " الواو "
" النجوى " أضمر هذه النجوى ثم أظهرها " هل هذا إلا بشر مثلكم ............ "وهذه الجملة بدل من النجوى أي: ما تناجوا فيه " هل هذا إلا بشر مثلكم ..... .... بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ... "
فما سر التعبير بالإضمار ثم الإظهار في هذه الآية؟
تصف هذه الآية موقف كفار قريش من القران الكريم ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم- -
فناسب ذلك الإظهار بعد الإضمار للفاعل "الواو" و"النجوى" وصف حال كفار قريش وموقفهم من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإشعارا بظلمهم و لك أن تتصور زعماء قريش عندما اجتمعوا في دار الندوة وخططوا ثم خرجوا للناس وأعلنوا ما تناجوا فيه.
" هل هذا إلا بشر مثلكم ..... .... بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ... "
أما في الآية الثانية: " فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى، قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى"
أضمر ولم يظهر " وأسروا النجوى " ولم يقل: " وأسروا النجوى السحرة "ففي هذه الآية أضمر الفاعل الواو " ولم يظهره في هذه القصة في سورة طه في مرحلة التحدي بين موسى- عليه السلام –
"فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى"58" قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى "59" فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى"
وكذلك" النجوى": فلم يظهر ما تناجوا فيه وأما قولهم:" .. قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ... "
فإنه ليس بدلا من النجوى:أي ليس ما تناجوا فيه هذا الأمر وموقع الجملة:"قالوا إن هذان السحران .... " في محل نصب حال والتقدير::وأسروا النجوى قائلين إن هذان السحران ...... "
والذي يدفع ان تكون جملة " قالوا ان هذا لساحران ...... " بدلا من النجوى أي: أن يكون ما تناجوا فيه هذا الأمر
أولا: لو كانت بدلا لم تصدر الجملة ب" قالوا " كما في آية التي في سورة الأنبياء "وَأَسَرُّواْ النجوى الذين ظَلَمُواْ هَلْ هذآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ"
لأن هذا القول محد ث وملفق بعد تنازعهم وليس هو الأمر الذي تناجوا فيه
وجملة " إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما "هي في محل نصب مفعول به للقول.
ثانيا: سياق الآية يتحدث عن التنازع بين السحرة " فتنازعوا أمرهم بينهم " والتنازع يكون بين نقيضين فهم تنازعوا أمرا بينهم وهو صدق موسى –عليه السلام- وصدق ما جاء به بعد ما قال لهم موسى –عليه السلام- قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فيسحتكم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى" لكنهم اسروا هذه النجوى ويشعر لفظ " بينهم " ان الأمر بقي مكتوما بينهم ولكنهم لفقوا قولا ليقولوه في موسى-عليه السلام –"ان هذان لساحران ... " حتى لا يظهر اختلافهم في ذلك " فأجمعوا كيدكم ثم أتوا صفا " وهذا يشعر بالاختلاف الذي بينهم أي: لا تختلفوا وقولوا قولا وأجمعوا عليه ثم اخرجوا للناس يوم الزينة متفقين على ذلك" إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ".
ثالثا: " بعد أن القي السحرة سجدا قالوا "إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر" هذا يشعر أنهم مكرهون على ذلك و المكره يعمل خلاف ما يعتقد مكرهاً على ذلك فهم كانوا يعلمون حقيقة موسى- عليه السلام- أنه صادق فيما يقول لكن من السحرة من أراد الدنيا" قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين" ومنهم من خاف سطوة فرعون وجبروته
رابعا:" قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات" لفظ "البينات" يشعر أنهم عرفوا تلك البينات التي جاء بها موسى عليه السلام من قبل ذلك فالعصا بينة من تلك البينات
فناسب الإضمار للفاعل " الواو" و"النجوى" وصف حال السحرة عندما تنازعوا الأمر بينهم فهم أسروا حقيقة ما اختلفوا فيه وهو صدق موسى –عليه السلام- ولفقوا قولا ليضلوا الناس به(/)
ما هي كتب التفاسيرالغير مشهورة
ـ[حسن الفطيمان]ــــــــ[05 May 2010, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
من يفيدني بكتب التفاسير الغير مشهورة في القرن الخامس والسادس ... وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2010, 01:09 م]ـ
ضابطُ الشُّهرة غير دقيق، فربما تقصد شهرته في زمانه، أو في زماننا هذا. حيث إن بعض كتب التفسير اشتهر في زمنه ثم خفت بعد ذلك ولا يكاد يعرفه اليوم أحد، والعكس صحيح، ولكن حسب ما يبدو لي سأكتب جواباً أرجو أن يكون فيه فائدة لكم، وهو من الذاكرة. ولو رجعتَ إلى كتب تراجم المفسرين مثل (معجم المفسرين) مثلاً، أو المعجم الشامل للمخطوطات في التفسير لظهر لك كثير من التفاسير في تلك المرحلة التي تسأل عنها.
القرن الخامس يبدأ من 401هـ حتى 500هـ.
وفيه من التفاسير التي لم تشتهر:
1 - تفسير للقاضي عبدالجبار الهمذاني المعتزلي (ت415هـ).
2 - التفسير المنسوب لعبدالقاهر الجرجاني (ت471هـ) الذي طبع باسم (درج الدرر).
3 - يُمكن ذكر كتاب البسيط للواحدي (ت468هـ) فقد قل تداوله بين الناس ولم يشتهر كتفسير ابن كثير والزمخشري مثلاً.
والقرن السادس يبدأ من 501هـ حتى 600هـ.
ولعل الزملاء يضيفون من التفاسير ما يظهر لهم.
ـ[المتفائل]ــــــــ[05 May 2010, 02:16 م]ـ
كذلك يمكن إضافة تفسير الراغب الصفهاني
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 May 2010, 02:51 م]ـ
لعل تفسير مجمع البيان لعلوم القرآن لمؤلفه الشيخ الطبرسي حيث كان في القرن السادس وكذلك تفسير معالم التنزيل للبغوي والذي هو أيضاً في القرن السادس
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[05 May 2010, 11:53 م]ـ
إليك أخي الكريم كتب تفسير هي عندي تنتمي إلى القرنين الخامس والسادس: زاد المسير في علم التفسير، ابن الجوزي، وفة 597 هـ، النكت والعيون للماوردي، وفاة 450 هـ، حقائق التفسير للسلمي، وفاة 412 هـ، لطائف الإشارات للقشيري، وفاة 465 هـ، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، للواحدي وفاة 468 هـ، وله أيضاً الوسيط. الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب، وفاة 437 هـ، الكشف والبيان في تفسير القرآن، الثعلبي، وفاة 427 هـ، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطية، وفاة 546 هـ، جوامع الجامع للطبرسي، وفاة 548 هـ، وهو غير تفسيره مجمع البيان. الكشاف للزمخشري، وفاة 538 هـ، معالم التنزيل للبغوي، وفاة 516 هـ، وطالما أن الرازي قد توفي 606 هـ فيمكن اعتبار تفسير في القرن السادس، ولكن بما أنه قد توفي قبل أن يتمه فالأصح أنه في السابع.
ـ[حسن الفطيمان]ــــــــ[19 May 2010, 06:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وفق الله الجميع(/)
دورة في التأصيل العلمي/ وفيها التأصيل في علم التفسير لـ د مساعد الطيار
ـ[المتفائل]ــــــــ[05 May 2010, 02:08 م]ـ
أقيمت الأسبوع الماضي دورة في التأصيل العلمي لمدة أسبوع:
يمكنك الاستماع لدروس الدورة على هذه الروابط
- التأصيل في دراسة علم التفسير للدكتور مساعد الطيار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75730
- التأصيل في دراسة علم العقيدة للدكتور يوسف الغفيص
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75731
- التأصيل في دراسة الفقه وأصوله للدكتور سامي الصقير
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75661
- التأصيل في دراسة المعاملات المالية المعاصرة للدكتور عبد الله السكاكر
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75706
كما شملت الدورة موضوعات عن التأصيل في علوم العربية للدكتور محمد السيف، والتأصيل في دراسة السنة والأسانيد للدكتور تركي الغميز وغيرها ولكن لم أجد روابط لها.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[05 May 2010, 03:13 م]ـ
قد بحثت عن التأصيل في علم اللغة ولم أجده لا في البث الاسلامي ولا في غيره, ولكن هي اللغة؟ مظلومة دائما.
ـ[المتفائل]ــــــــ[06 May 2010, 03:34 م]ـ
درس التأصيل في دراسة علوم العربية موجود في موقع البث الإسلامي لكن للأسف الرابط لا يعمل إلا وقت البث المباشر
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=12917&action=listen&sid= ط·آ·ط¢آ¸ط·آ «أ¢ â‚ آ
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[10 May 2010, 07:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى المتفائل
تم التحميل
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[10 May 2010, 05:55 م]ـ
مقترح لمشرفنا الفاضل أبي عبدالله بوضع قسم خاص لمثل هذه الدروس التأصيلية والتي تكثر الحاجة إليها والسؤال عنها خصوصا من الأعضاء الجدد أو من الشداة في هذا العلم وهي كثيرة بحمدالله في ثنايا الملتقى ولكنها تائهة وسط أقسامه وموضوعاته.(/)
اليوم العلمي للتفسير (الخميس 22/ 5/1431هـ)
ـ[تبيان]ــــــــ[05 May 2010, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر جمعية "تبيان " أن تذكر الإخوة المهتمين بالدراسات القرآنية بمحاضرات اليوم العلمي للتفسير بجامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض بمشاركة أعضاء "تبيان"
يوم الخميس 22/ 5/1431 هـ
وهم:
فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار
(أنواع التفسير)
بعد صلاة الظهر
وفضيلة الشيخ د. عيس الدريبي
(ملامح تيسير التفسير)
بعد صلاة العصر
وفضيلة الشيخ د. عمر المقبل
(قواعد قرآنية في النفس والحياة)
بعد صلاة المغرب
وللمتابعة الصوتية من خارج الرياض عبر بث الجامع http://www.grajhi.org.sa (http://www.grajhi.org.sa)
سائلين الله أن ينفع بالجميع(/)
ما هي العلاقة بين قصة عاد وثمود وموضوع سورة فصلت؟
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[06 May 2010, 11:29 ص]ـ
ما هو الموضوع الرئيسي في سورة فصلت؟
ولم وردت قصة عاد وثمود في سورة فصلت؟ وما علاقتها بموضوع السورة؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2010, 02:39 م]ـ
الموضوع الرئيس في سورة فصلت هو القرآن الكريم والآيات التالية ربما دلت على ذلك:
قال تعالى:
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
وقال تعالى:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)
وقال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45))
وقال تعالى:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) (52)
أما علاقة ذكر عاد وثمود في السورة فهو واضح حيث حذر الحق تبارك وتعالى المعرضين من قريش عن القرآن بعذاب مثل عذاب عاد وثمود:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (13)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[14 May 2010, 03:38 م]ـ
ولم وردت قصة عاد وثمود في سورة فصلت؟ وما علاقتها بموضوع السورة؟
من موضوعات سورة فصلت الدعوة إلى الله عز وجل ودعوة قريش،، وأهل قريش كانوا يعرفون عاد وثمود حيث كانوا يمرون عليهم في رحلتي الشتاء والصيف إلى الشام واليمن.ذكره صاحب الوسيط.
وسبب آخر ان عاد وثمود هم أول القبائل العربية التي ارسلت لهم رسالة بعد رسالة نوح أولا عاد ثم ثمود ..
سؤال:
هناك في جنوب المملكة السعودية يوجد منطقة اسمها ثمود وهي بالقرب من حدود اليمن هل لها علاقة بثمود الذين في الشمال أم مجرد اسم متكرر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 May 2010, 04:08 م]ـ
ولم
من موضوعات سورة فصلت الدعوة إلى الله عز وجل ودعوة قريش،، وأهل قريش كانوا يعرفون عاد وثمود حيث كانوا يمرون عليهم في رحلتي الشتاء والصيف إلى الشام واليمن.ذكره صاحب الوسيط.
وسبب آخر ان عاد وثمود هم أول القبائل العربية التي ارسلت لهم رسالة بعد رسالة نوح أولا عاد ثم ثمود ..
سؤال:
هناك في جنوب المملكة السعودية يوجد منطقة اسمها ثمود وهي بالقرب من حدود اليمن هل لها علاقة بثمود الذين في الشمال أم مجرد اسم متكرر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أختنا الفاضلة
إذاً ليست سورة فصلت مختصة بالتعليل الذي ذكرتي، فكم من سورة ورد فيها ذكر عاد وثمود؟
أما موطن ثمود الذي حل بهم العذاب فيها فهي كما هو معروف منطقة الحجر شمال المدينة المنورة في الطريق إلى تبوك.(/)
هل هذه العبارة صحيحة؟
ـ[منى محمد أحمد]ــــــــ[06 May 2010, 11:34 ص]ـ
ما مدى صحة العبارة " القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات"؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 May 2010, 12:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد , فالقرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي تكلم به كيف شاء حقيقة بصوت وحرف وسمعه جبريل الأمين فبلغه لسيد المرسلين كما سمعه وبلغه الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام كما سمعه من جبريل الأمين , وهكذا حتى وصل إلينا غضا طريا كما أنزل , وكلام الله عز وجل هو صفة من صفاته , وصفاته عز وجل ليست مخلوقة ولا يصح تشبيهه بالمخلوقات لا تصريحا ولا تلميحا ولا كناية , وهذا يعلمه كل من اطلع على عقيدة أهل السنة والجماعة ومواقف السلف الصالح , وعليه فالعبارة المسئول عنها (" القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات"؟ لا تصح , والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 May 2010, 12:41 م]ـ
لو قائل أن القرآن الكريم يحوي فوائد جليلة وهو بحر لا ينضب في معانيه الكثيرة وأحكامة العظيمة لجاز له ذلك لقوله تعالى:
(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)
أما اقحام القرآن لمعان فيها تلاعب وتفلسف فإن ذلك من فعل الصوفيّة وما شابههم من مبتدعين متفيهقين. أثني على قول أخي الاستاذ الشعباني وبارك الله به وبعلمه.
ـ[أحمد مرغم]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:32 م]ـ
[ QUOTE= أحمد مرغم;114697] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد , فالقرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي تكلم به كيف شاء حقيقة بصوت وحرف وسمعه جبريل الأمين فبلغه لسيد المرسلين كما سمعه وبلغه الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام كما سمعه من جبريل الأمين , وهكذا حتى وصل إلينا غضا طريا كما أنزل , وكلام الله عز وجل هو صفة من صفاته , وصفاته عز وجل ليست مخلوقة ولا يصح تشبيهه بالمخلوقات لا تصريحا ولا تلميحا ولا كناية , وهذا يعلمه كل من اطلع على عقيدة أهل السنة والجماعة ومواقف السلف الصالح , وعليه فالعبارة المسئول عنها (" القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات"؟ لا تصح , والله أعلم.
أستسمح أستاذنا الفاضل وأدعوه لفتح الباب أمام الواصفين للقرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه, ومهما وصفه الواصفون فلن يبلغوا في الوصف المنتهى, ولا أظن العبارة تتعارض مع عقيدة السلف, لأنها ليست في معرض تقرير العقائد, فلا نحجر على الناس واسعا, والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:30 ص]ـ
نعم القرآن يفيض بالخيرات الحسية والمعنويه ما نعلمه وما لا نعلمه فهو لا تنقضي عجائبه،وعجائبه كلها خير ولا يشبع من العلماء لأنه يفيض بصنوف الخير: الكرم {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} والحكمة {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ {يونس1} والهدى {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (لقمان 3) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2البقرة) والشفاء {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82الإسراء) ...... وهلم جرا.
كلام الله تعالى باختصار فيه النور والخير بكل أنواعه لأنه كلام الوهاب الذي يمد الجميع بالخير {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20الإسراء) حتى إن الشيخ الشعراوي قال في تفسيره لقوله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26آل عمران) لا تقل بيده الخير أي والشر لأن أخذ الملك هو عين الخير وإعطاء الملك هو عين الخير ومن هنا ففعله سبحانه كله خير كذا قوله.
ومن هنا فالقرآن يفيض بالخيرات والهبات والعطايا ومن أجل ذلك انقسم الناس إلى فريقين فريق في الجنة ذلكم الذي اغترف من خيرية القرآن وعايشها وهو فريق السعداء وفريق في السعير لأنه حَرم نفسه فحُرم وهو فريق الأشقياء.
والعبارة لا دخل لها بصوفيه ولا قطنية {بسمه}(/)
البعد العالمي في الخطاب القرآني
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2010, 02:09 م]ـ
أحد الأفاضل يسأل هل كتبت رسالة تحت عنوان: عالمية الخطاب القرآني، فوقعت على هذا الموضوع وإن كان لا يجيب على سؤال الأخ الكريم لكن ربما يستفيد منه أو غيره والله من وراء القصد.
البعد العالمي في الخطاب القرآني
من أبعاد القرآن وأهدافه التي أنزل لتحقيقها، صلاح العالم بجميع مكوّناته، وفي مقدّمها الإنسان، ومن ثم جاء الخطاب القرآني مصبوغاً في أسلوبه وتشريعاته بما يحقّق ذلك البعد الأعظم· وقد جاءت الرّسالات السّماوية السّابقة خاصة لأقوام ومجتمعات إقليمية، محدودة الزمان والمكان والتشريع، إلى أن جاءت الرسالة المحمدية، فأرادها الله أن تكون خاتمة الشّرائع ومهيمنة عليها فاستوعبت بذلك الزمان والمكان والإنسان، بما تضمّنته من بعد عالمي لشؤون البشرية وقضاياها في جميع المجالات المعرفية والعمرانية· وقد تجسّد ذلك البعد ميدانياً وواقعياً طوال القرون الماضية التي انتشر فيها الإسلام وعمّ ربوع الأرض شرقاً وغرباً، ولم يعجز بثرائه التّشريعي عن استيعاب قضايا الشّعوب، بل وجدت فيه الرّحمة والعدل والإنصاف والحرّية فعاشت في ظله مكرّمة عزيزة· وإنّ الغياب العالمي لحكم الإسلام وشريعته بسبب ضعف أهله والقائمين عليه، لايعني أفول شمسه ونوره، ونهاية سلطانه، بل سيعود لربوع الأرض وستنعم شعوب العالم وقارّاته مرّة أخرى بهداه، مصداقاً لقوله تعالى: (هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) الفتح: 28. إنّ الظهور لهذا الدّين آت لامحالة حسب الوعد الإلهي، وهو الذي يتلاءم مع البعد العالمي الذي دلّت عليه نصوصه وتشريعاته في القرآن الكريم· إنّ هذه الدراسة تكشف جانباً من تلك الحقيقة في هذا الوقت الذي تكالبت فيه القوى المعادية على المسلمين التي تحاول فرض نظامها العالمي عليهم، جاهلة أو متجاهلة أن هذه العولمة غريبة في أهدافها ومقاصدها عن قيم الشّعوب ومبادئها وثقافاتها، إذ تهدف إلى طمس خصوصياتها وهوياتها، وهذا ما يتنافى مع رسالة القرآن العالمية التي جاءت لتحافظ على قيم الشعوب الدينية والثقافية التي لاتتعارض مع أصوله ومبادئه· ومن ثم فإن عالمية القرآن السّمحة هي البديل لما تعانيه الشّعوب من قهر واستبداد· وفيما يلي إبراز أهم مظاهر ذلك البعد العالمي في الخطاب القرآني·
أولاً: عالمية الكتاب
مما يدلّ على البعد العالمي في الخطاب القرآني، أن الله تعالى ختم الكتب السابقة بكتاب عام لجميع الأمم والشعوب على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأن هذا الكتاب ـ القرآن ـ مهيمن على ماورثته البشرية من التعاليم السّماوية الماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين) ص: 87، أي:>ماالقرآن إلا تذكير لجميع الناس ينتفعون به في صلاح اعتقادهم وطاعة الله ربهم، وتهذيب أخلاقهم، وآداب بعضهم مع بعض، والمحافظة على حقوقهم، ودوام انتظام جماعتهم، وكيف يعاملون غيرهم من الأمم الذين لم يتبعوه< (1) · وقد وصف الله القرآن بعدّة أوصاف تدلّ على بعده العالمي في الهداية والإصلاح، وأنه أفضل الكتب صلاحاً وإصلاحاً، وأكملها لكل الأمم ولجميع الأزمنة، كوصفه بالكريم في قوله: (إنه لقرآن كريم) الواقعة: 77، فالآية فيها إشارة إلى: >تفضيل القرآن على أفراد نوعه من الكتب الإلهية، مثل: التوراة، والإنجيل، والزبور، وفضله عليها بأنه فاقها في استيفاء أغراض الدين وأحوال المعاش والمعاد وإثبات المعتقدات بدلائل التكوين والإبلاغ في دحض الباطل دحضاً لم يشتمل على مثله كتاب سابق، وبخاصة الاعتقاد، وفي وضوح معانيه وفي كثرة دلالته مع قلة ألفاظه، وفي فصاحته، وفي حسن آياته، وحسن مواقعها في السّمع، وذلك من آثار ما أراد الله من عموم الهداية والصّلاحية لكلّ أمة، ولكلّ زمان< (2) · وكوصفه بالعلوّ والحكمة في قوله: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) الزخرف:4، وذلك لما حواه من الحكمة، ولما فيه من صلاح أحوال النفوس والقوانين المقيمة لنظام الأمة (3) · وكوصفه بالمجيد، في قوله تعالى: (ق والقرآن المجيد) ق:1، فالقسم بالقرآن كناية عن التّنويه بشأنه؛ لأن القسم لايكون إلا بعظيم عند المقسم، فكان التعظيم من لوازم المقسم، ووصف القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمجيد؛ لكونه مشتملاً على أعلى المعاني النافعة لصلاح الناس (4) · وكوصفه بالهيمنة في قوله: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) المائدة:48، أي شاهداً وقيّماً على الكتب السّابقة عليه، وذلك لما فيه من صلاح للبشر في العاجل والآجل (5) · يقول سيّد قطب: >لقد جاء هذا الكتاب لينشىء أمة وينظم مجتمعاً، ثم لينشىء عالماً ويقيم نظاما، جاء دعوة عالمية إنسانية لاتعصّب فيها لقبيلة أو أمّة أوجنس< (6)، ويقول: >إنه جاء لإنشاء مجتمع عالمي إنساني، وبناء أمّة تقود هذا المجتمع العالمي، وأنه الرّسالة الأخيرة التي ليس بعدها من السّماء رسالة< (7) · وذلك لأنّ >القرآن الكريم ـ وحده ـ بحكم كونه نصّاً إلهياً مطلقاً، هو القادر على استيعاب وتصويب مختلف مناهج العلوم النقلية والعقلية والطبيعية والاجتماعية والإنسانية وغيرها وتقويمها كذلك، وهو وحده بحكم عالمية رسالته القادر على استيعاب مختلف الأنساق الحضارية وتصويبها وتقويمها وترقيتها< (8) ·
ثانياً: عالمية الرسالة
ومن الدلائل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، إخباره بأن الرسالة المحمدية جاءت للعالمين، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، قال تعالى: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) الفرقان: 1، فالآية ترسم الغاية من تنزيل القرآن على الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو كونه رسولا للعالمين، فالرسالة تدل على ثبوت تلك العالمية منذ مطلع البعثة النبوية، بما تحمل من طابع عالمي ووسائل إنسانية كاملة ذات بعد عالمي (9)، ويقول: (قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الأعراف: 851، فالآية تثبت باللفظ الصريح عالمية الرسالة النبوية، ومعنى ذلك أنها لا تختص بقوم، ولا أرض، ولاجيل، بل هي للناس جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، بما تضمّنته من قوانين تتناسب وتطوّر البشرية الأخير، وكمال أصولها العقدية، وقابليتها للتطبيق المتجدّد في فروعها العملية، وكذا ملاءمتها للفطرة الإنسانية التي يلتقي عندها الناس جميعاً (10)، وقوله: (وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107، فالتعريف في قوله ـ للعالمين ـ يفيد الاستغراق، فهو شامل لكلّ مايصدق عليه اسم العالم، وتفيد صيغة الخطاب أن الرحمة منحصرة في الرسالة الخاتمة، ومعنى ذلك أنها أوسع الشّرائع رحمة بالناس، فإن الشرائع التي سبقتها، وإن كانت تتّصف بالرحمة، إلا أنها لم تكن رحمة عامة، إمّا لكونها لا تتعلق بجميع أحوال المكلفين، كشريعة إبراهيم ـ عليه السلام ـ كانت رحمة خاصة بحال الشّخص في نفسه، وليس فيها تشريع عام، وقريب منها شريعة عيسى ـ عليه السلام ـ، وإما لأنها تشتمل على أنواع من المشقّة في أحكامها اقتضتها حكمة الله تعالى في سياسة الأمم (11) · يقول الشيخ القرضاوي: >إنها رسالة لكلّ الأزمنة والأجيال ليست رسالة موقوتة بعصر أو زمن مخصوص، ينتهي أثرها بانتهائه، كما هو الشأن في رسالات الأنبياء السابقين على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي كذلك غير محدودة بمكان، ولا بأمّة، ولا بشعب، ولا بطبقة، إنها الرسالة الشاملة التي تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات< (12) ·
ثالثاً: عالمية الخطاب
ومما يدل على البعد العالمي للخطاب القرآني، تميّز خطابه بالعالمية، حيث صيغ صياغة العموم والشمول المستوعب للإنسان·
والمتتبع للخطاب القرآني يجده مرّة يخاطب الإنسان، ومرّة يخاطب الناس، ومرّة يخاطب المؤمنين:
ـ فخطابه لعموم الإنسان، كقوله في معرض الوصية بالوالدين: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً) الأحقاف:15، وكقوله في معرض بيان مسئولية الإنسان عن نتائج أعماله: (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى) النجم: 39، وقوله: (يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) الانشقاق:6، فالوصية والمسؤولية تخاطب عموم البشر في هذا الكون أينما وجدوا، فكل إنسان مطالب بالإحسان إلى الوالدين، وكذلك كل إنسان مسؤول عن نتائج أعماله من خير أو شر·
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وخطابه لعموم الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ولغاتهم وأوطانهم، كالأمر بعبادة الله تعالى في قوله: (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم) البقرة: 21، وكالأمر بالأكل من الحلال الطيب، في قوله: (يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً) البقرة: 168، وكالأمر بالتقوى في قوله: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) النساء:1، فهذه النصوص تخاطب الناس عامة، فهم مأمورون بعبادة خالقهم الذي خلقهم، ومأمورون بالأكل مما رزقهم من الحلال الطيب ومأمورون بالخوف منه وتقواه·
ـ وأما خطابه للمؤمنين، فهو عام أيضاً لكل من تحقّق فيه وصف الإيمان، في أي مكان وزمان من العالم، كخطابهم بفرض القصاص في قوله: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) البقرة: 178، وخطابهم بفرض الصيام عليهم في قوله: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) البقرة: 183، وكخطابهم بالدخول في السّلم في قوله: (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافة) البقرة: 208، وكخطابهم بترك الرّبا، ونهيهم عن أكل أموال الناس بالباطل، وأمرهم بالوفاء بالعقود، في قوله: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا) البقرة: 278، وقوله: (يأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) النساء: 29، وقوله: (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) المائدة:1، فهذه النصوص وغيرها كثير في القرآن مما ورد بهذه الصّيغة والأسلوب الخطابي العالمي الذي يشمل الإنسان بعامة والناس والمؤمنين في أيّ زمان ومكان من العالم عامة· والناظر في الخطاب القرآني يجده متنوّع الدلالة والغاية، كالخطاب الدعوي، والتّرغيبي، والتّرهيبي، والبرهاني، والعلمي والتّاريخي والتّشريعي، وكلها تخاطب الناس بعامة مطلقة من قيد الزمان والمكان·
ويلاحظ أن الخطاب الدّيني الإلهي مرّ بدورين:
ـ دور الخطاب الاصطفائي الحصري، وهو خطاب يتوجّه في مضمونه إلى دوائر بشرية معينة، كما جاء في قوله: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) آل عمران: 33، فالآية تشير إلى الخطاب الاصطفائي الحصري الذي يبتدىء بآدم، ثم بقوم نوح، ثم بخلائف قوم نوح، ثم بإبراهيم، وإلى يعقوب والأسباط ثم آل عمران من ذرية إبراهيم، وإلى يحيى بن زكريا ثم تحوّل الخطاب إلى ذرية إسماعيل بن إبراهيم انتهاء بمحمد خاتم النبيين عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام· فكل الرسل والرسالات المذكورة في القرآن إنما جاءت بخطاب إلهي حصري اصطفائي ينتهي ببعثة خاتم الأنبياء·
ـ دور الخطاب العالمي، ويبدأ ببعثة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى قيام السّاعة، ومن ثم فإن ختام النّبوة ليس مجرد توقيت زماني فحسب، بل ختامه يقترن بحدث كبير، وهو انتهاء الخطاب الإلهي الحصري الاصطفائي لينطلق الخطاب العالمي من الأرض المحرّمة وليس من الأرض المقدَّسة، ويبدأ بالتخصيص العربي نهاية للاصطفاء وافتتاحاً للعالمية في الوقت ذاته (13) · وفي هذا الشأن يقول الغزالي: >فخطاب القرآن عالمي، ورسالته خاتمة، وله بعد في الزمان الماضي والحاضروالمستقبل، وله بعد في المكان بحيث يشتمل العالم كله< (14)، ومن هنا صيغ التّشريع صياغة عامّة تستوعب قضايا الإنسان وحاجاته المتجدّدة الحاضرة منها والمستقبلية وجاءت معظم النصوص عامة في اللفظ والمعنى، حتى اشتهرت تلك القاعدة الأصولية: >العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب< (15)، ومفاده أن سبب النزول لاتقيّد معاني النصوص ودلالاتها بمن نزل فيهم، بل تتعدّى لتشمل غيرهم ممن لم ينزل فيهم الخطاب· كما جاءت نصوص القرآن في معظمها ظنّية الدلالة تحتمل أكثر من معنى، ليتّسع تفسيرها بما يتلاءم والمقصد من عالمية الخطاب، فلا تعترضها الظواهرالجغرافية، ولا الأحداث التاريخية، ولا التطوّر الحضاري للبشرية، وهذا مايشهد له الفقه الإسلامي، فإنه ذو نزعة عالمية ـ وإن كتب بلغة العرب وفي أرضهم ـ إلا أن مضامينه عالمية؛ لكون المصدر الأول لهذا الفقه عالمي النزعة، ألا وهو القرآن، وقد حكم هذا الفقه شعوبا شتى في بقاع الأرض، فلم يعجز عن الوفاء بحاجاتها (16) · فالخطاب القرآني بعالميته استطاع استيعاب الحضارات القديمة، بما تحويه من ثقافات متنوّعة وأديان متعدّدة وأعراف مختلفة، ولم يكن ذلك مانعاً ولاحائلاً أمام تلك الشعوب من الاندماج مع المسلمين والتعايش
(يُتْبَعُ)
(/)
معهم مع الحفاظ على خصوصياتهم الدينية والثقافية·
وما زال الخطاب القرآني إلى اليوم قادراً على إعادة ذلك الدور المفقود؛ لأن الله الذي كتب له العالمية حفظه من التّبديل والتّحريف الذي أصاب الكتب السّابقة، >وإذا كان أقصى ماوصلت إليه الحضارة المعاصرة هو إقرار التعدّد، فإن عالمية الخطاب الإسلامي عملت وتعمل على استيعاب التعدّد بعد الإقرار به، ودفعه باتجاه ـ العالمية ـ ليتحوّل إلى عامل دفع في إطار تنوّع بشري إيجابي تهيمن عليه أنوار الهدى ودين الحق< (17) ·
رابعاً: عالمية المقصد والغاية
وإذا كان الخطاب القرآني جاء عالمياً في لفظه ودلالته، فإنه أيضاً جاء عالمياً في مقصده وغايته، حيث جاءت نصوصه دالة على أن العالم كان ولا يزال محلّ العناية الإلهية، والرّعاية الربّانية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها· فالصّلاح العالمي ضرورة حتمية ونتيجة لازمة من خلق الكون والإنسان والحياة؛ ذلك أن الهدف الأسمى من خلق العالم بجميع مكوّناته، إيجاده على هيئة صالحة وأوضاع سليمة، تمكّن الإنسان من عمارته وإقامة حضارته والتّمكين فيه· وقد دلّت على ذلك شواهد كثيرة، كقوله تعالى في أوّل سورة في المصحف: (الحمد لله رب العالمين) الفاتحة:1، ومعنى ربوبيته للعالمين أن: >الله سبحانه لم يخلق الكون هملاً إنما يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويربّيه، وكلّ العوالم والخلائق تحفظ وتتعهّد برعاية الله رب العالمين< (18)، وقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) البقرة:30، دليل على عناية الله تعالى بالعالم الأرضي، ولذا جعل فيه خليفة يخلفه سبحانه وتعالى في تدبير شؤون الكون، فدلّ ذلك على أن مراد الله صلاح هذا العالم واستقامة أحواله· كما دل استفهام الملائكة المشوب بالتعجّب أنهم علموا أنّ مراد الله تعالى من خلق الأرض وإيجادها هو صلاحها وانتظام أحوالها، ولذلك تعجّبوا من خلق من يقيم فيها الفساد، فكان جواب الله تعالى أنه أعلم بما في خليفته من صفات الصّلاح والفساد، وأن الصّلاح غالب على الفساد فيه، ومن ثم يتحقّق المقصد من الخلق وهو عمارة الأرض وصلاحها (19) · كما دلّت نصوص كثيرة على أن مراد الله من خلق العالم صلاحه، كقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) الأعراف:85، فهي دليل على أن الله لايحب الفساد في الأرض بعد أن أصلح الله خلقها، وكقوله: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد) البقرة: 205، ففيها إشارة صريحة إلى أن الله قصد من خلق العالم صلاح حرثه ونسله وكل موجوداته؛ لينتفع بها الإنسان وينعم بها أهل الأرض جميعاً (20) · وهكذا يظهر أن المقصد الأعلى والأسمى من خلق العالم وإيجاده هو عمارة الأرض بالخير والصلاح وحفظ نظام التعايش فيها واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها، وأنّ ذلك مرهون باستقامة الإنسان وعدله وصلاح عقله (21) ·
خامسا: عالمية الظهور والتّمكين
ومما يدل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، النصوص المبشّرة بظهور هذا الدّين والتّمكين لأهله في العالم، وأن ذلك آت لا محالة حينما يأذن الله وتتهيأ أسبابه، وظهور الدّين، معناه علوّه على جميع الأديان السّابقة والتمكين له في الأرض (22)، وقد نصّ عليه القرآن في ثلاث آيات، في سورة التوبة، والفتح، والصّفّ، وقد ربط الله تعالى هذا الظهور والتّمكين عقب الإشارة إلى رفض أهل الكتاب والمشركين الاعتراف بالدّين العالمي الجديد والدّخول فيه، ففي سورة التوبة حدّد الله صفة المشركين في الآية (28) ثم صفة المرتدّين من أهل الكتاب في الآية (29)، ثم أشار إلى انحرافات اليهود والنصارى في الآيتين (30، 31)، ثم أكّد على ظهور الدين مطلقاً على المشركين والكتابيين بعد ذلك· أما في سورة الصف فقد جاءت آية الظهور للدين بعد ذكر خطاب موسى إلى بني إسرائيل في الآية (5)، ثم خطاب عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل والبشارة بـ>أحمد< خاتم الرسل، حيث يتمّ في هذه الآيات الرّبط بين مرحلة الخطاب الاصطفائي الحصري، والخطاب العالمي، ثم إطلاق هذه العالمية في الظهور الكلّي لهذا الدّين· أما في سورة الفتح فقد جاءت البشارة بالظهور الكلّي للدّين عقب ذكر الرّفض المطلق له من قبل المشركين، فقال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
شهيداً) الفتح: 28· والملاحظ هنا أن الآيات الثلاث التي بشّرت بالظهور العالمي لهذا الدين، بشّرت بالمضمون وهو >الدّين< ولم تذكر المسمّى وهو >الإسلام<؛ لأن الاتّجاه إلى المضمون يحقق ثلاثة أغراض:
أحدها: أن المخاطبة بالمضمون فيه تجاوز لعصبيات التّدافع الدّيني الموروث تاريخياً، ومن ثمّ تنعدم لغة الحوار بين أصحاب الأديان فيفوت المقصد والغاية من مخاطبتهم ومحاورتهم·
ثانيهما: أن المخاطبة بالمضمون تتّجه دوماً إلى المنهج المتمثل في الهدى ودين الحق، الذي يصلح أن يكون منطلقاً لحوار أهل الأديان (23) ·
ثالثها: دفع توهّم بعضهم أن المراد بالدّين الجديد إطاره البشري القديم، فيؤدي إلى لبس أو توهّم أن الإسلام سينتشر بالأسلوب والوسائل نفسها التي تحقّقت بها نبوءات أنبياء أهل الكتاب، كالخوارق الغيبية ومن دون أسباب، وليس الأمر كذلك، بل النّصر والظهور لهذا الدين سيكون محكوماً بقوانين بشرية وسنن أرضية (24) ·
وأما التمكين لهذا الدّين وأهله في العالم فقد نبّأ الله به في قوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملواالصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً) النور:55، فالآية وعد من الله لرسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأنه سيجعل أمته خلفاء في الأرض، أي أئمّة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد (25)، واللام في ـ ليستخلفنّهم ـ جواب لقسم محذوف، أو جواب للوعد بتنزيله منزله القسم؛ لأنه وعد ناجز لامحالة، والمراد بالتمكين للدّين التّثبيت والتقرير، أي يجعله الله ثابتاً مقرّراً، ويوسّع لهم في البلاد ويظهر دينهم على جميع الأديان (26) · والمراد بالاستخلاف القدرة على عمارة الأرض والإصلاح فيها بإقامة العدل، وليس بالظلم، وبالنظام وليس بالفوضى (27) · وهذه المقاصد والأهداف لاتتحقّق إلّا على أيدي من وصفتهم الآية بالمؤمنين الذين يعملون الصالحات· والخطاب لايتّجه إلى الأفراد بل يتّجه إلى الأمة بعامة التي توحّدت كلمتها وسلطانها تحت راية القرآن وتعاليم الإسلام، فالأفراد ـ وإن آمنواوصلحوا ـ لايمكن ولايتيسّر لهم تحقيق ذلك المقصد العظيم المتمثل في إقامة النظام العالمي الإسلامي· ولهذا السبب جعل الله تعالى هذه الأمة وسطاً بين الأمم السّالفة؛ لتكون قيّمة على غيرها من الأمم، ومؤهّلة لقيادة العالم بالحق والعدل، وشاهدة على الناس إلى يوم القيامة، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة:143، >فمن شهادة الرّسول المعصوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى شهادة الأمّة الوسط القطب التي لاتجتمع على ضلالة، والمؤهّلة في نسقها الحضاري لتتّسع للعالم بعد ذلك كله< (28) ·
هذه أهم المظاهر والدلائل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، وأن الله تعالى قصد من خلق العالم وإيجاده إقامة نظامه العالمي الموافق لأبعاد القرآن العالمية، فالقرآن تجاوز في خطابه الرؤية الضيّقة للجنس والعشيرة والقبيلة، كما تعدّى في حدود خطابه من أنزل فيها ـ وهم العرب ـ إلى الأفق العالمي المتّسع لكل القوميات والشعوب، فإطلاق نصوصه وعموميتها شاهدة على ذلك· كما راعى في خطابه كل المتغيرات التي تطرأ على الأوضاع البشرية والعمرانية، فجاء مرناً في أحكامه مفتوحاً على المتغيرات والتحوّلات، منسجماً مع المستجدّات؛ ليتمكّن كلّ جيل من العمل بأحكامه وقوانينه· وهي إحدى المعجزات القرآنية الخالدة التي انفرد بها هذا الكتاب على غيره من الكتب التي لم يكتب لها الخلود والشّهود· فأسباب حفظه وبقائه كامنة في خطابه العالمي المعجز، الذي أعطى للعلم والفهم والإدراك مساحة واسعة في نصوصه، مستدعياً أولي الألباب وأولي النّهى إلى التأمل والتدبِّر، والانفتاح على معانيه ومقاصده: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد:24، (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ص:29، إنّ المقصود بهذا الخطاب ليس العرب وحدهم، بل هو متوجه لأولي الألباب في أي زمان ومكان في العالم؛ لإدراك مكنونات الكتاب وأسراره التي لاتنكشف إلّا بمزيد التأمل والتدبر الذي لايؤتيه كل الناس، بل هو من خصوصيات النّخبة المفكّرة العالمة· ومن هنا فإن الأوساط العلمية المثقّفة يقع على عاتقها أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
واجب في الفهم والتفسير لنصوصه بما يتلاءم وروح العصر ومقتضيات المرحلة الراهنة، التي تحاول العولمة الغربية فرض مشروعها التغريبي على العالم، في غياب المشروع القرآني المهمل من قبل أتباعه، والمتّهم من قبل أدعيائه· فالقرآن لم ينزل لوقت موقّت كما يروّج له بعض المنهزمين والمنخدعين بالحضارة الغربية المعاصرة، الذين يدّعون أن الخطاب القرآني تجاوزه الزمن، ولا يعدو أن أصبح كتاباً تاريخياً لايفيد أتباعه شيئاً في الوقت الراهن· إن هذه الفرية تكذّبها شهادة التاريخ ذاته والحضارات المتعاقبة عبر الزمن، حيث استطاع الخطاب القرآني استيعاب قضايا الشّعوب التي وجدت فيه الرّحمة والعدل والحرية· وإنه قادر اليوم أيضاً على إعادة التاريخ عندما تحين الظروف والأسباب الملائمة·
"من أبعاد القرآن وأهدافه التي أنزل لتحقيقها، صلاح العالم بجميع مكوّناته، وفي مقدّمها الإنسان، ومن ثم جاء الخطاب القرآني مصبوغاً في أسلوبه وتشريعاته بما يحقّق ذلك البعد الأعظم· وقد جاءت الرّسالات السّماوية السّابقة خاصة لأقوام ومجتمعات إقليمية، محدودة الزمان والمكان والتشريع، إلى أن جاءت الرسالة المحمدية، فأرادها الله أن تكون خاتمة الشّرائع ومهيمنة عليها فاستوعبت بذلك الزمان والمكان والإنسان، بما تضمّنته من بعد عالمي لشؤون البشرية وقضاياها في جميع المجالات المعرفية والعمرانية· وقد تجسّد ذلك البعد ميدانياً وواقعياً طوال القرون الماضية التي انتشر فيها الإسلام وعمّ ربوع الأرض شرقاً وغرباً، ولم يعجز بثرائه التّشريعي عن استيعاب قضايا الشّعوب، بل وجدت فيه الرّحمة والعدل والإنصاف والحرّية فعاشت في ظله مكرّمة عزيزة· وإنّ الغياب العالمي لحكم الإسلام وشريعته بسبب ضعف أهله والقائمين عليه، لايعني أفول شمسه ونوره، ونهاية سلطانه، بل سيعود لربوع الأرض وستنعم شعوب العالم وقارّاته مرّة أخرى بهداه، مصداقاً لقوله تعالى: (هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) الفتح: 28. إنّ الظهور لهذا الدّين آت لامحالة حسب الوعد الإلهي، وهو الذي يتلاءم مع البعد العالمي الذي دلّت عليه نصوصه وتشريعاته في القرآن الكريم· إنّ هذه الدراسة تكشف جانباً من تلك الحقيقة في هذا الوقت الذي تكالبت فيه القوى المعادية على المسلمين التي تحاول فرض نظامها العالمي عليهم، جاهلة أو متجاهلة أن هذه العولمة غريبة في أهدافها ومقاصدها عن قيم الشّعوب ومبادئها وثقافاتها، إذ تهدف إلى طمس خصوصياتها وهوياتها، وهذا ما يتنافى مع رسالة القرآن العالمية التي جاءت لتحافظ على قيم الشعوب الدينية والثقافية التي لاتتعارض مع أصوله ومبادئه· ومن ثم فإن عالمية القرآن السّمحة هي البديل لما تعانيه الشّعوب من قهر واستبداد· وفيما يلي إبراز أهم مظاهر ذلك البعد العالمي في الخطاب القرآني·
أولاً: عالمية الكتاب
مما يدلّ على البعد العالمي في الخطاب القرآني، أن الله تعالى ختم الكتب السابقة بكتاب عام لجميع الأمم والشعوب على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأن هذا الكتاب ـ القرآن ـ مهيمن على ماورثته البشرية من التعاليم السّماوية الماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين) ص: 87، أي:>ماالقرآن إلا تذكير لجميع الناس ينتفعون به في صلاح اعتقادهم وطاعة الله ربهم، وتهذيب أخلاقهم، وآداب بعضهم مع بعض، والمحافظة على حقوقهم، ودوام انتظام جماعتهم، وكيف يعاملون غيرهم من الأمم الذين لم يتبعوه< (1) · وقد وصف الله القرآن بعدّة أوصاف تدلّ على بعده العالمي في الهداية والإصلاح، وأنه أفضل الكتب صلاحاً وإصلاحاً، وأكملها لكل الأمم ولجميع الأزمنة، كوصفه بالكريم في قوله: (إنه لقرآن كريم) الواقعة: 77، فالآية فيها إشارة إلى: >تفضيل القرآن على أفراد نوعه من الكتب الإلهية، مثل: التوراة، والإنجيل، والزبور، وفضله عليها بأنه فاقها في استيفاء أغراض الدين وأحوال المعاش والمعاد وإثبات المعتقدات بدلائل التكوين والإبلاغ في دحض الباطل دحضاً لم يشتمل على مثله كتاب سابق، وبخاصة الاعتقاد، وفي وضوح معانيه وفي كثرة دلالته مع قلة ألفاظه، وفي فصاحته، وفي حسن آياته، وحسن مواقعها في السّمع، وذلك من آثار ما أراد الله من عموم الهداية والصّلاحية لكلّ أمة، ولكلّ
(يُتْبَعُ)
(/)
زمان< (2) · وكوصفه بالعلوّ والحكمة في قوله: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) الزخرف:4، وذلك لما حواه من الحكمة، ولما فيه من صلاح أحوال النفوس والقوانين المقيمة لنظام الأمة (3) · وكوصفه بالمجيد، في قوله تعالى: (ق والقرآن المجيد) ق:1، فالقسم بالقرآن كناية عن التّنويه بشأنه؛ لأن القسم لايكون إلا بعظيم عند المقسم، فكان التعظيم من لوازم المقسم، ووصف القرآن بالمجيد؛ لكونه مشتملاً على أعلى المعاني النافعة لصلاح الناس (4) · وكوصفه بالهيمنة في قوله: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) المائدة:48، أي شاهداً وقيّماً على الكتب السّابقة عليه، وذلك لما فيه من صلاح للبشر في العاجل والآجل (5) · يقول سيّد قطب: >لقد جاء هذا الكتاب لينشىء أمة وينظم مجتمعاً، ثم لينشىء عالماً ويقيم نظاما، جاء دعوة عالمية إنسانية لاتعصّب فيها لقبيلة أو أمّة أوجنس< (6)، ويقول: >إنه جاء لإنشاء مجتمع عالمي إنساني، وبناء أمّة تقود هذا المجتمع العالمي، وأنه الرّسالة الأخيرة التي ليس بعدها من السّماء رسالة< (7) · وذلك لأنّ >القرآن الكريم ـ وحده ـ بحكم كونه نصّاً إلهياً مطلقاً، هو القادر على استيعاب وتصويب مختلف مناهج العلوم النقلية والعقلية والطبيعية والاجتماعية والإنسانية وغيرها وتقويمها كذلك، وهو وحده بحكم عالمية رسالته القادر على استيعاب مختلف الأنساق الحضارية وتصويبها وتقويمها وترقيتها< (8) ·
ثانياً: عالمية الرسالة
ومن الدلائل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، إخباره بأن الرسالة المحمدية جاءت للعالمين، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، قال تعالى: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) الفرقان: 1، فالآية ترسم الغاية من تنزيل القرآن على الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو كونه رسولا للعالمين، فالرسالة تدل على ثبوت تلك العالمية منذ مطلع البعثة النبوية، بما تحمل من طابع عالمي ووسائل إنسانية كاملة ذات بعد عالمي (9)، ويقول: (قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الأعراف: 851، فالآية تثبت باللفظ الصريح عالمية الرسالة النبوية، ومعنى ذلك أنها لا تختص بقوم، ولا أرض، ولاجيل، بل هي للناس جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، بما تضمّنته من قوانين تتناسب وتطوّر البشرية الأخير، وكمال أصولها العقدية، وقابليتها للتطبيق المتجدّد في فروعها العملية، وكذا ملاءمتها للفطرة الإنسانية التي يلتقي عندها الناس جميعاً (10)، وقوله: (وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107، فالتعريف في قوله ـ للعالمين ـ يفيد الاستغراق، فهو شامل لكلّ مايصدق عليه اسم العالم، وتفيد صيغة الخطاب أن الرحمة منحصرة في الرسالة الخاتمة، ومعنى ذلك أنها أوسع الشّرائع رحمة بالناس، فإن الشرائع التي سبقتها، وإن كانت تتّصف بالرحمة، إلا أنها لم تكن رحمة عامة، إمّا لكونها لا تتعلق بجميع أحوال المكلفين، كشريعة إبراهيم ـ عليه السلام ـ كانت رحمة خاصة بحال الشّخص في نفسه، وليس فيها تشريع عام، وقريب منها شريعة عيسى ـ عليه السلام ـ، وإما لأنها تشتمل على أنواع من المشقّة في أحكامها اقتضتها حكمة الله تعالى في سياسة الأمم (11) · يقول الشيخ القرضاوي: >إنها رسالة لكلّ الأزمنة والأجيال ليست رسالة موقوتة بعصر أو زمن مخصوص، ينتهي أثرها بانتهائه، كما هو الشأن في رسالات الأنبياء السابقين على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي كذلك غير محدودة بمكان، ولا بأمّة، ولا بشعب، ولا بطبقة، إنها الرسالة الشاملة التي تخاطب كل الأمم، وكل الأجناس، وكل الشعوب، وكل الطبقات< (12) ·
ثالثاً: عالمية الخطاب
ومما يدل على البعد العالمي للخطاب القرآني، تميّز خطابه بالعالمية، حيث صيغ صياغة العموم والشمول المستوعب للإنسان·
والمتتبع للخطاب القرآني يجده مرّة يخاطب الإنسان، ومرّة يخاطب الناس، ومرّة يخاطب المؤمنين:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فخطابه لعموم الإنسان، كقوله في معرض الوصية بالوالدين: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً) الأحقاف:15، وكقوله في معرض بيان مسئولية الإنسان عن نتائج أعماله: (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى) النجم: 39، وقوله: (يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) الانشقاق:6، فالوصية والمسؤولية تخاطب عموم البشر في هذا الكون أينما وجدوا، فكل إنسان مطالب بالإحسان إلى الوالدين، وكذلك كل إنسان مسؤول عن نتائج أعماله من خير أو شر·
ـ وخطابه لعموم الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ولغاتهم وأوطانهم، كالأمر بعبادة الله تعالى في قوله: (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم) البقرة: 21، وكالأمر بالأكل من الحلال الطيب، في قوله: (يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً) البقرة: 168، وكالأمر بالتقوى في قوله: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) النساء:1، فهذه النصوص تخاطب الناس عامة، فهم مأمورون بعبادة خالقهم الذي خلقهم، ومأمورون بالأكل مما رزقهم من الحلال الطيب ومأمورون بالخوف منه وتقواه·
ـ وأما خطابه للمؤمنين، فهو عام أيضاً لكل من تحقّق فيه وصف الإيمان، في أي مكان وزمان من العالم، كخطابهم بفرض القصاص في قوله: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) البقرة: 178، وخطابهم بفرض الصيام عليهم في قوله: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) البقرة: 183، وكخطابهم بالدخول في السّلم في قوله: (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافة) البقرة: 208، وكخطابهم بترك الرّبا، ونهيهم عن أكل أموال الناس بالباطل، وأمرهم بالوفاء بالعقود، في قوله: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا) البقرة: 278، وقوله: (يأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) النساء: 29، وقوله: (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) المائدة:1، فهذه النصوص وغيرها كثير في القرآن مما ورد بهذه الصّيغة والأسلوب الخطابي العالمي الذي يشمل الإنسان بعامة والناس والمؤمنين في أيّ زمان ومكان من العالم عامة· والناظر في الخطاب القرآني يجده متنوّع الدلالة والغاية، كالخطاب الدعوي، والتّرغيبي، والتّرهيبي، والبرهاني، والعلمي والتّاريخي والتّشريعي، وكلها تخاطب الناس بعامة مطلقة من قيد الزمان والمكان·
ويلاحظ أن الخطاب الدّيني الإلهي مرّ بدورين:
ـ دور الخطاب الاصطفائي الحصري، وهو خطاب يتوجّه في مضمونه إلى دوائر بشرية معينة، كما جاء في قوله: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) آل عمران: 33، فالآية تشير إلى الخطاب الاصطفائي الحصري الذي يبتدىء بآدم، ثم بقوم نوح، ثم بخلائف قوم نوح، ثم بإبراهيم، وإلى يعقوب والأسباط ثم آل عمران من ذرية إبراهيم، وإلى يحيى بن زكريا ثم تحوّل الخطاب إلى ذرية إسماعيل بن إبراهيم انتهاء بمحمد خاتم النبيين عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام· فكل الرسل والرسالات المذكورة في القرآن إنما جاءت بخطاب إلهي حصري اصطفائي ينتهي ببعثة خاتم الأنبياء·
ـ دور الخطاب العالمي، ويبدأ ببعثة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى قيام السّاعة، ومن ثم فإن ختام النّبوة ليس مجرد توقيت زماني فحسب، بل ختامه يقترن بحدث كبير، وهو انتهاء الخطاب الإلهي الحصري الاصطفائي لينطلق الخطاب العالمي من الأرض المحرّمة وليس من الأرض المقدَّسة، ويبدأ بالتخصيص العربي نهاية للاصطفاء وافتتاحاً للعالمية في الوقت ذاته (13) · وفي هذا الشأن يقول الغزالي: >فخطاب القرآن عالمي، ورسالته خاتمة، وله بعد في الزمان الماضي والحاضروالمستقبل، وله بعد في المكان بحيث يشتمل العالم كله< (14)، ومن هنا صيغ التّشريع صياغة عامّة تستوعب قضايا الإنسان وحاجاته المتجدّدة الحاضرة منها والمستقبلية وجاءت معظم النصوص عامة في اللفظ والمعنى، حتى اشتهرت تلك القاعدة الأصولية: >العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب< (15)، ومفاده أن سبب النزول لاتقيّد معاني النصوص ودلالاتها بمن نزل فيهم، بل تتعدّى لتشمل غيرهم ممن لم ينزل فيهم الخطاب· كما جاءت نصوص القرآن في معظمها ظنّية الدلالة تحتمل أكثر من معنى، ليتّسع تفسيرها بما يتلاءم والمقصد من عالمية الخطاب، فلا تعترضها الظواهرالجغرافية، ولا الأحداث التاريخية، ولا التطوّر الحضاري للبشرية، وهذا مايشهد له الفقه
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامي، فإنه ذو نزعة عالمية ـ وإن كتب بلغة العرب وفي أرضهم ـ إلا أن مضامينه عالمية؛ لكون المصدر الأول لهذا الفقه عالمي النزعة، ألا وهو القرآن، وقد حكم هذا الفقه شعوبا شتى في بقاع الأرض، فلم يعجز عن الوفاء بحاجاتها (16) · فالخطاب القرآني بعالميته استطاع استيعاب الحضارات القديمة، بما تحويه من ثقافات متنوّعة وأديان متعدّدة وأعراف مختلفة، ولم يكن ذلك مانعاً ولاحائلاً أمام تلك الشعوب من الاندماج مع المسلمين والتعايش معهم مع الحفاظ على خصوصياتهم الدينية والثقافية·
وما زال الخطاب القرآني إلى اليوم قادراً على إعادة ذلك الدور المفقود؛ لأن الله الذي كتب له العالمية حفظه من التّبديل والتّحريف الذي أصاب الكتب السّابقة، >وإذا كان أقصى ماوصلت إليه الحضارة المعاصرة هو إقرار التعدّد، فإن عالمية الخطاب الإسلامي عملت وتعمل على استيعاب التعدّد بعد الإقرار به، ودفعه باتجاه ـ العالمية ـ ليتحوّل إلى عامل دفع في إطار تنوّع بشري إيجابي تهيمن عليه أنوار الهدى ودين الحق< (17) ·
رابعاً: عالمية المقصد والغاية
وإذا كان الخطاب القرآني جاء عالمياً في لفظه ودلالته، فإنه أيضاً جاء عالمياً في مقصده وغايته، حيث جاءت نصوصه دالة على أن العالم كان ولا يزال محلّ العناية الإلهية، والرّعاية الربّانية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها· فالصّلاح العالمي ضرورة حتمية ونتيجة لازمة من خلق الكون والإنسان والحياة؛ ذلك أن الهدف الأسمى من خلق العالم بجميع مكوّناته، إيجاده على هيئة صالحة وأوضاع سليمة، تمكّن الإنسان من عمارته وإقامة حضارته والتّمكين فيه· وقد دلّت على ذلك شواهد كثيرة، كقوله تعالى في أوّل سورة في المصحف: (الحمد لله رب العالمين) الفاتحة:1، ومعنى ربوبيته للعالمين أن: >الله سبحانه لم يخلق الكون هملاً إنما يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويربّيه، وكلّ العوالم والخلائق تحفظ وتتعهّد برعاية الله رب العالمين< (18)، وقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) البقرة:30، دليل على عناية الله تعالى بالعالم الأرضي، ولذا جعل فيه خليفة يخلفه سبحانه وتعالى في تدبير شؤون الكون، فدلّ ذلك على أن مراد الله صلاح هذا العالم واستقامة أحواله· كما دل استفهام الملائكة المشوب بالتعجّب أنهم علموا أنّ مراد الله تعالى من خلق الأرض وإيجادها هو صلاحها وانتظام أحوالها، ولذلك تعجّبوا من خلق من يقيم فيها الفساد، فكان جواب الله تعالى أنه أعلم بما في خليفته من صفات الصّلاح والفساد، وأن الصّلاح غالب على الفساد فيه، ومن ثم يتحقّق المقصد من الخلق وهو عمارة الأرض وصلاحها (19) · كما دلّت نصوص كثيرة على أن مراد الله من خلق العالم صلاحه، كقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) الأعراف:85، فهي دليل على أن الله لايحب الفساد في الأرض بعد أن أصلح الله خلقها، وكقوله: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد) البقرة: 205، ففيها إشارة صريحة إلى أن الله قصد من خلق العالم صلاح حرثه ونسله وكل موجوداته؛ لينتفع بها الإنسان وينعم بها أهل الأرض جميعاً (20) · وهكذا يظهر أن المقصد الأعلى والأسمى من خلق العالم وإيجاده هو عمارة الأرض بالخير والصلاح وحفظ نظام التعايش فيها واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها، وأنّ ذلك مرهون باستقامة الإنسان وعدله وصلاح عقله (21) ·
خامسا: عالمية الظهور والتّمكين
ومما يدل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، النصوص المبشّرة بظهور هذا الدّين والتّمكين لأهله في العالم، وأن ذلك آت لا محالة حينما يأذن الله وتتهيأ أسبابه، وظهور الدّين، معناه علوّه على جميع الأديان السّابقة والتمكين له في الأرض (22)، وقد نصّ عليه القرآن في ثلاث آيات، في سورة التوبة، والفتح، والصّفّ، وقد ربط الله تعالى هذا الظهور والتّمكين عقب الإشارة إلى رفض أهل الكتاب والمشركين الاعتراف بالدّين العالمي الجديد والدّخول فيه، ففي سورة التوبة حدّد الله صفة المشركين في الآية (28) ثم صفة المرتدّين من أهل الكتاب في الآية (29)، ثم أشار إلى انحرافات اليهود والنصارى في الآيتين (30، 31)، ثم أكّد على ظهور الدين مطلقاً على المشركين والكتابيين بعد ذلك· أما في سورة الصف فقد جاءت آية الظهور للدين بعد ذكر خطاب موسى
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى بني إسرائيل في الآية (5)، ثم خطاب عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل والبشارة بـ>أحمد< خاتم الرسل، حيث يتمّ في هذه الآيات الرّبط بين مرحلة الخطاب الاصطفائي الحصري، والخطاب العالمي، ثم إطلاق هذه العالمية في الظهور الكلّي لهذا الدّين· أما في سورة الفتح فقد جاءت البشارة بالظهور الكلّي للدّين عقب ذكر الرّفض المطلق له من قبل المشركين، فقال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) الفتح: 28· والملاحظ هنا أن الآيات الثلاث التي بشّرت بالظهور العالمي لهذا الدين، بشّرت بالمضمون وهو >الدّين< ولم تذكر المسمّى وهو >الإسلام<؛ لأن الاتّجاه إلى المضمون يحقق ثلاثة أغراض:
أحدها: أن المخاطبة بالمضمون فيه تجاوز لعصبيات التّدافع الدّيني الموروث تاريخياً، ومن ثمّ تنعدم لغة الحوار بين أصحاب الأديان فيفوت المقصد والغاية من مخاطبتهم ومحاورتهم·
ثانيهما: أن المخاطبة بالمضمون تتّجه دوماً إلى المنهج المتمثل في الهدى ودين الحق، الذي يصلح أن يكون منطلقاً لحوار أهل الأديان (23) ·
ثالثها: دفع توهّم بعضهم أن المراد بالدّين الجديد إطاره البشري القديم، فيؤدي إلى لبس أو توهّم أن الإسلام سينتشر بالأسلوب والوسائل نفسها التي تحقّقت بها نبوءات أنبياء أهل الكتاب، كالخوارق الغيبية ومن دون أسباب، وليس الأمر كذلك، بل النّصر والظهور لهذا الدين سيكون محكوماً بقوانين بشرية وسنن أرضية (24) ·
وأما التمكين لهذا الدّين وأهله في العالم فقد نبّأ الله به في قوله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملواالصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً) النور:55، فالآية وعد من الله لرسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأنه سيجعل أمته خلفاء في الأرض، أي أئمّة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد (25)، واللام في ـ ليستخلفنّهم ـ جواب لقسم محذوف، أو جواب للوعد بتنزيله منزله القسم؛ لأنه وعد ناجز لامحالة، والمراد بالتمكين للدّين التّثبيت والتقرير، أي يجعله الله ثابتاً مقرّراً، ويوسّع لهم في البلاد ويظهر دينهم على جميع الأديان (26) · والمراد بالاستخلاف القدرة على عمارة الأرض والإصلاح فيها بإقامة العدل، وليس بالظلم، وبالنظام وليس بالفوضى (27) · وهذه المقاصد والأهداف لاتتحقّق إلّا على أيدي من وصفتهم الآية بالمؤمنين الذين يعملون الصالحات· والخطاب لايتّجه إلى الأفراد بل يتّجه إلى الأمة بعامة التي توحّدت كلمتها وسلطانها تحت راية القرآن وتعاليم الإسلام، فالأفراد ـ وإن آمنواوصلحوا ـ لايمكن ولايتيسّر لهم تحقيق ذلك المقصد العظيم المتمثل في إقامة النظام العالمي الإسلامي· ولهذا السبب جعل الله تعالى هذه الأمة وسطاً بين الأمم السّالفة؛ لتكون قيّمة على غيرها من الأمم، ومؤهّلة لقيادة العالم بالحق والعدل، وشاهدة على الناس إلى يوم القيامة، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة:143، >فمن شهادة الرّسول المعصوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى شهادة الأمّة الوسط القطب التي لاتجتمع على ضلالة، والمؤهّلة في نسقها الحضاري لتتّسع للعالم بعد ذلك كله< (28) ·
هذه أهم المظاهر والدلائل على البعد العالمي في الخطاب القرآني، وأن الله تعالى قصد من خلق العالم وإيجاده إقامة نظامه العالمي الموافق لأبعاد القرآن العالمية، فالقرآن تجاوز في خطابه الرؤية الضيّقة للجنس والعشيرة والقبيلة، كما تعدّى في حدود خطابه من أنزل فيها ـ وهم العرب ـ إلى الأفق العالمي المتّسع لكل القوميات والشعوب، فإطلاق نصوصه وعموميتها شاهدة على ذلك· كما راعى في خطابه كل المتغيرات التي تطرأ على الأوضاع البشرية والعمرانية، فجاء مرناً في أحكامه مفتوحاً على المتغيرات والتحوّلات، منسجماً مع المستجدّات؛ ليتمكّن كلّ جيل من العمل بأحكامه وقوانينه· وهي إحدى المعجزات القرآنية الخالدة التي انفرد بها هذا الكتاب على غيره من الكتب التي لم يكتب لها الخلود والشّهود· فأسباب حفظه وبقائه كامنة في خطابه العالمي المعجز، الذي أعطى للعلم والفهم والإدراك مساحة واسعة في نصوصه، مستدعياً أولي الألباب وأولي النّهى إلى التأمل والتدبِّر، والانفتاح على معانيه ومقاصده: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد:24، (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ص:29، إنّ المقصود بهذا الخطاب ليس العرب وحدهم، بل هو متوجه لأولي الألباب في أي زمان ومكان في العالم؛ لإدراك مكنونات الكتاب وأسراره التي لاتنكشف إلّا بمزيد التأمل والتدبر الذي لايؤتيه كل الناس، بل هو من خصوصيات النّخبة المفكّرة العالمة· ومن هنا فإن الأوساط العلمية المثقّفة يقع على عاتقها أكبر واجب في الفهم والتفسير لنصوصه بما يتلاءم وروح العصر ومقتضيات المرحلة الراهنة، التي تحاول العولمة الغربية فرض مشروعها التغريبي على العالم، في غياب المشروع القرآني المهمل من قبل أتباعه، والمتّهم من قبل أدعيائه· فالقرآن لم ينزل لوقت موقّت كما يروّج له بعض المنهزمين والمنخدعين بالحضارة الغربية المعاصرة، الذين يدّعون أن الخطاب القرآني تجاوزه الزمن، ولا يعدو أن أصبح كتاباً تاريخياً لايفيد أتباعه شيئاً في الوقت الراهن· إن هذه الفرية تكذّبها شهادة التاريخ ذاته والحضارات المتعاقبة عبر الزمن، حيث استطاع الخطاب القرآني استيعاب قضايا الشّعوب التي وجدت فيه الرّحمة والعدل والحرية· وإنه قادر اليوم أيضاً على إعادة التاريخ عندما تحين الظروف والأسباب الملائمة.
المصدر:
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=26174(/)
سطوة القرآن. مقال جديد لابراهيم السكران
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[06 May 2010, 02:52 م]ـ
سطوة القرآن
بقلم: إبراهيم السكران
الحمد لله وبعد،،
من أعجب أسرار القرآن وأكثرها لفتاً للانتباه تلك السطوة الغريبة التي تخضع لها النفوس عند سماعه .. (سطوة القرآن) ظاهرة حارت فيها العقول ..
حين يسري صوت القاري في الغرفة يغشى المكان سكينة ملموسة تهبط على أرجاء ماحولك .. تشعر أن ثمة توتراً يغادر المكان .. كأن الجمادات من حولك أطبقت على الصمت .. كأن الحركة توقفت .. هناك شئ ما تشعر به لكنك لاتستطيع أن تعبر عنه ..
حين تكون في غرفتك –مثلاً- ويصدح صوت القارئ من جهازك المحمول، أوحين تكون في سيارتك في لحظات انتظار ويتحول صوت الإذاعة إلى عرض آيات مسجلة من الحرم الشريف .. تشعر أن سكوناً غريباً يتهادى رويداً رويداً فيما حولك ..
كأنما كنت في مصنع يرتطم دوي عجلاته ومحركاته ثم توقف كل شئ مرة واحدة .. كأنما توقف التيار الكهربائي عن هذا المصنع مرة واحدة فخيم الصمت وخفتت الأنوار وساد الهدوء المكان ..
هذه ظاهرة ملموسة يصنعها (القرآن العظيم) في النفوس تحدث عنها الكثير من الناس بلغة مليئة بالحيرة والعجب ..
يخاطبك أحياناً شاب مراهق يتذمر من والده أو أمه .. فتحاول أن تصوغ له عبارات تربوية جذابة لتقنعه بضرورة احترامهما مهما فعلا له .. وتلاحظ أن هذا المراهق يزداد مناقشة ومجادلة لك .. فإذا استعضت عن ذلك كله وقلت له كلمة واحدة فقط: يا أخي الكريم يقول تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:24] رأيت موقف هذا الفتى يختلف كلياً .. شاهدت هذا بأم عيني .. ومن شدة انفعالي بالموقف نسيت هذا الفتى ومشكلته .. وعدت أفكر في هذه السطوة المدهشة للقرآن .. كيف صمت هذا الشاب وأطرق لمجرد سماع قوله تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) .. حتى نغمات صوته تغيرت .. يا ألله كيف هزته هذه الآية هزاً ..
حين قدمت للمجتمع الغربي أول مرة قبل ثلاث سنوات اعتنيت عناية بالغة بتتبع قصص وأخبار (حديثي العهد بالإسلام) .. كنت أحاول أن أستكشف سؤالاً واحداً فقط: ماهو أكثر مؤثر يدفع الإنسان الغربي لاعتناق الإسلام؟ (حتى يمكن الإستفادة منه في دعوة البقية)، كنت أتوقع أنني يمكن أن أصل إلى (نظرية معقدة) حول الموضوع، أوتفاصيل دقيقة حول هذه القضية لايعرفها كثير من الناس، وقرأت لأجل ذلك الكثير من التجارب الذاتية لشخصيات غربية أسلمت، وشاهدت الكثير من المقاطع المسجلة يروي فيها غربيون قصة إسلامهم، وكم كنت مأخوذاً بأكثر عامل تردد في قصصهم، ألا وهو أنهم (سمعوا القرآن وشعروا بشعور غريب استحوذ عليهم) هذا السيناريو يتكرر تقريباً في أكثر قصص الذين أسلموا، وهم لايعرفون اللغة العربية أصلاً! إنها سطوة القرآن ..
ومن أعجب أخبار سطوة القرآن قصة شهيرة رواها البخاري في صحيحه وقد وقعت قبل الهجرة النبوية وذلك حين اشتد أذى المشركين لما حصروا بني هاشم والمطلب في شعب أبي طالب، فحينذاك أذن النبي -صلى الله عليه و سلم- لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة، فخرج أبوبكر يريد الهجرة للحبشة فلقيه مالك بن الحارث (ابن الدغنّة) وهو سيد قبيلة القارَة، وهي قبيلة لها حلف مع قريش، وتعهد أن يجير أبا بكر ويحميه لكي يعبد ربه في مكة، يقول الراوي:
(فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين). [البخاري: 2297]
هذه الكلمة (فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم) من العبارات التي تطرق ذهني كثيراً حين أسمع تالياً للقرآن يأخذ الناس بتلابيبهم .. ومعنى يتقصّف أي يزدحمون ويكتظون حوله مأخوذين بجمال القرآن .. فانظر كيف كان ابوبكر لايحتمل نفسه إذا قرأ القرآن فتغلبه دموعه .. وانظر لعوائل قريش كيف لم يستطع عتاة وصناديد الكفار عن الحيلولة بينهم وبين الهرب لسماع القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أكثر الأمور إدهاشاً أن الله -جل وعلا- عرض هذه الظاهرة البشرية أمام القرآن كدليل وحجة، فالله سبحانه وتعالى نبهنا إلى أن نلاحظ سطوة القرآن في النفوس باعتبارها من أعظم أدلة هذا القرآن ومن ينابيع اليقين بهذا الكتاب العظيم، ولم يشر القرآن إلى مجرد تأثر يسير، بل يصل الأمر الخرور إلى الأرض .. هل هناك انفعال وتأثر وجداني أشد من السقوط إلى الأرض؟ تأمل معي هذا المشهد المدهش الذي يرويه ربنا جل وعلا عن سطوة القرآن في النفوس:
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا} (107) سورة الإسراء
بالله عليك أعد قراءة هذه الآية وأنت تتخيل هذا المشهد الذي ترسم هذه الآية تفاصيله: قوم ممن أوتو حظاً من العلم حين يتلى عليهم شئ من آيات القرآن لا يملكون أنفسهم فيخرون إلى الأرض ساجدين لله تأثراً وإخباتاً .. يا ألله ما أعظم هذا القرآن ..
بل تأمل في أحوال قوم خير ممن سبق أن ذكرهم الله في الآية السابقة .. استمع إلى انفعال وتأثر قوم آخرين بآيات الوحي، يقول تعالى:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
هذه الآية تصور جنس الأنبياء .. ليس رجلاً صالحاً فقط .. ولا قوم ممن أوتو العلم .. ولا نبي واحد أو نبيين .. بل تصور الآية (جنس الأنبياء) .. وليست الآية تخبر عن مجرد أدب عند سماع الوحي وتأثر يسير به .. بل الآية تصور الأنبياء كيف يخرون إلى الأرض يبكون ..
الأنبياء .. جنس الأنبياء .. يخرون للأرض يبكون حين يسمعون الوحي .. ماذا صنع في نفوسهم هذا الوحي العجيب؟
وقوم آخرون في عصر الرسالة ذكر الله خبرهم في معرض المدح والتثمين الضمني في صورة أخاذة مبهرة يقول تعالى:
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [المائدة:83]
أي شخص يقرأ الآية السابقة يعلم أن هذا الذي فاض في عيونهم من الدموع حين سمعوا القرآن أنه شئ فاق قدرتهم على الاحتمال .. هذا السر الذي في القرآن هو الذي استثار تلك الدمعات التي أراقوها من عيونهم حين سمعوا كلام الله .. لماذا تساقطت دمعاتهم؟ إنها أسرار القرآن ..
هذه الظاهرة البشرية التي تعتري بني الإنسان حين يسمعون القرآن ليست مجرد استنتاج علمي أو ملاحظات نفسانية .. بل هي شئ أخبرنا الله أنه أودعه في هذا القرآن .. ليس تأثير القرآن في النفوس والقلوب فقط .. بل –أيضاً- تأثيره الخارجي على الجوارح .. الجوارح ذاتها تهتز وتضطرب حين سماع القرآن .. قشعريرة عجيبة تسري في أوصال الإنسان حين يسمع القرآن .. يقول تعالى:
{اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23]
لاحظ كيف يرسم القرآن مراحل التأثر، تقشعر الجلود، ثم تلين، إنها لحظة الصدمة بالآيات التي يعقبها الاستسلام الإيماني، بل والاستعداد المفتوح للانقياد لمضامين الآيات .. ولذلك مهما استعملت من (المحسّنات الخطابية) في أساليب مخاطبة الناس وإقناعهم فلا يمكن أن تصل لمستوى أن يقشعر الجلد في رهبة المواجهة الأولى بالآيات، ثم يلين الجلد والقلب لربه ومولاه، فيستسلم وينقاد بخضوع غير مشروط ..
هذا شئ يراه المرء في تصرفات الناس أمامه .. جرب مثلاً أن تقول لشخص يستفتيك: هذه معاملة بنكية ربوية محرمة بالإجماع، وفي موقف آخر: قدم بآيات القرآن في تحريم الربا، ثم اذكر الحكم الشرعي، وسترى فارق الاستجابه بين الموقفين؛ بسبب ماتصنعه الآيات القرآنية من ترويض النفوس والقلوب لخالقها ومولاها، تماماً كما قال تعالى (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مقابل ذلك كله .. حين ترى بعض أهل الأهواء يسمع آيات القرآن ولايتأثر بها، ولايخضع لمضامينها، ولاينفعل وجدانه بها، بل ربما استمتع بالكتب الفكرية والحوارات الفكرية وتلذذ بها وقضى فيها غالب عمره، وهو هاجر لكتاب الله يمر به الشهر والشهران والثلاثة وهو لم يجلس مع كتاب ربه يتأمله ويتدبره ويبحث عن مراد الله من عباده، إذا رأيت ذلك كله؛ فاحمد الله يا أخي الكريم على العافية، وتذكر قوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 22]
وحين يوفقك ربك فيكون لك حزب يومي من كتاب الله (كما كان لأصحاب رسول الله أحزاب يومية من القرآن) فحين تنهي تلاوة وردك اليومي فاحذر يا أخي الكريم أن تشعر بأي إدلال على الله أنك تقرأ القرآن، بل بمجرد أن تنتهي فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر؛ وهو استشعار منة الله وفضله عليك أن أكرمك بهذه السويعة مع كتاب الله، فلولا فضل الله عليك لكانت تلك الدقائق ذهبت في الفضول كما ذهب غيرها، إذا التفتت النفس لذاتها بعد العمل الصالح نقص مسيرها إلى الله، فإذا التفتت إلى الله لتشكره على إعانته على العبادة ارتفعت في مدارج العبودية إلى ربها ومولاها، وقد نبهنا الله على ذلك بقوله تعالى (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) [النور: 21]
فتزكية النفوس فضل ورحمة من الله يتفضل بها على عبده، فهو بعد العبادة يحتاج إلى عبادة أخرى وهي الشكر والحمد، وبصورة أدق فالمرء يحتاج لعبادة قبل العبادة، وعبادة بعد العبادة، فهويحتاج لعبادة الاستعانة قبل العبادة، ويحتاج لعبادة الشكر بعد العبادة .. وكثير من الناس إذا عزم على العبادة يجعل غاية عزمه التخطيط والتصميم الجازم .. وينسى أن كل هذه وسائل ثانوية .. وإنما الوسيلة الحقيقية هي (الاستعانة) .. ولذلك وبرغم أن الاستعانة في ذاتها عبادة إلا أن الله أفردها بالذكر بعد العبادة فقال (إياك نعبد وإياك نستعين) .. وهذه الاستعانة بالله عامة في كل شئ، في الشعائر، وفي المشروعات الاصلاحية، وفي مقاومة الانحرافات الشرعية، وفي الخطاب الدعوي، فمن استعان بالله ولجأ إليه فتح الله له أبواب توفيقه بألطف الأسباب التي لايتصورها ..
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، اللهم أحي قلوبنا بكتابك، اللهم اجعلنا ممن إذا استمع للقرآن اقشعر جلده ثم لان جلده وقلبه لكلامك، اللهم اجعلنا ممن إذا سمع ما أنزل إلى رسولك تفيض عيوننا بالدمع، اللهم اجعلنا ممن إذا تليت عليهم آيات الرحمن خرو سجداً وبكياً، اللهم إنا نعوذ بك ونلتجئ إليك ونعتصم بجنابك أن لاتجعلنا من القاسية قلوبهم من ذكر الله.
والله أعلم
ابوعمر
جمادى الأولى 1431هـ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2010, 03:57 م]ـ
كلام جميل بداية وختاما، وجمال الخاتمة يذكرنا بقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم:
" يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" رواه أبو دواد رحمه في سننه وصححه الألباني رحمه الله.
جزى الله الكاتب والناقل خيرا
ـ[مها]ــــــــ[09 May 2010, 12:10 ص]ـ
بارك الله في الناقل والقائل، وجعلنا جميعا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته. آمين
حين يسري صوت القاري في الغرفة يغشى المكان سكينة ملموسة تهبط على أرجاء ماحولك .. تشعر أن ثمة توتراً يغادر المكان .. كأن الجمادات من حولك أطبقت على الصمت .. كأن الحركة توقفت .. هناك شئ ما تشعر به لكنك لاتستطيع أن تعبر عنه ..
تذكرت وأنا أقرأ هذه الكلمات لحظات كانت قبل سنوات، بين جنبات مدرج مركز الملك فهد الثقافي حيث كان حفل تخرجنا، فكان المدرج مزدحما بالمئات من الطالبات وصاخبا بالأصوات من هنا وهناك حتى مع مقدمة البرنامج، وفجأة إذا بالسكينة تسري من خلال آيات الله مع ذاك الصوت الندي الذي لاينسى، فيطبق اللسان، وما كأن في المكان إنسان! وماذاك إلا من سطوة القرآن.
وهذا رابط مقالة أخرى حول القرآن لهذا الكاتب النادر بعنوان: على قارعة التدبر ( http://www.almisq.net/articles-action-show-id-345.htm)
ولمن شاء فهنا ( http://www.almisq.net/articles-action-listarticles-id-20.htm) رابط لبعض مقالاته -نفع الله به-(/)
استنباط مهم /وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 May 2010, 03:55 م]ـ
وهن العظام والشيب داء لا دواء له
أما الاستنباط الأهم في هذه الآية هو استنباط علمي. فالآية تتحدث عن مرضين مهمين من أمراض الشيخوخة وهما وهن العظام أو ما يطلق عليه الآن الضعف العام بسبب الشيخوخة كتعرض الجسم لهشاشة العظام وغيرها من آفات. بالإضافة الى مرض آخر وهو تعرض فروة الرأس للشيب. فقد اكتشف العلماء أن سائل فوق أكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيضة للشعر هو السبب الرئيس في ظهور الشيب. حيث اكتشف الباحثون أن هذه المادة تزداد وتتضاعف مع تقدم الإنسان في العمر وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجها الخلايا الصبغية المسئولة عن اللون. فلون الشعر يعتمد على مدى نشاط الخلايا الملونة التي تفرزها مادة الميلانين سوداء اللون. وهذا يعني أن هذين المرضين سوف يظلان ملازمين لمرحلة الشيخوخة مهما تقدم الطب. فقد عجز العلماء من خلال أبحاثهم عن تنشيط الجين المسئول عن الشيخوخة وفشلوا بذلك فشلاً ذريعاً. بل ان النعجة المشهورة (دولي) قد ظهر عليها إمارات الشيخوخة المبكرة لأنها استنسخت من خلايا نعجة هرمة مما جعلها تتعرض للنفوق بشكل متسارع بسبب ما تعرضت له من ضعف عام ساعد على هلاكها بسرعة. وقد وقف العلماء في حيرة شديدة إزاء هذه النتائج المحبطة.مما جعلهم يعيدون النظر بقضية الاستنساخ التي كانوا يعقدون عليها آمالاً جساماً. والله تعالى أعلم(/)
ما هو الفرق بين أصول التفسير وأصول الاستنباط؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 May 2010, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
ما هو الفرق بين أصول التفسير وأصول الاستنباط؟
هل أفرد أحد الباحثين بحثا في ما يخص ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 May 2010, 06:51 م]ـ
يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كتابه شرح مقدمة التفسير: يحتاج المفسر أن يكون عالما بأصول الفقه؛ لأن أصول الفقه هي أصول الاستنباط، وأصول الاستنباط يحتاجها المفسر كثيرا، فكثير من مواضع الاجتهاد والاستنباط إنما تكون عن طريق أصول الفقه، أرأيت مثلا مجيء الخاص بعد العام، أو مجيء المبيَّن بعد المجمل، أو مجيء المقيد بعد المطلق، أو مجيء النص أو مجيء الظاهر أو الحقيقة أو نحو ذلك التي كلها من مباحث أصول الفقه، فمن لم يكن ضابطا لأصول الفقه فإنه لا يحسن له بل يذم إذا تعاطى التفسير بالاجتهاد فيه. انتهى كلامه.
إن أصول التفسير تحتاج الى كم هائل من المرجعيات الداعمة للخوض في علم التفسير غير الذي قاله الشيخ آل صالح كأن يكون عالما بلغة العرب؛ والعلم بالقرآن بحفظه واستظهاره ومعرفة مواقع حججه، والعلم بالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والى غير ذلك من شروط
بينما الاستنباط يتأتى من خلال التعمق في النص القرآني. والفهم الخاص للناظر له حيث تختلف النظرات حسب اهتمام الناظر وفكره وتخصصه. فالطبيب يستنبط ما في النص من بواطن طبيّة. والفلكي يستخرج ما يستجد من علوم الفلك وظواهر الطبيعة. وكذلك الجغرافي والرياضي والى غير ذلك من تخصصات. ولا يشترط بأولئك المتأملين المستنبطين إلا صحة الاستنباط وعدم خروجه عن واقع النص واحتماله لذلك المعنى المستنبط. والله تعالى أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 May 2010, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
قال الدكتور مساعد الطيار في كتابه التفسير اللغوي:
" يلاحظ أن بعض أصحاب هذه التعريفات - تعريف علم التفسير - نظر إلى جملة العلوم التي تستنبطها كتب التفسير، ولكثرتها، فإنه لا يتمكن من حصرها وعدها كلها في التعريف، فجاءت في بعض التعريفات مثالا لهذه الموضوعات، وها ليس فيه تحديد دقيق لعلم التفسير "
يظهر بذلك كما يبدو أن علم التفسير أعم من علم الاستنباط.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 May 2010, 05:00 ص]ـ
وقد قرأت بحثا رأيت من خلاله أن التفسير نوعان تفسير لا يحتاج لاستنباط وهو الذي لا يختلف عليه
وتفسير يظهر عن طريق الاستنباط وهو التأويل وكما يظهر فالتأويل أصعب أنواع الاستنباط فالمؤول لابد أن يكون أقوى من المستنبط، لذا فالتفسير أصعب من الاستنباط في بعض جوانبه. والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 06:00 ص]ـ
ومنك نستفيد دوماً يا أخت أم الاشبال. وبارك الله بك
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 May 2010, 05:49 م]ـ
ومنك نستفيد دوماً يا أخت أم الاشبال. وبارك الله بك
أسأل الله أن يجعل ما أكتب في ميزان حسناتي، جزاك الله خيرا أخي الفاضل.
وللفائدة:
صادف أني كنت أستمع
لمحاضرة التأصيل في دراسة علم التفسير، للدكتور مساعد الطيار.
فوجدت أنه يشير إلى نقطة مهمة وهي كيف يتحول المستنبط إلى مأول، فأشار إلى ذلك بما ذكره في المحاضرة:
من أن مرحلة الاستدلال والاستنباط هي مرحلة المشيخة فترى أحد المشايخ يتجه لعلم ويخصه بالبحث والاستنباط كـ:
-قضايا الدلالات وأصول الفقه.
-اللطائف والبلاغة.
-اللغة والمفردات واللطائف.
-أو المعاني وارتباطها بالنحو.
وبعد ذلك ينتقل الشيخ للمرحلة البحثية ويتفقه فيها بقواعد الترجيح، وقواعد الترجيح مبنية على مسائل العلوم التي نستطيع أن نرجح المعنى ونفهم ونستنبط من خلالها، والنظر الكلي يأتي في هذه المرحلة." أهـ
وأعتقد أن مرحلة النظر الكلي ينتقل فيها المستنبط إلى مرحلة التأويل إذا كان فهمي صحيحا والله أعلم.(/)
استشكالات في بعض التفاسير – 1
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[08 May 2010, 12:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
تفسير قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الرعد: 11):
من اللافت للانتباه أنه قد شاع على ألسنة الدعاة والخطباء، وذاع على أقلام الكتاب والصحفيين والأدباء، تفسير هذه الآية بأن معناها: إن الله لا يغير الواقع السيء الذي يعيشه الناس حتى يعمل الناس لتغيير واقعهم، وكلهم يوردون هذه الآية في سياق شحذ الهمة واستنهاض الأمة إلى التقدم والرقي والإصلاح، ويحضون الأمة على أن تغير ما بها من واقع سيء لكي يغيره الله تعالى، مستشهدين بهذه الآية.
ثم تسرب هذا التفسير إلى بعض التفاسير المعاصرة؛ يقول سيد قطب مثلا في تفسير هذه الآية: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم: فهو يتعقبهم بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم؛ فإنه لا يغير نعمة أو بؤسا، ولا يغير عزا أو ذلة، ولا يغير مكانة أو مهانة، إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم. وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون، ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم، ويجيء لاحقا له في الزمان بالقياس إليهم، وإنها لحقيقة تلقي على البشر تبعة ثقيلة؛ فقد قضت مشيئة الله وجرت بها سنته، أن تترتب مشيئة الله بالبشر على تصرف هؤلاء البشر، وأن تنفذ فيهم سنته بناء على تعرضهم لهذه السنة بسلوكهم".
وجه الاستشكال:
أن التفاسير المشهورة قد أجمعت على أن تفسير هذه الآية هو: إن الله لا يغير ما بقوم من النعمة والحالة الحسنة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإيمان والطاعة. قال الرازي في تفسير هذه الآية: "أما قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فكلام جميع المفسرين يدل على أن المراد لا يغير ما هم فيه من النعم بإنزال الانتقام إلا بأن يكون منهم المعاصي والفساد".
ومن ما يقوي هذا التفسير أنه هو الموافق لقوله تعالى: "ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الأنفال: 53)؛ لأن التفسير ينبغي أن يطلب من القرآن أولا، فما أجمل في موضع ربما يكون قد فصل في موضع آخر، قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثامن والسبعين في معرفة شروط المفسر وآدابه): "قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن؛ فما أجمل منه في مكان فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه".
ومن ما يقوي هذا التفسير أيضا أنه هو الموافق لسياق الآيات كما يقول سيد قطب: "وبعد تقرير المبدأ يبرز السياق حالة تغيير الله ما بقوم إلى السوء؛ لأنهم حسب المفهوم من الآية غيروا ما بأنفسهم إلى أسوأ فأراد لهم الله السوء".
ولم أقف على من خالف هذا التفسير من المفسرين المتقدمين غير القشيري فإنه ذكر في تفسير هذه الآية وجوها منها قوله: "وإذا غيروا ما بهم إلى الطاعات غير الله ما بهم منه من الإحسان والنعمة، وإذا كانوا في نعمة فغيروا ما بهم من الشكر لله تغير عليهم ما من به من الإنعام فيسلبهم ما وهبهم من ذلك، وإذا كانوا في شدة لا يغير ما بهم من البلاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أخذوا في التضرع، وأظهروا العجز غير ما بهم من المحنة بالتبديل والتحويل". وكذلك البقاعي فإنه ذكر احتمال أن المغيَّر قد يكون خيرا وقد يكون شرا؛ فقال: "لا يغير ما بقوم، أي: خيرا كان أو شرا، حتى يغيروا ما، أي: الذي بأنفسهم من ما كانوا يزينونها به من التحلي بالأعمال الصالحة والتخلي عن أخلاق المفسدين، فإذا غيروا ذلك غير ما بهم إذا أراد، وإن كانوا في غاية القوة".
فهل التفسير الشائع لهذه الآية مقبول أم لا؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 01:44 م]ـ
ليس هناك إشكال أخي الكريم
وكلا المعنيين صحيح
ألم تر أن الآيات واردة في سياق ذم الكفار وأنهم مهددون بالعقوبة من الله تعالى إذا لم يغيروا ما هم عليه من الشرك والكفر والأخلاق الباطلة؟
إن السورة كلها تهديد لأهل الباطل بالعقوبات الدنيوة والأخروية، وهي دعوة إلى التغيير حتى تدفع عنهم النقم ولا تحل بهم المحن، وتأمل قول الله تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)) سورة الرعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 May 2010, 07:41 م]ـ
الأخ الكريم د. أحمد كوري
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
و بعد
قوله تعالى:
[إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11}
* التفسير الشائع - المذكور آنفا - لتلك الآية الكريمة مقبولٌ عقلاً و نقلاً، و قد تفضلتم بِذِكْر ما يؤيده من كلام المُفَسِّريْن القشيري و البقاعي.
و نَصّ الآية يَحْتَمِله؛ فـ (ما) موصولة، صلتها (بقومٍ)، و كذا (ما بأنفسهم)
و الأسماء الموصولة مِن ألفاظ العموم؛ فتشمل ما بقومٍ مِن نعمةٍ أو نِقمة،
و كذا ما بأنفسهم مِن طاعة و معصية.
و تغيير ما نزل بالقوم من ضُرٍّ و نِقمة بتغيير ما بأنفسهم مِن السَيئة و المعصية، ذكره أيضا - ضِمناً - الإمامان ابن كثير و السيوطي في تفسيريهما لتلك الآية الكريمة؛ قال السيوطي في " الدُرّ المنثور في التأويل بالمأثور ":
(أخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي، فيرفع الله عنهم النعم.
* وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش، وأبو الشيخ وابن مردويه، عن عليّ - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله: «وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية، كانوا على ما كرهته من معصيتي، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي»). اهـ
و عليه، فلا إشكال في تفسير المعاصرين لتلك الآية الكريمة، إن شاء الله
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[09 May 2010, 09:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
إن هذا المعنى الذي تقول أنه شاع على ألسنةالدعاة .... يدل عليه فحوى الخطاب
إذا كان الله لا يغير ما بقوم من النعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإيمان ...... فكذلك أن الله لا يغير ما بقوم من السوء حتى يغيروا مابأنفسهم من الظلم ...............
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[07 Jun 2010, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أشكر للسادة العلماء والشيوخ الأجلاء تفضلهم بالمشاركة في هذا الموضوع؛ فقد أجادوا وأفادوا وساهمت مشاركاتهم في حل الإشكال. ومن بركات مشاركتهم أني قرأت بعض المشاركات التي كانوا قد كتبوا سابقا في هذا المنتدى والتي ظهرت عناوينها مع مشاركاتهم، فأعجبت بها؛ فجزاهم الله خير الجزاء ونفع بعلمهم، وأعتذر لهم عن تأخري في التفاعل معهم، بسبب تراكم الأعمال والأشغال في آخر السنة الجامعية.
فالذي لفت نظري في هذه المسألة أن العامة اليوم أصبحت لا تعرف لهذه الآية تفسيرا غير هذا التفسير المحدث!! حتى صارت الآية (بهذا التفسير) تستعمل عنوانا للكتب والسلاسل والمقالات!! ولم يسمع أكثر الناس بالتفسير الذي اتفق عليه جل المفسرين أو كلهم حسب تعبير الإمام الرازي. مع أن إجماع المفسرين حجة؛ قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" بعد أن ذكر أقوال المفسرين فيها: "ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل، وأنا لا نستجيز خلافهم في ما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال: ولا تجهر بصلاتك التي أمرناك بالمخافتة بها، وهي صلاة النهار لأنها عجماء، لا يجهر بها، ولا تخافت بصلاتك التي أمرناك بالجهر بها، وهي صلاة الليل، فإنها يجهر بها، وابتغ بين ذلك سبيلا بأن تجهر بالتي أمرناك بالجهر بها، وتخافت بالتي أمرناك بالمخافتة بها، لا تجهر بجميعها، ولا تخافت بكلها، فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الحجة من أهل التأويل على خلافه".
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن هذا التفسير الذي اتفق عليه المفسرون كما قال الرازي هو أيضا الموافق لآية الأنفال والموافق للسياق؛ فـ"ما" في الآية مجملةلكن كيف نفصل إجمالها؟ نفصله من القرآن؛ فنجد آية الأنفال قد فصلته، والمجمل يطلب تفصيله من القرآن أولا، كما قال السيوطي في الاستشهاد أعلاه، وقد مثل العلماء لذلك بآية الزخرف: "وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، فـ"ما" في هذه الآية مجملة، لكن فسرتها آية النحل: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، وكذلك آياتنا التي هي موضوع هذا الكلام؛ فـ"ما" فيها مجملة فصلتها آية الأنفال. وإذا كان المجمل مفصلا في الكتاب أو في السنة فلا يصح العدول عنهما إلى الاحتمالات اللغوية والعقلية؛ ففي قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة"، لا يصح أن نحمل الصلاة والزكاة على كل مدلولاتهما اللغوية؛ لأن هذه المجملات مبينة في الكتاب والسنة؛ فلا يصح مثلا أن نحمل الصلاة على الدعاء ولا أن تحمل الزكاة على عموم الإنفاق. قال السيوطي في الإتقان: (في النوع السادس والأربعين في مجمله ومبينه): "وقد يقع التبيين بالسنة مثل: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" "ولله على الناس حج البيت"، وقد بينت السنة أفعال الصلاة والحج ومقادير نصب الزكوات في أنواعها". وقال أيضا في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "ثم صار كل من يسنح له قول يورده، ومن يخطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير، حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" نحو عشرة أقوال، وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجميع الصحابة والتابعين وأتباعهم، حتى قال ابن أبي حاتم: "لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين". وما أشبه الليلة بالبارحة!!
بعد القرآن الكريم نطلب التفسير من الحديث الشريف، لكن يجب الاحتراس عند استمداد التفسير من الحديث الشريف؛ لكثرة الضعيف والموضوع في التفسير؛ قال الزركشي في البرهان: "للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا هو الطراز المعلم لكن يجب الحذر من الضعيف منه والموضوع؛ فإنه كثير، ولهذا قال أحمد: "ثلاث كتب لا أصل لها المغازي والملاحم والتفسير". وقال المحققون من أصحابه: مراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة، وإن لاَّ فقد صح من ذلك كثير كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي في قوله: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثامن والسبعين في معرفة شروط المفسر وآدابه) معلقا على كلام الزركشي: "قلت: الذي صح من ذلك قليل جدا، بل أصل المرفوع منه في غاية القلة".
وقد ورد في تفسير هذه الآية الحديث: "قال الرب وعزتي وجلالي .. " إلخ، ويقال فيه ما قاله الإمام الشاطبي في حرز الأماني (البيت: 97):
وقد ذكروا لفظ الرسول فلم يزد ولو صح هذا النقل لم يبق مجملا
فالاحتجاج بهذا الحديث مترتب على صحته، ولم أقف على سند صحيح لهذا الحديث؛ فقد أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش، بسند فيه الهيثم بن الأشعث السلمي وأبو حنيفة اليمامي، وهما مجهولان، إضافة إلى أن راوي الحديث عن علي قد اضطربت المراجع في اسمه؛ فالذي في المخطوطة الوحيدة لكتاب العرش: "عمير بن عبد الله"، وفي بعض المراجع التي نقلت الحديث عن كتاب العرش: "عمر بن عبد الملك" وفي بعضها: "عمير بن عبد الملك" وفي بعضها: "عدي بن عميرة الكندي"، وهذا الأخير هو الذي توقع د. التميمي أنه الصحيح. (انظر: الحديث: 19، من طبعتي الكتاب: كتاب العرش - تحقيق: محمد بن حمد الحمود – مكتبة المعلا – الكويت – ط1 – 1406هـ/1986م. و: محمد بن عثمان بن أبي شيبة وكتابه العرش دراسة وتحقيق – د. محمد بن خليفة التميمي – مكتبة الرشد الرياض و/شركة الرياض للنشر والتوزيع – ط1 – 1418هـ/1998م). وقال ابن كثير في تفسيره معلقا على هذا السند: "وهذا غريب، وفي إسناده من لا أعرفه". وقال عنه الذهبي في كتاب العلو (الحديث: 123) بعد أن عزاه إلى كتاب العرش: "ورواه العسال في كتاب المعرفة عن
(يُتْبَعُ)
(/)
أحمد بن الحسن الطائي عن الحلواني، وإسناده ضعيف". وقال د. التميمي "وعلة ضعفه جهالة ابن الأشعث السلمي، وأبي حنيفة اليمامي" (كتاب العرش: تحقيق التميمي: 351).
ولما كان السند الوارد في "كتاب العرش" لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة، هو السند الوحيد الذي وقفت عليه لهذا الحديث؛ وكان من المحتمل أن جميع طرق هذا الحديث تدور عليه، فلا بأس بوقفة مع هذا الكتاب ومؤلفه.
كتاب العرش ومنهجه:
يضم كتاب العرش 90 حديثا وأثرا، نحو ثلاثة أرباعها ضعيف أو موضوع، كما يظهر من حواشي التحقيقين. ويقول د. التميمي عن منهج المؤلف في الكتاب: "لم يهتم المؤلف حين جمعه للأحاديث والآثار التي أوردها بدرجة تلك الأحاديث والآثار من حيث الصحة والضعف؛ فقد جمع في كتابه هذا الغث والسمين، فكان هناك الكثير من الأحاديث والآثار الضعيفة والإسرائيليات، إلى جانب بعض الأحاديث الموضوعة التي لا يصح أن يستدل بها بأي حال من الأحوال، والمؤلف – رحمه الله – محدث حافظ، وله باع طويل في معرفة رجال الأحاديث جرحا وتعديلا؛ فكان الأولى أن يجنب كتابه مثل هذه الأمور، وخاصة أن كتابه يتحدث في مسائل اعتقادية، لا يقبل فيها إلا ما صح من الأحاديث" (كتاب العرش: تحقيق د. التميمي: 252).
محمد بن عثمان بن أبي شيبة الذي ينسب إليه كتاب العرش:
اختلف فيه رجال الجرح والتعديل؛ فقد عدله بعضهم لكن قال فيه عبد الله بن أحمد بن حنبل: كذاب. وقال عبد الرحمن بن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى، يتلقف ما يأفكون. وقال أبو بكر البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه. (انظر سير أعلام النبلاء: 14/ 22 – 21). وقال ابن عقدة: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي وإبراهيم بن إسحاق الصواف وداوود بن يحيى يقولون: محمد بن عثمان كذاب. زادنا داود: قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط. ثم حكى ابن عقدة نحو هذا عن طائفة في حق محمد. وقال جعفر بن محمد الطيالسي: كان كذابا سمع عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط، متى سمع؟! أنا به عارف. و حكى ابن عقدة عن طائفة أنهم كذبوه، منهم: جعفر الطيالسي وعبد الله بن إبراهيم بن قتيبة وجعفر بن هذيل ومحمد بن أحمد العدوي. (انظر: لسان الميزان: 5/ 280). وقال الخطيب البغدادي: "أخبرنا على بن محمد بن الحسين الدقاق قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن أبى العباس بن سعيد قال: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن عثمان كذاب أخذ كتب ابن عبدوس الرازي ما زلنا نعرفه بالكذب. وقال ابن سعيد: سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول: محمد بن عثمان كذاب ويسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم. قال: سمعت داوود بن يحيى يقول: محمد بن عثمان كذاب وقد وضع أشياء كثيرة يحيل على أقوام أشياء ما حدثوا بها قط. وقال: سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث، وقال: سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي يقول: محمد بن عثمان كذاب ما زلنا نعرفه بالكذب مذ هو صبي. وقال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب من من يكتب عنه. وقال: سمعت جعفر بن محمد بن أبى عثمان الطيالسي يقول: ابن عثمان هذا كذاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدثوا بها قط متى سمع؟! أنا عارف به جدا. وقال: سمعت عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة يقول: ابن عثمان أخذ كتب ابن عبدوس وادعاها ما زلنا نعرفه بالتزيد. وقال: سمعت محمد بن أحمد العدوى يقول: محمد بن عثمان كذاب مذ كان متى سمع هذه الأشياء التي يدعيها؟! وذكر كلاما غير هذا في بدئه, وقال: حدثني محمد بن عبيد بن حماد قال سمعت جعفر بن هذيل يقول: محمد بن عثمان كذاب. إلى ها هنا عن ابن سعيد. حدثني على بن محمد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: وسألت الدارقطني عن محمد بن عثمان بن أبى شيبة فقال: كان يقال: أخذ كتب أبى أنس وكتب غير محدث. سألت البرقاني عن ابن أبى شيبة فقال: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه". (تاريخ بغداد: 3/ 42 - 47).
نسبة كتاب العرش إلى محمد بن عثمان بن أبي شيبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن نسبة كتاب العرش إلى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في حاجة إلى إثبات؛ فلا تكفي مجرد نسبته إليه في بعض المراجع دون ذكر سند لهذه النسبة. ومخطوطة الكتاب الوحيدة المعروفة الآن في العالم، تنسب الكتاب إلى هذا المؤلف بسند فيه نظر. (انظر كتاب العرش تحقيق الحمود: 33 – 39، وتحقيق د. التميمي: 254 - 259).ففي سندها العشاري: قال عنه الذهبي: "وقد أدخل في سماعه ما لم يتفطن له". (انظر سير أعلام النبلاء: 18/ 49)، وقال فيه: "ليس بحجة". (ميزان الاعتدال: 3/ 657). وفي سند هذه النسخة أيضا ابن البناء: اتهم بأنه كان يكشط الأسانيد وينسبها إلى نفسه، وإن كان الذهبي قد دافع عنه. (انظر: سير أعلام النبلاء: 18/ 381 - 382). وفي سند هذه النسخة أيضا ابن كادش: قال الذهبي: قال ابن النجار: كان ضعيفا في الرواية، مخلطا كذابا، لا يحتج به، وللائمة فيه مقال. قال السمعاني: كان ابن ناصر يسئ القول فيه. وقال عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا. وقال السمعاني: سمعت ابن ناصر يقول: سمعت إبراهيم بن سليمان يقول: سمعت أبا العز بن كادش يقول: وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقر عندي بذلك. قال عمر بن علي القرشي: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول: قال لي ابن كادش: وضع فلان حديثا في حق علي، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا، بالله أليس فعلت جيدا؟ " قال الذهبي: هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن النجار: رأيت له كتابا سماه "الانتصار لرتم القحاب" فيه أشعار، فيقول: أنشدتني المغنية فلانة، وأنشدتني ستوت المغنية بأوانا، وقد قرأه عليه ابن الخشاب. (انظر سير أعلام النبلاء: 19/ 558 - 560). وقال ابن حجر (لسان الميزان: 1/ 218): "مشهور من شيوخ ابن عساكر أقر بوضع حديث وتاب وأناب". وفي سند هذه النسخة أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن بركة بن طاقويه: قال فيه ابن الدبيثي: "سمعنا منه على تخليط كان فيه، على صحة سماعه" (انظر: كتاب العرش تحقيق د. التميمي: 257)، وقد قرن معه في السند أبو القاسم بن هبة الله، قال فيه الذهبي: "قال ابن الدبيثي: هو صحيح السماع، فيه تسامح في الأمور الدينية. وقال ابن نقطة: كان غير مرضي السيرة في دينه. قال ابن النجار: كان فهما ذكيا، حفظة للنوادر، عمل مرة شطرنجا وزنه خروبتان، ورزة من عاج وأبنوس، ثم كبر وساء خلقه، وكان يتعاسر، ويسب أباه الذي سمعه، وفيه قلة دين، الله يسامحه". (انظر: سير أعلام النبلاء: 21/ 352 - 353).
ويبدو أن هذا السند هو السند الوحيد للكتاب؛ فقد روى ابن الجوزي كتاب العرش بالسند نفسه المذكور أعلاه (انظر: دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه – لابن الجوزي الحنبلي ص: 225 – تحقيق: حسن السقاف – دار الإمام النووي – ط4 – 1424هـ/2000م)، ورواه أيضا ابن حجر بالسند نفسه (انظر: المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: 2/ 363 – تحقيق: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي – دار المعرفة – بيروت – لبنان – ط1 – 1415هـ/1994م) وقد ذكر كتابَ العرش محمدُ بن سليمان الروداني ضمن مروياته في فهرسه: "صلة الخلف بموصول السلف"، بالسند نفسه أيضا. (انظر: كتاب العرش تحقيق الحمود: 39 - 40). فمن اللافت للانتباه حقا أن لا يكون لكتاب العرش إلا هذا السند العجيب!!
ابن مردويه وأبو الشيخ ومنهجهما:
أورد هذا الحديث أيضا الإمام السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية المذكورة، ونسبه إلى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش، وإلى ابن مردويه وأبي الشيخ، ولم يقيده بواحد من كتبهما، والظاهر من صنيعة أنهما روياه في تفسيريهما، وهما مفقودان حسب علمي، وقد بحثت عن هذا الحديث في القسم المطبوع من كتاب العظمة لأبي الشيخ فلم أقف عليه. (انظر: كتاب العظمة لأبي الشيخ الإصبهاني – تحقيق: رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري – دار العاصمة – الرياض). ولم يذكر السيوطي سند الحديثين حتى تمكن معرفة درجتهما، وقد كان قدماء المفسرين بالرواية يذكرون سند كل حديث، "ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، ثم حذف أكثر المتأخرين الأسانيد فلم يعد من الممكن التمييز بين الصحيح والضعيف، كما قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "ثم ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال بترا فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
بالعليل". لكن ابن مردويه وأبا الشيخ بصفة عامة لا يلتزمان الصحة في كتبهما، ولذلك لا يصح قبول ما روياه قبل الوقوف على سنده والتأكد من صحته، قال الذهبي عن أبي الشيخ (سير أعلام النبلاء: 16/ 279): "قد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة واتباع، لولا ما يملأ تصانيفه بالواهيات". وقال المعلمي اليماني (في الأنوار الكاشفة: 123): "كتاب العظمة تكثر فيه الرواية عن الكذابين والساقطين والمجاهيل"، وقال محقق كتاب العظمة (1/ 110): "نعم قد أورد فيه كثيرا من الأحاديث والآثار التي لا تستحق ذكرها لكونها من الواهيات أو الضعاف شديدة الضعف أو الاسرائيليات". وقال (ص: 128): "ثم إنه تساهل كثيرا في ما أورده من الأحاديث والأخبار فيوجد كثير منها قد حكم عليه بالوضع، أو بالضعف الشديد"، وقال (1/ 131): "فأما المآخذ من الناحية العلمية فهي تتمثل في ما يلي: 1 – إيراده في الكتاب من الواهيات والموضوعات شيئا كثيرا من ما جعل الكتاب يعتبر مصدرا من مصادر كتب الموضوعات". وقال (1/ 146): "والمؤلف رحمه الله تعالى - كما تقدمت الإشارة – أكثر من إيراد الإسرائيليات التي يوجد في أسانيدها من اتهم بالكذب والوضع، كما أكثر أيضا من إيراد ما تخالفه الشريعة الإسلامية والعقول الصريحة وتقضي ببطلانها، وكان المفروض الاجتناب عن مثلها".
ومن أمثلة الطرق الواهية التي اعتمدها ابن مردويه وأبو الشيخ في تفسيريهما طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "وطريق الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس منقطعة فإن الضحاك لم يلقه، فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة عن أبي روق عنه فضعيفة لضعف بشر، وقد أخرج من هذه النسخة كثيرا ابن جرير وابن أبي حاتم، وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك فأشد ضعفا؛ لأن جويبرا شديد الضعف متروك. ولم يخرج ابن جرير ولا ابن أبي حاتم من هذا الطريق شيئا، إنما أخرجها ابن مردويه وأبو الشيخ بن حيان".
ومن أمثلة الموضوعات التي أوردها ابن مردويه في تفسيره الحديث الطويل في فضائل سور القرآن سورة سورة، قال الحافظ العراقي في ألفيته:
كذا الحديث عن أبي اعترف راويه بالوضع وبئس ما اقترف
وكل من أودعه كتابه كالواحدي مخطئ صوابه
قال السخاوي في فتح المغيث (1/ 260 – 261) شارحا هذين البيتين: "وعلى كل حال فهو موضوع وإن كان له عن أبي طرق. (وبئس) كما زاده الناظم أيضا (ما اقترف) أي: اكتسب واضعه. (و) لهذا (كل من أودعه كتابه) في التفسير (كـ) أبي الحسن علي بن أحمد (الواحدي) ( .. ) وأبي بكر بن مردويه وأبي إسحاق الثعلبي وأبي القاسم الزمخشري، وفي فضائل القرآن كأبي بكر بن أبي داود الحافظ ابن الحافظ فهو (مخطيء) في ذلك (صوابه)؛ إذ الصواب تجنب إيراد الموضوع إلا مقرونا ببيانه كما تقدم، والزمخشري أشدهم خطأ حيث أورده بصيغة الجزم غير مبرز لسنده، وتبعه البيضاوي، بخلاف الآخرين فإنهم ساقوا إسناده. وإن حكينا في ما تقدم قريبا عدم جوازه أيضا".
والسر في تقارب منهج أبي الشيخ وابن مردويه أن الأول شيخ الأخير. انظر: (سير أعلام النبلاء: 16/ 277).
كلام القشيري والبقاعي في تفسير هذه الآية:
أما كلام القشيري في الآية فالمفهوم من سياقه أنه من التفسير الإشاري؛ وقد اعتمد القشيري هذا النوع من التفسير، وهو – وإن كان مقبولا بشروطه - لا يسمى تفسيرا اصطلاحا، قال السيوطي في الإتقان (في النوع الثامن والسبعين في معرفة شروط المفسر وآدابه): "وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير"، وحكى عن ابن عطاء الله قوله: "اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان، وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه، وقد جاء في الحديث: "لكل آية ظهر وبطن"؛ فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة: "هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله"؛ فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا: لا معنى للآية إلا هذا. وهم لم يقولوا ذلك، بل يقرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها، ويفهمون عن الله تعالى ما أفهمهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما البقاعي ففي أول كلامه على تفسير هذه الآية ذكر أن المغيَّر قد يكون خيرا وقد يكون شرا، لكنه في سائر كلامه ركز على ما يوافق تفسير الجمهور، وفي ذلك تقوية لتفسير الجمهور.
وعلى كل حال فغاية ما يدل عليه الحديث المذكور – على ضعفه – أن المغيَّر قد يكون خيرا وقد يكون شرا، وكذلك كلام القشيري والبقاعي، أما التفسير المحدث فلا يجعل المغيَّر إلا شرا. والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jun 2010, 09:21 م]ـ
أما التفسير المحدث فلا يجعل المغيَّر إلا شرا. والله أعلم.
حياك الله يا دكتور أحمد وشكر لك وأعانك
لا أعتقد يا دكتور أحمد أن التفسير المحدث كما ذكرت، هذا إذا كنت تعني بالتفسير المحدث كتب التفسير الحديثة، والسبب أن المفسرين لم يغفلوا عن أقوال من سبقهم فهم يذكرونها فهذا بن سعدي رحمه الله تعالى يقول في تفسيره:
" {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} من النعمة والإحسان ورغد العيش {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها.
وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"
وكذلك ما نقلته أنت عن سيد رحمه الله حيث تضمن كلامه الإشارة إلى القولين:
"فإنه لا يغير نعمة أو بؤسا، ولا يغير عزا أو ذلة، ولا يغير مكانة أو مهانة، إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم، فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم."
وكذلك البقاعي في نظم الدرر:
" {لا يغير ما بقوم} أي خيراً كان أوشراً {حتى يغيروا ما} أي الذي {بأنفسهم} "
وكلا المعنيين دل عليه منطوق الآية إلا إن المفسرين ذكروا أحد القولين للقرينة التي في الآية المفهومة من قوله تعالى:
"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ"
وهذا لا يعني أن القول الآخر غير صحيح فقد دلت عليه آيات كثيرة في كتاب الله ومن ذلك قوله تعالى:
"وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " الروم (41)
"وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " الزخرف (48)
"فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام (43)
وهذه الآيات واضحة أن رفع البلاء إذا وقع مشروط بالرجوع عن السبب الجالب لوقوعه وهذا تغيير.
ثم إن التغيير أمر نسبي فقد يكون من حال سيئة إلى حال حسنة وقد يكون من حال حسنة إلى حالة أحسن منها ومثال هذا الأخير ما وقع لقريش لما آمنت سلمت من زوال النعمة السابقة لإسلامهم وحصلوا ما هو أحسن وهو ما ذكره الله تعالى في قوله:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" سورة النور (55)
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم التالي يعطينا مثالاً لمدلولي آية سورة الرعد:
"إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ"
رواه أبو داود من حديث بن عمر رضي الله عنهما وصححه الألباني رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما شاع على ألسن الخطباء والوعاظ ليس المعنى الذي ذكرتَ وحده بل هم يستخدمون الآية في المعنيين فيحذرون الأمة من التخلي عن دينهم وعقيدتهم فإنهم إن فعلوا فسيغير الله ما بهم من نعم ويزيلها، وكذلك يذكرونهم إن كانوا يشعرون بشيء من الذل والهوان وضيق العيش أن لا سبيل لتغيير هذه الحال إلا بتغيير ما في النفوس من ضعف الإيمان وقلة العمل الصالح.
وختاما إذا كانت الآية تحمل معنى صحيحا لم يتكلم به السلف فلا أرى مانعا من القول بذلك المعنى لمجرد أن السلف لم يقولوا به.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[09 Jun 2010, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
...
مع أن هذا التفسير الذي اتفق عليه المفسرون كما قال الرازي هو أيضا الموافق لآية الأنفال والموافق للسياق؛ فـ"ما" في الآية مجملةلكن كيف نفصل إجمالها؟ نفصله من القرآن؛ فنجد آية الأنفال قد فصلته، والمجمل يطلب تفصيله من القرآن أولا، كما قال السيوطي في الاستشهاد أعلاه، وقد مثل العلماء لذلك بآية الزخرف: "وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، فـ"ما" في هذه الآية مجملة، لكن فسرتها آية النحل: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم"، وكذلك آياتنا التي هي موضوع هذا الكلام؛ فـ"ما" فيها مجملة فصلتها آية الأنفال. وإذا كان المجمل مفصلا في الكتاب أو في السنة فلا يصح العدول عنهما إلى الاحتمالات اللغوية والعقلية
...
وعلى كل حال فغاية ما يدل عليه الحديث المذكور – على ضعفه – أن المغيَّر قد يكون خيرا وقد يكون شرا، وكذلك كلام القشيري والبقاعي، أما التفسير المحدث فلا يجعل المغيَّر إلا شرا. والله أعلم.
سلام الله عليكم
و جزاكم الله خيراً
إضافةً إلى ما ذكره مشكوراً أخي (أبو سعد الغامدي)، هناك بعض الإشكالات على هذا الرأي في الاقتباس أعلاه؛ أذكرها على سبيل المدارسة و المراجعة:
أوّلها: القول بأن آية سورة الرعد {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} مُجْمَلةٌ، ومُفسَّرةٌ بآية سورة الأنفال {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: يقتضي بُطلان تلك التفاسير القديمة و الحديثة، القائلة باشتمال كلمة {ما بقومٍ} على النعمة و النقمة؛ لكونها - أي تلك التفاسير - جاءت بغيْر ما فسرته آية الأنفال، المُبيّنة لِما أُجمَل في آية الرعد، أو جاءت بشيء زائد عليه، و كلاهما لا يجوز فيما بَيّنه الشرع.
و هذا على تقدير صحة القول بأنها مجملة و مفسرةٌ بما ذُكِر.
و مثل ذلك يُقال في كلمة {ما بأنفسهم}
[؟]
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيرا على الاهتمام والإفادة والمشاركة في مدارسة القرآن، جعلنا الله وإياكم من من "نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
المقصود بالتفسير المحدث هو ما شاع في عناوين السلاسل والكتب والمقالات التي يدل سياقها على أن المقصود بها أن المغيَّر هو شر فقط. وهو المعنى الذي بدأ يتسرب إلى بعض التفاسير. وإذا كان بعض المعاصرين يستشهد بالآية على أن المغيَّر هو خير فلا إشكال في هذه الحالة، وأنا كنت هنا نافيا، والمثبت مقدم على النافي. ولا شك أن هذا التفسير المحدث الذي يحصر المغير في الشر هو صحيح المعنى، لكن موضوعنا هو هل تدل عليه هذه الآية أم لا، وصحة المدلول لا تستلزم صحة الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أجمع المفسرون على تفسير فقد صار حجة سواء أكان ذلك في عهد السلف أم بعدهم، فالإجماع في التفسير كالإجماع في الفقه والعقائد، وأدلة حجية الإجماع معروفة. ولا يعقل أن تمضي قرون طويلة على الأمة – ومنها الصحابة والتابعون - وهي لا تعرف تفسير كتاب ربها، حتى يأتي بعض المتأخرين فيستكشف هذا التفسير الصحيح في رأيه. ثم إن فتح باب التفسير المخالف لما كان عند السلف يفتح الباب أمام العلمانيين وغيرهم من الملحدين الذين صاروا يؤلفون التفاسير ويحشونها بالإلحاد في آيات الله، ويفتخرون بأنهم لا يقيمون وزنا لكلام المفسرين المتقدمين، وإنما يعتمدون التفسير "الصحيح" فقط، ولو لم يقل به أحد قبلهم!! وهذا شيخ المفسرين الإمام الطبري لم يتجرأ على تفسير لم يسبق إليه، مع أنه تفسير صحيح معنى ولغة، كما قال: "ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل، وأنا لا نستجيز خلافهم في ما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل أن يقال: ولا تجهر بصلاتك التي أمرناك بالمخافتة بها، وهي صلاة النهار لأنها عجماء، لا يجهر بها، ولا تخافت بصلاتك التي أمرناك بالجهر بها، وهي صلاة الليل، فإنها يجهر بها، وابتغ بين ذلك سبيلا بأن تجهر بالتي أمرناك بالجهر بها، وتخافت بالتي أمرناك بالمخافتة بها، لا تجهر بجميعها، ولا تخافت بكلها، فكان ذلك وجها غير بعيد من الصحة، ولكنا لا نرى ذلك صحيحا لإجماع الحجة من أهل التأويل على خلافه". ويقول الألوسي في تفسير الآية: 34، من سورة البقرة: "ولو أن قائلا قال بهذا لقلت به، لكن للتفرد في مثل هذه المطالب آفات".
أما خطأ بعض المفسرين فلا شك أنه واقع؛ ولذلك نرى بعضهم يرد على بعض، لأن أفرادهم غير معصومين وإنما المعصوم إجماع الأمة، وعلامة الخطإ في التفسير مخالفة القطعيات كالكتاب والسنة والإجماع، وقد أشار السيوطي إلى الخطإ الذي وقع فيه بعض المفسرين حين فسروا "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، برأيهم فذكروا فيها نحو عشرة أوجه، مع أن تفسير هذه الآية منصوص في الحديث وأجمع عليه المفسرون، كما تقدم في قوله في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "ثم صار كل من يسنح له قول يورده، ومن يخطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير، حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" نحو عشرة أقوال، وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجميع الصحابة والتابعين وأتباعهم، حتى قال ابن أبي حاتم: "لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين".
وقد نص ابن كثير على الربط بين آية الرعد وآية الأنفال؛ فقال في تفسير آية الأنفال: "يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه، كما قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وقال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير آية الرعد: "بين تعالى في هذه الآية الكريمة، أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة الله جل وعلا. والمعنى: أنه لا يسلب قوما نعمة أنعمها عليهم، حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: "ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ولا داعي لجلب نصوص المفسرين الذين نصوا على أن المغيَّر هو خير، لكثرة هذه النصوص وشهرتها، ويكفي منها قول ابن عاشور الذي رد على التفسير المحدث في قوله: "والتغيير: التبديل بالمغاير؛ فلا جرم أنه تهديد لأولى النعمة من المشركين بأنهم قد تعرضوا لتغيرها. فماصدقُ "ما" الموصولة: "حالة"، والباء للملابسة، أي: حالة ملابسة لقوم: أي: حالة نعمة؛ لأنها محل التحذير من التغير، وأما غيرها فتغييره مطلوب".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:26 ص]ـ
إجماع المفسرين على معنى لآية لا يمنع من القول بمعنى زائد دلت عليه الآية كما هو في هذه الآية التي نحن بصددها، وهذا المعنى الصحيح الذي تحتمله الآية قد دلت عليه آيات أخرى من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أين الإجماع في المسألة؟
الطبري قال:
وقوله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يقول تعالى ذكره: (إن الله لا يغير ما بقوم)، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم (حتى يغيروا ما بأنفسهم) من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض، فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره."
وهذا القول لم نر الطبري يستدل عليه بآية أخرى تدل على أن هذا المعنى الوحيد الذي يجب أن تحمل عليه الآية، ولا بحديث عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا بقول صحابي.
نعم أخرج السيوطي في الدر المنثور:
"وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} لا يغير ما بهم من النعمة حتى يعملوا بالمعاصي، فيرفع الله عنهم النعم."
وهذا القول إذا صح عن بن عباس فلا يقيد الآية بهذا المعنى المذكور.
فالقول أن المفسرين أجمعوا قول يفتقر إلى الدقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:34 م]ـ
...
التفسير المحدث الذي يحصر المغير في الشر هو صحيح المعنى، لكن موضوعنا هو هل تدل عليه هذه الآية أم لا، وصحة المدلول لا تستلزم صحة الاستدلال.
وإذا أجمع المفسرون على تفسير فقد صار حجة سواء أكان ذلك في عهد السلف أم بعدهم، فالإجماع في التفسير كالإجماع في الفقه والعقائد، وأدلة حجية الإجماع معروفة. ولا يعقل أن تمضي قرون طويلة على الأمة – ومنها الصحابة والتابعون - وهي لا تعرف تفسير كتاب ربها، حتى يأتي بعض المتأخرين فيستكشف هذا التفسير الصحيح في رأيه. ثم إن فتح باب التفسير المخالف لما كان عند السلف يفتح الباب
...
وقد نص ابن كثير على الربط بين آية الرعد وآية الأنفال؛ فقال في تفسير آية الأنفال: "يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه، كما قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
نَعَم أخي الكريم
نِعْمَ العمل الاشتغال بالقرآن و علومه؛ فعن أبى هريرة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال «ما من قوم يجتمعون فى بيت من بيوت الله عز وجل يقرءون ويتعلمون كتاب الله عز وجل يتدارسونه بينهم، إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده، وما من رجل يسلك طريقا يلتمس به العلم إلا سهل الله له به طريقا إلى الجنة، ومن يبطئ به عمله لا يسرع به نسبه». رواه أحمد و غيره.
و هذا الفضل من الله و الرحمة غيْر مُقَيّديْن بالاجتماع في المساجد؛ لِما أخرجه أحمد أيضا (عن الأغر أبي مسلم، قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ما جلس قوم يذكرون الله، إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ". اهـ
و أحسب أننا - في ملتقانا هذا - داخلون في عموم هؤلاء؛ إن شاء الله
و جزاكم الله خيرا.
و بخصوص موضوعنا المذكور في الاقتباس أعلاه:
1 - ذِكْر المُغَيّر بالشَرّ - في بعض تفاسير المعاصرين - لا يعني حَصره فيه.
و عليه، فلا بأس بما ذُكِر من ذلك في تلك التفاسير.
و هو صحيحٌ من ناحية الاستدلال الأصولي؛ فقد جاءت الآية بلفظ العموم، المستفاد من " ما " الموصولة: {ما بقومٍ}؛ فتشمل الخير و الشر، و النعمة و النقمة.
2 - القول بإجماع المفسرين على أن المراد بالمُغَيَّر في آية سورة الرعد هو الخَير و النعمة، منقوضٌ بما ذكرتموه عن القشيري و البقاعي، و السيوطي أيضا؛ بما ذكره في " الدُر المنثور في التأويل بالمأثور "؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما. و قد تقدم
3 - و ربْط ابن كثير و غيره بين الآيتيْن استدلالٌ صحيح على أنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه. و لكنه لا يفيد الحصر؛ إذ لا دلالة فيها عليه.
هذا و الله تعالى أعلم
* * *
و الغَرَض: بيان عدم وجود مخالفة لآية سورة الأنفال في تلك التفاسير القديمة و الحديثة - فيما ذكرته في تفسير آية سورة الرعد -؛ لعدم ورود الحصر فيها أو في غيرها من الآيات، بل جاءت الآية الثانية بلفظ العموم، المستفاد من " ما " الموصولة {ما بقومٍ}، فتشمل الخير و الشر، و النعمة و النقمة.
و الله وليّ التوفيق
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Jun 2010, 02:26 ص]ـ
شكرا لكم على المشاركة والإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم ونفع بعلمكم.
لقد اعتمدت في إثبات الإجماع المذكور على الرازي في قوله في تفسير هذه الآية - كما تقدم -: "فكلام جميع المفسرين يدل على أن المراد لا يغير ما هم فيه من النعم بإنزال الانتقام إلا بأن يكون منهم المعاصي والفساد". ولم أقف في كلام المفسرين المتقدمين على الرازي أو المعاصرين له على ما ينقض هذا الإجماع، وكلام البقاعي لا ينقض هذا الإجماع؛ لأن البقاعي (ت: 885هـ) متأخر عن الرازي (ت: 606هـ)، ثم إن البقاعي في آخر كلامه رجح تفسير المتقدمين كما يقول: "لا يغير ما بقوم، أي: خيرا كان أو شرا، حتى يغيروا ما، أي: الذي بأنفسهم من ما كانوا يزينونها به من التحلي بالأعمال الصالحة والتخلي عن أخلاق المفسدين، فإذا غيروا ذلك غير ما بهم إذا أراد، وإن كانوا في غاية القوة"، فآخر كلامه يضعف احتمال أن المغير شر. أما القشيري (ت: 465هـ) فقد اعتمد
(يُتْبَعُ)
(/)
المنهج الإشاري، وهو لا يسمى تفسيرا اصطلاحا كما تقدم، ولذلك نجد في كلامه ما لا نجده عند أحد من المفسرين المتقدمين؛ لأنه لم يقصد بكلامه التفسير وإنما قصد الإشارة كما تقدم عن السيوطي وابن عطاء الله، ومن ذلك الوجوه الكثيرة التي ذكر في هذه الآية فمن الصعب نسبتها إلى التفسير الاصطلاحي؛ فهو يقول: "وإذا غيروا ما بهم إلى الطاعات غير الله ما بهم منه من الإحسان والنعمة، وإذا كانوا في نعمة فغيروا ما بهم من الشكر لله تغير عليهم ما من به من الإنعام فيسلبهم ما وهبهم من ذلك، وإذا كانوا في شدة لا يغير ما بهم من البلاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أخذوا في التضرع، وأظهروا العجز غير ما بهم من المحنة بالتبديل والتحويل. ويقال: إذا غيروا ما بألسنتهم من الذكر غير الله ما بقلوبهم من الحظوظ فأبدلهم به النسيان والغفلة، فإذا كان العبد في بسطة وتقريب، وكشف بالقلب وترقب، فالله لا يغير ما بأنفسهم بترك أدب، أو إخلال بحق، أو إلمام بذنب. ويقال: لا يكف ما أتاحه للعبد من النعمة الظاهرة أو الباطنة حتى يترك ويغير ما هو به من الشكر والحمد. فإذا قابل النعمة بالكفران، وأبدل حضور القلب بالنسيان وما يطيح به من العصيان، أبدل الله تعالى ما به من النعمة بالحرمان والخذلان، وسلبه ما كان يعطيه من الإحسان. ويقال: إذا توالت المحن وأراد العبد زوالها فلا يصل إليه النفض منها إلا بأن يغير ما هو به؛ فيأخذ في السؤال بعد السكوت، وفي إظهار الجزع بعد السكون، فإذا أخذ في التضرع غير ما به من الصبر".
وأما السيوطي (ت: 911هـ) فهو متأخر أيضا عن الرازي، ثم إن السيوطي لم يفسر هذه الآية بأن المغير فيها شر، وإنما روى الحديث فقط بلا تعليق عليه، وهذه هي منهجيته في كتابه "الدر المنثور" فهو لا يزيد على الرواية بلا تعليق عليها، كما يقول في مقدمته: "وبعد: فلما ألفت كتاب "ترجمان القرآن" وهو التفسير المسند عن رسول الله وأصحابه رضي الله عنهم وتم بحمد الله في مجلدات، فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات، رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله، فخلصت منه هذا المختصر مقتصرا فيه على متن الأثر، مصدرا بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر". وكذلك من نقل عنهم السيوطي وهم ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه؛ فمنهجية هذين الأخيرين أنهما ينقلان فقط الأحاديث والآثار بدون تعليق عليها، كما يقول السيوطي في الإتقان (في النوع الثمانين في طبقات المفسرين): "وبعدهم ابن جرير الطبري وكتابه أجل التفاسير وأعظمها، ثم ابن أبي حاتم وابن ماجه والحاكم وابن مردويه وأبو الشيخ بن حيان وابن المنذر في آخرين، وكلها مسندة إلى الصحابة والتابعين وأتباعهم، وليس فيها غير ذلك، إلا ابن جرير فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض والإعراب والاستنباط فهو يفوقها بذلك". فلا يصح أن ينسب لواحد من هؤلاء قول في المسألة لمجرد أنه نقل هذا الحديث في كتابه، وقد تقدم ما في الاستدلال بهذا الحديث.
وتقدم أيضا الكلام على حجية الإجماع في التفسير، وتقدم أن صحة المدلول لا تستلزم صحة الاستدلال؛ فالتفسير المحدث صحيح تدل عليه آيات وأحاديث، لكن صحته لا تستلزم أن آية الرعد تدل عليه، ولو كانت صحة المدلول تستلزم صحة الاستدلال لصح الاستدلال بكل آية من القرآن على هذا المعنى، لمجرد أنه صحيح.
وعموم "ما" في هذه الآية ليس دليلا؛ لأنها مجملة أو مبهمة حسب تعبير أبي حيان لا يتبين المراد بها إلا بالسياق أو بتبيينها بآية الأنفال، يقول أبو حيان: "و"ما" موصولة صلتها "بقوم"، وكذا "ما بأنفسهم". وفي "ما" إبهام لا يتغير (كذا بالأصل، ولعل الصواب: يتميز) المراد منها إلا بسياق الكلام، واعتقاد محذوف يتبين به المعنى، والتقدير: "لا يغير ما بقوم من نعمة وخير إلى ضد ذلك، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعته إلى توالي معصيته، ( .. ) ولما كان سياق الكلام في الانتقام من العصاة اقتصر على قوله: "سوء". وقد نص ابن عاشور أيضا على أن السياق يمنع إرادة هذا التفسير المحدث، ونص سيد قطب على أن السياق يرجح تفسير المتقدمين، كما تقدم. ونص ابن كثير على الربط بين الآيتين، ونص الشنقيطي على أن آية الأنفال مبينة لآية الرعد، أي: أن آية الرعد مجملة، وإلا
(يُتْبَعُ)
(/)
لما احتاجت إلى بيان. والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Jun 2010, 12:38 ص]ـ
... ونص ابن كثير على الربط بين الآيتين.
و هذا ما ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الرعد:
قال: وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن جَهْم، عن إبراهيم قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله، إلا تحول لهم مما يحبون إلى ما يكرهون، ثم قال: إن مصداق ذلك في كتاب الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
وقد ورد هذا في حديث مرفوع، فقال الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه "صفة العرش": حدثنا الحسن بن علي، حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي، حدثنا أبو حنيفة اليمامي الأنصاري، عن عمير بن عبد الله قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة، قال: كنت إذا سكتُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأني، وإذا سألته عن الخبر أنبأني، وإنه حدثني عن ربه، عز وجل، قال: "قال الرب: وعزتي وجلالي، وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهتُ من معصيتي، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي" ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=105909#_edn1)) .
________________
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=105909#_ednref1)) صفة العرش برقم (19) والهيثم مجهول وشيخه لم أجد له ترجمة. [محقق الكتاب]
و هنا نجد أن ابن كثير استشهد بالأثر و بالحديث المرفوع في تفسير الآية،
و في أولهما: أن المُغَيَّر – الذي كان بالقوم فتحولوا عنه – هو الطاعة،
و في الحديث القدسي الثاني: أن المُغَيَّر – الذي كان بالقوم فتحولوا عنه – هو المعصية.
و إذا كانت آية سورة الأنفال مُفَسِّرة لآية سورة الرعد، فهي ليست مُخَصِّصة لها،
و بهذا يستقيم الربط بين الآيتيْن، و لا يكون هناك تعارض بين قوليّ ابن كثير.
* * *
و لفظ الحديث في " الدر المنثور " للسيوطي أَتَمّ؛ قال:
وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش، وأبو الشيخ وابن مردويه، عن علي - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله «وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية، كانوا على ما كرهته من معصيتي، ثم تحوّلوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحوّلت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي؛ وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي، ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي، إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي». اهـ
و فيه: أن المُغَيَّر – الذي يكون بالقوم، فيتحولون عنه - يشمل المعاصي و الطاعات.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.(/)
هل أشار القرآن إلى عدد الصّلوات والرّكعات؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 May 2010, 01:43 م]ـ
تأمُّلٌ عدديّ رائع:
لنتأمل هذه اللطائف العددية تتجلى في كلمة (الصّلاة) وتكرارها في القرآن الكريم، وكيف تأتي بعدد مرات محدد يتطابق مع عدد الصلوات الخمس، لنقرأ .....
يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [النحل: 89]. هذه آية تؤكد أننا إذا بحثنا عن أي شيء سوف نجده في هذا القرآن، وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن نجد مثيلاً لها في جميع الكتب التي على وجه الأرض، ولذلك فهذه الميزة من دلائل إعجاز القرآن واستحالة الإتيان بمثله.
نحن نعلم أن الله تعالى فرض الصلوات الخمس، وكل صلاة هي عدة ركعات مجموع الركعات المفروضة في اليوم والليلة هو 17 ركعة، هذا ما بينته لنا السنَّة الشريفة. ولكن هل يمكن أن نجد في كتاب الله تعالى إشارات لطيفة تصدق ما جاء به النبي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه؟
بكل بساطة فإن العمل الذي قمتُ به هو أنني بحثت عن الأمر الإلهي بإقامة الصلاة، فوجدت عبارة تتكرر في القرآن وهي أمر بالصلاة، وهي قوله تعالى: (أقِمِ الصلاة)، هل تعلمون كم مرة تكررت هذه العبارة في القرآن كله؟
لقد تكررت عبارة (أقِمِ الصلاة) في القرآن 5 مرات بعدد الصلوات الخمس.
ولكن هناك عبارة أخرى جاءت بصيغة الأمر بإقامة الصلاة ولكن بالجمع، وهي: (أقيموا الصلاة)، ولو بحثنا كم مرة تكرر هذا الأمر الإلهي نجد أن عبارة (أقيموا الصلاة) قد تكررت 12 مرة، وبالنتيجة نجد أن مجموع الأمر الإلهي بإقامة الصلاة قد تكرر في القرآن 5 + 12 أي 17 مرة بعدد الركعات المفروضة!
العجيب أيها الأحبة أن العدد 12 هنا له دلالة فهو يمثل أيضاً عدد الركعات التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعهد لمن صلاها ببيت في الجنة! إذن يمكننا القول إن كل شيء قد ذُكر في القرآن، ولكن هذا لا يعني أن نستغني عن السنة المطهرة، لأنها متممة للقرآن، بل إن الحديث الصحيح نعتبره من عند الله تعالى لأن النبي لا ينطق عن الهوى.
والذي يجعلنا مطمئنين لهذا الاستنباط هو أن القرآن يحوي الكثير من الإشارات التي تقوي بعضها بعضاً، فعلى سبيل المثال عندما نبحث عن الكلمة التي تعبر عن الصلوات في القرآن نجد أن كلمة (صلوات) بالجمع قد تكررت خمس مرات بعدد الصلوات الخمس!
لطيفة أخرى
إنها آية عظيمة تأمرنا بالمحافظة على الصلوات وبخاصة الصلاة الوسطى وهي الآية الوحيدة في القرآن التي ذُكرت فيها الصلاة الوسطى ولذلك قمنا باختيارها، يقول عز وجل: (حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ) [البقرة: 238]. طبعاً كتبنا هذه الآية كما كُتبت في القرآن لأننا سنتعامل الآن مع الحروف. ونود أن نشير إلى أننا نتعامل مع الكلمات كما كتبت بالرسم العثماني في المصحف الشريف، فكلمة (حافظوا) كتبت هكذا (حَفِظُوا) وكلمة (الصلوات) كتبت هكذا (الصَّلَوَتِ) وكلمة (الصلاة) كتبت بالواو هكذا (الصَّلَوةِ) وكلمة (قانتين) كتبت هكذا (قَنِتِينَ) جميعها من دون ألف، وفي ذلك حكمة عظيمة وهي أن تبقى الحسابات منضبطة ولذلك أراد الله تعالى أن يكون كتابه بهاذا لرسم الذي نراه.
قبل ذلك لاحظوا هذه التركيبة الرائعة والفريدة، هذه الآية تتألف من ثلاثة مقاطع:
حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ
تأملوا معي كيف تتوسط عبارة (وَالصَّلَوةِ الْوُسْطَى) منتصف الكلمات والحروف بالضبط!! فإذا قمنا بعد الكلمات قبلها وبعدها وجدنا قبلها ثلاث كلمات وهي (حَفِظُوا عَلَى الصَّلَوَتِ) وهذه العبارة تتألف من 14 حرفاً، ووجدنا بعدها ثلاث كلمات وهي (وَقُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ) وهذه العبارة تتألف من 14 حرفاً أيضاً. إذن (والصلاة الوسطى) توسطت الآية من حيث عدد الكلمات وعدد الحروف، سبحان الله!
http://sn118w.snt118.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://65.55.81.87/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3dca346629-81f3-44ae-b97a-977ed8b82541.gif%26ct%3daW1hZ2UvZ2lm%26name%3daW1h Z2UwMDEuZ2lm%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empty%3dFals e%26imgsrc%3dcid%253aimage001.gif%254001CAE948.72B 14DE0&oneredir=1&ip=10.13.34.8&d=d3120&mf=0&a=01_43c310c2535402fffd94191782dfb7b2d6c1c6a98570d 66168ad9087269ba773
تأمل أخي الحبيب كيف أن العبارة التي تتحدث عن الصلاة الوسطى تتوسط الآية من حيث عدد الكلمات ومن حيث عدد الحروف، وكيف يأتي مجموع الكلمات والحروف 17 قبلها وبعدها، بعدد الركعات المفروضة.
لاحظوا أيضاً أن أول كلمة في الآية وهي (حَفِظُوا) تتألف من خمسة أحرف بعدد الصلوات الخمس، وآخر كلمة من هذه الآية وهي (قَنِتِينَ) تتألف من خمسة أحرف أيضاً! أي أن الآية بدأت بخمسة أحرف وانتهت بخمسة أحرف (عدد الصلوات) وتوسطت هذه الآية عبارة تتحدث عن الصلاة الوسطى، ومجموع الكلمات والحروف قبلها وبعدها جاء مساوياً 17 عد الركعات المفروضة.
ومن لطائف القرآن أن الصلاة بمشتقاتها ذُكرت في القرآن 99 مرة بعدد أسماء الله الحسنى! إن هذا التطابق بين عدد مرات ذكر الصلاة وعدد أسماء الله الحسنى يدل على أهمية الصلاة، ولذلك ذكرها الله تعالى في كتابه بعدد أسمائه الحسنى!
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 May 2010, 01:48 م]ـ
موضوع جميل رائع، وله ما يؤيّده، ولعلّنا نعود إليه ثانية بإذن الله تعالى؛ ولكن على عجالة كانت لنا هذه الملاحظة:
من اللّطائف الّتي ذكرها المهندس الكحيل -حفظه الله ورعاه- الإشارة إلى العدد 99 ..
نلاحظ هذه الاشارة إذا كتبنا تحت كلمة عدد حروفها بالصّورة الآتية:
حفظوا على الصّلوت: تعطينا العدد 635 (حفظوا: 5، على: 3، الصّلوت: 6).
وقوموا لله قنتين: تعطينا العدد 536 (وقوموا: 6، لله: 3، قنتين: 5).
الملاحظة: الفرق بين العددين 635 و 536 هو: 99.
فسبحان الّذي أحكم آياته، وأحصى عدّها، ورتّب سوره وكلماته وحروفه!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 02:05 م]ـ
ستفتحون شهية أخينا عبد الله جلغوم
لم نر منه شيئا منذ مدة أرجو أن يكون بخير وعافية؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 May 2010, 02:35 م]ـ
ستفتحون شهية أخينا عبد الله جلغوم
لم نر منه شيئا منذ مدة أرجو أن يكون بخير وعافية؟
جزاكم الله خيراً أخانا أبا سعد. وبارك في مروركم وتعليقكم.
أمّا ما ذكرتم عن أخينا الحبيب الأستاذ عبد الله جلغوم - حفظه الله ورعاه- فإنّه ممتنع عن النّشر الآن في الإعجاز العدديّ، وشهيّته فيه مفتوحة لا تسدّ، منثالة لا تردّ؛ ولكنّه يكتب لنفسه حتّى يأذن الله تعالى له بالفرج.
وهو كما وصفته ذات مشاركة ينثال مدّ الأرقام على رأسه حين فتحه المصحف بما لا يستطيع أن يوقفها. فماذا يصنع؟
يقوم من نومه ليسجّل ما يكتشفه؛ كما كان يفعل الفقهاء والشّعراء الّذين تظلّ المسائل والمواقف في رؤوسهم؛ فيفزعون من نومهم إلى قراطيسهم ليكتبوها؛ كي لا تفوت. فالكتابة قيد.
إنّ اكتشافات الأستاذ الباهرة؛ الّتي يقرئنيها، وردّة الفعل من المحبّين والمعارضين قد أوصلته إلى حالة من الانكفاء على الذّات.
وأسأله تعالى أن يعينه ويسدّده ويوفّقه ويفتح عليه مغاليق العلم وأبوابه، وأن يكافئه على ما يقوم به من خدمة لهذا القرآن العظيم؛ رغم كلّ العقبات والمعوّقات؛ الّتي أخطرها وأشدّها: إخوانه من المعارضين معارضة بلا علم، والمؤيّدين له بلا دعم. ولو بكلمة.
فكم من كلمة أنقذت نفساً، وكم من كلمة أودت نفساً.
ويزعم بعضهم أنّهم إنّما يفعلون ذلك دفاعاً عن دين الله.
جزاهم الله تعالى ما أخلصوا وصدقوا وتحدّثوا عن علم! أمّا لا فلا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 May 2010, 07:17 م]ـ
في الحقيقة أنا أتحفظ على قضية الاعجاز العددي وإقحام القرآن للغة الارقام.
لقد ذكرت يا أخي الكريم في بحثك عدد الركعات اليومية. ولكن ما هو المهم للمسلم عدد الركعات الإجمالي أم عدد كل فريضة منها؟؟ وإذا كان القرآن الكريم كما تفضلتم لم يغفل عن ذكر عدد الركعات بشكل إجمالي؟ أوليس من باب أولى أن يذكر عدد ركعات كل صلاة على حده؟ فلماذا يقتصر القرآن على الذكر الأجمالي ويترك العدد التفصيلي لكل فريضة؟؟ وإذا سلّمنا جدلاً أن القرآن قد ذكر العدد الاجمالي للركعات فكيف يتسنى للمسلم أن يعرف عدد ركعات كل فريضة؟؟ وما هي فائدة أن يعلم المسلم العدد الإجمالي للركعات ولا يدري تفصيلاتها وطريقة إدائها من خلال نفس المصدر؟؟؟
وماذا بشأن (أقام الصلاة) التي ذكرت في القرآن 16 مرة
وماذا بشأن أقاموا الصلاة أيضاً والتي ذكرت 9 مرات
وكلمة (يقيموا الصلاة) ذكرت 2 مرة
وكلمة (مقيمي الصلاة) ذكرت مرة واحدة
وكلمة (المقيمين الصلاة) ذكرت أيضاً مرة واحدة.
فيكون مجموع تلك الارقام أعلاه هي 29. أي عدد ركعات الفرض والسنة. فهل يصح لي أن أضيف هذا الأكتشاف لنفسي وأقول بأني أكتشفت رقماً مذهلاً؟؟ حسناً فإن فعلت ذلك. فلماذا قمت أنا بإغفال قوله تعالى (أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ) اليس هذا سؤال شرعي لكل دارس؟؟
إذاً أليس من حقي أن أسأل يا أخي وحبيبي لماذا اخترت أنت أيضاً تلك الأفعال عن دون غيرها لتثبت من خلالها ذكر عدد الركعات؟؟؟ ألا تعتقد أن ذلك سؤال وجيه حق لكل مسلم أن يسأله؟؟؟ بارك بك أخي وجعلك من أهل الحق وأتباعه
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 May 2010, 09:37 م]ـ
ملاحظة لطيفة ثانية سريعة لنا تضاف إلى ما اكتشفه المهندس عبد الدّائم الكحيل -حفظه الله ورعاه-
عدد الحروف الواردة في الآية من غير تكرار هو 14 وهي:
ح / ف / ظ / و/ ا / ع / ل / ي / ص/ ت / هـ / ق / م / ن
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استخدم هذا الأسلوب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى؛ حين حذف الحروف المكرّرة من الحروف المقطّعة حين جمعها، واستخرج لنا نصّاً رائعاً؛ هو: نصّ حكيم قاطع له سرّ.
ولعلّ من لا يتحفّظ ولا يعارض الدّراسات العدديّة قد انتبه إلى الملاحظة الأولى في أنّ:
العدد: 635 هو معكوس العدد 536.
وفي هذا التّرتيب نلاحظ استخدام العدد وعكسه، وهو ملاحظ في القرآن الكريم في:
12 و 21، 37 و 73، 13 و 31، 19 و 91 .......... 0
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 May 2010, 11:23 م]ـ
تيسير الغول;
وماذا بشأن (أقام الصلاة) التي ذكرت في القرآن 16 مرة
وماذا بشأن أقاموا الصلاة أيضاً والتي ذكرت 9 مرات
وكلمة (يقيموا الصلاة) ذكرت 2 مرة
وكلمة (مقيمي الصلاة) ذكرت مرة واحدة
وكلمة (المقيمين الصلاة) ذكرت أيضاً مرة واحدة.
فيكون مجموع تلك الارقام أعلاه هي 29. أي عدد ركعات الفرض والسنة. فهل يصح لي أن أضيف هذا الأكتشاف لنفسي وأقول بأني أكتشفت رقماً مذهلاً؟؟ حسناً فإن فعلت ذلك. فلماذا قمت أنا بإغفال قوله تعالى (أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ) اليس هذا سؤال شرعي لكل دارس؟؟
لأنك وضعت العدد 29 (ولعلك قد قرأت عن هذا العدد) نصب عينيك، وسلكت طريقا ملتوية لتصل إليه. فما دمت أحصيت: أقام وأقاموا ... فعليك أن تحصي أقمتم، وقد أدركتَ نفسك ذلك.
فأما الأخ عبد الدائم الكحيل: فقد ذكر أن الأمر بالصلاة تكرر عددا من المرات .. ، فهو قد اقتصر على فعل الأمر: أقم، أقيموا .. وليس لك أن تطالبه ب: لماذا لم يذكر مثلا " ومقيمي الصلاة ".
وهكذا فالفرق بينكما شاسع.
ومثلك من احتج على من أحصى تكرار كلمة شهر في القرآن فوجدها قد تكررت 12 مرة بعدد أشهر السنة،متسائلا لماذا تجاهل " شهرين "؟ أليس هذا عجيبا؟!
فأما إضافة الأخ نعيمان، فالأعمى يرى ما فيها من إبداع الترتيب، ودلالاتها واضحة لكل ذي عقل.
ولست معنيا بالبحث الآن، ولكنني لاحظت أن موقع الآية، موضوع الحديث، هو العدد 238، وهذا العدد هو عبارة عن 14 × 17 .. وهما العددان اللذان أشار إليهما الأخ عبد الدائم .. والآية تتحدث عن الصلاة، وقد ذكرت بمشتقاتها 99 مرة، وهنا تأتي ملاحظة الأخ نعيمان في محلها، فترتيب الحروف في الآية يشير إلى العدد 99 ..
وخلاصة القول: أنت تحوم حول الإعجاز، وما اكتشفتَه ليس من الإعجاز العددي.
نسأل الله أن يوفقك، وينير لك طريقه.
وبمناسبة الحديث عن هذه الأعداد: لقد جاءت سور القرآن في مجموعتين،هما: 29 عدد سور الفواتح، و 85 باقي سور القرآن.
ونلاحظ هنا أن العدد 85 هو عبارة عن 5 × 17 ..
واللافت للانتباه هنا أن العدد 5 هوأيضا عدد اوقات الصلاة، وأن عدد الركعات المفروضة على المسلم هو 17.
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 May 2010, 11:34 م]ـ
هذه من بركات دخول الأستاذ تيسير الجديد على الملتقى -حفظه الله- إذ استفزّ الأستاذ عبد الله - أعاده الله- ليعود إلينا محمّلاً بأسلوبه الّذي لا يفارقه لحظة! جادّ حادّ!
ولله الحمد والمنّة والفضل.
فحيّهلاً بك أستاذنا وأخانا الحبيب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 06:17 ص]ـ
أدعو أخي عبد الله جلغوم أن يقرأ تعقيبي مرة أخرى فهو يظن أنني أحاول أن أكون من هواة إحصاء الحروف والكلمات وجمع الارقام.وإن ذلك ليس كذلك.المثال الذي سقته يدل على المسلك الخاطيء الذي يتبعه بعض هواة العدد لا كلهم. بحيث أنهم لا يتبعون قاعدة علمية سليمة وثابتة في البحث. فأحياناً لا يحتسبون الاحرف غير المكتوبة. واحياناً يحتسبونها لتفاوت هفوة أو إكمال عدد. هذه هي قناعتي. ولكن يخرج من هذه القناعة أحياناً ما يلفت النظر فعلاً لعدد بعض الكلمات مثل عدد الشهور وتساوي عدد الكلمات التي هي نقيض بعضها والى غير ذلك من أبحاث مفيدة دون استخدام التنطع بالبحث وتسخير الارقام بشكل جبري على الأحرف والكلمات. هذا ما أقصده ولعل أخي الاستاذ نعيمان لديه شيء كثير على هذه الشاكلة المفيدة لا شك ولا ريب في ذلك وأشد على يديه في الغوص في أعماق البحث لعله يتحفنا دوماً بما هو جديد وأنا لا أقصده تماماً في مثالي ولكنني حاولت أن أنبهه وأحذره من بعض طرق السالكين لأنواع هذا البحث. واشكر أخي الاستاذ جلغوم على على قوّة انفعاله وتحزبه الشديد للبحث والتقصي لما هو مفيد. وزاده
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعاتلى بسطة في العلم والرزق
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 09:09 ص]ـ
أدعو أخي عبد الله جلغوم أن يقرأ تعقيبي مرة أخرى فهو يظن أنني أحاول أن أكون من هواة إحصاء الحروف والكلمات وجمع الارقام.وإن ذلك ليس كذلك.المثال الذي سقته يدل على المسلك الخاطيء الذي يتبعه بعض هواة العدد لا كلهم. بحيث أنهم لا يتبعون قاعدة علمية سليمة وثابتة في البحث. فأحياناً لا يحتسبون الاحرف غير المكتوبة. واحياناً يحتسبونها لتفاوت هفوة أو إكمال عدد. هذه هي قناعتي. ولكن يخرج من هذه القناعة أحياناً ما يلفت النظر فعلاً لعدد بعض الكلمات مثل عدد الشهور وتساوي عدد الكلمات التي هي نقيض بعضها والى غير ذلك من أبحاث مفيدة دون استخدام التنطع بالبحث وتسخير الارقام بشكل جبري على الأحرف والكلمات. هذا ما أقصده ولعل أخي الاستاذ نعيمان لديه شيء كثير على هذه الشاكلة المفيدة لا شك ولا ريب في ذلك وأشد على يديه في الغوص في أعماق البحث لعله يتحفنا دوماً بما هو جديد وأنا لا أقصده تماماً في مثالي ولكنني حاولت أن أنبهه وأحذره من بعض طرق السالكين لأنواع هذا البحث. واشكر أخي الاستاذ جلغوم على على قوّة انفعاله وتحزبه الشديد للبحث والتقصي لما هو مفيد. وزاده الله تعالى بسطة في العلم والرزق
أشكر الأستاذ الكريم المعروف في الأردنّ تيسير الغول، على صبره وتحمّله لأسلوب الأستاذ جلغوم المعروف به؛ بسبب تعمّقه في هذه الدّراسات واكتشافاته الّتي لا تتوقّف، وردّة الفعل المعاكسة.
فأنا ألتمس له العذر دوماً؛ لمعرفتي بصفائه، وصدقه، وحرصه على العلم؛ الّذي يغوص أعماقه بما وهبه الله تعالى إيّاه -كما أحسبه ولا أزكّيه على الله-.
وهو رزق ساقه الله له؛ أفيردّ رزق الله لأهواء بشر، أو معارضة من لم يسبر أغواره؟
إنّهم يتمشّون على الشّطآن - وما أبرّئ نفسي-، وهو يغوص مستخرجاً الأسرار من أعماق البحار: السّور والآيات والحروف والكلمات.
ولكنّني أعتقد اعتقاداً جازماً لا يقبل الشّكّ أبداً بأنّ في القرآن الكريم معجزةً عدديّةً باهرةً تسطع في الأفق؛ علمها من علمها وجهلها من جهلها.
ومثل اعتقادي هذا اعتقادي بتلبّس الجنِّ الإنسَ، فلو أتى لي أهل الأرض طرّاً بأقوال تنفي هذا التّلبّس لما التفتّ إلى قول أحد؛ إلا أن يكون نصّاً قطعيّ الثّبوت قطعيّ الدّلالة.
فلقد مارست هذا فترة من الزّمن -ثمّ تركته لأسبابي- ولقد رأيت من ذلك عجباً.
فهل يجوز لي شرعاً أن أتنكّر لما أعلم لمن يرى رأياً غير ما نعلم ولو كانوا كثرة كاثرة.
سيحاسب الله تعالى المرء على ما وهبه، ولن يحاسبه على ما جهله إلا إن تكلّم بغير علم.
((ولا تقف ماليس لك به علم))
ولذلك فإنّني أعجب ممّن يتحفّظ: أهو يتحفّظ لأنّه لا يعلم؟ والحكم على الشّيء فرع عن تصوّره.
أم يتحفّظ لأنّه يعلم؛ بمعنى أنّه قد درس هذا العلم وسبر أغواره وخرج بهذه النّتيجة؟
فله ذلك، وللمؤيّد ذلك، وللمعارض ذلك. بلا نكير. وهذه حياديّة إيجابيّة محمودة.
وما أحوج المشتغل بالعلم لمن يسدّد له مساره؛ إن جنح به، ويصوّب له خطأه؛ إن وقع فيه.
ويَفيدُ الباحثُ من المعارض والمؤيّد والمتحفّظ عن علم فوائدة جمّة. كي يكونوا عيناً ساهرة لمن اشتطّ به العدد فهوى به، أو تكلّف له.
أمّا من يتحفّظ هكذا؛ ليكون له موقف؛ مجرّد موقف؛ فمثله كمثل الّذي يمسك العصا من النّصف. وهذه حياديّة سلبيّة مذمومة.
وهؤلاء هم العقبة الكأداء مع المعارضين لقوالب جاهزة عندهم، وأحكام مسبقة لديهم.
ومثل المعارض للإعجاز العلميّ؛ لأنّه اكتشافات غربيّة، وللإعجاز العدديّ؛ كونه حسابات يونانيّة ليست من شريعتنا! -بزعمهم طبعاً-.
مثلهما كمثل جاهل يشتغل بعلم مصطلح الحديث، ركب البحر يوماً فاجتمع بنصرانيّ في السّفينة، فعطش عطشاً شديداً فوجد كأساً يتلألأ بيد النّصرانيّ، فطلب منه أن يشرب.
فقال له النّصرانيّ معتذراً: إنّه خمر.
قال له: ممّن اشتريته؟
قال: من يهوديّ.
فقال مسرعاً: هات الكأس؛ فأنا لا أقبل روايةَ مَنْ يُستسقى بهم الغمام، فكيف برواية نصرانيّ عن يهوديّ!
فشرب كأس الخمر. بالهنا والشّفا!!
شكراً أستاذ تيسير؛ ولعلّ بيننا معرفة دون أن تعلم عن محدّثك إلا اسمه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 02:44 م]ـ
أخي الاستاذ نعيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أعترف أنني لا أتقن السباحة في غور مائكم السابر في العمق
وثانياً أخي الكريم. أنا أستغرب رغم مهارتكم في الخوض في طلاسم النوص والحروف والارقام أنكم لا تعرفون أن كثيراً من أهل العلم لا يحب إقحام الرياضيات ولغة الارقام للنص القرآني. لأن أول من أقحم لغة الارقام الى القرآن هو رشاد خليفة. أيعقل أنك لم تسمع به؟ ألا تدري أن العلماء قد رموا نظريته في وجهه حيث أخفقت إخفاقاً شنيعاً أيعقل أنك لم تسمع بأن بعض العلماء المعتبرين قالوا عن ما يسمى الإعجاز العددي بدعة لا يجوز إقرارها ولا الانجرار وراءها لأنها فكرة بهائية في بداياتها؟
ثم أخبرني بالله عليك ما هي معايير العدّ المعتمدة لدى العادّين؟؟ هل هي معايير ثابتة معتمدة لدى الجميع؟؟ هل عدد الحروف متشابه من في كل القراءات؟؟ ولماذا تطبق أرقامك العددية على قراءة معينة ما ذنب الذين يقرأون قراءات مغايرة. أرجوك لا تطنش هذه الاسئلة المهمة. وعد الى الحق
أن آيات القرآن مختلف في عدها، وكذلك عدد ا لسور ... فبأي طريقة تعتمد طريقة المشارقة أم المغاربة؟؟؟
وهل تعد الحروف غير المنطوقة أم لا تعدها؟؟
وهل تعد همزات الوصل أم لا تعدها؟؟
وهل تعد الحروف المدغمة المشددة حرفين أم تعدها حرفا واحدا؟؟؟
أسئلة كثيرة ممن لا يتقنون السباحة يجب عليك أن تجيب عليها. ألا تعلم بعض القراءات فيها زيادة كلمة أو كلمتين أو حرفاً أو حرفين. فمثلاً يوجد قراءة لعائشة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين) ورسم كلمة حافظوا يختلف من رسم الى آخر. فعلى أي قراءة تعد؟؟ وهذا مجرد مثال وأنت تعرف أن القرآن فيه آلاف الامثلة المختلفة عدداً وصورة. يا حبذا غذا أردت أن ترد على هذا التعقيب أن ترد عليه بطريقة علميّة تجيب عن كل الاسئلة المطروحة والتساؤلات. فإن فعلت فإنك من المنصورين بإذن الله.
سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم في مسألة الأعجاز العددي
أنظر الى جوابه حفظه الله
الجواب:
الكلام في الإعجاز العددي دحض مزلّة، ومزلق خطير!
والملاحظ فيه كثرة التكلّف، والتعسّف للقول بموجبه.
ففي هذا السؤال:
مُقارنة السحر بالفتنة في الأعداد ..
والفتنة في القرآن ليست مقصورة على السّحر، بل تُطلَق على الكفر وعلى الفتن الصِّغار والكبار
فمن إطلاق الفتنة على الكُفر قوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) وقوله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ).
ومن إطلاق الفتنة في القرآن على الفِتن الصِّغار قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وقوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ).
وقد تُطلق الفتنة على ما يتعلق بالعذاب الأخروي، كقوله تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ).
ولا أعلم أن الفتنة أُطلِقت على السِّحر إلا في موضع واحد في قوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ).
وهذا على سبيل المثال، وإلا تتبع هذه الأشياء المذكورة يحتاج إلى وقت.
كما أنهم قد يعتبرون اللفظ أحيانا دون ما يُقابِله من معنى.
كما في حساب عدد ذِكر الأيام أو اليوم، فإنه قد يعتبرون اليوم الآخر في حساب الأيام، وقد يعتبرون الأيام بمثابة كلمة يوم، ثم هذا الناتج المتوصّل إليه أي إعجاز فيه؟!
فالعدد (365) ماذا يُمثّل؟!
السنة المعتبرة عند المسلمين هي السنة الهجرية، وهي أقل من ذلك!
وأما التكلّف والتعسّف فهو واضح في الوصول إلى نتائج بعد عمليات حسابية مُعقّدة!
كما في مسألة حساب نسبة الماء إلى اليابسة، فإنهم لم يتوصّلوا إلى ما توصّلوا إليه إلا بعد عمليات حسابية مُعقّدة.
وهذا من التكلّف، وقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّه صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
فلا يَجوز مثل هذا التكلّف والتعسّف.
كما لا يجوز ربط مثل هذه الأعداد بما لا يُقابِلها، كما رأينا في الفتنة مع السِّحر!
وقبل سنوات حدّثني أحد الزملاء عن الإعجاز العددي عند شخص اسمه (رشاد خليفة)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت له: إن الأعداد في القرآن غير مقصودة، خاصة أرقام السور والآيات ..
ثم بعد فترة إذا بهذا الشخص الذي يقول بالإعجاز والذي توصّل إلى إعجاز عددي بزعمه يَزعم أنه (رسول)! وتوصّل إلى ذلك بموجب القيمة الرقمية لاسمه!!
وتوصّل إلى أن القرآن فيه زيادة ونقص نتيجة القول بالإعجاز العددي ..
كما تبيّن أنه بهائي المعتقد ..
ولبّس على الناس بمثل هذا الكلام ليتوصّل إلى إيصال الرقم (19) الذي تُقدّسه البهائية الكافرة، الذين يُؤلِّهون البهاء!
إلى غير ذلك مما هو موجود عند ذلك الشخص مما هو ضلال مُبين، وكفر محض.
فليُحذر من هذا المزلق الخطير.
ولِنعلم أن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية ودلالة وإرشاد للعباد.
كما أن حقائق العلم الحديث ليست قطعية الثبوت، حتى تلك التي يُسمونها " حقائق عِلمية ".
يقول سيد قطب رحمه الله:
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه. . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره. إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة. أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري. اهـ.
والله تعالى أعلم.
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
وأخيراً دعني أستاذ نعيمان أن أزيدك من القصيد بيتاً. فإن بعض النصارى الآن أظهروا أبحاثاً تتحدث عن إعجاز رقمي للتوراة والإنجيل.فما رأيكم في ذلك؟ وهل هذه فكرتهم أيضاً؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 02:45 م]ـ
ويقول الدكتور محمد كالو حول كتاب معجزة "قل هو الله أحد"حقائق رقمية تشهد بوحدانية الله تعالى/ بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل:
أما تسمية ذلك وأمثاله إعجازاً فلا أوافق عليه أبداً، بل ربما نسميه لطائف قرآنية، لأن الإعجاز أعمق وأشمل من ذلك بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها.
ثم إن هذا الفعل جرَّ بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة "، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك "! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى.
وبالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى.
ولقد قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: " رسم المصحف والإعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم " وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي:
1 ـ كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار.
2 ـ كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل.
3 ـ كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها".
(صفحة 197 دمشق، منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420هـ / 1999).
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 02:58 م]ـ
كنت قد قرأت الكتاب الذي أشار الية د محمد كالو ((معجزة "قل هو الله أحد"حقائق رقمية تشهد بوحدانية الله تعالى)) /بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل حيث قلت تعليقاً عليه بأحد الملتقيات قلت فيه:
أنا لست من أنصار إقحام القرآن الكريم بالاعداد واحتسابها ولا يجب علينا أن نتشجع لإدخال الرياضيات في المعجزة القرآنية. فإن أول من أبتدع ذلك كما تعلم رشاد خليفة وتعلم نظريته الساقطة عن رقم 19
والآن يحاول الكثير أن يفعلوا نفس الشيء عن حسن نيّة. وربما ينجح أحدهم بحسبة أو اثنتين أو عشرة ولكن أذا واجهته مشكلة ما بكلمة معينه فإنه يضطر الى الاختزال فيجمع هذه بتلك وتلك بهذه ليساوي الامور ويجبر المكسور ويلفلف الموضوع. ولا أدري ما الذي يجبرنا أن نقوم بذلك. هل يحتاج القرآن الى مزيد من الاعجاز حتى نخترع اعجازاً جديداً؟
المهندس عبد الدايم يقول بل ويدّعي أن الله تعالى أنزل القرآن بالعربية وأن معظم أهل الارض لا يتكلمون بها. ولكن المعجزة الرقميّة هي اللغة التي يفهمها العالم كله فجاء القرآن بها. وهذا كلام خطير إن لم تثبت النظرية الرقمية. وخطير أيضاً لأنه تنازل عن الاعجاز اللغوي والعلمي والتاريخي والفقهي والجغرافي الخ.
يقول المهندس عبد الدايم: (قد يدّعي أحدهم أن لديه مقطع أدبي أكثر بلاغة من القرآن ولذلك نجد أن القرآن قد أودع فيه لغة دقيقة وهي لغة الارقام) وهذا أيضاً كلام خطير إذ أن أحدا مهما كانت قدرته البلاغية لا يستطيع أن يدعي هذا الادعاء ولن يصدقه أحد إن ادعاه.
لقد ساق المهندس عبد الدايم أرقاماً كثيرة وأثبت أن كثير من الكلمات كانت من مضاعفات الرقم سبعة. ولكنه أخفق في كلمة (بسم) فقد تكررت 22 مرة فماذا فعل؟ أضطر أن يجمعها مع كلمة (رحيم) ليصبح كلا الكلمتين من مضاعفات الرقم سبعة
أرجو أن لا نروّج لتلك الافعال. ولا نقحم قرآننا الى لغة الحاسوب والرمجة الرقميّة لأنه لو أعلنا للملأ عن ذلك وثبت العكس أو ثبت بعض الاخطاء لأقحمنا القرآن عندئذ للقيل والقال ونحن لسنا أصلاً بحاجة الى تلك المخاطرات. اليس كذلك؟ بارك الله تعالى بكم وجعلكم دوماً من أهل الحق آمين ومن أتباعه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2010, 03:26 م]ـ
الأخ الفاضل تيسير:
القرآن رسالة الله الخالدة للبشرية جمعاء، وإعجازه في مبانيه ومعانيه معاً،وإذا كان العرب الذين نزل القرآن بلسانهم يدركون أكثر من غيرهم ما في القرآن من إعجاز بياني، فهذا لا يعني أن غير العربي ليس له سبيل إلى إدراك ذلك الإعجاز أو بعضه، فإن من أعظم الإعجاز البياني في هذا الكتاب هو عدم وجود أي تناقض أو اختلاف في أخباره أو تشريعاته، وهذا ما أشار إليه القرآن على وجه التحدي:
"ذلك الكتاب لا ريب فيه" " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الرسالة التي يحملها القرآن رسالة معجزة لا يمكن أن تكون نتاجا بشريا وهذا الوجه من الإعجاز في متناول العقول والفطر السليمة، وعليه أقول:
لا تخش على القرآن مما أسميته مخاطرات، ولا تحاول أن تقف في وجه من يريد أن يبحث في القرآن وأوجه إعجازه ‘ فإن إعجاز القرآن لا حد له فهو كلام الله وأنت تدرك معنى كلام الله.
وفقني الله وإياك إلى كل خير.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 05:14 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وبك بارك أستاذنا الكريم ولكن هل قرأت تلك الاسئلة المهمة التي تطرقتها بالتحديد في الاعجاز العددي. فإذا كنت قرأتها. فإليك هذه التسائلات التالية الاخرى:
هل الإعجاز بحد ذاته ضرورة شرعيّة لإيمان الاعجمي أو العربي؟؟ أم أن الاعجاز هو دليل واحد فقط على الوصول الى معرفة الله؟ أوليس الحكمة في انزال القرآن باللغة العربيّة تكمن في الاعجاز البلاغي أولاً؟ وهل تحدي الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله لا يشمل الاعاجم؟؟ وماذا يعني أن القرآن نزل اللغة العربيّة؟؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 07:29 م]ـ
ومن أوهم الأستاذ تيسر أنّي لا أعرف منقولاته وأسئلته المتتابعة؟!
سامحني يا أستاذ؛ وأستغفر الله من ذلك؛ إذ أقول هذا عن نفسي:
لا أبالغ إن قلت لك: إنّني قد قرأت كلّ كتاب وبحث ومقال وحوار وقع تحت يدي له علاقة بالإعجاز العدديّ.
ومكتبتي لها جناح خاصّ بهذا. وبعضها قد أعدت قراءته أكثر من مرّة. وإن كنت لم أكتب هنا عن الإعجاز إلا قليلاً.
وأنا على يقين تامّ بأنّ هذا الوجه من وجوه الإعجاز العظيمة سينتشر انتشاراً كبيراً بإذن الله تعالى، والمؤتمرات الّتي ستعقد خلال هذا العام بلغت ثلاثة، ونسأله تعالى أن يوفّق الأمّة المرحومة المحمودة المباركة ويسدّدها للوصول إلى الحقّ.
فلبّث قليلاً يا أستاذ ثمّ اكتب متّهماً غيرك بما تجد عن يقين؛ لا بما ترجمه بالغيب والتّخمين.
ثمّ أوليس عجيباً يا أستاذ أن تكتب عنواناً في المشاركة الأولى بأنّك متحفّظ؛ ثمّ يرتقي بك الحال حتّى أصبحت معارضاً متعصّباً؛ بين عشيّة وضحاها؟
لعلّ مقالتي السّابقة استفزّتك وما قصدتك؛ إنّما قسّمت المتحفّظين إلى ثلاثة أقسام، اثنان محمودان، وواحد مذموم.
فهل وضعت نفسك في الصّنف الثّالث لتشنّ علينا هذه الحملة؟
يدخل أحدكم المواقع مقلّباً إيّاها ثمّ تجمع يداه من قال وما قال، ثمّ يبني أحكامه بناء على ما نقل!
ثمّ يظنّ أنّه قد أتى بما لم تأت به الأوائل؟ أو أتى على باقعة تنهي بأسئلته الكثيرة المكرورة المملّة مقولة الإعجاز العدديّ أو التّناسق العدديّ أو ليسمّها من شاء ما شاء.
أوَهكذا يكون البحث والتّنقيب؟
يا رجل إنّ الباحثين عن المعادن والذّهب يفنون أعمارهم وهم يبحثون ليلتقطوا الدّرر الفانية.
أوليس هذا القرآن الكريم أعظم كتاب أنزل على الأرض يحتاج منّا أن نتعب قبل أن نصدر الأحكام ونستعلم على خلق الله بمجرّد المطالعة الآنيّة غير المستبصرة؟
وحتّى لا يقفز بين يديّ أحد يتّهمني بالتّعالم على الآخرين، فلا والله لا أقصد هذا، وما أنا إلا أنا؛ كما ذكرت عنّي أنّي ما زلت على الشّطآن لم أغص بعد أعماق البحار. ألا وإنّ ما أقوله وصف لا مدح؛ للعبرة لا للشّهرة.
اقرأ مزيداً أستاذ تيسير فأنت كاتب وباحث كما وقّعت أسفل اسمك.
ابحث ثمّ اكتب؛ ليتّفق اسمك مع رسمك.
حتّى لا تقع في أخطاء تاريخيّة كتأريخك بأنّ الدّكتور الهالك رشاد خليفة أوّل من أقحم القرآن الكريم بالأرقام والعداد والحساب.
هذه هي الدّحض المزلّة لمن هوت بهم الأسماء، وتصدّرت مواقعم كثرة المشيخات، والتّلمذات، وزيادة عدد المؤلّفات؛ كلّ هذا لا يخيفنا؛ فإنّما هي فقّاعات هواء سرعان ما تتطاير فتتبدّد، وغرور المنبر مصيبة أكبر؛ إنّما يخيفنا أن نلوي أعناق النّصوص لتتّفق وأهواءنا عن غير علم وبيّنة. فإنّنا يا أستاذنا نتحدّث عمّا نجد لا عمّا يقوله هؤلاء وأمثالهم ممّا لم يجدوا.
والمثبت مقدّم على النّافي، وليس راء كمن سمع.
وإن كنت أزعم أنّهم مخلصون - كما أحسبهم والله حسيبهم-؛ لكنّهم -في رأيي المتواضع- مخطئون.
واقرأ أستاذنا هذه المحاورات -الّتي شاركت فيها بقراءتي لا بكتابتي، وكلّهم خير منّي وأعلم- على هذا الرّابط، ثمّ خفّف من اللّهاث حتّى لا تكون -بلغة الخيل- مجلّياً.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17590
وأظنّها كافية لك حتّى الآن.
فإن أجيبت أسئلتك الّتي رصفتها فذاك، وإلا فهات يرحمك الله نتذاكر سويّة تُفيدني وقد أُفيدُك، وقد لا!
فسبحان الّذي يعطي ما شاء لمن شاء وقتما يشاء.
ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون.
وأخيراً: فإنّ صاحب الموضوع هو الوحيد الّذي لم يدخل ليحاور الآخرين من أساطين هذا العلم هو المهندس عبد الدّائم الكحيل في أيّة مشاركة.
وأعدّه من حرصه على وقته ألا يضيع، في جدال يراه هو عقيماً مع المثبّطين والمهرولين إلى نقولات غريبة عجيبة؛ لأنّه يريد نشر ما يكتشفه على موقعه الّذي بارك الله له فيه ممّا يفتح الله تعالى به عليه، مع عدم تسليمنا ببعض نتائجه، وليلحق به من شاء.
فمن فقهه أخذه، ومن لم يفقهه فليس له حاجة في محاروته.
ولكلّ وجهة هو مولّيها في تسيير تعامله مع العلم وأهله.
وأعتذر من المهندس الكحيل -حفظه الله- إذ تحدّثت بهذا عنه دون إذن منه.
أمّا العدديّ يا أستاذ تيسير فَ:
شعاره: ((ولنعلّمه عدد السّنين والحساب)) ((وكلّ شيء أحصيناه عدداً))
ووسائله: مصحف المدينة النّبويّة + عينان في الرّاس + الأرقام الموجودة بين دفّتي المصحف + قدرة على استخدام الحساب.
ومنهجيّته: الاستقراء.
وغايته: طلب العلم في رضى الله تعالى.
نسأله تعالى أن يجعلها غاية الغايات عندنا جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2010, 08:05 م]ـ
وبك بارك أستاذنا الكريم ولكن هل قرأت تلك الاسئلة المهمة التي تطرقتها بالتحديد في الاعجاز العددي. فإذا كنت قرأتها. فإليك هذه التسائلات التالية الاخرى:
هل الإعجاز بحد ذاته ضرورة شرعيّة لإيمان الاعجمي أو العربي؟؟ أم أن الاعجاز هو دليل واحد فقط على الوصول الى معرفة الله؟ أوليس الحكمة في انزال القرآن باللغة العربيّة تكمن في الاعجاز البلاغي أولاً؟ وهل تحدي الله تعالى بأن يأتوا بسورة من مثله لا يشمل الاعاجم؟؟ وماذا يعني أن القرآن نزل اللغة العربيّة؟؟
أخانا الفاضل تيسير:
يسر الله أمرنا وأمرك في الدنيا والآخرة
الأسئلة التي طرحتها سبق وأن طرحت وأجاب عنها الأخوة في هذا المنتدى وعلى وجه الخصوص الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله جلغوم.
أما سؤالك:
هل الإعجاز بحد ذاته ضرورة شرعية لإيمان الأعجمي أو العربي؟
فالجواب: الإعجاز حقيقة واقعة، فالنص القرآني معجز ولا يمكن فصل هذا الوصف عن القرآن حتى نقول إن الإيمان يتوقف عليه أو لا.
تقول:
أم أن الإعجاز هو دليل واحد فقط للوصول إلى معرفة الله؟
فأقول إن معرفة الله مغروسة في الفطرة الإنسانية والعقل السليم ليس أمامه إلا التسليم والإيمان بما الفطرة، والقرآن بإعجازه البياني والعلمي ـ وأقصد بالعلمي ما هو أوسع من المصطلح الحديث ـ حاكم الإنسان إلى عقله وفطرته بعد أن أزاح عنهما أسباب الانحراف الفطري والعقلي وأقام عليه الحجة بأسلوب لم تعهد له البشرية مثيلا.
أما قولك:
أو ليس الحكمة في إنزال القرآن باللغة العربية تكمن في الإعجاز البلاغي أولاً؟
لا أعتقد ذلك، فالله تعالى قادر على أن ينزل نصا معجزا بأي لسان.
أما سؤالك عن التحدي فهو موجه إلى الإنس والجن إلى العرب والعجم وهذا يؤكد إجابتي على سؤالك السابق، والدليل أن الذين حاول معارضة القرآن في هذا الزمن حينما ظنوا أن الإعجاز محصور في الجانب البلاغي خرجوا علينا بمسخهم الذي أسموه بهتانا وزورا " الفرقان"، مع أنهم لو ذهبوا إلى تراجم معاني القرآن بغير العربية لعجزوا أن يأتوا بمثلها، فمعاني القرآن أشد في إعجازها من مبانيه.
أما سؤالك الأخير فيبدوا أن فيه نقص فلم أفهم المرادمنه.
هذا بخصوص الجواب على أسئلتك أخي الفاضل.
أما موضوع الإعجاز العلمي بالمصطلح الحديث فأنا من أنصاره ومن المتحفظين عليه في نفس الوقت وبخاصة الإعجاز العددي وقد كتبت في هذا الملتقى المبارك موضوع تحت عنوان:
" الأيدي الخفية وراء بعض الدراسات القرآنية" تجده تحت هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15798
ولكن بعد أن رأيت ما كتبه الأستاذ عبد الله جلغوم ـ وقد كان لي معه مشاكسات ربما ضايقته كثيرا ـ رأيت أنه ليس من الحكمة الوقوف في وجه من أرد أن يتدبر ويسبر أوجه الإعجاز القرآني ولن يصح إلا الصحيح.
وفق الله الجميع لكل خير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 08:21 م]ـ
أستاذي العظيم
من يقرأ ويسمع لهجتك في المدافعة عن موضوع مختلف فيه يظن أنك تدافع عن ركن من أركان الدين قطعي الدلالة والثبوت. لا أدري لماذا أنت متشنج الى هذا الحد مع أني هاديء الاعصاب جميل الطباع في ردي وقولي. الموضوع يا أخي أقل من فرع من أفرع العلم والإعجاز. وهو لا سيتحق هذا العزم والحزم. إذا ثبت أي شيء يقره العلماء فلله الحمد والمنّة. ولكنك ذهبت شططاً عن أسئلتي التي وجهتها لك بمقدمة لا غنى فيها عن الاجابة وليس هكذا هو الاسلوب العلمي. تتمترس خلف الأكمة وتبتعد عن أثر ما نبحث عنه. الطريقة الصحيحة في الحوار أن ترتب أسئلتي وتسائلاتي واحداً واحداً فتضع الحجة في ردك وليس الاغفال عنها بنافع. لأن إغفالها يقرّب من المراء الذي نهى عنه رسول الله. تواضع يا أخي وانزل الى مستواى الشاطئي الضحل الضحضاح وأجب عن كل أسئلتي واحداً واحداً لتقيم الحجة عليّ ويشهد لك القارؤن بالفوز والنصر العظيم. أما أن تتغافل عن أسئلتي فهذا بعين البصيرة لا ينفع. لن أكرر أسئلتي فهي واضحة. القراءات مختلفة والحروف متغيرة فإلى من تحسب والى أي قراءة تجنح وما هو مصير من لا يقرأ بقراءتك وكيف يستفيد من علمك وحسابك. هذا سؤال واحد لم أنقله عن أحد وإنا الذي أسألك إياه فأجبني عن جميع إخوته وأشقائه ولن أقبل إلا ذلك. والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 08:37 م]ـ
أستاذي الفاضل أبو سعد الغامدي
فاتني أن أذكر في التعقيب الاخير أنه يخص الاستاذ نعيمان فقد وجهت له أسئلة غير الاسئلة التي تسائلتها معك. وقد قمت بارك الله بك بالإجابة عليها مشكوراً وهكذا يكون الرد. وبغض النظر حول قناعتي فيه.ولكنه لم يخرج أنه رد حواري معتبر له أصوله التي يجب أن تراعى.
أنا وأنت أستاذي متفقان. فلا شيء مقدس إلا ما ثبت بالدليل الشرعي (قال الله وقال الرسول). وتحفظاتك على الموضوع بأجمله ليس فيه ما يقدح. نحن ننتظر أي علم مستنبط يقره العلماء فنفرح به أيّما فرح إن كان قوي المصدر والدليل. ونحمد الله تعالى بأن متّعنا بجماله وروعته. وندعو خيراً لصاحبه ومكتشفه. فأنا متحفظ على يتحفظ به من هم خير مني. وأقر بإقرارهم ما ترتاح له أفئدتهم. إذ أن أمة محمد لا تجتمع على ضلالة. والله تعالى هو هادي السبيل وبارك الله تعالى بكم ونفع بعلمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 09:40 م]ـ
شكراً على تعظيمك!! إيّاي يا أيّها الكاتب الباحث.
ولكنّني لست عظيماً -يرحمك الله- إلا إن كنت تقصد أنّني مركّب من العظم لا من العَظَمَة فذاك -والله يرعاك-.
ولو أعدت مقالتي بهدوء أعصاب يا أستاذ -كما وصفت نفسك- لوجدت أنّي لم أعظّم نفسي مطلقاً، ولم أتعالم؛ وإنّما قلت إنّني ما زلت على الشّطآن، وبها وصلت إلى علم اليقين. فكيف لو غصت كما غاص أساطين هذا العلم: جرّار وجلغوم والكحيل وغيرهم؛ إذن لوصلت إلى عين اليقين أو لربّما إلى حقّ اليقين.
مع يقيني أنّ كثيراً من الدّراسات لم يحالفها النّجاح، وكانت متكلّفة وردّ عليها المؤيّدون للإعجاز العدديّ أكثر من المعارضين؛ وبخاصّة في بعض ما ذكرتَ من أمثلة. بل إنّ المهندس الكحيل ذهب إلى أنّ 99% من الدّراسات العدديّة لا ترقى إلى الإعجاز العدديّ.
ثمّ أنا أدافع وأنت تهاجم، والعكس صحيح، وهذه طبيعة الحوارات في تبنّي الآراء؛ أمّاذا ترى؟
لأنّني معتقد بذلك جازماً بكلّ ثقة، وسعادتك مضطرب؛ مرّة متحفّظاً ومرّة معارضاً بنقول قديمة مكرورة.
لا أريد أن أنتصر عليك؛ أريد أن أنتصر على نفسي -كما أرجو ربّي-، ولما اقتنعنا به عن بيّنة، وأدعو ربّي لك أن تنتصر على نفسك وتقرأ أكثر؛ ثمّ تصل إلى التّحفّظ أو المعارضة عن علم.
فهل أخطأت يا أستاذ إذ أحلتك إلى رابط قد يشفي غليل أسئلتك المكرورة؟
غفر الله لي ما تجاوزت في حقّك، وغفر لك ما تجاوزت في حقّي.
چ ? ? ? ? ? ? ?? ? چالبقرة: 286
چ پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ چالحشر: 10
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 May 2010, 10:21 م]ـ
أنا أعتذر اليك إن فهمت من كلامي تحقيراً أو إساءة. وعقاباً لي على ذلك فإني أنسحب من هذا الموضوع والخوض فيه وذلك لجهلي المطبق به أولاً. ولإلحاحي عليك بالإجابة عن أسئلتي السخيفة التي لا تستحق أصلاً أن يُرد عليها ثانياً. سامحني أستاذي وأعدك بأني لن أكررها مرة أخرى. وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 11:03 م]ـ
أنا أعتذر اليك إن فهمت من كلامي تحقيراً أو إساءة. وعقاباً لي على ذلك فإني أنسحب من هذا الموضوع والخوض فيه وذلك لجهلي المطبق به أولاً. ولإلحاحي عليك بالإجابة عن أسئلتي السخيفة التي لا تستحق أصلاً أن يُرد عليها ثانياً. سامحني أستاذي وأعدك بأني لن أكررها مرة أخرى. وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك.
غفر الله لك. أسرتني بأدبك الجمّ.
أسئلتك لم تكن قطّ سخيفة إنّما قلت: هي مكرورة، ومجاب عنها في الرّابط الّذي كتبته لك.
وهو من أكثر الموضوعات نشاطاً كما هو في الصّفحة الرّئيسة للملتقى.
وقد أجاب عن أسئلتك وأكثر منها: المؤيّدون للإعجاز العدديّ. فما زلت أحيلك عليها بكلّ ودّ.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 06:04 ص]ـ
لقد قرأتها أخي الحبيب
وإني أسأل الله تعالى أن يكون هذا الملتقى سبباً في تقارب القلوب ومقوياً لأمشاج المحبة
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 May 2010, 06:28 ص]ـ
لقد قرأتها أخي الحبيب
وإني أسأل الله تعالى أن يكون هذا الملتقى سبباً في تقارب القلوب ومقوياً لأمشاج المحبة
أحبّك الّذي أحببتني فيه.
والحمد لله ربّ العالمين.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 May 2010, 12:52 م]ـ
ولكنّني أعتقد اعتقاداً جازماً لا يقبل الشّكّ أبداً بأنّ في القرآن الكريم معجزةً عدديّةً باهرةً تسطع في الأفق؛ علمها من علمها وجهلها من جهلها ..
صدقت تماما يا أخى العزيز، توجد بالفعل تلك المعجزة الباهرة التى تتوقعها
وقريبا إن شاء الله تعالى سوف تشهد نماذج منها
ولعلنى قد ذكرت لك فى السابق هذا الأمر، ولكن يبدو أنك لم تنتبه إليه تمام الانتباه
كان ذلك فى موضوعكم " مناقشة رسالة ماجستير: الإعجاز العددى فى الدراسات القرآنية المعاصرة "، وتحديدا فى المشاركة رقم 22 منه، وهذا هو رابطها:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=90562&postcount=22
مع بالغ مودتى وتقديرى لشخصكم الكريم
ـ[نعيمان]ــــــــ[28 May 2010, 05:15 ص]ـ
صدقت تماما يا أخى العزيز، توجد بالفعل تلك المعجزة الباهرة التى تتوقعها
وقريبا إن شاء الله تعالى سوف تشهد نماذج منها
ولعلنى قد ذكرت لك فى السابق هذا الأمر، ولكن يبدو أنك لم تنتبه إليه تمام الانتباه
كان ذلك فى موضوعكم " مناقشة رسالة ماجستير: الإعجاز العددى فى الدراسات القرآنية المعاصرة "، وتحديدا فى المشاركة رقم 22 منه، وهذا هو رابطها:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=90562&postcount=22
مع بالغ مودتى وتقديرى لشخصكم الكريم
حيّاك الله أخانا العزيز العليميّ المصريّ.
أين أنت أيّها الفاضل؟ قد غبت طويلاً عن المحاورات السّاخنة الّتي كنّا نفيد منها مهما كانت حدّة النّقاش وشدّته.
وما من أمر في الدّنيا إلا ذو فوائد لمن بحث عنها وأراد اقتناصها.
ونحن في انتظار نتائجك الّتي وعدتنا بها في الرّابط الّذي ذكرت، وما غفلنا عن ذلك ولا نسيناه؛ لكنّ النّقاش الّذي دار آنذاك
أبعدنا نسبيّاً عمّا ذكرت فضيلتك -حفظكم الله ورعاكم-.
وحيّهلاً بك مرّات وكرّات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Jun 2010, 06:47 م]ـ
حيّاك الله أخانا العزيز العليميّ المصريّ.
أين أنت أيّها الفاضل؟ قد غبت طويلاً عن المحاورات السّاخنة الّتي كنّا نفيد منها مهما كانت حدّة النّقاش وشدّته .....
ونحن في انتظار نتائجك الّتي وعدتنا بها في الرّابط الّذي ذكرت، وما غفلنا عن ذلك ولا نسيناه؛ لكنّ النّقاش الّذي دار آنذاك
أبعدنا نسبيّاً عمّا ذكرت فضيلتك -حفظكم الله ورعاكم-.
وحيّهلاً بك مرّات وكرّات.
حياك الله وبياك أخى الحبيب، وجعل الجنة مثوانا ومثواك
أما عن سؤالكم الكريم: أين أنت؟ فالجواب تجده مفصلا على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=103510&postcount=31
وأما عن النتائج المنتظرة ففى القريب العاجل إن شاء المولى عز وجل، وليتك تراسلنى على الخاص للمزيد من التفاصيل
وأشكرك أيها الفاضل على تفقدى، وليتك تتفقد بالمثل الأخوين الكريمين: جلغوم والبيراوى، فقد غابا عنا طويلا، وتركا فراغا كبيرا، ونأمل أن يكونا بخير
أخى الحبيب: كنت قد قرأت لك - فى موضوع لا أتذكر عنوانه - تقريرا مسهبا عن مؤتمر كبير للإعجاز العددى سوف يُعقد هذا العام، وقد تحدثت فيه عن محاور هذا المؤتمر، كما ذكرت أنك قد دُعيت إليه مع الأستاذين جلغوم وكحيل على ما أذكر، ولكنى تفقدت هذا الكلام مؤخرا فلم أجده!!
فهل تم حذفه؟ أم إننى قد ضللت الطريق إلى الموضوع نفسه؟
بانتظار ردكم الكريم، ولك منى خالص المودة والتقدير
ـ[نعيمان]ــــــــ[02 Jun 2010, 10:31 م]ـ
أخى الحبيب: كنت قد قرأت لك - فى موضوع لا أتذكر عنوانه - تقريرا مسهبا عن مؤتمر كبير للإعجاز العددى سوف يُعقد هذا العام، وقد تحدثت فيه عن محاور هذا المؤتمر، كما ذكرت أنك قد دُعيت إليه مع الأستاذين جلغوم وكحيل على ما أذكر، ولكنى تفقدت هذا الكلام مؤخرا فلم أجده!!
فهل تم حذفه؟ أم إننى قد ضللت الطريق إلى الموضوع نفسه؟
بانتظار ردكم الكريم، ولك منى خالص المودة والتقدير
حيّاكم الله تعالى أخي العزيز العليمي تارة أخرى
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
الحمد لله إذ ردّك الله تعالى إلينا ردّاً جميلاً
ولكنّي أهمس في أذنكم بهمسة المحبّ: ألا تفارقوا الملتقى بسبب نقاش حادّ أو حتّى وصوله إلى حدّ السّباب؛ ويستحيل أن تتطابق أفكارنا ونتوافق على كلّ أمر؛ وهذه سنّة التّعدّد السّننيّة الّتي لا تتبدّل ولا تتحوّل.
وما دمنا بشراً فلا بدّ من الأخطاء والخطايا أعاذنا الله منها، ثمّ ما دام للمشاركات في الملتقى هدفه وغايته، فلنبق على تحقيق الأهداف الّتي لن تأتي بسهولة ويسر؛ بل لا بدّ من وجود المعوّقات على كلّ صعيد.
فمن أوقفته العقبات انكفأ -ولا شكّ- على الذّات.
فانظر يرحمك الله: لو ترك كلّ نبيّ قومه لما واجهه به من التّكذيب لما آمن إلا قليل!
وبعض النّاس قد يفرح لذلك؛ فهل نقدّم لهم خدمة مجّانيّة في تحقيق ما يفرحون به؟!
وإنّي لأتمنّى على جميع الّذين يغادرون الملتقى انسحاباً أن يعودوا عن رأيهم وينخرطوا في الملتقى من جديد.
والمنسحب يدلّل على عدم استقرار نفسيّته، وعدم النّضج والقدرة على تحمّل إخوته.
أن أنسحب من موضع ما لا بأس حتّى لا يتفاقم الحوار العقيم، ولا يصبح حوار طرشان.
أمّا الغائبون الأحبّة من الأساتذة الفضلاء والعلماء الأجلّاء فما من أحد إلا وهو مشغول ونرجوا ربّنا سبحانه وتعالى أن يعيد إليهم نشاطهم وهمّتهم، وأن يفيدوا إخوانهم وإلم يلقوا تجاوباً أو ردوداً فما الرّدود أرادوا إنّما الله أرادوا.
نسأله تعالى الإخلاص والصّواب في القول والعمل والحال.
أمّا محاور المؤتمر فلم تحذف؛ إنّما هي على هذا الرّابط حفظكم الله:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=101601&postcount=8
ولكم جزيل شكري وامتناني
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[02 Jun 2010, 10:43 م]ـ
نعم أخي د أبو مصعب أنا مع عدم الأنسحاب من الملتقى لأي سبب كان لأن هذا الملتقى فيه خلق قويم وحلم نبيل. لا يُفصل أحد بسبب انتماء فكري أو عقدي. ولكن في كثير من الملقيات يطرد المشترك شر طردة لسبب أتفه من تافه. أشد على يديك وأدعو دوماً الى هذه السياسة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:03 م]ـ
ومن لطائف القرآن أن الصلاة بمشتقاتها ذُكرت في القرآن 99 مرة بعدد أسماء الله الحسنى! إن هذا التطابق بين عدد مرات ذكر الصلاة وعدد أسماء الله الحسنى يدل على أهمية الصلاة، ولذلك ذكرها الله تعالى في كتابه بعدد أسمائه الحسنى!
ــــــــــــــــ
.
بارك الله فيك أخي الكريم. وهل أسماء الله الحسنى هي فقط تسع وتسعون؟.
تلك من أحصاها دخل الجنة , ولكن غيرها لا يعلمها كل الناس:
"عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا"السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 1 / ص 383)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:14 م]ـ
. لأن أول من أقحم لغة الارقام الى القرآن هو رشاد خليفة.
بل سبقه اليهود عند حسابهم لعمر أمة الإسلام وحيرتهم فيه.
الغريب ليس توافق الأرقام لبعض الأمور. فالقران كل شيء فيه صواب ووالله أنزله بعلم وحكمة , ولكن للأسف جعل الأرقام سبيلا للرشاد أمر غريب , لم يخبرنا عن تلك السبيل منزل القران عز وجل.
فأصبحت الغاية هي حساب تلك الحروف والكلمات حتى أن النصارى قد وضعوا إعجازا عدديا للكتاب المقدس عندهم. ونحن نعلم أنه محرف وهم يعلمون أن النسخ عندهم مختلفة!!!!
ـ[نعيمان]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي العزيز أبا أنس وبارك فيكم
هذا ممّا يُلتقى عليه، وكثير مثله، وبعضه محال أن نلتقى عليه للطّبيعة البشريّة التّي خلق الله النّاس عليها.
بارك الله فيك أخي الكريم. وهل أسماء الله الحسنى هي فقط تسع وتسعون؟.
تلك من أحصاها دخل الجنة , ولكن غيرها لا يعلمها كل الناس:
"عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا"السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 1 / ص 383)
وفيكم بارك أخي الكريم مجدي
العدد 99 هنا المذكور في عالم الشّهادة لا في عالم الغيب.
"إنّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنّة" متّفق عليه
أفأنت تعلم كم عدد أسماء الله الحسنى حصراً؟
هي ثلاثة أقسام: قسم يعرفه أغلب النّاس-وهنا المقصود 99 - ، وقسم يعرفه بعض النّاس، وقسم لا يعلمه إلا ربّ النّاس.
كما هو واضح من الحديث الشّريف الصّحيح الّذي استشهدت به.
فما وجه الاعتراض هنا حفظكم الله؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Jun 2010, 12:35 م]ـ
ولكنّي أهمس في أذنكم بهمسة المحبّ: ألا تفارقوا الملتقى بسبب نقاش حادّ. . . . .
وإنّي لأتمنّى على جميع الّذين يغادرون الملتقى انسحاباً أن يعودوا عن رأيهم وينخرطوا في الملتقى من جديد.
. . . .أمّا محاور المؤتمر فلم تحذف؛ إنّما هي على هذا الرّابط حفظكم الله:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=101601&postcount=8
ولكم جزيل شكري وامتناني
شكرا لك أخى العزيز على النصيحة الثمينة وعلى رابط الموضوع
واؤكد لك أننى لم أنسحب كما وقع فى خلدك، وكيف أنسحب من ملتقى كنت أترقب بلهفة وشوق أن يفتتح باب التسجيل فيه لأسارع إلى المشاركة فيه؟!
وظللت على تلك الحال بضعة أشهر حتى كان يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وقبيل مدفع الإفطار بلحظات معدودة جاءنى الفرج فسجلت عضويتى على الفور واعتبرت هذا من بركات هذا الشهر الفضيل
فأنا لم أنسحب، ولم أفكر فى هذا يوما من الأيام، وإنما كان هذا الغياب رد فعل طبيعى ازاء شعور عارض ومؤقت بعدم جدوى الكتابة، وهو شعور ينتاب الواحد منا حين لا يجد تجاوبا يليق بقدر أهمية ما يكتب، فما بالك إن لم يجد تجاوبا بالمرة برغم أهمية موضوعه الفائقة؟!
ويعلم الله تعالى بأنى لم أكن أنتظر هذا التجاوب إلا من أجل القرآن الكريم وإعجازه الباهر، لا من أجل أى حظ من حظوظ تلك الدنيا الفانية التى هى أهون من جناح بعوضة
ومع هذا أقول إننى لا أحمل لأى من أعضاء هذا الملتقى المبارك إلا كل المشاعر الطيبة، ولست فى خصومة مع أحد ولله الحمد، وأرجو العلى القدير أن تسود الروح الطيبة بين الجميع، ولنتذكر جميعا أن الله تعالى قد إمتن على المؤمنين بنعمة تأليفه بين قلوبهم، فهذه الألفة والمودة تُعد نعمة كبيرة تستحق الحمد عليها
فالحمد لله تعالى كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وجمعنا الله بكم على خير وحب، إنه هو اللطيف الودود
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي العزيز أبا أنس وبارك فيكم
هذا ممّا يُلتقى عليه، وكثير مثله، وبعضه محال أن نلتقى عليه للطّبيعة البشريّة التّي خلق الله النّاس عليها.
وفيكم بارك أخي الكريم مجدي
العدد 99 هنا المذكور في عالم الشّهادة لا في عالم الغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
"إنّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنّة" متّفق عليه
أفأنت تعلم كم عدد أسماء الله الحسنى حصراً؟
هي ثلاثة أقسام: قسم يعرفه أغلب النّاس-وهنا المقصود 99 - ، وقسم يعرفه بعض النّاس، وقسم لا يعلمه إلا ربّ النّاس.
كما هو واضح من الحديث الشّريف الصّحيح الّذي استشهدت به.
فما وجه الاعتراض هنا حفظكم الله؟
من أحصاها تدل على إمكان إحصائها من عامة المسلمين , وعلمته أحدا من عبادك تدل على إختصاصها ببعضهم دون بعض وبإنقطاع الوحي لا يحصيها أحد منا.
والأسماء التي ذكرها العلماء تربو عن تسع وتسعون اسما. أما ما ورد عند الترمذي من ذكرها تخصيصا فهو مدرج في الحديث لا في أصله.
أي أن مايعلمه المسلمون وغيرهم هو من علم الشهادة وما استأثر به هو من علم الغيب.
وبعد ذكر الحديث الذي وردت به الأسماء في سنن الترمذي قال صاحب السنن:
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ وَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ فِي كَبِيرِ شَيْءٍ مِنْ الرِّوَايَاتِ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ذِكْرَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ رَوَى آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ فِيهِ الْأَسْمَاءَ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ"
سنن الترمذي - (ج 11 / ص 412)
قال ابن حجر رحمه الله:" وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْعَدَد هَلْ الْمُرَاد بِهِ حَصْر الْأَسْمَاء الْحُسْنَى فِي هَذِهِ الْعِدَّة أَوْ أَنَّهَا أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ اِخْتَصَّتْ هَذِهِ بِأَنَّ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة؟ فَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى الثَّانِي، وَنَقَلَ النَّوَوِيّ اِتِّفَاق الْعُلَمَاء عَلَيْهِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْحَدِيث حَصْر أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ اِسْم غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ، وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاء مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة، فَالْمُرَاد الْإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لَا الْإِخْبَار بِحَصْرِ الْأَسْمَاء، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود الَّذِي أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان " أَسْأَلك بِكُلِّ اِسْم هُوَ لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسك، أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مِنْ خَلْقك أَوْ اِسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْم الْغَيْب عِنْدك " وَعِنْد مَالِك عَنْ كَعْب الْأَحْبَار فِي دُعَاء " وَأَسْأَلك بِأَسْمَائِك الْحُسْنَى مَا عَلِمْت مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَم " وَأَوْرَدَ الطَّبَرِيُّ عَنْ قَتَادَة نَحْوه، وَمِنْ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا دَعَتْ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ ذَلِكَ. وَسَيَأْتِي فِي الْكَلَام عَلَى الِاسْم الْأَعْظَم. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي هَذَا الْحَدِيث إِثْبَات هَذِهِ الْأَسْمَاء الْمَخْصُوصَة بِهَذَا الْعَدَد وَلَيْسَ فِيهِ مَنْع مَا عَدَاهَا مِنْ الزِّيَادَة، وَإِنَّمَا لِلتَّخْصِيصِ لِكَوْنِهَا أَكْثَر الْأَسْمَاء وَأَبْيَنهَا مَعَانِيَ، وَخَبَر الْمُبْتَدَأ فِي الْحَدِيث هُوَ قَوْله " مَنْ أَحْصَاهَا " لَا قَوْله " لِلَّهِ " وَهُوَ كَقَوْلِك لِزَيْدٍ أَلْف دِرْهَم أَعَدَّهَا لِلصَّدَقَةِ أَوْ لِعَمْرٍو مِائَة ثَوْب مَنْ زَارَهُ أَلْبَسهُ إِيَّاهَا. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " نَحْو ذَلِكَ وَنَقَلَ اِبْن بَطَّال عَنْ الْقَاضِي أَبِي بَكْر بْن الطَّيِّب قَالَ لَيْسَ فِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ مِنْ الْأَسْمَاء إِلَّا هَذِهِ الْعِدَّة وَإِنَّمَا مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة، وَيَدُلّ عَلَى عَدَم الْحَصْر أَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَكْثَرهَا صِفَات وَصِفَات اللَّه لَا تَتَنَاهَى. وَقِيلَ إِنَّ الْمُرَاد الدُّعَاء بِهَذِهِ الْأَسْمَاء لِأَنَّ الْحَدِيث مَبْنِيّ عَلَى قَوْله (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) فَذَكَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا تِسْعَة وَتِسْعُونَ فَيُدْعَى بِهَا وَلَا يُدْعَى بِغَيْرِهَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْ الْمُهَلَّب، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ ثَبَتَ فِي أَخْبَار صَحِيحَة الدُّعَاء بِكَثِيرٍ مِنْ الْأَسْمَاء الَّتِي لَمْ تَرِد فِي الْقُرْآن كَمَا فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي قِيَام اللَّيْل " أَنْتَ الْمُقَدِّم وَأَنْتَ الْمُؤَخِّر " وَغَيْر ذَلِكَ، وَقَالَ الْفَخْر الرَّازِيُّ: لَمَّا كَانَتْ الْأَسْمَاء مِنْ الصِّفَات وَهِيَ إِمَّا ثُبُوتِيَّة حَقِيقِيَّة كَالْحَيِّ أَوْ إِضَافِيَّة كَالْعَظِيمِ وَإِمَّا سَلْبِيَّة كَالْقُدُّوسِ وَإِمَّا مِنْ حَقِيقِيَّة وَإِضَافِيَّة كَالْقَدِيرِ أَوْ مِنْ سَلْبِيَّة إِضَافِيَّة كَالْأَوَّلِ وَالْآخِر وَإِمَّا مِنْ حَقِيقِيَّة وَإِضَافِيَّة سَلْبِيَّة كَالْمَلِكِ، وَالسُّلُوب غَيْر مُتَنَاهِيَة لِأَنَّهُ عَالِم بِلَا نِهَايَة قَادِر عَلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ فَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُون لَهُ مِنْ ذَلِكَ اِسْم فَيَلْزَم أَنْ لَا نِهَايَة لِأَسْمَائِهِ. وَحَكَى الْقَاضِي أَبُو بَكْر اِبْن الْعَرَبِيّ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّ لِلَّهِ أَلْف اِسْم، قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ وَهَذَا قَلِيل فِيهَا، وَنَقَلَ الْفَخْر الرَّازِيُّ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّ لِلَّهِ أَرْبَعَة آلَاف اِسْم اِسْتَأْثَرَ بِعِلْمِ أَلْف مِنْهَا وَأَعْلَمَ الْمَلَائِكَة بِالْبَقِيَّةِ وَالْأَنْبِيَاء بِأَلْفَيْنِ مِنْهَا وَسَائِر النَّاس بِأَلْفٍ، وَهَذِهِ دَعْوًى تَحْتَاج إِلَى دَلِيل. وَاسْتَدَلَّ بَعْضهمْ لِهَذَا الْقَوْل بِأَنَّهُ ثَبَتَ فِي نَفْس حَدِيث الْبَاب أَنَّهُ وَتْر يُحِبّ الْوَتْر، وَالرِّوَايَة الَّتِي سُرِدَتْ فِيهَا الْأَسْمَاء لَمْ يُعَدّ فِيهَا الْوَتْر فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُ اِسْمًا آخَر غَيْر التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ. وَتَعَقَّبَهُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى الْحَصْر فِي التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ كَابْنِ حَزْم بِأَنَّ الْخَبَر الْوَارِد لَمْ يَثْبُت رَفْعه وَإِنَّمَا هُوَ مُدْرَج كَمَا تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ، وَاسْتَدَلَّ أَيْضًا عَلَى عَدَم الْحَصْر بِأَنَّهُ مَفْهُوم عَدَد وَهُوَ ضَعِيف، وَابْن حَزْم مِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى الْحَصْر فِي الْعَدَد الْمَذْكُور، وَهُوَ لَا يَقُول بِالْمَفْهُومِ أَصْلًا وَلَكِنَّهُ اِحْتَجَّ بِالتَّأْكِيدِ فِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مِائَة إِلَّا وَاحِدًا " قَالَ لِأَنَّهُ لَوْ جَازَ أَنْ يَكُون لَهُ اِسْم زَائِد عَلَى الْعَدَد الْمَذْكُور لَزِمَ أَنْ يَكُون لَهُ مِائَة اِسْم فَيَبْطُل قَوْله مِائَة إِلَّا وَاحِدًا، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ؛ لِأَنَّ الْحَصْر الْمَذْكُور عِنْدهمْ بِاعْتِبَارِ الْوَعْد الْحَاصِل لِمَنْ أَحْصَاهَا، فَمَنْ اِدَّعَى عَلَى أَنَّ الْوَعْد وَقَعَ لِمَنْ أَحْصَى زَائِدًا عَلَى ذَلِكَ أَخْطَأَ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون هُنَاكَ اِسْم زَائِد، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) وَقَدْ قَالَ أَهْل التَّفْسِير: مِنْ الْإِلْحَاد فِي أَسْمَائِهِ تَسْمِيَته بِمَا لَمْ يَرِد فِي الْكِتَاب أَوْ السُّنَّة الصَّحِيحَة، وَقَدْ ذَكَرَ مِنْهَا فِي آخِر سُورَة الْحَشْر عِدَّة، وَخَتَمَ ذَلِكَ بِأَنْ قَالَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى، قَالَ: وَمَا يُتَخَيَّل مِنْ الزِّيَادَة فِي الْعِدَّة الْمَذْكُور لَعَلَّهُ مُكَرَّر مَعْنًى وَإِنْ تَغَايَرَ لَفْظًا كَالْغَافِرِ وَالْغَفَّار وَالْغَفُور مَثَلًا فَيَكُون الْمَعْدُود مِنْ ذَلِكَ وَاحِدًا فَقَطْ، فَإِذَا اُعْتُبِرَ ذَلِكَ وَجُمِعَتْ الْأَسْمَاء الْوَارِدَة نَصًّا فِي الْقُرْآن وَفِي الصَّحِيح مِنْ الْحَدِيث لَمْ تَزِدْ عَلَى الْعَدَد الْمَذْكُور، وَقَالَ غَيْره: الْمُرَاد بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى فِي قَوْله تَعَالَى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) مَا جَاءَ فِي الْحَدِيث " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَة وَتِسْعِينَ اِسْمًا " فَإِنْ ثَبَتَ الْخَبَر الْوَارِد فِي تَعْيِينهَا وَجَبَ الْمَصِير إِلَيْهِ وَإِلَّا فَلْيُتَتَبَّعْ مِنْ الْكِتَاب الْعَزِيز وَالسُّنَّة الصَّحِيحَة، فَإِنَّ التَّعْرِيف فِي الْأَسْمَاء لِلْعَهْدِ فَلَا بُدّ مِنْ الْمَعْهُود فَإِنَّهُ أَمَرَ بِالدُّعَاءِ بِهَا وَنَهَى عَنْ الدُّعَاء بِغَيْرِهَا فَلَا بُدّ مِنْ وُجُود الْمَأْمُور بِهِ قُلْت: وَالْحَوَالَة عَلَى الْكِتَاب الْعَزِيز أَقْرَب، وَقَدْ حَصَلَ بِحَمْدِ اللَّه تَتَبُّعهَا كَمَا قَدَّمْته وَبَقِيَ أَنْ يَعْمِد إِلَى مَا تَكَرَّرَ لَفْظًا وَمَعْنًى مِنْ الْقُرْآن فَيَقْتَصِر عَلَيْهِ وَيُتَتَبَّع مِنْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تَكْمِلَة الْعِدَّة الْمَذْكُورَة فَهُوَ نَمَط آخَر مِنْ التَّتَبُّع عَسَى اللَّه أَنْ يُعِين عَلَيْهِ بِحَوْلِهِ وَقُوَّته آمِينَ."فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 215)
ولا الزمك بالقول أن الأسماء تربو عن ذلك. فإن الفهم الآخر في حصرها بتس وتسعون معتبر على ما نقله الحافظ عن ذلك, وإنما كان غرضي أن ما يختلف فيه لا يستدل على ما يشير اليه من أعداد.
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:49 م]ـ
ولا الزمك بالقول أن الأسماء تربو عن ذلك. فإن الفهم الآخر في حصرها بتس وتسعون معتبر على ما نقله الحافظ عن ذلك, وإنما كان غرضي أن ما يختلف فيه لا يستدل على ما يشير اليه من أعداد.
بارك الله فيك
جزاكم الله خيراً أخي الكريم مجدي وبارك فيكم على تفصيلكم المسألة، وجزاكم ضعف ذلك إذ لم تلزمني بالقول: إنّ الأسماء تربو على ذلك.
وأخالفك في غرضك وأشكرك عليه؛ فلكلّ رأيه المُتبّنى؛ إذ إنّ علم العدد عند المؤيّدين له والعاملين فيه يحسم الأمور المختلف فيها.
وقد استطاعت الدّراسات العدديّة حسم أمور اختلف فيها أهل العلم؛ مثل:توقيفيّة الرّسم العثمانيّ في القرآن الكريم.
ولا نلزمك أيضاً بما نزعم حسمه؛ فلكلّ وجهته.
وأشكرك تارة أخرى.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:03 م]ـ
بل سبقه اليهود عند حسابهم لعمر أمة الإسلام وحيرتهم فيه.
الغريب ليس توافق الأرقام لبعض الأمور. فالقران كل شيء فيه صواب ووالله أنزله بعلم وحكمة , ولكن للأسف جعل الأرقام سبيلا للرشاد أمر غريب , لم يخبرنا عن تلك السبيل منزل القران عز وجل.
فأصبحت الغاية هي حساب تلك الحروف والكلمات حتى أن النصارى قد وضعوا إعجازا عدديا للكتاب المقدس عندهم. ونحن نعلم أنه محرف وهم يعلمون أن النسخ عندهم مختلفة!!!!
هذا التّحبير يحتاج إلى إعادة نظر وتحرير، ودراسة جادّة لتقارن بين ما حبّرته من زعم إعجاز عدديّ للكتاب المقدّس وإعجاز عدديّ عند كتابنا المقدّس القرآن الكريم.
ألم تر أنّ السّيف يذهب قدره إن قلت إنّ السّيف أمضى من الخشب
ولذلك فإنّي أعقّب على كلمتكم هذه قائلاً:
إنّ مقارنتكم تدلّ على عدم تفرقتكم بين الحقّ (إعجاز القرآن العدديّ) والباطل (إعجاز الإناجيل العدديّ) في هذه المسألة.
فأدعوك إن كنت مهتمّاً قبل أن تكتب هذا الكلام الخطير أن تقرأ -ومن خلال قراءة بعض ما تكتبون- فجميل أن تعطي من وقتكم المبارك ما يتعلّق بالقرآن إن دفعاً عنه أو انتصاراً له.
وأخيراً: يكفي الإعجاز العدديّ عظمةً إثباتُ أمرين عظيمين، وهما:
1 - عجز البشر عن الإتيان بهذه الدّقّة في الأرقام والأعداد والنّظام والتّناسقات في كتاب نزل مفرّقاً في 23 سنة في زمن لم تعرف فيه الأرقام كما نعرفها في زمننا الحاضر.
2 - إثبات نقل القرآن الكريم إلينا منذ نزوله على قلب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم لم ينقص ولم يزد بهذه الإحصاءات الدّقيقة.
ولله الحمد والفضل والمنّة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Jun 2010, 12:11 م]ـ
هذا الاختلاف لا يغير من الأمر شيئا، فسواء أكان العدد 99 أو 99 ألف، فالعدد 99 يشير إلى الترتيب القرآني المحكم، ولنا في سورة الحجر التي جاءت مؤلفة من 99 آية، منطلق للتدبر في هذا الإحكام (ورتلناه ترتيلا).
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 Jun 2010, 07:37 م]ـ
هذا الاختلاف لا يغير من الأمر شيئا، فسواء أكان العدد 99 أو 99 ألف، فالعدد 99 يشير إلى الترتيب القرآني المحكم، ولنا في سورة الحجر التي جاءت مؤلفة من 99 آية، منطلق للتدبر في هذا الإحكام (ورتلناه ترتيلا).
جزاك الله خيراً أخانا الحبيب وأستاذنا اللبيب.
وإنّي لكاتب إليكم هذه الملاحظات الّتي آمل منكم تصحيحها أو تصحيحها:
* عدد سور القرآن الّتي عدد آيات كلّ منها 99 فأكثر هو: 19 سورة.
إذا قمنا بترتيب هذه السّور تنازليّاً حسب أعداد آياتها؛ نجد أنّ:
مجموع أعداد السّور الـ 9 الأولى (الأكبر) هو: 1706.
السّورة العاشرة هي سورة النّحل (السّورة المتوسّطة)
مجموع أعداد السّور الـ 9 الأخيرة (الأصغر) هو: 1013.
نلاحظ أنّ الفرق بين مجموعي الآيات هو: 693، وهذا العدد من مضاعفات الرّقم 99؛ فهو يساوي: 7 × 99.
إذا عدنا إلى مواقع ترتيب هذه السّور؛ نجد أنّ:
مجموع تراتيب السّور الـ 9 الأولى هو: 114؛ أي بعدد سور القرآن الكريم.
مجموع تراتيب السّور الـ 9 الثّانية هو: 132.
الملاحظة الجميلة هنا: إنّ الفرق بين العددين هو: 18، وهذا هو عدد سور المجموعتين: (9+9).
الأعداد المستخدمة
عدد الأعداد المستخدمة للدّلالة على أعداد الآيات الكريمة في السّور الكريمة الـ 19؛ هو 18 عدداً (9+9)؛ ذلك لأنّ من بينها العدد 111؛ الّذي استخدم لسورتي يوسف والإسراء. فكلاهما مؤلّفة من 111 آية.
الملاحظة هنا: إنّ مجموع هذه الأعداد هو:2736. هذا العدد من مضاعفات الرّقم 114 فهو يساوي: 24 × 114.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Jun 2010, 08:40 م]ـ
هونها علينا يا دكتور. مش فهمانين شي الارقام طويلة وصعبة!!!! الله يهونها عليك
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 Jun 2010, 10:14 م]ـ
هونها علينا يا دكتور. مش فهمانين شي الارقام طويلة وصعبة!!!! الله يهونها عليك
هوّن الله عليك مصائب الدّنيا عزيزنا أبا أنس
وفهّمك الله وإيّانا إيّاها كما فهّم عبده سليمان على نبيّنا وعليه أفضل الصّلاة والسّلام.
چ ہ ہہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ? ? ? ?? ? ? ? چ الأنبياء: 79
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 Jun 2010, 10:20 م]ـ
إضافة جديدة
سورة النّحل هي السّورة الّتي تتوسّط أطول 19 سورة في القرآن الكريم؛ عدد آياتها: 128.
سورة يونس هي السّورة الّتي تتوسّط أوّل 19 سورة في ترتيب المصحف؛ عدد آياتها: 109.
نلاحظ أنّ الفرق بين عددي آيات السّورتين هو 19.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:59 ص]ـ
إضافة جديدة
سورة النّحل هي السّورة الّتي تتوسّط أطول 19 سورة في القرآن الكريم؛ عدد آياتها: 128.
سورة يونس هي السّورة الّتي تتوسّط أوّل 19 سورة في ترتيب المصحف؛ عدد آياتها: 109.
نلاحظ أنّ الفرق بين عددي آيات السّورتين هو 19.
بارك الله بك دكتور نعيمان، كل ما أوردته صحيح لا يحتاج إلى تصحيح.
وقد وجدت أثناء مراجعتي للأرقام التي أوردتها أن الفرق بين مجموع أعداد الآيات في السور التسع الأطول (1706)، ومجموع أعداد الآيات في السور التسع الأولى ترتيبا (1364) هو 342. واللافت للانتباه هنا أن هذا العدد من مضاعفات الرقم 19 فهو حاصل ضرب 18 × 19 (ومن الطبيعي أن يكون من مضاعفات الرقم 114 أيضا: 3 × 114).
ـ[نعيمان]ــــــــ[11 Jun 2010, 08:35 ص]ـ
بارك الله بك دكتور نعيمان، كل ما أوردته صحيح لا يحتاج إلى تصحيح.
وقد وجدت أثناء مراجعتي للأرقام التي أوردتها أن الفرق بين مجموع أعداد الآيات في السور التسع الأطول (1706)، ومجموع أعداد الآيات في السور التسع الأولى ترتيبا (1364) هو 342. واللافت للانتباه هنا أن هذا العدد من مضاعفات الرقم 19 فهو حاصل ضرب 18 × 19 (ومن الطبيعي أن يكون من مضاعفات الرقم 114 أيضا: 3 × 114).
أحسن الله إليكم، وزادكم علماً، وأخرجكم إلينا مقبل النّفس، صافي الرّوح، عالي الهمّة، مستخرجاً درر وأسرار الكتاب القمّة، وأبعد عنكم المثبّطين، وزاد المحبّين المستوعبين بقناعة للدّراسات العدديّة في كتاب ربّ العالمين.
ـ[نعيمان]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:58 ص]ـ
إضافة جديدة
ذكرنا في مشاركة سابقة أنّ:
السّورة الّتي تتوسّط أوّل 19 سورة في ترتيب المصحف؛ هي سورة يونس، وعدد آياتها 109.
والسّورة الّتي تتوسّط أطول 19 سورة في المصحف؛ هي سورة النّحل، وعدد آياتها 128.
نلاحظ أنّ الفرق بين العددين هو 19؛ أي: 128 - 109.
ولسائل أن يسأل: هل روعيت هذه العلاقة في السّورة الكريمة الّتي تتوسّط آخر 19 سورة في ترتيب المصحف، وأقصر 19 سورة باعتبار أعداد الآيات الكريمة؟
الجواب:
إنّ السّورة الّتي تتوسّط آخر 19 سورة هي سورة الفيل؛ وهي السّورة رقم 105؛ المؤلّفة من 5 آيات.
والسّورة الّتي تتوسط أقصر 19 سورة هي سورة النّاس؛ وهي السّورة رقم 114؛ المؤلفة من 6 آيات.
نلاحظ أنّ الفرق بين رقمي ترتيب السّورتين هو: 9، وأنّ الفرق بين عددي آياتهما هو: 1.
وهكذا يتمّ تأليف العدد 19. من خلال العلاقة بين التّرتيب القرآنيّ وعددي الآيات الكريمة.
فسبحان منزّل كتابه بهذا التّرتيب المحكم.(/)
للدكتور: مساعد الطيار حول رسمه الشجري لأنواع علوم القرآن في كتاب الإتقان
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[09 May 2010, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، في درسكم الأسبوعي (الاتقان للإمام السيوطي-رحمه الله، وتفسيرالامام الطبري- رحمه الله) الموافق 6 - 3 - 1431 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=73437
قد عملتم تقسيما لعلوم القرآن من كتاب الاتقان، ولكنكم أدرجتم تقسيما شجريا بتوزيعاً مختلفاً علي سبيل المثال منها، نزول القرآن، ومانزل في غير لغة الحجاز،أسماء نزل فيهم قرآن، تدوين القرآن، مرسوم الخط، آداب كتابته،أداء القرآن، علم الوقف والابتداء، والموصول لفظا المفصول معنيً، وغيرها من العلوم،
ووضعها تحت تقسيمات وعناوين رئيسة.
وقد تم توزيعها علي الطلبة الحاضرين للاطلاع عليها، ومناقشتهم،ومشاركتهم بأي أضافات عليها في الدرس الذي بعده
ومن فضل الله تعالي كانت مناقشات مثمرة نافغة
ا لدرس 13 - 3 - 1431 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=73142
السؤال: هل تم اعتماد هذه الورقة من حضرتكم؟
وبعد إذنكم: إن كان ممكناً ارفاقها في هذا الملتقي المبارك، ليسُتفاد منها بإذن الله تعالي،
خصوصا وقد ذكرتم أنها ستُسخدم في درسكم كالتالي:
- في المدارسة لتفسير الطبري.
- ربط الآيات بعضها ببعض، بالرجوع لهذا التقسيم في علوم القرآن.
بارك الله فيكم، ونفع بكم
وأجدها فرصة لمن ييسر له الله تعالي في سماع درس الشيخ في موقع البث الاسلامي، وللتسهيل يضع كلمة (الطبري) في ابحث، وتظهر الدروس من بداياتها للمتابعة.
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[24 May 2010, 11:11 ص]ـ
ذكر الشيخ حفظه الله هذه الورقة في برنامج مداد الذي بُث البارحة 9/ 6/1431 على قناة دليل , و كانت عبارة عن رسم شجري لعلوم القران من خلال الإتقان,
فنطلب من الشيخ حفظه الله أن يضع هذه الورقة في هذا الملتقى المبارك ليتم الإستفادة منها عند دراسة الإتقان.
جزاكم الله خيراً و نفع بكم.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[25 May 2010, 12:03 م]ـ
الورقة عندي و إن شاء الله لعلي أرفقها لكم غدا بعد إذن الشيخ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 May 2010, 07:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، نحن بالانتظار بعد موافقة الدكتور مساعد وفقه الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 May 2010, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ عبد الرحمن شاهين لا مانع من وضعها هنا، وإن كانت تحت الدراسة، لأني أتمنى من الأعضاء أن يفيدوني ببعض توجيهاتهم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 May 2010, 07:18 م]ـ
الورقة عندي و إن شاء الله لعلي أرفقها لكم غدا بعد إذن الشيخ
نحن ننتظر الرفع أحسن الله إليكم
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 May 2010, 10:55 ص]ـ
اعتذر بشدة عن التأخير لكنني كنت بانتظار موافقة شيخنا وكذلك لم يعجبني شكلها لأنها عن طريق ماسحة ضوئية، على كل حال ها هي مرفقة لكم و سأحاول تصفيتها و تنقيتها حتى تكون أفضل إن شاء الله
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[29 May 2010, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
و جزى الله خيراً شيخنا الشيخ مساعد الطيار حفظه الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 May 2010, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً على المرفقات وقد قمت بفضل الله تعالى بإعادة تصميمها على برنامج إكسل وباوربوينت لتكون واضحة ويسهل الإضافة عليها أو تعديلها.
أرجو أن تنال رضاكم وفقكم الله جميعاً لكل خير وأرجو أن لا تترددوا في طلب أية مساعدة فنية لأني أسعى دوماً أن يكون لي سهم معكم فيما تقومون به في خدمة كتاب الله تعالى لعلي أن أنال بهذا شفاعة يوم القيامة.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[29 May 2010, 06:37 م]ـ
زاكم الله كل خير ونفع الله بشيخ وعلمه
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[30 May 2010, 09:00 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا أخت سمر على التعديل فهكذا أصبحت واضحة بلا كد على الناظر، وفقكِ الله دائما لما يحب و يرضى
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[05 Jun 2010, 07:58 م]ـ
************************************************** ********************************
((جهد مبارك))
بلغكم الله - جل وعلا- مانويتموه، وضاعف لكم فيه،
وجزي الله الشيخ/ د. مساعد، ونفع به، وبارك في علمه
***********************************************
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:41 ص]ـ
هل اطلعتم على الرسم الشجري الذي أعده قسم البحوث والدراسات بالمنتدى الإسلامي بالشارقة بعنوان:
معاقد فروع وأفنان شجرة علوم القرآن كما جاءت مادتها في الإتقان
http://img411.imageshack.us/img411/4781/19062010444.jpg
وهو عبارة عن كراس من الورق المقوى الفاخر، مكون من خمس ورقات بعدد الأقسام التي قسموا بها علوم القرآن الواردة في كتاب الإتقان، وهي: علوم تنزيله، علوم ترتيله، علوم تدوينه، علوم تأويله، علوم تدليله.
وهذه صورة للصفحة الأولى:
http://img686.imageshack.us/img686/8332/19062010445.jpg
وقد ملئوا الفراغات بمختارات من المنظومات العلمية المختلفة في علوم القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:05 ص]ـ
وقد أعدوه في ضوء دروس الشيخ الكريم (مصطفى البويحياوي) التي ألقاها عندهم في الشارقة، ولا أستبعد أن يكون هو الذي أعد الرسم بنفسه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
الرسم الشجري الذي أشار إليه أخي محمد العبادي - حفظه الله - عندي منه نسخة إلكترونية صافية جداً، ولكن حجمها كبير، وقد كنتُ أثناء عملهم في هذه الفكرة في الشارقة فعرضها عليَّ الأخ الذي أشرف عليها وهو الأخ أبو بكر سعداوي في المنتدى الإسلامي في الشارقة، فأجرى بعض التعديلات عليها حينها، وبعث بها للمطبعة للطباعة، فطلبت منه نسخة إلكترونية لرفعها على ملتقى أهل التفسير فأعطاني نسخة لا زلت أحتفظ بها، وقد طبعت بعد ذلك وحصلتُ على نسخة منها لي ولأخي الدكتور مساعد الطيار في زيارتي الأخيرة للشارقة، وقد رأيتُ الدكتور مساعد الطيار عرضها في حلقته في برنامج مداد عندما تحدث عن كتب علوم القرآن والجهود التي بذلت حولها.
وسوف أتدبر أمر رفع هذه النشرة كاملة هنا بإذن الله في أقرب فرصة، وجزى الله من ذكرني بها خيراً.
وقد كان الشيخ مصطفى البحياوي موجوداً في الشارقة في تلك الدورة، وقطعاً أن هذا التشجير قد عرض عليه أيضاً في ذلك الوقت ولعله أبدى رأياً ولا سيما في المنظومات التي كتبت على جوانب التشجير.(/)
الاستنباط من القرآن بالقرآن.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 May 2010, 04:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال أبو حيان صاحب كتاب البحر المحيط:
" ونحن في كتابنا هذا لا نتعرض لحكم شرعي إلا إذا كان القرآن يدل على ذلك الحكم، أو يمكن استنباطه منه بوجه من وجوه الاستنباطات "
هل قصد اللاستنباطات التي يستقل بها القرآن؟
أو بعبارة أخرى الاستنباط من القرآن بالقرآن فقط؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 May 2010, 06:46 ص]ـ
ونحن في كتابنا هذا لا نتعرض لحكم شرعي إلا إذا كان القرآن يدل على ذلك الحكم، أو يمكن استنباطه منه بوجه من وجوه الاستنباطات
أظن والله أعلم أنه قصد التالي:
أنه لا يتعرض للحكم الشرعي إلا إذا كان ذلك الحكم ظاهر الدلالة بالتصريح. أو يحتاج الى استنباط يقبل النص به ويستوعبه ويحتمله.فالاستنباط لا يكون غالباً إلا بالتحري والبحث والغوص في أعماق النص. ولعل هذا والله أعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك مصطلح اسمه استنباط القرآن بالقرآن. ولكن المعروف لدى أهل العلم هو تفسير القرآن بالقرآن. وقد تبين الفرق بين التفسير والاستباط فيما مضى. وقد شاركت أختاه وأبليت والحمد لله بذلك بلاء حسناً. والله أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 May 2010, 02:42 م]ـ
ونحن في كتابنا هذا لا نتعرض لحكم شرعي إلا إذا كان القرآن يدل على ذلك الحكم، أو يمكن استنباطه منه بوجه من وجوه الاستنباطات
أظن والله أعلم أنه قصد التالي:
أنه لا يتعرض للحكم الشرعي إلا إذا كان ذلك الحكم ظاهر الدلالة بالتصريح. أو يحتاج الى استنباط يقبل النص به ويستوعبه ويحتمله.فالاستنباط لا يكون غالباً إلا بالتحري والبحث والغوص في أعماق النص. ولعل هذا والله أعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك مصطلح اسمه استنباط القرآن بالقرآن. ولكن المعروف لدى أهل العلم هو تفسير القرآن بالقرآن. وقد تبين الفرق بين التفسير والاستباط فيما مضى. وقد شاركت أختاه وأبليت والحمد لله بذلك بلاء حسناً. والله أعلم
أخي الفاضل عبارتي هي " الاستنباط من القرآن بالقرآن "
وأعتقد أنه جزء من تفسير القرآن بالقرآن.
أو أحد أقسامه، ولا عليك لا مشاحة في الاصطلاح.
وربما لم أوفق في إيصال ما أردت، والله أعلم.
مثال من محاضرة تفسير القرآن بالقرآن للشيخ عبدالرحمن الشهري:
القسم الثاني: تفسير القرآن بالقرآن:
هذا النوع من التفسير في دلالته نوع من الغموض، يحتاج لمستنبط يقرر بأن هذه الآية في القرآن تفسرها آية معينة من القرآن الكريم.وأنواع هذا النوع من التفسير:
1 - تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن:
فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن، ومثال ذلك ما ورد عن ابن مسعود وقد ذكر سابقا فقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ "الظلم" والذي ورد في آية معينة بالشرك لوجود قرينة تدل على ذلك في آية أخرى من القرآن الكريم، وهذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن حجة؛ لأن الذي قام بالتفسير هو النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - تفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن بالقرآن:
مثال ذلك:
جاء رجل لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال:
[يا ابن عباس يقول الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء:30)
ما معنى: [كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا]، فقال:
" كانت السماء رتقا لا تمطر ففتقها الله بالمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقها الله بالنبات"، ثم استشهد ابن عباس بقوله تعالى:
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ} {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق:11 - 12] " أهـ
وهذا تفسير للقرآن بالقرآن قام به الصحابي، ومن حيث الحجة له حكم تفسير الصحابي وسيأتي معنا بإذن الله، لكنه يعتمد على مكانة الصحابي وقوة الاستدلال؛ وبذلك نرى أن تفسير القرآن للقرآن يدخل تحت الاجتهاد وإعمال الرأي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 May 2010, 09:04 م]ـ
فإذاً أختي في الله أنا اتراجع عما قلت. فيمكن أن يكون هناك استنباط من القرآن بالقرآن ولكن الذي قاله فضيلة الدكتور هل تظنين أنه هو نفسه المقصود في عبارة أبو حيّان؟ برأيي أن لا. والله تعالى أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[12 May 2010, 11:36 ص]ـ
فإذاً أختي في الله أنا اتراجع عما قلت. فيمكن أن يكون هناك استنباط من القرآن بالقرآن ولكن الذي قاله فضيلة الدكتور هل تظنين أنه هو نفسه المقصود في عبارة أبو حيّان؟ برأيي أن لا. والله تعالى أعلم
أخي الكريم جزاك الله خيرا وزادنا وإياك وجميع الأعضاء إيمانا وعلما، أجد ما أشرت إليه في قول أبا حيان:
" أو يمكن استنباطه منه بوجه من وجوه الاستنباطات "
ولكن كما يظهر لم يقصد النوع المذكور فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[13 May 2010, 11:23 م]ـ
لا يظهر لي أن أبا حيان أو الدكتور عبد الرحمن الشهري أرادا ما ذكرته الأخت.
وعلى كل حال فالذي يظهر له سعة أنواع تفسير القرآن بالقرآن يتبين له أن بعض الاستنباط هو من استنباط القرآن بالقرآن، فمما ذكره الدكتور فهد في رسالته مما هو داخل في استنباط القرآن بالقرآن: الاستنباط بالأسلوب المطرد في القرآن، والأسلوب المطرد نوع من أنواع تفسير القرآن بالقرآن، وهو ما يطلق عليه ابن عاشور: "عادات القرآن"، وقد نص عليه الشنقيطي في مقدمة تفسيره، وذكر عليه الدكتور عدداً من الأمثلة.
ومن استنباط القرآن بالقرآن القرينة الواردة في الآية، ومن أمثلته ما نقله ابن كثير عن الشافعي من أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة الصبح، من قرينة قوله: "وقوموا لله قانتين"، والقنوت يكون في صلاة الصبح على مذهب الشافعي المشهور.
وقد مر بي عدد كبير من الأمثلة على الاستنباط من القرآن بالقرآن في رسالة الدكتوراه في تفسير القرآن بالقرآن.
ووجه الاستنباط من القرآن بالقرآن هو: أن يستنبط معنى أو حكماً دلت عليه آية أخرى، ولا غضاضة في ذلك فيما يظهر لي، والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 May 2010, 04:59 ص]ـ
لا يظهر لي أن أبا حيان أو الدكتور عبد الرحمن الشهري أرادا ما ذكرته الأخت.
وعلى كل حال فالذي يظهر له سعة أنواع تفسير القرآن بالقرآن يتبين له أن بعض الاستنباط هو من استنباط القرآن بالقرآن، فمما ذكره الدكتور فهد في رسالته مما هو داخل في استنباط القرآن بالقرآن: الاستنباط بالأسلوب المطرد في القرآن، والأسلوب المطرد نوع من أنواع تفسير القرآن بالقرآن، وهو ما يطلق عليه ابن عاشور: "عادات القرآن"، وقد نص عليه الشنقيطي في مقدمة تفسيره، وذكر عليه الدكتور عدداً من الأمثلة.
ومن استنباط القرآن بالقرآن القرينة الواردة في الآية، ومن أمثلته ما نقله ابن كثير عن الشافعي من أن المراد بالصلاة الوسطى صلاة الصبح، من قرينة قوله: "وقوموا لله قانتين"، والقنوت يكون في صلاة الصبح على مذهب الشافعي المشهور.
وقد مر بي عدد كبير من الأمثلة على الاستنباط من القرآن بالقرآن في رسالة الدكتوراه في تفسير القرآن بالقرآن.
ووجه الاستنباط من القرآن بالقرآن هو: أن يستنبط معنى أو حكماً دلت عليه آية أخرى، ولا غضاضة في ذلك فيما يظهر لي، والله أعلم.
معلومات مفيدة جزاك الله خيرا.(/)
تصحيح المفاهيم - 3 - بمَ تُدرك الإمامة في الدين!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 May 2010, 09:35 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
هذا سؤال مهم أضعه بين أيدي أفهام الأساتذة الكرام ... للتباحث فيه على ضوء قوله تعالى:
" و جعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون "
مع الأخذ بالاعتبار آيات و أحاديث نصت على لفظ الإمامة بغير هاتين الصفتين؟!
و ألفت أنظاركم الكريمة إلى توظيف البحث في واقعنا الراهن الذي اجتذبت فيه العلوم الأنظار عن الأحوال!؟ .. و نسي الناس معنى العلم الأصلي الوظيفي في إقامة الدين - على شدة الوطأة - و علاقته باليقين ..
فصار الحاوي للفتاوي هو من يُسأل عن مجاهدين كبار ارتقوا إلى درجة الإمامة بالمفهوم القرآني .. !
و ليت ذلك جاء في سياقه الصحيح الذي لا يعدم فيه حتى العامي فهم أن كل أحد معرّض للخطأ و النسيان .. حتى أولئك الأئمة بالمفهوم القرآني .. فيحفظ في الوقت نفسه الأقدار كما هي .. و بالمقارنة مع أقدار المفتين و أحوالهم التي قد لا ترقى إلى عُشر إمامة من يتكلمون في " أخطائهم "! .. و الحال أنهم هم من يطلقون عليهم لفظ " الإمام "!؟!
فترى القوم لا يتركون مجلساً أو موضوعاً - غفر الله لهم - إلا و دخلوه للتنبيه على " أخطاء " أولئك الأئمة المجاهدين .. تاركين الكلام عن ترك " أئمة العلوم " لأعظم الواجبات كالجهاد حتى منه الدعوي المقتضي للحبس و التضييق .. !؟! فهل ذلك من التوازن الدال على اتزان الحقائق في ميزان فكر هؤلاء الإخوة و قلوبهم؟؟
هذا فضلاً عن أن كثيراً منهم يستشهد بمن لم يوصله إلى مكانته بين الناس إلا مقولات يرددها .. أو مصطلحات .. أو مفاهيم نظرية وجدت لها رواجاً في غفلة عن التصور الصحيح لمعنى العلماء حتى بالمفهوم الخاص ... !! فصار المتكلم بها " عالماً " يُستفتى .. و لو لم يكن له من أدوات التحقيق و صعوبته و الفقه و صناعته إلا النزر اليسير الذي يكشف في الحقيقة جهله متى تجاوز طوره .. .... و يتجلى ذلك أكثر ما يتجلى حينما ينسى ابن حبان تخصصه - إن كان ابن حبان - ليتكلم في أبي حنيفة النعمان!؟!
رحم الله الإمام ابن حبان ... كان على مذهب أبي حنيفة النعمان!!(/)
روائع في تفسير سورة يوسف
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 03:00 م]ـ
كتاب للدكتور أحمد نوفل حفظه الله ورعاه وهو تفسير سورة يوسف دراسة تحليلية موضوعية.
كتاب رائع قرأته منذ سنين. ولكنني نسيت بعضاً منه. ولكن لدي سؤال رغم ضخامة الكتاب وروعة معلوماته إلا أن هذا السؤال لم يتعرض له الدكتور أحمد نوفل حفظه الله تعالى على أهميته. والسؤال هو:
عاشت مصر سبع سنين في قحط وشبه مجاعة. هل سبب هذه المجاعة أن النيل لم يجر خلال تلك السنوات السبع؟ فإذا كان اعتماد مصر ولغاية الآن على النيل في الري والزراعة فكيف نفسر سر المجاعة التي حصلت؟ ولكن الملفت للنظر أن التاريخ لم يذكر أن النيل قد تعرض الى النضوب يوماً. بل إنه لم ينضب هذه الايام وهي أيام قحط وقلّة امطار وقلّة دين. فكيف نوفّق بين ذلك كله. وهل حقاً أن النيل قد أصابه الجفاف في زمن يوسف عليه السلام؟. أضع هذه الاسئلة بين يدي إخواني أهل التخصص عسى أحدهم يفك رموز هذه الشيفرة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 03:16 م]ـ
الذي أعرفه أخي الكريم تيسير أن منسوب النيل ينخفض عند إنقطاع الأمطار على مناطق منابع النيل في هضبة الحبشة والمنابع الأخرى في الدول الأفرقية، وإذا انخفض منسوب النيل فإن الزراعة على ضفة النهر تتراجع، فربما أن سنوات الجفاف وقلة المطر على منابع النهر توالت لسنين عديدة فحدث ما حدث.
ثم نحن لا نعلم حال الزراعة في زمن يوسف عليه السلام ربما لم تكن تعتمد على النيل كليا فربما كانت تعتمد على مواسم المطر والأبار كما هو في كثير من بلدان العالم.
والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 08:22 م]ـ
(اقتباس) الذي أعرفه أخي الكريم تيسير أن منسوب النيل ينخفض عند إنقطاع الأمطار على مناطق منابع النيل في هضبة الحبشة والمنابع الأخرى في الدول الأفرقية، وإذا انخفض منسوب النيل فإن الزراعة على ضفة النهر تتراجع، فربما أن سنوات الجفاف وقلة المطر على منابع النهر توالت لسنين عديدة فحدث ما حدث.
ثم نحن لا نعلم حال الزراعة في زمن يوسف عليه السلام ربما لم تكن تعتمد على النيل كليا فربما كانت تعتمد على مواسم المطر والأبار كما هو في كثير من بلدان العالم.
بارك الله بك استاذنا الفاضل
كلامك طيب وفيه نظرة ثاقبة قوية. ولكن الأمطار الموسميّة التي تنزل كأفواه قرب لم تتوقف عن منابع النيل يوماً بل إن المشكلة الكبرى كانت في فيضان النيل مما جعل مصر تفكر بإنشاء السد العالي في أواسط القرن الماضي. فما رأيكم؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 09:12 م]ـ
(اقتباس) الذي أعرفه أخي الكريم تيسير أن منسوب النيل ينخفض عند إنقطاع الأمطار على مناطق منابع النيل في هضبة الحبشة والمنابع الأخرى في الدول الأفرقية، وإذا انخفض منسوب النيل فإن الزراعة على ضفة النهر تتراجع، فربما أن سنوات الجفاف وقلة المطر على منابع النهر توالت لسنين عديدة فحدث ما حدث.
ثم نحن لا نعلم حال الزراعة في زمن يوسف عليه السلام ربما لم تكن تعتمد على النيل كليا فربما كانت تعتمد على مواسم المطر والأبار كما هو في كثير من بلدان العالم.
بارك الله بك استاذنا الفاضل
كلامك طيب وفيه نظرة ثاقبة قوية. ولكن الأمطار الموسميّة التي تنزل كأفواه قرب لم تتوقف عن منابع النيل يوماً بل إن المشكلة الكبرى كانت في فيضان النيل مما جعل مصر تفكر بإنشاء السد العالي في أواسط القرن الماضي. فما رأيكم؟؟؟
وفيك بارك أخي
قولك " ولكن الأمطار الموسمية التي تنزل كأفواه قرب لم تتوقف عن منابع النيل يوماً"، قول يحتاج إلى تدقيق وعليك أن تسأل أهل الذكر في هذه المسألة وهم المختصون بعلم المناخ والأرصاد.
وفيضان النيل في وقت من الأوقات لا يدل على أنه لا يمر أحينا سنوات لا يفيض فيها،وأسوق إليك هذه القصة ربما يستأنس بها في هذا الشأن:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قال فلما نظر أهل مصر إلى أرجانوس وقد أسلم دخل أكثرهم في الإسلام، وعمد عمرو إلى الكنيسة وعملها جامعاً وهو المعروف به إلى يومنا هذا، وجمح الأموال التي أخذها من وراء القبط المنهزمين ومن منازلهم وما كان في قصر الملك وأخرج الخمس وأعطى كل ذي حق حقه، ثم كتب كتاباً إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعث الخمس والكتاب مع علم بن سارية، وسلم المال والكتاب له وسير معه مائة فارس وأمره بالمسير إلى المدينة، فاستلم الخمس وسار حتى قدم المدينة وسلم المال والكتاب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما قرأه سجد لله شكراً وأمر بالمال إلى بيت المال. فقال علم بن سارية: يا أمير المؤمنين إن عمراً يسلم عليك ويقول لك: إن القبط كانوا استسنوا سنة في نيلهم في كل سنة وذلك أنهم كانوا إذا أبطأ عليهم الوفاء في النيل يأخذون جارية من أحسن الجواري ويزينونهما بأحسن زينة ويرمونها في البحر فيأتي الماء ويفي النيل وقد قرب ميقات ذلك، ولا يفعل عمرو شيئاً إلا بإذنك. قال فكتب عمر بن الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد: فإن كنت مخلوقاً لا تملك ضراً ولا نفعاً وأنت تجري من قبل نفسك وبأمرك فانقطع ولا حاجة لنا بك، وإن كنت تجري بحول الله وقوته فاجر كما كنت والسلام. وأمره أن يدفعه لعمرو بن العاص يرميه فيه وقت الحاجة إليه ثم إنه كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فالسلام عليك وإني أحمد الله إليك وأصلى على نبته، وإذا وصل إليك كتابي فاطلب أعداء الله حيث كانوا، وإياك أن تلين جانبك لهم وانظر في أحوال الرعية واعدل فيهم ما استطعت، واطلب العفو بالعفو عن الناس وأجر الناس على عوائدهم وقوانينهم وقرر لهم واجباً في دواوينهم وأعل رسوم العافية بالعدل فإنما هي أيام تمضي ومدة تنقضي، فأما ذكر جميل وإما خزي طويل، ثم إنه سلم الكتاب إلى علم بن سارية فسار هو ومن معه إلى أن قدموا مصر وسلم الكتاب إلى عمرو، فأما كتابه فقرأه على المسلمين، وأما كتاب النيل فإنهم قد كانوا عدواً ليالي الوفاء وتوقف النيل عن الوفاء، وقد يئس الناس من الوفاء في تلك السنة، فمضى عمرو إلى النيل وخاطبه ورمى فيه كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال فلما رماه فيه هاج البحر وزاد فوق الحد ببركة عمر بن الخطاب، وانقطعت عن أهل مصر تلك السنة السيئة ببركة عمر رضي الله عنه."
والقصة رواها:
الواقدي في فتوح الشام.
وابن الجوزي في المنتظم.
وابن تغر بردي في النجوم الزاهرة.
والسيوطي في تأريخ الخلفا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 09:29 م]ـ
وهذه المعلومة ربما تضيف فائدة للموضوع:
"منذ فجر التاريخ، اعتمدت الحضارات التي قامت على ضفتي النيل على الزراعة، كنشاط رئيسي مميز لها، خصوصا في مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) نظرا لكونها من أوائل الدول التي قامت علي أرضها حضارات، لهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبري في الحياة المصرية القديمة. كان هذا الفيضان يحدث بصورة دورية في فصل الصيف، ويقوم بتخصيب الأرض بالمياه اللازمة لما قام الفلاحون بزراعته طوال العام في انتظار هذه المياه.
ففي مصر الفرعونية، ارتبط هذا الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات في صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهم لهذا الفيضان.
وقد ذكرت الكتب السماوية المقدسة (الإنجيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84) والقرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)) قصة نبي الله يوسف ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81) مع أحد فراعنة مصر حينما قام بتأويل حلمه حول السنابل السبع والبقرات السبع، مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان في هذه الفترة لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف.
وفي مصر الإسلامية، اهتم ولاتها بالفيضان أيضا، وقاموا بتصميم "مقياس النيل" في العاصمة القاهرة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) للقيام بقياس دقيق للفيضان. وما زال هذا المقياس قائما لليوم في "جزيرة الروضة" بالقاهرة. (مزيد من التفاصيل في المقالة الأصلية: "مقياس النيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D9%86% D9%8A%D9%84) ".)
أما في العصر الحديث، ففي عام 1980 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1980) شهدت دول حوض النيل جفافا نتيجة لضعف فيضان النيل، مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبري في كل من السودان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86) وإثيوبيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7)، غير أن مصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) لم تعان من آثار تلك المشكلة نظرا لمخزون المياه ببحيرة ناصر خلف السد العالي."
المصدر:
http://www.as7apcool.com/vb/showthread.php?t=60861
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 10:10 م]ـ
دائماً تضع يدك على الجرح بارك الله بك وكأنك والله في قلبي فقد كنت أبحث عن مصدر تلك القصة فوجدت أن في سندها هانئ بن المتوكل الإسكندراني أبو هاشم وهو ضعيف ولكن لا بأس فالسير والتواريخ يتساهل فيها مالا يتساهل في غيرها كما يقول أهل الجرح والتعديل. ولكن هذه القصة تقودنا مرة أخرى الى فيضان النيل. ففي كتاب الصواب في فضائل عمر بن الخطاب قال:
أن نيل مصر لا يزيد كل سنة حتى تشترى له جارية بكر. والناظر الى كلمة لا يزيد تجد أن مقصودها الفيضان. والذي به تنتعش الزراعة كيف ذلك؟؟؟؟؟ منةهنا يأتي السؤال:فمن المعلوم أن الاراضي على جانبي النيل مستوية فإذا فاض النيل فأن المياه تنتشر على ضفافه الى مسافة بعيدة فيدخل الماء الى الترع المحفورة ومصائد المياه فإذا عاد النيل الى انحساره فإنه يخلّف كميات كبيرة من المياه وراءه بالإضافة الى الاتربة والطمي الغني الصالح تربته للزراعة لما فيه من مواد عضوية غنيّة تعمل على نمو النبات بشكل متسارع.
عند انحسار النيل يبدأ الموسم الزراعي فتزرع الارض وإذا احتاجت الارض للمياه فإنها تسقى بالماء الموجود في الترع والمحصور في المصائد والبرك. فلا يُحتاج لعناء الوصول الى ضحضاح الوادي وما فيه من مشقة جلب المياه ناهيك عن صعوبتها. والظاهر أن النيل في زمن يوسف عليه السلام كان لا يفيض بالماء فتظل الزراعة محصورة بما يستخرجه الناس من الضحضاح فيلاقون مشقة بالغة تجعل انتاجهم الزراعي قليل الانتاج بسبب صعوبة الحصول على الماء أولاً وبسبب جفاف التربة وفقدان أساسيات موادها الغذائية ثانياً. هذا وبالله التوفيق والله تعالى أعلم وشكراً لكم على ما قدمتم من مفاتح ومقدمات هي السبب في هذا التأويل. زادكم الله بسطة في العلم والرزق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 10:25 م]ـ
زادكم الله بسطة في العلم والرزق
آمين، وجزاك الله خيرا وبلغك فيما يرضيه آمالك في الدنيا والآخرة(/)
دروس ومحاضرات قرآنية لعلامة موريتانيا محمد سالم بن عبد الودود
ـ[نور الدين عبد الحفيظ درواش]ــــــــ[10 May 2010, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حيا الله أهل هذا الملتقى المبارك،
وفي مستهل مشاركاتي معكم أهديكم هذه المجموعة المباركة من دروس ومحاضرات العلامة الموريتاني محمد سالم بن عبد الودود رحمه الله تعالى.
الأبعاد الجمالية والبلاغية في القرآن ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7088)
الأمثال في القرآن الكريم ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7104)
الإعجاز اللفظي في القرآن الكريم ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7105)
قراءة في سورة الأنعام-01 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7072)
قراءة في سورة الأنعام-02 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7073)
قراءة في سورة الأنعام-03 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7074)
قراءة في سورة المائدة-01 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7078)
قراءة في سورة المائدة-02 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7079)
قراءة في سورة المائدة-03 ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7080)
قراءة في سورة النور ( http://www.darcoran.net/?taraf=Masmou3a&sinf=2&sheikh=191&silsila=32&darsid=7150)
وقد نقلتها لكم من موقعنا "موقع دار القرآن الكريم"
المغربي(/)
قصة تدبر شنقيطية.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 06:10 م]ـ
"كذبت قوم لوط بالنذر"
كنت في ليلة سعيدة بما تحمله كلمة السعادة من معنى ..
بجانبي والدي وإخوة الكبار وبعض من الصغار، والبدر يزين سماء العاصمة "انواكشوط" والشاي الأخضر على الطريقة الشنقيطية تدار كؤوسه، وحينها كنت شابا يافعا ..
لم يكن يعكر صفوي في تلك الليلة إلا قلة ما في الجيب ..
وخلال تجاذبنا لأطراف الحديث في القرآن الكريم وعلومه، وفي الفقه المالكي، قال أخي الكبير محمد: من عادة القرآن الكريم أن يذكر قوم لوط، وهلاكهم ثم يستثني الله عز وجل منهم بيت لوط ثم يستثني من بيت لوط امرأته.
فمن يأتيني بآية استثني بيت لوط ولم تذكر المرأة وله عشرة آلاف أوقية، وإن قال لي السبب فله عشر أخرى ..
فقلت هذه فرصتي، سوف آتيك بها إن شاء الله تعالى ..
وكان الوالد - حفظه الله تعالى - يستمع لنا ..
فبدأت أستعرض السور التي ذكرت فيها قصة لوط، وبعد أقل من خمس دقائق، قال الوالد إذا لم يكن إبراهيم يحتاج نقودا فالآية عندي جاهزة، وفي نفس اللحظة قلت أنا الآية وهي قوله تعالى: "كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط .. "
فقال لي هذه عشرة ..
فقلت له فورا، ولا أرى سببا إلا أن يكون أنه هنا ذكرهم بلفظ الآل وآل الرجل لا تدخل فيه زوجته.
فأعطاني العشرة الأخرى .. وأصبح عندي ما يقارب "350" ريال سعودي "شيء كثير بالنسبة لشاب"
ليس هذا هو لب الموضوع، وإنما بعد فترة وجدت آية أخرى وهي قوله تعالى: "إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته .. " في سورة الحجر.
فلماذا استثناها هنا ولم يستثنها في سورة القمر مع أن الجميع بلفظ الآل؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 07:02 م]ـ
أعتقد والله أعلم أن آية سورة الحجر تؤكد كلامك بخصوص سورة القمر لأنه أكد نجاة آل لوط بقوله" أجمعين" فدل على أن الزوجة ليست منهم، و"إلا" هنا قد تكون بمعنى "لكن".
هذا والله أعلم
وصلى الباري على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2010, 07:47 م]ـ
ولي تعقيب آخر وهو أن الآل والأهل في القرآن إذا أضيفت إلى الأنبياء تدل على معنى خاص وهو أن أهل النبي وآله هم أتباعه المؤمنون به من قرابته ومن غيرهم، ولهذا قال الله تعالى لنوح عليه السلام حين قال " إن ابني من أهلي" قال " إنه ليس من أهلك".
وأيضا في قوله تعالى:
"فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين " سورة الشعرا 170 - 171
فالمؤمنون من قرابة النبي وغيرهم هم آله وأهله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله أجمعين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 May 2010, 08:42 م]ـ
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة؟ وهل على ذلك دليل؟ الآل: أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله. وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان. وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله. واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح (هياكل النور) وفي
مناقب آل النبي.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 11:05 م]ـ
بعد هذه الحادثة بزمن، بحثت موضوع الآل في كتابي: "أنس البدوي والحضري" ونقلت كلام أهل العلم على لفظة الآل فقلت فيها:
أما الآل: فله معان كثيرة؛ فآلُ الرجل أهله وعياله، وآلُهُ أيضا: أتباعه، والآلُ: الشخص، والآل: الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص، وليس هو السراب إلى غير ذلك من المعاني التي ليس هذا محل بسطها.
واختلف في الآل هل يضاف إلى المضمر أم لا؟ والصواب جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك.
والآل يطلق بالإشتراك اللفظي على معان ثلاث، أحدها: الجند والأتباع كقوله تعالى: "آل فرعون" أي أجناده وأتباعه.
والثاني: النفس كقوله تعالى: "آل موسى وآل هارون" بمعنى أنفسهما.
والثالث: أهل البيت خاصة.
وفي حقيقة الآل مذاهب، أحدها: بنو هاشم وبنو المطلب، وهو اختيار الشافعي رحمه الله تعالى وغيره.
والثاني: عترته وأهل بيته.
والثالث: جميع الأمة واختاره الأزهري وغيره من المحققين. ()
والرابع: أنهم الأتقياء من أمته خاصة.
ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أهله الذين تحرم عليهم الصدقة، وذكر ذلك في كتابه القيم: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، فليراجعه طالب العلم للتوسع في هذا الموضوع.
أما المسألة المطروحة هنا فهي محصورة في الآل، فإذا كانت الزوجة لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر، وإذا كانت داخلة في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر، هذا هو الموضوع الذي أريد أن أستفيد من مناقشته مع الإخوة وأرجو عدم الخروج عنه حتى تحصل الفائدة فيه.
وبعد تدبري لم أجد إلا احتمالا واحدا، وهو أنه استثناها في سورة الحجر لأنه أكد الآل بلفظ "أجمعين" فكأنه بين هنا حتى لا يتوهم المسلم أن هذا التأكيد بلفظ "أجمعين" يدخل الزوجة.
ولم يستثنها في سورة القمر لأنه أطلق لفظ الآل دون التوكيد بلفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 11:27 م]ـ
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة؟ وهل على ذلك دليل؟ الآل: أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله. وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان. وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله. واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح (هياكل النور) وفي
مناقب آل النبي.
أما من حيث الاشتقاق، فاختلف في الآل فقيل إن أصلها: "أول" وقيل ما قلت.
وعند النظر في أدلة أهل العلم على الفرق بين الأهل والآل فلعل أرجح الأقوال إن الآل لا تدخل فيه الزوجة إلا بتقييد بخلاف الأهل.
والمسألة منهوكة بحثا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 May 2010, 11:27 م]ـ
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة؟ وهل على ذلك دليل؟ الآل: أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله. وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان. وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله. واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح (هياكل النور) وفي
مناقب آل النبي.
أما من حيث الاشتقاق، فاختلف في الآل فقيل إن أصلها: "أول" وقيل ما قلت.
وعند النظر في أدلة أهل العلم على الفرق بين الأهل والآل فلعل أرجح الأقوال إن الآل لا تدخل فيه الزوجة إلا بتقييد بخلاف الأهل.
والمسألة منهوكة بحثا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 May 2010, 09:14 م]ـ
(مداعبة)
لأن المسألة فيها قولان فعليك أن ترجع العشرة الثانيّة من باب الاحتياط.
وجزاك الله ألف خير وحمى الله أهل شنقيط وزادهم فكراً وعلماً
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 May 2010, 12:20 ص]ـ
أخي تيسير جزاك الله خيرا وزادك علما وفضلا.
ويبقى السؤالان المطروحان:
1 - على قول من قال إن المرأة تدخل في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر؟
2 - وعلى قول من قال إنها لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر؟
هذا هو ما أريد من الإخوة الإفادة بشأنه وخاصة الأستاذين الدكتورين الكريمين: عبد الرحمن الشهري، ومساعد الطيار.
وغيرهم من الإخوة الفضلاء.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[14 May 2010, 06:25 ص]ـ
أما القول: إن المرأة لا تدخل في الآل فلا دليل عليه في حدود علمي. وما الذي يمنع أن تؤول المرأة بنسب أو تابعية أو اتباع؟. وأما قول: إن آل هي أهل فلا يستقيم لأن آل يؤول جذر وأهل جذر آخر. عندما يكون المستثنى من جنس المستثنى منه يكون الاستثناء متصلاً، وعندما لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه يكون الاستثناء منقطعاً. قول الأخ إبراهيم:"وبعد تدبري لم أجد إلا احتمالا واحدا، وهو أنه استثناها في سورة الحجر لأنه أكد الآل بلفظ "أجمعين" فكأنه بين هنا حتى لا يتوهم المسلم أن هذا التأكيد بلفظ "أجمعين" يدخل الزوجة"، هذا القول له وجاهة، وعليه نقول: في سورة القمر ذكر سبحانه وتعالى أنه نجى آل لوط وهذه حقيقة لا يشغب عليها إن شذ فرد. ولكن كلمة أجمعين تُحتِّم الاستثناء لصدق الخبر. وبما أن لفظة آل يمكن أن يختلف معناها باختلاف السياق؛ فالسياق الذي فيه الاستثناء يقتضي أن زوجة لوط عليه السلام هي ممن يؤولون إليه عليه السلام بنسب. وهذا واضح لا جدال فيه، وعندها يكون الاستثناء متصلاً. أما سياق سورة القمر فيمكن أن تكون الآل بمعنى من يؤولون باعتقاد وتابعية، وعندها لا يستقيم الاستثناء ــ لو حصل ــ إلا أن يكون منقطعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 May 2010, 08:46 ص]ـ
أخي تيسير جزاك الله خيرا وزادك علما وفضلا.
ويبقى السؤالان المطروحان:
1 - على قول من قال إن المرأة تدخل في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر؟
2 - وعلى قول من قال إنها لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر؟
هذا هو ما أريد من الإخوة الإفادة بشأنه وخاصة الأستاذين الدكتورين الكريمين: عبد الرحمن الشهري، ومساعد الطيار.
وغيرهم من الإخوة الفضلاء.
أنا أقول والله أعلم أن كلمة آل ليس تشمل المرأة ولا يوجد ما يمنع ذلك. هذا رأيي إلا إذا ثبت غير ذلك بدليل شعرعي أو علمي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 May 2010, 11:16 ص]ـ
ولي تعقيب آخر وهو أن الآل والأهل في القرآن إذا أضيفت إلى الأنبياء تدل على معنى خاص وهو أن أهل النبي وآله هم أتباعه المؤمنون به من قرابته ومن غيرهم، ولهذا قال الله تعالى لنوح عليه السلام حين قال " إن ابني من أهلي" قال " إنه ليس من أهلك".
وأيضا في قوله تعالى:
"فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين " سورة الشعرا 170 - 171
فالمؤمنون من قرابة النبي وغيرهم هم آله وأهله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله أجمعين.
أما في عرف الاستخدام اللغوي فإن الزوجة تدخل في الأهل وفي الآل.
جاء في حديث الأفك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا" صحيح البخاري
وروى البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ"
وروى أيضا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ.
ولا شك أن المراد أزواجه ويؤكده حديث البخاري:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ
أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ قَالَتْ مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ قِيلَ مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ فَضَحِكَتْ قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ"
وهذا يؤكد لنا أن للقرآن مصطلحا خاصا هو أن أهل الرجل وآله هو المؤمنون به من قرابته ومن غير قرابته أما الكافر فلا يدخل لا في الأهل ولا في الآل.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 May 2010, 11:43 ص]ـ
أما في عرف الاستخدام اللغوي فإن الزوجة تدخل في الأهل وفي الآل.
جاء في حديث الأفك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا" صحيح البخاري
وروى البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ"
وروى أيضا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ.
ولا شك أن المراد أزواجه ويؤكده حديث البخاري:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ
أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ قَالَتْ مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ قِيلَ مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ فَضَحِكَتْ قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ"
وهذا يؤكد لنا أن للقرآن مصطلحا خاصا هو أن أهل الرجل وآله هو المؤمنون به من قرابته ومن غير قرابته أما الكافر فلا يدخل لا في الأهل ولا في الآل.
هذا اختيار موفق بارك الله بكم. فالرسول عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلم وفي قوله علية الصلاة والسلام حجج لغوية هي فصل لكل خلاف ز والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب البشير]ــــــــ[14 May 2010, 08:36 م]ـ
إخواني الأفاضل أود المشاركة بما يلي:
1/ أخذ الشيخ الطاهر بن عاشور مذهبا آخر في بيان وجه عدم ذكر الإستثناء في آية القمر فقال – رحمه الله -: {وآلَ لُوطٍ: قَرَابَتُهُ وَهُمْ بَنَاتُهُ، وَلُوطٌ دَاخِلٌ بِدَلَالَةِ الْفَحْوَى. وَقَدْ ذُكِرَ فِي آيَاتٍ أُخْرَى أَنَّ زَوْجَةَ لُوطٍ لَمْ يُنَجِّهَا اللَّهُ وَلَمْ يُذْكُرْ ذَلِكَ هُنَا اكْتِفَاءً بِمَوَاقِعِ ذِكْرِهِ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ، كَمَا قَالَ:" يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ " [هود: 46]} غير أن في شقه الأول إشكال لإغفاله الزوجة اللهم إلا إن ارتضى المعنى الثاني {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ}.
2/ قال الإمام ابن عطية الأندلسي: {لما مضى صدر من محاجة نصارى نجران والرد عليهم وبيان فساد ما هم عليه جاءت هذه الآية معلمة بصورة الأمر الذي قد ضلوا فيه، ومنبئة عن حقيقته كيف كانت، فبدأ تعالى بذكر فضله على هذه الجملة إلى {آل عمران} منها ثم خص {امرأة عمران} بالذكر لأن القصد وصف قصة القوم إلى أن يبين أمر عيسى عليه السلام وكيف كان و {اصطفى} معناه: اختار صفو الناس فكان ذلك هؤلاء المذكورين وبقي الكفار كدراً، و {آدم} هو أبونا عليه السلام اصطفاه الله تعالى بالإيجاد والرسالة إلى بنيه والنبوة والتكليم حسبما ورد في الحديث وحكى الزجاج عن قوم {إن الله اصطفى آدم} عليه السلام بالرسالة إلى الملائكة في قوله: {أنبئهم بأسمائهم} [البقرة: 33] وهذا ضعيف، ونوح عليه السلام هو أبونا الأصغر في قول الجمهور هو أول نبي بعث إلى الكفار، وانصرف نوح مع عجمته وتعريفه لخفة الاسم، كهود ولوط، و {آل إبراهيم} يعني بإبراهيم الخليل عليه السلام والآل في اللغة، الأهل والقرابة، ويقال للأتباع وأهل الطاعة آل، فمنه آل فرعون، ومنه قول الشاعر وهو أراكة الثقفي في رثاء النبي عليه السلام وهو يعزي نفسه في أخيه عمرو: [الطويل]
فَلاَ تَبْكِ مَيْتاً بَعْدَ مَيْتٍ أَجنَّهُ ... عليٌّ وَعَبَّاسٌ وآلُ أبي بَكْرِ
أراد جميع المؤمنين} تفسير ابن عطية الجزء 1 الصفحة 403
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل (فتدخل الزوجة) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن.
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة (فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.
4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي: قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 May 2010, 11:43 م]ـ
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل (فتدخل الزوجة) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن.
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة (فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.
4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي: قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته؟
في اصطلاح القرآن لا فرق بين الأهل والآل، ولا تدخل الزوجة الكافرة فيهما، والدليل واضح وهو قول الله تعالى:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)) سورة الحجر
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)) سورة الشعراء
ولا يدخل القريب الكافر كذلك لقوله تعالى:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) سورة هود (46)
أما القول إن الآل لا تدخل فيه الزوجة فهو غير صحيح وقد بينت ذلك بالآحاديث الصحيحة.
ونخلص إلى القول:
إن آل الرجل هم أهل بيته من أزواجه وقرابته هذا في اللغة.
أما مصطلح القرآن فآل الرجل أتباعه على ملته من قرابته وغير قرابته وأزواجه، أما من خالف ملته فليس من آله ولا من أهله حتى وإن كانوا بينه وبينهم صلة قرابة أو نكاح.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 01:19 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع.
ولكن والله إني لأستغرب بعض المشاركات، وأتعجب منها ..
فالبعض ذهب عن الموضوع بعيدا، وجعله نقاشا حول دخول المرأة في مسمى الآل أو عدم دخولها ..
ولا يهمني هنا دخول المرأة في الآل أو عدمه ..
فالذين قالوا إنها داخلة في مسمى الآل فعليهم أن يجيبوا عن عدم استثناء الله تعالى لها في سورة القمر.
والذين قالوا إنها غير داخلة فعليهم أن يجيبوا عن استثنائها في سورة الحجر، وفي بقية السور على اعتبار أن الأهل والآل شيء واحد.
والذين قالوا بأن آل الرجل هم أتباعه المؤمنون - في حالة الأنبياء - فعليهم أن يبينوا لماذا استثناها الله تعالى في كل السور التي استثنيت فيها.
أرى أن هذا هو لب الموضوع، وآمل من الإخوة التقيد به لكي يفيدوني فيه جزاهم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 May 2010, 01:30 ص]ـ
لم يستثن في سورة القمر بناء على مراد الله تعالى من أن الآل هم الأتباع المؤمنون، واستثنى في الحجر وفي الشعراء وفي غيرهما للبيان ورفع التوهم، والقرآن يوضح بعضه بعضا، وهو كقوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)) الحجر
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 07:00 م]ـ
مراد الله تعالى لا يعرف إلا بالوسائل المعروفة في علم التفسير، فما هي القرينة التي فرقت بين الآيتين أو الآيات؟
ثانيا: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع لأن أصح قولي العلماء في إبليس - إن شاء الله تعالى - أنه من الجن، وأنه شمله الخطاب الإلهي لحضوره معهم أو لسبب آخر على اختلاف المفسرين في ذلك، وقد يكون استثناؤه من الملائكة منقطعا كما قال به بعض أهل العلم ولم أجد من قال بذلك في شأن المرأة.
فلعل من وجده يطلعني عليه ليستفيد الجميع.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 May 2010, 09:16 م]ـ
الحمد لله
بدا لي بالتأمل
على صحة القول بدخول الزوجة في معنى الآل، فالجواب:
أن الله تعالى قيد النجاة في سورة القمر بالسحر
ولم يقيده في سورة الحجر
فقد خرجت معهم في السحر، فالنجاة الأولى هي مطلق الخروج، لكنها لما خرجت التفتت، فهلكت، فإن العذاب لم يقع في السحر وإنما وقع في الصبح كما قال تعالى: إن موعدهم الصبح
قال ابن جرير
وقرأ ذلك بعض البصريين: (إلا امْرَأَتُكَ)، رفعًا = بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد، إلا امرأتك = فإن لوطًا قد أخرجها معه، وإنه نهي لوط ومن معه ممن أسرى معه أن يلتفت سوى زوجته، وأنها التفتت فهلكت لذلك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 09:39 م]ـ
أخي الكريم عبد الله بلقاسم:
بارك الله فيك وجزاك خيرا ..
فقد أزحت عني ما لم يزحه غيرك، وكنت متأكدا أن هناك سببا ما، ولعل السبب هو ما ذكرت ..
ويؤيده ما في سورة الحجر: إلا آل لوط إنا لمنجوهم ... وقضينا إليه ذلك الأمر ... مصبحين"
فقهني الله وإياك في كتابه، ورزقنا تدبره، وحسن فهمه .. وجزاك الله خيرا ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 May 2010, 11:36 م]ـ
مراد الله تعالى لا يعرف إلا بالوسائل المعروفة في علم التفسير، فما هي القرينة التي فرقت بين الآيتين أو الآيات؟
ثانيا: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع لأن أصح قولي العلماء في إبليس - إن شاء الله تعالى - أنه من الجن، وأنه شمله الخطاب الإلهي لحضوره معهم أو لسبب آخر على اختلاف المفسرين في ذلك، وقد يكون استثناؤه من الملائكة منقطعا كما قال به بعض أهل العلم ولم أجد من قال بذلك في شأن المرأة.
فلعل من وجده يطلعني عليه ليستفيد الجميع.
مراد الله تعالى عرف من خلال التأكيد بقوله: " أجمعين" في الآيات:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة الحجر (59)
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الشعراء (170)
(إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الصافات (134)
فهذا التأكيد يدل على أن امرأة لوط ليست من آله و لا من أهله.
وعليه تكون آية القمر صادقة على مراد القرآن ولا تحتاج إلى استثناء لرفع ما قد يتوهم من دخول امرأة لوط في قوله تعالى:
"إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ " من الآية (34)
أما قولك: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع.
فأقول بل له صلة قوية فلو أن الله تعالى قال:
"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" سورة الحجر (30) وسكت، هل ستدخل إبليس في الملائكة وأنه سجد؟
لا شك أنك ستجيب بالنفي.
لكن لما ذكر الله إبليس في قوله:
(إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) سورة الحجر (31)
احتجنا أن نسأل هل إبليس من الملائكة؟ فلو لا أن الله تعالى أبانا لنا أنه ليس منهم في قوله من سورة الكهف:
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ " لبقيت المسألة مشكلة لنا.
إذا هنا الاستثناء جاء في قصة إبليس للبيان، ثم رفع التوهم من دخوله في الملائكة بآية سورة الكهف.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الاستثناء في قصة لوط فهو للبيان ورفع التوهم الناتج عن المتقرر عند أهل اللغة أن الزوجة تدخل في الآل والأهل وقد ذكرت الشواهد على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 12:06 ص]ـ
مراد الله تعالى عرف من خلال التأكيد بقوله: " أجمعين" في الآيات:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة الحجر (59)
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الشعراء (170)
(إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الصافات (134)
فهذا التأكيد يدل على أن امرأة لوط ليست من آله و لا من أهله.
وعليه تكون آية القمر صادقة على مراد القرآن ولا تحتاج إلى استثناء لرفع ما قد يتوهم من دخول امرأة لوط في قوله تعالى:
"إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ " من الآية (34)
أما قولك: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع.
فأقول بل له صلة قوية فلو أن الله تعالى قال:
"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" سورة الحجر (30) وسكت، هل ستدخل إبليس في الملائكة وأنه سجد؟
لا شك أنك ستجيب بالنفي.
لكن لما ذكر الله إبليس في قوله:
(إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) سورة الحجر (31)
احتجنا أن نسأل هل إبليس من الملائكة؟ فلو لا أن الله تعالى أبانا لنا أنه ليس منهم في قوله من سورة الكهف:
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ " لبقيت المسألة مشكلة لنا.
إذا هنا الاستثناء جاء في قصة إبليس للبيان، ثم رفع التوهم من دخوله في الملائكة بآية سورة الكهف.
أما الاستثناء في قصة لوط فهو للبيان ورفع التوهم الناتج عن المتقرر عند أهل اللغة أن الزوجة تدخل في الآل والأهل وقد ذكرت الشواهد على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي الكريم: كلامك مستقيم ولكن لو أنك قمت بالسبر والتقسيم في قصة لوط لتبين لك أنه ليس على إطلاقه ..
فالتوكيد الذي استدللت به يناقضه مثله من الآيات التي ليس فيها لفظ التوكيد "أجمعين" ومع ذلك استثنيت فيها المرأة.
أما دخول الزوجة في الآل فقد مضى ولا يصح عن أهل اللغة مطلق إدخالها، وأما الأهل فلسنا بصدده ولا شك أنها داخلة فيه.
وعندما تتمعن في مجموع الآيات التي وردت في قصة لوط وتتدبرها بفطنتك المعهودة زادك الله منها فسيتضح لك أنه لا مخرج إلا ما ذكر الأخ عبد الله بلقاسم أما غيره من المخارج فستجد أنها إما ليست صحيحة أو فيها نوع تكلف.
والله تعالى أعلم.
ـ[جيلان]ــــــــ[18 May 2010, 12:31 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع.
ولكن والله إني لأستغرب بعض المشاركات، وأتعجب منها ..
فالبعض ذهب عن الموضوع بعيدا، وجعله نقاشا حول دخول المرأة في مسمى الآل أو عدم دخولها ..
ولا يهمني هنا دخول المرأة في الآل أو عدمه ..
فالذين قالوا إنها داخلة في مسمى الآل فعليهم أن يجيبوا عن عدم استثناء الله تعالى لها في سورة القمر.
والذين قالوا إنها غير داخلة فعليهم أن يجيبوا عن استثنائها في سورة الحجر، وفي بقية السور على اعتبار أن الأهل والآل شيء واحد.
والذين قالوا بأن آل الرجل هم أتباعه المؤمنون - في حالة الأنبياء - فعليهم أن يبينوا لماذا استثناها الله تعالى في كل السور التي استثنيت فيها.
أرى أن هذا هو لب الموضوع، وآمل من الإخوة التقيد به لكي يفيدوني فيه جزاهم الله خيرا.
أخي الفاضل ..
لم أر سبباً لاستثناء الزوجة من "الآل"!
و أسمح لي أن أشترك في تدبركم بقدر استطاعتي ..
في آية القمر:
إنا أرسلنا عليهم حاصبا الا آل لوط نجيناهم بسحر
إضافة إلى قول الأخ الكريم عبد الله بلقاسم أقول:
امرأة لوط لم يرد عنها انها هلكت بالحاصب أو بالسجيل الذي أرسل عليهم
بل نجت من تلك الميتة و هلكت بأخرى
يزعم اهل الكتاب أنها لما التفتت تحولت إلى "عمود ملح"!
و لست أؤمن بقصة الملح هذه - و لكن المقصود أنها لم تمت بحصب الريح
و انما نجت منها فلم تستثن من كونها نجت مع الناجين أولا
و الله أعلم
و جزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 12:38 ص]ـ
أخي الفاضل ..
لم أر سبباً لاستثناء الزوجة من "الآل"!
و أسمح لي أن أشترك في تدبركم بقدر استطاعتي ..
في آية القمر:
إنا أرسلنا عليهم حاصبا الا آل لوط نجيناهم بسحر
إضافة إلى قول الأخ الكريم بلقاسم أقول:
امرأة لوط لم يرد عنها انها هلكت بالريح الحاصبة
بل نجت من تلك الميتة و هلكت بأخرى
يزعم اهل الكتاب أنها لما التفتت تحولت إلى "عمود ملح"!
و لست أؤمن بقصة الملح هذه - و لكن المقصود أنها لم تمت بحصب الريح
و انما نجت منها فلم تستثن من كونها نجت مع الناجين أولا
و الله أعلم
و جزاك الله خيرا
أخي الكريم: كيف يستقيم ما قلت مع قوله تعالى: "إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم .. "
راجع المسألة بتدبر أكثر بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جيلان]ــــــــ[18 May 2010, 12:42 ص]ـ
أخي الكريم: كيف يستقيم ما قلت مع قوله تعالى: "إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم .. "
راجع المسألة بتدبر أكثر بارك الله فيك.
صحيح!
بارك الله فيك
سبب الخطأ هو انني اعتمدت على قول اهل الكتاب
و ليس مثله يستشهد به
جزاك الله خيرا و معكم متابعون هذا التدبر القرأني
هدانا الله و اياكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2010, 12:58 ص]ـ
أخي الكريم: كلامك مستقيم ولكن لو أنك قمت بالسبر والتقسيم في قصة لوط لتبين لك أنه ليس على إطلاقه ..
فالتوكيد الذي استدللت به يناقضه مثله من الآيات التي ليس فيها لفظ التوكيد "أجمعين" ومع ذلك استثنيت فيها المرأة.
أما دخول الزوجة في الآل فقد مضى ولا يصح عن أهل اللغة مطلق إدخالها، وأما الأهل فلسنا بصدده ولا شك أنها داخلة فيه.
وعندما تتمعن في مجموع الآيات التي وردت في قصة لوط وتتدبرها بفطنتك المعهودة زادك الله منها فسيتضح لك أنه لا مخرج إلا ما ذكر الأخ عبد الله بلقاسم أما غيره من المخارج فستجد أنها إما ليست صحيحة أو فيها نوع تكلف.
والله تعالى أعلم.
عدم ذكر لفظ التوكيد في آية أخرى لا يلغ الغرض من التوكيد، وليس هناك غرض للتوكيد إلا البيان أن المرأة الكافرة أو القريب الكافر لا يدخل في الآل ولا في الأهل في عرف القرآن. فتأمله.
وأما قولك أن دخول الزوجة في الآل لا يصح عن أهل اللغة.
فأقول: هل النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها وأبو هريرة من أهل اللغة أو لا؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 08:22 م]ـ
عدم ذكر لفظ التوكيد في آية أخرى لا يلغ الغرض من التوكيد، وليس هناك غرض للتوكيد إلا البيان أن المرأة الكافرة أو القريب الكافر لا يدخل في الآل ولا في الأهل في عرف القرآن. فتأمله.
وأما قولك أن دخول الزوجة في الآل لا يصح عن أهل اللغة.
فأقول: هل النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها وأبو هريرة من أهل اللغة أو لا؟
أخي الكريم: يبدو أنه مكتوب لنا أن نتحاور دائما .. لكن لا مشكلة.
أولا: المسألة ليست مسألة توكيد فحسب؛ بل إثبات دخول المرأة أو خروجها من الآيات يعتمد على مسألتين:
أ - ما يمكن أن نسميه تجوزا "الحيثيات العامة" يدخل فيها التوكيد وسياق الآيات .. إلخ.
ب - ما يمكن تسميته "المخصصات" وهي الكلمات الخاصة في كل آية واستخدامها في الاستدلال.
ثانيا: يدخل في الاستدلال ما يسمى بالاستقراء وهو أن نستقرئ جميع الآيات التي وردت في القصة حتى نستطيع الاستدلال بمجموعها على ما نريد، بحيث لا نلغي واحدة منها.
ولا بد في النهاية أن نصل إلى نتيجة تحوي عناصر أساسية:
أ - دخول المرأة أو عدم دخولها في الآل في الآيتين.
ب - السبب في عدم دخولها في آية القمر حين نتفق أنها داخلة في الآل.
ج - أن تجمع تلك النتيجة جميع الآيات التي وردت في القصة بحيث لا تعارضها آية واحدة منها فإن عارضتها واحدة ولم نجد نتيجة أخرى انتقلنا إلى الترجيح، وذلك حين لا يمكن الجمع.
وللترجيح هو الآخر أسلوبه ومنهجه الذي لا يخفى عليكم.
ثالثا: الذين ذكرتهم هم أئمة اللغة ولا ريب، ولكن أخاف أن نكون أوتينا من فهمنا لا من قولهم.
بارك الله في الجميع.(/)
لماذا أمرنا بالاستغفار أكثر من طلب العفو في آيات كثيرة؟
ـ[احمد صباح الطيار]ــــــــ[11 May 2010, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الشيخين الفاضلين سؤال يدور في ذهني وبحثت عنه بشكل مبسط في كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى وتفسير السعدي وبعض التفاسير الاخرى ولكن لم يوفقني الله الى التوصل لاجابه.
وفي كثير من التفاسير يفهم ان العفو يمحو الله عز وجل به الذنوب ويترك المؤاخذه بما يترتب على الذنب اما المغفره فيستر الله بها الذنوي ويمحو مايترتب على الذنب
ومن هذا يعلم ان العفو اعلى من المغفره
السؤال:لماذا في ايات كثيره امرنا بالاستغفار اكثر من ما امرنا طلب العفو؟
ارجو افادتي وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2010, 12:58 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم أحمد في ملتقى أهل التفسير.
وأعتذر إليك فقد قمت بتعديل عنوان المشاركة من (سؤال للدكتورين الطيار والشهري) إلى العنوان الذي يدل على مضمون السؤال، حتى يشارك في الإجابة كل من لديه علمٌ في ذلك.
وأما سبب كثرة الأمر بالاستغفار دون طلب العفو، فهذا يحتاج أولاً منك إلى إثبات أن طلب الاستغفار أكثر من حيث العدد، فلم يسبق لي أن قمت أو قرأتُ إحصائية تبين عدد كل من الأمرين في القرآن الكريم.
والعلماء يتحدثون عن الفرق بين العفو والمغفرة في كتب الفروق فيقولون إن المغفرة هي ستر الذنب وتغطيته وعدم المحاسبة عليه فضلاً من الله. وأما العفو فهو مَحْوٌ لأثر الذنب تَماماً، وهو أكملُ من المغفرة في الدلالة اللغوية. وحتى نصل إلى قولٍ علميٍّ يدعمه الدليل لا بد من استقراء كل المواضع والسياقات التي وردت فيها المغفرة والعفو، ودراسة كل موضع بمفرده، ثم الخروج بعد ذلك بنتيجة علميَّة تطمئن إليها النفس. وإلا فهناك بعض الإطلاقات التي أُثِرَت عن المتقدمين في باب الكليات غير مسلمة بعد التمحيص والتدقيق، وهم إنما يكتبونها للبحث والمدارسة وليست نتائج قطعيَّة تغلق باب الاجتهاد على من بعدهم من العلماء والباحثين، وباب الاستدراكات باب مفتوح لمن يدخله بحقه في باب العلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 May 2010, 08:43 م]ـ
الأخ أحمد
حياك الله في ملتقى أهل التفسير، وما أجاب به أخي الدكتور عبد الرحمن في محله، ويمكن أن أزيد تنبيهًا آخر، وهو أن بعض الألفاظ المتقاربة في الدلالة أو المتقاطعة في الدلالة على معنى، ثم ينفرد كل لفظ بمعنى مستقل؛ أنها تدخل تحت قاعدة (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا)، والمعنى أن ذكر المغفرة مفردة تدل على وقوع العفو، وكذا ذكر العفو مفردًا يدل على المغفرة، بل هو يتضمنه، والله أعلم.(/)
سيد رحمه الله وعقيدة وحدة الوجود
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 May 2010, 05:04 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
كثر الحديث واللغط حول كلام سيد قطب رحمه الله تعالى حينما تناول سورة الإخلاص في ظلاله، وأُتهم الرجلُ على أنه يتبنى عقيدة وحدة الوجود بسبب كلامه حول السورة، مع أن الرجل رحمه الله تعالى قد بين رأيه ومعتقده حيال العقيدة الفاسدة وحدة الوجود في أول تفسيره من سورة البقرة حيث قال رحمه الله تعالى:
"والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء. . ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة: «وحدة الوجود» على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة - أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده. . أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس. . والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع:
{بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون}. ."
ومع هذا يصر البعض أن كلامه عن سورة الإخلاص فيه تقرير لعقيدة وحدة الوجود الباطلة، والمتأمل في كلامه يرى أن سيدا رحمه الله بريء من هذه الفرية براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
وقبل أن نقف مع كلام سيد رحمه الله ونبين أن كلامه ليس فيه تقرير لتلك العقيدة الباطلة تعالوا نتعرف على حقيقة تلك العقيدة الفاسدة التي اتهم سيد رحمه الله بتقريرها.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في جامع الرسائل:
"اعلم أن حقيقة قول هؤلاء أن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره ولا شيء سواه البتة، ولهذا من سماهم حلولية أو قال هم قائلون بالحلول رأوه محجوباً عن معرفة قولهم خارجاً عن الدخول إلى باطن أمرهم، لأن من قال أن الله يحل في المخلوقات فقد قال بأن المحل غير الحال، وهذا تثنية عندهم وإثبات لموجودين (أحدهما) وجود الحق الحال (والثاني) وجود المخلوق المحل وهم لا يقرون بإثبات وجودين البتة."
وهذه الذي لخصه لنا بن تيمة رحمه الله تعالى هو نفس مذهب بن عربي شيخ القائلين بذلك المذهب الفاسد إذ "يقوم مذهب ابن عربي في وحدة الوجود على أساس أن الوجود كله- بما فيه ومن فيه- واحد هو الله، وأن ما يوجد في الكون من مخلوقات فوجودها خيال أو وهم أو ظل بالنسبة لوجود الله. فالوجود عند ابن عربي كله واحد هو الله، والكثرة التي تشهدها الحواس إنما هي مجرد صور ومظاهر ومجال تتجلى فيها الصفات الإلهية. وليس هناك فرق حقيقي بين الوحدة والكثرة، أو بين الحق والخلق إلا من حيث الاعتبار والجهة أو النسب والإضافات أو الأسماء والصفات. فالحقيقة الوجودية واحدة في ذاتها متكثرة بصفاتها وأسمائها، فالله حق في ذاته، خلق من حيث صفاته، وصفاته عين ذات، فالخلق عين الحق، والحق هو الخلق. فالله- تعالى وتقدس- عند ابن عربي هو الواحد والكثرة، وهو القديم والحديث: وهو الباطن والظاهر، وهو العبد وهو الرب." انظر كتاب " محبة الرسول بين الاتباع والابتداع لعبد الرءوف محمد عثمان
وإذا تبينت لنا بهذا حقيقة هذه العقيدة الفاسدة، تعالوا ننظر في كلام سيد رحمه الله تعالى هل هو فعلا يقرر هذه العقيدة الفاسدة أم أنه على النقيض منها تماما؟
يقول سيد رحمه الله تعالى:
" {قل هو الله أحد}. . وهو لفظ أدق من لفظ «واحد» لأنه يضيف إلى معنى «واحد» أن لا شي ء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء."
وأعتقد أن كلامه هذا لا غبار عليه.
ثم يقول:
"إنها أحدية الوجود"
وهذا كلام صحيح فإن وجود الله تعالى ليس كوجود غيره فهو واجب الوجود تبارك وتعالى، يقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى في مذكرة التوحيد:
"المسألة الثالثة
في إثبات وجوب الوجود لله -سبحانه وتعالى-
(يُتْبَعُ)
(/)
إن لفظ الوجود، ومعناه المطلق، يشترك فيهما كل من الممكن والواجب، والحادث والقديم الأزلي. فالله يُوصف بأنه موجود، والحادث يُقال له- أيضًا-: إنه موجود، ولكن للممكن وجود يخصّه، فإنه حادث سبق وجوده عدم، ويلحقه الفناء، وهو في حاجة دائمة ابتداءً، ودوامًا، إلى من يكسبه، ويعطيه الوجود، بل يحفظه عليه. ولله- تعالى- وجود يخصّه، فهو- سبحانه- واجب الوجود لم يسبق وجوده عدم، ولا يلحقه فناء، ووجوده من ذاته لم يكسبه من غيره.
وذلك لأنه- تعالى- الغني عن كل ما سواه، وبذلك جاء السمع، وشهد العقل. أما السمع: فمنه قوله- تعالى-: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [سورة الحديد الآية: 3].
وأما العقل: فبيانه أنه- تعالى- لو كان مستحيل الوجود لم يصح أن يستند إليه الممكن في حدوثه بداهة؛ لأن المستحيل ما لا يتصور في العقل وجوده، وفاقد الشيء لا يُعطيه."
ثم يقول سيد رحمه الله تعالى:
". . فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية."
وكلام سيد رحمه تعالى هنا يشرح بعضه بعضا ويوضح بعضه بعضا، فهو يقول إن حقيقة الله ووجوده ليست كحقيقة غيره ولا كوجود غيره، فهو لم ينف الوجود عن غير الله ولم ينف الحقيقة عن غير الله، وإنما يقول حقيقة الله ووجوده واجب، وحقيقة ووجود غيره ممكن، وفرق بين واجب الوجود وممكن الوجود.
ثم يقول رحمه الله تعالى:
"وهي من ثم أحدية الفاعلية. فليس سواه فاعلاً لشيء، أو فاعلاً في شيء، في هذا أصلاً. وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضاً. ."
وهنا نقول كما قلنا سابقا وهو أن سيدا يقول: كما أن الله تعالى متفرد في ذاته فهو كذلك متفرد في أفعاله ومن دلائل تفرده في الفعل أن لا أحد غيره يستقل بالفعل، وأن فاعلية المخلوقين تابعة لفاعليته، فأفعالهم خاضعة لإرادته تبارك وتعالى.
وهذا الذي قاله سيد رحمه الله تعالى هو مقتضى نصوص الكتاب والسنة.
ومن ثم يخلص سيد إلى أن استقرار هذه العقيدة في النفس فإن القلب يتعلق بالله وحده دون سواه فيقول:
"فإذا استقر هذا التفسير، ووضح هذا التصور، خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة، ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية."
ثم يستطرد رحمه الله تعالى فيقول:
"خلص من التعلق بشيء من أشياء هذا الوجود إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلاً! فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي. ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية. فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته! "
وكلامه هذا تأكيد لكلامه السابق فهو لا ينكر وجود غير وجود الله وإنما كما هو واضح من كلامه أن التعلق بالله يجعل الإنسان غير مكترث ولا مهتم لوجود من سوى الله تبارك تعالى، وهذا نستطيع أن نفهمه من خلال قول سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام حين عرف الإحسان بقوله:
" تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
فقل لي بربك من يعبد الله كأنه يراه أتراه سيشغله شيء غير الله، أتراه سينشغل بوجد غير وجود الله؟
ثم يستطرد سيد رحمه الله تعالى ليصل بنا إلى مرتبة الإحسان التي رغبنا في الوصول إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول رحمه الله:
"وحين يخلص القلب من الشعور بغير الحقيقة الواحدة، ومن التعلق بغير هذه الحقيقة. . فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الاوهاق. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة. وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟ ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله؟ "
فهو لا ينكر الموجودات والحقائق التي لا تماثل حقيقته الله ووجوده، ولو كان ينكرها لما دعا إلى التحرر من قيودها، ويؤكد إرادة هذا المعنى كلامه التالي حيث يقول:
"ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها - وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله. لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله."
وهذا هو معنى قول الشاعر:
وفى كل شئٍ له آيةٌ **** تدل على أنه الواحدُ
ومعنى قول الشاعر الذي صدقه النبي صلى الله عليه وسلم:
" أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ"
وهو معنى قول الله تعالى:
"يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ" سورة النور (25)
فبالله عليكم أيها المنصفون المريدون للحق أين كلام سيد رحمه من كلام أصحاب العقيدة الفاسدة وحدة الوجود؟
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
كتبه أبو سعد الغامدي
الثلاثاء: 27/ 5/1431 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 May 2010, 06:13 م]ـ
بارك الله بك على عذا التبيان يا أخي أبا سعد وأكثر من أمثالك. ولكن يا أخي كما قلت لك لا تحاول مع من طُمس قلبه عن الحق.سلمت لنا. ولقد أعيانا مراء لا طائل منه حتى نسينا وأُلهينا عن حلقات العلم ولطائفه الوارفة ولا حول ولا قوّة إلا بالله(/)
عدد من مشرفي ملتقى أهل التفسير ومنسوبيه في مدينة النماص للمشاركة في سلسلة (تدبر القرآن)
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[11 May 2010, 07:25 م]ـ
ينظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة النماص بمنطقة عسير سلسلة من المحاضرات المركزة في تدبر القرآن الكريم.
وقد بدأت هذه السلسلة منذ 1/ 5/1431هـ وتختتم بمحاضرة للدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري مساء الجمعة القادم الموافق 30/ 5/1431هـ.
وهذه هي المحاضرات التي في هذه السلسلة:
1/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (فأسرَّها يوسف) للدكتور عبدالله بلقاسم الشهري، جامع بلال.
11/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (يا قومنا أجيبوا داعي الله) للدكتور سعيد بن محمد السرحاني، جامع القرية.
12/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (والذين يَصِلُونَ ما أمر الله به أن يوصل) للشيخ سلمان بن عبدالرحمن العمري، جامع بني بكر.
13/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (مفاتيح تدبر القرآن) للشيخ سعد بن علي العمري، جامع الملك فهد.
16/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (كونوا مع الصادقين) للشيخ حسين بن سعيد الحسنية القحطاني.
17/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (الطرق العلمية لتدبر القرآن) للشيخ عبدالله بن علي الشهري، جامع علي بن راشد.
22/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (كأنه وليٌّ حميم) للشيخ الدكتور مسعود بن سعد الغامدي، جامع الفرعة الشمالية.
24/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (مالِيَ لا أرى الهدهد) للشيخ عبدالله بن أحمد السويلم، جامع القرية.
28/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (قل هذه سبيلي) للشيخ الدكتور محمد بن عبدالله القحطاني (أبو مجاهد العبيدي)، جامع السلام.
28/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (القلوب في القرآن) للشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري، جامع القرية.
29/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (تفسير سورة الضحى) للشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار، جامع القرية.
30/ 5/1431هـ محاضرة بعنوان (وقفات وتأملات في قصة طالوت) للشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، جامع القرية.
وهناك دورة تدريبية صباح الخميس 29/ 5/1431هـ بعنوان (قواعد في تدبر القرآن) من الساعة 8 صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، يشارك في تقديمها:
د. محمد بن عبدالله القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد.
د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود.
د. مساعد بن سليمان الطيار، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود.
وذلك بمنتجع الشلال بالنماص، ويوجد شهادات للحضور (للتسجيل هاتف رقم 072832393 - تحويلة 105).
والراعي الرسمي لهذه السلسلة هي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة النماص جزاهم الله خيراً.
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:47 ص]ـ
بارك الله في الجهود .. وهنيئاً لهم الصحبة والرحلة العلمية ..
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[08 Aug 2010, 02:31 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله، ثلة مباركة، جهود مشكورة من المشايخ الفضلاء، ياليت أن واحدة من القنوات الفضائية تغطي هذه الفعالية الطيبة على الهواء مباشرة ...
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[08 Aug 2010, 09:32 م]ـ
هل هناك من قناة ناقلة لهذه اللقاءات
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:05 م]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء(/)
إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 May 2010, 11:08 ص]ـ
يقول الله تعالى في سورة يوسف: فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
والسؤال الآن:
هل هذا القول ينسب لعزيز مصر أم أنه يؤخذ على حقيقته ونستنبط منه أن النساء إجمالاً كيدهن عظيم؟
بمعنى آخر هل يؤخذ هذا القول على عمومه وإطلاقه فنقول أن النساء كيدهن عظيم؟ أم أنه نص خاص بزوجة عزيز مصر لا ينطبق عليه القاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)؟
تمهيد
قبل أسبوعين سألت الاخت الفاضلة أم الاشبال السؤال التالي:
هل بالفعل أن الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة؟
وقد أجبتها في حينه قول ما قاله الدكتور الطيار من أن الاستنباط يقسم الى قسمين:
أن ْيكونَ الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: ما ذكر السيوطي (ت: 911) في قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)، قال: ((واستدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار)) (1).
أنْ لا يكون الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: استنباطُ بعض الصُّوفيَّة جوازَ الرَّقصِ من قوله تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) [ص: 42]، وهذا الاستنباطُ غيرُ صحيحٍ، والمعنى المدلول عليه خطأ بذاته، وهو الرَّقصُ، إذ الرَّقصُ لا يجوز أصلاً.
وقد سقت أمثلة أخرى التي يجوز فيها الاستنباط:
1 - وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءيُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
يستنبط من الآية أن الزواج مدعاة الى سعة الرزق
2 - وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا
تدل هذه الآية على أن هبة المرأة صداقها لزوجها بكرا كانت أو ثيبا جائزة؛ وبذلك قال جمهور الفقهاء كما قال القرطبي وغيره.
وفي قوله تعالى: {فَكُلُوهُ} ليس المقصود هنا صورة الأكل، وإنما المراد به الاستباحة بأي طريق كان؛ إلا أن الأكل لما كان أوفى أنواع التمتع بالمال عبر عن التصرفات بالأكل.
وقوله (هَنِيئًا مَّرِيئًا) دل على جواز اتخاذ مال الصداق للشفاء فقدوروي عن علي بن أبي طالب رض1 قال: "إذا اشتكى أحدكم شيئا فليسأل امرأته درهما من صداقها ثم ليشتر به عسلا فليشربه بماء السماء؛ فيجمع الله عز وجل له الهنيء والمريء والماء المبارك". والله أعلم.
أما الأمثلة على الاستنباط غير الجائز فقد سقت هذه الامثلة:
1 - قوله تعالى (فلينظر الانسان الى طعامه) فهذا لا يستنبط منه وجوب النظر الى الطعام قبل أن يؤكل. بل الآية توجب التفكر في تعظيم نعم الله تعالى على الانسان
2 - في قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَر َأَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَتَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا.
لا يستنبط من هذه الآية جواز قول (أف) في حال كون الآباء شباباً. ولكن الآية تتجه إلى ما يغلب عليه أمر الآباء حال وصولهم أرذل العمر.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 May 2010, 03:44 م]ـ
إذا كان هذا القول يؤخذ على حقيقته. فما الحكم الذي نستطيع أن نستنبطه من هذا النص القرآني
ـ[الجعفري]ــــــــ[12 May 2010, 06:19 م]ـ
بورك فيك أستاذنا تيسير ..
ولا شك في أن هذا حقيقة إذ ذكره الله في كتابه ..
فإن كان مبتدأ من كلامه سبحانه فهو الحق وهو أعلم بمن خلق ..
وإن كان حكاية عن كلام العزيز فالله سبحانه لن يقر الباطل ..
والواقع والتاريخ يشهد بمكرهن ..
وقد أورد القرطبي حديثاً لا يصح في عظم مكرهن على مكر الشيطان ..
ولا يصح ..
كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن شدة قهر الرجال متعوذاً منه ..
فيمكن أن يقال (تعوذ بالله من قهر الرجال، ومكر النساء) ..
أما الحكم فهو أن نحذر من مكرهن!
(أرجو تنسيق موضوعك السابق بفصل الكلمات المتشابكة)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 May 2010, 06:55 م]ـ
أخي الجعفري بارك الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استعذنا الله تعالى من مكرهن فهذا يعني أن صفتهن الغالبة هي المكر. وإن كونهن يفعلن المكر أحياناً فهذا لا يستحق ما يوصفن من مكر. إذ إن الاحداث والتاريخ أيضاً لا يخلوان من مكر الرجل ودهائه أضعاف ما ذكر عن النساء ومكرهن. أليس ذلك صحيح؟
ـ[المشارك7]ــــــــ[12 May 2010, 09:14 م]ـ
اليك - اخي الكريم - بعض النقولات التي لعلها تفيد.
في أضواء البيان للشنقيطي:
((قوله تعالى: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}.
هذه الآية الكريمة إذا ضمت، لها آية أخرى حصل بذلك بيان أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، والآية المذكورة هي قوله: {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76] لأن قوله في النساء {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28]، وقوله في الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76] يدل على أن كيدهن أعظم من كيده.
قال القرطبي: قال مقاتل عن يحيى بن أبي كثير، عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان. لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً}. وقال إن {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}» اه.
وقال الأديب الحسن بن أيه الحسني الشنقيطي:
ما استعظم الإله كيدهنه ... إلا لأنهن هن هنه))
وفي روح المعاني للألوسي:
((وأياً مّا كان فالخطاب عام للنساء مطلقاً وكونه لها ولجواريها كما قيل ليس بذاك، وتعميم الخطاب للتنبيه على أن الكيد خلق لهن عريق:
ولا تحسبا هنداً لها الغدر وحدها ... سجية نفس كل غانية هند
{إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} فإنه ألطف وأعلق بالقلب وأشد تأثيراً في النفس ولأن ذلك قد يورث من العار ما لا يورثه كيد الرجال، ولربات القصور منهن القدح المعلى من ذلك لأنهن أكثر تفرغاً من غيرهن مع كثرة اختلاف الكيادات إليهن فهن جوامع كوامل، ولعظم كيد النساء اتخذهن إبليس عليه اللعنة وسائل لإغواء من صعب عليه إغواؤه، ففي الخبر «ما أيس الشيطان من أحد إلا أتاه من جهة النساء» وحكي عن بعض العلماء أنه قال: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان فإنه تعالى يقول: {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً} [النساء: 76] وقال للنساء: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 82] ولأن الشيطان يوسوس مسارقة وهن يواجهن به))
ثم قال:
((وما قيل: إن ما ذكر لكونه محكياً عن قطفير لا يصلح للاستدلال به بوجه من الوجوه ليس بشيء لأنه سبحانه قصه من غير نكير فلا جناح في الاستدلال به كما لا يخفى.))
يتبع ..
ـ[المشارك7]ــــــــ[12 May 2010, 09:19 م]ـ
وفي فتاوى الشبكة الاسلامية:
السؤال
ما هو الكيد؟ وهل كيد النساء أعظم من كيد الشيطان؟.
وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكيد: هوالمكر والاحتيال، قال الفيروزأبادي: الكَيْدُ: المَكْرُ والخُبْثُ.
وقال ابن منظور: والكَيْدُ الاحتيالُ والاجتهاد.
وأمّا عن كون كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، فقد ذكر ذلك بعض المفسرين، قال القرطبي: إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ وإنما قال ـ عظيم ـ لعظم فتنتهن واحتيالهن في التخلص من ورطتهن. الجامع لأحكام القرآن. 9 ـ175.
وقيل إنّ ذلك لكون كيدهن مواجهة، وكيد الشيطان وسوسة، قال السمرقندي: وقال بعض الحكماء: سمى الله كيد الشيطان ضعيفا وسمى كيد النساء عظيما، لأن كيد الشيطان بالوسوسة والخيال، وكيد النساء بالمواجهة والعيان.
وذهب بعض المفسّرين إلى أنّ الآيتين لا يلزم منهما كون كيد النساء أعظم من كيد الشيطان على الإطلاق وإنّما يمكن أن يكون عظم كيد النساء بالنسبة لكيد الرجال، وضعف كيد الشيطان بالنسبة لكيد الله تعالى، قال النيسابوري: فالمراد إن كيد الشيطان ضعيف بالنسبة إلى ما يريد الله تعالى إمضاءه وتنفيذه، وكيد النساء عظيم بالنسبة إلى كيد الرجال، فإنهم يغلبنهم ويسلبن عقولهم إذا عرضن أنفسهن عليهم.
وقال الشيخ رشيد رضا: وههنا يذكرون قوله تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً {النساء: 76}.
يستدلون به على أنّ كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، ولا دلالة فيه، وإن فرضنا أنّ حكاية قول هذا إقرار له فالمقام مختلف، وإنّما كيد النسوان بعض كيد الشيطان.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=126668&Option=FatwaId
(http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=126668&Option=FatwaId)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 May 2010, 10:44 م]ـ
ويستأنس لذلك بما روي عن علي رضي الله تعالى عنه بلفظ: استعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن، وبلفظ: "عقولهن في فروجهن"
وبما روى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أسماء بن عبيد الله بلفظ قال قال لقمان لابنه يا بني استعذ بالله من شرار النساء، وكن من خيارهن على حذر فإنهن لا يسارعن إلى خير، بل هن إلى شر أسرع.
وحكى القرطبي في التذكرة عن علي أنه قال أيها الناس لا تطيعوا النساء أمرا، ولا تدعوهن يدبرن أمر عشير، فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين الملك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن معدومات، وبهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن وهن الظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن. كشف الخفاء - (2/ 133)
وهذا كله حكم أغلبي، وإلا فإن فيهن الصالحات القانتات والطيبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 May 2010, 01:16 م]ـ
قال مقاتل عن يحيى بن أبي كثير، عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان. لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً}. وقال إن {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}» اه.
أخي الكريم مشارك حفظه الله تعالى: هذا الحديث ليس صحيح البتة. ولا يحتج ولا يستئنس به.
ـ[المشارك7]ــــــــ[13 May 2010, 02:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وانا لم اورد الخبر احتجاجا به ولكن اوردته مع ماقبله ومابعده جوابا على سؤالكم:
يقول الله تعالى في سورة يوسف: فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
والسؤال الآن:
هل يؤخذ هذا القول على عمومه وإطلاقه فنقول أن النساء كيدهن عظيم؟ أم أنه نص خاص بزوجة عزيز مصر لا ينطبق عليه القاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟؟
فايراد القرطبي لهذا الحديث مع عدم التعقيب عليه ظاهره تبنيه لمعناه فالاحتجاج بالمعنى الذي اراده القرطبي لا بالحديث.
عموما:النقول السابقة هي في اجابة سؤالكم السابق وبيان فهم العلماء لهذا المعنى.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 May 2010, 05:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35))
لذلك فكما يبدو لي أن النساء إن أردن الكيد فإن كيدهن عظيم، وليست صفة ملاصقة لكل النساء.
ولو كان بعض ما نقل هنا من نقول والتي تحتاج لمناقشة ويستحي الجميع من مناقشتها صحيح لكان على الدنيا السلام ولما حفظت الأنساب ولضاعت الأسر، والحقيقة أن المؤمنة ذات الدين ستبقى في هذه الحياة إل نهاية الدنيا، والحمد لله تعالى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 06:10 ص]ـ
أختي أم الأشبال حفظها الله.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله (للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) ومعلوم طبعا أنّ النساء تتميّز على الرجال بالأمومة والحنان والرحمة. وقد ضرب الرسول برحمة الأمومة، مثالا على ذلك الجزء الذي أنزله الله من رحمته ليتراحم به الخلائق:
(جعل الله الرحمة في مئة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه)! فمهما كان، فإنّ حياة كلّ منّا تخلّقت في رحم امرأة، وساهم نبض قلبها في تشكيل شخصياتنا، حتّى قبل أن ننزل لهذه الدنيا. وهي أوّل وجه فتحنا عليه أعيننا في هذا الوجود، لتدخل ملامحها في تشكيل ذوقنا الجماليّ.
وأوّل من وضع الغذاء في أفواهنا. وأوّل من التمسنا الدفء والحنان والأمن والراحة بين ساعديه. وأوّل من علّمنا الحبّ والحنان والتضحية بلا حدود. وأوّل اسم نطقنا به في الحياة. وأوّل من درّبنا على المشي والكلام ومعاني الأشياء. وأوّل من علّمنا القيم والأخلاق والصواب والخطأ. ولو لم يكن للمرأة من فضل سوى الأمومة لكفاها. فهل يعقل بعد كل هذا أن نقول أن صفتها الغالبة هو المكر والخديعة والكيد.؟؟؟ هذا وربي لظلم شديد. ولكن من خرجت عن شاطيء الدين وتلاعبت بها الشهوات كما هو حال امرأة العزيز فإنها توصف بهذا ولا شك. وإني أعلم أنه لا يوجد حديث صحيح يدل على أن النساء كيدهن عظيم وكل الأحاديث التي ذكرت في هذا السياق ما إلا موضوعة مكذوبة. والحمد لله رب العالمين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 07:38 م]ـ
إخوتي الأعزاء:
كيد النساء لا يحتاج إلى حديث صحيح أو ضعيف فهو منطوق كتاب الله تعالى بلفظ عام صريح لا يحتمل تأويلا ..
وهذا الكيد قد يكون كيد خير وقد يكون عكس ذلك ..
أما مكانة المرأة في الإسلام فلا نحتاج إلى ذكرها أو الدفاع بها وكأننا في قفص اتهام ..
هذا وقد وصف الله تعالى بعض المسلمات بأوصاف حميدة كثيرة في محكم كتابه ..
ولا شك أن النساء هن أكثر أهل النار، وأن الشر فيهن أكثر إلا من رحم الله تعالى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 08:50 م]ـ
إخوتي الأعزاء:
كيد النساء لا يحتاج إلى حديث صحيح أو ضعيف فهو منطوق كتاب الله تعالى بلفظ عام صريح لا يحتمل تأويلا ..
وهذا الكيد قد يكون كيد خير وقد يكون عكس ذلك ..
.
لننظر الى هذين النصين:
قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ
أنا أقول أن الكيد كان من النساء اللواتي يغلب عليهن صفة امرأة العزيز ولا يعمم هذا القول على جميع النساء.
ولكن ما قولك أخي الكريم بقول الله تعالى (قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) فهل هذا القول أيضاً يؤخذ على إطلاقه؟ وإذا أُخذ على إطلاقه فهل حقاً أننا لسنا بتأويل الأحلام بعالمين؟؟؟
وما قولك بقول الله أيضاً: (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) فهل هذا يؤخذ أيضاً على عمومه؟؟؟
وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن الكريم. فما رأيكم بارك الله بكم؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 May 2010, 05:13 ص]ـ
بالنسبة لحديث " النساء أكثر أهل النار " فهذه فائدة منقولة:
ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم للنساء: (إني رأيتكن أكثر أهل النار ... ) وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (إن أقل ساكني الجنة النساء) –أخرجه البخاري ومسلم –
وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا (زوجتان) أي من نساء الدنيا.
فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: (النساء أكثر ولد آدم).
وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –
قال القرطبي تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم: (رأيتكن أكثر أهل النار): (يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار." أهـ
وما قاله ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري فيه تأكيد لما قاله القرطبي فيما سبق فقد قال:
"وأمر النساء بالصدقة لما رآهن أكثر أهل النار، ففيه دليل أن الصدقة تنجى من النار." أهـ
والحمد لله تعالى.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 May 2010, 05:20 ص]ـ
وفائدة أخرى:
الحديث في الصحيحين:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ... "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ... "
والسبب الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم لكونهن أكثر أهل النار لم يكن ولله الحمد بسبب الكيد موضوع الحديث والنقاش.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 May 2010, 04:53 م]ـ
لننظر الى هذين النصين:
قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ
أنا أقول أن الكيد كان من النساء اللواتي يغلب عليهن صفة امرأة العزيز ولا يعمم هذا القول على جميع النساء.
ولكن ما قولك أخي الكريم بقول الله تعالى (قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) فهل هذا القول أيضاً يؤخذ على إطلاقه؟ وإذا أُخذ على إطلاقه فهل حقاً أننا لسنا بتأويل الأحلام بعالمين؟؟؟
وما قولك بقول الله أيضاً: (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) فهل هذا يؤخذ أيضاً على عمومه؟؟؟
وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن الكريم. فما رأيكم بارك الله بكم؟؟؟
أخي الكريم: الفرق بينهما هو الفرق ما بين (نحن) الضمير الشخصي و (كيدكن، إن، كيدكن). من تخصيص وتعميم وتوكيد وتوجيه الكلام إلى الجمع بعد أن كان للمفرد، وغير ذلك كثير ..
أما التخصيص الذي ذكرت فيحتاج إلى مخصص؛ فأين هو؟
وأما المثال الآخر فلم أفهم قصدك بإطلاقه؛ فالكفار قد أطلقوا جنونه فهو مطلق لفظا لكنه من ناحية المعنى فارغ إذ لا جنون أصلا هناك مقيدا أو مطلقا.
والله تعالى أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 May 2010, 06:24 م]ـ
أخي الكريم: الفرق بينهما هو الفرق ما بين (نحن) الضمير الشخصي و (كيدكن، إن، كيدكن). من تخصيص وتعميم وتوكيد وتوجيه الكلام إلى الجمع بعد أن كان للمفرد، وغير ذلك كثير ..
أما التخصيص الذي ذكرت فيحتاج إلى مخصص؛ فأين هو؟
وأما المثال الآخر فلم أفهم قصدك بإطلاقه؛ فالكفار قد أطلقوا جنونه فهو مطلق لفظا لكنه من ناحية المعنى فارغ إذ لا جنون أصلا هناك مقيدا أو مطلقا.
والله تعالى أعلم.
المقصود من الأيتين هو السؤال الوجيه: هل يؤخذ قول الله تعالى على حقيقته؟؟؟. فإن كان لا يؤخذ على حقيقته فإن مثل هذه النصوص لا تؤخذ على تعميمها. بارك الله بكم أخيى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 May 2010, 10:39 م]ـ
المقصود من الأيتين هو السؤال الوجيه: هل يؤخذ قول الله تعالى على حقيقته؟؟؟. فإن كان لا يؤخذ على حقيقته فإن مثل هذه النصوص لا تؤخذ على تعميمها. بارك الله بكم أخيى
أخي الكريم: إذا كان قول الله تعالى لا يؤخذ على حقيقة فمن سيؤخذ قوله على حقيقة؟
قول الله تعالى يؤخذ على حقيقته، ومطلقه يؤخذ على إطلاقه حتى يوجد مقيد، وعامه يؤخذ على عمومه حتى يرد التخصيص كما هو معروف معلوم .. فلا حاجة لذكره هنا.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 May 2010, 04:32 ص]ـ
وللفائدة: الحديث عن النصوص وفقهها يجرك لنصوص
ذكرت أن الأثر دل على أن النساء سيكن أكثر من الرجال في آخر الزمان، فهل هذا سبب كونهن أكثر أهل الجنة، عموما فإن كان كذلك فمعنى هذا أن النساء سيكن بدين قوي مع نقص الرجال، وهذا يناقض الكيد موضوع الحديث.
عموما أنا أحترم الرجال الفاضلين الذين يحفظون أعراضهم بالابتعاد عن المساس بأعراض الناس خوفا من الله تعالى وغيرة على محارمهم، وصدق من قال:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
ويتجنبون مع هذا خضراء الدمن.
أسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين.
هذه هي المعادلة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 06:16 ص]ـ
أخي الكريم: إذا كان قول الله تعالى لا يؤخذ على حقيقة فمن سيؤخذ قوله على حقيقة؟
قول الله تعالى يؤخذ على حقيقته، ومطلقه يؤخذ على إطلاقه حتى يوجد مقيد، وعامه يؤخذ على عمومه حتى يرد التخصيص كما هو معروف معلوم .. فلا حاجة لذكره هنا.
أخي الكريم أخذ النصوص على ظاهرها فيه ضبط. والضبط خاضع الى الإستنباط الصحيح والاستنباط من النص الظاهر أحياناً يكون فاسدٌ. وهذا ما كان موضع نقاش مع الأخت أم الأشبال وفقها الله قبل أقل من اسبوعين وقد أظهرت في حينه نص للشيخ مساعد الطيار:
يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله:
يمكنُ تقسيمُ الاستنباط من الآياتِ إلى أقسامٍ:
أوَّلاً- الاستنباط من النص الظَّاهرِ الذي لا يحتاج إلى تفسير:
وهو على قسمين:
أنْ يكونَ الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: ما ذكر السيوطي (ت: 911) في قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)، قال: ((واستدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار)) (1).
أنْ لا يكون الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: استنباطُ بعض الصُّوفيَّة جوازَ الرَّقصِ من قوله تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) [ص: 42]، وهذا الاستنباطُ غيرُ صحيحٍ، والمعنى المدلول عليه خطأ بذاته، وهو الرَّقصُ، إذ الرَّقصُ لا يجوز أصلاً.
ثانيًا- الاستنباطُ من نص غير ظاهر يحتاج إلى تفسير:
وهذا النوع يكون الاستنباط منه بعد بيان المعنى، أي: التفسير، وهو على أقسام:
أن يكونَ التفسيرُ صحيحًا، والاستنباطُ صحيحًا، وهذا كثيرٌ جِدًّا.
ومثاله: ما استنبطه ابن عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص: 29]، قال: ((وظاهرُ هذه الآيةِ يقتضي أنَّ التَّدبُّرَ من أسبابِ إنزالِ القرآنِ، فالتَّرتيلُ إذًا أفضلُ لهذا، إذ التَّدبُّرُ لا يكونُ إلاَّ مع التَّرتيلَِ)) (1).
أن يكونَ التفسير صحيحًا، والاستنباط غير صحيح.
ومثاله: ما استنبطَه ابنُ عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قولِه تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49، 50]:، فبعد تفسيرِه للآيةِ تفسيرًا صحيحًا، قال: ((وهذه الآيةُ تَقْضِي بفسادِ وجودِ الخُنْثَى المُشْكِلِ)) (2).
والآية لا تدلُّ على ما قالَه، ولم تنفِ وجوده، وإنَّمَا تُرِكَ ذكرُ الخُنثى المُشكلِ لندرَته وقلَّتِهِ أمامَ هذه الأقسامِ المذكورةِ، واللهُ أعلمُ.
وقال ابن العربي (ت: 543) - وهو معاصرٌ لابن عطيَّةَ -:
(( ... أنكرَه قومٌ منْ رءوسِ العوامِ، فقالوا: إنَّه لا خُنْثَى، فإنَّ اللهَ تعالى قسَّمَ الخلقَ إلى ذكرٍ وأنثى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا: هذا جَهْلٌ باللُّغةِ، وغباوةٌ عنْ مَقْطَعِ الفَصَاحَةِ، وقُصُورٌ عن مَعْرِفَةِ سَعَةِ القُدْرَةِ.
أمَّا قدرةُ اللهِ سبحانَهُ، فإنَّه واسعٌ عليمٌ.
ومن النصوص الظاهرة التي لا يصح الاستنباط من ظاهرها أيضاً قوله تعالى (فلينظر الإنسان الى طعامه) فهل نحن مأمورون في النظر الى الطعام؟ أم إن النص يقصد به شكر النعمة؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 06:49 ص]ـ
أخي الكريم أخذ النصوص على ظاهرها فيه ضبط. والضبط خاضع الى الإستنباط الصحيح والاستنباط من النص الظاهر أحياناً يكون فاسدٌ. وهذا ما كان موضع نقاش مع الأخت أم الأشبال وفقها الله قبل أقل من اسبوعين وقد أظهرت في حينه نص للشيخ مساعد الطيار:
يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله:
يمكنُ تقسيمُ الاستنباط من الآياتِ إلى أقسامٍ:
أوَّلاً- الاستنباط من النص الظَّاهرِ الذي لا يحتاج إلى تفسير:
وهو على قسمين:
أنْ يكونَ الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: ما ذكر السيوطي (ت: 911) في قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)، قال: ((واستدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار)) (1).
أنْ لا يكون الاستنباطُ صحيحًا، ومثاله: استنباطُ بعض الصُّوفيَّة جوازَ الرَّقصِ من قوله تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) [ص: 42]، وهذا الاستنباطُ غيرُ صحيحٍ، والمعنى المدلول عليه خطأ بذاته، وهو الرَّقصُ، إذ الرَّقصُ لا يجوز أصلاً.
ثانيًا- الاستنباطُ من نص غير ظاهر يحتاج إلى تفسير:
وهذا النوع يكون الاستنباط منه بعد بيان المعنى، أي: التفسير، وهو على أقسام:
أن يكونَ التفسيرُ صحيحًا، والاستنباطُ صحيحًا، وهذا كثيرٌ جِدًّا.
ومثاله: ما استنبطه ابن عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص: 29]، قال: ((وظاهرُ هذه الآيةِ يقتضي أنَّ التَّدبُّرَ من أسبابِ إنزالِ القرآنِ، فالتَّرتيلُ إذًا أفضلُ لهذا، إذ التَّدبُّرُ لا يكونُ إلاَّ مع التَّرتيلَِ)) (1).
أن يكونَ التفسير صحيحًا، والاستنباط غير صحيح.
ومثاله: ما استنبطَه ابنُ عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قولِه تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49، 50]:، فبعد تفسيرِه للآيةِ تفسيرًا صحيحًا، قال: ((وهذه الآيةُ تَقْضِي بفسادِ وجودِ الخُنْثَى المُشْكِلِ)) (2).
والآية لا تدلُّ على ما قالَه، ولم تنفِ وجوده، وإنَّمَا تُرِكَ ذكرُ الخُنثى المُشكلِ لندرَته وقلَّتِهِ أمامَ هذه الأقسامِ المذكورةِ، واللهُ أعلمُ.
وقال ابن العربي (ت: 543) - وهو معاصرٌ لابن عطيَّةَ -:
(( ... أنكرَه قومٌ منْ رءوسِ العوامِ، فقالوا: إنَّه لا خُنْثَى، فإنَّ اللهَ تعالى قسَّمَ الخلقَ إلى ذكرٍ وأنثى.
قلنا: هذا جَهْلٌ باللُّغةِ، وغباوةٌ عنْ مَقْطَعِ الفَصَاحَةِ، وقُصُورٌ عن مَعْرِفَةِ سَعَةِ القُدْرَةِ.
أمَّا قدرةُ اللهِ سبحانَهُ، فإنَّه واسعٌ عليمٌ.
ومن النصوص الظاهرة التي لا يصح الاستنباط من ظاهرها أيضاً قوله تعالى (فلينظر الإنسان الى طعامه) فهل نحن مأمورون في النظر الى الطعام؟ أم إن النص يقصد به شكر النعمة؟؟
أخي الكريم: أرى هذا خارجا عن الموضوع شيئا ما.
والمسألة تحتاج إلى معرفة بعلم أصول الفقه، وخاصة في المسائل المشتركة بينه وبين علوم القرآن كالعموم والخصوص والظاهر والمجمل والمبين والمطلق والمقيد ونحو ذلك.
أما قول ابن عطية في قضية الخنثى فهذه أغلاط تقع لكل بشر، والآية ليست فيها أي صيغة من صيغ الحصر حتى يقال إن هذه هي أقسام الخلق لا غير، ولو كانت فيها صيغة حصر لكان مصيبا، وهذه من مبادئ علوم القرآن الكريم.
أما قول الشيخ مساعد حفظه الله تعالى في قوله تعالى: "فلينظر الإنسان إلى طعامه" فلا أوافق عليه إذ المطلوب - فيما أعتقد - هو كلا النظرين والآية ظاهرة في النظر البصري بدليل الآيات التي بعدها، ولأن الأصل هو الأخذ بظواهر النصوص كما هو معلوم.
ولا أريد أن يتشعب بنا الحديث كثيرا عن الموضوع، فقوله تعالى: "إن كيدكن عظيم" ظاهرة في إضافة الكيد العظيم لعموم النساء وحفت بكثير من أدوات التوكيد تنبيها على ذلك وقد بينت ذلك في مداخلة سابقة.
ولا محظور في ذلك لا شرعا ولا عقلا، وإن كان فيه محظور من جهة تركيز الإعلام العلماني على مسألة المرأة فليكن.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 07:16 ص]ـ
بارك الله بك وبجهدك. وقد أحسنت وما شاء الله عليك. والحمد لله رب العالمين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 06:28 م]ـ
بارك الله بك وبجهدك. وقد أحسنت وما شاء الله عليك. والحمد لله رب العالمين.
إنما أنت أصل الإحسان بمواضيعك الشيقة.
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[18 May 2010, 03:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.
إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:
قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:
"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:
إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.
فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 08:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.
إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:
قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:
"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:
إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.
فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.
والله أعلم.
أخي الكريم: هذا التخصيص بهذه الحيثيات التي ذكرت لا يستقيم في علوم القرآن الكريم.
وقوله تعالى: "إن كيدكن عظيم" عام في جميع النساء وليس خاصا بتلك المرأة، وشأنه في ذلك شأن كل خطاب ورد في سياق خاص وإلا فما فائدة قول أهل العلم: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"
راجع كلام أهل العلم الأقدمين على هذه الآية.
وفقني الله وإياك لما فيه الخير والسداد.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[18 May 2010, 09:22 م]ـ
شكرا لكم أخي إبراهيم الحسني على المرور الكريم،
وقد استوقفني فيما ذكرت قولك: "هذا التخصيص بهذه الحيثيات التي ذكرت لا يستقيم في علوم القرآن الكريم"
وهذه الحيثيات مستفادة من السياق، فإن كنت تقصد أن القول بالسياق، واعتباره منهجا لم يأخذ به من صنف في علوم القرآن، فهذا قول إخال أنه غير صائب, ولا يخفى عليك ما كتبه الزركشي وأشار إليه السيوطي في هذا الباب.
وقد قال الزركشي رحمه الله في بعض كلامه في البرهان: وهذا [أي السياق] يعتني به الراغب كثيرا في كتاب المفردات فيذكر قيدا زائدا على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتنصه من السياق. انتهى
وللدكتور الفاضل محمد الربيعة، "علم السياق القرآني" وقد نشر منه مقالات مفيدة في هذا المنتدى المبارك، وسماه علما، لأنه لما جمع مباحثه، وهذب فصولا منه، ناسب أن يدرجه في علوم القرآن ومباحثه. فهو كعلم الناسخ والمنسوخ وعلم أسباب النزول، ونحو ذلك.
ثم إن صاحب التحرير قال عند هذا الموضع:
فضمير جمع الإناث "كيدكن" خطاب لها، فدخل فيه من هن من صنفها بتنزيلهن منزلة الحواضر. اهـ
وقد كان صاحب التحرير يتهيأ له أن يقول من "جنسها" ويعمم بذلك حكم الآية، بيد أنه عبر بصنفها، أي نوعها، وإخال أنه دعاه إلى ذلك اعتبار الواقعة والظروف المحيطة بها، لما لها من شأن واعتبار في الحكم والوصف.
ثم بعد هذا، فالكيد أنواع ومراتب، أعظمها الكيد للشرفاء، وذوي العفة، وأدناها مطلق الكيد الذي جبل عليه بنو آدم، وكان للنساء منه حظ وافر،
وغرضي أن أخلص في النهاية، إلى أن الكيد مراتب، وأنه لا يكون عظيما دائما، ويوصف بالعظيم إذا ما ترتب عليه فساد كبير. والله أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 May 2010, 10:33 م]ـ
أخي الكريم: عدنان شكر الله لك.
نحن نتكلم في مسألة معينة ودقيقة وهي: هل ورود قوله تعالى: "إن كيدكن عظيم" في سياق امرأة العزيز يخصص ذلك بها أم لا بحيث لا يمكن تعميمه على سائر النساء إلا بدليل آخر؟
أم أن لفظ "إن كيدكن عظيم" عام في جميع النساء وتخصيصه بامرأة العزيز يحتاج إلى مخصص؟
هذا هو الموضوع.
والذي وجدته عند أهل العلم المتقدمين أن هذا اللفظ عام في جميع النساء؛ فإن أردت تخصيصه بامرأة العزيز فلا بأس ولكن لنستفد منك المخصص.
وأما مسألة درجات الكيد؛ فالذي يعنينا منه هنا هو كيد النساء، وقد أطلق الله تعالى وصفه بالعظم؛ فإن ثبت أن هذا اللفظ عام في النساء، فلا شك أن كيدهن عظيم مطلقا إلا ما خصصه دليل آخر.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 May 2010, 12:04 م]ـ
ليست صفة ملاصقة لكل النساء نفعنا الله بكل خير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشكر موصول للإخوة الأفاضل، على هذه المذاكرة الطيبة. وقد عن لي أمر أثبته للمدارسة حول هذا الموضوع.
إذا استأنسنا بالسياق الذي وردت فيه الآية، فسيوقفنا على ما يلي:
قوله تعالى حكاية عن العزيز صاحب مصر:
"قال إنه من كيدكن" هو إخبار عن فعل قد كان، بأنه كيد، وأضافه إلى ضمير الخطاب، لأن المقام مقام تأنيب وزجر، ولم يصفه بوصف زائد على كونه كيدا. بل أسند الكيد إلى الفعل، للإشعار بتلبس هذا الفعل بالكيد، ثم عقب عليه بقوله:
إن كيدكن عظيم، أي هذا الكيد الذي قد كان منكم، في حق الجناب النبوي، عظيم، لعظمة من كِيد له. وأكده بإن لأن المقام كما تقدم مقام زجر وتأنيب، وتفخيم لفعل قد كان، وإنكار له لم كان، وتوبيخ لفاعله عليه.
فوصفه هنا بالعظمة، تهويل وتفخيم لهذا الكيد بخصوصه، من كونه صدر من امرأة العزيز، وكان عن إصرار، وقصد به الكيد لنبي من أنبياء الله، فاكتسب الكيد هذا الوصف، من هذه الحيثيات التي اكتنفته، وبناء على هذا، كل كيد أدى إلى مفسدة عظيمة، في المجتمع من قذف العفيف، وإشاعة الإفك، والتخرص بالشناعات، هو من قبيل الكيد العظيم.
والله أعلم.
أخي الكريم عدنان
قولك هذا قول وجيه فيه عمق وتأمل. ولا يوجد فيه تعارض على كل ما قلناه. فالمسألة ليست محسومة بقول واحد. وبارك الله بك على مشاركتك الطيبة. ويا حبذا لو تشاركنا دوماً بتلك النحات. وسامحني على التأخير في الرد. فقد غفلت عن مشاركتك هذه
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[01 Jun 2010, 02:42 م]ـ
شكرا حضرة الأستاذ تيسير الغول، على المرور الكريم،
وما أشار إليه الأستاذ إبراهيم الحسني مشكورا من تحرير محل النزاع، أمر مهم غاية. حتى لا ينجر بنا القول إلى أباعد أطرافه، وإذ قد وقف الأمر عند هذا الموضع بخصوصه، وكان محل النزاع في التخصيص أو عدمه، فإني أثبت بعض الرأي هنا للمدارسة وفضل النظر.
وهو أن مبنى المسألة على مرجع الضمير الوارد في قوله سبحانه: "كيدكن" ولا خلاف أن الضمير هنا ضمير خطاب موجه لمخاطب معين، كما لا خلاف أيضا، أن هذا المخاطب هو امرأة العزيز، ومن كان معها. وقد زعمتُ فيما مضى، أن الكيد العظيم، هو توصيف لفعل امرأة العزيز. والمخصص فيما يظهر هنا هو: السياق، واعتباره مخصصا ليس بدعا من الرأي، وقد نص على التخصيص بالسياق الصيرفي شارح الرسالة من المتقدمين، وهو ظاهر قول الشافعي في المسألة.
ويكون مستفاد الآية من هذا الوجه، هو وصف الكيد بالعظمة، باعتبار ملابساته ونتائجه، وأن الكيد درجات، وأن كيد النساء لا يكون عظيما دائما، بل عظمته بما يترتب عليه من مفاسد.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Jun 2010, 03:00 م]ـ
أخي الكريم: عدنان.
طرحك فيه الدقة العلمية التي يفتقر لها كثير من الكتاب، بارك الله فيك.
ولكن أنبه إلى نقطتين في هذا المجال:
1 - أن التخصيص بالسياق يختلف عن التخصيص بالسبب، وقد يشتبهان كما نص على ذلك أهل الأصول.
2 - أن التحقيق في مسألة التحقيق بالسياق هو كما قال الشوكاني رحمه الله تعالى: (والحق: أن دلالة السياق إن قامت مقام القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد، كان المخصص هو ما "اشتمل"* عليه من ذلك، وإن لم يكن السياق بهذه المنزلة ولا أفاد هذا المفاد فليس بمخصص. إرشاد الفحول [1/ 398]
وقوله: "هو ما اشتمل عليه من ذلك " يعني به ما اشتمل عليه السياق من القرائن لا أن السياق يخصص بنفسه؛ فالفرق دقيق جدا، لكن ظلاله الدلالية كثيرة.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:08 م]ـ
قرأت ردكم الكريم، وتنبيهكم الدقيق، وأذاكركم في أمرين:
1/ كلام الإمام الشوكاني رحمه الله، فيه إحالة على أمر استوقفني، وذلكم أنه جعل دلالة السياق المعتبرة هي ما قامت "مقام القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد".
والنظر هنا في قوله: "القرائن القوية المقتضية لتعيين المراد" ما هي هذه القرائن القوية المقتضية؟ وكيف السبيل إلى تعرفها؟ وما هي معايير القوة والاقتضاء في القرينة؟
أسئلة إخالها ضابطة معينة، على إقامة عملية السياق كما أشار إليها الإمام الشوكاني.
ولا ريب أن الشوكاني عناه أكثر ما عناه في حديثه عن التخصيص بالسياق، ضبط عملية الاستدلال بهذه الأداة، وتقنين استعمالها.
2/ ثم إنه لم يبن لي الفرق بين السياق والقرائن، إذ ما عهدته أن السياق [وهو مصدر دال على الحدث] يدل على حدث مفاده سَوقُ القرائن بين يدي الكلام، وتزجيتها على نحو ما. فكما أنه لا تتم عملية سوق بدون شيء مسوق، فكذلك لا يتم شأن مسوق إلا بسوقه على نسق ونظام. فنسبة التخصيص للقرائن هي نسبة للسياق الذي ضمها.
والله أعلم.
ثم إنه قد عنت لي بعض القرائن في الآية، أذكرها فيما بعد، قصد المدارسة والنظر فيها وفي كونها متوفرة على شرط القوة والاقتضاء لتعيين المراد كما هو شرط الشوكاني رحمه الله. إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:40 م]ـ
ثم إنه قد عنت لي بعض القرائن في الآية، أذكرها فيما بعد، قصد المدارسة والنظر فيها وفي كونها متوفرة على شرط القوة والاقتضاء لتعيين المراد كما هو شرط الشوكاني رحمه الله. إن شاء الله
ما زلنا ننتظر أخي عدنان لتتحفنا فيما لديك. بارك الله بك
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[04 Jul 2010, 11:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وبعد:
أولا: يجب معرفة أن الآية جاءت منطوق معنى كلام العزيز.
ثانيا: أن الكيد الذي يشار إليه هنا هو أصلا كيد عظيم، وهو أن تراود يوسف عليه السلام ثم ترميه بما فعلته هي، والقرآن الكريم يؤيد هذا في جانب اقتراف الإثم ثم رميه على بريء منه، وفي جانب قذف المحصنات، فكيف بمن يعتدي هو بنفسه على إنسان ثم يرميه بنفس ذلك الإثم والعدوان، وأي كيد أعظم من كيد تنقلب فيه الحقائق رأسا على عقب، فيرجع بسببه المعتدي معتدى عليه.
ثالثا: لا حكم يترتب على هذا القول، فليس داخلا في آيات الأحكام، وإنما يعطينا عبرة تتشكل منها خبرة ذاتية نابعة عن الأخذ من تلك التجارب الحياتية لمن سبقنا من الأمم، فلا نتسرع في الأمور بل نستبصر فيه إلى أن يكشف الله لنا حقيقتها.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا للأستاذ تيسير على المرور الكريم.
من تتمة القول في القرائن المخصصة للآية إضافة إلى ما تقدم ما يلي:
1_أن وصف الكيد بالعظم، جاء على لسان العزيز، بيانا منه لهذا الكيد بخصوصه، ووجه وصفه بالعظيم، أنه دبر تدبيرا، وحبك بإتقان. لدرجة أن العزيز انطلت عليه الحيلة ابتداء، ولم يتعرف على الكيد بادئ الأمر.
2_أن هذا الكيد تضمن الخيانة، وقد جاء في السورة نفسها على لسان امرأة العزيز قولها اعترافا: "وأن الله لا يهدي كيد الخائنين". فوصفت ما كادته بأنه خيانة. فعظم الكيد لما تضمن من الخيانة، وترتب عليه من المفسدة.
فكان هذا الكيد عظيما لكونه خيانة، وعظيما لكون المكاد له نبي من الأنبياء، وعظيما لكونه يؤدي إلى مفسدة عظيمة، والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Jul 2010, 06:34 م]ـ
من اللطائف المبينة لعظم كيد النساء غير ما تقدم ما ذكرالشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى أنه استفاده من شيخه الشنقيطي رحمة الله تعالى على الجميع حيث قال: (ومن اللطائف في قوله تعالى {وإن تظاهرا عليه} إلى آخر ما سمعته من الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه أنه قال إن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتان فقط تآمرتا عليه فيما بينهما فجاء بيان الموالين له ضدهما كل من ذكر في الآية فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ما يدل على عظم كيدهن وضعف الرجال أمامهن ... )
أضواء البيان [8/ 221]
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:04 م]ـ
هذا الموضوع فيه فوائد مهمة تخص هذا الموضوع، وأشعر بالمسؤلية لأن أخي تيسير صدر كلامه عن الموضوع بنقل نص قد كتبته في إحدى مشاركاتي في الملتقى:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21190
أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى والصلا والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟
كنت أستمع للشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى، يتحدث عن كيد النساء، وأن كيدهن عظيم لشدة ضعفهن ... إلى آخر ما قال.
فاستوقفني الأمر، إن هذا واقع النساء فعلا، ويزيد الأمر عند اللآتي بلا دين ولا أخلاق، ومن اشتد إيمانها أشتدت قوتها، والقرآن الكريم شاهد على ذلك، وأعود لصلب الموضوع، فبحثت في التفاسير علني أجد جوابا، طبعا لا يمكن أن أن يكون الكيد من قبل الله تعالى ضعفا سبحانه، لكن وجدت ضالتي في سورة يوسف، قال تعالى:
(((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)))
وقال تعالى في سورة يوسف:
(((فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)))
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 05:57 م]ـ
قال تعالى في سورة الطارق:
(((إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)))
فهل كيد هؤلاء أخف من كيد النساء المذكور هنا أي موضوع الحديث، أم أعظم الكيد المذكور في هذه الآية أي كيد الكفار؟
قرأت في شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع درجته في عليين أن كيد الكافرين هنا أعظم الكيد.
وسياق الآية يشعرنا بذلك، التأكيد، ومقابلة كيدهم بكيد الله تعالى، والتأكيد، والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:58 م]ـ
قلت فيما سبق:
" قرأت في شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع درجته في عليين أن كيد الكافرين هنا أعظم الكيد"
لأنه قال:
" (إنهم) أي: كفار مكة، (يكيدون) للرسول صلى الله عليه وسلم (كيدا) لا نظير له "
وقال:
" التنكير فيها للتعظيم، وكان كيد الله عز وجل أعظم من كيدهم "أهـ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:19 م]ـ
قلت فيما سبق:
" قرأت في شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورفع درجته في عليين أن كيد الكافرين هنا أعظم الكيد"
لأنه قال:
" (إنهم) أي: كفار مكة، (يكيدون) للرسول صلى الله عليه وسلم (كيدا) لا نظير له "
وقال:
" التنكير فيها للتعظيم، وكان كيد الله عز وجل أعظم من كيدهم "أهـ
من خلال كل ما سبق من مشاركات لهذه الآية فأنا أكاد أجزم أن المقصود لا يتجه الى أن النساء مشتهرات بالكيد عن دون الرجال. ولا هي صفة ملاصقة تتميز بها المرأة. فالكيد عند النساء نسبي كما هو عند الرجال. فاحياناً يكون كيد الرجال أعظم بكثير من كيد النساء. وأظن أن الرجال عندهم من دواعي القدرة والمهارة على الكيد مالا يوجد عند النساء لما خص به الرجال من القوامة والمعاركة والخصومة والقتال والكد والكبد وطلب الرزق. تلك الصفات التي تحتاج الى كدّ وقيد وعزم وجد ثم كيد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Aug 2010, 12:19 ص]ـ
لا شك أن كل من لديه من العلم ما يخول له الاستنباط الصحيح أن يستنبط ما يراه حقا ..
ولكن من خلال كلام أهل العلم في التفاسير يتضح عكس ما ذهبت إليه أخي الكريم تيسير؛ فكيد النساء أقوى وأعظم من كيد حتى الشيطان؛ أما بالمقارنة مع الرجال؛ فأنت كمن يقارن صقرا بعصفور ..
وإن أردت الدقة العلمية في ذلك؛ فاجمع كلام المفسرين على الآيات الواردة في الموضوع؛ والأحاديث كذلك ..
وكيد النساء وحنكتهن قد تكون في خير وقد تكون في شر وهي الأكثر في نوع الكيد وفي النساء أيضا ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[07 Aug 2010, 01:35 م]ـ
؛ فكيد النساء أقوى وأعظم من كيد حتى الشيطان؛ ..
كيد النساء فرع عن كيد الشيطان، فكيف يكون الفرع أقوى من الأصل؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[07 Aug 2010, 02:18 م]ـ
وقد أثير هذا الموضوع سلفا في الرابط التالي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5563
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Aug 2010, 02:10 ص]ـ
كيد النساء فرع عن كيد الشيطان، فكيف يكون الفرع أقوى من الأصل؟
من قال بهذا من أهل العلم؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[08 Aug 2010, 02:38 ص]ـ
القول بأن كيد النساء من كيد الشيطان وتسويله، إخاله قولا بينا من ظواهر العلم، وهو داخل في إغواء الشيطان لبني آدم وتضليله، وعلى ذلك أقسم إبليس اللعين، بين يدي رب العزة. وفي المشاركة المشار إليها آنفا، كلام للدكتور مساعد الطيار، مقتض لما ذكرت.
والله اعلم بالصواب.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[08 Aug 2010, 05:19 ص]ـ
القول بأن كيد النساء من كيد الشيطان وتسويله، إخاله قولا بينا من ظواهر العلم، وهو داخل في إغواء الشيطان لبني آدم وتضليله، وعلى ذلك أقسم إبليس اللعين، بين يدي رب العزة. وفي المشاركة المشار إليها آنفا، كلام للدكتور مساعد الطيار، مقتض لما ذكرت.
والله اعلم بالصواب.
ما شاء الله على أخي عدنان، إن الآيات تتوارد على الخاطر والذكرى لتنصب في هذا الاستنتاج، وقال تعالى في سورة يوسف:
(((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)))
وواضح أن نفس الرجل والمرأة جميعا أمارة بالسوء، فبقي ما يخص وسوسة الشيطان، هذا والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:27 م]ـ
لا شك أن كل من لديه من العلم ما يخول له الاستنباط الصحيح أن يستنبط ما يراه حقا ..
ولكن من خلال كلام أهل العلم في التفاسير يتضح عكس ما ذهبت إليه أخي الكريم تيسير؛ فكيد النساء أقوى وأعظم من كيد حتى الشيطان؛ أما بالمقارنة مع الرجال؛ فأنت كمن يقارن صقرا بعصفور ..
وإن أردت الدقة العلمية في ذلك؛ فاجمع كلام المفسرين على الآيات الواردة في الموضوع؛ والأحاديث كذلك ..
وكيد النساء وحنكتهن قد تكون في خير وقد تكون في شر وهي الأكثر في نوع الكيد وفي النساء أيضا ..
لا أدري إن قرأت قول الشيخ مساعد الطيار القائل: إن كيد الشيطان ضعيف أمام كيد الله، وكيد النساء قوي أمام كيد الرجال، وإن كن هنَّ من كيد الشيطان على الإنسان، فكيده للرجال أعظم من كيد النساء بلا ريب.
وليس بين الآيتين شيء من الموافقة في الموقف ولا في السياق حتى يُبحث عن سبب وصف كيد الشيطان بالضعف، ووصف كيد النساء بالقوة.
وهذا يدعو إلى أنَّ الحكم بالتشابه بين الآيتين، ثم الاجتهاد في التعرف على سبب الفروق بينهما يحتاج إلى أن يُورد له ضوابط، وأهم ضابط في ذلك هو أن تتحد القصة في الأشخاص والأوقات، ويختلف التعبير عنها، فهنا يُبحث عن سبب الافتراق في التعبير عن القصة بتلك العبارات.
أخي الفاضل الاستاذ ابراهيم شرفه الله ورفعه:
أما الذين يقولون إن كيد النساء فعلاً عظيم فهم يؤمنون أن كل لفظ في القرآن يؤخذ على حقيقته. أليس كذلك؟؟ فإذا ما هو ردك في قول الله تعالى:?قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل/34).هل فعلاً إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .... ؟؟؟ وكيف توفق بين من يقول نعم وبين إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بأن معاوية خير ملوك الأرض. وما قولك بملوك الإسلام الأيوبيين الذين فتحوا القدس تحت إمرة صلاح الدين وعدلهم وجهادهم وما قولك بملوك بني مروان الذين يشملهم قول النبي عليه الصلاة والسلام: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. ؟؟ وما قولك أيضاً بنور الدين زنكي الذي لقب بالخليفة السادس وقد كان ملكاً؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Aug 2010, 03:28 م]ـ
القول بأن كيد النساء من كيد الشيطان وتسويله، إخاله قولا بينا من ظواهر العلم، وهو داخل في إغواء الشيطان لبني آدم وتضليله، وعلى ذلك أقسم إبليس اللعين، بين يدي رب العزة. وفي المشاركة المشار إليها آنفا، كلام للدكتور مساعد الطيار، مقتض لما ذكرت.
والله اعلم بالصواب.
الذي عليه عامة المفسرين من السلف رحمهم الله تعالى هو ما ذكرت من قوة كيد النساء على كيد الشيطان، فضلا عن كيد الرجال، وقد نقلت عن بعضهم ذلك في مشاركات سابقة، وراجع المسألة في كتب أهل التفسير المتقدمين؛ فقولهم أولى، وفهمهم أنقى، والفتن في زمانهم أقل، وعلمهم أكثر ..
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Aug 2010, 03:33 م]ـ
جزى الله تعالى خيرا جميع من شارك في هذا المشاركة القيمة وأبدى وجهة نظره التي نحترمها ونقدرها ونجلها.
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا انت نستغفرك ونتوب اليك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Aug 2010, 03:42 م]ـ
لا أدري إن قرأت قول الشيخ مساعد الطيار القائل: إن كيد الشيطان ضعيف أمام كيد الله، وكيد النساء قوي أمام كيد الرجال، وإن كن هنَّ من كيد الشيطان على الإنسان، فكيده للرجال أعظم من كيد النساء بلا ريب.
وليس بين الآيتين شيء من الموافقة في الموقف ولا في السياق حتى يُبحث عن سبب وصف كيد الشيطان بالضعف، ووصف كيد النساء بالقوة.
وهذا يدعو إلى أنَّ الحكم بالتشابه بين الآيتين، ثم الاجتهاد في التعرف على سبب الفروق بينهما يحتاج إلى أن يُورد له ضوابط، وأهم ضابط في ذلك هو أن تتحد القصة في الأشخاص والأوقات، ويختلف التعبير عنها، فهنا يُبحث عن سبب الافتراق في التعبير عن القصة بتلك العبارات.
أخي الفاضل الاستاذ ابراهيم شرفه الله ورفعه:
أما الذين يقولون إن كيد النساء فعلاً عظيم فهم يؤمنون أن كل لفظ في القرآن يؤخذ على حقيقته. أليس كذلك؟؟ فإذا ما هو ردك في قول الله تعالى:?قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل/34).هل فعلاً إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .... ؟؟؟ وكيف توفق بين من يقول نعم وبين إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بأن معاوية خير ملوك الأرض. وما قولك بملوك الإسلام الأيوبيين الذين فتحوا القدس تحت إمرة صلاح الدين وعدلهم وجهادهم وما قولك بملوك بني مروان الذين يشملهم قول النبي عليه الصلاة والسلام: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. ؟؟ وما قولك أيضاً بنور الدين زنكي الذي لقب بالخليفة السادس وقد كان ملكاً؟؟؟
قرأت كلام الشيخ مساعد الطيار حفظه الله تعالى، ولكن ترجح عندي كلام المفسرين من السلف بعدة مرجحات ليس هذا محل ذكرها؛ وربما بينتها إن وجدت وقتا لذلك ..
ومن استقرأ القرآن الكريم يجد أن الله تعالى لا يقر إلا على الحق؛ وكلامه حقيقي لا مجاز فيه؛ وقد قال:"إن كيدكن عظيم" وقال "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" وأطلق اللفظين ..
في حين أنه يرد الخطأ؛ فلو كان قول صاحب المرأة خطأ أو غير مطلق لرده القرآن الكريم؛ كما رد كثيرا من الأقوال الخاطئة كمثل قوله تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" ثم قال "وما من إله إلا إله واحد" و قوله "وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله" ثم قال "ذلك قولهم بأفواههم .. " والأمثلة كثيرة ..
وأقوال السلف لا ترد ببساطة؛ فإن الله تعالى رزقهم من العلم واستحضار الآيات، حتى صار التفسير عندهم ملكة، وامتزج كتاب الله تعالى بأفئدهم، فصفت عقولهم صفاء لا يكاد يوجد الآن؛ فإذا وجدت قولا عندهم فلا تتعجل في رده ..
أما مسألة الملوك فهي خارجة عن الموضوع.
وفقني الله وإياك لما فيه الخير والصلاح.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:45 م]ـ
قرأت كلام الشيخ مساعد الطيار حفظه الله تعالى، ولكن ترجح عندي كلام المفسرين من السلف بعدة مرجحات ليس هذا محل ذكرها.
إذا سمحت أخي أنقل لي كلام السلف الذي استفدت منه جزاك الله خيرا فقد بحثت ولم أتوصل إلى شيء.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Aug 2010, 10:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأت كلام الشيخ مساعد الطيار حفظه الله تعالى، ولكن ترجح عندي كلام المفسرين من السلف بعدة مرجحات ليس هذا محل ذكرها؛ وربما بينتها إن وجدت وقتا لذلك ..
ومن استقرأ القرآن الكريم يجد أن الله تعالى لا يقر إلا على الحق؛ وكلامه حقيقي لا مجاز فيه؛ وقد قال:"إن كيدكن عظيم" وقال "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" وأطلق اللفظين ..
في حين أنه يرد الخطأ؛ فلو كان قول صاحب المرأة خطأ أو غير مطلق لرده القرآن الكريم؛ كما رد كثيرا من الأقوال الخاطئة كمثل قوله تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" ثم قال "وما من إله إلا إله واحد" و قوله "وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله" ثم قال "ذلك قولهم بأفواههم .. " والأمثلة كثيرة ..
وأقوال السلف لا ترد ببساطة؛ فإن الله تعالى رزقهم من العلم واستحضار الآيات، حتى صار التفسير عندهم ملكة، وامتزج كتاب الله تعالى بأفئدهم، فصفت عقولهم صفاء لا يكاد يوجد الآن؛ فإذا وجدت قولا عندهم فلا تتعجل في رده ..
أما مسألة الملوك فهي خارجة عن الموضوع.
وفقني الله وإياك لما فيه الخير والصلاح. ولكنك أخي الفاضل بارك الله بك لم ترد على هذه الجزئية أدناه. هل غفلت عنها أم تجاوزتها؟؟؟؟:
ما هو ردك في قول الله تعالى:?قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل/34).هل يؤخذ أيضاً هذا القول على حقيقته؟؟ وهل فعلاً إن جميع الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .... ؟؟؟ وكيف توفق بين من يقول نعم وبين إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بأن معاوية خير ملوك الأرض. وما قولك بملوك الإسلام الأيوبيين الذين فتحوا القدس تحت إمرة صلاح الدين وعدلهم وجهادهم وما قولك بملوك بني مروان الذين يشملهم قول النبي عليه الصلاة والسلام: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. ؟؟ وما قولك أيضاً بنور الدين زنكي الذي لقب بالخليفة السادس وقد كان ملكاً؟؟؟ إياك أن تقول إن هذه صفة غالبة لمعظم الملوك. لأني سأطالبك بدليل على ذلك من أهل العلم تماماً كما أنت تطلب منّا الدليل بعد الدليل من أقوال العلماء. ودمت بود ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Aug 2010, 05:21 م]ـ
ولكنك أخي الفاضل بارك الله بك لم ترد على هذه الجزئية أدناه. هل غفلت عنها أم تجاوزتها؟؟؟؟:
ما هو ردك في قول الله تعالى:?قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل/34).هل يؤخذ أيضاً هذا القول على حقيقته؟؟ وهل فعلاً إن جميع الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .... ؟؟؟ وكيف توفق بين من يقول نعم وبين إخبار النبي عليه الصلاة والسلام بأن معاوية خير ملوك الأرض. وما قولك بملوك الإسلام الأيوبيين الذين فتحوا القدس تحت إمرة صلاح الدين وعدلهم وجهادهم وما قولك بملوك بني مروان الذين يشملهم قول النبي عليه الصلاة والسلام: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. ؟؟ وما قولك أيضاً بنور الدين زنكي الذي لقب بالخليفة السادس وقد كان ملكاً؟؟؟ إياك أن تقول إن هذه صفة غالبة لمعظم الملوك. لأني سأطالبك بدليل على ذلك من أهل العلم تماماً كما أنت تطلب منّا الدليل بعد الدليل من أقوال العلماء. ودمت بود ..
هذه الجزئية لم أتجاوزها؛ ولم أغفل عنها، وقد أجبتك عنها بأن من أساليب الحوار العلمي الهادف كما لا يخفى على أمثالكم: الارتباط بالموضوع محل الحوار؛ وبإمكانك طرح قضية الملوك في موضوع مستقل؛ ولك الحق أيضا في طرح قضية المجاز والحقيقة في موضوع آخر، وعندها سأشارك فيهما أو في أحدهما إن رأيت فائدة شرعية من ذلك.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Aug 2010, 05:25 م]ـ
إذا سمحت أخي أنقل لي كلام السلف الذي استفدت منه جزاك الله خيرا فقد بحثت ولم أتوصل إلى شيء.
أختي الكريمة: كلام السلف تحصلين عليه - إن رغبت - بضغطة زر، وقد نقلت لك بعضه في مشاركات سابقة في نفس الموضوع.
ولعلم فضيلتك فإن القائلين بأن الآية لا تفيد تخصيص النساء بالكيد العظيم لا ينفون أن هذا هو قول السلف؛ بل يحاولون بيان عدم قوة الأدلة على ذلك.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Aug 2010, 06:18 م]ـ
هذه الجزئية لم أتجاوزها؛ ولم أغفل عنها، وقد أجبتك عنها بأن من أساليب الحوار العلمي الهادف كما لا يخفى على أمثالكم: الارتباط بالموضوع محل الحوار؛ وبإمكانك طرح قضية الملوك في موضوع مستقل؛ ولك الحق أيضا في طرح قضية المجاز والحقيقة في موضوع آخر، وعندها سأشارك فيهما أو في أحدهما إن رأيت فائدة شرعية من ذلك.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
يا شيخ ابراهيم اعزك الله. الآية التي تتحدث عن الملوك ليست مستقلّة عن الموضوع الذي نتحدث عنه. وليس فيها استعارة ,وهي محل ارتباط على أساس قول من يقول أن كل ما ذكر في القرآن يؤخذ على حقيقته. فأنت أخذت معنى الكيد على حقيقته من خلال الآية التي تتحدث عن ذلك على لسان عزيز مصر. فلماذا لا تأخذ بتقدير الآية الأخرى بأن الملوك كلهم مفسدون جبارون على لسان بلقيس ملكة اليمن؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:16 م]ـ
يا شيخ ابراهيم اعزك الله. الآية التي تتحدث عن الملوك ليست مستقلّة عن الموضوع الذي نتحدث عنه. وليس فيها استعارة ,وهي محل ارتباط على أساس قول من يقول أن كل ما ذكر في القرآن يؤخذ على حقيقته. فأنت أخذت معنى الكيد على حقيقته من خلال الآية التي تتحدث عن ذلك على لسان عزيز مصر. فلماذا لا تأخذ بتقدير الآية الأخرى بأن الملوك كلهم مفسدون جبارون على لسان بلقيس ملكة اليمن؟؟؟
أخي وإن كان السؤال غير موجه لي:
قال تعالى:
(((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97))))
ما تفسيرك؟ هذا الملك أصلح ولم يفسد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:36 م]ـ
أخي وإن كان السؤال غير موجه لي:
قال تعالى:
(((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97))))
ما تفسيرك؟ هذا الملك أصلح ولم يفسد.
بارك الله بك أخت أم عبد الله. أولاً السؤال للجميع وليس لأحد ولكني اوجهه فقط للمحاور رغم ما به من تعميم. أما بالنسبة لسؤالك فنعم فإن يأجوج ومأجوج لا شك مفسدون فاسدون. والذي عالج افسادهم ملك صالح. السؤال كما هو محدد: هل كل الملوك مفسدون من خلال تعميم تلك الآية المشار اليها أم لا؟ لأن الآية لم تقصد ملكاً محدداً ولكنها قصدت كل الملوك بعينهم. بينما الآية التي تفضلت بها خصت قوم يأجوج ومأجوج دون غيرهم وقصتهم مع الملك ذو القرنين. ولكن السؤال فعلاً هو: هل الملك ذو القرنين مفسد أم مصلح؟؟ فالجواب على ذلك لا يخدم الذين يقولون أن الكلام في القرآن يؤخذ على حقيقته وعموميته. وبارك الله بك على هذه اللفتة العميقة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:43 م]ـ
يا شيخ ابراهيم اعزك الله. الآية التي تتحدث عن الملوك ليست مستقلّة عن الموضوع الذي نتحدث عنه. وليس فيها استعارة ,وهي محل ارتباط على أساس قول من يقول أن كل ما ذكر في القرآن يؤخذ على حقيقته. فأنت أخذت معنى الكيد على حقيقته من خلال الآية التي تتحدث عن ذلك على لسان عزيز مصر. فلماذا لا تأخذ بتقدير الآية الأخرى بأن الملوك كلهم مفسدون جبارون على لسان بلقيس ملكة اليمن؟؟؟
أخي تيسير: يسر الله لنا ولك فهم كتابه ووفقنا وإياك لما فيه الخير والصلاح.
يبدو أن هناك خلطا في مسائل متعلقة بعلوم القرآن الكريم وخاصة في الأبواب المشتركة بينه وبين أصول الفقه، أرجو تنقيحها وتحقيقها بدقة علمية زائدة ..
ومسألة الملوك هذه أرى أن تفتح لها موضوعا مستقلا كما قلت لك؛ وإن كنت تدمجها مع مسألة الحقيقة والمجاز؛ فأرى أن تفتح موضوعا للحقيقة والمجاز ..
وأما قولك الملون باللون الأحمر؛ فأرى أنك تفتات علي فيه؛ فأنا لم أقل بأن الملوك صالحين، ولم أقل إنهم مفسدون، ولم أنبس بكلمة تتعلق بهم؛ فلماذا تقولني ما لم أقل.
الحوار العلمي يجب أن يكون أدق من هذا ..
وفقني الله وإياك لحفظ كتابه، وكثرة تلاوته، وفهمه، والعمل به، على هذا الترتيب.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:16 ص]ـ
وكأن النقاش تحول إلى قضية العام، ومتى يخصص، وما هي الأفراد التي يضمها العام، وقوة المخصص، وعلاقة ذلك بالإطلاق والتقييد، وعلاقة هذا بالحقيقة والمجاز، والعام يبقى عام حتى يأتي ما يخصصه، أمور كثيرة ...
الأخ تيسير، هناك مثال ذكره ابن القيم في جلاء الأفهام:
قال:
وأصح القولين في قوله تعالى:
(((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)))
أنه على عمومه " أهـ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 07:55 ص]ـ
أخي الكريم: إذا كان قول الله تعالى لا يؤخذ على حقيقة فمن سيؤخذ قوله على حقيقة؟
قول الله تعالى يؤخذ على حقيقته، ومطلقه يؤخذ على إطلاقه حتى يوجد مقيد، وعامه يؤخذ على عمومه حتى يرد التخصيص كما هو معروف معلوم .. فلا حاجة لذكره هنا.
أخي الفاضل
هذا هو كلامك نحن نتناقش حول اللفظ القرآني هل يؤخذ على حقيقته أم لا. ومن خلال انك قلت انه يؤخذ على حقيقته وإطلاقه واستدللت بذلك على كيد النساء في الآية. فأنا أريد أن اثبت لك أنه لا يؤخذ على حقيقته فسقت اليك قول الله تعالى على لسان ملكة اليمن (إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها) فأنا لم أقولك ما لم تقل. ولكنني أسير على ما افترضت أنت انه صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:53 م]ـ
أخي الفاضل
هذا هو كلامك نحن نتناقش حول اللفظ القرآني هل يؤخذ على حقيقته أم لا. ومن خلال انك قلت انه يؤخذ على حقيقته وإطلاقه واستدللت بذلك على كيد النساء في الآية. فأنا أريد أن اثبت لك أنه لا يؤخذ على حقيقته فسقت اليك قول الله تعالى على لسان ملكة اليمن (إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها) فأنا لم أقولك ما لم تقل. ولكنني أسير على ما افترضت أنت انه صحيح.
أخي الكريم: الذي نقلت عني لم أقله؛ بل قاله علماء التفسير وعلوم القرآن وأهل الأصول؛ وإنما نقلته تذكيرا به وإلا فهو من مبادئ العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى ..
ثم إن في استدلالك بآية الملوك خلط كما بينت لك؛ وكما ألمحت لك الأخت الجزائرية؛ ولا علاقة لهذا كله بالحقيقة والمجاز.
وعندما أقول لك إن فيه خلطا؛ فهي عبارة انتقيتها تأدبا معك، وحتى لا يخرج الحوار الهادف عن هدفه؛ وإلا فأنا أعرف أنك ربما سهوت عن هذا الخلط؛ لأن من يتكلم في مثل هذه الترجيحات ينبغي أن يكون قد ألم - على الأقل - ببعض علوم القرآن ذات الصلة ..
وفقني الله وإياك لما فيه الخير والسداد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 03:15 م]ـ
أخي الكريم: الذي نقلت عني لم أقله؛ بل قاله علماء التفسير وعلوم القرآن وأهل الأصول؛ وإنما نقلته تذكيرا به وإلا فهو من مبادئ العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى ..
ثم إن في استدلالك بآية الملوك خلط كما بينت لك؛ وكما ألمحت لك الأخت الجزائرية؛ ولا علاقة لهذا كله بالحقيقة والمجاز.
وعندما أقول لك إن فيه خلطا؛ فهي عبارة انتقيتها تأدبا معك، وحتى لا يخرج الحوار الهادف عن هدفه؛ وإلا فأنا أعرف أنك ربما سهوت عن هذا الخلط؛ لأن من يتكلم في مثل هذه الترجيحات ينبغي أن يكون قد ألم - على الأقل - ببعض علوم القرآن ذات الصلة ..
وفقني الله وإياك لما فيه الخير والسداد.
أخي الحبيب نحن نتناقش لنستفيد ويا حبذا ان تأخذني على قدر عقلي وتنزل قليلاً بعض الدرجات وتفهمني كيف أن آية الملوك لا تصلح للاستدلال على آية الكيد وقد أتيت كما تقول بقول العلماء بأن الألفاظ القرآنية تؤخذ على الحقيقة.وما هو رأيك أنت. . والله لا نريد إلا الإفادة والاستفادة. وكيف استطيع أن أتدارك هذا الخلط بحيث أعرف أن هذه الآية تفيد العموم وتلك تفيد الخصوص رغم أن تلك قيلت على لسان عزيز مصر وهذه قيلت على لسان ملكة اليمن. أفهمني أخي الفاضل وأنا في غاية الشكر لحلمك عليّ بارك الله بك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Aug 2010, 03:51 م]ـ
أخي الحبيب نحن نتناقش لنستفيد ويا حبذا ان تأخذني على قدر عقلي وتنزل قليلاً بعض الدرجات وتفهمني كيف أن آية الملوك لا تصلح للاستدلال على آية الكيد وقد أتيت كما تقول بقول العلماء بأن الألفاظ القرآنية تؤخذ على الحقيقة.وما هو رأيك أنت. . والله لا نريد إلا الإفادة والاستفادة. وكيف استطيع أن أتدارك هذا الخلط بحيث أعرف أن هذه الآية تفيد العموم وتلك تفيد الخصوص رغم أن تلك قيلت على لسان عزيز مصر وهذه قيلت على لسان ملكة اليمن. أفهمني أخي الفاضل وأنا في غاية الشكر لحلمك عليّ بارك الله بك.
أخي الكريم: المسألة ليست تنزلي أو تنزلك فكلنا طلبة علم نبحث عن الحق إن شاء الله تعالى.
وقولك: وقد أتيت كما تقول بقول العلماء بأن الألفاظ القرآنية تؤخذ على الحقيقة.
وماذا تقول أنت؟
ثانيا: قولك وما هو رأيك أنت أقول لك: أنا ليس لي رأي في قواعد أهل العلم ولم أكن لأضعها مجالا للرأي؛ فالواجب هو احترام القواعد، والاستنباط في إطارها.
أما طلبك لكيفية تداركك للخلط؛ فأبشرك بأنك قد تداركته فقد صرحت في هذه المشاركة بقولك: وكيف استطيع أن أتدارك هذا الخلط بحيث أعرف أن هذه الآية تفيد العموم وتلك تفيد الخصوص رغم أن تلك قيلت على لسان عزيز مصر وهذه قيلت على لسان ملكة اليمن
وهذا جيد لأنك خرجت به - ولو قليلا - عن مسألة الحقيقة والمجاز إلى مسألة العموم والخصوص؛ وهذا شيء جيد تشكر عليه.
بارك الله فيك؛ ونفع بعلمك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:41 م]ـ
سأقولها الآن عقلاً لا نصاً
هل فعلاً أن هناك مشكلة ظاهرة بائنة من كيد النساء؟؟ وهل الإفساد والقتل والذبح والقنابل والصواريخ في هذه الأيام هو من كيد النساء. وهل يكون الكيد أصلاً إلا في التمكن والسلطان؟؟ فمن الذي يملك زمام الأمر على الأرض؟؟ ومن هو المخادع القاتل المارق الذي يقتل بلا رحمة ويكيد على الدول ويدسدس على الأمم ملوك نساء؟؟ أم ملوك من الرجاجيل التي لا تعرف إلا الخداع والغش والكذب. من الذي يقود العالم ويصنع المؤامرات ويسلط الجواسيس ويرمي بالقنابل العنقودية على الآمنين؟؟ من الذي يقود الجيوش ويدبر الخطط ويصنع الأسلحة ويدمر الأرض واقتصادها وخيارتها؟؟ من الذي يستذل الشعوب وبستعبد الضعفاء؟؟ من الذي يفعل كل ذلك رجال أم نساء؟؟؟ ثم بعد ذلك نقذف كل تلك الأقذار والأشرار الى امرأة ضعيفة بالخصام غير مبينة؟؟ لعمري إن ذلك لشيء عجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:29 ص]ـ
سأقولها الآن عقلاً لا نصاً
هل فعلاً أن هناك مشكلة ظاهرة بائنة من كيد النساء؟؟ وهل الإفساد والقتل والذبح والقنابل والصواريخ في هذه الأيام هو من كيد النساء. وهل يكون الكيد أصلاً إلا في التمكن والسلطان؟؟ فمن الذي يملك زمام الأمر على الأرض؟؟ ومن هو المخادع القاتل المارق الذي يقتل بلا رحمة ويكيد على الدول ويدسدس على الأمم ملوك نساء؟؟ أم ملوك من الرجاجيل التي لا تعرف إلا الخداع والغش والكذب. من الذي يقود العالم ويصنع المؤامرات ويسلط الجواسيس ويرمي بالقنابل العنقودية على الآمنين؟؟ من الذي يقود الجيوش ويدبر الخطط ويصنع الأسلحة ويدمر الأرض واقتصادها وخيارتها؟؟ من الذي يستذل الشعوب وبستعبد الضعفاء؟؟ من الذي يفعل كل ذلك رجال أم نساء؟؟؟ ثم بعد ذلك نقذف كل تلك الأقذار والأشرار الى امرأة ضعيفة بالخصام غير مبينة؟؟ لعمري إن ذلك لشيء عجاب
أخي الكريم: حفظك الله.
أولا: لا تغضب فالحوار إنما هو لعرض الأدلة الشرعية؛ والتسليم لها وبها؛ هذا إذا كان حوارا علميا.
ثانيا: يجب عليك أخي الكريم قبل هذه المشاركة أن تراجع - فالإنسان ينسى - كتب الفروق اللغوية؛ لأنك تخلط أحيانا بين الكيد، والإفساد، والخداع، والمكر، وبينها فروق لغوية دقيقة أعني من حيث المعنى؛ بل وحتى من حيث المبنى والتصاريف اللغوية.
ثالثا: قولك إننا نصب تلك الأقذار على المرأة المسكينة أمر عجيب؛ ويتبين لك عجبه من وجهين:
أ - أن الكيد الذي تسميه قذرا هو ليس كذلك لا لغة ولا شرعا؛ بل قد يكون ممدوحا وأطيب من مسك الغزال؛ وقد يكون قذرا كما تفضلت.
ب - أن القرآن الكريم، وكثير من الأحاديث النبوية - وإن كان فيها مقال - متواطئة على نعت النساء بالكيد؛ بل وعظيمه، وهذا من الأمور الجبلية المخلوقة في النساء.
ولو أردت أن أجاريك لقلت إني سأقولها مثلك عقلا لا نصا:
إن الداعين للمساواة بين الرجل والمرأة يناقضون الفطر السليمة؛ ويناقضون العقل والشرع؛ بل ويناقضون حتى الواقع الغربي الذي تأثروا به ..
ولو كان عندي وقت إضافي لبينت لك أوجه التناقض الأربعة.
وفقني الله وإياك وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح؛ وأعانني الله وإياك والمسلمين على صيام رمضان وقيامه وتقبله منا.(/)
نبوة الجن.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 May 2010, 10:57 م]ـ
كنت أقرأ في سورة آل عمران فمررت بهذه الآية: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]
ثم تذكرت آية أخرى في موضع آخر وهي قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51]
فقلت في نفسي هل يمكن أن يؤخذ من هاتين الآيتين أن النبوة خاصة بالبشر؟
وإن أمكن ذلك فهل هناك معارض يعارضهما؟
وإن وجد فما الراجح؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 12:07 ص]ـ
سؤال:
هل الجن لا يدخلون تحت مسمى البشر؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 May 2010, 03:30 ص]ـ
سؤال وجيه.
لكن في القاموس المحيط: البشر محركة: الا نسان ذكرا أو أنثى واحدا أو جمعا وقد يثنى ويجمع أبشارا. القاموس المحيط - (1/ 447)
وفي التاج: (البشر): الخلق، يقع على الأنثى والذكر. تاج العروس من جواهر القاموس - (10/ 183)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 May 2010, 05:23 ص]ـ
قال القرطبي (9/ 32، ت: التركي):
" قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ ?لْجِنِّ وَ?لإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ} أي يوم نحشرهم نقول لهم ألم يأتكم رسل، فحذف؛ فيعترفون بما فيه افتضاحهم. ومعنى «منكم» في الخلق والتكليف والمخاطبة. ولما كانت الجن ممن يُخاطب ويعقل قال: «منكم» وإن كانت الرسل من الإنس وغلّب الإنس في الخطاب كما يُغلّب المذكر على المؤنث.
وقال ابن عباس: رسل الجن هم الذين بلّغوا قومَهم ما سمعوه من الوحي؛ كما قال: {وَلَّوْاْ إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} [الأحقاف: 29]. وقال مُقاتِل والضحّاك: أرسل الله رسلاً من الجن كما أرسل من الإنس.
وقال مجاهد: الرسل من الإنس، والنُّذُر من الجن؛ ثم قرأ «إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ». وهو معنى قولِ ابن عباس، وهو الصحيح على ما يأتي بيانه في «الأحقاف» ".
وقال ابن كثير (3/ 312، ت: أحمد شاكر):
" (ولو إلى قومهم منذرين) أي: رجعوا إلى قومهم فأنذروهم ما سمعوه مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد استدل بهذه الآية على أنه في الجن نُذُرٌ، وليس فيهم رسل: ولا شك أنَّ الجن لم يبعث الله منهم رسولا ".
وقال السيوطي في «لقط المرجان» (نقلا عن: الدكتور عمر الأشقر: العقيدة في ضوء الكتاب والسنة، عالم الجن والشياطين ص43):
" جمهور العلماء سلفا وخلفا على أنه لم يكن من الجن قط رسول ولا نبي كذا روي عن ابن عباس ومجاهد والكلبي وأبي عبيد ".
ولعلك تنظر في زاد المسير، فقد ذكر ابن الجوزي في مسألة الرسالة إلى الجن أربعة أقوال.
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 May 2010, 05:11 م]ـ
قال القرطبي (9/ 32، ت: التركي):
" قوله تعالى: {يَامَعْشَرَ ?لْجِنِّ وَ?لإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ} أي يوم نحشرهم نقول لهم ألم يأتكم رسل، فحذف؛ فيعترفون بما فيه افتضاحهم. ومعنى «منكم» في الخلق والتكليف والمخاطبة. ولما كانت الجن ممن يُخاطب ويعقل قال: «منكم» وإن كانت الرسل من الإنس وغلّب الإنس في الخطاب كما يُغلّب المذكر على المؤنث.
وقال ابن عباس: رسل الجن هم الذين بلّغوا قومَهم ما سمعوه من الوحي؛ كما قال: {وَلَّوْاْ إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} [الأحقاف: 29]. وقال مُقاتِل والضحّاك: أرسل الله رسلاً من الجن كما أرسل من الإنس.
وقال مجاهد: الرسل من الإنس، والنُّذُر من الجن؛ ثم قرأ «إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ». وهو معنى قولِ ابن عباس، وهو الصحيح على ما يأتي بيانه في «الأحقاف» ".
وقال ابن كثير (3/ 312، ت: أحمد شاكر):
" (ولو إلى قومهم منذرين) أي: رجعوا إلى قومهم فأنذروهم ما سمعوه مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقد استدل بهذه الآية على أنه في الجن نُذُرٌ، وليس فيهم رسل: ولا شك أنَّ الجن لم يبعث الله منهم رسولا ".
وقال السيوطي في «لقط المرجان» (نقلا عن: الدكتور عمر الأشقر: العقيدة في ضوء الكتاب والسنة، عالم الجن والشياطين ص43):
" جمهور العلماء سلفا وخلفا على أنه لم يكن من الجن قط رسول ولا نبي كذا روي عن ابن عباس ومجاهد والكلبي وأبي عبيد ".
ولعلك تنظر في زاد المسير، فقد ذكر ابن الجوزي في مسألة الرسالة إلى الجن أربعة أقوال.
والله أعلم.
أخي الكريم: بارك الله فيك.
وهذا ما أردت أن أستنبطه من الآيتين المذكورتين في أول مشاركة؛ وإن كنت لم أطلع من قبل على ما نقلت ولم أجد الوقت للبحث في الموضوع، ولكن بمجرد ظاهر الآيتين كأنه يتضح أن إيتاء الحكمة وهي النبوة خاصة بالبشر.
ولكن بغض النظر عن الأقوال الجميلة والواضحة التي نقلت مشكورا مأجورا ماهي أدلة القائلين بأن في الجن نبوة؟
حتى نستطيع الجمع أو الترجيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 May 2010, 09:14 م]ـ
أخي الكريم: بارك الله فيك.
ولكن بغض النظر عن الأقوال الجميلة والواضحة التي نقلت مشكورا مأجورا ماهي أدلة القائلين بأن في الجن نبوة؟
حتى نستطيع الجمع أو الترجيح.
بارك الله فيكم.
استدلوا بآية الأعراف.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 May 2010, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيكم.
استدلوا بآية الأعراف.
تقصد آية الأنعام.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[14 May 2010, 08:29 ص]ـ
تقصد آية الأنعام.
إنما هو خطأ طباعي، فأرجو المعذرة.
نعم، أقصد آية الأنعام.
جزاكَ الله خيرا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 May 2010, 01:30 ص]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {يا معشر الجن والأنس ألم يأتكم رسل منكم} الآية.
قال بعض العلماء: المراد بالرسل من الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل، فيبلغونه إلى قومهم، ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرون لقومهم في قوله: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين} [46/ 29].
وقال بعض العلماء: {رسل منكم} [6/ 130]، أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس: لأنه لا رسل من الجن، ويستأنس لهذا القول بأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مرادا بعضه، كقوله: {وجعل القمر فيهن نورا} [71/ 16]، وقوله: {فكذبوه فعقروها} [91/ 14]، مع أن العاقر واحد منهم، كما بينه بقوله: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} [54/ 29]،أضواء البيان - (1/ 493)
ـ[علي محمد علي]ــــــــ[03 Dec 2010, 01:33 ص]ـ
أؤيد رأى أخى ابراهيم الحسنى-جزاه الله خيرا ونفع بعلمه- فى الموضوع وذلك لأن الله عزوجل جعل من خلق الجان من الصفات الحركيه التى تؤهله للتحرك فى أقطار الأرض فيجلبوا أخبارها ويعلموا من أمور البشر وهذا مما لايتوافر فى صفات خلق الناس .. والله أعلم(/)
عرض كتاب البسملة لأبي شامة
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[13 May 2010, 01:49 ص]ـ
كتاب البسملة
للإمام شهاب الدين أبي محمد , عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي ,الشهير بأبي شامة.
نال بتحقيقه عدنان بن عبد الرزاق الحموي درجة الماجستير من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان.
طبعه المجمع الثقافي , أبو ظبي , الإمارات العربية المتحدة 1425هـ.
والكتاب من القطع المتوسط يقع في (821) صفحة , كان نصيب الدراسة منه (102) صفحة , وقد اشتملت – كما لا خفاء – على: التعريف بالمؤلف , والتعريف بالكتاب , إلاَّ أن المحقق ذكر الخاتمة , ونتائج الدراسة نهاية قسم الدراسة , والنص مع التحقيق يقع في (606) صفحات , والفهارس تقع في (110) صفحات.
وسأنقل لكم - أحبتي – مقدمة المؤلف – رحمه الله – فهي كافية في بيان: دافع التأليف عنده , ومسائل البسملة التي درسها , وطريقته في دراسة تلك المسائل.
قال - رحمه الله -: (أما بعد: فإن جماعة من أولي العلم والنباهة والنظر , ومن ذوي البصائر والفهم والفِكَر , طال تعجبهم من مذهب إمامنا المقدَّم في علم المعاني والأثر , المعتمد على ما صحَّ عنده وبعده الخبر , أبي عبدالله محمد بن إدريس القرشي الأزهر , المطَّلبي الشافعي , الأغرَّ الأنور , رحمة الله ورضوانه عليه ما هلَّل مؤذن وكبَّر , في مسألة (البسملة) , التي خلافه فيها قد اشتهر , عن الأئمة الثلاثة المقتدى بهم في البدو والحضر.
هذا مع ما صحَّ من حديث أنس بن مالك t أنه صلىَّ خلف النبي e وأبي بكر , وعمر , وعثمان , فلم يسمع أحداً منهم y يقرؤها , أو ما جهر.
وقالوا:قد روى الشافعي – رحمه الله – أصل هذا الحديث عن مالك , وسفيان , فما خالفه إلا لأمر ظهر , ومعارضٍ منع من حمل الحديث على ظاهره وزجر , فما ذلك الأمر , وما الخبر؟! وما الوجه في تأويل هذا الحديث الصحيح الصريح المعتبر؟! فأَحفَظَنِي (أي: أغضبني) نسبة مذهبنا إلى الضعف والخور , ثم ادعى الخصم قوة مذهبه , فكان ذلك أدهى وأمرّ.
فنظرت في مآخذ المذاهب بعين الإنصاف , فوجدت بخلاف ما ذُكر , فقلت: ما بال مذهبنا أقوى المذاهب عند من بحث وسبر.
ولأتبيَّن قوَّته ليتَّضح أمره ويُستطر ,وينتفي عنه ما يُتوَّهم في صفوه من الكدر , فتصدَّيت للجواب , ملبيَّا في ذلك دعاء من جأر , وقمت - بعون الله وتوفيقه – قيام من انتصر , ووضح له الحق فرأى وأبصر , ورأيت أن أجمع أطراف مسألة البسملة , ونقل مذاهب العلماء فيها , وتقرير أدلَّتهم من غير حَصرَ (أي: عيٌّ في المنطق , وضيق في الصدر). فتحصَّل – بحول الله وقوته في ذلك , وفي حل الإشكال , كتاب لطيف محرّر , منتظم من عدة كتب وَمُرْبٍ عليها فوائد = فهو بالنسبة إليها , وباعتبار ذلك: مختصر من كلام جماعة من فحول العلماء , تفرقَّ فجمعته , وطال فاختصرته , وكان في بعضه خفاءٌ فأوضحته وشرحته , وزدت ما عنَّ لي وخطر , ممَّا هو مستند إلى أدلة وبراهين لا تجحد ولا تنْكر.
وأرجو أنه كافٍ في ذلك , مليءٌ بما قُصد به عند من اختبر , حاوٍ لأدلة المسألة في: وجوب البسملة , واستحباب الجهر بها فيما يجهر , والإسرار فيما يُسرّ , ولجواب ما اعترض به تلك الفِرقُ والزُّمر.
ثمَّ ختمت ذلك بما رأيته حتماً , وهو شرح ألفاظ البسملة , وإبراز معانيها , وتحقيق القول في الاسم والمسمَّى؛ ليكون هذا الكتاب قد احتوى على جميع ما يتعلَّق بالبسملة معنىً وحكماً. فكم فيه من فوائد وفرائد هي خير لمبتدرها من البدر , ظاهرة ظهور الشمس والقمر.
وإن كان بعض الخطباء قد أغار على بعض ما فيه من الإبريز فنقله بعينه في كتاب جمع فيه أربعين حديثاً لرسول الديوان العزيز , فلم يحظ بطائل , إذ لم يثبت القول إلى لقائل , ولم يخف على سامعيه ما أودعه ذلك الخطيب منه , فهو وكلُّ شيء بقضاء وقدر , وكلُّ ما يحدث من خير وشر – والحمد لله على ذلك – فالكلُّ منه , وإيَّاه أسأل أن يوفقنا للعلم والعمل به , وأن يدخلنا الجنة , ويعيذنا من تضييع الزمان لغير ما خلقنا له , ويتوفَّانا متمسّكين بالإسلام والسنَّة , متَّعظين بما نُبِّهنا عليه من العبر).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد: فقد احتوى الكتاب عدة مسائل , جعلها المؤلف – رحمه الله – في فصول متعددة = تجرأ المحقق ووضع لها عناوين , من عنده , وأقول تجرأ؛ لأن من حق أولئك العلماء علينا – من وجهة نظري القاصرة – أن نُخرج كتبهم كما أرادوها لا كما نريدها , وللأمانة فقد ذكر المحقق في مقدمة التحقيق أنه سيفعل ذلك.
وقد بلغت الفصول (101) مئة فصل وفصلاً واحداً , لا أرى أن أطيل على الإخوة بذكرها إلاَّ إذا رغبوا في ذلك.
الكتاب ما له وما عليه:
ذكر المحقق جملة من مميزات الكتاب أختصرها في:
يبين طريقة الاستدلال بالأحكام الفقهية عند اختلاف الروايات.
يعرض الأدلة ويفندها ضمن قواعد وأصول الاستنباط.
يتسم المؤلف – رحمه الله – بالأدب في الحوار , واحترام آراء الآخرين , والإنصاف معهم , ومعرفة حقوق من لهم فضل عليه من مشائخة, كبن قدامة –رحمه الله -.
يستشهد بكتبٍ قال المحقق عنها: (لم يعثر عليها) , مثل: الجهر بالبسملة للخطيب البغدادي , التعليقة للطرطوشي.
ومن المميزات التي لم يذكرها المحقق: أن أبو شامة – رحمه الله – ذكر بعض كتبه في هذا الكتاب , نحو كتابه (المرشد الوجيز) , يقول – رحمه الله -: ((قلت: قيل في آخر ما نزل غير ذلك – أي: غير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) [البقرة:281] – على ما ذكرناه في كتاب (الأحرف السبعة) , وهو المسمى بـ (المرشد) , والله أعلم)) أ. هـ , وفي هذا النص عدة فوائد:
- أن كتاب المرشد الوجيز له تسمية أخرى عند مؤلفه وهي (الأحرف السعة).
- أن المؤلف - رحمه الله - حينما يذكر لنا هذه التسمية يبِّين غرضه من تأليف كتاب المرشد الوجيز.
- يستطيع الدكتور مساعد الطبطبائي محقق كتاب المرشد الوجيز أن يضيف هذا النص إلى مبحث توثيق نسبة الكتاب لمؤلفه , علماً أن الدكتور مساعد لم يذكر هذه التسمية – أعني: الأحرف السبعة – في مبحث تحقيق اسم الكتاب , وهو معذورٌ – بلا شك – فطباعة كتاب (المرشد الوجيز) متقدمة على طباعة هذا الكتاب , لكن بإمكانه – الآن - أن يضيف هذه التسمية , ويناقشها في هذا المبحث.
وفي الجملة فإن الكتاب – بحق – عظيم , حشد فيه المؤلف – رحمه الله – نقولات ونصوص قد لا توجد إلا في هذا الكتاب؛ بل قد تكون بعض مصادره التي اعتمد عليها مفقودة , كما ذكر المحقق.
أما ما على الكتاب فأقول:
لا يخلو كتاب من النقص – الذي هو من طبيعة البشر - , وقد ذكر المحقق جملة منها , لا أوافقه في بعضها , كقوله: (لأبي شامة آراء في الأحرف السبعة يخالف فيها الإمام مكي بن أبي طالب) ,وكقوله: (كذلك نقده للقاضي الباقلاني ووصفه بأنه شنَّع وطولَّ وعرَّض) , فالمخالفة والنقد إذا صحبه الدليل لا يعد من المآخذ , فلا زال العلماء ينقد بعضهم بعضاً , ويستدرك بعضهم على بعض.
ومما أوافق المحقق عليه: استخدام المؤلف - رحمه الله – بعض العبارات النقدية لدى بعض الفقهاء مثل: (الكلام الغثَّ) , (المتخلِّف).
ومما أراه من المآخذ: التعصُّب لمذهب الإمام الشافعي – رحمه الله – الذي كان سبباً في تأليف الكتاب , والذي عدّه المحقق من المميزات , ولا أعلم أيُّنا المصيب؟!
وأخيراً: فإن هذا الكتاب اشتمل على سماعات متعددة , تقوي نسبة الكتاب لمؤلفه , ومما يوجد في نهايته مجموعة من الأشعار التي نقلها بعض النسَّاخ , اخترت لكم ختماً لهذا العرض بيتين للأديب حازم محمد الأنصاري القرطاجنِّي:
وليس يخلو امرؤٌ من حاسدٍ أضمٍ لولا التنافس في الدنيا لما أَضمَا
والغبْنُ في العلم أشجى محنةٍ عُلمَتْ وأبرح الناس شجواً عَالمٌ هُضِمَا
آمل أن أكون قد ألقيت بعض الضوء على هذا الكتاب القيم في بابه , وأرجو المعذرة على التقصير , أسأل الله – تعالى ذكره – أن يرزقني وإياكم علماً نافعاً , وعملاً صالحاً , وسعادة الدارين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2010, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا التعريف بالكتاب القيم. مع ملاحظة الأمور التالية:
1 - المؤلف شافعي المذهب، وقد كتب الكتاب للانتصار للمذهب الشافعي. فلا يُعَدُّ هذا من التعصب ما دام مقروناً بالدليل، وهذا قد خدم الفقه كثيراً بمصنفات قيمة.
2 - هناك تحقيق للدكتور طيار آلتي قولاج طبع عام 1395هـ وهو أشهر تحقيقات الكتاب، وقد اعتمد عليه الباحثون منذ صدوره.
3 - تنبه المحقق - قولاج - إلى أن بيان حديث الأحرف السبعة قد استأثر بكلام المؤلف في كتابه.
4 - هناك اختصار قيم لكتاب البسملة لأبي شامة هذا قام به الإمام الذهبي رحمه الله، حيث إن كتاب أبي شامة كتاب مطول في البسملة.
وأذكر أنه حرر في كتاب هذا مسألة: هل البسملة آية من الفاتحة أم لا بكلام جميل جداً لا تجده في غيره.
أكرر شكري لكم أخي العزيز يحيى وأسأل الله أن يوفقك ويتقبل منك.
وقد حاولتُ البحث عن التعريف بالكتاب هذا في الملتقى فلم أوفق مع إنني عرضته أول صدوره، ووضعت صورة غلاف الكتاب فمن استطاع أن يجده فليدلنا عليه بوضع رابط المشاركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 May 2010, 01:28 م]ـ
جزى الله الأخ يحي خيرا على هذا التعريف المفيد للكتاب.
وجزى الله د/عبدالرحمن خيرا على هذه الإضافة القيمة
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[13 May 2010, 03:40 م]ـ
هذه مخطوطة كتاب مختصر البسملة للحافظ الذهبي نسخة المكتبة الظاهرية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 May 2010, 02:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا خالد على هذا العرض المميز.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[14 May 2010, 07:46 م]ـ
1. شكر الله لكم شيخ عبدالرحمن هذا الإضافة المفيدة الجميلة , وكما عهدناكم فلكم قدم السبق في التعليق على المواضيع , وإضافة الفوائد إليها , وتعقيباً على ما ذكرت - زادك الله علماً - من أن التعصب إذا قُرن بالدليل لا يعدّ من المآخذ , فلا شك في ذلك؛ بل لا يعد تعصباً أصلاً , لأن المسلم مأمورٌ باتباع الدليل , لكن المذهب الشافعي في بعض مسائل (البسملة) خالف الدليل ,وقد صرح أبو شامة - رحمه الله - بذلك في مقدمته , فهو في اعتقادي أنه تعصَّب لما خالف الدليل الصحيح الصريح , ومما يحسن ذكره هنا أن فضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير , في درسه الماتع (شرح التجريد الصريح) ذكرعن الإمام الغزالي - رحمه الله - أنه تمنى أن الشافعي - رحمه الله - قال بقول مالك - رحمه الله - في إحدى مسائل استخدام الماء المستعمل في الوضوء , ثم عقَّب - حفظه الله - بأن هذا من التعصب المذموم , وإلاَّ ما المانع من اتباع الدليل حتى وإن قال به مالك - رحمه الله - = كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله في مخالفة المذهب الحنبلي في مسائل عدة متبع في ذلك الدليل.
2. شكر الله لك أخي محب القراءات على هذا الإطراء , وأنت أخي إياد السامرائي على هذه الهدية القيمة.
3. أما أنت أبا قيس فلك في النفس شيء أقوله لك عند أول لقاء بك , كيف لا؟ وأنت من أخذ بيدي ,وقدم لي كل عون , وشجعني أن أخوض غمار مالا أجيد السباحة فيه , فها أنا أبا قيس أحاول أن أتشبه بالكرام رجاء أن أكون منهم في يوم من الأيام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2010, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيراًَ أخي يحيى وزادك علماً، فقد أفدت وأجدت وأبشر بالخير والأجر بإذن الله.(/)
بشرى: فتح باب القبول للماجستير في التفسير والقراءات في جامعة طيبة (طلاب وطالبات) 1ـ8/ 6/1431
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 May 2010, 06:00 م]ـ
(إعلان)
تعلن جامعة طيبة عن موعد فتح باب القبول ببرنامج الدراسات العليا (الماجستير) في تخصص التفسير والقراءات للعام الجامعي 1431/ 1432هـ، وذلك اعتباراً من يوم السبت الموافق: 1/ 6/1431هـ حتى نهاية دوام يوم السبت 8/ 6/1431هـ حسب تقويم أم القرى, ولمدة أسبوع عبر موقع الجامعة الالكتروني ( http://www.taibahu.edu.sa)، على جميع المتقدمين الدخول إلى الموقع لتعبئة استمارة الترشيح المخصصة للتقديم، والاطلاع على شروط القبول.
علماً بأن موعد استلام الملفات من السبت الموافق: 8/ 6/1431هـ إلى الخميس13/ 6/1431ه من الساعة 9.00 صباحاً حتى 1.00ظهراً، بمقر عمادة الدراسات العليا بجامعة طيبة (بالمبنى الدائري) للطلاب، أما الطالبات في مبنى الجزيرة (بشطر الطالبات) عمادة الدراسات العليا، الدور الثاني.
والمرجو من الجميع إحضار المستندات التالية:
1. صورة من وثيقة التخرج (إحضار الأصل للمطابقة).
2. صورة السجل الأكاديمي -كشف الدرجات (إحضار الاصل للمطابقة).
3. صورة توصيتين علميتين (إحضار الاصل للمطابقة).
4. صورة من بطاقة الاحوال (الأصل للمطابقة).
5. صور شخصيه 4*6 (العدد2) للطلاب فقط.
6. صورة استمارة الترشيح.
7. ملف بلاستك وجه شفاف.
يشترط للقبول في الدراسات العليا للعام الجامعي 1431/ 1432هـ, ما يأتي:
1 - أن يكون المتقدم سعودياً، أو من أم سعودية، أو على منحة رسمية للدراسات العليا إذا كان من غير السعوديين
2 - أن يكون المتقدم حاصلاً على الشهادة الجامعية من جامعة سعودية أو من جامعة أخرى معترف بها
3 - أن لايقل تقديره عن جيدجداً وسيراعى منح الفرصة لمن تقديره "جيد مرتفع أو جيد" في كلية العلوم فقط. وذلك طبقاً لما يلي:
أ. بكالوريوس تربية أو دبلوم تربوي للمتقدمين على برنامج كلية التربية.
ب. بكالوريوس آداب أو تربية للمتقدمين على برنامج كلية الآداب.
ت. بكالوريوس علوم فقط للمتقدمين على برنامج كلية العلوم
4 - أن يكون حسن السيرة والسلوك ولائقاً طبياً
5 - موافقة مرجعه على الدراسة إذا كان موظفاً
6 - بالنسبة لمنسوبى جامعة طيبة من معيدين ومعيدات ومحاضرين ومحاضرات ومدرسى اللغة و الموظفين و الموظفات فيجب التنسيق مسبقا مع اللجنة الدائمة للابتعاث والتدريب.
7 - إضافة إلى ما ذكر في الشروط العامة للقبول.
وللتقديم الاطلاع على الرابط:
هنا ( http://www.taibahu.edu.sa/cms/pages.aspx?pid=4589)
ـ[فيوض]ــــــــ[13 May 2010, 10:52 م]ـ
بارك الله فيكم هل يقبل اللغة العربية في قسم الدراسات القرآنية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 May 2010, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيكم هل يقبل اللغة العربية في قسم الدراسات القرآنية
آمين وفيك، الذي يغلب على الظن أنه لا يقبل وإذا جد جديد سأخبرك
ـ[فيوض]ــــــــ[14 May 2010, 10:12 ص]ـ
بارك الله فيكم وقسم االدراسات الإسلامية تخصص ثقافة إسلامية؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 May 2010, 01:39 م]ـ
بارك الله فيكم وقسم االدراسات الإسلامية تخصص ثقافة إسلامية؟
آمين وفيك، المتفق عليه أن الملف يقبل وتعمل مقابلة للمتقدم وقد تضاف مواد تكميلية قبل الدخول لبرنامج الماجستير
ـ[التواقة]ــــــــ[14 May 2010, 05:26 م]ـ
إني لأسأل وحق لي السؤال: إلى متى توضع شروط تعسفية في التعليم لم يكن يتشرطها أهل العلم من قبل فوالله ما قرأت أن إماماً اشترط ألا يجلس في حلقته إلا أهل بلده؟ ما ذنبي إن لم أكن مواطنة فأحرم من التعليم الجامعي وما فوق الجامعي ولم تكن نسبتي العالية ولا مواهبي لتشفع لي؟ تقولون لي: احصلي على منحة؟ فأقول لكم: هل سمعتم عمن يتاجرون بالعلم؟
إن من أعظم مصائب هذا الزمان أن يحرم من العلم من له شغف وتطلع لأنه لا يملك قريشات ولا واسطة .. والظلم أشده على المرأة إذ أنى لها أن تخوض بمفردها غمار الغربة والرحلة لأجل العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استفهامات كثيرة تجول بخاطري وقد مضى زمن الصمت .. يا من وليتم أمر ا من أمور الأمة: العلم رحم بين الناس والتعليم حق الجميع وستسألون عن عقول حرمت من العلم لأجل الواسطة والقريشات اتقوا الله فينا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 May 2010, 05:51 م]ـ
إني لأسأل وحق لي السؤال: إلى متى توضع شروط تعسفية في التعليم لم يكن يتشرطها أهل العلم من قبل فوالله ما قرأت أن إماماً اشترط ألا يجلس في حلقته إلا أهل بلده؟ ما ذنبي إن لم أكن مواطنة فأحرم من التعليم الجامعي وما فوق الجامعي ولم تكن نسبتي العالية ولا مواهبي لتشفع لي؟ تقولون لي: احصلي على منحة؟ فأقول لكم: هل سمعتم عمن يتاجرون بالعلم؟
إن من أعظم مصائب هذا الزمان أن يحرم من العلم من له شغف وتطلع لأنه لا يملك قريشات ولا واسطة .. والظلم أشده على المرأة إذ أنى لها أن تخوض بمفردها غمار الغربة والرحلة لأجل العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استفهامات كثيرة تجول بخاطري وقد مضى زمن الصمت .. يا من وليتم أمر ا من أمور الأمة: العلم رحم بين الناس والتعليم حق الجميع وستسألون عن عقول حرمت من العلم لأجل الواسطة والقريشات اتقوا الله فينا
الأخت الفاضلة التواقة، أقدر هذه النفثات المؤلمة، والأمر ليس بيدي ولا بيد القسم، فهذه الشروط نظام يسير في الجامعات السعودية جميعها بحسب علمي، وأتمنى لو نستطيع قبول الجميع، وخاصة من لا يستطيع تحمل نفقات الدراسة الموازية، ولعلمك فقد اقترحت على القسم زيادة الأعداد لهذه السنة ولكن هناك عوائق حيث لا يوجد العدد الكافي من المدرسين ولكن العدد الذي سيقبل سيكون بإذن الله تعالى أكبر مما يتوقع لجامعة ناشئة مثل جامعتنا، ونحن في القسم نتلقى دعماً كبيراً والحمد لله من الجامعة في تسيير أمور القسم أسأل الله لك السداد والتوفيق والإعانة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[14 May 2010, 06:26 م]ـ
وأتمنى لو نستطيع قبول الجميع، وخاصة من لا يستطيع تحمل نفقات الدراسة الموازية،
عفوآ ..
ما أعلمه أن الموازي أسم بالأوراق فقط فلا رسوم فيه!
أردت أتقديم عليه العام الماضي وتم الرفض لان شروطه هي نفس الشروط للعادي
لكن الله مولى من لا مولى له .. !!
ـ[الوافي الحر]ــــــــ[18 Jun 2010, 12:59 ص]ـ
يا أخي الوهبي لو تفيدنا عن الكتب التي ممكن تفيدنا في امتحان الماجستير للدراسات القرآنية جزاك الله خيراً ....(/)
(أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[14 May 2010, 03:27 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى:
(أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف17
قيل في التفاسير أن المقصود بها الأنثى، سؤالي لماذا جاء اللفظ للمذكر؟؟؟؟؟؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[14 May 2010, 09:40 م]ـ
الأخت الفاضلة
قد وردت الآية في سياق الرد على من جعلوا الملائكة إناثا، ولِما قرّ قي أنفسهم وفي أنفس اليهود من تدني الأنثى لا أنها قاصرة في نفسها، ومع ذلك أنّثوا الملائكة فدلّ على قسوة قلوبهم وشدة جحودهم، إذ لا يليق بهم أن يجعلوا الملائكة إناثا بلا علم، ولأنهم قد ورثوا من تقاليدهم عدم احترام الأنثى، فمعنى الآية أتشبهون الآية بما تتوهمونه كائنا قاصرا يُنَشَّؤ في الحِلية وهو في الخصام غير مبين؟!
وأما لماذا ورد الفعل والضمير والصفة مذكرات والحديث عن الأنثى؟
فالجواب أنها عادت على "من" وهو اسم موصول محايد ينطلق على الشخص أو الكائن ولذلك قال تعالى لنساء النبي
"ومن يقنت منكنّ". ويحق لك أن تقولي لطالباتك ومن يدرس منكن ينجح، تعنين الشخص او الكائن.
والله أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 May 2010, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى:
(أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف17
قيل في التفاسير أن المقصود بها الأنثى، سؤالي لماذا جاء اللفظ للمذكر؟؟؟؟؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كما يبدو لي وبعد الاطلاع على كلام أهل التفسير، أن في هذا التعبير ستر للنساء، حيث أن المقصود بيان ضعفهن ورقتهن وحاجتهن للرعاية والحماية وهذا ما يستدعيه السياق ومعانيه وليس التشبيب بالنساء تعالى الله سبحانه عن ذلك، وهذا مستخدم في الشعر العربي الفصيح، والله أعلم وأحكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 06:26 ص]ـ
لأن سياق الآية يتحدث عن تمثيل مبهم غائب يستثير العقل لاكتشافه. فحينما يصطدم بالواقع ويتكشف عن ماهيّة هذا التمثيل فيصرخ في وجه من تعالى على الله أنه يتخذ بنات له. عند ذلك تظهر الصورة الواضحة للتشبيه. إذ كيف تدعون أن الله يتخذ من الأناث بنات له وأنتم أنفسكم تحبون الذكور؟. وهل الأنثى الضعيفة التي تُربى في الحرير وتُلف به وعند شدائد الرجال تهرب موليّة بسبب ما أودع بها الله تعالى من صفات رقة وضعف. أيصلح ذلك المخلوق الضعيف الرقيق أن يكون ابناً لله وأنتم أنفسكم لا تريدونه وتزهدون به بل وتئدونه وتحرمونه من حق الحياة؟؟؟ تعالى الله عما يصفون. والله تعالى اعلم
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[15 May 2010, 07:43 م]ـ
الأخت الفاضلة
قد وردت الآية في سياق الرد على من جعلوا الملائكة إناثا، ولِما قرّ قي أنفسهم وفي أنفس اليهود من تدني الأنثى لا أنها قاصرة في نفسها، ومع ذلك أنّثوا الملائكة فدلّ على قسوة قلوبهم وشدة جحودهم، إذ لا يليق بهم أن يجعلوا الملائكة إناثا بلا علم، ولأنهم قد ورثوا من تقاليدهم عدم احترام الأنثى، فمعنى الآية أتشبهون الآية بما تتوهمونه كائنا قاصرا يُنَشَّؤ في الحِلية وهو في الخصام غير مبين؟!
وأما لماذا ورد الفعل والضمير والصفة مذكرات والحديث عن الأنثى؟
فالجواب أنها عادت على "من" وهو اسم موصول محايد ينطلق على الشخص أو الكائن ولذلك قال تعالى لنساء النبي
"ومن يقنت منكنّ". ويحق لك أن تقولي لطالباتك ومن يدرس منكن ينجح، تعنين الشخص او الكائن.
والله أعلم
بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك علما وعملا ...
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 May 2010, 04:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كما يبدو لي وبعد الاطلاع على كلام أهل التفسير، أن في هذا التعبير ستر للنساء، حيث أن المقصود بيان ضعفهن ورقتهن وحاجتهن للرعاية والحماية وهذا ما يستدعيه السياق ومعانيه وليس التشبيب بالنساء تعالى الله سبحانه عن ذلك، وهذا مستخدم في الشعر العربي الفصيح، والله أعلم وأحكم.
بارك الله فيك أخيتي وجزاك الجنة .. وزادك علما وعملا ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 May 2010, 04:23 ص]ـ
لأن سياق الآية يتحدث عن تمثيل مبهم غائب يستثير العقل لاكتشافه. فحينما يصطدم بالواقع ويتكشف عن ماهيّة هذا التمثيل فيصرخ في وجه من تعالى على الله أنه يتخذ بنات له. عند ذلك تظهر الصورة الواضحة للتشبيه. إذ كيف تدعون أن الله يتخذ من الأناث بنات له وأنتم أنفسكم تحبون الذكور؟. وهل الأنثى الضعيفة التي تُربى في الحرير وتُلف به وعند شدائد الرجال تهرب موليّة بسبب ما أودع بها الله تعالى من صفات رقة وضعف. أيصلح ذلك المخلوق الضعيف الرقيق أن يكون ابناً لله وأنتم أنفسكم لا تريدونه وتزهدون به بل وتئدونه وتحرمونه من حق الحياة؟؟؟ تعالى الله عما يصفون. والله تعالى اعلم
بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك علما وعملا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 May 2010, 11:30 ص]ـ
الأخت الفاضلة
قد وردت الآية في سياق الرد على من جعلوا الملائكة إناثا، ولِما قرّ قي أنفسهم وفي أنفس اليهود من تدني الأنثى لا أنها قاصرة في نفسها، ومع ذلك أنّثوا الملائكة فدلّ على قسوة قلوبهم وشدة جحودهم، إذ لا يليق بهم أن يجعلوا الملائكة إناثا بلا علم، ولأنهم قد ورثوا من تقاليدهم عدم احترام الأنثى، فمعنى الآية أتشبهون الآية بما تتوهمونه كائنا قاصرا يُنَشَّؤ في الحِلية وهو في الخصام غير مبين؟!
وأما لماذا ورد الفعل والضمير والصفة مذكرات والحديث عن الأنثى؟
فالجواب أنها عادت على "من" وهو اسم موصول محايد ينطلق على الشخص أو الكائن ولذلك قال تعالى لنساء النبي
"ومن يقنت منكنّ". ويحق لك أن تقولي لطالباتك ومن يدرس منكن ينجح، تعنين الشخص او الكائن.
والله أعلم
والضمير فى " وهو فى الخصام غير مبين " من المقصود به ... الأنثى أيضا؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 May 2010, 01:21 م]ـ
وأما لماذا ورد الفعل والضمير والصفة مذكرات والحديث عن الأنثى؟
فالجواب أنها عادت على "من" وهو اسم موصول محايد ينطلق على الشخص أو الكائن
والله أعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 May 2010, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله
إن تكرمت هل هناك شاهد من القرآن على أن الضمير "هو" قد يعود علي موصول محايد ويدل على مؤنث
وجزاكم الله خيرا
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[17 May 2010, 07:08 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله
إن تكرمت هل هناك شاهد من القرآن على أن الضمير "هو" قد يعود علي موصول محايد ويدل على مؤنث
وجزاكم الله خيرا
هذا هو شاهد من القرآن نفس الآية. (.أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف17
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[17 May 2010, 09:10 م]ـ
الأخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يقول الله تعالى في سورة الزخرف:
[وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ {15} أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ {16} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ {17} أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ {19}]
من خلال السياق (من) تدل على الإناث ولا شيء غير ذلك.
يقول الإمام الطبري:
(وفي «من» وجوه من الإعراب الرفع على الاستئناف والنصب على إضمار يجعلون كأنه قيل: أو من ينشأ في الحلية يجعلون بنات الله. وقد يجوز النصب فيه أيضاً على الردّ على قوله: أم اتخذ مما يخلق بنات أو من ينشأ في الحلية، فيردّ «من» على البنات، والخفض على الردّ على «ما» التي في قوله: {وَإذَا بُشِّرَ أحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ للرَّحْمَن مَثَلاً} .. )
والله أعلم(/)
طلب في - إن الله يحول بين المرء و قلبه
ـ[صالحة آل مانع]ــــــــ[15 May 2010, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخواني الأفاضل رواد هذا الملتقى المبارك
شيخي الكريمين (عبد الرحمن الشهري - مساعد الطيار)
و وفقاً لبرنامجكم الناجح بينات
لي حاجة أتمنى إعانتي في الحصول عليها
إنها في قوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} الأنفال24
هذه الآية تحمل الكثير من الوعظ و التذكير
فمن باب التدبر أو الإستنباط، ما هي الفوائد التي يجب تذكير النفس و الغير بها في هذه الآيه؟؟
وفقكم الباريء لكل خير و هدى
ـ[صالحة آل مانع]ــــــــ[18 May 2010, 03:31 م]ـ
إخواني الأفاضل
{أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}
لماذا لا أرى جواباً؟ وفقكم الله لرضاه و السير على هداه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2010, 07:32 م]ـ
إخواني الأفاضل
{أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}
أصلحنا الله وإياك يا صالحة قسوتي علينا في الخطاب، فهذا لا يليق أن توجهيه إلى إخونك الموحدين المشتغلين بالقرآن وتفسيره، هذا الخطاب يليق أن توجهيه إلى من ترين أنهم مجتمعون على غواية وفسق وفجور ونحو ذلك من الأمور. هذا أولاً.
أما ثانياً: فإليك كلام رشيد رضا رحمه الله في تفسيره حول الآية لعل الله أن ينفعك به.
"واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ( http://www.tafsir.net/vb/#docu) هذا تنبيه لأمرين عظيمين أمرنا الله أن نعلمهما علما يقينا إذعانيا لما لهما من الشأن في مقام الوصية بالاستجابة لدعوة الحياة الإنسانية العليا التي فيها سعادة الدنيا والآخرة.
(الأول) أن من سنة الله في البشر الحيلولة بين المرء وبين قلبه، الذي هو مركز الوجدان والإدراك، ذي السلطان على إرادته وعمله، وهذا أخوف ما يخافه المتقي على نفسه، إذا غفل عنها، وفرط في جنب ربه، كما أنه أرجى ما يرجوه المسرف عليها إذا لم ييأس من روح الله فيها، فهذه الجملة أعجب جمل القرآن، ولعلها أبلغها في التعبير، وأجمعها لحقائق علم النفس البشرية، وعلم الصفات الربانية، وعلم التربية الدينية، التي تعرف دقائقها بما تثمره من الخوف والرجاء، فبينا زيد يسير على سبيل الهدى، ويتقي بنيات طرق الضلالة الموصلة إلى مهاوي الردى، إذا بقلبه قد تقلب بعصوف هوى جديد، يميل به عن الصراط المستقيم، من شبهة تزعزع الاعتقاد، أو شهوة يغلب بها الغي على الرشاد. فيطيع هواه، ويتخذه إلهه من دون الله أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 25 : 43 ) على أنه فيه مختار، فلا جبر ولا اضطرار.
ويقابل هذا من الحيلولة ما حكى بعضهم عن نفسه، أنه كان منهمكا في شهواته ولهوه، تاركا لهداه وطاعة ربه، فنزل يوما في زورق مع خلان له في نهر دجلة للتنزه ومعهم النبيذ والمعازف، فبينا هم يعزفون ويشربون، إذ التقوا بزورق آخر فيه تال للقرآن يرتل سورة إذا الشمس كورت ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 81 : 1 ) فوقعت تلاوته من نفسه موقع التأثير والعظة، فاستمع له وأنصت، حتى إذا بلغ قوله تعالى: وإذا الصحف نشرت ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 81 : 10 ) امتلأ قلبه خشية من الله، وتدبرا لاطلاعه على صحيفة عمله يوم يلقاه. فأخذ العود من العازف فكسره، وألقاه في دجلة، وثنى بنبذ قناني النبيذ وكئوسه فيها، وصار يردد الآية، وعاد إلى منزله تائبا من كل معصية، مجتهدا في كل ما يستطيع من طاعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتذكير الله تعالى إيانا بهذا الشأن من شئون الإنسان، وهذه السنة القلبية من سنن الله تعالى في الإرادات والأعمال، وأمره إيانا بأن نعلمها علم إيقان وإذعان، يفيدنا فائدتين لا يكمل بدونهما الإيمان، وهما ألا يأمن الطائع المشمر من مكر الله فيغتر بطاعته ويعجب بنفسه، وألا ييأس العاصي والمقصر في الطاعة من روح الله، فيسترسل في اتباع هواه، حتى تحيط به خطاياه. ومن لم يأمن عقاب الله، ولم ييأس من رحمة الله، يكون جديرا بأن يراقب قلبه، ويحاسب نفسه على خواطره، ويعاقب نفسه على هفواته ; لتظل على صراط العدل المستقيم، متجنبة الإفراط والتفريط، ويتحرى أن يكون دائما بين خوف يحجزه عن المعاصي، ورجاء يحمله على الطاعات، ويساعدنا على ذلك (الأمر الثاني) وهو أن نذكر حشرنا إليه عز وجل ومحاسبته إيانا على أعمالنا القلبية والبدنية، ومجازاته إيانا عليها إما بالعذاب الأليم، وإما بالنعيم المقيم، وهذا منه مقتضى الفضل، وذلك أثر العدل.
ومما يؤيد ما فهمناه في هذا المقام، مقام حرمان الراسخين في الكفر من سماع الفقه والهدى، والحيلولة بين المرء وقلبه أن يعصي الهوى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 45 : 23 ) فهي صريحة في أن من هذا حاله ليس مجبورا عليه، وأن الله لم يحرمه الهدى بإعجازه عنه، وهو يؤثره ويفضله، أو بإكراهه على اتباع الهوى، وهو كاره له، فإنه أسند إليه اتخاذه هواه إلهه، وقد قال تعالى لنبيه داود عليه السلام: ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 38 : 26 ) الآية.
فهذا نص في أن اتباع الهوى سبب للضلال عن سبيل الله، فقوله في آية الجاثية وأضله الله على علم ( http://www.tafsir.net/vb/#docu) ليس معناه أنه تعالى خلق فيه الضلال استقلالا - كما يدعي بعض المتكلمين - بل هو داخل في سنته تعالى في الأسباب والمسببات ويؤيده إثبات كون ضلاله على علم، وهو أنه متعمد لاتباع الهوى، مؤثر له على الهدى، والله تعالى يسند الأمور إلى أسبابها تارة، وإليه تعالى تارة، من حيث إنه خالق كل شيء، وواضع سنن الأسباب والمسببات. ومن الأسباب ما جعله من أفعال المخلوقات الاختيارية على علم، وما جعله بأسباب لا يعلم للخلق اختيار فيها ولا علم، وكل من القسمين يسند إلى سببه تارة، وإلى رب الأسباب تارة، والجهة مختلفة معروفة، ويختار هذا أو ذاك في البيان بحسب سياق الكلام، كقوله تعالى في الحرث: أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 56 : 63 ، 64 ) فهل يقول عاقل: إن الفلاح لا فعل له، ولا اختيار في زرعه، وأن الله يخلقه له بدون إرادته ولا فعله، أو أن فعله وتركه في أرضه سواء، وتلقيحه لنخله وعدمه سيان؟!.
وجملة القول: أن من سننه تعالى في البشر أن من يتبع هواه في أعماله، ويستمر على ذلك ويدمنه الزمن الطويل، تضعف إرادته في هواه حتى تذوب وتفنى فيه، فلا تعود تؤثر فيه المواعظ القولية، ولا العبر المبصرة ولا المعقولة، وهذه الحالة يعبر عنها بالختم والرين والطبع على القلب، والصمم والعمى والبكم كما تقدم آنفا، وسبق مثله في تفسير سورة البقرة وغيرها.
وأمثال هذه الأمثال المضروبة لهذه الحالة قد ضل بها الجبرية غافلين عن كونها عاقبة طبيعية لإدمان تلك الأعمال الاختيارية، كالخمار الذي يعتري مدمن الخمر، فيشعر بفتور وألم عصبي لا يسكن إلا بالعودة إلى الشرب، على أن هذه الآية علمتنا عدم اليأس.
ومن تفسير القرآن بالقرآن في تقليب القلوب، والحيلولة بينها وبين إرادة الإنسان المتصرفة في قدرته ومشاعره قوله تعالى من سورة الأنعام: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)( 6 : 110 ) فيراجع معناها في آخر تفسير الجزء السابع، وقال الراغب: تقليب الله القلوب صرفها من رأي إلى رأي. وذكر آية الأنعام هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تفسير الآية المأثور في السنة ما رواه ابن مردويه في تفسيرها عن ابن عباس ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=11) مرفوعا " ويحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الهدى " وسنده ضعيف كما قال الحافظ في الفتح وله ولغيره آثار في هذا المعنى. وروى البخاري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=12070) وأصحاب السنن إلا أبا داود من حديث عبد الله بن عمر قال: كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم " لا ومقلب القلوب " وفي رواية له عنه " أكبر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف: " لا ومقلب القلوب " وفي معناه أحاديث أخرى عند ابن ماجه ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=13478) وغيره، وللمفسرين وشراح الأحاديث أغلاط لفظية ومعنوية في تفسير لفظ القلب، وفي تقليب الله تعالى له. وقد تقدم تفسيره اللفظي من قبل، ومعنى تقليبه آنفا، وقولهم إن الله خالق القلوب ومقلبها حق، وكذا أفعال العباد كلها، وليس بحق ما عبر به بعضهم عن ذلك بأن الله تعالى يمنع الكافر بمحض قدرته عن الإيمان وغيره من أفعال الخير مباشرة، ويخلق في قلبه ولسانه الكفر اعتقادا ونطقا خلقا أنفا لا فعل له فيه، فالجمع بين الآيات التي أوردناها وما في معناها يبطله ويثبت الأسباب الاختيارية، والقائلون بما ذكر يثبتون قول القدرية، ويحتجون به على قول الجبرية، فهم يؤيدون الفاسد بالفاسد ولا يشعرون، ويمدهم إخوانهم الصوفية في الغي ثم لا يقصرون.
بعد هذه الأوامر والنواهي الخاصة بأعمال الناس الاختيارية الشخصية، وما يخشى أن تؤدي إليه مما يحرمهم من الهداية الخصوصية، بانتهاء الاختياري منها إلى ما يكاد يخرج عن الاختيار، بإضعاف الإرادة واستعبادها للأهواء، - أمرهم باتقاء نوع من أنواع الفتن الاجتماعية التي تكون تبعة عقوبتها مشتركة بين المصطلي بناره فعلا، وبين المؤاخذ به لتقصيره في درئه، وإقراره على فعله، فقال: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ( http://www.tafsir.net/vb/#docu) أي: واتقوا وقوع الفتن القومية والملية العامة التي من شأنها أن تقع بين الأمم في التنازع على مصالحها العامة من الملك والسيادة أو التفرق في الدين والشريعة، والانقسام إلى الأحزاب الدينية كالمذاهب، والسياسية كالحكم، فإن العقاب على ذنوب الأمم أثر لازم لها في الدنيا قبل الآخرة كما تقدم مرارا، ولهذا عبر هنا بالفتنة، دون الذنب والمعصية، والفتنة البلاء والاختبار كما تقدم بيانه مرارا.
روى أحمد والبزار ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=13863) وابن المنذر وابن مردويه عن مطرف قال: قلنا للزبير: " يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال: إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ( http://www.tafsir.net/vb/#docu) ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت، وروى عنه جمهور مخرجي التفسير المأثور: لقد قرأناها زمانا وما نرى أنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها. وأخرج ابن جرير ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16935) من طريق الحسن عنه قال: لقد خوفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظننا أننا خصصنا بها. قال الحافظ في الفتح وأخرجه النسائي ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15397) من هذا الوجه ونحوه، وله طرق أخرى عن الزبير عند الطبري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16935) وغيره. وأخرج ابن جرير ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16935) وابن المنذر في الآية قال: نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير - وعبد بن حميد ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16298) عنه قال: أما والله لقد علم أقوام حين نزلت أن يستخص بها قوم. وهو وأبو الشيخ عن قتادة قال: علم والله ذوو الألباب من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية أن سيكون فتن. وابن جرير ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16935) وأبو الشيخ عن السدي ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=14468) في الآية قال: نزلت في أهل بدر خاصة، فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما
(يُتْبَعُ)
(/)
من أهل بدر. وآخرون عنه قال: أخبرت أنهم أهل الجمل. وابن أبي حاتم ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16328) عن الضحاك قال: تصيب الظالم والصالح عامة. وأبو الشيخ عن مجاهد قال: هي يحول بين المرء وقلبه ( http://www.tafsir.net/vb/#docu) حتى يتركه لا يعقل. وروى جمهورهم عن ابن عباس ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=11) قال: أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب.
قال الحافظ: ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة، أخرجه أحمد بسند حسن، وهو عند أبي داود من حديث العرس بن عميرة وهو أخو عدي، وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره.
وهذه الروايات متفقة صحيحة المعاني إلا قول من قال بالتخصيص، فهي عامة إلى يوم القيامة; لأنها بيان لسنة من سنن الله تعالى في الأمم والملل كما بينا. وأما فتنة عثمان فكانت أول هذه الفتن التي اختلفت فيها الآراء فاختلفت الأعمال من أهل الحل والعقد، فخلا الجو للمفسدين من السبئيين وأعوانهم من زنادقة اليهود والمجوس وغيرهم، وأعقب فتنة الجمل وصفين، ثم ابن الزبير مع بني أمية ثم قتلهم الحسين - عليه السلام - إلخ. ولو تداركوها كما تدارك أبو بكر رضي الله عنه فتنة الردة لما كانت فتنة تبعتها فتن كثيرة لا يزال المسلمون مصابين بها ومعذبين بعذابها، وأكبرها فتن الخلافة والملك وفتن افتراق المذاهب.
(واعلموا أن الله شديد العقاب ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) لمن خالف سننه في الأمم والأفراد التي لا تبديل لها ولا تحويل، ولمن خالف هداية دينه المزكية للأنفس، وقطعيات شرعه المبنية على درء المفاسد والمضار وحفظ المصالح والمنافع. وهذا العقاب منه ما يقع في الدنيا والآخرة، ومنه ما يقع في إحداهما فقط، سواء كان للأفراد أو للأمم، وعقاب الأمم المذكور في هذه الآية مطرد في الدنيا، وأول من أصابه من أمتنا الإسلامية أهل القرن الأول الذين كانوا خيرها بل خير الأمم كلها، ولكنهم لما قصروا في درء الفتنة الأولى عاقبهم الله عليها عقابا شديدا كما تقدم آنفا، وهكذا تسلسل العقاب في كل جيل وقع فيه ذلك، ثم امتزجت الفتن المذهبية بالفتن السياسية الخاصة بالخلافة والسلطان، ولهذا كانت فتنة الخلاف بين أهل السنة والشيعة أشد مصائب هذه الأمة وأدومها، فزالت الخلافة التي تنازعوا عليها، وتنافسوا فيها، وتقاتلوا لأجلها، ولم تزل هي، بل تزداد قوة وشبابا، وقد شرحنا هذا الموضوع في مواضع من مجلة المنار."
ـ[صالحة آل مانع]ــــــــ[19 May 2010, 08:00 ص]ـ
أصلحنا الله وإياك يا صالحة قسوتي علينا في الخطاب، فهذا لا يليق أن توجهيه إلى إخونك الموحدين المشتغلين بالقرآن وتفسيره، هذا الخطاب يليق أن توجهيه إلى من ترين أنهم مجتمعون على غواية وفسق وفجور ونحو ذلك من الأمور. هذا أولاً.
أخي الفاضل / أبو سعد
غفر الله لك، لم أكن أقصد هذا الخطأ في حقك و الإخوة الفضلاء - رفع الله قدركم و أثابكم خيراً على ما تقدمون.
و يعلم الله أني لم أقصد المعنى الذي ذكرته و لكنها كلمة سبق بها القلم و أني كنت أقصد خيراً
عذراً ثم عذراً
أستبيحكم عذراً على ذلك - منك و من مر من هنا - وفقكم الله لكل خير و سدد على طريق الهدى خطانا و خطاكم.
****
و بالنسبة لما سقتموه هنا من معاني فأسأل الله أن يجعله في موازيين حسناتكم يوم لا ينفع مال و لا بنون ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2010, 10:28 ص]ـ
غفر الله لنا ولك وأصلح شأننا وشأنك
رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح
ولا تحزني(/)
استمعوا إلى الباب الذي قد سد/إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 May 2010, 01:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد ..
فمن عظيم منن الله تعالى على عبده المفتقر إليه في كل أحواله، أن قد أدمنت أخيرا أينما حللت أن أستمع إلى تلاوات القرآن العظيم، وأستذوق هذه الكلمات السماوية، بعد أن أخذني هذا الكتاب أخذة ما بعدها رجعة، أخذني من مصنفات الفروع والأصول، أخذة ليربيني، ثم يردني إليها على هدى ونور، لا عن الشهوة علم، وعشق الفهم، وشفاء الغليل، ونشوة التحصيل.
فأستمع إلى الكلمات السماوية وأنا ملق بظهري، منتفشا مستعليا بها على أي كلام خلا كلام الله، وما يليه من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول نفسي لأصحاب كل كلام غير كلام الله: قل ما قل وانتفش ما تنتفش، هذا كلام الله، خير الحديث، خير الحروف، خير الكلم، بكل تعصب، وبكل أحادية، أقولها، وبحصرية قاسية.
وكان من جملة ما يروقني، بل يأخذ بلبي، أن أستمع إلى بعض القراء ببرنامج دروس المقامات، والذي يعرض بـ (قناة الفجر) المتخصصة في التلاوات القرآنية حسبما أعرف، فهناك من القراء الشباب من أوتي شيئا عجبا، وكنت أداعب أمي حينما تريد مشاهدة قناة أخرى، فأقول لها: يا أمي أنا ما أصدق أني أجد هذا الجمال في التلاوة وتلك الأحكام المنضبطة، إنني في محيطي ما أجد من أستمع إليه غيري، فدعيني أسمع. فتضحك وتضحك زوجي - حفظهما الله وأبقاهما في مرضاته واستعملهن في سبيله -.
إلا أن ثمة ما كان يقبضني ويعكر صفوي، وهو هؤلاء ((المحترفون)) الذين يظهر من قراءتهم تكلفا عجيبا يخرج بالقارئ عن التدبر والخشوع والذل الذي ينبغي أن يعتري الوجه والجسد حين قراءة تنزيل رب العالمين، حتى تنتفخ أوداج القراء، وتحمر وجوههم، وتدمع أعينهم – من الضغط - وتكاد تنفجر من محاجرها، وهم ((يحزقون)) .. فكانت نفسي تستنكر، وتقول: ما هذا بالقرآن الذي يقرأ، والذي يهدي الله به من يستمع إليه أو من يسمع – دون التاء -.
حتى وقفت على كلام رائق للإمام ابن الجوزي في (النشر في القراءات العشر) وافق خطاب نفسي، وقد حوى ما أنقله عنه فوائد عزيزة هي إلى الحكمة أقرب، ويا ليت من يتكلفون ومن يقصرون يلتزموا الوسطية وجمالها، فقال رضي الله عنه:
فالتجويد هو حلية التلاوة، وزينة القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وتصحيح لفظه وتلطيف النطق به على حال صيغته، وكمال هيئته؛ من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف، وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" يعني عبد الله بن مسعود، وكان رضي الله عنه قد أعطى حظاً عظيماً في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله كما أنزله الله تعالى، وناهيك برجل أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه، ولما قرأ أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الصحيحين وروينا بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي، قال: صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد، ووالله لوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته وترتيله. (قلت) وهذه سنة الله تبارك وتعالى، فمن يقرأ القرآن مجوداً مصححاً كما أنزل تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ الألباب؛ سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه؛ ولقد أدركنا من شيوخنا من لم يكن له حسن صوت ولا معرفة بالألحان إلا كان جيد الأداء؛ قيما باللفظ؛ فكان إذا قرأ أطرب المسامع؛ وأخذ من القلوب بالمجامع، وكان الخلق يزدحمون عليه، ويجتمعون على الاستماع إليه، أمم من الخواص والعوام، يشترك في ذلك من يعرف العربي ومن لا يعرفه من سائر الأنام، مع تركهم جماعات من ذوي الأصوات الحسان، عارفين بالمقامات والألحان؛ لخروجهم عن التجويد والإتقان. وأخبرني جماعة من شيوخي وغيرهم أخباراً بلغت التواتر عن شيخهم الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ المصري رحمه الله وكان أستاذاً في التجويد أنه قرأ يوماً في صلاة الصبح " وتفقد الطير فقال لا أرى الهدهد" وكرر هذه الآية فنزل طائر على رأس الشيخ يسمع قراءته حتى أكملها فنظروا إليه فإذا هو هدهد، وبلغنا عن الأستاذ الإمام أبي محمد عبد الله بن علي
(يُتْبَعُ)
(/)
البغدادي المعروف بسبط الخياط مؤلف المبهج وغيره في القراءات رحمه الله أنه كان قد أعطى من ذلك حظاً عظيماً، وأنه أسلم جماعة من اليهود والنصارى من سماع قراءته، وآخر من علمناه بلغ النهاية في ذلك الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد ابن بصخان شيخ الشام، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الحكري شيخ الديار المصرية رحمهما الله، وأما اليوم فهذا باب أغلق، وطريق سد، نسأل الله التوفيق، ونعوذ به من قصور الهمم ونفاق سوق الجهل في العرب والعجم.
ولا أعلم سبباً لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد، ووصول غاية التصحيح والتشديد، مثل رياضة الألسن، والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن، وأنت ترى تجويد حروف الكتابة كيف يبلغ الكاتب بالرياضة وتوقيف الأستاذ، ولله در الحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله حيث يقول: ليس بين التجويد وتركه، إلا رياضة لمن تدبره بفكه فلقد صدق وبصر، وأوجز في القول وما قصر. فليس التجويد بتمضيغ اللسان، ولا بتقعير الفم، ولا بتعويج الفك، ولا بترعيد الصوت، ولا بتمطيط الشد، ولا بتقطيع المد، ولا بتطنين الغنات، ولا بحصرمة الراءات، قراءة تنفر عنها الطباع، وتمجها القلوب والأسماع، بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة، التي لا مضغ فيها ولا لوك، ولا تعسف ولا تكلف، ولا تصنع ولا تنطع، لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه القراءات والأداء ..
(انتهى من كلام ابن الجزري رضي الله عنه)
ثم وقفت على كلام رائق جميل للإمام السيوطي من كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن) فيقول رحمه الله ورضي عنه:
الوجه الحادي عشر من وجوه إعجازه: أن سامعه لا يمجه، وقارئه لا يله، فتلذ له الأسماع، وتشغف له القلوب، فلا تويده تلاوته إلا حلاوة، ولا ترديده إلا محبة، ولا يزال غضا طريا، وغيره من الكلام ولو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه، يمل مع الترديد، ويعادى إذا أعيد، لأن إعادة الحديث على القلب أثقل من الحديد، وكتابنا – بحمد الله – يستلذ به في الخلوات، ويؤنس به في الأزمات، وسواه من الكتب لا يوجد فيها ذلك، حتى أحدث لها أصحابها لحونا وطربا يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراءتها.
(انتهى من كلام السيوطي رضي الله عنه)
وكنت من قبل قرأت تجربة مع سورة النجم سردها الأستاذ سيد قطب – رحمه الله ورضي عنه – في سفره (في ظلال القرآن) عجبت لها، وعلمت أن القرآن هو القرآن، وإنما هو قلوب الفاهمين المتدبرين الخاشعين، مع جمال التلاوة وحسن القراءة. يقول رحمه الله:
كنت بين رفقة نسمر حينما طرق أسماعنا صوت قارئ للقرآن من قريب، يتلو سورة النجم. فانقطع بيننا الحديث، لنستمع وننصت للقرآن الكريم. وكان صوت القارئ مؤثراً وهو يرتل القرآن ترتيلاً حسناً.
وشيئاً فشيئاً عشت معه فيما يتلوه. عشت مع قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - في رحلته إلى الملأ الأعلى.عشت معه وهو يشهد جبريل - عليه السلام - في صورته الملائكية التي خلقه الله عليها. ذلك الحادث العجيب المدهش حين يتدبره الإنسان ويحاول تخيله! وعشت معه وهو في رحلته العلوية الطليقة. عند سدرة المنتهى. وجنة المأوى. عشت معه بقدر ما يسعفني خيالي، وتحلق بي رؤاي، وبقدر ما تطيق مشاعري وأحاسيسي. .
وتابعته في الإحساس بتهافت أساطير المشركين حول الملائكة وعبادتها وبنوتها وأنوثتها. . إلى آخر هذه الأوهام الخرفة المضحكة، التي تتهاوى عند اللمسة الأولى
ووقفت أمام الكائن البشري ينشأ من الأرض، وأمام الأجنة في بطون الأمهات. وعلم الله يتابعها ويحيط بها.
وارتجف كياني تحت وقع اللمسات المتتابعة في المقطع الأخير من السورة. . الغيب المحجوب لا يراه إلا الله. والعمل المكتوب لا يند ولا يغيب عن الحساب والجزاء. والمنتهى إلى الله في نهاية كل طريق يسلكه العبيد. والحشود الضاحكة والحشود الباكية. وحشود الموتى. وحشود الأحياء. والنطفة تهتدي في الظلمات إلى طريقها، وتخطو خطواتها وتبرز أسرارها فإذا هي ذكر أو أنثى. والنشأة الأخرى. ومصارع الغابرين. والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى!
واستمعت إلى صوت النذير الأخير قبل الكارثة الداهمة: {هذا نذير من النذر الأولى. أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة}. .
ثم جاءت الصيحة الأخيرة. واهتز كياني كله أمام التبكيت الرعيب: {أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون؟}.
فلما سمعت: {فاسجدوا لله واعبدوا}. . كانت الرجفة قد سرت من قلبي حقاً إلى أوصالي. واستحالت رجفة عضلية مادية ذات مظهر مادي، لم أملك مقاومته. فظل جسمي كله يختلج، ولا أتمالك أن أثبته، ولا أن أكفكف دموعاً هاتنة، لا أملك احتباسها مع الجهد والمحاولة!
(انتهى من كلام سيد قطب رحمه الله ورضي عنه)
فقرءاننا جماله في ذاته، في لطافة نفسه، فحيثما خرج دون تكلف فهو آت من السماء، ولا يحتاد القرآن إلى (حزقات) الحازقين، ولا إلى انفجار عروق القارئين، بل هو التجويد المكين، والنّفس الرصين، وخشوع الصوت والجسد لرب العالمين، وقرآنه العربي المبين.
فهل تودون الاستماع إلى هذه القراءة العذبة الحلوة اللطيفة التي تكلم عنها ابن الجزري؟
إنها قراءة جذبتني جذبة وأخذتني أخذة، ما دريت إلا بالقرآن ينزل من السماء، في ليلة تظهر نجومها، بعيدا عن أضواء المدينة، فكدت أصطحب حاسوبي، وأصعد إلى سطح منزلي، في ساعة متأخرة من الليل، حيث السماء بمحتواها، وفراغ بيتي عن الإحاطة بالمنازل، حيث بعده عن الزخم السكاني، فلا ضوضاء ولا غبش ولا أضواء، إلا ضوء النجوم، فأستمع إلى القرآن يأتي من السماء، أستمع إلى سورة النجم، فيقسم الله بالنجم إذا هوى .. ثمف إلى سورة نوح، فيحدثنا الله عن نوح وحقيقة ما كان مع قومه ..
فهل ستقابلك تلاوة هي أروع من تلك؟
لن يجدي الكلام .. وإنما ذق تعرف ..
وأهيب بالقارئ أن يستمع ولا يكسل، وليستعذ بالله من تخذيلات الشيطان الرجيم.
http://www.youtube.com/watch?v=_hlo8wVUozs&feature=player_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=akOWt8hgnLk&feature=player_embedded
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 06:31 ص]ـ
بارك الله بك على هذا الإتحاف. يا لروعة القرآن وجماله!! أحمدك ربي على نعمة الهداية
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 May 2010, 07:54 ص]ـ
أرأيت كلام ربنا؟!
والله يهزني هزا ولا أشبع من استماعه
استمع إلى التلاوة المشابهة (التدوير) لسورة الرحمن من الشيخ الحصري كذلك. فقد استمعت إليها منذ أيام وأنا أنظر إلى أرض واسعة من النخيل في وقت الظهيرة، تغطيها طبقة السماء، فما لم يكن بالمشهد كان قريب التصور، حتى البحرين لا يبغيان. وأحدثت التلاوة في نفسي شيئا عجيبا أرى أثره حتى تلك اللحظة. ولن أطيل، فقط استمع، وستسجد لله شكرا على نعمة القرآن.
http://www.youtube.com/watch?v=CWlZX92mOWI
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 May 2010, 08:41 ص]ـ
ما شاء الله. وهذه أخي في الله من صفات القرآن العظيم.
ويذكرني ذلك بحديث عن ابن عباس قال: إن الوليد بن المغيرة، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال اقرأ علي. فقرأ عليه: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى الآية فقال أعد. فأعاد. فقال والله إن له لحلاوة. وإن عليه لطلاوة. وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو ولا يعلى عليه. وإنه ليحطم ما تحته. وما يقول هذا بشر.
وفي رواية " وبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه. فقال يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال ولم؟ قال آتيت محمدا لتعوض مما قبله. قال قد علمت قريش أني من أكثرها مالا. قال فقل فيه قولا يبلغ قومك: إنك منكر له. قال ماذا أقول؟ فوالله ما فيكم أعلم بالأشعار مني إلخ ".
وفي رواية أن الوليد بن المغيرة قال لهم - وقد حضر الموسم - " ستقدم عليكم وفود العرب من كل جانب وقد سمعوا بأمر صاحبكم. فأجمعوا فيه رأيا، ولا تختلفوا، فيكذب بعضكم بعضا. فقالوا: فأنت فقل. فقال بل قولوا وأنا أسمع. قالوا: نقول كاهن. قال ما هو بزمرة الكهان ولا سجعهم. قالوا نقول مجنون قال ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه. فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخالجه. قالوا: نقول شاعر. قال ما هو بشاعر. لقد عرفنا الشعر رجزه وهزجه وقريضه. ومقبوضه ومبسوطه قالوا: نقول ساحر قال ما هو بساحر. لقد رأينا السحرة وسحرهم فما هو بعقدهم ولا نفثهم قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال ما نقول من شيء من هذا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول أن تقولوا: ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك. فجعلوا يجلسون للناس لا يمر بهم أحد إلا حذروه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأنزل الله في الوليد بن المغيرة: ذرني ومن خلقت وحيدا ...... الآيات.
والله لا يسع أحد منا سمع هذا إلا أن يخر لله ساجداً على نعمة الهداية فقد أبى الله أن يهدي قلب الوليد رغم تذوقه لحلاوة القرآن. فالشكر الشكر لله رب العالمين.(/)
منظومة رحلة المشايخ (عبدالرحمن الشهري، مساعد الطيار، محمد الخضيري) إلى محافظة النماص
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 May 2010, 01:24 م]ـ
شرفت محافظة النماص بزيارة كريمة من أصحاب الفضيلة:
د. مساعد الطيار
د. عبدالرحمن الشهري
د. محمد الخضيري
أيام الأربعاء والخميس الجمعة 028 - 30 جمادى الأولى
تم خلالها إلقاء عدد من المحاضرات والكلمات، حيث ألقى الشيخ الدكتور محمد الخضيري محاضرة يوم الأربعاء بعنوان القلوب في القرآن، وألقى فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار محاضرة بعنوان (تفسير سورة الضحى) يوم الخميس، وفضيلة الدكتور عبدالرحمن محاضرة بعنوان (قصة طالوت) يوم الجمعة فجزاهم الله خيرا الجزاء
وقد قلت في زيارتهم هذه المنظومة (وأعتذر لجهلي بتنسيق الشعر)
أحمدك اللهم في ابتدائي =وفي ثنايا عملي وفي انتهائي
ثم الصلاة والسلام التاميْن= على النبي المصطفى للثقلين
وبعد هذي نبذة الأخبار= نظمتها بحرا على الحمار
أروي لكم من قصص الكرام= إذ وفدوا في تلكم الإيام
أعلامنا المشائخ الدكاترة= أخبارهم بين الأنام سائرة
أبدأهم بقنَّة الأخيار =مساعد الشهير بالطيار
ثم المفسر المعروف بالخضيري= يا ليته التاث بالمسيري
لكنه تعجل الرحيلا= ففاتنا وفاته التنزيلا
أخرت ذكر صاحبي مخافة= التهمة أعني شيخنا ابن معاضه
ولو أطعت حرفي فيه ما سكت= ولو أطعت عيني فيه وكفت
فيالها من قدمة فريدة =في ليلة ماطرة سعيدة
في ليلة الخميس بعد المغرب= ألقى الخضيري درسه الملتهب
القلب في القرآن كيف كانا= وشأنه العظيم عز شأنا
لانت قلوب الخلق في المكان =وخشعت قلوبهم من القرآن
حتى اقشعرت منهم الجلود =يا رب فاقبل ذاك يا ودود
وعرف الناس بالمشكاة =وأيقظ القلوب بالعظات
فجازه يارب خيرا وافرا =وكن له في كل أمر ناصرا
ثم الخميس كان للطيار =حلق في الآفاق بالحضار
عن الضحى قد كانت المحاضرة= فلا تسل عن الوجوه الناضرة
ونادت السورة بالخطاب= لذكريات المصطفى العذاب
فخنقت بالحب صوت القارئ= وسكت الشيخ عن الحوار
لما بكى بكت جدار المسجد= فخلته أبكى جميع البلد
ثم مضى يفسر الكتابا =فوعت القلوب ذا الخطابا
وبقر البكري بطن العلم =عند الختام بسطوع الفهم
وقص للخلق من القرآن =قصة طالوت بالبيان
مرت ليالهم مرور الخاطرة= في لحظة خاطفة وعابرة
أبقوا لهم في كل قلب ذكرى =حمدا جميلا من سريع البشرى
تصرفوا دوما على السجية =وكلموا الناس على العفوية
لما أتى البكري عند قريته =ارتد للأعراب بعد هجرته
فأعجمت على الجميع اللهجة= وعم بالمكان ضوء البهجة
وأصبح الطيار في جواره =كالأعجمي بين أهل القاره
وصار يحكى قصص الطفولة= ويكشف الطرائف المجهولة
قد رحلوا من عندنا بالقلب= وتركونا وحدنا في صب
فمن يراهم فليوصيّهم بنا =فإننا صرنا كأيتام هنا
ثم الصلاة في ختام الرجز =في الوهد كان أو علو النشز
على النبي القرشي العربي =ذي النسب المرفوع خير النسب
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 May 2010, 04:01 م]ـ
شيئ طيب أن نحب إخواننا ومشايخنا وأن نعبر عن هذا الحب بمحاولات من النظم والشعر ولو كان في هذا بعض الأخطاء في الوزن أو الإعراب , ولعل إخواننا لا يفعلون بهذه المنظومة كما فعلوا بقصيدتي التي عبرت بها عن حبي للألباني رحمه الله فمن خلل واحد في وزن أحد شطراتها ردوها جملة ووصفوها بالركاكة وضحالة المعاني , أما أنا فأقول لأخي الكريم ناظم هذه الأبيات زادك الله أدبا وشعرا وجزاك الله خيرا.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 May 2010, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد الشعباني
فقد نبهتني إلى أخطاء وقعت في المنظومة، حيث كتبتها في آخر الدوام وتعجلت في رفعها
ومنها البيت الثاني ولوكان على هذه الصورة لكان أحسن
وبالصلاة والسلام التامين على النبي المصطفى للثقلين
لذهب لحنها
وما بقي فلعلك تصلحه قبل أن يدهمنا القراء في الليل
وبعضها ربما يتوهم فيها الخلل في الوزن بسب عدم الضبط
مثل
وعرف الناس (بتشديد الراء)
ومثل (فليوصّهم) بتشديد الصاد
ـ[ايت عمران]ــــــــ[15 May 2010, 05:01 م]ـ
يقال: إن الرجز حمار الشعراء لسهولة النظم على تفعيلاته، لا أنه محل لكسر أوزانه. ومن أراد النظم ـ لا أقول: الشعر ـ فلا بد له من دراسة تفعيلات البحر الذي سينظم عليه، ودراسة أعاريضه وأضربه، ودراسة ما يعتريه من زحافات وعلل وضرورات، ومعرفه مالا يجوز ركوبه من ذلك، وقد مررت بالقصيدة سريعا فرأيت أن أنبه الأخ على بعض الأبيات غير الموزونة، أو التي فيها لحن ظاهر، أما معاني القصيدة فهي كما ترون.
فراجع هذه الأبيات بارك الله فيك:
أحمدك اللهم في ابتدائي =وفي ثنايا عملي وفي انتهائي
ثم المفسر المعروف بالخضيري= يا ليته التاث بالمسيري
لكنه تعجل الرحيلا= ففاتنا وفاته التنزيلا
أخرت ذكر صاحبي مخافة= التهمة أعني شيخنا ابن معاضه
لانت قلوب الخلق في المكان =وخشعت قلوبهم من القرآن
وعرف الناس بالمشكاة =وأيقظ القلوب بالعظات
وقص للخلق من القرآن =قصة طالوت بالبيان
مرت ليالهم مرور الخاطرة= في لحظة خاطفة وعابرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 May 2010, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه المشاركة ولي رجاء أن ترفعوا لنا محاضرات هؤلاء الأفاضل لنستفيد منها نحن أيضاً بارك اللهم بكم جميعاً.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 May 2010, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ايت عمران وأحسن الله عزائي في عشرة أبيات من بنات أفكاري قتلتها وأنت تمر سريعا
فكيف لو وقفت طويلا
وبارك الله فيك،
ولعلي أصلح اللحن في البيت التالي
لكنه تعجل الرحيلا ولم يكن بقاؤه طويلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2010, 11:13 م]ـ
أخي العزيز د. عبدالله بلقاسم حفظه الله ورعاه
لقد أسعدتني زيارتي للنماص هذه المرة كأنني أول مرة أرى النماص، وأنا ابن النماص الذي ولدتُ فيه ونشأت وذلك لما لقيته وأصحابي منك شخصياً ومن الزملاء في مكتب الدعوة من الحفاوة والكرم الذي لم أستغربه، فالشيء من معدنه لا يستغرب. وأما هذه الأرجوزة اللطيفة فإنني لم أستطع مجاراتك فيها لضيق الوقت الآن، فتذكرتُ أبياتاً كنتُ كتبتها لك في مشاركة قديمة في ملتقى أهل التفسير هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=134)، فأحببت التذكير بها على أمل العودة للشعر والرجز في وقت لاحق إن شاء الله. حفظك الله وكتب أجرك ورفع قدرك.
حتَّامَ تسعى يا ابن بلقاسمِ = وأنت في التفسير كالقاسمي
بالغت في التحرير حتى غدا= في كفك التفسيرُ كالخاتمِ
وجُلتَ في الفقه وفي غيره = بمنهجٍ مستوسقٍ صارمِ
وقد خدمت العلم فاهنأ به! =قد انجلى المخدومُ للخادمِ
وأما الملحوظات التي أبداها الزملاء فهي ليست خافية على أبي محمد فهو الذي تعلمنا منه الشعر والأدب، ولكنَّه ضيق الوقت، وحسبنا صدق العاطفة والمشاعر، فربما اضطربَ البحرُ بالشاعر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 May 2010, 12:21 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
شكر الله لكم يا أخي عبد الله هذه المشاعر، ويعلم الله كم أبقيتم في نفسي يا أهل النماص من المحبة والتقدير، فقد أسرتمونا بحسن ضيافتكم، وبكريم أخلاقكم، حتى ـ والله ـ لقد سلوت عن الأهل والولدان، فلم أشعر بنفسي، فأنا مع إخواني من مكان إلى مكان، ومن فَنَن إلى فَنَن، ومن مجلس كرماء إلى مجلس آخر، حتى أذن الله بالرحيل، وختم لنا ـ في أبها ـ بلقاء الشيخ الجليل الدكتور يحيى السعدي، فكم تمنيت مجالسته هو وصاحبه الكريم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي، لكثرة ما سمعت عنهما من أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري، ولو طال بنا المقام عندهم لرأيتُ مجلسًا علميًا أدبيًا ماتعًا، لكن كان ما أراد الله، فما أمضينا غير ساعة، ومضينا، وإن نفوسنا لتتلهف للبقاء.
أعود إلى أخي عبد الله الذي سنحت لي الفرصة بالقرب منه، فوجدته كما وصف صاحبي عبد الرحمن، ووافق الخُبْر الخَبر، بل زاد الخُبر، والله.
ولو رحت أعدد الكرام الذين لقيناهم من الأشياخ والشبان والصغار لطا المقام، ولكن أقول: أسأل الله أن يعيننا على ردِّ كرمكم وجميلكم، وجزاكم الله عنا خيرًا.
وإن الكلمات مهما بلغت لا أراها تستطيع الوصول إلى بيان ما ما لقيناه من كرمكم، وما أتحفتمونا به في مجالسكم، ولقد أضحكتني بقولك:
لما أتى البكري عند قريته =ارتد للأعراب بعد هجرته
فأعجمت على الجميع اللهجة= وعم بالمكان ضوء البهجة
وأصبح الطيار في جواره =كالأعجمي بين أهل القاره
وكان كما قلت، فلقد انقلب المجلس في تلك الليلة إلى مجلس بكري شهري، وصار أخونا عبد الرحمن يطارح كبار السنِّ الذين يظهر عليهم محبتهم له، وتقديرهم له، مما يدل على سعة خلقهم وكريم طباعهم؛ صار يطارحهم كلامًا بكريًّا شهريًا، وكنت بجواره، فكان يجعل لكلامهم حاشية يبين فيها غريبه، ويؤصل لنا عربيته، ولقد كانت ليلة ماتعة كغيرها من الليالي.
ولعل أخي عبد الرحمن ـ بما آتاه الله من قلم سيال ـ يذكر بعض طرائف هذه المجالس التي جلسناه، وهو أقدر مني في ذلك، وأختم بأن أدعو الله الذي جمعنا في هذه الدنيا أن يجمعنا في الآخرة في جنته، إنه سميع مجيب.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 May 2010, 09:57 ص]ـ
شكر الله لكم أصحاب الفضيلة الدكتور مساعد والدكتور عبدالرحمن ما سطرته أناملكم، وقد حبس في مقامي هذا اللسان، وهرب البيان، فما أدري ما أقول، ولعلي أتشبه بصاحبكم: الذي أثنى على قوم فقال: أنتم أكثر من طيبين
تفضلتم علينا ثم نسبتم الفضل لنا، فما جئتم إلى النماص للسياحة والفرجة وإنما قدمتم معلمين محتسبين داعين، فنفع الله بتلك الليالي المباركات، ولقد والله أشفقنا عليكم مما أصابكم من الجهد محاضرات وكلمات وخطب جمعة ومجالس وأسئلة ومباحثة، ثم سفر بالسيارة ثم بالطائرة، حتى علمت أنهم دخلوا بيوتهم صلاة الفجر من يوم السبت
ثم تكتبون ما كتبتم فجزاكم الله عنا خيرا
يقول لي أحد العوام، بعد زيارة الدكتور مساعد والدكتور عبدالرحمن لأحد المناشط الدعوية، وبعد مباسطتهم للناس وتواضعهم معهم
قال لي: يا ليت كل المشائخ مثل هؤلاء
فشكر الله لكم وتقبل سعيكم وجزاكم عن أهل النماص خير الجزاء
وأما قصيدة الدكتور عبدالرحمن التي أكرمني بها فهي من محفوظاتي وقد ظن وفقه الله أنني لم أحفل بها في المرة الأولى لعدم الرد وما تركت الرد إلا عيا.(/)
إشكال خطير فى إعراب الآية 69 سورة المائدة
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 09:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عذرا ً أنا لا أقصد أن أشكك أو أتشكك , و لكنه أمر يحيرنى كثيراً و يؤرق عقلى
و اعذرونى فأنا قليل البضاعة فى علوم القرآن الكريم و تفسيره
و من حقى كمسلم أن أفهم , و هذا لا يغضب أحد , فأرجو ألا تسيؤوا الظن بى
ولولا أنى لا أدرى من أسأل من العلماء ما طرحت هذا على الملأ
و أنا لا أزعم أن القرآن به لحن أو أخطاء نحوية أو لغوية
يقول تعالى عن القرآن أنه أنزله: {{بلسان عربي مبين}}
و اللسان العربي لا يلحن أبدا , و لا سيما اذا كان يخاطب العرب أفصح الأمم
و هم لا يقبلون من أى ناطق بالعربية أن يلحن فيرفع المنصوب او ينصب المرفوع ,
ووردت الروايات التى تدل على احتقار بعض العرب لمن كان عالى المقام فيخطب و يلحن فى خطبته ,
كما فى قصة أبى جعفر المنصور حينما تولى الدولة العباسية بعد أخيه السفاح.
بعد هذا كله من غير المتصور أبداً أن يقبل العرب - ولاسيما قبل إيمانهم - من النبي (ص) أن يلحن فى كلامه العادى معهم
و إلا عابوا عليه ذلك بشدة ... أظن أن الجميع يتفق معى فى ذلك!
ورد فى سورة المائدة الآية التالية و التى الإعراب بها ورد مخالفاً للقاعدة الإعرابية: إن تنصب إسمها و ترفع الخبر::
{{إن الذين أمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى .. مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}} سورة المائدة الآية 69
و هذا يختلف من ناحية الإعراب مع:
{{إن الذين أمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين .. مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}} البقرة 62
و آية أخرى لا أذكر ربما كانت فى سورة النساء و بها إعراب (الصابئين) مطابق لآية البقرة على ما أذكر
فهذه الآية ذكرت فى 3 سور - على الأقل - بإختلاف تقديم و تأخير ما تحته خط , وهذا قد فسره الشعراوى فى خواطره ,
و أظنه أجاد فى ذلك.
أما ما لا أعلم له تفسير أو حل إشكال مُرضى مقنع حتى اليوم
هو هذه المخالفة اللغوية الإعرابية بين ما ورد بسورة المائدة وماورد بالبقرة و غيرها
1) فهل لها حكمة؟ و ما تلك الحكمة التى يمكن أن تتجاوز الذوق و الأذن العربية التى لا تخطئ أمور مثل الفصاحة و اللحن وهى من الأمور التى تعاب على العربي؟!! , فما بالك اذا كان نبياً او اذا كانت فى القرآن كلام الله!!!!!
2) هل يوجد تفسير لغوى او قاعدة نحوية يمكن ان يكون إعراب آية المائدة بذلك صحيحاً
أو تزيل اشكال الإختلاف فى الإعراب السابق بيانه؟!
ولكن التركيب اللغوى فى آية المائدة واضح لكلمة الصابئين: إنه اسم إن الذى لا نعلم له إعراب غير النصب!!
3) هل يمكن أن يكون لهذا الأمر علاقة بعلم القراءات ,
كأن يكون هذا كنتيجة لإختلاف القراءات و ترجيح الرفع فى آية المائدة مثلا, لا أظن هذا و الله أعلم!
بالله عليكم أرجو بيان هذا الإشكال و ألا تعاملوننى بغير حقيقتى و التى هى مسلم حائر يود أن يفهم
وفقنا الله للحق و بيانه
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[16 May 2010, 09:46 م]ـ
أخي الباحث عن الحق،
هوّن على نفسك، فليس في السؤال حرج إن شاء الله، وقد سأله قبلك الكثير.
يوجد في اللغة العربية أسلوب يسمى اسلوب (القطع) بمعنى أن يُقطع التابع عن متبوعه، فالصفة لا تتبع الموصوف، وهكذا.
والهدف من هذا الأسلوب هو تنبيه السامع وإيقاظه، لمعنى مهم يريد الله عز وجل أن ينبهه له.
فالصفة مثلا كما هو معروف في قواعد النحو يجب أن تتبع الموصوف في الحركة، فإذا كان الموصوف مرفوعاً، وجب رفع الصفة، وإذا كان منصوباً وجب نصب الصفة، .....
لكن في أسلوب القطع لا تتبع الصفة الموصوفَ في الحركة، بل تخالفه لما ذكرت.
وطبّق هذا الكلام على الآية الكريمة.
وبوركتم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 09:55 م]ـ
عفوا لم أكن قد بحثت فى الشبكة الا منذ قليل
فوجدت هذا الأمر قد أثير و تم الرد على الشبهة , و جارى مراجعة رد المؤمنين
يوجد في اللغة العربية أسلوب يسمى اسلوب (القطع) بمعنى أن يُقطع التابع عن متبوعه ....
أخى الكريم هلا عذرتنى على بطئ فهمى
هل يمكن أن تشرح ذلك عمليا على تركيب الجملة فى الآية الكريمة المذكورة؟
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[16 May 2010, 09:57 م]ـ
ليتكم تفيدونا بالردود التي عثرتم عليها، مشكورين.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 10:09 م]ـ
أفعل إن شاء الله
يوجد في اللغة العربية أسلوب يسمى اسلوب (القطع) بمعنى أن يُقطع التابع عن متبوعه
.....
لكن في أسلوب القطع لا تتبع الصفة الموصوفَ في الحركة، بل تخالفه لما ذكرت.
وطبّق هذا الكلام على الآية الكريمة.
وبوركتم
بارك الله فيكم
و لكن أخى الكريم أرجو عذرى على بطئ فهمى
فهلا طبقتَ ذلك عملياً على تركيب الجملة فى الآية الكريمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 10:13 م]ـ
أعتقد أنى الآن فهمت المقصود بأسلوب القطع , كما هو مشروح فى رأى سيبويه فى هذا المقال
http://www.ebnmaryam.com/vb/t5116.html
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[16 May 2010, 10:15 م]ـ
أستغفر الله أخي، لستَ بطيء الفهم، ولكن أنا من قصّر في البيان.
قال تعالى: (إن الذين أمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى).
الذين آمنوا: اسم (إن) وحقّه النصب.
و (الصابئون) معطوف على (الذين آمنوا) فكان المتوقع أن ينصب أيضاً، ويقال: (والصابئين)، لأنه من التوابع التي تتبع ما قبلها في الحركة، (وفي أشياء أخرى).
لكننا وجدناه مرفوعاً (والصابئون)، لأنه قُطع عما قبله، فلم يتبعه.
أرجو أن يكون في هذا بيان وافٍ.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 May 2010, 10:19 م]ـ
الذين هادوا ليست معطوفة على اسم إن في قوله " إن الذين آمنوا" وإنما معطوفة على الجملة وهو أسلوب عربي لا تنكره العرب، والقرآن هو الحكم على اللغة.
يقول بن عاشور:
"بعدُ فممّا يجب أن يُوقن به أنّ هذا اللّفظ كذلك نزل، وكذلك نطق به النّبيء صلى الله عليه وسلم وكذلك تلقّاه المسلمون منه وقرؤوه، وكُتب في المصاحف، وهم عَرب خلّص، فكان لنا أصلاً نتعرّف منه أسلوباً من أساليب استعمال العرب في العطف وإن كان استعمالاً غير شائع لكنّه من الفصاحة والإيجاز بمكان، وذلك أنّ من الشائع في الكلام أنّه إذا أتي بكلام موكّد بحرف (إنّ) وأتي باسم إنّ وخبرها وأريد أن يعطفوا على اسمها معطوفاً هو غريب عن ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعاً ليدلّوا بذلك على أنّهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات، فيقدّرَ السامع خبراً يقدّره بحسب سياق الكلام.
ومن ذلك قوله تعالى: {أنّ الله بريء من المشركين ورسولُه} [التوبة: 3]، أي ورسوله كذلك، فإنّ براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أنّ آصرة الدّين أعظم من جميع تلك الأواصر، وكذلك هذا المعطوف هنا لمّا كان الصابون أبعد عن الهدى من اليهود والنّصارى في حال الجاهلية قبل مجيء الإسلام، لأنّهم التزموا عبادة الكواكب، وكانوا مع ذلك تحقّ لهم النّجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، كان الإتيان بلفظهم مرفوعاً تنبيهاً على ذلك. لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعاً إلاّ بعد أن تستوفي (إنّ) خبرها، إنَّما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخّراً، فأمّا تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للنّاصر أنّه ينافي المقصد الّذي لأجله خولف حكم إعرابه، ولكن هذا أيضاً استعمال عزيز، وهو أن يجمع بين مقتضيي حالين، وهما للدّلالة على غرابة المُخبر عنه في هذا الحكم. والتّنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإنّ الصابئين يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود. فنبّه الكلّ على أنّ عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم، فهذا موجب التّقديم مع الرّفع، ولو لم يقدّم ما حصل ذلك الاعتبار، كما أنّه لو لم يرفع لصار معطوفاً على اسم (إنّ) فلم يكن عطفه عطف جملة. وقد جاء ذكر الصابين في سورة الحجّ مقدّماً على النّصارى ومنصوباً، فحصل هناك مقتضى حال واحدة وهو المبادرة بتعجيل الإعلام بشمول فصل القضاء بينهم وأنّهم أمام عدل الله يساوون غيرهم. ثمّ عقّب ذلك كلّه بقوله: {وعمل صالحاً}، وهو المقصود بالذّات من ربط السلامة من الخوف والحزن، به، فهو قيد في المذكورين كلّهم من المسلمين وغيرهم، وأوّل الأعمال الصّالحة تصديق الرّسول والإيمان بالقرآن، ثم يأتي امتثال الأوامر واجتناب المنهيات "
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 10:28 م]ـ
ولا سيما قوله فى المقال الذى وضعتُ رابطه:
(وهكذا ورد فى الاستعمال اللغوى عند العرب،
أن الجملة الاسمية المؤكدة ب " إن " يجوز أن يذكر فيها مبتدأ آخر غير اسم " إن "
وأن يُذكر خبر واحد يكون لاسم " إن "
ويُحذف خبر المبتدأ الثانى لدلالة خبر اسم "إن " عليه،
أو يحذف خبر اسم " إن " ويكون الخبر المذكور للمبتدأ الثانى دليلاً على خبر اسم " إن " المحذوف)
اه نقل ما ذكره بالمقال
فالمبتدأ الآخر فى الآية و الذى هو ليس اسما ل " إن " هو (الصابئون)
فكأن الآية تود أن تتركب (أو كان أصل تركيبها كجملة) على هذا النحو:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون , والصابئون كذلك
فهنا نجد جملتين: جملة بها اسم ان و خبرها و الأخرى بمبتدأ جديد بلا (إن)
و نلاحظ أن الجملة انتهت بعد (لا يحزنون) ثم بدأت بمبتدأ جديد وهو (الصابئون)
و حُذف فى الآية الكريمة خبرها (و هو كلمة: كذلك)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 10:43 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً شيوخنا الكرام
حقاً إن من البيان لسحرا
و ما أعظم أسرار لغة العرب
و لكن بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[16 May 2010, 11:39 م]ـ
و ما أحسن ما قيل هاهنا:
(وقال الإمام الشوكانى:
" والصابئون " مرتفع على الابتداء (أى مرفوع لأنه مبتدأ)، وخبره محذوف.
والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ,
والصابئون والنصارى كذلك ... اه
وقد ألمح الإمام الشوكانى إلى إضافة جديدة خالف بها كلا من الخليل وسيبويه والزمخشرى؛
لأن هؤلاء جعلوا " الصابئون" مقدما من تأخير كما تقدم،
أما هو فجعله قاراًّ فى موضعه غير مقدم من تأخير بدليل قوله:
" والصابئون والنصارى كذلك "
وهذه إضافة حسنة ومقبولة
وعليه يمكن جَعْل " النصارى " مرفوعة عطفاً على " الصابئون "
ولا حاجة إلى جعلها منصوبة عطفاً على " إن الذين آمنوا "،
والواقع أن هذا المذهب على جملته الذى ذهب إليه جمهور علماء البصرة، وتابعهم فيه الإمام الشوكانى
هو أقوى ما أورده النحاة فى توجيه رفع " الصابئون " فى هذه الآية الكريمة)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 May 2010, 11:09 ص]ـ
كنت قد كتبت الجواب على مثل هذه التساؤلات فيما كتبته في البحثين اللذين نشرتهما على الشبكة وفي هذا الملتقى ايضا احدهما بعنوان دراسة ماروي عن عثمان في شان لحن القران والثاني بعنوان الجواب عما خطّأت به عائشة كُتّاب المصاحف
يمكن للاخ الكريم مراجعتهما ولك من احب ذلك
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 03:39 م]ـ
بارك الله فيك
هلا وضعت روابط لتلك الأبحاث او لصفحات مقالات على الملتقى
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 03:52 م]ـ
باحث عن الحق ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=7321) http://tafsir.net/vb/styletafsir/statusicon/user_online.gif
حقاً إن من البيان لسحرا
و ما أعظم أسرار لغة العرب
و لكن بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
أكرر طلبى
الأستاذ او الدكتور جمال أبو حسان:
هذه مدرسة هامة للغاية يجب الدعوى لها
و هى استفادة علم التفسير و غيره من العلوم القرآن بعلوم الحديث و نقد الروايات ,
و لقد دعوت لمثل ذلك فى مقال لى بالملتقى عن الناسخ و المنسوخ
بارك الله فيك وفى جهدك
ـ[الخطيب]ــــــــ[19 May 2010, 06:19 م]ـ
الإشكال الذي أوردوه على هه الآية وعلى غيرها ناقشته في معجم مفاتيح التفسير تحت مصطلح اللحن 2/ 709 وهي من المصطلحات المطولة في المعجم، حيث كتبت فيها حوالي عشرين صفحة، وتحت عنوان: هل في القرآن شيء من اللحن؟ قلت:
* هل في القرآن الكريم أو قراءاته شيء من اللحن؟
ادعى البعض زوراً على قراءات قرآنية ثابتة أن بها لحنا إعرابيا لمخالفتها ما ظنوه قواعد نحوية تَبَيَّن عدم اطّرادها، ومخالفة الكثيرين لها وهي دعوى باطلة تحتاج إلى بسط في التقرير وكذلك في الرد فأقول في ذلك:
لقد اعترض بعض أهل النحو على بعض قراءات القرآن الثابتة، زاعمين أنها خالفت قواعد النحو. وقد أخطأوا في قياس آيات القرآن الكريم على قواعد النحو أيما خطأ، بل أجرموا أيما إجرام، لأن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز لأساطين البيان والبلاغة، وأنه أصل اللغة، ومنه تستنبط قواعدها، وعلى ضوء آياته تضبط اللغة، وتصحح هيئاتها.
وإنى إذ أؤكد هذه الحقيقة آتى إلى بعض تلك القراءات التى ادعوا أنها خالفت قواعد العربية، لأبين أنها لم تخالفها بل لها في وجوه العربية ما يؤيدها، ليتقرر من خلال ذلك أن هذه الدعوى تنبئ عن قصور قائليها وعدم درايتهم بكل أوجه العربية.
ومما أوردوه في هذا المقام ما يلى:
........
الآية الثالثة: قال تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً …} (المائدة: 69)
الشاهد قوله (والصابئون) حيث رفع في مقام نصب لعطفه على اسم "إن" وهذا خطأ في النحو عند من لم يفقهوا إلا أنه معطوف على اسم "إن" فكان ينبغى أن يأتى منصوباً ليواكب ما عطف عليه.
ونقول: اللفظ لا لحن فيه كما ادعوا، ولكنهم عجزوا عن توجيه الرفع، وتوجيهه سهل إذ له عدة أوجه هى:
1 - أن يكون قوله (الصابئون) مرفوعاً بالابتداء، والواو قبله للاستئناف، والخبر محذوفاً، والنية به التأخير عما في حيّز (إن) من اسمها وخبرها.
كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكهم كذا والصابئون كذلك. وقد رجح ذلك سيبويه وأنشد له شاهداً:
ألا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا على شقاق
أى: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك.
وإذا كان (الصابئون) النية به التأخير، فلابد من حكمة تعلل تقديمه في الذكر، والعلة هنا التنبيه إلى أن الصابئين أشد إيغالاً في الضلالة، وعمقاً في الغواية، حيث لا عقيدة لهم ثابتة كالذين آمنوا وكأهل الكتاب، ولكنهم - كما يذكر ابن القيم - يتخيرون من سائر ديانات العالم بعض شعائرها، ويتركون البعض ولم يقيدوا أنفسهم بجملة دين معين وتفصيله.
وهذا الوجه أقوى الوجوه، وأرجح ما تحمل عليه الآية الشريفة.
2 - وقيل: إن الواو عاطفة والصابئون معطوف على موضع اسم (إن) لأنه قبل دخول (إن) كان في موضع رفع وهذا مذهب الكسائى والفراء.
3 - وروى عن الكسائى أيضاً أنه مرفوع عطفاً على الضمير المرفوع في قوله (هادوا).
4 - وقيل: (إن) هنا بمعنى نعم، أى حرف جواب وما بعده مرفوع بالابتداء، وعليه فالصابئون معطوف على ما قبله. والأرجح الأول كما سبق القول بذلك.
وبعد، فهذه هي الآيات الثلاث التى وردت في رواية عائشة - رضى الله عنه -، وقد بان توجيهها وظهر لنا أن لها أكثر من وجه في العربية، فكيف يدعى بعد ذلك أن فيها أخطاء نحوية؟.
والكلام عن هذا الموضوع مستوفى في بحثي " بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية" وهو في هذا الرابط
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=562&highlight=%C8%ED%E4+%C7%E1%E4%CD%E6%ED%ED%E4+%E6%C 8%DA%D6+%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[20 May 2010, 12:40 ص]ـ
وإليكم جزء من مقال وجدته على الإنترنت، أرجو أن يقرأ بتمعن وعلى وجه الخصوص البند الأول والثاني، حيث يقول الكاتب:
1. قواعد اللغة العربية هي قواعد تم وضعها بعد استقراء اللغة العربيّة. ومعلوم أنّ هذه القواعد قاصرة عن الإحاطة باللغة كلها. ومن هنا يصدق قولهم: (لكل قاعدة شواذ) أي أنّ القاعدة قاصرة عن صفة الشمول. فالأصل إذن ما يلفظه العربي وليس ما تقوله القواعد المستنبطة التي قُصد بوضعها تقريب العربية وتسهيل تعلمها.
2. أي كلام نطق به عربي كان يعيش في الجزيرة العربيّة قبل العام (150هـ) هو حُجة عند علماء اللغة. وبما أنّ الرسول، عليه السلام، هو عربي عاش في الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ، فكل ما نطق به يُعتبر حجّة في اللغة العربية. وعليه لا معنى للقول بأنّ هناك ألفاظاً تخالف اللغة العربيّة، لأنّ العربية هي ما ينطق به العربي.
3. الآية 69 من سورة المائدة: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... ) ;، فقد زعموا أنّ رفع كلمة (الصابئون) في الآية الكريمة هو خطأ لغوي. والصحيح أنها مرفوعة على الابتداء والتقدير: والصابئون كذلك. وذلك لأنّ الناس تستبعد أن تكون الصابئة داخلة في الحكم. ولا ننسى أنّ الآية 62 من سورة البقرة هي: (إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصرى والصابئين ... ) فقد جاءت كلمة (الصابئين) منصوبة. فليس هذا إذن كلام من يخطئ لغوياً، ولكنه الكلام البليغ الذي يجعل الإعراب تابعاً للمعنى. وهناك وجوه إعرابية أخرى آثرنا عدم الخوض فيها اختصاراً على القارئ.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
و أذكركم بطلبى الهام:
بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية (لغة العرب فى العهد النبوي وما يقاربه)
و ألفاظها و تعبيراتها وبلاغتها و أسرار قواعدها
مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[20 May 2010, 08:53 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
و أذكركم بطلبى الهام:
بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية (لغة العرب فى العهد النبوي وما يقاربه)
و ألفاظها و تعبيراتها وبلاغتها و أسرار قواعدها
مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
انصحك بالبحث الذاتي، وان لاتجعل بينك وبين كتاب الله وسيطا، ارجو الاطلاع على مزيد من مشاركاتي للتنبيه،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 02:57 م]ـ
انصحك بالبحث الذاتي، وان لاتجعل بينك وبين كتاب الله وسيطا، ارجو الاطلاع على مزيد من مشاركاتي للتنبيه،
يا أمجد
الذي لا يعرف لغة العرب على وجهها الصحيح
لا يفهم كتاب الله على الوجه الصحيح
والذي لا يرجع إلى ما كتبه علماء العربية في لغة العرب نثرا وشعرا
لا يعرف العربية على الوجه الصحيح
فإياك والتغريد خارج سرب المعقول والمنقول
كل فن يرجع فيه إلى أهل الاختصاص
هذا مما اتفقت عليه الأمم
والله يقول:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النحل (78)
فلو لم ترجع إلى أهل الاختصاص بما فيهم والداك في كل ما تعلمته في حياتك لبقيت كما أخرجك الله من بطن إمك.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 04:07 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وفى الشيخ الكريم
فهلا أجابنى أحدكم عما سألت بخصوص لغة العرب التى يمكن الإستفادة منها فى القرآن و السنة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن الحق http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=103204#post103204)
بارك الله فيكم جميعا
و أذكركم بطلبى الهام:
بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية (لغة العرب فى العهد النبوي وما يقاربه)
و ألفاظها و تعبيراتها وبلاغتها و أسرار قواعدها
مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 04:29 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وفى الشيخ الكريم
فهلا أجابنى أحدكم عما سألت بخصوص لغة العرب التى يمكن الإستفادة منها فى القرآن و السنة
بارك الله فيك أخانا الكريم " باحث عن الحق"
هذا يعتمد على مستواك العلمي حفظك الله
فهناك الكثير من المراجع تتفاوت في مادتها وفي طريقة طرحها فما يصلح لشخص قد لا يصلح للآخر
وربما لو راسلت المشرف بهذا الخصوص لربما أفادك لأني أراه الأقدر بحكم تخصصه وممارسته.
ـ[روضة المحب]ــــــــ[21 May 2010, 01:41 ص]ـ
هل من الممكن أن أطرح اجابة ترسخ اليقين في قلبك ثم بعد ذلك تبحث عن قوة اليقين؟
لو كان في القرآن خطأ واحد في اللغة العربية لتكلم به المشركون الذين نزل عليهم القرآن والذين لا يألون جهدا في التشكيك في القرآن
وهذه إجابة مفحمة لكل من يستشكل عليه أمر أو يأتي له أحد بشبهة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 May 2010, 12:59 م]ـ
جزى الله الأخوة خيرا على اجتهاداتهم القيّمة
ولعل من أجمل وأدق ما قرأت فى تعليل ارتفاع لفظ (الصابئون) فى الآية 69 من سورة المائدة هو ما جاء بالصفحة 337 من الجزء الثانى من كتاب (من إعجاز القرآن فى أعجمى القرآن) لمؤلفه العلامة رؤوف أبو سعدة – عليه رحمة الله ورضوانه – حيث علله بما يلى:
((إن القرآن لا يخالف ظاهر النحو إلا لعلة، يعنى أن ارتفاع لفظ " الصابئون " على خلاف ظاهر النحو هو أمر مقصود. . . والرأى الذى به أقول هو أن هذا الارتفاع انما جاء ليلفت النظر إلى واقع تاريخى مقطوع به، وهو أن الصابئين هم بعض الذين هادوا، سبق وجودهم نشأة النصرانية، أعنى أنهم فرقة من الذين هادوا، لا فرقة من الذين قالوا إنّا نصارى، وإن دخلت فى عقائدهم من بعد عقائد نصرانية، أو دخل فى زمرتهم من بعد نصارى " صبؤوا " على نصرانيتهم، ومن هنا تعلل ارتفاع لفظ (الصابئون) وهو فى موضع نصب بأنه ارتفاع على القطع، يعنى على الاستدراك، كما لو قيل:
إن الذين آمنوا والذين هادوا – والصابئون منهم – والنصارى. . . الخ
والارتفاع على القطع هو التعليل الوحيد المقبول عند النحاة لتفسير مجىء الاسم مرفوعا وهو معطوف على غير مرفوع
الصابئون إذن تجىء فى الآية التى فى سورة المائدة رفعا على الابتداء بعد القطع، فلا يجوز تفسير الآية إلا به
وهذا عندى من دقيق القرآن فى تحديد هوية الصابئين كما سترى))
ثم يسوق الباحث بعد هذا الدلائل القاطعة على انتماء الصابئين إلى الذين هادوا، وقد كان – فيما أرى - موفقا جدا فى بيانه لذلك الأمر، فعلى من أراد الاستزادة الرجوع إلى كتابه المذكور من صفحة 338 إلى 345، والله ولى التوفيق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 01:07 م]ـ
مرحبا بك أخانا الفاضل العليمى المصرى
افتقدت مشاركتاك الجميلة
أين أنت يا رجل؟
أرجو أن تكون أنت ومن تحب في أحسن حال
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 02:18 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم " باحث عن الحق"
هذا يعتمد على مستواك العلمي حفظك الله
فهناك الكثير من المراجع تتفاوت في مادتها وفي طريقة طرحها فما يصلح لشخص قد لا يصلح للآخر
وربما لو راسلت المشرف بهذا الخصوص لربما أفادك لأني أراه الأقدر بحكم تخصصه وممارسته.
و بارك فيكم أيها شيخ الفاضل
إنى بفضل الله تعالى أفهم لغة الكثير من الكتب التراثية , و لكن أحيانا يكون بها عبارات
تستشكل حتى على كبار الباحثين و بعض العلماء , فما بالك بمن لم يسمو لمنزلتهم فى العلم و فهم اللغة!
فلنقل أنى مبتدئ فى شأن اللغة هذا ,أى أنى أحتاج لشروح مبسطة و مبسوطة (فيها إسهاب و طول شرح)
و شاملة فى نفس الوقت ولاسيما فيما يتعلق بضرب الأمثلة التى يدلل بها الكاتب على ما ذهب إليه
من شعر و نحوه
فأى المصنفات أو الأبحاث يمكن أن تنفعنى؟
و أشكرك على نصحك و إهتمامك
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 02:40 م]ـ
هل من الممكن أن أطرح اجابة ترسخ اليقين في قلبك
ثم بعد ذلك تبحث عن قوة اليقين؟
أخى الكريم ومن قال لك أنى قد شككت او تشككت .....
لو كان في القرآن خطأ واحد في اللغة العربية لتكلم به المشركون الذين نزل عليهم القرآن
والذين لا يألون جهدا في التشكيك في القرآن
وهذه إجابة مفحمة لكل من يستشكل عليه أمر أو يأتي له أحد بشبهة
لا , الأمر لا يعدو أنى قرأت فى تفسير الشعراوى رحمه الله عرضا لتغير الإعراب لنفس الكلمة على وجهين
فى 3 آيات متفرقات فى البقرة و الحج و التى نحن بصددها هنا و التى فى المائدة ,
و قام بتوضيح مسألة التقديم و التأخير جيداً و لكنه لم يبين ما بينه الإخوة هنا من فن الإعراب.
ولم أكن قد بحثت فى الشبكة إلا بعد أن قمت بصياغة هذا المقال فوجدتُ رابطاً مفيداً فوضعتُه
ووضعت شرحا بسيطاً مبسطاً على ضوء ما استفدته من هذا الرابط , و بالرغم من تسرعى فى صياغته قبل البحث فى الشبكة
إلا أنه قد أتى بخير ورُب ضارة نافعة , فقد أدلى كلٌ بدلوه و أثْروا المسألة .. .. بارك الله فى الجميع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 03:18 م]ـ
و بارك فيكم أيها شيخ الفاضل
إنى بفضل الله تعالى أفهم لغة الكثير من الكتب التراثية , و لكن أحيانا يكون بها عبارات
تستشكل حتى على كبار الباحثين و بعض العلماء , فما بالك بمن لم يسمو لمنزلتهم فى العلم و فهم اللغة!
إذا كان الأمر كذلك فأنصحك بكتاب:
الكامل في اللغة والأدب
لأبي العباس محمد بن يزيد المُبّرد
المتوفى سنة 285 هـ
أدب الكاتب
لآبن قتيبة
المتوفى سنة 276 هـ
البيان والتبيين
للجاحظ
المتوفى 255 هـ
النوادر
لأبي علي القالي
المتوفى 356 هـ
قال بن خلدون:
قال ابن خلدون ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86) عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي: أدب الكاتب ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA% D8%A8) لابن قتيبة ( http://www.tafsir.net/w/index.php?title=%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D9%82%D8 %AA%D9%8A%D8%A8%D8%A9&action=edit&redlink=1)، كتاب الكامل ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84) للمبرد ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%AF)، كتاب البيان والتبيين للجاحظ ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%AD%D8%B8)، وكتاب الأمالي ( http://www.tafsir.net/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9% 84%D9%8A&action=edit&redlink=1) لأبي علي القالي ( http://www.tafsir.net/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A)، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».
وإذا لم تكن وقفت على شيء من هذه الكتب فيمكنك الضغط على الكتاب وسينقلك إلى رابط يعطيك فكرة مبسطة عن كل كتاب.
وكل الكتب المذكورة موجودة على الشبكة ويمكن أن تقوم بتنزيلها على جهازك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 03:45 م]ـ
بارك الله فيك
ولى عودة للتعليق على أسلوبها و نفعها فى هذا الشأن فيما بعد إن شاء الله
ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[21 May 2010, 04:17 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً شيوخنا الكرام
حقاً إن من البيان لسحرا
و ما أعظم أسرار لغة العرب
و لكن بما تنصحوننى اذا أردت التوسع فى دراسة أسرار اللغة التراثية مثل هذا الذى نحن بصدده؟
, أى كتاب أو بحث يمكن أن يفيد فى التوسع فى دراسة ذلك الشأن؟
كتب الدكتور محمد محمد ابو موسى
معاني النحو للدكتور فاضل السامرائي
وللفاضل ابي فهر السلفي عدة مقالات هنا او في ملتقى اهل الحديث او في الالوكة في ما تسألون عنه.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 07:12 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 May 2010, 04:36 م]ـ
مرحبا بك أخانا الفاضل العليمى المصرى
افتقدت مشاركتاك الجميلة
أين أنت يا رجل؟
أرجو أن تكون أنت ومن تحب في أحسن حال
أكرمك الله أخى الحبيب أبا سعد، وجزاك خيرا على تفقدى
فى الحقيقة إن كلمتك هذه قد أثارت شجونى، لأنى كنت أتوقع هذا التفقد منذ فترة، لا سيما وأنك أنت أخى الحبيب كنت سببا من أسباب تغيبى!!
لا تتعجب أخى، فللأسف هذا صحيح، وإليك بيان الأمر:
لقد سبق لى أن أعلنت فى هذا الملتقى المبارك عن توصلى – بفضل من الله وتوفيقه - إلى معانى وإعجازات الأحرف المقطعة (وهو الحلم الذى كان يداعب أخيلة فطاحل العلماء على مر القرون)، أعلنت عن هذا الأمر الخطير لأول مرة فى موضوع كتبه فضيلة المشرف د. عبد الرحمن الشهرى، ثم فى موضوع آخر للأخ الفاضل د. فهد الوهبى، ولكن ماذا كانت ردة الفعل منهما؟!
لا شىء للأسف!!
فإنهما لم يعلقا على كلامى بكلمة واحدة، فآلمنى هذا جدا منهما لأنى أحب كليهما وأكن لهما من التقدير والإحترام الشىء الكثير، ولا أزال، ولكنى التمست لهما العذر فى حينه، وقدّرت أنهما ربما كانا مشغولين بأمور أخرى قد أنستهما الرد على مشاركتى، أو ربما أنهما لم يطلعا على مشاركتى من الأصل
ثم لما فتحت أنت أخى الحبيب موضوعا مماثلا عن الأحرف المقطعة كذلك، شاركت أنا فيه وأعلنت بالمثل عن هذا الكشف الكبير
ومرة أخرى: ماذا كانت ردة الفعل؟!
لقد كانت أشد وقعا من ذى قبل، حيث فوجئت هذه المرة برد يأتينى منك، ولكنه كان ردا يتسم بالجفاء والقسوة، أو هكذا بدا لى و خُيل إلىّ
فقد فوجئت بك تقول لى إنك لم تكمل موضوعك بعد، وأنك سوف تستأنفه فيما بعد، فبدا لى وكأننى قد اقتحمت عليك موضوعك رغما عنك، وأنك تعترض على مثل هذا الاقتحام لموضوعك وتريد أن تلفظنى منه خارجا!!
للأسف هذا ما شعرت به حينها، شعرت بأنى أبدو كالمتطفل غير المرغوب فى وجوده!
ولأنى أحمل لك أنت كذلك إعزازا وتقديرا بالغين فقد آلمنى صدور هذا منك أنت أيضا، مثلما آلمنى من قبل عدم الرد من الدكتورين الشهرى والوهبى واللذين أحمل لهما نفس ما أحمله لك من إعزاز وتقدير كبيرين
ولعل هذا التجاهل وتلك اللامبالاة كانا وراء زهدى فى المشاركة بالملتقى منذ فترة، بالرغم من حبى الكبير له وتعلقى الشديد به، وقد دفعنى هذا التجاهل هنا إلى أن أتجه إلى ملتقى قرآنى آخر لأعلن فيه عن اكتشافى الكبير، وسبحان الله العظيم!! فبمجرد أن أعلنت عنه هناك وجدت تجاوبا سريعا وحفاوة كبيرة واستقبالا حارا لى من الأخوة المشرفين والأعضاء المشاركين فيه، وسبحان من يقطع من هنا ليصل من هناك، وهو اللطيف الخبير
هل علمت الآن – أخى الحبيب – سر غيابى الطويل فيما مضى
كان هذا ردا صريحا ومفصلا على سؤالك الرقيق اللطيف القائل:
أين أنت يا رجل؟
وأخيرا - وليس آخرا إن شاء الله - أقول: أرجو أن تعتبر هذا من جنس عتاب المحبين بعضهم بعضا، فلولا حبنا لكم ما عتبنا عليكم، وهذا أمر لا يخفى على أمثالكم
كما أرجو – كما تفقدتنى – أن تتفقد كذلك بقية الأخوة الأفاضل الذين غابوا عنا طويلا، ولعلك تذكر منهم أخانا الحبيب أبا عمرو البيراوى، وكذلك الأستاذ عبد الله جلغوم، والأخ الفاضل عصام المجريسى، والأستاذ حسان بوبشيش، وغيرهم من الأفاضل المتغيبين عن الملتقى منذ عودته للافتتاح من جديد، حفظ الله تعالى جميع الغائبين، وأعادهم إلينا على عجل
اللهم آمين، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 May 2010, 05:53 م]ـ
ليس لي ما أقوله أخانا الفاضل إلا أن أقول إن هناك الكثير من الأعذار يمكن أن نعتذر بها إليك ولكني لن أفعل
ولكن أقول
حقك علينا
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 08:11 م]ـ
الأخ العليمى ... مع إحترامى للجميع
دع عنك تلك الشجون .. و إن كنت ترى فيما ذهبت إليه فائدة للعلم فلتطرحه فى الملتقى لتفيد إخوانك
فالفائدة العلمية أهم من كل تلك الشجون الشخصية ... ولا سيما ان كان إجتهادك هذا مدعما بأدلة قوية
وليس مجرد تخرصات او ملاحظات لا تعدو كونها من المُلَح او النوادر!
و أنا فى شوق لأعرف أدلة ما ذهبت إليه بشأن تفسير الأحرف المتقطعة(/)
أم إبراهيم عليه الصلاة والسلام من المؤمنين؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 May 2010, 10:47 م]ـ
كنت أقرأ في سورة إبراهيم فقرأت هذه الآية: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41] فقلت في نفسي لماذا اعتذر الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في استغفاره لأبيه ولم يعتذر عنه في استغفاره لأمه؟
وتبادر إلى ذهني أن السبب في ذلك ربما يعود إلى أنها آمنت.
فهل هو استنباط في محله؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 06:34 م]ـ
قال الشنقيطي في الأضواء: (قوله تعالى: {ربنا اغفر لي ولوالدي} الآية، بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبراهيم طلب المغفرة لوالديه، وبين في آيات أخر أن طلبه الغفران لأبيه إنما كان قبل أن يعلم أنه عدو لله، فلما علم ذلك تبرأ منه كقوله: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} [9/ 114]، ونحو ذلك من الآيات. أضواء البيان - (2/ 249)(/)
طلعها كأنه رؤوس الشياطين؟؟؟؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 06:37 ص]ـ
تصف هذه الآية شجرة طلع شجرة الزقوم التي لم نرها برؤوس الشياطين التي لم نرها أيضاً. ولعل سائل يسأل: كيف يوصف لنا شيء مجهول بشيء آخر مجهول؟؟؟.
قال الزحيلي في تفسيره المنير:
طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ أي إن ثمرها وما تحملها كأنه في تناهي قبحه وشناعة منظره كأنه رؤوس الشياطين، تبشيعا لها وتكريها لذكرها، فشبّه المحسوس بالمتخيل غير المرئي، وعادة العرب تشبّه قبيح الوجه بالشيطان، وتشبه جميل الصورة بالملك، كما جاء في القرآن حكاية على لسان صواحبات يوسف عليه السلام: ما هذا بَشَراً، إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف 12/ 31].
وقيل: إن الشياطين هي حيّات لها رؤوس وأعراف، وهي من أقبح الحيات.
. وإني أحب أن أستأنس بأقوال أخرى من الأخوة بارك الله بهم حول هذه الآية. .
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 06:56 ص]ـ
جاء في الكشف والبيان: (طلعها (ثمرها، سمّي طلعها لطلوعه) كأنه رؤوس الشياطين (قال بعضهم:) ^ هم الشياطين بأعيانهم، شبهّه بها لقبحه؛ لأن الناس إذا وصفوا شيئاً بعاهة القبح قالوا: كأنه شياطين، وإن كانت الشياطين لا تُرى؛ لأن قبح صورتها متصوّر في النفس، وهذا معنى قول ابن عباس والقرظي، وقال بعضهم: أراد بالشياطين الحيّات، والعرب تُسمي الحية القبيحة الخفيفة الجسم شيطاناً، قال الشاعر:
تلاعب مثنى حضرمّي كأنه
تعمج شيطان بذي خروع قفر
وقال الراجز:
عنجرد تحلف حين أحلف
كمثل شيطان الحماط أعرف
والأعرف: الذي له عرق، وقيل: هي شجرة قبيحة خشنة مرة منتنة، تنبت في البادية تسميها العرب رؤوس الشياطين).الكشف والبيان (8/ 146)
ـ[محب البشير]ــــــــ[17 May 2010, 09:58 ص]ـ
هذه فائدة كنت كتبتها في كناشي و لا أذكر إن كانت من كتاب أو درس لبعض الفضلاء:
قال أبو عبيدة: إن العرب تشبه الشيء بغير المحسوس إذا كانت تصفه بالشدة و تخاف منه كما شبه امرؤ القيس أسنة رماحه بأسنة الغول فلما تصور العرب الغول شيئا مخيفا و صورته مهولة جاز التشبيه به و هذه الآية من هذا الصنف فالعرب لا تتخيل الشيطان إلا صورة قبيحة {كما يستشهد هنا أن للشيطان قرنان بقول الرسول صلى الله عليه و سلم في ذكر الشمس: تطلع من قرني شيطان}
هذه الجملة لست متأكدا من أنها من قول أبي عبيدة فلعل بعض الإخوة يراجعها لنا مشكورا
بارك الله فيكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 May 2010, 10:51 ص]ـ
يمكن الرجوع إلى هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17687&highlight=%D1%C4%E6%D3+%C7%E1%D4%ED%C7%D8%ED%E4
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 12:40 م]ـ
هذه فائدة كنت كتبتها في كناشي و لا أذكر إن كانت من كتاب أو درس لبعض الفضلاء:
قال أبو عبيدة: إن العرب تشبه الشيء بغير المحسوس إذا كانت تصفه بالشدة و تخاف منه كما شبه امرؤ القيس أسنة رماحه بأسنة الغول فلما تصور العرب الغول شيئا مخيفا و صورته مهولة جاز التشبيه به و هذه الآية من هذا الصنف فالعرب لا تتخيل الشيطان إلا صورة قبيحة {كما يستشهد هنا أن للشيطان قرنان بقول الرسول صلى الله عليه و سلم في ذكر الشمس: تطلع من قرني شيطان}
هذه الجملة لست متأكدا من أنها من قول أبي عبيدة فلعل بعض الإخوة يراجعها لنا مشكورا
بارك الله فيكم
مداعبة:
صدقني أن الغول ليس مخيفاً بل وادع جداً والدليل على ذلك أنك قمت بالرد على مشاركة تيسير الغووووول
تحياتي لك أخي محب وشكراً لهذه الإضافة.
ـ[محب البشير]ــــــــ[17 May 2010, 01:13 م]ـ
أضحك الله سنك
أظن أنه صار وادعا لمجاورته لتيسير (ابتسامة)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 01:47 م]ـ
يمكن الرجوع إلى هذا الرابط:
بارك الله بك يا أخي يا أبا سعد ولو كنت أدري أن هذا الموضوع قد طُرق لما فعلت ما فعلت. ولكن لا بأس ففي التكرير تقرير وفي التكرار إقرار.
ـ[محب البشير]ــــــــ[17 May 2010, 04:02 م]ـ
راجعت الشاملة باحثا عن كلام الإمام أبي عبيدة فوجدته، فأحببت أن أسوق لكم سبب وروده وهي قصة طيبة
لأبي عبيدة كتاب مهم هو (مجاز القرآن). ويروى ان ابا عبيدة قال في سبب تأليفه هذا الكتاب ما يأتي: (ارسل الي الفضل بن الربيع الى البصرة في الخروج اليه، فقدمت اليه، فلما استأذنت عليه، اذن لي، وهو في مجلس له طويل عريض، فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لايرتقي اليها الا على كرسي، وهو جالس عليها، فسلمت عليه بالوزارة، فرد وضحك، واستدناني حتى جلست اليه على فرشه، ثم سألني والطفني وباسطني وقال: انشدني، فأنشدته، فطرب وضحك، وزاد نشاطه، ثم دخل رجل في زي الكتاب، له هيئة، فأجلسه الى جانب وقال له: اتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا ابو عبيدة، علامة اهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا، وقال لي: اني كنت اليك مشتاقاً، وقد سألت عن مسألة، أفتأذن ان اعرفك اياها، فقلت: هات، قال: قال الله عز وتعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) (27)، وانما يقع الموعد والايعاد بما عرف مثله، وهذا لم يعرف. فقلت: انما كلم الله العرب على قدر كلامهم. اما سمعت قول امرأ القيس:
اتقتلني والمشرفي مضاجعي ****ومستنة زرق كأنياب اغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنهم لما كان امر الغول يهولهم اوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم ان اضع كتاباً في القرآن في مثل هذا واشباهه، وما يحتاج اليه من علمه. فلما رجعت الى البصرة، عملت كتابي الذي أسميته (المجاز). وسألت عن الرجل، فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه، وهو ابراهيم بن اسماعيل الكاتب)
نقلا عن كتاب: الدرس البلاغي في البصرة تأليف: الدكتور قصي سالم علوان
ملاحظة:
الكلام الملون بالأزرق ليس من كلام الإمام أبي عبيدة بل هو تعليق من أستاذنا حفظه الله(/)
توجيه المتشابه اللفظي في القرآن العظيم
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[17 May 2010, 09:49 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ... وبعد
فقد قال تعالى: (ليدبروا ءايته وليذكر أولوا الألباب) ومن أبواب تدبر القرآن توجيه المتشابه اللفظي فهو مما يعين على فهم القرآن, وهو مما يعين على ضبط الحفظ أيضا.
وقد صنف في هذا العلم بعض الأئمة منهم الإمام الكرماني صنف كتابه: (البرهان في متشابه القرآن).
ومنه أنقل توجيه التشابه بين قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) 58 البقرة, وقوله تعالى: (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئتكم سنزيد المحسنين) 161الأعراف
(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا) بالفاء, وفي الأعراف (وكلوا) بالواو لأن الدخول سريع الانقضاء فيعقبه الأكل.
وفي الأعراف (اسكنوا) والمعنى أقيموا فيها, وذلك ممتد, فذكر بالواو: أي اجمعوا بين السكنى والأكل.
وزاد في البقرة (رغدا) لأنه سبحانه أسنده إلى ذاته بلفظ التعظيم وهو قوله (واذا قلنا) خلاف ما فى الاعراف فإن فيه (وإذا قيل لهم)
وقدم (وادخلوا الباب سجدا) على قوله (وقولوا حطة) فى هذه السورة وأخرها فى الاعراف: لأن السابق فى هذه السورة (ادخلوا) فبين كيفية الدخول.
وفى هذه السورة (خطاياكم) بالإجماع وفى الأعراف (خطيئاتكم) مختلف: لأن خطايا صيغة الجمع الكثير ومغفرتها أليق بالآية لإسناد الفعل الى نفسه سبحانه.
وفى هذه السورة (وسنزيد) بواو وفى الأعراف (سنزيد) بغير واو لأن اتصالها فى هذه السورة أشد لاتفاق اللفظين. واختلفا فى الأعراف فكان اللائق به (سنزيد) فحذف الواو ليكون استئنافا للكلام.
وأرجو أن يكون هذا التوجيه نواة لإضافاتكم في مواضع أخرى من القرآن سواء نقلا من الكتب التي صنفت في هذا الباب أوالتي جاءت منثورة في كتب أخرى أو فهما منضبطا يرزقه الله بعض عباده ..
أسأل الله لي ولكم السداد والهدى ... آمين
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[18 May 2010, 04:06 م]ـ
في توجيه المتشابه بين الآيتين: (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 95 التوبة
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 105التوبة
من نظم الدرر للبقاعي مختصرا
ولما كان هذا القسم من المؤمنين فكانت أعمالهم لا خفاء فيها قال: (وَالْمُؤْمِنُونَ)
ولما كان هذا السياق للمؤمنين حذف منه (ثم) لكنه لما كان للمذنبين أكد بالسين فقال (وَسَتُرَدُّونَ) أي بوعد لاخلف فيه. انتهى
قلت::ومن الممكن أن يقال الآية الثانية جاءت في سياق الحض على التوبة والصدقة فجاء الأمرلهم بالعمل (وَقُلِ اعْمَلُوا).
-والله أعلم-.
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[19 May 2010, 12:35 ص]ـ
من البرهان في متشابه القرآن للكرماني
توجيه المتشابه في الآيتين:- http://www.qurancomplex.org/b2.gif وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=2&nAya=60)(60) http://www.qurancomplex.org/b1.gif البقرة
- http://www.qurancomplex.org/b2.gif وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=7&nAya=160)(160) http://www.qurancomplex.org/b1.gif الأعراف
قوله تعالى:
(فَانْفَجَرَتْ) ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=2&nAya=60) وفي الأعراف (فَانْبَجَسَتْ) ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=7&nAya=160) لأن الانفجار انصباب الماء بكثرة, والانبجاس ظهور الماء, وكان في هذه السورة (وَاشْرَبُوا) ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=2&nAya=60) بلفظ بليغ وفي الأعراف (كلوا) وليس فيه واشربوا فلم يبالغ فيه. ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=2&nAya=60)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[19 May 2010, 05:59 ص]ـ
أخي الحبيب جزاك الله خيرا على ما نفعتنا به في هذا الموضوع
ولو أمكنك الرجوع إلى كتاب بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي لوجدته قد ضمن في كتابه كتاب الكرماني المطبوع باسم (أسرار التكرار في القرآن)
وزاد عليه أشياء كثيرة والكتاب يقع في ستة مجلدات وهو غاية في النفاسة
وهناك كتاب وصفه من رآه بأنه أنفع ما ألف في بابه وهو لمؤلف معاصر أسماه (إغاثة اللهفان) والكتاب كبير يقع في قرابة 500 صفحة ولم يقع بصري عليه إلى الساعة
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[19 May 2010, 11:46 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عبد الله بن أبي بكر جزاك الله خيرا على نصيحتك الغالية بالرجوع إلى كتاب بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي ,
ولعلك تقصدبإغاثة اللهفان كتاب إغاثة اللهفان في ضبط متشابهات القرآن للأستاذ عبدالله الوراقي وهو كتاب اعتنى المؤلف فيه بوضع ضوابط وعلامات لتمييز المتشابهات وليس توجيه المتشابه,
فمثلا عند الآيتين: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوامنها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) 58 البقرة, وقوله تعالى: (وإذ قيل لهم اسكنواهذه القرية وكلوامنها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئتكم سنزيد المحسنين) 161الأعراف
الضابط: القاف في قلنا فوقها ضمة, والقاف في قيل تحتها كسرةوالضمة أعلى الحرف والكسرة تحت الحرف
وقلنا جاء في سورة البقرة
وقيل جاءت في سورة الأعراف
وسورةالبقرة تتقدم سورة الأعراف.انتهى
مثال آخرفي ضبط التشابه بين الآيتين: http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b2.gif وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ( javascript:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=13&nAya=6")) (6) الرعد http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/b1.gif
( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=27&nAya=46)(46) النمل
موضع التشابه: وَقَدْ خَلَتْ ( javascript:AyatServices("/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=13&nAya=6")) و لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ( http://www.qurancomplex.org/quran/display/display.asp?l=arb&nSora=27&nAya=46)
الضابط: الدال حرف مشترك بين وقد واسم السورة الرعد
كما أن اللام حرف مشترك بين لولا واسم السورة النمل. انتهى
فالكتاب بذل فيه مؤلفه جهدا في موضوعه لكنه لم يعتن بالتوجيه -والله أعلم-
وجزاك الله على ماأفدت به خير الجزاء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Jun 2010, 10:28 م]ـ
كتاب لطيف في المتشابه اللفظي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19693)(/)
مشروع هام (يعنى بضبط المفاهيم والمصطلحات)
ـ[وائل شاهر حمدوش]ــــــــ[17 May 2010, 11:56 ص]ـ
الأحبة في الموقع
من باب نشر الفائدة أحببت إبلاغكم بأن مشروعا مهما يعنى بضبط المفاهيم والمصطلحات المتداولة قد انطلق وكانت باكورة أعماله مفهوم التفسير الموضوعي للدكتور سامر رشواني وهناك العديد من المصطلحات القادمة -حسب ما فهمنا من القائمين على الموقع- مع التأكيد على أن باب الاقتراح والمساهمة مفتوح في هذا المجال.
وهذه دعوة لنا للمساهمة والتصويب لهذا المشروع
رابط المشروع والمصطلح
http://www.moslimonline.com/index.php?page=articals&id=78
http://www.moslimonline.com/index.php?page=artical&id=1630
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 May 2010, 02:07 م]ـ
مشروع مبارك إن شاء الله، لكنه غير واضح من جهات:
من يقوم عليه؟
ما هي المنهجية التي سيقوم عليها؟
هل سيكون استكتابًا لأفراد، أم سيكون دراسة من عدد من الأشخاص الذين يخرجون برؤية متقاربة؟
إلى غير هذا من التساؤلات المتعلقة بهذا الموضوع.
ثم، هل هذا المشروع موازٍ لمشروع الشاهد البوشيخي، وهل هناك علاقة بينهما؟
وأخيرًا، فإن التنوع في الأعمال العلمية وغيرها مما يثري الأمة بالعلم النافع، وأسأل الله أن يكون هذا المشروع نافعًا مباركًا.
ـ[وائل شاهر حمدوش]ــــــــ[18 May 2010, 02:52 م]ـ
مشروع مفاهيم ومصطلحات
يقدم هذا المشروع برعاية موقع مسلم اون لا ين
www.moslimonline.com
أولاً: تعريف بالمشروع
أضحت ساحة العمل الفكري والمعرفي متخمة بالمفاهيم والمصطلحات، وغدت هذه المصطلحات في كثير من الأحيان عرضة للخواء الفكري، والتسطيح المعرفي، والتخبط الاستعمالي، فلم يعد المصطلح مدخلا ضابطا للعلم، بل أصبحت هويته ممتدة مرنة يقذفها كلٌّ حسب غرضه.
ومما لا شك أن ذلك يستدعي ضرورة الوقوف عند هذه المصطلحات والبحث فيها لبيان معانيها وحقيقتها .....
وهذا المشروع -منطلقا من هذه المقدمة- يهدف إلى ضبط المتداول -من المصطلحات والمفاهيم- وذلك من خلال البحث في سياقاتها المختلفة وصولا إلى ضبط دقيق للمفهوم، وتعريف علمي به.
ثانياً: منهج البحث في مشروع المفاهيم والمصطلحات
يرحب الموقع بمساهمات الكتّاب قاطبة في هذا المجال ويدعوهم لتصفح شروط الكتابة.
فحرصا على خروج المشروع في روح واحدة، ورغبة في إضفاء الصبغة الأكاديمية على المشروع، بعيدا عن نزعة الذاتية النقدية. نود من حضرة الكتّاب الأعزاء الالتزام بسياسة البحث التالية:
1 - تعريف المفهوم لغة، وتعريفه بما هو متبادر في الوسط الفكري.
2 - جمع التعريفات الواردة حول المفهوم، والخلاصة إلى تحديد عناصره وبنيته بشكل رئيسي.
3 - النشأة: على المستوى التاريخي (تاريخ نشأته) والمعرفي (حقل نشوءه).
4 - المفهوم في الاستعمال: ما هي الحقول التي استخدم المفهوم فيها، وما تعريفه الاصطلاحي في هذه الحقول، بحيث يكون الاستقراء شاملا، مع رصد الاختلاف في المفهوم، سواء في السياقات العربية والأجنبية، أو بين الشخصيات العلمية.
5 - قراءة نقدية لما سبق، بحيث يتناول الباحث جدل استخدام المفهوم. وليس المقصود هنا ترجيح أحد المعاني أو الاستعمالات، بل المقصود ذكر الجدل التاريخي الذي دار حول المفهوم، فبعض المفاهيم أثارت جدلا وتجاذبات كثيرة.
6 - ببلوغرافيا: رصد كل ما يمكن رصده من مصادر حول المفهوم، عربيةً كانت أم أجنبيةً، تناولت هذا المفهوم.
7 - ينبغي أن يحافظ البحث على طابعه الموضوعي بحيث لا يتدخل الكاتب في الموضوع على مستوى النقد، لأن الغاية ضبطُ المصطلح في استعماله، وليست الوصولَ إلى الراجح في حدِّه وبيانه.
8 - توثيق النصوص الواردة، مع الحرص على ذكر النصوص الأصلية في النقاط الهامة التي تبرز طبيعة المفهوم.
9 - من المفيد تبسيط الأسلوب بما يتناسب مع العمل الموسوعي العام.
10 - المحافظة على تحرير السلسلة بروح واحدة.
11 - أن لا يزيد حجم المادة المكتوبة عن (4000) كلمة، متضمنا ذلك المراجع والببلوغرافيا.
يقدم الموقع مكافأة مجزية لكل مفهوم ينجز وذلك حسب نظام المكافآت المعمول به في الموقع
http://www.moslimonline.com/?page=artical&id=1202(/)
سيد قطب والتفسير الموضوعي
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 May 2010, 01:37 م]ـ
سيد قطب والتفسير الموضوعي
يتميز سيد قطب رحمه الله بأسلوبه التصويري في شرحه لظلال القرآن. وقد سمي أصلاً تفسيره بالظلال بسبب هذا النهج التصويري الذي استخدمه رحمه الله فالظلال هو عبارة عن صوره مطابقة للشيء. هذا الكلام يقودنا الى موضوع التفسير الموضوعي حيث أن الصورة المكتملة للتفسير الموضوعي لا تتأتى إلا من خلال الصورة الوصفية لوحدة النص والتي أبدع سيد بطريقة سردها لجميع سور القرآن. فهو من أوئل المتأخرين الذين انتهجوا نهج التفسير الموضوعي بالإعتماد على الصورة التكميلية للمقطع القرآني الواحد. فقد كان يتناول اولاً الفكرة الرئيسية الموضوعية التي تختص بها السورة بشكل عام ثم يقسم السورة الى وحدات فيعطي عنواناً خاصاً لكل مقطع الى أن يكمل جميع المشاهد التصويرية للسورة بطريقة متناسقة لا تتخفى على المتذوقين. .
والناظر الى تفسير الظلال يجد أن كلمة تصور وتصوير والمناهج الموضوعية تتكرر كثيراً في كتابه حتى لا تكاد سورة تخلو من هذه المصطلحات وغيرها التي تشير الى التفسير الموضوعي وما يشابهه من عناوين.
فمثلاً في سورة المائدة يتحدث سيد رحمه الله عن المراجعة الموضوعية لهذه السورة فيقول: فتصور معي الموقف حينما كانت اليهود في قوتها - في ذلك الوقت الذي نزلت فيه الآيات الخاصة بهم - قوة ونفوذ وعمل في المدينة، وفي الصف المسلم مما اقتضى هذه الحملة لكشف موقفهم وإبطال كيدهم. فهو يتحدث عن كم من الآيات ليعالج موقف اليهود في حالة معينة.
في سياق سورة (الأنعام) يقول رحمه الله: ونحن نبين منهج هذه السورة الموضوعي وهي تتناول قضية العقيدة بجملتها، في مواجهة مناسبة جزئية تتعلق بأمر التشريع والحاكمية. وهي المناسبة التي لا نقول: إنها اقتضت ذلك الحشد المجتمع المتدفق من التقريرات والتأثيرات في سياق السورة كلها. والتحليل الموضوعي الذي في سياق السورة في تماسكه وفي تدافعه وفي تدفقه يوقع في القلب أن هذه السورة نهر يتدفق، أو سيل يتدفع، بلا حواجز ولا فواصل.
لاحظوا ودققوا في كلامه فهو يحاول أن يعالج سورة بأكملها ويحاول أن يعطي لها عنواناً واحداً.
ويتحدث رحمه الله عن سورة الكهف فيقول:
أما المحور الموضوعي للسورة الذي ترتبط به موضوعاتها، ويدور حوله سياقها، فهو تصحيح العقيدة وتصحيح منهج النظر والفكر. وتصحيح القيم بميزان هذه العقيدة.
ويقول أيضاً عن سورة الطارق رحمه الله: وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل ..
«وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ؟ النَّجْمُ الثَّاقِبُ. إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» ..
من خلال ذلك يتبين بشكل واضح نهج سيد قطب الذي يقترب كثيراً الى منهج التفسير الموضوعي مما يدل أن سيد لم يغفل هذا النوع الحديث من التفسير.
ولقد كنت أظن أن الدكتور عبد الرحمن الشهري سيتطرق لسيد ومنهجه في التفسير الموضوعي في حلقة الأمس وخاصة أنه تحدث بنوع من الإسهاب عن هذا الوضوع. ولا أدري هل تعمد الدكتور إن لا يخوض بذلك أم لا.
لقد تابعت حلقة الأمس باهتمام بالغ ولاحظت تلك الابتسامة اللطيفة التي لم تغادر حلقة ذلك البرنامج الشيّق.
بارك الله بفضيلة الشيخ ونفع به الإسلام وأهله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 02:39 م]ـ
ولقد كنت أظن أن الدكتور عبد الرحمن الشهري سيتطرق لسيد ومنهجه في التفسير الموضوعي في حلقة الأمس وخاصة أنه تحدث بنوع من الإسهاب عن هذا الوضوع. ولا أدري هل تعمد الدكتور إن لا يخوض بذلك أم لا.
لقد تابعت حلقة الأمس باهتمام بالغ ولاحظت تلك الابتسامة اللطيفة التي لم تغادر حلقة ذلك البرنامج الشيّق.
بارك الله بفضيلة الشيخ ونفع به الإسلام وأهله.
جزاكم الله خيراً أخي تيسير وبارك فيكم.
لعلك تقصد حلقة برنامج مداد في قناة دليل، ولم يكن هناك مناسبة لذكر ما تفضلتم به، حيث مر الحديث عن التفسير الموضوعي عرضاً عند ذكري لصدور موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي صدرت عن جامعة الشارقة فحسب، وإلا فجهود سيد قطب لا تنكر كما تفضلتم جزاكم الله خيراً، فلو كان الحديث خاصاً بالتفسير الموضوعي ونشأته والجهود حوله لما لي أن أتجاوز جهود سيد قطب في ظلاله.
وأشكرك على تواضعك بمتابعة مثل تلك الحلقة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي تيسير وبارك فيكم.
لعلك تقصد حلقة برنامج مداد في قناة دليل، ولم يكن هناك مناسبة لذكر ما تفضلتم به، حيث مر الحديث عن التفسير الموضوعي عرضاً عند ذكري لصدور موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي صدرت عن جامعة الشارقة فحسب، وإلا فجهود سيد قطب لا تنكر كما تفضلتم جزاكم الله خيراً، فلو كان الحديث خاصاً بالتفسير الموضوعي ونشأته والجهود حوله لما لي أن أتجاوز جهود سيد قطب في ظلاله.
وأشكرك على تواضعك بمتابعة مثل تلك الحلقة.
بارك الله تعالى بجهدكم. وسدد على طريق الخير هداكم. ونفع بكم الإسلام وأهله.(/)
طلب أفكار في كيف نجعل عامة الناس يتدبرون القرآن
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[17 May 2010, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الأفاضل:
أريد أفكارا في كيف نجعل عامة الناس يتدبرون القرآن وكيف نحبب لهم القرآن ...
بارك الله فيكم ..
ممكن تسألوا طلبتكم وطالباتكم ...
ـ[جيلان]ــــــــ[18 May 2010, 12:57 ص]ـ
أخي / أختي الكريم (ة)
مَن عامة الناس؟
يعني كل المسلمين عدا أصحاب التخصص في علوم القرآن؟!
حب التدبر ينتج من حب القرآن - و لا أظن هناك من " يجعل " الناس تتدبر
و لكن يمكن توجيههم نحو التدبر
بسؤالهم مثلا عن لماذا أتت كلمة كذا في آية .. بينما في آية متشابهة ذكرت كلمة مختلفة
فهذا يقودهم لمحاولة التفكير ..
مثلا في قصة موسى و قومه و الاستسقاء
في البقرة .. فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا
و في الأعراف .. فانبجست
فلماذا قال هناك انفجرت و هنا انبجست؟؟
عندما يشحذ العقل و تنير التدبرات القلوب
يزداد المؤمنون ايمانا و تستيقن قلوبهم فيحبون التدبر
لكن كلمة (عامة الناس) هذه واسعة جدا!
منهم اطفال و منهم متوسطي العلم او اقل و منهم أصحاب الابتلاء و منهم المشغولون بالدنيا
و لكل فئة مدخل للداعية يحببهم عن طريقه في كتاب الله
أعانك الله و سدد خطاك
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[18 May 2010, 09:30 ص]ـ
لكن كلمة (عامة الناس) هذه واسعة جدا!
منهم اطفال و منهم متوسطي العلم او اقل و منهم أصحاب الابتلاء و منهم المشغولون بالدنيا
و لكل فئة مدخل للداعية يحببهم عن طريقه في كتاب الله
أعانك الله و سدد خطاك
انا أريد هذا المدخل
وقصدي من العامة المعرضين عن القرآن والذين يرونه صعبا،، صعبا في فهمه صعبا في تدبره يعني يجعلون بينهم وبينه مسافات بعيدة. ارجو أن تكون قد وضحت الفكرة \.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[20 May 2010, 08:12 م]ـ
هل من مزيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا نقل أسأل الله أن ينفع به ..
________________________
يبحث الكثير من محبي كتاب الله عن أفضل الطرق لحفظ القرآن، ويبدأ بعزيمة صادقة، وإرادة جادة، لكنه في النهاية يجد عزمه وقد بددته الأيام، إما بنسيان ما حفظ أو بمشقة الحفظ ..
هنا إخواني الأفاضل نقاط يغفل عنها الكثير ممن يريد حفظ كتاب الله، ويعتقد بأنها بلا أهمية
نقاط تشمل الجانب النفسي، والتطبيقي
طرق ربط الآيات ببعضها البعض، معلومات صغيره تستفيدون منها – بإذن الله تعالى -
أولاً: القسم النفسي:
1 - ابحث عن أكثر الأوقات التي تشعر فيها بالنشاط والتهيئة، كما هو الوقت الذي يكون بُعيد الفجر مباشرة.
2 - ابتعد عن الحفظ وأنت متعب، فهذا يعني تبديد جهدك ووقتك .. يمكنك استغلال هذا الوقت في القراءة (وليس المراجعة) أو فيما تشاء مما لا يكلف جهداً ذهنياً كبيراً.
3 - ابتعد عن الكلمات الانهزامية .. أنا لا أستطيع الحفظ .. الله لم يعطني ذاكره قوية .. عمري لا يُؤهل .. حفظي بطيء ..
(إن كان لديك شيئاً منها فألغها الآن).
واستبدلها بـ: استطعت تجاوز كل عقبات هذه الحياة هل أقف عند هذا .. لماذا أعيش إن لم يكن همي القرآن؟ .. أحب كتاب الله وسأثبت .. أنا أستطيع حفظ كتاب الله .. أنا أقدر وبسهولة.
4 - اجعل همتك لحفظ كتاب الله - تعالى - عالية لا تتأثر بما حولها من غبار ثم زدها بالتصميم والإصرار (كثير من الأمور لم نكن لنحصل عليها لولا الله تعالى ثم إصرارنا عليها، كالدرجات العالية ووو).
6 - ابحث عن أكثر الأماكن مناسبة.
*الأماكن الهادئة.
* الأماكن ذات التهوئة الجيدة (وهذا العنصر مهم جداً) لأن قلة التهوئة وبالأصح قلة الأكسجين تسبب الخمول والانزعاج، وعلى العكس في الأماكن التي يكثر فيها الأكسجين كالمزارع فإنها تشعر بالنشاط وانشراح الصدر والراحة.
* الأماكن ذات الإضاءة الجيدة.
* الأماكن المناسبة والمريحة لك أنت .. فوق السرير .. على الأريكة .. على الأرض .. مواجه للقبلة .. غير ذلك، كل هذا تحدده أنت.
7 - الحفظ لوجه الله تعالى، لا لضغوط ولا لجائزة مالية (وإن كانت تعتبر دافعاً قوياً).
العقل عندما يحس بضغط، كقولنا احفظ بسرعة .. يجب أن تحفظ .. الوقت سينتهي، وما إلى ذلك فسيجد العقل صعوبة في الحفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً الجانب التطبيقي:
1 - توكل على الله وابدأ الآن وليس غداً.
2 - قم بعملية تسخين للذهن قبل الحفظ، كقراءة آية أو آيتين مما تحفظ.
3 - عنصر مهم جداً: نظم وقتك .. اجعل لنفسك وقتاً محدداً للحفظ لا تخلفه .. وليكن مثلاً الساعة التي بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
لماذا التحديد لوقت الحفظ؟
لأنك تضع نصب عينيك أنك ستحفظ كتاب الله، ثم تجد مهام هذه الحياة تبعثر أوراقك، وتنسيك المهمة.
حتى ولو عدت بعد أيام وعقدت العزم، فإنك تعود لهذه الحالة .. والنتيجة تخرج برصيد ضعيف.
4 - عندما تحفظ تغنى بالقرآن .. اجعل نغماتك رائعة .. أعط كل آية نغمتها .. آيات العذاب لها نغماتها الخاصة وآيات الرحمة لها نغماتها الخاصة، آيات الدعاء والسؤال، آيات الأمر والنهي وهكذا.
5 - صحح التلاوة قبل الحفظ، صحح الحركات والنطق .. لماذا؟
لأن تصحيحها بعد الحفظ أصعب من حفظها أول مرة.
6 - قبل الحفظ تنفس بعمق، وكرر ذلك أكثر من مرة .. هذا التنفس يفيدك بإذن الله تعالى في دخول كميات كبيرة من O2 مما ينشط الذاكرة، وكثير من الفوائد التي لا يسع المقام لذكرها.
7 - من أفضل طرق الحفظ هو إمساك المصحف في الجهة اليسرى (إلى الأعلى قليلاً) .. فهذا هو مكان الذاكرة في الدماغ، أما بالنسبة للذين يكتبون باليد اليسرى فيكون الحال هو العكس أي الجهة اليمنى.
8 - قاعدة: كل ما كنت نشيطاً كل ما استطعت الحفظ أكثر – بإذن الله تعالى -. هنا شيء مفيد: هو أن تحفظ وأنت تمشي، فالمشي يزيد النشاط بالإضافة إلى فوائد كثيرة.
9 - ابحث في شخصيتك وفي نمطك الشخصي .. هل أنت بصري أم سمعي أو حسي؟
* فإن كنت بصرياً فاعلم أن حفظك أقوى برؤيتك للآيات ولمكانها وطريقة رسمها (وطبعاً بمعرفة المعاني).
فالأشخاص البصريين ننصحهم باستعمال المصاحف التي تستخدم ألوان متعددة للآية الواحدة.
* أما إن كنت سمعياً فاحفظ بالنغمات المختلفة (التي تحدثت عنها في النقطة رقم (4))، وحاول الإكثار من سماع القرآن من خلال القرّاء، وحاول أن يكون هذا القارئ شخصاً واحداً في السورة الواحدة.
* وإن كنت حسياً .. فقلما تستطيع الحفظ ما لم تفهم الآيات .. افهم الآيات فهماً صحيحاً، واقرأ التفاسير قبل الحفظ فستجد سهولة في الحفظ بعد ذلك – بإذن الله تعالى -.
في هذا العالم تجد الناس كلهم لديهم حس .. فالبصريون والسمعيون والحسيون يزداد حفظهم بفهمهم لمعاني الآيات.
10 - اربط الآيات بعضها ببعض.
قد تعتقد لفترة أنك لا تستطيع الربط بين آية وأخرى، أو أن الآيات تتوقف هنا .. فماذا تفعل؟
أ- في هذه الحالة ابحث عن أي كلمة في هذه الآية تربطك بالتي بعدها .. ثم صغها مرة أخرى لتجد نفسك تقرأها بتتالي وترابط.
مثلاً: قوله تعالى في سورة آل عمران:" إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين "
والآية التي بعدها:" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم "
نرى الرابط بين هذه الآية والتي بعدها " النفقة " في قوله تعالى:" فلن يقبل من أحدهم " و " حتى تنفقوا ".
ب - اجعل مكان الآية يذكرك بها، كالتي في الجهة اليمن في الوسط مثلاً. حاول تذكر أماكن الآيات.
11 - إن كنت ممن يجدون مشكلة في الآيات المتشابهات، وخاصة الموجودة في أواخر الآيات .. كقوله تعالى:" إن الله عزيز حكيم "، " إن الله غفور رحيم "، " إن الله كان علياً كبيرا "، " لعلكم تفلحون "، " لعلكم تتقون ".
فهنا خذ بالمناسبات، وذلك يأتي بالتأكيد بعد فهم الآية، مثلاً:
عندما قال الله تعالى:" فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً " نلاحظ جاء بعدها " إن الله كان علياً كبيراً "
وهذا مناسباً جداً .. كنوع من التحذير من ظلمهم بعد ذلك.
إن لم تستطع الجمع بين المتشابهات بعد هذه القواعد فحاول الاطلاع على الكتب المؤلفة في المتشابهات وستجد – بإذن الله – ضالتك.
12 - ضع خطة لحفظك ولتكن واضحة وتستطيع تطبيقها، فالقدرة على تحقيق الهدف يكمن بعد الله على صحة التخطيط. ابتعد عن الخطط الخيالية التي تجعلك تعتقد أنك لا تستطيع حفظ القرآن. لا داعي للاستعجال فإن ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة.
مثال لخطة: سأحفظ - بإذن الله – خلال أربعين يوماً جزء،في كل يوم نصف وجه فقط،أحفظُ ثم أراجع مما حفظت في كل يوم صفحتين فقط.
13 - اجعل لنفسك يوماً للراحة (للمراجعة مثلاً).
14 - اسمح لخيالك بالتحرك، عش مع كل آية، وانتقل من زمن إلى آخر في كل آية (بخيالك).
ـ[باحثة علم]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب تدبر القرآن
للشيخ سلمان بن عمر السنيدي
المقاس
17 × 24 سم
عدد الصفحات
145 صفحة
الناشر
المنتدى الإسلامي ومجلة البيان
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/tadbrquran/cover.JPG
عرض عام لأهم مباحث الكتاب:
المقدمة
تمهيد (معنى تدبر القرآن)
المبحث الأول (أهمية تدبر القرآن)
المبحث الثاني (أمور شُرعت من أجل تدبر القرآن والتأثر به)
المبحث الثالث (أمور متوقفة على تدبر القرآن وفهم معانيه)
المبحث الرابع (صوارف تحول دون التدبر)
المبحث الخامس (من درجات التدبر)
المبحث السادس (علاقة القارئ بالقرآن)
المبحث السابع (من سبل تدبر القرآن الكريم)
المبحث الثامن (صور من تدبر القرآن)
الرابط هنا سبحان الله والحمد لله والله أكبر ( http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/tadbrquran/tadbrquran.zip)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:30 ص]ـ
((مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة))
للدكتور:خالد بن عبد الكريم اللاحم.
http://www.saaid.net/book/3/643.zip
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:46 ص]ـ
منقول للإستفادة
قال تعالى في محكم قرآنه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (ص:29) وتدبر القرآن مقصد أساسي من مقاصد نزول القرآن الكريم، فهو السبيل لفهم أحكامه، وهو الطريق لبيان غاياته ومقاصده؛ فلا يُفهم القرآن حق الفهم، ولا تُعرف مقاصده وغاياته حق المعرفة، إلا بالوقوف عند آياته وتدبرها حق التدبر، لكشف ما وراءها من حكم ومعانٍ.
ومع أننا - والحمد لله - لا نزال نرى كثيراً من المسلمين يقرؤون القرآن آناء الليل وأطراف النهار - وهذا أمر طيب على كل حال - إلا أن الكثير منهم لا يزال يقرأ القرآن من غير تدبر ولا فهم، الأمر الذي أدى إلى تفويت المقصد الأساس الذي أنزل القرآن لأجله، ألا وهو العمل بأحكامه، واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
ونحن - وعملاً بقوله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (الذاريات:55) - ارتأينا أن نخصص هذا المقال للحديث عن بعض القواعد المهمة، التي تساعد على تدبر القرآن الكريم، وفهمه الفهم السليم.
فمن تلك القواعد معرفة لغة العرب وأساليبهم البيانية، فلا يخفي أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب وبلسانهم، وهو لا يُفهم إلا بفهم ما به نزل، ولذلك وجدنا أهل العلم كافة يهتمون بمعرفة لغة العرب، ويوصون طلبة العلم بذلك؛ وبيان ذلك أن من لا يعرف أساليب العرب في البيان لا يستطيع - مثلاً - أن يفهم قوله تعالى: {واسأل القرية} (يوسف:82) ولا يمكنه كذلك أن يفرِّق بين قوله تعالى: {إياك نعبد} و (نعبدك) أو (نعبد إياك) ونحو ذلك من الأساليب العربية.
ولا بد أن نشير هنا إلى أنه لا يُطلب من كل قارئ للقرآن الكريم أن يكون نحويًا، كسيبويه ومن كان على شاكلته، بل المطلوب أن يحصل قارئ القرآن على الحد الذي يُمكَّنه من فهم كتاب الله وتدبره.
ومن القواعد المهمة والمساعدة على تدبر القرآن، دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالمعروف أنه صلى الله عليه وسلم كان الترجمان الحقيقي للقرآن، وأنه كان خُلُقُه القرآن، وأنه كان قرآنًا يمشي، فهو المبين لمجمله، والموضح لمشكله، وإذا كان الأمر كذلك، فإن تدبر القرآن وفهمه لا يتأتَّى إلا بالرجوع إلى ما ثبت من سيرته صلى الله عليه وسلم وما صح من سنته.
ثم إن معرفة أسباب النزول تُعدُّ من القواعد المهمة في تدبر القرآن؛ لأن كثيراً من الآيات ارتبط نزولها بمناسبات ووقائع معينة، ولا يمكن أن تُفهم إلا بمعرفة المناسبات والوقائع التي نزلت لمعالجتها، فالقارئ لكتاب الله - مثلاً - قد لا يدرك المقصود من قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} (آل عمران:139 - 140) إلا بمعرفة أسباب نزولها.
ومن الأمور المساعدة على تدبر كتاب الله، الرجوع إلى كتب التفاسير المعتمدة، والنظر في أقوال أهل العلم فيها، فقد حوت تلك الكتب كثيراً من تفاسير السلف، كتفاسير الصحابة، وتفاسير التابعين وتابعيهم، كتفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، وغيرها كثير، فبالرجوع إلى هذه التفاسير وأمثالها عون لقارئ كتاب الله على تدبر آياته وفهمه الفهم السليم.
ومما يصبُّ فيما نحن بصدد الحديث عنه، العكوف على قراءة القرآن مع التأمل والنظر والتفكر في آياته، وهذا ما حثَّ عليه القرآن نفسه؛ يرشد لهذا العديد من الآيات الداعية إلى التفكر والتدبر في آيات الله، من ذلك - مثلاً - قوله تعالى: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} (سبأ:46) فالتفكر والتدبر والنظر والتأمل يفتح لقارئ كتاب الله كثيراً من المعاني، التي لا يمكن أن يكتسبها قارئ كتاب الله إلا من خلال ذلك.
ومن أهم القواعد المهمة في تدبر القرآن الكريم، قاعدة إنزال القرآن على الواقع، وتعني هذه القاعدة باختصار أن القرآن الكريم لم ينزل لزمان معين ولا لمكان معين، وإنما نزل صالحاً للعمل والتطبيق في كل زمان وفي كل مكان، وهو لا يفهم حيًا غضًا طريًا، إلا بإنزاله على واقع الأمة وقضاياها، فلكل زمان كُفَّاره ومنافقوه، ولكل مكان فراعنته وظالموه. لذا كان من الخطأ والزلل إنزال القرآن على غير منازله، فمن أنزل آيات المؤمنين في الكافرين أو العكس، أو جعل المؤمنين الصالحين هم المنافقون الكافرون، فقد ضل سواء السبيل.
ونختم مقالنا هذا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم وواضح أن الحديث قَرَنَ بين التلاوة والمدارسة، ورتب عليهما السكينة والرحمة وحفظ الملائكة وذكر الله لقارئي كتابه.
ولعل واقع المسلمين اليوم وما هم عليه من وضع لا يحسدون عليه، ما يُشير إلى أن غياب تدبر القرآن وفهمه الفهم الصحيح، ومن ثَمَّ العمل به، أقول: لعل في ذلك سبب وراء ما هم عليه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[01 Jul 2010, 12:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يستطيع أحد أن يحب رسالة و يحفظها ويرددها تقربا إلى صاحبها دون أن يعرف من هو؟ إننا جميعا ندعى معرفة الله و ندعى معرفة قدر القرآن الكريم دون أن يكون لذلك حقيقة فنحن لم نتعلم الايمان قبل القرآن و إنما إعتبرنا الايمان امرا مفروغا منه فتوجهنا لحفظ القرآن فكانت النتيجة أن الكثيرين توقفوا و حتى الكثير ممن أكمل الحفظ هو يحفظ حروفا ليس إلا و إن سألته عن معنى كلمة لا يجيبك.
البداية تكون من التعرف إلى الله أولا بمعرفة اسمائه و صفاته العلى لتقترب أكثر من صاحب الرسالة فتستشعر قيمة الرسالة و هناك العديد من الكتب مثل كتاب الشيخ سعيد القحطانى و كتاب الدكتور محمود الرضوانى فى أسماء الله الحسنى فإذا وقر الايمان فى قلبك و عرفت أن الله هو المقصود وحده إنتقلت إلى مرحلة التوبة.
و التوبة مرحلتان توبة الجوارح عن المعاصى و توبة القلب عن الانشغال بغير الله ثم تنتقل إلى مرحلة التعرف على الرسالة و ليس اجمل من أن تقرأ كتب الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراز النبأ العظيم و مدخل إلى القرآن الكريم ثم تتعلم كيف تتعامل مع الرسالة و لم أقرأ أفضل من مفاتيح تدبر القرآن للدكتور خالد اللاحم و تدبر القرآن للشيخ سلمان بن عمر السنيدي فكلاهما سهل الاسلوب واضح المعنى.
هنا تجد نفسك منكبا على حفظ القرآن مقبلا عليه بما يتناسب معك من وقت و إمكانات فلا يوجد طريقة مثلى للحفظ فكل يسلك ما يتناسب معه.
و لاتنس فى هذه الرحلة المباركة صدق اللجوء إلى الله و التضرع إليه و الدعاء بأن يوفقك لرضاه و لايكن همك نهاية السورة وتبتغى أن يقال قارئ و لكن ابتغ رضا الله.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:43 م]ـ
بارك الله فيك أخيتي شذى وجزاك الجنّة ....
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:47 م]ـ
((مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة))
للدكتور:خالد بن عبد الكريم اللاحم.
http://www.saaid.net/book/3/643.zip (http://www.saaid.net/book/3/643.zip)
بارك الله فيك وجزاك الجنة أخيتي باحثة علم ...
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:52 م]ـ
ولعل واقع المسلمين اليوم وما هم عليه من وضع لا يحسدون عليه، ما يُشير إلى أن غياب تدبر القرآن وفهمه الفهم الصحيح، ومن ثَمَّ العمل به، أقول: لعل في ذلك سبب وراء ما هم عليه، والله أعلم.
أكيد ... بارك الله فيك وجزاك الجنة أخ تيسير ...
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يستطيع أحد أن يحب رسالة و يحفظها ويرددها تقربا إلى صاحبها دون أن يعرف من هو؟ إننا جميعا ندعى معرفة الله و ندعى معرفة قدر القرآن الكريم دون أن يكون لذلك حقيقة فنحن لم نتعلم الايمان قبل القرآن و إنما إعتبرنا الايمان امرا مفروغا منه فتوجهنا لحفظ القرآن فكانت النتيجة أن الكثيرين توقفوا و حتى الكثير ممن أكمل الحفظ هو يحفظ حروفا ليس إلا و إن سألته عن معنى كلمة لا يجيبك.
نعم بارك الله فيك هذا هو الحاصل .. نسأل الله الهداية.
البداية تكون من التعرف إلى الله أولا بمعرفة اسمائه و صفاته العلى لتقترب أكثر من صاحب الرسالة فتستشعر قيمة الرسالة و هناك العديد من الكتب مثل كتاب الشيخ سعيد القحطانى و كتاب الدكتور محمود الرضوانى فى أسماء الله الحسنى فإذا وقر الايمان فى قلبك و عرفت أن الله هو المقصود وحده إنتقلت إلى مرحلة التوبة.
ما أسماء الكتب التي ذكرتها؟؟ هل هو أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد القحطاني؟؟
و التوبة مرحلتان توبة الجوارح عن المعاصى و توبة القلب عن الانشغال بغير الله ثم تنتقل إلى مرحلة التعرف على الرسالة و ليس اجمل من أن تقرأ كتب الشيخ الدكتور محمد عبدالله دراز النبأ العظيم و مدخل إلى القرآن الكريم ثم تتعلم كيف تتعامل مع الرسالة و لم أقرأ أفضل من مفاتيح تدبر القرآن للدكتور خالد اللاحم و تدبر القرآن للشيخ سلمان بن عمر السنيدي فكلاهما سهل الاسلوب واضح المعنى.
هنا تجد نفسك منكبا على حفظ القرآن مقبلا عليه بما يتناسب معك من وقت و إمكانات فلا يوجد طريقة مثلى للحفظ فكل يسلك ما يتناسب معه.
و لاتنس فى هذه الرحلة المباركة صدق اللجوء إلى الله و التضرع إليه و الدعاء بأن يوفقك لرضاه و لايكن همك نهاية السورة وتبتغى أن يقال قارئ و لكن ابتغ رضا الله.
بارك الله فيك أخ خالد وزادك علما وعملا .. ونسأل الله صدق اللجوء له ..
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[02 Jul 2010, 01:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا اختاه.نعم أنا أقصد كتاب اسماء الله الحسنى لكلا الشيخين و يمكن تحميل كافة كتب الشيخين من الروابط التالية
http://www.alridwany.com/book/book.html
http://www.alsalafway.com/cms/books.php?action=books&id=923
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المفاز]ــــــــ[02 Jul 2010, 04:21 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ سأطرح لك أختي الفاضلة خطوات تعين على التدبر بحول الله:
الخطوة الأولى: وقفة مع وصف القرآن والحكمة من إنزاله:
نبدأ أولاً بوصف القرآن:
يقول الله-سبحانه وتعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [ص:29]
- وصف الله-سبحانه-القرآن بأنه مبارك؛ والبركة في لغة العرب لها أصلان:
أ) النماء والزيادة؛ ومنه يقال: هذا مالٌ مبارك؛ أي وقعت فيه البركة والخير.
ب) الدوام والثبوت؛ ومنه سميت البِركة؛ لدوام مائها.
ووجه وصف القرآن بذلك كالتالي:
* من جهة النماء والزيادة؛ فمن جهتين:
1. من جهة الأجور؛ عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ-رضي الله عنه-قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) [الترمذي/فضائل القرآن/مَا جَاءَ فِيمَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ الْقُرْآنِ مَالَهُ مِنْ الأَجْرِ]، وكما هو معلوم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن من جهة الأجر.
2. من جهة الفهوم؛ فلو دخلت المكتبة الإسلامية تجد كتب التفسير متفاوتة من جهة أسلوب الكتابة، واتجاه المفسرين، والمواضيع المختارة وكلهم يفسر كتابًا واحدًا؛ فهذا دليل على أن الله فتح على كل واحدٍ منهم من باب مختلف عن نظيره بما ينفع هذه الأمة.
* أما من ناحية الدوام والثبوت فلأن الله تكفل بحفظه؛ قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] فحفظ:
- ألفاظه من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل؛ بأن حفظه ابتداء في صدر نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-ثم في صدور أمته من بعده إلى أن يرفع من الأرض.
- معانيه؛ بأن سخر من أهل العلم من يبيّنه للناس؛ قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران:187].
أما من ناحية الحكمة من إنزاله فكما ورد في الآية؛ أمران: التدبر، والتذكر.
وأصل التدبر من الدبر وهو آخر الشيء ومنتهاه؛ يقال: فلان حسن التدبير أي ينظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه؛ وهذا ما ذكره شيخنا السعدي-رحمه الله-في تفسير آية سورة ص فقال:
{لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} أي: هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته، فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة، تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود. اهـ
وقال العلامة ابن القيم-رحمه الله-: (تدبر القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر).
إذن هذه الحكمة الأولى وهو الفهم لمراد الله من خطابه وذلك بعاملين: قلب، وفكر وهذا هو الوارد في قوله تعالى في سورة ق: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:
أي: قلب عظيم حي، ذكي، زكي، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله، تذكر بها، وانتفع، فارتفع وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله، واستمعها، استماعًا يسترشد به، وقلبه {شَهِيدٌ} أي: حاضر، فهذا له أيضا ذكرى وموعظة، وشفاء وهدى. اهـ
أما الحكمة الأخرى الواردة هنا فهي التذكر؛ وهو مأخوذ من الذكر الذي هو ضد النسيان؛ قال صاحب اللسان: الذِّكْرُ الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه. اهـ. وغالبا التذكر يحصل لوجود أثر عن معلوم؛ وهذه تكون بعد الفهم؛ فأنت بعدما تفهم القرآن بمجرد النظر فيه يحدث فيك ذكرى وهذه الذكرى قد تقع على القلب؛ فتبعث على الخشية والإنابة وزيادة المحبة وغير ذلك من أعمال القلب، أو على جارحتك؛ سواء كان لسانك بذكر الله أو على غير اللسان من الازدياد من الطاعات.
إذن الحكمة من إنزال القرآن:
- التدبر؛ وهو الفهم.
- والتذكر؛ وهو أثر الفهم.
ولا يكونان إلا بالتفسير؛ الذي هو فهم معنى وإدراك مرمى.
وهذا هو فعل سلف الأمة؛ قال ابن مسعود-رضي الله عنه-: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن).
من يدرك ذلك؟
كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:
أي: أولو العقول الصحيحة، يتذكرون بتدبرهم لها كل علم ومطلوب، فدل هذا على أنه بحسب لب الإنسان وعقله يحصل له التذكر والانتفاع بهذا الكتاب. اهـ
هذه هي الخطوة الأولى ولنا بحول الله لقاء آخر فيه الخطوة الثانية
ملاحظة: تطرح هذه المقدمة بما يناسب المخاطب، والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:04 م]ـ
هذا موضوع طرحت فيه أفكار جميلة في ذات السياق:
اذكر بعض الأفكار النافعة لإضفاء الحيوية على درس التفسير للعامة ( http://tafsir.net/vb/t8611.html)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:46 م]ـ
إذن الحكمة من إنزال القرآن:
- التدبر؛ وهو الفهم.
- والتذكر؛ وهو أثر الفهم.
ولا يكونان إلا بالتفسير؛ الذي هو فهم معنى وإدراك مرمى.
وهذا هو فعل سلف الأمة؛ قال ابن مسعود-رضي الله عنه-: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن).
من يدرك ذلك؟
كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:
أي: أولو العقول الصحيحة، يتذكرون بتدبرهم لها كل علم ومطلوب، فدل هذا على أنه بحسب لب الإنسان وعقله يحصل له التذكر والانتفاع بهذا الكتاب. اهـ
هذه هي الخطوة الأولى ولنا بحول الله لقاء آخر فيه الخطوة الثانية
ملاحظة: تطرح هذه المقدمة بما يناسب المخاطب، والله ولي التوفيق
[/ QUOTE]
بارك الله فيك أخ مفاز وجزاك الفردوس .. في إنتظار الخطوة الثانية ...
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:52 م]ـ
هذا موضوع طرحت فيه أفكار جميلة في ذات السياق:
اذكر بعض الأفكار النافعة لإضفاء الحيوية على درس التفسير للعامة ( http://tafsir.net/vb/t8611.html)
بارك الله فيك وجزاك الفردوس أخ محمد ..
ـ[باحثة علم]ــــــــ[04 Jul 2010, 08:10 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وأحسن الله إليك
ـ[بوعلام]ــــــــ[04 Jul 2010, 09:56 م]ـ
يااخواني الكرام أحبكم في الله عزوجل وأشكركم على هذه الفوائد النافعة وشكرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:40 م]ـ
مفاتح التدبر في ثلاثة أمور مهمة:
الأول: القراءة بنية التعبد والتخلص من قراءة التعود.
الثاني: حسن الاستماع إلى الله. ويعرف حسن الاستماع بكمال الاتباع، قال تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
الثالث: أن يوقن القارئ أنه المخاطب بكل ما يقرأ.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:02 ص]ـ
مفاتح التدبر في ثلاثة أمور مهمة:
الأول: القراءة بنية التعبد والتخلص من قراءة التعود.
الثاني: حسن الاستماع إلى الله. ويعرف حسن الاستماع بكمال الاتباع، قال تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
الثالث: أن يوقن القارئ أنه المخاطب بكل ما يقرأ.
بارك الله فيك أخ محمد صالح .. وجزاك الفردوس.
إذا كنا نريد عامة النّاس يتدبرون القرآن،كيف تجعلهم يحسنون الإستماع، إذا كانوا مثلا يرون أن القران صعب
قرأته صعبة فهمه صعب،كيف يقبلون عليه ويحبونه ويقتنعون أنه سهل وميسر؟؟؟؟؟؟
ـ[المفاز]ــــــــ[05 Jul 2010, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدت إليكم واعتذر عن التأخير لذلك سأطرح بحول الله ثلاث خطوات:
الخطوة الثانية: قراءة الآيات قراءة متدبرة متمعنة؛ فعن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة-رضي الله عنها-عن قراءة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وعن صلاته؛ فنعتت صلاته، ثم نعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة مفسرة).
قال ابن بطال-رحمه الله-: (إنما كان يفعل ذلك والله أعلم لأمر الله له بالترتيل، وأن يقرأه على مكث، وألا يحرك به لسانه ليعجل به؛ فامتثل أمر ربه تعالى فكان يقرؤه على مهل ليبين لأمته كيف يقرءون، وكيف يمكنهم تدبر القرآن وفهمه).
ومن ذلك ما ذكره ابن القيم-رحمه الله-حينما قال: (إذا مر-متدبر القرآن-بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها مائة مرة ولو ليلة؛ فقراءة آية بتفكّر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن).
الخطوة الثالثة: وضع موضوع للسورة والمراد به التوصل إلى مقصود السورة؛ بجعل كل متدرب يتفكر في الآيات ويذكر ما توصل إليه؛ وهذه الخطوة يشترط فيها أمران:
1. أن يكون الموضوع للسورة كلها وليس جزئيًا.
2. أن يكون الموضوع بصيغة تقرير أو قاعدة يمكن استصحابها في مواطن مختلفة من كتاب الله.
سأطبق اليوم على سورة الإخلاص حتى يتضح المطلوب-بعون الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
موضوع سورة الإخلاص-مثلاً-تحقيق إثبات كمال صفات الربّ-سبحانه وتعالى-بالجمع بين النفي والإثبات وذلك حقيقة التوحيد.
الخطوة الرابعة: إثارة الذهن باستفهامات تجاه الآيات.
قد يقول قائل: وما علاقة التدبر بالاستفهامات؟
فنقول-مستعينين بالله-أن التدبر هو الفهم، والاستفهام هو طلب الفهم.
وهذا الأسلوب أسلوب تربوي نبوي تعليمي فقد استخدمه النبي-صلى الله عليه وسلم-في تقرير المسائل العظام؛ على سبيل المثال حينما أراد أن يبيّن للناس حق الله-تعالى-لم يقل لمعاذ-رضي الله عنه-حق الله كذا مباشرة وإنما وجه له السؤال بقوله-صلى الله عليه وسلم-: (يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟)، قَالَ اللَّهُ: وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟)، قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ) رواه البخاري.
وكذلك حديث جبريل-عليه السلام-الطويل المعروف بحديث مراتب الدين جاء في هيئة السائل؛ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-في آخر الحديث: (يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟) فقال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ) رواه مسلم.
إذن الخطوة الرابعة إثارة الذهن بأسئلة تعين على التدبر؛ نطبق على سورة الإخلاص:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}: لمن وجه الخطاب؟ ما دلالة ضمير الشأن (هو)؟ ما معنى اسم (الله)؟ ما دلالة تنكير لفظ (أحدٌ)؟
{اللَّهُ الصَّمَدُ}: ما الحكمة من تكرار لفظ الجلالة؟ وما معنى (الصمد)؟
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}: ما علاقة الآية بما قبلها؟ وما دلالة (لم)؟ ما الحكمة من تكرار (لم)؟ وما وجه ذكر الخبر بصيغة الفعل المضارع؟
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}: ما علاقة الآية بما قبلها؟ ما معنى {كفوًا}؟ وما دلالة {أحد}؟
ملاحظة: يطلب من المتدربات مجرد وضع الأسئلة ومنع الإجابة؛ لأنها ستأتي في خطوة مستقلة.
قد يقول قائل: هل كل مرة سنقرأ فيها القرآن سنقوم بهذه الخطوة؟
الجواب: طبعا هذه خطوات اجتهادية وليس إجبارية لكن تجد بحول الله فائدتها، وستصبح عندك ملكة بالتدريب.
يكفي هذا القدر أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد(/)
حقيقة هاروت وماروت
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[18 May 2010, 12:54 م]ـ
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
[وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101} وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {102} وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {103}]
ذكر في الآيات هاروت وماروت. فما هي حقيقتهما؟
هنا أهتدي إلى نتيجة واحدة، ليس تشهيا ولكن اعتمادا على سياق الآيات وما جاء من تفسير خاص بالمأثور:
يقول الطبري في تفسيره: جامع البيان في تفسير القرآن:
[يعني بقوله: {واتّبَعُوا ما تَتْلُوا الشّياطِينُ} الفريق من أحبار اليهود وعلمائها الذين وصفهم الله جل ثناؤه بأنهم نبذوا كتابه الذي أنزله على موسى وراء ظهورهم، تجاهلاً منهم وكفراً بما هم به عالمون، كأنهم لا يعلمون. فأخبر عنهم أنهم رفضوا كتابه الذي يعلمون أنه منزل من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقضوا عهده الذي أخذه عليهم في العمل بما فيه، وآثروا السحر الذي تَلَتْه الشياطين في ملك سليمان بن داود فاتبعوه وذلك هو الخسار والضلال المبين.]
ويقول ابن كثير في تفسيره:
[قال ابن جرير فتأويل الآية على هذا {وَ?تَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ?لشَّيَـ?طِينُ عَلَى? مُلْكِ سُلَيْمَـ?نَ} من السحر، وما كفر سليمان، ولا أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون قوله: ببابل هاروت وماروت من المؤخر الذي معناه المقدم، قال: فإن قال لنا قائل: كيف وجه تقديم ذلك؟ قيل: وجه تقديمه أن يقال: {وَ?تَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ?لشَّيَـ?طِينُ عَلَى? مُلْكِ سُلَيْمَـ?نَ} من السحر، وما كفر سليمان، وما أنزل الله السحر على الملكين، ولكن الشياطين كفروا، يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، فيكون معنياً بالملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام؛ لأن سحرة اليهود فيما ذكرت كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبهم الله بذلك، وأخبر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر، وبرأ سليمان عليه السلام مما نحلوه من السحر، وأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين، وأنها تعلم الناس ذلك ببابل، وأن الذين يعلمونهم ذلك رجلان: اسم أحدهما هاروت، واسم الآخر ماروت، فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجمة عن الناس، ورداً عليهم.]
ويقول الطبري:
[وإن كان قوله «هاروت وماروت» ترجمة عن الناس الذين في قوله: {وَلَكِنَّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ} فقد وجب أن تكون الشياطين هي التي تعلم هاروت وماروت السحر، وتكون السحرة إنما تعلمت السحر من هاروت وماروت عن تعليم الشياطين إياهما.]
ويقول ابن كثير:
[{وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ?لْمَلَكَيْنِ} قال: ما أنزل الله على جبريل وميكائيل السحر، قال ابن أبي حاتم: وأخبرنا الفضل بن شاذان، أخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا يعلى، يعني ابن أسد، أخبرنا بكر، يعني ابن مصعب، أخبرنا الحسن بن أبي جعفر: أن عبد الرحمن بن أبزى كان يقرؤها: {وما أنزل على الملكين داود وسليمان} وقال أبو العالية: لم ينزل عليهما السحر.]
استنتاج:
1 - السحر لم ينزل على الملكين: جبريل وميكائيل، ولم ينزل على الملكين داود وسليمان.
2 - أصل السحر من الشياطين
3 - أول مكان انتشر فيه السحر هو بابل
4 - هاروت وماروت رجلان كانا مقيمين ببابل تعلما السحر من الشياطين وعلماه الناس بعد ذلك، وكانا يحذران الذين يتعلمون السحر على أيديهما أنه عمل يؤثر على عقيدة ممارسه لأنه يؤدي إلى الكفر.
5 - أحبار اليهود بتفضيلهم السحر على الوحي خسروا وضلوا.
والله أعلم(/)
ما الفرق بين (الأنبياء) و (النبيين) في الاستخدام القرآني؟
ـ[راشد فلاح الحربي]ــــــــ[18 May 2010, 11:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوان أرجو منكم الرد على استفساري
ما الفرق بين (الأنبياء) و (النبيين) في الإستخدام القرآني؟
وأرجو أن تكون الإجابة مع ذكر المصدر ... أرجو الرد سريعا
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[20 May 2010, 05:57 م]ـ
الأخ راشد فلاح الحربي
لعلي أبدأ هذه المداخلة المفتوحة بمحاولة استقراء أولي تاركا المجال لمن له المزيد
من خلال الاستقراء يتبين ما يلي:
1 - (نبي) كلمة قرآنية لها جمعان: نبيون وأنبياء
2 - جاءت كلمة نبي في القرآن الكريم على صيغة جمع السلامة كما جاءت على صيغة جمع التكسير (وقد ذهب بعضهم إلى أن الاسم إن كان له جمع تكسير وجمع سلامة كالجفان والجفنات فجمع السلامة للقلة وجمع التكسير للكثرة، وإن لم يكن له إلا جمع سلامة فجمع السلامة مشترك بين القلة والكثرة) شرح شافية ابن الحاجب
3 - جاء ذكر النبيين مكملا للأنبياء: محمد صلى الله عليه وسلم، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، الأسباط، موسى، عيسى، نوح، أيوب، يونس، هارون، سليمان، داود عليهم صلوات الله وسلامه.
4 - النبيون أنزل معهم الكتاب
5 - النبيون أخذ الله منهم المثاق
6 - النبيون من بعد نوح
7 - النبيون من ذرية آدم
8 - محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
9 - بينما الأنبياء فهم كثر وتعرضوا للقتل بغير حق
10 - بنو إسرائيل منهم أنبياء كما جاء على لسان موسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ} المائدة20
والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 06:25 م]ـ
طرح هذا السؤال في شبكة الفصيح وأحابوا عليه بما هو آت:
في السياقات التي لا تقتضي التهويل والمبالغة والكثرة، ترد (النبيون) و (النبيين) بجمع القلة على الأصل مناسبة لتلك السياقات، وما يجيء على أصله لا يسأل عن علته، لكن إذا خرج الشيء عن أصله سئل عن علته.
وأما في السياقات التي تقتضي التهويل والمبالغة والكثرة فترد (الأنبياء) بجمع الكثرة على غير الأصل مناسبة لتلك السياقات، ولا تأتي على الأصل بجمع القلة.
ونبي تجمع فنقول (أنبياء) ونقول (نبيون) ولكن متى نقول أنبياء ومتى نقول نبيون؟
إذا أردنا جمع القلة فإن الجمع السالم يدل على قلة فنقول (نبيون).
وإن أردنا جمع الكثرة نأتي بجمع التكسير ونقول (أنبياء).
مثل كلمة (سنبلة) ... (سنابل) و (سنبلات).
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[21 May 2010, 12:32 ص]ـ
يقول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ} المائدة20
يقول طنطاوي في تفسيره: الوسيط في تفسير القرآن الكريم
والتنكير فى قوله {أَنْبِيَآءَ} للتكثير والتعظيم. أى: تذكروا يا بنى إسرائيل نعم الله عليكم، وأحسنوا شكرها، حيث جعل فيكم أنبياء كثيرين يهدونكم إلى الرشد. قال صاحب الكشاف: " لم يبعث الله فى أمة ما بعث فى بنى إسرائيل من الأنبياء ".
ويقول الشعراوي في خواطره:
" {?ذْكُرُواْ نِعْمَةَ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً} وكلما أدركتهم غفلة فإن الحق يرسل لهم نبياً كأسوة سلوكية. ولم يغضب عليهم ولم يقل: أرسلت لهم رسولا واثنين وثلاثة وأربعة. ولم يهتدوا، بل كلما عصوا الله واستعصت داءاتهم أرسل لهم رسولا، مثلهم في ذلك كمثل المريض الذي لا يضن عليه عائله بطبيب أو بطبيبين أو ثلاثة أو أربعة، بل كلما لاحظ عائله شيئا فإنه يرسل له طبيباً. وفي ذلك امتنان؛ لأن الله أرسل إليهم كثيراً من الرسل. وكان عليهم أن يعلموا أن داءاتهم قد كثرت وصار مرضهم مستعصيا؛ لأنه لو لم يكن المرض مستعصيا؛ لما كانوا في حاجة إلى هذه الكثرة من الأطباء والأنبياء، ومع ذلك رحمهم الله وكلما زاد داؤهم أرسل لهم نبيا."
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 May 2010, 07:21 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل السامرائي (باب التشابه والاختلاف - صفحة 188 - 189)
من التشابه والاختلاف: (صفحة 188 – 189)
ومن هذا الباب الاختلاف في التعريف والتنكير وذلك نحو قوله تعالى (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة) وقوله (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران).
فعرّف (الحق) في الأولى ونكره في الثانية، وذلك أن كلمة الحق المعرّفة في آية البقرة تدل على أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، والحق الذي يدعو إلى القتل معروف معلوم.
وأما النكرة فمعناها أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق أصلاً لا حق يدعو إلى قتل ولا غيره. أي: ليس هناك وجه من وجوه الحق الذي يدعو إلى إيذاء الأنبياء فضلاً عن قتلهم. فكلمة (حق) ههنا نكرة عامة، وكلمة (الحق) معرّفة معلومة. والقصد من التنكير الزيادة في ذمهم وتبشيع فعلهم أكثر مما في التعريف، وذلك لأن التنكير معناه أنهم قتلوا الأنبياء بغير سبب أصلاً لا سبب يدعو إلى القتل ولا غيره (انظر ملاك التأويل 1/ 71 - 73). فمقام التشنيع والذمّ ههنا أكبر منه ثم كلاهما شنيع وذميم.
فجاء بالتنكير في مقام الزيادة في ذمهم وإليك سياق كل من الآيتين:
قال تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة) فعرّف (الحق) فيها.
وقال: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران) فنكّر (الحق).
ومن الواضح أن موطن الذمّ والتشنيع عليهم والعيب على فعلهم في آية آل عمران أكبر منه في آية البقرة يدل على ذلك أمور منها:
أنه في سورة البقرة جمع (الذلة) و (المسكنة) (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) وأما في آية عمران فقد أكّد وكرّر وعمّم فقال: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا) فجعلها عامة بقوله (أينما ثقفوا) ثم قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) فأعاد الفعل وحرف الجر للزيادة في التوكيد فإن قولك (أنهاك عن الكبر وأنهاك عن الرياء) آكد من قولك (أنهاك عن الكبر والرياء).
ثم إنه ذكر الجمع في آية البقرة بصورة القِلّة فقال (ويقتلون النبيين) وذكره في آية آل عمران بصورة الكثرة فقال (ويقتلون الأنبياء) أي يقتلون العدد الكثير من الأنبياء بغير حق.
فالتشنيع عليهم والعيب على فعلهم وذمّهم في سورة آل عمران أشدّ من هنا يتبين أن التعريف في آية البقرة أليق والتنكير في آية البقرة أليق (انظر كتاب معاني النحو باب المعرفة والنكرة (المعرّف بـ أل)).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 May 2010, 07:37 ص]ـ
وأجاب الدكتور فاضل السامرائي على هذا السؤال في برنامج لمسات بيانية قائلاً:
سؤال: في سورة البقرة (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) البقرة) وفي آل عمران (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)) وفي آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112))) فما اللمسة البيانية في الآيات؟
وردت في أكثر من آية وردت في البقرة (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وفي آل عمران (وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) يعني هناك نبيين وأنبياء وتنكير الحق وتعريفه، وفي آية أخرى في آل عمران (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ). الحق المعرَّف المعرفة تدل على أنه كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، ما يدعو إلى القتل معلوم إذن هم يقتلونهم بغير الحق الذي يستوجب القتل إذن إذا كان أي واحد يقتل واحداً بغير الحق الذي يستوجب القتل كان ظالماً هذا (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) يعني بغير الأسباب الداعية إلى القتل. (بغير حق) أصلاً ليس هنالك ما يدعو إلى هذه الفعلة لا سبب يدعو إلى القتل ولا غيره من الأسباب، أحياناً واحد يقسوعل واحد بالكلام يقول له أنت سفيه فيقتله هذا بغير حق الذي يدعو للقتل قد يكون أثاره، حتى أحياناً تحصل عندنا مشادات إذن هذا بغير الحق الذي يستوجب القتل هذه (يقتلون النبيين بغير الحق) يعني ليس هنالك سبب يدعو إلى القتل، إعتداء هكذا فأيُّ الأسوأ؟ بغير حق أسوأ. هذا أمر والأمر الآخر النبيين جمع مذكر سالم جمع قلة والأنبياء جمع كثرة إذن هم يقتلون كثرة من الأنبياء بغير حق، أيُّ الأسوأ؟ (يقتلون الأنبياء بغير حق) أسوأ من ناحيتين من ناحية الكثرة ومن ناحية بغير حق يقتلون كثيراً من الأنبياء بدون داعي. نقرأ سياق الآيتين (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) البقرة) هذه آية البقرة. في آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112)) هذه عامة، كرر (ضربت). في البقرة قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) جمعهما في كلام واحد بينما في آل عمران أكّد وكرر وعمم قال (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) ما قال المسكنة، ثم قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) ضربت مرة أخرى، كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد لأنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا هذا الكلام التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة. هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ لا يمكن. في آل عمران قال (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ) هذه عامة هذه ليست في بني إسرائيل أما (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112)) هذه في بني إسرائيل تحديداً في بينما الآية الأخرى هذا حكم عام (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)) هذا حكم آخر ثم يتكلم عن الآخرة (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (22)) أولئك كانت عقوبة الدنيا بينما هنا الحكم عام في الدنيا والآخرة، هذا فيمن قتل النبيين فما بالك بمن قتل الأنبياء؟! لو قال الأنبياء يعني لم يشمل النبيين فلما قال النبيين شمل الأنبياء فالذي قتل القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر، هو قتل قلة بدون داعي فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها. الألف واللام في اللغة ربما تحول الدلالة بغير حق وبغير الحق وجمع الكثرة وجمع القلة، جمع المذكر السالم وجمع التكسير. جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع كثرة، جمع التكسير أفعُل أفعال أفعِلة فُعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة 23 وزن جموع كثرة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 08:56 ص]ـ
بارك الله بك أخت سمر فقد أجملت وكفيت وأجدت. ويا حبذا لو كانت اجابتك هذه في بداية الموضوع لكفيتنا عناء المئونة.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[21 May 2010, 11:04 ص]ـ
للتأمل
فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم. ونصرت بالرعب. وأحلت لي الغنائم. وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا. وأرسلت إلى الخلق كافة. وختم بي النبيون.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم ( http://www.dorar.net/mhd/261) - المصدر: صحيح مسلم ( http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 523
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[21 May 2010, 02:54 م]ـ
ارجو من جميع من تحدث عن قتل الانبياء والنبيين ان يلاحظ ان القرءان لم يتحدث الا عن قتل نبي واحد ارادوا قتله بني اسرائيل ولم يمكنهم الله من قتله وشبه لهم ذلك ولم يقتلوه ولم يصلبوه، فلم يقتل غير عيسى عليه السلام الذي شبه لهم قتله وما قتلوه يقينا، وكذلك لم يقتل في تاريخ الانبياء اي نبي اخر على الاطلاق.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[22 May 2010, 02:08 ص]ـ
يقول الشعراوي في خواطره:
الأنبياء غير الرسل .. والأنبياء أسوة سلوكية ولكنهم لا يأتون بمنهج جديد .. أما الرسل فهم أنبياء بأنهم أسوة سلوكية ورسل لأنهم جاءوا بمنهج جديد .. ولذلك كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والله سبحانه وتعالى يعصم أنبياءه ورسله من الخطيئة .. ولكنه يعصم رسله من القتل فلا يقدر عليهم أعداؤهم .. فمجيء الأنبياء ضرورة .. لأنهم نماذج سلوكية تسهل على الناس التزامهم بالمنهج، وبنو إسرائيل بعث الله لهم أنبياء ليقتدوا بهم فقتلوهم .. لماذا؟ .. لأنهم فضحوا كذبهم وفسقهم وعدم التزامهم بالمنهج .. ولذلك تجد الكافر والعاصي وغير الملتزم يغار ويكره الملتزم بمنهج الله .. ويحاول إزالته عن طريقه ولو بالقتل .. إذن فغضب الله عليهم من عصيانهم واعتدائهم على الأنبياء وما ارتكبوه من آثام.
وجاء في الحديث:
(أفاء الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها بينها وبينهم فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال يا معشر اليهود أنتم أبغض الناس إلَيّ قتلتم أنبياءالله وكذبتم على الله عز وجل وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر فإن شئتم فلكم وإن أبيتم فلي فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض) (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
هامش:
1 - الراوي: جابر المحدث: الهيثمي ( http://www.dorar.net/mhd/807) - المصدر: مجمع الزوائد ( http://www.dorar.net/book/13380&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/ 123
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[22 May 2010, 07:27 ص]ـ
وبم تفسّر ما سبق أعلاه من آية آل عمران؟؟
انا لا افسر، فالتفسير هو كتاب الله وهو التفسير الحق وغيره التفسير الزعم، وانما اعرض مفهومي وحسب،
افهم من ذلك ان الله ءاخذهم على جرمهم الكامل بحق عيسى عليه السلام، واثبت الجناية الكاملة بحقهم وان لم يمكنهم من قتل عيسى، وجرأتهم على قتل الانبياء لم يسبقهم اليها ولم يلحقهم بها احد غيرهم اي القتل بسبب نبوة الانبياء، ولا حتى فرعون الذي خاف الله ولم يقتل موسى، ففرعون لم يتجرأ على قتل نبي ادرك نبوته حقا، وقوم ابراهيم القوه في النار بحسب ظنهم انه اعتدى على اصنامهم بالتخريب، القصد ان احدا لم يجرؤ على قتل نبي من انبياء الله، وبذا فان حجم الجريمة هائلة، وارى ان تعبير قتل النبيين بسبب عظم الجريمة لا بسبب تعددها، وهذا مفهومي وحسب.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[23 May 2010, 08:02 ص]ـ
يرى أبو حيان (ت 754 هـ) في البحر المحيط أنَّه:
"لا فرق في الدَّلالة بين النبيين والأنبياء، لأنَّ الجمعين إذا دخلت عليهما أل تساويا، بخلاف حالهما إذا كانا نكرتين؛ لأنَّ جمع السَّلامة إذ ذاك ظاهر في القلَّة، وجمع التْكسير على أفعلاء ظاهر في الكثرة".
ويؤكد ابن جني على أنَّ جمعا السَّلامة قد يفيدان الكثرة بدلالة السِّياق حيث ورد قوله تعالى: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ? [سورة الأحزاب 35] والغرض في جميعه الكثرة لا ما هو بين الثَّلاثة إلى العشرة"
(انظر: المحتسب في بيتين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لأبي الفتح بن جني، تحقيق علي النجدي ناصف، والدكتور عبد الحليم النجار، والدكتور عبد الفاتح إسماعيل شلبي، لجنة إحياء كتب السنة، القاهرة، ط 2، 1994م: 1/ 187).
وذكر الغرناطي في ملاك التأويل مبتعداً عن المعهود اللُّغويِّ في دلالة الجمعيْن:
"أنَّ سبب التَّخصيص هو أنَّ جمع التَّكسير يكون لأولي العلم وغيرهم، وأمَّا جمع المذكَّر السَّالم فالأصل أن يختصَّ بأولي العلم، وقد يأتي لغيرهم على سبيل الإلحاق والتَّشبيه، كقوله تعالى: ? إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَعَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ? [سورة يوسف:4] فإذا تقرَّر هذا فإنَّ ورود جمع المذكَّر السَّالم في آية البقرة مناسب لأمرين:
الأوَّل: شرف الجمع لشرف المجموع، أي: أنَّ جمع المذكَّر أشرف لجمع نبي من جمع التَّكسير.
الثّاني: أنَّ زيادة المدِّ في نبيين مناسبة لزيادة أداة التَّعريف في لفظ الحق.
وأما آية آل عمران فلم يكن فيها إلاَّ شرف المجموع وكانت العرب تتَّسع في جمع التَّكسير فتوقعها على العقلاء أولي العلم وغيرهم، فجيء بجمع التَّكسير لتحصل اللُّغتان، فلا يبقى حجَّة لمن تُحدِّي بالقرآن؛ لأنَّهم مُخاطبون بما في لغاتهم فجيء بالجمعين كليهما؛ لبيان جوازهما ".
(انظر: ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه من أي التنزيل، تحقيق سعيد الفلاح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية2007م: 1/ 217).
ولكن الكرمانيُّ ذكر أنَّ:
" النبيين جُمِع جمْع السلامة في البقرة لموافقة ما بعده من جمعي السلامة، وهو: (النبيين والصَّابئين)، وكذلك في آل عمران: (إن الذين ـ وناصرون ـ ومعرضون) بخلاف الأنبياء في السورتين"
(انظر: البرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني (ت 505هـ)، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمي بيروت الطبعة الأولى 1986: 30)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[23 May 2010, 01:12 م]ـ
يقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} غافر78
قال ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
"وقد بعث الله رسلاً وأنبياء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى لأن منهم من أعلم الله بهم نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهم من لم يعلمه بهم إذ لا كمال في الإِعلام بمن لم يعلمه بهم، والذين أعلمه بهم منهم من قصّهُ في القرآن، ومنهم من أعلمه بهم بوحي غير القرآن فورد ذكر بعضهم في الآثار الصحيحة بتعيين أو بدون تعيين ( ... ) وقد جاء في القرآن تسمية خمسةَ عشر رسولاً وهم: نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وهُود وصالح وشعيب وموسى وهارون وعيسى ويونس ومحمد صلى الله عليه وسلم واثنا عشر نبيئاً وهم: داود وسليمان وأيوب وزكرياء ويحيى وإلياس واليسع وإدريس وآدم وذو الكِفل وذو القرنين ولقمان ونبيئة وهي مريم."
ولقد كان في بني إسرائيل عدد كثير من الأنبياء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي قام نبي، وإنه لانبي بعدي، وسيكون خلفاء ويكثرون، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أوفوا بيعة الأول فالأول، وأدوا لهم الذي لهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) (1)
وقد تميز بنو إسرائيل بقتل أنبيائهم ويؤكد ذلك الكتاب والسنة، يقول الطبري في تفسيره:
"ويعني بقوله: {وَيَقْتُلُونَ النّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقّ}: أنهم كانوا يقتلون رسل الله بغير إذن الله لهم بقتلهم منكرين رسالتهم جاحدين نبوّتهم."
ويقول ابن عاشور: "وقوله: {ويقتلون النبيئين بغير الحق} خاص بأجيال اليهود الذين اجترموا هذه الجريمة العظيمة سواء في ذلك من باشر القتل وأمر به ومن سكت عنه ولم ينصر الأنبياء."
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ... يا معشر اليهود أنتم أبغض الناس إلَيّ قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله عزوجل ... ) (2)
حاولوا قتل عيسى عليه السلام وادعوا كذبا أنهم قتلوه فأظهر الله حقيقة الأمر: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157
كما كانت محاولة اليهود قتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الطبري في تفسيره: جامع البيان في تفسير القرآن:
(حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمُروا رجلاً يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقام عمرو بن جحاش بن كعب. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، وانصرف عنهم، فأنزل الله عزّ ذكره فيهم وفيما أراد هو وقومه: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نَعْمَتَ اللّه عَلَيْكُمْ إذْ هَمَّ قَوْمٌ أنْ يَبْسُطُوا إلَيْكُمْ أيْدِيَهُمْ} ... الآية.)
كما أن قصة الشاة المسمومة مشهورة وذلك أنه حين اطمأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر بعد فتحها أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سَلاَّم بن مِشْكَم، شاة مَصْلِيَّةً، وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تناول الذراع، فَلاَكَ منها مضغة فلم يسغها، ولفظها، ثم قال: (إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، وكان معه بشر بن البراء فأساغ اللحم وازدرده. وجيء بالمرأة الجانية فاعترفت بما صنعت، وقالت للنبي: بلغت من قومي مالم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيا فسيخبر، فتجاوز عنها النبي، ثم مات بشر بعد ما سرى السم في جسمه.) (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
1 - الراوي: - المحدث: ابن تيمية ( http://www.dorar.net/mhd/728) - المصدر: مجموع الفتاوى ( http://www.dorar.net/book/9111&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 19/ 117
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - الراوي: جابرالمحدث: الهيثمي ( http://www.dorar.net/mhd/807) - المصدر: مجمع الزوائد ( http://www.dorar.net/book/13380&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/ 123
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
3 - الراوي: - المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: فقه السيرة ( http://www.dorar.net/book/13575&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 347
خلاصة حكم المحدث: رواه البخاري ومسلم من حديث أنس: "أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها فقيل: ألا تقتلها؟ قال: لا" والبخاري نحوه(/)
الأمثال في القرآن كيف نفهمها؟
ـ[روضة المحب]ــــــــ[19 May 2010, 04:25 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فضرب المثل في القرآن لا ينتفع به في الحقيقة الا العالمون كما قال تعالى " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون"
أسأل الله أن يجعلنا منهم
وأحيانا يقرأ الانسان المثل مرة بعد مرة ولا يكاد يفهم منه الا قليلا
وأضرب مثلا:
قوله تعالى " چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ چ چ چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گگ گ ? ? ? ? ? ? چ
فهذا المثل قرأت تفسيره عدة مرات ولم أهتد الى المعنى الا مجددا
فالله تعالى شبه المنافقين حين ينزل عليهم القرآن بحال "المطر" حين ينزل في الظلمة ويأتي معه رعد وبرق
فالقرآن " المطر" حين نزل نزل في حال "ظلام" قلوبهم بالكفروالشك وأتى معه بالوعيد الشديد وفضح أفعال المنافقين وهذا هو "الرعد"
فهم يخافون من نزول القرآن بما يفضحهم چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ چ چ چ ? ? ? ? ? چ وكما قال تعالى چ ? ? ? ? ? پپ پ پ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ?? ? ? ? چ
وهم چ ? ? ? ?? چ
ثم ذكر البرق وهو النور الذي يأتي فجأة وهذا دليل على أن هؤلاء المقلدين والعامة من المنافقين متحيرون مترددون فتارة يظنون أن الاسلام هو الحق وأن النبي صادق وهذا هو "البرق" چ? ? ? ? چ وكلما كان في مصلحتهم فهم مسلمون
ثم لا يلبثون أن يظلم عليهم بأن يأتي على خلاف أهوائهم فيعودون الى كفرهم وشكهم مرة أخرى
والله الموفق
أسأل الله أن يفهمنا كتابه وأن يرزقنا العمل به
رجاء:
أرجوا من مشايخنا الشيخ الشهري والشيخ مساعد وغيرهم أن يرشدوني هل هذا الفهم صحيح أم لا؟
ونريد أن يفتح المجال لدراسة هذه الأمثال من خلال منتدانا المبارك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 05:07 ص]ـ
أسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا
إذا تفضلتم أن توضحوا السؤال فالآيات مكتوبة بالخط العثماني ولا تقرأ على حاسبي وكذلك ستكون عند أمثال حاسبي.
ـ[روضة المحب]ــــــــ[19 May 2010, 06:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فضرب المثل في القرآن لا ينتفع به في الحقيقة الا العالمون كما قال تعالى " وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون"
أسأل الله أن يجعلنا منهم
وأحيانا يقرأ الانسان المثل مرة بعد مرة ولا يكاد يفهم منه الا قليلا
وأضرب مثلا:
قوله تعالى " (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فهذا المثل قرأت تفسيره عدة مرات ولم أهتد الى المعنى الا مجددا
فالله تعالى شبه المنافقين حين ينزل عليهم القرآن بحال "المطر" حين ينزل في الظلمة ويأتي معه رعد وبرق
فالقرآن " المطر" حين نزل نزل في حال "ظلام" قلوبهم بالكفروالشك وأتى معه بالوعيد الشديد وفضح أفعال المنافقين وهذا هو "الرعد"
فهم يخافون من نزول القرآن بما يفضحهم (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ)
وكما قال تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ)
وهم (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ)
ثم ذكر البرق وهو النور الذي يأتي فجأة وهذا دليل على أن هؤلاء المقلدين والعامة من المنافقين متحيرون مترددون فتارة يظنون أن الاسلام هو الحق وأن النبي صادق وهذا هو "البرق" (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) وكلما كان في مصلحتهم فهم مسلمون
ثم لا يلبثون أن يظلم عليهم بأن يأتي على خلاف أهوائهم فيعودون الى كفرهم وشكهم مرة أخرى
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
أسأل الله أن يفهمنا كتابه وأن يرزقنا العمل به
رجاء:
أرجوا من مشايخنا الشيخ الشهري والشيخ مساعد وغيرهم أن يرشدوني هل هذا الفهم صحيح أم لا؟
ونريد أن يفتح المجال لدراسة هذه الأمثال من خلال منتدانا المبارك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[هبة المنان]ــــــــ[20 May 2010, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
سبحان من جعل أمثال القرآن عبراً لمن تدبرها، وأمره هدىً لمن استبصرها ..
وللأمثال أهمية وتكمن في اتخاذ العبرة والعظة منها، وقد ورد في القرآن الكريم من الأمثال لكل أمر يجب على المؤمنين تجنبه، وأخذ العبرة منه بالنظر لما حدث لغيرهم من الأمم السابقة، ويقول الشيخ عز الدين بن عبد السلام: " إنما ضرب الله الأمثال في القرآن، تذكيراً ووعظاً، فما اشتمل منها على تفاوت في ثواب، أو على إحباط عمل، أو على مدح أوذم أو نحوه، فإنه يدل على الأحكام،ويقول الله - تعالى شأنه - " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ".
قال ابن القيم: " المثل هو تشبيه شيء بشي في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدهما بالآخر ".
أسلوب المثل يقوم على أربعة أركان هي:
1 - أداة التشبيه وهي ثلاثة أنواع:
* أسماء: وهي مثل، وشبه، وشبيه ونحوها.
* أفعال: مثل يشبه، ويماثل.
* حروف: وهي الكاف.
2 - المشبه: هو الأمر المعنوي المراد تقريبه لذهن السامع أو القاريء.
3 - المشبه به: هو الأمر المعنوي أوالحسي الذي يؤتى به لتقريب الصورة إلى الذهن.
4 - وجه الشبه: ويراد به المعنى المشترك بين طرفي التشبيه، المشبه والمشبه به.
فينبغي للقاريء بعد أن تتضح له هذه الصورة البيانية أن يلاحظ أمور حتى يحقق المصلحة من إيراد المثل في كتاب الله:
أولاً: ماهو هذا المعنى الجليل العظيم الذي من أجله سيق هذا المعنى.
ثانياً: تأمل السياق، لأن القرآن مرتبط بعضه ببعض، ومن شدة ارتباطه كأنه كلمة واحدة متسقة المعاني، منتظمة المباني.
ثالثاً: مراعاة مفردات المثل لتظهر بلاغة القرآن.
رابعاً: البحث عن المعنى المراد تصويره، من خلال التفسير.
وختاماً: هذا باب ٌ عظيم، قال فيه تعالى: " وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون " أي: ومايفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون فيه.
وعن عمرو بن مرة قال: " مامررت بآية من كتاب الله عز وجل لاأعرفها إلا أحزنني، لأني سمعت الله تعالى يقول: " وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون "
جعلنا الله منهم ..(/)
هل التفسير أعم من التدبر؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 04:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
كنت أستمع لمحاضرة مفيدة عن علم التفسير، وقال المحاضر المتخصص أن التفسير أعم من التدبر، وإنك إذا توصلت للمعنى المراد تصل للتفسير، وإذا وصلت إلى بعض المراد فهذا تدبر وليس تفسير، فأشكل علي الأمر، وخصوصا أنه تطرق في نفس المحاضرة للتفسير الاجتهادي، وعلوم أن الاجتهاد نحتاج فيه لغلبة الظن. والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 May 2010, 06:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
كنت أستمع لمحاضرة مفيدة عن علم التفسير، وقال المحاضر المتخصص أن التفسير أعم من التدبر، وإنك إذا توصلت للمعنى المراد تصل للتفسير، وإذا وصلت إلى بعض المراد فهذا تدبر وليس تفسير، فأشكل علي الأمر، وخصوصا أنه تطرق في نفس المحاضرة للتفسير الاجتهادي، وعلوم أن الاجتهاد نحتاج فيه لغلبة الظن. والله أعلم.
أنا أظن أن التدبر والاستنباط يخرجان من مشكاة واحدة فكلاهما بحاجة الى غوص عميق في النص لاستخراج ما فيه من فوائد. إلا أن التفسير فيه شيء من العموم في أحيان كثيرة وخاصة تفسير الآيات التي لها مناسبة أو الآيات التي تحتوي على أحكام عمومية. أما تلك التي تحتاج الى اجتهاد بسبب الخلاف في معناها فإنها في هذه الحالة تقترب من التدبر أكثر من غيرها. لأن النص في هذه الحالة يحتاج لقوة منطق ودليل وجيه من أجل أن يعتد به. والله أعلم. وأشكر الاخت أم الأشبال على طرح مثل هكذا مواضيع فهي لا شك جد مفيدة. والحمد لله رب الأرباب
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 07:37 ص]ـ
أنا أظن أن التدبر والاستنباط يخرجان من مشكاة واحدة فكلاهما بحاجة الى غوص عميق في النص لاستخراج ما فيه من فوائد. إلا أن التفسير فيه شيء من العموم في أحيان كثيرة وخاصة تفسير الآيات التي لها مناسبة أو الآيات التي تحتوي على أحكام عمومية. أما تلك التي تحتاج الى اجتهاد بسبب الخلاف في معناها فإنها في هذه الحالة تقترب من التدبر أكثر من غيرها. لأن النص في هذه الحالة يحتاج لقوة منطق ودليل وجيه من أجل أن يعتد به. والله أعلم. وأشكر الاخت أم الأشبال على طرح مثل هكذا مواضيع فهي لا شك جد مفيدة. والحمد لله رب الأرباب
هذا الكلام مشكل بالنظر لما يلي:
يقول د. محمد بن عبد الله الربيعة:
ثالثاً: أن التدبر أمر به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر. وأما التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس: "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله"
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=56024&postcount=4 (http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=56024&postcount=4)
وأقول: كيف يكون التدبر والاستنباط بنفس المعنى والتدبر مأمور به كل الناس حتى الكفار في القرآن الكريم؟!.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 11:30 ص]ـ
كنت أتصفح كتاب خالد العك أصول التفسير، وقد قال: ص: 95.
" إن أصل معرفة معاني القرآن التدبر والتفكر " ثم ذكر الشروط المعروفة من ترك المعاصي والإخلاص وترك البدع ... حتى يرزق الإنسان الفهم الصحيح.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 May 2010, 12:24 م]ـ
هذا الكلام مشكل بالنظر لما يلي:
يقول د. محمد بن عبد الله الربيعة:
ثالثاً: أن التدبر أمر به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر. وأما التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس: "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله"
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=56024&postcount=4 (http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=56024&postcount=4)
وأقول: كيف يكون التدبر والاستنباط بنفس المعنى والتدبر مأمور به كل الناس حتى الكفار في القرآن الكريم؟!.
كلام جميل من د محمد بن عبد الله. ولا مانع أن يكون كلامه صحيحاً لأن هدفنا دوماً في هذا الملتقى الوصول الى الحق بإذن الله. ولكن أنا أظن أن التدبر على درجات. والتدبر المأمور به للكفار يختلف عن التدبر الذي يأتي به الراسخون في العلم. إذ إن تدبر الكفار لا يتعدى تفكره بما يدور من حوله من أحداث ومخلوقات. ولكنه قطعاً لا يمكن أن يأتينا بما يثبت ويقر به الإيمان. وعندما عنيت بأن التدبر والاستنباط وجهان لعملة واحدة قصدت ذلك النوع من التدبر وهو الذي يحترفه الراسخون في العلم فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2010, 03:03 م]ـ
التدبر وسيلة إلى فهم المراد من الخطاب
وعليه
يكون
الفهم والاستنباط والتفسير
نتيجة للتدبر
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 May 2010, 03:14 م]ـ
ربما نستطيع أن نقول أيضاً أن التفسير هو خط عريض ومعنىً إجمالي للاستنباط والتدبر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2010, 03:51 م]ـ
التدبر وسيلة إلى فهم المراد من الخطاب
وعليه
يكون
الفهم والاستنباط والتفسير
نتيجة للتدبر
وبناء عليه
يمكن القول
إن التدبر
هو إعمال الفكر بطريقة صحيحة في النص القرآني لفهم مراد الشارع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 May 2010, 11:53 م]ـ
سبق أن كتبت مقالةً مقتضبة أرجو أن يكون فيها ما يفيد، عنوانها:
تدبر لا تفسير!
يكثر الحديث عن تدبر القرآن ـ وخصوصاً في هذه الأيام المباركة ـ وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان من حيث أهميتُه،وفضلُه،وعظيمُ أثره على القلب، إلا أن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز،ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته،والتنعم بآثاره،فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان!
ولله! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر،وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم!
ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف،وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ،ولكن الشأن هنا،هل هذا الظن صحيح،وتطبيقه في محله؟
والجواب: ليس الأمر كذلك،فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير،ذلك أن فهم القرآن نوعان:
النوع الأول: فهمٌ ذهني معرفي.
والنوع الثاني: فهمٌ قلبي إيماني.
فالنوع الأول: وهو تفسير الغريب،واستنباط الأحكام،وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه،ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)،وليس هذا مراداً لنا هنا،بل المراد هو الآتي،وهو:
النوع الثاني: ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة،يعرف معانيها،ويفهم دلالاتها،بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير،فيتوقف عندها متأملاً؛ ليحرك بها قلبه،ويعرض نفسه وعمله عليها،إن كان من أهلها حمد الله،وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.
والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة.
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: العلم علمان: علمٌ في القلب فذاك العلم النافع،وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.
ولعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود: تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ.
يقول تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً)!
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير؟.
كلا،بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً؛ ليعيش ذلك المشهد المهول،ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم: ماذا أعد له؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله: حسنِها وسيئِها؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟.
أحسب أن الإجابة عن هذه التساؤلات،كفيلة بأن يتحقق معها مقصود التدبر،وهذا ما قصدته بقولي ـ عن النوع الثاني من الفهم ـ: الفهم القلبي الإيماني.
ومن تأمل القرآن،وجد أن القضايا الكلية الكبرى واضحةٌ جداً،بحيث يفهما عامة من يتكلمون اللغة العربية،كقضايا التوحيد،واليوم الآخر بوعده ووعيده وأهواله،وأصول الأخلاق الكريمة والرديئة.
وعندي من أخبار التأملات التي أبداها بعض العامة،ما يجعلني أجزم أن من أعمل ذهنه قليلاً ـ مهما كان مستواه العلمي ـ في هذه الموضوعات،فسيظفرُ بخير عظيم.
وإليك هذا الموقف الذي وقع لرجلٍ عامي في منطقتنا حينما سمع الإمام يقرأ قول الله تعالى ـ في سورة الأحزاب: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً) قام فزعاً بعد الصلاة يقول لجماعة المسجد: يا جماعة! خافوا الله! هؤلاء خيرة الرسل سيسألون عن صدقهم،فماذا نقول نحن؟! فبكى وأبكى رحمه الله تعالى.
ومن وُفّق للتدبر،والعيش مع القرآن،فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب،كما يقول ابن القيم:: "التدبر مفتاح حياة القلب"،وسيجد أن العيش مع القرآن لا يعادله عيش! ألم يقل الله تعالى لنبيه ج: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)؟ لا والله،ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمةً،ونوراً،ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يفتح قلبي وقلبك لفهم كتابه،وتدبره على الوجه الذي يرضيه عنّا،وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 May 2010, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا، لكن الذي أعلمه أن كل كلمة من الكلمات التي تم تناولها في الكتابات السابقة لها معنى تتفرد به عن غيرها؛
فالتفسير: محاولة الكشف عن المراد الإلهي في الآيات القرآنية بقدر الطاقة البشرية.
والتفكر: إعمال الفكر في الآيات الظاهرة للعيان للاستدلال على قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه الواحد الأحد الذي يستحق العبادة.
والتدبر: يكون في أعمال الفكر في دابر الأمر أي ما سيؤول إليه الأمر، فآيات القرآن الكريم لم تأت إلا ليعمل العباد بها وعملهم بها له نتيجة وهذه النتيجة هي التي تنشد، وكذلك إذا تفكر الإنسان في خلق السموات والأرض وعظيم هذا الخلق فيكون تدبره بأن هذه السموات والأرض لا محالة زائلة فالذي أوجدها قادر على إنهائها وإذا أيقن الإنسان بذلك علم أن البعث حق والجنة حق والنار حق ... فالتدبر البحث في ما سيؤول إليه الأمر.
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 04:48 ص]ـ
كلام جميل من د محمد بن عبد الله. ولا مانع أن يكون كلامه صحيحاً لأن هدفنا دوماً في هذا الملتقى الوصول الى الحق بإذن الله. ولكن أنا أظن أن التدبر على درجات. والتدبر المأمور به للكفار يختلف عن التدبر الذي يأتي به الراسخون في العلم. إذ إن تدبر الكفار لا يتعدى تفكره بما يدور من حوله من أحداث ومخلوقات. ولكنه قطعاً لا يمكن أن يأتينا بما يثبت ويقر به الإيمان. وعندما عنيت بأن التدبر والاستنباط وجهان لعملة واحدة قصدت ذلك النوع من التدبر وهو الذي يحترفه الراسخون في العلم فحسب.
أخي الكريم جزاك الله خيرا، إذن الناس في التدبر درجات ومستويات كما ظهر من كلامك، وفي هذا لا أخالفك.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 04:51 ص]ـ
التدبر وسيلة إلى فهم المراد من الخطاب
وعليه
يكون
الفهم والاستنباط والتفسير
نتيجة للتدبر
جزاك الله خيرا، صحيح أخي الكريم يبدو أن التدبر أعم من التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 04:54 ص]ـ
وبناء عليه
يمكن القول
إن التدبر
هو إعمال الفكر بطريقة صحيحة في النص القرآني لفهم مراد الشارع
يقول الطاهر بن عاشور في تفسير سورة النساء:
" فمعنى {يتدبَّرون القرآن} يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق. وسياق هذه الآيات يرجّح حمل التدبُّر هنا على المعنى الأول، أي لو تأمّلوا وتدبّروا هدي القرآن لحصل لهم خير عظيم، ولمَا بَقُوا على فتنتهم التي هي سبب إضمارهم الكفر مع إظهارهم الإسلام. وكلا المعنيين صالح بحالهم، إلاّ أنّ المعنى الأول أشدّ ارتباطاً بما حكي عنهم من أحوالهم.
وقوله: {ولو كان من عند غير الله} الخ يجوز أن يكون عطفاً على الجملة الاستفهامية فيكونوا أمروا بالتدبّر في تفاصيله، وأعلموا بما يدلّ على أنّه من عند الله، وذلك انتفاء الاختلاف منه، فيكون الأمر بالتدبّر عامّاً، وهذا جزئيّ من جزئيات التدبّر ذكر هنا انتهازاً لفرصة المناسبة لغَمْرهم بالاستدلال على صدق الرسول، فيكون زائداً على الإنكار المسوق له الكلام، تعرّض له لأنّه من المهمّ بالنسبة إليهم إذ كانوا في شكّ من أمرهم. وهذا الإعراب أليق بالمعنى الأول من معنيي التدبّر هنا. ويجوز أن تكون الجملة حالاً من «القرآن»، ويكون قيداً للتدبّر، أي ألاَ يتدبّرون انتفاء الاختلاففِ منه فيعلمون أنّه من عند الله، وهذا أليق بالمعنى الثاني من معنيي التدبّر."
وقال في سورة المؤمنون:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والتدبر: إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له. وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادىء ذي بدء."
إذا التدبر وسيلة للفهم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 04:56 ص]ـ
سبق أن كتبت مقالةً مقتضبة أرجو أن يكون فيها ما يفيد، عنوانها:
تدبر لا تفسير!
يكثر الحديث عن تدبر القرآن ـ وخصوصاً في هذه الأيام المباركة ـ وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان من حيث أهميتُه،وفضلُه،وعظيمُ أثره على القلب، إلا أن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز،ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته،والتنعم بآثاره،فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان!
ولله! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر،وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم!
ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف،وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ،ولكن الشأن هنا،هل هذا الظن صحيح،وتطبيقه في محله؟
والجواب: ليس الأمر كذلك،فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير،ذلك أن فهم القرآن نوعان:
النوع الأول: فهمٌ ذهني معرفي.
والنوع الثاني: فهمٌ قلبي إيماني.
فالنوع الأول: وهو تفسير الغريب،واستنباط الأحكام،وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه،ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)،وليس هذا مراداً لنا هنا،بل المراد هو الآتي،وهو:
النوع الثاني: ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة،يعرف معانيها،ويفهم دلالاتها،بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير،فيتوقف عندها متأملاً؛ ليحرك بها قلبه،ويعرض نفسه وعمله عليها،إن كان من أهلها حمد الله،وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.
والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة.
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: العلم علمان: علمٌ في القلب فذاك العلم النافع،وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.
ولعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود: تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ.
يقول تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً)!
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير؟.
كلا،بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً؛ ليعيش ذلك المشهد المهول،ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم: ماذا أعد له؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله: حسنِها وسيئِها؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً؟.
أحسب أن الإجابة عن هذه التساؤلات،كفيلة بأن يتحقق معها مقصود التدبر،وهذا ما قصدته بقولي ـ عن النوع الثاني من الفهم ـ: الفهم القلبي الإيماني.
ومن تأمل القرآن،وجد أن القضايا الكلية الكبرى واضحةٌ جداً،بحيث يفهما عامة من يتكلمون اللغة العربية،كقضايا التوحيد،واليوم الآخر بوعده ووعيده وأهواله،وأصول الأخلاق الكريمة والرديئة.
وعندي من أخبار التأملات التي أبداها بعض العامة،ما يجعلني أجزم أن من أعمل ذهنه قليلاً ـ مهما كان مستواه العلمي ـ في هذه الموضوعات،فسيظفرُ بخير عظيم.
وإليك هذا الموقف الذي وقع لرجلٍ عامي في منطقتنا حينما سمع الإمام يقرأ قول الله تعالى ـ في سورة الأحزاب: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً) قام فزعاً بعد الصلاة يقول لجماعة المسجد: يا جماعة! خافوا الله! هؤلاء خيرة الرسل سيسألون عن صدقهم،فماذا نقول نحن؟! فبكى وأبكى رحمه الله تعالى.
ومن وُفّق للتدبر،والعيش مع القرآن،فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب،كما يقول ابن القيم:: "التدبر مفتاح حياة القلب"،وسيجد أن العيش مع القرآن لا يعادله عيش! ألم يقل الله تعالى لنبيه ج: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)؟ لا والله،ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمةً،ونوراً،ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يفتح قلبي وقلبك لفهم كتابه،وتدبره على الوجه الذي يرضيه عنّا،وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم آمين.
إن هذا الكلام في تحقيق قيم، جزاك الله خيرا أخي الكريم، وفيه كما ظهر لي أن التدبر إيمان وطلب للحق بإخلاص وتجرد للبدء في التطبيق واتباع سبيل الهداية ومن بعد البدء بالتطبيق يتعمق المتدبر ويرزق العلم أكثر فأكثر، والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 05:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا، لكن الذي أعلمه أن كل كلمة من الكلمات التي تم تناولها في الكتابات السابقة لها معنى تتفرد به عن غيرها؛
فالتفسير: محاولة الكشف عن المراد الإلهي في الآيات القرآنية بقدر الطاقة البشرية.
والتفكر: إعمال الفكر في الآيات الظاهرة للعيان للاستدلال على قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه الواحد الأحد الذي يستحق العبادة.
والتدبر: يكون في أعمال الفكر في دابر الأمر أي ما سيؤول إليه الأمر، فآيات القرآن الكريم لم تأت إلا ليعمل العباد بها وعملهم بها له نتيجة وهذه النتيجة هي التي تنشد، وكذلك إذا تفكر الإنسان في خلق السموات والأرض وعظيم هذا الخلق فيكون تدبره بأن هذه السموات والأرض لا محالة زائلة فالذي أوجدها قادر على إنهائها وإذا أيقن الإنسان بذلك علم أن البعث حق والجنة حق والنار حق ... فالتدبر البحث في ما سيؤول إليه الأمر.
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك، إن كلامك يدعوني إلى التفكير في المصطلحات وضبطها، وما هو الذي يجعلنا لا نختلف في تفسيرها، وإن إشارتك إلى قضية استشراف المستقبل قضية مهمة وهي من ثمرات التدبر لا شك.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 05:05 ص]ـ
يقول الطاهر بن عاشور في تفسير سورة النساء:
" فمعنى {يتدبَّرون القرآن} يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق. وسياق هذه الآيات يرجّح حمل التدبُّر هنا على المعنى الأول، أي لو تأمّلوا وتدبّروا هدي القرآن لحصل لهم خير عظيم، ولمَا بَقُوا على فتنتهم التي هي سبب إضمارهم الكفر مع إظهارهم الإسلام. وكلا المعنيين صالح بحالهم، إلاّ أنّ المعنى الأول أشدّ ارتباطاً بما حكي عنهم من أحوالهم.
وقوله: {ولو كان من عند غير الله} الخ يجوز أن يكون عطفاً على الجملة الاستفهامية فيكونوا أمروا بالتدبّر في تفاصيله، وأعلموا بما يدلّ على أنّه من عند الله، وذلك انتفاء الاختلاف منه، فيكون الأمر بالتدبّر عامّاً، وهذا جزئيّ من جزئيات التدبّر ذكر هنا انتهازاً لفرصة المناسبة لغَمْرهم بالاستدلال على صدق الرسول، فيكون زائداً على الإنكار المسوق له الكلام، تعرّض له لأنّه من المهمّ بالنسبة إليهم إذ كانوا في شكّ من أمرهم. وهذا الإعراب أليق بالمعنى الأول من معنيي التدبّر هنا. ويجوز أن تكون الجملة حالاً من «القرآن»، ويكون قيداً للتدبّر، أي ألاَ يتدبّرون انتفاء الاختلاففِ منه فيعلمون أنّه من عند الله، وهذا أليق بالمعنى الثاني من معنيي التدبّر."
وقال في سورة المؤمنون:
"والتدبر: إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له. وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادىء ذي بدء."
إذا التدبر وسيلة للفهم
جزاك الله خيرا، جميل أن نحتكم للقرآن في ضبط المصطلحات، وهذا حل للاختلاف، ولكن لابد من تحرير مراد كل مفسر على حدى، حى يفهم طالب العلم المراد.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[20 May 2010, 05:18 ص]ـ
ايها الاخوة والاخوات الكرام ساعرض مفهومي لمسالتكم، فاما ان تحضى بقبولكم او تحضى بتصويبكم ونقدكم الذي اتقبله برحابة صدر اكثر من القبول ولكن بالدليل العلمي المحكم وليس الدليل المتشابه،
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل الخوض في كل من التفسير والتدبر وغيرهما من المتشابهات، ينبغي عرض مفهوم كل منهم بتاصيل ذاتي من كتاب الله وبتحقيق يليق بكتاب الله الذي نتحدث بشانه، فانا ارى ان لكل منهم خصوصية وصفية تتجاوز مسالة الخصوص والعموم الكمي الى مسالة الخصوص الوصفي منه، وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع، لسانية او غيرها؟ وهل يُفَسر التفسير؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية،
فكل من التفسير واحسنه هو الذي ياتي به الله، والبشر ياتي بمثل لايكون تفسيرا، وانما تفسير الله هو " تلك الامثال التي يضربها للناس " والتي نطلق عليها ونخصها بمسمى " الايات "، بينما نجد ان التدبر عملية اقل شأنا ولاتليق بذات الله وهي تكليف من الله للبشر في ذلك دون ان تكون من فعل الله كما التفسير،
التفسير له مفهوم قديم وشائع ووهم ولاغي واخر اعرضه عليكم واحسبه اصوب من القديم الشائع واللاغي،
مفهومي للتفسير بحسب ما ءال اليه مفهوي بما تشير اليه الاية هو عرض الحق او التمثيل للحق، وليس الكشف عن المغطى او حل للمشكل او البيان، لان للبيان مفهوم هو الضد للخفاء، والتفسير له الخصوصية الوصفية بانه عرض الحق وليس كشف الخفاء،
وتفسير الله هو ليس الاحسن من غيره وحسب بل هو الاحسن المطلق الذي ليس غيره حَسَن، وليس هو في الاية تفضيل على مفضول وانما هوالفضل وحده بغير رديف او قريب،
اما لو تجاوزنا واجرينا المفهوم الشائع - جدلا - فان هذا المفهوم سيفضي الى ماهو اشد نكرانا وحطا من كتاب الله، فهو يتضمن ان القرءان هو المغطى الذي يكشف عنه بشر، وهو المشكل الذي يحله البشر، وهو المطموس الذي يستنقذه بشر، وهو ليس الذي يسره الله بلسان رسوله!!! وبذا فان التفسير الزعم او زعم التفسير يتناقض والحال او التقرير الذي يقوله القرءان عن نفسه،
ان كتاب الله لايليق له ان نطلق عليه حتى اسم " المُفَسَّر " على وزن مبيَّن بل هو اكبر من ذلك ويليق ان يكون هو التفسير بعينه، اي فاعلا ومفسرا اي واصفا للحق دون غيره، كما لايليق ان نطلق على حديث البشر في القرءان مسمى التفسير، فالتفسير ليس من اهلية البشر شكلا ومضمونا او فعلا ووصفا،
بينما ان التدبر والدرس والقراءة والتعلم من كتاب الله فيها وصفا يليق بعمل البشر تجاه كتاب الله ولايتناقض معه،
فالتفسير الزعم فيه تجاوز على التفسير الحق وفيه اجتراء على الله وسوء ادب معه، واستطيع ان امثل له بتلميذ قام من بعد درس استاذ له ولرفاقه التلاميذ فقال ان حديث الاستاذ مشكل وغير مبين وينبغي الكشف عنه بسبب الحجب التي تكتنفه ولم يستطع الاستاذ ان يوضح مقصده وانا ساقوم باعادة شرحه وبيان مشكله، فهذا من حيث العمل، واما من حيث المفهوم فان مفهوم التفسير الشائع هوغير المفهوم للتفسير بحسب الاية الكريمة السابقة،
والتفسير الزعم لن يقرِّب او يؤدي الى التفسير الحق بل انه سيصد عن التفسير الحق بل يزيحه ويتربع بدلا عنه ويبيض ويفرخ امثالا يزعم انها حقا وتفسيرا شريكا للحق واحسن تفسيرا،
ان التفسير الزعم لن يكون مزيلا لحجب القرءاة والتلقي التي يعاني منها اكثر الناس لانه لا يكشفها بل يزيدها حجبا، ولان تلك الحجب هي حجب مفارقة التقوى والاسلام لله رب العالمين وبهذا فان التفسير الزعم ليس من وسائل كشفها، والسبب ببساطة ان الاشكال في التلقي وليس في الالقاء والذي هو حديث الله البيّن بذاته المبين لغيره،
هذا قولي اعرضه عليكم فان وجد قبولا جزئيا او كليا كان بها، وان لم يجد فارجو مناقشته بالدليل والحجة،
وشكر الله لكم،
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2010, 10:14 ص]ـ
ورد التدبر في القرآن الكريم في أربعة مواضع:
1. ? چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [النساء: 82]
2. ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ? [المؤمنون: 68]
3. ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ? [ص: 29]
4. ?ک گ گ گ گ ? ? ? [محمد: 24].
ومن لطائف هذا الاستعمال أنه جاء بالفعل ? گ ? بالنون (كاملاً) على الرفع، مع ذكر لفظ ? گ ? كاملاً، فناسب مجيء الفعل كاملاً مع ذكر القرآن كاملاً، وسياق الخطاب للمنافقين، فهم بحاجة إلى تدبر القرآن الذي سمعوه كاملاً، آية عقب آية.
وفي الاستعمال الثاني ?? ? ?، ? ? ? بحذف النون على الجزم في الأول، والنصب في الثاني، مع ذكر ? ?? في الأول، ? ? ? في الثاني وهي بعض القرآن، ولم يذكر ? گ ? كما في الاستعمال الأول، وسياق الخطاب للكافرين في الفعل الأول?? ? ?، فهم يكفيهم أقل تدبر لقول من القرآن، أما الخطاب في الفعل الثاني ? ? ? فهو يعود إلى ما سبقه من ذكر المتقين والفجار، وهم كذلك يكفيهم تدبر آيات من هذا القرآن، لكن التذكر الحقيقي يكون للمتقين أولي الألباب.
كما أن مجيء الصيغة بالتشديد (التضعيف) ليبين شدة المطالبة بتدبر بعض هذا القرآن ليحصل الإيمان واليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 01:10 م]ـ
وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع، لسانية او غيرها؟ وهل يُفَسر التفسير؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية،
التفسير هو البيان والكشف، قال بن منظور:
" (فسر) الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله."
وقال:
"الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل "
والقرآن الكريم بيان وكشف لحقائق الأمور، فهو تفسير للكون والحياة والتأريخ والإنسان والمعتقدات.
وعليه لما ادعى الكفار دعواى باطله وتفسيرات باطله في حق الرسول صلى الله عليه وسلم رد الله عليهم بالبيان والحق في المسائل المدعاة.
قال الرازي في تفسيره:
"ثم إنه سبحانه وتعالى لما بين فساد قولهم بالجواب الواضح قال: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} من الجنس الذي تقدم ذكره من الشبهات
إلا جئناك بالحق الذي يدفع قولهم، كما قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18] وبين
أن الذي يأتي به أحسن تفسيراً لأجل ما فيه من المزية في البيان والظهور، ولما كان التفسير هو الكشف عما يدل عليه الكلام وضع
موضع معناه، فقالوا تفسير هذا الكلام كيت وكيت كما قيل معناه كذا وكذا"
ثم إن السلف الذين نزل القرآن بلغتهم وفي زمنهم فهموا معنى التفسير واستخدموا اللفظ فيما تدل عليه لغتهم وهو الكشف والبيان
فهذا حبر القرآن بن عباس رضي الله عنهما يستخدم الكلمة في هذا المعنى:
روى البخاري رحمه الله تعالى:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَرَامِ فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ.
وهؤلاء الذين أخذوا عن بن عباس يستخدمون الكلمة في كشف وبيان معاني القرآن:
قال الطبري رحمه الله في تهذيب الآثار:
"حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا جابر بن نوح، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، قال: كنا مع ابن عباس بالموسم وهو الأمير، فصعد المنبر فقرأ سورة النور وجعل يفسرها، فقال رجل إلى جنبي: «ما رأيت كاليوم كلاما يخرج من رأس رجل، لو سمعته الترك لأسلمت».
ثم إننا نعلم جميعاً أن القرآن كلام عربي مكون من ألفاظ وهذه الألفاظ لها دلالات تختلف باختلاف استخدام أهل اللغة.
قال الدكتور محمد أديب صالح في كتابه "تفسير النصوص":
"فمن التفسير: معرفة مرامي الألفاظ التي منها الواضح، ومنها المبهم، وإن كان بعض الواضح لا يخلو من احتمال. وكذلك فإن منه: معرفة دلالة الألفاظ على الأحكام، حيث تعدد وجوهها ومناحيها، فليس كل نص تكون دلالته على الحكم بعبارته، بل غير العبارة من طرق الدلالة على الحكم متعدد، من إشارة ودلالة واقتضاء، وإن شئت فقل: دلالة اللفظ فيها المنطوق وفيها المفهوم وتحت المنطوق والمفهوم تنطوي كل طرق دلالة الألفاظ على المعاني والأحكام.
ثم إن من التفسير: إدراك معاني الألفاظ في حالات عمومها واشتراكها؛ كيف يكون شمولها، ونوع دلالتها على ما تشمل من أفراد، وكذلك في حالات خصوصها حين يكون اللفظ مطلقا أو مقيدا، أو صيغة من صيغ التكليف في أمر أو نهي ........ "
كتاب تفسير النصوص: ماهية تفسير النصوص ج1/ ص: 59 - 61.
أخانا أمجد:
ليس من العلم في شيء الجدال في المسلمات والأوليات، وليس من العلم أن يدعي الإنسان فهمه لشيء لم تفهمه الأمة بعلماءها ومفكريها وهي كانت ولا زالت تعيشه وتمارسه قرونا متوالية وحياتها الدينية والدنوية مبنية عليه.
أرجو الله لي ولك الهداية والتوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[20 May 2010, 02:53 م]ـ
التدبر:
من خلال بحثي وفهمي الخاص اعرض عليكم مفهومي؛ ل " التدبر " ول " يُدبِّر " فان اصبت فبفضل الله وان اخطأت ارجو من اهل الدراية؛ التصويب ويجزيهم الله عنا خيرا،
الدبر كما يبدو لي من خلال مجموع الءايات هو أول الشيء وهو ءاخَر الشيء وليس هو ءاخِر الشيء،
وهذا جلي في قول الله:
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} الأنفال16
والتدبر هو اتباع الدبر او الانقياد الى الإمام، يقول الله:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29
والدبر هو النهاية غير الوجهية او الأمامية للشيء، فالإمام اذا هو ءاخِر الشيء،
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة124
ومن ذلك جاء قول الله؛ " يدبر الامر " اي يسوقه من عقبه او من ضد وجه الشيء، يقول الله:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} يونس3
واما يتدبر الشيء فهو قريب من هذه الاشارة ولكنها لاتليق بجناب الله سبحانه الذي يعلو ولايعلى ويقود ولا ينقاد، وتدبر الشيء تشير الى الانقياد اليه بالإتباع ولاتشير الى سوقه بالامر، وهو ليس له اي علاقة ولاترادف بالتفكر،
وهو نفس اشارة الإمام ولكن بتبادل المواقع، فالذي يكون إماما يكون غيره متدبرا، والذي يكون متدبرا يكون الذي أمامه إماما، يقول الله:
{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} الأحقاف12
فالتدبر يشير الى الأتباع، والإمامة تشير الى القود من الأمام، والتدبير يشير الى السوق من الخلف بالأمر لا بالأتباع،
فالذي يتدبر القرءان يجعاه أمامه ويجعله إمامه، ولا يولي مدبرا عنه بل يعطي وجهه الى كتاب الله،
وتحياتي الاخوية للجميع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 04:40 م]ـ
ما ذا تصنع يا أمجد؟
هل تفسر لنا؛ أي: تكشف لنا وتبين لنا معنى " التدبر" في القرآن؟
أليس التفسير حق لله وحده لا يشركه فيه أحد؟
وكيف تفسر لنا معنى لفظ " التدبر" وأنت تقول:
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع، لسانية او غيرها؟ وهل يُفَسر التفسير؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
؟؟؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 08:35 م]ـ
ايها الاخوة والاخوات الكرام ساعرض مفهومي لمسالتكم، فاما ان تحضى بقبولكم او تحضى بتصويبكم ونقدكم الذي اتقبله برحابة صدر اكثر من القبول ولكن بالدليل العلمي المحكم وليس الدليل المتشابه،
قبل الخوض في كل من التفسير والتدبر وغيرهما من المتشابهات، ينبغي عرض مفهوم كل منهم بتاصيل ذاتي من كتاب الله وبتحقيق يليق بكتاب الله الذي نتحدث بشانه، فانا ارى ان لكل منهم خصوصية وصفية تتجاوز مسالة الخصوص والعموم الكمي الى مسالة الخصوص الوصفي منه، وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية:
{
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع، لسانية او غيرها؟ وهل يُفَسر التفسير؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية،
فكل من التفسير واحسنه هو الذي ياتي به الله، والبشر ياتي بمثل لايكون تفسيرا، وانما تفسير الله هو " تلك الامثال التي يضربها للناس " والتي نطلق عليها ونخصها بمسمى " الايات "، بينما نجد ان التدبر عملية اقل شأنا ولاتليق بذات الله وهي تكليف من الله للبشر في ذلك دون ان تكون من فعل الله كما التفسير،
وشكر الله لكم،
أخي الكريم أشكرك على طرح أفكارك ولكني لم أفهم جيدا مرادك والحمد لله تعالى هنا أساتذة أقدر مني على فهمك وإفادتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 08:37 م]ـ
ورد التدبر في القرآن الكريم في أربعة مواضع:
1. ? چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [النساء: 82]
2. ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ? [المؤمنون: 68]
3. ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ? [ص: 29]
4. ?ک گ گ گ گ ? ? ? [محمد: 24].
ومن لطائف هذا الاستعمال أنه جاء بالفعل ? گ ? بالنون (كاملاً) على الرفع، مع ذكر لفظ ? گ ? كاملاً، فناسب مجيء الفعل كاملاً مع ذكر القرآن كاملاً، وسياق الخطاب للمنافقين، فهم بحاجة إلى تدبر القرآن الذي سمعوه كاملاً، آية عقب آية.
وفي الاستعمال الثاني ?? ? ?، ? ? ? بحذف النون على الجزم في الأول، والنصب في الثاني، مع ذكر ? ?? في الأول، ? ? ? في الثاني وهي بعض القرآن، ولم يذكر ? گ ? كما فيالاستعمال الأول، وسياق الخطاب للكافرين في الفعل الأول?? ? ?، فهم يكفيهم أقل تدبر لقول من القرآن، أما الخطاب في الفعل الثاني ? ? ? فهو يعود إلى ما سبقه من ذكر المتقين والفجار، وهم كذلك يكفيهم تدبر آيات من هذا القرآن، لكن التذكر الحقيقي يكون للمتقين أولي الألباب.
كما أن مجيء الصيغة بالتشديد (التضعيف) ليبين شدة المطالبة بتدبر بعض هذا القرآن ليحصل الإيمان واليقين.
أخي الكريم جزاك الله خيرا، ولكن حرمنا أن نستفيد مما كتبت ويبدو أنه جديد علي استخدامك للخط العثماني، سأبحث عن الخط.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 08:40 م]ـ
نرجع لموضوعنا الأساسي وهو:
هل التفسير أعم من التدبر؟
وجدت الشيخ مساعد الطيار يقول ما يلي في كتابه:
التدبر والتفسير:
سبق الإشارةُ إلى أنَّ التدبُّر يكون بعد فهم المعنى، لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم. " أهـ
وبهذا يبدو أنه يذهب إلى أن التدبر أعم من التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 09:29 م]ـ
نرجع لموضوعنا الأساسي وهو:
هل التفسير أعم من التدبر؟
وجدت الشيخ مساعد الطيار يقول ما يلي في كتابه:
التدبر والتفسير:
سبق الإشارةُ إلى أنَّ التدبُّر يكون بعد فهم المعنى، لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم. " أهـ
وبهذا يبدو أنه يذهب إلى أن التدبر أعم من التفسير.
فهم المعنى لا يكون إلا عن تدبر، هذا إذا أردنا بفهم المعنى هو فهم مراد الشارع من النص وليس معاني الألفاظ، والمعاني التي يحتملها النص تتفاوت من حيث الظهور والخفاء، فبعضها قريب يدرك بأدنى تأمل ونظر وبعضها بعيد يحتاج إلى جهد وإعمال فكر زائد، وكل ذلك من التدبر، إذا قلنا:
"إن التدبر هو إعمال الفكر بصورة صحيحة لفهم مراد الشارع من النصوص"
وإذا كان أهل العلم قد عرفوا التفسير بقولهم:
"علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" والتعريف للزرقاني.
إذا التفسير هو نتاج التدبر
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 09:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
......
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخانا الفاضل الدكتور حسن
أحسن الله إليك
إذا وافقناك على أن التفسير هو الكشف عن المعاني العامة
فما هو دليلك على تخصيص " التفكر" و"التدبر" بما ذكرت؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 May 2010, 11:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب اللغة العربية هي سبيل فهم الألفاظ القرآنية، فالتفسير أصله الفسر وهو الكشف والإيضاح والتبيين لذلك يقال لما يأتيه الطبيب تفسره (الكشفية)، وكذلك باقي الألفاظ. فأنا لم أخصص مطلقا من معاني التفكر والتدبر. وإنما الذي أراه أن لكل كلمة من هذه الكلمات دلالة تختص بها دون غيرها، وعلى هذا يعول في معرفة المراد من كل كلمة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 May 2010, 04:25 ص]ـ
فهم المعنى لا يكون إلا عن تدبر، هذا إذا أردنا بفهم المعنى هو فهم مراد الشارع من النص وليس معاني الألفاظ، والمعاني التي يحتملها النص تتفاوت من حيث الظهور والخفاء، فبعضها قريب يدرك بأدنى تأمل ونظر وبعضها بعيد يحتاج إلى جهد وإعمال فكر زائد، وكل ذلك من التدبر، إذا قلنا:
"إن التدبر هو إعمال الفكر بصورة صحيحة لفهم مراد الشارع من النصوص"
وإذا كان أهل العلم قد عرفوا التفسير بقولهم:
"علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" والتعريف للزرقاني.
إذا التفسير هو نتاج التدبر
والله أعلم
جزاك الله خيرا أخي الكريم، إن هذا الكلام ينقل العقل لعصر النبوة، وترتيب الخطاب القرآني، فأمر القرآن الناس بالتدبر، و حثهم على طلب العلم، ووجههم للجهة التي يأخذون منها العلم، من القرآن، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أهل العلم، والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 May 2010, 09:15 ص]ـ
تحدث الدكتور حسام النعيمي عن مسألة التدبر واستعرض الآيات التي ورد فيها ذكر التدبر في برنامج لمسات بيانية وهذا نص ما ذكره جزاه الله خيراً ونفعنا بعلمه
HTML clipboard آداب تناول الآيات في القرآن الكريم
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)
يعيش الانسان مع القرآن ليتلذذ بما فيه من الآيات. وفي هذه الحلقة سوف نقف إن شاء الله عند قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها) وتدبر القرآن وقراءته لها مراتب للتدبر فيمكن أن يقرأ الانسان القرآن في يومين أو شهر أو يكون له ختمتين في شهر وكان من السلف الصالح من له ختمتان واحدة يقرأها بتأمل يسير وختمة تستغرق أعواماً يتأمل كل حرف وكل كلمة في كتاب الله وبين هاتين المرتبتين درجات أدناها أن يحضر الانسان ذهنه وهو يقرأ آيات الله تعالى. إذن أولى مراتب التدبر هو حضور الذهن عند قراءة القرآن وليس هناك أدنى منها مرتبة وهؤلاء الذين قال فيهم r يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم لأنه مجرد قراءة باللسان. بعد هذه المرتبة تأتي مرتبة التفكير بالمعنى وهي أعلى من السابقة ثم تليها مرتبة التأمل في المعاني بحيث يتوقف عند آيات النعيم فيدعو الله تعالى أن يجعله من المنعمين ويتوقف عند آيات العذاب فيدعو الله أن يجنبه العذاب وهكذا كان r يقرأ القرآن في الصلاة. وهناك مرتبة أعلى من هذه وهي مبنية على سابقتها وهي أن ينظر القارئ في الاستعمالات القرآنية ويعيش في الجو الذي عاش فيه العربي الأول عندما كان يسمع القرآن فيهتزّ وفي رواية أن الأصمعي كان عنجه دنانير من ذهب وكان يريد الخروج للحج فأراد أن يخبئ الدنانير عند أحد من اصحابه حتى يعود فتأخر في ذلك وقبل خروجه للحج ذهب لصاحبه فوجد أنه خارج للحج ايضاً فاحتار أين يخبء دنانيره ثم قرر أن يأخذه معه في سفره وفي الطرق خرج على القافلة لصوص وجاء الأصمعي شيخ اللصوص فأكره بإخراج ما معه من مال فأخرج الأصمعي دنانيره وقال سبحان الله هذا رزقه وتلا قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال اللص رزقنا في السماء ونحن نطلبه في خِسّة على الأرض أعيدوا ماله فأعادوا المال الى الأصمعي. وفي الطواف التفت الأصمعي فوجد شيخ اللصوص بجانبه فطلب منه اللص أن يعيد عليه الآية فقرأ الأصمعي (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) الذاريات) فانتفض السارق وقال ما الذي أغضب الجليل فجعله يُقسم؟ من هذه القصة يتبين لنا أن العرب كانوا يفهمون ويتلذذون بالعبارة وكانوا إذا أراد أحدهم أن لا يؤمن يضع أصابعه في أذنيه حتى لا يسمع لأنه يعلم أن هذا الكلام ليس كلام بشر ونحن علينا أن نتلمس مواطن الجمال والبيان وإذا أشكل علينا شيء نسأل ولا نتردد فالقرآن حاكم على اللغة وليست اللغة هي الحاكمة على القرآن.
استعمال كلمة تدبر في القرآن الكريم:
وردت هذه الكلمة في أربع مواضع في القرآن الكريم في أربع آيات هي:
((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد))
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء)
(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون)
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص)
ويسأل القارئ عن هذا الاختلاف فلماذا استعمل فعل يتدبرون مرتين واستعمل يدّبروا مرتين؟ (يدّبروا) اصلها يتدبروا لكن التاء سُكّنت فالتقت مع الدال فأُدغمت فيها فصارت يدّبروا. عادة ينظر في السياق ولا يجب أن تؤخذ الكلمة بدون سياقها لأن كلام الله تعالى مترابط فهو نزل الى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل منجماً.
نبدأ باستعراض كل آية في سياقها ونبدأ بالآية في سورة محمد ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)):
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تلونا ما قبلها من قوله تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)) الكلام في الآية عن المنافقين الذين ينظرون نظر المغشي عليه من الموت لمجرد أن قيل لهم أن هناك جهاد ومن شفافية القرآن ولمسه لقلوب الناس أنه يصف المنافقين بأوصاف غير حميدة لا يحبونها فلا يواجههم وإنما يتكلم بصورة الغائب (هم) ثم ينتقل مباشرة لهم فيقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)) هذه لمسة حنان لعدم قطع الأرحام والعربي حريص عليها ثم قال تعالى (اولئك) لم يقل أنتم المنافقون لأن الكلام ليس فيه إهانة لهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)) ثم قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) الكلام عنهم ولكنه تعالى استعمل ضمير الغائب حتى لا يُثيرهم وهذا نوع من أنواع التربية فلا يجوز للمسلم أن يقول هذا كافر وهذا كافر لأن المسلم كالطبيب يجب عليه أن يعالج. جعلها تعالى غائباً لكنهم منافقون فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون) لأنهم أي المنافقون بحاجة ليعيدوا النظر مرة بعد مرة في القرآن وهم نافقوا بعد أن سمعوا القرآن مرة بعد مرة ولهذا هم بحاجة للتكرار وللنظر في الآية دُبًر الآية ومعنى يتدبرون أن ينظرون في كل آية وما بعدها ثم ذكر تعالى في الآية كلمة القرآن ولمّا ذكر القرآن كاملاً لم يقل آية أو آيات ولما كان الكلام عن القرآن كاملاً جاء بالفعل كاملاً (يتدبرون). واستعمل التنكير (أم على قلوب أقفالها) كما كان r يقول (ما بال أقوام) حتى لا يسمي شخصاً بعينه. قال تعالى قلوب وهي نكرة وأقفالها نكرة. ثم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)) هؤلاء منافقون سمعوا القرآن ولهذا يريدهم القرآن أن يعيدوا النظر في القرآن آية دبر آية.
الآية الثانية في سورة النساء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء):
إذا تتبعنا الآيات في السورة (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)) تكلمت الآيات عن المنافقين يقولون نطيعك طاعة ثم خاطب تعالى رسوله أن هؤلاء منافقون فأعرض عنهم وتوكل على الله ثم جاءت الآية (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)) وكأن فيه عتاب لهم (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) فالله تعالى في هذه الآيات يكلّم رسوله r عن المنافقين فهي دعوة غير مباشرة لهم أولئك الذين سمعوا كلام الله ثم أعرضوا عنه وجاءوا الرسول r فقالوا له نطيعك ثم بيّتوا أمراً آخر فهؤلاء مدعوون ليتدبروا القرآن فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون).
الآية الثالثة في سورة المؤمنون (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون):
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استعرضنا الآيات من قوله تعالى (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)) الآيات تتكلم عن الكفار الذين لم يعلنوا اسلامهم وكانوا ينكصون وكانت تتلى عليهم آيات (لم يقل القرآن) ثم يخاطبهم تعالى في قوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)) لم يذكر كلمة القرآن في الآية وإنما قال (القول) وقد يكون القول كلمة أو آية أو بعض آية أو سورة أو القرآن كله ولمّا استعمل كلمة آيات والقول اجتزأ الفعل أيضاً (يدّبروا) وهذا الفعل حذفت منه النون لوجود الجازم (لم) ثم ألغى الحركة في الفعل الأصلي (يتدبر) سُكنت التاء والتقت بالدال فاُدغمت فيه وهذا فيه نوع من الشدّى لأن الدال مشددة والباء مشددة (يدّبّروا) فهناك تشديد في المطالبة ولو تأملوا أقل تأمل فجاء اللفظ مناسباً للطلب (المطلوب هو أن يتأملوا أقل تأمل).
الآية الرابعة في سورة ص (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص):
إذا نظرنا في الآيات في السورة من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)) الكلام عن الكافرين وليس المنافقين وقد ذكرت الآيات الفريقان: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار. ثم قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)) ذكر الآيات وذكر كتاب ولم يذكر لفظ القرآن. والواو في (ليدبروا) تعود على الكافرين والمؤمنين لأنه ذكرهم جميعاً في الآيات: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار فالكل مطلوب منه أقلّ تدبّر. وقال تعالى (وليتذكر أولو الألباب) لم يقل ليذّكر لأن أولي الألباب هم الذين يتذكرون فجعلها خاصة بأولي الأباب ففصل (ليتذكر).
وفي الآيات دعوة لكل من ينظر في كتاب الله للتدبر. التأمل قد يكون في آية واحدة والتعقّل في آية واحدة أما التدبر فمعناه مواصلة التدبر في الآيات واحدة دُبُر الأخرى بدون توقف. وكل كلمة في القرآن الكريم مُرادة في مكانها. والتفكر في شيء هو النظر في ملكوت الله تعالى والتدبر هو تفكّر وتأمل في شيء متصل آية دُبُر آية.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً استاذة سمر على هذه الإفادات. وأتسائل: اذا كان لديك هذه المعلومات فلماذا تحجزينها وتدخرينها الى هذا الحد؟؟ أم أنك تستخدمين أسلوب brain storm التعليمي؟؟. بارك الله بك أختاه ونفعنا من علمك ونقلك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 May 2010, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على حسن ظنك بي. وعذراً لأني لم أنتبه للموضوع إلا اليوم فأضفت ما لدي بارك الله بك ونفعنا بما علمنا وزادنا فهماً وتدبراً لكتابه العزيز
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 May 2010, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على حسن ظنك بي. وعذراً لأني لم أنتبه للموضوع إلا اليوم فأضفت ما لدي بارك الله بك ونفعنا بما علمنا وزادنا فهماً وتدبراً لكتابه العزيز
أختي الكريمة سمر جزاك الله خير الجزاء على الإضافة القيمة.(/)
ما صحة كتاب الفرقان؟؟
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[19 May 2010, 09:37 ص]ـ
كتاب (الفرقان) لمحمد محمد عبد اللطيف.ابن الخطيب
في جمع القران وتدوينه, هجاؤه ورسمه ,تلاوته وقراءاته, وجوب ترجمته , وإذاعته
دار الكتب العلمية
توزيع دار الباز للنشر والتوزيع
أستغرب عدم وجود مراجع ومصادر للكتاب؟!! إضافة إلى أسلوبه!
أفيدوني ما صحة هذا الكتاب؟
جزاكم الله خيرا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 May 2010, 10:54 ص]ـ
كتاب الفرقان عياذا بالله تعالى من اسوأ الكتب وفية من الجناية والتعدي ما لا يعلمه الا من كان على اطلاع جيد ببحوث علوم القران واتذكر ان السيد محمد احمد جمال في كتابه على مائدة القران قد عقد فصلا لمناقشة بعض ما في هذا الكتاب وقد عرضت له في رسالتي للماجستير في عام 1991م وقلت بانه لا يجوز لدور النشر بيع مثل هذا الكتاب لما فيه من الجناية على كتاب الله تعالى وعلى علماء الامة وأظن إن لم تخني ذاكرتي أن الغماري المغربي قد شن على الكتاب وصاحبه هجوما عنيفا في احد كتبه لكني نسيت الان اسمه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 11:35 ص]ـ
كنتُ كتبت حول هذا الكتاب تقريراً مفصلاً قبل خمس أو ست سنوات رغبة في نشره في ملتقى أهل التفسير، وتريثت في نشره رغبة في إكمال بعض جوانبه، ومراجعة بعض الكتب، وللأسف أنني لم أجده الآن ولا أدري أين حفظته. ولكن لعلي أجيب من الذاكرة الآن وإن وجدته مستقبلاً وضعته هنا.
كتاب (الفرقان لابن الخطيب) عنوانه يوهم أن مؤلفه من العلماء القدماء وهو ليس كذلك. فمؤلفه اسمه محمد محمد عبداللطيف أفندي، وهو شخص لم يعرف بالعلم بالقرآن والعلوم الشرعية، وإنما هو كاتب كشأن بعض كتاب الصحف عندنا اليوم، تجرأ على الكتابة في موضوع دقيق يتعلق بالقرآن الكريم وهو جمعه وتلاوته ونقله وتوثيقه، فطعن في صحة رسم القرآن وجمعه. وقد خدع بعنوان كتابه هذا كثيرين فاشتروه لظنهم أنه لأحد علماء المسلمين القدامى.
وهذا الكتاب ليس بحثاً علمياً على الطريقة العلمية المعتبرة لدى الباحثين، وإنما كتاب متهافت تضمن مجموعة من الآراء المردودة، والأقوال الباطلة. وقد التقط أقوالاً مردودة من كتب المتقدمين واحتج بها على صحة ما يذهب إليه، واتهم القراءات والقراء بالتحريف والتلاعب.
فعندما تحدث عن رسم المصحف طعن في الرسم العثماني، ودعا إلى ضرورة كتابة القرآن بالرسم الإملائي.
وقد كتب علماء الأزهر تقريراً علمياً عن هذا الكتاب عام 1368هـ ونشرته مجلة الأزهر في نفس العام، بينوا فيه ما في هذا الكتاب من الأخطاء، وتشكلت اللجنة من الشيخ محمد المدني والشيخ محمد علي النجار والشيخ عبدالفتاح القاضي رحمهم الله أجمعين.
والخلاصة أن الكتاب ليس له قيمة علمية، وفيه شبهات باطلة كثيرة أقيم عليها فلا ينصح بالقراءة فيه وفقكم الله، إلا لباحث يرغب في التنبه للشبهات ومعرفة كيفية الجواب عنها.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[19 May 2010, 11:45 ص]ـ
شيخنا جمال أبو حسان جزاكم الله خيرا وأتمنى لو ذكرتم-تكرما- عنوان رسالتكم الماجستير.
شيخنا عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا, وننتظر التقرير.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[19 May 2010, 12:04 م]ـ
شيخنا جمال أبو حسان جزاكم الله خيرا وأتمنى لو ذكرتم-تكرما- عنوان رسالتكم الماجستير. .
نيابة عن الأخ الفاضل الدكتور جمال، رسالته الماجستير عن منهج ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 May 2010, 02:09 م]ـ
شكر الله لكم يا استاذ احمد(/)
هل وضح أحد الباحثين هذه المصطلحات ومثل لها؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 May 2010, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال الإمام القرطبي:
"أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبدلة وما فيه من الاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير؛ فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه ودخل في زمرة من فسر القرآن بالرأي "
هل وضح أحد الباحثين هذه المصطلحات ومثل لها؟
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 11:45 ص]ـ
أما المبهمة فالإبهام من المصطلحات المعروفة في كل كتب علوم القرآن وقد شرح في معظمها المقصود به وفيه كتب مصنفة مستقلة عن المبهمات في القرآن الكريم.
وأما المُبدلة فلا أدري ماذا يقصد بها القرطبي هنا في هذا الكلام الذي اجتزأتيه من كتابه.
وأما الاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير فهي مصطلحات بلاغية شرحت في كتب البلاغة، وقد جمعها مع غيرها الدكتور أحمد مطلوب في كتابه معجم المصطلحات البلاغية.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 May 2010, 04:51 م]ـ
وكذا قوله: "والمبدلة" فلعله أراد الإبدال المعروف في علوم اللغة، والذي ربما أثر في التفسير؛ فغير المعنى كما هو معروف.
والله تعالى أعلم.
ـ[الخطيب]ــــــــ[19 May 2010, 05:35 م]ـ
معاني هه المصطلحات وأمثلتها في معجم "مفاتيح التفسير" في المواضع الآتية:
الإبدال 1/ 33، الاختصار 1/ 66 وفيه إحالة إلى الإيجاز 1/ 185 وتحته إحالات تتبع،الإضمار 1/ 142، الحذف 1/ 440 وتحته إحالات تتبع، التقديم والتأخير 1/ 374، المبهم 2/ 755
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 05:09 ص]ـ
أما المبهمة فالإبهام من المصطلحات المعروفة في كل كتب علوم القرآن وقد شرح في معظمها المقصود به وفيه كتب مصنفة مستقلة عن المبهمات في القرآن الكريم.
وأما المُبدلة فلا أدري ماذا يقصد بها القرطبي هنا في هذا الكلام الذي اجتزأتيه من كتابه.
وأما الاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير فهي مصطلحات بلاغية شرحت في كتب البلاغة، وقد جمعها مع غيرها الدكتور أحمد مطلوب في كتابه معجم المصطلحات البلاغية.
شيخنا الكريم جزاك الله خيرا.
كنت أقرأ في كتاب خالد العك، ولم يفسر النص، لذا سألت.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 05:10 ص]ـ
وكذا قوله: "والمبدلة" فلعله أراد الإبدال المعروف في علوم اللغة، والذي ربما أثر في التفسير؛ فغير المعنى كما هو معروف.
والله تعالى أعلم.
أخي الكريم جزاك الله خيرا.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2010, 05:13 ص]ـ
معاني هه المصطلحات وأمثلتها في معجم "مفاتيح التفسير" في المواضع الآتية:
الإبدال 1/ 33، الاختصار 1/ 66 وفيه إحالة إلى الإيجاز 1/ 185 وتحته إحالات تتبع،الإضمار 1/ 142، الحذف 1/ 440 وتحته إحالات تتبع، التقديم والتأخير 1/ 374، المبهم 2/ 755
جزاك الله خيرا أخي الكريم، وأشكرك على ما نقلت، ولا أملك الكتاب.وسأبحث عنه بإذن الله تعالى، وليته متوج بالأمثلة.(/)
إعراب "وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ "
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[19 May 2010, 12:10 م]ـ
" فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ... "
قال الإمام العكبري في كتابه التبيان في إعراب القرآن في إعراب: " يصلي ": حال من الضمير في "قائم "ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم "
فالإمام العكبري جعل صاحب الحال الضمير المستتر في" قائم " ولم يجعله من الضمير المتصل في " فنادته " لأنه يمنع أن يكون حالان لعامل واحد قال عند قوله –تعالى –"وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا" 48 المائدة: " بالحق حال من الكتاب و"مصدقا " حال من الضمير في قوله " بالحق " ولا يكون حالا من " الكتاب " إذ لا يكون حالان لعامل واحد" يقصد العكبري بالعامل صاحب الحال
لذلك جعل "وهو قائم" حالا من الضمير المتصل في " فنادته " ثم خالف في صاحب الحال "يصلي " فجعله من الضمير المستتر في" قائم "
وأقول الذي ذهب إليه في منع تعدد الحال وصاحبها واحد لا دليل عليه لأن الحال يتعدد وصاحبها واحد
قال الله تعالى:" فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً [طه:86]. " هذان حالان وصاحبهما واحد وهو موسى –عليه السلام
فما المانع من تعدد الحال وصاحبهما واحد كما يتعدد الخبر و المبتدأ واحد والصفة لموصوف واحد ........
فالجملة الاسمية " وهو قائم " حال من من الضمير المتصل "الهاء" في " فنادته" وكذلك "يصلي " فهي جملة فعلية في محل نصب حال من " الضمير المتصل"الهاء" في " فنادته"
أما قوله:" ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم " أي: أن تكون جملة " يصلي " في موضع رفع صفة لقائم فهذا بعيد لأن الوصف لا يوصف فكيف نصف " قائم " وهي وصف خبر المبتدأ " هو"
وكذلك " قائم " ليس المقصود منه الصلاة وحدها فالذكر من القيام و قراءة القرآن من القيام قال الله تعالى:" والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " و قال الله تعالى:" ياأيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا *"
فالصلاة بعض القيام فالقائم يصلي و يذكر الله و يتلو القرآن
ولأن القيام ثابت وملازم له فجاء التعبير القرآني بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت وأما التعبير القرآني بالجملة الفعلية "يصلي " وهي في محل نصب حال لأن الصلاة حادثة متجددة فهو يصلي ويذكر الله ويقرأ القرآن الكريم(/)
هل كتب احد دراسة علمية حول التفسير بحسب النزول للقران؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 May 2010, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد دراسة علمية حول التفسير بحسب النزول للقران؟
يرجى ممن يعلم ان لا يبخل بالافادة
وفقكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 02:18 م]ـ
كتب الأستاذ الدكتور محمد عبدالله دراز تقريراً علمياً حول الدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن على حسب النزول، ولم يتعرض للتفسير حسب النزول، ثم جاءت بعده بحوث متفرقة حول التفسير بحسب النزول، منها بحث قدمه الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم لمؤتمر في الإمارات قبل سنوات وأظن ملخصه منشور في الملتقى هنا.
وقد بدأت أكتب في بحث حول الموضوع منذ مدة ولم أكمل البحث بعدُ، وإن لم أكن واهماً أن أحد الباحثين أو إحدى الباحثات يكتب في الموضوع في رسالة علمية الآن فقد كثرت علينا البحوث والاستشارات فلم أعد أتذكر بعضها. فلعل باحثاً يطلع على هذا السؤال فيجيبنا.
انظر هنا
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1682
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 May 2010, 02:39 م]ـ
هناك رسالة دكتوراه عنوانها
تفاسيرُ القرآنِ الكريمِ حسبَ ترتيبِ النزولِ دراسةٌ وتقويمٌ
بحث
لنيل درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
إعداد الطالب
طه محمد فارس
وإشراف
الأستاذ الدكتور نور الدين عتر
قدمت في جامعة ام درمان الاسلامية بالسودان سنة 2007م
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2010, 02:49 م]ـ
هل يمكن الاطلاع على هذه الرسالة يا أبا محمد؟(/)
أصل الكلام في القرآن للدكتور رفيق يونس المصري بجدة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 03:00 م]ـ
وصلتني رسالة من أخي الدكتور عبدالله قربان تركستاني مدير مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة هذه الرسالة حول محاضرة علمية.
حوار الأربعاء
مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
(32)
أصل الكلام في القرآن
تقديم
د. رفيق يونس المصري
العناصر:
- من لم يعرف أصل الكلام في القرآن لم يفهم القرآن.
- أصل الكلام قد يكون فيه قراءة.
- محاولة تفسير سبب العدول عن الأصل
الموعد
الأربعاء 12/ 6/1431هـ = 26/ 5/2010م
الساعة الحادية عشرة صباحاً
بقاعة اجتماعات مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي
للاستفسار أو المشاركة في عرض الموضوعات الرجاء الاتصال بمنسق الحوار أ. خالد سعد الحربي ت: 000 6400 توصيلة 61594
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2010, 03:57 م]ـ
ماذا يقصد بأصل الكلام
يا شيخنا الفاضل عبد الرحمن
؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 04:06 م]ـ
لم أفهمها أيضاً! لكن لعل من يحضر اللقاء يتضح له المقصود، حيث يحتمل أنه يريد أصل بداية الكلام في القرآن ومعانيه مثلاً، أو معنى مفردة (الكلام) في القرآن ومشتقاتها. فالمعنى في بطن المُحاضر، ومثل هذا نادر، لأننا نعرف ذلك في الشاعر دون الناثر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2010, 04:15 م]ـ
وفقك الله
وبارك فيك
وكما قلت
ننتظر حتى يفصح المحاضر عما في ذهنه
ونرجو له التوفيق والسداد(/)
كم عدد الآيات التي لها سبب نزول
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[19 May 2010, 07:42 م]ـ
إخواني المشايخ كم هي الآيات التي لها سبب نزول، وهل من إحصاء يبين عدد الآيات التي لها سبب نزول صحيح والتي لها سبب نزول لا يصح.
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[20 May 2010, 08:42 م]ـ
هل من مفيد ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 09:51 م]ـ
أخانا الفاضل
ارجع إلى الكتب التي عنيت بذكر أسباب النزول
ومنها كتاب الواحدي
فربما حصلت على إجابة تقريبية
وهذا يحتاج منك إلى جهد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 May 2010, 10:41 م]ـ
شكر الله لكم يا أستاذنا الموفق " أبو سعد الغامدي " اسعدك الله في الدنيا والآخرة، وأضيف: يمكنك أخي السائل الوقوف أيضا على ما أورده صاحب لباب النقول الإمام السيوطي، وابن حجر في العجب العجاب، والأوفق لكم أخي الكريم أن تتطلع على كتاب الأستاذ الدكتور أبو عمر نادي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر فرع اسوان ـ على ما اذكر ـ إذ صنف في أسباب النزول: الدخيل في أسباب النزول، والصحيح في أسباب النزول. وهما مصنفان غاية في الفائده في هذا الفن.
والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 10:56 م]ـ
شكر الله لكم يا أستاذنا الموفق " أبو سعد الغامدي " اسعدك الله في الدنيا والآخرة، وأضيف: يمكنك أخي السائل الوقوف أيضا على ما أورده صاحب لباب النقول الإمام السيوطي، وابن حجر في العجب العجاب، والأوفق لكم أخي الكريم أن تتطلع على كتاب الأستاذ الدكتور أبو عمر نادي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر فرع اسوان ـ على ما اذكر ـ إذ صنف في أسباب النزول: الدخيل في أسباب النزول، والصحيح في أسباب النزول. وهما مصنفان غاية في الفائده في هذا الفن.
والله الموفق
وأسعدك شيخنا الفاضل
وأضيف لأخينا سيف
كتاب الدكتور عصام الحميدان:
عنوان الكتاب: الصحيح من أسباب النزول
المؤلف: عصام بن عبد المحسن الحميدان
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: دار الذخائر - مؤسسة الريان
سنة النشر: 1420 - 1999
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 374
الحجم (بالميجا): 9
تاريخ إضافته: 10/ 09 / 2009
شوهد: 1619 مرة
التحميل المباشر: الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq44760/44760.pdf)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2819
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[20 May 2010, 11:51 م]ـ
الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وقد أورد أقل من المائتين.
وهناك كتاب آخر هو: صحيح أسباب النزول لإبراهيم محمد العلي وقد فرق بين صحيح أسباب النزول وتفسير الصحابة الذي عده بعض أهل العلم من أسباب النزول وهو ليس كذلك.
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[21 May 2010, 07:47 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على ما تفضلوا، وكان غرضي من السؤال هو (عملية إحصاء قد تم القيام بها)
وأما كتاب الواحدي والسيوطي والعجاب للحافظ والصحيح المسند وكتاب الحميدان فقد اطلعت عليها جميعا
إلا كتاب أبي عمر والعلي فلم أقف عليهما
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 May 2010, 08:15 م]ـ
أخي الكريم:
أسباب النزول منها الصحيح ومنها الضعيف , والصحيح من الأسباب منه ما هو صريح في السببية ومنه ما هو غير صريح , والعملية تحتاج عملية إحصائية يقوم بها أحد الباحثين بعد وضع منهج واضح للإحصاء.
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[22 May 2010, 10:08 ص]ـ
صحيح وهذا الذي قصدته، وسألت عنه(/)
لماهنا ((اشد)) وهناك ((اكبر)) وهنا ((اجر)) وهناك ((مال)) سبحانك ما اعظمك!!
ـ[عبد العزيز الرويلي]ــــــــ[20 May 2010, 02:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أسرار من كتاب رب البريه!!!
قال تعالى ((وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ ... ((البقرة 91
وقوله تعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) البقرة 217
فقد قال في الآية الأولى ((أشد)) وفي الآية الثانية ((أكبر)) وذلك لأن الكلام في الآية الثانية على كبيرات الأمور فقد مر فيها قوله ((قل قتال فيه كبير)) وقوله ((وإخراج أهله منه اكبر عند الله)) فناسب ذكر ((أكبر)) فيها
وليس السياق كذلك في الآية الأولى وإنما هي في سياق الشدة على الكافرين فقد قال فيها ((واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنه اشد من القتل)) وهذه شدة ظاهرة فناسب ذكر ((أشد)) فيها بخلاف الآية الثانية
مثال اخر:
قال تعالى على لسان نوح عليه السلام في سورة هود
قوله تعالى ((وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)) هود 29
ووردت في غير هذا الموضع كلمة ((أجر)) بدل كلمه ((مال)) على لسان نوح عليه السلام
قوله تعالى ((فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) يونس 72
قوله تعالى ((وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)) 109 الشعراء
وكذا وردت كلمه ((اجر)) بدل كلمه ((مال)) على لسان غيره من الأنبياء
وسبب ذلك انه في الموضع الذي وردت فيه كلمه ((مال)) وقعت بعدها كلمه ((خزائن)) ولفظ المال يناسب الخزائن فقد جاء على لسان نوح عليه السلام في هذا الموضوع قوله ((ولا أقول لكم عندى خزائن الله .. )) فناسب ذلك المال ههنا بخلاف المواضع الأخرى
المرجع / التعبير القرآني
الدكتور / فاضل سامرائي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 04:30 ص]ـ
شكرا الله لأخينا عبد العزيز على هذه المشاركة الطيبة
وسؤالي للإخوة الأفاضل جميعا
ما مدة صحة أو جواز استخدام هذه العبارة في حق الله
" سبحانك ما أعظمك"
؟
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[20 May 2010, 11:08 م]ـ
مع التحية الطيبة لابي سعد الغامدي وهاك الجواب
وعنه صلى الله عليه و سلم انه قال: "إنّ الله أذن لي أن أحدّث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض و عنقه مثنية تحت العرش، و هو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا! فيردّ عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا (صححه الألباني في الصحيحه)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 12:22 ص]ـ
مع التحية الطيبة لابي سعد الغامدي وهاك الجواب
وعنه صلى الله عليه و سلم انه قال: "إنّ الله أذن لي أن أحدّث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض و عنقه مثنية تحت العرش، و هو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا! فيردّ عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا (صححه الألباني في الصحيحه)
إذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فليس لنا إلا التسليم
ونقول آمنا وصدقنا
ونقول
سبحان الله
التأمل في الحديث شغلني عن مدى صحة العبارة
"ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش"
كم من الأمور تعجز عقولنا عن تصورها!
ولكن قدرة الله لا حدود لها.
شكر الله لك أيها الفاضل(/)
لماذا بني الفعل في قوله: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} للمجهول؟
ـ[صالحة آل مانع]ــــــــ[20 May 2010, 09:14 ص]ـ
{وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}
س / لماذا بُني الفعل ألقى في هذه الآية الكريمة لما لم يسمى فاعله (مبني للمجهول) بالرغم من وجود الفاعل؟؟
رفع الله ذكركم؟؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2010, 10:53 ص]ـ
بني الفعل للمجهول وذلك للإِشارة إلى كمال تأثير آية نبي الله موسى عليه السلام فيهم، وإدهاشها إياهم، فلم يشعروا بأنفسهم حين ما شاهدوا عظمة الآية وظهورها عليهم إلا وهم ملقون ساجدون، فلم يدروا من الذي أوقع بهم ذلك.
فالملقي هو الله سبحانه وتعالى بإلهامه لهم حتى ينكسر فرعون بالذين أراد بهم كسر موسى عليه السلام وينقلب الأمر عليه.
وليصور لنا الباري جل جلاله كيف بهرهم الحقُّ واضْطرّهم إلى ذلك، فالخوف من الله سبحانه وتعالى والشوق إلى الخضوع بين يديه ألقاهم، فلم يتماسكوا كما لا يتماسك الحجر الملقى، ولم يتمالكوا أنفسهم حين عرفوا أن ما فعله موسى عليه السلام أمر سماوي، أيّد الله تعالى به نبيه موسى عليه السلام، فلم يتريثوا ولم يترددوا عن السجود حتى كأنهم ألقوا ساجدين سراعاً من غير اختيار منهم.
قال اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) في تفسيره روح البيان في تفسير القرآن:
" ففى الكلام استعارة تمثيلية حيث شبه حالهم فى سرعة الخرور وشدته حين شاهدوا المعجزة القاهرة بحال من القى على وجهه فعبر عن حالهم بما يدل على حال المشبه به".
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 May 2010, 11:25 ص]ـ
هذا يسميه البلاغيون توجيه النظر نحو الحدث لان الفاعل معلوم
وحين يتوجه النظر الى الحدث وحده يحدث في النفس تفاعل معه اكثر مما لو توجه النظر الى اكثر من شيء والله اعلم
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[20 May 2010, 10:51 م]ـ
بني الفعل للمجهول وذلك للإِشارة إلى كمال تأثير آية نبي الله موسى عليه السلام فيهم، وإدهاشها إياهم، فلم يشعروا بأنفسهم حين ما شاهدوا عظمة الآية وظهورها عليهم إلا وهم ملقون ساجدون، فلم يدروا من الذي أوقع بهم ذلك.
فالملقي هو الله سبحانه وتعالى بإلهامه لهم حتى ينكسر فرعون بالذين أراد بهم كسر موسى عليه السلام وينقلب الأمر عليه.
وليصور لنا الباري جل جلاله كيف بهرهم الحقُّ واضْطرّهم إلى ذلك، فالخوف من الله سبحانه وتعالى والشوق إلى الخضوع بين يديه ألقاهم، فلم يتماسكوا كما لا يتماسك الحجر الملقى، ولم يتمالكوا أنفسهم حين عرفوا أن ما فعله موسى عليه السلام أمر سماوي، أيّد الله تعالى به نبيه موسى عليه السلام، فلم يتريثوا ولم يترددوا عن السجود حتى كأنهم ألقوا ساجدين سراعاً من غير اختيار منهم.
قال اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) في تفسيره روح البيان في تفسير القرآن:
" ففى الكلام استعارة تمثيلية حيث شبه حالهم فى سرعة الخرور وشدته حين شاهدوا المعجزة القاهرة بحال من القى على وجهه فعبر عن حالهم بما يدل على حال المشبه به".
قالون
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2010, 10:16 ص]ـ
حذف الفاعل يكون لأحد سببين - فيما أعلم -: أحدهما: العلم به، والثاني: كون المقصود نفس الحدث، حيث لا يفيد ذكر الفاعل.
تنبيه: تسمية الفعل الذي حذف فاعله "مبني للمجهول" فيه إشكال؛ لأن الفاعل قد يكون معلوماً، بل قد يكون أعلم معلوم - وهو الله تعالى -؛ فليس من المناسب استعمال هذه التسمية، وإنما يقال: "المبني للمفعول" أو "المبني لما لم يسم فاعله".
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 10:20 ص]ـ
تنبيه: تسمية الفعل الذي حذف فاعله "مبني للمجهول" فيه إشكال؛ لأن الفاعل قد يكون معلوماً، بل قد يكون أعلم معلوم - وهو الله تعالى -؛ فليس من المناسب استعمال هذه التسمية، وإنما يقال: "المبني للمفعول" أو "المبني لما لم يسم فاعله".
أظنها تسميةً على الغالب، فالغالب أن ما يكون بهذه الصيغة يكون مجهول الفاعل.
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 02:52 م]ـ
أظنها تسميةً على الغالب، فالغالب أن ما يكون بهذه الصيغة يكون مجهول الفاعل.
بارك الله فيك
ليس كما تقول:" أظنها تسميةً على الغالب، فالغالب أن ما يكون بهذه الصيغة يكون مجهول الفاعل"
أولا: علماء النحو والمفسرون المتقدمون لا يسمونه مبنيا للمجهول إنما يسمونه المبني للمفعول أو للفاعل ولكن تسمية مبني للمجهول ظهرت متأخرة تسهيلا للمادة النحوية
ارجع إلى "الكتاب لسيبويه أوالمفصل في علوم العربية للزمخشري أو شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك أو أسرار العربية للأنباري أوالتبيان في إعراب القرآن للعكبري ................ أو كتب المفسرين الطبري الزمخشري –رحمهم الله - .........
ثانيا:
الفعل المبني للمفعول أغلب ما يبنى لأغراض بلاغية وليس لأن الفاعل مجهول، فالقرآن الكريم شاهد العربية جاء بذلك.
أريد منك أن تذكر لي كم فعلا مبنيا للمفعول للجهل بفاعله في القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 03:02 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي على التصويب.
أنا قصدت أنه كذلك على الغالب في اللغة، لا في القرآن، وإلا لم يسمه النحويون بهذا الاسم، بغض النظر أكانت هذه التسمية محدثة أم قديمة.
أما القرآن، فالأمر فيه مختلف، ولذلك فإن المفسرين يسمون هذا الفعل بما لم يسم فاعله أو المبني للمفعول كما تفضل الدكتور العبيدي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 May 2010, 05:48 م]ـ
لم يسع السحرة حينما رأوا من آية واضحة ليست كسحرهم إلا السجود للخالق الذي ألهمهم ذلك السجود دون أدنى تفكير. لأن فطرة العبادة وإجابتها أسرع من عملية التفكير وأسرع من لمح البصر. فاستجابوا لفطرتهم قبل أن يستجيبوا للطاغية فرعون الذي أغراهم بكافة المغريات إن كانوا هم الغالبون. ثم كان من شأنهم ما يثبت رسوخهم الإيماني الذي لا يشوبه التغيير أو التردد. تماماً كما كان في سرعة سجودهم لخالقهم.(/)
الى أهل الحديث والتفسير (الرمزية في الأحاديث النبويّة)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 May 2010, 12:42 م]ـ
الرمزية في الأحاديث النبويّة
هذا العنوان يصلح لأن يكون بحثاً شاملاً أو ربما كتاباً جامعاً. وحسب ظني فإن أحداً لم يكتب حول هذا الموضوع بشكل تفصيلي. بل إن بعضاً من العلماء يتهربون من الخوض في صلب هذا الموضوع الذي تتداخل فيه الحيرة أحياناً بسبب دقته وحساسيته.
يتسائل كثير من الناس: هل الأحاديث النبوية تحتوي على رمزيّة أو على كنايات عن أشياء لم يكن للنبي عليه الصلاة والسلام في ذاك الزمن أن يدخل على تفصيلها على حقيقتها بسبب جهل الناس بها وعدم إدراك معانيها؟.بمعنى آخر هل الأحاديث النبوية تحتاج الى تفسير حديث يطابق واقعنا أم أنها على حقيقتها ولا تحوي على أي نوع من الرمزية؟؟ ولنضرب مثالاً على ذلك حتى تتضح صورة السؤال:
يقول عليه الصلاة والسلام بحديث صحيح:
والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس و حتى يكلم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله و يخبره فخذه بما يحدث أهله بعده .. (حديث صحيح)
يتسائل المرء كيف يتسنى للرجل أن يكلم عذبة سوطه وشراك نعله؟ وكيف سيخبره فخذه بما يحدث أهله بعده؟ هل هذه الأمور ستتم على حقيقتها؟ أي أن الفخذ هو الذي سينطق فعلاً؟ وأن عذبة السوط هي التي ستتكلم وهي في يدك؟. أم أن الجواب أن هذا الحديث فيه رمزية معينه وإنه يتكلم عن اختراعات وأجهزة مراقبة تثبت في مكان معين فتراقب الأحاديث وتصور الأمكنة. وأن عذبة السوط ما هي تلك الأجهزة اللاسلكية التي يعلوها مثل عذبة السوط فيتكلم الرجل من خلالها. فإذا كان ذلك هو تفسير هذا الحديث الشريف فإلى أي حد يجب على المسلم أن يتوقف عنده في تفسير حديث النبي عليه الصلاة والسلام؟ وهل هذه الرمزية التي يمكن أن تنطبق على بعض الأحاديث يمكن لها أن تنطبق على جميع الأحاديث التي ما زالت مبهمة على الواقع الذي نعيشه؟
حسناً: اسمعوا هذا الحديث الآخر:
.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
تكون إبل للشياطين و بيوت للشياطين، فأما إبل الشياطين، فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيرا منها و يمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله. و أما بيوت الشياطين فلم أرها ".
يقول الألباني رحمه الله في تفسير هذا الحديث: والظاهر أنه عليه الصلاة و السلام عني بـ " بيوت الشياطين " هذه السيارات الفخمة التي يركبها بعض الناس مفاخرة و مباهاة، و إذا مروا ببعض المحتاجين إلى الركوب لم يُركبوهم، و يرون أن إركابهم يتنافى مع كبريائهم و غطرستهم.فالحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
إذاً فقد أزال الألباني رحمه الله اللثام من خلال تفسيره للحديث وأكد على الرمزية الموجودة فيه حيث رمز عليه الصلاة والسلام-- إن صح التفسير-- الإبل بالسيارات.لأن الإبل وسيلة مواصلات قديمة والسيارات وسيلة حديثة.
وعلى ذلك يبقى السؤال قائماً: بماذا نفسر حديث الدجال؟ وقوم يأجوج ومأجوج والدابة ونطق الحجر وغير ذلك من أمور مبهمة لم نر من أخبارها شيئاً لغاية الآن؟
بنظري أن الإجابة على هذا السؤال المهم فإنه ينبغي لنا أن نعرف ملابسات النص وألفاظه بكل دقة. فإن كان مما يئول فلا مانع من تأويله. وإن كانت دلالاته صعبة التأويل تركناه على حاله الى أن يتضح لنا أمره. فمثلاً حديث الدجال لا يمكن أن نئوله على التلفزيون مثلاً والتي دخلت فتنته كل بيت. لأن النص لا يحتمل هذا التأويل. فالحديث في دلالاته الإجمالية يتحدث عن شخص معين فيه صفات معينة وأمارات لخروجه وعلامات لا يمكن أن تئول جميعها على الواقع ولا يمكن أصلاً أن تكون رمزيّة. وكذلك قوم يأجوج ومأجوج حيث يقول بعض التافهين أنها أمريكا التي حدبت من كل صوب على المنطقة العربية حاملة معها الفتن والويلات. حيث تبنّت ذلك الطرح الطائفة الأحمديّة وتروج لها بالفضائيات ليل نهار. ومما يؤسف له أن كثيراً من موحدي هذه الأمة تبعوا قولهم واستأنسوا به فضلوا وأضلوا.
الموضوع بحاجة الى بحث كبير لأهميته ولحاجة الناس اليه أولاً وللرد على أولئك المرجفين (الطائفة الأحمدية) وإغلاق ما تكلمت به أفواههم من أوهام. رغم علمنا أن كثيراً من علماء الأمة قد حذروا منهم ومن عقائدهم ولكن ذلك ليس كافياً بالحجم الذي هم يفعلونه من خلال فضائياتهم الممجوجة.
قال الشيخ الألباني: (صحيح)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2010, 01:57 م]ـ
أخي الكريم: تيسير بارك الله فيك.
هذا يسمى في العصر الحاضر "الإعجاز في الأحاديث النبوية" وهو بقدر ما يخدم الإسلام في نظر البعض؛ فإنه يضر به في نظر الآخرين.
فتفسير هذه الأحاديث بهذا النوع من التفسير المخالف لظاهر ألفاظها من الناحية اللغوية دون مستند من الصحابة أو التابعين يفتح مجالا خطيرا للتفاسير الشاذة عند الصوفية ومن نحى نحوهم.
فالقرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، يجب أن تفهم على ظاهرها حسب فهم القوم الذين أنزلت عليهم، وأن لا تحمل ما لا تحمل فالإسلام غني بأدلته عن ما يسمى "الإعجاز العلمي أو العددي" الإسلام غني ببراهينه التي لا يعتريها شك عن كل ذلك ..
فلنقدم الإسلام كما هو على صورته التي نزل بها دون تحريف أو زيادة ...
وقد قدمه الصحابة كما هو ففتح الله على أيديهم الأمصار، وقدمه التابعون كما هو، فدخلوا به القلوب، ونشروا به العدل ..
وأعلم أن كثيرا من الذين يذهبون إلى القول بالإعجاز إنما قالوا ذلك عن حسن نية، ورغبة في نشر الإسلام، وتقديمه بصورة توافق العصر، ولا تناقض الواقع ..
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 05:01 م]ـ
أخي الكريم: تيسير بارك الله فيك.
هذا يسمى في العصر الحاضر "الإعجاز في الأحاديث النبوية" وهو بقدر ما يخدم الإسلام في نظر البعض؛ فإنه يضر به في نظر الآخرين.
فتفسير هذه الأحاديث بهذا النوع من التفسير المخالف لظاهر ألفاظها من الناحية اللغوية دون مستند من الصحابة أو التابعين يفتح مجالا خطيرا للتفاسير الشاذة عند الصوفية ومن نحى نحوهم.
فالقرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، يجب أن تفهم على ظاهرها حسب فهم القوم الذين أنزلت عليهم، وأن لا تحمل ما لا تحمل فالإسلام غني بأدلته عن ما يسمى "الإعجاز العلمي أو العددي" الإسلام غني ببراهينه التي لا يعتريها شك عن كل ذلك ..
فلنقدم الإسلام كما هو على صورته التي نزل بها دون تحريف أو زيادة ...
وقد قدمه الصحابة كما هو ففتح الله على أيديهم الأمصار، وقدمه التابعون كما هو، فدخلوا به القلوب، ونشروا به العدل ..
وأعلم أن كثيرا من الذين يذهبون إلى القول بالإعجاز إنما قالوا ذلك عن حسن نية، ورغبة في نشر الإسلام، وتقديمه بصورة توافق العصر، ولا تناقض الواقع ..
بارك الله في الجميع.
هل أفهم منكم استاذ ابراهيم أن الحديث يؤخذ على ظاهره؟ أن ما ذهب الألباني رحمه الله وغيره من الأخوة العلماء حالياً كأمثال زغلول النجار ومصطفى محمود هو محض خطأ؟ أم أن القضية نسبية ولها سقف وحد معين؟؟؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 05:14 م]ـ
هل أفهم منكم استاذ ابراهيم أن الحديث يؤخذ على ظاهره؟ أن ما ذهب الألباني رحمه الله وغيره من الأخوة العلماء حالياً كأمثال زغلول النجار ومصطفى محمود هو محض خطأ؟ أم أن القضية نسبية ولها سقف وحد معين؟؟؟؟؟
أخي الكريم: أنا أتكلم عن التوسع في الإعجاز، وجعله أساسا لإقناع الآخرين بالإسلام ..
أنا من معارضي الإعجاز على النمط الموجود حاليا.
والذي أميل إليه أن الضوابط المطروحة حاليا للإعجاز غير مكتملة؛ وتحتاج إلى إعادة نظر وصياغة تأخذ بعين الاعتبار أمورا مهمة غفل عنها في خضم الانبهار بالحضارة الغربية، وما أنتجته من نظريات علمية، أغلبها لا يزال في طور النظرية، وتلقفه البعض دون تثبت كاف ودون دراسة متأنية، وطفق يفسر آيات كتاب الله تعالى ويلوي عنقها لتوافق تلك النظريات، وعمد إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بها مثل ما فعل بكتاب الله تعالى ..
ولا أشك - كما قدمت - أن ذلك كان عن حسن نية، ولكنه أدى إلى ما لا تحمد عقباه ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 May 2010, 05:12 م]ـ
اذاًَ أنت تقصد أن عذبة السوط ستتكلم وإن الفخذ سينطق فعلاً لا رمزاً وشراك النعل سيتحدث فعلاً؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 May 2010, 07:46 م]ـ
اذاًَ أنت تقصد أن عذبة السوط ستتكلم وإن الفخذ سينطق فعلاً لا رمزاً وشراك النعل سيتحدث فعلاً؟؟؟
وما المانع من أن أصدق منطوق كلام المعصوم؟
هو أصدق عندي من مشاهدة العين، وسماع الأذن، ولمس اليد، وذوق اللسان، وما اشتركت فيه جميعا.
فالحاصل أن ما ثبت عن طريق الوحي ثابت، وإن عارضته الأمور العقلية والمشاهدات، مع العلم أنها لن تعارضه على الحقيقة مطلقا.
أما التفسير العلمي المعاصر فلا مانع منه بشروط:
1 - أن لا يعارض نصا ظاهرا في المسألة.
2 - أن لا يعارض تفاسير السلف للنص تعارضا لا يمكن الجمع معه.
3 - أن يكون النص المفسر به يحتمل التفسير العلمي لغة.
وشروط أخرى.
ولعلمك فإني أصدق المعصوم فيما هو أبعد من تكليم عذبة السوط، والفخذ، وغير ذلك.
فقد صدقته في أن هناك جنة فيها كذا وكذا، وهناك نار عذابها كذا وكذا .. وهناك رب صفاته كذا وكذا .. إلخ.
وهذه لن يؤكدها لي العلم الحديث بالأدلة التجريبية؛ ولا أحتاج إلى ذلك، ولا يعتريني شك في أي منها.
بارك الله فيك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 06:11 ص]ـ
ومن لا يصدق المعصوم عليه الصلاة السلام؟ ولكن يا أخي أنا أظن أن ما ذهب اليه الألباني رحمه الله فيه من الصحة. وإن الأحاديث التي تصلح للتأويل أشباه ما ذكره الألباني لا بأس بتأويلها. هذه وجهة نظري. وأظن أن تأويلها لا يضر إذا كانت تحتمل التأويل.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 May 2010, 01:44 م]ـ
أخي الكريم: كلامك صحيح، ونحن متفقان في قبول الإعجاز جملة لكن بالنسبة لي لا بد من تقييده بتلك الشروط التي قدمت وبغيرها حتى نستفيد من المفيد منه، ونتجب محظورات ينطوي عليها القول بالإعجاز بحالته الموجودة حاليا ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 May 2010, 03:28 م]ـ
أخي الحبيب أ. تيسير:
هذا فعلاً موضوع هام جداً و حساس .. و يستحق فعلاً أن يكون لرسالة جادة أو كتاب ..
و تجد في رسائل النور ما يشير إلى بعض المسائل المتعلقة بذلك .. لا أذكر مظانها الآن.
و ربما يدفعك نسياني للبحث عنها بنفسك فأكون قد ضربت عصفورين بوردة واحدة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 May 2010, 05:12 م]ـ
أخي الحبيب أ. تيسير:
هذا فعلاً موضوع هام جداً و حساس .. و يستحق فعلاً أن يكون لرسالة جادة أو كتاب ..
و تجد في رسائل النور ما يشير إلى بعض المسائل المتعلقة بذلك .. لا أذكر مظانها الآن.
و ربما يدفعك نسياني للبحث عنها بنفسك فأكون قد ضربت عصفورين بوردة واحدة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
أتحفنا يا أخي أ. خلوصي بارك الله بك فأنت دوماً رجل المهمات الصعبة
ولقد اقترحت على بعض الأخوة والأخوات أن نقوم بعمل جهد مشترك نخرجه الى النور كهيئة كتاب أو بحث لموضوع لم يطرق مثل هذا الموضوع أو غيره ثم نعرضه على حلقات في هذا الملتقى الطيب أهله لتعم الفائدة الجميع. ولا مانع أن يكون ذلك البحث كتاباً نشترك في تأليفه ليكون لنا صدقة جارية. فما رأيك؟؟؟. وما رأي الأخوة والأخوات؟ كلٌ حسب مقدرته.(/)
محمد عابد الجابري وتفسير القرآن للدكتور رضوان السيد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2010, 01:52 م]ـ
هذه مقالة للدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية حول كتابة محمد عابد الجابري لكتابه في تفسير القرآن على حسب ترتيب النزول، فيها بعض الفوائد.
تنبهتُ إلى تغيّر الاستراتيجيات البحثية والكتابية لدى المفكّر الراحل محمد عابد الجابري، عندما بدأ يكتب سلسلة من المقالات الأسبوعية في صحيفة الاتحاد الظبيانية حول القرآن. وقد أثارت بعض تلك المقالات ردوداً واستفهامات وتساؤلات، دفعتْني لمناقشته في الفكرة ذاتها. فالحق أن هذا الرأي أو ذاك في ترتيب السُوَر القرآنية أو الآيات ضمن السور، أو الناسخ والمنسوخ، أو القراءات القرآنية، كل ذلك كانت له سوابق قديماً وحديثاً. ولذا فما كانت تلك الآراء (المجموعة في صعيد واحد للمرة الأولى) هي التي دفعتني للاعتقاد بأن استراتيجيات الكتابة لدى الجابري قد تغيرت. وإنما الذي دفعني إلى ذلك الاعتقاد أن الجابري وعلى مدى ربع قرن، ظل يؤكد أنه ليس مصلحاً دينياً، ولا يريد إنشاء علم كلام جديد، ولذا فهو – بخلاف الأستاذ محمد أركون – لن يخوض في القرآن قِدَماً أو بنية. بل إن المصحف الذي بين أيدينا هو الذي جمعه أمير المؤمنين عثمان بين الدفتين، ولا شك في وحدة النص، ولا في مقاصده الكبرى، وإلا فإننا نكون ماضين في آثار المستشرقين، الذين تعاملوا ويتعاملون مع النص القرآني وكأنما هو ليس نصاً ولا وحدة أو بنية. المهم إنني صادفتُ المفكر الجابري مرة في أبو ظبي، ومرة في لبنان، وسألته عن الأمر، ولماذا قرر المضيّ في هذا السبيل الذي سبق أن قال بتجنّبه؟ وظن الجابري أولا إن رأيه في أسباب النزول أو في الناسخ والمنسوخ لم يعجبني، لكنني شرحتُ له أن ذلك ليس من قصدي، وإنما القصدُ اختبار هل تطور أو تغير رأْيُهُ في مسألة القرآن والنص القرآني بنيةً ووحدة. ونفى الجابري ذلك، وذكّرني بأن النص الذي أذكُرُه من إحدى مقالاته قد ورد فيه أيضا أن التفسير القرآني، يجوز بل يجبُ فيه الاجتهاد، وليس من الضروري التقيُّد بآراء المفسرين الكلاسيكيين. فقد بدأ العملُ التفسيري للقرآن أيام الصحابة (عبدالله بن عباس)، وازدهر أيام التابعين، ولو كان الأمر محرّماً لما حاوله الصحابة، ولما ظهرت مئات التفاسير عبر العصور، سالكة مختلف المناهج والمناحي.
بيد أن الجابري عندما نشر تفسيره في ثلاثة مجلدات، ما اقتصر على الاجتهاد، أياً يكن شذوذه أو تفرده، بل سارع في تفسيره الذي سماه «التفسير الواضح» إلى القيام بالعملية التأويلية على أساس «ترتيب النزول». وهذا الأمر بالذات أدعى إلى ألاّ يكون التفسير واضحاً على الإطلاق – ثم إنه يهدد النص القرآني بنيةً ووحدةً وإِنْ بطرائق غير مباشرة، فقد اعتمد الجابريُّ على كتب علوم القرآن («الإتقان» للسيوطي على الخصوص)، كما اعتمد على ما يردُ في عناوين السُور وأحاديث أسباب النزول من أن هذه الآية أو تلك مكية بينما السورة مدنية أو العكس. وحين لم يجد شيئاً من ذلك يمكن الاستنادُ إليه، اعتمد على أحاديث أسباب النزول – وأكثرها ضعيف بمقاييس المحدّثين – ليضع هذه الآية هنا وتلك هناك قبل البدء بتفسيرها أو تفسيرهما. بل انه أحيانا ارتأى أن بين الآيات في سورة كذا، والآيات في سورة كذا وحدة تقتضي وضعهُما في سياق واحد في الترتيب والتفسير. وقلت في البداية إن الأمر يمكن فهمُهُ باعتباره تفسيراً للقرآن بالقرآن، وهو أعلى درجات التفسير. ثم تنبهتُ إلى أن النص بذلك لا يعود نصاً، وهو يخالف أبسط قواعد البنيوية واللسانيات. وإذا كان قد فعل ذلك بقصد الوضوح أو الإيضاح، فإن هذه الطريقة تزيدُ من غموض النص (الذي لم يعد نصاً)، وتحوله إلى مجموعة ضخمة من المفردات والفقر المتناثرة، شأن ما فعله الفيلولوجيون من المستشرقين بالقرآن وبخاصة الألماني نولدكه. لكن نولدكه كان يكتب «تاريخاً» للقرآن عام 1859، عندما كانت الطريقة الفيلولوجية مسيطرة، وكانت التاريخانية علم العلوم! وهو أمر لا يتفق أبداً مع مبادئ الفهم عند الجابري الذي يعتبر النص بنية ذهنية ولفظية وشعورية. والنص القرآني ليس كذلك فقط، بل هو أيضا بنية شعرية وشعائرية في منتهى الدقة والانضباط بعد عصور متطاولة من القراءة الشعائرية والأخرى التأويلية، بحيث
(يُتْبَعُ)
(/)
ما عاد يمكن البدء بفهمه من طريق تحطيم البنية، وليس استبدال بنية بأخرى مثلاً. وما كان عبد القاهر الجرجاني عابثاً عندما اكتشف أن إعجاز القرآن في نظْمه وليس في مفرداته.
عندما ذهبتُ إلى جامعة توبنغن في ألمانيا الاتحادية للدراسة عام 1973 كان رودي بارث، أستاذ الدراسات الإسلامية في المعهد الشرقي في الجامعة قد تقاعد. وكان بارث قد ترجم القرآن إلى الألمانية في جزء، وخصص جزءين آخرين لكتابة تفسير له بالألمانية أيضا. وأكمل المشروع بكتابة جزء في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) سمّاه: «محمد والقرآن» (ترجمتُه إلى العربية عام 2008). المهم إنني رأيتُهُ يوماً في مكتبه القديم في المعهد، وسألتُه مازحاً: لماذا لم تفسّر القرآن على أساس أسباب النزول وترتيب النزول؟ وابتسم قائلاً: ما حاولتُ ذلك، لأن أوتو برتزل الألماني، وريتشارد بل البريطاني، قد حاولا ذلك وفشلا، ودعْك من أسباب النزول، ومن ترتيبات المكي والمدني والناسخ والمنسوخ. فهذه التقسيمات «علوم» ظهرت في ما بعد، ونص القرآن أنصَع من دون أسباب نزول وترتيبات نزول!
كان الأستاذ الجابري قال: إن التحطيمات التي يراد إحداثها في النص القرآني، لا تزيدنا معرفة، وهي لن تحقق أي اكتشاف. لكنه فسّر القرآن أخيرا، وسمّاه «التفسير الواضح»، فيبقى أن يُثْبت المتلقّون لهذه الرسالة من القراء إنهم اكتشفوا بهذه الطريقة عوالم قرآنية لا نعرفُها قدَّمها إليهم الأستاذ الجابري، أو قدّمها ريتشارد بل داعية قراءة القرآن بحسب ترتيب النزول.
لقد رحل الأستاذ الجابري تاركاً حوالي الأربعين كتاباً. وهو المفكر العربي الأكثر شعبية في أوساط الشباب في العالم العربي. وقد ختم كفاح حياته بتفسير للقرآن، فأسأل الله سبحانه أن يتقبله منه قبولاً حسناً، وإنما الأعمال بالنيات.
المصدر ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=e468588c4400354f39c8fb7473dcb 02b&cat=19&id=758&m=a121074de5a8be40a350b061bdeb2d6d)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 02:00 م]ـ
صلاح النية لا يغني عن صلاح العمل
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 May 2010, 02:06 م]ـ
و حديث من اجتهد فأخطأ محمول على كان عنده الأهلية للاجتهاد
ـ[نعيمان]ــــــــ[20 May 2010, 05:40 م]ـ
هذه مقالة للدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية حول كتابة محمد عابد الجابري لكتابه في تفسير القرآن على حسب ترتيب النزول، فيها بعض الفوائد.
.
المهم إنني رأيتُهُ يوماً في مكتبه القديم في المعهد، وسألتُه مازحاً: لماذا لم تفسّر القرآن على أساس أسباب النزول وترتيب النزول؟ وابتسم قائلاً: ما حاولتُ ذلك، لأن أوتو برتزل الألماني، وريتشارد بل البريطاني، قد حاولا ذلك وفشلا، ودعْك من أسباب النزول، ومن ترتيبات المكي والمدني والناسخ والمنسوخ. فهذه التقسيمات «علوم» ظهرت في ما بعد، ونص القرآن أنصَع من دون أسباب نزول وترتيبات نزول!
كان الأستاذ الجابري قال: إن التحطيمات التي يراد إحداثها في النص القرآني، لا تزيدنا معرفة، وهي لن تحقق أي اكتشاف. لكنه فسّر القرآن أخيرا، وسمّاه «التفسير الواضح»، فيبقى أن يُثْبت المتلقّون لهذه الرسالة من القراء إنهم اكتشفوا بهذه الطريقة عوالم قرآنية لا نعرفُها قدَّمها إليهم الأستاذ الجابري، أو قدّمها ريتشارد بل داعية قراءة القرآن بحسب ترتيب النزول.
لقد رحل الأستاذ الجابري تاركاً حوالي الأربعين كتاباً. وهو المفكر العربي الأكثر شعبية في أوساط الشباب في العالم العربي. وقد ختم كفاح حياته بتفسير للقرآن، فأسأل الله سبحانه أن يتقبله منه قبولاً حسناً، وإنما الأعمال بالنيات.
المصدر ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=e468588c4400354f39c8fb7473dcb 02b&cat=19&id=758&m=a121074de5a8be40a350b061bdeb2d6d)
أشكر المشرف العزيز على نقل هذه المقالة للدّكتور رضوان السّيّد.
ولي أسئلة مشروعة على هذه المقالة:
كيف عرف الدّكتور رضوان السّيّد أنّ الأستاذ الجابريّ و المفكّر العربيّ الأكثر شعبيّة في أوساط الشّباب في العالم العربيّ؟
أم رجماً بالغيب؟ أم انتصاراً للرّجل وتخفيفاً من حدّة الهجوم على كتاباته المرفوضة، ومنهجيّته الواضحة في التّحرّر من العقيدة والشّريعة وغيرهما كما نصّ على ذلك بنفسه لا نقلاً عن غيره؟
هل لقاء الأساتذة في المؤتمرات والنّدوات يخفّف من حدّة النّقاش حول كثير من الجدليّات العامّة بله الخاصّة؟
هل قلوبنا عاطفيّة بدرجة كبيرة؛ ليخفّف من حدّة الخلاف رحيل أحدهم إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى، واستدعاء ذكرياتنا معه؟
هل تنبّه الدّكتور رضوان إلى تغيّر الاستراتيجيّات البحثيّة والكتابيّة لدى الرّاحل الجابريّ من خلال تتبّعه ينفيه له الجابريّ بكلمة لا؟
هل يجوز كتابة القرآن الكريم حسْب النّزول وهو احتماليّ اجتهاديّ، وترك ترتيبه القطعيّ الّذي لم يؤمّن الله تعال أحداً من البشر عليه؛ بل تكفّل بحفظه سبحانه بعد أن أمّن البشريّة كلّها على كتبه السّابقة فما رعوها حقّ رعايتها؟
أسئلة مشروعة لا تنتظر جواباً؛ إنّما تنتظر أن تُختزن في الذّاكرة حين مناقشة الأفكار الغريبة المستوردة؛ والشّخصيّات الّتي تبهر بعض النّاس؛ لتكون خالصة لله مجرّدة عن العواطف الخادعة واللّقاءات الحميميّة؛ وبالذّات فيما يتعلّق بمقدّساتنا وثوابتنا.
كان الخلاف قبيل عقود تزيد أو تنقص حول الفروع والمتغيّرات، واليوم أصبح الحديث ضرباً في الأصول والثّوابت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[20 May 2010, 09:26 م]ـ
لا أحد ينكر أن هناك تحولا في فكر الجابري
آخر عهدي بكتبه كتاب: مدخل إلى القرآن الكريم، الجزء الأول (في التعريف بالقرآن)
أثناء تقديمه للكتاب كتب ما يلي:
( ... ) وبعد، فهذا مدخل إلى القرآن يتألف من جزأين: الأول في "التعريف بالقرآن " والثاني في "موضوعات في القرآن" أما الثاني فسنتحدث عنه حين تقديمه للقراء، وأما هذا الجزء الأول فيتألف من ثلاثة أقسام: قسم خصصناه لاستكناه وحدة الأصل في الديانات السماوية الثلاث، وقسم تتبعنا فيه "مسار الكون والتكوين " للقرآن الكريم. أما القسم الثالث فقد حللنا فيه القصص القرآني.
ومع أن هذا القسم الأخير قد يبدو وكأنه مجرد ملحق، إلا أنه في الحقيقة بمثابة المرآة التي تعكس بجلاء موضوعات القسمين السابقين. إن اعتمادنا ترتيب النزول – وليس ترتيب المصحف – في تتبع قصص القرآن قد مكننا من إبراز وظيفة هذا القصص كوسيلة وسلاح للدعوة المحمدية في مواجهة خصومها، الشيء الذي ساعدنا على إبراز التساوق بين السيرة النبوية وتطور مسار الكون والتكوين الخاص بالقرآن. وهذا ما كان ليتأتى لنا لو أننا سلكنا مسلك من كتبوا في هذا الموضوع من الكتاب والمؤلفين، القدماء منهم والمحدثون، الذين تعاملوا مع القص القرآني كأحداث "تاريخية " اتخذوا مرجعية لها ما عرف ب"الإسرائيليات "، بدل التعامل معه ك"أحداث قرآنية " لها أسباب نزول خاصة بها، وبالتالي أهداف ومقاصد خاصة.
...
في هذا الجزء الأول من الكتاب سياسة وتاريخ! وهل يمكن فصل الدعوة المحمدية عن السياسة والتاريخ؟ وهل يمكن الفصل في القرآن بين الدين والدنيا؟ ثم هل يمكن إصلاح حاضرنا بدون إصلاح فهمنا لماضينا؟
أسئلة تستعيد المنهج/الرؤية الذي تبنيته منذ "نحن والتراث" والذي يتلخص في جملة واحدة: جعل المقروء معاصرا لنفسه ومعاصرا لنا في الوقت ذاته.
ثقتي في حسن ظن القراء كبيرة. والله نسأل التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[20 May 2010, 10:00 م]ـ
"إن الذين يتتبعون السيرة النبوية المحمدية من خلال ذلك، ومن خلال مسار نزول القرآن وبالارتباط معه، لابدّ أن يدركوا، مهما كان دينهم أو ميولهم العقدية والأيديولوجية والسياسية، أنه إذا كان التاريخ هو الذي يصنع الرجال فإن الرجل محمد بن عبد الله نبي الإسلام هو وحده صنع التاريخ".
الجابري، فهم القرآن الحكيم، ج1، ص387.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 10:42 م]ـ
"إن الذين يتتبعون السيرة النبوية المحمدية من خلال ذلك، ومن خلال مسار نزول القرآن وبالارتباط معه، لابدّ أن يدركوا، مهما كان دينهم أو ميولهم العقدية والأيديولوجية والسياسية، أنه إذا كان التاريخ هو الذي يصنع الرجال فإن الرجل محمد بن عبد الله نبي الإسلام هو وحده صنع التاريخ".
الجابري، فهم القرآن الحكيم، ج1، ص387.
دائما الرجال هم الذين يصنعون التاريخ وإنما يتفاوتون في الأثر الذي يتركونه
وإذا كنت ترى في هذا مدحا لرسول صلى الله عليه وسلم
فخير منه قول الله تعالى
"الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" سورة إبراهيم (1)
وإذا كنتَ أوردتَه كمثال لولاء الجابري للإسلام وتاريخ الإسلام
فماذا تقول عن الطوام التي تبناها الجابري من الفكر الاستشراقي والتي لا يفهم منها إلا تشويه الإسلام وتاريخه؟
وإذا كنت أوردته لتبرهن أن السيرة النبوية الشريفة كانت مرتبطة بنزول القرآن فلا أحد ينكر ذلك.
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[21 May 2010, 12:27 ص]ـ
الملتقى في غنى عن تلميع الرجل
أفضى إلى ما قدم وحسابه على الله
والمفترض أن لا يكون الملتقى سببا لدلالة أحد لفكر الرجل وكتبه وتوجهاته
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 10:16 ص]ـ
مهما لمُّّعَ الفكر المنحرف فسيبقى علامة ونقطة سوداء تشير إلى الفكر الشاذ عن خط سير الأمة الواضح المحفوظ بحفظ الله وتدبيره
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[21 May 2010, 12:11 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن الذين يتتبعون السيرة النبوية المحمدية من خلال ذلك، ومن خلال مسار نزول القرآن وبالارتباط معه، لابدّ أن يدركوا، مهما كان دينهم أو ميولهم العقدية والأيديولوجية والسياسية، أنه إذا كان التاريخ هو الذي يصنع الرجال فإن الرجل محمد بن عبد الله نبي الإسلام هو وحده صنع التاريخ".
الجابري، فهم القرآن الحكيم، ج1، ص387.
خطأ قيمي، غير مستمد من قيم القرءان، لا الرجال يصنعون التاريخ، ولاالتاريخ يصنع الرجال،
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 01:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنظر إلى مقال رضوان السيد الذي أورده مشكوراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن
أود ان اشير إلى بعض القضايا باختصار:
أولاً: الإنصاف يقتضي أن لا يتم الحكم على أحد من خلال موقف واحد، ولا من خلال لقاء عابر، وإن كان الموقف الواحد يعطي انطباعاً ومؤشراً.
ثانياً: إن قراءة كتب ومقالات الجابري وأمثاله تحتاج إلى معرفة أوسع بثقافته التي تربى عليها، والظروف المحيطة به والمؤثرات التي تأثر بها حين كتب ما كتب.
ثالثاً: من الأسلم والأفضل لعامة الناس البعد عن قراءة هذا الفكر، لما يتضمنه من شبهات ومزالق وانحرافات خطيرة، لا يستطيع تقويمها إلا العلماء الراسخون.
رابعاً: كان الإسلام وسيبقى في سموه ورحابته، على الرغم من تعدد القراءات والاتجاهات والمشارب في تناوله ودراسته، وأخطاء الباحثين تُحسب عليهم لا على النص القرآني.
خامساً: نلاحظ أيضاً اهتمام كثير من المستشرقين وأساتذة الجامعات الأوروبية بدراسة القرآن والإسلام، وحرصهم على
طرح أفكار ورؤى جديدة، ولهم في ذلك غايات ومقاصد متنوعة. وهؤلاء إن أحسنّا الظن بحيادهم وموضوعيتهم، فإن لديهم
كثيراً من الأخطاء الفادحة منشؤها عدم فهم اللغة العربية على وجهها الصحيح. فكيف إذا انضم إلى ذلك سوء الطوية
والرغبة في الكيد للإسلام وأهله، والتعصب الأعمى ضد القرآن.
سادساً: كلما تعمقنا في قراءة الإسلام، وحرصنا على تدبر القرآن استطعنا أن نفهم الدين والحياة بشكل أفضل، وفوتنا على المشككين فرصة التلاعب بعقولنا وأحلامنا.
شكراً جزيلاً.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[21 May 2010, 02:08 م]ـ
إننا بحاجة اليوم أن نفرق بين ثلاثة محاور ربما خلطنا بينها، وهي منهجية نقد الأفكار، ومنهجية تقييم الأشخاص، ومنهجية تقييم أثر أفكار شخص ما على جمهور الناس.
ونتيجة الخلط بين هذه الثلاث فإنك تجد نقدنا للأفكار يكون أحيانا بالقول/ إنها لا تلقى انتشاراً واسعاً، وهذا في حقيقته ليس نقدا للفكرة أصلاً.
كما ترى أننا نخلط بين نقد الأفكار، وتقييم الشخص بالقول مثلا/ إن هذه الفكرة يريد بها هذا الشخص كذا نظر لخلفيته الفكرية أو نحوها.
ولذا فإن هناك عددا من المحددات تعين على التفريق بين الأمور الثلاثة السابقة، ومنها:
- عند نقد الأفكار، ونقاشها نقاشا علميا موضوعياً ينبغي مراعاة أمور ومنها:
· النظر إلى النص وحده، والحكم عليه بمقتضى ما يحويه من أفكار دون التأثر بمؤثرات أخرى قد تغير حكمنا على النص لأن القائل له فلان أو علان.
· عرض النص محل النقد، وبيان أدلة نقده.
· بيان موقع هذا النقد والخلاف مع هذا المخالف من الشرع (هل خلافه في هذه المسألة عينها هو خلاف اجتهادي أو قطعي).
- عند تقييم الأشخاص يراعى:
· استعراض أعمال الرجل جميعها.
· متابعة تطور أفكاره، وهل هي في انحدار أو ارتفاع.
- عند تقييم أثر أفكار شخص ما على جمهور الناس يراعى:
· ملاحظة وجوده الاعلامي (القنوات_ الصحف والجرائد).
· ملاحظة نشاطه البحثي، وحركة مؤلفاته (كم مؤلفاته، وكم عدد طبعاتها؟).
· الشبكة العنكبوتية يمكن أن تكشف شيئا من أثر الشخص من خلال عدد النتائج عند البحث عنه، وانتشار اسمه في المواقع.
وينبغي أن نلاحظ أن اطلاعنا أو عدمه لم يعد معيارا لمدى انتشار أفكار شخص ما، ذلك أن كثيرا ممن ربما لم نسمع بهم هم من أشهر كتاب العالم!
كما أشير إلى أمر مهم، وهو أن الباحثين اليوم يسلكون أحد اتجاهين في نقد المخالف:
الأول: النقد العام والمجمل لأفكاره، وهذا الاتجاه نحتاجه ولا نستغني عنه خصوصا عند الخطاب العام.
الثاني: النقد التفصيلي لأفكاره، وهذا ما ينبغي أن يتحلى به الباحثون من المختصين.
والمهم أن ينطلق النقد من خلفية علمية، ومن اطلاع على الأمر محل النقد لا من عاطفة فحسب
وفق الله الجميع لكل خير.(/)
كتاب لطيف في المتشابه اللفظي
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 May 2010, 05:43 م]ـ
اطلعت قبل أيام على كتاب " الملاك لمعرفة عجائب وأسرار الآيات المتشابهة " لعدنان عبد القادر طبعته دار حامل المسك بالكويت (الطبعة الأولى: 1429 - 2008)، والكتاب كما يشيير عنوانه في توجيه المتشابه اللفظي، وقد حاول المؤلف جمع عدد من أوجه النظر إلى الآيات المتشابهة من أجل توجيه وجه الاختلاف بينها، ورغم اطلاعي على عدد لا بأس به من الكتب والدراسات منذ حوالي 17 سنة في نفس هذا الموضوع إلا أن الكتاب مفيد وماتع.
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[23 May 2010, 06:35 ص]ـ
الأخ الكريم محمد نصيف جزاكم الله خيرا .. وأرجو لو تفضلت مشكورا بذكر ماتحصلت عليه في هذا الباب من كتب ودراسات قديمة وحديثةفباب التوجيه المتشابه اللفظي مما يعين على تدبر القرآن ويعين على ضبط وإتقان حفظه أيضا, جعلني الله وإياك من أهل القرآن .. آمين.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:47 م]ـ
أعتذر أخي بشدة ... لم أر سؤالك إلا اليوم، والجواب:
الكتب التي تعرضت للمتشابه اللفظي أنواع:
النوع الأول: كتب تعتني بهذا الباب وتسير على ترتيب المصحف، ولكنها لا تستتقصي كل المواضع، ومن أشهرها:
1 - درة التنزيل للإسكافي أو غيره - على خلاف في النسبة -، وقد طبعته جامعة أم القرى طبعة محققة.
2 - ملاك التأويل لابن الزبير الغرناطي.
3 - كتاب الكرماني - واختلف في اسمه -.
4 - كشف المعاني لابن جماعة.
وثمة كتب أخرى في هذا النوع كبصائر ذوي التمييز - ومنه نقل الشيخ كشك في تفسيره- لكن البصائر ليس مستقلا في هذا الأمر، وانظر كتاب الأستاذ محمد طلحة بلال.
وقد بدأ الدكتور محمد علي الصامل مشروعاً في هذا الباب لكنه توقف في أول البقرة وكتابه ممتاز عنوانه " من بلاغة المتشابه اللفظي" - دار كنوز إشبيليا-
النوع الثاني: كتب التفسير المهتمة بهذا الجانب، ومن أقدمها: مفاتيح الغيب للرازي، ومن أميزها: روح المعاني للألوسي، ومن أخفاها وقد لا يتنبه له البعض في هذا الجانب: نظم الدرر للبقاعي، و من المعاصرين المهتمين بهذا - ولا أدري ما قدر اهتمامه لكنه معتنٍ بذكر كلام درة التنزيل - تفسيرُ المنار، بالإضافة إلى التفاسير الأخرى المهتمة بالبلاغة الزمخشري والبيضاوي وحواشيه .... إلخ، بل لا يكاد يخلو تفسير من هذا الأمر (انظر على سبيل المثال ابن كثير (ومن حيث خرجت) - في البقرة -).
وللحديث بقية بإذن الله.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jun 2010, 05:27 ص]ـ
النوع الثالث: دراسات بلاغية قرآنية تتعرض لبعض آيات المتشابه اللفظي ضمن مسائل بلاغية أخرى، ومن أمثلة ذلك مجموعة من كتب الدكتور: فاضل السامرائي، والرجل معروف لا يحتاج أن أعرف به، والرجل متميز في علوم العربية وخاصة النحو وهو مهتم كما لا يخفى بالتطبيق على المتشابه اللفظي في القرآن، وكم كنت أتمنى لو اهتم بعلوم القرآن المساعدة فيما يقوم به من توجيه لأن الملاحظ أنه كثيرأ ما يعتمد على اللغة ولا يرجع إلى أسباب النزول والقرأءات رغم أن عدم الرجوع إلى علوم القرآن والاكتفاء بعلوم العربية يسبب -عادة- خللاً في فهم القرآن، أقول هذا وأنا أعلم أني لا أساوي شيئاً أمام هذا الرجل الذي أحسبه من الصالحين، والذي قدم لطلاب العلم الكثير بينما لم أقدم شيئاً لأمتي، والله المستعان.
النوع الرابع: كتب متخصصة في آيات معينة، وهذه من أنفس الكتب لكنها ليست متوفرة دائما، ومنها " مشتبه النظم في قصة آدم"ً للدكتور عبد الجواد طبق، ولاشك أن هذه الكتب تكون أكثر تركيزا واتقتناً وأحسن استقراءا، وبعضها رسائل جامعية غير مطبوعة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Jun 2010, 09:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد العزيز على هذه الإفاضة المميزة والثريَّة.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:56 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
لو نقلتم لنا ولو نموذجا واحدا مما أورد في كتابه؟
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[11 Jun 2010, 11:30 م]ـ
أنا في الكتابة بطيء لذلك أعتذر عن نقل شيء من الكتاب حالياً خاصة أن عبارته فيها شيء من الإطناب(/)
عن الروح بين الطب والقرآن
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[20 May 2010, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفقكم الله أخوتي في هذا الملتقى المبارك
لدي سؤال عن كتاب أو بحث أو رسالة يتحدث عن الروح بين الطب والقرآن أو بين الطب والشريعة أو بين الطب والتفسير
أفيدونا جزاكم الله ألف خير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 07:23 م]ـ
هذا بحث وإن كان لي عليه بعض الملاحظات ولكن لعله ينفعك إن لم تكن قد وقفت عليه.
الروح في ضوء القرآن الكريم
دكتور / أحمد شوقي الفنجري (– طبيب استشاري، ومفكر إسلامي، وعضو مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمصر)
لقد حاول الإنسان منذ القدم أن يعرف ما هي الروح وما هو الموت، ومع عصر التفجر العلمي في القرن العشرين بدأ الإنسان بالاستعانة بالأجهزة العلمية الدقيقة في دراسة الروح ... واعترفت الكثير من الجامعات العلمية بهذا العلم في أوروبا وأمريكا فخصصت له مقعداً للتدريس والتعليم مع غيره من الظواهر التي تسمى ما وراء الطبيعة. وكان أولها في جامعة كامبردج سنة 1940م ثم اكسفورد سنة 1943م ثم تتابعت الجامعات.
كذلك تكونت جمعيات أهلية كثيرة في أنحاء العالم من الهواة والباحثين الجادين تتبادل الدراسات والتجارب العلمية. ولها مجلات دورية مثل المجلة الروحية في أمريكا وإنجلترا ... وهم يعقدون الكثير من المؤتمرات والندوات تماماً كما تفعل الجماعات الطبية والعلمية ويتبادلون آخر ما توصلوا إليه من علم.
ومن أوائل التجارب التي كانوا يجرونها أن يضعوا إنساناً يحتضر على جهاز به ميزان لتقدير وزن الروح بعد خروجها من الجسم ويضعون على رأسه جهاز ( eeg) لقياس ذبذبات المخ الكهربائية أثناء الوفاة وعلى قلبه جهاز لرسم القلب ( eeg) كذلك وضعوا كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتصوير الروح أثناء خروجها ( infra red photography) حيث وجد أنها لا تظهر بالضوء العادي. وقد وجد العلماء إرتباطاً كبيراً بين علم الأرواح وعلم التنويم المغناطيسي ( hypnosis) وعلم التخاطر ( telepathy) وهو علم نقل الأفكار عن بعد وأيضاً علوم دراسة الأشباح والجن. ولم يعد علم الأرواح قاصراً على التسلية والهواية أو كشف المجهول ... بل دخل مجال العلاج الطبي وخاصة في الأمراض التي عجز الطب الحديث عن شفائها مثل الصرع والجنون والشيزوفرينيا وألفت في ذلك الكثير من الكتب والمجلات وبعضهم استطاع إجراء عمليات جراحية بالأرواح وإخراج الأورام من جسم الإنسان في مؤتمر عام وبشهود من الأطباء.
وتعرف الروح في نظر العالم أنها عبارة عن موجات ذات تردد عالي وأنها موجودة بيننا في كل مكان وفي العالم الأثيري ... ولكننا لا نراها ولا نسمع صوتها بسبب عجز العين البشرية والأذن عن ذلك ... فقد ثبت علمياً أن العين البشرية لا ترى إلا في حدود معينة هي ألوان الطيف .......... ونفس الشيء بالنسبة للأذن البشرية التي تسمع فقط من 20 ذبذبة / ثانية وحتى 000 و20 ذبذبة وما زاد عن ذلك فلا تسمعه، وقد ثبت بالتجربة أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والخيل تسمع أكثر مما يسمعه الإنسان، ولذلك تراها تجفل أو تصرخ فجأة لأنها تسمع ما لا نسمعه نحن ...
......... وآخر ما وصلت إليه الدراسات في ماد ( d.n.a) التي يعتقد العلماء أنها تمثل سر الحياة والروح في الخلية الحية واكتشاف تركيبها الكيميائي، وقد نال الكشف عن ذلك جائزة نوبل.
ورغم كل هذه الأبحاث والإنجازات فما زالت الإنسانية في أول الطريق وما زال موضوع الروح أحد الأسرار الغامضة على العلم، وما يزال الدين هو مصدر العلم الرئيسي عن سر الروح.
الجانب الديني:
لم يرد أي تعريف للروح في التوراة أو الإنجيل وإنما استعملت هذه الكلمة بأوصاف أخلاقية ومعنوية مثل الروح الشريرة أي: الشيطان والروح الرضية التي تفرق بين الناس والروح الخفية كالملائكة واستعمل لفظ الروح القدس عن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قومه وأعلن النبوة ذهب بعضهم إلى اليهود يسألونهم في أمر يمتحنون به هذا النبي فطلبوا منهم أن يسألوه في أمر لم يخبر به أي نبي من قبله وهو الروح. فلما سئل الرسول في ذلك أمهلهم حتى يأتيه فإذا بالقرآن يرد عليهم) ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([الإسراء: 85].والمعنى العلمي لهذه الآي أن الروح أمر يصعب على البشر أن يفهموه لأنه أكبر من علمهم وعقولهم ومهما أوتي الإنسان من العلم لن يفهم حقيقة الروح، وهذا هو السر في هذا الرد المقتضب حتى لا يقع الناس في البلبلة والظنون وينشغلوا عن الدعوة الجديدة بأمور فلسفية وقد ذهب المفسرون بعد ذلك إلى شتى التفاسير فمنهم من قالوا: إن هذا الرد معناه: نهى المسلمين عن الدراسة والعلم بهذه القضية ... بينما ذهب الأكثرية بأنها لم تنص على القول: (قل الروح من علم ربي) بل نصت: (من أمر ربي) والفارق بينهما كبير وواضح ومن هنا فلم يتوقف علماء المسلمين عن الكتابة والدراسة في هذا الموضوع من ذلك كتاب (الروح لابن سينا) وكتاب (الروح لابن القيم) وعشرات الكتب على مر العصور.
وهذه بعض القضايا عن الروح التي ذكرت في القرآن وجاء العلم الحديث لتأكيدها:
أولاً: أننا لا نرى الأرواح ولا نسمع صوتها لا لأنها غير موجودة ولكن لقصور في العين البشرية والأذن البشرية عن إدراكها وقد شرحنا ذلك علمياً ... والقرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة فيذكر أن هناك أشياء كثيرة حولنا لا نراها بأعيننا فيقول تعالى:) فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ([الحاقة: 38 ـ 39]. ومن الإعجاز القرآني: أن الله تعالى يقسم قسماً بكمية الأشياء التي لا نبصرها بأعيننا حيث قدر العلم الحديث أن نسبة ما تبصره العين البشرية إلى ما لا تبصره هو 1: 10 مليون وهذه نسبة مهولة ما كان أحد يتصورها أو يعقلها وقت نزول القرآن وهذا هو مغزى القسم العظيم.
ثانياً: والإسلام لا يقف عند هذه الظاهرة حيث عجز العلم الحديث عن تفسيرها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الروح: (يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق) البخاري. فالله تعالى خلق العين والأذن البشرية لا ترى ولا تسمع الأرواح .. حتى لا يصاب الإنسان بالهلع والذعر من سماعها وهذا أمر بديهي ورحمة من الله تعالى بالبشر الأحياء ... فطالما كانت الصلة المادية بين الإنسان والأرواح منقطعة ولا يمكن لمسهم أو التحدث معهم في الظروف العادية ... فلا شك أننا نصاب بالفزع إذا رأيناهم أو سمعناهم دون أن نستطيع لمسهم.
والقرآن الكريم يؤكد على هذه الحقيقة حتى مع الأنبياء: فقد فزع سيدنا إبراهيم حين زاره الملائكة ... فمد إليهم يده بالطعام ولكنه لم يجد لهم جسداً يمكن أن يلمسه ففزع منهم وفي ذلك يقول تعالىفلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ([هود: 70].وتفسير ذلك: أن الملائكة كالأرواح ليس لها جسد يمكن لمسه باليد. ونفس الشيء حدث مع سيدنا لوط عندما زاره الملائكة في بيته ففزع منهم) ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً ([هود: 77].
ثالثاً: ومن الإعجاز العلمي في الإسلام أنه أول من أشار إلى حقيقة أن بعض الحيوانات كالخيل والكلاب تستطيع أن ترى الأرواح وتسمع صوتها دون البشر فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم صهيل الخيل ونباح الكلاب بعد هدأة الليل فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون).وهذه الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في أواخر القرن العشرين بعد اختراع أجهزة الضوء أو السمع ذات التردد العالي .. وقد اخترعت (صفارة الكلاب) والتي يسمعها الكلب ولا يسمعها الإنسان وأصبحت إحدى وسائل التدريب والتجارب العلمية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: ويؤكد العلم الحديث أن الأرواح لا يمكنها الظهور أو الإتيان بأي عمل ملموس في جلسة الأرواح إلا في وجود الظلام أو على الأكثر ضوء أحمر ضعيف ... وتعليل ذلك: أن الروح عبارة عن ذبذبات ضوئية وصوتية تتكسر في وجود الضوء العادي أو الصوت العادي ... ولذلك فإن جلسات تحضير الأرواح لا تعقد إلا ليلاً وفي الليالي القمرية الهادئة التي لا يوجد بها برق ورعد. وقد أشار الرسول إلى هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها العلم حيث يقول: (أقلوا الخروج في هدأة الليل فإن لله دواباً يبثهن في هذه الساعة). ومعنى هدأة الليل: هو الجمع بين الظلام والهدوء فهو إيجاز بلاغي.
خامساً: حياة البرزخ بين القرآن والعلم: الروح بعد مغادرتها الجسم لا تنتقل إلى الجنة أو النار مباشرة بل إلى حياة البرزخ .. وكلمة البرزخ أصلها فارسي وكان يستعملها العرب للتعبير عن مكان بين مكانين وقد استعملها القرآن عن مرحلة أو حياة بين حياتين ... وفي ذلك يقول تعالى:) ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ([المؤمنون: 100] فالبرزخ مرحلة بين الموت ويوم تقوم الساعة. والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم (العالم الأثيري) وتصفه كتب العلم الحديث بأنه عبارة عن الفراغ الموجود بين الأرض وجميع السماوات المحيطة بنا ... بما فيها الشمس والكواكب السيارة وبعد الاكتشافات المبهرة في عالم الذرة أضيف إليه الفراغ الموجود في داخل جميع الأجسام الصلبة وداخل الذرة نفسها ... أي: بين البروتون والإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.
سادساً: والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء. فقد توصل الدكتور منصور حسب النبي أستاذ علم الفيزياء بجامعة عين شمس في كتابه (الإعجاز العلمي في القرآن) على معادلة حسابية من آيتين من القرآن الكريم:
ـ الأولى في سورة السجدة الآية الخامسة حيث يقول الله تعالى:) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ([السجدة: 5].ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها (الأمر الكوني) في زمن يوم أرضى تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم. وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792.5كم / ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين.
-أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم الغيب وتقدرها بأنها تعادل خمسين مرة × السرعة السابقة أي: خمسين مرة سرعة الضوء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المعارج الآية الرابعة:
ـ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (.ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792.5 × 50 كم / ث والله أعلم.
سابعاً: طبيعة الروح من طبيعة الله: في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم بعد إتمام خلقه فيقول تعالى:) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ([ص: 72] .. ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح:) ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9].فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله .. فهي لا ترى بالعين البشرية. فالله تعالى يقول عن نفسه:) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ([الأنعام: 103]. ويقول أيضاً:) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ([الأعراف: 143].
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامناً: ومن الإعجاز الطبي أيضاً ما ذكره القرآن من أن الروح لا تبعث في الجنين في بطن أمه إلا بعد الشهر الثالث من عمره وقد قدرها الفقهاء 120 يوماً وهذا هو نفس ما توصل إليه العلم في العصر الحديث. فالجنين قبل ذلك لا يكون كامل النمو فهو إما نطفة أو علقة أو مضغة، وكلها مراحل بدون روح وهو ما يسمى في الطب بالحياة البيولوجية مثل حياة النبات أو حياة المني والبويضة، وفي ذلك يقول الله تعالى:) ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9]. ومعنى سواه: أي: أكمل خلقه ... ومعناه: أن نفخ الروح لا يأتي إلا بعد اكتمال الخلق والنمو في الرحم وهذا ما يؤكده العلم فالجنين بعد الشهر الثالث يتحول إلى إنسان حي وله حركة إرادية ويسمع الأصوات بل إن بعض الأبحاث العلمية تذكر أنه يطرب للموسيقى وينزعج لخلافات الوالدين ولا يحدث ذلك إلا بعد اكتمال الشهر الثالث.
تاسعاً: والله تعالى يحفظ الروح داخل الجسد فلا تفارقه إلا بأمره وفي الموعد المحدد وفي ذلك يقول تعالى:) إن كل نفس لما عليها حافظ ([الطارق: 4]. والحافظ هنا كلمة تحمل معاني كثيرة، فالحافظ قد يكون ملاكاً داخل الجسم أو خارجه يلازم الروح ويحافظ عليها حتى لا تغادر الجسد. وبطبيعة الحال فإننا لا نرى هذا الملاك أو نحس به. والعلم الحديث يؤيد هذه النظرية مع اختلاف في التسمية والتعبير ... إذ أن الحافظ هنا في العلم هو مواد في الكيمياء الحيوية موجودة داخل أجسامنا تحافظ على العلاقة بين الروح والجسد وتقول النظريات العلمية أن هذه العلاقة إذا اختلت فإن الإنسان يصاب بالكثير من الأمراض النفسية والروحية دون أن يكون به مرض عضوي.
عاشراً: ومن الآيات التي حيرت المفسرين على مر العصور قوله تعالى) وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ([الأنعام: 98].وقد فسرها بعضهم بأن المستقر هو الرحم الذي ينمو فيه الجنين والمستودع هو صلب الرجل أي: الخصية التي تمد الأرحام بالحيوانات المئوية. وهذا تفسير خاطىء لأن الآية تتحدث عن الأنفس أي: الأرواح وليس الأجساد وكثيراً ما يتحدث القرآن الكريم عن الروح بكلمة النفس. والتفسير الذي نراه أن المستقر هو جسم الإنسان الذي تستقر فيه الروح في الحياة الدنيا منذ أن تدخل في جسم الجنين وحتى وفاة الإنسان، أما المستودع فهو حياة البرزخ التي تنتقل إليها الأرواح كلها إلى أن يأتي يوم البعث فتبقى فيها الروح وديعة مع غيرها إلى أن تقوم الساعة.
حادي عشر: الحياة في البرزخ: والأرواح في البرزخ تكون سعيدة أو تعيسة لأنها تنبأ بمكانها يوم القيامة في الجنة أو النار حسب أعمالها في الدنيا، والله تعالى يصف حياة المؤمنين الصالحين في البرزخ) ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ([آل عمران: 170].وأما الكفار والبغاة فيعرفون مصيرهم في النار والعذاب ويقول تعالى:) وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم (.ويفسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: (إنما نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه) متفق عليه. ويقول أيضاً: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الجنة أو النار بالغداة والعشي). والأرواح تعيش حرة طليقة في البرزخ بين السماء والأرض وهي لا ترتبط بالجسم ولا بالقبر ... وكان الناس قبل الإسلام يقدسون المقابر ويبنون للموتى أضرحة فاخرة ويضعون فيها الطعام والأنوار والحراس اعتقاداً منهم أن روح الميت مرتبطة بالقبر وتسعدها هذه المظاهر ... فأمر الإسلام بهدم القبور وتسويتها بالأرض بل نهى الرسول عن زيارتها حتى ينسى الناس هذا التقليد الجاهلي فلما نسوه وآمنوا قال الرسول: (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترقق القلوب) وفي رواية أخرى: (إنها تذكر بالموت) (ولم يقل: فإنها تسعد الميت). ومعناه: أنه لا توجد صلة بين روح الميت والقبر أو بينها وبين الجسد والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والزناة والمشركين. هكذا رأى رسول الله الأرواح ومنازلها في البرزخ ليلة الإسراء وبشر به. والأرواح في البرزخ تتزاور بينها، كما أنها تسمع كلام الأحياء وتتأثر بدعواتهم الصالحة وتزورهم أينما كانوا والقرآن الكريم يقولولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ([الرعد: 31] والرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الموتى عند زيارته للمقابر ... فيقول له الصحابة: يا رسول الله! أتخاطب جيفاً قد بليت. فيقول لهم: (لستم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا). متفق عليه.
ثالث عشر: الأشياء التي تنفع الميت في البرزخ نوعان:
-أولاً: أشياء فعلها قبل موته: يقول رسول الله: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته قبل موته علماً علمه، ونشره، وولداً صالحاً يدعو له ومصحفاً ورثه ومسجداً بناه وبيتاً لابن السبيل بناه ونهراً أجراه وصدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته). متفق عليه. الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح وبناء بيت للإيواء أو بناء مسجد أو شق نهر أو حفر بئر أو غرس شجر مثمر كلها ترفع درجة الميت عند الله.
ثانياً: ما يفعله له الأحياء فأربع أمور: أولها قضاء الدين عنه ثم الدعاء والصلاة والصوم له وقراءة القرآن على روحه ثم رصد صدقة جارية له ثم الحج عنه"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2010, 07:37 م]ـ
أهم الملاحظات على البحث قول الدكتور الباحث:
سابعاً: طبيعة الروح من طبيعة الله: في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم بعد إتمام خلقه فيقول تعالى:) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ([ص: 72] .. ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح:) ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9].فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله .. فهي لا ترى بالعين البشرية. فالله تعالى يقول عن نفسه:) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ([الأنعام: 103]. ويقول أيضاً:) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ([الأعراف: 143].
هذا الكلام يحتمل أن الروح التي يحيا بها الإنسان هي جزء من الله تعالى
وهذا كلام خطير لا يقول به أحد من أهل العلم
ونسبة الروح إلى الله في قوله: " ونفخت فيه من روحي" نسبة خلق وإيجاد.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[21 May 2010, 09:37 ص]ـ
جزاك الله كل خير، ووفقك لما يحب ويرضى
أفدتنا بارك الله فيك
لكن هل بالإمكان الحصول على هذا البحث بأي صيغة إلكترونية.
فأنا بحاجة ماسة إليه لمسألة بحثية بحتة.(/)
نظرة أخرى في سورة الحديد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 May 2010, 11:47 م]ـ
من موقع قصة الإسلام قرأت هذا المقال في سورة الحديد وأضعه بين أيديكم للفائدة
بقلم: م. محمد إلهامي [1] ( http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftn1)
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/626/6866_image002.jpg
تبدو سورة الحديد، وكأنما تدور حول موضوع رئيسي واحد: الإنفاق في سبيل الله، فكأن هذا هو موضوعها الكبير الذي تصب في معناه أجزاء السورة [2] ( http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftn2).
ففي أول السورة حديث عن الله، الإله الواحد الذي تسبح له السموات والأرض وما فيهن، والذي له ملك السموات والأرض، الأول والآخر، الذي يعلم شأن الأرض وأرزاقها ومواردها وثرواتها، ما يدخل فيها من مطر وغيره، وما يخرج منها من زرع ونبات وثمار وغيره، وما يتكون فيها من ثروات ومعادن. كما يعلم شأن السماء ما ينزل منها من رزق ومطر، وما يصعد إليها من الأعمال والملائكة، وهو الذي يعلم شئون خلقه أين ما كانوا {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].
فهو -وحده- مالك السموات والأرض، وكل من يتصور أنه يملك شيئًا فعلى سبيل المجاز، وفي زمن مؤقت محدود، بينما الملك على الحقيقة لله تبارك وتعالى، والدليل أنه هو وحده الذي إليه تُرجع الأمور، وأنه وحده الذي يُسَيِّر الشئون الكبرى لهذا الكون.
http://www.islamstory.com/uploads/image/articles/626/6866_image003.jpg
فليس غيره من يستطيع أن يولج الليل في النهار، وأن يولج النهار في الليل، وأي شأن في حياة الإنسان أكبر من أن يتغير حوله الكون من ليلٍ إلى نهار؟! ومن نهار إلى ليل؟! شمس تشرق ثم تغيب، فلا يملك أحد في الكون أن يحركها أو يوقفها أو حتى يبطِّئ من حركتها. بل مجرد التفكير في هذا بَهَت النمرود لما قال له إبراهيم u: { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} [البقرة: 258].
ثم إنه –تبارك وتعالى- مع هذه القدرة التي تحرك الأجرام الكبار، وتسيطر على الشئون العظام في حياة البشر، لا تخفى عليه أدق الدقائق وأخفى الخفايا، ولا حتى خاطرات الصدور، ولا حتى وسوسات النفوس، ولا حديث السر للسر في السر {وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الحديد: 6].
اقرءوا الآيات: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الحديد: 1 - 6].
...
وبعد هذا البيان الذي يوضح للأذهان حقيقة أن البشر على هذه الأرض لا يملكون شيئًا في ميزان الحق والحقيقة، يقول الله تعالى: {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: 7]. والمعنى واضح: أنفقوا، فهذا مقتضى إيمانكم بالله الذي تسبح له السموات والأرض .. العزيز .. الحكيم .. الأول .. الآخر .. الظاهر .. الباطن .. الذي هو بكل شيء عليم .. الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام .. الذي أحاط بما في الأرض وما في السماء .. الذي له ملك السموات والأرض .. الذي إليه ترجع الأمور .. الذي يقلب الليل والنهار .. العليم بما في الصدور.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا من آمنوا بهذا .. أنفقوا {مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}. أي: أنفقوا من هذا الذي لا تملكونه بل أنتم متصرفين فيه، مثلما يتصرف الوكيل في مال المالك الأصلي، والوصي في مال الذي هو وصي عليه.
أنفقوا من أموال لا تملكونها على وجه الحقيقة، بل أنتم مستخلفين فيها، وعمَّا قريب تتركونها أو تترككم.
أنفقوا في سبيل الله، فلن يبقى لكم شيء {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الحديد: 7]. ولن يستوي من أنفق في وقت الضعف والقلة، مع من أنفق في وقت العزة والنصرة، ولكن كلاهما له الجنة.
وإنها لدعوة فياضة بالمعاني، إذ تسمع قول الله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 11] .. فإنها دعوة تفيض برحمة الله.
رحمة الله إذ يسمِّي الذي أنفق في سبيله كأنما أقرضه .. أَقْرَضَ الله!! .. الله الذي يملك السموات والأرض! وتسبح له السموات والأرض وما فيهن ومن فيهن! الله الذي له ميراث السموات والأرض! الله الذي يملك على الحقيقة يحثُّ بصيغة الطلب والاستفهام عبيدَه أن ينفقوا في سبيله، فيقول لهم: أقرضوني قرضًا حسنًا، وأنا أضاعفه لكم!!
رحمة الله إذ يعلم من نفوس عِباده بخلاً وشحًّا، فيطلب منهم قرضًا، ويعدهم بأنه سيعطيه لهم أضعافًا مضاعفة، لا يطلب منهم عطاء أو منحة لا تُرَدُّ، أو يطلبها حتى على سبيل الشكر وتوفية شيء من نِعمه السابغة، بل لا يطلبها حقًّا، وهو صاحبها وواهبها ومالكها على الحقيقة.
رحمة الله إذ يعطي القرض المضاعف، ثم يعطي بعده أجرًا كريمًا!!
قال المفسرون: إن الأجر الكريم هو الجنة، أي أن سداد القرض بالمضاعفة هو سداد في الدنيا قبل الآخرة. وهذا وعد من يملك ويقدر.
ألا ما أحنّها من دعوة؟!
دعوة تثير الخجل وتقف بالنفس أمام حقيقتها المخزية .. حقيقة بخلها حتى بما لا تملك، وبخلها بما سيذهب من يدها، ثم بخلها بكل هذا على واهب النعم وصاحب الفضل، على الذي يملك السموات والأرض، على الذي إليه ترجع الأمور.
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ * وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 7 - 11].
...
ثم ينتقل سياق السورة إلى المصير .. إلى اليوم الآخر، حيث لم يبق شيء، ولم يعد أحد يملك شيئًا.
وإن اللافت للنظر في هذا السياق، أنه تصوير لحال المؤمنين والمنافقين، ولا يأتي على ذكر الكافرين، فهي حكاية ومقارنة بين مؤمن صادق وبين منافق ادَّعى الإيمان دعوى ظاهرية، ولم يكن الإيمان حقيقة نفسه. والتتابع في السياق يفيد بأن هذا هو حال المؤمنين المتصدقين مقارنة بحال المنافقين، الذين فتنوا أنفسهم فأسرتهم اللذات والشهوات الشخصية، وأجَّلوا التوبة وارتابوا في الله وفي وعده وغرتهم الحياة الدنيا.
والسياق مليء بألفاظ وإيحاءات ودلالات العطاء والإنفاق.
فالمؤمنون {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12]، والمنافقون يطلبون العطاء من المؤمنين {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13].
والإيحاء في لفظ {نَقْتَبِسْ} يذهب بالخيال إلى مشهد الفقير الذي يطلب الصدقة، فهو يطلب شيئًا بسيطًا صغيرًا، لن يضر بصاحب المال إذا أنفقه .. لن يؤثر في حجم المال، أو صاحب المال الذي يرفض أن "يقتبس" أحدٌ من ماله، ويمنع هو أن يخرج الشيء اليسير من عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه يمنع ما ينفع المحتاج ولا يضره هو.
أليس مشهدًا مشابهًا، وجزاء من جنس العمل؟! يُمنعون يوم القيامة أن يقتبسوا نورًا يمشون به، ولن يضر نور اقتبسوه أصحاب الإيمان.
بل يقال لهم: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [الحديد: 13]، فيكون ذلك منعًا كما سبق لهم أن منعوا، وطردًا كما سبق لهم أن طردوا، ثم يحال بينهم وبين النور.
ويومئذٍ لا ينفعهم المال، فلا تؤخذ منهم فدية. وهنا يُذكر لأول مرة {الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحديد: 13]، يأتي ذكرهم ليقال لهم: لن تؤخذ منكم فدية، تمامًا مثلما لم تؤخذ من الذين كفروا، ومأواكم النار التي هي مأوى الذين كفروا .. بئس المصير.
وحينما لا يُقال في هذا الموقف ولا يُذَكَّرون بشيء من وسائل النجاة إلا الفدية، فإنه يعطي إشارة إلى أن المُخاطبين بهذا الكلام تصوروا أو فكروا أو تمنوا أن الفدية ودفع الأموال يمكن أن ينجيهم وينقذهم من هذا العذاب، وهذه طريقة تفكير البخلاء والممسكين إذا أحاطت بهم المصائب، فالبعض يحسب أن كل مشكلة يمكن أن تحلها الأموال، وكل مصيبة يمكن النجاة منها بدفع الأموال.
إن ذكر الفدية هنا فقط دليل على أنهم قوم بخلاء، سُئلوا المال من قبل فمنعوه، فاليوم لا يُسأَلونه ولا ينفعهم.
ثم يتوجه الخطاب القرآني للمؤمنين، يعاتبهم: ألم يأت أوان أن تخشع قلوبهم لذكر الله وللحق، وعاتب الله المؤمنين بهذه الآية بعد أربع سنوات فقط من إسلامهم، كما في صحيح مسلم، ثم يحذرهم من أن تقسو قلوبهم، مثلما قست قلوب أهل الكتاب من قبل حين طال إهمالهم لذكر الله، ففسقوا.
ثم يطمئن الله الذين آمنوا فيذكرهم بأن الله القادر على إحياء الأرض بعد موتها، وتحويلها إلى المروج والزروع والثمار من بعد ما كانت أرضًا قاحلة وميتة، قادر على أن يحيي القلوب التي قست، فيجعلها حية خاشعة.
ثم يعود السياق القرآني ليُذَكِّر المؤمنين بأن التصدق والإنفاق في سبيل الله هو بمنزلة إقراض لله U، وهو القرض الذي يَعِدُ الله أن يرده أضعافًا مضاعفة، ثم يعطي فوق الأضعاف المضاعفة أجر كريم.
إنه نفس المعنى، بل تكاد تكون نفس الألفاظ الموجودة في الآية الحادية عشرة {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 11]، وهي الآية التي سبقت وصف الله تعالى لحال المؤمنين والمنافقين في يوم القيامة .. إنها تتكرر الآن، ولكن في سياق آخر: بعدما حذر الله المؤمنين من إهمال كتابهم ومن قسوة قلوبهم.
وكأن طريق الخشوع، وتجنب قسوة القلب، يكون بالإنفاق في سبيل الله .. كأن بداية حياة القلب التي هي مثل حياة الأرض تكون بالتصدق، بإقراض الله تبارك وتعالى.
ومثلما أنت تنفق في الأرض البذور، فتعطي الأرض أضعافًا مضاعفة، كذلك إذا أقرضت الله يعيده إليك الله أضعافًا مضاعفة. ومثلما كان عليك أن تنفق أولاً في الأرض ثم تنتظر العائد الكثير، يكون عليك أن تنفق في سبيل الله تعالى ثم تنتظر أن يحيي الله قلبك كما يحيي الأرض بعد موتها، وأن يضاعف لك أموالك أضعافًا كثيرة.
وإنها دعوة لمن قسى قلبه أن ينفق، فإن الله هو من ذكر الإنفاق بعدما حذر من قسوة القلب الذي طال عليه الأمد.
ويُخْتَتَم هذا المقطع بآية تفرق بين المؤمنين وغيرهم، فكأنها تصف حال الناس إزاء كلام الله؛ فمنهم من صدّق وعد الله وكلام الله، ومنهم من كفر بالله وكذب بآياته فلم يصدقها، ولم يعمل بها، يَذْكُر الله تعالى أن المؤمنين هم الذين يصدقون الله ورسوله، هم الصِّدِّيقون، وهم الشهداء، وأولئك لهم أجرهم ونورهم، وأما المكذِّبون فأولئك أصحاب الجحيم.
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحديد: 12 - 19].
...
أما المقطع القادم فلا نكاد نحتاج فيه إلى بيان، ولو شئنا أن نضع له عنوانًا، فما أظننا سنختلف على من يقول إن عنوانه (أنفقوا في سبيل الله).
فالآيات الخمس تحمل هذه الرسائل بالترتيب:
1 - الحياة الدنيا لعب ولهو ومظاهر وزخارف مثل النبات المروج والحدائق التي تعجب قصار النظر فلا يفكرون في نهايتها، فما هو إلا قليل حتى يصفرَّ هذا النبات الجميل، ثم يتيبس فيفقد نضارته وزهرته، ثم يكون هشيمًا محطمًا .. فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ليست بمتاعٍ حقيقي مستقر ولا خالد.
2 - ولهذا .. لا تتعلقوا بهذا المتاع الزائف والزائل والذي سيتحطم قريبًا، وانطلقوا إلى متاع جنة عرضها السموات والأرض.
3 - واعلموا أن كل شيء في هذه الدنيا من الأرزاق والأموال والأحداث مقدَّر عند الله من قبل أن يقع؛ حتى لا تحزنوا على ما فقدتم ولا تطيروا فرحًا بما حصلتم عليه؛ فالله لا يحب المختال المتباهي المتفاخر المتكبر.
ثم تأتي الآية التي تفسر من هو المختال الفخور، فهم الذين يبخلون، ويأمرون الناس بالبخل ..
بل هي تفسر كل ما سبق من آيات، وفيها توجيه وإرشاد، فإذا كانت الدنيا متاع غرورٍ، وكان المتاع الحقيقي في الآخرة في جنة عرضها السموات والأرض، وكانت الأرزاق والأموال مقدرة مكتوبة من قبل أن يوجد البشر، وتوجد الأحداث، فما معنى أن يتفاخر المرء ويتباهى ويتكبر؟!
ما معنى أن يبخل؟ .. لا .. بل ويأمر غيره بالبخل! بالبخل على الله!! ما هذا الجحود؟ بل ما هذا الجنون؟! فإن الله هو الغني الحميد.
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 20 - 24].
...
وتختم السورة بخمس آيات أخرى تُقِرُّ حقائق الحياة بلهجة حازمة:
1 - الله أرسل الرسل بالمعجزات وبالكتب لتعتدل حياة الناس.
2 - وأنزل الحديد، فيه البأس والشدة، وفيه منافع للناس.
3 - إن هذه أمور ليتبين بها مَن الذي آمن بالله ونصره وهو لم يره.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إن الناس رغم توالي الرسل بالمعجزات، منهم مؤمنون سيأخذون أجرهم، وأكثرهم فاسقون.
5 - من آمن فله رحمة واسعة، وله من الله نور ومغفرة؛ فالله غفور رحيم.
6 - لا حرج على فضل الله، ولا يملك أحد أن يمنع فضل الله؛ فالفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وفي هذه الآيات الخمس لا نجد قيمة الإنفاق على وجه الخصوص حاضرة بوضوح كما فيما مضى من السورة، ولكن إعادة التذكير بحقائق الإيمان، وحقائق التاريخ، وحقائق الأمم تدعم الحقيقة الكبرى .. حقيقة فناء الدنيا وفناء الناس، وحقيقة أن الله هو من يمنح ويعطي ويتفضل، بلا حرج على فضله، وبلا شرط على عطائه؛ فهو ذو الفضل العظيم يُرسِل الرسل ويشرع الشرائع؛ لتعتدل حياة الناس، ويخلق لهم ما فيه منافعهم، ومن فضله أن يجعل الفضل في ذرية المؤمنين، وأن يلقي الرحمة والرأفة في قلوب المُتَبِّعِين، وأنه يعطي الأجرين والأكثر، ثم يعطي معها النور والغفران.
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 25 - 29].
قال الشاعر الطغرائي:
يقولون أبق المال واجمعه ممسكا ... فعز الفتى في أن يجم ثراؤه
فقلت كلانا لا محالة هالك ... فأهون عندي من فنائي فناؤه
ثراء الفتى من دون إنفاقه له ... فساد وإنفاق الثراء نماؤه
فأنفق فإن العين يركد ماؤها ... فيأسن، والمنزوح يعذب ماؤه
[1] ( http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftnref1) باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، صاحب مدونة المؤرخ ( http://melhamy.tadwen.com).
[2] (http://www.islamstory.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89_ %D9%81%D9%8A_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84 %D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF#_ftnref2) هذا ما بدا لي في قراءة للسورة، وقد راجعت ما تيسر من كتب التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، فلم أر من سبقني لهذا المعنى ممن تناولوا السورة، وقد كنت أتمنى أن يكون قد سبقني أحد فأستفيد منه واستأنس لرؤيتي به، أما والحال هكذا فهذه خاطرة أخيكم الذي لا يبلغ أن يكون طالب علم، فما كان من خير فمن عند الله وبتوفيقه، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 May 2010, 01:23 ص]ـ
اجتهاد يذكر لهذا الطالب النجيب فيشكر.
وهو اجتهاد محمود موجود إجمالا في كتب التفسير وهو مأجور مثاب ـ إن شاء الله تعالى ـ على ما سطر.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[21 May 2010, 12:25 م]ـ
نقل مبارك أخيتي سمر جزاك الله خيرا .....
جزى الله الكاتب عنا خير الجزاء وزاده علما وعملا ..
ـ[هاني درغام]ــــــــ[22 May 2010, 09:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 May 2010, 05:40 م]ـ
هذا رابط مفيد يتعلق بتفسير سورة الحديد لأخينا الشيخ الفاضل ـ الدكتور قريباً بإذن الله ـ فهد الشتوي، بعنوان:
وقفات مع سورة الحديد (1 - 6) وإليكم رابط الجزء الأول:
http://www.alukah.net/Sharia/0/4816/1/ الشتوي/(/)
استفسار بعد الاطلاع على كتاب الموصول لفظا والمفصول معنى.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 May 2010, 04:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
استفسار بعد الاطلاع على كتاب الموصول لفظا والمفصول معنى، للفاضلة الأستاذة خلود العبدلي.
عرفت الكاتبة هذا العلم في الكتاب فقالت:
[مجيء الآية، أو الآيات في السورة الواحدة على نظم واحد في اللفظ يوهم اتصال المعنى]
وقد اطلعت على الأمثلة ولكن هناك مثالين لم أستوعب كونهما يندرجان تحت هذا العلم، فهل من معلم وموضح.
1 - [فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ] (يس:76)
2 - [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)] (الأعراف: 189، 191)
جزاكم الله خيرا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 May 2010, 03:15 م]ـ
انظروا صفحتي 48 و 64 من الكتاب المذكور، فقد شرحت الباحثة - وفقها الله وجزاها خيرا - الآيتين وبينت مواضع الانقطاع فيهما.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 04:25 م]ـ
قوله تعالى " فلا يحزنك قولهم"
ما هو هذا القول الذي قالوه وأحزن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
قولهم: إنه شاعر وإن ما جاء به هو من ضروب الشعر فيصبح المعنى:
" فلا يحزنك قولهم" إنك شاعر وغيره من الكلام الذي يسبب لك الحزن " إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون"
وبهذا نعلم أن قوله "إنا نعلم ما يسرون وما يعلون " ليس قولهم وإن كان وصل به لفظا فهو مفصول عنه معنى.
وأما آية سورة الأعراف فهو كما قالت الباحثة مختلف في كونها من الموصول لفظا المفصول معنى بسبب الخلاف في معنى الآية والصحيح أنه منه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 May 2010, 07:28 م]ـ
اخواني الكرام حسين وأبا سعد جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ولكن سأوضح مقصودي أكثر.
1 - [فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ] (يس:76)
في ص: 108، وفي معرض حديث الكاتبة عن علاقة هذا العلم بعلم الوقف والابتداء ذكرت أن قوله تعالى: [إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ] مستأنف وليس من قول الكفار، وبهذا وجدنا توجيها في نظري يبعده عن كونه من المفصول معنى المتصل لفظا.
أما قوله تعالى:
2 - [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)] (الأعراف: 189، 191)
أعلم أن هناك نقاش دائر بين العلما فيما يخص هذه الآية، لكن حتى نحكم على آية بأنها تندرج تحت المتصل لفظا، والمفصول معنى، ألا يجب أن يدل لفظ الآية على ذلك قبل أن يدل أي دليل آخر، أو دليل قوي من السنة، لا أعلم أتمنى أن يوضح أهل التخصص، فلفظ الآية لايدل على أن الآية تندرج تحت العلم موضوع الحديث، وللنظر جميعا للمثال الآتي كم هو واضح:
(إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)
(الموتى) لا يسمعون.
والله أعلم.(/)
سبعة وثامنهم كلبهم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 09:47 ص]ـ
يتسائل المرء: ما هي العلة في ذكر الكلب مع هؤلاء الفتية وتكرره ثلاثة مرات متتاليات مقرونات بأولئك الفتية؟؟؟.
هل يليق أن نقول مثلاً: جاء محمود وكلبه معه الى بيتنا؟؟.
وهل حيوان وضيع مثل الكلب يصلح أن يذكر مع من آمنوا بربهم وزادوا هدىً؟؟؟.
في خاطري إجابة ولكنني لن أفصح عنها فلعل أحد يتحفنا بخير منها أو مثلها من أهل التفسير بارك الله بهم. وأنا على يقين أننا سنستفيد من مقولات وجيهة كثيرة حول تلك المسئلة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 May 2010, 10:55 ص]ـ
يتسائل المرء: ما هي العلة في ذكر الكلب مع هؤلاء الفتية وتكرره ثلاثة مرات متتاليات مقرونات بأولئك الفتية؟؟؟.
هل يليق أن نقول مثلاً: جاء محمود وكلبه معه الى بيتنا؟؟.
وهل حيوان وضيع مثل الكلب يصلح أن يذكر مع من آمنوا بربهم وزادوا هدىً؟؟؟.
في خاطري إجابة ولكنني لن أفصح عنها فلعل أحد يتحفنا بخير منها أو مثلها من أهل التفسير بارك الله بهم. وأنا على يقين أننا سنستفيد من مقولات وجيهة كثيرة حول تلك المسئلة.
-لما كان عدد الفتية هو المتنازع عليه وكان الكلب ممن قد رقد معهم "وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ " [الكهف/18]
جرى ذكر ما تنازع الناس في عدتهم. وجرى ذكر الكلب ليخرج من العدد المذكور لمن كان بالكهف في الأول ويدخل بالإضافة لعدتهم سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ
فلو لم يذكر الكلب رابعا وسادسا وثامنا لاحتمل دخوله بعدةمن كان فيكون في الأول احتمال أن يكونا إثنين والجمع في الآيات السابقة يدفع ذلك الإحتمال ,ولكنه لا يدفع ذلك في الثاني والثالث فيكون في الثانية احتمال كونهم أربعة والثالثة كونهم ستة والكلب متمم عدة ما كانوا.
- ثم إن الحاق الكلب بهم أفضل من جعله معهم بالعدة تشريفا لهما وتميزا عن ذلك الكلب.قال الألوسي:
"والظاهر أن هذا إخبار بما لم يكن واقعاً بعد كأنه قيل سيقولون إذا قصصت قصة أصحاب الكف أو إذا سئلوا عن عدتهم هم {ثلاثة} أي ثلاثة أشخاص {رَّابِعُهُمْ} أي جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم {كَلْبُهُمْ} فثلاثة خبر مبتدأ محذوف و {رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} مبتدأ وخبر ولا عمل لاسم الفاعل لأنه ماض والجملة في موضع النعت لثلاثة والضمير أن لها لا للمبتدأ ومن ثم استغنى عنه بالحذف وإلا كان الظاهر أن يقال: هم ثلاثة وكلب لكن بما أريد اختصاصها بحكم بديع الشان عدل إلى ما ذكر لينبه بالنعت الدال على التفضلة والتمييز على أن أولئك الفتية ليسوا مثل كل ثلاثة أصطحبوا "تفسير الألوسي - (ج 11 / ص 201)
- ومن ذلك أن ما أخبره الله عن عدتهم ثلاث أقوال لا رابع لهم كما ذكر ابن كثير فحكى ثلاثة أقوال، فدل على أنه لا قائل برابع تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 147) وذكر غيره أن ذلك إنما ذكر قول أهل الكتاب والمسلمين لا غيرهم.وأن ما أخبر الله عز وجل من أقوال هو حكاية عما قيل كما ذكره ابو حيان: وأما {رابعهم كلبهم} و {سادسهم كلبهم} فهو من جملة المحكي من قولهم، لأن كلاً من الجملتين صفة، وإلى أن العدة ثمانية بالكلب ذهب الأكثرون من الصحابة والتابعين وأئمة التفسير.تفسير البحر المحيط - (ج 7 / ص 434)
-ولا شك في أن ذكر الكلب إنما كان لشيء يخصه وهو صحبته لهم وقد ذكر ابن الجوزي في ذلك فقال:
واختلفوا في كلبهم لمن كان على ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه كان لراع مَرّوا به فتبعهم الراعي والكلب، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه كان لهم يتصيدون عليه، قاله عبيد بن عمير.
والثالث: أنهم مَرّوا بكلب فتبعهم، فطردوه، فعاد، ففعلوا ذلك به مراراً، فقال لهم الكلب: ما تريدون مني؟! لا تخشوا جانبي أنا أُحِبُّ أَحِبَّاءَ الله، فناموا حتى أحرسَكم، قاله كعب الأحبار.زاد المسير - (ج 4 / ص 214)
والله تعالى أعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 May 2010, 10:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الكريم يحوي من أوجه البيان الكثير ومن تفكر وتدبر آياته الكريمة مخلص قلبه لله سبحانه وتعالى تتفتق عنده من العلوم والفهوم والحقائق الشيء الكثير وهذا الأمر لا يختص به أحد دون سواه يقول جل جلاله:
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)
ومن تأمل في هذه الآيات الكريمة التي أشرت لها أخي الحبيب تيسير يجد من العلم خلاف ما يجده غيره فتأمل أخي الحبيب الآيات الكريمة التي تحدثت عن أصحاب الكهف، هل منعنا الله من المراء مطلقا في عددهم ومناقشة هذا الموضوع؛
يقول الله سبحانه وتعالى:
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
ما سبب الاستثناء في الآية الكريمة (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً)؟؟؟؟؟
أين أجد القول الظاهر؟؟؟؟؟
(وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) إذا منع النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال أهل الكتاب أو من سواهم في عدد أصحاب الكهف فمَن يسأل؟؟؟
وكيف يصل للقول الظاهر؟؟؟؟
ما من شك أن الإجابة عن جميع هذه التساؤلات تكمن في نفس الآية الكريمة؛
فتأمل أخي الحبيب سياق الآية الكريمة (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ) الذين يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم والذين يقولون خمسة سادسهم كلبهم لم يفصلوا بين عدد الفتية والكلب بل دمجوا الكلب مع عدد الفتية (ثلاثة رابعهم) (خمسة سادسهم) وكان التعقيب على هذه الأقوال بقول الله سبحانه وتعالى: (رَجْماً بِالْغَيْبِ) والرجم بالغيب لا يكون في موضع الإصابة والتعيين وإنما يكون على غير هدى من الله وبغير دليل ظاهر.
أما في العدد الأخير (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) فإننا نجد أن الآية الكريمة قد فصلت بين عدد الفتية والكلب، فالواو لها عدة معاني ومن معاني واو العطف التغاير، وكي يتضح قصدي أقول: مما نزل في الخمر أولا قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67) بعض المسلمين الأوائل فهموا من هذه الآية حرمة الخمر والسكر لأن الآية الكريمة فرّقته عن الرزق الحسن، فهما أمران: سكر و رزق حسن أي أن السكر ليس برزق حسن حتى قال بعضهم من فهمه لهذه الآية الكريمة: لا محالة نازل في الخمر ما يحرمها ... .
فهذا العدد الوارد في الآية الكريمة يفصل بين عدد الفتية والكلب، وهذا يدل على أن الذين قالوا بهذا العدد يعلمون عدد الفتية وعدد الكلب يقينا لذلك فصلوا بين عدد الفتية والكلب، وجاء التعقيب على هذا القول بقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) وهذا يدل على صدق القول الأخير.
أما قوله سبحانه وتعالى: (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) فنسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يشملهم الاستثناء.
وأما النهي في المراء فليس على إطلاقه: يقول سبحانه وتعالى: (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً) وإن كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا أجد أظهر من كتاب الله سبحانه وتعالى تفصيلا لهذا العدد والحجة بغيره داحضة.
وحيث شهدنا الحجة الدامغة والبرهان اليقين من كتاب الله سبحانه وتعالى، فنسأل الله أن نكون ممن خوطبوا في الآية الكريمة في قول الله سبحانه وتعالى: (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)
اللهم إني أسألك بسطانك العظيم ونور وجهك الكريم أن تدخلنا في كنف محبتك ومحبة كتابك ونبيك الرحيم، وأن تغمس قلوبنا بنور علمك وأن تورثنا علم كتابك وأن تجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين، وأن تجمع كلمة المسلمين وتؤلف بين قلوبهم برحمتك يا أرحم الراحمين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 May 2010, 10:58 ص]ـ
والثالث: أنهم مَرّوا بكلب فتبعهم، فطردوه، فعاد، ففعلوا ذلك به مراراً، فقال لهم الكلب: ما تريدون مني؟! لا تخشوا جانبي أنا أُحِبُّ أَحِبَّاءَ الله، فناموا حتى أحرسَكم، قاله كعب الأحبار.زاد المسير - (ج 4 / ص 214)
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 11:21 ص]ـ
يتسائل المرء: ما هي العلة في ذكر الكلب مع هؤلاء الفتية وتكرره ثلاثة مرات متتاليات مقرونات بأولئك الفتية؟؟؟.
هل يليق أن نقول مثلاً: جاء محمود وكلبه معه الى بيتنا؟؟.
وهل حيوان وضيع مثل الكلب يصلح أن يذكر مع من آمنوا بربهم وزادوا هدىً؟؟؟.
في خاطري إجابة ولكنني لن أفصح عنها فلعل أحد يتحفنا بخير منها أو مثلها من أهل التفسير بارك الله بهم. وأنا على يقين أننا سنستفيد من مقولات وجيهة كثيرة حول تلك المسئلة.
لا يلزم أن يكون هناك علة فالقصة تحكي الواقع.
أما قولك هل يجوز أن نقول ......... ؟ فأقول نعم يجوز، وما المانع؟
ثم وضاعة الكلب لا تمنع من أن الله خلقه لحكمة وقد ضرب به المثل لحال المنسلخ من آيات الله، وذكره في معرض أحكام الصيد وأجاز النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذه في الصيد والزرع والماشية.
ثم إن الكلب جزء من المعجزة الإلهية فهو كان كما وصفه الله " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد" لم يمت ولم يتحلل وربما كان سببا في حماية أصحاب الكهف من الهوام والضواري.
والله أعلم
ولا تنسون أخيكم من دعوة صالحة في هذا اليوم المبارك
غفر الله لي ولكم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 11:45 ص]ـ
أخي أبو سعد. أرجو أن تعود الى سؤالي مرة أخرى أنا لم أقل: هل يجوز أن نقول ..... . ولكني قلت: هل يليق. وشتان بين القولين. لأن الجواز وعدمه يحتاج الى فتوى. أما كلمة هل يليق فهي تعنى بالأدب والذوق إذ لا يمكن أن أقرن أحداً بكلب وأقول أن هذا لائق. هل يليق أن أقول لأحد ما مثلاً: أنا أدعوك أنت وكلبك لتناول الطعام؟؟؟ فهل هذا يليق؟؟؟. أما أن الكلب له شأن ومعجزه وعمل جليل فهذا لا شأن لنا به الآن. نحن نتكلم عن نقطة معينة فقط. فإن وجدنا فيها فائدة وحكمة فلله الحمد والمنة. وإن لم نجد لن نخسر شيئاً وكفى الله المؤمنين القتال.
أما الدعاء. فأسأل الله تعالى لك في هذا اليوم أن يغفر ذنبك ويوسع دارك ويبارك لك في رزقك. اللهم زده بسطة في العلم والرزق ويسر أمره ولا تحجبه عن نورك ولا عن حورك. اللهم إنا قد أحببناه لعلمه وفضله فاجعل علمه حجة له وفضلاً في المنزلة والجوار وجنبه صعدات دار البوار. واجمعنا معه في دارك وأدخله جنانك وحبل جوارك ولا تحرمه ذلك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 May 2010, 12:57 م]ـ
أخي أبو سعد
أما الدعاء. فأسأل الله تعالى لك في هذا اليوم أن يغفر ذنبك ويوسع دارك ويبارك لك في رزقك. اللهم زده بسطة في العلم والرزق ويسر أمره ولا تحجبه عن نورك ولا عن حورك. اللهم إنا قد أحببناه لعلمه وفضله فاجعل علمه حجة له وفضلاً في المنزلة والجوار وجنبه صعدات دار البوار. واجمعنا معه في دارك وأدخله جنانك وحبل جوارك ولا تحرمه ذلك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
اللهم آمين
وأسأل الله لك مثله وفوقه مثله وأن يغفر لك ولوالديك
وأحبك الله الذي أحببتني فيه
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 03:36 م]ـ
أفهم من كلام الأساتذة - نفعنا الله بهم ورفع درجاتهم -:
أن جميع الأعداد من الاثنين إلى السبعة قد قيل بها؟
وحذف الواو في المرجوم به يشمل القول بأنهم أربعة أو ستة والتي لم تذكر تصريحاً
وقُطع بإيراد الواو في الأخير المكاثرة، فلَم ولا يقال بأنهم ثمانية و .. !
أريد أن أمرر للإخوة المشاركين معلومة وخاصة للذين ذكروا الواو عند (وثامنهم كلبهم) أن الواو هنا يطلق عليها واو الثمانية. وهي عادة العرب حينما تعد الاشياء فتقول واحد اثنان ............ خمسة ستة سبعة وثمانية
فأطلق عليها علماء النحو واو الثمانية. وهي تحل محل العطف في الإعراب. وعلى ذلك فالواو ليس لها علاقة بهذه اللطيفة لا من قريب ولا من بعيد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 05:08 م]ـ
[أجل المعلومة الممرّة .. فضلة لفظياً ومعنوياً!]
سامحني وبدون غضب أخي الحبيب ماذا قصدت في الجملة أعلاه. فأنا لم أفهمها
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 May 2010, 06:23 م]ـ
أعني أنها زائدة، ولا قيمة لها
حيث أنه لا يترتب ولا يبنى عليها حكمٌ لا لفظي ولا معنوي
حسب ما قدّمتَه وما توصّلتَ إليه
- بعدين من قال لك أني مغضب ..
أو أن روحي هجمت على روحك وأنا لا أشعر
أسعدك الله في الدنيا والآخرة يا أبا تيماء أنا لم أقل أنك غاضب ولكن طلبت منك أن لا تغضب.
أما بالنسبة للواو. فأنا لم أقل أنها عديمة الفائدة. وهل العطف عديم الفائدة؟ إنها تعامل معاملة العطف أخي الحبيب. ولكنني قلت أنها ليس لها علاقة بالمعنى الذي نريد أن نصل اليه. .
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[22 May 2010, 02:03 ص]ـ
عزيزنا تيسير، الآيات الكريمة تحكي ما يقوله الناس، والعجب كل العجب أن الناس يجعلون الكلب مع الفتية، ثم هم يجادلون فيما لا يفيد، فما الفائدة المتحصلة من معرفة عددهم؟!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 May 2010, 02:14 م]ـ
-
-ولا شك في أن ذكر الكلب إنما كان لشيء يخصه وهو صحبته لهم وقد ذكر ابن الجوزي في ذلك فقال:
واختلفوا في كلبهم لمن كان على ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه كان لراع مَرّوا به فتبعهم الراعي والكلب، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه كان لهم يتصيدون عليه، قاله عبيد بن عمير.
والثالث: أنهم مَرّوا بكلب فتبعهم، فطردوه، فعاد، ففعلوا ذلك به مراراً، فقال لهم الكلب: ما تريدون مني؟! لا تخشوا جانبي أنا أُحِبُّ أَحِبَّاءَ الله، فناموا حتى أحرسَكم، قاله كعب الأحبار.زاد المسير - (ج 4 / ص 214)
والله تعالى أعلم
أولاً بارك الله بجميع الإخوة الذين تفضلوا في المشاركة في هذه اللطيفة. وقد أفادوا جميعاً دون استثناء. ولكن أخي الاستاذ مجدي أبو عيشة قد قارب جداً لما في نفسي من قول. وخاصة النقطة الأولى التي قال فيها أن ذكر الكلب إنما كان لشيء يخصه وهو صحبته لهم. نعم وهذا ما كان في قلبي سبحان الله. فكأن الله تعالى يريد أن يبين لنا أن من يرافق الدعاة الى الله فإن له شأن خاص لدي وذكر ودرجة ومكانة ولو كان هذا المرافق للدعاة كلب وضيع. ألم ينسب الله تعالى الناقة الى نفسه سبحانه حينما قال: ناقة الله وسقياها؟؟؟. أي يا أيها الناس يا من تترددون في اقتفاء أثر الدعاة والوقوف معهم عند المحن اعلموا أن الذي يقف معهم لن يضيع ولن يصبه مكروه وسوف يكون له مكانة عند الله في الآخرة وذكر بين الناس في الدنيا. وانظروا فإن الله تعالى لم يغفل جلّ وعلا عن ذكر كلب في سالف الأزمان تبع جماعة مؤمنة مضطهدة. فأبى الله تعالى إلا أن يذكره في طيات هذا القرآن العظيم؟ أنتبه أيها الإنسان يا من تنشد السلامة والأمن فإن إن تخليت عن الأنتساب للفئة المؤمنة فلن يكون لك ذكر في الدنيا ولا في الآخرة. وإن مشيت معهم وعضضت على ممشاهم بالنواجذ فالله تعالى سيرفع لك ذكرك ويرفع لك قدرك. فأنت أولى وأجلّ من ذلك كلب لأنك مكلف بالدعوة أيها المسلم مسئول عن توابعها ومشاقها رغم ضعفك وقلة حيلتك وانتبه رعاك الله.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[22 May 2010, 06:15 م]ـ
استفدنا من أطروحاتكم
زادني الله وإياكم علماً
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 06:08 ص]ـ
بارك الله بك أخي وجزا الله خيراً جميع من ساهم(/)
موقف تفسير المنار من روايات أسباب النزول والإسرائيليات
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:01 م]ـ
موقف تفسير المنار
من روايات أسباب النزول والإسرائيليات
يعد تفسير المنار – للشيخ محمد رشيد رضا – من الجهود التي أسهمت في النهضة الفكرية في العصر الحديث، حيث سعى هذا التفسير إلى تقديم فهمٍ صحيح للنص القرآني، وإزالة ركام المرويات الضعيفة التي حجبت أنوار فهم القرآن.
وكان لتفسير المنار موقف تجاه فهم النص القرآني بعيداً عن تأثير الروايات الضعيفة والمختلقة، وقد برز هذا الموقف بشكلٍ واضح من خلال معالجته للروايات الواردة بصفة عامة، وللإسرائيليات والروايات الواردة في أسباب النزول بصفة خاصة. وفي هذا البحث محاولة لبيان موقف تفسير المنار من هذه الروايات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2010, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد على إتاحة هذا البحث للقراء من خلال صفحات ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله أن يتقبل منك وينفع بعلمك. ولا شك أن لتفسير المنار أثراً لا ينكر، وهو جدير بالقراءة والتأمل رحم الله مؤلفه وغفر له وتقبل منه.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:19 م]ـ
بوركت يا أخي د. عبد الرحمن وحفظكم الله ونفع بكم
سأقوم بإدراج جميع ما لدي من بحوث منشورة أو مقبولة للنشر تباعاً إن شاء الله
لعلي أقدم شيئاً، أو أستفيد من ملاحظات وتصويبات الإخوة ذوي الاختصاص أمثالكم.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:21 م]ـ
وبالمناسبة
فإن بحث موقف تفسير المنار .. قد نُشر في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي
وهي مجلة علمية محكمة تصدر مرتين في كل عام.(/)
الدرر اللوامع في أجوبة شيخنا عبد الله بن مانع (4)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[21 May 2010, 04:23 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
فهذا هو الجزء الرابع من مسائلي على شيخنا الشيخ عبد الله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى ونفع به.
س/ ما حكم قراءة آيات من القرآن مثل آية الكرسي على الودائع والكتب وغيرها بقصد حفظها من الضياع والسرقة؟. وما العمل المشروع في ذلك؟
الحمد لله , لا أعلم لقراءة آية الكرسي من أجل الغرض المذكور أصلا , والمشروع بذل الأسباب الحسية العادية , مع التعاويذ الشرعية المتضمنة للحفظ والدعاء.
س/ هل يقال في حديث " برحمتك أستغيث .. " أنه استغاثة بغير ذات الله تعالى ويصح على ذلك قول بعضهم (يا رحمة الله أرحميني)؟
هذا ليس أستغاثة بالرحمة فأول الحديث " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ... " فهو توسل بالرحمة وليس سؤالا لها فإن تقدير الدعاء: يا حي يا قيوم أغثني برحمتك , وأما دعاء الصفة فقد نقل شيخ الإسلام أنه كفر بإتفاق في كتابه الرد على البكري.
س/ هل يجوز أكل ذبيحة رافضة القطيف والأحساء وكذلك أسماعيلية نجران وإن سمي عليها؟
ما دام أنهم رافضة , فقولنا " رافضي " بمثابة قولنا " وثني " اللهم إن علم أن هذا الشخص المعين لم يخرج من الإسلام ولم يأتِ بمكفر فحينئذ تحل ذبيحته.
س/ ما هي الأعمال التي يعملها المسلم ويهدي ثوابها للميت وتنفعه بإذن الله؟
الصحيح ما عليه الجمهور من وصول ثواب كل الأعمال كما نصر ذلك شيخ الإسلام – رحمه الله – وغيره , ولكن التواصي بما عليه السلف من العمل أفضل , والعلماء قد اتفقوا على وصول الدعاء والصدقة والعتق وكل واجب تدخله النيابة واختلفوا في الباقي , والصحيح وصول جميع الأعمال الصالحة كما تقدم.
س/ هل يصح لرجل سأل الله عز وجل بعمل صالح عَمِلهُ أن يفرج ما به , ثم بعد مدة سأل الله عز وجل بنفس ذلك العمل أمر آخر؟
يصح ذلك , لأن العمل الصالح لا يستهلك بالتوسل الأول وإلا معنى هذا ذهاب منفعته , وهذا ليس بصحيح فله أن يتوسل به عمره كله.
س/ هل دعاء الإستفتاح لكل صلاة ولو كانت متصلة كصلاة التراويح , يستفتح لكل شروع فيها؟
نعم , لأن كل صلاة مستقلة بنفسها , فهو سنة في كل تسليمة.
س/ هل المد في " آمين " في الألف أو الياء أو في كليهما؟
المد إنما يكون في الياء وهو مد عارض للسكون والألف مدها طبيعي.
س/ ما هي طريقة التفل أثناء الصلاة لمن وسوس له الشيطان في صلاته؟
كما في حديث عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه – وفيه " فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وأتفل عن يسارك ثلاثا " فهذا فيه التفات يسير للحاجة مع نفث لطيف.
س/ في صلاة التراويح لا ينبه كثير من الأئمة قبل الصلاة بسجود التلاوة مما يجعل بعض النساء يركعن فإذا أتم قائما قمن معه فما عليهن في هذه الحالة؟
إن شاء نبه وإن شاء ترك , وعلى المأموم تعلم أحكام الصلاة ومعرفة مواضع سجود التلاوة , وهذا من آفات الفصل بين الرجال والنساء على وجه لا يرينه أو لا يرين بعض المأمومين , وإذا حصل مثل هذا سجدن ولحقن الإمام وصلاتهن صحيحة.
س/ رجل صلى في صف قبل أن يتم الصف الذي أمامه تداركا للصلاة فهل يأثم بذلك؟
الأكثر على أنه لا يأثم , وظاهر الأدلة وجوب إتمام الصفوف الأول فالأول.
س/ من جمع بين صلاتين كيف يذكر الأذكار التي بعد كل صلاة؟
تتداخل فتصير ذكرا واحدا , أما إذا كانت أحداهن لها ذكر أكثر ذُكر الذكر الزائد.
س/ هل الصلاة الإبراهيمية تجب حتى في النفل؟
من قال بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أوجبها في نفلها ووجوبها , والعلماء قالوا لو قال في الصلاة اللهم صل على محمد وآله كفى , والصلاة الإبراهيمية (التكميل) سنة مؤكدة.
س/ هل يشترط للباس المرأة في الصلاة شروط؟
ستر ما يجب ستره عن النظر.
س/ شخص نسي كم عد من أذكار دبر الصلاة من التسبيح فهل يعيدها؟
إن كان شك في ست أو سبع بنى على الأقل وأكمل وإن كان شكه أكثر من ذلك لغفلته فله العد من الأول لكن أخشى أن يجره هذا فيصبح عادة فعليه معالجة نفسه بالإقبال على ذكره.
س/ هل يصح إدخال نفل في نفل , كأن يصلي ركعتين ينوي بهما ركعتي الضحى وركعتين قبل الظهر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المثال المذكور لا يصلح صورة للسؤال المذكور , لأن ركعتي الضحى ينتهي وقتها بدخول وقت صلاة الظهر , وبه يدخل وقت سنة الظهر القبلية , لكن يجوز التداخل في صور كركعتي سنة الفجر مثلا مع تحية المسجد , والمسألة معروفة.
س/ هل الوعيد الوارد في المار بين يدي المصلي يتوعد به من فعل ذلك في المساجد المزدحمة كالحرمين؟
أستثنى كثير من أهل العلم الحرمين ومنهم من خصّه بمكة والصحيح أن الوعيد عام , وعلى المسلم الحذر من المرور.
س/ ما هو الأفضل في قضاء سنة الفجر قبل الإشراق أن تكون في المسجد أو البيت؟
المقصود المبادرة , وجنس الصلاة النافلة في البيت أفضل.
س/ من دخل المسجد وصلى على جنازة , هل له أن يجلس بدون تحية المسجد؟
لا , بل يصلي تحية المسجد.
س/ ما دليل رفع اليدين في التكبير في صلاة الجنازة؟
فعل ابن عمر – رضي الله عنهما – فقد صح عنه ولم يُعرف له مخالف , وقال أبو محمد في المغني كل تكبير في محل القيام الأصل فيه رفع اليدين (أو نحو ذلك).
س/ امرأة نامت وهي حائض واستيقضت قبل الظهر وقد طهرت فهل تصلى الفجر , وهي لا تعلم تحديد وقت طهارتها؟
لا , فلا يلزمها ذلك , والأصل بقاء الحيض.
س/ هل إزالة نجاسة الطفل تنقض طهارة المرأة؟
لا , إلا إذا لمست الفرج قبلا كان أو دبرا.
س/ هل لا بد من المرور على قبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه أم من أي مكان في المسجد؟ وما هي صيغة السلام؟
يكفي من أي مكان هذا في الصلاة عليه , أما السلام والذي يكون عند القبور , فلا يعد مسلّما حتى يكون قريبا منه والصيغة " السلام عليك يا رسول الله ...
س/ هل يتنفل بالسعي كما يتنفل بالطواف؟
لا أصل للتنفل بالسعي , فلا يشرع.
س/ هل لقراءة سورة الكهف وقت قضاء لمن فاته قراءتها نهار الجمعة؟
حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة , تفرد بذكر الجمعة " هشيم " فلو قرأها مطلقا في أي يوم أجزأ.
س/ ما حد الرحم الواجب صلتها والمنهي عن قطعها؟
أستنبط بعضهم من قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين " ومناداة النبي صلى الله عليه وسلم لبطون قريش , أن حد الرحم هي الجد الرابع , وعلى كل حال الأقرب فالأقرب.
س/ امرأة تسأل زوجها إذا أراد السفر أن يأذن لها أذنا عاما بالخروج من البيت متى ما أحتاجت إليه دون الرجوع له , فهل يصح هذا؟
يصح , ولا بأس به.
س/من المتقرر بأن الحق واحد فكيف يوجه قولهم في المسائل الإجتهادية " من عمل بأحد القولين فله ذلك "؟
لأن المسائل الإجتهادية تكافأت فيها الأدلة في نظر العلماء , وإلا الحق واحد مع أحد المجتهدين , ورخصوا لعسر الترجيح , ولعدم القطع بمعرفة المحق بل عدم غلبة الظن , فجاء التسهيل من هنا.
والحمد لله رب العالمين.
نفع الله بالشيخ عبد الله بن مانع ومتع به.
أخوكم / موسى الغنامي.
بقية الأجزاء على هذا الرابط من ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138890 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138890)(/)
غريب القرآن للشيخ الخضيري، والأستاذة الكواري،ووجه النهار للدكتور الحربي (تعريف ـومقارنة)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 May 2010, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: أما بعد فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من التالين المتدبرين لكتاب الله العظيم.
هذا تعريف موجز بثلاثة كتب، صدرت حديثاً في غريب القرآن، ومقارنة يسيرة بينها، بعد أن رأيت جملة من الأسئلة عنها فأحببت الإفادة، وأسأل الله أن أوفق لها، وسأبدأ بمقارنة يسيرة بين كتابي الشيخ الخضيري، والأستاذة كاملة الكواري، وأختم بكتاب وجه النهار للشيخ عبدالعزيز الحربي، وهي للتعريف أقرب منها للمقارنة، لكن لعلها تعطى انطباعاً عاماً على الكتب الواردة في هذا التعريف.
كتب الشيخ محمد الخضيري في مقدمة كتابه وفقه الله: جمعت هذا الكتاب، ليكون تذكرة لمن يريد معرفة معاني غريب ألفاظ القرآن. وقد جمعته من كتب التفسير، وكتب غريب القرآن القديمة والمعاصرة، وسهلت العبارة، وحاولت صياغة الأقوال المختلفة في عبارة واحدة جامعة متى كان ذلك ممكناً، وإلا لجأت إلى الترجيح.
وكتبت الأستاذة الفاضلة كاملة في مقدمتها وفقها الله: اخترت فيه أهم الكلمات التي تحتاج إلى بيان، ونقلت شرحها من كتب التفسير وغريب القرآن مما كتبه الأقدمون والمعاصرون.
ذكر الشيخ محمد الخضيري أنه اعتمد على كتب الغريب القديمة والمعاصرة ولم يذكر المراجع، أما الأستاذة كاملة فقد ذكرت المصادر والمراجع كاملة وهي:
1 ـ إيجاز البيان عن معاني القرآن للنيسابوري 2 ـ أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري 3 ـ بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب للتركماني 4 ـ التبيان في تفسير غريب القرآن لشهاب الدين أحمد بن محمد ابن عماد 5 ـ تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي 6 ـ الترجمان عن غريب القرآن لليماني 7 ـ تفسير البشائر وتنوير البصائر للشربجي 8 ـ تفسير القرآن الكريم (جزء عم ـ سورة الحجرات وقاف وجزء الذاريات ـ آل عمران ـ سورة الصافات ـ سورة الفاتحة والبقرة ـ سورة الكهف ـ سورة ص ـ سورة يس) جميعها للشيخ ابن عثيمين. 9 ـ تفسير الشيخ السعدي 10 ـ زبدة التفسير للأشقر 11 ـ غرائب التفسير وعجائب التأويل للكرماني 12 ـ غريب القرآن وتفسيره لليزيدي 13 ـ المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للمباركفوري 14 ـ وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار 15 ـ معارج التفكر ودقائق التدبر للميداني.
وهذا نموذج لبيان عدد الكلمات في الكتابين (سورة البقرة، وسورة الحجرات و سورة ق، والجزء السابع والعشرين، والثامن والعشرين والتاسع والعشرين) نموذجاً.
ما يتعلق بكتاب الشيخ الخضيري باللون الأزرق وما يتعلق بكتاب الأستاذة الكواري باللون الأحمر.
البقرة 230 ـ 495 الحجرات 27 ـ 7ق 63 ـ 17الذاريات 50 ـ 19الطور 49 ـ 20 النجم 46 ـ 23 القمر 69 ـ18 الرحمن 64ـ 22 الواقعة 82 ـ 23الحديد57ـ 14المجادلة 34 ـ 9 الحشر 51ـ 30 الممتحنة 33ـ 20الصف 18 ـ 9 الجمعة 18 ـ 11 المنافقون 21 ـ 12التغابن 18 ـ 7 الطلاق 25ـ 17التحريم 23 ـ 24الملك 17 ـ 40 القلم 55 ـ 48الحاقة 51ـ 32المعارج 37 ـ 30 نوح23 ـ 23 الجن 40ـ 29المزمل 29 ـ 24 المدثر 34ـ 38القيامة 32 ـ 19الإنسان 42ـ 28المرسلات 32ـ 21.
ففي هذا القدر من السور، بلغت الكلمات التي بين معانيها الشيخ الخضيري 1370، أما الأستاذة كاملة الكواري فبلغ عدد الكلمات المبينة 1129.
الشيخ محمد الخضيري تميز كتابه باستعياب غالب الكلمات مع الاقتضاب، أما الاستاذة كاملة فبخلاف ذلك فالكلمات أقل مع إسهاب في البيان ودونكم الأمثلة:
في بيان قوله تعلى (آلم) في سورة البقرة:
الشيخ الخضيري:هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف ولا تستطيعون الإتيان بمثله.
الأستاذة كاملة الكواري: أصح الأقوال فيها أنه حروف ليست لها معنى، لأن القرآن نزل بلغة العرب، وليس لهذه الحروف معنى في العربية، وهذا قول (مجاهد)، وأما الحكمة منها فهي الإشارة إلى بيان إعجاز القرآن، وهذا اختيار (شيخ الإسلام وتلميذه).
(كصيب:)
الخضيري: كمطر شديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الكواري: المطر، من الصوب وهو النزول؛ لأن المطر يصوب، أي: ينزل من السحاب إلى الأرض، والمراد: أصحاب الصيب لأن المشبه به الذين أصابهم الصيب.
الغمام:
الخضيري: السحاب
الكواري: سمي السحاب غماما ًلأنه يغم السماء أي: يسترها.
(ذات الحبك):
الخضيري: ذات الخلق الحسن وذات الطرق التي تسير فيها الكواكب.
الكواري: أقسم بالسماء صاحبة الخلق الحسن المستوي المنسق كتنسيق الزرد المتشابك المتداخل الحلقات، وقيل: ذات الزينة بالنجوم، وقيل: ذات الطرق التي تسير فيها الكواكب، والحبك: جمع حبيكة، قال (ابن الأعرابي): كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته، يقال: حبك الثوب يحبكه حبكاً، أي: أجاد نسجه.
وبعض المواطن يأتي التفسير من الشيخ الخضيري أعم ومن الأستاذة الكواري أخص مثاله:
(رجزاً)
الخضيري: عذاباً
الكواري: وباء الطاعون.
وبعد تأمل بين الكتابين ظهر لي أن كتاب الشيخ الخضيري أدق وألصق بكتب الغريبلاقتضابه ودقته، بخلاف كتاب الأستاذة كاملة الكواري فهو توسط بين كتب الغريب وكتب التفسير ومن أجال نظره في مراجع ومصادر الكتاب بان له ذلك، فبعض المفردات التزمت الباحثة بالاقتضاب والدقة وفي بعضها اسهبت ورجحت وذكرت الأقوال، بل في بعض الأحيان قد تذكر سبب نزول الآية وينظر مثلاً، قوله تعالى في سورة البقرة (ومن الناس من يشري نفسه).
أما كتاب وجه النهار فلا يصح جمعه مع كتب غريب القرآن وإن شابهها من وجه، فقد قال مؤلفه في مقدمة كتابه: إنني لم أرد بما كتبته في مصنفي هذا أن أشرح آيات القرآن، ولا أن أعرض أحكامه وحكمه على طريقة من سبق، ولم أشأ أن أعمد إلى ألفاظه الغريبة فأشرحها؛ كما صنع من صنف في (مفردات القرآن)؛ ولكني نحوت منحى آخر: جمعت فيه بين تفسير مفردات القرآن، وبين جمله الغريبة التي يشكل تركيبها أو معناها الجملي، أو ضمائرها، أو صيغها، وحليته بالفوائد، ونكات، واستنباطات؛ مما قرأته، واطلعت عليه في كتب التفسير، وغيرها من كتب الفقه والأصول والمعارف، ومما سمعته من أهل العلم، ومما فتح الله به علي.
وهذا عرض موجز للكتاب وذكر جملة من فوائده:
أولاً سبب تسمية الكتاب:
لما أتى عند قوله تعالى في سورة آل عمران (وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره)
قال وجه النهار: أوله. وبهذا اللفظ الشريف سميت كتابي هذا وورد مثله في الشعر ومن ذلك قول الربيع بن زياد:
من كان مسروراً بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار.
قال المصنف عن عن كتابه:
ومن تأمل بإنصاف ما أجمعه من تفسير في اللفظ الواحد وما أذكر من لطائف ونكات يدرك صدق ما قلته.
قلت:
صدق وفقه الله وحفظه وإن كان لم يكثر من ذلك أقول هذا بعد الفراغ من قراءة الكتاب كاملاً.
هذه بعض اللطائف والنكات العلمية التي ساقها المصنف في كتابه، والمصنف أمتع الله به ساق جملة من النكات العلمية واللطائف لكنها لم يعزها وتمنيت لو وثق جميع هذه اللطائف وأعلم أن هذا لا يخفى على شريف علمه ولعله آثر الاختصار أو أنه نقلها من الذاكرة:
1ـ في سورة الشعراء لما ذكر الله سبحانه الأنبياء في الآية 105 بدأ سبحانه قصة نوح وقوله لقومه فقال تعالى: (إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) ثم ذكر بعده سبحانه قصة هود وصالح ولوط في كل هذه القصص يذكر سبحانه أخوتهم لأقوامهم. فلما أتى سبحانه لشعيب قال (إذ قال لهم شعيب) ولم يذكر لفظ الأخوة فما السر في ذلك؟ قال المصنف لوجهين:
أـ إما أنه ليس من قبيلتهم وهم غير مدين وأرسل إليهم أيضاً.
ب ـ أو لأنه حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها نزه عن النسبة إليها.
2ـ في قوله تعالى في سورة النمل (ولها عرش عظيم)
قال المصنف: وليس في القرءان شين مضمومة منونة غير هذه.
3ـ في قوله تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه)
قال المصنف: قدم في الفرار الأخ ثم الأم فالأب فالصاحبة فالابن تدريجاً من القريب للأقرب لأن المقام مقام فرار فلو ذكر الأقرب لم يكن في ذكر من دونه فائدة.
قال المصنف: وقدم في المعارج الأقرب لأن المقام مقام افتداء يود المجرم لو يفتدي بهم كلهم.
4 ـ قال تعالى في سورة آل عمران عن البيت الحرام (فيه آيات بينات)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المصنف ومن المفسرين من جعل من آياته:
انحراف الطير عن المرور على هوائه في جميع الأزمان وهو مردود بالواقع المشاهد.
هذه قبسات يسيرة من هذا الكتاب الماتع المبارك رفع الله قدر مؤلفه في الدارين، هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده والسلام عليكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 May 2010, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل فهد على هذه المقارنة الطيبة ولقد شوقتنا لاقتناء هذه الكتب الثلاث لأن في كل منها خير إن شاء الله تعالى.
كتاب الدكتور الخضيري:
عنوان الكتاب: السراج في بيان غريب القرآن
المؤلف: محمد بن عبد العزيز الخضيري
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
الناشر: مجلة البيان
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 436
الحجم (بالميجا): 4
تاريخ إضافته: 29/ 08 / 2009
شوهد: 1392 مرة
التحميل المباشر: الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq93014/93014.pdf)
-
كتاب الدكتورة الكواري من موقعها: http://www.alkuwarih.com/
http://www.alkuwarih.com/sites/default/files/imagecache/spotlight_homepage/tafseer_0.jpg
معلومات النشر
تاريخ النشر: 2008
دار النشر: دار بن حزم
الطبعة: الأولى
الصفحات: 313.00
تحميل الكتاب: هنا ( http://www.alkuwarih.com/sites/all/modules/pubdlcnt/pubdlcnt.php?file=http://www.alkuwarih.com/sites/default/files/ghareeb.zip&nid=190)
نسخة للقراءة: تفسير غريب القرآن ( http://www.alkuwarih.com/content/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-0)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
فإن خدمة كتاب الله والعناية بتسهيل فهمه أفضل ما اشتغل به المشتغلون من العلوم، ومن أجل الطاعات، وأعظم القربات، وقد أفنى العلماء أعمارهم ووجهوا همهم إلى العناية بالكتاب العزيز فأُلِفت حوله الكتب الكثيرة في علوم القرآن، وفي تفسيره، وأسباب نزوله، وإعجازه، وقراءاته، وإعرابه، وغير ذلك من أنواعه، ومما اهتم به الكثيرون معرفة غريب القرآن، وتفسير غامضه، وشرح ما يصعب فهمه، فقد كثرت التآليف فيه منذ القرون الأولى، وعرفت بأسماء مختلفة كمعاني القرآن، وغريبه، وتفسير مفرداته، أو كلماته، وقد اختلف المصنفون في مناهجهم فمنهم من جعله على حروف المعجم، ومنهم من جعله على ترتيب سور القرآن، ومنهم المقلل، ومنهم المكثر، وقد أنعم الله عليَّ ووفقني أن أعيش مع كتاب الله منذ صغري حتى حفظته، وكان والدي رحمه الله خير معين لي على مراجعته، وكانت أكثر الأوقات بركة وأعظمها نفعاً تلك التي عشتها مع كتاب الله، ولما كان من تمام المنفعة أن يفهم القارئ ما غمض من الكلمات استعنت بالله على تأليف هذا الكتاب الذي سميته «تفسير غريب القرآن» اخترت فيه أهم الكلمات التي تحتاج إلى بيان، ونقلت شرحها من كتب التفسير وغريب القرآن مما كتبه الأقدمون والمعاصرون، ملتزمة في العقائد بمنهج السلف الكرام، وأسأل الله أن ينفع بالكتاب، وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه.
كاملة الكواري
الدوحة ـ قطر
18/ 2 / 1429هـ
25/ 2 / 2008م
أما كتاب وجه النهار للدكتور الحربي فللأسف لم أجد له رابطاً على النت فأرجو من الدكتور الحربي أن يتفضل علينا برفع نسخة من الكتاب للفائدة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 May 2010, 01:21 م]ـ
ما شاء الله، شكر الله لكم هذا الجهد المبارك، جعله الله في موازين حسناتكم، وزادكم الله من فضله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2010, 10:30 م]ـ
قد أجبتَ بهذا العَرْضِ المُوفَّقِ عن أسئلةٍ كثيرةٍ تطرح هنا وهناك، وأرجو أن ينتفع بهذه الموازنة القراء الكرام. أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وقد صنعنا قاعدة بيانات في مركز تفسير لغريب القرآن جمعنا فيها غريب القرآن بطريقة سهلة، أرجو أن ترونها قريباً في البوابة الإلكترونية.
جزاكم الله خيراً يا شيخُ فهد وتقبل الله منكم.
وشكراً للأخت سمر على إضافتها القيمة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 May 2010, 04:40 ص]ـ
جزا الله الشيخ فهد خيرا كثيرا.
فعلا اطلعت بشكل سريع على كتاب الدكتور محمد، والأستاذة وداد، فوجدت كتاب الدكتور محمد يصلح أن يكون في مكان كتاب مخلوف، أما كتاب الأستاذة وداد، فهو مفيد من ناحية أخرى حيث شعرت أن اختياراتها والفوائد التي تضيفها مفيدة جدا فكتابها أشبه بتفسير ميسر، وقد قرأت ما كتبته عند سورة الناس فذكرت ما صنفت وأنا أقرأ السورة، وإني أريد أن أقول أني أرتاح لما يكتبه الدكتور محمد أو يلقيه من محاضرات جزاه الله خيرا، وكذلك أرتاح لإنتاج للأستاذه وداد العلمي جزاها الله خيرا، ولا أزكيهم على الله تعالى.
أما الدكتور الحربي فلم أتتبع إنتاجه العلمي، ولا ينقص هذا من مقداره شيئا،وبإذن الله أفعل، ويظهر أن له أنتاجا مباركا بإذن الله تعالى، ولا أزكيه على الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 May 2010, 06:13 م]ـ
أسأل الله أن يوفقكم يا شيخ عبدالرحمن ويزيدكم من فضله، ويجعل ما تقدمونه في خدمة العلم وأهله في ميزان حسناتكم، ونحن لانفتأ والله من الدعاء لكم حفظكم الله ونفع بكم، وبإذن الله لي عودة مرة أخرى لبيان جملة من فوائد هذين الكتابين بعد الفراغ من قراءتهما، وأشكر للأخت أم الأشبال إضافتها وفقه الله وبارك فيها.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[24 May 2010, 04:20 ص]ـ
ايهما الاولى ان نقول؛ امسينا غرباء عن القرءان، ام نقول؛ غريب القرءان، او بالنتيجة القرءان غريب؟ مسالة تضعنا امام مفترق طريق في نظرتنا تجاه القرءان وفي طريقة تعاملنا معه،
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 May 2010, 06:03 ص]ـ
ايهما الاولى ان نقول؛ امسينا غرباء عن القرءان، ام نقول؛ غريب القرءان، او بالنتيجة القرءان غريب؟ مسالة تضعنا امام مفترق طريق في نظرتنا تجاه القرءان وفي طريقة تعاملنا معه،
أخي الكريم: التأليف في غريب القرآن ليس وليد اليوم، وبالتالي فكلامك ـ من وجهة نظري ـ ليس في محله.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[24 May 2010, 08:35 ص]ـ
أخي الكريم: التأليف في غريب القرآن ليس وليد اليوم، وبالتالي فكلامك ـ من وجهة نظري ـ ليس في محله.
اخي الفاضل،
مشكور على الرد والتجاوب،
هل اذا كان تطاول عليه العمرولم يكن وليد اليوم يصبح ثبتا ويُقطع بشانه بعدم الخطأ؟ لقد كان على الذين وصموه بالغريب ان يقولوا لنا لماذا هو غريب؟ هل هو غريب من ذاته؟
واذكرك بقول الله:
{
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} فصلت44
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 May 2010, 01:00 ص]ـ
ذكرت عنوان كتاب وجه النهار ناقصاً غير تام ولم أشر إلى الدار التي طبعته، فأحببت بيان ذلك والله يحفظكم.
وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار ط1 دار ابن حزم للدكتور عبدالعزيز الحربي أستاذ التفسير والقراءات المشارك بجامعة أم القرى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 May 2010, 09:20 م]ـ
لفضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله، كتاب بعنوان الفريد في غريب القرآن، سبق أن وعد بصدوره في مجلة بصائر، أظن قبل عامين، فيا صاحب الفضيلة لو أتحفتنا بأخبار هذا الكتاب نفع الله بكم ووفقكم. والفروق التي يمكن أن تضاف إن أمكن والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:21 م]ـ
أتقدم بطلب ألى أخينا الفاضل المفيد المساهم، أن يتكرم برفع كتاب الدكتور عبدالعزيز الحربي وجه النهار، بعد أن قام مشكوراً برفع كتابه تحزيب القرآن، وإن كان كتاب وجه النهار موجودا ًعلى الشبكة فياليت الإخوة يضعون رابطه هنا مأجورين مشكورين لتتم الفائدة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:49 م]ـ
نذكر الإخوة والإخوات وفقهم الله وبارك فيهم برفع كتاب وجه النهار إن تيسر، حتى ينتفع به من لم يتيسر له اقتنائه، جعلكم الله مباركين أينما كنتم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Oct 2010, 11:09 م]ـ
لفضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله، كتاب بعنوان الفريد في غريب القرآن، سبق أن وعد بصدوره في مجلة بصائر، أظن قبل عامين، فيا صاحب الفضيلة لو أتحفتنا بأخبار هذا الكتاب نفع الله بكم ووفقكم. والفروق التي يمكن أن تضاف إن أمكن والله يحفظكم ويرعاكم.
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل.
إني معكم من المنتظرين لهذا الفريد، لا سيما ومؤلفه شيخنا الضابط المتقن المتميز الفريد وفقه الله وفتح عليه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:17 م]ـ
قريباً بإذن الله سأورد تحت هذه المشاركة بسطاً أكثر للتعريف بكتاب الدكتور محمد والأستاذة كاملة بعد الفراغ من قراءة الكتابين بحمد الله، وسأعقبهما بذكر فوائد انتقيتها من مفردات الراغب الأصفهاني، وكذلك من كتاب (من أسرار اللغة في الكتاب والسنة معجم لغوي ثقافي) للدكتور محمود محمد الطناحي (مطبوع في مجلدين)، وأجدد الدعوة التي وجهها الشيخ ضيف الله لشيخنا الحبيب عبدالرحمن الشهري للتعريف بكتابه لا حرمنا الله من فوائده وتجدد عوائده.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:47 م]ـ
كنت في قراءة لكتاب التفسير الميسر مصطحبا معه كتاب السراج للشيخ الخضيري فلفت انتباهي أن الشيخ يورد المعنى للفظة بشكل شبه حرفي بما هو موجود في التفسير الميسر طبعة المجمع
هل لاحظتم ذلك؟ لعلي قريبا آتيكم بأمثلة من ذلك
ـ[وليد العاصمي]ــــــــ[25 Nov 2010, 08:30 م]ـ
وأنا معكم أسأل عن كتاب شيخنا؟(/)
من علماء المدينة في التفسير (1)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[21 May 2010, 11:59 م]ـ
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2953.imgcache
من علماء المدينة في التفسير (1)
الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي
هو الإمام محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن أحمد الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه وهذا الرجل أصله من بلاد شنقيط وموريتانيا كبلد يسكنها عرب وعجم يخدمون العرب واللغة العربية لكلا الفريقين وفيها قبائل بعضها انشغل بالإغارة على عادة القبائل والتنافس بينها والتنازع، وبعضها انشغل بالتجارة مع طلب العلم، ومن القبائل التي في موريتانيا التي انشغل أبنائها بطلب العلم الجكنيون الذين منهم الشيخ وأصولهم من حمير من اليمن.
هذا الرجل رحمة الله تعالى عليه: ولد هناك ثم حفظ القرآن بعد أن عاش يتيما وعهدت به أُمة وعنيت به عناية عظيمة.
فائدة:وهي رسالة للآباء والأمهات أول من يغرس طلب العلم في الأبناء الآباء والأمهات بالتشجيع.
فلمّا حفظ القرآن رحمه الله فرحت به أُمة فرحا شديدا ثم بعثته يأخذ بعض الفنون فهو يقول رحمه الله تعالى زودتني بمتاعين أو مركبين: مركب فيه كتبي ومركب فيه زادي ومتاعي، وجعلت معه خادما معه بقرات وأرسلته إلى القرى والمدن التي فيها العلماء آنذاك في شنقيط فحصل على علم جمّ فرحت به أمة و أخواله وكان له خال عالم يُعلمه.
والإنسان أحيانا يبغض من يحسن إليه دون أن يشعر لأن أي إنسان يمر بمراحل زمنية فالشيخ رحمه الله ذات يوم مرض خاله فارتاح قليلا من عناء الطلب فمر على خاله وهو مريض فأضحى يقول متى يموت حتى ارتاح من الطلب ثم برئ الخال وأكمل المهمة، وأخذ العلم عن غيره.
أعظم ما عني به الشيخ: أن الله وفقه لأن يعرف قدر القرآن فكانت عنايته التامة بكلام الله جل وعلا.
ومن أراد الله به خيرا جعله يفقه كلام ربه تبارك وتعالى إذ أن أعظم مقصود من العلم، العلم بالله جل وعلا ولا يمكن أن يعرف الله إلا بكتابه إذ لا أ حد أعلم من الله ولا أحد أعلم بالله من الله.فالسبيل الأول الذي كل سبيل مندرج فيه هو معرفة آيآت الكتاب حتى يدلك على الملك الغلاب جل جلاله.
فعُني الشيخ رحمه الله برجز كان لعلاّمة شنقيطي اسمه العلامة محمد يعرف بالبحر هذا الرجز ذكر فيه العالم ذلك منظومة في قضية الآيات المتشابهة في القرآن رسماً أو تلاوة لفظا أو تلاوة التي يتكرر أكثر من مرة فعُني بها وهو شاب فلما أكملها مالم يتعرض له العالم دوّنه الشيخ وتبع العالم البحر على نفس منواله وزاد عليها رحمة الله تعالى عليه. فمثلا قال الله جل وعلا في سورة سبأ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ) [سبأ: 54] فكلمة أشياع تكررت في سوره القمر (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) [القمر: 51] في سورة القمر جاءت بضمير المخاطب (أشْيَاعَكُمْ) وجاءت منصوبة لأنها مفعول لأهلك، وفي سورة سبأ جاءت للغيبة (كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم) وجاءت مجرورة لأنها مسبوقة بالباء فالشيخ رحمه الله زيادة على تلك المنظومة التي عني بها قال رحمه الله:
في سورة القمر خاطب وانصبَ وجُرهُ وغيبنهُ في سورة سبأ
أي أن هذا الفظ في سورة القمر خاطب به وانصبه وفي سورة سبأ اجعله على ضمير الغيب وجرة كما هو صريح القرآن.المقصود بدأت العناية بالقرآن، ثم منّ الله عليه بعلم التفسير، ثم قرر أن يقدم إلى الحجاز حاجاً.
وإذا أراد الله بأحد خيراً أعطاه فوق ما يؤمل بلقيس خرجت من اليمن إلى بلاد فلسطين تبحث عن كيف تحافظ على مُلكها تطمئن سليمان أنها لا تنازعه فردّها الله وقد أسلمت أعطاها الله فوق ما تؤمل، وبعدها الكليم موسى عليه السلام ذهب يبحث عن جذوة من النار فعاد وهو كليم الواحد القهار فالله جل وعلا ذو منة وفضل على عباده.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الرجل خرج من بلاد شنقيط كل الذي يريد أن يحج ويعود فقُدّر له أن يحج فلما حج في منىً بقدر الله تكون خيمته بجوار خيمة الأمير خالد السديري وعبد الرحمن السديري وفي أيام منى حصلت مناقشات علمية حول الأبيات فسمعهم قد اختلفوا فأستأذنهم أن يدلي بدلوه فأذنوا فلما أذنوا وجدوا علما جمّا وبحراً لا ساحل له فقرّبوه وعُرض أمره على الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى فأمر له بالجنسية له ولمن في كفالته ومن قرابته ثقةً في الشيخ وإكراماً له فكانت سببا في أن يستوطن الحجاز.
ثم منّ الله جل وعلا عليه بعد ذلك لمّا لم تكن في أرض موريتانيا الكتب منتشرة كانتشارها ها هنا وليست مطبوعة متداولة في كثير من الأمور لم يقع على يد الشيخ المغني لابن قدامه وهو هناك وأهدي له من قبل إمام الحرم آنذاك الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمة الله تعالى عليه فكان نظره في تفنن المذاهب زاد على حصيلته التي حصل عليها في موريتانيا فأسهمت في إيجاد حصيلة علمية له رحمة الله تعالى عليه.
أعظم ما جاء في سيرته رحمه الله: عنايته بالقرآن كان يقول السنة كُلها في آية واحدة (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر: 7] درّس في الرياض ها هنا وحاضر مرة في مسجد وممن حضر المحاضرة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله فشرح العقيدة شرحاً علميا مؤصلاً فلمّا فرغ والعلماء يعرف بعضهم بعضا. قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله جزى الله عنا الشيخ محمد الأمين خير الجزاء ثم قال الجاهل عرف العقيدة يعني من حضر المجلس وهو ليس معدوداً من العلماء الآن عرف العقيدة الجاهل تعلم العقيدة طبعاً الشيخ عبد اللطيف عالم لا يستطيع أن يقول والعلماء تعلموا العقيدة كيف صاروا علماء وهم لا يعرفون العقيدة قال رحمه الله والعالم تعلم الطريقة والأسلوب أي التي يُعلم بها الناس لكن هذا مبني على حرص الشيخ على علم الآلة.
لا يمكن لأحد أن يطير قبل أن يُريش هناك طرائق أساليب حتى تصل إلى غايتك لكن الإغراق في علوم الآلة يُضيع الهدف فإذا علم الآلة أخذ شطر عمرك ماذا بقي للهدف وإن لم يأخذ علم الآلة من جهدك شيئا مُحال أن تصل إلى هدفك لابد الإنسان يجمع ما بين علم الآلة في التقديم الأول حتى يؤصل نفسه ثم بعد ذلك ينتقل إلى العلم الشرعي محال أن يتصدر الإنسان وهو لايعرف شيئا عن لُغة العرب ولاعن شعرهم ولا عن آدابهم ولا أسلوب كلامهم هذا محال ولا أن يعرج على شيئا عن تاريخهم.
الشيخ الأمين قبل البلوغ له أقران يتنافسون فألف منظومة في النسب في نسب بني عدنان سماها {خالص الجمان} فلما بلغ وجرى عليه قلم التكليف أخذها وحرقها ودفنها فلامه مشايخ عصره فقال رحمه الله إنني لم أدونها لله دونتها لمنافسة الأقران فلذلك أخفيتها فقال له العلماء يمكن تحسين النية لكنه رفض وبقيت مخفية إلى يومنا هذا لأنه عندما صنعها كان يغلب عليه أنه كان ينافس أقرانه في الطلب.أقول العلم بالقرآن قبله العلم بالآلة والعلم بالقرآن مفتوح يقول علي رضي الله عنه وأرضاه "إلا فهما يؤتيه الله من يشاء في كتابه " فباب العلم في القرآن مفتوح لأن الله جل وعلا كتابه أجّل من أن يحوي فهمه صدر رجل واحد لكنه يبقى على مر العصور ينهل منه العلماء فهو كلام رب العزة والجلال جل جلاله.
عني الشيخ عناية عظيمة بالقرآن تأصيلاً وشرحاً ويستطرد كثيراً حتى يستفيد الطلاب من شتى الفنون ويجعل القرآن هو المرجع وقد خاطبه الشيخ عطية سالم رحمة الله تعالى عليه وهو تلميذه النجيب الأول فقال إن القرآن هو جامع العلوم ومنه انطلق إلى شتى فنون العلوم إذا أردت أن أشرح فأتكلم في الفقه وأتكلم في الأصول وأتكلم في التاريخ وأتكلم في الحديث وأتكلم في اللغة وكلٌ يأخذ منا بطرف وهذا يحتاج إلى رجل ذي سعة في العلم كما كان الشيخ الأمين رحمة الله تعالى عليه.
هذه العناية بالقرآن هي التي فيما يغلب على الظن ولا نزكي على الله أحدا أسهمت في وصول الشيخ إلى تلك المنزلة العلمية العظيمة التي وصلها في عصره.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع هذا كله كان الرجل يتقي الله في الفتوى تقوىً عظيما بل في أخريات حياته كان يتحرج من الفتوى وكان يقول: إن السؤال نوع من البلاء والعاقل يكون من البلاء في عافية. رُزق الرجل مع هذا العلم تقوى من الله عجيبة كان يقول قدمت من بلادنا بكنز لا أريد افقده أو أن أضيعه وهو القناعة ولذلك لم يُقدم يوما طلباً في زيادة مرتبة ولا في رفع درجته ولم يسأل يوما أحدا مالا وما أعطي من مال من غير سؤال أخذه وقبله ثم يوزعه ومات ولم يورّث شيئا.
والعظيم من يستشعر الأمر قبل أن يقوله للناس جلس مرة والله في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يُريد أن يفسر قول الله (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِيالأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) وكان من طريقته إن هناك تالي للقرآن يتلو القرآن ثم الشيخ يفسر فردد الشيخ الآية (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) وأخذ يبكي حتى أذن المؤذن لصلاة العشاء لم يفسر آية واحدة.
إن من أعظم ما يرزقه العالم القناعة أو العلم التام بما يقول لكن إذا كان الرجل يتكلم من لسانه حتى ولو انتفع به الناس لا ينتفع هو بأجر علمه فقد يكون هناك لبيب خاشع خاضع في المجلس ينفعه الله جل وعلا بما قلت لكن أيُ كرامة هذه عند الله ضائعة إذا كنت ينتفع الناس بما تعلم ولا تنتفع أنت به بين يدي ربك.
والله جل وعلا لما أراد من أنبيائه العظام أن يقولوا شيئا على علم به حقا قال في حق إبراهيم (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ).ولما أراد أن يتم نعمته على نبينا صلى الله عليه وسلم عَرج به إلى سدرة المنتهى فرأى صلى الله عليه وسلم الجنة والنار حقاً حتى إذا حدّث عن الجنة وعن النار أصبح صلى الله علية وسلم يُحدث عن علم صلوات الله وسلامه عليه. ليس العلم أن يأتي المحاضر أو الخطيب أو الداعية أو الموفق إلى كلمات يقرأها يحضرها قبل المحاضرة ثم يقولها للناس، العلم الحق أن يستشعر بها في نفسه وأن يعمل بها بينه وبين الله حتى إذا قالها للناس خرجت من قلبه قبل لسانه فالإمام أحمد رحمه الله لما كتب المسند مر على حديث أن النبي احتجم وأعطى الحجام كذا درهم فذهب واحتجم وأعطى الحجام مثل ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ثم كتبه في مسنده رحمة الله تعالى عليه رحمة واسعة
معشر القراء يا ملح البلد ... من يصلح الناس إذا الملح فسد
والله جل وعلا يقول ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا)) ثم قال جل وعلا يضرب مثلا لعالم السوء الذي عنده علم ولم يعمل به قال الله ((فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث)) قال بعض أهل العلم والعلم عند الله في بيان هذا أن الله جل وعلا لما أهبط آدم إلى الأرض أمر إبليس نزغ في السباع أن تؤذي آدم فكان الكلب يومئذٍ سبعا كاسرا فجاء جبريل وأوصى آدم أن يمسح على رأس الكلب حتى يتقي شره فمسح آدم على رأس الكلب فمات قلبه أي مات قلب الكلب فخرجت منهُ السبعية التي أوجدها الله فيه ولهذا الكلب الآن إذا غلبت عليه مسحة آدم يحرسك وإذا غلبت عليه نزغات الشيطان يفترسك فيقع منه النفع ويقع منه الأذى ولا يوجد هذا إلا في الكلب.أما الحيوانات بعضها أليف وبعضها سبع فوارس كاسرة مؤذية إلا الكلب يجمع مابين كونه سبعي ومابين كونه أليف ولهذا أباح الله جل وعلا صيده فهو ميت القلب لا يركن إلى طبع فجعل الله جل وعلا عياذاً بالله عالم السوء كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
وهذا العلم الذي يحفظه العلماء في صدورهم إما أن يكون لهم بين يدي الله حجه لهم يؤجرون على ما قالوه أو أن يكون عياذا بالله حُجه عليهم وقد قال الله جل وعلا ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) [الزمر: 9] لكن الناس يقرؤون هذه الآية من آخرها ويعلقونها في الفصول والمدارس والكليات والسيارات ولا تُقرأ هكذا إنما يقرأ أولها وهذه الآية جاءت تذييل ولم تأتي تأسيس فمن الذين يعلمون الذين قال الله إنهم لا يستوون مع الذين لا يعلمون ليس الذين يحفظون المتون ويتكلمون ارتجالا أو ما أشبه ذلك قد يكونون منهم لكن العالم الحق من وقف يبن يدي الله عز وجلا في ظلمات السحر يسأل ربه ويرجوه
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدعوه ويتوسل إليه كما كان شأن محمد صلوات الله وسلامه عليه.
كان الشيخ رحمه الله له عناية كبيرة بلغة العرب لأنها الطريق إلى القرآن وقد ذكر في سيرته أنه لما مرّ على السودان سأله بعض طلبة العلم عن آخر كتاب قرأه فقال آخر كتاب قرأته {ديوان عُمر ابن أبي ربيعه} فاغتاظ الناسُ غضبا لأن ديوان عمر في الغزل وهو لا يُظن به أن يقرأ مثل هذا فقال رحمه الله مجيباً استعين به على فهم كلام ربي فالعلم بما دونه الشعراء العرب خاصة في عصر التدوين الأول الذي يُستشهد به يُعين المرء على فهم كلام الله تبارك وتعالى.
الشيخ رحمه الله توفي في مكة المكرمة كان معه سائقه في ليلة مزدلفة قال له السائق أو في صبيحة العيد إنني رأيت رؤيا رأيت النبي قد مات فتوقف الشيخ قليلا فقال السائق إنني رأيت النبي قد مات لكنه ليس النبي كأن الشيخ غضب قليلا قال ما أدراك أنه ليس النبي قال عندما نظرت لم يكن هيئة النبي صلى الله عليه وسلم فتغير وجهه فأحس السائق الذي قص الرؤيا أنه أحرج الشيخ فقال لعلها ليست رؤيا لعلها أضغاث أحلام قال لا لا هي رؤيا ويقضي الله ما شاء خيرا إن شاء الله ثم مات بعدها بثلاث ليالي أو أربع.
وتعبيرها أن العلماء ورثة الأنبياء والشيخ كان يعرف من نفسه أنه من أعلم أهل زمانه وإن كان لا يدّعيه هو بنفسه فلما أخبر أن النبي قد مات أي أن عالم هذه الناس آنذاك سيموت خاصة إن الرائي قال له: إنني لم أرى هيئة النبي صلى الله عليه وسلم لكن وقع في نفسي أنه نبي فمات رحمه الله في مكة المكرمة وبها دفن وترك علماً جمّا ونحن لا ندعي لا له ولا لغيره العصمة لكن نذكر رجلاً علما نحسبه عند الله كذلك والله أعلم بسريرته نسأل الله لنا وله غفران الذنوب.
المصدر: محاضرة علماء المدينة.
لفضيلة الشيخ: صالح بن عواد المغامسي.
" ومضة "
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ** ليس الصحيح إذا مشى كالأعرج
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2009/3/1/1_200931_3146.jpg
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2953.imgcache(/)
استفسار عن كتاب في التفسير النبوي للقرآن
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[22 May 2010, 10:08 ص]ـ
معاشر الإخوة والأخوات في هذا الصرح المبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك كتاب جمع و استقصى ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من التفسير للقرآن؟؟ رأيت السيوطي رحمه الله ختم الإتقان بذلك لكن هل هناك من استقصى و أوفى و رتب؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 May 2010, 08:23 م]ـ
بحثت بدوري فوجدت كتابا للشيخ سلمان العودة بهذا العنوان اكتشفته توا ولم أطلع عليه وسأفعل بإذن الله، والكتاب سأرفقه لك.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 May 2010, 04:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد
أما بعد:
أنا أقدر الدكتور سلمان العودة، وأعرف مجهوده والحمد لله تعالى، وعند اطلاعي على كتابه هذا تمنيت أن يترجم، ولكن هناك مبحث تعجبت منه ولم أستوعبه، وهو:
(أسباب اختلاف الصحابة في فهم القرآن الكريم)
ربما هو قصور في الفهم.
ولقد خجلت من مركز تفسير المسيطر على الملتقى ومن المشرف العام الدكتور الشهري، لأني أشعر أنهم سيتحملون فوق طاقتهم بسبب استفساراتي ومناقشاتي، لذلك أترك مقارنة ما قاله الدكتور سلمان العودة بما قاله كبار المفسرين.
للدكتور الشهري والطيار.
أما إذا سمحتم لي سأطرح وجهة نظري.
ـــ
أسباب اختلاف الصحابة في فهم القرآن الكريم:
إن الصحابة الكرام كانوا أكثر الناس فهمًا لكتاب الله عز وجل، ومع ذلك فإنهم كانوا يتفاوتون في فهمهم للقرآن الكريم لأسباب كثيرة؛ ولذلك كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياء من القرآن مما يحتاجون إلى بيانه، فيبينه لهم، ومن أسباب اختلافهم - رضي الله عنهم - في فهمهم للكتاب العزيز:
أولاً: تفاوتهم في مداركهم وعقولهم:
فإن الله تعالى قسَّم بين الخلق أرزاقهم وأخلاقهم وعقولهم؛ فهذا عقله كبير عبقري نابغة، وآخر دون ذلك.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يشتركون في قدر من العلم بالقرآن، إلا أن بعضهم كان يفوق بعضًا في ذلك.
وفي الصحيحين أن عليًّا رضي الله عنه سئل: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ فقال: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلاً في القرآن، وما في هذه الصحيفة" -إشارة إلى صحيفة معلَّقة في سيفه-، فقال السائل:"وما في هذه الصحيفة؟ "، قال: "العقل -يعني الديات-، وفكاك الأسير، وألا يُقتل مسلم بكافر" ([ i] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn1)).
والشاهد قوله: "إلا فهمًا يعطيه الله رجلاً في القرآن"، إذًا قد يُؤتى أحد الصحابة -أو غيرهم- من الفهم ما لم يؤته غيره.
وفي الصحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما وضع للنبي صلى الله عليه وسلم طهوره، فقال: "من وضع هذا؟ " قالوا: "ابن عباس"، وكان شابًّا دون الحُلُم في ذلك الوقت، فأُعجب النبي صلى الله عليه وسلم بعمله وذكائه وأدبه، فدعا له قائلاً: "اللهم فقِّههُ في الدين، وعلمه التأويل" ([ ii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn2))، فكان ابن عباس رضي الله عنهما لا يشق له غبار في فهمه لكتاب الله تعالى، وله في ذلك قصص وأخبار، لعل من أعجبها وأطرفها قصته مع نافع بن الأزرق الخارجي.
وذلك أنه سأل ابن عباس عن أشياء كثيرة في كتاب الله عز وجل، وكلَّما أجابه قال: هل تعرف ذلك العرب في كلامها؟ فيقول: نعم، ثم يستشهد ابن عباس بأبيات من أبيات العرب، وهي من محفوظه، وهي عجب من العجب ([ iii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn3)).
ولتفاوتهم في مداركهم تجد الاختلاف بينهم، فقد اختلف الصحابة في معاني آيات كثيرة، وفهم بعضهم من معاني الآيات خلاف ما تدل عليه، كما ستأتي الإشارة إلى ذلك.
ثانيًا: اختلافهم في فهم اللغة العربية:
فإنهم وإن كانوا عربًا إلا أنهم متفاوتون في التوسع في فهم اللغة العربية، وألفاظها، ومعانيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك جاء في تفسير الطبري وغيره: أن عمر بن الخطاب قرأ قول الله تعالى: (ثُمَّ شَقَقنَا الأرضَ شَقًّا. فَأَنبَتنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضبًا. وَزَيتُونًا وَنَخلاً. وَحَدَائِقَ غُلبًا. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) [عبس:26 - 31]، فقال: "قد عرفنا الفاكهة، فما الأبّ؟ "، ثم رجع إلى نفسه وقال: "والله إن هذا لهو التكَلُّف ياعمر! " ([ iv] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn4)).
فما كان يعرف الأبّ، أي نوع من أنواع النباتات هو؟ ([ v] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn5)).
وفي رواية: أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن هذه الآية، فقال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إن قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم؟ " ([ vi] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn6)).
فكانوا يتفاوتون في فهمهم للغة العربية، كما كانوا يتفاوتون في فهمهم لمراد الله تعالى بالآية.
وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه لمَّا سمع قول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأسوَدِ مِنَ الفَجرِ) [البقرة:187]، فهم أن الخيط هو الحبل المعروف، فلمَّا نام وضع تحت وسادته حبلين: أحدهما أبيض والآخر أسود، فلما قام لكي يتسحر وضع الخيطين بجواره، وصار يأكل وينظر حتى أسفر، وصار يعرف الأبيض من الأسود.
فلمَّا أصبح غدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بالخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار" ([ vii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn7)) - الخيط الأبيض هو النهار والخيط الأسود هو الليل-، فإذا بان لك النهار -يعني طلع الصبح- فأمسِك.
فهذا من اختلافهم في فهم مراد الله تعالى؛ لأن اللغة العربية تحتمل أن يكون الخيط هو الحبل، ويحتمل أن يكون المقصود هو الليل والنهار، فعديٌّ فهم الأول، فبيَّن له الرسول عليه الصلاة والسلام أن المراد هو المعنى الثاني، ولا شك أن بقية الصحابة لم يفهموا هذا المعنى الذي فهمه عدي؛ ولذلك لم يقعوا في الأمر الذي وقع فيه.
ثالثًا: اختلافهم في معرفة التواريخ والأحداث والأخبار والعلوم الأخرى التي يستفاد منها في فهم القرآن الكريم:
وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى نصارى نجران يدعوهم إلى الإسلام ويعلِّمهم، فكان من ضمن ما قرأ عليهم المغيرة بن شعبة سورة مريم: (يَا أُختَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيًّا) [مريم:28]، فقال النصارى: "يا مغيرة، كيف يقول: يا أخت هارون، ومريم بينها وبين هارون قرون متطاولة؟! ".
فتحيَّر المغيرة رضي الله عنه ولم يستطع أن يجيبهم، فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم" ([ viii] (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19714#_edn8))، فحلَّ له الإشكال، وبيَّن له أن هارون المذكور في الآية ليس هارون أخا موسى؛ بل هارون آخر سموه عليه؛ لأنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء؛ ولذلك يكثر مثلاً في اليهود اسم موسى وهارون.
ولا شك أن المغيرة لو كان يعلم هذا لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، لكن لمَّا سأله النصارى وقع عنده الإشكال، فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابه.
* * *
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2010, 05:21 ص]ـ
التفسير النبوي للقرآن الكريم هو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن، وهو قليلٌ جداً، وهو أخصُّ من التفسير بالسنة النبوية الذي يدخل فيه ما يجتهد المفسرون في ضمه للتفسير من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم غير الصريحة في التفسير.
ولذلك فالمادة العلمية لهذا التفسير قليلة جداً، وهي أمثلة محدودة متداولة في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد كتب في ذلك عدد من الباحثين، ويوجد عندي في مكتبتي عدة كتب في ذلك لم أهتد الآن لها ولا أتذكر أسماء مؤلفيها، ولعلي أحلقها لاحقاً إن شاء الله.
وأما كتاب الدكتور سلمان العودة فقد رأيته ولم أطلع عليه كاملاً، والمبحث المنقول منه لا غرابة فيه، فما أدري ما وجه عدم فهمك له يا أم الأشبال؟
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 May 2010, 11:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، بالنسبة لكتاب الشيخ سلمان هو عندي بأصله الذي هو محاضرة قديمة للشيخ:
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=98
لكن نريد بحثا مستوفيا - و هو كما ذكرت ِشيخنا الكريم بقولك:
التفسير بالسنة النبوية الذي يدخل فيه ما يجتهد المفسرون في ضمه للتفسير من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم غير الصريحة في التفسير.
أي أن المقصود كتاب يحوي التفسير بالسنة النبوية فيما اجتهد فيه العلماء من أنه تفسير للقرآن بنصوص السنة مضموما له ما فسره النبي عليه الصلاة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2010, 11:39 ص]ـ
ولكنَّ هذا ليس تفسيراً نبوياً بمعناه الاصطلاحي أخي العزيز، وفيه توسيع لدائرة التفسير النبوي، وحملٌ لاجتهادات المفسرين على التفسير النبويِّ.
وعلى كل حال فقد كتب فيه أيضاً كتب حاولت استقصاء التفسير بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين في التفسير، مثل تفسير هشام آل عقدة في أربعة مجلدات.
ولعل أخي الدكتور خالد الباتلي يجيب بدقة فقد اشتغل بدراسة الأحاديث المرفوعة في التفسير في رسالته للدكتوراه وسأحيل الموضوع إلى فضيلته للنظر فيه.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[23 May 2010, 11:55 ص]ـ
للأستاذ الدكتور حسن المناعي التونسي (محقق جزء تفسير ابن عرفة) حفظه الله تعالى عمل مهم في هذا الصدد، وهو تنزيل كل الأحاديث الواردة في الكتب الحديثية التسع والمتعلقة بالقرآن بكل ما يناسبها من الآيات القرآنية.
وقد أطلعني على العمل وهو كبير مفيد جدا في بابه، استغرق العمل فيه سنوات، لا سيما أن إنجازه بدأ قبل ظهور الموسوعات الالكترونية، اي على منهج البحث القديم الأصيل.
أسأل الله تعالى أن يوفق الدكتور حسن لتنقيحه ونشره ..
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 May 2010, 07:31 م]ـ
وأما كتاب الدكتور سلمان العودة فقد رأيته ولم أطلع عليه كاملاً، والمبحث المنقول منه لا غرابة فيه، فما أدري ما وجه عدم فهمك له يا أم الأشبال؟
سأبين سبب استغرابي شيخنا الفاضل أبا عبدالله.
أولا: النقطة الأولى تفاوت مداركه وعقولهم.
ما فائدة هذه النقطة هنا، الأمثلة التي رصها الدكتور سلمان، لا تبين مراده، ما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في ما يخص الفهم الذي يرزقه الله لبعض عباده، هل هذا يخص المدارك والعقول أم يخص الرزق الذي يأذن به الله تعالى، وقد يحرم أذكى الناس وأكثرهم إدراكا من هذا الرزق.
أما ما يخص ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه، فقد قرأت أو سمعت الآن نسيت الدكتور الطيار يشير إلى أنا إذا قدمنا قوله على أساس دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنا نقول إنه معصوم " أهـ والحكم عند الخلاف أوالاختلاف بين الصحابة كما يقول أهل الاصول التحاكم للأدلة والنصوص.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[23 May 2010, 08:22 م]ـ
هذا بيان ببعض الدراسات التي اطلعت عليها:
1 - التفسير النبوي في القرآن الكريم من اول القرآن إلى آخر سورة الكهف، رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد وتوقشت عام 1402هـ.
2 - التفسير النبوي في القرآن الكريم، من أول سورة مريم إلى آخر القرآن الكريم، رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، نوقشت عام 1408هـ وكلاهما للباحث: عواد العوفي، وقد اعتنى بجمع الوارد من التفسير النبوي الصريح.
3 - التفسير النبوي للقرآن الكريم، وموقف المفسرين منه، للدكتور محمد إبراهيم عبد الرحمن، وقد اختار المؤلف نماذج من المفسرين وبين موقفهم من الاحتجاج بالتفسير النبوي باختصار.
4 - التفسير النبوي خصائصه ومصادره للدكتور محمد عبد الرحيم، وقد تعرض المؤلف لمصادر التفسير النبوي، وخصائصه، وموقف المفسرين منه باختصار، ثم نقل ما ذكره البخاري والترمذي من التفاسير النبوية.
5 - الصحيح المسند من التفسير النبوي لأبي محمد السيد إبراهيم، جمع فيه المؤلف ما صح عنده من التفسير النبوي.
ويلاحظ على هذه الدراسات ما يلي:
الأولى: أنها اقتصرت في الغالب على جمع المرويات الواردة في التفسير النبوي دون دراسة لها وربط بينها وبين الآيات.
الثانية: أنها اقتصرت على التفسير النبوي الصريح، وهو: ما صدر عن النبي ? صريحاً في إرادة التفسير.
وقد سبق الحديث عن هذا الموضوع في الرابط التالي:
http://tafsihttp://tafsir.net/vb/images/icons/guest.gifr.net/vb/showthread.php?p=49485 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=49485)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 May 2010, 04:23 ص]ـ
ثانيًا: ما يخص اختلافهم في فهم اللغة العربية:
النقطة الأولى:
قال الشيخ الكريم سلمان العودة:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولذلك جاء في تفسير الطبري وغيره: أن عمر بن الخطاب قرأ قول الله تعالى: (ثُمَّ شَقَقنَا الأرضَ شَقًّا. فَأَنبَتنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضبًا. وَزَيتُونًا وَنَخلاً. وَحَدَائِقَ غُلبًا. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) [عبس:26 - 31]، فقال: "قد عرفنا الفاكهة، فما الأبّ؟ "، ثم رجع إلى نفسه وقال: "والله إن هذا لهو التكَلُّف ياعمر! ".
فما كان يعرف الأبّ، أي نوع من أنواع النباتات هو؟." أهـ
قال ابن كثير:
وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله: (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا).
قال صاحب التحرير والتنوير:
والذي يظهر لي في انتفاء علم الصديق والفاروق بمدلول الأبّ وهما من خُلّص العرببِ لأحد سببين: .......
وإما لأن كلمة الأبّ تطلق على أشياء كثيرة منها النبت الذي ترعاه الأنعام، ومنها التبن، ومنها يابس الفاكهة، فكان إمساك أبي بكر وعمر عن بيان معناه لعدم الجزم بما أراد الله منه على التعيين، وهل الأبّ مما يرجع إلى قوله: {متاعاً لكم} أو إلى قوله: {ولأنعامكم} في جمْع ما قُسِّم قبله .... " أهـ
وهذا كلام وجيه جدا في وجهة نظري.
وورد في تفسير السعدي:
والأب: ما تأكله البهائم والأنعام، ولهذا قال: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ} التي خلقها الله وسخرها لكم." أهـ
ولا يوجد خلاف بين الصحابة في معنى الأب؟
فهل فهم ما قصدت؟ أين يظهر اختلافهم في فهم اللغة من خلال هذا المثال؟
أما النقطة الثانية:
قال الدكتور سلمان العودة:
" وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه لمَّا سمع قول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأسوَدِ مِنَ الفَجرِ) [البقرة:187]، فهم أن الخيط هو الحبل المعروف، فلمَّا نام وضع تحت وسادته حبلين: أحدهما أبيض والآخر أسود، فلما قام لكي يتسحر وضع الخيطين بجواره، وصار يأكل وينظر حتى أسفر، وصار يعرف الأبيض من الأسود.
فلمَّا أصبح غدا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بالخبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار"-الخيط الأبيض هو النهار والخيط الأسود هو الليل-، فإذا بان لك النهار -يعني طلع الصبح- فأمسِك.
فهذا من اختلافهم في فهم مراد الله تعالى؛ لأن اللغة العربية تحتمل أن يكون الخيط هو الحبل، ويحتمل أن يكون المقصود هو الليل والنهار" أهـ
قال ابن كثير:
أن يتبين ضياءُ الصباح من سواد الليل، وعبر عن ذلك بالخيط الأبيض من الخيط الأسود، ورفع اللبس بقوله: {مِنَ الْفَجْرِ} كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبد الله البخاري: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا أبو غَسَّان محمد بن مُطَرِّف، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: أنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ} ولم يُنزلْ {مِنَ الْفَجْرِ} وكان رجال إذا أرادوا الصوم، رَبَطَ أحدُهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنما يعني: الليل والنهار
(رواه البخاري) " أهـ
وواضح من خلال هذا الكلام أن اللبس لم يكن بسبب اختلافهم في فهم اللغة؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 May 2010, 08:51 ص]ـ
ثالثًا: ما يخص اختلافهم في معرفة التواريخ والأحداث والأخبار والعلوم الأخرى التي يستفاد منها في فهم القرآن الكريم:
قال الدكتور سلمان العودة:
"وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى نصارى نجران يدعوهم إلى الإسلام ويعلِّمهم، فكان من ضمن ما قرأ عليهم المغيرة بن شعبة سورة مريم: (يَا أُختَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَمَا كَانَت أُمُّكِ بَغِيًّا) [مريم:28]، فقال النصارى: "يا مغيرة، كيف يقول: يا أخت هارون، ومريم بينها وبين هارون قرون متطاولة؟! ".
فتحيَّر المغيرة رضي الله عنه ولم يستطع أن يجيبهم، فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كانوا يسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم"، فحلَّ له الإشكال، وبيَّن له أن هارون المذكور في الآية ليس هارون أخا موسى؛ بل هارون آخر سموه عليه؛ لأنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء؛ ولذلك يكثر ... " أهـ
وهنا الحديث المرفوع الذي ورد في الصحيح حسم الأمر كما أشار ابن جرير الطبري، ولكن الصحابة لم يكونوا على معرفة بكتب أهل الكتاب وما حصل معهم،إلا ما كان من الصحابة الذين دخلوا الإسلام وهم أصلا كانوا من أهل الكتاب، فالخلاف ليس تاريخي، بل ما حدث مقارنة بين ما ورد في كتاب اليهود وبين القرآن الكريم.
وما دل على هذا المعنى ما حصل بين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكعب الأحبار، وقد رواه ابن جرير الطبري، ونقله ابن كثير في تفسيره، ونصه:
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد بن أبي صدقة، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن كعبا قال: إن قوله (يَاأُخْتَ هَارُونَ) ليس بهارون أخي موسى، قال: فقالت له عائشة: كذبت، قال: يا أمّ المؤمنين، إن كان النبيّ صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر، وإلا فإني أجد بينهما ستّ مئة سنة، قال: فسكتت." أهـ
ورد عائشة أم المؤمنين يذكرنا بما ورد في الأثر فيما يخص أهل الكتاب:
فقد روى البخاري بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
" كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ الْآيَةَ "
هذا والله أعلم وأحكم، فإن كان صوابا ما قلت فبفضل الله تعالى، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[25 May 2010, 08:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فقد تم المقصود
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 May 2010, 11:32 م]ـ
لم أشأ أن أعلق بعد أن تم المقصود لولا أن أخي الكريم/ عبد الرحمن أشار علي وإشارته أمر، وأقول إن هناك محاولات في هذا الباب ومنها – غير ما ذكره الشيخ إبراهيم الحميضي -:
1. التفسير الصحيح: موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور. جمعه: أ. د. حكمت بن بشير بن ياسين
2. المعتمد من المنقول فيما أوحي إلى الرسول r. تأليف: بهاء الدين حيدر بن علي القاشي (فرغ من كتابته سنة 776هـ)، وطبع في مجلدين
3. الجواهر واللآلئ المصنوعة في تفسير القرآن العظيم بالأحاديث الصحيحة المرفوعة، تأليف: الشيخ/ عبد الله بن عبد القادر التليدي.
وصدر الكتاب عام 1424هـ في مجلدين تضمنا (1119) صفحة
4. التفسير النبوي للقرآن الكريم وفضائله، تأليف عبد الباسط محمد خليل. وهو مطبوع عام 1421هـ في (329) صفحة من القطع الصغير
5. التلازم بين الكتاب والسنة من خلال الكتب الستة. جمع: صالح بن سليمان البقعاوي.
6. جامع التفسير من كتب الأحاديث. أشرف على إخراجه/ خالد بن عبدالقادر آل عقدة. ويقع الكتاب في أربعة مجلدات
وهذا الموضوع لم يأخذ حقه من جهة التأصيل ولا من جهة التطبيق، والشأن أولا أن ينظر في ضابط التفسير النبوي أولا وما يندرج من عموم السنة فيه، فالبيان النبوي للقرآن له أنواع وصور يطول الحديث بذكرها.
وقد يسر الله لي بحث هذا الموضوع (التفسير النبوي: دراسة تأصيلية تطبيقية) وهي جهد متواضع لعله يخرج إلى النور قريبا إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2010, 08:30 ص]ـ
بارك الله فيكم وتقبل منكم، وفي انتظار هذا البحث يا أبا عبدالعزيز.(/)
وقفات مع قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 May 2010, 11:14 ص]ـ
وقفات مع قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
الشيخ/ خالد بن عثمان السبت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
الوقفة الأولى: ([1]) الإلهاء: الصرف إلى اللهو، من (لهى) إذا غفل، وكل شيء شغلك عن شيء فقد ألهاك.
يقال: لهى بالشيء، أي: اشتغل به، ولهى عنه إذا انصرف عنه، وهو صرف الهم بما لا يحسن أن يُصرف به من الإعراض عن الحق، والاشتغال بالمتع العاجلة عن الدار الباقية، والميل عن الجد إلى الهزل.
وبالجملة فكل باطل شغل عن الخير وعما يعني فهو لهو.
وبهذا تعلم أن كل ما أشغل المرء عما يعنيه ويهمه فهو لهو، وعليه فهو ملازم للغفلة -وقد فسره بعضهم بها- وإن كان شائعاً في كل شاغل، وقيده بعضهم بالشاغل الذي يسر المرء، وهو قريب من اللعب.
الوقفة الثانية: قرن الله بين اللهو واللعب في آيات من كتابه كقوله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [(32) سورة الأنعام].
وقوله: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} [(64) سورة العنكبوت].
وقوله: {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [(36) سورة محمد].
وقوله: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ .. } [(20) سورة الحديد].
وقوله: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا} [(70) سورة الأنعام].
وقوله: {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [(51) سورة الأعراف]، والعطف يقتضي المغايرة، وقد تعرض العلماء لبيان الفرق بين اللهو واللعب ([2])
فقال بعضهم:
اللهو: صرف الهم بما لا يحسن أن يُصرف به.
واللعب: طلب الفرح بما لا يحسن أن يطلب به.
وقيل:
اللهو: الاستمتاع بلذات الدنيا.
واللعب: العبث.
وقيل:
اللهو: الميل عن الجد إلى الهزل.
واللعب: ترك ما ينفع بما لا ينفع.
وقيل:
اللهو: الإعراض عن الحق.
واللعب: الإقبال على الباطل.
وقال العسكري: "الفرق بين اللهو واللعب: أنه لا لهو إلا لعب، وقد يكون لعب ليس بلهو؛ لأن اللعب يكون للتأديب ... ولا يقال لذلك لهو، وإنما اللهو لعب لا يعقب نفعاً، وسُمِّي لهواً؛ لأنه يشغل عما يعني، من قولهم: ألهاني الشيء، أي: شغلني، ومنه قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [(1) سورة التكاثر] " أ. هـ ([3])
ومن تأمل هذه الأقوال تبين له مدى التقارب بين معنى اللهو واللعب، ولعل من أحسن الفروقات بينهما ما ذكره الحافظ شمس الدين ابن القيم -رحمه الله- من أن اللهو للقلب، واللعب للجوارح، قال: "ولهذا يجمع بينهما" أ. هـ ([4])
الوقفة الثالثة: ([5]) قوله: {أَلْهَاكُمُ}:أبلغ في الذم مما لو قال: "شغلكم" لعدم التلازم بين اللهو والاشتغال؛ ذلك أن الإنسان قد يشتغل بالشيء بجوارحه وقلبه غير لاهٍ به، بينما اللهو ذهول وإعراض.
الوقفة الرابعة: ([6]) اللهو عن الشيء إن كان بقصد فهو محل التكليف، وإن كان بغير قصد كقوله -صلى الله عليه وسلم- في الخميصة: ((إنها ألهتني عن صلاتي)) ([7]) كان صاحبه معذوراً، وهو نوع من النسيان.
الوقفة الخامسة: ([8]) التكاثر: التباهي بالكثرة من المال والجاه والولد وغير ذلك مما سيأتي، فهو تفاعل من الكثرة.
والتفاعل يقع على أحد وجوهٍ ثلاثة:
الأول: أن يكون بين اثنين فأكثر، فيكون من باب المفاعلة.
الثاني: أن يكون من فاعل واحد لكن على سبيل التكلف، تقول: تحاملت على كذا، وتباعدت عن كذا، وتعاميت عن الأمر وتغافلت عنه.
الثالث: أن يراد به مطلق الفعل، كما تقول: تباعدت عن الأمر أي بعدت عنه.
والتكاثر هنا يحتمل الوجهين الأولين، فيحتمل التكاثر بمعنى المفاعلة؛ لأنه تم من اثنين يقول كل واحد منهما لصاحبه: {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [(34) سورة الكهف]، ويحتمل تكلف الكثرة وتطلبها، فإن الحريص يتكلف جميع عمره تكثير ماله مثلاً.
الوقفة السادسة: ([9]) لم يعين -سبحانه وتعالى- المتكاثر به بل ترك ذكره؛ إما لأن المذموم هو نفس التكاثر بالشيء، لا المتكاثر به، كما يقال: شغلك اللعب واللهو، ولم يذكر ما يلعب ويلهو به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإما لإرادة العموم؛ لأن حذف المقتضى يدل عليه كما تقرر في علمي الأصول والبيان ([10]).
ولا يخفى أن العموم والإطلاق أبلغ في الذم؛ لأنه يذهب فيه الوهم كل مذهب فيدخل فيه جميع ما يحتمله المقام مما يتكاثر به المتكاثرون ويفتخر به المفتخرون من الأموال والأولاد والخدم والجاه والأعوان وغير ذلك مما يُقصد بالمكاثرة، وليس المقصود منه وجه الله كما سنبين في الوقفة السابعة.
الوقفة السابعة: يدخل تحت العموم المشار إليه كل ما يتكثَّر به العبد أو يكاثر به العبد أو يكاثر به غيره سوى طاعة الله.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "التكاثر في كل شيء، فكل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار الآخرة فهو داخل في حكم هذه الآية، فمن الناس من يلهيه التكاثر بالمال، ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم، فيجمعه تكاثراً أو تفاخراً، وهذا أسوأ حالاً عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه؛ فإنه جعل أسباب الآخرة للدنيا، وصاحب المال والجاه استعمل أسباب الدنيا لها وكاثر بأسبابها" أ. هـ ([11]).
ومعلوم أن التكاثر والتفاخر إنما يكون بالأمور التي يتوسل بها إلى تحقيق السعادة مطلقاً، سواءً كانت عاجلة أم آجلة، وسنقصد الحديث في هذه الوقفة على السعادة العاجلة؛ لأنها المقصودة في التكاثر المذموم.
أما المطلوبات التي يتهافت عليها المتهافتون توسلاً إلى السعادة القريبة الفانية فهي نوعان:
الأول: مطلوبات مادية من الأموال والمراكب والأثاث والرياش والدور والبساتين والغراس والخدم والأولاد وألوان الملبوسات والمطعومات، كذا التكاثر في الكتب والتصانيف على حساب التحقيق فيها، وعند ذلك مما لا يُقصد به وجه الله، فالتكاثر به مذموم، وهذا النوع ظاهر لا يخفى.
الثاني: مطلوبات معنوية، وذلك يشمل العلم الذي لا يُبتغى به وجه الله، كما يشمل ما يُلحق بالعلم مما لا ينبني عليه اعتقاد ولا عمل كالمسائل الفرضية، وتكثير الأقوال من غير حاجة، وقطع الأوقات في الوقوف عند الأمثلة والتعريفات أو ما يُعرف بالخلاف الصوري، وكذا التكثر بالمسائل وتفريقها وتوليدها، وكمن يترك المهم من التفسير ويشتغل بالأقوال الشاذة، أو يترك المهم من الفقه ويشتغل بنوادر الفروع وعلل النحو وغيرها، أو يتكثر بالتخريجات أو الطرق للحديث الصحيح الذي لا يحتاج إلى هذه الطرق الزائدة أو الشواهد، ومثل هذا يقال في كثرة العزو إلى الكتب المصنفة مع كون الحديث مخرجاً في الصحيحين أو أحدهما.
ومن لطيف ما ورد في هذا المعنى ما أخرجه ابن عبد البر -رحمه الله- في جامعه (2/ 1034) عن حمزة الكناني -رحمه الله- قال: "خرَّجت حديثاً واحداً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من مائتي طريق أو من نحو مائتي طريق -شك الراوي- قال: فداخلني من ذلك من الفرح غير قليل، وأعجبت بذلك، قال: فرأيت ليلة من الليالي يحيى بن معين في المنام، فقلت له: يا أبا زكريا! خرَّجتُ حديثاً واحداً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من مائتي طريق، قال: فسكت عني ساعة ثم قال: أخشى أن يدخل هذا تحت: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ".
وقد ساق الشاطبي -رحمه الله- هذه الحكاية في الموافقات (1/ 114) وعقبها بقوله: "وهو صحيح في الاعتبار؛ لأن تخريجه من طرق يسير كافٍ في المقصود منه، فصار الزائد على ذلك فضلاً" أ. هـ.
وقد ذكر ابن الجوزي -رحمه الله- أن قوماً أكثروا جمع الحديث ولم يكن مقصدهم صحيحاً ولا أرادوا معرفة الصحيح من غيره بجمع الطرق، وإنما كان مرادهم العوالي والغرائب فطافوا البلدان؛ ليقول أحدهم: لقيت فلاناً ولي من الأسانيد ما ليس لغيري، وعندي أحاديث ليست عند غيري ... وهذا كله من الإخلاص بمعزل، وإنما مقصدهم الرئاسة والمباهاة، ولذلك يتبعون شاذ الحديث وغريبه" أ. هـ. [تلبيس إبليس 116].
ومما يدخل في هذا اللون من التكاثر المذموم: التكاثر بالجاه والشهرة والرئاسات وثناء الخلق!!
قال الإمام الزهري -رحمه الله-: "ما رأينا الزهد في شيء أقل منه في الرياسة، نرى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال، فإذا نوزع الرياسة حامى عليها وعادى" ([12]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فكما أن المال ملك الأعيان المنتفع بها، فإن الجاه ملك القلوب المطلوب تعظيمها وطاعتها، والتصرف فيها من تحصيل المنزلة في قلوب الخلق، وهو اعتقاد القلوب نعتاً من نعوت الكمال في هذا الشخص، إما من علم أو عبادة أو نسب أو قوة أو إعانة أو حسن صورة أو غير ذلك مما يعتقده الناس كاملاً، فبقدر ما يعتقدون له من ذلك تذعن قلوبهم لطاعته ومدحه وخدمته وتوقيره ([13]).
والحقيقة أن هذا اللون من المكاثرة أشدُّ فتكاً وأعظم خطراً من المكاثرة بالأموال والأولاد مما يدخل تحت النوع الأول؛ ذلك "أن أكثر الناس إنما هلكوا لخوف مذمة الناس وحب مدحهم، فصارت حركاتهم كلها على ما يوافق رضا الناس رجاء المدح وخوفاً من الذم وذلك من المهلكات" ([14]).
ولا يخفى أن من غلب على قلبه حب الجاه صار مقصور الهم على مراعاة الخلق، مشغوفاً بالتردد إليهم والمراءات لهم، ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتاً إلى ما يعظم منزلته عندهم ويقتنص به قلوبهم!! وهذا جذر النفاق وأصل الفساد ([15])؛ لأنه يحمل صاحبه على تقديم رضا الخلق على رضا الرب مما يؤدي إلى رقة الدين والعياذ بالله، فتجده إن أفتى الناس مال مع أهوائهم، وإن صلى إماماً لهم تلاعب بالصلاة مجاراة لأذواقهم، من إخلال بالمواقيت أو في الصفة، لا سيما في التراويح والقيام، حيث ترى أعاجيب متنوعة: من مقتصر على آية واحدة بعد الفاتحة في كل ركعة، ومن محول للدعاء في القنوت إلى موعظة، ومن متكلف للبكاء*، ومن مصلٍ بهم في كل يوم بعدد مغاير في الركعات لليوم الذي قبله -حسب الطلب- ومن متكلفٍ في الدعاء موافقة تسعة وتسعين اسماً من الأسماء الحسنى ([16]) وغير ذلك مما قد يُبتلى به العبد مكاثرة في المأمومين أو غير ذلك مما يدخل في عموم قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [(1) سورة التكاثر]، وإنما لكل امرئ ما نوى.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "ومنهم -أي العلماء وطلاب العلم- من يفرح بكثرة الأتباع، ويلبس عليه إبليس أن هذا الفرح لكثرة طلاب العلم، وإنما مراده كثرة الأصحاب واستطارة الذكر ... وينكشف هذا بأنه لو انقطع بعضهم إلى غيره ممن هو أعلم منه ثقل ذلك عليه!! وما هذه صفة المخلص في التعليم"أ. هـ. ([17])
وقد كان السلف الصالح يتوقون هذه المزالق أشد التوقي ويتحاشون الوقوع فيها، فعن سليمان بن حنظلة قال: "أتينا أُبي بن كعب -رضي الله عنه- لنتحدث إليه، فلما قام قمنا ونحن نمشي خلفه، فرهقنا عمر فتبعه فضربه بالدرة!! قال: فاتقاه بذراعيه، فقال: "يا أمير المؤمنين ما نصنع؟! "، قال: "أوَ ما ترى؟ فتنة للتابع مذلة للمتبوع؟! " ([18]).
ولما مشوا خلف عليٍّ -رضي الله عنه- قال: "عني خفق نعالكم، فإنها مفسدة لقلوب نوكى الرجال" ([19]).
وخرج ابن مسعود -رضي الله عنه- من منزله فتبعه جماعة، فالتفت إليهم وقال: "علام تتبعوني؟ فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بأبي ما تبعني منكم رجلان"، وفي بعض الروايات: "ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع".
وكان أبو العالية -رحمه الله- إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام!!
وكان خالد بن معدان -رحمه الله- إذا عظمت حلقته قام وانصرف كراهة الشهرة.
وقال شعبة: "ربما ذهبت مع أيوب -السختياني- لحاجة فلا يدعني أمشي معه، ويخرج من هاهنا وهاهنا لكي لا يفطن له" ([20]).
وكان الإمام أحمد -رحمه الله- إذا مشى في الطريق يكره أن يتبعه أحد، وكان يقول: "أشتهي مكاناً لا يكون فيه أحد من الناس" ([21])، وكان يقول: "طوبى لمن أخمل الله ذكره" ([22]).
وعن الحسن -رحمه الله-: "لا تغرنك كثرة من ترى حولك، فإنك تموت وحدك، وتبعث وحدك وتحاسب وحدك".
وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "لو رأيت رجلاً اجتمع الناس حوله لقلت: هذا مجنون!! من الذي اجتمع الناس حوله لا يحب أن يجوِّد كلامه لهم" ([23]).
وقال الأعمش: "جهدنا بإبراهيم حتى نجلسه إلى سارية فأبى" ([24]).
وكان الحارث بن قيس الجعفي يجلس إليه الرجل والرجلان فيحدثهما، فإذا كثروا قام وتركهم ([25]).
وكان محمد بن سيرين إذا مشى معه الرجل قام فقال: "ألك حاجة؟ فإن كانت له حاجة قضاها، وإن عاد معه قام فقال: ألك حاجة؟! " ([26])
وقال إبراهيم النخعي: "إياكم أن توطأ أعقابكم" ([27]).
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: "قلنا لعلقمة: لو صليت في المسجد وجلسنا معك فتُسأل؟! "، قال: "أكره أن يُقال: هذا علقمة" ([28]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال حماد بن زيد: "كنت أمشي مع أيوب السختياني فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها فراراً من الناس أن يقال: هذا أيوب" ([29]).
وأخبار السلف في هذا كثيرة لا يسع المقام الاستطراد فيها بأكثر من هذا، وإنما أختم لك بهذا الخبر:
قال: عبد الرحمن بن مهدي: "كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الناس فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء فلا تعُد إليه، فما عدت إليه!! " ([30])
الوقفة الثامنة: ([31]) علق الله تعالى الذم في الآية على التكاثر الملهي عن التزود للآخرة، لكن لو حصلت الكثرة من غير تكاثر لم يضر، وقد كان بعض الصحابة أهل كثرة في المال أو الولد ولم تضرهم؛ لكونها حاصلة من غير تكاثر كما لا يخفى.
الوقفة التاسعة: بما مضى تبين أن الذم في الآية واقع على التكاثر في متاع الدنيا الزائل ولذاتها الفانية، أما التكاثر بأسباب السعادة الأخروية فهو مطلوب شرعاً ([32])، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [(26) سورة المطففين]، وعليه فالتكاثر من حيث تعلق الذم والحمد قسمان: محمود ومذموم.
"فالنفوس الشريفة العلوية ذات الهمم العالية إنما تكاثر بما يدوم عليها نفعه، وتكمل به وتزكو وتصير مفلحة، فلا تحب أن يكثرها غيرها في ذلك، وينافسها في هذه المكاثرة، ويسابقها إليها، فهذا هو التكاثر الذي هو غاية سعادة العبد.
وضده: تكاثر أهل الدنيا بأسباب دنياهم، فهذا تكاثر ملهٍ عن الله وعن الدار الآخرة، وهو جارٌّ إلى غاية القلة، فعاقبة هذا التكاثر قلٌّ وفقرٌ وحرمان.
والتكاثر بأسباب السعادة الأخروية تكاثر لا يزال يذكر بالله وبنعمه، وعاقبته الكثرة الدائمة التي لا تزول ولا تفنى، وصاحب هذا التكاثر لا يهون عليه أن يرى غيره أفضل منه قولاً، وأحسن منه عملاً، وأغرز منه علماً، وإذا رأى غيره أكثر منه في خصلة من خصال الخير يعجز عن لحوقه فيها كاثره بخصلة أخرى، وهو قادر على المكاثرة بها.
وليس هذا التكاثر مذموماً، ولا قادحاً في إخلاص العبد، بلى هو حقيقة المنافسة، واستباق الخيرات.
وقد كانت هذه حال الأوس مع الخزرج -رضي الله عنهم- في تصاولهم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكاثرة بعضهم لبعض في أسباب مرضاته ونصره.
وكذلك كانت حال عمر مع أبي بكر -رضي الله عنهما-، فلما تبين لعمر مدى سبق أبي بكر له قال: والله لا أسابقك إلى شيء أبداً" ([33]).
فينبغي للمؤمن العاقل أن يكون سعيه في تقديم الأهم وهو ما يُقرِّبه من ربه -عز وجل-، أما التكاثر بما يفنى فهو تكاثر بأخس المراتب، والاشتغال به يمنع الإنسان من الاشتغال بتحصيل السعادة الأخروية التي هي سعادة الأبد، ويصرفه عن الجد في العمل، ويطفئ نور الاستعداد في نفسه وصفاء الفطرة والعقل والكمالات المعنوية الباقية. ([34])
الوقفة العاشرة: ([35]) قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}: خبر يتضمن تقريعاً وتوبيخاً وتحسراً.
الوقفة الحادية عشرة: " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}: خطاب لكل من اتصف بهذا الوصف، وهم في الإلهاء والتكاثر درجات لا يحصيها إلا الله.
فإن قيل: فالمؤمنون لم يلههم التكاثر، ولهذا لم يدخلوا في الوعيد المذكور لمن ألهاه.
وجواب هذا: أن الخطاب للإنسان من حيث هو إنسان على طريقة القرآن في تناول الذم له من حيث هو إنسان، كقوله: {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} [(11) سورة الإسراء].
{وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا} [(67) سورة الإسراء].
{إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [(6) سورة العاديات].
{وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [(72) سورة الأحزاب].
{إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ} [(66) سورة الحج]، ونظائره كثيرة.
فالإنسان من حيث هو عار عن كل خير من العلم النافع، والعمل الصالح، وإنما الله سبحانه هو الذي يكمله بذلك، ويعطيه إياه، وليس له ذلك من نفسه، بل ليس له من نفسه إلا الجهل المضاد للعلم، والظلم المضاد للعدل، وكل علم وعدل وخير فيه فمن ربه، لا من نفسه.
فإلهاء التكاثر طبيعته وسجيته التي هي له من نفسه، ولا خروج له عن ذلك إلا بتزكية الله له، وجعله مريداً للآخرة، مؤثراً لها على التكاثر بالدنيا، فإن أعطاه ذلك وإلا فهو ملته بالتكاثر في الدنيا ولا بد" ([36]).
(يُتْبَعُ)
(/)
[1]- انظر: معجم مقاييس اللغة (كتاب اللام، باب اللام والهاء وما يثلثها) ص939، المفردات للراغب (مادة: لهو) 748، تفسير القرطبي 6/ 414، الفوائد لابن القيم ص32، أنوار التنزيل 2/ 618، الكليات ص778، 799، روح المعاني 30/ 286.
[2]- انظر: الفروق اللغوية للعسكري ص210، الفوائد لابن القيم ص32، الكليات ص799.
[3]- الفروق اللغوية ص210.
[4]- الفوائد ص32
[5]- السابق ص32.
[6]- السابق ص32.
[7]- البخاري 2/ 575، ومسلم 2/ 192 من حديث عائشة رضي الله عنها.
[8]- انظر: التفسير الكبير 32/ 75، الفوائد ص32، أنوار التنزيل 2/ 618.
[9]- انظر: عدة الصابرين 183 - 184، الفوائد ص32، فتح البيان لصديق خان 10/ 435، تفسير السعدي 8/ 262.
[10]- انظر: شرح الكوكب المنير 3/ 197، قواعد التفسير 2/ 597.
[11]- عدة الصابرين 172.
[12]- السير 7/ 262.
[13]- انظر: منهاج القصادين ص211.
[14]- ما بين الأقواس " " من مختصر منهاج القاصدين ص212.
[15]- انظر: المصدر السابق 211.
* كان أبو وائل رحمه الله إذا صلى في بيته نشج نشيجاً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ما فعله .. وكان أيوب السختياني إذا غلبه البكاء قام.
[16]- تنبيه: الرواية التي فيها سرد هذه الأسماء لا تصح والله أعلم.
[17]- تلبيس إبليس 131.
[18]- سنن الدارمي 1/ 132.
[19]- سنن الدارمي 1/ 134.
[20]- السير 6/ 22.
[21]- السابق 11/ 226.
[22]- السابق 11/ 207.
[23]- السير 8/ 383.
[24]- سنن الدارمي 1/ 132.
[25]- السابق.
[26]- السابق.
[27]- السابق.
[28]- السير 4/ 58.
[29]- السابق 6/ 22.
[30]- السابق 9/ 196.
[31]- انظر: عدة الصابرين 191 - 193.
[32]- انظر: القرطبي 6/ 414.
[33]- ما بين الأقواس " " من كلام ابن القيم في عدة الصابرين 191 - 193.
[34]- انظر: التفسير الكبير 32/ 76، لباب التأويل 4/ 285، محاسن التأويل 17/ 242.
[35]- انظر: المحرر الوجيز 16/ 358.
[36]- ما بين الأقواس " " من كلام ابن القيم في عدة الصابرين 183 - 194.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 06:25 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل. وليس لي إضافة واحدة على كل ما قيل من كلام رائع وهي أن الله تعالى ذكر كلمة (الهاكم) على صيغة الماضي والتي تفيد الأنقضاءالذي لا رجعة فيه إذا وصل المرء الى المقابر. وهذا زيادة في التحذير والانتباه. فالغافل هو الذي لا يتدارك الأمر فيكون مآله الى المقابر فتأخذه الأيام والشهور وهو غافل لاهٍ وإذا بقدميه قد زلتا الى شفير القبر.
كقول الشاعر
ومن لم يتق الضحضاح زلت به قدماه في البحر العميق
نسأل الله تعالى الثبات ونعوذ به من الزلات
والحمد لله رب العالمين
ـ[أم نجود]ــــــــ[16 Dec 2010, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله العفو والعافية، جزاك الله خيرا اختي سمر الأرناؤط وجعله في ميزان حسناتك
صل1(/)
بحث (السبع المثاني هل هي دعاء المخلصين؟) ما رأيكم؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[22 May 2010, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفت على هذا البحث للأخت ملحمه في موقع الملاحم والفتن وأود منكم بارك الله فيكم أن تبينوا لنا صوابه من خطئه .. وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزتي الكرام لطالما تسألت عن معنى السبع المثاني المذكورة مرة واحدة في القرآن الكريم.
فشاء الله سبحانه وتعالى أن يّسر الأمر لي وأجد الجواب في موقع / مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ولله الحمد
وجدت درر يطيب لي أن تشاركوني معرفتها في هذا البحث البسيط الذي عملته ,,نرجو من الله العلي القدير أن يتقبله منا وينفع به
تفضلوا البحث:-
السبع المثاني هل هي دعاءالمخلصين؟
قال الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ الحجر87.
سبب النزول:-
قال الحسين بن الفضل: إن سبع قوافل وافت من بصرى وأذرعات ليهود قريظة والنضير في يوم واحد فيها أنواع من البزّ وأوعية الطيب والجواهر وأمتعة البحر،
فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقوّينا بها فأنفقناها في سبيل الله، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقال: لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه القوافل،
ويدل على صحة هذا قوله على أثرها (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) الآية.
لقد أعطيناك يا رسول الله سبع آيات هي خير لكم من هذه القوافل،خير لكم من أطايب الأكل والجواهر وأمتعه البحر
سبحانه وتعالى ما هي هذه الآيات الثمينات يا رسول الله؟؟؟؟؟؟؟
قد أورد البخاري، رحمه الله، هاهنا حديثين:
أحدهما: قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غُنْدر، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى
قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته فقال: "ما منعك أن تأتيني؟ ". فقلت: كنت أصلي.
فقال: "ألم يقل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ [الأنفال: 24] ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟
" فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج، فذكرته فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2] هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"
[و] الثاني: فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ولكن
لا ينافي وصف غيرها من السبع الطُّوَل بذلك، لما فيها من هذه الصفة،
كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضًا، كما قال تعالى اللَّهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
الزمر: 23]
فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، في قول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي)
قال: فاتحة الكتاب سبع آيات، قلت للربيع: إنهم يقولون: السبع الطول، فقال: لقد أنزلت هذه، وما أنزل من الطول شيء. (يعني تأكيدا ليس السبع الطوال).
وفاتحة الكتاب ليست سبع آيات بل ست بدون البسملة.
إذن ماهي السبع المثاني؟؟ -
:حدثني المثنى، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا شعبة، عن السديّ عمن
سمع عليا يقول: الحمد لله ربّ العالمين، هي
السبع المثاني.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي،
عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي)
يقول: السبع: الحمد لله ربّ العالمين، والقرآن
العظيم. ويقال: هنّ السبع الطول، وهن المئون.
حدثني محمد بن أبي خداش، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي في قول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي)
قال: هي الحمد لله ربّ العالمين.
وفي تفسير هذه الآية الكريمة يقول صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم
الذي أوتيته) [رواه البخاري].
سبحان الله كلام الرسول صلى الله عليه وسلم واضحا للعيان لكنها
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقائق بعض الاحيان تختفي حتى على العلماء رحمهم الله ففسروها
بأنها سورة الحمد
لكنهم لم يذهبوا بعيدا فالحمد لله رب العالمين مذكورة في أول سورة
الحمد.
إذن السبع المثاني هي الدعاء العظيم "الحمد لله رب العالمين " إذا صح ذلك فهي مذكورة في القرآن العظيم سبع مرات فقط ...... !!!!!!!!
سبحانه الله هي كذلك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! والآيات هي:-
1 - الفاتحة 2 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
2 - الأنعام 45 فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
3 يونس 10 دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ
دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
4 - الصافات 182 وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
5 - الزمر 75 وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ
رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
6 - غافر 65 هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ.
7 - الجاثية 36 فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين ... "الحمد لله رب العالمين "
اذن هي دعوة المخلصين " الحمد لله رب العالمين "
فمامعنى كلمة مثاني هنا:
المثاني في اللغة أطراف الشيء سبحان الله كلمة الحمد لله رب العالمين
ذكرت في أول القران الكريم في سورة الفاتحة، وذكرت ايضا في آخر
الشيء في قوله تعالى " ... وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
يونس 10
ومامعنى " تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ":-
أليس إذا قلت رب العالمين تتجلى لك عظمة الخالق رب العوالم السماوية
والأرضية
رب الشعرى رب جبريل ورب الروح. فيقشعر بدنك سبحانه وتعالى عما
سواه الجبار
المتكبر المهيمن ... سبحان الله العظيم.
أحبتي الكرام فلندعو الله مخلصين له الدين ليستجاب لنا الدعاء
(وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ
كَفُورٍ) لقمان 32
فلندعو الله مخلصين له ليمتدحنا الرب جل شأنه ونكون من الفائزين
إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ الصافات 74
فلندعو الله مخلصين له الدين ليتنحى عنّا الشيطان ولايقربنا
إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
ص 83
يتبع //
ـ[أم ديالى]ــــــــ[22 May 2010, 07:42 م]ـ
وجدت هذه الدرّة ولي الشرف العظيم ان نتشارك فائتدها حفظكم
المولى جل وعلى والدّرة وجدتها في كتاب قصص الانبياء لابن كثير
بتحقيق السيد العربي ص50 {وقال ابن حبان في صحيحه: حدثنا ........
.... عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"لما نفخ في آدم
فبلغ الروح رأسه عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين،
فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله " صحيح رواه ابن حبان
(8/ 6132) بإسناد صحيح عن أنس
إذن هنا بداية المثاني والتي معناها أطراف الشي طرف الشىء يثنى
الطرف الأول هو أول ماتلفظ به آدم لما نُفخ فيه الروح والطرف الثاني
آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
ماأعظم هذه الكلمة التي عددها تسعة عشر حرفا وتحتوي على أكثر
الحروف المقطعه
يتبع //
ـ[أم ديالى]ــــــــ[22 May 2010, 07:42 م]ـ
أخرجا في " الصحيحين " من حديث أبي سعيد الخدري قال ا نطلق نفر
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا
على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد
ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم
هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا:
أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد
منكم من شيء؟ فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن استضفناكم
فلم تضيفونا فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من
الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ
الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
فكأنما أنشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال
فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقتسموا
فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكروا له ذلك فقال " وما يدريك أنها رقية؟ " ثم قال قد أصبتم
اقسموا واضربوا لي معكم سهما.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[22 May 2010, 07:43 م]ـ
وفي الدر المنثور
وأخرج البخاري والدارمي في مسنده وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن أبي مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الحمد لله رب العالمين} أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني "
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الحمد لله رب العالمين} سبع آيات {بسم الله الرحمن الرحيم} إحداهن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم القرآن، وهي الفاتحة الكتاب ". وهذه تحتاج الى بحث أكثر فكيف تكون الحمد لله رب العالمين سبع آيات بسم الله الرحمن الرحيم احداهن؟
وبالاخير انظر لعظمة هذه الكلمة عند الله سبحانه وتعالى من تصرف ابليس لعنه الله في هذا الحديث الشريف:-
وأخرج ابن الضريس عن مجاهد قال: لما نزلت {الحمد لله رب العالمين} شق على إبليس مشقة شديدة، ورن رنة شديدة، ونخر نخرة شديدة.
وأختم بحثي هذا بهذا بتعريف أهمية الكنز العظيم الذي وهبنا الله إياه بهذا الحديث النبوي الشريف:-
وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن رجاء الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه. قلنا: وماذاك يا نبي الله؟ قال (الحمد لله) و (قل هو الله أحد) (الإخلاص الآية 1) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ".
انتهى
حفظ الله الجميع من كل مكروه ونفعنا وإياكم بالقرآن العظيم وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
أختكم //ملحمه
http://alfetn.com/vb3/showthread.php?t=29393
ـ[أم ديالى]ــــــــ[23 May 2010, 08:45 م]ـ
ما رأي المشايخ الفضلاء والاخوة طلبة العلم النبلاء ... ؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 09:27 م]ـ
إختي الكريمة أم ديالي
السلام عليكم ورحمة الله
لا اريد أن احبطك فكثير من كلامك جميل وسوف تؤجري عليه بالنية الصادقة أختاه
أما قولك أن المقصود بالآية (الحمد لله رب العالمين) أنها هي السبع المثاني لأنها ذكرت سبع مرات. لإأظن يا أختي أن ذلك بحاجة الى دليل غير الذي ذكرت. لأن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم كانو يدعون سور القرآن بأول آية منها فعندما يقول النبي عليه الصلاة والسلام تلك الآية فإنما يقصد السورة بعينها وليس الآية.
أما قولك أن الفاتحة ست آيات عدا البسلمة فهذا أيضاً مجانب للصواب فقد قال كثير من أهل العلم أن الآية الأخيرة تحتوي على آيتين (صراط الذين أنعمت عليهم) آية منفصلة و (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) آية أخرى
وهذا قول أكثر أهل العلم
ولعل لي عودة أخرى أختي الكريمة وجزاك الله خيراً على هذا التدبر فهو في ميزان عملك أن شاء الله.(/)
"مصدق" " مصدقا"
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنا نقرأ عند شيخنا القرآن الكريم وكان القارئ يقرأغيبا فقرأ "" ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم " البقرة101 فنصب "مصدق" لذلك تتبعت هذه الكلمة " مصدق" فوجدتها تأتي مرفوعة ومنصوبة في القرآن الكريم فإذاسبقت بنكرة فهي صفة مرفوعة لها وإذا سبقت بمعرفة فهي حال منصوب منها
فالمتأمل في الآيات الكريمات يجد أن " مصدق" بالرفع جاءت صفة مرفوعة لنكرة لأن الصفة تطابق الموصوف تنكيرا وتعريفا فلذلك إذا عرف الحافظ لهذه القاعدة فإنه سيقرأ الكلمة قراءة صحيحة
"ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم " البقرة 89
" ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم " البقرة101
"ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به"آل عمران 81
"وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا" الاحقاف12
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000
أما المتأمل "مصدقا" فتأتي حالا من معرفة لأن صاحب الحال يكون معرفة
· " وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم " البقرة 41
·
صاحب الحال الضمير المستتر في "أنزلت " وهو معرفة
والتقدير: وآمنوا بما أنزلته مصدقا لما معكم
" ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم " البقرة91
* "فإنه نزله على قلبك بأذن الله مصدقا لما بين يديه" البقرة 97
* "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه"3آل عمران
* "إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله "39آل عمران
· " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم " النساء47
·
صاحب الحال الضمير المستتر في "نزلنا " وهو معرفة
والتقدير: آمنوا بما نزلناه مصدقا لما معكم
* "وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين"المائدة 46
* " إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه "30الأحقاف
صاحب الحال الضمير المستتر في " أنزل"أي: أنزل الكتاب مصدقا
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 May 2010, 01:44 ص]ـ
أما إنك قد أحسنت وأفدت
وكذلك في موضوع آخر من هذا القبيل أنسيت موضوعه وأقول لك: ألا فدندن حول معاني القرآن الكريم العظيم الذي يعظم أمام الباحثين كلما تدبروه وأوغلوا وليتراءى لهم أعظم مما حسبوه آخر العلم وإنما هو مبلغ علمهم.
زادك الله علما ورفعك رفيع الدرجات ذو العرش بالقرآن العجب وهداك به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم
طالب العلم
الحسن بن ماديك(/)
ما الحكمة من هذا التعبير؟
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المتأمل في الآيات الكريمات التي تتحدث عن الحج
"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين"
"و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق"
"ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"
يجد التعبير بلفظ " الناس " في الآيات الكريمات التي تتحدث عن الحج
وأما االصلاة والزكاة والصوم .... فكان التعبير بالمؤمنين أو المتقين
" إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) ـ
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}
"ذلك الكتاب هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"
فما الحكمة من هذا التعبير؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 May 2010, 02:15 م]ـ
إن كان ذلك عن استقراء تام فلعل مرجع ذلك إلى سببين:
1 - أن الحج فرض على الأمم السابقة كما هو علينا بدون تغيير يذكر فالبيت هو البيت والطواف هو نفسه، ومنى ومزدلفة وعرفة لم يتغير شيء من ذلك لا من حيث الأماكن ولا من حيث الممارسة.
2 - أن الصلاة عندنا وكذا الصوم وبقية العبادات تختلف اختلافا جذريا عن العبادات الأخرى التي كانت مفروضة على الأمم السابقة.
والله تعالى أعلم.(/)
صدور كتاب (السهل المفيد في تفسير القرآن المجيد) للأستاذ الدكتور عبدالحي الفرماوي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2010, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عام 1430هـ عن دار المعرفة ببيروت الطبعة الأولى من كتاب:
السَّهلُ المُفيد في تفسير القرآن المجيد
لفضيلة الأستاذ الدكتور عبدالحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر بالقاهرة سابقاً، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
http://www.tafsir.net/images/faramawi.jpg
ويقع هذا التفسير في ثلاثة مجلدات من القطع العادي.
وقد ذكر المؤلف منهجه في وضع التفسير فقال:
(كنتُ أوضح الهدف من العام للسورة، وما امتازت به عن غيرها من السور، ذاكراً أحياناً العلاقة بين بداية كل سورة ونهاية ما قبلها.
كما كنتُ أشير إلى المكي من الآيات والمدني منها، رابطاً كل واحدة منها وما لها من الترغيب والترهيب.
وقليلاً ما كنتُ أتعرض للألفاظ اللغوية أو الأسلوب البلاغي للقرآن، وأحياناً كنتُ أذكر أسباب نزول الاية إذا رأيتُ ضرورة لا بد منها، وذلك لزيادة التفسير والبيان.
ومن النوادر جداً أن أذكر أقوال المفسرين، كي لا أدخل القارئ في عدة تفسيرات للآية الواحدة، بل كنتُ أكتفي بذكر الأشهر من أقوالهم دون الإشارة إلى صاحب القول.
وكان لا بد لي أن أذكر أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع، رأيتُ من المهم أن يعرفها القارئ، لا بل من المهم أن يقرأها ويحفظها، بالإضافة إلى بعض أقوال الصحابة والتابعين، حتى يكون التفسير كاملاً في بابه.
وبما أن هذا التفسير للتسهيل والتيسير، وليس للتعقيد والخلاف لذلك ابتعدت فيه كل الابتعاد عن ذكر الأدلة التي تتعرض لذكر الخلاف بين الفقهاء والعلماء، حتى لا أدخل القارئ في حيرة من أمره.
ومع هذا كنتُ أحياناً أفصل في بعض مواضع الآيات المتعلقة بالأحكام، فأعطي القارئ الحكم في المسألة، والخلاصة المفيدة فيها، ليقف على حقيقة المراد منها.
وكنتُ أجد أحياناً عبارة القرآن الكريم غريبة في لفظها، فأذكر مرادفاتها بألفاظ قريبة المعنى ومفهومة العبارة، وذلك زيادة في توضيحها، وتسهيلاً لفهمها.
كما كنتُ أُشيرُ إلى المَحذوفِ المُقدَّرِ في الآية، زيادةً في توضيح العبارة.
وأما بالنسبة للقصص القرآني فقد كنتُ أذكرها بشكلها التسلسلي رابطاً الآيات بعضها ببعض، وخاصة إذا كانت في عدة سور، مبيناً الترابط بين الآيات وسبب ذكرها في تلك السور، وما يستفاد منها في كل سورة وما يناسبها فيها.
وكان لا بد لي أن اربط الآيات بعضها ببعض، السابقة منها واللاحقة، بعبارة تناسب المقام الانتقالي، لتكتمل الصورة، ويقف القارئ على حقيقة المراد منها بشكل جلي واضح من غير تَحيُّرٍ أو تشكيك.
كما أنني لم أتعرض في هذا التفسير لأوجه القراءات البتة، لأن المقام مقام شرح ألفاظ، وليس مقام إظهار الخلاف بين القراء واللغويين).
وقد أجاد المؤلف وفقه الله في تسهيل العبارة، ويأتي هذا التفسير السهل المفيد ليكون حلقة ضمن حلقات خدمة القرآن الكريم وبيان معانيه، وتقريبها للقراء فجزاه الله خيراً وتقبل منه.
الرياض في 9/ 6/1431هـ
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 May 2010, 01:28 ص]ـ
شكر الله لكم يا أبا عبد الله لازلت سباقا إلى المعرفة مبشرا بجديد العلماء، وأي علماء إنه الجديد الذي جادت به قريحة شيخنا العلامه أ. د عبدالحي الفرماوي أطال الله عمره وأحسن عمله ووقاه أهل السوء، ونفع بسفره الجديد والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.(/)
((سؤال يحتاج إلى إجابة وافية))
ـ[عبد العزيز الرويلي]ــــــــ[23 May 2010, 03:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تعرفون إخوتي ما للتفسير الموضوعي من أهمية ولكن!
هناك اختلاف كبير بين التنظير لهذا العلم وبين الواقع له فحينما تقرأ لمن نظر لهذا العلم وبين ماهو مكتوب ومطبق
في الكتابة فيه تجد البون الشاسع حتى أنني سألت مجموعة من أهل العلم الذين كتبوا في هذا الباب فوجدت بينهم اختلاف
علماً بأن بعض الجامعات وضعت لها منهجاً خاصاً في الكتابة في التفسير الموضوعي فالباحث قد يحتار في ذلك
وهل ما كتب من بحوث ورسائل وافقت التفسير الموضوعي أم لا؟
فأرجوا من أحبتني توضيح هذا الإشكال وماهي الطريقة الصحيحة في الكتابة في هذا العلم؟ وهل كل ماكتب الآن من رسائل جامعية تسمى في الحقيقة تفسيراً موضوعيا أم أن الأمر واسع؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2010, 05:10 ص]ـ
هذه الإجابة تحتاج منك التكرم بقراءة الأبحاث التي تم طرحها في مؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم على هذا الرابط
بحوث مؤتمر (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: واقع وآفاق) وتوصياته بجامعة الشارقة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18328)
لتكون نواة للحديث في الموضوع لأنه حديث طويل قد لا يتسنى لأحدنا الآن التفرغ لكتابته.
ثم إن اختلاف الأساليب والقدرات الفردية للباحثين أمرٌ لا يُنَكرُ في بحوث التفسير الموضوعي وفي غيره. والحديث طويل.(/)
? يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ? / أ. د زيد العيص. حفظه الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 May 2010, 04:28 ص]ـ
منارات قرآنية
? يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ?
أ. د. زيد العيص ( http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1122/).
في الآية طرف من وصْفٍ ورد في شأْن الصَّحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - وهذا التَّشبيه بديعٌ عجيب؛ لأنَّ فيه تجزئةً للتَّشبيه، فقد شُبِّه النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالزَّارع، وشُبه الصَّحابة بالزَّرع الذي تعاهده الزَّارع حتَّى نَما، وكثُرت فروعُه، واستوى على سوقه، فكما أنَّ الزَّرع الذي يكون شأنُه هذا من النَّماء والتفْريع واشتداد السوق، يعجب الزُّراع الذين زرعوه وتعاهدوه، فكذلك الصَّحابة الكرام، فإنَّهم موضع إعجاب وإجْلال الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقد زاد عددهم، واشتدَّ عُودُهم، ونَما إيمانُهم.
ولمَّا كان الواقع يشهد أنَّ زرعًا كهذا لا بدَّ أن يكون له من يعجب به من الزُّراع وأهل الخبرة، فإنَّ تشبيه الصَّحابة الكِرام به يتضمَّن أنَّه يوجد مَن يعجب بالصَّحابة الكرام ويسرُّ بذكرهم، وكذلك يوجد في الجهة المقابلة من فُتِنَ في دينه فاغتاظ من الصحابة الكرام؛ لتوهُّمات أوحى بها الشيطان إليهم.
ولا شكَّ أنَّ هؤلاء على خطَرٍ عظيمٍ، فالآية صريحةٌ في بيان أنَّ من يَجد في نفسه شيئًا على الصَّحابة الكرام، فإنَّه يشمله ما في هذه الآية من حكم.
ذكر القرطبي في تفسيرِه عن عروة الزُّبيْري قال: كنَّا عند مالكِ بن أنسٍ فذكروا عنده رجُلاً ينتقِص أصحاب الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - فقرأ مالك هذه الآية: ? مُحَمَّد رَّسُولُ اللَّهِ ? إلى أن بلغ قولَه تعالى ? لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ?، قال مالك: "مَن أصبح من الناس في قلبه غيْظ على أحدٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصابته هذه الآية".
قال الطَّاهر بن عاشور المفسِّر، رحِم الله مالكَ بن أنس ورضِي عنه، ما أدقَّ استنباطَه!
ولا أحسب أنَّ أحدًا ينازع في حُكْم كهذا؛ لأنَّ الآية ناطقةٌ به، صريحةٌ في بيانه، ولأنَّ الصَّحابة الكرام كانوا الوسيط بيْنَنا وبين رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكما كان الرَّسول وسيطًا ورسولاً بيْنَنا وبين الله - تعالى - ولوْلاه ما وصلنا هذا الدين، فكذلِك الصَّحابة الكِرام، فإنَّه لوْلاهم ما وصلَنا هذا الدين، فهم الذين حفِظوه وفهِموه وحملوه بكلِّ وعْيٍ وصِدْقٍ وأمانة، فأيُّ نيل منهم يعدُّ نيْلاً من القُرآن الكريم والسنّة النبوية، ورحِم الله الإمام العالم أبا زُرعة حين قال: "إذا رأيتَ أحدًا ينتقِص من الصحابة، فاعلم أنَّه زنديق". لأنَّهم هم من حمَل إليْنا هذا الدين، والطَّعن فيهم طعْن فيه.
منقول / الألوكة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 May 2010, 11:19 م]ـ
منارات قرآنية
? يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ?
أ. د. زيد العيص ( http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1122/).
في الآية طرف من وصْفٍ ورد في شأْن الصَّحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - وهذا التَّشبيه بديعٌ عجيب؛ لأنَّ فيه تجزئةً للتَّشبيه، فقد شُبِّه النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالزَّارع، وشُبه الصَّحابة بالزَّرع الذي تعاهده الزَّارع حتَّى نَما، وكثُرت فروعُه، واستوى على سوقه، فكما أنَّ الزَّرع الذي يكون شأنُه هذا من النَّماء والتفْريع واشتداد السوق، يعجب الزُّراع الذين زرعوه وتعاهدوه، فكذلك الصَّحابة الكرام، فإنَّهم موضع إعجاب وإجْلال الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقد زاد عددهم، واشتدَّ عُودُهم، ونَما إيمانُهم.
ولمَّا كان الواقع يشهد أنَّ زرعًا كهذا لا بدَّ أن يكون له من يعجب به من الزُّراع وأهل الخبرة، فإنَّ تشبيه الصَّحابة الكِرام به يتضمَّن أنَّه يوجد مَن يعجب بالصَّحابة الكرام ويسرُّ بذكرهم، وكذلك يوجد في الجهة المقابلة من فُتِنَ في دينه فاغتاظ من الصحابة الكرام؛ لتوهُّمات أوحى بها الشيطان إليهم.
.
اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أني أحب رسولك صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين رضيت عنهم واصطفيتهم لصحبة نبيك صلى الله عليه وسلم واستعملتهم في حمل دينك وتبليغه وبذل مهجهم في سبيلك وجعلت منهم صدقيين واتخذت منهم شهداء وإني أرجو أن تغفر لي بحبي إياهم وأسألك أن تجعلني في عداد من قلت فيهم:
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة الحشر (10)
وإني أذكر إخواني بهذه الغنيمة الباردة التي يُفرح بها:
روى البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى:
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟
قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"
قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"
قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.
وأنا أقول: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان وعلي وأنس وجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من أحبهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
شكر الله للكاتب والناقل وجعل ذلك في موازين حسناتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:08 ص]ـ
صدقت أخي أبا سعد، جعل الله ما كتبت في موازين حسناتك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل عن الدكتور الفاضل زيد العيص وفقه الله وسدده ...
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل عن الدكتور الفاضل زيد العيص وفقه الله وسدده ...
اللهم آمين، وجزاكم الله خير، أتمنى أن يستفيد الإعلام الإسلامي من هذه الشخصية أكثر، أسأل الله أن يثبته ويوفقه.(/)
وظائف الحواس في تدبر القرآن
ـ[توفيق علي زبادي]ــــــــ[23 May 2010, 10:45 ص]ـ
الأخوة المشاركون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله جهدكم في خدمة كتاب الله قبولاً حسناً
مرفق ملف عن مشاركة بحث بعنوان " وظائف الحواس في التدبر" لابداء النصائح، للتعديل والإلغاء والإضافة
وزادكم الله علماً وفقهاً
توفيق علي
عضو هيئة التدريس بالمركز العلمي الأول(/)
تحقيق تفسير ابن كثير
ـ[أبو باسم]ــــــــ[23 May 2010, 06:03 م]ـ
- هل حققت أحاديث تفسير ابن كثير وخرجت تخريجا جيدا بُيِّن الصحيح منها و الضعيف؟ إن كان نعم فلمن؟
- هل أحد يعرف عن مشروع الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله مع تخريج أحاديث هذا السفر العظيم؟ وهل أحد أكمل ما انتهى إليه الشيخ؟
أفيدونا وفقكم الله.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 May 2010, 06:10 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تفسير ابن كثير خدم خدمات طيبة، ومن أحسنها طبعتان:
طبعة موسعة وهي طبعة اولاد الشيخ في (15) مجلدا، وهي مميزة من جوانب عدة وتخريجها متوسط وكاف وافٍ
وطبعة دار طيبة الثانية تحقيق سامي السلامة فهي أحسن من الأولى و من غيرها من الطبعات التجارية الاخرى.
وإن كان لك نفس في الاستفادة من طبعة الشعب القديمة فهو حسن وإلا فما سبق أولى
وبعد ذلك فلا تلتفت لغير هاتين الطبعتين، وخاصة الطبعات الموعودة والتي ستكمل في المستقبل.
أما الطبعة التي قيل عنها أنها بتحقيق الشيخ مقبل رحمه الله، فهي طبعة لا ترتقي للتحقيق العلمي والحكم على الأحاديث نادر جداً كان في أوائله فقط، وسمعت مرة من شيخنا عبد الكريم الخضير أنه لم ينصح بها وأنها ليست من عمل الشيخ وإنما وكل العمل لبعض طلابه ولم يتقن العمل وخرجت باسم الشيخ رحمه الله (تسويقاً والله المستعان). هذا باختصار
واخيرا اعتن بالأصل ولا تلتفت للمختصرات
وفقك الله ونفعك بهذا الكتاب المبارك
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[23 May 2010, 11:07 م]ـ
الأخ أبو باسم هناك كتاب مستقل في تخريج الأحاديث الواردة في تفسير ابن كثير رأيته قبل فترة ولا أذكر الان من هو المحقق ولا الدار التي نشرته.
بالنسبة لتحقيق شيخنا رحمه الله هو خرج جزء منه وطباعته رديئة وكان الشيخ رحمه الله يدرس فيها وله تعديل عليها كذلك أكمله بقية الكبار من تلاميذه من المتمكنين في علم التحقيق ولكن المشكلة في الدار التي احتكرت تراث وكتب الشيخ فهو الآن لم يخرج بعد.
الشيء الآخر أن للشيخ رحمه الله كتاب اسمه الجامع الصحيح في التفسير بالمأثور وسمعته قبل موته في إحدى الدروس يقول: أنه وصل إلى سورة الحجرات وأخبرت أنه زوجته أم سلمة أكملته والمشكلة في تأخر الدار في إخراجه.
الأخ أبو العالية تثبت قبل أن تنقل أو تكتب فالعمل في الكتاب من تحقيق الشيخ ودرس فيها ثم عدل فيها والشيخ رحمه الله ليس ممن يوكل الطلاب بالأبحاث ثم يكتبها باسمه فهذا ليس من صفات الشيخ ولا من سماته.
وما هذا الكلام (تسويقا)؟!!!! هل الشيخ تاجر؟ أو طلابه؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 May 2010, 06:09 ص]ـ
ما زلنا ونحن بالمشرق نسمع أن شيخا فاضلا اسمه حكمت بشير ياسين ـ حفظه الله ـ قد حقق الكتاب، وإلى الآن لم نر شيئا.
ويبدو لي أن تتبع الطبعات يكون في الغالب مشغلة عن الانتفاع بالكتاب وقراءته، ومادام الكتاب موجودا ومطبوعا فيمكن الإفادة من أي طبعة، والمهم أن نقرأ فقط.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[24 May 2010, 12:29 م]ـ
زرت الشيخ حكمت في مكتبه بجدة بالمكتبة المركزية في جامعة الملك عبد العزيز قبل حوالي شهر ونصف فأراني نسخة من تحقيقه للكتاب كاملاً في ثمان مجلدات، وقد حكم في تحقيقه على كل الأحاديث والآثار سواء أسندها ابن كثير أم لم يسندها، والكتاب محفوظ منذ فترة عند دار النشر لكنها لم تخرجه في حدود علمي حتى الآن، وقد اعتنى الشيخ أيضا بالنسخ الخطية وببيان مزية تحقيقه للكتاب عن الطبعات السابقة
ـ[سفر برجس الصعكي]ــــــــ[24 May 2010, 01:57 م]ـ
بالنسبة للدار التي طبعت تحقيق الشيخ هي دار الراية بالرياض
ولكن هناك تحقيق للبنا وحده ذكر أنه حققه على نسخه عتيقه لم يظفر بها من حقق التفسير والله أعلم.(/)
رسالة عامة إلى الأستاذ عبدالله جلغوم لترتيب مواضيعه العجيبة؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 May 2010, 07:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله:
أستاذنا الفاضل:
أحبّت ابنتي الدخول في بحر الأعداد .. و لها من قبل عناية بالرقم سبعة؟ و كثيراً ما يطلع لها في مواقف غريبة!؟!
فذكرت لها مواضيعك غير أنها تاهت فيها لأنها و أنا مثلها لا نعرف بأيها نبدأ .. و في ايها المقدمات الممهدة لغيرها!
وفقكم الله و لكم جزيل الشكر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Sep 2010, 06:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله:
أستاذنا الفاضل:
أحبّت ابنتي الدخول في بحر الأعداد .. و لها من قبل عناية بالرقم سبعة؟ و كثيراً ما يطلع لها في مواقف غريبة!؟!
فذكرت لها مواضيعك غير أنها تاهت فيها لأنها و أنا مثلها لا نعرف بأيها نبدأ .. و في ايها المقدمات الممهدة لغيرها!
وفقكم الله و لكم جزيل الشكر.
الأخ الفاضل خلوصي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
علمت بأمر رسالتك هذه اليوم من أحد الأخوة، ولم أكن قد اطلعت عليها من قبل، وإلا لرددت عليها في حينها.
يسرني أن يكون هناك من يهتم بمواضيعي، فأما مسألة ترتيبها فهي تراودني منذ زمن، ذلك أن مداخلات ومشاحنات البعض كانت - في الغالب - إما تشتت الموضوع وإما تغلقه قبل ان ينتهي ..
سأعمل إن شاء الله على ترتيبها قريبا، مع خالص الود والتقدير والاحترام.(/)
تفسير القرآن الكريم: أصوله وضابطه للدكتور علي العبيد
ـ[شعاع]ــــــــ[23 May 2010, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير القرآن الكريم
أصوله وضوابطه
أ.د / على بن سليمان العبيد
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل القرآن هدى للناس وكتابًا مبينا والصلاة والسلام على من بعثه الله ليبين للناس ما نزل إليهم وسراجًا منيرا، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن تلاوة القرآن الكريم عبادة، وتزداد حسنا وفضلا بالتدبر والفهم.
قال الله تعالى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
وقال صل الله عليه وسلم حاثا على قراءة القرآن الكريم وتفهم معانيه (ما اجتمع قومًا في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وخشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)
وقال سعيد بن جبير: " من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى أو كالأعرابي " وقال مجاهد: " أحب الخلق إلى الله تعالى أعلمهم بما أنزل "
وقال إياس بن معاوية: " مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم الكتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب ".
وهذا التدبر والفهم كما هو أمر مطلوب من كل مسلم إلا إن تفسيره للناس ليس حقا لكل إنسان إذ لابد لتفسير كلام الله تعالى من أصول وضوابط وقواعد يجب مراعاتها لمن أراد ذلك فهي الموازين والمعاير التي تضبط التفسير وتبعده عن عبث العابثين وتحميه من كيد الكائدين.
وإن مما يؤسف له أن تصدر للتفسير في العصور المتأخرة أناس لم تتوفر فيهم أدوات التفسير وتجرأوا على تفسير كلام الله دون أن يحسبوا لعقبة ذلك حسابًا وكأنهم قد أحاطوا بالقرآن علما وبمعناه فهمًا.
ولهذا رأيت البحث في هذا الموضوع، بموضع بعض أصول التفسير وضوابطه بمباحث مستقلة، وتقسيمات ميسرة، ونقول محررة، وسميته بـ " تفسير القرآن الكريم " ـ أصوله وضوابطه " أرجوا أن يكون وافيًا بالغرض المطلوب، ولا ادعي إني استقصيت المراد، ولكنه جهد مقل، ولعله يكون مفتاحًا للباحثين للغوص في أبحاثه، والتوسع فيه، والله أسأل أن يجعله خالًا لوجه الكريم، وأن ينفع به، وأن يغفر لي ولوالدين ولجميع المسلمين إنه سميع مجيب، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطة البحث:
أشتمل هذا البحث على خمسة فصول انتظم في كل فصل مباحث عدة على النحو التالي:
الفصل الأول: مدخل في معنى التفسير وأصوله وفيه مبحثان:
المبحث الأول: معنى التفسير والتأويل وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: التفسير في اللغة.
المطلب الثاني: التفسير في الاصطلاح.
المطلب الثالث: التأويل في اللغة.
المطلب الرابع: التأويل في الاصطلاح
المطلب الخامس: الفرق بين التفسير والتأويل.
المبحث الثاني: معنى أصول التفسير، وفيه ثلاث مطالب:
المطلب الأول: تعريف أصول التفسير
المطلب الثاني: الفرق بين التفسير وأصوله.
المطلب الثالث: الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير.
الفصل الثاني: مصادر التفسير، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن بالقرآن
المطلب الثاني: انواع تفسير القرآن بالقرآن
المطلب الثالث: ما يطلب من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن بالسنة
المطلب الثاني: علاقة السنة بالقرآن.
المطلب الثالث: المقدار الذي بينه الرسول صل الله عليه وسلم من القرآن
المطلب الرابع: أنواع تفسير الرسول صل الله عليه وسلم بالقرآن
المطلب الخامس: ما يطلب من المفسر في تفسير القرآن بالسنة.
المبحث الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن بأقوال الصحابة
المطلب الثاني: حكم تفسير الصحابي
(يُتْبَعُ)
(/)
المبحث الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن بأقوال التابعين.
المطلب الثاني: حكم تفسير التابعي.
المبحث الخامس: تفسير القرآن باللغة العربية، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهمية تفسير القرآن باللغة العربية.
المطلب الثاني: ضوابط التفسير باللغة.
المطلب الثالث: ضوابط إعراب القرآن
الفصل الثالث: ضوابط التفسير، وفيه أربعة عشر مبحثًا:
المبحث الأول: معرفة القرآن وهدفه.
المبحث الثاني: دراسة القرآن قبل البدء في تفسيره
المبحث الثالث: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
المبحث الرابع: معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه.
المبحث الخامس: مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمه.
المبحث السادس: مراعاة معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به
المبحث السابع: معرفة سياق الآية والآيات قبلها وبعدها.
المبحث الثامن: النظر في مجموع الآيات ذات الموضوع الواحد قبل البدء في تفسيرها.
المبحث التاسع: مراعاة الربط بين الآيات وخواتمها.
المبحث العاشر: حمل كلام الله تعالى على الحقيقة.
البحث الحادي عشر: معرفة المشكل في القرآن.
المبحث الثاني عشر: معرفة الأمور التي يندفع بها الإشكال عن التفسير.
المبحث الثالث عشر: فهم حقيقة الخلاف في تفسير القرآن بين السلف.
المبحث الرابع عشر: معرفة الكليات والأفراد في القرآن
الفصل الرابع: قواعد التفسير، وفيه إحدى وعشرون قاعدة:
القاعدة الأولى: إذا ثبتت القراءة فلا يجوز ردها.
القاعدة الثانية: اختلاف القراءات يدل على معنى الآية ويكثره.
القاعدة الثالثة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
القاعدة الرابعة: نصوص القرآن الكريم العامة يجب حملها على عمومها ما لم يرد نص على تخصيصها.
القاعدة الخامسة: إذ احتمل اللفظ وجوه متعددة ولا مانع من إرادة الجميع وجب حمله عليها.
القاعدة السادسة: الأصل حمل ألفاظ القرآن الكريم على ظاهرها إلا لدليل يصرفه عنه.
القاعدة السابعة: الآيات التي توهم التعارض يحمل كل نوع منها على ما يليق به ويناسب المقام كل بحسبه.
القاعدة الثامنة: النكرة في سياق النفي أو النهي، او الشرط، أو الاستفهام، تدل على العموم.
القاعدة التاسعة: الفعل في سياق النفي، أو النهي، أو الشرط، او الاستفهام يفيد العموم.
القاعدة العاشرة: الألف واللام الداخلة على الأوصاف وأسماء الأجناس تفيد الاستغراق.
القاعدة الحادية عشر: صيغة الأمر إذا جاءت بعد حضر دلت على الإباحة.
القاعدة الثانية عشر:الأمر بالشيء نهي عن ضده، والنهي عن الشيء أمر بضده.
القاعدة الثالثة عشر: الفعل المعدَّي بالحروف المتعددة لابد أن يكون له مع كل حرف معنى زائد على معنى الحرف الآخر.
القاعدة الرابعة عشر: الاستفهام الإنكاري يكون مضمنًا معنى النفي.
القاعدة الخامسة عشر: " عسى " من الله في القرآن الكريم واجبة.
القاعدة السادسة عشر: زيادة المبني تدل على زيادة المعنى.
القاعدة السابعة عشر: إفادة الإباحة من لفظ: الإحلال، ورفع الجناح ...
القاعدة الثامنة عشر: إفادة التحريم من لفظ: النهي والتصريح بالتحريم ...
القاعدة التاسعة عشر: إفادة الوجوب من لفظ: الأمر المطلق، والفرض ...
القاعدة العشرون: الأصل في أوامر الوجوب.
القاعدة الحادية والعشرون: الأصل في النواهي التحريم.
الفصل الخامس: شروط المفسر وآدابه وفيها مبحثان:
المبحث الأول: شروط المفسر، وفيه ثلاث مطالب:
المطلب الأول: الشروط العلمية.
المطلب الثاني: الشروط العقلية.
المطلب الثالث: الشروط الدينية والخلقية
المبحث الثاني: آداب المفسر.
الفصل الأول
مدخل في معنى التفسير وأصوله
المبحث الأول: معنى التفسير والتأويل، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: التفسير في اللغة
المطلب الثاني: التفسير في الاصطلاح
المطلب الثالث: التأويل في اللغة
المطلب الرابع: التأويل في الاصطلاح
المطلب الخامس: الفرق بين التفسير والتأويل
المبحث الثاني: معنى أصول التفسير، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تعريف أصول التفسير
المطلب الثاني: الفرق بين التفسير وأصوله
المطلب الثالث: الفرق بين علوم القران وأصول التفسير
المبحث الأول
معنى التفسير والتأويل
المطلب الأول: التفسير في اللغة:
التفسير: مصدر الفعل ((فسر)) يقال: فسر الشيء فسرا وتفسيرا
قال ابن فارس: الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيان الشيء وإيضاحه، من ذلك ((الفسر))، يقال: فسرت الشيء وفسرته.
والفسر والتفسرة: نظر الطبيب إلى الماء وحكمه فيه
وقال الراغب الأصفهاني: الفسر إظهار المعنى المعقول، ومنه قيل لما ينبئ عنه البول: ((تفسرة))، والتفسير في المبالغة كالفسر
وقال ابن منظور: ((الفسر)) البيان، فسر الشيء يفسره – بالكسر – ويفسره- بالضم-: أبانه والتفسير: مثله
والفسر: كشف المغطى، والتفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل
واستفسرته كذا أي: سألته أن يفسره لي
والفسر: نظر الطبيب إلى الماء، وكذلك التفسرة، وقيل:
التفسرة: البول الذي يستدل به على المرض، وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل، وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تفسرته
ويقال: أسفر الصبح، أي: انكشف وأضاء، وفى قوله تعالى: (والصبح إذا أسفر) أي: اتضح وأشرق واستبان
فيلاحظ أن اشتقاق كلمة ((فسر)) تدل على البيان، والإيضاح، والإظهار، والكشف فتفسير الكلام: بيانه، وإيضاحه، وإظهاره، والكشف عن المراد منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شعاع]ــــــــ[23 May 2010, 11:34 م]ـ
ماترونه هو نبذة من كتاب الدكتور علي العبيد
هل مسموح لي أطرحه هنا بهذه الطريقة دون أن يكون كتابا مصورا؟!
وخاصة أنني كتبت منه تقريبا 100 صفحة في ملف وورد.
أختكم
حمدة العجمي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 May 2010, 06:03 ص]ـ
ماترونه هو نبذة من كتاب الدكتور علي العبيد
هل مسموح لي أطرحه هنا بهذه الطريقة دون أن يكون كتابا مصورا؟!
وخاصة أنني كتبت منه تقريبا 100 صفحة في ملف وورد.
أختكم
حمدة العجمي
لا مانع
مع الحرص على الدقة في النقل وسلامته من الأخطاء.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 May 2010, 09:25 ص]ـ
الحمد لله،وبعد ..
رأيي الخاص لو بذل الجهد في تصويره ورفعه لكان أفضل خاصة أنه بالإمكان أن يوثق النقل من الكتاب مباشرة.
وأما ما كتبته بارك الله فيك وشكر سعيك فيستفاد منه في رفعه إلى المكتبة الشاملة لسهولة البحث في الكتب فيستورد الكتاب للشاملة وتكوني قد خدمت اهل القرآن.
وجزاكم الله خيراً(/)
تبيان: وقصة المفاجآت الخمس في أبها
ـ[تبيان]ــــــــ[23 May 2010, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينظم فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه "تبيان" في أبها اللقاء العلمي الرابع بعنوان
"قصة المفاجآت الخمس في القرآن الكريم "
للأستاذ الدكتور / محمد متولي منصور
(أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد بأبها، وأستاذ أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر)
وسيعقد اللقاء – بمشيئة الله تعالى – بعد صلاة العشاء مباشرة من مساء الثلاثاء 11/ 6 / 1431هـ بقاعة السلام بفندق قصر السلام بأبها.
نسأل الله تعالى أن ييسر عقد هذا اللقاء، وأن يبارك في الجهود.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 May 2010, 06:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينظم فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه "تبيان" في أبها اللقاء العلمي الرابع بعنوان
"قصة المفاجآت الخمس في القرآن الكريم "
للأستاذ الدكتور / محمد متولي منصور
(أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد بأبها، وأستاذ أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر)
وسيعقد اللقاء – بمشيئة الله تعالى – بعد صلاة العشاء مباشرة من مساء الثلاثاء 11/ 6 / 1431هـ بقاعة السلام بفندق قصر السلام بأبها.
نسأل الله تعالى أن ييسر عقد هذا اللقاء، وأن يبارك في الجهود.
ما هي هذه المفاجئات الخمس؟ يمكن توضيح إذا سمحتم؟؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2010, 09:53 ص]ـ
تم اللقاء بتوفيق الله.
وكان لقاءً علمياً متميزاً ثرياً.
وقد أجاد الأستاذ الدكتور محمد متولي منصور في عرض هذه الموضوع.
كما تميز هذا اللقاء بحضور خمسة وثلاثين أستاذا من كلية الشريعة وكلية اللغة العربية وكلية التربيةبجامعة الملك خالد.
وسأوافيكم بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:54 ص]ـ
وهذا رابط صوتي للموضوع: قصة المفاجآت الخمس فس القرآن الكريم ( http://www.mediafire.com/?03brv9vpnrg32a5)(/)
المصحف الجامع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 May 2010, 12:18 م]ـ
موقع مميز في خدمة القرآن الكريم وعلومه، قد أهدته إلي إحدى الأخوات الفاضلات جزاها الله خيراً، وأنا بدوري أهديه أعضاء وزوار هذا الملتقى المبارك ..
هذا رابط الموقع والموقع من محتوياته أيضاً مكتبة ضخمة للقرآن وبه تفاسير وترجمات وغيره
http://www.mosshaf.com/web/ (http://www.mosshaf.com/web/)
موقع مميز يستحق الإهداء والنشر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:06 م]ـ
موقع مميز حقاً جزى الله خيراً من قام على إنشائه، وجزاك الله خيراً على دلالتنا عليه.
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:25 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا اختنا الكريمة، فعلا موقع مبارك، وإن شاء الله لك الأجر لدلالتنا عليه، وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[صالح صواب]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:43 م]ـ
فعلا ... موقع جميل ومفيد ومميز
وأنصح الإخوة بالاطلاع عليه وجزاك الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Jul 2010, 09:33 م]ـ
مميز جدا.
بارك الله فيك أختي الفاضلة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jul 2010, 09:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأفاضل على تعقيباتكم الطيبة وبارك فيكم.
وجزى القائمين على موقع المصحف الجامع خير الجزاء.(/)
باب الجمال والتزين/ من كتابي أسرار المرأة المسلمة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 May 2010, 10:15 م]ـ
باب الجمال والتزين
يقول الله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ خلقه) [السجدة: 7] وقال سبحانه: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (لنمل:88).
والجمال ما يتجمل به ويتزين والجمال: الحسن وجمل الرجل (بالضم) جمالا فهو: جميل والمرأة جميلة وجملاء أيضا عن الكسائي وأنشد
(فهي جملاء كبدر طالع ... بذت الخلق جميعا بالجمال)
وقول أبي ذؤيب:
(جمالك أيها القريب القريح)
يريد: الزم تجملك وحياءك، ولا تجزع جزعا قبيحا، فالجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة، ويكون في الأفعال، فأما جمال الخلقة: فهو أمر يدركه البصر ويلقيه إلى القلب، متلائما فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك، ولا نسبته لأحد من البشر، وأما جمال الأخلاق: فكونها على الصفات المحمودة من العلم، والحكمة،والعدل، والعفة، وكظم الغيظ، وإرادة الخير لكل أحد./القرطبي
واللباس نوع من أنواع التجمل والزينة، فيسنّ للمرأة أنْ تتجملَ باللباس لزوجها أو خطيبها الذي يرغب بنكاحها، ولا بأس بالتعطر والتكحل للزوج في كل الأوقات؛ وذلك لإسعاده، وترغيبه، وإعانته على بلوغ غاية الإحصان، وغض البصر.
عن عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "إني أحب أنْ أتزين للمرأة كما أحب أنْ تتزين لي لأنّ الله تعالى ذكره يقول: (َلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة: 228] وإذا طُلقت المرأة أو مات عنها زوجها، فانقضت عدتها فلا جناح عليها أنْ تتزين،وتتصنع، وتتعرض للتزويج، فذلك المعروف وروي عن مقاتل بن حيان نحوه وقال ابن جريج عن مجاهد: (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 234] قال: النكاح الحلال الطيب وروي عن الحسن والزهري والسدي ونحو ذلك/ابن كثير
قال ابن مسعود وسعيد بن جبير: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) [النور: 31] وأنّ ظاهر الزينة هو الثياب، وزاد سعيد بن جبير الوجه وقال عطاء والأوزاعي: الوجه والكفان، وقال ابن عباس ـ رضي اله عنه ـ وقتادة والمسور بن مخرمة: ظاهر الزينة هو الكحل والسواك والخضاب إلى نصف الساق، ونحو ذلك، فإنه يجوز للمرأة أنْ تبديه، وقال ابن عطية إن ْ المرأة لا تبدي شيئاً من الزينة وتخفي كل شيء من زينتها، ووقع الاستثناء فيما يظهر منها؛ بحكم الضرورة، ولا يخفى عليك أنْ ظاهر النظم القرآني النهي عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها كالجلباب والخمار ونحوهما، مما على الكف والقدمين من الحلية ونحوها وإنْ كان المراد بالزينة مواضعها، كان الاستثناء راجعاً إلى ما يشق على المرأة ستره كالكفين والقدمين ونحو ذلك،وهكذا إذا كان النهي عن إظهار الزينة يستلزم النهي عن إظهار مواضعها بفحوى الخطاب، فإنه يحمل الاستثناء على ما ذكرناه في الموضعين،وأما إذا كانت الزينة تشمل مواضع الزينة وما تتزين به النساء، فالأمر واضح والاستثناء يكون من الجميع قال القرطبي:
أمر الله سبحانه وتعالى النساء بألاّ يبدين زينتهن للناظرين إلا ما استثناه من الناظرين في باقي الآية الكريمة؛ حذرا من الافتتان ثم استثنى ما يظهر من الزينة، واختلف الناس في قدر ذلك، فقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " ظاهر الزينة هو الثياب"، وزاد ابن جبير "الوجه"، وقال سعيد بن جبيرـ رضي الله عنه ـ أيضا و عطاء و الأوزاعي: "الوجه والكفان والثياب"، وقال ابن عباس و قتادة والمسور بن مخرمة: "ظاهر الزينة هو: الكحل والسوار والخضاب إلى نصف الذراع"، والقرطة والفتخ ونحو هذا فمباح أنْ تبديه المرأة لكل من دخل عليها من الناس، وذكر الطبري عن قتادة في معنى نصف الذراع حديثا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر آخر عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إذا عركت (حاضت) أنْ تظهر إلا وجهها ويديها إلى هاهنا، وقبض على نصف الذراع،.قال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أنّ المرأة مأمورة بألاّ تبدي وأنْ تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك {ما ظهر} على هذا الوجه، مما تؤدي إليه الضرورة في النساء، فهو المعفو عنه.
قال القرطبي: وهذا قول حسن،إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج؛ فيصلح أنْ يكون الاستثناء راجعا إليهما، يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة ـ رضي الله عنهاـ: [أنّ أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله ـ صلى الله عليه عليه وسلم ـ وقال لها: يا أسماء إنّ المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا، وأشار إلى وجهه وكفيه] قال الألباني:حديث حسن. فهذا أقوى في جانب الاحتياط ولمراعاة فساد الناس فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها، والله الموفق، لا ربَّ سواه، وقد قال ابن خويز منداد من علمائنا: إنّ المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة؛ فعليها ستر ذلك، وإنْ كانت عجوزا أو مقبحة جاز أنْ تكشف وجهها وكفيها فما ظهر فمباح أبدا لكل الناس من المحارم والأجانب، وقد ذكرنا ما للعلماء فيه، وأما ما بطن فلا يحل إبداؤه.
أما قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31] قرأ الجمهور بإسكان اللام التي للأمر، وقرأ أبو عمرو بكسرها على الأصل؛لأنّ أصل لام الأمر الكسر، ورويت هذه القراءة عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ " والخمر جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها ومنه اختمرت المرأة وتخمرت ". والجيوب: جمع جيب وهو موضع القطع من الدرع والقميص مأخوذ من الجوب وهو القطع قال المفسرون: إنّ نساء الجاهلية كن يسدلن خمرهن من خلفهن وكانت جيوبهن من قدام واسعة، فكانت تنكشف نحورهن وقلائدهن؛ فأمرن أنْ يضربن مقانعهن على الجيوب؛ لتستر بذلك ما كان يبدو.
وفي لفظ الضرب مبالغة في الإلقاء الذي هو الإلصاق. وقد أعجبني قول الشاعر:
إنْ تغدفي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم
قلت: وانّ ما تفعله نساء اليوم من مفاتن ومآثم،حيث يقوم بعضهن بتجميل العيون وتكحيلها وتهذيب الحواجب والرموش وتزيينها، ثم يلبسن نقاباً، يبدو منه ذلك كله بشكل يثير الشهوة لدى الرجال، ويسبب فتنة أعظم من فتنة كشف الوجه, فهذا كله مخالف للشرع الحنيف؛ لما فيه من آثام بإظهار جمال بعض الوجه وإخفاء القبيح منه من أجل التغرير والتزوير ومطاوعة الهوى.
قال الشاعر:
تفنى اللذاذة ممن نال شهوته ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
قال العلماء: أما المجبوب (مقطوع الذكر) والمخنث والشيخ الكبير فلا باس أن يدخل على النساء؛ إذا أمنت الفتنة، فعَن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله أرأيت إنْ فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان، قالت: فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"لا يدخلن هؤلاء عليكم" / رواه البخاري في الصحيح وفي رواية فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان مع ثغر كالأقحوان، إنْ جلست تثنتْ وإنْ تكلمت تغنت بين رجليها، مثل الإناء المكفوء" فقال عليه السلام: " قد أوغلت النظر يا عدو الله".
فمنعه الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الدخول على النساء؛ بعد أنْ عرف منه مكامن الفتنة ودقائق الأسرار الخاصة بهن.
أما تغطية الوجه فرغم ما به من مواطن خلاف إلا أن الأحوط للمرأة أن تلبسه وتحرص عليه وخاصة في هذا الزمان حيث شاع الفجور وكثرت المعصية وأصبح لا أمان لفتنة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 May 2010, 09:06 ص]ـ
ولئن أعانني الله تعالى فسوف أضع هذا الكتاب في المكتبة الألكترونية. بإذن الله. والله الموفق
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[25 May 2010, 11:00 ص]ـ
ولئن أعانني الله تعالى فسوف أضع هذا الكتاب في المكتبة الألكترونية. بإذن الله. والله الموفقأسأل الله أن يرى كتابكم النور قريبا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 10:23 ص]ـ
لقد فاتني أن أذكر قضية مهمة جداً وهي أن الحجاب في الأصل مصطلح يُقصد به غطاء الوجه وهو من حجب واحتجب واحتجاب أما الخمار فهو غطاء الرأس. من خمر واختمر أي غطّى. وسميت الخمر خمراً لأنها تغطي الفكر وتخمر العقل عن التفكير السليم.
والشائع عند النساء أنهن يطلقن الخمار على غطاء الوجه. والحجاب على غطاء الرأس أو غطاء الجسم كله.
أما الجلباب فهي قطعة قماش كبيرة تغطي شعر الرأس والنحر والأكتاف. وهذا هو الإدناء للجلابيب المقصود في الآية الكريمة. والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:42 م]ـ
أسأل الله أن يرى كتابكم النور قريبا
أختي في الله المعتزة بالله
لقد رأى فعلاً كتابي النور في الاردن ولكن الكترونياً ليس بعد
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2010, 10:37 م]ـ
لقد فاتني أن أذكر قضية مهمة جداً وهي أن الحجاب في الأصل مصطلح يُقصد به غطاء الوجه وهو من حجب واحتجب واحتجاب أما الخمار فهو غطاء الرأس. من خمر واختمر أي غطّى. وسميت الخمر خمراً لأنها تغطي الفكر وتخمر العقل عن التفكير السليم.
والشائع عند النساء أنهن يطلقن الخمار على غطاء الوجه. والحجاب على غطاء الرأس أو غطاء الجسم كله.
أما الجلباب فهي قطعة قماش كبيرة تغطي شعر الرأس والنحر والأكتاف. وهذا هو الإدناء للجلابيب المقصود في الآية الكريمة. والله تعالى أعلم
بارك الله فيك اخي تيسير.
الحجاب أصله من الساتر الذي يحجب. ومنه قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب/53] فلا يَرين ولا يُرين.
وكل ساتر أو مانع يحجب ما بعده يسمى حجاب.(/)
كتبٌ عن التفسيرِ نشأته وتطوره
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[24 May 2010, 11:14 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، عندي بحثٌ مكلفٌ به وعنوانه (التفسير نشأته وتطوره)، وأتمنى منكم أن تدلوني على بحوث أو كتب عن هذا الموضوع لم أكن قد وقفت عليها، وجزاكم المولى خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[25 May 2010, 08:37 ص]ـ
أظن كتاب التفسير و المفسرون للشيخ محمد حسن الذهبي يفي بالغرض إن لم تكن اطلعت عليه
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 May 2010, 11:44 ص]ـ
التفسير اساسياته واتجاهاته للدكتور فضل عباس قصة التفسير للشرباصي التفسير ورجاله لمحمد الفاضل بن عاشور تطور تفسير القران للدكتور محسن عبد الحميد(/)
سؤال عن الفرق بين الفاء واللام في الاستفهام في القرآن؟!
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[25 May 2010, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤالي عن ما يفيده الاستفهام بالفاء أو اللام في كتاب الله عز وجل، سأذكر مثالين فقط من هذه الأمثلة:
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} سبأ9
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الأحقاف33
------------------------------------------------------------------
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} غافر82
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} الروم9
------------------------------------------------------------------
حاولت جاهدا أن أصل إلى نتيجة و أظن السياق فيما قبل و بعد الآية ربما يوصل إلى نتيجة، ومن خلال بعض الأمثلة القليلة دون استقصاء رأيت أن الفاء تفيد الاستفهام مع التقريع و الاستنكار و الواو تفيد التفكر و النظر
هل يمكن القول بذلك؟ أظن ان اهل البلاغة عندهم شيء
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[25 May 2010, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤالي عن ما يفيده الاستفهام بالفاء أو اللام في كتاب الله عز وجل، سأذكر مثالين فقط من هذه الأمثلة:
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} سبأ9
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الأحقاف33
------------------------------------------------------------------
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} غافر82
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} الروم9
------------------------------------------------------------------
حاولت جاهدا أن أصل إلى نتيجة و أظن السياق فيما قبل و بعد الآية ربما يوصل إلى نتيجة، ومن خلال بعض الأمثلة القليلة دون استقصاء رأيت أن الفاء تفيد الاستفهام مع التقريع و الاستنكار و الواو تفيد التفكر و النظر
هل يمكن القول بذلك؟ أظن ان اهل البلاغة عندهم شيء
بارك الله فيكم
الاستفهام في الآيات بالهمزة وليس بالفاء واللام ولكن الفاء واللام من حروف العطف دخل عليهما الاستفهام
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[26 May 2010, 01:41 ص]ـ
الأخ الكريم عبدالرحمن شاهين كما تفضل أخونا مخلد -بارك الله فيه-الاستفهام في الآيات بالهمزة وليس بالفاء واللام ولكن الفاء واللام من حروف العطف دخل عليهما الاستفهام
وقدذكر الكرماني-رحمه الله - في أسرار التكرارأن الفاء يدل على الاتصال والعطف, والواو يدل على العطف المجرد ذكره في كلامه في سورة يوسف
كما أنه ذكر أيضا أن ذلك يتناسب مع السياق وذكر ذلك في كلامه على هذه الآية في سورة الروم (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) قال لأن ماقبلها (أولم يتفكروا في أنفسهم) وكذلك مابعده (وأثاروا)
أسأل الله لي ولكم السداد والهدى
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[26 May 2010, 10:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ربما خانني التعبير فمعلوم أن الاستفهام بالهمز لكن قصدي دخول الفاء أواللام في الاستفهام هل له من معنى
جزاكم الله خيرا على الإجابة(/)
(قواعد في التفسير النبوي) اللقاء السادس لديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[25 May 2010, 08:00 م]ـ
يسر ديوانيتكم ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف دعوتكم لحضور اللقاء العلمي السادس بعنوان (قواعد في التفسير النبوي) والذي يقدمه فضيلة الشيخ أ. د محمد عمر بازمول الأستاذ بجامعة أم القرى.
موعد اللقاء: ليلة الثلاثاء الموافق 18/ 6/ 1431 بعد صلاة العشاء مباشرة
سينقل اللقاء على الهواء مباشرة عبر موقع البث الإسلامي على الرابط:
: www.liveislam.net
وعلى موقع آفاق القراءات على الرابط:
http://alq10com.s.roomsserver.net/
نسعد بتلقي أسئلتكم على البريد: abq806@gmail.com
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 May 2010, 02:21 ص]ـ
وفقكم الله يا أهل الطائف على جهودكم المباركة وشكراً لفضيلة الدكتور عبد الله القرشي على هذا النشاط المتميز ...
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[26 May 2010, 01:13 م]ـ
أين موقعها؟ وهل يوجد مكان للنساء؟ وشكرا
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[27 May 2010, 11:57 ص]ـ
للأسف لا يوجد مكان مخصص للنساء ويمكن للأخوات الاستماع للقاء مباشرة على الهواء من خلال موقع البث الإسلامي أو موقع آفاق القراءات علما أن اللقاء كاملا سيرفع فيما بعد على النت وسوف ننوه بذلك في ملتقى أهل التفسير(/)
أصل المشكلة الاقتصادية بين رؤيتين: رؤية القرآن ورؤية الإنسان
ـ[الخطيب]ــــــــ[26 May 2010, 12:07 ص]ـ
أصل المشكلة الاقتصادية بين رؤيتين:
رؤية القرآن ورؤية الإنسان
أ. د. أحمد سعد الخطيب
[يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 26وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا 27 يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا 28]
سورة النساء: 26 - 28
من هنا يكون البدء:
يريد الله ليبين لكم ما ينفعكم بعيداً عن فلسفات أُنشئت لتخدم أهلها لا لتخدمكم ولتنفع أهلها لا لتنفعكم، وقد أثبت التاريخ والواقع أن منفعتها لأقوامها لم تكن مطلقة بل كانت ناقصة؛ فكيف تنشدون أنتم فيها منهاجاً بديلاً عن منهاج ربكم؟
إن العقل المسلم أصبح أسير الواقع فلم يشأ أن يفكر لنفسه ما ينفعه ومجتمعه، مستمداً مصالحه من ثقافته وبيئته؛ ثقافة الكتاب والسنة وبيئة الإسلام والعروبة، ولم تعد الثقة متوفرة لدى العقل المسلم في إنشاء واقع يناسبه فراح يختار من المستورد ما تمده به الأيام.
ولقد أطلت الأزمة المالية العالمية برأسها، وألقت بظلالها لتؤكد فشل الرأسمالية التي راهنت عليها الليبرالية لتعيد إلى الذاكرة ما حلَّ بمنافستها وضرَّتها الاشتراكية التي عشنا منذ سنوات حفل تأبينها والنواح على قبرها.
كل هذا والعقل المسلم لا ينفك عن خياريه:
- إما رأسمالية تبلع كل شيء، وتتنازل عن كل خُلق في سبيل الاستثمار، ودفع عجلة الإنتاج، مستغلة حاجيات الناس بمعاملات ربوية؛ سواء كانت في عملية تجميع رأس المال من أصحابه عبر بنوكها، أو في عملية توزيعه على المستثمرين، وكان من آثار هذا كله تكريس البطالة، وزرع الأنانية، والإغراق في الحروب لسلب مقدرات الشعوب، ناهيكم عن الفتن والإيقاع بين الشعوب، ليعيش الرأسماليون على حساب هذا كله تحت شعار «من لم يقتله الفقر، فلتقتله الحرب، ومن لم ينشغل بالهوى، فلينشغل بالخلاف» {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً}
[النساء: 72].
تلك هي ملحمة الرأسمالية المتشحة بوشاح الطمع فيما ينعم الله - عز وجل - به على عباده في بقاع الأرض، والرغبة في امتلاكه بكل الوسائل زاعمة أنه حق لها وحدها.
- وإما اشتراكية تأكل حقوق الناس وتسلب مقدراتهم وتزيل كل الفوارق؛ لا للمصلحة العامة كما يعلن أتباعها ولكن ليستوي عامة المجتمع في الفقر والعوَز، ثم الحاجة إلى النخبة الاشتراكيين صنَّاع القرار ليمنّوا عليهم بما يضمن الحياة.
وإذا كانت الرأسمالية قد دأبت على قتل الفقراء لصالح الأغنياء؛ فإن الاشتراكية قد قتلت الأغنياء والفقراء معاً.
والآن يرينا الله - تعالى - بفشل الرأسمالية بعد موت الاشتراكية أنه لا يمكن لنا أن نركن إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ويمنحنا الفرصة لنعبِّر عن أنفسنا من جديد، ولنُعلن للعالم أجمع أن اقتصاد القرآن يدعم كل صاحب حق حتى يصل حقه إليه، في جوٍّ خالٍ من الحقد والكراهية، وخالٍ من الفتن والمؤامرات ومليء بالثقة في الله، وأن كل نفس لا تموت حتى تستوفي رزقها، وأن القرآن يدفع إلى الإنتاج وإعمار الأرض لا إلى تخريبها وتدميرها، وأن للفقير حقاً عند الغني يسدُّ به حاجته ولا يُفقِد الغني ثروته.
وفي هذه الدراسة إطلالة على اقتصاد القرآن الذي يطل الآن علينا بعينَيْن ثاقبتَيْن يرفل منهما حنان على أبنائه وعتاب على التغافل عنه. مع الموازنة بينه وبين الاقتصاد الوضعي المعاصر - الذي أعلن الآن فشله بأنظمته وألوانه كافة - في النظر إلى أصل المشكلة الاقتصادية التي على أساسها يكون التخطيط الاقتصادي، ومن خلالها تحدد أهدافه وغاياته.
أولاً: الموازنة من حيث المفهوم:
الاقتصاد المعاصر هو العلم الذي يحكم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي تنشأ بين أفراد المجتمع من خلال إنتاج السلع وتوزيعها وتقديم الخدمات إشباعاً لحاجيات الإنسان، وعلى هذا يكون إشباع حاجات الإنسان هو هدف الاقتصاد بمفهومه المعاصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الاقتصاد الإسلامي فإن مفهومه يقوم على المواءمة بين دور الفرد والجماعة في استغلال الموارد الطبيعية والمحافظة على الملكية الفردية والملكية العامة في آنٍ واحد؛ ليتسنَّى تحقيق حد الكفاية لأفراد المجتمع كافة.
ومن خلال طرح مفهوم الاقتصاد في النظام الوضعي وفي النظام الإسلامي يتسنَّى لنا بالموازنة بينهما الكشف عن شرف الاقتصاد الإسلامي وسمو أهدافه؛ إذ إنه يهدف إلى توفير حد الكفاية لجميع أفراد المجتمع فرداً فرداً، بخلاف الاقتصاد الوضعي الذي يهدف إلى توفير الحاجيات الإشباعية، والتي قد تصل إلى حد الإسراف والبذخ، ولكن لبعض أفراد المجتمع وليس لكلهم كما سيتضح ذلك ويتجلى أكثر فيما هو آتٍ.
ثانياً: من حيث سمات كل منهما:
من سِمَات الاقتصاد الإسلامي مقارنة بالاقتصاد الوضعي:
الاقتصاد الإسلامي:
1 - رباني المصدر وينظر إليه على أنه وسيلة لا غاية.
2 - الرقابة فيه ظاهرة وباطنة فقانون الإسلام الظاهر لا يحمي أي ظالم متجاوز لحق الله والمجتمع في المال ويبقى خوف المؤمن من الله لائماً لصاحبه إن هو فرَّط في هذا ولم ينله قانون الظاهر.
3 - الأخلاق والآداب الإسلامية تحفه بجناحيها فالمسلم مقيد بأن يكون نشاطه غير مناف لآداب الإسلام وقواعده ومن ثم حرم الاحتكار والربا وغيرهما.
الاقتصاد الوضعي:
1 - بشري المصدر وينظر إليه على أنه غاية تبرر له كل وسيلة.
2 - القانون فيه وضعي وهو بهذا لا يخلو من ثغرات تساعد على التهرب من عقابه.
3 - لا يوجد قيود أخلاقية ولا حرام في الاقتصاد الوضعي بل المصلحة المادية هي الأساس والنفعية هي الأصل تحت شعار «دعه يعمل دعه يسير».
ثالثاً: من حيث الوسائل:
وسائل الرأسمالية في تصوير المشكلة الاقتصادية وحلها:
ذكرنا فيما مضى أن أسَّ المشكلة الاقتصادية في النظام الاقتصادي الحديث «الرأسمالية» هو ما يعرف عندهم بـ «الندرة النسيبة»، وهي نظرية تشاؤمية يعتقد من خلالها الاقتصاد الوضعي أن الموارد التي تنتجها الأرض غير كافية للسكان ولذا يعيشون في همٍّ دائم؛ كيف يتغلبون على هذه المشكلة، ولذا يكادون يجمعون على أن الحل الوحيد هو العمل على عدم الزيادة السكانية بما يبثونه في دول العالم الثالث من ضرورة تحديد النسل، وعدم دعم الفقراء بالمعونة، بل يترك الفقير ليموت بفقره أو لتنهكه الأوبئة؛ وهذا من العوامل السلبية في علاج المشكلة في نظر الرأسمالية.
وهناك عامل إيجابي – أي: يقوم على الفعل وليس على السلب - يعتمد على بث الفتن والتشجيع على الحروب، التي تأكل من الكيان البشري الكثير والكثير. ولعل هذا يوقفنا إلى حدٍّ كبير على سبب رئيس لتشجيع الدول الرأسمالية الحروب ما دامت بعيدة عنها وخاصة إذا كان طرفاها من الدول الإسلامية، أو على الأقل طرف منها من الدول الإسلامية؛ ليتم التخلص من كثير منهم بالقتل بأسلحة الدمار الشامل التي تُقذَف عن بُعْد جواً وبراً وبحراً، وهي من صنع الرأسمالية المتربحة دائماً.
واستهداف الدول الإسلامية بالذات له أسباب عديدة، من أهمها فيما يتصل بموضوعنا: أن الإسلام دعا إلى كثرة النسل وقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مظهر مباهاته بأمته يوم القيامة، وتعد نظرية (مالتس) في السكان من أهم النظريات التي يعتمدها علم الاقتصاد الحديث؛ إذ يُعَدُّ (مالتس) أهمَّ من صاغ نظرية الندرة النسبية وركز عليها ولذا يُدعَى «أبا الرأسمالية»، ومضمون ما ذكره (مالتس) أن السكان يزدادون بمتواليات هندسية بينما الموارد تزداد بمتواليات عددية أو حسابية.
أما الاقتصاد الإسلامي فإنه لا يعتبر هذه المشكلة؛ لأن من مقتضيات الإيمان الثقة بأن الله - تعالى - قد أودع الأرض أرزاق أهلها.
رابعاً: من حيث الهدف والغاية:
النماء الاقتصادي في النظام الوضعي يعمد إلى تحقيق زيادة في الناتج القومي تحقق زيادة في متوسط دخل الفرد وذلك باستخدام الموارد الاقتصادية المتاحة واستغلالها أفضل استغلال.
وقد سبق أن ذكرنا أن المشكلة الأساسية التي تواجه هذا النظام هو القضاء على ما يُعرَف بالندرة النسبية للموارد.
وهذا حَسَنٌ على المستوى النظري، أما على المستوى التطبيقي فإن الوصول إلى هذه الغاية يحتاج إلى تجاوزات في الوسائل المحققة لهذا الغرض وهو ما سيأتي في المواجهة بين الوسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما النماء في الاقتصاد الإسلامي فإنه يعمد إلى استغلال الموارد التي هيَّأها الله - تعالى - للإنسان أفضل استغلال لإعمار الأرض والمحافظة على النوع البشري في إطار من أخلاق الإسلام وتحقيق مقاصده الشرعية بما يحقق الكفاية للجميع من خلال منظومة «الضروريات، والحاجيات، والتحسينيات».
الموازنة والتحليل:
بالنظر إلى الاستراتيجية والخطط في كلا النظامين الإسلامي والوضعي يتبين لنا شرف الاقتصاد الإسلامي وعلوُّه على غيره، وبيان ذلك فيما يلي:
الهدف الاقتصادي في النظام الوضعي هو تحسين متوسط دخل الفرد نتيجة لزيادة معدلات الدخل القومي.
وقد يبدو المدخل مشرقاً بما يدفع إلى هذا التساؤل: وماذا في هذا الهدف؟ إنه هدف نبيل فلماذا نقف عنده؟ لكن هذا الإشراق لا يلبث أن يزول بعد أن يجنَّ عليه الليل، وذلك عندما نعلم أن الناتج القومي المقصود ينظر إلى النمو على مستوى المجتمع، لا على مستوى الأفراد، ويعالج الزيادة في الإنتاج الكلي وفي الدخل القومي، لا في إنتاج كل فرد ومقدار دخله.
وبناءً على ذلك يجري حساب معدلات النمو من خلال حساب الإنتاج الكلي الذي ينتجه المجتمع كلّه والدخل الناتج عن هذا الإنتاج، وبناءً على حساب الميزان التجاري وما يحققه من عجز أو فائض في الدخل الكلي، ثم بناءً على هذه الحسابات الكلية يجري تقدير افتراضي لدخل الفرد ومقدار كفايته أو رفاهيته، وهو تقدير يبعد كثيراً عن الواقع.
ولهذا نجد المجتمعات الرأسمالية كلما ازدادت غنىً ازداد طردياً أعداد الفقراء فيها.
أما الاقتصاد الإسلامي فإنه لا ينظر إلى التنمية - رغم أهميتها - على أنها القضية الاقتصادية الأولى؛ لأن سُلَّم الأولويات في الاقتصاد الإسلامي نابع من منهج الإسلام نفسه من العناية بكل فرد في المجتمع ليتمخض عن ذلك الرعاية المجتمعية الشاملة، ومن ثم فإن المشكلة الأولى التي يسعى الاقتصاد الإسلامي إلى القضاء عليها هي الكفاية الإشباعية من الحد الضروري أولاً لدى جميع أفراد الرعية بغض النظر عن وفرة الموارد أو ندرتها.
وهذه الكفاية لا يُنظر إليها باعتبار المجموع أو باعتبار متوسط الدخل، وإنما يُنظر فيها إلى الأفراد فرداً فرداً، ويتم حلُّها عن طريق تنظيم توزيع الثروة من خلال الزكاة والنفقات والمواريث، ومن خلال رعاية الدولة للفقراء والمساكين وفي ضوء المفهوم الشامل للتكافل الاجتماعي الإسلامي.
وهذا هدف نبيل جداً يضمن حفظ النوع بجعله مسؤولية المجتمع المسلم ثقة في أن رزق الله يسع الجميع، وليس معنى ذلك أن الاقتصاد الإسلامي يحط من شأن النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاج، ولكنه يجعلها في المرتبة الثانية من الأهمية بعد تحقيق الكفاية والحياة الكريمة لجميع أفراد الرعية.
فالإسلام يراعي هذا التسلسل الذي ذكره الشاطبي في موافقاته: الضروريات - الحاجيات - التحسينيات.
وهو بهذا المنطلق لا يسعى إلى التغلب على المشكلة الاقتصادية الرئيسة في الاقتصاد الوضعي وهي مشكلة «الندرة النسبية» لسبب واضح وهو أن الإسلام لا يعترف أصلاً بها؛ فالقرآن الكريم يذكر لنا في العديد من آياته أن الله - تعالى - قد أودع هذه الأرض رزق أهلها:
ومن هذه الآيات ما يلي:
1 - قوله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 92].
وهي آية سيقت في مقام الإنعام على بني آدم، وهي نعم كثيرة جداً تضمن لهم العيش بأمان وكفاية بل برفاهة أيضاً إن هم اجتنبوا أسباب الدمار وكرَّسوا جهدهم للإعمار والنماء. ويساعد على تلمس هذا المعنى التعبير بـ «ما» المشعرة بعموم ما في الأرض ثم تأكيده بهذه الحال «جميعاً»؛ إذ هي حال من «ما» على الأرجح بقرينة السياق؛ إذ هي في سياق تعداد النعم وهي مؤكدة لمعنى العموم المستفاد من الموصول «ما».
والآية في الوقت ذاته تؤكد على شراكة النوع البشري فيما خلق لأجله {خَلَقَ لَكُم} بلا طمع ولا جشع، بل بعدالة اجتماعية تضمن للجميع الحد الضروري، وبعدها يكون التفاوت مقبولاً بعد تجاوز الحد الضروري إذا شرفت الغايات وسلمت الوسائل.
ويؤكد المفسرون على أن المنفعة المفهومة من قوله «لكم» تشمل المنفعة الدينية والدنيوية. يقول العلامة أبو السعود في تفسيره لهذه الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
«أي: خلق لأجلكم جميعَ ما في الأرض من الموجودات لتنتفعوا بها في أمور دنياكم بالذات أو بالواسطة، وأمورِ دينكم بالاستدلال بها على شؤون الصانعِ تعالى شأنُه، والاستشهادِ بكل واحدٍ منها على ما يلائمُه من لذّات الآخرة وآلامِها، وما يعمُّ جميعَ ما في الأرض» [1].
2 - قوله - تعالى -: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: 01].
وفي هذه الآية أيضاً يتبدَّى معنى العموم للمنتفعين من نعمتَي التمكين والعيش من خلال الشمولية في قوله: {مَكَّنَّاكُمْ} وقوله: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}. والتمكين في الأرض هو القرار فيها بالسكنى والانتفاع بالنِّعم الظاهرة فيها، فيشمل نباتها وحيوانها وماءها، وفوق هذا جعلها طيِّعة مسخرة للمنعمين تجود عليهم بما في باطنها عند مباشرة أسباب حصوله.
وهذا حاصل؛ فكم استخرج الإنسان بمباشرة الأسباب ما في باطن الأرض من خيرها ومنه النفط والمعادن، وما ذلك إلا بتسخير الله - تعالى - للأرض وجعلها مذلَّلة للإنسان، قال - تعالى -: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 02]، وقال - تعالى -: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ} [الملك: 51].
و «معايش» جمع معيشة، قال ابن عادل في اللباب: «المعيشةُ اسمٌ لما يُعاشُ به أي: يُحْيا، وقال الزَّجَّاجُ: المعيشةُ ما يتوصلون به إلى العيش» [2].
والمعنى على هذا «جعلنا» ما يكون به العيش للجميع، وهذا يشمل ما يتحصل عليه بالطريق المباشر من النِّعم الظاهرة، أو بمباشرة الأسباب من النِّعم الباطنة، أو التي تحتاج إلى حراك بشري بطريق التصنيع.
وهذه الآية كسابقتها شاهدة بأن الأرض تحوي أسباب المعيشة للجميع.
3 - قوله - تعالى -: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: 6].
هذه الآية وحدها كافية في القطع بأن رزق الله مضمون لكل متحرك على الأرض بل في الأرض؛ فضلاً من الله - تعالى - ألزم به نفسه حتى إنه ساقه مساق الواجبات عليه مع أنه - سبحانه - لا يجب عليه شيء فقال: {عَلَى اللَّهِ}. ولتأكيد هذا المعنى قال - سبحانه -: {فِي الأَرْضِ} ليشمل هذا ما نعرفه مما يدب على الأرض وما يستقر في داخلها مما لا نعرفه ولا يعلمه إلا الله، ولذلك قال بعدها: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} فهذه المعاني العظيمة التي يكتسبها المؤمن بإيمانه هي التي تساعده على تخطي عقبة الشره المادي والطمع فيما في أيدي الآخرين وتدفع به نحو مساعدتهم ليس فقط بما ألزمه به الإسلام وفرضه عليه كالزكاة، ولكن صدقات التطوع تشق طريقها في المجتمع المسلم ممثلة في المشاريع الخيرية والتبرعات العينية والأوقاف ونحو ذلك، ولا إخال مجتمعاً آخر يُقْبِل فيه الأثرياء على الفقراء كما يوجد في مجتمع الإسلام، ولا أتصور أن كلمة «تبرُّع» تُذكر في مجتمع كما تُذكر في المجتمع المسلم.
وليس ذلك إلا لأن المسلم يثق في أن الذي رزقه هو الله، وأن رزقه هذا فيه حق لغيره ينبغي إخراجه، وأن هذه الحياة الدنيا كلها بنعيمها ما هي إلا قنطرة للآخرة.
4 - وقوله - تعالى -: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [الحجر: 91 - 02].
وهذا النص الكريم يؤكد على هذه الحقيقة الكبرى التي هي عندنا من دعائم الإيمان، وهي أن الله - عز وجل - قد كفل للجميع، أرزاقهم وأن هذه الأرض غنية بما يضمن العيش للجميع، ودلائل ذلك في الآية:
أ - قوله: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ}:
وقد اختلف في مرجع الضمير في قوله «فيها» على رأيين كل منهما يعطينا دلالة قوية على ما نحن بصدد تقريره:
فقيل: هو راجع إلى الأرض، ويرجحه دلالة السياق؛ لأن الحديث في النص الكريم هو عن الأرض وما فيها من نعم الله على العباد، ولأن النبات يكون فيها، ولأن الأرض شاملة للجبال أيضاً وما فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو رأي وجيه مفادُه أن ما يخرج من الجبال هو خارج من الأرض، ومعلوم أن المعادن تخرج من الجبال، والنبات النافع أكثره يخرج من الأرض أي: من التربة.
وقيل: هو راجع إلى الجبال [3].
وأيّاً ما كان مرجع الضمير فهو يؤكد على الحقيقة ذاتها التي تُفنِّد كل زعم يعلن فقر الأرض.
وهو زعم يدفعه أيضاً هذا الوصف {مَّوْزُونٍ}، قال ابن جرير الطبري: أي مقدر وبحد معلوم [4]. وهو تلخيص جيد لما عليه السلف في بيان معنى اللفظ، وهو هنا ميزان الحكمة بما يضمن حاجيات من كلفوا بإعمار الكون.
ب - قوله: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}:
وهذه الآية تقرر زيادة على ما سبق في معنى المعايش في آية الأعراف؛ أن رزق كل إنسان مناط بمن بيده الرزق ومفاتحه؛ فلا يجزعن إنسان خوفاً من أن يردَّ أحد عنه رزقاً قد قدَّره الله له.
وفي الآية ردٌّ على غرور من يعتقدون أن بيدهم مفاتيح رزق الخلق وأنهم سيمنعونهم هذا الرزق إن لم يركنوا إليهم ويمشوا في ركابهم.
وهذا المعنى مبنيٌّ على ما ورد عن السلف في تفسير قوله: {وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}، فقد ورد عنهم أن المعنيَّ بهم العبيد والإماء والدوابّ والأنعام، حيث إن كثيراً من الناس يظنون أنهم هم من يرزقون ضعفاءهم من البشر ومن الحيوان، فردَّت عليهم الآية بأن الله - تعالى - يرزق الجميع: السادة والعبيد؛ فكيف إذن يرزق غيره من لا يملك رزق نفسه؟
والموصول في جملة {وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} وهو «مَن» الظاهر فيه أنه «في موضع جرٍّ عطفاً على الضمير المجرور في (لكم)، وهو مذهب الكوفيين ويونس والأخفش» [5].
والمعنى: جعلنا في الأرض معايش لكم، ولمن لستم له برازقين وهم ضعفاؤكم [6].
5 - قوله - تعالى -: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9 - 01].
وشاهدنا هنا هو قوله - تعالى -: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} فهي قاطعة في النص على احتواء الأرض على ما يقتاته كل من عليها وما عليها.
قال ابن جرير الطبري في معناها: وقدر فيها أقوات أهلها بمعنى أرزاقهم ومعايشهم [7].
وإضافة الأقوات إلى الأرض لكونها خارجة منها، والإضافة تكون لأدنى ملابسة.
وفي تفسيرها يقول الفخر الرازي: «قوله {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} أي: قدَّر الأقوات التي يختص حدوثها بها، وذلك لأنه - تعالى - جعل كل بلدة معدناً لنوع آخر من الأشياء المطلوبة، حتى إن أهل هذه البلدة يحتاجون إلى الأشياء المتولدة في تلك البلدة وبالعكس، فصار هذا المعنى سبباً لرغبة الناس في التجارات من اكتساب الأموال، ورأيت من كان يقول: صنعة الزراعة والحراثة أكثر الحِرَف والصنائع بركة؛ لأن الله - تعالى - وضع الأرزاق والأقوات في الأرض قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}. وإذا كانت الأقوات موضوعة في الأرض كان طلبها من الأرض متعيناً» [8].
راصد الدراسة:
ينتهج أكثر علماء الاقتصاد الإسلامي منهجاً تلفيقياً من خلال استخدام مصطلحات الاقتصاد الوضعي في محاولة للتوفيق بينه وبين الاقتصاد الإسلامي، ولا نستطيع أن نغضَّ الطرف عن تكلُّف الكثيرين منهم في محاولة التقريب بين مفاهيم اقتصادية وافدة صيغت لمجتمعاتها غير الإسلامية وبين الاقتصاد الإسلامي المؤسس على نصوص الكتاب والسنة.
ويعمل بعض علماء الاقتصاد الإسلامي على تنقية المفاهيم الاقتصادية الوضعية من الشوائب التي تتعارض وفلسفة الإسلام الاقتصادية؛ لتتسق معها، ومع ذلك فإن هناك نوعاً من الإصرار على استخدام المصطلحات نفسها رغم أن تراثنا ولغتنا أقدر من غيرهما على تحمل المضامين الاقتصادية، حتى عندما يعمد بعضهم إلى ذكر المصطلح كما هو موجود في تراثنا مثبتاً أنه أسبق في وضعه عن المصطلح الوضعي، إلا أن هذا يبقى في الإطار النظري، فإذا نزلنا إلى الواقع وجئنا إلى المؤسسات المالية كالبنوك فوجئنا بشيوع المصطلح الوضعي بلا منازع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن السبب - في رأيي - في هذا الحصار الخانق للمصطلح الوضعي وتغلبه على المصطلح الإسلامي في علم الاقتصاد؛ راجع إلى أن علم الاقتصاد الإسلامي بطريقته الحديثة يعدُّ إلى حدٍّ ما جديداً ويحتاج إلى علماء قد زاوجوا بين فقه الأصلَيْن الشريفَيْن (الكتاب والسنة) وبين الاقتصاد بوصفه علماً يعمل على الموازنة بين الإنتاج والاستهلاك ولكن في ضوء شرع الله وليس في غيره.
وتجاوباً مع هذا الخلل يجب على الجامعات الإسلامية في بلداننا العمل على سدِّ هذا الجانب بإنشاء مراكز متخصصة في الاقتصاد الإسلامي يدرس فيها الطالب خلال مرحلة جامعية فقه المال وعلم الاقتصاد على أن يدرب الطلاب على الابتكار وليس على مجرد التوفيق أو التلفيق بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد الوضعي.
كما أنني أقترح أن يعمل علماء الاقتصاد والفقه الإسلامي على تنقية المعاملات الاقتصادية الإسلامية من المصطلحات الوضعية التي تسيء إليه، وذلك باستخدام بدائلها المتوفرة في الفقه الإسلامي، أو استحداث مصطلحات تتفق والرؤية الاقتصادية الإسلامية، إذا لم يكن الفقه الإسلامي قد انطوى على ما يعبِّر به عن بعض المعاملات الحادثة.
[1] إرشاد العقل السليم لأبي السعود: 1/ 100، وينظر: تفسير الفخر الرازي: 1/ 423.
[2] ينظر: اللباب لابن عادل: 7/ 276.
[3] ينظر في الكلام عن مرجع الضمير في كل من: تفسير الآلوسي: 9/ 469، وتفسير الفخر الرازي: 9/ 294.
[4] تفسير الطبري: 17/ 79.
[5] ينظر: البحر المحيط لأبي حيان: 7/ 190.
[6] ومعلوم أن البصريين يعارضون جواز عطف الظاهر على الضمير المجرور إلا بإعادة حرف الجر وهو رأي فيه تكلف؛ لأن القرآن الكريم سلك ما يخالفه، فعطف على الضمير المجرور بدون إعادة حرف الجر في قوله - سبحانه -: {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 712]، وكذلك قراءة حمزة: تساءلون به والأرحام؛ بالجر، وفي الشعر العربي الكثير مما يؤيد الجواز.
وأما المعارضون فلهم في توجيه هذا الإعراب اتجاهات أخرى فقال الزجاج: «مَن» منصوب بفعل محذوف تقديره: وأعشنا من لستم أي: أمماً غيركم؛ لأنّ المعنى أعشناكم. وقيل: عطفاً على معايش أي: وجعلنا لكم من لستم له برازقين من العبيد والصناع».
[7] تفسر الطبري: 21/ 435.
[8] تفسير الفخر الرازي: 13/ 370.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 May 2010, 11:12 ص]ـ
كلام جميل يا دكتور أحمد
ولكن هناك بعض الأسئلة تحتاج إلى جواب منها:
ما هو تفسيرالأوضاع الاقتصادية الخانقة لبعض الشعوب من منظور إسلامي هل هي بسبب ما يسمى بـ" الندرة"؟
كيف ننظر إلى المجاعات التي تجتاح بعض البلدان والتوفيق بينها وبين مسألة تكفل الله بالرزق؟(/)
الكيد في سورة يوسف /أ. د. كريم الوائلي.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 May 2010, 04:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذا جزء من مقال:
الاخفاء والاظهار تأملات في سورة يوسف بقلم: للـ أ. د. كريم الوائلي.
أعجبني كثيرا، حيث يظهر لنا من خلاله شيء من ملامح صبر نبي الله يوسف عليه السلام وهو ينتقل من كيد إلى كيد كلما وجد من يحبه ويعطف عليه، ومع ذلك يتقي الله ويصبر ليحبه ربه ويصطفيه بفضله وكرمه.
الكيد
يعني الكيد في اللغة «الخبث والمكر ... والكيد الاحتيال والاجتهاد» بمعنى أنَّ الكيد إخفاء ما يضمر الإنسان للأخر من فعل، وينصرف الكيد أساساً إلى فعل الشر في الغالب، وأكد هذا المعنى المفسر الطاهر بن عاشور في قوله: إنَّ الكيد «يرادف المكر والحيلة ... إنَّ الكيد أخص من الاحتيال وما ذلك إلاّ لأنه غلب استعماله في الاحتيال على تحصيل ما لو اطلع عليه المكيد لاحترز منه فهو احتيال فيه مضرة ما على المفعول به» ومن ثم فإنَّ الكيد «فعل شيء في صورة غير المقصودة للتوصل إلى مقصود» وفي سورة يوسف ثلاثة انماط من الكيد، وهي على النحو التالي:
1 ـ الكيد الأول: كيد أخوة يوسف، وهو كيد شر.
2 ـ الكيد الثاني: كيد امرأة العزيز، وهو كيد شر.
3 ـ الكيد الثالث: كيد يوسف لاخوته، وهو كيد خير.
الكيد الأول:
ولاريب أنَّ لكل كيد دوافعه، وتكمن دوافع الكيد لدى أخوة يوسف في الوهم في الإحساس بالتمايز بين الأبناء، إذ توهم أخوة يوسف أنَّ يعقوب عليه السلام كان يمايز بينهم وبين يوسف وأخيه. قال تعالى: «إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ».
ولقد مر كيد أخوة يوسف بمراحل متعددة يكتنفها الإخفاء والإظهار على النحو التالي:
1 ـ التخطيط:
وفيه يخطط أخوة يوسف للتخلص من يوسف، ويظهر أنَّ قضية التخلص من يوسف يعد امراً مفروغاً منه، ولكنهم اختلفوا أول الأمر في الكيفية التي يتم فيها التخلص من يوسف، ثم استقر رأيهم بعد ذلك على قرار واحد.
إنَّ البدائل المطروحة للتخلص من يوسف تنحصر في:
1ـ قتل يوسف.
2 ـ طرحه ارضاً.
3 ـ إلقاؤه في غيابة الجب.
والهدف من ذلك تحقيق الغاية التي تزيل دوافع الكيد، وهي الانفراد بمحبة الأب. وصلاح حالهم في قوله تعالى «اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ» ويبدوا أنَّ أثر الدوافع كان قوياً وعنيفاً في نفوس أخوة يوسف، ومما يدل على ذلك البدائل المطروحة، القتل، والطرح في الأرض، ومن ثم الإلقاء في غياية الجب، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنَّ «القتل» كان البديل الأول المطروح.
وكان التركيب اللغوي يعبر عن حركية الحدث، إذ تتكون الآية الكريمة من مجموعة من الجمل الفعلية القصيرة المتلاحقة، «اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ».
2 ـ التنفيذ:
ويلحق التخطيط التنفيذ، وهو الاحتيال في استدراج يوسف إلى تنفيذ الكيد، ويتم ذلك عبر حلقين:
(أ) ما قبل الإلقاء في الجب:
ويشتمل على إظهار الحرص والمحبة والنصح ليوسف، وإضمار وإخفاء الحقد عليه قال تعالى: «قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ».
(ب) ما بعد الإلقاء في الجب:
ويشتمل على إظهار الحزن والبكاء على يوسف، وإخفاء السرور، قال تعالى «وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ».
3 ـ الاتهام:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشتمل كيد اخوة يوسف على اتهام الذئب بقتل يوسف، قال تعالى: «قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ».
4 ـ الدليل:
وهو القميص، الذي لطخه اخوة يوسف بدم كذب. «ووَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ».
إنَّ كيد أخوة يوسف يكتنفه الإخفاء والإظهار، فالتخطيط والتنفيذ والاتهام والتدليل كلها تمثل ظاهراً لا يمثل الحقيقة، وتحيل إلى باطن يمثل الحقيقة. التي تمثل الوجه الأخر، كما أنَّ إلقاء يوسف في الجب يشتمل في الوقت نفسه على إخفاء يوسف، غير أنَّ إخراج يوسف من الجب يمثل إظهارا، وكأنَّ حياة يوسف تمر بمراحل متعددة فما ان يخرج من كيد، حتى يدخل في كيد آخر. إخفاء وإظهار بكيفيات متعددة.
الإظهار = إخراج يوسف من الجب
وتتجلى مظاهر الإخفاء والإظهار على مستوى التركيب اللغوي على النحو التالي:
الخفي الظاهر
لا تأمنا تأمنا
غير ناصحين ناصحون
غير حافظين حافظون
غير غافلين غافلون
غير خاسرين خاسرون
غير صادقين صادقون
لا يكون يكون
غير صالحين صالحون
لا يخلو يخلو لكم وجه أبيكم
ومن الجدير بالذكر أنَّ الكيد وتنفيذه يقودان يوسف من مرحلة إلى أخرى، وكأنه ينتقل من كيد إلى كيد آخر.
الكيد الثاني:
أما الكيد الثاني فإنه يلتقي مع الكيد الأول في كونه كيد شر، وإذا كان اخوة يوسف قد خططوا للتخلص منه وابعاده عنهم، فإنَّ امرأة العزيز قد خططت هي الأخرى من أجل التواصل مع يوسف، كما أنَّ هذا الكيد تبعث على تحقيقه دوافع امرأة العزيز وهي دوافع الإعجاب والانبهار بشخصية يوسف وكمال جماله.
ويتم تحقيق الكيد وفق المراحل التالية:
1 ـ التخطيط:
بمعنى أنَّ امرأة العزيز قد خططت لتحقيق التواصل مع يوسف، ويدل على ذلك عملية التنفيذ التي عرض لها القرآن الكريم.
2 ـ التنفيذ:
إن تنفيذ الكيد الأول لا يشترط في تحقيقه رغبة الكائد والذي وقع عليه الكيد، ولذلك تمكن اخوة يوسف من إلقاء يوسف في الجب. أما مع امرأة العزيز فإنَّ تنفيذ الكيد لا يتحقق تماماً إلا بتوافق رغبة امرأة العزيز ورغبة يوسف عليه السلام. ولذلك كان الطرف الفاعل في هذه القضية المرأة، والذي يقع عليه الفعل هو يوسف، الذي يعيق تحقيق هذه الرغبة بالامتناع. قال تعالى: «وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ».
ويظهر أنَّ المراودة قد شابها قدر من امتلاك الأخر بالقهر، بدليل تخلص يوسف باستباقها إلى الباب «وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ».
3 ـ الاتهام:
وكما أنَّ كيد اخوة يوسف قد اشتمل على إزاحة التهمة عن الجاني إلى غيره، أي إزاحة تهمة الإخفاء من اخوة يوسف إلى الذئب، فإنَّ امرأة العزيز تزيح تهمة المراودة عن نفسها وتسقطها على يوسف نفسه، «قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
4 ـ الدليل:
لقد كان قميص يوسف عليه السلام دليلاً في كيد أخوة يوسف، حين لطخوا القميص بدم كذب، واتهموا الذئب في قتله، وفي هذا الكيد يتحول قميص يوسف المقدود إلى دليل براءة يوسف، وعلى الرغم من أنَّ قميص يوسف في الكيد الأول يستخدم دليلاً بالدم دون إشارة إلى تمزيقه، لأنَّ الآية القرآنية لم تعرض لتمزيق القميص، فإنَّ القميص في كيد امرأة العزيز يكون مقدوداً، ويتحدد تمزيقه من الخلف لتأكيد براءة يوسف. «قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ».
إنَّ كيد امرأة العزيز تكتنفه هو الأخر أبعاد الإخفاء والإظهار، فإنَّ التخطيط والتنفيذ والاتهام كلها تظهر شيئاً، وتخفي خلافه.
الإظهار: الشهادة ببراءة يوسف:ـ
ولقد تأكدت براءة يوسف من خلال ثلاثة طرق:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الشاهد الذي أرسى قواعد الاتهام والبراءة في الموقع الذي تحدد فيه تمزيق القميص، «وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ»
2 - العزيز نفسه الذي برأ يوسف حين رأى قميص يوسف مقدوداً من دبر. وأكد أنَّ هذا من كيدهن «فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ».
3 - لوحة تأكيد البراءة من خلال نسوة المدينة. واعتراف امرأة العزيز بمراودتها إياه وإصرارها على ذلك، وتكرارها «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ».
وإذا كانت براءة يوسف تحققت من خلال إظهار الحق .. فإنَّ يوسف يقع في إخفاء أخر وهو السجن، ولكنه يختلف عن إخفاء غيابة الجب، لأنَّ الإخفاء في غيابة الجب إجباري أُكره يوسف عليه، أما السجن فإنه إخفاء اختياري، كان أحب إليه من ارتكاب الكبيرة.
الكيد الثالث:
وتتجلى مظاهر الإخفاء والإظهار في كيد يوسف لاخوته، فلقد عرف يوسف أخوته وهم له منكرون، وكان لدى يوسف دافع خطط له ونفذه، وكان يهدف إلى رأب الصدع مع اخوته وان يحقق التواصل مع أسرته كاملة.ومر كيد يوسف بالمراحل التالية:
1 ـ التخطيط:
وتتجلى ملامح التخطيط من خلال مراحل التنفيذ.
2 ـ التنفيذ:
* المرحلة الأولى: منع الكيل، ومنع الكيل فيه إخفاء وإظهار، إذ اشترط يوسف أنَّ الكيل لا يتم إلا بحضور شقيقه، وقد تضمن ذلك إخفاء بضاعتهم في رحالهم.
* المرحلة الثانية: الاتهام بالسرقة، بعد أنْ دبر أمر وضع السقاية في رحل أخيه.
3 ـ الاتهام:
لقد اتهم يوسف اخوته بالسرقة «فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ».
4 ـ الدليل:
إخراج السقاية من رحل أخيه «فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ».
5 ـ الإخفاء:
استرقاق أخيه، وهو ظاهر له باطن. لأنَّ العبودية لم تتحقق، اصلاً ليقود الإخفاء هنا إلى إظهار.
تأملات في أنماط الكيد:
إنَّ يعقوب وأسرته يعيشان في البادية «وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ» وتتحدث الآيات القرآنية الكريمة عن مكان عيش هذه الأسرة وتتجلى في ملامح عديدة منها قوله تعالى:
«يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ» ويرتع له دلالته الرعوية التي تحدد ملامح السكنى في البادية، إضافة إلى البئر الذي القي فيه يوسف، ويمكن أنْ نضيف إلى ذلك أنَّ الرؤيا كانت تتنفس في المناخ نفسه، لأنَّ البادية مكان مفتوح وممتد، ومن هنا كان للذئب دور في الاتهام، كما أنَّ مظاهر الكون تتجلى بشكل أكثر وضوحا والتصاقا من المدينة، ولذلك كانت رؤيا يوسف ذات طبيعة كونية، كواكب وشمس وقمر. ومن الجدير بالذكر أنَّ مجتمع البادية يتجلى التفاضل على أتساس الكم «ونحن عصبة» كما تتجلى فيه بعض ملامح القوة والقسوة، لدرجة تذكر بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من بدا جفا، ولذلك كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
بدائل التخلص من يوسف: القتل والطرح في الأرض، أو الإلقاء في الجب، وكان البديل الأول هو القتل، فضلا عن دال تلطيخ قميص يوسف بدم كذب.
أما الكيد الثاني فإنه يقع في المدينة، فامرأة العزيز تسكن المدينة، وللمدينة ملامحها في السكنى، وفي العلاقات الاجتماعية مع نساء أخريات «نسوة المدينة» وأول ما يبده الذهن أنَّ التفاضل في المدينة بخلاف البادية يتأسس على العقل والفعل، وأن مجتمع المدينة يتحدد وجوده بمساحات محدودة، وأبواب تغلق، وينتقل فيه الكيد من الفعل الإنساني القائم على الحدة والقسوة في الايثار ـ كما هو الحال مع أخوة يوسف ـ إلى الاحتيال والتخطيط المسبق في تحقيق التواصل العاطفي ـ حال امرأة العزيز ـ وإذا كان الكيد الأول يتنفس في مكان مفتوح على الطبيعة، تتجلى فيه المفردات الدالة عليها ويتأسس على: القتل والطرح أرضا أو الإلقاء في الجب، فإنَّ الكيدين الثاني والثالث يتنفسان في مناخ المدينة، ومن ثم فإنَّ طبيعة الكيدين تقودان إلى السجن حقيقة والاسترقاق ظاهرا، أي سجن يوسف، واسترقاق يوسف لأخيه في ظاهر الأمر.
إنَّ أنماط الكيد المتعددة تمتد من حيث حدوثها زمنياً امتداداً أفقياً:
كيد أخوة يوسف كيد امرأة العزيز كيد يوسف لأخوته
ويمثل كل كيد مرحلة مهمة من حياة يوسف، إذ يمثل الموقع المكاني والزماني لكيد أخوة يوسف المرحلة الأولى من حياته وسط أسرته وأهله، وبالخروج من هذا الكيد يقوده إلى الوقوع في كيد آخر يكتنفه موقع مكاني وزماني آخر في بيت العزيز وكيد امرأته.ولما كان الكيد الأول قد أوقع يوسف في الجب فإنَّ الكيد الثاني قد أوقع يوسف في السجن.
أما الكيد الثالث فإنه يمثل مرحلة أخرى تمثل امتلاك يوسف سلطة واحتلاله مكانة ويختلف الكيد هنا، فبعد أن كان الكيدان الأول والثاني يمثلان الشر ويدفعان إلى التفريق لا التجميع فإنَّ الكيد الثالث إنما هو خير، ويبعث إلى التجميع.
إنَّ الكيد بأنواعه الثلاثة يشترك في خصائص متكررة، وهي:
وتمثل شخصية يوسف محوراً مركزياً ترتكز عليه مقومات الكيد، منفعلاً في الكيدين الأول والثاني، وفاعلاً في الكيد الثالث، ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك جماعة تسهم في فعل الكيد أو تتحدث عنه أو تؤثر أو تتأثر به، ففي الكيدين الأول والثالث يمثل أخوة يوسف طرفاً أساسياً في الكيد فاعلين أو منفعلين، وهم عصبة، جماعة ذكور وعلاقتهم بيوسف علاقة قرابة، أما في الكيد الثاني فإنَّ الجماعة تتمثل في جماعة إناث
«نسوة المدينة» ولا تربطهن بيوسف علاقة قرابة.
ويمثل الدم عنصرا جوهرياً وأساسياً في الكيدين الأول والثاني، إذ يستخدم الدم ـ في الكيد الأول ـ وسيلة إيهام في تلطيخ قميص يوسف، ويؤدي هذا الدور أخوة يوسف، غير أنَّ الدم يتأتي ـ في الكيد الثاني ـ بسبب انبهار نسوة المدينة من جمال يوسف، فيقطعن أيديهن، إنَّ الدم الذي لطخ به قميص يوسف كان دماً كذباً، وكان وسيلة للإيهام، أما دماء نسوة المدينة فهو دم حقيقي جاء نتيجة فعل انبهاري بسبب جمال يوسف.
بقي أن أشير إلى أنَّ هناك علاقة إزاحة وإحلال في الكيدين الأول والثاني، على النحو التالي:
* إزاحة يوسف وإحلال الاخوة أنفسهم محله وسبب الإزاحة الحسد والغيرة، ويعمد أخوة يوسف لتحقيق الإزاحة والإحلال بالمحرم «القتل / من الكبائر».
* إزاحة امرأة العزيز زوجها وإحلال يوسف محله، سبب الإزاحة الفتنة بالجمال وتسعى امرأة العزيز لتحقيق الإزاحة والإحلال بالمحرم «الزنا / من الكبائر» ...
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-51668.html
تعريف:الأستاذ الدكتور: كريم الوائلي
• ناقد وأستاذ جامعي عراقي.
• عمل في الجامعات العراقية والعربية.
• الشهادات الحاصل عليها:
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، من قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1975، بتقدير: ممتاز.
• ماجستير في النقد الأدبي الحديث، من قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1982، بتقدير: ممتاز.
• دكتوراه في النقد الأدبي القديم، من قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1987، بتقدير ممتاز، بمرتبة: الشرف الأولى.
دبلوم عال في علم الاجتماع من معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية، 1987 بتقدير ممتاز.
• له من الكتب:
• المواقف النقدية،قراءة في نقد القصة القصيرة في العراق.
• الخطاب النقدي عند المعتزلة.
• الشعر الجاهلي، قضاياه وظواهره الفنية،
• النمط والمرآة، قراءة في أدب صدر الإسلام
• مصادر نقد القصة القصيرة والرواية في العراق / وثائق وبيبلوغرافيا
• مرايا وينابيع، قراءة في التراث والحداثة.
•التشكيلان الايقاعي والمكاني في القصيدة العربية.
• له عدد من الدراسات، منها:
• إبداع القصيدة بين اللغتين المعيارية والفنية في التراث النقدي، مجلة الثقافية، اليمن،العدد: 191، 2003.
• الحداثة / اللاحداثة، مجلة الفصول الأربعة، العدد 93، 2000.
• فناء في سجون الغربة، تحليل نقدي لنص شعري حديث، مجلة الموسم، العدد: 6،1990.
• كيف نقرأ التراث النقدي، ضياع القارئ بين شكلية الماضي وحداثية الآخر، مجلة الثقافية، اليمن،العدد: 189، 2003.
• ماهية الشعر في التراث النقدي، الخصائص الشكلية والنوعية، مجلة الثقافية، اليمن،العدد: 197، 2003.
• ماهية النص، مجلة شؤون إسلامية (لندن) العدد 3 ـ 2000.
Karim_waili@yahoo.com (Karim_waili@yahoo.com)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[26 May 2010, 06:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم(/)
هاروت وماروت هل هما ملكان ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 May 2010, 05:25 م]ـ
التحقيق في هاروت وماروت هل هما ملكان؟
إذا كان هذا بحث من قبل فيا ليت أحد الإخوة يتحفنا بالرابط.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2010, 05:58 م]ـ
التحقيق في قصة هاروت وماروت ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=2505#post2505)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 May 2010, 06:09 م]ـ
هل هاروت وماروت ملكين من السماء أم ملكين من الارض؟
يقول الله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) [سورة البقرة: الآيات 102 الى 103]
نبذ اليهود كتاب اللّه، واتبع فريق من أحبارهم وعلمائهم الذين نبذوا التوراة، السحر والشعوذة في زمن ملك سليمان، لأن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء، ويضمون إليه أكاذيب، ثم يلقنونها الكهنة، فيعلمونها الناس، ويقولون: إن هذا علم سليمان، وقام ملك سليمان بهذا. فرد اللّه عليهم بأن سليمان ما فعل ذلك، وما عمل سليمان بالسحر، ولكن الشياطين هم الذين كفروا باتباع السحر وتدوينه وتعليمه الناس على وجه الإضرار والإغواء، ونسبته إلى سليمان على وجه الكذب وجحد نبوته، ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل، وهما هاروت وماروت: وهما بشران صالحان قانتان، أطلق الناس عليهما ملكين من باب الشبه. وقرأ الحسن البصري: الملكين- بكسر اللام تشبيها بالملوك في الخلق وسماع الكلمة.
وكان هذان الملكان يعلمان الناس السحر الذي كثرت فنونه الغريبة في عصرهم، ليتمكنوا من التمييز بينه وبين المعجزة، ويعرفوا أن الذين يدّعون النبوة من السحرة كذبا إنما هم سحرة، لا أنبياء. وقد كان تعلمهما السحر بالإلهام دون معلم، وهو المقصود بالإنزال، والذي أنزل عليهما كان من جنس السحر، لا عينه.
ولكن هذين الملكين اتبعا في تعليم السحر سبيل الإنذار والتحذير، فلا يعلمان أحدا من الناس، حتى يقولا له: إنما نحن ابتلاء واختبار من اللّه عزوجل، فلا تعمل بالسحر ولا تعتقد تأثيره، وإلا كنت كافرا، أما إذا تعلمته لتعلمه فقط دون اعتقاد بحقيقته ولا تأثير له ولا عمل به، فلا ضرر، وكانا يقولان ذلك حفاظا على حسن اعتقاد الناس فيهما.
فتعلم الناس من الملكين ما يفرّق به بين المرء وزوجه، أو ما هو تمويه من حيلة أو نفث في العقد أو تأثير نفس وغير ذلك من وسائل التفريق غالبا.
والمعنى في عطف وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ على قوله يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ أن اليهود اتخذوا السحر من الملكين لا على الوجه المراد من توقي الناس وتحذيرهم، وقد ألهما فنون السحر ليعلّما الناس حيل السحرة وخدعهم.
والسحر في الحقيقة لا يؤثر بطبعه ولا بقوة ذاتية فيه، فلا يحدث الضرر منه إلا بأمر اللّه وإرادته، فهو مجرد سبب ظاهري فقط، وإذا أصيب إنسان بضرر بعمل من أعمال السحرة، فإنما ذلك بإذن اللّه تعالى، وما السحر حينئذ إلا وسيلة أو سبب قد يرتبط المسبب أو النتيجة به، إذا شاء اللّه، فهو الذي يوجد المسببات حين حصول الأسباب، قال الحسن البصري: من شاء اللّه منعه، فلا يضره السحر، ومن شاء خلى بينه وبينه فضره.
ومن تعلم السحر وعمل به فإنه يتعلم ما يضره ولا ينفعه، لأنه كان سببا في إضرار الناس ولأنه قصد الشر، فيكرهه الناس لإيذائه، ويعاقبه اللّه في الآخرة لإضراره غيره، وإفساده المصالح، وكل عامل يجزى بما عمل.
وتا للّه لقد علم اليهود بأن من ترك كتاب اللّه وأهمل أصول الدين وأحكام الشريعة التي تسعد في الدارين، واستبدل به كتب السحر، ما له في الآخرة إلا العذاب الأليم، لأنه قد خالف حكم التوراة التي حظرت تعلم السحر، وجعلت عقوبة من اتبع الجن والشياطين والكهان كعقوبة عابد الأوثان.
هذا والله تعالى أعلم
http://muntada.islamtoday.net/islam-s/images/buttons/quote.gif (http://muntada.islamtoday.net/newreply.php?do=newreply&p=813670)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[27 May 2010, 12:47 ص]ـ
الأخ الفاضل: إبراهيم الحسني جزاك الله وأحسن إليك
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19660(/)
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 May 2010, 09:23 م]ـ
الصواع هو المكوك (وحدة كيل عراقية)
يقول الله تعالى في سورة يوسف:
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {صواع الملك} قال: شيء يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {صواع الملك} قال: الصواع الكأس الذي يشرب فيه، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول: له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق.
وَأخرَج ابن جرير، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال: هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال: كان من فضة.
والمكوك وحدة كيل عراقيّة على الراجح وقد ورد هذا المكيال في حديث صحيح رواه مسلم:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ.
- وفي رواية:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.
أخرجه أحمد 3/ 112 ورواه "مسلم" في صحيحه
والمكوك بفتح الميم وتشديد الكاف الأولى مضمومة، مكيال لأهل العراق يسع صاعأَ ونصف صاع بالمدنى، ويجمَع بمكاكيك ومكاكى، وهو بمعنى قوله فى الحديث نفسه من الرواية الاخرى: (يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد وقيل أنه يسع المد المعروف عند أهل فارس والعراق.قال ابن الأثير: المكوك المد وقيل الصاع وقال أيضا المكوك اسم للمكيال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد ويجمع على مكاكي بإبدال الياء بالكاف الاخيرة.
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[27 May 2010, 01:07 ص]ـ
جزيت خيرأ
ونورك ربك كما نورتنا من هذه الفائدة
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 May 2010, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان:-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ?لسِّقَايَةَ .... "
"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ?لْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ...... "
" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ?سْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ ...... "
لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع؟!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 10:12 ص]ـ
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان:-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ?لسِّقَايَةَ .... "
"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ?لْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ...... "
" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ?سْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ ...... "
لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع؟!
بارك الله بك على هذا السؤال الوجيه
والجواب والله أعلم إن كلمة سقاية كلمة عامة تعني أي مكيال. والصواع كلمة خاصة بمكيال معين وهو ما يشبه المكوك كما قال أهل العلم. وإذا كان لديكم قول آخر أتحفونا به مأجورين. وبارك الله بكم
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[05 Jul 2010, 01:25 ص]ـ
بارك الله بك على هذا السؤال الوجيه
والجواب والله أعلم إن كلمة سقاية كلمة عامة تعني أي مكيال. والصواع كلمة خاصة بمكيال معين وهو ما يشبه المكوك كما قال أهل العلم. وإذا كان لديكم قول آخر أتحفونا به مأجورين. وبارك الله بكم
جاء في لسان العرب ما يلي:
المِسْقاة والمَسْقاة والسقاية: موضعُ السَّقْي.
وفي حديث عثمان: أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقاتَهُ؛ المَسْقاةُ، بالفتح: موضع الشُّرْب، وقيل: هو بالكسر آلةُ الشُّرْب، والميم زائدة؛
فيمكن ان نقول ان السقاية كلمة يراد بها الآلة التي تستخدم للسقي او الشرب وهي ذاتها الصاع الذي يكال به (وقد ذكر هذا في أول مشاركة)
والسقاية:الإناءُ يُسْقى به.
وقال ثعلب: هو الصاع والصُّواع بعينه.
والسقاية الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشَّراب في المواسم وغيرها.
والسقاية في القرآن: الصُّواع الذي كان يَشْرَب فيه الملِك، وهو قوله تعالى: فلما جَهَّزَهم بجَهازِهم جَعل السِّقاية في رَحْل أَخيه، وكان إناءً من فِضَّةٍ كانوا يَكيلون الطعام به.
وسِقاية الحاجِّ: سَقْيُهم الشراب.
وفي حديث معاوية. أَنه باعَ سِقايةً من ذهب بأَكثر من وزْنِها؛ السقاية: إناءٌ يُشرب فيه.
أما الصواع ..
الصُّواعُ و الصِّواع والصَّوْعُ والصُّوعُ، كله: إِناء يشرب فيه.
وفي التنزيل: قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الملِك؛ قال: هو الإِناء الذي كان الملك يشرب منه.
وقال سعيد بن جبير في قوله صُواعَ الملك، قال: هو المَكُّوكُ الفارسي الذي يلتقي طرَفاه، وقال الحسن: الصواع والسِّقايةُ شيء واحد، وقد قيل: إِنه كان من وَرِق فكان يُكالُ به، وربما شربوا به.
وأَما قوله تعالى: ثم استخرجها من وِعاء أَخيه، فإِنّ الضمير رجع إِلى السقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه، وقال الزجاج: هو يذكر ويؤنث،
فنخلص إلى أن الصواع هو السقاية ولهما نفس الاستخدام إلا أن القرآن ذكرها باللفظين كليهما لسبب علمه من علمه وجهله من جهله وهذا من أسرار الإعجاز القرآني ..
فسبحان الله
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Jul 2010, 07:18 ص]ـ
محاورة لطيفة وأجوبة جميلة ..
بارك الله فيكم جميعا.
فنخلص إلى أن الصواع هو السقاية ولهما نفس الاستخدام إلا أن القرآن ذكرها باللفظين كليهما لسبب علمه من علمه وجهله من جهله وهذا من أسرار الإعجاز القرآني
قال ابن عاشور:
" والسقاية: إناء كبير يسقى به الماء والخمر. والصواع: لغة في الصاع، وهو وعاء للكيل يقدر بوزن رطل وربع أو وثلث. وكانوا يشربون الخمر بالمقدار، يقدر كل شارب لنفسه ما اعتاد أنه لا يصرعه، ويجعلون آنية الخمر مقدرة بمقادير مختلفة، فيقول الشارب للساقي: رطلا أو صاعا أو نحو ذلك. فتسمية هذا الإناء سقاية وتسميته صواعا جارية على ذلك " ا. ه. التحرير والتنوير: 12/ 96
وأَما قوله تعالى: ثم استخرجها من وِعاء أَخيه، فإِنّ الضمير رجع إِلى السقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه، وقال الزجاج: هو يذكر ويؤنث
قال ابن عاشور:
" هذا التأنيث في تمام الرشاقة إذ كانت الحقيقة أنها سقاية جعلت صواعا. فهو كرد العجز على الصدر " ا. ه. التحرير والتنوير: 12/ 99
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[24 Oct 2010, 04:15 م]ـ
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان:-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ?لسِّقَايَةَ .... "
"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ?لْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ...... "
" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ?سْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ ...... "
لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع؟!
محاولة في معرفة سبب ذكر اللفظين بدلاً من لفظ واحد:
{فلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم جَعَلَ السِّقايَةَ في رَحلِ أَخيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العيرُ إِنَّكُم لَسارِقونَ ?70?}
المتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى ... فإنه يخبرنا بما حدث.
{قالوا وَأَقبَلوا عَلَيهِم ماذا تَفقِدونَ ?71? قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ ?72?}
أما المتكلم هنا فهو المنادي ومن كان بحضرته (أي حاشية الملك الذين اكتشفوا السرقة) ... فكان مناسباً أن يحددوا بالضبط ما الذي سرق. فهو ليس أية "سقاية" بل "صواع" ذو وزن محدد. وليس صواع عادي، بل "صواع الملك".
فإذا دخلت المسجد وسرق حذاؤك. تقول للشرطي: سرقت جزمة طويلة الرقبة ذات لون بني غامق.
أما إذا قصصت القصة على أصدقائك يوماً ما فإنك تقول لهم: دخلت المسجد يوماً فسرق حذائي.
هذا ما جال في خاطري والله أعلم.
ـ[علي يحي صالح]ــــــــ[24 Oct 2010, 04:41 م]ـ
جزيتم كل الخير على الفوائد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Oct 2010, 06:38 م]ـ
محاولة في معرفة سبب ذكر اللفظين بدلاً من لفظ واحد:
{فلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم جَعَلَ السِّقايَةَ في رَحلِ أَخيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العيرُ إِنَّكُم لَسارِقونَ ?70?}
المتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى ... فإنه يخبرنا بما حدث.
{قالوا وَأَقبَلوا عَلَيهِم ماذا تَفقِدونَ ?71? قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ ?72?}
أما المتكلم هنا فهو المنادي ومن كان بحضرته (أي حاشية الملك الذين اكتشفوا السرقة) ... فكان مناسباً أن يحددوا بالضبط ما الذي سرق. فهو ليس أية "سقاية" بل "صواع" ذو وزن محدد. وليس صواع عادي، بل "صواع الملك".
فإذا دخلت المسجد وسرق حذاؤك. تقول للشرطي: سرقت جزمة طويلة الرقبة ذات لون بني غامق.
أما إذا قصصت القصة على أصدقائك يوماً ما فإنك تقول لهم: دخلت المسجد يوماً فسرق حذائي.
هذا ما جال في خاطري والله أعلم.
وهذا ما قلته في البداية أخي الفاضل أن السقاية مكيال عام. والصواع مكيال خاص يشبه المكوك سعة وشكلاً.(/)
نموذج من ترجيج ابن كثير مخالفا الإمام الطبري
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[27 May 2010, 12:01 ص]ـ
يقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة114
سأسوق هنا نموذجا من الترجيح لدى ابن كثير مخالفا فيه الإمام الطبري:
يقول ابن كثير:
[اختلف المفسرون في المراد من الذين منعوا مساجد الله وسعوا في خرابها، على قولين:
(أحدهما) ما رواه العوفي في تفسيره عن ابن عباس، في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ?سْمُهُ} قال: هم النصارى. وقال مجاهد: هم النصارى، كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ}. قال: هو بختنصر وأصحابه، خرب بيت المقدس، وأعانه على ذلك النصارى. وقال سعيد عن قتادة، قال: أولئك أعداء الله النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس. وقال السدي: كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس، حتى خربه، وأمر أن تطرح فيه الجيف، وإنما أعانه الروم على خرابه، من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا، وروي نحوه عن الحسن البصري،
(القول الثاني)، ما رواه ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ?سْمُهُ وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ}، قال: هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وبين أن يدخل مكة، حتى نحر هديه بذي طوى، وهادنهم، وقال لهم: " ما كان أحد يصد عن هذا البيت، وقد كان الرجل، يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده " فقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر، وفينا باق.
وفي قوله: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ} قال: إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن سلمة قال: قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس، أن قريشاً منعوا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل الله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ?سْمُهُ}]
و قد علق ابن كثير على ذلك بقوله:
[ثم اختار ابن جرير القول الأول، واحتج بأن قريشاً لم تسعَ في خراب الكعبة، وأما الروم، فسعوا في تخريب بيت المقدس]
ترجيح ابن كثير والرد على الإمام الطبري:
[(قلت): والذي يظهر، والله أعلم، القول الثاني كما قاله ابن زيد. وروي عن ابن عباس.]
ساق ابن كثير ثلاثة أدلة لتعزيز ترجيحه للقول الثاني:
1 - [لأن النصارى إذا منعت اليهود الصلاة في البيت المقدس، كان دينهم أقوم من دين اليهود، وكانوا أقرب منهم، ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولاً إذ ذاك، لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
2 - [وأيضاً فإنه تعالى، لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى، شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة، ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام.
3 - [وأما اعتماده على أن قريشاً لم تسعَ في خراب الكعبة، فأي خراب أعظم مما فعلوا؟ أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم، كما قال تعالى:
{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ?للَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَمَا كَانُو?اْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ?لْمُتَّقُونَ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34]،
وقال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَـ?هِدِينَ عَلَى? أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُوْلَـ?ئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَـ?لُهُمْ وَفِى ?لنَّارِ هُمْ خَـ?لِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءاتَى? ?لزَّكَو?ةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ?للَّهَ فَعَسَى? أُوْلَـ?ئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ?لْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 17 ـ 18]
وقال تعالى:
{هُمُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَ?لْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ?للَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح:25]
فقال تعالى:
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـ?جِدَ ?للَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءاتَى? ?لزَّكَو?ةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ?للَّهَ} [التوبة: 18]،
فإذا كان من هو كذلك مطروداً منها، مصدوداً عنها، فأي خراب لها أعظم من ذلك؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط، إنما عمارتها بذكر الله فيها، وإقامة شرعه فيها، ورفعها عن الدنس والشرك.]
ملاحظة:
هناك عامل إضافي داعم للقول الثاني وذلك من تفسيرالإمام الطبري للآية 2 من سورة الحشر حيث يقول:
[وقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بأيْدِيهِمْ وأيْدِي المُؤْمِنِينَ} يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} بني النضير من اليهود، وأنهم يخربون مساكنهم، وذلك أنهم كانوا ينظرون إلى الخشبة فيما ذُكر في منازلهم مما يستحسنونه، أو العمود أو الباب، فينزعون ذلك منها بأيديهم وأيدي المؤمنين.]
[واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والمدينة والعراق سوى أبي عمرو: {يُخْرِبُونَ} بتخفيف الراء، بمعنى يخرجون منها ويتركونها معطلة خراباً، وكان أبو عمرو يقرأ ذلك «يخرّبون» بالتشديد في الراء بمعنى يهدّمون بيوتهم. وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري أنهما كانا يقرآن ذلك نحو قراءة أبي عمرو. وكان أبو عمرو فيما ذكر عنه يزعم أنه إنما اختار التشديد في الراء لما ذكرت من أن الإخراب: إنما هو ترك ذلك خراباً بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم، فيرتحلواعنها، ولكنهم خربوها بالنقض والهدم، وذلك لا يكون فيما قال إلا بالتشديد.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالتخفيف لإجماع الحجة من القراء عليه وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يقول التخريب والإخراب بمعنى واحد وانما ذلك في اختلاف اللفظ لا اختلاف في المعنى]
مجمل القول أن هناك قراءتين: الأولى بالتخفيف والثانية بالتشديد، وأن الجمع بينهما يعطينا: معنيين:
الأول: الإخراب: وهو المنازل خرابا بغير ساكن
الثاني: التخريب: وهو النقض والهدم
زيادة على ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى.
مما سبق يتبين أن الإخراب ليس هو التخريب وهذا يدعم القول السابق: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ} قال: إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وليس تخريب بيت المقدس كما جاء في القول الأول.
والله أعلم
ـ[ياسين مبشيش]ــــــــ[27 May 2010, 01:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم شكر الله لكم على هذا الموضوع القيم، وأرجو إفادتي بتوضيح لكلامكم الأخير "ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى."فيما يخص قضية الترادف في القرآن، وجزاكم الله خيرا.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2010, 07:55 ص]ـ
أحسن الله إليكم وهذه مشاركتي لكم في التفكير في القضية، ونبدأ على اسم الله باقتباس كلام ابن جرير كاملا
[
القول في تأويل قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو جعفر: قد دللنا فيما مضى قبل على أن تأويل الظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وتأويل قوله: (ومن أظلم)، وأي امرئ أشد تعديا وجراءة على الله وخلافا لأمره، من امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟
* * *
و " المساجد " جمع مسجد: وهو كل موضع عبد الله فيه. وقد بينا معنى السجود فيما مضى. فمعنى " المسجد ": الموضع الذي يسجد لله فيه، كما يقال للموضع الذي يجلس فيه: " المجلس "، وللموضع الذي ينزل فيه: " منزل "، ثم يجمع: " منازل ومجالس " نظير مسجد ومساجد. وقد حكي سماعا من بعض العرب " مساجد " في واحد المساجد، وذلك كالخطأ من قائله.
* * *
وأما قوله: (أن يذكر فيها اسمه)، فإن فيه وجهين من التأويل. أحدهما: أن يكون معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله من أن يذكر فيها اسمه، فتكون " أن " حينئذ نصبا من قول بعض أهل العربية بفقد الخافض، وتعلق الفعل بها.
والوجه الآخر: أن يكون معناه: ومن أظلم ممن منع أن يذكر اسم الله في مساجده، فتكون " أن " حينئذ في موضع نصب، تكريرا على موضع المساجد وردا عليه.
* * *
وأما قوله: (وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)، فإن معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وممن سعى في خراب مساجد الله. فـ " سعى " إذًا عطف على " منع ".
* * *
فإن قال قائل: ومن الذي عنى بقوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)؟ وأي المساجد هي؟
قيل: إن أهل التأويل في ذلك مختلفون، فقال بعضهم: الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه هم النصارى، والمسجد بيت المقدس.
* ذكر من قال ذلك:
1820 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)، أنهم النصارى.
1821 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه.
1822 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
* * *
وقال آخرون: هو بُخْتَنَصَّر وجنده ومن أعانهم من النصارى، والمسجد: مسجد بيت المقدس.
* ذكر من قال ذلك:-
1823 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)، الآية، أولئك أعداء الله النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس.
1824 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، قال: هو بختنصر وأصحابه، خرب بيت المقدس، وأعانه على ذلك النصارى.
1825 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، قال: الروم، كانوا ظاهروا بختنصر على خراب بيت المقدس، حتى خربه، وأمر به أن تطرح فيه الجيف، وإنما أعانه الروم على خرابه، من أجل أن بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريا.
* * *
وقال آخرون: بلى عنى الله عز وجل بهذه الآية مشركي قريش، إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام.
* ذكر من قال ذلك:
1826 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال، حدثنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، قال: هؤلاء المشركون، حين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخل مكة حتى نحر هديه بذي طوى وهادنهم، وقال لهم: " ما كان أحد يرد عن هذا البيت، وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فما يصده، وقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر وفينا باق!
وفي قوله: (وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) قال: إذْ قطعوا من يعمرها بذكره، ويأتيها للحج والعمرة.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات التي ذكرتها بتأويل الآية قول من قال: عنى الله عز وجل بقوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) النصارى. وذلك أنهم هم الذين سعوا في خراب بيت المقدس، وأعانوا بختنصر على ذلك، ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه بعد منصرف بختنصر عنهم إلى بلاده.
والدليل على صحة ما قلنا في ذلك، قيام الحجة بأن لا قول في معنى هذه الآية إلا أحد الأقوال الثلاثة التي ذكرناها، وأن لا مسجد عنى الله عز وجل بقوله: (وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)، إلا أحد المسجدين، إما مسجد بيت المقدس، وإما المسجد الحرام. وإذ كان ذلك كذلك = وكان معلوما أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام، وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصلاة فيه = صح وثبت أن الذين وصفهم الله عز وجل بالسعي في خراب مساجده، غير الذين وصفهم الله بعمارتها. إذ كان مشركو قريش بنوا المسجد الحرام في الجاهلية، وبعمارته كان افتخارهم، وإن كان بعض أفعالهم فيه، كان منهم على غير الوجه الذي يرضاه الله منهم.
وأخرى، أن الآية التي قبل قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)، مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم، والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم، ولم يجر لقريش ولا لمشركي العرب ذكر، ولا للمسجد الحرام قبلها، فيوجه الخبر - بقول الله عز وجل: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) - إليهم وإلى المسجد الحرام.
وإذْ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بالآية أن يوجه تأويلها إليه، وهو ما كان نظير قصة الآية قبلها والآية بعدها، إذ كان خبرها لخبرهما نظيرا وشكلا إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها بخلاف ذلك، وإن اتفقت قصصها فاشتبهت.
فإن ظن ظان أن ما قلنا في ذلك ليس كذلك، إذْ كان المسلمون لم يلزمهم قط فرض الصلاة في [المسجد المقدس، فمنعوا من الصلاة فيه فيلجئون] توجيه قوله (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) إلى أنه معني به مسجد بيت المقدس - فقد أخطأ فيما ظن من ذلك. وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل، وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد. وإن كان قد دل بعموم قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)، أن كل مانع مصليا في مسجد لله، فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا-، وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين.
]
قلتُ ومما تقدم يتبين أن المسألة تحتاج توضيحا وترجيحا، وهذه محاولة لذلك، لكن على متناولها أن يأخذ أمورا بالحسبان
- ميل ابن جرير الى السياق وميل ابن كثير الى المنطق اكثر
- ردّ ابن جرير على أصحاب القول الذي نصره ابن كثير فيما بعد بأنه يخالف السياق، هل يسلم له؟
- كلاهما وقع في خطأ تاريخي لأن بختنصر قبل قيام النصرانية بستة قرون، وسببه إطلاق اسم النصارى على الروم
دون تفريق بين روما قبل انتشار المسيحية فيها وبين روما الوثنية.
- التأمل في السياق يرينا وجود استطراد أو ربط بين أهل الكتاب والمشركين سأعلمه بالأحمر
ليتبين أن احتجاج أبي جعفر بالسياق وهو أقوى حجة لكنه لم يُستخدم على وجهه
ولنتأمل في الآيات ونلاحظ المعلم بالأحمر
?107? أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى? مِن قَبْلُ ? وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ?108? وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ? فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى? يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ? إِنَّ اللَّهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?109? وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ? وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ? إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?110? وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى? ? تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ? قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ?111? بَلَى? مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ?112? وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى? عَلَى? شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى? لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى? شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ? كَذَ?لِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ? فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ?113? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى? فِي خَرَابِهَا ? أُولَـ?ئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ? لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ?114? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?115? وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ? سُبْحَانَهُ ? بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ?116? بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? وَإِذَا قَضَى? أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?117? وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ? كَذَ?لِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ? تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ? قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?118? إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ? وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ?119?
نلاحظ أن الذين لا يعلمون هم المشركون مما يجعل السياق ينتصر للقول الذي نصره ابن كثير
ونلاحظ أن فأينما تولوا فثم وجه الله إشاره إلى ما سيرد بعد صفحتين في المصحف من امر تحويل القبلة
(
وَكَذَ?لِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى? عَقِبَيْهِ ? وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ?143? قَدْ نَرَى? تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ? فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ? فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ? وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ? وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ?144? وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ? وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ? وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ? وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ? إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ?145?)
نتبين أن السياق العام يتحدث حقا عن اليهود والنصارى ولكن الآية موضوع التفسير قد فتحت نافذة لإدخال المشركين (الذين لا يعلمون)، لأن الآيات قد نزلت والجماعة المؤمنة تواجه القضايا الآتية
- الصراع مع اليهود فكريا وسياسيا بعد الهجرة
- العداء للمشركين لأن الهجرة وإن كانت من جانب بناء لدولة الإسلام فهي من الجاتب الآخر طرد للمسلمين من مكة
ومنع لمساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وإخرابها بصد أهل التوحيد عنها وملئها بالأوثان.
- تبيين السبب الديني والفكري والضرورة الآنية في حينها لتحويل القبلة التي ليست غاية في ذاتها فلله المشرق والمغرب وأينما تولوا فثم وجه الله.
نتبين إذن أن النص
[وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى? عَلَى? شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى? لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى? شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ? كَذَ?لِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ? فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ?113? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى? فِي خَرَابِهَا ? أُولَـ?ئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ? لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ?114? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?115? وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ? سُبْحَانَهُ ? بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ?116? بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? وَإِذَا قَضَى? أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?117? وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ? كَذَ?لِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ? تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ? قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?118? إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ? وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ?119?]
هو سياق داخل سياق لأنه حديث عن المشركين داخل الحديث عن أهل الكتاب للربط بينهما في الضلال والظلم وليبين المفاصلة والاستقلال عنهما كليهما. وستأتي قصة إبراهيم عما قليل لتبيين الشرعية الفكرية والاجتماعية للدعوة الجديدة وأنها عودة إلى الأصل الذي يحترمه ويعتزي إليه كل من الخصمين وبالتالي زعزعة الجذور. فإبراهيم هو أصل العرب وبني إسماعيل نسبًا وحَجّا (دينا) وأصل دين اليهود ونسبهم. فتبين علاقة السياقين بالسياق العام للدعوة الإسلامية.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2010, 08:25 ص]ـ
ثانيا مناقشة الملاحظة
ملاحظة:
هناك عامل إضافي داعم للقول الثاني وذلك من تفسيرالإمام الطبري للآية 2 من سورة الحشر حيث يقول:
[وقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بأيْدِيهِمْ وأيْدِي المُؤْمِنِينَ} يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} بني النضير من اليهود، وأنهم يخربون مساكنهم، وذلك أنهم كانوا ينظرون إلى الخشبة فيما ذُكر في منازلهم مما يستحسنونه، أو العمود أو الباب، فينزعون ذلك منها بأيديهم وأيدي المؤمنين.]
[واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والمدينة والعراق سوى أبي عمرو: {يُخْرِبُونَ} بتخفيف الراء، بمعنى يخرجون منها ويتركونها معطلة خراباً، وكان أبو عمرو يقرأ ذلك «يخرّبون» بالتشديد في الراء بمعنى يهدّمون بيوتهم. وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري أنهما كانا يقرآن ذلك نحو قراءة أبي عمرو. وكان أبو عمرو فيما ذكر عنه يزعم أنه إنما اختار التشديد في الراء لما ذكرت من أن الإخراب: إنما هو ترك ذلك خراباً بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم، فيرتحلواعنها، ولكنهم خربوها بالنقض والهدم، وذلك لا يكون فيما قال إلا بالتشديد.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالتخفيف لإجماع الحجة من القراء عليه وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يقول التخريب والإخراب بمعنى واحد وانما ذلك في اختلاف اللفظ لا اختلاف في المعنى]
مجمل القول أن هناك قراءتين: الأولى بالتخفيف والثانية بالتشديد، وأن الجمع بينهما يعطينا: معنيين:
الأول: الإخراب: وهو المنازل خرابا بغير ساكن
الثاني: التخريب: وهو النقض والهدم
زيادة على ذلك أن لا ترادف في القرآن الكريم، فالزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المعنى.
مما سبق يتبين أن الإخراب ليس هو التخريب وهذا يدعم القول السابق: {وَسَعَى? فِى خَرَابِهَآ} قال: إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة. وليس تخريب بيت المقدس كما جاء في القول الأول.
والله أعلم
تعتمد الملاحظة على الوحدة التفسيرية الأولى أي الكلمة لفصل القول في الدلالة، وهي وإن كانت تصلح في أحيان كثيرة فإنها لا تصلح هنا، [أي أنها لم تُستخدم على وجهها كما جانف الطبري الصواب في احتجاجه بالسياق على غير وجهه لأنه غفل عما فيه من تداخل الأسيقة] وسبب عدم نجوع محاولتكم الرائعة هو أن اسم المصدر يكون من الإفعال كالعطاء من الإعطاء ويكون من التفعيل كالسلام من التسليم، وعليه فلا يتبين كون الخراب اسم مصدر من الإخراب أو التخريب. [هذا إذا خالفنا أبا عبيدة في قوله (التخريب والإخراب بمعنى واحد) وقلنا بأن بينهما فرقا جعل أبا عمرو يختار أن يقرأ يُخرّبون على يُخرِبون وهو أمر يحتاج تحقيقه إلى جمع شواهد وقرائن، على أني أميل معكم إلى أن بينهما فرقاً.]
انسحب البساط من تحت الاستدلال ولم يبق من الملاحظة إلا أنها محاولة جيدة تُشكرون عليها
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[29 May 2010, 11:51 م]ـ
الفاضل: ياسين مبشيش، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استئذانا من شيخنا الحبيب: عبد الرحمن الشهري حفظه الله وجزاه كل خير. أرحب بكم في هذا الملتقى المبارك مفيدا ومستفيدا.
...
الفاضل: أستاذنا الدكتور: عبد الرحمن الصالح جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
يقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة 114
البحث في دلالة الكلمات:
يقول الإمام الطبري في تفسيره:
" قد دللنا فيما مضى قَبْلُ على أن تأويل الظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وتأويل قوله: {وَمَنْ أَظْلَمَ}: وأيّ امرىء أشدّ تعدّياً وجراءة على الله وخلافاً لأمره مِن امرىء منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟
... وأما قوله: {وَسَعَى في خَرَابِها} فإن معناه: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وممن سعى في خراب مساجد الله. ف «سعى» إذا عطف على «منع». (الطبري) "
دلالة كلمة (السعي)
جاء في لسان العرب:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والسَّعْيُ: عدْوٌ دون الشَّدِّ، سعَى يسعَى سَعْياً. وفي الحديث: إذا أَتيتم الصَّلاةَ فلا تَأْتُوها وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ولكن ائْتُوها وعَلَيكُمُ السَّكِينَة، فما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأَتِمُّوا؛ فالسَّعْيُ هنا العَدْوُ. سعَى إذا عَدَا، وسعَى إذا مَشَى، وسعَى إذا عَمِلَ، وسعَى إذا قَصَد، وإذا كان بمعنى المُضِيِّ عُدِّيَ بإلى، وإذا كان بمعنى العَمَل عُدِّي باللام.
والسَّعيُ: القَصْدُ، وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى: فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله؛ وليسَ من السَّعْي الذي هو العَدْوُ، وقرأَ ابن مسعود: فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللهِ، وقال: لو كانَتْ من السَّعْي لَسَعَيْتُ حتّى يَسْقُط رِدَائِي
وقال الزجاج: أَصلُ السَّعْيِ في كلام العرب التصرُّف في كل عَمَلٍ؛ ومنه قوله تعالى: وأَنْ ليس للإنسانِ إلاَّ ما سَعَى معناه إلاَّ مَا عَمِلَ.
ومعنى قوله: فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله، فاقْصِدُوا.
والسَّعْيُ: الكَسْبُ، وكلُّ عملٍ من خير أَو شرٍّ سَعْي، والفعلُ كالفِعْلِ.
وفي التنزيل: لِتُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بما تَسعَى.
وسَعَى لهم وعليهم: عَمِلَ لهم وكَسَبَ."
دلالة كلمة (خراب)
وردت كلمة خراب في القرآن الكريم مرتين:
يقول تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة 14
ويقول تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر2
جاء في مفاتيح الغيب للرازي:
"المسألة الأولى: قال أبو علي: قرأ أبو عمرو وحده: {يُخْرِبُونَ} مشددة، وقرأ الباقون: {يُخْرِبُونَ} خفيفة، وكان أبو عمرو يقول: الإخراب أن يترك الشيء خراباً والتخريب الهدم، وبنو النضير خربوا وما أخربوا قال المبرد: ولا أعلم لهذا وجهاً، ويخربون هو الأصل خرب المنزل، فإنما هو تكثير، لأنه ذكر بيوتاً تصلح للقليل والكثير، وزعم سيبويه أنهما يتعاقبان في الكلام، فيجري كل واحد مجرى الآخر، نحو فرحته وأفرحته، وحسنه الله وأحسنه، وقال الفراء: {يُخْرِبُونَ} بالتشديد يهدمون، وبالتخفيف يخربون منها ويتركونها. "
وجاء في تفسير روح المعاني للألوسي:
"وقرأ قتادة والجحدري ومجاهد وأبو حيوة وعيسى وأبو عمرو {يخربون} بالتشديد وهو للتكثير في الفعل أو في المفعول، وجوز أن يكون في الفاعل، وقال أبو عمرو بن العلاء: خرب بمعنى هدم وأفسد، وأخرب ترك الموضع خراباً وذهب عنه، فالإخراب يكون أثر التخريب."
وجاء في تناسب الدرر للبقاعي:
" (يخربون بيوتهم) أي يبالغون - على قراءة أبي عمرو بالتشديد - في إخرابها، أي إفسادها، فإن الخربة الفساد، وقراءة غيره يفهم الفعل المطلق الذي لا ينافي المقيد (بأيديهم) ضعفاً منهم - بما أشار إليه جمع القلة، ويأساً من قوتهم ليأخذوا ما استحسنوا من آلاتها، فكان الرجل منهم لما تحملوا للرحيل يهدم بيته عن نجاف بابه وما استحسن من خشبه فيضعه على ظهر بعيره فيأخذه وينقب الجدار ويهدم السقف حسداً للمسلمين أن يسكنوها بعدهم لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرهم أن يخلوا له عن البلد ولهم ما حملت إبلهم."
ويقول ابن كثير في تفسيره:
"وقوله: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى ?لْمُؤْمِنِينَ} قد تقدم تفسير ابن إسحاق لذلك، وهو نقض ما استحسنوه من سقوفهم وأبوابهم، وتحملها على الإبل، وكذلك قال عروة بن الزبير وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغير واحد."
من خلال ما تقدم أسجل الملاحظات التالية:
أولا - كلمة: (سعى) تَبين أنها من المشترك اللفظي: معنى هذا أن الكلمة واحدة ومعانيها متعددة وذلك حسب السياق الذي وجدت فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسعي في خراب المساجد يكون بالعمل على خرابها وذلك بالصد عنها كما تبين الآيات القرآنية،
يقول تعالى:
{وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ?للَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَمَا كَانُو?اْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ?لْمُتَّقُونَ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34]،
وقال تعالى:
{هُمُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ?لْمَسْجِدِ ?لْحَرَامِ وَ?لْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ?للَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح:25]
ثانيا - الخراب ضد العمران كما جاء في لسان العرب، وفي الأحاديث النبوية ما يؤكد ذلك وسنقتصر على ثلاثة أحاديث:
1 - [أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى خيبر، فجاءها ليلا، وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).]
2 - [قال ابن مسعود هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل فإن أصغر البيوت من الخير الذي ليس فيه من كتاب الله شيء وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له وإن الشيطان يخرج من البيت يسمع فيه سورة البقرة]
3 - [إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب]
ثالثا - الفعل خرب وخرّب، الزيادة في المبنى تؤدي إلى الزيادة في المبنى: فالفعل خرّب: بزيادة التضعيف يؤكد على المبالغة في الفعل كما يؤكد على التكثير. وهذه المبالغة ذكرها المفسرون كما جاءت في السيرة النبوية حيث كان الرجل من اليهود لما تحملوا للرحيل يهدم بيته عن نجاف بابه وما استحسن من خشبه فيضعه على ظهر بعيره فيأخذه وينقب الجدار ويهدم السقف حسداً للمسلمين أن يسكنوها بعدهم لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرهم أن يخلوا له عن البلد ولهم ما حملت إبلهم.
كما أن الخراب ليس هو الهدم لأن الهدم مصرح به في الآية 40 من سورة الحج، ولا ترادف في القرآن الكريم، فكل كلمة تؤدي معنى خاصا:
يقول الله تعالى:
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 40
قال ابن عاشور في تفسيره:
"والهدم: تقويض البناء وتسقيطه.
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر {لهُدِمت} بتخفيف الدال. وقرأه الباقون بتشديد الدال للمبالغة في الهدم، أي لهدّمت هدْماً ناشئاً عن غيظ بحيث لا يبقون لها أثراً."
الخلاصة:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ... }
وأيّ امرئ أشدّ تعدّياً وجراءة على الله وخلافاً لأمره مِن امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها؟ والمساجد هنا هي أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين ويمثلها المسجد الحرام الذي سعى المشركون بكل ما أوتوا من قوة في سبيل خرابه وذلك بالصد عنه: بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحوذوا عليه بأصنامهم وأندادهم وشركهم.
والله أعلم
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[03 Jun 2010, 05:38 م]ـ
قد قمت بقراءة تفسير ابن كثير ولله الحمد وبقي علي فيه من سورة غافر وأثناء القراءة قمت بحصر المسائل والترجيحات التي خالف فيها ابن كثير انب جرير وقد زادت على سبيعن مسألة ولعلي انشط في تنزيلها هنا إن شاء الله
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[03 Jun 2010, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد العواضي، ولعلنا نستفيد من قراءاتكم التي نرجو الله أن تكون في ميزان حسناتكم
مع تحياتي وتقديري(/)
وصف علمي لطريقة الحفظ في الكتاتيب الليبية
ـ[معروفي]ــــــــ[27 May 2010, 07:44 ص]ـ
وصف علمي لطريقة الحفظ في الكتاتيب الليبية:
1 - تعليم القرآن في ليبيا يعتمد على الكتابة، فليس الحفظ من المصحف والنقل عنه بمعروف،بل هو الأخذ من الشيخ في مجلس الإملاء،ومجلس الإملاء هذا هو كالمعروف عند أهل الحديث في التحمل والكتابة عن الشيخ،فكما يجلس المحدث ويملي الحديث والأسانيد على طلبة الحديث،فكذلك القارئ،وفيه كثير من التفاصيل المعروفة التي ذكرها الخطيب البغدادي في الجامع،و صاحب تذكرة السامع والمتكلم.
ويمتاز مجلس الإملاء كون الطلية يجلسون حلقة حول الشيخ يكون هو الشيخ قطبها يعلوهم على أريكة (تتسع للجلوس والاتكاء وذلك لأن بعض أهل القراء يملي من العصرحتى العشاء،وبعضهم من بعد صلاة الفجر حتى الظهر!!!) يتعاقبون إسماع الشيخ مبتدأه مفي الكتابة ثم يبدأ الشيخ بتلقين الطالب القرآن آية أو جزء منها بطريقة المشافهة من الشيخ وفي الغالب يعتمد فيها الوقف على المتحرك لتنبيه الطالب على حركة الحرف الأخير. ثم يعيد الطالب على مسامع الشيخ ما سمعه منه قبل الشروع في الكتابة حتى إذا اطمئن الشيخ لنطق الطالب أردفه بذكر ما يتعلق بها من حيث الرسم مثلاً من حيث ألفها محذوفاً أو ثابتاً أو مخصصاً على رسم الداني أو ياء معقوصة أو مرجعة أو همزة مسهلة أو مبدلة بواو أو ياء أو غيرها وكثيراً ما يذكر هنا ما يسمى عندنا بالتنزيلات وهي ذكر الشيخ للطالب عدد المرات التي ورد هذا اللفظ في القرآن أو نكت في التفريقبين المتشابهات فقد تكون بيت شعر من العامي أو الفصيح أو قول مركب موزون يضبط بها لطالب المواضع المشتبهات. وهذا الأمر في غاية البساطة لأولئك القوم الذين نذروا أنفسهم لحفظ كتاب الله وتدريسه فمن عانى شيئاً أتقنه،وقد ترى عيناك عجباً في هذاالباب،وما هو إلا بتوفيق من الله عز وجل اختار له من شاء.
ثم يشرع الطالب فيكتابتها على اللوح حتى إذا انتهى وعاد الدور له في الحلقة سمّع للشيخ الآية السابقةبنطق صحيح،فإذا اختل النطق هنا فبعض المشايخ يعنّفون الطالب على ذلك ثم يقرؤه الآية التي تليها.
وفوائد هذه الطريقة كما لا يخفى أن الطالب يردد الآية ما بين أربع إلى خمس مرات في مجلس الإملاء فقط. ثم تأتي مرحلة التصحيح وفيها يقرأ الشيخ للطالب أولاً والطالب يسمع ويتابع المقروء في لوحه - هذا إن لم يكن عدد الطلبة كبيراً - ثم يقرأ الطالب من لوحه على الشيخ،وقد دأب المشائخ على تلقين الوقف الهبطي هنا فيوقف الشيخ الطالب قبيل الوقفة الهبطية مشيراً بيده فيقيد الطالب الوقفة على موضع وقفه ثم يستأنف ثم يبدأ في الحفظ مباشرة بعد ذلك ولا ينصح الطالب بإرجاء الحفظ فإن (اللوح لابد أن يقرأ وهو أخضر) أي بعد الفراغ مباشرة.
وما الكتابة وأهميتها فلا يعد حافظاً من لم يكتب القرآن والحافظ المتقن الذي يشهد له شيخه هو من كتب على قلمين أو ثلاثة،وبعضهم كتبه أربعة أقلام والمشائخ الأولون منهم من كتب على ستة أقلام ويختم كل يومين أو ثلاثة!!. نسأل الله من فضله،وقد قال تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) وقال أيضاً: (الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) وفي الصحيح: (قيدوا العلم بالكتابة).
2 - نظام المراجعة في الكتاتيب يختلف من منطقة إلى أخرى،فمن حفظ في مسلاته ليس كمن حفظ في طرابلس أو غيرهما،ولكن يمكن القول بالعموم أنه مكثف يعتمد على أمرين أساسين:
- جهد الطالب ومثابرته.
- متابعة الشيخ وتفقده.
فهناك في الكتاتيب ما يسمى بـ (ثمن حلقة) وهو يوم في آخر الأسبوع يجتمع الطلبة حلقة حول الشيخ ويبتدئ الشيخ بسؤال من بيمينه عن محفوظه وقدره ثم يختار له ثمناً (وهو نصف الربع) من أي موضع منجملة محفوظه (وعادة ما يكون الثمن من أصعب ما تتوصل إليه قريحة شيخ يدرس القرآن لعقود!! فمواضع قصة موسى وفرعون في الأعراف ويونس وطه والشعراء دائماً في المقدمة!!)) فيتلوه الطالب حتى إذا انتهى تلا الذي يليه وهكذا حتى يرجع الدور عليه منجديد فإن كان الحفظ كما تركه الشيخ لأول مرة واصل الطالب الكتابة والزيادة على حفظه وإن كان (مهزوزاً) أو تبدل الحفظ على ما علمه الشيخ أوقف الطالب عن الكتابة حتى يتمكن من المراجعة والتسميع من جديد على
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ ثم يجاز للكتابة من جديد إن وفق. يعتمد كثير من الحفاظ المراجعة المكثفة في أول سني حفظهم تصل إلى ختمة كل يومين وهو ما ينصح به المشائخ أهل الخبرة ثم يرجع الحال بعد سنتين أو نحوها إلى الاعتدال في أربعة أيام أو أسبوع،وقد كان الأولون يحذرون الطالب من الفتح بالمصحف وإن توقف سنين عدداً بل يفاتح غيره من الطلبة أو الشيخ أو من مر به في الحلقة ولهذا كانوا ينصحون الطالب بالمراجعة في الكتاب في غير وقت التكتيب وبعض الخلوات تبنى بمساحةواسعة في الوسط - مثل البيوت العربية القديمة - لإعانة الطلبة على المراجعة بطريقة المشي والدوران،فإنه أدفع للنعاس وأطرد للكسل وأعون على دوران الدم في الجسد وهو معين في المراجعة الطويلة،وقد دأب الطلبة على المراجعة بالاقتران وهو أن يقرأ أحدهم ثُمن والآخر يسمع ويتابع ويتعاقبه بعد انتهائه والاقتران بالتجربة أعون لقطع المسافات والمفاوز فثلث القرآن يمر سريعاً كأنه ثلاثة أجزاء.
3 - يعتمد نظام التسميع للمحفوظ على الشيخ ويرد الطالب ويوقف عنالكتابة في الخطأ في الحركة في فتحة أو ضمة أو نحوها فإن كان الخطأ في بنية الكلمة أو في الآية فليس بذلك بحفظ وربما عنف الطالب تعنيفاً غليظاً (إذا كان في عمر التعنيف).
وهناك نوع آخر من التسميع يسلكه بعض الحفظة بعد اكتمال حفظهم القرآن في التسميع بالأجزاء على مشائخ معروفين أعلى طبقة من الذين قرأوا عليهم وعادة ما يتم بعد القلم الثاني.
4 - التصفيات القرآنية:تبدأ كما ذكر الأخوة على مستوى المنطقة ثم على مستوى المدينة ثم على مستوى ليبيا فمن اختير للوفادة في الخارج سواء لدبي أو مصر أو إيران أو ماليزيا أو غيرها من بلاد الإسلام هم خيار من خيار من خيار!!
5 - عرف عن بعض المشائخ التفرغ التام – احتساباً - للتحفيظ والتدريس والإملاء والتسميع طوال فترتين من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء تفصله الصلوات أو حين يضع الشيخ ثيابه من الظهيرة!! وهذا يمكن الطالب من أخذ وقته مع الشيخ فمن كان يقرأ بأجرة لساعة من نهار فقل لي بربك: متى يأخذ كل طالب حقه ومستحقه من المشافهة والتلقين والتصحيح وغيرها!!
6 - تقليل المحفوظ وإتقانه: لا يسمح الشيخ للطالب في الزيادة على الثُّمن في اليوم وهو - للأخوة المشارقة - ما يقارب الوجه أو أزيد قليلاً،مهما كانت قابلية الطالب فقليل دائم خير من كثير منقطع،وأحب العمل إلى الله أدومه وإنْ قلّ،وأما التكرار فتتفاوت الهمم في ذلك والمعمول به هو تكرار الثمن بعد السبحة وعقدها،فمنهم من يقرأ ثمنه مائة مرة أو خمسين أو أقل أو أكثر،إلا أنه لا يعتمد على الاكتفاء بالقدرة على قراءة الثمن غيباً بل هو يتبع تكراراً معيناً فالأثمان مختلفة،منها ما يُحفظ من عشر مرات أو نحوها،ولكن عند التأمل فليس هذا بحفظ طويل الأمد،فلابد للحافظ من تكرار لا يقل على الخمسين فما فوق قبل التسميع على الشيخ.
7 - طول النفس في الحفظ:فنظام الثمن اليومي يختم القرآن كتابة وتسميعاً خلال سنتين تقريباً (بنظام ثمن الحلقة كما ذكر أعلاه)،فأهل الدربة والاختصاص يوصون بالتمهل على هذا النظام فما حفظ سريعاً ذهب سريعاً!! وقد نزل القرآن في ثلاث وعشرين سنة وقرأه سيد الأنام وعرضه في سنوات. وهذا ما تراه في الحفظة اليانعين في مسابقة دبي فيحفظ الطفل دون العاشرة ولا زال حفظه غضاً طرياً،ومخارجه غير مضبوطة وضبطه للحروف والكلمات غير متوازن،وخبرته تحت الأضواء معدومة،فاستعجل عليه أهله قبل القطاف فزجوا به في المسابقة قبل النضوج!! وعنده فرصة في عمره - إن نسأ الله له - مديدة عشر سنوات أو تزيد للإتقان والدربة والدراية فالنضوج النضوج فالمشي رويداً والمجيء في الأول.
وإذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
8 - الاعتناء بأصول الرواية وطرقها وما تنفرد به عن غيرها والتركيز في نظام التسميع بالأجزاء على المخارج والصفات،وصقلها مع الاعتناء التام بالمتشابهات والطالب في هذا الدور يبدأ ربما في حفظ بعض المنظومات في المتشابه اللفظي.
9 - المكانة الاجتماعية لحافظ القرآن في المجتمع الليبي: فمما يفيد الطالب على المثابرة ويدفع فيه المصابرة ويحثه على المرابطة في الكتاب لساعات هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً إخلاص النية لله عز وجل فيحفظه،وابتغاء ما عند الله والدار الآخرة،فلا يليق بمن ملأ القرآن قلبه أن يتلطخ بعرض دنيوي أو أي من هذه القاذورات،فإذا كان هذا الجانب من الطالب مصاناً متفقداً منحين لآخر نفعه الله بما يلقاه من تبوأ مكانة رفيعة بين الناس فإن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين،وإن الرجل يفعل الخير ابتغاء وجه الله ثم يثنى عليه الناس فتلك عاجل بشرى المؤمن.
10 - البداءة من آخرالمصحف في الحفظ: يبدأ في الحفظ بقصار السور لسهولتها وقصرها وقلة تشابهها وسهولة رسم ألفاظها،ثم يتدرج الطالب صاعداً ولا يبدأ عندنا من أول المصحف إلا في التسميع بالأجزاء أو القلم الثاني وما بعده.
11 - ربط السور والجزء والأثمان بعضها ببعض في الحفظ:فالطالب حينما ينتهي من كتابة الثمن اليومي يكتب آية أو نحوها من أول الثمن التالي ويسمى عندنا بـ (المبدأ) وكذلك السور.
12 - المعمول به في ليبيا أن الحفظ والمراجعة خطّان متوازيان،فالحفظ متواصل ما دامت المراجعة للمحفوظ مستمرة،فإن التوقف للمراجعة والتفرغ لها يؤخر الطالب عن الزيادة في محفوظه،والحفظ بلا مراجعة نوع منالعبث فلا بد للطالب من الأمرين و التوازن بينهما. فثمرة النظام الثمني في الحفظ هي دوام المراجعة مع قوة المحفوظ،وهذا ما دام الطالب محافظاً على التوازن فإذا اختلّ المحفوظ ترجّحت المراجعة دون الحفظ.
13 - الالتزام بالأخذ عن شيخ واحد:
يوصي المشائخ بالأخذ والتلقي عن شيخ واحد في القلم الأول،والالتزام بوجه واحد للرواية حتى الختم،ثم إذا أراد الطالب أن يكتب قلماً ثانياً أو ثالثاً على غيره فلا بأس،ولا ينصح بالشروع في تلقي الروايات إلا بعد أن يفرد بإتقان ختمة كاملة بإحدى الروايات المقروء بها.
14 - أصول الرواية:
جرى العمل على تلقين الطالب أصول الرواية وما يتعلق بها مشافهة من الشيخ أثناء مجلس الإملاء (التكتيب) نظرياً بشرح موجز،وعملياً بأداء الشيخ،ثم يتدرب الطالب على ذلك في مراحل التصحيح والتسميع - أي القراءة على الشيخ بعد التصحيح و قبل الحفظ -.
15 - يتلقى الطالب من الشيخ في مرحلة التصحيح ما نسميه بالأشباه والنظائر - أو المؤتلف والمفترق - ما بين السور والأثمان والآيات والأصول والفرش فهي معينة للطالب على الاستحضار وجودة الحفظ.
فتراكم المحفوظ من غير اعتناء بهذه النكت التي صقلها الأوائل بالتجارب وحسن بها حفظهم وتوارثوها كابراً عن كابر؛يورث مشقة وعسراً على الطالب وربما ثبّط همته وأفضى به إلى الفشل والتكاسل.
من موقع: ملتقى الكتاتيب الليبية - يوسف المصراتي - وقمت بمراجعة المقال وأثبته في الموقع نفسه.(/)
في قوله تعالى "كنتم خير أمة"
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[27 May 2010, 11:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لطالما إرتبطت هذه الآية بأذهاننا، بأنها تصريح رباني لأمة محمد عليه الصلاة والسلام، بأنها أفضل أمم الأرض، وأن أفضليتها تنبع من كونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وما يغلف ذلك كله الإيمان بالله، وبذلك يرتاح ضميرنا، لأن أحداً من أمم الأرض، لا يؤمن بالله كما نؤمن نحن، فضلاً على أنهم لا يملكون مانعرفه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر…
فهل نحن فعلاً أفضل أمم الأرض؟ وهل تعني الآية فعلاً هذا المعنى؟ وماهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وما علاقة الإيمان بالله في كل هذا؟
بداية لنعرض الآية الكريمة كاملة أمامنا (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) [آل عمران: 110]
ولنعد أيضاُ في نفس الوقت لمعاجم اللغة العربية، ونتوقف عند معنى كلمة خير، فالمعاجم تقول لنا: (أن كلمة خير، هي ضد الشر، وأن الخير تعني النفع)، والمعنى الأخير، هو الذي يستقيم مع سياق الآية، ليصبح المعنى أنكم أنفع أمة أُخرجت للناس، وما يؤكد هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام (خَيْرُكم خَيْرُكم لأَهله)، فالأفضلية إرتبطت تماماً بمقدار النفع المتأتي من هذا الشخص تجاه أهله، فالخير في الآية هو من الخيرية، وليس من الأفضلية، بل إن الأفضلية متحققة بمقدار الخيرية الناتجة عن هذه الأمة، أو عن هذا الشخص.
ومن هنا نلاحظ قوله عليه الصلاة والسلام (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)، رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح وصححه الشيخ الألباني.
غير أننا لو نظرنا لسياق الآيات في سورة آل عمران، لوجدنا أن كلمة الخير، لا تحمل معنى الأفضلية، بل كانت واضحة الدلالة في هذه الآيات أنها تعني الأنفع والأصلح، يقول رب العزة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) … (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) … (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)) آل عمران
لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، وبعدها بعدة آيات كنتم خير أمة أخرجت للناس، ثم وصف الله سبحانه لطائفة من أهل الكتاب، بأنهم يسارعون في الخيرات، كما نلاحظ تواتر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الآيات جميعها.
ولو كان فهمنا لمراد رب العزة سبحانه وتعالى، القول بالمعنى الأول الذي صدرناه في بداية المقال، لكان الأصوب لغوياً القول بأنكم خير أمة أخرجت في الناس، وليس للناس، فإستعمال اللام هنا، دل أن هذه الأمة، تحمل رسالة عالمية بإمتياز، تفيد كل الناس، مهما كانوا، وأينما كانوا، فهذه الأمة أنفع أمم الأرض لغيرها، ومقدار أفضليتها مرتبط بمقدار نفعها لغيرها، وهو ما عبر الله سبحانه وتعالى عنه، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إن أحد أشكال الخير والنفع للناس، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بطبيعة الحال، ما يتبادر لذهن القارئ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو تلك الأوامر الدينية، التي تصدر من أشخاص أو هيئات، إرتبطت بهذه الظاهرة، بل وإرتبط فعل الحض على الطاعات بهذه التسمية، مع أن التسمية أوسع من أن نضيقها بهذه الخانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو ذلك واضحاً من الآية نفسها، فهذه الأمة، أنفع الأمم للناس، والناس، قد يضمون المؤمن والكافر، وإذا فهمنا جواز أو وجوب حض المؤمنين على الطاعات وترك المنكرات، فهل يستقيم دعوة غير المؤمنين لذلك، مع أنهم لا نقف وإياهم على أرضية مشتركة، يمكن بها فعل ذلك، فهل يستقيم حض الملحد مثلاً على الصلاة، وهو لا يؤمن أساساً برب العالمين.
لنعد مرة أخرى ونتأكد من معنى المعروف، فالقاموس المحيط يقول أن "المعروف هو اسم لكلِّ فِعلٍ يُعرَفُ حُسْنُه بالعقل أو الشَّرْع، وهو ضد المنكر"، وهذا تعريف شامل لما نريده، فالمعروف ما تعارف الناس عليه عقلاً أنه جيد، وما أقره الشرع أنه جيد، وبالتالي لا تجد أمة من أمم الأرض، لا تحض في أدبياتها على الصدق، والأمانة، والإلتزام، والحرص على الوقت، كما لا تجد أمة منها، لا تنهى عن الكذب، والغش والخداع، فهذا هو المعنى الذي يقوم به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع من لا يؤمن بالله.
أما مع الذين يؤمنون بالله، فلا يقتصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حدود الأوامر الدينية، كما نفهمه في حدودنا الضيقة، بل يتعداه ليصل به حدوداً لا يمكن إهمالها أو حصرها.
قد يقول قائل: لكن حتى حث الملحد على الإيمان، يدخل من باب المعروف وصناعته والأمر به، وهذا لا شك فيه بالنسبة لنا كمسلمين، لكن غالباً لا يراه الملحد معروفاً، ومن هنا أؤكد أن المعنى يصب بشكل أكبر في ماتعارف الناس على حسنه كالصدق والأمانة، بغض النظر عن مدة إيمانهم برب العزة عز وجل.
إنني أرى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو الصيغة الإسلامية للحوار الداخلي للمجتمع، هو الطريقة التي تتم بها تصحيح الأخطاء، سواء شرعية، أم عرفية، هو الصيغة التي تكفل تساوي الجميع أمام القانون، إنها حوار يستطيع فيه أي شخص أن يقول رأيه، ويجب على البقية الإستماع والتنفيذ، بكل رضا، طالما أن الرأي استند على قاعدة المعروف والمنكر، ولم يستند على قاعدة أخرى، تدخل فيها إعتبارات القوة، سواء كانت قوة معنوية متمثلة بالصلة من المتنفذين بالمجتمع، أم بقوة مادية مدعومة بوفرة من المال.
إنها الصيغة المنشودة والمعبر عنها، في كل مكان في هذا العالم، حتى في أعرق برلمانات الأمم، فالمعروف ما تعارف الناس على حسنه.
غير أن شيئاً ما ينقصنا في هذه المعادلة، فقد يتعارف الناس على شيء سيء، كما تعارف قوم لوط على الفاحشة، وكما يتعارف مدمنو المخدرات على حقن بعضهم البعض بها، فمايفعلونه معروف بالنسبة لهم، وقد يصل الإنحراف ليصيب المجتمع بأكمله، كما في قصة قوم لوط، وكما في قصة أهل مدين، عندما تعارفوا على بخس الوزن.
فمالذي يحدد المعروف من غير المعروف، هنا يكمن سر قوله تعالى (وتؤمنون بالله)، إنه الإيمان به سبحانه، والإحتكام لمنهج يسمو على طمع البشر وأهوائهم، منهج لا يتغير بتغير الزمان والمكان، منهج لا يرتبط بتطور وتقدم، ولا بتخلف وتأخر، لا يحيد ولا يتبدل، موصول بالسماء.
ومن هنا نقول أن الأخلاق، وبرغم وجودها في الفطرة الإنسانية منذ خلق الله آدم، تبقى بحاجة للإتصال بشيء ثابت، مرجعية واضحة، تعود إليها، وتنضبط بمعاييرها.
وكما نرى أيها الإخوة، فإن معنى الآية مختلف تماماً عن ما اعتدنا سماعه، بل هو معنى كبير وعميق، يعود بالنفع على كل البشرية، فالحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وجعل خيريتها متعلقة بمقدار نفعها للناس، وصلى الله وسلم على معلم الناس الخير، والله أعلم
ملاحظة ختامية:
غني عن القول، أن بعض أفكار المقال مستقاة من سلسلة محاضرات لأحد الدعاة من اليمن.
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[27 May 2010, 02:14 م]ـ
نعم يُدعون إلى أم الطاعات وأساسها: الإيمان بالله تعالى وتوحيده في العبادة
ولا مفرّ لهم من العقوبة إن لم يفعلوا ..
جزاك الله خيراً على تعقيبك، لكنك أجبت على سؤال آخر، غير السؤال الذي قلته أنا، فأنا لم أنكر أو أدعو لعدم دعوته للإيمان، لكن قلت لا يستقيم أن أدعوه للصلاة وهو لا يؤمن.
لعل في هذا توضيحاً بارك الله فيكم
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[27 May 2010, 02:27 م]ـ
يتخلل هذه الرؤية ما يسمّى بضغوط المادّية والتي تفشت بوسائل العصر الحديثة والمختلفة
فكيف يدعى إلى أدبيات الصدق والأمانة و و .. مع البشر
ولا يدعى إليها مع خالق البشر سبحانه
فالصدق مع الله وأداء ما أمر به والدعوة إلى ذلك هو أعظم النفع للبشرية
وما دونه فإلى فناء
أرجو أن تلاحظ أخي أبا تيماء مايلي:
أنا لا أقول بما لاحظته أنت من ضغوط مادية، بل أؤكد على أن قمة النفع هي الدعوة لله عز وجل، لكن هذا لا يمنع أن أكون نافعاً بما هو أقل من ذلك.
ثم لا أرى مانعاً أن أكون متمسكاً بديني ونافعاً للبشرية في نفس الوقت، فإن رفضت البشرية دعوتي للإيمان بالله، فلعلها تقبلها إذا مارأت أنني أدعو إلى مكارم الأخلاق، التي تممها عليه الصلاة والسلام.
مع ملاحظة أن البشرية لا تشمل الذين يقاتلونني في ديني وفي أرضي، ومن يعاونهم.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 May 2010, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيراً على تعقيبك، لكنك أجبت على سؤال آخر، غير السؤال الذي قلته أنا، فأنا لم أنكر أو أدعو لعدم دعوته للإيمان، لكن قلت لا يستقيم أن أدعوه للصلاة وهو لا يؤمن.
لعل في هذا توضيحاً بارك الله فيكم
هذه المقالة بعنوان كنتم خير امة” .. رؤية جديدة: للدكتور. أحمد قطشة بارك الله به. وقد أضاف معانِ في غاية الروعة لظلال هذه الآية. فبارك الله بك يا دكتور ونفع بك.
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[27 May 2010, 04:18 م]ـ
بل تشملهم كلّهم حتى المقاتلين
والمستثنى موالاتهم ومحبتهم ونصرتهم
أما دعوتهم إلى الحق فلا ..
ونفع الله بك وبارك في عملك
وبارك فيك أخي
والله في الأساس كتبتها كل البشرية، لكن رأيت فيما بعد ما كتبت وعلى كل لا خلاف بإذن الله، لكن لم أتبين سبب قولك: أما دعوتهم للحق فلا .. فهلا بينت مشكوراً
هذه المقالة بعنوان كنتم خير امة” .. رؤية جديدة: للدكتور. أحمد قطشة بارك الله به. وقد أضاف معانِ في غاية الروعة لظلال هذه الآية. فبارك الله بك يا دكتور ونفع بك.
وبارك فيك أستاذ تيسير ونفع بعلمك
ـ[أحمد قطشة]ــــــــ[28 May 2010, 09:08 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً(/)
السموات يتفطّرن!!
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[27 May 2010, 02:54 م]ـ
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
لماذا أتى الفعل يتفطّر مع السموات لماذا لم تكن تتفطر؟؟؟؟؟؟؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أنتظر إجابة على هذا السؤال؟؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:59 ص]ـ
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
لماذا أتى الفعل يتفطّر مع السموات لماذا لم تكن تتفطر؟؟؟؟؟؟؟
الأخت إشراقة مرحبا بك
يرجى توضيح السؤال. قصدك لماذا يتفطرن وليس تتفطرن؟ [بالياء لا بالتاء مع نون النسوة؟]
أم لماذا يتفطرن وليس تتفطر [بجمع الفاعل لا بإفراده؟]
لأني لم أتبين سؤالك وقالوا فهم السؤال نصف الجواب
وفقنا الله وإياك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 01:12 ص]ـ
قال الرازي رحمه الله في مفاتيح الغيب:
سألة الأولى: قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر {تَكَادُ} بالتاء {يَتَفَطَّرْنَ} بالياء والنون، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة {تَكَادُ} بالتاء {يَتَفَطَّرْنَ} بالياء والتاء، وقرأ نافع والكسائي: {يَكَادُ} بالياء {يَتَفَطَّرْنَ} أيضاً بالتاء، قال صاحب «الكشاف»: وروى يونس عن أبي عمرو قراءة غريبة {تتفطرن} بالتاءين مع النون، ونظيرها حرف نادر، روي في نوادر ابن الإعرابي: الإبل تتشمسن.
وقال الشنقيطي رحمه الله في أضواؤ البيان:
"قوله تعالى: {تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ والملائكة يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض}.
قرأ هذا الحرف عامة السبعة غير نافع والكسائي (تكاد) بالتاء الفوقية، لأن السماوات مؤنثة وقرأه نافع والكسائي (يكاد) بالياء التحتية لأن تأنيث السماوات غير حقيقي.
وقرأه عامة السبعة غير أبي عمرو، وشعبة عن عاصم (يَتَفَطَّرْنَ) بتاء مثناة فوقية مفتوحة بعد الياء وفتح الطاء المشددة مضارع. تفطر أي تشقق.
وقرأه أبو عمرو وشعبة عن عاصم (ينفطرن) بنون ساكنة بعد الياء وكسر الطاء، المخففة مضارع انفطرت كقوله: {إِذَا السمآء انفطرت} [الأنفطار: 1] أي انشقت.
وقوله: تكاد مضارع كاد، التي هي فعل مقاربة، ومعلوم أنها تعمل في المبتدأ والخبر معنى كونها فعل مقاربة، أنها تدل على قرب اتصاف المبتدأ والخبر.
وإذاً، فمعنى الآية أن السماوات قاربت أن تتصف بالتفطر على القراءة الأولى، والانفطار على القراءة الثانية.
واعلم أن سبب مقاربة السماوات للتفطر، في هذه الآية الكريمة، فيه للعلماء وجهان كلاهما يدل له قرآن.
الوجه الأول: أن المعنى تكاد السماوات يتفطرن خوفاً من الله، وهيبة وإجلالاً، ويدل لهذا الوجه قوله تعالى: {وَهُوَ العلي العظيم} [الشورى: 4] لأن علوه وعظمته سبب للسماوات ذلك الخوف والهيبة والإجلال، حتى كادت تتفطر.
وعلى هذا الوجه فقوله بعده: {والملائكة يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض} [الشورى: 5] مناسبته لما قبله واضحة.
لأن المعنى: أن السماوات في غاية الخوف منه تعالى والهيبة والإجلال له، وكذلك سكانها من الملائكة فهم يسبحون بحمد ربهم أي ينزهونه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، مع إثباتهم له كل كمال وجلال، خوفاً منه وهيبة وإجلالاً، كما قال تعالى {وَيُسَبِّحُ الرعد بِحَمْدِهِ والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] وقال تعالى {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض مِن دَآبَّةٍ والملائكة وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 4950].
فهم لشدة خوفهم من الله، وإجلالهم له يسبحون بحمد ربهم، ويخافون على أهل الأرض، ولذا يستغفرون لهم خوفاً عليهم من سخط الله، وعقابه، ويستأنس لهذا الوجه بقوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة عَلَى السماوات والأرض} [الأحزاب: 72] إلى قوله: {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} [الأحزاب: 72] لأن الإشفاق الخوف.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض} يعني لخصوص الذين آمنوا منهم وتابوا إلى الله واتبعوا سبيله، كما أوضحه تعالى بقوله: {الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ} [غافر: 7].
فقوله: {لِلَّذِينَ آمَنُواْ} يوضح المراد من قوله: {لِمَن فِي الأرض} [الشورى: 5].
ويزيد ذلك إيضاحاً قوله تعالى عنهم إنهم يقولون في استغفارهم للمؤمنين {فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ} [غافر: 7] لأن ذلك يدل دلالة واضحة على عدم استغفارهم للكافر.
الوجه الثاني: أن المعنى {تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ} من شدة عظم الفرية التي افتراها الكفار على خالق السماوات والأرض جل وعلا، من كونه اتخذ ولداً، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، وهذا الوجه جاء موضحاً في سورة مريم، في قوله تعالى:
{وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً وَمَا يَنبَغِي للرحمن أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِن كُلُّ مَن فِي السماوات والأرض إِلاَّ آتِي الرحمن عَبْداً} [مريم: 8893] كما قدمنا إيضاحه.
وغاية ما في هذا الوجه أن آية شورى هذه فيها إجمال في سبب تفطر السماوات، وقد جاء ذلك موضحاً في آية مريم المذكورة. وكلا الوجهين حق."
أرجو أن تجيد فيه جواباً على سؤالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 01:37 ص]ـ
الأخت إشراقة مرحبا بك
يرجى توضيح السؤال. قصدك لماذا يتفطرن وليس تتفطرن؟ [بالياء لا بالتاء مع نون النسوة؟]
أم لماذا يتفطرن وليس تتفطر [بجمع الفاعل لا بإفراده؟]
لأني لم أتبين سؤالك وقالوا فهم السؤال نصف الجواب
وفقنا الله وإياك
نعم قصدي لماذا جاءت بالياء لا بالتاء والسموات مؤنث؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 01:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخ سعد قد تكون هذه هي الإجابة ....
لأن تأنيث السماوات غير حقيقي.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2010, 07:41 ص]ـ
أختي الكريمة إشراقة أنقل لك ما ذكره الدكتور فاضل السامرائي في موضوع تذكير الفعل مع الفاعل المؤنث وهو إن لم يكن فيه رد مباشر على سؤالك إلا أنه يلقي بعض الضوء على هذه المسألة فأرجو أن تجدي فيها الفائدة أيضاً:
تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث
قال تعالى (ولا تكونوا كالذين جاءهم البينات) وقال تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت) وقال تعالى (قد كان لكن فيهم أسوة حسنة)
هناك خط بلاغي في القرآن الكريم حول هذا الموضوع وقد أُثير في عديد من الأسئلة خلال الحلقات ونذكر منها ما جاء في تذكير وتأنيث الفعل مع كلمة الضلالة والعاقبة وكذلك مع كلمة الملائكة وكذلك مع كلمة البيّنات. وقلنا باختصار أنه:
تذكير الفاعل المؤنث له أكثر من سبب وأكثر من خط في القرآن الكريم. فإذا قصدنا باللفظ االمؤنّث معنى المذكّر جاز تذكيره وهو ما يُعرف بالحمل على المعنى. وقد جاء في قوله تعالى عن الضلالة (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف) وقوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) النحل). ونرى أنه في كل مرة يذكر فيها الضلالة بالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب لأن الكلام في الآخرة (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف) وليس في الآخرة ضلالة بمعناها لأن الأمور كلها تنكشف في الآخرة. وعندما تكون الضلالة بالتأنيث يكون الكلام في الدنيا فلمّا كانت الضلالة بمعناها هي يؤنّث الفعل.
وكذلك بالنسبة لكلمة العاقبة أيضاً تأتي بالتذكير مرة وبالتأنيث مرة، وعندما تأتي بالتذكير تكون بمعنى العذاب وقد وردت في القرآن الكريم 12 مرة بمعنى العذاب أي بالتذكير والأمثلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالى في سورة الأنعام (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {11}) وسورة يونس (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ {73}) و (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف) و (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) الصافّات) المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكراً. وعندما تأتي بالتأنيث لا تكون إلا بمعنى الجنّة كما في قوله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) القصص) وقوله تعالى في سورة الأنعام (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {135}).
(يُتْبَعُ)
(/)
تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها مرة أخرى في سورة البقرة: قال تعالى في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48}) وقال في نفس السورة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123}).جاءت الآية الأولى بتذكير فعل (يقبل) مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنثاً مع كلمة الشفاعة نفسها. الحقيقة أن الفعل (يقبل) لم يُذكّر مع الشفاعة إلا في الآية 123 من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة. أما في الآية الثانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكلام عن الشفيع. وقد وردت كلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى منها في سورة يس (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23}) وسورة النجم (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى {26}).
وكذلك كلمة البيّنات فإذا كانت بمعنى العلامات الدالة على المعجزات أنّث الفعل وإذا كانت بمعنى الأمر والنهي وحدّ الله والدين ذكّر الفعل هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكراً والفاعل مؤنثاً. وكلمة البيّنات ليست مؤنثاً حقيقياً لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها. والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات لأن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالاستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟
جاءتهم البيّنات بالتأنيث: يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت الآيات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثاً كما في قوله تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209}) والآية (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213}) و (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {253})، وقوله في سورة النساء (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً {153}).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما جاءهم البيّنات بالتذكير: فالبيّنات هنا تأتي بمعنى الأمر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من الأمر والنهي يُذكّر الفعل كما في قوله تعالى في سورة آل عمران (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86}) و (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105}) وفي سورة غافر (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66}).
. وقد يكون التأنيث للكثرة والتذكير للقلة كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) وقوله تعالى (وقال نسوة في المدينة). ونقول أن هذا الأمر جائز من حيث الجواز اللغوي وليس في هذا شيء لكن السؤال يبقى لماذا اختار تعالى التذكير في موضع والتأنيث في موضع آخر؟ ونأخذ قوله تعالى (جاءكم رسول) بتذكير فعل جاءكم، وقوله تعالى (جاءت رسل ربنا) بتأنيث فعل جاءت. ونلاحظ أنه في الآية الأولى كان الكلام عن جميع الرسل في جميع الأمم من آدم إلى أن تقوم الساعة وهذا يدل على الكثرة فجاء بالفعل مؤنّثاً للدلالة على الكثرة. أما في الآية الثانية فالخطاب لبني إسرائيل ولزمرة منهم وفي حالة معينة أيضاً وهذا يدل على القلة فجاء بالفعل مذكّراً.
مثال آخر قوله تعالى (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال) والمكاء والتصدية هما التصفيق والصفير وكلاهما مذكّر وجاء الفعل مع كلمة الصلاة مذكراً لأن المراد بالصلاة هنا التصفيق والصفير وكلاهما مذكر. والصلاة عندهم كانت تفيد الطواف والطواف مذكّر أيضاً (صلاتهم كانوا يطوفون وحول الكعبة ويصفقون ويصفرون). إذن الطواف والتصفيق والصفير كلّها مذكّر فجاء الفعل مع كلمة الصلاة المقصود بمعناها المذكر جاء مذكراً.
قال تعالى (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) الأحزاب) هذه الآية ليست من باب التذكير والتأنيث أصلاً وتذكير الفعل والفاعل وإنما هي من باب استعمال (من). والسؤال هو لماذا استعمل (من) في الآية؟ من أصلاً في اللغة تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع وطبيعة الأكثر في كلام العرب والقرآن أنه حتى لو كان الخطاب للإناث أو الجمع يأتي أول مرة بـ (من) بصيغة المفرد المذكر ثم يعقبه ما يوضح المعنى. ومهما كانت حالة من سواء أكانت إسماً موصولاً أو نكرة تامة بمعنى شخص أو ذات أو كانت اسم شرط، يؤتى بها بصيغة المفرد المذكر أول مرة ثم يُعاد عليها بمعناها في المرة الثانية كقوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بؤمنين) وهذا هو خط القرآن وهو الأكثر في كلام العرب وهذا هو الأصل. وكقوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي).والآية موضع السؤال (من يأت منكن) تدخل في هذه القاعدة جاء بـ (من) بما يدل على الإفراد والتذكير ثم جاء فيما بعد بما يدل على المعنى. وإذا خرج عن هذا الأمر كما في قوله تعالى (ومنهم من ينظر إليك ومنهم من يستمعون إليك) جاء في الأولى بالإفراد والثانية جمع لماذا؟ نسأل أيهما أكثر الذين ينظرون إلى الشخص أم الذين يستمعون إليه؟ الجواب الذين يستمعون ولهذا عبّر عنهم بالجمع لأنهم أكثر. ولهذا عندما يخالف القاعدة فإنه يخالف بما يقتضيه السياق والمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال آخر قوله تعالى (قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) آل عمران) وفي آية أخرى (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) الأنعام) وقوله تعالى (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الأنعام) نقول أنه من حيث الحكم النحوي يجوز تذكير وتأنيث الفعل لكن يبقى السر البياني لهذا التذكير والتأنيث. ونقول أنه عندما تكون كلمة آية بمعنى الدليل والبرهان تكون بمعنى مذكّر فيأتي الفعل بالتذكير وإذا كانت كلمة الآية بمعنى الآية القرآنية أنّث الفعل (وإذا جاءتهم آية).
مثال آخر قوله تعالى في سورة الممتحنة (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)) وفي نفس السورة (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)) وفي سورة الأحزاب (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)) ونقول أنه من الناحية النحوية إذا كثرت الفواصل فالتذكير أفضل. في الآية الأولى الفاصل بين الفعل وكلمة أسوة (لكم) أما في الآية الثانية فالفاصل (لكم فيهم) وفي الثالثة (لكم في رسول الله) فعندما تكون الفاصلة أكثر يقتضي التذكير. وهناك أمر آخر وهو أن التذكير في العبادات أفضل وأهمّ من التأنيث كما جاء في مريم (وكانت من القانتين) لأن الذين كملوا في التذكير أكثر. وكذلك عندما يتحدث عن عبادة الملائكة يذكّر. أي العبادات أكثر في هذه الآيات؟ في الأولى الأسوة كانت في القول في أمر واحد إلا (إلا قول ابراهيم) جادله قومه والإستثناء هو قول ابراهيم، أما في الثانية (فيكم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) هذه عامة وهي أهمّ ولذلك أكّدها باللام (لقد كان لكم) وجاء بأمرين بتذكير العبادة كما جاء باللام في جواب القسم المقدّر وكذلك في آية سورة الأحزاب الآية عامة ولم يخصص بشيء ولهذا ذكّر وخصص باللام الواقعة في جواب القسم، أما في الأولى فجاء بـ (قد) وأنّث الفعل. فعندما اتسعت العبادة وصارت أعمّ وأوسع من الأولى ذكّر وجاء باللام وهذا هو الأمر البياني بالإضافة إلى الأمر النحوي الذي تحدثنا عنه.
التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم: قال تعالى في سورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنا بالتذكير، وفي سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكة بالتأنيث.
الحكم النحوي: يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و (قالت نسوة في المدينة) فيجوز التذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.
اللمسة البيانية: أما لماذا اختار الله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو لأن في الآيات خطوط تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:
في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)
كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و (الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمد ربهم)
كل وصف إسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)
كل فعل عبادة يأتي بالتذكير (فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.
كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لو كان عذابين أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ يأتي بالتذكير (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى (ونزّل الملائكة تنزيلا) بالتذكير وقوله تعالى (تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث وقوله (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر) بالتأنيث.
لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبداً في القرآن الكريم فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته الملائكة) و (قالت الملائكة)
قال تعالى (إذا جاءكم المؤمنات) هذه تندرج أيضاً في سياق الكثرة والقلة وفي سياق زيادة الفواصل أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 12:43 م]ـ
بارك الله فيك أخيتي الحبيبة سمر وزادك علما وعملا ونفع بك الإسلام والمسلمين ....
استفدت كثيرا من هذه المداخلة،، جزاك الله الفردوس ...(/)
كتاب الجابري في الميزان للدكتور مساعد الطيار [مقطع مرئي من قناة دليل]
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[27 May 2010, 03:32 م]ـ
لم أتمكن من متابعة حلقة الدكتور مساعد الطيار حفظه الله على قناة دليل يوم الأحد الماضي فوجدتُ _بعد البحث_ هذه المادة المرئية من نفس الحلقة بعنوان
كتاب الجابري في ميزان د. مساعد الطيار
و هى في ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=5c85e010c054200e45ca)
الجزء الثاني ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=dc44023ae8558c26e526&page=&viewtype=&category=)
الجزء الثالث ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=41f49230c5a0d4a526f5&page=&viewtype=&category=)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 May 2010, 04:23 م]ـ
العجيب في هذا الزمن هو النفخ في الأعمال "الساقطة"
ومن ثم الإنشغال بالرد عليها على أنها عمل علمي يحتاج إلى نقد
وهذه أحبولة جاد حبكها أصحاب الأهداف المشبوهة ومن ثم يتلقفها المستفيدون منها في كل مناسبة للوصول إلى أهداف لا تخفى على لبيب.(/)
الجابري وتفسيره "فهم القرآن الحكيم"
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[27 May 2010, 07:07 م]ـ
استهلال في قصة المقال:
في العام الماضي (2009) تشرفت بزيارة أرض النور (الحجاز) وفي زيارتي سعيت للالتقاء بما يمكن من مثقفي المملكة، ويسر الله لي لقاء عدد منهم، وكان بين الذين كنت أنوي زيارتهم الشيخ سلمان العودة، غير أن وقته ووقتي ما كانا يسمحان باللقاء، وأثناء وجودي هنالك ذهبت بصحبة الصديق الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري والأستاذ العزيز محمد بن جماعة إلى إحدى مكتبات الرياض لنقتني بعض الكتب، فوقعت عياني على كتاب "فهم القرآن الحكيم" للجابري، فاقتنيته، ولما عدت إلى كوالالمبور قرأت الكتاب، وصادف انتهائي من قراءته اتصال أحد مراكز الأبحاث اللبنانية بي من أجل كتابة بحث عن كتاب الجابري هذا، بغرض إقامة حلقة نقاشية خاصة يحضرها الجابري لمناقشته مباشرة في كتابيه "المدخل إلى القرآن" و"فهم القرآن الحكيم".كتبت بحثاً نقدياً عن الكتاب، ولما اعتذر الجابري عن القدوم بسبب تردي حالته الصحية، أرسل بحثي إلى الجابري، فعقب الرجل ولم يزد على القول: " أشكر الكاتب على اهتمامه وعلى مجهوده، أما آراؤه فهي له سواء كانت تنويها أو اعتراضا، وليس من حقي الاعتراض على حقه في إبداء الراي فيما يقرأ. مع خالص التقدير له"، وذلك بالرغم من أن ما أوردته كان قاسياً في معناه (وليس في مبناه). ولما جاء إلينا فضيلة الشيح العودة في ديسمبر الفائت كان من بين الأمور التي دار الحديث فيها بيننا فيها كتاب الجابري الجديد، وأخبرته بأني أجريت بحثاً عنه، وأعطيته نسخة (ذكر ذلك مجملاً في حلقة 7 أيار/مايو 2010 الحلقة التي تعرض فيها للجابري بعد وفاته)، وبما أن البحث قيد النشر، فهذا مقال مقتطف من البحث لعل فيه ما يفيد.
_______________________
نص المقال:
الجابري وإعادة "فهم القرآن الحكيم"
مع أن دافع محمد عابد الجابري في دراساته في "نقد العقل العربي" كان نكسة حزيران (يونيو) 1967 وبداعي ظهور "الصحوة الإسلامية" في السبعينيات ثم "الثورة الخُمينية في إيران" (كما يقول هو نفسه)، إلا أنه في نهاية المطاف وجد نفسه أمام مشروع نقدي كبير هو "نقد العقل العربي"، المشروع الذي سيشغل الفكر العربي خلال ما يزيد على عقد ونصف، غير أنه ينتقل بعد الانتهاء من "نقد العقل العربي" في أجزائه الأربعة إلى دراسة القرآن ذاته.
ومع أن هذا الانتقال يبدو منطقياً للغاية حسب المسار الذي رسمته دراساته السابقة، إلا أن الجابري يتردد في تقديم كتابه على أنه "ذيل وتكملة" لمشروع نقد العقل العربي، إلا أن واقع الحال وسياق البحوث كان (برأينا) يقوده إلى دراسة القرآن، حيث يرى الجابري في نفسه أنه بات الآن ـ بعد دراساته ـ "أقدر على التعامل مع مفاتيح هذا الباب" مما لو فعل ذلك من قبل.
ومع أن السبب المباشر لدراسته "مدخل إلى القرآن الكريم" يرجع إلى أحداث سبتمبر 2001 "وما تلا ذلك من أحداث جسام وردود فعل غاب فيها العقل"، ما حفز الجابري لكتابة هذا المؤلف بغاية مباشرة هي "التعريف" بالقرآن الكريم "للقراء العرب وأيضاً للقراء الأجانب"، تعريفا زعم فيه أنه ينأى به عن "التوظيف الأيديولوجي والاستغلال الدعوي الظرفي".
وما إن انتهى الجابري من كتابه التعريفي (مدخل إلى القرآن) (2004) في جزئه الأول، حتى وجد نفسه أمام الجزء الثاني وهو "فهم القرآن"؛ "لأن "فهم القرآن" يستعيد ( ... ) سؤال "التعريف بالقرآن" بكل حمولته وآفاقه، وعلى الرغم من أنه خطط، كما يشير في مقدمة الجزء الأول، ليكون هذا الجزء مكملاً للتعريف، فقد كان من المقرر أن يقتصر موضوع الجزء الثاني على جملة موضوعات محددة في القرآن؛ إلا أن "مصاحبة جميع التفاسير المتوفرة" جعلته يرى بأن المنهجية المخطط لها سابقا لن تفي بالغرض، و"ترقى إلى مستوى الرؤى والآفاق التي طرحها (التعريف)، ما لم يتجاوز مجرد الاقتصار على جملة موضوعات في القرآن، إلى فهم القرآن ككل، (أي) إلى تفسير".
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا شرع الجابري بكتابة ما سماه "فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" في ثلاثة أجزاء نشر الجزء الأول منه في شباط (فبراير) عام 2008، والجزء الثاني في تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه، والجزء الثالث والأخير في شباط (فبراير) عام 2009، ويثير العنوان المُركّب للكتاب "فهم القرآن الحكيم: التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" وثوقية مفرطة غير معتادة من الجابري، وبشكل خاص يثير العنوان الفرعي "التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" الاستفهام عن تسمية هذا "الفهم" بـ"التفسير الواضح"، فمن جهةٍ أولى إن ما يتضمنه هذا الفهم هو "تفسير" (وهذا الـ"تفسير" أمر لا نعثر على أي تعريف له في الأجزاء الثلاثة فضلاً عن كتاب المدخل!)، ومن جهة أخرى فإن "الوضوح"، على ما ذكره في مقدمة الكتاب، يتجلى أولاً في طريقة كتابة القرآن (بما سماه "علامات الإفهام"، والتي تكاد تتطابق مع مدلول علامات الترقيم، فهي علامات يزعم أنها تساعد على فهم القرآن "بوضوح") وفي طريقة فهمه، فبأي معنى يقصد الجابري "الوضوح" كصفة لتفسيره؟
يعزو الجابري فكرته عن "فهم" القرآن إلى عبارة للإمام الشاطبي، في كتابه الذائع "الموافقات"، التي يقول فيها إن "المدني من السور ينبغي أن يكون منزلاً في الفهم على المكِّي، وكذلك المكّي بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنزيل، وإلا لم يصح (الفهم) "، غير أن الشاطبي لم يكن يقصد بـ"فهم القرآن" مقرونا بعبارة "القرآن يشرح بعضه بعضاً" ما استخلصه الجابري من أنه يعني فهم الكتاب. والحقيقة أن فكرة الشاطبي تتجاوز مبدأ فهم القرآن، وفق ترتيب النزول "مساوقاً فعلاً لمسيرة الدعوة"، أي "قراءة القرآن بالسيرة، وقراءة السيرة بالقرآن"، على حد تعبير الجابري، الذي يرى أن "تسلسل سوره، حسب ترتيب النزول، يُباطنه تسلسل منطقي سرعان ما نكتشفه عندما نتنبَّه إلى الموضوع الذي تركز عليه هذه المجموعة من السور أو تلك في تسلسلها، وبالرجوع إلى وقائع السيرة نكتشف أن ذلك المنطق، الذي يُباطن تسلسل السور داخل كل مجموعة، يتطابق في مضمونه مع تسلسل هذه الوقائع"، فالشاطبي يرى أن كليات القرآن نزلت في أوائل السور المكية، وأن ما نزل بعدها مستند إلى هذه الأصول. فإذا تقرر أن الشاطبي يرى في الخطاب القرآني كلاً واحداً يستند بعضه إلى بعض، آخره إلى أوله، وأوله إلى آخره، ومن كلياته إلى فرعياته، ومن مكيه إلى مدنيه، وهذا يعني أن مسألة مسايرة الحوادث الواقعة بالسيرة في فهم القرآن أمر غير مقصود من كلام الشاطبي.
من حق الجابري أن يرى أن تفسير القرآن مواكب لأحداث السيرة، فهذا أمر لا يمكن للمرء أن يقطع بخطئه، غير أنه ليس من حق الجابري نسبة ذلك وتأسيسه على الشاطبي الذي لم يكن يخطر بباله ما فهمه الجابري منه، ولا كان مقصوداً في شيء من كلامه.
يؤسس الجابري فهمه للقرآن على أقسام المدني والمكي، وتقسيم مكيِّ القرآن تقسيماً سداسياً مستوحىً بشكل واضح من تقسيم نولدكه الذي أخذه عنه بلاشير. وعلى الرغم من أن الجابري انتقد تقسيم بلاشير (المنقول عن نولدكه) الآنف الذكر "إجمالاً، بأنه لا جديد (فيه)، فالتحقيب الذي اعتمده بلاشير مبني على التمييز بين خصائص القرآن المكي ومميزات القرآن المدني، وهي أمور معروفة، وقد فصل القول فيها كثير من المؤلفين المسلمين قديماً وحديثاً. أما ترتيب السور داخل هذا التحقيب، سواء كمجموعات، أو داخل كل مجموعة على حدة، فلا شيء يفسِّره، فقد جاء اعتباطياً إلى حد كبير"!!، وذلك على الرغم أن تقسيم بلاشير، كما هو واضح، محاولة لمطابقة موضوعات السور مع السيرة النبوية، إلا أن الجابري عاد واعتمد على المعيار نفسه؛ أي "المطابقة بين المسارين: مسار السيرة النبوية، والمسار التكويني للقرآن" في تقسيم القرآن إلى مراحل ويستوحي التقسيم ذاته لنولدكه!
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيء الذي يجب أن نذكِّر به أن المنهج الذي اتبعه الجابري هو منهج معروف في خطوطه العامة، وقد أشار هو بنفسه إلى أن فكرة تفسير القرآن، وفقاً لترتيب النزول تعود إلى المستشرق الفرنسي ريجس بلاشير الذي قام بترجمة "معاني القرآن" إلى الفرنسية (1947 - 1950) على أساس ترتيب النزول الذي وضعه ثيودور نولدكه، وإلى محمد عزة دروزة في "التفسير الحديث" (1961 - 1964)، ونضيف نحن تفسير عبد الرحمن حبنكة الميداني (1927 - 2004) "معارج التفكر ودقائق التدبر"، أي أنه من حيث خطوط المنهجية العامة لم يأتِ بجديد، وإنما جديده يكمن في تفاصيل المنهج وطريقة تطبيقه التي جعلته يسميه "التفسير الواضح".
الجابري يعترف بأن مسألة الترتيب التي "فصّل القول فيها كثير من المؤلفين قديماً وحديثاً" لا يحسمها النص التاريخي (الوثائق التاريخية) الصحيح؛ ذلك أن الوثائق (النصوص) التي تتعلق بالترتيب التاريخي للقرآن مضطربة وليست على درجة من التوثيق يمكن الاطمئنان إليها بشكل تام، فضلاً عن أن "كثيرا منها يطرح مشكلة التوافق في السياق" (سياق السيرة النبوية الشريفة)، إلا أن الجابري يعود ليستند إليها على أساس أن الاستناد إليها لمعرفة ترتيب القرآن أمر لا مفر منه، إنه "ترتيب ضروري، ولكنه لا يكفي".
الجابري يرى ضرورة إعادة ترتيب القرآن بالاستناد إلى "لوائح الترتيب المتشابهة" معيارا "جديداً" لملء الفراغ المنهجي في ضبط نزول السور وإزالة الاضطراب في لوائح الترتيب، وخصائص "التمييز بين المكي والمدني" والاتساق "وقائع السيرة النبوية"!
هذان المعياران يفرضهما الغرض، وهو "بناء تصور منطقي عن المسار التكويني للنص القرآني"، حيث لا بد من اللجوء إلى "التصرف" لحل المشكلة، أي لابد من "اجتهاد مبني على الظن والترجيح"، فهو تصرف "تبرره النتائج التي يمكن استخلاصها منه".
حسناً إذا، إذا كان هذا هو الموقف "العلمي" للجابري، فلم منح نفسه الحق أن ينتقد بقسوة محاولة بلاشير (ومِن ورائه نولدكه) الذي قام بالأمر نفسه "تماماً"؟! فقد استند نولدكه إلى معيار مركب، يستند من جهة على "الإشارات التي تحيل في القرآن إلى وقائع تاريخية" تتعلق بالسيرة النبوية، ومن جهة أخرى يستند على "خصائص النص القرآني، وبالخصوص منها الفرق الواضح بين السور المكية والسور المدنية، سواء على مستوى الأسلوب، أو على مستوى الموضوعات". غير أن الجابري مع ذلك عقّب بالقول: "إنه لا جديد" في تحقيب بلاشير لترتيب القرآن!
من حق الجابري وغيره أن يفسروا المصحف وفق ترتيب النزول، وهذا النمط التفسيري يمثل بطبيعة الحال ضرورة لفهم كيف توطد الإسلام في البيئة العربية في القرن السابع الميلادي، ولكشف العلاقة الحميمة بين الخطاب القرآني وظروف تنزيله، غير أن هذا النمط التفسيري يعتريه احتمالية مضاعفة تقلل من قيمته، فمن جهة ترتيب النزول غير قابل للحسم بعد، بسبب إشكالات ذكرها الجابري نفسه، والمفسر يحتاج لما سماه الجابري "التصرف" الاجتهادي الظني ليطمئن إلى ترتيب معين، عبر "خلق" معايير خاصة به (قابلة للرد والطعن)، ومن جهة ثانية فإن المفسر يقوم بتأويل الآيات اعتماداً على التأويل الأول (ترتيب النزول)، أي أن التفسير ههنا هو في واقع الحال "تأويل التأويل"!! فهل هذا هو "التفسير الواضح"؟! أين يكمن الوضوح في تلافيف التأويل المضاعف هذا؟! لقد أشار الصديق الدكتور رضوان السيد محقاً في مقاله عن "محمد عابد الجابري وتفسير القرآن" (الحياة- 08 أيار (مايو) 2010) إلى أن هذا "أدعى الى ألا يكون التفسير واضحاً على الإطلاق".
إنه لأمر مثير للدهشة أن يسمَّى الكتاب بـ"التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" ولا يتضمن أي من أجزائه الثلاثة تعريفا ولو إجرائيا لمفهوم "التفسير"! ولا حتى في الكتاب المؤسس "مدخل إلى القرآن"!، فليس ثمة أي نوع من الضبط والتعريف لمفهوم التفسير كما أشرنا من قبل، فهل يعني ذلك أن الجابري يستخدم مصطلح التفسير وفقاً لاصطلاح علماء القرآن؟ أم أنه يستقي مفهوم "التفسير" وكذلك "الفهم" من النظريات الإبستمولوجية الحديثة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
"فهم القرآن" ـ كما يطرحه في كتابه التعريفي بالقرآن "مدخل إلى القرآن"، ليس هو من "أنواع الفهم التي شيدها علماء المسلمين لأنفسهم حول القرآن" فهم في عموم الأحوال يدرسونه في مقامات مختلفة عن المقام الذي يدرس فيه الجابري القرآن. هذا الفهم للظاهرة القرآنية غايته النظر إلى "القرآن بوصفه معاصراً لنفسه ومعاصراً لنا".
لقد شعر الجابري أن هذه المقدمة قد تقود القارئ للالتباس، فيظن أن ما سيقوم به الجابري هو "كتابة تفسير للقرآن"؛ فسارع الجابري فوراً لرد هذا الخاطر "المتسرع" وأعلن قائلاً: "إننا لا نريد أن يفهم القارئ أننا بصدد كتابة تفسير للقرآن"، فهذا "الفهم للقرآن" في الواقع هو ليس أكثر من مجرد "تعريف بالقرآن"، و"التعريف بالشيء قد يكون بوصفه من الخارج، وقد يكون بتبيان مسائله وموضوعاته وإبراز حديثه عن نفسه. وهذا كله لا يمكن القيام به بالنسبة إلى القرآن من دون الرجوع إلى خطابه، وبالتالي محاولة فهم هذا الخطاب"، وبالتالي لا بد من فهم القرآن من أجل تعريفه الأمر الذي سيقتضي بالضرورة "تفسيراً لنصوص من القرآن"، لكن ذلك لا يعني أنه تفسير للقرآن، إنه فقط في جزء منه تفسير "لبعض" آيات من القرآن لا أكثر.
في النهاية تمثل محاولة الجابري محاولة محمودة لقراءة القرآن من منظور تطور تاريخي لنصوصه، إلا أننا نؤكد أن هذا لا يعني أن الجابري من الناحية المنهجية قد ابتكر شيئاً جديداً، فهو في النهاية يستعيد منهجا مسبوقا، ومن الصعب وفق هذا فهم هذا الإعجاب بنفسه بعد إنجاز الجزء الثاني حين يقول: "يمكن القول، من دون فخر زائد ولا تواضع زائف، إنه لأول مرة أصبح ممكناً عرض القرآن ومحاولة فهمه بكلام متصل مسترسل يشد بعضه بعضا، كلام يلخص مسار التنزيل ومسيرة الدعوة في تسلسل يرضي النزوع المنطقي في العقل البشري"!
الرجل اتبع خطوات نولدكه (رغم نقده الشديد لها) مع بعض التعديل، ونحن ندعو إلى مقارنة واسعة مع مؤلَّف "تاريخ القرآن"، فربما تقود إلى مراجعة مشروع الجابري بوصفه نسخة مطورَّة عن مشروع نولدكه.
ومع ذلك ورغم كل الملاحظات التي أشرنا إليها في هذا البحث عن "فهم القرآن" فإن الكتاب في النهاية يمثل إضافة لفهم السيرة النبوية قبل أن يكون إضافة لفهم القرآن، ذلك أن فائدة مراجعة خطاب عالمي لرسالة خاتمة لا يمكن أن يُحشر في زوايا تاريخ النزول، إنما يمكن أن يكون مساعدا لفهم التاريخ، وهذه هي الإضافة الحقيقية التي تقدمها منهجية "التفسير وفق ترتيب النزول". وإذا كان لا بد من تحديد إضافة الجابري في حلقات سلسلة هذا النوع من التفاسير، فهي أنه اجتهد في تعديل الترتيب محاولاً جهده أن يربطه بوقائع السيرة على نحو متواصل، الأمر الذي لم يكن ملاحظا على هذا النحو من قبل (وخصوصاً في تفسير عزة دروزة)، بحيث صار "فهم القرآن" لدى الجابري أقرب إلى "فهم السيرة" من خلال القرآن وليس العكس.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2010, 10:50 ص]ـ
مقالة قيمة بارك الله فيك أخي العزيز، وهذه هي الخلاصة في هذا الكتاب حقاً، إنها مسبوقة بِمُحاولاتٍ أكثرَ هُدوءاً منها، ولم يَثُر حولها هذا النقدُ الذي ثار حول الجابري، ولعل إضافتها لفهم السيرة النبوية أكثر، علماً أن هناك من استخرج بعض أحداث السيرة النبوية من خلال القرآن مرتبةً كما فعل الدكتور محمد بكر عابد في كتابه (حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) الذي نشرته دار الغرب الإسلامي، وقد قدم له الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري وأشار فيه إلى محاولة المستشرق الألماني نولدكه ترتيب القرآن على حسب النزول. وقد يكون هناك جهود أخرى في هذا الميدان، سلكت المنهج نفسه.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[28 May 2010, 03:40 م]ـ
الذي جعل الجابري يحظى بهذا الاهتمام هو أنه يمتلك أدوات منهجية جديدة، وجاء إلى الدراسات القرآنية من خلفية معرفية مختلفة حتى عن المستشرقين. إضافة إلى ذلك الاهتمام بعموم إنتاج الجابري يرجع إلى دوره في شد الفكر العربي (غير الإسلامي) إلى احترام التراث وإعادة قراءته وفهمه في وقت كان فيه هؤلاء المفكرون العرب غارقون في العمى الأيديولوجي، وأذكر أني حضرت مناقشة له في منتصف التسعينات في مدرج كلية الآداب في جامعة دمشق، في الأسبوع الفلسفي الذي يقام سنوياً، وأذكر جيداً كيف ثار غضباً "صادق جلال العظم" ("شيخ" الماركسية في سورية) بسبب اللغة التي يتعامل فيها الجابري مع التراث الإسلامي، خصوصاً عندما نفى الجابري فيها بشدة أنه "علماني" قائلاً إنه "مسلم" فحسب.
صحيح أن الجابري لما دخل حقل الدراسات القرآنية تكشف عن "فقر" في هذا الحقل من الدراسات، لكنه هو أيضاً نفسه خضع لتحول تأثراً بها، وعلينا عند قراءة ما كتبه الرجل أن نلاحظ ذلك، فالتغيير أمر طبيعي يحدث في البشر، طبعاً كل هذا لا يجعلنا لا نرى المشكلات فيما يكتبه ولا يمنعنا من نقده فهذا حقنا جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 May 2010, 04:03 م]ـ
الجابري لم يحظ بالاهتمام إلا لأنه خرج عن المألوف وخرج عن المنقول والمعقول
الجابري لم يمتلك منهجية علمية ولم يسلك أي من المناهج المقبولة ومؤلفاته صارخة بهذه الحقيقة
وفي نظري أن الذي يتلقف فكر الجابري لا يخرج عن واحد من ثلاثة:
إما جاهل بحقيقة كيف كان يكتب الجابري وعن ماذا كان يكتب.
وإما هو من أنصار هذا الفكر الذي يدعو إلى زعزعة الثقة في تراث الأمة وتاريخيها.
وإما مذبذب وحائر بين فكر الجابري الذي أقل ما يقال عنه إنه هدم في تاريخ الأمة وبين أن يتمسك بالحق الذي يحمله الخط الأصيل في مسيرة هذه الأمة، وهذا أقل ما يقال عنه إنه يريد أن يمسك العصا من المنتصف حتى لا يفقد هويته وربما يكون باحثا عن الشهرة والبروز وهذه هي الطريق التي يراها تحقق له غايته.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[28 May 2010, 05:21 م]ـ
إنه لأمر مثير للدهشة أن يسمَّى الكتاب بـ"التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" ولا يتضمن أي من أجزائه الثلاثة تعريفا ولو إجرائيا لمفهوم "التفسير"! ولا حتى في الكتاب المؤسس "مدخل إلى القرآن"!، فليس ثمة أي نوع من الضبط والتعريف لمفهوم التفسير كما أشرنا من قبل، فهل يعني ذلك أن الجابري يستخدم مصطلح التفسير وفقاً لاصطلاح علماء القرآن؟ أم أنه يستقي مفهوم "التفسير" وكذلك "الفهم" من النظريات الإبستمولوجية الحديثة؟
.
?
?
لماذا لم يقدم الجابري مفهوما للتفسير اومفهوما لما قارَبَ به المفسرون التفسير من المفاهيم الاخرى التي حسبوها بديلا او قائما بمفهوم التفسير؟ فهو كجميع غيره لا جواب لديهم غير العجز، العجز بسبب التناقض بين تعريف القرءان بذاته وتصريح القرءان عن نفسه مع عمل التفسير بذلك المفهوم الذي يقدمون به القرءان، وتناقض بين مفهوم التفسير في ءاية التفسير وصنيع التفسير الذي يقوم به كغيره من المفسرين الزعم،فمهما بذلوا من جهد في سبيل تقديم مفهوم للتفسير فانهم لم ولن يقدموا سوى ماسبق ان قدموا ولن ياتوا بجديد او ببديل يفترق عن المتوهم انها مرادفات التفسير وهي البيان والتفصيل وما شابه،
فلا المفهوم الذي قدموه يناسب ءاية التفسير وليس ذلك المفهوم الذي قدموه ايضا يتفق مع تعريف القرءان بنفسه،
فالمفسرون يعيشون ابدا اشكالية التفسير الزعم وتناقضه مع تعريف القرءان بذاته،
فهم لم يقدموا مفهوما لكلمة التفسير التي وردت في الءاية، بل استعاروا مفهوما لغيرها وجعلوه بديلا لمفهومها، ثم لم يلزموا انفسهم بمقتضيات هذا المفهوم للتفسير والبديل لمفهوم التفسير القرءاني الذي لم ينفي القرءان خلوه من هذه الاوصاف (البيان والتفصيل مثلا) ولا من مقتضيات هذا المفهوم البديل ايضا وانما هو يتصف بها حقا ولكنهم ناقضوها بعملية تفسير التفسير وبيان المبين وتفصيل التفصيل،وذلك بكونهم خالفوا كون القرءان يتصف بها بكونه تفصيلا لكل ملتبس وبيانا لكل خافي وكشفا لكل ستر وتمثيلا لغرض الايضاح، اذ انه بموجب هذا المفهوم البديل الذي قدموه فان القرءان لايتطلب تفسيرا او بيانا ومع ذلك ناقضوا القرءان بهذا العمل،
فلا الاولون ولا الءاخرون قدموا مفهوما للتفسير يتماهى مع ءاية التفسير او مفهوما حقيقيا لايتناقض وحقيقة وطبيعة القرءان، بل قدموا مفاهيم تتصادم اشد المصادمة لتعريف القرءان بذاته، فقد عرفوا التفسير بالتاويل، والتفصيل، والبيان، والتوضيح، وازالة اللبس، وفك الاشكال، وجميع ذلك يمثل تمييعا لمفهوم التفسير كما انه تمييعا لمفهوم تلك الكلمات في ان واحد وخلطا عجيبا بحيث ان مفهوم كل صيغة يساوي مفهوم الصيغة الاخرى بدون حساب اي خصوصية او اشارة او دلالة نوعية لتلك الصيغة مع عدم اغفال التناقض بين مفاهيم تلك الصيغ التي قدموها كذلك وطبيعة واشارة القرءان الى نفسه وتعريفه بذاته تعريفا ذاتيا لايتفق وعمل التفسير الذي قدموه وتلك المفاهيم التي قدموها،
لذلك لم يقدم الجابري هذا التعريف الذي عجز عنه الاولون والءاخرون الذين مثلوا لكل كلمة بالاخرى وهكذا حتى يؤول الامر الى ان يستوي عندهم الشيء وضده في المفاهيم، فعندهم ان؛
التفسير = البيان = التاويل = الكشف = الايضاح = التفصيل = بيان مشكل القرءان، ولم يخرج احد عن هذه الدائرة الفارغة المبهمة الهائمة، فهي مجرد نظائر لالفاظ او وجوها للفظ واحد،
كما انهم لم لم يقدموا احقية شرعية او اي مبرر حقيقي او لعملهم الذي زعموه تفسيرا، وانما قدموا تبريرا لايتفق ووصف القرءان لذاته، وقدموا التفسير على ان الاشكال في القرءان ولم يقدموا تفسيرهم على فرضية الاشكال في المخاطب لا الخطاب،
ثم ان القرءان لم يقدم نفسه على انه عموم يتَطَلَبَ تخصيصه او اشكال يتطلب حله او مبهم يتطلب ايضاحه او سرا او لغزا وجب حله، كما انهم لم يقدموا اي رخصة او توجيه او أمر من القرءان لهم بعمل التفسير، فلا نجد غير تخبط اعشى دون تاصيل او شرعية او ميزان من كتاب الله،
لذلك لن تكون بضاعة الجابري بافضل من بضاعة الذين يطرحون تفسيرهم على نفس الاساس والمنهج،
والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[05 Jun 2010, 12:42 ص]ـ
صحيفة الحياة - الطبعة الدولية
السبت 5 حزيران 2010
http://international.daralhayat.com/internationalsub/1429(/)
إن رحمت الله قريب من المحسنين (سبب تذكير قريب)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 May 2010, 09:13 م]ـ
إن رحمت الله قريب من المحسنين (سبب تذكير قريب)
قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
قال القرطبي: لم يقل قريبة. وفي ذلك سبعة أوجه:
أولها أن الرحمة والرحم واحد، وهي بمعنى العفو والغفران؛ قاله الزجاج واختاره النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر، وحق المصدر التذكير؛ كقوله: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ} [البقرة: 275]. وهذا قريب من قول الزجاج؛ لأن الموعظة بمعنى الوعظ. وقيل: أراد بالرحمة الإحسان؛ ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره؛ ذكره الجوهري. وقيل: أراد بالرحمة هنا المطر؛ قاله الأخفش. قال: ويجوز أن يذكر كما يذكر بعض المؤنث. وأنشد:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقال أبو عبيدة: ذكر {قَرِيبٌ} على تذكير المكان، أي مكانا قريبا. قال علي بن سليمان: وهذا خطأ، ولو كان كما قال لكان {قَرِيبٌ} منصوبا في القرآن؛ كما تقول: إن زيدا قريبا منك. وقيل: ذكر على النسب؛ كأنه قال: إن رحمة الله ذات قرب؛ كما تقول: امرأة طالق وحائض. وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر مؤنث، إن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتي، أي ذات قرابتي؛ ذكره الجوهري. وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان، وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث؛ يقال: دارك منا قريب، وفلانة منا قريب؛ file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif: { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63]. وقال من احتج له: كذا كلام العرب
قال الفراء وأبي عبيدة: أن قريبا أو بعيدا إذا أطلق على قرابة النسب أو بعد النسب فهو مع المؤنث بتاء لا بد من ذلك، وإذا أطلق على قرب المسافة أو بعدها جاز فيه مطابقة موصوفة وجاز فيه التذكير على التأويل بالمكان، وهو الأكثر، file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif{ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 83] وقال {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63]. ولما كان إطلاقه في هذه الآي على وجه الاستعارة من قرب المسافة جرى على الشائع في استعماله في المعنى الحقيقي، وهذا من لطيف الفروق العربية في استعمال المشترك إزالة للإلهام بقدر الإمكان.
اللهم انفعنا بالقرآن وعلمنا تأويله وصلى الله على محمد وآله وسلم
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[27 May 2010, 11:03 م]ـ
للدكتور فاضل السامرائي كلام نفيس هنا:
آية (56):
* (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف) كلمة رحمة جاءت بالمؤنث وقريب بالمذكر فما اللمسة البيانية في هذا؟ (د. فاضل السامرائى)
المعروف في اللغة أن كلمة قريب إذا كان القُرب للنَسَب تطابق تقول هو قريبي وهي قريبتي، هذا قريب في النسب تحديداً. وإذا لم تكن للنسب فتجوز المطابقة وعدمها قال تعالى (لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) الأحزاب) (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى) هذه ليست للنسب. هذا أمر، والأمر الثاني من جهة أخرى رحمة الله مضاف ومضاف إليه وعندنا في باب الإضافة أن المضاف يكتسب من المضاف إليه التذكير والتأنيث أو غير ذلك ويضربون أمثلة (ارى مر سنين تعرقتني) (كما شرقت صدر القناة من الدم) شرقت وصدر القناة، (إمارة العقل مكسوفٌ) لم يقل مكسوفة وإنما قال مكسوف، (مشينا كما اهتزت رماحٌ تسفّهت أعاليها مَرُّ الرياح المواسم) (مرّ) مذكر وقال تسفهت لأن الرياح مؤنث، (الليالي أسرعت في نقضي نقضن كلي) لو حذفنا الليالي يكون الكلام صحيح. لغة يجوز أن يكتسب في مواطن إذا كان المضاف جزء أو كالجزء وليس في عموم الإضافة لا نقول جاءت غلام هند، إذا كان المضاف جزء أو كالجزء أو ما يصح الاستغناء عنه. في الآية الرحمة يصح الإستغناء عنه بحيث إذا حذفنا يبقى المعنى العام واحد (إن الله قريب من المحسنين). لغوياً يجوز حتى (كل وبعض) يمكن تذكيرها وتأنيثها بحسب المضاف إليه (وما حب الديار شغفن قلبي) الحب مفرد وشغفن مؤنث وجمع (للديار وليست للحب). إذن من حيث اللغة أولاً هي ليست من باب قرابة النسب في فيجوز فيها الوجهان ثم من باب الإضافة يجوز. يبقى سبب الإختيار لو قال قريبة ستكون الرحمة هي القريبة فقط لما قال قريب كسب معنيين رحمته وهو قريب (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ (186) البقرة) فذكر التذكير يشعر بقربه هو وقرب رحمته. وقال تعالى (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) الشعراء) لم يقل خاضعة جعل الخضوع للمضاف إليه (خاضعين) هذا يجوز لأن هذا جزء، الأعناق جزء من الإنسان.
إذن من الناحية النحوية يجوز ومن الناحية اللغوية يجوز ومن الناحية البيانية يجوز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 10:08 ص]ـ
بارك الله بالأخت اشراقه على هذا الإضافة الممتعة. وجزيت خيراً(/)
دعوة للنقاش حول اعتبار النقل عن أهل الكتاب مصدرا رابعا من مصادر التفسير.
ـ[محمد عطا أحمد]ــــــــ[28 May 2010, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
ففى كتاب "التفسير والمفسرون " لشيخنا وعالمنا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبى بيان لمصادر التفسير القرآنى أولها تفسير القرآن بالقرآن، والثانى تفسير القرآن بالسنة النبوية المطهرة، والثالث تفسيره بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، وأما المصدر الرابع فهو أهل الكتاب اليهود والنصارى.
وهذا المصدر الرابع فى النفس منه شئ وأريد أن أجعله موضوعا للحوار على صفحات هذا الملتقى العلمى النافع وسأطرح بعض التساؤلات التى تثرى هذا الحوار الذى أدعو الله أن يجعله نافعا لنا جميعا:
ـ إن القائلين بهذا المصدر يعتمدون على قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح " وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج " فهل معنى التحدث الوارد فى الحديث أن نملأ كتب التفسير بالإسرائيليات المرفوضة شرعا وعقلا؟
ـ القائلون بهذ المصدر يعتمدون على تقسيم العلماء للإسرائليات إلى: مقبول، ومرفوض، ومسكوت عنه، فهل هذا التقسيم لايمكن الخروج عليه واعتبار أن الإسرائيليات قسمان فقط: مقبول وهو ماورد فى صحيح السنة، ومرفوض وهو ما ثبت ضعفه وكذبه؟
ـ القائلون بهذا المصدر يقولون: إن الداخلين فى الإسلام من الصحابة رضى الله عنهم قد نقلوا لنا بعض التفاسير عن أهل الكتاب فهل تم مناقشة هذا القول منا قشة علمية تقوم على استقراء الروايات الورادة عنهم فى كتب التفسير وتمحصيها والحكم عليها سندا ومتنا؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:14 م]ـ
بانتظار إطلالة أستاذنا المبارك وفتحه للنقاش حول هذا الموضوع ونحن مشتاقون إلى إتحافاته، وليت أستاذنا يحدد المحاور الكلية للنقاش ضبطا للنقاش وأملا في الوصول إلى نتيجة مرضية.
وفق الله الجميع
وهذه موضوعات مشابهة سبق عرضها في الملتقى:
http://www.tafsir.org/vb/showthread....ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread....ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread....ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread....E1%ED%C7%CA%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread....ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread....ED%E1%ED%C7%CA(/)
بعض المآخذ على ((تفسير ابن عاشور)) للدكتور محمد الفايز
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[28 May 2010, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
دوّن الشيخ الفاضل الدكتور: محمد بن منصور الفايز – حفظه الله -
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه في جامعة القصيم
بعض المآخذ على (تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير -) قال فيها:
1ـ أوّل الصفات وحمل الآيات على المجاز ومنها:
الغضب والرحمة والرحمن والرحيم ـ سورة الفاتحة ـ 1/ 169
خدع ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 9 ـ 1/ 274
الاستهزاء ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 15 ـ 1/ 249
الحياء ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 26 ـ 1/ 561
مكر ـ سورة آل عمران ـ الآية رقم 54 ـ 3/ 256
المحبة ـ سورة الأعراف ـ الآية رقم 55 ـ 9/ 172
العين ـ سورة هود ـ الآية رقم 37 ـ 12/ 66 ـ و سورة طه ـ الآية رقم 39 ـ 16/ 218
الاستواء ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 29 ـ وسورة الأعراف ـ الآية رقم 54 ـ 9/ 163
وكلام مجاز وغريب عن الكرسي والعرش وأنهما مجاز لا يمكن حملها على الحقيقة –في نفس الموضع- آية الكرسي (3/ 23)
العلو ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 255 ـ 3/ 23
اليد ـ سورة المائدة ـ الآية رقم 64 ـ 6/ 250
فوق ـ سورة الأنعام ـ الآية رقم 18 ـ 7/ 165
الكلام ـ سورة النساء ـ الآية رقم 164 ـ 6/ 35 ـ 25/ 199
الوجه ـ سورة الأنعام ـ الآية رقم 52 ـ 7/ 247
الإتيان ـ سورة البقرة ـ الآية رقم 210 ـ 2/ 284
جاء ـ سورة الفجر ـ الآية رقم 22 ـ 30/ 337
وانظر المجاز والتأويل الغريب في الآية رقم 28 من سورة الدخان 25/ 303 ـ وسورة الزخرف ـ الآية رقم 55 ـ 25/ 34
وذكر حقيقة الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص في سورة البقرة الآية رقم8 (1/ 268)
لكنه أثبت الرؤية في سورة الفجر الآية رقم 22 (29/ 353)
قال عبدالله الجديع في المقدمات ص388: "يؤخذ عليه تفسير الصفات على طريقة الخلف وذكر ما لا يثبت من الحديث والأثر". أ. هـ
وقال د. طاهر يعقوب في أسباب الخطأ في التفسير (1/ 103): "هو اتخذ التأويل منهجا له في صفات الله وسلك مذهب الأشاعرة". أ. هـ
وعد د. محمد المغراوي في كتابه المفسرون بين التأويل والإثبات، في آيات الصفات (3/ 1403 - 1443) جملة من تأويلاته في:
الرحمة – الغضب – الاستهزاء – الحياء – الوجه – الإتيان والمجيء – الكرسي – المحبة – العلو والفوقية – العندية – الكلام – اليد واليمين – النفس – الرضى – الاستواء – العين – النور – التعجب – الأول والآخر والظاهر والباطن ...
وذكر كلامه في ذلك ثم قال في حكمه عليه: "هو على طريقة أهل بلده فقي تقليد المذهب المالكي والتبحر في فروعه دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة حتى يميز بين الحق من الباطل فالكل عند المقلدة حق خطأه وصوابه لا هم بالأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا وقد حاول الشيخ أن يكثر في تفسيره من التحليلات اللغوية والبلاغية بأسلوب واسع وأما عقيدته فهو أشعري جلد وقد صرح بذلك في بعض الصفات يكثر من التحليلات والتعليلات ويظهر بعض الاعتراضات التي لا تزيد المذهب الأشعري إلا تقعرا ينظر إلى التأويل بأنه سيف مسلول على الملاحدة وإذا ذكر عقيدة السلف يذكرها بخلط وضعف وأنها عقيدة المساكين السذج". أ. هـ ملخصا.
وقال د. الطرهوني في التفسير والمفسرون (2/ 512): "تأثر بالمعتزلة وسلك مسلك الأشاعرة في التأويل". أ. هـ
2ـ هو عقلي يقدم الرأي:
قال الخالدي في إسعاف الدارسين ص566: "هو عقلي يقدم الرأي في تفسيره". أ. هـ
وانظر مثلا آيات السحر في سورة البقرة (1/ 630) ومس الجن في آيات الربا (3/ 82)
3ـ أهمل بعض التفسير النبوي ويذكر الأحاديث دون سند أو مصدر:
قال د. محمد عبدالرحمن في التفسير النبوي ص225: "أهمل بعض التفسير النبوي وذكره بلا إسناد ومصادر". أ. هـ
وقال د. عبدالقادر صالح في التفسير والمفسرون ص146: "لم يستشهد بنسبة كثيرة من الأحاديث النبوية". أ. هـ
4ـ أكثر من النقل من التوراة والإنجيل وربما رجح ما فيها:
ويذكر قصصا غريبة وتواريخ قديمة وكأنها مسلمة، انظر مثلا:
الآية رقم 29 في سورة البقرة (1/ 384) رجح خلق السماء قبل الأرض قال: "وهو ظاهر سفر التكوين".
وانظر الآية رقم 74 في سورة الأنعام (7/ 311) كلمة (آزر)
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر آية السحر في سورة البقرة (1/ 627 - 630) حيث ذكر مولد سليمان عليه السلام ووفاته وتقسيم مملكته بعده وقصة بابل وهاروت وماروت وتفاصيل ذلك.
5ـ يذكر النظريات العلمية في تفسير النصوص القرآنية:
قال د. عبدالقادر صالح في التفسير والمفسرون ص146: "يستعين لفهم النصوص القرآنية ببعض النظريات العلمية". أ. هـ
وانظر مثلا: الآية رقم 29 في سورة البقرة (1/ 378) وآية الخمر في سورة البقرة
6ـ انتقده بعض أهل البلاغة:
قال د. عبدالعظيم المطعني في كتابه التفسير البلاغي للاستفهام (3/ 324):
"هو كثير الانتهاك للقواعد اللغوية والأصول البلاغية". أ. هـ
وقال في (4/ 52): "له غرائب كثيرة في تكييف الفنون البلاغية ومن أخطرها وأغربها ما ورد في الاستفهام". أ. هـ
وقال في (4/ 236): "هو كثير الغرائب في آرائه الاجتهادية في فن الاستفهام وربما في غيره من فنون البلاغة". أ. هـ
بعض الرسائل العلمية التي درست تفسير ابن عاشور في:
(دراسة منهجية نقدية لتفسير ابن عاشور) رسالة دكتوراه في الأردن سنة 1991م
للدكتور جمال محمود أحمد أبوحسان وله أيضا رسالة ماجستير بمصر بمنهجه فقط.
ــــــــــــ
وللزميل عبدالله إبراهيم الريس رسالة ماجستير سنة 1409هـ في جامعة الإمام كلية أصول الدين بالرياض (ابن عاشور ومنهجه)
ــــــــــــ
وللكتاب ــ تفسير ابن عاشور ــ عدة طبعات عادية أهمها:
1ـ دار سحنون ـ تونس ـ 12م ـ طبعة جيدة
2ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1/ 1421 ـ 20م ـ طبعة ممتازة
3ـ مؤسسة التاريخ ـ بيروت ـ 1/ 1421 ـ 30م ـ طبعة ممتازة فاخرة (وهي التي نحيل عليها)
ــــــــــــ
هذا بعض ما وقفت عليه والحق ضالة المؤمن والمآخذ مغمورة في بحر الفوائد تذكر لطلبة العلم حتى تحذر والله من وراء القصد.
د. محمد بن منصور الفايز
ــــــــــــ
مراجع انظر:
اتقان البرهان لفضل عباس 2/ 289
محاضرات في علوم القرآن لغانم قدوري ص217
فصول في علوم التفسير لمساعد الطيار ص75
مفهوم التأويل لمساعد الطيار ص78
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 May 2010, 03:52 م]ـ
بعد شكر الأخ على أسلوبه الطيب في النقد أحب أن أقول
أولاً: أتمنى من كل من يقرأ نقداً لكتاب أن يتريث إلى أن يرجع إلى الكتاب بنفسه، و يتأكد من دقة النقل و لا يعطي حكمًا إلا بعد جمع نصوص المؤلف التي قد تكون متفرقة في كتابه، و في كتاب الطاهر رحمه الله لا بد - بالإضافة إلى ما سبق - من قراءة مقدمات تفسيره حتى يكون حكمك على الكتاب حكما عن علم لا عن تقليد، و حتى لا يكون خصمك يوم القيامة أحد كبار أهل العلم في المعقول والمنقول.
ثانيا: أتمنى من جميع الأحباب بدلا من أن ينشغلوا بجرد الأخطاء في الكتب، أن ينشغلوا بتعليم الناس كيفية اكتشاف الأخطاء، لأن تأليف الكتب لن ينتهي، و تعليم الناس مصطلح الحديث مثلا، يكفيك عن أن تكون رقيبا على الأحاديث الموضوعة في كتب التفسير، و تعليمهم النحو و الصرف والبلاغة و أصول الفقه و أصول التفسير و العقيدة، سيكفيك جهدا كبيرًا جدا في بيان الأخطاء التي في الكتب، بل إن تعليمهم هذه العلوم على وجهها سيجعلهم يعذرون المخالف ويعدون اجتهاده سائغاً- غالبًا-.
أعط الطلاب الميزان والأصول لا المسائل و الفروع، و عندها أظن أننا نكون قد سرنا في المسار الصحيح.
ثالثا: الرد على ما ورد من إنتقادات يسير على من يرى أن الردود ليست من إضاعة الأوقات، و لا مما يزيد التنافر بيننا،لكن الواقع أنه غالبأً يحقق الأمرين معاً- إضاعة الأوقات و زيادة التنافر- و على من يريد أن يعرف الرد ليستفيد في خاصة نفسه أن يطبق ما ذكرته في النقطتين السابقتين وقد يقول قائل لم رددت إذاً فأقول قد من الله علي وعلى غيري بتفسير ابن عاشور ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فكان الدفاع ولو بشكل مختصر عن هذا العَلَمِ أمراً محتماً، والله المستعان
و أعتذر إن كنت قد عبرت بما قد يجرح البعض.
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[28 May 2010, 11:54 م]ـ
أخ نصيف
يُلاحظ من ردك عدم قرائتك للموضوع كاملاً
فالدكتور محمد الفايز -حفظه الله- أحال في كل مسألة للجزء والصفحة بعد قراءة متأنية في طبعات مختلفة.
ثم نقل بعض مآخذ أهل العلم على ابن عاشور -رحمه الله- مبثوثة في مؤلفاتهم.
ولا يلزم النقد الإحاطة بكل العلوم التي ذكرتها -لقد حجرت واسعاً- فهناك قواعد أساسية للنقد هي: شرعية ولغوية وتفسيرية وعقلية
كما أن هناك في آخر الموضوع كلمات جميلة قالها الدكتور -حفظه الله- لو وصلتَ إليها لما تكلفت كتابة ردك (المتعوب عليه) وهي:
"هذا بعض ما وقفت عليه والحق ضالة المؤمن والمآخذ مغمورة في بحر الفوائد تذكر لطلبة العلم حتى تحذر والله من وراء القصد".
فمن خلال هذه الكلمات ستعلمُ علمَ اليقين أن الدكتور الفايز -حفظه الله- لم يُرد إلا تنقية هذا السفر العظيم وأخذ خلاصته السائغة، لذة للعقول السليمة، والقلوب المؤمنة؛ ليستفيد المتخصص وغير المتخصص عند قرائته.
وتفسير ابن عاشور -رحمه الله- ليس أول كتاب ولن يكون آخر كتاب تكون عليه مآخذ وملحوظات ... فهوّن عليك
وتعلم أنت وكل مسلم ماهو الكتاب الكامل الذي ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه))
ولو أقسمتُ لم أحنث أنك دخلت للموضوع شاهراً ردك مسلولاً وقد أعماك انتصارك لـ (عَلَم) كما ذكرت ...
دون أن تفتح عينك لترى أن المُنتقد هو (عِلْم) وليس شخص العالم النحرير صاحب التحرير والتنوير -رحمه الله-
فكلٌ يؤخذ من قوله ويُرد إلا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فهون عليك يا نصيف وليكن لك من اسمك نصيب فالحصيف من يربط الكلام بعضه ببعض دون انتقائية.
اقرأ الموضوع مرة أخرى وارجع للإحالات واعرضها على القواعد الأساسية للنقد حينها لن تحتاج لأسلحة فتاكة وعضلات مفتولة.
وأعتذر إن كان هناك تجريح لأحد تخلل تعبيري.
(يُتْبَعُ)
(/)