القاهرة مجتمع السبعة ملايين، رغم أنهم يمكن أن يتعاطفوا مع أولئك المجهولين بالنسبة لهم , وفي مصر ثلاثون أو أربعون مليوناً وفي البلاد العربية مئة مليون أو يزيد ولكن هؤلاء أيضا يشعرون أنهم غرباء عنهم إلا تجاه أناس يشعرون أيضا أنهم غرباء في مجتمعاتهم، وإذا ما تحريتُ الدقة يشعرون أن هؤلاء البشر الكثيرين هم الغرباء في الأرض، إنهم غرباء عن سنن الله في الخلق بما ابتدعوه من أنفسهم وطواغيتهم من قوانين ظالمة وعادات فاجرة , وهكذا تزداد وحشة هذه القلة إذا نظرت إلى ما تحويه هذه الأرض من ملايين البشر وليس فيهم إلا ذلك النفر القليل الذي يشعر أنه هو الصديق لهذا الكون لأنه يسير في الاتجاه الذي تسير فيه سنن الله المقدرة لهذا الكون، فمتى تلتقي هذه القلة مع تلك وتُخْرِجَ الغرباء من الأرض ليسود الخير والسلام!
التطبيع مع أمريكا
الثلاثاء 11 حزيران 1974م = 20 جمادى الأولى 1394هـ
ما كان لإنسان أن يتوقع هذا التغير المفاجئ وانقلاب الموازين بين عشية وضحاها , من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كما يقال الآن , عندما بدأت الحرب في رمضان أو 6 أكتوبر كما يقولون أعلنت أمريكا مساندتها لإسرائيل مساندة تقررت بسببها نتيجة الحرب , وهى تساندها من أول يوم ظهرت فيه , وبدأنا نسمع عن الجسر الجوي الذي يربط أمريكا بإسرائيل أثناء الحرب ينقل المعدات والأجهزة لتواصل بها إسرائيل قتالها، وحتى لا تنهار أمام ضغط الجيوش العربية من الشمال والغرب , وحين خطب الرئيس المصري السادات في مجلس الشعب المصري بعد عدة أيام من بداية الحرب أعلن عن دور أمريكا وأنه كان مقدراً لإسرائيل أن تواصل القتال لمدة (11) يوماً وينفد سلاحها، أمَا وقد تجاوزت الحرب ذلك اليوم وإسرائيل تحارب فإن سلاح العرب وسلاح مصر بالأخص بدأ ينفد، ولاح شبح الهزيمة أمام تدفق الأسلحة الأمريكية على إسرائيل أثناء القتال وفي ساحة المعركة , وقد رأيت في معرض الغنائم (غنائم حرب أكتوبر) رأيت دبابة إسرائيلية من نوع باتون أمريكية الصنع مصابة إصابة بسيطة أعطبتها، رأيتها جديدة كل الجدة حتى إن الربلات التي تحفظ سُرْفَتَهَا لا تزال جديدة تشبه الإطار الجديد , بعد كل هذا أقول إن أمريكا آخر من يمكن أن تصطلح معه مصر ويصطلح معه العرب، ولكن مصر بين عشية وضحاها غيرت موقفها، وكأنها أيقنت أنها لا قِبَلَ لها بأمريكا إلا بمصالحتها، ومن ثم توجهت نحو أمريكا، وغداً يصل رئيس أمريكا نيكسون، وقد قامت الحكومة المصرية بإعداد استقبال هائل له، كما تروج وسائل الإعلام.
مظاهرة الخزي
الجمعة 14 حزيران 1974م = 23 جمادى الأولى 1394هـ
فتحتُ الراديو على إذاعة العراق في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر لأستمع الأخبار , وإذا به يحمل حملة شديدة على زيارة الرئيس نيكسون ويصف الاستقبال الذي اسْتُقْبِلَ به بأنه (مظاهرة الخزي) ويصف نيكسون بأنه أكبر جلاد في العالم , ولاتهمنا مدى صحة هذا القول أم بطلانه المهم أن العراق عند رأيه وموقفه بالنسبة لأحداث الشرق الأوسط , يريد أن يواصل القتال حتى تتحرر الأرض , ولكن يبدو أن الحكام في العراق لم يخوضوا تجربة حكام مصر وسوريا , ولعلهم يمثلون دوراً في شرق الوطن العربي , وأمس قام الفدائيون الفلسطينيون بعملية فدائية هي الثالثة من نوعها في مستوطنة في الجليل قُتِلَ فيها عدد من الإسرائيليات ووصفها راديو بغداد بأنها هي المظاهرة التي يجب أن يستقبل بها نيكسون لا المظاهرات التي مرت في القاهرة والإسكندرية لاستقباله , واليوم أو عصر اليوم غادر نيكسون مصر والآمال في نفوس المصريين ليس لها حدود، الآمال التي بنوها على زيارة نيكسون أنه هو الذي سيسعدهم أو الذي سيطعمهم أو الذي سيحميهم، نعوذ بالله من هذا الغلو , غادر نيكسون إلى جدة حيث يزور السعودية يوماً يجتمع بالملك فيصل لإتمام رسم السياسة التي تريدها أمريكا في الشرق الأوسط، أما روسيا فيبدو أنها تتحسر على السهم الذي توشك أن تخسره في الوطن العربي وموطئ القدم الذي مهدت له في مصر خاصة، والذي يبدو أن أمريكا أوشكت أن تحتله.
تحسين لغتي الإنكليزية
السبت 15 حزيران 1974م = 24 جمادى الأولى 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت أمس أحاول مراجعة مادة اللغة الانكليزية , لدينا بضع ورقات مطبوعة على الآلة الكاتبة عن تاريخ العرب وحياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - ومن ضمنها ترجمة عدة صفحات إلى اللغة العربية , وجدت نفسي أخلط بعض قواعد اللغة الانكليزية أو أني لا أتبينها بوضوح , وكنت قد جلبت معي من العراق كتاب قواعد اللغة الانجليزية الذي درسناه في الإعدادية على مدى سنتين إلا أننا لم نستفد منه إلا القليل , فقلت لماذا لا أدرسه من جديد، وأنا جلبته معي على هذا الأمل؟ وفعلاً ابتدأت به منذ صباح هذا اليوم على أمل الفراغ منه مساء، قراءة سريعة خفيفة، ووقوفاً عند القمم دون المنعطفات والوديان , وقد بانت من القراءة أشياء كثيرة كنت أستصعب فهمها، وقد بدت الآن سهلة بسيطة، وكنا حين درسناه من قبل نشقى بكثير من موضوعاته، رغم أنها بدت لي اليوم غير مستحيلة أو بعيدة الفهم , مع أن منها ما هو صعب إلا أن الذي استنتجته أن الذين كانوا يقومون على تدريسنا في الإعدادية أناس لا يعرفون من أين يبدؤون ولا إلى أين ينتهون، قضوا في الكلية أربع سنوات وخرجوا للحياة العملية وقد دار في خاطرهم أنهم قد علموا كل شيء وأنهم لا يقولون ولا يعملون إلا الصواب , ربما فيهم من يحمل علماً ولكنه لا يريد أن ينفع به أو يتكاسل من الجهد الذي سيبذله لكي يخدم الطلبة ويقدم لهم العلم من أقرب مواطنه , كنت في العراق ألاحظ مدى شقاء الطلبة بدرس اللغة الانجليزية وهم يبذلون فيه من الوقت فوق ما يحصلون من نتيجة، ولو نُظِّمَ ذلك الجهد لأثمر الثمرة التي تتناسب مع مرحلتهم، وإلا فإن العلم لا حدود له.
بين الجدران
الأحد 16 حزيران 1974م = 26 جمادى الأولى 1394هـ
في بيجي عندما كنت طالباً في العراق أخرج كلما ضاقت عليَّ نفسي من درس أو غيره إلى ساحة الدار أو خارج المدينة حيث هواء الصحراء اللطيف وحيث المزارع تنتشر في أطراف المدينة، أو أخرج إلى السوق وأرى الناس الذين أعرفهم ويعرفوني، كنت لا أجد وقتاً أضيق به إلا كان له مخرج إلى فسحة وراحة، ولكني هنا الآن بين أربعة جدران إذا ضقت ساعة وما أكثر الساعات التي أضيق بها وتضيق بي إذا حدث ذلك وَلَّيْتُ وجهي قِبَلَ أحد الجدران، وإذا ضجرت التفت إلى جدار آخر , وهكذا أقلب وجهي بين جدران الشقة الأربعة لا أجد متنفساً من كربة من كرب هذه المدينة العاصفة ومن كرب الدروس، ومن هَمِّ الامتحان ولا يزال هَمُّ الامتحان يلاحق كل مُمْتَحَنٍ – إلا باللجوء إلى الله والصلاة والقرآن، وهو الملجأ الأبدي لمن ضاقت عليه الدنيا ومن رحبت , تُرَى إذا خرجت خارج الشقة فأين سأذهب ومن سأرى وماذا سأقول، لا أجد ما ترتاح إليه نفسي، وأعود إلى الأوراق أقلبها وأسترق لحظة لكتابة هذه السطور المضطربة , ومع أن الوقت لا يزال فسيحاً للدراسة إلا أنني الآن أشعر بضيق الوقت أو تضايقي من الدراسة والدروس , أحاول أن أُلِمَّ بالموضوعات فتتفلت، أحاول أن أحفظها عن ظهر قلب فتستعصي، إلهي رحمتك! ما هذا العذاب؟ وأصفو ساعة أذكر الأهل والإخوة والدار والبلدة والحياة الجميلة، ورغم مرارة الحياة أعود وأقول لأحتمل كل شيء، وأتوكل على الله وهو يتولى الصالحين.
هموم الامتحان
الاثنين 17 حزيران 1974م = 26 جمادى الأولى 1394هـ
كنت في طفولتي الأولى ألهو وألعب غير ملتفت إلى ما يدور حولي وما يقع لي، ولم أنم يوماً وأنا أفكر في غد أكثر من اللعب والركض والحصول على المتع الطفولية. وانقطعت تلك السلسلة من الأيام الحلوة حين دخلت المدرسة الابتدائية وبدأت أذوق تجربة الامتحان في الابتدائية مرتين في العام الدراسي على الأقل , وظلت الحال منذ السنة الأولى الابتدائية إلى اليوم حيث أستعد للامتحان ولعله آخر امتحان في حياتي الدنيا إذا يسر الله (1)، فإن نجحت فقد انفتحت لي أبواب ربما تحتاج إلى جهد أكبر إلا أنها تخلو من خفقة القلب لذكرى الامتحان، كنت منذ الصف الأول الابتدائي تتهيأ نفسي للامتحان قبل دخوله بأيام طويلة، وكنت في تلك المراحل الأولى أقل معاناة إذ كنت أقل حرصاً على التهيؤ وحسبان خطر النتيجة , وكنت مع كل هذا التعب لا أفرح بالنتيجة، كنت أرى الأطفال معي يخرجون من المدرسة يوم تسلم الشهادات يركضون ويصيحون عبر سوق مدينتنا ولكني كنت أخرج هادئا رغم فرحتي الداخلية ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وظللت كذلك أواجه كل نجاح , ولكن مسألة الاستعداد للامتحان أخذت تزداد قسوة وخاصة في بعض الحالات حين تنضم إلى الحال صعوبة الدراسة والتواء المادة كالذي أعانيه اليوم، فمع خطورة الامتحان وخطورة نتيجته فهو يقرر نتيجة أتعابي وسفري إلى مصر، وإلى جانب ذلك صعوبة المادة، فإني بدأت أضجر من هذا الأسلوب من الدراسة، أجلس ساعات طويلة أمام الكتاب أو الأوراق ثم لا أخرج بشيء يذكر وموعد الامتحان بدأت أحس باقترابه، وليتني اهتممت بأمر امتحان الدنيا هذا الطويل طول العمر ونتيجته أخطر النتائج، اللهم يسر لي وارحمني.
المذاكرة الجماعية
الثلاثاء 18 حزيران 1974م = 27 جمادى الأولى 1394هـ
زارني بعد الظهر في البيت الطالب س , وهو أحد الطلاب الذين يدرسون معي في السنة التمهيدية في قسم علم اللغة، وهو فلسطيني يعمل في إذاعة الكويت , كان قد حضر في أول السنة وأخذ بعض المنهج وغادر منذ الشهر الثاني عشر من سنة 1973، وكان قد حضر منذ الخميس الماضي , هو إلى الآن لم يكتب أي بحث ولم يدرس في المحاضرات , جاء يريد أن يؤدي امتحاناً وينجح، وهو الآن يحاول أن يكمل كتابة البحوث، بحث في لسان العرب وهو وحده يحتاج إلى عمل شهر , وبحث في كتاب المعرب للجواليقي، وأما بحث اللغة العبرية فيقول إنه أكمله , هو يريد إكمال هذه البحوث الآن ويسلمها للأساتذة ثم يحضر الامتحان , حضر إلى البيت ليستفسر مني عن المطلوب وما أخذناه، وعجب من مكوثي في القاهرة كل هذه الفترة , هو يتحدث علناً عما سيدرس بعد إنهاء السنة التمهيدية وأنا غارق في التفكير في الامتحان وكيف سنؤدي الامتحان، غارق في التفكير في هذه المادة المستعصية على الفهم أو الحفظ أحياناً، وهو يعتبر أمر اجتيازه للامتحان مضموناً، وهو يقول إنه سيكتب بحث الماجستير في اللغة العبرية , حضر ليعرض عليَّ أن ندرس سوية، يقول إنه أجَّرَ شقة قريبة من الكلية بمئة جنيه , وحاول إغرائي بأمور مادية وشقة ومكتب وغرفتي نوم، ويقول أنا وحدي فهلا ندرس سوية , طبعاً هذه خطوة يجب ألا أخطوها الآن ولا في غير ذلك من الأزمان، لأني أعرف ما نتيجة مثل هذه المذاكرات المشتركة، هذه عادة اعتدتها منذ زمان لا أومن بالدراسة المشتركة أكثر من استذكار رؤوس الموضوعات وما حولها.
ألم الدمامل
الأربعاء 19 حزيران 1974م = 28 جمادى الأولى 1394هـ
مضى يومان وأنا ضائق بكل شيء، ضَجِرٌ من كل شيء , ولم أستفد خلال اليومين الماضيين من مراجعة الدروس شيئاً، وذلك أن (دُمَّلَة) قد ظهرت تحت ظفر الإصبع الوسطى ليدي اليسرى , وهي صغيرة إلا أنها كانت تؤلمني حتى تكاد أوصالي وأطرافي تتقطع، أشعر بألم في الأطراف وحرارة في الوجه وميلاً إلى النوم من غير نوم , والآن الحمد لله آمل أن يكون هذا اليوم خاتمة أيام الألم لتحل محلها أيام الأمل، ولو أن أيامي كلها أمل بتأييد الله سبحانه وتوفيقه , هذه الدملة الصغيرة آذنتي أشد الأذى وشلت حركاتي، وكنت أبدو كئيباً أشعر بذلك أنا وإن كنت أحاول أن أبدو للناس سويَّ المظهر غير ذي علة , ولكن هذه الدملة الصغيرة قد آذتني، وأحمد الله على العافية ونعمتها , ماذا لو أن مثل هذه الدملة قد ظهرت في أيام الامتحان؟ إذن لكان الفشل قاب قوسين أو أدنى، وماذا لو كانت أشد وما أكثر الدمامل وأنواعها الشديدة التي لا أزال أذكر بعضاً منها أصابت بعض أفراد أسرتنا , وأحمد الله على رحمته وأدعوه أن يسترني بستره الجميل وأن يوفقني في هذا المسعى حتى أجتاز هذه المرحلة التي هي أشد عقبات هذا الطريق فلو فشلت فإني ربما رجعت إلى الأهل غير آمل في العودة، ولو نجحت ولو أن النجاح ليس كل شيء ولكن لو نجحت ويسر الله وسجلت موضوعاً سأكون أشد ارتباطاً بالخطوات التالية، هذه مجرد أمور وتوقعات رهينة بما ييسره الله لأني لا أدري ماذا أكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت! وأي زمان كذلك، والحمد لله.
مقررات الامتحان
الخميس 20 حزيران 1974م = 29 جمادى الأولى 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
في مثل هذا اليوم من الشهر القادم سنؤدي الامتحان إن شاء الله، إذ إن الامتحان لطلبة الماجستير سيكون في 20/ 7/1974 وربما يستمر حتى نهاية الشهر , وأنا الآن في حالة لا تؤهلني لدخول الامتحان ولكن لا يزال أمامي شهر لعلي أستطيع أن أنجز قراءة المواد المطلوبة ودراستها، لدينا أربع مواد: اللغة الانجليزية وأستاذها الدكتور أمين العسلي، وعندنا في هذه المادة حوالي ست صفحات ترجمة وست صفحات أخرى دراسة , ومناهج البحث وأستاذها الدكتور كمال محمد بشر كان طوال العام الدراسي يحضر مرة ويغيب أكثر من مرة، بسبب ارتباطه بعمادة الكلية، وأخيراً قذف إلينا بمحاضرات مطبوعة منذ سنة 1970 - 1971 في معهد الدراسات العربية، وفيها من الكلام المترجم الشيء الكثير بل جلها مترجم على ما أتوقع، فهي تدور حول مناهج البحث اللغوي عند اللغويين الأوربيين، وفيها إلى جانب ذلك من التعقيد المتولد من اضطراب عرض المادة، وإن كانت لا تخلو من علم مركز، حاولت هذا اليوم الالتقاء بالدكتور بشر والاستفسار منه عن المقرر , قال: إنه لا بد من حضور محمد حبلص المعيد في القسم والطالب معنا، حتى يبين ما أخذنا خلال السنة، ولم يكن محمد هذا يحضر إلا نصف المحاضرات أو أقل، والمادة الثالثة اللغة العبرية وأستاذها الدكتور محمد سالم الجرح الذي كان يخفف من المادة كل مرة حتى أصبحت محاضرة عن الضمائر وأخرى عن صيغ الزوائد، إضافة إلى بحث الطالب الذي عمله خلال السنة , والمادة الرابعة هي مادة القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث، وجدول رموز الكتابة الصوتية الدولية وأستاذها الدكتور عبد الصبور شاهين الذي كان أحرص الثلاثة على حضور المحاضرات، ثم يليه الدكتور الجرح , ومنذ الشهر الثاني عشر من السنة الماضية إلى الآن ونحن ندور حول كلمات!
الإنفاق السخي
الجمعة 21 حزيران 1974م = 1 جمادى الآخرة 1394هـ
قبل يومين وصلتني رسالة من الأهل من الأخ سفر , وهو لا يكاد يمضي أسبوع دون أن يكتب إلي رسالة , وفي الحقيقة أن الرسالة التي تصلني من الأهل تشجعني على المضي في السبيل، وتُبْعِدُ عني بعض الوحشة، الأخ سالم هو الآخر يرسل لي بعض الرسائل , الشيء الذي أريد أن أذكره هنا أيضا أن الأخ سفر قد أرفق بالرسالة ورقة بتحويل 200 دينار عراقي هي القسط الثاني من الفلوس التي يحق للأهل أن يحولوها لي , كنت قد كتبت لهم أني غير محتاج الآن وأني ربما أرجع إذا يسر الله ونجحت في الامتحان إلى العراق , ولكن حرصهم على راحتي واطمئناناً على مستقبلي دفعهم أن يحولوا لي هذا المبلغ الكبير في نظر أصحاب الدنيا، وهو المبلغ الثاني الذي تسلمته من الأهل، فقد تسلمت سابقاً 200 دينار أو ما يعادلها بالجنيه المصري، كنت قد صرفت في رحلتي إلى القاهرة قبل ذلك 350 ديناراً عراقياً، فيكون المبلغ الذي استلمته من الأهل 750 ديناراً عراقياً , من يجد مثل هؤلاء الأهل؟ مثل هؤلاء الإخوة؟ مثل أخي سفر! ينفقون على ابنهم وعلى أخيهم مثل هذا الإنفاق إسعاداً له في مستقبله، أليسوا هم الآن مالكين لمستقبله؟ أليسوا أحق بالثمرة إن يسر الله وكانت هناك ثمرة , الذي أرجو الله تعالى أن يحققه لي أن يجزيهم عني خيراً، وألا أنسى هذا الفضل العظيم، وأن أذكره مع الدعاء لهم دائماً بالخير والتوفيق في الدنيا والآخرة، وأن يوفقني أن أرد بعض هذا المعروف والفضل الذي يغمرونني به، وأن يجعل المحبة بيننا خير رابطة، وأن يديمها، وألا يجعل للمادة سبيلاً إلى الفرقة، يا رب، يا الله.
الحرمان من القيلولة!
السبت 22 حزيران 1974م = 2 جمادى الآخرة 1394هـ
ما ألذ نوم الظهيرة، وخاصة في مثل هذه الأيام التي أطل الحر علينا فيها وطال النهار , ولكني محروم هذه الأيام من هذه المتعة الضرورية لمواصلة العمل آخر النهار بجد، فمنذ أيام غير معدودات أتمدد ظهر كل يوم أحاول أن أتخفف من أتعاب أول النهار بغفوة قصيرة , أحاول أن أقلد حالة النائمين، أغمض عينيّ، أغطي جسدي، أسكن فلا أبدي حراكاً لعلي أنام , ولكن الأفكار والأوهام كلما هدأت ازدادت وطأتها على عقلي وداخلي , أفكار وأوهام حقاً، أفكار عن الغربة والبعد عن الأهل، وأفكار عن الدراسة وما يجب تحقيقه خلال هذا الشهر الآخذ بالنقصان، استعداداً للامتحان وما بعد الامتحان , وأوهام عن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه وتلك لا تزال تطاردني، كلما أردت أن أنام تطن في أذني فتحرمني من لذة نوم النهار، فآوى إلى الفراش مبكراً في الليل، ولا أستطيع أن أصل إلى الثانية عشرة إلا بجهد جهيد مع عدم الفهم التام، ولكن هل أن تلك الموضوعات من الأهمية بحيث تشغل فكري بهذه الدرجة , أيكون هذا حال المؤمن بقضاء الله في الحاضر والمستقبل المطمئن إلى كل ما كتبه الله في هذه الدنيا وفي الآخرة , أتستحق هذه الموضوعات أن ينشغل فيها الفكر هذا الانشغال، فأظل قلقاً آخر النهار وأول الليل؟ ولكني على ما يبدو غير مخير في هذا القلق، أو أن هذه الحال قد فُرِضَتْ عليَّ لعوامل عدة , والتفكير في المستقبل أس هذه المشاكل، ولكن من منا لا يفكر في المستقبل، أليس التفكير بالموت تفكير بالمستقبل، وكل ما دون الموت من الأمور تفكير في المستقبل، وكل تفكير بما بعد الموت تفكير في المستقبل , ولكن الذي يستحق التفكير بالمستقبل إلى الحد الذي يزعج عن النوم هو حال هذه الأمة وحال الإسلام ومستقبل هذه الجموع الضالة من البشر ومستقبل هذه القلة الصابرة المجاهدة من المؤمنين والمسلمين، اللهم فاجعل جل همنا في ما يرضيك عنا، ويحقق لنا السعادة في الدارين، آمين.
خُلْفُ الوعد
الاثنين 24 حزيران 1974م = 4 جمادى الآخرة 1394هـ
من صفات المنافق خُلْفُ الوعد بل من أبغض الصفات الإنسانية، قد يعدك الرجل في ساعة معينة فتترك أعمالك وتضغط على متطلبات أمورك الحياتية كي تلبي تحقيق الوعد، فإذا هو يفاجئك بعدم المجيء، وإذا وقتك قد ذهب سدى من غير فائدة، ثم هو يظهر لك بعذر تافه، قد يحدث أن يضطر الإنسان أن يخلف كل مواعيده بسبب المقادير التي لم يحسب حسابها، والمقابل قد يفهم هذه الظروف ويصفح وتسير الأمور سيراً حسناً , ولكن إذا صار خلف الوعد ديدناً فانفض يدك مرة واحدة، فلا خيرَ يُرْتَجَى ولا صلاحَ يُتَوَقَّعُ، الطالب س زارني يوم الثلاثاء الماضي في الشقة بعد أن قدم من الكويت ليؤدي الامتحان معنا، طلب مني أن نلتقي في الكلية لبعض الأمور في اليوم التالي يوم الأربعاء، وذهبت إلى الكلية مع نفاسة الوقت الآن، فإذا هو غير موجود، وعدت أدراجي إلى البيت، كنت يوم الخميس مضطراً للذهاب إلى الكلية للحصول على بحثي الذي استعاره المعيد فتحي جمعة، فإذا به يحدثني عن موعد الأمس، وأنه حضر إلى الكلية في الواحدة والنصف بعد الظهر، بينما كان موعدنا أن نلتقي الساعة الحادية عشرة، وفي أثناء ذلك التقينا بالدكتور عبد الصبور شاهين وحدثه س عن تأخره في فهم جدول الرموز الصوتية الدولية، فطلب الدكتور أن ندرسه سوية، مع ضعفي في ذلك، ولكني على ما يبدو أحسن حالاً منه , واتفقنا أن نلتقي هذا اليوم الاثنين وشَدَدْتُ الرحال منذ الصباح، ووصلت إلى الكلية وانتظرت الطالب س ولم يحضر، بحثت عنه هنا وهناك فلم أجده، بيته قريب من الكلية ذهبت إلى البيت فلم أجده، وذَهَبَتْ فترة الصباح هباء، ولكن ربما كان مشغولاً حقاً، ولكنه أخلف الموعد مرتين.
العمل الفدائي
الثلاثاء 25 حزيران 1974م = 5 جمادى الآخرة 1394هـ
يُرَوِّجُونَ أن حرب أكتوبر كانت انتصاراً أعاد للعرب كرامتهم , ولكن الفلسطينيين دفعوا ثمن هذه الكرامة وحدهم، فقد مات من العرب في الحرب من مات وحَيَّ مَن حَيَّ , ولكنهم يموتون كل يوم على جبهة سوريا، تم فصل القوات واختفى العمل الفدائي على حدود سوريا، كان هذا على ما يبدو من بنود الاتفاق، وظل الفلسطينيون في لبنان يعيشون في مخيماتهم لا توفر الحكومة اللبنانية الحماية لهم، وهم غير قادرين على حماية أنفسهم، وبعد زيارة نيكسون وعودته من الشرق الأوسط استأنفت إسرائيل قصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بوحشية وعنف، وكأنها أخذت أذناً من نيكسون على مثل هذا الإجرام , قصفت لأيام متتالية المخيمات في لبنان بالطائرات وقنابلها وصواريخها، وكانت الإعلانات تشير إلى مئات المصابين، وإسرائيل تقول إنها ستحارب الإرهاب في كل مكان، ومصر تتهدد وتتوعد بأن عمل إسرائيل سيخل بشروط اتفاقيات السلام وفصل القوات، وإسرائيل غير آبهة , ومن بعيد ليبيا والكويت والسعودية وغيرهم يضعون إمكانياتهم تحت تصرف المقاومة ولبنان، ولا أثر يذكر لذلك، تكتفي لبنان بمطالبة مجلس الأمن بعقد الجلسات التي تكررت
(يُتْبَعُ)
(/)
وطالت مما أفقدها كل أمل يمكن أن يعلق بها، والفلسطينيون يرفضون إلا أرضهم وديارهم , وهم غير قادرين ويجاهدون بأموالهم إن كانت لهم أموال وبأنفسهم، فقد نفذوا خلال الشهور القليلة الأخيرة عمليات استشهادية بمجابهة القوى الإسرائيلية في وضح النهار يقتلون ويأسرون ثم يستشهدون آخر النهار، كان آخر عملية لهم اليوم في نهاريا عندما قتلوا ثلاثة أو أكثر، وهذا هو ما يثير الرعب في قلوب اليهود.
قلق من مواد الامتحان
الأربعاء 26 حزيران 1974م = 6 جمادى الآخرة 1394هـ
اليوم خاصة بدأت أشعر أني أضحيت في العراء أو أني أقف على صخرة قد لفحتها شمس الصيف , فقد بدا لي المنهج المطلوب أداء الامتحان فيه صعباً واسعاً كثير التعقيد، وخاصة بعد أن حدد الدكتور بشر المادة المطلوبة في الامتحان من المواد التي حاضر لنا فيها خلال السنة , كنت آمل أنه سيحذف لنا بعض موضوعات المذكرة التي ألقاها إلينا في نهاية العام، وانتظرنا مجيء المعيد محمد حبلص، وجاء وكان اليوم تحديد المادة، فإذا هي المذكرة من غير حذف حرف واحد منها، إضافة إلى ثمانية بحوث كان قد ذكر لنا منها أسماءها فقط في بداية العالم الدراسي هذه البحوث فهمنا أن الطالب يختار واحداً ليكتب فيه بحثاً يقدمه، وكَتَبْتُ وكتبوا، ولكن اليوم تبين أنها كلها مطلوبة في الامتحان وأن أيًّا منها ربما جاء فيه سؤال , الحق أنني عندما وقفت على تحديد مادة د. بشر كدت أفقد توازني وعدت إلى البيت كسير القلب وبدأت أفكر في الفشل، هذا الفشل الذي تراودني فكرته كل لحظة وعندما أقرأ كل سطر , لو كنت في العراق وفشلت في امتحان لكان ذلك شبه مقبول، ولكني هنا بعد كل تلك الأتعاب وبعد ذلك الفراق المر أفشل وأعود إلى الأهل بخفي حنين , ولكن أملي بالله عظيم، اللهم فلا تضيع لي تعباً ولا تخيب رجائي فيك، اللهم إن كان نجاحي خيراً فاكتبه لي، وإن كان غير ذلك فاكفني شر العواقب، عدت إلى البيت منهكاً وأنا أفكر في هذه المواد التي أشعر أنها تكاثرت وصعبت، وحاولت أن أغفو إغفاءة يسيرة وإذا بحلم يزعجني من النوم إلى حد البكاء فاستيقظت فزعا لأواجه الأمر من جديد.
مَأْدُبَةُ الهموم
الخميس 27 حزيران 1974م = 7 جمادى الآخرة 1394هـ
لا يعدل نوم الظهيرة شيء بجانب الراحة النفسية للإنسان، فإذا كنت قد حُرِمْتُ نوم الظهيرة منذ أيام عديدة فإني بدأت أُحْرِمُ من الراحة الداخلية عندما بدأت الأفكار والأوهام تزدحم في ذاكرتي والآمال والآلام تأخذ طريقها إلى عقلي، فأنا مشغول ساعة راحتي هذه الأيام بالأفكار والأوهام عن الفشل والنجاح، فبدأت بدلاً من أن أغفو ساعة الظهيرة أفكر خلال تلك الساعات، وكأن تلك الأفكار تعقد مَأْدُبَةً وقت الظهيرة حتى إنها لتضايقني، وزاد الطين بلة خبر الأمس عند تحديد مادة مناهج البحث، فإن البحوث الثمانية التي أضيفت على المذكرة المطبوعة أخذت تثير في نفسي الهموم وتبعث في نفسي القلق والحيرة من نتيجة هذا الامتحان، بل إن خيبتي أخذت تزداد من نتيجة الامتحان، وكأني خلال هذا الشهر دخلت بداية قبو طويل أوله مظلم، وكلما خطوت خطوة اشتد الظلام ولم أزل أخطو في الظلام، ولعل نهاية الامتحان تكون سعيدة، فأخرج من الناحية الثانية إلى النور، وإلا ظللت في ذلك الظلام حتى يأذن الله أو أهلك! حقيقة صار لدي يقين أن الامتحان أشر ما في هذه الدنيا هذا في موازين الدنيا، ولكن أليست الدنيا امتحاناً , إنها امتحان طويل، ولكنا غافلون عن ذلك، فلا فرق بين امتحان الدراسة وبين امتحان الدنيا سوى أن نتيجة هذه قريبة ونتيجة تلك تبدو بعيدة، لكنها في الحقيقة أقرب من لمح البصر {الذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوَكُم أيُّكم أحسنُ عملاً} [الملك 2]، ولكنه (غفور رحيم)، أما امتحان الدنيا فإن أقزام البشر يبدون عمالقة فيه.
تخفيف
الجمعة 28 حزيران 1974م = 8 جمادى الآخرة 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل الله يجعل هذا اليوم فاتحة خير ونجاة من الهموم التي أخذت تزدحم في صدري , فقد زرت اليوم الدكتور عبد الصبور شاهين صباحاً مع بعض الزملاء الذين يدرسون معي لمراجعة بعض المواضيع معه , إن الدكتور عبد الصبور قد جمع بين العلم والدين، فكان مثال العالم المتواضع فقد أفسح لنا في بيته وأعطى لنا من وقته مع الطلاقة والبشر , وكان من الأمور التي شرحت نفسي أنه حدد المادة بعد أن كانت واسعة، إذ كان مطلوباً منا أن ندرس القسم التطبيقي في كتاب القراءات، أما اليوم فقد حدد فيه المادة بالدراسة النظرية، فكان لهذا التحديد وقع حسن في نفسي إذ خَفَّفَ الهمومَ التي تثيرها كثرة المادة. وحضرت صلاة الجمعة في جامع قريب من بيت الدكتور عبد الصبور في بداية شارع الهرم تقريباً من جهة ميدان الجيزة، وألقى خطبة الجمعة الدكتور عبد الصبور نفسه، فأخذ بالأسماع والقلوب وشدها إليه بقوة، بعد الظهر أي عصر هذا اليوم ذهبت إلى السيد فتحي محمد جمعة المعيد في الكلية ذهبت إلى بيتهم في شارع الزبيدي بمنشية البكري بمصر الجديدة , كان قد استعار مني بحث الكتابة العربية ليقرأه، وظهرت الحاجة إليه في امتحان اللغة العبرية والساميات، وهو يبدو قد انقطع عن الكلية فذهبت إلى البيت ووجدته , لكنه كان عليلاً يشكو من معدته ومن المحتمل أن يُجْرِيَ عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، على كل حال لقيني بكل رحابة ولم أطل المكوث عنده، وأخذت البحث وكان لديه مع البحث كتاب فقه اللغة المقارن للدكتور إبراهيم السامرائي، فأهديته له لِمَا أبدى من حاجة إليه، وعدت أدراجي على أن ابدأ مرحلة جديدة من العمل.
منهج المراجعة الأسبوعي
السبت 29 حزيران 1974م = 9 جمادى الآخرة 1394هـ
منذ يوم 20 من الشهر الجاري حاولت أن أضع منهجاً أسير عليه في الدراسة، وهذا المنهج يتيح لي إعادة قراءة المواد قراءة جدية كل أسبوع مرة أي أن المنهج أسبوعي: السبت والأحد لدراسة مادة القراءات القرآنية وجدول الرموز الصوتية , الحقيقة أن موقفي من هذه المادة جيد تقريباً من الرموز الصوتية خاصة , ويوم الاثنين لدراسة اللغة الانجليزية، وهو وقت كثير على هذه المادة، ولكني أحاول فهمها فهماً جيداً حتى لا تكون معوقاً جانبياً , ويوما الثلاثاء والأربعاء لمادة مناهج البحث، وهي مادة معقدة وزاد في تعقيدها أستاذها حين فرض علينا دراسة ثمانية بحوث مع المذكرة المطبوعة، وهذان اليومان غير كافيين لدراسة المذكرة دارسة جيدة مع ثمانية بحوث، وعليه فإني أحاول أن أسترق بعض الوقت من الدروس الأخرى لأغطي ما تحتاج إليه دراسة هذه البحوث من وقت , وهذه المادة تشغل حيزاً واسعاً من تفكيري وتستأثر بالقسط الأكبر من اهتمامي , ويوم الخميس مخصص لدراسة مادة اللغة العبرية والساميات وكل ما لدينا في هذه المادة مقالتان: الأولى لأستاذ المادة د. الجرح، وهي دراسة مقارنة عن الضمائر في العبرية والعربية، والثانية دراسة لصيغ الزوائد في اللغات السامية (للدكتور إبراهيم أنيس)، ويمكن في هذا الموضوع الأخير أن نستفيد من محاضرات الدكتور الجرح للفرقة الثالثة بكلية دار العلوم عن الفعل في اللغتين العربية والعبرية، إضافة إلى هاتين المقالتين فإن كل طالب منا مطالب بالبحث الذي كتبه، وكنت قد كتبت بحثي في أصل الكتابة العربية، هذا من حيث التقسيم الأسبوعي للمواد، وأما من حيث الوقت الذي أقضيه في دراسة كل مادة خلال اليوم الكامل فأحاول ألاّ يقل عملي عن ثماني ساعات، وهي موزعة بصورة تقريبية أربع ساعات في الصباح واثنتان عصراً حتى الغروب واثنتان في الليل، وإن كانتا أضعف ساعات الدراسة صفاء، لأن النعاس يداهمني مبكراً دائماً، ومن الله العون.
الساعة
الأحد 30 حزيران 1974م = 10 جمادى الآخرة 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الساعة هي تلك الآلة الصغيرة أو الكبيرة التي نُقَسِّمُ بها اليوم إلى أربعة وعشرين جزءاً , وهي الآن منتشرة انتشاراً كبيراً بين الناس حتى الفقراء يطمحون إلى تعليق الساعة بأيديهم كأنما صارت حاجة حياتية ضرورية، والساعات أنواع فمنها ما يعلق باليد، ومنها ما يخفى في الجيب، ومنها ما يوضع على المنضدة، ومنها ما يعلق على جدران البيوت والمحلات , ومنها ما يعلق برؤوس الأبراج، ومنها ما يبسط على وجه الأرض، الساعات صارت كثيرة الأنواع، ولكن لماذا كل هذه الساعات , هل الساعة نعمة للإنسان أم أنها نقمة؟ لابد أنها نعمة إذ لولا أنها كذلك لما كان هذا شأن انتشارها , فقد أصبح الناس يعدون حياتهم بالثواني , الاستيقاظ الساعة الفلانية، والفطور الساعة الفلانية، صلاة الفجر الساعة الفلانية، والشروق الساعة الفلانية، نهاية العمل الساعة كذا، والخروج للفسحة الساعة كذا، والعودة مساءً .. والنوم .. كل الأعمال أضحت مرتبطة بالساعة , وخير شاهد على ذلك أني كدت أفقد توازني لما فقدت ساعتي توازنها، وكثيرا ما ظللت في حيرة من أمري، فساعتي منذ أيام أخذت تخلط في عملها مرة تقف وأخرى تسرع، وأنا بين هذا وذاك موزع، أحاول أن أتبين الوقت الصحيح لعلي أنجز الأعمال على ضوء ذلك، فقد جعلت وقتي خاصة وأنا في هذه اللحظات الحرجة من وجودي في القاهرة في أيام الإعداد للامتحان جعلت اليوم أقساماً، أبدأ الدراسة في الثامنة صباحاً وأستمر مع فترة راحة حتى الواحدة، ثم انقطع إلى الساعة الخامسة لأبدأ حتى الغروب، وفي الليل أقرأ ساعة أو ساعتين .. ومنها أوقات الصلاة لم أعد أضبطها .. الساعة ضرورة الآن، رغم أنها تَعُدُّ علينا أعمارنا.
مذكرات شهر حزيران 1974م
إذا كنتُ قد وقفت عند نهاية شهر حزيران اليوم فإن نفسي تتوق بفارغ الصبر إلى نهاية شهر تموز، إن جعل الله فسحة في العمر، حتى أصل نهاية هذا الشهر , فقد قضيت الشهر المنقضي حزيران في عناء مع الكتب هي ليست كثيرة ولكن مادتها تبدو مستعصية، كنت طوال هذا الشهر أحاول أن أركز الجهود لدراسة المحاضرات في المواد الأربع، ولكن يبدو أني لم أحقق شيئاً ذا بال , وبدا لي أن المحاضرات المطلوبة قد تعقدت أكثر عندما أضاف د. بشر البحوث الثمانية إلى مادة الامتحان، وضقت بكل هذا، وخلال هذا الشهر استجدت علي ظاهرة مؤذية وهي أني فقدت النوم وقت الظهيرة، ذلك النوم المريح المهدئ للأتعاب، المنشط لعمل الليل، فصرت أقضي ساعات الظهيرة في دوامة من الأفكار بين أمل النجاح في الامتحان وبين مرارة الفشل، ولاشك أني سألقى، وأستجير بالله , سألقى متاعب لا تقل عن متاعب شهر حزيران في شهر تموز الذي أحب أن أسميه الشهر " الأعسر " الحقيقة أنني في لحظات أتفاءل كثيراً وأقول إنني إن شاء الله سأجتاز الامتحان بسهولة، ولكن هذه اللحظات مجرد برق غمام تزول ليحل محلها الألم والهم، ماذا لو فشلت إذن سيترك ذلك الفشل في قلبي جرحاً لن تدمله السنون، فأنا الذي جئت من العراق وتركت قرب الأهل ونعيم الحياة جئت لأحيى في القاهرة حياة الجدب ثم أرجع بعد كل ذلك خائباً؟ ولكني إن شاء الله سأبذل الجهد المستطاع، رغم كل الهموم، لعل الله قد كتب لي النجاح.
ساعة جديدة
الاثنين 1 تموز 1974م = 11 جمادى الآخرة 1394هـ
في يوم 27/ 6/1971 حضرت احتفال التخرج الذي أقيم لمتخرجي جامعة الموصل للعام الجامعي 1970 - 1971، وكان ما كان من تفوقي وحصولي على تسلسل الأول في كلية الآداب، والحمد لله، وحصلت على ساعة هدية من رئيس الجمهورية، مكتوب عليها ذلك , صناعة سويسرية، وساعة أخرى وقلمين، ومنذ أن استلمتها كانت تبدو عليلة , لا شك أنها من نوع جيد، ولكن فيها علة خفية فكانت تقف عن العمل بين فترة وأخرى، وكنت أذهب بها إلى بعض المصلحين فيصلحونها تصليحاً خفيفاً لكي تعود إلى عادتها، وفي الفترة الأخيرة ازداد مرضها، فأخذت تقف كل يوم أكثر من مرة فسبب لي ذلك بعض المضايقات، وذهبت بها إلى مصلح القاهرة، ولكنه طلب أن تبقى عنده ثمانية أيام، وأجرة التصليح جنيهان , ولكني خشيت من هذه المدة الطويلة، وخاصة أني أسمع أن من الممكن أن يفك المصلح بعض الأجزاء ويبدلها بأخرى، وترددت في تسليمه إياها، وعدت إلى البيت فقلت لماذا لا أفتحها وأغسلها بالبنزين،
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ إن المصلح قال إنها تحتاج إلى تنظيف، وقضيت ساعة أو ساعتين في تفكيكها وغسلها، ولكنه غسل غير جيد، وبعد ذلك ركبتها وتحركت عقاربها، واستبشرت خيراً، لكنها هذه المرة أخذت تسرع أكثر مما يلزم، فأخذت تقدم في الوقت ساعة كل أربع ساعات أو خمس، فأقلقني الأمر مرة أخرى , وقلت أسلمها لمصلح آخر، وبدأت تراودني فكرة أخرى، وهي أن أشتري ساعة رخيصة لحين رجوعي بعون الله إلى العراق فأسلمها لمصلح أمين، و نزلت إلى السوق عصر هذا اليوم والفكرتان تدوران برأسي، وبعد طول تفتيش عثرت على مصلح، فقال إنه لا يمكنه تصليحها، وآخر يطلب أن تبقى عدة أيام، ولكني تذكرت ما يقال، وأخيراً ذهبت إلى شركة عمر أفندي الحكومية، واشتريت ساعة جديدة بـ (11,25) جنيهاً من نوع انتيكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الطوابير
الثلاثاء 2 تموز 1974م = 12 جمادى الآخرة 1394هـ
منذ أن نزلت مصر وأنا أشاهد الصفوف الطويلة واقفة أمام محلات المواد الاستهلاكية الحكومية التي تسمى جمعيات، وهذه الصفوف يسميها المصريون " الطوابير " وكل شيء بالطَّبُور، ولعل أبرز أسباب هذه الطوابير الاختناقات في توزيع السلع وانقطاع عرضها في السوق بكميات مناسبة فترة طويلة، فإذا ما نزلت تدافع الناس رجالاً ونساء على أبواب الجمعيات حتى الاختناق للحصول على أكبر قسط منها، السكر والشاي والدهن والرز والصابون والكبريت (الشخاط) ومواد أخرى غيرها، كل هذه المواد تتعرض لتلك الظاهرة، والحكومة تعلن كل يوم عن توفير المواد الاستهلاكية الضرورية للطبقات (المسحوقة) ولكن ذلك مجرد كلام " جرائد " مضى أكثر من أسبوع ونحن نبحث في القاهرة عن علبة كبريت، ولكن بدون جدوى فقد أوشكت علبة الكبريت التي اشتريناها منذ زمن أوشكت على النفاد، وإذا نفدت فمعنى ذلك أننا سنظل من غير أكل ولا طعام, والصابون: صابون الملابس نفد من الأسواق هو الآخر، ونفذ بالنتيجة من البيوت، ويكاد الوسخ يقتلنا، وعندما نطلب من الشغالة أن تغسل الملابس الوسخة تتعذر بعدم وجود الصابون، وليس هذه الظاهرة على ما يبدو وقفاً على مصر وحدها، فقد شاهدنا في العراق في السنوات الأخيرة هذه الظاهرة، نعم بصورة غير منتظمة , فإذا كان الناس هنا يقفون بالطوابير فإنهم في العراق يتدافعون من غير نظام، ولا تزال مناظر التدافع أمام محلات بيع البيض مطبوعة في ذاكرتي، ولا أدري أين يتجه العالم خلال هذه الأزمات الاقتصادية والغلاء المتلاحق.
ارتفاع إيجار الشقق
الأربعاء 3 تموز 1974م = 13 جمادى الآخرة 1394هـ
لا أزال أذكر الأسبوع الأول من نزولي القاهرة , فقد قضيت ذلك الأسبوع مع الأخ خليل في جري دائم طوال اليوم نبحث عن سكن، كان ذلك في بداية الشتاء ومعنى ذلك أن الشقق ربما تكون متوفرة وبأسعار متهاودة , قبل موسم الاصطياف، ومع ذلك ظللنا ندور حتى يوم 4/ 12 حين أجرنا الشقة التي ننزل فيها الآن، وهي جيدة لا شك وتبين أن إيجارها رخيص بالنسبة إلى غيرها، رغم أنه (37) جنيها وهي ذات حسنات، مع عدم خلوها من المساوئ، المهم أن الله يسر لنا وسكنا خلال أسبوع، كان ذلك في فصل الشتاء , أما اليوم فالإنسان لا يجد مسكنا إلا بشق الأنفس بكل معنى الكلمة , كان الأخ المهندس أحمد كاظم الراوي قد قدم قبل نهاية الشهر الخامس في دورة تدريبية هنا في المكتب العربي للتصاميم الاستشارية لمدة ستة أشهر، نزل في بادئ الأمر عندنا وظل منذ نزوله يبحث عن شقة حتى يأجرها انتظاراً لوصول زوجته وأطفاله، وظل يبحث حوالي عشرين يوماً وأَجَّرَ شقة في مدينة مصر الجديدة بخمسة وخمسين جنيهاً، وكان الاتفاق لمدة ثلاثة أشهر، ولكن ظهر له أنها غير ملائمة لهم، وبدأ يبحث من جديد، ووجد شقة خلف نادي الصيد، وأوشك أن يتعاقد مع صاحبها، ولكنها هي الأخرى غير ملائمة، ولا يزال يدور وأهله مع أولاده قد وصلوا، ومشكلة السكن اليوم مشكلة كل وافد إلى مصر، وسبب كل هذا البلاء هم المصطافون وخاصة من الكويت والسعودية ودول الخليج العربي، فهؤلاء بالإضافة إلى إشغالهم الشقق الكثيرة يرفعون الأسعار، إذ إن الواحد منهم لا يهمه أن يؤجر الشقة بمئة أو أكثر لمدة شهر يمتع نفسه المتع الحلال والحرام خلالها.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b7e76301676f.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
مع المهندس أحمد كاظم الراوي – أعلى برج الجزيرة في القاهرة
15/ 6/1974م
(رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا حالياً)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b7e7630081af.jpg
الدكتور أحمد الراوي - صورة حديثة من الإنترت
أقراص مهدئة
الخميس 4 تموز 1974م = 14 جمادى الآخرة 1394هـ
بدأت علامات الضجر من الدراسة تظهر عليَّ , ولاشك أن ذلك من أسوأ البلايا الآن، إذ معنى ذلك إضاعة أوقات بدون فائدة , ولكن لا تزال أخطر مشكلة أعانيها وأظن أني لن أفارقها قبل انتهاء الامتحان وهي مشكلة عدم إمكانية النوم عند الظهيرة، فلا أزال أقضي ثلاث ساعات كل ظهيرة متمدداً من غير نوم ولا عمل، ثم إني حين أواصل العمل آخر النهار أجد نفسي ضعيفاً، فلا أستطيع أن أقضي في الليل إلا ساعات قليلة، والنعاس يغلبني وأنام مبكراً، لأستيقظ في الصباح التالي متعباً، ولأبدأ متعباً وأنتهي متعباً، وتتراكم الأتعاب، ومن أسباب فقدان نوم الظهيرة ولا شك قرب الامتحان، والتفكير في مشاكله ونتائجه هو بعض أسباب هذه الظاهرة، ثم إني نتيجة لذلك بدأت أتذكر الأهل بصورة مستمرة، وأنا أقرأ تطفر بين السطور ذكرى تنقلي إلى ساحة الدار أو قريباً من مدينتنا , وأخيراً قلت لأستعين بالأقراص المهدئة لعلي أنام في الظهيرة أو أجد تخفيفاً من بعض هذا العناء الذي هو في ازدياد، واشتريت علبة من تلك الأقراص وتناولتها اليوم، تناولت حبة واحدة ولكني لم أنم , ولعل الله ييسر وأستمر أحبو في العمل حبواً حتى أصل الامتحان وتتقرر النتيجة، أنا الآن أخشى أن يتحول هذا الضجر إلى سأم وقنوط، ثم إلى إهمال للعمل بتلك الحجج، ولكني لم أزل أحسب لنتيجة الإهمال حسابها وللفشل حسابه، وكل هذه تدفعني إلى العمل وتلك تجذبني، وهكذا أنا بين شد وجذب، والله المستعان.
مسجد الجمعية الشرعية
الجمعة 5 تموز 1974م = 15 جمادى الآخرة 1394هـ
مضيت صباح هذا اليوم إلى بيت الدكتور عبد الصبور شاهين فقد وعدنا أن نلتقي به أنا وزملائي الذين يدرسون معي في قسم علم اللغة في دار العلوم , أمضينا ساعتين عند الدكتور عبد الصبور، كنا خمسة، وهناك آخرون لم يحضروا , كنا نناقش بعض الموضوعات في المادة المطلوبة من كتاب الدكتور عبد الصبور (القراءات القرآنية) نقاشاً غير جاد، بعد ذلك مضينا لسبيلنا، ولو أننا قبل أن نفترق ناقشنا موضوع البحوث المطلوبة في امتحان الدكتور بشر، كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً، واليوم الجمعة، كنت في ميدان الجيزة وبالقرب من مسجد الجمعية الشرعية لأنصار السنة المحمدية , فقلت فرصة طيبة لكي أصلي الجمعة في هذا الجامع الذي صليت فيه جمعة من قبل، هم فعلا يحاولون أن يقتدوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, يحاولون أن يصلوا الجمعة كما كانت تصلى في زمانه صلى الله عليه وسلم، الجامع بسيط لا تظهر عليه آثار الترف والحضارة والنقوش، فراشه بسيط، عندما يدخل المصلي لانتظار الصلاة يمكن أن يشغل نفسه بالتسبيح والذكر أو بقراءة القرآن منفرداً من غير أن يرفع صوته، فليس في الجامع قارئ يقرأ على الناس يوم الجمعة كما نجد في كثير من الجوامع، وإذا حان وقت الصلاة كان هناك أذان واحد يرتقي بعده الخطيب المنبر من غير أن يصلي الناس سنة قبل الصلاة، وبعد أن يكمل الخطيب خطبته ينزل وتقام الصلاة، فإذا كانت السُّنَّة كذلك فلماذا لا تكون سنة المسلمين في كل مساجدهم وكل بلدانهم؟
بين التفاؤل واليأس
السبت 6 تموز 1974م = 16 جمادى الآخرة 1394 هـ
بدأت أعجب من نفسي ومما أجدها فيه من أحوال لا تكاد تستقر على شيء منها، فهي في عراك دائم مع أفكار شتى كثيرة، ولا أجانب الواقع حين أقول إن الامتحان وهمومه مبعث كل تلك الأفكار المتضاربة , لا شك في أن الإنسان لا ينقطع على التفكير لحظة في حال يقظته، ولكنه في أحواله الاعتيادية يفكر بهدوء ومن دون اضطراب، أما أنا هذه الأيام فكل شيء مختل وغاب عنه رشده، أقف لحظات فتظلم الدنيا بعيني وأيأس من نتيجة الامتحان، وأتذكر لحظة وأقول ألا تتقي الله وترضى بقضائه، إذ إن هذا الامتحان ونتيجته لا تساوي شيئا إلى جانب رحمة الله ورضاه , ولا تدري لعلك حيث الآن أو قريب [؟] فما هذا القلق على المستقبل، وأهدأ بفضل الله، ولكن ذلك الهدوء لا يكاد يمضي طويلاً، ثم أجد
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسي متفائلاً مرة أخرى وكأني قد أديت الامتحان ونجحت وسجلت موضوعاً ويسرح الفكر بعيداً، هذا عن الامتحان، أما عن الأهل فلا تكاد تمر لحظة إلا وعرض بخاطري شيء يذكرني بهم، وهنا أيضا تظلم الدنيا بعيني وأقول هل سأعود وأجدهم، أجد الوالد والوالدة والإخوة والأخوات والأطفال بخير، وأحزن وألتجئ إلى الله فراراً من وساوس الشيطان، وتمضي فترة لأهدأ وأتفاءل، وهكذا أنا بين التفاؤل والقنوط قد حُرِمْتُ الراحة حتى نوم الظهيرة , اللهم فاجعله آخر امتحان لي في هذه الدنيا.
مشكلة في وقت غير مناسب
الثلاثاء 9 تموز 1974م = 19 جمادى الآخرة 1394هـ
أوشكنا أمس أن نقع في مشكلة ربما لحقنا منها أذى كثير ومتاعب جمة، ففي يوم الأحد كانت الشغالة أم محمود قد أخطأت بعض الأخطاء أثارت الأخ خليل فانطلق بكلام مفهوم وغير مفهوم كعادته عندما يغضب، وهو كثيراً ما يغضب , فأثَّرَ ذلك الكلام في نفس الشغالة , كانت سابقاً تسمع مثل ذلك، ولكن يبدو أنها هذه المرة لم تجد مكاناً في نفسها لاستيعاب ما سمعت، فما أن انتهينا من الغداء حتى جمعت في صمت كل متعلقاتها وغادرت البيت في هدوء، وعندما دخلنا المطبخ وجدنا كل شيء في مكانه، وقد تركت المفتاح على الثلاجة، وفهمنا أنها غاضبة، وانتظرنا يوم أمس في الصباح فلم تأتِ، ومعنى هذا أننا لا بد أن نبحث على شغالة جديدة، ومعنى هذا أيضاً أن نفتح دورة تعليمية للطبخ والتنظيف والنظام إذا وجدنا من يفهم، وظروفنا الآن لا تسمح بمثل هذا فأنا مشغول بالإعداد للامتحان والأخ خليل هو الآخر مشغول بكتابة البحث، وإذا أُهْمِلَتِ الشقة من غير تنظيف يومين أو ثلاث فإنها ستصير خانقة لا تسكن، وإذا أهملنا أنفسنا وملابسنا فإنا سنمرض من الوسخ، والأكل هو الآخر مشكلة فكنا إزاء هذا كله مضطرين لطلب أم محمود مرة أخرى، فذهب أمس الأخ خليل إلى بيتها في السيدة زينب فهو يعرف مكان سكناهم في ذلك الخضم المخيف من التجمع السكاني، واستطاع أن يقنعها بالعودة أو ربما هي كانت راغبة في ذلك فإنها – والرزق من الله – ربما لا تجد سبعة جنيهات، وجاءت أم محمود صباح هذا اليوم كالمعتاد، وانتهينا من التفكير في المشكلة، والحمد لله.
تراكم الأتعاب
الأربعاء 10 تموز 1974م = 20 جمادى الآخرة 1394هـ
الحمد لله , قد تعبت وبدأت أشعر أن التعب في ازدياد، وليس تعب الدراسة حسب بل هناك أتعاب أخرى لعل الدراسة مبعثها كلها أو جلها، فقد مضى الآن ما يقرب من شهرين وأنا شبه منقطع للمراجعة في البيت، ولا أكاد أخرج إلا في أوقات محدودة، ولولا رحمة الله إذن لشعرت بأن الشقة قد صارت سجناً , ولكن عندما أتذكر حال بعض الطلبة الوافدين وظروفهم والفنادق القذرة وصعوبة العيش أهدأ قليلاً , ورغم ذلك فإن مواصلة الدراسة على مدى شهرين وبأسلوب منفرد لا شك أن ذلك يبعث السأم، بالإضافة إلى الأتعاب المتراكمة وهموم الامتحان .. وأفكار المستقبل، في هذه الأيام كثيراً ما أقف وأقطع المذاكرة لفكرة عرضت لي فجأة، وهي في غير وقتها لا شك، وأغلب الأفكار التي تدور في ذهني الآن هي حول الموت، وإن كانت هذه الفكرة والحمد لله قد اتضحت جوانبها في خاطري واتضح موقفي إزاءها، ثم السفر إلى الأهل، وأنا لم أمتحن بعد ولم أنجح ولم أسجل موضوعاً، ولكن هذه الأفكار ترغمني على الوقوف عندها وتكون مثار أسئلة في نفسي، فتزيد الأتعاب النفسية وتُدِيمُ الأتعاب البدنية دون أن تكون عاملاً في تخفيفها .. أدعو الله تعالى أن ييسر لي خلال هذه الأيام العشرة الباقية حتى لا تحدث انحدارات تؤدي بكل الأتعاب وتذهب بكل الآمال , فلا شك في أن الأتعاب هي سبيل النجاح، ولكني أخشى من الأتعاب التي تحطم ذلك الأمل، خاصة أن المدة قد طالت، والهموم قد كثرت.
نشرت هذه الحلقة يوم الجمعة 5/ 3/1431هـ
ــــ الحواشي:ــــــــــــــــ
(1) كنت أحسب أن دراسة الدكتوراه ليس فيها سنة دراسية تمهيدية، وإنما تبدأ بتسجيل الموضوع مباشرة، كما كان معمولاً به في كلية دار العلوم، وكليات أخرى في مصر، ولكني حين التحقت بدراسة الدكتوراه سنة 1982 - 1983 في كلية الآداب بجامعة بغداد درسنا فصلين دراسيين وفي نهاية كل منهما امتحان! قبل تسجيل موضوع الأطروحة.
الحلقات السابقة:
1 - ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الأولى) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18525)
2- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثانية) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18581)
3- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثالثة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18636)
4- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الرابعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18711)
5- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الخامسة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18785)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:33 م]ـ
مما يحمد لفضيلتك اهتمامك بقضايا المسلمين وتسجيل أحداثها في تلك الفترة، والاهتمام
بأحوال الأمة والتألم لمصابها هو الذي كان عليه العلماء من السلف الصالح، وانظر إلى
سير القوم ما أجملها، وحين تتأمل في التاريخ تجد نماذج مضيئة على مثل هذا، وأن
غالب الانتصارات العظيمة في تاريخها كان وراءها عالم جليل.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:38 م]ـ
ما شاء الله ....
مذكرات رائعة، وللحقيقة بدأت أدون هذه مذكراتي على مفكرتي اليوميّة، وما أجمل تلك اللحظات التي أعود واقرأ هذه المذكرات والتي قد لا يكون مرّ عليها إلاّ أيام .....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Mar 2010, 07:21 م]ـ
أرسل لي أخي هذه الكلمات-وهو طالب يدرس في ماليزيا ويعاني ما يعانيه المتغرب-:
" من يجد مثل هؤلاء الأهل؟
مثل هؤلاء الإخوة؟
مثل أخي (سفر)!
ينفقون على ابنهم وعلى أخيهم مثل هذا الإنفاق إسعاداً له في مستقبله، أليسوا هم الآن مالكين لمستقبله؟
أليسوا أحق بالثمرة إن يسر الله وكانت هناك ثمرة.
الذي أرجو الله تعالى أن يحققه لي أن يجزيهم عني خيراً "
لو لم يكن كتبها غانم قدوري الحمد لكنت أنا كاتبها، فهو أنا وأنا هو في هذا المقطع ..
حفظكم الله "
انتهى نص رسالته.
ليهنكم فضيلة الدكتور متابعة القاصي والداني لما تكتبون ..
قد لا تتصورون مدى الأثر الذي تتركه هذه الذكريات، فكم أفادت، وكم أمتعت، وكم عبرت عما يجيش في نفوس الكثيرين ممن لا يجد إلا هذه الواحة الغناء يأوون إليها من لظى الواقع المرير وغربة الطريق ووحشة الاغتراب ومعاناة الطلب والبحث، فيجدون ما يؤنسهم ويبرد صدورهم، وينير لهم العتمات.
أسأل الله أن يجزيكم خيرا، وأن يبارك في علمكم وعملكم ..(/)
(وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) وهل الأنبياء غير صالحين؟!
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[19 Feb 2010, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
من العنوان أريد أن أعرف ماهو هذا الأسلوب الذي جاء في الأية ما يسمى وفي أي مرجع أجد تفصيلة
جزاكم الله خيرا
ـ[جمال السبني]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:12 م]ـ
أخي الكريم
(من الصالحين) ليس صفة لـ (نبيا)، بل هو حال ثانية من (إسحاق)، فـ (نبيا) حال أولى، و (من الصالحين) حال ثانية. وعليه فهو لا يقصد أن يصفه بأنه (نبي صالح) مما يفهم منه أنه قد يوجد نبي غير صالح!! بل يقصد أن يصفه بأنه (نبي) ويصفه ثانية بأنه (من الصالحين)، و (الصالحون) أعمّ من (الأنبياء). وخلاصة المعنى أن إسحاق نبي، وهو ـ لا محالة ـ معدود من الصالحين. فهو وصفه بوصف خاص ثم بوصف عامّ.
ومنهم من قال بأن (من الصالحين) صفة لـ (نبيا)، ومنهم من قال إن (من الصالحين) حال من الضمير في (نبي) فهو حال متداخلة. وعلى هذين الإعرابين يجب أن يُقال إن (من الصالحين) ورد على سبيل الثناء والتقريظ، أي ليس تخصيصا، بل هو صفة لازمة جيء بها لمزيد من الثناء ولأجل التنويه بالصلاح.
ويمكنك أن تراجع تفسير الآية وإعرابها في كتب التفسير وإعراب القرآن.
وانظر خصوصا:
تفسير اللباب. لابن عادل. جـ. 16، ص. 329. دار الكتب العلمية ـ بيروت.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محب البشير]ــــــــ[20 Feb 2010, 03:32 م]ـ
أخي الكريم
(من الصالحين) ليس صفة لـ (نبيا)، بل هو حال ثانية من (إسحاق)، فـ (نبيا) حال أولى، و (من الصالحين) حال ثانية. .
و الصلاح خلق حسن يجمل بالمرء التخلق به وهو مراتب:
- فمنه المرتبة الرابعة بعد النبيين و الصديقين و الشهداء
- و منه ماهو دونها
- و أما أعلاه فهو مرتبة نبي صالح: وقد وصف الله أنبياءه بهذا الوصف
فقال تعالى عن نوح و لوط {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين}
وقال عن سليمان {و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحن}
و قال عن اسماعيل و إدريس و ذا الكفل {و أدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصابرين}
ذكره الشيخ المغامسي في شرحه لأحاديث الرقاق من صحيح البخاري(/)
قراءة نقدية في كتب التفسير لابن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2010, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتأمل في كتب التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يجد أن الشيخ قد أفرط في جانبين في تفاسيره:
الجانب الأول:
إقحامه مسائل الصفات في تفسيره حتى لا تكاد تجد آية إلا ويستشهد بها للرد على نفاة الصفات، خاصة الأشاعرة، وقد بالغ الشيخ رحمه الله في الرد على هؤلاء، حتى إنه ليُخيل للقاريء بأن من أهم مقاصد القرآن هو الرد على هؤلاء، بل يُخشى على القاريء خاصة من العوام أن يعتقد بأن هؤلاء أشد كفرا من مشركي العرب الذين أرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الانطباع لاشك سينقلب سلبا على طالب العلم المبتدئ والمتقدم، فإنه مع كثرة مطالعته لكتب الشيخ سيتشبع كرها بالأشاعرة وكل نفاة الصفات حتى يصل به الحال أن يبغضهم ويمقتهم ويتخيل بأن القرآن إنما أنزل للرد على هؤلاء.
ويجهل أن من مقاصد القرآن العظمى الرد على المشركين وإبطال عقائدهم لا الرد على هؤلاء المسلمين، وأما مسائل الصفات فهي مسائل هامشية أُقحمت في كتب العقائد وشوشت على الناس وأفسدت عليهم فطرتهم، ولو تُرك الناس على الفطرة التي نادى بها القرآن وسعى لتثبيتها لكان خيرا لهم من كتب العقائد المشهورة الآن، إذ غالبها حشو في أمور لا تمت - للعقيدة التي يريدها القرآن – بصلة.
ويجهل بأن هؤلاء النفاة للصفات ومنهم الأشاعرة يشكلون الشريحة العظمى من علماء الأمة الإسلامية، وأنهم هم حماة هذا الدين وهم الذين أفنوا أعمارهم في الذب عنه والحرص على نشره وتعليمه للناس، وأن منهم مشاهير كبار كابن عبد البر والنووي وابن حجر وغيرهم.
وقد أحسن صنعا الشيخ في كتبه الفقهيه حيث لم يُقحم تلك المسائل العقدية فيها إلا في القليل النادر، وهذا يُعد منه احتراما للتخصص، إلا أنه لم يحسن صنعاً حينما ملأ كتبه التفسيرية بتلك المسائل، وليتها مسائل عقدية يحتاجها المسلم في حياته لكنه أغرق في تقرير الصفات وإثباتها والرد على مؤليها وهذا إفراط من الشيخ رحمه الله.
الجانب الثاني: كثرة النقل والاستشهاد بكلام ابن تيمية:
حتى إنه ليخيل للقاريء المبتديء بأن ابن تيمية اسم ثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نعم حيث أكثر الشيخ من الاستدلال بكلامه ولا أبالغ إذا قلت بأنه يستشهد بكلام ابن تيمية أكثر من استشهاده بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه تعد من إحدى المثالب المنتقدة على الشيخ محمد رحمه الله، نعم ابن تيمية عالم كبير وله مكانته العلمية، لكن هناك علماء كثر غيره وهم أئمة لهم مكانتهم التي تربو على مكانة ابن تيمية أو تزيد، ولم نر ابن عثيمين يكثر من النقل عنهم كإكثاره من النقل عن ابن تيمية، وكان الأولى بالشيخ أن يكون عنده توازن في النقل عن علماء الأمة الإسلامية، وأن تظهر شخصيته في اختياراته، وأن لا تكون شخصيته نسخة مكررة من شخصية ابن تيمية.
نعم للشيخ بعض التعقبات على ابن تيمية لكنها تُعد بأصابع اليد الواحدة، وأغلبها في مسائل فقهية يسوغ فيها الخلاف.
لذا فإني اقترح أن يُطبع على أغلفة كتب التفسير للشيخ محمد رحمه الله التنبيهات التالية:
1 - ابن تيمية عالم من علماء الأمة الإسلامية وليس نبياً.
2 - الأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية لهم فضلهم ومكانتهم، وهم يمثلون جمهور الأمة من علماء ومقلدين، وليس لديهم إي خلل في الاعتقاد عدا أن لهم بعض الاجتهادات في بعض مسائل الصفات وغيرها، وهم وإن اخطأوا في بعضها إلا أن هذا لا يقلل من شأنهم ولا يستحق التشنيع عليهم، بل يجب احترامهم واحترام آرائهم وحفظ حقهم ومكانتهم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Feb 2010, 07:45 م]ـ
الأستاذ الكريم أبا حسان:
جزاك اللهُ خيراً على هذه المُلاحظة , ولي سؤالٌ حول هذه الظاهرة في تفسير الشيخِ:
كم عدد المواضع التي نصَّ فيها الشيخُ على ذكر السَّادة الأشاعرةِ رحمهم الله في تفسيره للقرآن.؟
لأنَّهُ قد سبقَ لبعضِ طلبةِ العلمِ تتبعُ واستقراءُ ذلك في تفسير الشيخِ (أعني الردَّ على السَّادة الأشاعرةِ - رحمهم الله - تحديداً) حيثُ يتطلبهُ بحثهُ ولم يخرج بهذه النتيجة التي تنبئُ عن ظاهرةٍ في تفسيره رحمه الله.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Feb 2010, 08:21 م]ـ
سبحان الله ما زلت تعمم!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 08:56 م]ـ
هذا الأسلوب من الكتابة مرفوض يا أبا حسان
إذا كنت تظن أنك تخدم الإسلام والمسلمين بهذا الأسلوب .... ، بل أنت تهدم ولا تبني بهذه الطريقة فلا أنت انتصرت للأشاعرة "أهل السنة " كما تزعم، وفي نفس الوقت تشوه مصادر العلم الصافي المبني على الدليل وتحري الحق.
إنك تخلط الأوراق يا أبا حسان فأحسن القول أحسن الله إلينا وإليك.
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:07 م]ـ
لقد نظرت الى ما كتبه الدكتور فقلت في نفسي لماذا هذا الاغراق في النقد على حد قوله ... الاغراق .. ؟
عدك الأشاعرة من اهل السنة لا يليق بمقام الدكتور ... ؟
1 - ادخال الصفات في مباحث التفسير أس التفسير لأنه كلام الله وهي صفة لله فكيف نصدر عنها دون ان ننبه اليها ولو من طرف خفي فكيف بصريح العبارة وابين الاشارة؟
2 - ابن تيمية عالم فما وجه النكارة في الاحتجاج بقوله لأن الأمة -الا من نذر- مجمعون على امامته وعلو كعبه؟ ولو اننا طرحنا اقوال اهل العلم فأول قول نطرحه قولك -مع وجه المفارقة-
3 - العبرة بما قال ابن تيمية لا بمن قال،فهل ما ذكره عن ابن تيمية يؤاخذ به الشيخ؟
4 - قولك: الأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية لهم فضلهم ومكانتهم، وهم يمثلون جمهور الأمة من علماء ومقلدين، ... ؟ فيه خلط وتدليس من وجهين:
أ-هل احصيت علماء الامة وعامتها،فدلنا على هذه الاحصائية؟
ب-وعلى اي شيئ كان الناس قبل ظهور الاشعرية؟
أظنك لا تعلم قولهم في القران-فلهم فيه شر مقالة قالتها فرقة اسلامية؟
قولهم في الايمان .... قولهم في الاسماء والصفات؟
لم يوفق الاشاعرة في شيئ من مباحث العقيدة الاسلامية حاشا مبحث الصحابة، فهم يوافقون قول اهل السنة والجماعة.
فكأني بك لا تعرف مقالة الاشاعرة؟ ام لا تعرف مقالة اهل السنة
واعذرني ايها الدكتور الفاضل .... أخطأ ظنك هذه المرة ... وليس كل مرة تسلم الجرة ...
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:46 م]ـ
حتى إنه ليخيل للقاريء المبتديء بأن ابن تيمية اسم ثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم،
لذا فإني اقترح أن يُطبع على أغلفة كتب التفسير للشيخ محمد رحمه الله التنبيهات التالية:
1 - ابن تيمية عالم من علماء الأمة الإسلامية وليس نبياً.
.
أسلوب إثارة وتهويل 000
ألا من يعذرنا في هذا الرجل؟ فالوقت أنفس أن يُشتغل بما يقول 0
ـ[المشارك7]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:53 م]ـ
ليست رسالتي هذه لابي حسان لان بغضه للسلف ولمن يعظم السلف ظاهر في كتاباته.
واذا ابغضك رجل اظهر فيك عيبا ليس فيك وما ذنبك الا انه ابغضك.
كما ان عين السخط تبدي المساويا.
كلامي موجه للمشرفين وللقراءالمنصفين:
انظر الى قوله:
وقد بالغ الشيخ رحمه الله في الرد على هؤلاء، حتى إنه ليُخيل للقاريء بأن من أهم مقاصد القرآن هو الرد على هؤلاء، بل يُخشى على القاريء خاصة من العوام أن يعتقد بأن هؤلاء أشد كفرا من مشركي العرب الذين أرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الانطباع لاشك سينقلب سلبا على طالب العلم المبتدئ والمتقدم، فإنه مع كثرة مطالعته لكتب الشيخ سيتشبع كرها بالأشاعرة وكل نفاة الصفات حتى يصل به الحال أن يبغضهم ويمقتهم ويتخيل بأن القرآن إنما أنزل للرد على هؤلاء.
.
هل هذا فعلا ما يحصل او يتوقع حصوله لمن يقرأ كلام الشيخ.
واعتقد انه يوجد في هذا المنتدى من هو من المبتدئين او من يعرف احوال اصحاب له من المبتدئين اومن يتذكر حاله عندما كان من المبتدئين هل هذا الكلام فعلا صحيح؟
ارجو رجاءحارا ممن فعلا وجد في نفسه اثناء قراءة كلام الشيخ هذا الامر ان يذكره لنا هنا.
ماهي الا خيالات في ذهن ابي حسان ابرزها البغض فقط ليس غير.
وابن عثيمين بحمد الله لا يحتاج الى شهادتنا فيشهد له الحمد الكثير والكثير جدا – باستثاءمن يبغضونه لاجل العقيدة – بمنهجه المتزن وردوده العلمية حتى في العقيدة.
وانظر الى قوله:
حتى إنه ليخيل للقاريء المبتديء بأن ابن تيمية اسم ثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ياطلاب الشيخ ابن عثيمين يامعاشر القراء المنصفين من غير طلابه هل فعلا شعرتم بهذا.
واني اوجه رسالتي الى مشرفينا الافاضل ومنهم من هو من طلاب الشيخ ابن عثيمين:
اذا كان هذا الكلام علميا فاني اسحب كل كلام قلته في هذه المشاركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واذا كان الكلام سبا مغلفا فاني اربأ بكم ان تتركوا هذا وما اراد.
اذا لم يكن هذا سبا مغلفا ومبهرجا فاسالكم من اراد ان يسب ابن عثيمن في منتداكم وانتم تقرونه كيف يستطيع السب الا بهذه الطريقة.
وانظروا الى قوله:
لذا فإني اقترح أن يُطبع على أغلفة كتب التفسير للشيخ محمد رحمه الله التنبيهات التالية:
1 - ابن تيمية عالم من علماء الأمة الإسلامية وليس نبياً.
2 - الأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية لهم فضلهم ومكانتهم، وهم يمثلون جمهور الأمة من علماء ومقلدين، وليس لديهم إي خلل في الاعتقاد عدا أن لهم بعض الاجتهادات في بعض مسائل الصفات وغيرها، وهم وإن اخطأوا في بعضها إلا أن هذا لا يقلل من شأنهم ولا يستحق التشنيع عليهم، بل يجب احترامهم واحترام آرائهم وحفظ حقهم ومكانتهم.
اهذا اقتراح ام استهزاء؟ ربما يكون اقتراحا.
ويامشرفينا الافاضل ولا سيما من هو من طلاب الشيخ ابن عثيمين وهو بيده الحل والعقد في هذا المنتدى ايرضيك ان يسب شيخك وانت ساكت.
واتوجه برسالة خاصة الى مشرفَينا الغاليين:
الشيخ عبدالرحمن الشهري والشيخ مساعد الطيار ولهما في القلب مكانة واي مكانة:
اطلب منكما العدل مع اعضاء المنتدى فقد رددتما على ابي عبيدة الهاني بما نصه:
أشكر أخي الكريم أبا عبيدة الهاني على طرحه لهذا الموضوع القيم، وفيه لفت للانتباه لقيمة توجيه شيخ الإسلام ابن تيمية لكثير من الآيات القرآنية على وفق معتقد السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم وعن أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد كتبَ عددٌ من الباحثين في جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير وطُبع بعضُها ولم يُطبع بعضها. (1)
وأبعدُ الناس عن تحكيم العاطفة في كلامه هو ابن تيمية وأتباع المنهج الذي ينصره، وليتنا حقاً نكتب في العلم بعيداً عن تأثير الهوى يا أخي العزيز فإن الهوى يعمي ويصم عن الحق، ولا يخفى عليك ما ورد من الآيات والأحاديث في ذم الهوى واتباعه.
وألاحظ على طرح أخي أبي عبيدة الهاني للموضوع ما يلي:
1 - الاستعجال في ذكر النتيجة قبل دراسة المسألة، وقد تفضل بذكر هذه الملاحظة الزميل أبو سعد الغامدي مشكوراً.
2 - عدم نقل كلام ابن تيمية كاملاً، واقتطاعه من سياقه، وهذا يفقد القارئ القدرة على تصور الكلام بتمامه، وقد نبَّه إلى ذلك الزميل إبراهيم الحسني مشكوراً. وهذا الخلل يقع فيه كثير من الباحثين فيقع الخلل في فهم القراء. والمنهج العلمي الصحيح يقتضي نقل الكلام بتمامه والتنبيه على سياقه ليكون القارئ على بينة من أمر قائله.
3 - إطلاق مصطلح (أهل السنة) على الأشاعرة في هذا الموضوع محاولة من أخي أبي عبيدة للتلبيس على القارئ الكريم. وقد سبق لعدد من العلماء قديماً وحديثاً تحرير المقصود بأهل السنة والجماعة [/ url].
أخي أبا عبيدة
أرى أن لا هم لك إلا تخطئة (السلفية)، ورفع ذكر (الأشعرية)، وتتلون في خطاباتك هذه مرة بعد مرة.
وأنت ترى أن كل مشاركة لك على هذا النمط لا تحظى بالقبول في هذا الملتقى، ولا أدري لمذا تحشر هذه القضايا في هذا الملتقى.
فإن كان لك اعتراضات على (السلفية) فياحبذا لو ذهبت إلى مواقع معتنية بعقيدة السلف، وناقشتها هناك.
ولسنا هنا في مجال الحديث عن مثل هذه القضايا التي تطرحها مرة بعد مرة.
ثم لو أردنا أن ننتقد مثل انتقادك لما عجزنا، لكننا لا نرى هذا الأسلوب الذي تنتهجه ـ غفر الله لي ولك ـ أسلوبًا علميًا، ولا هو الذي يوصل إلى نتائج مرضية.
ونحن لسنا متعبدين بقول ابن تيمية ولا يقول غيره، وإنما ارتضيناه لاتباعه لمنهج السلف، ولو خالف في ذلك لخالفناه، فهو ممن علِمنا منه أن مخالفة منهج السلف مردودة، حتى لو كانت منه.
والنزاعات العلمية في بعض القضايا التي طرحها ابن تيمية معروفة منذ زمن، ولا حاجة لنا في هذا الملتقى أن نعيدها مرة أخرى.
والنزاع بين الأشعرية والسلفية معروف كذلك، ولسنا بحاجة ـ أيضًا ـ إلى أن نعيد تلك النقاشات، فإنها لا فائدة فيها في هذا الملتقى.
وأقول بكل صراحة: أرى أن الموضوعات التي على هذه النمط مشغلة، وليس وراءها طائل، فلسنا صغارًا جهلاً لا نعرف، ولسنا أصحاب عاطفة فقط، بل نقول ما اعتقدناه، ونبتعد عن الجدل العقيم الذي لا يثمر.
وأتمنى أن تتوقف عن طرح كل ما يتعلق بهذا الموضوع وغيره مما هو على شاكلته؛ لأنه لا يورث إلا خلافًا.
وإن كنت تظن أنك على حق، فإننا نظن كذلك أننا على حق، لكننا لا نريد هذه الأسلوب الذي تنتهجه، فياحبذا لو اتجهت إلى الإفادة فيما عندك من المخطوطات التونسية، وأبنت لنا عن هذه الكتب ليستفيد منها الدارسون، وتكون لك ثمرة ظاهرة يشيد بها قراء الملتقى.
فعاملوا غيره بالمثل واعدلوا بين اعضاء المنتدى.
ورسالة الى الشيخ الفاضل احمد البريدي ورسالته في الدكتوراة عن جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير:
انتم قد درستم منهج الشيخ فهل صحيح ما يقوله ابو حسان. وهل فيه نسبة من الصحة.
واني اعيد الرسالة الى طلاب الشيخ ابن عثيمين من المشرفين وغيرهم:
أليس من حق شيخكم الدفاع عنه؟
أهذا من البر بشيخكم؟
اليس عيبا فينا ان يسب شيخنا بين اظهرنا ونحن ننظر؟
هل يرضى ابو حسان وغيره ان يسب شيخه الذي له فضل عليه وهو يقدره وهو ساكت يقف موقف المتفرج؟ لا أظن ذلك.
وكما قلت سابقا ان كان ماذكره رد علمي فانعم واكرم والشيخ يخطئ كما يخطئ غيره.
اما ان كانت الاخرى فانتم ابصر وافطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:07 م]ـ
هل يرضى ابو حسان وغيره ان يسب شيخه الذي له فضل عليه وهو يقدره وهو ساكت يقف موقف المتفرج؟ لا أظن ذلك.
أولا: أنا لم أسب الشيخ فعلى رسلك
ثانيا: لا مانع عندي من نقد أي شخص عدا الأنبياء عليهم السلام
ـ[المشارك7]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:14 م]ـ
صحيح كلامك لم تسب الشيخ صريحا.
- لو تكلم احد عن شيخ لك تقدره وتعزه بهذا الاسلوب هل سترضى وتسكت ام سترد عليه على الاقل في بيان ان هذا محض افتراء على شيخك؟
- الافتراء على الشخص في شيء لم يقله وليس من منهجه ولايفهم عنه ماذا يسمى؟
وكما قلت لو كان الكلام علميا خاليا من العوامل النفسية الاخرى فحيهلا.
ـ[المشارك7]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:16 م]ـ
ثم رسالتي الى المشرفين وهم ابصر في تقدير الامور على حقيقتها بعيدا عن التلميع والتزيين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:23 م]ـ
وأما مسائل الصفات فهي مسائل هامشية أُقحمت في كتب العقائد وشوشت على الناس وأفسدت عليهم فطرتهم،
مسائل الصفات من الأمور الأساس في القرآن، إنها أصول الدين، وكتاب الله كله في أسماء الله وصفاته وأفعاله.
ولو تُرك الناس على الفطرة التي نادى بها القرآن وسعى لتثبيتها لكان خيرا لهم من كتب العقائد المشهورة الآن، إذ غالبها حشو في أمور لا تمت - للعقيدة التي يريدها القرآن – بصلة ..
هذا الكلام يصلح أن يوجه لأهل الكلام وهو ينطبق على مذهبهم في صفات الله تعالى.
ويجهل بأن هؤلاء النفاة للصفات ومنهم الأشاعرة يشكلون الشريحة العظمى من علماء الأمة الإسلامية، وأنهم هم حماة هذا الدين وهم الذين أفنوا أعمارهم في الذب عنه والحرص على نشره وتعليمه للناس، وأن منهم مشاهير كبار كابن عبد البر والنووي وابن حجر وغيرهم.
وهذا دعاوى لا تنفك عن تكريرها ولا تملك الدليل عليها.
الأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية لهم فضلهم ومكانتهم، وهم يمثلون جمهور الأمة من علماء ومقلدين، وليس لديهم إي خلل في الاعتقاد عدا أن لهم بعض الاجتهادات في بعض مسائل الصفات وغيرها، وهم وإن اخطأوا في بعضها إلا أن هذا لا يقلل من شأنهم ولا يستحق التشنيع عليهم، بل يجب احترامهم واحترام آرائهم وحفظ حقهم ومكانتهم.
اثبت ما قلت بالدليل حتى يكون لكلامك مصداقية، أما الخطب فقد مللنا منها في غير مكانها.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:38 م]ـ
- لو تكلم احد عن شيخ لك تقدره وتعزه بهذا الاسلوب هل سترضى وتسكت ام سترد عليه على الاقل في بيان ان هذا محض افتراء على شيخك؟
ليس لي شيوخ ولله الحمد ولم أتتلمذ على أحد
كل أحدٍ قرأتُ له فهو مفيدٌ لي وليس شيخاً
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:40 م]ـ
ليس لي شيوخ ولله الحمد ولم أتتلمذ على أحد
كل أحدٍ قرأتُ له فهو مفيدٌ لي وليس شيخاً
????????????????????????????
ـ[أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:47 م]ـ
لعلنا لم نعتد لغة النقد خاصة في حق من نجلهم ونعظمهم
وهذه المشكلة ستزول مع الوقت بإذن الله تعالى
وعندي أمل كبير بأن الزمن سيقضي على كثير من مشاعر التشنج التي تعترينا عند سماع أي نقد موجه لنا
ولعل من بعض أهداف موضوعاتي الساخنة هو محاولة ترويض أحبتي وتعويدهم على تقبل لغة النقد مهما كان جارحا وبالتالي سيخرج لنا جيل بإذن الله قادر على التعاطي مع المشكلات الفكرية بروح عالية هادئة منضبطة، بعيداً عن الصراخ والتشنج والانبعاج
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:53 م]ـ
الناقد أما ند أو مبتغي شهرة.
يا ابا حسان والله ما وجدت ذلك في تفسير ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
واريد أن ابين مدى تجنيك عليه:
أولا. كثرة الكلام عن أحاديث الصفات وذم الأشاعرة والنقل عن ابن تيمية اريد أن أعطيك تفسير آية الاستواء في سورة البقرة وننظر عمن نقل وهل ذكر الأشاعرة وهل نقل كلام لابن تيمية رحمه الله؟
هذا الربط:
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16812.shtml
" قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم} أي أوجد عن علم وتقدير على ما اقتضته حكمته جلّ وعلا، وعلمه؛ و {لكم}: اللام هنا لها معنيان؛ المعنى الأول: الإباحة، كما تقول: "أبحت لك"؛ والمعنى الثاني: التعليل: أي خلق لأجلكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: {ما في الأرض جميعاً}؛ {ما} اسم موصول تعُمّ: كل ما في الأرض فهو مخلوق لنا من الأشجار، والزروع، والأنهار، والجبال ... كل شيء ..
قوله تعالى: {ثم} أي بعد أن خلق لنا ما في الأرض جميعاً {استوى إلى السماء} أي علا إلى السماء؛ هذا ما فسرها به ابن جرير. رحمه الله؛ وقيل: أي قصد إليها؛ وهذا ما اختاره ابن كثير. رحمه الله؛ فللعلماء في تفسير {استوى إلى} قولان: الأول: أن الاستواء هنا بمعنى القصد؛ وإذا كان القصد تاماً قيل: استوى؛ لأن الاستواء كله يدل على الكمال، كما قال تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى} [القصص: 14] أي كمل؛ فمن نظر إلى أن هذا الفعل عُدّي بـ {إلى} قال: إن {استوى} هنا ضُمِّن معنى قصد؛ ومن نظر إلى أن الاستواء لا يكون إلا في علوّ جعل {إلى} بمعنى "على"؛ لكن هذا ضعيف؛ لأن الله تعالى لم يستوِ على السماء أبداً؛ وإنما استوى على العرش؛ فالصواب ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله وهو أن الاستواء هنا بمعنى القصد التام، والإرادة الجازمة؛ و {السماء} أي العلوّ؛ وكانت السماء دخاناً. أي مثل الدخان؛
{فسواهن سبع سموات} أي جعلها سوية طباقاً غير متناثرة قوية متينة ..
قوله تعالى: {وهو بكل شيء عليم}؛ ومن علمه عزّ وجلّ أنه علم كيف يخلق هذه السماء ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: منّة الله تعالى على عباده بأن خلق لهم ما في الأرض جميعاً؛ فكل شيء في الأرض فإنه لنا. والحمد لله. والعجب أن من الناس من سخر نفسه لما سخره الله له؛ فخدم الدنيا، ولم تخدمه؛ وصار أكبر همه الدنيا: جمع المال، وتحصيل الجاه، وما أشبه ذلك ..
.2 ومنها: أن الأصل في كل ما في الأرض الحلّ. من أشجار، ومياه، وثمار، وحيوان، وغير ذلك؛ وهذه قاعدة عظيمة؛ وبناءً على هذا لو أن إنساناً أكل شيئاً من الأشجار، فقال له بعض الناس: "هذا حرام"؛ فالمحرِّم يطالَب بالدليل؛ ولو أن إنساناً وجد طائراً يطير، فرماه، وأصابه، ومات، وأكله، فقال له الآخر: "هذا حرام"؛ فالمحرِّم يطالب بالدليل؛ ولهذا لا يَحْرم شيء في الأرض إلا ما قام عليه الدليل ..
.3 ومن فوائد الآية: تأكيد هذا العموم بقوله تعالى: {جميعاً} مع أن {ما} موصولة تفيد العموم؛ لكنه سبحانه وتعالى أكده حتى لا يتوهم واهم بأن شيئاً من أفراد هذا العموم قد خرج من الأصل ..
.4 ومنها: إثبات الأفعال لله عزّ وجلّ. أي أنه يفعل ما يشاء؛ لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}: و {استوى} فعل؛ فهو جلّ وعلا يفعل ما يشاء، ويقوم به من الأفعال ما لا يحصيه إلا الله، كما أنه يقوم به من الأقوال ما لا يحصيه إلا الله ..
.5 ومنها: أن السموات سبع؛ لقوله تعالى: (سبع سموات)
.6 ومنها: كمال خلق السموات؛ لقوله تعالى: (فسواهن) ..
.7ومنها: إثبات عموم علم الله؛ لقوله تعالى: (وهو بكل شيء عليم)
.8ومنها: أن نشكر الله على هذه النعمة. وهي أنه تعالى خلق لنا ما في الأرض جميعاً؛ لأن الله لم يبينها لنا لمجرد الخبر؛ ولكن لنعرف نعمته بذلك، فنشكره عليها ..
.9 ومنها: أن نخشى، ونخاف؛ لأن الله تعالى بكل شيء عليم؛ فإذا كان الله عليماً بكل شيء. حتى ما نخفي في صدورنا. أوجب لنا ذلك أن نحترس مما يغضب الله عزّ وجلّ سواء في أفعالنا، أو في أقوالنا، أو في ضمائر قلوبنا .. "
انتهى كلامه رحمه الله.
لاحظ أنه نقل قولين أولهما لابن جرير والثاني لابن كثير ورجح قول ابن كثير بمعنى القصد ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:54 م]ـ
ثانيا احيلك الى مراجع الشيخ في الهامش في هذه السورة واريد أن تعد لي كم مرة نقل عن ابن تيمية؟
(58) راجع سنن أبي داوود 1348 كتاب الزكاة باب 40: الرخصة في ذلك حديث 1678 والترمذي ص 2030 كتاب المناقب باب 1: رجاؤه صلى الله عليه وسلم أن يكون أبو بكر ممن يدعى من جميع أبواب الجنة حديث 3675 والدارمي 1/ ص480 كتاب الزكاة باب 26: الرجل يتصدق بجميع ما عنده حديث رقم 1660 وقال الألباني في صحيح أبي داود 1/ 466 حسن.
(59) أخرجه البخاري ص263، كتاب بدء الخلق، باب 8: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، حديث رقم 3256؛ وأخرجه مسلم ص1170، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب 3: ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء، حديث رقم 7144 [11] 2831.
(يُتْبَعُ)
(/)
(60) أخرجه البخاري ص5، كتاب الإيمان، باب 24: علامات المنافق، حديث رقم 33؛ وأخرجه مسلم ص690، كتاب الإيمان، باب 25: خصال المنافق، حديث رقم 211 [107] 59.
(61) أخرجه مسلم ص757، كتاب الصلاة، باب 50: قدر ما يستر المصلي، حديث رقم 1137 [265] 510.
(62) أخرجه البخاري ص243، كتاب الجهاد والسير، باب 157؛ الحرب خدعة، حديث رقم 3028؛ وأخرجه مسلم ص986، كتاب الجهاد والسير، باب 5؛ جواز الخداع في الحرب، حديث رقم 4540 [18] 1740.
(63) أخرجه أحمد في مسنده 3/ 414؛ وأخرجه أبو داود في سننه ص1485، كتاب البيوع، باب 79: في الرجل يأخذ حقه من تحت يده، حديث رقم 3534؛ وأخرجه الترمذي ص1778، كتاب البيوع، باب 38: أد الأمانة إلى من ائتمنك، حديث رقم 1264؛ وأخرجه الدارمي في سننه 2/ 343، حديث رقم 2597، كتاب البيوع، باب 57: في أداء الأمانة واجتناب الخيانة، قال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح 2/ 18، وقال عبد القادر الأرناؤوط في حاشية جامع الأصول: صحيح 6/ 323، حاشية رقم 1.
(64) راجع البخاري ص389، كتاب التفسيرن باب 5: قوله: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)، حديث رقم 4686؛ ومسلماً ص1130، كتاب البر والصلة والأدب، باب 15: تحريم الظلم، حديث رقم 6581 [61] 2583.
(65) أخرجه البخاري ص1 – 2، كتاب بدء الوحي، حديث رقم 7؛ وأخرجه مسلم ص992 – 993، كتاب الجهاد والسير، باب 26: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ... ، حديث رقم 4607 [74] 1773.
(66) أخرجه الترمذي ص2012، كتاب الدعوات، باب 79: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ... ، حديث رقم 3502، قال الألباني في صحيح الترمذي: حسن [3/ 168، حديث رقم 2783].
(67) أخرجه البخاري ص79، أبواب الاستسقاء، باب 7: الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، حديث رقم 1014؛ وأخرجه مسلم ص817، كتاب صلاة الاستسقاء، باب 2: الدعاء في الاستسقاء، حديث رقم 2078 [8] 897.
(68) أخرجه أبو داود ص1456، كتاب الجنائز، باب 2: في عيادة الذمي، حديث رقم 3095؛ وأخرجه أحمد 3/ 175، رقم 12823.
(69) أخرجه البخاري ص281، كتاب أحاديث الأنبياء، باب 48: قول الله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)، حديث رقم 3445.
(70) راجع مسلم ص819 – 820، كتاب الكسوف، باب 3: ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، حديث رقم 2100 [9] 904؛ وراجع مسلم ص1173، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب 13: النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، حديث رقم 7192 [50] 2856.
(71) أخرجه مسلم ص1195، كتاب الزهد، باب 4: تحريم الرياء، حديث رقم 7475 [46] 2985.
(72) أخرجه البخاري ص214، كتاب الصلح، باب 5: إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، حديث رقم 2697؛ وأخرجه مسلم ص982 – 983، كتاب الأقضية، باب 8: نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، حديث رقم 4493 [18] 1718، واللفظ لمسلم.
(73) أخرجه البخاري ص417، كتاب التفسير، سورة الرحمن، باب 1: قوله: (ومن دونهما جنتان .. )، حديث رقم 4878؛ وأخرجه مسلم ص709، كتاب الإيمان، باب 80: إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، حديث رقم 448 [296] 180.
(74) أخرج الطبري هذا الأثر في تفسيره عن مسروق 1/ 384، رقم 509، 510، 511؛ ورجاله ثقات.
(75) أخرجه أبو داود ص1333، كتاب الوتر، باب 23: الدعاء، حديث رقم 1488؛ وأخرجه الترمذي ص2018، كتاب الدعوات، باب 104: "إن الله حيي كريم ... "، حديث رقم 3556؛ وأخرجه ابن ماجة 2707، كتاب الدعاء، باب 13: رفع اليدين في الدعاء، حديث رقم 3865؛ وأخرجه عبد الرزاق 2/ 251، باب رفع اليدين في الصلاة، حديث رقم 3250، قال الألباني في صحيح أبي داود: صحيح [1/ 409، حديث رقم 1488].
(76) أخرجه البخاري ص507، كتاب الأدب، باب 11: إثم القاطع، حديث رقم 5984؛ وأخرجه مسلم ص1126، كتاب البر والصلة، باب 6: صلة الرحمن وتحريم قطيعتها، حديث رقم 6520 [18] 2556.
(77) أخرجه البخاري ص271، كتاب أحاديث الأنبياء، باب 7: قصة يأجوج ومأجوج، حديث رقم 3346؛ وأخرجه مسلم ص1176 – 1177، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب 1: اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج، حديث رقم 7235 [1] 2880.
(78) سبق تخريجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(79) أخرجه البخاري 59 كتاب الآذان باب 84 رفع اليدين إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع حديث 744 وأخرجه مسلم ص177 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب 27 باب يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة حديث 1354 (147) 598 واللفظ لمسلم.
(80) أخرجه أحمد 3/ 2، حديث رقم 11000؛ وأخرجه الترمذي ص1970، كتاب تفسير القرآن، باب 17: ومن سورة بني إسرائيل، حديث رقم 3148؛ وأخرجه ابن ماجة ص2739، كتاب الزهد، باب 37: ذكر الشفاعة، حديث رقم 4308؛ ومدار الحديث على عليّ بن زيد بن جدعان، وفيه ضعف، والحديث صحيح بطرقه وشواهده، منها ما أخرجه الدارمي في المقدمة بمعناه 1/ 39، حديث رقم 47؛ وما أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة 2/ 355 – 356، وقال الألباني في تخريجه: صحيح الإسناد 2/ 356، وقال في صحيح الترمذي: صحيح 3/ 71، حديث رقم 2516 – 3369.
(81) أخرجه أحمد 2/ 160، حديث رقم 6494؛ وأخرجه أبو داود ص1585، كتاب الأدب، باب 58: في الرحمة، حديث 4941؛ وأخرجه الترمذي ص1846، كتاب البر والصلة، باب 16: ما جاء في رحمة الناس، حديث رقم 1924، وفي الحديث: أبو قابوس لم يوثقه غير ابن حبان، قال الألباني: حديث صحيح بالشواهد والمتابعات [السلسلة الصحيحة 2/ 630 – 631، حديث رقم 925] ,
(82) أخرجه النسائي ص2193، كتاب صلاة العيدين، باب 22: كيف الخطبة، حديث رقم 1579ن بزيادة: "وكل ضلالة في النار"، وقال الألباني في صحيح النسائي: صحيح [1/ 512، حديث رقم 1577]، وأصله في مسلم ص813، كتاب الجمعة، باب 13: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم الحديث 2005 [43] 867، بدون: "وكل محدثة بدعة" ولا "وكل صلالة في النار".
(83) أخرجه البخاري بلفظه ص629، كتاب التوحيد، باب 50: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، حديث رقم 7536؛ وأخرجه مسلم ص1144، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب 1: الحث على ذكر الله تعالى، حديث رقم 6805 [2] 2675.
(84) أخرجه البخاري ص118، كتاب الزكاة، باب 63: أخذ الصدقة من الأغنياء ... ، حديث رقم 1496؛ وأخرجه مسلم ص684، كتاب الإيمان، باب 7: الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، حديث رقم 121 [29] 19.
(85) أخرجه أبو داود ص1494، كتاب العلم، باب 11: في طلب العلم لغير الله، حديث رقم 3664؛ وأخرجه ابن ماجة ص2492، كتاب السنة، باب 23: الانتفاع بالعلم والعمل به، حديث رقم 252؛ وأخرجه أحمد 2/ 338، حديث رقم 8438؛ وأخرجه الحاكم في مستدركه 1/ 85، كتاب العلم، وقال: هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته على الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي، ومدار الحديث على فليح بن سليمان الخزاعي، قال الدارقطني: يختلفون فيه وليس به بأس، تهذيب التهذيب 8/ 273، وقال الحاكم فيه: "اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره، ت. التهذيب، وقال عبد القادر الأرناوؤط في تخريج جامع الأصول 4/ 544، حاشية رقم 1: "توبع في جامع بيان العلم 1/ 90 فهو به حسن". أهـ.
(86) أخرجه مسلم 718، كتاب الطهارة، باب 1: فضل الوضوء، حديث رقم 534 [1] 223.
(87) أخرجه أحمد 4/ 144، 148؛ وأخرجه أبو داود ص1409، كتاب الجهاد، باب 23: في الرمي، حديث رقم 2513؛ وأخرجه الترمذي ص1820، كتاب فضائل الجهاد، باب 11: ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله، حديث رقم 1637؛ وأخرجه النسائي ص2324، كتاب الخيل، باب 8؛ تأديب الرجل فرسه، حديث رقم 3608؛ وأخرجه الحاكم في مستدركه 2/ 95، كتاب الجهاد، ومدار إسناد بعضها على خالد بن زيد، قال الحافظ في التقريب: مقبول، وصحح الحاكم حديثه في المستدرك (2/ 95) ووافقه الذهبي، وقال: صحيح، ومدار بعضها على عبد الله بن زيد الأزرق، قال شعيب الأرناؤوط في تحرير التقريب 2/ 344: مجهول لم يرو عنه إلا أبو سلام.
(88) سبق تخريجه ص18، حاشية رقم 1.
(89) سبق تخريجه ص18، حاشية رقم 2.
(90) سبق تخريجه ص79.
(91) أخرجه البخاري ص264، كتاب بدء الخلق، باب 10: صفة النار وأنها مخلوقة، حديث رقم 3267؛ وأخرجه مسلم ص1195، كتاب الزهد والرقائق، باب 7: من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله، حديث رقم 7483 [51] 2989.
(92) سبق تخريجه ص14.
(93) أخرجه البخاري ص567 – 568، كتاب الحدود، باب 19: فضل من ترك الفواحش، حديث رقم 6806؛ وأخرجه مسلم ص840، كتاب الزكاة، باب 30: فضل إخفاء الصدقة، حديث رقم 2380 [91] 1031.
(يُتْبَعُ)
(/)
(94) أخرجه مسلم ص1142، كتاب القدر، باب 8: الإيمان بالقدر والإذعان له، حديث رقم 6774 [34] 2664.
(95) أخرجه أحمد 5/ 388، حديث رقم 23688؛ وأخرجه أبو داود ص1321، كتاب الصلاة، باب 22: وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، حديث رقم 1319، ومدار الحديث على محمد بن عبد الله بن أبي قدامة الدؤلي، قال الذهبي: "ما أعلم روى عنه غير عكرمة بن عمار". ميزان الاعتدال (3/ 595) رقم 7747، وأقره الحافظ في تهذيب التهذيب 9/ 241، وقال شعيب الأرناؤوط في تحرير التقريب: "مجهول"، تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار اليمامي ولم يوثقه أحد 3/ 272، وقال الحافظ في الفتح: أخرجه أبو داود بإسناد حسن 3/ 172.
(96) راجع البخاري ص234، كتاب الجهاد، باب 89: ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب، حديث رقم 2915؛ ومسلماً ص990، كتاب الجهاد، باب 18: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، حديث رقم 4588 [58] 1763؛ والسيرة النبوية لابن هشام 2/ 196.
(97) أخرجه أحمد 3/ 128، حديث رقم 12318؛ وأخرجه النسائي ص2307، كتاب عشرة النساء، باب 1: حب النساء، حديث رقم 3391، وقال الألباني في صحيح النسائي: حسن صحيح 3/ 57، حديث رقم 3949.
(98) أخرجه البخاري ص235، كتاب الجهاد والسير، باب 94: قتال اليهود، حديث رقم 2926؛ وأخرجه مسلم ص1184، كتاب الفتن، باب 18: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء، حديث رقم 7339 [82] 2922.
(99) أخرجه أحمد 5/ 2، حديث رقم 20264؛ وأخرجه الترمذي ص1954، كتاب تفسير القرآن، باب 3: ومن سورة آل عمران، حديث رقم 3001؛ وأخرجه ابن ماجة ص2737، كتاب الزهد، باب 34: صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حديث رقم 4288، وقال الألباني في صحيح الترمذي: حسن 3/ 32، حديث رقم 2399.
(100) أخرجه البخاري ص221، كتاب الوصايا، باب 11: هل يدخل النساء والولد في الأقارب؟ حديث رقم 2753؛ وأخرجه مسلم ص716، كتاب الإيمان، باب 89: في قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين ... )، حديث رقم 504 [351] 206.
(101) راجع مسلماً ص715، كتاب الإيمان، باب 85: في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس يشفع في الجنة ... "، حديث رقم 483 [330] 196؛ وباب 84: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث رقم 482 [329] 195؛ وفيه: يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة ...
(102) قال شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية: فهذه قد تستفاد من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين بالمغفرة والرحمة على جنائزهم، فإنه من لازم ذلك أن لا يدخل النار كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين ... " (2/ 177 – 178)، وذكر الحافظ ابن حجر أن دليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة عند مسلم: "ونبيكم على الصراط يقول: رب سلم، رب سلم" (فتح الباري 11/ 428)؛ مسلم ص715، كتاب الإيمان، باب 84: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث رقم 482 [329] 195.
(103) راجع البخاري ص625 – 626، كتاب التوحيد، باب 36: كلام الرب تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، حديث رقم 7510؛ ومسلماً ص714، كتاب الإيمان، باب 84: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث رقم 479 [326] 193.
(104) أخرجه البخاري ص154، كتاب الصوم، باب 51: من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ... ، حديث رقم 1968.
(105) اخرجه البخاري ص219، كتاب الشروط، باب 18: ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار ... ، حديث رقم 2736؛ وأخرجه مسلم ص1144، كتاب الذكر والدعاء، باب 2: في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، حديث رقم 6810 [6] 2677.
(106) البداية والنهاية 10/ 185.
(107) أخرجه البخاري ص192، كتاب المظالم، باب2: قول الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)، حديث رقم 2441؛ وأخرجه مسلم ص1158، كتاب التوبة، باب 8: في سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار، حديث رقم 7015 [52] 2768.
(108) أخرجه البخاري ص6، كتاب الإيمان، باب 37: سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ... ، حديث رقم 50؛ وأخرجه مسلم ص681، كتاب الإيمان، باب 1: بيان الإيمان والإسلام ... ، حديث رقم 93 [1] 8.
(يُتْبَعُ)
(/)
(109) راجع البخاري ص350، كتاب المغازي، باب 49: أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح، حديث رقم 4281؛ ومسلماً ص803، كتاب صلاة المسافرين، كتاب فضائل القرآن وما يتعلق به، باب 35: ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة، حديث رقم 1854 [238] 794؛ ولم أقف على من أخرجه بلفظ "مطأطئاً رأسه".
(110) أخرجه مسلم ص1147، كتاب الذكر والدعاء، باب 11: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، حديث رقم 6853 [38] 2699.
(111) أخرجه البخاري ص192، كتاب المظالم، باب 3: لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، حديث رقم 2442؛ وأخرجه مسلم ص1129، كتاب البر والصلة، باب 15: تحريم الظلم، حديث رقم 6578 [58] 2580.
(112) راجع البخاري ص79، كتاب الاستسقاء، باب 7: الاستسقاء في خطبة الجمعةن حديث رقم 1014؛ وصحيح مسلم ص817 – 818، كتاب صلاة الاستسقاء، باب 2: الدعاء في الاستسقاء، حديث رقم 2078 [8] 897.
(113) راجع البخاري ص180، كتاب الاستسقاء، باب 20 استقبال القبلة في الاستسقاء حديث 1028، وراجع مسلماً ص817، كتاب صلاة الاستسقاء، باب 1: كتاب صلاة الاستسقاء حديث رقم 2072 [3] 894.
(114) راجع البخاري ص19، كتاب الطهارة، باب الوضوء في التور، حديث رقم 200.
(115) راجع البخاري ص181، كتاب الوكالة، باب 11: إذا باع الوكيل شيئاً فاسداً فبيعه مردود، حديث رقم 2312؛ وصحيح مسلم ص945، كتاب المساقاة، باب 18؛ بيع الطعام مثلاً بمثل، حديث رقم 4083 [96] 1594.
(116) انظر ص197 الفائدة الخامسة.
(117) اخرجه البخاري ص67، كتاب الأذان، باب 160: ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، حديث رقم 855؛ وأخرجه مسلم ص764، كتاب المساجد، باب 17: نهي من أكل ثوماً ... ، حديث رقم 1253 [73] 564.
(118) أخرجه مسلم ص764 – 765، كتاب المساجد، باب 17: نهي من أكل ثوماً ... ، حديث رقم 1256 [76] 565.
(119) أخرجه أحمد 1/ 214، حديث رقم 1839؛ وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، راجع فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد 2/ 253، باب 339: قول الرجل ما شاء الله وشئت، حديث رقم 783؛ وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 340، باب 231: في الرجل يقول: ما شاء الله وشاء فلان، حديث رقم 26282، قال الألباني في السلسلة الصحيحة: فالإسناد حسن 1/ 217، حديث رقم 139، وقال في صحيح الأدب المفرد: صحيح ص292.
(120) أخرجه البخاري ص315، كتاب مناقب الأنصارن باب 40: قصة أبي طالب، حديث 3883؛ وأخرجه مسلم ص717، كتاب الإيمان، باب 90: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه، حديث رقم 510 [357] 209.
(121) أخرجه البخاري ص294، كتاب المناقب، باب 25: علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم 3615؛ وأخرجه مسلم ص1199، كتاب الزهد، باب 19: في حديث الهجرة ويقال له حديث الرجل، حديث رقم 7521 [75] 2009.
(122) قال ابن القيم: [رواه أبو عبد الله ابن بطة: "حدثنا أحمد بن سلام حدثنا الحسن بن صباح حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو"، وهذا إسناد جيد يصحح مثله الترمذي]. أهـ. إغاثة اللهفان 1/ 513؛ عون المعبود مع شرح ابن القيم 9/ 340.
(123) أخرجه البخاري ص590 – 591، كتاب الفتن، باب 9: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، حديث رقم 7081؛ وأخرجه مسلم ص1177 – 1178، كتاب الفتن، باب 3: نزول الفتن كمواقع القطر، حديث رقم 7249 [12] 2886.
(124) أخرجه البخاري ص5، كتاب الإيمان، باب 29: الدين يسر، حديث رقم 39.
(125) أخرجه البخاري ص509، كتاب الأدب، باب 31؛ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، حديث رقم 6018؛ وأخرجه مسلم ص688، كتاب الإيمان، باب 19: الحث على إكرام الجار ... ، حديث رقم 173 [74] 47.
(126) أخرجه أحمد 5/ 330، حديث رقم 23183؛ وأخرجه البخاري ص232، كتاب الجهاد والسير، باب 73: فضل رباط يوم في سبيل الله، حديث رقم 2892.
(127) اخرجه البخاري ص263، كتاب بدء الخلق، باب 8: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، حديث رقم 3244؛ وأخرجه مسلم ص1169، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب 1: صفة الجنة، حديث رقم 7130 [2] 2824.
(128) سبق تخريجه ص90.
(129) سبق تخريجه ص91.
(يُتْبَعُ)
(/)
(130) أخرجه البخاري ص201 – 202، كتاب المكاتب، باب 3: استعانة المكاتب وسؤاله الناس، حديث رقم 2563؛ وأخرجه مسلم ص937، كتاب العتق، باب 1: ذكر سعاية العبد، حديث رقم 3779 [8] 1504.
(131) سبق تخريجه ص255.
(132) أخرجه البخاري ص12، كتاب العلم، باب 37: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، حديث رقم 104؛ وأخرجه مسلم ص903 – 904، كتاب الحج، باب 82: تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها ... ، حديث رقم 3304 [446] 1354.
(133) أخرجه البخاري ص257، كتاب الجزية والموادعة، باب 17: إثم من عاهد ثم غدر، حديث رقم 3179؛ وأخرجه مسلم ص905، كتاب الحج، باب 85: فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة ... ، حديث رقم 3327 [467] 1370.
(134) اخرجه أبو داود ص1428، كتاب الجهاد، باب 147: في السرية ترد على أهل العسكر، حديث رقم 2751؛ وأخرجه ابن ماجه ص2638، كتاب الديات، باب 31: المسلمون تتكافأ دماؤهم، حديث رقم 2685، قال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح 2/ 170.
(135) ص249.
(136) سبق تخريجه ص258.
(137) أخرجه أحمد 5/ 218، حديث رقم 22242؛ وأخرجه الترمذي ص1871، كتاب الفتن، باب 18: ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم، حديث رقم 2180؛ وأخرجه ابن حبان في صحيحه 8/ 248، باب: ذكر الأخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم، حديث رقم 6667، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح 2/ 235، حديث رقم 1771.
(138) أخرجه البخاري ص38، كتاب الصلاة، باب 68: الشعر في المسجد، حديث رقم 453؛ وأخرجه مسلم ص1114 – 1115، كتاب فضائل الصحابة، باب 34: فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، حديث رقم 6384 [151] 2485.
(139) أخرجه البخاري معلقاً ص322، كتاب المغازي، باب 84: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ... ، حديث رقم 4428؛ وأخرجه الحاكم موصولاً 3/ 58، كتاب المغازي، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي؛ وأخرجه أبو داود ص1554، كتاب الديات، باب 6: فيمن سقى رجلاً سماً أو اطعمه فمات، حديث رقم 4512، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح 3/ 91.
(140) سبق تخريجه ص282.
(141) أخرجه البخاري ص333، كتاب المغازي، باب 22: (ليس لك من الأمر شيء)، حديث رقم 4069.
(142) أخرجه البخاري ص109، كتاب الجنائز، باب 97: ما ينهى من سب الأموات، حديث رقم 1393.
(143) أخرجه البخاري ص88، كتاب التهجد، باب 6: قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل، حديث رقم 1130؛ وأخرجه مسلم ص1169، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب 18: إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، حديث رقم 7124 [79] 2819.
(144) أخرجه مسلم ص800، كتاب صلاة المسافرين، باب 26: صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودائه بالليل، حديث رقم 1812 [201] 771.
(145) سبق تخريجه ص304.
(146) سبق تخريجه ص163.
(147) أخرجه أحمد 5/ 40، حديث رقم 20686؛ وأخرجه الترمذي ص1886، كتاب الزهد، باب 22: أي الناس خير وأيهم شر، حديث رقم 2330؛ مدار الحديث على عليّ بن زيد، قال الحافظ في التقريب: ضعيف، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح بما قبله 2/ 271، حديث رقم 1899.
(148) أخرجه مسلم ص709، كتاب الإيمان، باب 79: في قوله عليه السلام: "إن الله لا ينام" ... ، حديث رقم 442 [293] 179.
(149) راجع صحيح مسلم ص800، كتاب صلاة المسافرين، باب: 26: صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه، حديث رقم 1811 [200] 770.
(150) أخرجه البخاري ص545، كتاب الرقاق، باب 38: التواضع، حديث رقم 6502.
(151) سبق تخريجه ص45.
(152) سبق تخريجه ص45.
(153) أخرجه البخاري ص193، كتاب المظالم، باب 17: إذا خاصم فجر، حديث رقم 2459؛ وأخرجه مسلم ص690، كتاب الإيمان، باب 25: خصال المنافق، حديث رقم 210 [106] 58.
(154) أخرجه البخاري ص445، كتاب النكاح، باب 48: الخطبة، حديث رقم 5146؛ وأخرجه مسلم ص813، كتاب الجمعة، باب 13: تخفيف الصلاة والخطبة، حديث رقم 2009 [47] 869.
(155) راجع البخاري ص492، كتاب الطب، باب 50: السحر، حديث رقم 5766؛ وصحيح مسلم ص1066 – 1067، كتاب السلام، باب 17: السحر، حديث رقم 5703 [43] 2189.
(156) أخرجه مسلم ص1168، كتاب صفات المنافقين، باب 16: تحريش الشيطان ... ، حديث رقم 7106 [67] 2813.
(يُتْبَعُ)
(/)
(157) أخرجه مسلم ص1127، كتاب البر والصلة، باب 10: تحريم ظلم المسلم وخذله ... ، حديث رقم 6541 [32] 2564.
(158) سبق تخريجه ص258.
(159) أخرجه ابن أبي حاتم في كتاب التفسير 1/ 196، تحقيق أسعد أحمد الطيب، وسنده: قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مسعر ثنا معن وأبو عون أو أحدهما أن رجلاً أتى عبد الله بن مسعود ... ، ونعيم بن حماد قال الحافظ فيه: صدوق يخطئ كثيراً، وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال: أرجو أن يكون باقي حديثه مستقيماً، الكامل لابن عدي 8/ 251 – 256، ولم يذكر ابن عدي هذا الأثر ومعن هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ت. التهذيب، وأبو عون، كما في التهذيب هو أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله الأعور؛ وكلاهما ثقة، لكن معن بن عبد الرحمن لم يدرك عبد اله بن مسعود، لأن الحافظ عده من الطبقة السابعة، وأما أبو عون فإنه مات سنة 110 هجرياً، وعبد الله بن مسعود مات سنة 33هـ، ت. التهذيب [9/ 285، 6/ 25]، فيبعد أن يكون قد أدرك ابن مسعود، فيكون حديث معن وأبي عون عن ابن مسعود مرسلاً.
(160) أخرجه أحمد 1/ 293، حديث رقم 2669؛ وأخرجه الترمذي ص1904 – 1905، كتاب صفة القيامة، باب 59: حديث حنظلة، حديث رقم 2516، وفي سنده قيس بن الحجاج، قال الحافظ في التقريب: صدوق، وقال الألباني في صحيح الترمذي: صحيح 2/ 308 – 309، حديث رقم 2043.
(161) أخرجه البخاري ص29، كتاب التيمم، باب 1، حديث رقم 335، وأخرجه مسلم ص759، كتاب المساجد مواضع الصلاة، باب 1: المساجد ومواضع الصلاة، حديث رقم 1162 [2] 520.
(162) أخرجه أبو داود ص1290، كتاب الصلاة، باب 158: الفتح على الإمام في الصلاة، حديث رقم 907، أ، قال الألباني في صحيح أبي داود، حسن، 1/ 254.
(163) أخرجه مسلم ص901، كتاب الحج، باب 73: فرض الحج مرة في العمر، حديث رقم 3257 [412] 1337.
(164) أخرجه البخاري ص607، كتاب الاعتصام، باب 3: ما يكره من كثرة السؤال، حديث رقم 7289، وأخرجه مسلم ص1092 – 1093، كتاب الفضائلن باب 37: توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله ... ، حديث رقم 6116 [132] 2358.
(165) أخرجه أحمد 2/ 50، حديث رقم 5114، وأخرجه أبو داود ص1518، كتاب اللباس، باب 4: في لبس الشهرة، حديث رقم 4031، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنفن كتاب السير، باب 79: ما قالوا فيما ذكر من الرماح واتخاذها، حديث رقم 33006، قال الحافظ في الفتح 10/ 271: أخرجه أبو داود بسند حسن؛ وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح 2/ 504، وقال في الإرواء: صحيح 5/ 109، حديث رقم 1269.
(166) كما في سنن أبي داود في الصلاة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه"، من حديث أنس بن حكيم حديث رقم (864). والترمذي باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة حديث رقم (413)، والنسائي في الصلاة. باب المحاسبة على الصلاة.
(167) اخرجه البخاري، 111، كتاب الزكاة، باب 10: "اتقوا النار ولو بشق تمرة"، حديث رقم 1417، وأخرجه مسلم ص838، كتاب الزكاة، باب 20: الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ... ، حديث رقم 2348 [67] 1016.
(168) أخرجه مسلم ص753، كتاب الإيمان، باب 70: وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ... ، حديث رقم 386 [] 240 153.
(169) أخرجه أحمد 4/ 124، حديث رقم 17253، وأخرجه الترمذي ص1899، كتاب صفة القيامة، باب 25: حديث الكيس من دان نفسه ... ، حديث رقم 2459؛ وأخرجه ابن ماجة ص2735، كتاب الزهد، باب 31: ذكر الموت والاستعداد له، حديث رقم 4260، وأخرجه الحاكم في مستدركه 1/ 57 4/ 251؛ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد؛ وقال الذهبي في ذيل المستدرك (1/ 57): أبو بكر واه، وقال في ذيل المستدرك 4/ 251: "صحيح" هـ؛ وقال الألباني: "ضعيف" (ضعيف ابن ماجة ص349، حديث رقم 930)، فمدار الحديث على أبي بكر بن أبي مريم، قال الحافظ في التقريب: "ضعيف" تحرير التقريب 4/ 158.
(170) أخرجه البخاري ص66، كتاب الأذان، باب 149: الدعاء قبل السلام، حديث رقم 834، وأخرجه مسلم ص1148، كتاب الذكر والدعوات، باب 14: الدعوات والتعوذ، حديث رقم 6869 [48] 2705.
(171) انظر: ص276.
(172) أخرجه مسلم ص1129، كتاب البر والصلة، باب 15: تحريم الظلم، حديث رقم 6572 [55] 2577.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:04 م]ـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17898.shtml
وهذا ربط تفسير سورة الإخلاص.
الذي اظنه أن ابو حسان وقع على أية وجد ابن عثيمين يتكلم فيها عن الصفات فظن التفسير كله عن الصفات. ولما وجد نقلا عن ابن تيمة ظن النقل كله عن ابن تيمية!!!
اريد أن توضح لنا كيف استنتجت يا ابو حسان؟!!!!
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:12 م]ـ
واضح أن الدكتور أبو حسان لا يريد أن يكتب مسألة علمية أو فائدة يفيد منها طلبة العلم بل هو ينضح بما فيه وهو يعلم تماما ما يمكن أن يتبع كلامه من مناقشات وردود وكأن هذا هو هدفه من مشاركاته يريدها كبعض المنتديات المتخصصة في الجدال وكثرة القيل والقال والسب والتشهير والهمز واللمز. أسلوب معروف سامحك الله أيها الدكتور وهلا اشتغلت بما تنصح به غيرك وهو أن تنشغل بمقاصد القرآن العظمى بدل أن تنشغل بما كتب فلان ونقل علان!؟ وما شابهها من الابحاث الكلامية.
استكثرت على الشيخ ابن عثيمين ان نقل كلاما لابن تيمية فماذا تقول أيها الدكتور لمن ينتسب في دينه وعقيدته ويريد أن ينسب أمة محمد صلى الله عيه وسلم إلى (اسم رجل)؟؟ أهذا انصاف؟
اذا كان ما جاء به الاشعري هو في الكتاب والسنة فلماذا ينسب للأشعري؟؟ وإذا كان ما جاء به ليس في الكتاب والسنة فلماذا تدعو الناس الى التمسك به؟؟ إن من يعرف أمر هذا الدين يسهل عليه التعامل مع كثير من المسائل ويسهل عليه أن يعلم موقعه من العلم
ويسهل عليه أن يميز الدكتورالعالم من الدكتور المتعالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:18 م]ـ
ويسهل عليه أن يميز الدكتورالعالم من الدكتور المتعالم.
يا أخي الكريم .. الرجل صرح بأنه لم يتتلمذ على أحد؟؟
هل مازلتم مصدقين بأنه يحمل دكتوراه؟؟ من أين حصل عليها بدون شيوخ وأساتذة؟؟؟
شيخه كتابه!!!!!
ويكفيكم هذا
ليس لي شيوخ ولله الحمد ولم أتتلمذ على أحد
كل أحدٍ قرأتُ له فهو مفيدٌ لي وليس شيخاً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جميع الإخوة الكرام
هذه تنبيهات على بعض الأمور:
أولها: من لطف الله تعالى بأوليائه ودلائل حبه لهم أن يسخر لهم من يعاديهم، ويقدح في علمهم وفهمهم، ويلمزهم وينتقصهم؛ وذلك لزيادة حسناتهم ورفعة درجاتهم. والأمثلة على ذلك كثيرة.
ثانيها: أقول لمحبي الشيخ محمد العثيمين - رحمة الله تعالى عليه - لا تجزعوا ولا تهتموا لقول نكرة لم يعرف بنشر علم، ولا بنصح صادق للأمة، ولا بحسن أدب مع سلف الأمة، فالأمر كما قال الشاعر:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لاتشفق على الجبل
ثالثها: لا تلوموا المشرفين في ترك مثل هذه المشاركات، فلها فوائد ومنافع، ومنها: معرفة سنة الله تعالى في وجود الاختلاف "ولا يزالون مختلفين"، وفيها نشرٌ لفضائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لأن الله تعالى إذا أراد نشر فضيلة أتاح لها لسان حسود، ومنها: أن نتعلم كيف نرد على بعض الشبهات والأقوال التي يثيرها أهل الباطل والجهل والحسد. والأمر كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} [النور: 11].
رابعها: الشيخ ابن عثيمين يعد من أئمة التفسير في هذا العصر، ولتفسيره مزايا كثيرة، وخاصة في جانب الاستنباط؛ فهو من أكثر المفسرين عناية به. وأما تركيزه على الأسماء والصفات وكثرة ذكره لمسائلها فذلك نتيجة لكثرة ذكر أسماء الله وصفاته في القرآن الكريم، ومعلوم أن معرفة الحق في هذا الباب العظيم من أبواب التوحيد يزيد العبد معرفة بربه، وكلما ازدادت معرفة العبد بربه زادت خشيته وقوي إيمانه؛ وهذا معروف مجرب مشاهد، ونظرة عجلى لعلماء أهل السنة والجماعة ودعاتهم تدل على حسن أدبهم وسمتهم وتمسكهم بالسنة.
وأما كثرة نقله عن شيخ الإسلام وعلامة الزمان الإمام ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه؛ فهذه من مناقب الشيخ ابن عثيمين ووفائه لشيخ من أكبر شيوخه الذين تتلمذ على كتبهم، وأفاد من علومهم. ومع ذلك فكلام النكرة - أبي حسان - فيه تهويل ومبالغة.
خامسها: قول هذا النكرة " الأشاعرة فرقة من الفرق الإسلامية لهم فضلهم ومكانتهم، وهم يمثلون جمهور الأمة من علماء ومقلدين، وليس لديهم إي خلل في الاعتقاد عدا أن لهم بعض الاجتهادات في بعض مسائل الصفات وغيرها" يدل على جهل فاضح بحقيقة الأشاعرة. ومع ذلك فنحن نعترف لعلمائهم بالفضل، ونفيد من أئمتهم في جوانب كثيرة من العلم. وأما مسائل الاعتقاد فيكفي أن تقرأ كتاب الشيخ العلامة سفر الحوالي "الأشاعرة الكبير" أو " منهج الأشاعرة في العقيدة" وهو موجود لمن أراد تحميله في ملف مرفق مع هذه المشاركة.
سادسها: إن كان هناك من نصيحة لمن أحب النصح ممن يسخر من العلماء وينتقص منهم فهي تذكيره بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]. وهذه الآية من أعجب الآيات وأكثرها تطمينا لأهل الإيمان وتسلية لهم؛ فإذا كان الله تعالى هو الذي يتولى الدفاع عنهم؛ فلا خوف عليهم.
سابعها: قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى عليه وعلى جميع المسلمين-: (إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقا في حقهم، ويشوش على الناس سمعتهم، وهذا أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر؛ لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي.
والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً. وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشرعي، وهذا خطره كبير وعظيم.
أقول: إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية، وعلى الاجتهاد، وأن يعذروهم فيما اخطأوا فيه، ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ، ليبينوا لهم هل الخطأ منهم أومن الذين قالوا إنهم أخطأوا؟ لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه. والإنسان بشر ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)).
أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف ...
لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سٌلّماً للقدح فيهم في كل شيء ونتغاضي عما لهم من الحسنات؛ لأن الله يقول في كتابه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} (المائدة: الآية8).
يعني لا يحملكم بغض قوم على عدم العدل، فالعدل واجب، ولا يحل للإنسان أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم فيشيعها بين الناس، ثم يسكت عن حسناتهم، فإن هذا ليس بالعدل.
وقس هذا الشيء على نفسك لو أن أحداً سٌلط عليك وصار ينشر زلاتك وسيئاتك، ويخفي حسناتك وإصاباتك، لعددت ذلك جناية منه عليك، فإذا كنت ترى ذلك في نفسك؛ فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك، وكما أشرت آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ، وأن تناقشه، ويتبين الموقف بعد المناقشة.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:00 ص]ـ
صراحة كنت أقرأ تفسيره وأنا في المرحلة الثانوية يعني ماقبل الابتداء يعني العوام يادكتورولم أجد في تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ماتقول.
النقد إذا لم يكن بناءً حضارياً فهو مرفوض وبعض الناس لو سكت أفضل له، وإذا لم تجد ما تكتب فلا تكتب سوءاً.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:04 ص]ـ
وقاك الله حرّ النار يا شيخ أبا مجاهد
و أرجو من المشرفين سلمهم الله أن ينتبهوا لهذا الكلام
ولعل من بعض أهداف موضوعاتي الساخنة هو محاولة ترويض أحبتي وتعويدهم على تقبل لغة النقد مهما كان جارحا وبالتالي سيخرج لنا جيل بإذن الله قادر على التعاطي مع المشكلات الفكرية بروح عالية هادئة منضبطة، بعيداً عن الصراخ والتشنج والانبعاج
استغل هذا الأخ حلمكم و أدبكم الجم و حوّل الملتقى إلى ساحة لبث سمومه و بدعته و أفكاره المنحرفة و أرى ان تُطبق ضده اللوائح و القوانين المعمول بها فى الملتقى و التى وافق عليها قبل أن يُسمح له بالتسجيل فيه ..
أرجو من فضيلة المشرفين التنبه لهذا ((قوانين التسجيل فى الملتقى)) فلقد تجاوزها هذا الأخ هدانا الله و إياه.
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:25 ص]ـ
الأخ الكريم الدكتور: (أبو حسان):
إليك هذه اللطفية الخفيفة:
روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى المعتصم، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
فقال المعتصم اجلدوه حتي يقال جلد المعتصم من بال في زمزم
فاشتهر المعتصم بما فعل ونسي الناس هذا الخيبان
وصارث مثلا يضرب لمن يسد عين الشمس بإصبعه
وأخيرا أقول للدكتور: كلما قرأت كتاباتك وردودك القيمة تذكرت هذه الحادثة، فهل تدري لماذا .... ؟ عافاك الله
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:45 ص]ـ
أرجو من الإخوة الكرام المشاركين، أن يعطوا لكل موضوع ما يستحق.
فبعض المواضيع يكفيها من الرد عدم الرد.
وبعضها يحتاج إلى بحث وعرض أدلة ومناقشتها ونحو ذلك.
والخلط بين الأمرين يجر ما لا تحمد عقباه.
وموضوع هذا الشخص لا يحتاج إلى رد جاد.
ومغالطاته واضحة؛ إما جهلا أو عمدا، وفي كلا الحالين ليس معذورا.
1 - الأسماء والصفات من لب العقيدة، وقد تكلم فيها السلف الصالح بدءا من الصحابة وإلى الآن.
2 - الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ينقل عن ابن تيمية كثيرا، وهل تلك إلا محمدة من محامده الجمة.
3 - كثرة الأشاعرة، وقلة أهل السنة، لا عيب فيها , بل هو قمة المدح.
تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:50 ص]ـ
رسالة إلى أبي حسان:
لقد تبين لنا الهدف من مشاركاتك , ولذا إن كنت تريد أن أن نسايرك ونحسن الظن فيما تكتب فإني أطالبك بما يلي:
أولاً: الكشف عن شخصيتك: اسمك الصريح وتاريخك العلمي ومؤلفاتك حتى نحاكمك أنت فيما كتبت وفيما تكتب ,وينسب إليك حسنه وقبيحه وغثه وسمينه , فتذكر به حين تذكر , إذ لا أرى ما يمنعك من التصريح ما دمت تصديت لمواضيع تراها من المهمات وأن يشغل الإنسان نفسه بها.
أما أن تخرج كل يوم لنا بمشاركة يختلف معك عامة أفراد الملتقى بدون تحمل تبعات هذا الكلام فهذا غير مقبول.
فهامش الحرية في الملتقى ليس للنكرات وإنما للمعروفين ,فأنت تلاحظ أنه لا يوجد ملتقى مشابه مشرفوه وعامة كُتابه ممن يصرحون بأسمائهم , ولذا فأنت عندنا نكرة حتى تفصح لنا عنك.
لأنه من السهل جداً أن يكتب الانسان باسم مستعار ما يحلو له ثم يرحل ,أو يسجل معنا باسم آخر
ثانياً: لن نقبل منك طرح المواضيع بهذه الطريقة فالكلام الإنشائي يسير , بل لا بد من ذكر الأدلة على ما تدعي وإثبات ما تقول بالأرقام إذ لغة الأرقام هي اللغة الوحيدة التي لن يخطئك فيها أحد.
ثالثاً: أما ما ذكرته عن تفسير الشيخ ابن عثيمين فأنا به أبصر فقد عشت معه خمس سنوات أقلبه وأتأمله , ومتى ما التزمت بأولاً , وثانياً فتحت معك الحوار رغبة في الوصول إلى الحق والإنصاف لا انتصاراً للذوات والأشخاص , فما كان من حق قبلناه وما كان من باطلٍ رددناه , وأما ما كان من قبيل المسائل التي فيها مجال للأخذ والرد فلنا ولك فيها سعة.
رابعاً: أدعو الأخوة جميعاً أن لا يستفزوا بمثل هذه المواضيع , فإني أخشى أن يكون هدف هذا الموضوع وأمثاله هو صنيعكم.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:03 ص]ـ
أشكر للجميع غيرتهم ودفاعهم عن الشيخ محمد رحمه الله، وخاصة الشيخ أبو مجاهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:10 ص]ـ
سؤال لأبي حسان
ما هو الموضوع التي عالجته في الدكتوراه و في أي جامعة؟ (مجرد سؤال فضولي)
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:25 ص]ـ
رسالة إلى أبي حسان:
لقد تبين لنا الهدف من مشاركاتك , ولذا إن كنت تريد أن أن نسايرك ونحسن الظن فيما تكتب فإني أطالبك بما يلي:
أولاً: الكشف عن شخصيتك: اسمك الصريح وتاريخك العلمي ومؤلفاتك حتى نحاكمك أنت فيما كتبت وفيما تكتب ,وينسب إليك حسنه وقبيحه وغثه وسمينه , فتذكر به حين تذكر , إذ لا أرى ما يمنعك من التصريح ما دمت تصديت لمواضيع تراها من المهمات وأن يشغل الإنسان نفسه بها.
أما أن تخرج كل يوم لنا بمشاركة يختلف معك عامة أفراد الملتقى بدون تحمل تبعات هذا الكلام فهذا غير مقبول.
فهامش الحرية في الملتقى ليس للنكرات وإنما للمعروفين ,فأنت تلاحظ أنه لا يوجد ملتقى مشابه مشرفوه وعامة كُتابه ممن يصرحون بأسمائهم , ولذا فأنت عندنا نكرة حتى تفصح لنا عنك.
لأنه من السهل جداً أن يكتب الانسان باسم مستعار ما يحلو له ثم يرحل ,أو يسجل معنا باسم آخر
ثانياً: لن نقبل منك طرح المواضيع بهذه الطريقة فالكلام الإنشائي يسير , بل لا بد من ذكر الأدلة على ما تدعي وإثبات ما تقول بالأرقام إذ لغة الأرقام هي اللغة الوحيدة التي لن يخطئك فيها أحد.
ثالثاً: أما ما ذكرته عن تفسير الشيخ ابن عثيمين فأنا به أبصر فقد عشت معه خمس سنوات أقلبه وأتأمله , ومتى ما التزمت بأولاً , وثانياً فتحت معك الحوار رغبة في الوصول إلى الحق والإنصاف لا انتصاراً للذوات والأشخاص , فما كان من حق قبلناه وما كان من باطلٍ رددناه , وأما ما كان من قبيل المسائل التي فيها مجال للأخذ والرد فلنا ولك فيها سعة.
رابعاً: أدعو الأخوة جميعاً أن لا يستفزوا بمثل هذه المواضيع , فإني أخشى أن يكون هدف هذا الموضوع وأمثاله هو صنيعكم.
مهلا يا دكتور أحمد
لماذا جئت هنا بهذا الانزعاج ولم نرك في مواضيع أخرى؟ أهو انتصارا للشيخ رحمه الله؟ وكيف انزعجت من نقده ولم تتورع من ثلب ونقد علماء آخرين كتبت عنهم في هذا الملتقى؟
أهي الحزبية والعصبية؟
أم دفاعا عن العلم؟
كونك كتبت رسالتك في الدكتوراه عن الشيخ محمد يستدعي أن ترد بلغة علمية وأن تترفع عن أسلوب الإقصاء والهجوم إلا إذا كنت لا تحسن لغة الحوار بمنهجية علمية
طلبت مني أن أتحدث بلغة الأرقام
حسنا سأجيبك
أمامك كتب الشيخ رحمه الله في الموسوعة الشاملة
اذهب إليها واكتب: ابن تيمية
كم ستجد من نتيجة
حاول ذلك
سيتجاوز العدد الألفين
ماذا يعني هذا الرقم
واكتب مرة أخرى ابن حجر أو غيره من العلماء المشهورين وقارن بينهما
هذا عد بدائي وليس هو منطلقي
فقد قرأت غالب كتب الشيخ وأحسب أني قرأتها أكثر منك وبوعي أحسن من وعيك
ما أقوله حقيقة لا تقبل الجحود وأمامنا كتب الشيخ شاهدة على كل ما أقول، فهات ما عندك من حجج تدفع ما قلته أنا إن كنت صادقا وقادرا
أنا لم أنطلق من فراغ فيما قلته وكونكم لا تقبلون نقد أحد ممن تقدسونهم فهذا بحد ذاته يُعد شاهدا صارخا على ضيق عطنكم وغلوكم في الأشخاص دون وعي منكم لما تقولون
لغة الإقصاء والتهويل ومحاولة تضليل القراء هذه من أكبر الأدلة على أنكم لا تملكون الحجة، وإلا فماذا يعني هذا منكم؟
وأحسب أن أصابعك الآن - وأنت تقرأ هذا الرد - تراودك في حذف هذا الموضوع برمته، فإن فعلت - وقد فعلت سابقا في مواضيع أخرى - فإن هذا هو عين الهروب من المواجهة والاعتراف بالهزيمة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:06 ص]ـ
[ QUOTE= أحمد البريدي;97940] فما كان من حق قبلناه وما كان من باطلٍ رددناه , وأما ما كان من قبيل المسائل التي فيها مجال للأخذ والرد فلنا ولك فيها سعة.
سلمت يا دكتور أحمد البريدي فقد نطقت بالحق وقلت صوابا فلا فضّ الله فاك
يا كرام على رسلكم الرجل لا نعرفه ولكن نعرف قوله فلا علينا منه " كشخص " ادعى الدكتوراه أو كان مجردا منها.
ومن اليسير ـ في عالم النت ـ أن يأتي الرجل باسم ما ومؤلفات معينة وجامعة ما ـ في آخر أرض الله ـ وفي نهاية المطاف يتحدى الجميع أن يصل إليه مهما كان ....
وعلى هذا فلا علينا أبدا من جوهره هو ذاته ولكن علينا أن نقارع الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان ـ وبدون توتر ـ فالحق أبلج والباطل لجلج.
ولتكن قاعدتنا جميعا المناقِش والمناقَش:
قول إمامنا مالك صاحب المناقب الجليلة: ((كل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام صاحب هذا القبر)) صلى الله عليه وسلم أزكى صلاة.
وأنا أعتقد أن أبا حسان صنع حراكا فكريا في الملتقى يبعث على مزيد من المذاكرة والاطلاع فهو خير أي خير ـ إن شاء الله تعالى ـ.
وعلى هامش هذا النقاش أخمن أن أبا حسان له تجربة مريرة جدا من خلالها لعق اللجم مرارة وقسوة على يدي بعض أساطين التيار الذي يقف ضده ومن هنا سخر كل مكوناته العلمية للثأر والتشفي، فلا نلومه بل نلوم من يقصر في الذب ـ بحق ـ عن معتقده.
ومن اليسر والسهوله وبضغطة واحدة يتم إيقاف الرجل ولكن ليست هذه شجاعة أبدا بل الشجاعة في التصدي بهدوء وروية لأن الرجل يتمتع بمكنة علمية ليست هينة.
ومما جعلني أحترمه ـ بالرغم من تحفظي على بعض قوله ـ كونه يقترح عناوين موضوعات لقسم التفسير كلها جيدة مفيدة.
نستطيع مطالعتها في ملتقى الرسائل الجامعية وهذا يثبت له من المهارات ما هو أهله في الحقل العلمي فليتأمل.
هذه مجرد وجهة نظر، والكمال لله والعصمة للأنبياء والموفق من وفقه الله تعالى.
قال عز وجل: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:03 ص]ـ
ليس لي شيوخ ولله الحمد ولم أتتلمذ على أحد
كل أحدٍ قرأتُ له فهو مفيدٌ لي وليس شيخاً
من هنا أوتي هذا الرجل .... (وإذا عُرف السبب بطل العجب).
ومن كان شيخه كتابه؛ كان خطؤه أكثر من صوابه.
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[21 Feb 2010, 04:46 ص]ـ
والله خيبت ظني يا ابا احسان؟
تقول ليس لك شيوخ؟ فلئن كان تنكرك لم تتلمذت على يديهم في المدرسة والجامعة؟
فلا يليق بك ان تتنكر لمن افدت من علومهم من علماء الاسلام والمسلمين ...
واعلم ان لعلمائنا ابناء- دينيا-يغارون على ابوتهم اعظم من غيرتهم على آبائهم -طينيا-
فلا والله لن نسلم اليك اعراضهم -ان شاء الله- واما قولك: لعلنا لم نعتد لغة النقد خاصة في حق من نجلهم ونعظمهم
وهذه المشكلة ستزول مع الوقت بإذن الله تعالى
وعندي أمل كبير بأن الزمن سيقضي على كثير من مشاعر التشنج التي تعترينا عند سماع أي نقد موجه لنا
ولعل من بعض أهداف موضوعاتي الساخنة هو محاولة ترويض أحبتي وتعويدهم على تقبل لغة النقد مهما كان جارحا وبالتالي سيخرج لنا جيل بإذن الله قادر على التعاطي مع المشكلات الفكرية بروح عالية هادئة منضبطة، بعيداً عن الصراخ والتشنج والانبعاج
فانها اشبه ما تكون بصب الماء على الزيت؟
لان القصد من النقد ليس الاستفزاز؟ فهذا ان سلمت فيه النية فقد ساء فيه القصد وهو ادعى للصد لا للنقد
ثم هذه اللوثة الفكريية من التطاول على العلماء ليست من شيم الصلحاء فكيف بدكتور؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Feb 2010, 08:47 ص]ـ
طلبت مني أن أتحدث بلغة الأرقام
حسنا سأجيبك
أمامك كتب الشيخ رحمه الله في الموسوعة الشاملة
اذهب إليها واكتب: ابن تيمية
كم ستجد من نتيجة
حاول ذلك
سيتجاوز العدد الألفين
ماذا يعني هذا الرقم
واكتب مرة أخرى ابن حجر أو غيره من العلماء المشهورين وقارن بينهما
هذا عد بدائي وليس هو منطلقي
.
سبق وأن وضعت لك عينة من تفسير الشيخ مع ربط لها على موقعه. هل يمكنك أن تعطينا صدق كلامك.
ما هذا التخبط؟!!! انت تنتقد التفسير ثم عندما سألناك تذهب لباقي كتب الشيخ؟
كتب التفسير أم كتب ابن عثيمين؟
ثم يجب على ما حصل على الدكتوراة مثلك أن يعي أن اسم ابن حجر مرتبط بالحديث أكثر بكثير من التفسير.
فقد قرأت غالب كتب الشيخ وأحسب أني قرأتها أكثر منك وبوعي أحسن من وعيك
ما أقوله حقيقة لا تقبل الجحود وأمامنا كتب الشيخ شاهدة على كل ما أقول، فهات ما عندك من حجج تدفع ما قلته أنا إن كنت صادقا وقادرا
.هذا ليس اسلوب ناقد أنه قرأ. بل اسلوب الناقد أنه حقيقة فهم.والكل يزعم ما تزعمه ولكن هيهات:
وكل يرى أنه سيد ////وليس لأفعاله سؤدد
يا ابو حسان الناقد يجب أن يكون كفؤ أو ندا لمن ينقد.أما الذين ينتقدون العلماء ليصرفوا الناس اليهم.فهؤلاء نكرات لا نعلم لهم أثر في الواقع ولا كتاب مفيد للأمة ولكن نجدهم دائما مرجفون.
شر الناس بمساوي الناس مشتغلا//////مثل الذباب يراعي موضع العلل
وليتك كنت كالذباب تبحث عن علل ,وانما تبحث انتقادا غير علميا.
وعندما تطالب بالبيان تهرب من موضوع لآخر .....
فأمرك مشكلة صعبة. وليت إصلاح جرح.إنما هن قروح .......
أرجوا منك أن تتقبل هذا النقد بصدر رحب ..................
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 09:14 ص]ـ
قراءة نقدية في كتب التفسير لابن عثيمين رحمه الله
عنوان كبير
ولكن بلا مضمون
أين الدراسة يا دكتور أبا حسان؟
ثم كم كتاب تفسير للشيخ بن عثيمين رحمه الله؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 10:42 ص]ـ
أخي الكريم الدكتور أبو حسان:
قولك: وكونكم لا تقبلون نقد أحد ممن تقدسونهم فهذا بحد ذاته يُعد شاهدا صارخا على ضيق عطنكم وغلوكم في الأشخاص دون وعي منكم لما تقولون
لغة الإقصاء والتهويل ومحاولة تضليل القراء هذه من أكبر الأدلة على أنكم لا تملكون الحجة، وإلا فماذا يعني هذا منكم؟
وأحسب أن أصابعك الآن - وأنت تقرأ هذا الرد - تراودك في حذف هذا الموضوع برمته، فإن فعلت - وقد فعلت سابقا في مواضيع أخرى - فإن هذا هو عين الهروب من المواجهة والاعتراف بالهزيمة.
أخي الكريم:
على رسلك لم ندخل معك في حوار حتى تحكم بكل هذا.
دعك من التخليط فلم نقصيك فلا ترجع إلى تهويلك , وترغي وتزبد , فهذه مواضيعك لم تحذف فلم البهتان ,فالاتهامات المعلبة لا يعجز عنها أحد.
طالبتك بشيء محدد فلا تحيد عنه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:16 م]ـ
أخي الكريم: أحمد.
لا تكن جادا ومنصفا بهذا القدر ..
الرجل ليس عنده من عيب في كتب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلا ما صرح به، ولخصه في عيبين رئيسيين:
الأول: أنه اهتم بآيات الأسماء والصفات.
الثاني: أنه ينقل عن شيخ الإسلا م ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولا أظنه يمكن أن يكون جادا في هذا إلا أن يكون قصده المدح بما يشبه الذم على حد قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:54 م]ـ
يرحم الله شيخنا الفاضل.
جعل الله سبحانه في هذا الموضوع الذي أثير، إظهاراً لحسنات الشيخ،ورفعاً لذكره هاهنا، وهذا من فضل الله على الشيخ رحمه الله-وإن كان قد يُزعم أن المقصد من ذلك حسن وهو النقد المثمر، إلا أن الله تعالى أراد له خيرا ليبين طلابُه ومَن استفاد منه الإجاباتِ على المزاعم التي تذكر وتُبين الحقيقة منها.
وقد كان من منهج الشيخ- رحمه الله -وحرصه أنه يحذر من الخوض في باب الصفات ويكرر ذلك كثيرا ليس في التفسير فحسب؛ بل متى ما كان الوقت مناسبا لذلك في الحديث وغيره، ناصحا للأمة ومشفقا على أن يقع الناس فيما وقع فيه بعض المبتدعة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
وكان فعله ذاك مثيرا لغيض وحنق بعض هؤلاء!
إذ كيف يركز الشيخ على جانب الصفات خاصة-رحمةً بالأمة أن تزل في ذلك-؟ وكيف يقيس القاعدة من الكلمة التي قالها الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول .. " على جميع الصفات؟
ما هذا الذي يفعله الشيخ من تعليم الناس بالالتزام بالإثبات للصفات وعدم التمثيل وفقا لهذه الآية: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"؟؟
وكيف هذا الشيخ –يرحمه الله-ينقل من الشيخ قبله ويكثر النقل عنه؟؟
ذلك الشيخ الذي رد وأقنع وسهل الطريق على من بعده من العلماء في الرد على من خالف الكتاب والسنة ومن جعل العقل هو الحاكم-ذلك العقل المسكين-، وقعَّد رحمه الله القواعد التي يقبلها كل طالب حق ..
ذلك الشيخ ملقم المبتدعة الحجر!!!
وقد اشتهر في كل زمان ومكان، حتى وصل لهذا المنتدى المبارك فصار يُطرق اسمه في غالب الصفحات، في مواضيع الصفات لأنه لا يُنكَر فضلُه في هذا الجانب، وما ذلك إلا لحسن عمله ونشهد نحن على ذلك ..
وهذا من فضل الله على ذلك الشيخ الفاضل-رحمه الله- وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
وسيبقى علم الشيخ منتفعا به بإذن الله، ولن يندثر، فسنة الله في عباده باقية أن من كان عمله خالصا قبله الله منه وأظهر للناس حسن عمله، وهذا ما نراه ونشاهده من صنيع الشيخ ولا نزكي على الله أحداً، فقد قام بنصر الدين بعلمه واستقى العلماء من نهر علمه، وقمع البدع ورد حجج أصحابها بردودٍ فتح اللهُ عيه بها، حتى أراد أعداءُ أنفسِهم من المبتدعة حرقَ كتبه لقوتها عليهم، وليسوا هم حزبا واحدا من المبتدعة إنما هم أصناف وأحزاب، وكل منهم قد ذاق من الشيخ الويلات في حياته وبعد مماته، وأغاظ الله به قلوبَهم، ولكل فرقةٍ ما يناسبها من ردود الشيخ، فلا عجب أن يطالبوا بإقصائه، وجعله وأقوالَه في عالم النسيان والتهميش.
ويأبى الله تعالى إلا أن تبقى تلك النفائسُ من الكتب التي ألفها، ينهل العلماءُ منها، وتلك القواعد والكلمات التي قالها تذكر في كل مجال من مجالات العلم؛ من تفسير وفقه وعقائد، فيرددها محبوه والمستفيدون منه -وما أكثرهم- ..
فجهود الشيخ لا تنكر، وبذلُه للعلم والعلماء أحق أن تذكر، وشُهُبه على المبتدعة تُذلُّ وتقهر، فلله درُّه من شيخ مظفَّر. (إنه الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء).
.................................................. ..............
وممن نهل من معينه الطيب الذي أبان فيه فقه الكتاب والسنة، شيوخُنا -رحمهم الله تعالى، وحفظ الأحياء منهم-.
ومن أكثرهم شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وذلك واضحٌ بين.
فهل في ذلك ما يغيظ؟؟
أن يأخذ العالم من كلام من سبقه من العلماء، والذين بينوا الحق وبذلوا أعمارهم في نصر هذا الدين، ويحفظ له حقهم ويبين فضلهم للناس، هل في هذا ما يغيظ؟؟
آن كانا مشفقَين على المسلمين أن يقعوا في الزلل كما وقع أهل البدع-نسأل الله السلامة-، فجعلا يكثران من الحديث عن موضوع الصفات ويحذران الناسَ من المهلكة, هل كانا مخطئَين؟!
شكر الله لهما سعيهما، فوالله لقد أحسنا، وجعل اللهُ مسكنَهما وعلماءَنا جميعا جناتِ النعيم.
ثم إنه ما كان منَّا بعد هذه المواضيع التي أثيرت هنا؛ إلا رجوعاً متكررا إلى كتب الشيخين لنتعلم منهما كيفية الرد على مؤولي الصفات.
والشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- يردد كثيراً القواعد في هذا الجانب كلَّ ما سنحت له الفرصة حتى يكاد الطلاب أن يحفظوها حفظاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استوعبت الفوائد التي ذكرها في شرح الأربعين- مثلاً- في هذا الجانب جيداً واقتنعت بها إذ أنني كررتها مراراً، وأجدني الآن في شوق لتكرارها لما رأيت من ضرورتها، وقد آن الآوان لنطبقها عملياً .. والحمد لله أننا تعلمناها قبل أن يلبسها علينا الملبسون .. وهذه سنة الله فتأمل!!
وأنصح من لا يريد أن يقرأها أو كان ينتقدها وكانت تغيظه؛ أن يقرأ في كتب آداب طلبة العلم، سواء أكان المنصوح يريد الرجوع إلى كتب أدب طلبة العلم الكبار أو الصغار!؛ كلامها نافع، ولكنه إن قرأ في أدب طلبة العلم الكبار ربما لن يحتاج أن يقرأ في أدب الصغار لأنه حتماً سيكون كبيراً وسيتأدب بآداب الكبار، وذلك بعد استيعابٍ لتلك الآداب جيداً!!!
أما اقتراح وضع تلك التنبيهات على كتب الشيخ، فيشكر للمقترِح اقتراحَه إذ كان مشفقاً على القرّاء، ولكنْ نحمد اللهَ أنَّ المقترِح ليس له يدٌ تطولها-أي الكتب-، ونحمد الله أن سخر لكتب الشيخ مؤسسةً تقوم عليها، وأغناه الله وحفظ كتبه من أن تكون عليها لافتات تقول: استفد من الكلام هاهنا ما خلا الحديث عن الصفات؛ فلتقرأه من كتب المؤولة الأشاعرة فهو أحسن لك!! إرشادا للناس إلى سبيل تكون فيه نفوسهم مضطربة ولديهم وساوس في الاعتقاد، تجعلهم في حنق دائم! كيف لا؟ وعقولهم المسكينة تتخبط فيما لا طاقة لها به، وقد أرشدها الدينُ إلى ما فيه راحتها والطمأنينة، ولكنها تأبى إلا العنت والمشقة والمهلكة!!.
والأفضل من هذا الاقتراحِ اقتراحٌ: أن تطرح تلك المواضيع من هذا الملتقى، الذي دخلناه حين دخلناه نطلب الاستفادة من كتاب الله وتدبره، لا أن نُصرفَ عن ذلك بالرجوع إلى هذه المسائل المفروغ منها، والتي قد تتأخر بنا عن سلوك طريق العلم، لما فيها من جدل لا نقول فيه إلا أن محدثه لم يرد إلا التشتيت-كما يظهر لنا وليس لنا إلا الظاهر- وإن كان يريد حقاً فالأسلوب لا نرى منه إلا خلاف ذلك، وقد تبين الحق لنا، وإن كانت لا تزال هناك غشاوة فليس محل قشعِها هنا ... إنما في ساحات الجدل والسباب التي يترفع عن مثلها ملتقىً كهذا.
ولقد أخذت تلك الشبهات من الوقت ما لا تستحقه، والوقت أعظم ما عنينا بحفظه، ولكن ردود المشرفين عليها تزيدنا أدباً من أدب العلماء وحلمهم على من شط، فنتأدب بأدبهم ما استطعنا، والله يتولى السرائر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:55 م]ـ
الأستاذ الدكتور عبد الفتاح والأخ إبراهيم الحسني:
لم يغب عني ما ذكرتما , لكني لا أحب أن يكن شغلنا الشاغل في الملتقى التعقيب والرد على الدكتور أبي حسان , وإني أرى سبب هذه الجرأة كتابته باسم مستعار فلن يتحمل من تبعاته شيء غاية الأمر أن يغادر , فلو صرح باسمه أحسب أنه لن يكون بهذه الجرأة.
أما حديثه عن ذواتنا وأفهامنا فلن ننجر معه لمهاترات جانبية لا تفيد الملتقى ولا مرتاديه, وهذا طريقتنا بحمد الله معه ومع غيره منذ إنشاء الملتقى, فالمشرفون نحسبهم على قدر من الروية وسعة البال , وصدورهم مفتوحة لتقبل الاختلاف بشرط الموضوعية في الطرح.
وأما ما ذكره عن الشيخ ابن عثيمين من وجهة نظري لا يعد مثلبة كما قرر ,غاية الأمر لو سلمنا بالنتيجة التي خرج بها أن يكون منهجاً للشيخ ارتضاه وإن خالفه أبو حسان , ولذا يسرني محاورة الدكتور ابي حسان فيما ذكر إن امتثل وصرح باسمه , وترك عنه الصراخ والتهويل.
ـ[سعد العتيبي]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:46 م]ـ
ابا حسان لقد خالفك الصواب في ماكتبت.
ببعض من النقاط التاليه.
اولآ .. قولك بإن مذهب الاشاعره له فضل على اهل السنه.
انت بهذا الاسلوب تحسن مذهب الاشاعره. وكأنهم على حق في نفيهم للصفات
ثانيآ. إن ماذكرت من العلماء كالنووي وغيرهـ ممن لديه اخطاء في تأويل بعض الصفات
هؤلآء من علماء السنه وليسوا من الاشاعره ..
ثالثآ. التوحيد هو اصل الدين واساسه وكيف تقلل من كلام الشيخ في تفسيره حين اهتمامه بالعقيده. (الاسماء والصفات) خوصا. ان اكثر التفاسير يوجد بها تأويل (آيات الصفات)
رابعآ. حين ما نقل الشيخ عن شيخ الاسلآم لان شيخ الاسلام هو اكثر من تكلم وبين المذهب الحق في الاسماء والصفات.
وهدانا الله وإياك الى الحق والصواب.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:48 م]ـ
الدكتور البريدي:
أنا لم أبدأ معك بالصراخ والتهويل فأنت أول من بدأ حيث صرت ترغد وتزبد على حد تعبيرك وكأني سببت الشيخ على الملأ
لو التزمتَ الأدب لالتزمتُ معك الأدب
وأنا ملتزم بالأدب ولم أهرج مثلك
أنا فقط وجهت بعض النقد للشيخ رحمه الله فما المشكلة؟
هل هو معصوم من الخطأ حتى لا يُنتقد؟
وهل قلتُ باطلاً من القول في حق الشيخ؟
إن كنت قلت باطلا فأرشدوني بارك الله فيكم
حسناً لنبدأ الحوار إن كنت جادا
السؤال الأول:
ما جوابك عن المثلب الأول الذي ذكرته في أول الموضوع؟
لِمَ هذا التحامل المفرط من الشيخ في حق الذين يؤلون الصفات ومنهم الأشاعرة؟ وما علاقة موضوع الصفات بالتفسير؟ وهل هذا الذي أفرط الشيخ فيه يُعد من مقاصد القرآن؟ وهل الأشاعرة إلى هذا الحد من الانحراف حتى يفرط الشيخ في ذمهم والرد عليهم؟
السؤال الثاني:
ما جوابك على المثلب الثاني
وقد ذكرت لك لغة الأرقام فارجع إليها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:14 م]ـ
السؤال الأول:
ما جوابك عن المثلب الأول الذي ذكرته في أول الموضوع؟
لِمَ هذا التحامل المفرط من الشيخ في حق الذين يؤلون الصفات ومنهم الأشاعرة؟ وما علاقة موضوع الصفات بالتفسير؟ وهل هذا الذي أفرط الشيخ فيه يُعد من مقاصد القرآن؟ وهل الأشاعرة إلى هذا الحد من الانحراف حتى يفرط الشيخ في ذمهم والرد عليهم؟
السؤال الثاني:
ما جوابك على المثلب الثاني
وقد ذكرت لك لغة الأرقام فارجع إليها
أين المثلب حتى يجاب عليه؟
ثم إن أسئلتك تدل على جهل مفرط.
ومذهب الأشاعرة يبدو أنك لا تعرفه.
ونقل ابن عثيمين عن ابن تيمية رحمه الله دليل على سعة علمه وفهمه واتباعه للحق بدليله.
وأظنك أعجز من أن تفهم الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة.
وأظن أنك أعطيت أكبر من حجمك.
والسلام.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:37 م]ـ
لقد حذرت في أول موضوعي من نتائج هذا الطرح المفرط من الشيخ رحمه الله وأن هذا سينعكس سلبا على طلاب العلم الذين يقرؤون للشيخ
وهذا ما حدث بالفعل وخير شاهد على ما أقول: أن جميع الردود هنا تحمل طابع التشنج والتشنيع على الأشاعرة، وأكاد أجزم بأن طلبة العلم عندنا ممن تتلمذوا على مشايخنا هنا وفي منطقة نجد على الخصوص أكاد أجزم بأنهم يعادون الأشاعرة والمعتزلة والجهمية أشد من عداوتهم لليهود والنصارى.
أنا لست أشعريا ولا جهميا ولا معتزليا، ولا أدافع عن أحد، وكل الفرق الإسلامية في نظري عندها خطأ وصواب، ولست ممن يتعصب لفرقة دون فرقة.
أنا مسلم على ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الفطرة والبساطة في فهم الدين، من دون تعقيدات.
وهنا نطرح سؤالاً جديدا: هل جهود الشيخ في الرد على اليهود والنصارى تعادل جهوده في الرد على الأشاعرة وغيرهم من منكري الصفات؟
القرآن اهتم بالرد على ثلاث ديانات: المشركين، واليهود، والنصارى.
وجعل هذه الديانات الثلاث من المقاصد العظمى التي تناولها بالتفصيل وإيراد شبههم وتفنيدها.
أما ابن عثيمين فجعل الأشاعرة في مقام هؤلاء، وكأن القرآن لم يُنزل إلا للرد على نفاة الصفات، وهذا ولا شك خلل كبير ومخالف لمقاصد القرآن، ولا بد أن ننبه الناس على هذا الخطأ حتى وإن كان من شيخ جليل كبير
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:43 م]ـ
أين المثلب حتى يجاب عليه؟
ثم إن أسئلتك تدل على جهل مفرط.
ومذهب الأشاعرة يبدو أنك لا تعرفه.
ونقل بن عثيمين عن بن تيمة رحمه الله دليل على سعة علمه وفهمه واتباعه للحق بدليله.
وأظنك أعجز من أن تفهم الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة.
وأظن أنك أعطيت أكبر من حجمك.
والسلام.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:49 م]ـ
أنا مسلم على ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الفطرة والبساطة في فهم الدين، من دون تعقيدات.
أنت كل شيء إلا هذا، لأن هذا الذي ذكرت هو مذهب من تهاجمهم الآن مذهب السلف الصالح، فدع عنك ما يوقعك في الحرج.
القرآن اهتم بالرد على ثلاث ديانات: المشركين، واليهود، والنصارى.
وجعل هذه الديانات الثلاث من المقاصد العظمى التي تناولها بالتفصيل وإيراد شبههم وتفنيدها.
والمنافقين.
تحدث القرآن عن المؤمنين في خمس آيات، وعن الكفار في ثلاث آيات، وعن المنافقين في ثلاث عشرة آية من سورة البقرة، وتحدث عنهم في النساء، وسورة التوبة معظمها في المنافقين وخصهم بسورة كاملة.
أما ابن عثيمين فجعل الأشاعرة في مقام هؤلاء، وكأن القرآن لم يُنزل إلا للرد على نفاة الصفات، وهذا ولا شك خلل كبير ومخالف لمقاصد القرآن، ولا بد أن ننبه الناس على هذا الخطأ حتى وإن كان من شيخ جليل كبير
أما بن عثيمين فلستَ له كفواً حتى تفهم أقواله فضلا عن أن تنبه الناس على خطأه.
فدع عنك هذا الأسلوب المقيت يا رجل.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Feb 2010, 04:05 م]ـ
للفائدة:
قبل أن تمتطي جواد "النقد" هل أنت فارس؟
امتط جواد النقد لكن كن فارساًَ، وإن كنتَ فارساً فتأكد أنك على جواد!.
http://www.mmf-4.com/vb/t4239.html
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:42 م]ـ
عجبي من دكتور يرضى لنفسه هذا القول: أنا مسلم على ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الفطرة والبساطة في فهم الدين، من دون تعقيدات. ثم تثني على الاشاعرة؟
هل قال الصحابة بالكلام النفسي؟ هل قال الصحابة بان معنى لا اله الا الله لا قادر على الاختراع الا الله؟ هل قال الصحابة الله في كل مكان او في قلب كل مومن؟ ام قالوا الله في السماء؟ ام ترى ان هذا هو التعقيد والبعد عن الفطرة؟
على رسلك فان فطرة دكتورنا قد تلوثت ان لم تكن انقلبت؟ فيما يظهر من كلامك والله حسيبك
الرسول صلى الله عليه وسلم قال كلها في النار الا واحدة .... وانت تجعلهم في رتبة واحدة؟
فهمك الدين موكول الى ثقافتك، ام الى فهم الصحابة رضي الله عنهم؟
فهل اذا حذر العلماء من ضلال هذه الفرق، يكون اولئك مقصرون؟
هو حذر من الاشاعرة، فقم انت بالتحذير من اليهود والنصارى .... يشكر سعيك ويحمد فعلك ... أما أن تتسلط على اهل العلم وقد سلم منك الفرس والعجم؟؟؟ فلا تنه عن خلق وتأتي مثله بل شر منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[21 Feb 2010, 06:03 م]ـ
أشكر الاخ أبو حسان على أخلاقه ,,,حتى لو كنت أخالفه ...
لوددنا ايها الاخوة ان نتحلى باللفظ الجميل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Feb 2010, 06:09 م]ـ
الحمد لله وحده ...
موضوع لا محل له من الإعراب ...
ومحاولة إعرابه ستجعله بارداً جداً على عكس ما يريد صاحبه ..
1 - الشيخ يرد على الأشاعرة كثيراً ولا يكاد يُخلي مقاماً من ردهم ..
فكان ماذا؟؟
أي قراءة نقدية هذه؟
2 - الأشاعرة مسلمون ..
وهل زعم الشيخ غير هذا؟؟
3 - الأشاعرة أكثر العلماء ..
هبهم كانوا كذلك = هل هذا يُكسبهم عصمة تمنع من الرد عليهم ..
4 - الشيخ يُسفههم ..
تخطئة المقالة وتسفيهها لا يعني تسفيه القائل ..
5 - القرآن رد وإبطال لعقائد المشركين ..
القرآن تقرير للحق كله وإبطال للباطل كله،فإذا رأى الشيخ في أقوال الأشاعرة روغان للباطل يدل عليه نص القرىن فبينه من خلال تفسير القرآن = لم تكن هذه وحدها جهة لنقده ..
ومن شاء نقد تصرف الشيخ فليُعرج على نقده للأشاعرة ليُبين خطأ قول الشيخ وصحة قول الأشاعرة أو على الأقل عدم دلالة النص القرآني على مراد الشيخ،ولن يلوم فاعل ذلك أحد من تلك الجهة ..
6 - الشيخ يكثر من النقل عن ابن تيمية ..
فكان ماذا؟؟
7 - ابن تيمية غير معصوم ..
وهل قال الشيخ هذا؟؟
وهل الإكثار من النقل عن الشيخ أو حتى المبالغة تعني العصمة؟؟
حقاً لا أرى هاهنا أي شكل من أشكال الطحين ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:30 م]ـ
حقاً لا أرى هاهنا أي شكل من أشكال الطحين ..
نعم إنها جعجة وإن كان لها طحين
فطحينها ذهاب رونق الملتقى وضياع الوقت
والله لو رأينا نقدا علميا هادفا في ثوب من توقير العلم وأهله لما اعترضنا ولشكرنا لصحابه جهده وعمله أخطأنا وأصاب هو أو العكس
ولكننا لم نر إلا دعاوى عارية من الدليل مصحوبة بالهمز واللمز والتنقص
الحمد لله
كانت آمالنا معلقة بعد الله في استيقاظ الأمة مع إطلالة القرن الخامس عشر الهجري وعودتها إلى نبعها الصافي من كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ومن ثم انطلاقها مرة أخرى تحمل نور الإسلام إلى أصقاع الدنيا جهادا باللسان والسنان وأثمرت الجهود .... ولكن مالبثت أن حيكت المكايد وصوبت السهام واستغل أعداء الإسلام أهل الأهوا لضرب الأمة من داخلها وأخذت معاول الهدم تعمل عملها ولم تترك جانبا من جوانب نشر الخير والدعوة إليه إلا وضربته في مقتل.
وما نراه على وسائل الإعلام المريئة والمسموعة من الهجوم على الإسلام وتشويه صورته وصورة الداعين إليه ما هو إلا جزء يسير مما يحاك لهدم الصورة الصافية النقية لدين الإسلام.
وإني أرى أن المعارك الكلامية التي تدور رحاها على صفحات الشبكة العنكبوتية ليست سالمة ممن يسعى من خلالها إلى تحقيق هدف أعداء الإسلام.
"والله غالب على أمره"
"ولكل نبإ مستقر وسوف تعلمون"
ـ[فجر جديد]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:39 م]ـ
أثنّي على ما قاله الأخ أبو عمر الهلالي، وأشكر أخي أبا حسان على هدوئه وحسن أخلاقه، وفي الحقيقة الاستغراب يملأني من الردود التي أقرأها من الإخوة الأفاضل.
هبوا أن الأخ أبا حسان على خطأ، أهكذا يردّ عليه؟
فلتفترضوا أن أحدهم أنكر وجود الله عز وجل، وهو كفر ما بعده كفر، أتفترسونه، أم تبيّنون له الحق بالحجة والبرهان؟!
فكيف بأخ لكم يقرّ باحترامه للصحابة الكرام، ويقول إنه على نهجهم، ولكنه يخالفكم في مسألة فرعية؟
والله إن أمركم لعجيب أيها الأكارم.
إنّ الحق يظهر بمجرد بيانه وليس بحاجة إلى كل هذه السيوف المسلّطة على رقبة الأخ الكريم أبي حسان.
كنت أود فعلاً أن أقرأ ردوداً هادئة وأن يبقى الاحترام ملحوظاً في مثل هذه المناقشات، فوالله إنكم تعكسون صورة سيئة عن الحوار الإسلامي، فاتقوا الله وقولوا خيراً أو اصمتوا.
ـ[بلال بن حسن آل علي]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:42 م]ـ
أنا مسلم على ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الفطرة والبساطة في فهم الدين، من دون تعقيدات.
هنيئا لكم السلفية التي انتقدتموها في أحد -جـ (كـ) ــل- مواضيعكم!!!!!
ترضون بإحداث قول بعدهم -هناك- وتقولون هنا -على ما كان عليه-!!!!
فهل قولكم هذا نسخَ سابقَه أم مجرد سهوٍ من فضيلتكم؟؟؟؟
أرجو الجواب
والسلام عليكم
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:50 م]ـ
أثنّي على ما قاله الأخ أبو عمر الهلالي، وأشكر أخي أبا حسان على هدوئه وحسن أخلاقه، وفي الحقيقة الاستغراب يملأني من الردود التي أقرأها من الإخوة الأفاضل.
هبوا أن الأخ أبا حسان على خطأ، أهكذا يردّ عليه؟
فلتفترضوا أن أحدهم أنكر وجود الله عز وجل، وهو كفر ما بعده كفر، أتفترسونه، أم تبيّنون له الحق بالحجة والبرهان؟!
فكيف بأخ لكم يقرّ باحترامه للصحابة الكرام، ويقول إنه على نهجهم، ولكنه يخالفكم في مسألة فرعية؟
والله إن أمركم لعجيب أيها الأكارم.
إنّ الحق يظهر بمجرد بيانه وليس بحاجة إلى كل هذه السيوف المسلّطة على رقبة الأخ الكريم أبي حسان.
كنت أود فعلاً أن أقرأ ردوداً هادئة وأن يبقى الاحترام ملحوظاً في مثل هذه المناقشات، فوالله إنكم تعكسون صورة سيئة عن الحوار الإسلامي، فاتقوا الله وقولوا خيراً أو اصمتوا.
شكرا لك أخي الكريم وقد أعجبني فيك رؤيتك الهادئة والمتزنة وسعة أفقك
وأفيدك بأني قد استفدت كثيرا من ردود الأخوة جزاهم الله خيراً
ولو أردت تعداد تلك الفوائد لطال بي المقام ولعلي أفرد لها موضوعاً خاصاً إن شاء الله تعالى في المستقبل القريب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد فال]ــــــــ[21 Feb 2010, 08:23 م]ـ
إني أسائل الدكتور أبا حسان عن هدفه من طرح هذا الموضوع، أتريد التقليل من شأن كتب الشيخ محمد رحمه الله في التفسير؟ أم ما ذا تريد تحديدا؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Feb 2010, 08:34 م]ـ
الطحين يا أبا سعد لا يكون إلا مراداً مطلوباً هنيئاً أكله ..
ولسنا نلوم أحداً على مجرد قول علمي قاله ولو بعد مأخذه، وإنما نطالب حينها بالحجة والبرهان؛ لنناقش صاحبه في قوله مناقشة علمية تنفعنا وننال أجرها ..
لكن ما هاهنا لا يرتقي حتى لدردشة كما نقول نحن وسواليف كما تقولون أنتم .. وليس ما هاهنا من جنس النقد العلمي أصلاً ..
ومجرد كون كاتب الكلام يجد له فائدة لا يعني أنه مفيد في نفس الأمر؛ فالكوب الذي يكسره الطفل جذباً لانتباه أبويه = هو خسارة وتضييع للمال وإن كان هذا الكسر قد أشبع بعض الحاجات النفسية لهذا الطفل ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Feb 2010, 08:35 م]ـ
بصراحة أنا استفدت من طرح ابو حسان باني تعرفت على تفسير الشيخ رحمه الله. وتبين لي أن هذا جمع لما كان يدرسه. كما ذكر في مقدمة التفسير. ثم إني وجدت للشيخ اسلوب ممتع وجميل. وتفسيره يبين قدر الشيخ رحمه الله.
واجمل ما وجدته في هذا التفسير كثرة استدلاله بالأحاديث الصحيحة الثابتة.ومعرفته بأقوال السابقين دراية ,ونقدا.
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
دكتور جمال سابقا انتقدت ابن باز بأنه يأخذ من ابن تيمية الذي يصدق ما يقوله له الناس .... واليوم ابن عثيمين؟
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 10:33 م]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ايها المنتدون
انا لا ادري لماذا هيجتموني وانا نائم في هذا الحوار الدائر فلم اقرا للشيخ ابن عثيمين شيئا ذا بال ولست صاحب المقال وان كانت افكاره اعجبتني وردودكم عليه هيجتني
وارى ان هدف طائفة من المنتدين هو النيل من الاشاعرة فحسب واني لاعجب ممن جعل الكلام في الصفات من عيون العقائد ثم قال لمحاوره انك لا تفهم فيها شيئا
السيد ابو حسان يطرح اسئلة تدور في اصقاع الدنيا ثم لا يوجد عليها جواب الا بهذا الاسلوب. لماذا لايعامل ابو حسان مثل معاملة اهل هذا الملتقى مع المستشرق موراني فقد كانت المشاركات تفيض رقة وحنانا اما مع المسلم ابي حسان فلا اراها الا تفيض قسوة وغلظة
عجيب امر المسلمين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:12 م]ـ
أخانا الفاضل الدكتور جمال
الذي هيج موضوع الأشاعرة هو أبو حسان وليس من قام بالرد عليه.
إذا كان الكلام في الصفات ليس من عيون العقائد فمن أي شيء يكون؟
أبو حسان يا دكتور جمال لا يطرح أسئلة وإنما يطرح استفزاز وتنقص وإثارة فقط لا غير.
لو أن أبا حسان أتى بشيء من كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى وقال لى على هذا الكلام كذا وكذا من الاعتراض وأري أنه مخالف للحق والدليل كذا وكذا لو جد من يجيبه أو يوافقه على قوله أو يختلف معه.
ولكن الرجل يقفز إلى أحكام ونتائج مصحوبة بالهمز والغمز واللمز دون أن يقدم اي دليل.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ايها المنتدون
انا لا ادري لماذا هيجتموني وانا نائم في هذا الحوار الدائر فلم اقرا للشيخ ابن عثيمين شيئا ذا بال ولست صاحب المقال وان كانت افكاره اعجبتني وردودكم عليه هيجتني
وارى ان هدف طائفة من المنتدين هو النيل من الاشاعرة فحسب واني لاعجب ممن جعل الكلام في الصفات من عيون العقائد ثم قال لمحاوره انك لا تفهم فيها شيئا
السيد ابو حسان يطرح اسئلة تدور في اصقاع الدنيا ثم لا يوجد عليها جواب الا بهذا الاسلوب. لماذا لايعامل ابو حسان مثل معاملة اهل هذا الملتقى مع المستشرق موراني فقد كانت المشاركات تفيض رقة وحنانا اما مع المسلم ابي حسان فلا اراها الا تفيض قسوة وغلظة
عجيب امر المسلمين
لا تنزعج يا دكتور جمال:
هؤلاء قومي وأنا أدرى بهم
أناس حُجّرت عقولهم وحُجبت عنها الحقيقة ردحاً من الزمن، وهذا شأن من يظِل ثم يفيق في آخر طريقه ويكتشف بأنه تائه قد أمضى شطري عمره وهو يحسب أنه على جادة الصواب، فإنه يُصاب بجنون وانزعاج شديد لكل من يقول له بأن طريقك هذا خاطيء، ولا يُصدق من يحاول أن يهديه للطريق من جديد، ويصعب عليه أن يعود أدراجه مرة أخرى في ذات الطريق ليبدأ من جديد.
أنا لا أعرفك يا دكتور جمال إلا من خلال هذا الملتقى
وأنت تعيش في بلد أحسب أنه بعيد عن بلدي الذي أعيش أنا فيه
وقد كنتُ أنا في بلدي مغيبا ردحاً من الزمن عن عالم الحقيقة حتى كشفها الله لي والفضل يعود بعد الله تعالى لعالم النت والفضائيات جزى الله من اخترعهما خيرا في دنياه، فلولاهما لما علمنا الحق ولا رأيناه، ولعلك تسمع وترى ما يحدث في بلدي من تكفير وتفجير وتدمير لا يوجد في أي بلد آخر، وإن ما تراه هنا هو من أحد أسبابه.
ورحم الله علماءنا فقد غيبوا عقولنا عن الحقيقة ردحا من الزمن، ولا أظنهم إلا صادقين مخلصين رحمهم الله، ونلتمس لهم العذر بأنهم أبناء بيئتهم وهذا ما نشؤوا عليه ولم يسمعوا أحدا يُخالفهم فيه، كحالنا اليوم، فرسخت في أذهانهم أنهم هم أفضل من على هذه البسيطة وأن الله اختارهم من سائر البشر ليكونوا هم من يمثل المنهج الصحيح لهذا الدين، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بلال بن حسن آل علي]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:48 م]ـ
ليس لي شيوخ ولله الحمد ولم أتتلمذ على أحد
كل أحدٍ قرأتُ له فهو مفيدٌ لي وليس شيخاً
والفضل يعود بعد الله تعالى لعالم النت والفضائيات
سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
أو العلم يؤخذ من النت والفضائيات؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 Feb 2010, 12:39 ص]ـ
بل يُخشى على القاريء خاصة من العوام أن يعتقد بأن هؤلاء أشد كفرا من مشركي العرب الذين أرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الانطباع لاشك سينقلب سلبا على طالب العلم المبتدئ والمتقدم، فإنه مع كثرة مطالعته لكتب الشيخ سيتشبع كرها بالأشاعرة وكل نفاة الصفات حتى يصل به الحال أن يبغضهم ويمقتهم ويتخيل بأن القرآن إنما أنزل للرد على هؤلاء ..
حتى إنه ليخيل للقاريء المبتديء بأن ابن تيمية اسم ثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم،
أحب من أبي حسان أن يخبرني هل قابل أحداً من تلامذة الشيخ رحمه الله تعالى، أو ممن تتلمذ على كتبه وأشرطته، يعتقد أن الأشاعرة أكفر من مشركي العرب، أو أن ابن تيمية اسم ثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟!.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Feb 2010, 02:18 ص]ـ
الإخوة الفضلاء:
النقد البناء لا يعترض عليه أحد.
والشيخ ابن عثيمين ليس معصوما، وقد يخطئ، ولكن ليبين الخطأ بالدليل، أما القول فقط بدون دليل فلا فائدة فيه من الناحية العلمية.
والإمام ابن تيمية ليس معصوما، وهو عرضة للخطأ لكن ليبين الدليل على مجانبته للصواب في مسائل معينة، ولتكن واحدة واحدة.
وليكن الحوار بأسلوب علمي يعرض الأدلة ويناقشها بغية الوصول إلى الحق.
وأبو حسان لم يبين من أخطاء الشيخ إلا ما ذكر ويتضح لكل ذي عقل أنه لا ينقص من علم عالم أن ينقل عن الغزالي مثلا أو غيره، فكيف بمن ينقل عن ابن تيمية؟
فهذه يحسبها أبو حسان معرة، ونحن نحسبها لؤلؤا يزين كتب الشيخ، وكتب كل عالم ينقل عن فطاحلة العلماء الربانيين.
وابن عثيمين - مع ذلك - ينقل عن غير ابن تيمية من العلماء الذين لا يبلغون مد ابن تيمية ولا نصيفة.
فإذا كان أبو حسان جادا في نقد كتب الشيخ فليبدأ بطرح الموضوع بطريقة علمية: مثلا الآية كذا قال فيها ابن عثيمين بما يخالف الصواب، والدليل كذا ..
ثم يفتح قلبه وعقله لما سيرد به المشاركون، ويخلص النية في طلب الحق، وسيصل إليه بإذن الله تعالى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2010, 02:20 ص]ـ
ولذا يسرني محاورة الدكتور ابي حسان فيما ذكر إن امتثل وصرح باسمه , وترك عنه الصراخ والتهويل.
وضعتَ هذا القيد شرطاً في محاورتك معي، وأنت تعلم بأني لن أصرح باسمي، وكنتَ تظن أنك ذكياً للتهرب من المواجهة والنقاش العلمي وتوهم القراء بأن أبا حسان لم يمتثل ما طُلب منه وبالتالي لن أحاوره.
كل هذا مكشوف ولا ينطلي علينا
الكشف عن اسمي أو عدم الكشف عنه لن يغير من الحقيقة شيئا، فَلِم هذا التهرب ووضع الشروط التعجيزية؟
ولا أخالك تريد من اسمي إلا التشفي وممارسة هوايتك المفضلة في التصنيف ومن ثم الإقصاء والتهريج كما هي عادتكم، والتي رأيناها وللأسف في غالب طلبة العلم المعاصرين.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2010, 02:32 ص]ـ
وابن عثيمين - مع ذلك - ينقل عن غير ابن تيمية من العلماء الذين لا يبلغون مد ابن تيمية ولا نصيفة.
رحم الله جميع علمائنا
والذين لا يبلغ أحد مد أحدهم ولا نصيفه هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه السلام، فعلى رسلك أخي وارفق بنفسك وبابن تيمية رحمه الله، فإن الغلو عاقبته وخيمة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Feb 2010, 04:07 م]ـ
رحم الله جميع علمائنا
والذين لا يبلغ أحد مد أحدهم ولا نصيفه هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه السلام، فعلى رسلك أخي وارفق بنفسك وبابن تيمية رحمه الله، فإن الغلو عاقبته وخيمة.
الأخ: أبو حسان.
الغلو مذموم.
ولكن ما هو الغلو؟ هل حفظ قدر العالم يسمى غلوا عندك؟
وأيهما أشد غلوا: من يدافع بالحق عن قدر العالم مع رد أخطائه التي قام الدليل على أنها خطأ، ومن يغتاب العلماء ويبهتهم ما سنحت له الفرصة دون دليل أو أثارة من علم موضحة؟
أخي الكريم: اترك عنك المعاندة، واستفد من طريقة طرح المواضيع، وخاصة ما طرق الأخ محمد براء، فلك فيه أسوة، فتعلم من طريقته.
وإن كانت عندك ملاحظات على شيخ الإسلام فبينها بنفس الطريقة التي طلبتها منك مرات عديدة.
1 - نقل ما تظن أنه أخطأ فيه، وعزوه للمصدر.
2 - بيان وجه الإشكال فيه.
3 - نقل الأدلة التي عندك على رد قوله.
4 - رد ما استدل به الشيخ من أدلة.
وهنا تكون منصفا، وتكون علميا، ويكون الحوار مفيدا ومثمرا.
ولن أتردد أنا ولا غيري من الأعضاء - أحسبهم كذلك - في قبول ما قام الدليل على صحته أيا كان قائله.
وسنرمي كلام شيخ الإسلام بعيدا إن كان مخالفا للحق.
ومع ذلك سنترحم عليه، ونثني عليه، ولن ينقص ذلك مكانته العلمية عندنا.
وفقني الله وإياك وجميع المسلمين لما اختلف فيه من الحق.(/)
(مركز تفسير) ومشاركته في تأهيل الباحثين ...
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:51 م]ـ
الحمد لله على عودة الحياة إلى أمة القرآن، وما مادة حياتها إلا هذا القرآن الذي امتن الله به عليها (وإنه لذكر لك ولقومك) ..
بداية أقتبس من الشيخ مساعد قوله في بعض دروسه مستشرفاً مستقبل الأمة (المرحلة القادمة ستكون للقرآن) ..
لقد وجدت الأمة ريها ورواؤها في كتاب ربنا، الأمة بكافة شرائحها وأهمهم الشباب والفتيات ..
ألا ترون إقبالاً منقطع النظير على القرآن وعلومه بدءً بالحفظ فنرى تسابق الأمة في ذلك حتى من تخطوا عمر الطلب أبناء الثمانين والسبعين وتلك تنبئ إن القرآن استطاع أن يخترق كافة الشرائح واستطاع أن يؤثر فيهم.
إن الإقبال على الحفظ يعقبه ولا بد إقبال على علوم القرآن والهمة بعد الحفظ لا بد أن تتوقد فترقى إلى التبحر في علوم الكتاب المنزل فكيف بمن ذاق حلاوة القرآن أن يتوجه إلى غيره ..
إن الازدياد في عدد الحفاظ لابد أن يقابله ازدياد في عدد الباحثين القرآنيين ..
إذن لابد أن تتجه الجهود بعد تلك الجهود المبذولة في تحفيظ الناس وإقرائهم إلى تأهيل الباحثين حتى تنشأ بإذن الله نهضة علمية قرآنية تكون نواة لنهضة الأمة بكافة ميادينها.
جميل أن يكون لدينا أكاديميات ومراكز بحثية علمية تعنى بالقرآن وعلومه تكون على مستوى عال كتلك الموجودة في الغرب والتي تعنى عندهم بعلوم الطبيعة ..
نحن نرى المعهد العالي للقضاء ولا نرى معهد عالي للدراسات القرآنية وإن كان القضاء مهماً إلا أننا اليوم لسنا بأقل حاجة إلى الآخر.
ربما الجامعات تقوم بالدور لكن الجامعات ليست مختصة بالقرآن وحده فعلى سبيل المثال نجد أفكار مبتكرة في جامعة الملك سعود مثل حاضنة الرياض التقنية والتي تستقطب المخترعين حتى من غير منسوبي الجامعة وتلك جميلة لو ظفرنا بمثلها في الدراسات القرآنية وفي الشرقية عندنا نجد مشاريع لجامعة البترول مماثلة مثل حاضنات الأعمال والتي تعين الشباب حتى من خارج الجامعة على دخول قطاع الأعمال فأين المشاريع التي تعين الراغبين في دخول ميادين البحث والإسهام في الدراسات القرآنية ..
ونحن نريد أن نرقى بالدراسات القرآنية فلا بد أن ننوع المجالات ونستحدث المعاهد والأكاديميات العلمية التي تعنى بالكيف ولا الكم ونتدارك فيها الأخطاء الموجودة في الجامعات وليس من نافلة القول أن نقول أن تأهيل الباحث يختلف عن تأهيل المعلم.
إن من الأخطاء الجسام والتي انعكست آثارها على الرسائل الجامعية هو أن الطالب يبحث عن الدرجة العلمية فصارت الدكتوراه مفاخرة بغض النظر عن الجودة وأتمنى ألا تكون هذه موجودة في كليات القرآن وأقسامه، وللجامعات شروطها التعسفية التي تصد الراغب الذي لايملك الواسطة.
فإلى الإخوة القائمين على مركز تفسير هذه فكرة أكاديمية التفسير لتأهيل الباحثين نريدكم أن تتبنوها لتقطفوا بل تقطف الأمة ثمارها باحثين مؤصلين علمياً وراسخين في العلم.
أسأل الله لكم التيسيروالسداد .. وشكر لكم جهودكم في خدمة القرآن وأهله ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:13 م]ـ
بارك الله فيكم.
وهي مشروع جاهز من مشروعات مركز تفسير نبحث فقط عمن يتبناه من الناحية المادية، ونسأل الله أن ييسر ذلك قريباً على يد أحد الباحثين عن الأجر وخدمة القرآن الكريم من رجال الأعمال المحسنين.
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:07 م]ـ
لكم دعواتنا بالتيسير .. فتزف شيخنا حفظكم الله البشرى إلى الملتقى قريباً .. مرفقاً بالصور
ولا تنسوا رعاكم الله حظنا نحن النساء، ولا تقصروه على سكان الرياض إما بافتتاح فرعا الدمام وجدة أو عن طريق التعليم عن بعد ..
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Feb 2010, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأحي الأخت الكريمة صاحبة المقترح الطيب على مركز تفسير،
وطلب التأهيل الذي اقترحته الأخت الكريمة ضرورة قائمة بالنسبة للدراسات القرآنية،
ومن اللطائف القديمة: أن تساؤلا جاء لبعض الجهات العلمية من باحث انتهى من مرحلة الدكتوراة، يسأل عن وجود مركز بحثي بها يتولى الإشراف على بحوثه العلمية بعد تلك المرحلة فكانت الإجابة بالنفي،
واليوم في ظل وجود مركز تفسير وملتقى أهل التفسير لاينبغي التواني في التأهيل للباحثين والباحثات من خلالهما للوصول إلى درجة عالية من التميز في مجال الدراسات القرآنية،
بل يفترض التوسع فيهما من خلال التشجيع على الكتابة البحثية في العلوم المشتركة كعلم التربية والقراءات مثلا،أو التفسير والتقنية، فكل ذلك جميل من شأنه الرقي بالعلوم الإسلامية وباحثيها وباحثاتها في هذا البلد المبارك وبقية بلدان العالم الإسلامي.
وأخيرا تمنياتي لفضيلة المشرف وإخوانه في الملتقى وفي مركز تفسير بالتوفيق والسداد.(/)
مع بديع الزمان في تفسير ثماني آيات من القرآن - البرمجة الشمولية.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخ!
لقد سألتني بعض النصائح،
فها أنذا أسدي اليك بضع حقائق ضمن ثماني حكايات قصيرة،
فاستمع اليها مع نفسي التي أراها احوج ما تكون الى النصيحة،
وسأوردها لك بأمثلة عسكرية لكونك جندياً، فلقد خاطبتُ بها نفسي يوماً خطاباً مسهباً،
في ثماني (كلمات) أفدتها من ثماني آيات كريمات،
اذكرها الان لنفسي ذكراً مقتضباً، وبلسان العوام، فمن يجد في نفسه الرغبة فليُلق السمع معنا.
ـــــــــــــــــــــ
الكلمة الأولى
((بسم الله))
رأس كل خير وبدء كل أمر ذي بال، فنحن أيضاً نستهل بها.
فيا نفسي إعلمي! ان هذه الكلمة الطيبة المباركة كما أنها شعار الإسلام،
فهي ذكر جميع الموجودات بألسنة أحوالها.
فان كنت راغبة في إدراك
مدى ما في ((بسم الله)) من قوة هائلة لا تنفد،
ومدى ما فيها من بركة واسعة لا تنضب،
فاستمعي الى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة:
ان البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي الى رئيس قبيلة، ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الاشقياء، وينجز اشغاله ويتدارك حاجاته، وإلاّ فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الاعداء، ولا حد لها من الحاجات.
وهكذا .. فقد توافق ان قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان احدهما متواضعاً، والآخر مغروراً،
فالمتواضع انتسب الى رئيس، بينما المغرور رفض الانتساب. فتجولا في هذه الصحراء .. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم وإن لقيه قاطع طريق يقول له: ((إنني اتجول باسم ذلك الرئيس)) .. فيتخلى عنه الشقي. اما المغرور فقد لاقى من المصائب والويلات ما لا يكاد يوصف، اذ كان طوال السفرة في خوف دائم ووجل مستمر، وفي تسوّل مستديم، فأذلّ نفسه واهانها.
فيا نفسي المغرورة! إعلمي! .. انك انتِ ذلك السائح البدوي. وهذه الدنيا الواسعة هي تلك الصحراء. وان ((فقرك)) و ((عجزك)) لاحد لهما، كما ان اعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما. فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجي من ذُلّ التسول امام الكائنات، ومهانة الخوف امام الحادثات.
نعم! ان هذه الكلمة الطيبة ((بسم الله)) كنز عظيم لا يفنى ابداً، اذ بها يرتبط ((فقرك)) برحمة واسعة مطلقة أوسع من الكائنات، ويتعلق ((عجزك)) بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمام الوجود من الذرات الى المجرات، حتى انه يصبح كل من عجزك وفقرك شفيعين مقبولين لدى القدير الرحيم ذي الجلال.
ان الذي يتحرك ويسكن ويصبح ويمسي بهذه الكلمة ((بسم الله)) كمن انخرط في الجندية؛ يتصرف باسم الدولة ولا يخاف أحداً، حيث انه يتكلم باسم القانون وباسم الدولة، فينجز الاعمال ويثبت امام كل شئ.
وقد ذكرنا في البداية: ان جميع الموجودات تذكر بلسان حالها اسم الله، اي انها تقول: ((بسم الله)) .. أهو كذلك؟
نعم! فكما لو رأيت ان أحداً يسوق الناس الى صعيد واحد، ويرغمهم على القيام بأعمال مختلفة، فانك تتيقن ان هذا الشخص لا يمثل نفسه ولا يسوق الناس باسمه وبقوته، وانما هو جندي يتصرف باسم الدولة، ويستند الى قوة سلطان.
فالموجودات ايضاً تؤدي وظائفها باسم الله؛
فالبذيرات المتناهية في الصغرتحمل فوق رؤوسها باسم الله اشجاراً ضخمة واثقالاً هائلة.
أي ان كل شجرة تقول: ((بسم الله)) وتملأ ايديها بثمرات من خزينة الرحمة الإلهية وتقدمها الينا ..
وكل بستان يقول: ((بسم الله)) فيغدو مطبخاً للقدرة الإلهية تنضج فيه انواع من الاطعمة اللذيذة ..
وكل حيوان من الحيوانات ذات البركة والنفع ـ كالابل والمعزى والبقر ـ يقول: ((بسم الله)) فيصبح ينبوعاً دفاقاً للّبن السائغ، فيقدم الينا باسم الرزاق ألطف مغذّ وانظفه ..
وجذور كل نبات وعشب تقول ((بسم الله)) وتشق الصخور الصلدة باسم الله وتثقبها بشعيراتها الحريرية الرقيقة
فيُسخَّر أمامها باسم الله وباسم الرحمن كل أمر صعب وكل شئ صلد!.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم، ان انتشار الاغصان في الهواء وحملها للأثمار، وتشعب الجذور في الصخور الصماء، وخزنها للغذاء في ظلمات التراب .. وكذا تحمّل الاوراق الخضراء شدة الحرارة ولفحاتها، وبقاءها طرية ندية ..
كل ذلك وغيره صفعة قوية على افواه الماديين عَبَدة الاسباب، وصرخة مدوية في وجوههم، تقول لهم:
ان ما تتباهون به من صلابة وحرارة ايضاً لا تعملان بنفسيهما، بل تؤديان وظائفهما بأمر آمر واحد، بحيث يجعل تلك العروق الدقيقة الرقيقة كأنها عصا موسى تشق الصخور وتمتثل أمر} فَقُلنا اضرب بعصاك الحَجَر {(البقرة:60) ويجعل تلك الاوراق الطرية الندية كأنها اعضاء ابراهيم عليه السلام تقرأ تجاه لفحة الحرارة:} يا نارُ كوني برداً وسلاماً .... {(الانبياء:69).
فما دام كل شئ في الوجود يقول معنىً ((بسم الله)) ويجلب نِعَم الله باسم الله ويقدمّها الينا، فعلينا ان نقول ايضاً ((بسم الله)) ونعطي باسم الله ونأخذ باسم الله.
وعلينا ايضاً ان نردّ أيدي الغافلين الذين لم يعطوا باسم الله.
سؤال: اننا نبدي احتراماً وتوقيراً لمن يكون سبباً لنعمة علينا، فيا ترى ماذا يطلب منا ربنُّا الله صاحب تلك النعم كلها ومالكها الحقيقي؟
الجواب: ان ذلك المنعم الحقيقي يطلب منا ثلاثة امور ثمناً لتلك النعم الغالية:
الاول: الذكر .. الثاني: الشكر .. الثالث: الفكر ..
فـ ((بسم الله)) بدءاً هي ذكرٌ، و ((الحمد لله)) ختاماً هي شكرٌ، وما يتوسطهما هو ((فكر)) اي التأمل في هذه النعم البديعة، والادراك بأنها معجزة قدرة الأحد الصمد وهدايا رحمته الواسعة ... فهذا التأمل هو الفكر.
ولكن أليس الذي يقبّل أقدام الجندي الخادم الذي يقدّم هدية السلطان يرتكب حماقة فظيعة وبلاهة مشينة؟
اذن فما بال مَن يُثني على الاسباب المادية الجالبة للنعم، ويخصصها بالحب والود، دون المنعم الحقيقي! ألا يكون مقترفاً بلاهة أشد منها الف مرة؟
فيا نفس!! ان كنت تأبين أن تكوني مثل الاحمق الابله،
فاعطي باسم الله ..
وخذي باسم الله ..
وابدأي باسم الله ..
واعملي باسم الله ..
والسلام
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Feb 2010, 03:32 م]ـ
الكلمة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
] الذين يُؤمنون بالغَيب [
ان كنت تريد ان تعرف مدى ما في الايمان من سعادة ونعمة، ومدى ما فيه من لذة وراحة، فاستمع الى هذه الحكاية القصيرة:
خرج رجلان في سياحة ذات يوم، من أجل الاستجمام والتجارة. فمضى احدهما وكان انانياً شقياً الى جهة، ومضى الآخر وهو رباني سعيد الى جهة ثانية.
فالاناني المغرور الذي كان متشائماً لقي بلداً في غاية السوء والشؤم في نظره، جزاءاً وفاقاً على تشاؤمه، حتى انه كان يرى - أينما اتجه -
عجزةً مساكين يصرخون ويولولون من ضربات ايدي رجال طغاة قساة ومن اعمالهم المدمّرة.
فرأى هذه الحالة المؤلمة الحزينة في كل ما يزوره من اماكن، حتى اتخذت المملكة كلها في نظره شكل دار مأتم عام. فلم يجد لنفسه علاجاً لحاله المؤلم المظلم غير السُكر، فرمى نفسه في نشوته لكيلا يشعر بحاله، إذ صار كل واحد من اهل هذه المملكة يتراءى له عدواً يتربص به، واجنبياً يتنكر له، فظل في عذاب وجداني مؤلم لما يرى فيما حوله من جنائز مرعبة ويتامى يبكون بكاءاً يائساً مريراً.
أمّا الآخر الرجل الربّاني العابد لله، والباحث عن الحق، فقد كان ذا أخلاق حسنة بحيث لقي في رحلته مملكة طيّبة هي في نظره في منتهى الروعة والجمال.
فهذا الرجل الصالح يرى في المملكة التي دخلها احتفالات رائعة ومهرجانات بارعة قائمة على قدم وساق.
وفي كل طرف سروراً، وفي كل زاوية حبوراً،
وفي كل مكان محاريب ذكر.
حتى لقد صار يرى كل فرد من أفراد هذه المملكة صديقاً صدوقاً وقريباً حبيباً له.
ثم يرى ان المملكة كلها تعلن - في حفل التسريح العام - هتافات الفرح بصيحة مصحوبة بكلمات الشكر والثناء.
ويسمع فيهم أيضاً أصوات الجوقة الموسيقية وهي تقدم ألحانها الحماسية مقترنة بالتكبيرات العالية والتهليلات الحارة بسعادة واعتزاز للذين يساقون الى الخدمة والجندية.
فبينما كان ذلك الرجل الاول المتشائم منشغلاً بألمه وآلام الناس كلهم .. كان الثاني السعيد المتفائل مسروراً مع سرور الناس كلهم فرحاً مع فرحهم. فضلاً عن انه غنم لنفسه تجارة حسنة مباركة فشكر ربه وحمده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولدى عودته الى أهله، يلقى ذلك الرجل فيسأل عنه، وعن أخباره، فيعلم كل شئ عن حاله فيقول له:
ــ ((يا هذا لقد جننتَ! فان ما في باطنك من الشؤم انعكس على ظاهرك بحيث أصبحتَ تتوهم
أن كل ابتسامة صراخ ودموع، وأن كل تسريح واجازة نهب وسلب. عُد الى رشدك، وطهّر قلبك .. لعل هذا الغشاء النكد ينزاح عن عينيك. وعسى أن تبصر الحقيقة على وجهها الأبلج.
فإن صاحب هذه المملكة ومالكها وهو في منتهى درجات العدل والمرحمة والربوبية والاقتدار والتنظيم المبدع والرفق ..
وان مملكة بمثل هذه الدرجة من الرقي والسمو مما تريك من آثار بأم عينيك… لا يمكن أن تكون بمثل ما تريه أوهامك من صور)).
وبعد ذلك بدأ هذا الشقي يراجع نفسه ويرجع الى صوابه رويداً رويداً، ويفكر بعقله ويقول متندماً:
ــ نعم لقد اصابني جنون لكثرة تعاطي الخمر .. ليرضَ الله عنك؛ فلقد انقذتني من جحيم الشقاء.
فيا نفسي!
اعلمي ان الرجل الاول هو الكافر أو الفاسق الغافل فهذه الدنيا في نظره بمثابة مأتم عام، وجميع الاحياء ايتام يبكون تألماً من ضربات الزوال وصفعات الفراق ..
أما الانسان والحيوان فمخلوقات سائبة بلا راع ولا مالك، تتمزق بمخالب الأجل وتعتصر بمعصرته ..
وأما الموجودات الضخام ـ كالجبال والبحار ـ فهي في حكم الجنائز الهامدة والنعوش الرهيبة ..
وامثال هذه الأوهام المدهشة المؤلمة الناشئة من كفر الانسان وضلالته تذيق صاحبها عذاباً معنوياً مريراً.
أما الرجل الثاني، فهو المؤمن الذي يعرف خالقه حق المعرفة ويؤمن به، فالدنيا في نظره دار ذكر رحماني، وساحة تعليم وتدريب البشر والحيوان، وميدان ابتلاء واختبار الانس والجان ..
أما الوفيات كافة ـ من حيوان وانسان ـ فهي اعفاء من الوظائف، وانهاء من الخدمات، فالذين أنهوا وظائف حياتهم، يودّعون هذه الدار الفانية وهم مسرورون معنوياً، حيث انهم ينقلون الى عالم آخر غير ذي قلق، خال من اوضار المادة واوصاب الزمان والمكان وصروف الدهر وطوارق الحدثان، لينفسح المجال واسعاً لموظفين جدد يأتون للسعي في مهامهم ..
اما المواليد كافة ـ من حيوان وانسان ـ فهي سَوقة تجنيد عسكرية، وتسلُّم سلاح، وتسنّم وظائف وواجبات، فكل كائن انما هو موظف وجندي مسرور، ومأمور مستقيم راضٍ قانع .. .
وأما الاصوات المنبعثة والاصداء المرتدة من ارجاء الدنيا فهي إما ذكر وتسبيح لتسنم الوظائف والشروع فيها، أو شكر وتهليل ايذاناً بالانتهاء منها، أو أنغام صادرة من شوق العمل وفرحته ..
فالموجودات كلها ـ في نظر هذا المؤمن ـ خدام مؤنسون، وموظفون أخلاّء، وكتبٌ حلوة لسيده الكريم ومالكه الرحيم ..
وهكذا يتجلى من ايمانه كثير جداً من أمثال هذه الحقائق التي هي في غاية اللطف والسمو واللذة والذوق.
فالايمان اذن يضم حقاً بذرة معنوية منشقة من طوبى الجنة ..
اما الكفر فانه يخفي بذرة معنوية قد نفثته زقوم جهنم.
فالسلامة والأمان اذن لا وجود لهما إلاّ في الاسلام والايمان.
فعلينا ان نردد دائماً:
الحمد لله على دين الاسلام وكمال الايمان ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Apr 2010, 12:00 ص]ـ
.
الكلمة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
] يا أيها الناس اعبدوا .. [(البقرة: 21)
ان كنت تريد ان تفهم كيف ان العبادة تجارة عظمى وسعادة كبرى، وان الفسق والسفه خسارة جسيمة وهلاك محقق،
فانظر الى هذه الحكاية التمثيلية وانصت اليها:
تسلَّم جنديان اثنان ـ ذات يوم ـ أمراً بالذهاب الى مدينة بعيدة، فسافرا معاً، الى أن وصلا مفرق طريقين، فوجدا هناك رجلاً يقول لهما:
ـ ان هذا الطريق الايمن، مع عدم وجود الضرر فيه، يجد المسافرون الذين يسلكونه الراحة والاطمئنان والربح مضموناً بنسبة تسعة من عشرة. أما الطريق الايسر، فمع كونه عديم النفع يتضرر تسعة من عشرة من عابريه. علماً ان كليهما في الطول سواء،
مع فرق واحد فقط،
هو ان المسافر المتجه نحو الطريق الايسر ـ غير المرتبط بنظامٍ وحكومة ـ يمضي بلا حقيبة متاع ولا سلاح، فيجد في نفسه خفَّة ظاهرة وراحة موهومة.
غير أن المسافر المتجه نحو الطريق الايمن ـ المنتظم تحت شرف الجندية ـ مضطر لحمل حقيبة كاملة من مستخلصات غذائية تزن أربع اوقيات وسلاحاً حكومياً يزن اوقيتين يستطيع أن يغلب به كل عدو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد سماع هذين الجنديين كلام ذلك الرجل الدليل، سلك المحظوظ السعيد الطريق الايمن، ومضى في دربه حاملاً على ظهره وكتفه رطلاً من الاثقال الا ان قلبه وروحه قد تخلّصا من آلاف الارطال من ثقل المنَّة والخوف.
بينما الرجل الشقي المنكود الذي آثر ترك الجندية ولم يرد الانتظام والالتزام، سلك سبيل الشمال، فمع أن جسمه قد تخلص من ثقل رطل فقد ظل قلبه يرزح تحت آلاف الارطال من المنَّ والاذى، وانسحقت روحه تحت مخاوف لا يحصرها الحد. فمضى في سبيله مستجدياً كل شخص، وجلاً مرتعشاً من كل شئ، خائفاً من كل حادثة، الى أن بلغ المحل المقصود فلاقى هناك جزاء فراره وعصيانه.
أما المسافر المتوجه نحو الطريق الايمن ـ ذلك المحب لنظام الجندية والمحافظ على حقيبته وسلاحه ـ فقد سار منطلقاً مرتاح القلب مطمئن الوجدان من دون أن يلتفت الى منَّة أحد أو يطمع فيها أو يخاف من أحد .. الى أن بلغ المدينة المقصودة وهنالك وجد ثوابَه اللائق به كأي جندي شريف أنجز مهمته بالحسنى.
فيا أيتها النفس السادرة السارحة!
اعلمي
أن ذينك المسافرين؛ أحدهما أولئك المستسلمون المطيعون للقانون الإلهي، والآخر هم العصاة المتبعون للاهواء ..
وأما ذلك الطريق فهو طريق الحياة الذي يأتي من عالم الارواح ويمر من القبر المؤدي الى عالم الآخرة ..
وأما تلك الحقيبة والسلاح فهما العبادة والتقوى، فمهما يكن للعبادة من حمل ثقيل ظاهراً إلا أن لها في معناها راحة وخفة عظيمتين لا توصفان، ذلك لان العابد يقول في صلاته:] لا إله إلا الله [أي لا خالق ولا رازق إلاّ هو، النفع والضر بيده، وانه حكيم لا يعمل عبثاً كما أنه رحيم واسع الرحمة والاحسان.
فالمؤمن يعتقد بما يقول لذا يجد في كل شئ باباً ينفتح الى خزائن الرحمة الإلهية، فيطرقه بالدعاء، ويرى أن كل شئ مسخَّر لأمر ربه، فيلتجىء اليه بالتضرع. ويتحصَّن أمام كل مصيبة مستنداً الى التوكل، فيمنحه ايمانه هذا الامان التام والاطمئنان الكامل.
نعم! أن منبع الشجاعة ككل الحسنات الحقيقية هو الايمان والعبودية، وأن منبع الجبُن ككل السيئات هو الضلالة والسفاهة.
فلو أصبحت الكرة الارضية قنبلة مُدمِّرة وانفجرت، فلربما لا تخيف عابداً لله ذا قلب منوَّر، بل قد ينظر اليها أنها خارقة من خوارق القدرة الصمدانية، ويتملاها باعجاب ومتعة، بينما الفاسق ذو القلب الميت ولو كان فيلسوفاً ـ ممن يُعدّ ذا عقل راجح ـ اذا رأى في الفضاء نجماً مذنباً يعتوره الخوف ويرتعش هلعاً ويتساءل بقلق: ألا يمكن لهذا النجم أن يرتطم بأرضنا؟ فيتردى في وادي الاوهام (لقد ارتعد الامريكان يوماً من نجم مذنب ظهر في السماء حتى هجر الكثيرون مساكنهم أثناء ساعات الليل).
نعم! رغم أن حاجات الانسان تمتد الى ما لا نهاية له من الاشياء، فرأس ماله في حُكم المعدوم.
ورغم أنه معرَّض الى ما لانهاية له من المصائب فاقتداره كذلك في حكم لا شئ،
اذ ان مدى دائرتي رأس ماله واقتداره بقدر ما تصل اليه يده، بينما دوائر آماله ورغائبه وآلامه وبلاياه واسعة سعة مد البصر والخيال.
فما أحوج روح البشر العاجزة الضعيفة الفقيرة الى حقائق العبادة والتوكل،
والى التوحيد والاستسلام!
وما أعظم ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة!
فمن لم يفقد بصره كلياً يرى ذلك ويدركه.
اذ من المعلوم أن الطريق غير الضار يُرجَّح على الطريق الضار حتى لو كان النفع فيه احتمالاً واحداً من عشرة احتمالات. علماً أن مسألتنا هذه، طريق العبادة، فمع كونه عديم الضرر، واحتمال نفعه تسعة من عشرة، فانه يعطينا كنزاً للسعادة الابدية، بينما طريق الفسق والسفاهة ـ باعتراف الفاسق نفسه ـ فمع كونه عديم النفع فانه سبب الشقاء والهلاك الابديين، مع يقين للخسران وانعدام الخير بنسبة تسعة من عشرة ... وهذا الامر ثابت بشهادة ما لا يحصى من (اهل الاختصاص والاثبات) بدرجة التواتر والاجماع. وهو يقين جازم في ضوء أخبار أهل الذوق والكشف.
نحصل من هذا:
أن سعادة الدنيا أيضاً ـ كالآخرة ـ هي في العبادة وفي الجندية الخالصة لله.
فعلينا اذن أن نردد دائماً:
الحمد لله على الطاعة والتوفيق ..
وأن نشكره سبحانه وتعالى على أننا مسلمون.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Apr 2010, 09:26 م]ـ
البرمجة الرابعة
الكلمة الرابعة
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
((الصلاة عماد الدين)) (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ان كنت تريد ان تعرف أهمية الصلاة وقيمتها، وكم هو يسير نيلها وزهيد كسبها، وان من لا يقيمها ولا يؤدي حقها أبله خاسر .. نعم! ان كنت تريد ان تعرف ذلك كله بيقين تام ـ كحاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً ـ فتأمل في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة:
يُرسل حاكمٌ عظيم ـ ذات يوم ـ إثنين من خَدَمه الى مزرعته الجميلة، بعد أن يمنح كلاً منهما أربعاً وعشرين ليرة ذهبية، ليتمكنا بها من الوصول الى المزرعة التي هي على بُعد شهرين .. ويأمرهما: أنفقا من هذا المبلغ لمصاريف التذاكر ومتطلبات السفر، واقتنيا ما يلزمكما هناك من لوزام السكن والاقامة .. هناك محطة للمسافرين على بُعد يوم واحد، توجد فيها جميع انواع وسائط النقل من سيارة وطائرة وسفينة وقطار .. ولكلٍ ثمنه.
يخرج الخادمان بعد تسلمهما الأوامر .. كان أحدهما سعيداً محظوظاً، اذ صرف شيئاً يسيراً مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفه في تجارة رابحة يرضى بها سيدُه، فارتفع رأس ماله من الواحد الى الالف.
اما الخادم الآخر، فلسوء حظه وسفاهته صرف ثلاثاً وعشرين مما عنده من الليرات الذهبية في اللّهو والقمار، فأضاعها كلها إلا ليرة واحدة منها لحين بلوغه المحطة ..
خاطبه صاحبه:
ـ يا هذا .. اشتر بهذه الليرة الباقية لديك تذكرة سفر، فلا تضيّعها كذلك، فسيدُنا كريمٌ رحيمٌ، لعلّه يشملك برحمته وينالك عفوه عما بدر منك من تقصير، فيسمحوا لك بركوب الطائرة، ونبلغ معاً محل اقامتنا في يوم واحد. فان لم تفعل ما اقوله لك فستضطر الى مواصلة السير شهرين كاملين في هذه المفازة مشياً على الاقدام، والجوع يفتك بك، والغربة تخيم عليك وانت وحيد شارد في هذه السفرة الطويلة.
تُرى لو عاند هذا الشخص، فصرف حتى تلك الليرة الباقية في سبيل شهوة عابرة، وقضاء لذة زائلة، بدلاً من اقتناء تذكرة سفر هي بمثابة مفتاح كنزٍ له. ألا يعني ذلك أنه شقي خاسر، وأبله بليد حقاً .. ألا يُدرك هذا أغبى انسان؟
فيا من لا يؤدي الصلاة! ويا نفسي المتضايقة منها!
ان ذلك الحاكم هو ربُّنا وخالقنا جلّ وعلا ..
أما ذلكما الخادمان المسافران، فأحدهما هو المتديّن الذي يقيم الصلاة بشوق ويؤديها حق الأداء، والآخر هو الغافل التارك للصلاة ..
وأما تلك الليرات الذهبية الاربعة والعشرون فهي الاربع والعشرون ساعة من كل يوم من أيام العمر ..
وأما ذلك البستان الخاص فهو الجنة ..
وأما تلك المحطة فهي القبر ..
وأما تلك السياحة والسفر الطويل فهي رحلة البشر السائرة نحو القبر والماضية الى الحشر والمنطلقة الى دار الخلود. فالسالكون لهذا الطريق الطويل يقطعونه على درجات متفاوتة، كلٌ حسب عمله ومدى تقواه، فقسم من المتقين يقطعون في يوم واحد مسافة ألف سنة كأنهم البرق، وقسم منهم يقطعون في يوم واحد مسافة خمسين ألف سنة كأنهم الخيال. وقد أشار القرآن العظيم الى هذه الحقيقة في آيتين كريمتين ..
أما تلك التذكرة فهي الصلاة التي لا تستغرق خمسُ صلوات مع وضوئها اكثر من ساعة!
فيا خسارة مَن يصرف ثلاثاً وعشرين من ساعاته على هذه الحياة الدنيا القصيرة ولا يصرف ساعةً واحدة على تلك الحياة الابدية المديدة!. ويا له من ظالم لنفسه مبين! ويا له من احمق ابله!
لئن كان دفع نصف ما يملكه المرء ثمناً لقمار اليانصيب ـ الذي يشترك فيه اكثر من الف شخص ـ يعدّ أمراً معقولاً، مع أن احتمال الفوز واحد من ألف، فكيف بالذي يحجم عن بذل واحدٍ من اربعة وعشرين مما يملكه، في سبيل ربح مضمون، ولأجل نيل خزينة أبدية، بأحتمال تسع وتسعين من مائة .. ألا يُعدّ هذا العمل خلافاً للعقل، ومجانباً للحكمة .. ألا يدرك ذلك كلُّ من يعدّ نفسه عاقلاً؟
ان الصلاة بذاتها راحة كبرى للروح والقلب والعقل معاً. فضلاً عن أنها ليست عملاً مرهقاً للجسم. وفوق ذلك فان سائر اعمال المصلي الدنيوية المباحة ستكون له بمثابة عبادة لله، وذلك بالنية الصالحة .. فيستطيع اذن ان يحوّل المصلي جميع رأس مال عمره الى الآخرة، فيكسب عمراً خالداً بعمره الفاني.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 May 2010, 12:47 م]ـ
البرمجة الخامسة
الكلمة الخامسة
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنَّ الله مَعَ الذينَ اتّقوا والذينَ هُمْ مُحْسِنون "
إذا أردت أن ترى أن إقامة الصلاة واجتناب الكبائر
وظيفة حقيقية تليق بالإنسان
ونتيجة فطرية ملائمة مع خلقته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة واستمع اليها:
كان في الحرب العالمية الاولى، وفي أحد الأفواج، جنديان اثنان:
أحدهما مدرَّب على مهمته مجدّ في واجبه. والآخر جاهل بوظيفته متّبعٌ هواه.
كان المتقن واجبه يهتم الاهتمام كله باوامر التدريب وشؤون الجهاد ..
ولم يكن ليفكر قط بلوازم معاشه وأرزاقه،
حيث أنه ادرك يقيناً ان اعاشته ورعاية شؤونه وتزويده بالعتاد بل حتى مداواته اذا تمرض بل حتى وضع اللقمة , اذا احتاج الأمر , في فمه، انما هو من واجب الدولة.
واما واجبه الاساس فهو التدّرب على امور الجهاد ليس إلاّ،
مع علمه ان هذا لا يمنع من ان يقوم بشؤون التجهيز وبعض اعمال الإعاشة كالطهي وغسل المواعين،
وحتى في هذه الاثناء لو سُئل: ماذا تفعل؟ لقال: إنما اقوم ببعض واجبات الدولة تطوّعاً،
ولا يجيب: انني اسعى لأجل كسب لوازم العيش.
اما الجندي الآخر، الجاهل بواجباته فلم يكن ليبالي بالتدريب ولا يهتم بالحرب. فكان يقول: ذلك من واجب الدولة، وما لي أنا؟! فيشغل نفسه بامور معيشته ويلهث وراء الاستزادة منها حتى كان يَدَع الفوج ليزاول البيع والشراء في الاسواق.
قال له صديقه المجدّ ذات يوم:
يا اخي!! إن مهمتك الأصلية هي التدرّب والاستعداد للحرب،
وقد جئ بك الى هنا من أجل ذلك؛
فاعتمد على السلطان واطمئن اليه في أمر معاشك، فلن يَدَعَك جائعاً، فذلك واجبُه ووظيفته.
ثم إنك عاجز وفقير لن تستطيع أن تدير أمور معيشتك بنفسك،
وفوق هذا فنحن في زمن جهاد وفي ساحة حرب عالمية كبرى، أخشى أنهم يعدّونك عاصياً لأوامرهم فينزلون بك عقوبة صارمة.
نعم؛ ان وظيفتين اثنتين تبدوان أمامنا:
احداهما: وظيفة السلطان،
وهي قيامه باعاشتنا. ونحن قد نُستخدم مجاناً في انجاز تلك الوظيفة.
واُخراهما: هي وظيفتنا نحن،
وهي: التدريب والاستعداد للحرب، والسلطان يقدّم لنا مساعدات وتسهيلات لازمة.
فيا اخي تأمل لو لم يُعِر الجندي المهمِل سمعاً لكلام ذلك المجاهد المدرَّب كم يكون خاسراً ومتعرضاً للأخطار والتهلكة؟!
فيا نفسي الكسول!!
إن تلك الساحة التي تمور موراً بالحرب هي هذه الحياة الدنيا المائجة ..
وأمّا ذلك الجيش المقسم الى الافواج فهو الأجيال البشرية ..
وأمّا ذلك الفوج نفسه فهو المجتمع المسلم المعاصر ..
وأمّا الجنديان الاثنان؛ فأحدهما هو العارف بالله والعامل بالفرائض والمجتنب الكبائر،
وهو ذلك المسلم التقي الذي يجاهد نفسه والشيطان خشية الوقوع في الخطايا والذنوب ..
وأما الآخر: فهو الفاسق الخاسر الذي يلهث وراء هموم العيش لحد اتهام الرزاق الحقيقي،
ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش أن تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي ..
وأما تلك التدريبات والتعليمات، فهي العبادة وفي مقدمتها الصلاة ..
وأما تلك الحرب فهي مجاهدة الانسان نفسه وهواه، واجتنابه الخطايا ودنايا الأخلاق، ومقاومته شياطين الجن والأنس، إنقاذاً لقلبه وروحه معاً من الهلاك الأبدي والخسران المبين.
وأما تانك الوظيفتان الاثنتان؛ فاحداهما منح الحياة ورعايتها. والاخرى عبادة واهب الحياة ومربيها والسؤال منه والتوكل عليه والأطمئنان اليه.
أجل! ان الذي وهب الحياة؛ وأنشأها صنعةً صمدانية معجزة تتلمع، وجعلها حكمةً ربانية خارقة تتألق، هو الذي يربيها، وهو وحده الذي يرعاها ويديمها بالرزق.
أوَ تريد الدليل؟!
إن أضعف حيوان وأبلده ليُرزَق بأفضل رزق وأجوده (كالاسماك وديدان الفواكه). وان أعجز مخلوق وأرقه ليأكل أحسن رزق وأطيبه (كالاطفال والصغار).
ولكي تفهم ان وسيلة الرزق الحلال ليست الاقتدار والاختيار، بل هي العجز والضعف، يكفيك ان تعقد مقارنه بين الأسماك البليدة والثعالب، وبين الصغار الذين لا قوة لهم والوحوش الكاسرة، وبين الاشجار المنتصبة والحيوانات اللاهثة.
فالذي يترك صلاته لأجل هموم العيش مَثَلُهُ كمثل ذلك الجندي الذي يترك تدريبه وخندقه ويتسوّل متسكعاً في الاسواق. بينما الذي يقيم الصلاة دون ان ينسى نصيبه من الرزق، يبحث عنه في مطبخ رحمة الرزاق الكريم لئلا يكون عالةً على الآخرين فجميل عمله، بل هو رجولة وشهامة، وهو ضرب من العبادة أيضاً.
ثم إن فطرة الانسان وما أودع الله فيه من أجهزة معنوية تدلاّن على أنه مخلوق للعبادة؛
لان ما اُودع فيه من قدرات وما يؤديه من عمل لحياته الدنيا لا تبلغه مرتبة أدنى عصفور ـ الذي يتمتع بالحياة اكثر منه وافضل ـ بينما يكون الانسان سلطان الكائنات وسيد المخلوقات من حيث حياته المعنوية والاخروية بما اودع الله فيه من علم به وافتقار اليه وقيام بعبادته.
فيا نفسي!
إن كنت تجعلين الحياة الدنيا غاية المقصد وافرغت في سبيلها جهدك فسوف تكونين في حكم أصغر عصفور.
اما ان كنت تجعلين الحياة الاخرى غاية المنى وتتخذين هذه الحياة الدنيا وسيلة لها ومزرعة، وسعيتِ لها سعيها .. فسوف تكونين في حكم سيد الاحياء والعبد العزيز لدى خالقه الكريم وستصبحين الضيف المكرم الفاضل في هذه الدنيا.
فدونك طريقان اثنان، فاختاري أيّما تشائين.
واسألي الرب الرحيم الهداية و التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2010, 06:46 م]ـ
برمجة
الجندية في سبيل الله!؟!
الكلمة السادسة
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
] إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفُسَهم وأموالَهم بأنّ لَهم الجنة [
ــــــــــــ
اذا أردت أن تعلم أن بيع النفس والمال إلى الله تعالى، والعبودية له، والجندية في سبيله هو أربح تجارة وأشرفها!
فأنصت إلى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة:
وضع سلطان ـ ذات يوم ـ لدى اثنين من رعاياه وديعةً وأمانةً، لكل منهما مزرعة واسعة، فيها كل ما تتطلبه من مكائن وآلات وأسلحة وحيوانات وغيرها ..
وتوافق أن كان الوقت آنذاك وقت حرب طاحنة، لا يقرّ قرار لشيء؛ فإما أن تبدّله الحرب وتغيّره أو تجعله أثراً بعد عين.
فأرسل السلطان رحمةً منه وفضلاً أحدَ رجاله المقربين مصحوباً بأمره الكريم ليقول لهما:
((بيعوا لي ما لديكم من أمانتي لأحفظها لكم،
فلا تذهب هباء في هذا الوقت العصيب،
وسأردّها لكم حالما تضع الحرب أوزارها ..
وسأوفي ثمنها لكم غالياً، كأن تلك الامانة ملككم ..
وستُشغل تلك المكائن والآلات التي في حوزتكم الآن في معاملي وباسمي وعهدتي ..
وسترتفع أثمانها من الواحد الى الألف، فضلاً عن أن جميع الارباح ستعود اليكم ايضاً ..
وسأتعهد عنكم بجميع تكاليفها ومصاريفها، حيث انكم عاجزون فقراء لا تتحملون مصاريف تلك المكائن ..
وسأرد لكم جميع ارداتها ومنافعها،
علماً اني سأبقيها عندكم لتستفيدوا منها وتتمتعوا بها الى أن يحين وقت أخذها.
فلكم خمس مراتب من الارباح في صفقة واحدة.
وان لم تبيعوها لي فسيزول حتماً كل ما لديكم، حيث ترون أن أحداً لا يستطيع أن يمسك بما عنده ..
وستحرمون من تلك الاثمان الغالية ..
وستهمل تلك الآلات الدقيقة النفيسة والموازين الحساسة والمعادن الثمينة، وتفقد قيمتها كلياً، وذلك لعدم استعمالها في اعمال راقية ..
وستتحملون وحدكم ادارتها وتكاليفها وسترون جزاء خيانتكم للامانة ..
فتلك خمس خسائر في صفقة واحدة.
وفوق هذا كله ان هذا البيع يعني ان البائع يصبح جندياً حراً أبياً خاصاً بي، يتصرف باسمي ولا يبقى أسيراً عادياً وشخصاً سائباً .. )).
أنصت الرجلان ملياً الى هذا الكلام الجميل والامر السلطاني الكريم. فقال العاقل الرزين منهما:
سمعاً وطاعة لأمر السلطان، رضيت بالبيع بكل فخر وشكر.
أما الآخر المغرور المتفرعن الغافل فقد ظن أن مزرعته لا تبيد أبداً، ولا تصيبها تقلبات الدهر واضطرابات الدنيا، فقال:
((لا! .. ومَن السلطان؟ لا ابيع ملكي ولا أفسد نشوتي!)).
ودارت الايام .. فاصبح الرجل الأول في مقام يغبطه الناس جميعاً، اذ اضحى يعيش في بحبوحة قصر السلطان، يتنعم بألطافه ويتقلب على ارائك افضاله. أما الآخر فقد ابتلي شرّ بلاء حتى رثى لحاله الناس كلهم، رغم انهم قالوا: انه يستحقها! اذ هو الذي ورّط نفسه في مرارة العذاب جزاء ما ارتكب من خطأ، فلا دامت له نشوته ولا دام له ملكه.
فيا نفسي المغرورة!:
..............
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 Jul 2010, 01:35 م]ـ
فيا نفسي المغرورة!
انظري من خلال منظار هذه الحكاية الى وجه الحقيقة الناصعة ..
فالسلطان هو سلطان الازل والأبد وهو ربك وخالقك.
وتلك المزرعة والمكائن والآلات والموازين هي ما تملكينه في الحياة الدنيا من جسم وروح وقلب، وما فيها من سمع وبصر وعقل وخيال، اي جميع الحواس الظاهرة والباطنة.
وأما الرسول الكريم فهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما الأمر السلطاني المحكم فهو القرآن الكريم الذي يعلن هذا البيع والتجارة الرابحة في هذه الآية الكريمة:
(إنَّ الله اشترى من المؤمنينَ أنفُسَهم وأموالَهُم بأنَّ لَهم الجنّةَ)
وأما الميدان المضطرب والحرب المدمّرة فهي احوال هذه الدنيا، اذ لا قرار فيها ولا ثبات، كلها تقلبات تلحّ على فكر الانسان بهذا السؤال:
«ان جميع ما نملك لا يستقر ولا يبقى في ايدينا، بل يفنى ويغيب عنّا،
أليس هناك من علاج لهذا؟
ألا يمكن ان يحل البقاء بهذا الفناء؟!».
وبينما الانسان غارق في هذا التفكير، إذا به يسمع
صدى القرآن السماوي يدوّي في الآفاق
ويقول له بتلك الآية الكريمة: نعم! ان هناك علاجاً لهذا الداء، بل هو علاج لطيف فيه ربح عظيم في خمس مراتب.
سؤال: وما العلاج؟
الجواب:
بيعُ الامانة الى مالكها الحقيقي،
في هذا البيع خمس درجات من الربح في صفقة واحدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الربح الاول:
المال الفاني يجد البقاء، لأن العمر الزائل الذي يوهب للحي القيوم الباقي، ويبذل في سبيله سبحانه، ينقلب عمراً ابدياً باقياً. عندئذٍ تثمر دقائق العمر ثماراً يانعة وازاهير سعادة وضاءة في عالم البقاء مثلما تفنى البذور ظاهراً وتنشق عنها الازهار والسنابل.
الربح الثاني:
الثمن هو الجنة.
الربح الثالث:
يرتفع ثمن كل عضو وحاسة ويغلو من الواحدة الى الألف.
فمثلاً: العقل عضو وآلة، إن لم تبعه ـ يا اخي ـ لله ولم تستعمله في سبيله، بل جعلته في سبيل الهوى والنفس، فانه يتحول الى عضو مشؤوم مزعج وعاجز، اذ يحمّلك آلام الماضي الحزينة وأهوال المستقبل المخيفة، فينحدر عندئذٍ الى درك آلة ضارة مشؤومة، ألا ترى كيف يهرب الفاسق من واقع حياته وينغمس في اللهو أو السكر انقاذاً لنفسه من ازعاجات عقله؟
ولكن اذا بيع العقل الى الله، واُستُعمل في سبيله ولأجله،
فانه يكون مفتاحاً رائعاً بحيث يفتح ما لا يعد من خزائن الرحمة الإلهية وكنوز الحكمة الربانية ..
فأينما ينظر صاحبه وكيفما يفكر يرى الحكمة الإلهية في كل شئ، وكل موجود، وكل حادثة. ويشاهد الرحمة الإلهية متجلية على الوجود كله،
فيرقى العقل بهذا الى مرتبة مرشدٍ رباني يهئ صاحبه للسعادة الخالدة.
ومثلاً: العين حاسة، تطل الروح منها على هذا العالم، فان لم تستعملها في سبيل الله، واستعملتها لأجل النفس والهوى، فانها بمشاهدتها بعض المناظر الجميلة المؤقتة الزائلة تصبح في درك الخادمة والسمسارة الدنيئة لإثارة شهوات النفس والهوى.
ولكن إن بعتها الى خالقها البصير واستعملتها فيما يرضيه،
عندئذٍ تكون العين مطالِعة لكتاب الكون الكبير هذا وقارئة له،
ومشاهِدة لمعجزات الصنعة الربانية في الوجود، وكأنها نحلة بين ازاهير الرحمة الإلهية في بستان الارض، فتقطّر من شَهْد العبرة والمعرفة والمحبة نور الشهادة الى القلب المؤمن.
ومثلاً: ان لم تبع حاسة الذوق ـ التي في اللسان ـ الى فاطرها الحكيم، واستعملتها لأجل المعدة والنفس، فحينئذٍ تهوي الى درك بوّاب معمل المعدة واصطبلها، فتهبط قيمتها.
ولكن ان بعتَها الى الرزاق الكريم،
فانها ترقى الى درجة ناظر ماهر لخزائن الرحمة الإلهية، ومفتش شاكر لمطابخ القدرة الصمدانية.
فيا أيها العقل!
أفق، اين الآلة المشؤومة من مفتاح كنوز الكائنات؟
ويا ايتها العين!
ابصري جيداً، اين السمسرة الدنيئة من الامعان في المكتبة الإلهية؟
و يا أيها اللسان!
ذق بحلاوة اين بواب المعمل والاصطبل من ناظر خزينة الرحمة الإلهية؟.
فان شئت ـ يا اخي ـ فقس بقية الاعضاء والحواس على هذا،
وعندها تفهم ان المؤمن يكسب حقاً خاصية تليق بالجنة، كما ان الكافر يكتسب ماهية توافق جهنم. فما جوزي كل منهما بهذا الجزاء العادل إلاّ لأن المؤمن يستعمل بايمانه أمانة خالقه سبحانه بأسمه وضمن دائرة مرضاته، وان الكافر يخون الأمانة فيستعملها لهواه ولنفسه الأمارة بالسوء.
الربح الرابع:
ان الانسان ضعيف بينما مصائبه كثيرة، وهو فقير ولكن حاجته في ازدياد، وعاجز إلاّ أن تكاليف عيشه مرهقة، فإن لم يتوكل هذا الانسان على العلي القدير ولم يستند اليه، وان لم يسلّم الأمر اليه ولم يطمئن به، فسيظل يقاسي في وجدانه آلاماً دائمة، وتخنقه حسراته وكدحه العقيم، فإما يحوله الى مجرم قذر أو سكير عابث.
الربح الخامس:
إنه من المتفق عليه اجماعاً بين أهل الاختصاص والشهود والذوق والكشف أن العبادات والاذكار والتسبيحات التي تقوم بها الاعضاء عندما تعمل ضمن مرضاته سبحانه تتحول إلى ثمار طيبة لذيذة من ثمار الجنة، وتقدّم إليك في وقت أنت في أمس الحاجة اليها.
وهكذا .. ففي هذه التجارة ربح عظيم فيه خمس مراتب من الارباح، فإن لم تقم بها فستحرم من أرباحها جميعها، فضلاً عن خسرانك خمس خسارات اخرى هي:؟!؟
......
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Aug 2010, 09:01 ص]ـ
و أختتم بالخسائر الكلمةَ السادسة هذه ذات الخطر الكبير في برمجتها - أعاذنا الله من الخسائر في البرمجة و المسابقة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
وهكذا .. ففي هذه التجارة ربح عظيم فيه خمس مراتب من الارباح، فإن لم تقم بها فستحرم من أرباحها جميعها، فضلاً عن خسرانك خمس خسارات اخرى هي:؟!؟
الخسارة الأولى:
إن ما تحبه من مال وأولاد، وما تعشقه من هوى النفس وما تعجب به من حياة وشباب، سيضيع كله ويزول، مخلفاً آثامه وآلامه مثقلاً بها ظهرك.
الخسارة الثانية:
ستنال عقاب من يخون الأمانة. لأنك باستعمالك أثمن الآلات والأعضاء في أخس الاعمال قد ظلمت نفسك.
الخسارة الثالثة:
لقد افتريت وجنيت على الحكمة الإلهية، إذ أسقطت جميع تلك الأجهزة الإنسانية الراقية الى دركات الأنعام بل أضل.
الخسارة الرابعة:
ستدعو بالويل والثبور دائماً، وستئن من صدمة الفراق والزوال ووطأة تكاليف الحياة التي أرهقت بها كاهلك الضعيف مع أن فقرك قائم وعجزك دائم.
الخسارة الخامسة:
إن هدايا الرحمن الجميلة ـ كالعقل والقلب والعين وما شابهها ـ ما وُهبت لك إلاّ لتهيئك لفتح أبواب السعادة الابدية، فما أعظمها خسارة أن تتحول تلك الهدايا إلى صورة مؤلمة تفتح لك أبواب جهنم!.
والآن .. سننظر الى البيع نفسه ..
أهو ثقيل متعب حقاً بحيث يهرب منه الكثيرون؟.
ـ كلا، ثم كلا .. فلا تعب فيه ولا ثقل أبداً. لأن دائرة الحلال واسعة فسيحة، تكفي للراحة والسعادة والسرور. فلا داعي للولوج في الحرام.
أما ما افترضهَّ الله علينا فهو كذلك خفيف وضئيل،
و إن العبودية لله بحد ذاتها شرف عظيم اذ هي جندية في سبيله سبحانه
وفيها من اللذة وراحة الوجدان ما لا يوصف.
أما الواجب فهو أن تكون ذلك الجندي،
فتبدأ باسم الله،
وتعمل باسم الله،
وتأخذ وتعطي في سبيله ولأجله،
وتتحرك وتسكن ضمن دائرة مرضاته وأوامره،
وان كان هناك تقصير فدونك باب الاستغفار، فتضرع اليه وقل:
اللّهم اغفر لنا خطايانا، واقبلنا في عبادك، واجعلنا امناء على ما أمّنته عندنا الى يوم لقائك ... آمين.(/)
مختصر فتح القدير للشوكاني
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن المساعدة في الدلالة على مختصر لفتح القدير في التفسير ويكون شامل لمنهج الشوكاني في كتابه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:19 ص]ـ
لا أعلم مختصرا لتفسير الشوكاني بهذا الوصف المذكور
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 08:25 ص]ـ
لا أتصور مختصرا لكتاب الشوكاني إلا أن يكون بحذف قسم الرواية منه
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:46 م]ـ
سمعت أن له مختصراً لآل الشيخ على ماأظن ولاأدري من يفيدني فيه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2010, 05:27 م]ـ
أخي العزيز حادي الحجيج وفقك الله.
هناك مختصر لتفسير الشوكاني اسمه:
مختصر تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني، وقد اختصره وخرج أحاديثه الدكتور محمد أبو زيد أبو زيد، وتقديم الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله. وقد نشرته دار الفيحاء بدمشق. وصورة غلافه في المرفقات.
وللمختصر أيضاً اختصار آخر لتفسير الشوكاني على هامش المصحف سماه (زبدة المعاني من تفسير الشوكاني)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b8a7defe5e14.jpg
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Feb 2010, 10:14 م]ـ
سمعت أن له مختصراً لآل الشيخ على ماأظن ولاأدري من يفيدني فيه
الفتح الرباني مختصر تفسير الإمام العلامة محمد بن علي الشوكاني، اختصره وهذبه وعلق حواشيه الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الطبعة الأولى 1416هـ، بدون دار نشر. (مطبوع في أربع مجلدات ـ كل مجلد يحتوى على أكثر من تسعمئة صفحة).
كتب الشيخ عبدالعزيز في مقدمته:
(ولهذا أطال الشوكاني في المباحث اللغوية والإنشاء وإيراد الشواهد العربية والاشتقاق مما لا يحتاج أكثر القراء إليه، وقد يعكر عليهم صفو متابعة التفسير ومعرفة معاني الحكيم الخبير. ولما كان تفسير الشوكاني كذلك فقد عقدت العزم على اختصاره وتهذبيه والتعليق على بعض مسائله بما يزيل اللبس ويوضح وجه الحق) اهـ.
قلت: لا يخفى على شريف علمك أن الحكم على عمل المؤلف هل وفق في اختصاره أم لم يوفق تختلف فيه وجهة نظر الباحثين، فليتأمل قبل الاقتناء.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:02 ص]ـ
الفتح الرباني مختصر تفسير الإمام العلامة محمد بن علي الشوكاني، اختصره وهذبه وعلق حواشيه الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، الطبعة الأولى 1416هـ، بدون دار نشر. (مطبوع في أربع مجلدات ـ كل مجلد يحتوى على أكثر من تسعمئة صفحة).
كتب الشيخ عبدالعزيز في مقدمته:
(ولهذا أطال الشوكاني في المباحث اللغوية والإنشاء وإيراد الشواهد العربية والاشتقاق مما لا يحتاج أكثر القراء إليه، وقد يعكر عليهم صفو متابعة التفسير ومعرفة معاني الحكيم الخبير. ولما كان تفسير الشوكاني كذلك فقد عقدت العزم على اختصاره وتهذبيه والتعليق على بعض مسائله بما يزيل اللبس ويوضح وجه الحق) اهـ.
قلت: لا يخفى على شريف علمك أن الحكم على عمل المؤلف هل وفق في اختصاره أم لم يوفق تختلف فيه وجهة نظر الباحثين، فليتأمل قبل الاقتناء.
تصفحت مواضع من مختصر الفتح الرباني فوجدت أن اختصاره غير محرر، وليس فيه نفس المفسر، وطريقته في الاختصار ليس لها منهج واضح؛ فهو غير مناسب.
أخي العزيز حادي الحجيج وفقك الله.
هناك مختصر لتفسير الشوكاني اسمه:
مختصر تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني، وقد اختصره وخرج أحاديثه الدكتور محمد أبو زيد أبو زيد، وتقديم الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله. وقد نشرته دار الفيحاء بدمشق. وصورة غلافه في المرفقات.
كيف السبيل إلى هذا المختصر؟ وما تقييمك لك بارك الله فيك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:34 م]ـ
لم أطلع على هذا المختصر يا أبا مجاهد، وقد طلبت من المختصر نفسه الدكتور محمد أبو زيد أن يجيبك على سؤالك. وأرجو أن يتمكن من ذلك.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[01 Mar 2010, 07:08 م]ـ
كيف السبيل إلى هذا المختصر؟ وما تقييمك لك بارك الله فيك؟ [/ QUOTE]
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، بداية أشكر الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري حيث قام بنشر كتبي عن تفسير الشوكاني، ثم طلب مني الرد على سؤال أخي الفاضل أبي مجاهد.
فأقول أخي الكريم كتابي: مختصر فتح القدير ألفته قبل تسع سنوات تقريبا والحمد لله تم طبعه قبل سنة، ووصلت منه دفعة إلى مكتبة دار السلام في الرياض، ولما كنت أدرس هذا التفسير منذ عام 1994م شعرت بالحاجة إلى اختصاره، وبخاصة أنني كثير الشك بالاختصارات فأحببت أن أختصره بنفسي، وبطريقة يتناسب فيها مع الطالب الجامعي بشكل أساسي، وأما عملي في الكتاب:
عملي في الكتاب
تم اختصار الكتاب إلى نصف حجمه تقريبا كما يأتي:
1 - حذفت القراءات وما يتبعها من خلاف ونقاش فيها.
2 - حذفت الاستطرادات اللغوية التي لا تعود بكبير فائدة على الجانب التفسيري. وأما ما شعرت بأهميته فأبقيته وهو كثير جدا.
3 - حذفت الإسرائيليات والروايات التي ضعفت، وأبقيت ما صح، وما لم أتمكن من الحكم عليه، ودعت الحاجة إلى ذكره.
4 - حاولت معالجة المآخذ على تفسير الشوكاني وقد ذكر كثيرا منها الذهبي في كتابه: التفسير والمفسرون. وكانت المعالجة عن طريق الحذف والتهذيب ما أمكن.
5 - حذفت كل ما ابتعد عن صلب التفسير، وصار استطرادا، وتفريعا في الفقه، أو النحو والإعراب، والصرف، والأشعار وما شابه ذلك مما يمكن الاستغناء عنه، وليس في ذكره في كتاب تفسير كبير فائدة.
6 - حذفت الأقوال والآراء ظاهرة البطلان والضعف. وكان الشوكاني يطيل في الرد عليها أحيانا.
7 - عادة الشوكاني أن يذكر عددا من المخرجين للرواية التي يرويها، وقد حذفت هذا، ويمكن أن يجد القارئ المخرجين أو أكثرهم والمعتبرين منهم في تخريجي للروايات في الحاشية فإن لم أخرج الرواية فلا بد للمهتم من أن يرجع إلى لأصل لمعرفة ذلك. وغالبا لا تكون هذه الرواية في الكتب التسعة.
8 - قد يصح في معنى الآية أكثر من رواية، لكنني عادة أكتفي بالرواية الأقوى والأقرب للمعنى.
9 - كثيرا ما ينقل الشوكاني أقوالا للزمخشري أو القرطبي أو الطبري أو ابن كثير وبعض المشهورين من غير أن يذكر اسم الكتاب ورقم الصفحة، ولم أجد ضرورة في مختصري هذا لأن أقوم بذكر ذلك، لأن الشوكاني ينقل من تفاسيرهم وهي مشهورة، ويجد المتابع والمهتم القول في هذه التفاسير، لو رجع إليها عند نفس الآية التي يفسرها الشوكاني.
ما أضفته إلى الكتاب
1 - تخريج الروايات بقدر المستطاع، وبما يتناسب مع هذا المختصر. وحاولت ذكر حكم لعلماء الحديث لكل رواية أذكرها.
2 - اعتمدت قراءة حفص في هذا المختصر، لأنها أكثر شهرة، بينما اعتمد الشوكاني رواية نافع. وكان اعتمادي على رواية حفص في كل الكتاب، أي عند ذكر مجموعة الآيات التي فسرها، وفي المقاطع التي يذكرها أثناء الشرح.
3 - بينت معاني الكلمات التي شعرت بأنها تحتاج إلى بيان، وأكثرها كان في الروايات، وقد أخذت معانيها من لسان العرب، والقاموس المحيط، ومن نفس كتب الحديث التي ذكرت الرواية أحيانا.
4 - كثيرا ما يذكر الشوكاني مقطعا من آية يفسرها، ويكتفي بعد ذكرها بقوله: وقد سبق شرح هذا، أو تفسير هذا. ويندر أن يحدد الموضع الذي سبق التكلم فيه. فتبقى الآية ناقصة التفسير، فقمت بذكر هذا الموضع، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية مباشرة بعد قوله: وقد سبق ذكر هذا.
5 - صححت كثيرا من الأخطاء الطباعية وغيرها، عندما كنت أقارن بعض نقول الشوكاني مع نفس الكتب التي نقل منها.
6 - من دأب الشوكاني في تفسيره أنه عندما ينتهي من شرح مجموعة من الآيات، يسرد الآثار في تفسيرها مبتدئا بقوله: وقد أخرج ... ، ولتمييز هذه الآثار أكثر وضعت في بدايتها رمزا يدل على بداية هذه الآثار.
7 - أضفت إلى جانب اسم السورة كلمة: مكية أو مدنية، متبعا بذلك نسخة المصحف الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
هذا ولم أعد صياغة التفسير، بل حاولت إبقاءه بعبارة الشوكاني قدر الإمكان محاولة مني لأداء العمل بأكبر قدر ممكن من الأمانة العلمية، وليعتاد القارئ على عبارة العلماء، وأساليبهم.
وقد كنت أرجو من خلال هذا المختصر تقليل الأعباء على القارئ، وتسهيل الانتفاع من هذا الكتاب لأكبر قدر ممكن من القراء، وبالذات الطالب الجامعي، إذ إنني أدرس هذا التفسير منذ خمس عشرة سنة، وأعرف ما يعاني منه الأستاذ والطالب، مما يحتاج إلى معالجة بدلا من استبدال تفسير آخر أقل منه به، ولذلك كان لابد في نظري من هذا المختصر.
وقد بذلت قصارى جهدي في تحقيق هدف، أسأل المولى أن أكون قد وصلت إليه، وهو أن يبقى الكتاب محتفظا بمكانته العلمية، وبأركانه التي أقامه عليها الشوكاني، بل وأن يخرج للقراء بثوب جديد، وقد نفض عنه بعض ما كان قد علق به وأخذ عليه.
كما حاولت أن يكون هذا المختصر مفهوما في جلّه عند القارئ العادي، وأما المثقف فيجد فيه بغيته، ومطمحه.
والله من وراء القصد ..
أخوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[31 Mar 2010, 05:01 م]ـ
لايشكر الله من لايشكر الناس
أشكر الشيخ مساعد الطيار على ارشادي لمختصر آل الشيخ
وأشكر مشرفنا الفاضل على الإيضاح والمشاركة
وأشكر د محمد أبو زيد على شرح مختصره فهذا ماكنت أريد معرفته
وأريد من الأخوة الأعضاء التعرض لمختصر آل الشيخ في فتح القدير بسبر طريقته وطرق اختصاره
وفق الله الجميع لفقه تأويله
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[14 Apr 2010, 08:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد كتاب د. محمد أبو زيد في مصر؟
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[14 Apr 2010, 09:59 م]ـ
أخي الفاضل أبا يوسف العباسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته; بالنسبة للكتاب في الحقيقة لا أعرف هل طبع في مصر أم لا؟ لأنني لست من يطبعه، لأنني متنازل عن حقوقي في نشره لصالح دار الفيحاء في دمشق، حلبوني هاتف: 0096311245335، فاكس: 00963112230208 والكتاب يوزع حديثا فيحتاج أن تتصل بهم للإجابة عن هذا السؤال، أرجو أن أكون أفدتكم، وبارك الله فيكم
ـ[مالك حسين]ــــــــ[14 Apr 2010, 10:15 م]ـ
من مختصرات ((فتح القدير))
((زبدة التفسير من فتح القدير)) للدكتور محمد الأشقر رحمه الله.
وهو مطبوع في مجلد، عن دار النفائس-الأردن.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[14 Apr 2010, 10:28 م]ـ
نعم أخي الكريم هناك أكثر من مختصر له، ولي أيضا مختصرا آخرا لفتح القدير على هامش المصحف الشريف أسميته: زبدة المعاني من تفسير الشوكاني طبعته دار الفجر في سوريا وهو موزع في أكثر من بلد والحمد لله، والفرق بين هذا والمختصر الأول: مختصر فتح القدير، هو أن المختصر الأول كبير 1850 صحفة تقريبا يعني فيه بعض التوسع ويناسب التدريس الجامعي والآخر عام. وبارك الله فيكم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:22 ص]ـ
3 - حذفت الإسرائيليات والروايات التي ضعفت، وأبقيت ما صح، وما لم أتمكن من الحكم عليه، ودعت الحاجة إلى ذكره
كنت أتمنى أن تعتني بهذا الجانب أكثر من ذلك ولو شاركت فيه أحداً من الفضلاء.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:35 ص]ـ
2 - اعتمدت قراءة حفص في هذا المختصر، لأنها أكثر شهرة، بينما اعتمد الشوكاني رواية نافع. وكان اعتمادي على رواية حفص في كل الكتاب، أي عند ذكر مجموعة الآيات التي فسرها، وفي المقاطع التي يذكرها أثناء الشرح.
أحسنت أيها الجليل لاعتمادك قراءة حفص، لكنها ليست الأكثر شهرة كما تظن، قال الشيخ كامل محمد الجزَّار ـ رحمه الله ـ في معرض حديثه عن " معجم القراءات القرآنية":
" لهذا المعجم قصة جديرة بالتسجيل، إذ هناك أمية في العالم الإسلامي بالقراءات القرآنية فكثير منا يظن أن رواية حفص عن عاصم السائدة في العالم الإسلامي، والعكس صحيح، فرواية حفص عن عاصم تقتصر على مصر ودول الخليج وإيران وتركيا وبعض البلاد الآسيوية.
والروايات الأخرى المتواترة تغلب على العالم الإسلامي، وقد شعرنا عندما أُجريت مسابقة للقرآن الكريم في الكويت على مستوى شباب العالم الإسلامي، وفوجيء الجميع: المتسابقون والمشاهدون، بل وبعض الأساتذة باختلاف القراءات بين الشباب المسلم، لأن كل بلد له قراءته المتواترة، فأهل السودان يقرءون بقراءة ورش عن نافع، وأهل شمال إفريقيا يقرءون بقراءة قالون عن نافع، وهكذا.
فكانت هذه الظاهرة دافعاً لأهل العلم لأن يضعوا حداً لهذه الأمية في قراءات القرآن الكريم".
((المعجم الفريد لمعاني كلمات القرآن المجيد 1764 مادة معجمية: تحليل وبيات، للشيخ كامل محمد الجزار [من علماء الأزهر]، ج1، ص 16، دار التوزيع والنشر الإسلامية 2006م)).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:39 ص]ـ
وأخيراً أقول: أحسنت العرض يا أبازيد وأحسنت الاختصار، وأحسنت الإجابة والحديث فهنيئاً لك فأنت بل منازع أبا للحسن، وأماً للفضائل.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:40 ص]ـ
كنت أتمنى أن تعتني بهذا الجانب أكثر من ذلك ولو شاركت فيه أحداً من الفضلاء
أخي الفاضل أبا الفداء كلامك طيب وجيد، لكن في الحقيقة لم يكن بالقرب مني حين ألفته من يمكن الاعتماد عليه بالأمانة والعلم معا، الإنترنت في ذلك الوقت لم يكن قد أخذ حظه من الانتشار، والمراسلة البريدية غير مجدية، هذا بالإضافة إلى أنني أفضل أن استوثق بنفسي لكثرة ما تعاني منه الاختصارات من ضعف في الأمانة العلمية وخاصة في أيامنا وللأسف الشديد فأرجو المعذرة. ولعلي ـ بإذن الله ـ في طبعة أخرى أن أستدرك بعض ما فاتني في هذه الطبعة.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:54 ص]ـ
أحسنت أيها الجليل لاعتمادك قراءة حفص، لكنها ليست الأكثر شهرة كما تظن،
بل هي الأكثر شهرة أخي الكريم، بل أزيد وأقول بأنها الأكثرية الساحقة أوصلها بعض الباحثين إلى 95% وإن لم تكن بهذا الاتساع فهي قريبة منه يبدو أنك نسيت البلاد الإسلامية ذات الكثافة السكانية العالية وهي ممن يقرأ لحفص، ومفاجأة بعض المعلمين من أن في السودان من يقرأ للدوري وفي ليبيا من يقرأ لقالون وما شابه ذلك فهذا لضعفهم بانتشار القراءات ونحن لا نقول بعدم وجودها، لكن لن تجد قراءة بمفردها تصلح للمقارنة برواية حفص من حيث الانتشار ولن تأخذ أي رواية بمفردها 10% مقابلة لحفص ولهذه القراءات نسبة بسيطة بمجموعها وليس بانفرادها، فحبذا لو تضع أسماء بلاد العالم الإسلامي وتعداد السكان والقراءة في جدول من غير أن تنسى أن بعض البلاد التي تقرأ بغير رواية حفص فهي ليست خالصة لغيره! هي تقرأ لحفص أيضا وليست كاملة لغير حفص والله أعلم، وشكرا جزيلا لمتابعتك واهتمامك وسأشكرك أكثر وأكثر لو جئتنا بالجدول الذي أحدثك عنه. ومن خلال ما أرى من همتك العالية يبدو لي أنك ستهتم بالجدول وسيكون مرجعا للكثيرين بإذن الله.
أخوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[15 Apr 2010, 01:17 ص]ـ
وأخيراً أقول: أحسنت العرض يا أبازيد وأحسنت الاختصار،
ليس أخيرا أخي الفاضل، فسنبقى في حوار يستثير العلم ويظهر الأدب، إن لم يكن في هذا الموضوع ففي غيره، لعم الخير وتنضج الفكرة، وشكرا لك على لطفك وذوقك، وبارك الله فيك وكان معك هاديا ومعينا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Apr 2010, 09:20 م]ـ
بالنسبة لمن سأل عن اختصار الدكتور محمد لفتح القدير، فهو موجود في جملة من المكتبات في الرياض، منها مكتبة التدمرية.(/)
فوائد لغوية يحتاجها أهل التفسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 10:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد لغوية متفرقة يحتاجها أهل التفسير، وشرطي ألا أذكر إلا ما يقع فيه لبس عن بعض الدارسين، أو يترتب عليه فائدة في التفسير وبيان معاني الآيات، أو يترتب عليه حكم يحتاج المسلم إليه في العقائد والأحكام والأخلاق.
الفائدة الأولى: "إنما" في القرآن وفي كلام العرب
اشتهر عند كثير من الدارسين وطلبة العلم أن "إنما" تفيد الحصر حيث وقعت، وفي هذا الإطلاق نظر.
وبيان ذلك أن العلماء قد اختلفوا في "إنما " هل تفيد الحصر أو لا؟
وفي هذه المسألة خلاف بين علماء اللغة والأصول والتفسير، ولعل الراجح في معناها ما ذكره ابن عطية بقوله: ({إنما} لفظ لا تفارقه المبالغة والتأكيد حيث وقع، ويصلح مع ذلك للحصر، فإذا دخل في قصة وساعد معناها على الانحصار صح ذلك وترتب كقوله {إنما إلهكم اله واحد} [الأنبياء: 108، فصلت: 6] وغير ذلك من الأمثلة، وإذا كانت القصة لا تتأتى للانحصار بقيت «إنما» للمبالغة والتأكيد فقط، كقوله عليه السلام «إنما الربا في النسيئة»، وكقوله «إنما الشجاع عنترة».) انتهى من المحرر الوجيز - (3/ 149) عند تفسيره للآية الثانية من سورة الأنفال، وانظر كتاب جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ص446.
تتمة: خصص الجرجاني في كتابه القيم "دلائل الإعجاز" مسائل في "إنما"، وبين الفرق بين " إنما " و" وما – إلا "، وذكر أن " إنما " وضعت على أن تجيء لخبر لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحته، أو لما ينزل هذه المنزلة. ثم فسر ذلك، وذكر أمثلة له، ثم قال: (ومثاله في التنزيل قوله تعالى:" إنما يستجيب الذين يسمعون " وقوله " إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب " وقوله:" إنما أنت منذر من يخشاها "
كل ذلك تذكير بأمر ثابت معلوم .... ) إلخـ ..... كلامه انظر كتاب دلائل الاعجاز (ص335 وما بعدها)
وما ذكره من مسائل جدير بالقراءة والتأمل.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:56 ص]ـ
بارك الله بك أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:22 ص]ـ
القانع اسم فاعل من "قَنَعَ" بمعنى سأل، وليس من "قَنِع" بمعنى رضي واكتفى بما عنده.
والمعتر: اسم فاعل من اعترّ، إذا تعرّض للعطاء، أي دون سؤال بل بالتعريض وهو أن يحضر موضع العطاء، يقال: اعترّ، إذا تعرّض.
وهذا الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين، أن القانع هو الذي يسأل، والمعتر هو الذي يتعرض للعطاء من غير سؤال.
قال الإمام ابن جرير في تفسيره جامع البيان في تأويل آي القرآن: (وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: عني بالقانع: السائل; لأنه لو كان المعني بالقانع في هذا الموضع، المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل: وأطعموا القانع والسائل، ولم يقل: وأطعموا القانع والمعتر. وفي إتباع ذلك قوله: والمعتر، الدليل الواضح على أن القانع معني به السائل، من قولهم: قنع فلان إلى فلان، بمعنى سأله وخضع إليه، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد:
وأعطاني المولى على حين فقره ... إذا قال أبصر خلتي وقنوعي
وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي، فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا. وأما المعتر: فإنه الذي يأتيك معترا بك لتعطيه وتطعمه.)
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: (وللعلماء في تفسير القانع والمعتر أقوال متعددة متقاربة أظهرها عندي: أن القانع هو الطامع الذي يسأل أن يعطى من اللحم ومنه قول الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغني ... مفاقره أعف من القنوع
يعني أعف من سؤال الناس، والطمع فيهم، وأن المعتر هو الذي يعتري متعرضا للإعطاء من غير سؤال وطلب، والله أعلم.)
ولابن عاشور كلام جيد في هذه المسألة، حيث قال في تفسيره التحرير والتنوير: (والقانع: المتصف بالقنوع، وهو التذلل. يقال: قنَع من باب سأل. قنوعا- بضم القاف- إذا سأل بتذلل.
وأما القناعة ففعلها من باب تعب ويستوي الفعل المضارع مع اختلاف الموجب.
ومن أحسن ما جمع من النظائر ما أنشده الخفاجي:
العبد حر إن قنِع ... والحر عبد إن قنَع
فاقنع ولا تقنع فما ... شيء يشين سوى الطمع
وللزمخشري في «مقاماته»: «يا أبا القاسم اقنع من القناعة لا من القنوع، تستغن عن كل معطاء ومنوع».
وفي «الموطأ» في كتاب الصيد قال مالك: «والقانع هو الفقير».
والمعتر: اسم فاعل من اعتر، إذا تعرض للعطاء، أي دون سؤال بل بالتعريض وهو أن يحضر موضع العطاء، يقال: اعتر، إذا تعرض.)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:59 ص]ـ
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
جزاكم الله خيرا على الفوائد شيخنا الدكتور محمد ..
نتابعها فاستمروا بقدر وسعكم بارك الله فيكم
ـ[صافن]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:57 ص]ـ
واصل جزيت الفردوس الأعلى ووالديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:39 م]ـ
أحسنت يا أبا مجاهد فيما أفضلت به.
ومن أهمية الفوائد اللغوية، سواء أكانت للمفسر أم لغيره، أنها قواعد مطردة أو أغلبية
تطوي تحتها عددا كبيرا من الآيات، فيكون طالب العلم قد فهم الكثير من أساليب القرآن وعاداته بسبب معرفته لقاعدة أو فائدة.
هذا ومن الفوائد اللغوية النافعة، أن يقال: من أُمِر بأمر وهو متلبِّسٌ به، فيكون معنى الأمر: داوم على ما أنت عليه. وكذلك من نهي عن أمر وهو منتهٍ عنه، فمعناه: داوم على انتهائك.
مثال ذلك: لو قيل لمن هو جالسٌ يكتب: اكتب، فمعناه: داوم على الكتاية.
وعليه قوله تعالى في الأمر: "يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين"، وقوله: "يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا".
وأما في النهي فكقوله تعالى: "ولا تطع الكفرين"، وقوله: "لا يغرنَّك تقلب الذين كفروا في البلد"، وقوله: "ولا تكن من الكافرين". وهذا أحد الوجهين في تفسير الآيات،
وهو لا يتعارض مع الأصل وهو أن الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أمر لأمته.
وقد أشار إلى هذه الفائدة الزمخشري.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:37 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاك الله خير الجزاء،
فحقا نحن في مسيس الحاجة الى امثالك في بيان كثيرا مما التبس وشاع وضاعت بسببه الكثير من الدلائل والتبست، مما يجعل من عملك هذا ضرورة لاغنى عنها، وقد شجعني عملك الطيب للتعرض لك و لسؤالك في امور اخرى هي من صلب موضوعك وارجو ان توليها عنايتك الفائقة، وكما هو معهود بك؛ لاترضى الا بالصحيح والثابت،
ولذلك ارجو ان يتسع صدرك لامثالي ممن هو معتر، وممن هو تحسبه غنيا من التعفف ولجوج ويقترب من الخصومة في سؤاله،
سؤالي الاول:
" التفسير " في قوله تعالى:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
هل هو نفس مفهوم " التفسير " الشائع عند المفسرين ام غيره؟
واذا كان هو عينه فما هو مفهوم " التفسير "؟
وان لم يكن، وهنالك بقية اختلاف ولو كان طفيفا، فارجو بيان كلا منهما؟ اي دلالة التفسير كما هو في الاية المومأ اليها، ودلالة التفسير كما يقصدها ارباب التفاسير؟
وسؤالي الثاني:
" البيان " و " تبين " في قوله تعالى:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
ماهو؟ هل هو" التفسير "، ام هو " التفصيل " ام هو " التأويل " ام هو الشرح والتوضيح؟ ام هو بعضا منهم، او هو جميعهم، ام هو غير ذلك؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Feb 2010, 11:59 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاك الله خير الجزاء،
فحقا نحن في مسيس الحاجة الى امثالك في بيان كثيرا مما التبس وشاع وضاعت بسببه الكثير من الدلائل والتبست، مما يجعل من عملك هذا ضرورة لاغنى عنها، وقد شجعني عملك الطيب للتعرض لك و لسؤالك في امور اخرى هي من صلب موضوعك وارجو ان توليها عنايتك الفائقة، وكما هو معهود بك؛ لاترضى الا بالصحيح والثابت،
ولذلك ارجو ان يتسع صدرك لامثالي ممن هو معتر، وممن هو تحسبه غنيا من التعفف ولجوج ويقترب من الخصومة في سؤاله،
سؤالي الاول:
" التفسير " في قوله تعالى:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
هل هو نفس مفهوم " التفسير " الشائع عند المفسرين ام غيره؟
واذا كان هو عينه فما هو مفهوم " التفسير "؟
وان لم يكن، وهنالك بقية اختلاف ولو كان طفيفا، فارجو بيان كلا منهما؟ اي دلالة التفسير كما هو في الاية المومأ اليها، ودلالة التفسير كما يقصدها ارباب التفاسير؟
وسؤالي الثاني:
" البيان " و " تبين " في قوله تعالى:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
ماهو؟ هل هو" التفسير "، ام هو " التفصيل " ام هو " التأويل " ام هو الشرح والتوضيح؟ ام هو بعضا منهم، او هو جميعهم، ام هو غير ذلك؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
جواب السؤال الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لفظ "التفسير" لم يرد في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع في سورة الفرقان، في قول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:33]، ومعناه هنا البيان والتفصيل والإيضاح - كما قاله المفسرون-، ومعنى الآية: ولا يأتيك يا محمد هؤلاء المشركون بمثل يضربونه لمعارضة الحق وإبطال أمرك، إلا جئناك بالحق، وأحسن تفسير وبيان وتفصيل يذهب اعتراضهم ويبطل شبهتهم.
فالتفسير هنا من الله تعالى، وهو بيان الحق وتفصيله حتى لا يكون بعده إلا الضلال.
وأما التفسير الذي هو علم يبحث من خلاله في بيان معاني القرآن فهو من المفسر، الذي يبين المراد من القرآن حسب طاقته البشرية.
فالتفسير من الله تعالى بيان وتفصيل وإيضاح لا شك في صدقه، ولا بد من قبوله؛ فهوكما قال الله: {أحسن تفسيراً}.
وآية الفرقان تقرر حقيقة قرآتية قاطعة، وهي أن الأدلة والبراهين والحجج والحقائق القرآنية هي أحسن تفسيراً وبياناً وعرضاً وتوضيحاً، وهي الكفيلة بدحض الأباطيل والشبهات التي يوردها الكفار والمبطلون.
وعلى هذا؛ يكون جواب سؤالك عن التفسير المعروف: هل هو التفسير الوارد في الآية؟
نعم؛ هو من حيث المعنى اللغوي، أما من حيث المراد منه، فلا؛ لأن التفسير في الآية هو تفسير من الله تعالى، والتفسير المصطلح عليه تفسير لكلام الله تعالى صادر من مصادر التفسير المعروفة، فقد يكون من الله تعالى، وقد يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يكون من الصحابة فمن بعدهم.
جواب السؤال الثاني:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] المقصود بالبيان هنا واضح، وهو يحتمل معنيين: بيانه بقراءته وتعليمه للناس، وبيانه بتبيين معانيه وتفسير مشكله.
وهذا الأمر واضح ولله الحمد، وفي أسئلتك عن هذه الواضحات غرابة.
وفقنا الله لما يحب ويرضى، ورزقنا حسن الفهم والتدبر لكتابه العظيم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 10:08 ص]ـ
المراد بالغسل
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ .. }
أمر الله تعالى بغسل الوجه واليدين إلى المرافق، والرجلين إلى الكعبين. فما المراد بالغسل؟ وهل يكتفى فيه بإسالة الماء على العضو؟ أم لا بد مع ذلك من الدلك؟
قال الشوكاني في فتح القدير: (وقد اختلف أهل العلم أيضاً: هل يعتبر في الغسل الدلك باليد أم يكفي إمرار الماء؟ والخلاف في ذلك معروف، والمرجع اللغة العربية، فإن ثبت فيها أن الدلك داخل في مسمى الغسل، كان معتبراً وإلا فلا. قال في شمس العلوم: غسل الشيء غسلاً إذا أجرى عليه الماء ودلكه. انتهى.)
وظاهر من كلام الشوكاني هنا أنه لا بد من الدلك عن الغسل، لأن جعل المرجع في هذه المسألة هو معنى الغسل في اللغة؛ فإذا كان الدلك داخلاً في الغسل فلا بد منه، ثم نقل من كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميري (ت: 573هـ) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152792) ما يدل على دخول الدلك في معنى الغسل.
وبعد الرجوع إلى بعض مراجع اللغة الأصيلة ظهر لي أن الغسل يكون بإزالة الدرن وبتنظيف الشيء وتنقيته. ولم يرد ذكر الدلك.
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس:
(الغين والسين واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على تطهيرِ الشّيء وتنقِيَته. يقال: غَسَلتُ الشَّيءَ غَسْلاً. والغُسْل الاسم ... )
وفي مفردات ألفاظ القرآن للأصبهاني: (غَسَلْتُ الشيء غَسْلًا: أَسَلْتُ عليه الماءَ فأَزَلْتُ دَرَنَهُ، والْغَسْلُ الاسم، والْغِسْلُ: ما يُغْسَلُ به. قال تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ... } [المائدة / 6]).
وقد اختلف الفقهاء في المجزئ من الغسل في الوضوء، فذهب الجمهور: (الحنفية، والشافعية والحنابلة) أنه يكفي في غسل الأعضاء في الوضوء جريان الماء على الأعضاء، ولا يشترط الدلك، وانفرد مالك والمزني باشتراطه. انظر الموسوعة الفقهية الكويتية - (43/ 333).
وبناء على ما سبق، يقال:
أولاً - الغسل في اللغة لا يقتضي الدلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً - جمهور الفقهاء على أنه يكفي في الغسل إسالة الماء على الأعضاء وجريانه، ولا يشترط الدلك وإمرار اليد على العضو عن غسله.
ثالثاً: الدلك مستحب لأنه أبلغ في الإسباغ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم أُتِيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ، فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِرَاعَيْهِ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ. جاء في منحة العلام شرح بلوغ المرام لعبدالله الفوزان ما نصه في شرح هذا الحديث: (الحديث دليل على مشروعية دلك أعضاء الوضوء، والجمهور من أهل العلم على استحبابه وعدم وجوبه، خلافاً للمالكية؛ لأن الله تعالى أمر بالغسل في اية الوضوء، والغسل لا يشترط فيه إمرار اليد، كما قرره طائفة من أهل اللغة؛ لأنه إسالة الماء على العضو، وإذا ثبت ذلك فلا وجه لاشتراطه؛ لأنه أمر زائد على ظاهر القران وعلى الدلالة اللغوية للفظ الغسل.
لكن إن كان إتمام الوضوء يتوقف على الدلك كأن يكون الماء قليلاً وجب إمرار اليد على العضو من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وعلى هذا يحمل هذا الحديث، فإن وضوء النبي صلّى الله عليه وسلّم بثلثي مد لا يتم إلا بالدلك، وإن كان لا يترتب عليه إتمام الواجب فهو مستحب، لما تقدم، والله أعلم.).
تتمة: تناقضت أقوال الشوكاني في هذه المسألة، فمرة يشترط الدلك مع الغسل كما في كتابه السيل الجرار، حيث قال: (أما تعميم البدن فلا يتم مفهوم الغسل إلا به وأما الدلك فإن ثبت لغة أو شرعا انه داخل في مفهوم الغسل بحيث لا يسمى غسلا إلا به كان ذلك واجبا وفاء بما أوجبه الله من الغسل وقد ذكر نشوان في كتابه شمس العلوم ما يفيد ذلك وهو من أئمة اللغة ويؤيده حديث وأنقوا البشر فإنه فسر صاحب المصباح الإنقاء بالتنظيف ومعلوم أن التنظيف لا يكون إلا بالدلك وأخرج مسلم من حديث عائشة بلفظ أن اسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل الجنابة فقال: "تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها ثم تفيض عليها الماء" [مسلم "4/ 16"]، فهذا ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم وفيه الأمر بالدلك للرأس وهو جزء من أجزاء البدن وإن كان يستحق مزيد العناية في غسله لما فيه من الشعر.) انتهى.
ومرة يقول بعدم الاشتراط، كما في نيل الأوطار، حيث قال: (قوله (فقد وجب عليه الغسل) هو بضم الغين المعجمة اسم للاغتسال وحقيقته إفاضة الماء على الأعضاء، وزادت الهادوية مع الدلك، ولم نجد في كتب اللغة ما يشعر بأن الدلك داخل في مسمى الغسل فالواجب ما صدق عليه اسم الغسل المأمور به لغة اللهم إلا أن يقال حديث (بلوا الشعر وأنقوا البشر) على فرض صحته مشعر بوجوب الدلك لأن الانقاء لا يحصل بمجرد الإفاضة.).
فائدة البحث: أهمية معرفة معاني المفردات، وأثر ذلك على الأحكام.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:10 م]ـ
الدلك ليس شرطا في الغسل ودلالة الحديث عليه واضحة
روى مسلم:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي فَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ:" لَا إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِيَ عَلَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ الْمَاءَ فَتَطْهُرِينَ".
قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم:
"هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب كَثِيرِينَ مِنْ الْأَئِمَّة وَلَمْ يُوجِب أَحَد مِنْ الْعُلَمَاء الدَّلْك، فِي الْغُسْل وَلَا فِي الْوُضُوء إِلَّا مَالِك وَالْمُزَنِيّ، وَمَنْ سِوَاهُمَا يَقُول: هُوَ سُنَّة، لَوْ تَرَكَهُ صَحَّتْ طَهَارَته فِي الْوُضُوء وَالْغُسْل "
أما الشوكاني رحمه الله تعالى فأقواله ليست متناقضة ـ في نظري ـ وإنما الذي أفهمه من كلام الشوكاني هو أنه يجب النظر في مجموع الأدلة في المسألة الواحدة ولا يكتفى بدليل واحد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:17 م]ـ
المراد بالغسل
وبعد الرجوع إلى بعض مراجع اللغة الأصيلة ظهر لي أن الغسل يكون بإزالة الدرن وبتنظيف الشيء وتنقيته. ولم يرد ذكر الدلك.
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الغين والسين واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على تطهيرِ الشّيء وتنقِيَته. يقال: غَسَلتُ الشَّيءَ غَسْلاً. والغُسْل الاسم ... )
لا أتصور ـ في الغالب ـ إزالة درن وتنظيف وتنقية بدون دلك، ولكن الفيصل في القضية هو النصوص الشرعية، والجمع بين النصوص عند التعارض هو المطلوب.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[02 Mar 2010, 01:50 م]ـ
جواب السؤال الأول:
لفظ "التفسير" لم يرد في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع في سورة الفرقان، في قول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:33]، ومعناه هنا البيان والتفصيل والإيضاح - كما قاله المفسرون-، ومعنى الآية: ولا يأتيك يا محمد هؤلاء المشركون بمثل يضربونه لمعارضة الحق وإبطال أمرك، إلا جئناك بالحق، وأحسن تفسير وبيان وتفصيل يذهب اعتراضهم ويبطل شبهتهم.
فالتفسير هنا من الله تعالى، وهو بيان الحق وتفصيله حتى لا يكون بعده إلا الضلال.
وأما التفسير الذي هو علم يبحث من خلاله في بيان معاني القرآن فهو من المفسر، الذي يبين المراد من القرآن حسب طاقته البشرية.
فالتفسير من الله تعالى بيان وتفصيل وإيضاح لا شك في صدقه، ولا بد من قبوله؛ فهوكما قال الله: {أحسن تفسيراً}.
وآية الفرقان تقرر حقيقة قرآتية قاطعة، وهي أن الأدلة والبراهين والحجج والحقائق القرآنية هي أحسن تفسيراً وبياناً وعرضاً وتوضيحاً، وهي الكفيلة بدحض الأباطيل والشبهات التي يوردها الكفار والمبطلون.
وعلى هذا؛ يكون جواب سؤالك عن التفسير المعروف: هل هو التفسير الوارد في الآية؟
نعم؛ هو من حيث المعنى اللغوي، أما من حيث المراد منه، فلا؛ لأن التفسير في الآية هو تفسير من الله تعالى، والتفسير المصطلح عليه تفسير لكلام الله تعالى صادر من مصادر التفسير المعروفة، فقد يكون من الله تعالى، وقد يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يكون من الصحابة فمن بعدهم.
جواب السؤال الثاني:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44] المقصود بالبيان هنا واضح، وهو يحتمل معنيين: بيانه بقراءته وتعليمه للناس، وبيانه بتبيين معانيه وتفسير مشكله.
وهذا الأمر واضح ولله الحمد، وفي أسئلتك عن هذه الواضحات غرابة.
وفقنا الله لما يحب ويرضى، ورزقنا حسن الفهم والتدبر لكتابه العظيم.
والسلام عليكم.
استاذي الكريم؛ ابي حارث،
بشرك الله برحمة منه ورضوان ونعيم مقيم، كما ابشرتني،
اثمن واقدر مجهودك في تتبع الاخطاء وردها الى الصواب، وهذا ايضا هو غرضي الذي اشاركك فيه وهو التدقيق في هذه المفاهيم وليس غرضي مجرد الاستعلام عنها،
لذلك فلي ان اسألك؛ كيف استدللت الى ان التفسير هو البيان و الايضاح والتفصيل .... وليس امر اخر؟
هل هو مضمون الايتين الذي لايحتمل دلالة اخرى غير الدلالة التي اوردتها فيقع ذلك في ضمن نطاق اجتهادك؟
ام هو من نقلك اي انه متابعة للمصادر المعجمية او الادبية وتقرير اهل التفاسير؟
تقول؛ " كما قاله المفسرون " هل جميع المفسرون قال ذلك؟، وماالذي تقوله انت؟
وما قاله المفسرون هل هو قول السلف ام هو قول المفسرون من غير السلف؟ اي المتأخرون؟
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى تفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع؟ وهل يُفَسر المفسر؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق هو مقابل مَثلُهم، واحسن تفسيرا، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه بالاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟
وما رايك فيمن يقول ان البيان هو ضد " الكتم " وان البيان يختص ب " ضد الكتم " الذي لا يختص به التفسير كما في الاية:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} البقرة159
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران187
الاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان::
الاول؛ انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ ليسا واحد، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان انزلنا اليك تبين مانزل اليهم،
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:38 ص]ـ
والسلام عليكم.
استاذي الكريم؛ ابي حارث،
بشرك الله برحمة منه ورضوان ونعيم مقيم، كما ابشرتني،
اثمن واقدر مجهودك في تتبع الاخطاء وردها الى الصواب، وهذا ايضا هو غرضي الذي اشاركك فيه وهو التدقيق في هذه المفاهيم وليس غرضي مجرد الاستعلام عنها،
لذلك فلي ان اسألك؛ كيف استدللت الى ان التفسير هو البيان و الايضاح والتفصيل .... وليس امر اخر؟
هل هو مضمون الايتين الذي لايحتمل دلالة اخرى غير الدلالة التي اوردتها فيقع ذلك في ضمن نطاق اجتهادك؟
ام هو من نقلك اي انه متابعة للمصادر المعجمية او الادبية وتقرير اهل التفاسير؟
تقول؛ " كما قاله المفسرون " هل جميع المفسرون قال ذلك؟، وماالذي تقوله انت؟
وما قاله المفسرون هل هو قول السلف ام هو قول المفسرون من غير السلف؟ اي المتأخرون؟
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى تفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع؟ وهل يُفَسر المفسر؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق هو مقابل مَثلُهم، واحسن تفسيرا، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه بالاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟
وما رايك فيمن يقول ان البيان هو ضد " الكتم " وان البيان يختص ب " ضد الكتم " الذي لا يختص به التفسير كما في الاية:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} البقرة159
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران187
الاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان::
الاول؛ انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ ليسا واحد، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان انزلنا اليك تبين مانزل اليهم،
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
أخي أمجد
أشكرك على حرصك، وأرجو أن تنقل مشاركاتك هنا إلى الموضوع الذي كتبتَه بهذا الخصوص، وهو هذا: هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18090) حتى لا تتكرر الموضوعات من غير حاجة.
كما أرجو أن تبين لنا مقصدك من إثارة هذه التساؤلات، على حد قولهم: "هاتها من الآخر"!
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Mar 2010, 06:58 ص]ـ
أخي أمجد
أشكرك على حرصك، وأرجو أن تنقل مشاركاتك هنا إلى الموضوع الذي كتبتَه بهذا الخصوص، وهو هذا: هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18090) حتى لا تتكرر الموضوعات من غير حاجة.
كما أرجو أن تبين لنا مقصدك من إثارة هذه التساؤلات، على حد قولهم: "هاتها من الآخر"!
يا استاذي الفاضل؛
وشكر الله لك حسن الاستماع والجواب وشكرلك على شكرك اياي،
سانقل هذا الحوار الى محل ما طلبت ولكن بعد تاكيدك ان لا مانع لديك من استمرار بحث المسالة، وان المسالة تستحق الطرح والبحث،
كما ان السيد المشرف العام ربما لديه مانع من اعادة فتح ذلك الموضوع،
كما انه خال لي انك ضقت بحواري، فان كان ذلك تركت المسالة والسلام،
وإن رايتَ ثمة جدوى وخير في طرح هذه المسالة نستمر على بركة الله،
واما ان تقول لي هاتها من الاخر، فان في ذلك تعريض بمقصدي،
كما انه تعريض باثارة المسالة بانها هامشية ولربما في منظورك عبثية، فهل ترى ان المسالة عبثية كي انتهي الى هذا الحد ام انها ذات جدوى وتستحق الطرح؟، الاترى ان المسالة فيها تدقيق علمي وتدقيق حساب ضروري ومنهجي ويكشف خطأ منهجي كحال مسائل استمر عليها الخطأ منذ مئات السنين؟ ام ان هنلك ثمة ما تخشى قوله؟
على اي حال لا اريد ان اسبب لك العنت، وان لم الق منك رد فساترك الموضوع، والسلام،
وفقنا الله جميعا للهدى والنور والحق المبين،
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Mar 2010, 07:25 ص]ـ
يا استاذي الفاضل؛
وشكر الله لك حسن الاستماع والجواب وشكرلك على شكرك اياي،
سانقل هذا الحوار الى محل ما طلبت ولكن بعد تاكيدك ان لا مانع لديك من استمرار بحث المسالة، وان المسالة تستحق الطرح والبحث،
كما ان السيد المشرف العام ربما لديه مانع من اعادة فتح ذلك الموضوع،
كما انه خال لي انك ضقت بحواري، فان كان ذلك تركت المسالة والسلام،
وإن رايتَ ثمة جدوى وخير في طرح هذه المسالة نستمر على بركة الله،
واما ان تقول لي هاتها من الاخر، فان في ذلك تعريض بمقصدي،
كما انه تعريض باثارة المسالة بانها هامشية ولربما في منظورك عبثية، فهل ترى ان المسالة عبثية كي انتهي الى هذا الحد ام انها ذات جدوى وتستحق الطرح؟، الاترى ان المسالة فيها تدقيق علمي وتدقيق حساب ضروري ومنهجي ويكشف خطأ منهجي كحال مسائل استمر عليها الخطأ منذ مئات السنين؟ ام ان هنلك ثمة ما تخشى قوله؟
على اي حال لا اريد ان اسبب لك العنت، وان لم الق منك رد فساترك الموضوع، والسلام،
وفقنا الله جميعا للهدى والنور والحق المبين،
والسلام عليكم ورحمة الله.
يا أخي الحبيب
"هاتها من الآخر" يعني أعطنا النتيجة التي توصلت إليها، ثم اذكر الحجج والأدلة عليها بدلاً من الإكثار من الأسئلة.
وبعد ذلك ننظر فيما توصلت إليه ونناقشك إذا كان هناك مجال للمناقشة.
والتبيين الوارد في آية النحل واضح المعنى، ولا إشكال فيه بحمد الله.
وتخطئة الأمة، وادعاء أنها استمرت على الخطأ مئات السنين لا يليق بي ولا بك أن ندعيه لمجرد رأي رأيناه، أو نتيجة توصلنا إليها.
والمجال مفتوح للبحث والنظر والمناقشة، ولكن حتى لا يخرج موضوعي هذا عن مساره طلبت منك تحويله هناك، أو فتح موضوع آخر بطريقة مناسبة.
وتقبل تحيتي.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:13 م]ـ
يا أخي الحبيب
"هاتها من الآخر" يعني أعطنا النتيجة التي توصلت إليها، ثم اذكر الحجج والأدلة عليها بدلاً من الإكثار من الأسئلة.
وبعد ذلك ننظر فيما توصلت إليه ونناقشك إذا كان هناك مجال للمناقشة.
والتبيين الوارد في آية النحل واضح المعنى، ولا إشكال فيه بحمد الله.
وتخطئة الأمة، وادعاء أنها استمرت على الخطأ مئات السنين لا يليق بي ولا بك أن ندعيه لمجرد رأي رأيناه، أو نتيجة توصلنا إليها.
والمجال مفتوح للبحث والنظر والمناقشة، ولكن حتى لا يخرج موضوعي هذا عن مساره طلبت منك تحويله هناك، أو فتح موضوع آخر بطريقة مناسبة.
وتقبل تحيتي.
سيكون كما تريد باذن الله.(/)
من أول من حذف الأسانيد في التفسير؟
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:23 ص]ـ
أحبتي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بدأت مرحلة حذف الأسانيد في التفسير بعد أن استقل التفسير بالتدوين، ولكن هل يُعرف أول من حذف الأسانيد؟ وهل للطبري دور في ذلك؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:30 م]ـ
- أشهر من عُرف عنه إخلاء تفسيره من الأسانيد بقصد: الإمام الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) , حيث جمعها في أوّل تفسيره.
- أمّا الإمام الطبري فيروي الأقوال بالأسانيد , ولم يظهر لي علاقته بالموضوع.
- والذي يترجح -عندي- أن التفسير بدأ التدوين فيه مستقلاً.
- وأظن اختصار التفاسير سببٌ ظاهر في ذلك.
- كما أن لظهور تفاسير بعض المبتدعة أثر في ذلك من حيث عدم عنايتهم بالأثر على وجه العموم.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[21 Feb 2010, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا بيان،،
وماذا عن تفسير مقاتل؟؟
ـ[فجر جديد]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:18 م]ـ
مقاتل بن سليمان هو أول من حذف الأسانيد.
والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Feb 2010, 09:21 م]ـ
قبله السدي (ت: 128) / ومقاتل (ت: 150).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2010, 09:28 م]ـ
حذف الثعلبي لأسانيده كان منهجاً مقصوداً , أمّا غيره فربما أسند وربما ترك , ولا أدري هل نص مقاتل أو غيره على ذلك كما فعل الثعلبي؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Feb 2010, 09:48 م]ـ
نعم، مقاتل نص على منهجه في المقدمة، ففيها: (( ... عن مقاتل بن سليمان، عن ثلاثسن رجلاً؛ منهم اثني عشر من التابعين، منهم من زاد على صاحبه الحرف، ومنهم من وافق صاحبه في التفسير)). ثم عدَّ رجاله هؤلاء، ثم جاء بعد ذلك: ((ومن بعد هؤلاء قتادة ونظراؤه حتى ألَّفت الكتاب)).
وهو لا يذكر من ينقل عنهم في كتابه، لذا كان العلماء ينسبونه إليه، ولا يقولون: (روى مقاتل)، فهو أشبه بالانتخاب، والله أعلم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:24 م]ـ
لعلك تستفيد في هذا من كتاب الشيخ عبد العزيز الطريفي أسانيد التفسير.
والكتاب في المرفقات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Feb 2010, 05:27 م]ـ
أخي يزيد
سؤالكم: (وهل للطبري دور في ذلك؟).
أقول: ليس للطبري أي دور في حذف الأسانيد، بل كان على العكس من ذلك، كان حريصًا على ذكر الإسناد، وتكرير المرويات بأسانيد مختلفة، حتى لو كان شيخه، فيرويه مرة عن شيخ ومرة عن شيخ آخر له.
والذي كان عصريَّه، وكان يحذف الإسناد هو ابن أبي حاتم (ت: 327).
ويمكن ترتيب الحاذفين للإسناد تاريخيًّا:
السدي (ت: 127).
مقاتل بن سليمان (ت: 150).
يحيى بن سلاَّم البصري (ت: 200).
ابن أبي حاتم (ت: 327).
الثعلبي (ت: 427).(/)
الحروف المقطعة بين الشوكاني والزمخشري والطبري
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:07 م]ـ
أورد الشوكاني رحمه الله تعالى أقوال المفسرين في الحروف المقطعة فقال في أول تفسير سورة البقرة من تفسيره:
" {الم}
قال القرطبي في تفسيره: اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السور، فقال الشعبي، وسفيان الثوري، وجماعة من المحدثين: هي: سرّ الله في القرآن، ولله في كل كتاب من كتبه سرّ، فهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا نحبّ أن نتكلم فيها، ولكن نؤمن بها، وتُمَرُّ كما جاءت، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق، وعليّ ابن أبي طالب، قال: وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر، وعثمان، وابن مسعود، أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر، وقال أبو حاتم: لم نجد الحروف في القرآن إلا في أوائل السور، ولا ندري ما أراد الله عزّ وجل.
وقال: جمع من العلماء كثير: بل نحبّ أن نتكلم فيها، ونلتمس الفوائد التي تحتها، والمعاني التي تتخرج عليها. واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة، فروي عن ابن عباس، وعليّ أيضاً أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها.
وقال قُطْرُب، والفراء، وغيرهما: هي: إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحدّاهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي: التي بناء كلامهم عليها؛ ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم.
قال قطرب: كانوا ينفرون عند استماع القرآن، فلما نزل {الم،} و {المص} استنكروا هذا اللفظ، فلما أنصتوا له صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف؛ ليثبته في أسماعهم، وآذانهم، ويقيم الحجة عليهم.
وقال قوم: روي أن المشركين لما أعرضوا عن القرآن بمكة قالوا {وَقَالُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرءان والغوا فِيهِ} [فصلت: 26] فأنزلها استغربوها، فيفتحون أسماعهم، فيسمعون القرآن بعدها، فتجب عليهم الحجة.
وقال جماعة: هي حروف دالة على أسماء أخذت منها، وحذفت بقيتها، كقول ابن عباس، وغيره الألف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد. وذهب إلى هذا الزجاج، فقال: وذهبوا إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معناه!. وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة كقوله:
فقلت لها قفى، فقالت قاف: أي وقفت. وفي الحديث: «من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة» قال شقيق: هو أن يقول فقرة في اقتل: اق، كما قال صلى الله عليه وسلم «كفى بالسيف شا» أي شافياً، وفي نسخة شاهداً.
وقال زيد بن أسلم: هي أسماء للسور.
وقال الكلبي: هي أقسام أقسم الله بها لشرفها وفضلها وهي من أسمائه."
كلام الزمخشري رحمه الله على الحروف المقطعة:
قال الشوكاني:
"ومن أدقّ ما أبرزه المتكلمون في معاني هذه الحروف ما ذكره الزمخشري في الكشاف، فإنه قال: وأعلم أنك إذا تأملت ما أورده الله عزّ سلطانه في الفواتح من هذه الأسماء وجدتها نصف أسامي حروف المعجم أربعة عشر سواء: وهي الألف، واللام، والميم، والصاد، والراء، والكاف، والهاء، والياء، والعين، والطاء، والسين، والحاء، والقاف، والنون في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم، ثم إذا نظرت في هذه الأربعة عشر، وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف.
بيان ذلك أن فيها من المهموسة نصفها: الصاد، والكاف، والهاء، والسين، والحاء.
ومن المجهورة نصفها الألف، واللام، والميم، والراء، والعين، والطاء، والقاف، والياء، والنون.
ومن الشديدة نصفها: الألف، والكاف، والطاء، والقاف، ومن الرخوة نصفها: اللام، والميم، والراء، والصاد، والهاء، والعين، والسين، والحاء، والياء، والنون.
ومن المطبقة نصفها: الصاد، والطاء.
ومن المنفتحة نصفها: الألف، واللام، والميم، والراء، والكاف، والهاء، والعين، والسين، والحاء، والقاف، والياء، والنون.
ومن المستعلية نصفها: القاف، والصاد، والطاء.
ومن المنخفضة نصفها: الألف واللام والميم، والراء، والكاف، والهاء، والتاء، والعين، والسين، والحاء، والنون.
ومن حروف القلقة نصفها: القاف، والطاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إذا استقريت الكلم، وتراكيبها رأيت الحروف التي ألغى الله ذكرها من هذه الأجناس المعدودة مكنوزة بالمذكورة منها، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته، وقد علمت أن معظم الشيء وجُلَّه ينزل منزلة كله، وهو المطابق للطائف التنزيل، واختصاراته، فكأن الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم، وإلزام الحجة إياهم، وما يدل على أنه تعمد بالذكر من حروف المعجم أكثرها، وقوعاً في تراكيب الكلم، أن الألف، واللام لما تكاثر، وقوعهما فيها جاءتا في معظم هذه الفواتح مكررتين، وهي فواتح سورة البقرة، وآل عمران، والروم، والعنكبوت، ولقمان، والسجدة، والأعراف، والرعد، ويونس، وإبراهيم، وهود، ويوسف، والحجر. انتهى."
رأي الشوكاني رحمه الله تعالى في كلام الزمخشري رحمه الله:
"وأقول: هذا التدقيق لا يأتي بفائدة يعتدّ بها، وبيانه أنه إذا كان المراد منه إلزام الحجة، والتبكيت كما قال، فهذا متيسر بأن يقال لهم: هذا القرآن هو من الحروف التي تتكلمون بها ليس هو من حروف مغايرة لها، فيكون هذا تبكيتاً، وإلزاماً يفهمه كل سامع منهم من دون إلغاز، وتعمية، وتفريق لهذه الحروف، في فواتح تسع وعشرين سورة، فإن هذا مع ما فيه من التطويل الذي لا يستوفيه سامعه إلا بسماع جميع هذه الفواتح، هو أيضاً مما لا يفهمه أحد من السامعين، ولا يتعقل شيئاً منه فضلاً عن أن يكون تبكيتاً له وإلزاماً للحجة أياً كان، فإن ذلك هو أمر وراء الفهم مترتب عليه، ولم يفهم السامع هذا، ولا ذكر أهل العلم عن فرد من أفراد الجاهلية الذين وقع التحدي لهم بالقرآن، أنه بلغ فهمه إلى بعض هذا فضلاً عن كله.
ثم كون هذه الحروف مشتملة على النصف من جميع الحروف التي تركبت لغة العرب منها، وذلك النصف مشتمل على أنصاف تلك الأنواع من الحروف المتصفة بتلك الأوصاف هو أمر لا يتعلق به فائدة لجاهلي، ولا إسلامي، ولا مقرّ، ولا منكر، ولا مسلم، ولا معارض، ولا يصح أن يكون مقصداً من مقاصد الرّب سبحانه، الذي أنزل كتابه للإرشاد إلى شرائعه، والهداية به.
وهب أن هذه صناعة عجيبة، ونكتة غريبة، فليس ذلك مما يتصف بفصاحة، ولا بلاغة حتى يكون مفيداً أنه كلام بليغ، أو فصيح، وذلك لأن هذه الحروف الواقعة في الفواتح ليست من جنس كلام العرب حتى يتصف بهذين الوصفين، وغاية ما هناك أنها من جنس حروف كلامهم، ولا مدخل لذلك فيما ذكر.
وأيضاً لو فرض أنها كلمات متركبة بتقدير شيء قبلها، أو بعدها لم يصح وصفها بذلك، لأنها تعمية غير مفهومة للسامع إلا بأن يأتي من يريد بيانها بمثل ما يأتي به من أراد بيان الألغاز، والتعمية، وليس ذلك من الفصاحة، والبلاغة في ورد، ولا صدر بل من عكسهما، وضد رسمهما."
رأي الشوكاني في من تكلم في معاني الحروف المقطعة عموما:
"وإذا عرفت هذا، فاعلم أن من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازماً بأن ذلك هو ما أراده الله عزّ وجل، فقد غلط أقبح الغلط، وركب في فهمه ودعواه أعظم الشطط."
تعليل الشوكاني رحمه الله تعالى لحكمه السابق:
"فإنه إن كان تفسيره لها بما فسرها به راجعاً إلى لغة العرب، وعلومها فهو كذب بحت، فإن العرب لم يتكلموا بشيء من ذلك، وإذا سمعه السامع منهم كان معدوداً عنده من الرَّطَانة، ولا ينافي ذلك أنهم قد يقتصرون على أحرف، أو حروف من الكلمة التي يريدون النطق بها، فإنهم لم يفعلوا ذلك إلا بعد أن تقدمه ما يدل عليه، ويفيد معناه، بحيث لا يلتبس على سامعه كمثل ما تقدم ذكره. ومن هذا القبيل ما يقع منهم من الترخيم، وأين هذه الفواتح الواقعة في أوائل السور من هذا؟ وإذا تقرر لك أنه لا يمكن استفادة ما ادّعوه من لغة العرب، وعلومها لم يبق حينئذ إلا أحد أمرين:
الأوّل: التفسير بمحض الرأي الذي ورد النهي عنه، والوعيد عليه، وأهل العلم أحق الناس بتجنبه، والصدّ عنه، والتنكُّب عن طريقه، وهم أتقى لله سبحانه من أن يجعلوا كتاب الله سبحانه ملعبةً لهم يتلاعبون به، ويضعون حماقات أنظارهم، وخُزَعْبَلات أفكارهم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: التفسير بتوقيف عن صاحب الشرع، وهذا هو المهيع الواضح، والسبيل القويم، بل الجادة التي ما سواها مردوم، والطريقة العامرة التي ما عداها معدوم، فمن وجد شيئاً من هذا، فغير ملوم أن يقول بملء فيه، ويتكلم بما وصل إليه علمه، ومن لم يبلغه شيء من ذلك فليقل لا أدري، أو الله أعلم بمراده، فقد ثبت النهي عن طلب فهم المتشابه، ومحاولة الوقوف على علمه مع كونه ألفاظاً عربية، وتراكيب مفهومة، وقد جعل الله تتبع ذلك صنيع الذين في قلوبهم زيغ، فكيف بما نحن بصدده؟ فإنه ينبغي أن يقال فيه إنه متشابه المتشابه على فرض أن للفهم إليه سبيلاً، ولكلام العرب فيه مدخلاً، فكيف وهو خارج عن ذلك على كل تقدير."
الشوكاني وفهم اليهود للحروف المقطعة:
" وانظر كيف فهم اليهود عند سماع {ألم} فإنهم لما لم يجدوها على نمط لغة العرب فهموا أن الحروف المذكورة رمز إلى ما يصطلحون عليه من العدد الذي يجعلونه لها، كما أخرج ابن إسحاق، والبخاري في تاريخه، وابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس، عن جابر بن عبد الله قال: «مرّ أبو ياسر بن أخْطَبَ في رجالٍ من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة {الم * ذلك الكتاب لاَ رَيْبَ} فأتى أخاه حُيَيَّ بن أخطب في رجال من اليهود فقال: تعلمون، والله لقد سمعت محمداً يتلو فيما أنزل عليه {آلم. ذلك الكتاب}، فقال: أنت سمعته؟ فقال نعم، فمشى حُيَيَّ في أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد ألم تذكر أنك تتلو، فيما أنزل عليك {الم * ذلك الكتاب} قال " بلى "، قالوا: أجاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال " نعم " قالوا: لقد بعث الله قبلك الأنبياء ما نعلمه بيَّن لنبي منهم ما مدّة ملكه، وما أجَلُ أمته غيرك، فقال حُيَيُّ بن أخطب: وأقبل على من كان معه الألف، واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى، وسبعون سنة، أفتدخلون في دين نبيّ إنما مدّة ملكه، وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟ ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال " نعم "، قال: وما ذاك؟ قال " {المصا} "، قال: هذه أثقل، وأطول الألف، واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون ومائة سنة، هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال " نعم "، قال: وما ذاك؟ قال " {الر} " قال: هذه أثقل، وأطول الألف، واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، هذه إحدى وثلاثون سنة ومائتان، فهل مع هذا غيره؟ قال: " نعم: {المر} " قال: فهذه أثقل، وأطول الألف، واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان، ثم قال: لقد لُبِّس علينا أمرك يا مُحمدُ حتى ما ندري قليلاً أعطيت أم كثيراً، ثم قاموا، فقال أبو ياسر لأخيه حُييّ، ومن معه من الأحبار: ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله إحدى وسبعون وإحدى وستون ومائة وإحدى وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة، فقالوا: لقد تشابه علينا أمره، فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم: {هُوَ الذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتُ} [آل عمران: 7]
فانظر ما بلغت إليه أفهامهم من هذا الأمر المختص بهم من عدد الحروف، مع كونه ليس من لغة العرب في شيء، وتأمل أيّ موضع أحق بالبيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموضع، فإن هؤلاء الملاعين قد جعلوا ما فهموه عند سماع {الم * ذلك الكتاب} من ذلك العدد موجباً للتثبيط عن الإجابة له، والدخول في شريعته، فلو كان لذلك معنى يعقل، ومدلولٌ يفهم، لدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظنوه بادىء بدء حتى لا يأثر عنه ما جاءوا به من التشكيك على من معهم."
المروي عن رسول الله في الحروف المقطعة:
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في شيء من معانيها، بل غاية ما ثبت عنه هو مجرد عدد حروفها، فأخرج البخاري في تاريخه، والترمذي وصححه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وله طرق عن ابن مسعود. وأخرج ابن أبي شيبة، والبزار بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه مرفوعاً."
المروي عن الصحابة في الحروف المقطعة:
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل روي عن الصحابة شيء من ذلك بإسناد متصل بقائله أم ليس إلا ما تقدم من حكاية القرطبي عن ابن عباس وعليّ؟
قلت: قد روى ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود أنه قال: {آلم} أحرف اشتقت من حروف اسم الله.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {آلم}، و {حم}، و {ن} قال: اسم مقطع.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب الأسماء عن ابن عباس أيضاً في قوله: {الم}، {والمصا}، {وآلر}،، و {المر} و {كهعيصا}، و {وطه}، و {طسما}، و {وطس} و {ويس}، و {وص}، و {وحم}، و {تَعْمَلُونَ ق}، و {ن}، قال: هو قسم أقسمه الله، وهو: من أسماء الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {آلم} قال: هي: اسم الله الأعظم.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله {آلم} قال: ألف مفتاح اسمه الله، ولام مفتاح اسمه لطيف وميم مفتاح اسمه مجيد.
وقد روي نحو هذه التفاسير عن جماعة من التابعين فيهم عكرمة والشعبي والسُّدِّي وقتادة ومجاهد والحسن."
هل يذهب إلى شيء من أقوال الصحابة في الحروف المقطعة؟
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل يجوز الاقتداء بأحد من الصحابة قال في تفسير شيء من هذه الفواتح قولاً صح إسناده إليه.؟
قلت: لا لما قدمنا، إلا أن يعلم أنه قال ذلك عن علم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على أنه يمكن أن يذهب بعض الصحابة إلى تفسير بعض المتشابه، كما نجده كثيراً في تفاسيرهم المنقولة عنهم ويجعل هذه الفواتح من جملة المتشابه،
ثم ها هنا مانع آخر، وهو أن المروي عن الصحابة في هذا مختلف متناقض فإن عملنا بما قاله أحدهم دون الآخر كان تحكماً لا وجه له، وإن عملنا بالجميع كان عملاً بما هو مختلف متناقض، ولا يجوز.
ثم ها هنا مانع غير هذا المانع، وهو أنه لو كان شيء مما قالوه مأخوذاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتفقوا عليه ولم يختلفوا كسائر ما هو مأخوذعنه، فلما اختلفوا في هذا علمنا أنه لم يكن مأخوذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لو كان عندهم شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لما تركوا حكايته عنه ورفعه إليه، لا سيما عند اختلافهم واضطراب أقوالهم في مثل هذا الكلام الذي لا مجال للغة العرب فيه ولا مدخل لها. ."
اختيار الشوكاني رحمه الله تعالى:
"والذي أراه لنفسي ولكل من أحبّ السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله عزّ وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا، وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه، وسيأتي لنا عند تفسير قوله تعالى: {مِنْهُ آيات محكمات هُنَّ أُمُّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهات} [آل عمران: 7] كلام طويل الذيول، وتحقيق تقبله صحيحات الأفهام وسليمات العقول."
خلاصة الموضوع:
المروي عن الصحابة:
القول الأول:
أنها من المتشابه: مروى عن الصديق وعمر وعثمان وبن مسعود وعلي بن أبي طالب.
القول الثاني:
فروي عن ابن عباس، وعليّ أيضاً أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه منها.
عن ابن عباس، قال: هو قَسَم أقسمَ الله به، وهو من أسماء الله.
عن ابن عباس:"ألم" قال: أنا الله أعلم
المروي عن التابعين:
الشعبي، وسفيان الثوري، ,وأبي حاتم وجماعة من المحدثين من المتشابه الذي يرد علمه إلى الله.
عن مجاهد، قال:"ألم"، اسم من أسماء القرآن.
عن ابن جُريج، قال:"ألم"، اسم من أسماء القرآن.
عن مجاهد، قال:"ألم"، فواتح يفتح الله بها القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
زيد بن أسلم، عن قول الله:"ألم ذلك الكتاب" و"ألم تَنزيل"، و"ألمر تلك"، فقال: قال أبي: إنما هي أسماء السُّوَر.
عن الشعبي قال: فواتح السور من أسماء الله.
عن عكرمة، قال:"ألم"، قسم
عن سعيد بن جبير، قال: قوله:"ألم"، قال: أنا الله أعلم.
عن الربيع بن أنس، في قول الله تعالى ذكره:"ألم"، قال: هذه الأحرف، من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسُن كلها. ليس منها حرف إلا وهو مِفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبَلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدّةِ قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم:"وعجيب ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون؟ ". قال: الألف: مفتاح اسمه:"الله"، واللام: مفتاح اسمه:"لطيف"، والميم: مفتاح اسمه:"مجيد". والألف آلاء الله، واللام لطفه، والميم: مجده. الألف سنةٌ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة.
كل الأقوال السابقة عن الصحابة والتابعين ذكرها الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره.
السؤال:
حيث إنه لم يصح فيها شيء مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق لنا إلا النظر في أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وما ورد عن الصحابة محصور في الخلفاء الأربعة وبن مسعود وبن عباس.
فإذا صحت النسبة إلى الخلفاء الأربعة وبن مسعود رضي الله عنهما أنها من المتشابه، وصح عن بن عباس ما روي عنه فأيهما يرجح؟
وإذا عجزنا عن الترجيح لعدم وجود المرجح هل نسقط القولين ونجتهد في البحث عن معنى آخر؟
وهل قول الزمخشري رحمه الله تعالى: "فكأن الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم، وإلزام الحجة إياهم" يعتبر قول ثالث خارج عن قولي الصحابة رضي الله عنهما؟
ثم ما رأيكم في اختيار الطبري رحمه الله تعالى:
"وكذلك قول الله جل ثناؤه:"ألم" و"ألر"، و"ألمص" وما أشبه ذلك من حروف المعجم التي هي فواتح أوائل السور، كل حرف منها دالّ على معانٍ شتى، شاملٌ جميعُها من أسماء الله عز وجل وصفاته ما قاله المفسِّرُون من الأقوال التي ذكرناها عنهم. وهنّ، مع ذلك، فواتح السور، كما قاله من قال ذلك.
وليسَ كونُ ذلك من حُروف أسماء الله جل ثناؤه وصفاته، بمانعها أنْ تكون للسُّور فواتح. لأن الله جلّ ثناؤه قد افتتح كثيرًا من سوَر القرآن بالحمد لنفسه والثناء عليها، وكثيرًا منها بتمجيدها وتعظيمها، فغيرُ مستحيل أن يبتدئ بعض ذلك بالقسم بها.
فالتي ابتُدِئ أوائلُها بحُروف المعجم، أحدُ مَعاني أوائلها: أنهنّ فواتحُ ما افتتَح بهنّ من سُور القرآن. وهنّ مما أقسم بهن، لأن أحدَ معانيهن أنّهنّ من حروف أسماء الله تعالى ذكُره وصفاتِه، على ما قدَّمنا البيان عنها، ولا شك في صحة معنى القسَم بالله وأسمائه وصفاته. وهنّ من حروف حساب الجُمَّل. وهنّ للسُّور التي افتتحت بهنّ شعارٌ وأسماء. فذلك يحوى مَعانِيَ جميع ما وصفنا، مما بيَّنا، من وجوهه. لأن الله جلّ ثناؤه لو أراد بذلك، أو بشيء منه، الدلالةَ على معنًى واحد مما يحتمله ذلك، دون سائر المعاني غيره، لأبان ذلك لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إبانةً غيرَ مشكلةٍ. إذْ كان جلّ ثناؤه إنما أنزل كتابه على رسوله صلى الله عليه و سلم ليُبيِّن لهم ما اختلفوا فيه. وفي تركه صلى الله عليه و سلم إبانةَ ذلك -أنه مرادٌ به من وُجوه تأويله البعضُ دون البعض- أوضحُ الدليل على أنه مُرادٌ به جميعُ وجوهه التي هو لها محتمل. إذ لم يكن مستحيلا في العقل وجهٌ منها أن يكون من تأويله ومعناه، كما كان غير مستحيل اجتماعُ المعاني الكثيرة للكلمة الواحدة، باللفظ الواحد، في كلام واحد."
في أي خانة نضعه؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Feb 2010, 04:17 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيراً وفتح لك المغاليق.
هذا موضوع بالغ الأهمية يحتاج إلى تحرير دقيق وتنقيح وتصحيح ونقد للروايات المأثورة والتأويلات الواردة واستخراج مقاصد حكيمة لهذه الأحرف الكريمة ..
وأحسب أن شعار الصحابة في الغزوة (حم لا ينصرون) ينقلنا إلى تفكر عميق في مقاصد هذه الأحرف.
وعندي أسئلة لعل لك جواباً عنها:
هل مجيء الآية المتشابهة يمنع من محاولة فهمها بإرجاعها إلى المحكم البين؟.
ألم يتكلم فيها ابن مسعود وابن عباس وغيرهما .. ألم يستخرج ابن القيم شيئاً من أسرارها في بدائعه؟.
ثم كيف تكون متشابهة على سبيل الدوام .. من غير أن يطلع عليها أحد من الناس؟ .. ومن غير أن يستحث المسلمون هممهم للنظر في حكمها وفوائد ذكرها في فواتح كثير من السور؟ ..
القرآن محكم كله من جهة (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) ..
وهو متشابه كله من جهة ثانية (كتابا متشابهاً مثاني).
ففيه الجهتان معاً؛ بعضه محكم وبعضه متشابه (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات).
أليس هذا يستدعي التفكير والنظر والبحث في عرى المحكم ليقيد بها هذا المتشابه؟ ..
كيف يُسَمّى هذا النوع متشابهاً؟ ولا شبيه له في كلام الناس أبداً؟ .. ثم المتشابه ذو مدلول .. وكيف يتصور مدلول لأحرف غير مركبة في كلمات؟. وقد وصفها النبيء بانها: ألف حرف ولام حرف وميم حرف.
لا أشك أنها كانت معلومة المقصد عند الصحابة.
أما إنها لمعجزة بإعجاز القرآن كله، داخلة في معنى الإعجاز دخول الجزء في الكل .. وكيف لا يكون معجزاً إذا لك يكن معلوماً، وكيف نصل إلى أوجه هذا الإعجاز.
وغني عن البيان أن نقول: إن هذا النظر يجب أن يكون من أهل النظر في التفسير وعلوم الكتاب.
أرجو من فضيلتك أن ترعى هذا الجهد لعل الله يكتب على يديك أمراً من حكمته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:29 م]ـ
عصام غفر الله لي ولك
أريد أن أوقفك أنت وبقية الإخوة في المنتدى على حقيقة وهي:
إنني طويلب علم نسي كثيرا مما تعلم وجئتُ إلى هذا الملتقى لكي لا أنسى ما بقي ولعلي أتذكر بعض ما فات.
فلا تحمل أخاك ما ليس في وسعه.
ومع هذا فقد طرحتَ موضوعا جديرا بالبحث والتقصي، وسأفعل ما في وسعي من باب المراجعة والمذاكرة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:44 م]ـ
عصام غفر الله لي ولك
أريد أن أوقفك أنت وبقية الإخوة في المنتدى على حقيقة وهي:
إنني طويلب علم نسي كثيرا مما تعلم وجئتُ إلى هذا الملتقى لكي لا أنسى ما بقي ولعلي أتذكر بعض ما فات.
فلا تحمل أخاك ما ليس في وسعه.
ومع هذا فقد طرحتَ موضوعا جديرا بالبحث والتقصي، وسأفعل ما في وسعي من باب المراجعة والمذاكرة.
أخي الكريم أبا سعد حفظك الله
إذا كنت أنت طُويلباً فما نكون نحن إذن؟ ..
وكل الخيّرين مع القرآن الكريم طلاب .. فمنهم .. ومنهم .. ومنهم ..
والمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ..
وأسأل الله أن يكون اجتماعنا في هذا المنتدى خيرا لنا وللأمة المهدية الراشدة.
أما بالنسبة إلى الموضوع فأريد أن أتمسك منه بقدر يصلح لأن يكون قابلاً لفهم العربي الخصيم اللدود الذي لم يؤثر عنه أنه أنكر من أمر هذه الأحرف النورانية شيئاً؛ لأني أستبعد أن تكون هذه الأحرف غير قابلة للفهم، كما قد يتبادر من بعض العبارات الواردة في كتب التفسير .. لفهم غير سديد لآثار السلف الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
وإني أنزه كتاب الله تعالى أن تكون فيه كلمات غير مفهومة للبشر كافة جملة وتفصيلاً إلى قيام الساعة ..
إنها تأتي في فواتح ربع سور القرآن!!.
والحاجة ماسة إلى التفهم.
وفقك الله تعالى ووفقنا جميعاً إلى فهم كتابه وتحري الحق أين كان والعمل به ..
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:00 م]ـ
وأتوجه بسؤال قد يفتح أسباب النقاش في هذا العلم الشريف.
هل الحروف المقطعة من المحكم أم هي من المتشابه؟
وإذا رأيت أن تجعله في مشاركة مستقلة فلك ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 08:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد وصف الله تعالى كتابه بأنه كتاب محكم فقال:
(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود (1)
ووصفه بأنه متشابه فقال:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
وفي سورة آل عمران ذكر أن منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه، فقال:
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة آل عمران (7)
وحتى ندخل إلى المسألة المطروحة على بصيرة يجب أن نقرر بعض الحقائق ونجيب على بعض الأسئلة:
فأما الأسئلة فهي:
ما معنى كون القرآن كله محكماً؟
وما معنى كونه كله متشابها؟
وأما الحقائق فهي:
أن من القرآن آيات محكمات.
وأن منه آيات متشابهات.
وأن كلاً من المحكم والمتشابه معلوم معروف بدليل أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويذهبون إلى المتشابه.
وأن العلة في ذم متتبع المتشابه أمران:
ابتغاء الفتنة
وابتغاء التأويل
ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى معرفة المقصود بالمحكم والمتشابه والفتنة والتأويل حتى نتجنب طريق أهل الزيغ ونسلك طريق الراسخين في العلم الذين امتدحهم الله تبارك وتعالى.
ومعرفة ما سبق يتوقف على تدبر كتاب الله كما أمر والنظر في أقوال أهل العلم، ومن أخلص النية وبذل الوسع على بصيرة بلغه الله مراده:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ))
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 09:26 م]ـ
قال تعالى:
(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود (1)
قال الطبري رحمه الله تعالى:
"وأولى القولين في ذلك بالصواب، قولُ من قال: معناه: أحكم الله آياته من الدَّخَل والخَلَل والباطل، ثم فصَّلها بالأمر والنهي."
وقال بن كثير رحمه الله:
أي: هي محكمة في لفظها، مفصلة في معناها، فهو كامل صورة ومعنى.
وقال البغوي رحمه الله تعالى:
" {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} قال ابن عباس: لم ينسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع به، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بُيِّنَتْ بالأحكام والحلال والحرام. وقال الحسن: أحكمت بالأمر والنهي، ثم فُصِّلَتْ بالوعد والوعيد. قال قتادة: أحكمت أحكمها الله فليس فيها اختلاف ولا تناقض وقال مجاهد: فُصِّلت أي: فُسِّرت. وقيل: فصلت أي: أنزلت شيئا فشيئًا."
وقد ذكر بن الجوزي خمسة أقوال في معنى الآية:
أحدها: أُحكمت فما تُنسخُ بكتاب كما نُسخت الكتب والشرائع، قاله ابن عباس، واختاره ابن قتيبة.
والثاني: أُحكمت بالأمر والنهي، قاله الحسن، وأبو العالية.
والثالث: أُحكمت عن الباطل، أي: مُنعت، قاله قتادة، ومقاتل.
والرابع: أُحكمت بمعنى جُمعت، قاله ابن زيد.
والخامس: أنه إِعجاز النظم والبلاغة وتضمين الحِكَم المعجزة.
ونجد الرازي في مفاتيح الغيب يذكر أكثر من وجه في معنى الإحكام:
"الأول: نظمت نظماً رصيفاً محكماً لا يقع فيه نقص ولا خلل، كالبناء المحكم المرصف.
الثاني: أن الإحكام عبارة عن منع الفساد من الشيء. فقوله: {أحكمت آياته} أي لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع بها.واعلم أن على هذا الوجه لا يكون كل الكتاب محكماً، لأنه حصل فيه آيات منسوخة، إلا أنه لما كان الغالب كذلك صح إطلاق هذا الوصف عليه إجراء للحكم الثابت في الغالب مجرى الحكم الثابت في الكل.
الثالث: أي جعلت حكيمة.
الرابع: جعلت آياته محكمة في أمور:
أحدها: أن معاني هذا الكتاب هي التوحيد، والعدل، والنبوة، والمعاد، وهذه المعاني لا تقبل النسخ، فهي في غاية الإحكام.
وثانيها: أن الآيات الواردة فيه غير متناقضة، والتناقض ضد الإحكام فإذا خلت آياته عن التناقض فقد حصل الإحكام.
وثالثها: أن ألفاظ هذه الآيات بلغت في الفصاحة والجزالة إلى حيث لا تقبل المعارضة، وهذا أيضاً مشعر بالقوة والإحكام.
ورابعها: أن العلوم الدينية إما نظرية وإما عملية. أما النظرية فهي معرفة الإله تعالى ومعرفة الملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، وهذا الكتاب مشتمل على شرائف هذه العلوم ولطائفها، وأما العملية فهي إما أن تكون عبارة عن تهذيب الأعمال الظاهرة وهو الفقه، أو عن تهذيب الأحوال الباطنة وهي علم التصفية ورياضة النفس، ولا نجد كتاباً في العالم يساوي هذا الكتاب في هذه المطالب، فثبت أن هذا الكتاب مشتمل على أشرف المطالب الروحانية وأعلى المباحث الإلهية، فكان كتاباً محكماً غير قابل للنقض والهدم."
والخلاصة في معنى الإحكام العام هو:
أن القرآن محكم الآيات في ألفاظه ومعانيه بحيث لا يتطرق إليه الخلل ولا الباطل لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Feb 2010, 12:21 ص]ـ
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
قال الطبري في معنى قوله " مُتَشَابِهًا":
"يشبه بعضه بعضا، لا اختلاف فيه، ولا تضادّ."
وقال بن الجوزي:
" فيه قولان:
أحدهما: أن بَعْضهُ يشْبِه بَعْضاً في الآي والحروف، فالآية تُشْبِه الآية، والكَلِمَة تُشْبِه الكَلِمة، والحَرْفُ يُشْبِه الحَرْفَ.
والثاني: أن بَعْضَه يصدِّق بَعْضاً، فليس فيه اختلاف ولا تناقض."
وقال الشوكاني:
"يشبه بعضه بعضاً في الحسن، والأحكام، وصحة المعاني، وقوة المباني، وبلوغه إلى أعلى درجات البلاغة."
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الرازي:
"وأما كونه كله متشابهاً كما في هذه الآية، فقال ابن عباس: معناه أنه يشبه بعضه بعضاً، وأقول هذا التشابه يحصل في أمور أحدها: أن الكاتب البليغ إذا كتب كتاباً طويلاً، فإنه يكون بعض كلماته فصيحاً، ويكون البعض غير فصيح، والقرآن يخالف ذلك فإنه فصيح كامل الفصاحة بجميع أجزائه وثانيها: أن الفصيح إذا كتب كتاباً في واقعة بألفاظ فصيحة فلو كتب كتاباً آخر في غير تلك الواقعة كان الغالب أن كلامه في الكتاب الثاني غير كلامه في الكتاب الأول، والله تعالى حكى قصة موسى عليه السلام في مواضع كثيرة من القرآن وكلها متساوية متشابهة في الفصاحة وثالثها: أن كل ما فيه من الآيات والبيانات فإنه يقوي بعضها بعضاً ويؤكد بعضها بعضاً ورابعها: أن هذه الأنواع الكثيرة من العلوم التي عددناها متشابهة متشاركة في أن المقصود منها بأسرها الدعوة إلى الدين وتقرير عظمة الله، ولذلك فإنك لا ترى قصة من القصص إلا ويكون محصلها المقصود الذي ذكرناه، فهذا هو المراد من كونه متشابهاً، والله الهادي."
وقال الطاهر بن عاشور:
" الصفة الثالثة: أنه متشابه، أي متشابهة أجزاؤه متماثلة في فصاحة ألفاظها وشرف معانيها، فهي متكافئة في الشرف والحسن وهذا كما قالوا: امرأة متناصفة الحسن، أي أنصفَتْ صفاتُها بعضُها بعضاً فلم يزد بعضها على بعض، قال ابن هرمة:
إني غَرِضْتُ إلى تناصف وجهها ... غَرَض المحب إلى الحبيب الغائب
ومنه: قولهم وجه مقسّم، أي متماثل الحسن، كأن أجزاءه تقاسمت الحسن وتعادلته، قال أرقم بن عِلباء اليَشكُري:
: ... ويوماً توافينا بوجه مقسَّم
كأنْ ظبيةٌ تعطو إلى وَارِق السَّلَمْ ... أي بوجه قسّم الحسن على أجزائه أقساماً.
فمعانيه متشابهة في صحتها وأحكامها وابتنائها على الحق والصدق ومصادفة المحزّ من الحجة وتبكيت الخصوم وكونها صلاحاً للناس وهدى. وألفاظه متماثلة في الشرف والفصاحة والإِصابة للأغراض من المعاني بحيث تبلغ ألفاظه ومعانيه أقصى ما تحتمله أشرف لغة للبشر وهي اللغة العربية مفردات ونظماً، وبذلك كان معجزاً لكل بليغ عن أن يأتي بمثله، وفي هذا إشارة إلى أن جميع آيات القرآن بالغ الطرف الأعلى من البلاغة وأنها متساوية في ذلك بحسب ما يقتضيه حال كل آية منها، وأما تفاوتها في كثرة الخصوصيات وقلتها فذلك تابع لاختلاف المقامات ومقتضيات الأحوال، فإن بلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال، والطرف الأعلى من البلاغة هو مطابقة الكلام لجميع ما يقتضيه الحال، فآيات القرآن متماثلة متشابهة في الحسن لدى أهل الذوق من البلغاء بالسليقة أو بالعِلم"
وقال شيخ الإسلام بن تيمة:
"فَالتَّشَابُهُ هُنَا: هُوَ تَمَاثُلُ الْكَلَامِ وَتَنَاسُبُهُ: بِحَيْثُ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا؛ فَإِذَا أَمَرَ بِأَمْرِ لَمْ يَأْمُرْ بِنَقِيضِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ؛ بَلْ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ بِنَظِيرِهِ أَوْ بِمَلْزُومَاتِهِ؛ وَإِذَا نَهَى عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بَلْ يَنْهَى عَنْهُ أَوْ عَنْ نَظِيرِهِ أَوْ عَنْ مَلْزُومَاتِهِ إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَسْخٌ وَكَذَلِكَ إذَا أَخْبَرَ بِثُبُوتِ شَيْءٍ لَمْ يُخْبِرْ بِنَقِيضِ ذَلِكَ بَلْ يُخْبِرُ بِثُبُوتِهِ أَوْ بِثُبُوتِ مَلْزُومَاتِهِ وَإِذَا أَخْبَرَ بِنَفْيِ شَيْءٍ لَمْ يُثْبِتْهُ بَلْ يَنْفِيهِ أَوْ يَنْفِي لَوَازِمَهُ بِخِلَافِ الْقَوْلِ الْمُخْتَلِفِ الَّذِي يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضًا فَيُثْبِتُ الشَّيْءَ تَارَةً وَيَنْفِيهِ أُخْرَى أَوْ يَأْمُرُ بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ فَيَمْدَحُ أَحَدَهُمَا وَيَذُمُّ الْآخَرَ فَالْأَقْوَالُ الْمُخْتَلِفَةُ هُنَا: هِيَ الْمُتَضَادَّةُ. وَالْمُتَشَابِهَةُ: هِيَ الْمُتَوَافِقَةُ وَهَذَا التَّشَابُهُ يَكُونُ فِي الْمَعَانِي وَإِنْ اخْتَلَفَتْ الْأَلْفَاظُ فَإِذَا كَانَتْ الْمَعَانِي يُوَافِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُعَضِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُنَاسِبُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيَشْهَدُ بَعْضُهَا لِبَعْضِ وَيَقْتَضِي بَعْضُهَا بَعْضًا: كَانَ الْكَلَامُ مُتَشَابِهًا؛ بِخِلَافِ الْكَلَامِ الْمُتَنَاقِضِ الَّذِي يُضَادُّ بَعْضُهُ بَعْضًا فَهَذَا التَّشَابُهُ الْعَامُّ: لَا يُنَافِي الْإِحْكَامَ الْعَامَّ بَلْ هُوَ مُصَدِّقٌ لَهُ فَإِنَّ الْكَلَامَ الْمُحْكَمَ الْمُتْقَنَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا لَا يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا"
والخلاصة في معنى التشابه هو ما قاله الشوكاني رحمه الله تعالى:
"يشبه بعضه بعضاً في الحسن، والأحكام، وصحة المعاني، وقوة المباني، وبلوغه إلى أعلى درجات البلاغة."
وبهذا يكون التشابه المراد هنا داخلا في الإحكام الموصوف به القرآن في آية سورة هود وليس وصفا مخالفاً أو مناقضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:05 م]ـ
السؤال:
حيث إنه لم يصح فيها شيء مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق لنا إلا النظر في أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وما ورد عن الصحابة محصور في الخلفاء الأربعة وبن مسعود وبن عباس.
فإذا صحت النسبة إلى الخلفاء الأربعة وبن مسعود رضي الله عنهما أنها من المتشابه، وصح عن بن عباس ما روي عنه فأيهما يرجح؟
وإذا عجزنا عن الترجيح لعدم وجود المرجح هل نسقط القولين ونجتهد في البحث عن معنى آخر؟
وهل قول الزمخشري رحمه الله تعالى: "فكأن الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم، وإلزام الحجة إياهم" يعتبر قول ثالث خارج عن قولي الصحابة رضي الله عنهما؟
ثم ما رأيكم في اختيار الطبري رحمه الله تعالى:
"وكذلك قول الله جل ثناؤه:"ألم" و"ألر"، و"ألمص" وما أشبه ذلك من حروف المعجم التي هي فواتح أوائل السور، كل حرف منها دالّ على معانٍ شتى، شاملٌ جميعُها. . . لأن الله جلّ ثناؤه لو أراد بذلك، أو بشيء منه، الدلالةَ على معنًى واحد مما يحتمله ذلك، دون سائر المعاني غيره، لأبان ذلك لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إبانةً غيرَ مشكلةٍ .. "
في أي خانة نضعه؟
سؤالك هذا أخى الكريم تجد الجواب عنه فيما سطره المفكر الاسلامى الكبير الأستاذ الدكتور محمد عمارة فى كتابه ((شبهات واجابات حول القرآن الكريم)) والصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية بمصر، حيث قال فى صفحة 82 منه وما بعدها ما يلى:
((يظل الباب مفتوحا أمام العقل المتدبر فى أسرار القرآن لاكتشاف وجوه جديدة للاعجاز والاطلاع على أسرار قرآنية لم يعرفها الأقدمون - بمن فيهم الصحابة رضوان الله عليهم - فهذا لا يقدح فى القرآن الكريم، وانما هو الطبيعى مع هذا الكتاب المتنامية أوجه اعجازه، والمتدفقة مستجدات معانيه، والمتوالية كنوز أسراره مع مراحل نمو العقل الانسانى، وتراكم العلوم والمعارف المعينة على اكتشاف أسرار آياته، واشتداد عود الفكر المتدبر لأبعاد هذا القرآن الكريم. ولذلك فان تصور ضرورة معرفة جيل الصحابة بكل أسرار القرآن وعجائبه هو الأمر الغريب. . . بل هو التصور الذى يقدح فى القرآن الكريم!. . . انطلاقا من هذه الحقيقة لا نرى بأسا من فتح أبواب جديدة لفهم الرموز التى جاءت فواتح لبعض سور القرآن الكريم، والتى لم تعد تفسيرات القدماء لها مقنعة للعقل المسلم فى العصر الذى نعيش فيه. . . ان بقاء الباب مفتوحا لاكتشاف المعانى الجديدة والأسرار غير المسبوقة لهذه الحروف والرموز هو الطبيعى، فنحن أمام كتاب لا تنقضى عجائبه ولا تنفد مكتشفات أسراره، ولسنا أمام نص قد طوت الأفهام - حتى ولو كانت أفهام الصحابة - كل أسراره ومعانيه ومراميه)) انتهى الاقتباس من الكتاب المذكور
وتعليقى عليه كالتالى: كلام فى منتهى الأهمية وقول سديد تماما من الأستاذ الدكتور محمد عمارة
ومن جانبى فاننى لست فقط أوافقه كل الموافقة، وانما أنا قد عاينت صدق كلامه وتيقنت من صوابه وصحته عين اليقين، والسبب سوف نعرفه فى مشاركة قادمة باذن الله تعالى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(تابع ما سبق):
هذا بلاغ للناس
تفسير الحروف المقطعة (معانيها الخفية) واعجازها العظيم المذهل الذى يأخذ بألباب المؤمنين ويبهت الكافرين ويخرس ألسنة المرتابين والمبطلين. . .
كل هذا وذاك تجدونه مع العبد الفقير الذى لن يستطيع أبدا أن يوفى هذه النعمة حقها من الشكر للمنعم الوهاب جل وعلا
وقد أعلنت عن هذا مرارا فى هذا الملتقى الكريم ولكن لم أجد أحدا يأخذ هذا الأمر على محمل الجد!!!
فقد ذكرته ذكرا صريحا هنا:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=91892&postcount=10
و كذلك هنا:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=95111&postcount=23
وألمحت اليه هنا:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=90429&postcount=10
وكذلك هنا:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=91888&postcount=87
قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
ويعلم الله وحده كم جاهدت فى هذا السبيل منذ بدأت أخطو فيه قبل نحو تسعة عشر عاما وحتى ألقيت بعصا البحث وأنا قرير العين بما توصلت اليه من نتائج مذهلة بحق، وقد صدقنى الله تعالى وعده وهدانى سبله، وله الحمد من قبل ومن بعد
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:06 ص]ـ
أخي الكريم العليمى
موضوعي لم يكتمل بعد
وسأكمله بعد عودة الملتقى
إن شاء الله تعالى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:15 ص]ـ
أخي الكريم العليمى
موضوعي لم يكتمل بعد
وسأكمله بعد عودة الملتقى إن شاء الله تعالى
ان شاء الله تعالى
وفقك الله وسددك، ولكل مجتهد نصيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:10 ص]ـ
الأخوان الفاضلان ..
العليمي ببحثه القديم ..
والغامدي ببحثه الجديد ..
نحن بالانتظار!! ..(/)
قول الآمام أحمد رحمه الله "إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيها إمام"
ـ[فيوض]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وقعت عيني على أثر عن الآمام أحمد رحمه الله يوصي
عبد الرحمن بن ميمون: "إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيها إمام"
فهل هذا تاديب وتوجيه .. ؟
وهل قال بها أحد غيره رحمه الله؟
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:02 م]ـ
سؤالك هنا أردتي به جمع أقوال باقي الائمه في هذا الباب ..
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:09 م]ـ
ارجعي الى مناظرة ابي حسان مع ابي بيان ستجدين ما ينفعك بهذا الباب
ـ[فيوض]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:34 م]ـ
نعم بارك الله فيك ..
أريد جمع أقوال الأئمة لأن الحال توجب هذا فكل من خطى خطوة في العلم شذ وتفرد وأفتى!!
وآخرهم أفتى بجواز نزع الحجاب في الحرم .. !!(/)
هذه سور القرآن، وهذه أعداد آياتها
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Feb 2010, 10:36 م]ـ
أذكركم أيها الأفاضل بالآية رقم 31 الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 ..
والآن، لنتدبر هذه القسمة لسور القرآن الكريم:
إذا اتخذنا من العدد 31 محورا لقياس أعداد الآيات في سور القرآن، سنجدها على النحو التالي:
-عدد السور التي عدد الآيات في كل منها يزيد على 31 آية هو 62 سورة، أي 2 × 31.
-عدد السور التي عدد الآيات في كل منها 31 آية فأقل هو 52 سورة، أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (4 × 13) معكوس العدد 31.
- فإذا اتخذنا من العدد 13 (معكوس العدد 31) محورا لقياس أعداد الآيات في سور القرآن، سنجد أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 13 آية هو 26 أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (2× 13)،
وبما أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 31 هو 62 (2 × 31)، فهذا يعني أن عدد السور الباقية هو 26 (2 × 13) وأن عدد الآيات في كل منها من13 - 31.
وبناء عليه؛ فسور القرآن ثلاث مجموعات:
1 - 62 سورة (2 × 31) عدد الآيات في كل منها أكثر من31.
2 - 26 سورة (2× 13) عدد الآيات في كل منها أقل من 13.
3 - 26 سورة (2× 13) عدد الآيات في كل منها من 13 - 31.
ما دلالة هذه الأرقام؟
لغة الأرقام تقول: أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة آية آية، مواقعها محددة وفق نظام، كلماتها محسوبة، حروفها محسوبة ..
لغة الأرقام هنا لا تكذب، ولا تنقضها معارضة المعارضين، ذلك أنها الحقيقة الموجودة في المصحف الذي بين أيدينا ..
ليس هذا فقط؟ فرغم أن العدد المذكور موافق للحال الذي عليه المصحف، فهناك ما يكفي من الأدلة عليه.
فهل يجوز التشكيك في هذه الأعداد رغم أنها هي كذلك في المصحف؟ إن معنى هذا أن هناك أعداد أخرى أكثر دقة وانضباطا منها؟ أين هي؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[22 Feb 2010, 12:23 ص]ـ
فهل يجوز التشكيك في هذه الأعداد رغم أنها هي كذلك في المصحف؟
أكيد لا.
لا يجوز التّشكيك فيما فتحه الله عليكم من هذا العلم المعاصر المذهل بحقّ -حفظكم الله ورعاكم- وأتمّ عليكم فضله ونعمه، وهنيئاً لكم ما تكتشفونه منه.
سبحان منزّل كتابه!
سبحان مرتّب كتابه!
سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم!
والله إنّني لمبهور بهذا الذي أقرؤه وأعجب ممّن لا يصل إليه؛ بل من لا يلتفت إليه؛ ولكن سبحان من يمتلك الأقفال ومفاتيحها!
وسبحان من يهب ما يشاء لمن يشاء وقتما يشاء!
ـ[كامل]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:45 ص]ـ
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات، فهلا طبق الأخ الكريم قواعده القيمة على هذه الآية
(كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ودمتم سالميييين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:38 ص]ـ
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات، فهلا طبق الأخ الكريم قواعده القيمة على هذه الآية
(كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ودمتم سالميييين
حينما قرات السطر الأول ظننت أن صاحب المداخلة طالب في المرحلة الأساسية، وكنت سأهملها،ولكنني فوجئت بالتوقيع: محاضر في جامعة ...
فهلا أعدت كتابة مداخلتك، وأبنت عما تعنيه ب: ليّ عنق الآيات؟ وعن أي آيات تتحدث؟
وتقول ان لك رد علمي على نظرية الأخ: عن أي نظرية تتحدث؟
ثم يا حبذا أن تخبرنا - انا وأعضاء هذا الملتقى - إلى أن تجهز ردك العلمي (والذي أعدك ان أنسفه لك نسفا) ما الذي فهمته من مشاركتي؟ أم انك لم تفهم شيئا؟
مع احترامي لشخصك الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Feb 2010, 12:17 م]ـ
ومن روائع الترتيب القرآني:
إن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 31 الأولى في ترتيب المصحف، (الفاتحة - لقمان) هو 3503 ..
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 31.
فهو يساوي 113 × 31.
الله أكبر ..
113 × 31!!!!!!!!!
ليس فقط من مضاعفات الرقم 31، بل ومن مضاعفات الرقم 113 ....
وتعيب علي أن أكون متيما بهذا الإعجاز؟! وتقولها بازدراء!!
وكيف لا أكون وقد فهمتُه ..
هل فهمتَ أنت لماذا 31 ولماذا 113؟ أنا فهمت؛ ولهذا تراني الآن خاشعا يكاد يغمى علي .. ولأنك لم تفهم، تظن أنني متيم بالجبر والحساب، أنا متيم بعظمة الترتيب القرآني، .....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2010, 03:14 م]ـ
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات، فهلا طبق الأخ الكريم قواعده القيمة على هذه الآية
(كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ودمتم سالميييين
لعلك تعني الآية 29 سورة (ص) التي أخطأت في نقلها،وهي قوله تعالى:
(كتب أنزلنه إليك مبرك ليدبروا ءايته وليتذكر اولوا الألبب)
بانتظار ردك العلمي، وتوضيح ما نقوم به من ليٍّ أعناق الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2010, 08:20 م]ـ
لعلك تعني الآية 29 سورة (ص) التي أخطأت في نقلها،وهي قوله تعالى:
(كتب أنزلنه إليك مبرك ليدبروا ءايته وليتذكر اولوا الألبب)
بانتظار ردك العلمي، وتوضيح ما نقوم به من ليٍّ أعناق الآيات.
-أول الملاحظات في هذه الآية:
تدعو الآية إلى التدبر،دون أن تحدد لنا جانبا معينا، والحكمة من ذلك في اعتقادي: حتى لا يطلع أحد علينا فيزعم أن التدبر المطلوب هو التدبر في لغة القرآن مثلا، لا يتعدى ذلك، وهو ما وقع فيه البعض ..
- الملاحظة الثانية: لقد جيء بهذه الآية التي تدعو إلى التدبر في سورة (ص) في موقع الترتيب 29. فإذا استجبنا لهذه الدعوة وأحصينا عدد مرات ورود حرف (ص) في سورة (ص) سنجد أنه تكرر 29 مرة .. وهذا رقم آية التدبر.
- فإذا عددنا كلماتها، وجدنا أنها 9 كلمات، وهذا يعني أن مجموع العددين الدالين على رقم الآية وعدد كلماتها هو 38 (9+29) ونجد أن رقم ترتيب سورة (ص) هو 38 ..
- فماذا يعني هذا الترتيب؟ وهل يمكن اكتشافه بغير التدبر؟
أكتفي بهذا القدر، بانتظار الرد العلمي الذي وُعدنا به، عسى أن يكون قريبا.
ـ[ Amara] ــــــــ[24 Feb 2010, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي كامل
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات، فهلا طبق الأخ الكريم قواعده القيمة على هذه الآية
(كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ودمتم سالميييين
أنا يا سيدي لن أسألك عن ما قلت كونه لي للآيات، كونك قلت أنك تجهز للأستاذ ردا بعد لم يتسن لك أن ترسله .. و لكني اسألك عن الفرق بين الحسابات و الجبر و الرياضيات .. ما معنى الحسابات و ما هو الجبر و ما هي الرياضيات؟ أنتظر جوابك
سلمني و سلمكم الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Feb 2010, 03:06 م]ـ
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات، فهلا طبق الأخ الكريم قواعده القيمة على هذه الآية
(كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ودمتم سالميييين
لقد طال انتظارنا أيها الفاضل،فهلا عجلت، ووفيت بوعدك .. فمازال لدي كلام عن العدد 31، أحب أن أهديه إلى أهل هذا الملتقى ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Feb 2010, 08:43 م]ـ
ذكرنا في مشاركة سابقة أن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 31 الأولى في ترتيب المصحف (الفاتحة – لقمان) هو 3503 وهذا العدد هو عبارة عن 113 × 31.
(ورغم أن هذه حقيقة ثابتة في المصحف ولا يجوز إنكارها، ومن السهل التأكد منها، فقد عاب علينا أحدهم ذكرها، ولم ير فيها غير باحث متيم بالأرقام، لاهٍ عن التدبر في آياته! وما علم أن ما أفعله هو " مخّ التدبر "، وهل تأتي هذه الاكتشافات بدون تدبر، أو حتى بالقليل منه؟ لو كان ذلك فلماذا انتظرتني؟ ولماذا لم يسبقني إليها المتدبرون؟)
وعودة إلى موضوعنا:
العدد 113 هو العدد 30 في ترتيب الأعداد الأولية، والعدد 31 هو العدد رقم 11 في ترتيب الأعداد الأولية.
(لا أعتقد أن الذين جمعوا القرآن ورتبوه كانوا على علم بالأعداد الأولية وترتيبها،كانوا على علمٍ بأن ترتيب القرآن قد تمّ بالوحي، وقد بذلوا الجهد في المحافظة على ترتيبه كما علموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتمّ لهم ذلك بتوفيق من الله)
والآن، هلمّوا إلي نتأمل إحدى لطائف الترتيب القرآني في هذه الأعداد الأربعة:
إن مجموع الأعداد الأربعة: 113 و31 و30و11 هو 185، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 37 (5×37).
فإذا بحثنا عن سور القرآن الكريم التي جاءت في ترتيب المصحف في المواقع التي تدل عليها الأعداد الأربعة السابقة، نجد أنها:
السورة رقم 11 هي سورة هود، وعدد آياتها 123.
السورة رقم 30 هي سورة الروم، وعدد آياتها 60.
السورة رقم 31 هي سورة لقمان وعدد آياتها 34.
السورة رقم 113 هي سورة الفلق، وعدد آياتها 5.
ما وجه الإعجاز العددي في أعداد آيات هذه السور؟
إن مجموع أعداد آياتها هو222، وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 37 أيضا؛ فهو يساوي 6×37. وبذلك فالفرق بين مجموع تراتيب السور الأربعة، ومجموع آياتها هو 37. أعداد من الآيات محسوبة، ومواقع ترتيب محددة مدبرة.
إن للأرقام هنا لغة لا تغني عنها لغة الحروف، فهي الأصدق في وصف الترتيب القرآني.
ويخطر بالبال سؤال: ما معنى العدد 37؟ ما السر في تمحور هذه العلاقات حول هذا العدد؟ يتألف العدد 37 من العددين 7و3، ومجموعهما10، فهل يعني ذلك الكمال في العدد؟
أليس هذا ما نلاحظه في قوله تعالى في الآية رقم 196 سورة البقرة؟
(قبل أن تنتقلوا إلى الآية تأملوا العدد 196 وقارنوه بالعدد 114 الذي يساوي 6×19)
(وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب)
فالآية تنص على أن 3 + 7 = 10 كاملة.
ورائعة الإعجاز العددي هنا أن هذه الآية هي الوحيدة من بين آيات القرآن المؤلفة من 73 كلمة. لقد جي ء بها مؤلفة من عدد محدد من الكلمات يتألف من الرقمين 3 و 7 ..
3+7=10.
أفلا يحق لنا أن نقول الله أكبر؟ لمن استكثر علينا هذا ..
ألا يحق لنا أن نتيّم بهذا الإحكام ونعشقه؟ لمن عاب علينا هذا ..
العيب، فيمن لا يرى شيئا، أو لا يريد أن يرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Feb 2010, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب عبد الله جلغوم
ورائعة الإعجاز العددي هنا أن هذه الآية هي الوحيدة من بين آيات القرآن المؤلفة من 73 كلمة. لقد جي ء بها مؤلفة من عدد محدد من الكلمات يتألف من الرقمين 3 و 7 ..
3+7=10.
أفلا يحق لنا أن نقول الله أكبر؟ لمن استكثر علينا هذا ..
ألا يحق لنا أن نتيّم بهذا الإحكام ونعشقه؟ لمن عاب علينا هذا ..
العيب، فيمن لا يرى شيئا، أو لا يريد أن يرى.
بلى والله ..
الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب عبد الله جلغوم
بلى والله ..
الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة و أصيلا
بارك الله بك أخي الحبيب، وأنار بصيرتك، وألهمك السداد في القول والعمل.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:48 م]ـ
................
سورة المدثر هي السورة رقم 74 في ترتيب المصحف، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 37. ومن السهل ملاحظة أن عدد السور السابقة لسورة المدثر في ترتيب المصحف هو 73 أي عكس العدد 37.
سؤال:
سورة المزمل هي السورة رقم 73، فما الدليل على أن ترتيب سورة المزمل في موقعها هذا هو ترتيب مقصود؟
الجواب: إذا أثبتنا أن لترتيبها هذا علاقة وثيقة بالرقم 37 .. وبذلك تتحد لغة الحروف ولغة الأرقام والترتيب، حيث تقول كلاهما: أن المدثر هو المزمل، صلى الله عليه وسلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[02 Mar 2010, 02:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تأمل في ترتيب سورة المزمل وجد أنها السورة رقم (73) في ترتيب المصحف
وفي نفس الوقت يكون ترتيب هذه السورة (37) اذا ابتدانا بالعد من اقصر سور القرآن وهذا هو انعكاس العدد 73
فكأن الأرقام تنطق صارخة: المزمل هو عين المدثر، وإذا جاز لنا أن نشبّة الأمر بالذي يقف أمام المرآة، فإذا كان العدد 73 أمام مرآة سيكون انعكاسه 37 حيث تكون الـ 7 أقرب من الـ 3، لكن الحقيقة والصورة تدلان على جوهر واحد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Mar 2010, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تأمل في ترتيب سورة المزمل وجد أنها السورة رقم (73) في ترتيب المصحف
وفي نفس الوقت يكون ترتيب هذه السورة (37) اذا ابتدانا بالعد من اقصر سور القرآن وهذا هو انعكاس العدد 73
.
رائع يا دكتور حسن، بارك الله بك.
سورة المزمل هي السورة رقم 73 في ترتيب المصحف، وهي السورة رقم 37 إذا ابتدأنا عد سور القرآن تصاعديا من الأقصر إلى الأطول.
والآن، أدعوك - وكل المتدبرين في إعجاز الترتيب القرآني - لتمتع عينيك وقلبك بالرائعة التالية من روائع هذا الترتيب.
تأمل العددين 73و37 ..
ثلاثة أرقام تؤلف العدد: 373
يمكنك أن ترى العددين 73 و 37 في العدد 373 ..
هل تعلم ماذا يخفي هذا العدد؟
أنا سأخبرك:
إنه العدد 74 في ترتيب الأعداد الأولية، وأرجو أن لا تكون قد نسيت أن العدد 74 هو رقم ترتيب سورة المدثر .. وسبحان الله، والله أكبر.
ولأخواننا في الضفة الأخرى أقول: هل يأتي مثل هذا الاكتشاف بغير التدبر؟ إنه (مخّ التدبر وجوهره).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Mar 2010, 10:22 م]ـ
للتأمل، فالتدبر الجاد العميق ....
المدثر - محمد
سورة المدثر هي السورة رقم 74.
سورة محمد هي السورة رقم 47
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:45 م]ـ
يبدو أن الأخ متفوق في الحسابات ومتيم بالجبر والرياضيات حتى على حساب ليي عنق الآيات ........
[ولي رد (علمي) على نظرية الأخ قريب _ باذن الله _ فانتظره
ما زلنا بانتظار الرد العلمي الذي وعدتنا به، وها هو الملتقى يدرك حاجتك لمزيد من الوقت، فيعلن توقفه، ليمنحك مزيدا منه. وعسى ان لا تخيب ظننا وظنّه فيك، فما أحوجنا إلى ردّ علمي، ينهض من بين جملة الردود الضحلة التي جاد بها البعض.
مع احترامي لشخصك الكريم(/)
التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 Feb 2010, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التنبيه إلى خطأ وقع فيه العلامة ابن عثيمين في قوله تعالى: " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "
قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية، عند قول السفاريني:
ففعلنا نحو الركوع محدث=وكل قرآن قديم فابحثوا
" (وكل قرآن قديم): والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2).
وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله: (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله، وهذا تحريف؛ لأن (محدث) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال، فقوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو: أي الذكر، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف ". ا. هـ كلامه بلفظه.
قال مقيده عفا الله عنه: تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن، هو تفسير أئمة أهل السنة، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير.
1) قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في رده على استدلال الجهمية بهذه الآية على أن القرآن مخلوق: " " فوجدنا دلالة من قول الله مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " (1).
2) وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في رده عليهم: " وأما تحريفهم: (مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما علَّمهُ الله ما لم يكن يعلم " (2).
3) وقال حرب الكرماني: سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ): " قديم من رب العزة محدث إلى الأرض " (3).
4) وقال الإمام اللغوي الأديب أبو محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى: "المحدث ليس هو في موضوع بمعنى: مخلوق، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] أنه يخلق، وكذلك: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] أي: يحدث لهم القرآن ذكراً، والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] أي: ذكر حدث عندهم لم يكن قبل ذلك " (4).
5) وقال إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس، ويذكرهم به ويعظهم إلا استمعوه، وهم يلعبون لاهية قلوبهم.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ). .. الآية، يقول: ما ينزل عليهم من شيء من القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون ".
6) وقال الإمام الفقيه المحدث محي السنة البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: " يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به ".
7) وقال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى: " أي: جديد إنزاله ".
8) وقال العلامة الفقيه محمد سالم ولد عدود الشنقيطي رحمه الله تعالى في عقيدته التي صدر بها نظم مختصر خليل:
يُحْدِثُ مَا يَشَاءُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ = ذِكْرٍ، فَمَا أَحَدَثَ مِن ذِكْرٍ يُقِنْ
أنْ لَيسَ مَخْلُوقَاً لأنَّ الُمحْدَثَ الـ= إنزَالُ، أمَّا الذِّكرُ فَهُو لَمْ يَزَلْ (5)
فهذه تفاسير أئمة السنة، ليس فيهم مبتدع يفسر كلام الله تعالى بمذهبه، ولا جاهل باللغة أُتِي من قبل العُجمَةِ.
فقول الشيخ عن هذا التفسير: إنه تحريف، خطأ عظيم.
أما ما فسر الشيخ به الآية، وهو أن القرآن حادث، يتكلم الله به حين إنزاله، وهو معنى أن الله يحدثه الله في ذاته، فلم أجد أحداً من السلف فسر الآية به، لا في كتاب تفسير ولا في كتاب اعتقاد.
حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، الذي يقول بأن القرآن أحدثه الله تعالى في ذاته، ويستدل بهذه الآية على ذلك – في مواضع – لم ينكر هذا التفسير، ولم يجعله تحريفاً!.
قال: " الْمُحْدَثَ فِي الْآيَةِ لَيْسَ هُوَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي يَقُولُهُ الجهمي، وَلَكِنَّهُ الَّذِي أُنْزِلَ جَدِيدًا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ يُنَزِّلُ الْقُرْآنَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَالْمُنَزَّلُ أَوَّلًا هُوَ قَدِيمٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُنَزَّلِ آخِرًا " (6).
والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــ
(1) الرد على الزنادقة والجهمية.
(2) خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل للبخاري (2/ 62).
(3) أخرجه الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب، كما في فتح الباري.
(4) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص234 - 235.
(5) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82562
( 6 ) مجموع الفتاوى (12/ 522).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 03:33 م]ـ
يا أستأذ محمد براء
سؤال أرجو أن تجيب عليه بما تعتقده أنت لا بما تنقله:
هل الله تعالى يتكلم بما شاء متى شاء؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 Feb 2010, 03:43 م]ـ
نعم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Feb 2010, 03:57 م]ـ
الأخ: محمد براء وفقه الله تعالى.
أولا: هذا الطرح الذي تفضلت به هو الطرح العلمي الرصين، وهو الذي كنا نرجو ونأمل من الأخ أبي حسان.
فنقل كلام الشيخ جميل، ونقل كلام السلف مفيد.
ثانيا: أخي الكريم: لا أرى تعارضا بين ما نقلت عن الشيخ وما نقلت عن السلف؛ فكلاهما يصب في نفس المعنى.
ومربط الفرس في المسألة أن كثيرا من الناس يجعل كلمة: محدث، مرادفة لكلمة مخلوق.وهذا غير صحيح في اللغة ولا في كلام السلف رحمهم الله تعالى.
وإذا تحررت من هذا التصور عن الترادف بين الكلمتين، وراجعت الكلام الذي نقلت عن الشيخ وعن السلف وجدتهما بنفس المعنى.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 05:45 م]ـ
هذا الطرح وإن كان يتسم بالعلمية فهو ينقصه شيء من اللياقة الأدبية
فالأخ الفاضل محمد براء حفظه الله تعالى بالنسبة لي ولكثير من طلبة العلم أمثالي مجهول الحال وهذا لا ينقص من قدره، فإذا استفتح كلامه بهذا العنوان:
"التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية"
فهو أمر لا يليق في عرف العلم والعلماء.
ولو أنه طرح الموضوع واستفتحه بقوله:
"قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية، عند قول السفاريني: .......... " دون ذلك العنوان الضخم، ثم بعد ذلك وصل إلى النتيجة وقدمها بأسلوب طالب العلم الذي يختار بين الأقوال ويرجحه بما يراه من الأدلة لكان مقبولاً.
لكن أرى أن الأخ الفاضل محمد بدأ وأنهى مشاركته بما لا يليق.
"التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية"
"فقول الشيخ عن هذا التفسير: إنه تحريف، خطأ عظيم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Feb 2010, 06:39 م]ـ
لا شك أن مراعاة الأدب مع أهل العلم عامة، والمشهود لهم بالخير خاصة، أمر مطلوب ..
ولكن كان عندنا الأخ أبو حسان وأسلوبه الذي يطلق فيه الدعاوى بدون برهان، وبدون طرح علمي.
وعندما جاءنا الأخ محمد براء فرحنا به كثيرا، ولم ننتبه لما أشرت إليه، وإن كان في محله ..
ولكن يغفر له ذلك في طرحه العلمي، ونقله الجيد ..
ـ[أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2010, 06:52 م]ـ
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس
ـ[ابو المنذر]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:04 م]ـ
يا ابا حسان .... هاكها ....
الكلام الذي ذكرت تراجع عنه الشيخ ابن عثيمين في شرحه الاخير على الاربعين النووية
فلا يحل لك بعد الان.ان تنقل كلامه القديم؟؟؟؟
وآمل ان يكون عندك وقت لسماع هذه المحاضرة التي بين فيها الشيخ رسلان هذا الامر كما عندك وقت ل ....
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2542
وسماها تراجع تراجعٌ كريم من عالِمٍ عظيم
فدع عنك التعالى وارجع الى الصواب
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:22 م]ـ
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس
كذب بمعنى أخطأ وراجع كلام اهل العلم تعرف الحق في المسألة، ثم "إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا بتوقير الكبير ولو كان جاهلا فكيف بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
أبا حسان لا خير في أمة لا تعرف لعلمائها قدرا و لا تقيم لهم وزنا.
أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس وهي أبر الأمم بعلمائها فإن كنت من هذه الأمة فاعرف للعلماء قدرهم واحفظ لهم مكانتهم في نفوس الناس فإن العالم إذا تُنقص قلة ثقة الناس به، فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر.
ثم انظر في سير العلماء من السلف الذين تزعم أنك تأخذ عنهم وتسير على طريقتهم وكيف كانوا مع من أخذوا عنهم العلم.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:30 م]ـ
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس
وإذا قال الصحابي لصحابي مثله, أو عالم لعالم مثله, فلا يسوغ هذا لمن هو أقل منهم أن يتكلم معهم بما يسوغ لهم فيما بينهم, والله أعلم.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:54 م]ـ
أبا حسان لا خير في أمة لا تعرف لعلمائها قدرا و لا تقيم لهم وزنا.
ولا خير في أمة تقدس علماءها لحد الغلو فيهم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Feb 2010, 08:03 م]ـ
ولا خير في أمة تقدس علماءها لحد الغلو فيهم
وكذلك جعلناكم أمة وسطا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2010, 08:34 م]ـ
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
أشكر أخي محمد براء وأشكر جميع المعلقين على الموضوع.
الفائدةُ العلميَّةُ حصلَت، وقد ذكر الأخ أبو المنذر ما يفيد باستدراك الشيخ على نفسه، والمسألة فيها سعة من هذا الجانب.
وما تمت الإشارة إليه من الزميل أبي سعد الغامدي والبقية من ضرورة مراعاة العبارات واختيار أحسنها، وأدلِّها على المقصود أدبٌ أدعو إليه منذ بدأ هذا الملتقى وسأظل أذكر به دوماً، فنقرن بين العلم والأدب، ونتعلم هذا وهذا معاً. وهذا موضع يتعلم فيه كل واحد منا الأمرين معاً، وقد سبق لي أن تذاكرت مع أخي محمد براء في ذلك، ولا أظن أنه ينقص من قدر الموضوع علمياً أن يطرح طرحاً هادئاً مؤدباً، فإن ذلك يشرح الصدر لقبوله، ويرد المعاند للحق، ويربي القراء المبتدئين على حسن الأدب، وانتقاء العبارة الأولى.
وينبغي أن نكون قدوة أيها الأحباب في اختيار العبارات، والتأمل في أفضلها، وهذا معنى: (يقولوا التي هي أحسن) وليس مثلي من يعلم أمثالكم أيها الفضلاء.
أسأل الله أن يجمَّلنا بالتقوى، وأن يهدينا للتي هي أقوم في ما نقول ونكتب ونعمل.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[22 Feb 2010, 10:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التنبيه إلى خطأ وقع فيه العلامة ابن عثيمين في قوله تعالى: " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "
قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية، عند قول السفاريني:
ففعلنا نحو الركوع محدث=وكل قرآن قديم فابحثوا
" (وكل قرآن قديم): والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2).
وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله: (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله، وهذا تحريف؛ لأن (محدث) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال، فقوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو: أي الذكر، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف ". ا. هـ كلامه بلفظه.
قال مقيده عفا الله عنه: تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن، هو تفسير أئمة أهل السنة، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير.
1) قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في رده على استدلال الجهمية بهذه الآية على أن القرآن مخلوق: " " فوجدنا دلالة من قول الله مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلىعبا النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " (1).
2) وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في رده عليهم: " وأما تحريفهم: (مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما علَّمهُ الله ما لم يكن يعلم " (2).
3) وقال حرب الكرماني: سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ): " قديم من رب العزة محدث إلى الأرض " (3).
4) وقال الإمام اللغوي الأديب أبو محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى: "المحدث ليس هو في موضوع بمعنى: مخلوق، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] أنه يخلق، وكذلك: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] أي: يحدث لهم القرآن ذكراً، والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] أي: ذكر حدث عندهم لم يكن قبل ذلك " (4).
5) وقال إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس، ويذكرهم به ويعظهم إلا استمعوه، وهم يلعبون لاهية قلوبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ). .. الآية، يقول: ما ينزل عليهم من شيء من القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون ".
6) وقال الإمام الفقيه المحدث محي السنة البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: " يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به ".
7) وقال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى: " أي: جديد إنزاله ".
8) وقال العلامة الفقيه محمد سالم ولد عدود الشنقيطي رحمه الله تعالى في عقيدته التي صدر بها نظم مختصر خليل:
يُحْدِثُ مَا يَشَاءُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ = ذِكْرٍ، فَمَا أَحَدَثَ مِن ذِكْرٍ يُقِنْ
أنْ لَيسَ مَخْلُوقَاً لأنَّ الُمحْدَثَ الـ= إنزَالُ، أمَّا الذِّكرُ فَهُو لَمْ يَزَلْ (5)
فهذه تفاسير أئمة السنة، ليس فيهم مبتدع يفسر كلام الله تعالى بمذهبه، ولا جاهل باللغة أُتِي من قبل العُجمَةِ.
فقول الشيخ عن هذا التفسير: إنه تحريف، خطأ عظيم.
أما ما فسر الشيخ به الآية، وهو أن القرآن حادث، يتكلم الله به حين إنزاله، وهو معنى أن الله يحدثه الله في ذاته، فلم أجد أحداً من السلف فسر الآية به، لا في كتاب تفسير ولا في كتاب اعتقاد.
حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، الذي يقول بأن القرآن أحدثه الله تعالى في ذاته، ويستدل بهذه الآية على ذلك – في مواضع – لم ينكر هذا التفسير، ولم يجعله تحريفاً!.
قال: " الْمُحْدَثَ فِي الْآيَةِ لَيْسَ هُوَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي يَقُولُهُ الجهمي، وَلَكِنَّهُ الَّذِي أُنْزِلَ جَدِيدًا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ يُنَزِّلُ الْقُرْآنَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَالْمُنَزَّلُ أَوَّلًا هُوَ قَدِيمٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُنَزَّلِ آخِرًا " (6).
والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــ
(1) الرد على الزنادقة والجهمية.
(2) خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل للبخاري (2/ 62).
(3) أخرجه الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب، كما في فتح الباري.
(4) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص234 - 235.
(5) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82562
( 6 ) مجموع الفتاوى (12/ 522).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحببت أن أزاحم بركبتي هذا النفر من الفضلاء فأضيف تعليقا على موضوع قد فكرت فيه من قبل. وأجدني ملزما أولا أن
أشكر الأخ مورد الموضوع وإن كان قد جانف الصواب فأيّد ما ورثه عن آبائه وغفل عما فتحه الله تعالى على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،
كما أشكر الإخوة الذين أثروه بتعليقاتهم النافعة وإيرادهم أنّ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى قد رجع عن بعض قوله.
والصواب أن الشيخ رحمه الله قد رجع عن شيء واحد فقط وهو أنه كان يعتقد أن ذكر القرآن فقط - لا القرآن كله- هو المكتوب في اللوح المحفوظ
ثم رجع إلى ما قرره شيخ الإسلام من أن القرآن كله مكتوب في اللوح المحفوظ.
وبقي الشيخ متحررا من بدعة فهم "غير مخلوق" على خلاف ما تعنيه حقيقة وهي
أنها تعني فقط "ولا يوصف بمخلوق"
ويظل كلام الشيخ في شرحه على السفاريني صوابا لا غبار عليه.
ذلكم أنه قد حصل سوء فهم لدى من جاء بعد أحمد بن حنبل كأبي الحسن الأشعري وغيره، حيث أن الإمام أحمد قد أنكر أن يوصف القرآن
بـ"ـمخلوق" لأنه وصف لم يرد لكتاب الله تعالى في قرآن ولا سنة. ففهم كثير ممن جاء بعده منذ القرن الثالث الهجري أن القرآن "قديم"
وأن غير مخلوق تعني أكثر مما "لا يوصف بمخلوق"!!!. واحتدت المسألة في المئة الرابعة حتى قرر الخليفة القادر في مطلع المئة الخامسة
"من قال بخلق القرآن فهو حلال الدم". وبدّع بعضُ الناس من "توقف في القرآن" فقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. ظنا منهم أن تقرير أنه
"قديم لازم من كون الكلام صفة المتكلم". وهذا القول قد امتص طاقات الأمة لألف سنة وهو في الواقع بدعة مقابلة لبدعة من وصف القرآت بما لم
يصفه به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن البدعة في استخدام لفظ صحيح المعنى هي أدنى من تخيُّل معنى لم يرد عن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى ولا رسوله ويخالف الذوق الفطري وصريح النظر.
لكننا اليوم نسأل الله العفو عن كل من زلت قدمه في المسألة ونعوذ به أن نقفو ما ليس لنا به علم.
فقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2).
وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله: (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله، وهذا تحريف؛ لأن (محدث) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه يعود
على الذكر لا على الإنزال، فقوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو: أي الذكر، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف "
كلام من ذهب يعيد الأمور إلى نصابها ويخلّص الناس من وهم كبير استمر ألف سنة.
أما إيراد الأخ محمد براء للنصوص أعلاه فلا ردّ فيها على كلام الشيخ لما يأتي
- أنها متأوَّلة لا قطعية في مخالفة المعنى
- أن بعضها ظني الثبوت
وكثير من الأقوال في كتب أهل المئة الرابعة والخامسة ظنية وكثير منها منحول
فقد نسب الأشعري إلى ابن عباس تفسير قوله تعالى "غير ذي عوج" قال غير مخلوق!!
وقد وجِد من يصدق مثل هذا!!!
- أن كون كثير من العلماء قد توهم ما توهمه شيوخه أمر معروف لا ينكر، ولكن لا حجة فيه. لأن شدة المعارضة للتيار القائل بأنه مخلوق
قد جعلت الناس تصفق على قول لا يعلمون حقيقته، فهو أشبه بمرض "هستيريا الجموع" لكنها ههنا ثقافية لا سياسية.
- القرآن نص لغوي تنزيل من رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين
ولو ثبت أنه مكتوب في اللوح المحفوظ فهل اللوح المحفوظ قديم؟!
فالقول الصواب في القرآن أنه كلام الله تعالى وأنه لا يجوز وصفه بمخلوق لأنه وصف لم يرد به نص/ كما لا يجوز اعتقاد أنه "غير مخلوق"
لأنه "قفوٌ لما ليس للقائل به علم" ولأنه ينافي صريح المعقول، فكيف يكون اسم زيد (ولما قضى زيد منها وطرا) أزليا قديما؟؟! وكيف تكون
كنية (أبي لهب) أزلية قديمة. وكيف تكون العربية غير مخلوقة ونحن نعلم أن اللغات كلها مخلوقة. والله تعالى قد نهى المؤمن أن يقفو ما ليس له به علم.
إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا.
أقول: صدور مثل هذا الكلام من شيخ كابن عثيمين رحمه الله دليل على أن في الأمة علماء قد نبذوا التقليد وتمسكوا بما يعتقدون أنه الحق
/ والحمد لله على نعمائه. لأن تطاول الزمان قد أكسب الوهم قوة، جعلت حتى مترجمي القرآن إلى اللغات الأخرى يضعون كلمة " NOT CREATED"
في تعريفه رغم أنها (لفظ بلا معنى) أو (بمعنى لا سلطان فيه من الله). ولا يبين الصواب فيها إلا من اتبع المعصوم على بصيرة
كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
ولله الحمد والمنة.
وقد سبق لأقلهم بضاعة أن بين في هذا المنتدى المبارك ما يعوذ بالله من خلافه، هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14427)
ورب قائل يقول ما فائدة إزالة الغبار عن هذه المسألة اليوم!
فالجواب أن في ذلك خيرا عظيما هو كالتالي
- أن فهم المسألة على حقيقتها خصوصا بعد إدراك الأسباب التاريخية للفتنة يجعل المسلم يتصالح مع كثير من العلماء الذين اتهموا بالاعتزال لتبنيهم خلاف
ما شاع بين الناس لفترة من الزمن.
- إن فهم المسألة يردم الهوة بين الزيدية وبين أهل السنة لأن المسألة ما تزال تتسبب في إراقة حبر كثير.
- إن فهم المسألة يحرر المسلم من التعصب للآراء لمجرد التعصب، ولعل كثبرا من المسائل التي يشتجر فيها الناس إنما هي تاريخية لا غير.
- تفيدنا المصالحة مع التاريخ في أن نكتسب قوة إزاء أهل الأهواء الحقيقيين الذين استقلوا عن الأمة منذ القرن الرابع الهجري ولاذوا بتراجيديا الحسين
ليعبروا عن كره من أسقط دولة الفرس وطردهم من التاريخ.
-إن بيان الحق واجب على من اعتقده على أن لا يفرط في حقوق المسلمين عليه، مما نعوذ بالله منه.
والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 12:12 ص]ـ
إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه:
(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة النحل (40)
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة يس (82)
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) سورة الأعراف (54)
والآيات واضحة في الفرق بين الأمر وهو "كلام الله" والخلق الذي هو أثر كلامه.
وليس هناك إلا مخلوق أو غير مخلوق ولا واسطة بينهما.
وأما وصف محدث في آية سورة الأنبياء فهو وصف للذكر وليس وصفا للنزول لأن النزول لا أحد يستمع إليه وإنما يستمع للذكر الذي تكلم الله به وسمعه منه جبريل عليه السلام وقام جبريل بتبليغه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجبريل عليه السلام لا ينزل إلا بأمر الله تعالى:
(وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) سورة مريم (64).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:46 م]ـ
الأخوة الفضلاء:
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً حتى لا تعلقوا بشيء لا صلة له بالموضوع.
وتعقيباتكم هذه ذكرتني بمقال لبعض الفضلاء عنوانه: " هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟ ".
ومرادي باختصار: أن الشيخ أخطأ في موضعين:
- في جعله تفسير الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً مع أنه قول أئمة كبار مضى ذكر كلامهم.
- وفي تفسيره الحدوث بأن الله يحدث الكلام في نفسه، وهذا لم أجد له سنداً عن أحد من السلف.
فقول الأخ الحسني: " ومربط الفرس في المسألة أن كثيرا من الناس يجعل كلمة: محدث، مرادفة لكلمة مخلوق ".
أقول: هذا ليس مربط الفرس هنا ولا مربط الشاة، ولا صلة لهذه المسألة بالانتقاد الذي انتقدته!.
وقول الأخ أبي المنذر إن الشيخ تراجع عن كلامه، فتراجعه عن قضية أخرى وهي معنى كتابة القرآن في اللوح المحفوظ لا صلة لها بالانتقاد الذي انتقدته!.
أما الدكتور عبد الرحمن الشهري فإنني أشك أنه قرأ المقال.
أما كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح فهو كلام من لم يفهم مذهب الشيخ، ففرح به وظنه موافقاً لرأيه في أن القرآن مخلوق!، مع أن الشيخ برىء من هذا المذهب البدعي براءة الذئب من دم يوسف .. وإن شئت أن ترى كلامه في ذلك فراجع كتبه.
ودفاعك عن القول بخلق القرآن أعرفه سابقاً، فلا داعي لإعادته هنا.
أما قولك إن الأقوال التي نقلتها ظنية الثبوت، فهو كلام من لم ينظر في مصادرها.
أما أنها قابلة للتاويل فأقول: أولها إن استطعت!!.
أما " اللياقة الأدبية " التي تكلم عنها الغامدي، فأقول: الذي لا يليق في عرف العلم والعلماء (!!) وصفه بالخطأ هو المعصوم، وإن كان لا يليق وصف كلام الشيخ ابن عثيمين بالخطأ فمعنى ذلك أن الشيخ معصوم، وهذا غلو قبيح لا يرضاه الشيخ نفسه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:23 م]ـ
الأخ الكريم: محمد براء.
ما دام أن المشاركين في هذا الموضوع على قسمين حسب رأيك:
القسم الأول: قرأ مقالك لكنه لم يفهمه.
القسم الثاني: لم يقرأه أصلا.
فلماذا لا تصلح ما استطعت؛ فتوضح ما تريد للذين لم يفهموا مرادك.
الذي فهمت من مقالك أنك تنتقد على الشيخ قوله إن القرآن حادث لكنه غير مخلوق.
وأن تفسيره لقوله تعالى: "محدث" أنها تعود على القرآن نفسه لا على الإنزال مخالف لما عليه السلف.
فإن كان هذا ما تعنيه؛ أو جزء مما تعنيه فقد أجبتك، وبينت لك أن مربط الفرس والشاة والجمل في الموضوع هو جعل بعض أهل العلم كلمة "محدث" و"مخلوق" في قسم الترادف، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أتم بيان.
وإن كنت تعني غير هذا فبينه لعلنا نستفيد منه.
وفق الله الجميع للعلم النافع.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Feb 2010, 09:06 م]ـ
الذي فهمت من مقالك أنك تنتقد على الشيخ قوله إن القرآن حادث لكنه غير مخلوق.
وهذا هو مربط الفرس والشاة والجمل في غلطك عليَّ.
فأنا لم أنتقد قول الشيخ إن القرآن حادث وليس مخلوقاً، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام، وهو سالم من كثير من الاعتراضات التي لم يسلم منها لا مذهب الكلابية ولا السالمية ولا الكرامية ولا المعتزلة الجهمية.
وإنما الذي انتقدته هو تفسير الحدوث المذكور في الآية بهذا المعنى (أن الله يحدث الكلام في ذاته)، وبين الأمرين فرق واضح.
والانتقاد الأهم: أن الشيخ جعل قول من فسر الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 Feb 2010, 11:47 م]ـ
وهذا هو مربط الفرس والشاة والجمل في غلطك عليَّ.
فأنا لم أنتقد قول الشيخ إن القرآن حادث وليس مخلوقاً، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام، وهو سالم من كثير من الاعتراضات التي لم يسلم منها لا مذهب الكلابية ولا السالمية ولا الكرامية ولا المعتزلة الجهمية.
وإنما الذي انتقدته هو تفسير الحدوث المذكور في الآية بهذا المعنى (أن الله يحدث الكلام في ذاته)، وبين الأمرين فرق واضح.
والانتقاد الأهم: أن الشيخ جعل قول من فسر الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً!
وهذا هو الخلط الذي لم يتضح بعد؛ ما إذا كان مربط فأر حتى.
فأنت قلت في كلامك في موضوعك ما يلي: قال مقيده عفا الله عنه: تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن، هو تفسير أئمة أهل السنة، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير.
وهذا غير صحيح؛ فإن النقول التي تفضلت بها لا تدل على هذا ألبتة؛ فأعد قراءتها مرات عديدة حتى يتضح لك معنى كلامهم هذا أولا.
ثانيا: كلام الشيخ في كلمة "محدث" أنها بمعنى حادث لا يدل على ما ذهبت إليه لا لغة ولا شرعا.
ومسألة قيام الحوادث في ذاته تعالى مسألة أخرى لا يستلزمها القول بأن القرآن حادث أو محدث؛ فضلا عن أن يكون هو مذهب القائلين بها.
ثالثا: كلمة "محدث" لا يمكن أن تكون لها علاقة من ناحية اللغة والإعراب بالفعل: "يأتي" حتى تكون تدل على الإنزال؛ فهي في النحو مرتبطة بكلمة "من ذكر" سواء حذفت "من" ورفعت ذكر أو تركتها على حالها، أو اعتبرت "من" زائدة قبل الفاعل؛ بل حتى لو نصبت "محدثا".
هذا من ناحية اللغة، أما كلام السلف فارجع إليه باحثا عن الحق مجانب للجدل، واحذر من الغضب في الحوار، ومن الكلام الذي لا يفيد فيه؛ بل اعرض ما عندك من الأدلة على المسألة ولا تتعصب.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:06 م]ـ
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً
فأعد قراءتها مرات عديدة حتى يتضح لك معنى كلامهم
هذه الظاهرة من الأمور الطريفة حقاً، وقد لاحظتها في أكثر من حوار، ذلك أنني أجد بعض من يحاورني عندما لا تكون لديه بضاعة يطرحها في الحوار يتأثر بأسلوبي، فيأخذ كلامي (أو بضاعتي) ويخاطبني به!!.
والعجيب: أنك في أول مشاركة لك وصفت كلامي بـ"الطرح العلمي الرصين " .. والآن: قلبتَ الموازين!!.
فنصيحتي لك أخي الحبيب: أن لا تتسرع في التعقيب، حتى لا تتقلب في رأيك هذا التقليب!.
ومسألة قيام الحوادث في ذاته تعالى مسألة أخرى لا يستلزمها القول بأن القرآن حادث أو محدث؛ فضلا عن أن يكون هو مذهب القائلين بها.
هل أنت متأكد مما تقول؟!
سأترك لك المجال لتراجع نفسك بنفسك ليتبين لك خطؤك الذي ما كنت أتوقعه منك.
ثالثا: كلمة "محدث" لا يمكن أن تكون لها علاقة من ناحية اللغة والإعراب بالفعل: "يأتي" حتى تكون تدل على الإنزال؛ فهي في النحو مرتبطة بكلمة "من ذكر" سواء حذفت "من" ورفعت ذكر أو تركتها على حالها، أو اعتبرت "من" زائدة قبل الفاعل؛ بل حتى لو نصبت "محدثا".
لا أحد يقول: إن " محدث " ليست نعتاً لـ " ذكر "، حتى تذكر هذه الاحتمالات الأخرى وتردها!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:57 م]ـ
لماذا جاء الوصف "محدث" في الآية؟
ما هي فائدته؟
أليس قوله "من ذكر" يصدق على جميع الذكر السابق واللاحق؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Feb 2010, 04:22 م]ـ
هذه الظاهرة من الأمور الطريفة حقاً، وقد لاحظتها في أكثر من حوار، ذلك أنني أجد بعض من يحاورني عندما لا تكون لديه بضاعة يطرحها في الحوار يتأثر بأسلوبي، فيأخذ كلامي (أو بضاعتي) ويخاطبني به!!.
والعجيب: أنك في أول مشاركة لك وصفت كلامي بـ"الطرح العلمي الرصين " .. والآن: قلبتَ الموازين!!.
فنصيحتي لك أخي الحبيب: أن لا تتسرع في التعقيب، حتى لا تتقلب في رأيك هذا التقليب!.
هل أنت متأكد مما تقول؟!
سأترك لك المجال لتراجع نفسك بنفسك ليتبين لك خطؤك الذي ما كنت أتوقعه منك.
لا أحد يقول: إن " محدث " ليست نعتاً لـ " ذكر "، حتى تذكر هذه الاحتمالات الأخرى وتردها!
الأخ الكريم: على التسليم بما تسمن به أفكارك؛ فلا عيب في الأمرين معا:
1 - لا عيب في الاستفادة منك إن كنت أهلا لذلك.
2 - لا عيب في التقلب على حسب المعطيات؛ وإنما العيب في التحجر على رأي واحد لا يتزحزح بعرض الأدلة ومناقشتها.
أما الأسلوب الساخر الذي ملأت به مداخلتك فقد كنت أرفع عندي منه، وقد أعجبت بطرحك في أول مشاركة لك في هذا الموضوع، ولا زلت أقول إن طرحك فيها علمي ورصين، ولكن العبرة بالخواتيم.
والسخرية يتقنها كل أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ ولكن لا فائدة منها، وأنصحك - وإن كنت لست أهلا لأقدم لأمثالكم من المتخصصين النصح - أن تتركها، وتركز على ما عندك من أدلة على أن فهم الشيخ لقوله تعالى "محدث" مخالف لما عليه السلف.
هذا هو الموضوع الذي طرقت؛ فإن كانت عندك عليه أدلة غير ما ذكرت فاعرضها حتى نستفيد منك، وإلا فذكر الله تعالى أفضل لي ولك.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:04 م]ـ
الأخوة الفضلاء:
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً حتى لا تعلقوا بشيء لا صلة له بالموضوع.
وتعقيباتكم هذه ذكرتني بمقال لبعض الفضلاء عنوانه: " هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟ ".
أما كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح فهو كلام من لم يفهم مذهب الشيخ، ففرح به وظنه موافقاً لرأيه في أن القرآن مخلوق!، مع أن الشيخ برىء من هذا المذهب البدعي براءة الذئب من دم يوسف .. وإن شئت أن ترى كلامه في ذلك فراجع كتبه.
ودفاعك عن القول بخلق القرآن أعرفه سابقاً، فلا داعي لإعادته هنا.
أما قولك إن الأقوال التي نقلتها ظنية الثبوت، فهو كلام من لم ينظر في مصادرها.
أما أنها قابلة للتاويل فأقول: أولها إن استطعت!!.
السيد محمد براء المحترم
نحن هنا ضيوف على موضوعك ولم يسبق لي أن حاورتك من قبل
ولكن ما يجب قوله هنا للقراء لكيلا يظنوا أن لديك فهما ليس لدى من علق على موضوعك.
وجهة نظري في بدعة خلق القرآن التي امتصت طاقات الأمة لألف سنة أنها مسألة قامت على سوء فهم، وأن من قال (مخلوق) فقد ابتدع في اللفظ فوصف القرآن بما لم يرد عن الله تعالى ولا رسوله.
ومن قال "غير مخلوق" كما نسبوا إلى الإمام أحمد وغيره فهو إنما يعني "لا يوصف بمخلوق". وهذا مقتضى تفكيره رحمه الله فهو أورع من أن يخوض في ما ليس له به علم.
وإذا راجعت مسائله وجدته يُسأل عن المسألة من أحكام الطهارة فيقول "لا أجرؤ عليه"
وهذا يُرجح ما ذهبت إليه في معنى ما نُسب إليه من قول. وأقول (ما نُسب إليه) لأني لم أر له مثل هذا القول في كل ما قرأت له.
وأما ما شاع منذ الأشعري لدى الجم الغفير من الأمة حتى لدى خصوم الأشعري فهو بدعة مقابلة سببها سوء فهم مصطلح "غير مخلوق" الذي كان لا يعني أكثر من
"ولا يوصف بمخلوق"
فمذهبي في القرآن لا يزيد شعيرة عن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) "
فإن كنت وجدت سوى ذلك فهذه مقالاتي في هذا المنتدى المبارك.
وأنا أعوذ بالله أن أصف القرآن بوصف لم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله بأن أقول (هو مخلوق) أو أقول (هو غير مخلوق). لكني أدين الله تعالى بأن "من قال القرآن مخلوق فهو مبتدع" ومن قال "غير مخلوق" فإن كان يعني "لا يوصف بمخلوق" فهو مصيب. وإن كان يعني غير ذلك فقد أبعد النجعة وقفا ما ليس له به علم وابتدع بدعة هي أعظم من البدعة التي أنكرها، ونسأل الله تعالى أن يغفر للمسلمين ما جرحوا، ونعوذ بالله من الخذلان.
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:00 ص]ـ
الدكتور الفاضل عبد الرحمن:
أرجو منك أن تتأنى قليلاً في الحكم في مثل هذه المسألة العظيمة التي اضطربت فيها أقوال أهل الأرض، فكلامك يدل على تقصير في النظر في كلام أحمد وغيره من أئمة السنة.
فالنقل عن الإمام أحمد في تكفير من قال بخلق القرآن مشهور عنه، فانظر إن شئت في ذلك كتاب السنة لابنه عبد الله أو كتاب السنة للخلال أو شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، وليست المسألة مجرد مسألة لفظية كما تفضلت، وإلا فلماذا يعرض نفسه للسجن والأذى من أجل مسألة لفظية؟!
لكن ليس هذا موضع مناقشة رأيك، فأرجو منك إن أردت أن تطرح رأيك أن تكتبه في موضوع آخر، إنما المقصود هنا فقط: أن الشيخ ابن عثيمين بريء من القول بخلق القرآن بل يضلل من قال بذلك، فأين كلامه من كلامك؟!
قال رحمه الله في شرحه على الواسطية (1/ 427 - 428): " وعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن؛ يقولون: إن القرآن كلام الله، منزل، غير مخلوق منه بدأ، وإليه يعود.
- قولهم " كلام الله ": دليله: قوله تعالى هنا: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]، وبما يأتي من الآيات.
- وقولهم: "منزل": دليلة قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة:185]، وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]، وقوله: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:106].
- وقولهم: " غير مخلوق ": دليله: قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف:54]؛ فجعل الخلق شيئا والأمر شيئا آخر؛ لأن العطف يقتضي المغايرة، والقرآن من الأمر؛ بدليل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52]؛ فإذا كان القرآن أمرا، وهو قسيم للخلق؛ صار غير مخلوق؛ لأنه لو كان مخلوقا؛ ما صح التقسيم. وهذا دليل سمعي.
أما الدليل العقلي؛ فنقول: القرآن كلام الله، والكلام ليس عينا قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله، ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من الله؛ لقلنا: إنه مخلوق، لكن الكلام صفة للمتكلم به، فإذا كان صفة للمتكلم به، وكان من الله؛ كان غير مخلوق؛ لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة.
وأيضا؛ لو كان مخلوقا؛ لبطل مدلول الأمر والنهي والخبر والاستخبار؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة. لكانت مجرد أشكال خلقت على هذه الصورة لا دلالة لها على معناها؛ كما يكون شكل النجوم والشمس والقمر ونحوها " اهـ المقصود من كلامه.
و في فتاوى الشيخ في برنامج نور على الدرب:
جزاكم الله خيراً هذه السائلة دعاء م. ع من جمهورية مصر العربية البحيرة تقول في هذا السؤال: قرأت في كتاب بأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن من قال: إن القرآن محدث فهو كافر، وإن القرآن ليس مخلوقاً. فما معنى أن القرآن ليس محدثاً وليس مخلوقاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أما من قال: إن القرآن مخلوق، فهو مبتدع ضال؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل، و كلام الله من صفاته، وصفات الخالق غير مخلوقة، وقد أنكر أئمة أهل السنة على من قال ذلك- أي: على من قال: إن القرآن مخلوق- إنكاراً شديداً، وحصلت بذلك الفتنة المشهورة التي جرت في زمن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى إن بعضهم- أي: بعض الأئمة- أطلق الكفر على من قال: إن القرآن مخلوق، ولا شك أن من قال: إن القرآن مخلوق، فقد أبطل الأمر والنهي؛ لأنه إذا كان مخلوقاً فمعناه أنه شيء خلق على هذه الصورة المعينة، فهو كالنقوش في الجدران والورق وشبهها لا يفيد شيئاً، إذ ليس أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً. وأما من قال: إن القرآن محدث، فليس بمبتدع وليس بضال، بل قد قال الله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). نعم لو كان المخاطب لا يفهم من كلمة محدث إلا أنه مخلوق فهنا لا نخاطبه بذلك، ولا نقول: إنه محدث، خشية أن يتوهم ما ليس بجائز ".
فهل توافق الشيخ على كلامه؟!.
إن كان: نعم، فالحمد لله فليس بيننا خلاف.
وإن كان لا، فأرجو منك أن تكتب رأيك في المسألة في غير هذا الموضع، وأناقشك فيه هناك إن شاء الله، لأن هذا الموضوع لمناقشة كلام الشيخ ابن عثيمين في تفسير قوله تعالى: " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "، وليس لعرض آراء أعضاء الملتقى في مسألة خلق القرآن.
أما الأخ إبراهيم، فليس مرادي من مشاركتي السابقة السخرية كما ظننت، وليس هذا لي بخلق، وإن كنت طلبت الفائدة من العبد الفقير، فهذا من كريم خلقك وحسن ظنك، فأبشر بذلك، ولعلني أكتب مزيد شرح لموضع الانتقاد من كلام الشيخ رحمه الله إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:46 ص]ـ
و في فتاوى الشيخ في برنامج نور على الدرب:
جزاكم الله خيراً هذه السائلة دعاء م. ع من جمهورية مصر العربية البحيرة تقول في هذا السؤال: قرأت في كتاب بأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن من قال: إن القرآن محدث فهو كافر، وإن القرآن ليس مخلوقاً. فما معنى أن القرآن ليس محدثاً وليس مخلوقاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أما من قال: إن القرآن مخلوق، فهو مبتدع ضال؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل، و كلام الله من صفاته، وصفات الخالق غير مخلوقة، وقد أنكر أئمة أهل السنة على من قال ذلك- أي: على من قال: إن القرآن مخلوق- إنكاراً شديداً، وحصلت بذلك الفتنة المشهورة التي جرت في زمن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى إن بعضهم- أي: بعض الأئمة- أطلق الكفر على من قال: إن القرآن مخلوق، ولا شك أن من قال: إن القرآن مخلوق، فقد أبطل الأمر والنهي؛ لأنه إذا كان مخلوقاً فمعناه أنه شيء خلق على هذه الصورة المعينة، فهو كالنقوش في الجدران والورق وشبهها لا يفيد شيئاً، إذ ليس أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً. وأما من قال: إن القرآن محدث، فليس بمبتدع وليس بضال، بل قد قال الله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). نعم لو كان المخاطب لا يفهم من كلمة محدث إلا أنه مخلوق فهنا لا نخاطبه بذلك، ولا نقول: إنه محدث، خشية أن يتوهم ما ليس بجائز ".
.
جزاك الله خيرا على هذا البيان.
ومذهب كثير من أعضاء الملتقى الذين شاركوا في هذا الموضوع حسب ما فهمت من مشاركاتهم هو ما نقلت هنا في فتاوى نور على الدرب.
وهو يرجعنا إلى أن المسألة في تفسير قوله تعالى:"محدث" عند الشيخ رحمه الله تعالى تعود إلى التفريق بين اللفظين "مخلوق" "محدث" فيطلق على القرآن الكريم أنه محدث وحادث، ولا يطلق عليه أنه مخلوق.
فهل هذا الفهم لكلام الشيخ صحيح؟(/)
محاضرة تفسير آية الكرسي غداً الثلاثاء 9/ 3 بالرياض للشيخ عبدالله الغنيمان
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[22 Feb 2010, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جامع الناصر بحي الاندلس
بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بالروضة
يدعوكم لحضور درس ومحاضرة
الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان
رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية سابقاً والمدرس بالمسجد النبوي
محاضرة تفسير آية الكرسي
غدا الثلاثاء 9/ 3/1431 هـ بعد صلاة المغرب
درس شرح كتاب اعتقاد أهل السنة للإسماعيلي
الأربعاء والخميس 10 - 11/ 3/1431هـ بعد صلاة العصر والمغرب
يوجد هناك مكان مخصص للنساء
موقع الجامع طريق خريص - خلف خريص بلازا وهايبر بندة (جيان سابقاً)
للتواصل والاستفسار ت: 2331322 ج: 0562995588
تبث المحاضرات مرئيةً ومسموعة عبر موقع البث الإسلامي: www.liveislam.net
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs292.ash1/21939_349516739008_281265189008_4698712_1826316_n. jpg
8/3/1430 هـ(/)
عرض كتاب (المفصل في تفسير القرآن الكريم المشهور بتفسير الجلالين) تحقيق فخر الدين قباوة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2010, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت الأسئلة في ملتقى أهل التفسير منذ مدة عن طبعات وتحقيقات (تفسير الجلالين) للإمامين جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي رحمهما الله تعالى. وقد لقي هذا التفسير قبولاً حسناً منذ تأليفه حتى اليوم، ويأخذه العلماء عن بعضهم بالأسانيد المتصلة بالجلالين رحمهما الله، ومخطوطاته في مكتبات العالم تعد بالمئات، وقد حظي هذا التفسير بعناية كبيرة من الحواشي والتقريرات والتعقبات، وكثرة الطبعات المتنوعة من حيث الإخراج والتلوين والورق والأحجام لإقبال الناس عليه، وكتب الكثير من البحوث حوله في الجامعات والمجلات العلمية المحكمة وغيرها.
وممن أفرده بعناية خاصة من المحققين المعاصرين الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة الباحث السوري المعروف بعنايته بكتب اللغة والنحو خصوصاً وهو أستاذ الأدب والنحو بجامعة حلب بسوريا نسأل الله أن يحسن خاتمته ويجزيه عن العلم خيراً.
حيث قضى سنوات طويلة وهو يقوم على خدمة تفسير الجلالين، فأخرجه على مرحلتين:
1 - المرحلة الأولى سماها (تفسير الجلالين الميسَّر).
http://tafsir.net/vb/imagehosting/214b8296b022918.jpg
وهو تحقيق لتفسير الجلالين لم يتوسع فيه المحقق كتوسعه في الذي بعده، وسمى عمله (تحقيقاً وتعليقاً) فقط. وقد خرج هذا التحقيق عن مكتبة لبنان ناشرون في مجلد بلغت صفحاته 633 صفحة من القطع الكبير.
2 - المرحلة الثانية سماها (المفصل في تفسير القرآن الكريم المشهور بتفسير الجلالين).
http://tafsir.net/vb/imagehosting/64af04f5fefa96.jpg
وهو تحقيق لتفسير الجلالين أيضاً توسع فيه المحقق كثيراً، وسمى عمله (تحقيقاً) وكتب (وتعقب الإسرائيليات والأخبار الموضوعة وأوهام التفسير والنحو وأتم أسباب النزول والإعراب والصرف ومعاني الأدوات). وقد خرج هذا التحقيق عن مكتبة لبنان ناشرون أيضاً في مجلد ضخم جداً بلغت صفحاته 2272 صفحة من القطع الكبير، وهو - بالرغم من خفة وزن الورق - ثقيل جداً، حاولت أن أزنه فلم أظفر بميزان، ولكنني عندما أردت قراءته مستلقياً لم أستطع لثقله على صدري.
وقد جاء متن تفسير الجلالين صغيراً في مربع في أعلى الصفحة على اليمين، وبقية أجزاء الصفحة تعليقات للمحقق، توسع فيها كثيراً.
وقد تعرض في دراسته للكتاب إلى نقد كل النشرات السابقة للكتاب نقداً علمياً، وعرض كل الحواشي والتقريرات التي كتبت حول تفسير الجلالين.
النسخ التي اعتمد عليها في تحقيق الكتاب:
1 - عثر المحقق على عشرات النسخ للكتاب، وقد اعتمد منها النسخة التيمورية التي اتخذها أصلاً للتحقيق لنفاستها وجودتها وتقدم نسخها، حيث كتبت سنة 914هـ بخط أحمد النابلسي الذي كتبها وقد أشرف عمره على التسعين. وهي كما يقول المحقق أفضل النسخ التي اطلع عليها أو بلغه خبرها، فهي من أقدمهنَّ وأجودهن خطاً وضبطاً وخصوصاً للآيات القرآنية، مما يشعر أن القراءة التي اختارها الجلالان مدونة فيها.
2 - النسخة الظاهرية، ويوجد في المكتبة الظاهرية عدة نسخ مخطوطة للتفسير اختار منها المحقق أجودها، ذات الرقم 7157، وهي نسخة تامة فرغ ناسخها منها في 931هـ.
3 - نسخة الثانوية الشرعية بمدينة حلب. وهي نسخة شبه تامة أفاد كثيراً من حواشيها وتعليقاتها.
4 - النسخة الحلبية. وهي نسخة قيمة محفوظة في مكتبة شيخ المحقق الأستاذ عبدالرحمن عطبة، وقد افاد منها المحقق.
هذه النسخ المخطوطة الأربع هي اعتمد المحقق عليها، مع نسخ رديفة أخرى أفاد منها كذلك.
وقد بدأ تحقيق المحقق للكتاب بعد أن بلغ الخامسة والسبعين من العمر، بعد بضع وستين سنة من صحبته لتفسير الجلالين قراءة وتدبراً ودراسة، وبعد استمر عمله في تحقيق الكتاب ما يقارب العشرين سنة، وقد روى بأسلوبه الأدبي تلك الرحلة والتجربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تتبع المصادر التي رجع إليها الجلالان في تفسيرهما. وقد انتفع بدلالة السيوطي له في ترجمته للكواشي الموصلي (ت680هـ) بأن تفسير الكواشي من مصادر المحلي التي اعتمدها في تفسيره، واعتمدها هو أيضاً في تكملته لتفسير المحلي، مع إضافته لكتاب الوجيز للواحدي وتفسيري البيضاوي وابن كثير. وهذه الأربعة من أهم مصادر تفسير الجلالين.
وتبين للمحقق أيضاً أن الجلالين اعتمدا أيضاً على معاني القرآن للفراء والزجاج، وإعراب القرآن للنحاس، ومعالم التنزيل للبغوي، والكشاف للزمخشري، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري، وتفاسير الخازن وأبي السعود وابن عطية والقرطبي وأبي حيان، والدر المصون للسمين الحلبي.
القراءة التي اعتمدها الجلالان في التفسير:
ذكر المحقق أنه عثر على نسخة مطبوعة في القاهرة في مطبعة البابي الحلبي من تفسير الجلالين كتب على غلافها من الداخل: (مراعاة لحقوق المؤلفين قد أثبتنا القرآن الكريم مضبوطاً بالشكل الكامل على حسب رواية الشيخين المفسرين، وإن كانت تخالف رواية حفص)، فدعاه ذلك إلى الاستعانة بها، وقد تبين للمحقق بعد التتبع الدقيق للقراءة التي اعتمد عليها الجلالان أن جمهورها الأساسي معتمد على قراءة أبي عمرو ابن العلاء البصري (ت154هـ)، وما خالف ذلك كان فيه أشياء من قراءة عبدالله بن كثير المكي (ت120هـ)، ثم من قراءة نافع مقرئ المدينة (ت169هـ)، ثم من قراءة ابن عامر الدمشقي (ت118هـ)، وما خالف ذلك فنادر ومعظمه عند جلال الدين المحلي في الجزء الذي فسره. وقد تمت كتابة الآيات بهذه الروايات كلها كما هي في الأصل.
ترتيب التحقيق:
كل النسخ المخطوطة التي ذكرها المحقق للكتاب تبدأ بتفسير سورة البقرة حتى نهاية سورة الإسراء وهذا من عمل الإمام السيوطي، ثم من بداية الكهف حتى نهاية القرآن، ثم يختم بسورة الفاتحة وهذا صنيع المحلي.
ولكن المحقق رتب التفسير، فجعل تفسير المحلي للفاتحة أولاً ثم تفسير السيوطي حتى نهايته، ثم تفسير المحلي حتى سورة الناس.
وقد جعل كتابة الآيات في التفسير بالرسم الإملائي لا العثماني تسهيلاً على القراء كما يقول وفقه الله، ما عدا الأحرف المقطعة في أوائل السور فقد أبقاها بالرسم العثماني.
كما عني المحقق كثيراً بعلامات الترقيم في ضبط نص التفسير ليسهل القراءة فيه.
وقد توسع المحقق في االاستدراك على الجلالين معتمداً على مصادرهما، وأكثر من ذلك حتى أصبح الكتاب بتحقيقه موسوعة تفسيرية كبيرة فيها الكثير من الفوائد. وقد توسع المحقق في الإعراب والصنعة النحوية المركزة، ومعاني الأدوات النحوية كثيراً، وأتى بفوائد خبير مهمة.
فهارس التحقيق:
ختم المحقق تحقيقه بفهارس متنوعة للأحاديث والآثار، ولمسائل العربية، وللمفردات الصرفية التي حللت صرفياً، ولأوهام وهنات المفسرين التي تعقبها المحقق وهي كثيرة. وبعدها فهرس محتويات الكتاب ومصادر التحقيق.
وقد فرغ المحقق من تحقيقه في 1 رمضان 1426هـ.
وتاريخ طبعته الأولى 2008م.
وفي الحق إنه جهد علمي موفق، بذله المحقق الدكتور فخر الدين قباوة، وقد فاق بتحقيقه الموسع المفصل هذا عملَ المفسرين رحمهما الله، وظهر في تحقيقه مبلغ علمه ودقته في فنون العلم التي تعرضا لها، ويعد كتابه تفسيراً لتفسير الجلالين، وخدمة علمية عظيمة لهذا التفسير تربو على كل الخدمات والتحقيقات السابقة. وهذه يد منه رحمه الله على طلاب العلم أحسن الله مجازاته، وتقبل منه.
وفي الختام أسأل الله أن يتقبل من المحقق عمله، ومن المفسرَين عملهما.
كما أشكر أخي الكريم وصديقي العزيز محمد بن حامد العبَّادي الذي تفضل علي بنسخة من هذا التحقيق هديَّة منه، ويدا بيضاء تضاف لأياديه البيضاء على أخيه، وأقول له:
كَمْ مِنْ يدٍ بيضاءَ قد أَسديتَها = تُثني إِليكَ عنانَ كُلِّ جوادِ
شكرَ الإلهُ صنائعاً أوليتَها= سَلَكتْ مع الأرواحِ في الأَجسادِ
الرياض في 8/ 3/1431هـ
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:27 م]ـ
بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذه المعلومات القيمة، أمّ النسخة الموجودة عندي فهي من تحقيق القاضي محمد كنعان، وسأقوم بإذن الله تعالى باقتناء هذه النسخة والاطلاع عليها بإذن الله تعالى ...
ـ[أم رنيم]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً وزادك من فضله
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Feb 2010, 01:31 ص]ـ
شكر الله لكم هذا العرض المفيد لهذا الكتاب القيم , وبارك الله في عمل المحقق وجزاه خير الجزاء , وقد اطلعت على هذه النسخة وهي فعلا ثقيلة الوزن , وحبذا لو طبع مرة أخرى أن يكون في مجلدين صغيرين, حتى يسهل الاطلاع عليهما للمستلقي , ويسهل حمله في الأسفار.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:15 م]ـ
لعل المحقق والدار قصدا أن يُقرأ الكتاب في المكاتب لا على الأرائك:)!
أحسنتم فضيلة الدكتور عبد الرحمن بهذا العرض المركز والشامل، وكما ذكرتم فهذا التحقيق هو أحسن ما يقتنيه من أراد قراءة الجلالين كما وضعه المؤلفان رحمهما الله.
وأما الحواشي فلا يستغنى عما كتبه القاضي كنعان.
ويبقى السبق لهذا التحقيق بكونه الأقرب لما وضعه المؤلفان والأكثر ضبطا.
وكل من عرك الجلالين يعلم شدة الحاجة إلى وجود تحقيق مثل هذا يضع الاصبع على مقصود المؤلفين في مواطن كثيرة مشكلة.
فجزا الله المحقق خيرا، وأحسن له الخاتمة.
وجزاكم خيرا على ما نتعلمه منكم من حسن الأدب، وكمال الخلق، فليست لي في هذا الكتاب من يد، وإن كانت فإنما هي يد مكافئ أعياه رد الجميل، وليس الواصل كالمكافئ ..
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2010, 02:48 م]ـ
لعل المحقق والدار قصدا أن يُقرأ الكتاب في المكاتب لا على الأرائك:)!
ولكنني أتعب من القراءة الطويلة جالساً أو على المكتب، فأستلقي وأقرأ، وأظن غيري مثلي في هذا، فالقراءة الطويلة تحتاج إلى راحة، وقد اضطررت للعودة للمكتب لقراءة هذا الكتاب على كل حال.
أحسنتم فضيلة الدكتور عبد الرحمن بهذا العرض المركز والشامل، وكما ذكرتم فهذا التحقيق هو أحسن ما يقتنيه من أراد قراءة الجلالين كما وضعه المؤلفان رحمهما الله.
وأما الحواشي فلا يستغنى عما كتبه القاضي كنعان.
ويبقى السبق لهذا التحقيق بكونه الأقرب لما وضعه المؤلفان والأكثر ضبطا.
وكل من عرك الجلالين يعلم شدة الحاجة إلى وجود تحقيق مثل هذا يضع الاصبع على مقصود المؤلفين في مواطن كثيرة مشكلة.
نعم هو هذا، وجهده العلمي فيه لا ينكر، وإن كنتُ سمعتُ بعض الفضلاء يعيب كثرة النقول، وتضخيم الكتاب، ولكن هكذا هي دوماً آراء الناس تتفاوت. وهو بلا شك قد خرج عن حد كونه تحقيقاً إلى كونه شرحاً واستدراكاً.
وجزاكم خيرا على ما نتعلمه منكم من حسن الأدب، وكمال الخلق، فليست لي في هذا الكتاب من يد، وإن كانت فإنما هي يد مكافئ أعياه رد الجميل، وليس الواصل كالمكافئ ..
بارك الله فيكم.
بل معروفك سابق تقبل الله منك، وجمَّلك بالتقوى وكمال الأدب.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:33 م]ـ
شيخنا الكريم
بحثت عن الكتاب في بعض المكتبات وفي معرض الكتاب بالرياض فلم أجده.
ياليت لو تتكرم بّذكر مكان بيعه ـ إن تيسر ـ
وجزاكم الله خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2010, 07:13 ص]ـ
شيخنا الكريم
بحثت عن الكتاب في بعض المكتبات وفي معرض الكتاب بالرياض فلم أجده.
ياليت لو تتكرم بّذكر مكان بيعه ـ إن تيسر ـ
وجزاكم الله خير
الأصل بيعه عن طريق مكتبة لبنان ناشرون نفسها، فإن كانت ضمن الدور المشاركة فيمكنك سؤالهم، وإلا فيمكنك طلب الكتاب منهم مباشرة من بيروت. وأظن نسخه قليلة لارتفاع ثمنه، وإعراض المكتبات عن توزيعه لمعرفتها بقلة زبائنه ممن يحجمون عنه لغلاء ثمنه.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[03 Apr 2010, 09:24 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الكريم(/)
"كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ "ما وجه التشبيه؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:46 م]ـ
قال عز وجل:" إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) " [المرسلات/32، 33]
فما هي الصورة التي تكون لتلك الشرر؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Feb 2010, 07:23 م]ـ
من يفيدنا وجزاه الله خيرا
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Feb 2010, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ..
في الصورة تشبيهان مركبان يحتاجان إلى تأمل:
شبه الشرر أولاً بالقصر، وشبه القصر الذي يشبهه الشرر ثانياً بالجمالات، وفي الجمالات معنيان .. ومن هنا تتكون الصورة.
وهذا الجواب ملخص من التحرير والتنوير 29/ 437:
إنها: الكلام عن جهنم.
ترمي: الرمي قذف يصيب الغرض. ومجيؤه بصيغة المضارع يدل على التجدد والاستمرار، فهي ترمي ذلك الشرر الموصوف ولا تتوقف. وهذا يعطي الصورة حركة.
شرر: جمع شررة: القطعة المشتعلة من دقيق الحطب يدفعها لهب النار في الهواء من شدة التهاب النار.
القصر: البناء العالي، والتعريف فيه للجنس؛ أي كالقصور؛ أي كل شررة كقصر في عظم الحجم.
كأنه: المشبه هو القصر الذي يشبه الشرر.
جمالات: جمع جمالة: والجمالة اسم جمع طائفة من الجمال المتوزعة فرقاً، أو جمع جَمَل: حبل تشد به السفينة. وقُرئ: جِمالة وجُمالة وجِمالات.
صفر: الصفرة لون الشرر إذا ابتعد عن لهيبه.
هذه الآية تشبيه مركب من جهتين؛ لأنه تشبيه في هيئة الحجم (كالجماعة من الإبل) مع لونه مع حركته، وفي هيئة الطول في الهواء (كالحبل الكبير الممدود).
قال الطيبي: ... لأن الله شبه الشرارة أولاً حين تنفصل عن النار بالقصر في العِظم، وثانياً حين تأخذ في الارتفاع والانبساط، فتنشق عن أعداد لا نهاية لها بالجمالات في التفرق واللون والعظم والثقل، ونظر في ذلك إلى الحيوان وأن تلك الحركات اختيارية.
ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي.
أما المعاني التي أوردها ابن جرير رحمه الله فهي ما أوردت وأضاف اليها قطع النحاس.
والذي صح عن ابن عباس ما رواه البخاري حيث قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
"تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ قَالَ كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْخَشَبَةِ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ فَنُسَمِّيهِ الْقَصَرَ
{كَأَنَّهُ جِمَالَاتٌ صُفْرٌ}
حِبَالُ السُّفُنِ تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ."صحيح البخاري - (ج 15 / ص 256)
فالصورة الأولى تكون: على وصفها بالجمال السود التي يعلوها الصفار:بشرر عظيم متتابع كثير.
والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.
هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.
وحقيقة وجدت أحاديث ذكرت في التفاسير عن وصف لون النار بالأسود. وكذا الشرر.
أما الذي يذكر النار فهو:
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ. سنن الترمذي - (ج 9 / ص 165) قال الترمذي رحمه الله أن هذا الحديث الأصح وقفه وقد ضعفه الألباني رحمه الله.
أما الحديث الثاني فهو:" شرر نار جهنم أسود كالقير "فلم أجده مرفوعا وإنما وجدته موقوفا على ابي هريرة رضي الله عنه بلفظ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ
"أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ لَهِيَ أَسْوَدُ مِنْ الْقَارِ وَالْقَارُ الزِّفْتُ"موطأ مالك - (ج 6 / ص 147)
والإشكال كما ذكر الألباني رحمه الله أنه قد تكون من الإسرائيليات.
اللهم اجرنا من النار وشررها. فهل شررها متفرع كحبال السفن اصفر اللون؟ أم متتابع أسود اللون؟
رحم الله من قال:
ولا تحرقن جسمي بنارك سيدي////فجسمي ضعيف والرجا منك أقرب
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:17 م]ـ
من يجيبني وأدعو له بظهر الغيب كما دعوت لأخي عصام؟
"والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.
هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:42 م]ـ
من يجيبني وأدعو له بظهر الغيب كما دعوت لأخي عصام؟
"والصورة الثانية على أساس انها الحبال لم اعرفها حقيقة.
هل هي التفرع لتلك الحبال من مكان ربطها للأعلى؟ وعلى هذا يكون لونها اصفرا.
لعلك تدعو لي مرة أخرى!
الشرر العظيم إذا انفصل عن النار- أجارنا الله منها- وامتد في الهواء كان امتداده الطويل كخيط عظيم ذي وميض ناري أصفر.
وهي كصورة الشرر الذي قد يرى في الدنيا .. ولكن أعظم حجماً وأعظم امتداداً بذلك الحجم في الهواء وأعظم رمياً.
وهذا تخويف عظيم من شرارة النار الكبيرة والممتدة، فكيف بالنار نفسها أو بظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب؟.
والعياذ بالله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 01:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي عصام.(/)
اللقاء الخامس لمركز تفسير للدراسات القرآنية يوم الأحد 14 ربيع الأول 1431هـ
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينظم مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض اللقاء الخامس ضمن سلسلة لقاءاته الدورية تحت عنوان:
الإصدارات الجديدة في الدراسات القرآنية
لقاء مفتوح
الزمن:
وذلك بعد صلاة المغرب يوم الأحد 14/ 3/1431هـ الموافق 28/ 2/2010م.
ويستمر اللقاء بعد صلاة العشاء، وهو لقاء مخصص للرجال فقط لعدم وجود قاعة للنساء.
وسوف يشارك في اللقاء عددٌ من الباحثين المعنيين بشؤون الكتب والإصدارات الجديدة، وسوف يتم فيه الحديث عن الإصدارات الجديدة في الدراسات القرآنية التي صدرت مؤخراً في معارض الكتب الدولية في القاهرة وغيرها، مع بيان لبعض جوانبها على وجه الإيجاز. كما استكتب المركز عدداً من الباحثين لموافاته بجديد الإصدارات خلال الأيام الأخيرة لعرضها خلال اللقاء بأسماء المشاركين كتابة من أعضاء ملتقى أهل التفسير.
ويهدف مركز تفسير من عقد هذا اللقاء إطلاع المتخصصين على الجديد في الدراسات القرآنية من الكتب والمطبوعات لمن يرغب في اقتناء هذه الإصدارات في معرض الكتاب الدولي بالرياض الذي يبدأ فعالياته بعد يومين من عقد هذا اللقاء في صالة المعارض الكبرى بمدينة الرياض كما هو موضح في موقع المعرض هنا ( http://riyadhbookfair.org.sa/Pages/Default.aspx) .
المكان:
وسوف يعقد هذا اللقاء في قاعة الاحتفالات الكبرى بمنتجع المرسى السياحي بالرياض، الذي يقع شرق الدائري الشرقي بين مخرجي 10 و 9 بعد الحكير لاند، ويكون الدخول من البوابة الجنوبية للمنتجع.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b8539ed83e8a.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:46 ص]ـ
ونحن ندعو الزملاء المهتمين بالجديد في عالم الكتب والإصدارات للمشاركة معنا في هذا اللقاء، أو التكرم بتزويدنا بالجديد من الإصدارات على بريدي amshehri@gmail.com لعرضها باسمه في اللقاء. لعل الراغبين في شراء هذه الإصدارات يقيدونها تمهيداً لشراءها من المعرض القادم بإذن الله.
وسوف يتم كتابة تقرير بكل الإصدارات الجديدة في هذا اللقاء وعرضها هنا بإذن الله في اليوم التالي للقاء.
وهي فرصة لتجديد العهد بالزملاء في الرياض بعد توقفنا عن اللقاءات منذ اللقاء الرابع الذي عقد في المدينة المنورة في 23/ 10/1430هـ. ( www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=89475).
نسأل الله أن يجعل اجتماعاتنا هذه دوماً اجتماعات مباركة موفقة، وأن ينفعنا جميعاً بالعلم.
ـ[كامل]ــــــــ[23 Feb 2010, 07:11 ص]ـ
شكر الله للإخوة القائمين على هذا المركز المبارك جهدهم ,ونقول لهم بلسان الحال والمقال:
رفع الله قدركم , وأعلى ذكركم , وجعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته
ـ[المنصور]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:09 ص]ـ
فكرة رائدة
وتحتاج لتعاون الجميع لنجاحها من داخل المملكة وخارجها كذلك
الشكر موصول لجميع العاملين في مركز تفسير
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله
ونرجو أن تزودونا بقوائم الإصدارات الجديدة لتعذر الحضور إليكم
شكر الله لكم، وجزاكم عنا كل خير.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:41 م]ـ
فكرة ممتازة , وتوقيت مناسب للقاء قبيل معرض الكتاب , وفقكم الله وبارك في جهودكم.
وأقترح أن توجهوا الدعوة لأصحاب بعض الإصدارات الجديدة في الدراسات القرآنية لتقديم عرض موجز عن كتبهم , خاصة من الباحثين في السعودية ممن يمكنهم حضور اللقاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:46 م]ـ
فكرة ممتازة , وتوقيت مناسب للقاء قبيل معرض الكتاب , وفقكم الله وبارك في جهودكم.
وأقترح أن توجهوا الدعوة لأصحاب بعض الإصدارات الجديدة في الدراسات القرآنية لتقديم عرض موجز عن كتبهم , خاصة من الباحثين في السعودية ممن يمكنهم حضور اللقاء.
وفقكم الله يا أبا أسامة، وقد فعلتُ ودعوت بعضهم وسيحضرون، وبعضهم أرسل لي عرضاً لجديده من خارج الرياض جزاهم الله خيراً. وليتك تشاركنا اللقاء لكن خشيت أن أشق عليك.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:08 م]ـ
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا اللقاء وغيره من اللقاءات العلمية التي ينظمها مركز تفسير.
ومن الأمور التي نود التنبيه عليها في اللقاء - من وجهة نظري -:
- المصداقية في المعلومات فيما يختص بطرح ماهو جديد، فكم بلغنا من إصدارات جديدة ستخرج بحلة قشيبة في فترة بسيطة من بعض الدور ونفاجأ بعدم المصداقية في ذلك، وتمر السنون وهي لم تر النور!
على سبيل المثال: تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية بإشراف الشيخ إياد القيسي، انتظرناه سنوات ولم يخرج بعد والعجيب أنك إذا اتصلت بالدار الناشرة أخبروك: بأنه مازال تحت الطبع!!
مثال آخر: مقالات في علوم القرآن لشيخنا الطيار، كم اتصلت مرارا بالدار الناشرة وأفاجأ بأنه لازال في المطبعة وسيخرج بعد ثلاثة أشهر، وقد مضى على هذه الأشهر أعوام وأعوام!!
وليت الإخوة العاملين في هذه الدور يكونوا أكثر مصداقية في إبداء المعلومات، ولا شك أن مثل هذا يقفدك الثقة بالدار الناشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:37 م]ـ
الحمد لله وبعد ألا يمكن بث اللقاء على النت ولو صوتياً لتتيسر المداخلة لمن يشق عليه الحضور أو ليس له مكان - النساء- سواء صوتياً أو كتابياً -أعني المداخلة - لا حُرمتم الأجر، وشكر الله لكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:53 ص]ـ
وفقكم الله يا أبا أسامة، وقد فعلتُ ودعوت بعضهم وسيحضرون، وبعضهم أرسل لي عرضاً لجديده من خارج الرياض جزاهم الله خيراً. وليتك تشاركنا اللقاء لكن خشيت أن أشق عليك.
شكر الله لكم , وكنت أتمنى أن يناسب الوقت للحضور ولكني مرتبط بالتدريس في الكلية وغير ذلك مما لا يخفى عليكم , وحبذا لو تيسر لكم في اللقاءات القادمة أن تجعلوها في آخر الأسبوع حتى يتسنى لنا الحضور, ونتمنى أن تقيموا لقاءا آخر في المدينة قريباً , كما فعلتم في اللقاء الرابع.
ملاحظة: حبذا لو حددتم فترة معينة لهذه الاصدارات الجديدة:
هل ما صدر قبل ستة أشهر أم سنة؟ حتى يتسنى لنا إفادتكم بالجديد الذي نعرفه.
وبوركتم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 06:29 ص]ـ
أما نقلها ولو صوتياً، فقد أتعبنا عدم توفر الإمكانية لذلك في المقر الذي تقام فيه الفعالية، وسنحرص على مراعاة النقل مستقبلاً لمثل هذه الفعاليات. ومثل هذا اللقاء المفتوح سيكون حوارياً فنقله صوتياً غير مناسب، وأما اللقاءات التي يكون المتحدث فيها واحداً فقط فقد يكون تسجيلها أنسب.
وأما التواريخ فالمقصود الأهم هو ما صدر مؤخراً خلال الشهرين الماضية أو ما يقاربها والتي لم تصل المكتبات بعد، مما صدر في معرض القاهرة الدولي الأخير ومعرض الدار البيضاء بالمغرب ونحوها مما سيجده القارئ لأول مرة ربما في المعرض القادم. ولو دخل غيرها من بعض الإصدارات التي لم تنزل بعد للمكتبات إلا مؤخراً ولم يعلم عنها بعضنا ولو كانت تواريخها بعيدة، والقارئ المتابع يعرف المقصود ولو بَعُدَ التاريخ.
والفكرة مساعدة الراغبين من الباحثين في شراء مثل هذه الإصدارات مبكراً في المعرض الذي سيبدأ يوم الثلاثاء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:20 م]ـ
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن، لو تكرمتم بالطلب من الإخوة الذين سيشاركون في إثراء هذه الندوة بالجديد من الإصدارات بأن يرسلوا ما يودون عرضه من الكتب لكم برسالة خاصة حتى لا تكون هناك مشاركات متكررة، خصوصاً أن الجديد في الثلاثة الأشهر الماضية لم يكن بذاك الحجم الكبير، ثم يقسم عرض الكتب بين الإخوة الراغبين بالتنسيق معهم بالرسائل الخاصة.
الأمر الآخر أمتع الله بكم، لو تيسر أن يفرد وقت قصير في الندوة للدلالة على جملة من الكتب المهمة لطلاب العلم المهتمين وغيرهم في الدراسات القرآنية التي لم يحتفى بها، أو التي يكون هناك قلة في نسخها حتى يُهتم باقتنائها في معرض الكتاب وإن كانت ليست حديثة، والله يسددكم ويحفظكم ويجعل ما تقدمون أنتم والإخوة في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:58 م]ـ
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن، لو تكرمتم بالطلب من الإخوة الذين سيشاركون في إثراء هذه الندوة بالجديد من الإصدارات بأن يرسلوا ما يودون عرضه من الكتب لكم برسالة خاصة حتى لا تكون هناك مشاركات متكررة، خصوصاً أن الجديد في الثلاثة الأشهر الماضية لم يكن بذاك الحجم الكبير، ثم يقسم عرض الكتب بين الإخوة الراغبين بالتنسيق معهم بالرسائل الخاصة.
الأمر الآخر أمتع الله بكم، لو تيسر أن يفرد وقت قصير في الندوة للدلالة على جملة من الكتب المهمة لطلاب العلم المهتمين وغيرهم في الدراسات القرآنية التي لم يحتفى بها، أو التي يكون هناك قلة في نسخها حتى يُهتم باقتنائها في معرض الكتاب وإن كانت ليست حديثة، والله يسددكم ويحفظكم ويجعل ما تقدمون أنتم والإخوة في ميزان حسناتكم.
رأي مسدد، وأبشر بإذن الله.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:09 م]ـ
ألا يمكن التنسيق مع قناة المجد لنقل اللقاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 05:41 م]ـ
ألا يمكن التنسيق مع قناة المجد لنقل اللقاء.
سأحاول معهم لو رغبوا في ذلك، وشكراً لاقتراحكم.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[27 Feb 2010, 05:57 م]ـ
أشيد باقتراح الشيخ فهد، وأعان الله الدكتور عبدالرحمن،
والفرصة سانحة حيث أننا مقبلون على عدة معارض للكتب، وكلنا يأمل الحصول على الجديد (المفيد).
معرض الرياض الدولي هذا الأسبوع 16ـ 26/ 3 / 1431هـ
وهو معرض كبير يشارك فيه أكثر من 600 دار نشر، من 27 دولة.
وبعده بشهر معرض آخر للكتاب في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من
19/ 4 / 1431هـ إلى 4/ 5/ 1431هـ.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:51 م]ـ
ما شاء الله
لا قوة إلا بالله
من جوار المسجد الأقصى نتمنى لكم التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الونشريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:26 م]ـ
أشكركم على هذا التوقيت الممتاز، المناسب، في المكان المناسب، وسوف أحضر بحول الله تعالى على رغم انشغالي
محبكم: جلول ابراهيم سالمي (الونشريسي)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عقد مركز تفسير للدراسات القرآنية لقاءه الخامس بالرياض مساء الأحد 14/ 3/1431هـ بحضور عدد كبير من أعضاء ملتقى أهل التفسير من الرياض منهم الأستاذ الدكتور بدر بن ناصر البدر والدكتور إبراهيم بن علي الحكمي والدكتور ناصر الدوسري والدكتور عبدالرحمن اليوسف والدكتور ناصر الماجد من أعضاء هيئة التدريس بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين، والدكتور أحمد الفرَّان من مدارس نجد الأهلية بالرياض، والدكتور عبدالله بن حمد المنصور، وحضر من الأعضاء من خارج الرياض الدكتور صالح صواب من اليمن، وعضو الملتقى الذي يكتب باسم المساهم من الكويت، كما حضر أبو مالك العوضي عضو ملتقى أهل التفسير، وعدد من الباحثين المتخصصين وطلبة العلم.
وقد افتتح الدكتور عبدالرحمن الشهري مدير مركز تفسير اللقاء بالترحيب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، ثم أشار إلى أهمية العناية بالكتب الجديدة التي تصدرها دور النشر في الدراسات القرآنية وضرورة المتابعة من قبل المتخصص للاطلاع ومعرفة ما يدور في العالم من دعوات وما يلقى من شبهات حول القرآن الكريم، وما ينشر من الردود العلمية حولها، وأن من أهم صفات المتخصص المتمكن معرفته ومتابعته للجديد في مجال تخصصه. وأشار إلى أنَّ مركز تفسير حرص على عقد هذا اللقاء العلمي المفتوح حول (الإصدارات الجديدة في الدراسات القرآنية) لأسباب من أهمها التنبيه على هذه الصفة المهمة لطالب العلم، وتهيئة الباحثين لمعرض الكتاب القادم يوم غد الثلاثاء 16/ 3/1431هـ لشراء الإصدارات الجديدة المهمة من المعرض قبل نفادها.
ثم تحدث الدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود عن بعض الإصدارات الجديدة، فذكر منها:
1 - تفسير فتح الرحمن للعليمي الحنبلي، تحقيق نور الدين طالب. نشر وزارة الأوقاف القطرية 1431هـ.
2 - موارد السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن للدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الرومي، ط. دار التدكرية بالرياض 1431هـ.
3 - التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي، بتحقيق محمد سيدي مولاي، نشر دار الضياء، ووزارة الأوقاف القطرية.
4 - الموصول لفظًا المفصول معنى، للباحثة خلود العبدلي، وهو من نشر دار ابن الجوزي ومركز تفسير للدراسات القرآنية، ويباع لدى دار ابن الجوزي بالمعرض.
5 - تفسير سورة الإخلاص للحجوي الثعالبي الفاسي تحقيق إبراهيم الوافي، من إصدارات بعض الدور المغربية.
6 - الوحدة القرآنية دراسة تحليلة مقارنة محمد خوجه، ط. دار كنوز إشبيليا بالرياض 1431هـ.
7 - منهج التفسير الموضوعي للقرآن: دراسة نقدية، للدكتور سامر بن عبدالرحمن رشواني، دار الملتقى بحلب.
ثم أتيح المجال للتعقيبات من بعض الحاضرين.
فتحدث الدكتور عبدالله بن حمد المنصور عن مسألة طباعة الكتب التراثية في التفسير والدراسات القرآنية عن نسخة مخطوطة فريدة دون بذل جهد دقيق في الكشف والتحقق من المؤلف الحقيقي للكتاب، وما يسببه ذلك من رواج للكتب وهي ليست لأصحابها، وذكر من أمثلة ذلك:
1 - كتاب التفسير الذي نسب للطبراني خطأ وهو للحداد.
2 - التفسير المنسوب لعبدالقادر الجيلاني الذي طبع مؤخراً.
3 - التفسير المنسوب للشهرستاني.
ثم تحدث الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري عن بعض الإصدارات الحديثة في الدراسات القرآنية، وذكر منها:
1 - آل حم، الزخرف والدخان والجاثية، للأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى. مكتبة وهبة بالقاهرة، الطبعة الأولى 1431هـ.
2 - مجالس قرآنية (مدارسات في رسالات الهدي المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ) د. فريد الأنصاري رحمه الله، دار السلام 1430ط1
3 - بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق د. فريد الأنصاري دار السلام 1430هـ
4 - مَسِير التفسير: الضوابط والمناهج والاتجاهات، للدكتور إبراهيم عوض، مكتبة الإيمان ومكتبة جزيرة الورد بالقاهرة، الطبعة الأولى 1431هـ. (وقد أرسله المؤلف للدكتور عبدالرحمن)
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - مصحف برواية البزي عن ابن كثير المكي بالعد المكي، دار القراءات بألمانيا، رمضان 1429هـ.
6 - دراسات محمدية لجولد زيهر، مركز العالم الإسلامي لدراسة الاستشراق، ترجمة الدكتور الصديق بشير نصر، ومعه دراسة نقدية حافلة مهمة جداً. (وقد أفاده الأستاذ أبو فهر السلفي عضو ملتقى أهل التفسير).
7 - مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية (العدد السابع والثامن)، دار ابن الجوزي.
8 - العدد الخامس من مجلة الدراسات القرآنية، إصدار الجميعة العلمية السعودية للدراسات القرآنية، 1431هـ.
9 - تاريخ القرآن للمستشرق الألماني تيودور نولدكه: ترجمة وقراءة نقدية، وهو من ثلاثة أجزاء، للدكتور رضا الدقيقي، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إصدار وزارة الأوقاف القطرية 1431هـ. (وقد أفاده مؤلف الكتاب برسالة إلكترونية للدكتور عبدالرحمن).
10 - منبهة الإمام المقرئ أبي عمرو الداني: دراسة وتحقيق وتعليق، للدكتور حسن وجاج، حققها على أربع نسخ خطية، مع تعليقات ودراسة عميقة، وتقدم بذلك لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية، ونوقشت سنة (1406 ـ 1985م) بدار الحديث الحسنية بمدينة الرباط. وقد صدر الكتاب عام 1430هـ (وقد أفاده الأستاذ آيت عمران عضو ملتقى أهل التفسير).
ثم استعرض الدكتور عبدالرحمن الشهري بعض الرسائل الإلكترونية التي وردته من بعض الباحثين مشتملة على بعض الإصدارات الجديدة.
وقد وردت رسالة من عضو ملتقى أهل التفسير من المغرب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي، وفيها:
1 - الوحدة الإسنادية في القرآن الكريم: بومعزة رابح، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
2 - البيان في غريب القرآن: أبو البركات بن الأنباري، تحقيق طه عبد الحميد طه، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
3 - البلاغة الأسلوبية: تصوير الموت في القرآن الكريم نموذجا، مكتبة الآداب بالقاهرة
4 - مخطوطة الجمل: معجم و تفسير لغوي في خمس مجلدات: حسن عبد الجليل الجمل، الهيئة المصرية العامة للكتاب
5 - الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه: عبد الله صولة، دار الفارابي، لبنان.
6 - الصورة النفسية في القرآن الكريم: دراسة أدبية: محمود سليم محمد هياجنة، عالم الكتب الحديث، الأردن.
7 - فن السياناريو في قصص القرآن: حوار فكري و حضاري جديد في النص: جمال شاكر البدري، دار صفحات، لبنان.
8 - أنماط العلاقات الاجتماعية في النص القرآني: دراسة سوسيولوجية لعمليات الاتصال في القصة القرآنية، قصة موسى عليه السلام تطبيقا، محمد بن موسى بابا عمي، دار صفحات، لبنان.
9 - رياض القرآن تفسير في النظم القرآني و نهجه النفسي و التربوي: سمير شريف أستيتية، عالم الكتب الحديث، الأردن.
10 - القرآن الكريم و الأصول في تدبره ـ تمعنات في تعاليمه و خصائصه، محمد حسين صفوري، شركة المطبوعات، لبنان." يسعى هذا الكتاب إلى تدبر القرآن الكريم انطلاقا من أسس ثلاث: العقل و التفكر و العلم، والمعرفة العلمية الصحيحة للبيئة العربية التي نزل فيها القرآن، والمعرفة الصحيحة لترتيب النزول.
11 - الاقتباس من القرآن الكريم لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي، تحقيق ابتسام مرهون الصفار، عالم الكتب الحديث، الأردن
12 - القرآن الكريم و القراءة الحداثية: درساة تحليلية نقدية لإشكالية النص عند محمد أركون: الحسن العباقي، دار صفحات، لبنان.
13 - الأحكام الصغرى: أبو بكر بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي، تحقيق سعيد أحمد أعراب، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، لبنان.
14 - فعالية القراءة و إشكالية تحديد المعنى في النص القرآني: محمد بن أحمد جهلان، دار صفحات، لبنان.
15 - بلاغة السرد القصصي في القرآن الكريم " قصة يوسف في ضوء مفاهيم السرد المعاصر ": إبراهيم عبد المنعم إبراهيم. مكتبة الآداب بالقاهرة.
16 - الخطاب القرآني دراسة في العلاقة بين النص و السياق.: خلود *العموش، عالم الكتب الحديث.
17 - مناهج التفسير الموضوعي و علاقتها بالتفسير الشفاهي: أحمد بن عثمان رحماني، عالم الكتب الحديث، الأردن.
18 - القراءة الغربية للقرآن الكريم " ندوة علمية "نظمتها كلية الدعوة بليبيا.جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ليبيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - معجم تفاسير القرآن الكريم في مجلدين، الأول من تأليف الأساتذة: عبد القادر زمامة، عبد النبي فاضل، عبد الوهاب تازي سعود، محمد الكتاني، و الثاني من تأليف الشيخ محمد بوخبزة، دار التقريب، لبنان.
20 - المعجم الطبيعي للقرآن الكريم: مراجعة محمد توفيق أبو علي، دار التقريب، لبنان.
21 - المفارقة القرآنية " دراسة في بنية الدلالة "، محمد العبد، مكتبة الآداب، القاهرة.
22 - العقيدة النصرانية بين القرآن و الأناجيل، حسن الباش، دار قتيبة، دمشق.
23 - القرآن و التوراة أين يتفقان و أين يفترقان؟: حسن الباش، دار قتيبة، دمشق.
24 - الوجيز في تفسير آي الكتاب العزيز من الحزب السادس و العشرين إلى الحزب الثلاثين: مصطفى بن حمزة.
25 - علوم القرآن المسمى مواقع العلوم في مواقع النجوم لجلال الدين البلقيني، تحقبق سعيد فؤاد عبد ربه، دار الضياء، القاهرة.
26 - قراءة عبد الله بن كثير فيما خالف فيه ورشا: كريمة محمد علي بوعمري، طوب بريس، المغرب.
27 - الدليل الأوفق إلى رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق: مصطفى البحياوي، عبد الهادي حميتو، عبد العزيز العمراوي، منشورات وزارة الأوقاف المغربية.
28 - الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى لأبي زيد عبد الرجمن بن القاضي، تحقيق محمد بالوالي، مكتبة الطالب، وجدة، المغرب.
مع التحية و التقدير
أخوكم: أحمد بزوي الضاوي
كما عرض الدكتور عبدالرحمن رسالة وصلته ببعض الإصدارات من الدكتور أبو زيد محمد أبو زيد الأستاذ الآن بجامعة تبوك. تضمنت بعض كتبه التي قام بتأليفها واختصارها. ونصها:
الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تكونوا بخير وعافية، كنت أراسلكم من ليبيا، والآن الحمد لله حصلت على العمل في جامعة تبوك في المملكة من فضل الله.
أخي الفاضل لي بعض المؤلفات غير معروفة في المملكة لأنها طبعت على نطاق ضيق، تعرفون منها:
1 - مناهج المفسرين مختصر التفسير والمفسرون للذهبي.
2 - مختصر تفسير فتح القدير بتقديم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله، وهو نحو 1840 صفحة، مكتبة دار السلام في الرياض.
3 - مخاصمة المنافقين في القرآن الكريم طبع في اليمن.
4 - زبدة المعاني من تفسير الشوكاني على حاشية المصحف الكريم.
5 - أرض الميعاد نظرة قرآنية في العهود التوراتية، وهو عندي مصنف في سلسلة الدراسات القرآنية.
كما عرض الدكتور عبدالرحمن الشهري بعض الإصدارات الجديدة التي بعث بها الشيخ حاتم القرشي المحاضر بجامعة الطائف وعضو ملتقى أهل التفسير، وهي:
1 - كتاب القرآن الكريم والقراءة الحداثية: دراسة تحليلية نقدية لإشكالية النص عند محمد أركون، للدكتور الحسن العباقي، ط. دار صفحات بدمشق.
2 - منهج الشيعة الإمامية في تفسير القرآن (الطبرسي أنموذجاً) تأليف د. مجدي الجارحي.
3 - جهود القاضي عياض في التفسير، للدكتور محمد مجلي ربابعة، ط. دار ورد بالأردن.
4 - غريب القرآن للقاضي عياض للدكتور محمد مجلي ربابعة، ط. دار ورد بالأردن.
5 - التراث والمنهج بين أركون والجابري، للدكتورة نايلة أبي نادر، ط. الشبكة العربية للأبحاث ببيروت.
6 - تأويلات القرآن للماتريدي، تحقيق د. محمد بوينوقالين، مراجعة د. بكر طوبال أوعلي، ط. دار الميزان بتركيا، وصل إلى سورة الزمر في 12 مجلداً.
7 - قواعد التفسير لدى الشيعة والسنة، تأليف محمد فاكر الميدي، ط. مركز التحقيقات بطهران.
كما استعرض الدكتور عبدالرحمن الشهري بعض الإصدارات الحديثة التي بعث بها الأستاذ عبدالحميد بن فواز الغوثاني مدير دار الغوثاني للدراسات القرآنية والتي أصدرتها دار الغوثاني للدراسات القرآنية، وهي دار دمشقية متخصصة في نشر كتب الدراسات القرآنية، وتشتمل القائمة على جميع إصدارات الدار الجديدة والقديمة، وهي في ملفين مرفقين بالموضوع.
ثم فتح الحوار حول بعض الكتب القديمة المهمة في التفسير واللغة والأدب، ثم ختم الدكتور عبدالرحمن الشهري اللقاء بشكر الجميع على حضورهم على أمل اللقاء في لقاءات علمية قريبة، واتجه اللقاء للحوارات الثنائية بين الحضور مع تناول بعض المشروبات والمأكولات الخفيفة. وكان لقاء أخوياً علمياً موفقاً ولله الحمد.
نشر التقرير صباح الإثنين 15/ 3/1431هـ
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[01 Mar 2010, 03:28 م]ـ
ما شاء الله ....
بارك الله بكم على هذه اللقاءات الطيبة ...
ـ[ايت عمران]ــــــــ[01 Mar 2010, 03:41 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
جهد طيب، وعمل مشكور، أسأل ربي ـ جل وعز ـ أن يجعله في ميان حسناتكم جميعا.
والحقيقة أن فيما أعلنتم عنه كتبا قيمة تستحق الحرص على اقتنائها، ولكم شرف اللدلالة عليها.
دمتم موفقين، والسلام عليكم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[01 Mar 2010, 03:48 م]ـ
بارك الله في جهودكم، وزادكم علما وفضلا وإحسانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم البررة]ــــــــ[02 Mar 2010, 02:30 ص]ـ
بوركتم على هذه اللقاءات الطيبة، والتقارير المفصلة
نفع الله بكم
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2010, 09:39 ص]ـ
بارك الله في الجهود , كم هو رائع هذا التواصل.
ـ[أم رنيم]ــــــــ[02 Mar 2010, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً وزادكم علماً وفضلاً
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:02 ص]ـ
بوركت الجهود,,,
ـ[منصور العمراني]ــــــــ[04 Mar 2010, 11:47 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير ونريد المزيد من عرض الإصدارات ولي استفسار عن التفسير الذي تحدث عنه الدكتور عبدالله بن حمد المنصور أثناء حديثه عن مسألة طباعة الكتب التراثية في التفسير والدراسات القرآنية عن نسخة مخطوطة فريدة دون بذل جهد دقيق في الكشف والتحقق من المؤلف الحقيقي للكتاب، وذكر من أمثلة ذلك:
1 - كتاب التفسير الذي نسب للطبراني خطأ وهو للحداد،
س: من هو الحداد؟ هل هو أبو بكر بن الحداد اليمني الزبيدي أحد علماء القرن الثامن الهجري _ حسب ما أظن_ والمتوفى بزبيد حاضرة الدنيا في العلوم أنذاك؛ واعتقد أن هذا الكتاب قد طبع وهناك من حقق بعضه وليس كله.
ـ[المنصور]ــــــــ[05 Mar 2010, 07:57 م]ـ
انظر أخي هنا
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16530
الاسم الصحيح لتفسير الطبراني .. وتعيين مؤلفه
للشيخ / نايف الزهراني
هنا في الملتقى(/)
إضاءات حول مصحف قطر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2010, 12:17 م]ـ
بداية الفكرة 1991 والانطلاقة في 1999
الكواري يكشف رحلة مصحف قطر
2010 - 02 - 22
الدوحة - ياسين بن لمنور
كشف الدكتور خليفة بن جاسم الكواري مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وأول مشرف على مشروع مصحف قطر، وصاحب الفكرة، أن فكرة كتابة ونسخ مصحف قطر، بدأت من الناحية الرسمية في أغسطس 1991. وقال الكواري للصحافيين إنه في تلك الفترة كان يقوم بمهام مدير الشؤون الإسلامية، ورفع مذكرة إلى وكيل المحاكم الشرعية اقترح فيها كتابة مصحف باسم قطر وهذه الفكرة موثقة خطياً. و أشار الكواري إلى أن هذه الفكرة لم تجد مجالاً للتنفيذ في ذلك الوقت إلى أن قام الأستاذ محمد أوزجاي أحد الخطاطين بزيارة أحمد بن عبد الله المري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وفي حوارهما أعيدت إحياء الفكرة، وانطلقت الفكرة من جديد من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لافتا إلى أنه في سنة 1999 انطلقت الفكرة إلى الواقع، بتوجيهات من الوزير بإعادة إحياء الفكرة القديمة، وقام آنذاك بوضع خطة مبسطة للمشروع مع تقدير مالي بسيط حسب أسعار ذلك الزمن مع بعض الضوابط الفنية والأمور الهامة المتعلقة بالموضوع.
ذكر أنه بصفته مديراً لإدارة الشؤون الإسلامية المنوطة بطباعة المصاحف وتوزيعها، بادر بالاتصال بالبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية «إرسيكا» باسطنبول، الأمين العام الحالي منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك حرصاً على الإتقان والجودة العالية والاستفادة من خبرة المركز الذي يعتبر بحق أهم مركز في العالم يرعى الخط العربي ويعتني به من خلال منظومة متكاملة، وتم الطلب من المركز اقتراح الشروط والضوابط والمواصفات الفنية لكتابة المصحف من خلال مسابقة عالمية، وحرصوا أن تكون موضع أولوية وأساسا في هذا المشروع، كما طلبوا من المركز أن يجمع أسماء أبرز الخطاطين وأمهرهم وكذلك عناوينهم ووسائل الاتصال بهم، لاختيار الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقات الخط بالمركز وذلك حتى لا تُوسع دائرة الاختيار ويتم البدء حيث انتهى الآخرون، فضلا عن ترشيح أسماء أهم الشخصيات العلمية المتخصصة في الخط التي يمكن الاستفادة بها وبخبراتها كهيئة تحكيم للمسابقة العالمية بما يتناسب مع هذا المشروع الضخم لمصحف قطر، مع التركيز على موضوع الزخرفة والتذهيب والشكل النهائي للمصحف خارجياً وداخلياً.
وأضاف أنه في 22/ 4/1999 تمت مخاطبة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بشرح الفكرة، وطلب التعاون والتنسيق للمسابقة، وبعد شهر تقريباً جاء رده الذي كان إيجابياً ومشجعاً، وفي 15/ 6/1999 رفعت فكرة المشروع وخطته إلى الوزير، واقترحوا عرض المشروع على سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتبني مشروع مصحف قطر، لتأتي الموافقة من سموه في 20/ 5/2000، وتم رصد المبلغ المقترح في حساب خاص باسم المشروع، وبهذه الموافقة الكريمة بدأ الأمل يتحقق لإنجاز مصحف قطر.
وأشار الدكتور الكواري إلى تلقيهم قائمة بأسماء 21 خطاطاً من ست جنسيات تقريبا من تركيا وبعض الدول العربية، وهذا من مركز الأبحاث «أرسيكا»، وفي 3/ 8/2001 وجهت الدعوة لهؤلاء الخطاطين؛ للمشاركة في المسابقة بكتابة خمس صفحات محددة من المصحف، ومرفق مع الدعوات شروط المسابقة وضوابطها، وكانت هذه هي المرحلة الأولى للمسابقة المشكلة من ثلاث مراحل.
و أكد أن العمل في مشروع الكتابة بعد توقيع عقود الاستكتاب مع الخطاطين انطلق في 25 ينويو 2003 وكانت الفترة المحددة لإنجاز العمل 24 شهراً، وبعد قرابة العامين تشكلت أول لجنة بقرار وزير الأوقاف رقم 7 لسنة 2005 الصادر في 12/ 3/2005، وقد صدر القرار قبل انتهاء كتابة المصحف بثلاثة أشهر، ونص في مادته الثانية على اختصاص واحد وهو تنشأ اللجنة تحت إشراف وكيل الوزارة للإشراف على خط مصحف قطر وكانت مكونة من رئيس وثلاثة أعضاء ومقرر، وكان من المقرر أن تنتهي كتابة المصحف في شهر يونيو 2005، ففي وقت صدور قرار تشكيل اللجنة كان أحد الخطاطين قد وصل إلى كتابة الجزء الثامن والعشرين والآخر قريباً منه، أي أنهما أوشكا فعلاً على الانتهاء من خط المصحف.
اختيار الخطاط:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأوضح الكواري أن المفاجأة كانت كبيرة في عدد الأعمال التي وصلتهم، إذ تمت مخاطبة 21 خطاطاً فقط، ووصلهم 120 عملاً أي 120 خطاطاً، وحينما بدؤوا الفرز الأول لاحظوا أن أكثر الأعمال لا ترقى للمطلوب فتم استبعادها، واختارت لجنة الفرز -وهي لجنة محلية مُكونة من الإخوة الممارسين للخط- 47 عملاً، واتخذوا حينها قراراً بعدم استبعاد أي عمل يصل إليهم؛ لأن هذا يحقق الهدف المرجو، وهو اختيار أجمل خط، وقد تكون أحد هذه الأعمال أفضل ممن وجهت الدعوة لهم للمشاركة في المسابقة، وجاءت المفاجأة الكبرى أن الخطاط صباح مغديد الأربيلي لم توجه له الدعوة بالمشاركة في المسابقة، وفاز في اختيار هيئة التحكيم العالمية بينما أستاذه لم يفز، وكانت مكافأة من فازوا بكتابة نموذج خمس صفحات هي 500 دولار.
وأوضح صاحب الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة الخرطوم، أنه في المرحلة الأولى أيضاً تم تشكيل هيئة التحكيم باقتراح من مركز الأبحاث، وتم اختيار 4 أسماء منهم وشُكلّت الهيئة برئاسة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بوصفه مديراً لمركز الأبحاث آنذاك، وعضوية الأستاذ الخطاط حسن جلبي من تركيا وهو يعتبر الآن الأستاذ الأول في الخط وتعليم الخط في العالم، وهو الذي كتب على جدران المسجد النبوي الشريف في التوسعة، وكذلك في مسجد قباء وله العديد من الأعمال والخطوط التي تميزه، والأستاذ الناقد الدكتور مصطفى أوغور درمان من تركيا وهو أحد خبراء الخط والناقدين والمدرسين بجامعات اسطنبول، والأستاذ الدكتور محمد سعيد الشريفي من الجزائر الذي كتب أربعة مصاحف، والأستاذ محمد التميمي وهو مقرر هيئة التحكيم من أرسيكا وأحد المديرين في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، ثم عقدت هيئة التحكيم اجتماعها الأول بمدينة الدوحة في الفترة من 20 إلى 22/ 5/2002 للنظر في أعمال المتسابقين في المرحلة الأولى بعد الفرز وهي 47 عملاً، وبعد 5 اجتماعات تقريباً انتهت هيئة التحكيم إلى اتخاذ قرارين هامين الأول؛ نظراً لقوة الأعمال والتنافس الشديد بين المتسابقين رأت هيئة التحكيم تمديد فترة المسابقة من مرحلتين إلى ثلاث مراحل، واقتصار المرحلة الثانية على 7 فائزين من المرحلة الأولى، حيث قالوا لا نستطيع اختيار ثلاثة أعمال فقط لقوة الأعمال المقدمة، وبالفعل تم عقد مسابقة أخرى لهؤلاء السبعة الفائزين وطلبت منهم هيئة التحكيم كتابة جزأين هما الجزء الثاني والجزء الثامن والعشرين، وكان هذا الاختيار مقصوداً، وذلك لتمييز الأعمال ووضوح قوة وخبرة ونضوج الخطاط، وأوصت الهيئة كذلك أن تُرفع قيمة الجوائز للفائزين الأول والثاني والثالث، للأول من 75 ألف دولار إلى 100 ألف دولار، وتُرفع للثاني والثالث من 30 ألف دولار إلى 50 ألف دولار لكل منهما، وبعد هذا الاجتماع وجهت إدارة الشؤون الإسلامية خطابات تدعو هؤلاء الخطاطين السبعة للمشاركة في المرحلة الثانية من المسابقة وحددت مكافأة لكل مشارك 2000 دولار، وتم تحديد زمن للانتهاء من الكتابة في شهرين وفق الشروط والضوابط الفنية للمسابقة، وفي الموعد المحدد وصلت أعمال ستة من الخطاطين واعتذر السابع، وتم إرسالها لأعضاء هيئة التحكيم كل في بلده تمهيداً لعقد الاجتماع الثاني لهيئة التحكيم.
واعتبر الدكتور الكواري تاريخ يوم الأربعاء 25 ربيع الثاني 1424هـ الموافق 25/ 6/2003 من اللحظات التاريخية لدولة قطر في مشروعها الجليل المبارك مصحف قطر، وهو توقيع عقد كتابة المصحف مع الخطاطين، وفي عقد الاستكتاب كانت هناك شروط وضوابط إضافة إلى ملاحظات فنية وعلمية للأخذ بها في المرحلة الثالثة والأخيرة التي ستحدد الفائز منهما، وحددت الفترة الزمنية للكتابة بعشرين شهراً، وأربعة أشهر للتصحيح.
الصعوبات:
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن الصعوبات التي واجهت المشروع، أشار الدكتور الكواري إلى أن أبرزها هي قلة الخبرة بهذا العمل الضخم، مشيرا إلى التمكن من التغلب عليها باستشارة أصحاب الخبرة والاتصال بهم لترشيح أبرز الخطاطين العالميين، واختيار هيئة التحكيم، ولفت إلى أن عملية الكتابة والنسخ للمصحف مرت على مرحلتين، في الأولى بدأ فيها الخطاطون الكتابة وكانت في بلدانهم وتم تشكيل لجنة للتصحيح ثم إرسال الأعمال بعد تصويبها بالبريد، وكانت مرحلة مهمة لتنبيه الخطاطين إلى ما تريده اللجنة في إخراج الشكل وتراكب الحروف وغيرها، وأوضح بوجود بعض التعطيل لعمل الخطاطين؛ بسبب عمليات المراسلة للأعمال ثم تصويبها وإعادة إرسالها إليهم، لذا تم الطلب فيما بعد من الوزير بضرورة إحضار الخطاطين إلى الدوحة والإقامة بها؛ لمتابعة العمل مباشرة وعن قرب ودون تعطيل، وبالفعل حضر الخطاط عبيدة محمد صالح البنكي من سوريا، ولكن الخطاط صباح الأربيلي كانت لديه بعض الصعوبات في الإقامة الدائمة بالدوحة لصعوبة ترك بريطانيا فترة طويلة لظروف إقامته بها، وأشار إلى وصول عبيدة البنكي إلى الدوحة في شهر يونيو 2004 وأقام بها منذ بدء العمل تقريباً بعد مرور حوالي سنة على استكتاب عقد المصحف، ثم وصلت أسرته فيما بعد، وفي نفس الفترة وصل صباح الأربيلي، ولكن كانت إقامته بالدوحة متقطعة.
المراحل:
وكشف الكواري على أن المصحف كعمل إجمالي من الناحية العملية يشتمل على ثلاث مراحل تتمثل في مرحلة الكتابة، ومرحلة التدقيق والتصحيح للنص المقدس، ومرحلة الطباعة، وأوضح بأنه لما كان مسؤولاً ومشرفاً على المشروع منذ بدايته خلال المرحلة الأولى وهي مرحلة الكتابة، انطلق العمل منذ أن كان فكرة إلى الإعلان عن المسابقة، ولكن مرحلة الكتابة نفسها كانت عبارة عن ثلاث مراحل، وكتابة المصحف جاءت خلال مرحلتين دون تخطيط مسبق لهما، ولكنها كانت بالفعل في مصلحة المشروع، ففي الاجتماع الرابع وهو من أهم الاجتماعات لهيئة التحكيم وبحضور اللجنة المشرفة على المشروع في إسطنبول وبالتحديد في شهر يوليو 2005، وبعد انتهاء مدة الكتابة بحوالي 20 يوماً من عقد الاستكتاب، عقدت لجنة التحكيم اجتماعها الأهم باسطنبول بحضورهم، وسبب أهمية الاجتماع أنه من المفترض أن تنظر هيئة التحكيم إلى عمل الخطاطين بعد انتهاء كتابة المصحف والعمل كاملاً حسب ما نص عليه عقد الاستكتاب برئاسة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، وأكد بأن فترة الكتابة المحددة انتهت والخطاطون لم ينتهوا من كتابة المصحف فكان أحدهم قد وصل إلى الجزء الثامن والعشرين والآخر تقريباً وصل إلى الجزء الثالث والعشرين أو الرابع والعشرين، ولفت إلى أنه كان بالإمكان تمديد فترة كتابة المصحف ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى لإنجاز ما تبقى من العمل.
التذهيب:
وبخصوص عملية التذهيب أكد الدكتور الكواري أنه في الاجتماع الرابع، تم عقد اجتماع آخر لمناقشة التذهيب والزخرفة لمصحف قطر كالصفحات الأولى والأخيرة من المصحف، وأشار إلى أن التذهيب والزخرفة كانت من خلال مسابقة مغلقة خاصة في تركيا؛ لمهارتهم الفائقة
المشهود لهم بها دون منافس، وتم رصد مكافأة 3000 دولار لكل مزخرف، وتولت هيئة التحكيم لمسابقة مصحف قطر مسؤولية التحكيم في مسابقة الزخرفة ومتابعة أعمال المزخرفين والمذهبين، وتم تكليف ثلاثة أشخاص بهذا العمل من الرجال والنساء،
بشروط وضوابط فنية، وشملت أعمال الزخرفة صفحة سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة والإطارات ومربع اسم السورة والأجزاء وصفحات بداية ونهاية المصحف وغير ذلك، وكذلك غلاف المصحف والكعب، وأنجزت كلها خلال فترة عمله بالمشروع في ثلاثة
أشهر تقريباً، كما تم في نفس الاجتماع الذي كان بحضور الأستاذ حسن جلبي أستاذ الخط والخطاطين باسطنبول والعالم
الإسلامي ثم مناقشة الخطاطين لبعض الجوانب التي تنبغي مراعاتها.
المسابقة النهائية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار الدكتور الكواري إلى أنه تم تحديد اجتماع هيئة التحكيم بعد انتهاء سنة التمديد في مدينة الدوحة في يناير 2007 لإصدار الحكم النهائي في مسابقة مصحف قطر، وسبقها أن أرسلت نسختا المصحف الشريف إلى أعضاء هيئة التحكيم للمراجعة ومن ثم الحضور للاجتماع بالدوحة ومناقشة رأيهم وما توصلوا إليه، والإعلان عن النسخة الفائزة بمشروع مصحف قطر، وبعد وصول هيئة التحكيم عقدت معهم اللجنة عدة اجتماعات؛ لمناقشة ما توصلوا إليه، وقُدمت النسخ مرمزة دون أسماء، وعبر الكواري عن خشيته يومها من اختلاف أعضاء هيئة التحكيم على تحديد الفائز بالمركز الأول، لكن حُسم أمر النسخة الفائزة، وهي نسخة الخطاط السوري عبيدة محمد صالح البنكي، والنسخة الثانية رجعت للخطاط العراقي صباح مغديد الأربيلي من أكراد العراق، ووافق الإعلان عن الفائز في مشروع مصحف قطر بدء عام هجري جديد، في غرة المحرم 1428هـ الموافق لـ20 يناير 2007 بحضور جميع أعضاء هيئة التحكيم، ووسائل والإعلام، وصدر بذلك بيان شامل.
وكشف الكواري لأول مرة عن سبب عدم اختيار نسخة ثالثة والسبب كان في اختلاف هيئة التحكيم، المكونة من التركيين حسن شلبي ومصطفى والجزائري الدكتور محمد السعيد الشريفي، إذ اختار الأتراك نسخة مواطنهم ممتاز في حين اختار الجزائري نسخة العراقي عدنان الشيخ وتم حجب المرتبة الثالثة لعدم تنازل أي منهم على موقفه.
الزخرفة:
وقام الكواري في اليوم التالي للإعلان عن الفائز بالمركز الأول وخط مصحف قطر، وقام في 21 يناير 2007 بزيارة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسلمه المصحفين المخطوطين، وكذلك سلمه جميع أعمال الزخرفة كاملة. وأشار إلى أن أعمال الزخرفة، ودقة أعمال المزخرفين تجد أن كل زخرفة تعتبر لوحة فنية بذاتها من جمالها ودقة الرسم وروعته وتناسق الألوان، واصفا إياها بالأعمال الرائعة، لافتا إلى أن المصحف في شكله النهائي تحفة فنية رائعة مع حسن خط النسخ الذي كُتب به المصحف، وتمنى أن يُعتنى بأعمال الزخرفة والنسخ الأصلية للمصحف حفظاً وعرضاً، لما يمثله مصحف قطر من رمزية دينية وتاريخية لدولة قطر، وكذلك القيمة الفنية لخط وزخارف المصحف، والتي قال إنها ستكون مرجعاً علمياً وفنياً للخطاطين والمزخرفين والمهتمين بذلك.
المواصفات:
وقال صاحب فكرة مصحف قطر إن الجديد في المصحف أنه آخر مصحف يُكتب في العالم الإسلامي حتى الآن، وأن هذا المصحف وما تميز به المشروع الأول في تاريخ العالم الإسلامي الذي يُطرح للكتابة في مسابقة عالمية، مشيرا إلى أنه جرت العادة بتكليف خطاطٍ معينٍ لكتابة المصحف، ولكن الأمر يختلف في المسابقة وخاصة أنها مسابقة عالمية تضم أفضل خطاطي العالم، لافتا إلى أن هذا ميدان تنافسي شديد جاد يُخرج كل خطاط أقصى ما لديه من خبرة وإبداع، وليس أدل على ذلك من أن هيئة التحكيم أكدت أن الأعمال الستة الفائزة في المرحلة الأولى كانت أفضل بكثير من المصاحف المطبوعة والمتداولة حالياً، فهذه ميزة من الناحية الفنية في فن وعلم الخط، مؤكدا على أنه من وجهة نظر قطرية بحتة أن هذا هو مصحف دولة قطر لابد أن تحقق به تميزاً يتوافق مع نهج وسياسة الدولة وسمو الأمير بالتميز والاستقلالية في الإنجاز والأعمال، مؤكدا على أن مصحف قطر بالنسبة لدولة قطر هو عمل تاريخي هام.
المصدر: صحيفة العرب القطرية ( http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=119891&issueNo=798&secId=16).
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:48 م]ـ
تنافس شريف في موضوع شريف، وإن كان للنقد شأن هنا لكن ما فائدته، فكتاب الله يحتاج منا في هذا الزمن إلى ماهو أكثر من خط وطباعة، بل وددت والله أن لي من الأمر شئ فلا يطبع (للعرب خاصة) مصحف واحد لعشر سنين أو تزيد، لعل بني أمتي يتكلف واجدهم البحث عن مصحف فيستحثه بحثه للمحافظة عليه وصونه من الابتذال، ومن سفهاء البيت أو من تسفه من كباره، أما تدبره أو العمل به فهذا شأن آخر.
بالله كيف قلبك حين تجد كتاب الله مدسوسا في أرفف الأحذية في بعض المساجد، أو ملقى في الطريق، أو في أي مكان يصان عنه ماهو دونه ودونه ودونه في الشرف، ياسبحان الله كيف وهو الذكر الذي به شرفنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
في رمضان المنصرم كنت في بيت الله الحرام، فرأيت مصليا ينتظر الصلاة قد مد قدميه تجاه المصحف وربما لامسه إن هز رجله من خدر ونحوه، فطلبت منه أن يثني ساقيه أو يغير اتجاههما ولم أتعد في نصحي سوى ذلك، بل كنت معه متلطفا، فأبى وتذرع بأن هذا لا ينافي التعظيم، فأخذت أبين له بأن هذا أمر لا ينبغي وإن كنت لا أشك أنك معظم لكتاب الله، إلا أنه احتد وأخذ يجادل فما كان إلا أن أخرجني من طور إلى طور آخر، فرفعت قدمي وقلت هب أني وضعت هذه القدم في وجهك أكان هذا يستثيرك ويشعرك بالإهانة أم غيرهذا، فثنى ساقيه على الفور، ولا أدري أمن هيبة المضي في الفكرة أم هو قيام الحجة في صدره، أسأل الله أن يغفر لي وله.
وهنا وقفة مع مثل هذه المسألة، هل يتوجه أن ينبَّه لمثل هذا كل أحد، أم أنها قضية لها ملابساتها وحيثياتها ... ، فما من مسلم إلا وفي قلبه من تعظيم الله وتعظيم شعائره شيئا قل أو كثر، وفي الحقيقة أنها مسألة دقيقة متى ما قامت بقلب المسلم تنبه لأمور كثيرة في باب التعظيم لجناب الله مما يوقعه في الحرج أحيانا، بما لا ينبغي أن يلفت له قلوب الناس إلا في المهم من ذلك، وإن لها لأخوات وأخوات نتركها جميعها لوقت آخر إن شاء الله (تعطيم المصحف).
نحن في يومنا وأمسنا وغدنا أحوج مانكون لأمر آخر غير الطباعة والزخرفة، بحمد الله منذ أبصرت عيناي الدنيا لم يتعسر علي أن أجد مصحفا في المسجد أو البيت أو السيارة أو المكتب أو الطائرة ... ،
هذا لا يعني توقف مثل هذه الأعمال الشريفة بقدر مايعني توجيهها، وإلا فهذا البذل والعطاء السخي والتنافس المحمود مطلب جميل وتنافس شريف، لكن لو صرفت الهمم إلى عمل إسلامي آخر، أو أمر يثور به القرآن في حياة الناس لكان هذا حسنا.
لكنه زمن الشكل والمادة، وتناقص الروح والجوهر، وهما جناحان من ألوان الحياة جرت بهما سنة التدافع وتاريخ الناس، فكلما نقص الجانب الروحي في أي لون من ألوان الحياة كانت توفيته في الشكل والزخرف.
وعموما فهذا الجهد يسر وينفع إن شاء الله ولا يضر، وفيه دلالة على همة شريفة ومطلب للذكر الحسن (مصحف قطر).
شكر الله لك أبا عبدالله على نقلك لهذا اللقاء الذي استوقفني، وعلى موضوعه الذي كان له استيقاف سابق، والشكر موصول لكل من أتى على ذكرهم هذا اللقاء، لسعيهم في هذا العمل الشريف.
كما أسأله سبحانه أن يملأ قلوبنا تعظيما له ولكتابه، وإن يثمر بهذا التعظيم عملا وفهما وفلاحا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2010, 08:21 م]ـ
أضحك الله سن الشيخ ابن الشجري
العمل هو أبلغ الحجج
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2010, 12:29 م]ـ
أخي الحبيب ابن الشجري حيك الله وبيَّاك.
أما إنك قد قلتَ حقاً، فقد وقع بعض المسلمين في هذا الأمر فاستهانوا بالمصحف ولم يعظموه حقَّ تعظيمه، ولكنَّ هذه التصرفات الشاذة لا تمنع من العناية به وطباعته ونشره، فما رأيتَه أنت من صور الامتهان رأيتُ أكثر منه من صور التعظيم والحاجة الشديدة لنسخة منه في أصقاع متفرقة من عالمنا الإسلامي الممتد من المشرق إلى المغرب.
وصلتني نسخة جميلة رائعة من مصحف قطر هذا الذي نتحدث عنه في زيارتي الأخيرة للشارقة لحضور مؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم جزى الله من أهداها لي خيراً.
وهي نسخة جميلة الإخراج، مريحة للقراءة جداً، طُبعت في مطبعة ماس باستانبول بتركيا ونال شرفَ خَطِّها الخطاطُ السوريُّ عُبيدة صالح البنكيُّ وفقه الله، وقد سبق أن بدأنا حواراً في ملتقى أهل التفسير معه حول تجربته في خط هذا المصحف لعلنا نكمله الآن بعد صدور المصحف ونشره، حيث كان مشغولاً من قبل بالإشراف على إخراجه وطباعته.
وقد كتب على رواية حفص بن سليمان.
http://www.tafsir.net/images/qatar2.jpg
وغلاف المصحف غلاف جميل عنَّابي اللون يسر الناظرين فعلاً.
http://www.tafsir.net/images/qatar1.jpg
واللجنة العلميَّة التي أشرفت على طباعته هي:
- الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي رئيساً
- الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف عبدالله نائباً للرئيس
- الشيخ سيد علي عبدالمجيد عبدالسميع وكيلاً
- الشيخ حسن عبدالنبي عبدالجواد عراقي وكيلاً
- الشيخ سلامة كامل جمعة قناوي عضواً
- الشيخ علي سيد شرف عضواً
- الشيخ حسن عيسى المعصراوي عضواً
وفيما يبدو لي أنه سيكون له حظوة عند القراء مستقبلاً لجمال إخراجه والعناية به، وخاصة الذين سيبدأون الحفظ عن طريقه. أما الذين تعودوا على غيره فلا أظنهم سينتقلون إليه إلا بصعوبة.
وأما الحديث عن تفاصيل الخط، ومحاسنه وما فيه من ملحوظات علمية أو فنية فسيكون لها مجال آخر بعد اطلاع الباحثين عليه، والتدقيق فيه.
نسأل الله أن ينفع به المسلمين، وأن يبارك في كل جهد مخلص لخدمة القرآن وأهله.
الرياض في 15/ 5/1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2010, 08:54 ص]ـ
وهذا موقع إلكتروني لمصحف قطر
http://mus-hafqatar.info/
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Nov 2010, 11:39 ص]ـ
بارك الله فيكم و هنا عرض فيديو يبين ما ذكر
http://www.youtube.com/watch?v=iNj4o3WLV_o&feature=related
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[15 Nov 2010, 01:24 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبد الله فما عهدنا منك الا كل خير
بالنسبة لشيخنا ابن الشجري فجزاك الله خيرا فقد أعجبت بنصحك الفعلي اكثر من القولي وأظن صاحبك قد قامت عليه الحجة وضحك
أما ما ذكر أبو عبدالله في تعقيبه فاذكر لكم قصة بسيطة حصلت معي - اذ من ملك مصحفا او تيسر له ليس كمن عجز عن ذلك -
أعرف عاملا أرتيري على صلاح واستقامة طلب مني مصحفا من الحجم الكبير ليهديه لوالده عند سفره، فوفرت له عشر نسخ، وعند عودته قال: لو رأيت دموع والدي وجدي وبقية كبار السن من أهل قريتي لعجبت وبكيت معهم فقد فرحوا بها أكثر فرحهم بعودتي.وقام كل منهم بصنع حقيبة خاصة بيده لمصحفه، والويل لمن اقترب من كنزه، فكيف بمن سولت له نفسه إهانته.
وفقكم الله وسددكم(/)
الفرق بين الرأي المذموم والاستنباط المحمود
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:36 م]ـ
لا حظت جراءة كثير من الناس في هذا العصر على كتاب الله تعالى وقولهم فيه بالرأي المحض.
ولحسن الظن بهم فإني على يقين من أن بعضهم التبس عليه الرأي بالاستنباط.
فالقول في القرآن الكريم بالرأي مذموم معلوم ذمه لطلبة العلم، وأقوال الصحابة في ذمه أكثر من أن تحصى.
واستنباط المعاني من كتاب الله تعالى، والأمر بتدبره، ومحاولة فهم معانيه، أمر محمود ممدوح، درج السلف الصالح على دعوة الناس إليه.
فما هو الفرق بين الإثنين؟
وما هي الحدود الفاصلة بينهما؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:51 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم الحسني وفقه الله ..
الاستنباط جزء من الرأي، وقد يكون كل واحد منهما محموداً أو مذموماً، والعبرة بتوفر شروط الصحة في الاثنين، فالرأي إن التزم بالشروط الصحيحة في كتاب الله تعالى فهو رأي محمود، وكذلك الاستنباط ..
وحتى يتضح المقصود أقول:
إن العلماء قد قسموا التفسير بالرأي إلى قسمين:
أ ـ تفسير بالرأي المذموم: وهو تفسير القرآن تفسيراً غير جارٍ على قوانين العربية ولا موافقاً للأدلة الشرعية (1)، وهو التفسير بمجرد الهوى وبلا استكمال لأدوات التفسير وشروطه. وجميع ما ورد من الأحاديث والآثار التي فيها النهي عن التفسير بالرأي إنما قصد بها هذا النوع من التفسير.
ومن تلك الأدلة الدالة على تحريم هذا النوع من الرأي:
1 - قوله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) [الأنعام: 68].
2 - نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التفسير بالرأي: كقوله صلى الله عليه وسلم: " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ " (2)، وكالحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يخشى على أمته من ثلاث وذكر منهم: " رجال يتأولون القرآن على غير تأويله" (3).
3 - نهي الصحابة رضي الله عنهم وامتناعهم من تفسير القرآن بمجرد الرأي:
كما ورد عن أبي بكر رضي الله عنه قوله: " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم " (4). وكوقوف عمر رضي الله عن تفسير الأب في قوله تعالى: (وفاكهة وأبّاً) حيث قال: " عرفنا الفاكهة فما الأب؟ فقال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف " (5).
4 - تحذير السلف من التفسير بالرأي: كقول سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ (ت:95هـ) قال لرجل طلب إليه تفسير بعض آيات القرآن فقال: " لأن تقع جوانبي خير لك من ذلك".
وإنما قلنا بحملها على هذا النوع من الرأي لوجود أدلة أخرى تدل على جواز التفسير بالرأي المحمود وعلى وقوعه عند السلف رحمهم الله تعالى وعلى رأسهم الصحابة الكرام كما سيأتي.
ب ـ تفسير بالرأي المحمود: وهو تفسير القرآن بموافقة كلام العرب مع موافقة الكتاب والسنة ومراعاة شروط التفسير (6).
وهذا النوع من التفسير لا يمكن إنكاره عن السلف بل إن السلف رحمهم الله تعالى قد وضحوا معاني كلام الله تعالى بأقوال لم يسندوها إلى من سبقهم وإنما فهموها من كلام الله تعالى ومما يدل على ذلك اختلافهم رحمهم الله تعالى في تفسير كثير من الآيات.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الآثار الدالة على تحرج السلف عن التفسير بالرأي: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير و لا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد، فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى: (لتبيينه للناس ولا تكتمونه) [آل عمران: 187].ولما جاء في الحديث المروي من طرق: " من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار " (7)) (8) أ. هـ.
ومما يدل على جواز هذا النوع من التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ الأدلة الكثيرة الواردة في كتاب الله تعالى والتي تحث على الاعتبار والاتعاظ بالقرآن الكريم: من مثل قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد: 24] وقوله: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [ص: 29] وقوله: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83]. وقد دلت الآية الأخيرة على أن في القرآن ما يستنبطه أولوا الألباب باجتهادهم.
ب ـ اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن على وجوه ومعلوم أنهم لم يسمعوا كل ما قالوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ج ـ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما بقوله: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (9)، فلو كان التفسير مقصوراً على السماع، لما كان هناك فائدة من تخصيصه رضي الله عنه بهذا الدعاء (10).
د ـ أن من نُقل عنهم التحرج من التفسير فقد نقل عنهم تفسير آيات من كتاب الله تعالى برأيهم ـ المحمود ـ فقد جاء عن أبي بكر رضي الله عنه أنه فسر " الكلالة " برأيه ووافقه عليها عمر رضي الله عنه حيث قال: " أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان ... ) (11) فيحمل توقفهم في بعض الآيات على أنه من باب الورع أو لوجود من يكفي في الجواب عنهم أو لعدم اتضاح المعنى لديهم.
وأما الاستنباط فهو كذلك ينقسم إلى قسمين: استنباط صحيح، واستنباط باطل.
وصحة الاستنباط متوقفة على أمرين:
الأول: صحة دلالة الآية على هذا المعنى المُسْتَنْبَط.
الثاني: صحة المعنى المستَنْبَط في ذاته. ويكون ذلك بعدم وجود معارض شرعي راجح.
فالأول تُعرف به صحة ارتباط هذا المعنى بالآية، فإن صح هذا الارتباط؛ نُظر بعد ذلك في المعنى المستنبط هل هو صحيح في العلم الذي استنبط فيه أم لا، لأن الآية قد تدل على حكم وتنفيه أدلة أخرى فتبين أنه غير مراد.
وعند تأمّل حالات الصحة وعدمها يتبين أنها أربع حالات:
الأولى: صحة الدلالة والمعنى المستنبط.
الثانية: بطلانهما.
الثالثة: صحة الدلالة وبطلان المستنبط.
الرابعة: بطلان الدلالة وصحة المستنبط.
ولا يحكم على الاستنباط بأنه صحيح إلا في الحالة الأولى، أما في الثانية والثالثة فالحكم بالبطلان فيها ظاهر، وأما في الرابعة فلأن المقصود هو الحكم على صحة استنباط هذا المعنى من هذه الآية، وليس المقصود الحكم على صحة المعنى فقط، ولو لم نقيد الأمر بذلك لكان كل معنى صحيح يصح استنباطه من كل نصٍّ قرآني ولو لم يدل عليه ولا يقول بهذا أحد. كما أننا حين نحكم ببطلان هذا الاستنباط من هذه الآية فلا يعني ذلك دائماً عدم صحة المعنى المستنبط لكننا ننفي دلالة الآية عليه.
والله تعالى أعلم
ــــــ
(1) انظر في تعريف التفسير بالرأي المذموم: التفسير والمفسرون: (1/ 175).
(2) ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي برقم (571) وفي ضعيف الجامع الصغير برقم (5736).كما ضعف حديث: " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ".
(3) انظر السلسلة الصحيحة برقم: (2778).
(4) انظر هذا الأثر في تفسير الطبري: 1/ 58 برقم: (78) و (79).
(5) انظر هذا الأثر في تفسير ابن كثير: (1962) قال ابن كثير: إسناد صحيح. ثم قال: وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه نبات من نبات الأرض.
(6) السابق: الجزء والصفحة. بتصرف.
(7) رواه أبو داود (3658) والترمذي (2649) وابن ماجة (261) وغيرهم وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/ 124 برقم (115).
(8) انظر مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية: (149 – 150).
(9) رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي وصححه الألباني وهو في مسلم بلفظ مختصر (اللهم فقه) وعند البخاري: (اللهم علمه الحكمة) وفي لفظ له: (الكتاب) بدل الحكمة. انظر تخريج شرح الطحاوية ص: 214 رقم (180).
(10) انظر هذا الأدلة الثلاثة وغيرها في: التفسير والمفسرون: (1/ 174). ولابن جرير كلام مهم في ذلك انظره في مقدمة تفسيره: (1/ 58 – 66).
(11) تفسير ابن كثير: (449).
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[24 Feb 2010, 09:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذنا الفاضل الدكتور فهد .. بارك الله بك لقد بينت وأصبت وأجدت أصاب الله بك وجعل بيانك بُلغةً للسائلين وعِصمةً للسالكين مدارج العلماء الأمناء الصادقين وشفاءً للصدور ونوراً للعقول ومنهاجاً لطلاب الحق المبين ..
نفع الله بك ورفع مقامك في الدارين
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Feb 2010, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة وليست بكرا من فوائدك.
ولكن في أي خانة نجعل الأنواع التالية:
1 - حمل آيات القرآن الكريم على معان عقدية ضعيفة قد بين أهل العلم بطلانها وضعف مستندها العلمي.
2 - تفسير كتاب الله تعالى بإشارات علمية لا يدل عليها ظاهر القرآن لغة، ولم يقل بها أحد من السلف.
3 - تفسير بعض الناس القرآن الكريم دون أدنى مستوى علمي في اللغة.
فينصب ويخفض ويصرف ما لا ينصرف ويمنع من الصرف بلا مانع ...
ومع ذلك يضعف أقوال أهل العلم المشهورين بالعلم والمعرفة والتقوى بدون دليل إلا فكرة ظهرت له فهمها من وحل لغوي مهين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Feb 2010, 12:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة وليست بكرا من فوائدك.
ولكن في أي خانة نجعل الأنواع التالية:
1 - حمل آيات القرآن الكريم على معان عقدية ضعيفة قد بين أهل العلم بطلانها وضعف مستندها العلمي.
2 - تفسير كتاب الله تعالى بإشارات علمية لا يدل عليها ظاهر القرآن لغة، ولم يقل بها أحد من السلف.
3 - تفسير بعض الناس القرآن الكريم دون أدنى مستوى علمي في اللغة.
فينصب ويخفض ويصرف ما لا ينصرف ويمنع من الصرف بلا مانع ...
ومع ذلك يضعف أقوال أهل العلم المشهورين بالعلم والمعرفة والتقوى بدون دليل إلا فكرة ظهرت له فهمها من وحل لغوي مهين.
الأخ الفاضل الشيخ إبراهيم الحسني وفقه الله:
1 - أما حمل آيات القرآن الكريم على معانٍ عقدية ضعيفه، فهو خطأ ولا شك، فإن كان تفسيراً فهو خطأ في التفسير، وإن كان استنباطاً فهو خطأ في الاستدلال.
2 - أما تفسير القرآن الكريم بالإشارات العلمية المعاصرة، فله ضوابط بينها العلماء، والحديث فيها طويل.
3 - وأما التفسير بلا علم، فأمرٌ خطير ولا شك، وقد ورد النهي عن القول في كتاب الله بمجرد الرأي، ولا شك أن قلة العلم سبب كبير في الخطأ في التفسير.
فإذا انضمَّ إلى ذلك داء التعالي، والتطاول على العلماء المعروفين بالعلم والمعرفة، فهو مرض قلبي وابتلاء، نسأل الله السلامة والعافية ...
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Feb 2010, 11:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة.
ولكن هذه الضوابط لما يسمى بالتفسير العلمي لبعض الآيات القرآنية لم أجدها رغم بحثي عنها كثيرا ..
وقد طلبتها من بعض الأخوة في مواضيع متعلقة بالإعجاز في هذا الملتقى؛ فلم أجد إلا نعتها بهذه اللفظة: ضوابط التفسير العلمي.
فإن استطعت أن تنقلها هنا للفائدة فجزاك الله خيرا ..
وإتماما للفائدة حبذا لو جعلت على شكل نقاط مختصرة.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[28 Feb 2010, 07:09 م]ـ
الأستاذ الفاضل الدكتور فهد الوهبي جزاكم الله خيرا على البيان والوضوح
وأريد أن أستفسر على مثل هذا الاستنباط الذي نجده عند السلف. يقول ابن كثير في تفسيره:
*وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد ((يضل به كثيرا)) يعني الخوارج. وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال: سألت أبي فقلت: قوله تعالى: ((الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه)) إلى آخر الآية، فقال: هم الحرورية. وهذا الإسناد وإن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى لأن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على علي بالنهروان. فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما داخلون بوصفهم فيها مع من دخل لأنهم سموا خوارج لخروجهم على طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام *
فماذا نقول عن هذا الاستنباط من حيث الصحة؟
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Mar 2010, 08:19 م]ـ
لا زلت أنتظر ما ذكر لي في مرات عديدة من طرف باحثين أنه يسمى ضوابط التفسير العلمي.
فهل هو اسم على مسمى أم من الأسماء المهملة؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Apr 2010, 09:59 م]ـ
لا زلت أنتظر ما ذكر لي في مرات عديدة من طرف باحثين أنه يسمى ضوابط التفسير العلمي.
فهل هو اسم على مسمى أم من الأسماء المهملة؟
وبعد عودة الملتقى لا زلت أنتظر يا أستاذنا فهد الوهبي الإجابة عن هذا السؤال للفائدة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2010, 10:59 م]ـ
حيا الله أخانا الفاضل إبراهيم الحسني
وحيا الله جميع الإخوة الأعضاء والزائرين جميعا
في هذا الملتقى الرائع
أخي الفاضل إبراهيم تعلم أني أختلف معك في هذا الموضوع وكل واحد منا قد علم مشربه، ومع هذا لا بأس من مواصلة الحوار، ولهذا أقدم لك ما كتبه الدكتور زغلول النجار حول هذا الموضوع، ولعلك تضع أصابعك على مواطن الاعتراض مع احترامي مقدما لوجهة نظرك.
يقول الدكتور زغلول النجار أحسن الله لنا وله الختام:
"أما ضوابط التفسير العلمي فتتلخص فيما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. الالتزام بحدود ما تعطيه الألفاظ القرآنية في استعمالاتها العربية، وعدم تحميل الألفاظ فوق ما يمكن أن تحتمل بحسب وضعها اللغوي، والاستعانة على التفسير بعلوم النحو، والصرف، والبلاغة، وغيرها مما يدخل في علوم العربية، وخاصة علم أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، بالإضافة إلى فهم الفرق بين العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمفصل من آيات الكتاب الحكيم، والأخذ بمعنى النص كاملاً دون اجتزائه، ومعرفة أن العبرة في القرآن الكريم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فأنا إذا لم أفهم اللغة فهماً صحيحاً ـ وكذلك كل ما سبق ذكره ـ فلن أستطيع فهم الإعجاز العلمي، فإذا لم أفهم من اللغة ما معنى نطفة، أو مضغة، أو علقة، أو عظام، أو كسوة العظام لحماً، فلن أفهم ما هي دلالات الآية، فاللغة شرط أساسي لفهم دلالات الآيات، لكن أنا لا أقف عند حدود اللغة وحدها؛ لأننا إذا وقفنا عند حدود اللغة وحدها فلن نصل إلى الفهم الصحيح للآية، فأنا لا أستطيع أن أقف عند فهم الأقدمين.
2. جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالآية القرآنية إن وجدت، ولابد عند تفسيرها من فهم التفسير المأثور عن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ والرجوع إلى أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى الزمن الحاضر، بالإضافة إلى جمع النصوص القرآنية المتعلقة بالموضوع الواحد وردِّ بعضها إلى بعض، بمعنى فهم دلالة كلٍ منها في ضوء الآخر؛ وذلك لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً، كما يفسره الصحيح من أقوال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
3. عدم الاعتماد على النظريات والفروض العلمية في (الإعجاز العلمي) مع إمكانية تغليب أحد النظريات أو الفروض العلمية في (التفسير العلمي)، والارتقاء بها في حالة موافقتها لوجه تحتمله آية قرآنية أو حديث شريف، وذلك في قضية لم يتم اكتشافها بعد، وهذا التفسير كما ذكرنا يعتبر جهداً بشرياً يحتمل الصواب أو الخطأ، واحتمال خطئه لا ينال من جلال القرآن في شيء، والمفسر في هذه الحالة كالمجتهد، إن أصاب فله أجران، وإن أخطاً فله أجر واحد.
ففي جانب الإعجاز نحن لا نوظف إلا القضايا التي حسمها العلم، والتي انتهى منها، والتي لا رجعة فيها، وبما أن العلم لم يحسم كل قضية، وهناك قضايا كثيرة لم تحسم بعدُ، وقضايا ذكرها القرآن الكريم لا نستطيع أن نتحدث فيها بإعجاز، ولكن نتحدث فيها بتفسيرٍ علمي. والتفسير العلميُّ يجوز استخدام النظرية فيه حتى لو تغيرت، لا توجد حقيقة متاحة لنا، ولكن توجد أربع أو خمس نظريات، فأنا أرجح إحداها بتفسير دلالة الآية، ولا حرج في ذلك ـ إن شاء الله ـ إلا أني كما أشرت أن الذين فسروا باللغة أصابوا وأخطأوا، والخطأ في التفسير لا يُحسبُ على دلالة القرآن، وإنما يحسب على جُهد المفسر وفهمه.
4. عدم الخوض في أمر غيبية غيبة مطلقة كالذات الإلهية، والروح، والملائكة، والجن، وحياة البرزخ، وحساب القبر، وقيام الساعة، والبعث والحساب، والميزان والصراط، والجنة والنار وغيرها، والتسليم بالنصوص الواردة فيها تسليماً كاملاً، انطلاقاً من الإيمان الكامل بكتاب الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقيناً راسخاً بعجز الإنسان عن الوصول إلى مثل هذه الغيبيات المطلقة.
5. الحرص على عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم قضية الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية الكريمة ـ مثل المعادلات الرياضية المعقدة، والرموز الكيميائية الدقيقة ـ إلا في أضيق الحدود اللازمة لإثبات وجه الإعجاز.
6. مع التزام المفسر بما سبق، فإنه يجب عليه أن يقدم ما يعن له من تفسير ـ وليس إعجاز ـ مستوفٍ للشروط السابقة على أنه معنى محتمل في الآية، لا على أنه التفسير القطعي الذي أراده الله ـ تعالى ـ بها يقيناً، إنما يجب أن يضع في اعتباره ـ وأن يؤكد ذلك بالتصريح الواضح ـ أن الله وحده هو العليم بمراده علماً كاملاً يقينياً محيطاً، لا يتيسر مثله ـ أو ما يقاربه ـ لمخلوق.
بعدما عرضنا لحضراتكم باختصار ضوابط التفسير العلمي نقول أنه لا ذنب للإسلام أن يجهل ذلك قلة من أبنائه، فيكرسون الشعور بالنقص والتبعية، ثم يتعجبون في نفس الوقت من بعض العلماء المعاصرين الذين يعمقون الاعتزاز بالدين والإيمان والعلم من خلال محاولة تفسير علمي لبعض آيات القرآن الكريم تستهدف توظيف معطيات العلم لحسن فهم دلالة تلك الآيات، أو من خلال تناول حقائق علمية يقينية كشف عنها العلم الحديث، ثم تبين أن هناك آيات قرآنية نزلت منذ أكثر من أربعة عشر قرناً تتناول تلك الحقائق، ويتسع الفهم والتفسير لها ومن دون تعسف للإفصاح عن تلك الحقائق، فيثبت لكل صاحب عقل حر ونزيه أن خالق تلك الحقيقة أو الحقائق هو منزل القرآن الكريم على قلب هذا النبي الأمين ـ عليه الصلاة والسلام ـ لافتاً إلى أن الآيات الكونية في كتاب الله ـ عز وجل ـ والتي يزيد عددها على الألف آية صريحة بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة، والتي تشكل في مجموعها حوالي سدس آيات القرآن الكريم مجتمعة، هذه الآيات لا يمكن فهمها فهماً عميقاً في إطارها اللغوي فقط، بل لابد من توظيف المعارف العلمية الحديثة من أجل ذلك؛ لأن فيها من الألفاظ والمعاني ما لا يقف على دلالتها إلا الراسخون في العلم، كلٌ في حقل تخصصه، ومن هنا كانت الآيات القرآنية العديدة التي تشير إلى مستقبلية الفهم لبعض الآيات القرآنية، مثل قوله ـ تعالى ـ: " لِّكُلِّ نَبَأٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " (الأنعام:67)."
المصدر:
http://www.elnaggarzr.com/print.php?l=ar&id=878&cat=29
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Apr 2010, 09:34 م]ـ
أخي الكريم أبا سعد: قد كان ما قلت.
أما ما نقلته من كلام النجار؛ فأول اعتراض عليه هو قوله: فأنا لا أستطيع أن أقف عند فهم الأقدمين.
لأن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذه المواضيع، ولم أجد إجابة عنه حتى الآن ولكني لا زلت أطمع بها كما وقع لي مع الضوابط هو:
إذا اتفق الأقدمون على تفسير لهذه الآية ثم لم يستطع النجار الوقوف عنده بسبب مستجدات "علمية" ظن أو تيقن أنها حقائق علمية؛ فكيف يمكننا الترجيح بين الفهمين، فهم الأقدمين وفهم النجار والإعجازيين؟
ثم هناك سؤال هامشي آخر وهو: إذا رجحنا فهم أهل الإعجاز المعارض لفهم الأقدمين؛ فكيف يمكننا أن نعترض على تفسير واحد من الحروفيين - كالصوفيين والبهائيين ومن تبعهم من أهل الإعجاز العددي - وهو يأتينا بتوافقات عددية تتحملها اللغة ويقبلها العقل؛ بل قد تكون معقولة لدرجة كبيرة؟
وفق الله الجميع.(/)
حينما يرحل العظماء
ـ[قانتات]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:02 م]ـ
تتزاحم دموع الفراق مع مشاعر الحزن، عندما نفقد عزيزاعلينا، ونرى الوجود برؤية أخرى لتنكشف أستار مساحات كبيرة أصبحت فارغة، لايمكن لأحد أن يشغلها؛
ذلك حينما يرحل العظماء عن دار الفناء إلى دارالبقاء.
المرء العظيم لا يشغل مساحات القلب فقط، بل يشغل مساحات الفكرأيضا، إنه ذلك المؤثر في مجتمعه بعقيدته الصافية، ونهجه المستقيم، وخلقه الطيب، ونفعه للآخرين ذلك الذي يؤسس ويبني فتنطق آثار عمله قبل صوته أحيانا كثيرة.
وما زلت أرى أشخاصا عظماء، رجالا كانوا أم نساء، منهم علماء، ومنهم أميون لكنهم عظماء بما فقهوا من أمر دينهم، وبما حملوه من هم أمتهم ومجتمعاتهم ولو على نطاق ضيق، لذا فإنهم حينما يرحلون تبقى ذكراهم وآثارهم إمتدادا لهم لامتداد تأثيرهم.
فهنيئا لمثل هؤلاء دعوات من حولهم، ودلائل رضى ربهم، ودخولهم في الخيرية (فخير الناس أنفعهم للناس).
وهذه دعوة صادقة أن ينهض كل منا بهمته، ويحمل هم أمته، ويبقي أثرا طيبا بعد رحيله، وليسعى أن يكتب اسمه من العظماء، ولا أعظم من طاعة رب الأرض والسماء.
لذا فإني أحمد الله تعالى أن هيأ لنا مثل هذا الملتقى المبارك الذي نترك فيه آثارا طيبة لعلها تنطق بعد رحيلنا، وأتقدم بجزيل الشكر للمشرف على هذا الملتقى المبارك والقائمين عليه، والمشاركين فيه، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لعمل يرضيه عنا.
... وعزائي في فقد عظماء في حياتي أني لاأزال أرى غيرهم من العظماء ... .(/)
اية الضمائر
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:21 ص]ـ
آية الضمائر
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. النور31
هذه الآية من سورة النور جمعت اكبر عدد من الضمائر ولهذا سماها ابن العربي آية الضمائر وتبعه في ذلك ابن عاشور في التحرير والتنوير.
قال ابن العربي (إنها آية الضمائر، إذ فيها خمس وعشرون ضميرا لم يروا في القرآن لها نظيرا). أحكام القرآن لابن العربي - (ج 3 / ص 385)
قال ابن عاشور (قال مكي بن أبي طالب ليس في كتاب الله آية أكثر ضمائر من هذه الآية جمعت خمسة وعشرين ضميراً للمؤمنات من مخفوض ومرفوع، وسماها أبو بكر ابن العربي آية الضمائر). التحرير والتنوير - (ج 18 / ص 214)
ونقل القرطبي والزركشي والسيوطي قول مكي بن ابي طالب هذا الا انهم لم يصرحوا بتسمية الآية كما فعل ابن العربي. انظر تفسير القرطبي - (ج 12 / ص 238) و البرهان - (ج 4 / ص 24) والإتقان - (ج 1 / ص 547)(/)
آية القراء
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:23 ص]ـ
آية القراء
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}. فاطر 29 - 30
هذه الآيتان من سورة فاطر يسميها مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله آية القراء وهو أول من سماها وقد نقل هذه التسمية عنه اغلب المفسرين.
روى الطبري عن قتادة قال كان مطرف إذا مر بهذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} يقول: هذه آية القراء.
وروى الطبري بسند آخر عن قتادة قال كان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله. تفسير الطبري - (ج 20 / ص 464)
قال القرطبي هذه آية القراء العاملين العالمين الذين يقيمون الصلاة الفرض والنفل وكذا في الإنفاق. تفسير القرطبي - (ج 14 / ص 345)
قال ابن عطية قال مطرف بن عبد الله بن الشخير هذه آية القراء وهذا على أن (يتلون) بمعنى يقرؤون وإن جعلناها بمعنى يتبعون صح معنى الآية وكانت في القراء وغيرهم ممن اتصف بأوصاف الآية. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - (ج 4 / ص 503)(/)
آية الامراء
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:24 ص]ـ
آية الامراء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}. النساء 59
هذه الآية التي سماها ابن تيمية آية الأمراء، عندما قال في مطلع كتابه السياسة الشرعية (وهذه رسالة مبنية على آية الأمراء في كتاب الله وهي قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}). السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية ص 6
وجاء ذلك في الموسوعة الفقهية وفيها (وقد أمر اللّه تعالى بالطّاعة لأولي الأمر في قوله عزّ وجلّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ} وتسمّى هذه الآية آية الأمراء). الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 1 / ص 2128)(/)
آية التفكر
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:25 ص]ـ
آية التفكر
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. آل عمران190 - 191
سمى الشيخ حقي البروسوي في تفسيره روح البيان هذه الآية بآية التفكر وحق له ان يسميها بهذا الاسم فقد ورد فيها {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وبالاضافة الى ذلك فقد جاء الاثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامر بالتفكر بها عند قراءتها.
قال البروسوي (يقول الفقير: وجه التخصيص في الأول أن اختلاف الليل والنهار المذكور في آية التفكر يدور على السنة، فبمقدار بُعد التفكر جاء الثواب). تفسير روح البيان - (ج 8 / ص 341)(/)
آية الحكمين
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:26 ص]ـ
آية الحكمين
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}. النساء 35
اطلق البيهقي على هذه الآية اسم آية الحكمين قال البيهقي (باب الوكالة احتج الشافعي رحمه الله في جواز الوكالة بآية الحكمين، وبما روي عن علي رضي الله عنه في بعثه الحكمين عند شقاق الزوجين). معرفة السنن والآثار للبيهقي - (ج 8 / ص 292)(/)
آية الحقوق العشرة
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:28 ص]ـ
آية الحقوق العشرة
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}. النساء 36
جاء في بعض الكتب المعاصرة تسمية هذه الآية بآية الحقوق العشرة لأنها جمعت عشرة حقوق أولها حق الله تعالى وهو التوحيد، وحق الوالدين، وحق ذي القربى، وحق اليتامى، وحق المساكين، وحق الجار ذي القربى، وحق الجار الجنب، وحق الصاحب، وحق ابن السبيل، وحق ملك اليمين وتلك هي عشرة حقوق، ومنهم من صنف فيها وسمى كتابه باسمها مثل كتاب آية الحقوق العشرة من تأليف الدكتور عقيل عبد الرحمن العقيل وكتاب آية الحقوق العشرة من تأليف سليمان ابراهيم اللاحم.
ـ[ناصر العتيبي]ــــــــ[28 Aug 2010, 12:55 ص]ـ
جزاكم الله خير(/)
آية التوحيد
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 12:33 ص]ـ
آية التوحيد
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}. البقرة 163
أحال القرطبي في عدة مواضع من تفسيره على هذه الآية من سورة البقرة {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وسماها آية التوحيد.
قال القرطبي في قوله تعالى ({بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ} الزخرف 22 فذمهم بتقليدهم آباءهم وتركهم اتباع الرسل، كصنيع أهل الاهواء في تقليدهم كبراءهم وتركهم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم في دينه، ولانه فرض على كل مكلف تعلم أمر التوحيد والقطع به، وذلك لا يحصل إلا من جهة الكتاب والسنة، كما بيناه في آية التوحيد، والله يهدي من يريد). تفسير القرطبي - (ج 2 / ص 212)
وقال في موضع آخر (وفيها الرد على الطبائعيين أيضا إذ يجعلونها فاعلة مستبدة، وقد مضى الرد عليهم في آية التوحيد). تفسير القرطبي - (ج 4 / ص 7)
وقال في موضع آخر (قلت وبالجملة فلما ذكر عزوجل خلق العالم الكبير ذكر بعده خلق العالم الصغير وهو الانسان وجعل فيه ما في العالم الكبير على ما بيناه في البقرة في آية التوحيد والله أعلم والحمد لله). تفسير القرطبي - (ج 6 / ص 387)
وقال في موضع اخر (وقد قدمنا في آية التوحيد من سورة البقرة أن ما في بدن الانسان الذي هو العالم الصغير شئ إلا وله نظير في العالم الكبير، وذكرنا هناك من الاعتبار ما يكفي ويغني لمن تدبر). تفسير القرطبي - (ج 17 / ص 40)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[24 Feb 2010, 03:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد، ولو جمعت الآيات تحت موضوع واحد لكان أفضل؛ تتميما للفائدة وعدم تشعب الموضوعات على صفحة الملتقى.
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2010, 06:19 ص]ـ
وجزاك الله خيرا
اشكرك على الملاحظة
وانا تعمدت ان افرق بين هذه الايات لاعطاء كل اية استقلالها في البحث
وللادراة حرية التصرف فان ارتأت ان تجمع بينها فهي مخولة(/)
تبيان تصدر العدد الخامس من مجلة الدراسات القرآنية
ـ[تبيان]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:06 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/88084b84d7b9be60e.jpg
تبيان - بحمد الله وتوفيقه - تصدر العدد الخامس من مجلة الدراسات القرآنية بثوبها الجديد، وشعار الجمعية الجديد.
وقد حوى هذا العدد جملة من البحوث هي:
1. مسائل في الاستعاذة.
د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري. عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
2. المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمتها في سور آل حم.
د. هدى بنت دليجان الدليجان. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل. مديرة مكتب الجمعية النسائي بالأحساء.
3. آيات التحدي بالقرآن الكريم. جمعا ودراسة.
د. ناصر بن محمد الصائغ. عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
4. البحر في القرآن الكريم. آيات ودلالات.
د. عبد الله بن عبد الرحمن الرومي. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
5. النخل في القرآن الكريم.
د. سعود بن عبد العزيز الحمد. عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
6. أخبار المصادر الواردة في مقدمة كتاب النشر لابن الجزري حتى عام 1429هـ.
د. أمين محمد أحمد الشيخ الشنقيطي. عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية.
ونعتذر للإخوة عن تأخر صدور هذا العدد عن موعده لبعض الأمور الفنية.
ونجدها فرصة لدعوة جميع الباحثين لدعم المجلة بنشر بحوثهم فيها.
آملين أن تجدوا في مجلتكم كل ما هو مفيد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:00 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أسأل الله أن يبارك في جهودكم ويوفقكم لكل خير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:30 م]ـ
وفقكم الله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Feb 2010, 05:36 م]ـ
بارك الله فيكم
كيف يمكننا الاشتراك في المجلة؟(/)
قراءة نقدية في كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري
ـ[أبو حسان]ــــــــ[24 Feb 2010, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لما رأيت كتاب الإجماع في التفسير للأخ محمد الخضيري تعجبت من عنوانه ومن حجمه، حيث إن التفسير من أشهر المواطن التي يقع فيها الخلاف، فكيف يكون فيه إجماعات بهذا الحجم، فانقدح في ذهني أن الكتاب جمُع بطريقة غير علمية، فعزمت على قراءته، وبالفعل وقع ما حدسته، حيث إن الكتاب جُمع فيه مسائل كثيرة حُكي فيها الإجماع وليس ثمة إجماع، والآفة في المنهجية التي جُمع عليها، حيث وقع المؤلف في خلط عجيب وتأصيل مغلوط، مما جعل الكتاب يخرج بصورة غير علمية، ومن أعظم نتائجه السلبية أن القارئ قد يتوهم أن كل مسألة أدرجت فيه فهي مسلمة وحجة ويحرم مخالفة ما حُكي فيها من إجماع.
ومن هذا المنطلق رأيت أن أكتب بعض الملاحظات على الكتاب لعل المؤلف يعيد النظر فيما كتبه، خاصة في المنهجية التي سار عليها، ومن هذه الملاحظات:
الملاحظة الأولى:
أن أغلب الإجماعات التي يحكيها المؤلف هي ظنية وليست قطعية، والفرق بينهما: أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وهذا النوع يستحيل أن يكون بلا مستند من نصٍ قطعي الدلالة والثبوت، ومشتهر بين الأمة، وأما الظني فهو ما أُخذ بالاستقراء، والاستقراء لا يمكن أن يكون وحده كافياً لحكاية الإجماع، والمؤلف عند نقله لأي إجماع لا يفرق بين هذين النوعين من الإجماع، مما يوهم القارئ بأن كل ما ينقله فهو قطعي وأنه يحرم مخالفته، وهذا ولاشك مزلق خطير، ومأخذ كبير على المؤلف، وقد قرأت لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري أن المؤلف ما زال في جعبته الكثير من الإجماعات التي وقف عليها بعد طباعته لهذا الكتاب وأنه ينوي إضافتها في طبعاته القادمة، وليته لا يفعل، فإن هذا الكتاب أرى أنه بحاجة إلى ضوابط لم يهتدِ ولم يفهم المؤلف كثيرا منها، إذ ليس كل إجماع يُحكى يؤخذ على عواهله.
الملاحظة الثانية:
أنه سلم بالقبول لكل إجماع يُحكى ولم يعرضه على شروط الإجماع الأخرى، بل الضابط عنده في قبول أي إجماع هو عدم وجود المخالف فقط، ولم يتعرض للضوابط الأخرى، وهذه هفوة كبيرة من المؤلف، إذ لو مرر كل إجماع يحكيه على ضوابط الإجماع المعتبرة فإنه لن يصفِ له إلا القليل من كتابه، ولن يكون بهذا الكم الهائل من الإجماعات.
الملاحظة الثالثة:
أن كثيرا من الإجماعات التي نقلها حُكيت على أساس أنه لم يُنقل الخلاف فيها عن الصحابة، وعدم النقل لا يدل على انتفاء الخلاف.
الملاحظة الرابعة:
أن المفسرين الذين نقل عنهم حكايات الإجماع هم أناس بعيدون كل البعد عن زمن الجيل الذي يفترض أنه وقع فيه الإجماع، فكيف يحكي الإجماع شخص عاش في قرون متأخرة، ومن سبقه بهذه الدعوى؟ وكيف علم به؟ وما أدراه أن الصحابة أجمعوا؟ وهل قراءته للتفاسير التي أُلّفت في جمع أقوال الصحابة تخوله أن يحكي الإجماع على غرارها؟ وما سنده ومستنده فيما يحكيه من إجماع؟ وكيف سَلّم بهذه الدعوى المجردة؟ وهل كل شخص يحكي الإجماع وإن كان إماماً يُسلم له؟
الملاحظة الخامسة:
أن المؤلف لم يحقق الأسانيد في صحة القول المجمع عليه إلى الصحابة، بمعنى أنه لا يذكر أقوال الصحابة مسندة ويتحقق من صحتها من أجل أن يكون الإجماع مبني على أقوال صحيحة السند.
الملاحظة السادسة:
أنه لم يذكر إجماعات الفرق الإسلامية الأخرى، ولم يُبين لنا الفرق بين ما يحكيه أهل السنة من أجماع وما يحكيه غيرهم، خصوصا أن الجميع يحكي الإجماع مجردا في الغالب، فما الذي يجعلنا نقبل إجماعات أهل السنة ونرفض إجماعات غيرهم.
الملاحظة السابعة:
كأن المؤلف يميل إلى تكفير منكر حجية الإجماع على الإطلاق، حيث حكاه عن ابن حزم وسكت عنه، وهذا خطأ فادح منه، لأنه لم يفرق بين من أنكر الإجماع القطعي والإجماع الظني، إذ الثاني لا يجوز أبدا الحكم بكفر منكره، لأن دلالته ظنية كما قرر ذلك غير واحد من العلماء، بل رد مثل هذا الإجماع سائغ ولا محذور فيه خاصة إذا بين منكره مسوغات رده.
الملاحظة الثامنة:
أنه عرّف الإجماع بأنه اتفاق مجتهدي الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أي عصر، وهذا لا يُسلم له إذ لا إجماع بعد جيل الصحابة، إذ إجماع مجتهدي الأمة بعد جيل الصحابة متعذر جدا، بل هو من المستحيل، ودلالة الحس والعقل قاطعة بذلك، إذ كيف يمكن الإحاطة بأقوال مجتهدي الأمة بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الملاحظة التاسعة:
أنه أدرج في كتابه جملة من المسائل التي حُكي فيها انتفاء الخلاف، وهو في فعله هذا يوهم القارئ بأن هذه الصيغة في حكم حكاية الإجماع، وهذا خطأ كبير من المؤلف، فإن المفسر حينما ينفي الخلاف فإنه لا يعني بالضرورة أنه يقصد حكاية الإجماع.
تنبيه: آمل من المشرف العزيز حذف أي مشاركة لا تلتزم بالمنهجية العلمية في الحوار حتى لا يفسدوا علينا موضوعنا، وحتى لا يشوشوا على الآخرين من المتخصصين الذين يرغبون بنقاش علمي جاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Feb 2010, 05:29 م]ـ
الملاحظة الأولى:
أن أغلب الإجماعات التي يحكيها المؤلف هي ظنية وليست قطعية، والفرق بينهما: أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وهذا النوع يستحيل أن يكون بلا مستند من نصٍ قطعي الدلالة والثبوت، ومشتهر بين الأمة، وأما الظني فهو ما أُخذ بالاستقراء، والاستقراء لا يمكن أن يكون وحده كافياً لحكاية الإجماع، والمؤلف عند نقله لأي إجماع لا يفرق بين هذين النوعين من الإجماع، مما يوهم القارئ بأن كل ما ينقله فهو قطعي وأنه يحرم مخالفته، وهذا ولاشك مزلق خطير، ومأخذ كبير على المؤلف، وقد قرأت لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري أن المؤلف ما زال في جعبته الكثير من الإجماعات التي وقف عليها بعد طباعته لهذا الكتاب وأنه ينوي إضافتها في طبعاته القادمة، وليته لا يفعل، فإن هذا الكتاب أرى أنه بحاجة إلى ضوابط لم يهتدِ ولم يفهم المؤلف كثيرا منها، إذ ليس كل إجماع يُحكى يؤخذ على عواهله.
.
قولك: والفرق بينهما: أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة،
هل لي بمعرفة مرجع هذا التعريف.
وأما الملاحظات الأخرى؛ فمبناها على الخلافات التي وقعت في الإجماع؛ وكل من أهل العلم أخذ بما قوي دليله عنده.
وخلاف المؤلف معك في هذه لا ضير فيها.
وبعض ملاحظاتك تحتاج إلى دقة علمية أكبر، حيث خلطت بين الإجماع المعروف، وبين ما اشتهر بين الأمة ولو لم يكن إجماعا.
وأنا معك في نهجك النقدي، فهو مفيد؛ وخاصة إذا كان في المؤلفات التي تشتهر هذه الأيام، والتي لا شك أن بعضها يحتاج لمراجعة وتنقيح، ولكن ليكن النقد بعلمية وبأجود الأساليب ما وجدت إلى ذلك سبيلا.
ولن يضر نقدك أنك لم تطرحه بعبارة قاسية، أو كلمة نابية؛ بل لعله أليق لتقبله وفهمه.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 05:54 م]ـ
أرى أن أولى من يتولى النقاش مع الدكتور أبي حسان هو صاحب البحث الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري. وقد أحلتُ الموضوع له فأرجو ترك الاستعجال في التعقيبات وترك الأمور العلمية تأخذ حظها من النظر بين المعنيين بالأمر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والقراءات النقدية - ولو كانت قاسية - مفيدة بإذن الله للباحث وللقارئ على حد سواء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Feb 2010, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لما رأيت كتاب الإجماع في التفسير للأخ محمد الخضيري تعجبت من عنوانه ومن حجمه، حيث إن التفسير من أشهر المواطن التي يقع فيها الخلاف، فكيف يكون فيه إجماعات بهذا الحجم، فانقدح في ذهني أن الكتاب جمُع بطريقة غير علمية، فعزمت على قراءته، وبالفعل وقع ما حدسته، حيث إن الكتاب جُمع فيه مسائل كثيرة حُكي فيها الإجماع وليس ثمة إجماع، والآفة في المنهجية التي جُمع عليها، حيث وقع المؤلف في خلط عجيب وتأصيل مغلوط، مما جعل الكتاب يخرج بصورة غير علمية، ومن أعظم نتائجه السلبية أن القارئ قد يتوهم أن كل مسألة أدرجت فيه فهي مسلمة وحجة ويحرم مخالفة ما حُكي فيها من إجماع.
.
لا شك أن بيان الحق ـ وبخاصة إذا كان الكلام متعلقا بكتاب الله تعالى وتفسيره ـ مطلب لكل طالب علم سلك سبيل الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة.
ولا يكون المبين للحق على بصيرة حتى يكون مهتديا بأدب الكتاب والسنة في ما يقول ويفعل.
ومن أول الأداب القرآنية التي يجب أن يضعها المبين للحق في اعتباره العدل في القول امتثالاً لقول الله تعالى: " وإذا قلتم فاعدلوا".
وليس من العدل ـ في نظري ـ أن يحكم على جهد علمي بذل فيه صاحبه الكثير من الجهد والوقت بهذا الحكم الذي استفتح به أبو حسان مشاركته.
نعم قد يكون هذا الحكم صحيحا لكن من الإنصاف أن يأتي بعد إقامة البينة، ولكن الذي حدث هو العكس.
أبو حسان وجه للكتاب ضربة ربما تكون قاضية وحكم عليه قبل أن يقرأه بناء على الظن والحدس ثم قرأ الكتاب بتصور مسبق بل بحكم مسبق وخرج بملاحظاته التسع مؤيدا بها تصوره السابق، مع أن كل ملاحظة لا تزال في حيز الدعوى التي تحتاج إلى الدليل وإلا بقيت دعوى لا قيمة لها.
فهل سيعرض لنا أبو حسان الأدلة على ملاحظاته التسع؟ أم ماذا؟
وختاما سؤالي للدكتور عبد الرحمن:
هل من العلمية هذا المسلك الذي سلكه أبو حسان في مشاركته؟
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Feb 2010, 04:02 م]ـ
بعيداً عن كل " النرفزات" والشحن الذي صاحب الموضوع من أوله إلى هنا، أقول:
أشهد أمام الله والجميع أن الدكتور محمد الخضيري حفظه الله ورعاه، لم يأل جهداً في بحثه لدرجة أنه خرج من الرياض واستقر في المدينة المنورة لمدة فصل كامل لا لشيء إلا ليستفرد بالوقت والبعد عن كل مايشغله عن تأديته بالوجه المراد، ولم يترك - حسب علمي - شيخاً أو طالب علم ممن يظن الاستفادة منه إلا وتناقش معه وتذاكر وأفاد واستفاد.
أقول هذا لأبين أن ما قاله أخي الكريم " أبو سعد الغامدي " حفظه الله:
وليس من العدل ـ في نظري ـ أن يحكم على جهد علمي بذل فيه صاحبه الكثير من الجهد والوقت بهذا الحكم الذي استفتح به أبو حسان مشاركته
قول صحيح ويجب أن يكون في نظر كل من يتولى نقد بحث علمي طالعه مرة أو مرتين حتى لو أكثر، كيف وإذا كان البحث رسالة علمية!
أما أخي االكريم " أبو حسان " حفظه الله فأقول له:
نتفق معك في " النقد العلمي " بل وأجزم أن لا أحد فوق النقد طالما أنه أخرج كتابه ومؤلفه للناس.
وأختلف معك في " الأسلوب والطريقة.
فلو كان لي طلب عندك فهو أن لا تحرمنا علمك ونقدك بأسلوب أنت قادر على " تحسينه " و " تزيينه " كقوة قدرتك على ما قدمته به الآن.
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Feb 2010, 05:41 م]ـ
بعض مشاركاتي في هذا الموضوع حذفت؛ ولم أجدها، فأرجو ممن عثر عليها أن يطلعني على ذلك.
ووضعت موضوعا بعنوان: حذف المشاركات إلى أين؟
لكنه هو الآخر توفي رحمه الله تعالى قبل أن يولد.(/)
افتتاح معرض مسقط الدولي 15 للكتاب .. مرحبا بزيارتكم
ـ[عماد الدين]ــــــــ[24 Feb 2010, 09:02 م]ـ
مرفق صورة من موقع المعرض الذي افتتح بالأمس
وهذا الرابط ....... يؤدي للموقع للإطلاع على التفاصيل
طبعا ستتعجبون من تعارض توقيت المعرض مع معرض الرياض
ولكن هذه الدورة الخامسة عشر لمعرض مسقط الدولي وهو يقام في نفس التوقيت المعتاد.
http://www.mctbookfair.gov.om/(/)
من أشهر الأقوال في الحروف المقطعة
ـ[أبو إياد]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:53 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: وبعد:
فأرجو رجاء حاراً ممن يريد المداخلة ألا يخرج عن موضوعها، وهي مسألة دقيقة داخل مسألة كثيرة الفروع وطويلة الذيول، والمسألة الدقيقة التي أتمنى ألا يخرج عنها الحوار هي:
من أشهر الأقوال في الحروف المقطعة: أنها نزلت للدلالة على إعجاز القرآن الكريم، حيث نزل القرآن بهذه الحروف التي يتكلم بها العرب، وهذا قول كثير من المفسرين المتأخرين: والسؤال له فرعان:
الفرع الأول: هذا القول -على حد علمي القاصر- لم يرد (ولو بتلويح) عن أحد من السلف، فلم يرد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة ولا التابعين، فهل وقفتم على من قال به منهم (ولو في رواية ضعيفة أو أشار إليه أدنى إشارة)؟.
الفرع الثاني: بما أن هذا القول لم يقل به أحد من هؤلاء، فهل يسوغ لنا أن نقول به إذ ليس لنا فيه سلف؟
وأختم بالرجاء الذي بدأت به: ألا يخرج بهذا الموضع خارج عن مقصوده، فإني مسترشد بارك الله فيكم، ومن أراد أن يقول شيئاً خارجاً عن السؤال فليكتبه في موضوع مستقل ...........................
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:20 ص]ـ
الأخ الفاضل هذا كلام الشوكاني رحمه الله في مسألتك وقد أوردته في مشاركة لي بعنوان الحروف المقطعة بين الشوكاني والزمخشري والطبري:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18882
المروي عن رسول الله في الحروف المقطعة:
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل ثبت عن رسول الله في هذه الفواتح شيء يصلح للتمسك به؟
قلت: لا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في شيء من معانيها، بل غاية ما ثبت عنه هو مجرد عدد حروفها، فأخرج البخاري في تاريخه، والترمذي وصححه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وله طرق عن ابن مسعود. وأخرج ابن أبي شيبة، والبزار بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي نحوه مرفوعاً."
المروي عن الصحابة في الحروف المقطعة:
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل روي عن الصحابة شيء من ذلك بإسناد متصل بقائله أم ليس إلا ما تقدم من حكاية القرطبي عن ابن عباس وعليّ؟
قلت: قد روى ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود أنه قال: {آلم} أحرف اشتقت من حروف اسم الله.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {آلم}، و {حم}، و {ن} قال: اسم مقطع.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب الأسماء عن ابن عباس أيضاً في قوله: {الم}، {والمصا}، {وآلر}،، و {المر} و {كهعيصا}، و {وطه}، و {طسما}، و {وطس} و {ويس}، و {وص}، و {وحم}، و {تَعْمَلُونَ ق}، و {ن}، قال: هو قسم أقسمه الله، وهو: من أسماء الله.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {آلم} قال: هي: اسم الله الأعظم.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله {آلم} قال: ألف مفتاح اسمه الله، ولام مفتاح اسمه لطيف وميم مفتاح اسمه مجيد.
وقد روي نحو هذه التفاسير عن جماعة من التابعين فيهم عكرمة والشعبي والسُّدِّي وقتادة ومجاهد والحسن."
هل يذهب إلى شيء من أقوال الصحابة في الحروف المقطعة؟
قال الشوكاني:
"فإن قلت: هل يجوز الاقتداء بأحد من الصحابة قال في تفسير شيء من هذه الفواتح قولاً صح إسناده إليه.؟
قلت: لا لما قدمنا، إلا أن يعلم أنه قال ذلك عن علم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على أنه يمكن أن يذهب بعض الصحابة إلى تفسير بعض المتشابه، كما نجده كثيراً في تفاسيرهم المنقولة عنهم ويجعل هذه الفواتح من جملة المتشابه،
ثم ها هنا مانع آخر، وهو أن المروي عن الصحابة في هذا مختلف متناقض فإن عملنا بما قاله أحدهم دون الآخر كان تحكماً لا وجه له، وإن عملنا بالجميع كان عملاً بما هو مختلف متناقض، ولا يجوز.
ثم ها هنا مانع غير هذا المانع، وهو أنه لو كان شيء مما قالوه مأخوذاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتفقوا عليه ولم يختلفوا كسائر ما هو مأخوذعنه، فلما اختلفوا في هذا علمنا أنه لم يكن مأخوذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لو كان عندهم شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لما تركوا حكايته عنه ورفعه إليه، لا سيما عند اختلافهم واضطراب أقوالهم في مثل هذا الكلام الذي لا مجال للغة العرب فيه ولا مدخل لها. ."
اختيار الشوكاني رحمه الله تعالى:
"والذي أراه لنفسي ولكل من أحبّ السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله عزّ وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا، وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه، وسيأتي لنا عند تفسير قوله تعالى: {مِنْهُ آيات محكمات هُنَّ أُمُّ الكتاب وَأُخَرُ متشابهات} [آل عمران: 7] كلام طويل الذيول، وتحقيق تقبله صحيحات الأفهام وسليمات العقول."
ثم قلتُ في نهاية المشاركة:
السؤال:
حيث إنه لم يصح فيها شيء مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق لنا إلا النظر في أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وما ورد عن الصحابة محصور في الخلفاء الأربعة وبن مسعود وبن عباس.
فإذا صحت النسبة إلى الخلفاء الأربعة وبن مسعود رضي الله عنهما أنها من المتشابه، وصح عن بن عباس ما روي عنه فأيهما يرجح؟
وإذا عجزنا عن الترجيح لعدم وجود المرجح هل نسقط القولين ونجتهد في البحث عن معنى آخر؟
وهل قول الزمخشري رحمه الله تعالى: "فكأن الله عزّ اسمه عدّد على العرب الألفاظ التي منها تراكيب كلامهم إشارة إلى ما ذكرت من التبكيت لهم، وإلزام الحجة إياهم" يعتبر قولا ثالثاً خارج عن قولي الصحابة رضي الله عنهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:20 ص]ـ
ما أردتُ قوله قريب مما قلته بارك الله فيك، وهو ما أشار إليه الشوكاني، وأقرب منه إلى ما قلتُ ما قرره الطبري في تفسيره، وما زال الموضوع -عندي- محل إشكال، فهل هذا القول أساساً قول مغاير في التفسير لما قاله الصحابة والتابعون؟ أم هو كما قرر ابن كثير المسألة حيث جعل الكلام فيها على قسمين: أحدهما: معنى الحروف المقطعة، والآخر: الحكمة من إيرادها بغض النظر عن معانيها في ذاتها، وأورد هذا القول المشهور في القسم الثاني: الحكمة من إيرادها، وهو ما يجعل احتمال كونها من باب الاستنباط وارداً (وإن كنت أستبعده).
وأهم من هذا عندي هل وقف أحد على نقل مأثور يدل لهذا القول ولو تلويحاً؟.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 11:52 ص]ـ
وهذا ما أردت التنبيه إليه من خلال موضوعي: في أي خانة نضع بعض أقوال التابعين ومن تبعهم التي يبدو أنها مخالفة لأقوال السلف"المروى عن الصحابة"؟
وعلى سبيل المثال في موضوعنا كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى حول الحروف المقطعة حيث قال:
"اعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالحروف المقطعة في أوائل السور اختلافاً كثيراً، واستقراء القرآن العظيم يرجح واحداً من تلك الأقوال، وسنذكر الخلاف المذكور وما يرجحه القرآن منه بالاستقراء"
ثم نجد الشيخ رحمة الله عليه يرجح قولا خارجا عن أقول السلف ن حسب فهمي.
وهذا كلامه بالنص من تفسيره لسورة هود:
"قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، اعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالحروف المقطعة في أوائل السور اختلافاً كثيراً، واستقراء القرآن العظيم يرجح واحداً من تلك الأقوال، وسنذكر الخلاف المذكور وما يرجحه القرآن منه بالاستقراء فنقول، وبالله جل وعلا نستعين:
قال بعض العلماء: هي مما استأثر الله تعالى بعلمه؛ كما بيّنا في "آل عمران" وممن روي عنه هذا القول: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود رضي الله عنهم، وعامر والشعبي، وسفيان الثوري، والربيع بن خيثم، واختاره أبو حاتم بن حبان.
وقيل: هي أسماء للسور التي افتتحت بها. وممن قال بهذا القول: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ويروى ما يدل لهذا القول عن مجاهد، وقتادة، وزيد بن أسلم. قال الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر. ونقل عن سيبويه أنه نص عليه. ويعتضد هذا القول بما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} [32/ 1]، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [76/ 1].
ويدل له أيضاً قول قاتل محمد السجاد بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما يوم الجمل، وهو شريح بن أبي أوفى العبسي؛ كما ذكره البخاري في "صحيحه" في أول "سورة المؤمن":
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وحكى ابن إسحاق أن هذا البيت للأشتر النخعي قائلاً: إنه الذي قتل محمد بن طلحة المذكور. وذكر أبو مخنف: أنه لمدلج بن كعب السعدي. ويقال كعب بن مدلج. وذكر الزبير بن بكار: أن الأكثر على أن الذي قتله عصام بن مقشعر. قال المرزباني: وهو الثبت، وأنشد له البيت المذكور وقبله:
وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه فخر صريعاً لليدين وللفم
على غير شيء غير أن ليس تابعا علياً ومن لا يتبع الحق يندم
يذكرني حاميم ... البيت. اهـ من "فتح الباري".
فقوله: "يذكرني حاميم"، بإعراب "حاميم" إعراب ما لا ينصرف، فيه الدلالة على ما ذكرنا من أنه اسم للسورة.
وقيل: هي من أسماء الله تعالى. وممن قال بهذا: سالم بن عبد الله، والشعبي، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وروي معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه أيضاً: أنها أقسام أقسم الله بها، وهي من أسمائه. وروي نحوه عن عكرمة.
وقيل: هي حروف، كل واحد منها من اسم من أسمائه جل وعلا؛ فالألف من {الم}، مثلاً: مفتاح اسم "الله"، واللام مفتاح اسمه "لطيف"، والميم: مفتاح اسمه "مجيد"، وهكذا. ويروى هذا عن ابن عباس، وابن مسعود، وأبي العالية. واستدل لهذا القول بأن العرب قد تطلق الحرف الواحد من الكلمة، وتريد به جميع الكلمة كقول الراجز:
قلت لها قفي فقالت لي قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله: "قاف" أي وقفت. وقول الآخر:
بالخير خيرات وإن شراً فا ولا أريد الشر إلا أن تا
يعني: وإن شراً فشر، ولا أريد الشر إلا أن تشاء. فاكتفى بالفاء والتاء عن بقية الكلمتين.
قال القرطبي: وفي الحديث "من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة" الحديث، قال سفيان: هو أن يقول في أقتل: أ ق؛ إلى غير ما ذكرنا من الأقوال في فواتح السور، وهي نحو ثلاثين قولاً.
أما القول الذي يدل استقراء القرآن على رجحانه فهو: أن الحروف المقطعة ذكرت في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها. وحكى هذا القول الرازي في تفسيره عن المبرد، وجمع من المحققين، وحكاه القرطبي عن الفراء وقطرب، ونصره الزمخشري في الكشاف.
قال ابن كثير: وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس بن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي، وحكاه لي عن ابن تيمية.
ووجه شهادة استقراء القرآن لهذا القول: أن السور التي افتتحت بالحروف المقطعة يذكر فيها دائماً عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه.
وذكر ذلك بعدها دائماً دليل استقرائي على أن الحروف المقطعة قصد بها إظهار إعجاز القرآن، وأنه حق.
قال تعالى في "البقرة": {الم} [2/ 1]، واتبع ذلك بقوله: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}، وقال في "آل عمران": {الم} [3/ 1]، واتبع ذلك بقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} الآية [3/ 2،3]، وقال في "الأعراف": {المص} [7/ 1]، ثم قال: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآية [7/ 2]. وقال في سورة "يونس": {الر} [10/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [10/ 1]، وقال في هذه السورة الكريمة التي نحن بصددها، أعني سورة "هود" {الر} [11/ 1]، ثم قال: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [11/ 1]، وقال في "يوسف": {الر} [12/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} الآية [12/ 1، 2]، وقال في "الرعد": {المر} [13/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ} [13/ 1]، وقال في "سورة إبراهيم": {الر} [14/ 1]، ثم قال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} الآية [14/ 1]. وقال في "الحجر": {الر} [15/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} [15/ 1]. وقال في "سورة طه": {طه} [20/ 1]، ثم قال: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [20/ 2]، وقال في "الشعراء": {طسم} [26/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} الآية [26/ 2، 3]. وقال في "النمل": {طس} [27/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ} [27/ 1]، وقال في "القصص": {طسم} [28/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ} الآية [28/ 2، 3]. وقال في "لقمان": {الم} [31/ 1]، ثم قال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [31/ 2]، {هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} [31/ 3]، وقال في
"السجدة": {الم} [32/ 1]، ثم قال: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [32/ 2]. وقال في "يس": {يس} [36/ 1]، ثم قال: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} الآية [36/ 2]، وقال في ص: {ص} [38/ 1]، ثم قال: {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر} الآية [38/ 1]، وقال في "سورة المؤمن": {حم} [40/ 1]، ثم قال: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الآية [40/ 2]. وقال في "فصلت": {حم} [41/ 1]، ثم قال: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الآية [41/ 2، 3]، وقال في " الشورى": {حم عسق} [42/ 1، 2]، ثم قال: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية [42/ 3]، وقال في "الزخرف": {حم} [43/ 1]، ثم قال: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} الآية [43/ 2، 3]. وقال في "الدخان": {حم} [44/ 1]، ثم قال {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} الآية" 44/ 2، 3]. وقال في "لجاثية": {حم} [45/ 1]، ثم قال: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} [45/ 2، 3]، وقال في "الأحقاف": {حم} [46/ 1]، ثم قال: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} الاية [46/ 2، 3]. وقال في "سورة ق": {ق} [50/ 1]، ثم قال: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} الآية [50/ 1].
وقد قدمنا كلام الأصوليين في الاحتجاج بالاستقراء بما أغنى عن إعادته هنا.
وإنما أخرنا الكلام على الحروف المقطعة مع أنه مرت سور مفتتحة بالحروف المقطعة "كالبقرة"، و"آل عمران"، و"الأعراف"، و"يونس"؛ لأن الحروف المقطعة في القرآن المكي غالباً، و"البقرة"، و"آل عمران" مدنيتان والغالب له الحكم. واخترنا لبيان ذلك سورة "هود"؛ لأن دلالتها على المعنى المقصود في غاية الظهور والإيضاح؛ لأن قوله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [11/ 1]، بعد قوله {الر} [11/ 1]، واضح جداً فيما ذكرنا، والعلم عند الله تعالى."(/)
"ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " مع نقاش في نبوة الخضر
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كان لموسى عليه السلام أن يقول من أعلم مني , وهو النبي المرسل لبني اسرائيل , فكيف تصل الحد ببعض الناس أن يظن نفسه فوق العلم والتعلم. وقد طلب موسى ان يعلم ما خفي عنه بإتباع الخضر ليتعلم منه. وموسى نبي والخضر ليس نبيا على الأصح:
"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفًا يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى الَّذِي ذَهَبَ يَلْتَمِسُ الْعِلْمَ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ أَسَمِعْتَهُ يَا سَعِيدُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَذَبَ نَوْفٌ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ إِذْ قَالَ:
مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا خَيْرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي
قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ مِنْهُ أَوْ عِنْدَ مَنْ هُوَ إِنَّ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ
قَالَ يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ
قَالَ فَقِيلَ لَهُ تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا فَإِنَّهُ حَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ قَالَ فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَعُمِّيَ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ فَجَعَلَ لَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهِ صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ قَالَ فَقَالَ فَتَاهُ أَلَا أَلْحَقُ نَبِيَّ اللَّهِ فَأُخْبِرَهُ قَالَ فَنُسِّيَ فَلَمَّا تَجَاوَزَا
{قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
قَالَ وَلَمْ يُصِبْهُمْ نَصَبٌ حَتَّى تَجَاوَزَا قَالَ فَتَذَكَّرَ
{قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}
فَأَرَاهُ مَكَانَ الْحُوتِ قَالَ هَا هُنَا وُصِفَ لِي قَالَ فَذَهَبَ يَلْتَمِسُ فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوْبًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى الْقَفَا أَوْ قَالَ عَلَى حَلَاوَةِ الْقَفَا قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ قَالَ وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُوسَى قَالَ وَمَنْ مُوسَى قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ مَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ
قَالَ جِئْتُ لِ
{تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}
شَيْءٌ أُمِرْتُ بِهِ أَنْ أَفْعَلَهُ إِذَا رَأَيْتَهُ لَمْ تَصْبِرْ
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا}
قَالَ انْتَحَى عَلَيْهَا قَالَ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
{أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا}
غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ قَالَ فَانْطَلَقَ إِلَى أَحَدِهِمْ بَادِيَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ذَعْرَةً مُنْكَرَةً
{قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى لَوْلَا أَنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى الْعَجَبَ وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ
{قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا}
وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ قَالَ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي كَذَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ}
لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمَجَالِسِ فَ
{اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}
وَأَخَذَ بِثَوْبِهِ قَالَ
{سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَإِذَا جَاءَ الَّذِي يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَتَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ
{وَأَمَّا الْغُلَامُ}
فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيْهِ فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا
{فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ}
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ"
فهذا موسى عليه السلام أراد أن يتبع الخضر ليتعلم منه. واليوم وللأسف أصبحت الألقاب والأسماء تجعل بعض طلاب يصرفون أنفسهم عن التعلم من فلان وفلان لحجج كثيرة.
ورحم الله من قال:
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به /////فالنحل وهو ذباب هو طائر العسل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:13 ص]ـ
أخي الكريم مجدي
تقول:
" والخضر ليس نبياً على الأصح".
إذا كان الله تعالى يقول عن الخضر:
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) (65)
وقال تعالى:
( .... وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا) (82)
أليس هذا دليل واضح على النبوة؟
أخي الكريم أعلم أن المسألة فيها أقوال ولكن من باب تجديد المعلومة وتحقيقها وتثبيتها جاءت مداخلتي.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:52 ص]ـ
أرجح الأقوال في الخضر عليه الصلاة والسلام أنه نبي.
ولكن أيا يكن فطلب العلم أمر جميل؛ وقد قيل: اثنان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال.
وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: "وقل رب زدني علما".
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Feb 2010, 09:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا. قوله تعالى "وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي" هو ما يدل على الوحي والنبوة.ولا يدل على الرسالة الى بشر.
أما خرق العادة فهو لا يدل على النبوة وإنما الكرامة ....
والسبب في قولي على الأصح. أن الأحاديث الصحيحة عن النبي لم تثبت له النبوة ولو جعلنا ذلك من النبوة لجعلنا العديد من الصالحين أنبياء.روى البخاري في صحيحه:
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى
وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ قَالَ الرَّاعِي قَالُوا نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ
وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"
فلو قيل في في الراهب والطفل ما قيل في الراهب لكانوا انبياء.
فهل يمكن التفريق بين الحالات المذكورة؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Feb 2010, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم
نبوة العبد الصالح مختلف عليها
ونبوة موسى حين لقائه العبد الصالح .... لماذا هى مجزوم بها؟
الأقرب للسياق فى السورة أنه كان متعلما قبل النبوة
ولو كان نبيا حينها لفسر له الوحى الأحداث وما انتظر تأويل العبد الصالح لها
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:30 م]ـ
سياق البخاري رحمه الله:
قال أبو عبدالله: حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال:- قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله: حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يارب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما
(يُتْبَعُ)
(/)
فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غدائنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء، حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إ مرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: وهذا أشد من الأولى، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، لو شئت لا تخذت عليه أجرا، قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما). قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين 0
في قوله (إن لي عبدا) - في هذا المقام - إشارة إلى أن الخضر ليس نبيا حيث أن التعبير بالنبوة - لو كان نبيا - أولى في هذا السياق 0
على أن هذه المنزلة (النبوة) لاتثبت في حق أحد إلا بدليل صريح وإلا يبقى على الأصل , كما في هذا السياق فقد أُثبتت العبودية دون النبوة 0 والله أعلم 0
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Feb 2010, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
نبوة العبد الصالح مختلف عليها
ونبوة موسى حين لقائه العبد الصالح .... لماذا هى مجزوم بها؟
الأقرب للسياق فى السورة أنه كان متعلما قبل النبوة
ولو كان نبيا حينها لفسر له الوحى الأحداث وما انتظر تأويل العبد الصالح لها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما نبوة موسى فالحديث الذي في البخاري يجزم بنبوته عند لقاء الخضر
"إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ "
فهي بعد النعماء والبلاء الذي لقيه بنواإسرائيل. ثم أنت تعلم أن موسى أنزل عليه الوحي وهو راجع الى مصر.
أما الوحي فهو من الله متى شاء الله. ويرد على استشكالك بالآية: " وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف/203]
وقوله تعالى:
"قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [الأحقاف/9]
وكذلك لما سئل موسى عليه السلام ربه كما في الآية" وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " [الأعراف/143]
. أما الخضر فلا يوجد نص صحيح. وانما ورد حديث ضعيف في ذلك.
كما أضيف بالإشارة لما تفضل به الأخ أبو هاجر بأن الخضر تكلم عن العلم لا عن النبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Feb 2010, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
أما نبوة موسى فالحديث الذي في البخاري يجزم بنبوته عند لقاء الخضر
إن موسى ورد اسمه فى القرآن وهو طفل وهو صبى وهو بالغ الأشد وأوتى حكما وعلما .. ولم يكن قد نبأ بعد
وكذلك فى هذا الحديث ... لايستنبط منه أنه كان نبيا حين اتبع الخضر ...
ولقد نقلت أخى الآية
"قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [الأحقاف/9]
وهى تدل أنه إن كان موسى نبى فى ذاك الحين ما اتبع العبد الصالح ليحصل علما .. بل كان اتبع مايوحى إليه فقط .. وأرى أن من كان مسددا بالوحى لايعود لينعلم من بشر مهما كان علمه؛
ولقد ترتب على فهم أن موسى الرسول اتبع من ليس بنبى ولا رسول عدة قضايا
1 - الولى أعلم -أو أفضل - أم النبى
2 - العلم اللدنى
3 - الكرامة وخرق العادة .. إن العبد الصالح لم يخرق السنن الحاكمة للوجود ... فهو يركب السفينة ولم يمشى على الماء مثلا .. فما هى الكرامة التى فعلها
فهي بعد النعماء والبلاء الذي لقيه بنواإسرائيل. ثم أنت تعلم أن موسى أنزل عليه الوحي وهو راجع الى مصر.
قصته مع الخضر كما وردت فى سورة الكهف لم يُحدد زمنها أكانت بعد عودته إلى مصر أم وهو فى مدين أم قبل هجرته من مصر إلى مدين .. وكذلك الحديث لم ينص على زمن حدوثها ....
وموسى كان يخطب فى الناس قبل النبوة .. لأنه كان يريد أن يكون مصلحا ... يدل عليه قول القبطى له " .... إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 01:42 ص]ـ
وعليكم السلام
أخي قد أكون لم اوضح جليا لماذا وضعت الآيات. إنما وضعتها لأنك قلت لو أنه كان نبيا يومها لأوحى الله اليه , فوضعت لك ما يدل على عدم لزوم ذلك.
إن موسى ورد اسمه فى القرآن وهو طفل وهو صبى وهو بالغ الأشد وأوتى حكما وعلما .. ولم يكن قد نبأ بعد
وكذلك فى هذا الحديث ... لايستنبط منه أنه كان نبيا حين اتبع الخضر ...
لاحظ أخي الكريم ما يدل على نبوته: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " [إبراهيم/5]
وفي الحديث:" إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ إِذْ قَالَ:
مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا خَيْرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي "
فالتذكير بأيام الله هو أمر أمره الله إياه.
"وهى تدل أنه إن كان موسى نبى فى ذاك الحين ما اتبع العبد الصالح ليحصل علما .. بل كان اتبع مايوحى إليه فقط .. وأرى أن من كان مسددا بالوحى لايعود لينعلم من بشر مهما كان علمه؛"
هذا فيه نظر لأن القران نص على أن الفاضل قد يتبع المفضول في قصة طالوت. ففيها أنه ملكهم وكان قائدا للجيش وامتحنهم. وكان في جيشه نبي بني اسرائيل وكان من جيشه داود عليه السلام.
قال القرطبي رحمه الله:
" ولا يظن أن في تعلم موسى من الخضر ما يدل على أن الخضر كان أفضل منه، فقد يشذ عن الفاضل ما يعلمه المفضول، والفضل لمن فضله الله، فالخضر إن كان وليا فموسى أفضل منه، لانه نبي والنبي أفضل من الولي، وإن كان نبيا فموسى فضله بالرسالة.
والله أعلم".تفسير القرطبي - (ج 11 / ص 17)
أما ما ورد في خرق العادة فهي أخبار رويت عن ذلك الجدار الذي أقامه والله أعلم بالصواب.
اما الباقي فهو محتمل ولكن يزول الاحتمال بتأكيد الحديث والآية بتذكير بني اسرائيل بأيام الله
والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Feb 2010, 02:54 م]ـ
قبل أن تذهبوا إلى الأحاديث؛ ما هو تفسير قوله تعالى: "وما فعلته عن أمري"؟
وهل يعرف أمر الله تعالى إلا من طريق الوحي؟
أما التعبير بلفظ العبد؛ فقد عبر به في أعلى من هذه المرتبة؛ وأقصى ما يبلغه العبد أن يضيفه الله تعالى إليه بلفظ العبودية وقد قال قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده " ولم يقل بنبيه، وغير ذلك؛ فلا يعني التعبير بالعبد أنه ليس نبيا.
أما نبوة موسى عليه الصلاة والسلام حين القصة فينبغي أن لا يختلف فيها للأدلة الصريحة التي تفضلتم بها.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 04:19 م]ـ
قبل أن تذهبوا إلى الأحاديث؛ ما هو تفسير قوله تعالى: "وما فعلته عن أمري"؟
وهل يعرف أمر الله تعالى إلا من طريق الوحي؟.
أخي ابراهيم. هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم.
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة.
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Feb 2010, 05:33 م]ـ
كل هذه الأحاديث التي ذكرت ليست صريحة في الدلالة على المقارنة التي ذهبت إليها.
وصريح قوله تعالى: "وما فعلته عن أمري" لا يمكن أن يعارض بهذه الأحاديث.
والمسائل التي وقعت من الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي.
ومسألة نبوة الخضر منهوكة بحثا في كتب التفسير، فإن كنت تقول إنه ليس نبيا فهذه نقطة الخلاف؛ فاعرض ما عندك من الأدلة بصفة مختصرة معددة على ذلك، حتى يفيدنا المشاركون في الاعتراض على تلك الأدلة، وتجيب أنت على تلك الاعتراضات، وهكذا حتى نتوصل إلى الحق في المسألة.
وإن شئت عرضت الأدلة على نبوته من كتب التفسير، ومن ثم تعترض عليها، ويجيبك المشاركون، وهكذا.
وكل ذلك بغية الوصول إلى الحق، وضبط الأمور حتى لا تتشعب بما لا فائدة فيه.
وفقك الله لكل خير.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Feb 2010, 07:13 م]ـ
السلام عليكم
أود التنبيه على ما نبه إليه بعض الإخوة المشاركين بشأن أرجحية نبوءة موسى والخضر عليهما السلام في ذلك اللقاء الرباني العجيب:
1) نبوءة موسى عليه السلام:
قال تعالى: (ولما بلغ أشده واستوى أتيناه حُكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين).
هذه الآية من سورة القصص تبين أن أمراً ربانياً جرى في مسار حياة نبيء الله موسى عليه السلام .. وهو قبل هجرته.
والأرجح أن الحُكم الذي أوتيه آنئذٍ بعد بلوغه الأشد هو النبوءة .. كما نقل الأخ إبراهيم الحسني.
فإذا لم تكن النبوءة فتكون ماذا؟.
وأما الرسالة فعند الشجرة المبارك .. كما لا يخفى.
وقد نبئ النبيء محمد صلى الله عليه وسلم بـ (اقرأ) وأرسل (بالمدثر) .. وكان بينهما فترة الوحي .. وهذه من سنة الله.
أفلا يكون موسى نُبّئ قبل هجرته إلى مدين .. وأرسل حين أقبل إلى مصر؟.
ونحن نؤمن أن دائرة الولاية الإيمانية أوسع من النبوءة وهما أوسع من الرسالة .. فكل رسول نبيء ولي صالح .. وليس كل نبيء أو ولي رسولاً .. وهكذا ..
وأظن أن إنكار من أنكر نبوءة موسى قبل الهجرة من مصر كان من باب طرد العصمة من الخطأ في حياتهم بعد البعثة .. وهو قول عقلي يحتاج إلى تحقيق هو أيضاً ...
2) نبوءة الخضر أو العبد الصالح في هذه القصة:
وقال تعالى: (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً).
هذه الآية من سورة الكهف تبين أمراً ربانياً (آتيناه رحمة من عندنا ... ) لم يصف به الله تعالى عبداً من عباده إلا أن يكون نبيئاً موحى إليه من لدنه.
ثم الأحداث العجيبة التي وقعت بين العبدين الصالحين (موسى والخضر) بعد لقائهما قرب مجمع البحرين لا تستقيم في تصور الإسلام إلا أن تكون أفعالاً من وراء الوحي الإلهي .. وإلا أن يكون موعداً ضربه الله للعبدين الصالحين بعلامات مذكورة لنا في جانب موسى فقط، وهو الذي يهمنا، ونفهم أن الخضر عنده علامات أيضاً (أن يظل عند الصخرة) .. وإلا لتتعلم البشرية من هذا اللقاء قدر البشرية القاصرة في علومها عن العلم الإلهي المحيط بكل شيء ..
الخضر هنا متبع للوحي ولا ريب .. وليس هو هو الوحي الذي نزل على موسى (الشرائع)، وليس هو هو الوحي الذي ألهمه الله تعالى لأم موسى (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم).
وإنما هو وحي مقتضاه تنفيذ أمور قدرية من حكمة الله .. لا ينظر إليها موسى عليه السلام إلا منكراً أو معترضاً ..
أليس هذا وحياً تفصيلياً من أمر الله تعالى .. أليست هذه نبوءة؟.
والمطالِب هنا بدليل حرفي يقول بالحرف: إن الخضر نبيء مثل نبوءة موسى .. من بين الآيات .. فهذه مطالبة ظاهرية نصية يغني عنها السياق الظاهر وأحداثه الجلية .. ولن تجدي محاولات البحث الحرفي طائلاً في هذا .. وكم تصدى للبحث عنها الأفذاذ .. (لم يذكر اسم الخضر هنا في سياق هذه الآيات وإنما هو عبد صالح).
وقارن بين ذكر العبد في قصة موسى في الكهف هنا وبين ذكر العبد أول سورة الكهف: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب).
وهذا يذكر كثيراً في الأنبئاء عليهم السلام: (واذكر عبادنا).
نفي الحق يستلزم ظهور الباطل، وقد حصل من نفي نبوءة الخضر في هذا السياق أن ظهرت نظريات باطنية باطلة مفادها أشياء تخالف شرعة الله وكتبه السماوية وآثار أنبئائه وأوليائه هي والله أشبه بالأساطير والخرافات والصحون الطائرة: أن هناك حكومات خفية وأوتاداً وأقطاباً وأولياء وصوفية وثنية .. وأن قوى الأولياء هي أعتى علماً وقوة من النبيئين وأمهر تصرفاً في الكون والحقائق من كل أحد ..
وصار أمره المختلف يدرس وينظم على أنه خلاف ينبغي أن يحفظ ولا مجال فيه للتحرير ولا النقاش ولا الزيادة ..
والخلف في الخضر شهير منجلي .. أمرسل أم لا؟. وقيل: بل ولي.
وقد ترى لبعض من لا خلاق له: من يصف موسى النبيء الكريم بأنه يذهب ليتعلم ممن مخضته تجارب الحياة وفاضت عليه معارف الولاية ..
وهي أمور ليس لها محل من الإعراب في سياق الإسلام الصحيح، ولا وجود لها على رقعة خارطته الربانية، وهي من نتائج ذلك القول المرتبك: أن الخضر ليس نبيئاً ..
ومن قوانين النبوءة: (إن أتبع إلا ما يوحى إليّ).
ونظيرها في قصة الخضر عليه السلام: (وما فعلته عن أمري).
ومن القوانين أن النبوءة منضبطة المصدر والغاية والمهمة ..
يجب أن نسأل كيف فهم الخضر عليه السلام تلك الغيوب المطوية عن جميع البشر ومنهم موسى الكليم عليه السلام وأن عليه أن يتفذ فيها أحكام الله القدرية .. أن عليه أن يخرق السفينة .. وأن يقتل الطفل .. وأن يقيم جداراً تحته كنز الجد السابع .. لأن وارثه طفلان يتيمان .. إنه وحى يوحى إليه!! ..
وإذا ظهر أنه وحي فلم يبقَ إلا التسليم بأنه نبيء.
وإلا .. سلام على العقل والفكر والفطنة ..
ولا كذلك الولاية .. وإنما ضابطها الشهير والمعروف .. هو المتابعة للنبوءة والإخلاص في ذلك.
وقولي صواب يحتمل الخطأ.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 11:14 م]ـ
ليكن النقاش في نبوة الخضر وأطلب منك الدليل على ذلك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 11:15 م]ـ
كل هذه الأحاديث التي ذكرت ليست صريحة في الدلالة على المقارنة التي ذهبت إليها.
وصريح قوله تعالى: "وما فعلته عن أمري" لا يمكن أن يعارض بهذه الأحاديث.
والمسائل التي وقعت من الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي.
ومسألة نبوة الخضر منهوكة بحثا في كتب التفسير، فإن كنت تقول إنه ليس نبيا فهذه نقطة الخلاف؛ فاعرض ما عندك من الأدلة بصفة مختصرة معددة على ذلك، حتى يفيدنا المشاركون في الاعتراض على تلك الأدلة، وتجيب أنت على تلك الاعتراضات، وهكذا حتى نتوصل إلى الحق في المسألة.
وإن شئت عرضت الأدلة على نبوته من كتب التفسير، ومن ثم تعترض عليها، ويجيبك المشاركون، وهكذا.
وكل ذلك بغية الوصول إلى الحق، وضبط الأمور حتى لا تتشعب بما لا فائدة فيه.
وفقك الله لكل خير.
أخي الكريم الذي يثبت هو من يحتاج لدليل.
أما التفاسير فبعضهم يرجح ذلك ولكن ليسوا جميعا.
فابن جرير وصفه بما لا يدلل أنه يقول بنبوته فقال:
"وقوله: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا} يقول: وهبنا له رحمة من عندنا {وعلمناه من لدنا علما} يقول: وعلمناه من عندنا أيضا علما. كما: 17488 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {من لدنا علما}: أي من عندنا علما. وكان سبب سفر موسى صلى الله عليه وسلم وفتاه , ولقائه هذا العالم الذي ذكره الله في هذا الموضع فيما ذكر. "
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=18&nAya=65&taf=TABARY&l=arb&tashkeel=1
وكذا البغوي
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً} أي نعمة {مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} أي: علم الباطن إلهاما ولم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم."تفسير البغوي - (ج 5 / ص 188) "
وكذلك ابن السعدي في تفسيره
وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=111599#111616
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: - "فَصْلٌ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَالْخَضِرُ فَهَذَا يُبْنَى عَلَى نُبُوَّةِ الْخَضِرِ وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيِّ وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي عَلِيٍّ بْنِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ فَعَلَى هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ نَبِيٌّ. وَاخْتَارَهُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ؛ فَعَلَى هَذَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ؛ لَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هُمَا أَفْضَلُ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ وَمُحَمَّدٌ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَعِيسَى فِي آخِرِهَا"
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 381)
وحكى ابن الجوزي نبوته وألف السيوطي في ذلك كتابا.
وضعت من الأحاديث ما يدلل أن من السابقين محدثون من غير نبوة. ولم يرد خبر صحيح بنبوته. فلم نكلف إلا بما علمنا.
فمن يعلم دليل صريح يبينه.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2010, 11:48 م]ـ
2) نبوءة الخضر أو العبد الصالح في هذه القصة:
وقال تعالى: (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً).
هذه الآية من سورة الكهف تبين أمراً ربانياً (آتيناه رحمة من عندنا ... ) لم يصف به الله تعالى عبداً من عباده إلا أن يكون نبيئاً موحى إليه من لدنه.
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا استدلال ليس في محله واليك من وصفوا بتلك الصفة ولم يكونوا انبياء:
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا" [الإسراء/5] ووردت عبادي في الكثير من الآيات.
أما عبدا. فوردت في غير الأنبياء مرة عن المملوك ومرة عن كل البشر
"إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" [مريم/93]
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبادنا وردت كذلك ومنها:
"ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " [فاطر/32]
ثم الأحداث العجيبة التي وقعت بين العبدين الصالحين (موسى والخضر) بعد لقائهما قرب مجمع البحرين لا تستقيم في تصور الإسلام إلا أن تكون أفعالاً من وراء الوحي الإلهي .. وإلا أن يكون موعداً ضربه الله للعبدين الصالحين بعلامات مذكورة لنا في جانب موسى فقط، وهو الذي يهمنا، ونفهم أن الخضر عنده علامات أيضاً (أن يظل عند الصخرة) .. وإلا لتتعلم البشرية من هذا اللقاء قدر البشرية القاصرة في علومها عن العلم الإلهي المحيط بكل شيء ..
الخضر هنا متبع للوحي ولا ريب .. وليس هو هو الوحي الذي نزل على موسى (الشرائع)، وليس هو هو الوحي الذي ألهمه الله تعالى لأم موسى (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم).
وإنما هو وحي مقتضاه تنفيذ أمور قدرية من حكمة الله .. لا ينظر إليها موسى عليه السلام إلا منكراً أو معترضاً ..
أليس هذا وحياً تفصيلياً من أمر الله تعالى .. أليست هذه نبوءة؟ ..
أوردت حديثا فيما سبق يرد على هذا الإشكال.
وكذا في المداخلة السابقة.
نفي الحق يستلزم ظهور الباطل، وقد حصل من نفي نبوءة الخضر في هذا السياق أن ظهرت نظريات باطنية باطلة مفادها أشياء تخالف شرعة الله وكتبه السماوية وآثار أنبئائه وأوليائه هي والله أشبه بالأساطير والخرافات والصحون الطائرة: أن هناك حكومات خفية وأوتاداً وأقطاباً وأولياء وصوفية وثنية .. وأن قوى الأولياء هي أعتى علماً وقوة من النبيئين وأمهر تصرفاً في الكون والحقائق من كل أحد ...
لا علاقة للأمر بالباطنية. فالخضر إما ورد ما ينص نبوته. وإما لم يرد ما يؤكد. وأرى أن ما يستدل به لا يصل الى دليل قوي. بل دليل يجاب عليه بالكثير مما يرده.
فالباطنية حقيقة إنما يستشكلوا علينا استشكالا. وحقيقة هم أهل باطن.
أما تعلم الفاضل من المفضول وإتباعه أو الإقتداء به في الصلاة أو كونه جنديا في جيشه فقد ورد من الآيات والأحاديث ما يدلل على ذلك.
فقصة طالوت كان في جيشه نبي بالإضافة الى شاب هو داود عليه السلام.
أما الإقتداء في الصلاة فهي صلاة النبي خلف ابو بكر رضي الله عنه ثم رجوع ابو بكر ليصل الصف وقول النبي له بعد ذلك يدلل على الجواز:
" عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ وَحَانَتْ الصَّلَاةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ قَالَ نَعَمْ فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ فَصَفَّقَ النَّاسُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ مِنْ التَّصْفِيقِ الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ اسْتَأْخَرَ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمْ مِنْ التَّصْفِيحِ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ وَإِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ"رواه البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا موقع الجيش في بدر وتأبير النخل وغيره يدل أن العلم الدنيوي قد يحصل للناس ولا يعلمه الأنبياء إلا إذا أوحي اليهم فيه أو تعلموه.
أما إتباع الوحي فهو أمر لكل مكلف:
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [الأعراف/3]
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:09 ص]ـ
أخ مجدي
سأركز على أمر العبد الصالح (الخضر)، وسأورد الأدلة من سورة الكهف على أن ما تلقاه هو من أمر الله الذي لا يتصور إلا أن يكون وحياً وسألونه باللون الأحمر:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ?65? قَالَ لَهُ مُوسَى? هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى? أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ?66? قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ?67? وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى? مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ?68? قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ?69? قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى? أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ?70? فَانطَلَقَا حَتَّى? إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ? قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ?71? قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ?72? قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ?73? فَانطَلَقَا حَتَّى? إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ?74? قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ?75? قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ? قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا ?76? فَانطَلَقَا حَتَّى? إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ? قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ?77? قَالَ هَـ?ذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ? سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ?78? أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ?79? وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ?80? فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ?81? وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ? وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ? ذَ?لِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
1) سياق هذه الآيات الكريمة يبين أن ذلك العبد قد أوتي من الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه .. فما هي هذه الرحمة؟ وما هذا العلم؟. وكيف كان تلقيه له .. إذا لم يكن بطريق الوحي؟.
2) كان عند هذا العبد علماً من أمر موسى عليه السلام: (قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى? مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا). فمن الذي أنبأه بتلك الغيوب؟ .. إذا لم يكن تلقاه من طريق الوحي؟.
3) علمه بأمر السفينة التي وراءها ملك الظالم .. وقتله للطفل الذي إذا بلغ الكبر أرهقهما طغيانا وكفراً .. والجدار الذي هو أمان للكنز المدفون تحته ميراثاً لليتيمين .. أليس يقف علم البشر عن إدراك تلك الحقائق؟ كيف علم الخضر كل ذلك إذا لم يكن من طريق الوحي؟ .. ما هي تلك القوى الخارقة التي كانت لدى الخضر .. ليعلم الماضي البعيد والمستقبل والبعيد والغائب .. إذا لم يكن ذلك بوحي الله تعالى؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) قوله: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) .. أليس هذا إخباراً عن الله تعالى بما هو من مراده القدري الذي لا ينبغي أن يطلع عليه أحداً إلا من أطلعه الله عليه؟ ..
5) قوله: (وما فعلته عن أمري) .. أليس دالاً على تلقي أوامر من الله تعالى بذلك؟ كيف تلقى تلك الأوامر؟.
أم أن هناك طريقاً للتلقي عن الله غير الوحي؟.
هذه كلها لوازم تلزم من عدم القول بأنه نبيء.
وعليك أن تخبرنا عن اللوازم التي تلزم من القول بأنه ليس بنبيء.
وفقك الله.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Feb 2010, 08:41 ص]ـ
أخي عصام لأعيد لك الأدلة التي تبين ذلك:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
يكلمون, محدثون , ولم يكونوا أنبياء.
هل يلزم من استنتاجك أن نثبت النبوة لغير الذين نعرفهم من أنبياء الله؟
نعم سأورد لك أيات وتضع لها نفس ما تفضلت من أسئلة.
كيف علم طالوت بالنهر وهل أمره بإمتحانهم من الوحي؟
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة/249]
كيف علم ذو القرنين:قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
وكذا قصة الراهب وقصة أصحاب الأخدود هل هي تدلل على نبوة؟
وعزير الذي افتتن به اليهود؟
جوابي ليس شرطا وليسوا أنبياء وليست مريم ولا أم موسى من أنبياء الله (قال بنبوتهن ابن حزم والقرطبي ..
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:31 ص]ـ
أخي مجدي حياك الله
محل النزاع أنه مسكوت عنه .. وقد حصل في أمره لبس كثير .. فجاز الاستظهار.
وهذا ما نحن فيه ..
أخي عصام لأعيد لك الأدلة التي تبين ذلك:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
يكلمون, محدثون , ولم يكونوا أنبياء.
هل يلزم من استنتاجك أن نثبت النبوة لغير الذين نعرفهم من أنبياء الله؟
نعم سأورد لك أيات وتضع لها نفس ما تفضلت من أسئلة.
إذا كنت تشترط النص فما الدليل على أن الخضر كان محدَّثاً ..
وهل هذا التحديث يكون بما هو في الأمور الشرعية كما هو حال عمر الذي كان مزامناً للنبيء الكريم وكان موافقاً له كل الموافقة؟ أم هو في الأمور القدرية كما هو في حال الخضر المزامن لموسى وقد أنكر عليه ما أنكر؟.
هناك فرق صريح.
وطالوت في قولك:
كيف علم طالوت بالنهر وهل أمره بإمتحانهم من الوحي؟
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة/249]
لم يكن طالوت يتكلم من عند نفسه .. فقد كان معه نبيء يسمونه في كتبهم (صموئيل) .. والآية واضحة: (وقال لهم نبيئهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً ... ) .. (وقال لهم نبيئهم إن آية ملكه ... ). ثم هناك معه داوود ولقمان ...
وأما ذو القرنين في قولك:
كيف علم ذو القرنين:قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
فهو ملك صالح يحكم بشريعة الأنبئاء التي يصرح بها للناس في كل حين، ويستخدم العلوم .. ولا يستبعد أن يكون معه نبيء يحكم بشرعته.
وأما إدراكه للرحمة (قال هذا رحمة من ربي) .. فمن مقتضيات الإيمان التي تجب على كل مؤمن .. أن يستشعر مواطن رحمة الله ويحمده عليها .. ويؤمن أن كل ما في الدنيا زائل يوم القيامة ..
نحن نؤمن بأخبار الله التي تجعل التاريخ البشري المشرق يدور في محور النبوءة والوحي والهدي الإلهي الذي لا يكون إلا بالوحي .. وخلاف هذا الأصل يحتاج إلى دليل.
وأما الراهب وأصحاب اللأخدود:
وكذا قصة الراهب وقصة أصحاب الأخدود هل هي تدلل على نبوة؟
فأين هو الوحي فيهما؟ مدارها على الراهب .. وهو من أتباع المسيح عيسى ابن مريم، كما لا يخفى .. فرجع الأمر إلى النبوءة.
وأما العزير:
وعزير الذي افتتن به اليهود؟
فهو من أنبئائهم .. ويسمونه (عزرا) .. والمذموم في حقهم هو اتخاذهم إياه ابناً لله تعالى الله عن الوالد والولد! .. وهو من غلوهم في النبوءة.
وقولك:
جوابي ليس شرطا وليسوا أنبياء وليست مريم ولا أم موسى من أنبياء الله (قال بنبوتهن ابن حزم والقرطبي ..
لم أقل إن في الأناث نبوءة .. لأنهن لم ينبئن عن الله تعالى؛ لأن حقيقة النبوءة هي الإخبار عن الله والإعلام عنه تعالى .. ولأن مريم لما حُوصرت: (أشارت إليه) .. والله تعالى قال: (وأمه صديقة).
ولا يحسن الاستشهاد بقوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً)؛ لأنها في الرسالة لا في النبوءة.
وأمر أم موسى أوضح.
ولا شرط عليك يا أخي .. بل إفادة واستفادة ومذاكرة.
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 12:26 م]ـ
والرواية تذكر خيرية العلم
1) البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير قال:
قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر؟ فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ ..
في الفتح:
2) وعند عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير فقال:
"ما أجد أحدا أعلم بالله وأمره مني ".
وهو عند مسلم من وجه آخر عن أبي إسحاق بلفظ: "ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم مني ".
قال بن المنير: ظن ابن بطال أن ترك موسى الجواب عن هذه المسألة كان أولي قال عندي أنه ليس كذلك بل رد العلم إلى الله تعالى متعين أجاب أو لم يجب فلو قال موسى عليه السلام: "أنا والله أعلم " لم تحصل المعاتبة. وإنما عوتب على اقتصاره على ذلك؛ أي لأن الجزم يوهم أنه كذلك في نفس الأمر، وإنما مراده الأخبار بما في علمه كما قدمناه. والعتب من الله تعالى محمول على ما يليق به، لا على معناه العرفي في الادميين كنظائره.
قال ابن حجر: قوله: "هو أعلم منك " ظاهر في أن الخضر نبي، بل بني مرسل إذا لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى وهو باطل من القول.
ولهذا أورد الزمخشري سؤالا وهو دلت حاجة موسى إلى التعليم من غيره أنه موسى بن ميشا كما قيل إذ النبي يجب أن يكون أعلم أهل زمانه.
وأجاب عنه بأنه لا نقص بالنبي في أخذ العلم من نبي مثله.
قلت: (والقائل ابن حجر): "وفي الجواب نظر لأنه يستلزم نفي ما أوجب (من أنه أعلم أهل زمانه).
والحق أن المراد بهذا الإطلاق تقييد الاعلمية بأمر مخصوص؛ لقوله بعد ذلك إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه.
والمراد بكون النبي أعلم أهل زمانه أي ممن أرسل إليه ولم يكن موسى مرسلا إلى الخضر.
وإذاً فلا نقص به إذا كان الخضر أعلم منه أن قلنا أنه نبي مرسل أو أعلم منه في أمر مخصوص أن قلنا أنه نبي أو ولي.
وينحل بهذا التقرير اشكالات كثيرة.
ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر: قوله (وما فعلته عن أمري):
وينبغي اعتقاد كونه نبيا لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم أن الوالي أفضل من النبي حاشا وكلا.
( .... )
وقال: واستدل به على أن الخضر بني؛ لعدة معان قد نبهت عليها فيما تقدم كقوله: (وما فعلته عن أمرى)، وكاتباع موسى رسول الله له ليتعلم منه وكأطلاق أنه أعلم منه وكإقدامه على قتل النفس لما شرحه بعد وغير ذلك.
==================
وأما مستمسكات الباطنية التي اعترضت على انها لا تلزم .. فقد استندت في كثير من أباطيلها إلى ذلك الخفاء المدلهم في قصة الخضر عليه السلام من أنه ليس بنبيء، ولم تحدد صفته الشرعية؛ أي نوع من العباد هو ..
وإليك بعض هذه الأقوال التي لا تليق بدين محمد صلى الله عليه وسلم:
قال النووي في شرح مسلم:
"جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة.
وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر.
وقال الشيخ أبو عمر بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك.
قال: وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. قال الحبري المفسر وأبو عمرو: هو نبي. واختلفوا في كونه مرسلاً.
وقال القشيري وكثيرون: هو ولي.
وحكى الماوردي في تفسيره ثلاثة أقوال: أحدها نبي، والثاني ولي، والثالث أنه من الملائكة وهذا غريب باطل.
قال المازري: اختلف العلماء في الخضر هل هو نبي أو ولي؟.
قال: واحتج من قال بنبوته بقوله: (وما فعلته عن أمري) فدل على أنه نبي أوحي إليه وبأنه أعلم من موسى ويبعد أن يكون ولي أعلم من نبي.
وأجاب الاَخرون بأنه يجوز أن يكون قد أوحى الله إلى نبي في ذلك العصر أن يأمر الخضر بذلك.
وقال الثعلبي المفسر: الخضر نبي معمر على جميع الأقوال محجوب عن الأبصار يعني عن أبصار أكثر الناس
قال: وقيل إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن.
وذكر الثعلبي ثلاثة أقوال في أن الخضر كان من زمن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم أم بعده بقليل أم بكثير .... ".
لو قلنا بنوءته لذهب كل ذلك الباطل الذي تخلل الحق قروناً أدراج الرياح!.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:15 م]ـ
أخي عصام. كلها استنتاجات تحتمل الدفع. وما سقته في آخر مداخلة هو كلام ابن حجر الذي يرى أن الخضر نبي.لكن لا يلزم شيء مما استدل به ابن حجر لا من حيث الدلالة على انه نبي ولا سد الذريعة على أهل الباطن.
الخضر ميت لا أشك في ذلك ومن قال بحياته فإنما قال ذلك لأنه فاته الحديث الصحيح عن النبي بوفاة كل بشر كان حيا قبل ماية عام.
ونبوة النساء هي عند ابن حزم والقرطبي وابوالحسن الأشعري. وقد أجابوا عن كونهم اناث.
أما القول بأنه قد يكون محدث فإنه لا يمكنني ولا يمكنك الجزم بأنه أعلى من ذلك.
وما قلته عن الأنبياء زمن طالوت وذوالقرنين يحق لأي شخص أن يقول لك وما أدراك لعله كذلك كان ينفذ أمر نبي؟
أما الإستدلال بقول أهل الكتاب فلا يلزمنا ولو لزمنا لجعلنا داود ليس نبيا وأثبتنا النبوة لغيره.ولكن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا علم لنا به.
قصة الراهب فيها أنه قال للصبي من أبوك فأجابه. وكذا الطفل الذي يرضع من أمه فإنه قد أخبر بحال الرجل والجارية.
أما عزير فلا أعلم من قال من أهل شرعتنا بنبوته. وكتب أهل الكتاب لا يعول عليها إثباتا ولا نفيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:25 م]ـ
أخي الكريم وجدت هذا الرابط يحقق كلاماً لشيخ الإسلام في المسألة أنه نبيء؛ لعلنا ننتفع به:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-6017.html
وهذا رابط ثاني يبين ترجيح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه نبيء:
http://www.google.com.ly/url?q=http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-131607.html&ei=1l2JS4GeFMm54ga94uC-Dw&sa=X&oi=forum_cluster&resnum=2&ct=result&cd=3&ved=0CA0QrAIoAjAB&usg=AFQjCNGO4PafcysbYFDFyp6_9fgWJvgUCQ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:20 ص]ـ
أخي عصام لقد وضعت لك قول ابن عثيمين رحمه الله من موقعه فراجع الربط فهو يقول أنه ليس نبي. وتمام ما في الربط بما يخصنا في الموضوع هو:
الراجح أن الخضر ولي لا نبي
"السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو القول الراجح في الخضر عليه السلام هل هو نبي أو رسول؟ وما صحة ما القول بأنه حي إلى اليوم، ويظهر لبعض الناس أحياناً، فكثير من الناس قد اغتر بهذه القصة على أن الأولياء لهم مقام فوق مقام النبوة حتى قال قائلهم:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
أفتونا مشكورين؟ الجواب: قولك في السؤال عن الخضر هل هو نبي أو رسول هذا ليس هو الخلاف، الخلاف هل هو نبي أو ولي أي: ليس بنبي، والصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى أعطاه علماً لا يعرفه موسى؛ من أجل الامتحان والاختبار؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: لا أعلم أحداً على وجه الأرض أعلم مني، فأراد الله تعالى أن يبين له أن من أهل الأرض من هو أعلم منه، وهو أعلم من موسى بما علمه الله من قصة السفينة، والجدار، والنفس التي قتلها فقط، وليس أعلم منه بشريعة الله. ثم إن القول الراجح أنه ليس بحي، بل هو ميت في وقته كغيره من الناس، ولو كان حياً للزمه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويؤمن به، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسل إلى جميع الناس، ومن المعلوم أنه لم يأت إلى الرسول، ولم يقل أحد من الصحابة أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد) فلو قدر أنه موجود فإنه يكون قد مات. وعلى كل حال إن الصواب الذي لا شك فيه عندي أن الخضر قد مات، وأن موته كان مثلما يموت الناس في ذلك الوقت. وأيضاً الصحيح أنه ليس بنبي إنما هو رجل أعطاه الله علماً في أشياء معينة، ليتبين لموسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في الأرض من هو أعلم منه في بعض الأمور. أما من زعم أن الولي أفضل من النبي فإنه كافر، لأن النبيين هم أعلى طبقة من طبقات بني آدم، ثم إن النبي جامع بين النبوة والولاية، والرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية، والقائلون بأن مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي كاذبون في ذلك، فأفضل طبقات بني آدم هم النبيون وعلى رأسهم الرسل، وعلى رأس الرسل أولو العزم الخمسة، ثم بعد ذلك الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون ....... "
وفي الربط السابق تسجيل صوتي للشيخ رحمه الله تعالى.
وانما ابن باز رحمه الله رجح أن الخضر نبي.
وكذا كلام ابن تيمية. يحتاج لتدقيق كما ترى في الربط الذي ذكرته بارك الله فيك. فإني وجدته لا يقطع بنبوته وخصوصا عند الكلام على من أفضل الخضر أم ابوبكر. فجعل الجواب يتعلق بحال الخضر ولم يجعل الخضر أفضل مطلقا , ولو كان يراه نبيا لقال الخضر أفضل. ولكنه فصل.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Feb 2010, 01:49 م]ـ
أخي مجدي بارك الله فيك وغفر الله تعالى لي ولك ..
ولكن تظل المشكلة في أن هناك قاعدة في مفهوم النبوءة، وهي:
أن النبيء لا يكون إلا من خيرة أهل زمانه مصطفى مختاراً من خيارهم علماً وعملاً، فكيف يكون هناك من هو أعلم من النبيء؟.
وهذا التقرير الذي لا يراعي ذلك يستلزم أن الولي قد يكون عنده علوم ليست من شأن النبيء؟ ..
وأن البحث عن مصدر تلقيه عن تلك العلوم غير لازم.
أليس في هذا حجة لمن يقول بأن هناك علوماً مازالت تصدر عن الأولياء ولو كان ذلك بعد ختم النبوءة؟.
أولم تر أن بعض العلماء ذهب إلى إثبات الولاية للخضر .. ثم لما صُدم بأن الوليَّ لا يكون أعلم من النبيء = قال: قد يكون علم ذلك من نبيء آخر، وهو هروب إلى وجه متكلف أهون من الأول.
وولاية الخضر المجردة من النبوءة يا أخي حجة لكثيرين من المتصوفة في اختراع الأحكام ونقض الشرائع، وانشطار الوحي - عندهم - إلى حقيقة باطنية إلهامية وشريعة ظاهرية نصيّة.
وهي - بحجة أن الخضر ليس بنبيء، وأنه قد جاء بما لم تبلغه معارف النبيئين- مستند يصعب رده .. كيف وهو قرآن يتلى؟.
أفلم تقرأ كلام الشيخ بكر أبوزيد في تشكيكه في فتوى ابن تيمية التي نقلها ابن قاسم في مجموع الفتاوى وأشار إلى أن ابن قاسم قال معلقاً على هذه الفتوى تعليقاً لم يعلق به إلا على هذه الفتوى: (هكذا وجدتها)، والتي تتناقض مع سائر فتاوى شيخ الإسلام في المسألة؟.
ولا سيما أنه صرح في "منهاج السنة" أن الخضر نبيء.
أفلا يكون الشيخ قد قرأ تلك الفتوى الشاذة في مجموع الفتاوى، وأخذ بظاهرها؟.
وهو معذور في ذلك عليه رحمة الله.
ألا يستدعي هذا إعادة النظر في المسألة بأصلها وفصلها؟.
تصحيح:
قلت سهواً:
وهذا رابط ثاني يبين ترجيح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه نبيء
والصحيح في الرابط المشار إليه: ليس بنبيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Feb 2010, 02:35 م]ـ
بعد المتابعة أقول،
كون الخضر يقول:"وما فعلته عن أمري"، دليل على أنه متصل بالوحي. أما كونه تابعا لنبي فتكلف لا داعي له لأنه كان مع موسى ولم يكن معه أحد يوجهه. ووصل به الأمر أن يقتل. فهل يصل الأمر بالمحدَّث أن يقتل؟!
ولكن بإمكان الأخ مجدي أن يقول: ليس كل من أوحي إليه في مسألة أصبح نبياً، بل النبوة كما قال بعض الأخوة في هذا الملتقى تكليف رباني بوظيفة مع تواصل الوحي للقيام بهذه الوظيفة. والدليل عليه الإيحاء لمريم وأم موسى والفتى يوسف في البئر ... سلام الله عليهم جميعاً. أما الزعم بأن أم موسى ألهمت إلهاما فهو يعارض صريح النص الذي يفيد أن الله تعالى قد خاطبها تفصيلاً إلى درجة أن تقوم بإلقائه في الماء وهي متحققة أنه عائد إليها.
وهنا لدي إشكال يتعلق بالحديث الصحيح وهو؛ كيف يطلب موسى عليه السلام الحوت ليأكل منه وهو يعلم أن فقد الحوت هو الإشارة على مكان الخضر؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Feb 2010, 06:00 م]ـ
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة؛ وهو دليل استقرائي.
2 - قوله: "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي.
3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلاة لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي.
4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم.
ثم ذكر أمورا أخرى تصب في نفس الاتجاه.
وقال بأن القول بأن هناك طريقا غير الوحي تعرف بها أوامر الله تعالى ونوهيه هو قول بعدم الحاجة إلى الرسل، وهو باطل.
أما قول بعض الإخوة في مسألة الوحي اللغوي متبعا في ذلك قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى فهي ليست محل بحث؛ لأن البحث في النبوة الاصطلاحية.أضواء البيان - (3/ 323 وما بعدها) دار الفكر بيروت - لبنان طبعة: 1415 هـ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2010, 10:46 م]ـ
.
وهنا لدي إشكال يتعلق بالحديث الصحيح وهو؛ كيف يطلب موسى عليه السلام الحوت ليأكل منه وهو يعلم أن فقد الحوت هو الإشارة على مكان الخضر؟ أخي الكريم
من يسافر يحمل طعاما كافيا لسفره ,فإنه أمر بأن يأخذ الحوت معه علامة, فإذا فقده كان ذلك سبيلا لمعرفة مكان العبد الصالح , فلما طلب موسى الغداء , تنبه الفتى الى فقدان الحوت ,فأخبر موسى أنه نسي الحوت عند الصخرة ,فلما وجدا الحوت يتخذ سبيله في البحر تعجبا لذلك موسى عليه السلام, ثم أخذا يقتصان أثره حتى وجدا العبد الصالح ..
والله تعالى أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:07 م]ـ
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة؛ وهو دليل استقرائي.
2 - قوله: "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي.
3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلاة لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي.
4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم.
ثم ذكر أمورا أخرى تصب في نفس الاتجاه.
وقال بأن القول بأن هناك طريقا غير الوحي تعرف بها أوامر الله تعالى ونوهيه هو قول بعدم الحاجة إلى الرسل، وهو باطل.
أما قول بعض الإخوة في مسألة الوحي اللغوي متبعا في ذلك قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى فهي ليست محل بحث؛ لأن البحث في النبوة الاصطلاحية.أضواء البيان - (3/ 323 وما بعدها) دار الفكر بيروت - لبنان طبعة: 1415 هـ
كلها سبق الرد عليها إلا الرابعة. وحقيقة فعل الخضر لم يكن تشريعا لأحد غيره إن كان غير نبيا , وقطعا إنه فعل ما فعل عن علم.وعمله إنما كلف به ولم يكن اجتهادا.
ومعلوم أن النبوة تحتاج لدليل يقطع به صدق النبي. واليك الروابط التالية ردا على القاديانية الأحمدية:
ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13610
يدعون أن النبوة لم تختم:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13611
دلائل ختم النبوة والرسالة:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13600
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:44 م]ـ
كلها سبق الرد عليها إلا الرابعة. وحقيقة فعل الخضر لم يكن تشريعا لأحد غيره إن كان غير نبيا , وقطعا إنه فعل ما فعل عن علم.وعمله إنما كلف به ولم يكن اجتهادا.
]
لم أكتشف مكان االرد على الثلاثة المذكورة.
وإن يكن فتكفينا الرابعة.
أما فعل الخضر نفسه فقد قلت إنه كلف به ولم يكن اجتهادا منه؛ فكيف كلف به؟ أعن طريق الوحي أم بطريق أخرى وما هي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 Mar 2010, 08:10 ص]ـ
لم أكتشف مكان االرد على الثلاثة المذكورة.
وإن يكن فتكفينا الرابعة.
أما فعل الخضر نفسه فقد قلت إنه كلف به ولم يكن اجتهادا منه؛ فكيف كلف به؟ أعن طريق الوحي أم بطريق أخرى وما هي؟
العلم الشرعي تابع للوحي بلا شك. أعيد عليك مداخلة سابقة:
أخي ابراهيم. هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب (أنه نبي) التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم.
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة.
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)
على أي حال هذا ما أعلمه من أمر الخضر ولا أعلم أكثر من ذلك فيه.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة .. ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثا فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ... هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:39 م]ـ
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة .. ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثاً فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ... هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا؟
أخي الكريم حياك الله
الموضوع لم يقتل بحثاً، لأنه ما زال حياً يسعى ..
ونحن لا نعلم أين الفائدة بالضبط في معاني القرآن ولا أين المفيد من غير المفيد أو الأقل فائدة أو الأكثر .. هذا التقليل من فائدة الموضوع لا يجوز.
ولا زال العلماء ينظرون في المشكل والمتشابه .. بقصد إرجاعه إلى المحكم .. ويرجحون ويقدمون ويؤخرون ..
والأمل في الله كبير في الوصول إلى ترجيح معتمد وتحرير أصيل ..
وطول تاريخ الخلاف في مسألة لا يبرر السكوت عنها، ولا سيما إذا كانت مستنداً للبدع والمبتدعة.
أما أسئلتك الكريمة فكلها أو أغلبها فروع عن خفاء صفة الخضر الشريعة ومصدر تلقيه ..
وهذا يدل على أن في المسألة التي قللت من فائدتها!! مشكلة تحيّر اللبيب من أمثالك .. إذا لم تحرر .. وفوائد مهمة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما فوائد أجزاء القصة فلا إشكال فيها، ومحل الكلام عنها بحث آخر.
وقد ورد مثلاً قوله صلى الله عليه وسلم، فيمن سأل عن قتل الصبيان: إذا كنت تعلم من الصبيان ما يعلم الخضر منهم (يعني أمؤمنون هو أم كفار) فاقتلهم؛ أو نحواً من هذا .. فرجعنا إلى مصدر تلقي الخضر .. لأن علة الحكم معلقة به.
ثم إننا لسنا مطالبين بظاهر القرآن فقط .. بل امتدح الله تعالى: (الذين يستنبطونه منهم) .. أليس الاستنباط يكون فيما لا نص فيه؟.
الله تعالى لا يصرح دائماً، بل قد يلمح، لأغراض لا تخفى على دارس للكتاب العزيز .. وكل ذلك (ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ..
ولأن كتاب الله محكم .. ومتشابهاته تخفى حيناً حتى إذا رُدت إلى المحكمات .. انقلبت محكمات أيضاً ..
وفي صحيح ابن حبان، قال:
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة أراد به على الفطرة التي فطره الله عليها جل وعلا يوم أخرجهم من صلب آدم؛ لقوله جل وعلا: (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)؛ يقول: لا تبديل لتلك الخلقة التي خلقهم لها إما لجنة وإما لنار؛ حيث أخرجهم من صلب آدم، فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار.
ألا ترى أن غلام الخضر - قال صلى الله عليه وسلم - طبعه الله يوم طبعه كافرا وهو بين أبوين مؤمنين.
فأعلم الله ذلك عبده الخضر ولم يعلم ذلك كليمه موسى صلى الله عليه وسلم.
على ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا".
والسؤال المتكرر للإخوة الذين لا يقولون بنبوة الخضر: ما نوع هذا التعليم الذي تلقاه الخضر؟ ..
واقتراحهم (التحديث): (بمعنى الإلهام) تحكّم، وخاصة أن غالب أفعال الخضر هنا (اثنان من ثلاثة) أفعال مخالفة لشريعة موسى، بل لكل الشرائع، وقد كان عمر رضي الله عنه (المحدث) يتكلم بالكلام، فيوافق الله تعالى في التنزيل والتأويل، ونفهم أن المحدث موافق للشريعة وليس مخالفاً كغالب مخالفة الخضر لشريعة موسى ..
ثم اختيارهم للتحديث لا نصّ عليه في هذه القصة بعينها .. هل ورد أن الخضر من المحدَّثين؟ ..
وما داموا اختاروا وصفاً شرعياً للخضر من غير نصّ كنص تحديث عمر، فلماذا لا يقولون بالمفهوم ذاته بأنه نبيء.
ومن المرجحات اختيار القول الذي تشهد له القرائن، وتقل معه اللوازم الفاسدة.
ومن هذا:
أن الخضر قال في أول تنبئه أو نبوءتهلموسى: (هذا فراق بيني وبيني، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) ..
أفينبئ عن الغيب، وفي حضرة نبيء كليم، وليس بنبيء؟.
براءة بين تأويلين:
قال في أول النبوءة: هذا فراق بيني وبينك. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صيراً).
وقال في آخر النبوءة (وما فعلته عن أمري. ذلك التأويل) ..
كيف جاءت (وما فعلته عن أمري) بين التأويلين؟.
لماذا كرر التأويل مرتين هنا (سأنبئك بتأويل) و (ذلك تأويل)؟. لم أرهما (النبأ/ التأويل) اجتمعا معاً في سياق إلا مع نبيء الله يوسف عليه السلام (نبّئنا بتأويله).
ما الضمير في (فعلته).
الضمير في (فعلته) إما إن يكون راجعاً إلى (ما) الموصولة، وهي تفيد (الأفعال الثلاثة: الخرق/ القتل/ البناء)، أو إلى التأويل في قوله (سأنبئك بتأويل) .. والمرد واحد في النهاية.
عن: تفيد المجاوزة في دلالتها الأصيلة، أي ليس هذا العلم أو التأويل صادراً عن علمي الذاتي.
لماذا قال لموسى: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خُبراً) .. ثم هو هنا ينبئه؟.
ولعلنا نطلب من الإخوة ممن فتح الله تعالى عليه بعلم في هذه المسألة أن يتفضل مشكوراً مدعواً له بظهر الغيب.
والله الموفق.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[01 Mar 2010, 02:51 م]ـ
مع اقتناعي بأن الخضر نبي إلا أنني أوافق الأخ مصطفى بأن الفائدة العائدة قليلة، لأن موسى عليه السلام كلف من الله تعالى باتباع هذا الرجل والتعلم منه كما هو واضح في القصة القرآنية.
وإلى الأخ مصطفى أقول:
ما قام به موسى عليه السلام من استنكار للأعمال السلبية هو عين المطلوب منه، ولكنه لا يلبث أن يتذكر أن الله تعالى هو الذي وجهه ليلقى العبد الصالح. فهو عليه السلام يستنكر ثم يتذكر أن هذا العبد يتصرف عن علم لدني بأمر إلهي. بل إن العبد الصالح اعتبر استنكار موسى عليه السلام هو الأصل:"وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا". من هنا قدوتنا في هذه القصة هو موسى عليه السلام.
القصة تقرّب لنا فهم الحكمة الإلهية التي قد يعز علينا فهمها. وكم من إنسان فتن لأنه لم يدرك الحكمة من وجود الفقير والأعمى والزلازل والأطفال المرضى والأيتام المشردة ... الخ. ونحن مثل الطفل الذي يستنكر موقف الأم والأب لأنه لا يطيق فهم تصرفهما، إلا ان الفرق بين إدراك الأب والطفل محدود ومعدود، وعلم الله وحكمته لا حدود لهما.
أما الغلام فواضح أنه في سن التكليف، ثم هو يمارس الطغيان والكفر بدليل:" فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا"، فهو قد شق على الوالدين بطغيانه وكفره ولمّا يبلغ الإرهاق بعد. وهذا يفيد بأن الله تعالى يحفظ أهل الإيمان حتى عندما ينزل بهم المصائب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:08 م]ـ
العلم الشرعي تابع للوحي بلا شك. أعيد عليك مداخلة سابقة:
أخي ابراهيم. هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب (أنه نبي) التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم.
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة.
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)
على أي حال هذا ما أعلمه من أمر الخضر ولا أعلم أكثر من ذلك فيه.
وهل في هذه المداخلة جواب عن الأدلة التي استدل بها الشنقيطي وأهل العلم قبله على نبوة الخضر.
لم أفهم وجه الاستدلال أخي الكريم.
ولكي يتضح لي وللجميع أرجو أن تجعله على شكل نقاط.
فتقول مثلا الجواب عن الدليل الأول كذا.
والجواب عن الدليل الثاني كذا.وهكذا.
حتى نستفيد من نقاش أهل العلم في الموضوع.
أما كلمات الأحاديث التي نقلت؛ فلا ترد قوله: " وما فعلته عن أمري" ولا ترد بقية الأدلة.
وغاية ما في تلك الأحاديث أن هناك "مكلمون" -بالفتح - و"محدثون" كذلك، في الأمم السابقة، وأنه إن يكن من هذا الصنف أحد من هذه الأمة فعمر، ولا علاقة لهذا بنبوة الخضر.
والله تعالى أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:03 م]ـ
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة .. ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثا فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ... هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا؟
هوكما قلت , ففيها عبرة وهذا الغرض من الموضوع.
وموسى لم يتعلم تشريعا من الخضر , وإنما تعلم أن العلم في كماله يرد الى الله عز وجل, فموسى خير من الخضر , ومع هذا تعلم من الخضر من علم علمه الله للخضر لا سبيل لموسى بمعرفته إلا بالطريقة التي علمها الله للخضر. وهي أن الله أطلع الخضر على بعض ما لم يكن أن لو كان كيف يكون , وهو ما لا يستطيع الإنسان أن يصبر عليه.
ولو إطلع الأنسان على ذلك الإمر لما مسه السوء ولستكثر من الخير كما قال ربنا مخبرا محمدا عليه السلام أن يخبر المشركين بحقيقة الأمر:
"قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف/188].
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:55 م]ـ
وهل في هذه المداخلة جواب عن الأدلة التي استدل بها الشنقيطي وأهل العلم قبله على نبوة الخضر.
لم أفهم وجه الاستدلال أخي الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكي يتضح لي وللجميع أرجو أن تجعله على شكل نقاط.
فتقول مثلا الجواب عن الدليل الأول كذا.
والجواب عن الدليل الثاني كذا.وهكذا.
حتى نستفيد من نقاش أهل العلم في الموضوع.
أما كلمات الأحاديث التي نقلت؛ فلا ترد قوله: " وما فعلته عن أمري" ولا ترد بقية الأدلة.
وغاية ما في تلك الأحاديث أن هناك "مكلمون" -بالفتح - و"محدثون" كذلك، في الأمم السابقة، وأنه إن يكن من هذا الصنف أحد من هذه الأمة فعمر، ولا علاقة لهذا بنبوة الخضر.
والله تعالى أعلم.
حسنا أخي الكريم. لك ما أردت.
"
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة؛ وهو دليل استقرائي."
الرحمة والعلم في القرآن لم يكن مقتصرا على الأنبياء بل ورد في غيرهم أيضا.
فالدليل في ذلك:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف/65]
هذأ وجه الدلالة
يقابله في نفس السورة:
في نفس القصة:
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف/82]
وقبلها:
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [الكهف/10]
وبعدها قصة ذو القرنين (لا ندري نبي هو أم لا)
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
أما العلم:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام/91]
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/247]
قال:"2 - قوله: "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي."
ليس شرطا أن يكون وحيا مباشرا, وانما هو علم أطلعه الله عليه وكلفه به , ولم يكلف به غيره مما نعلم.
وسقت الحديث لأدلل أن ذلك ليس دليلا كافيا
وهذا قول ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح الكلمة:"فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 485)
قَوْله: (مُحَدَّثُونَ)
بِفَتْحِ الدَّال جَمْع مُحَدَّث، وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيله فَقِيلَ: مُلْهَم، قَالَهُ الْأَكْثَر قَالُوا: الْمُحَدَّث بِالْفَتْحِ هُوَ الرَّجُل الصَّادِق الظَّنّ، وَهُوَ مَنْ أُلْقِيَ فِي رُوعه شَيْء مِنْ قِبَل الْمَلَأ الْأَعْلَى فَيَكُون كَالَّذِي حَدَّثَهُ غَيْره بِهِ، وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو أَحْمَد الْعَسْكَرِيّ. وَقِيلَ مَنْ يَجْرِي الصَّوَاب عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر قَصْد، وَقِيلَ مُكَلَّم أَيْ تُكَلِّمهُ الْمَلَائِكَة بِغَيْرِ نُبُوَّة، وَهَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَلَفْظه " قِيلَ يَا رَسُول اللَّه وَكَيْف يُحَدَّث؟ قَالَ تَتَكَلَّم الْمَلَائِكَة عَلَى لِسَانه " رَوَيْنَاهُ فِي " فَوَائِد الْجَوْهَرِيّ " وَحَكَاهُ الْقَابِسِيّ وَآخَرُونَ، وَيُؤَيِّدهُ مَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَة الْمُعَلَّقَة. وَيَحْتَمِل رَدّه إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّل أَيْ تُكَلِّمهُ فِي نَفْسه وَإِنْ لَمْ يَرَ مُكَلِّمًا فِي الْحَقِيقَة فَيَرْجِع إِلَى الْإِلْهَام، وَفَسَّرَهُ اِبْن التِّين بِالتَّفَرُّسِ، وَوَقَعَ فِي مُسْنَد " الْحُمَيْدِيّ " عَقِب حَدِيث عَائِشَة " الْمُحَدَّث الْمُلْهَم بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى عَلَى فِيهِ " وَعِنْد مُسْلِم مِنْ رِوَايَة اِبْن وَهْب " مُلْهَمُونَ، وَهِيَ الْإِصَابَة بِغَيْرِ نُبُوَّة " وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَنْ بَعْض أَصْحَاب اِبْن عُيَيْنَةَ " مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ " وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " قَالَ إِبْرَاهِيم - يَعْنِي اِبْن سَعْد رِوَايَة - قَوْله مُحَدَّث أَيْ يُلْقَى فِي رُوعه " اِنْتَهَى، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث " إِنَّ اللَّه جَعَلَ الْحَقّ عَلَى لِسَان عُمَر وَقَلْبه " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر، وَأَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث بِلَال، وَأَخْرَجَهُ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ عِنْد أَحْمَد وَأَبِي دَاوُدَ " يَقُول بِهِ " بَدَل قَوْله " وَقَلْبه " وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم، وَكَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث عُمَر نَفْسه."
فالذين جعلوا الوحي دليل النبوة جعلوا مريم وأم موسى أنبياء كابن حزم رحمه الله.
وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:"وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا"صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني رحمهم الله جميعا
الثالثة:
"3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي."
الوحي المجرد لا يثبت النبوة. ونحن نعلم من الوحي عن طريق القران والسنة.
وموسى علي السلام يوحى اليه ولم يعلمها.
الرابعة:"4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم."
لم يأتي الخضر بشيء يخالف الشريعة بل ما أمره الله والذي كلف به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:14 ص]ـ
حسنا أخي الكريم. لك ما أردت.
"
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة؛ وهو دليل استقرائي."
الرحمة والعلم في القرآن لم يكن مقتصرا على الأنبياء بل ورد في غيرهم أيضا.
فالدليل في ذلك:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف/65]
هذأ وجه الدلالة
يقابله في نفس السورة:
في نفس القصة:
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف/82]
وقبلها:
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [الكهف/10]
وبعدها قصة ذو القرنين (لا ندري نبي هو أم لا)
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
أما العلم:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام/91]
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/247]
.
إذن لتكن زبيبا.
يبدو أننا لم يتضح لنا الدليل الأول، ولتوضيحه؛ فإن ما يقصده الشنقيطي رحمه الله تعالى هو دليل الاستقراء الأصولي، ومنه كلي وجزئي، وعليك أن تقصر الجواب في هذا الدليل الأول على محورين:
أ - تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب.
2 - أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى.
وحتى ننهي هذا فسأنتقل معك إلى البقية.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
سورة الكهف لم تتكلم عن أنبياء رغم أنه ورد فيها ذكر عباد كثير كأصحاب الكهف والرجلين وذو القرنين والعبد الصالح والمساكين الذين يعملون فى البحر ووالدى الغلام ووالد الغلامين
كون العبد الصالح ورد فى حقه " وعلمناه من لدنا علما " لايعنى ذلك أنه يوحى إليه .. إذ علم كل عالم هو من عند الله ...
نحن متفقون على تخطيأ التفسير الباطنى والذى لانحصل من ورائه إلا اعتقاد أن العبد الصالح ليس بشرا عاديا يتصرف مثلنا على علم وشريعة هى ماشرع الله لكل عباده من لدن آدم ونوح .. أو أنه ليس بشرا يموت مثلنا بعد عمر كأعمارنا
إن تصور علمه وتصرفه خارج منال الأنبياء فضلا عن البشر العادى يجعل لافائدة من معرفة حكايته ...
وكذلك تصور علمه وتصرفه خارج منال الأنبياء فضلا عن البشر العادى يجعل تفسيرنا لها كالتفسير الباطنى مع شيء من التجميل
وكذلك القول أن ما فعله كأنه شريعة خاصة به ... يجعل لافائدة من معرفتها
أردت القول أن الفائدة تأتى من اعتقادنا أنه عبد كأى عبد من عباد الله أوتى رحمة وعلم علما ... - وهما متاحان لكل عباد الله - ولم تخلع عليه الآيات صفة أكثر من هذا ..
وتدور قرارته وأوامره فى اطار أنه عبد علم علما
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلا الغلام كان يمكن أن يموت ولاداعى لقتله لو كان الغرض مجرد ازاحته ... فلما كان القتل .. ولما تدخل هو بالقتل .. وهل الأنبياء هم من يقتلون أم الملوك والحكام .. إذن ما فعل العبد الصالح هو ولابد فى اطار الأسباب التى قدرها الله أن يقوم بها البشر وليس الملائكة ...
ويقرب هذا الفهم .. مقارنة علمه بأسباب ذى القرنين
فإن كانت أسبابه التى أتاه الله إياها خارقة ... لقلنا أن علم العبد الصالح علم خارق
ولما كانت أسبابا عادية ... فعلم العبد الصالح علم عادى ... لانبوة ولاتحديث
والله أعلم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Mar 2010, 09:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
غفر الله تعالى لإخواننا الذين يقولون إن الفائدة قليلة، في أمر من سورة تقرأ في كل جمعة!! مشكّلة ثقافة المسلم وتصوره للحياة والعمل والتخاطب، وقبل ذلك إيمانه بالحكمة والكلمة!!.
وقولك إن سورة الكهف لا تذكر أنبئاء منقوض بذكر نبيء الله موسى بن عمران الكليم (وإذ قال موسى لفتاه) ..
وذكرت في أولها النبيء محمد صلى الله عليه وسلم (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)، وفي آخرها (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي).
ولعلك ذهبت في هذا إلى مأخذ نوف البكالي الشامي وغيره ممن أنكر أن يكون موسى الخضر هو موسى بن عمران وهو الذي رد عليه ابن عباس به في حديثه ..
والظاهر أن نفي هذه النبوءة سيضطر أصحابه إلى نفي كثير ..
وهذا يبين أن أدلة القائلين بولايته مضطربة اضطراباً من عدة جهات:
1) انتفاء النص على أنه ولي، إلا النص العام الذي يدخل فيه كل عبد لله (الذي آمنوا وكانوا يتقون)، فضلاً عما سواه من الأوصاف الشرعية؛ محدث وغيره ..
2) العجز عن تفسير نوع التكليف الذي كلف الخضر عليه السلام به وصفته الشرعية وسنده علومه الغيبية المتصل.
وواضح أن شرائع الله تعالى لا تجوّز قتل الأطفال، أو أن يكون فساد في ملك الغير من غير إذنه .. ومصدر الوضوح قوله تعالى: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك لدماء).
إذا كان أمر الخضر موافقاً للشريعة فكيف يضيق موسى عن استساغته؟ .. وهو أعلم الناس بالشريعة في زمنه كما قال، وإن كان لم يرجع العلم إلى عالمه سبحانه.
3) وأما الالتجاء إلى نبوءة النساء التي ذهب إليها ابن حزم (ولعل القرطبي تبعه) فمنقوضة بأمور منها:
تخرج منها أم موسى؛ لدخولها في الناقصات من النساء، في قوله صلى الله عليه وسلم: "كمل من النساء أربع: مريم بنت عمرات، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم" ..
وتخرج مريم لأنها لم تخبر عن الله .. بل (لم تكلم إنسياً) و (أشارت إليه) .. لأن النبوءة - في أبسط معانيها اللغوية - إنباء وإخبار صادق عن الله .. ولا إخبار .. والإخبار قدر زائد عن تلقي الخبر الذي يسمي الله تعالى صاحبه: صديقاً. ومريم بهذا الوصف صديقة: (وأمه صديقة).
ثم إن الملك قال لها: (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً) .. فصدقت بالمعجزة وكانت صديقة لذلك ...
4) الحق أن المواهب الإلهية التي وهبها الله تعالى للخضر ليست العلم والرحمة فقط، ولعلي أسرد بقية من الأدلة والقرائن:
= أنه كما قال عنه ربنا: (عبد من عبادنا) .. بإضافته إلى نفسه على جهة التعظيم .. ولا كذلك بقية العباد .. وهذا جزء من كل.
= قوله: (آتيناه) .. فيها تصريح بالعطاء في خاصة نفس الخضر التي صارت مستودعاً لـ (الرحمة والعلم معاً).
وقد اعتُرض على هذا بمن يطلب الرحمة من العباد (آتنا من لدنك رحمة) أو بمن يقر بوجودها في الواقع أمام عينيه (قال هذا رحمة من ربي) ..
وهو اعتراض ليس في محله، لأنه اعتراض على مجموع بمتفرق وعلى موهبة بأمنيّة وعلى عظمة بافتقار!!.
= قوله: (رحمة من عندنا). ليس رحمة فقط، ولكن رحمة من قبل الله مختصة به، وما هي هذه الرحمة؟.
= قوله: (علمناه) فيها تعظيم هذا النوع من العلم الذي تلقى الخضر، من جهة تعظيم الله لنفسه في هذا السياق، مثل (ولقد آتيناك).
= (من لدنا): فيها تخصيص مصدر الرحمة والعلم، وهو الله، وليس من جهات بشرية .. فالعلم والرحمة من لدن المولى سبحاً.
= (علماً) مفعول مطلق؛ يؤكد خلوص هذا العلم من أي شائبة بشرية؛ لأنه علم من الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
= (هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً): هل التحديث، مما يمكن أن يُتعلم، هل طلب أحد من عمر أن يعلمه أن يكون محدَّثاً، أو ولياً ملهماً؟؟. وهل للمحدَّثين أتباع.
= (قال إنك لن تستطيع معي صبراً): أول افتراق بعد الاجتماع، وهذا الفرق ظاهر في أنه فوق الطوق البشري (الصبر) الذي يخاطبه الله تعالى بالشرائع (الإصلاح/ حرمة الدماء).
= (وكيف تصبر ... ): ليس لدى موسى وسائل تعينه على صبر من ذلك النوع من التكليف القدري الذي اختص به الخضر هنا.
= (قال ستجدني إن شاء الله صابراً): استثناء في محله في ميدان العمل مع الله، بعد أن أطلق في ميدان القول .. وهو درس عظيم أدركه موسى.
= (ولا أعصي لك أمراً): هذا قدر زائد على أن الخضر لديه علم أكثر من موسى في هذا الجانب، فقد أمر باتباعه، فهل يتبع النبيء غير نبيء؟.
= (قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء): اشتراط يؤكد توقعاً بالاعتراض الموسوي.
= (حتى أحدث لك منه ذكراً): لماذا عبر بالذكر المحدث هنا؟ .. ألا يكون ذلك الذكر هو الأمر الإلهي الموحى له به، وهو في نفسه، وسيخبر به موسى في حينه؟. قال تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث).
= (حتى .. ): تأجيل تتجلى لموسى في أثنائه حكم المولى القدرية الغيبية في مخلوقاته، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبيء مرسل، ولو كان موسى الكليم، إلا بإظهار الله تعالى له عليها .. وأمر هذه المسألة أصعب من أمر النبوءة لو أحسن التقدير وأنعم النظر!.
= (قال لو شئت لتخذت عليه أجراً): قال: كانت الثالثة عمداً كما في الحديث، لمعرفة موسى بقدر التفاضل بينهما، في العلم.
= (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً): الخضر يحدث الذكر، وينبئ موسى لم يستطع أن يحيط به خبراً ولا صبراً.
= (أما .. وأما .. وأما .. ): لا مجل لبشر أن يعرف شيئاً من تلك العجائب القدرية.
= (فأردت) (فأردنا) (فأراد): لم يكن يكن الخضر منفذاً تنفيذاً حرفياً، بل كان:
في الأولى (فأردت) مخولاً باختيار نوع عطب السفينة، فهو صاحب إعطاب السفينة ونجاتها في الظاهر (انتهى الحدث كله بخرق السفينة).
وفي الثانية (فأردنا) كان قتل الغلام جزءاً أصيلاً في تغير مسار حياة الوالدين، وبقي الجزء الآخر بيد الله؛ أن يبدلها ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً).
وفي الثالثة (فأراد ربك): كانت إقامة الجدار سبباً في إمضاء أمر الله في أشخاص لم يرهم موسى ولا الخضر (لم يروا الجد والأيتام) .. مما هو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
= (ربك أن يبلغا أشدهما): فيها غيوب كثيرة:، أن تحت الجدار كنز مخبوء، وبلوغ اليتيمين إلى أن يستخرجا الكنز، وقبلها (فخشينا أن يرهقهما) .. (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله).
= (وما فعلته عن أمري): فعن أمر من فعلته؟. وكيف عرفت ذلك؟. ومتى؟. وأين؟.
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 11:33 ص]ـ
نقاش رائع
وما كنت أظن أنه سيصل إلى هذا الحد عندما عقبت على مشاركة الأخ مجدي وفقه الله
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Mar 2010, 02:07 م]ـ
السلام عليكم
نسأل الله سبحانه المغفرة ... فليس منا أحد غير مجتاج إلى مغفرة ربه
أخى الكريم .. إنى أرى الخضر ليس نبيا ولا محدث
وله من الولاية كأى مؤمن ... بدون شطحات ولا خوارق .. ولا شريعة خاصة
والفائدة قليلة من التركيز على نقطة النبوة والولاية له .. ولو كانت ذا أهمية لقالت السورة ذلك بدون لبس ... وتركنا نحن الفوائد المطلوبة وانشغلنا بهل هو نبى أم لا!
التفسير شبه الباطنى بداية من أول الحوت كان مشويا أم لا ... وحتى الاعتقاد أن الخضر كان يعلم الغيب هو مايضيع علينا فوائد القصة
) العجز عن تفسير نوع التكليف الذي كلف الخضر عليه السلام به وصفته الشرعية وسنده علومه الغيبية المتصل
هل تتفضل وتبين لنا أي علوم غيبية كانت له
رجل ركب فى سفينة كان يعلم أن جنود الملك ينتظرون فى محطة الوصول لأخذها غصبا ... بمجرد أن ركب فيها أراد أن يعيبها فخرقها كى لايأخذوها
هل كون الملك غاصب .. أهذا غيب
هل كون أصاحبها مساكين ... أهذا غيب
هل معرفة أن الجنود لا يأخذون إلا السفينة الغير معيبة ... أهذا غيب!
= أنه كما قال عنه ربنا: (عبد من عبادنا) .. بإضافته إلى نفسه على جهة التعظيم .. ولا كذلك بقية العباد .. وهذا جزء من كل. ما معنى -ولا كذلك بقية العباد - .... عباد الرحمن ... من عبادنا من كان تقيا .. اضيف هؤلاء نفس اضافة التعظيم
لاتعظيم ولا شيء .. هو عبد من جملة العباد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Mar 2010, 02:59 م]ـ
الأخ مصطفى سعيد وفقه الله.
لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام نبي وأدلة نبوته قوية لا مناص من التسليم بها.
وعدم القول بنبوته ينتج عنه:
1 - كونه ردا لأدلة نبوته القوية بلا مسوغ.
2 - كونه يفضي إلى القول بالخوارق الغير منضبطة بالشرع، ومن يقول بأنه ليس نبيا سيجد نفسه أمام خيارات:
أ - التناقض في الطرح والاستدلال.
ب - تكذيب فضل الخضر وعلمه العجيب الذي أعطاه الله تعالى.
3 - لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام أوتي علما عظيما؛ حتى إنه علم ما لن يكون لو كان كيف يكون، كما في الغلام، وهذه لا يتصورها العقل البشري، وإنما يؤمن بها، ويتعقلها، وإن عجز عن فهمها حق الفهم.
ملاحظة: بعض الإخوة يرتكب أخطاء في الإستدلال في هذا الموضوع، وخاصة في استدلاله بالرحمة العامة على الرحمة الخاصة.
وقد نبه الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى هذا في هذه القصة عند بيانه أن الرحمة والعلم المؤتى يطلقان في القرآن الكريم على النبوة.
فقال: ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف.أضواء البيان - (3/ 323)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Mar 2010, 03:35 م]ـ
السلام عليكم
نسأل الله سبحانه المغفرة ... فليس منا أحد غير مجتاج إلى مغفرة ربه
أخى الكريم .. إنى أرى الخضر ليس نبيا ولا محدث
وله من الولاية كأى مؤمن ... بدون شطحات ولا خوارق .. ولا شريعة خاصة
والفائدة قليلة من التركيز على نقطة النبوة والولاية له .. ولو كانت ذا أهمية لقالت السورة ذلك بدون لبس ... وتركنا نحن الفوائد المطلوبة وانشغلنا بهل هو نبى أم لا!
التفسير شبه الباطنى بداية من أول الحوت كان مشويا أم لا ... وحتى الاعتقاد أن الخضر كان يعلم الغيب هو مايضيع علينا فوائد القصة
هل تتفضل وتبين لنا أي علوم غيبية كانت له
رجل ركب فى سفينة كان يعلم أن جنود الملك ينتظرون فى محطة الوصول لأخذها غصبا ... بمجرد أن ركب فيها أراد أن يعيبها فخرقها كى لايأخذوها
هل كون الملك غاصب .. أهذا غيب
هل كون أصاحبها مساكين ... أهذا غيب
هل معرفة أن الجنود لا يأخذون إلا السفينة الغير معيبة ... أهذا غيب!
ما معنى -ولا كذلك بقية العباد - .... عباد الرحمن ... من عبادنا من كان تقيا .. اضيف هؤلاء نفس اضافة التعظيم
لاتعظيم ولا شيء .. هو عبد من جملة العباد
اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
أخي الكريم بارك الله فيك .. وهدانا جميعاً لما يحبه ويرضاه ..
في الأمور المشكلة التي يتعاورها الإثبات من جهة والنفي من الجهة الثانية ينبغي لكل جهة أن تأتي بأدلتها، غير أن على النافي الدليل السالب للوجود، ويكون الحكم لطرف ثالث موثوق بعلمه .. وهم ولله الحمد من حولنا.
وقد جاء المثبتون بأدلة على إثباتهم ..
ولم يأت النافون بأدلة ذات بال .. فأرجو أن تأتوا بأدلة الفريق الذي ينفي على وجهها.
أما قولك (التفسير شبه الباطني) فلا أعلم تفسيراً بهذا الاسم.
وقولك: (هل كان الحوت مشوياً ونحوه)، فهو تكلف لا فائدة فيه، ومن قبيل الإسرائيليات .. وليس هو من التفسير النصي ولا الباطني أصلاً .. وليس هو مما نحن بسبيله.
ومعرفة صفة الخضر الشرعية واردة في الآيات تلميحاً، تكاد تكون في غاية الظهور، والله تعالى يكني بما شاء عما شاء، سبحانه.
وهي معرفة ذات فائدة كبيرة في دفع شبه كثيرة .. قد تكون أنت على غير اطلاع بها ولا بحاجة إليها ولا اهتمام بها. ونفي الوجدان لا يقتضي نفي الوجود.
أعجب من قصة الخضر العجيبة إنكارك أن يكون فيها خوارق وغيوب!! ..
من الغيب الذي وصل علمه إلى الخضر:
علمه بأمر من وراء البحر لم يعلمه البحارة الذين يحترفون الإبحار كل يوم، وهم من تلك أهل البلدة .. هل هذا ليس بغيب عندك؟. فتأمل!.
وعلمه أن الغلام سيكون إذا بلغ الرشد (في المستقبل طبعاً) كافراً طاغياً عاقاً. (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً).
وعلمه أن هناك كنزاً خبيئاً تحت الجدار منذ زمن، وأنه لغلامين يتيمين، وأنه الغلامين سيكبران، ويستخرجا كنزهما .. من (تحت الثرى).
وقد صرح بأنه لم يفعله عن أمره ..
كان كل ذلك غيباً لم يعلم منه موسى شيئاً، بل كان علمه بموسى أكثر من علم موسى به في تلك الرحلة (إنك لن تستطيع معي صبراً ... ) ..
وزد فائدة أخرى من فوائد الآيات:
= قوله (فانطلقا .. فانطلقا .. فانطلقا .. ): يدل على تباعد مكاني ما بين الأحداث نوع تباعد، فمن ساحل البحر مع بحارة يعرفون الخضر العبد الصالح .. مروراً بالغلام الذي كان يراه موسى نفساً زاكية .. إلى القرية التي استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، وهما لا يعرفان من أهلها الحاضرين أحداً .. فكيف بتاريخ القرية الدقيق، وفي أمر منه يحرص الناس على إخفائه كل الحرص .. وهو الكنز ..
وهذا التباعد يقلل من إحاطة البشر بأجزاء حياة الناس، فمن ذا الذي يهتم بالمساكين والأطفال والأطلال؟.
هل تُرى عدمنا فائدة من النظر إلى هذه الآيات الكريمة وقد نظرنا إليها بعين نبوءة الخضر عليه السلام؟.
ونحن بهذا النظر إلى الآيات إنما ننظر بكل عناية إلى ما وراء الخضر، إلى العلم الإلهي المحيط بكل شيء، المؤتى للخضر، لغرض معلوم، وأجل مرسوم، ودرس مفهوم، ولا نقف عند ملكات الخضر الذاتية التي توله بها بعض الناس ..
أليس النظر إلى ما وراء شخص الخضر هو المقصود الأعظم من القصة .. أن نكل العلم المطلق إلى عالمه عز وجل! .. وأن نقول غير مفتونين بالعلم الذي نحصله .. الله أعلم .. ولا أحد يحيط بكل شيء من الأمر إلا الله تعالى.
وأين هذا من سؤالك: هل الحوت مشوي أم لا؟ .. الذي ألزمت به مأخذنا .. أو ادعاء أن الخضر يعلم الغيب من غير أن يكون نبيئاً .. كلا كلا ..
ليس يلزمنا منه شيء، إلا كما يلزم الثرى عنان الثريا.
اللهم صل وسلم وبارك على جميع الأنبئاء والمرسلين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 03:36 م]ـ
الجميع متفقون على أن الخضر قد ءاتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما، وما قام به الخضر من أعمال لا يمكن أن يستند فيها إلى العلم الكسبي والرحمة العامة.
إذا هو علم خاص ورحمة خاصة.
كيف تلقى الخضر تلك الرحمة وذلك العلم؟
لا نعلم لذلك طريقا إلا طريق الوحي.
وأظن الجميع يوافق على ذلك؟
بقي:
هل كل من أوحي إليه يستحق وصف النبي أو لا؟
ثم الذين يعترضون على النقاش في المسألة أقول لهم:
لو لم يكن فيها إلا توسيع مدارك الفهم والاستنباط لكفى بها فائدة، كيف وفيها من الفوائد ما لا يخفى على أفهام الإخوة الأفاضل؟
وطلب ورجاء إلى الفريق الصامت في هذا الملتقى المبارك والذين ربما كانوا أغزر علما وأوسع أفقا وأسد فهما أن لا يبخلوا علينا بما قد يظهر لهم من الفوائد في هذا الموضع.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[02 Mar 2010, 04:35 م]ـ
ملاحظات على النقاش الدائر:
الأخ مصطفى يرى أن البحث في نبوّة الخضر غير مفيد، ثم تجده يصر على أنه ليس بنبي. فيا أخ مصطفى هلا دخلت في المفيد.
الأخ عصام وغيره من الأخوة قدّموا الدليل على نبوة الخضر ودعّموا ذلك بشبهة الدليل، ولا يحسن أن نناقش شبِهة الدليل ونُعرض عن مناقشة الدليل.
المحدَّث مجرد مُلهم، والملهم لا يجوز له أن يستحدث تشريعاً، ولا يجوز له أن يسلك بما يخالف الشرع. والخضر فعل ما هو مستنكر شرعاً بدليل استنكار موسى عليه السلام. ولكن ظهر أن ذلك بأمر رباني لعلم وحكمة تخفى على البشر.
قول الله تعالى:"قلنا يا ذا القرنين .. " يدل على أن ذلك عن وحي؛ إما بواسطة نبي مرافق وأما بوحي لذي الِقرنين، والحديث الشريف لم يثبت نبوة ذي القرنين ولم ينفها، فهي وفق الحديث الشريف محتملة، ومن هنا لا يصح الاستشهاد بذي القرنين على محل الخلاف هنا.
أكرر القول إن الغلام مكلف بلغ سن البلوغ ومارس الكفر والطغيان وكاد أن يبلغ في ذلك درجة إرهاق الوالدين المؤمنين.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Mar 2010, 04:48 م]ـ
ملاحظات على النقاش الدائر:
الأخ مصطفى يرى أن البحث في نبوّة الخضر غير مفيد، ثم تجده يصر على أنه ليس بنبي. فيا أخ مصطفى هلا دخلت في المفيد.
الأخ عصام وغيره من الأخوة قدّموا الدليل على نبوة الخضر ودعّموا ذلك بشبهة الدليل، ولا يحسن أن نناقش شبِهة الدليل ونُعرض عن مناقشة الدليل.
المحدَّث مجرد مُلهم، والملهم لا يجوز له أن يستحدث تشريعاً، ولا يجوز له أن يسلك بما يخالف الشرع. والخضر فعل ما هو مستنكر شرعاً بدليل استنكار موسى عليه السلام. ولكن ظهر أن ذلك بأمر رباني لعلم وحكمة تخفى على البشر.
قول الله تعالى:"قلنا يا ذا القرنين .. " يدل على أن ذلك عن وحي؛ إما بواسطة نبي مرافق وأما بوحي لذي الِقرنين، والحديث الشريف لم يثبت نبوة ذي القرنين ولم ينفها، فهي وفق الحديث الشريف محتملة، ومن هنا لا يصح الاستشهاد بذي القرنين على محل الخلاف هنا.
أكرر القول إن الغلام مكلف بلغ سن البلوغ ومارس الكفر والطغيان وكاد أن يبلغ في ذلك درجة إرهاق الوالدين المؤمنين.
أخي سنان الأيوبي بارك الله فيك:
قصة ذي القرنين تأتي بعد قصة موسى والخضر، وإذا بان أمر القصة الأولى (موسى والخضر) سهل أمر التسليم بالقصة الثانية (قصة ذي القرنين)، التي لا إشكال فيها (أن يكون نبيئاً أو لا)؛ كما ورد عن النبيء صلى الله عليه وسلم. ولا تضر الجهالة بصفته الشرعية؛ فواضح أن هناك وحياً يسير ذو القرنين على هديه ولا يخالفه في أية خطوة من خطواته، إما نازلاً عليه أو على نبيء مرافق له أو على نبيء آمن به وسار على منهاجه وقاد الجيوش فاتحاً، وليس فيه ما يخالف مفهوم النبوءة والملك، ولا سيما أن الملك والنبوءة لم يجتمعا لأحد قبل داوود عليه السلام ..
ولا يخفى أن سورة الكهف كانت نزلت تجيب عن أسئلة أهل الكتاب .. وأنى لهم أن يسألوا عنها إذا لم يعلموا أن لها شأناً مع النبوءة، إما أصالة وإما تبعاً؟ ..
و (قلنا): تستعمل للقول باللسان وللقول بالحال .. وهو كثير في القرآن ..
والله أعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم
أرى أن ننظر إلي الخضر فى اطار أنه عبد فقط
وليس إصرارى على كونه ليس نبى إلا لكى ندرس ما فعله فى اطار الواقع لا فى اطار الغيب
قال الأخ ابراهيم الحسنى فى المداخلة 42 - لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام أوتي علما عظيما؛ حتى إنه علم ما لن يكون لو كان كيف يكون، كما في الغلام، وهذه لا يتصورها العقل البشري، وإنما يؤمن بها، ويتعقلها، وإن عجز عن فهمها حق الفهم. فهل يوافقه الأخوة؟ هل التفسير على هذا النحو باطنى أو قريب منه - شبه باطنى -؟!!
أنا أرى أنه خشى هو وآخرون " فخشينا "
ولو كان علم مالم يكن لو كان كيف كان سيكون ... لجزم وقال سيرهقهما طغيانا وليس مجرد خشية وتوقع .. ثم إنه إن صح قولك وأنه علم الغيب فقد منعه أن يكون بقتل الغلام .. فهل هذا مقبول
ثم إنه يبدو أن حادثة السفينة لم تقنع الأخوة أنه علم استقرائى ككل العلوم دون الوحى .. فربما يقنعهم بناء الجدار
الجدار .. كان فى قرية
(يُتْبَعُ)
(/)
صاحباه الغلامان اليتيمان ليسا فى القرية .. علم العبد الصالح بأمرهما وهو قادم من المدينة - سواء فى هذه المرة او من قبلها - التى هم فيها .. وربما كان يعرف أباهما .. فأقام الجدار حماية لكنزهما ... أين الوحى
كما أن ذكر القرية والمدينة يدل على محدودية حركته .. وليس أن "فانطلقا" تدل على ذهابه بعيدا .. كانا على شاطئ بحر ركبا سفينة إلى مدينة ومنها إلى قرية
أدلة نفى النبوة عنه
أن القرآن لم يذكر نبى إلا وذكر أنه نبى أو رسول صراحة وليس تلميحا لما يترتب على هذا من اعتقاد
ثانيا لم يذكر القرآن اسمه .. فكيف أعلم عنه .. فى قصة طالوت ذكر نبى ولم يحدد اسمه فلست مطالب بالبحث عن اسمه. ولست مطالب بالايمان بأكثر من هذه الواقعة منه
ثالثا لم يذكر هو أنه أوحى إليه أو أن الله نبأه ... لأن النبى يقول فعلت هذا لأن الله أوحى لى أن أفعل ولا يبرره بأكثر من هذا .. أما هو فهو عبد عالم يملك القدرة على اتخاذ القرار ... ولذلك فقد برر فعله أمام موسى ودافع عن اختياره
رابعا الحديث الوارد فى البخارى لم يذكر - ولو تلميحا - أنه نبي
خامسا: " وما فعلته عن أمرى " عن أمر من إذن! تقولون عن أمر الله .. فلماذا لم يقل صراحة " إلا عن أمر ربى " لأن ما فعلته عن أمرى تحتمل أنه فعل عن .. أمر الملك؛أمر القاضى "أمر من معه وخشوا معه وأرادوا معه " فخشينا .... فأردنا "
الأخ عصام
هل تُرى عدمنا فائدة من النظر إلى هذه الآيات الكريمة وقد نظرنا إليها بعين نبوءة الخضر عليه السلام؟ .. تقول علمنا أن الله محيط وعليم .. وعلم عبده الخضر بعض علم .. أنا والحمد لله مؤمن بهذا
مالفائدة العملية فى واقعنا التى يمكن أن نطبق هذا فيها إذا نظرنا بعين نبوءة الخضر؟
أما إذا نظرنا فيها بعين العبد فالاحاطة العلمية بأحوال الناس من خلال استقراءها فى واقع الناس ودراستها وتحليلها أصبحت ضرورة وتكليف ... وبالطبع ما علمه هو وفعله هو سقف هذا الأمر وأعلى امكانية بشرية فيه
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:32 ص]ـ
إيماننا بالأنبياء هو إيمان مجمل ومفصل , فنؤمن بأن النبوة حق وأن الله صادق فيما أخبر من ارسال أنبياء كأنبياء بني إسرائيل فيما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام:"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي و إنه لا نبي بعدي" أما التفصيل فهو تبعا لما أخبر الله في كتابه وأخبر رسوله عليه السلام من تفصيل بأسمائهم وأحوالهم وأقوامهم ,ولم نكلف بتفصيل المجمل من أحوالهم. فإذا كان محمد عليه الصلاة والسلام يقول:"وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا "فإني مقتديا بمحمد عليه الصلاة والسلام , فلا أزيد على الوحي شيء , فالإستنتاجات التي يستخدمها الناس هي من وسائل يختلف الناس عليها , ولم نكلف بمعرفتها.ولكني والله وضعت الموضوع لأني لاحظت أن البعض يتحرج من مجرد الردود على المواضيع أو مناقشتها. وذلك يعود لأسباب لعل أهمها الكتابة بالاسم الصريح ,فلعل البعض أصبح يخاف على اسمه أكثر مما يرجو من نشر العلم خوفا أن تسجل عليه زلات. وهذا برأي أفضل من الكتابة بأسماء وهمية , وعدم المبالاة فيما يكتب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Mar 2010, 06:24 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى سعيد
كلام الأخ إبراهيم حفظه الله ليس باطنياً ولا قريب منه، وإنما هو ذكر ما دلت عليه الآيات بصورة جلية واضحة.
الله سبحانه وتعالى قال على لسان الخضر:
" وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما"
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟
أخي الفاضل مصطفى:
ليس إلا الوحي.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:50 م]ـ
الأخ الكريم: مصطفى سعيد.
وفقك الله لكل خير.
النص القرآني واضح في المعنى المذكور، ومجرد الخشية والتوقع لا تبيح قتل رجل عاقل بالغ وقع في أمور عظام فكيف بقتل طفل بريء لم يبلغ الرشد.
فمثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بوحي من الله تعالى؛ وإلا فكيف تحظر على من يدعي الولاية إذا قتل أنفسا وقال إنه خشي وألهم أنهم سيكونون مجرمين.
إذا لم تقل بنبوة الخضر فكيف تفرق بين الأمرين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يتحرك الخضر عليه الصلاة والسلام في تلك الأمور إلا بوحي من الله تعالى؛ والوحي هو مدار النبوة، ولنترك الخلاف الهامشي الموسع أو المضيق للنبوة.
وكان موسى عليه الصلاة والسلام مصيبا في إنكاره العام لتلك الأمور - إذا استثنيا الشرط - بحسب شريعته.
وكان الخضر عليه الصلاة والسلام مصيبا في فعل تلك الأمور بحسب شريعته.
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه.
والله تعالى أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 Mar 2010, 11:32 م]ـ
الأخ الكريم: مصطفى سعيد.
وفقك الله لكل خير.
النص القرآني واضح في المعنى المذكور، ومجرد الخشية والتوقع لا تبيح قتل رجل عاقل بالغ وقع في أمور عظام فكيف بقتل طفل بريء لم يبلغ الرشد.
.
الغلام طبع كافرا لعلم الله بما سيؤول اليه حاله , السؤال هنا يجب أن يكون:لماذا قتل الغلام؟ والجواب قاله الخضر لموسى عليه السلام:"يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
واريدك أن تخبرني هل الطفل الذي ورد فيه الحديث التالي نبي؟
"وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 254)
فهل علم الطفل بالجارية والرجل ذو الشارة من النبوة؟ اريد أن أعرف كيف فرقت بين العلمين؟.
فمثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بوحي من الله تعالى؛ وإلا فكيف تحظر على من يدعي الولاية إذا قتل أنفسا وقال إنه خشي وألهم أنهم سيكونون مجرمين.
إذا فعل ذلك يقتل إجماعاً إلا بموانع القصاص , لأن الشريعة تقتضي ذلك , والولي يوافق الشريعة ولا يخالفها , وهي التي أمرت بحساب الناس بالظواهر ولم تحاسبهم بالسرائر , ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " وعلل الخضر ذلك بعلة هي "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا "وهذا معنى قول الخضر لموسى عندما نقر العصفور في السفينة " مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
والخضر لم يكن مأمورا بإتباع شريعة موسى عليه السلام. ولا كان موسى مأمورا أن يفعل مثل الخضر ولا أن يتبع فعله , بل إفتقر موسى لعلم منع عنه أن يفعل مثل الخضر.
ومعلوم إجماعا أن شريعة محمد واجبة الإتباع دون غيرها من الشرائع , فلو قال إنسان , أنا أُحرم كل ذي ظفر , قيل له إن الله أباح ذلك بعد أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم. فإن لم يتبع ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كفر بنبوته فنقض دينه بتكذيب النبوة وإتباع الهوى.
فالقياس هنا فاسد لأنه إعتمد على قياس حال المأمور بإتباع شرع بحال الذي لم يؤمر بإتباع شرع نبي كان زمنه.
ولما إدعى بعضهم أن الوحي ينزل عليه قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: صدقكما قال سعيد بن وهب "قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق: ثم تلى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} ".مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 253).
القصد أن الناس يمكنهم أن يكذبون ويدعون الباطل ولكن الشرع حكم بيننا بعد أن نسخ كل شريعة.
لم يتحرك الخضر عليه الصلاة والسلام في تلك الأمور إلا بوحي من الله تعالى؛ والوحي هو مدار النبوة، ولنترك الخلاف الهامشي الموسع أو المضيق للنبوة.
وكان موسى عليه الصلاة والسلام مصيبا في إنكاره العام لتلك الأمور - إذا استثنيا الشرط - بحسب شريعته.
وكان الخضر عليه الصلاة والسلام مصيبا في فعل تلك الأمور بحسب شريعته.
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه.
والله تعالى أعلم.
أما موسى عليه السلام فلم يستطيع أن يصبر لعدم علمه بما سيحدث ولو علم ذلك من الخضر لما كان الأمر عجيبا لموسى عليه السلام.
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه؟
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه.
والله تعالى أعلم.
وهذا من تعلم الفاضل من المفضول.فموسى أفضل من الخضر وأعلم إلا فيما ذكره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Mar 2010, 11:58 م]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
كان بيني معك أسلوب في النقاش وعدتني فيه بالرد على أدلة الشنقيطي وغيره من أهل العلم على نبوة الخضر ..
ولم تجب عن دليله الأول ..
فيحسن النقاش العلمي لا غير. هذا أولا.
ثانيا: كلامي كان إجابة للأخ مصطفى سعيد.
والمهم حتى يتضح لك محل الإشكال ويكون الكلام حوله هو أننا متفقون على أن الخضر عنده علم جعله يفعل ما فعل من خرق السفينة وقتل الغلام ..
ولكن الخلاف في كيفية تلقي هذا العلم ..
جماعة من أهل العلم تقول إنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي ..
وأنت تقول إن هناك طريقا أخرى فما هي؟
أما استشهادك بالأحاديث في هذا الموضوع كثيرا فهو خارج عن الموضوع ..
فهذا الطفل الذي ترك ثدي أمه هل نص الحديث على أنه علم علما وهل قال: "وما تركت الثدي عن أمري".
يجب أن يكون الدليل في محل الخلاف لا غير ..
وفي النهاية فإني لا زلت أنتظر ردك على الدليل الأول من أدلة نبوة الخضر.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Mar 2010, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟
أخي الفاضل مصطفى:
ليس إلا الوحي. أخى الكريم ... كلامك صحيح إن فصلنا هذه عن سابقتيها " فأردت أن أعيبها .. " فأردنا أن يبدلهما ربهما .. "
بل تلاحظ أن ارادته بخرق السفينة وارادة المريدين ابدال الغلام كانتا قبل خرق السفينة وقتل الغلام .. فهل يملك أن لايأخذ الملك السفينة .. وهل يملكون أن يبدل الله الأبوين خير من غلامهما ... لايملك ولا يملكون ... بل هذا على الغالب؛ وغلبوا ذلك من علمه ومن فهمهم للسنن وعلمهم بها ...
والثالثة .. كذلك اجتمعت الأسباب لحفظ الكنز حتى يبلغ صاحباه أشدهما؛ ولاحظ -ويستخرجا -لما لم يقل فيستخرجا .. لأن استخراجه ليس مترتب على بلوغهما بل على مافعله هو بالجدار
فهل يمكن القول عند اجتماع أسباب حدوث أمر ما أن تقول .. هذه ارادة الله؟!
فإن قال فى شأن السفينة .. فأراد ربك ألا يأخذها الملك الغاصب ... هل نقول كيف علم أن الله أراد؟
إن الانسان عندما يفعل وفق سنن الله وبما علمه منها يكون بذلك محققا ارادة الله أو هو من اسباب الله لفعل مايريد
كأن يجرى جراح جراحة تنقذ مريضا لو ترك لمات .. أراد الله ألا يموت ... يفعل الله مايريد بأن يهيأ الأسباب ..... يستطيع الجراح بعد الدخول إلى غرفة العمايات وتقديره مآل العملية أن يقول .. أراد الله لهذا المريض أن يعيش ويعود لبيته سالما
كذلك قال الخضر بعد تقديره أن الجدار الذى بناه سيدوم ويحفظ الكنز حتى يستخرجه صاحباه
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Mar 2010, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟
أخي الفاضل مصطفى:
ليس إلا الوحي. أخى الكريم ... كلامك صحيح إن فصلنا هذه عن سابقتيها " فأردت أن أعيبها .. " فأردنا أن يبدلهما ربهما .. "
بل تلاحظ أن ارادته بخرق السفينة وارادة المريدين ابدال الغلام كانتا قبل خرق السفينة وقتل الغلام .. فهل يملك أن لايأخذ الملك السفينة .. وهل يملكون أن يبدل الله الأبوين خير من غلامهما ... لايملك ولا يملكون ... بل هذا على الغالب؛ وغلبوا ذلك من علمه ومن فهمهم للسنن وعلمهم بها ...
والثالثة .. كذلك اجتمعت الأسباب لحفظ الكنز حتى يبلغ صاحباه أشدهما؛ ولاحظ -ويستخرجا -لما لم يقل فيستخرجا .. لأن استخراجه ليس مترتب على بلوغهما بل على مافعله هو بالجدار
فهل يمكن القول عند اجتماع أسباب حدوث أمر ما أن تقول .. هذه ارادة الله؟! ........... نعم
فإن قال فى شأن السفينة .. فأراد ربك ألا يأخذها الملك الغاصب ... هل نقول كيف علم أن الله أراد؟
إن الانسان عندما يفعل وفق سنن الله وبما علمه منها يكون بذلك محققا ارادة الله أو هو من اسباب الله لفعل مايريد
كأن يجرى جراح جراحة تنقذ مريضا لو ترك لمات .. أراد الله ألا يموت ... يفعل الله مايريد بأن يهيأ الأسباب ..... يستطيع الجراح بعد الدخول إلى غرفة العمليات وتقديره مآل العملية أن يقول .. أراد الله لهذا المريض أن يعيش ويعود لبيته سالما
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك قال الخضر بعد تقديره أن الجدار الذى بناه سيدوم ويحفظ الكنز حتى يستخرجه صاحباه
والله أعلم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Mar 2010, 02:45 ص]ـ
واريدك أن تخبرني هل الطفل الذي ورد فيه الحديث التالي نبي؟
"وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 254)
فهل علم الطفل بالجارية والرجل ذو الشارة من النبوة؟ اريد أن أعرف كيف فرقت بين العلمين؟.
...
...
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه؟
هذا الرضيع الذي أخبرنا عنه نبيئنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم= أجرى الله تعالى له أمرين خارقين من أمره تعالى:
الأول = أنه تكلم في المهد، وهذا أمر خارق للعادة، حتى إن الحديث أورد أربعة تكلموا في المهد، وفي روايات: ثلاثة، وقد اسقصى منها ابن حجر ما حاصله: سبعة. وهو خارق له نظير شهير في كتاب الله، وهو قصة عيسى ابن مريم عليه السلام وكلامه في المهد: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيئاً ... ).
الثاني = أنه أخبر عن سر مخبوء لت تعلمه أمه أو لم يعلمه أهل القرية من بني إسرائيل الذين اغتروا بالرجل ذي الشارة الجبار، واتهموا الأمة المسكينة بالفاحشة.
وهذا السر المخبوء لا نستطيع أن نسميه باسم إلا أنه غيب، لا يطلع عليه إلا الله وإلا من ارتضى.
والكلام عن الغيب لا يكون إلا عن طريق الوحي الإلهي.
والكلام بالوحي إخباراً عن غيب لا يعلمه إلا الله = هو النبوءة.
إذن!! ..
ذلك الرضيع تكلم عن نبوءة، ولو كان معلقاً بثدي أمه التي ترضعه ..
ألم يكن عيسى كذلك .. ألا يشبه هذا بوجه كبير المسيح عيسى ابن مريم (الكلام في المهد عن الغيب).
أولا يشبه أمره أمر الخضر عليه السلام؟.
وأمارات الحكمة الإلهية بادية الظهور في هذه القصة النبوية، وهي إعلام الله أهل تلك القرية ببراءة الجارية الضعيفة الصالحة والمتهمة = على لسان هذا الرضيع وعن طريق أمه ومن حضرها أو مرّ بها ... إلخ.
في شعور اجتماعي إيماني غامر بعناية الله بالضعفاء والفقراء والمساكين!!.
والله أعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Mar 2010, 08:17 ص]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
كان بيني معك أسلوب في النقاش وعدتني فيه بالرد على أدلة الشنقيطي وغيره من أهل العلم على نبوة الخضر ..
ولم تجب عن دليله الأول ..
فيحسن النقاش العلمي لا غير. هذا أولا.
ثانيا: كلامي كان إجابة للأخ مصطفى سعيد.
والمهم حتى يتضح لك محل الإشكال ويكون الكلام حوله هو أننا متفقون على أن الخضر عنده علم جعله يفعل ما فعل من خرق السفينة وقتل الغلام ..
ولكن الخلاف في كيفية تلقي هذا العلم ..
جماعة من أهل العلم تقول إنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي ..
وأنت تقول إن هناك طريقا أخرى فما هي؟
أما استشهادك بالأحاديث في هذا الموضوع كثيرا فهو خارج عن الموضوع ..
فهذا الطفل الذي ترك ثدي أمه هل نص الحديث على أنه علم علما وهل قال: "وما تركت الثدي عن أمري".
يجب أن يكون الدليل في محل الخلاف لا غير ..
وفي النهاية فإني لا زلت أنتظر ردك على الدليل الأول من أدلة نبوة الخضر.
أخي ابراهيم: لقد بينت لك في الردود السابقة أن الرحمة والعلم في القران لم تأتي خاصة بالأنبياء , واريد منك أن تعطيني ما يدلل أنها ذكرت فيهم دون غيرهم.
الم تجد الآية في نفس السورة الكلام عن ذي القرنين.ثم يا أخي السنة موضحة للكتاب ومبينة لها ولا يفسر القران بمعزل عن مصدر الوحي الينا ولا تفهم السنة إلا بما يوافق القران , واذا راجعت مداخلاتي السابقة ستجد أدلة أخرى من القران , وفي الختام أكرر ليس عندي غير ما ذكرت ,فلو قام عندي دليل لاتبعته.
أخي عصام , ليس ذلك من النبوة , فوحي التشريع والتكليف هو المختص بالنبوة , ولكن اللله عز وجل أجرى على أيدي الناس من الكرامات , وأعطاهم من النعم أشياء ,وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحي إلا ما تعلق به من الرؤيا الصالحة.
وفي المداخلة اللاحقة -إن شاء الله - سأتعرض لموضوع ما ذكر في هؤلاء وفي الرد على موضوع نبوة مريم وأم موسى عليهم السلام جميعا , إذ أنه من أثبت نبوة الخضر بتلك الطريقة لا بد أن تكون أم موسى نبية عنده وكذا أم عيسى عليه السلام, لذا وجب أن نناقش ما يميز بين ذلك كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:54 ص]ـ
أخي عصام , ليس ذلك من النبوة , فوحي التشريع والتكليف هو المختص بالنبوة , ولكن اللله عز وجل أجرى على أيدي الناس من الكرامات , وأعطاهم من النعم أشياء ,وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أنقطع الوحي إلا ما تعلق به من الرؤيا الصالحة.
وفي المداخلة اللاحقة -إن شاء الله - سأتعرض لموضوع ما ذكر في هؤلاء وفي الرد على موضوع نبوة مريم وأم موسى عليهم السلام جميعا , إذ أنه من أثبت نبوة الخضر بتلك الطريقة لا بد أن تكون أم موسى نبية عنده وكذا أم عيسى عليه السلام, لذا وجب أن نناقش ما يميز بين ذلك كله.
أخي مجدي حياك الله ..
أنت تقول: هذا من النبوءة .. وهذا ليس من النبوءة .. بلا دليل ..
أو أن دليلك غير واضح لي وللأخ إبراهيم وقد ذكرنا لك ذلك أكثر من مرة.
أرجو أن لا تنفي إلا بدليل واضح.
ولا يكفي ما ألمحت إليه من أننا نؤمن بالنبوءة على قسمين: مجمل ومفصل، فهذه قاعدة مسلمة .. ولكنها خارج محل النزاع.
وأرجو أن يكون مفهومنا للنبوءة شاملاً ومحدداً .. غير مجتزأ ..
ولنعرف الداخل فيه والخارج منه.
أنا عندي دليل واضح أن كلام الرضيع من النبوءة .. إضافة إلى ما سبق ..
وسأورده في مشاركة مستقلة تحت هذا الموضوع .. إن شاء الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:11 م]ـ
تحرير المصطلحات ضروري جدا لفهم المسألة ومعرفة نقاط الاختلاف والاتفاق:
النبوة، النبي، المحدث، الملهم، الكرامة، المعجزة، الولاية، الولي
الخلط بين هذه الأمور هو سبب الخلاف
وفق الله الجميع للصواب
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:17 م]ـ
حياك الله أبا سعد:
هذا الدليل الذي ذكرته في مشاركتي السابقة ينقسم إلى نقاط:
1= أن النبوءة ليست شيئاً واحداً غير قابل للتجزئة.
2= أن النبوءة أجزاء أو درجات.
3= أن النبوءة متفاضلة بين النبيئين أنفسهم، لا في ذات النبوءة، ولكن في خصائصها.
4= أدنى أجزاء النبوءة أو درجاتها " الرؤيا الصالحة "، يراها المؤمن أن ترى له، ويكفي قوله الكريم: " ... جزءاً من النبوءة".
5= نسبة الرؤيا من النبوءة ذكرها النبيء صلى الله عليه وسلم، وهي: "جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة". كما هو الوارد في أكثر الروايات عند أكثر الصحابة الكرام رضي الله عنهم، بل جزم بذلك أبو هريرة، في رده على ابن عباس الذي ذكر في حضرته أنها: "ستين".
6= ذكر النبيء صلى الله عليه وسلم، أن " الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة".
7= نسبة العمل من النبوءة أكبر من نسبة الرؤيا (25 من 46)، لأن العمل هو نصف ما تطلبه النبوءة، وهو الجزء الذي يقتضيه الإيمان.
8= نقل ابن حجر أن الحليمي ذهب إلى أن أجزاء النبوءة هي أنواعها، قال: وذكرها .. ؛ بمعنى أن الرؤيا مثلاً هي نوع من أنواع النبوءة .. والنفث في الروع نوع، والصلصلة نوع، والتمثل في شكل بشري نوع، والظهور على الهيئة الملكية نوع ... وهكذا .. وهي كلها مجتمعة في الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولعل التحديث نوع "قد كان فيمن قبلكم محدثون" .. وهو مقصور في هذه الأمة على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، وفي النبيء من باب الأولى.
9= بين (الرؤيا الصالحة: جزء من ستة وأربعين من النبوءة) والنبوءة الكاملة التي تجلت في أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم = أجزاء كثيرة ودرجات بعيدة، لنقل: (أربعة وأربعون جزءاً).
10= لا شك أن كلام الرضيع في يقظته أكثر من جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوءة.
11= ولا شك أن أمر الخضر عليه السلام أوضح وأصرح من كلام الرضيع .. وأقرب إلى النبوءة الكاملة ذات الأجزاء الكثيرة، إن لم تكن إياها ..
12= لم نسمع بعد النبيء محمد صلى الله عليه وسلم عن نبوءات صحيحة كاملة، ذات دلائل، كأن يكون طفل تكلم في المهد، كما كان يقع قبل ختم النبوءات به صلى الله عليه وسلم.
13= قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل بن رافع عن رجل عن عبد الله بن عمرو قال: من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه. لأن الوحي الكامل انقطع بعده صلى الله عليه وسلم وما بقي إلا المبشرات، وما بقي إلا التشبه والتأسّي.
ولا زلت أكرر أن البحث مفتوح للجميع .. ليتفضلوا بما عندهم .. من علم .. فادخار العلم مصيبة المصائب!.
والله أعلم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[04 Mar 2010, 01:23 م]ـ
بعيداً عن جدال الأخ مصطفى ــ حيث أصبح ما يقوله لا يمت للنص والسياق بصلة ــ أقول:
هناك خلط بين الوحي والنبوّة، وكذلك هناك خلط بين التنبيء بالغيب والنبوّة. فالإلهام نوع من الوحي، وكذلك الرؤيا الصادقة، وكذلك حديث الملك للإنسان، كما في الحديث الشريف، وصور أخرى من الوحي لا نعلمها، كما في قصة أم موسى. والوحي قد لا يكون فيه تنبيء بغيب وقد يكون.
أما النبوة بالمعنى الاصطلاحي فهي اصطفاء رباني وتكليف للقيام بوظيفة. ويكون النبي مؤيداً بالوحي ومنبأً بالغيوب.
من هنا وجدنا الخلاف المحتدم هنا؛ فمن قال بالنبوة لاحظ التكليف في قصة الخضر والتنبيء بالغيوب. أما الآخرون فلم يجدوا في التنبيء بالغيب دليلاً لأنهم لم يجدوا النص الذي يصرّح بالاصطفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 Mar 2010, 02:02 م]ـ
أخي ابراهيم: لقد بينت لك في الردود السابقة أن الرحمة والعلم في القران لم تأتي خاصة بالأنبياء , واريد منك أن تعطيني ما يدلل أنها ذكرت فيهم دون غيرهم.
الم تجد الآية في نفس السورة الكلام عن ذي القرنين.ثم يا أخي السنة موضحة للكتاب ومبينة لها ولا يفسر القران بمعزل عن مصدر الوحي الينا ولا تفهم السنة إلا بما يوافق القران , واذا راجعت مداخلاتي السابقة ستجد أدلة أخرى من القران , وفي الختام أكرر ليس عندي غير ما ذكرت ,فلو قام عندي دليل لاتبعته.
.
أخي الكريم: مجدي.
وبينت لك في المداخلة التي بعد مداخلتك المذكورة أن كلامك خارج عن محل استدلال الشيخ رحمه الله تعالى؛ فالشيخ إنما قصد الرحمة والعلم المؤتى لا مطلق الرحمة والعلم ..
وبينت في مداخلة أخرى أن الاستدلال بالأعم على الأخص استدلال ضعيف عند الأصوليين ناقلا ذلك من كلام الشيخ رحمه الله تعالى في نفس القصة ..
وأوضحت لك أنه ينبغي في ردك على دليل الشيخ الأول أن تركز على محورين:
الأول: تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب على الأقل.
الثاني: أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى.
والشيخ نقل استقراءه من ذاكرته؛ وأنت عندك المصحف الرقمي، والمكتبات الألكترونية التي تحصر لك كلمة الرحمة في القرآن الكريم، وتجمع لك العلم المؤتى في القرآن الكريم بضغطة زر؛ فاستقرئ المراد في كتاب الله تعالى واخرج لنا برد على استقراء الشيخ رحمه الله تعالى حتى ننتقل إلى الدليل الثاني للشيخ وترد عليه بنفس الطريقة، حتى نصل إلى الحق في المسألة؛ فنسلم لأدلة الشيخ، أو نردها، ونقول بعدم نبوة الخضر.
بارك الله في الجميع.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Mar 2010, 11:38 م]ـ
أخي الكريم: مجدي.
وبينت لك في المداخلة التي بعد مداخلتك المذكورة أن كلامك خارج عن محل استدلال الشيخ رحمه الله تعالى؛ فالشيخ إنما قصد الرحمة والعلم المؤتى لا مطلق الرحمة والعلم ..
وبينت في مداخلة أخرى أن الاستدلال بالأعم على الأخص استدلال ضعيف عند الأصوليين ناقلا ذلك من كلام الشيخ رحمه الله تعالى في نفس القصة ..
وأوضحت لك أنه ينبغي في ردك على دليل الشيخ الأول أن تركز على محورين:
الأول: تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب على الأقل.
الثاني: أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى.
والشيخ نقل استقراءه من ذاكرته؛ وأنت عندك المصحف الرقمي، والمكتبات الألكترونية التي تحصر لك كلمة الرحمة في القرآن الكريم، وتجمع لك العلم المؤتى في القرآن الكريم بضغطة زر؛ فاستقرئ المراد في كتاب الله تعالى واخرج لنا برد على استقراء الشيخ رحمه الله تعالى حتى ننتقل إلى الدليل الثاني للشيخ وترد عليه بنفس الطريقة، حتى نصل إلى الحق في المسألة؛ فنسلم لأدلة الشيخ، أو نردها، ونقول بعدم نبوة الخضر.
بارك الله في الجميع.
أخي ابراهيم طلبت منك أن تضع لي الآيات التي قرر الشيخ أن الرحمة والعلم هي مختصة بالنبوة ,وأبشرك أني قد ضغطت الزر عدة مرات ولم أفهم هذا الإستقراء , فهل لك أن تبينه لي , ضع الآيات وستجد ما يقابلها لغير الأنبياء ,إلا آية واحدة قابلها الخضر.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:28 م]ـ
هذا باب في كتاب الإمام ابن حجر المسمى: (الزهر النضر في أخبار الخضر)، فيه زوائد وفوائد على ما أورده ابن في فتح الباري:
قال ابن حجر:
باب ما ورد في كونه نبياً:
15 قال الله تعالى في خبره عن موسى حكاية عنه: (وما فعلته عن أمري).
وهذا ظاهر أنه بأمر من الله، والأصل عدم الواسطة، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكره وهو بعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام؛ لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق.
فإن قلنا: إنه نبي، فلا إنكار في ذلك.
وأيضا كيف يكون غير النبي أعلم من النبي، وقد أخبر النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى: بلى عبدنا خضر.
وأيضا كيف يكون النبي تابعاً لغير النبي.
16 وقال الثعلبي: هو نبي في جميع الأقوال.
ص:67
17 وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي؛ كما قال قائلهم (ابن عربي):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
18 قال أبو جعفر بن جرير في تاريخه: كان الخضرممن كان في أيام "افريدون" الملك بن أثفيان في قول عامة أهل الكتاب الأوّل. وقيل موسى بن عمران -
وقيل: إنه كان على مقدَّمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم خليل الرحمن - وهو الذي قضى له بئر السبع -وهي بئر كان إبراهيم احتفرها لماشيته في صحراء الأردن- وإن قوماً من أهل الأردن ادعوا الأرض التي احتفر بها إبراهيم بئره فحاكمهم إبراهيم إلى ذي القرنين الذي ذكر أن الخضر كان على مقدمته أيام سيره في البلاد وأنه بلغ مع ذي القرنين - الذي ذكر أن الخضر كان ملتزمه - نهر الحياة فشرب من مائه - وهو لا يعلم ولا يعلم به ذو القرنين ومن معه - فخلد فهو حي عندهم إلى الآن.
19 - قال ابن جرير وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى استخلف على بني اسرائيل رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص وبعث الخضر معه نبيا.
ص:68
20 وقال ابن جرير بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام.
وقال وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه بالحق إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيا إلا في زمن ذلك الملك.
21 قلت بل يحتمل أن يكون قوله وبعث الخضر معه نبيا أي أيده لا أن ذلك الوقت كان وقت إنشاء نبوته فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك.
وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا.
22 ثم اختلف من قال إنه كان نبيا هل كان مرسلا فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل.
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه ارسل إلى قومه فاستجابوا له.
ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي.
وقال الثعلبي: هو نبي على جميع الأقوال، معمر محجوب عن الأبصار.
وقال أبو حيان في تفسيره: والجمهور على أنه نبي. وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر.
ص:69
23 وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفية، وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة وأبو بكر بن الأنباري في كتابه الزاهر؛ بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا؟.
وقال أبو القاسم القشيري في رسالته لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا.
24 وحكى الماوردي قولا ثالثا أنه ملك من الملائكة يتصور في صور الآدميين مغيرا ذاتا.
25 وقال أبو الخطاب بن دحية لا ندري هو ملك أو نبي أو عبد صالح.
26 وجاء من طريق أبي صالح - كاتب الليث- عن يحيى بن [ص:70] أيوب عن خالد بن يزيد أن كعب الأحبار قال:
إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الترك وهو بحر الصين فقال لأصحابه دلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ثم صعد.
فقالوا له يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر؟.
قال استقبلني ملك من الملائكة فقال لي كيف وقد أهوى رجل من زمان داود النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلاث مائة سنة.
أخرجه أبو نعيم في ترجمة كعب من الحلية".
وفي "الزهر النضر .. " فوائد علمية وتاريخية وحديثية أخرى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:51 م]ـ
أخي ابراهيم طلبت منك أن تضع لي الآيات التي قرر الشيخ أن الرحمة والعلم هي مختصة بالنبوة ,وأبشرك أني قد ضغطت الزر عدة مرات ولم أفهم هذا الإستقراء , فهل لك أن تبينه لي , ضع الآيات وستجد ما يقابلها لغير الأنبياء ,إلا آية واحدة قابلها الخضر.
نص كلام الشيخ رحمه الله تعالى في الأضواء:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أولا: أن الرحمة تكرر إطلاقها على النبوة في القرآن، وكذلك العلم المؤتى من الله تكرر إطلاقه فيه على علم الوحي. فمن إطلاق الرحمة على النبوة قوله: تعالى في الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمت ربك ... } الآية [43/ 31]، أي نبوته حتى يتحكموا في إنزال القرآن على رجل عظيم من القريتين. وقوله تعالى في سورة الدخان: {فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك ... } الآية [44/ 4 - 5]، وقوله تعالى في آخر القصص: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} الآية [28/ 86]، ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [4/ 113]، وقوله: {وإنه لذو علم لما علمناه ... } الآية [12/ 68]، إلى غير ذلك من الآيات. ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف. أضواء البيان - (3/ 322 - 323) دار الفكر الطبعة: 1415 هـ-
وأزيدك من الايات غير ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى: "وآتاني رحمة من عنده" وقوله تعالى: "وآتاني منه رحمة" وغيرها.
فالمقصود أخي الكريم في هذا الاستقراء واضح بين؛ وهو أن لفظ الرحمة والعلم المؤتى يتكرر إطلاقهما في القرآن الكريم على النبوة؛ إما بصفة كلية؛ فيكون استقراء كليا، أو بصفة جزئية فيكون جزئيا.
فإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة فهو ينقل استقراء الشيخ إلى جزئي وهو مختلف في حجيته، وإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة، وكانت آياتك أكثر؛ فهو يجعل استقراءك أقوى من استقراء الشيخ.
وعندها سننتقل إلى الدليل الثاني من أدلة الشيخ.
بارك الله في الجميع.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 08:05 م]ـ
هذا باب في كتاب الإمام ابن حجر المسمى: (الزهر النضر في أخبار الخضر)، فيه زوائد وفوائد على ما أورده ابن في فتح الباري:
قال ابن حجر:
باب ما ورد في كونه نبياً:
15 قال الله تعالى في خبره عن موسى حكاية عنه: (وما فعلته عن أمري).
وهذا ظاهر أنه بأمر من الله، والأصل عدم الواسطة، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكره وهو بعيد.
ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام؛ لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق.
فإن قلنا: إنه نبي، فلا إنكار في ذلك.
وأيضا كيف يكون غير النبي أعلم من النبي، وقد أخبر النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال لموسى: بلى عبدنا خضر.
وأيضا كيف يكون النبي تابعاً لغير النبي.
أخي عصام ,بداية سأحاول أن أضيف الى ما ذكرته سابقا. إتباع نبي لغير نبي ذكرت ذلك أنه ليس ممنتنعا كما في قصة طالوت الذي كان في جيشه نبي ورسول , وصلاة النبي خلف أبي بكر بدايةوقوله له بعد الصلاة ما منعك إشارة أن ذلك غير مستحيل.
أما كيف يحيط غير النبي أعلم من النبي. فالهدهد علم وأحاطبما لم يحط به سليمان عليه السلام.ولوكان ألأمر كذلك لكان الخضر أفضل من موسى عليهم السلام وإجماع أهل الحق على خلاف ذلك.
16 وقال الثعلبي: هو نبي في جميع الأقوال.
ص:67
17 وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي؛ كما قال قائلهم (ابن عربي):
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي
أما قول الثعالبي فهذا ما علمه. وقد نقل العديد من العلماء في كونه ليس نبيا.
أما القول الثاني فهو لأن الصوفية زعموا استغنائهم عن الوحي وأسقطوا الفرائض بشبهةأن الخضر ولي وموسى نبي فكان موسى يعلم بالظاهر ولا يستطيع أن يعلم علم الباطن الذي يفعله الولي وكان يعترض عليه , حتى بين له الخضر الخبر.
وهذا كله لا يفيد في دفع دليل ولا تقديمه, بل هو يبين أن الزنادقة يستخدمونمفهما مغلوطا.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 18 قال أبو جعفر بن جرير في تاريخه: كان الخضرممن كان في أيام "افريدون" الملك بن أثفيان في قول عامة أهل الكتاب الأوّل. وقيل موسى بن عمران -
وقيل: إنه كان على مقدَّمة ذي القرنين الأكبر الذي كان أيام إبراهيم خليل الرحمن - وهو الذي قضى له بئر السبع -وهي بئر كان إبراهيم احتفرها لماشيته في صحراء الأردن- وإن قوماً من أهل الأردن ادعوا الأرض التي احتفر بها إبراهيم بئره فحاكمهم إبراهيم إلى ذي القرنين الذي ذكر أن الخضر كان على مقدمته أيام سيره في البلاد وأنه بلغ مع ذي القرنين - الذي ذكر أن الخضر كان ملتزمه - نهر الحياة فشرب من مائه - وهو لا يعلم ولا يعلم به ذو القرنين ومن معه - فخلد فهو حي عندهم إلى الآن.
19 - قال ابن جرير وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى استخلف على بني اسرائيل رجلا منهم يقال له ناشية بن أموص وبعث الخضر معه نبيا.
ص:68
20 وقال ابن جرير بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام.
وقال وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه بالحق إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيا إلا في زمن ذلك الملك.
21 قلت بل يحتمل أن يكون قوله وبعث الخضر معه نبيا أي أيده لا أن ذلك الوقت كان وقت إنشاء نبوته فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك.
وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا.
بداية قلت في 21هي كلام ابن حجر رحمه الله.
لا تغني قال ولا قيل بدون سند يتحقق معه قبول الخبر أو رده فكيف وجل ذلك كما هو واضح من كلام ابن جرير أنه مننقل كتب أهل الكتاب وأخبار القصاص. ثم إنك ستجد ابن جرير رجح ما صح عن النبي عليه الصلاةوالسلام في الخضر.
وابن جرير فلم يرجح أنه نبي فقد قال:"وإنما قلنا: قول من قال: كان الخضر قبل موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم أشبهُ بالحق من القول الذي قاله ابن إسحاق وحكاه عن وهب بن منبّه، للخبر الذي رَوَىَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب، أنّ صاحب موسى بن عمران - وهو العالم الذي أمره الله تبارك بطلبه إذ ظن أنه لا أحدَ في الأرض أعلم منه - هو الخضر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمَ خلق الله بالكائن من الأمور الماضية، والكائن منها الذي لم يكن بعد."تاريخ الرسل والملوك - (ج 1 / ص 141)
وقال في مقدمة كتابه حاكيا ‘ن الأخبار التي يوردها:
"وليعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ اعتمادي في كلّ ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه، دون ما أدرك بحجج العقول، واستنبط بفكر النفوس، إلا اليسير القليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وما هو كائن من أبناء الحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بإخبار المخبرين، ونقل الناقلين، دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكر النفوس. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا."تاريخ الرسل والملوك - (ج 1 / ص 3)
22 ثم اختلف من قال إنه كان نبيا هل كان مرسلا فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل.
وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه ارسل إلى قومه فاستجابوا له.
ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي.
وقال الثعلبي: هو نبي على جميع الأقوال، معمر محجوب عن الأبصار.
وقال أبو حيان في تفسيره: والجمهور على أنه نبي. وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر.
وقال غيرهم أنه ليس نبيا ولا رسولا ...
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 09:03 م]ـ
نص كلام الشيخ رحمه الله تعالى في الأضواء:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أولا: أن الرحمة تكرر إطلاقها على النبوة في القرآن، وكذلك العلم المؤتى من الله تكرر إطلاقه فيه على علم الوحي. فمن إطلاق الرحمة على النبوة قوله: تعالى في الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمت ربك ... } الآية [43/ 31]، أي نبوته حتى يتحكموا في إنزال القرآن على رجل عظيم من القريتين. وقوله تعالى في سورة الدخان: {فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك ... } الآية [44/ 4 - 5]، وقوله تعالى في آخر القصص: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} الآية [28/ 86]، ومن إطلاق إيتاء العلم على النبوة قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [4/ 113]، وقوله: {وإنه لذو علم لما علمناه ... } الآية [12/ 68]، إلى غير ذلك من الآيات. ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف. أضواء البيان - (3/ 322 - 323) دار الفكر الطبعة: 1415 هـ-
وأزيدك من الايات غير ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى: "وآتاني رحمة من عنده" وقوله تعالى: "وآتاني منه رحمة" وغيرها.
فالمقصود أخي الكريم في هذا الاستقراء واضح بين؛ وهو أن لفظ الرحمة والعلم المؤتى يتكرر إطلاقهما في القرآن الكريم على النبوة؛ إما بصفة كلية؛ فيكون استقراء كليا، أو بصفة جزئية فيكون جزئيا.
فإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة فهو ينقل استقراء الشيخ إلى جزئي وهو مختلف في حجيته، وإن أتيت بآيات فيها إطلاق الرحمة والعلم المؤتى - لا غيرهما - على غير النبوة، وكانت آياتك أكثر؛ فهو يجعل استقراءك أقوى من استقراء الشيخ.
وعندها سننتقل إلى الدليل الثاني من أدلة الشيخ.
بارك الله في الجميع.
نعم النبوةوالرسالة رحمة. ولكن الذي أميل اليه هو كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله أنها رحمة خاصة غير النبوة:
قال المفسرون: كان ذلك المسلك للحوت سربا، ولموسى وفتاه عجبا، فلما قال له الفتى هذا القول، وكان عند موسى وعد من الله أنه إذا فقد الحوت، وجد الخضر، فقال موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} أي: نطلب {فَارْتَدَّا} أي: رجعا {عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} أي رجعا يقصان أثرهما إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه، وجدا عبدا من عبادنا، وهو الخضر، وكان عبدا صالحا، لا نبيا على الصحيح.
آتيناه [رحمة من عندنا أي: أعطاه الله رحمة خاصة بها زاد علمه وحسن عمله {وَعَلَّمْنَاهُ}] {مِنْ لَدُنَّا} [أي: من عندنا] عِلْمًا، وكان قد أعطي من العلم ما لم يعط موسى، وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء، وخصوصا في العلوم الإيمانية، والأصولية، لأنه من أولي العزم من المرسلين، الذين فضلهم الله على سائر الخلق، بالعلم، والعمل، وغير ذلك، فلما اجتمع به موسى قال له على وجه الأدب والمشاورة، والإخبار عن مطلبه."تفسير السعدي - (ج 1 / ص 481)
لم يذكر الشيخ آية عن الرحمة في النبوة إلا جاء أكثر منها على غير النبوة.ونفس الآية الأولى بعدها "ورحمة ربك خير مما يجمعون"بعد أن ذكرهم بالنعم التي قسمها الله لهم.
أشيد بمداخلة أخي الغامدي وأريد أن نتعرف على معنى النبوة إصطلاحا , بتعريف جامع مانع.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Mar 2010, 09:10 م]ـ
أخ مجدي
قلت أولاً إن العديد رجحوا أن الخضر ليس نبيئاً ..
وقلت آخراً: وغيرهم لا يرى أنه نبيء ولا رسول ..
ونحن يا أخي في منتدى، تعرض فيه الأقوال والأدلة والنقل عن الكتب، في محل النزاع .. ولا يحسن فيه الإضمار ولا الإحالات ولا التدليس ولا البلاغات ...
وأرى أن ردودك تنتقي أشياء تلزمني بها، وليست بلازمة ..
وتعرض عن الأشياء التي تلزمك .. فإما أن ترد على كل ما يورد من أدلة، أو تُعرض عنها وتبين سبب إعراضك ..
وقلت، وأنت تردّ على ابن حجر: إن ابن جرير رجح أنه ليس بنبيء .. ونقلتَ ما نقلتَ .. أين؟ لم أر نقلك يدل على ترجيح ولا غيره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بل كلام ابن جرير هذا الذي نقلتَه كان في مسألة أخرى غير مسألتنا هذه (نبوءة الخضر)، فهو في نقلك هذا عنه يتكلم عن زمن الخضر .. متى كان؟ .. لا عن النبوءة .. فهلا نقلت كلامه في النبوءة ..
وأنبه إلى خطورة تكذيبك أخبار بني إسرائيل مطلقاً في أمور تخص تاريخهم وتاريخ أنبئائهم، فقد جاء الأمر عن النبيء صلى الله عليه وسلم بأن لا نكذبهم مطلقاً ولا نصدقهم مطلقاً .. وهو منهج ابن جرير وغيره من مؤرخي الإسلام.
أما النبوءة فهي إخبار عن الله فيما لا يكون إلا من الله.
فكيف تراها أنت؟.
وفقك الله.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 10:58 م]ـ
أخ مجدي
قلت أولاً إن العديد رجحوا أن الخضر ليس نبيئاً ..
وقلت آخراً: وغيرهم لا يرى أنه نبيء ولا رسول ..
ونحن يا أخي في منتدى، تعرض فيه الأقوال والأدلة والنقل عن الكتب، في محل النزاع .. ولا يحسن فيه الإضمار ولا الإحالات ولا التدليس ولا البلاغات ...
وأرى أن ردودك تنتقي أشياء تلزمني بها، وليست بلازمة ..
وتعرض عن الأشياء التي تلزمك .. فإما أن ترد على كل ما يورد من أدلة، أو تُعرض عنها وتبين سبب إعراضك ..
.
أخي عصام لا أحب أن أكرر ما تم طرحه في مداخلات سابقة. ولا أذكر أني قلت شيء دون توثيق له.
ما هي الأمور التي تلزمني ولم ألتزم بها؟
ألا ترى أنكم تكررون نفس الأدلة؟ وبعضها تم الإجابةعليه أكثر من مرة!!
فأطلب منك أن تخبرني بإلزام قلته وتجاهلته. قد أكون لم أنتبه له ..
وقلت، وأنت تردّ على ابن حجر: إن ابن جرير رجح أنه ليس بنبيء .. ونقلتَ ما نقلتَ .. أين؟ لم أر نقلك يدل على ترجيح ولا غيره ..
بل كلام ابن جرير هذا الذي نقلتَه كان في مسألة أخرى غير مسألتنا هذه (نبوءة الخضر)، فهو في نقلك هذا عنه يتكلم عن زمن الخضر .. متى كان؟ .. لا عن النبوءة .. فهلا نقلت كلامه في النبوءة ..
.
لم أقل ما زعمت عن ابن جريروإنما قلت نافيا أن يكون ابن جرير رجح كونه نبيا فقلت:
"وابن جرير فلم يرجح أنه نبي"لم يرجح لم يثبت, وقد سبق أن نقلت تفسيره بما يدعم كلامي مع الربط.
بالنسبة للإسرائيليات سبق وأن ذكرتها وقلت ما يجب فيها. فمن أين أتيت بأني أكذبها على الإطلاق؟
على أي حال لقد نقلت من تاريخ الطبري رحمه الله عبارة توضح سبب تكذيب الخبر بأنه ليس موسى بني اسرائيل.
و نقلي من السطور التي نقل منها ابن حجر رحمه الله تعالى.وإن زعمت العكس فأرجو أن تضع النقل.
أما النبوة:
أفضل ما قيل فيه قول شيخ الاسلام "فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي "
والذي أجده جامعا مانعا:"من أوحى الله اليه في أمر الشريعة وأمره بتبليغه للناس"
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:28 م]ـ
نعم النبوةوالرسالة رحمة. ولكن الذي أميل اليه هو كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله أنها رحمة خاصة غير النبوة:
قال المفسرون: كان ذلك المسلك للحوت سربا، ولموسى وفتاه عجبا، فلما قال له الفتى هذا القول، وكان عند موسى وعد من الله أنه إذا فقد الحوت، وجد الخضر، فقال موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} أي: نطلب {فَارْتَدَّا} أي: رجعا {عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} أي رجعا يقصان أثرهما إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه، وجدا عبدا من عبادنا، وهو الخضر، وكان عبدا صالحا، لا نبيا على الصحيح.
آتيناه [رحمة من عندنا أي: أعطاه الله رحمة خاصة بها زاد علمه وحسن عمله {وَعَلَّمْنَاهُ}] {مِنْ لَدُنَّا} [أي: من عندنا] عِلْمًا، وكان قد أعطي من العلم ما لم يعط موسى، وإن كان موسى عليه السلام أعلم منه بأكثر الأشياء، وخصوصا في العلوم الإيمانية، والأصولية، لأنه من أولي العزم من المرسلين، الذين فضلهم الله على سائر الخلق، بالعلم، والعمل، وغير ذلك، فلما اجتمع به موسى قال له على وجه الأدب والمشاورة، والإخبار عن مطلبه."تفسير السعدي - (ج 1 / ص 481)
لم يذكر الشيخ آية عن الرحمة في النبوة إلا جاء أكثر منها على غير النبوة.ونفس الآية الأولى بعدها "ورحمة ربك خير مما يجمعون"بعد أن ذكرهم بالنعم التي قسمها الله لهم.
أشيد بمداخلة أخي الغامدي وأريد أن نتعرف على معنى النبوة إصطلاحا , بتعريف جامع مانع.
مع محاولتي فإني لم أستطع - فيما يبدو - أن أوضح لك دليل الاستقراء هذا، مع أني بينت لك:
أ - أنه يجب قصره على الرحمة والعلم المؤتى، وأنت مصمم على تعميمهما،
ب - أن الشيخ بين ما في الاستدلال بالأعم على الأخص.
ج - أن المنصوص في علم الأصول أن صورة النزاع تترك من الاستقراء.
مع كل ذلك فإنك تستدل بالأعم على الأخص، وتعمم العلم المؤتى والرحمة
، وتدخل صورة محل النزاع في الاستدلال الاستقرائي ..
ولكن لا بأس.
فلننتقل إلى الدليل الثاني - لعلنا نستفيد منه ما لم نفهم من الدليل الأول -:
قوله "وما فعلته عن أمري" على ماذا تدل عندك إذا لم تدل على أنه فعل ما فعل بأمر الله؟.
وإذا كنت ترى أنه فعله عن أمر الله؛ فبأي طريق يعرف أمر الله غير طريق الوحي؟
وإذا كان لا يعرف إلا من طريق الوحي أليس الوحي نبوة في أسمى معانيها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:15 ص]ـ
مع محاولتي فإني لم أستطع - فيما يبدو - أن أوضح لك دليل الاستقراء هذا، مع أني بينت لك:
أ - أنه يجب قصره على الرحمة والعلم المؤتى، وأنت مصمم على تعميمهما،
ب - أن الشيخ بين ما في الاستدلال بالأعم على الأخص.
ج - أن المنصوص في علم الأصول أن صورة النزاع تترك من الاستقراء.
مع كل ذلك فإنك تستدل بالأعم على الأخص، وتعمم العلم المؤتى والرحمة
، وتدخل صورة محل النزاع في الاستدلال الاستقرائي ..
ولكن لا بأس.
فلننتقل إلى الدليل الثاني - لعلنا نستفيد منه ما لم نفهم من الدليل الأول -:
قوله "وما فعلته عن أمري" على ماذا تدل عندك إذا لم تدل على أنه فعل ما فعل بأمر الله؟.
وإذا كنت ترى أنه فعله عن أمر الله؛ فبأي طريق يعرف أمر الله غير طريق الوحي؟
وإذا كان لا يعرف إلا من طريق الوحي أليس الوحي نبوة في أسمى معانيها؟
أخي ابراهيم أنت طلبت مني سابقا أن أبحث عن الرحمة المؤتى من الله, فهل فعلت ذلك؟
أجدني مضطرا أن أعيد وأكرر لم يكن ذلك خاصا بالنبوة واليك هذه الآية هل تجيبني عليها:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الحديد/28]
على أي حال الثاني تقول هل يمكن معرفة ذلك من غير وحي؟
نعم يمكن أن يعرفه بوحي نبي آخر.ويمكن أن يكون كما قال ذوالقرنين "قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" [الكهف/98] ,وذكرت لكمن الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.
وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به. وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.
وكذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن فعل الخضر أنه لم يكن منافيا للشرع.كما ذكر عن ابن عباس في قصة الغلام.
أعطيك أمرا آخر يساعدنا في فهم القصة. وهي أن موسى أصبح والخضر في معرفةذلك سواء بعدما أخبره الخضر لذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
ومعنى هذا ودننا لو لم يستعجل موسى عليه السلام فنعلم من خبرهم أمرا بالإضافة لما ذكر.
وقوله وما فعلته عن أمري تعني بدون علم علمني إياه ربي ,وكلفني به.
"عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنَهَا إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ وَهِيَ تُرْضِعُهُ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْ ابْنِي حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ رَجَعَ فِي الثَّدْيِ وَمُرَّ بِامْرَأَةٍ تُجَرَّرُ وَيُلْعَبُ بِهَا فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا تَزْنِي وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَيَقُولُونَ تَسْرِقُ وَتَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 285)
فهذا الرضيع أجرى الله على لسانه حال الراكب وحال التي اتهمت. فلا سبيل له بمعرف أصل هذه الأمور وهوطفل فهو ليس نبي ولكن الله أجرى بلسانه الحق.
وكذا حديث المحدثون:"أنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"صحيح البخاري - (ج 11 / ص 288)
والله تعالى أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:34 م]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
من أبسط أسس الحوار في علم المنطق: الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة.
ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا، وكان له محله في الاستدلال، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال، ويراعى كل بحسبه.
أما استدلالك بالآية التي ذكرت؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع.
ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة.
أما قولك: نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر، فهو مخالف للإجمال المذكور، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ... أما قولك: وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.
فهل قال واحد من الإثنين: "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش.
أما قولك: وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به.
فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي.
وأما قولك: وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.
لم أفهم هذا؛ فكل منهما يوحى إليه، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..
أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا؛ لأن الغلام لم يقل: "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام.
فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.
وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء.
والله تعالى أعلم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Mar 2010, 03:29 م]ـ
أخ مجدي
إذا قال أهل الكتاب: إن الخضر نبيء، وإن العزير نبيء، وإن يوشع نبيء ... ؛ فهل تصدق بذلك الخبر؟ أو تنكره؟.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 05:10 م]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
من أبسط أسس الحوار في علم المنطق: الاعتراض على الدليل كما هو مع مراعاة محل الاستدلال منه؛ ثم ترتيب الاعتراضات حتى ينتقل من الدليل الأقوى إلا الدليل القوي ...
أعني يجب أن تعرض ما تعتقد أنه إطلاق للرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على غير النبوة.
ثم تقوم بإحصائية لما استدل به الشيخ من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فإن كان إطلاق الرحمة والعلم المؤتى على النبوة هو الأغلب كان ذلك استقراء جزئيا أو ناقصا، وكان له محله في الاستدلال، وإن لم تجد آية خرمت استقراء الشيخ كان استقراؤه تاما وله محله في الاستدلال، ويراعى كل بحسبه.
أما استدلالك بالآية التي ذكرت؛ فمع أنه خارج عن المطلوب بالقيد المذكور؛ لأن "يؤتكم" ليست مثل "آتاكم" لعدم دلالة المضارع على الماضي، والشرط المذكور في صدرها يخرجها عن محل النزاع.
ومع كل ذلك - وكفى به - فإن معنى الرحمة هنا والنور إنما هو العلم الذي يفرق به بين الحق والباطل، وهو ما كان عن طريق الوحي والنبوة.
أما قولك: نعم يمكن أن يكون من طريق نبي آخر، فهو مخالف للإجمال المذكور، لأن "وما فعلته عن أمري" ظاهرة في أنه إنما فعله بأمر الله المباشر لا من طريق نبي آخر، ولا تصرف عن هذا الظاهر إلا بدليل؛ لأن هذا التفسير يؤدي إلى التسلسل في المناظرات وهو ممنوع؛ بدليل أنه قد يأتي آخر فيقول بل فعله بأمر عالم آخر أمره به نبي آخر ... أما قولك: وذكرت لكم من الأخبار نظير ذلك.كقصة الراهب وقصة الرضيع.
فهل قال واحد من الإثنين: "وما فعلته عن أمري" لا بد - أخي الكريم - من الارتباط بالدليل محل النقاش.
أما قولك: وكذا يمكن أن يعلمه بعلم خصه الله به.
فهذا لا خلاف فيه بل هو نص الآية؛ ولكن هل يعلم العلم من الله تعالى الذي تقتل به الأنفس إلا من طريق الوحي.
وأما قولك: وهنا أريد منك أن تذكر الفرق بين علم موسى وعلم الخضر. فموسى يعلم بالوحي , فإن كان الخضر يوحى اليه فموسى يوحى اليه.
لم أفهم هذا؛ فكل منهما يوحى إليه، وكذلك موسى وعيسى يوحى إليهما وشرع كل منهما مختلف عن الآخر وهكذا في سائر الأنبياء ..
أما قصة الغلام الأخيرة فهي كذلك لا تصلح دليلا في محل نزاعنا؛ لأن الغلام لم يقل: "وما قلت كذا عن أمري" ولأن ما قام به الخضر بعيد كل البعد عن كلمات قالها هذا الغلام.
فالمقارنة بينهما كمن يقارن جبلا بحصاة.
وأما مسألة التحديث والإلهام المذكورة؛ فهل يمكن في رأيك القيام بأعمال مثل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام بمجرد الإلهام والتحديث، إذن لا عتب على الصوفية حين يبيحون المحرمات بدعوى الإلهام من الأولياء.
والله تعالى أعلم.
ما يخص المداخلة , لا أملك الا ما قلته لك. حتى ما يتعلق بالصوفية فقد سبقت الإجابة عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 05:15 م]ـ
أخ مجدي
إذا قال أهل الكتاب: إن الخضر نبيء، وإن العزير نبيء، وإن يوشع نبيء ... ؛ فهل تصدق بذلك الخبر؟ أو تنكره؟.
هم قالوا أيضا أن داوود ملك وليس نبي فما رأيك؟
وقالوا بولس نبي!!!!
أخي الأمر معروف: ما وافق كتاب الله وسنة محمد عليه الصلاة والسلام نوافقه. وما خالفه ننكره وما لم يوافق أو يخالف نتوقف فيه. فلا نكذبه ويكون صدقا ولا نصدقه فيكون كذبا.
"ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم "السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 6 / ص 303)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 05:27 م]ـ
لماذا يكرر سؤال سبق الجواب عليه بوضوح؟!
عند سؤالكم عن من قتل بزعم ما فعله الخضر قلت.
إذا فعل ذلك يقتل إجماعاً إلا بموانع القصاص , لأن الشريعة تقتضي ذلك , والولي يوافق الشريعة ولا يخالفها , وهي التي أمرت بحساب الناس بالظواهر ولم تحاسبهم بالسرائر , ولذلك قال الخضر لموسى عليه السلام " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " وعلل الخضر ذلك بعلة هي "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا "وهذا معنى قول الخضر لموسى عندما نقر العصفور في السفينة " مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 207)
والخضر لم يكن مأمورا بإتباع شريعة موسى عليه السلام. ولا كان موسى مأمورا أن يفعل مثل الخضر ولا أن يتبع فعله , بل إفتقر موسى لعلم منع عنه أن يفعل مثل الخضر.
ومعلوم إجماعا أن شريعة محمد واجبة الإتباع دون غيرها من الشرائع , فلو قال إنسان , أنا أُحرم كل ذي ظفر , قيل له إن الله أباح ذلك بعد أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم. فإن لم يتبع ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام كفر بنبوته فنقض دينه بتكذيب النبوة وإتباع الهوى.
فالقياس هنا فاسد لأنه إعتمد على قياس حال المأمور بإتباع شرع بحال الذي لم يؤمر بإتباع شرع نبي كان زمنه.
ولما إدعى بعضهم أن الوحي ينزل عليه قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: صدقكما قال سعيد بن وهب "قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق: ثم تلى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} ".مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 253).
القصد أن الناس يمكنهم أن يكذبون ويدعون الباطل ولكن الشرع حكم بيننا بعد أن نسخ كل شريعة.
أما موسى عليه السلام فلم يستطيع أن يصبر لعدم علمه بما سيحدث ولو علم ذلك من الخضر لما كان الأمر عجيبا لموسى عليه السلام.
وهذا العلم هو مثل ما حصل مع ذالك الرضيع عندما أخبر بحال الرجل الراكب ذو السمة والجارية التي ضربت , وقد سبق أن طلبت منك الفرق بين الأمرين كي نعرف هل ذاك الطفل أوحي اليه؟
وكذا عن كتب أهل الكتاب:
أخي عصام. .................
أما الإستدلال بقول أهل الكتاب فلا يلزمنا ولو لزمنا لجعلنا داود ليس نبيا وأثبتنا النبوة لغيره.ولكن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا علم لنا به.
قصة الراهب فيها أنه قال للصبي من أبوك فأجابه. وكذا الطفل الذي يرضع من أمه فإنه قد أخبر بحال الرجل والجارية.
أما عزير فلا أعلم من قال من أهل شرعتنا بنبوته. وكتب أهل الكتاب لا يعول عليها إثباتا ولا نفيا.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:58 م]ـ
هم قالوا أيضا أن داوود ملك وليس نبي فما رأيك؟
وقالوا بولس نبي!!!!
أخي الأمر معروف: ما وافق كتاب الله وسنة محمد عليه الصلاة والسلام نوافقه. وما خالفه ننكره وما لم يوافق أو يخالف نتوقف فيه. فلا نكذبه ويكون صدقا ولا نصدقه فيكون كذبا.
"ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم "السلسلة الصحيحة - مختصرة - (ج 6 / ص 303)
أخي مجدي
لقد أجملت في محل يحسن فيه التفصيل في شأن روايات أهل الكتاب الأول ..
لأنك بإجمالك هذا خلطت بين ما يجب وما يباح، وما يقبل منها وما لا يقبل ..
ولم أفهم منك إلا أنك تلغي قبول روايات أهل الكتاب أيةً كانت ..
وإذا لم يكن عندك تفصيل التعامل مع روايات بني إسرائيل ذكرته لك؛ لأهميته في هذا الموضوع.
ولا جواب لي عن إنكارهم نبوة داوود أو إثباتهم نبوءة بولس؛ الذي ذكرته، إلا بعد معرفة هذا التفصيل.
بارك الله فيك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:38 م]ـ
ما يخص المداخلة , لا أملك الا ما قلته لك. .
إذن بقيت أدلة الشيخ هي ما يمكن الاعتماد عليه حتى نجد معارضا لها، ولم يذكر العلامة السعدي في نقلك عنه ما يصلح للا ستمساك به في محل النزاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:54 م]ـ
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال:
هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي؟
إذا كان علما كسبيا، فهل له أسباب توصل إليه؟
وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي؟
فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟
وإن كان الوحي، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 Mar 2010, 11:59 م]ـ
أخي مجدي
لقد أجملت في محل يحسن فيه التفصيل في شأن روايات أهل الكتاب الأول ..
لأنك بإجمالك هذا خلطت بين ما يجب وما يباح، وما يقبل منها وما لا يقبل ..
ولم أفهم منك إلا أنك تلغي قبول روايات أهل الكتاب أيةً كانت ..
وإذا لم يكن عندك تفصيل التعامل مع روايات بني إسرائيل ذكرته لك؛ لأهميته في هذا الموضوع.
ولا جواب لي عن إنكارهم نبوة داوود أو إثباتهم نبوءة بولس؛ الذي ذكرته، إلا بعد معرفة هذا التفصيل.
بارك الله فيك.
جزاك الله خيرا أظن أخي عصام الأمر يستحق أن يفرد بموضوع جديد إذا قمت بفتحه سأكون من المشاركين فيه بإذنه تعالى.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:03 ص]ـ
إذن بقيت أدلة الشيخ هي ما يمكن الاعتماد عليه حتى نجد معارضا لها، ولم يذكر العلامة السعدي في نقلك عنه ما يصلح للا ستمساك به في محل النزاع.
أخي من يثبت النبوة هو من يحتاج لدليل ليقنع من لا يقول بنبوته لأن الأصل هو عدم النبوة, وكنت أنتظر منك تعريف النبوة ,كي نناقش بعد ذلك هل الخضر نبي أم لا.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:22 ص]ـ
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال:
هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي؟
إذا كان علما كسبيا، فهل له أسباب توصل إليه؟
وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي؟
فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟
وإن كان الوحي، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
أخي ابا سعد , لقد قمت بطرح سؤال وتركتنا ....... :)
وأظن أنه يجب علينا أن نعود لتعريف النبي , ونناقش التعريف الجامع المانع.
إذا اتفقنا ستزول الكثير من الإشكاليات.
وضعت تعريف النبي ووضع الأخ عصام تعريفا , وأنتظر باقي الأخوة ليضعوا ما يرونه صوابا في ذلك , ثم نناقش التعاريف.
أفضل ما قيل فيه قول شيخ الاسلام "فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي ".
والذي أجده جامعا مانعا:"من أوحى الله اليه في أمر الشريعة وأمره بتبليغه للناس".
وجوابي وفقا للتعريف ليس كل من أوحي اليه نبي , وإنما النبوة وحي مخصوص.وكل الوحي قد انقطع ببعث محمد صلى الله عليه وسلم إلا له عليه السلام وعليه ختم الوحي والنبوة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Mar 2010, 01:01 ص]ـ
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال:
هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي؟
إذا كان علما كسبيا، فهل له أسباب توصل إليه؟
وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي؟
فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟
وإن كان الوحي، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
أسئلة موفقة؛ وتصب في صلب الموضوع.
أما مسألة النبوة والوحي؛ فسوف يظل الخلاف فيه كما هو؛ لأنه لا أدلة غير ما استدل به أهل العلم المختلفون في ذلك.
وهي مسألة لغوية واصطلاحية، ولن نستفيد من نقاشها لأن اللغة محسومة سلفا، والاصطلاح لا مشاحة فيه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Mar 2010, 01:10 ص]ـ
أخي من يثبت النبوة هو من يحتاج لدليل ليقنع من لا يقول بنبوته لأن الأصل هو عدم النبوة, وكنت أنتظر منك تعريف النبوة ,كي نناقش بعد ذلك هل الخضر نبي أم لا.
لقد نقلت لك أدلة أهل العلم على نبوة الخضر؛ ولم أستطع إيضاح الدليل الأول لك مع محاولتي ذلك.
أما الدليل الثاني فاعترضت عليه باعتراضات وأجبتك عنها، ولم تجب عن جواب الاعتراضات ولم تعترض اعتراضات جديدة عليه.
أسلوب البحث معروف لدى الجميع ولكن أذكرك به:
تعرض الأدلة.
يعترض عليها.
يجاب عن الاعتراضات.
يجاب عن جواب الاعتراضات.
وهكذا حتى يصل الجميع لما يعتقدون أنه هو الحق فيما يخص ذلك الدليل.
ثم ينتقلون إلى الدليل الآخر وهكذا.
ولا بد من سعة البال في الحوار الذي ترجى منه الفائدة.
أما تعريف النبوة؛ فهو يرجع أولا إلى التفريق بين النبي والرسول.
وقد بينت أن مسألة تعريف النبوة لا تحتاج إلى بحث؛ لأنها لغوية واصطلاحية.
أما اللغة فمحسومة سلفا ولا رأي فيها ولا اجتهاد وإنما هو النقل المحض.
وأما الاصطلاح فلا مشاحة فيه؛ فقد يقول ابن حزم إن النبوة هي كذا، ويدخل فيها كذا تبعا لاصطلاحه.
ثم يأتي آخر فيقول بل هي كذا ولا يدخل فيها ما أدخل ابن حزم ومن معه.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Mar 2010, 01:25 ص]ـ
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال:
هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي؟
إذا كان علما كسبيا، فهل له أسباب توصل إليه؟
وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي؟
فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟
وإن كان الوحي، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
أخي أبا سعد
العود أحمد!
أحاول الإجابة عن أسئلتك .. وأظن أن الجميع سيوافق عليها.
1) علم الخضر وهبي.
2) طريقه الوحي.
3) ليس كل من يوحى إليه نبيئاً.
أظن أن هذا القدر متفق عليه في هذه المحاورة ..
فإذا رأى الإخوة ذلك فليصرحوا الموافقة ..
وذلك لتبقى نقطة الخلاف محصورة في الوصف الشرعي للخضر .. وإن لا .. فلا ..
وفقك الله الجميع.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:32 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رادا على من قال إنه يستغني عن الرسول:
" قسم منافقون وإن أظهروا الإسلام وكان في بعضهم زهادة وعبادة يظنون أن إلى الله طريقاً غير الإيمان بالرسول ومتابعته وأن من أولياء الله من يستغني عن متابعة الرسول كاستغناء الخضر عن إتباع موسى وفي هؤلاء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى الله عليه وسلم إما تفضيلاً مطلقاً أو في بعض صفات الكمال وهؤلاء منافقون كفار يجب قتلهم بعد قيام الحجة عليهم فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع النقلين إنسهم وجنهم، زهادهم وملوكهم وموسى عليه السلام إنما بعث إلى قومه لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر إتباعه بل قال له: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من الله تعالى علمكه الله لا أعلمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ".
وقال الله تعالى: " يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض " وقال تعالى: " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً "." انتهى
وقال رحمه الله:" ولكن من هؤلاء من لا يرى ذلك ولكن يرى أن له طريقاً إلى الله غير اتباع الرسول، ويسوغ لنفسه اتباع تلك الطريق وإن خالف شرع الرسول، ويحتجون بقصة موسى والخضر.
ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل ولهذا جاء في الحديث الصحيح " أن موسى لما سلم على الخضر قال وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه " ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم " فضلنا على الناس بخمس: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأي رجل أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة " وقد قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وقال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الآية."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 262)
وقال رحمه الله تعالى:
"فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الثقلين: انسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحد أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر.
الثاني أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإنسان أن يحفظه لصاحبه بإتلاف بعضه فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
الوجه الثامن أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان (أحدهما) علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الأمر على عليه فلا بد أن يراه هكذا.
وهذا الذي زعمه من أن الولي يأخذ عن الله في السر ما يتبع فيه الرسل كأئمة العلماء مع اتباعهم، فيه من الاتحاد ما لا يخفى على من يؤمن بالله ورسله، فإن هذا يدعي أنه أوتي مثل ما أوتي رسل الله، ويقول أنه أوحي إلي ولم يوح إليه شيء، ويجعل الرسل بمنزلة معلمي الطب والحساب والنحو وغير ذلك إذا عرف المتعلم الدليل الذي قال به معلمه فينبغي موافقته لمشاركته له في العلم لا لأنه رسول وواسطة من الله إليه في تبليغ الأمر والنهي. وهذا الكفر يشبه كفر مسيلمة الكذاب ونحو ممن يدعي أنه مشارك للرسول في الرسالة، وكان يقول مؤذنه أشهد أن محمد ومسيلمة رسولا الله."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 263)
وقال ابن ابي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية:
وَأَمَّا مَنْ يَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي تَجْوِيزِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْوَحْيِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ، الَّذِي يَدَّعِيهِ بَعْضُ مَنْ عَدِمَ التَّوْفِيقَ -: فَهُوَ مُلْحِدٌ زِنْدِيقٌ. فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَى الْخَضِرِ، وَلَمْ يَكُنِ الْخَضِرُ مَأْمُورًا بِمُتَابَعَتِهِ. وَلِهَذَا قَالَ لَهُ: أَنْتَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ، وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ، وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ، إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ، فَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْخَضِرِ مَعَ مُوسَى، أَوْ جَوَّزَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ -: فَلْيُجَدِّدْ إِسْلَامَهُ، وَلْيَشْهَدْ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَإِنَّهُ مُفَارِقٌ لِدِينِ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ. وَهَذَا الْمَوْضِعُ مُفَرِّقٌ بَيْنَ زَنَادِقَةِ الْقَوْمِ وَأَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ، [وَحَرِّكْ تَرَ].
وَكَذَا مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِرِجَالٍ مِنْهُمْ حَيْثُ كَانُوا!! فَهَلَّا خَرَجَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فَطَافَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُحْصِرَ عَنْهَا، وَهُوَ يَوَدُّ مِنْهَا نَظْرَةً؟! وَهَؤُلَاءِ لَهُمْ شَبَهٌ بِالَّذِينِ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً}، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. "
شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (ج 3 / ص 261 - 260)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:12 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رادا على من قال إنه يستغني عن الرسول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قسم منافقون وإن أظهروا الإسلام وكان في بعضهم زهادة وعبادة يظنون أن إلى الله طريقاً غير الإيمان بالرسول ومتابعته وأن من أولياء الله من يستغني عن متابعة الرسول كاستغناء الخضر عن إتباع موسى وفي هؤلاء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى الله عليه وسلم إما تفضيلاً مطلقاً أو في بعض صفات الكمال وهؤلاء منافقون كفار يجب قتلهم بعد قيام الحجة عليهم فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع النقلين إنسهم وجنهم، زهادهم وملوكهم وموسى عليه السلام إنما بعث إلى قومه لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر إتباعه بل قال له: إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وأنت على علم من الله تعالى علمكه الله لا أعلمه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ".
وقال الله تعالى: " يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض " وقال تعالى: " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً "." انتهى
وقال رحمه الله:" ولكن من هؤلاء من لا يرى ذلك ولكن يرى أن له طريقاً إلى الله غير اتباع الرسول، ويسوغ لنفسه اتباع تلك الطريق وإن خالف شرع الرسول، ويحتجون بقصة موسى والخضر.
ولا حجة فيها لوجهين (أحدهما) أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى فإن موسى كان مبعوثاً إلى بني إسرائيل ولهذا جاء في الحديث الصحيح " أن موسى لما سلم على الخضر قال وأنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال نعم، قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه. وأنا على علم من الله علمنيه لا تعلمه " ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم " فضلنا على الناس بخمس: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأي رجل أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة " وقد قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وقال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الآية."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 262)
وقال رحمه الله تعالى:
"فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الثقلين: انسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، ملوكهم وزهادهم، الأولياء منهم وغير الأولياء. فليس لأحد الخروج عن مبايعته باطناً وظاهراً، ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة في دقيق ولا جليل، لا في العلوم ولا الأعمال، وليس لأحد أن يقول له كما قال الخضر لموسى، وأما موسى فلم يكن مبعوثاً إلى الخضر.
الثاني أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الأمور التي فعلها تباح في الشريعة، إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر، ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك، ولو كان مخالفاً لشريعته لم يوافقه بحال.
وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإنسان أن يحفظه لصاحبه بإتلاف بعضه فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذبح الشاة التي خاف عليها الموت. وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبي الصائل، ولهذا قال ابن عباس: وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم. وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا كان لذرية قوم صالحين.
الوجه الثامن أنه قال: ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط إلى آخر كلامه وهو متضمن أن العلم نوعان (أحدهما) علم الشريعة وهو يأخذه عن الله كما يأخذ النبي فإنه قال والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضية وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الأمر على عليه فلا بد أن يراه هكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي زعمه من أن الولي يأخذ عن الله في السر ما يتبع فيه الرسل كأئمة العلماء مع اتباعهم، فيه من الاتحاد ما لا يخفى على من يؤمن بالله ورسله، فإن هذا يدعي أنه أوتي مثل ما أوتي رسل الله، ويقول أنه أوحي إلي ولم يوح إليه شيء، ويجعل الرسل بمنزلة معلمي الطب والحساب والنحو وغير ذلك إذا عرف المتعلم الدليل الذي قال به معلمه فينبغي موافقته لمشاركته له في العلم لا لأنه رسول وواسطة من الله إليه في تبليغ الأمر والنهي. وهذا الكفر يشبه كفر مسيلمة الكذاب ونحو ممن يدعي أنه مشارك للرسول في الرسالة، وكان يقول مؤذنه أشهد أن محمد ومسيلمة رسولا الله."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 263)
وقال ابن ابي العز في شرحه للعقيدة الطحاوية:
وَأَمَّا مَنْ يَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي تَجْوِيزِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْوَحْيِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ، الَّذِي يَدَّعِيهِ بَعْضُ مَنْ عَدِمَ التَّوْفِيقَ -: فَهُوَ مُلْحِدٌ زِنْدِيقٌ. فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إِلَى الْخَضِرِ، وَلَمْ يَكُنِ الْخَضِرُ مَأْمُورًا بِمُتَابَعَتِهِ. وَلِهَذَا قَالَ لَهُ: أَنْتَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثٌ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ، وَلَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى حَيَّيْنِ لَكَانَا مِنْ أَتْبَاعِهِ، وَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ، إِنَّمَا يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ، فَمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْخَضِرِ مَعَ مُوسَى، أَوْ جَوَّزَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَّةِ -: فَلْيُجَدِّدْ إِسْلَامَهُ، وَلْيَشْهَدْ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَإِنَّهُ مُفَارِقٌ لِدِينِ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ. وَهَذَا الْمَوْضِعُ مُفَرِّقٌ بَيْنَ زَنَادِقَةِ الْقَوْمِ وَأَهْلِ الِاسْتِقَامَةِ، [وَحَرِّكْ تَرَ].
وَكَذَا مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِرِجَالٍ مِنْهُمْ حَيْثُ كَانُوا!! فَهَلَّا خَرَجَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فَطَافَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُحْصِرَ عَنْهَا، وَهُوَ يَوَدُّ مِنْهَا نَظْرَةً؟! وَهَؤُلَاءِ لَهُمْ شَبَهٌ بِالَّذِينِ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى حَيْثُ يَقُولُ: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً}، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. "
شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (ج 3 / ص 261 - 260)
أين موضوعنا من هذا النقل؟.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أظن أخي عصام الأمر يستحق أن يفرد بموضوع جديد إذا قمت بفتحه سأكون من المشاركين فيه بإذنه تعالى.
ما عنوان هذا الموضوع الجديد؟.
لم تجب عن السؤال المحدد الذي عرضته عليك! .. وهو:
هل تصدق علماء بني إسرائيل إذا قالوا: إن الخضر نبيء؟.
نعم أو لا.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 05:09 م]ـ
أين موضوعنا من هذا النقل؟.
أخي عصام: هذا لبيان الرد على ما قيل في المداخلات السابقة لو قام إنسان بقتل إنسان بزعمه أن له حال كحال الخضر.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 05:12 م]ـ
ما عنوان هذا الموضوع الجديد؟.
لم تجب عن السؤال المحدد الذي عرضته عليك! .. وهو:
هل تصدق علماء بني إسرائيل إذا قالوا: إن الخضر نبيء؟.
نعم أو لا.
الإجابة بعدم تكذيبهم ولا تصديقهم. وإنما نروي ذلك عنهم بلا حرج.
الموضوع الذي أردت أن نتكلم فيه هو:
النقل من كتب أهل الكتاب أو التعامل مع مرويات اهل الكتاب.
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:43 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا وبما أن حديثكم عن الخضر فعندي سؤال خارج عن محل نقاشكم لكن رأيت من المناسب طرحه لعلي أستفيد من علمكم وأنتفع بما تقولونه.
من المعلوم أن هناك من العلماء من قال إن الخضر لايزال حيا، فما مستندهم في هذا؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليكم جميعا وبما أن حديثكم عن الخضر فعندي سؤال خارج عن محل نقاشكم لكن رأيت من المناسب طرحه لعلي أستفيد من علمكم وأنتفع بما تقولونه.
من المعلوم أن هناك من العلماء من قال إن الخضر لايزال حيا، فما مستندهم في هذا؟
إستندوا الى استنتاجات وأحاديث ضعيفة, وقد ذكر الله تعالى أنه لم يبقى أحد على هذه الأرض خالدا:" وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ " [الأنبياء/34] عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أنه قَالَ
"صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ":صحيح مسلم - (ج 12 / ص 363)
فقد رويت أحاديث عن كونه الذي يخرج للدجال عند باب المدينة, وزعم بعض الصالحين بملاقاته.
" وَهَذَا قَدْ وَقَعَ كَثِيرًا لِطَوَائِفَ مِنْ جُهَّالِ الْعِبَادِ يَظُنُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَرَى اللَّهَ تَعَالَى بِعَيْنِهِ فِي الدُّنْيَا لِأَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ رَأَى مَا ظَنَّ أَنَّهُ اللَّهُ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ. وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ رَأَى مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ الْخَضِرُ وَكَانَ شَيْطَانًا ". مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 42)
"وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ " الْخَضِرِ " وَ " إلْيَاسَ ": هَلْ هُمَا مُعَمَّرَانِ؟ بَيِّنُوا لَنَا رَحِمَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: - إنَّهُمَا لَيْسَا فِي الْأَحْيَاءِ؛ وَلَا مُعَمَّرَانِ؛ وَقَدْ سَأَلَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَعْمِيرِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ وَأَنَّهُمَا بَاقِيَانِ يَرَيَانِ وَيُرْوَى عَنْهُمَا فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: مَنْ أَحَالَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْ مِنْهُ؛ وَمَا أَلْقَى هَذَا إلَّا شَيْطَانٌ. وَسُئِلَ " الْبُخَارِيُّ " عَنْ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ: هَلْ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَبْقَى عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِمَّنْ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ} "؟ وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: قَوْله تَعَالَى {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} وَلَيْسَ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ."مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 368)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:14 م]ـ
ما المانع أن يكون الخضر حياً؟ إذا لم يكن نبيئاً؟.
وجه آخر للنقاش واستحضار الأدلة؟.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:04 ص]ـ
ما المانع أن يكون الخضر حياً؟ إذا لم يكن نبيئاً؟.
وجه آخر للنقاش واستحضار الأدلة؟.
ذكرت الأدلة أخي عصام أضف اليها ما ذكره العلماء مندلائل على ذلك فمنها:
-أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ملزمة الإتباع للبشر والجن, فلا يسع الخضر أن يخالفه لوكان حيا , فلو كان كذلك للزمه الإيمان به وإتباعه , ولم نعلم ذلك بخبر صحيح عن الخضر , قال عزوجل:
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا قول النبي عليه الصلاةوالسلام حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال" أفي شك أنت يا بن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي "
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:18 ص]ـ
ذكرت الأدلة أخي عصام أضف اليها ما ذكره العلماء من دلائل على ذلك فمنها:
-أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ملزمة الإتباع للبشر والجن, فلا يسع الخضر أن يخالفه لوكان حيا , فلو كان كذلك للزمه الإيمان به وإتباعه , ولم نعلم ذلك بخبر صحيح عن الخضر , قال عزوجل:
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81]
وكذا قول النبي عليه الصلاةوالسلام حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال" أفي شك أنت يا بن الخطاب ألم آت بها بيضاء نقية لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي "
نحن نتكلم عن حياة الخضر يا أخي لا عن حياة موسى عليهما السلام! ..
وما ذكرته هنا إنما هو في حياة موسى .. ولا أحد يشك في أن موسى عليه السلام قد مات ..
وإنما ذكر النبيء صلى الله عليه وسلم موسى هنا دون غيره من الرسل؛ لأنه هو الذي أنزلت عليه التوراة، والتوراة هي التي قرأ فيها عمر رضي الله عنه، وكانت قراءة عمر فيها محل لوم النبيء عمر على قراءتها وزجره وإنكاره عليه بأنه متهوك؟ إلخ؛ كما قد سقت في هذا الحديث وغيره ..
فلو قال مثلاً: لو كان الخضر حياً لما وسعه إلا أن يتبعني .. إلخ لكان نصاً في المسألة، ولكنه لم يقله، لأنه بعيد عن السياق والمناسبة ..
وكيف تجري القياس هنا بين موسى والخضر .. فتورد أخباراً عن موسى وتريد أن نفهم منها أن الخضر داخل في جنسها .. وذلك ما لم تسمح به في معارض أخرى من الاستدلال؟.
وأرجو أن لا تحولني إلى أدلة مبثوثة في مائة مشاركة خلت أفتش فيها، فذلك عسير ..
فلو تفضلت باختصار تلك الأدلة هنا بارك الله فيك.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Mar 2010, 09:31 ص]ـ
الأخوة الأفاضل عندي أسئلة أظن الجواب عليها يحل الإشكال:
هل علم الخضر علم كسبي أم علم وهبي؟
إذا كان علما كسبيا، فهل له أسباب توصل إليه؟
وإذا كان علما وهبيا فهل له طريق غير الوحي؟
فإن كان له طريق غير الوحي فما هي هذه الطريق مع ذكر الدليل عليها؟
وإن كان الوحي، فهل كل من أوحي إليه نبي؟
العلم الوهبى
لاأعلم أول من استخدم هذا المصطلح
ولا أعلم دليلا على أن العلم يوهب
إنما أعلم أن العلم يُعلم
فليس هناك مايسمى العلم الوهبى
وكل العلم كسبى " وَ?للَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ?لْسَّمْعَ وَ?لأَبْصَارَ وَ?لأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " النحل 78
القاعدة أن يكتسب العلم عن طريق السمع والبصر والفؤاد
ولم يُولد أحد متعلما أو عالما
وفى هذا الاجابة على السؤال الثانى
الرجل له سمع وبصر وفؤاد يكتسب بهم العلم
فى قوله تعالى "وَأَوْحَى? رَبُّكَ إِلَى? ?لنَّحْلِ أَنِ ?تَّخِذِي مِنَ ?لْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ?لشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "
لايقال أن النحل علم
" أَنِ ?قْذِفِيهِ فِي ?لتَّابُوتِ فَ?قْذِفِيهِ فِي ?لْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ?لْيَمُّ بِ?لسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى? عَيْنِي? " طه 39
إن أم موسى أمرت ولكنها لم تعلم لماذا وكيف هذا ولما لاتكون حمايته بطريقة أخرى
"فَأَوْحَيْنَآ إِلَى? مُوسَى? أَنِ ?ضْرِب بِّعَصَاكَ ?لْبَحْرَ فَ?نفَلَقَ .... "
هذا أمر ... وليس علم ... لم يعلم كيف ينفلق ولا لماذا
"عَلَّمَ ?لْقُرْآنَ "
"عَلَّمَهُ شَدِيدُ ?لْقُوَى? "
" ?لَّذِى عَلَّمَ بِ?لْقَلَمِ "
فهو وحى يُعلم ويُدارس
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Mar 2010, 10:51 ص]ـ
العلم الوهبى
لاأعلم أول من استخدم هذا المصطلح
ولا أعلم دليلا على أن العلم يوهب
إنما أعلم أن العلم يُعلم
فليس هناك مايسمى العلم الوهبى
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل العلم كسبى " وَ?للَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ?لْسَّمْعَ وَ?لأَبْصَارَ وَ?لأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " النحل 78
القاعدة أن يكتسب العلم عن طريق السمع والبصر والفؤاد
ولم يُولد أحد متعلما أو عالما
وفى هذا الاجابة على السؤال الثانى
الرجل له سمع وبصر وفؤاد يكتسب بهم العلم
فى قوله تعالى "وَأَوْحَى? رَبُّكَ إِلَى? ?لنَّحْلِ أَنِ ?تَّخِذِي مِنَ ?لْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ?لشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ "
لايقال أن النحل علم
" أَنِ ?قْذِفِيهِ فِي ?لتَّابُوتِ فَ?قْذِفِيهِ فِي ?لْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ?لْيَمُّ بِ?لسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى? عَيْنِي? " طه 39
إن أم موسى أمرت ولكنها لم تعلم لماذا وكيف هذا ولما لاتكون حمايته بطريقة أخرى
"فَأَوْحَيْنَآ إِلَى? مُوسَى? أَنِ ?ضْرِب بِّعَصَاكَ ?لْبَحْرَ فَ?نفَلَقَ .... "
هذا أمر ... وليس علم ... لم يعلم كيف ينفلق ولا لماذا
"عَلَّمَ ?لْقُرْآنَ "
"عَلَّمَهُ شَدِيدُ ?لْقُوَى? "
" ?لَّذِى عَلَّمَ بِ?لْقَلَمِ "
فهو وحى يُعلم ويُدارس
لا مشاحة في الاصطلاح ..
وقد ورد في القرآن أن النبوءات من هبات الله لعباده المرسلين ..
(ووهبنا لهم من رحمتنا).
(رب هب لي حُكماً وألحقني بالصالحين).
(وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب).
وتاريخ هذا الاصطلاح مهم في الفهم.
لأن كثيرين قالوا: إن النبوءات قد تكتسب بالاجتهاد أي أنها علم كسبيّ، وهو قول ينسب إلى ابن سينا، عفا الله عنه.
ولا أدري تحقيق هذه النسبة إليه .. لأنه قول لا يصدر عن عوام المسلمين؛ فضلاً عن عالم مثله. وكثيراً ما تنسب أقوال إلى الأعلام، من باب اللوازم وسوء المحمل، لا من باب الصريح من أقوالهم. والله أعلم بحقيقة الأمر.
وأية كانت النسبة .. فقد جاء في مقابله قول أهل الحق: إن النبوءة هبة من الله ومظهر من مظاهر علمه المحيط .. كما أنها اصطفاء إلهي واختيار رباني.
هذا معنى أن الوحي وهبي أو الوحي علم وهبي.
وأما ما سوى الوحي من العلم فكسبي .. كما تفضلت أخانا الكريم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 Apr 2010, 04:37 م]ـ
أخي عصام هل الخضر يختلف عن موسى في وجوب اتباعه للنبي عليه الصلاةوالسلام؟ وهل نستثنيه من حديث النبي الذي ذكر فيه أنه لن يبقى على الارض نفس منفوسة من الذين كانوا أحياء؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Apr 2010, 07:49 م]ـ
الدليل دخله الاحتمال، وهناك مستثنيات وهي:
1) المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
2) المسيح الدجال.
3) الدابة.
ما المانع أن يكون معهم الخضر.(/)
مسألة: هل الحروف المقطعة من المحكم أو من المتشابه؟.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Feb 2010, 08:05 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فإن من المسائل التي يبحثها العلماء داخل علم المحكم والمتشابه مسألة (الحروف المقطعة)، تحت أي النوعين تُدرج؟، هل هي من المحكم، أو من المتشابه؟، وإن كانت من المتشابه، فأي نوعي المتشابه هو المقصود: المتشابه الكلي الذي استأثر الله ـ تعالى ـ بعلمه، أو المتشابه النسبي الذي يعلمه العلماء دون غيرهم.
وقد أحببت المشاركة في هذا الموضوع بهذا البحث المختصر، أسأل الله تعالى التوفيق والسداد ..
مسألة: هل الحروف المقطعة من المتشابه:
مقدمة:
الحروف المقطعة: هي التي يجب أن يُقْطَعَ كلُّ حرفٍ منها عن الباقي في التكلم، بأن يؤتى باسمِ كُلٍّ منها على هيئته، فتقول: ألف لام ميم، بخلاف قولك: أَلَمْ، فإنه يجب أن يوصل بعضها ببعض ليفيد المعنى (1).
وهذه الألفاظ وإن كانت أسماءً حقيقة (2) لكنها تسمى حروفاً باعتبار مدلولاتها تجوزاً (3).
وقد ورد في القرآن أربعة عشر حرفاً مقطعاً ـ مع حذف المكرر ـ يجمعها قولك: (نص حكيم قاطع له سر) (4). ووقع الافتتاح بالأحرف المقطعة في تسعٍ وعشرين سورة (5).
ولم تكن العرب تفتتح كلامها بمثل هذه الحروف المقطعة، قال ابن جرير الطبري (ت: 310 هـ): "فإنه معلومٌ منها أنها لم تكن تبتدئُ شيئاً من كلامها بـ (ألم) و (ألمر) و (ألمص) " (6).
وقد وقع الخلاف بين العلماء في هذه الأحرف المقطعة هل هي من المتشابه أو لا، ويعبر بعضهم بهل لها معنىً أو لا؟.
وقبل الحديث عن هذه المسألة ينبغي التنبيه إلى أربع قضايا مهمة وهي:
أولاً: وقوع الاشتراك في لفظ (المعنى) عند العلماء:
فإنه قد وقع اشتراكٌ في مصطلح (المعنى) بين أهل اللغة، وبين كثيرٍ من العلماء حين يقولون: (حكم معقول المعنى) أو (غير معقول المعنى).
فأما أهل اللغة فإنهم يريدون بـ (المعنى) الصورة الذهنية لِلَّفْظِ:
قال الجرجاني (ت:816هـ) في تعريف المعاني: "هي الصورة الذهنية من حيث إنه وضع بإزائها الألفاظ والصور الحاصلة في العقل" (7). وقال: " المعنى: ما يقصد بشيء" (8).
وهنا يُعبِّر أهل اللغة بقولهم (معنى هذه الكلمة هو كذا) كما يقولون مثلاً: (معنى الصلاة هو الدعاء).
وأما عند من يُعبِّر بقوله (حكم معقول المعنى) فإنه يريد بـ (المعنى): العلةَ أو الحكمةَ، وهذا الاستعمال شائعٌ في كلام العلماء رحمهم الله تعالى، ومن أمثلة ذلك الاستعمال:
- ما قاله ابن القيم (ت: 751 هـ): " أنه سبحانه حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنىً ومصلحةٍ وحكمةٍ هي الغايةُ المقصودةُ بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرةً عن حكمةٍ بالغة لأجْلها فَعَل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل. وقد دلَّ كلامه وكلامُ رسوله على هذا وهذا في مواضعَ لا تكادُ تُحصى، ولا سبيلَ إلى استيعابِ أفرادها فنذكر بعض أنواعها" (9).
فهو لا يريد بالمعنى: ما تعارف عليه أهل اللغة، بل مراده ما يقصده بعض الأصوليين من هذه الكلمة، وهو العلة أو الحكمة التي شُرع لأجلها الحكم أو أنزلت لأجلها الآية.
- وقد أوضح العزُّ بنُ عبد السلام (ت: 660 هـ) مرادَ العلماءِ بقولهم (معقول المعنى) بقوله:
"فصلٌ: فيما عُرفت حكمته من المشروعات، وما لم تُعرف حكمته:
المشروعات ضربان:
أحدهما: ما ظهر لنا أنه جالبٌ لمصلحةٌ أو دارئٌ لمفسدة، أو جالبٌ دارئٌ لمفسدة، أو جالبٌ دارئٌ لمصلحة، ويعبر عنه بأنه معقولُ المعنى.
الضرب الثاني: ما لم يظهر لنا جلبُه لمصلحةٍ أو درؤُه لمفسدةٍ، ويعبر عنه بالتعبد" (10).
- ومن ذلك الاستعمال أيضاً قولُ السرخسي (ت: 490 هـ): "واستنباط المعنى من النصوص بالرأي: إما أن يكون مطلوباً لتعديةِ حكمِه إلى نظائرِه وهو عينُ القياس، أو ليحصل به طمأنينةُ القلب. وطمأنينةُ القلب إنما تحصل بالوقوف على المعنى الذي لأجله ثبت الحكم في المنصوص" (11).
ومن المعلوم أن المعنى الذي ثبت الحكمُ لأجله في المنصوص هو: العلة. ويدل على ذلك أيضاً أن حديثه هذا عن القياس.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومما يدل على إطلاق المعاني على العلل ما قاله الزركشي (ت: 794هـ): " قال: الاستنباط مختص بإخراج المعاني من ألفاظ النصوص ... فقد جعل الله للأحكام أعلاماً من الأسماء والمعاني بالألفاظ الظاهرة، والمعاني عللٌ باطنةٌ، فيكون بالاسم مقصوراً عليه، وبالمعنى متعدياً، فصار معنى الاسم (12) أخص بالحكم من الاسم، فعموم المعنى بالتعدي، وخصوص الاسم بالتوقيف، وإن كانت تابعة للأسماء، لأنها مشروعة فيها، فالأسماء تابعة لمعانيها لتعديها إلى غيرها" (13).
- قال الماوردي (ت: 450 هـ): "ويحتمل ثامناً: أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة، والمتشابه ما كانت معاني أحكامه غير معقولة، كأعداد الصلوات، واختصاص الصيام بشهر رمضان دون شعبان" (14).
ومراده أن المحكم معلوم العلة، ولم يُرِدْ أنه مفهوم المعنى اللغوي، بدليل تمثيله لغير معقول المعنى بأعداد الصلوات، فإنه لا تُعلم حكمة اختصاصها، كسبب الاقتصار على الركعتين في الفجر والأربع في الظهر والعصر .. وهلم جرا، فإن العلماء يتوقفون عند حكمة ذلك ويكلونها إلى الله تعالى فهي إذن غير معقولة المعنى (15).
إذا ثبت ذلك فهل مراد الذين يقولون: (إن الأحرفَ المقطعةَ ليس لها معنى): أنه لا يوجد في الذهن تصورٌ لمعناها، أو أنهم يريدون أننا لا نصل إلى حكمتها ومراد الله تعالى منها، فهي غير معقولة المعنى؟.
وسيتضح الجواب على هذا السؤال باستكمال تأمل القضايا الثلاث المتبقية.
ثانياً: النظر في أصل الحرف عند العرب، هل له معنى أو أنه وضع لغير معنى:
فإن كلمة (حرف): اسمٌ له مدلول عند العرب الذين شهدوا التنزيل، وله معنى غير معناه عند النحاة.
فهو عند العرب: يشمل الاسم، والفعل، والحرف الاصطلاحي عند أهل النحو، كما يشمل حروف الهجاء (16).
قال شيخ الإسلام: "والحرف في لغة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتناول الذي يسميه النحاة اسماً وفعلاً وحرفاً؛ ولهذا قال سيبوبه في تقسيم الكلام: (اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، ليس باسم ولا فعل) (17). فإنه لما كان معروفاً من اللغة أن الاسم حرف، والفعل حرف؛ خَصَّ (18) هذا القسمَ الثالثَ ـ الذي يطلق النحاةُ عليه الحرفَ ـ أنه جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وهذه حروف المعاني التي يتألف منها الكلام (19).
وأما حروف الهجاء فتلك إنما تكتب على صورة الحرف المجرد وينطق بها غير مُعْرَبَةٍ ولا يقال فيها معرب ولا مبني؛ لأن ذلك إنما يقال في المؤلَّف" (20).
وقال: " وأما تسمية الاسمِ وحده كلمة، والفعلِ وحده كلمة، والحرفِ وحده كلمة، مثل (هل) و (بل): فهذا اصطلاحٌ محضٌ لبعض النحاة، ليس هذا من لغة العرب أصلاً. وإنما تسمي العربُ هذه المفردات حروفاً، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القران فله بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) (21) " (22).
وقال المباركفوري (ت: 1353 هـ): " والحرف يطلق على حرف الهجاء، والمعاني، والجملة المفيدة، والكلمة المختلف في قراءتها، وعلى مطلق الكلمة" (23).
وأما أحرف الهجاء المعروفة: فهي إحدى المعاني التي يدلُّ عليها اسم (الحرف) عند العرب: وكل واحد منها رمزٌ مجردٌ، لا يدلُّ إلا على نفسه، ما دام مستقلاً لا يتصل بحرف آخر (24).
فهي رموز لا تدل على معانٍ، وإنما تدل فقط على نفسها، بخلاف من ادعى ثبوت معانٍ لها عند العرب.
وأما الحرف عند أهل النحو فهو: كلمة لا تدل على معنى في نفسها، وتدلُّ على معنى في غيرها إذا ضُمَّ إليها، ولا تدلُّ على زمنٍ ما (25).
وهذه الحروف عند النحاة تُسمَّى (أدوات الربط)؛ لأن الكلمة إما أن تدلَّ على ذات، وإما أن تدلَّ على معنى مجرد ـ أي: حدث ـ، وإما أن تربط بين الذات والمعنى المجرد منها. فالاسم يدل على الذات، والفعل يدلُّ على المعنى المجرد منها، والحرف هو الرابط.
وهذا الحرف النحوي يختلف اختلافاً كاملاً عن (الحرف الهجائي) الذي تُبنى منه صيغة الكلمة؛ كالباء، والتاء، والجيم، وغيرها من سائر الحروف الهجائية، وتسمى هذه الأحرف الهجائية أحرفَ البناء، وأما النحوية فهي أحرف المعاني (26).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عُلِمَ ذلك فإن هذه الأحرف المقطعة في سور القرآن ليست هي الحروف النحوية، بل هي الحروف الهجائية، التي يتكون منها الكلم، وهي داخلة في معنى الحرف عند العرب الذين نزل عليهم القرآن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف، ولكن ألف حرفٌ، ولام حرفٌ، وميم حرفٌ" (27).
إذا ثبت ما سبق فهل المراد من نطقها: الحرفُ نفسه المدلول عليه باسمه، أو المراد اسم الحرف.
وتوضيح ذلك: هل المراد عند قراءة: (ألم) فتقول: (ألف لام ميم) أنك تقصد هذه الأسماء فكأنك تقول: أنا أنطق باسم الحرف (أ) وباسم الحرف (ل) وباسم الحرف (م)، أو أن المراد من النطق أصلاً هو هذه الحروف وإنما نُطق بأسمائها؟.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ): "فهنا لم يرد النبي بالحرف نفس المداد وشكل المداد وإنما أراد الحرف المنطوق وفى مراده بالحرف قولان:
قيل: هذا اللفظ المفرد (28).
وقيل: أراد صلى الله عليه وسلم بالحرفِ الاسمَ كما قال: (ألف حرف ولام حرف وميم حرف). ولفظ الحرف والكلمة له في لغة العرب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بها معنى، وله في اصطلاح النحاة معنى " (29).
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن المراد هو هذه الألفاظ المفردة ـ أي: الحروف الهجائية ـ لا أسماؤها لدليلين:
1 - الرسم القرآني، فإنهم كتبوا هذه الحروف على شكل الحرف لا على شكل اسمه، ويتضح ذلك من كتابة حرف (ن) في القرآن، فإنهم لما أرادوا حرف النون كما في سورة القلم كتبوا (ن) كما في قوله تعالى: (ن والقلم وما يسطرون) [القلم: 1] وعندما أرادوا الاسم كتبوا (نون) على صيغة الاسم كما في قوله تعالى: (وذا النون) [الأنبياء: 87].
2 - الأجر المترتب على قراءة هذه الأحرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم رتَّب على قراءة (ألم) ثلاثين حسنة، لأنها أحرف ثلاثة، ولو كان المراد أسماء الحروف لكان عدد الحسنات المترتبة تسعين حسنة؛ لأن عدد حروف أسمائها تسعة حروف.
ثالثاً: التفريق بين الحرف وبين الاسم الدال عليه:
فإن للحرف الهجائي اسماً يدل عليه، فاسم (لام) يدل على الحرف (ل) الذي هو أول وآخر كلمة (ليل)، كما تدل الأسماء في اللغة على مسمياتها، ولذا ورد عن الخليل بن أحمد الفراهيدي أنه أوضح هذا المعنى لطلابه حين سألهم كيف ينطقون بالزاء من زيد فقالوا: (زا) فقال: نطقتم بالاسم وإنما الحرف: (زه) (30).
فكل لفظٍ مجردٍ من حروف الهجاء له اسم يدلُّ عليه، ودلالة هذه الأسماء على مسمياتها معروفة عند العرب، ظاهرة لهم، فهم لا يختلفون في دلالة اسم (ميم) على الحرف الأول من قولك (ملك) مثلاً.
رابعاً: التفريق بين المنطوق والمكتوب:
فإن الحروف الهجائية تُكتب في القرآن على هيئتها مجردة، وتُنطق بأسمائها، وتوضيح ذلك:
المكتوب = المنطوق
ألم = ألف لام ميم
ألمر = ألف لام ميم راء
ق = قاف
وهكذا فإن المنطوق هو اسم الحرف لا ذات الحرف، كما سبق عن الخليل، وليس المراد في خلاف العلماء في معنى الأحرف المقطعة؛ ما يُنطقُ، فإنه دالٌّ عند العرب على المسمى وهو الأحرف المجردة، وهي المكتوبة في المصحف، وأما المكتوب وهو حروف الهجاء المجردة، فإنها رموز لا معاني لها، إلا إذا انضمت إلى غيرها، فتكون منها الكلام، والجمل، وإنما وقع الخلاف بين العلماء في السرٍّ الذي لأجله وردتْ في القرآن.
إذا عُلِمت هذه القضايا وانضم إليها القول الصحيح وهو أن القرآن كلّه معلومُ المعنى، وأنه لا يوجد فيه كلمةٌ لا يفهم معناها جميعُ المخاطَبين.
فإن هذه الأحرف المقطعة هي من القرآن قطعاً (31)، ومعنى أسمائها المنطوقةِ ظاهرٌ لا خفاء فيه، إذ هي أسماء الحروف الهجائية المعروفة عند العرب، فألف: اسم للحرف المعروف، وكذا اللام والميم، وغيرها من الحروف، ولم يستنكرها أحد ممن نزل عليهم القرآن، وإنما وقع الخلاف بين العلماء في علة ذكرها في القرآن، وهل لها دلالة غير معناها الظاهر؟.
ومما يدل على ذلك أن الأقوال التي ذكرت معانيها على أنواع:
- أن تكون رموزاً اقتضبت من كلم أو جمل.
- أنها حروف جعلت أسماء وأفعالاً.
- أنها بمعنى الحروف وإنما جيء به لحكم عديدة (32).
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يصح أن يقال: إن المنطوق مجهول المعنى بحيث لا يفهم العرب هذه الحروف من تلك الأسماء، وإنما وقع الخلاف في دلالتها وعلة ذكرها في القرآن (33).
قال ابن العربي (ت: 543هـ): " أن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الخلق بمعجز تحدى به العرب خاصّة وهو القرآن، واستفتح بعض سوره بهذه الحروف المقطعة، والعرب قد شنفت له، وقومه جراءة عليه، يرقبون منه زلةً، ويتربصون به سقطة، فلو كانتْ هذه الحروف سالكةً سبيل الإشكال غير داخلة في فنٍّ من فنون فصاحتهم، لا تهتدي إليها معارفهم، ما تركوه أن ينتقل عنها شبراً حتى يحدث لهم فيه ذكراً، ويظهر إليهم بها علماً، وقد قال للمبتدئين منهم بالإذاية، المشتهرين بالكناية، المستهزئين لكل دليل وآية: (ص والقرآن ذي الذكر) [ص: 1] (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) [فصلت: 1 ـ 2]، والأندية حافلة بالأعادِ، والنفوس متشوقة إلى عثرةٍ من الحُسَّادِ، فأذعنوا لفصاحة القول باتفاق، ولم يقولوا: هذا اختلاط، بل قالوا: هذا اختلاق ... فنقول: لما رأينا العرب الأعادي والأولياء والشادين والعلماء لم يقدحوا فيه ولا مالوا عنه قطعنا على أنه كان مفهوماً عندهم جارياً على سبيل العربية" (34).
إذا ثبت أن معاني أسماء هذه الحروف معلومة للمخاطبين، فإنها لا تكون من المتشابه من حيث معناها في لغة العرب، فهي معلومة لدى الجميع.
وأما ما وراء ذلك من الأسرار والحِكَمِ مِنْ ذِكْرِها وما تدل عليه فقد اختلف العلماء في ذلك.
بيان الخلاف في المسألة:
بعد ما تقدم فإن العلماء قد ذكروا الخلاف في هذه الأحرف المقطعة في مقامين:
المقام الأول:
هل هي مما استأثر الله بعلمه، أو لا (35)؟.
ويمكن تلخيص ذلك الخلاف كما يلي:
القول الأول: أنها مما استأثر الله بعلمه:
والمعنى: أنه لا يعلم أحدٌ سِرَّ ذكرِها في القرآن، فرَدُّوا عِلْمَها إلى الله تعالى، وقالوا: هي سِرُّ الله في القرآن، ولله في كل كتاب من كتبه سِرٌّ، وهي من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه.
ذَكَرَ هذا القول ابنُ جرير الطبري (ت: 310 هـ) ولم ينسبه إلى أحد، وجعله آخر أقوال المفسرين في تفسير الحروف المقطعة، ولم يُعلق عليه (36).
ونَقَلَ بعضُ المفسرين هذا القول عن أبي بكر (37)، وعمر (38)، وعثمان (39)، وعلي (40)، وابن مسعود (ت: 32 هـ) (41) رضي الله عنهم.
ونقل أيضاً عن عامر الشعبي (ت: 103 هـ) (42)، وسفيان الثوري، والربيع بن خثيم، وجماعة من المحدثين، واختاره أبو حاتم بن حبان (43)، وابن حزم (44).
وقال أبو حيان: "والذي أذهبُ إليه: أن هذه الحروف التي في فواتح السور هو المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وسائر كلامه تعالى محكم " (45)، ومال إليه الشوكاني (ت: 1251 هـ) (46).
وعلى هذا القول تكون علة ذكر هذه الأحرف من المتشابه على القول بأن المتشابه هو ما استأثر الله بعلمه (47).
التعليق على هذا القول:
أولاً: أن النقل عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود (ت: 32 هـ) رضي الله عنهم غيرُ ثابتٍ، ولعل أول من نقل ذلك عنهم الثعلبيُّ (48)، والسمرقنديُّ (49)، ولم يرتض عددٌ من العلماء هذا النقل:
قال ابنُ عاشور (ت: 1393هـ): " ونُسب هذا إلى الخلفاء الأربعة في روايات ضعيفة" (50).
ولم أجد هذه الأقوال منسوبة إليهم بسند صحيح، ولم يوردها السيوطيُّ (ت: 911 هـ) في الدر المنثور. وقال البيضاوي: "وقيل: إنه سر استأثره الله بعلمه وقد روي عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة ما يقرب منه، ولعلهم أرادوا أنها أسرار بين الله تعالى ورسوله ورموز لم يقصد بها إفهام غيره إذ يبعد الخطاب بما لا يفيد" (51).
ثانياً: أن النقلَ ـ مع عدم ثبوته ـ مختلفٌ عنهم:
فقد روي عن علي (ت: 40 هـ) رضي الله عنه أنه قال: " هو اسم من أسماء الله تعالى، فُرَّقِتْ حروفُه في السور" (52).
وروي عن ابن مسعود (ت: 32 هـ) رضي الله عنه أنه قال في (ألم): "حروفٌ اشْتُقَّتْ من حروف هجاء أسماء الله". وأنه قال فيها أيضاً: "هو اسم الله الأعظم" (53).
ثالثاً: أن أغلب نصوص كلامهم رضي الله عنهم تدلُّ على أن لهذه الأحرف سراً، وهذا لا خلاف فيه، فلها سرٌّ وحكمةٌ يعلمها الله تعالى:
- قال أبو بكر رضي الله عنه: " في كل كتاب سر وسر القرآن أوائل السور " (54).
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال علي رضي (ت: 40 هـ) الله عنه: " لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي" (55).
والتعبير بالسرِّ يشير إلى الحكمة والعلة أكثر مما يشير إلى المعنى، واستعمال العلماء يدل على ذلك ومن أمثلة ذلك:
- ما قاله ابن القيم (ت: 751 هـ): " فلما أراد الله إكرامه بالشهادة ظهر تأثير ذلك الأثر الكامن من السُّمِّ، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وظهر سرُّ قوله تعالى لأعدائه من اليهود: (أكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) [البقرة: 87] فجاء بلفظ: (كذبتم) بالماضي الذي قد وَقَعَ منه وتحقَّقَ وجاء بلفظ: (تقتلون) بالمستقبل الذي يتوقعونه وينتظرونه والله أعلم" (56).
- وقال ابن عاشور (ت: 1393هـ) في قوله تعالى: "ما أفاده قوله: (فوقهم) فإن جميع الدواب تمشي على الأرض والطير كذلك فإذا طار الطائر انتقل إلى حالة عجيبة مخالفة لبقية المخلوقات وهي السير في الجوِّ بواسطة تحريك جناحيه وذلك سرُّ قوله تعالى: (يطير بجناحيه) [الأنعام: 38] بعد قوله: (ولا طائر) في سورة الأنعام [الأنعام: 38] لقصد تصوير تلك الحالة" (57). واستعمالات العلماء كثيرة في هذا الباب.
وأما ما نقله السمرقنديُّ عن عمر وعثمان وابن مسعود (ت: 32 هـ) بلفظ واحد وهو: "الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يُفَسَّر ". فقد سبق ما يدل على ورود ما يخالفه عن علي (ت: 40 هـ) وابن مسعود (ت: 32 هـ)، كما ورد مخالفة ذلك عن ابن عباس (ت: 68 هـ) رضي الله عنهم أجمعين كما سيأتي، والقاعدة: أن تفاسير الصحابة رضي الله عنهم حجةٌ إذا اتفقوا، وأما إذا اختلفوا فلا يكون قول أحدهم حجة على الآخر وإنما يرجع إلى المرجحات (58). وقد وقع الاختلاف هنا في المنقول عنهم رضي الله عنهم، مع اختلاف القول عن آحادهم، فلا بد من الرجوع إلى المرجحات الخارجية.
القول الثاني: أنها مما تعلم دلالتها:
ونُقل هذا القول عن ابن عباس (ت: 68 هـ) رضي الله عنهما، ومجاهد (ت: 103 هـ)، والشعبي (ت: 103 هـ)، وقتادة (ت: 117 هـ)، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182 هـ)، وجمع كبير من العلماء (59). ونسبه ابن عطية (ت: 541 هـ) لجمهور العلماء وصَوَّبه (60).
ثم اختلف أصحاب هذا القول في تحديد معناها على أقوال كثيرة (61) يمكن جمعها في هذه الأنواع (62):
النوع الأول:
أقوال ترجعها إلى رموز اقتضبت من كلم أو جمل، فكانت أسراراً لها (63): ويندرج تحت هذا النوع أقوال منها:
1. أنها حروف مقتضبة من أسماء وصفات الله المفتتحة بحروف مماثلة لها، ومثالها: (ألم): ألف إشارة إلى أحد أو أول، واللام إشارة إلى اللطيف، والميم إلى ملك أو مجيد (64).
2. أنها رموز لأسماء الله وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وأسماء الملائكة. فألف من الله، واللام من جبريل، والميم من محمد.
3. أن كل حرف منها رمز إلى كلمة، فنحو (ألم): أنا الله أعلم، و (ألمر): أنا الله أرى، و (ألمص) أنا الله أعلم وأفصل (65). روى ابن جرير (ت: 310 هـ) عن ابن مسعود (ت: 32 هـ) وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (ألم) قال: "أما (ألم) فهو حروفٌ اشْتُقَّ من حروف هجاء أسماءِ الله" (66). وعن ابن عباس (ت: 68 هـ) في قوله (ألم) و (حم) و (ن) قال: "اسم مقطع" (67).
ويُعترض على هذه الأقوال الثلاثة بما يلي:
أ- أنها بحاجة إلى نقل صحيح، قال ابن العربي (ت: 543هـ): " فلو جاء خبر صحيح بأنه اسم من أسماء الله أو من أسماء السور أو القرآن لاخترناه واعتقدناه، وكما أنه لو جاءنا من طريق اللغة أن (يس) معناه: يا سيد، أو (طه) معناه: يا رجل ... لسلمناه له" (68).
ب ـ أنها غير منضبطة، فلا يستطيع كل أحدٍ تأليف تلك الأسماء والكلمات، قال النيسابوري (ت: بعد 850 هـ): " لكنا لا نقدر على كيفية تركيبها في الجميع " (69).
4. أنها رموز لمدة دوام هذه الأمة بحساب الجُمَّل.
قال ابن جرير (ت: 310 هـ) بعد سياق هذا القول: " كرهنا ذكر الذي حُكي ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لا يُعْتَمَدُ على روايته ونقله" (70).
النوع الثاني:
أنها وضعت أسماء أو أفعالاً: ومن تلك الأقوال:
1. أنها أسماء السور (71).
2. أنها أسماء للقرآن اصطلح عليها (72).
قال قتادة (ت: 117 هـ) في قوله: (ألم): " اسمٌ من أسماء القرآن " (73).
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أن كل حروف مركبة منها هي أسماء الله. فقد رُوي عن علي (ت: 40 هـ) رضي الله عنه أنه كان يقول: " يا (كهيعص) اغفر لي" (74).
والقاعدة في ثبوت الأسماء لله تعالى تُبطل هذا القول، فإن القاعدة أن أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة (75).
النوع الثالث:
أنها حروف هجاء مقصودة بأسمائها لأغراض داعية لذلك: وهذا هو القول الصحيح، وسيأتي الحديث في حِكم ذكرها بقطع النظر عن معناها.
المقام الثاني:
ما الحكمة من إيراد هذه الحروف في أوائل السور؟
وقد اختلف العلماء في حكمة ذلك مع قطع النظر عن معناها، إلى أقوال منها:
1. أنها بيان لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع كونه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها (76).
نقل هذا عن جمع من العلماء، وقرره الزمخشري (ت: 538 هـ) ونصره (77)، وإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) (78)، والحافظ المزي (ت: 742 هـ) (79)، وساق ابن كثير (ت: 774 هـ) عدداً من الآيات الدالة على هذا الوجه ثم قال: " وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم " (80)، ورجحه أيضاً الشيخ الأمين الشنقيطي (ت: 1393هـ) (81).
وقال ابن عاشور (ت: 1393هـ): "خلص أن الأرجح من تلك الأقوال ثلاثة وهي: كون تلك الحروف لتبكيت المعاندين وتسجيلاً لعجزهم عن المعارضة، أو كونها أسماءً للسور الواقعة فيها، أو كونها أقساماً أقسم الله بها لتشريف قدر الكتابة وتنبيه العرب الأميين إلى فوائد الكتابة لإخراجهم من حالة الأمية. وأرجح هذه الأقوال الثلاثة هو أولها" (82).
2. ليعرف بها أوائل السور (83).
قال ابن كثير (ت: 774 هـ): " وهذا ضعيفٌ لأن الفصل حاصلٌ بدونها فيما لم تُذكر فيه، وفيما ذُكرتْ فيه: البسملةُ تلاوةً وكتابةً" (84).
3. أنها ذكرت في بداية السور لتفتح أسماع المشركين لاستماعها إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن، حتى إذا استمعوا له؛ تلا عليهم المؤَلَّفَ منها (85).
قال ابن كثير (ت: 774 هـ): " وهو ضعيف أيضاً لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور، لا يكون في بعضها، بل غالبها ليبس كذلك، ولو كان كذلك لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك. ثم إن هذه السورة والتي تليها ـ أعني: البقرة وآل عمران ـ مدنيتان ليستا خطاباً للمشركين؛ فانتقض ما ذكوره بهذه الوجوه" (86).
4. أن الله أقسم بها تنويهاً بها لأن مسمياتها تألفت منها أسماء الله تعالى وأصول التخاطب والعلوم. كما أقسم الله بالقلم تنويهاً به (87).
قال ابن عباس (ت: 68 هـ) في قوله: (طس) وقوله: (طس): " قسم أقسمه الله وهو من أسمائه " (88).
وقال عكرمة (ت: 105 هـ): "هو قسم" (89).
الراجح:
الذي يظهر والله أعلم أن هذه الأحرف المقطعة الواردة في القرآن، هي حروف الهجاء المعروفة عند العرب، ويُنطق عند القراءة بأسمائها، الدالة عليها، ولم يقع استنكار لها عند العرب، وهذه الحروف رموز مجردة لا معنى لها عند العرب، ولم يرد نقلٌ صحيح يدلُّ على أنها لها معانٍ عندهم، وأما نزولها في القرآن فله حكمة وسرٌّ كما حُكي ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وليست تلك الحِكَمُ والأسرار من قبيل بيان المعاني، فهي من باب ذكر الحِكَم، وهذا خارج عن حدِّ التفسير، فلا علاقة له بآية آل عمران، وعليه فإن تفسير هذه الأحرف لا دخل له في المتشابه، لما يلي:
1 - أن الحديث في هذه الأحرف المقطعة ليس من قبيل تفسير المعنى، وإنما من باب ذكر حكمة ورودها في القرآن. وحديث آية آل عمران ليس في العلل وإنما في التأويل وهو إما المعنى أو حقيقة ما يؤول إليه الأمر، وكلا المعنيين غير واردين في هذه الأحرف.
2 - أنه على القول بأنه لا يعلم سر ذكرها إلا الله تعالى، فإنها غير مختصة بذلك، فكثير من الأحكام هي من هذا القبيل، وهي ما يعبر عنه العلماء بأنها تعبدية، غير معقولة المعنى، ولم يقل أحدٌ من العلماء: إن الآيات التي ذكرت تلك العبادات من المتشابه. بل هي من المحكمات.
وكذلك فاختصاص كثير من الجمل في بعض السور دون غيرها وسر ترتيب الآيات في السور، كل ذلك مما له سرٌّ يعلمه الله تعالى، والله تعالى أعلم.
الخميس 11/ 3 / 1431هـ
ــــــــ
الحواشي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. انظر: كشف الأسرار: (1/ 92).
2. هي أسماء للحروف التي تدل عليها. انظر شرح ذلك في الكشاف للزمخشري: (1/ 128).
3. السابق نفس الصفحة. فهي في الخط حروف وفي النطق أسماء. وسيأتي مزيد بيان لذلك قريباً.
4. ولها أكثر من جملة تضبطها، وأما مع التكرار فهي ثمانية وسبعون حرفاً. انظر ذلك في: البرهان للزركشي: (1/ 167)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (27).
5. انظر: البرهان للزركشي: (1/ 167)، والإتقان: (5/ 1827).
6. جامع البيان: (1/ 226).
7. التعريفات: (220). وانظر: تاج العروس: (39/ 123).
8. التعريفات للجرجاني: (220).
9. شفاء العليل: (319).
10. قواعد الأحكام: (1/ 28).
11. أصول السرخسي: (2/ 128).
12. الاستعمال هنا ظاهر جداً في إرادة العلة.
13. البحر المحيط: (5/ 24).
14. النكت والعيون: (1/ 370).
15. ومن تلك الأقوال الدالة على استعمال العلماء لكلمة (المعنى) مراداً بها العلة:
قول الرازي: "فثبت بهذا أن الوضوء غير معقول المعنى". تفسير الرازي: (11/ 158).
وقول البقاعي: " ولما كان من الأوامر ما هو معقول المعنى، ومنها ما هو تعبدي، وكان عقل المعنى يساعد على النفس في الحمل على امتثال الأمر ناسب اقتران الأمر به بالترغيب كما قال: (واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب) [البقرة: 196] ". نظم الدرر: (3/ 135).
وقول السرخسي: " إنما نجوز استعمال الرأي عند معرفة معاني النصوص وإنما يكون هذا فيما يكون معقول المعنى، فأما فيما لا يعقل المعنى فيه فنحن لا نجوز إعمال الرأي لتعدية الحكم إلى ما لا نص فيه، وسيأتيك بيان هذا في شرط القياس" أصول السرخسي: (2/ 142).
وقوله أيضاً: "فعرفنا أنه متى كان النص معقول المعنى فإنه يجوز تعليله بذلك المعنى ليتعدى الحكم به إلى فرع". أصول السرخسي: (2/ 155).
16. الحرف عند النحاة غير الحرف الهجائي كما سيأتي في ص: (193).
17. الكتاب: (1/ 12).
18. أي: سيبويه.
19. قال في موطنٍ آخر تعليقاً على كلام سيبويه: "فميزه بقوله: (جاء لمعنى) عن حروف الهجاء مثل: ألف، با، تا. فإن هذه حروف هجاء". الرد على المنطقيين: (130).
20. مجموع الفتاوى: (17/ 420 ـ 421).
21. رواه الترمذي في سننه في فضائل القرآن: باب ما جاء في من قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر: (1944) رقم (2910) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، والبيهقي في شعب الإيمان: (3/ 371) رقم (1831)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (3/ 9) رقم (2327).
22. الرد على المنطقيين: (1/ 129 ـ 130).
23. تحفة الأحوذي: (8/ 191).
24. انظر: النحو الوافي لعباس حسن: (1/ 13).
25. انظر: ضياء السالك إلى أوضح المسالك: (1/ 34). وقيل في التعريف: (الحرف كلمة تدل على معنى، في غيرها، فقط). انظر: الجنى الداني: (1/ 1).
26. انظر: النحو الوافي لعباس حسن: (1/ 66)، والجنى الداني في حروف المعاني: (1/ 1). واختلفوا في عدد أحرف المعاني على أقوال: فقيل ثلاثة وسبعون حرفاً وقيل غير ذلك. انظر: الجنى الداني: (1/ 3).
27. رواه الترمذي في سننه في فضائل القرآن: باب ما جاء في من قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر: (1944) رقم (2910) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، والبيهقي في شعب الإيمان: (3/ 371) رقم (1831)، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي: (3/ 9) رقم (2327).
28. أي: حروف الهجاء.
29. مجموع الفتاوى: (12/ 103 ـ 104).
30. انظر: الرد على المنطقيين: (1/ 129 ـ 130).
31. قال ابن عاشور: " وهاته الفواتح قرآن لا محالة، ولكن اختلف في أنها آيات مستقلة، والأظهر أنها ليست بآيات مستقلة، بل هي أجزاء من الآيات الموالية لها على المختار من مذاهب جمهور القراء". التحرير والتنوير: (1/ 218).
32. انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور: (1/ 207 ـ 212) فقد قسم الأقوال الواردة في الحروف المقطعة إلى هذه الأنواع الثلاثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
33. قال الشيخ ابن عثيمين: " وأصح الأقوال فيها القول الثاني: وهو أنها حروف هجائية ليس لها معنىً على الإطلاق؛ وهذا مروي عن مجاهد، وحجة هذا القول: أن القرآن نزل بلغة العرب، وهذه الحروف ليس لها معنىً في اللغة العربية ... أما كونه تعالى اختار هذا الحرف دون غيره ورتبها هذا الترتيب فهذا ما لا علم لنا به. هذا بالنسبة لذات الحروف". ثم ذكر الحكمة منها. انظر: تفسير القرآن الكريم (الفاتحة والبقرة): (1/ 22).
34. قانون التأويل: (527 ـ 528، 531). وقال ابن عاشور: " وكيف يزعم زاعمٌ أنها واردة في معانٍ غير معروفة مع ثبوت تلقي السامعين لها بالتسليم من مؤمن ومعاند، ولولا أنهم فهموا منها معنى معروفاً دلتْ عليه القرائن لسأل السائلون وتورك المعاندون ... وقد سألوا عن أوضح من هذا فقالوا: (وما الرحمن) [الفرقان: 60] ". التحرير والتنوير: (1/ 210).
35. فإذا ثبت أنها مما استأثر الله بعلمه فهي من المتشابه عند القائلين بأن المتشابه لا يعلمه إلا الله وهو المتشابه الكلي.
36. جامع البيان: (1/ 210). قال: " وقال بعضهم: لكلِّ كتاب سرٌّ، وسر القرآن فواتحه". ذَكَرَه بعد سياق أقوال المفسرين ثم أتبعه بأقوال أهل العربية. ولم يذكر عددٌ من المفسرين هذا القول في حكاية الأقوال ومن هؤلاء: الماوردي. ويلاحظ أنَّ التعبير بكونها سر القرآن لا يتطابق مع القول بأنها من المتشابه.
37. روي عنه رضي الله عنه أنه قال: "في كل كتاب سرٌّ، وسر القرآن أوائل السور": انظر: الكشف والبيان للثعلبي: (1/ 136)، وتفسير البغوي: (1/ 58)، وزاد المسير لابن الجوزي: (37)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 172)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26)، وتفسير الرزاي: (2/ 3)، والبحر المحيط لأبي حيان: (1/ 157)، وروح المعاني للآلوسي: (1/ 100)، واللباب لابن عادل: (1/ 253).
38. روي عنه رضي الله عنه أنه قال: " الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يُفَسَّر ". انظر: تفسير السمرقندي: (1/ 46) ونَقَلَ هذا النصَّ أيضاً عن عثمان وابن مسعود رضي الله عنهما، ونقله عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (1/ 172)، وانظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26).
39. انظر: تفسير السمرقندي: (1/ 46)، ونقله عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (1/ 172)، وانظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26).
40. روي عنه رضي الله عنه أنه قال: " لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي". انظر: الكشف والبيان للثعلبي: (1/ 136)، وتفسير البغوي: (1/ 58)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 172)، وتفسير القرآن العظيم: (26)، وتفسير الرازي: (2/ 3).
41. انظر: تفسير السمرقندي: (1/ 46)، ونقله عنه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (1/ 172).
42. قال داود بن أبي هند: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال: يا داود إن لكل كتاب سراً وإن سر القرآن فواتح السور فدعها وسل عما سوى ذلك. أخرجه ابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور: (1/ 55)، وانظر: تفسير السمرقندي: (1/ 46)، وزاد المسير لابن الجوزي: (37)، وتفسير البغوي: (1/ 58)، وروح المعاني: (1/ 100)، واللباب لابن عادل: (1/ 253).
43. انظر: زاد المسير لابن الجوزي: (37)، والمحرر الوجيز لابن عطية: (49)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 172)، والبرهان للزركشي: (1/ 173)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26)، والتحرير والتنوير لابن عاشور: (1/ 207).
44. انظر: الإحكام: (4/ 123 ـ 124). وقد خصص المتشابه بالحروف المقطعة، والأقسام التي في بدايات السور.
45. البحر المحيط: (1/ 158).
46. حيث قال: " فاعلم أن من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازماً بأن ذلك هو ما أراده الله عزّ وجل، فقد غلط أقبح الغلط، وركب في فهمه ودعواه أعظم الشطط، فإنه إن كان تفسيره لها بما فسرها به راجعاً إلى لغة العرب، وعلومها فهو كذب بحت، فإن العرب لم يتكلموا بشيء من ذلك، وإذا سمعه السامع منهم كان معدوداً عنده من الرَّطَانة، ولا ينافي ذلك أنهم قد يقتصرون على أحرف، أو حروف من الكلمة التي يريدون النطق بها، فإنهم لم يفعلوا ذلك إلا بعد أن تقدمه ما يدل عليه، ويفيد معناه، بحيث لا يلتبس على سامعه كمثل ما تقدم ذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا القبيل ما يقع منهم من الترخيم، وأين هذه الفواتح الواقعة في أوائل السور من هذا؟ وإذا تقرر لك أنه لا يمكن استفادة ما ادّعوه من لغة العرب، وعلومها لم يبق حينئذ إلا أحد أمرين:
الأوّل: التفسير بمحض الرأي الذي ورد النهي عنه، والوعيد عليه، وأهل العلم أحق الناس بتجنبه، والصدّ عنه، والتنكُّب عن طريقه، وهم أتقى لله سبحانه من أن يجعلوا كتاب الله سبحانه ملعبةً لهم يتلاعبون به، ويضعون حماقات أنظارهم، وخُزَعْبَلات أفكارهم عليه.
الثاني: التفسير بتوقيف عن صاحب الشرع، وهذا هو المهيع الواضح، والسبيل القويم، بل الجادة التي ما سواها مردوم، والطريقة العامرة التي ما عداها معدوم، فمن وجد شيئاً من هذا، فغير ملوم أن يقول بملء فيه، ويتكلم بما وصل إليه علمه، ومن لم يبلغه شيء من ذلك فليقل لا أدري، أو الله أعلم بمراده، فقد ثبت النهي عن طلب فهم المتشابه، ومحاولة الوقوف على علمه مع كونه ألفاظاً عربية، وتراكيب مفهومة، وقد جعل الله تتبع ذلك صنيع الذين في قلوبهم زيغ، فكيف بما نحن بصدده؟ فإنه ينبغي أن يقال فيه إنه متشابه المتشابه على فرض أن للفهم إليه سبيلاً، ولكلام العرب فيه مدخلاً، فكيف وهو خارج عن ذلك على كل تقدير ... والذي أراه لنفسي ولكل من أحبّ السلامة واقتدى بسلف الأمة ألا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله عزّ وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا، وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه ". فتح القدير: (53 ـ 54).
47. ولا تدخل عندهم في المتشابه على القول الآخر في وهو أنه مما يمكن معرفة معناه.
48. حيث نقل هذا القول عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهما كما سبق في الحواشي.
49. حيث نقل هذا القول عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم كما سبق في الحواشي.
50. التحرير والتنوير: (1/ 207).
51. أسرار التنزيل بحاشية زادة: (1/ 70)
52. تفسير السمرقندي: (1/ 46).
53. انظر الأثرين عن ابن مسعود رضي الله عنه في: الدر المنثور للسيوطي: (1/ 53).
54. سبق عزوه في الحاشية (37).
55. سبق عزوه في الحاشية (38).
56. زاد المعاد: (4/ 123).
57. التحرير والتنوير: (29/ 38).
58. انظر: فصول في أصول التفسير للطيار: (34).
59. انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 172)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26 ـ 27).
60. المحرر الوجيز: (49، 50).
61. انظرها إن شئت في: جامع البيان للطبري: (1/ 118 ـ 121)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: (26 ـ 27)، والبرهان للزركشي: (1/ 173)، والتحرير والتنوير لابن عاشور: (1/ 206 ـ 216).
62. ذكر هذه الأنواع ابن عاشور في التحرير والتنوير: (1/ 207).
63. انظر: جامع البيان: (1/ 209).
64. السابق نفس الصفحة.
65. انظر: جامع البيان: (1/ 208)، وتفسير ابن أبي حاتم: (1/ 32) رقم (43)، ومعاني القرآن للنحاس: (1/ 73)، والأسماء والصفات للبيهقي: (1/ 231) رقم (167)، والدر المنثور للسيوطي: (1/ 53)، (3/ 67).
66. جامع البيان: (1/ 208)، ورواه البيهقي في الأسماء والصفات: (1/ 231) رقم (168)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 32) رقم (45).
67. رواه ابن جرير في جامع البيان: (1/ 208)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 32) رقم (48)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور: (1/ 53) إلى ابن مردويه.
68. قانون التأويل: (530 ـ 531).
69. تفسير النيسابوري: (1/ 131).
70. جامع البيان: (1/ 208).
71. ذهب إلى هذا: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال الزمخشري: " وعليه إطباق الأكثر "، ونسب لسيبويه، انظر: الكشاف: (1/ 129)، وانظر: جامع البيان لابن جرير: (1/ 205 ـ 206)، والتحرير والتنوير: (1/ 211)، واختاره الفخر الرازي في تفسيره: (2/ 9)، وقال الآلوسي: " وقد كثر الكلام في شأن أوائل السور والذي أطبق عليه الأكثر وهو مذهب سيبويه وغيره من المتقدمين أنها أسماء لها وسميت بها إشعاراً بأنها كلمات معروفة التركيب فلو لم تكن وحياً من الله تعالى لم تتساقط مقدرتهم دون معارضتها". ثم ذكر الاعتراضات على هذا القول. انظر روح المعاني: (1/ 99).
72. نُقل عن الكلبي والسدي وقتادة. انظر: التحرير والتنوير: (1/ 211).
(يُتْبَعُ)
(/)
73. رواه ابن جرير في تفسيره: (1/ 204)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 33) رقم (50)، والنحاس في معاني القرآن: (1/ 75). وانظر: الدر المنثور: (1/ 53).
وروي مثله عن مجاهد: رواه ابن جرير في نفس الموضع السابق، وابن أبي حاتم في تفسيره أيضاً: (1/ 33) رقم (50)، والنحاس في معاني القرآن: (1/ 75).
وروي مثله عن ابن جريج: رواه ابن جرير في الموضع السابق.
74. رواه الدارمي في في الرد على بشر المريسي: (20/ 14) رقم (14)، ورواه ابن جرير في تفسيره: (15/ 451)، قال البيضاوي: " ولعله أراد يا منزلهما ". أسرار التنزيل: (1/ 70). وقال ابن عطية: "فهذا يحتمل أن تكون الجملة من أسماء الله تعالى، ويحتمل أن يريد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينادي الله تعالى بجميع الأسماء التي تضمنها: (كهيعص) كأنه أراد أن يقول: (يا كريم يا هادي يا عليّ يا عزيز يا صادق) اغفر، فجمع هذا كله باختصار في قوله يا (كهيعص) ". المحرر الوجيز: (1218).
75. انظر: القواعد المثلى لابن عثيمين: (13).
76. حكاه الرازي عن المبرد وجمع من المحققين. انظر: تفسير الرازي: (2/ 7)، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا. انظر: الجامع لأحكام القرآن: (1/ 173)، وقال عنه الثعلبي: "أحسن الأقاويل فيه وأمتنها". الكشف والبيان: (1/ 137).
77. الكشاف: (1/ 136 ـ 137).
78. نقل ذلك عنه ابن كثير في تفسيره: (27).
79. نقل ذلك عنه ابن كثير في تفسيره: (27).
80. انظر: تفسير القرآن العظيم: (27).
81. أضواء البيان: (3/ 5).
82. التحرير والتنوير: (1/ 216).
83. انظر: جامع البيان: (1/ 212 ـ 213)، والمحرر الوجيز: (49).
84. تفسير القرآن العظيم: (27).
85. انظر: جامع البيان: (1/ 212)، والمحرر الوجيز: (50)، وزاد المسير: (38)، وفتح القدير: (52).
86. تفسير القرآن العظيم: (27).
87. نُقل عن الأخفش. انظر: التحرير والتنوير: (1/ 212).
88. رواه ابن جرير في جامع البيان: (1/ 207) و (17/ 542) و (18/ 5)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (8/ 2747) رقم (15517) وفي: (9/ 2838) رقم (16086) وفي: (9/ 2938) رقم (16661)، والنحاس في معاني القرآن: (1/ 74)، والبيهقي في الأسماء والصفات: (1/ 229) رقم (163)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور: (1/ 53) إلى ابن المنذر أيضاً.
89. رواه ابن جرير في جامع البيان: (1/ 207)، وابن أبي حاتم في تفسيره: (1/ 33) رقم (52).
ـ[أبو إياد]ــــــــ[26 Feb 2010, 12:17 ص]ـ
أجزل الله مثوبتك أبا مبارك، ولكن ظني ان التفريق بين القول في معاني الحروف المقطعة في ذاتها وبين القول في الحكمة من إيرادها لا يطرد، ذلك أن كل من يقول قولاً في معناها لزمه أن يقول قولاً مقابلاً في الحكمة من إيرادها، فكل قول في المعنى يترتب عليه قول في الحكمة، فمن قال: إنها أسماء للسور = لزمه أن يقول إن الحكمة من إيرادها تسمية السور بها، وكذلك من قال: هي أسماء للقرآن، وأما من قال: هي من أسماء الله تعالى = لزمه أن يقول في الحكمة من إيرادها قولاً يجانس القول الذي قال به في المعنى.
ومن الواضح أن من يقول في الحكمة من إيرادها بيان عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن يجب أن يكون قوله في الحروف المقطعة: ليس لها معنى في ذاتها، وإنما يظهر معناها بتركيبها في جملة، وفي ظني فهذا القول لم يرد عن السلف، إلا ما نقل عن (أظنه مجاهداً- وعهدي بالمسألة بعيد-) مِن قوله في الحروف المقطعة:"هجاء موضوع".
أستاذي د. فهد، أرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة التي أريدها، وخلاصتها: أن كل قول في معنى الحروف المقطعة يلزم عليه قول مجانس له في الحكمة من إيرادها، ولذا لم يفصل أغلب المفسرين بين هذين المقامين لتلازمهما، وذلك بخلاف ابن كثير فسح الله له قبره حيث فصل بين المقامين.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[26 Feb 2010, 04:24 م]ـ
دكتور فهد حفظه الله
بارك الله فيك على هذا البحث العلمي الرائع.
وسأرجئ تعليقي إلى حين ينتهي الأخ أبو سعد الغامدي حفظه الله من مأخذه في هذا البحث ..
مع تحياتي ودعائي أن يبارك الله فيك وفي وقتك.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
الراجح:
الذي يظهر والله أعلم أن هذه الأحرف المقطعة الواردة في القرآن، هي حروف الهجاء المعروفة عند العرب، ويُنطق عند القراءة بأسمائها، الدالة عليها، ولم يقع استنكار لها عند العرب، وهذه الحروف رموز مجردة لا معنى لها عند العرب، ولم يرد نقلٌ صحيح يدلُّ على أنها لها معانٍ عندهم، وأما نزولها في القرآن فله حكمة وسرٌّ كما حُكي ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وليست تلك الحِكَمُ والأسرار من قبيل بيان المعاني، فهي من باب ذكر الحِكَم، وهذا خارج عن حدِّ التفسير، فلا علاقة له بآية آل عمران، وعليه فإن تفسير هذه الأحرف لا دخل له في المتشابه. . . .وكذلك فاختصاص كثير من الجمل في بعض السور دون غيرها وسر ترتيب الآيات في السور، كل ذلك مما له سرٌّ يعلمه الله تعالى، والله تعالى أعلم.
الخميس 11/ 3 / 1431هـ).
بارك الله فيك أخى الحبيب وزادك فقها وعلما بأسرار كتابه الحكيم
صدقت يا دكتور فهد فيما رجحته وانتهيت اليه فى هذا البحث الموجز والذى - على ايجازه - قد أحاط بالمسألة من أطرافها الكبرى، أشهد بهذا وأنا الذى كتبت مئات الصفحات فى المسألة ذاتها، وحشدت لها عشرات المراجع، وذلك فى كتاب خصصته لها وحدها وجعلت عنوانه: ((حل رموز فواتح السور - وبيان اعجازها العظيم))
وابشر يا أخى الحبيب، بل ابشرى يا أمة الاسلام، فان تلك الأحرف التى قد يحسبها البعض ضئيلة وقليلة لها فى واقع الأمر اعجازات هائلة وعظيمة!!
وقد ادخر الله تعالى بيان اعجازها المذهل لهذا العصر الذى نعيشه، وذلك لحكمة بالغة
وكل هذا وغيره سنعرفه قريبا باذنه تعالى على وجه التفصيل مع صدور كتابى عنها، وآمل ألا يتأخر ذلك عن مستهل رمضان المقبل ان شاء المولى عز وجل
ولكنى أعد أعضاء هذا الملتقى المبارك وزائريه الكرام أن أكشف لهم قبل هذا التاريخ عن بعض أسرار تلك الفواتح الاعجازية، وذلك حتى ألقى الضوء على طبيعة هذا البحث ومنهجى فيه وكيف تم التوصل الى معانيها الخفية من خلال طريقة قرآنية اعجازية لا يقدر عليها الا الواحد الأحد سبحانه وتعالى
وقد وقع اختيارى على أن أعرض فى الملتقى لمعانى واعجازات الحروف المفردة الثلاثة: ن، ص، ق. كما وقع اختيارى على غرة شهر رجب القادم ان شاء الله موعدا لهذا العرض نظرا لانشغالى حاليا بأعباء عملى فى التدريس، وحيث من المقرر أن ينتهى العام الدراسى قبيل غرة رجب المقبل ان شاء الله
وكل ما أرجوه فحسب حتى يخرج هذا الكشف المهم للنور أن يوفقنى الله عز وجل الى شيئين اثنين طالما رجوتهما:
الأول: أن أجد من أطلعه على كتابى المذكور من كبار علماء الأمة ليكتب لى تقديما له يليق بأهميته الفائقة
الثانى: أن أجد الناشر الكبير الذى بوسعه نشر هذا الكتاب على أوسع نطاق ممكن، فضلا عن ترجمته الى اللغات الكبرى حتى يقف أكثر الناس على تلك المعجزات المذهلة التى بثها الله عز وجل فى حروف فواتح بعض سور قرآنه العظيم، والتى سوف تساهم بقوة وفعالية - فيما أرى - فى زيادة عدد أفواج الناس الذين سيدخلون فى دين الله الحق (الاسلام)
والله هو الموفق، كما كان هو من قبل المنعم الوهاب ذا الفضل العظيم على العبد الفقير، وله الحمد من قبل ومن بعد
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:38 ص]ـ
وابشر يا أخى الحبيب، بل ابشرى يا أمة الاسلام، فان تلك الأحرف التى قد يحسبها البعض ضئيلة وقليلة لها فى واقع الأمر اعجازات هائلة وعظيمة!!
وقد ادخر الله تعالى بيان اعجازها المذهل لهذا العصر الذى نعيشه، وذلك لحكمة بالغة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكل هذا وغيره سنعرفه قريبا باذنه تعالى على وجه التفصيل مع صدور كتابى عنها، وآمل ألا يتأخر ذلك عن مستهل رمضان المقبل ان شاء المولى عز وجل
ولكنى أعد أعضاء هذا الملتقى المبارك وزائريه الكرام أن أكشف لهم قبل هذا التاريخ عن بعض أسرار تلك الفواتح الاعجازية، وذلك حتى ألقى الضوء على طبيعة هذا البحث ومنهجى فيه وكيف تم التوصل الى معانيها الخفية من خلال طريقة قرآنية اعجازية لا يقدر عليها الا الواحد الأحد سبحانه وتعالى
وقد وقع اختيارى على أن أعرض فى الملتقى لمعانى واعجازات الحروف المفردة الثلاثة: ن، ص، ق. كما وقع اختيارى على غرة شهر رجب القادم ان شاء الله موعدا لهذا العرض نظرا لانشغالى حاليا بأعباء عملى فى التدريس، وحيث من المقرر أن ينتهى العام الدراسى قبيل غرة رجب المقبل ان شاء الله
فات الموعد أيها المبارك ونحن بانتظار عرضك وكيف حال كتابك وما آل إليه
و(/)
سعيد الجديد
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[25 Feb 2010, 10:11 م]ـ
اطلعت على بعض ما ينقله الأخ (خلوصي) عن الشيخ من كلمات ورسائل،
وأنا أرى أن فائدة هذا قليلة جداً،
وإن كان فيها تعريف وتذكير
لكني أريد طرح موضوعات علمية أقوى مثل:
الدراسات حول كتب السيخ
علوم القرآن لدى الشيخ
التفسير عند الشيخ
خصائص تناوله للقرآن
....
....
لأنني لاحظت أن أغلب الدراسات عن النورسي تتناول الجانب الإعجازي لديه، مع إغفال شبه تام للنواحي الأخرى، صحيح أن الدرس الإعجازي أو الاتجاه بالأصح خط واضح جلي في أغلب إن لم يكن كل كتباته، وذك نظرا لطبيعة الفترة والعصر الذي عاش فيه والبيئة المحيطة، ولا سيما تركيزه الشديد على الإعجازي العلمي المادي الطبيعي في الإنسان والحيوان والنبات ...(/)
إلى الأستاذ عبد الله جلغوم
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Feb 2010, 04:29 ص]ـ
إلى الأستاذ الفاضل والباحث المتميز المجتهد الدؤوب في قضية العدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت ما كتبته حول الأعداد وما أتحفتنا به من موافقات مدهشة .. , ولا شك أن هناك الكثير الكثير من الأشياء التي يقف الإنسان أمامها مبهورا متعجبا مندهشا
وجلست ذات مرة مع بعض الأرقام برهة من الوقت وإذا به اجد عددا من الموافقات العجيبة
ولقد أطلعني باحث من أصل فلسطيني اسمه أحمد الصغير بعجائب لا زالت مخطوطة لديه منذ سنين يجمعها استطاع من خلال أبحاثة أن يحدد مساحات الدول وأعمار الأنبياء والخلفاء الراشدين والأئمة
ومن عجائبه أنه ذكر أرقاما نصل خانتها إلى ما يزيد عن مائة (يعني واحد وأمامه مائة صفر) الرقم لا يقرأ ولكن مع ذلك ضرب وقسم وأتى بعجائب العجائب
واطلعت كما اطلع كثير من الباحثين على عشرات الكتب في هذه القضية مما طبع ونشر ومما لم يطبع بعد
وهناك شيء يدور في ذهني أطرحه لمزيد من البحث حوله
وقبل ذلك لنتفق على بعض الأمور:
1 ـ لقد لاحظت أن نسبة 80 % إذا لم يكن 90 % أو أكثر من التحليلات تعتمد على فكرة المضاعف (بمعنى هذا العدد اذا ضرته بكذا فهو من مضاعفات كذا ثم نقول بعدها: الله أكبر!!!!!)
ودعنا نتفق أولا على أن هذا هو محور مهم جدا جدا يذكره ويعتمد عليه كل الباحثين في قضايا العدد
2 ـ من أبسط قواعد علم الحساب أن أي عدد من الأعداد يوجد له ما لا نهاية من المضاعفات!!!
وهذا يعيدنا إلى فكرة أن الله خلق الاشياء وخلق لها طبائع فمن طبائع الأعداد أن تكون مضاعفة وتقبل الضرب والقسمة على أعداد أخرى لا متناهية
هاتان النقطتان هل هما محل اتفاق؟؟؟؟
إذا كان ذلك كذلك فأبدي التساؤل بالصيغة التالية:
كيف تسلل للدماغ البشري أن قضية المضاعفة والموافقة قضية معجزة
ألا ترى أنه يجب أن نقدم دليلا علميا عقليا وشرعياً على أن فكرة المضاعفة بحد ذاتها معجزة
هذا يحتاج إلى كلام مقنع ودليل لا يقبل النقض ولا يدخله احتمال
لأن الدليل إذا تطرق اليه الاحتمال سقط به الاستدلال
من أول من قال بأن المضاعفة والتوافق إعجاز؟؟؟
ألا ترون أن هناك في المجرات الفضائية والأجرام السماوية من التوافقات بين المجموعات وأعدادها وما يظهر ليلا أو نهارا بقسمة عجيبة
ألا ترون أن في داخل جسم الإنسان يوجد أرقام ومضاعفات عجيبة جدا جدا من حيث عدد الأعصاب وعدد ضربات التنفس وانها من مضاعفات السبعة مثلا
او من مضاعفات الخمسة التي هي الاعضاء الرئيسية للانسان وهي الأصابع ونجد الرقم خمسة يتكرر في جسم الانسان بشكل ملفت من أصغر عصب لأكبر جزء
على أنني هنا أجيب نفسي فأقول:
لقد ذكرنا الله تعالى بقوله: ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ....
وقال وفي أنفسكم أفلا تبصرون
لكنني أعود فأتساءل هل من تحرير قوي لمحور القضية في كل هذه الأبحاث وهو المضاعفة وقبول الضرب أو القسمة؟؟
شاكرا لك ومقدرا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Feb 2010, 08:44 م]ـ
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
1 - المضاعفات وحدها قد تكون دليلا على التناسق ولكنها ليست دليلا كاملا على الإعجاز.
2 - ذكرت أكثر من مرة، لو أن أعداد الآيات في سور القرآن جاءت كلها من مضاعفات الرقم 7 مثلا، لما كان ذلك إعجازا، ولهذا لم يكن كذلك في القرآن؛ لأن في الإمكان محاكاة مثل هذا الترتيب. أعني من السهل أن نؤلف كتابا من عدة فصول، ثم نعاود النظر فيه، ونجعل كل فصل وكل صفحة وكل فقرة فيه من مضاعفات الرقم 7.
3 - ما أكتبه لا يعتمد على فكرة المضاعفات، بل هناك ربط بين مسألتين، غالبا:
ولنوضح ذلك، بالمثال التالي:
سورة الممتحنة مؤلفة من 13 آية. سورة الغاشية مؤلفة من 26 آية أي من مضاعفات الرقم 13.سورة القلم مؤلفة من 52 آية، أي من مضاعفات الرقم 13. سورة الحاقة مؤلفة من 52 آية أيضا؛ أي من مضاعفات الرقم 13 ..
هذا ليس إعجازا. وأمثلة ذلك كثيرة.
4 - حينما نجد أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 31 آية هو 62 سورة، أي عدد من مضاعفات الرقم 31 .. فهذا إعجاز، حيث نلاحظ الربط بين عدد السور، وأعداد الآيات .. وحتى هذه تظل موضع الشبهة:
إلى أن يتمّ تعزيزها بظاهرة أخرى:
فحينما نكتشف أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 13 (عكس العدد 31) هو 26 سورة (عكس العدد 62) عدد من مضاعفات الرقم 13 .. لا مجال للتشكيك في أننا أمام ظاهرة إعجازية حقيقية. وفي هذه الحالة، لا بد أن تكون هناك مظاهر أخرى مؤكدة ودافعة للشبهات.
5 - ليس بالضرورة أن تعتمد الظاهرة الإعجازية على المضاعفات، ولنوضح ذلك بمثال:
هناك علاقة عددية قوية بين العددين 19 و 31، وهو ما تشكل في الذهن من خلال ذكر العدد 19 في الآية (عليها تسعة عشر) في سورة المدثر،ومجيء الآية الشارحة للحكمة من ذكره في موقع الترتيب 31.
نحكم على هذه الظاهرة بالإعجاز حينما نكتشف ما يدفع عنها شبهة المصادفة، من ذلك:
نكتشف مراعاة هذه العلاقة في أن عدد الآيات التي رقم ترتيب كل منها 31 وورد في كل منها لفظ الجلالة في القرآن كله هو 19.
نلاحظ هنا: مجموعة من الآيات محددة بأن رقم ترتيب كل منها 31، ومرتبطة بموضوع ورود لفظ الجلالة (الله). وتتأكد لنا الظاهرة حينما نكتشف المزيد من الأدلة على مراعاة الترتيب القرآني لهذه العلاقة في مواقع أخرى.
6 - تنبه الكثيرون لسورة المدثر، ولاحظوا أن عدد كلمات الآية رقم 31 هو من مضاعفات الرقم 19، وأن عدد الكلمات في أول 19 آية من مضاعفات الرقم 19، وأن ... وأن .. ،
طيب، وماذا بعد؟ هذا يشير إلى التناسق ولكن لا نحكم عليه بالإعجاز، فما زال ينقصه الكثير.يجب ربط كل ما ذكر بمسائل أخرى تؤكد القصد والهدف في مجيء تلك التناسقات العددية.
7 - فأما ما ذكرته عن الأخ أحمد الصغير، فقد زرته في بيته في سوريا، واطلعت على أبحاثه، ومن أسف،لم أر فيها الذي رأيت.
8 - أنا مسوؤل عما أكتب، لا عما يكتبه الآخرون، والإعجاز العددي عندي هو إعجاز الترتيب القرآني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:41 م]ـ
الاستاذ عبد الله جلغوم
هل اطلعتم على هذا
قال بعضهم:
كهيعص
هذه الكلمة " كهيعص " بتبديل الأحرف مع الأرقام المبينة أعلاها نجد أنها تعطى رقما هو: 195 لأنها عبارة عن مجموع الأحرف (ك + ه + ي + ع + ص) أي:
(20+5+10+70+90= 195)
ولا عجب من هذا فالأعجب في السطور التالية:
إن رقم 195 هذا في ذاته ليس إلا مدلولا لجملة مكافئة تعطى نفس الرقم وهذه الجملة هي:
(أ + ل + م + س + ي + ح + أ + ل + ه + ى)
(1+30+40+60+10+8+1+30 +5+10= 195)
هل لاحظت عزيزي هذه الجملة .. حاول أن تقرأها مرارا وتكراراً كي تفهمها, ولكن لن أطيل عليك العناء فهذه الجملة هي: المسيح الهي!!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Jun 2010, 09:29 م]ـ
الاستاذ عبد الله جلغوم
هل اطلعتم على هذا
قال بعضهم:
كهيعص
هذه الكلمة " كهيعص " بتبديل الأحرف مع الأرقام المبينة أعلاها نجد أنها تعطى رقما هو: 195 لأنها عبارة عن مجموع الأحرف (ك + ه + ي + ع + ص) أي:
(20+5+10+70+90= 195)
ولا عجب من هذا فالأعجب في السطور التالية:
إن رقم 195 هذا في ذاته ليس إلا مدلولا لجملة مكافئة تعطى نفس الرقم وهذه الجملة هي:
(أ + ل + م + س + ي + ح + أ + ل + ه + ى)
(1+30+40+60+10+8+1+30 +5+10= 195)
هل لاحظت عزيزي هذه الجملة .. حاول أن تقرأها مرارا وتكراراً كي تفهمها, ولكن لن أطيل عليك العناء فهذه الجملة هي: المسيح الهي!!!!
الأخ الكريم: هذا المثال لا علاقة له بالإعجاز لا من قريب ولا من بعيد،فإن من السهل ان نؤلف جملا أخرى تكون قيمتها في حساب الجُمَّل 195. وليس من الصعب أن نميز بين الدراسات الجادة في الإعجاز العددي، ومثل هذه الأمثلة التافهة.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Jun 2010, 11:25 م]ـ
الأخ الكريم: هذا المثال لا علاقة له بالإعجاز لا من قريب ولا من بعيد،فإن من السهل ان نؤلف جملا أخرى تكون قيمتها في حساب الجُمَّل 195. وليس من الصعب أن نميز بين الدراسات الجادة في الإعجاز العددي، ومثل هذه الأمثلة التافهة.
بارك الله فيك وجزاك خيرا؛ فهلا بينت لإخوانك الضوابط والمعايير التي بها يميزون الصحيح الجاد من هذي الدراسات دون غيره؟
ونفع الله بك.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[28 Oct 2010, 10:54 ص]ـ
الأخ الكريم: هذا المثال لا علاقة له بالإعجاز لا من قريب ولا من بعيد،فإن من السهل ان نؤلف جملا أخرى تكون قيمتها في حساب الجُمَّل 195. وليس من الصعب أن نميز بين الدراسات الجادة في الإعجاز العددي، ومثل هذه الأمثلة التافهة.
لم أقل إنه إعجاز أو له علاقة بالإعجاز
ولكن أردت لفت النظر إلى أي مدى يمكن أن يصل المتعمقون في مسألة العدد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Oct 2010, 12:41 م]ـ
أخي د يحيى
لنكن منصفين قليلاً كهيعص من القرآن. فمن اين جئت بتلك الكلمة حتى استنطقتها هذا الاستنطاق؟؟؟
تعمق كما تشاء ولكن ضمن نصوص القرآن لا أن نذهب الى الإنجيل!!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Oct 2010, 01:33 م]ـ
لم أقل إنه إعجاز أو له علاقة بالإعجاز
ولكن أردت لفت النظر إلى أي مدى يمكن أن يصل المتعمقون في مسألة العدد
أبعد أربعة أشهر جئتَ لتقول لي هذا الكلام. علما أنني لا أكتب في حساب الجمّل، بل كنت أرفضه، ولكنني الآن لا أرفضه جملة وتفصيلا.
ما أوردتًّه في مشاركتك الأولى، ومثله، لا يصل إليه المتعمقون، بل الحمقى والتافهون، وشتان بين الاثنين. وقد كنا اجبناك منذ البداية بأن مثل هذا هو من توافه الأمور.
وفي حياتنا كثير من التفاهات، فأمريكا الحمقاء طرحت كتابا في الأسواق بديلا للقرآن وسمته الفرقان الحق، فما رأيكم ادام الله فضلكم؟ كيف نواجه هذه التفاهة؟ هل نتخلى عن القرآن الحق؟
وفقك الله.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[29 Oct 2010, 03:04 ص]ـ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر .....
لا داعي لأسلوب الفوقية في الكلام
وفكرتك وصلت وشكرا لك ...
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:48 ص]ـ
يا شيخنا يحيى ... هذه الفوقية إذا استقرت في القلب فلا بد أن تظهر على فلتات اللسان، شاء من شاء وأبى من أبى، وإلا فعلام يدل وصف البعض لنفسه في بعض المشاركات بإمام الإعجاز العددي، مع تسفيه شديد وعجيب لرأي غيره، والبعض يتذرع عند كلامه بهذه الطريقة بحجة أنها قوة الحق، وأن من لا يفعل مثله قد يقصد إظهار التواضع لينال إعجاب الناس، وأظن أن الخلل فينا - وأنا داخل في الضمير، ومن أراد أن يدخل معي فليدخل- في كوننا لم نربِّ أنفسنا على الافتقار لربنا والتواضع للمؤمنين، ولو فعلنا لظهر ذلك من خلال كلامنا كما يظهر ما في قلب المتعالى من خلال كلامه، وهذا ليس من باب الرجم بالغيب ولكنه من باب قول ابن عطاء الله: " كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Oct 2010, 08:46 ص]ـ
يا شيخنا يحيى ... هذه الفوقية إذا استقرت في القلب فلا بد أن تظهر على فلتات اللسان، شاء من شاء وأبى من أبى، وإلا فعلام يدل وصف البعض لنفسه في بعض المشاركات بإمام الإعجاز العددي، مع تسفيه شديد وعجيب لرأي غيره،.
الأخ الفاضل محمد
أنا إنسان بسيط وعادي بل وأقل من ذلك، ولا أعرف الفوقية ولم تخطر ببالي، ولعل اسلوب البعض في مهاجمتي يفرض علي احيانا ما يُساء فهمه،فالدكتور يحيى سألني عما يفعله البعض بحساب الجمل وقلنا تلك تفاهات لا علاقة لها بالاعجاز العددي، رغم انني شخصيا لا أبحث في هذا النوع من الحساب. أما كان ذلك كافيا.
فأما قولي: إمام الباحثين في الإعجاز العددي فما قلت إلا حقا .. فما الذي يغيظك منه، ولماذا ترى فيه فوقية؟ الدكتور يحي أفضل مني بأشياء كثيرة، وأعترف بذلك دون شعور بالخجل أو النقص، ولست أرى في ذلك ما يعيب، كل في مجال اختصاصه ..
وما دامت الأمور تنتهي دائما على هذا النحو، فستكون هذه الكلمات هي آخرعهدي بكم وبالاعجاز العددي.
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[29 Oct 2010, 12:52 م]ـ
وما دامت الأمور تنتهي دائما على هذا النحو، فستكون هذه الكلمات هي آخرعهدي بكم وبالاعجاز العددي.
إن هذا الملتقى المبارك، حسنة عظيمة، وجهد مبارك في خدمة الإسلام عموما والقرآن خصوصا، لذلك أهيب بالمشايخ الكرام جميعا أن يكونوا سدا منيعا في وجه مكايد الشيطان به، فإني لا أظنه إلا مجتهدا في النيل من مجهوداتكم المباركة، فلنجتهد جميعا بارك الله فيكم في دحره، بسعة الصدر فيما بيننا،وتليين العبارة، فلقد جَمَعَنَا العلم، فَلْنَنْأَ به عن أن يكون سببا للفرقة عياذا بالله.
عن أبي هريرة رض1 قال: قال رسول اللهصل1: «إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي منكم بالمحقرات» (أخرجه: أحمد (2/ 368)، والبزار (3/ 322/2850) واللفظ له، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 54): "رجاله رجال الصحيح". وصححه الحافظ ابن حجر في اختصاره لزوائد البزار (2/ 358/2064).
وفي رواية جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» (أخرجه: أحمد (3/ 313 - 354)، ومسلم (4/ 2166/2812)، والترمذي (4/ 291/1937).) وهي تفسير للمحقرات،أو ذكر بعضها، والعلم عند الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Oct 2010, 01:42 م]ـ
يا شيخنا يحيى ... هذه الفوقية إذا استقرت في القلب فلا بد أن تظهر على فلتات اللسان، شاء من شاء وأبى من أبى، وإلا فعلام يدل وصف البعض لنفسه في بعض المشاركات بإمام الإعجاز العددي، مع تسفيه شديد وعجيب لرأي غيره، والبعض يتذرع عند كلامه بهذه الطريقة بحجة أنها قوة الحق، وأن من لا يفعل مثله قد يقصد إظهار التواضع لينال إعجاب الناس، وأظن أن الخلل فينا - وأنا داخل في الضمير، ومن أراد أن يدخل معي فليدخل- في كوننا لم نربِّ أنفسنا على الافتقار لربنا والتواضع للمؤمنين، ولو فعلنا لظهر ذلك من خلال كلامنا كما يظهر ما في قلب المتعالى من خلال كلامه، وهذا ليس من باب الرجم بالغيب ولكنه من باب قول ابن عطاء الله: " كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز ".
لماذا كتبت هذا الكلام؟
ما الذي دفعك إليه؟
أرجو أن تسأل نفسك بصدق وأظنها ستصدقك لماذا كتبت هذا الكلام.
أما كان الأجدر أن تجد لكلام الأستاذ عبد الله محملا غير هذا المحمل الذي يوغر الصدور ويقود الحوار إلى مسالك لا خير فيها؟
كان من المفترض في من يعارض أبحاث الأستاذ عبد الله ويغلطه فيها أن يضع أصابعه على مكمن الخطأ فيها بالدليل والبرهان أو يسكت، ولا يصح أن عارض فكرة شخص ما لأنني لم أفهمها.
لقد كنت يوما من المتحفظين على أبحاث الأستاذ عبد الله جلغوم، ولكني بعد التأمل رأيت أن في ما يكتبه ما يستحق التوقف عنده والتأمل فيه وربما أدى يوما ما إلى شيء يخدم القرآن وعلومه.
أسأل الله للجميع الهداية والتوفيق
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Oct 2010, 02:01 م]ـ
لو صدر هذا الكلام مرة أو اثنتين أو ثلاثاً لحملته على أحسن المحامل يا أبا سعد ... أما قصدي فيعلمه ربي ... وقد قصدت من كلامي -وربي يهدي من يشاء- أن يكون ذكرى لشخص يصدق مع نفسه سواء كان الأستاذ جلغوم أو غيره وأنا واحد ممن يحتاج إلى هذا التذكير.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[29 Oct 2010, 03:49 م]ـ
كان من المفترض في من يعارض أبحاث الأستاذ عبد الله ويغلطه فيها أن يضع أصابعه على مكمن الخطأ فيها بالدليل والبرهان أو يسكت، ولا يصح أن عارض فكرة شخص ما لأنني لم أفهمها.
أظن أن عددا لا بأس به من المناقشين يفهمون، ويبحثون عن أجوبة مقنعة، في قضية تتعلق بكتاب الله وفلسفة إعجازه.
وليس كل سائل يخفى وراء سؤاله سوء نية أو مكيدة أو خبيئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Oct 2010, 04:40 م]ـ
أما إيقاف الأستاذ عبد الله على مكمن الخطأ فيما يكتب فقد حصل من إخوة كثيرين لكن كان الأستاذ يرد بطرق متنوعة تجدها في موضوع (تحذير: .... ) إلخ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Oct 2010, 05:25 م]ـ
أنا أظن وظني يقيني أن كثيراً من الأخوة يجدون حساسية إن لم يكن مأثماً في تقبلهم لقضية الإعجاز العددي. وأسئلتهم للشيخ الفاضل عبد الله جلغوم لا تخلو من سوء النيّة والتشكيك. لنكن صادقين مع أنفسنا وليجرأ أحدهم بفتوى رسمية في تأثيم الخائض في الرقم بما يخص القرآن. وحسبنا تجريحاً لشيخ بلغ وناف عن الستين. وها هو يضرب ويستنكف عن المشاركة بسبب ثورات نفسية وغضب لا يتعدى النفس الأمارة بالسوء وهذه ليست أول مرّة يتعرض الشيخ لما تعرض له. فلا تعينوا الشيطان على أخيكم وبادروا بالمحبة خير لكم. نعوذ بالله من الخذلان والوقوع فيه.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Oct 2010, 05:43 م]ـ
هل كان طلب الضوابط تجريحاً أم كان تصحيحاً،هل يرضى أحدٌ أن يكون الكلام في أي موضوع قرآني دون أي ضوابط؟ هل المطالبة بالضوابط إثارة للشحناء ينبغي أن نترفع عنها حتى لا نؤذي إخواننا؟ لو بين أحدٌ الضوابط فلا أظن أن أحداً سيرفض وسينصب النقاش حول تلك الضوابط أما أن نبقى هكذا شهوراً وربما دهورا فإلى الله المشتكى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:12 م]ـ
هل كان طلب الضوابط تجريحاً أم كان تصحيحاً،هل يرضى أحدٌ أن يكون الكلام في أي موضوع قرآني دون أي ضوابط؟ هل المطالبة بالضوابط إثارة للشحناء ينبغي أن نترفع عنها حتى لا نؤذي إخواننا؟ لو بين أحدٌ الضوابط فلا أظن أن أحداً سيرفض وسينصب النقاش حول تلك الضوابط أما أن نبقى هكذا شهوراً وربما دهورا فإلى الله المشتكى.
أخي الفاضل أنت تتكلم عن مصطلح ضوابط وكأنه نازل من السماء. عن اي ضوابط تتحدث؟؟؟ وهل للعلم أي علم ضوابط إلا أن تكون ذات محاذير ومخاطر ومهالك ومزالق أو تناقض نقلاً صريحاً أو عقلاً رجيحاً؟؟؟ أي ضوابط غير تلك التي في بالك؟؟ هل للتفسير ضوابط؟؟ وهل للفقه ضوابط غير التي قلناها؟؟؟ عجيب أمركم اخواني تتمسكون بمصطلحات وتظنونها مسلمات لا يجوز الاقتراب منها. ولماذا الإعجاز العددي هو الذي يحتاج الى ضوابط رغم أن الإعجاز العلمي أخطر منه؟؟؟ هات اعطيني ضابطاً تقترحه خارج عن الضوابط والمحاذير السابقة ليس لعلم الإعجاز فقط بل لأي علم من العلوم. هل يوجد للإعجاز العلمي ضابط؟؟؟ نعم ضابطه أن يكون صحيحاً لا يقبل الشك ولا التغليط. وهكذا الإعجاز الرقمي بل إن الإعجاز الرقمي أهون بكثير من الإعجاز العلمي سريع التبدل والتغير. لأن الإعجاز الرقمي يعتمد على الرقم والحساب ولكنه متغير حسب السورة والآية. هي مجرد حسابات إن صدقتها لا ينتقص من إيمانك شيء بل يزيد من خلال التدبر. وإن رددتها جملة وتفصيلاً فلن تكون من الآثمين والا الظانين بالله ظن السوء. ولكن بالتأكيد إذا كسرت قلب أخيك وأحزنته وكنت سبباً في همّه وكدره فلا أظن أنك من الكاسبين. لأنك لم تأت بأقل الصدقات وهي أن تلقى أخاك بوجه طلق. هدانا الله تعالى الى ما هو خير وأبقى.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:17 م]ـ
وما دامت الأمور تنتهي دائما على هذا النحو
هلّا سألتَ نفسك أخي: لماذا الأمور تنتهي معك دائماً على هذا النحو؟
فستكون هذه الكلمات هي آخرعهدي بكم وبالاعجاز العددي
قد قلتَ هذا من قبل أخي الكريم , وتكرر منك في غيرما مشاركة .. فما الجديد هنا؟
لذلك كُلِّه كان هذا الموضوع ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222) , وقد تركنا بعض المجال للحديث حول الإعجاز العددي على خلاف ما ذكرنا في ذلك الموضوع رغبةً في الظفر بجديد أو مفيد حوله ولو خارج الموضوع الرئيسي هناك , ولكن هكذا هي النتيجة في الأغلب: لا فائدة , ولا جديد.
وبهذا يتأكّد للجميع أنه لا جدوى من مزيد من هذه الموضوعات بهذه الصورة .. والله الموفق.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:39 م]ـ
سبحان الله ... يا شيخ تيسير ... هل يوجد أي علم في الدنيا بدون ضوابط ... أجدني عاجزاً عن الكلام والبيان لكني سأحاول ... لماذا قُعدت القواعد ووضعت الأصول في العلوم المختلفة؟ هل كان كل ذلك الذي جادت به الأمة بل البشرية في شتى علومها النظرية وهماً في وهم.
أما ما ذكرتم من سن الأستاذ فأعتذر إن أسأت العبارة، لكن هذا السن لا يمنع من النقاش معه وسؤاله عن ضوابطه، بل وبيان ما في أسلوبه من خلل يجعل النقاش غير مجدٍ أبداً.
وأخيراً أعدكم أني لن أعود للكلام حتى لا يزيد الخصام.(/)
سؤال؟
ـ[الأبية]ــــــــ[26 Feb 2010, 10:50 ص]ـ
مانوع (ما) في قوله تعالى {وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وما دلالتها؟
وجزاكم الله خيرا.(/)
نظم الآيات التي أثنى الله بها على نبيه صلى الله عليه وسلم للشيخ مصطفى البحياوي
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 Feb 2010, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه أبيات قالها الشيخ مصطفى البحياوي المغربي، المشرف على معهد الإمام الشاطبي لتدريس القراءات في طنجة، في شرحه لكتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض بن موسى اليحصبي رحمه الله تعالى، في الدورة التي أقامها المنتدى الإسلامي في إمارة الشارقة في صيف سنة 2008م وهي نظم للآيات التي ذكرها القاضي في الباب الأول من القسم الأول في:
تعظيم العلي الأعلى
لقدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلا
وهو باب:
في ثناء الله تعالى عليه
وتعظيم قدره لديه
وقد كتبتها لما سمعت التسجيل الصوتي لهذا الشرح على نسختي، وبالأمس احتجت إلى مراجعة شيء فيها، فتذكرت هذه الأبيات، وأحببت أن أنشرها لتعم بها الفائدة.
قال الشيخ:
وهاكَ آياً للثَّنَاءِ مُفصِحَه = في بابِهَا من (الشفا) مُصرِّحَه
بمِدحةِ الله لمُصطفاهُ = فاحت عبيرَ مسكٍ ما أزكاهُ!
ختامُ (توبةٍ)، عموم رحمةِ = مثلُ نُورِهْ، آيُ (شرحٍ)، عصمَةِ
وشاهداً مُبشِّرَاً وما مَعَهْ = خطاب لطف مع أُنسٍ تبِعَهْ
وقسمٌ به، لهُ، ما أروعه! = في (والضحى) (نجم) و (نونٍ) فاسمعه
حظوتهُ عَلْ أنبياءِ اللهِ = صلاتهُ – جلَّ – بلا تناهي
غَيرتُه، وما أتى في الفتحِ = من آي فضلٍ وصُنُوف منحِ
و (كوثرٍ)، سبع مثان تُتلى = وآيةٍ فيها: (النبيُّ أولَى)
وكان فضله عليه أعظما = إشارة لرؤية الحق، اعلما
وصَلِّ يا ربِّ على المبجَّلِ = نبيِّنا محمَّدِ المُفضَّلِ
وآلِهِ وصحبِهِ ومن أحبّْ = رفقتَهُم فهو إذاً مَع مَن أحَبّْ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Feb 2010, 01:41 م]ـ
شكر الله سعيكم على هذه الفائدة أخي محمد.
اللهم ارزقنا حب نبيك صلى الله عليه وسلم، وارزقنا التخلق بأخلاقه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 Feb 2010, 09:07 م]ـ
آمين ..
جزاكم الله خيرا.
والشيخ كثير السجع في كلامه، وله عبارات مسجوعة جميلة، كنت سجلت بعضها على نسختي:
منها: الأخلاق معيار الرجال لأنها تنبىء عن كمال الأحوال.
ومنها: المال إنما يمدح في الاستعمال لا بكثرة ولا بإقلال.
وقال عن نظرة الإسلام للمرأة والزواج: لا للتَّحلُّل ولا للتَّبتُّل.
ولما بين أن المصنفات في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه لا تفي بحقه قال:
ما كتاب عياض إلا رياض، وما الشمائل إلا خمائل، وما الدلائل إلا قلائل، وما الشهاب إلا مطفىء التهاب.
ولما تعرض لقوله تعالى: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " قال: القسم يأتي للتحسيس ويأتي للتقديس، وهذا القسم للتحسيس،أي: يحسسك بعظمة الشيء وأهميته.
وقال: بعض الناس يقولون: غلا عياض، وبعضهم يقولون: حشا الشفا بالأحاديث المراض، ونحن لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء. (قلت: وهذا رأيه).(/)
ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة السابعة)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[26 Feb 2010, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تَطْمِين
الخميس 11 تموز 1974م = 21 جمادى الآخرة 1394هـ
مضى أكثر من شهر ونصف وأنا أتابع المواد التي سنمتحن فيها وأشعر أني قد بذلت جهدا لا بأس به، وفي الجانب الآخر أشعر أحياناً أني لم أُوَفِّ المادة حقها من الدرس .. وإزاء هذا الموقف تزدحم الأفكار وتضطرب، وتتسلل الشكوك والهموم وكأن مسألة الامتحان مسألة حياة أو موت – أعوذ بالله – كنت أمس قد التقيت بالدكتور محمد سالم الجرح أستاذنا في مادة اللغة العبرية واللغات السامية وبدا له مني بعض القلق على نتيجة الامتحان، ولكنه بالغ في طمأنتي على النتيجة وقال لا تفكر , أنا راضٍ عنك، وقد أَفَضْتُ ذلك الرضا على غيري، فاطْمَئِنَّ , ولكن لا يمكن أن أستسلم لمثل هذه الكلمات المعسولة بسرعة وسهولة، ولكن أليس هو أحد الأساتذة الذين يقررون مصير امتحاننا , الحق أنني نلت إعجابه بالبحث الذي قدمته له عن الكتابة العربية وتأريخها , ويمكنني القول: بفضل الله إنني قد نلت رضا كل الأساتذة الذين يدرسوننا، أولاً من خلال حضوري طيلة السنة , وثانياً بالبحوث التي قدمتها وكانت بمستوى مقبول، ولكنهم لا يزالون في حذر من الصمت الذي ألازمه ويغلب عليَّ طبيعة لا تطبعاً، حتى إن الدكتور بشر قد سألني أكثر من مرة بل أكد السؤال عما أفكر به من مشاكل أو أعانيه .. والحق أن كل مَن التقيت به حاول أن يطمئنني على الامتحان، ولكني قلق منه، وهذا القلق يلازمني هذه الأيام، وعسى أن أنتهي من الامتحان لأرتاح من بعض ذلك القلق، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه، فأنال به أجر العاملين.
غداء في روكسي
الجمعة 12 تموز 1974م = 22 جمادى الآخرة 1394هـ
في الصباح انشغلت بقراءة كُتَيِّبٍ صغير لمحمد عوض محمد عن فن الترجمة، لأن أحد البحوث الثمانية المقررة في مادة الدكتور بشر هو الترجمة , وقد قررت أن أدرس أربعة بحوث من الثمانية فقط، إذ إن أربعة منها إنما هي دراسة كتب وأربعة خاصة بالموضوعات، وقد أخبرنا الدكتور بشر أن سؤالاً يأتي عن الثمانية البحوث يتضمن فرعين الإجابة عن واحد , أحد الفرعين عن الكتب والآخر عن الموضوعات، وعلى هذا قررت دراسة الموضوعات الأربعة: الترجمة , الأصوات عند سيبويه , النَّظْم عند عبد القاهر , الأصوات عند ابن يعيش، وقبيل الظهر تركنا البيت أنا والأخ خليل , ذهبنا إلى مصر الجديدة حيث صلينا الجمعة في جامع جديد قرب منطقة روكسي، وما كان لنا أن نذهب إلى هناك لولا أن الأخ أحمد الراوي كان قد دعانا , لتناول الغداء عندهم , وهو يسكن الآن قرب روكسي مع زوجته وطفليه حسن وصالح ووالده كاظم الراوي، ولا شك في أننا خرجنا قليلا عن بعض الضيق الذي نحن فيه فكانت انطلاقة عبر العديد من الموضوعات رغم ضيق الوقت , وكان والد أحمد يحدثنا عن بعض من سني حياته العلمية الأولى، وعدت إلى البيت بعد العصر وأنا أحاول أن أضع نفسي على الطريق بجدية أكثر وأن أتهيأ للأيام المقبلات بصورة أكثر عملية، فلم يبق بيني وبين الامتحان إلا هذا الأسبوع الآتي، فقد عانيت هذه الأشهر الطويلة من أجل أربعة أيام فقط، سيتقرر خلالها مستقبلي هنا في مصر، وقد أُعْلِنَ جدول الامتحانات، وأول يوم من أيام الامتحان فيه هو السبت لمادة اللغة الانجليزية، ثم يكون الأحد استراحة، وبعدها ثلاثة امتحانات متوالية يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء، لنكون قد أنهينا السنة بانتظار النتيجة.
شراء أرض في بغداد
السبت 13 تموز 1974م = 23 جمادى الآخرة 1394هـ
وصلتني رسالة صباح اليوم من الأخ سفر , ورسائله لم تنقطع عني أسبوعاً واحداً , فهو يكتب لي رسالة كل أسبوع، وكما يقول كل صباح يوم جمعة حين يكون في عطلته الأسبوعية , فجزاه الله خير الجزاء إذ إن رسائله تبعث في نفسي الطمأنينة والأمل، إلا أن رسالة اليوم تحمل بعض الأخبار الهامة بالنسبة للأسرة، من ذلك أن الأخ سالم قد التحق بالجندية من جديد، ومعنى هذا أن مزيداً من الأتعاب تنتظره والأسرة كذلك، جندي احتياط بسيط مرمي في أبي غريب، وحر تموز الصاعق يكاد يزهق الأرواح، ولا يدري أين ينتهي به المطاف, إن حياة الجندية من أذل ما يمكن أن تصل إليه المعاملة
(يُتْبَعُ)
(/)
البشرية اليوم، فقد عرفتها وذقت مرارتها , وأدعو الله ألا تطول مدة تجنيده، وأن يحفظه الله من عدوات هذا الزمن , والخبر الآخر أن الأخ سفر قد اعتزم شراء قطعة أرض في بغداد في مدينة الشرطة الثانية (الخضراء) , وأرجو أن يجعلها الله خطوة مباركة إذ أن مستقبل عملنا وعمله كما يبدو سيكون إن شاء الله في بغداد , فلو ملكت الأسرة داراً في بغداد ليكون ملجأ من أتعاب التأجير , ولكن ثمن القطعة وحدها كما يقول أكثر من ألف دينار , مبلغ كبير , رغم أن راتب الأخ سفر جيد الآن إلا أن الأسرة لن توفر هذا المبلغ بسهولة، وخصوصاً أنا الآن أقتنص كل فائض من الفلوس , ولكن معنى هذا أن هذه هي أول خطوة نحو اتجاه الأسرة بالانتقال إلى بغداد وهجر بلدتنا بيجي , عندما أنشأنا دارنا الجديدة التي نسكنها الآن في بيجي كانت هناك تساؤلات حول مدى استقرارنا في بيجي، واقترح أناس أن نبني الدار في تكريت، ولكن اليوم اتجهت الأنظار إلى بغداد، والله المستعان.
تحويل مبلغ
الأحد 14 تموز 1974م = 24 جمادى الآخرة 1394هـ
وصلني إعلام من البنك قبل عدة أيام حول وصول المبلغ المحول لي من الأهل وهو ثاني مبلغ يحولونه لي , وكل مرة يحولون 200 دينارٍ، وأنا الآن لدي من الفلوس ما يكفيني حتى موعد سفري، إن كتب الله لي النجاح، ومعنى ذلك أن هذا المبلغ فائض عن حاجتي الآن , فقلت لو أخرت استلامه حتى موعد سفري ثم أستلمه آنذاك بالباون الإسترليني وآخذه معي إلى العراق , ذهبت مساء أمس إلى البنك وحاولت أن أقنعهم بطلبي إلا أنهم لم يوافقوا , قالوا افتح حساباً جارياً، ويتطلب ذلك مراجعات تأخذ يوماً أو يومين أو أكثر أتابع المعاملة في البنك، وإني جد حريص على الوقت خاصة هذه الأيام، أخيراً قررت سحب المبلغ بالجنيهات المصرية وكان هذه المرة 388 جنيها، بينما كانت المئتان السابقتان حوالي 411 جنيها، ذلك لأن سعر الدينار العراقي في ارتفاع وانخفاض، ولكن كيف سأتصرف بهذا المبلغ إذا سافرت، هل يمكن أن أحوله إلى عملة حرة أم أودعه في بنك لحين العودة بإذن الله , أم أودعه عند أحد الأصدقاء , ولكن لأترك التفكير في هذا الأمر الآن , حتى انتهاء الامتحان وظهور النتائج , فإنْ كتب الله لي النجاح كان أمر هذا المبلغ يسيراً أودعه أو أحوله، وإن كانت الأخرى فكل شيء في مكانه، وإني أحمد الله وأدعوه أن يحفظ الأهل على ما أبدوه من بذل وعطاء، إذ إني لم أفكر يوماً بأمر الفلوس، ذلك الأمر الذي يشغل بال الناس جميعاً، فجزاهم الله خيراً على هذا البذل والعطاء.
جليل رشيد فالح
الاثنين 15 تموز 1974م = 25 جمادى الآخرة 1394هـ
كانت مادة اللغة الانجليزية حصة اليوم من الدراسة، وبدأت في الصباح أقرأ في الصفحات المعدودات التي تستغرقها هذه المادة، ولكن كنت قبل أيام بل منذ يوم السبت على موعد مع أحد الإخوة من العراق اسمه جليل رشيد من خانقين عنده شهادة ماجستير في البلاغة العربية، ويريد أن يسجل لدراسة الدكتوراه في إحدى جامعات القاهرة، كان قد قَدَّمَ أوراقه منذ زمن إلى جامعة عين شمس ولكن طلبه لم تظهر له نتيجة، أخيراً فكر بالتقديم إلى كلية دار العلوم رغم أن أوراقه لا تزال في جامعة عين شمس , ولما كنت أعرف الكلية وأعرف بعض أساتذتها فقد ذهبت معه قبيل الظهر إلى الكلية لاستطلاع الحالة والاستفسار عن الشروط، وذهبنا إلى مسجل الكلية وبعدها إلى أستاذنا الدكتور أمين السيد لكي يعرفنا على رئيس قسم البلاغة .. وقد فوجئ الأخ جليل (أبو مجاهد) بالمعاملة الطيبة التي واجهونا بها في الكلية، وما كان من الدكتور أمين السيد إلا أن يأخذنا إلى عميد الكلية الأستاذ الدكتور كمال بشر الذي رَحَّبَ هو الآخر بالضيف العراقي , ووعده خيراً وأن الأمر لا يحتاج إلا تقديم الأوراق، وتأخذ طريقها الرسمي، وقبل أن نغادر الكلية حاولنا مقابلة رئيس قسم البلاغة والنقد الأستاذ د. محمود ربيع، وقد رَحَّبَ هو الآخر، وتركنا الكلية بعد أن اطمأن الأخ جليل على قبوله بكلية دار العلوم، هو حاصل على الماجستير من بغداد كان أستاذه المشرف الأول د. أحمد مطلوب، ولما غادر إلى الكويت حاول بعض أساتذة القسم ممن كان على خلاف مع أحمد مطلوب الانتقام من تلميذه الأخ جليل، فمنحوه الماجستير بتقدير جيد مما لا يتيح له إكمال الدراسة
(يُتْبَعُ)
(/)
في العراق، وكان بحثه في الماجستير في موضوع (البديع) (1).
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b879aed1cbbd.jpg
طلبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة بغداد
1982 - 1983م
في الأمام جالسين: جليل رشيد فالح وغانم قدوري
واقفين: د عبد القادر الهيتي (الآن في دولة عُمان)، د. صالح، د. عبد الإله الصايغ (في تونس)،د. محمد البكاء،د. سعيد جاسم الزبيدي (في دولة عُمان)،د. محمد الزبيدي.
احتفال في السفارة
الثلاثاء 16 تموز 1974م = 26 جمادى الآخرة 1394هـ
لم نعتد مثل تلك الأجواء الصاخبة الفاسدة , ولم نحاول مرة أن نجد أنفسنا في مثلها , ولكن كان حب الاستطلاع الدافع الوحيد الذي دفعنا إلى الذهاب إلى الاحتفال الذي أقامته السفارة العراقية بمناسبة ما يسمى بأعياد تموز (ذكرى ثورتي 14 و 17) كانت قد وصلتنا بطاقة دعوة للأخ خليل ولي , وترددنا بالذهاب، لكن كما ذكرت دفعنا حب الاستطلاع إلى الذهاب، وصلينا المغرب في جامع ليس ببعيد عن السفارة، وذهبنا بعد الصلاة، كان السفير وأكابر موظفي السفارة قد وقفوا عند مدخل استقبال الضيوف هم وزوجاتهم! يستقبلون المهنئين , ودخلنا وصافحنا , وأفضى بنا الطريق إلى حديقة السفارة، التي تقع بين بيت السفير وبناية الملحقيات، وإذا هي غاصة بجموع من الناس من مختلف الأشكال والألوان واللغات، ويبدو أن السفارة دعت إلى حفلها سفراء الدول التي لها صداقة وعلاقة قوية بالعراق المقيمين في القاهرة، فكان الأوربي إلى جانب الأفريقي والأسيوي، ولا أدري إن كان هناك أمريكان، وأكثر المدعوين قد حضروا مع زوجاتهم أو صديقاتهم , كان هناك عدد من العراقيين ممن يدرسون في القاهرة أو يعملون فيها، كنا نبدو غرباء في هذا الحفل القذر , كان هناك خوانان من الطعام على جانبي الحديقة عليهما أصناف الأكل والحلوى، وهذا مقبول، ولكن البلوى في أولئك الذين يحملون أقداح الخمر يمرون بها على هذا الزحام يعب منها الفسقة حتى سَكِرَ المكان والهواء , وتذكرنا عندها ما يقال عن ارتفاع الأسعار في العراق والقتال الضاري الدائر في الشمال الذي يروح ضحيته خيرة الشباب!!!.
الجندية من جديد
الأربعاء 17 تموز 1974م = 27 جمادى الآخرة 1394هـ
وصلتني رسالة اليوم من الأخ سالم , وكنت كلما وصلتني رسالة من الأهل أشعر بالقرب والأمل والغبطة، ولكن هذه المرة جاءت رسالة الأخ سالم لتزيد من شجني وحزني , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , كنت أحدث الأخ سالم في رسائلي السابقة عن تحقيق رغبته في الدراسة، وأطلب منه إكمال الأوراق المطلوبة كي أقدمها له في الوقت المناسب هنا، حتى لا تفوته فرصة القبول على السنة الجديدة، وكان كل مرة في رسائله يحدثني عن رغبته وعن محاولته إكمال الأوراق، ولكن هذه المرة جاءت رسالته بغير تلك النغمة , وهي من أسلوبها تدل على مدى ضجر الأخ سالم وتضايقه من الواقع الذي أصبح فيه، فهو ما كاد ينهي الدوام في مدرسته وتحل العطلة الصيفية حتى تم استدعاؤه للاحتياط، ويقول في الرسالة إنه منذ بداية هذا الشهر حيران لا يدري ماذا يعمل، فهو الآن جندي في بغداد أو قريباً منها يتدرب ويسترجع مأساة الجندية من جديد، وهو ينتظر أن ينسبوه إلى وحدة عسكرية ولا يدري أين يكون نصيبه هل في الشمال أم في الجنوب، ما هذه الأتعاب ومن أجل ماذا , وإذا كان نصيب الأخ سالم الآن من الجندية فقدان الراحة وفراق الأهل، فإن هناك من يدفع حياته في الشمال بلا ثمن , منذ أن عادت الحركات العسكرية في الشمال منذ شهر آذار , ومنذ ذلك الحين أخذت الحكومة تدعو الاحتياط، وتقذف بالجنود إلى أتون نار مشتعلة في الشمال، ولكن ما للمدرسين وللجندية بعد أن خدموا مدتهم ما هذه الملاحقات المريرة، وعلى كل حال فلا يُدْرَى خاتمة هذه المرارة التي يتجرع الأخ سالم مرارتها , اللهم فارحمنا، وهَوِّن عليه.
بعد أسبوع
الخميس 18 تموز 1974م = 28 جمادى الآخرة 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أسبوع ستنفرج الغمة قليلاً بإذن الله , فلم يبق بيني وبين الامتحان إلا يوم غد لأدخل في أيام الامتحان، وما هو إلا أسبوع وينتهي الامتحان , السبت للغة الانجليزية , والأحد خالٍ من الامتحان، والاثنين للدكتور بشر , والثلاثاء للدكتور عبد الصبور شاهين , والأربعاء للدكتور الجرح، والخميس مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم إن شاء الله سيكون لي , لأتخفف من أتعاب الأيام القاسية وأخلد للراحة أياماً , وأدعو الله أن يوفقني في اجتياز هذا الامتحان، وأن يجعله آخر امتحان لي في الدنيا , نعم لو أني اجتزت هذا الامتحان بنجاح فسيكون آخر امتحان لي وستنفتح لي الأبواب كي أدخل ميادين العلم من أين شئت , وأجد نفسي الآن أكثر استعداداً للامتحان , وأجدني أكثر تفاؤلاً من الأيام السابقات , فقد مضى أكثر من شهرين وأنا أدرس المحاضرات دراسة جادة حتى كدت أضجر وأَمَلَّ، ولكن كلما قرب الامتحان ازداد الدافع للقراءة وقَوِيَ، وهاأنذا أوشك أن أدخل الامتحان , ولكن هل يمكن أن أنسى هذه الأيام من التعب والقلق وفقدان نوم الظهيرة؟ حتى لو نجحت، وهذا أملي، ما يكون لي أن أنسى هذه الأيام من العمل التي سأراها جميلة يوماً ما إن شاء الله، وأما إذا تأخرت في الامتحان فمعنى ذلك أن المصيبة ستجدد وأن ذكرى هذه الأيام الثقيلة ستمتد وسأكون قد ذقت مرارة الفشل، وخابت آمالي وآمال أحبتي، ومن الله العون والتوفيق.
انقضاء ساعات العسرة
الجمعة 19 تموز 1974م = 29 جمادى الآخرة 1394هـ
اليوم أقف على الشاطئ، وغداً أبدأ (العبور) إن شاء الله، ولكن كم تصورت أن المدة طويلة حتى أصل إلى الشاطئ، فقد مرت عليَّ أيام كنت أتضايق جداً من الساعات المعدودات التي أقضيها أعمل في الكتب، وكنت أتصور أن المدة ستطول بل ربما لن تنتهي، ولكن سنة الله في الخلق تجري على نظام ثابت، الزمن لا يقف إذا وقف الناس أو تمنوا ذلك، ولا يَعْجَلُ إذا عَجِلَ الناس أو تَمَنَّوْا ذلك، إننا نحن الذين نخلع على الزمن العجلة والوقوف، الساعات التي نستعذبها نشعر أنها تمر سريعة، والساعات التي نستصعبها نشعر معها أن فلك الكون قد توقف فهو لا يتحرك، ولكن هذه هي مصيبة الإنسان حتى يأخذه الموت، والسعيد السعيد من حسب للموت حسابه وعمل لما بعده، بدأت أشعر الآن أني قضيت في حياتي الدنيا فترة قد صارت طويلة في نظري الآن (25 عاماً) (2) كم شاهدت من الأحداث والناس، وكم عاصرت من الأمور التي استصعبتها ولكن مضت، كنت صغيراً أعيش في البيت مع إخوتي وألعب مع أولاد الجيران، وأذكر بعض ذكريات القرية، واليوم قد باعدت بيننا الدنيا وغداً إذا شاء الله ومد في الأعمار سيكون البعد أكثر سيكون لكل واحد منا بيت وأولاد، ونكون كما نجد بيتنا الآن وبيوت عمومتنا، وهكذا يولد الأبناء في البيت لينفصلوا ثم يكوِّنوا بيوتاً تنفصل، هكذا هي سنة الله في حياة الناس، ولكن لا أسعد في ذلك كله من البيوت المسلمة.
الامتحان الأول
السبت 20 تموز 1974م = 30 جمادى الآخرة 1394هـ
كان موعد الامتحان الساعة الثالثة بعد الظهر , ولا شك في أنها ساعة غير مناسبة، حتى لو كان الفصل شتاء , فهي ساعة يميل الإنسان فيها دائماً إلى الهدوء قليلاً بعد أتعاب النهار لينشط من جديد في آخره , فإذا اجتمع إلى ذلك حر الصيف صار ذلك لا يطاق , وهذا ما حصل فعلاً اليوم , ففي الساعة الثالثة الحر على أشده، خاصة أن درجة الحرارة هذه الأيام في ارتفاع ولا ريح ولا نسمة هواء , ولكن هذه المضايقات الجانبية لا تساوي شيئاً إلى جانب أمر الامتحان ذاته, كان الممتحنون هذا اليوم حوالي مئة من كل الأقسام، إذ إن مادة اللغة الانجليزية مشتركة بين طلبة السنة التمهيدية للماجستير لكل الأقسام، ومع أن الجميع في سن لا تقل عن خمس وعشرين سنة فإنهم جميعاً كانوا خائفين من الامتحان بلا استثناء، والله أعلم , ودخلنا القاعة ووُزِّعَتِ الدفاتر وخفقت القلوب عندما رأت ورقة الأسئلة , واستلمت الورقة بهدوء وما أن قرأت ما فيها قراءة سريعة حتى تصبب من جبيني عرق الأتعاب الماضية، وهدأت كثيراً رغم حرارة الجو فلم أجد في الورقة شيئاً لا أعرف جوابه، ربما لا يكون الجواب صحيحاً مئة في المئة، ولكن المهم أني أجبت وكأني أنقل من كتاب، ولم تطل الإجابة أكثر من 35 دقيقة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرجت وأنا متفائل، شاكراً لله حامداً له وحده.
حرب في قبرص
الأحد 21 تموز 1974م = 1 رجب 1394هـ
منذ أن وعيت الأحداث التي تتقاذفها الأخبار كانت قبرص ومشكلتها من الأمور التي تتردد على الأسماع وتجري على الألسنة، ولا تزال أخبار المشكلة تتجدد كل وقت مرة بين القبارصة الأتراك من جهة واليونان من جهة أخرى، وأخرى بين مكاريوس وبين القبارصة اليونانيين المتطرفين الذين يريدون الوحدة مع اليونان، وآخر الأخبار بل وفاتحة المشاكل كان يوم الاثنين الماضي عندما قام الحرس الوطني القبرصي الذي يتكون من أكثر من ألف من الجنود والضباط بانقلاب على مكاريوس واستولوا على السلطة، وشكلوا حكومة وانهزم مكاريوس من الجزيرة وتسلل إلى انكلترا وراح إلى واشنطن ليقدم شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لعلهم يعيدونه إلى عرشه، واعْتُبِرَ هذا الانقلاب من تدبير اليونان، وفي سنة 1960 كانت تركيا واليونان وانكلترا قد تعاهدت على ضمان استقلال قبرص، وكان هذا الانقلاب إخلالاً بذلك التعهد، وجرت محادثات سياسية في الأيام الأخيرة مكثفة، وهددت تركيا بغزو الجزيرة حتى تعيد الأمور إلى نصابها إذا لم يتم إعادة الأوضاع إلى أحوالها، وفعلاً فقد أعلن أن تركيا بدأت بغزو الجزيرة منذ صباح أمس ولا تزال الحرب قائمة بين القوات التركية وقوات اليونان القبارصة ولا تعرف نتيجة الغزو التركي إلى الآن، ونحن ندعو لتركيا بالنصر لأنها أقرب إلى الحق، والله ينصر من يشاء.
الامتحان الثاني
الاثنين 22 تموز 1974م = 2 رجب 1394هـ
امتحان اليوم فتح لي أبواب الأمل واسعة , بعد تلك الرحلة التي يكاد يسودها اليأس والقنوط , اليوم كان الامتحان الثاني في مادة (مناهج البحث في اللغة) وأستاذ المادة هو الدكتور كمال بشر عميد الكلية , وهذه المادة من أهم المواد وأعقدها، خاصة أن الأستاذ أضاف قبل الامتحان ثمانية بحوث على المذكرات المطبوعة، وقد أثارت هذه البحوث مشكلة لم تكن يسيرة الحل , فليس هناك من الوقت ما يمكن فيه الاطلاع الكافي على موضوعات تلك البحوث، ثم هي ليست يسيرة المنال , وقد كانت هذه البحوث عبارة عن دراسة أربعة كتب وأربعة موضوعات , وقال الأستاذ إنه سوف يختار من كل مجموعة سؤالاً , إضافة إلى سؤال من المذكرة , فركزت جهدي على مجموعة من البحوث، وهي مجموعة الموضوعات، وهي: الأصوات عند سيبويه , والأصوات عند ابن يعيش , والترجمة , والنَّظْمُ عند عبد القاهر , وهيأت نفسي لمواجهة السؤال الخاص بالموضوعات، وفعلاً كانت اليوم الأسئلة ثلاثة واحد من المذكرة عن مناهج البحث في اللغة: الوصفي والتاريخي والمعياري , وسؤالان عن البحوث واحد عن الأصوات عند سيبويه، والآخر عن كتاب الخصائص لابن جني، وأجبت سؤال الأصوات عند سيبويه حسب الخطة، وآمل بعون الله أن إجابتي هذا اليوم جيدة.
سمعت أن اتفاقاً قد تم لوقف القتال في قبرص!
الامتحان الثالث
الثلاثاء 23 تموز 1974م = 3 رجب 1394هـ
إذا كان الامتحان اختباراً لمدى فهم الطالب فَعَلامَ هذا الإصرار على طول الأسئلة بحيث يجد الطالب نفسه مضطراً لأن يسرع في الكتابة حتى يمكنه أن يكتب شيئاً مما هو مطلوب خلال الساعات الثلاث من الامتحان , وهو مضطر أيضاً لأن يفقد العنصر التنظيمي والتفكير العلمي المتقن في الإجابة، إذ ليس لديه من الوقت ما يمكنه من أن ينظم فيه أفكاره , كان امتحان اليوم في مادة الرموز الصوتية الدولية ومشكلة الهمزة في كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين (القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث) أما الرموز الصوتية فقد استأثرت بسؤال واحد مكون من فرعين: الأول في إعطاء القيم الصوتية لخمسة رموز كان أحدها قد أخطأت في إجابته، والشق الثاني في كتابة بيتين من الشعر كتابة صوتية , وأعتقد أن إجابتي تامة في هذا السؤال ما عدا الغلط في رمز واحد، والسؤال الآخر خاص بمشكلة الهمزة: الهمز رمز وتأريخ وتأثير، اكتب في ذلك على ضوء علم اللغة الحديث , والإجابة على هذا السؤال تتطلب كتابة كل المادة التي درسناها عن هذه المشكلة، أي حوالي 110 صفحات , ولا يدري الطالب ما يأخذ منها وما يدع، وقد حاولت أن أكتب طيلة الوقت، أختار من كل موضوع زبدته التي أستطيع أن أجمعها بإيجاز , وآمل أن تكون إجابتي في هذه المادة تؤهلني لدرجة النجاح
(يُتْبَعُ)
(/)
, وبهذا نكون قد أنهينا الامتحان في ثلاث مواد، ولم يبق إلا يوم غد في مادة الدراسات اللغوية المقارنة، وآمل أن ييسر الله اجتياز هذه العقبة بسلام.
جولة في الأزهر (3)
السبت 27 تموز 1974م = 7 رجب 1394 هـ
بعد أن أنهيت الامتحان حاولت أن أستشعر بعض مظاهر الركون إلى الراحة وهدوء البال بعد أن أكون قد تحولت إلى مرحلة جديدة من العمل بإذن الله , وقد قضيت الخميس والجمعة في أمور غير جادة ولكنها ليست لاهية على كل حال، كنت قد اتفقت مع الأخ الحاج جاسم منذ يوم الخميس على أن أخرج معه بسيارته لقضاء بعض الأشغال الخاصة به، وبعض الأشغال التي كان قد كُلِّفَ بها من قبل بعض الأصدقاء، في الصباح مررنا بجامعة الأزهر في منطقة الجامع الأزهر وبعد دورات في الأروقة غادرنا إلى كلية دار العلوم في جامعة الأزهر وتقع غرب مدينة نصر خلف إستاد ناصر الرياضي، وهنا كان الأخ جاسم يبحث عن نتيجة قبول الأستاذ عباس أحد معارفه من كركوك في الدراسات العليا في الكلية , وانتظرنا حتى زوال الشمس، ولكن الأستاذ المختص لم يحضر , وتحولنا من هناك إلى وزارة خارجية مصر لتصديق بعض الوثائق وبعد زحام ووقوف بالأبواب تبين أن الوثائق ناقصة، المهم مضينا صباح هذا اليوم حتى ما بعد الظهيرة في رحلة على أساس أنها ترفيهية في الأصل ولكنها كانت شاقة ومتعبة، الشعور الذي بدأ يسيطر عليَّ هو اختيار موضوع لرسالة الماجستير والسفر بعد ذلك إلى الأهل , وهذان الأمران متوقفان على نتيجة الامتحان التي أكاد أكون متأكدا منها الآن، والحمد لله.
في بيت الدكتور الجرح
الأحد 28 تموز 1974م = 8 رجب 1394هـ
بدأت أفكر في الخطوة التالية التي يجب عليَّ أن أخطوها بعد انتهاء الامتحان، وكأنه ليس لي أن أقضي أياماً من غير تفكير أو عمل , قلت لأذهب إلى الدكتور محمد سالم الجرح , كان ذلك عصر أمس , بيته قريب من مسكننا وقد كنت متردداً في تلك الزيارة، ولكن حسن استقباله قد أبعد عني وحشة ذلك الشعور , كان هناك معنا في غرفة الضيوف مصري يعمل أستاذا للنقد في الأزهر، ولم تمض إلا دقائق حتى انهال عليَّ الدكتور الجرح بسيل من شتائم المدح! وعن قابليتي في الدراسة والفهم , وأثنى على إجابتي في الامتحان، وقال إنها كانت أحسن ورقة بين الذين امتحنوا في مادته، وعَرَّجَ على المواد الأخرى وطمأنني بأنه قد سأل كلاً من الدكتور بشر والدكتور عبد الصبور شاهين عن نتيجة امتحاني عندهم , فذكروا له أن إجابتي جيدة وأنها تبشر بخير , ومن هنا عرجت إلى رغبتي في أن أعمل معه في رسالة الماجستير فقلت: شرف لي أن أكون تلميذاً لك في رسالة الماجستير , فأجابني: يا أخي إن الشرف لي أن تكون تلميذاً لي , الحقيقة أنه أبدى من الانبساط والمجاملة ما بعث في نفسي الحياء و الأمل، وبعد حديث أعربت له عن رغبتي في بيان رأيه في صلاحية موضوع المقطع في العربية لأن يكون موضوعاً لرسالة ماجستير , فأكد صلاحية الموضوع مرة أخرى , ووعدني أن ألتقي به يوم الجمعة القادم الساعة العاشرة صباحاً في بيتهم لمناقشة الموضوع.
تَرَدُّد
الاثنين 29 تموز 1974م = 9 رجب 1394هـ
ذهبت إلى كلية دار العلوم، بعد مروري بمكتبة معهد الدراسات العربية، لأستطلع بعض الأخبار عن الامتحان والنتائج، قابلت الدكتور بشر , ولَمَّحَ لي بنتائج الامتحان، بعد ذلك التقيت بأستاذي الدكتور أمين السيد وسألني عن إجابتي في الامتحان، وقال لي لو تذهب إلى دار الكتب، فقلت وما الذي أعمله؟ قال تطلع على المخطوطات لعلك تجد مخطوطة تصلح أن يكون تحقيقها ودراستها موضوعاً لرسالة الماجستير , فذكرت له ما كان من اتفاق بيني وبين الدكتور الجرح , فَقَطَّبَ بين حاجبيه , فقال لي إن هذا موضوع يتعبك , وأنه يحتاج إلى دراسة واسعة في اللغة الانجليزية , ثم إن الدكتور الجرح ربما ذهب إلى السودان منتدباً أو مفتشاً .. ! وأخبرني أن من الأفضل أن أسجل عند الدكتور بشر أو الدكتور عبد الصبور، وقد كان لهذا الحوار أثر بالغ في نفسي، فقد تركني في دوامة من الأفكار، هل أترك الدكتور الجرح الذي وعدني واطمأننت إلى أسلوبه في البحث والدراسة، هل أترك موضوع المقطع .. وأي موضوع سأختار؟ ومعنى هذا أنني أحتاج مزيداً من الوقت كي أختار موضوعاً وأتفق مع أستاذ جديد، وأنا قد حجزت للسفر بالطائرة إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
العراق يوم 19/ 8/1974، وأخيراً قلت لأنفذ الوعد الذي ضربه لي الدكتور الجرح , ولعلي أثير بعض الأسئلة عند الالتقاء به تلقي أضواء على المستقبل.
موضوع المقطع في العربية
الثلاثاء 30 تموز 1974م = 10 رجب 1394هـ
يبدو عليَّ أني هذه الأيام مشغول بالإحاطة بموضوع المقطع , أحاول أن أكوِّن لي فكرة عن هذا الموضوع تتيح لي أن أضع خطة أولية وتصوراً عاماً يمكن أن أقدمه للدكتور الجرح عندما ألتقي به يوم الجمعة القادم حيث اتفقنا قبل يومين على ذلك، ومع أني تقدمت خطوات في هذا الموضوع إلا أن سؤالاً لا يزال يلح عليَّ وهو ألا يوجد موضوع آخر؟ ثم هل موضوع المقطع جدير بالدراسة؟ هل هو سهل التناول وفير المصادر، ولكني قد عشت مع هذا الموضوع منذ أشهر طويلة منذ أن درسه أحد الزملاء كبحث صغير قدمه في السنة التمهيدية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أطلع على كل مصدر عن هذا الموضوع، وأحاول أن أقف على كل ظاهرة لغوية أحس أنها تتصل به، وأنا اليوم قد وضعت خطة أولية للموضوع تتكون من ثلاثة فصول أو إن شئت قسمها أبواباً، الفصل الأول: عن الصوامت والحركات ودورهما في بناء اللغة أو الكلام، والفصل الثاني نظام المقاطع العربية وخصائصه، والفصل الثالث عن أثر خصائص ذلك النظام على بناء اللغة سواء أثره في الكلمة أو العبارة، وإذا ما وافق الدكتور الجرح على هذه الخطة بعد تعديلها – من غير شك – فإني سأجد نفسي مع هذا الموضوع أشد ارتباطاً مع مناهج البحث الحديثة والأفكار اللغوية الحديثة، وسأجد نفسي أشد حاجة إلى اللغة الانجليزية بل حتى الفرنسية وسأجد نفسي أمام مشاكل وصعاب حقيقية، والله المستعان.
الملك فيصل في مصر
الأربعاء 31 تموز 1974م = 11 رجب 1394هـ
خرجتُ عصر هذا اليوم مع الأخ خليل في سياحة قصيرة لزيارة بعض الأصدقاء فصار طريقنا من منطقة حدائق القبة فإذا الشوارع مزدانة بالإعلام (وأقواس النصر) مرفوعة تزينها قطع القماش المكتوبة بأنواع الشعارات، وهناك على بوابة قصر القبة يرتفع علم مصر والسعودية كل ذلك بمناسبة زيارة فيصل ملك السعودية لمصر التي بدأت أمس , ولا تزال الصحف تتحدث عن الزيارة وعن بطلي العبور فيصل والسادات، وكنت أستمع إلى إذاعة لندن وهي تذيع نشرة الإخبار فوصفت الاستقبال الذي حظي به الملك فيصل بأنه يشبه ذلك الاستقبال الذي حظي به نيكسون، وكان نيكسون قد زار مصر في شهر حزيران الماضي، وأقامت له الحكومة المصرية استقبالاً منقطع النظير، شاركت فيه الحكومة والشعب، حتى إن نيكسون نفسه قد بهت لذلك الاستقبال الذي استقبل به قبل مضي عام واحد على أمره بإقامة الجسر الجوي لإنقاذ إسرائيل عسكرياً وتزويدها بأفتك الأسلحة التي لا يزال شباب مصر يئن من جراحه في تلك الحرب بسببها، المهم أن ذلك الاستقبال قد صار مضرب الأمثال، واليوم يُسْتَقْبَلُ ملك السعودية في زيارته لمصر ذلك الاستقبال الذي اسْتُقْبِلَ به نيكسون رئيس الولايات المتحدة من قبل!
مذكرات شهر تموز 1974م
حقيقة بدأت ترسخ في ذهني أو هي قد رسخت وراحت تعمق وجودها، تلك هي أن الإنسان لا يمكن أن يهدأ أبداً أو أن يخلو ذهنه من شيء، ولكن ماذا يكون هذا الشيء تلك هي المشكلة، الناس يتحركون ويروحون ويجيئون ووراء كل حركة هدف، ولكن قد يكون هذا الهدف عظيماً وقد يكون حقيراً، ويبدو أن الناس الذين تَجُرُّ أقدامهم أهداف حقيرة لا يرضون أو لا يعترفون بهذا الواقع فهم يعيشون في خيال العظمة والجمال والفن، يُضْفُونَ على حركاتهم صفة الشرعية والحق، ولكن هل كل أولئك الذين يسيرون هذه المسيرة مخدوعون بهذه الخدعة، إذا لم يكونوا مخدوعين - يا ترى – ما الذي يحملهم على السير في سبيل الشر، وهنا مرة أخرى يظهر شيء بصورةٍ ما يدفعهم إلى أفعالهم أو يزينها لهم، حقيقة إن داخل الإنسان شيء معقد قد لا يستطيع الإنسان نفسه أن يسبر أغواره، فذلك الواقع مجهول حتى لصاحبه، ولكن مع ذلك هناك حوار دائم بين الإنسان وواقعه وداخله، وبعض الناس يغمضون أعينهم عما هم فيه، ويقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، وصدق الله العظيم، فهذه فلسفة أكثر الناس الآن، يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، ويزينون أعمالهم لأنفسهم بل يزين الشيطان لهم تلك الشرور فلا ينفك يوقع الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
فيها إلا من رحم الله.
دراسة اللغة بين منهجين
الخميس 1 آب 1974م = 12 رجب 1394هـ
لقد وضعتني هذه السنة على مفترق طرق، إما أن أتجه ذات اليمين وإما ذات الشمال، وليس هنا من سبيل وسط، دراسة اللغة تأخذ في الغرب مسلكاً متطوراً مدعوماً بالوسائل التجريبية والمعملية، وتأخذ في المشرق العربي أسلوباً تقليدياً قديماً لم يستطع المحدثون أن يحركوا عجلة هذه الدراسة إلى الأمام شيئاً يذكر، وهؤلاء الذين ذهبوا إلى الغرب من الطلبة العرب وخاصة من مصر لدراسة اللغة عادوا وهو يحملون ما درسوه هناك، وإذا كتبوا شيئاً فهم يترجمون ويمسخون ما تعلموه هناك ولم يستطيعوا أن يدرسوا لغتنا إلى الآن دراسة لغوية عربية صحيحة تأخذ بمناهج البحث الحديث ولا تهمل القديم، بل تؤسس عليه عملية البناء الجديدة. هؤلاء الذين ذهبوا إلى الغرب سواء إلى إنكلترا أم ألمانيا أو فرنسا أو أمريكا من الطلبة العرب معدودون بعدد الأصابع فهم في مصر لا يعجزك عدهم، وفي العراق واحد أو اثنان، وفي الشام كذلك، أما المغرب العربي فأخباره لا تصلنا إلا قليلاً كما لا تصلهم أخبارنا إلا نادراً على ما يبدو، والأزهر لم يقدم شيئاً إلى الآن يخدم اللغة العربية خدمة حقيقية في وقت تصطرع فيه المناهج والأفكار، والطالب المبتدئ من أمثالي يقف على مفترق الطرق في حيرة، أي طريق يسلك؟ ولا شك في أن السهولة ليست هي مقياس الاختيار، ولكني لن أحيد عن الهدف، إن شاء الله، وهو خدمة لغة القرآن الكريم.
عودة إلى المقطع
السبت 3 آب 1974م = 14 رجب 1394هـ
التقيت أمس الدكتور محمد سالم الجرح في بيته، وبحثت معه موضوع المقطع، وقد بدا لي الأمر أكثر صعوبة لا من حيث المادة ولكن من حيث المنهج الذي يريد الدكتور أن يربطني به، وهو التعمق بدراسة المقطع في اللهجات والحديث اليومي وكذلك في اللغة العربية الفصحى، وقد أبديت تحفظي من ذلك ولكنه طمأنني على سهولة الأمر ويسره، وأعطاني أمس أيضا مقالة بالانكليزية عن المقطع لكاتب أمريكي على أن أصورها ثم أرجعها إليه، واتفقنا أن نلتقي مرة أخرى.
البحث في المصادر الأجنبية
الأحد 4 آب 1974م = 15 رجب 1394هـ
قضيت هذا اليوم في مكتبة جامعة القاهرة في قسم اللغات الأجنبية أحاول أن أطلع على موضوع المقطع في بعض الكتب، وخاصة كتب المكتبة البريطانية التي كانت قد نقلت إلى مكتبة جامعة القاهرة، وقد حاولت تصوير بعض المقالات والموضوعات، والحقيقة أني غير متفائل من قضية اللغة إذ إني أجد صعوبة في قراءة النص الانكليزي.
البحث في المخطوطات
الاثنين 5 آب 1974م = 16 رجب 1394هـ
ذهبت اليوم إلى معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية واطلعت على الفهرست، ودونت أسماء بعض المخطوطات، وحاولت أن أقرأ بعضها , والحقيقة أن اهتمامي بدأ يتغير وبدا فيه ميل شديد الآن لدراسة اللغة في مصادرها القديمة سواء بعمل دراسة أو تحقيق كتاب، وقد بدأت أقع في حيرة من أمري إذ إن صعوبة اختيار الموضوع وخطورته بدأت تقلقني كثيراً، والله المستعان.
مناقشة خطة البحث
الثلاثاء 6 آب 1974م = 17 رجب 1394هـ
التقيت الدكتور محمد سالم الجرح في الكلية ظهراً , لمناقشة خطة البحث , وقد أقرَّ الصورة الأخيرة للخطة , وأقرَّ أيضاً صيغة الطلب بتسجيل الموضوع , وحدثته عن إمكان تحقيق مخطوطة أو دراسة مخطوطة , فذكر أنه احتمال وارد وعرفته بمخطوطة كتاب شمس العلوم لنشوان الحميري، فقال يمكن عمل دراسة جيدة عن المخطوطة، ولكن بدت لي المخطوطة طويلة جداً، إذ إنها تقع في حوالي ثمانية أجزاء، واتفقنا على أن نلتقي يوم الأربعاء 14/ 8 على أن أكون قد التقيت بالدكتور عبدالصبور و الدكتور بشر وحدثتهما عن اختيار الموضوع.
الدكتور أكرم ضياء العمري
الأربعاء 7 آب 1974م = 18 رجب 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ أكرم ضياء العمري كان قد نزل عندنا ضيفاً في البيت بعد أن سافرت أسرته قبل أيام , كان ينتظر يوم مناقشة رسالته للدكتوراه حول (موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد)، وكان قد حصل على الماجستير من جامعة بغداد منذ سنين عديدة، وقد أمضى ست سنوات في إعداد رسالته للدكتوراه , وتمت مساء هذا اليوم مناقشته في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وكانت لجنة المناقشة مؤلفة من الدكتور حسن حبشي مشرفاً، والدكتور حسن محمود، والدكتور عبد المنعم حسنين عضوين، وقد أطرى الأساتذة جميعاً عمل الأخ أكرم إطراء يدل على مدى ما بذل من جهد في إعداد الرسالة وما قَدَّمَ فيها، مما يدل على فهم واسع للتاريخ الإسلامي ومصادره الأولى، وقد مُنِحَ بعد المناقشة شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، وحاول أحد الأساتذة أن يغطي على ضعفه في المناقشة بالتركيز على بعض الأمور الشكلية، وعلى بعض جوانب الرسالة التي هي أصلاً ثانوية فيها، ومع كل ذلك فقد جعل الله خاتمة عمله يسراً، وكان قد حضر المناقشة جمع من إخوتنا من العراق وبعض الأصدقاء.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b879aed40aec.jpg
7/8/1974
صورة في مناقشة الدكتور أكرم ضياء العمري
ويظهر في نهاية الصورة: غانم قدوري، وعبد المهيمن، وخليل الحديثي، وجاسم، وسعد
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b879aed59573.jpg
7/8/1974
صورة في مناقشة الدكتور أكرم ضياء العمري
ويظهر في الصورة من اليمين: جاسم، والدكتور أكرم، ومجاهد، وخليل، وغانم
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b879aed3c0b4.jpg
الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري
صورة حديثة من الإنترنت
حيرة متجددة
الخميس 8 آب 1974م = 19 رجب 1394هـ
الحمد لله , أنا الآن في حيرة حقيقية من أمر اختيار الموضوع , أمر الامتحان قد مضى، وقد أصبحتُ شبه متأكد من نتيجته – ولله الحمد – كنت قد فكرت في دراسة المقطع وأنفقت جزءاً كبيراً من وقتي وتفكيري لهذا الموضوع قبل الامتحان وبعده , والتقيت أكثر من لقاء مع الدكتور محمد سالم الجرح وأقر خطة البحث بصورته الأخيرة , ولم يبق شيء إلا أن أودع الأوراق عند المسجل لتأخذ دورها وقت التسجيل في الشهر العاشر، وقد سألت الدكتور الجرح عن إمكانية سفره خلال السنة القادمة، فقال لا بأس بمناقشة الموضوع مع الأستاذ الدكتور عبد الصبور والدكتور بشر , ذهبت اليوم إلى بيت الدكتور عبد الصبور شاهين وحدثته عن الأمر , فقال إن موضوع المقطع لا يستحق أكثر من مقالة في مجلة، وخابت الآمال، وحدثته عن تحقيق مخطوطة فأيد ذلك بعد التحقق من صلاحيتها، واقترح هو عليَّ موضوعاً، وأنتظر الآن ماذا سيسفر عنه الغد.
بين قديم اللغة وجديدها
السبت 10 آب 1974م = 21 رجب 1394هـ
أحاول في هذه الأيام بإمكانياتي المحدودة بذل أقصى الجهود من أجل الوصول إلى موضوع يمكن أن أسجله ليكون موضوعاً لرسالة الماجستير , (المقطع في العربية) ذلك الموضوع الذي عايشني حتى في أيام الامتحان قد ودعته غير آسف , وبدأت أبحث عن موضوع جديد، والصعوبة تكمن في أني لم تتح لي الفرصة لدراسة تاريخ البحوث اللغوية لعلماء العربية، تلك البحوث التي فيها مجال واسع للدراسة , فقبل أن أجيء إلى القاهرة كان جل اهتمامي منصباً على النحو، وقد حزت غير قليل من المعرفة فيه وفي رجاله , ولما التحقت للدراسة في قسم علم اللغة كانت المادة جديدة علي من جانبين: فالقديم في دراسة اللغة العربية لم أكن قد سبرت أغواره، والجديد جديد لم أطلع عليه من قبل، وقد شغلت طيلة هذه السنة بالأمور الجديدة التي لم يكن لها من الدراسات التطبيقية على العربية إلا اليسير , وعندما جئت لأختار الموضوع لم أكن متمكناً من الجديد في اللغة، وكذلك لم أكن ملماً إلماماً كافياً بالقديم العربي المحض , وهنا كان مكمن الصعوبة التي يقتضي تجاوزها الانقطاع للدراسة المتأنية في أمهات المصادر اللغوية العربية مع عدم إهمال الدراسات الحديثة , ومن أين لي ذلك الوقت الذي يمكنني من مثل هذه المهمة , ومن هنا بدأت أتشبث، وأظن أن هذا هو حال الكثيرين الذين عانوا من اختيار موضوع لدراسة علميه.
الجاسوس على القاموس
الأحد 11 آب 1974م = 22 رجب 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كان يدور في ذهني اختيار تحقيق مخطوطة لرسالة الماجستير، وكنت قد ترددت إلى معهد المخطوطات أياماً عدة، وتبين لي أن أغلب المخطوطات قد دُرِسَتْ وحُقِّقَتْ , وربما لو كان لديَّ متسع من الوقت لعثرت على بغيتي، ولعل موظفي المعهد يحجبون بعض ذلك , حين يئست من العثور على مخطوطة مناسبة عدت إلى الموضوع الذي اختاره لي أو أشار به علي الدكتور عبد الصبور شاهين وهو (دراسة مصادر الشدياق في الجاسوس على القاموس) وطفقت أدرس الشدياق دراسة خفيفة لتكون عندي (الخلفية) الكافية التي تمكنني من المضي في الدراسة دون مزالق , وبدأت أقرأ في كتاب الجاسوس , وهو كتاب ضخم , قرأت أكثر المقدمة وقرأت بعض الفصول، حاولت أن أدون بعض الأسماء والكتب التي ذكرها أحمد فارس في الكتاب، دونت بعض الأفكار عن الكتاب والمؤلف , وأخيرا انتهيت إلى تساؤل محرج وهو هل أن دراسة المصادر فقط كافية لتغطية (رسالة علمية)، ومرة أُسَوِّغُ الموضوع وأُضْفِي عليه بعض الأهلية، وأخرى لا أرى فيه إلا إعادة ودراسة كتب وأشخاص قد دُرِسُوا من قبل , ومع ذلك فإني مضيت في الحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع من دراسة القاموس المحيط وما دار حوله من بحوث.
التخلي عن الجاسوس
الاثنين 12 آب 1974م = 23 رجب 1394هت
عندما زرت د. عبد الصبور قبل أيام أخبرني بأنه موجود في كلية دار العلوم يومياً، ويمكنني أن ألتقي به حوالي الثانية بعد الظهر حين يكون عملهم على وشك الانتهاء في لجان متابعة الامتحان وتصحيح الدفاتر , قضيت فترة الضحى حتى الظهر في مكتبة معهد الدراسات العربية أقرأ في (الجاسوس) وأحاول أن ألتقط خلال هذه القراءة ملاحظات عن الكتاب , وكنت آمل أن ألتقي بالدكتور عبد الصبور بعد الظهر، فمكثت في المكتبة حتى قاربت الساعة الثانية، فذهبت إلى جامع ملاصق للكلية حيث أديت الصلاة، وذهبت من هناك إلى الكلية، وبعد أخذ ورد مع البواب سمح لي بالدخول، وبعد بعض الوقت تمكنت من لقاء الدكتور عبد الصبور , فبدأت أعرض عليه ما توصلت إليه في موضوع الجاسوس، وذكرت له أني ذهبت إلى كلية آداب القاهرة وعين شمس والأزهر، ولم أجد ما يشير إلى أن الموضوع قد درس، ولكنه لم يبد عناية كبيرة لما يدور في خاطري، ولَمَّحْتُ له .. ثم صرحت له تصريحاً أني على وشك السفر وأحتاج إلى عونه في تسجيل الموضوع، أو تهيئة الأوراق لوقت التسجيل، ولكنه طلب مني أن أفكر في الموضوع أكثر وجمع معلومات أكثر، وقال: لا يزال متسع من الوقت أمامك , سافرْ وارجعْ (ورَبِّنَا إيوَفَّأَك)، وقال لي إنه مشغول الآن، وانصرفَ كل لسبيله , ورثيت لحالي وانصرفت بتثاقل شديد!
نصيحة من الدكتور بشر
الثلاثاء 13آب 1974م = 24 رجب 1394هـ
رغم خيبة الأمل التي أحسست بها أمس فقد كانت في نفسي رغبة لزيارة الدكتور كمال محمد بشر عميد الكلية ورئيس قسم علم اللغة لاستيضاح رأيه في بعض الموضوعات , ذهبت إلى الكلية قبل الظهر وكان العميد موجوداً في مكتبه ودخلت إليه , ورغم ترددي من لقائه فقد كان منشرح الصدر ولقيني بالبشر والترحاب , وطال معه حديثي أكثر من نصف ساعة، وحدثته عن رغبتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير , ولكنه نصحني أن أتفرغ للقراءة في كتب اللغة حتى أخرج من خلال تلك القراءة بالموضوع المناسب , وذكرت له أني على أبواب السفر ولا آمن إن سافرت دون تسجيل موضوع أو تَرْكِ خطة أن تفوت مني فرصة التسجيل، ولكنه وعدني أن أرسل إليه بأي موضوع يستقر عليه رأيي بعد تلك القراءة، وسيقوم هو بترتيب أمور التسجيل، اقتنعت نسبياً بفكرة الدكتور بشر، وبدأت أحدث نفسي بالسفر في الموعد المحدد، وهو يوم الاثنين الآتي، وسوف أجلس عند الأهل وأبدأ الدراسة حتى يفتح الله عليَّ بموضوع يحظى بالقبول، ولكني أقول أحياناً إنه من الأفضل لي أن أعود قبل نهاية الشهر العاشر حتى أتمكن من اللحاق بموعد التسجيل الأول لسنة 1974 - 1975.
صراع بين فكرتين
الأربعاء 14 آب 1974م = 25 رجب 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم كان في نفسي صراع كالذي يحدث بين شخصين، كنت أتحدث مع نفسي: هل أسافر في الموعد المحدد إن شاء الله، أم أؤجل السفر إلى فترة أخرى ربما تطول، حتى تتاح لي فرصة اختيار الموضوع وتسجيله , مرة أقول من الأحسن أن أسافر الآن وأمكث في العراق عند الأهل، وأحاول أن أدرس ما يتاح لي من كتب اللغة حتى أصل إلى اختيار موضوع أو أكثر , ويمكنني في نهاية الشهر العاشر أن أعود إلى القاهرة لتسجيل الموضوع وأبدأ الدراسة، ومرة أخرى أقول لنفسي ليس من المناسب السفر دون أن تتضح الأمور من نتيجة الامتحان إلى اختيار الموضوع، فأقنع هنا بفكرة المكوث في القاهرة إلى أن تتم تلك الأمور، ويمكنني أن أسافر بعدها لزيارة الأهل لمدة شهرين أو أقل أو أكثر، وبقيت في ظل هذا الجو القاسي فعلاً , كان قاسياً ومؤذياً , ولا يقارن بأيام الامتحان , وإذا كنت قد ضجرت من أيام الامتحان فأنا الآن أشد ضجراً وحيرة، متطلع إلى رحمة الله وتوفيقه، كنت قد ربطت الكتب تَهَيُّؤاً للسفر، وقبل النوم وقر في نفسي أن أمكث في القاهرة، وقلت في نفسي لأترك حل رزم الكتب إلى صباح غد، إن شاء الله، لأبدأ العمل واترك موضوع السفر جانباً.
شحن الكتب
الخميس 15 آب 1974م = 26 رجب 1394هـ
بلغ الصراع قمته صباح هذا اليوم , فبعد أن نمت ليلة مطمئنة استيقظت في الصباح وفي نفسي تساؤل حول سلامة القرار الذي اتخذته بعدم السفر , ونصحني الأخ خليل بالمضي بما عزمت عليه من السفر، وارتكنت جانباً وأغرقت في التفكير وأي تفكير هو؟ مزيج من العواطف والمشاعر المتدافعة، وأخيرا وجدتني أُغَيِّرُ ملابسي، وأحمل صناديق الكتب وأخرج، فقد قررت السفر بعون الله، كان عليَّ أن أذهب بالكتب إلى الرقابة في العتبة، وبعدها إلى المطار حتى يتم شحنها قبل سفري، لأن اصطحابها معي يكلفني كثيراً، وصلت العتبة وعرضت الكتب على لجنة رقابة المطبوعات التي يمثلها موظف واحد لم يقرأ إلا عنوان كتاب واحد، وبعد أن أمطرتُ! حاشية الموظف بالقروش شُدَّتِ الصناديق وغادرت المكان حوالي العاشرة ووصلت المطار، ودخلت مكتب الشحن وتم وزنها، كان أجر شحنها أكثر من (12) جنيهاً، وهنا بدأت المساومة، فأحد زبانية المكتب قال لي: إذا أردت أخلص لك المعاملة ولكن كم تعطيني، وبعد تدافع وجلبة ومشكلة كبيرة حدثت، كدت أسحب الكتب، وتمنيت لو أني أحرقتها قبل هذا، وأخيراً عدت إلى السكن ومعي بعض الكتب، بعد أن جمعوا أكثرها في صندوق واحد لإشكال حصل , وخرجت بعد الثانية من مكتب الشحن منهك القوى، كارهاً لهذا البلد وما يجري فيه، بعد أن دفعت ما لا يقل عن ثلاثة جنيهات (رشوة)!
العودة إلى نشوان
الجمعة 16 آب 1974م = 27 رجب 1394هـ
بات السفر قاب قوسين أو أدنى، والمشكلة التي تشغل بالي هي مشكلة الموضوع الذي سأسجله للماجستير , وقد بدا لي الآن أن فرصة اختيار الموضوع قد أصبحت ضئيلة بعد دنو موعد السفر , وعدت أقلب الأوراق القديمة لعلي أقع على فكرة تمهد لي الطريق , كنت قد رأيت في معهد المخطوطات كتاباً ضخماً على شكل معجم لنشوان الحميري اسمه (شمس العلوم ... ) وكان قد طُبِعَ من هذا الكتاب جزءان في ليدن، والباقي لا يزال مخطوطاً، وهناك عدة نسخ من الكتاب , حَدَّثْتُ نفسي يوماً بدراسة هذا الكتاب , دراسة فقط إذ إن تحقيقه يحتاج إلى سنوات عديدة , واستحسنت الفكرة إذ سيكون عندي ما أقدمه عند ابتداء موعد التسجيل , كان الأخ أكرم ضياء العمري معنا الآن في البيت فأطلعته على الموضوع فرآه حسناً , وحاولت عندها أن أضع مخططاً للبحث، وهو لا شك غير جديد، فإن مثل هذا البحث قد عُمِلَ على كتب أخرى , ولكن نشوانَ هذا لا يزال مجهولاً في ميدان الدراسات اللغوية، وفي صباح هذا اليوم كنت على موعد مع الدكتور الجرح في بيته القريب منا، فذهبت إليه وتحدثت معه عن الموضوع وهو يعرفه من وقت سابق، وقد أعرب عن رضاه عنه، فبدأ التفاؤل يأخذ سبيله إلى داخلي إذ إن الخروج من مرحلة اختيار الموضوع نعمة من الله.
نشرت هذه الحلقة يوم الجمعة 12/ 3/1431هـ.
ـــــــــــ الحواشي ـــــــــــــ
(1) لم يُقْبَلِ الأخ جليل في دار العلوم، ودرس الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة بغداد، في الدورة التي قُبِلْتُ فيها سنة 1982 - 1983م، واشتغل في جامعة الموصل عدة سنوات، حتى وافاه الأجل هناك، رحمه الله.
(2) عمري الآن وأنا أراجع طباعة هذه اليوميات ستون عاماً، والحمد لله، وأسأل الله حسن الخاتمة.
(3) بعد أن انتهيت من الامتحانات يوم الأربعاء الماضي سارعت إلى كتابة رسالة للأخ أبي عمر، وقد شغلت في المذكرة ثلاث صفحات، ومن ثم لم يتح لي الحديث عن انتهاء الامتحان حتى يوم السبت.
الحلقات السابقة:
1 - ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الأولى) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18525)
2- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثانية) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18581)
3- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثالثة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18636)
4- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الرابعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18711)
5- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الخامسة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18785)
6- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة السادسة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18853)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[26 Feb 2010, 04:07 م]ـ
بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذه الذكريات الطيبة ...
وأنا أتابعها حلقة حلقة ....
ـ[محمد سيف]ــــــــ[27 Feb 2010, 07:48 م]ـ
ليس الخبر كالمعاينة ...
أعيش مع هذه الحلقات كمن يسير وسطها؛ لأني قريب عهد بشيء مما فيها من معمعة اختيار الموضوع، وما يصاحبها من توتر وحيرة، ومد وجزر ...
عندما أتابع هذه الحلقات أجد فيها رفعاً للمعنويات ...
عندما يمتزج الفكر بين الألم والأمل، بين البدايات والنهايات، بين الواقع والمأمول، ونجد في هذا السبيل عالماً جليلاً أنواره مشرقة، ويذكر لنا تجربته المحرقة ...
إنها فعلاً تجربة عظيمة تعلمنا الكثير ..
جزاكم الله عنا خير الجزاء شيخنا الجليل.
وتستمر المتابعة ..(/)
كيف نحكم على تفسير من التفسيرات بأنه لغوي؟
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[26 Feb 2010, 07:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد: فإني منذ ثلاث سنوات تقريبا سجلت موضوعا لدرجة الماجستير بعنوان" منهج السلف في التفسير اللغوي للقرآن الكريم" وقسمت هذا الموضوع على قسمين القسم الأول: جمعت فيه مرويات السلف في التفسير اللغوي، والقسم الثاني: تناولت فيه بيان منهج السلف، وأنا الآن على وشك الانتهاء من البحث، لكن هناك بعض الاستفسارات أرجو من أساتذتنا الفضلاء التفضل ببيانها، وأرجو ممن لديه بحث أو رسالة تخص هذا الموضوع أن يبعث بها إلي، كما أرجو ممن لديه توجيه بخصوص هذا الموضوع أن يوضحه لي،وجزاكم الله خيرا ونفع بكم. أولا: من خلال جمعي للمرويات وجدت بعض التفسيرات التي لم أتمكن من الحكم عليها هل يمكن ان تدخل في التفسير اللغوي أم لا؟ فأرجو من الأساتذة الفضلاء إعطائي قواعد أو ضوابط يمكن من خلالها الحكم على هذا التفسير أو ذاك بأنه تفسير لغوي. ثانيا: أرجو من إخواني وأساتذتنا الكرام التوجيه والنصيحة والارشاد، والدعاء لي بالتوفيق، وأتقدم بخالص الشكر إلى هذا الملتقى المبارك الذي افدت منه كثيراً وأدعو الله عز وجل أن يبارك في كل القائمين عليه وأن يجزيهم عنا خيرالجزاء. أخوكم تامر المظالي almazaly@hotmail.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2010, 06:40 ص]ـ
أسأل الله لك التوفيق والسداد، والمتوقع بعد مضي هذا الوقت عليكم في البحث أن تكون قد اضتحت لكم معايير اعتبار التفسير لغوياً.
والمعيار الأساسي أن تكون اللغة هي المعتمد في التفسير ليُحكم عليه بأنه لغوي. وهناك كتب تكلمت عن التفسير اللغوي للقرآن من أهمها كتاب (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) للدكتور مساعد الطيار ولا أظنك إلا قد قرأته إن شاء الله.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[01 Apr 2010, 04:19 م]ـ
وفقك الله وأعانك وسددك ...
ـ[تامر المظالي]ــــــــ[02 Apr 2010, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
س: هل بالإمكان معرفة كتب التفسير وعلوم القرآن على المذاهب؟
ـ[عبدالرحمن الخضيري]ــــــــ[26 Feb 2010, 07:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
إلى الإخوة الأفاضل .. في المنتدى
على كثرة اطلاعي لما يكتب في المنتدى من مشاركات رائعة وقيمة .. وما يوضع فيه من المؤلفات وجديد الرسائل مما أفادني كثيرا .. وقوى علميتي في علوم القرآن ..
إلا أنه طرأ في ذهني تساؤل لعلي أجد له جوابا شافيا من لدنكم ..
وهو: هل المؤلفات في علوم القرآن وكذلك التفسير يمكن تقسيمها على المذاهب الأربعة، كحال المؤلفات في علم الفقه،
وإذا كان الأمر ممكنا فما هي أشهر المؤلفات في المذهب المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي,,؟
لأني كثيرا ما أقرأ للأئمة الأعلام .. وماينقله المعاصرون عنهم دون ذكر الإشارة إلى مذاهبهم في حال النقل؟
فهل من مفيد لي في هذا الأمر؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:07 ص]ـ
مرحباً بك يا شيخ عبد الرحمن في أول مشاركة لك في ملتقى أهل التفسير ..
وبالنسبة لهذا الموضوع، فهو ممكن في كتب أحكام القرآن، فالجصاص حنفي، وابن العربي مالكي، والبيهقي شافعي، وهكذا ..
ولكن في كتب التفسير لا يظهر هذا التصنيف من حيث المعاني، وإنما قد يظهر في الاختيارات الفقهية والأصولية، حيث يستدل المؤلف لمذهبه في الفقه والأصول من كتاب الله تعالى في مواضع من كتابه، وهذا أمر موجود في كتب التفسير ..
والله تعالى أعلم ...
ـ[عبدالرحمن الخضيري]ــــــــ[27 Feb 2010, 05:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا يادكتور فهد، ورفع الله قدركم، على هذا الجواب الشافي
ولكن في بعض العلماء المعاصرين حين ينقل لبعض أئمة علوم القرآن يقيده بمذهبه ومن الأمثلة على ذلك:
أن يقول: هذا القول مذكور في كتاب " الزيادة والإحسان" لابن عقيلة الحنفي
كذلك بالنسبة لمكي بن أبي طالب المالكي
فما أدري ماذا تعني هذه النسبة يادكتور، هل معنى أنه حنفي المذهب في الفقه فقط، دون علوم القرآن، أم أن لمذهبه تأثيرا عليه حتى في مؤلفات علوم القرآن، بمعنى:
أن قول ابن عقيلة مختلف عن قول مكي بن أبي طالب لاختلاف مذاهبهما حتى في علوم القرآن .. ؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:33 م]ـ
أكرر الترحيب بأخي عبدالرحمن في الملتقى وأسأل الله له التوفيق والعلم النافع، وأستأذن أخي د. فهد الوهبي في المشاركة هنا.
لا أذكر أحداً توقف عند أثر المذهب الفقهي للمؤلف في مسائل علوم القرآن في كتابه، والأمر لا يخلو من حالتين:
1 - أن يكون للمسألة تعلق بالاختيار الفقهي. فهذه يمكن البحث في مدى تأثير الاختيار الفقهي في هذه المسألة وتأثر المؤلف بمذهب إمامه في ذلك، ولا أذكر أنني رأيت بحثاً تتبعها من هذا الوجه.
2 - ألا يكون لها تعلق باالمذهب الفقهي. فهذه تستوي فيها جميع المذاهب ولا يمكن تمييزها.
ولعلك تقوم أخي الكريم باستعراض سريع لمسائل علوم القرآن لترى تعلقها بالجانب الفقهي، وأظنها قليلة جداً والله أعلم.
وأما كون العلماء ينسبون العالم لمذهبه الفقهي فهذا أمر سائغ وكثير من العلماء يُشار إليه بنسبته الفقهية (الشافعي والحنفي و ... ) لاشتهاره به بغض النظر عن الموضوع الذي يدور حوله النقاش.(/)
أهداف سورة الأنعام وطريقة عرضها
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
استكمالاً لما قامت الأخت الفاضلة سمر الأرناؤوط جزاها الله خيراً بإضافته عنّي من قبل، أقدم إليكم ملف عرض باوربوينت لموضوع سورة الأنعام وهدفها وطريقتها في عرضه علّ الله أن يجعل فيه الإفادة والنفع والتثبيت لأهل القرآن جعلنا الله تعالى وإياكم منهم ورزقنا وإياكم شفاعته. جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2010, 06:35 ص]ـ
تصميم مميز، وتلخيص موفق.
تقبل الله منكم، وجزاكم خيراً.
وللفائدة أختي الكريمة أنصحك بالاستفادة من التوجيهات المرفقة لتصميم عرض إلكتروني مميز؛ كي تزيد عروضك جمالاً على جمالها.
والملف المرفق أحد سلسلة توجيهات مركزة ترسلها لنا عمادة تطوير المهارات بجامعة الملك سعود لتطوير أعضاء هيئة التدريس في جوانب العملية التعليمية. والملف بعنوان: نصائح لتجهيز شرائح الباوربوينت
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[04 Apr 2010, 05:42 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم وجزاك عني وعن المسلمين كل الخير ولكم جزيل الشكر على الملف.
وكان لى استفسار ورجاء ان كان من الممكن دمج مشاركات عروض الباوربوينت معاً فى مشاركة واحدة لسهولة الاطلاع عليها والوصول إليها بعنوان أهداف سور القرآن الكريم في عروض باوربوينت؟ أم أقوم برفعها معاً مرة أخرى في مشاركة جديدة؟
أفيدونى برأيكم نفع الله بكم، وجزاكم خيراً على مروركم واهتمامكم.(/)
"قَضِيَّةُ اللَّفْظِ والمَعْنى بينَ القُراءِ والبلاغيِّين"
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:12 م]ـ
الحمد لله وحدهُ والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فإنَّ من القضايا التي أفنى فيها أهلُ اللغةِ والبلاغيون على وجهِ الخصوص أزماناً وعهوداً لتجليتها قضيةَ اللفظِ والمعنى.
وهي قضيةٌ ترمي - فيما أفهمُهُ من طرحها - إلى تحديدِ فرقٍ بينَ اعتبارِ اللغة ويعبرونَ عنهُ بـ (اللفظ)، وفرقٍ بين اعتبارِ المضامينِ يعبرون عنهُ بـ (المعنى).
وهذان الاصطلاحانِ يكاد التداخُلُ بينهما والنشابهُ يكونُ عائقاً كبيراً وثقيلاً يحولُ بين التفريقِ بينهما في كثيرٍ من الأوقاتِ , وهذا ما جعلَ القارئَ لبعضِ كتب العلم المعنيَّةِ بهذا التفريق بين اللفظِ والمعنى يجدُ إشكالاً غيرَ خفيٍّ عند العالمِ الواحدِ في الكتاب الواحدِ فضلاً عن نُظرائهِ من العلماءِ المشتغلين بنفس موضوعِ التأليفِ.
وعلماءُ البلاغةِ هم أوَّلُ او أكثرُ من أثارَ هذه القضيَّةَ وأطالوا فيها النقاشَ والحِجاج , واختلفوا في تحديد مطابقة الكلام مقتضياتِ الأحوال إلى غير ذلك من مباحثهم التي لا يخلو منها كتاب بلاغةٍ في قديم أو حديث.
من أجلِ ذلك وضعتُ هذا التساؤل بين الإخوة الأكارم لأعرفَ مدى ارتباط هذا الخلاف البلاغي بعلمِ الوقف والابتداء الذي يهتمُّ اهتماماً بالغاً بقضية اللفظِ والمعنى عند التفريق بين الوقوف وتقسيمها , فهل كان هذا الخلافُ بين القراء نتيجةً طبيعيةً لخلاف البلاغيينَ وصادراً عنهُ , وهل يمكن أن تُعالج قضيةُ اللفظِ والمعنى عند القراءِ بما تناولها به أهل البلاغة , أمْ أنَّ القضية تختلفُ في علمِ البلاغة عنها في علم الوقف والابتداء.؟
وهل تنضبطُ هذه القسمةُ في النَّاحية التطبيقيَّةِ على الوقوفِ بعيداً عن التنظير , أم أنَّ التداخلَ بينها ظاهرٌ لدرجةٍ يصعبُ معها التفريقُ بين اللفظِ والمعنى عند تطبيقه على وقوف القرآن.؟
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[28 Feb 2010, 05:32 م]ـ
الأخ الكريم محمود
أود منك حفظك الله إيراد شيء من تناول المقرئين لهذه القضية، أو الإحالة على من تحدث عنها، لنتلمس أوجه المخالفة والموافقة.
ثم إنه من المعلوم أن كثيرا من مباحث علم البلاغة تتجاذبها فنون أخرى، لكن يختلف التناول للقضية الواحدة من فن لآخر.
فمثلا: الأمر والنهي والنداء والاستفهام والتمني: كلها أبواب نحوية، ةتدرس كذلك في البلاغية، لكن دراستها وتناولها في النحو يختلف عنه في البلاغة، فالنحو يعنى بتحديد أدواتها، وأساليبها، وصحة اتعمالها، والبلاغة تهدف إلى معرفة أغراضها واستعمالها وفق ظاهرها، أو العدول بها عن ظاهرها، وتعليل ذلك.
فربما كان اللفظ والمعنى كذلك، وربما كان التناول واحدا.
فلو ذكرت نقلت كلاما لأحد علماء القراءات.(/)
هل هذا صحيح؟
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:22 ص]ـ
كنت منذ زمن استمع الإذاعة لعلها إذاعة القرآن الكريم السعودية، واستمعت إلى أحد المشايخ الفضلاء وهو يتكلم عن الدعوة إلى الله ودعوة أهل الكتاب، وذكر قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) وفسر كلمة تعالوا بأنها من العلو والارتفاع، وقال: نحن نناديهم بأن يرتفعوا ليصلوا إلى الحق، وأن يتعالوا عن السفاسف والترهات، ويكون مرادنا الحق بدليله الأبلج، وقال: ليس معناها ـ كما هو الظاهر المتبادر ـ من الدعوة وطلب الإقبال ...
فما رأي المختصين في مثل هذا التفسير، وهل ذكر في أحد التفاسير سواء المتقدمة أو المتأخرة أو المعاصرة.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:46 ص]ـ
ذكر الإمام الطبري في تفسيره رحمه الله تعالى:
"القول في تأويل قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه:"قل"، يا محمد، لأهل الكتاب، وهم أهل التوراة والإنجيل "تعالوا"، هلموا" إلى كلمة سواء"، يعني: إلى كلمة عدل بيننا وبينكم، والكلمة العدل، هي أن نوحِّد الله فلا نعبد غيره، ونبرأ من كل معبود سواه، فلا نشرك به شيئًا.
وقوله:"ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا"، يقول: ولا يدين بعضُنا لبعض بالطاعة فيما أمر به من معاصي الله، ويعظِّمه بالسجود له كما يسجدُ لربه "فإن تولوا"، يقول: فإن أعرضوا عما دعوتَهم إليه من الكلمة السواء التي أمرُتك بدعائهم إليها، فلم يجيبوك إليها "فقولوا"، أيها المؤمنون، للمتولِّين عن ذلك ="اشهدوا بأنا مسلمون".
أمّ المعنى الذي ذكرته أخي الكريم، أشار إليه الشيخ أبو بكر الجزائري ...
حيث ذكر في تفسيره أيسر التفاسير في معنى هذه الآيات قوله:
"إذ قال تعالى لرسوله قل لهم يا أهل الكتاب من يهود ونصارى تعالوا ارتفعوا من وهدة الباطل التي أنتم واقعون فيها الى كلمة سواء كلمة عدل نصف بيننا وهي أن نعبد الله وحده لا نشرك به سواه وأن لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فيفرض طاعته على غيره ويلزمه بالسجود تعظيماً وتقديساً فإن أبوا عليك ذلك وتولوا عنه فقولوا أيها المؤمنون: اشهدوا أيها المتولون عن الحق بأنا مسلمون."
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Feb 2010, 01:39 م]ـ
وردت لفظة تعالوا في القرآن الكريم سبع مرات، ومرة للمخاطبات أي تعالين. ولا يصح المعنى الذي أشير إليه إلا أن نقول إن الفرق بين هلم وتعال هو أن تعال فيها زيادة معنى يتعلق بالاستعلاء. ولكن يشغب على هذا ما ورد في سورة الأحزاب:" وإن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا". فلا يعقل أن يكون طلب الدنيا في مقابلة رضى الله فيه استعلاء!
ـ[محب البشير]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:41 ص]ـ
أخي الكريم بلال الجزائري، ما سمعته صحيح
وممن نص على ذلك الامام الالوسي - رحمه الله - قال في تفسير آية {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا}:
{فتعالين}: أي أقبلن، و أصل تعال أمر بالصعود لمكان عال ثم غلب في الامر بالمجيئ مطلقا، وقال الراغب: قال بعضهم: أصله من العلو و هو ارتفاع المنزلة فكأنه دعاء إلى ما فيه رفعة كقولك افعل كذا وكذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وهذا المعن غير مراد هنا كما لا يخفى.اه
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[01 Mar 2010, 07:28 م]ـ
شكرا للإخوة الكرام على المرور والإفادة، ونقول لمن لديه مزيد، هل من مزيد؟(/)
المساعد فى أصول التفسير فى ضوء الكتاب و السنة للشيخ مصطفي سلامة
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو منكم افادتنا حول هذا الكتاب
هذا رابط تحميل نسخة منه
http://mostafasalama.com/book/mosa3ed/mosa3ed.pdf
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2010, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو منكم افادتنا حول هذا الكتاب
هذا رابط تحميل نسخة منه
http://mostafasalama.com/book/mosa3ed/mosa3ed.pdf
الأخ الكريم محمد بعد استعراض سريع لمحتوى البحث الذي تفضلت بعرض رابطه تبين أن الباحث أتى من كل بستان بزهرة وقد لا يتفق المحتوى مع العنوان ولا ينسبك معه والرجل صرح بأنه صنفه لنفسه والله الموفق(/)
تفاسيرُ الشناقطة
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Mar 2010, 08:08 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , وبعد:
فإنَّ منَ المُلاحَظِ في أرفُفِ مطبوعاتِ كتبِ التفسير في معارضِ الكتاب ومكتباتِ الجامعات والهيئات والأفراد خلو الجميعِ من مطبوعات تفاسير الشناقطة , وانضافَ إلى ذلك خُلو بعضِ معاجمِ المفسرين الحديثة من الإشارةِ إلى مفسري الشانقطةِ وتفاسيرهم مما رسَّخَ هذه الصورة وأكَّد هذا الظنَّ , حتى قاد ذلك إلى اعتقادِ أنَّ إسهاماتِ الشناقطةِ العلميةَ إنَّما انحصرت في بعضِ العلوم كالفقه والعربية والسيرة وغير ذلك , والحقيقةُ التي لا يعلمها البعضُ من الباحثينَ هي أنَّ للشناقطة إسهاماً كبيراً في التفسير لم يبلغ إسهاماتهم في الفقه والعربية بيد أنهُ ليس عنها ببعيد , وقبل الإشارة إلى طرفٍ من ذلك فإنَّ للقارئ الكريم أن يضعَ في ذهنه أنَّ أغلبَ هذه المجهوداتِ العلميةَ قضتْ عليها عدةُ عوامل اقتضتها طبيعةُ العيشِ والبيئةُ البدويةُ في شنقيط كالترحال الدائم والأمطار التي لا يقومُ لها حبرُ المخطوطات خصوصاً في ظل العجز وقلة إمكانيات الحفظِ والصيانة خلافاً لما عليهِ الحالُ في حواضر العالم الإسلامي الأخرى , مع الصعوباتِ البالغةِ في الحصولِ على بعضِها من ورثةِ المؤلفينَ نظراً لاختصاصهم بها لأنفسهم إضافةً إلى ما يقابلُ ذلك من تفريطٍ في الجانب الآخرِ تُعطى معهُ المخطوطاتُ لكل طالب وراغبٍ إحساناً من البعضِ ظنَّهم بكل منتسبٍ للعلمِ , وقد يُضافُ إلى ذلك الحروب الطاحنةُ التي تذهبُ فيها النفسُ قبل الطِّرس , ولا أستبعدُ أن يكونَ أيضاً لاستعمار الفرنسيين دوراً بالغاً في طمسِ هذه المعالمِ خصوصاً إذا علمنا أنَّ حجم المخطوطات التي تمت سرقتها واستيداعُها مكتباتِ فرنسا ليست باليسيرة فقد تجاوزت الألفينِ في عدِّ بعضِ العادِّين.
ولربَّما عزَّز اعتقادَ عدمِ إسهام الشناقطة في التفسيرِ ما كان ولا يزالُ قائماً في نفوسِ بعضهم وجارٍ على ألسنتهم من تحريمِ التفسيرِ فراراً من القولِ على اللهِ بغيرِ علمٍ فبالغوا في هذا الجانبِ حتى صارَ الكلامُ في التفسيرِ بأيِّ نوعٍ من أنواعه جنايةً وجرأةً عظيمةً , وفي ذلك يقولُ قائلهم:
مفسر الرأي إن تقسَم خطيئته ... تسع جميعَ الورى ولو أصاب هدى
حتى كان بعضُ أعيانِ فُقهائهم يضعُ تفسيراً مُعينا يرجعُ إليهِ عند الحاجة دون أن أن يزيد عليه أو ينقص عنهُ مخافة الخطإ , وكانَ المُجتمعُ أحياناً يُحاصرُ من يفسِّرُ القرآنَ حصاراً اجتماعياً يتمثلُ في استنباتِ العداء لهُ من أجل خوضهِ في التفسير , وأضافوا إلى ذلك أيضاً جانب الحديثِ النبوي خوفاً من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلمَ وهذه أمورٌ ذكرها بعضُ الباحثينَ مثل محمد الحافظ ابن المجتبى في كتابه "الحديث وأهله في بلاد شنقيط " وهذا المسلكُ وإن كان أغلبُ سالكيهِ من العوامِّ غير الأئمةِ العُلماءِ إلا أنَّ أثرهُ في إضعافِ الحركةِ العلمية لا يخفى.
وهُو أمرٌ غيرُ جديدٍ ولا يختصُّ بالشناقطةِ فحسبُ , بل ذكرهُ السيوطيُّ رحمه اللهُ عن بلاد التكرور عموماً , فأشار إلى أنَّ من عادةِ بعضِ فُقهاءِ هذه البلادِ تركَ القُرآنِ والسُّنة , يعني ترك الاشتغال بالتفسيرِ والحديثِ , واقتصارَ الجهودِ على مُدوَّناتِ الفقهِ ومختصراتهِ وأنظامهِ , وكلامه كما لا يخفى مرادٌ به البعضُ.
ولعلَّ هذا البُعدَ عن التفسير كانت نتيجةً طبيعيةً لغلَبةِ بعضِ الثقافاتِ وسيادتها حقبةً من الزمنِ , لكنَّ ذلك لم يَشُلَّ حركةَ التأليفِ في التفسير فقد جرى مفتى شنقيط العلاَّمة الطالب محمد بن المختار الأعمش العلوى المتوفى (1107هـ) على اسم الله وخالفَ هذ الإلفَ عند الفقهاءِ فكتبَ في التفسير وألَّفَ فيه كما قال الباحث الفرنسى أفرنك لاكونت: "ولما حاول مفتى شنقيط أن يفسر القرآن الكريم بادر أنداده من الفقهاء بالنكير عليه، وطالبوه بالتوقف عن ذلك، ودافع عن موقفه دفاعاً شديداً ", ومن المؤلفين كذلك في التفسير العلاَّمةُ محمد بن محمد سالم المجلسي صاحبُ "الريان في تفسير القرآن" وقد امتاز في تفسيره ذلك بتتبعِ الطرقِ الواهية والموضوعاتِ والمناكير التي كثُرت في كتب التفسير فبيَّنها وكان لا يُمِرُّ الأسانيد الواهية دون تمحيصٍ ولا يُقِرُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخبار الباطلة المرسلة التي تُشحَنُ بها بعضُ التفاسير , وكتب كذلك العلاَّمةُ محمد بن المختار بن محمد سعيد بن المختار اليدالي المولود عامَ 1166هـ , تفسيرهُ الموسومَ بـ "الذهب الإبريز فى تفسير كتاب الله العزيز" وهو تفسيرٌ لا يزالُ حتى الساعةَ - فيما أظنُّ - مخطوطاً , وهذا التفسيرُ أثنى عليه مؤلفهُ رحمه الله تعالى بقوله:
(ولما جاء هذا الكتاب بحمد الله تعالى محتوياً على ما تضمنته الدواوين الكثيرة والطويلة، ولكن بعد تلخيصها ومحلى بعقود الأحاديث النبوية، والأحكام الشرعية، ومطرزاً ببواقيت الفوائد السنية، والنكت الحسان البهية، ومرصعاً بفوائد درر القصص الشهية والوقائع، وموشحاً باللطائف والنفائس الجليلة، وجامعاً للزوائد، ومقتنصاً للشوارد، وكافياً من اقتصر عليه، ووافياً ببغية من جنح عليه، تقربه عين الودود، وتكمد به عين الحسود، سميته (بالدر الفريد، فى تفسير القرآن المجيد، أو بالذهب الإبريز، فى تفسير كتاب الله العزيز) .. ).
وممن ألف في التفسير العلامة الشيخ سيد المختار الكنتى المُتوفى عام 1226هـ، فى كتابه "كشف النقاب عن أسرار فاتحة الكتاب"، وكذلك الشيخ حبيب الله بن الأمين بن الحاج الشقروي , وألف كتابه "تفسير القرآن الكريم " وقد ذكر الباحثُ الشيخ محمد مولاي أنهُ من التفاسير المفقودة , وممن ألف كذلك محمذن فال بن متالي التندغى ت1287هـ في كتابه "صلاح الآخرة والأولى فى صلاح الآخرة والأولى" وهو تفسيرٌ مخطوطٌ موجود , وكذلك الشيخ/ محمد بن حنبل الحسنى ت1300هـ , الذي ألَّف تفسير "ري الظمآن فى تفسير القرآن"
وألَّفَ كذلك الشيخ معروف بن الكورى بن إبراهيم البركنى تفسيرهُ "تأويل محكم التنزيل، فى تفسير القرآن العظيم" وهو تفسيرٌ مفقودٌ نصفُهُ الأولُ , والموجودُ منهُ النصفُ الأخيرُ وحدهُ.
بل أشار بعضُ الباحثين كالدكتور محمد بن مولاي الشنقيطي حفظه الله صاحب كتاب التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط (وعنهُ أخذتُّ أغلبَ مُحتوى هذه الأسطرِ) إلى أنَّ الشناقطة كانت لهم مناهجُ في تعلُّم التفسير ومنها منهجُ مجاهد بن جبر مع ابن عباس في تتبعِ القرآنِ كُلهِ آيةً آيةً , وعدَّ من أولئك:
سيد أحمد بن محمد الزيدى، فقد فسر كتاب الله على شيخه سيد عبدالله بن محمد العلوى المتوفى (1143هـ).
عبد الله الودود بن حميه (ت1397هـ) قرأ تفسير القرآن كله على شيخه الشيخ باب بن الشيخ سديا المتوفى (1342هـ) آية آية وسورة سورة حتى استكمله.
وقد جنحَ الشناقطةُ في خدمةِ التفاسير إلى الخروج عن النمطِ المألوفِ في التفسير المنثور إلى إعمالِ مهارةِ النظمِ فأخرجوا تفاسيرَ منظومةً بلغت أبياتُ بعضها سبعة آلافٍ أو تزيد , ومن أشهرِ ما كُتب كذلك نظمُ " مراقي الأواه إلى تدبر كتاب الله "وهو نظم العلامة أحمد بن أحمذى الذي يبلغُ تسعة آلاف بيت , وكذلك نظم الشيخ/ عبد الودود بن حميه للتفسير بالمأثور المسمى " التنوير الذي ضم ما في الصحيحين وباقي الكتب الخمسة من المأثور", وفي ذلك النَّمطِ من التأليفِ في التفسيرِ يقول الدكتور محمد بن مولاي:
(وقد استأنس الشنقيطيون بالنظم وانسجم مع أذواقهم وكلفوا به حتى استخدموه فى كل الأغراض العلمية، وغير العلمية، لهذا كان أسلوب التفسير عندهم منقسماً قسمين:
أولاً: أسلوب النظم:
وهو الغالب على التفاسير الجزئية، والموضوعية، لأن أصحابها يهتمون بناحية معينة من التفسير، كجمع الغريب والمشكل وغيره، وبوسع الناظم أن يدخل المعلومات من هذا النوع في نظمه دون كبير عناء0
ومن الملاحظ أن بعض النظام يشحنون أنظامهم بالمعاني الكثيرة ولو أدى ذلك إلى استخدام الرمز والتلميح، وتظهر هنا أهمية مقدرة المؤلف الشعرية، وقوة بيانه، وإتقانه لعلوم الآلة، فهي تلعب دوراً كبيراً في رونق النظم، وسلامة لغته، ووزنه، ووضوح معناه) 0
واتجهَ بعضُهم إلى نظمِ بعضِ كتُب التفسير المنثورة كما فعل ذلك الشيخ محمد المامى بن البخارى الشمشوى المتوفى عام 1382هـ , فقد نظم التسهيل لابن جُزيٍّ رحمه الله.
وأفردَ بعضُ الشناقطةِ عند كتابتهم في التفسيرِ كُتُباً لبعضِ موضوعاتِ التفسير كما صنعَ العلاَّمةُ الشيخ البشير بن امباريكى المتوفى (1354هـ): في كتابه "كشف الأستار عن بعض ما في الذكر من الإضمار " وهو كتابٌ تتبع فيه الشيخُ المضمراتِ في القرآن , وقال في مُقدَّمته إنهُ لا يعلمُ من سبقهُ إليه.
إلى غير أولئك من مؤلفي وجامعي التفسير في شنقيط , وأنا لم أحصلْ على نُسخةِ كتابِ الشيخِ الكريم محمد مولاي وإن كانَ سبقَ مني الوعدُ للكتابة حولَ هذا الموضوعِ بشكلٍ مُفصَّلِ في هذا الموضوعِ:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16920
ولكن لعل في هذه الأسطر تحلة الوعدِ ومن طالعَ هذه الرسالة التي تقدم بها الشيخُ لنيل درجة الدكتوراه في جامعة محمد الخامس وجد الضالة بإذن الله , وعلمَ يقينا أنَّ إخراجَ التفسيرِ من مجالاتِ الشناقطةِ العلمية اعتماداً على المطبوعاتِ المُتدوَلةِ ليس من الإنصافِ , والله أعلمُ , والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:05 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا زيد وتقبل منكم.
وكتاب الدكتور محمد بن مولاي الشنقيطي (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط) عندي منذُ زمن طويل، ولم أنشط لعرضه في الملتقى لتزاحم الأعمال، وقد قرأتُ فيه وفيه جهد مشكور.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a97650fd401f.jpg
ويمكنك التفضل بأخذه والنظر فيه لو تيسرت لك زيارتي أي وقت وفقك الله ونفع بك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Mar 2010, 11:00 م]ـ
لقد وقعت بين يديَّ قطعةٌ من تفسير العلامة محمذن فال بن متالي التندغى ت1287هـ صاحب كتاب "صلاح الآخرة والأولى فى صلاح الآخرة والأولى" وهو تفسيرٌ مخطوطٌ , حصلتُ منهُ على جزءٍ من أوله إلى سورة هود , ولعل الله يُيسر مطالعتهُ وفكَّ رموز الخطِّ المغاربيِّ لاستخراج بعض معالم منهجه والوقوف على بعض فوائده.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Mar 2010, 09:49 م]ـ
أخي الكريم:
المشكلة الوحيدة في جل تفاسير الشناقطة التي ذكر صاحب الكتاب والتي اطلعت على بعضها أثناء دراستي في المعهد العالي للدراسات والبحوث في موريتانيا ما يلي:
1 - أن أغلبها مشحون بالعقائد الأشعرية، والصوفية البدعية.
2 - أنها لم تحفظ بالشكل الذي ينبغي للعوامل الصحراوية المعروفة.
ولا شك أن الموجود منها يحوي فوائد جمة وخاصة في المسائل اللغوية والأصولية التي قل نظيرها في غير تلك البلاد.
ملاحظة: تفسير: الذهب الإبريز حقق أغلبه أو كله في المعهد العالي لكن تحقيقاته تحتاج في أغلبها إلى تحقيق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Mar 2010, 11:58 م]ـ
أخي الكريم:
المشكلة الوحيدة في جل تفاسير الشناقطة التي ذكر صاحب الكتاب والتي اطلعت على بعضها أثناء دراستي في المعهد العالي للدراسات والبحوث في موريتانيا ما يلي:
1 - أن أغلبها مشحون بالعقائد الأشعرية، والصوفية البدعية.
2 - أنها لم تحفظ بالشكل الذي ينبغي للعوامل الصحراوية المعروفة.
ولا شك أن الموجود منها يحوي فوائد جمة وخاصة في المسائل اللغوية والأصولية التي قل نظيرها في غير تلك البلاد.
ملاحظة: تفسير: الذهب الإبريز حقق أغلبه أو كله في المعهد العالي لكن تحقيقاته تحتاج في أغلبها إلى تحقيق.
أخي إبراهيم:
بارك الله فيك , الملاحظةُ الأولى من تحصيل الحاصل فقد ذكرها الدكتور محمد مولاي بتفصيل وإنصاف , وأخشى أن تُحملَ بالجُملةِ هكذا فيحسبُ القارئُ أنها سمة بارزة وهذا لا يثبتُ بغير استقصاء , وقولك " الوحيدة " أيضاً فيه نوعٌ من المبالغة في التزكية , إذ يستحيلُ في جهود البشر أن تتوحدَ المآخذ عليها , وهناك تفاسيرُ عدةٌ مفقودةٌ وأخرى موجودةٌ كانت على النقيضِ مما ذكرته بارك الله فيك , كما هو " الريانُ" للعلامة محمد سالم المجلسي , فقد جاء حريصاً على تتبع الواهي من الأحاديثِ , والمناكير من الأقوال والرواياتِ, مشحوناً بفرائد الفوائد في العقائد والأخلاق والأحكام.
كما أحبُّ أن أشير إلى ما بلغني من أنَّ كتاب "كشف الاستار عن بعض ما في القرآن من الاضمار" للعلامةالبشير بن عبد الله بن انباركي الشنقيطي قد حقق منهُ جزءٌ في كلية أصول الدين بجامعة أم درمان،ويشتمل الجزء المحقق على تفسير سور: الفاتحة والبقرة وآل عمران، وقد حققه الباحث: أحمد بن محمد فال الشنقيطي ,وأسال الله أن ييسر التواصل معه ليشارك في الملتقى ويفيدنا عن رسالته.
وقد ذكر الباحثُ في منهج المؤلف أنهُ سلك مسلكا خاصا يقوم على توظيف علوم اللغة والبلاغة على نحو غير مسبوق من حيث التناول والعرض، ويمكن إجمال ذلك في النقاط التالية:
العناية بالنواحي الفنية في النظم القرآني
الاعتماد في تقدير المضمرات على الآيات التي أظهر فيها ما أضمر نظيره في غيرها
العناية بالنكت اللغوية واللطائف البلاغية
العناية بالإعراب والترجيح بين الأعاريب
توظيف القراءات في الترجيح بين المعاني المختلفة
الاهتمام بالمسائل الفقهية.
وقد أشار المؤلف رحمه الله في مقدمتة الى جانب من منهجه فقال ( ... شرعت مستعيناً بالله في حاشية تبين جل ما وقفت عليه من ذلك-يعني الاضمار-، من حذف عامل، أو معمول، أو شرط، أو قسم، أو جوابهما، أو عطف، أو معطوف عليه، أو صفة، أو موصوف، أو حرف نداء، أو حرف جر، أو نفي، إلاّ ما اتضح جداً، وربما أبين المبهم من، ما، ومن الشرطيتين، والموصولتين، وغيرهما، وكثيرا ما أذكر تقييد المطلق، وأبين مرجع ضمير خفي مرجعه بسبب بعده، أو التباسه بغيره، وكذلك معمول خفي عامله، بأحد السببين، وأذكر في ترجمة كل سورة ما ظهر لي فيها من الأحكام الشرعية مشيراً إلى موضعه غالباً، وربما ألتقط من درر آية وقع فيها بعض ما ذكر حسب صفاء الوقت، مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار معتمدا ما تداول من التفاسير في قطرنا، وقد وضعت هذه الحاشية على هذا المنوال الذي لم أعثر على من سبقني اليه .. )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Apr 2010, 10:09 ص]ـ
للشناقطة محبة عجيبة في قلوب من يعرفهم ..
أعرف شاباً بريطانيا من اصل نيجيري كان مغنيا ضالا ثم اهتدى و أصبح شعلة من النشاط الدعوي .. ضمن مجموعة الداعية الرباني حمزة يوسف الأمريكي ..
أقام في صحراء شنقيط ستة أشهر .. و احترقت خيمته و هو يصلي خارجها فما برح صلاته!
قال لي متعجباً إن من الشناقطة من يحفظ فتح الباري!؟!
فاللهم أدم شنقيط و أهل شنقيط و علماء شنقيط.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[26 Oct 2010, 03:10 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=125400&postcount=207
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 Oct 2010, 02:17 ص]ـ
بورك فيكم على هذا التعريف، وبحق مانكاد نعرف من تفاسير الشناقطة سوى أضواء البيان، وينصرف الذهن عند ذكرهم إلى بزوغهم في علوم الفقه والأصول والعربية.
لكن من حقنا على طلبة العلم في شنقيط أن يقرِّبوا لنا جهود علمائهم في التفسير خاصة، وأن يعرفوا بهم، كما جاءت هذه المقالة الموجزة النافعة، فهي على اختصارها أعطت تصورا جديدا عن عناية الشناقطة بعلم التفسير، سيما والحصول على كتب تراجمهم والتعريف بهم من الصعوبة بمكان.
وأقول للأستاذ محمود الشنقيطي:
أملنا منكم لاحقا بسط الكلام عنهم، فلا الإيجاز يغني ولا القليل يكفي، ولكم سابق الأجر بإذن الله.
وفقكم الله وبارك فيكم.(/)
القول الراجح في المراد بالأحرف السبعة
ـ[جميلة البدوي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:38 م]ـ
ذكر الشيخ: مناع القطان أن الراجح في الأحرف السبعة أنها سبع لغات من لغات العرب بالمعنى الواحد.
وبلغنا عن بعض العلماء كمحمد الأمين الشنقيطي وغيره أن الذي يترجح عندهم أنهم لايعلمون معنى الأحرف السبعة.
وذكر الدكتور فهد الرومي (أن المراد بالأحرف السبعة وجوه القراءات المتغايرة في سبع لغات من لغات العرب)
ما الفرق بين قول الشيخ مناع القطان وقول الدكتور فهد الرومي؟
وهل نبين للطالبات أن مارجحه الشيخ مناع القطان ليس بالقول الراجح في المسألة حيث أن عليه ردود في كتاب الدكتور فهد الرومي؟
نرجوا الإفادة في هذا الموضوع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:50 م]ـ
أولاً: مرحباً بكم أختي الكريمة في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لكم التوفيق والنفع.
ثانياً: طرح موضوع الأحرف السبعة يرد مبكراً في كتب علوم القرآن عند الحديث عن جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن عند التعرض للقول القائل بأن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد اقتصر على حرف واحد من الأحرف السبعة في ذلك الجمع. فيضطر المدرِّس أو المدرِّسة إلى تعريف الطلاب أو الطالبات بالمقصود بالأحرف السبعة على وجه الاختصار، ولكنَّ الطلاب يطرحون الأسئلة وربما لا تقنعهم الأجوبة التي لم تقنع من هم أعمق منهم بحثاً في الأمر. وموضوع الأحرف السبعة موضوع طويل، والخلاف فيه قديم وغير محسوم بدليل يجب الرجوع إليه، وقد سبق نقاش هذا الموضوع كثيراً في ملتقى أهل التفسير ويمكنك الرجوع لما كتب في الملتقى باستخدام خاصية البحث، ومن تلك الموضوعات ما يلي:
- مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549) للأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب.
- نزول القرآن على سبعة أحرف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373) للدكتور أبي مجاهد العبيدي.
- الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191about:Tabs) للدكتور مساعد الطيار.
- الأحرف السبعة للطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=360) .
- بحث "دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13876)" للحسن ماديك.
أرجو أن تجيب هذه المشاركات - على طولها - على أسئلتك المذكورة والله يحفظكم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[01 Mar 2010, 03:16 م]ـ
الأخت الكريمة جميلة، ... حتى لا يثقل الأمر عليك وعلى الطلبة أنصح أن يقتصر الكلام على الآتي:
تعريف الطلاب بأن القرآن الكريم قد نزل على حرف، وعندما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك يشق على الناس طلب التخفيف فتم له الإذن أن يكون التعليم على سبعة أحرف. وهذا يُشعر بأن المسألة تتعلق بالقدرة على اللفظ، أي يتعلق باختلاف اللهجات العربية. ومن نشأ على لهجة يشق عليه أن يتعلم لهجة أخرى، إلا ما ندر، وهذا ملحوظ في الناس وعلى وجه الخصوص كبار السن والأميين.
مثال: كانت قريش لا تهمز فتقول مومنون، وهناك من يهمز فيقول مؤمنون. ولكن ذلك ليس في كل الهمزات ومن هنا يشق التعلّم.
فأساس القراءات القرآنية هو الأحرف السبعة، ولكن لا ترادف، لأن الحرف الواحد فيه أكثر من قراءة.
مثال: تعملون ويعملون قراءتان في حرف واحد، وكذلك أرجلًكم (بفتح اللام) وأرجلِكم (بكسر اللام) ... الخ. أما كلمة مثل: نبيين ونبيئين فقراءتان مرد كل قراءة إلى حرف مختلف.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Mar 2010, 04:19 م]ـ
كَان بعضُ المشايخِ في الجَامعةِ يحبُّ إحياءَ الثقةِ في نفسِ الطالبِ ويُحفِّزُهُ للقراءةِ والبحثِ , فيقولُ دائماً في الأسئلةِ على سبيل المثال: مالذي يترجَّحُ عندكَ في الأحرفِ السبعة , وما دليلك.؟ , أو رجِّحْ من بين هذه الأقوالِ ما تراهُ الأصحَّ بدليلهِ؟
وهذا يعني انَّ مدرسَ المُقرَّر ليس مضطراً للترجيح في كل خلافٍ.
ـ[جميلة البدوي]ــــــــ[06 Mar 2010, 08:52 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايشكر الله من لايشكر الناس).
أود أن أشكر الدكتور: عبد الرحمن الشهري المشرف على هذا الموقع المبارك وكما أشكره على رده على تساؤلي فجزاه الله خيرا وحفظه وسدد خطاه.
كما أشكر الأستاذة: عزيزه العتيبي المعيدة في التفسير والتي هي أحد أعضاء هذا الموقع المبارك (باسم مستعار) على إشارتها علي بالتسجيل في الموقع وطرح السؤال ومساعدتها لي في ذلك فجزاها الله خيرا ويسر الله قبولها في دراستها العليا وسدد خطاها.
وفي الحقيقة أنا درست هذا الموضوع نحو عشر سنين من كتاب " مباحث في علوم القرآن " وكان يشكل علي موضوع مناقشة الأراء في المراد بالأحرف السبع ولا أدري من القائل بها فمثلا كنت أظن أن القائل بأن الأحرف السبع هي القراءات السبع بعد ابن مجاهد ت 324 هـ وقد وجدت بعض الإطلاع على التوجيهات أن القائل به الخليل ابن أحمد الفراهيدي ت 170 هـ وقرأت صلة المصاحف العثمانية بالأحرف السبعة وغيرها من الفوائد التي لم أذكرها حتى لاأطيل.
وقد قمت بمراجعة درس جمع القرآن وذلك لصلتها بالموضوع وأرجأت مناقشة الآراء ..... وانشرح صدري عندما وجدت الدكتور عبد الرحمن الشهري يشير إلى هذه الصلة وقد اطلعت على معظم ماأشار إليه في الموضوع.
كما أشكر الأخ: سنان الأيوبي حفظه الله على التنبيه بأن القرآن نزل أولا على حرف وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب التخفيف فتم له الإذن على أن يكون التعليم على سبعة أحرف.
كما أشكر الأخ: محمود الشنقيطي (ذرية بعضها من بعض) على إجابته وتوجيهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:19 ص]ـ
وفي الحقيقة أنا درست هذا الموضوع نحو عشر سنين من كتاب " مباحث في علوم القرآن "
لو رجعت إلى كتاب الشيخ مناع القطان: نزول القرآن على سبعة أحرف لكان أولى؛ ففيه تفصيل جيد، وهو في نظري من أحسن الكتب التي عرضت الأقوال في هذه المسألة.
الكتاب في ملف مرفق مع هذا التعليق
ـ[جميلة البدوي]ــــــــ[11 Apr 2010, 12:01 م]ـ
لو رجعت إلى كتاب الشيخ مناع القطان: نزول القرآن على سبعة أحرف لكان أولى؛ ففيه تفصيل جيد، وهو في نظري من أحسن الكتب التي عرضت الأقوال في هذه المسألة.
الكتاب في ملف مرفق مع هذا التعليق
جزاكم الله خيرا.
ـ[الخطيب]ــــــــ[12 Apr 2010, 05:13 ص]ـ
حاولت قراءة ما كتبت سلفا عن الأحرف السبعة من خلال الرابط الذي أشار إليه أخونا الدكتور عبد الرحمن الشهري - حفظه الله- لأقارن بينه وبين ما هو مدون في المعجم، فلم يتيسر لي فتحه، فآثرت أن أنقل هنا ما كتبته في معجم مفاتيح التفسير تحن مصطلح الأحرف السبعة 1/ 52
الأحرف السبعة:
مبحث الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن من المباحث التي كثر الجدل حول بيان حقيقة المراد منها، حيث تعددت الآراء في ذلك لدرجة أن بعضهم حصر من ذلك أربعين قولا، وفرّ بعضهم من الخوض فيها مدعيا أن ما ورد في ذلك من أحاديث مشكل0
الحرف في اللغة: يطلق لفظ الحرف في اللغة على عدة معان منها: ذروة الشئ وأعلاه ومنه حرف الجبل أي قمته، ويطلق أيضا على حرف التهجي، وعلى طرف الشئ، وعلى الوجه، وهو المناسب لموضوعنا0
آراء العلماء حول المراد بالأحرف السبعة:
لقد وردت آراء كثيرة حول هذا الموضوع نختار منها هنا أشهرها وأهمها:
1 - قيل: الأحرف السبعة هي سبع لغات متفرقة في القرآن كله وهي لغات قبائل من العرب على معنى أن بعض القرآن نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن 000وهكذا، واختار هذا الرأي أبوعبيد القاسم بن سلام وثعلب وابن عطية وآخرون0 ودليلهم عدم معرفة بعض الصحابة القرشيين لبعض ألفاظ القرآن إلا من بعض العرب كما وقع لابن عباس في كلمة"فاطر"وأجيب عن ذلك بما يلي:
أ- أن عدم معرفة ابن عباس لمعنى هذه الكلمة لا يدل على أن اللفظة غير قرشية لجواز أن يكون قد غاب معناها فقط عن ابن عباس وليس بلازم أن يحيط المرء بكل معاني لغته أو بألفاظها (وهو جواب متكلف كما ترى خصوصا مع صحابي توّاق للمعرفة كابن عباس رضي الله عنهما) 0
ب- ومما يضعف هذا الرأي أن القائلين به لم يجمعوا على اللغات السبع المختارة بل كل طائفة اختارت من القبائل ما لم تختره الطائفة الأخرى.
ج- ويضاف إلى ذلك أن التوسعة ورفع الحرج والمشقة المقصود من الأحرف السبعة لا يتفق وهذا الرأي لأنه يترتب عليه أن يكون القرآن الكريم أبعاضا، وأن كل بعض بلغة، ويلزم من ذلك أن كل شخص لا يقرأ من القرآن إلا ما نزل بلغته، كما يلزم أيضا أن تكون التوسعة خاصة بأقوام دون أقوام فلا ينعم بهذه التوسعة من هم خارج السبع المختارة، وهذا مناف لمقاصد الشريعة التي لا تفرق مطلقا بين المكلفين إيجابا ولا سلبا.
2 - وقيل: الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال، أو هي: الأمر والنهي والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال0 ورد هذا الوجه بأن التوسعة كما هو مفهوم من الأحاديث والروايات الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف هي خاصة بالألفاظ وليس بالمعاني، وذلك بأن تقرأ الكلمة على وجهين أو ثلاثة، ولا يمكن أن تكون التوسعة في تحريم حلال ولا في تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة0
3 - وقيل: الأحرف السبعة هي القراءات السبع0 وهذا قول واه جدا، وسببه اتحاد العدد بين الأحرف السبعة والقراءات التي اعتمدها ابن مجاهد وجمعها وهي قراءات سبع لقراء سبعة، والواقع أن الأحرف السبعة أعم من القراءات السبع لأنها تشملها وتشمل غيرها، ومما يدل على قلة إدراك أصحاب هذا القول هو أن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا وقت أن قال النبي صلى الله عليه وسلم: {أنزل القرآن على سبعة أحرف} فهل معنى ذلك أن هذا الحديث كان عاريا عن الفائدة وبعيدا عن الواقع إلى أن ظهر هؤلاء القراء؟ وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وذهب جمع غفير من العلماء من أبرزهم أبو الفضل الرازي وابن قتيبة وابن الجزري وغيرهم إلى أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف في القراءات وهى:
- اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث0
- اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر0
- اختلاف وجوه الإعراب0
- اختلاف بالنقص والزيادة0
- الاختلاف بالتقديم والتأخير0
- الاختلاف بالإبدال0
- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام0
وقد لقي هذا الرأي شهرة ورواجا عند كثير من العلماء وقد تعصب له الشيخ عبد العظيم الزرقاني في مناهل العرفان ورجحه على غيره وساق الأمثلة لكل وجه منها وقرر أنه الرأي الذي تؤيده الأحاديث الواردة في هذا المقام، وأنه الرأي المعتمد على الاستقراء التام دون غيره، ورد على كل اعتراض وجه إليه وإن بدا عليه التكلف في بعض هذه الردود0
* واعترض على هذا الرأي بأن الرخصة في التيسير على الأمة بناء على هذا الرأي غير واضحة ولا ظاهرة، فأين الرخصة في قراءة الفعل المبني للمعلوم مبنيا للمجهول أو العكس، وأين هي أيضا في إبدال حركة بأخرى، أو حرف بآخر، أو في تقديم وتأخير، فإن القراءة على وجه من هذه الوجوه المذكورة لا يوجب مشقة في شيء، يُحتاج معها إلى أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه المعافاة لعلة أن الأمة لاتطيق القراءة على وجه واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من هذه الوجوه المذكورة، كما جاء ذلك في الأحاديث النبوية التي تدثت عن قضية نزول القرآن على سبعة أحرف0
5 - وذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب والقرطبي ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعاني وتقاربها مثل (هلم، أقبل، تعال، إلى، قصدي، نحوي، قربي) فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة يعبر بها عن معنى واحد وهو طلب الإقبال، والمقصود أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة وليس المقصود أن كل معنى في القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات 0
وأصحاب هذا الرأي أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه في الأحاديث متوفر في هذا الرأي ثم هم يرون أن الباقي من هذه اللغات الست أو الحروف الستة هو حرف قريش دون غيرهم0
واعترض على هذا الرأي بأنه يترتب عليه أن يكون عثمان رضي الله عنه قد نسخ الأحرف الستة التي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ بها0 وأجيب عن ذلك بأن ذلك لا يعد نسخا ولا رفعا ولا إهمالا من الأمة للأحرف الستة الأخرى لأن الأمة قد أمرت بقراءة القرآن وخيرت في قراءته بأي من الأحرف السبعة ولم يجب عليها قراءته بجميعها، فاختيار حرف منها لا يعد جرما ولا نسخا للأحرف الباقية خاصة أن الحاجة قد دعت إلى ذلك بعد وقوع الاختلاف والتنازع بين الصحابة في فتح أرمينية وأذربيجان، الأمر الذي اضطُر معه عثمان إلى جمع المصحف وكتابته بحرف قريش لأن لغة قريش كانت تعتبر مركزا لسائر اللغات العربية، بسبب موقع البيت الحرام ببلدهم مكة المكرمة وانتقال سائر القبائل إليهم لحج البيت0
واعترض عليه أيضا بأن هناك قراءات متواترة هي من الأحرف السبعة وردت في الموضع الواحد ولا تفيد الاتفاق في المعنى، بل لكل منها معنى مغاير فكيف يدَّعى أن الأحرف السبعة سبع لغات متحدة المعنى؟
وبعد هذا العرض يتضح لنا أنه ما من رأي إلا واعترض عليه بما قد عرفت غير أن الرأيين الأخيرين هما أكثر الآراء شهرة وقبولا لدى أهل العلم، والأخير منهما أولى الرأيين من وجهة نظري لكن مع بعض التصورات والإضافات التي سأطرحها الآن:
وذلك أنه يترجح لديّ أن الأحرف السبعة هي سبع لغات أو لهجات من لهجات العرب بما تحويه صوتيات هذه اللغات وهيئات النطق فيها كالإمالة والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق .... إلخ وليس شرطا أن تكون المعاني في كل هذه اللغات واحدة بل الثابت أن تعدد القراءات التي هي تابعة للأحرف السبعة بلا ريب قد ترتب عليه اتساع المعاني وتنوعها، والقراءة مع القراءة كالآية مع الآية، ولا شك أن هذه حكمة عليا من الحكم التي انطوى عليها نزول القرآن على سبعة أحرف، فلم يكن التهوين والتيسير على الناس في النطق خاليا من ثراء في المعنى، ونماء في الأفكار التي يحويها النص الكريم، ويعرف ذلك جيدا كل من
(يُتْبَعُ)
(/)
يقوم بموازنة بين القراءات القرآنية الواردة على محل واحد.
- كما أنه يترجح لدي أن كتابة القرآن الكريم من لدن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكتب بالحرف القرشي دون غيره وذلك على المستوى الرسمي - أما على المستوى الفردي فلربما كان لأفراد الصحابة هيئات مختلفة في الكتابة تتسق وقبائلهم ولربما ساعدهم على ذلك أن لهم في الأحرف السبعة نصيبا كابن مسعود رضي الله عنه الذي يعرف عنه تبنيه للحرف الهذلي - وليس من دليل ينفي هذه الحقيقة التي أتصور كذلك أنها نفس الطريقة التي كتب بها القرآن في العهدين البكري والعثماني، لكن الظاهر أن عثمان رضي الله عنه قد أضاف إلى الرسم من الطرق ما يجعله مهيئا لاستيعاب عدد من الأحرف السبعة بطريقة مبتكرة غير مسبوقة كان عدم النقط والشكل من العوامل المساعدة على نجاحها بلا شك، وما فعله عثمان هو ما سوّغ نسبة ذلك الرسم إليه، ولو كان مجاريا لمثال سبقه في الرسم ما كان هناك مسوغ لهذه النسبة إذ لا خصوصية تميز رسمه عما سبقه، وقد وقع إجماع الصحابة رضي الله عنهم على هذا الرسم ومن هنا اكتسب قوته. يقول علي كرم الله وجهه – فيما صح عنه عند ابن أبي داود -: "لا تقولوا في عثمان إلا خيراً فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا قال: ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفراً قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف قلنا: فنعم ما رأيت "
*و يجب أن يوضع في الحسبان أن الحديث عن الأحرف السبعة لم ينشأ إلا في العهد المدني كما تدل الروايات على ذلك ومعنى ذلك أن العهد المكي لم تكن تلاوة القرآن فيه إلا على حرف واحد وبدهي أنه حرف قريش ومن ثم فإن قارئا كعبد الله بن مسعود رضي الله عنه لابد من أنه كان يقرأ بذلك الحرف وهو بمكة حين جهر بتلاوة القرآن أمام القرشيين ولو أنه قرأ بطريقة مخالفة لما ألفوه وعرفوه لأنكروا عليه ذلك ولعل هذا ما قصده عثمان رضي الله عنه حين قال للرهط القرشين إبان جمع القرآن:"إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإنه نزل بلغتهم "
- وتشير الدلائل إلى أن التيسير بإنزال الأحرف السبعة كان خاصا بقبائل دخلت الإسلام في العهد المدني وثقل عليها النطق ببعض الكلمات أو ببعض هيئاتها فسمح لهم في إطار ما نزل بتلاوته بما يطوع له لسانهم لأنه كان فيهم "الغلام الصغير والمرأة العجوز والشيخ العاني"
- كما أتصور أن القراءات المشهورة حاليا ليست راجعة إلى حرف قريش وحده ولكن إلى الأحرف السبعة فلا يمكن أن تكون هذه الهيئات المتفاوتة في التلاوة والتي يحدث فيها تمايز كبير بين القراء السبعة أو العشرة لا يمكن أن تكون راجعة كلها إلى حرف واحد أو لهجة واحدة هي لهجة قريش فتصوَّر معي قراءة هذه الكلمات بالإمالة وبدونها "موسى، عيسى، الضحى، سجى، مجراها "وتصوَّر أيضا قراءة كلمة الصراط بالسين والصاد وبإشمام الصاد صوت الزاي في قراءة حمزة فهل يعقل أن تكون قريش نطقت بذلك كله؟
وقد بدا لي أيضا أن هذه القراءات ليست كل الأحرف السبعة بل هي جزء منها ساعد على بقائه موافقته لرسم المصحف بدليل ما ينقل كثيرا على أنه من قراءة أبي أو ابن مسعود أو علي أوغيرهم مما ليس ثابتا في مصاحفنا – وفيه صحيح السند كقراءة متتابعات عند ابن مسعود - فهذا راجع من وجهة نظري إلى ما ألغاه عثمان من الأحرف السبعة كتابةً.
وهذه التصورات جميعها جعلتني أكوِّن رأيا في الأحرف السبعة هو:
"أن الأحرف السبعة عدد من اللهجات العربية استعصى على أهلها التكيف مع لهجة قريش وهذا العدد غير محصور في سبع إذ المقصود التيسير والشريعة لا تفرق في قواعد التيسير بين القبائل، ويساعد على استيعاب هذا الرأي أن هذا اللفظ – سبعة – هو في العربية يفيد الكثرة لا حقيقة العدد، وليس مشروطا في الأحرف المتعددة الترادف في المعنى بل الظاهر أن قصد إثراء المعنى كان يمضي جنبا إلى جنب مع التيسير في النطق، وأن عبقرية عثمان رضي الله عنه قد تجسدت في كتابته القرآن بطريقة تستوعب عددا من هذه الأحرف السبعة بحيث يجتمع الناس على ما يستوعبه هذا الرسم ويكون ما عداه خارجا عن هذا المجمع عليه ولا يقرأ به ولا يتعلمه الصغار، لأن المسار قد تغير فما كان بالأمس مظهر تيسير
(يُتْبَعُ)
(/)
أصبح اليوم مع كثرة الفتوحات الإسلامية ودخول أهالي البلاد المفتوحة في الإسلام وتفرق الصحابة في الأمصار وعدم استيعاب حقيقة الأحرف السبعة والهدفِ منها أصبح ذلك كله سبب فتنة، فكان لابد من تدخل سياسي من قائد الأمة وخليفة المسلمين لحسمها ودرئها فكان ما كان مما أشرنا إليه "
* قال لي قائل: كيف تخلى أصحاب هذه اللغات التي نزل عليها القرآن عن قراءاتهم وانضووا تحت إمرة ما كتبه عثمان رضي الله عنه؟
قلت: لابد عند الإجابة عن هذا التساؤل من أن نستحضر أمامنا إيمان القوم في هذه الأيام فقد كان إيمانا فوق الوصف كما تدل له مواقفهم في سبيل الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، فهم الذين ضحوا في سبيل ذلك كله كما حكى التاريخ بالغالي والرخيص، وضحوا بالنفس والأهل والولد والوطن وراحة البدن وغير ذلك مما نعرفه وما لا نعرفه، كل ذلك في سبيل الله فهل يستحيل على قوم هذه صفاتهم أن يطوعوا لسانهم وإن بشيء من المجاهدة على هيئة نطق تغاير ما ألفوه في عدة كلمات لا إخالها كثيرة؟
إنه لمن المجانبة للصواب تصورأن هذا الأمر مستحيل أو بالغ المشقة أو بعيد الشقة عليهم، وإن صدقنا أن هذا ممكن في أول الأمر فكيف نتصوره في آخره؟
وماذا نقول إذن فيمن لا ينطقون العربية أصلا ثم هم يجيدون حفظ القرآن الكريم فضلا عن إتقان تلاوته؟ وهذا أمر ملموس منا فأمامنا كثيرون من دول شرق آسيا نعجب حين نستمع لقراءتهم بالغة الدقة في الصحة، وحفظهم المتميز لكتاب الله العزيز وكذلك في دول أفريقيا وغيرها من بلاد العالم.
وقد دل واقعنا المعاصر على قدرات كثيرين منا قد أجادوا لغات غير لغاتهم إجادة تامة فكيف نتصور إذن صعوبة ما ذكرنا مع أن هذا التغيير هو في ضوء اللغة نفسها وهي اللغة العربية، وتدلنا الروايات الثابتة على أن من بين الصحابة من كان لديه الاستعداد على إجادة عدد من اللغات غير العربية كزيد بن ثابت الذي كان يجيد الفارسية وتعلم السريانية في أيام قليلة ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=100043#_ftn1) ) بطلب من النبي صلى الله عليه وسلم.
ربما يكون من العسير إلى حد ما نطق بعض الكلمات بالإمالة عند من لم يعتد عليها أو بعدمها عند من اعتادها ويظهر هذا عندما نقارن لهجتنا – نحن المصريين أو أهل الجزيرة العربية - بلهجة أهل الشام خاصة اللبنانيين حيث يبدو من العسير حقا أن ينطق المصريون أو سكان الجزيرة بذات اللهجة اللبنانية مثلا، ولهذا لم تكن الإمالة وأشباهها مما هو راجع إلى هيئة النطق وليس إلى اختلاف الرسم مما ألغاه عثمان رضي الله عنه فهي وغيرها ثابتة في بعض القراءات المتواترة خاصة في رواية ورش عن نافع ونفس الشيء قله في التفخيم والترقيق خاصة في الراءات، والتسهيل وعدمه ونحو ذلك مما قلت إنه راجع إلى هيئة النطق بالكلمة لا تبديلها بأخرى وقد عرفنا أن ذلك كله باق في القراءات القرآنية – التي هي في نظري راجعة إلى الأحرف السبعة وليس إلى حرف قريش وحده - ولم يلغ في شيء والرسم العثماني قد احتمله.
*مما يدل على أن الأحرف السبعة سبع لغات وأن الباقي منها حرف واحد وما احتمله الرسم من الأحرف الأخرى هو أن كثيرا من اللهجات قد اندرست بعد توحيد الناس في القراءة على لغة قريش أفصح لغات العرب حتى صرنا لا نلمس عنعنة تميم، ولا عجرمية قيس، ولا كشكشة أسد، ولا ثلثلة نهراء، ولا كسكسة ربيعة، ولا إمالة أسد وقيس، ولا طمطمانية حمير.
من فوائد نزول القرآن على سبعة أحرف:
1 - التهوين والتيسير على الأمة والتوسعة عليها في قراءتها للقرآن الكريم0
2 - إثراء التفسير والأحكام الشرعية بتعدد الأحرف0
3 - إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز لأن كل حرف مع الآخر بمنزلة الآية مع الآية في دلالتها وفيما اشتملت عليه0
[1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=100043#_ftnref1) - بدهي فهم تعلم سالم للسريانية في هذه الأيام القليلة على أنه مقصور على تعلم المصطلحات الدينية التي كان يستخدمها اليهود وليس المقصود تعلم السرياينة محادثة وحوارا فهذا لا يمكن أن يتفق في أيام قليلة(/)
المقاتلان!!!
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[01 Mar 2010, 07:37 م]ـ
مقاتل بن حيان النبطي أبو بسطام البلخي الخزاز، صدوق فاضل، مات قبيل الخمسين (ومائة) بأرض الهند.
ومقتل بن سليمان الأزدي الخراساني، أبو الحسن البلخين كذبوه وهجروه، ورمي بالتجسيم، مات سنة 105هـ.
هل يفيدنا أحد من الباحثين هو التفريق بين الرجلين، وعن التحقيق في وفاة الثاني منهما، حيث أن الخلط بينهما قديم، انظر الترجمتين من المرجع السابق.
وحصل من اليوطي وهم في نسبة القول بأن القرآن كان ينزل في كل ليلة قدر ما ينزل إلى مثلها، ثم ينجم طوال السنة إلى مقاتل بن حيان، ناقلا ذلك عن القرطبي، مع أن القرطبي ذكر اسم الرجل فقط فقال: قال مقاتل.
ونبه على هذا الدكتور/ حازم حيدر في موازنته بين البرهان والإتقان.
فهل من ضابط لهذا.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:52 م]ـ
نسيت أن أنبه أن الترجمة من تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر،
والمشهور أن تاريخ وفاة مقاتل بن سيلمان 150هـ؟؟؟!
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[01 Mar 2010, 10:27 م]ـ
الأخ الكريم بلال الجزائري
من المقصود ب ((اليوطي)) هل المقصود الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي- حفظه الله تعالى- فإن كان هو فأين ذكر ذلك؟؟؟ وشكر الله لك
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 Mar 2010, 06:34 م]ـ
معذرة يا أستاذ طارق على السقط، المراد السيوطي، وشكرا على الاهتمام(/)
كتب الدراسات القرآنية في معرض الرياض 1431 هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مررت معرض الرياض عصر يوم الإثنين (15: 3: 1431)، فوجدت كثيرًا من الدور قد وضعت كتبها على الأرفف، خلافًا للعام الماضي الذي كان فيه تأخُّر في وضعها.
وقد مررت بعدد من الدور، وسألت عن الجديد، ووجدت في مكتبة (الأمان) المغربية جملة كبيرة من الكتب المتعلقة بالدراسات القرآنية، ومن كان له عناية بجمع كتب التخصص، فلا تفوته هذه الدار.
ولعلنا نتتابع على وضع الجديد والمفيد في الدراسات القرآنية أثناء المعرض إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:17 م]ـ
جزيت خيرا شيخنا د. مساعد ونأمل المتابعة من البقية في هذا الموضوع
15/ 3/1431هـ
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:44 ص]ـ
سدد الله الخطى، وبلّغ المُنى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:50 ص]ـ
من الكتب الجديد في دار الأمان المغربية:
1 ـ استعمال الألوان في اصطلاحات ضبط المصحف عند علماء الأندلس والمغرب بين التأصيل الفقهي والتطبيق المنهجي، لمولاي محمد الإدريسي الطاهري.
2 ـ الدليل الأوفق إلى رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، تأليف الأساتذة: مصطفى البحياوي، وعبد الهادي حميتو، وعبد العزيز العمراوي.
3 ـ ومن الكتب الأخرى:
كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري، وقد طُبع الموجود منه (الجزء الثالث، والنصف الأول من الجزء الخامس).، وهو من مطبوعات المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، وهو موجود في مؤسسة الريان.
وهذه المؤسسة عندها مطبوعات هذا المعهد.
والكتاب من كتب اللغة النفيسة جدًّا، فلا يفوتنكم، ولو كان الموجود منه هذه القطعة.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2010, 08:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم , وأتمنى من كل متخصص في التفسير أن يدلي بدلوه في ذكر ما يملك , وما وقف عليه من نفئس ونوادر الكتب , ليتسنى لمن لم تكن بحوزته أن يبحث عنها في المعرض لعله أن يجدها.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[02 Mar 2010, 11:04 م]ـ
مررت اليوم بعالم الكتب الحديث للنشر بالأردن في المعرض
وقد صدر عنهم هذا العام 2010 م كتاب:
(أسلوب النعت في القرآن الكريم)
للأستاذ قاسم محمد الشبول
http://www10.0zz0.com/2010/03/02/19/595627455.jpg
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Mar 2010, 02:01 م]ـ
في دار قتيبة كتاب غريب القرآن لابن عزيز السجستاني، تحقيق (جمران)، وهو تحقيق نفيس للغاية.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Mar 2010, 07:41 م]ـ
صدر عن عالم الكتب الحديث للنشر بالأردن الطبعة الأولى من كتاب:
(المتشابه اللفظي في القرآن الكريم - دراسة نقدية بلاغية)
للدكتور مشهور بن موسى مشاهرة
صدر في عام 1431هـ / 2010 م
عدد الصفحات: 255 صفحة
http://www14.0zz0.com/2010/03/03/16/575334920.jpg
ـ[أم البررة]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:42 م]ـ
في أي دار أجد مصنفات الدكتور محمد أبو موسى المتعلقة بالبلاغة القرآنية؟
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:47 م]ـ
صدر عن عالم الكتب الحديث للنشر بالأردن الطبعة الأولى من كتاب:
(ظواهر اسلوبية في القرآن الكريم – التركيب والرسم والايقاع)
للدكتور عمر بن عبدالهادي عتيق
صدر في عام 1431هـ / 2010 م
عدد الصفحات: 473 صفحة
http://www6.0zz0.com/2010/03/03/18/688864693.jpg
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:48 م]ـ
صدر عن عالم الكتب الحديث للنشر بالأردن الطبعة الأولى من كتاب:
(جمالية التشكيل اللوني في القرآن الكريم)
للدكتورة ابتسام الصفار
صدر في عام 1431هـ / 2010 م
عدد الصفحات: 500 صفحة
http://www12.0zz0.com/2010/03/03/18/644561050.jpg
ـ[محمد الحامد]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:48 ص]ـ
الاخوة والاخوات الاعضاء في ملتقى أهل التفسير الرائد
هل من أحد يجيبني بما ينفعني حول تفسير (ضياء الاكوان في تفسير القرأن) وهل هو مطبوع ام لا واين ممكن أجده.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2010, 06:24 ص]ـ
ومن كتب الدراسات القرآنية كذلك في هذا المعرض وهي كثيرة وأرجو ألا أكرر ما سبقت الإشارة إليه:
1 - تفسير سورة الكوثر (منهج جديد، ورؤية جديدة) لعبدالحميد الفراهي رحمه الله، نشرته دار عمار بالأردن.
2 - سور القرآن وآياته وحروفه ونزوله لأبي العباس الفضل بن شاذان الرازي ت 290هـ بتحقيق بشير الحميري، دار ابن حزم بالرياض.
3 - القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير، للدكتور محمد محمود كالو، دار اليمان. تبيعه دار ابن حزم بالرياض.
4 - من مكتبة إعجاز القرآن الكريم للدكتور مجاهد مصطفى بهجت، دار عمار بالأردن.
5 - خلاصة الكلام في تفسير آيات الأحكام في ثلاثة مجلدات للقاضي حسين بن محمد المهدي، مكتبة الإرشاد باليمن، ودار ابن حزم ببيروت.
6 - ركن جامعة أم القرى به الكثير من البحوث القرآنية المنشورة حديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:46 م]ـ
1. عند دار السلام - مصر، مجموعة مؤلفات للدكتور فريد الأنصاري -رحمه الله- منها: مجالس القرآن، بلاغ الرسالة القرآنية، جمالية الدين - معارج القلب إلى حياة الروح.
2. عند دار عمار - الأردن، مجموعة مؤلفات الدكتور فاضل السامرائي.
3. عند دار الرشيد - سوريا، تقنية تعليمية رائعة باسم: مصحف التجويد الناطق، وقد تمت استضافة مخترعه أ. محمد عدنان الحمصي في برنامج حياتك، تستطيع معرفة آليته، والاطلاع على كيفية أدائه من خلال إحدى فقرات الحلقة على هذا الرابط: حياة تك - 121 ( http://www.almoso3h.com/video/1659/121-- حياة-تك)
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Mar 2010, 02:03 م]ـ
من الكتب التي وقفت عليها في المعرض:
1 - عند دار القلم، جناح سوريا، كتب الدكتورصلاح الخالدي، وكتب عبدالرحمن الميداني، وما يخصنا منها تفسيره: (معارج التفكر).
2 - دار عمار، جناح الأردن، لديها كتب نفيسة للدكتور غانم الحمد، منها:
-رسم المصحف
- محاضرات في علوم القرآن
وكذلك كتب اللدكتور فاضل السامرائي:
- التعبير القرآني
- بلاغة الكلمة في القرآن
3 - دار رشيد، جناح سوريا، لديهم مصحف التجويد الناطق وهو عبارة عن مصحف دون على حاشيته أحكام التجويد وتفسير الآيات القرآنية، والجميل فيه أن قلم المصحف بمجرد ما تشير به على آية معينة فإنه يقرأها بصوت قارئ معين تختاره وسعره: (300) ريال.
4 - دار ابن الجوزي، جناح السعودية:
- كتاب مختصر قواعد الترجيح للدكتور: الحربي.
-اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق للأستاذ محمد سلمان.
- المحرر في أسباب النزول من خلال الكتب التسعة للدكتور: المزيني.
- تعليم تدبر القرآن للدكتور: الأهدل.
- إقرء القرآن الكريم، للدكتور: الدخيل.
-المحرر في علوم القرآن للدكتور: مساعد الطيار.
5 - التدمرية، جناح السعودية:
-موارد السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، للدكتور: الرومي.
- نقد الصحابة والتابعين للتفسير، للدكتور: الجار الله
6 - دارالنيل، جناح تركيا، كتاب مطبوع بعنوان: (الأمانات القدسية) ويحتوي على صور رادء النبي صلى الله عليه وسلم، وسيوفه، والمصحف العثماني، ومصحف عثمان الذي عليه قطرات الدم بعد مقتله وصور أخرى غيرها.
وهذه الصور مأخوذة من متحف إسطنبول بتركيا ولما أجريت بحث للتأكد من مدى مصداقية تلك الصور، واستخلصت من كلام الكتاب عنه أنهم يتفقون بالإجماع على عدم صحة نسبة تلك الصور للنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنه وليس لديهم دليل يثبت صحة نسبتها إليهم.
ومن جميل ما وقفت عليه جناح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقد عرض فيه جميع الإصدارات السموعة والمكتوبة والأبحاث والندوات المجمع، ومن أراد الحصول عليها بإمكانه الإتصال بالمسؤولين ويرسلون إليه مايريد مجاناً وقد أفادني بذلك الموظف المختص.
وكذلك جناح الجامعات ففيها كتب قيمة في الدراسات القرآنية، وأسعرها زهيدة منها:
جامعة الملك فيصل، دراسات في التفسير الموضوعي للدكتور القرعاوي
جامعة أم القرى:
- معاني القرآن، للنحاس، تحقيق: الصابوني.
- مفهوم التدبر في ضوء الدراسة التحليلة لآياته في القرآن الكريم للدكتور محمد بن هندي.
- طريقة استباق المعاني قبل فهم المباني في تفسير القرآن الكريم للدكتور الشهري.
- أبوصالح باذام مولى أم هانئ وتفسيره من رواية إسماعيل بن خالد رضي الله عنه للدكتور المنيع.
وقد بحثت ونقبت عن كشاف الدراسات القرآنية فما وجدته، فآ مل ممن يجده عند دار معينة إخبرنا بذلك.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 Mar 2010, 04:09 م]ـ
الثلاثاء 17 - 3 - 1431 هـ
1. وجدت عند دار ابن الجوزي كتاب نفيس، وفيه جهد علمي واضح، وهو من مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي، الكتاب هو: استدراكات على تاريخ التراث العربي في ثمانية مجلدات، والقسم الأول للتفسير وعلوم القرآن والثاني للقراءات من إعداد الدكتور حكمت بشير ياسين، وقسم القراءات بإشراف الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -.
2. الدر المصون للسمين الحلبي، بتحقيق الدكتور أحمد الخراط، دار القلم السورية.
3. معاني القرآن للنحاس، بتحقيق الشيخ محمد الصابوني، جامعة أم القرى.
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[04 Mar 2010, 06:13 م]ـ
وكذلك من الكتب القيمة:
التفسير ورجاله للفاضل ابن عاشور (ابن الطاهر صاحب التحرير والتنوير)، في دار صامد التونسية.
الإلماع للقاضي عياض تحقيق السيد صقر، الطبعة الأولى، بسعر زهيد، دار المنهاج.
الوجوه والنظائر عن هارون بن سليمان تحقيق حاتم الضامن، مكتبة العاني بالعراق، نسخة أصلية، أو مصورة تصويرا يدويا. في دار كنوز المعرفة.
آثار ابن باديس، دار الغرب الإسلامي.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 Mar 2010, 07:58 م]ـ
وقسم القراءات بإشراف الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -.
غلط ووهم، المشروع بأكمله بإشراف الشيخ - رحمه الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Mar 2010, 10:01 م]ـ
2 - سور القرآن وآياته وحروفه ونزوله لأبي العباس الفضل بن شاذان الرازي ت 290هـ بتحقيق بشير الحميري، دار ابن حزم بالرياض.
3 - القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير، للدكتور محمد محمود كالو، دار اليمان. تبيعه دار ابن حزم بالرياض.
وكذلك كتاب: (الحداثيون العرب وموقفهم من تفسير القرآن) للدكتور جيلاني مفتاح. دار طيبة الدمشقية.
وهذه الدار هي التي تبيع الكتب السابقة جميعا، لأن أكثر الإخوة لم يجدوا دار ابن حزم (الرياض) بينما هي مندرجة تحت هذه الدار.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Mar 2010, 01:57 م]ـ
1ـ الأنصاص القرآنية (جزآن) = دار الأمان المغربية.
2 ـ مراقي المجد لآيات السعد، لأبي العباس أحمد بن علي بن منجور (ت: 995) = الجامعة الإسلامية.
4 ـ طريقة استباق المعاني قبل فهم المباني في تفسيرالقرآن الكريم، د. علي بن عبد الله الشهري = جامعة أم القرى.
5 الوجيز في الفروق الأصولية المتعلقة بالكتاب العزيز، د. عبد الرحمن السديس = جامعة أم القرى.
6 ـ جولة في كتاب نولدكه (تاريخ القرآن)، د. أحمد عمران الزاوي (ج1 ـ 3) = دار طلاس، وكان قد طبع منه الجزء الأول فقط.
7 ـ أضواء جديدة على الرسم العثماني، أد. عمر حمدان = دار الريان.
8 ـ موقف ابن أبي حاتم السجستاني من القراءات القرآنية، د. منيرة محمد حجازي = مكتبة الثقافة الدينية.
9 ـ القراءات الثماني للقرآن الكريم، للمقرئ محمد بن حسن العماني = دار الأوقاف العمانية.
10 ـ القرآن فوق كل شيء، لمحمد بن الخسن الحجوري الثعالبي (ت: 1376) = دار ابن حزم.
11 ـ أبو جعفر بن محمد بن جريرالطبري (وقائع ندوة قسم العربية للسنة الجامعية 2003ـ2004) = دار صامد.
12 ـ قواعد الترجيح / دراسات في قواعد الترجيح المتعلقة بالنص القرآني في ضوء ترجيحات الرازي، د. عبد الله الرومي = دار التدمرية.
13 ـ موارد السيوطي في الإتقان، د. عبد الله الرومي = دار التدمرية.
14 ـ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز من الحزب السادس والعشرين إلى الحزب الثلاثين، لمصطفى بن حمزة = دار الأمان المغربية.
15 ـ الأمثال في القرآن الكريم دراسة موضوعية وأسلوبية، الصديق بن محمد بن قاسم بوعلام = لدار الأمان المغربية.
16 ـ المعمرة (سلسة الأنصاص القرآنية 5) = دار الأمان المغربية.
17 ـ البديع في القرآن أنواعه ووضائفه، د. إبراهيم محمود علام = داائرة الثقافة الشارقة.
18 ـ الاتصال غير اللفظي في القرآن الكريم، د. محمد الأمينموسى أحمد = داائرة الثقافة الشارقة.
19 ـ مدرسة التفسير في المدينة المنورة، د. محمود محمد الحنطور = دار الهداية (في أحد الدور الإماراتية).
20 ـ أثر القراءات المتواترة على معتقد الفرق الإسلامية، د. محمد يسري جعفر محمد = دار الهداية (في أحد الدور الأإماراتية).
21 ـ أثر اختلاف القراء في الوقف والابتداء، د. الجيلي علي أحمد بلال = دار القلم (الإمارات).
22 ـ أسلوب الحوار في القرآن الكريم / الموضوعات والمناهج والخصائص، إدريس أوهنا = دار الامان المغربية.
23 ـ الأخاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، د. عبدالله بن فوزان الفوزان = دار ابن الجوزي.
24 ـ دراسات محمدية، جولد تسيهر، ومعه التعليقات النقدية / د. الصديق بشير نصر = دار قتيبة.
25 ـ منهج التفسيرالموضوعي للقرآن الكريم دراسة نقدية، د. سامر رشواني = دار طيبة الدمشقية.
26 ـ بالقرآن أسلم هؤلاء، غبد العزيز هاشم الغزولي = دار القلم.
27 ـ الأهوازي وجهوده في علوم القراءات، أد. عمر حمدان = دار الريان.
28 ـ الطبري والجهود النحوية في تفسيره، د. أمان الدين حتحات = دار طيبة الدمشقية.
29 ـ أسلوبالتعليل وطرائقه في القرآن الكريم دراسة نحوية، د. يونس الجنابي = المدار الإسلامي.
30 ـ التفسير والمفسرون، د. فاطمة مارديني = دار طيبة الدمشقية.
31 ـ مختصر تفسير بيان المعاني لعبد القادر ملا حويش) (اختصره علاء محمد سعيد، أنس طنطا، أسامة البلخي) = دار طيبة الدمشقية.
تنبيه (بيان المعاني) مشى على ترتيب النزول).
32 ـ نحو منهج أمثل لتفسير القرآن الكريم، أد. أحمد بن محمد الشرقاوي = دار طيبة الدمشقية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:23 م]ـ
ومن الكتب أيضاً:
1 - قصة دراستي القرآنية لأبي الحسن الندوي رحمه الله، دار ابن كثير. دمشق.
2 - لا يأتيه الباطل، كشف لأباطيل يختلقها ويلصقها بعضهم بكتاب الله عز وجل، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، دار الفكر بدمشق.
3 - الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، دار الفكر بدمشق.
4 - التربية بالآيات، للدكتور عبدالرحمن النحلاوي،دار الفكر بدمشق.
5 - البلاغة القرآنية (دراسات وبحوث الندوة التاسعة لقسم اللغة العربية بكلية المعلمين بحائل)، دار الأندلس للنشر بحائل. 1430هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:31 م]ـ
ومن الكتب كذلك:
1 - ألفاظ المدح والذم في القرآن الكريم، للشيخ أحمد خضير المشهداني رحمه الله.
2 - المفهومات الأخلاقية الدينية في القرآن، للباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو، ترجمة الدكتور عيسى علي العاكوب، دار الملتقى.
ـ[عبدالرحمن الخضيري]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ..
أين أجد كتاب (مواقع العلوم في مواقع النجوم) للبلقيني؟ وفي أي دار؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:32 م]ـ
ومن الكتب الجميلة والفريدة:
1. اعتذاريات الشعراء للرسول صلى الله عليه وسلم، لأحمد الجدع، دار الضياء الأردنية.
2. كتاب الشوق والفراق لمحمد بن سهل البغدادي، دار الغرب الإسلامي.
3. سلسلة روايات الجوهرة لعلاء الدين طعيمة، دار الدعوة المصرية، وقد أثنى عليها د. علي الشبيلي كثيرا.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[05 Mar 2010, 06:19 م]ـ
كتاب جديد في المعرض -في غير الدراسات القرآنية-واعذروني يا مشايخ:
شعر الغزل ونظرةٌ سواء
صنعة د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر
مكتبة دار المنهاج بالرياض.
ولديهم إصدارت جديدة هي:
1 - الشامل في فقه الخطيب والجمعة د. سعود الشريم.
2 - تعارض دلالات الألفاظ-دراسة أصولية-د. عبدالعزيز العويد.
3 - بلوغ السعادة من أدلة توحيد العبادة للشيخ صلاح البدير.
4 - طبعة ثانية لكتاب: صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ عبدالعزيز الطَّريفي.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[05 Mar 2010, 07:26 م]ـ
السلام عليكم
ومن الكتب أيضا:
1 - مجالات التلقي في السردالقرآني - د/يادكارلطيف. مركز الناقدالثقافي-بريطانيا
2 - التصوير البياني في آيات الخوف والامن-زينب الكردي-دار غراس
3 - الأثر الفلسفي في التفسير- بكار جاسم. دار النوادر -التدمرية-
4 - التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القران-منى الشافعي. داراليسر-عندابن الجوزي
كما أن مجموعة محمدعابد الجابري في التفسير تباع كاملة مع المدخل لدى مركز دراسات الوحدة العربية.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:09 م]ـ
من الكتب الجديدة:
إعراب القرآن لزكريا الأنصاري, دار الثقافة الدينية, وطبع بتحقيق آخر عند دار مصرية أخرى.
ومن الدراسات النحوية المتعلقة بالقرآن:
- التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية عند الفراء.
- وجوه الاستبدال في القرآن الكريم.
- النظام النحوي في القرآن الكريم.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[06 Mar 2010, 03:51 ص]ـ
من الكتب:
1 - الرعاية لتجويد القراءة لمكي.دارعمار.
2 - الحروف العاملة في القرآن بين النحويين والبلاغيين د, هادي عطية الهلالي.عالم الكتب. رسالة دكتوراه.
3 - تناسق السور في تناسب السور للسيوطي , تحقيق عبدالله محمد الدرويش. عالم الكتب.
4 - متشابه القرآن للكسائي تحقيق أ. د.محمد حسين آل ياسين.دار عمار.
5 - تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي. تحقبق د. محمادي الخياطي.دارالأمان المغربية.
6 - خزانة الكتب. (تحوي قرابة ألفي كتاب مع تعريف بأكثرها وأفضل طبعاتها وتحقيقاتها وماننصح به منها).إشراف علوي بن عبدالقادر السقاف. الدرر السنية. موجود عند دار الصميعي.
7 - الدراسات القرآنية بالمغرب في القرن الرابع عشر الهجري. إبراهيم الوافي. دار الأمان المغربية.
8 - مجموعة من اصدارات جمعية المحافظة على القرآن عند دار عمار ومنها:
تحقيق المقال في البسملة دمحمد المجالي ود. أحمد شكري (كتيب)
ـ[إيمان]ــــــــ[06 Mar 2010, 07:41 م]ـ
في جناح مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:
- الحوار في القرآن، نماذج ومبادئ، للميلاد.
- الحوار الناجح في ضوء حوارات الأنبياء والرسل، د. الدريبي
ـ[مها]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:36 م]ـ
من نوادر الطبعات التي رأيتها في المعرض اليوم:
1. في الجناح اللبناني عند الدار العربية للموسوعات - بيروت: تفسير مقاتل، طبعة الهيئة العامة المصرية للكتاب عام 1989م، تحقيق د. عبدالله شحاته في 5 مجلدات، وسعره 300 ريال.
2. في الجناح المصري عند دار الفضيلة: تفسير القاسمي، طبعة عيسى البابي الحلبي عام 1957م، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في 17مجلدا، وسعره 2500 ريال!!
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:55 م]ـ
ومن الكتب الرائعة أيضا في الدراسات القرآنية في المعرض وقد زرته في يومه الثاني
جماليات المفردة القرآنية د أحمد ياسوف دار المكتبي
وكذلك دراسات فنية في القرآن الكريم للمؤلف نفسه والدار
ومن روائع الشيخ عائض على الإطلاق كتابه الفذ مجالس الأدب العبيكان
وقد تألق الشيخ عائض في هذا الكتاب وساق روائع الأدب وطرائفه وققصصه وشعره
وهو في نظري خلاصة ما قرأ وسمع في الأدب.
ومثله في الجمال رائعة الشيخ سلمان العودة وكتابه الجديد شكرا أيها الأعداء وهو مجموعة مقالات وخلاصة تجربته في الحياة بأسلوب تفنن فيه الشيخ غاية التفنن.
وأما أهل النحو فمن روائع ما وجدته في المعرض أطروحتي دكتوراه متعوب فيهما
الأولى العلل النحوية في كتاب سيبويه وقد تتبع فيه الباحث مسالك التعليل عند سيبويه لأبواب النحو ومسائله وهوبحق مرجع في بابه وموضوع في غاية الأهمية للدراسات النحوية والمدارس النحوية لاسيما أنه تناول التعليل عند شيخ النحو ومؤسسه وفي الكتاب الأم للنحو العربي وهوموضوع اشتقت إليه طويلا وبرز جليا في هذه الأطروحة.
والأطروحة الثانية تعليل الأحكام النحوية عند ابن يعيش في شرح المفصل وهو موضوع لايقل أهمية عن سابقه فقد عني ابن يعيش بالتعليل النحوي لمسائل النحوي كثيرا وصدر في ذلك عن نظر ثاقب للغاية وهنا تقع المقارنة في التعليل لمن يقتني الكتابين بين تعليل سيبويه ومن جاء بعده لاسيما ابن يعيش العلم الهمام في فنه وبابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:01 ص]ـ
صدر عن عالم الكتب الحديث للنشر بالأردن الطبعة الأولى من كتاب:
(إعجاز القرآن)
للدكتور عبد القهار العاني
صدر في عام 1431هـ / 2010 م
عدد الصفحات: 204 صفحة
http://img101.herosh.com/2010/03/06/549949105.jpg
ـ[عادل التركي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:49 ص]ـ
الإخوة الفضلاء:
عند أي الدور أجد أفضل الطبعات لكتاب النبأ العظيم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:02 ص]ـ
كتاب العلل في كتاب سيبويه في أي دار نشر؟
ـ[جمانة]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:52 م]ـ
عاجل
هل كتاب ختم الأيات بالأسماءالحسنى د علي العبيد مطبوع
وأي دار نشرته؟
وأيضا كتاب للسيوطي الذي يعنى بالمناسبات مااسمه؟ وعند أي دار نشرته؟
وجزاكم ربي جنان الخلد
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[07 Mar 2010, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أرجو من المشرف الكريم -إن تمكن- أن يتفضل علي ويقتني لي نسخة من الكتب التالية من هذا المعرض، وسوف أقوم بشرائها ودفع قيمتها، ومراسلته بشأنها في العاجل القريب إن شاء الله:
ـ جولة في كتاب نولدكه (تاريخ القرآن)، د. أحمد عمران الزاوي (ج1 ـ 3) = دار طلاس.
ـ أضواء جديدة على الرسم العثماني، أد. عمر حمدان = دار الريان.
ـ موقف ابن أبي حاتم السجستاني من القراءات القرآنية، د. منيرة محمد حجازي = مكتبة الثقافة الدينية.
ـ القراءات الثماني للقرآن الكريم، للمقرئ محمد بن حسن العماني = دار الأوقاف العمانية.
ـ أثر القراءات المتواترة على معتقد الفرق الإسلامية، د. محمد يسري جعفر محمد = دار الهداية (في أحد الدور الأإماراتية).
ـ أثر اختلاف القراء في الوقف والابتداء، د. الجيلي علي أحمد بلال = دار القلم (الإمارات).
ـ الأهوازي وجهوده في علوم القراءات، أد. عمر حمدان = دار الريان.
إعراب القرآن لزكريا الأنصاري, دار الثقافة الدينية,
- التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية عند الفراء.
والله الموفق.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Mar 2010, 06:40 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
عند أي الدور أجد أفضل الطبعات لكتاب النبأ العظيم
تجد الكتاب في جناح دار الأوائل والكتاب من تأليف محمد منير لكني لا أستطيع الحكم على الكتاب من ناحية الجودة
21/ 3/1431هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Mar 2010, 06:40 م]ـ
كتاب العلل في كتاب سيبويه في أي دار نشر؟
تجد الكتاب في جناح دار الحامد للنشر بالأردن
21/ 3/1431هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Mar 2010, 07:06 م]ـ
عاجل
هل كتاب ختم الأيات بالأسماءالحسنى د علي العبيد مطبوع
وأي دار نشرته؟
وجزاكم ربي جنان الخلد
تفضلي
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2400
21/3/1431 هـ
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[07 Mar 2010, 07:26 م]ـ
الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها -رسالة دكتوراه-
د. عبدالله بن سليمان آل مهنا
دار التوحيد بالرياض
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2010, 07:49 م]ـ
تجد الكتاب في جناح دار الأوائل والكتاب من تأليف محمد منير لكني لا أستطيع الحكم على الكتاب من ناحية الجودة
21/ 3/1431هـ
حياك الله يا عبدالملك.
ليتك تتوقف عن الإفتاء في هذه الأمور حفظك الله.
الكتاب مشهور جداً وهو للعلامة محمد عبدالله دراز ولا أدري من هو محمد منير هذا.
وأفضل طبعات النبأ العظيم طبعة دار طيبة بالرياض بتحقيق الدخاخني. وطبعة قطر جيدة أيضاً. وله طبعات أخرى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2010, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أرجو من المشرف الكريم -إن تمكن- أن يتفضل علي ويقتني لي نسخة من الكتب التالية من هذا المعرض، وسوف أقوم بشرائها ودفع قيمتها، ومراسلته بشأنها في العاجل القريب إن شاء الله:
ـ جولة في كتاب نولدكه (تاريخ القرآن)، د. أحمد عمران الزاوي (ج1 ـ 3) = دار طلاس.
ـ أضواء جديدة على الرسم العثماني، أد. عمر حمدان = دار الريان.
ـ موقف ابن أبي حاتم السجستاني من القراءات القرآنية، د. منيرة محمد حجازي = مكتبة الثقافة الدينية.
ـ القراءات الثماني للقرآن الكريم، للمقرئ محمد بن حسن العماني = دار الأوقاف العمانية.
ـ أثر القراءات المتواترة على معتقد الفرق الإسلامية، د. محمد يسري جعفر محمد = دار الهداية (في أحد الدور الأإماراتية).
ـ أثر اختلاف القراء في الوقف والابتداء، د. الجيلي علي أحمد بلال = دار القلم (الإمارات).
ـ الأهوازي وجهوده في علوم القراءات، أد. عمر حمدان = دار الريان.
إعراب القرآن لزكريا الأنصاري, دار الثقافة الدينية,
- التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية عند الفراء.
والله الموفق.
سأحرص على تلبية طلبك يا دكتور بإذن الله.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:23 م]ـ
ومن الكتُبِ المتعلقة بالدراسات القرآنية كتاب " صِراعُ المَذهَبِ والعقيدَةِ في القُرآنِ" دراسة قرآنية موضوعاتية.
وهو من تأليف الأستأذ/ عبد الكريم غلاَّب - عضو أكاديمية المملكة المغربية , وهذا الكتابُ هو خطوةٌ جديدةٌ في المنهجِ الأدبي لدراسة القرآنِ الكريم أو التفسير الأدبي للقرآن الكريم , تناول فيها المؤلفُ بعض النماذج البشرية والتكتلات التي تحدث عنها القرآنُ الكريمُ من حيثُ التحليلُ النفسي والفكري الذي تُنبئُ عنهُ مواقفهم تجاه دعوة الإسلام.
والكتاب طبعته دار النجاح الجديدة بالمغرب , وهو يباع عند دار الأمان المغربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:57 م]ـ
تجد الكتاب في جناح دار الأوائل والكتاب من تأليف محمد منير لكني لا أستطيع الحكم على الكتاب من ناحية الجودة
21/ 3/1431هـ
محمد منير أدلبي قدياني أحمدي
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:52 م]ـ
في أي دار أجد مصنفات الدكتور محمد أبو موسى المتعلقة بالبلاغة القرآنية؟
تجديها في دار العالم العربي , من الدور المصرية , رقمها في المعرض E46
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Mar 2010, 02:01 م]ـ
من الكتب المهمة في علم القراءات التي وجدتها في المعرض:
كتاب:
الدر النثير والعذب النمير في شرح كتاب التيسير
تأليف أبي محمد عبد الواحد بن محمد المالقي (ت 705هـ)
والكتاب يقع في ثلاثة أجزاء , وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق , دراسة وتحقيق د/ محمد حسان الطيان
وقد وجدته في دار المأمون
ـ[محمود بن سعيد]ــــــــ[04 Dec 2010, 03:03 م]ـ
[ QUOTE= مساعد الطيار;98844]
20 ـ أثر القراءات المتواترة على معتقد الفرق الإسلامية، د. محمد يسري جعفر محمد = دار الهداية (في أحد الدور الأإماراتية).
أرجوا من الاخوة ممن له علم بمكان وجود هذا الكتاب
أن يدلني على مكانه ولكم مني جزيل الشكر
مع العلم أني مقيم بالامارات(/)
تعقيب على تعقيب
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:26 ص]ـ
عقب الدكتور جمال الدين عبد العزيز الشريف على المناظرة بين أبي حسان ونايف الزهراني ومما جاء في تعقيبه قوله:
"ثامنا: أرى أبو حسان قد مال إلى الإعجاز العلمي حتى يبطل قول ابن عباس
وهذا عجيب!
ومعلوم أن الإعجاز العلمي اليوم وباعتراف أصحابه يعاني مشكلات منهجية كبرى وليس هنا موضع شرح ذلك
لكن قل يا أبا حسان هل صعوبة التنفس بسبب انخفاض الضغط الجوي وقلة الأوكسجين يسمى "ضيق الصدر" في لغة العرب وفي القرآن؟
وهل في هذه الحالة يضيق الصدر أم تضيق الرئة؟
وهل ضيق الرئة بسبب قلة الأوكسجين يسبب ضيقا في الصدر كله؟
وهل انكماش الرئة أو انتفاخها يسمى ضيقا وشرحا؟
الحقيقة العلمية صحيحة وهي انكماش الرئة بقلة الأوكسجين عند الارتفاع إلى أعلى لكن الآية لم تتعرض لهذا المعنى أصلا ودليل ذلك ما يأتي.
فضيق الصدر في قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة.
وضيق الصدر في قوله تعالى (أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ) لا يعني قلة الأوكسجين الداخل إلى الرئة
وضيق الصدر معروف عند العرب ومعناه معروف قال السموأل
ضيق الصدر بالخيانة لاينق * ص فقري أمانتي ما بقيت
رب شتم سمعته فتصامم * ت وغي تركته فكفيت
وما زال ضيق الصدر معروفا لا يحتاج فهمه إلى أوكسجين"
ضيق الصدر ضيقان:
ضيق معنوي وضيق حسي، وقد يشتد الضيق المعنوي بصاحبه حتى يظهر أثره حساً على صاحبه.
ثم لو لم يكن هناك فائدة يريد الله تعالى بيانها لكان قوله تعالى:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا .......... كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام (125)
وافيا بالغرض دون قوله تعالى: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
فلماذا أتى بهذا التشبيه في هذه الآية دون بقية الآيات التي ساقها الدكتور؟
ثم يقول الدكتور جمال:
" فقوله تعالى (كأنما يصّعَّد في السماء) يصور حال الكافر الذي ضاق صدره وثقل عليه ما يدعى إليه من الإيمان كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء؛ رغم أن الأمر ليس كذلك؛ فالإيمان على من يستجيب له أمر سهل في فهمه والاقتناع به؛ إذ إن الحجة فيه ناصعة واضحة والكافر يمتنع منه الإيمان كما يمتنع منه الصعود."
أين قول الله: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
من قول الدكتور: كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء.؟
ثم إن الكافر صعد ولا يزال يصعد في السماء، والقرآن خطاب للناس في كل زمان ومكان.
ثم إننا أمام كلام عربي واضح:
فالله تعالى شبه ضيق وحرج صدر من كتب عليه الضلال بضيق وحرج صدر المصعد في السماء.
فهناك مشبه ومشبه به ووجه شبه فلماذا نحاول الالتفاف على اللغة وهي واضحة؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:04 م]ـ
أين قول الله: " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
من قول الدكتور: كأنما كلف بالمستحيل وهو الصعود في السماء.؟
ثم إن الكافر صعد ولا يزال يصعد في السماء، والقرآن خطاب للناس في كل زمان ومكان.
وهذا هو ما أشاركك فى السؤال عنه أخى الغامدى بارك الله فيك
ثم لماذا نجعل معانى القرآن خاضعة لفهم جيل واحد فحسب من دون عشرات الأجيال منذ نزل القرآن وحتى الآن؟!
أليس القرآن - كما تفضلت بالذكر - يخاطب الناس فى كل زمان ومكان؟!(/)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 01:16 ص]ـ
مناظرة
في حكم
الاحتفال بالمولد النبوي
هذا شريط صوتي تم تفريغه فيه مناظرة للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- مع شخص يرى جواز الاحتفال بمولد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بيَّن فيه الشيخ كعادته في مناظراته بالدليل والبرهان مخالفة هذا الاحتفال لهدي نبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- وأن هذا الاحتفال من محدثات الأمور بما يُقنع المنصف ويَقمع المتعسِّف
الشيخ الألباني: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ: خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ: لا.
الشيخ الألباني: أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ: إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني: هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس، هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ: التوحيد.
الشيخ الألباني: أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذل فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة، نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً. ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)). فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه. صحيح أم لا؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ: معك تماماً.
الشيخ الألباني: جزاك الله خيراً. إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)) نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد: هذا المولد خيرٌ - في زعمكم -؛فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي وغير العلوي في هذا الصدد وهم لا يستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ: من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الألباني: عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم، هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ: لا.
الشيخ الألباني: إذاً نحن لا نتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحظى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية. فأقول: هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ: هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني: هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ: بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور، هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني: إذاً أنت تريدنا - ولا مؤاخذة - أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً: الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ: طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني: هذا الذي نريده منك بارك الله فيك. ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد. وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها، لكن ما الذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف. وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ: لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني: فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح. الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل - إذاً هذا الخير ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، كيف خفي هذا الخير عليهم؟! لابد أن نقول أحد شيئين: علموا هذا الخير كما علمناه - وهم أعلم منا -، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! - لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة
(يُتْبَعُ)
(/)
صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟! هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى! أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _: ((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)). أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟! لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود. " غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لا يمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير. لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ: الحمد لله.
الشيخ الألباني: جزاك الله خيراً. هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل. وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً)) الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم - أي السلف الصالح - أعلم منا وأعبد. هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ما كان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم - هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟ ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟ أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع. فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام. وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال: " من ابتدع في الإسلام بدعة - لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة - يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ". وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟ قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً)) فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه. متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية! فما بالك بالقرن الرابع عشر؟! هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين. هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فما لم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً". اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟! الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)). يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل: ((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلا وأمرتكم به)). لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب: هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين: أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة. هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع. وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.)) ما معنى هذا الكلام؟ كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ. وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين. وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه. الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟ لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود: ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون. فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!! وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك))
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه. وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)). والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة.
محاور الشيخ: قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني: نعم.
محاور الشيخ: فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني: كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟ أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ: لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني: قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) وكذلك يقول الله تعالى: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) ((لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية - وقد كان قبل إسلامه نصرانياً - أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))). وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
انتهى ..
**وصلني على البريد الإلكتروني
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Mar 2010, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرآ
لكن لي سؤال خارج عن هذاالموضوع لكن في صميم القرآن:
يأتي القرآن بالتوجيه الرباني ناهيآ عن فعل مرغبآ في آخر ومع هذا نقدم عقولنا
عليه .. !!
أليس الإسلام هو الأستسلام .. !!
لما لم تزجر هذه الآية (ذلك أدنى أن يعرفن) من يفتي بجواز كشف الوجه؟
وغيرها كثير تقدم أقوال فيها شطط على القرآن والسنة خاصة إذا أتت مباشرة كهذه الآية ..
كم هو مؤسف أن يكون آخر المراجع القرآن .. !!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Mar 2010, 11:50 م]ـ
رحم الله الشيخ ناصر الدين الألباني , وجزاكم الله خيرا على هذا النقل.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:38 ص]ـ
مناظرة
في حكم
الاحتفال بالمولد النبوي
هذا شريط صوتي تم تفريغه فيه مناظرة للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- مع شخص يرى جواز الاحتفال بمولد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بيَّن فيه الشيخ كعادته في مناظراته بالدليل والبرهان مخالفة هذا الاحتفال لهدي نبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- وأن هذا الاحتفال من محدثات الأمور بما يُقنع المنصف ويَقمع المتعسِّف
الشيخ الألباني: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ: خير
...
الشيخ الألباني: ... ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل: ((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلا وأمرتكم به)). لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب: هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين: أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة. هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع. وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.)) ما معنى هذا الكلام؟ كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ. وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين. وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه. الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟ لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود: ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون. فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!! وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)). فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
الأخ العزيز
سلام الله عليكم
تحيةً طيبةً، و تهنئةً بيوم مولده صلى الله عليه و سلم
- كنتُ قد آثرْتُ عدم الدخول في الجدل الموْسمي المتكرر بشأن مسألة جواز الاحتفال بيوم مولده - صلوات ربي و سلامه عليه - أو عدم جواز ذلك؛ لِما يشوب ذلك الجدل من تجاوزات في لغة الحوار و الخطاب، و لنزوع البعض إلى الانتصار لرأيٍّ قيل، و ليس للاستبصار بالدليل المؤيِّد للرأي المخالف. و أنا حسَنُ الظن بكم، و لا أَعدّكّ منهم.
فإن أرَدْناها مدارسةً و مناظرةً علميةً، فنِعِمَّ هيَ، إن شاء الله
و غَنِيٌٌّ عن الذِكْر التزامُ آداب الحوار، لِمَن أراد من الإخوة الدخول في المناقشة و المراجعة
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله و بعد حمد الله، و الصلاة و السلام على رسول الله - نبدأ
يقول كاتب هذه السطور - عفا الله عنه، و عافاه في الداريْن -:
* أَقَرَّ الشيخ الألباني، رحمه الله - في ذلك الحوار المذكور في الاقتباس أعلاه، و المنسوب له؛ بالتسجيل الصوتي - بأصل مشروعية الاحتفال بالولد النبوي، و أن ((هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم))؛ قال:
((لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب: هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،
مع بَون شاسع بين الاحتفالين: أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟ كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين. وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه)). انتهى كلام الألباني هنا
* فالشيخ الألباني يرى - هنا - مشروعية الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف؛ بصيام ذلك اليوم؛ شكراً لله تعالى على خلقه له و مولده فيه _ و هذا ظاهرٌ، و بِنَّص كلامه.
* و هو عَيْن كلام الإمام الحافظ ابن حجر في بيان مشروعية عمل المولد و الاحتفال به؛ قال: (وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى. فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة. والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم). اهـ
[حكى الإمام السيوطي كلام الحافط ابن حجر هذا، في كتابه " الحاوي للفتاوي "، حسن المقصد في عمل المَوْلد]
- فالاتفاق بين القوْليْن على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي - في ذكرى يوم مولده الشريف - ظاهرٌ واضح
و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني، و تكفينا هنا موافقة الألباني له في هذا الأصل - مشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي
- و الاختلاف بينهما في صورته، و ما يُعمل فيه؛ قال ابن حجر - عقب كلامه المذكور آنفا -:
(فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى). انتهى
- بينما يرى الألباني أن العمل المشروع في ذلك الاحتفال هو الصوم فحَسْب؛ مقتصراً على ظاهر النصّ، و تلك ظاهريةٌ مَحْضة
- بينما نظر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى عِلّة النَص و حِكمته، و هي شكر الله تعالى على هذه النعمة المُهداة؛ فرأى أنّ ((الشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة و الإطعام والتلاوة)).
* و مرجعُه - فيما أحسَب - الاختلاف بين طائفتيْن: طائفة الظاهرية المحضة، و غيرهم من بقية أهل السُّنة و الجماعة.
و ليس هذا قدحاً في أحد، و إنما بيانٌ لمرجع الخلاف
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Mar 2010, 12:21 م]ـ
- - بينما يرى الألباني أن العمل المشروع في ذلك الاحتفال هو الصوم فحَسْب؛ مقتصراً على ظاهر النصّ، و تلك ظاهريةٌ مَحْضة
.....
مرجعُه - فيما أحسَب - الاختلاف بين طائفتيْن: طائفة الظاهرية المحضة، و غيرهم من بقية أهل السُّنة و الجماعة.
و ليس هذا قدحاً في أحد، و إنما بيانٌ لمرجع الخلاف
و الله أعلم
الأخذ بظاهر النص من أصول المذاهب الأربعة، وهو المتعين دائما، ولا يخرج منه إلى المؤول إلا بدليل أقوى، يبين أن المقصود خلاف الظاهر، ولا ينبغي أن ترد على مخالفك بالظاهرية كما يحلو لك بل المسألة علمية فلا بد من العلم، والظاهرية مذهب سني، والشيخ الألباني رحمه الله ليس ظاهريا، ولكنه وقاف عند النصوص، وهذا لا يسمى ظاهرية،
وحاولت أن تجعل الخلاف في هذه المسألة بين الظاهرية وأهل السنة والجماعة، وهذه مغالطة واضحة، بل الخلاف بين أهل السنة والجماعة المانعين (وهم طائفة من المذاهب الأربعة) وطائفة الصوفية والطرقية. هذه هي الحقيقة.
ولقد أصلت أنت أصلا في كلامك فقلت (و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني) فاسمح لي أن أقلبه عليك فأقول (و الشيخ الألباني رحمه الله لا شك في تقدّمه على د. أبي بكر خليل)
وهذا كما ذكرت لنا -جزاك الله خيرا- ليس قدحا في أحد، ولكنه بيان لرد ما جعلت مرجعا للخلاف
والله أعلم بالصواب.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Mar 2010, 04:32 م]ـ
1 - الأخذ بظاهر النص من أصول المذاهب الأربعة، وهو المتعين دائما، ولا يخرج منه إلى المؤول إلا بدليل أقوى، يبين أن المقصود خلاف الظاهر،
2 - ولا ينبغي أن ترد على مخالفك بالظاهرية كما يحلو لك بل المسألة علمية فلا بد من العلم، والظاهرية مذهب سني، والشيخ الألباني رحمه الله ليس ظاهريا، ولكنه وقاف عند النصوص، وهذا لا يسمى ظاهرية،
3 - وحاولت أن تجعل الخلاف في هذه المسألة بين الظاهرية وأهل السنة والجماعة، وهذه مغالطة واضحة، بل الخلاف بين أهل السنة والجماعة المانعين (وهم طائفة من المذاهب الأربعة) وطائفة الصوفية والطرقية. هذه هي الحقيقة.
4 - ولقد أصلت أنت أصلا في كلامك فقلت (و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني) فاسمح لي أن أقلبه عليك فأقول (و الشيخ الألباني رحمه الله لا شك في تقدّمه على د. أبي بكر خليل)
5 - وهذا كما ذكرت لنا -جزاك الله خيرا- ليس قدحا في أحد، ولكنه بيان لرد ما جعلت مرجعا للخلاف
والله أعلم بالصواب.
يا أخي (حكيم)
أراكَ تركتَ أصل المسألة المتفق عليها هنا - أعني: موافقة الشيخ الألباني للإمام الحافظ ابن حجر (رحمهما الله) - و هي مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، بمناسبة يوم مولده صلى الله عليه و سلم، و تعَلّقتَ بما علّلتُ به مرجع الاختلاف في صورته.
فدَعْكَ من هذا التعليل، و فَسِّرْه بما تراه أصوَب، مع ملاحظة أنِّي لم أَقُل بتخطئة مَن يرى قصر ذلك الاحتفال على الصوم، و إنما النكير على من يقول بتخطئة مَن يرى عدم القصر.
1 - و لا دخْلَ للمؤوَّ ل هنا؛ فلم يخرج الحافظ ابن حجر بمعنى خلاف ذلك الظاهر، و إنما راعَى معناه، و رأى أنه لا يقتصر على الظاهر، بل يدخلُ فيه ما كان في معناه -_أي: معنى الشكر لله تعالى من قُرُبات -.
2 - و الظاهرية من ضمن أهل السُّنة، و القول ( ... غيرهم من بقية أهل السُّنة) يعني دخولهم - الظاهرية - فيهم؛ فتَريَّثْ و تثَبَّتْ، و لا تتَسرَّع
3 - لا دخْلَ للحافظ ابن حجر و الإمام السيوطي (المُجَوِّزين للاحتفال بالولد النبوي) بالصوفية و لا بالطُرُقية؛ فدَعْك مِن هذا المسلك المتهافت
4 - و لا شك فيما قُلته أنت في رقم (4)، و لكنه لا يفيد شيئا في موضوعنا؛ لأن الاستشهاد كان باستدلال الحافظ ابن حجر، و هو ما وافقه الألباني في أصله
5 - و ما دام أن ذلك التعليل لم يكن قدحا، فلِمَ الانتهاض للاعتراض؟
* * *
و غابت المراجعة العلمية؛ لغياب الدليل الصحيح، السالِم مِن المعارض
و ما لهذا كتبت
و تبقى موافقة الشيخ الألباني للحافظ ابن حجر في مشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي، بمناسبة مولده صلى الله عليه و سلم
و هذا الأصل لا يلغيه فرْعُ الاختلاف في صورته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2010, 12:23 ص]ـ
حياك الله دكتور أبا بكر
لقد صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين وذكر العلة أنه فعله شكرا لله حيث أخرجه للحياة في ذلك اليوم وفيه أنزل عليه القرآن، فصومنا لذلك اليوم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحق وهو السنة وهو الهدي النبوي وهذا لا نقاش فيه وما زاد عليه فهو محل النظر في المشروعية وعدمها.
وإذا قلنا بمشروعية الزيادة على الصوم فتحنا بابا لا يمكن سده أو حده بمقدار أو كيفية وإلا كان ذلك من باب التحكم لأن كل صاحب زيادة سيحتج بمشروعية الأصل.
وإذا قلنا بالوقوف عند فعل النبي صلى الله عليه وسلم تمسكنا بأصل مشروعية الاقتداء بالفعل الذي يسنده القول بمنع الزيادة من قوله صلى الله عليه وسلم:
"وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"
ولا شك أن الزيادة محدثة وليست من هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا وحده يكفي في رد قول من أجاز الزيادة، فكيف إذا أضيف إلى ذلك ما جلبه فتح هذا الباب من البدع والخرافات والغلو الذي حذر منه الحبيب صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:11 ص]ـ
سلام الله عليكم أخي الكريم
يومُ مولدِ النبي صلى الله عليه و سلم يومٌ مُعتَبَرٌ في الشرع؛ بدلالة الإشارة في قوله صلى الله عليه و سلم: " ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه ".
و هذا ما أقرَّه الشيخ الألباني؛ كما في الكلام المنسوب له في الشريط المذكور آنفا؛ قال: (هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، و قال: (وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه). اهـ
فَشُكْر الله تعالى هو عِلَّة ذلك الصوم (الاحتفال المشروع). و لا خلاف في ذلك، و هو الغَرَض المقصود من ذلك التعليل النبوي لصومه.
* و ليس في الحديث تخصيص ذلك الشكر بالصوم، و إنما فيه تعليل ذلك الصوم بالشُكْر
و شُكْر الله تعالى ليس محصوراً في صوم التطوع وحده، بل يشمل القُرُبات المشروعة، فـ (الشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة)؛ كما قال الحافظ ابن حجر في كلامه في عمل المولد. و قد تقَدَّم
* و لنا سعةٌ في إقرار النبي صلى الله عليه و سلم تَصَرُّف كلا الفريقيْن مِن الصحابة يوم الأحزاب؛ أخرج البخاري بسنده (عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ "، فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمْ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ).
قال ابن حجر في " الفتح ": (في هذا الحديث من الفقه أنه لا يُعاب على من أخذ بظاهر حديث أو آية، ولا على من استنبط من النص معنى يخصصه، وفيه أن كل مختلفين في الفروع من المجتهدين مصيب). اهـ
و الله وليّ التوفيق
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:29 ص]ـ
هل صوم النبي عليه الصلاة والسلام كان في يوم 12 ربيع الأول الذي يأتي مرة الإثنين وست مرات غير الإثنين؟ أم أنه كان يصوم الإثنين وإن لم يكن الموافق لليوم من السنة التي ولد فيها؟
أخي د ابو بكر كلام الألباني واضح.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:30 ص]ـ
انتقلتَ من مسألة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم - بما فيه معنى الشكر لله تعالى على نعمته هذه المهداة، مِن أنواع القُرُبات التي ذكرها الحافظ بن حجر - إلى مسألة تحديد يوم الاحتفال، و هذه مسألة فرعية، متفرعة عن مشروعية أصل ذلك الاحتفال، الذي أَقَرَّه الألباني آنفا (أي: أصل الاحتفال بمولده الشريف، الذي صرَّح بمشروعيته)
و هذا حَسَنٌ، و لا بأس به
* و بشأن سؤالك المذكور، يُجاب عنه بالآتي: مَن نظرَ في الاحتفال بيوم المَولد إلى مَوْضعه بالنسبة إلى أيام الأسبوع؛ قال بالاحتفال به في يوم الإثنيْن من شهر ربيعٍ الأول
و مَن نظَرَ إلى مَوْضع يوم مَولده - صلى الله عليه و سلم - بالنسبة إلى أيام الشهر؛ قال بالاحتفال به في يوم الثاني عشر مِنه،
و هو نظير ما أَقَرّهُ النبي صلى الله عليه و سلم، و فَعَلَهُ في الاحتفاء بيوم عاشوراء - شكراً لله تعالى على نجاة موسى عليه السلام و قومِه مِن فرعون - و كان ذلك في " عاشوراء " (أي: اليوم العاشر من شهر المحرّم)، و هذا يومٌ واحدٌ في السَّنة؛ كما لايخفى
فالاحتفاء بيوم الثاني عشر من ربيعٍ الأول نظيرُ هذا.
* * *
الشيخ الألباني: ... أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟ قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.)) ما معنى هذا الكلام؟ كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ. وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين. وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)). فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه. الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمدٍ و على آله و صحبه تسليماً كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 Mar 2010, 11:56 ص]ـ
للفائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
إذا حملنا الزمان إلى تلك الأيام أيام كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤم المسلمين في مسجده، هل يستطيع واحد من الذين يرون أنه لابأس بالاحتفال البسيط بهذه المناسبة أن يتخيل نفسه يتقدم نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة،ويعرض عليه أن يقوم بأعمال معينة في يوم مولده صلى الله عليه وسلم، تعبيرا عن حبه له صلى الله عليه وسلم.
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لابد أن تكون أكبر من محبة الإنسان لنفسه وأهله والناس أجمعين.
ولا تنحصر في يوم، ولا حتى في كل الأيام، وأفضل تعبير عنها هو الالتزام بدعوته والسير على نهجه.
إن ما نحن فيه دين وليس لنا أن نقيسه بالمناسبات الدنيوية، وقد سرد لنا الذكر الحكيم أسباب انحراف أصحاب الديانات السابقة عن النهج القويم، وخطوات ذلك، وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن إطرائه كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، واحتفالهم بيوم ميلاده ليس بخاف على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقرهم عليه.
وللفائدة:
قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- ينبئ عن محبته -صلى الله عليه وسلم- فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته -صلى الله عليه وسلم- مشروع
والجواب أن نقول: لا شك أن محبته -صلى الله عليه وسلم- واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فمحبته -صلى الله عليه وسلم- تقتضي إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة، قال - تعالى - (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة: 112]، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
وخلاصة القول: أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها، فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً، فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
قال -صلى الله عليه وسلم-: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة (4) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm#(4)#(4))، فبين لنا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله تعالى: ((فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته، فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي؟ فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.
هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm (http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm)
وأسأل الله أن يهدي الجميع إلى خير ما يحب ويرضى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204107
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[07 Mar 2010, 06:01 م]ـ
عجيبٌ أن يستيقظ البعضُ مِن السُبات العميق - بعد هذا الحوار و النقاش الطويل -؛ ليسأل: أين هو دليل الاحتفال؟!
و جوابُه مذكورٌ في أول مشاركة
* و لو صُرِفَت هذه الهِمّة و الحماسة في الانتفاع بهذه المناسبة الشريفة في التذكير بحال المسجد الأقصى، مَسْرَى رسول الله صلى الله عليه و سلم، لكان أولى و أجدى - بدلاً من هذه الجموع المنتشرة في القرى و النجوع، المشتغلة بالإنكار على المحتفيين و المحتفلين بمولد نبيّهم الكريم، و ما في سيرته العطرة من عِبرةٍ و عِزّة
* {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. [الإسراء:1]
و ها هو المسجد الأقصى - الذي تقَدَّس بذِكْر الله تعالى له في قرآنٍ يُتْلَى إلى يوم الدين - تم اقتحامه يوم الجمعة عقب الصلاة، و اللاهون في شُغْلٍ عنه بما هو أولى و أقدس في نظرهم العليل الكليل!
* {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا}. [الحج:46]
أعاذنا الله و إياكم من أن نكون كذلك
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:46 م]ـ
"الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟ لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود: ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون. فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!! وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)). فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
"
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[08 Mar 2010, 11:13 ص]ـ
يا د0 أبا بكر كلام الشيخ الألباني واضح , ثم أين أنت من بقية كلام الشيخ فلم تتعرض له بالقبول أو الرد أو التأييد ((إني أعظك أن تكون من الجاهلين))
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ماليس بالحسن(/)
توبات يغفل عنها
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[02 Mar 2010, 03:30 م]ـ
توبات يغفل عنها
الذي يُلْحَظُ مما يُكْتَبُ، أو يُسْمَعُ عند الحديث عن التوبة أنها تدور حول بعض الأفعال المحرمة من نحو الفواحش، وتعاطي المسكرات، والمخدرات، وغيرها من الكبائر.
أو حول بعض التروك من نحو ترك الصلوات أو ما جرى مجرى ذلك.
كما أن هذا المعنى ينقدح في ذهن من يقرأ، أو يسمع أحاديث عن التوبة؛ فلا يخطر بباله أن يتوب إلا من مثل ما مضى ذكره.
والتوبة من هذه الأمور مطلوبة، وتلك ذنوب عظيمة لا يجوز التساهل بها؛ ولكن هناك توبات يغفل عنها، ولا يُفَكَّر في الأخذ بها.
ومن ذلك التوبة من الحسد، والحقد، والتدابر، والمِراء، والعجز، والكسل، وسوء الظن، وقلة الحياء، وسوء الخلق، وعبوس الوجه، وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة، والفحش، ونحو ذلك.
فلا يُفَكِّرُ كثيرٌ ممن ابتلي بهذه الأمور في تركها؛ فتستمر معهم طيلة أعمارهم.
والمقصود مما مضى ألا يَغْفَل الإنسان عن هذه التوبات، وأن تكون منه على بال، وأن يجاهد نفسه على ترك تلك الذنوب، وأن يحتسب أجر ذلك على الله.(/)
هل لابن خزيمة كتاب مستقل في التفسير؟
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:27 ص]ـ
قال الإمام ابن خزيمة - رحمه الله - في كتاب التوحيد:
حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح قال: ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله في هذه الآية "لقد رأى من آيات ربه الكبرى" قال: "رأى رفرفاً أخضر، قد سد أفق السماء".
قال أبوبكر: خرجت بقية هذا الباب في كتاب التفسير وكذلك بقية تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) خرجته في كتاب التفسير. اهـ.
والسؤال لأحبتي الكرام في هذا الملتقى المبارك: هل لابن خزيمة كتاب مستقل في التفسير؟ وهل ذكر في أي من الفهارس؟
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:37 م]ـ
الإمام المجتهد المصنف أبو بكر بن خزيمة إمام كبير، ومما يؤثر عنه قوله:" كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت في الصلاة مستخيرا حتى يقع لي فيها ثم ابتدئ". ولما سئل: من أين أوتيت هذا العلم؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ماء زمزم لما شرب له" وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا.
وقال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. تذكرة الحفاظ للذهبي (ج 2 / ص208ـ 212).
وذكر في هدية العارفين (ج 1 / ص 459) أن من مصنفاته: تفسير القرآن.
ونجده في صحيحه قد أشار إلى كتابه هذا في موضع واحد،ففي كتاب الصلاة،باب ذكر الدليل على أن القبلة إنما هي الكعبة لا جميع المسجد الحرام ذكر في إسناده عن عمرو - وهو ابن دينار - قال: قرأ ابن عباس أنلزمكموها من شطر أنفسنا: من تلقاء أنفسنا. ثم قال ابن خزيمة:" قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب التفسير ". صحيح ابن خزيمة (ج 1 / ص 224).
وذكر في صحيحه أيضاً أن له كتاب في معاني القرآن، وقد أشار لهذا في عدة مواضع، ومن الأمثلة على ذلك: قوله في كتاب الصلاة،باب الإقامة لصلاة الخوف، قال:"وقد كنت بينت في كتاب معاني القرآن أن قوله تعالى: {فأقمت لهم الصلاة} تحمل معنيين أي صليت لهم والمعنى الثاني أي أمرت بإقامة الصلاة لاجتماع الناس للصلاة وأعلمت أن هذا على هذا المعنى من الجنس الذي أعلمنا في غير موضع من كتبنا: أن العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل فإذا أمر الإمام المؤذن بالإقامة جاز أن يقال: أقام الصلاة إذ هو الأمر بها فأقيم بأمره". (ج 2 / ص 304) وفي باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في المطر و إن لم يكن المطر مؤذيا، قال:"و هذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا في كتاب معاني القرآن و في الكتب المصنفة ... ". (ج 3 / ص 179).
وفي كتاب الصيام، قال:باب الرخصة في المباشر التي هي دون الجماع للصائم و الدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح و الآخر محظور إذ اسم المباشر قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع و دل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى صلى الله عليه و سلم: إن الجماع يفطر الصائم والنبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة، ثم ساق بإسناده عن الأسود قال:" انطلقت أنا و مسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة فاستحيينا قال: قلت: جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت: ما هي؟ سلا عما بدا لكما قال قلنا: كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشر و هو صائم؟ قالت: قد كان يفعل و لكنه كان أملك لإربه منكم ".
ثم قال بن خزيمة: "إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه و سلم و أمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد غير نبي و العرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين و على أشياء ذوات عدد و قد يسمى الشيء الواحد بأسماء و قد يزجر الله عن الشيء ويبيح شيئا آخر غير الشيء المزجور عنه و وقع اسم الواحد على الشيئين جميعا على المباح و على المحظور و كذلك قد يبيح الشيء المزجور عنه ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح و الآخر محظور و اسمهما واحد فلم يفهم هذا من سفه
(يُتْبَعُ)
(/)
لسان العرب و حمل المعنى في ذلك على شيء واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم و حظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم لم يحل له تعاطي الفقه و لا الفتيا و وجب عليه التعلم أو السكت إلى أن يدرك من العلم مايجور معه الفتيا وتعاطى العلم و من فهم هذه الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر و إن كان اسم الواحد قد يقع على المباح و على المحظور جميعا فمن الجنس الذي ذكرت أن الله عز و جل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز بقوله تبارك و تعالى: {فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} فأباح الله عز و جل مباشرة النساء و الأكل و الشرب بالليل ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن المباشرة المباحة بالليل المقرونة إلى الأكل و الشرب هي الجماع المفطر للصائم و أباح الله بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم المباشرة التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر و هو صائم و المباشر التي ذكر الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يباشرها في صيامه
و المباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار الصوم و الأخرى محظورة في نهار الصوم مفطرة للصائم.
و من هذا الجنس قوله عز و جل {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} فأمر ربنا جل و علا بالسعي إلى الجمعة و النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم قال: إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها و أنتم تسعون إيتوها تمشون و عليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة و شدة المشي و المضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر به أن يسعى إلى الجمعة هو المضي إليها و السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه و سلم عنه إتيان الصلاة هو الهرولة و سرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين أحدهما مأمور و الآخر منهي عنه و سأبين إن شاء الله تعالى هذا الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك". (ج 3 / ص 243) ولعل كتبه هذه مما فقد والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Mar 2010, 12:57 ص]ـ
الإمام المجتهد المصنف أبو بكر بن خزيمة إمام كبير، ...
وقال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء. تذكرة الحفاظ للذهبي (ج 2 / ص208ـ 212).
...
وذكر في هدية العارفين (ج 1 / ص 459) أن من مصنفاته: تفسير القرآن.
...
ولعل كتبه هذه مما فقد والله أعلم.
الأخَوَيْن الكريميْن
جزاكما الله خيرا على هذه الإضاءات
- لو ثبتَ هذا الذي ذكره صاحب كتاب " هدية العارفين " - أنَّ لابن خزيمة مصنفاً باسم " تفسير القرآن "؛ لكان إفادةً في المسألة
و لكن الغريب أنّه عَزاه إلى صاحب " تذكرة الحفاظ " - الذهبي -؛ قال في [هدية العارفين - (1/ 459)]: (ابن خزيمة: الحافظ أبو بكر محمد بن إسحاق ابن يعرف ابن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن أبي بكر السلمي المنيسابوري يعرف بابن خزيمة ولد سنة 223 وتوفي في ذي القعدة من سنة 311 إحدى عشرة وثلاثمائة. قال في تذكرة الحفاظ رواية عن الحاكم: مصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا، فمنها: تفسير القرآن. صحيح في الحديث. عوالي كذا. فقه حديث بربرة في ثلاثة أجزاء. كتاب التوحيد وإثبات الصفات. المسائل المصنفة في الحديث. المسند في الحديث). اهـ
و وجه الغرابة فيه، أنّ كلام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " لمْ يرِدّ فيه ذِكر كتاب " تفسير القرآن "، عند كلامه في مصنّفات ابن خزيمة؛ قال: (قال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا، سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء). اهـ
و كذا في أصل كلام الحاكم في كتابه " علوم الحديث "؛ ففي (النوع العشرين: معرفة فقه الحديث)
قال أبو عبد الله [الحاكم]: (فضائل هذا الإمام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء، فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء، ومسألة الحج خمسة أجزاء). اهـ
* و هذا لا يمنع من احتمال وجود كتابٍ مستقلٍ للإمام ابن خزيمة باسم " تفسير القرآن " - كما فيما نقَل الأَخَوَان الكريمان - لكثرة كتبه، التي (تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل)؛ كما قال الحاكم، و جُلُّها مفقودٌ الآن
* و يُحْتَمل أن يكون " كتاب التفسير " هذا - الذي أشار إليه ابن خزيمة في " صحيحه "، و في " التوحيد " - جزءاً أو كتاباً من كُتُب " صحيحه " ((مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم))؛ فالمطبوع منه لا يتعدى ربع الكتاب الأصل، و بقيته مفقودة
و يرجِّح هذا الاحتمال جريانه على عادة أصحاب " الصحيحيْن " قبله، في تقسيمهما و ترتيبهما على الكتب و الأبواب الفقهية، و كتاب التفسير، و غيرهما من الكتب
و للمزيد:
- (الصحيح في اسم كتاب ابن خزيمة)
في: المجلس العلمي – أخبار الكتب - الألوكة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2221
- ( صحيح ابن خزيمة وجد كاملا .. !!)
في: منتدى شؤون الكتب و المطبوعات – ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=392921
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 Mar 2010, 02:24 ص]ـ
* و يُحْتَمل أن يكون " كتاب التفسير " هذا - الذي أشار إليه ابن خزيمة في " صحيحه "، و في " التوحيد " - جزءاً أو كتاباً من كُتُب " صحيحه " ((مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم))؛ فالمطبوع منه لا يتعدى ربع الكتاب الأصل، و بقيته مفقودة
و يرجِّح هذا الاحتمال جريانه على عادة أصحاب " الصحيحيْن " قبله، في تقسيمهما و ترتيبهما على الكتب و الأبواب الفقهية، و كتاب التفسير، و غيرهما من الكتب
: p=392921[/url]
صدقت وقد فكرت في ذلك أيضاً، وأشكرك على هذه الإضافة.
ـ[دارس]ــــــــ[17 Apr 2010, 04:24 ص]ـ
توجد رسالة مسجلة في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية موسومة بأقوال الإمام ابن خزيمة في التفسير .. جمعا ودراسة ..(/)
تبيان تدعوكم لحضور اللقاء العلمي الثالث (معالم في دراسة مناهج المفسرين)
ـ[تبيان]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:18 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/88084ae4b7318f07d.jpg
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) دعوتكم لحضور اللقاء العلمي الثالث بعنوان:
معالم في دراسة مناهج المفسرين
للأستاذ الدكتور / زيد بن عمر العيص. الأستاذ بجامعة الملك سعود.
بعد صلاة المغرب من يوم الاثنين 22/ 3 /1431هـ
فندق مداريم كراون. الدائري الشمالي بين مخرج (8) الدمام ومخرج جامعة الإمام
كما ندعو أعضاء الجمعية لاستلام نسختهم من مجلة الدراسات القرآنية العدد (الخامس) حيث ستوزع في هذا اللقاء
وندعو كافة المختصين للمساهمة في هذا اللقاء بمقترحاتهم واستفسارتهم
وسيتم إن شاء الله بث اللقاء مباشرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:03 م]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم على هذه الجهود العلمية.
ـ[أم البررة]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:38 م]ـ
[وسيتم إن شاء الله بث اللقاء مباشرة.
على أي المواقع سيكون البث؟
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[05 Mar 2010, 10:34 م]ـ
فضلا أجب أم البررة يا "تبيان "مشكورا؟
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:49 م]ـ
موقع البث الإسلامي كما هو ظاهر من جدول المحاضرات فيه لهذا اليوم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2010, 05:16 م]ـ
لم يتيسر لنا الحضور للأسف، فهل هناك تسجيل لهذه المحاضرة يمكن رفعه للاستفادة منه، فالدكتور زيد عمر وفقه الله له آراء علمية تستحق العناية.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[02 Apr 2010, 02:22 م]ـ
أنعم وأكرم بالاستاذ الدكتور زيد، والمحاضرة موجودة على موقع الجمعية، لكن للاسف الصوت ضعيف، فهل لديك طريقة لرفع الصوت وتحسينه ياأباعبدالله؟ أو احد من الاخوة ممن لديهم خبرة تقنية؟
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[14 Apr 2010, 11:07 ص]ـ
للأسف الصوت ضعيف جدا
ولم أجده في البث المباشر فهل هناك من سجله ليرفعه لنا هنا أثابكم الله؟(/)
لطيفة (الذي يخرج الخبء)
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 Mar 2010, 06:44 م]ـ
لما كان رزق الهدهد متوقفاً على ما يخرجه الله من خبيء الأرض ـ من حشرات وحبوب ـ، قال عن عباد الشمس في مملكة سبأ (ألاّ يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وتعلنون) [النمل: 25]
وقد كان عباد (بَعْل) التي هي الشمس، يؤمنون بأنها هي التي تخرج الخبء في الأرض بعد أن حبس فيها، فيسحب وراءه خضرة الربيع، فهل كان استنكار الهدهد، ردا على هذا المعتقد؟ الله أعلم.
فائدة من الزاوية الماتعة بعنوان (الغرب: قراءة عقدية)
يكتبها الأستاذ/ فيصل بن علي الكاملي
مجلة البيان العدد 271، ربيع أول 1431هـ، مارس 2010م.(/)
ترجمة معاني القرآن للكورية
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:12 م]ـ
أول كوري قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية هو د. كيم يونج سين، أستاذ اللغة العربية في جامعة هانكوك، والذي اعتنق الإسلام وسمى نفسه عثمان.
وقد أقرت المنظمات الإسلامية في بعض البلدان العربية هذه الترجمة، وقامت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، بطبعها على نفقتها الخاصة، ووزعتها على المسلين المتحدثين باللغة الكورية، كما قام المترجم بإعداد دراسة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وترجمة الأحاديث النبوية الشريفة.
منقول من زاوية الأقليات الإسلامية
إعداد/ أحمد محمود اليدآمن بالإسلام
مجلة البيان العدد 271 ربيع أول 1431هـ
مارس 2010م
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:21 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي حقيقة كنت أبحث عن ترجمة القرآن الكريم باللغة الكورية منذ زمن.
والآن أفدتني بها فشكر الله لك.(/)
تفريغ محاضرة (حياتي مع القرآن) للدكتور عبد الله بصفر
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[04 Mar 2010, 03:25 م]ـ
http://www.al-wed.com/pic-vb/517.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/733.gif
" حياتي مع القرآن "
تفريغ محاضرة (حياتي مع القرآن) للدكتور: عبد الله بصفر.
على هذا الرابط
http://sub3.rofof.com/03hxoql4/Tfrygh_hyaty.html
ختاما
هذا العمل من تفريغ ومراجعة أختكم " فجر الأمة " فما كان من خير وصواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان.
ومضة
" عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لاتقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره _ بحمد الله _ واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية " ابن باز.
http://www.al-wed.com/pic-vb/733.gif
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[07 Mar 2010, 05:52 م]ـ
التفريغ في المرفقات.
&&&&
ومضة
فتدبر القرآن إن رمتَ الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
(ابن القيم)
شرح القصيدة النونية ص 315 [/
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[01 Apr 2010, 04:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ... فجر الأمة وجعلك مباركة اينما كنت ..
تفريغ رائع ومميز ...
جعله الله في ميزان حسناتك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2010, 08:31 م]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك ...
ـ[عماد الدين]ــــــــ[02 Apr 2010, 05:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جهد تشكرون عليه
ـ[هاني درغام]ــــــــ[02 Apr 2010, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبار ك لكم
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:40 م]ـ
للرفع بمناسبة الإجازة الصيفية، وشهر رمضان المبارك ...
المحاضرة صوتياً على هذا الرابط ...
استمع وحمل محاضرة (حياتي مع القرآن) للدكتور عبد الله بصفر ( http://www.tafsir.net/vb/t18436.html)(/)
اللقاء العلمي الرابع لفرع "تبيان "بأبها (قصة رسالة - الإجماع في التفسير)
ـ[تبيان]ــــــــ[04 Mar 2010, 05:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ينظم فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه "تبيان" في أبها اللقاء العلمي الرابع ضمن سلسلة "قصة رسالة" بعنوان:
"قصة رسالة (الإجماع في التفسير) "
للشيخ الدكتور /محمد بن عبد العزيز الخضيري -الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض.
وسيعقد اللقاء – بمشيئة الله تعالى – بعد صلاة العشاء مباشرة من مساء الأربعاء 24/ 3 / 1431هـ في فندق قصر السلام.
علماً بأن ضيف اللقاء: يحمل:
1 - بكالوريوس شريعة من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2 - ماجستير في القرآن وعلومه من كلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام.
3 - دكتوراه في القرآن وعلومه من كلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام.
ومن أشهر مؤلفاته:
1 - الإجماع في التفسير.
2 - . السراج في بيان غريب القرآن.
ومن أشهر برامجه الإعلامية في الدراسات القرآنية:
1 - برنامجه التفسيري "بينات " على قناة المجد مشاركة مع الشيخ الدكتور مساعد الطيار والشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري.
2 - برنامج "أفانين القرآن " على قناة المجد أيضاً.
إلى غير ذلك من الدروس العلمية والمناشط الدعوية.
ويسعد فرع الجمعية بحضور كل من له عناية بهذا الموضوع المهم للباحثين وطلاب العلم.
نسأل الله تعالى أن ييسر عقد هذا اللقاء، وأن يبارك في الجهود.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:48 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد فيما تقومون به من أعمال، وأرحب بأخي الكريم الدكتور محمد الخضيري في أبها، وأرجو أن يكون لقاء موفقاً وممتعاً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:09 ص]ـ
نرحب بحبيبنا وشيخنا الدكتور محمد الخضيري في أبها، ونحن ننتظر زيارته بشوق.
علماً بأن:
1 - مكان اللقاء في فندق قصر السلام، وهو مكان إقامة الشيخ في أبها.
2 - للشيخ دورة يوم الخميس 25/ 3 يشرح فيها مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله ضمن دروس الدورة العلمية التأصيلية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Mar 2010, 10:25 م]ـ
تم اللقاء ولله الحمد في موعده، وكان لقاءً علمياً حافلاً رائعاً ماتعاً، وقد أبدع فيه الدكتور محمد الخضيري كعادته في المضمون والطريقة.
وقد سجل اللقاء تسجيلاً صوتياً، لعلي أرفعه قريباً إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Apr 2010, 09:03 ص]ـ
كشف لنا الدكتور محمد الخضيري في هذا اللقاء بعض المواقف المهمة والممتعة في قصته مع هذه الرسالة.
ومنها:
أنه لم يكن يخطر على باله أن يواصل دراساته العليا في مجال الدراسات القرآنية، فقد كان من طلاب كلية الشريعة، وقد درس فصلاً في السنة المنهجية في قسم الفقه، ثم تركه، وأقسم ألا يدخل كلية الشريعة بعد موقف مر به. فما قصة هذا الموقف.
ومنها: أن سبب التحاقه بقسم الدرسات القرآنية في كلية المعلمين كان توجيهاً من شيخ له استشاره في هذا الأمر؛ فأوصاه بوصية مهمة ورائعة ومختصرة. فما هي هذه الوصية يا ترى؟
ومنها: أن اختياره لموضوع الرسالة "الإجماع في التفسير" كان بسبب غير عادي ولا متوقع؛ فما هذا السبب؟
ومنها موافقة عجيبة وقعت بينه وبين الشيخ فيصل البعداني؛ فما هذه الموافقة.
وغير ذلك مما ستجدونه في التسجيل الذي سأرفعه إن شاء الله قريباً.
وقبل رفع الملف الصوتي أرفق لكم العرض التقديمي لهذه القصة، تجدونه في الملف المرفق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2010, 01:07 ص]ـ
لتحميل اللقاء كاملاً افتح هذا الرابط:
http://www.mediafire.com/?m22jrtkhmym
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[14 Apr 2010, 01:25 م]ـ
طريقة عرض متميزة
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[14 Apr 2010, 02:13 م]ـ
لقاء متميز وطريف ومفيد أنصح بإستماعه
ولازلت أتمنى أن يتبلور هذا المشروع كبرنامج تلفزيوني ليستفيد منه الجميع
فبارك الله في الجهود(/)
كنت في الجبيلة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Mar 2010, 07:12 م]ـ
هل تعرفون الجبيلة؟
الجبيلة بلدة صغيرة شمال غرب الرياض، هناك حديقة الموت، هناك يرقد ألف وخمسمئة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كثير منهم من القراء الذين حملوا كتاب الله في صدورهم.
هناك دارت موقعة من مواقع الإسلام التي غيرت وجه التاريخ، موقعة اليمامة المعركة الفاصلة بين دين الكذاب ودين الله الذي أنزله الله تعالى على سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام.
هناك تأريخ مسجل مسطر بالتضحيات والدماء، ولكنه لدى الكثيرين لا يعدو الحادثة التاريخية المسطرة في الكتب كغيرها من الوقائع والأحداث، هناك تأريخ قديم وحديث يتعلق بهذه الأمة، بعقيدتها بقرآنها وبرسولها صلى الله عليه وسلم وبأصحابها البررة الذين لم يعرف ثرى الأرض خطى بعد النبيين والمرسلين أفضل وأطهر من خطاهم ودماءهم.
أقول ما قلت من أجل مناقشة موضوع ربما اعترض عليه كثيرون ولكنه في نظري موضوع يستحق الاهتمام:
القرآن والسنة والربط بين الحدث والمكان المشروع والممنوع.
أبو سعد الغامدي:
81/ 3/1431هـ
ـ[كامل]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:47 م]ـ
عودا حميدا يا أخي الكريم!!!!
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:58 ص]ـ
هناك حديقة الموت
" حديقة الحياة "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:41 ص]ـ
أخانا الكريم كامل
كملك الله بالإيمان وألبسك ثوب السعادة والأمان
!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2010, 12:18 م]ـ
" كان خالد بن الوليد يحارب المرتدين في اليمامة من أتباع مسيلمة. واليمامة موطن بني حنيفة في وسط شبه جزيرة العرب وفي اتجاه الشرق قليلا. الشرق منها يوالي البحرين وبني تميم، والغرب يوالي أطراف اليمن والحجاز والجنوب نجران، والشمال أرض نجد. وطول اليمامة عشرون مرحلة وهي على أربعة أيام من مكة. بلاد نخل وزرع.
بلغ عدد جيوش مسيلمة 40.0000 مقاتل وهؤلاء هم الذين سار خالد لمحاربتهم.
كان مسيلمة رجلا صغير الجسم دميم الوجه له كفاءة تؤهله للزعامة. وكان قد قدم إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في وفد بني حنيفة واجتمع برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم رجع إلى قومه وادعى أنه شريك رسول اللّه في النبوة، فاتبعه بنو حنيفة. وكتب مسيلمة إلى رسول اللّه يذكر أنه شريكه في النبوة وأرسل كتابا مع رسولين فسألهما رسول اللّه عنه فصدقاه، فقال لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما. وكان كتاب مسيلمة:
(من مسيلمة رسول اللّه إلى محمد رسول اللّه. أما بعد فإني أشركت معك في الأمر وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها ولكن قريش قوم يعتدون).
فكتب إليه رسول اللّه:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم. من محمد رسول اللّه إلى مسيلمة الكذاب أما بعد فالسلام على من اتبع الهدى فإن الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
فلما مات رسول اللّه وبعث أبو بكر السرايا إلى المرتدين أرسل عكرمة بن أبي جهل في عسكر إلى مسيلمة، وأتبعه شرحبيل بن حسنة فاستعجل وانهزم وأقام شرحبيل بالطريق حين أدركه الخبر وكتب عكرمة إلى أبي بكر بالخبر، فكتب إليه أبو بكر:
(لا أرينك ولا تراني. لا ترجعن فتوهن الناس، امض إلى حذيفة وعرجفة فقاتل أهل عمان ومهرة ثم تسير أنت وجندك لا تستبرئون الناس حتى تلقى بها مهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت).
وكتب إلى شرحبيل بالمقام إلى أن يأتي خالد فإذا فرغوا من مسيلمة تلحق بعمرو بن العاص تعينه على قضاعة.
فلما رجع خالد من البطاح إلى أبي بكر واعتذر إليه فقبل عذره وأوعب معه المهاجرين والأنصار، وعلى الأنصار (ثابت بن قيس بن شماس) وعلى المهاجرين (أبو حذيفة وزيد بن الخطاب) وأقام خالد بالبطاح ينتظر وصول البعث إليه. فلما وصلوا إليه سار إلى اليمامة بجيشه لملاقاة العدو.
ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء وخرج إليه الناس وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأرا لهم في بني عامر - فلم يكن يقصد قتال المسلمين - فأخذه المسلمون وأصحابه وقتلهم خالد واستبقاه لشرفه في بني حنيفة وكانوا ما بين أربعين إلى ستين وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صباح اليوم التالي التقى الجيشان بسهل عقرباء وقال شرحبيل بن مسيلمة: (يا بني حنيفة قاتلوا فإن اليوم يوم الغيرة فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات وينكحن غير خطيبات. فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم) فاقتتلوا بعقرباء.
وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حنيفة.
وكانت مع عبد اللّه بن حفص بن غانم فقتل فقالوا لسالم (نخشى عليك من نفسك) فقال (بئس حامل القرآن أنا إذا).
وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس وكان أول من لقي المسلمين نَهَار الرَّجَّال بن عُنْفُوَة)، فقتله زيد بن الخطاب واشتد القتال ولم يلق المسلمون حربا مثلها قط وانهزم المسلمون وخلص بنو حنيفة إلى مجاعة وإلى خالد فزال خالد عن الفسطاط ودخلوا مجاعة وهو عند زوجة خالد يحرسها فأرادوا قتلها فنهاهم مجاعة عن قتلها وقال (أنا لها جار) فتركوها، وقال لهم (عليكم بالرجال) فقطعوا الفسطاط وحاق الخطر بالمسلمين في هذه الساعة وأخذ بعضهم يحث على القتال ويستفز الهمم. فقال ثابت بن قيس:
(بئس ما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين. اللّهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء - يعني أهل اليمامة - وأعتذر إليك مما يصنع هؤلاء - يعني المسلمين ثم قاتل حتى قتل.
وقال زيد بن الخطاب:
(لا تحوز بعد الرجال. واللّه لا أتكلم اليوم حتى نهزمهم، أو أقتل فأكلمه بحجتي. غضوا أبصاركم. وعضوا على أضراسكم أيها الناس واضربوا في عدوكم وامضوا قدما).
وقال أبو حذيفة:
(يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال).
وقد كانت لهذه الكلمات الحماسية أثرها في النفوس فحمل خالد في الناس حتى ردهم إلى أبعد مما كانوا واشتد القتال وقاتل العدو قتال المستميت. وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين، وتارة ابني حنيفة. وقتل سالم وأبو حذيفة وزيد بن الخطاب وغيرهم من كبار المسلمين.
ولما رأى خالد ما الناس فيه واختلاط جيشه، أراد أن يميزهم لتدب فيهم روح الغيرة فقال:
(امتازوا أيها الناس لنعلم بلاء كل حي ولنعلم من أين نؤتى).
وكان أهل البوادي قد جنبوا المهاجرين والأنصار، وجنبهم المهاجرين والأنصار. فلما امتازوا قال بعضهم لبعض (اليوم يستحى من الفرار) فما رئي يوم أعظم نكاية، غير أن القتل كان في المهاجرين والأنصار وأهل القرى أكثر منه في البوادي.
وثبت مسيلمة فدارت رحاهم عليه، وأدرك خالد أن الحالة لا تهدأ إلا إذا قتل مسيلمة فحمل عليهم ودعا إلى البراز ونادى بشعار المسلمين يومئذ وكان (يا محمداه) فلم يبرز إليه أحد إلا قتله، وحمل على مسيلمة ففر وفر أصحابه، وصاح خالد في الناس فهجموا عليهم فكانت الهزيمة، ونادى المحكم بن الطفيل وهو أحد قواد بني حنيفة المشهورين (يا بني حنيفة الحديقة. الحديقة) ثم رماه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بسهم فوضعه في نحره فقتله. وكان ممن دخل الحديقة مسيلمة. وقال البراء بن مالك (يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة) فتردد المسلمون خوفا عليه. ثم احتملوه فألقوه. فلما أشرف على الحديقة من الجدار اقتحم فقاتلهم عن باب الحديقة التي كانت مغلقة حتى فتحها للمسلمين فاندفع المسلمون إليها كالسيل الجارف، فأغلق الباب عليهم بعد دخولهم جميعا، ورمى بالمفتاح من وراء الجدار حتى لا يتمكن أحد من الخروج فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل مسيلمة. قتله وحشي مولى جبير بن مطعم ورجل من الأنصار كلاهما قد أصابه. ووحشي هذا هو قاتل حمزة كما تقدم في السيرة النبوية. فولت بنو حنيفة عند قتله منهزمة وأخذهم السيف من كل جانب حتى قتلوا عن آخرهم وأخبر خالد بقتل مسيلمة فخرج بمجاعة يرسف في الحديد ليدله على مسيلمة وأخذ يكشف له عن جثث القتلى حتى عثر عليه. فقال مجاعة لخالد (ما جاءك إلا سرعان الناس) وإن جماهير الناس لفي الحصون). فقال ويلك ما تقول؟ قال هو واللّه الحق فهلم لأصالحك عن قومي، وكان خالد نهكته الحرب وأصيب معه من أشراف الناس من أصيب فقد رق وأحب الدعة والصلح. ثم قال مجاعة: (أنطلق إليهم فأشاورهم وننظر في هذا الأمر فأرجع إليك) فانطلق ودخل الحصون، وليس فيها إلا النساء والصبيان، ومشيخة فانية ورجال ضعفى فظاهر الحديد على النساء وأمرهن أن ينشرن شعورهن وأن يشرفن على رؤوس الحصون حتى يرجع إليهم ثم رجع فأتى فقال: قد أبوا ما صالحتك عليه وقد أشرف لك بعضهم نقضا علي وهم مني براء - فنظر خالد إلى رؤوس الحصون وقد اسودت - ولكن إن شئت صنعت شيئا فعزمت على القوم. قال ما هو؟ قال تأخذ مني ربع السبي وتدع ربعا. فقال قد فعلت. قال: قد صالحتك. فلما فرغ فتحت الحصون فإذا ليس فبها إلا النساء والصبيان والشيوخ فقال خالد لمجاعة: ويحك! خدعتني. قال: قومي ولم أستطع إلا ما صنعت.
وقيل صالحه خالد على الذهب والفضة والسلاح ونصف السبي ولما عرض هذا الصلح عارض قوم من بني حنيفة، ومنهم سلمة بن عمير الحنفي فإنه أبى إلا الحرب وتجنيد أهل القرى والعبيد غير أن مجاعة أصر على الصلح وكتب خالد كتاب الصلح وهذا نصه:
(هذا ما قاضى عليه خالد بن الوليد مجاعة بن مرارة وسلمة بن عمير وفلانا وفلانا: قاضاهم على الصفراء، والبيضاء ونصف السبي والحلقة والكراع وحائط من كل قرية ومزرعة على أن يسلموا ثم أنتم آمنون بأمان اللّه ولكم ذمة خالد بن الوليد، وذمة أبي بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وذمم المسلمين على الوفاء).
ثم وصل كتاب أبي بكر إلى خالد أن يقتل كل محتلم لكنه وصل متأخرا لأن خالدا كان قد صالحهم فوفى لهم ولم يغدر، والذي أوصل كتاب أبي بكر هو سلمة بن سلامة بن وقش.
وحشرت بنو حنيفة إلى البيعة والبراءة مما كانوا عليه إلى خالد، وخالد في عسكره.
من كتاب سيرة ابي بكر لمحمد رضا
المصدر الشبكي:
http://www.kl28.com/knol/?p=view&post=31116
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:08 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا سعد
ألا تدل على موقع الجبيلة من خلال المواقع التي تحدد الأمكنة؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Mar 2010, 08:04 م]ـ
أخي أبا سعد بارك الله فيك وأحسن أليك
بمناسبة عرض هذا الموضوع التاريخي الجغرافي، ولأنك من أهل البلاد الطيبة .. لي عندك سؤالان:
1) هل " مكة " من تهامة أم من الحجاز. أرجو التفصيل.
2) هل " قديد " موطن أم معبد رضي الله تعالى عنها - الآن - قرية أم مدينة؟ وما موقعها بالضبط؟. أرجو أن تكون المسافات بالكيلو متر.
وفقك الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:16 م]ـ
أخي أبا سعد بارك الله فيك وأحسن أليك
بمناسبة عرض هذا الموضوع التاريخي الجغرافي، ولأنك من أهل البلاد الطيبة .. لي عندك سؤالان:
1) هل " مكة " من تهامة أم من الحجاز. أرجو التفصيل.
2) هل " قديد " موطن أم معبد رضي الله تعالى عنها - الآن - قرية أم مدينة؟ وما موقعها بالضبط؟. أرجو أن تكون المسافات بالكيلو متر.
وفقك الله.
الأخ الفاضل عصام حفظك الله ورعاك
الحجاز يطلق ويراد به الإقليم، ويطلق ويراد به المنطقة الجبلية الممتدة على ساحل البحر الأحمر، فمكة من الحجاز باعتبار الإقليم ومن تهامة وهي السهل الممتد بين البحر الأحمر وجبال الحجاز.
أما موطن أم معبد فهو "ملح" قرية من قرى قديد على يسار طريق الهجرة " خط الأسفلت" الواصل بين مكة والمدينة، والمسافة بين مكة وقديد قرابة 150 كيلا تقريباً.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[29 May 2010, 11:46 م]ـ
كنت أظنها اليمامة التي تتبع محافظة الخرج جنوب الرياض ..
جزاكم الله خيرا، ورضي الله عن الصحابة وصلى على نبينا محمد~(/)
الإعلان عن المحاضرة القيمة لفضيلة الدكتور محمود شمس - حفظه الله - بعنوان (أقوى رباط إ
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:51 م]ـ
الإعلان عن المحاضرة القيمة لفضيلة الدكتور محمود شمس - حفظه الله - بعنوان (أقوى رباط إيماني
لماذا لم تتحقق الأخوة بين المسلمين؟
ما أهم معوقات تحقيق الأخوة، وما سبل التغلب عليها؟
كيف نكون إخوة كما أراد الله سبحانه وتعالى؟
فهذه التساؤلات إذا أردت أخي في الله أن تعرف إجابتها
لابد لك أن تسمعها من
فضيلة الشيخ الدكتور محمود شمس
ـ حفظه الله تعالى ورعاه ـ
بمحاضرته القيمة
بعنوان
أقوى رباط إيماني
الموعد
يوم الأربعاء القادم الساعة العاشرة مساءاً بتوقيت مكة المكرمة
24 / ربيع الأول /1431هـ الموافق 10 / آذار / 2010 م
المكان
القاعات الصوتية
قاعة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
http://dar-alhejrahnet-12.s.roomsserver.com/
رابط الإعلان
http://www.studyqeraat.com/showthrea...0734#post30734(/)
ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الثامنة)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[05 Mar 2010, 03:00 م]ـ
موافقة أولية
على دراسة كتاب شمس العلوم
السبت 17 آب 1974م = 28 رجب 1394هـ
ذهبت إلى مكتبة جامعة القاهرة في وقت مبكر , وقرأت صفحات في الجزء المطبوع من كتاب شمس العلوم، وحاولت أن أطلع على ترجمة للمؤلف في بعض الكتب، وقبيل الظهر ذهبت إلى الكلية وبعد وقوف عند الباب طويل، سُمِحَ لي بالدخول إذ إن الدخول إلى الكلية هذه الأيام من أصعب الأمور لأن عمل لجان الامتحان على أشده , وقد سنحت لي فرصة للالتقاء بالدكتور بشر عميد الكلية ورئيس قسم علم اللغة، وحدثته عن رغبتي في اختيار موضوع قبل سفري وعرضت عليه الخطوط العريضة لفكرة دراسة كتاب شمس العلوم، وظهر أنه لا يعلم عنه شيئاً وبعد أخذ ورد اقتنع مبدئياً بجدوى دراسة الموضوع، وبعد قليل حضر إلى المكان الدكتور عبد الصبور شاهين واطلع على الموضوع فرآه مقبولاً هو الآخر , فكان ذلك موافقة مبدئية على الموضوع، فخرجت من الكلية وأنا راض بما تم الوصول إليه بعد أن سلمت على الدكتور أمين السيد وأساتذة قسم علم اللغة , وعصر هذا اليوم حاولت العثور على نسخة من الجزء المطبوع من الكتاب في مكتبات القاهرة، ولكني لم أهتد إلى شيء من ذلك، ويبدو أني لن أعثر على نسخة يمكن أن أقتنيها لأن الكتاب مطبوع في ليدن منذ سنة 1951م , إذ لم أعثر إلا على نسخة منه في مكتبة جامعة القاهرة، أما في مكتبات بيع الكتب فلا يعرفه أحد.
الليلة الأخيرة قبل السفر
الأحد 18 آب 1974م = 29 رجب 1394هـ
لعل هذا اليوم – بعون الله ومشيئته – يكون آخر أيامي في القاهرة بعد هذه المرحلة الأولى من مراحل الدراسة، إذ علي أن أهيئ نفسي للسفر، فذهبت في الصباح إلى معهد المخطوطات لاختيار نسخة من كتاب شمس العلوم يمكن أن اعتمد عليها في قراءة نص الكتاب , وقد نظرت في عدة نسخ مصورة من الكتاب وكان أوضحها نسخة الأسكوريال، وهي تتكون من قسمين في أربعة أرباع، وقد طلبت تصويرها على ميكروفلم على أن أطبعها على الورق الأبيض في العراق إن شاء الله , وإن كان الموضوع لم يتم بعد اعتماده، ولكنه قد قُبِلَ مبدئياً , فأحاول أن أستفيد من وجودي في العراق، إن شاء الله، وطلبت أن يقوم معهد المخطوطات بإرسال الفلم بعد تمام تصويره إلى العراق، كان ذلك في الصباح، وفي المساء كان علي أن أرتب لوازمي وأكون حاضراً للسفر يوم غد إن شاء الله، وعند الغروب خرجت مع الأخ خليل في نزهة قريبة، وصلينا المغرب في الزمالك، وكأنها كانت وقفة الوداع، وفي الليل زارنا بعض الإخوة والأصدقاء، وآمل إن شاء الله أن أكون الليلة القادمة قد التقيت بالأهل، وفرحت بهم وفرحوا بي.
السفر إلى العراق
الاثنين 19 آب 1974م = 1 شعبان 1394هـ
كنت صباح هذا اليوم بانتظار وقت الظهيرة , كنت أشعر بين الحين والحين كلما خطرت ذكرى الأهل، أشعر أن قلبي يثقل وضرباته تسرع، ذلك فعل الذكريات , وحين أَزِفَ وقت الرحيل كان الأخ خليل معي عندما ذهبت إلى المطار حيث ودعني عند مدخل المسافرين، ومضيت أنتظر وزن الحقائب الثلاث كان هناك ازدحام على مكتب الطائرة العراقية، فقد بدأ العراقيون المصطافون بالعودة، وكذلك هناك بعض المصريين الذين يعملون في العراق هذه السنة، كانت أجرة الوزن الزائد عشرين جنيهاً، وحدث هنا ما ختمت به انطباعي عن هذا البلد , عندما وصلت الحقائب إلى مفتش الكمرك استحثني الحمال أن أدفع شيئاً إلى المفتش حتى لا يفتح الحقائب، ومد هو يده ولم يكن مني إلا أن دفعت أربعين قرشاً ورُفِعَتِ الحقائب من غير أن ينظر بما فيها ... تأمل! وحدث أن كان معي بقية من الجنيهات المصرية (30 جنيهاً) فأردت أن أحولها إلى عملة حرة، وكان هناك أكثر من فرع للبنوك المصرية في المطار، فامتنع أكثرهم وحرمني ذلك من فرصة شراء بعض الحاجات من السوق الحرة، ولما قاربت الساعة الثالثة بعد الظهر خرج المسافرون إلى الطائرة، كانت الطائرة هذه المرة ضخمة من نوع البوينك , قيل إنها مؤجرة للخطوط الجوية العراقية، سبحان الله الذي ييسر إقلاعها واندفاعها في السماء، كان فيها 280 راكباً , وأقلعت، وكنت أتطلع عبر النافذة إلى بلاد مصر وأقول هل سأعود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت أتطلع إلى سطح الأرض عبر النوافذ , وأنا مسحور بما أرى , كان طريقنا عبر البحر الأحمر والسعودية، عبرنا البحر وصورة الجزر الصغيرة بادية، ثم أوغلنا في صحاري جزيرة العرب جبال ثم رمال، وبين هذا وذاك رأيت واحتين أو ثلاث حيث تبدو خضرة شجيرات وآثار بيوت، وبعد ساعتين ونصف وقبل الغروب حطت الطائرة في مطار بغداد الدولي نزلت وكنت أتطلع إلى كل شيء، ووقفت في الساحة أمام مبنى المطار أتطلع إلى شرفة المستقبلين لعلي أبصر بعض أهلي، كان هناك الأخ سفر وسالم ونوفل وقيس، وبعد أقل من ساعة خرجت من المطار واستقبلت الإخوة أو استقبلوني " بالأحضان "! كان مع الأخ سفر سيارته المخصصة من الشركة حيث كان يقضي عملاً في مقر الشركة صباح يوم الاثنين، ركبت معه كان معنا الأخ سالم , زرنا بيت الخال عبد وبعدها زرنا بيت العم مصطفى، ولم نمكث إلا قليلاً من الوقت، عبرنا بعد ذلك إلى الرصافة وزرنا صباح رشيد شلال في الأعظمية، فإني كنت أحمل له بعض الرسائل , وبعدها تركنا بغداد وقد أطبق ظلام الليل، ولأول مرة أفتح عيني إلى السماء وأرى النجوم، ومن هناك القمر يطل على أهل الأرض، مناظر حُرِمْتُ منها طيلة وجودي في القاهرة، ومع ظلمة الليل فإني كنت أجتهد أن أرى ما كان على جانبي الطريق .. واقتربت السيارة من بيجي ... (1)
تسلم الكتب
السبت 24 آب 1974م = 6 شعبان 1394هـ
سافرت صباح هذا اليوم إلى بغداد، ووصلتها ضحى، وتوجهت إلى مطار بغداد الدولي لكي أتسلم الكتب التي كنت قد شحنتها من القاهرة قبل سفري، ولا أزال أذكر المرارة التي تجرعتها حين أجريت معاملة شحنها من القاهرة وكنت أتوقع أني سأجد ما وجدته هناك، ولكن بحمد الله قد بَرِئَ العراقيون من داء واحد على الأقل وهو (الرشوة) (2)، وتتبعت المعاملة بنفسي حتى النهاية، وتسلمت الكتب والحمد لله، وخرجت عصر هذا اليوم إلى سوق الكتب في بغداد وسألت عن كتاب نشوان الحميري (شمس العلوم) ووجدت النسخة المطبوعة بليدن، وهي في جزأين , واضطررت إلى شرائها باثني عشر ديناراً , وظهر لي أن الكتاب (حتى حرف الشين) مطبوع في القاهرة أيضاً في شركة الحلبي، وفاتني السؤال عنه وأنا في القاهرة ..
مكثت في بغداد يوم الأحد ... وسافرت إلى بيجي يوم الاثنين.
مذكرات شهر آب 1974م
عندما بدأت أفكر في السفر وأنا في القاهرة , كنت أُحَدِّثُ النفس بأني لن أمكث في العراق عند الأهل أكثر من شهرين، وربما مكثت حتى عيد الفطر، ووصلت بحمد الله , وهدأت قليلاً، وبدأت أراجع موقفي من جديد وأقول إني قد أنهيت السنة الدراسية التي لا بد فيها من الحضور إلى الكلية، وكنت طيلة ذلك أنفق اعتماداً على الأهل، وأنا أرى الطلبة في القاهرة أكثرهم ينفقون من رواتبهم، فأكثرهم موظفون مجازون للدراسة، وبدأت ترسخ في ذهني فكرة وهي أني سأعمل على الحصول على وظيفة، والوظيفة لا تحول بيني وبين الدراسة بل ستجعلني أكثر اندفاعاً وقوة، إن شاء الله، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الأهل لم يتوانوا مرة في إرسال ما أحتاج إليه من الفلوس، والأخ سفر مثال نادر للأخوة الكريمة، ولكن ألا يكفيني ما تَحَّمَلَ الأهل هذه السنة، فقد بلغ مجموع ما تسلمته منهم في رحلتي ما يقرب سبع مئة دينار (3)، والذي رَسَّخَ هذه الفكرة في ذهني أكثر هو أن الأستاذ أحمد خطاب الذي يعمل في كلية الآداب بجامعة الموصل قد ذكر لبعض الإخوة أن هناك احتمالاً بتعييني مساعد باحث في قسم اللغة العربية في الكلية، وبناء على ذلك فإني سوف أسافر عن قريب إلى الموصل لاستطلاع الأمر.
في جامعة الموصل
الاثنين 2 أيلول 1974م = 15 شعبان 1394هـ
التقيت بالأستاذ أحمد خطاب في كلية الآداب الذي ذهب إلى رئيس قسم اللغة العربية، واستفسر منه عن طلب القسم لمساعدي الباحثين، وتبين أن الطلب قد أحيل إلى الجامعة التي أحالته بدورها إلى مجلس الخدمة ببغداد، وعليه فقد وجدت نفسي مضطراً للسفر إلى بغداد، ولكني أجلت السفر إلى ما بعد الجمعة، وعدت عصر اليوم إلى بيجي.
القراءة في كتاب شمس العلوم
الخميس 5 أيلول 1974م = 18 شعبان 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت قد قضيت كل هذه الأيام الماضية وأنا أقرأ في كتاب شمس العلوم لعلي أُكَوِّنُ لي فكرة يمكن أن تكون اللبنة الأولى لخطة البحث التي يجب عليَّ أن أكتبها وأرسلها إلى القاهرة قبل نهاية الشهر.
في مجلس الخدمة
السبت 7 أيلول 1974م = 20 شعبان 1394هـ
منذ صلاة الفجر تقريباً كنت أتهيأ للسفر إلى بغداد، ومع طلوع الشمس خرجت إلى موقف السيارات , وفي السادسة صباحاً جرت السيارة بنا إلى بغداد، وما إن وصلت بغداد حتى توجهت مسرعاً إلى مجلس الخدمة العامة بعد أن أودعت حقيبتي في فندق محيي الدين، وهنا اكتشفت أني قد ارتكبت خطأ إدارياً، لأني لم آخذ رقم إحالة المعاملة من جامعة الموصل إلى مجلس الخدمة، فلم أدر كيف أسأل، وسألت هنا وهناك، ولكن بدون جدوى، أين الرقم والتاريخ؟ وأخيراً وقفت عند موظف الواردة، وبعدها عند موظف اسمه ستار , الذي سمح لي بالاطلاع على كل إعلانات المجلس طيلة عام 1974، ولكني لم أجد إعلاناً حول درجة مساعد الباحث في كلية الآداب بجامعة الموصل، وحاولت أن أتشبث بأمور أخرى، ولكن بدا لي أن الطريق مسدود، وأنه إن يفتح فإنما يفتح من الموصل، وبدأت أفكر بضرورة بداية رحلة جديدة من الموصل أتتبع خلالها كتاب طلب مساعدي باحثين لكلية الآداب، إن صح الخبر، لعلي أجده في مجلس الخدمة أو في أي مكان آخر , ولكن ما أصعب السفر هذه الأيام: الحر والازدحام وطول الطريق، وجلست برهة أفكر، وأخيراً استقر رأيي على السفر، وتوجهت إلى موقف السيارات مرة أخرى بعد أن درت دورة أو دورتين في بغداد، وفي الساعة الثانية بعد الظهر جرت بنا السيارة (تحمل 40 راكباً) إلى الموصل، وتوقفتْ في بيجي، وكان الجو مكفهراً الغيوم والبرق والغبار تثيره الرياح، وكأننا في الشتاء، واقتربنا من الموصل بعد الغروب بينما كانت البروق تتوهج فوق الجبال في شمال العراق.
العودة إلى بغداد
الأحد 8 أيلول 1974م = 21 شعبان 1394هـ
عدت إلى بغداد اليوم بعد أن علمت من جامعة الموصل أن قضية التعيين تتأخر إلى بداية السنة المالية الجديدة، وعليَّ خلال هذا الأسبوع الذي سأقضيه في بغداد أن أذهب إلى مكتبة المتحف وغيرها من مكتبات بغداد للتثبت من الموضوع أو استبداله.
التخلي عن كتاب شمس العلوم
الخميس 12 أيلول 1974م = 25 شعبان 1394هـ
سافرت اليوم إلى بيجي مع الأخ نوفل (المهندس ابن عمي مصطفى) بعد أن قضيت أول الأسبوع في الموصل وآخره في بغداد , وكنت قد ذهبت أكثر من مرة إلى مكتبة المتحف وقسم المخطوطات فيها , كذلك ذهبت إلى مكتبة الأوقاف ومكتبة جامعة بغداد، وقد بدأت تختمر لدي فكرة العدول عن موضوع (شمس العلوم) بعد أن اطلعت على مخطوطة كتاب (ديوان الأدب) للفارابي وهو قريب الموضوع من شمس العلوم، وقرأت فيها، وجمعت بعض المعلومات عن كتاب شمس العلوم، والتقيت بالأستاذ الدكتور فاضل السامرائي وعرضت عليه الموضوع فلم يحبذه، أخيراً سافرت اليوم عائداً إلى بيجي، وأنا خالي الوفاض من أي موضوع، وعليَّ أن أبدأ العمل من جديد لاختيار موضوع أو أكثر يمكن أن أرسله إلى كلية دار العلوم، ليتم التسجيل في الشهر العاشر.
مّرَّ الأخ نوفل ونحن في طريقنا من بغداد إلى بيجي ببيت العم نعمة الحمد في تكريت فألَحَّ علينا بالبقاء هذه الليلة عندهم , فقضينا الليلة في حديث لطيف لا يمل مع العم الحاج نعمة (4)، وفي الصباح اتجهنا إلى بيجي ووصلناها والناس لا يزال يخالط أجفانهم النعاس!
كان قد وصلني من القاهرة بالبريد كتاب (شمس العلوم) مصوراً على المكروفلم، كما تم الاتفاق مع معهد المخطوطات، ولكني الآن وجدت نفسي غير مَعْنِيٍّ بالكتاب بعد أن صرفت النظر عن تسجيله لرسالة الماجستير.
الاستعداد للسفر (5)
الاثنين 21 تشرين الأول 1974م = 5 شوال 1394هـ
سافرت صباح اليوم من بيجي إلى بغداد لإكمال معاملة السفر القريب، إن شاء الله.
إكمال معاملة السفر
الثلاثاء 22 تشرين الأول 1974م = 6 شوال 1394هـ
أكملت معاملة السفر وعدت إلى الأهل لأقضي هذه الأيام المعدودة بين الأهل والأقارب والأصدقاء.
مغادرة بيجي!
الأحد 27 تشرين الأول 1974م = 11 شوال 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كان عليَّ في صباح هذا اليوم أن أغادر بيجي إلى بغداد استعداداً للسفر , كأني لم أنم طوال الليل، وفي الصباح كانت نسائم الخريف تنذر بقدوم الشتاء فتزداد نفسي انقباضاً , كان ألم الفراق وهموم الرحلة تثقل عليَّ، وبدأت نظراتي تتسمر على كل شيء، تريد لها أن تنطبع في الذاكرة، على مَن في البيت حتى على الجدران والأشجار والمباني البعيدة، والسؤال القديم يُلِحُّ عليَّ هل سأعود وألقاكم جميعاً كما تركتكم، هل سألقى هذه القلوب الحانية، ولكن هكذا هي الدنيا، أنظر إلى الوالد وأطيل النظر .. والوالدة .. والصغار .. والكبار، وما أن قاربت الساعة العاشرة صباحاً حتى سحبت حقائبي إلى باب الدار حيث كانت السيارة تنتظر لتوصلني إلى نقليات بيجي - بغداد , ولا أكاد أقدر على وصف ساعة الفراق , كنت أصافح من في البيت وكلهم من النساء في صمت، كان الأخ سفر قد خرج من الصباح إلى عمله، والأخ صالح يعمل في تكريت، والأخ سالم جندي احتياط في بغداد، والأقارب في أعمالهم، كنت أصافح من في البيت وأنا ألوذ بالصمت الموحش، ماذا سأقول كانت الكلمات تعجز عن التعبير، ولا أنس تلك القبل الحارة التي تطرزها الوالدة في عنقي كلما هممت بسفر، وفي موقف السيارات كان معي الوالد والعم مصطفى الذي عاد مع القسم الأكبر من العائلة من بغداد بعد أن انتقل ولده الأخ داود إلى الفرقة الثانية، كان هو والوالد في وداعي، ووصلت بغداد ونزلت في بيت الأخ نوفل، وفي المساء قضيت ساعات مع الأخ سالم وبعض الأقارب والأصدقاء انتظاراً ليوم غد.
السفر إلى القاهرة
الاثنين 28 تشرين الأول 1974م = 12 شوال 1394هـ
انتظرت ضحى هذا اليوم لأحمل حقائبي المثقلة بألوان الأمتعة، وغادرت بيت أولاد العم مصطفى (نوفل ومولود) بعد الساعة التاسعة والنصف صباحاً متجها إلى مطار بغداد الدولي، وبعد إتمام إجراءات السفر والكمرك جلست كما جلس المسافرون ننتظر الصعود إلى الطائرة، كان من المقرر أن تقلع الطائرة الساعة الحادية عشرة، ولكنها مرت، ومرت الثانية عشرة والواحدة وحتى الثالثة بعد الظهر، فأقلعت الطائرة بعد تأخر دام أربع ساعات قضاها المسافرون جالسين في صالة المسافرين، وكنت في هذه الساعات أعاني من آلام الرأس والرقبة والأنف من أثر الزكام آلاماً شديدة، وما هي إلا دقائق حتى كانت الطائرة تسبح فوق الغيوم التي تبدو لنا ونحن فوقها كأننا ننظر لها من سطح الأرض , ارتفاع شاهق شاهق جداً، وبعد ما يقرب من ثلاث ساعات حطت الطائرة في مطار القاهرة بسلام ورحمة من الله، وقد طال مكثنا في المطار بسبب إجراءات الأمن، بعدها انحدرتُ إلى قلب القاهرة لأجد لي مكانا في أحد الفنادق (لوكانده أنجلوسويس) ولم أجد فيها مكاناً، قلت لأذهب إلى شقتنا حيث يسكن الأخ خليل، وجدت الأخ خليل وحده في الشقة، ومكاني خال فيها، فما كان إلا أن جلبت حقائبي ونزلت كأني نازل في بيت أملكه، ولم أقلق لأمر السكن ولله الحمد، ولم أتحمل مشاق البحث وعناء التفتيش.
زيارة كلية دار العلوم
واقتراح موضوع الرسم المصحفي
الثلاثاء 29 تشرين الأول 1974م = 13 شوال 1394هـ
فجأة وجدت نفسي أمام مشكلة اختيار الموضوع بعد كل تلك الجهود التي بذلتها قبل سفري إلى العراق، وكنت وقت إقامتي في العراق أرسلت خطة بحث لموضوعين على أمل تسجيل أحدهما، وفي صباح هذا اليوم ذهبت إلى الكلية وأنا في حالة شديدة من الإعياء وكآبة المنظر بسبب ما ألم بي من زكام، وبدأت أستفسر عن مصير المواضيع التي أرسلتها، وإذا هي مرفوضة جميعاً، التقيت بالدكتور أمين علي السيد وأساتذة القسم والعميد الدكتور محمد كمال بشر , والدكتور عبد الصبور شاهين والدكتور محمد سالم الجرح المعارة خدماته إلى السودان، واليوم وغداً وبعد غد آخر أيام التسجيل، وعليَّ خلال هذا الأيام أن أحسم الأمر باختيار موضوع يمكن أن يُعْتَمَدَ في القسم والكلية قبل فوات أوان التسجيل، ووقفت موقف الحائر المنهارة قواه لا يقوى على شيء ولا ينتظر سوى رحمة الله، لو كان هناك متسع من الوقت لهان الأمر، وبدأتِ اقتراحات الأساتذة تنهال عليَّ لاختيار موضوع، وكلها تركز على دراسة لهجة من لهجات العراق إلا أني أكدت موقفي من رفض دراسة هذا الموضوع في الوقت الحاضر، وأخيراً اقترح عليَّ الدكتور عبد الصبور
(يُتْبَعُ)
(/)
شاهين دراسة موضوع (الرسم المصحفي: دراسة لغوية تاريخية) وجلست إليه لمناقشة الموضوع واستيضاح جوانبه، وأخيراً كتب الدكتور عبد الصبور بيده الخطة الأولية للبحث ليتم تقديمها اليوم إلى مجلس الكلية للموافقة على الموضوع، وأنا منتظر ما يجري في الأيام القادمة.
القراءة عن الرسم المصحفي
الأربعاء 30 تشرين الأول 1974م = 14 شوال 1394هـ
كنت محتاجاً جداً إلى شيء من الهدوء والراحة ولكن الموقف لم يدع لي أي فرصة، ومع ذلك خرجت اليوم إلى مكتبة جامعة القاهرة كنت أحاول أن أطلع على بعض مصادر موضوع الرسم القرآني لأكون على بينة من الأمر الذي أنا قادم عليه بل مدفوع إليه دفعاً، لا خيار معه، وجلست أمام بضعة كتب، كانت لدي رغبة قوية في البحث , ولكن تلك الرغبة تذوب تحت وطأة الزكام الذي رافقني من العراق إلى هنا، تركت المكتبة وذهبت إلى مكتبة معهد الدراسات العربية وحصلت من المكتبة على كتابين في الرسم القرآني، كلاهما لأبي عمرو الداني المقنع والمحكم، وعدت إلى البيت لأجد نفسي أعيش في دوامة من الأفكار محورها الأول هو اختيار الموضوع، لأنه العمل الوحيد الذي أنا قادم من أجله إلى مصر، فإن فات فقد ذهبت جهودي كلها بدون أي فائدة، والموضوع الذي تم الاتفاق عليه أمس مرة أطرب له طرباً وأنشط له حين التفكير به نشاطاً يجعلني أحس بالسعادة لاختياره، ومرة أعود أفكر في المصادر والكتابة وأجد نفسي تلفني كآبة الفشل وخيبة الأمل، وليس هناك من عامل يرجح إحدى الكفتين سوى أني أستخير الله تعالى الذي أدعوه أن يجعلني أميل إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة، إنه هو يتولى عباده المؤمنين.
مساعدة الآخرين
الخميس 31 تشرين الأول1974م = 15 شوال 1394هـ
لعل مساعدة الآخرين من الأعمال التي إن ابْتُغِيَ بها وجه الله يُكْتَبُ لفاعلها الخير والأجر، ولكن عمل الخير يحتاج إلى تضحية قد يكون جانبها المادي أهون على النفس , لا أدري لماذا انساقت إلي هذه المخاطرة وأنا أفكر في تلك الجهود التي تطلبها إيصال الأمانات التي بُعِثَتْ معي من العراق إلى أهلها هنا، لعلي أحس أني فعلت معروفاً، والله أعلم , فمنذ أن علم بعض المعارف بنيتي للسفر بدأت الوصايا تتجمع علي، وأهونها رسالة اللسان، ثم الورقة المكتوبة، وأثقلها على النفس والجسم رسالة الهدية من المأكول وغيره، وكنت مع حرصي أن أقدم خدمة للمعارف أحاول التهرب من بعض الوصايا والالتزامات، ومع ذلك فقد حظيت بأربع وصايا أو أكثر، وكنت متضايقاً من كثرة أمتعتي الخاصة وعدم وجود المكان الذي يمكن أن أحمل فيه أية زيادة، حتى إني تركت البطانية التي كنت أنوي أخذها معي إلى القاهرة، تركتها في بيت أولاد العم مصطفى، على أمل أن يعيدوها إلى الأهل في بيجي، وبالإضافة إلى مجهود الحمل والنقل وإيجاد المكان كان هناك مجهود الوزن في المطار، وقد دفعت هذه المرة أجرة عن زيادة الوزن 15,90 دينار أي ما يقرب من أجرة السفرة كلها، ولاشك أن بعض ذلك بسبب الوصايا، والله يجزي المحسنين.
مذكرات شهر تشرين الأول 1974م
عندما كنت هنا قبل سفري إلى العراق أجد نفسي أخطط كثيراً، وأحسب لسفرتي إلى العراق وما سأحققه وما سأناله من متع وراحة، سافرت وفرحت بلقاء الأهل وفرحوا بي، وبدأت أشعر أن الأيام أخذت تتسابق وبسرعة مضى شهر، وأنا ما بين مسافر إلى بغداد وبين منقطع إلى كتاب في البيت، ونادراً ما كنت أخرج إلى السوق أو المقهى، وجاء رمضان واستروحت من كل عناء وانقطعت عن كل عمل، فقضيت رمضان على هذه الصورة الهادئة، وأنا متفائل بما يرويه الإمام الغزالي من أن نوم الصائم له فيه أجر، ولكنها كانت متعة عظيمة كل مساء بين الإخوة والأخوات الوالد والوالدة نتناول الفطور والأطفال يعيشون الأجواء الرمضانية، يا لها من ذكريات حلوة , ولكن هل الدنيا إلا ذكريات، إن كانت طيبة طاب ذكرها، وإن كانت خبيثة جلبت الخيبة والمرارة، وانقضى رمضان وحل العيد وبدأت أستعد للسفر , ووجدت أن عليَّ أن أنجز معاملة السفر سريعاً، وأن أسافر في أقرب وقت، فإن الوقت الذي أقضيه في العراق يذهب سدى من غير فائدة .. ولكن قبل سفري حدث ما نَغَّصَ علي ذلك وأورثني ذلك الزكام الذي صحبته إلى مصر، والحمد لله على كل حال.
بقية الحُلُم
(يُتْبَعُ)
(/)
الجمعة 1 تشرين الثاني 1974م = 16 شوال 1394هـ
لا أزال أتحرك ببطء ظاهر , كأني أحاول أن أنقل نفسي إلى القاهرة نقلة كاملة بعد أن انتقل الجسد منذ أيام , إذ لا تزال النفس معلقة بذكريات وآمال ليس من اليسير نسيانها بهذه السرعة , فلم أزل أعيش مع بقيتها كأني في حلم , والذي يضاعف من ذلك التثاقل أن أمور الدراسة تبدو غير واضحة إلى الآن , فجهودي وأملي في تسجيل أحد الموضوعين اللذين بعثتهما من العراق لم يحظيا بالموافقة أو القبول، والموضوع المقترح لم ينزل في نفسي إلى الآن منزلاً يدفعني إلى العمل وكذلك لم يتم تسجيله أيضاً , فكأن ذلك التثاقل هو انتظار لما ستتمخض عنه الأمور، وما سيتم بشأن ذلك، كما أنه استجماع للهمة ولَمٌّ لشتات النفس لمواجهة الواقع، وليس الواقع بالنسبة لي الآن إلا الدراسة , ولكن هل يعني أن تفرغي للدراسة يمنعني من التفكير في أمور أخرى هي كالدراسة، لم أزل أعاني منها معاناة يومية دائمة، ولم يزل يصيبني رذاذ تلك الأمور، وإن نأيت ببدني بعيداً عنها، والحقيقة المرة أني لا أفكر بوضوح أو لا أخطو بوضوح، فلا أزال مشغولاً بالأمور الدنيوية منذ أن عقلت إلى الآن حيث تشغلني مسألة الدراسة شغلاً يكاد يحجبني عن التفكير في ما وراء ذلك من أمور وحقائق أكبر قد تكون هي الأولى بالتفكير والتضحية بالوقت والجهد.
تسجيل الموضوع
الاثنين 4 تشرين الثاني 1974م = 19 شوال 1394هـ
أسبوع كامل مضى على وصولي إلى مصر، وقد اتضحت الأمور الآن بالنسبة لي إلى حد ما , واتضح ما يجب أن أقوم به الآن، فقد تم تسجيل الموضوع الذي اقترحه الدكتور عبد الصبور شاهين وهو"الرَّسْمُ الْمُصْحَفِيُّ: دراسة لغوية تاريخية " وعليَّ أن أواجه قدري في بحث هذا الموضوع الذي لم تتضح لي بداياته بله الخواتيم، ومنذ أيام وأنا أذهب إلى المكتبة أحاول أن أُلِمَّ بالمصادر وأن أكتسب قاعدة علمية تؤهلني للبدء في البحث، ولكني كلما نظرت في كتاب ازداد وجلي وهلعي! وإن قلبي يزداد خفقاناً كلما وقفت أفكر في الموضوع وكيف يجب أن أبدأ فيه، فبالإضافة إلى عدم كفاية المراجع وعدم وضوحها تبدو على السطح مشكلات وأسئلة تمس العقيدة وترتبط بها، وإن الإنسان لا يكاد يمضي في ذلك دون حرج، على أن وجه الحق بَيِّنٌ , ولن تعرقل مثل تلك الشكوك بداية العمل، بل إن العمل سيزيلها إن شاء الله، إن مما يشجعني للمضي في هذا الموضوع هو أنه يدور حول القرآن الكريم، وأني أرجو من وراء هذه الدراسة أن يكتب الله لي بها حسنة إن أحسنت، وأن يتجاوز عني إن أخطأت، ولكن مع كل ما يمكن أن أتفاءل به فإن أمر المضي في هذا البحث يشوبه الشك، ولا أدري هل سأمضي إلى آخر الشوط، وهل سأكمل هذا البحث، وكم سيستغرق من الوقت والجهد، وأنا الحريص على إكمال بحث الماجستير بأقل جهد وأقرب وقت! ومن الله العون.
الصراع مع الأوهام
الثلاثاء 5 تشرين الثاني 1974م = 20 شوال 1394هـ
منذ أن واجهت موضوع (الرسم المصحفي) أخذت تنتابني ساعات تفكير شديدة , ولا شك في أن عوامل نفسية عميقة تلقي ظلالها على الموقف فيضطرب النظر الصائب إلى الأمور , كنت أفكر في مستقبل هذا الموضوع، ودائماً أفكر كم سيستغرق من الوقت، وهل سأصل إلى نتيجة في هذا البحث، أي هل يمكنني أن أكتب شيئاً يمكن أن يقدم للمناقشة؟ أفكار كثيرة تلح علي، وقد تهدأ برهة لتعود، وأنا طوال هذه الأيام منصرف إلى التعرف على مصادر البحث دون أن أكتب حرفاً واحداً إلى الآن، وقد تمخضت تلك الشكوك والأوهام عن فكرة هدامة ويزينها لي الضعف البشري، ألا وهي تغيير الموضوع، وبدأ الخيال هنا ينسج أطواقاً من ذهب، وبدأ الصراع في الداخل: إذا غَيَّرْتَ الموضوع ماذا ستختار؟ وهنا أمسك قلم الخيال لاختيار موضوعين أو ثلاث، وذهبت اليوم إلى مسجل الدراسات العليا واستفسرت عن عملية تغيير الموضوع فإذا هي قد تستغرق أشهراً , مما سيزيد الطين بلة، وظللت حائراً لا أدري لمن أبث هذه الأحزان، قلت لألتقي بالدكتور عبد الصبور شاهين المشرف على الموضوع لأبحث معه إمكانية تغيير الموضوع، وتجاوزت الساعة الثانية بعد الظهر، ولم يتحقق ذلك اللقاء، فخرجت من الكلية لأسيح في مكتبات القاهرة أبحث عن كتاب يمكن أن أستفيد منه، وقد أرهقتني تلك الرحلة فلم أعد إلى البيت حتى غروب
(يُتْبَعُ)
(/)
الشمس، وقد انفرجت الأزمة وهدأت شيئاً ما.
أوهام من نوع آخر
الأربعاء 6 تشرين الثاني 1974م = 21 شوال 1394هـ
ذهبت صباح هذا اليوم إلى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية ومكثت أكثر من ثلاث ساعات أقلب في فهارس مخطوطات المعهد عن كل كتاب يتصل برسم المصحف، كذلك بحثت عن المصاحف القديمة، وتبين لي أن هناك عدداً من المصاحف المصورة القديمة، كذلك هناك عدد من كتب الرسم، خرجت من المعهد على أن أعود إليه في الأيام الآتية للاستفادة من تلك المخطوطات، عدت إلى البيت وبينما أنا مستلق بعد الظهر للراحة فجأة بدأت تزدحم علي الأفكار ليست لتغيير الموضوع هذه المرة، وإن كان الموضوع سبباً، بل لأخطو خطوة ربما كانت إلى الوراء، بدأت نفسي تسول لي العودة إلى العراق والعمل هناك على إكمال الرسالة ومحاولة إيجاد عمل، وتحمست للفكرة وقلت يمكنني أن أتقدم للتعيين في جامعة الموصل في كلية الآداب بدرجة مساعد باحث، وأعمل من هناك على إتمام الرسالة , حتى وإن استغرق ذلك سنيناً، فبهذا سأكسب الراتب والمكان، والقرب من الأهل، وخيالات مثل هذه كثيرة ومرة أخرى كأني أستيقظ من حلم، وهو حلم اليقظة فعلاً، قلت لأصلي العصر وأقرأ شيئاً من القرآن، وانصرفت للقراءة في كتاب في القراءات القرآنية لكي أجد القاعدة العلمية التي أستطيع أن أدخل منها إلى الموضوع، والله الموفق.
مصادر جديدة في الرسم
الخميس 7 تشرين الثاني 1974م = 22 شوال 1394هـ
الحمد لله , كنت اليوم أكثر اطمئناناً إلى العمل الذي أنا مُقْدِمٌ عليه، رغم أني لا أزال في بداية الطريق , ولكني بدأت أشعر بانشراح نفسي لهذا العمل وازدياد رغبتي فيه، ولعل من العوامل التي أثرت في نفسي هذا الأثر هو اطلاعي على مصادر جديدة، فقد ذهبت منذ الصباح إلى معهد المخطوطات إذ كنت أمس قد عرفت أن هناك عدداً من المخطوطات في موضوع (رسم المصحف)، وقرأت في أحد هذه المخطوطات، وهو كتاب الهجاء، ومع أن مؤلف هذا الكتاب مجهول إلا أني أكاد بالبحث أن أجد عصره بدقة، إذ إن المؤلف ذكر في أصل الكتاب خمسة عشر كتاباً ومؤلفيها، ولا شك في أن مؤلف كتاب الهجاء يأتي تالياً لهم، ومع أن صاحب فهرست المخطوطات المصورة قد ذكر أن المؤلف قد يكون بعد القرن الرابع فإني أكاد أجزم أنه من القرن السادس فصاعداً إذ إنه يذكر أكثر من مرة الزمخشري وكتابه الكشاف، والزمخشري متوفى سنة 538هـ كما هو معروف , وطلبت مخطوطاً آخر تبين لي أنه قد حُقِّقَ السنة الماضية، وهو منشور في مجلة معهد المخطوطات العربية، واشتريت ذلك العدد بجنيه، والكتاب هو هجاء مصاحف أهل الأمصار لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفى سنة 430هـ والمحقق هو محيي الدين عبد الرحمن رمضان، والكتاب لا يتجاوز مئة صفحة، ولكنه قد حوى بعض المصادر الجديدة التي ستنقلني إلى آفاق جديدة من البحث , ومن الله العون.
خياطة بدلة
الجمعة 8 تشرين الثاني 1974م = 23 شوال 1394 هـ
كانت عودتي إلى العراق التي استمرت أكثر من شهرين تشبه الحلم، لكنه حلم لا يخلو من الذكريات الجميلة التي يحلو للنفس تأملها في بعض ساعات الغفلة أو الضيق، حدث لي اليوم ما بعث كثيراً من تلك الذكريات , فعندما كنت هنا السنة الماضية , سافر الوالدان لأداء فريضة الحج للمرة الثانية , وعادا والحمد لله , وأُخْبِرْتُ أنهما جلبا لي قطعة قماش , وظلت في البيت في العراق وحين عدت فرحت بهدية الوالدين، قلت لأخيطها بدلة، ولكن سمعت أن أسعار الخياطة قد وصلت إلى أكثر من 17 ديناراً , عندها قررت جلبها معي إلى مصر لأخيطها هنا , واليوم ذهبت إلى الخياط وعندما قاسها كانت 2,20سم أي أنها لا تكفي لخياطة بدلة كاملة، وكنت أتوقع أن تكون أكثر من ثلاثة أمتار، ولكن كان هذا هو الواقع، ترى هل كانت من ساعة شرائها بهذا الطول، وهي لا تكفي بدلة، وقررت أن أخيط منها جاكيت فقط، واشتريت قطعة أخرى للبنطرون بخمسة جنيهات، الجاكيت كان لونه (نيلي) والبنطرون (رمادي)، وحدث مثل هذا للأخ أحمد الراوي، فقبل أيام حضر هو ووالده عندنا في الشقة، فحدثنا عن قضيته مع الخياط، فقد ترك عنده قطعة القماش لعمل بدلة، ولكنه عندما عاد إليه بعد أسبوع أخبره أن القطعة لا تكفي، كان والده قد جلبها له أيضاً من السعودية، وكان لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يدري تفسيراً لهذا هل نقصت عند الخياط أم في مكان آخر، ربما كانت قصتي تشبه قصته.
البحث عن مصادر الرسم
السبت 9 تشرين الثاني 1974م = 24 شوال 1394هـ
لم أكتب إلى الآن شيئاً في الموضوع سوى أني كنت أبحث عن مصادر جديدة في موضوع الرسم، وأحاول أن أتعرف على معالم الدراسات القرآنية، خاصة القراءات وتاريخ القرآن، إذ إن معرفتي بهذا الميدان معرفة قاصرة , معرفة الرجل غير المتخصص، لذا فأنا أعمل على أن أتعرف أولاً على الكتب التي تبحث في موضوع القراءات ثم مصادر الدراسات القرآنية ومظان تراجم القراء والعلماء، وإن كانت جهودي خلال هذه الأيام منصبة على التعرف على كل أو معظم المخطوطات المتعلقة بموضوع رسم المصحف، والموجود منها في مكتبة معهد المخطوطات ودار الكتب والمكتبة الأزهرية، وقد تعرفت إلى الآن على عدد لا بأس به منها، ربما كان كل ما يمكن أن أستفيد منه، ولعل المستقبل يكشف عن كتب أخرى، والظاهرة التي لفتت نظري أن المراجع الأولى لا تتجاوز عدد أصابع اليد، ثم تبدأ المؤلفات التي تنهج نهج نظم العلوم، ثم تأتي الشروح والتعاليق، وأكاد أميل إلى الصفح عن هذه المؤلفات الآن، وأتجه إلى المصادر الأولى التي كتبها العلماء الأوائل، وهم أعلم بتاريخ القرآن، لقرب عهدهم من الصدر الأول، ووقر في نفسي أن أقوم بتصوير ثلاث مخطوطات في الرسم المصحفي لتنضم إلى الكتب المطبوعة مثل كتاب المصاحف لابن أبي داود والمقنع للداني وهجاء مصاحف الأمصار لأحمد بن عمار، ثم الكتب الأخرى للمتأخرين، وأحاول أيضاً أن أنظر في المصاحف القديمة ومعاينة خطوطها عن كثب، ومتابعة اختلافات الرسم على مر العصور.
تعمق الرغبة في الموضوع
الأحد 10 تشرين الثاني 1974م = 25 شوال 1394هـ
كلما مضيت في دراسة موضوع الرسم المصحفي ازددت حباً للموضوع وارتياحاً للعمل فيه، وما يمكن أن يسفر عنه في المستقبل , ففي الأيام الأولى من وصولي واقتراح الموضوع عليَّ كنت أشك في أني يمكن أن انصرف للعمل في هذا الموضوع، وفي الأيام التالية بدأت فكرة تغيير الموضوع تتسلق جدران التفكير، تريد أن تظهر، ولكن كتمها الله، ومضيت أتعرف جوانب الطريق حتى فتح الله علي بهذه القناعة والرضا، فقد عرفت كثيراً من مصادر البحث التي تمكنني من المضي خطوات فيه، حتى يمكن أن أتعرف على مصادر أخرى، وإن كانت الطريق لا تخلو من عقبات، إذ إن معرفتي بالقراءات محدودة، ولا بد من اطلاعي عليها ومعرفتي بها , وأنا أحاول أن أسد هذا النقص ولكن الموضوع طويل عريض شاق ومعقد، والأمور دائماً تؤخذ على مهل وتريث، وسأدخل في الموضوع إن شاء الله برفق، وتبقى إلى جانب ذلك مشكلة المشرف، وأنا أتوسم بالدكتور عبد الصبور شاهين خيراً، ولكن لا أدري ما يكشف لي المستقبل عنه وقت العمل، إذ إن الطالب محتاج دائماً إلى توجيه الأستاذ، والتوجيه المخلص البنَّاء، كذلك محتاج إلى تسامحه وعونه، دون تعنته وتشدده، وأنا أدعو الله أن ييسر لي ببركة القرآن العظيم.
في مسرح البالون
السبت 16 تشرين الثاني 1974م = 2 ذو القعدة 1394هـ
للأخ خليل معارف في السفارة العراقية في القاهرة، كما أن لي معرفة بأبي هادي وأبي مؤيد، المهم أن بطاقة دعوة وصلتنا لحضور حفلة بمناسبة الأسبوع الثقافي العراقي الذي يقام في القاهرة والذي يبدأ من اليوم 15/ 11 حتى آخر الشهر، وبدأت الحملة الإعلامية والدعائية لهذا الأسبوع منذ زمن بعيد وعلقت الملصقات على الجدران , وكأن حدثاً عظيماً سيقع، والأسبوع هذا يتضمن محاضرات عن واقع الفن العراقي، وعن الحركة الفنية والثقافية في العراق، ومحاضرة عن السياسة النفطية، بالإضافة إلى العروض التي تقدمها فرقتا الفنون الشعبية والفرقة القومية، نحن نسكن قريباً من مسرح البالون (أو البَلُّون) وحدث أن دعينا إلى أول حفل من الأسبوع يقام في مسرح البالون، وتقدم فيه عروض الفرقة القومية للفنون الشعبية، ذهبنا بعد التاسعة مساء، ولأول مرة ندخل المسرح، بل إنها المرة الثانية التي أدخل فيها مسرحاً، وكانت الأولى في الموصل يوما ما، وبدأت المقاعد تزدحم بالناس، أكثرهم عراقيون، وعند التاسعة والنصف بدأ الحفل وكنا ننتظر ما يسر، أو أن نرى أمراً غريباً عجيباً، حضرت الحفل السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس
(يُتْبَعُ)
(/)
المصري، ووزير الثقافة المصري ووزير الإعلام العراقي، تبين لنا بعد ذلك أن المسؤولين عن هذه العروض تافهون، لأن ما عُرِضَ لم يكن ذا قيمة بأي مقياس، مجموعة من الشباب والفتيات يمارسون الرقص، وكل حين يظهرون بزي جديد يتحركون على خشبة المسرح، ويسمون ذلك فَنًّا، وذهبت منا سويعات ثمينة هباء!
اختيار طريقة لجمع المادة
الأحد 17 تشرين الثاني 1974م = 3 ذو القعدة 1394هـ
لا أزال أتلمس الطريق الأمثل لجمع المادة، عرفت المصادر والمراجع وبدأت أسعى لجمع المادة، ولكني إلى الآن وأنا متردد في الطريقة التي يمكن أن أتبعها في جمع المادة، بدأتُ منذ الأسبوع الماضي بجمع المادة من كتاب المقنع وهو أغزر كتاب عن الموضوع، استعملت البطاقات كنت أجمع كل فكرة في بطاقة مفردة، ولكن قد تشترك في الفكرة الواحدة عدة جزئيات، فتركتها في ذلك الإطار الواسع، واليوم أنهيت كتابة كل مادة الكتاب على تلك الطريقة بحوالي 260 بطاقة , وحين بدأت أفكر في مدى الفائدة التي يمكن أن أستفيدها من هذه المادة في البطاقات , هنا بدأت الشكوك تتسرب إلى نفسي من جدوى هذه الطريقة، فلا بد من كتابة كل جزئية، كل كلمة في آية، كل وجه، كل حرف، في بطاقة واحدة، ولكن ذلك سيكلف آلاف البطاقات، وقد لا تحمل البطاقات إلا بضعة كلمات، قلت لأستفيد من الورق الكبير المخطط أقوم بقطع الورقة الواحدة أي الصفحة أربعة أقسام، فيحصل من كل بند 1600 بطاقة، وسأجعل هذه الأوراق كل ورقة لحرف أو وجه لكلمة من آية، وأدع البطاقات المطبوعة للأفكار الكبيرة، وإلى الآن لم أستخدم هذه الطريقة، ولكني أفكر بإعادة كتابة ما كتبته واتباع ذلك في المستقبل، إذ أن ذلك هو الطريق الصحيح لكتابة بحث جيد، إن شاء الله.
مع أدب الكاتب
الاثنين 18 تشرين الثاني 1974م = 4 ذو القعدة 1394هـ
قضيت اليوم أعمل في نقل ما موجود في كتاب ابن قتيبة (أدب الكاتب) عن الخط مما ذكره هو في كتاب تقويم اليد في الكتاب المذكور.
تنظيم العمل وجمع مصادره
الجمعة 22 تشرين الثاني 1974م = 8 ذو القعدة 1394هـ
ثلاثة أسابيع مضت أو تزيد قليلاً على وصولي إلى القاهرة وعلى تسجيلي موضوع البحث , ولكني حتى الآن لم أجد نفسي أعمل بكل طاقتي، أو أني لم أجد السبيل التي أستطيع بها أن أخوض غمار البحث والتنقيب , ولكن هذه الفترة لم تخل من فائدة، فقد عرفت مصادر البحث إن لم تكن أغلب المصادر فقسطاً يمكنني من المضي في العمل الذي ستتكشف جوانبه كلما مضيت فيه، إن شاء الله، وقد قضيت أكثر من عشرة أيام وأنا أنقب في فهارس المخطوطات في معهد جامعة الدول العربية، وعرفت عدداً من مصادر الموضوع المخطوطة موزعة على عدة مكتبات، وفي المعهد عدة أفلام لبعض تلك المخطوطات، فطلبت تصوير ثلاث منها، هي كتاب ابن وثيق الأندلسي، وكتاب أبي طاهر العقيلي وكتاب الهجاء لمجهول (6)، كذلك فإني نقلت بعض النصوص، وعكفت على كتاب المقنع أسبوعاً كاملاً ونقلت ما فيه جميعاً، ولكني الآن أجد من الضروري إعادة كتابة بعض ما كتبته منه موزعاً على البطاقات توزيعاً جديداً، فأنا عندما قدمت من العراق جلبت معي ألفي بطاقة من النوع الجيد، ووجدت أن البحث وخاصة في مجال اتفاق واختلاف المصاحف في رسم بعض الكلمات يحتاج إلى أعداد هائلة من البطاقات، فترددت في استعمال تلك البطاقات لمثل ذلك، لأن البطاقة لن تحوي أكثر من بضع كلمات، أخيراً بعد تفكير وجدت أنه من الأفضل استعمال ورق الدفاتر العادية بعد قطع الصفحة الواحدة نصفين، فاشتريت عشرة دفاتر فئة 120 ورقة من مكتبة قريبة من الكلية، وبدأت أستعمل هذه الطريقة.
كنت أسير في شارع المكتبات (ش. عبد الخالق ثروت) وإذا بعيني تقع على كتاب المصاحف لأبي بكر السجستاني، فَرِحْتُ به، فإن هذا الكتاب ثاني اثنين هما عمدة البحث: كتاب المصاحف وكتاب المقنع، كانت مكتبة المثنى ببغداد قد أعادت تصويره، اشتريت نسخة بثلاثة جنيهات، وسأجلس إن شاء الله طيلة هذا الأسبوع إلى هذا الكتاب لعلي أستفرغ ما فيه من مادة، وإن كانت غريبة مقلقة أحياناً، مثيرة للحزن والهم، وأستعمل الآن نوعين من البطاقات: البطاقات المعدة المطبوعة، وبطاقات ورق الدفاتر، وتبدو لي كلما تقدمت في البحث جوانب جديدة تزيدني تعلقاً به، وشتان ما بين
(يُتْبَعُ)
(/)
الأيام الأولى للموافقة على الموضوع وهذه الأيام، فقد مَنَّ الله عليَّ بهذا البحث لأظل قريباً من القرآن، لعلي أنتفع بذلك يوم يكون القرآن شاهداً لنا أو علينا، ومع كل ذلك فأنا لا أزال في أول الطريق، فإن كتباً ضخمة تنتظر مني أن أقرأها أو أنا أنتظر قراءتها لألتقط ما يمكن أن أستفيده منها، أيام وأسابيع طويلة ستمر إن شاء الله قبل أن أنهي هذا البحث، إن كُتِبَ لي إنهاؤه، ولكني آمل أنَّ حبي للبحث سيخفف عني المتاعب وسيجعلني أكثر رغبة في العمل وأكثر تحملا لمتاعبه، ومن الله العون.
البحث عن شقة جديدة
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 1974م = 12 ذو القعدة 1394هـ
الشقة التي نسكنها الآن فيها ما هو جيد يشجع على الاستمرار في السكن فيها , وفيها عكس ذلك , فهي نظيفة، أثاثها جيد، موقعها جيد، ومواصلاتها جيدة ولكنها تقع على شارع رئيسي , رغم عدم ازدحام المنطقة كثيراً فإن وقوعها على شارع 26 يوليو يخلق ضجيجاً مزعجاً، خاصة والشقة قريبة من الأرض في الدور الثاني , والأهم من ذلك أن الشمس في الشتاء لا تصلها , وهذا هو الذي حفزنا على البحث عن شقة نستقبل بها الشتاء , قلنا لأبي المجد أن يبحث لنا عن شقة في نفس المنطقة وبنفس المواصفات مع وجود الشمس , الأخ خليل يرى أنه من الممكن أن نسكن في المنيل حيث يحقق ذلك لي وله بعض التسهيلات، ذهبنا اليوم إلى المنيل منذ الصباح، والتقينا بعدد من الوجوه التي لا تختلف كثيراً في أسلوب تعاملها .. جديدة، نظيفة، (بِلْكُلُّو) ولكن عندما نرى الشقة نجدها تشبه سجناً في الأدوار العليا , وتعبنا من السعي مع السعاة والسماسرة وعلت الشمس في كبد السماء وانحرفت نحو الغروب، ولم نظفر بشيء، عدنا بعد تلك الرحلة المخيبة للأمل، إذ إن الأسعار غير معقولة , والنوعيات رديئة، وقلنا لنبق لعلنا إن لم نجد شقة غيرها يمكن أن نواجه الشتاء بالوسائل والاحتياطات رغم أنها شاقة.
دعوة بمناسبة العام الدراسي الجديد
الخميس 28 تشرين الثاني 1974م = 14 ذو القعدة 1394هـ
كانت هناك دعوة عامة في السفارة العراقية للطلبة العراقيين الذين يدرسون في مصر، بمناسبة العام الدراسي الجديد , ذهبت لا للاستمتاع ولكن للاستطلاع , كانت البداية في الساعة الرابعة والنصف مساءً لكني تخلفت حتى الساعة الخامسة والنصف، إذ كنت أسعى لأداء صلاة المغرب قبل الذهاب , كان مكان الدعوة في بيت السفير، وكان يرحب بالمدعوين الملحق الثقافي الدكتور عناد ومعاونه حميد المزعل , كان المكان غير رحب فضاق بما يزيد على مئة بل ربما مئة وخمسين ما بين طالب ومدعو , وفي الساعة التي تأخرت فيها كانت قد تمت مناقشة بعض القضايا وخاصة ما يتعلق بامتيازات الطلبة المجازين والطلبة الذين يدرسون على نفقتهم، ورُوِيَ لي أن الطلبات والاقتراحات أُدْرِجَتْ في مذكرة سترفعها السفارة إلى بغداد، بعد ذلك مالَ القوم وتدافعوا على مائدة قد نثر عليها من أنواع البسكويت والحلوى والكيك من أطايب ما يصنع في مصر، وأصبت ما أصبت في تلك اللجة، وبعد ذلك تفضل السفير وارتجل كلمة رحب وأثنى .. وأمَّل ووعد ثم وَدَّعَ , وقد جمعني هذا الحفل ببعض الأصدقاء، كان منهم الأستاذ أحمد خطاب (7) الذي وصل منذ عهد قريب إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه، وهو الآن يعمل في كلية الآداب في جامعة الموصل، بعد الحفل سرنا إلى دارهم القريبة من منزلنا! واستعرت منه كتاب إيضاح الوقف لابن الأنباري لعلي أستفيد منه، إن شاء الله.
مع كتاب إيضاح الوقف والابتداء
الثلاثاء 3 كانون الأول 1974م = 19 ذو القعدة 1394هـ
خلال الأيام الثلاثة الماضية كنت أقرأ في كتاب إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، لأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، والذي حققه محيي الدين عبد الرحمن رمضان , وهو مطبوع في دمشق 1970 في مجمع اللغة العربية , وقد عرفت أن فيه مادة جيدة عن موضوع الرسم المصحفي , ولم أجد نسخة منه هنا في مصر، على أني لم أستقص كل الأماكن المحتملة، وأخبرني الأخ الأستاذ أحمد خطاب بأنه يقتني نسخة من الكتاب لأن موضوعه يتصل بالكتاب الذي يعمل على تحقيقه وهو (القطع والائتناف للنحاس)، فتفضل مشكوراً وأعارني إياه منذ يوم الجمعة الماضي، فانقطعت له هذه الأيام الثلاثة الماضية كاملة أقرأ فيه وأنقل منه
(يُتْبَعُ)
(/)
، وهو يتجاوز الألف صفحة، مع أن طباعته بالحرف الكبير، وقد فرغت منه نهاية يوم أمس بعد أن نقلت عدداً لا بأس به من النصوص , وهو يعتبر من المراجع القديمة للموضوع إذ كثيراً ما نقل عنه أبو عمرو الداني في كتبه، وهو يقف في مرتبة مساوية مع ابن أبي داود صاحب كتاب المصاحف، إذ إن ابن أبي داود توفي سنة 316هـ وابن الأنباري هذا توفي سنة328هـ، فهما من جيل واحد تقريباً، واليوم كنت مشغولاً أعمل في كتاب هجاء مصاحف الأمصار لأحمد بن عمار المهدوي الذي نشره محيي الدين عبد الرحمن محقق كتاب إيضاح الوقف في مجلة معهد المخطوطات، وهو كتاب قيم في موضوعه.
مع المهدوي في هجاء مصاحف الأمصار
الأربعاء 4 كانون الأول 1974م = 20 ذو القعدة 1394هـ
أمضيت اليوم أعمل في كتاب هجاء مصاحف الأمصار، وهو كتاب مختصر ولكنه غني بالمادة، وقد وجدت الطريقة التي سأمضي فيها لجمع المادة، الوجوه المختلفة للرسم والمتفقة أجعلها في ورق عادي بحجم بطاقة البحث عملتها من عدة دفاتر، والأفكار والمعلومات أجعلها في البطاقات المطبوعة المعدة لذلك.
الرصاصة لا تزال في جيبي
الخميس 5 كانون الأول 1974م = 21 ذو القعدة 1394هـ
تعرفنا على الشيخ عبد الغني عبد الخالق الدكتور في جامعة الأزهر أستاذ الفقه – عند أحد الإخوة، وكنا نراه في بعض مناقشات الرسائل العلمية التي يشترك في مناقشتها، زرته أنا والأخ خليل منذ ما يقرب من عشرين يوماً، ووعدنا ببعض الكتب يحضرها لنا من مكتبته الممتدة المبعثرة كتبها في الدواليب والشبابيك والأرض، مكتبة رائعة، ذهبت اليوم مع الأخ خليل لزيارته حيث يسكن بجاور السيدة نفيسة , وبعد أن مكثنا عنده بعض الوقت انحدرنا إلى مركز المدينة: ميدان التحرير، وبعد أن تعشينا في مطعم للفول في باب اللوق سرنا نقضي بعض الوقت في الشوارع التي تربط بين العتبة والتحرير: شارع قصر النيل وسليمان باشا، شوارع مزدحمة بالخلق، مكتظة بالبضائع، محلات تجارية عامرة، وفجأة وقفنا أمام قطعة مكتوب عليها سينما مترو، لم ندخل سينما في القاهرة أبداً، في العراق دخلت مرة! هناك لافتات كبيرة تقول إن الفلم هو "الرصاصة لا تزال في جيبي " وتُصَوِّرُ أحداثه بعض مشاهد حرب حزيران 1967، وحرب تشرين 1973، وتصور بعض الظروف الاجتماعية في مصر، دخلنا السينما، وقضينا وقتأ ممتعاً ونحن نتابع صور معركة عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، والمعارك التي دارت بعد ذلك وشاركت فيها الدبابات والمدافع والطائرات والجنود، مشاهد محزنة ومشاهد تبعث الأمل!
نشرت هذه الحلقة يوم الجمعة 19/ 3/1431هـ
ـــــــــ الحواشي ــــــــ
(1) وجدت الصفحات التي تلي وصف رحلة العودة إلى العراق بيضاء، ويبدو أن فرحة اللقاء بالأهل قد شغلتني عن كتابة اليوميات لعدة أيام.
(2) كان ذلك في سنة 1974، أما اليوم فإن داء الرشوة قد انتشر بين الموظفين في العراق إلا من عصمه الله، وقليل ما هم.
(3) كان الدينار العراقي يساوي ثلاثة دولارات وعشرة سنتات، واليوم يساوي الدولار ألفاً ومئتي دينار عراقي!
(4) عمي نعمة حمد الصالح، عمل في التعليم، ودَرَّسنا في المدرسة الابتدائية، وكان له ولع بالتاريخ وعلوم الشريعة، وانتقل من بيجي وسكن في تكريت، وتوفاه الله تعالى في يوم الأحد 3/ 2/1985م، رحمه الله.
(5) وجدت صفحات المفكرة بيضاء من بعد 12 أيلول إلى 21 تشرين الثاني، إلا من كتابة ثلاث رسائل إلى القاهرة، الأولى إلى الدكتور كمال محمد بشر عميد كلية دار العلوم، تتضمن طلب تسجيل موضوع الماجستير، وقد تَقَدَّمْتُ بموضوعين:
الأول: أصوات العربية عند اللغويين والنحاة في ضوء الدراسات المعاصرة.
الثاني: الدراسات اللغوية عند ابن فارس.
والرسالة الثانية إلى الأخ مجاهد مصطفى، والثالثة إلى الأستاذ فتحي محمد جمعة، المعيد في الكلية.
ويبدو أن ما كنت أشعر به من سعادة وأنا بين الأهل والأصدقاء قد شغلني عن كتابة أي شيء في هذه الفترة الطويلة، وقد مر شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، ولم يحركني للعودة إلى الكتابة إلا اقتراب موعد سفري إلى القاهرة من جديد.
(6) حَقَّقْتُ كتاب ابن وثيق وطُبِعَ في بغداد سنة 1988، وطُبِعَ بدار عمار طبعة ثانية سنة 2009، وحققت كتاب أبي طاهر العقيلي وطُبِعَ بدار عمار سنة 2008، والحمد لله، وأنجزت تحقيق كتاب الهجاء لمجهول قبل سنتين، وحصلت لي مفاجأة قبل أيام حين اتصل بي الأخ الأستاذ إياد السامرائي ليخبرني بوجود نسخة أخرى مخطوطة من الكتاب في مكتبة جامعة هارفرد، وقد اطلعت عليها وأخذت نسخة ورقية منها، وآمل أن يتاح لي الوقت لإعادة النظر في التحقيق في ضوء هذه النسخة.
(7) الأستاذ الدكتور أحمد خطاب العمر التكريتي، عمل في جامعة الموصل بعد حصوله على الدكتوراه، ثم انتقل إلى جامعة تكريت عند تأسيسها سنة 1988، وعمل مساعداً لرئيس الجامعة عدة سنوات، ثم تفرغ للتدريس في كلية التربية للبنات، وأحيل إلى التقاعد (المعاش)، وتوفي رحمه الله في تكريت يوم الأحد 8 نيسان 2007م الموافق 21 ربيع الأول 1428هـ، وله عدة كتب محققة وأبحاث منشورة، منها: شرح القصائد التسع المشهورات للنحاس، والقطع والائتناف للنحاس أيضاً.
الحلقات السابقة:
1 - ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الأولى) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18525)
2- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثانية) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18581)
3- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثالثة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18636)
4- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الرابعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18711)
5- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الخامسة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18785)
6- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة السادسة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18853)
7- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة السابعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18943)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2010, 04:59 م]ـ
بوركت وبوركت أيامك يا أستاذنا، وفي الحقيقة لا يزال الأمر بي يوم الجمعة في انتظار هذه الذكريات الجميلة، وأسأل الله أن يوفقك للخير أينما كنت، ولعل أساتذتنا يحذون حذوكم فيتحفونا بأخبارهم المليحة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:09 م]ـ
إلى طلبة العلم
من وقف على معاناة الآخرين عرف قدر نعمة الله عليه
أوجه كلامي هذا إلى طلاب الدراسات العليا في المملكة العربية السعودية
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Mar 2010, 01:10 ص]ـ
رحيق خبرة علمية أصقلتها السنون فليحرص عليها المجتهدون
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Mar 2010, 01:31 ص]ـ
[=غانم قدوري الحمد; التقيت بالدكتور بشر عميد الكلية ورئيس قسم علم اللغة، ... وبعد قليل حضر إلى المكان الدكتور عبد الصبور شاهين ... الدكتور أمين السيد وأساتذة قسم علم اللغة ... ، تعرفنا على الشيخ عبد الغني عبد الخالق الدكتور في جامعة الأزهر أستاذ الفقه –
قلت: أنعم وأكرم بطالب علم يجلس بين هذه الكوكبة المستنيرة المتعمقة في الفكر العربي بكل أطيافه.
فجأة وجدت نفسي أمام مشكلة اختيار الموضوع بعد كل تلك الجهود التي بذلتها قبل سفري إلى العراق،
كنت أزعم أن مشكلة اختيار الموضوع مشكلة الجدد من طلاب العلم لكن يبدو أنها مشكلة المشاكل منذ زمن بعيد حيث قابلت جيل أستاذنا الكريم غانم حفظه الله ووفقه.
[الرصاصة لا تزال في جيبي
فيلم رائع من أحسن ما أخرجته السينما المصرية وهو من الأفلام النادرة التي اكتحلت عيني بها وأنا فوق العاشرة بقليل ـ فكم أنست بذكرياتكم العطرة.
أما ما يتعلق بالأم وتقبيلها إياكم وحزنها على فراقكم فهذا له ما بعده
حيث أثار هذا الموقف كوامن نفسى إذ في السنة الأخيرة لي وأنا في المملكة حذرتني أمي رحمها الله من السفر وقالت أما آن لك يا عبد الفتاح أن تنور بيتك بوجودك فيه بين أهلك وإخوانك، ثم قلت لها سأذهب لأغلق ملف السفر هذا العام يا أمي ولكن عاجلها القضاء وأسلمت روحها لباريها عقيب تقديم الاستقالة في العام المصرم وقبل العود الحميد وحسبي أنها ماتت وهي عني راضية.
وقديما قالوا: الغربة كربة أية كربة؛
ولله تعالى در من قال:
: حسنوا القول وقالوا غربة ....... إنما الغربة للاحرار ذبح
جزاكم الله خيرا يا أستاذنا المفضال ونحن على شوق لمزيد من سطور النور في سيرتكم الموفقة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 Mar 2010, 07:57 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
1 - الرشوة داء وبيل ولا تكاد تخلو منه المجتمعات التي ترزخ تحت نير الطغاة وهي باب من أبواب الذل ..
2 - حديث أستاذنا عن رحلته مع اختيار موضوع الرسالة يثير عندي أموراً منها:
1) لاشك أن لاشتغال الدكتور شاهين بمطالعة كتب المستشرقين وعلمه بأطروحاتهم عن القرآن أثر في اختيار هذا العنوان وهذا مثال حسن على الرسال التي تُنتجها مشكلة يُعانيها الباحث (ولكنها هاهنا ليست مشكلة الباحث) مما يقود للنقطة الثانية:
2) من أكبر مصائب البحث الأكاديمي هو هذه الروتينية في اختيار الرسائل العلمية وهي الغالبة عليه إلى اليوم فالرسالة لا تعالج مشكلة أوجدتها قراءة وثقافة ومعرفية الباحث بل إما مشكلة يريد المشرف أو أحد أعضاء مجلس القسم حلها،أو مجرد موضوع يطرأ عفو الخاطر، أو تقليدية تريد أن تنهي الأمر والسلام (لهجة عراقية) وهذا يجعل الرسالة نفسها تخرج باردة لا روح فيها فهي أشبه بمثلنا العامي (يا مربي في غير ولدك ياباني في غير ملكك) وأكبر جناية من برودها أنها لا تخرج غالباً عن مجرد توسع أفقي وصب ما كان موجوداً من قبل في زجاجة جديدة تختم بختم الماجستير أو الدكتوراه وخلاص،أما الرسالة العلمية التي تشكل هدفاً علمياً ولد وحيا في نفس الباحث ثم هو ينفخ فيه من روحه ليخرج لنا عملاً إبداعياً يضيف لرصيد المعرفة التراكمية = فهذا أندر اليوم من أكلي للفول في باب اللوق http://1.1.1.4/bmi/www.tafsir.org/vb/images/smilies/smile.gif
3) هذه المقدمات التي ساقها الدكتور عن رسالته تضرب مثلاً آخر من إقبال الباحث في الدراسات العليا على موضوع ليس له به خبرة سابقة وليس ممتلكاً لأطرافه مستعداً للبناء الرأسي فيه وهذا من العوامل المؤثرة في غلبة البناء الأفقي للرسائل العلمية؛لأنها تتحول في النهاية إلى محاولة للمذاكرة والفهم وتلخيص الفه من قبل الباحث وليست عملاً إبداعياً.
4) كل هذا كان ينبيء بأن تخرج رسالة الدكتور من جنس هذه الرسائل الباردة المدرسية،لكن الغريب أني طالعت الكتاب مرتين وأنا وإن كنت لا أغالي فيه كما يفعل البعض لكني بالفعل أعده عملاً إبداعياً فيه معرفة رأسية ظاهرة جداً خاصة لمن وزن الكتاب بتاريخ صدوره وندرة المصنفات فيه فلا أدري ما الذي حدث،لكن أول تفسير ذلك هو أن الروح الإبداعية والملكة الساكنة في قلب أستاذنا قد أبت عليه إلا أن يحتشد لكتابه حتى تجاوز به مالم يستطع غيره أن يتجاوزه، وأنا شغوف جداً بمعرفة رحلة الأستاذ مع رسالته؛لأعلم كيف خرجت من بين فرث ودم ..
3 - لم يعد عبد الخالق ثروت الآن شارعاً للمكتبات،ولعل انتقال الشارع نفسه وتغير سمة المكتبات يقود لمعرفة التطور والتغير الذي طرأ على الحركة العلمية في مصر.
4 - أحب لو حدثنا الدكتور عن الحركة العلمية والثقافية وسوق الكتب في بغداد في هذه الفترة ..
5 - (الرصاصة لا تزال في جيبي) لا أذهب فيه مذهب الدكتور عبد الفتاح وأراه بالغ فيه وكنت ولا زلت أرى أفضل الأفلام في تصوير هذه المرحلة خاصة تصميم المعارك فيه،أما أكثر من ذلك فلا ..
6 - الفنون المسرحية جميعها عانت في فترة السادات فقد كان ازدهارها قائماً على الشيوعيين والماركسيين وهؤلاء دخلوا الجب مع إتيان السادات للحكم.
7 - من الأشياء غير المشهورة أن جيهان السادات حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:03 م]ـ
2) من أكبر مصائب البحث الأكاديمي هو هذه الروتينية في اختيار الرسائل العلمية وهي الغالبة عليه إلى اليوم فالرسالة لا تعالج مشكلة أوجدتها قراءة وثقافة ومعرفية الباحث بل إما مشكلة يريد المشرف أو أحد أعضاء مجلس القسم حلها،أو مجرد موضوع يطرأ عفو الخاطر، أو تقليدية تريد أن تنهي الأمر والسلام (لهجة عراقية) وهذا يجعل الرسالة نفسها تخرج باردة لا روح فيها فهي أشبه بمثلنا العامي (يا مربي في غير ولدك ياباني في غير ملكك) وأكبر جناية من برودها أنها لا تخرج غالباً عن مجرد توسع أفقي وصب ما كان موجوداً من قبل في زجاجة جديدة تختم بختم الماجستير أو الدكتوراه وخلاص،أما الرسالة العلمية التي تشكل هدفاً علمياً ولد وحيا في نفس الباحث ثم هو ينفخ فيه من روحه ليخرج لنا عملاً إبداعياً يضيف لرصيد المعرفة التراكمية = فهذا أندر اليوم من أكلي للفول في باب اللوق
هنأك الله بفولك!
كلامك واقعي جدا، ولكني أؤكد على ما ذكره الدكتور أبو مجاهد العبيدي في مشاركة سابقة بقوله:
أما الدارسون في الدراسات العليا فإنهم لا يزالون في طور التأهيل المتقدم، وهم بحاجة إلى الإفادة من فحول العلماء، وبحاجة إلى قراءة كلام الأئمة الكبار ودراسته والإفادة منه.
والذي أرى أن بحث الماجستير يعتبر إعداداً للباحث وتأهيلاً له لمواصلة التقدم والإتقان لتخصصه، ولا ينتظر منه في الغالب إعداد بحوث في المسائل العويصة التي قد يعجز عنها وعن تصورها أحياناً، وخاصة مع ضيق الوقت، وقلة العلماء الناصحين الباذلين الذين يقفون مع الطالب، ويقدمون له ما يحتاج إليه.
* * *4)
كل هذا كان ينبيء بأن تخرج رسالة الدكتور من جنس هذه الرسائل الباردة المدرسية،لكن الغريب أني طالعت الكتاب مرتين وأنا وإن كنت لا أغالي فيه كما يفعل البعض لكني بالفعل أعده عملاً إبداعياً فيه معرفة رأسية ظاهرة جداً خاصة لمن وزن الكتاب بتاريخ صدوره وندرة المصنفات فيه فلا أدري ما الذي حدث،لكن أول تفسير ذلك هو أن الروح الإبداعية والملكة الساكنة في قلب أستاذنا قد أبت عليه إلا أن يحتشد لكتابه حتى تجاوز به مالم يستطع غيره أن يتجاوزه، وأنا شغوف جداً بمعرفة رحلة الأستاذ مع رسالته؛لأعلم كيف خرجت من بين فرث ودم ..
ونحن كذلك شغوفون، وهذه من أهم الوقفات التي أتمنى على الدكتور غانم -وفقه الله- أن يتحفنا بها.
3 - لم يعد عبد الخالق ثروت الآن شارعاً للمكتبات،ولعل انتقال الشارع نفسه وتغير سمة المكتبات يقود لمعرفة التطور والتغير الذي طرأ على الحركة العلمية في مصر.
من أشهر كتب الدكتور جلال أمين كتابه: (ماذا حدث للمصريين) يشرح التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995 أي خلال نصف قرن من الزمان.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:55 م]ـ
شكر الله لك أستاذنا الفاضل على هذه الذكريات القيمة. وبعد قراءتي لمعاناتكم في الحصول على الكتب وتصويرها على ميكروفيلم ثم تصويرها ومسألة البطاقات جعلني اقف شاكرة لله تعالى على نعمه علينا فأين نحن الآن من هذه المعاناة ونحن في عصر التقنية والحصول على المعلومة بضغطة زر وقص ولصق وعمل الجداول والاحصاءات؟! هل توقفنا لنشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه علينا؟!
أما حديثك عن لقاء ووداع الأهل وخاصة الوالدة فقد حرك في القلب ساكناً وهذه ضريبة الغربة كل مرة نودع أهلنا نتساءل هل سنراهم في المرة القادمة أم أنهم سيرحلون عن هذه الدنيا الفانية؟! أسأل الله تعالى أن يرحم من مضى من أهلنا ويجمعنا بمن بقي منهم على قيد الحياة لنراهم ونشبع من حبهم وحنانهم الذي ليس له مقابل.
ولا يفوتني أن أدعو للدكتور عبد الصبور شاهين الذي اقترح موضوع الدراسة فقد خدمتم القرآن الكريم بها خدمة قيمة أسأل الله تعالى أن يجعلها وسيلتكم إلى رضوانه وجناته.
بانتظار المزيد من هذه الوقفات الكريمة لنستقي منها العبر.
وفقكم الله تعالى لكل خير
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[30 Mar 2010, 10:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله الذي هَيَّأَ لنا هذه النافذة للتواصل على تنائي البلدان، وإني أجد في بعض ما يكتبه الإخوة والأخوات من تعليقات أو انطباعات على ما يرد في اليوميات دافعاً للمضي في إكمال نشر الحلقات المتبقية منها، فلهم الشكر والعرفان بالجميل.
وأود هنا التعليق على ما ذكره الأخ الأستاذ أبو فهر السلفي، وفقه الله، في تعليقه على الحلقة الثامنة حول اختيار موضوعات بحوث طلبة الدراسات العليا، وله فيها وجهة نظر قد لا يوافقه البعض في جوانب منها، وهي قضية تستحق البحث والمناقشة، لأنها قضية متجددة يعاني منها المشتغلون بالبحث العلمي من طلبة الدراسات العليا ومن غيرهم.
والأصل أن يختار الباحث موضوع بحثه من خلال قراءاته وتفكيره، كما ذكر الأستاذ أبو فهر، ولكن ذلك قد لا يتأتى للمبتدئين في الدراسات العليا، خاصة طلبة مرحلة الماجستير، ومن ثم يضطر الطالب إلى الاستعانة بخبرة أساتذته في اختيار الموضوع، وليس في ذلك بأس إذا ما أقبل الطالب على البحث بجد ورغبة تُعَوِّضُهُ ما كان ينقصه من المعرفة بتفاصيله، وكثيراً ما يجد الباحثون من أساتذة الجامعات وغيرهم موضوعات تستحق الدراسة أو تتطلب البحث، لكن وقتهم أو ظروفهم لا تسعفهم في الكتابة فيها، فيكلفون طلبتهم بذلك.
أما موضوع بحث الدكتوراه فقد لا يُعْذَرُ الطالب في الاتكال على غيره في اختياره، لأنه بعد أن أنجز مرحلة الماجستير يكون قد اتضح له مساره العلمي، وتحدد تخصصه، وانفتحت له آفاق البحث فيه.
وتجربتي الشخصية في الدراسة والتدريس تؤيد ذلك، ففي الوقت الذي استسلمت فيه لاختيار أساتذتي موضوع بحثي للماجستير بعد التقدم بعدة موضوعات لم تحظ بالقبول، تبلورت فكرة موضوع أطروحتي للدكتوراه قبل تقدمي للدراسة بأمد، وهو (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد)، وأعددت له العدة، وهيأت له ما أمكن من مصادر مخطوطة ومطبوعة، ولم أجد عناء كبيراً في إقناع أساتذتي بأهمية الموضوع وجدواه بعد قبولي في دراسة الدكتوراه.
وأجد من خلال تدريسي في الدراسات العليا أن طلبة الدكتوراه أقدر من طلبة الماجستير في اختيار موضوعات بحوثهم، ولكن الأمور تسير نحو التعقيد، فالطلبة في تزايد والموضوعات في تناقص، والسعيد مَن فتح الله عليه بموضوع لم يسبق إليه، فكثيراً ما يجد الطالب أن الموضوع الذي اختاره قد كُتِبَ فيه، ويبدأ البحث عن موضوع جديد بعد أن صرف كثيراً من الوقت والجهد، وكانت وسائل الاتصال المحدودة بين الجامعات والباحثين من البلدان المختلفة تسمح بتعدد الكتابة في الموضوع الواحد في أكثر من بلد، أما اليوم فإن وسائل الاتصال الحديثة تضع أمام الطالب ما كُتِبَ في الموضوع الذي يفكر فيه في لحظات، فيصده ذلك عن التفكير في الكتابة في موضوع مكرر.
وأحسب أن اختيار موضوع البحث لا يزال من التحديات التي تواجه الدارسين، وأن التقدم العلمي مرهون بالقدرة على الابتكار في اختيار الموضوعات في البحوث النظرية والتطبيقية على السواء.
وإلى لقاء في حلقة جديدة، إن شاء الله.(/)
موسوعة التفاسير ... موقع مفيد للبحث في التفاسير وترجمتها
ـ[عماد الدين]ــــــــ[05 Mar 2010, 06:13 م]ـ
موقع به تفاسير كثيرة
يصلح كمرجع للبحث في التفاسير
وبعضها مترجم للغة الإنجليزية
http://www.altafsir.com/images/headerITGHome/AlTafsir_r3_c3.jpg (http://www.altafsir.com/indexArabic.asp)(/)
حدود التفسير على المعنى وعلاقته بالاستنباط في التفسير بالمأثور
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[05 Mar 2010, 11:35 م]ـ
يقول الشيخ الدكتور خالد السبت:
روى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلى -رضي الله تعالى عنه- قال: "كنت أصلي فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أجبه حتى صليت، قال: فأتيته فقال: ((ما منعك أن تأتيني؟)) قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ((ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال])).
هناك فائدة خارجة عن موطن الاستشهاد من هذا الحديث وهي أن هذا الحديث يستدل به في أصول التفسير، وقواعده على أن الآية قد ترد لمعنى، ولكن تحتمل في ظاهرها وعمومها معانِيَ أخر، وإن لم يكن ذلك المعنى الذي وردت فيه من قبيل سبب النزول، لكنه معنى متبادر، فتحمل على هذه المعاني جميعاً إن لم يوجد معارض، فالذي يدل على هذا من السنة هذا الحديث، فالأصل المتبادر من قوله تعالى: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال] أن يستدل بها على أنها تدعو إلى طاعة الله -عز وجل- وعبادته وطاعة رسوله –عليه الصلاة والسلام- وهنا استدل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنه إذا ناداك باسمك فإن عمومها يشمل هذا.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [(54) سورة الكهف]، وذلك أنه لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- لعلي وفاطمة، ووجدهما نائمين، فقال: ((ألا تصليان؟)) فقال علي -رضي الله عنه-: إن أرواحنا بيد الله متى شاء أن يبعثها بعثها، فخرج –عليه الصلاة والسلام- ورجع وهو يلطخ فخذه ويقول: ((وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)) مع أن الآية إنما نزلت لبيان حال جدل الكافر بالبعث.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} [(108) سورة التوبة]، {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}، فقد وقع الخلاف بين الرجل الخدري والآخر الذي من بني عمرو بن عوف، فقال العوفي: إنه مسجد قباء، وقال الخدري: إنه مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه مسجدي هذا.
كذلك في قوله صلى الله عليه سلم: ((يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً))، ثم قال: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [(104) سورة الأنبياء])).
فالآية سيقت في الاستدلال بالنشأة الأولى على البعث، فالذي خلق الخلق قادرٌ على أن يعيدهم ثانياً، فساقها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام ليبين أنهم يبعثون كما ولدتهم أمهاتهم، فتعود إليهم أجزاؤهم التي فقدوها فقال: ((غرلاً))، وبين أيضاً أنه لا يكون معهم شيء من اللباس والنعل، وما أشبه ذلك. انتهى
ويقول ابن كثير في تفسيره:
*وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد ((يضل به كثيرا)) يعني الخوارج. وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال: سألت أبي فقلت: قوله تعالى: ((الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه)) إلى آخر الآية، فقال: هم الحرورية. وهذا الإسناد وإن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى لأن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على علي بالنهروان. فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما داخلون بوصفهم فيها مع من دخل لأنهم سموا خوارج لخروجهم على طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام *
إذا كان الأمر كذلك فما هي حدود التفسير على المعنى وعلاقته بالاستنباط في التفسير بالمأثور(/)
القسِّيس ولغة القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2010, 07:55 م]ـ
هذه مقالة بعنوان:
القسِّيس ولغة القرآن
كتبها الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي وفقه الله في زاويته (دفق قلم) بجريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم السبت 20/ 3/1431هـ الموافق 06 - 03 - 2010.
الداعية الإسلامي (يوسف استيس) القسِّيس (سكيب) سابقاً، يؤكد في سرده لقصة إسلامه على شعوره العميق بقيمة خاصة للغة القرآن الكريم مع أنه لا يعرف العربية وذلك حينما استمع من تاجرٍ مصري إلى سورة الإخلاص، حيث تفاعل معها، وشعر بأن حروفها وكلماتها تخاطب قلبه قبل أنْ يعرف معانيها.
يقول: لما تطرقنا أنا وقسيس آخر كاثوليكي مع التاجر المصري المسلم لمسألة التثليث، وقرأنا ما في نسخ الإنجيل الموجودة معنا في تلك الجلسة من نصوص خاصة بهذه المسألة شعرنا بالحرج من هذا المعتقد؛ لأن كل نصراني عاقل، لاسيما القساوسة لا يستريحون في أعماق نفوسهم إلى مسألة الآلهة الثلاثة في إلهٍ واحدٍ، ولقد كنت أدعو إلى النصرانية وأنا مهزوز الثقة في مسألة التثليث، وكذلك كل قسِّيس نصراني لا يمكن أن يتخلَّص من هذا الإحساس.
لقد شعرت وأنا أقرأ نص التثليث للتاجر المصري بأنه في أعماقه يسخر من هذا النص ومن هذه الفكرة المشوَّشة التي تقول بالإله الواحد والآلهة الثلاثة في وقت واحد، ولم أستطع أن أذكر له بعض الأمثلة المضحكة التي علَّمنا إيَّاها أساتذتنا في هذا المجال مثل قولهم: إنها تشبه البيضة الواحدة لها قشرة خارجية ولها بياض ولها صفار، أو أنها تشبه البطيخ له قشرة وله لُبٌّ أحمرٌ، وله بذور سوداء، وكيف أذكر هذه الأمثلة وهي غير مقبولةٍ عندنا نحن القساوسة؟
قلنا للتاجر المصري (محمد): وأنتم أيها المسلمون ماذا تعتقدون في الرَّبِّ، فقال باللغة العربية التي لم نكن نعرف منها كلمة واحدة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ)، ثم أخذ يترجم لنا معانيها، وكان صوته حين تلاها بالعربية مؤثراً جداً استطاع أنْ يدخل إلى قلبي بصورة عجيبة، وإني ما أزال إلى الآن أسمع صدى صوته وهو يتلوها يرنُّ في أذني، وما أزال أتذكَّره.
لقد أكَّد (يوسف استيس) الأثر العميق الذي حدث في قلبه من خلال جمال وتناسق اللغة العربية، وهو أثرٌ كبيرٌ كان له دوره في فتح أبواب قلبه للمعاني التي شرحها له التاجر المصري.
يقول: أما معاني سورة الإخلاص، فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منها إطلاقاً، وقد كانت مفاجأة كبيرة لي ولصديقي القسيس ولوالدي وزوجتي، لأننا شعرنا أن تاجراً مسلماً لم يكن متخصصاً في علوم الدين ولم يكن موظَّفاً في الدعوة يعيش حالةً جميلةً من الوضوح والاستقرار لا نعيشها نحن القساوسة المتخصصون في الدعوة إلى الدين النصراني.
يقول يوسف: فوجئت بالقسيس الكاثوليكي المتعصب يطلب من (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه إلى المركز الإسلامي، وحينما رجعا سألنا القسيس: أيّ أنواع الموسيقى يستخدمها المسلمون في صلاتهم، فقال: ولا واحدة، فقلنا متعجبين: يعبدون ربهم، ويصلُّون بدون موسيقى، وهنا كانت المفاجأة، حيث قال القسيس الكاثوليكي: نعم، يصلون بدون موسيقى، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأعلن إسلامه.
يقول يوسف. فسألته: هل أنت مقتنع؟ وأنا أتحرَّق في داخلي لأنني كنت أتمنَّى أن أسبقه إلى الإسلام.
ثم أسلم والدي، وأسلمت أنا وزوجتي - ولله الحمد.
لغة عظيمة ترتبط بالمعاني الراقية، والبلاغة العالية، يا أهلها الكرام، عليكم السلام.
المصدر: جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/415241/ln8.htm) .
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:57 م]ـ
هذه مقالة بعنوان:
القسِّيس [ color=#FF0000] ولغة القرآن
كتبها الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي المصدر: جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/415241/ln8.htm) .
استاذي الكريم عبد الرحمن الشهري المحترم؛
السلام عليكم ورحمة الله،
ترددت كثيرا قبل ان اكتب اليك هذا التعليق، واخيرا رايت انه لابد لي ورايت فيه خيرا ... فكان،
لقد اعجبني هذا الموضوع اشد الاعجاب وحمدت الله كثيرا لقوة برهان القرءان، والذي ينبغي ان نكون اهله واهلا لحمله،
ولكن للاسف اثارني عنوان الموضوع ايما اثارة، ولا اظن فيك الا خيرا ولا اظنك الا ان تتقبل سؤالي ونقدي برحابة صدر - حيث انك ناقل للخبر، المتفق الضمني - فسؤالي يحمل في طياته كلا من غاية السؤال الاستفهامي بمعية الاعتراض والاستنكار،
" لغة القرءان ": اصطلاح يتقبله ولا يمتعض منه الاكثرون او لا يرون فيه باسا، يحمل في طياته - كحال اي اصطلاح - مفهوم ومضامين وفكرة تتدخل في عمق تناولنا لكتاب الله وهو ليس اصطلاح هامشي او بعيدا عن قراءة القرءان، ومن هذا المنطلق ياتي التدقيق ونقد هذا الاصطلاح وما يؤدي اليه من مفهوم، وما يسلخه من مفاهيم احق منه من مفردات القرءان الكريم الذاتية، فلا ينبغي استعمال - ومن غير تدقيق - مصطلحات من غير تعريف ومنشأ وصدقية وهوية كونها تتدخل في صلب التعامل مع كتاب الله، كما ان هنالك البديل من كتاب الله فلماذا الاعراض وبغية البدائل؟
لذلك ارجو القاء مزيدا من الضوء على هذا المفهوم: فما هي: " لغة القرءان "؟ وما منشؤها وهل يتقبلها " لسان قومه " ام يمجها؟ وهل يصدق عليه القرءان ويجد له فيه موقعا واهلا داخل منظومته العربية والبيانية والفكرية،
مع اطيب التحايا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:16 ص]ـ
لم أفهم مقصودك أخي أمجد؟
ما هو الإشكال في استخدام عبارة (لغة القرآن) عندك؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Mar 2010, 07:42 ص]ـ
لم أفهم مقصودك أخي أمجد؟
ما هو الإشكال في استخدام عبارة (لغة القرآن) عندك؟
اخي الكبير د. عبد الرحمن،
ليس اشكال واحد وانما اشكالات متعددة ومتداخلة،
كان ينبغي اولا تحليل هذه العبارة واصلها ومنهجها ودلالتها اللسانية ومطابقتها مع تراكيب ومفردات القرءان بهذا الشأن،
فلا وجود لهكذا اصطلاح ما يشبهه في القرءان وانما هو يتضاد مع مفهوم عبارات مماثلة في القرءان الكريم،
خذ مثلا قول الله:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت26
فانت ترى جليا ان اللغو والقرءان في هذه الاية هما ضدان لا يجتمعان،
و " لغة " هي مشتق" اللغو"، وعند اضافة لغة الى القرءان يكون الجمع بين الضدين،
وهي في النتيجة نسبة اللغو الى القرءان، وكان يجب ان يكون العكس،
ومقصود هذه العبارة - لو سلمنا بحسن منشؤها وقصدها - الاشارة الى كل من؛ 1 - اللسان الذي تحدث به القرءان (لسان قومه)، 2 - وايضا كما يبدو من اشارة الكاتب الى منطق القرءان وتعبيره عن الحق وقوة ذلك التعبير وحجم مراميه،
هذه الاشارات التي قصدها مصطلحوا هذه العبارة " لغة القرءان " لها بديلا يؤدي دورا مصيبا وليس خاطئا كما تفعله تلك العبارة، وهو يكون في كل من: 1 - لسان قومه، و2 - لسان عربي مبين، وبذلك نجد ان العبارة تلك ليس لم تفلح عن التعبير بهذا الاتجاه وانما خدمت نقيضه،
والان - بعد ردك على ماسبق - الى مسألتنا التالية:
ماهو وجه دلالة كل من الايتين التاليتين:
{بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ} إبراهيم4
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
هل هما يشيران الى مقصد واحد؟
ام لكل منهما اشارة الى مقصد غير الاخر؟
والسلام عليكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 Mar 2010, 09:23 ص]ـ
ل غ و
لغا فلان يلغو، وتكلّم باللّغو واللّغا. وتقول: زاغ عن الصواب وصغا، وتكلّم بالرّفث واللّغا، ولغوت بكذا: لفظت به وتكلّمت. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم: فاستنطقهم، وسمعت لغواهم. قال الراعي يصف القطا:
قوارب الماء لغواها مبينة ... في لجّة الماء لمّا راعها الفزع
وتقول: اسمع لغواهم، ولا تخف طغواهم،
ومنه: اللغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات، وبلاغتها أتمّ البلاغات.
وهم يلغون في الحساب: يغلطون. ولاغيته: هازلته، وهو يلاغي صاحبه، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بلغو اليمين. وأخذوا الحاشية لغواً إذا لم يعدوها في الدية.
ومن المجاز: لغا عن الطريق وعن الصواب: مال عنه.
أساس البلاغة - (ج 1 / ص 425)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Mar 2010, 09:59 ص]ـ
ل غ و
لغا فلان يلغو، وتكلّم باللّغو واللّغا. وتقول: زاغ عن الصواب وصغا، وتكلّم بالرّفث واللّغا، ولغوت بكذا: لفظت به وتكلّمت. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم: فاستنطقهم، وسمعت لغواهم. قال الراعي يصف القطا:
قوارب الماء لغواها مبينة ... في لجّة الماء لمّا راعها الفزع
وتقول: اسمع لغواهم، ولا تخف طغواهم،
ومنه: اللغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات، وبلاغتها أتمّ البلاغات.
وهم يلغون في الحساب: يغلطون. ولاغيته: هازلته، وهو يلاغي صاحبه، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بلغو اليمين. وأخذوا الحاشية لغواً إذا لم يعدوها في الدية.
ومن المجاز: لغا عن الطريق وعن الصواب: مال عنه.
أساس البلاغة - (ج 1 / ص 425)
هذه العبارة؛ "ومنه: اللغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات، وبلاغتها أتمّ البلاغات. " تناقض ماغيرها مما اورته وتنافض مفهوم اللغو،
نقل جميل يا اخ مجدي، ولكن مارايك بتناقض كلا من الافصاح والبلاغ مع اللغة ومفهومها المشتق من اللغو؟
هذا في جانب المفهوم الضيق للغو، ولكن يمكن توسيع مفهوم اللغو اكثر من خلال دلالة الايات التي ترد فيها هذ ه المفردة، فارجو ان تلقي مزيدا من الضوء على مفهوم هذه المفردة من خلال الايات حصرا،
كما ارجو ان تشاركنا في هذه المسالة:
ماهو وجه دلالة كل من الايتين التاليتين:
{بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ} إبراهيم4
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هما يشيران الى مقصد واحد؟
ام لكل منهما اشارة الى مقصد غير الاخر؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Mar 2010, 10:57 ص]ـ
تفريغٌ للمسألة مِن الغرَض الأساس؛ بالتفريع إلى جزئيات جانبية وجدليات!
اخي الكبير د. عبد الرحمن،
ليس اشكال واحد وانما اشكالات متعددة ومتداخلة،
كان ينبغي اولا تحليل هذه العبارة واصلها ومنهجها ودلالتها اللسانية ومطابقتها مع تراكيب ومفردات القرءان بهذا الشأن،
فلا وجود لهكذا اصطلاح ما يشبهه في القرءان وانما هو يتضاد مع مفهوم عبارات مماثلة في القرءان الكريم،خذ مثلا قول الله:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت26
فانت ترى جليا ان اللغو والقرءان في هذه الاية هما ضدان لا يجتمعان،
و " لغة " هي مشتق" اللغو"، ووعند اضافة لغة الى القرءان يكون الجمع بين الضدين،
هي في النتيجة نسبة اللغو الى القرءان،
وكان يجب ان يكون العكس،
الإشكالات المُرَكّبة هنا ناتجةٌ عن أوهامٌ مُرَكبة
و هذه الأوهام ناتجةٌ عن الجهل بالعربية و كذا الجهل بالتفسير
1 - فـ (اللغْو) غير (اللغة) في لسان العرب، الذين نزل القرآن بلسانهم، و المساواة بينهما جهلٌ بالعربية
ففي أي معجمٍ من معاجم اللغة وجدتهما مترادفيْْن؟!
و لا حُجّة هنا في التحجج بأصل الاشتقاق؛ لاختلاف معاني كثيرٍ من المُشتقات ذات الأصل الواحد، بل إن الكلمة الواحدة قد يكون لها معانٍ متعددة؛ كاللفظ " المُشْتَرَك "؛ كـ " العَيْن " مثلاً، و مبحثه في دلالات الألفاظ، في علم أصول الفقه.
فعليْك بالإلمام بشيء منه؛ لعله يزيح عنك كثيراً من الإشكالات عندك، بإذن الله
2 - و لو رجعتَ إلى كتب التفسير - في الآية المذكورة - لَبان لك معناها، و لانزاح عنك ذلك الإشكال - فاللغو - فيها - بمعنى اللغط و الباطل و نحوهما
3 - و قولك: (وعند اضافة لغة الى القرءان يكون الجمع بين الضدين،
هي في النتيجة نسبة اللغو الى القرءان،
وكان يجب ان يكون العكس).
؟!
الاستنتاج الأول هنا خاطئ و باطل؛ فاللغة تغاير اللغو، في لسان العرب.
و النتيجة المذكورة هنا باطلة؛ لابتنائها على استنتاج خاطئ
و قولك: (و كان يجب أن يكون العكس) - بعد قولك (هي في النتيجة نسبة اللغو إلى القرآن) - قولٌ بحاجةٍ إلى تصحيح أو توضيح
هدانا الله و إياكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2010, 11:30 ص]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي بارك الله فيك.
الأمر كما تفضل الأخ الدكتور أبو بكر خليل، فقولنا: لغة القرآن، تشريف لعربية بنسبتها إلى القرآن، ولم أجد أحداً يعتبر قوله ذهب إلى تخطئة هذا الاستعمال، ولا أرى فيه ما ذهبت إليه من المعاني.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن اللطائف في هذا الباب أن رسالة والدي الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة للدكتوراه والتي ناقشها في جامعة الأزهر في أول السبعين وحصل على مرتبة الشرف الأولى كانت تحمل عنوان "لغة القرآن الكريم" ولم ينتقده في تسميتها أحد.
واللغة العربية واسعة لا يجوز أن نحجرها في زاوية فهمنا فقط. وأثني على كلام الدكتور أبو بكر خليل.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[27 Mar 2010, 08:09 ص]ـ
تفريغٌ للمسألة مِن الغرَض الأساس؛ بالتفريع إلى جزئيات جانبية وجدليات!
الإشكالات المُرَكّبة هنا ناتجةٌ عن أوهامٌ مُرَكبة
و هذه الأوهام ناتجةٌ عن الجهل بالعربية و كذا الجهل بالتفسير
1 - فـ (اللغْو) غير (اللغة) في لسان العرب، الذين نزل القرآن بلسانهم، و المساواة بينهما جهلٌ بالعربية
ففي أي معجمٍ من معاجم اللغة وجدتهما مترادفيْْن؟!
و لا حُجّة هنا في التحجج بأصل الاشتقاق؛ لاختلاف معاني كثيرٍ من المُشتقات ذات الأصل الواحد، بل إن الكلمة الواحدة قد يكون لها معانٍ متعددة؛ كاللفظ " المُشْتَرَك "؛ كـ " العَيْن " مثلاً، و مبحثه في دلالات الألفاظ، في علم أصول الفقه.
فعليْك بالإلمام بشيء منه؛ لعله يزيح عنك كثيراً من الإشكالات عندك، بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - و لو رجعتَ إلى كتب التفسير - في الآية المذكورة - لَبان لك معناها، و لانزاح عنك ذلك الإشكال - فاللغو - فيها - بمعنى اللغط و الباطل و نحوهما
3 - و قولك: (وعند اضافة لغة الى القرءان يكون الجمع بين الضدين،
هي في النتيجة نسبة اللغو الى القرءان،
وكان يجب ان يكون العكس).
؟!
الاستنتاج الأول هنا خاطئ و باطل؛ فاللغة تغاير اللغو، في لسان العرب.
و النتيجة المذكورة هنا باطلة؛ لابتنائها على استنتاج خاطئ
و قولك: (و كان يجب أن يكون العكس) - بعد قولك (هي في النتيجة نسبة اللغو إلى القرآن) - قولٌ بحاجةٍ إلى تصحيح أو توضيح
هدانا الله و إياكم
يا استاذي الفاضل،
ارجو ان تهتم بالمصطلح من جانب اتصاله بمفهوم القرءان، ولو لم يكن الامر متعلقا بهذا المفهوم فلم يكن به باس،
اتفق واياك على:
الإشكالات المُرَكّبة هنا ناتجةٌ عن أوهامٌ مُرَكبة "
و هذه الأوهام ناتجةٌ عن الجهل بالعربية و كذا الجهل بالتفسير "
ولا باس من ناحيتي فليس لي بضد الجهل والوهم منعة،
وكذا الجهل بالعربية، فهي بيت القصيد، وتعلم العربية والاحاطة بها هي مبتغانا، وارجو ان نوليه العناية الكافية وعلى الله توكلنا ولنبدأ:
يقول الله:
{قُرْآناً عَرَبِيّاً} يوسف2
{حُكْماً عَرَبِيّاً} الرعد37
{لِسَانٌ عَرَبِيٌّ} النحل103
ففي الايات تتجلى العربية في اشد نقائها ومنها نستنبط مفهوم العربية من غير انزياح ولا اي تغيير ولو كان قليلا جدا، وبعيدا عن مفهوم البشر لهذه الصيغة وانتقالا الى المفهوم الاصيل الذي جاء به الله وانزله،
و لعله فاتني ان اطلب اليك والى الاخوة الافاضل ان نؤصل لكل من مفهوم؛ " اللغة " والاهم؛ " لغة القرءان " وكذا نؤصل لمفهوم " العربي " و" العربية " قرءانيا وذاتيا قبل تناولهما معجميا وتفسيريا، اي بصورة نقية او محايدة، وارجو ان لم يكن فاتك ان مادة " لغو " ليس لها اي دلالة او مفهوم ايجابي في جميع الايات التي وردت فيها وانما ليس لها غير الدلالة او المفهوم السلبي،اي ليس لها محل في مجال الاضداد بحسب كتاب الله،
وليست؛ " اللغة " هي المسالة المطروحة قيد الحث، وانما؛ " لغة القرءان " لذلك ارجو ان تحصر الاهتمام والتدقيق في؛ جمع؛ " اللغة + القرءان "، كما و؛ " اللغة + العربية "
فلو قيل؛ لغة العرب، او لغة الناس، او لغة، بصورة مجردة لهان الامر، ولكن الاشكال في؛ " لغة القرءان "
ولاينبغي لنا نحن قوم القرءان واهله ان نتحدث لسانين اونفهم القرءان بلسانين او نستخدم اصطلاحين او يكون لنا للصيغة الواحدة مفهومين احدهما للقرءان والاخرفي ما هو غير القرءان، ثم نفسر او نداخل احدهما بالاخر ليؤدي الى الخلط المفضي الى الفساد الذوقي والادبي والادهى والامر الدلالي و" العربي القرءاني "،
كما ان مصطلح؛ " اللغة " بصيغتها تلك غير موجودة في القرءان، وهي لامحالة تنبع من اصلها في مادة اللغو، مهما كان المراد بها، ولا ادري هل تستطيع ان تضع حدا فاصلا او ان تقرر ان دلالة " اللغة " التي في المفهوم الحالي هي نتيجة خطأ او انزياح مفهوي ام انه هي في ضمن الدلالة الاصيلة، فلايمكن لاحد الجزم بنفي حدوث هذا الانزياح والتلبس في المدة بين نزول الوحي وبين التدوين المعجمي والتفسيري،
فهنالك (كما يوصف الآدآبيون) مرادفات للتوصيف او الاشارة، واخص هنا مسالتنا؛ " اللغة " (بالقصد الشائع) التي يعتبرون لها مرادفات منها اللسان، ولكن هنالك اشارة دقيقة الى ذلك في القرءان وهو قول الله؛ لسان قومه، وقوله؛ لسان عربي مبين، فلماذا تم ركنها واستبدالها بالذي هو ادنى وترك الذي هو خير والصاقها بصيغة الهية ربانية سامية هي " القرءان "؟ ومن الممكن لل" اللغة " ان تشير بالضدية ل" اللغو " في غير القرءان ولكن لايمكن ان نستنبط لهذه الضدية من داخل القرءان وانما من خارجه اي مما جرى عليه الانزياح والتلبيس اللغوي (بالمفهوم الاصيل - نسبة الى اللغو)
وهذا درس لنشير به الى انه ليس بالضرورة ان بعضا من مفاهيمنا توافق مفاهيم صيغ القرءان،
ولا ارى ان المعاجم والتفاسير يصلحان ان يكونا حكما في نزاع في مثل اصطلاح مثل؛ " لغة القرءان "،
فارجو ان تشاركنا وتجيب على سؤالي؛
ماهو وجه دلالة كل من الايتين التاليتين:
{بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ} إبراهيم4
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
هل هما يشيران الى مقصد واحد؟
ام لكل منهما اشارة الى مقصد غير الاخر؟
والسلام عليكم
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[27 Mar 2010, 09:11 ص]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي بارك الله فيك.
الأمر كما تفضل الأخ الدكتور أبو بكر خليل، فقولنا: لغة القرآن، تشريف لعربية بنسبتها إلى القرآن، ولم أجد أحداً يعتبر قوله ذهب إلى تخطئة هذا الاستعمال، ولا أرى فيه ما ذهبت إليه من المعاني.
يا استاذي الفاضل،
هنالك اسئلة كثيرة، وملاحظات كثيرة، واعتراض،
اارى انها سديدة، ووجيهة، ومفيدة، ومنطقية، هلا تفضلت بالرد عليها، فاكون لك ممتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[27 Mar 2010, 09:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن اللطائف في هذا الباب أن رسالة والدي الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة للدكتوراه والتي ناقشها في جامعة الأزهر في أول السبعين وحصل على مرتبة الشرف الأولى كانت تحمل عنوان "لغة القرآن الكريم" ولم ينتقده في تسميتها أحد.
واللغة العربية واسعة لا يجوز أن نحجرها في زاوية فهمنا فقط. وأثني على كلام الدكتور أبو بكر خليل.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
وجميع ذلك لايمنع من التحقق واعادة النظر،
وانا على استعداد لمناقشة الوالد ان كان لايزال حيا، واطال الله في عمره،
{قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الزمر28
والسلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:04 م]ـ
...
كما ان مصطلح؛ " اللغة " بصيغتها تلك غير موجودة في القرءان، وهي لامحالة تنبع من اصلها في مادة اللغو، مهما كان المراد بها، ولا ادري هل تستطيع ان تضع حدا فاصلا او ان تقرر ان دلالة " اللغة " التي في المفهوم الحالي هي نتيجة خطأ او انزياح مفهوي ام انه هي في ضمن الدلالة الاصيلة، فلايمكن لاحد الجزم بنفي حدوث هذا الانزياح والتلبس في المدة بين نزول الوحي وبين التدوين المعجمي والتفسيري،
...
منشأ الوهم و اللبس هنا: الجهل بدلالات الألفاظ، و الإعراض عن الاستناد إلى مراجع يُرجَع إليها للفهم، و عند الاختلاف
فإذا كنتَ لا تستند إلى معاجم اللغة و لا إلى كتب التفسير، فإلامَ تستند، و علامَ تعتمد؟!
و هناك من الأحاديث الصحاح ما فيه تفرقة بين (اللغو) و بين (اللغة)، منها ما أخرجه الشيخان - البخاري و مسلم - عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت
". اهـ
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:
وفي الرواية الأخرى: (فقد لغيت). قال أبو الزناد: هي لغة أبي هريرة، وإنما هو: (فقد لغوت). اهـ
قلت [أي النووي] اللغو، وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود، وقيل: معناه قلت غير الصواب، وقيل: تكلمت بما لا ينبغي.
و قال في (لغوت)، و (لغيت): لغتان، و الأولى أفصح.
و الحديث أخرجه ابن خزيمة أيضا في " صحيحه " عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لرجل والإمام يخطب: أنصت فقد لغيت». وإنما هي لغة أبي هريرة. قال المخزومي: «إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت». قال سفيان: وقول أبي هريرة: لغيت: لغة أبي هريرة، وإنما هو لغوت). اهـ
و لا شك أن المراد بالقول: (لغة أبي هريرة): نُطْق لسانه
و لا شك في أن معنى (لغوت) في ذلك الحديث مغايرٌ لـ (لغة أبي هريرة)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[29 Mar 2010, 07:43 ص]ـ
منشأ الوهم و اللبس هنا: الجهل بدلالات الألفاظ، و الإعراض عن الاستناد إلى مراجع يُرجَع إليها للفهم، و عند الاختلاف
فإذا كنتَ لا تستند إلى معاجم اللغة و لا إلى كتب التفسير، فإلامَ تستند، و علامَ تعتمد؟!
و هناك من الأحاديث الصحاح ما فيه تفرقة بين (اللغو) و بين (اللغة)، منها ما أخرجه الشيخان - البخاري و مسلم - عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت
". اهـ
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:
وفي الرواية الأخرى: (فقد لغيت). قال أبو الزناد: هي لغة أبي هريرة، وإنما هو: (فقد لغوت). اهـ
قلت [أي النووي] اللغو، وهو الكلام الملغي الساقط الباطل المردود، وقيل: معناه قلت غير الصواب، وقيل: تكلمت بما لا ينبغي.
و قال في (لغوت)، و (لغيت): لغتان، و الأولى أفصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الحديث أخرجه ابن خزيمة أيضا في " صحيحه " عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لرجل والإمام يخطب: أنصت فقد لغيت». وإنما هي لغة أبي هريرة. قال المخزومي: «إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغيت». قال سفيان: وقول أبي هريرة: لغيت: لغة أبي هريرة، وإنما هو لغوت). اهـ
و لا شك أن المراد بالقول: (لغة أبي هريرة): نُطْق لسانه
و لا شك في أن معنى (لغوت) في ذلك الحديث مغايرٌ لـ (لغة أبي هريرة)
تقول:
منشأ الوهم و اللبس هنا: الجهل بدلالات الألفاظ،
فالجهل والوهم واللبس، وازالتهم هي غرضي من هذا التحقيق، وهؤلاء ليسوا حصرا بي وانما قد تغلغلوا الى اعماق الذاكرة الجمعية واصبح من الصعوبة زحزحتهم عن العرش الجالسين عليه،
فهل الجهل والوهم واللبس، يستطيع حامله ان يقدم لك تلك الحجج والشواهد والبراهين؟ فاين هو الجهل اذا، وماذا بعد تلك الادلة والجج والشواهد من غيرها،
كما وارجو ان تستبدل؛ " الالفاظ " ب؛ " الصيغ " لتنزيه عبارات القرءان عن مفهوم؛ اللفظ، الذي ليس له دلالة حسنة في قوله تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق18
فاللفظ، هو الخارج من الفم البشري، وهو مما لايليق بحديث الله تعالى، والبشر يلفظون ولكن الله لايلفظ،
ولا اتفق واياك على:
و الإعراض عن الاستناد إلى مراجع يُرجَع إليها للفهم، و عند الاختلاف
لان المراجع التي يمكن الرجوع اليها في مثل هكذا امر هو المرجع المتعلق به، اي صاحب العلاقة والاشد اصالة واشد وثوقا وجميع تلك المطالب لاتتوافر في غير القرءان،
اتفق واياك على عدم امكانية التخلص من الوهم والجهل ولكن يبقى انه يجب ان يبوء بهما من كان لايريد البحث والتحقق وليس الذي يسعى الى ازالتهما،
لذلك اقول؛ هات لنا حيثياتك وادلتك الموثقة والتي لايتطرق اليها الوهم والخطأ من اي طرف كان، منذ انطلاقة السلسلة المعجمية ومرورا بعصر التدوين والتفسير والى يومنا هذا، سوف لن تجد غير كتاب الله ملاذا ءامنا لتقرير سلامة مفهوم اي صيغة وليست هذه وحسب،
الجهل بدلالة الصيغ (الالفاظ) وليس حسب وانما الجهل بانزياح وتبدل مفاهيم الصيغ الى غير محلها الاول والموثق بكتاب الله هو مسالتنا الكبرى وباعثنا على البحث وهي ام المسائل وان تركها يعد احد منابع الشرور،
من الواضح انهم يقصدون؛ ان؛ " لغة " في لغة ابي هريرة هي؛ لهجته (كما هو مصطلح عندنا نحن اهل هذا الزمن) وانها تكون بشكل ان ينطق ابي هريرة؛ " لغيت " بدل " لغوت " وهي اللهجة الاخرى، وانت تستدل بذلك على تداول صيغة؛ " لغة " في الزمن الذي فيه رواة ومدوني الحديث، وليس في زمن النبي الذي يبعد عن ذلك باكثر من مائة سنة،
كما ان الاحاديث الصحاح من الممكن ان لاتجزم بالنص الحرفي للعبارة او الجملة او الصيغة، وانما من الممكن ان تكون من تعبير او شرح الراوي في احد حلقات السلسلة الروائية، فحتى اكثر العلماء علما لايمكنه الجزم بصحة الصيغة النصية في الحديث، ولكن نصا متينا ولاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه يمكنه الجزم بدقة الصيغة وبدقة مفهومها وبدقة دلالتها، ولن يتاتى ذلك لغير كتاب الله الحفيظ،
واما بالنسبة الى المعاجم والتفاسير فهي ملحقة بالحديث وملحقة بلغة ذاك الزمان من حيث الجزم، فهي تابع ومؤسسة على الحديث، فهي ايضا لا تحتمل ان تكون فيصلا في الحكم على المسالة،
فالمعاجم والحديث والرواية والتفسير، لايقوى ان يكون اصيلا كاصالة النص القرءان الذي خلو من هكذا احتمال ل " الغة " ولو كان طفيفا، فجميع شواهد القرءان تناقض هذا الاتجاه،
ثم،، لا ادري لماذا لاتلتفت الى البديل الذي هو ادنى والذي هو خير و الذي هو؛ اللسان، ولسان قومك، وبلسانك، كما ورد في نص كتاب الله، وهو ادق واجلى دلالة، والاهم انه ينجينا من عذاب ضياع المفاهيم التي تؤدي الى العبث في مفهوم كتاب الله من جراء امثال هذه الانحرافات التي نسوقها كامثلة وبداية وحسب وليست نهاية المطاف او ان تكون هي الغاية او ان تكون مجرد ملاحظة هامشية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك فان جميع تلك الخلافات السابقة تهون امام خلافنا حول العربية في القرءان الكريم والتي هي متعلقة بموضوع اللغة ان اتسع وقتك وصدرك لناقاشها،
فسؤالي الان هو:
ماهو مفهوم صيغة: العربي، التي وصف الله بها القرءان من ناحية كما في قوله:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} الرعد37
وكذلك ومن ناحية اخرى وصف بها لسان القرءان، كما في قوله تعالى:
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
والسلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 02:39 م]ـ
...
كما ان مصطلح؛ " اللغة " بصيغتها تلك غير موجودة في القرءان، وهي لامحالة تنبع من اصلها في مادة اللغو، مهما كان المراد بها، ولا ادري هل تستطيع ان تضع حدا فاصلا او ان تقرر ان دلالة " اللغة " التي في المفهوم الحالي هي نتيجة خطأ او انزياح مفهوي ام انه هي في ضمن الدلالة الاصيلة، فلايمكن لاحد الجزم بنفي حدوث هذا الانزياح والتلبس في المدة بين نزول الوحي وبين التدوين المعجمي والتفسيري،
...
والسلام عليكم
و عليكم السلام أخي (أمجد)
كلمة (لغة) موجودٌةٌ بمعناها منذ عصر الرسالة و الصحابة؛ ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم، قال: -
(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ حَدَّثَنِى زَاذَانُ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: حَدِّثْنِى بِمَا نَهَى عَنْهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الأَشْرِبَةِ بلُغَتِكَ، وَفَسِّرْهُ لِى بلُغَتِنَا؛ فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا. فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْحَنْتَمِ - وَهِىَ الْجَرَّةُ -، وَعَنِ الدُّبَّاءِ - وَهِىَ الْقَرْعَةُ -، وَعَنِ الْمُزَفَّتِ - وَهُوَ الْمُقَيَّرُ -، وَعَنِ النَّقِيرِ - وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا -، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِى الأَسْقِيَةِ "). اهـ-
- و تقدّم ذِكْر حديث " .... فقد لَغَوَت "، و بيان معناها
و منهما يتبين بطلان الزعم بأن (اللغة) بمعنى (اللغو). فهذا الزعم لغو باطل
* * *
و الأهم في الموضوع الأصل: بيان تأثير سماع القرآن الكريم في قلوب و عقول غير المسلمين - ممن كتب الله لهم الهداية و الخير و السعادة؛ كمثل ذلك القسيس الذي أسلم، بحمد الله - و هو شبيه بما حكاه القرآن عن إسلام قومٍ من الجِنّ عند سماعهم للقرآن الكريم؛ مما جاء في سورة الجن:
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}. [الجن: 1 - 13]
و الهداية من الله تعالى أولاً و آخراً، لِمَن كتبَ له الإيمان و السعادة؛ بفضله و نعمته
و الحمد لله على نعمة الإسلام، و كفَى بها نعمة
(يُتْبَعُ)
(/)
فاللهُمَّ تَوفَّنا مسلمين غير مفتونين
اللهم آمين يارب العالمين
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[29 Mar 2010, 06:30 م]ـ
و عليكم السلام أخي (أمجد)
كلمة (لغة) موجودٌةٌ بمعناها منذ عصر الرسالة و الصحابة؛ ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم، قال: -
(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ حَدَّثَنِى زَاذَانُ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: حَدِّثْنِى بِمَا نَهَى عَنْهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الأَشْرِبَةِ بلُغَتِكَ، وَفَسِّرْهُ لِى بلُغَتِنَا؛ فَإِنَّ لَكُمْ لُغَةً سِوَى لُغَتِنَا. فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْحَنْتَمِ - وَهِىَ الْجَرَّةُ -، وَعَنِ الدُّبَّاءِ - وَهِىَ الْقَرْعَةُ -، وَعَنِ الْمُزَفَّتِ - وَهُوَ الْمُقَيَّرُ -، وَعَنِ النَّقِيرِ - وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا -، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِى الأَسْقِيَةِ "). اهـ-
- و تقدّم ذِكْر حديث " .... فقد لَغَوَت "، و بيان معناها
و منهما يتبين بطلان الزعم بأن (اللغة) بمعنى (اللغو). فهذا الزعم لغو باطل
لقد عجزت وستستمر تعجز عن الاثبات ان؛ " اللغة " موجودة بمفهومها - ولا اقول؛ بمعناها- اللاغي منذ عهد قوم الرسول وبنفس المفهوم،
قد اشرت لك في ردي السابق:
... " كما ان الاحاديث الصحاح من الممكن ان لاتجزم بالنص الحرفي للعبارة او الجملة او الصيغة، وانما من الممكن ان تكون من تعبير او شرح الراوي في احد حلقات السلسلة الروائية، فحتى اكثر العلماء علما لايمكنه الجزم بصحة الصيغة النصية في الحديث، ولكن نصا متينا ولاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه يمكنه الجزم بدقة الصيغة وبدقة مفهومها وبدقة دلالتها، ولن يتاتى ذلك لغير كتاب الله الحفيظ، " ....
ولم تاخذ ذلك في نظر الاعتبار،
كما ان هذا الحديث يعزز الدليل واشارتي الى تبدل المفاهيم والانزياح كما ينص عليها الحديث ولا ينفيها،
كما تلاحظ ذلك التبدل في؛ " النقير " والذي يشير به الى النخلة، بينما يشير في القرءان الى امر اخر، كما ان صيغة نخلة في القرءان تبدلت لديهم وصارت؛ " نقير "، يقول الله:
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} النساء124
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} مريم25
فهنالك؛ " النقير " في القرءان والذي لايشار به - حتما - الى النخلة، وهنالك؛ " النخلة " والتي لايشار بها - حتما - الى النقير،
فالحديث يعزز ظاهرة الفوضى في المفاهيم ولا ينفيها ويؤكد ضرورة استقاء المفاهيم من ذات القرءان،
وهذا الحديث لايثبت وجود " لغة " في لسان الرسول او لسان قومه وهو حاله كحال المثال السابق،
فعلى نفس الطريقة؛ (في لغتنا،،، وفي لغتكم) لنا الحق ان نسال؛ ماهي؛ " لغة " التي في لغة الراوي، الذي يقابلها (عند قوم الرسول)، هل سيقول انها؛ " لغة " ام انها صيغة اخرى؟
او بتعبير اخر؛مالذي يشار به الى؛ " اللغة " التي في لغتهم، اليها في لسان قوم الرسول؟ ف " لغتهم،،، ولغتنا " هي من تعبير السائل وليس من تعبير احد من قوم الرسول،
وارى ان اللغو والباطل في؛ " اللغة " وان العربية والحق في؛ " اللسان "
والسلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 07:54 م]ـ
...
كما ان هذا الحديث يعزز الدليل واشارتي الى تبدل المفاهيم والانزياح كما ينص عليها الحديث ولا ينفيها،
كما تلاحظ ذلك التبدل في؛ " النقير " والذي يشير به الى النخلة، بينما يشير في القرءان الى امر اخر، كما ان صيغة نخلة في القرءان تبدلت لديهم وصارت؛ " نقير "، يقول الله:
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} النساء124
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} مريم25
فهنالك؛ " النقير " في القرءان والذي لايشار به - حتما - الى النخلة، وهنالك؛ " النخلة " والتي لايشار بها - حتما - الى النقير،
فالحديث يعزز ظاهرة الفوضى في المفاهيم ولا ينفيها ويؤكد ضرورة استقاء المفاهيم من ذات القرءان،
وهذا الحديث لايثبت وجود " لغة " في لسان الرسول او لسان قومه وهو حاله كحال المثال السابق،
فعلى نفس الطريقة؛ (في لغتنا،،، وفي لغتكم) لنا الحق ان نسال؛ ماهي؛ " لغة " التي في لغة الراوي، الذي يقابلها (عند قوم الرسول)، هل سيقول انها؛ " لغة " ام انها صيغة اخرى؟
او بتعبير اخر؛مالذي يشار به الى؛ " اللغة " التي في لغتهم، اليها في لسان قوم الرسول؟ ف " لغتهم،،، ولغتنا " هي من تعبير السائل وليس من تعبير احد من قوم الرسول،
وارى ان اللغو والباطل في؛ " اللغة " وان العربية والحق في؛ " اللسان "
والسلام عليكم
قاتلَ اللهُ العَجَلَةَ!
و قاتلَ اللهُ الجهلَ!
لو تمهلتَ و تثبّتَ، و رجعتَ إلى متن الحديث؛ لتبيّنتَ معنى (النقير): (وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا).
فليس هو النخلة ذاتها
و هنا لا مفرّ لك من اللجوء لمعاجم اللغة أو كتب الشروح؛ لتفهم معاني بقية الكلمات الواردة بالحديث.
و زعمك أن ذلك الحديث الشريف يعزز ظاهرة الفوضى في المفاهيم، لا يخلو من سوء الأدب، و الجهل المركب، و لا أحسبه يصدر عن مسلم صادق الإيمان!
- و لفظ (اللغة) الوارد في الحديث، المراد به لغة قريش،
و قول زادان: (لغتنا)، المراد به لغة قبيلته
و هذه و تلك لغاتٌ متفرعةٌ عن اللغة العربية؛ كما هو ظاهر الحديث
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[30 Mar 2010, 05:56 ص]ـ
قاتلَ اللهُ العَجَلَةَ!
و قاتلَ اللهُ الجهلَ!
لو تمهلتَ و تثبّتَ، و رجعتَ إلى متن الحديث؛ لتبيّنتَ معنى (النقير): (وَهْىَ النَّخْلَةُ تُنْسَحُ نَسْحًا وَتُنْقَرُ نَقْرًا).
فليس هو النخلة ذاتها
و هنا لا مفرّ لك من اللجوء لمعاجم اللغة أو كتب الشروح؛ لتفهم معاني بقية الكلمات الواردة بالحديث.
و زعمك أن ذلك الحديث الشريف يعزز ظاهرة الفوضى في المفاهيم، لا يخلو من سوء الأدب، و الجهل المركب، و لا أحسبه يصدر عن مسلم صادق الإيمان!
- و لفظ (اللغة) الوارد في الحديث، المراد به لغة قريش،
و قول زادان: (لغتنا)، المراد به لغة قبيلته
و هذه و تلك لغاتٌ متفرعةٌ عن اللغة العربية؛ كما هو ظاهر الحديث
و الله أعلم
نعم اتفق معك؛ قاتل الله سوء الادب، وقاتل الله العجلة، وقاتل الله الجهل،
يقول الله:
{اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} النساء87
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} الجاثية6
وهل يوجد سوء ادب وجهل اكبر من الاعراض عن حديث الله وعربيته الى اعجمية اللغة واعجمية ولغو لافظيها؟
وهل الاعراض عن لسان القرءان الى لفظ اللغة يصدر عن مؤمن صادق الايمان؟
يصفه سبحانه باللسان، والعربي، ويصفونهه باللغة!!!!
اقول خذ وصف الله لنفسه وكتابه، ويقول لا، ناخذ وصف الناس ولغتهم!!!!
يقول الله؛ لسان عربي، ويقول؛ لا هو لغة عربية،
بقول الله واصفا كتابه؛ بلسان عربي مبين، ويقول؛ لا بلغة القرءان،
يقول الله؛ عربيته، وكتابه، وحديثه، ولسانه. ويقولون؛ لا لغته،
انظر كيف اعرضت عن صحيح وصريح ووثيق ودقيق ومبين وسديد الله الى فوضى الناس ولغتهم او بالاحرى لغوهم،
اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير؟
مالكم كيف تحكمون؟
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Mar 2010, 01:32 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقه الله
أراك تناقش موضوعاً ليس له قيمة علمية، ويخرج بالحديث عن فائدته، وسبق أن استنفد الكثير من أوقات الفضلاء من أمثالك دون جدوى. فخذ فيما يفيدك ويفيدنا ودع عنك هذه المسائل.
ومن اللطائف في هذا الباب أن رسالة والدي الدكتور عبد الجليل عبد الرحيم العبادلة للدكتوراه والتي ناقشها في جامعة الأزهر في أول السبعين وحصل على مرتبة الشرف الأولى كانت تحمل عنوان "لغة القرآن الكريم" ولم ينتقده في تسميتها أحد.
وقد سعدتُ بمعرفة أن مؤلف كتاب (لغة القرآن الكريم) هو والد أخينا الدكتور حسن عبدالجليل عبدالرحيم، وهو كتاب قيم أفدنا منه كثيراً. فجزاه الله خيراً.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[30 Mar 2010, 03:56 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقه الله
أراك تناقش موضوعاً ليس له قيمة علمية، ويخرج بالحديث عن فائدته، وسبق أن استنفد الكثير من أوقات الفضلاء من أمثالك دون جدوى. فخذ فيما يفيدك ويفيدنا ودع عنك هذه المسائل.
وقد سعدتُ بمعرفة أن مؤلف كتاب (لغة القرآن الكريم) هو والد أخينا الدكتور حسن عبدالجليل عبدالرحيم، وهو كتاب قيم أفدنا منه كثيراً. فجزاه الله خيراً.
طيب يا اخي عبدالرحمن، مشكور على هذا التوجيه وان كنت اخالفك الرأي،
فالذي تراه ليس له قيمة علمية تذكر وفضلا من القول وهامشيا، اراه اساسيا ومحوريا ويتجاوز سوء الادب مع الله وكتابه؛ القرءان بجعل لغو اللغة رفيقا للقرءان ولعربية القرءان، الى التسلل الى عمق مفاهيمنا لكلمات الله التامات، ووصولا الى تبديل وتحريف الكلم عن مواضعه،
وانا على استعداد لمناقشة كل من الدكتور والد أخينا الدكتور حسن عبدالجليل عبدالرحيم او الدكتور حسن او اي احد من الشيوخ الافاضل في هذه المسالة او في قيمتها العلمية،
والاهم مناقشته في القيمة العلمية لهذه المسالة، والقيمة العلمية للعربي، واللسان، والقيمة العلمية السلبية للغو اللغة، وقد نوهت فيما سبق انه على الرغم من خطورة تلك المسالة ومحوريتها الا انها لاتعد سوى نماذج على قضيتنا الاهم والتي هي انحراف المفاهيم وبالاحرى تحريف الكلم عن مواضعه، فهل لاتجد لذلك قيمة علمية؟
والى ان يحين نقاش هذه المسائل فاني - طبعا مضطر - للخضوع لحكم محكمتك، والاكتفاء بهذا القدر من الحوار، فانت الخصم والحكم،
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2010, 06:17 ص]ـ
بارك الله فيك، ولعل الله ييسر من الوقت ما يتيح لنا مثل هذا النقاش يوماً.
وفقك الله لكل خير.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Apr 2010, 01:14 م]ـ
في الجامعات العربية تعدد مصطلح (علم اللغة) و (فقه اللغة) و (أصول اللغة) الذي كتب له الشيوع في أكثر البلاد العربية، و (علم الألسنية) الذي راج في لبنان، في حين أن (علم اللسانيات) كتب له السيادة في المغرب العربي، وهذا الخلاف دعا علماء اللغة العربية يتنادون لتوحيد هذا المصطلح في ندوة نظمها مركز الدراسات بتونس في ديسمبر عام 1978م؛ وتم الاتفاق فيها على مصطلح (اللسانيات).
أما كلمة (اللغة) فهي ذات أصل يوناني قديم هي (لوجوس)، والعرب كانوا يطلقونها على ما يعرف اليوم بـ (اللهجة)، كأن يقال: لغة هذيل، ولغة طيّئ، ولغة تميم وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[12 Apr 2010, 12:28 م]ـ
اعود، وانبه، واؤكد، واعيد ماسبق ان طرحته مرار وتكرارا واكدت عليه:
ليست مسالتي مسالة؛ " لسانيات " او لغويات " او " السن " او اللغة " او " لغة العرب " او " فقه اللغة " او مسالة اصطلاحات او اتفاقات او شيوعات او اخطاء لغوية او او او .....
انما مسالتي، وبالاحرى؛ عربية القرءان، وبذلك فلا؛ لغة + عربية، ولا؛ لغة + قرءان، هذه هي مسالتنا ايها السادة، فمن احب ان يدلي بهذا الاتجاه فليفعل، واما غير هذه المسألة فلا تعنيني بشيء،
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:24 ص]ـ
الإخوة الأفاضل جزاكم الله وأحسن إليكم
يقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} إبراهيم4
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} النحل103
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء195
{وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} مريم50
{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} الشعراء84
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} المؤمنون3
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} الفرقان72
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} القصص55
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت26
جاء في لسان العرب:
اللَّغْو واللغا: السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع.
وجاء في الصّحّاح في اللغة:
لغا يَلْغو لَغْواً، أي قال باطلاً. يقال: لَغَوْتُ باليمين.
ونباح الكلب لَغْواً أيضاً.
مما تقدم يتبين لنا:
1 - أن المعجم القرآني يفرق بين اللغة واللسان "والقول بدلالة خاصة للكلمة القرآنية، لا يعني تخطئة سائر الدلالات المعجمية، كما أن إيثار القرآن لصيغة بعينها، لا يعني تخطئة سواها من الصيغ في فصحى العربية. بل يعني أننا نقدر أن لهذا القرآن معجمه الخاص و بيانه المعجز، فنقول إن هذه الصيغة أو الدلالة قرآنية، ثم لا يعترض علينا بأن العربية تعرف صيغاً ودلالات أخرى للكلمة." (1)
2 - أن معنى اللسان العربي – كما يقول الشعراوي في خواطره – " ما نطق به العرب، ودار على ألسنتهم؛ لأنه أصبح من لغتهم وصار عربياً، وإنْ كان من لغات أخرى، والمراد أنه لم يَأْتِ بكلام جديد لم تعرفه العرب، فقبل أنْ ينزل القرآن كانت هذه الكلمات شائعة في اللسان العربي"
3 - بهذا اللسان العربي المبين الذي تعرفه العرب نزل القرآن. واللسان الذي نزل به القرآن غير قابل للتطور. بمعنى أننا أثناء عملية التدبر علينا أن نفهم المفردة القرآنية حسب ما فهمها العربي أثناء نزول القرآن، ولا نعبأ بالتطورات التي طرأت عليها بعد ذلك. لأن التطورات خضعت لعملية إنتاج اللغة. هذا الإنتاج الذي هو طبيعي في مسار أي لغة من لغات العالم. "لأنه من شروط المفردة القرآنية أن نحملها على المعنى العرفي الذي كان سائدا في وقت نزول النص القرآني، المعاني التي تأتي بعد ذلك تعتبر معاني مستحدثة لا يحمل عليها القرآن". (2)
4 - " في النظام القرآني نجد أن كل كلمة في القرآن وضعت في محلها الطبيعي، بحيث لا يمكن أن تسد أية كلمة أخرى مكانها، ولا أن تعطي نفس الأبعاد والظلال التي كانت تعطيها تلك الكلمة. وهذا ما يدفعنا إلى البحث عن سر استخدام القرآن الكريم لهذه الكلمة لا غيرها وبهذا الشكل لا غيره". (3) فالقرآن نزل بلسان عربي مبين. فعندما نريد أن نتدبر القرآن نجعل بين أعيننا هذه الحقيقة: وهي أن هذا القرآن بنية متراصة متكاملة ومنسجمة كما هي بنية الكون، لا خلل فيها ولا لغو ولا زيادة ولا نقصان.
5 – لسان القرآن عربي مبين وحروفه عربية ومفرداته لا تعدو أن تتجاوز ما تعارف عليه العرب زمن الوحي، إلا أن معانيه لا متناهية، لأنها معاني كلمات الله. يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لقمان27
************************************************** ********
1 - عائشة بنت الشاطيء: مقدمة التفسير البياني للقرآن الكريم
2 - د. أحمد حسن فرحات: المفردة القرآنية
3 - السيد رضا الشيرازي: التدبر في القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Apr 2010, 11:17 ص]ـ
هذه مقالة بعنوان:
القسِّيس ولغة القرآن
كتبها الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي وفقه الله في زاويته (دفق قلم) بجريدة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم السبت 20/ 3/1431هـ الموافق 06 - 03 - 2010.
الداعية الإسلامي (يوسف استيس) القسِّيس (سكيب) سابقاً، يؤكد في سرده لقصة إسلامه على شعوره العميق بقيمة خاصة للغة القرآن الكريم مع أنه لا يعرف العربية وذلك حينما استمع من تاجرٍ مصري إلى سورة الإخلاص، حيث تفاعل معها، وشعر بأن حروفها وكلماتها تخاطب قلبه قبل أنْ يعرف معانيها.
يقول: لما تطرقنا أنا وقسيس آخر كاثوليكي مع التاجر المصري المسلم لمسألة التثليث، وقرأنا ما في نسخ الإنجيل الموجودة معنا في تلك الجلسة من نصوص خاصة بهذه المسألة شعرنا بالحرج من هذا المعتقد؛ لأن كل نصراني عاقل، لاسيما القساوسة لا يستريحون في أعماق نفوسهم إلى مسألة الآلهة الثلاثة في إلهٍ واحدٍ، ولقد كنت أدعو إلى النصرانية وأنا مهزوز الثقة في مسألة التثليث، وكذلك كل قسِّيس نصراني لا يمكن أن يتخلَّص من هذا الإحساس.
لقد شعرت وأنا أقرأ نص التثليث للتاجر المصري بأنه في أعماقه يسخر من هذا النص ومن هذه الفكرة المشوَّشة التي تقول بالإله الواحد والآلهة الثلاثة في وقت واحد، ولم أستطع أن أذكر له بعض الأمثلة المضحكة التي علَّمنا إيَّاها أساتذتنا في هذا المجال مثل قولهم: إنها تشبه البيضة الواحدة لها قشرة خارجية ولها بياض ولها صفار، أو أنها تشبه البطيخ له قشرة وله لُبٌّ أحمرٌ، وله بذور سوداء، وكيف أذكر هذه الأمثلة وهي غير مقبولةٍ عندنا نحن القساوسة؟
قلنا للتاجر المصري (محمد): وأنتم أيها المسلمون ماذا تعتقدون في الرَّبِّ، فقال باللغة العربية التي لم نكن نعرف منها كلمة واحدة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ)، ثم أخذ يترجم لنا معانيها، وكان صوته حين تلاها بالعربية مؤثراً جداً استطاع أنْ يدخل إلى قلبي بصورة عجيبة، وإني ما أزال إلى الآن أسمع صدى صوته وهو يتلوها يرنُّ في أذني، وما أزال أتذكَّره.
لقد أكَّد (يوسف استيس) الأثر العميق الذي حدث في قلبه من خلال جمال وتناسق اللغة العربية، وهو أثرٌ كبيرٌ كان له دوره في فتح أبواب قلبه للمعاني التي شرحها له التاجر المصري.
يقول: أما معاني سورة الإخلاص، فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منها إطلاقاً، وقد كانت مفاجأة كبيرة لي ولصديقي القسيس ولوالدي وزوجتي، لأننا شعرنا أن تاجراً مسلماً لم يكن متخصصاً في علوم الدين ولم يكن موظَّفاً في الدعوة يعيش حالةً جميلةً من الوضوح والاستقرار لا نعيشها نحن القساوسة المتخصصون في الدعوة إلى الدين النصراني.
يقول يوسف: فوجئت بالقسيس الكاثوليكي المتعصب يطلب من (محمد) أن يصطحبه معه ليرى صلاة المسلمين في المسجد، فأخذه معه إلى المركز الإسلامي، وحينما رجعا سألنا القسيس: أيّ أنواع الموسيقى يستخدمها المسلمون في صلاتهم، فقال: ولا واحدة، فقلنا متعجبين: يعبدون ربهم، ويصلُّون بدون موسيقى، وهنا كانت المفاجأة، حيث قال القسيس الكاثوليكي: نعم، يصلون بدون موسيقى، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأعلن إسلامه.
يقول يوسف. فسألته: هل أنت مقتنع؟ وأنا أتحرَّق في داخلي لأنني كنت أتمنَّى أن أسبقه إلى الإسلام.
ثم أسلم والدي، وأسلمت أنا وزوجتي - ولله الحمد.
لغة عظيمة ترتبط بالمعاني الراقية، والبلاغة العالية، يا أهلها الكرام، عليكم السلام.
المصدر: جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/415241/ln8.htm) .
سيظل القرآن الكريم - كتاب الله العظيم، و كلامه المُعْجِز - هداية للعالمين، مسلمهم و كافرهم، و إنسَهم و جِنَهم، إلى يوم الدين؛ بما أودعه اللهُ فيه من نور و سكينة و رحمة و هداية، لِمَن أراد لهم الهداية و الإيمان:
[قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا] {الجنّ:1، 2}
- و قد جاء في جريدة " البيان " الإماراتية أمس الخبر الآتي:
عذوبة صوت المؤذن دفعت 6 أشخاص لإشهار إسلامهم في دبي
(صوته الجميل في قراءة القرآن الكريم وفي رفع الأذان داخل أحد مساجد دبي، كان سببا في دخول ستة أشخاص من جنسيات مختلفة الإسلام، إنه الشيخ عبد الباسط نور الدين الزليتني، قارئ القرآن ومؤذن إذاعة وتلفزيون دبي وإمام مسجد الخريجين، الذي يرى أنه خليفة الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد والذي تعلم القرآن على يد والده الشيخ نور الدين الزليتني في صعيد مصر.
ويقول الشيخ عبد الباسط الزليتني إنه فوجئ خلال قراءته للقرآن الكريم في المسجد بدخول شخصين يريدان أن يعلنا اسلامهما ويتعرفا على الإسلام، بعدما استمعا إلى قراءته وإلى الأذان الذي يقيمه في اليوم خمس مرات، ويضيف أنه بعد يومين جاء هذان الشخصان ومعهما بعض زملائهما وأصدقائهما للدخول في الدين الإسلامي.
ويشير الشيخ عبد الباسط الزليتني إلى أنه قام بتلقينهم شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وكل ذلك بفضل القرآن الكريم كتاب الله العزيز وبفضل إقامة الأذان، وقال: إن الصوت الجميل يجذب إليه النفس البشرية، ولذا فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تجويد القرآن). اهـ
المصدر: جريدة البيان ( http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1265976062604&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Apr 2010, 08:48 م]ـ
سيظل القرآن الكريم - كتاب الله العظيم، و كلامه المُعْجِز - هداية للعالمين، مسلمهم و كافرهم، و إنسَهم و جِنَهم، إلى يوم الدين؛ بما أودعه اللهُ فيه من نور و سكينة و رحمة و هداية، لِمَن أراد لهم الهداية و الإيمان:
[قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا] {الجنّ:1، 2}
تصويب:
... و إنسِهم و جِنِهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2010, 12:54 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أبو بكر على نقل هذا الخبر الذي يؤكد المقالة المنقولة. والتي أشغلنا أخونا أمجد الراوي - عن حسن نية - بما أخرجنا عن الموضوع.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Apr 2010, 01:58 م]ـ
السلام عليكم
أرى فى مثل هذه القصص دعوة أن يتحول القرآن إلى جرس نسمعه وموسيقى نطرب إليها بدون فهم
بل أرى أن فيها شيئا من التناقض مع
" وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)
الشعراء
فلو كان أعجميا نزل عليه القرآن فقرأه على عربى فلن يفهمه العربى ولن يؤمن به
وكذلك إن قرأه عربى على أعجمى بلسان عربى ... فكيف يؤمن الأعجمى؟
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[18 Apr 2010, 03:06 م]ـ
كلام في غاية الوضوح، وهدف في غاية البيان؛ فلا أدري ما الداعي لكل هذا اللت والعجن؟ صدق من قال: توضيح الواضحات من جملة المشكلات.
جزى الله خيرا كاتب الخبر وناقله ومناقشيه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Apr 2010, 03:33 م]ـ
موضوعنا هذا مثال على التطرف في الحكم على الأقوال
ونحن أمة الوسط والواجب حمل كل قول على الوجه الذي يمكن أن يصح إذا حملناه عليه
ولا شك أن للقرآن أثرا على سامعيه حتى ولو لم يكونوا من الناطقين بلغة القرآن "لسان القرآن" والوقائع التي تشهد بذلك أكثر من أن تحصر، ولكن لا يعنى أن ذلك هو الطريق الوحيد أو الرئيس للإيمان بهذا القرآن، فكم من عربي اللسان يسمع القرآن ليلاً ونهارا ومع هذا لا يؤمن به، ولكن لا نستطيع أن نجزم أن سماعه للقرآن لا يؤثر فيه بكيفية أو أخرى، لأن هذا القرآن قد ثبت من خلال آياته ومن خلال الواقع تأثيره على سامعيه سلبا أو إيجابا، إنه يحرك القلوب والجوارح وبعد ذلك يفترق السامعون فمنهم من يصدق عليه قول الله تعالى:
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا) سورة الإسراء (41)
ومنهم من يصدق عليه قول الله تعالى:
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الحج (54)
وقوله تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
وفق الله الجميع لمرضاته
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Apr 2010, 04:54 م]ـ
السلام عليكم
نعم!!!
قوله تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
ينطبق على المارين فى شوارع دبى ويستمعون للشيخ الزليتنى .. !!!!
نسمع الخطباء يقولون والحق ماشهدت به الأعداء. إن له لحلاوة .. وإن عليه لطلاوة ..
كأننا لن نؤمن إلا بما نسب لابن المغيرة
ألا نرى فى القرآن أعظم من مجرد صوت وموسيقى وحلاوة وطلاوة؟؟
قد ينبهر العوام بهذه الأخبار .... أما أساتذة الجامعات! فنسألهم هل يصلح اسماع الأعاجم تلاوة الشيخ عبد الباسط غبد الصمد كطريقة للدعوة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2010, 05:00 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى سعيد وفقه الله
لقد ذهب فهمك بعيداً، والموضوع واضح كما قال أخي الدكتور سليمان خاطر.
والوقت ثمين بارك الله فيكم جميعاً.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[18 Apr 2010, 05:36 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أبو بكر على نقل هذا الخبر الذي يؤكد المقالة المنقولة. والتي أشغلنا أخونا أمجد الراوي - عن حسن نية - بما أخرجنا عن الموضوع.
مع اني لا اغمط حقك وحق الموضوع وقصته في العبرة والفائدة، وكذلك فعلتُ منذ البداية، الا اني ارى ان المسالة التي قمتُ باقحامها في الموضوع بناءا على العنوان هي اشد اهمية بما لا يوفيها ان تقارن بالف مرة بقصة الموضوع،
لذلك اقترح عليك، ومن طرفك بالذات، ان تفتح موضوعا جديدا نناقش فيه " العربي " و" العربية " ومفهومهما من ذات القرءان الكريم ونقدم لهما تعريفا هو اهلا لهما، فكلمة " عربي " هي كلمة قرءانية خالصة وهي خاصة بالقرءان ولايشاركه فيها غيره، وارجو ان لاتظن ان مسالة ومفهوم العربية هي بديهة لكل الناطقين فيما يزعمونه العربية، ولكن ستتضح امور في غاية الاهمية، بل في غاية الخطورة،
والله الموفق(/)
رسائل أبي الحسن الحرالي في قوانين فهم القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2010, 08:43 م]ـ
هذا عرض لكتاب (تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير) للدكتور عبدالرحمن حللي.
وقد أصدرته مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء المغربية منذ سنوات، وهو يباع الآن في معرض الكتاب 1431هـ بدار الأمان المغربية.
عنوان الكتاب: تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير
المؤلف: أبو الحسن الحرالي المراكشي
الناشر: مطبعة النجاح الجديدة
المدينة: الدار البيضاء
السنة: 1997
صفحات: 632
يكتنف التراث الإسلامي عدداً لا بأس به من الأعلام المجهولين الذين غطت على ذكرهم أسماء أخرى اشتهرت في عصرهم أو اختصاصهم، وتتسبب ظروف متعددة في شهرة البعض أو طي ذكر البعض الآخر؛ فالمكان الذي يقيم فيه الشخص والدور التاريخي والحضاري لهذا المكان قد يؤثر في ذلك، والسياسة من جهتها قد ترفع رجالاً ليسوا على قدر، وتطوي آخرين كانوا من أهل الفضل والمكانة، وموقف يقفه العالم قد يرفعه ويعلي ذكره، أو يطويه ويحطمه، تلك سنة جرت في التاريخ قديما وحديثا، لكن قراءة التراث وتصنيف مكانة رجاله في ضوء ما آل إليه الأمر فيه كثير من الظلم لمكانة بعض الرجال والعلماء، وفيه شيء من الخلل في التأريخ العلمي، لاسيما عندما تكون لبعض الأعلام بصمة متميزة في مجال أو أكثر من العلوم والمعارف.
ويعتبر أبو الحسن علي بن أحمد التجيبي الحرَالِّي المراكشي (ت638هـ) واحداً من الشخصيات التي لم تلق حظها في تأريخ العلوم، فقد كان مشاركاً في علوم متنوعة، منها المنطق والفلسفة والتعاليم، وعارفاً بالحديث والفقه، والأصلين (أصول الدين وأصول الفقه) , أما التفسير والتصوف فقد كتَب فيهما الكثير، وكان قد دخل الأندلس وعاش في مرسيه, التي يرجع إليها أصله، والتي أنجبت ابن عربي الصوفي المعروف الذي استضافه لاحقاً في دمشق ثلاثة أيام، ثم طلب منه أن يغادرها، فرحل الحرالي إلى "حماه" وسط سورية وتوفي فيها.
وفي الوقت الذي اشتهرت فيه كتب ابن عربي ونشرت على نطاق واسع لم تنشر كتب الحرالي وبقيت مخطوطة ومجهولة، إلى أن أخذ الدكتور محمادي الخياطي على عاتقه جمع تراثه، لاسيما ما يتعلق منه بالتفسير لما له من أهمية وخصوصية، وقد أحصى من مخطوطاته المتوفرة أحد عشر عنواناً، ومن كتبه التي أشار إليها البقاعي وكان ينقل عنها في تفسيره كتاب "في أصول الفقه" وكتاب "شرح أسماء الله الحسنى"، أما كتبه في التفسير فكان لها أهميتها وشهرتها في عصره، وقد اعتمد عليها المناوي في كتابه "التوقيف على مهمات التعاريف"، ويبدو أنها أثارت جدلاً في عصره حتى حرص العز ابن عبد السلام على الاطلاع عليها وانتقدها لخلوها من التفسير بالمأثور، وما يزال تفسيره مفقوداً، لكن بعض نصوصه مضمنة في تفسير الإمام البقاعي "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، وقد قام بجمعها من نظم الدرر المحقق الدكتور الخياطي، ونشرها في المغرب ضمن الحلقة الأولى من سلسلة تراث أبي الحسن الحرالي، وضم إليها ثلاث رسائل في أصول التفسير، هي: "مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل" و"عروة المفتاح" و"التوشية والتوفية"، وتقع الرسائل في مئة وعشرين صفحة تقريباً، وأتبعها بما جمع من نصوص تفسير الحرالي المضمنة في تفسير "نظم الدرر" حتى الجزء الرابع قرابة أربع مئة صفحة، ليكون مجموع الرسائل والتفسير 632 صفحة.
هذا ومما يميز إنتاج الحرالي في التفسير –كما يلاحظ محقق أعماله– "أن له فيه اجتهادات خاصة، جعلته يشعر القارئ أنه يؤسس أو يضع قوانين علم جديد –لفهم القرآن- مثل القوانين التي وضعها أبو الأسود الدؤلي لعلم النحو، والإمام الشافعي لعلم أصول الفقه" (ص7)، وقد صرح الحرالي بذلك، ونسب الأمر إلى شيخه أبي عبد الله القرطبي (ت631هـ) الذي تتلمذ عليه في المدينة المنورة، وأفاد من دراسة تفسير الفاتحة عليه كما يقول: "قوانين في التطرق إلى الفهم، تنزل في فهم القرآن منزلة أصول الفقه في فهم القرآن" (ص27 - 28)، وقد جعل هذه القوانين في فهم القرآن هي موضوع رسالته الأولى التي سماها:
مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل
(يُتْبَعُ)
(/)
يفرق الحرالي في هذه الرسالة بين التفسير الذي قوانينه علم النحو والأدب، وهو ما بدا منه في يوم الدنيا، والتأويل الذي قوانينه علم الإيمان، وهو ما يبدو من القرآن في يوم الآخرة، والفهم لما عليه القرآن دائماً، حيث لا ليل ولا نهار. ويعتبر الحرالي الفهم شأناً قلبياً اختص الله به بعض عباده، ويسجل في رسالته ما يعتبره قوانين لهذا الفهم، فيتحدث في الباب الأول عن "علو بيان القرآن على بيان الإنسان"؛ إذ بيان الله مرتبط بإحاطة علمه ويخبر بالحق والواقع، وفي الباب الثاني عن "جمع القرآن لنبأي الإفصاح والإفهام"؛ ففيه الإجمال والتفصيل، والإفصاح والإفهام، "فمتى أنبأ عنه تعالى أخذ الفاهم مقابل ما يتلو إفصاحاً في قلبه عن العبد مفهوماً، فيملأ القرآن قلبه بإفهامه، ويملأ سمعه بإفصاحه" (ص31)، ويتحدث في الباب الثالث عن "إبانة القرآن عن ألسنة ذوات الخلق، وعن تنزلات أسماء الحق"؛ فالقرآن ينطق عن ذوات الخلق، ولكل اسم من أسماء الله بيان يخص إقامته طوراً من أطوار خلقه تفصيلاً وإجمالاً، ويتحدث في الباب الرابع عن "رتب البيان عن تطور الإنسان بترقيه في درج الإيمان وترديه في درك الكفران" ويذكر أن أردى أحوال المستخلف المحل الذي يسمى فيه بالإنسان، وهو حيث أنس بنفسه وغيره، ونسي عهد ربه، فيرد لذلك نبؤه بالذم في القرآن، ثم مرتبة الناس ويذم فيها أكثرهم، ثم مرتبة القبول والسماع "الذين آمنوا"، ثم المرتبة الأقرب "المؤمنون" ثم المؤمنون حقاً، ثم المحسنون، ثم الموقنون (ص36). وفي الباب الخامس يتحدث عن "تنزلات خطاب القرآن بحسب أسماء الله"؛ فيرى أن فهم الآيات يرتبط بما ورد فيها أو بما ختمت به من أسماء الله، ويتحدث الباب السادس عن "وجه بيان القرآن في تكرار الإظهار والإضمار"، فإذا تقدم الإظهار فهو خطاب المؤمنين بآيات الآفاق، وإذا تقدم الإضمار فهو خطاب الموقنين بآيات الأنفس، وإذا كان الكلام عن إحاطةٍ تقدم الإضمار, وإذا كان الكلام عن اختصاص تقدم الإظهار، ويتحدث في الباب السابع عن "رتب البيان في إضافة الربوبية ونعت الإلهية في القرآن"؛ فبحسب إضافة اسم الرب تختلف رتبة البيان، أما الباب الثامن فيتحدث فيه عن "وجوه بيان الإقبال والإعراض في القرآن"؛ فيتفاوت الخطابان بحسب تفاوت المخاطبين، ويتناول في الباب التاسع "وجوه إضافات الآيات واتساق الأحوال لأسنان القلوب في القرآن" ويقصد بأسنان القلوب أعماراً معنوية تتدرج على مراتب تبدأ بالإنسان وتكتمل باليقين في سبع مراتب، ويجعل من مفاتيح البيان فهم المخاطب في الآيات بحسب هذه المراتب، ويأتي الوصف بحسب الاستجابة وأحوالها سلباً أو إيجاباً. ويختم الرسالة بالباب العاشر "في محل أم القرآن من القرآن، ووجه محتوى القرآن على جميع الكتب والصحف المتضمنة لجميع الأديان، وما حواه من وجوه البيان"، ويفصل في هذا الباب مكانة القرآن من الكتب السابقة، ومكانة أم القرآن من القرآن.
العروة للمفتاح الفاتح للباب المقفل المفهم للقرآن المنزل
الرسالة الثانية للحرالي في قوانين فهم القرآن هي "العروة للمفتاح الفاتح للباب المقفل المفهم للقرآن المنزل" ويتحدث فيها عن الأحرف السبعة من حيث شرط علمها وحالها وبيانها، أما بيانها -موضوع الباب الأول من الرسالة-, فهي حرفا صلاح الدنيا (الحرام والحلال)، وأصل هذين الحرفين التوراة وتمامها في القرآن، وحرفا صلاح المعاد (الزجر والأمر)، وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامها في القرآن، وحرفا صلاح الدين (المحكم والمتشابه)، وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامها في القرآن، وهذه الحروف الستة تشترك فيها الكتب المتقدمة ويزيد القرآن عليها تمامها وبركة جمعها. ويختص القرآن بالحرف الجامع (المثل الأعلى) أو (الحمد) الخاص بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لذلك افتتح الله به أم القرآن، وجمع فيها جوامع الحروف السبعة التي بثها في القرآن، كما جمع القرآن ما بث في جميع الكتب المتقدمة (ص58 - 59)، ثم يشرح في سبعة فصول هذه الحروف وخصائصها ومن تتوجه إليه.
أما الباب الثاني من الرسالة "في شرط منال هذه الحروف وعلمها والعمل بها" فيخص فيه كل حرف بفصل مستقل يتحدث فيه عما تحصل به قراءة الحرف في العلم والحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحرف الحرام تحصل به طهرة البدن، وتحصل قراءة هذا الحرف بالورع الحاجز عما يضر بالجسم ويؤذي النفس وما يكره الخلق وما يغضب الرب. أما حرف الحلال فتأتى قراءته من جهة القلب بمعرفة حكمة الله في المتناول من مخلوقاته، ومعرفة أخص منافعها مما خلقه، ومن جهة النفس بسخائها بما يقع فيه الاشتراك من المنتفعات المحللات وصبرها عما تشتهيه من المضرات، والتراضي وطيب النفس فيما يقع فيه الاشتراك، ومن جهة العمل بالأدب.
"وكما كان حرف الحلال موسع ليحصل به الشكر، فحرف النهي مضيق لمتسع حرف الحلال؛ ليحصل به الصبر" (ص102) وتحصل قراءته، من جهة القلب بمشاهدة البصيرة لوعود الجزاء، ومن جهة النفس بصبرها عن الشهوات، ومن جهة العمل بكف اليد عن الانبساط في التمول فيما به القوام. وتحصل قراءة حرف الأمر من جهة القلب بالتوحيد والإخلاص، ومن جهة النفس بالطمأنينة بالله، ومن جهة العمل بأدب الجوارح.
وتحصل قراءة حرف المحكم بتحقيق العبودية في القلب، وذل النفس وانكسار الجوارح. وتحصل قراءة حرف المتشابه بمعرفة القلب بالعجز عن معرفة جميع أسماء الحق وأوصافه، وباستكانة النفس لما يوجبه تعرف الحق بتلك الأسماء والأوصاف، وليس لعمل الجوارح في هذا الحرف مظهر سوى حفظ اللسان عن ألفاظ التمثيل والتشبيه.
"وأما قراءة حرف الأمثال فهو وفاء العبادة بالقلب جمعاً ودواماً، "وله الدين واصباً"، "والذين هم على صلاتهم دائمون"، فالذي تحصل به قراءة هذا الحرف، إنما هو خاص بالقلب، لأن أعمال الجوارح وأحوال النفس قد استوفتها الأحرف الستة التفصيلية" (ص115).
التوشية والتوفية
سمى الحرالي رسالته الثالثة "التوشية والتوفية"؛ لما تقدم إثباته من كتاب العروة ومفتاحها، ففصلُ التوشية تحدث فيه عن "تفاوت وجه الخطاب فيما بين ما أنزل على وفق الوصية، أو أنزل على حكم الكتاب" فما أنزل على وفق الوصية خاص بالقرآن الخاص بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتتعاضد فيه الوصية والكتاب، أما الثاني فهو ما أنزل على حكم العدل والحق المتقدم فضله في سنن الأولين، وكتب المتقدمين.
أما فصل التوفية فيشتمل على "تناول كلية القرآن لكلية الأمة", بمعنى أن ما ورد من أخبار وقصص السابقين وأهل الأديان في القرآن "إنما مقصوده الاعتبار والتنبيه بمشاهد متكررة في هذه الأمة، من نظائر جميع أولئك الأعداد وتلك الأحوال والآثار، حتى يسمع السامع جميع القرآن من أوله إلى خاتمته منطبقاً على هذه الأمة وأيمتها، هداتها وضلالها، فحينئذ ينفتح له باب الفهم" (ص126 - 127)، ويتابع في هذا السياق وقوع الأديان التي ذمها القرآن في هذه الأمة ومظاهر ذلك، ونلمس من هذا التحليل المنزع الأخلاقي والعملي الذي يسعى إلى تجليته من خلال هذه القوانين التي يؤسسها في فهم القرآن، "فمن حق القارئ أن يعتبر القرآن في نفسه، ويلحظ مواقع مذامه للفِرَق، ويزن به أحوال نفسه من هذه الأديان، لئلا يكون ممن يسب نفسه بالقرآن وهو لا يشعر" (ص138)، ويقول "أفضل الناس مؤمن في خلق حسن، وشر الناس كافر في خلق سيء" (ص137).
أخيراً .. وبعد استعراض مضامين رسائل الحرالي الثلاث التي تناولت أصول فهم للقرآن، يمكن أن نلحظ أن المنزع الصوفي لدى الحرالي لا يبدو بذاته هو المحرك لرسائله بقدر ما هو البعد العلمي في تأطير الفهم العملي للقرآن الذي يستل منه ما يخص سلوك الإنسان وعلاقته بالقرآن والتاريخ، فلئن كان التفسير الإشاري [1] قد وقع في إشكال القطيعة مع لغة النص والسياق، والتفسير قد أسر بقوانين اللغة والنحو، والتأويل قد استلب إلى علم الكلام والمتشابهات، فإن الحرالي يحاول في هذه الرسائل أن يقنن "فهم القرآن" كطريق للتعامل مع النص لا يتجاوز التفسير ولا التأويل إنما يلج إلى اللب والمقصد والجوهر المتعلق بالإنسان وترقيه في السلوك والأخلاق.
ولعل ما كتبه الحرالي يمثل خطاً مجهولاً في الدرس القرآني، وتنبع أهميته من البعد التأسيسي ومحاولة التقعيد لنمط من الفهم الذوقي العميق للقرآن، فهماً يتجاوز التقول الباطني والشطح الصوفي، ولا يكون أسيراً للتفسير الظاهري، والمنطلق الذي أعان الحرالي في تأطير رؤيته هو الرؤية الكلية للقرآن، لا في ذاته فقط إنما في سياق علاقته التاريخية مع الكتب والأديان، وفي ضوء الصلة بين الله والإنسان.
ورغم أن هذه الرسائل قد صدرت منذ أكثر من عقد إلا أنها لم تنتشر بين الدارسين بما يعطيها حقها ومكانتها التأسيسية والإبداعية في أصول التفسير، ولعل هذا التعريف بها يفتح أفقاً لتتبع ما فيها من أصول وقواعد يمكن أن تثري الدرس القرآني المعاصر، ولعل ما جمع من تفسيره يسهم في تعميق هذه الرؤى وتوضيحها.
[1] عُرَف التفسير الإشاري بأنه:"تأويل القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف، ويمكن الجمع بينها وبين الظاهر والمراد أيضاً" فهو التفسير الصوفي الذي يلحظ إشارات في الآيات، ولا يقف عند ظاهر الألفاظ فقط، ويختلف عن التفسير الباطني الذي يفترض معنى باطناً مقصوداً غير الظاهر، بأنه لا ينفي الظاهر بالضرورة، أو يدعي قصدية المعنى المشار إليه أصالة.
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=a03d2d93ebd0f677e44ac7a2cc6ad d3d&cat=1&id=741&m=fbace5d8138ae33c78f95f58a4c582f2) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Mar 2010, 09:34 م]ـ
أحسنتم فضيلة الدكتور بعرض هذا الإصدار المهم والماتع، وهو من أحسن ما اقتنيته من المعرض ..
والعرض موفق جدا، ليت كل من عرض كتابا يحذو حذوه ..
وفقكم الله.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا الفاضل ..
لفتة عالية .. ومأخذ شريف كريم ..
كيف نجتاز العلوم إلى مقاصدها؟.
نفعنا الله بكم آمين ..
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 May 2010, 02:48 ص]ـ
للفائدة هذا رابط مباشر للكتاب (تراث أبي الحسن الحرالي في التفسير)
منقول
http://ia331233.us.archive.org/1/items/Turath_Haraly/Turath_Haraly.pdf
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 May 2010, 11:04 ص]ـ
كانت هذه الرسائل المخطوطة في مكتبتي وكنت اريد تحقيقها لكن لما سمعت عن هذا الكتاب الذي عرضه شيخنا ابو الفضائل الشهري (ساكتب لاحقا خاطرة حول هذا الاسم) احجمت عن التحقيق ولكن اشتدت عزيمتي له من جديد لما رايت التحقيق
فما راي المطلعين؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 May 2010, 11:24 م]ـ
كانت هذه الرسائل المخطوطة في مكتبتي وكنت اريد تحقيقها لكن لما سمعت عن هذا الكتاب الذي عرضه شيخنا ابو الفضائل الشهري (ساكتب لاحقا خاطرة حول هذا الاسم) احجمت عن التحقيق ولكن اشتدت عزيمتي له من جديد لما رايت التحقيق
فما راي المطلعين؟
الشيخ الفاضل الدكتور: جمال أبا حسان حفظه الله.
السلام عليكم ..
لو بسطت لنا رأيك الكريم الذي طويته في مشاركتك عن هذه النشرة.
وأنت الخبير كيف تذكر لنا محاسنها ومآخذك عليها.
وإن على سبيل الاختصار.
لعل هذا أيسر وأنفع.
وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[عبد الله الأزهري]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:18 م]ـ
رسائل ابي الحسن الحرالي أول ما حققت كان ذلك في القاهرة حققه الشيخ عبد الظاهر عبد الكريم أحد علماء الأزهر الشريف وذلك منذ ثلاثين سنة، وعندي نسخة من هذه الطبعة وقد نفدت من الأسواق المصرية،وهي طبعة أقل من المتوسطة في الطباعة والورق. وجاءت من بعد طبعة المغرب.
وكل تحقيق جديد لكتاب سبق تحقيقه يفيد شريطة ألا يكون استنساخا، بل يكون ضبطا وتقويما لما فات السابق،وفوق هذا يكون معه فتح مغاليق القول فيما يُحقق، فبيان أبي الحسن الحرالي كالمغلق لا يصبر على حزونة غير قليل من طلاب العلم، فحبذا من رزق فضلا من العلم والصبر أن يحقق ويفتح مغاليق ما في الرسائل والله الهادي سواء السبيل
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[02 Jun 2010, 10:53 م]ـ
من المصنفات الجليلة للشيخ أبي الحسن الحرالي الدالة على حسن استثماره لمعارفه المتميزة بالقرآن العظيم رسالته المسماة بـ" النصح العالم لكل من قال ربي الله ثم استقام".
ففي هذه الرسالة التي تخرج في حوالي 100 صفحة يحاول الشيخ الحرالي تصنيف أفراد المجتمع الإسلامي إلى مجموعات أو طبقات بحسب وظائفهم، انطلاقا من أخصهم رتبة كالسلطان ومن حوله ومرورا بالتجار وبالعلماء، ووصولا إلى أعمهم كالعاملين البسطاء، ثم يستخرج لكل مجموعة ما يناسبهم من طرق تحصيل الاستقامة الدينية المستخرجة قواعدها من القرآن العظيم مع إشارات من السنة النبوية، وقصده الأساسي تيسير طريق الاستقامة لكل صنف بحسب مؤهلاته ووظيفته ومكانته الاجتماعية، فيخلص الشيخ الحرالي إلى أن الاستقامة والولاية ليست حكرا على طائفة من المسلمين، بل بوسع كل فرد مسلم بلوغ درجة الولاية لله تعالى من خلال موقعه الاجتماعي، وهذا تحد كبير، لكنه مطلوب التحقيق، لا سيما في عصورنا.
والملفت للانتباه في هذه الرسالة إلى جانب أهمية موضوعها وشرف أهدافها وحسن صياغتها، هو حسن استحضار الشيخ الحرالي للآيات القرآنية التي إذا قرأها القارئ وجد مطابقتها للمقام الذي يحاول الحرالي بيانه، ولا شك أنه كان ممن يتنفس القرآن كما أنبأت عن ذلك بعض المؤلفات التي وصلت إلينا، ولهذا زاده الله بسطة في العلم والعبارة قل أن توجد عند غيره من العلماء.
ـ[عصماء]ــــــــ[05 Jun 2010, 01:44 م]ـ
كم أتمنى أن ننفض الغبار عن بعض المؤلفات التي ليس لها في الزخم الإعلامي نصيب.
ولا يمنع ذلك من تقويمٍ للمسائل وبيان العلل فيها.
بوركتم ونفع الله بكم
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:57 م]ـ
الأستاذ الفاضل: نزار حمادي.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
بارك الله فيك على هذه الاضافة القيمة، هل يمكن أن تفيدني أكثر عن هذه الرسالة؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:27 ص]ـ
الرسالة في طور التحقيق ..
وهذا أولها ..
بعد حمد الله العلي العظيم، والصلاة على نبيه محمد سيد ولد آدم أطيب الصلاة وأفضل التسليم، وعلى آله الطيبين، والرضى عن أصحابه أجميعن، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فهذه رسالة نصحٍ عامٍّ لكل من قال ربي الله، ثم استقام، مبدأ أمرها أن المؤمن لا ييأس من روح الله، ونهايةُ قصدها منال الولاية والكرامة بفضل الله، على سبيل العمل على الاستقامة بعون الله، مع بقاء العبد المؤمن على ظاهر حاله بما استعمله فيه الله في عمارة دار دنياه، بحسب ما أنشأه من الأرض واستعمره فيها من رتب الإيمان ومتصرَّفات الخير، من أيّ صنف كان من أصناف هذه الأمة المذكورين في قوله تعالى: ژ ٹ ٹ ٹ ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ?? چ چ چ چ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑڑ ژ [المزمل: 20].(/)
مشروع: صحح نسختك من تفسير الطبري
ـ[طلحة الجغبير]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:26 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ففي الليلة الماضية كنت في زيارة لأستاذنا أبي محمد أكرم بن محمد زيادة المعروف بعنايته الخاصة بالإمام الطبري ورجاله، فنقلت له اقترحا قدمه الدكتور عبدالرحمن الشهري -حفظه الله- في بعض صفحات هذا الملتقى عن إصدار كتاب بعنوان (صحح نسختك من تفسير الطبري) فأطلعني على بعض أعماله في تصحيح الطبعات الحالية وسيبدأ قريبا بترتيب الكتاب المقترح استعدادا لدفعه للطباعة بإذن الله تعالى حال اكتماله.
وسيحوي الكتاب بإذن الله على مقدمة ضافية عن طرق مرويات الطبري ودرجاتها لعلها أيضا تكون مفتاحا لخدمة مرويات الطبري بشكل أكثر تحريرا ...
والحمد لله رب العالمين
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 Mar 2010, 01:10 ص]ـ
هذا الكتاب لم ينل حقه من التحقيق والبحث مع أنه بلا مبالغة كتاب لا يستغني عنه أحد حتى قيل الناس في التفسير عيال على ابي جعفر رحمه الله تعالى.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2010, 07:10 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي طلحة، وأرجو أن نرى بواكير هذا المشروع على صفحات الملتقى بواسطتكم.
مع شكري للأستاذ أكرم بن محمد زيادة وتقديري لجهوده العلمية المميزة، وأرجو إبلاغه سلامي.(/)
عودة ملتقى أهل التفسير بعد التطوير .. سجل ملحوظاتك مشكوراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2010, 12:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الجمعة 10 - 4 - 1431هـ تم إطلاق النسخة الجديدة المطورة من ملتقى أهل التفسير بعد نقله إلى مستضيف جديد، وإزالة أسباب التحذير التي كانت تظهر للباحثين في محرك جوجل. وهو الآن تجريبي حتى نتلقى كل الملحوظات التي تكتبونها مشكورين حول:
- التصميم.
- الألوان.
- الخط المستخدم وحجمه.
- الأفكار التي ترون إضافتها للملتقى.
حتى يتم جمعها مرة واحدة وتعديلها من قبل المصمم والمبرمج بإذن الله.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد،،
القصيم - بريدة
10/ 4/1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2010, 12:18 ص]ـ
علماً أنه تم اعتماد العنوان:
www.tafsir.net/vb
ليكون العنوان الرئيسي للملتقى، ويصبح العنوان الآخر:
www.tafsir.org/vb
عنواناً رديفاً يحول الزائر للرابط الأول. وسوف يتم تعديل كل المشاركات التي تشير للعنوان السابق تباعاً بإذن الله.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Mar 2010, 12:31 ص]ـ
عمل مبارك، وللإمام يا ملتقانا العزيز.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[27 Mar 2010, 01:12 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله،،،،
تصميم ممتاز، والألوان مميزة ...
وسنجمع الملاحظات بإذن الله تعالى ...
ـ[بلال]ــــــــ[27 Mar 2010, 02:23 ص]ـ
عوداً حميداً ..
بارك الله في جهودكم , وسددكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Mar 2010, 03:13 ص]ـ
عوداً حميدا ومبارك الانتهاء من العمل نسأل الله التوفيق والسداد ..
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[27 Mar 2010, 03:47 ص]ـ
الحمد لله. شكر الله لكم حسن التدبير وجميل الإخراج والتصميم. جعل الله هذا التجديد صدقة جارية وعلما ينتفع به. والحمد لله على توفيقه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Mar 2010, 06:36 ص]ـ
الحمد لله على سلامة الملتقى وعودته بعد طول انتظار. ونشكركم على جهودكم الموفقة، وحرصكم الدائم على الرقي بالموقع.
والتطوير جيد، والتصميم مناسب
والملحوظات تحتاج إلى وقت.
ـ[محمد شلبي]ــــــــ[27 Mar 2010, 10:59 ص]ـ
جزى الله القائمين على الملتقى خيرا وجعله في ميزان حسناتهم اللهم آمين!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 Mar 2010, 11:45 ص]ـ
لقد اشتقنا للملتقى، وعود حميدٌ، والملتقى أصبح رائعا.
بارك الله في جهودكم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[27 Mar 2010, 12:36 م]ـ
أسأل الله أن يحفظكم وموفقين إن شاء الله
وتطوير جيد إن شاء الله
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Mar 2010, 01:44 م]ـ
الحمد لله , فقد كنا نترقب هذا الخبر كل يوم , وفي الحقيقة فقد افتقدنا الملتقى خلال الأيام السابقة, ولم يكن يملؤا أعيننا أو يغنينا عنه غيره, مع كثرة المواقع!! فأسأل الله أن يوفق القائمين عليه لكل خير, وأن يجزيهم خير الجزاء على جهودهم.
وآمل أن نرى اكتمال التطوير من جميع الجوانب قريبا بإذن الله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Mar 2010, 01:59 م]ـ
من الملاحظات من وجهة نظري:
1. حبذا لوكبرتم الخط.
2. نموذج الاقتباس حبذا لو يبرز أكثر , وقد كان في نسخة الملتقى السابقة أوضح مما هو عليه الآن
وفقكم الله وأعانكم
ـ[المساهم]ــــــــ[27 Mar 2010, 02:08 م]ـ
عودًا حميدًا
ـ[محمد سيف]ــــــــ[27 Mar 2010, 03:42 م]ـ
الحمد لله , فقد كنا نترقب هذا الخبر كل يوم , وفي الحقيقة فقد افتقدنا الملتقى خلال الأيام السابقة, ولم يكن يملؤا أعيننا أو يغنينا عنه غيره, مع كثرة المواقع!! فأسأل الله أن يوفق القائمين عليه لكل خير, وأن يجزيهم خير الجزاء على جهودهم.
صدقت يا شيخ محمد
تصميم جميل، وانطلاقة مباركة بإذن الله
جزاكم الله خيراً وبارك في جهدكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[27 Mar 2010, 04:55 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
عود أحمد. وتطوير مشكور
سائلا الله تعالى لكم دوام التوفيق والرقي
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[27 Mar 2010, 05:05 م]ـ
عودة حميدة
وذوق جميل جدا
ـ[د. عوض أبو عليان]ــــــــ[27 Mar 2010, 05:52 م]ـ
بسم الله ماشاء الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , جزاكم الله خيرا على هذا العمل , وأسأل الله- عز وجل-
لكم التوفيق والسداد , ونتطلع دائما إلى الجديد والمفيد لموقعنا المبارك" ملتقى أهل التفسير ".
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[27 Mar 2010, 06:03 م]ـ
عوداً حميداً
وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء وأوفره شيخنا الحبيب أبا عبدالله وكل قائم على هذا المنتدى المبارك ..
وأدون ملحوظة هنا:
عدم وجود خدمة البحث في الملتقى عن طريق محرك البحث جوجل
وتقبل صادق مودتي وعظيم تقديري لشخصكم الكريم
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[27 Mar 2010, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك هذه العودة، وأسأل الله تعالى أن تكون ميمونة، فقد اشتقنا لهذا الموقع أيما اشتياق.
تصميم جميل وكذلك الألوان، نأمل أن يكون الخط أكبر قليلا.
وفقكم الله لكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[27 Mar 2010, 07:26 م]ـ
عوداً حميداً
والحمد لله على لقائكم بخير
متعنا الله بهذا الملتقى المبارك زمنا مديدا
ألاحظ أن الصندوق الماسي قد حذف منه كثير من الخيارات، وخصوصا خيار تنسيق الشعر
الخط أيضا يحتاج إلى شيء من التكبير
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[27 Mar 2010, 08:18 م]ـ
عودا حميدا للكرام
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[28 Mar 2010, 10:50 ص]ـ
كم كنا في اشتياق إليكم فحمدا لله على عودتكم
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[28 Mar 2010, 12:35 م]ـ
أحسنتم , وبارك الله فيكم , جهد مبارك وعمل مشكور , مع حاجتنا للتطوير إلاَّ أنا افتقدنا الموقع خلال الفترة الماضية , إلى الأمام أهل التفسير.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[28 Mar 2010, 02:29 م]ـ
عودا مباركا
ونسأل الله التوفيق للجميع
12/ 4/1431هـ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Mar 2010, 02:54 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
عوداً حميداً
بارك الله في ملتقانا شكلا ومضمونا
ووفق القائمين عليه والمشاركين فيه لكل خير
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[28 Mar 2010, 05:06 م]ـ
شيخنا الحبيب أبا عبدالله
أمر أرى وجوده في صندوق التحكم بالنصوص مهم ..
وقد وجدته ضمن أوامر التعديل على المشاركة؛ كما يظهر في الصور:
http://img704.imageshack.us/img704/6249/76956813.png
بينما لا أجده عند إضافة موضوع جديد.
ووجه أهميته في نظري أمران:
الأول: أن التنسيق الذي تقوم بإجرائه على المشاركة يظهر مباشرة؛ وهذا أفضل وأسهل في التنسيق من الوضع الأصلي.
الثاني: أنه عند إضافة نص منسق مسبقاً؛ فإن التنسيق لن يذهب مع تفعيل هذا الأمر، بل حتى الصور والروابط ونحوها، ستبقى، وهذا يوفر وقتاً وجهداً كبيرين ..
والله أسأل أن يوفقكم ويسدد خطاكم،،
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Mar 2010, 05:45 م]ـ
ماشاء الله، والحمدلله
عود حميد مطلوب محبوب مرغوب، بل وضروري للكثير
فجزاكم الله خيرا على إدخال السرور لقلوبنا، وعلى كل ما بذتلموه من جهد لإخراج الملتقى في حلته البهية التي نتمنى بها تجاوز كل الاشكالات السابقة عموما.
ونزولا عند طلبكم الكريم ابا عبدالله: فلعل الخط الأولي يحتاج للتكبير قليلا، ومزيد اهتمام بادوات الصندوق الماسي، أما الألوان فمن وجهة نظري المتواضعة أحبذ الألوان القديمة بل وترتاح لها النفس كثيرا لدرجة أني كنت أحدث نفسي دائما متى دخلت للموقع أن ملتقى أهل التفسير أفضل المواقع على الاطلاق من حيث رونق ألوانه المريحة للعين، والمبهجة للنفس.
هنيئا للجميع هذه العودة المباركة، شاكرا كل من أسهم في انجازها، ووفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[28 Mar 2010, 06:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين على عودة الملتقى بحلته الجديدة
وأشكر القائمين على الملتقى، خاصة المشرف العام الدكتور عبد الرحمن الشهري، على جهودهم للارتقاء به نحو الأفضل، وفقهم الله تعالى وحقق على أيديهم كل خير.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Mar 2010, 07:16 م]ـ
< p></p> <p> أبهجتم القلوب أبهج الله قلوبكم بعد تلك الأيام التي افتقدنا فيها هذه الصحبة المباركة من اصقاع العالم الإسلامي العزيز ...
</ p> <p> و كنت أتمنى سماع آراء المشايخ و الأساتذة و الإخوة حول أيقونة الشكر هذه:
</ p> <p> </p> <p>http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16847</p> <p> </p> <p></p>
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[28 Mar 2010, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نحمد الله على على عودة الملتقى
الملاحظات:
1. إضافة صندوق بحث الخاص بـ قوقل.
2. عدم ظهور صندوق الأحرف في البحث المتقدم
ـ[التواقة]ــــــــ[28 Mar 2010, 08:01 م]ـ
عودا حميدا للملتقى.فلكم اشتقنا له ولم تكن كثرة المواقع غيره لتغننا عنه
جميل لو تصل رسالة العودة إلى الأعضاء في بريدهم الإلكتروني فهذا أفضل.
بالنسبة للتصميم رااائع لكنه أرى تخفيف الألوان الغامقة الأخضر الغامق بالذات فالألوان السابقة كانت أفضل واأشرح للنفس بينما التصميم الحالي أفضل.
والخط صغير فيا حبذا تكبيره
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2010, 08:24 م]ـ
وفقكم الله لكل خير.
أتفق مع كثير من الاراء التي تفضلتم بها بخصوص تعديل الألوان، وتكبير الخطوط، وإعادة محرك بحث جوجل. وسأنتظر حتى يوم الأربعاء لأجمع كل المقترحات ثم ننفذها مرة واحدة.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[28 Mar 2010, 08:45 م]ـ
أخي الشيخ عبدالرحمن
جزاكم الله خيرا على التطوير الذي ينبغي أن يكون متواصلا
ولدي بعض الاقتراحات:
أولا: استخدام النسخة الرابعة من vbulletin والسبب في ذلك تميزها كثيرا عن النسخ السابقة
وكذلك احتوائها على مجلة يمكن من خلالها عرض المواضيع واختيارها من المشاركات المتميزة
وأيضا بها مدونات يمكن لكل عضو إنشاء مدونة خاصة به
ثانيا: استخدام العرض الكامل للشاشة للاستفادة من الفراغ
ثالثا: تصغير الأيقونات الخاصة بالاقتباس والرد .. حاليا حجمها غير متناسق.
رابعا: عدم إلغاء تحميل المرفقات بالمواضيع لأهمية هذه الخدمة.
خامسا: توفير بعض الفونتات العربية الضرورية مثل Simplified Arabic
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Mar 2010, 10:19 م]ـ
ملحوظة مهمة على الروابط القديم
كنا سابقا ندلل على الروابط بلاحقة org
أما حاليا لا يمكن الدلالة الا بستبدال لاحقة org بـ net
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2010, 12:16 ص]ـ
العود أحمد وأسأل الله تعالى أن يزيدكم يا دكتور عبد الرحمن وفريق العمل من فضله.
وأسأل عن:
1ـ هل في استطاعتكم إنشاء رد ألكتروني يشعر صاحب المشاركة بأنه تمت المشاركة في موضوعه كما عند أهل الحديث؟
2ـ أين أيقونة رابطة المتخصصين؟
3ـ أين الإحصاء القديم المشعر بأنشط الأعضاء؟
والله الموفق
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[29 Mar 2010, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله تصميم رائع بمعنى الكلمه
الله يعطيك العافيه أخي العزيز عبدالرحمن وبارك الله في جهودكم
وحمدا لله على عودة الملتقى مرة أخرى على خير ان شاء الله تعالى
وفقكم الله
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:10 ص]ـ
بارك الله في الموقع المثمر بفضله تعالى، و بارك في القائمين عليه و في المشتركين فيه، و أود مراعاة مغايرة خلفية (أرضية) الاقتباس لبقية المشاركة من جهة درجة اللون، و كذا سعة شاشة عرض الموضوع
وفقكم الله، و جزاكم خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:42 ص]ـ
ليتكم تعملون استبياناً للون قبل تغييره .. فبالنسبة لي هو من أجمل الألوان و أغربها!
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Mar 2010, 12:03 م]ـ
الحمد لله على عودة ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله أن يبارك جهودكم، ويسهل أموركم، ويجزيكم خير الجزاء وأوفاه.
ـ[المتخصصة]ــــــــ[29 Mar 2010, 01:14 م]ـ
عوداً حميداً ...
ما شاء الله التصميم جميل، والألوان متناسقة.
بارك الله في جهودكم ووفقكم ...
ـ[هاني درغام]ــــــــ[29 Mar 2010, 01:42 م]ـ
الحمد لله علي عودة الملتقي من جديد ... فكم كنا نشتاق إليه وبارك الله لجميع القائمين علي هذا الملتقي المبارك
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[29 Mar 2010, 04:38 م]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ ونفع بكم وازال عن موقعكم كل فيروس اللهم نعوذ بك من سيئ الامراض وخبيثها.
وفقكم الله
ـ[أحمد بن محمد إبراهيم]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:01 م]ـ
بارك الله فيكم ..
في نظري التصميم الجديد أنيق، والألوان مريحة للعين.
والله أعلم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:02 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله على عودة الملتقى المبارك -ملتقى أهل التفسير-، أسأل الله العظيم التوفيق والسداد
وبارك في الإخوة المشرفين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:17 م]ـ
عودة مباركة للمنتدة وجزى الله خيراً كل من ساهم في إتمام هذا العمل.
ملاحظة بسيطة وهي إعادة وضع الشريط المتحرك الذي تظهر فيه أحدث المواضيع حتى يسهل علينا متابعة كل جديد بارك الله فيكم.
هذا ما لدي إلى الآن وإن شاء الله أزودكم بأية ملاحظات أخرى قد أصادفها أثناء التصفح.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:30 م]ـ
عمل رائع مشكور مأجور إن شاء الله تعالى.
أما الألوان فهي جيدة ومناسبة.
إلى الأمام في خدمة الكلمة الصادقة، وقول الحق ولو خالف من خالف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:42 م]ـ
أشكركم جميعاً، وقد كتبت كل الملحوظات التي ظهرت لي والتي ذكرتموها.
وقد أضفت سؤالاً عن رأيكم في ألوان الملتقى في استفتاء في أعلى المشاركة ليتكم تصوتون عليها بما ترونه لنأخذها بعين الاعتبار ويعرف المصمم رأيكم أنتم في الأمر.
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Mar 2010, 06:35 م]ـ
2. نموذج الاقتباس حبذا لو يبرز أكثر , وقد كان في نسخة الملتقى السابقة أوضح مما هو عليه الآن
، و أود مراعاة مغايرة خلفية (أرضية) الاقتباس لبقية المشاركة من جهة درجة اللون،
هذا ما عنيته في الاستبيان من التعديل على الألوان ... و هو مهم لم يشر إليه إلا قلة.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 Mar 2010, 07:39 م]ـ
عودا حميدا.
أسأل الله لي و لكم التوفيق و السداد
ـ[محمود عبد العزيز]ــــــــ[29 Mar 2010, 07:47 م]ـ
بارك الله فيكم واثابكم بعملكم هذا رفيع الدرجات في جنات الرحمن اللهم امين
ـ[صالح القحطاني]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تطوير المنتدى
لكن أين ذهبت ميزة البحث في المنتدى بواسطة قوقل؟ فهي مفيدة جداً
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:21 م]ـ
عود حميد للملتقى
وأسأل الله عزوجل أن يبارك فيكم وأن يعينكم
ـ[منصور العمراني]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:24 م]ـ
نشكر لكم جهودكم التي قدمتموها في سبيل الرقي بهذا الملتقى إلى مستوى عالي من الجودة، ولكم نحن مسرورين بعودتكم مرة أخرىبحلية جديدة ورونق جذاب، ورغبة عند طلبكم بتقديم الملاحظات، فإن التعديلات إيجابية عدا مربع الخط فالأول كان أفضل، أما الألوان فهي مناسبة وجيدة.
نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات كل من قام بهذا الجهد المشكور، ولا يسعني إل أن أشكر الأخ الدكتور/ عبد الرحمن الشهري المشرف على هذا الملتقى.
منصور علي سالم العمراني- محاضر بجامعة الحديدة- اليمن
باحث دكتوراه بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
1ـ هل في استطاعتكم إنشاء رد ألكتروني يشعر صاحب المشاركة بأنه تمت المشاركة في موضوعه كما عند أهل الحديث؟
دكتورنا الفاضل؛؛ الخدمة التي ذكرتها متوفرة، لكنها تحتاج منك إلى تفعيل عند إضافة المشاركة ..
وتجد الخيارات المتعلقة بها أسفل "إرفاق الملفات".
شيخنا أبا عبدالله ..
حاولت إرفاق صورة بعدة صيغ؛ فلم استطع، وفي كل مرة تظهر لي عبارة: "هذا ليس ملف صورة صحيح" فما سبب ذلك؟
ـ[عمار المفدى]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:56 م]ـ
بارك الله في جهودكم يا شيخ عبد الرحمن ولقد أفتقدنا الملتقى بحق في أيام إنقطاعه
ولدي ملاحظة بسيطة وهي أني أرى أن رضا الناس غاية لا تدرك فالأمر ما تختارونه فنحن معكم
فمسألة ذائقة الألوان تختلف من شخص لآخر فهل كل ما أردتم تغيير لون الموقع ,يوضع إستفتاء؟
أرى أنه من المناسب مشاورة مشرفي الموقع والموقع بوضعه الحالي مناسب جداً لكن القلوب لا تتأقلم من التجديد
وأسأل الله لكم التوفيق والنجاح
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:59 م]ـ
علماً أنه تم اعتماد العنوان:
www.tafsir.net/vb
ليكون العنوان الرئيسي للملتقى، ويصبح العنوان الآخر:
www.tafsir.org/vb
عنواناً رديفاً يحول الزائر للرابط الأول. وسوف يتم تعديل كل المشاركات التي تشير للعنوان السابق تباعاً بإذن الله.
بارك الله فيكم شيخنا الكريم على التنبيه
والحلة الجديدة رائعة
ثقل الله جهدكم ووقتكم ونفقتكم في موازين أعمالكم
وحشرنا وإياكم على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم غير خزايا أو مطرودين
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[29 Mar 2010, 10:21 م]ـ
بارك الله فيكم وعلى كل ما قدمتم
ـ[راجيه رضا ربي]ــــــــ[29 Mar 2010, 10:31 م]ـ
الحمدلله تم لنا لقاء من جديد ... حتى نستفيد من كتاباتكم المفيدة .. وبارك الله لكم في هذا المجهود
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:27 م]ـ
شيخنا أبا عبدالله ..
حاولت إرفاق صورة بعدة صيغ؛ فلم استطع، وفي كل مرة تظهر لي عبارة: "هذا ليس ملف صورة صحيح" فما سبب ذلك؟
لا أدري أخي العزيز، وقد وضعتها ضمن الملحوظات للإصلاح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تطوير المنتدى
لكن أين ذهبت ميزة البحث في المنتدى بواسطة قوقل؟ فهي مفيدة جداً
سنعيدها بإذن الله قريباً أخي العزيز.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:32 م]ـ
بارك الله في جهودكم يا شيخ عبد الرحمن ولقد أفتقدنا الملتقى بحق في أيام إنقطاعه
ولدي ملاحظة بسيطة وهي أني أرى أن رضا الناس غاية لا تدرك فالأمر ما تختارونه فنحن معكم
فمسألة ذائقة الألوان تختلف من شخص لآخر فهل كل ما أردتم تغيير لون الموقع ,يوضع إستفتاء؟
أرى أنه من المناسب مشاورة مشرفي الموقع والموقع بوضعه الحالي مناسب جداً لكن القلوب لا تتأقلم من التجديد
وأسأل الله لكم التوفيق والنجاح
صدقت أخي أبا ياسر أن إرضاء الجميع فيه صعوبة، ولكن لكل الأعضاء حق علينا أن نسمع رأيهم، ونأخذ بما يرتضيه الأكثرية منهم فنحن شركاء في هذا الملتقى. ولن نجد من استشارة أمثالكم إلا خيراً.
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:42 م]ـ
هذا رابط البحث عن طريق جوجل
اضغط هنا ( http://www.google.com/search?q=+&hl=ar&domains=http://tafsir.net/&sitesearch=http://tafsir.net/&start=0&sa=N)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:46 م]ـ
هذا رابط البحث عن طريق جوجل
اضغط هنا ( http://www.google.com/search?q=+&hl=ar&domains=http://tafsir.net/&sitesearch=http://tafsir.net/&start=0&sa=N)
وفقك الله أخي العزيز على هذه الفائدة. ونحن نرغب أن تكون خانة البحث في أعلى صفحة الملتقى.
لكن إن لم يكن عليك مشقة - ليتك تشرح لنا - في الملتقى التقني - كيفية عمل مثل ذلك بالصور.
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:50 م]ـ
هناك مجال عن اليمين وعن الشمال غير مستغل، الأولى استغلاله
ـ[روضة المحب]ــــــــ[30 Mar 2010, 12:02 ص]ـ
اهلا ومرحبا بعودة منتدانا الحبيب
أسأل الله أن يجزي الشيخ الشهري خير الجزاء
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[30 Mar 2010, 12:30 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ونفع الله بجهودكم وأعمالكم
عوداً حميداً ومبارك على الجميع هذا الثوب الجديد
ملاحظة بسيطة جداً آمل قبولها حبيبنا ومشرفنا الكريم:
1/ آمل توسيط المواضيع إجبارياً وهي أفضل من وضعها الحالي وذلك أدعى وأسهل في القراءة
عن طريق تعديل في قالب postbit_legacy أو عن طريق تركيب هاك توسيط المنتدى.
2/ آمل إرسال رسالة بريدية لجميع الأعضاء بعودة ملتقى أهل التفسير لكي نستفيد منهم
شاكر ومقدر جهودكم الطيبة والمباركة
أخوك الصغير.
ـ[مها]ــــــــ[30 Mar 2010, 02:51 ص]ـ
............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[30 Mar 2010, 03:00 ص]ـ
بداية أزجي عميق الشكر والتقدير لكل من ساهم في هذا التطوير، خاصة فضيلة مشرفنا العام.
* لدي ثلاث ملحوظات حول الصفحة الرئيسية - مع إشادتي بجمال العنوان فقد بدا رائقا جدا -
1. هناك مساحات فارغة في أعلاها، فلو تم تقليصها لكانت أجمل.
2. بالنسبة للإطارات الخضراء للحقول الخمسة تبدو عريضة جدا.
3. ضبط الساعة أسفل الصفحة.
* وملحوظة رابعة حول درجة لون الخلفية لأي موضوع، فلو كانت أغمق بدرجة أو درجتين؛ لتكون أبرد على العين خاصة إذا كان الموضوع طويلا.
* أؤيد من نادى بتكبير الخط، وإعادة محرك البحث، وكذا الصندوق الماسي.
وعذرا إن كنت أكثرت فأثقلت، كان الله في عونكم، وبتسديده أمدكم. اللهم آمين
ـ[الشويحى]ــــــــ[30 Mar 2010, 04:04 ص]ـ
بارك الله فى جهودكم الطيبة وأعانكم ووفقكم إلى ما يحب ويرضى .. التطوير رائع
ولو تم تطوير المنتدى ليقبل خط مصحف المدينة بالرسم العثمانى فهو ضرورى لملتقى أهل التفسير
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 Mar 2010, 04:20 ص]ـ
أشكر كل من ساهم في هذا التطوير، وأخص فضيلة المشرف العام.
لدي ملحوظتان:
الأولى: فيما يتعلق بعبارة (المتواجدون الآن)، لو استبدلت بـ (الحاضرون الآن)؛ لما يحمله لفظ التواجد من معنى الرقص والطرب لغة، ومثل هذا لا يخفى عليكم فأنتم أهل اللغة، لكن أردت التنبيه فلعلكم ذهلتم عنها، وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
الثانية: المساحات المظللة باللون (البيج) في خانة الردود المتتالية تبدو عائمة على بعضها، فلو أعطيت إطارا يبرزها بلون مغاير مع تقليص المسافة لكان أفضل.
وفقنا الله جميعا للخيرات، وبلغنا أعلى الدرجات.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[30 Mar 2010, 04:24 ص]ـ
ملتقانا ّ
عدت والعود أحمد فلله الحمد السرمد
كم وكم افتقدنا علم هذا الملتقى
فبارك الله في جهود الجميع
ووفقنا وإياكم لخدمة القرآن وأهله
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[30 Mar 2010, 09:27 ص]ـ
مبارك وفقكم الله لكل خير
ألوان هادئة توحي بمشاعر العلم الشرعي في ثنايا المنتدى ..
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[30 Mar 2010, 09:35 ص]ـ
ماشاء الله، حلة قشيبة، لبست جديدا وعشت سعيدا ياملتقى أهل التفسير
لي ملاحظتان:
اولاهما: حول الخط فدرجة لون الخط الاخضر غير واضحة مع خلفية الشاشة، ولذا اود اعادة النظر فيه
ثانيا: مشكلة البحث في الموقع من خلال محرك البحث في الموقع نفسه غير ممكنة في النسخة القديمة، وحتى في النسخة الجديدة كما سبق أن ذكرت لك ياأبا عبدالله فهل من حل؟
وشكرالله لكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Mar 2010, 09:50 ص]ـ
الحمد لله، وبعد.
ماشاء الله تبارك الله، أسأل الله العلي القدير أن يبيض وجوه القائمين على هذا الموقع
وأن يجزيهم خير الجزاء
فعلاً أفتخر وأشرف بالانضمام لهذا الملتقى الرائد
اللهم احفظه لنا واحفظنا به وانفع المسلمين بخيره وعلمه وبلغه للعالم أجمع.
ومبارك ألف يا شيخ عبد الرحمن على الاطلالة الرائعة
ـ[عمار المفدى]ــــــــ[30 Mar 2010, 10:21 ص]ـ
أعانكم الله يا شيخ عبد الرحمن على كثرة الملاحظات
ونحن تحت الخدمة بالمساعدة في جمع تلك الملاحظات أو أي أمر آخر
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[30 Mar 2010, 01:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على عودتكم، كنا ننتظركم ونحن في شوق كبير.
والآن تعودون في حلة قشيبة زاهية. دمتم في أحسن حال، وطابت أوقاتكم، وجزاكم الله أحسن الجزاء.
وكل عام وأنتم بخير.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Mar 2010, 01:35 م]ـ
مبارك هذا التطوير الجميل.
ولعلكم تنظرون في موضوع الألوان فربما تحتاج بعض التعديل، والألوان السابقة كانت جميلة والأمر يعود لكم.
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[30 Mar 2010, 02:56 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره
ثم الشكر موصول للاخوة القائمين على تطوير المنتدي
أما عن الملاحظات
فأري أن يتم الاستفادة من المساحة التي على الجانبين في توسعة الصفحة ولا تصطدم العين كثيرا باللون الغامق فتجهد
ومن ناحية اللون فما يسمي باللون النباتي للورق يكون اريح للعين في القراءة فلو خففت درجة اللون في خلفية الكتابة شويه التي تظهر بها المشاركات أظنه سيكون أفضل في القراءة
ليتكم تكبرون الخط في أعلى الصفحة في كتابة هذه الكلمات الرئيسة اتصل بنا البحث التسجيل
معذرة للاطالة وجزاكم الله خيرا
ـ[ garti] ــــــــ[30 Mar 2010, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بعودة موقعنا العتيد وفريق العمل الساهر على خدمة الباحثين.
أعتقد أن العودة الميمونة افضل وأرقى وأجمل من كل ملاحظة فالعبرة بالمضمون والفائدة المرجوة.
تحياتي للجميع وأتمنى لكم النجاح والتوفيق باستمرار في مهامكم،واللله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[30 Mar 2010, 05:50 م]ـ
ما شاء الله جهد مبارك وفق الله المشرفين والمشاركين ومن ساهم في إخراج هذا الملتقى بحلته الأنيقة واقتراحي أنه في بعض المنتديات حينما تريد تغيير الخط أو الحجم فإنه بمجرد اختيارك للخط يتغير مباشرة وهذا في الحقيقة أفضل بكثير من الرموز التي تظهر يمنة ويسرة فيا حبذا إضافة هذه الخصيصة
أكرر شكري وإعجابي بالحلة الجديدة والتصميم الجميل
ـ[عادل ابو المجد]ــــــــ[30 Mar 2010, 06:19 م]ـ
بسم الله والصلاه والسلام علي رسول الله احب ان البي طلب اهل التفسير واشارك برايى في التجديد
اولا من الناحيه الموضوعيه فانتم ياسادتي انما اجركم علي الله فلن نستطيع الا شكركم جميعا وبالشكرتدوم النعم وعن نفسي فقد اضيف الي علم لم اكن بجامعه الا بشق النفس واكرر شكري وامتناني
اما من الناحيه الشكليه فقد وفقكم الله واخلاصكم الي الجميل من كل شئ وعلي الرغم من اختلاف طبائعنا فانا ممن يؤيدون الانتقاء الحالي المعدل لاجتماع الجميل من كل شئ فيه وما التوفيق الا من عند الله
ادعوا للجميع بان يتم الله نعمته عليكم و علينا جميعا وتتم فوائد المنتدي علينا جميعا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Mar 2010, 06:44 م]ـ
عودة مباركة وحميدة ونسأل الله التقدم والنجاح واختيار الألوان جميل جداً ولكن الإطار الأخضر (الزيتي) حول الصفحة - وجهة نظر- يحتاج إلى تدرج وتخفيف وكذلك كما أشار الأخوة في ملاحظاتهم السابقة حول تكبير الخط وميزة البحث بجوجل والصندوق الماسي وأقترح جعل نافذة للتصويت على أفضل مشاركة علمية في الملتقى خلال شهر وتقبلوا تحياتي.
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[31 Mar 2010, 12:52 ص]ـ
السلاك عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا, وعوداً حميداً ..
عندي ملاحظة واحدة, وهي:
ياحبذا لو كانت تعديلاتنا سواء في الردود أو المواضيع تكون مباشرة, بمعنى آخر: أنزعج جدا عندما أختار مثلا اللون الأزرق يظهر لي مباشرة رمز, وكذلك لو اخترت حجم معين, وأو أي تعديل ..
آمل أن تلبوا طلبي, وأن تكونوا قد فهمتموه أولاً!!
شكرا لكم.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[31 Mar 2010, 03:38 ص]ـ
سلام عليكم
جزاكم الله خيرا علمائي الكرام
لى طلب بخصوص الكتب القيمة حفا
هناك العدييييييييييييد من الكتب النافعة بالنسبة لنا طلاب علم ولكن لايوجد لها أى رابط تحميل حتى لوكانت مصورة أو إلكترونية أرجو إنجاز ذلك فجزاكم الله عنا خيرا فنحن لا نجد هذه الكتب في المكتبات في مدينتنا نثلا ولكن نجدها عندكم ألتمس هذا قريبا بورك فيكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 Mar 2010, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً على جهودكم
ـ[الاترجة]ــــــــ[31 Mar 2010, 12:27 م]ـ
عوداً حميداً ..
جزاكم الله خير الجزاء على هذا التطوير ..
اقتراح أريج الأقحوان تفعيل كود html جميل ويسهل تنسيق المواضيع ..
ولو تضيفون بعض الهاكات للمنتدى مثل صندوق كتابة المواضيع المطور وهاك الشكر وغيره
ـ[العمرى نور]ــــــــ[31 Mar 2010, 06:19 م]ـ
عودا حميدا سدد الله خطاكم ويسر لكم الصعب
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[31 Mar 2010, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عودا حميدا ومباركا ان شاء الله
وتلك بعض ملاحظاتى المتواضعة على الشكل الجديد للملتقى:
أولا: التصميم الجديد ممتاز وأفضل من ذى قبل، ولكن الخط بحاجة قطعا الى تكبير
ثانيا: لون الخلفية للموضوعات يمكن أن يعطى راحة أكثر للعين لو أمكن جعله أغمق قليلا (ولو بدرجة واحدة) كما طالبت بذلك من قبلى الأخت الفاضلة مها، ولكن ليكن هذا بعد تكبير الخط لا قبله
ثالثا: خاصية البحث فى الملتقى كانت غير فعالة معى منذ بدأت الاشتراك فيه، ولكنى نسيت تنبيهكم الى هذا، فأرجو أن تصبح هذه الخاصية فعالة بعد التطوير
رابعا: لو أمكن تسجيل تاريخ المشاركات بالساعة والدقيقة لكان هذا أفضل من قول (منذ 2 ساعات) مثلا
وكذلك يكون تحديدها باليوم والشهر أفضل كثيرا من قول (منذ 3 أسابيع) على سبيل المثال
وختاما أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم، ولكن حرصى على أن يكون هذا الملتقى المبارك فى أحسن صورة ممكنة ربما يشفع لى عندكم
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[31 Mar 2010, 10:30 م]ـ
معكم معكم في الحلوة والمرة (ابتسامة)
جزاكم الله خيرًا جميعا.
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[31 Mar 2010, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فآمل اعتماد اللغة العربية في بعض الألفاظ مثل Welcome ومعناها مرحباً بجوار اسم العضو
وكذلك في الملف الشخصي للعضو أقصد لوحة التحكم معظم الخيارات بها انجليزية
ولفظ am و pm جوار الساعة مساً وصباحاً
تعليمات المشاركة
You may post new threads
You may post replies
You may post attachments
You may edit your posts
--------------------------------------------------------------------------------
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [ IMG] متاحة
كود HTML معطلة
--------------------------------------------------------------------------------
Forum Rules
Edit Tags Tags
وأما الألوان فروعة ومناسبة وكذلك التطور الجديد للمنتدى
وهذه ملاحظات على السرعة ولو وجدت جديد سأخبركم وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعطاء]ــــــــ[31 Mar 2010, 11:40 م]ـ
أثلجتم صدورنا بعودتكم. عودا حميدا إن شاء الله!
نسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[01 Apr 2010, 12:30 ص]ـ
جميل ..
ولكن لحبذا اعتماد اللون الأخضر بتدرجاته كالصفحة التي كانت تظهر لنا فترة إغلاق الموقع ... كانت قمة في الذوق
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[01 Apr 2010, 04:20 ص]ـ
وفقتم وسددتم ورزكم خيراً مما تتمنون
لنا ولكم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
معاً دائماً لخدمة الكتاب العظيم وأهله
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Apr 2010, 05:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك عليكم هذه التعديلات الممتازة، وأتمنى أن يكون الخطان العريضان على جانبي الصفحة بلون آخر فاللون الداكن غير مريح عند النظر، وكاقتراح إذا صعدنا إلى أول الصفحة سنرى أن لو الخطان يكون أخضر، فهذا مريح للنظر، أو يمكنكم أتجعلوا الخطان أخضران منقوشان كالمربع الموضوع لأيقونة مشاركة جديدة، أو اختيار اللون البيج الذي هو السمة الغالبة للموقع، أو حذف الخطان فيكون المكان أعرض، والله أعلم، ووفقكم الله.
ـ[خلود]ــــــــ[01 Apr 2010, 07:12 ص]ـ
ما نبغي؟
هذا ملتقانا
اكتحلت أعيننا برؤيته
وسرت خواطرنا بعودته
فلا أراه إلا بعين المحب الراضي
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ـ[محمد الحامد]ــــــــ[01 Apr 2010, 02:49 م]ـ
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهنئ نفسي اولاً واخواني من الباحثين والباحثات في مجال الدراسات الفرانية ثانياً
على الاطلالة الجديدة لهذا الموقع المبارك، عسى الله ان يجزي القائمين عليه بجزيل المثوبة والاحسان
وتقبل الله من الجميع
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[01 Apr 2010, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,, وأعانكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Apr 2010, 11:46 م]ـ
ـ أسلوب الاقتباس السابق أحسن بكثير من هذا الجديد، فقد كانت تتضح الاقتباسات أما هنا فتتداخل مع الكلام إذا كان الاقتباس طويلاً بحيث إنك لا تشعر هل أنت في كلام جدبد أو في كلام مقتبس.
ـ والألون الأولى ممتازة، ولو أضيف إليها بعض الألوان الموجودة في (تعديل، واقتباس ... ) لكان أحسن في نظري.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2010, 12:24 ص]ـ
تم جمع ملحوظاتكم ومقترحاتكم وعرضها على لجنة تطوير البوابة الإلكترونية، ثم بعد النقاش حولها تم إقرار ما رأته اللجنة جديراً بالتنفيذ وأحالته للجنة التقنية لتنفيذه. ولعلكم ترونه قيد التنفيذ قريباً بإذن الله فجزاكم الله خيراً وتقبل منكم.
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:00 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ..
ـ[عبداللطيف خضر]ــــــــ[02 Apr 2010, 03:46 م]ـ
خيرا فعلتم وأسأل الله تعالى أن يعينكم لكن أن يعود اللون القديم بتقاسيم الملتقى الجديدة ولكم تحياتي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Apr 2010, 03:57 م]ـ
أين ذهب الشريط المتحرك الذي يعرض آخر المواضيع؟.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Apr 2010, 05:18 م]ـ
عندي الصور لا تظهر فهل المشكلة من المتصفح بحيث يتطلب الملتقى متصفحاً معيناً أم أن المشكلة في جهازي.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[02 Apr 2010, 07:42 م]ـ
بارك الله في جهودكم وشكر مسعاكم
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[03 Apr 2010, 01:26 ص]ـ
مبارك الانطلاقة الجديدة، وأسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الموقع المبارك
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 Apr 2010, 08:30 م]ـ
وفقكم الله، وسدد خطاكم.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:14 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
رائع الله يعطيكم الصحة والعافية
وإذا فيه أي ملاحظات لن نبخل عليكم بها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2010, 10:38 ص]ـ
تم إجراء بعض التعديلات والبقية تأتي إن شاء الله.
- تم تكبير الخط كما تلاحظون ليكون أوضح للقراءة، وتعديل الخط في صندوق كتابة المشاركات ليكون بنفس الخط Traditional Arabic .
- تم تعديل لون الخط ليكون باللون الأسود بدل الأخضر.
- أعيد مربع البحث بواسطة Google داخل الملتقى.
- أعيد شريط (آخر المشاركات) المتحرك.
- أضيفت روابط لنشر المشاركات في مواقع أخرى مثل FaceBook و Twitter و غيرها.
- تم تركيب هاك تنسيق المشاركات في الرد السريع، وبقي الرد المتطور سيضاف لاحقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
شكراً لكم جميعاً، ولكل من يهتم لأمر التطوير والتميز.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2010, 10:49 ص]ـ
- كما تم إضافة خدمة RSS للملتقى ليستفيد منه أصحاب الأجهزة التي تقرأ هذه النصوص.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Apr 2010, 09:11 م]ـ
بارك الله بالجهود ...
و مما يزيد في التفاعل و الترغيب بالاطلاع ما تم إضافته مؤخراً من:
من مواضيع عبدالرحمن الشهري: صدر حديثاً (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تسعة عشر مجلداً) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5800)
البيان في فرق المعنى بين روايتي حفص وشعبة في القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10623)
فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7011)
تهنئة الشيخ عبدالله العلي بمناسبة حصوله على الماجستير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10363)
كتاب (أضواء على مناهج بعض المفسرين من زوايا علوم القرآن) لعبدالحميد متولي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15850)
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/quote.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=99766) http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/multiquote_off.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=99766) http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/quickreply.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=99766)
عبدالرحمن الشهريمشاهدة ملفه الشخصي ( http://www.tafsir.net/vb/member.php?u=6) إرسال رسالة خاصة إلى عبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.net/vb/private.php?do=newpm&u=6) زيارة موقع عبدالرحمن الشهري المفضل ( http://www.tafsir.org) البحث عن المشاركات التي كتبها عبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.net/vb/search.php?do=finduser&u=6) إضافة عبدالرحمن الشهري إلى الإتصالات الخاصة بك ( http://www.tafsir.net/vb/profile.php?do=addlist&userlist=buddy&u=6)
ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[18 Apr 2010, 09:18 م]ـ
السلام عليكم، وبارك الله فيكم على مجهودكم الواضح لخدمة كتاب الله.
أخواني كيف الطريقة إذا كنت ابي أكتب مشاركة جديدة لأني لا أعرف كيف الطريقة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم، وبارك الله فيكم على مجهودكم الواضح لخدمة كتاب الله.
أخواني كيف الطريقة إذا كنت ابي أكتب مشاركة جديدة لأني لا أعرف كيف الطريقة.
انظر هذا الموضوع ففيه شرح بالصور:
خطوات إضافة موضوع جديد ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19189)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 01:09 ص]ـ
ملاحظة
إذا بحثت في صفحات المنتدى بواسطة (قوقل) سيظهر لي
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا) ضغطت عليها سيظهر لي
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5041) وإذا ضغطت عليها سيظهر لي:
يتعذر على Internet Explorer عرض صفحة ويب
لذا أحتاج إلى تعديل ( org ) إلى ( net )
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4840
لكي تنفتح الصفحة، فهل من حلٍّ لذلك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2010, 07:49 ص]ـ
ملاحظة
إذا بحثت في صفحات المنتدى بواسطة (قوقل) سيظهر لي
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا) ضغطت عليها سيظهر لي
وإذا ضغطت عليها سيظهر لي:
يتعذر على Internet Explorer عرض صفحة ويب
لذا أحتاج إلى تعديل ( org ) إلى ( net )
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4840
لكي تنفتح الصفحة، فهل من حلٍّ لذلك؟
نحن نبحث عن حل لذلك، وأرجو أن يتيسر.
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[19 Apr 2010, 07:02 م]ـ
السلام عليكم وبارك الله فيكم
أحياناً يضع أحد الأعضاء رد على موضوع قديم فيظهر في أعلى الصفحة مجدداً
ومن الجيد وضع تاريخ إضافة الموضوع الأصلي في الصفحة الرئيسية قبل الدخول للموضوع.
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Apr 2010, 01:17 ص]ـ
ماذا عن أيقونة الشكر التي تختصر الكثير من رفع المواضيع و الكتابة الشاكرة الاعتيادية .. كما تشجع على التواصل بتشجيع الكسول عن رد بشكر إلى مجرد نقر ايقونة الشكر .. و شكرا جزيلا لكم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Apr 2010, 08:44 ص]ـ
و هل يمكن تسريع مرور الشريط المتحرك .. ؟ أراه بطيئاً!
ـ[فيوض]ــــــــ[22 Apr 2010, 09:44 ص]ـ
ها هو يعود كدهن العود
وأحمد الله بمنه علي بهذه الروضة المباركة
تذكير:
من جهز غازيا فقد غزا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2010, 07:45 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مساعد الطيار http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=100500#post100500)
ملاحظة
إذا بحثت في صفحات المنتدى بواسطة (قوقل) سيظهر لي
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840 وإذا) ضغطت عليها سيظهر لي
وإذا ضغطت عليها سيظهر لي:
يتعذر على Internet Explorer عرض صفحة ويب
لذا أحتاج إلى تعديل ( org ) إلى ( net )
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4840
لكي تنفتح الصفحة، فهل من حلٍّ لذلك؟
تم إصلاح هذا الخلل ولله الحمد. وليت الجميع يجرب ويرى.
كما أرجو من جميع يرى أي ملاحظة تقنية مراسلة الأخ المشرف التقني على بريده الإلكتروني بذلك وفقكم الله ورعاكم
بريده هو
aammsh@gmail.com(/)
هل انحلت العقدة من لسان موسى؟ أم هل ظل، عليه السلام، لا يُبِين؟
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[27 Mar 2010, 03:06 ص]ـ
هل انحلت العقدة من لسان موسى؟
أم هل ظل، عليه السلام، لا يُبِين؟
د. إبراهيم عوض
أمطرنى أحد الأصدقاء من قرائى، وهو كردى يعبّر ما يكتبه لى فى رسائله عن حبه الشديد لدينه على عكس ما نرى من بعضهم فى العراق حاليا ممن باعوا أنفسهم لأمريكا رغم شيوعيتهم التى كانوا عليها من قبل، أمطرنى هذا الصديق بطائفة من الأسئلة تتعلق بعدد من النصوص القرآنية يريد منى أن أبحثها وأجلى وجه الحق فيها. ومن تلك الأسئلة ما يراه البعض من تعارض ظاهرى بين ما تقوله آيتا سورة "طه" وسورة "الزخرف" عن العقدة التى طلب موسى من ربه أن يحلها من لسانه فحلها سبحانه، لنفاجأ بفرعون يقول عن ذلك النبى الكريم لأهل مصر إنه مَهِين، ولا يكاد يُبِين، بما يمكن أن يكون معناه هو أن العقدة لم تنحل من لسان موسى على عكس ما تقول آية "طه". والآن إلى بحث الآيتين المذكورتين، وهو مجرد اجتهاد منى قد يصيب الحق، وقد يخطئه.
يقول سبحانه وتعالى فى سورة "طه" على لسان موسى حين أمره أن يذهب إلى فرعون ويطلب منه فك أسر الإسرائيليين من العبودية التى كانوا يقاسونها تحت سلطانه فى مصر: "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) ". وواضح أن الله سبحانه قد استجاب لعبده ونبيه موسى ففك عقدة من لسانه. إلا أننا نقرأ قول الله عز وجل فى سورة "الزخرف"، ولكن على لسان فرعون هذه المرة واصفا موسى عندما أتاه بالبينات وطلب منه إطلاق سراح قومه بنى إسرائيل: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) ". فهل نفهم من هذا أن هناك تناقضا بين النصين الكريمين، إذ نفهم من الأول أنه جل جلاله قد فك عقدة من لسان موسى، على حين يقول فرعون إن موسى لا يكاد يُبِين؟
علينا أولا أن نحاول فهم معنى العقدة التى كانت عند موسى، وأن نتبين معنى فك عقدة من لسانه عليه السلام حسبما قال بالضبط، ثم نحاول أن نصل إلى حل لكلمة "يُبِين" فى كلام فرعون، وعلى أى معنى قال عن نبى الله إنه "لا يكاد يبين". من الواضح أن القرآن لم يوضح نوع العقدة التى اشتكاها موسى إلى ربه، وكل ما هنالك أنه، عليه السلام، رتب على حلها أنهم فى البلاط الفرعونى سوف يفهمون كلامه. إذن هى عقدة تمنع الآخرين من فهم ما يقول، أو على الأقل: من فهمه تماما وبسرعة. فماذا نفعل؟ لقد فكرت فى الاستعانة بنص العهد القديم الموجود فى سفر "الخروج" عن هذا الموضوع، فربما استطاع هذا النص أن يلقى لنا بعض الضوء على خبايا الأمر. وهذا هو النص المذكور: "10فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». 13فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ». 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، 15فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16وَهُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا. 17وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ» " (الإصحاح الرابع). فالإشارة هنا إلى ثقل فى الفم واللسان، ثم لا شىء آخر. ترى أهى فأفأة أو تأتأة مثلا؟ ترى أهى احتباس فى اللسان بوجه عام لا فى حرف معين من حروف الألفباء؟ ترى أهو خجل من مواجهة الجمهور والدخول فى مجادلة بهذه الخطورة أمامه؟ ترى أهو ضعف فى اللغة التى كان يجب عليه مخاطبة فرعون من خلالها، وهى لغة المصريين فى ذلك الوقت، تلك اللغة التى ترك التخاطب بها منذ سنوات؟ مرة أخرى لا يتحدث النص بأية تفاصيل، مثله فى ذلك مثل النص القرآنى.
ولكن هناك مع ذلك حكاية متداولة فى بعض كتب التفسير القرآنى كتفسير الطبرى مثلا تقول إن موسى كان قد وضع، وهو طفل صغير، جمرة ملتهبة فى فمه أحرقت لسانه وتركت رُتَّةً فى منطقه. فمن يومها وهو لا يستطيع الكلام إلا بصعوبة شديدة، وبالتالى كان دعاؤه لربه أن يفك عقدة من لسانه. وتتلخص تلك الحكاية فى أنه، فى الثالثة من عمره، كان جالسا ذات يوم فى حجر فرعون بوصفه ابنه (بالتبنى)، فما كان منه إلا أن خلع التاج من فوق رأس الملك ووضعه على رأسه هو، مما أثار هلع الفرعون والمنجمين، إذ قالوا إن هذا نذير بأنه سوف تكون نهاية ملك فرعون على يديه. وقد اقترح بعض الحاضرين أن يضعوا أمام الصغير مجمرتين: إحداهما مملوءة جمرا، والثانية مملوءة ذهبا، وأن يضعاهما أمامه. فإن مد يده والتقط الذهب فهذا معناه أنه مدرك لما يفعل، وعندئذ فليقتل. وأما إذا مد يده والتقط الجمر فمعنى ذلك أنه لا يزال طفلا ساذجا غريرا لا يفقه أبعاد ما صنع حين خلع التاج من فوق رأس الملك. وفعلا وضعت المجمرتان أمامه، فما أسرع أن مد يده بإيحاء من الملاك الذى كلفه الله بحمايته وإلهامه بما ينبغى أن يفعل، والتقط الجمرة وسارع بوضعها فى فمه، فأحرقته!
وهذه الحكاية مستقاة من أهل الكتاب، وهذا ما يسمى بـ"الإسرائيليات" طبقا للمصطلح الإسلامى فى علوم القرآن. وإلى القارئ نص ما وجدته فى أحد المواقع الخاصة بالتلمود، وهو مأخوذ، كما يقول أصحاب الموقع، من مصادر خارج العهد القديم، الذى يخلو منها ومن أمثالها تماما وليس فيه شىء عن تلك الفترة من حياة موسى البتة:
" Little is known about Moses' youth. The biblical narrative skips from his adoption by Pharaoh's daughter to his killing of an Egyptian taskmaster some 40 years later. One traditional story tells that when he was a child, sitting on Pharaoh's knee, Moses took the crown off of Pharaoh's head and put it on. The court magicians took this as a bad sign and demanded that he be tested: they put a brazier full of gold and a brazier full of hot coals before him to see which he would take. If Moses took the gold, he would have to be killed. An angel guided Moses' hand to the coal, and he put it into his mouth, leaving him with a life-long speech impediment (Ex. 4:10).
Although Moses was raised by Egyptians, his compassion for his people was so great that he could not bear to see them beaten by Pharaoh's taskmasters. One day, when Moses was about 40 years old, he saw an Egyptian beating a Hebrew slave, and he was so outraged that he struck and killed the Egyptian (Ex. 2:11-12). But when both his fellow Hebrews and the Pharaoh condemned him for this action, Moses was forced to flee from Egypt (Ex. 2:14-15).
He fled to Midian, where he met and married Zipporah, the daughter of a Midianite priest (Ex. 2:16-21). They had a son, Gershom (Ex. 2:22). Moses spent 40 years in Midian tending his father-in-law's sheep. A midrash tells that Moses was chosen to lead the Children of Israel because of his kindness to animals. When he was bringing the sheep to a river for water, one lamb did not come. Moses went to the little lamb and carried it to the water so it could drink. Like God, Moses cared about each
(يُتْبَعُ)
(/)
individual in the group, and not just about the group as a whole. This showed that he was a worthy shepherd for God's flock.
I'm sure everyone knows what happened next - if you haven't read the book, then you've certainly seen the movie. God appeared to Moses and chose him to lead the people out of Egyptian slavery and to the Promised Land (Ex. Chs. 3-4). With the help of his brother Aaron, Moses spoke to Pharaoh and triggered the plagues against Egypt (Ex. Chs. 4-12). He then led the people out of Egypt and across the sea to freedom, and brought them to Mount Sinai, where God gave the people the Torah and the people accepted it (Ex. Chs. 12-24).
God revealed the entire Torah to Moses. The entire Torah includes the first five books of the Bible (Genesis, Exodus, Leviticus, Numbers and Deuteronomy) that Moses himself wrote as God instructed him. It also includes all of the remaining prophecies and history that would later be written down in the remaining books of scripture, and the entire Oral Torah, the oral tradition for interpreting the Torah, that would later be written down in the Talmud. Moses spent the rest of his life writing the first five books, essentially taking dictation from God.
After Moses received instruction from God about the Law and how to interpret it, he came back down to the people and started hearing cases and judging them for the people, but this quickly became too much for one man. Upon the advice of his father-in-law, Yitro, Moses instituted a judicial system (Ex. 18:13-26).
Moses was not perfect. Like any man, he had his flaws and his moments of weakness, and the Bible faithfully records these shortcomings. In fact, Moses was not permitted to enter the Promised Land because of a transgression (Deut. 32:48-52). Moses was told to speak to a rock to get water from it, but instead he struck the rock repeatedly with a rod, showing improper anger and a lack of faith (Num. 20:7-13)".
وفى الجزء المستمد من كتابات الحاخامات عن "موسى" فى المادة المخصصة له فى " Jewish Encyclopaedia: الموسوعة اليهودية" نقرأ ما يلى:
" Moses was a very large child at the age of three (Ex. R. i. 32; comp. Josephus; l.c.; Philo, l.c.); and it was at this time that, sitting at the king's table in the presence of several princes and counselors, he took the crown from Pharaoh's head and placed it on his own ("D. Y." l.c.; for another version see "M. W." l.c.). The princes were horrified at the boy's act; and the soothsayer said that this was the same boy who, in accordance with their former predictions, would destroy the kingdom of Pharaoh and liberate Israel (Josephus, l.c.; "M. W." l.c.). Balaam and Jethro were at that time also among the king's counselors (So?ah 11a; Sanh. 106). Balaam advised the king to kill the boy at once; but Jethro (according to "D. Y." l.c., it was Gabriel in the guise of one of the king's counselors) said that the boy should first be examined, to see whether he had sense enough to have done such an act intentionally. All agreed with this advice. A shining piece of gold, or a precious stone, together with a live coal, was placed on a plate before the boy, to see which of the two he would choose. The angel Gabriel then guided his hand to the coal, which he took up and put into his mouth. This burned his tongue, causing him to stutter (comp. Ex. iv. 10); but it saved his life ("M. W." l.c.; "D. Y." l.c.; "S. Y." l.c.; Ex. R. i. 31).
(يُتْبَعُ)
(/)
Moses remained in Pharaoh's house fifteen years longer ("D. Y." l.c.; "M. W." l.c.). According to the Book of Jubilees (l.c.), he learned the writing of the Assyrians (the "Ketab Ashurit"; the square script ?) from his father, Amram. During his sojourn in the king's palace he often went to his brethren, the slaves of Pharaoh, sharing their sad lot. Hehelped any one who bore a too heavy burden or was too weak for his work. He reminded Pharaoh that a slave was entitled to some rest, and begged him to grant the Israelites one free day in the week. Pharaoh acceded to this request, and Moses accordingly instituted the seventh day, the Sabbath, as a day of rest for the Israelites (Ex. R. i. 32; "S. Y." p. 115a)".
أما فى التلمود فنجد النص التالى:
" About this time, when Moses was three years old, Pharaoh sitting at his banquet table, with his queen upon his right, Bathia at his left, and his two sons, with Bi'lam and the princes of his realm about him, took Moses upon his lap. The child stretched forth his hand, and taking the royal crown from Pharaoh's head placed it upon his own. In this action the king and the people around him imagined they saw a meaning, and Pharaoh asked, "How shall this Hebrew boy be punished? Then said Bi'lam, the son of Be'or, the magician, "Think not, because the child is young, that he did this thing thoughtlessly. Remember, oh king, the dream which thy servant read for thee ; the dream of the balances. The spirit of understanding is already implanted in this child, and to himself he takes thy kingdom. Such, my lord, hath ever been the way of his people, to trample down those who have dealt kindly with them, to deceitfully usurp the power of those who have reared and protected them. Abraham, their ancestor, deceived Pharaoh, saying of Sarah, his wife, 'She is my sister;' Isaac, his son, did the same thing; Jacob obtained surreptitiously the blessing which rightfully belonged to his brother; he travelled to Mesopotamia, married the daughters of his uncle, and fled with them secretly, taking large flocks and herds and immense possessions ; the sons of Jacob sold their brother Joseph into slavery; he was afterwards exalted by thy ancestor and made second in Egypt, and when a famine came upon the land, he brought hither his father with all his family to feed upon its substance, while the Egyptians sold themselves for food; and now, my lord, this child arises to imitate their actions. He mocks thee, oh king, thy elders and thy princes. Therefore, let his blood be spilled; for the future welfare of Egypt let this thing be done." The king replied to the words of Bi'lam, ''We will call our judges together, and if they deem the child deserving of death he shall be executed." When the judges and wise men assembled according to the order of the king, Jithro, the priest of Midian, came with them. The king related the child's action and the advice which Bi'lam had given him, requesting their opinions on the same. Then said Jithro, desirous to preserve the child's life, "If it be pleasing to the king, let two plates be placed before the child, one containing fire, the other gold. If the child stretches forth his hand to grasp the gold, we will know him to be an understanding being, and consider that he acted towards thee knowingly, deserving death. But if he grasps the fire, let his life be spared." This advice met with the king's approval, and two plates, one containing gold, the other fire, were placed before the infant Moses.
(يُتْبَعُ)
(/)
The child put forth his hand, and grasping the fire put it to his mouth, burning his tongue, and becoming thereafter "heavy of mouth and heavy of tongue," as mentioned in the Bible. Through this childish action the life of Moses was saved. Moses grew up, a handsome lad, in the palace of the king ; he dressed royally, was honored by the people, and seemed in all things of royal lineage".
ولست أجد من نفسى الاستعداد فى تصديق تلك الحكاية رغم ما تتضمنه من تسلية فلكلورية جميلة. ذلك أن جمال الحكاية وما تثيره من شوق ولهفة لدى المستمع أو القارئ لا علاقة بينه وبين صدقها، فكلاهما شىء مختلف عن الآخر كما هو بَيِّنٌ ظاهر. وسبب عزوفى عن تصديق الحكاية يتلخص فى أن رد الفعل الطبيعى لدى أى إنسان يمسك بقطعة ملتهبة من الجمر، فما بالنا بطفل فى الثالثة من عمره؟ هو أن يلقى بها بعيدا عنه صارخا فى ألم وفزع. أما أن يظل ممسكا بها ثم يضعها فى فمه وكأنه يمسك بقطعة حلوى، فهذا أمر لا يقبله العقل وتكذّبه مشاهداتنا وتجاربنا. ثم إنهم يقولون إن الله أرسل ملاكا إلى موسى أوحى إليه أن يمسك بالجمرة بدلا من الذهب كى يصدق فرعون أنه طفلٌ غِرٌّ لا يمثّل أى تهديد. أفيُعَدّ هذا إكراما من الله لنبيه المرتقب؟ ترى إذا كان إحراق اللسان بالنار إكراما، فما العقاب والتعذيب إذن؟ قد يقال إن هذا أخف الضررين. لكن لماذا تركه الله منذ البداية يخلع التاج من فوق رأس ذلك الطاغية؟ إن هذا أمرٌ غريب ما دامت نتيجته هى ما عرفنا.
كذلك تقول إحدى الروايات إن زوجة الملك هى صاحبة الاقتراح. أفلم يخطر على بالها أن من المحتمل جدا أن يمد الصغير يده إلى الذهب؟ ترى أنَّى لها التصور بأنه سوف يتناول النار بالضرورة؟ هل أوحى الله لها؟ القصة لا تقول شيئا من هذا بتاتا. كما أنه يعيدنا إلى الاستغراب السابق الذى يثيره تفسير اختيار الطفل للنار بأنه مظهر للكرم الإلهى. أما إن كان بعض رجال البلاط، كما تقول رواية أخرى، هم أصحاب الاقتراح، فكيف فاتهم أن هذا ليس بالحل الحاسم، فموسى طفل صغير لا يعى مثل تلك الأمور، وكلا الاحتمالين قائم كما قلت آنفا، إذ من الممكن أن يتناول النار أو أن يتناول الذهب. بل كيف خطر أصلا لفرعون أن يفكر طفل فى الثالثة فيما ظن هو ورجال حاشيته أنه يفكر فيه، ألا وهو خلع فرعون من مُلْكه؟ أما إذا أصروا على فهمهم فمن الممكن أيضا القول بأن مثل ذلك الطفل، الواعى المضرس حسب أوهامهم فيه، قد يفكر أن يتناول الجمرة عن عمد حتى يفلت من القتل. أليس كذلك؟
ثم إن هذه الحكايات تتضمن أشياء عجيبة لا تدخل العقل، وبخاصة أنها تتعارض مع العهد القديم ذاته، فنحن نقرأ فى بعضها أن يثرون، والد زوجة موسى، قد ارتاب فيه وسحره وحبسه واتصل بالأحباش كى يسلمه لهم حسبانا منه أنه واحد من الأسرة المالكة الحبشية هارب منها. وفى بعضها الآخر أن موسى قد بقى فى مدين بضع عشرات من السنين، على حين أن بعضها الآخر يحدد المدة بأربع سنوات لا غير ... إلخ. وهذا كله يناقض ما جاء فى العهد القديم، الذى يروى، كما نعلم، أشياء مختلفة تماما، فضلا عن تعارضها مع القرآن المجيد.
أما بالنسبة إلى التفسيرات الأخرى للعقدة التى دعا موسى ربه أن يحلها من لسانه، فالملاحظ أنه، عليه السلام، قد ذكر أنه إنما طلب ذلك كى يفقهوا قوله. والمقصود فرعون وملؤه كما أفهم من سياق الكلام. فهل الأمر يتعلق هنا باللغة ذاتها لا بعيب فى لسانه؟ ذلك ممكن، إذ لو كان موسى قد ترك استعمال تلك اللغة تماما طوال السنوات التى أمضاها فى مدين، فمحتمل جدا أن يكون قد نسيها أو صار بطىء التحدث بها إلى حد مزعج لمن يخاطبهم بها. ومبعث إثارتى لهذه النقطة وتفسيرى للضمير فى "يفقهوا" على هذا النحو أننا لم نر أو نسمع أن موسى قد عانى من صعوبة فى الكلام قبل ذلك قط: لا فى حديثه مع الإسرائيلى الذى استعان به فضرب المصرى من أجله، ولا فى حديثه مع الشخص الذى جاء من أقصى المدينة يسعى كى ينبهه إلى وجوب الفرار من مصر تجنبا للمؤامرة التى حيكت لقتله، ولا فى حديثه مع الفتاتين اللتين التقى بهما عند الماء أول وصوله إلى أرض مدين، ولا فى حديثه مع أبيهما، ولا فى حديثه مع أهله فى البرية حين رأى نارا فقال لأهله: "امكثوا. إنى آنست نارا ... ". وهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
إن حصرنا أنفسنا فى نصوص القرآن فقط دون التطلع إلى ما وراءها من أحداث حياة موسى عليه السلام. فلماذا تذكَّر موسى فجأةً العقدةَ التى ذكرتها آية سورة "طه" هنا فقط؟ ذلك هو السبب فى قولى إنه من المحتمل أن تكون العقدة لغوية. هذا، ولا أحب أن أتساءل عن نوع اللغة التى كان يتفاهم بها فى أرض مدين، وكيف كان يستعملها بتلك السهولة التى ينبئ عنها تفاهمه السريع مع الفتاتين وأبيهما منذ أول لقاء، وإلا فلن أنتهى، وبخاصة أن ذلك الموضوع خارج عن نطاق بحثنا.
ومن المفسرين من قال إن سخرية فرعون من موسى وقوله إنه "لا يكاد يبين" لا تعنى أن موسى كان يعانى من حبسة فى لسانه أيًّا كانت تلك الحبسة، بل معناه أن فرعون لا يرى أنه، عليه السلام، قد أتى بشىء مقنع. وقد وجدت صاحب "مفاتيح الغيب"، الإمام الرازى، يقول بذلك فى أحد الرأيين اللذين أوردهما فى تفسير آية "الزخرف" حيث ذكر "أن فرعون إنما أراد بقوله: "وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ" حجته التي تدل على صدقه فيما يدَّعي، ولم يرد أنه لا قدرة له على الكلام". وإلى ذلك التفسير يشير الألوسى صاحب "روح المعانى"، إذ كتب قائلا: "ومَنْ ذهب إلى أن الله تعالى كان أجاب سؤاله حل عقدة من لسانه فلم يبق فيه منها أثر قال: المعنى: ولا يكاد يبين حجته الدالة على صدقه فيما يدعي، لا أنه لا قدرة له على الإفصاح باللفظ. وهو افتراء عليه عليه السلام. ألا ترى إلى مناظرته له ورده عليه وإفحامه إياه؟ ". وعلى أساس من ذلك التفسير قال محمد أسد، فى آخر تعليقه بالهامش على آية "الزخرف"، إنها: " An allusion to the impediment in speech from which Moses suffered (cf. 20:27-28 and the corresponding note 17), or perhaps to the contents of his message, which to Pharaoh appeared unconvincing". وفى نفس الاتجاه يجرى أبو الأعلى المودودى، الذى لم يورد الرأيين باعتبار كل منهما صوابا محتملا، بل اختار الرأى الثانى وحده على سبيل الحسم، رافضا الأول بكل قوةٍ بناءً على أن الله قد ذكر فى سورة "طه" أنه عز وجل قد استجاب دعاء نبيه موسى بأن يحل عقدة من لسانه: " Some commentators have expressed the opinion that Pharaoh referred to the impediment of speech from which the Prophet Moses suffered since childhood. But this is not a correct opinion. As has been mentioned in Surah Ta Ha above, when the Prophet Moses was being appointed to Prophethood, he had implored Allah Almighty to remove the defect from his tongue so that the people might understand his speech, and at that very time his request had also been granted along with his other requests (vv. 27-36). Moreover, orations of the Prophet Moses that have been cited at different places in the Qur'an, point to his perfect eloquence and fluency. Therefore, the basis of Pharaoh's objection was not any impediment of speech from which Moses might be suffering but what he meant was: "This person talks confusedly at least I have never been able to understand what he says.".
وهذا تفسير وجيه، ولكنه ليس لازما، إذ من الممكن أن نفسر الأمر تفسيرات أخرى وجيهة أيضا فنقول إن موسى، عندما طلب من ربه ما طلب بشأن العقدة، قد قال: "واحلل عقدة من لسانى"، ولم يقل: "واحلل العقدة التى فى لسانى"، وهذا معناه أنه، لأمر أو لآخر، لم يخطر له أن يطلب فك العقدة أو العقد التى فى لسانه تماما، بل فكَّ عقدةٍ منه فقط أيا كانت طبيعة تلك العقدة، أى سواء كانت عقدة لغوية أو عضلية أو نفسية أو بلاغية. وهو ما تحقق، إذ قال فرعون إنه "لا يكاد يُبِين"، ولم يقل إنه لا يُبِين بتاتا. وثمة فرق بين هذا وذاك كما هو واضح لكل من يتذوق اللغة العربية. وقد وجدت الزمخشرى حين رجعت إليه بعدما كتبت ما كتبت هنا يقول: "وفي تنكير العقدة، وإن لم يقل: "عقدة لساني"، أنه طلب حلّ بعضها إرادةَ أن يفهم عنه فهما جيدا، ولم يطلب الفصاحة الكاملة. و"مِن لِّسَانِى" صفة للعقدة، كأنه قيل: عقدة من عقد لساني"، فسرنى سرورا شديدا هذا التوافق بينى وبين ذلك الجهبذ الكبير. وفى "مجمع البيان" للطَّبَرْسِىّ منسوبا إلى أبى على
(يُتْبَعُ)
(/)
الجُبَّائِىّ: "كان في لسانه لُثْغَة، فرفعها الله تعالى، وبقي فيه ثقل". ويرى الطاهر بن عاشور فى تفسيره أنه "ليس مقام موسى يومئذٍ مقام خطابة ولا تعليم وتذكير حتى تكون قلة الفصاحة نَقْصا في عمله، ولكنه مقام استدلال وحجة، فيكفي أن يكون قادرا على إبلاغ مراده ولو بصعوبة. وقد أزال الله عنه ذلك حين تفرغ لدعوة بني إسرائيل كما قال: "قد أوتيت سُؤْلك يا موسى" ... ".
ولا ينبغى فى هذا السياق أن ننسى أن موسى كان يعلم أنه ستظل هناك مشكلة فى مقدرته التعبيرية، وهو ما يرشح لأن يكون فى تعليق فرعون ولو بعض الصحة. ذلك أننا نجد موسى فى سورة "القصص" يخاطب ربه قائلا: "قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) "، وهو ما قالته سورة "الشعراء" أيضا: "قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) ". ويفهم مما قالته السورتان أن هارون سوف يكون هو المتكلم بالنيابة عن موسى، أو على الأقل: سوف يساعده فى تبليغ كلامه إلى فرعون وحاشيته. وعلى هذا فمن الجائز جدا أن تكون الإشارة فى حديث فرعون موجهة إلى هذه النقطة، وهى أن موسى كان يشرح لهارون المراد تبليغه، فيقوم هارون بالتبليغ الفعلى، مما رأى فيه فرعون فرصة للنيل من موسى وتحقير أمره بقوله إنه "مَهِينٌ ولا يَكَادُ يُبِينُ". وربما كان خوف موسى من محاكمتهم له على قتله المصرى (على سبيل الخطإ طبعا) سببا آخر يزيد الكلام ثقلا عليه.
على أن من المحتمل، فى ضوء تأكيد آية سورة "طه" لاستجابة الله سؤل موسى، فيما لو فهمناها طبعا على أساس أن العقدة قد أزيلت تماما، أن تكون إشارة فرعون إلى ضعف إبانة موسى عما يريد توصيله من معان وأفكار هى إشارة كاذبة. وليس هذا بالشىء الغريب، فمعروف أن الطغاة والمستبدين هم من أكذب الناس وأفجرهم فى المزاعم والادعاءات، وأن دَيْدَنهم إلصاق التهم بمعارضيهم حتى يسقطوهم من أعين الجماهير فلا تستمع الجماهير إليهم ولا تنفعل بما يقولون ولا تتبع سبيلهم ولا تصدقهم. ودليلنا على ذلك موجود فى قصة موسى وفرعون ذاتها، علاوة على ما نعرفه من واقع الحياة وألاعيب السياسة وأكاذيب دهاقنتها. قال تعالى فى سورة "طه"، والكلام فى الآية الأولى عن فرعون وتكذيبه بالآيات التى جاءه بها موسى وهارون: "وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) ". فهل فعلا قد جاء موسى ليخرج المصريين من أرضهم، وهو الذى أعلن مهمته منذ البداية واضحة صريحة، ألا وهى موافقة فرعون على إخراج بنى إسرائيل من أرض مصر مع موسى سالمين. فانظر كيف قلب فرعون الحقائق قلبا! إنه يزعم أن موسى إنما يريد إخراج المصريين من بلادهم، على حين أن موسى إنما كان يريد إخراج الإسرائيليين من مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثم أكاذيب أخرى اجترحها فرعون تجعلنا، إن أردنا، نرى فى اتهامه لموسى بضعف الإبانة مجرد كذبة من تلك الأكاذيب التى اشتهر بها لا حقيقة لها. وعلى هذا لا ينبغى أن ننظر إلى آيتى "طه" و"الزخرف" على أنهما متعارضتان، إذ المتكلم هنا غير المتكلم هناك، فالله هو المتكلم فى سورة "طه"، فيما المتكلم فى سورة "الزخرف" هو فرعون. ومن هنا فمن الممكن جدا أن يكون فرعون كاذبا فى دعواه ضعف إبانة موسى. وعلى هذا فلا تناقض بين النصين. وبين أيدينا من الشواهد ما يدل على أن فرعون كان من الكذابين القراريّين. ألم يَعِد الطاغيةُ نبىَّ الله بأنه متى دعا ربه أن يكشف عنهم العذاب وكُشِف العذاب فعلا أن يؤمن به فينخلع من الوثنية ويعتنق التوحيد ويطلق بنى إسرائيل من نير العبودية ليخرجوا من البلاد سالمين، ثم فى كل مرة تمّ ما أراد ينقلب على عقبيه ويتنكر لما وعد به ويرتكس فى الكفر والضلالة من جديد؟ هذا ما تقوله سورتا "الأعراف" و"الزخرف" على التوالى: "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) "، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآَخِرِينَ (56) ".
وبعد، فأيا ما يكن معنى العقدة التى طلب موسى من مولاه الكريم أن يحلها، وحتى لو صدقنا فرعون فى قوله عنه عليه السلام إنه لا يكاد يبين، فليس هناك أى مجال للتعارض بين آيتى "طه" و"الزخرف"، إذ الأولى تقول إن موسى طلب من ربه أن يحل عقدة من لسانه، عقدة فحسب لا كل العقد، وإن الله آتاه سؤله، والثانية تقول إنه لا يكاد يبين. أى أنه كان يبين، ولكن ليست إبانة تامة. أى أن العقد التى كانت فى لسان موسى لم تنحل جميعها، بل انحلت عقدة واحدة من لسانه. ولا ننس أن النصين القرآنيين، وكذلك النص الكتابى، هى نصوص موجزة، مما يجعل دور الاجتهاد العقلى المجرد مفتوحا على مصراعيه. وقد قلت فى تفسير الآيتين بما بدا لى أنه هو أنسب شىء بعدما قلبتهما على كل الوجوه الممكنة التى خطرت لى، ولا أدعى لكلامى شيئا آخر فوق هذا. والله أعلى وأعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 04:02 م]ـ
الأخ الفاضل د. إبراهيم عوض
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
الظاهر أن تلك العقدة كانت حسية؛ فقد أخرج ابن أبى حاتم في " تفسيره " - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}، قَالَ: عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه، عَنِ أمر امرأة فرعون تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، قَالَ: هَذَا عدو لي، فقالت امرأته: إنه لا يعقل. اهـ
و ليس هناك تعارضٌ حقيقي بين الآيتيْن الكريمتيْن
و يُجاب عن ذلك التعارض الظاهري بما ذكره ابن عادل في كتابه " اللباب في علوم الكتاب "، و فيه:
- قوله: {أَمَّ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} - أي ضعيف حقير يعني موسى - {وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} أَيْ يُفْصِحُ لسانُهُ لرُتّةٍ كَانَتْ فِي لِسَانِهِ.
فإن قيل: أليس أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل الله أن يُزيل الرُّتةَ عن لسانه بقوله: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي) [طه: 27، 28] فأعطاه الله ذلك بقوله تعالى: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ى مُوسَى) [طه: 36] فكيف عابه فرعون بتلك الرُّتةِ؟.
فالجواب من وجهين:
الأول: أن فرعون أراد بقوله: " ولا يكاد يبين " حجته التي تدل على صدقه، ولم يرد أنه لا قدرة له على الكلام.
والثاني: أنه عابه بما كان عليه أولاً، وذلك أن موسى عليه الصلاة والسلام مكث عند فرعون زماناً طويلاً، وكان في لسانه حبسة فنسبه فرعون إلى ما عهد عليه من الرُّتةِ؛ لأنه لم يعلم أن الله تعالى أزال ذلك العيب عَنْهُ. اهـ
و الله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جيلان]ــــــــ[16 May 2010, 06:12 م]ـ
يبدو و الله أعلم ..
أنه انحلت عقدة من لسان موسى بالقدر الذي يجعل كلامه مفهوما للسامعين
و لم تنحل بالقدر الذي يجعله صحيح النطق تماما ًكشخص بليغ أو فصيح
و لا تعارض بالمرة بين الآيتين الكريمتين - كما ذكرت دكتورنا الفاضل
و العلة تبدو حسية و نفسية أيضاً: (فيضيق صدري و لا ينطلق لساني)
و سبحان الله .. كلما قرأت عن علة لسان موسى .. أتذكر أن صاحب العلة هو: كليم الله
صاحب هذا اللسان .. كلمه الله و حل عقدة من لسانه كما أراد - ليستخدم لسانه:
1 - في الدعوة لله
2 - في التسبيح و ذكر الله كثيرا
ففيم استخدمنا ألسنتنا نحن الأصحاء لخدمة هذا الدين؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 May 2010, 09:10 م]ـ
و ليس هناك تعارضٌ حقيقي بين الآيتيْن الكريمتيْن
و يُجاب عن ذلك التعارض الظاهري بما ذكره ابن عادل في كتابه " اللباب في علوم الكتاب "
فالجواب من وجهين:
الأول: أن فرعون أراد بقوله: " ولا يكاد يبين " حجته التي تدل على صدقه، ولم يرد أنه لا قدرة له على الكلام.
والثاني: أنه عابه بما كان عليه أولاً، وذلك أن موسى عليه الصلاة والسلام مكث عند فرعون زماناً طويلاً، وكان في لسانه حبسة فنسبه فرعون إلى ما عهد عليه من الرُّتةِ؛ لأنه لم يعلم أن الله تعالى أزال ذلك العيب عَنْهُ. اهـ
و الله تعالى أعلم
بارك الله فيكم دكتور أبا بكر وجزاكم خيرا على هذا النقل الذي فيه الجواب الشافي والتفسير الوافي والقول الكافي بفضل الله تعالى.
ـ[أحمد إسماعيل]ــــــــ[16 May 2010, 09:37 م]ـ
هل هناك مانع من أن نحمل قول فرعون على الكذب؟
المخارج التي تفضل بها الاخوة مبنية على افتراض أن ما قاله فرعون حق وصواب، فحاولوا أن يوفقوا بين كلام الله الحق، وكلام فرعون على اعتبار أنه حق أيضاً.
أقول: ما المانع من أن يكون المخرج بين التعارض أن فرعون يتجنى ويفتري على موسى عليه السلام لتنفير الناس منه؟
وبوركتم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 May 2010, 10:55 م]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {واحلل عقدة من لساني}.
قال بعض العلماء: "دل قوله: {عقدة من لساني} بالتنكير والإفراد، وإتباعه لذلك بقوله {يفقهوا قولي} على أنه لم يسأل إزالة جميع ما بلسانه من العقد، بل سأل إزالة بعضها الذي يحصل بإزالته فهم كلامه مع بقاء بعضها. وهذا المفهوم دلت عليه آيات أخر، كقوله تعالى عنه: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا}، وقوله تعالى عن فرعون: {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} والاستدلال بقول فرعون في موسى، فيه أن فرعون معروف بالكذب والبهتان, والعلم عند الله تعالى. أضواء البيان - (4/ 8)
قلت: وهذا المفهوم من لفظة "من" و"التنكير" و"الإفراد" يجب المصير إليه جمعا بين الأدلة.
والله تعالى أعلم.(/)
حالنا مع القرآن ((خطبتي))
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[27 Mar 2010, 12:48 م]ـ
هذه خطبتي أمس
الجمعة العاشر من ربيع الآخر 1431
الموافق 26 من شهر مارس 2010
حالنا مع القرآن
استهلالا
بدأت بقول النبي صلى الله عليه وسلم
ما من نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر
...... الحديث
وبينت طرفا من أحوال المشركين مع كتاب الله
وذكرت حال الجن مع القرآن
ثم بيان شدة تفريطنا مع القرآن والواجب علينا تجاهه
تحميل الخطبة ( http://www.4shared.com/file/249798744/582eae01/___online.html)(/)
الاستدراك على الدكتور عدنان زرزور حفظه الله فيما ذكره ببرنامج الشريعة والحياة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين وبعد ..
فتلك محاضرة قصيرة استدركت بها على مفهوم خطير جدا قرره فضيلة الدكتور عدنان زرزور حفظه الله تعالى ووفقه لكل خير، وذلك من خلال برنامج الشريعة والحياة، في حلقة بعنوان:
القرآن والكتب السماوية السابقة
وتمكن مشاهدتها كاملة على موقع (اليوتيوب) من خلال الرابط التالي
القرآن والكتب السماوية السابقة
http://www.youtube.com/watch?v=u5zgc4hcHEk
ومحل الاستدراك في كون الدكتور - حفظه الله تعالى ورعاه - لا يرى حرجا من أن تتم صياغة مادة دراسية في الأخلاق والسلوك تستنبط أحكامها من القرآن والكتاب المقدس ليكون مادة موحدة على المسلمين وغير المسلمين.
وقد كدت أن أسكت على كلامه حفظه الله تعالى ورعاه، وأمرره على غلبة ظن أنه مر كذلك على الناس ولم ينتبه إليه. إلا أن هذا البرنامج عام، ومثل ذلك الكلام يؤخذ ويتصيد في مواطن الاحتدام والخلاف في النقاط التي يسمونها فكرية. فغلّبت على الظن ضرورة الاستدراك، فلا يكون الكلام مسكوتا عنه.
وأشير إلى أن الاستدراك هو على مقالة الدكتور حفظه الله ورعاه، وليس عليه، فلا تعلق للكلام بشخصه، وهو ممدوحي السيرة، ومن المنتسبين المشهورين إلى علوم القرآن، وله جهود مشكورة في هذا الباب.
والله تعالى من وراء القصد.
تحميل ( http://www.4shared.com/file/244640775/93ab936f/________.html)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2010, 06:19 ص]ـ
سمعت الحلقة كاملة، وهي قيمة ومفيدة جزى الله الدكتور عدنان زرزور خيراً، ولم أجد ما يستحق الاستدراك.
والملف الصوتي المرفق لا يعمل بعد التنزيل.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 Mar 2010, 12:30 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على التنبيه، وسوف أحاول إصلاح الملف في أقرب وقت
الحلقة بها اثنان أو ثلاثة من المواضع التي تستحق التنبيه، أبرزها هو ما يبدأ من الدقيقة 19 حيث يجيب على سؤال المحاور أنه لا غضاضة من صياغة مادة أخلاقية مشتركة للمسلمين وغير المسلمين، تستخلص هذه المادة من القرآن والإنجيل جميعا، وذلك فضا للنزاع.
وبالاستماع إلى الاستدراك يتبين وجه الخطأ في الكلام إن شاء الله تعالى.
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[31 Mar 2010, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم محمد رشيد
قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))
وديننا الحنيف يحثنا على الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم والمعاملة الحسنة
والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها
كما أن التوراة والإنجيل وإن تخللهما تحريف كبير ففيهما ((بعض)) الحق
وهذا الحق هو ما وافق الكتاب والسنة
فلا ضير إذا أن تُجمع الأخلاقيات والسلوكيات والآداب الفاضلة من مصادر شتى
ولتعلم أخي الكريم
أن هذه المصادر من الديانات الأخرى سواء كانت سماوية أو غير ذلك ....
لن تخرج قيد أنملة عن القرآن الكريم وهذا من إعجازه
فما المانع أن نؤلف قلوب القوم بنقاط الإتفاق؟؟
بارك الله فيك وفي علمك
وشكر الله لك
.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 Mar 2010, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الكريم إبراهيم، وقع لديكم خلط غير مقصود إن شاء الله، ناتج عن عدم استيعاب لمحل الاستدراك، وكلام الدكتور عدنان هنا غاية في الخطورة لو نظرنا إلى القضية التي طرحها المحاور، ولا أتصور تمرير هذا الرأي الذي طرحه الدكتور دون تخطئته بل وإسقاطه، لذا فأنا في أشد الاندهاش من الشيخ عبد الرحمن في عدم رؤيته ما يستحق الاستدراك!!
تقول الشيخ الكريم:
وديننا الحنيف يحثنا على الأخلاق الفاضلة والسلوك القويم والمعاملة الحسنة
والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها
كما أن التوراة والإنجيل وإن تخللهما تحريف كبير ففيهما ((بعض)) الحق
وهذا الحق هو ما وافق الكتاب والسنة
فلا ضير إذا أن تُجمع الأخلاقيات والسلوكيات والآداب الفاضلة من مصادر شتى
ولتعلم أخي الكريم
أن هذه المصادر من الديانات الأخرى سواء كانت سماوية أو غير ذلك ....
لن تخرج قيد أنملة عن القرآن الكريم وهذا من إعجازه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا حق في ذاته، وتؤجرون به لذاته إن شاء الله، ولكنه أنتج باطلا لما وضع في غير موضعه، وبيانه كالتالي:
الحكمة ضالة المؤمن، فأينما وجدها أخذها، ولو كانت من إبليس اللعين، ولكن - والحال كذلك - لا يتخذ إبليس مرجعا (تستقى) منه الحكمة، وهذا خلافا للاقتراح الخطير الذي أقره الدكتور عدنان، بل وشجعه، وهو أن تتخذ (مادة دراسية) (مستقاة) من القرآن والكتاب المقدس جميعا، ليدرسها في المدرسة الواحدة والدرج الواحد مسلم وغير مسلم, الفارق بيّن جدا هنا، ولا يمكن أبدا إسقاط مفهوم (الحكمة ضالة المؤمن) على موضع التلقي للأخلاقيات والسلوك، وتنشئة المسلمين عليها.
يا شيخ إبراهيم، إن الدكتور عدنان ما عرض الأمر من باب الحكمة ضالة المؤمن؛ بل عرضه من باب أن القرآن والكتاب المقدس يشتركان في المادة، ولا بأس من وضع مادة أخلاقية مستقاة من القرآن والكتاب المقدس يتلقاها أبناء المسلمين. فما لهذا من مفهوم الحكمة؟ إنها قضية مباينة. والدكتور عرضها كأنه يسأل عن القواسم المشتركة بين القرآن والإنجيل، بينما هي قضية تربوية خطيرة، لا يصلح فيها جوابه ظاهر البطلان.
بل تجاوز الدكتور عدنان هذا القدر وأقحم بعض الأحكام، ومنها تحريم الخمر! فأي فساد في القول بعد هذا؟
وما قرره الدكتور عدنان هي مغالطتان؛ إحداهما عقيدية والثانية تربوية:
أما العقيدية: ففي تنفيذ هذا المقترح إزالة للأساس الرئيس عند المؤمن، وهو توحيد جهة التلقي، فلا يتلقى إلا عن الله من خلال القرآن العظيم أو من خلال أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولا يدخل الكتاب المقدس - محرفا كان أو غير محرف ليست قضيتنا - في قضية التلقي بحال، فيزول ذلك الأساس العقيدي، حيث يتلقى المؤمن مادة دراسية مقررة و (مقرّة) عن القرآن والإنجيل.
أما التربوية: ففي الاقتراح إفساد للناشئة الدراسين من المسلمين؛ حيث يفتحون الكتاب الدراسي المقرر و (المقرّ) ليجدوا الآية من القرآن بجوار الآية من الكتاب المقدس، ويصير ذلك معهودا تربويا دراسيا، القرآن والإنجيل، مصدران للأخلاق في دراستنا. فإذا مرت السنون، ووجد كتابا يعتمد على القرآن فقط، قال: وأين الكتاب المقدس؟
وما ذكرته من أنه لا ضير من جمع الأخلاقيات والآداب من مصادر شتى، فهو أمر لك أنت؛ كباحث، فابحث كما تريد في التوراة والكتاب المقدس، ولكن لا تصغ من نتائج بحوثك فيهما مادة تضعها في كتاب وتقدمها لوزارة التربية والتعليم وتقول لهم:
(علموها أبناء المسلمين، إنها قواسم مشتركة من التوارة والكتاب المقدس مع القرآن .. )
هذا باب .. وذاك باب آخر يا أخي الحبيب .. أرجوك أن تتنبه لهذا الخطر، فنشر مثل ذلك بين المسلمين إفساد عظيم.
وأنا مستبشر بعدم انتباهك لموضع الكلام، فهو أدعى لمراجعة الأمر، ويدل على عدم الانتباه للأمر المطروح في البرنامحج قولكم:
فما المانع أن نؤلف قلوب القوم بنقاط الإتفاق؟؟
فالاقتراح ليس في مجال الدعوة وتأليف القلوب، بل هو اقتراح لفض (صراع على مصادر التلقي) بين المسلمين والنصارى، في قطر من الاقطارن فالاقتراح يطرح (الصلح) بوضع مادة مصاغة من القرآن والكتاب المقدس جميعا.
فهي قضية أخرى تماما أرجو أن تراجعها مشكورا.
والله تعالى الموفق.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 Mar 2010, 07:12 م]ـ
وكذلك فضيلة الشيخ الحبيب والأخ الأكبر عبد الرحمن، أرجو مراجعة حلقة البرنامج والاستماع لها جيدا، وفي خصوص موضع هذه الكارثة استمع بداية من الدقيقة الـ 19 حتى ينتهي من إجابته سؤال المحاور. فالاقرب في إحسان الظن ومعرفتنا بكم أن تكون قد أخطأت فهم المراد أو لم تنتبه إلى ما أجازه الدكتور عدنان.
فأنا لا أتوقع منك أن تقول:
لا غضاضة في أن نصوغ لطلاب المسلمين في المدارس مادة دراسية في الأخلاق والسلوك تعتمد على (القرآن) و (الكتاب المقدس) كمصدرين للمادة.
فهل تقولون بذلك؟
راجع مشكورا لا مأمورا
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Mar 2010, 09:40 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أن عمر أتاه فقال:
إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا أفنكتب بعضها؟
فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية و لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي
وروي بروايات أشد تحذيرا من ذلك.
أفيستساغ بعد ذلك ما ذكر من جمع بين القرآن الكريم وغيره من الكتب المحرفة.
أرى الاستدراك في محله، ونحن لسنا في مرحلة تاليف قلوب القوم؛ فنحن في مرحلة ضعف شديد، ينبغي لنا فيها المحافظة على الثوابت أولا، ودرء شر الفتن عن أمتنا أولا ثم دعوة الغير بعد ذلك، وتأليف قلبه ..
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2010, 05:14 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم محمد رشيد على هذا التنبيه الذي في محله فعلاً، وقد أعدتُ سماع المقطع فتبين لي صوابك جزيت خيراً.
ولعلنا نلتمس العذر للدكتور عدنان زرزور أنه جاء كلامه هذا جواباً عابراً لسؤال المذيع على غير تهيئة وتدبر لما قد يترتب على ذلك من أمور لا يقرها هو كما في بقية مؤلفاته في الدفاع عن القرآن والإسلام ضد منتقديه.
وليت مثل هذا الاستدراك يصل للدكتور عدنان ليبين رأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Apr 2010, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله الذي لا إله إلا هو لقد أثلجت صدري فضيلة الشيخ الحبيب عبد الرحمن، فقد كنت في ضيق شديد، وليس كل ما في نفس المرء تكون المصلحة في إبرازه. وكان التساؤل الذي يختلج في صدري طوال هذه المدة: هل الحيادية الجزئية المؤقتة التي تتسم بها بعض البحوث العلمية الأكاديمية يمكن أت تصطبغ بها الشخصية المسلمة بعامة؟ وأنا أعلم تحققها وانتشارها، ولكن وصولها إلى بعض الأفراد يبرز معان أكبر من الخطورة.
وهو يدل على تجردكم وتحريكم الحق. فبارك الله تعالى فيكم وزادكم علما وجعلكم من المخلصين.
وبخصوص الدكتور عدنان، فقبل أن أسجل هذا الاستدراك بحثت حوله، فوجدته محمود السيرة، ومن المنتصرين لكتاب الله تعالى، بل ومن الذين عانوا في سبيل علمهم ودعوتهم، فعرفت له فضله، وأوكلت عذره لما يعلمه الله من الأسباب. فربما الغفلة عن الأمر أو ثمرته، وهو لا يقدح في شخصيته بحال وإن أسقطنا القول.
ولو أحصلتموني على وسيلة اتصال به فأنا أتكفل بالتواصل معه وشرح الأمر، فهذا هو المتوجب مع الفضلاء.
والحمد لله رب العالمين.(/)
سلسلة / تفسير آيات الدعوة في القرآن العظيم/ المحاضرة المقدمة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:04 م]ـ
موضوع المقدمة:
تحوي المحاضرة المقدمة تعريفا بالقرآن ككتاب مرجعي منهجي، وبيان مشكلة الفهم عن كتاب الله جل وعلا، والتفريق بين التسليم وإدراك الحيثية المرجعية لكتاب الله. كما حوت بيانا حول منهجية التلقي عن كتاب الله، وحيثية هذا التلقي، وبيانا لمناط نزول القرآن، والذي يتأسس عليه إدراكنا لصورة التلقي.
حول طريقتي في هذا التفسير:
(تناول التفسير الآيات من كتاب الله تعالى والتي تتعلق بمنهجية الدعوة، والتي يؤخذ منها المنهج تفسيرا، أو استنباطا، مع عدم قصد الحصر لكل ما تستنبط منه المناهج، وإنما هو القريب تفسيرا أو استنباطا)
(منهجي في التفسير أن أتناول أولا الآيات بتفسير يكشف المراد منها بطريق قريب، مع بيان سبب النزول لو علم، ثم بيان وتقعيد منهج الدعوة بناء على الآية وتفسيرها، ونظر في واقعنا الدعوي وإنزال الآيات عليه وبيان الأوابد المنهجية والحركية في واقع دعوتنا ومن ثم العمل على تصحيح حركة الدعوة وفق المنهج القرآني المعصوم)
(حرصت في هذا التفسير ألا تزيد مدة المجلس عن ساعة واحد تيسيرا لأمر تداولها واستيعابها)
(كما ألتزم للإخوان بمجلس واحد / أسبوع، فإن زاد فهو خلاف الأصل)
(ربما ما استطعت التفاعل والاستطراد حول مادة المجالس فيقتصر الدور على وضع المحاضرات لو بانت الفائدة فيها)
والله تعالى أسأل أن يجعل العمل خالصا لوجهه الكريم، وألا يجعل لغيره فيه مقصدا ونصيبا. إنه جدير بالإجابة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تحميل ( http://www.4shared.com/file/244699845/36420caa/-__online.html)(/)
الآية (5) من سورة التوبة: تفسير تحليلي
ـ[وليد الشهري]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ بَيَّنَ لِلْمُسْتَهْدِينَ مَعَالِمَ مُرَادِهِ، وَنَصَبَ لِجَحَافِلِ الْمُسْتَفْتِحِينَ أَعْلَامَ أَمْدَادِهِ، فَأَنْزَلَ الْقُرْآنَ قَانُونًا عَامًّا مَعْصُومًا، وَأَعْجَزَ بِعَجَائِبِهِ فَظَهَرَتْ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَجَعَلَهُ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمُهَيْمِنًا، وَمَا فَرَّطَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ يَعِظُ مُسِيئًا وَيَعِدُ مُحْسِنًا، حَتَّى عَرَفَهُ الْمُنْصِفُونَ مِنْ مُؤْمِنٍ وَجَاحِدٍ، وَشَهِدَ لَهُ الرَّاغِبُ وَالْمُحْتَارُ وَالْحَاسِدُ، فَكَانَ الْحَالُ بِتَصْدِيقِهِ أَنْطَقَ مِنَ اللِّسَانِ، وَبُرْهَانُ الْعَقْلِ فِيهِ أَبْصَرَ مِنْ شَاهِدِ الْعِيَانِ، وَأَبْرَزَ آيَاتِهِ فِي الْآفَاقِ فَتَبَيَّنَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ الْحَقُّ، كَمَا أَنْزَلَهُ عَلَى أَفْضَلِ رَسُولٍ فَبَشَّرَ بِأَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ، فَبِهِ أَصْبَحَ الرَّسُولُ الْأُمِّيُّ سَيِّدَ الْحُكَمَاءِ الْمُرَبِّينَ، وَبِهِ شُرِحَ صَدْرُهُ إِذْ قَالَ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ، فَلَمْ يَزَلْ كِتَابُهُ مُشِعًّا نَيِّرًا، مَحْفُوظًا مِنْ لَدُنْهُ أَنْ يُتْرَكَ فَيَكُونَ مُبَدَّلًا وَمُغَيَّرًا.
ثُمَّ قَيَّضَ لِتَبْيِينِهِ أَصْحَابَهُ الْأَشِدَّاءَ الرُّحَمَاءَ، وَأَبَانَ أَسْرَارَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ فِي الْأُمَّةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، فَصَلَاةُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَى رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ نُجُومِ الِاقْتِدَاءِ لِلسَّائِرِينَ وَالْمَاخِرِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فإن من نعم الله عز وجل على عباده المؤمنين، أن هداهم للإيمان، وشرح صدورهم للقرآن، وأرسل إليهم رسوله الأمين، وأنزل عليهم كتابه المبين .. فلله الحمد أولًا وآخرًا.
ولقد كنت أرغب منذ فترة طويلة؛ البحث في آيات من سورة التوبة، حيث علقت بعض الإشكالات في ذهني وأنا أتأملها، ثم تكررت علي بعض إيرادات من خلال القراءة والسماع لبعض الأفاضل؛ من كون بعض الآيات مخصصة بآيات أخرى، وأن بعضها قد نُسخت، وهذه الآية اختلف فيها المفسرون، وهكذا ..
إن هذه الآيات آيات عظيمة، فهي من السور المتأخرة النزول، وهي توضح الخطوط الرئيسة، والمعالم الكبرى في علاقات متعددة، علاقة المسلمين بالكفار، وعلاقاتهم بالمنافقين، وعلاقاتهم بالعصاة المتخلفين، وعلاقتهم مع أنفسهم وجهادهم، ونبيهم، وربهم جل وعز ..
ونريد من خلال آية في هذه السورة أن ندور حول علاقة واحدة من هذه العلاقات، طال حولها النقاش والخلاف خاصة في عصر الانهزام والضعف، علاقة المسلمين بالكفار، ولقد " تبين من الواقع العملي مرحلة بعد مرحلة، وتجربة بعد تجربة، أنه لا يمكن التعايش بين منهجين للحياة بينهما هذا الاختلاف الجذري العميق البعيد المدى الشامل لكل جزئية من جزئيات الاعتقاد والتصور، والخلق والسلوك، والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي - والإنساني - وهو الاختلاف الذي لا بد أن ينشأ من اختلاف الاعتقاد والتصور. . منهجين للحياة أحدهما يقوم على عبودية العباد لله وحده بلا شريك؛ والآخر يقوم على عبودية البشر للبشر، وللآلهة المدعاة، وللأرباب المتفرقة. ثم يقع بينهما التصادم في كل خطوة من خطوات الحياة؛ لأن كل خطوة من خطوات الحياة في أحد المنهجين لا بد أن تكون مختلفة مع الأخرى، ومتصادمة معها تماماً، في مثل هذين المنهجين وفي مثل هذين النظامين.
إنها لم تكن فلتة عارضة أن تقف قريش تلك الوقفة العنيدة لدعوة «أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» في مكة. ولا أن تحاربها هذه الحرب الجائرة في المدينة .. ولم تكن فلتة عارضة أن يقف اليهود في المدينة كذلك لهذه الحركة؛ وأن يجمعهم مع المشركين معسكر واحد - وهم من أهل الكتاب! - وأن يؤلب اليهود وتؤلب قريش قبائل العرب في الجزيرة في غزوة الأحزاب لاستئصال شأفة ذلك الخطر الذي يتهدد الجميع بمجرد قيام الدولة في المدينة على أساس هذه العقيدة، وإقامة نظامها وفق ذلك المنهج الرباني المتفرد! ... إنها طبائع الأشياء. . إنها أولاً طبيعة المنهج
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامي التي يعرفها جيداً - ويستشعرها بالفطرة - أصحاب المناهج الأخرى! طبيعة الإصرار على إقامة مملكة الله في الأرض، وإخراج الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، وتحطيم الحواجز المادية التي تحول بين «الناس كافة» وبين حرية الاختيار الحقيقية. . ثم إنها ثانياً طبيعة التعارض بين منهجين للحياة لا التقاء بينهما في كبيرة ولا صغيرة؛ وحرص أصحاب المناهج الأرضية على سحق المنهج الرباني الذي يتهدد وجودهم ومناهجهم وأوضاعهم قبل أن يسحقهم!. . فهي حتمية لا اختيار فيها - في الحقيقة - لهؤلاء ولا هؤلاء! "
لابد لنا من الشعور بأهمية تدبر القرآن، وتفهمه، وتعقله، وتأمله، والعمل به .. حتى يصلح الله هذه الأمة التي ضعفت وذلت! ولن تصلح إلا بما صلح به أسلافها.
ثم إني أنتهز هذا البحث الذي كُلفتُ به، أن أعود لهذه الآيات فأنظر إلى كلام السلف وأهل العلم، فيتوشح الوعظ بالعلم، فنسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح.
ووجدت الآية الخامسة من هذه السورة العظيمة، قد دار حولها خلاف واسع، فحططت رحالي فيها، وعلمت أنها مرتعٌ خصبٌ؛ لأجني فيها من علوم العلماء، وفهوم الفقهاء، واستعنت بالله، ثم شمرت عن ساعد الجد، فجمعتُ ورتبتُ، متبرأ من حولي وقوتي إلى حول ربي وقوته .. وهو حسبي لا إله إلا هو ..
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن ينفعنا بالعلم النافع، وأن يحيي قلوبنا بهدي كتابه .. اللهم اغفر ذنبي، وأعني يا معين ..
قال تعالى: " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلوة وءاتوا الزكوة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم "
قال تعالى: " فإذا انسلخ الأشهر " الفاء عاطفة أو استئنافية، وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة انسلخ مضافة للظرف والأشهر فاعل والحرم صفة.
والمعنى: أي ننزع، وأسودُ سالخٌ، سلخَ جلدَهُ، أي نزعه ونخلة مسلاخٌ: يُنتَثر بُسْرُها الأخضر.
وقال الليث: يقال سلخت الشهر إذا خرجت منه، وكشف أبو الهيثم عن هذا المعنى فقال: يقال أهللنا هلال شهر كذا، أي دخلنا فيه ولبسناه، فنحن نزداد كل ليلة إلى مضي نصفه لباساً منه، ثم نسلخه عن أنفسنا بعد تكامل النصف منه جزءاً فجزءاً، حتى نسلخه عن أنفسنا وأنشد:
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله
كفى قائلاً سلخي الشهور وإهلالي
وانسلخ وانسلخت، كل صواب، وانسلاخ الأشهر: معناه انقضاء مدتها، يقول العرب: انسلخ الشهر، وانسلخ العام إذا مضى زمانه، وهذا معروف في كلام العرب، ومنه قول لبيد في معلقته:
حتى إذا سلخا جمادى ستة
جزءً فطال صيامه وصيامها
والأشهر: جمع شهر، و"الأفعُل" جمع قلة؛ لأنها أربعة.
وَالْحُرُمُ جَمْعُ حَرَامٍ وَهُوَ سَمَاعِيٌّ لِأَنَّ فُعُلًا بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ إِنَّمَا يَنْقَاسُ فِي الِاسْمِ الرُّبَاعِيِّ ذِي مَدٍّ زَائِدٍ. وَحَرَامٌ صِفَةٌ. وَقَالَ الرَّضِيُّ فِي بَابِ الْجَمْعِ مِنْ «شَرْحِ الشَّافِيَةِ» إِنَّ جُمُوعَ التَّكْسِيرِ أَكْثَرُهَا مُحْتَاجٌ إِلَى السَّمَاعِ.
*واخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِالْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: إِنَّهَا الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى. مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ.
وَلَكِنْ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: آخِرُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فِي حَقِّهِمُ الْمُحَرَّمُ، وَحَكَى نَحْوَ قَوْلِهِ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الضَّحَّاكُ، وتعقب هذا ابن كثير بقوله وفيه نظر.
وَالسِّيَاقَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَشْهُرُ الْإِمْهَالِ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)