هنا اورد مثالا ونريد ان تطبق القواعد - التي سبق ان قعّدتها او ارتضيتها - على هذا الاثر (الحديث) في حوارك لابي حسان في موضوع الاغراق في السلفية،
ساكتفي الان بسؤالين؛
الاول:
الاثر:
5022 ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ اِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا اَبُو عَوَانَةَ، عَنْ اَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ اَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَاَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا اَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ اِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ. فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ ـ فَاَدْخَلَهُ مَعَهُمْ ـ فَمَا رُئِيتُ اَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ اِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ اُمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ، اِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِي اَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ اَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وَذَلِكَ عَلاَمَةُ اَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. فَقَالَ عُمَرُ مَا اَعْلَمُ مِنْهَا اِلاَّ مَا تَقُولُ.
رواه البخاري،
وتعليقا على قولك لابي حسان (المداخلة 148):
وأبو حسان يقول لنا: لا , لم يكن ذلك؛ فلا الصحابة يعرفون جميع معاني القرآن على الصواب , ولا النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم جميع معانيه.
فأيهما نُصَدِّق؟
السؤال:
هل فهم ابن عباس رضي الله عنه مراد الله من السورة بما لم يفهمه الصحابة رضوان الله عليهم، وهل يعد هذا الفهم تفسيرا؟
لاشك ان كان الامر كما قال ابن عباس ان احاط رسول الله بتلك الاشارة في قول الله (اي اجله عليه الصلاة والسلام) والسؤال؛هل لم يخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابة - جميعهم او بعضا منهم - بما اشارت اليه الاية من الخبر وبما يتفق وفهم ابن عباس، ام انه لم يكتمه، ام تركها لفطنتهم؟
هل جواب ابن عباس هو دراية من طريق رسول الله؟ ام هو اجتهاد وفطنة،
ثانيا،
ادلاء الصحابة اشياخ بدر قبل جواب ابن عباس؛ ماهو؟
هل هو اجماع؟
ام هل هو قولين لاثالث لهما؟
وسكوت بعضهم، ماذا يعد من الاقوال هل هو موافقة للاخرين ام هو اعتراض، ام عدم دراية؟
ثانيا بعد استنطاق عمررضي الله عنه لابن عباس وجواب ابن عباس:
هل جواب ابن عباس هو خبر عن رسول الله ام هو اجتهاد و فطنة ام هو امر غيبي وخاص بابن عباس؟
وبعد جواب ابن عباس، هل اصبح الامر اجماع، ام غير ذلك بسبب سكوت جميع الصحابة وعدم تعليقهم، وهل تستطيع الجزم بخلو الموقف من استنكار الصحابة لمثل هذا الاجتهاد؟
وهل قول ابن عباس هو الفصل فلا قول بعده واُغلق باب التفسير والاجتهاد في الامر الى يوم القيامة، هل لايوجد احتمالات اخرى غير قول ابن عباس وغير قول الصحابة اشياخ بدرلمضمون السورة؟، اي الصحابة الاخرين غير اشياخ بدر ممن لم يحضر ذلك المجلس؟
وعدم اجابة الصحابة بالقول الذي قال به ابن عباس، هل فاتهم العلم به ام فاتتهم الفطنة؟ ام عدم دراية؟ ام هل هو خطأ؟ او نسيان، ام عدم وصول التفسير اليهم؟
هل ان رسول الله اخبرهم ام لم يخبرهم ام فسرها؟ او لم يفسرها؟ او لم يبينها لهم؟، وان الامر عائد للفطنة التي ادرك ابن عباس بها مضمون السورة، ولم يدركها باقي الصحابة، واذا كان الامر عائد للفطنة وليس لاملاء الرسول بهذا الشان، الا يشكل موقف عمر مع ابن عباس ازراءا بباقي الصحابة في انهم لايعلمون شيئا وادرك الصغير مالم يدركه شيوخ وثلة من الكبار والذي هم اكثر تلقي من الرسول واقدم؟ ثم لماذا لم يعلم الصحابة بمقدار علم ابن عباس وفاتتهم تلك المقدرة الاستثنائية عند ابن عباس التي خصه الله بها بسبب دعاء الرسول له؟
الا تجد في جواب ابن عباس جواز الاجتهاد بما لم يخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ام ان ذلك موقوف على الصحابة دون غيرهم؟ وما الدليل؟
اكتفي بهذا القدر،
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الثاني:
اوردت في مداخلتك رقم (148):
رابعاً: الأدلة المتعلقة ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع القرآن ومعرفة جيل الصحابة لجميع معاني القرآن:
1 - قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم} أي: القرآن. وغاية إنزال الذكر على النبي صلى الله عليه وسلم البيان , فمن الله الإنزال وعلى الرسول البيان , وإذا لم يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم فمن يبينه؟! وهذا يشمل بيان جميع القرآن , وبيان بعضه , وبيان ألفاظه , وبيان معانيه , وهل تُعرف معاني الألفاظ الشرعية أو الإسلامية إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم القولي والفعلي؟
اوردت الاستشهاد بالاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
وفيها سؤال:
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
وماهو مفهوم " تبين " و" البيان " في هذه الاية وفي غيرها؟ هل هو " التفسير " او " التفصيل " او " الاستنباط " او " التاويل " او " التفهيم " او" التعليم " او شرح الغامض من المفاهيم او الارشاد الى بيان مراد الله من ذلك، ام هو غير ذلك؟ فما هو اذا؟ ام هو جميع ذلك؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان:
الاول؛، انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ المغايرة، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان؛ " انزلنا اليك " تبين " مانزل اليهم "؟
وبالنتيجة اذا؛
فما هو؛ الذي " انزلنا اليك "؟
وماهو؛ الذي " ما نزل اليهم "؟
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وهل يوجد اقوال للصحابة في تلك الاحتمالات؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[13 Apr 2010, 10:13 ص]ـ
ابتدأ اولا من العنوان؛
واقول باسم الله؛
اول ما استفزني، حقيقة!!، هو العنوان الذي يقول بعضا منه:
" محاربة العقل "!!! ومحاربة العقل هي مطلب شرعي، شرعه الله والعقل هو ضد الفكر، ولكن الاستاذ الفاضل ابي حسان قصد غير ذلك وهو؛ " محاربة الفكر "، والفكر هوالذي شرعه الله ودعا اليه، والعقل؛ هواقرب الى التقييد، وهو المشار اليه في لغتنا اللاغية بالمشار اليه في كتاب الله ب " القلب " والقلب؛ هو المنفتح والمستقبل للفكر وعكس العقل الذي يكبل الفكر، فالقلب هو ءالة العقل، والعقل هو الفعل الذي يفعله القلب حينما؛ " يعقلون بها "
وهذا هو الذي افهمه من مضمون الأية؛
{
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج46
فعقل القلوب يتوجه الى ماتعقله وليس الفكر او القلب عقلا، بل هما ادوات العقل اي لحفظ النافع والانتفاع به،
ولهذا لانجد في كتاب الله مسمى؛ " العقل "، وانما نجد في كتاب الله، وبديلا عن؛ " العقل "، مسمى " القلب "
وهذا فقط كمثال الى تحري الدقة والاشارة الى؛ " الاخطاء اللغوية " وتضييعنا ل " عربية القرءان "!!!!
وتضييعنا للعربية هي التي ءالت بنا الى الفوضى والى حاجتنا الى التفسير في حين ان التفسير بين ايدينا وهو ذات؛ " القرءان العربي "، وهو يكنن في؛
" عربية القرءان "،
وفي؛ " عربية لسان القرءان "،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2010, 01:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله
وبعد
أرى أن النقاش في هذا الموضوع سيبقى يدور في حلقة مفرغة وينتهي حيث بدأ وهكذا إلى ما لا نهاية والحل في نظري هو التحول من النقاش النظري إلى التحقيق العلمي العملي بعبارة أخرى كما هو في المثل العامي " الماء يكذب الغطاس"و"الميدان يا حميدان"، فعلى مدعي الإغراق في السلفية أن يثبت لنا الآتي:
أن الإغراق في السلفية يتعارض مع استخدام العقل والتجديد
وذلك لا يكون في نظري إلا بأن يقدم لنا دراسة نقدية لمرويات وأقوال السلف في التفسير ويرينا كيف أنها كانت عقبة في طريق استخدام العقل والتجديد.
إن إطلاق العبارات الرنانة يستطيعها كل أحد لكن القليل من يستطيع أن يقدم الإثبات على صحة عبارته.
دعاوى التجديد كثيرة وعريضة لا ينقطع أصحابها عن ترديدها ولكن المصيبة أنهم لا يجددون، بل الذي نراه منهم أنهم يريدون هدم القديم وطمس أثره ثم بعد ذلك لا يبالون إن أقيم مكانه شيء أو بقي قاعا صفصفا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2010, 02:35 م]ـ
أخونا أمجد الراوي
أسأل الله أن يوفقنا وإياك ويهدينا غلى الصواب في الأقوال والأفعال
أنت أخي الكريم مثال على أصحاب الاجتهادات التي يقتنع أصحابها بما يعن لهم ويتجاهلون أو يجهلون ما قيل في المسألة.
وكلامك في قضية العقل فيه خلط عجيب، ولو أنك رجعت إلى أهل اللغة وفي مقدمتهم من أنزل عليه القرآن بلسان عربي مبين صلوات ربي وسلامه عليه لسلمت من هذا الخلط العجيب ولرأيت أن صاحب الشرعية استخدم كلمة "عقل" ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد:
«الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير»
وقال صلى الله عليه وسلم مخاطبا النساء:
"وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ"
أخي أمجد:
أرى أن التسرع في الاجتهادات وإطلاق الأحكام قد يوقع صاحبه في إشكلات هو غني عنها وربما صرفته عن إدراك العلوم والحقائق كما يجب، وإذا أصاب المرء في مسألة فلا يعني ذلك أنه مصيب في كل مسألة.
وفقنا الله وإياك للصواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[16 Apr 2010, 05:43 م]ـ
الاستاذ نايف الزهراني،
اعود لاذكرك بما وعدتني به؛ الجواب على مسألتي؟ لا ازال في الانتظار؟ في سبيل احقاق الحق، واحقاق كتاب الله،
{
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال8
واذكرك بما ارتضيته لنفسك وامرت به غيرك:
فالسؤال العام في الملتقى يتعين الجواب عليه ممن تقع بجوابه الكفاية .. أيّاً من كان , وجماعة المتخصصين أولى بذاك الفضل , وذوي الإشراف منهم خاصة الخاصة.
أمَّا السؤال الخاص لمسؤول بعينه فيتعين عليه الجواب كحق السلام , سواء في موضوع عامٍّ يراه الجميع أو في الرسائل الخاصة وهو أكثرها.
فأعطوا السائل حقَّه يا أهل التفسير , [/ align]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Apr 2010, 12:03 ص]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فأشكر لك اهتمامك وحرصك , وأسأل الله أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل به.
وأنت تعلم -رعاك الله- أنه لا يتسنى الحوار في كل وقت , ومع كل أحد؛ فإنه يستأثر من وقت المدقق المتثبت بالشيء الكثير , وكما قال سعيد بن جبير حين حَدَّثَ يوماً فقام إليه بعضهم وقال: أعده. فقال له: (ما كُلُّ ساعةٍ أُحلَبُ فأُشرِب).
فأرجو أن يتسع صدرك لعذري.
فإذا كانت الفكرة الرئيسية للموضوع واضحة لديك فهو المراد , ولعل في المبحث الثاني من موضوع: (معالم الاستنباط في التفسير): http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=70218#post70218<br /> ما يوصلك إلى كثير ممّا سألت عنه. وفقك الله ورعاك.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[17 Apr 2010, 02:50 م]ـ
< p> الأخ الكريم أمجد الراوي</ p> <p> وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته</ p> <p> فأشكر لك اهتمامك وحرصك , وأسأل الله أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل به.</ p> <p> وأنت تعلم -رعاك الله- أنه لا يتسنى الحوار في كل وقت , ومع كل أحد؛ فإنه يستأثر من وقت المدقق المتثبت بالشيء الكثير , وكما قال سعيد بن جبير حين حَدَّثَ يوماً فقام إليه بعضهم وقال: أعده. فقال له: (ما كُلُّ ساعةٍ أُحلَبُ فأُشرِب). </ p> <p> فأرجو أن يتسع صدرك لعذري.</ p> <p> فإذا كانت الفكرة الرئيسية للموضوع واضحة لديك فهو المراد , ولعل في المبحث الثاني من موضوع: (معالم الاستنباط في التفسير): http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=70218#post70218
ما يوصلك إلى كثير ممّا سألت عنه. وفقك الله ورعاك.</ p>
سيدي الفاضل نايف الزهراني،
وعليكم السلام ورحمة الله،
لم اطلب اليك الحوار في كل وقت فمسالتي مضى عليها اكثر من شهر ونصف، منذ تاريخ 2007\ 2\27،
صحيح اني انتمي ل؛ " كل احد "، وانك لاتنتمي ل؛ " كل احد "، ولكن تبقى مسالتي ليست ككل المسائل، وقولك هذا يطابق تقسيم ابي حسان الى الصغار والكبار، وفعلا فاني لست من الكبار،
ولكن مسالتي ليست صغيرة وليست ككل المسائل وليست سفاسف الامور - وانك كنت تدرك ذلك حق الادراك - بل تدرك انه صلب الموضوع الجاري بحثه وصلب الدين والدخول الى فهم القرءان، كما ان مسالتي ليست اعادة وليست عبثا وتكرارا، وانما فيها الجد الكثير والبحث والتدقيق، واني جئتك بامر الاولى فيه بحثه، بل اشباعه بحثا، واني اعجب كل العجب لماذا يتهرب منها كل من اعرضه عليها، لماذا لايجيبون على اسئلة سهلة ويرحموا عباد الله ويعطونهم من فيض هذا العلم الذي استأثروا انفسهم به ولايرتضون مشاركة خلق الله به، وانما يمسكون رحمة الله ولايخرجون منها الا مايرونه هم مناسبا ولم ياذن لهم الرحمن به،
{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} يونس59
ولقد قدمت لك الاسئلة على طبق من ذهب ولم اكلفك الشرح والتاويل والاجتهاد،
وانت القائل لابي حسان:
ما أسهل الجواب عن (هل)؛ إما نعم أو لا , ثم اذكر دليلك , ثم فنّد ما تحب.
هكذا أصول البحث العلمي , وهكذا يفعل من يحسن الحوار.
.
ولم اقل لك اعد!!! كما قيل لسعيد بن جبير!!! ولم يسبق ان اجبتني ولو مرة واحدة ولو على سؤال واحد!!! ولم اسالك عن امر خاص بي وبعيدا عن اختصاص المنتدى وبعيدا عن البحث الجاري،
وانما اتيتك بالجديد،
واتيتك بالناقض لما كنتَ تُقَعِدهُ -وكنت تدرك هذا -، اتيتك بما يهدم حميع ما كنت تقعده وبالدليل الصارخ!!!
ولم اطلب شروحا، وانما كانت اسئلة سهلة، ولا تحتاج الى كثير شرح، كانت عبارة عن؛ هذا او ذاك؟ نعم او لا؟ او غيره؟ اوهل هو هكذا؟ ام كذاك؟،،،،،
انا ادرك لماذا لاتجيب على تلك المسائل، خذ مثلا كان بامكانك الاجابة على سؤال الاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
فان اجبت بالتغاير واخترت الخيار الصحيح اي؛ ما انزلنا اليك غير؛ ما نُزّل اليهم، فقد كنت ستنسف جميع ماكنت تقعد له ومنه الاجماع، وكان هذا الجواب هو الصواب، ولكنك ءاثرت السلامة،
وان كنت ستقول؛ هما سيان؛ كنت ستحتار الحيار الخاطيء وكنت ستنسف البلاغة في القرءان، مع عدم الائتلاف والتوافق في الاية، لذلك ايضا ءاثرت السلامة كما ءاثرها غيرك، فكان الصمت وكان التراجع اسهل السبل، وهنا ثبت انه لا احد عنده الاستعداد للتراجع عن خطأ، واي خطأ انه خطأ منهجي قاتل عماده خطأ تاويل قول من كتاب الله العربي المبين،
وقرأت موضوعك في الاستنباط ولكن للاسف لم اجد فيه اي جواب على مسالتي،
كما انك نسيت الجواب على المسالة الاخرى، فانما هي مسالتان في واحدة،
لذلك ستبقى مطالبتي مشروعة وقائمة،
فهل اعتبر مداخلتك الاخيرة اعراضا عن اسئلة محرجة تؤثر السلامة فيها على الدخول في معمعتها؟ وتؤثر التراجع عن وعد قطعته على نفسك؟
{فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} التوبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Apr 2010, 10:02 م]ـ
انا ادرك لماذا لاتجيب على تلك المسائل، خذ مثلا كان بامكانك الاجابة على سؤال الاية:
{
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
فان اجبتبالتغاير واخترت الخيار الصحيح اي؛ ما انزلنا اليك غير؛ ما نُزّل اليهم، فقد كنت ستنسف جميع ماكنت تقعد له ومنه الاجماع، وكان هذا الجواب هو الصواب، ولكنك ءاثرت السلامة،
وان كنت ستقول؛ هما سيان؛ كنت ستحتار الحيار الخاطيء وكنت ستنسف البلاغة في القرءان، مع عدم الائتلاف والتوافق في الاية، لذلك ايضا ءاثرت السلامة كما ءاثرها غيرك، فكان الصمت وكان التراجع اسهل السبل، وهنا ثبت انه لا احد عنده الاستعداد للتراجع عن خطأ، واي خطأ انه خطأ منهجي قاتل عماده خطأ تاويل قول من كتاب الله العربي المبين،
معذرة للتدخل:
ما هو (سؤال الآية) - كما ذكرتم آنفا -؟
أو ما هو السؤال؟
لعل الأمور تتضح و تتحدد، بدلاً من الأوهام و الظنون في مثل زعمك: (انا ادرك لماذا لاتجيب على تلك المسائل).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Apr 2010, 12:47 ص]ـ
غفر الله لك أخي أمجد .. لا أدري ما أغضبك؟!
تركتَ النصَّ وذهبتَ إلى التأويل ,
وتقحمت علم الرب جل وعلا؛ وأخبرت عمَّا في الضمائر ممَّا لم أنطق به , ولم يخطر لي على بال , فوالله ما أردتُ شيئاً مِمَّا تقول , ولا في كلامي ما يقتضيه.
- وانك كنت تدرك ذلك حق الادراك -
بل تدرك انه صلب الموضوع الجاري بحثه وصلب الدين والدخول الى فهم القرءان
-وكنت تدرك هذا -
انا ادرك لماذا لاتجيب على تلك المسائل
لذلك ايضا ءاثرت السلامة كما ءاثرها غيرك
ثم يا أخي هب أنّي أخطأتُ صراحةً وقصداً .. أما كان يسعني حلمك وعدلك وفضلك؟
قلتُ -رعاك الله-: (أرجو أن يتسع صدرك لعذري).
وما كان أسهل أن تقول: عذرتك. وهذا الشأن بمثلك.
أو تقول: لا أعذرك. وهذا حقٌّ لمثلك.
أمَّا أن تسأل .. وتجيبَ عنّي .. وتحكم بناءً على جوابك = فأين عدلك في هذا!
والله يا أخي إني أقول هذا محبةً لك ونصحاً , فما فائدة علم نتباغض فيه , ويظلم بعضنا بعضاً؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[18 Apr 2010, 11:20 ص]ـ
معذرة للتدخل:
ما هو (سؤال الآية) - كما ذكرتم آنفا -؟
أو ما هو السؤال؟
لعل الأمور تتضح و تتحدد، بدلاً من الأوهام و الظنون في مثل زعمك: (انا ادرك لماذا لاتجيب على تلك المسائل).
حبا وكرامة،
السؤال المشار اليه هو:
السؤال الثاني:
اوردت في مداخلتك رقم (148):
اوردت الاستشهاد بالاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
وفيها سؤال:
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
وماهو مفهوم " تبين " و" البيان " في هذه الاية وفي غيرها؟ هل هو " التفسير " او " التفصيل " او " الاستنباط " او " التاويل " او " التفهيم " او" التعليم " او شرح الغامض من المفاهيم او الارشاد الى بيان مراد الله من ذلك، ام هو غير ذلك؟ فما هو اذا؟ ام هو جميع ذلك؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان:
الاول؛، انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ المغايرة، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان؛ " انزلنا اليك " تبين " مانزل اليهم "؟
وبالنتيجة اذا؛
فما هو؛ الذي " انزلنا اليك "؟
وماهو؛ الذي " ما نزل اليهم "؟
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وهل يوجد اقوال للصحابة في تلك الاحتمالات؟
وبامكانك تلاوة باقي المشاركة فهي في نفس هذه الصفحة.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[18 Apr 2010, 11:38 ص]ـ
غفر الله لك أخي أمجد .. لا أدري ما أغضبك؟!
تركتَ النصَّ وذهبتَ إلى التأويل ,
وتقحمت علم الرب جل وعلا؛ وأخبرت عمَّا في الضمائر ممَّا لم أنطق به , ولم يخطر لي على بال , فوالله ما أردتُ شيئاً مِمَّا تقول , ولا في كلامي ما يقتضيه.
ثم يا أخي هب أنّي أخطأتُ صراحةً وقصداً .. أما كان يسعني حلمك وعدلك وفضلك؟
قلتُ -رعاك الله-: (أرجو أن يتسع صدرك لعذري).
وما كان أسهل أن تقول: عذرتك. وهذا الشأن بمثلك.
أو تقول: لا أعذرك. وهذا حقٌّ لمثلك.
أمَّا أن تسأل .. وتجيبَ عنّي .. وتحكم بناءً على جوابك = فأين عدلك في هذا!
والله يا أخي إني أقول هذا محبةً لك ونصحاً , فما فائدة علم نتباغض فيه , ويظلم بعضنا بعضاً؟
اخي واستاذي نايف الزهراني،
السلام عليكم،
وغفر الله لي ولك ولنا جميعا،
معك حق، ولقد اعتراني غضب، وفقدت بعض بصيرتي،
ولكني لا ازل في خصومة معك - اسال الله ان تزول - من باب مسالتي وحسب - ولم يعتريني غضب نحو شخصك ومقامك الكريم الذي اكن له كل التقدير والاحترام، ولن نجد للبغضاء محلا بيننا، وانما هي خصومة بين اخوان مؤمنين من اجل الحق والاصلاح، ولامكان لغير الود بيننا مهما تعالت الاصوات،
وان عذرتك وعذرتني في هذه الدنيا فمن سيعذرنا غدا امام الله،
ولا معذرة لاي احد حين يتصدر الناس ويدعي ارشادهم الى الحق ثم لا يتراجع حين يبدو له الحق في غير الذي كان يقول، او الاشد خطرا حين يقدم احدنا نفسه بانه يتحدث عن الله وكتابه،
ارجو ان تتفهم غضبي وتعذرني حيث لم اعذرك، ولك العذر حتى ترضى،
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[18 Apr 2010, 11:48 ص]ـ
بقيت المسألة:
ما القول إذا أحدث الخلف قولا ثالثا في التفسير يكون ضدا أو نقيضا للقولين الذين ذكرهما الصحابة رضي الله عنهم، ولم يخرج الخلف عن منهج الصحابة العلمي في التفسير؟
وهل هناك فرق بين جنس مذهب الصحابة في التفسير، وأفراد مسائلهم؟
وهل يلزم من سلوك منهج معين في البحث والاستدلال الوصول إلى النتيجة عينها؟
وهل أدلة المحتجين بتحريم إحداث قول ثالث، تدل على فضيلة لدنية وهبية غير معقولة المعنى للصحابة رضي الله عنهم، أو ظرفية لا يمكن تحقيقها مفردة في أي واحد ممن بعدهم،
أم أنها فضيلة مركبة تعود لطريقتهم ومذهبهم العلمي الرصين في التفسير؟
فإذا كانت الأولى فما الدليل على اختصاص الصحابة رضي الله عنهم بهذه الكرامة اللدنية غير معقولة المعنى وهذه الخصوصية؟
وإذا كانت الثانية وجاء من استكمل جميع قوى الصحابة العلمية الظاهرة في مسألة ما
بعينها، كالعربية، وحال التنزيل، والإحاطة بالآثار، مع صدق النية، وطلب التوفيق فهل يجوز له ما جاز للصحابة أم لا؟
وهل وجود قولين متناقضين أو متضادين من أقوال الصحابة (وهذا لازم لمن يقول بأصل المسألة لأن الحديث ليس عن اختلاف التنوع) يدل على أن كلا القولين محتمل للخطأ وهل عدم إنكار الصحابة رضي الله عنهم على أي من القولين مع احتمال أن يكون كل واحد منهما خطأ في ذاته، إجماع على عدم جواز إحداث قول ثالث، أو هو إجماع على احتمال وقوع الخطأ في القولين معا، وإمكان القول بثالث؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Apr 2010, 01:07 م]ـ
هذا ملتقى علمي محترم، يسعى أهله إلى الحق. والذي لاحظته من خلال المتابعة للمداخلات أن البعض قد سلك مسلك الترهيب والتسفيه ليذب عن قناعات له لا يجد لها دليلاً مقنعاً. على أية حال من تابع وهو أهل للتمييز أدرك الثغرات الكامنة هنا وهناك، ولم تخدعه الأصوات العالية هنا وهناك. وإني أربأ بالأخوة الكرام أن يكونوا خلفاً لمن كان نهجهم "والغوا فيه". والناس هنا إما مقلد ينتظر حكم شيخه على المسألة، وإما مجتهد فيها لا يهمه ما عكّر صفوها من لغط وإسفاف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 01:32 م]ـ
أرجو من جميع من يحب المشاركة في هذا الحوار أن يكون دقيقاً، وسيتم استبعاد كل ما لا يمت للموضوع بصلة وثيقة جديرة بالبقاء. فأرجو المعذرة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 Apr 2010, 12:34 ص]ـ
و هذه مشاركة ذات صلة بالموضوع الأصل:
(تخليط بحاجةٍ إلى تصحيح، في جدالٍ جارٍ)
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18745
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Apr 2010, 05:38 ص]ـ
ولماذا لا يحذف الموضوع الأصلي ما دام الحذف هو الحل لاسيما للأسباب الآتية:
أولا: صاحب الموضوع نفسه قد طلب ذلك وألح عليه ومن حقه أن يجاب إلى طلبه.
ثانيا: صاحب الموضوع نفسه قد رحل والرد عليه سواء بصلة بموضوعه أو بغير صلة لا معنى له إذ لقائل أن يقول: لو كان الرجل موجودا لرد وأسكت مخالفيه.
ثالثا: الموضوع من أصله مسيء للسلف وبالذات للصحابة رضي الله عنهم ويكفي في ذلك عنوانه ثم مجادلات صاحبه ومن تعصب له.
رابعا: في حذف الموضوع قطع للردود التي توصف بأنه لا صلة لها بالموضوع , وإغلاق لباب من الجدل والتعالم.
وأخيرا وليس آخرا في حذف الموضوع تقليل لسيآت قائله ومن حقه علينا أن نسعى في ذلك.
هذا رأيي وآمل عدم حذف رأيي إلا مع حذف الموضوع كله.
وأما عن حذف قصيدتي العلمية التي أرد فيها على أبي حسان فأريد جوابا شافيا عن سبب حذفها فإني لم أكتبها هنا إلا بعد طلب كريم من أخينا الفاضل أبي بيان نايف الزهراني ولعله يعذرني إن أعلنت عن طلبه وهو ولا شك أدرى الناس بم يتصل بموضوع المناظرة وما لا يتصل لأنه الشيخ الذي اختاره الموقع للمناظرة ونحسبه أهلا لذلك فإذا طلب مني أن أكتب القصيدة هنا فاستجبت له أتهم بأني أهجو الرجل وتحذف القصيدة , ومن الذي يحذفها؟ الرجل الفاضل الكريم الذي شارك فيها ببيت وأثنى عليها؟ أمر يحار فيه الحليم.
يا شيخنا الشهري أنت تعلم أن القصيدة ما هي إلا نظم علمي لما نثرتموه من ردود فلم حذفتها بالله عليك؟
أما يكفي يا شيخنا أن الصوفية والخوارج والحزبيين وغيرهم يبخسوننا حقنا ويتهموننا بم ليس فينا حتى يفعل ذلك بنا إخواننا وشيوخنا وأحبابنا في الله؟
على كل لك ما أردت وما زلت أحبك في الله عز وجل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2010, 01:13 م]ـ
الأخ العزيز محمد بن عيد الشعباني وفقك الله ورعاك.
هل تستكثر على أخيك أن يدير موضوعاًً حوارياً فيستبعد ما يراه؟ أم أنك تراني أصغر من أن أفهم علاقة قصيدتك بالموضوع؟ أنا أعلم أنها تتعلق بالموضوع ولكنك قد كتبتها عدة مرات ونقحتها وأصلحتها في الملتقى المفتوح فكان ذلك كافياً حسب رأيي، وقد فتح الباب للشعراء للمشاركة وستتحول إلى أمسية شعرية.
ولكن أبشر بِما تريد، مع اختلافي معك في أسلوبك في التعامل مع الأمر.
أعِدْ القصيدة مرة أخرى، وأنا مخطئ في حذفي لها وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه من ذلك، وأسأل الله لك التوفيق. ولكن ليتك تبين لي على الخاص ما هي صلاحياتي التي يجب علي أن أتقيد بها حتى لا أُغضبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Apr 2010, 04:48 م]ـ
كلُّ من راسلني بشيء يتعلق بهذا الموضوع أشرت عليه بالانتظار حتى يُفتح الموضوع وإضافة ما لديه هنا , وهو ما أشرت به على الشيخ الكريم الشعباني , وهذا هو المعتاد أن تُجمع المشاركات المتعلقة بموضوع واحد معاً.
- - - - - - - -
وهذه إجابات مختصرة لأسئلة الدكتور عبد الله بالقاسم رعاه الله , ومنها ما سبق بيانه في الحوار:
س/ ما القول إذا أحدث الخلف قولا ثالثا في التفسير يكون ضدا أو نقيضا للقولين اللذين ذكرهما الصحابة رضي الله عنهم، ولم يخرج الخلف عن منهج الصحابة العلمي في التفسير؟
ج/ منهج الصحابة العلمي في التفسير يوصِلك إلى أقوالهم أو مثلها , لا إلى ما يناقضها.
-----
س/ وهل هناك فرق بين جنس مذهب الصحابة في التفسير، وأفراد مسائلهم؟
ج/ المنهج .. منهج , لا يختلف. وليس منهم معصوم. والخطأ في تطبيق المنهج لا يؤثر في سلامته.
-----
س/ وهل يلزم من سلوك منهج معين في البحث والاستدلال الوصول إلى النتيجة عينها؟
ج/ من سلك منهجاً سليماً في البحث والاستدلال .. وصل إلى نتيجة سليمة ,
ومن سلك منهجاً خاطئاً في البحث والاستدلال .. وصل إلى نتيجة خاطئة.
فمادام المنهج واحداً فالنتيجة واحدة , ولا أدري كيف يتحد المنهج .. وتختلف النتيجة أو العكس؟!
-----
س/ وهل أدلة المحتجين بتحريم إحداث قول ثالث، تدل على فضيلة لدنية وهبية غير معقولة المعنى للصحابة رضي الله عنهم، أو ظرفية لا يمكن تحقيقها مفردة في أي واحد ممن بعدهم، أم أنها فضيلة مركبة تعود لطريقتهم ومذهبهم العلمي الرصين في التفسير؟
ج/ هل للصحابة فضائل ليست فيمن بعدهم؟ الجواب: نعم , كثير (فيهم الخلفاء الراشدون المهديون وسنتهم محل اتباع , وفيهم المُحَدَّث المُلهَم , وفيهم من شهادته بشهادة رجلين , وفيهم من أجاب الله دعاء نبيه فيه: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل , وفيهم وفيهم .. ).
وهل للصحابة فضائل يَشْرَكُهُم فيها من بعدهم؟ الجواب: نعم , وهذا النوع المشترك بين الصحابة وبعض من بعدهم هو فيهم أكثر مِمَّن بعدهم , وهم فيه أكمل؛ فهم أهل اللسان سليقة , وسبقوا التنزيل , وعاصروا زمنه , وعاشوا بعده , وفيهم من أسباب الذكاء والزكاء ما لا يكاد يجتمع لغيرهم , ولا يلحقهم فيه إلا النادر من الناس.
-----
س/ فإذا كانت الأولى فما الدليل على اختصاص الصحابة رضي الله عنهم بهذه الكرامة اللدنية غير معقولة المعنى وهذه الخصوصية؟
وإذا كانت الثانية وجاء من استكمل جميع قوى الصحابة العلمية الظاهرة في مسألة ما بعينها، كالعربية، وحال التنزيل، والإحاطة بالآثار، مع صدق النية، وطلب التوفيق فهل يجوز له ما جاز للصحابة أم لا؟
ج/ من جاء بعدهم وشاركهم في بعض ما يمكن أن يشاركهم فيه من الفضائل .. فلن يرضى غير سبيلهم , ولن يجد حقاً يناقض الحق الذي علموه.
فهو تابعهم في منهجهم , ومن تابعهم في منهجهم وصل إلى ما وصلوا إليه , وشاركهم فيما يتسع فيه الكلام من المعاني , ووقف عن كلِّ قولٍ ينسب جميعَهم إلى الجهل , أو الخطأ , أو الرضى به.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Apr 2010, 05:56 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101321#post101321)
الأخ العزيز محمد بن عيد الشعباني وفقك الله ورعاك.
هل تستكثر على أخيك أن يدير موضوعاًً حوارياً فيستبعد ما يراه؟ أم أنك تراني أصغر من أن أفهم علاقة قصيدتك بالموضوع؟ أنا أعلم أنها تتعلق بالموضوع ولكنك قد كتبتها عدة مرات ونقحتها وأصلحتها في الملتقى المفتوح فكان ذلك كافياً حسب رأيي، وقد فتح الباب للشعراء للمشاركة وستتحول إلى أمسية شعرية.
ولكن أبشر بِما تريد، مع اختلافي معك في أسلوبك في التعامل مع الأمر.
أعِدْ القصيدة مرة أخرى، وأنا مخطئ في حذفي لها وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه من ذلك، وأسأل الله لك التوفيق. ولكن ليتك تبين لي على الخاص ما هي صلاحياتي التي يجب علي أن أتقيد بها حتى لا أُغضبك.
إن تواضعكم هذا يا شيخنا أشد علي من حذف مشاركتي بالقصيدة وأنتم أجل عندي من هذا وليس أخيك الصغير محمد الشعباني هو من يبين لفضيلتكم صلاحياته , ولذلك فلن أعيد شيئا حذفته , وقد ازددت لكم حبا في الله عز وجل.(/)
من قواعد البحث في الإعجاز العلمي: حسن التعامل مع نصوص المفسرين والأدب معهم.
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Feb 2010, 09:15 م]ـ
من قواعد البحث في الإعجاز العلمي: حسن التعامل مع نصوص المفسرين والأدب معهم.
د. مرهف عبد الجبار سقا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يأخذ الحماس بعض الكاتبين في الإعجاز العلمي نحو التسرع في الحكم على كلام المفسرين واللغويين، فيقوم بتقييم كلامهم وقياس معانيهم، مع أن الكاتب قد لا يكون من أهل التخصص الشرعي أو على الأقل ليس له دراية في علم اللغة ولم يعانيها كما عاناها المتقدمون من أهل العلم، ثم يصدر حكمه عليهم بالخطأ والتضعيف والرد، فكثيراً ما نجد هذا التعبير في أبحاث الإعجاز العلمي (وقد أخطأ المفسرون القدامى في كلامهم، أو: وكلامهم هذا بعيد)، أو ما يشبهه من التعبير كتجهيلهم من غير مبرر سوى أن الكاتب وجد معلومة لم توافقها آراء المفسرين واللغويين ويعتبرها هو مسلمة ثم يرمى بالقاضية على السابقين.
وأني هنا لا أدعي العصمة لغير الرسول صلى الله عليه وسلم، كما لا أدعو إلى التسليم لآراء المفسرين دون دراسة وتمحيص، ولكني أدعو إلى احترام التخصص العلمي، وأن يدخل الميدان أهله، وأدعو الباحثين إلى عدم المجازفة العلمية وخاصة عند التعامل مع آراء السلف الصالح رضي الله عنهم، مع أننا لو أنصفنا في التعامل مع نصوص المفسرين وآرائهم لوجدنا لكلامهم اعتبار بل ربما يكون الصواب ما يقولونه، ونجد رأي من عاب عليهم رأياً فاسدا علته من الفهم السقيم.
وكم يعجبني قول الدكتور عبد الحفيظ حداد في قواعد كتابة أبحاث الإعجاز العلمي إذ جعل من هذه القواعد: (تحاشي العبارات التي تحمل طابع التسفيه لأقوال العلماء السابقين من سلف هذه الأمة حتى ولو ظهرت لهم أخطاء، بل يتأدب في رد الخطأ مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ربما ظهر وجه يجعل كلامهم الذي قالوه معتبراً، وكم عاب إنسان غيره وكان العيب عنده لقصور فهمه).
ولذلك يجب على المشتغل في أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي أن يحسن التعامل مع نصوص التفسير وآراء العلماء من حيث الفهم والسبك، وأن ينزلها منزلتها في الاعتبار، وأن لا يحملها ما لا تحتمل، أو يجعلها في موضع لا تدل عليه، وأضرب مثلاً على ذلك بما فعله بعضهم عندما تناول قوله تعالى ((خلق من ماء دافق)) [الطارق:6]، تحت عنوان "لماذا خرج القرآن عن المعهود ووصف المني بالماء الدافق بدلاً من المدفوق"، ثم يجيب عن ذلك بأن هذا التعبير (يعني أنه حي التكوين فاعل، تتسابق مكوناته في نشاط، وجرده من صفة البشرية بجعله مادة أولية يتخلق منها الإنسان، وهذا ما يطابق الحقيقة العلمية، لأن الخلية البشرية الأولى التي تحتوي على العدد الكامل من الفتائل الوراثية المستمدة من الأبوين هي البويضة الملقحة في المصطلح الطبي أو النظفة الأمشاج في مصطلح القرآن، ولكن تلك الحقيقة العلمية كانت خفية طيلة قرون عديدة بعد نزول القرآن مما جعل المفسرين في حيرة أمام وصف المني ذاته بالفاعل)،ثم نقل كلام المفسرين واللغويين في معنى "دافق"، وكلامهم كله يصب في أن دافق تأتي لغة بمعنى مدفوق، أي اسم مفعول، ورجح بعضهم أنها اسم فاعل، ثم يقول: (ها أنت ترى كم كانت حيرة المفسرين أمام هذا السر الدفين وهو الحركة الذاتية لعناصر حية في المني ومع ذلك بلغوه بترك تعبير اقرآن "ماء دافق" على ظاهره حتى كشفت الأيام تأويله).
فانظر كيف جعل الاختلاف اللغوي الصرفي الدلالي للعلماء حيرة، أي: شكاً في دلالة الآية، واعتبر حيرتهم هذه بسبب جهلهم بالسر الذي اكتشفته العلوم الحديثة وبينه هو في بحثه، ونسي أن هؤلاء الأئمة لم يكونوا يجهلون أن خلق الإنسان كان من نطفة أمشاج قال ابن كثير: (قال ابن عباس في قوله: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} يعني: ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا، ثم ينتقل بعد من طور إلى طور، وحال إلى حال، ولون إلى لون. وهكذا قال عكرمة، ومجاهد، والحسن، والربيع بن أنس: الأمشاج: هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.) وهو المصطلح عليه طبياً بالبيضة الملقحة، وماأظهره الكاتب من سر عظيم – كما يقول- نعم: كان سراً على الغربيين في أزمنة مديدة لكنه كان بداهة عند من وصفهم بالحيرة، وكان الأولى به أن يستثمر هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الاختلاف في بيان الدلالة العلمية في كون الماء دافق أم مدفوق، فإن كان مدفوقاً فمن كان سبباً في اندفاقه، وما هي الآلية التي جعتله مدفوقاً، وإن كان دافقاً فكيف حصل هذا الاندفاق القوي الذي كان من أثره النطفة الأمشاج.
ولنقارن بين هذا الكلام السابق وما قالته إحدى الباحثات في تفسير هذه الآية مستثمرة الدلالة اللغوية بعدما ذكرت معنى دافق في المعاجم اللغوية وكتب التفسير، ثم تقول: (يخرج ماء الرجل متدفقاً كما تشير هذه الآية ومما يلفت النظر أن القرآن يسند التدفق للماء نفسه مما يشير إلى أن للماء قوة دفع ذاتية. وقد أثبت العلم في العصر الحديث أن المنويات التي يحتويها ماء الرجل لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة وهذا شرط للإخصاب.
وقد أثبت العلم أيضاً أن ماء المرأة الذي يحمل البيضة يخرج متدفقاً إلى قناة الرحم (فالوب)، وأن البيضة لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة حتى يتم الإخصاب. ومن المعلوم أن ماء الرجل يحوي بالإضافة إلى المنويات عناصر أخرى تشارك وتساعد في عملية الإخصاب مثال ذلك البروستاكلاندين التي تحدث تقلصات في الرحم مما يساعد في نقل المنويات إلى موقع الإخصاب.
وتعريف الحيوانات المنوية هي كائنات حية نشطة تسبع في سائل منوي الذي يخرج من الرجل عند القذف وتحتوي الدفعة الواحدة حوالي 400 مليون حيوان منوي كما يتدفق السائل بشكل سريع ويحتوي الحيوان على ذيل طويل ورأس مصفح يساعد على السباحة السريعة.) (1).
فانظر إلى البون الكبير بين من يستفيد من المعلومات الطبية ويستثمرها في خدمة الدلالات اللغوية وبين من يسيء فهمها واستخدامها ويتهم الأكابر مجازفة.
إني أعذر هذا الكاتب فيما ذهب إليه لأنه طبيب لا دراية له باللغة والبيان، ولكني لا أعذره في المجازفة في الحكم – وهو غير أهل لذلك - على نصوص الأئمة ووصفها بذلك الوصف ليعظم نتيجته، ويظهر بديع تفسيره الذي لم يأت بجديد، وإن هذه الطريقة الشائعة في بعض أبحاث الإعجاز العلمي تجعل لدى المتخصصين ردة فعل غير محمودة العاقبة، كما أنها تجعل أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي عرضة للتشويه والاعتراض.
ـــــــــــــــــ
(1) - الضابط اللغوي في التفسير العلمي للقرآن الكريم، هدى هشام الزيدي صـ330، بحث مقدم لكلية التربية للبنات جامعة بغداد 2005.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2010, 09:38 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور مرهف , جهد موفق.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[06 Feb 2010, 09:55 م]ـ
الكلام الرصين والمتوازن يوفّر على أهل الملتقى الكثير من المعارك والجدال. جزيت خيراً يا مرهف الإحساس.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[07 Feb 2010, 04:11 م]ـ
بوركت وسددت ايها الفاضل د. مرهف سقا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Feb 2010, 10:18 م]ـ
شكر الله لك دكتور مرهف
وأقف عند قولك:
وكم يعجبني قول الدكتور عبد الحفيظ حداد في قواعد كتابة أبحاث الإعجاز العلمي إذ جعل من هذه القواعد: (تحاشي العبارات التي تحمل طابع التسفيه لأقوال العلماء السابقين من سلف هذه الأمة حتى ولو ظهرت لهم أخطاء، بل يتأدب في رد الخطأ مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ربما ظهر وجه يجعل كلامهم الذي قالوه معتبراً، وكم عاب إنسان غيره وكان العيب عنده لقصور فهمه).
.
وأقول:
أتمنى أن يتبع نفس الأسلوب مع الباحثين في مجال الإعجازمن قبل منتقديهم حتى يثمر الثمرة الحسنة لأن الحقائق كثيرا ما تضيع في وسط الردود المتشجنة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[مرهف]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:28 ص]ـ
شكر الله لكم مروركم وأجزل مثوبتكم وأسعدكم في الدنيا والآخرة أيها الأكارم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
موضوع مهم بارك الله فيك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:36 م]ـ
أصبت المحز -كعادتك- وفقك الله.
وقد كنت اليوم أتبادل الحديث مع أحد الإخوة في هذا الجانب فكان مما دار في اللقاء أن من أكثر ما يرد عن الحق في هذه المسائل هو سوء استخدام الكلمة في التعبير عن المقصود، سواء كان المتحدث من أنصار الإعجاز العلمي أو من منتقديه -إذا صحت هذه القسمة-، فتجد الفريق الأول بسوء استخدامه للألفاظ وعدم أدبه مع السلف واحترامِه لقوة وسداد آرائهم -كما أسلفت في المقال- يثير حفيظة الفريق الآخر، فيجيبه بما يؤكد مكانة السلف ووجوب التحاكم إلى أقوالهم وأن الحق لم يخرج عنها، دون التطرق إلى نهجهم في الاستنباط والتدبر، وسعة الأفق، وبعد النظر ... مما يظن معه الأول أن وجوب الرجوع إلى أقوالهم متناقض مع منهج التجديد في التفسير.
فالشاهد أننا لو أحسنَّا التعبير عما نريد، وتحدثنا دون دوافع أو انفعلات سابقة لوجدنا أننا نتفق أكثر مما نختلف ..
ولو اختلفنا ففي دائرة ضيقة واضحة المعالم مسورة بقانون العلم، وأدب العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:13 ص]ـ
الأخوان الكريمان: مجدي والعبادي حفظكما الله تعالى:
أشكر لكما مروركما بالمشاركة وأود أن أقول: إن الباحث العلمي المخلص في الوصول إلى الحق لا يربط فكرته بذاته ثم يدافع عن ذاته ونفسه من وراء فكرته، فهذه من شهوات النفس التي ذمها الشرع، وكم بحاجة - نحن معاشر طلاب العلم - إلى تهذيب نفوسنا حتى نتحاور لنصل إلى الحق بدل أن نتحاور لندافع عن فكرتنا (النفس الأمارة بالسوء)، يقول الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه: (ما ناقشت أحداً إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على يديه). ا. هـ
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:42 ص]ـ
الأخوان الكريمان: مجدي والعبادي حفظكما الله تعالى:
أشكر لكما مروركما بالمشاركة وأود أن أقول: إن الباحث العلمي المخلص في الوصول إلى الحق لا يربط فكرته بذاته ثم يدافع عن ذاته ونفسه من وراء فكرته، فهذه من شهوات النفس التي ذمها الشرع، وكم بحاجة - نحن معاشر طلاب العلم - إلى تهذيب نفوسنا حتى نتحاور لنصل إلى الحق بدل أن نتحاور لندافع عن فكرتنا (النفس الأمارة بالسوء)، يقول الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه: (ما ناقشت أحداً إلا وتمنيت أن يظهر الله الحق على يديه). ا. هـ
جزاكم الله خيرا. وهذا الأدب مرتبط ارتباطا كبيرا بصفة التواضع وعدم الكبر , وقد أخبرنا الله عز وجل عن ذلك فقال:
"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [غافر/56]
ثم انه جل وعلا نفى هذه الصفة عن الذين أمنوا:
"الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " [غافر/35]
وذلك أن المتكبر لا يمكنه أن يجلس جلوس المتعلم , بل دائما يسفه الآخر ولا يقبل من شيء. ولا شك أن من أخذ علما من غيره سيستفيد هو ويفيد غيره ولم يكن العلم الا بالتواضع والخضوع للحق اينما كان:
روى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه، وثلاثة لا ينالون الدرجات العلا، من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر من طيرة.
فالجزء الاول صح مرفوعا بلفظ:
" إنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتوق الشر
يوقه ".(/)
الدورة الـ 16للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء - المغرب
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[07 Feb 2010, 01:02 ص]ـ
سيفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء أبوابه بين 13 و22 فبراير الجاري.
ونريد من الإخوة المهتمين بالتفسير وعلوم القرآن أن يوافونا بالجديد في هذا الميدان(/)
الرواية في تفسير الجلالين ونقد ما فيه من روايات باطلة وإسرائيليات
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[07 Feb 2010, 08:10 ص]ـ
تفسير الجلالين من التفاسير السهلة الميسرة التي كتب لها القبول في الأمة حتى لايكاد يخلو منه بيت من بيوت المسلمين قد بذل فيه إمامان جليلان جهوداً نسأل الله أن يجعلها حسنات طيبات مباركات في صحائفهما يوم لقاءه .. ولكن هيهات هيهات أن يكمل عمل بشري مهما حاول أصحابه أن يبتغوا إلى ذلك من سبيل؛ إذ الكمال لله وحده والعصمة لمن تفضل بها عليه ولم تكن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو خاتم النبيين وختام المعصومين عليهم مع نبينا أزكى الصلاة وأتم التسليم
وكم كان شيخنا وأستاذنا الدكتور المحدث المفسر المدقق نور الدين عتر -حفظه الله ونفع به وبعلومه وسائرالعلماء العاملين- يحذرنا أيام طلبنا للعلم - في الجامعة وفي المسجد وفي بيته -من خطورة ومغبة النقل من كتب التفسير وغيرها من دون تحقيق وتدقيق ... مهما علا شأو مصنفه أو من ينسب إليه، وبالأخص في جانب المرويات خشية الوقوع في نقل الإسرائيليات إذ هي آفة خطيرة في جملة من كتب التفسير ومصنفاته، فينبغي فيها التحري والتدقيق وعدم إيرادها أو روايتها إلا في معرض البيان والنقد وإن كنا في غنى عنها بما حبانا الله من صحيح وارد عن نبينا صلى الله عليه وسلم ... إلا أن تعاطي المفسرين مع الإسرائيليات لم يكن بمسلك واحد فمنهم المحقق والمتحري ومنهم غير ذلك ... وكثيراً ما كان يقول لنا .. لقد كانوا يكتبون للعلماء وأما الآن فأصبح العامة يتناولونها كما غيرهم، ومما ينبغي في العالم أن يكون من أهل النظر .. فلا ينبغي أن ننقل من كتبهم إلا بعد إعمال النظر العلمي فيها ... فالعالم يميز الصحيح من غيره والمقبول مما سواه ... كما ينبغي ألا تطبع تلك الكتب وألا تنشر إلا محققة مدققة من أهل التخصص والرسوخ في العلم
ولعل من ميزات شيخنا - حفظه الله تعالى- أنه من ذوي الاختصاص في علوم الحديث وفقهه إلى جانب ماله من باع في علوم القرآن والتفسير ... فجزاه الله خير الجزاء
وبين أيديكم دراسة وبحث قيم له بعنوان
((الرواية في تفسير الجلالين ونقد ما فيه من روايات باطلة وإسرائيليات))
أسأل الله أن ينفع به قارئه .. أرفقه لكم .. وجدته مطبوعا في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية ...(/)
مثال على تحامل ابن المنير الأشعري على الزمخشري المعتزلي في حاشيته على الكشاف
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 Feb 2010, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في رسالته أليس الصبح بقريب ص181 - 182 في كلامه عن أسباب تأخر علم الكلام: " رابعها: التنابز وإلزام لوازم المذاهب، وذلك إباية الرجوع إلى الحق، إذ في طبع الإنسان كراهية الرجوع إلى من يجترىء عليه، والخلاف بين العقلاء نادر لو راموا التقارب، ولو اهتدى الناس بهدي السلف لقالوا قولهم: " لا نكفر أحداً من أهل القبلة ".
اتخذ المرتابون في العقائد سلاحهم عند الضعف في تأييد مذاهبهم التكفير سلاحاً، والأخذ بلوازم المذاهب، يدفعون بذلك الذين يخشون قوة جدلهم، أما السلف العلماء فقد كانوا يحبون أن يسألهم المسترشد أو يجادلهم الضال، ليزيلوا عنه ما عساه أن يلم به من الشبه، وما كانوا يتحاشون من موافقة بعض الفرق المخالفة متى اتحد طريق النظر، أما المتأخرون وخصوصاً الأشاعرة، فقد أكثروا من الأخذ باللوازم، وفتشوا لكل طائفة عن مقالة ألزموها بها الكفر، حتى كفروا المعتزلة الذين هم أقرب الناس وفاقاً معهم .. ".
قال مقيده عفا الله عنه: تحامل الأشعرية على خصومهم، سواء كانوا من المعتزلة أم من غيرهم، أمر يدركه كل من طالع بحوثهم في علم الكلام.
وقد وقفت على كلام للشيخ أحمد بن المنير رحمه الله تعالى، في حاشيته على الكشاف للزمخشري، فيه بغي وتحامل ظاهر على الزمخشري المعتزلي.
قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ?:: " ?وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ ?: وما صحّ منَّا صحةً تدعو إليها الحكمة أن نعذِّب قوماً إلا بعد أن ? نَبْعَثَ ? إليهم ? رَسُولًا ? فتلزَمُهُم الحجةُ.
فإن قلتَ: الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل، لأنّ معهم أدلةَ العقل التي بها يُعرف الله، وقد أغفلُوا النظرَ وهم متمكِّنُون منه، واستيجابُهُم العذابَ لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعملُ بها لا يصح إلا بعد الايمان.
قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظِ من رقدة الغفلةِ، لئلا يقُولوا:كُنَّا غافلين، فلولا بعثت إلينا رسولاً يُنبِّهُنا على النظر في أدلَّةِ العقلِ " الكشاف (2/ 653).
قال المقبلي في العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ ص194 مُعقِّبَاً على كلامه: " وإذا كان لا يليقُ بالحكيم ولا يلائمُ شأنَهُ التعذيبُ قبل البعثة، فهو معنى أن الحجة لا تقومُ قبل الشرع، إذ لو قامتْ حينئذٍ لكان التعذيبُ مُلائِمَاً ".
قلت: مذهب الزمخشري كما ترى أن تعذيب الناس قبل إرسال الرسول غير واقع لأنه مناف للحكمة، وأن الحجة التامة لا تكون إلا بإرسال الرسل حيث قال في موضع آخر: " فكان إرسالُ الرسل إزاحة للعلَّةِ وتتميماً لإلزامِ الحُجَّةِ ".
وهذا مطابق لاعتقاد أهل السنة الذي حكاه عنهم الإمام أبو قاسم اللالكائي رحمه الله تعالى في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وعليه أدلة كثيرة منها هذه الآية.
وهو أيضاً مطابق لاعتقاد الأشعرية في المسألة – مع اختلافهم في علة عدم التعذيب -.
والمعتزلة في هذه المسألة على قولين: فمن لم يجوز منهم العفو عقلاً وهم شرذمة من البغدادية – كما قال المقبلي في العلم ص192 - 193 – قال إن التعذيب ثابت قبل إرسال الرسل، أما سائرهم ممن قال بتجويز العفو لم يقولوا بذلك.
وشرح هذا: أن المعتزلة المجوزين للعفو قالوا: " نحن نمنع العفو بعدَ البعثة إذا أوعد الربُّ على الفعلِ، لأنَّ العذابَ قد صارَ واجباً بخبره ومُستَحَقَّاً بارتكاب القبيح، وهو سُبحانه لم يحصل منهُ إيعادٌ قبل البعثة فلا يقبُحُ العفو، لأنه لا يستلزم خُلفاً في الخبر وإنما غايتُه تركُ حقٍّ له قد وجبَ قبل البعثَةِ ".
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 402) بعد نقل كلامهم هذا: " وهذا حسنٌ، والتحقيق في هذا: أن سببَ العقاب قائمٌ قبل البعثة، ولكن لا يلزمُ من وجود سبب العذاب حصولُهُ لأنَّ هذا السَّبَبَ قد نصب الله تعالى له شَرطَاً وهو بعثةُ الرُّسُلِ وانتفاءُ التعذيب قبل البعثة هو لانتفاءِ شرطه لا لعدم سَبَبِه ومُقتضِيه.
وهذا فصلُ الخِطَاب في هذا المقام وبه يزولُ كلُّ إشكالٍ في المسألة، وينقشِعُ غيمُهَا، ويُسفِرُ صُبحُهَا، والله الموفِّقُ للصواب ".
وبهذا يتبين لك أن المعتزلة ليسوا جميعاً قائلين بالتعذيب قبل إرسال الرسل – كما شهره الأشعرية عنهم -، والزمخشري من هؤلاء القائلين بعدم وقوع التعذيب.
فالحاصل: أن ابن المنير لما وصل إلى هذا الموضع عقب على كلام الزمخشري ببيان عقيدة الأشعرية في المسألة ثم قال: " هذه الآية التي يروم الزمخشري تحريفها فتعتاص عليه وتسد طرق الحيل بين يديه، لأنه الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ".
وأقول هنا: ها هو كلام الزمخشري أمامك نقلته بحروفه، فأين هو التحريف؟! بل هو البغي والتحامل على الخصم بما ليس فيه.
ولعل السبب في كلام ابن المنير هذا أنه لم يعرف من أقوال المعتزلة إلا القول بلزوم التعذيب، إذ مشايخه الأشعرية لا ينقلون عنهم إلا هذا القول حتى يصح لهم الاحتجاج بهذه الآية، فظن أن الزمخشري – لأنه معتزلي – يقول به، فعقب بما عقب به، دون تأمل لكلامه الذي أمامه، وقد صدق المقبلي حين قال في الأشعرية: " وهُم في كل المذاهب يجعلُون نقلَ أسلافهم حُجَّةً على خَصمِهِم في أنَّهُ يقولُ القولَ مع أنه يتبرَّأ مِنهُ، وهو مثلُ ما يُقالُ في الحِمصِيَّاتِ: شَهِدَ عليك من هُوَ أعدَلُ منكَ! " العلم الشامخ ص162 - 163.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[07 Feb 2010, 08:27 م]ـ
وقد وقفت على كلام للشيخ أحمد بن المنير رحمه الله تعالى، في حاشيته على الكشاف للزمخشري، فيه بغي وتحامل ظاهر على الزمخشري المعتزلي.
صاحب هذا الكلام يذكرني بشخص كان يكتب مقالات يحاول فيها النيل من الأشاعرة، لكنه يأتي بكلام "سخيف" يظهر فيه مدى عدم فهمه لكلام العلماء.
وفي الحقيقة فقط من لا يعرف الشيخ العلامة ابن المنير وشيوخه وتلاميذه ومكانته العلمية هو من يصدر عنه مثل هذا الكلام الذي لا ينطق به عاقل عرف قدر العلماء وعرف قدر نفسه بينهم، فاتهام العلامة ابن المنير بالبغي والتحامل على الزمخشري لا يصدر إلا من جاهل بمذهب الزمخشري وجاهل كقدر العلامة ابن المنير، وهذا ما حصل هنا للأسف الشديد.
قال الزمخشري: الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل، لأنّ معهم أدلةَ العقل التي بها يُعرف الله، وقد أغفلُوا النظرَ وهم متمكِّنُون منه، واستيجابُهُم العذابَ لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعملُ بها لا يصح إلا بعد الايمان.
ألا يكفي هذا الكلام الواضح من الزمخشري الدال عنده على أن مجرد العقل هو الحجة على المكلف وليس إرسال الرسول كما صرحت الآية ونطق به أهل السنة؟؟ فإن الزمخشري بين أن كفر المكلف واستيجابه العذاب يكون قبل بعثة الرسل، أما بعثة الرسل فهي مجرد منبه لمن غفل عن النظر والمعرفة بالعقل، بحيث لو لم يرسل الله الرسول فالعذاب لازم لمن لم يعرف الله بعقله ولم يعرف يعرف وجوب تلك المعرفة بعقله، وهو خلاف مذهب أهل السنة كما ستعرف.
فكل من له أدنى علم واطلاع على مذهب المعتزلة وأحد أكبر أئمتهم الزمخشري يعرف بالبديهة أنهم لا يشترطون في الإلزام بمعرفة الله التي يترتب عليها الخلود في الجنة أو النار بلوغ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن طالع مثلا كتاب المنهاج في أصول الدين للزمخشري يعرف ذلك يقينا، وهو في ذلك الكتاب جعل التكليف بمعرفة الله مقيدا بشرط واحد (وهو أن يقول: إن كان لي خالق قصد بهذه النعمة الإحسان إليَّ فهو مشكور- ولا يعرى من وجوبها مكلف). اهـ. ولم يذكر شرط بلوغ دعوة الرسول أبدا.
وهذا من أبجديات مذهب الزمخشري المعتزلي، كيف وقد صرح بذلك في تفسير الآية بقوله: (الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل) وهذا نقيض قول أهل السنة بأن الحجة لا تلزمهم إلا بعد مجيء الرسول؛ فقد قال الحافظ البغوي في تفسير آية الإسراء: وفي الآية دليل على أن ما وجب وجب بالسمع لا بالعقل. اهـ. وهذا الكلام بعينه نقله ابن كثير في تفسيره واعتمده، وكذا قال الواحدي من قبله. وهذا نقيض قول الزمخشري بأن الحجة لازمة بالعقل، اي بأن ما وجب من معرفة الله وجب بالعقل، وأنه لا يشترط بلوغ دعوة الرسول لتلزم الحجة، بل هي مجرد تنبيه للغافلين، والعذاب واقع بالغافلين حتى لو لم يبعث لهم رسول لأن العقل يحتم عليهم وجوب معرفة الله وجوبا يترتب عليه العذاب والعقاب.
وأهل السنة يفرقون بين إمكانية معرفة الله بالعقل قبل مجيئ الرسول، وبين لزوم معرفة الله بعد مجيئ الرسول، فالأول لا يترتب عليه العقاب إن لم تحصل المعرفة، والثاني يترتب عليه العقاب إن لم تحصل المعرفة.
أما الزمخشري فلا يفرق، بل يجعل مجرد إمكانية معرفة الله تعالى بالعقل ملزمة لمعرفة الله تعالى بحيث إن لم يحصل الإنسان البالغ تلك المعرفة استوجب العذاب السرمدي. وشتان بين مذهب الزمخشري ومذهب أهل السنة.
بل الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور رد على الزمخشري والمعتزلة عموما فقال في تفسيره: "ودلت الآية على أن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد أن يرشدهم رحمة منه لهم. وهي دليل بين على انتفاء مؤاخذة أحد ما لم تبلغه دعوة رسول من الله إلى قوم، فهي حجة للأشعري ناهضة على الماتريدي والمعتزلة الذين اتفقوا على إيصال العقل إلى معرفة وجود الله، وهو ما صرح به صدر الشريعة في التوضيح في المقدمات الأربع. فوجود الله وتوحيده عندهم واجبان بالعقل فلا عذر لمن أشرك بالله وعطل ولا عذر له بعد بعثة رسول.
وتأويل المعتزلة أن يراد بالرسول العقل تطوُّحٌ عن استعمال اللغة وإغماض عن كونه مفعولاً لفعل) نبعث (إذ لا يقال بعث عقلاً بمعنى جعل. وقد تقدم ذلك في تفسير قوله تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل في سورة النساء (165)."اهـ
ولهذا تفطن العلامة ابن المنير لكلام الزمخشري الذي جعل بعثة الرسل من جملة المنبهات فقط، بحيث لو لم يرسل الرسول فالعذاب واقع لا محالة على عدم معرفة الله تعالى، وهذا خلاف مذهب أهل السنة من أن بعثة الرسول وبلوغ دعوته شرط أساسي في لزوم التكليف بمعرفة الله تعالى، كما قال الإمام البغوي وابن كثير والنووي وغيرهم رضي الله عنهم.
والذي تفطن إليه العلامة ابن المنير تفطن إليه العلامة الطيبي في حاشيته على الزمخشري وأقره، بل ودعمه بآيات أخرى.
فكيف يقول عاقل بعد هذا أن العلامة ابن المنير باغ ومتحامل على الزمخشري؟؟
أين تقوى الله التي تردع الجاهل عن اتهام العلماء وإيهام أنه أعلم منهم حتى يغلطهم ويسفهه أقوالهم؟؟
هذه والله إحدى أكبر البلايا الناتجة عن الشبكة المعلوماتية مع ما فيها من المحاسن؛ فكل أحد يسمح لنفسه باتهام العلماء الأبرار الذين أفنوا أعمارهم في العلم والعمل، فيأتي واحد بضغطة زر يسفههم ويغلطهم بجهل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولعل السبب في كلام ابن المنير هذا أنه لم يعرف من أقوال المعتزلة إلا القول بلزوم التعذيب، إذ مشايخه الأشعرية لا ينقلون عنهم إلا هذا القول حتى يصح لهم الاحتجاج بهذه الآية، فظن أن الزمخشري – لأنه معتزلي – يقول به،
فهل هذا تعليل معقول؟؟ هل علمتَ أنت ما جهله العلامة ابن المنير وهو من هو علما وقدرا؟؟ سبحان الله.
أدعوك أخي الكريم لمعرفة قدر نفسك، ولا تتكلم فيما لا تفهم، بل أرجوك دع عنك هذا العلم واتركه لأهله، فلا ينقص ذلك من قدرك بل يحفظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 Feb 2010, 10:20 م]ـ
الحمد لله ..
أولاً: تحامل الأشعرية على خصومهم أمر ذائع مشهور وأمثلته كثيرة، ويكفي لذلك أن واحداً من المشايخ الأشعرية ضاق بذلك ذرعاً فشكى منه وجعله من أسباب تأخر علم الكلام.
وإن نازعتنا بهذا المثال أتينا لك بأضعافه، في مسائل أهم من هذه المسألة، لكن لكون الملتقى متخصصاً بالتفسير أتيت بمثال من كتب التفسير.
ثانياً: من الظلم والبغي أن يؤتى بكلام أورده الزمخشري على صورة إيراد أو اعتراض فينسب إليه، ويترك صريح كلامه.
فالزمخشري قال: " فإن قلت: الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل، لأنّ معهم أدلةَ العقل التي بها يُعرف الله، وقد أغفلُوا النظرَ وهم متمكِّنُون منه، واستيجابُهُم العذابَ لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعملُ بها لا يصح إلا بعد الايمان ".
فجاء نزار ونسب الكلام - زوراً وبهتاناً - للزمخشري، وهذا لا يجوز بحال.
أما صريح الكلام الذي تركه هو قول الزمخشري: " ?وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ ?: وما صحّ منَّا صحةً تدعو إليها الحكمة أن نعذِّب قوماً إلا بعد أن ? نَبْعَثَ ? إليهم ? رَسُولًا ? فتلزَمُهُم الحجةُ ".
وإذا كان هذا غير لائق بحكمة الله تعالى فهو قطعاً غير جائز ولا واقع.
أما الكلام الذي استشكله نزار وهو قول الزمخشري: " بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظِ من رقدة الغفلةِ، لئلا يقُولوا:كُنَّا غافلين، فلولا بعثت إلينا رسولاً يُنبِّهُنا على النظر في أدلَّةِ العقلِ ".
فهذا لا ينافي ما ذكره في أول كلامه، لأن القضية التي ادعاها الزمخشري هي: جعل الرسل منبهين على النظر في الأدلة العقلية ومتممين للحجة، والقضية التي يريد نزار إثباتها من كلام الزمخشري: أن التعذيب واقع قبل إرسال الرسل، وهما قضيتان لا تلازم بينهما البتة، ومن ادعى التلازم فليبين وجهه - وأنى له -.
ولهذا قول نزار: " ولهذا تفطن العلامة ابن المنير لكلام الزمخشري الذي جعل بعثة الرسل من جملة المنبهات فقط، بحيث لو لم يرسل الرسول فالعذاب واقع لا محالة على عدم معرفة الله تعالى ".
أقول: نعم، الزمخشري جعل الرسل من جملة المنبهات، لكن (فقط) هذه من رأسك، لم يقلها الزمخشري، وقولك بعد ذلك: " بحيث لو لم يرسل الرسول فالعذاب واقع لا محالة على عدم معرفة الله تعالى "، كذب على الزمخشري، لم يقله ولا يدل كلامه عليه بأي نوع من أنواع الدلالات.
ثالثاً: قولك أن التعذيب قبل إرسال الرسل: " يعرف بالبديهة من مذهب المعتزلة "، " ومن أبجديات مذهبهم ".
أقول: يعرف بالبديهة لمن تلقف أقوال المعتزلة من كتب الأشعرية، وهذا شأن الأشعرية، كما قال المقبلي: " يجعلُون نقلَ أسلافهم حُجَّةً على خَصمِهِم في أنَّهُ يقولُ القولَ مع أنه يتبرَّأ مِنهُ، وهو مثلُ ما يُقالُ في الحِمصِيَّاتِ: شَهِدَ عليك من هُوَ أعدَلُ منكَ! ".
وأقول مسألتنا هذه مبنية على تجويز العفو وعدم تجويزه، والثاني قول شرذمة من البغداداية، أما البصريون كافة فيقولون بجوازه، وينظر في الرد على البغدادين كلام عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة ص644 وما بعدها.
على أنه حتى لو لم يقال بجواز العفو فلهم أن يعتذروا بالاعتذار الذي ذكره ابن القيم واستحسنه ونقلته أعلاه.
فالحاصل: أن المسألة أقل ما يقال فيها: أنها مسألة خلافية بين المعتزلة، أما ادعاء أنها من أبجدياتهم وبدهياتهم، فكذب عليهم.
رابعاً: نقلت كلام ابن عاشور لتحتج به، وهو حجة عليك، وقد كذبت حين قلت: " بل الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور رد على الزمخشري "، فهو لم يرد عليه وإنما رد على من يقول من المعتزلة إن المراد بالرسول العقل، قال رحمه الله: " وتأويل المعتزلة أن يراد بالرسول العقل تطوُّحٌ عن استعمال اللغة وإغماض عن كونه مفعولاً لفعل) نبعث (إذ لا يقال بعث عقلاً بمعنى جعل. وقد تقدم ذلك في تفسير قوله تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل في سورة النساء (165) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: وجه كون هذا النقل حجة عليك، أنه لو كان القول المردود عليه قول الزمخشري، لوجدنا الزمخشري فسر الرسول بالعقل، ولما لم يكن كذلك لم يكن هذا القول قول الزمخشري ولم يكن المردود عليه هو الزمخشري، فتبين كذبك على ابن عاشور أيضاً كما كذبت على المعتزلة.
خامساً: لو سلمنا - جدلاً - أن الزمخشري يقول بأن التعذيب واقع قبل إرسال الرسل، فهل يصح أن يقال: إن من قال بذلك وفهم الآية على مقتضاه: " يروم تحريف الآية!! ".
ولو كان ذلك جائزاً عندكم معشر الأشعرية، لقلتم عن إخوانكم الماتريدية - الذين تدعون أنكم وإنهم أهل السنة - إنهم يحرفونها، لأنهم يفسرون التعذيب هنا بتعذيب الاستئصال في الدنيا، انظر كلام شيخهم أبي منصور في تفسير هذه الآية في تأويلات أهل السنة (3/ 142)، واختاره العلامة الآلوسي الحنفي في تفسير، وانظر أيضاً تفسيره لقوله تعالى: " رسلاً مبشرين .. " الآية في تأويلات أهل السنة (1/ 528)، وذلك بناء على قولهم بوجوب المعرفة قبل إرسال الرسل، وقول بعضهم بأن التعذيب واقع كما هو قول أبي منصور وعامَّة مشايخ سمرقند كما قال ابن الهمام في المسايرة.
- فهل تقول يا نزار يصح أن يسمى تأويل أبي منصور وغيره تحريفاً؟!
إن قلت نعم، لزمك أن إخوانك الماتريدية يحرفون الآيات!!، فلا يصح بعد ذلك جعلهم من أهل السنة.
وإن قلت: لا، لزمك أن توافقني أن فهم الآية بخلاف الفهم الأشعري، لا يصح أن يقال إنه تحريف، بل من قال ذلك فقد بغى.
سادساً: غايتي من هذا الموضوع ذكر نموذج على تحامل الأشعرية على المعتزلة، فلا ينكر علي الدفاع عن كلام الزمخشري مع أنه معتزلي مبتدع، بل هو باب العدل الذي أمرنا الله تعالى به.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في منهاج السنة: " وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج، ومع هذا؛ فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف، ولا يظلمونهم؛ فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض، وهذا مما يعترفون هم به، ويقولون: أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا. وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصل فاسد مبني على جهل وظلم، وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين، فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس، ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض، والخوارج تكفر أهل الجماعة، وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك أكثر الرافضة، ومن لم يكفر؛ فسق، وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه، وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم، الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق؛ كما وصف الله به المسلمين بقوله: ? كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ? [آل عمران: 110]، قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس ... ".
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:41 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
إذا علمنا أن الزمخشري يرى أن وجوب معرفة الله تعالى عقلي، لا سمعي ناتج عن دعوة الرسل كما يقول أهل السنة، علمنا يقينا أنه لا يرى أثرا لبعثة الرسل في أصل التكليف بمعرفة الله حيث أدرك العقل ذلك.
والزمخشري لما تقرر في ذهنه هذا المذهب، شأنه كشأن باقي المعتزلة بلا استثناء في مسألة الوجوب العقلي، وصادفته آيات تخالف مذهبه، اضطر إلى التوفيق بينها وبين ما يعتقده من دون أن يتخلى عن مذهبه في الوجوب العقلي، ولهذا اعتبر بعثة الرسل من عدمها لا تغير شيئا في الوجوب العقلي، خلافا لأهل السنة، وسيتبين ذلك.
وقبل ذلك فلنذكر بمذهب أهل السنة، فقد قال الإمام محيي السنة في تفسير قوله تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء: 165] وفيه دليل على أن الله لا يعذب الخلق قبل بعثة الرسول. (معالم التنزيل ج2/ص312)
وقال الرسعني في تفسير قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا): قال القاضي أبو يعلى: في هذه الآية دليل على أن معرفة الله لا تجب عقلا، وإنما تجب بالشرع وهو بعثة الرسل، وأنه لو مات الإنسان قبل ذلك لم يقطع عليه بالنار. (رموز الكنوز، ج4/ص 139، 140)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الزمخشري فلما رأى انفراد العقل بإدراك وجوب معرفة الله تعالى قبل بعثة الرسل، فكان من الواضح أن يعتقد لزوم أصل الحجة على الإنسان ولو قبل بعثة الرسول إليه، وهذا مذهبه وإلا كان متناقضا، وهو لا يتناقض كما يدل على ذلك كتابه في أصول الدين وآراؤه في التفسير، وهذا واضح بحيث ينبغي لمن يشكك في ذلك أن يراجع عقله وفهمه، أو يشتغل بشيء غير هذا العلم.
وقد قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء: 165] فإن قلت: كيف يكون للناس على الله حجة قبل الرسل وهم محجوجون بما نصبه الله من الأدلة التي النظر فيها موصل إلى معرفة الله، والرسل في أنفسهم لم يتوصلوا إلى المعرفة إلا بالنظر في تلك الأدلة، ولا عرف أنهم رسل الله إلا بالنظر فيها؟ اهـ
فانظر كيف جعل الزمخشري الناس محجوجين قبل دعوة الرسل، بل جعل الرسل كسائر الناس في حصول المعرفة بالعقل، فهل يشك عاقل بعد ذلك في حقيقة مذهب الزمخشري وهو لزوم الحجة على الإنسان ولو قبل مجيء الرسول، وبالتالي يعذب ويخلد في النار من لم يعرف الله قبل أن يدعوه الرسول، وهو خلاف مذهب أهل السنة كما أسلفنا بعض أقوالهم.
ثم قال الزمخشري متعسفا في تفسير الآية: الرسل منبهون عن الغفلة، وباعثون على النظر، كما ترى علماء أهل العدل والتوحيد، مع تبليغهم ما حملوه من تفصيل [في المطبوع: تفضيل] أمور الدين وبيان أحوال التكليف وتعليم الشرائع، فكان إرسالهم إزاحة للعلل وتتميما لإلزام الحجة لئلا يقولوا: لولا ارسلت إلينا رسولا فيوقظنا من سنة الغفلة وبنبهنا لما وجب الانتباه له. (الكشاف ج2/ص 179، 180)
فانظر قوله: (وتتميما لإلزام الحجة) فالحجة عنده لازمة قبل إرسال الرسول، فالعذاب عنده لازم لمن لم يعرف الله قبل إرسال الرسول، وهو خلاف مذهب أهل السنة، فكيف تجعل الزمخشري على غير مذهبه الصريح؟؟
هل انفردت بفهم كلام الزمخشري دون سائر العلماء؟؟
وهاك كلام العلامة ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء: 165] لعل ذهنك ينفتح له:
"وأمّا المعتزلة فقد أثبتوا الحسن والقبح الذاتيين في حالة عدم إرسال رسول؛ فقالوا: إنّ العقل يثبت به وجوب كثير من الأحكام، وحرمة كثير، لا سيما معرفة الله تعالى، لأنّ المعرفة دافعة للضرّ المظنون، وهو الضرّ الأخروي، من لحاق العذاب في الآخرة، حيث أخبر عنه جمع كثير، وخوف ما يترتَّب على اختلاف الفِرق في معرفة الصانع قبل المعرفة الصحيحة من المحاربات، وهو ضرّ دنيويّ، وكلّ ما يدفع الضرّ المظنونَ أو المشكوك واجب عقلاً كمن أراد سلوك طريق فأخبر بأنّ فيه سَبُعاً، فإنّ العقل يقتضي أن يتوقّف ويبحث حتّى يعلم أيسلك ذلك الطريق أم لا، وكذلك وجوب النظر في معجزة الرسل وسائر ما يؤدّي إلى ثبوت الشرائع.
فلذلك تأوّلوا هذه الآية بما ذكره في (الكشاف) إذ قال: فإن قلت: كيف يكون للنّاس على الله حجّة قبل الرسل وهم محجوجون بما نصبه الله من الأدلّة التي النظر فيها موصّل إلى المعرفة، والرسلُ في أنفسهم لم يتوصّلوا إلى المعرفة بالنظر في تلك الأدلّة، أي قبل الرسالة. قلت: الرسل منبِّهون عن الغفلة وباعثون على النظر مع تبليغ ما حمّلوه من أمور الدّين وتعليم الشرائع؛ فكان إرسالهم إزاحة للعلّة وتتميماً لإلزام الحجّة.
قال العلامة ابن عاشور: يعني أنّ بعثة الرسل رحمة من الله لا عدل، ولو لم يبعثهم لكانت المؤاخذة على القبائح عدلاً، فبعثة الرسل إتمام للحجّة في أصل المؤاخذة. اهـ
فهذا العلامة ابن عاشور يبين لك أن مذهب الزمخشري حصول الإلزام بمجرد العقل، وما بعثة الرسول إلا مجرد تتميم للحجة في أصل المؤاخذة.
فهل العلامة ابن عاشور أيضا متحامل على الزمخشري لا سمح الله؟؟ أو هو جاهل بمذهب الزمخشري معاذ الله؟؟ أو هو باغ على الزمخشري حاشاه الله من البغي؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن التمجيد في حاشية البيضاوي على قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا): فيه دليل على أن لا وجوب قبل الشرع، فالآية ردّ على قول من قال: النظر في معرفة الله واجب عقلا، منهم المعتزلة، ولما دلت الآية على خلاف مذهبهم أخرجوا الكلام عن ظاهره كما قال صاحب الكشاف. إلخ (راجع حاشية القونوي ج11/ص463)
فهل كل العلماء متحاملون باغون على الزمخشري لا سمح الله؟؟ وأنت وحدك المنفرد بالفهم دونهم؟؟
هداك الله وبصرك بحقيقة نفسك وعرفك قدرك لكي لا تتعدى طورك. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Feb 2010, 09:51 ص]ـ
أولاً: لا داعي للتطويل ولا لتكبير الخط، فحاصل ما تستدل به هو قول الزمخشري في تفسير قوله تعالى: "رسلاً مبشرين .. " الآية: " فكان إرسالهم إزاحة للعلل وتتميما لإلزام الحجة "، وهذا الكلام نقلته في موضوعي الأصلي، لكون يبدو أنك مصر على إقحام ابن عاشور في هذه المسألة بعد أن ألهبك نقده الصريح للأشعرية، وبعد عجزك عن الدفاع عن كذبتك التي كذبتها عليه في مشاركتك السابقة.
وأقول هنا: كلام الزمخشري هذا لا يناقض كلامه في تفسير آية الإسراء الذي صرح فيه بأن التعذيب ينافي الحكمة – والذي تصر على إغفاله تمادياً في باطلك -، ذلك أن الحجة عنه على مرتبتين:
الحجة التامة: وهذه لا تكون إلا بإرسال الرسل.
وحجة ناقصة: بمجرد العقل.
والذي دل على ذلك هو قوله: " فكان إرسالهم إزاحة للعلل وتتميما لإلزام الحجة ". فالحجة إذا قبل إرسالهم غير تامة، فكان إرسالهم تتميماً لها، وكذلك العلل قائمة، فكيف يعذبهم دون إرسال الرسل؟!.
وهذا ما فهمه بعض الحنفية من مذهب المعتزلة، قال الشيخ المطيعي في سلم الوصول المطبوع مع نهاية السول (1/ 268 - 269): " وأجابَ بعض شُرَّاح مُسلَّم الثبوت على استدلالَ الأشاعرةِ هذا – أي استدلالَهُم بقولِهِ تعالى: ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ?: بأنَّ المُعتزلَة مع قولِهِم بالحُسنِ والقبح العقليين لا يَرُونَ العذاب قبلَ بعثة الرسول، بناءً على أن إلزامَ الحُجَّةِ التامَّةِ إنما يكونُ ببعثةِ الرسول ".
ففرِّق - يا فهيم - بين الحجة التامة وغير التامة يندفع لك الإشكال.
أما ما نقلته عن ابن عاشور وهو قوله معقباً: " يعني أنّ بعثة الرسل رحمة من الله لا عدل، ولو لم يبعثهم لكانت المؤاخذة على القبائح عدلاً، فبعثة الرسل إتمام للحجّة في أصل المؤاخذة".
فلا أرى - أولاً - اتهاماً للزمخشري بتحريف الآية، كما فعل ابن المنير والطيبي، وهذا هو الذي أنكرته وجعلته تحاملاً وبغياً على الخصم، وابن عاشور غير واقع فيه.
فقولك بعد ذلك: " فهل العلامة ابن عاشور أيضا متحامل على الزمخشري لا سمح الله؟؟ أو هو جاهل بمذهب الزمخشري معاذ الله؟؟ أو هو باغ على الزمخشري حاشاه الله من البغي؟؟ " تهويش سمج.
على أن كلام ابن عاشور – ثانياً - لا يدل على دعواك التي تريد إثباتها، وهي أن الزمخشري يرى وقوع التعذيب قبل إرسال الرسل، فقضية أن إرسال الرسل رحمة لا عدل قضية أخرى، لا تلازم بينها وبين هذه القضية، ومن ادعى التلازم فليبينه – على قواعد أهل الاعتزال طبعاً -.
ثانياً: قولك: " ولهذا اعتبر بعثة الرسل من عدمها لا تغير شيئا في الوجوب العقلي، خلافا لأهل السنة، وسيتبين ذلك " أقول: نصبتَ الخلاف في هذه المسألة مع أهل السنة، ومعنى هذا أن من خالفك فيها مخالف لأهل السنة، أي: الماتريدية مخالفون لأهل السنة فيها، والفخر الرازي – إمام الأشعرية – مخالف لأهل السنة فيها، إذ قرر القول بالوجوب العقلي في تفسيره وفي المطالب العالية!!. ولهذا قال الإسنوي في نهاية السول (1/ 266): " شكر المنعم غير واجب عقلاً خلافاً للمعتزلة والإمام فخر الدين في بعض كتبه الكلامية ".
فانظروا - معشر الأشعرية - كيف يصير " أهل السنة " لعبة بيد هذا، ينسب إليهم ما يشاء ويترك ما يشاء، واردعوه عن جعله من نفسه متحدثاً عنكم مقرراً لمذهبكم فقد أساء لكم.
ثالثاً: لا داعي للتكلف البارد، والتباكي الكاذب على العلماء .. تسترجع وتحوقل .. كأنك أنت الوحيد الذي تعرف للعلماء قدرهم وغيرك ليس عنده من ذلك حظ، ولا تعلم أنك بأسلوبك المتكلف هذا تسيء للعلماء أكثر مما تذب عنهم.
والدفاع لا يكون بتهويل فيه كذب ظاهر كقولك بعد أن نقلت كلام ابن عاشور وابن التمجيد: " فهل كل العلماء متحاملون باغون على الزمخشري " .. فهل صار ابن عاشور وابن التمجيد - مع سوء فهمك لكلام الأول - (كل العلماء)!!.
على أن الزمخشري عالم، كما أن ابن المنير وغيره علماء.
فالله المستعان.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:46 م]ـ
الزمخشري يقول:
الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل
وهم محجوجون بما نصبه الله من الأدلة التي النظر فيها
وأنت تقوله:
فالحجة إذا قبل إرسالهم غير تامة
وإذا كانت الحجة غير تامة فهي غير لازمة، لكن الزمخشري صرح بأنها لازمة قبل بعثة الرسل
فبأي منطق أو فهم تأول كلام الزمخشري؟؟
لقد ناقضت صريح منطوقه إذ هو يقرر لزوم الحجة وذلك يعني تمامها، إذ لو كانت غير تامة لكانت غير لازمة قبل بعثة الرسل، لكنها لازمة قبل بعثة الرسل بنص الزمخشري.
عدم رجوعك إلى الحق بعد تبينه هو خطيئة أخرى تحملها على ظهرك بعد أن نسبت للعلماء البغي والتحامل على الزمخشري، وهكذا الجهل يفعل بصاحبه.
والله ما يسعني إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وغفر الله لمن كان السبب في دفع العوام للقدح في العلماء ..
فللأسف هذا المنهج الساقط قد انتشر بين كثير من العوام أو مبتدئي بعض طلبة العلم حيث صار عندهم تسفيه العلماء المبرزين سمتهم وأخص وصفهم.
نسأل الله السلامة، ونسأل الله أن يردّ الجاهلين بقدر العلماء وبالعلم نفسه إلى الصراط المستقيم بأن يلتزموا الصمت، أو الاسترشاد والاستفسار بلطف لعل من هو أعلم منهم يرشدهم إلى الصواب ويمنعهم من السقوط في مهواة التعالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:52 م]ـ
أخي الكريم " أبو عبيدة الهاني ":
كلامك واضح وضوح الشمس لمن يريد المنفعة والبحث دون مشاغبة ومجادلة، وقلمك رصين فبالله عليك لا تخط به ما ليس فيه منفعة لمن لا يهمه غير الحق والصواب، فما عهدناك في كتاباتك غير الجد والجدية في الطرح.
ومما أرى أن له علاقة بالموضوع هو:
أن كاتب هذه الحروف يشرف على رسالة علمية " ماجستير " بعنوان:" منهج علم الدين العراقي في كتابه الإنصاف من الانتصاف لابن المنير " - وسيكون تحقيق الكتاب مرحلة قادمة قريبة إن شاءالله - فلم أر فيه - الإنصاف - أي كلمة أو اتهام لابن المنير بالتحامل أو ما شابه ذلك، مع أنه وقف معه وقفات ناصر فيها الزمخشري رحم الله الجميع.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 02:05 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا يا د. سالم
وسأمتثل لنصيحتكم، مع الدعاء للأخ محمد براء بالهداية وصلاح الحال.
وبالمناسبة يا دكتور إذا احتجت مخطوطة الإنصاف فتفضل مشكورا بمراسلتي على الخاص وسأوفرها لكم إن شاء الله.
جعلني الله وإياكم وجميع المسلمين من أهل الإنصاف
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:06 م]ـ
الزمخشري يقول:
الحجة لازمةٌ لهم قبل بعثة الرُّسل
وهم محجوجون بما نصبه الله من الأدلة التي النظر فيها
أولاً: يبدو أنك محترف للكذب، وقد نبهتك سابقاً أنه: "من الظلم والبغي أن يؤتى بكلام أورده الزمخشري على صورة إيراد أو اعتراض فينسب إليه، ويترك صريح كلامه ".
وصريح كلامه الذي تركته هنا هو قوله:
" فكان إرسالهم:
- إزاحة للعلل.
- وتتميما لإلزام الحجة ".
والعربي يفهم أن التمام ضد النقص وأنه إذا إرسال الرسل فيه تتميم للحجة، فالحجة قبل إرسالهم غير تامة بل هي ناقصة.
فتحصل الآن: أنك كذبت على المعتزلة، وكذبت على الزمخشري مرتين، وكذبت على ابن عاشور!.
فالبهت عندكم رخيص سعره = حثواً بلا كيل ولا أوزان
ثانياً: هب أن الزمخشري يقول إن الحجة التامة قائمة قبل إرسال الرسل - وهو لا يقول بذلك -، وأن الناس إذا لم ينظروا بعقولهم استحقوا العذاب، فكان ماذا؟.
محل البحث ليس هنا، وإنما هو هل العذاب واقع؟.
والمعتزلة إذا قالوا: العفو جائز على الله تعالى، جاز عندهم أن يعفو الله تعالى عن هؤلاء المستحقين للعذاب، وليس في إخبار الله تعالى أنه لا يعذب حتى يبعث رسولاً مناقضة لمذهبهم، حتى يحتاجوا إلى تحريف الآيات الدالة على ذلك!، بل يقولون: رفع العذاب عنهم جائز عندنا، وقد أخبر الشرع أنه واقع!.
ثالثاً: لا ألومك كثيراً في قلة فهمك لمذهب المعتزلة في هذه المسألة، لأنك ربما لا تعرف إلا ما يسطره مشايخُ الأشعرية لك ولأمثالك من المقلدة المتعصبين في متونهم ومختصراتهم وشروحها، فتجعلون كلامهم عقيدةً وديناً كالوحي المنزل من السماء.
وقبلك أئمة مذهبك الكبار لم يحسنوا فهم مذهب خصومهم المعتزلة في التحسين والتقبيح، حتى نبهم لذلك واحد منهم وهو الفخر الرازي، فأنى لمثلك أن يفهمه؟!.
قال في المطالب العالية (3/ 338 - 339): "واعلم أنَّ جماعة عظيمةً من أصحاب أبي الحسن الأشعري رحمه الله احتجُّوا على إبطال القولِ بتحسين العقل وتقبيحِهِ بأن قالوا: لو قَبُح القتلُ لذاته لوجب أن يقبُحَ كلُّ قتلٍ، وكان يجبُ أن يقبح القتل على سبيلِ القصاص، ولو حسُنَت المنفعةُ لذاتها لحسُنَت كلُّ منفعةٍ ولذَّةٍ، فكان يجب حسن الزِّنَا واللِّواطَة، ولما لم يكُن الأمرُ كذلك علمنا أنَّ القول بأن الحَسَن حسنٌ لذاته وأنَّ القبيح قبيحٌ لذاته قولٌ باطل.
وقالتِ المعتزلة: هذا الكلامُ غير وارد علينا، لأنَّا لا نقول: إن الحسن إنما كان حَسَناً لذاته، ولا أن القبيحَ إنما كان قبيحاً لذاته، وإنما نقولُ: إن الحسن يحسن لوجُوهٍ عائدةٍ إليه، وإن القبيح يقبح لوجوهٍ عائدة إليه ".
ثم قال: " فظهر بهذا أن الذين عَوَّلُوا على هذه الحجة في إبطال كلامِ المعتزلة لم يعرفُوا مذهبهم ولم يحيطُوا بمقالَتِهم عِلمَاً، والله أعلم ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: إذا كان هؤلاء الأئمة الأشاعرة الكبار – أمثال الجويني والغزالي والشهرستاني حيث ذكروا هذه الحجة في كلامهم - لم يعرفُوا مذهب المعتزلة ولم يحيطُوا بمقالَتِهم عِلمَاً، فأنى لأمثالك من المقلدة المتعصبة، أن يفهم مذهب المعتزلة؟!.
بل الفخر نفسه عند تحريره لمحل الخلاف مع المعتزلة الذي ذكره في محصوله وغيره وقع في أغلاط عليهم، وقد نبه عليها المقبلي في العلم الشامخ!.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:26 م]ـ
هب أن الزمخشري يقول إن الحجة التامة قائمة قبل إرسال الرسل - وهو لا يقول بذلك -، وأن الناس إذا لم ينظروا بعقولهم استحقوا العذاب، فكان ماذا؟.
محل البحث ليس هنا، وإنما هو هل العذاب واقع؟.
والمعتزلة إذا قالوا: العفو جائز على الله تعالى، جاز عندهم أن يعفو الله تعالى عن هؤلاء المستحقين للعذاب
لا حول ولا قوة إلا بالله
سيرد عليك الزمخشري نفسه هذه المرة:
قال الزمخشري في كتابه المنهاج في أصول الدين: "باب الوعد والوعيد: إن أطاع المكلف أو عصى استحق المدح والثواب، أو الذم والعقاب، إن لم يحبط أحد المستحقَّين بالآخر أو بالندم، ويَسقُطُ العقابُ عقلا بالعفو أو الشفاعة، إلا أنّ السمع مانِعٌ، فالكبيرة تحبط الطاعات، ومن مات من أهل الصلاة مُصِرًّا عليها خُلِّدَ في النار." اهـ
فتبين أن العفو وإن كان جائزا عقلا عند الزمخشري وكل عاقل إلا أنه ممنوع عنده شرعا بدليل السمع كما نص عليه هنا، وهذا هو مذهبه، ولا يعني كون العفو جائزا عقلا أنه غير واقع إن مات الإنسان غير عارف بالله قبل بعثة الرسول، بل الجائز لابد أن يترجح، وقد ترجح عند الزمخشري وقوع العذاب بالإنسان ـ الذي مات ولم يوحد الله ولم يعرف صفاته ـ قبل بعثة الرسول بناء على أن الله تعالى نصب الأدلة لكل من له عقل على وجوده تعالى وصفاته، وهذا ما يصرح به الزمخشري بقوله إن الحجة لازمة للإنسان قبل بعثة الأنبياء، وهذا تفسير ابن عاشور لكلام الزمخشري بأن أصل المؤاخذة حاصل قبل بعثة الرسول.
وإذا كان صاحب الكبيرة عند الزمخشري الذي مات عليها بلا توبة مخلدا في النار أبدا سرمدا وإن كان مؤمنا، فكيف بمن لم يعرف الله بعقله وقد لزمته الحجة بالدلائل العقلية قبل مجيء الرسل؟؟ فهو عنده مخلد في النار أبدا سرمدا من باب أحرى، ولا يجوز العفو عنه سمعا؛ إذ لم يجز عند الزمخشري العفو عن المؤمن الذي مات على الكبيرة، فكيف بمن مات ولم يعرف الله بعقله ولو قبل مجيء الرسول؟؟ كيف والزمخشري ما زال يكرر بأن الحجة لازمة للإنسان بعقله قبل مجيء الرسول، وأن أصل المؤاخذة حاصل ولو لم يبعث رسول؟؟؟
فحاصل مذهب الزمخشري أن الدلائل العقلية تقوم مقام الرسول قبل بعثة الرسول، فلو مات الإنسان ولم يوحد الله رغم وجود الدلائل العقلية فهو مخلد في النار، غير أن الرسول يأتي مذكرا فقط في أصل معرفة الله، ويأتي تفاصيل الشريعة التي لا يدركها العقل، ويكون تعذيب الإنسان على عدم الامتثال لتفاصيل الشريعة أمر آخر، ولهذا قال الزمخشري بخلود من مات على كبيرة، أي من خالف تفاصيل الشريعة التي أتى بها الرسول.
لماذا تصر على الخطأ؟؟ إن الرجوع إلى الحق فضيلة، لماذا تحرم نفسك منها؟؟
وهل تظن اتهامك لي بالكذب سيغطي الحقيقة الواضحة لكل من له حظ من الفهم، فضلا عن كوننا في ملتقى أكثره أساتذة ودكاترة يفهمون ويفهّمون؟؟
لقد وصف الدكتور الجكني كلامي معك بأنه (كلام واضح وضوح الشمس لمن يريد المنفعة والبحث دون مشاغبة ومجادلة) أفتراه قال ذلك مجاملة وزورا؟؟ هو لا يعرفني أصلا، ولعله يخالفني في كثير مما كتبت في الملتقى، لكنه منصف، ولو علق كل منصف في هذا الملتقى لقال نفس كلام الدكتور الجكني.
فالكلام في غاية الوضوح، ومذهب الزمخشري معروف، لكن لا أدري أي مرض يلم بالشخص فيجعله ينكر الواضحات ويشكك في المسلمات التي يعرفها أهل كل المذاهب.
وتذكيرا بأصل الموضوع وسبب تدخلي فيه، هو اتهامك للعلامة ابن المنير بالبغي والتحامل على الزمخشري، وأحسب أني بحمد الله تعالى قد بينت غلط دعواك عليه، فالله أسأل أن يتقبل مني ذلك، وأن يغفر لك ويتوب عليه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:35 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: قول الزمخشري: " باب الوعد والوعيد: إن أطاع المكلف أو عصى استحق المدح والثواب، أو الذم والعقاب، إن لم يحبط أحد المستحقَّين بالآخر أو بالندم، ويَسقُطُ العقابُ عقلا بالعفو أو الشفاعة، إلا أنّ السمع مانِعٌ، فالكبيرة تحبط الطاعات، ومن مات من أهل الصلاة مُصِرًّا عليها خُلِّدَ في النار ".
أقول: المانع السمعي هذا إنما هو عندهم آيات الوعيد التي يستدلون بها على تكفير مرتكبي الكبائر، والوعيد عندهم نافذ، وهذا المانع السمعي (أعني نصوص الوعيد) غير موجود قبل ورود السمع، إذ لو كان موجوداً لم يكن سمعياً.
ومع سقوط المانع فالعفو جائز.
فإذا أضفنا إلى ذلك قول الزمخشري: " ?وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ ?: وما صحّ منَّا صحةً تدعو إليها الحكمة أن نعذِّب قوماً إلا بعد أن ? نَبْعَثَ ? إليهم ? رَسُولًا ? فتلزَمُهُم الحجةُ ".
علمنا أن عدم ملائمة ذلك لحكمة الله تعالى مرجح ترجح به العفو عمن لم يأته رسول، فالعفو عنده إذا واقع.
ولهذا نقل ابن القيم عن المعتزلة قولهم: " نحن نمنع العفو بعدَ البعثة إذا أوعد الربُّ على الفعلِ، لأنَّ العذابَ قد صارَ واجباً بخبره ومُستَحَقَّاً بارتكاب القبيح، وهو سُبحانه لم يحصل منهُ إيعادٌ قبل البعثة فلا يقبُحُ العفو، لأنه لا يستلزم خُلفاً في الخبر وإنما غايتُه تركُ حقٍّ له قد وجبَ قبل البعثَةِ ".
ولعل هذا التونسي المتعصب ينظر في كلام العضد الإيجي الذي سأنقله، ليعلم أن احتجاج الأشعرية بهذه الآية على المعتزلة إنما يصح إذا كان العفو عندهم ممتنعاً، وعلى هذا أقام العضد دليله.
قال العَضُد في المواقف مُحتجَّاً عليهم – وأمزِجُ كلامَه بكلام شارحه -: " نفى الله سُبحَانَهُ وتعالى التَّعذيبَ (مُطلقاً دُنيويَّاً كان أو أُخرَويَّاً) قبلَ البعثةِ، وهو من لوازمِ الوُجُوب (بشرطِ ترك الواجب) عندَهُم، (إذ لا يجوِّزُون العفو)، فينتفي الوُجُوبُ قبلَ البعثة (لانتفاء لازمه)، وهو ينفي كونه بالعقل (إذ لو كان الوجوبُ بالعقل لكان ثابتاً معه قبلَ بعثة الرسل، ومحصولُه: أنه لو كان وجوب عقلي لثبت قبلَ البعثة، ولا شُبهة في أن العقلاء كانوا يتركون الواجبات حينئذٍ فيلزم أن يكونُوا معذبين قبلَها، وهو باطل بالآية) ".
فانظر كيف احتج العضد على المعتزلة لما قرر أنهم لا يجوزون العفو، وإذا علمنا أن هذا النقل عن المعتزلة - قاطبة - غلط علمنا أن احتجاجه بالآية عليهم ساقط.
على أن بعض الأشعرية كمل الاستدلال بالآية على تقدير جواز العفو لكن لم يقبل كلامه انظر: روح المعاني (8/ 36).
ثانياً: قول التونسي: " وقد ترجح عند الزمخشري وقوع العذاب بالإنسان ـ الذي مات ولم يوحد الله ولم يعرف صفاته ـ قبل بعثة الرسول بناء على أن الله تعالى نصب الأدلة لكل من له عقل على وجوده تعالى وصفاته ".
أقول: هذا المرجح موجود قبل بعثة الرسول وبعد بعثة الرسول، وما دام كذلك فلا يصح أن يقال: إن العفو جائز، بل يجب أن يقال: هو ممتنع، وما دام العفو عندهم جائزاً علمنا أن هذا ليس هو المرجح الذي ترجح به وقوع التعذيب على العفو.
والمرجح لعدم العفو الذي نص عليه الزمخشري هو المرجح السمعي: " إلا أنّ السمع مانِعٌ ".
وهذا المرجح كما تقدم معدوم قبل ورود السمع.
ثم قال: " وهذا ما يصرح به الزمخشري بقوله إن الحجة لازمة للإنسان قبل بعثة الأنبياء، وهذا تفسير ابن عاشور لكلام الزمخشري بأن أصل المؤاخذة حاصل قبل بعثة الرسول ".
أقول: الذي صرح به الزمخشري أن المرجح للتعذيب هو السمع، أي: نصوص الوعيد النافذة، أما الرجوع إلى كون الحجة لازمة أو غير لازمة، فهو من تخليط التونسي بعد أن ضاق عقله بهذه المسائل الصعبة عليه.
ثالثاً: قال التونسي: " وإذا كان صاحب الكبيرة عند الزمخشري الذي مات عليها بلا توبة مخلدا في النار أبدا سرمدا وإن كان مؤمنا، فكيف بمن لم يعرف الله بعقله وقد لزمته الحجة بالدلائل العقلية قبل مجيء الرسل؟؟ ".
أقول الفرق بين الحالتين أن الأول جاء الوعيد بحقه، ونفوذ الوعيد عن المعتزلة أصل أصيل، أما الحالة الثانية فلم يأت بحق تارك المعرفة والنظر وعيد، والعفو عنده جائز، ورجحته الحكمة والسمع فصار واجباً واقعاً بلا ريب.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:53 م]ـ
أقول: المانع السمعي هذا إنما هو عندهم آيات الوعيد التي يستدلون بها على تكفير مرتكبي الكبائر، والوعيد عندهم نافذ، وهذا المانع السمعي (أعني نصوص الوعيد) غير موجود قبل ورود السمع، إذ لو كان موجوداً لم يكن سمعياً.
ومع سقوط المانع فالعفو جائز.
قد بينت لك أن الدلائل العقلية على وجود الله قبل بعثة الرسل أمر، ونصوص الوعيد بعد بعثة الرسل أمر آخر، والدلائل العقلية قبل بعثة الرسل كافية لإلزام الإنسان الحجة، فإذا لم يعرف الله قبل إرسال الرسل ومات على ذلك خلد في النار بعدل الله عند الزمخشري. فالادلة العقلية لم تسقط حتى يجوز العفو.
قول الزمخشري: " ?وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ ?: وما صحّ منَّا صحةً تدعو إليها الحكمة أن نعذِّب قوماً إلا بعد أن ? نَبْعَثَ ? إليهم ? رَسُولًا ? فتلزَمُهُم الحجةُ "
قول الزمخشري ظاهر للعلماء، فهو يقصد أنه ما صح من الله صحة تدعو إليها الحكمة أن يعذب قوما إلا بعد بعث الرسول وإن صح منا عدلا، فمجرد العدل يصحح وقوع العذاب بمن مات ولم يعرف الله بالأدلة العقلية عند الزمخشري الذي هو أصلا من العدلية، وما لقبوا عدلية إلا لهذه المسائل التي يدعونها.
فالعفو عنده إذا واقع.
هذه نتيجة من كوكب آخر، لا علاقة لها بالفهم والفقه لكلام العلماء. وهي مضحكة على من ينسبها للمعتزلة العدلية.
فالحاصل أن تعذيب الإنسان الذي لم يعرف الله مع نصب الأدلة العقلية ومات على ذلك واجب عند الزمخشري بالعدل الإلهي لأنه مكنه من الأدلة العقلية ومكنه من النظر فيها، وهذا العذاب واجب بحكمة الله بعد بعث الرسل، فلا مجال للعفو أو عن وقوعه لمن مات قبل بعثة الرسل ولم يعرف الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:05 ص]ـ
يبدو أنك مصر على دفع كلامي بأي شيء حتى لو كان بمجرد تكرار دعواك التي تدعيها.
والدلائل العقلية قبل بعثة الرسل كافية لإلزام الإنسان الحجة، فإذا لم يعرف الله قبل إرسال الرسل ومات على ذلك خلد في النار بعدل الله عند الزمخشري. فالادلة العقلية لم تسقط حتى يجوز العفو
فالحاصل أن تعذيب الإنسان الذي لم يعرف الله مع نصب الأدلة العقلية ومات على ذلك واجب عند الزمخشري بالعدل الإلهي لأنه مكنه من الأدلة العقلية ومكنه من النظر فيها، وهذا العذاب واجب بحكمة الله بعد بعث الرسل، فلا مجال للعفو أو عن وقوعه لمن مات قبل بعثة الرسل ولم يعرف الله. .
هذه هي الدعوى التي تدعيها على المعتزلة والزمخشري، فكيف تعارض بها كلامي؟!
ولو كتبت دعواك هذه ألف مرة كل مرة بعبارة مختلفة فما يغنيك ذلك؟!!
فهل يفعل هذه الحماقة أحد يعرف أبجديات المناظرة!.
قول الزمخشري ظاهر للعلماء، فهو يقصد أنه ما صح من الله صحة تدعو إليها الحكمة أن يعذب قوما إلا بعد بعث الرسول وإن صح منا عدلا، فمجرد العدل يصحح وقوع العذاب بمن مات ولم يعرف الله بالأدلة العقلية عند الزمخشري الذي هو أصلا من العدلية، وما لقبوا عدلية إلا لهذه المسائل التي يدعونها.
كنت أنتظر تعقيباً على هذا الكلام الصريح للزمخشري، لأنه مربط الفرس.
وما دمت قد عقبت عليه الآن، فقد أرحتني بهذا الفهم الأحمق لكلام الزمخشري عن مواصلة البحث معك.
فقل لي أيها العالم: أنت تقر أن الزمخشري يقول: " ما صح من الله صحة تدعو إليها الحكمة أن يعذب قوما إلا بعد بعث الرسول " فهل يجوز أن يفعل الله شيئاً مخالفاً لحكمته؟!!.
لقد كشفت بهذه الكلمة عورة من عوراتك، وأظن سبب ذلك أنك رأيت ابن عاشور يفرق بين العدل والرحمة، فأردت أن تفهم كلام الزمخشري بناء على ذلك، وقد قلت لك سابقاً: إن الأفكار قد ازدحمت في عقلك، فلم تعد تستطيع أن تضع كل فكرة في محلها، فجئت بهذه الحماقة الأخرى!.
هذه نتيجة من كوكب آخر لا علاقة لها بالفهم والفقه لكلام العلماء. وهي مضحكة على من ينسبها للمعتزلة العدلية
هل هذه الكلمة كافية لرد النتيجة!، رد النتيجة يكون بالطعن في مقدمة من المقدمات أو بطريق الاستدلال، أما أن يقال: "هذه نتيجة من كوكب آخر لا علاقة لها بالفهم والفقه لكلام العلماء"، فهو ممكن في كل نتيجة برهان، ولو كانت هذه الكلمة كافية في رد النتائج، لكان لكل مناظر يريد إفحام خصمه أن يقول: "هذه نتيجة من كوكب آخر "!! وارتحنا!.
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:27 ص]ـ
السادة المشرفون على المنتدى:
إليكم هذه النماذج الرائعة من الحوار، وقد اخترتها لكم من مشاركة واحدة فقط:
1 -
فهل يفعل هذه الحماقة أحد يعرف أبجديات المناظرة!.
2 -
لقد كشفت بهذه الكلمة عورة من عوراتك
3 -
فجئت بهذه الحماقة الأخرى!
وأخيراً:
هل نسبة الخالف إلى بلده هي من باب الاحتقار أم التبجيل والاحترام!
أخي الغالي الدكتور عبد الرحمن الشهري حفطك الله ورعاك:
أدرك الملتقى، فإن بوادر الدخلاء المشاغبين بدأت تظهر في الأفق! و طيبتكم وأريحيتكم وإنصافكم قد فهمها بعض الناس على غيرالوجه الصحيح.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:38 ص]ـ
صدقني يا جكني لو وجدتُ أصدق من هذه الأوصاف لجئت بها.
لكن فقط أريد أن أطلعك على شيء من كلام صديقك التونسي هذا
قال في موضوع له بعنوان: " من يدفع إفك ابن تيمية على الإمام أبي الحسن الأشعري ": " لقد كذب ابن تيمية عامله الله بما يستحق، وكذب أذنابه، في ادعائهم أن الإيمان الشرعي عند الإمام الأشعري هو المعرفة المجردة عن الإذعان والتسليم ".
ثم قال بعد نقل عن الأشعري: " فانظروا ما أرقى تفسير الإمام الأشعري للإيمان وما أعظمه وأوضحه وما أحوج الناس اليوم للاقتداء به، ثم قارنوا كلامه ببهتان ابن تيمية والوهابية الأشرار عليه، عاملهم الله بعدله وأخلا الأرض منهم كي يعود للإسلام شبابه ".
http://razi.aslein.net/showthread.php?t=10209
فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط!!
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:20 ص]ـ
أخي الكريم " محمد براء":
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أولاً: فالنسبة التي اخترتها لنفسي هي " الجكني " بالألف واللام، ولست ولله الحمد نكرة بين قومي، وإني أذكرك بأن تتقي الله تعالى وتتوب إليه عن هذه الخصلة القبيحة فيك ووهي " لمزك " و" غمزك "، والعجب أنك اخترت لنفسك أفضل الأسماء وهي الاسم الشريف " محمد" وأتبعته ب" براء" فلا أراك قدّرت شرف الاسم، ولا أراك إلا " براء" من التقى والورع!!
ثانياً: أذكرك بما كتبه سابقاً الأخ " أبو عبيدة الهاني " فإني والله لا أعرفه ولا يعرفني ولا تربطني به صداقة كما صرحت أنت، وإني والله أعتز بأنه أحد من يكتب في هذا الملتقى لقوة طرحه وموضوعاته وأهميتها، ولا أعتقد فيه ولا في كتاباته العصمة والصواب مطلقاً، فهو كغيره يؤخذ من قوله ويترك،ولكن العتب على من يطارحه وليس له إلا التبديع والتضليل ومقابلة كلامه بسوء الظن قبل أن يفهم عنه ومنه، وإنني والله لست ممن يحابي أو يجامل، أو يخاف أو يطمع في مخلوق، فافهم ذلك عني لتريح وتستريح!
ثالثاً:أنا لست حكماً لا بينك وبين الأخ " أبوعبيدة الهاني" ولا حتى بين غيركما، إنما أردت توضيح عبارات لا تليق بمن كتبها ولا بمن كتبت فيه، ولا بمن قرأها في مجال علمي وملتقى محترم.
وما نقلته عن الأخ " أبوعبيدة " - لو صح عنه - فلا أرى أنه يخول لك ولا لغيرك معاملته بالمثل في هذا الملتقى، أولاً لأنه لم يكتبه هنا، وثانياً لأن فيه فتح باب الفتنة والعصبية، فنحن مطالبون بما يكتب هنا ومدافعون عنه.
وإني أقول والله لو كان المكتوب هناك مكتوباً هنا لاعترضت عليه سواء منك أم من " أبوعبيدة "، فمنهجنا ولله الحمد ثابت، ولست من أهل التصنيف لخلق الله، فلا يضر ابن تيمية ولا الحنابلة ولا غيرهم من خالفهم، كما لا يضر غيرهم من خالفهم من الحنابلة، والقضية عندي ليست قضية " ولاء " و " براء" إلا لله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما غيرهم فالله يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، وعنده وحده تعالى تجتمع الخصوم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2010, 06:55 ص]ـ
الإخوة الفضلاء محمد براء وأبو عبيدة الهاني وفقهما الله
يحزنني كثيراً طرح مثل هذه الموضوعات بهذه الطريقة، فإن عنوان الموضوع فيه استفزاز ابتداءً.
وليت الأخ الكريم محمد براء يلطف عباراته حتى ينتفع القراء بما يكتب.
وأنا أوافق أخي الدكتور السالم الجكني فيما أشار إليه في تعقيبه الأخير فأرجو مراعاة ذلك من الجميع.
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم.
وإذا كان صاحب الكبيرة عند الزمخشري الذي مات عليها بلا توبة مخلدا في النار أبدا سرمدا وإن كان مؤمنا،.
كيف يثبت له الإيمان وهو مصر على الكبيرة!!
هل قاطع الطريق مؤمن لأنه ولد من أبوين مسلمين!!
وهل قاطع الطريق يصلي!!
لو أقام الصلاة لنهته صلاته عن سلب الناس متاعهم وبالتالي لن يصر على قطع الطريق.
هل يثبت الإيمان لقاطع الطريق لمجرد أنه يعلم أن الله هو رب العالمين وأن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله!!
أليس مثله كمثل إبليس يعلم أن الله رب العالمين، ويعلم أن الأنبياء رسل الله وهو مخلد في النار.
إذا كان هذا هو ما يقصده المعتزلة فإني لا أرى في كلامهم انحرافا عن الصواب إذ أن مرتكب الكبيرة لا يرتكبها وهو مؤمن فكيف إذا أصر عليها!!
ولا أتصور مؤمنا يؤدي الفرائض يصر على الكبائر مثل قطع الطريق وقتل النفس بغير حق ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:08 ص]ـ
وأنا أوافق أخي الدكتور السالم الجكني فيما أشار إليه في تعقيبه الأخير فأرجو مراعاة ذلك من الجميع.
شيخنا الفاضل:
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ..
فهل توافق الجكني، على قوله:
1 - ولا أراك إلا " براء" من التقى والورع!!
فهذا طعن في ديني، بل (سلخني) من التقى والورع كما تسلخ الشاة من جلدها، فلن أسامحه على كلامه هذا ما لم يعتذر عنه!.
وأود أن ألفت نظركم - شيخنا الفاضل - إلى شي يفعله بعض من يزعم أدب الحوار، وهو أنه يفتتح الكلام بقوله: أخي الكريم ونحو ذلك، فيعرض القارى عن بقية كلامه لأن (المكتوب مبين من عنوانه) لكن بعد (أخي الكريم) تجد الطعن! وأي طعن كالطعن في الدين؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
تدري لماذا سلخني من التقى والورع؟ لأنني قلت له: يا جكني! ولم أقل له: يا سماحة الدكتور محمد السالم الجكني، مع أن الخطاب بالصيغة الأولى جائز شرعاً وعرفاً!!.
هب أنني أخطأت، أيجوز أن يقال: إنني براء من الورع والتقوى.
فاحكم هداك الله بينهم فقد = أدلوا إليك بحجة وبيان
2 - فإن بوادر الدخلاء المشاغبين بدأت تظهر في الأفق
مع العلم أنني في هذا الملتقى منذ شهر آذار سنة 2006، وكنت أكتب باسم أبي الحسنات الدمشقي ثم صرت أكتب باسمي الذي سماني به أبي لأنه أصدق من ذاك الاسم، أي أنني في هذا الملتقى قبل أن يكون الجكني فيه، ثم يأتي يتكلم بلهجة العضو المخضرم ويسميني دخيلاً!!.
وبعد ذلك يقول:
أردت توضيح عبارات لا تليق بمن كتبها ولا بمن كتبت فيه، ولا بمن قرأها في مجال علمي وملتقى محترم.
فهل عباراتك أيها الجكني تليق بهذا الملتقى المحترم!.
فحق لنا أن ننشد في حق الجكني:
يا أيها الرجل المعلم غيره = هلا لنفسك كان ذا التعليم
إبدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى = بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم
مع العلم أنني لم أخرج - إن شاء الله - في كلمة واحدة من هذا الحوار كله عن مهيع الصدق والحق، بخلاف من يطعن في الدين والتقى، وبخلاف من يكذب ثم يكذب ولا يبالي، أما التلطف في الأسلوب فهذا ليس واجباً في كل الأحوال.
أما ذاك التونسي الأشعري المتعصب فلا زلت أنتظر دفاعه عن حماقاته الأخيرة والتي بينتها في مشاركتي ..
ومن اعترض على وصفي لما قاله بالحماقة، فلينظر في كلام الزمخشري وفي فهم التونسي له .. ولينظر كيف يكرر دعواه كل مرة بعبارة مختلفة مع أن الدعوى هي التي يحتج لها لا بها .. لينظر إلى ذلك .. ثم ليقترح عليَّ وصفاً أفضل من هذا الوصف، وسأعتذر عنه أمام الملأ!!.
مع العلم أن هذا التونسي ناقشته سابقاً - قبل أكثر من عام - في مسألة المعية هنا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13799
لكنه انقطع وعجز عن إكمال النقاش، بل هم أن يترك الملتقى، وكتب مشاركة زعم أنها آخر مشاركة له http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13825
لكن الدكتور عبد الرحمن - سامحه الله - طيب قلبه!.
وقد عاتبت الدكتور حينها على فعلته هذه فقبل عتابي، أرجو أنه لم ينس!.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:20 ص]ـ
إذا كان هذا هو ما يقصده المعتزلة فإني لا أرى في كلامهم انحرافا عن الصواب إذ أن مرتكب الكبيرة لا يرتكبها وهو مؤمن فكيف إذا أصر عليها!!
ولا أتصور مؤمنا يؤدي الفرائض يصر على الكبائر مثل قطع الطريق وقتل النفس بغير حق ...
أخي الكريم:
مذهب المعتزلة مذهب باطل مخالف للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
وتأمل معي قوله تعالى: " وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ".
فسماهم مؤمنين، مع أنهم ارتبكوا كبيرة من الكبائر وهي القتال!.
وانظر إلى قوله تعالى: " فمن عفي له من أخيه شيء "، فأثبت له الأخوة الإيمانية مع أنه قاتل!.
أما قولك: ولا أتصور مؤمنا يؤدي الفرائض يصر على الكبائر مثل قطع الطريق وقتل النفس بغير حق ...
فهذا المصر على الكبائر، إيمانه ناقص بل قد يزول بالكلية إن داوم على ذلك، كما قيل: المعاصي بريد الكفر، لكننا لا نكفره بمجرد ارتكاب المعاصي.
فهذه شذرات متعلقة بهذه المسألة، وإن كان لديك تعقيب على كلامي فأرجو منك أن تكتبه في موضوع جديد في الملتقى حتى لا يتشتت الكلام.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:12 م]ـ
أخي الكريم محمد براء
سيكون هذا آخر رد لي لكي لا يتشتت الكلام.
قد يرتكب المؤمن كبيرة معتقدا أنه على حق كما هو الحال في الطائفتين المذكورتين في القرءان، كل طائفة ظنت أنها على حق فتقاتلوا، هؤلاء ليسوا هم الذين قصدتهم، أنا أقصد الباغي قاطع الطريق الذي يسلب الناس أمتعتهم وقد يقتلهم، لا شك أنه يعلم أن عمله جريمة وبغي على الناس. فحكمه ليس كالذي ارتكب الكبيرة بجهالة،ظن أنه على حق بينما هو على باطل.
المخطئ الذي ارتكب كبيرة القتل وهو يظن أنه على حق يعتبر مؤمنا مرتكبا كبيرة.
أما قاطع الطريق فهو كافر لأنه يعلم سوء عمله. ولا ينفعه أنه يعلم أن محمدا (ص) رسول الله.
كنت أعتقد أن المعتزلة يقصدون هذه الكبائر التي تعمد مرتكبها الإصرار عليها مع علمه بعظمة جرمها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:46 م]ـ
السلام عليكم.
كيف يثبت له الإيمان وهو مصر على الكبيرة!!
هل قاطع الطريق مؤمن لأنه ولد من أبوين مسلمين!!
وهل قاطع الطريق يصلي!!
لو أقام الصلاة لنهته صلاته عن سلب الناس متاعهم وبالتالي لن يصر على قطع الطريق.
هل يثبت الإيمان لقاطع الطريق لمجرد أنه يعلم أن الله هو رب العالمين وأن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله!!
أليس مثله كمثل إبليس يعلم أن الله رب العالمين، ويعلم أن الأنبياء رسل الله وهو مخلد في النار.
إذا كان هذا هو ما يقصده المعتزلة فإني لا أرى في كلامهم انحرافا عن الصواب إذ أن مرتكب الكبيرة لا يرتكبها وهو مؤمن فكيف إذا أصر عليها!!
ولا أتصور مؤمنا يؤدي الفرائض يصر على الكبائر مثل قطع الطريق وقتل النفس بغير حق ...
الأخ الفاضل أبا علي
إذا رجعت إلى نصوص الكتاب والسنة وما تدل عليه من قواعد يجب أخذها بعين الاعتبار عند النظر تبين لك الحق والجواب الصحيح على ما طرحت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:56 م]ـ
إلى الأخ " محمد براء":
أولاً: عليك أن تستشهد بكلام الله تعالى كما أنزله الله، وذلك في قولك:
وتأمل معي قوله تعالى: " وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ".
وهذا سهو منك صوابه " طائفتان ".
ثانياً:
لم أبدأ معك بأسلوب اللمز والغمز، بل أنت من بدأ، ولولا معرفتي بأسلوبك مع من يحاورك ويخالفك منذ أن كنت تكتب بما زكيت به نفسك " أبو الحسنات " لما ظننت بك هذا الظن، فإن كنت ظلمتك فأتوب إلى الله تعالى، وإن كانت الأخرى فلا عذر ولا اعتذار.
ثالثاً: في أي شريعة وفي أي مذهب أن تكون قلة الورع والتقى في الإنسان مخرجة عن الدين؟؟!
أما قولك:
تدري لماذا سلخني من التقى والورع؟ لأنني قلت له: يا جكني! ولم أقل له: يا سماحة الدكتور محمد السالم الجكني
فالله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يشهد أنك رجمت بالغيب، وأنك أخطأت في فهمك وتعليلك، فوالله العظيم ويعرف ذلك من يعرفني أني لا أتشرف بالدال ولا بالألقاب التي يراها كثير من الناس أنها مكملة لشخصه!
وأقول لك السبب الذي أغضبني منك - والله وحده يعلم -، ولم أسلخك من دينك كما زعمت-: أنك قلت " جكني " هكذا بالنكرة، وهي عندنا وعند من يفهم لغة العرب وأساليب الألفاظ ودلالتها يعرف أنك لم تقلها إلا من باب عادتك المتمسكة فيك والعياذ بالله وهي عادة اللمز والغمز، ولكني لست ممن يرضا بذلك حتى ولو كان قائلها هو هو، فأنزل الناس منازلهم ينزلوك منزلتك، وتلطف بهم يرفعوك فوق رؤوسهم.
وأعتذر لأخي الكريم أحد المشرفين ممن وعدته أني لن أكتب هذه المداخلة ولكن أعدك أنها تكون الأخيرة مهما كان رد أخي محمد براء، غفر الله لي وله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:23 م]ـ
لم أبدأ معك بأسلوب اللمز والغمز
ومن الذي بدأ بالهجوم بقوله: " بوادر الدخلاء المشاغبين بدأت تظهر في الأفق "!!.
على أنني لم أرد على هجومك هذا بل احترمت مشاركتك بأن رضيتك حكماً بيننا.
ولم أسلخك من دينك كما زعمت
أين زعمتُ ذلك؟!.
هذا كذب علي لن أسامحك فيه أيضاً.
فإن كنت ظلمتك فأتوب إلى الله تعالى، وإن كانت الأخرى فلا عذر ولا اعتذار
أتشك أنك ظلمتني؟ تتهمني بأنني براء من التقى والورع لأنني قلت لك يا جكني ثم لا تكون ظالماً؟ فما هو الظلم إذا؟.
ووالله إني لن أسامحك أبداً ما لم تعتذر إلي هنا على الملأ، كما أسأت إلي على الملأ!.
وهي عندنا وعند من يفهم لغة العرب وأساليب الألفاظ ودلالتها يعرف أنك لم تقلها إلا من باب عادتك المتمسكة فيك والعياذ بالله وهي عادة اللمز والغمز
إن أردت فهمها كذلك، فهذا ليس شأني، وإلا فإن التنكير في لغة لعرب يأتي لأغراض كثيرة وليس للتحقير فقط ..
وتلطف بهم يرفعوك فوق رؤوسهم
لقد غمرتني بلطفك!.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[09 Feb 2010, 04:31 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
يقول براء مخاطبا الشيخ الجكني:
رضيتك حكماً بيننا.
وقد حكم الشيخ الجكني قائلا
أخي الكريم " أبو عبيدة الهاني ":
كلامك واضح وضوح الشمس لمن يريد المنفعة والبحث دون مشاغبة ومجادلة
وحكم فيك قائلا:
عادتك المتمسكة فيك والعياذ بالله وهي عادة اللمز والغمز
فالحكم قد صدر بالحق ..
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 07:40 م]ـ
سوء الفهم من معدنه غير مستغرب.
ولا أدري إن كنت لم تفهم قولي: " رضيتك حكماً بيننا "، كيف ستفهم كلام الزمخشري؟ أم كيف ستفهم مسألة التحسين والتقبيح؟
والمحاكمة التي رضيت الجكني حكماً فيها هي التي أشرت إليها هنا:
صدقني يا جكني لو وجدتُ أصدق من هذه الأوصاف لجئت بها.
لكن فقط أريد أن أطلعك على شيء من كلام صديقك التونسي هذا
قال في موضوع له بعنوان: " من يدفع إفك ابن تيمية على الإمام أبي الحسن الأشعري ": " لقد كذب ابن تيمية عامله الله بما يستحق، وكذب أذنابه، في ادعائهم أن الإيمان الشرعي عند الإمام الأشعري هو المعرفة المجردة عن الإذعان والتسليم ".
ثم قال بعد نقل عن الأشعري: " فانظروا ما أرقى تفسير الإمام الأشعري للإيمان وما أعظمه وأوضحه وما أحوج الناس اليوم للاقتداء به، ثم قارنوا كلامه ببهتان ابن تيمية والوهابية الأشرار عليه، عاملهم الله بعدله وأخلا الأرض منهم كي يعود للإسلام شبابه ".
http://razi.aslein.net/showthread.php?t=10209
فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط!!
أي: احكم بيننا أينا أكثر إساءة للآخر، هل الذي يدعو على خصمه وعلى جميع من هم على عقيدته بأن تخلو الأرض منهم، أم الذي يصف خصمه بالحماقة؟.
ومن ذكائك أنك نقلت كلاماً للجكني قبل أن أطلب منه أن يحكم بيننا، وهوقوله: " أخي الكريم " أبو عبيدة الهاني ":كلامك واضح وضوح الشمس لمن يريد المنفعة والبحث دون مشاغبة ومجادلة "، فكيف يكون الحكم قبل المحاكمة؟!!
والجكني بدلاً من أن يحكم بالحق اعتدى عليَّ فصار خصماً آخر لي أنتظر من ينصفني منه!.
وبعد أن أبى الاعتذار، فإن لم ينصفني أحد، سأشكوه للواحد الأحد فهو أحكم الحاكمين.
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [/ color]!!
ما صلة هذه الآية بما نحن فيه؟ فليس هناك في الكلام كله لا عهد ولا نبذ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2010, 08:22 م]ـ
الأخوان محمد براء وأبو عبيدة الهاني
يؤسفني هذا الأسلوب في الحوار الذي تنهجانه في كل موضوع بغض النظر عن المضمون. فقد عِفنا المضمون لسوء الأسلوب.
إلى متى الكتابة بهذه الطريقة يا ترى؟ وهل ترون أن هذا حقاً من أدب الحوار حول كلام الله؟ وما هو المنهي عنه في الحوار إذا لم يكن مثل هذا؟ وما معنى قوله تعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب)؟(/)
هل يوجد هذا الأثرُ مسندا عن ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2010, 06:29 م]ـ
قال الألوسي رحمه الله في تفسير سورة طه:
(وجعلُ فاعلِ الاستواء (ما) في قوله تعالى: (له ما في السموات وما في الأرض) و (له) متعلق به على ما يقتضيه ما رُوى عن ابن عباس من أن الوقف على العرش , ويكون المعنى استقام له تعالى كل ذلك وهو على مراده تعالى بتسويته عز و جل إياه كقوله تعالى: ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات أو استوى كل شئ بالنسبه اليه تعالى , فلا شئ اقرب اليه سبحانه من شئ كما يشير اليه (لا تفضلونى على ابن متى) مما لا ينبغى أن يُلتفت اليه اصلا والرواية عن ابن عباس غير صحيحة)
فهل توجدُ هذه الرواية التي ضعَّفها الألوسيُّ مسندةً ومُبَيَّناً سببُ عدمِ صحَّتها؟(/)
الحق لا يخرج عن أقوال السلف
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:49 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
"فَمَنْ اتَّبَعَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ كَانَ مِنْهُمْ وَهُمْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ وَأُولَئِكَ خَيْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ كَمَا ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ}. وَلِهَذَا كَانَ مَعْرِفَةُ أَقْوَالِهِمْ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَأَعْمَالِهِمْ خَيْرًا وَأَنْفَعَ مِنْ مَعْرِفَةِ أَقْوَالِ الْمُتَأَخِّرِينَ وَأَعْمَالِهِمْ فِي جَمِيعِ عُلُومِ الدِّينِ وَأَعْمَالِهِ كَالتَّفْسِيرِ وَأُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ خَيْرٌ مِنْ الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ بَعْدَهُمْ وَمَعْرِفَةُ إجْمَاعِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ خَيْرٌ وَأَنْفَعُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا يُذْكَرُ مِنْ إجْمَاعِ غَيْرِهِمْ وَنِزَاعِهِمْ. وَذَلِكَ أَنَّ إجْمَاعَهُمْ لَا يَكُونُ إلَّا مَعْصُومًا وَإِذَا تَنَازَعُوا فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ وَلَا يُحْكَمُ بِخَطَأِ قَوْلٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ دَلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى خِلَافِهِ قَالَ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. "مقدمة النفسير - الفتاوى ج13 ص 24
وأقول:
هل يمنع قول شيخ الإسلام من نقد أقوال السلف؟
هل ينطبق كلام شيخ الإسلام رحمه الله على اجتهادات التابعين في مسائل استجدت بعد زمن الصحابة ولا يعرف لهم فيها قول؟
هل يمنع قول شيخ الإسلام من إعمال العقل في فهم النص القرآني واستخراج قواعد وأحكام تتناسب مع مستجدات كل عصر؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:00 ص]ـ
أولا: أشكرك أخي الكريم على هذا النقل الرائع.
ثانيا: أهدي هذا النقل لأصحاب الإعجاز، وخاصة الأخ الكريم: أبو عمرو البيراوي.
وإجابة على أسئلتك أقول:
1 - لا يقصد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى المنع من نقد أقوال السلف رحمهم الله تعالى؛ ولكن ليكن نقدا بعلم لا بجهل، وليكن حافظا للسلف قدرهم وما خصهم الله تعالى به من العلم والحفظ والفهم.
2 - لا ينطبق قول شيخ الإسلام على المستجدات في عصر التابعين أو غيرهم، ولكن لا بد قبل الاجتهاد من معرفة مواطن الإجماع ومواطن الخلاف، ودراسة العلوم الشرعية التي توصل إلى فهم النصوص من الكتاب والسنة.
فقد تكون المسألة محل الاجتهاد مما أجمع عليه الصحابة، أو أجمعوا فيها على قولين أو ثلاثة عند من يرى ذلك إجماعا، ونحو ذلك.
3 - لا يقصد شيخ الإسلام عدم إعمال العقل، ولكن العقل ليست له حرية الفكر وأن يجول كما يحب؛ بل هو مقيد بالشرع، وبما سبق بيانه من قواعد لو تركت لأصبح الدين مرتعا لكل من هب ودب، كما هو مشاهد اليوم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:46 ص]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم
شكر الله لك مداخلتك
وأريد أن تتأمل معي أنت وبقية الأخوة الأفاضل قول شيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله التالي:
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
" وَإِذَا تَنَازَعُوا {أي: الصحابة} فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ وَلَا يُحْكَمُ بِخَطَأِ قَوْلٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ دَلَالَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى خِلَافِهِ قَالَ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. "مقدمة النفسير - الفتاوى ج13 ص 24
ثم تحاكمه إلى قوله:
"وَأَمَّا أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنْ انْتَشَرَتْ وَلَمْ تُنْكَرْ فِي زَمَانِهِمْ فَهِيَ حُجَّةٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَإِنْ تَنَازَعُوا رُدَّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ. وَلَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً مَعَ مُخَالَفَةِ بَعْضِهِمْ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ "أصول الفقه، الفتاوى: ج20 ص14
إذا كانت أقوالهم عند النزاع ليست حجة ويجب محاكمتها إلى الكتاب والسنة ألا يعني هذا أننا يمكن أن نخرج بقول ثالث أو رابع أو ..... ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:55 م]ـ
أخي الكريم: بارك الله فيك.
هذه المسألة معروفة في علم الأصول في باب الإجماع.
وهي: إذا أجمع المجتهدون على قولين هل يجوز إحداث قول ثالث؟
وما فهمته من كلام شيخ الإسلام السابق أنه يرى أنه لا يجوز إحداث قول ثالث، ولا رابع إذا اختلفوا على ثلاثة أقوال .. وهكذا.
ولكن لا يعتبر قول بعضهم حجة على البعض الآخر.
والمقصود بأنه لا يحتج بقول بعضهم على بعض إنما هو في خارج المرجحات؛ بمعنى أنه إذا اختلف مثلا ابن عمر وعائشة رضي الله عنها في مسألة متعلقة بما خفي من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقول عائشة رضي الله تعالى عنها أرجح لملازمتها له صلى الله عليه وسلم في البيت بعكس ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
والذي أميل إليه أنهم إذا اختلفوا في مسألة ولم يكن هناك من المرجحات الظاهرة ما يرجح قول بعضهم أن ذلك يدل على أن في الأمر سعة، ويجوز - والحالة هذه - أن يجتهد أهل العلم فيها.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 06:16 م]ـ
أخي الكريم: بارك الله فيك.
هذه المسألة معروفة في علم الأصول في باب الإجماع.
وهي: إذا أجمع المجتهدون على قولين هل يجوز إحداث قول ثالث؟
وما فهمته من كلام شيخ الإسلام السابق أنه يرى أنه لا يجوز إحداث قول ثالث، ولا رابع إذا اختلفوا على ثلاثة أقوال .. وهكذا ..
هذا هو معنى قول شيخ الإسلام"وَإِذَا تَنَازَعُوا فَالْحَقُّ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ فَيُمْكِنُ طَلَبُ الْحَقِّ فِي بَعْضِ أَقَاوِيلِهِمْ ".
وقد صرح بأنه لا يجوز إحداث قول ثالث بعد أن أشار إلى الخلاف في المسألة فقال:
"وَلِهَذَا قَالَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ - كَأَبِي الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ كالرَّازِي والآمدي وَابْنِ الْحَاجِبِ - إنَّ الْأُمَّةَ إذَا اخْتَلَفَتْ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ عَلَى قَوْلَيْنِ جَازَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ إحْدَاثُ قَوْلٍ ثَالِثٍ؛ بِخِلَافِ مَا إذَا اخْتَلَفُوا فِي الْأَحْكَامِ عَلَى قَوْلَيْنِ. فَجَوَّزُوا أَنْ تَكُونَ الْأُمَّةُ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى الضَّلَالِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَأَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَنْزَلَ الْآيَةَ وَأَرَادَ بِهَا مَعْنًى لَمْ يَفْهَمْهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ؛ وَلَكِنْ قَالُوا: إنَّ اللَّهَ أَرَادَ مَعْنًى آخَرَ وَهُمْ لَوْ تَصَوَّرُوا هَذِهِ " الْمَقَالَةَ " لَمْ يَقُولُوا هَذَا؛ فَإِنَّ أَصْلَهُمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا يَقُولُونَ قَوْلَيْنِ كِلَاهُمَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ قَوْلٌ ثَالِثٌ لَمْ يَقُولُوهُ" مقدمة التفسير، مجموع الفتاوى: ج13 ص59
ولكن قوله هذا يتعارض مع قوله:
"وَأَمَّا أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنْ انْتَشَرَتْ وَلَمْ تُنْكَرْ فِي زَمَانِهِمْ فَهِيَ حُجَّةٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ وَإِنْ تَنَازَعُوا رُدَّ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ. وَلَمْ يَكُنْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ حُجَّةً مَعَ مُخَالَفَةِ بَعْضِهِمْ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ "أصول الفقه، الفتاوى: ج20 ص14
ووجه التعارض أنه لم يوجب الأخذ بأحد القولين لأنهم اختلفوا على هذا القولين وإنما ترك الحكم للمجتهد لينظر في مدى موافقة القولين للكتاب والسنة وهنا مكمن الإشكال في المسألة.
ولكن لا يعتبر قول بعضهم حجة على البعض الآخر.
والمقصود بأنه لا يحتج بقول بعضهم على بعض إنما هو في خارج المرجحات؛ بمعنى أنه إذا اختلف مثلا ابن عمر وعائشة رضي الله عنها في مسألة متعلقة بما خفي من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقول عائشة رضي الله تعالى عنها أرجح لملازمتها له صلى الله عليه وسلم في البيت بعكس ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ..
هذه المسألة أعتقد أنها خارجة عن الموضوع قليلا فنحن نتحدث عن الاختلاف في فهم نص ما من الكتاب والسنة.
ثم إذا كان قول بعضهم ليس حجة على البعض الآخر فلماذا يكون حجة على غيرهم؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2010, 07:15 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المتقرِّرِ عقلاً وشرعاً أنَّ السلفَ هم أولى النَّاسِ بالحقِّ والحقُّ أولى بهم من الخلفِ , أمَّا العقلُ فلقربهم من عصر التنزيل وشهودهم وقائعَ تنزيله وفهمهم لما أحاطَ بالتشريعِ من وقائع وأحداثٍ يرتبطُ بها بيانُ الأحكامِ وتفصيلها وغيرُ ذلك.
وأمَّا الشرعُ فلأنَّ من سنةِ الله في هذا الكونِ أنَّهُ ما من زمنٍ إلا والذي بعدهُ شرٌّ منهُ حتى يفنى الناسُ كما صحَّ الخبرُ بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم , وفسَّرهُ بعضُ العلماء بنقصِ العلمِ وهو أوضحُ من أن يُمارى فيه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 09:30 م]ـ
ومن النقول المهمة في هذه المسألة:
قال الإمام النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ (2/ 328 - 329) معلقاً على أحد الأقوال: (وهذا القول لا نعرف أحدا من المتقدمين قاله، وإذا تكلم أحد من المتأخرين في معنى آية من القرآن قد تقدم كلام المتقدمين فيها، فخرج عن قولهم لم يلتفت الى قوله، ولم يعد خلافا؛ فبطل هذا.)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (ومن عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئاً في ذلك، بل كان مبتدعاً وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته، وطرق الصواب، ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم، وأنهم أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً)، (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج 13/ 361).
وقال أيضاً: ( .. إن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزنادقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام). [مجموع الفتاوى 13/ 243 - 244.]
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: منتقدا تأويلات أهل البدع لصفة الإستواء لله عز وجل (. . إن هذا تفسير لكلام الله بالرأي المجرد الذي لم يذهب إليه صاحب، ولا تابع، ولا قاله إمام من أئمة المسلمين، ولا أحد من أهل التفسير الذين يحكون أقوال السلف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)، وإن إحداث القول في تفسير كتاب الله الذي كان السلف والأئمة على خلافه يستلزم أحد أمرين: إما أن يكون خطأ في نفسه أو تكون أقوال السلف المخالفة له خطأ، ولا يشك عاقل أنه أولى بالغلط والخطأ من قول السلف)، (انظر مختصر الصواعق المرسلة 2/ 128).
[حديث: (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)، (أخرجه الترمذي في التفسير 5/ ح 2915 وقال حديث حسن صحيح، والبغوي في مصابيح السنة 1/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.]
وقال الإمام ابن عبد الهادي – رحمه الله -: (ولا يجوز إحداث تأويل في آية، أو في سنة، لم يكن على عهد السلف، ولا عرفوه، ولا بينوه للأمة، فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه، واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر، فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه، وبطلان هذا التأويل أظهر من أن يطنب في رده)، (انظر الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 427).
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 09:50 م]ـ
وقال أيضاً: ( .. إن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزنادقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام). [مجموع الفتاوى 13/ 243 - 244.]
هذا الكلام لا يصح إلا إذا تبينت هذه الأمر:
1ـ أن يكون الصاحبة فسروا كل القرآن آية آية وكلمة كلمة.
2 ـ أن تكون تفسيراتهم قد وصلتنا عنهم بالتواتر المفيد للقطع بأنه كلامهم.
3 ـ أن تكون تفسيراتهم لكل آية أو كلمة الواصلة إلينا بالتواتر نصوصا قطعية الدلالة على المعنى الذي أرادوه كما هي قطعية الثبوت عنهم.
4 ـ أن يكون قد وردنا عن الشارع نص صريح بعدم العدول عن تفسيرهم القطعي الدلالة والقطعي الثبوت لأن أمر الشارع هو الملزم لا غير، أو يكون ذلك الأمر صادرا عنهم بإجماع مقترن بدليل شرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا علم العاقل استحالة توفر هذه الشروط، علم لماذا وجد في كل قرن مفسرون للقرآن العظيم استفادوا مما أثر عن الصحابة وزادوا عليه معاني جليلة لم تصلنا عنهم بوجه من الوجوه.
وإذا علم العاقل كل هذا علم أن كلام ابن تيمية مطلق لا قيمة له في ميزان العلم بشهادة كثير من المفسرين بدليل تفسيراتهم المشهودة.
ونقول أيضا: كثير من كلام الصحابة ورد مجملا أو ظاهرا، وهو بحاجة للتفصيل والتبيين والتوجيه في ضوء قواعد إما عقلية أو نقلية، وهذا محل النزاع، فابن تيمية مثلا يعتبر بعض ما ورد عن الصحابة أو التابعين نصا صريحا فيما فهمه هو، وغيره من العلماء ـ وهم من هم علما ـ يعتبرونه مجملا أو ظاهرا يحتاج إلى علم في تفسيره، ويخالفون ابن تيمية فيما ذهب إليه من حمل لكلام الصحابة أو التابعين، فالمشكلة عادت إلى فهم كلام الصحابة.
مثلا: الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى، بينما يرى الدارمي استحالة الزوال لا تدل على استحالة حدوث صفاته وتحركه وسكونه ونزوله وصعوده، ويرى أن استحالة الزوال بمعنى استحالة العدم.
مثال آخر: ورد تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع، فحمل إمام المفسرين الطبري ذلك على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، ونزه الله عن العلو الحسي والمكاني بتنزيه الله تعالى عن لوازم ذلك العلو المكاني وهي الحركة والسكون والمباينة للعالم أو المماسة، وحمل غيره ذلك على العلو والاتفاع بالمكان وجوز على الله الحركة والسكون. فكلام السلف هنا ليس نصا في أحد المعنيين، لكنهم يقصدون قطعا معنى من المعنيين، فحمله الإمام الطبري وكثير من العلماء على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، وحمله غيرهم على ما ذكر، فلا يمكن الادعاء بأن الإمام الطبري خالف أمرا مجمعا عليه بين الصحابة والتابعين لا سمح الله، أو عرف الحق وكتمه وحرفه وأنكره معاذ الله.
وقس على ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:16 م]ـ
وإذا علم العاقل كل هذا علم أن كلام ابن تيمية مطلق لا قيمة له في ميزان العلم بشهادة كثير من المفسرين بدليل تفسيراتهم المشهودة.
.
الأخ الفاضل أبا عبيدة
ما ذكرته من نقاط جدير بالتأمل ويمكن النقاش حولها، إلا أنني تمنيت لو أنك وجدت غير هذه العبارة والتي تفتقر إلى الدقة في نظري.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:26 م]ـ
أوّلا أشكرك على اهتمامك بصلب القضية، وهذا هو الأساسي.
ربما العبارة ظهرت لك شديدة نوعا ما، لكني أعتقد أني وضعت دعوى ويحق لك الاعتراض عليها وبيان خلاف ذلك.
وربما قد تأثرنا بعض الشيء من حيث لا نشعر بمنهج ابن تيمية في التهجم على العلماء ووصفهم بأشنع الأوصاف، كما وصف ثلة من خيرة علماء الأمة ـ حجة الإسلام الغزالي وخزانة المغرب أبو بكر بن العربي وغيرهم ـ بأنهم أسوأ حالا من النصارى وأنهم حرفوا كلام الله ثم اتبعوا تحريفهم، وأما النصارى فقد كانوا أهون حالا منهم لأنهم اتبعوا المحرف، وكما وصف سلطان العلماء العز ابن عبد السلام باتباع منهج الملحدين في الدين.
ونحن وإن لم نسلك هذا المسلك في التعامل مع رأي ابن تيمية، لكن يحق لنا الاعتراض عليه ببعض الشدة التي يراعى فيها الأدب، وبناء على المطالبة بالأدلة، لا لمجرد المعارضة، والله الهادي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:49 م]ـ
الأخ الفاضل أبا عبيدة
أحسن الله إليك
أردتُ أن أكحلها فأعميتَها
لماذا نشقق المواضيع ومن ثم تضيع الفائدة؟
أرجو أن نكون موضوعيين لا متحاملين
وفقنا الله وإياك إلى كل خير.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:56 م]ـ
معذرة ..
فالحقيقة مرة.
إذا أردت استئناف البحث الموضوعي في المسألة فلك ذلك.
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:58 م]ـ
الأخ أبا عبيدة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن اعتراضك على قول شيخ الاسلام منطقي ولا غبار عليه و لكن لعل شيخ الاسلام رحمه الله عندما ذكر في كلامه الافتراء و الالحاد و التحريف قصد به تفسير آيات الصفات ولم يقصد تفسيرجميع آيات القرآن الكريم وهذا كماتعلم آنهم رضوان الله عليهم أعلم بمراد الله و رسوله صلى الله عليه و سلم وتعرف الخلط والتفرق الذي حصل بعدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:18 م]ـ
أوّلا أشكرك على اهتمامك بصلب القضية، وهذا هو الأساسي.
ربما العبارة ظهرت لك شديدة نوعا ما، لكني أعتقد أني وضعت دعوى ويحق لك الاعتراض عليها وبيان خلاف ذلك.
وربما قد تأثرنا بعض الشيء من حيث لا نشعر بمنهج ابن تيمية في التهجم على العلماء ووصفهم بأشنع الأوصاف، كما وصف ثلة من خيرة علماء الأمة ـ حجة الإسلام الغزالي وخزانة المغرب أبو بكر بن العربي وغيرهم ـ بأنهم أسوأ حالا من النصارى وأنهم حرفوا كلام الله ثم اتبعوا تحريفهم، وأما النصارى فقد كانوا أهون حالا منهم لأنهم اتبعوا المحرف، وكما وصف سلطان العلماء العز ابن عبد السلام باتباع منهج الملحدين في الدين.
ونحن وإن لم نسلك هذا المسلك في التعامل مع رأي ابن تيمية، لكن يحق لنا الاعتراض عليه ببعض الشدة التي يراعى فيها الأدب، وبناء على المطالبة بالأدلة، لا لمجرد المعارضة، والله الهادي.
أثبت ذلك
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه من أكثر أهل العلم تقديراً للعلماء، وتحذيراً من البدعة والمبتدعة، ومن أكثرهم إنصافاً ودقة في الحكم على الرجال.
ولن يسع المنصف إلا قبول ذلك، والاعتراف به.
وأرجو أبا عبيدة أن تتقيد بشروط الملتقى في احترام العلماء الكبار؛ فمن أنا وأنت أمام مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وسلطان العلماء العز بن عبدالسلام، وغيرهم من الأعلام.
وقد قال التلميذ الوفي ابن القيم في مدارج السالكين في سياق كلام له: (وهذه تتضمن الإحسان إلى من أساء إليك ومعاملته بضد ما عاملك به فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خطتين فخطتك: الإحسان، وخطته: الإساءة، وفي مثلها قال القائل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي فلينظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحد سواه، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التركة.
وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: "وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه"،
وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام، فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه رحمه الله ورضى عنه.)
قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة: (ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال، قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض مأمور به؛ فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس، فهو أحق أن لا يظلم بل يعدل عليه.
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق من عدل عليهم في القول والعمل. والعدل مما اتفق أهل الأرض على مدحه ومحبته والثناء على أهله ومحبتهم، والظلم مما اتفقوا على بغضه وذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم.)
وأنا أجزم أخي أبا عبيدة بأنك لو قرأت سيرة هذا الإمام وأنت راغب في الحق باحث عنه لنفعك الله بسيرته، ولاهتديت إلى أشياء كثيرة نحن في أمس الحاجة إليها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:24 م]ـ
أخانا الفاضل أبا مجاهد
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وذب عن وجهك النار
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:28 م]ـ
أثبت ذلك
راجع أول كتاب درء التعارض، وتعليقه على رسالة العز ابن عبد السلام في كتاب نقض المنطق.
يقول ابن تيمية بالحرف الواحد: (النصارى أقرب إلى تعظيم الرسل من هؤلاء) درء التعارض، ج1/ص7
فتصور هذا الإنصاف: النصارى أقرب إلى تعظيم الرسل من أبي بكر الباقلاني، ومن أبي حامد الغزالي، ومن أبي بكر ابن العربي، والفخر الرازي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى العموم ليس هذا موضوع النقاش، وعن نفسي ليس في قلبي شيء الآن في حق ابن تيمية، لكن المسألة الآن أن بعض الناس في عصرنا اتخذوا كلامه في بعض المسائل مسلما كأنه وحي معصوم، وفي الحقيقة هو كلام بشر غير معصوم خاضع للنقد العلمي كسائر كلام البشر غير الأنبياء.
وفي كلامه الذي علقت عليه خير دليل على ما أقول، فليتقبل محبو ابن تيمية النقد البناء، وليتبعوا الحق أينما دار.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:46 م]ـ
الأخ الكريم: أبو سعد.
خلاف الصحابة ينقسم إلى أقسام:
1 - اختلاف في مسألة فيها نص من كتاب أو سنة.
وهذا الاختلاف هو موطن كلام شيخ الإسلام الذي يعنيه بأنه لا يكون قول بعضهم حجة على بعض.
وإنما يرجح قول بعضهم على بعض بالمرجحات المعروفة.
2 - اختلافهم في مسألة اجتهادية لم يتوصل المجتهدون منهم إلى نص فيها.
والعمل في هذه أن يبين النص فيها؛ ولا خلاف في وجوب اتباعه إن تبين.
3 - اجتهادهم في مسألة اجتهادية لم يمكن التوصل فيها إلى نص.
وهذه إن اختلفوا فيها، فليس قول بعضهم حجة على البعض الآخر، ولا على غيره من المسلمين، إلا عند من يقول بعدم جواز إحداث قول ثالث .. إلخ.
ولكن لا شك أنه عند عدم وجود النص؛ فإن اتباع اجتهاد صحابي أولى من اتباع غيره لما خصهم الله تعالى به من العلم والفضل الذي لم يصله جيل غيرهم.
وأعتذر عن عدم شرح كثير من الأمور؛ لأن مستوى الملتقى يجب أن تكون الإشارة تكفيه، وخاصة في هذه المسائل المعروفة.
ولا اجد في كلام شيخ الإسلام أي تعارض.
وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
ولن ينتقده إلا مكابر أو جاهل بعلم أصول الفقه.
وهذا الملتقى ليس للتدريس والتعليم الابتدائي، وإنما هو لكبار طلبة العلم، وللعلماء، لذلك لن تستطيع - أخي الكريم - أن تبين للذين ينتقدون شيخ الإسلام في بعض أقواله أنهم ليسوا على مستوى فهم كثير من أفكاره فضلا عن انتقادها.
ولا أدعي العصمة لأحد؛ ولكن يحفظ للعالم قدره، ولا يوضع لقمة سائغة للعوام الذين يريدون الظهور بسب أهل العلم ..
أما الذين يردون كلام شيخ الإسلام وغيره بالأدلة الشرعية التي تلمس من خلالها أن لهم علما شرعيا؛ وأنهم يفهمون ما يكتبون، ولهم دراية بما ينتقدون؛ فأهلا وسهلا بهم، ومنهم نستفيد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:08 ص]ـ
هذا الكلام لا يصح إلا إذا تبينت هذه الأمر:
1ـ أن يكون الصاحبة فسروا كل القرآن آية آية وكلمة كلمة.
.
قال القرطبي رحمه الله تعالى في بيان معنى النهي عن القول في القرآن بالرأي:
"وقال بعض العلماء: إن التفسير موقوف على السماع ; لقوله تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء: 59]. وهذا فاسد ; لأن النهي عن تفسير القرآن لا يخلو: إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط، أو المراد به أمرا آخر. وباطل أن يكون المراد به ألا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه ; فإن الصحابة رضي الله عنهم قد قرءوا القرآن واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لابن عباس وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فإن كان التأويل مسموعا كالتنزيل فما فائدة تخصيصه بذلك! وهذا بين لا إشكال فيه"
هنا قرر أن التفسير ليس موقوفاً على السماع وأن الصحابة رضي الله عنهم ليس كل ما قالوه في التفسير سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"قال ابن عطية: (كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرون القرآن وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم ; فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويتلوه عبد الله بن عباس وهو تجرد للأمر وكمله، وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما، والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي). وقال ابن عباس: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب. وكان علي رضي الله عنه يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الأخذ عنه، وكان ابن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس. وقال عنه علي رضي الله عنه: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق. ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب
(يُتْبَعُ)
(/)
وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص. وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن مقدم لشهودهم التنزيل ونزوله بلغتهم. وعن عامر بن واثلة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب فسمعته يقول في خطبته: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل نزلت أم في جبل ; فقام إليه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذاريات ذروا؟ وذكر الحديث. وعن المنهال بن عمرو قال: قال عبد الله بن مسعود لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغه المطي لأتيته ; فقال له رجل: أما لقيت علي بن أبي طالب؟ فقال: بلى، قد لقيته. وعن مسروق قال: وجدت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل الإخاذ يروي الواحد والإخاذ يروي الاثنين، والإخاذ لو ورد عليه الناس أجمعون لأصدرهم، وأن عبد الله بن مسعود من تلك الإخاذ. ذكر هذه المناقب أبو بكر الأنباري في كتاب الرد، وقال: الإخاذ عند العرب: الموضع الذي يحبس الماء كالغدير. قال أبو بكر: حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرحم أمتي بها أبو بكر وأقواهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأفرضهم زيد وأقرؤهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وأبو هريرة وعاء من العلم وسلمان بحر من علم لا يدرك وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء - أو قال البطحاء - من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ". "
وقال في موضع آخر:
"قال علماؤنا رحمة الله عليهم: وأما ما جاء في فضل التفسير عن الصحابة والتابعين، فمن ذلك: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر جابر بن عبد الله ووصفه بالعلم ; فقال له رجل: جعلت فداءك! تصف جابرا بالعلم وأنت أنت! فقال: إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد [القصص: 85]. وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله تعالى أعلمهم بما أنزل. وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيما أنزلت وما يعني بها. وقال الشعبي: رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشأم ; فتجهز ورحل إلى الشأم حتى علم تفسيرها. وقال عكرمة في قوله عز وجل: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله [النساء: 100] طلبت اسم هذا الرجل أربع عشرة سنة حتى وجدته. وقال ابن عبد البر: هو ضمرة بن حبيب، وسيأتي. وقال ابن عباس: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما يمنعني إلا مهابته، فسألته فقال: هي حفصة وعائشة. وقال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب ; ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب."
وهذا الكلام للقرطبي رحمه الله تعالى يفهم منه أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين قد استوعبوا كتاب الله دراسة وفهما.
وهنا أقول هل واقع كتب التفسير يصدق هذا الفهم؟
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:28 ص]ـ
رحمك الله يا أبا عبيدة
أخربت على الأولين والتالين
المقصود أن لا يخرج عن الأصول والضوابط المتبعة عند السلف
وهل هناك من هو أفقه وأعلم من الصحابة والتابعين وأفضل منهم قولاً وفعلاً
لكن لا يدل هذا على أن لا نجتهد بل لا نتنقد علمهم واجتهادهم بحجج واهية
ومجال البحث والاجتهاد مفتوح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لكن بضوابط وأصول واحترام لعلم وآراء الآخرين من السلف أو المتأخرين
ولا يليق بمن يدعي الكتاب والسنة وأنه من الأمة المحمدية أن يتكلم على علماء يشهد التاريخ بعلمهم وجهودهم وتضحياتهم من أجل هذا الدين
والإنسان لا يكون إمعة إن سمع شخصاً تكلم على العلماء وافقه في رأيه بل يتتبع الحقائق والأمور ويجتهد ويبذل معظم وقته ليحصل على الحقيقة وسيجد إن شاء الله إذا خلصت النية
ولا يتقيد بكتاب أو قول ........ لأنك أخي محاسب عما قلت وعما صدر منك لا بما سمعت وقرأت ولا قيل لك
رب كلمة ...... إلخ
والأولى أن لا يحكم الإنسان على أحد حتى يقرأ عنه وينظر في مؤلفات ويسأل عنه أولو الألباب
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:06 م]ـ
وعن نفسي ليس في قلبي شيء الآن في حق ابن تيمية
شيخنا أبا مجاهد العبيدي:
قال هذا الكاذب في موضوع له بعنوان: " من يدفع إفك ابن تيمية على الإمام أبي الحسن الأشعري ": " لقد كذب ابن تيمية عامله الله بما يستحق، وكذب أذنابه، في ادعائهم أن الإيمان الشرعي عند الإمام الأشعري هو المعرفة المجردة عن الإذعان والتسليم ".
ثم قال بعد نقل عن الأشعري: " فانظروا ما أرقى تفسير الإمام الأشعري للإيمان وما أعظمه وأوضحه وما أحوج الناس اليوم للاقتداء به، ثم قارنوا كلامه ببهتان ابن تيمية والوهابية الأشرار عليه، عاملهم الله بعدله وأخلا الأرض منهم كي يعود للإسلام شبابه ".
http://razi.aslein.net/showthread.php?t=10209
فأرجو منك أن تأخذ هذا بعين الاعتبار عند كلامك مع هذا المخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:27 م]ـ
يا أخ محمد براء
حفظك الله ورعاك
أما سبق وذكرت ما ذكرته عن قول الهاني في موضوع بن المنير والأشعري فلماذا تعيده هنا؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:30 م]ـ
وأنت أيضاً حفظك الله ورعاك.
كتبته هنا ليطلع عليه الشيخ أبو مجاهد.
وكذلك من لم يطلع على ذلك الموضوع.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا: محمد براء.
فوالله لم نطلع على هذا الكلام القبيح الذي نقلت، ولم نكن لنطلع عليه لولا نقلك له.
ولا شك أن من يقول هذا الكلام في قلبه حقد دفين على الإسلام والمسلمين، ولا يستحق أن يناقش، لأن الذي يحاور هو من يريد الحق، ويبحث عنه، أما الأمراض النفسية فمحلها طب الأمراض النفسية، وليس الملتقيات.
جزاك الله خيرا.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:24 م]ـ
أخي محمد وفقك الله لحميتك وغيرتك.
عدت إلى الرابط الذي وضعت، فوجدت أن الكلام الذي نقلت مكتوب باسم نزار بن علي.
سؤالي / هل نزار هذا هو عينه الهاني، فإن كان الجواب بالإثبات، فعليه غرم ماكتب، إلا أنه هنا يزعم أنه ليس في قلبه الآن على شيخ الإسلام شي، والرجل يريد نقاشا موضوعيا بزعمه فليسمع له، فهو لم ينزع معطف الأدب بعد، وأراه فوق بعض الكتاب في عرضه ومناقشته، فإن كان الرجل ينشد حقا، أو يرى أنه على الحق، فكلنا ذاك الرجل، ومن واجبنا إسماع الحق واستماعه، في رحمة وتحت جدال حسن، ومتى رأينا شططا فاحشا، أو سؤ أدب وجدل عقيم، فلكل حدث حديثه المناسب.
وإن لم يكن صاحبنا هنا هو بعينه الذي هناك، فقد كفينا حربا وله علينا حق الاعتذار، وإني جازم متى كان المرء ينشد الحق، ونزع من قلبه الكبر ووحدانية العلم، ولان في يد أخيه وأعطاه قدره، فلن تكون إلا خاتمة خير، وخرج الجميع وإن احتد النقاش واختلفت الأراء وتنازعت المشارب، وكل يردد: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
الذي يصطاد السمك لا يقصد الماء الراكد، وإنما يقصد الجداول والأنهار أو البحار، وحقيقة فإن المخالف لك في الرأي، لن تعدم منه فائدة، فإما أن يؤكد الحق الذي لديك، وإما يكشف لك جوانب كانت خافية عليك، وإما أن يأذن الله فتكون هدايته على يديك ... ، فابحث عن الثراء دائما في الاختلاف فما هو إلا من آثار الرحمة، ولنبتعد جميعا عن الخلاف لمجرد الخلاف.
وظني والله أعلم أن الأخ الهاني لديه قدرة على الطرح، ونفس يستطيع أن يضبطها في النقاش، واحترام للآخر فليت هذا يستمر منا جميعا.
وللفائدة فقط أطلب من أخي الهاني، أن يحيلني على كلام شيخ الإسلام في العز بن عبدالسلام رحمه الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:38 م]ـ
وللفائدة فقط أطلب من أخي الهاني، أن يحيلني على كلام شيخ الإسلام في العز بن عبدالسلام رحمه الله.
قال الشيخ ابن تيمية في نقض المنطق:
وأبو محمد (يقصد سلطان العلماء) وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون: إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد، ولا بين للناس ما هو الأمر عليه في نفسه، بل أظهر للناس خلاف الحق، والحق: إما كتمه وإما أنه كان غير عالم به. اهـ (ص131، تحقيق محمد عبد الرازق حمزة)
قد صدمت عندما قرأت هذا الكلام، ولا شك أن الصدمة تكون كبيرة عند كل من يعرف سلطان العلماء العز ابن عبد السلام ذلك الإمام المجتهد الذي أجمع على تقواه وعلمه وفضله جميع علماء عصره ومن بعده بل وأعظمهم كابن دقيق العيد وغيره، ومؤلفاته الفريدة دالة على أنه أكثر الناس تعظيما للدين وأكثر الناس معرفة بقدر الأنبياء لا سيما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال في حقه هذا الكلام الذي ذكره الشيخ ابن تيمية؟؟
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:00 م]ـ
أما هذه فعليك وإن لم تكن الألى خالصة لك، فليس كلامه عن العز رحمه الله، وإنما هو عن عبدالله بن يوسف والد إمام الحرمين أبي المعالي رحمهما الله المتوفى عام 438.
أترك لك تحقيق المسألة. وعتاب نفسك بنفسك، فإنا لا نريد أن ننقض مابنينا، فالأمر قريب والخطب يسير.
أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:11 م]ـ
أخي ابن الشجري أراك لا تكاد تصدق هذا.
إذن فصدّق أن المقصود بأبي محمد هو سلطان العلماء العز ابن عبد السلام، وهذه كنيته المعروفة، وهذا الأمر لا يغيب على أحد قرأ نقض المنطق وعرف موضع الكلام وأن الشيخ ابن تيمية كان يناقش الرسالة الشهيرة التي وجهها العز إلى السلطان والقصة معروفة.
ولا ينبغي أخي الكريم أن تستحل هذا الكلام في والد أبي المعالي فرضا وإن كان الأمر كما ذكرت لك.
غفر الله للشيخ ابن تيمية هذا الكلام القاسي الشديد الذي لا يجوز أن يصدر في حق سلطان العلماء وخاتمة المجتهدين العز ابن عبد السلام أبدا مهما كان حجم الخلافات، فإن تشبيه صفوة رب العالمين من العلماء المسلمين بالملاحدة أمر خطير جدا، يتسبب في انحراف كثير من الطلبة المنبهرين بالشيخ ابن تيمية فيقلدونه في كل شاردة وواردة فيحقرون من شأن العلماء ويصفونهم بأشنع الصفات، وهذا هو الحاصل للأسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:48 م]ـ
رحم الله سلطان العلماء العز بن عبدالسلام، ورحم الله أبا محمد والد أبي المعالي العالم الزاهد، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، ورحم الله قاضي المالكية ابن العربي، وجمعنا بهم جميعا في جنات النعيم.
وأصدقك القول إن حبي للرجلين واهتمامي بآثارهما لا يقل عن الاهتمام بشيخ الإسلام وآثاره، وإن كان له عند محبيه وأنا منهم شأن آخر.
لا بأس فليس لدي الوقت لتحقيق المسألة تحقيقا يأخذ أكثر من هذا الوقت، كما أنه لم يترجح لدي سوى ما ذكرت، وعموما أكان سلطان العلماء أو كان والد أبي المعالي، فإن شيخ الإسلام بجله بالتكنية كما ترى وإن سفه رأيه واحتد، ولم يتجاهله أو يحقر من شأنه، فهذا أدب جم لا يخفى على مثلك، فأنا هنا الآن لا أرى إلا أنك على خطأ في تحاملك على شخص الرجل ورأيه، وروم النيل منه بما أعيا من قبلك، ومع هذا لا نكن لك إلا الخير، ولن تجد منا إلا القول الجميل، ما استطعنا إلى ذلك من سبيل، وأراك تشاطرني هذه النحلة.
ولعلك تعلم أن في تفنيد الرأي الخطير يحتاج المرء أحيانا إلى عبارة تفوق الحدث، كما هو بين في أعطاف كتب الجرح والتعديل، وهذا وإن لم يرد به الناقد شخص المجروح بقدر ماهو للتنفير من مقالته وبينان خطرها، ولربما كان هذا لاستيقاف شارد أو إيقاظ غافل أو حس بليد.
ولعلك رحمك الله تعلم كلام شيخ الإسلام في ابن حزم وكيف قام به وقعد، حين الحديث عن مذهبه في بعض ما ذهب إليه واستشناع ذلك منه، بل قرنه بالشيطان في مسائل قال بها، ومع هذا كان يعظمه ويبجله عند الحديث عن شخصه وعموم آثاره بما تعجب منه، بل جعل منه منجنيق الإسلام كما قال رحمهما الله جميعا.
فليتنا نتأدب بأدبهم، ونأتي على كتبهم، فضلا عن أن نحوز معشار علمهم.
ولولا أني على عجلة من أمري لبسطت القول لأهميته، ولكن في ما أشرنا إليه كفاية إن شاء الله.
فلعنا نكتفي بهذا القدر بخصوص هذه المسألة بعينها، ولنا فيك مطمع في ماهو اكثر منها رعاك الله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:29 ص]ـ
الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى
أين كلام الطبري في هذا؟
أرجو أن لا تكون حرفت كلامه كما حرفته حين قلت: " نقل الإمام الطبري في التبصيراجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون والألوان والطعوم والأراييح ".
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:04 ص]ـ
أرى أنك قليل الاطلاع جدا على كلام العلماء
والمفروض ممن يدعي "دفاعا عن العقيدة" أن يكون على الأقل خبيرا بكلام الإمام الطبري إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه.
وما ذكرته عنه موجود صريح في كتبه، وآتيك بالتوثيق إن شئت، لكن أراك تنكر أن يكون الإمام الطبري ناقلا ذلك الإجماع على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون، وأراك تنكر تنزيه الإمام الطبري ربه سبحانه وتعالى عن حلول الصفات الحادثة بذاته عز وجل.
وهذا الإنكار منك دليل على عدم معرفتك بأقوال أهل السنة على الحقيقة كالإمام الطبري، أو أنك تريد تحريفها، لكن ذلك مستحيل لأنها نصوص قاطعة لا تحتمل التلاعب والتحريف.
بل إن الإمام الطبري يصرح بأن الله تعالى ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، يعني بحسب العبارة الأخرى: لا داخل العالم ولا خارجه.
نعم، هذه عقيدة الإمام الطبري إمام أهل السنة والجماعة، أخذها عن تابع التابعين والتابعين والصحابة والسنة والقرآن العظيم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:20 م]ـ
أين كلام الطبري في هذا:
" الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى "
أجب بلا تهرب.
لنرى كذبة أخرى من كذباتك على العلماء.
أما تحريفك لكلامه في نفي الحركة والسكون والألوان والطعوم والأراييح، فستجد كشفه في رسالتي المختصرة: براءة الطبري الإمام من بدعة الأشعرية في صفة الكلام، وسأنشرها في هذا المتلقى بإذن الملك العلام في غضون أيام!
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 04:50 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
" الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى "
إذا اجتمعت قلة الأدب مع الجهل فانتظر العجب.
إن الحوار مع المعاندين أمر لا طائل من وراءه من قديم الزمان.
حيث إن المعاند مهما أريته من حجة طالبك بالألفاظ وتجاهل المعاني.
وفي هذا المبحث، فنصوص الإمام الطبري الدالة بالمطابقة والتضمن والالتزام على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة (التي يسميها المخالف للطبري صفات اختيارية) أكثر من أن تحصى. يعلم ذلك من تأمل كتب الإمام الطبري طالبا المعاني، لا مجرد الألفاظ، مع أن الألفاظ أيضا موجودة.
وفي هذا المقام، كان بإمكان هذا المعاند العنيد أن يطلب نص الإمام الطبري أو مدلوله بدون اتهام بالكذب، لكنه أبى إلا أن يسلك طريق الهمز واللمز لأنه براء من الأدب لا يحسن إلا الهمز واللمز كما حكم عليه الحاكم العدل.
ومع ذلك أجيبك:
في سورة الأنعام، نقل الإمام الطبري قول قتادة في تفسير احتجاج نبي الله إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام قوله رضي الله عنه: "علم أن ربه دائمٌ لا يزول. (جامع البيان، ج9/ص356)
فقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يؤخذ منه لمن كان في قلبه نكتة علم استحالة الزوال على الله، والله اسم للذات الإلهية الموصوفة بالصفات الكمالية، فعندما يقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يقصد لا تزول ذاته ولا تزول صفاته، وفي هذا كفاية لبيان دلالة قول قتادة على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة، وفيه رد على من يقول بأن الله يحدث في ذاته القرآن ويحدث في ذاته الحركات والسكنات.
ومع هذه الدلالة الواضحة من كلام قتادة، فقد بين الإمام الطبري مفهوم قول قتادة في تفسير قوله تعالى (القيوم) في سورة آل عمران فقال: معنى ذلك: القيام على مكانه. ووجَّهُوه إلى القيام الدائم الذي لا زوال معه ولا انتقال، وأن الله تعالى إنما نفى عن نفسه ـ بوصفها بذلك ـ التغيُّرَ والتنقل من مكان إلى مكان، وحدوثَ التبدُّلِ الذي يَحدُثُ في الآدميين وسائِر خلقه غيرِهم. (جامع البيان، ج5/ص178)
ففي هذا الكلام بيان تام لفهم الإمام الطبري لقول قتادة، وإقرار له، وهذا هو ما يقوله أهل السنة إلا من شذّ فجعل الله محلا للصفات الحادثة.
وكلام الإمام الطبري في تنزيه الله تعالى عن الصفات الحادثة شهير لا يغيب إلا على جاهل أو متجاهل، فقد قال الإمام الطبري في التبصير في كلامه عن صفات الله تعالى: لا يجوز تحوُّلها أو تبديلها أو تغيرها عما لم يزل الله ـ تعالى ذكره ـ بها موصوفا. (ص 150)
ولو جلبت كل كلامه في هذا المعنى لطال المقام، لكن في هذا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لا لمن كانت عادته الهمز واللمز وهو عنيد.
أما بالنسبة لنقل الإمام الطبري إجماع الموحدين على تنزيه الله تعالى عن الحركة والسكون إلى آخره، فهو مذكور معلوم في كتاب التبصير عندما بين استحالة أن يكون القرآن محدثا في ذات الله تعالى، فراجع ذلك الكتاب، وذلك الموضع، فإذا لم تفهم فسلام على فهمك.
ووفر رسالتك فما أنت عليه من إنكار الواضحات المتعلقة براي الإمام الطبري يتوقع منه أن تحرف كلام ذلك الإمام عن موضعه، وهو لا يحتمل ذلك، فليتك ترحم نفسك وتعرف قدرك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:15 م]ـ
قتادة رحمه الله تعالى يقول عن الخليل عليه السلام: علم أن ربه دائمٌ لا يزول.
ومن هذا الذي يقول بخلاف قول قتادة او يعترض عليه؟!
والطبري لم يزد على روايته للأثر، أما ما نسبته إليه من أنه يرى قوله دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى، فهذا هو الكذب الصراح ..
ألا تخاف من الله؟ ألا تخشاه؟ ألا تراقبه؟ ألا تستحي منه؟ ألا تعلم أن الله سيحاسبك على كل كلمة تقولها؟ ألا تدري أن الكذب من اكبر الكبائر فكيف إذا كذبت على أهل العلم؟
ثم تفسر كلام قتادة كما تريد وتنسب هذا التفسير للطبري!.
فهذا الكلام:
فقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يؤخذ منه لمن كان في قلبه نكتة علم استحالة الزوال على الله، والله اسم للذات الإلهية الموصوفة بالصفات الكمالية، فعندما يقول قتادة: علم أن ربه دائم لا يزول، يقصد لا تزول ذاته ولا تزول صفاته، وفي هذا كفاية لبيان دلالة قول قتادة على استحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة، وفيه رد على من يقول بأن الله يحدث في ذاته القرآن ويحدث في ذاته الحركات والسكنات.
هو فهمك المحرف .. ورأيك المزيف لقول قتادة وليس فهم الطبري ولا رأيه،ثم تأتي وتنسبه بلا خوف من الله .. ولا مراقبة له .. إلى الطبري .. فالله يحاسبك على ذلك ..
ثم تقفز إلى تفسيره لفظ القيوم، وتأتي بكلام مبتور وتزعم أنه يدل على فهمك .. وكلام الطبري المبتور سبقه قول الطبري: "وقال آخرون: " معنى ذلك: القيام على مكانه ". ووجَّهوه إلى القيام الدائم الذي لا زوالَ معه ولا انتقال، وأنّ الله عز وجل إنما نفى عن نفسه بوَصفها بذلك، التغيُّرَ والتنقلَ من مكان إلى مكان، وحدوثَ التبدّل الذي يحدث في الآدميين وسائر خلقه غيرهم ".
فهذا الكلام لآخرين، نقله الطبري ثم رجح خلافه .. وليس كلامه ولا رأيه ..
ثم ألا تدري أن هذا الكلام الذي نقلته يناقض مذهبك ويدل على خلاف مطلوبك .. بل هو عندكم كفر صراح .. فهو كلام من يثبت المكان لله تعالى، " القيام على مكانه " .. فهل تثبت المكان لله حتى تحتج بهذا النقل؟ أم تنقل ولا تعي ما تنقله؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:30 م]ـ
وفر خطاباتك لنفسك.
فلو وجهت الخطاب لنفسك لكان خيرا لك.
لماذا لم تعلق على قول الإمام الإمام الطبري في التبصير في كلامه عن صفات الله تعالى: لا يجوز تحوُّلها أو تبديلها أو تغيرها عما لم يزل الله ـ تعالى ذكره ـ بها موصوفا. (ص 150)
القيام على مكانه تعالى: القيام على حاله.
لكن الذي في قلبه مرض يفهم منها المكان الذي يناسب الأجرام.
وإذا علمنا أن كل مستقر بمكان فهو ساكن، وعلمنا أن الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على استحالة وصف الله بالحركة والسكون، علما قطعا أن القيام على المكان لا يقصد به المكان الذي تعنيه أنت لأن الإمام الطبري لا ينقل قولا اجتمع أهل التوحيد على فساده ثم يقره.
أين عقلك؟؟
أين قلبك؟؟
أفق من غفلتك، فإنك في ملتقى يعج بالنقاد، ولست في ملتقى الرضع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 07:40 م]ـ
وإذا علمنا أن كل مستقر بمكان فهو ساكن، وعلمنا أن الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على استحالة وصف الله بالحركة والسكون، علما قطعا أن القيام على المكان لا يقصد به المكان الذي تعنيه أنت لأن الإمام الطبري لا ينقل قولا اجتمع أهل التوحيد على فساده ثم يقره.
أين عقلك؟؟
أين قلبك؟؟
أفق من غفلتك، فإنك في ملتقى يعج بالنقاد، ولست في ملتقى الرضع.
يا أبا عبيدة
لقد ذم الله تعالى أهل الكتاب وأنكر عليهم المحاجة فيما لا علم لهم به فقال:
(هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (66)
ونحن نبتعد عن هذا المسلك ونقف عند ما علمنا ربنا ونصفه بما وصف به نفسه في كتابه دون زيادة أو نقصان أو تكلف مالم يكلفنا الله به، قال تعالى:
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) سورة البقرة (210)
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) سورة الأنعام (158)
(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) سورة الفجر (22)
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 07:51 م]ـ
أتظن أنه ليس لي شغل إلا تتبع كذباتك حتى تأمرني أن أعلق على ما تشاء وأترك ما تشاء؟!.
رفعت الموضوع بعد مضي أسبوع على المشاركة فيه .. لأبين كذبتك التي كذبتها على الطبري في مشاركتك الأولى .. المتعلقة بقول قتادة .. أما وقد فعلتُ .. فقد حصل ما أردته .. إلا أنني كنت أتمنى أن أجد اعتذاراً عن هذا الكذب الظاهر لا تمادياً في الباطل .. إلا أن هذه الأمنية ليس في طاقتي تحقيقها، فهو أمر بينك وبين الله فهو يحاسبك على ما قلتَه من البهتان والكذب .. وحسبي أنني لم أقصر في ذبي الكذب عن الطبري ..
أما تتبع سائر كذباتك على الطبري وغير الطبري فليس هو شغلي أولاً حتى تطالبني به .. وليس هو شغل القراء حتى أشغلهم به ثانياً ..
ووالله الذي لا إله إلا هو لو لم أكن أرجو مما كتبته هنا وفي رسالتي المذكورة أن يثيبني الله على ذبي الكذب عن أهل العلم .. لما كتبته ولا رددت على من هو أقل شأنا عند أهل العلم والسنة من أن يلتفت إليه وإلى كذبه ..
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:14 م]ـ
هذا المنهج قد نبهك عليه غير واحد، لكنك لا تحسن غيره كما يبدو.
كلام الإمام الطبري واضح لكل متأمل.
ودفاعك الوهمي لا ينطلي إلى عليك.
وقد طالبتني بأن أحيلك أين نقل الإمام الطبري اجتماع الموحدين على فساد وصف الله بالحركة والسكون، وقد أحلتك عليه فلم تحرك تجاهه ساكنا، ولن تحرك لأن كلام الإمام الطبري حجة قاطعة ونص محكم في محل النزاع، ولا تستطيع أن تتلاعب به.
وكل عاقل يعلم أن الإمام الطبري لم يرد بالقيام في المكان المكان الذي تخيلته أنت وحاولت إلزامي به، فإن الإمام الطبري لا يقر قولا يعتبره باجتماع الموحدين فاسدا.
فتوهمك أنك دافعت عن الإمام الطبري وبينت كذب ما نقلته أنا عنه وهم، والواهم عليه أن يعالج نفسه، لا يتصدر للكلام في العقائد مع وهمه.
ونصوص الإمام الطبري قطعية في أنه يعتقد تنزيه الله تعالى عن حلول الصفات الحادثة به، وكلامه في تنزيه الله تعالى عن مماسة العالم أو مبانيته بحيث يكون في جهة منه قطعي لا يمكن لعاقل ردّه.
كل ما في الأمر، أن أمثالك عندما يصلون إلى آراء الإمام الطبري يتبلدون، ويتمنون تحريف كلام الإمام الطبري لأنهم لا يستطيعون اتهامه بأنه جهمي، مع أنه يقول بل يعتقد آراءا تصفون معتقدها ـ وهم جمهور أهل السنة ـ بالجهمية.
أما تشغيبك بأنك لست متفرغا للرد، فهذا يحسب عليك لا لك، فإنك بينت ضعف حجتك في تحريف كلام الإمام الطبري، ومن الضروري أن تتمنى الفرار فتزخرف لنفسك أنك في غنى عن الرد.
ولا تنسى أني نقلت كلاما محكما عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني دالا على دفاع على عقيدة ابن كلاب والأشعري في كلام الله، وهي عقيدة الإمام الطبري، وهي عقيدة وكيع ابن الجراح، وأحمد ابن حنبل، ولكنك لم تحرك أمامه ساكنا، ولا يمكنك تحريفه لشدة ظهوره.
وددت أن أحاور عاقلا ذا أدب، لا همازا لمازا سيئ الأدب مثلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:21 م]ـ
قال الإمام الطبري في مقدمة تاريخه:
ما لم يخل من الحدَث لا شك أنه مُحدَثٌ. (جـ1/ص28)
هذا الكلام المحكم الذي صرح به الإمام الطبري نص آخر قاطع في محل النزاع.
وهذه القاعدة التي ذكرها لا يمكن تحريفها أو تزييفها، فهي دالة دلالة قاطعة على صحة كل نقلته عن الإمام الطبري من اعتقاده تنزه الله تعالى عن اتصافه بقرآن محدث أو صفة اختيارية محدثة تقوم بذاته بعد أن لم تكن.
هذا، وفي الرسالة التي بينت فيها عقيدة الإمام الطبري المزيد والمزيد بالحجة والبرهان، لا بالهمز واللمز وقلة الأدب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:42 م]ـ
قال الإمام الطبري في مقدمة تاريخه:
ما لم يخل من الحدَث لا شك أنه مُحدَثٌ. (جـ1/ص28)
هذا الكلام المحكم الذي صرح به الإمام الطبري نص آخر قاطع في محل النزاع.
وهذه القاعدة التي ذكرها لا يمكن تحريفها أو تزييفها، فهي دالة دلالة قاطعة على صحة كل نقلته عن الإمام الطبري من اعتقاده تنزه الله تعالى عن اتصافه بقرآن محدث أو صفة اختيارية محدثة تقوم بذاته بعد أن لم تكن.
هذا، وفي الرسالة التي بينت فيها عقيدة الإمام الطبري المزيد والمزيد بالحجة والبرهان، لا بالهمز واللمز وقلة الأدب.
يا أبا عبيدة وفقنا الله وإياك للحق
هل تعبدنا الله بكلام البشر أم بكلامه؟
إذا كان الله تعالى تعبدنا بكلامه وهذا لا أظنك تعترض عليه فقل لنا فهمك أنت لقوله تعالى:
(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة البقرة (117)
(إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة آل عمران (59)
(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة النحل (40)
هل تفهم منه أن الله يحدث ما يشاء بقوله "كن" أو لا؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:45 م]ـ
هذا الكلام لا يصح إلا إذا تبينت هذه الأمر:
1ـ أن يكون الصاحبة فسروا كل القرآن آية آية وكلمة كلمة.
2 ـ أن تكون تفسيراتهم قد وصلتنا عنهم بالتواتر المفيد للقطع بأنه كلامهم.
3 ـ أن تكون تفسيراتهم لكل آية أو كلمة الواصلة إلينا بالتواتر نصوصا قطعية الدلالة على المعنى الذي أرادوه كما هي قطعية الثبوت عنهم.
4 ـ أن يكون قد وردنا عن الشارع نص صريح بعدم العدول عن تفسيرهم القطعي الدلالة والقطعي الثبوت لأن أمر الشارع هو الملزم لا غير، أو يكون ذلك الأمر صادرا عنهم بإجماع مقترن بدليل شرعي.
فإذا علم العاقل استحالة توفر هذه الشروط، علم لماذا وجد في كل قرن مفسرون للقرآن العظيم استفادوا مما أثر عن الصحابة وزادوا عليه معاني جليلة لم تصلنا عنهم بوجه من الوجوه.
وإذا علم العاقل كل هذا علم أن كلام ابن تيمية مطلق لا قيمة له في ميزان العلم بشهادة كثير من المفسرين بدليل تفسيراتهم المشهودة.
ونقول أيضا: كثير من كلام الصحابة ورد مجملا أو ظاهرا، وهو بحاجة للتفصيل والتبيين والتوجيه في ضوء قواعد إما عقلية أو نقلية، وهذا محل النزاع، فابن تيمية مثلا يعتبر بعض ما ورد عن الصحابة أو التابعين نصا صريحا فيما فهمه هو، وغيره من العلماء ـ وهم من هم علما ـ يعتبرونه مجملا أو ظاهرا يحتاج إلى علم في تفسيره، ويخالفون ابن تيمية فيما ذهب إليه من حمل لكلام الصحابة أو التابعين، فالمشكلة عادت إلى فهم كلام الصحابة.
مثلا: الإمام ابن جرير الطبري يرى قول قتادة باستحالة الزوال على الله تعالى دليلا على استحالة حلول الحوادث بذات الله تعالى، بينما يرى الدارمي استحالة الزوال لا تدل على استحالة حدوث صفاته وتحركه وسكونه ونزوله وصعوده، ويرى أن استحالة الزوال بمعنى استحالة العدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال آخر: ورد تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع، فحمل إمام المفسرين الطبري ذلك على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، ونزه الله عن العلو الحسي والمكاني بتنزيه الله تعالى عن لوازم ذلك العلو المكاني وهي الحركة والسكون والمباينة للعالم أو المماسة، وحمل غيره ذلك على العلو والاتفاع بالمكان وجوز على الله الحركة والسكون. فكلام السلف هنا ليس نصا في أحد المعنيين، لكنهم يقصدون قطعا معنى من المعنيين، فحمله الإمام الطبري وكثير من العلماء على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، وحمله غيرهم على ما ذكر، فلا يمكن الادعاء بأن الإمام الطبري خالف أمرا مجمعا عليه بين الصحابة والتابعين لا سمح الله، أو عرف الحق وكتمه وحرفه وأنكره معاذ الله.
وقس على ذلك.
هذه شروطك وهي غريبة ولكن أغرب ما فيها كلامك عن ابن جرير الطبري وما زعمت عنه.
فلعلك وقعت ضحية للإنتقائية التي يتخذها البعض لنصرة مذهبه.
بل يا أخي الطبري يقول أن الله فوق العرش.
واليك التوثيق ورجاء مراجعة المصدر قبل الرد.تفسير الطبري - (ج 1 / ص -430 - 429)
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ ه قال أبو جعفر: الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه: منها انتهاءُ شباب الرجل وقوّته، فيقال، إذا صار كذلك: قد استوى الرّجُل. ومنها استقامة ما كان فيه أوَدٌ من الأمور والأسباب، يقال منه: استوى لفلان أمرُه. إذا استقام بعد أوَدٍ، ومنه قول الطِّرِمَّاح بن حَكيم:
طَالَ عَلَى رَسْمِ مَهْدَدٍ أبَدُهْ ... وَعَفَا وَاسْتَوَى بِهِ بَلَدُه و الارتفاع. وممن قال ذلك الربيع بن أنس.
يعني: استقام به. ومنها: الإقبال على الشيء يقال استوى فلانٌ على فلان بما يكرهه ويسوءه بَعد الإحسان إليه. ومنها. الاحتياز والاستيلاء، كقولهم: استوى فلان على المملكة. بمعنى احتوى عليها وحازَها. ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه عليه.
وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات. والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.
قال أبو جعفر: وإن قال لنا قائل أخبرنا عن استواء الله جل ثناؤه إلى السماء، كان قبل خلق السماء أم بعده؟
قيل: بعده، وقبل أن يسويهن سبعَ سموات، كما قال جل ثناؤه:
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) [سورة فصلت: 11]. والاستواء كان بعد أن خلقها دُخانًا، وقبل أن يسوِّيَها سبعَ سموات.
وقال بعضهم: إنما قال:"استوى إلى السّماء"، ولا سماء، كقول الرجل لآخر:"اعمل هذا الثوب"، وإنما معه غزلٌ.
وأما قوله"فسواهن" فإنه يعني هيأهن وخلقهن ودبَّرهن وقوَّمهن. والتسوية في كلام العرب، التقويم والإصلاح والتوطئة، كما يقال: سوَّى فلان لفلان هذا الأمر. إذا قوّمه وأصلحه وَوَطَّأه له. فكذلك تسوية الله جل ثناؤه سمواته: تقويمه إياهن على مشيئته، وتدبيره لهنّ على إرادته، وتفتيقهنّ بعد ارتتاقهنّ.
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 581)
وقوله: (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته (وَإِنِّي لأظُنُّهُ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 237)
وعني بقوله: (هُوَ رَابِعُهُمْ)، بمعنى: أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه. كما حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثني نصر بن ميمون المضروب، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قوله: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ) ... إلى قوله: (هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم (أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
وقوله: (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يقول تعالى ذكره: ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل، مما يحبه ويسخطه يوم القيامة. (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول: إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 513)
يقول تعالى ذكره: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) أيها الكافرون (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) يقول: فإذا الأرض تذهب بكم وتجيئ وتضطرب (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) وهو الله (أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا) وهو التراب فيه الحصباء الصغار (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) يقول: فستعلمون أيها الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم، إذ كذبتم به، ورددتموه على رسولي
تفسير الطبري - (ج 21 / ص 387)
(وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا) يقول: وإني لأظنّ موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا. تفسير الطبري - (ج 23 / ص 237)
قوله: (هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 580)
القول في تأويل قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لأشراف قومه وسادتهم: (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) فتعبدوه، وتصدّقوا قول موسى فيما جاءكم به من أن لكم وله ربا غيري ومعبودا سواي (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) يقول: فاعمل لي آجرا، وذُكر أنه أوّل من طبخ الآجر وبنى به.
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 581)
وقوله: (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته (وَإِنِّي لأظُنُّهُ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.
تفسير الطبري - (ج 17 / ص 220)
القول في تأويل قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
يقول تعالى ذكره: يخاف هؤلاء الملائكة التي في السموات، وما في الأرض من دابة، ربهم من فوقهم، أن يعذّبهم إن عَصَوا أمره،ويفعلون ما يؤمرون، يقول: ويفعلون ما أمرهم الله به، فيؤدّون حقوقه، ويجتنبون سُخْطه.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:48 م]ـ
مثال آخر: ورد تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع، فحمل إمام المفسرين الطبري ذلك على العلو والارتفاع بالقدرة والقهر، ونزه الله عن العلو الحسي والمكاني بتنزيه الله تعالى عن لوازم ذلك العلو المكاني وهي الحركة والسكون والمباينة للعالم أو المماسة، .......
القول ليس مبايننا له ولا مماسا له قول متأخر عن زمن الطبري رحمه الله. فهل لك أن تأتينا بعبارة للطبري رحمه الله يقول ذلك؟
وقد وضعت لك قبل هذه المداخلة ما يبين أنه رحمه الله يؤمن بأن الله فوق عرشه.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:49 م]ـ
أخي ابا سعد الغامدي.
أنت مثال من الإنسان الطيب، على نيته.
ومع ذلك أجيبك:
قولك: (يحدث ما يشاء) كلام مجمل يحتمل أمران:
1 ـ يحتمل أنه يحدث ما يشاء في ذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
2 ـ ويحتمل أنه يحدث ما يشاء من خلقه وفي خلقه.
إن أردت المعنى الأول فالله منزه عن ذلك، بل واجبنا شرعا تنزيهه عن ذلك، وهذا التنزيه هو الذي يقول به الإمام الطبري مثلا.
وإن اردت المعنى الثاني فهو معنى صحيح، ولا يشك في ذلك مسلم.
والقرآن العظيم أخي الكريم يفهم بالعلم وبأقوال الأئمة كالإمام الطبري وغيره، لا بمجرد ما يتبادر لذهن العامي، كما تبادر للنصارى من قوله تعالى (وَرُوحٌ مِنْهُ) ما تبادر من الفساد.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:52 م]ـ
بل إن الإمام الطبري يصرح بأن الله تعالى ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، يعني بحسب العبارة الأخرى: لا داخل العالم ولا خارجه.
نعم، هذه عقيدة الإمام الطبري إمام أهل السنة والجماعة، أخذها عن تابع التابعين والتابعين والصحابة والسنة والقرآن العظيم. قد تكون أنت فهمت هذا لا هو قالها.!!!!
هل بينت لنا صدق كلامك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:52 م]ـ
القول ليس مبايننا له ولا مماسا له قول متأخر عن زمن الطبري رحمه الله. فهل لك أن تأتينا بعبارة للطبري رحمه الله يقول ذلك؟
وقد وضعت لك قبل هذه المداخلة ما يبين أنه رحمه الله يؤمن بأن الله فوق عرشه.
أنا أيضا أؤمن يقينا بأن الله فوق عرشه سبحانه وتعالى. فلا تزايد على ذلك.
وجهلك بقول الإمام الطبري بأن الله ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، هذا أمر يخصك، لكنه موجود.
وما أوردته من الكلام عن العلو ليس محل بحث أولا، ثم هو صحيح على مذهب الإمام الطبري إذا عرفت مقصوده بالعلو، ولن تعرف مقصوده بالعلو إلا إذا فهمت تنزيهه الله تعالى عن الحركة والسكون وحلول الصفات الحادثة به، فهذا هو محل البحث.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:56 م]ـ
قد تكون أنت فهمت هذا لا هو قالها.!!!!
هل بينت لنا صدق كلامك؟
بل هو قالها.
أعرف أنها صدمة لكثير من الناس.
لكنها الحقيقة، والقرائن التي نقلت شذرات عنها تؤكد ذلك.
ولهذا، أعتقد أن توضيح آراء الإمام الطبري قد يعيد لكثير من الناس الذين تاهوا في تيار سب العلماء رشدهم، ويكفوا عن وصف جمهور علماء أهل السنة بالجهمية، أو يلحق الإمام الطبري ـ عندهم ـ بالجهمية، وهذا لا أتوقعه لجلالة قدر الإمام الطبري.
أما هذا الهماز واللماز العنيد المسمى (براء) والأدب منه براء، فهو يعتقد أني آتي بكلام من عندي وأنسبه للطبري، فحسابه عند الله إن لم يتب من همزه ولزمه، وهذا كلام الإمام الطبري أمام الجميع، ولدينا مزيد.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:01 م]ـ
أنا أيضا أؤمن يقينا بأن الله فوق عرشه سبحانه وتعالى. فلا تزايد على ذلك.
وجهلك بقول الإمام الطبري بأن الله ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، هذا أمر يخصك، لكنه موجود.
وما أوردته من الكلام عن العلو ليس محل بحث أولا، ثم هو صحيح على مذهب الإمام الطبري إذا عرفت مقصوده بالعلو، ولن تعرف مقصوده بالعلو إلا إذا فهمت تنزيهه الله تعالى عن الحركة والسكون وحلول الصفات الحادثة به، فهذا هو محل البحث.
لا نريد فهمك. قد نصحتك أن ترجع لما وضعته لك ولكنك رددت بسرعة وأظن أنك لم تتدبر ما كتبته لك.
أما كونك تريد أن تفسر كلام الطبري بطريقة الغاز فهذه لك. ولكن بعيدا عنا.
اين قال الطبري بالعبارة التي فيها أنه يقول أنه ليس مباينا للعالم؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:05 م]ـ
وجهلك بقول الإمام الطبري بأن الله ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، هذا أمر يخصك، لكنه موجود.
.
كنت أظنك أفقه من هذا , فإن النبي عليه افضل الصلاة هو الأسوة الحسنة:
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"
فأنا لا أعلم ما تفضلت به. وانتم كفرتم من اعتقد بأن الله مباين لخلقه فهل لك أن تتبع محمد وأن تترك هواك؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:09 م]ـ
ونقل عن الأشعري: "
وحكى عنه أبو بكر بن فورك فيما جمعه من مقالاته في كتاب المجرد: وأخرج من النظر والخبر قول من قال: لا هو في العالم ولا خارجه، فنفاه نفياً مستوياً لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول أكثر من هذا. وردّ أخبار الله نصاً، وقال في ذلك ما لا يجوز في نص ولا معقول، وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص، والنفي الخالص عندهم هو الإثبات الخالص، وهم عند أنفسهم قياسون."اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - (ج 1 / ص 80)
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل/105]
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:50 م]ـ
اين قال الطبري بالعبارة التي فيها أنه يقول أنه ليس مباينا للعالم؟
اين همتك في البحث؟؟
أم تريد كل شيء جاهزا؟
وهل ترى نفسك على حق عندما تستشهد بآيات نزلت في الكفار على أخيك المسلم؟
الا تخشى وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم على تكفير المسلم؟؟
وأنت باستشهادك بهذه الآية كأنك تكفرني، فهل هذا هو منهج السلف الصالح؟؟؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:57 م]ـ
اين همتك في البحث؟؟
أم تريد كل شيء جاهزا؟
وهل ترى نفسك على حق عندما تستشهد بآيات نزلت في الكفار على أخيك المسلم؟
الا تخشى وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم على تكفير المسلم؟؟
وأنت باستشهادك بهذه الآية كأنك تكفرني، فهل هذا هو منهج السلف الصالح؟؟؟
كنت أظنك ستقبل كلام النبي عليه الصلاة والسلام وتخبرني بالعلم الذي تكتمه.
لا قبلت حديث النبي عليه السلام. ولا فهمت كلام الباري عز وجل.
وبعد هذا اذا لم تأتي بما تزعم ,فاتبع الحق أحق لك.
"قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ " [الأنعام/148]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:11 م]ـ
أخي ابا سعد الغامدي.
أنت مثال من الإنسان الطيب، على نيته.
ومع ذلك أجيبك:
قولك: (يحدث ما يشاء) كلام مجمل يحتمل أمران:
1 ـ يحتمل أنه يحدث ما يشاء في ذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
2 ـ ويحتمل أنه يحدث ما يشاء من خلقه وفي خلقه.
إن أردت المعنى الأول فالله منزه عن ذلك، بل واجبنا شرعا تنزيهه عن ذلك، وهذا التنزيه هو الذي يقول به الإمام الطبري مثلا.
وإن اردت المعنى الثاني فهو معنى صحيح، ولا يشك في ذلك مسلم.
والقرآن العظيم أخي الكريم يفهم بالعلم وبأقوال الأئمة كالإمام الطبري وغيره، لا بمجرد ما يتبادر لذهن العامي، كما تبادر للنصارى من قوله تعالى (وَرُوحٌ مِنْهُ) ما تبادر من الفساد.
أخي الكريم:
أولا:أشكرك على وصفي بالطيب وأسأل الله أن أكون أنا وأنت وكل مسلم من الطيبين.
ثانياً: سؤالي ليس عما يحدثه الله تعالى وإنما سألتك بما يحدث؟
ثالثاً: قولك: " يحتمل أنه يحدث ما يشاء في ذاته تعالى عن ذلك علوا كبيرا." فإن كنت تنفي أن الله محل للمحدثات فهذ صحيح‘ وإن كنت تقصد أن الله لا يتكلم بما شاء متى ما شاء فهذا باطل.
رابعاُ: ما تبادر للنصارى فالحقيقة ليس هو ما تبادر للنصارى وإنما قالوا ما قالوه عندما غلبت عليهم الأهواء والبدع فاستدلوا لذلك بما ذكرت ولا دليل لهم فيه والعامي البسيط يعلم أن لا دليل لهم فيه فضلا عن العالم.
وأسأل الله أن يجعلك "مثلي" طيب وعلى نيتك.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:22 م]ـ
قال: لا هو في العالم ولا خارجه، فنفاه نفياً مستوياً لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول أكثر من هذا.
دعني أعلمك شيئا من النقد حتى لا تكون إمعة.
تصور أن أحدا قال لك: على قولكم أن الشيء لا يكون إلا داخل العالم أو خارجا، أن يكون معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) أنه معدوم لأن الشيء على قولكم لا يكون إلا داخل العالم أو خارجه. وقد نفت الآية أن يكون مثل شيء أصلا، فلا هو داخل العالم ولا خارجه، وهذا صفة العدم عندكم، لا عند الإمام الطبري.
ودعني أخاطب الذين هم يتبعون العلم لا العواطف والتعصب:
لا شك أن القسمة الحاصرة تكون بين النفي والإثبات، حتى إذا انتفى النفي وجب الإثبات، أو انتفى الإثبات وجب النفي.
وهذا الكلام يفهمه العلماء أو طلبة العلم الجادين بلا شك.
وقول القائل: (الله إما أن يكون داخل العالم أو خارجه) قسمة دائرة بين إثبات وإثبات، فهي قسمة غير حاصرة، والقسمة الحاصرة الدائرة بين النفي والإثبات هي أن يقال: الله إما أن يكون داخل العالم أو خارجه، أو لا دالخ العالم ولا خارجه.
فهذه هي القسمة العلمية الدائرة بين النفي والإثبات.
وقد اختار الإمام الطبري قسم النفي لأنه الحق الذي عليه أهل السنة، فهم لا يخضون في ذات الله تعالى، بل ينزهون ذاته تعالى بما أرشدهم في كتابه وسنة نبيه ودلائل الفطر السوية لا المشوهة.
معذرة أني خاطبتك بكلام علمي، أعلم أنه لن يروق لك.
وعندما تخاطب أخاك المسلم في المرة القادمة لا تخاطبه بآيات نزلت في الكفار.
وأما كلام الإمام الطبري، فأترك لك مجال البحث.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:42 ص]ـ
دعني أعلمك شيئا من النقد حتى لا تكون إمعة.
تصور أن أحدا قال لك: على قولكم أن الشيء لا يكون إلا داخل العالم أو خارجا، أن يكون معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) أنه معدوم لأن الشيء على قولكم لا يكون إلا داخل العالم أو خارجه. وقد نفت الآية أن يكون مثل شيء أصلا، فلا هو داخل العالم ولا خارجه، وهذا صفة العدم عندكم، لا عند الإمام الطبري.
ودعني أخاطب الذين هم يتبعون العلم لا العواطف والتعصب:
لا شك أن القسمة الحاصرة تكون بين النفي والإثبات، حتى إذا انتفى النفي وجب الإثبات، أو انتفى الإثبات وجب النفي.
وهذا الكلام يفهمه العلماء أو طلبة العلم الجادين بلا شك.
وقول القائل: (الله إما أن يكون داخل العالم أو خارجه) قسمة دائرة بين إثبات وإثبات، فهي قسمة غير حاصرة، والقسمة الحاصرة الدائرة بين النفي والإثبات هي أن يقال: الله إما أن يكون داخل العالم أو خارجه، أو لا دالخ العالم ولا خارجه.
فهذه هي القسمة العلمية الدائرة بين النفي والإثبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختار الإمام الطبري قسم النفي لأنه الحق الذي عليه أهل السنة، فهم لا يخضون في ذات الله تعالى، بل ينزهون ذاته تعالى بما أرشدهم في كتابه وسنة نبيه ودلائل الفطر السوية لا المشوهة.
معذرة أني خاطبتك بكلام علمي، أعلم أنه لن يروق لك.
وعندما تخاطب أخاك المسلم في المرة القادمة لا تخاطبه بآيات نزلت في الكفار.
وأما كلام الإمام الطبري، فأترك لك مجال البحث.
اتسمي ترهاتك علم؟ أم كذبك تسميه فهم؟
يا رجل وضعت لك آيات وأحاديث لعل الحياء يسري في عروقك ولكنك أبيت إلا أن تكون كما قال الله عز وجل عمن دعي ليتبع كلام الله وسنة نبيه:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا" [النساء/61]
ابو زيد القيرواني قال في رسالته الله فوق العرش بذاته. والبخاري قال في خلق أفعال اللعباد أن الله يتكلم بصوت وحرف واليك قول الترمذي:
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الرِّوَايَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَاهُنَا الْقُوَّةُ و قَالَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} "سنن الترمذي - (ج 3 / ص 71)
وقال البخاري رحمه الله:
وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فليس هذا لغير الله عز وجل ذكره قال أبو عبد الله:» وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا خلق أفعال العباد للبخاري - (ج 1 / ص 219)
وقال ابن جرير رحمه الله تعالى:
تفسير الطبري - (ج 21 / ص 387)
(وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا) يقول: وإني لأظنّ موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا. تفسير الطبري - (ج 23 / ص 237)
قوله هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم
أعرف أنك لا تميز بين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وبين أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري. فالثاني هو صاحب المقالة التي تتكلم بما ذكرت يا ذكي وهذا ما حكاه عنه البيهقي في الاسماء والصفات.
على الأقل أظهر علمك أو أو اصمت بحزم , ولا تدع الشيطان يقودك من غير حبل ولا عصا.
"وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى جل ثناؤه فعل في العرش فعلا سماه استواء، كما فعل في غيره فعلا سماه رزقا أو نعمة أو غيرهما من أفعاله. ثم لم يكيف الاستواء إلا أنه جعله من صفات الفعل لقوله: (الرحمن على العرش استوى) وثم للتراخي، والتراخي إنما يكون في الأفعال، وأفعال الله تعالى توجد بلا مباشرة منه إياها ولا حركة. وذهب أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري في آخرين من أهل النظر إلى أن الله تعالى في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح. بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو، فوجد فوق رأسي. والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين عن العرش "
الأسماء والصفات للبيهقي - (ج 2 / ص 412)
هل ستتبع قول النبي بأن تظهر العلم؟
اليك هذه الآية, وأرجو الله أن لا تتكبر على قول الله عز وجل:
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" [البقرة/159]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:12 ص]ـ
أخي مجدي أبو عيشة: جزاك الله خيراً على ذبك الكذب عن إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري.
ومن الطريف: أنك لما طالبت المفتري بكلام الطبري تهرب من الإتيان به، بل خاطبك بلهجة الأستاذ المعلم: " أترك لك مجال البحث " .. ومن الجيد أنه لم يقل لك: ثم ائتني بالنتيجة حتى أصححها لك وأضع لك درجة!.
لكنني سآتي هذه المرة بنص كلام الطبري، لأشد عضدك أخي مجدي، وليعلم القراء مدى جرأة هذا .. في الكذب ... فتضاف هذه الكذبة إلى قائمته .. وإن كنت قد قلت: إن تتبع كذباته وشتائمه لأهل السنة ليس شغلي ..
قال الإمام الطبري في رده على الجهمية نفاة الرؤية: " فأما ما اعتلَّ به منكرُو رؤية الله يوم القيامة بالأبصار، لما كانت لا ترى إلا ما باينها، وكان بينها وبينه فضاءٌ وفرجة، وكان ذلك عندهم غير جائز أن تكون رؤية الله بالأبصار كذلك، لأن في ذلك إثبات حدٍّ له ونهايةٍ، فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه= فإنه يقال لهم: هل علمتم موصوفًا بالتدبير سوى صانعكم، إلا مماسًّا لكم أو مباينًا؟
فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك، كُلِّفوا تبيينه، ولا سبيل إلى ذلك.
وإن قالوا: لا نعلم ذلك.
قيل لهم: أو ليس قد علمتموه لا مماسًّا لكم ولا مباينًا، وهو موصوف بالتدبير والفعل، ولم يجب عندكم إذْ كنتم لم تعلموا موصوفًا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسًّا لكم أو مباينًا، أن يكون مستحيلا العلم به، وهو موصوف بالتدبير والفعل، لا مماس ولا مباين؟
فإن قالوا: ذلك كذلك.
قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها وكانت بينه وبينها فرجة، قد تراه وهو غير مباين لها ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء، كما لا تعلم القلوب موصوفًا بالتدبير إلا مماسًّا لها أو مباينًا، وقد علمتْه عندكم لا كذلك؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفًا بالتدبير والفعل معلومًا، لا مماسًّا للعالم به أو مباينًا= وأجاز أن يكون موصوفًا برؤية الأبصار، لا مماسًّا لها ولا مباينًا، فرق؟
ثم يسألون الفرقَ بين ذلك، فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله ".
أقول: هذا الجواب الذي أجاب به الإمام الجهمية، هو جواب إلزامي، ووصفُ الله تعالى بأنه لا مماس للعالم ولا مباين له، لم يقله الإمام الطبري مبتدئاً، وإنما حكاه ناقلاً عن هؤلاء الجهمية الذين يناقشهم، فجاء هذا المفتري ونسبه إلى الطبري وجعله من أصول عقيدته!!
فالله يجزيه على كذبه على أهل العلم وافترائه عليهم ما يجازي به من آذى أولياءه، وأي إيذاء أعظم من الكذب والبهتان؟ والإمام الطبري نفسه دعى على من كذب عليه باللعنة والفضيحة وهتك الستر ..
وأنا أعلم أنه سيأتي الآن ويكتب من آراءه السقيمة وفهومه الرديئة لكلام الطبري الذي نقلته، كلاماً طويلاً عديم الفائدة، ثم ينسبه إلى الطبري، بنحو ما فعل مع قول قتادة: " علم أن له رباً لا يزول "، وقول من نقل الطبري عنه في تفسير القيوم: "القيام على مكانه تعالى " فجاء هذا المفتري وقال: معناه القيام على حاله ... وهذه الخصلة القبيحة عادة في هذا المفتري (1) ... إلا أن هذا لن يغني عنه شيئاً، ولن ينزع عنه وصف الكذب الذي صار واضحاً لكل ذي بصر ..
أما إن كان فيه مثقال ذرة من الحياء والخوف من الله، فواجبه أن يسأل الله تعالى أن يغفر له ذنبه بالافتراء على أهل العلم، ثم يكتب هنا اعتذاراً عما صدر منه ..
ولله در ابن القيم حين قال في أسلاف هذا:
يا قومنا اعتبروا بمصرع من خلا = من قبلكم في هذه الأزمان
لم يغن عنهم كذبهم ومحالهم = وقتالهم بالزور والبهتان
ثم قال:
لبستم معنى النصوص وقولَنا = فغدا لكم للحق تلبيسان
من حرف النص الصريح فكيف لا = يأتي بتحريف على إنسان؟
________________
(1) كما فعل في نقاشه لموضوعي: " تحامل ابن المنير على الزمخشري ".
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 10:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
ولكني أنتظر منه أمر واحد وهو أن يبين أنه يستطيع النقاش أصلا.
فالسؤال له جواب واضح. ولكن هؤلاء ليسوا أهل علم , وإنما يتلقون الشبه ويحفظون المتون دون وعي لما تتضمنها من معان.
والفعل الذي فعله هنا. هو نفس فعل مشايخه من الأحباش الذين علموا أتباعهم حفظ الصفحة والسطر في الكتاب دون وعي أو فهم وعادة ما ينقلوا ما يناسب هواهم وكم مرة نسبوا لشيخ الاسلام رحمه الله كلام كان يرد فيه على المخالفين إما استقطاعا مخل بالمعنى وإما نقل الكلام الذي يرد عليه ابن تيمية رحمه الله.
والأشاعرة يجب عليهم أن لا يصفوا عقيدة السلف بالتشبيه كي لا نسميهم جهمية. فمتقدمي الأشاعرة كانوا ينسبوا للسلف مذهب التفويض المطلق ويقولوا كلام السلف أسلم والخلف أحكم.!!!
ولكن هيهات أن يكون كلامهم وفهم احكم من كلام الله الذي يفهمه العامي ضعيف الفهم , ويستفيد منه الهداية وينهل منه العالم فيعي منه ما لا يعيه من نقص علمه.
على أي حال سأنتظره أن يمتثل لأمر النبي عليه السلام وأن يبين ما عنده. وما أخفيه له أمر سيظهر في حينه. ولكن الحلم على هؤلاء أمر ضروري لعلهم يتعلموا أدب القران.فالعلم لا يحصله كسول ولا متكبر.والجاهل إن تعلم بعض الكلام ظن نفسه عالما , ولكن عند المناقشة يظهر جهله ويعلم أنه كمن أغلق على نفسه غرفة ولا يعلم ما في خارجها إالا ما يعلمه أسياده. فإذا خرج من تلك الغرفة انصدم بأنهم يكذبوا عليه وأنه إمعة تابع لغير الكتاب والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 10:57 ص]ـ
هل علمتم موصوفًا بالتدبير سوى صانعكم، إلا مماسًّا لكم أو مباينًا؟
فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك، كُلِّفوا تبيينه، ولا سبيل إلى ذلك ..
سأخاطب الباحثين الطالبين، لا الأغبياء المتلاعبين بكلام العلاماء، البراء من كل حياء.
الإمام الطبري يخاطب المعتزلة نفاة الرؤية، وهو سيلزمهم بشيء متفق عليه بينه وبينهم، فلا يصح أن يلزمهم بشيء باطل على أصوله لأن هذا من الهذيان.
فقال الإمام الطبري للمعتزلة:
هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟؟
وهذا الكلام يعني بكل وضوح وسهولة: ليس هنالك سوى الله لا يكون مماسا ولا مباينا، فإذا ادعيتم موجودا سوى الله لا مماسا ولا مباينا فهاتوا برهانكم.
ومنطوق هذا الكلام ومفهومه يدل على أن الإمام الطبري ينطلق من قاعدة صحيحة عنده وعند خصمه وهي أن الله تعالى عن قول الجاهلين ليس مماسا للعالم ولا مباينا له، ليلزمهم بناء على هذه القاعدة الصحيحة عنده وعندهم أمورا لا يعتقدون صحتها وهي الرؤية.
فقولك السخيف:
هذا الجواب الذي أجاب به الإمام الجهمية، هو جواب إلزامي، ووصفُ الله تعالى بأنه لا مماس للعالم ولا مباين له، لم يقله الإمام الطبري مبتدئاً، وإنما حكاه ناقلاً عن هؤلاء الجهمية الذين يناقشهم.
هذا كلام يفضحك علنا، فإن الإمام الطبري لم ينقله عن الجهمية، بل حكاه معتقدا صحته لأنه سيرتب عليه إلزاما للمعتزلة، واقل درجات الناس عقلا لا يلزم غيره بأمر باطل عنده لأن الإلزام يصير مقلوبا عليه، ولا يسلم له الخصم الإلزام.
زد مع ذلك أيها المتعالم الذي افتضح جهله، فإن جميع القرائن الذي يعرفها الباحثون العلماء عن الطبري من استدلاله على حدوث العالم بدليل الجواهر والأعراض، ومن تنزيهه لله تعالى عن الحركة والسكون، وعن حلول الصفات الحادثة بذاته، وغيرها كلها قرائن تدل على أن الإمام الطبري يعتقد ـ محقا ـ أن الله تعالى لا مماسا للعالم ولا مباينا.
فهذا الإلزام الذي وجهه الإمام الطبري للمعتزلة صحيح، وهو مبني على قاعدة صحيحة عنده.
وأنا الآن أطلب ممن هو أعلم منك وأفقه أن يبين لك هذا، فإن العناد أعمى قلبك وأصم أذنك عن الحق.
أما المسمى مجدي ابو عيشية، فالأجدر به أن يصرف النظر عن هذا الكلام رأسا فإنه بعيد جدا عن الحاور العلمي والأدب أصلا.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:01 ص]ـ
وللباحثين عن الحق، فإن كلام الإمام الطبري موجود في تفسير قوله تعالى:
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103]
فأين أهل العلم حتى يبينوا للمتطفلين أمثال محمد براء وغيره ممن أخذتهم العصبية فأعمتهم عن الحق.
بينوا له مقصود الإمام الطبري، إن كنتم تخشون الله وتخشون يوم السؤال.
لا تتركوا هؤلاء ضحايا للجهل وقلب الحقائق.
ما يضركم لو أقررتم أن الإمام الطبري يخالفكم في العقيدة، ويرى أن الله تعالى ليس مماسا للعالم ولا مباينا.
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:24 ص]ـ
وفر خطاباتك لنفسك.
فلو وجهت الخطاب لنفسك لكان خيرا لك.
لماذا لم تعلق على قول الإمام الإمام الطبري في التبصير في كلامه عن صفات الله تعالى: لا يجوز تحوُّلها أو تبديلها أو تغيرها عما لم يزل الله ـ تعالى ذكره ـ بها موصوفا. (ص 150)
القيام على مكانه تعالى: القيام على حاله.
لكن الذي في قلبه مرض يفهم منها المكان الذي يناسب الأجرام.
وإذا علمنا أن كل مستقر بمكان فهو ساكن، وعلمنا أن الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على استحالة وصف الله بالحركة والسكون، علما قطعا أن القيام على المكان لا يقصد به المكان الذي تعنيه أنت لأن الإمام الطبري لا ينقل قولا اجتمع أهل التوحيد على فساده ثم يقره.
أين عقلك؟؟
أين قلبك؟؟
أفق من غفلتك، فإنك في ملتقى يعج بالنقاد، ولست في ملتقى الرضع.
للرفع لبراء لعله يبرأ من داء العناد والجهل.
الإمام الطبري ينزه الله عن حلول الصفات الحادثة به تعالى وعن تغير صفاته.
الإمام الطبري يرد على الذين قالوا بأن الله يحدث القرآن في ذاته.
الإمام الطبري ينقل اجتماع الموحدين على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون والألوان والأرايح.
الإمام الطبري يستدل في أول تاريخه على حدوث العالم بحدوث الأعراض.
الإمام الطبري ليس غبيا حتى يلزم خصمه بكلام يعتقد فساده، فإن الإلزام لا يكون إلا بحق.
الإمام الطبري يطالب خصومه ببيان البرهان على وجود موجود سوى الله تعالى لا مماسا للعالم ولا مبيانا.
الإمام الطبري يوجه للمعتزلة سؤالا صحيحا عنده بدليل قواعد المناظرة وأيضا بدليل قواعده الذي ذكرت بعضها وهي تقتضي أن الله تعالى منزه عنده ـ كما عند جمهور أهل السنة ـ عن المماسة للعالم والمبيانة.
فهل من عاقل يرشد هؤلاء الأغبياء أمثال "براء" ويكفهم عن التطفل على كلام العلماء.
وهذا المسكين يريد تصنيف رسالة يحرف فيها عقيدة الإمام الطبري، فهل أصبح العلم مشرعا لكل وارد، يقص بعض النصوص من البرامج الإلكترونية ويزخرفها بالكذب الممجوج ثم يقول: إني أدافع عن العقيدة؟؟؟
أين تذهبون؟؟؟؟؟
على السلفية أن يراجعوا حساباتهم، وأن يروا ثمرة مناهجهم، وإحدى تلك الثمرات هذا المسمى محمد براء، فلا دواء ينفع فيه المسكين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:43 ص]ـ
ودعني أذكّر العقلاء الفضلاء ـ لا الجهلاء الأغبياء ـ بإلزام الإمام الطبري للمعتزلة:
فهو رضي الله عنه يقول للمعتزلة:
كما علمنا وعلمتم وجود إله سبحانه ليس مماسا للعالم ولا مبيانا، فكذلك نرى ويمكنكم أو ترون إلها ليس مماسا للعالم ولا مباينا؛ والدليل على ذلك أن العلم إدراك، والرؤية إدراك، فكما صح العلم بوجوده تعالى وهو ليس مماسا للعالم ولا مباينا، وهذا إدراك، فيصح أيضا رؤيته سبحانه وهو ليس مماسا للعالم ولا مباينا، فإنه إدراك أيضا.
فلا موجب للتفريق بين إدراك العلم وإدراك الرؤية، غير أن إدراك العلم يخلق في القلوب، وإدراك الرؤية يخلق في الأعين.
فهذا ملخص حجة الإمام الطبري وإلزامه للمعتزلة، وهو إلزام صحيح عند الإمام الطبري رضي الله عنه وعند كل عاقل، ولم يقل الإمام الطبري ما قاله وهو يعلم فساده، فهذا لا يتقوله على الإمام الطبري إلا غبي أحمق، لكن الإمام الطبري منزه عن ذلك حاشاه الله من ذلك.
أين ستذهب بعد كل هذا الوضوح أيها العنيد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».
قال العلماء: أرجح التفاسير: إذا نزع منك الحياء وكنت لا تستحي من الله تعالى ولا تراقبه في فعل أوامره واجتناب نواهيه، فاصنع ما شئت مما تهواه نفسك من الرذائل فإن الله تعالى مجازيك عليه.
ومن الرذائل أن يحرف الإنسان كلام العلماء مع وضوحه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:03 م]ـ
فهل من عاقل يرشد هؤلاء الأغبياء أمثال "براء" ويكفهم عن التطفل على كلام العلماء.
.
لماذا لم تجد من يؤيد دعواك في الملتقى؟
أما سألت نفسك هذا السؤال؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:41 م]ـ
يا أبا سعد
لو كنت تريد البحث العلمي والحوار الجاد لتباحثت كلام الإمام الطبري.
لكنك مجرد معلق بما لا علاقة له بصلب الموضوع
فأنت نتاج هذه المدرسة التي يقال إنها سلفية.
تحيد عن صلب الموضوع وتعلق بما لا علاقة له بالحبث العلمي.
وحسبي أني ذكرت العلماء الفضلاء الذين يتبعون الحق ويدورون معه حيث دار إلى بعض أصول الإمام الطبري التي هي أصول جمهور علماء الأمة (أهل السنة)
ولست عليكم بمسيطر.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:18 م]ـ
إخواني الكرام الأستاذالفضل أباسعد الغامدي والأستاذ الكريم محمد براء والأستاذ الفاضل مجدي أبا عيشة , ومن يحاول معكم إقناع مجادلكم بالحق الذي يحيد عنه ويكابر فيه بغير حجة سوى ما يتوهمه من فهم سقيم أو تحريف لمعنى عقيم أو محاولة لبعث قول قديم قد رد عليه العلماء فجعلوه كالرميم.
أشكر لكم جهودكم في مجاهدة المعاندين وأؤيدكم في دفاعكم عن مذهب السلف الصالح في إثبات صفات الله عز وجل على الوجه الذي يليق به من غير تكييف ولا تمثيل ولا نفي ولا تعطيل , فجزاكم الله خيرا, وأنقل لكم هذه الأبيات من نظم أخيكم:
باب أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد في الإسلام=إلى ثلاثة من الأقسام
أولها التوحيد في العباده=وهو أهمها معنى الشهاده
وركنها النفي مع الإثبات=فاعلم هداك الله للثبات
وحقها الولاء والبراء=والكفر بالطاغوت يا أبناء
فليس غير الله يستحق=عبادة والله فهو الحق
وكل ما يحب ربنا ويرضى=عبادة إن سنة أو فرضا
كالنذر والذبح وكالدعاء=والبر والخوف مع الرجاء
وبالربوبية قسم آخر=بأنه للخلق رب فاطر
والثالث الأسماء والصفات=سبيله التنزيه والإثبات
فالله فوق عرشه قد استوى=ووجهه في جنة الخلد يرى
في ثلث الليل الأخير ينزل=تعطي يداه كرما من يسأل
كلامه القرآن من صفاته=كعلمه وسمعه حياته
وكل وصف جاء في القرآن=أو صح عن نبيه العدنان
نثبت معناه بغير كيف=وغير تعطيل وغير نفي
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:21 م]ـ
هدانا الله واياكم للحق
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:21 م]ـ
فأنت نتاج هذه المدرسة التي يقال إنها سلفية.
أخي أبا سعد:
لعلك الآن أدركت الهدف من نقلي كلام هذا .. في المشاركة الأولى لي في هذا الموضوع هنا
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=96269&postcount=20
الذي كنت أريد أن أوصله لك: إن هذا الشخص حاقد على كل شيء اسمه " سلفي " .. ولا يكتب إلا بهذا الدافع .. وليس هدفه فهم كلام الطبري ولا كلام غيره ..
وأنا أتحدى أن يتمكن أحد من الدفاع عن كذباته ..
وليأخذ من الوقت ما شاء فأنا أنتظر ..
مع أن في الجعبة المزيد من بيان كذبه على الإمام الطبري، ولعلكم ترون ذلك في رسالتي: " براءة الطبري الإمام من بدعة الأشعرية في صفة الكلام " بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:24 م]ـ
أخي الكريم محمد براء
أخونا ابو عبيدة أنهى الموضوع بالدعاء لنا بالهداية والسلام
ونحن نقول
آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:15 م]ـ
قال الطبري رحمه الله بعد أن الزم منكري الرؤيا بما يرد عليهم وبعد أن بين لهم أن كل شيء يهربوا منه يلزموا بمثله:
"ولأهل هذه المقالة مسائل فيها تلبيس كرهنا ذكرها وإطالة الكتاب بها وبالجواب عنها , إذ لم يكن قصدنا في كتابنا هذا قصد الكشف عن تمويهاتهم , بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان. ولكنا ذكرنا القدر الذي ذكرنا , ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبس عليهم الشيطان مما يسهل على أهل الحق البيان عن فساده , وأنهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا سقيمة , فهم في الظلمات يخبطون , وفي العمياء يترددون , نعوذ بالله من الحيرة والضلالة! "
على أي حال بعض الأغبياء عندما ينقلوا ردود العلماء لا يفرقوا بين قولهم وما يلزموا الخصم في مقالتهم ونقول نعوذ بالله من الجهل والضلال.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:29 م]ـ
هذه الزامات الطبري رحمه الله لمن أنكر الرؤيا:
"فأما ما اعتل به منكرو رؤية الله يوم القيامة بالأبصار , لما كانت لا ترى إلا ما باينها , وكان بينها وبينه فضاء وفرجة , وكان ذلك عندهم غير جائز أن تكون رؤية الله بالأبصار كذلك ; لأن في ذلك إثبات حد له ونهاية , فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه , وأنه يقال لهم: هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟ فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك كلفوا تبيينه , ولا سبيل إلى ذلك. وإن قالوا: لا نعلم ذلك , قيل لهم: أوليس قد علمتموه لا مماسا لكم ولا مباينا , وهو موصوف بالتدبير والفعل , ولم يجب عندكم إذ كنتم لم تعلموا موصوفا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسا لكم أو مباينا أن يكون مستحيلا العلم به وهو موصوف بالتدبير والفعل , لا مماس ولا مباين؟ فإن قالوا: ذلك كذلك , قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها , وكانت بينه وبينها فرجة قد تراه وهو غير مباين لها , ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء , كما لا تعلم القلوب موصوفا بالتدبير إلا مماسا لها أو مباينا وقد علمته عندكم لا كذلك؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفا بالتدبير والفعل معلوما لا مماسا للعالم به أو مباينا وأجاز أن يكون موصوفا برؤية الأبصار لا مماسا لها ولا مباينا فرق؟ ثم يسألون. الفرق بين ذلك , فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله. وكذلك يسألون فيما اعتلوا به في ذلك , إن من شأن الأبصار إدراك الألوان , كما أن من شأن الأسماع إدراك الأصوات , ومن شأن المتنسم درك الأعراف , فمن الوجه الذي فسد أن يقتضى السمع لغير درك الأصوات فسد أن تقتضى الأبصار لغير درك الألوان. فيقال لهم: ألستم لم تعلموا فيما شاهدتم وعاينتم موصوفا بالتدبير والفعل إلا ذا لون , وقد علمتموه موصوفا بالتدبير لا ذا لون؟ فإن قالوا نعم , لا يجدوا من الإقرار بذلك بدا إلا أن يكذبوا , فيزعموا أنهم قد رأوا وعاينوا موصوفا بالتدبير والفعل غير ذي لون , فيكلفوا بيان ذلك , ولا سبيل إليه , فيقال لهم: فإذ كان ذلك كذلك فما أنكرتم أن تكون الأبصار فيما شاهدتم وعاينتم لم تجدوها تدرك إلا الألوان , كما لم تجدوا أنفسكم تعلم موصوفا بالتدبير إلا ذا لون وقد وجدتموها علمته موصوفا بالتدبير غير ذي لون؟ ثم يسألون الفرق بين ذلك , فلن يقولوا في أحدهما شيئا إلا ألزموا في الآخر مثله. ولأهل هذه المقالة مسائل فيها تلبيس كرهنا ذكرها وإطالة الكتاب بها وبالجواب عنها , إذ لم يكن قصدنا في كتابنا هذا قصد الكشف عن تمويهاتهم , بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان. ولكنا ذكرنا القدر الذي ذكرنا , ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبس عليهم الشيطان مما يسهل على أهل الحق البيان عن فساده , وأنهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا سقيمة , فهم في الظلمات يخبطون , وفي العمياء يترددون , نعوذ بالله من الحيرة والضلالة! "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:46 م]ـ
كي تفهم يا ابا عبيدة:
"فأما ما اعتل به منكرو رؤية الله يوم القيامة بالأبصار , لما كانت لا ترى إلا ما باينها , وكان بينها وبينه فضاء وفرجة , وكان ذلك عندهم غير جائز أن تكون رؤية الله بالأبصار كذلك ; لأن في ذلك إثبات حد له ونهاية , فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه"لاحظ قال كان عندهم غير جائز.
أنظر كيف يلزمهم:
يقال لهم: هل علمتم موصوفا بالتدبير سوى صانعكم إلا مماسا لكم أو مباينا؟ فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك كلفوا تبيينه , ولا سبيل إلى ذلك. وإن قالوا: لا نعلم ذلك ,
قيل لهم: أوليس قد علمتموه لا مماسا لكم ولا مباينا , وهو موصوف بالتدبير والفعل , ولم يجب عندكم إذ كنتم لم تعلموا موصوفا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسا لكم أو مباينا أن يكون مستحيلا العلم به وهو موصوف بالتدبير والفعل , لا مماس ولا مباين؟
فإن قالوا: ذلك كذلك
, قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها , وكانت بينه وبينها فرجة قد تراه وهو غير مباين لها , ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء
, كما لا تعلم القلوب موصوفا بالتدبير إلا مماسا لها أو مباينا وقد علمته عندكم لا كذلك
؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفا بالتدبير والفعل معلوما لا مماسا للعالم به أو مباينا وأجاز أن يكون موصوفا برؤية الأبصار لا مماسا لها ولا مباينا فرق؟
ثم يسألون. الفرق بين ذلك ,
فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله.
اقرأ وكرر يا ابو عبيدة فالتكرار يعلم الشطار.
فاذا لم تفهم كيف الزمهم , سأحاول قدر الإمكان أن أساعدك في الفهم.
واذا تعذر ذلك فاني أدعو الله " يا رب فهمه , وافتح قلبه , وازل الغشاوة عنه" وايانا يا رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:26 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله تعالى:
" (وهو معكم أينما كنتم) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم , ويعلم أعمالكم , ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع"
" {هو رابعهم} بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه , وهو على عرشه"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:37 م]ـ
قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يصمد إليه , الذي لا أحد فوقه , وكذلك تسمي أشرافها ; ومنه قول الشاعر: ألا بكر الناعي بخيري بني أسد /و بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد وقال الزبرقان: ولا رهينة إلا سيد صمد فإذا كان ذلك كذلك , فالذي هو أولى بتأويل الكلمة , المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه ; ولو كان حديث ابن بريدة , عن أبيه صحيحا , كان أولى الأقوال بالصحة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عنى الله جل ثناؤه , وبما أنزل عليه.
وقال رحمه الله تعالى:
حدثنا ابن حميد , قال: ثنا يعقوب , عن جعفر , عن سعيد , قال: تكلمت اليهود في صفة الرب , فقالوا ما لم يعلموا ولم يروا , فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره} ثم بين للناس عظمته فقال: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} , فجعل صفتهم التي وصفوا الله بها شركا. وقال بعض أهل العربية من أهل البصرة {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} يقول في قدرته نحو قوله: {وما ملكت أيمانكم} 4 36 أي وما كانت لكم عليه قدرة وليس الملك لليمين دون سائر الجسد , قال: وقوله {قبضته} نحو قولك للرجل: هذا في يدك وفي قبضتك. والأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وغيرهم , تشهد على بطول هذا القول.
فانظر رعاك الله كيف ترك المعنى المحتمل لورود الخبر عن النبي؟ فما حكم من يقول بالحديث عندكم يا أحباش؟(/)
نقاش علمي للدكتور أيمن سويد حول صورة تلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - للوحي
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Feb 2010, 01:28 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد ,فإن العلم آية محكمة أو سنة ماضية أو إجماع من العلماء المعتبرين , وهذا هو الفقه الذي عناه النبي صلى الله عليه سلم في حديثه الصحيح (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) أخرجه البخاري [2948، 3442، 6882، 7022] ومسلم في الزكاة باب النهي عن المسألة رقم (1037).
وهو الذي عناه ابن القيم بقوله:
العلم قال الله قال رسوله = قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة = بين الرسول وبين رأي فقيه
واتفق العلماء رحمهم الله تعالى على ذم التقليد , وعلى أن المقلد ليس بعالم , وقد حرج الأئمة الأربعة على من قال بأقوالهم دون أن يعرف دليلهم كما نقل ذلك الألباني رحمه الله في مقدمة صفة صلاة النبي صلى عليه وسلم.
قال ابن القيم رحمه الله: ومنها: الدعاء بدعوى الجاهلية والتعزي بعزائهم كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها وللأنساب ومثله التعصب للمذاهب والطرائق والمشايخ وتفضيل بعضها على بعض بالهوى والعصبية وكونه منتسبا إليه فيدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي عليه ويزن الناس به كل هذا من دعوى الجاهلية. (زاد المعاد 2/ 428).
وقال رحمه الله: وكان دين الله سبحانه أجل في صدورهم وأعظم في نفوسهم من أن يقدموا عليه رأيا أو معقولا أو تقليدا أو قياسا فطار لهم الثناء الحسن في العالمين وجعل الله سبحانه لهم لسان صدق في الآخرين ثم سار على آثارهم الرعيل الأول من أتباعهم ودرج على منهاجهم الموفقون من أشياعهم زاهدين في التعصب للرجال واقفين مع الحجة والاستدلال يسيرون مع الحق أين سارت ركائبه ويستقلون مع الصواب حيث استقلت مضاربه إذا بدا لهم الدليل بأخذته طاروا إليه زرافات ووحدانا وإذا دعاهم الرسول إلى أمر انتدبوا إليه ولا يسألونه عما قال برهانا ونصوصه أجل في صدورهم وأعظم في نفوسهم من أن يقدموا عليها قول أحد من الناس أو يعارضوها برأي أو قياس.
ثم خلف من بعدهم خلوف فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا وكل إلى ربهم راجعون جعلوا التعصب للمذاهب ديانتهم التي بها يدينون ورءوس أموالهم التي بها يتجرون وآخرون منهم قنعوا بمحض التقليد و (قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (الزخرف: 23) والفريقان بمعزل عما ينبغي اتباعه من الصواب ولسان الحق يتلوا عليهم (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) (النساء: 123).
قال الشافعي قدس الله تعالى روحه: أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس.
قال أبو عمر وغيره من العلماء: أجمع الناس على أن المقلد ليس معدودا من أهل العلم وأن العلم معرفة الحق بدليله. وهذا كما قال أبو عمر رحمه الله تعالى فإن الناس لا يختلفون أن العلم هو المعرفة الحاصلة عن الدليل وأما بدون الدليل فإنما هو تقليد.
فقد تضمن هذان الإجماعان إخراج المتعصب بالهوى والمقلد الأعمى عن زمرة العلماء وسقوطهما باستكمال من فوقهما الفروض من وراثة الأنبياء فإن العلماء هم ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر وكيف يكون من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم - من يجهد ويكدح في رد ما جاء به إلى قول مقلده ومتبوعه ويضيع ساعات عمره في التعصب والهوى ولا يشعر بتضييعه تالله إنها فتنة عمت فأعمت ورمت القلوب فأصمت ربا عليها الصغير وهرم فيها الكبير واتخذ لأجلها القرآن مهجورا وكان ذلك بقضاء الله وقدره في الكتاب مسطورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما عمت بها البلية وعظمت بسببها الرزية بحيث لا يعرف أكثر الناس سواها ولا يعدون العلم إلا إياها فطالب الحق من مظانه لديهم مفتون ومؤثره على ما سواه عندهم مغبون نصبوا لمن خالفهم في طريقتهم الحبائل وبغوا له الغوائل ورموه عن قوس الجهل والبغي والعناد وقالوا لإخوانهم (إنا نخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) (غافر: 26).
فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة ألا يلتفت إلى هؤلاء ولا يرضى لها بما لديهم وإذا رفع له علم السنة النبوية شمر إليه ولم يحبس نفسه عليهم فما هي إلا ساعة حتى يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور وتتساوى أقدام الخلائق في القيام لله وينظر كل عبد ما قدمت يداه ويقع التمييز بين المحقين والمبطلين ويعلم المعرضون عن كتاب ربهم وسنة نبيهم أنهم كانوا كاذبين. (أعلام الموقعين 1/ 6 ـ 11).
وقال رحمه الله: فليتأمل اللبيب الفاضل ماذا يعود إليه نصر المقالات والتعصب لها والتزام لوازمها وإحسان الظن بأربابها بحيث يرى مساويهم محاسن وإساءة الظن بخصومهم بحيث يرى محاسنهم مساوي كم أفسد هذا السلوك من فطرة وصاحبها من الذين (يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) (المجادلة: 18) , ولا يتعجب من هذا فإن مرآة القلب لا يزال يتنفس فيها حتى يستحكم صداؤها فليس ببدع لها أن ترى الأشياء على خلاف ما هي عليه فمبدأ الهدى والفلاح صقال تلك المرآة ومنع الهوى من التنفس فيها وفتح عين البصيرة في أقوال من يسيء الظن بهم كما يقبحها في أقوال من يحسن الظن به وقيامك لله وشهادتك بالقسط وأن لا يحملك بغض منازعيك وخصومك على جحد دينهم وتقبيح محاسنهم وترك العدل فيهم فإن الله لا يعتد بتعب من هذا ثناه ولا يجدي علمه نفعا أحوج ما يكون إليه والله يحب المقسطين ولا يحب الظالمين. (مفتاح دار السعادة 2/ 75 ـ 76).
وهذه مقدمة مهمة لابد منها قبل الشروع فيما قاله فضيلة الدكتور والرد عليه , حتى ينتفي التعصب له أو عليه من مشاركتنا أو مشاركات إخواننا وهذا يعلمنا أمرا مهما طالما نص عليه الأئمة وقد افتقدناه من بيننا في أيامنا هذه وقد أجمعت عليه الأمة (كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
والدكتور المقصود هنا هو فضيلة الدكتور أيمن سويد حفظه الله ونحن لا نتعرض لشخصه بشيء وإنما نتناول ما نشره في كتبه كما تناول تلاميذه ما كتبه من هو أعظم من الكتور كابن الجزري وغيره , بل الدكتور نفسه قد تناول كلام من هو من مشايخه وأئمته بالنقد والرد ولا غضاضة في ذلك إذا كان بعدل وإنصاف , فلا غضاضة أن يتناول كلام الدكتور بالنقد والرد من يملك الدليل على خطئه , ولا تعارض بين حبنا وتقديرنا لفضيلة الدكتور وبين أن نقول: أخطأ الدكتور, ولولا أن قوله هذا في كتاب منشور متداول ما رددنا عليه ولا نشرنا ذلك , فنحن نخالف الدكتور ولكن نحترمه ونرد عليه بعدل وإنصاف إن شاء الله.
قال فضيلة الدكتور عن الوحي:إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) وقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين).
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وقلبه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة: (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال). أ - هـ
(تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه) (ص 4 - 5) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م , وعندما قرأت هذا الكلام العجيب الغريب حسبت الشيخ كتبه في أول حياته العلمية فقد يهون حينئذ الأمر وقد يلتمس بذلك له العذر , ولكني وجدته يؤرخ في آخر كتابه (جدة 19 شوال 1427 الجمعة 10/ 11 / 2006 م , فماذا يقول إخواننا الكرام في هذا القول العظيم الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟
وقال فضيلة الدكتور عن فضيلة الشيخ عامر وهو من شيوخه وأئمته:
3 - ومن ذلك ما فعله أحد الشيوخ المعاصرين من قياسه إخفاء الميم عند الباء على إخفاء النون عند حروفها الخمسة عشر , فبدا له أنه يجب عدم إطباق الشفتين عند نطق الميم المخفاة قياسا على أننا لا نعمل طرف اللسان عند إخفاء النون في نحو (أنزل) و (الإنسان) و (أنفسكم) وهي شبهة قوية سببها القياس بعيدا عن التلقي المنطوق وليس هذا مجال تفنيدها.قال إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى:
((وما لقياس في القراءة مدخل)
وقال الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. (النشر 1/ 18) اهـ (تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه) (ص 27 - 28) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م ,
فهل هذا يليق من فضيلة الدكتور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2010, 02:23 م]ـ
أخي الكريمَ بارك الله فيك ووفقك لما يرضاهُ
إنَّ من يقرأُ هذه المقدِّمة الدَّسِمةَ التي صدَّرتَ بها موضوعَكَ يسيلُ لعابُهُ شوقاً لحوارٍ علميٍّ وأدلَّةٍ ثابتةٍ وتنظيرٍ مُحكَمٍ لمسائلَ لم يحالفِ الصوابُ فيها فضيلة الشيخِ المقرئِ أيمن سويد , ولكنَّ ما ينبهرُ لهُ القارئُ هو أنَّ كل هذا الكلامِ إنَّما سيقَ لمُجرَّدِ السؤالِ فقط , فما أغنى سؤالَكَ عن التقديمِ لهُ بمثل هذه المقدِّماتِ , وكان يكفيك استخدامُ أيقونة (سُؤال) الموجودةُ في خيارات كتابة الموضوع الجديد , والسائلُ المستفسرُ كما لا يخفى على شريفِ علمِكَ أقلُّ رتبةً من المقلِّدِ اللازمِ قولاً من أقوالِ أهلِ العلمِ بدليلِهِ في أيِّ مسألةٍ من مسائله , وليتك أنفذت ما التزمتَ بهِ من قولك (فنحن نخالف الدكتور ولكن نحترمه ونرد عليه بعدل وإنصاف إن شاء الله) فهل انتهى ردُّكُم عليه بعرضِ المسائل التي خالفتموهُ فيها أم هو تدرُّجٌ منكم تعجِّلون فيه طرحَ الإشكالِ وتؤجِّلون حلَّهُ.؟
أرجو منكم الإجابةَ ليستبين لقارئ مقالكم واجبُهُ الشرعيُّ أمام هذا المقال , والله يتولاَّنا وإياكم بمنَّه.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Feb 2010, 03:41 م]ـ
فماذا يقول إخواننا الكرام في هذا القول العظيم الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟ ...
فهل هذا يليق من فضيلة الدكتور؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب على نحو ما تفضل به أخي محمود الشنقيطي حفظه الله أين الموضوع وردك عليه فكلامك (هل يليق هذا بدكتور ... ) يدل على أمر جلل فأين هذا الذي تنكره على الدكتور وأين ردّك؟؟؟؟
أرجو أن تقرأ موضوعات نزول القرآن الكريم (الوحي وما يتعلق به) من كتب الحديث وكتب علوم القرآن الكريم قبل أن تظن بالدكتور.
ثم أين هي النصوص والأدلّة التي اعتمدت في هذا الموضوع لتظن مثل هذا الظن.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Feb 2010, 04:20 م]ـ
يا إخواننا الكرام أليس من الإنصاف أن نعرض لكلام الرجل ثم نرد عليه , وقد نقلت لكم كلامه بنصه من كتابه بالصفحة والطبعة , ولأن كلامه عن الوحي وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه بأذنه ولا رآه بعينه واضح البطلان لكل من له أدنى اطلاع فكان سؤالي السابق؟
وقول إخواننا إن السائل أقل من المقلد واضح البطلان لأنه لا يخفى أن الاستفهام أنواع ومنه التقريري الذي لا يريد المستفهم أن يتعلم من الإجابة وإنما يريد أن يقررها بجواب المسئول نفسه , ولذلك فكتاب الله مليء بهذا الاستفهام فالعجب ممن يعلم هذا ثم يقول ما قال أو يجهله ثم يقول ما قال.
وإنه ليؤسفني أن يتغير الحكم عن الكلام بالنظر إلى قائله لأن الجزء الخاص بكلامه عن الوحي قد ذكرته من قبل ولكن بدون ذكر اسم القائل فكانت الردود قوية وشديدة فلما ذكر اسم القائل أحجم الكثير عن تخطئة القول , ومن هنا تظهر أهمية المقدمة التي قدمتها , ويمكن الاطلاع على ما كتب بهذا الرابط بمنتدانا الكريم: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18537
وأما الرد العلمي على هذا الكلام فسيكون على فقرة منه بعد فقرة , فأول ذلك كلامه عن الوحي حيث قال:إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها.
إذا كان لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , فلماذا تعرفها لنا يادكتور وأنت حقا ويقينا ما عانيتها؟
ثم قال: والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.
من أين عرفت هذا وأين نقلك وعزوك؟ ومن من علماء المسلمين قال بأن الوحي تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير رحمه الله: هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه عليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه فالحالة الأولى جمعه في صدره والثانية تلاوته والثالثة تفسيره وإيضاح معناه ولهذا قال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أي بالقرآن كما قال تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} ثم قال تعالى: {إن علينا جمعه} أي في صدرك {وقرآنه} أي أن تقرأه {فإذا قرأناه} أي إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى: {فاتبع قرآنه} أي فاستمع له ثم اقرأه كما أقرأك {ثم إن علينا بيانه} أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه] قال: فقال لي ابن عباس: أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه وقال لي سعيد: وأنا أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} أي فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه وقد رواه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة به ولفظ البخاري فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره] فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} وهكذا قال الشعبي والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد: إن هذه الاية نزلت في ذلك وقد روى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان لا يفتر من القراءة مخافة أن ينساه فقال الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه} أن نجمعه لك {وقرآنه} أن نقرئك فلا تنسى وقال ابن عباس وعطية العوفي {ثم إن علينا بيانه} تبيين حلاله وحرامه وكذا قال قتادة.
وقال القرطبي رحمه الله:
قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال فاستمع له وانصت ثم ان علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتاه جبريل عليهما السلام استمع واذا انطلق جبريل عليه السلام قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقره خرجه البخاري ايضا ونظير هذه الآية قوله تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] وقد تقدم وقال عامر الشعبي: انما كان يعجل بذكره اذا نزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض وقيل: كان عليه السلام اذا نزل عليه الوحي حرك لسانه مع الوحي مخافة ان ينساه فنزلت {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] ونزل: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى: 6] ونزل: {لا تحرك به لسانك} قاله ابن عباس: (وقرآنه) أي وقراءته عليك والقراءة والقرآن في قول الفراء مصدران وقال قتادة: (فاتبع فرآنه) أي فاتبع شرائعه واحكامه.
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/ 194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/ 19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/ 114].أضواء البيان - (1/ 42).
فهل يكفي ما نقلته عن الإمام ابن كثير وعن الإمام الشنقيطي رحمهما الله في الرد على كلام الدكتور الذي يدل على نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للوحي , وهل يمكن للأخوين الفاضلين أن يجيبوني: هل يليق هذا القول من فضيلة الدكتور أيمن أم أنه خطأ واضح من فضيلته خانه فيه قلمه فسطر في كتابه ما هو واضح البطلان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2010, 05:59 م]ـ
يا إخواننا الكرام أليس من الإنصاف أن نعرض لكلام الرجل ثم نرد عليه , وقد نقلت لكم كلامه بنصه من كتابه بالصفحة والطبعة , ولأن كلامه عن الوحي وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه بأذنه ولا رآه بعينه واضح البطلان لكل من له أدنى اطلاع فكان سؤالي السابق؟
وقول إخواننا إن السائل أقل من المقلد واضح البطلان لأنه لا يخفى أن الاستفهام أنواع ومنه التقريري الذي لا يريد المستفهم أن يتعلم من الإجابة وإنما يريد أن يقررها بجواب المسئول نفسه , ولذلك فكتاب الله مليء بهذا الاستفهام فالعجب ممن يعلم هذا ثم يقول ما قال أو يجهله ثم يقول ما قال.
هذا الجوابُ من تحصيل الحاصلِ الذي لا ينبغي صرفُ الجهد لأجلهِ بارك الله فيك , ولا وجهَ لاستشهادكَ باستفهاماتِ القرآنِ فهي معلومةٌ بسياقها الذي تردُ فيه ويتبينُ أهي للتقرير أو التوبيخ أو غيرهِ , خلافاً لكلامك المجرَّد الذي ابتدأت به الموضوعَ فإنَّ بينهُ وبين القرآنِ ما لا يُحتاجُ فيه إلى تفصيل , وعلى كلٍّ فليس هذا الأمرُ محلَّ نقاش بقدر ما هو إبطالُ قياسٍ وتشبيهٍ.
وأما الرد العلمي على هذا الكلام فسيكون على فقرة منه بعد فقرة , فأول ذلك كلامه عن الوحي حيث قال:إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها.
إذا كان لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , فلماذا تعرفها لنا يادكتور وأنت حقا ويقينا ما عانيتها؟
يا أخي تأمَّل قوله (حق معرفتها) فهذا كلامٌ تدلُّ عليه السنةُ التي نطقَ بها من نزلَ عليهِ الوحيُ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فلم يُنكر على من سألهُ عن كيفيةِ هذا الوحي ووقعِ نزوله كما هو مُتَّفقٌ على صحتهِ أنَّهُ سُئلَ كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ.؟ فهل ترى هذا السؤالَ وإجابتهُ كانتا من باب الفُضولِ , أم إقرارٌ وإثباتٌ بأنَّ نزولَ الوحي لا يعرفُهُ حقَّ المعرفة إلا من عاناهُ , ولذلك سُئلَ عنهُ فأجاب , وفرقٌ بين التعريفِ النَّظريِّ وبينَ الشعور والإحساسِ , فكثيرٌ منَّا اليوم يتكلمُ عن مُسلَّماتٍ شرعيةٍ كلاماً نظريّاً ولا يجرؤ على ادِّعاءِ أنَّهُ يدكها حقَّ الإدراك كالحديثِ عن الحسنةِ والسيِّئةِ والسكراتِ وأهوالِ القيامة وغيرها , وهذا مثلهُ وليس فيه مجالٌ للنكير.
ثم قال: والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.
من أين عرفت هذا وأين نقلك وعزوك؟ ومن من علماء المسلمين قال بأن الوحي تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين؟
قال ابن كثير رحمه الله: هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه عليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه فالحالة الأولى جمعه في صدره والثانية تلاوته والثالثة تفسيره وإيضاح معناه ولهذا قال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أي بالقرآن كما قال تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} ثم قال تعالى: {إن علينا جمعه} أي في صدرك {وقرآنه} أي أن تقرأه {فإذا قرأناه} أي إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى: {فاتبع قرآنه} أي فاستمع له ثم اقرأه كما أقرأك {ثم إن علينا بيانه} أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه] قال: فقال لي ابن عباس: أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه وقال لي سعيد: وأنا أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه {فإذا قرأناه فاتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
قرآنه} أي فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه وقد رواه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة به ولفظ البخاري فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره] فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} وهكذا قال الشعبي والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد: إن هذه الاية نزلت في ذلك وقد روى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان لا يفتر من القراءة مخافة أن ينساه فقال الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه} أن نجمعه لك {وقرآنه} أن نقرئك فلا تنسى وقال ابن عباس وعطية العوفي {ثم إن علينا بيانه} تبيين حلاله وحرامه وكذا قال قتادة.
وقال القرطبي رحمه الله:
قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال فاستمع له وانصت ثم ان علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتاه جبريل عليهما السلام استمع واذا انطلق جبريل عليه السلام قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقره خرجه البخاري ايضا ونظير هذه الآية قوله تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] وقد تقدم وقال عامر الشعبي: انما كان يعجل بذكره اذا نزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض وقيل: كان عليه السلام اذا نزل عليه الوحي حرك لسانه مع الوحي مخافة ان ينساه فنزلت {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] ونزل: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى: 6] ونزل: {لا تحرك به لسانك} قاله ابن عباس: (وقرآنه) أي وقراءته عليك والقراءة والقرآن في قول الفراء مصدران وقال قتادة: (فاتبع فرآنه) أي فاتبع شرائعه واحكامه.
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/ 194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/ 19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/ 114].أضواء البيان - (1/ 42).
يا أخي الفاضل:
إنَّ هذه النقولات لا تُناسبُ حجمَ المقدِّمةِ والجلبةِ والوعودِ التي افتتحتَ بها أوَّلَ الموضوعِ , وهذا الذي تجعلهُ خيانةً من قلم الشيخِ لهُ خلافٌ معروفٌ قبل أن يبرأ الله الشيخَ وينفخَ فيه الروحَ , وهو قولٌ لبعضِ أهل العلمِ مبناهُ على حديثٍ حسنِ الإسنادِ فيهِ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ فَقَالَ: (نَعَمْ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ) واختلفوا هل الوحيُ تدركهُ الحواسُّ الظاهرةُ أم لا تدركهُ أم هو درجاتٌ مختلفةٌ ومهما يكن فليس هذا القولُ مما يستحقُّ عليه قلمُ الشيخِ تُهمةَ الخيانةِ , ولولا إحسانُ الظنِّ بك لظننتكَ تمهِّدُ بهذا لما هو ألصقُ بالغرضِ , ولكنَّ مثلكَ إن شاء الله بعيدٌ عن إرادةِ غير الخير والنصحِ لكتاب الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل يكفي ما نقلته عن الإمام ابن كثير وعن الإمام الشنقيطي رحمهما الله في الرد على كلام الدكتور الذي يدل على نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للوحي , وهل يمكن للأخوين الفاضلين أن يجيبوني: هل يليق هذا القول من فضيلة الدكتور أيمن أم أنه خطأ واضح من فضيلته خانه فيه قلمه فسطر في كتابه ما هو واضح البطلان؟
هذا سؤالٌ يحتاجُ لتفصيل:
فما نقلتَهُ يكفي إذا كانَ الهدفُ إشارةً إلى أنَّ في المسالةِ خلافاً قائماً بين العلماء.
ولا يكفي إذا كان الناقلُ يحسِبُهُ قد وفَّى بوعدهِ حين قال (ونرد عليه بعدل وإنصاف إن شاء الله).
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Feb 2010, 08:01 م]ـ
يا أخي الفاضل:
إنَّ هذه النقولات لا تُناسبُ حجمَ المقدِّمةِ والجلبةِ والوعودِ التي افتتحتَ بها أوَّلَ الموضوعِ , وهذا الذي تجعلهُ خيانةً من قلم الشيخِ لهُ خلافٌ معروفٌ قبل أن يبرأ الله الشيخَ وينفخَ فيه الروحَ , وهو قولٌ لبعضِ أهل العلمِ مبناهُ على حديثٍ حسنِ الإسنادِ فيهِ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ فَقَالَ: (نَعَمْ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ) واختلفوا هل الوحيُ تدركهُ الحواسُّ الظاهرةُ أم لا تدركهُ أم هو درجاتٌ مختلفةٌ ومهما يكن فليس هذا القولُ مما يستحقُّ عليه قلمُ الشيخِ تُهمةَ الخيانةِ , ولولا إحسانُ الظنِّ بك لظننتكَ تمهِّدُ بهذا لما هو ألصقُ بالغرضِ , ولكنَّ مثلكَ إن شاء الله بعيدٌ عن إرادةِ غير الخير والنصحِ لكتاب الله تعالى.
[/ color] ).
هلا تفضلت بارك الله فيك بنقل واحد عن إمام من أئمة السلف المعتبرين بالخلاف في المسألة؟ ولماذا لم يوثق الشيخ الدكتور كلامه بالنقل عنهم؟
وإليك ما نقله الأئمة المعتبرون:
قال ابن تيمية رحمه الله عن القرءان الكريم: والنبى سمعه من جبريل وهو الذى نزل عليه به وجبريل سمعه من الله تعالى كما نص على ذلك أحمد وغيره من الأئمة قال تعالى قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله وقال تعالى نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وقال تعالى وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق فأخبر سبحانه أنه نزله روح القدس وهو الروح الأمين وهو جبريل من الله بالحق ولم يقل أحد من السلف أن النبى سمعه من الله وإنما قال ذلك بعض المتأخرين.مجموع الفتاوى 12/ 298
وقال رحمه الله: والقرآن حمله جبريل مسموعاً من الله والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعاً ومكتوباً ومحفوظاً وكل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، عليه لعائن الله والناس أجمعين.
جامع الرسائل 1/ 164
فأهل السنة والجماعة يقولون ويعتقدون أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ألفاظه ومعانيه عين كلام الله سمعه جبريل من الله والنبي سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي فهو المكتوب بالمصاحف المحفوظ بالصدور المتلو بالألسنة.
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله:
وكذلك القرآن عين كلامه ال= مسموع منه حقيقة ببيان
هو قول ربي كله لا بعضه= لفظا ومعنى ما هما خلقان
تخريج الطحاوية ص 41
فليتك يا أخانا الكريم تترك هذا الأسلوب وتنقل لنا عن أئمة السلف المعتبرين ما يدل على قولك أو قول الدكتور من قبلك.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:34 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ محمد بن عيد الشعباني حفظكم الله ونفع بكم وزادكم غيرة
لما قرأت مقالتك الكريمة تواصلت مع أخي الشيخ الدكتور أيمن لأستبين منه وجهة نظره في نقدكم لبعض ما ذكره في كتابه عن الوحي وما ذكرتموه في مسألة إظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. وما نسب إليه من قول لم نعرفه من أخلاقه بحق شيخ من خيرة شيوخه ممن تلقى عنهم كلام رب العالمين
فأجابني -حفظه الله تعالى- ((نصاً)) مبيناً موضحاً بما يلي:
((أخي الفاضل الشيخ طارق شيخ إسماعيل سلمك الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - شكرا على غيرتكم وتواصلكم مع أخيكم أيمن.
2 - بالنسبة للمسألة الأولى: فلا أدري ما الذي استغربه الأخ الكريم , فإنه لم يذكر دليله ولا نقل عن أحد من العلماء , وقد استدللت على ما ذكرت بآيتين من كتاب الله وبحديث صحيح , فاكتفى الأخ الكريم بالاستنكار والتعجب اللذين لا أدري ما سببهما.
3 - بالنسبة للمسألة الثانية: فالكلام فيها على موضوع القياس في القراءة بعيدا عن التلقي المنطوق الذي وصلنا من أفواه المشايخ أصحاب الأسانيد المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد استدللت على عدم صحة ذلك بقول الإمام الشاطبي:
وما لقياس في القراءة مدخل
وقول الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. النشر 1/ 18
فلوَّن الأخ المعترض عبارة: (كأخذ بعض الأغبياء) بالأحمر , وعبارة: (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين) بالأزرق , ولا أدري ماذا يقصد بهذا؟ أيقصد - والعياذ بالله - أني أعني أن شيخي من الأغبياء؟!
حاشا ثم حاشا أن أقول أو أعتقد ذلك فيمن علمني القرآن وجعلني موصولا بسلسلة أعلاها رب العالمين سبحانه.
ثم هل كان شيخنا يقول (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين)؟! أبدا , بل كان يقول بإبقاء فرجة بين الشفتين حالة إخفاء الميم المقلوبة من النون.
ثم إن هذا النص هو قول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وليس بكلامي.
هذا ما أحببت أن أوضحه لكم , وجزاكم الله خيرا , والحمد لله رب العالمين.))
ـ[محمد سيف]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:25 م]ـ
الشيخ محمد الشعباني ..
جزاكم الله خيراً على التنبيه والاهتمام بهذا الموضوع ..
ويكفيكم أن تردوا على ما قال الشيخ أيمن بالدليل العلمي دون عبارة يليق أو لا يليق ..
فالانتقاص في هذه العبارة واضح (لا يليق) بمشايخنا الكرام.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:44 م]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله عن القرءان الكريم: والنبى سمعه من جبريل وهو الذى نزل عليه به وجبريل سمعه من الله تعالى كما نص على ذلك أحمد وغيره من الأئمة
هذا كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله فأين فهمك أنت من فهمه، هل فهم ابن تيمية رحمه الله أن الله تكلّم بالصوت لجبريل عليه السلام وبأصوات اللغة العربية، وبنفس هذا الأسلوب كلّم جبريل عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي.
ما هو تعريف الوحي؟؟؟؟؟؟ أخي حثثتك على مراجعة أبواب الوحي في كتب الحديث وعلوم القرآن قبل أن تطرح مثل هذه الأمور.
قال تعالى:
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:97)
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء193:194)
فأخبر سبحانه أنه نزله روح القدس وهو الروح الأمين وهو جبريل من الله بالحق ولم يقل أحد من السلف أن النبى سمعه من الله وإنما قال ذلك بعض المتأخرين.مجموع الفتاوى 12/ 298
ألا يخالف قولك صريح ما تدل عليه هذه الآيات الكريمة
فالله سبحانه وتعالى أشار إلى موضع نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال (على قلبك) فهل يدل ذلك على سماعه بالأذن؟؟؟؟
وقال رحمه الله: والقرآن حمله جبريل مسموعاً من الله والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعاً ومكتوباً ومحفوظاً وكل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، عليه لعائن الله والناس أجمعين.
جامع الرسائل 1/ 164
(يُتْبَعُ)
(/)
فأهل السنة والجماعة يقولون ويعتقدون أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ألفاظه ومعانيه عين كلام الله سمعه جبريل من الله والنبي سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي فهو المكتوب بالمصاحف المحفوظ بالصدور المتلو بالألسنة.
هل الصوت الذي يُسمَعُ بالأذن مخلوق أم غير مخلوق؟؟؟؟
أخي الحبيب أرجو أن تراجع موضوع الوحي في الصحيحين وتقف على الكلمات التي وردت في الأحاديث بدقّة وتفرّق بين يوحي ويكلّم ويسمع ...
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:57 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ محمد بن عيد الشعباني حفظكم الله ونفع بكم وزادكم غيرة
لما قرأت مقالتك الكريمة تواصلت مع أخي الشيخ الدكتور أيمن لأستبين منه وجهة نظره في نقدكم لبعض ما ذكره في كتابه عن الوحي وما ذكرتموه في مسألة إظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. وما نسب إليه من قول لم نعرفه من أخلاقه بحق شيخ من خيرة شيوخه ممن تلقى عنهم كلام رب العالمين
فأجابني -حفظه الله تعالى- ((نصاً)) مبيناً موضحاً بما يلي:
((3 - بالنسبة للمسألة الثانية: فالكلام فيها على موضوع القياس في القراءة بعيدا عن التلقي المنطوق الذي وصلنا من أفواه المشايخ أصحاب الأسانيد المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد استدللت على عدم صحة ذلك بقول الإمام الشاطبي:
وما لقياس في القراءة مدخل
وقول الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. النشر 1/ 18
فلوَّن الأخ المعترض عبارة: (كأخذ بعض الأغبياء) بالأحمر , وعبارة: (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين) بالأزرق , ولا أدري ماذا يقصد بهذا؟ أيقصد - والعياذ بالله - أني أعني أن شيخي من الأغبياء؟!
حاشا ثم حاشا أن أقول أو أعتقد ذلك فيمن علمني القرآن وجعلني موصولا بسلسلة أعلاها رب العالمين سبحانه.
ثم هل كان شيخنا يقول (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين)؟! أبدا , بل كان يقول بإبقاء فرجة بين الشفتين حالة إخفاء الميم المقلوبة من النون.
ثم إن هذا النص هو قول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وليس بكلامي.
هذا ما أحببت أن أوضحه لكم , وجزاكم الله خيرا , والحمد لله رب العالمين.))
السلام عليكم
أخي الكريم كلام الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ هنا أنه ينفي القياس في القراءة مستدلا بما سبق.
يريد من القول السابق أن الشيخ عامر ـ رحمه الله ـ جاء بهذه الفرجة من باب القياس لا من باب النص، ثم أورد ما سبق في ذم القياس ... هل فهمت الآن الصلة بين هذه وتلك؟؟
وكان من المتعين علي الشيخ أيمن ـ حفظه الله ـ بذل الجهد في الاطلاع قبل صدور هذا القول منه.
والحجة موجودة في نص الإمام الجعبري (سكن لاخفا اقلب ولاطباق اتقي **واتمم لشد المحض ضمن الثاني) وقد سبق وشرحنا البيت تكرارا ومرارا، وهذا نص صريح في المسألة من الجعبري.
وينبغي عليه القول بانفراد الجعبري ـ كما ادعي الشيخ محمد يحيي شريف ـ بذلك، وليس قياسا من الشيخ عامر ـ رحمه الله تعالي ـ. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:42 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ محمد بن عيد الشعباني حفظكم الله ونفع بكم وزادكم غيرة
لما قرأت مقالتك الكريمة تواصلت مع أخي الشيخ الدكتور أيمن لأستبين منه وجهة نظره في نقدكم لبعض ما ذكره في كتابه عن الوحي وما ذكرتموه في مسألة إظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. وما نسب إليه من قول لم نعرفه من أخلاقه بحق شيخ من خيرة شيوخه ممن تلقى عنهم كلام رب العالمين
.))
جزاك الله خيرا يا شيخ طارق على هذا التواصل الكريم.
فأجابني -حفظه الله تعالى- ((نصاً)) مبيناً موضحاً بما يلي: [/ size]
أخي الفاضل الشيخ طارق شيخ إسماعيل سلمك الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اما بعد:
1 - شكرا على غيرتكم وتواصلكم مع أخيكم أيمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - بالنسبة للمسألة الأولى: فلا أدري ما الذي استغربه الأخ الكريم , فإنه لم يذكر دليله ولا نقل عن أحد من العلماء , وقد استدللت على ما ذكرت بآيتين من كتاب الله وبحديث صحيح , فاكتفى الأخ الكريم بالاستنكار والتعجب اللذين لا أدري ما سببهما.
ولعلك يا شيخ طارق تبلغ الدكتور الكريم أن الذي استغربته هو أنه استدل بالآية والحديث المذكورين على نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه في حين أن أئمة الإسلام المعتبرين كابن تيمية وابن القيم وابن كثير والشنقيطي قد استدلوا بنفس الآية على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع الوحي بأذنه ورآه بعينه , فالدكتور أيمن قد خالف أئمة السلف في القول والاستدلال فهذا الذي أستغربه من كلامه وأنكره , ولذلك كتبت كلامه أولا دون رد حتى يتضح للقارئ ما فيه ولكن كما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم , وهذا ما لم يتفطن له من تسرع بالرد , وليس هذا هو كل ما أستغربه وأستنكره من كلام الدكتور ولكن هناك الكثير وسأرد عليه فقرة فقرة كما بينت من قبل , والعجب أني بعد نقلي عن ابن تيمية وابن كثير والشنقيطي يقول: ولم ينقل شيئا , فالله المستعان.
- بالنسبة للمسألة الثانية: فالكلام فيها على موضوع القياس في القراءة بعيدا عن التلقي المنطوق الذي وصلنا من أفواه المشايخ أصحاب الأسانيد المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد استدللت على عدم صحة ذلك بقول الإمام الشاطبي:
وما لقياس في القراءة مدخل وقول الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. النشر 1/ 18
فلوَّن الأخ المعترض عبارة: (كأخذ بعض الأغبياء) بالأحمر , وعبارة: (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين) بالأزرق , ولا أدري ماذا يقصد بهذا؟ أيقصد - والعياذ بالله - أني أعني أن شيخي من الأغبياء؟!
حاشا ثم حاشا أن أقول أو أعتقد ذلك فيمن علمني القرآن وجعلني موصولا بسلسلة أعلاها رب العالمين سبحانه.
ثم هل كان شيخنا يقول (بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين)؟! أبدا , بل كان يقول بإبقاء فرجة بين الشفتين حالة إخفاء الميم المقلوبة من النون.
ثم إن هذا النص هو قول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى وليس بكلامي.
هذا ما أحببت أن أوضحه لكم , وجزاكم الله خيرا , والحمد لله رب العالمين
إذا كان هذا اعتذارا مقبولا عندكم من الدكتور فهل يقبل من مثلي أن يقول:
- ومن ذلك ما فعله أحد الشيوخ المعاصرين من قياسه إخفاء الميم عند الباء على إخفاء الحركة, فبدا له أنه يجب إطباق الشفتين عند نطق الميم المخفاة قياسا على أننا نعمل الشفتين عند إخفاء االحركة في نحو (تأمنا) وهي شبهة قوية سببها القياس بعيدا عن التلقي المنطوق وليس هذا مجال تفنيدها.قال إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى:
((وما لقياس في القراءة مدخل)
وقال الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. (النشر 1/ 18) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا يفهم من قولي هذا أني أعني الدكتور أيمن وأنزل عليه وصف ابن الجزري المذكور.أليس ما نقله الدكتور عن ابن الجزري نقله في معرض الرد على الشيخ عامر فكلام ابن الجزري في نقل الدكتور يتنزل على القائل بالفرجة وهو الشيخ عامر , وهنا شيء مهم يجب أن نتفطن له وبه سيتضح الأمر وهو أني لا أتهم الدكتور أيمن حفظه الله في قصده فقصده إن شاء الله قصد طيب ولكني مع علمي بسلامة قصده أخطئ لفظه بما نقلته عن أئمة الإسلام السابقين , ثم القول يحكم عليه صحة وفسادا بغض النظر عن قائله.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:59 ص]ـ
هذا كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله فأين فهمك أنت من فهمه، هل فهم ابن تيمية رحمه الله أن الله تكلّم بالصوت لجبريل عليه السلام وبأصوات اللغة العربية، وبنفس هذا الأسلوب كلّم جبريل عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي ....
نعم فهم ابن تيمية رحمه الله أن أن الله تكلّم بالصوت لجبريل عليه السلام بل وصرح بذلك هو وغيره من الأئمة:
قال ابن تيمية رحمه الله: وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت الا ابن كلاب ومن اتبعه كما أنه ليس فى طوائف المسلمين من قال ان الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم الا هو ومن اتبعه وليس فى طوائف المسلمين من قال ان أصوات العباد بالقرآن قديمة أزلية ولا أنه يسمع من العباد صوتا قديما ولا أن القرآن نسمعه نحن من الله الا طائفة قليلة من المنتسبين الى أهل الحديث من اصحاب الشافعى وأحمد وداود وغيرهم وليس فى المسلمين من يقول ان الحرف الذى هو مداد المصاحف قديم أزلى فاثبات الحرف والصوت بمعنى ان المداد واصوات العباد قديمة بدعة باطلة لم يذهب اليه احد من الأئمة وانكار تكلم الله بالصوت وجعل كلامه معنى واحدا قائما بالنفس بدعة باطلة لم يذهب اليها أحد من السلف والأئمة
والذى اتفق عليه السلف والأئمة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. مجموع الفتاوى (6/ 528).
وقال: وكذلك من زاد على السنة فقال إن ألفاظ العباد وأصواتهم قديمة فهو مبتدع ضال كمن قال إن الله لا يتكلم بحرف ولا بصوت فإنه أيضا مبتدع منكر للسنة.مجموع الفتاوى (3/ 403).
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سألت أبي رحمه الله عن قوم يقولون لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي بلى إن ربك عزوجل تكلم بصوت هذه الاحاديث نرويها كما جاءت (السنة للإمام أحمد برقم 500)
وقال ابن قدامة: وقالوا أيضا قد قلتم إن الله يتكلم بصوت ولم يأت كتاب ولا سنة قلنا بل قد ورد به الكتاب والسنة وإجماع أهل الحق أما الكتاب فقول الله تعالى وكلم الله موسى تكليما النساء 164وقوله تعالى منهم من كلم الله البقرة 254 وقوله سبحانه وتعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الآ وحيا أو من وراء حجاب الآية الشورى 51 وقوله تعالى وإذ نادى ربك موسى الشعراء 10 ولا خلاف بيننا أن موسى سمع كلام الله من الله بغير واسطة ولا يسمع إلا الصوت فإن الصوت هو ما يتأتى سماعه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال إن الله يجمع الخلائق فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمع من قرب أنا الملك أنا الديان وذكر عبد الله بن أحمد انه قال سالت ابي فقلت يا ابه إن الجهمية يزعمون ان الله لا يتكلم بصوت فقال كذبوا إنما يريدون على التعطيل م قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال حدثنا سليمان بن مهران الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء قال أبو نصر السجزي رحمه الله وهذا الخبر ليس في رواته إلا إمام مقبول وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الثار أن موسى عليه السلام لما ناداه ربه يا موسى اجاب سريعا استئناسا بالصوت فقال لبيك اسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت قال انا فوقك وامامك ووراءك وعن يمينك وعن شمالك فعلم ان هذه الصفة لا تنبغي إلا لله عز وجل قال فكذلك انا يا رب أفكلامك أسمع أم كلام رسولك قال بل كلامي وفي أثر آخر أن موسى عليه السلام لما ناجاه ربه ثم سمع كلام الآدميين مقتهم لما وقر في مسامعك من كلام الله تعالى ومثله في الآثار كثير تناولته الأمة ولم ينكره إلا مبتدع لا يلتفت إليه. (حكاية المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدعة ص40 ـ 42) من الشاملة.
وقال ابن أبي العز: وتاسعها: أنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وهو يتكلم به بصوت يسمع وأن نوع الكلام قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديما وهذا المأثور عن أئمة الحديث والسنة. شرح الطحاوية 1/ 168
وقال القحطاني في نونيته:
فالله ربي لم يزل متكلما = حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده = موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا =جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا = قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه = صدقا بلا كذب ولا بهتان
ما هو تعريف الوحي؟؟؟؟؟؟ أخي حثثتك على مراجعة أبواب الوحي في كتب الحديث وعلوم القرآن قبل أن تطرح مثل هذه الأمور.
لم لا تنقل لنا أنت تعريف الوحي وقد نقلت لك كلام الأئمة في مورد النزاع فليس مورد النزاع هو تعريف الوحي وإنما مورد النزاع في نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للوحي الذي هو القرءان بأذنه وذلك لأن كتاب الدكتور أيمن الذي فيه كلامه عنوانه (تلقي القرءان الكريم) إذن هو يتكلم عن كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان فينفي سماعه بأذنه.
ألا يخالف قولك صريح ما تدل عليه هذه الآيات الكريمة
فالله سبحانه وتعالى أشار إلى موضع نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال (على قلبك) فهل يدل ذلك على سماعه بالأذن؟؟؟؟ قدمت لك من كلام الإمام الشنقيطي ما يدل على أنه لا تعارض بين نزوله على قلبه صلى الله عليه وسلم وسماعه بأذنه الشريفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:36 م]ـ
أرجو من صاحبِ الموضوعِ أن يطَّلعَ على مباحثِ بدءِ الوحي وكيفيَّةِ نزولهِ على النبي صلى الله عليه وسلمَ , ليتيقَّنَ أنَّ في الأمرِ سعةً , وأنَّ الوحي ليس على نوعٍ واحدٍ وكيفيَّةٍ واحدةٍ في نزولهِ على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلمَ.
قال الفلتان بن عاصم رضي الله عنه: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة، وفرغ سمعه وقلبه، لما يأتيه من الله عزوجل)
لاحظ أنَّ هذه الحالةَ في تلقي الوحي تحتلفُ عن حالة نزول سورة الكوثر التي أوحيت إليه وهو غافٍ صلى الله عليه وسلم فقام مبتسماً , وعن حالة نزول المائدة التي أثقلت الناقةَ فكادت تكسرُها , وعن حالة نزول آيات الإفك وغير ذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:09 م]ـ
أخير الكريم الشيخ محمود ..
مجرد الاطلاع على المباحث والوقوف على قوع الخلاف لا يُفيد أن في الأمر سعة ...
فقد يُطلع على المباحث ويوقف على الخلاف = فيبين أنه خلاف حادث بعد الإجماع القديم فيكون خلافاً شاذاً لا يسع.
وهذا من باب التنظير فقط لا بقصد التنزيل على المسألة المبحوثة هاهنا ...
والذي عندي هاهنا: أن كلام الشيخ أيمن مجمل لابد من تبيينه بالسؤال التالي:
هل يقصد أن الوحي لا يكون إلا بهذه الصورة ولا يُسمع منه شيء بحرف وصوت [من الله سبحانه للملك ومن الملك للرسول]؟
إن قصد هذا = فهو قول شاذ مبتدع خاصة في شطره الأول،لكن لو فتحنا البحث في أمثاله منة مسائل الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين فلن ينتهي الحديث،فالأولى أن يبقى كل على ما يعتقد،مع التنبيه عند الالتباس،ومن أراد بحث هذه المسائل فالمنتديات العقدية موجودة ..
فإن قصد معنى آخر = وجب تبيينه ...
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:14 م]ـ
لم أدخل لأسجل تعقيباً أو مداخلة، بل دخلت لأرحب بالشيخ " أبي فهر السلفي " حفظه الله فمذ زمن لم أقرأ له أي تعليق في المنتدى، فالحمد لله على سلامتكم وعودتكم.
نعم كلمة الشيخ الأخيرة:
،مع التنبيه عند الالتباس،ومن أراد بحث هذه المسائل فالمنتديات العقدية موجودة ..
تسطر بماء الذهب كما يقولون.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:17 م]ـ
والذي عندي هاهنا: أن كلام الشيخ أيمن مجمل لابد من تبيينه بالسؤال التالي:
هل يقصد أن الوحي لا يكون إلا بهذه الصورة ولا يُسمع منه شيء بحرف وصوت [من الله سبحانه للملك ومن الملك للرسول]؟
إن قصد هذا = فهو قول شاذ مبتدع خاصة في شطره الأول،لكن لو فتحنا البحث في أمثاله منة مسائل الخلاف بين الأشاعرة والسلفيين فلن ينتهي الحديث،فالأولى أن يبقى كل على ما يعتقد،مع التنبيه عند الالتباس،ومن أراد بحث هذه المسائل فالمنتديات العقدية موجودة ..
فإن قصد معنى آخر = وجب تبيينه ...
أحسنت يا أبا فهرٍ , وما دامَ الشيخُ حيا يُرزَقُ ويرُدُّ على كل متصلٍ ويفرحُ بالمراجعةِ والمباحثة , فمن خيانةِ أقلامنا لنا أن نحملَ كلامهُ على وجهٍ واحدٍ ونُفرِّعَ عليه ونشنعَ , وكما أنَّ الوحي لا يجوزُ قصرهُ على الصورة التي ذكرها الشيخُ أيمنُ فكذلك سواها من الكيفيَّاتِ فبكلٍّ نزلَ القرآنُ , وهذا ما دعاني إلى أن أرجو من الأخ مطالعة مباحث بدءِ الوحي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:24 م]ـ
حياك الله أخي الشيخ الجكني،وما يشغلني عن المشايخ هاهنا إلا الأسنة وركوبها ...
أخي الفاضل الشيخ محمود الشنقيطي: زد على ما ذكرتَ أن الشيخ هين لين سمح الصدر طويل الصبر،ولن يعدم مباحثه منه خيراً ..
وإقامة النزاع على كلام المتكلم المحتمل المجمل = غير حسنة أبداً،ولا يُنجيها من الاعتساف إلا طلب التبيين من المتكلم،أو إقامة الاحتمال عند بحث كلامه وعدم الجزم-فضلاً عن بناء الذم- بقول له بغير بينة ظاهرة ..
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:27 م]ـ
ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والشنقيطي قد استدلوا بنفس الآية على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع الوحي بأذنه ورآه بعينه , فالدكتور أيمن قد خالف أئمة السلف
الدكتور أيمن لم يخالف أئمة السلف، فبين من ذكرت وبين الصحابة والتابعين الذين يصدق عليهم اسم السلف قرونا طويلة، والسلف الصالح لم يصدر عنهم في المسألة نص صريح يكون دليلا على إجماع قطعي في المسالة بحيث يحرم مخالفته، وإلا فلو كان الأمر كذلك لكان الإمام ابن جرير الطبري مخالفا للسلف عندما قرر استحالة السكوت على الله، وقرر أن كلام الله قديم غير محدث في ذاته، وإن كان يتكلم بصوت لا يقوم بذاته بأن يخلقه في جبريل بعد أن يخلق له العلم الضروري بمدلولات كلامه القديم الأزلي سبحانه وتعالى.
فعلى من يتوهم أن جمهور علماء المسلمين قد خالفوا إجماع السلف في هذه المسالة أن يرفع هذا الوهم من ذهنه، فالإمام الطبري من أئمة السلف، ويستحيل أن يخالف الصحابة والتابعين في هذا الأمر الخطير، وإذا جوزنا مخالفة الإمام الطبري لإجماع السلف في هذه المسالة العظيمة فعلى العلوم الدينية السلام، فلا ثقة بعد ذلك في كلام أحد أو فهمه.
المسالة خلافية بين الفرق الإسلامية، ومدعي الإجماع القطعي واهم، هي فقط شعارات يرفعها رؤساء المذاهب لتقوية كلامهم وتهويل الأمر على المخالف، وإلا فمن أسهل الأشياء ادعاء الإجماع، ومن أصعبها تحقيق صحة هذا الإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 04:37 م]ـ
أحسنت يا أبا فهرٍ , وما دامَ الشيخُ حيا يُرزَقُ ويرُدُّ على كل متصلٍ ويفرحُ بالمراجعةِ والمباحثة , فمن خيانةِ أقلامنا لنا أن نحملَ كلامهُ على وجهٍ واحدٍ ونُفرِّعَ عليه ونشنعَ , وكما أنَّ الوحي لا يجوزُ قصرهُ على الصورة التي ذكرها الشيخُ أيمنُ فكذلك سواها من الكيفيَّاتِ فبكلٍّ نزلَ القرآنُ , وهذا ما دعاني إلى أن أرجو من الأخ مطالعة مباحث بدءِ الوحي. قد اطلع الدكتور على هذا الموضوع حتى تنبه لما لون من نصوصه ثم أجاب بما يؤكد أنه ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان من جبريل بأذنه وذلك في نقل الشيخ طارق عبد الله السابق عن الدكتور أيمن.
فهل قال أحد من أئمة السلف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع القرءان بأذنه؟ من كان يعلم قائلا بهذا قبل الدكتور فليتحفنا به وإلا فيبقى قول الدكتور أقل ما يقال فيه أنه قول محدث كما قال الدكتور أبو فهر من قبل أو خانه فيه قلمه كما قلت أنا من قبل.
ما زال هناك ردود مهمة على باقي كلام الدكتور فهل أحد ينقل لنا عن أحد السلف بما يوافق قول الدكتور أم نقر بخطئه وننتقل للفقرة التالية؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 04:45 م]ـ
الدكتور أيمن لم يخالف أئمة السلف، فبين من ذكرت وبين الصحابة والتابعين الذين يصدق عليهم اسم السلف قرونا طويلة، والسلف الصالح لم يصدر عنهم في المسألة نص صريح يكون دليلا على إجماع قطعي في المسالة بحيث يحرم مخالفته، وإلا فلو كان الأمر كذلك لكان الإمام ابن جرير الطبري مخالفا للسلف عندما قرر استحالة السكوت على الله، وقرر أن كلام الله قديم غير محدث في ذاته، وإن كان يتكلم بصوت لا يقوم بذاته بأن يخلقه في جبريل بعد أن يخلق له العلم الضروري بمدلولات كلامه القديم الأزلي سبحانه وتعالى.
فعلى من يتوهم أن جمهور علماء المسلمين قد خالفوا إجماع السلف في هذه المسالة أن يرفع هذا الوهم من ذهنه، فالإمام الطبري من أئمة السلف، ويستحيل أن يخالف الصحابة والتابعين في هذا الأمر الخطير، وإذا جوزنا مخالفة الإمام الطبري لإجماع السلف في هذه المسالة العظيمة فعلى العلوم الدينية السلام، فلا ثقة بعد ذلك في كلام أحد أو فهمه.
المسالة خلافية بين الفرق الإسلامية، ومدعي الإجماع القطعي واهم، هي فقط شعارات يرفعها رؤساء المذاهب لتقوية كلامهم وتهويل الأمر على المخالف، وإلا فمن أسهل الأشياء ادعاء الإجماع، ومن أصعبها تحقيق صحة هذا الإجماع.
ألا ترى يا دكتور أن كلامك ينقض بعضه بعضا ثم ما علاقته بمسألتنا إننا نبحث في مسألة واحدة وهي: هل سمع النبي صلى الله عليه وسلم القرءان بأذنه أم لا؟
الدكتور أيمن قرر في كتابه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع القرءان بأذنه , فمن قال هذا قبل الدكتور أيمن؟ هذا هو السؤال وهذا هو البحث فلا يحسن بنا أن نحيد يمنة ويسرة. وفق الله جميع المسلمين.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[09 Feb 2010, 05:09 م]ـ
بل كلامي في صلب الموضوع، يعرفه من حقق ذلك.
واعلم أن من صور الوحي المتعددة أن ينفث الملك في روع النبي فعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نفث روح القدس في روعي أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته.
فهذه إحدى صور الوحي وهو أن ينفث الملك في روع وقلب النبي من غير ان يراه أو يسمع منه شيئا بأذنه، ومن الوحي الوحي بالقرآن.
وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا) هو أن ينفثت في روعه بالوحي. وقال الشيخ الحليمي: هذا هو الوحي الذي يخص القلب دون السمع.
فكلام الدكتور أيمن صحيح في إحدى صور الوحي، وهي صور متعددة فصلها العلماء، وبعض المحققين قال بأن القرآن نزل جملة على قلب النبي قبل أن ينزل به الملك جبريل عليه السلام، واستدل على ذلك بآية قرآنية. وأيضا فقد قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ولم يقل على أذنك، والقلب محل العلم لا محل السمع.
نعم، ربما يناقش الدكتور إذا حصر صور الوحي في هذه، وجزم بأنه لا طريق للوحي إلا هذا، ولكنه لم يفعل، فلا يجوز تقويله ما لم يقله.
وأما مسألة الصوت الحادث القائم بذات الله عند البعض، فقد أشرت إلى بطلانها عند الإمام ابن جرير الطبري، وهو إمام من أئمة السلف، فلا ينبغي العدول عن كلامه وهو من هو والالتجاء لكلام من جاء بعده بقرون.
وعليه، فقد قرر العلماء من طرق الوحي أن يكلم الله النبي بواسطة، أو بلا كفاحا، وبعضهم يسمي ذلك مشافهة تجوزا، ولكن دون القول بأن صوتا حادثا قام بذات الله تعالى.
ولا يصح عن السلف أن الصوت الحادث قام بذات الله، فضلا عن يكون قد حصل إجماع على ذلك، ومن ادعى الإجماع فدعواه غير مسموعة، كيف والإمام الطبري يقرر استحالة ذلك ولا ينعقد إجماع ليس هو فيه، فضلا عن أن يخالف ما أجمع عليه السلف.
وهذه المباحث لا تليق بكل الناس .. فنرجو أن لا يخوض فيها إلا أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[09 Feb 2010, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الأخ محمد الشعباني أكتفي بما أورده الإخوة الأفاضل في الردّ على كلامك حفاظا على وحدة المسلمين وبعدا عن كل ما يفرّق الصف
والدكتور حي يرزق فكان حري بك أن تكلّمه قبل أن تصدّر موضوعك بكلام مهول يظن القارئ له بأن هذا الدكتور هدم ركنا من أركان الدين ... وهذا أسهل بكثير من أن تتكبد عناء البحث والاطلاع.
أرجو أن يتفضل المشرف بحذف الموضوع حذف جذري لأن الأمر الرئيس ليس ذا بال وسيثير النقاش فيه خلافا في العقيدة ...
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 08:00 م]ـ
فكلام الدكتور أيمن صحيح في إحدى صور الوحي، وهي صور متعددة فصلها العلماء، وبعض المحققين قال بأن القرآن نزل جملة على قلب النبي قبل أن ينزل به الملك جبريل عليه السلام، واستدل على ذلك بآية قرآنية. وأيضا فقد قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) ولم يقل على أذنك، والقلب محل العلم لا محل السمع.
نعم، ربما يناقش الدكتور إذا حصر صور الوحي في هذه، وجزم بأنه لا طريق للوحي إلا هذا، ولكنه لم يفعل، فلا يجوز تقويله ما لم يقله.
.
الدكتور أيمن لا يتحدث عن صور الوحي ولكنه يتحدث عن كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان العظيم من جبريل عليه السلام ويدل على ذلك أمران: الأول: عنوان كتابه (تلقي القرءان الكريم عبر العصور).
والثاني أن كلامه عن عدم سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان بأذنه قدمه بقوله: لابد أن نبدأ دراستنا من أول السلسلة أي بتلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان العظيم من جبريل عليه السلام إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) وقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين).
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وعينه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة: (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال). أ - هـ
فهذا كلامه بتمامه فهل قال بقوله هذا أحد من العلماء , انقلوا لنا من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع القرءان بأذنه من جبريل كما قال الشيخ وإلا فأقروا بأن الدكتور أخطأ في هذه المسألة كما أخطأ غيره من العلماء وخطؤه في مسألة لا يقلل من علمه ومكانته بل كما قال القائل:
من ذا الذي ترجى سجاياه كلها = كفى بالمرء نبلا أن تعد مثالبه
وعلى فضيلته أن يصحح ذلك في الطبعات القادمة لكتابه.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Feb 2010, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الأخ محمد الشعباني أكتفي بما أورده الإخوة الأفاضل في الردّ على كلامك حفاظا على وحدة المسلمين وبعدا عن كل ما يفرّق الصف
.
أعتقد أن كلام الدكتور واضح البطلان ومهما رد من رد فلن يستطيع أحد أن يأتي بحرف واحد مما قال به الدكتور في نفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه للقرءان عن إمام واحد من أئمة السلف.
والدكتور حي يرزق فكان حري بك أن تكلّمه قبل أن تصدّر موضوعك بكلام مهول يظن القارئ له بأن هذا الدكتور هدم ركنا من أركان الدين ... وهذا أسهل بكثير من أن تتكبد عناء البحث والاطلاع.
سبق وأن طلبت رقم الدكتور في الرابط الذي وضعته لك ولكن لم يكتبه لي أحد فكان لابد من كتابة هذا ليصله وقد وصله ولله الحمد ولكنه أجاب بما يؤكد ما في كتابه من نفيه سماع النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه للقرءان فمن الذي يلام إذن؟
أرجو أن يتفضل المشرف بحذف الموضوع حذف جذري لأن الأمر الرئيس ليس ذا بال وسيثير النقاش فيه خلافا في العقيدة ..
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Feb 2010, 12:13 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد.
أعتقد أنّ في هذا الحوار إفراط وتفريط، فالإفراط كان في شدّة النقد والاعتراض اتّجاه فاضل وعالم من علماء الأمّة إذ كان بإمكان المعترض الاتصال به ومحاورته بالتي هي أحسن مع إقامة الحجج والبراهين لا سيما وأنّ الشيخ أيمن لا يزال على قيد الحياة أطال الله عمره، فقد يكون مجتهداً متأوّلاً معتقداً للصواب في المسألة من غير قصد ولا اتّباع للهوى. وقد رفع أئمّتنا الملام عن أئمّة أعلام في بعض المسائل في العقيدة التي اجتهدوا ورأوا الصواب فيها لكونهم ليسوا من متّبعي الهوى المعاندين للحقّ. وقد كان علماء الحرمين الشريفين أحسن مثال فيما أستحضره الآن في استضافتهم وترحيبهم وتقديرهم لبعض المشايخ الكبار الذين جاءوا إلى بلاد الحرمين لنشر العلم مع وجود اختلاف بين الطرفين في مسائل العقيدة والتوحيد، فكان تصرّفاً حكيماً حليماً نتج عنه مصلحة عظيمة.
وأمّا التفريط فكان في الاستهانة بخطورة الموضوع وهو النفيّ القاطع لسماع النبيّ عليه الصلاة والسلام للقرءان، إذ النفي في هذا المقام يستلزم حججاً صريحة ومعتبرة. فإن غاب الحزم والاحتياط والحذر في هذا النوع من المسائل لكان مسلكاً ومزلقاً قد لا يُحمد عقباه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Feb 2010, 04:13 ص]ـ
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب أكثر شئ أمقته في حياتي الجدل العقيم، الحمد لله أنك لن تكون قاضيا وإلا لأهلكت الناس ولأضعت وضيعت الحق.
أما تعظيمك لأمر لم تفهمه من كلام الدكتور فهذا مرجعه قلّة الاطلاع وسوء الظن. ولا تزين لك نفسك بأنك أحرص على الدين من جميع المشاركين في هذا الملتقى. إلا إن كنت أوتيت فهما لم يؤته أحد. أو أنك سمعت كلام الله جل جلاله لجبريل عليه السلام، أو كلام جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتجيز قول من تشاء وتمنع قول من تشاء.
أنا لا أعرف الدكتور الذي تحاول أن تعرّض به شخصيا لكني أقول لك ما من معلّم يدرّس طلبته علوم القرآن إلا وفي أسوأ أحواله قد اطلع على أكثر مما اطلعت عليه أنت، والدكتور لم يقصر صور الوحي في الكلام الذي سقته على صورة واحدة حتى راح البعض يبدّعه وقد يبح دمه بعد قليل.
وأرجوك لا تدفعني لمناقشة كل ما يتعلق بهذه المسائل على الملأ، وامتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم والحديث الشريف الذي أوردته أمتنع عن مجادلتك.
ثم أخي الحبيب كيف تعتبر نفسك بمعزل عن دعائك: اللهم انتقم ممن لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم
اليس الأولى أن نقول: اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.
ـ[كامل]ــــــــ[10 Feb 2010, 07:06 ص]ـ
أيها السادة القراء:
بعض المسائل التجويدية والأدائية مما هي محل خلاف بين اهل التحقيق كالضاد والقلقلة والاخفاء والنبر و0000
أرى أن الجدل فيها مما طائل من ورائه ولا فائده من تكراره , وهي موجودة في الكتب والوصول إلى مظانها يسير بلا تعب.
فلماذا الإغراق في الجزئيات وكأن المسائل العلمية نفدت ولم يبق إلا هذه الجزئيات
وعدوات ومهاترات وكتابات على إيييييييش.
والأدهى والأمر أن بعض المتفيقهين في هذه المسائل لو سمعته قارئا لرأيت عجبا , ولو سألته عن البدهي من غيرها لتوقف وكأن يقول: لم يتبين لي الأرجح
فأين العلم والحلم والفهم ,,, يخلو من الهم أخلاهم من الفطن.
والسلام
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب أكثر شئ أمقته في حياتي الجدل العقيم، الحمد لله أنك لن تكون قاضيا وإلا لأهلكت الناس ولأضعت وضيعت الحق.
أما تعظيمك لأمر لم تفهمه من كلام الدكتور فهذا مرجعه قلّة الاطلاع وسوء الظن. ولا تزين لك نفسك بأنك أحرص على الدين من جميع المشاركين في هذا الملتقى. إلا إن كنت أوتيت فهما لم يؤته أحد. أو أنك سمعت كلام الله جل جلاله لجبريل عليه السلام، أو كلام جبريل عليه السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتجيز قول من تشاء وتمنع قول من تشاء. أنا لا أعرف الدكتور الذي تحاول أن تعرّض به شخصيا لكني أقول لك ما من معلّم يدرّس طلبته علوم القرآن إلا وفي أسوأ أحواله قد اطلع على أكثر مما اطلعت عليه أنت، والدكتور لم يقصر صور الوحي في الكلام الذي سقته على صورة واحدة حتى راح البعض يبدّعه وقد يبح دمه بعد قليل.
وأرجوك لا تدفعني لمناقشة كل ما يتعلق بهذه المسائل على الملأ، وامتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم والحديث الشريف الذي أوردته أمتنع عن مجادلتك.
ثم أخي الحبيب كيف تعتبر نفسك بمعزل عن دعائك: اللهم انتقم ممن لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم
اليس الأولى أن نقول: اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.
الحمد لله أنه ليس في ردك إلا الإفلاس من الحجة فها أنت ترد بالتعرض لشخصي بمثل هذا الكلام وما الذي يغيظك من دعائي على من لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم وهل أنت كذلك؟
فلا أجيبك إلا قائلا حسبنا الله ونعم الوكيل وعند الله تجتمع الخصوم.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:15 م]ـ
لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم
هداك الله وراجع بك إلى الحق.
ما أخطر هذه الدعوى التي هي بمثابة التكفير والعياذ بالله، فأي شيء أشنع من التلبيس على المسلمين وفتنتهم وصدهم عن السنة؟؟
لا أرى سببا يحمل الإنسان على التفوه بمثل هذا الكلام في حق خيار الأنام إلا الجهل + التعصب.
وللأسف هذه الثقافة االبغيضة المنتشرة هي نتاج أخذ المعلومات الدينية من السيديهات والإنترنات والقنوات، وما كان لمن هذه ثقافته أن يتكلم في علوم الدين، فحسبه القيام بفروض العين، وترك التعرض للعلماء المتقين، لا سيما من اصطفاهم الله بخدمة القرآن العظيم، كيف وهم أهل الله وخاصته.
اللهم اهد شباب المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:29 م]ـ
هداك الله وراجع بك إلى الحق.
ما أخطر هذه الدعوى التي هي بمثابة التكفير والعياذ بالله، فأي شيء أشنع من التلبيس على المسلمين وفتنتهم وصدهم عن السنة؟؟
لا أرى سببا يحمل الإنسان على التفوه بمثل هذا الكلام في حق خيار الأنام إلا الجهل + التعصب.
.
من المتعصب بالجهل الذي يتقول على الناس مالم يقولوه أم الذي ينكر على الناس ما أخطأوا فيه؟ لقد نقلت لكم كلام الرجل بنصه وبتمامه ولم أنتقص من حقه فقلت هو عالم فاضل ولكن له أخطاء ككل عالم فاضل وهذه من أخطائه , وليس هو داخلا في دعوتي التي في توقيعي لأنه حفظه الله ليس من هؤلاء الذين يلبسون على المسلمين دينهم , وحتى هؤلاء الذين يلبسون الدين أنا بحمد الله لا أكفرهم لأني أعلم أن تكفير المعين لابد فيه من توفر شروط وانتفاء موانع كما هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي أرجو من الله عز وجل أن أحيا عليه وأموت عليه , بل لست ممن يكفر الحكام الذين يحكمون المسلمين بغير ما أنزل الله ولا ممن يكفر تارك الصلاة تكاسلا , والعجب أن تكال لي التهم مرة بالإرجاء ومرة بالتكفير وتناقضهما يدل على بطلانهما , وأرجو الله أن أكون من أهل السنة والجماعة الذين يرميهم الخوارج بالإرجاء ويرميهم المرجئة بالتكفير كما حدث لإمام السنة في وقته الألباني رحمه الله, والحمد لله فلنا كتب مطبوعة فيها اعتقادنا وما ندين لله عز وجل به فمنها متن التوحيد وشرحه المطبوع بمكتبة السنة بالقاهرة , فلا ينبغي لأحد أن يتخرص علينا بمثل هذا الكلام الذي يدل على إرهاب فكري يترفع عنه من شم شيئا من رائحة العلم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:13 م]ـ
أعتقد أنّ في هذا الحوار إفراط وتفريط، فالإفراط كان في شدّة النقد والاعتراض اتّجاه فاضل وعالم من علماء الأمّة إذ كان بإمكان المعترض الاتصال به ومحاورته بالتي هي أحسن مع إقامة الحجج والبراهين لا سيما وأنّ الشيخ أيمن لا يزال على قيد الحياة أطال الله عمره،.
لقد حاولت أن أحصل على رقم الدكتور أيمن لأتصل به فما أمكن فكان لابد من بيان هذا الخطأ لأنه منشور بكتاب مطبوع يطلع عليه القاصي والداني ولاسيما والدكتور أيمن حفظه الله من علم القراءات بمكان لا يخفى بحيث يحرص على اقتناء كتبه فكان لابد من البيان وقد اطلع على الموضوع فلم يكن رده يشفي العليل ولا يروي الغليل.
ثم ياإخواني لو رجعنا إلى الأدلة الشرعية لما لزمني أن أتصل به لو كان ذلك بإمكاني والدليل على ذلك ما رواه الأئمة الستة البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبوداود وابن ماجه عن أبي وائل قال: كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلى فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ.
فأنت ترى حذيفة رضي الله عنه قد أنكر على أخيه أبي موسى ما اشتهر عنه من تشديده في البول دون أن يرجع أليه أو يحاوره وهما من هما في الفضل والعلم , أليس لنا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:38 م]ـ
ظاهرة عجيبة أخذت تبرز في الملتقى أسأل الله تعالى أن يتنبه لها الأعضاء الأفاضل وأن يتحاشوها حتى لا تضيع الفائدة في وسط عاصفة من الأخذ والرد.
ظاهرة تضخيم المسائل والنفخ فيها فتبدأ حبة وتصبح قبه
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:44 م]ـ
من البديهيات التي لا تحتاج إل براهين أن المستنكر لأمر أو قول عليه أن يأتي بالدليل على نكارة ما استنكر , وقد ذكرت من أقوال الأئمة ما يدل عل نكارة قول من نفى سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان بأذنه , فما حجة من يستنكر دعائي على من لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم مع أنه دعاء عام؟
ولأني على يقين أن المستنكر لذلك لن يجد دليلا لاستنكاره , فأذكر ما يدل على جواز نحو هذا الدعاء من كلام السادة العلماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (قوله باب ما يكره من لعن شارب الخمر) وأنه ليس بخارج من الملة يشير إلى طريق الجمع بين ما تضمنه حديث الباب من النهي عن لعنه وما تضمنه حديث الباب الأول لا يشرب الخمر وهو مؤمن وأن المراد به نفي كمال الإيمان لا أنه يخرج عن الإيمان جملة وعبر بالكراهه هنا إشارة إلى أن النهي للتنزيه في حق من يستحق اللعن إذا قصد به اللاعن محض السب لا إذا قصد معناه الأصلي وهو الابعاد عن رحمة الله فأما إذا قصده فيحرم ولا سيما في حق من لا يستحق اللعن كهذا الذي يحب الله ورسوله ولا سيما مع إقامة الحد عليه بل يندب الدعاء له بالتوبة والمغفرة كما تقدم تقريره في الباب الذي قبله في الكلام على حديث أبي هريرة ثاني حديثي الباب وبسبب هذا التفصيل عدل عن قوله في الترجمة كراهية لعن شارب الخمر إلى قوله ما يكره من فأشار بذلك إلى التفصيل وعلى هذا التقرير فلا حجة فيه لمنع لعن الفاسق المعين مطلقا وقيل أن المنع خاص بما يقع في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يتوهم الشارب عند عدم الإنكار أنه مستحق لذلك فربما أوقع الشيطان في قلبه ما يتمكن به من فتنه والى ذلك الإشارة بقوله في حديث أبي هريرة لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم وقيل المنع مطلقا في حق من أقيم عليه الحد لأن الحد قد كفر عنه الذنب المذكور وقيل المنع مطلقا في حق ذي الزلة والجواز مطلقا في حق المجاهرين وصوب ابن المنير أن المنع مطلقا في حق المعين والجواز في حق غير المعين لأنه في حق غير المعين زجر عن تعاطي ذلك الفعل وفي حق المعين أذى له وسب وقد ثبت النهي عن أذى المسلم واحتج من أجاز لعن المعين بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما لعن من يستحق اللعن فيستوي المعين وغيره وتعقب بأنه إنما يستحق اللعن بوصف الإبهام ولو كان لعنه قبل الحد جائزا لاستمر بعد الحد كما لا يسقط التغريب بالجلد وأيضا فنصيب غير المعين من ذلك يسير جدا والله اعلم قال النووي في الأذكار وأما الدعاء على انسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي فظاهر الحديث أنه لا يحرم وأشار الغزالي إلى تحريمه وقال في باب الدعاء على الظلمة بعد أن أورد أحاديث صحيحة في الجواز قال الغزالي وفي معنى اللعن الدعاء على الإنسان بالسوء حتى على الظالم مثل لا أصح الله جسمه وكل ذلك مذموم انتهى والأولى حمل كلام الغزالي على الأول وأما الأحاديث فتدل على الجواز كما ذكره النووي في قوله صلى الله عليه وسلم للذي قال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال لا استطعت فيه دليل على جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي ومال هنا إلى الجواز قبل إقامة الحد والمنع بعد إقامته وصنيع البخاري يقتضي لعن المتصف بذلك من غير أن يعين باسمه فيجمع بين المصلحتين لأن لعن المعين والدعاء عليه قد يحمله على التمادي أو يقنطه من قبول التوبة بخلاف ما إذا صرف ذلك إلى المتصف فان فيه زجرا وردعا عن ارتكاب ذلك وباعثا لفاعله على الإقلاع عنه ويقويه النهي عن التئزيب على الأمة إذا جلدت على الزنا كما سيأتي قريبا واحتج شيخنا الامام البلقيني على جواز لعن المعين بالحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح وهو في الصحيح وقد توقف فيه بعض من لقيناه بأن اللاعن لها الملائكة فيتوقف الاستدلال به على جواز التأسي بهم وعلى التسليم فليس في الخبر تسميتها والذي قاله شيخنا أقوى فأن الملك معصوم والتأسي بالمعصوم مشروع والبحث في جواز لعن المعين وهو الموجود. فتح الباري 12/ 76
وقال الإمام النووي رحمه الله: وفى هذا الحديث جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعى بلا عذر وفيه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى كل حال حتى فى حال الاكل واستحباب تعليم الآكل آداب الأكل اذا خالفه كما فى حديث عمر بن أبى سلمة الذى بعد هذا.شرح النووي على مسلم 13/ 192.
فليتنا نقف عند الدليل الشرعي بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:57 م]ـ
كيف ستفهم أن الدكتور أيمن لم يكن مقصوده في الكتاب حصر طرق تلقي الوحي في طريقة واحدة؟ ونفي جميع ما سواها نفيا قطعيا؟
فهذا لا دليل عليه من كلام الدكتور لا مطابقة ولا التزاما.
زد على ذلك أني قد بينت لك أن الطريق الذي ذكره يشهد له القرآن ويشهد له الحديث الشريف، فكيف تنكر عليه بعد هذا؟؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:58 م]ـ
فضيلة علامة العصر محمد الشعباني
إن أحببت أن تناقش المسألة بالأسلوب العلمي والبحث الأكاديمي الذي يبتعد عن أي وجه من وجوه التعصّب، وبشرط أن تكون الغاية البحث عن الحق والالتزام به إن ظهر فلا مانع أن تناقشني على إيميلي الخاص (ماسنجر الياهو abadela@yahoo.com ) وبعدها اكتب عني ما تشاء مفلس أو ليس عندي حجة أو أني أجهل الناس فلا ضير بارك الله فيك (فإن كنت على نحو ما تظنه بي حقا فأسأل الله تعالى أن يعملني من لدنه علما).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Feb 2010, 03:10 م]ـ
فما حجة من يستنكر دعائي على من لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم
أما سنّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي على الرأس والعين، ولو قبلني خادما لأمور حذائه صلى الله عليه وسلم كان عندي أشرف من ملك الدنيا كله، أما سنّتك التي تخالفه فيها فبئست هذه السّنة التي استننت قلي بربك أين دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن ينتقم من أحد المسلمين.
يقول الله سبحانه وتعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Feb 2010, 03:31 م]ـ
الأخ الفاضل محمد تقول نقلا عن كتاب الدكتور أيمن:
قال فضيلة الدكتور عن الوحي:إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) وقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين).
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وقلبه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة: (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال). أ - هـ
(تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه) (ص 4 - 5) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م , وعندما قرأت هذا الكلام العجيب الغريب حسبت الشيخ كتبه في أول حياته العلمية فقد يهون حينئذ الأمر وقد يلتمس بذلك له العذر , ولكني وجدته يؤرخ في آخر كتابه (جدة 19 شوال 1427 الجمعة 10/ 11 / 2006 م , فماذا يقول إخواننا الكرام في هذا القول العظيم الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟
أقول:
أولاً: ما علم باللون الأحمر يبدو أنه خطأ منك أو من أصل الكتاب لا أدري، ولعله صواب أي لم يكن على القلب والأذن معاً.
ثانياً: إذا كان الدكتور أيمن يقصد أن الوحي كله بهذه الصفة فلا شك أنه مخالف للصواب لمخالفته للأدلة الصريحة من الكتاب والسنة.
وإن كان يقصد أنه نوع من أنواع الوحي فهو أمر محتمل ويمكن النظر فيه ومناقشته.
والأمر سهل ويسير وأكثر ما فيه أن الدكتور اجتهد فأخطأ
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Feb 2010, 03:50 م]ـ
السلام عليكم
أريد أن أسأل
أليست الآية صريحة فى أن الوحى نزل على القلب مباشرة دون واسطة الأذن " نزله على قلبك "
وأليس نزول القرآن كله كان بنوع من الوحى واحد .. أم أن القرآن نزل بطرق وحى متعددة ...
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Feb 2010, 04:12 م]ـ
الوحي نزل بطرق متعددة كما جاء في االأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنع من كونه سمعه بأذنه صلى الله عليه وسلم.
جاء في فتح الباري:
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
مسألة: التحليل الموضوعي
(يُتْبَعُ)
(/)
2 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا
مسألة: التحليل الموضوعي
2 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
الحاشية رقم: 1
[ص: 26] قوله: (حدثنا عبد الله بن يوسف) هو التنيسي، كان نزل تنيس من عمل مصر، وأصله دمشقي، وهو من أتقن الناس في الموطأ، كذا وصفه يحيى بن معين.
قوله: (أم المؤمنين) هو مأخوذ من قوله تعالى وأزواجه أمهاتهم أي: في الاحترام وتحريم نكاحهن لا في غير ذلك مما اختلف فيه على الراجح، وإنما قيل للواحدة منهن أم المؤمنين للتغليب، وإلا فلا مانع من أن يقال لها أم المؤمنات على الراجح.
قوله: (أن الحارث بن هشام) هو المخزومي، أخو أبي جهل شقيقه، أسلم يوم الفتح، وكان من فضلاء الصحابة، واستشهد في فتوح الشام.
قوله (سأل) هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتمل أن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحاب الأطراف فأخرجوه في مسند عائشة. ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد فيكون من مرسل الصحابة، وهو محكوم بوصله عند الجمهور. وقد جاء ما يؤيد الثاني، ففي مسند أحمد ومعجم البغوي وغيرهما من طريق عامر بن صالح الزبيري عن هشام عن أبيه عن عائشة عن الحارث بن هشام قال: سألت. وعامر فيه ضعف، لكن وجدت له متابعا عند ابن منده، والمشهور الأول.
قوله: (كيف يأتيك الوحي) يحتمل أن يكون المسئول عنه صفة الوحي نفسه، ويحتمل أن يكون صفة حامله أو ما هو أعم من ذلك، وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز ; لأن الإتيان حقيقة من وصف حامله. واعترض الإسماعيلي فقال: هذا الحديث لا يصلح لهذه الترجمة، وإنما المناسب لكيفية بدء الوحي الحديث الذي بعده، وأما هذا فهو لكيفية إتيان الوحي لا لبدء الوحي ا هـ. قال الكرماني: لعل المراد منه السؤال عن كيفية ابتداء الوحي، أو عن كيفية ظهور الوحي، فيوافق ترجمة الباب. قلت: سياقه يشعر بخلاف ذلك لإتيانه بصيغة المستقبل دون الماضي، لكن يمكن أن يقال: إن المناسبة تظهر من الجواب ; لأن فيه إشارة إلى انحصار صفة الوحي أو صفة حامله في الأمرين فيشمل حالة الابتداء، وأيضا فلا أثر للتقديم والتأخير هنا ولو لم تظهر المناسبة، فضلا عن أنا قدمنا أنه أراد البداءة بالتحديث عن إمامي الحجاز فبدأ بمكة ثم ثنى بالمدينة. وأيضا فلا يلزم أن تتعلق جميع أحاديث الباب ببدء الوحي، بل يكفي أن يتعلق بذلك وبما يتعلق به وبما يتعلق بالآية أيضا، وذلك أن أحاديث الباب تتعلق بلفظ الترجمة وبما اشتملت عليه، ولما كان في الآية أن الوحي إليه نظير الوحي إلى الأنبياء قبله ناسب تقديم ما يتعلق بها وهو صفة الوحي وصفة حامله إشارة إلى أن [ص: 27] الوحي إلى الأنبياء لا تباين فيه، فحسن إيراد هذا الحديث عقب حديث الأعمال الذي تقدم التقدير بأن تعلقه بالآية الكريمة أقوى تعلق، والله سبحانه وتعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: (أحيانا) جمع حين يطلق على كثير الوقت وقليله، والمراد به هنا مجرد الوقت، فكأنه قال: أوقاتا يأتيني، وانتصب على الظرفية وعامله " يأتيني " مؤخر عنه، وللمصنف من وجه آخر عن هشام في بدء الخلق قال: كل ذلك يأتي الملك، أي: كل ذلك حالتان فذكرهما. وروى ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون أنه بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول " كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقي الرجل على الرجل، فذاك ينفلت مني. ويأتيني في بيتي مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي، فذاك الذي لا ينفلت مني " وهذا مرسل مع ثقة رجاله، فإن صح فهو محمول على ما كان قبل نزول قوله تعالى لا تحرك به لسانك كما سيأتي، فإن الملك قد تمثل رجلا في صور كثيرة ولم ينفلت منه ما أتاه به كما في قصة مجيئه في صورةدحية وفي صورة أعرابي وغير ذلك وكلها في الصحيح. وأورد على ما اقتضاه الحديث - وهو أن الوحي منحصر في الحالتين - حالات أخرى: إما من صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا الصالحة، والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة. وإما من صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق. والجواب منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما وحملهما على الغالب، أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال، أو لم يتعرض لصفتي الملك المذكورتين لندورهما، فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلا مرتين أو لم يأته في تلك الحالة بوحي أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس، فإنه بين بها صفة الوحي لا صفة حامله. وأما فنون الوحي فدوي النحل لا يعارض صلصلة الجرس ; لأن سماع الدوي بالنسبة إلى الحاضرين - كما في حديث عمر - يسمع عنده كدوي النحل والصلصلة بالنسبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - 31 - ، فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهه هو - صلى الله عليه وسلم - بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه. وأما النفث في الروع فيحتمل أن يرجع إلى إحدى الحالتين، فإذا أتاه الملك في مثل صلصلة الجرس نفث حينئذ في روعه. وأما الإلهام فلم يقع السؤال عنه ; لأن السؤال وقع عن صفة الوحي الذي يأتي بحامل، وكذا التكليم ليلة الإسراء. وأما الرؤية الصالحة فقال ابن بطال: لا ترد ; لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس ; لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره ا هـ. والرؤيا الصادقة وإن كانت جزءا من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير، وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك، ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما في اليقظة، أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل فاقتصر على ما يخفى عليه، أو كان ظهور ذلك له - صلى الله عليه وسلم - في المنام أيضا على الوجهين المذكورين لا غير، قاله الكرماني: وفيه نظر. وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتيه على ستة وأربعين نوعا - فذكرها - وغالبها من صفات حامل الوحي، ومجموعها يدخل فيما ذكر، وحديث " إن روح القدس نفث في روعي، أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود.
قوله: (مثل صلصلة الجرس) في رواية مسلم " في مثل صلصلة الجرس " والصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة: في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة، والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب، واشتقاقه [ص: 28] من الجرس بإسكان الراء وهو الحس، وقال الكرماني: الجرس ناقوس صغير أو سطل في داخله قطعة نحاس يعلق منكوسا على البعير، فإذا تحرك تحركت النحاسة فأصابت السطل فحصلت الصلصلة ا هـ. وهو تطويل للتعريف بما لا طائل تحته. وقوله قطعة نحاس معترض لا يختص به وكذا البعير وكذا قوله منكوسا ; لأن تعليقه على تلك الصورة هو وضعه المستقيم له. فإن قيل: المحمود لا يشبه بالمذموم، إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل، والمشبه الوحي وهو محمود، والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنه والتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة كما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما، فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة؟ والجواب أنه لا يلزم في التشبيه تساوي
(يُتْبَعُ)
(/)
المشبه بالمشبه به في الصفات كلها، بل ولا في أخص وصف له، بل يكفي اشتراكهما في صفة ما، فالمقصود هنا بيان الجنس، فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم. والحاصل أن الصوت له جهتان: جهة قوة وجهة طنين، فمن حيث القوة وقع التشبيه به، ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه وعلل بكونه مزمار الشيطان، ويحتمل أن يكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور وفيه نظر. قيل: والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي، قال الخطابي: يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: بل هو صوت حفيف أجنحة الملك والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره، ولما كان الجرس لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيه به دون غيره من الآلات، وسيأتي كلام ابن بطال في هذا المقام في الكلام على حديث ابن عباس " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها " الحديث عند تفسير قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم في تفسير سورة سبأ إن شاء الله تعالى.
قوله: (وهو أشده علي) يفهم منه أن الوحي كله شديد، ولكن هذه الصفة أشدها، وهو واضح ; لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة أشكل من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود، والحكمة فيه أن العادة جرت بالمناسبة بين القائل والسامع، وهي هنا إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول، وإما باتصاف القائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثاني، والأول أشد بلا شك. وقال شيخنا شيخ الإسلام البلقيني: سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به كما سيأتي في حديث ابن عباس " كان يعالج من التنزيل شدة " قال وقال بعضهم: وإنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع ا هـ. وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد، وهذا فيه نظر، والظاهر أنه لا يختص بالقرآن كما سيأتي بيانه في حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج، فإن فيه أنه " رآه - صلى الله عليه وسلم - حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط "، وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات.
قوله: (فيفصم) فتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي: يقلع ويتجلى ما يغشاني، ويروى بضم أوله من الرباعي، وفي رواية لأبي ذر بضم أوله وفتح الصاد على البناء للمجهول، وأصل الفصم القطع، ومنه قوله تعالى لا انفصام لها، وقيل الفصم بالفاء القطع بلا إبانة وبالقاف القطع بإبانة، فذكر بالفصم إشارة إلى أن الملك فارقه ليعود، والجامع بينهما بقاء العلقة.
قوله: (وقد وعيت عنه ما قال) أي: القول الذي جاء به، وفيه إسناد الوحي إلى قول الملك، [ص: 29] ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى حكاية عمن قال من الكفار إن هذا إلا قول البشر لأنهم كانوا ينكرون الوحي، وينكرون مجيء الملك به.
قوله: (يتمثل لي الملك رجلا) التمثل مشتق من المثل، أي: يتصور. واللام في الملك للعهد وهو جبريل، وقد وقع التصريح به في رواية ابن سعد المقدم ذكرها. وفيه دليل على أن الملك يتشكل بشكل البشر.
قال المتكلمون: الملائكة أجسام علوية لطيفة تتشكل أي شكل أرادوا، وزعم بعض الفلاسفة أنها جواهر روحانية، و " رجلا " منصوب بالمصدرية، أي: يتمثل مثل رجل، أو بالتمييز، أو بالحال والتقدير هيئة رجل. قال إمام الحرمين: تمثل جبريل معناه أن الله أفنى الزائد من خلقه أو أزاله عنه، ثم يعيده إليه بعد. وجزم ابن عبد السلام بالإزالة دون الفناء، وقرر ذلك بأنه لا يلزم أن يكون انتقالها موجبا لموته، بل يجوز أن يبقى الجسد حيا ; لأن موت الجسد بمفارقة الروح ليس بواجب عقلا بل بعادة أجراها الله تعالى في بعض خلقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظيره انتقال أرواح الشهداء إلى أجواف طيور خضر تسرح في الجنة. وقال شيخنا شيخ الإسلام: ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحال فيه، بل يجوز أن يكون الثاني هو جبريل بشكله الأصلي، إلا أنه انضم فصار على قدر هيئة الرجل، وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته، ومثال ذلك القطن إذا جمع بعد أن كان منتفشا فإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير. وهذا على سبيل التقريب، والحق أن تمثل الملك رجلا ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلا، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه. والظاهر أيضا أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، بل يخفى على الرائي فقط. والله أعلم.
قوله: (فيكلمني) كذا للأكثر، ووقع في رواية البيهقي من طريق القعنبي عن مالك " فيعلمني " بالعين بدل الكاف، والظاهر أنه تصحيف، فقد وقع في الموطأ رواية القعنبي بالكاف، وكذا للدارقطني في حديث مالك من طريق القعنبي وغيره.
قوله: (فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحه " وهو أهونه علي ". وقد وقع التغاير في الحالتين حيث قال في الأولى " وقد وعيت " بلفظ الماضي، وهنا " فأعي " بلفظ الاستقبال ; لأن الوعي حصل في الأول قبل الفصم، وفي الثاني حصل حال المكالمة، أو أنه كان في الأول قد تلبس بالصفات الملكية فإذا عاد إلى حالته الجبلية كان حافظا لما قيل له فعبر عنه بالماضي، بخلاف الثاني فإنه على حالته المعهودة.
قوله: (قالت عائشة) هو بالإسناد الذي قبله، وإن كان بغير حرف العطف كما يستعمل المصنف وغيره كثيرا، وحيث يريد التعليق يأتي بحرف العطف. وقد أخرجه الدارقطني في حديث مالك من طريق عتيق بن يعقوب عن مالك مفصولا عن الحديث الأول، وكذا فصلهما مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام ونكتة هذا الاقتطاع هنا اختلاف التحمل ; لأنها في الأول أخبرت عن مسألة الحارث، وفي الثاني أخبرت عما شاهدت تأييدا للخبر الأول.
قوله: (ليتفصد) بالفاء وتشديد المهملة، مأخوذ من الفصد وهو قطع العرق لإسالة الدم، شبه جبينه بالعرق المفصود مبالغة في كثرة العرق. وفي قولها " في اليوم الشديد البرد " دلالة على كثرة معاناة التعب والكرب عند نزول الوحي، لما فيه من مخالفة العادة، وهو كثرة العرق في شدة البرد، فإنه يشعر بوجود أمر طارئ [ص: 30] زائد على الطباع البشرية. وقوله " عرقا " بالنصب على التمييز، زاد ابن أبي الزناد عن هشام بهذا الإسناد عند البيهقي في الدلائل " وإن كان ليوحى إليه وهو على ناقته فيضرب حزامها من ثقل ما يوحى إليه
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:23 م]ـ
الأخ الفاضل محمد تقول نقلا عن كتاب الدكتور أيمن:
أقول:
أولاً: ما علم باللون الأحمر يبدو أنه خطأ منك أو من أصل الكتاب لا أدري، ولعله صواب أي لم يكن على القلب والأذن معاً.
ثانياً: إذا كان الدكتور أيمن يقصد أن الوحي كله بهذه الصفة فلا شك أنه مخالف للصواب لمخالفته للأدلة الصريحة من الكتاب والسنة.
وإن كان يقصد أنه نوع من أنواع الوحي فهو أمر محتمل ويمكن النظر فيه ومناقشته.
والأمر سهل ويسير وأكثر ما فيه أن الدكتور اجتهد فأخطأ
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
أنصفت بارك الله فيك , اجتهد الرجل فأخطأ , وها هو كلامه كاملا كما هو في كتابه:
لابد أن نبدأ دراستنا من أول السلسلة أي بتلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان العظيم من جبريل عليه السلام إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) وقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وعينه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة: (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال). أ - هـ
تلقي القرءان الكريم عبر العصورص 4,5.
فبهذا الإنصاف ينتهي ردي على هذه الفقرة من كلام الدكتور الفاضل أيمن سويد حفظه الله وسأنتقل إلى الفقرة الثانية فأقول وبالله التوفيق:
قول الدكتور حفظه الله:
ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين ,
وفي هذا الكلام خطأ كبير من وجوه:
الأول: أنه تشبيه للوحي الذي منه تلقي القرءان برؤيا أحدنا في النوم ومعلوم أن الأصل أن يكون المشبه أقل من المشبه به غالبا , فيكون الوحي أقل من رؤيا أحدنا في النوم , وهذا لاشك في خطئه , وأنا أعلم أن فضيلة الدكتور لم يقصد هذا ولكني لا أتكلم عن قصده بل أتكلم عن لفظه وما خطه بقلمه.
الثاني: أن الوحي الذي منه القرءان الكريم هو أعظم من رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم التي هي نوع من الوحي بدليل أنه بدئ بها الوحي ثم تدرج الوحي فجاءه الملك في غار حراء ثم فتر ثم حمي وتتابع , فإذا كان تلقي القرءان أعظم من رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يشبه برؤيا أحدنا وهي أقل من رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بلا ريب؟
الثالث: أن رؤيا أحدنا منها مايكون حق ومنها ما يكون باطلا , والوحي كله حق فكيف يشبه بما منه حق ومنه باطل؟
وقد اشتد نكير الأئمة على من شبه الوحي بالمنامات لأن هذا قول قديم للفلاسفة , وأنا ناقل عن الأئمة بعض ما قالوه في ذلك:
قال ابن تيمية رحمه الله: ولكن النبوة التي علمها أبو حامد هي النبوة التي تثبتها الفلاسفة وهي من جنس المنامات ولهذا استدل على جوازها بمبدأ الطب والهندسة ونحو ذلك وأمر النبوة أعظم من هذا بكثير. النبوات 1/ 256
ولهذا كانت النبوة عندهم مكتسبة وصار كثير منهم يطلب ان يؤتى مثل ما اوتى رسل الله وأن يؤتى صحفا منشرة كما طلب ذلك غير واحد في زماننا وكما طلبه السهروردي المقتول وابن سبعين وغيرهما وسبب ذلك أن هذه النبوة التي أثبتوها امرها من جنس منامات الناس ولهذا كان عمدتهم في إثبات النبوة هو المنامات. الرد على المنطقيين 483
وقال رحمه الله:الوجه الثاني عشر:
قوله: وإن القرآن يلقيه إليك على الوجه الذي لو كنت في النوم مطالعا بروحك اللوح المحفوظ لتمثل لك ذلك بمثال مناسب يحتاج إلى التعبير يتضمن أصلين فاسدين ليسا من أصول المسلمين بل من أصول الفلاسفة الضالة وهي أن ما يخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء من أمور الغيب إنما هو من جنس المنامات التي يراها الناس فإن النائم تضرب له الأمثال في منامه بنوع يشابه تأويل الرؤيا ولهذا كان مدار تأويل الرؤيا على معرفة القياس والاعتبار والرؤيا الصادقة وإن كانت جزأ من ستة وأربعين جزءا من أجزا النبوة وفي الصحيحين كان أول ما بدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فرؤيا الأنبياء كمال قال ابن عباس وحي. بغية المرتاد316
ودخلت الفلاسفة من هذا الباب فزعموا أن تكليم الله لموسى انما هو فيض فاض على نفسه من العقل الفعال وان كلام الله ليس الا ما يحصل فى النفوس من المخاطبات كما أن الملائكة ما يحصل فى القلوب من الصور الخيالية ومثل هذا قد يحصل فى اليقظة والمنام فجعلوا تكليم الله لموسى ابن عمران من جنس من يرى ربه فى المنام وهو يكلمه ونحو ذلك وهو لازم لقول من جعل كلام الله معنى مجردا واذا كان اللزوم معلوم الفساد بالاضطرار من دين الاسلام علم فساد اللازم مجموع الفتاوى 6/ 540
و يجعلون الفيلسوف أفضل من النبى ويجعلون النبوة من جنس المنامات. مجموع الفتاوى16/ 440
والفلاسفة والملاحدة وغيرهم منهم من يجعل النبوات من جنس المنامات ويجعل مقصودها التخييل فقط قال تعالى بل قالوا أضغاث أحلام بل إفتراه بل هو شاعر فهؤلاء مكذبون بالنبوات ومنهم من يجعلهم مخصوصين بعلم ينالونه بقوة قدسية بلا تعلم ولا يثبت ملائكة تنزل بالوحى ولا كلاما لله يتكلم به بل يقولون أنه لا يعلم الجزئيات فلا يعلم لا موسى ولا محمدا ولا غيرهما من الرسل ويقولون خاصية النبى هذه القوة العلمية القدسية قوة يؤثر بها فى العالم وعنها تكون الخوارق وقوة تخيلية وهو أن تمثل له الحقائق فى صور خيالية فى نفسه فيرى فى نفسه أشكالا نورانية ويسمع فى نفسه كلاما فهذا هو النبى عندهم وهذه الثلاث توجد لكثير من آحاد العامة الذين غيرهم من النبيين أفضل منهم وهؤلاء وإن كانوا أقرب من الذين قبلهم فهم من المكذبين للرسل.
وكثير من أهل البدع يقر بما جاءوا به إلا فى أشياء تخالف رأيه فيقدم رأيه على ما جاؤا به ويعرض عما جاؤا به فيقول إنه لا يدرى ما أرادوا به أو يحرف الكلم عن مواضعه وهؤلاء موجودون فى أهل الكتاب وفى أهل القبلة ولهذا ذكر الله فى اول البقرة المؤمنين والكافرين ثم ذكر المنافقين وبسط القول فيهم. مجموع الفتاوى 27/ 282
وليعلم الجميع أن نقلي لكلام ابن تيمية السابق لا أقصد به رمي الدكتور أيمن بشيء من الفلسفة أو أنه يقول بقولهم حاشا وكلا ولكن أردت به بيان أن أصل المقولة هي للفلاسفة ومن هنا تظهر الخطورة في أن يتضمن كتاب عالم فاضل كلاما يمكن أن يكون مشابها لكلام هؤلاء الفلاسفة , وجزى الله المنصفين خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:47 م]ـ
وليعلم الجميع أن نقلي لكلام ابن تيمية السابق لا أقصد به رمي الدكتور أيمن بشيء من الفلسفة أو أنه يقول بقولهم حاشا وكلا ولكن أردت به بيان أن أصل المقولة هي للفلاسفة ومن هنا تظهر الخطورة في أن يتضمن كتاب عالم فاضل كلاما يمكن أن يكون مشابها لكلام هؤلاء الفلاسفة , وجزى الله المنصفين خير الجزاء.
يا أخي هداك الله وأصلح حالك.
أصل المقولة القرآن العظيم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس كلام الفلاسفة الذي رد عليه أئمة الإسلام قبل ولادة الشيخ ابن تيمية بقرون.
لماذا يقصر البعض تفكيره على زاوية واحدة؟؟
ولماذا يحاول البعض إسقاط كلام بكلام لا علاقة له به؟؟
اعلم أن الرؤيا الصادقة طريقة معتبرة من طرق الوحي الإلهي للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد جاء في القرآن العظيم إخبارا عن سيدنا إبراهيم: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) فدلت هذه الآية القرآنية الكريمة على أن الوحي كان يأتي الأنبياء في المنام كما كان يأتيهم في اليقظة، ولا علاقة لهذا بكلام الفلاسفة أصلا وأصولهم الفاسدة.
وأيضا ففي صحيح البخاري - كتاب الوضوء ـ باب التخفيف في الوضوء: رؤيا الأنبياء وحيٌ.
فالرؤيا الصالحة طريق من طرق الوحي لا شك في ذلك، وكلام الدكتور أيمن صحيح لا لبس فيه لأنه لم يصرح بحصر طرق الوحي في الرؤيا، ولو حصرها في الرؤيا لكان للأمر شأن آخر.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:19 ص]ـ
يا أخي هداك الله وأصلح حالك.
أصل المقولة القرآن العظيم، والسنة النبوية الصحيحة، وليس كلام الفلاسفة الذي رد عليه أئمة الإسلام قبل ولادة الشيخ ابن تيمية بقرون.
لماذا يقصر البعض تفكيره على زاوية واحدة؟؟
ولماذا يحاول البعض إسقاط كلام بكلام لا علاقة له به؟؟
اعلم أن الرؤيا الصادقة طريقة معتبرة من طرق الوحي الإلهي للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد جاء في القرآن العظيم إخبارا عن سيدنا إبراهيم: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) فدلت هذه الآية القرآنية الكريمة على أن الوحي كان يأتي الأنبياء في المنام كما كان يأتيهم في اليقظة، ولا علاقة لهذا بكلام الفلاسفة أصلا وأصولهم الفاسدة.
وأيضا ففي صحيح البخاري - كتاب الوضوء ـ باب التخفيف في الوضوء: رؤيا الأنبياء وحيٌ.
فالرؤيا الصالحة طريق من طرق الوحي لا شك في ذلك، وكلام الدكتور أيمن صحيح لا لبس فيه لأنه لم يصرح بحصر طرق الوحي في الرؤيا، ولو حصرها في الرؤيا لكان للأمر شأن آخر.
السلام عليكم
الأخ الفاضل أبوعبيدة الهاني
اقرأ الكلام جيدا وحرر محل النزاع، فكلامك شئ والموضوع في جانب آخر.
والسؤال: هل الوحي ((أقصد به القرآن وفقط)) نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم بدون صوت أو بدون المرور علي الأذن؟؟؟
الكلام هنا علي هذه النقطة لا ما نقله الأخ الغامدي من محاولة إثبات تعدد صور الوحي، والكم في غيره.
يا إخوان الحديث عن نزول القرآن الذي نتلوه الآن: هل هو سماعي أم لا؟
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم
والسؤال: هل الوحي ((أقصد به القرآن وفقط)) نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم بدون صوت أو بدون المرور علي الأذن؟؟؟
الكلام هنا علي هذه النقطة لا ما نقله الأخ الغامدي من محاولة إثبات تعدد صور الوحي، والكم في غيره.
يا إخوان الحديث عن نزول القرآن الذي نتلوه الآن: هل هو سماعي أم لا؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام , وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الحكيم فهذا هو محل النزاع.
وأيضا: هل يصح تشبيه الوحي الذي منه نزول القرءان برؤيا أحدنا في النوم , وقد أجمع العلماؤ أن رؤيا أحدنا ليست كرؤيا الأنبياء , فكيف يكون الوحي كرؤيا أحدنا؟
ورؤيا أحدنا منها الصالحة ومنها الفاسدة , والصالحة منها جعلها النبي صلى الله عليه وسلم جزءا من ست وأربعين جزءا من النبوة , أما كلام دكتورنا الفاضل أيمن حفظه الله فجعل الوحي كله كرؤيا أحدنا عموما فهو عكس كلام النبي صلى الله عليه وسلم وعكس كلام العلماء المعتبرين.
وكلام الدكتور واضح فالذي يريد نصرته فلينقل لنا عن العلماء المعتبرين مثل ما قال الدكتور , أما الذهاب بالحديث يمنة ويسرة فحيدة لا طائل منها إلا الجدال العقيم بعيدا عن محل النزاع.
فالمطلوب الآن نقلان عن العلماء المعتبرين أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع القرءان بأذنه من جبريل.
والثاني: أن تلقي النبي صلى الله عليه وسلم القرءان من جبريل يشبه ما يحدث لأحدنا في المنام.
فمن كان عنده نقل عن العلماء المعتبرين في هاتين المسألتين فليتحفنا به مشكورا , وإلا فالدكتور عالم فاضل أخطأ في مسألتين من مسائل كتابه هذا وينتهي الأمر.
وكتاب الدكتور ليس كبيرا فهو يقع في سبع وثلاثين صفحة إذ يبدأ من ص 3 وينتهي ص 40 والكلام الذي نقلته عنه من أول ص 4 فليس قبله إلا المقدمة المعروفة (الحمدلة والصلاة) إذن فما نقلته عنه هو أول كلامه عن كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان من جبريل , وإن شاء الله أنا مستعد لأن أكتب لكم الكتاب كاملا إذا كان لا يتيسر لكم الحصول عليه من المكتبات , وذلك لتثقوا أن الدكتور يتكلم عن تلقي القرءان وليس عن صور الوحي المتعددة , وليس عن علاقة الرؤيا بالوحي , فليت كلامنا ينحصر في محل النزاع وهو في المسألتين المتقدمتين. وجزى الله المنصفين خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:09 ص]ـ
الأخ الفاضل عبدالحكيم تقول
والسؤال: هل الوحي ((أقصد به القرآن وفقط)) نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم بدون صوت أو بدون المرور علي الأذن؟؟؟
الكلام هنا علي هذه النقطة لا ما نقله الأخ الغامدي من محاولة إثبات تعدد صور الوحي، والكم في غيره.
يا إخوان الحديث عن نزول القرآن الذي نتلوه الآن: هل هو سماعي أم لا؟
والسلام عليكم
وأقول:
ما نقلته هو في صلب الموضوع وفيه الجواب الشافي على سؤالك فتدبره.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:37 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الشعباني
السلام عليكم ورحمة الله
ما ذكرت لا يرد على تشبيه الدكتور أيمن وذلك أن الدكتور يقرب الصورة لنوع من أنواع تلقي القرآن والتي تتعطل فيها الحواس " السمع والبصر" ويبقى القلب منتبها كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي ".رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
ومثال هذا مارواه مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أًنزِلت علي آنفًا سورةٌ، فقرأ: بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَـ?كَ ?لْكَوْثَرَ (1) فَصَلّ لِرَبّكَ وَ?نْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ?لأَبْتَرُ} [سورة الكوثر]، ثم قال: ((أتدرون ما الكوثر؟)). فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: ((إنّه نَهر وعدنيه ربِّي عزّ وجلّ عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربِّ إنّه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك)).
ولا أظن أن الدكتور أيمن يذهب إلى المعنى الذي يراه الفلاسفة والمبتدعة.
وأذكرك أنني لا أتفق مع الدكتور في أصل المسألة وهي كون الوحي كله جاء عن طريق الوحي في المنام إلى القلب مباشرة دون السمع لأنه مخالف للأدلة الصريحة ومن ذلك ما رواه البخاري رحمه الله بسنده:
"دثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى بن أبي عائشة قال حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال ابن عباس فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه قال جمعه لك في صدرك وتقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا بيانه ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه "
قال صاحب أضواء البيان رحمه الله:
"قوله تعالى: (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير سماع قراءة، ونظيرها في ذلك قوله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) الآية [26\ 193، 194] ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه، وذلك هو معنى تنزيله على قلبه، وذلك كما في قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) [75\ 16، 19]، وقوله: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) [20\ 114]. "
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 11:12 ص]ـ
والسؤال: هل الوحي ((أقصد به القرآن وفقط)) نزل علي قلب النبي صلي الله عليه وسلم بدون صوت أو بدون المرور علي الأذن؟؟؟
هي صورة من صور نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فهل عندك دليل قطعي يمنع من ذلك؟
وهذا مع عدم إنكار سماع النبي للقرآن بأذنه الشريفة عليه الصلاة والسلام من جبريل عليه السلام، وليس في كلام الدكتور أيمن ما يمنع هذا، فلم التحامل عليه؟
هل يصح تشبيه الوحي الذي منه نزول القرءان برؤيا أحدنا في النوم , وقد أجمع العلماؤ أن رؤيا أحدنا ليست كرؤيا الأنبياء , فكيف يكون الوحي كرؤيا أحدنا؟
التشبيه للتقريب للأفهام لا محذور فيه، ولله المثل الأعلى فقد مثل الله تعالى لنا بعض أمور صفاته الكمالية ببعض المخلوقات الناقصة، فقال تعالى: مثل نوره ... وأنى لنوره سبحانه وتعالى أن يقاس على نور المخلوقات، وكذلك أنى لوحي الأنبياء أن يقاس على رؤيا غيرهم، لكنه للتقريب للافهام لا أكثر، ويتعالى الله عن المماثلة والمشابهة، وتتعالى رؤيا الأنبياء عن المشابهة لرؤيانا.
اتركوا التعسف تفلحوا إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:03 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الشعباني
السلام عليكم ورحمة الله
ولا أظن أن الدكتور أيمن يذهب إلى المعنى الذي يراه الفلاسفة والمبتدعة.
وأذكرك أنني لا أتفق مع الدكتور في أصل المسألة وهي كون الوحي كله جاء عن طريق الوحي في المنام إلى القلب مباشرة دون السمع لأنه مخالف للأدلة الصريحة ومن ذلك ما رواه البخاري رحمه الله بسنده: ..........
". "
السلام عليكم
شيخنا الفاضل ونحن أيضا لا نقول بأن الشيخ أيمن من أهل البدعة ـ حاشاه ـ ولكنه يوافقهم في هذا القول كما هو ظاهر عباراته.
وليس معني أنه يوافقهم في قول يعني أنه منهم .. ولا يخفي عليكم القول بفناء النار لأئمة وأقطاب من أهل السنة، ولم يقل أحد أنه مبتدع، وأنه خرج من أهل السنة .. وضحت المسألة الآن؟.
وقولكم: (وأذكرك أنني لا أتفق مع الدكتور في أصل المسألة وهي كون الوحي ......... )
هذا ما ندندن جميعا حوله بأن الكلام بهذا الظاهر مخالف للنصوص التي أوردها الشيخ محمد الشعباني وأيضا ما نقلتموه،والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:34 م]ـ
هي صورة من صور نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فهل عندك دليل قطعي يمنع من ذلك؟
وهذا مع عدم إنكار سماع النبي للقرآن بأذنه الشريفة عليه الصلاة والسلام من جبريل عليه السلام، وليس في كلام الدكتور أيمن ما يمنع هذا، فلم التحامل عليه؟.
السلام عليكم
الأخ الفاضل أبو عبيدة، يبدوا أنك لم تقرأ المشاركات كلها، ولم تقرأ كلام الشيخ أيمن جيدا.
وإن أردت أن تعرف دليلا قطعيا راجع ما سبق من النقل وانظر إلي هذا القول:
((قال صاحب أضواء البيان رحمه الله:
"قوله تعالى: (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير سماع قراءة، ونظيرها في ذلك قوله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) الآية [26\ 193، 194] ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه، وذلك هو معنى تنزيله على قلبه، وذلك كما في قوله تعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) [75\ 16، 19]، وقوله: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) [20\ 114]. "))
والجمع بين الأدلة شئ مهم.
ظاهر كلام الشيخ أيمن لا يدل علي أنه تقريب لمفاهيم ـ كما تدعي ـ فكلامه واضح كالشمس، أما قولك: تقريب" فيُحتاج فيه لسؤال د/ أيمن شخصيا، وهو ما لم يصرح به في كلامه، بل العكس صحيح بأنه يستدل بالقرآن، ولعلك لم تر جواب الشيخ أيمن شخصيا، وقل لي من أين أخذت مسألة التقريب، وهذا رد الشيخ أيمن شخصيا:
[ QUOTE= طارق عبدالله;96200] [ color=#008000] أخي
(([ size=5] أخي الفاضل الشيخ طارق شيخ إسماعيل سلمك الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اما بعد:
1 - شكرا على غيرتكم وتواصلكم مع أخيكم أيمن.
2 - بالنسبة للمسألة الأولى: فلا أدري ما الذي استغربه الأخ الكريم , فإنه لم يذكر دليله ولا نقل عن أحد من العلماء , وقد استدللت على ما ذكرت بآيتين من كتاب الله وبحديث صحيح , فاكتفى الأخ الكريم بالاستنكار والتعجب اللذين لا أدري ما سببهما.
.))
من منا يتعسف في الكلام والتبرير بما لم يبرر به صاحب القول أصلا.
نسأل الله الهداية. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أتوجه بالشكر الجزيل للمشرف الكريم الذي غيّر عنوان هذا الموضوع، فهذا أليق وأكرم من سابقه.
الحمد لله أنه ليس في ردك إلا الإفلاس من الحجة فها أنت ترد بالتعرض لشخصي بمثل هذا الكلام وما الذي يغيظك من دعائي على من لبس على المسلمين دينهم , وتسبب في الفتنة لهم وعن السنة صدهم وهل أنت كذلك؟
فلا أجيبك إلا قائلا حسبنا الله ونعم الوكيل وعند الله تجتمع الخصوم.
الأخ محمد أصلحنا الله وإياك
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة التي تطرحها لا تتوقف على الوجه الذي تلقى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم من ربّه سبحانه وتعالى بل تتعلق بأمر جليل وعظيم ألا وهو كلام الله جل جلاله وهذا أمر عقدي ولا أحب أن أثيره هاهنا لأنني أمقت الجدل ورجوتك أن نتحدث على الماسنجر لكنك لم تكلّف نفسك عناء المحاولة.
وقد طلبت منك سابقا مراجعة الأحاديث النبوية الشريفة وموضوع الوحي في كتب السنن وعلوم القرآن الكريم.
وحينما قلت لك هذا كلام ابن تيمية رحمه الله فأين ... كنت أستحثك لتكتب ما كتبت من إجابة لأناقشك فيها - علما بأن كلام ابن تيمية الذي قمت بنقله سابقا موجود في موضع آخر يتضح فيه المعنى أكثر من الموضع الذي نقلته مبتورا- وكتبت عدّة صفحات وقبل أن أدرجها في الملتقى تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم بترك الجدال وكلام بعض العلماء في ذلك كنت قد نقلته في هذا الملتقى في موضوع الإعجاز العلمي ويمكنك الرجوع إليه هناك، وما كان مني بعد أن استغرقتني الكتابة والتوثيق ساعات إلا أن حذفتها امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما تعليقي على الدعاء الذي جعلته توقيعا لك فإن هذا الدعاء يفرّق بين المسلمين ويبغضك في قلب كل من لا يتفق معك في المنهج، فمن هم أهل السنّة والجماعة هل تمثلهم أنت وحدك وكل المسلمين ليسوا كذلك؛ إتق الله أخي محمد واجعل لاسمك أثرا في سلوكك لتكون محمودا ...
أخي الكريم
للدخول في نقاش مسألتك التي طرحت هناك كلمات لابد من معرفة دلالاتها والتفريق بينها وهي
الصوت، واللفظ، والكلام، واللغة
فالكلام العربي هو اللفظ الدال المفيد، فإذا كان اللفظ غير دال سمي صوتا
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ................ اسم وفعل ثم حرف الكلم
واحده كلمة والقول عم ............... وكلمة بها كلام قد يؤم
والصوت والكلام لا يحمل المعاني إلى خلد السامع، بل الصوت مجرد اهتزازات وذبذبات خالية بذاتها من المعاني.
واللغة؛ هي حصيلة الصور الصوتية الدالة المخزونة في خلد مجتمع من المجتمعات.
وهذا مجال رحب للنقاش أظنك خاوي الوفاض منه.
وكلام الله سبحانه وتعالى صفة أزلية قائمة بذاته منزه عن أي تكييف أو تمثيل، وهو غير مخلوق.
والقرآن الكريم كلام الله أزلي غير مخلوق أنزله الله ونزّله على مراحل، وتنوعت صور الوحي على النحو المذكور في القرآن الكريم والسنّة المشرّفة. والقرآن محجوب عن غير أهله ولا أقصدك أنت يقول الله سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً) (الاسراء:46)
وقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى حشرات وحيوانات ... وقد رأى بعض الصحابة رضوان الله عليهم جبريل عليه السلام بأمّ أعينهم وسمعوه يتحدث.
وتنزّلت الملائكة على بعض الصحابة (بغير وحي) أيضا ...
وفي هذا الموضوع الأولى أن نقول: كل ما خطر ببالك فالله سبحانه وتعالى أكمل وأنزه من ذلك.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم
أستاذنا د / حسن عبد الجليل
أريد أن أستوضح أمرا مهما لدي .. قلتم: (الصوت، واللفظ، والكلام، واللغة).
يمكن أن نقول هذا بخصوص ما يتعلق بالقرآن.
أما عند نَْقل جبريل عليه السلام للقرآن .. نقله بصوت وبأحرف عربية عن طريق الأذن (أي سمعه النبي صلي الله عليه وسلم)؟ أم نقل بصورة أخري من صور الوحي؟؟
فالشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ ينكر النقل السماعي كما هو ظاهر من القول (بصرف النظر عن كونه بصوت أو لفظ أو .. ) مستدلا بقول تعالي (نزل به الروح الأمين علي قلبك) ـ أي دون المرور علي الأذن ـ .. كيف نوجه كلامه؟؟ والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Feb 2010, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على محمد صلاة تغفر بها ذنوبنا وتستر بها عيوبنا وتفرّج بها همومنا وتشفي بها مرضانا وتستر بها أعراضنا إنك أنت التواب الرحيم
أخي الحبيب عبد الحكيم عبد الرزاق حفظكم الله ورعاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
لاشك أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام الله سبحانه وتعالى ليس من جنس كلام البشر والخلاق لاتدرك كنه ذات الله جل جلاله إلا بما عرّفهم الله سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم نزّله الله سبحانه وتعالى عدّة تنزلات بعدّة صور منها إنزال في اللوح المحفوظ ودليله قوله سبحانه وتعالى (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (البروج21:22)
وهو مكتوب في هذا اللوح المحفوظ باللغة العربية لكن بصورة لا يعلمها إلا من أظهره الله تعالى عليه قال تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79) وهذه الصورة غير التي يتصورها الناس في كتابتهم وقد يسّر الله سبحانه وتعالى لنا في هذا العصر أمورا تقرّب هذا الفهم؛
ولتقريب هذه الصورة ننظر إلى القرص المضغوط أو ال dvd حيث نستطيع أن ننسخ عليه مكتبات تحوي آلاف المجلدات المكتوبة باللغة العربية. لكن لا يستطيع أحد أن يقرأ منها حرفا إلا بوساطة الحاسوب ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى.
والإنزال الثاني: ورد عن ابن عباس حينما سئل عن تفسير قوله سبحانه وتعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) والسؤال؛ لم قال الله سبحانه وتعالى أنزلناه والقرآن تنزل على مراحل. قال سبحانه وتعالى:
(الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ) (آل عمران1 - 3)
والتنزّل الثالث على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم. قال سبحانه وتعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:97) (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء193 - 194) وهذا التنزّل أيضا روحاني ليس على المعهود من كلام البشر، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعاني من التنزّل شدّة وكان جبينه صلى الله عليه وسلم يتفصّد عرقا في الليلة شديدة البرد عند نزول الوحي، ومن أحب أن يتوسّع في هذا الباب ينظر تفسير قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزمل:5) والآثار الواردة فيها.
وهناك عدد من الآراء في تلقي جبريل عليه السلام القرآن أهو من الله سبحانه وتعالى مباشرة حيث يوحي له الله سبحانه وتعالى ما يشاء من أمره ثم يتنزّل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم، أم أن الحفظة سلام الله عليهم هم الذين فرّقوا القرآن (وفق إرادة الله سبحانه وتعالى) على جبريل عليه السلام فتنزّل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم.
قال تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106)
وهذا كلّه لا يعني بحال من الأحوال أن جبريل عليه السلام لم يقرأ القرآن الكريم بالصوت، يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18) وقد ورد من الأثار إن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلّم في كل عام مرّة إلا في العام الذي انتقل فيه صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى عارضه فيه مرتين ... وهناك العديد من الأدلة في السيرة النبوية أيضا.
وقراءتنا التي نقرؤها بالسند للنبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربّ العزة الله جل جلاله لا تعني بحال أن كلام الله سبحانه وتعالى بصوت. أو أن يكون كلامه جل جلاله كالصوت الذي نقرأ به القرآن. وفي نفس الوقت لا نخرج بالتزامنا بقواعد التجويد وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن عن مراد الله تعالى وعن كلامه.
فكلامنا وصوتنا الذي نقرأ به القرآن مخلوق والمصحف الذي نكتبه بأيدينا مخلوق أما كلام الله سبحانه وتعالى وجل جلاله ليس بمخلوق؛ فنقول لقارئ القرآن إنه يقرأ كلام الله سبحانه وتعالى.
والتنزّل الروحي للقرآن الكريم هو أعظم وأجلّ شأنا من الكلام المقروء والخط المرسوم.
فكلنا يقرأ قول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً َ) (الرعد:31) والجواب هو هذا القرآن. فأين تحققنا بهذه الآية الكريمة
ونقرأ أيضا قول الله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21) وليس المقصود بنزول القرآن على أي جبل بالصورة المكتوبة أو المقروءة، فهذه الجبال تحمل ملايين النسخ منها فما بالها لا تهتز قيد أُنمُلة.
أسأل الله سبحانه وتعالى بكلماته التامة أن يغمسني في بحار علمه، ويجعلني من ورثة كتابه حتى لا أرى ولا أسمع ولا أتكلّم إلا بما يحب ويرضى، ويجعلني مشكاة لنوره، ورفيقا لنبيه صلى الله عليه وسلّم.
هذا ما وسعني أن أكتبه على عجالة، سائلا الله سبحانه وتعالى السداد والتوفيق، وصل اللهم وسلّم وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك وحبيبك وعلى آله الطاهرين وصحابته المكرمين ومن تبعهم بإحسان واهتدى بهديهم إلى يوم الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[12 Feb 2010, 09:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أتوجه بالشكر الجزيل للمشرف الكريم الذي غيّر عنوان هذا الموضوع، فهذا أليق وأكرم من سابقه.
.
وأنا أيضا أتوجه بالشكر الجزيل لفضيلة المشرف العام حفظه الله حيث غير العنوان هذا التغيير الطيب , والحمد لله فالموضوع لم يحذف ففضيلته يتحلى بعقل راجح وفهم ثاقب ونحسبه من أهل العلم الراسخين وليس ممن يستفزه محرش لم يفهم ما في الموضوع من فائدة.
الأخ محمد أصلحنا الله وإياكاللهم آمين.
المسألة التي تطرحها لا تتوقف على الوجه الذي تلقى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم من ربّه سبحانه وتعالى بل تتعلق بأمر جليل وعظيم ألا وهو كلام الله جل جلاله وهذا أمر عقدي ولا أحب أن أثيره هاهنا لأنني أمقت الجدل ورجوتك أن نتحدث على الماسنجر لكنك لم تكلّف نفسك عناء المحاولة.
تمقت الجدل وتدعوني للماسنجر لتجادلني ما هذا التناقض؟
إذا كان لديك حجج علمية للنقاش لماذا تخشى من العلنية في النقاش؟
وقد طلبت منك سابقا مراجعة الأحاديث النبوية الشريفة وموضوع الوحي في كتب السنن وعلوم القرآن الكريم.
رجعنا ونقلنا عن العلماء ما يرد على قول الدكتور أيمن واقتنع المنصفون ولله الحمد , وأنت لا تزيد على هذا: راجع كذا وكذا. لم لا تنقل لنا عن أهل العلم ما يؤيد كلام الدكتور إن وجدت ولن تجد فلذلك تذهب بالحديث ها هنا وها هنا بعيدا عن محل النزاع.
وحينما قلت لك هذا كلام ابن تيمية رحمه الله فأين ... كنت أستحثك لتكتب ما كتبت من إجابة لأناقشك فيها -
أين نقاشك هذا؟ وهل نقلت حرفا واحدا عن عالم واحد , كل ما تقوله هو عن حسن عبد الجليل فلا شيء.
علما بأن كلام ابن تيمية الذي قمت بنقله سابقا موجود في موضع آخر يتضح فيه المعنى أكثر من الموضع الذي نقلته مبتورا-
هات برهانك على هذه الفرية فانقل لنا كلام ابن تيمية كاملا وبين كيف بترته أنا وإلا فقد كذبت علي في فريتك هذه والله حسبي ونعم الوكيل دعوة مظلوم مكذوب عليه وعند الله تجتمع الخصوم.
وكتبت عدّة صفحات وقبل أن أدرجها في الملتقى تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم بترك الجدال
ألا تذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التحريش بين المسلمين والكذب عليهم؟
ومع ذكرك لحديث النهي عن الجدال فما زلت تجادل بغير حجة فعجب قولك.
وكلام بعض العلماء في ذلك كنت قد نقلته في هذا الملتقى في موضوع الإعجاز العلمي ويمكنك الرجوع إليه هناك،
ما دخل موضوعنا بالإعجاز العلمي؟ وما هذا الخلط العجيب؟
وما كان مني بعد أن استغرقتني الكتابة والتوثيق ساعات إلا أن حذفتها امتثالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ليتك امتثلت الحديث فلو امتثلته لما كتبت هذا الكلام الخالي من أي حجة أو نقل عن العلماء فدعك من الدعاوى العريضة التي تفضح مدعيها فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.
وأما تعليقي على الدعاء الذي جعلته توقيعا لك فإن هذا الدعاء يفرّق بين المسلمين ويبغضك في قلب كل من لا يتفق معك في المنهج،
أكرر: ما الذي يغيظك من دعائي على من لبس على المسلمين دينهم وهل أنت تفعل ذلك؟ وهل التلبيس على المسلمين هو الذي يجمعهم؟ وهل الفتنة هي التي تجمعهم؟ وهل صدهم عن السنة هو الذي يجمعهم؟ وقد نقلت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز هذا الدعاء لأنه على سبيل العموم ونقلت من كلام ابن حجر والننوي ما يدل على جواز ذلك باتفاق ولكن من الواضح أنك لا تقرأ أو تقرأ وذهنك مشوش.
فمن هم أهل السنّة والجماعة هل تمثلهم أنت وحدك وكل المسلمين ليسوا كذلك؛ ...
ما هذه الخزعبلات بدأت أشك أنك دكتور؟ د
إتق الله أخي محمد
كتابتك خطأ يا دكتور ففعل الأمر من التقوى يكتب بهمزة وصل هكذا (اتق الله يا دكتور) وليس بهمزة قطع فراجع كتب المرحلة الإعدادية فلا شك أنك نسيتها فأنت بعيد العهد عنها , وجعلني الله وإياك من المتقين.
واجعل لاسمك أثرا في سلوكك لتكون محمودا أخي الكريم
أسأل الله عز وجل أن أكون كذلك ولن أزكي نفسي كما أمرنا الله عز وجل.
للدخول في نقاش مسألتك التي طرحت هناك كلمات لابد من معرفة دلالاتها والتفريق بينها وهي
الصوت، واللفظ، والكلام، واللغة
(يُتْبَعُ)
(/)
فالكلام العربي هو اللفظ الدال المفيد، فإذا كان اللفظ غير دال سمي صوتا
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ................ اسم وفعل ثم حرف الكلم
واحده كلمة والقول عم ............... وكلمة بها كلام قد يؤم
والصوت والكلام لا يحمل المعاني إلى خلد السامع، بل الصوت مجرد اهتزازات وذبذبات خالية بذاتها من المعاني.
واللغة؛ هي حصيلة الصور الصوتية الدالة المخزونة في خلد مجتمع من المجتمعات.
وهذا مجال رحب للنقاش أظنك خاوي الوفاض منه.
الحمد لله أنك اعترفت على نفسك بأنك تتهيء للدخول في المناقشة فإذا تهيأت فأخبرني.
وكلام الله سبحانه وتعالى صفة أزلية قائمة بذاته منزه عن أي تكييف أو تمثيل، وهو غير مخلوق.
والقرآن الكريم كلام الله أزلي غير مخلوق أنزله الله ونزّله على مراحل، وتنوعت صور الوحي على النحو المذكور في القرآن الكريم والسنّة المشرّفة. والقرآن محجوب عن غير أهله ولا أقصدك أنت يقول الله سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً) (الاسراء:46)
وقد أوحى الله سبحانه وتعالى إلى حشرات وحيوانات ... وقد رأى بعض الصحابة رضوان الله عليهم جبريل عليه السلام بأمّ أعينهم وسمعوه يتحدث.
لكن كلام الدكتور ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه من جبريل فأيهما أصح كلامك عن الصحابة أم كلام الدكتور عمن هو أولى بأن يسمع من جبريل عن الصحابة؟
وتنزّلت الملائكة على بعض الصحابة (بغير وحي) أيضا ...
وفي هذا الموضوع الأولى أن نقول: كل ما خطر ببالك فالله سبحانه وتعالى أكمل وأنزه من ذلك
ما دخل هذا المتفق عليه بمحل النزاع , وهل في مشاركتك هذه حرف واحد عن عالم واحد؟
دعني أناقش من يريد النقاش العلمي ولا تضطرني إلى مثل هذا الرد عليك لأني على يقين أنك لن تتحمله ولكني مضطر له وقد رددت أنت علي بأشد من هذا فتحملته منك وأعرضت عنك ولكنك تماديت فاتق الله وقل خيرا أواصمت حتى لا أرد عليك بالحق الذي لن تطيقه.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:58 ص]ـ
إخواني الكرام ... سادتي وأساتذتي أهل العلم والفضل والغيرة على كتاب الله وهديه الموحى به إلى رحمته المرسلة سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... حقاً إن في منطقكم ونقاشكم علماً جماً كثيراً ... لكن أرجوكم أن تتقبلوا رجاء أخ قد يكون أقل منكم علماً ... أن تبقى مناقشاتكم علمية يزينها سعة صدور وسعها الله لحمل كتابه وجعلها أمينة لبيانه والزود عن حياضه .... أرجوكم رجاء أخ في الله أن يكون الردود بالتي هي أحسن من غير همز ولا لمز ولا طعن ولا قدح ولا إسفاف بكرامة مسلم يحمل كتاب الله مهما كان الخطأ المتحصل في بيانه ....
هذا رجاء أخ صغير أحبكم في الله
محبكم في الله طارق
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
يا من تكتب تحت اسم محمد الشعباني
إجابتي كانت للأخ محمد عبد الرزاق لسؤاله الصادق الذي طلب فيه التفريق والمعرفة أما أنت فلن أخوض في جدالك، وأسأل الله تعالى أن يهديك لخير القول والعمل.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[14 Feb 2010, 07:33 ص]ـ
إخواني الكرام ... سادتي وأساتذتي أهل العلم والفضل والغيرة على كتاب الله وهديه الموحى به إلى رحمته المرسلة سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... حقاً إن في منطقكم ونقاشكم علماً جماً كثيراً ... لكن أرجوكم أن تتقبلوا رجاء أخ قد يكون أقل منكم علماً ... أن تبقى مناقشاتكم علمية يزينها سعة صدور وسعها الله لحمل كتابه وجعلها أمينة لبيانه والزود عن حياضه .... أرجوكم رجاء أخ في الله أن يكون الردود بالتي هي أحسن من غير همز ولا لمز ولا طعن ولا قدح ولا إسفاف بكرامة مسلم يحمل كتاب الله مهما كان الخطأ المتحصل في بيانه ....
هذا رجاء أخ صغير أحبكم في الله
محبكم في الله طارق
أخانا الكبير الكريم طارق حفظك الله , وأحبك الله الذي أحببتنا له , ورجاءك على العين والرأس , وأخوك محمد يحاول جاهدا ألا يخرج عن النقاش العلمي ما استطاع ولكن هناك ما لا صبر عليه ممن يرد الردود البعيدة كل البعد عن الحجة والنقاش وكلما أعرضت عنه تمادى فلا محيص حينئذ من الرد عليه بالحق أيضا ولكن مع حزم لابد منه حتى يترك هذا المراء الذي يريد أن يشغلنا به , وفق الله جميع المسلمين وهدى الله جميع المسلمين , وجزاك الله خيرا والمنصفين.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[14 Feb 2010, 08:26 م]ـ
كتابتك خطأ يا دكتور ففعل الأمر من التقوى يكتب بهمزة وصل هكذا (اتق الله يا دكتور) وليس بهمزة قطع فراجع كتب المرحلة الإعدادية فلا شك أنك نسيتها فأنت بعيد العهد عنها ... الحمد لله أنك اعترفت على نفسك بأنك تتهيء للدخول في المناقشة فإذا تهيأت فأخبرني ..
?
?
?
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:01 ص]ـ
?
?
?
سبحان الله العظيم وبحمده لم لا تصدق في قولك , ألست قبلها تقول:
يا من تكتب تحت اسم محمد الشعباني
إجابتي كانت للأخ محمد عبد الرزاق لسؤاله الصادق الذي طلب فيه التفريق والمعرفة أما أنت فلن أخوض في جدالك، وأسأل الله تعالى أن يهديك لخير القول والعمل.
تقول: لن أجادلك وجلست مدة فلما نبهت إلى خطإ في كتابتي هو أقل من خطئك أنت وأنت دكتور كبير أما أخوك الشعباني فليس دكتورا , ومع ذلك فأنت لم تصحح لي خطأ الكتابة لأنك ربما لا تعلم الكتابة الصحيحة للكلمة بينما صححت أنا لك خطأ كتابتك , ومع ذلك يا دكتور فأنا معترف بخطئي فهل تعترف أنت بخطئك؟
وياليت تلبي رجاء أخاك طارق عبد الله فلا تخرجني عن النقاش العلمي لو سمحت.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:24 م]ـ
الأخوان الفاضلان
دكتور حسن
ومحمد الشعباني
يا أيها الفاضلان ترفعا عن هذا الأسلوب
والله إن الشيطان أحرص ما يكون على إفساد وتخريب و"فرقعة" و"فركشة" مجالس العلم، وهذه حقيقة واقعة ولي تجربة خاصة فيها.
وكم من الدروس وحلق العلم تفككت وتفرق أهلها بسبب عدم وضع هذه الحقيقة نصب الأعين وهي: إن الشيطان حريص على إفساد حلقات العلم.
واذكركما ونفسي بقول الله تعالى:
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) سورة الأسرى (53)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم أبا سعد الغامدي حفظك الله , ونصيحتك مقبولة عندي وسأحاول جاهدا إن شاء الله أن أعرض عن الردود الخارجة عن الأسلوب العلمي ما استطعت وأسأل الله العون والسداد , وجزى الله المنصفين خير الجزاء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ووفقك لكل خير
وهذه أخلاق أهل القرآن الوقوف عند توجيهات كتاب الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:52 ص]ـ
وقد وصلنا الآن إلى الفقرة الثالثة التي ينبغي التنبه لها والرد عليها من كلام فضيلة الدكتور أيمن حيث قال:
3 - ومن ذلك ما فعله أحد الشيوخ المعاصرين من قياسه إخفاء الميم عند الباء على إخفاء النون عند حروفها الخمسة عشر , فبدا له أنه يجب عدم إطباق الشفتين عند نطق الميم المخفاة قياسا على أننا لا نعمل طرف اللسان عند إخفاء النون في نحو (أنزل) و (الإنسان) و (أنفسكم) وهي شبهة قوية سببها القياس بعيدا عن التلقي المنطوق وليس هذا مجال تفنيدها.قال إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى:
((وما لقياس في القراءة مدخل)
وقال الإمام ابن الجزري بعد أن بين القياس الصحيح من غيره: ((وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي , وما له وجه ضعيف على الوجه القوي , كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين , وقطع بعض القراء بترقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء , وإجازة بعض من بلغنا عنه ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من (ذكر الله) إلى غير ذلك .. مما سلكنا فيه طريق السلف , ولم نعدل فيه إلى تمويه الخلف)) اهـ. (النشر 1/ 18) اهـ (تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه) (ص 27 - 28) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م ,
وهو بهذا الكلام يقصد فضيلة الشيخ عامر رحمه الله وليست بالمرة الأولى التي يتعرض فيها للشيخ عامر تلميحا بل تعرض له تصريحا في برامجه بقناة اقرأ وغيرها وادعى بأنه أكره القراء الذين سجلوا المصحف المرتل على القراءة بترك الفرجة وعدم الإطباق فأكرههم على مخالفة ما تلقوه لأنه هو خالف ما تلقاه حيث يدعي الدكتور عليه هنا بذلك , ومع خطورة هذه الدعاوى فلم يأت الدكتور على واحدة منها ببينة , فتراه يقول هنا: (وليس هذا مجال تفنيدها) ويقبل المقلدة الكلام دون تبصر ودون طلب البينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدعاوى ما لم تقيموا عليها = بينات أبناؤها أدعياءبل وإذا بين لهم خطأ الدكتور بالدليل أصروا على أنه لم يخطئ , وقد ناقش الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق وهو من شيوخ منتدانا الكريم , ناقش فضيلة الدكتور وأراه مخطوطتين للإماق الجعبري يقول فيهما (والاطباق اتقي) فلما قرأ المخطوطة الأولى: قال هذه ليست اتقي ولكنها والاطباق انقي فأعطاه المخطوطة الثانية ولم يرد أن يحرجه بسؤاله عن معنى (والاطباق انقي) فلما رأى المخطوطة الثانية ظل يدقق فيها ويطالع ويأتي بالأبيات من أولها وأخرج نظارته ودقق وظل هكذا حتى أقيمت صلاة المغرب , وكان هذا آخر عهد الشيخ عبد الحكيم به , وإلى يومنا هذا لم يجب الدكتور أيمن عن مخطوطة الإمام الجعبري لا هو ولا تلاميذه الفضلاء.
وقد ناقشه أيضا شيخنا أحمد حامد آل طعيمة حفظه الله ورد عليه بكتابه القيم (إرشاد القراء) فلما ذكر له قول الإمام الجمزوري
والثالث الإقلاب عند الباء = ميما بغنة مع الإخفاء
فقال عن الإمام الجمزوري: (على أده ما هو متمكن).
وانظر إرشاد القراء ص 58 طبع دار الإمام أحمد.
فالدكتور أيمن يقدح في أئمة كبار بسبب هذه المسألة التي أثارها في الفضائيات وتلاميذه على نفس النهج فلابد من وقفة لتصحيح هذا المسار , وسبحان الله العظيم الذي قدر أن تجتمع هذه الأخطاء الثلاثة في كتيب الدكتور الفاضل لعل من يقلده يفيق , فاجتمع له في هذا الكتاب القول بنفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه من جبريل , وتشبيهه للوحي بما يحدث لأحدنا في المنام , وتقدم تفنيد ذلك ولله الحمد مما يدل على بطلان المسألة الثالثة التي فيها اتهام للشيخ عامر بأنه ترك ما تلقاه واستعمل القياس ,وقد رددت مع فضيلة الشيخ عبد الحكيم على الدكتور أيمن وتلاميذه حول هذه المسألة حتى أقروا بالفرجة على استحياء , وذلك على هذه الروابط بهذا المنتدى الكريم:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2029
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17594
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11961
وإلى الآن لم يجب أحد من القائلين بالإطباق على هذا اللغز المنظوم ولن يجيبوا:
عجب عجاب هل تكلم عاقل=وبمثل لغزك أين أين القائل؟
إن رمت إظهارا فإنك مطبق=أو رمت إخفاء فذلك باطل
حكمان بينهما اختلاف شاسع=فهل التباعد عندكم متماثل
أم ذاك تجويد جديد محدث=هل من جواب يرتضيه العاقل(/)
سلسلة / تأملات قرآنية / متجدد / كلمات صوتية قصيرة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Feb 2010, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد ..
فتلك كلمات صوتية قصيرة، سجلت بها تاملات قرآنية تواتيني بين الحين والحين خلال التأمل في كتاب الله .. ونظرا إلى ميلي في الكتابة تجاه المشاريع المستقصية والمتكاملة، بمعنى أن يتوفر التصنيف على ما هذا حده، فإن مثل تلك التأملات أفضل وضعها أحيانا إما في مقالات منشورة أو في تسجيلات صوتية مثل تلك.
وألحق هذه التأملات هنا تباعا إن شاء الله تعالى، ليشمله موضع واحد بدلا من تعدد المواضع وانتشارها، على أن تكون متجددة إن شاء الله تعالى.
والله تعالى يعلمنا من بحر كتابه اللا متناهي، ويجعلنا ما حيينا خدما للقرآن. اللهم آمين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Feb 2010, 03:45 م]ـ
1 - المكي والمدني وجدال لا يفيد
http://www.4shared.com/file/205475086/97fee638/____.html
2 - لا تعذبوا أولادكم
http://www.4shared.com/file/177327248/44c03eb/___online.html
3 - ضابط التفسير وأثره في تصنيف الكتب .. وكيف تقرأ ظلال القرآن
http://www.4shared.com/file/209194083/77753074/___.html
4 - هل تستسلم قلوبنا لحدود القرآن .. دعوة للمصارحة
http://www.4shared.com/file/205512951/6a2e28e5/____.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Feb 2010, 07:17 م]ـ
فكرة طريفة وفقك الله ونفع بك.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:19 م]ـ
5 - ماذا جعلنا في أعقابنا؟
ظاهرة نكاد ندركها جميعا .. أبناء الدعاة وأهل العلم ليسوا كآبائهم .. فهل هي سنة الله الكونية في وقوع الاختلاف بين الأصول والفروع، فيجعل الصالح من ظهر الطالح، والطالح من ظهر الصالح؟ هل يمكننا البحث عن تأويل لاستقرار تلك الظاهرة؟ .. أم أن الأمر تقصير من الآباء الدعاة في الوقوف على فقه الذرية مهما توسعت رقعتهم وكثر عدد من يمثلون هذه الظاهرة؟
هذا ما تناولته من خلال تلك الكلمة الصوتية القصيرة، والتي أسأل الله تعالى أن ينفع بها ..
تحميل ( http://www.4shared.com/file/239633888/aa59af07/______.html)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:20 م]ـ
6 - الخصومة وأثرها في تحفيز الجدال
بالنظر إلى الآيات الواردة في عناد القرشيين يتبين لنا أنهم لا يزيدون عن النفي والتعجب من قضايا بارزة واضحة .. جعل الآلهة إلها واحدا .. البعث ..
وبالنظر إلى الآيات الواردة في عناد اليهود يتبين لنا أنهم مجادلون يعلمون، وليسوا كالقرشيين .. لذا عاملهم القرآن بسلوك جدالي يختلف عن سلوكه القرشيين ..
ولكنني أصطدم فجأة في قوله تعالى: (وقالوا أءلهتنا خير أم هو؟ ما ضربوه لك إلا جدلا. بل هم قوم خصمون)
فإذا بالقرشيين يأخذون طريق الجدال والمناورة، على غير عادتهم، وعلى غير السياق المعهود عنهم ..
فما داوفع أو مناطات وقوع ذلك؟
هو ما نعرفه من تلك الكلمة الصوتية القصيرة إن شاء الله، والتي أسأل الله أن ينفع بها
تحميل ( http://www.4shared.com/file/239633848/6ece00b/____.html)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:21 م]ـ
7 - تأمل حول مقتضى العطف وما يفيده من الترتيب في القرآن الكريم
تحميل ( http://www.4shared.com/file/240844618/fba5f057/________.html)(/)
كيف نجعل القرآن ربيع قلوبنا (محاضرة قيمة) للشيخ عبدالله الشنقيطي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Feb 2010, 06:52 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=89785
هذه المحاضرة هي في تقديري قوية النفع جدا وتستحق أن يبذل فيها قدر من العمر لسماعها(/)
تخليط بحاجةٍ إلى تصحيح، في جدالٍ جارٍ
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يدور في هذا القسم من الملتقى نقاش طويل في مسألة: هل يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم، أو لا يجوز؟
و ذلك في المشاركة المعنونة بـ (الإغراق في السلفية، ومحاربة العقل والتجديد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18732) )
و قد بدأها كاتبها بكلامٍ فيه تخليط، يحتاج إلى تصحيح لازم
و قد أفردتُ له هذه المشاركة؛ لكيلا أقطع الحوار أو الجدال الجاري بين كاتبها و محاوره
و التخليط هو في قوله: (ما أريد أن أقوله: أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.). [المشاركة رقم (1)]
و وجه التخليط فيه: أن مُراده بلفظ " السلف " هنا: (جيل الصحابة)؛ قال ما نَصّه: (نزولاً عند رغبة بعض الفضلاء سأفصل بعض الشيء:
من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
إذاً لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب.). [المشاركة رقم (67)]
- فهُمّ (السلف) الذين صرّح بأنهم (يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.). [؟!]
* * *
فهذا التخليط بحاجةٍ إلى تصحيحٍ، قبل الخوض في جدالٍ لن يُجدي
هذا إن كان كاتبه يَعي ما يقول و يقصده
و الله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو حسان]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يدور في هذا القسم من الملتقى نقاش طويل في مسألة: هل يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم، أو لا يجوز؟
و ذلك في المشاركة المعنونة بـ (الإغراق في السلفية، ومحاربة العقل والتجديد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18732) )
و قد بدأها كاتبها بكلامٍ فيه تخليط، يحتاج إلى تصحيح لازم
و قد أفردتُ له هذه المشاركة؛ لكيلا أقطع الحوار أو الجدال الجاري بين كاتبها و محاوره
و التخليط هو في قوله: (ما أريد أن أقوله: أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.). [المشاركة رقم (1)]
و وجه التخليط فيه: أن مُراده بلفظ " السلف " هنا: (جيل الصحابة)؛ قال ما نَصّه: (نزولاً عند رغبة بعض الفضلاء سأفصل بعض الشيء:
من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
إذاً لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب.). [المشاركة رقم (67)]
- فهُمّ (السلف) الذين صرّح بأنهم (يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.). [؟!]
* * *
فهذا التخليط بحاجةٍ إلى تصحيحٍ، قبل الخوض في جدالٍ لن يُجدي
هذا إن كان كاتبه يَعي ما يقول و يقصده
و الله الهادي إلى سواء السبيل
ما التخليط الذي رأيته؟
أرشدنا بارك الله فيك.
وبخصوص الوعي أنا أعي ما أقول تمام الوعي
علماً بأنك لم تُبدِ وجهة نظرك حيال هذا التخليط الذي زعمته.
ولِمَ انفردت هنا ولم تناقش الموضوع في مكانه؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:46 ص]ـ
فلترشدنا أولاً إلى ما ادعيته - أنت - من أخطاء الصحابة في تفسير القرآن؛ فالبيّنة على المُدّعي؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
ـ[أبو حسان]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:52 ص]ـ
فلترشدنا أولاً إلى ما ادعيته - أنت - من أخطاء الصحابة في تفسير القرآن؛ فالبيّنة على المُدّعي؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
حسناً سأرشدك
فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة
منقول من كتاب أعلام الموقعين لابن القيم ج 4 ص 144
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[10 Feb 2010, 06:15 ص]ـ
مع حبِّنا الشديد لصحابتنا الكرام، علينا التحذير من خطورة الغلوِّ في هذا الحبِّ كما فعلت العديد من الفرق التي ضلَّت وأضلت.
وعلينا أن نحذر كلَّ من يقع في مستنقع انتقاص الصحابة من أن يصيبهم ما ورد من نصوصٍ تحرِّم ذلك، وهي كثيرة، منها:
قول الله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) سورة الحديد:10.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبا، ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه"رواه البخاريُّ ومسلم.
لذلك علينا أن لا نقدس الأشخاص، وفي نفس الوقت أن نكون ضدَّ التجاوز وقلَّة الأدب مع أعلامنا الذين قام الإسلام على أكتافهم رضي الله عنهم أجمعين.
هناك حقيقة أولية بسيطة تقول إن البشر غير معصومين، ولكن هذا كلام نظري فالواقع لدى كثير من الناس يقول: إن هناك بشراً معصومين فوق الخطأ ودون النقد، لا يجسر أحد أن يحدق فيهم إلا مثل من أراد التحديق في قرص الشمس ولا يصاب بالعمى، وهو ما يحصل حينما نتناول شخصية مثل صلاح الدين الأيوبي أو أحد الصحابة أو أحد الأعلام البارزين.
واختلاط الإلهي بالبشري يدفع الأشخاص إلى رتبة القداسة، وهو خطر على الشخص، وخطأ في الفكرة.
وأكبر خطأ تورطت فيه الكنيسة تحويل عيسى من الناسوت إلى اللاهوت فاختلفوا في حقيقته وما زالوا مختلفين، وعندما يصبح الإنسان (البابا يوحنا) المعصوم فقد دخل في دين الكنيسة وفتح الطريق لخروج مارتن لوثر.
و هذه المشكلة أيضاً هي مشكلة الدروز مع الحاكم بأمر الله الفاطمي (يروي المقريزي أنه في عام 408 هـ قدم مصر داع عجمي اسمه محمد بن إسماعيل الدرزي واتصل بالحاكم فأنعم عليه، ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم).
ومشكلة اليزيديين مع يزيد بن معاوية الذي قالوا: بألوهيته ونصبوا له مقاماً في جبل سنجار.
ومشكلة الشيعة مع الأئمة فقد زعموا أن الله يزور قبور الأئمة مع الشيعة، ففي بحار الأنوار للمجلسي:
"إنّ قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون" [بحار الأنوار: 100/ 258].
وهو ما حدث مع أهل السنة والجماعة في شخصية القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو حتى بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
كما ينبغي علينا الفصل بين الشخص والمبدأ، وبين الوحي والتاريخ، ترجيحاً لقدسية المبادئ على مكانة الأشخاص، مع الاعتراف بفضل السابقين في حدود ما تسمح به المبادئ.
ويجب أن نعي معنى القدوة وأهميتها البالغة في مناهج التربية، فالمثل الأعلى هو رسولنا عليه الصلاة والسلام، ومن بعده الصحابة الكرام رضوان عليهم جميعاً، ثم يأتي بعد ذلك التابعون والعلماء المخلصون.
ولكن هل القدوة تعني العصمة من الخطأ و الزلل؟
على المستوى النظري نقول: لا.
وعلى المستوى العملي نعجز عن أن نتقبل ذلك، وسؤالنا دليل على ذلك .. كيف؟
أنت لا تتقبل أن يكون أحدٌ من الصحابة أخطأ، ومن ثم ترفض كتابًا يتجه لذلك، وتطالب ببديل .. لماذا؟ لأنك تريد أن تكون القدوة من الصحابة بلا أخطاء، وهذا خطأ تاريخي وشرعي و تربوي.
أما الخطأ التاريخي فإنّ الصحابة الكرام وقعوا في أخطاء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي غزوة أحد قال للرماة " لا تبرحوا عن هذا المكان فإنا لا نزال غالبين ما دمتم في هذا المكان " لكنهم خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا فنزل القرآن: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) سورة آل عمران: 152،
وعن المعرور بن سويد قال: (مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة؟
فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية "
قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال: يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير ذلك من مواقف مسطورة في كتب السنن والروايات التاريخية الثابتة، ومن يذهب إلى أنّ جميع الصحابة مبرؤون من الخطأ فهو متكلِّفٌ أو واهم.
وأما الخطأ الشرعي فإن المقرر عند جميع أهل السنة أنّ العصمة منتفيةٌ عن البشر، إلا ما هو مقرر للأنبياء (على خلاف .. هل العصمة لكافة تصرفاتهم، أم فيما يبلغون فيه عن رب العزة فقط؟)، وهذا لا يقلل من مكانة الصحابة الكرام، ومن دورهم في حمل الرسالة للعالمين.
ومع ذلك فإن من العلماء المجتهدين من قرّر في أصول مذهبه أنّ رأي الصحابي فيما لا نصّ فيه لا يعدو أن يكون رأيًا في المسألة، وهو غير ملزمٍ للمجتهد، فإن الأفهام تتفاوت، ورُبّ مبلغ أوعى من سامع.
" ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية وبعض الشافعية والحنابلة على أنه (رأي الصحابي) حجة شرعية مقدمة على القياس، والراجح من الشافعية على أنه ليس بحجة، وهناك أقوال أخرى لكنها ترجع إلى هذين القولين.
والراجح أن مذهب الصحابي ليس حجة، ولا يكون دليلاً شرعياً مستقلاً فيما يكون بالاجتهاد المحض، لأن المجتهد يجوز عليه الخطأ، ولم يثبت أن الصحابة ألزموا غيرهم بأقوالهم، فمرتبة الصحبة وإن كانت شرفاً عظيماً لا تجعل صاحبها معصوماً عن الخطأ." [أنظر: أصول الفقه الإسلامي د/وهبة الزحيلي 2/ 850 وما بعدها ط1، دار الفكر 1986م].
أما الخطأ التربوي .. فله جانبان:
أحدهما: هو طلب المقتدي من نفسه بلوغ كمال القدوة حتى يصل إلى ما كان عليه هؤلاء الصفوة.
والثاني: جاء الإسلام ليتعامل مع القصور والتقصير البشري لا لكي ينفيه، فهو يتعامل مع كل نفسٍ بحسب طاقتها، ويرسم طريق التوبة لمن يسقط أثناء سعيه في طريق الله، قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) (سورة البقرة: 286).
ونرى المنهج النبوي مع حالة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مراعيًا طاقته:
قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
ونراه يحمي حاطب بن أبي بلتعة من القتل بعد ارتكابه الخيانة العظمى قبيل فتح مكة لأنه ممن شهد بدراً.
وفي يوم بدت خيبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) كبيرة في صحابي جليل هو (ابن لبيد) فقال له (ثكلتك أمك يا ابن لبيد لقد ظننتك أفقه من بالمدينة) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) امتحنه في موضوع تبين له أن ابن لبيد لم يستوعب جيداً.
وهكذا كان المنهج التربوي النبوي يتحمل قصور الأشخاص وتقصيرهم دون إقصاء للمقصر.
والقرآن يعلمنا قاعدة ذهبية " أن نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيآتهم "، قال الله تبارك وتعالى: (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيآتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) (الأحقاف، الآية 16).
وحقيقة أن البشر يصيبون ويخطئون هي التي تمكننا من فتح الصفحة النقدية للتاريخ فنرى البشر عاديين ونبصر أخطاءهم ونستفيد منهم، لأن العمل البشري يمكن تقليده والعمل الإلهي فوق طاقة البشر فلا يقلد.
ولكننا كما يقول مالك بن نبي في تفريقه بين (الفكرة المجسدة) و (الفكرة المجردة) إننا عندما نربط الأفكار بالأشخاص نحرم من الفكرة الجيدة إن جاءت من عدو، ونتورط في فكرة سخيفة طالما جاءت من صديق.
وما لم نسلخ الفكرة عن الشخص فلن نستفيد من الأفكار ولن نعرف قدر الناس، وقراءة التاريخ بهذه الروح النقدية هي التي تقربنا من الحقيقة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:11 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد كلامك موفق وسديد وفيه الكثير من الصواب، إلا قولك:
وهو ما حدث مع أهل السنة والجماعة في شخصية القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو حتى بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
.
فأهل السنة لم يدعوا العصمة لصلاح الدين ولا لشيخ الإسلام بن تيمة رحمهما الله تعالى.
وأهل السنة هم أولى الناس في جملتهم بقول الله تعالى:
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا" فهم عدول في أقوالهم وأفعالهم وأحكامهم على الصحبة وغيرهم، فلا غلو ولا جفاء ولله الحمد.
ثم يا شيخنا الفاضل هناك فرق بين القول إن الصحابة معصومون من الخطأ وبين قول إن الحق لا يخرج عنهم.
وهذا الأخير هو مجال البحث والنقاش.
حفظك الله ورعاك وسدد أقوالك وأفعالك
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:04 ص]ـ
...
وفي يوم بدت خيبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) كبيرة في صحابي جليل هو (ابن لبيد) فقال له (ثكلتك أمك يا ابن لبيد لقد ظننتك أفقه من بالمدينة) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) امتحنه في موضوع تبين له أن ابن لبيد لم يستوعب جيداً.
.
لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم
صحيحٌُ أن لفظ (الخيبة) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه، و على خيبة الرجاء،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم؛ تأدباً؛ فلا يجوز مثل قولك: (بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا). بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم
قال الله عزّ و جَلّ: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}. [النور: 63]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Feb 2010, 12:53 م]ـ
لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم
صحيحٌُ أن لفظ (الخيبة) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه، و على خيبة الرجاء،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم؛ تأدباً؛ فلا يجوز مثل قولك: (بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا). بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم
قال الله عزّ و جَلّ: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}. [النور: 63]
بارك الله فيك
لأشك أن أولى من يتأدب معه بعد الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد كرم الله نبيه ورفع قدره حتى في الخطاب يقول تعالى:
(وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة القصص (46)
قال بعض أهل التفسير لم يصف الحق تبارك وتعالى الطور بالإيمن في هذا الموضع حتى لا ينفي اليمن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن عجيب تعظيم الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره فعل أبي دجانة رضي الله عنه يوم أحد حيث يقول كما جاء في سيرة بن إسحاق:
رأيت إنسانا يخمش في الناس خمشا شديدا فصمدت له فلما حملت عليه بالسيف ولول فإذا امرأة فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة.
ولاشك أن خانا الدكتور محمد يعرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم وربما خانته العبارة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Feb 2010, 05:45 م]ـ
بارك الله في الأخ محمد كالو وزاده من علمه،
لي هنا وجهة نظر لا تتناقض مع ما بينه الأخ كالو، ولكن أرجو نفعها:
1. صلاح الدين، ابن تيمية، الشافعي ... وأمثالهم، تُجمِع الأمة على عدم عصمتهم. وأي زعم يعصمهم في العلم أو العمل هو خروج على بدهيات الإسلام.
2. أمثال هؤلاء الأعلام، في العلم والعمل، من حقهم علينا أن نحترمهم ونقدر جهودهم ولا نذكرهم إلا بخير. وحتى عندما نخالفهم في العلم عن دليل نُخرِج هذه المخالفة بثوب يقطر أدباً ومحبّة. وإن كان هناك خلل في السلوك نكتمه ولا نشيعه، لما صح من قول المصطفى عليه السلام:"أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم ". بل إننا نكتم سيئات آحاد الناس فيما نعلمه يقيناً، فنثاب على ذلك، فكيف بأجلاء بيننا وبينهم دهور ولا ندري ما فعل حسادهم. فالعبرة لما اشتهروا فيه من العلم والعمل.
3. أما صلاح الدين رحمه الله فهناك من يتعمد الإساءة إليه لأنه رمز له تأثير عميق في استنهاض الأمة في حاضر صراعنا مع الصهيونية العالمية، التي يستفزها ذكر صلاح الدين. وعوام الناس يُنفّرهم ذكر الهفوات وينعكس سلباً على مواقفهم من قضايا الأمة المعاصرة. من هنا على الدارس والباحث أن لا يكون بوقاً يشيع السوء بزعم الأمانة التاريخية، وعلى وجه الخصوص عندما نحتاج بإلحاح إلى قدوات تؤثر في واقعنا الحساس والخطير. وإفهام الناس حقيقة القصور البشري لا يعني أن نؤذي سمعهم ومشاعرهم بقصص صحّت أسانيدها وأخرى لم تصح.
4. أولويتنا في معاركنا المعاصرة بناء الأمة وتثوير طاقاتها الإيجابية، وإشاعة القيم النبيلة. أما الترف الفكري فله مقام آخر وأوقات أخرى، وله طبقة خاصة من العلماء والباحثين.
5. أما إذا استند أحدهم إلى سلوك سلبي لأحد القدوات ليدلل على صحة هذا السلوك، فلا وألف لا.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:04 ص]ـ
حسناً سأرشدك
فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها، وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات
(يُتْبَعُ)
(/)
نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة
منقول من كتاب أعلام الموقعين لابن القيم ج 4 ص 144
لا يخلو هذا الذي استشهدتَ به - على أنه من أخطاء الصحابة رضوان عليهم - مِن حاليْن:
أحدهما: التقاط الكلام بغير تبَصّر بموضعه
و الآخر: المعرفة، و الإيهام بغير موضعه
و بيان ذلك: أنّ الإمام ابن القيّم ذكَره في شُبَه نُفاة وجوب اتباع أقوال الصحابة - في أحكام الحوادث، و في التفسير - و ما نقله الناقل في الاقتباس أعلاه، فإنّه حذَف منه عبارة ابن القيم: (فإن قيل: فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح، وهذا كثير؛كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه ... ) - فهذا القول إنما هو لنفاة وجوب اتباع الصحابه، و هذا ظاهرٌ من قوله: (فإن قيل ... )، و هو ما صرّح به في أول كلامه؛ قال: (فنقول الكلام في مقاميْن: أحدهما: في الأدلة الدالة على وجوب اتباع الصحابة، الثاني: في الجواب عن شُبَه النفاة)، و ساق ستة و أربعين وجهاً أو دليلاً على وجوب اتباع أقوال الصحابة، و ذكر حجية الفتوى التي يفتي بها أحدهم، قال:
((فإن قيل: فإذا كان هذا حكم أقوالهم في أحكام الحوادث، فما تقولون في أقوالهم في تفسير القرآن هل هي حجة يجب المصير اليها؟
قيل: لا ريب أن أقوالهم في التفسير أصوب من أقوال مَن بعدهم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تفسيرهم في حكم المرفوع؛ قال أبو عبد الله الحاكم في " مستدركه ": (وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع)، ومراده أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج، لا أنه إذا قال الصحابي في الآية قولاً فلنا أن نقول هذا القول قول رسول الله ص - أوقال رسول الله ص - وله وجهٌ آخر وهو أن يكون في حكم المرفوع بمعنى أن رسول الله ص - بين لهم معاني القرآن وفسره لهم كما وصفه تعالى بقوله: {لتبين للناس ما نزل إليهم} فبين لهم القرآن بيانا شافيا كافيا، وكان إذا أشكل على أحد منهم معنى سأله عنه فأوضحه له؛كما سأله الصديق عن قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} فبين له المراد، وكما ساله الصحابي عن قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} فبين لهم معناها، وكما سألته ام سلمة عن قوله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فبين لها أنه العرض، وكما سأله عمر عن الكلالة فأحاله على آية الصيف التي في آخر السورة، وهذا كثير جدا، فإذا نقلوا لنا تفسير القرآن، فتارة ينقلونه عنه بلفظه، وتارة يمعناه؛ فيكون ما فسروا بألفاظهم من باب الرواية بالمعنى،كما يروون عنه السنة تارة بلفظها وتارة بمعناها، وهذا أحسن الوجهين والله اعلم.
فإن قيل: فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح، وهذا كثير؛كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط، وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها، وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى
(يُتْبَعُ)
(/)
السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة واللام مثلها في قوله تعالى وتلة للجبين وفي قول الشاعر ... فخر صريعا لليدين وللفم
أي يطوى السماء كما يطوى السجل على ما فيه من الكتاب، وهذا كثير جدا، فكيف يكون تفسير الصحابي حجةً في حكم المرفوع؟.
-قيل: الكلام في تفسيره كالكلام في فتواه سواء، وصورة المسألة هنا كصورتها هناك سواء بسواء، وصورتها أن لا يكون في المسألة نصٌ يخالفه، ويقول في الآية قولاً لا يخالفه فيه أحد من الصحابة، سواء عُلِم لاشتهاره أولم يعلم، وما ذُكِرَ من هذه الامثلة فُقِدَ فيه الأمران، وهو نظير ما رُوي عن بعضهم من الفتاوي التي تخالف النص، وهم مختلفون فيها سواء.)) أهـ
* * *
و في فتوى الصحابي - و قد تقدم آنفا أن الكلام في تفسيره كالكلام في فتواه - قال ابن القيم:
((فتلك الفتوى التي يفتى بها أحدهم لا تخرج عن ستة أوجه: أحدها: أن يكون سمعها من النبي ص - الثاني: أن يكون سمعها ممن سمعها منه، الثالث: أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهماً خفى علينا، الرابع: أن يكون قد اتفق عليها ملؤهم ولم ينقل إلينا إلا قول المفتى بها وحده، الخامس: أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنا أولقرائن عالية اقترنت بالخطاب أولمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي ص - ومشاهدة أفعاله وأحواله وسيرته وسماع كلامه والعلم بمقاصده وشهود تنزيل الوحي ومشاهدة تأويله الفعل؛ فيكون فهم مالا نفهمه نحن، وعلى هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة بجب أتباعها، السادس: أن يكون فهم ما لم يرده الرسول صلى الله عليه و سلم - وأخطأ في فهمه والمراد غير ما فهمه، وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجة، ومعلوم قطعا أن وقوع احتمال من خمسة أغلب على الظن من وقوع احتمال واحد معين، هذا مالا يشك فيه عاقل، وذلك يفيد ظنا غالبا قويا على أن الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال مَن بعده، وليس المطلوب إلا الظن الغالب، والعمل به متعين، ويكفى العارف هذا الوجه)). انتهى، من كلام ابن القيم
* فتلك الأمثلة المحكيّة في أخطاء الصحابة في التفسير، إنما حكاها ابن القيم على أنها من شُبَه نُفاة وجوب اتباع الصحابة، و رَدّ هو عليها؛ فلا يُستدلّ بالشبهات المردودة المدفوعة.
* * *
- و سأتناول أولها هنا بالتفنيد، و هي ما استشهد به كاتب المشاركة (أبو حسان)؛ قالوا: (فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح، وهذا كثير؛ كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط، وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها). أهـ
- فتفسير الصحابي عبد الله بن مسعود للدخان - الوارد في قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. [الدخان: 10]- بأنه من أثر الجهد و الجوع الذي أصاب مشركي قريش، بعد أن دعا عليه النبي صلى الله عليه و سلم بسِني كسِني يوسف؛ هو موافقٌ للحديث الصحيح، المتفق عليه
أخرج الإمام البخاري في " صحيحه ":
(حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبى - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بسنين كسنى يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم) قال فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت. قال «لمضر إنك لجرىء». فاستسقى فسقوا. فنزلت (إنكم عائدون) فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية. فأنزل الله عز وجل (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) قال يعنى يوم بدر). أهـ
و كذا أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه "، في (باب الدخان)؛ قال:
(حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنى أبو سعيد الأشج أخبرنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير كلهم عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب - واللفظ ليحيى - قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت فى المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية (يوم تأتى السماء بدخان مبين) قال يأتى الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام. فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم. إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا عليهم بسنين كسنى يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد وحتى أكلوا العظام فأتى النبى -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال «لمضر إنك لجرىء». قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل (إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون) قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية - قال - عادوا إلى ما كانوا عليه - قال - فأنزل الله عز وجل (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم) (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) قال يعنى يوم بدر). أهـ
- و أما الجمع بين هذا الحديث و حديث آيات الساعة، و منها الدجال و الدخان؛ فلا تعارض بينهما، و يُرجع في بيانه إلى ما ذكره الطبري في تفسيره، و الطحاوي في " بيان مشكل الآثار "
* و عليه، بطلَ الزعم بخطأ ابن مسعود رضي الله عنه في تفسيره لآي القرآن، و بطل الزعم بمخالفته الحديثَ الصحيح في تفسيره
و الله وليّ التوفيق
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:07 ص]ـ
لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم
صحيحٌُ أن لفظ (الخيبة) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه، و على خيبة الرجاء،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم؛ تأدباً؛ فلا يجوز مثل قولك: (بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا). بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم
قال الله عزّ و جَلّ: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}. [النور: 63]
جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل فهذا التعبير لا ينبغي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وجزاكم الله خيرا عما وضحتموه من كلام ابن القيم الذي بتره أبو حسان وكذلك على ردكم القيم في بيان موافقة ابن مسعود رضي الله عنه للصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الدخان , وبانتظار ردودكم القيمة على بقية ما ذكر من شبهات وكما قال أستاذنا الكريم أبو سعد الغامدي حفظه الله: هناك فرق بين القول إن الصحابة معصومون من الخطأ وبين قول إن الحق لا يخرج عنهم.
وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 11:02 ص]ـ
الأخويْن الكريميْن (أبي سعد الغامدي)، و (محمد الشعباني):
شكر الله لكما ردّيكما، و استنكاركما الإساءة الشنيعة بعدم الأدب مع رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
نسأل الله العظيم أن يجمعنا و أهلنا برسوله الكريم صلى الله عليه و سلم في جنات النعيم
اللهم آمين
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:24 م]ـ
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من هذه الكلمة التي صدرت مني دون قصد ولا أود أن أكررها، بل كل قصدي أنه لم ينل منه ما كان يرجوه، والحمد لله أنها زلة قلم وليست زلة قدم، إذ كيف أسيء الأدب مع حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وطوبى لكل الإخوة الذين أهدوا إلي عيوبي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:26 م]ـ
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من هذه الكلمة التي صدرت مني دون قصد ولا أود أن أكررها، بل كل قصدي أنه لم ينل منه ما كان يرجوه، والحمد لله أنها زلة قلم وليست زلة قدم، إذ كيف أسيء الأدب مع حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وطوبى لكل الإخوة الذين أهدوا إلي عيوبي.
وفقك الله يا دكتور محمد وجزاك خيراً على قبولك للتنبيه، وأسأل الله أن يغفر لنا جميعاً الزلل والخطأ وأن يقينا شرور أنفسنا.
وأشكر الإخوة الذين نبهوا، وليتهم مستقبلاً ينبهوننا بعبارة أكثر لطفاً وهدوءاً.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:43 م]ـ
غفر الله لنا جميعا، و مَن يمكنه الهدوء في حالٍ كهذا؟!
و أحسب أن الأفضل حذف تلك العبارة من المشاركة رقم (1)
و كذا حذف تعليقي عليها (المشاركة رقم (7))
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:38 م]ـ
غفر الله لنا جميعا، و مَن يمكنه الهدوء في حالٍ كهذا؟!
و أحسب أن الأفضل حذف تلك العبارة من المشاركة رقم (1)
معذرةً
الحذف لتلك العبارة من المشاركة رقم (5)
- و قد شغلنا هذا الموضوع - و هو مُهِمّ قطعاً - عن الموضوع الأصل، و هو استشهاد مُدّعي أخطاء الصحابة في التفاسير، بشبهات مردودة، و إغفاله ما ذثكِر من الوجوه الكثيرة في اتباع الصحابة، المذكورة في المرجع الذي نقل منه، و هو " إعلام الموقعين " لابن القيم
- و تلك الشبهات الواهيات هي ما بنى عليها ذلك المدعي موضوع مشاركته
ـ[أبو حسان]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:08 م]ـ
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال: «لما أنزلت هذه الآية {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالذي صنعت فقال: إن وسادك إذا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل».
ما توجيهك له؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:32 م]ـ
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال: «لما أنزلت هذه الآية {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالذي صنعت فقال: إن وسادك إذا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل».
ما توجيهك له؟
وهل فهم بقية الصحابة كفهم عدي رضي الله عن الجميع؟
الصحابة أخي الكريم غير معصومين من الخطأ كأفراد لكن النقاش هل يجمعون على الخطأ؟
هل يفوت عليهم شيء من الحق في معنى من معاني كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هنا مجال البحث والنقاش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:32 ص]ـ
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال: «لما أنزلت هذه الآية {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالذي صنعت فقال: إن وسادك إذا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل».
ما توجيهك له؟
أسألك أولاً: أتراه صحيحاً؟
و أين هو؟
- (لتذكر لنا مصدراً أو مرجعاً واحداً فقط من كتب الحديث)
أريد الجواب مِنك أنت - أخي الفاضل -.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:43 م]ـ
أخانا د. أبو بكر: أخرجه البخاري بهذا اللفظ:
(أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود، حتى كان بعض الليل نظر، فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله، جعلت تحت وسادي، قال: (إن وسادك إذا لعريض: أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك).
ـ[أبو حسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 04:35 م]ـ
أسألك أولاً: أتراه صحيحاً؟
و أين هو؟
- (لتذكر لنا مصدراً أو مرجعاً واحداً فقط من كتب الحديث)
أريد الجواب مِنك أنت - أخي الفاضل -.
الحديث أصله في البخاري، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:22 م]ـ
الحديث أصله في البخاري، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!
وهذا لفظ البخاري:
باب قوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد إلى قوله يتقون العاكف المقيم
[ص: 1640] 4239 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن الشعبي عن عدي قال أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت وسادي عقالين قال إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:26 م]ـ
وهذا لفظ آخر:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:29 م]ـ
وهذه رواية أخرى:
4241 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ وَأُنْزِلَتْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ وَلَمْ يُنْزَلْ مِنْ الْفَجْرِ وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ وَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ مِنْ الْفَجْرِ فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنْ النَّهَارِ
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:45 م]ـ
الإخوة الكرام
جزاكم الله خيرا
لم يكن ما تفضلتم بذكره خافياً عليّ، و لكني أردتُ سماع الجواب من الأخ (أبي حسان) - لغرضٍ أريده - و هو قد فعَل
ـ[أبو حسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 10:01 م]ـ
الإخوة الكرام
جزاكم الله خيرا
لم يكن ما تفضلتم بذكره خافياً عليّ، و لكني أردتُ سماع الجواب من الأخ (أبي حسان) - لغرضٍ أريده - و هو قد فعَل
ما الغرض الذي تريده؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Feb 2010, 12:34 ص]ـ
الأخ (أبي حسان)
بعدَ أن بيّنتُ لك حقيقة ما ادعيته - أنت - أخطاءً للصحابة في تفسير آيات القرآن، و أنها مِن شُبَه نُفاة اِتِباع أقوال الصحابة؛ كما حكاه ابن القيم في " إعلام الموقعين "، و كما أقمتُ الدليل على موافقة مثالٍ منها للحديث الصحيح المتفق عليه، و أنك تلتقط الكلام بغير تبَصّرٍ بموضعه - عُدْتَ تسأل، و تقول:
(حسنا يا دكتور أبا بكر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال: «لما أنزلت هذه الآية {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالذي صنعت فقال: إن وسادك إذا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل».
ما توجيهك له؟). أهـ[المشاركة رقم 18]
و سألتك عنه؛ فقلتْ:
الحديث أصله في البخاري، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!
و هو كذلك - أخي - و لم يكن خافياً عليّ، و لكني أردتُ سماع جوابه منك؛ لإقامة الحجّة عليك في تتبعك للمشتبهات هاهنا، و للشبهات هناك، و البحث في الأقوال والأدلة بغرض الاستظهار لقولٍ قِيل، لا بغرض الاستبصار بالدليل!
-------------------
- و بيان ذلك:
قولك إن ذلك الحديث أصله في البخاري: لا خلاف فيه
و قد استشهدتَ أنت به في التدليل على أخطاء الصحابة رضوان الله عليه في التفسير، و سألتني عن رأيي بذلك الذي فهمه الصحابي عدي بن حاتم من الحديث؟
- و أقول: و مَن أكون حتي يكون لي حكمٌ في تفاسير الصحابة للقرآن الكريم؟!
، و هم الذين عايشوا و صاحبوا النبي صلى الله عليه و سلم، و شهدوا و عاصروا التنزيل، فضلاً عما تميّزوا به عنا بأشياء كثيرة، ذكرها ابن القيم في " إعلام الموقعين "
و تسأل عن توجيه ما فهمه عديّ رضي الله عنه؟
، و الجواب موجودٌ في " صحيح البخاري "، الذي ذكرتً أنت أن لذلك الحديث أصلاً فيه، و هذا صحيحٌ لا نزاع فيه.
و العجب منك أن توجيهه موجودٌ في نفس الباب الذي فيه ذلك الحديث الأصل، بَعْدَه مباشرة، في (كتاب الصوم)
و كذا بعده بحديث، في (كتاب التفسير)؛ كلاهما: (باب قول الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187])
- و توجيهه فيه: أن الصحابي عديّ بن حاتم فهمَ أن المراد بـ {الخيط الأبيض}، و {الخيط الأسود}: حقيقته و ظاهره؛ إذ لم يكن قد نزل قوله تعالى: {من الفجر} بعْدْ
أخرج الإمام البخاري في " صحيحه "، في كتاب الصوم:
1917 - (حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا ابن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد ح. حدثنى سعيد بن أبى مريم، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال: حدثنى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: أُنزِلتْ: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}، ولم ينزل: {من الفجر}، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {من الفجر}. فعلموا أنه إنما يعنى الليل والنهار). أهـ
و أخرجه في كتاب التفسير من " صحيحه "؛ قال:
4511 - (حدثنا ابن أبى مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثنى أبو حازم عن سهل بن سعد قال: وأُنزِلتْ: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)، ولم ينزل: (من الفجر)، وكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده (من الفجر) فعلموا أنما يعنى الليل من النهار). أهـ
- و الحديث أخرجه مسلم في " صحيحه " أيضا؛ فهو حديث صحيحٌ أخرجه الشيخان، و تلقّته الأُمة بالقبول.
* * *
- و في تفصيل ذلك؛ قال الإمام أبو بكر الجصاص (370 هـ) - في " أحكام القرآن " -:
((وأما قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}: قال أبو بكر [الجصاص]: قد اقتضت الآية إباحة الأكل والشرب والجماع إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، روي أن رجالا منهم حملوا ذلك على حقيقة الخيط الأبيض والأسود وتبين أحدهما من الآخر، منهم عدي بن حاتم؛ حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا حصين بن نمير قال وحدثنا أبو داود قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن إدريس المعني عن حصين عن الشعبي عن {عدي بن حاتم قال: لما نزلت هذه الآية: {حتى يتبين لكم الخيط
(يُتْبَعُ)
(/)
الأبيض من الخيط الأسود} قال: أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي، فنظرت فلم أتبين، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار}. قال عثمان: إنما هو سواد الليل وبياض النهار ".
قال: وحدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الواسطي قال: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد اليماني قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي مريم عن أبي غسان محمد بن مطرف قال: أخبرنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال: لما نزل قوله: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} قال: فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له، فأنزل الله بعد ذلك: {من الفجر
} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار.
قال أبو بكر [الجصاص]: إذا كان قوله {من الفجر} مبينا فيه فلا إلباس على أحد في أنه لم يرد به حقيقة الخيط، لقوله: {من الفجر}، ويشبه أن يكون إنما اشتبه على عدي وغيره ممن حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله {من الفجر}، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار، وجائز أن يكون ذلك قد كان شائعا في لغة قريش ومن خوطبوا به ممن كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية، وأن عدي بن حاتم ومن أشكل عليه ذلك لم يكونوا عرفوا هذه اللغة؛ لأنه ليس كل العرب تعرف سائر لغاتها.
وجائز مع ذلك أن يكونوا عرفوا ذلك اسما للخيط حقيقة ولبياض النهار وسواد الليل مجازا، ولكنهم حملوا اللفظ على الحقيقة، فلما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمراد الله تعالى منه، وأنزل الله تعالى بعد ذلك: {من الفجر} فزال الاحتمال وصار المفهوم من اللفظ سواد الليل وبياض النهار، وقد كان ذلك اسما لسواد الليل وبياض النهار في الجاهلية، قبل الإسلام مشهورا ذلك عندهم؛ قال أبو داود الإيادي: ولما أضاءت لنا ظلمة ولاح من الصبح خيط أنارا، وقال آخر في الخيط الأسود: قد كاد يبدو أو بدت تباشره وسدف الخيط البهيم ساتره؛ فقد كان ذلك مشهورا في اللسان قبل نزول القرآن به، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الخيط الأبيض هو الصبح والخيط الأسود الليل؛ قال: والخيط هو اللون)). انتهى، من كلام الجصاص
* * *
و عليه، فالثابت بالحديث الصحيح المتفق عليه أن الصحابي عدي بن حاتم إنما حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله قوله تعالى: {من الفجر}، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار
و أنهم سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن المراد بقوله تعالى هذا؛ فأخبرهم به؛ أخرج البخاري:
4510 - (حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبى عن عدى بن حاتم - رضى الله عنه - قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال «إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين». ثم قال «لا بل هو سواد الليل وبياض النهار»). أهـ
* * *
و الغرض: أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن، قبل نزول بيانها
و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته.
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "
و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين
و كتبه
د. أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين
ـ[أبو حسان]ــــــــ[14 Feb 2010, 02:05 ص]ـ
الأخ (أبي حسان)
(يُتْبَعُ)
(/)
بعدَ أن بيّنتُ لك حقيقة ما ادعيته - أنت - أخطاءً للصحابة في تفسير آيات القرآن، و أنها مِن شُبَه نُفاة اِتِباع أقوال الصحابة؛ كما حكاه ابن القيم في " إعلام الموقعين "، و كما أقمتُ الدليل على موافقة مثالٍ منها للحديث الصحيح المتفق عليه، و أنك تلتقط الكلام بغير تبَصّرٍ بموضعه - عُدْتَ تسأل، و تقول:
(حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال: «لما أنزلت هذه الآية {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بالذي صنعت فقال: إن وسادك إذا لعريض، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل».
ما توجيهك له؟). أهـ[المشاركة رقم 18]
و سألتك عنه؛ فقلتْ:
و هو كذلك - أخي - و لم يكن خافياً عليّ، و لكني أردتُ سماع جوابه منك؛ لإقامة الحجّة عليك في تتبعك للمشتبهات هاهنا، و للشبهات هناك، و البحث في الأقوال والأدلة بغرض الاستظهار لقولٍ قِيل، لا بغرض الاستبصار بالدليل!
-------------------
- و بيان ذلك:
قولك إن ذلك الحديث أصله في البخاري: لا خلاف فيه
و قد استشهدتَ أنت به في التدليل على أخطاء الصحابة رضوان الله عليه في التفسير، و سألتني عن رأيي بذلك الذي فهمه الصحابي عدي بن حاتم من الحديث؟
- و أقول: و مَن أكون حتي يكون لي حكمٌ في تفاسير الصحابة للقرآن الكريم؟!
، و هم الذين عايشوا و صاحبوا النبي صلى الله عليه و سلم، و شهدوا و عاصروا التنزيل، فضلاً عما تميّزوا به عنا بأشياء كثيرة، ذكرها ابن القيم في " إعلام الموقعين "
و تسأل عن توجيه ما فهمه عديّ رضي الله عنه؟
، و الجواب موجودٌ في " صحيح البخاري "، الذي ذكرتً أنت أن لذلك الحديث أصلاً فيه، و هذا صحيحٌ لا نزاع فيه.
و العجب منك أن توجيهه موجودٌ في نفس الباب الذي فيه ذلك الحديث الأصل، بَعْدَه مباشرة، في (كتاب الصوم)
و كذا بعده بحديث، في (كتاب التفسير)؛ كلاهما: (باب قول الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187])
- و توجيهه فيه: أن الصحابي عديّ بن حاتم فهمَ أن المراد بـ {الخيط الأبيض}، و {الخيط الأسود}: حقيقته و ظاهره؛ إذ لم يكن قد نزل قوله تعالى: {من الفجر} بعْدْ
أخرج الإمام البخاري في " صحيحه "، في كتاب الصوم:
1917 - (حدثنا سعيد بن أبى مريم، حدثنا ابن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد ح. حدثنى سعيد بن أبى مريم، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال: حدثنى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: أُنزِلتْ: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}، ولم ينزل: {من الفجر}، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {من الفجر}. فعلموا أنه إنما يعنى الليل والنهار). أهـ
و أخرجه في كتاب التفسير من " صحيحه "؛ قال:
4511 - (حدثنا ابن أبى مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثنى أبو حازم عن سهل بن سعد قال: وأُنزِلتْ: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)، ولم ينزل: (من الفجر)، وكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعده (من الفجر) فعلموا أنما يعنى الليل من النهار). أهـ
- و الحديث أخرجه مسلم في " صحيحه " أيضا؛ فهو حديث صحيحٌ أخرجه الشيخان، و تلقّته الأُمة بالقبول.
* * *
- و في تفصيل ذلك؛ قال الإمام أبو بكر الجصاص (370 هـ) - في " أحكام القرآن " -:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وأما قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}: قال أبو بكر [الجصاص]: قد اقتضت الآية إباحة الأكل والشرب والجماع إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، روي أن رجالا منهم حملوا ذلك على حقيقة الخيط الأبيض والأسود وتبين أحدهما من الآخر، منهم عدي بن حاتم؛ حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا حصين بن نمير قال وحدثنا أبو داود قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن إدريس المعني عن حصين عن الشعبي عن {عدي بن حاتم قال: لما نزلت هذه الآية: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} قال: أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي، فنظرت فلم أتبين، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار}. قال عثمان: إنما هو سواد الليل وبياض النهار ".
قال: وحدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الواسطي قال: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد اليماني قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي مريم عن أبي غسان محمد بن مطرف قال: أخبرنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال: لما نزل قوله: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} قال: فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له، فأنزل الله بعد ذلك: {من الفجر
} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار.
قال أبو بكر [الجصاص]: إذا كان قوله {من الفجر} مبينا فيه فلا إلباس على أحد في أنه لم يرد به حقيقة الخيط، لقوله: {من الفجر}، ويشبه أن يكون إنما اشتبه على عدي وغيره ممن حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله {من الفجر}، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار، وجائز أن يكون ذلك قد كان شائعا في لغة قريش ومن خوطبوا به ممن كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية، وأن عدي بن حاتم ومن أشكل عليه ذلك لم يكونوا عرفوا هذه اللغة؛ لأنه ليس كل العرب تعرف سائر لغاتها.
وجائز مع ذلك أن يكونوا عرفوا ذلك اسما للخيط حقيقة ولبياض النهار وسواد الليل مجازا، ولكنهم حملوا اللفظ على الحقيقة، فلما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمراد الله تعالى منه، وأنزل الله تعالى بعد ذلك: {من الفجر} فزال الاحتمال وصار المفهوم من اللفظ سواد الليل وبياض النهار، وقد كان ذلك اسما لسواد الليل وبياض النهار في الجاهلية، قبل الإسلام مشهورا ذلك عندهم؛ قال أبو داود الإيادي: ولما أضاءت لنا ظلمة ولاح من الصبح خيط أنارا، وقال آخر في الخيط الأسود: قد كاد يبدو أو بدت تباشره وسدف الخيط البهيم ساتره؛ فقد كان ذلك مشهورا في اللسان قبل نزول القرآن به، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: الخيط الأبيض هو الصبح والخيط الأسود الليل؛ قال: والخيط هو اللون)). انتهى، من كلام الجصاص
* * *
و عليه، فالثابت بالحديث الصحيح المتفق عليه أن الصحابي عدي بن حاتم إنما حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله قوله تعالى: {من الفجر}، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار
و أنهم سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن المراد بقوله تعالى هذا؛ فأخبرهم به؛ أخرج البخاري:
4510 - (حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبى عن عدى بن حاتم - رضى الله عنه - قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال «إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين». ثم قال «لا بل هو سواد الليل وبياض النهار»). أهـ
* * *
و الغرض: أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن، قبل نزول بيانها
و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته.
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "
(يُتْبَعُ)
(/)
و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين
و كتبه
د. أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين
حسنا وما توجيهك لتعقيب النبي صلى الله عليه وسلم على فهمه؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Feb 2010, 04:55 ص]ـ
إن تصوير مسألة خطأ بعض الصحابة في التفسير إلى حدِّ مخالفة الحديث النبوي فيها أمر مشكل يحتاج إلى نظر وتأنٍ.
وسأذكر لهذا المثالَ الذي ذكره الشيخ الفاضل أبو حسان بقوله:
(فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها).
والأثر الوارد عن ابن مسعود رواه البخاري من طرق، ومنها قوله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ عَنْ أَبِى الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِى كِنْدَةَ فَقَالَ يَجِىءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ. فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَالَ مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ. فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ لاَ أَعْلَمُ. فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الإِسْلاَمِ فَدَعَا عَلَيْهِمِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ»، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ، فَقَرَأَ (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) إِلَى قَوْلِهِ (عَائِدُونَ) أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى) يَوْمَ بَدْرٍ وَلِزَامًا يَوْمَ بَدْرٍ (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ) إِلَى (سَيَغْلِبُونَ) وَالرُّومُ قَدْ مَضَى).
ويمكن تصوير المسألة كالآتي:
الأول: أن يكون ابن مسعود يعلم أن (الدخان) من أشراط الساعة الكبرى، لكنه لا يرى أنه هو المقصود في هذه الآية.
وهذا قد يقع في عدد من الآيات، فيقع الخلاف بين المفسرين في لفظة ما هل هي المقصودة بما ورد في الحديث أو إنها غيره، وفي مثل هذا لايقال: إن هذا مخالفة للحديث؛ لأن هذه الصورة يدخلها الاجتهاد؛ كاختلافهم في تفسير الجسد في قوله تعالى (وألقينا على كرسيه جسدًا) (الأنبياء:34).
الثاني: أن لا يكون ابن مسعود عارفًا بأن الدخان من أشراط الساعة الكبرى، وهذا ما يوحي به الأثر الوارد عنه، وهذا يقع على آحاد الصحابة ـ كما هو معلوم ـ إذ قد يخفى على بعضهم ما يعلمه غيرهم من سنة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
وأيًّا ما كان من هذين الاحتمالين، فإن ابن مسعود لا يكون مخالفًا للحديث النبوي؛ لأنه لم يرد من سيدنا صلى الله عليه وسلم تفسير صريح للفظ (الدخان) في هذه الآية بأنه ما سيكون في آخر الزمان، ولما لم يرد عنه هذا صراحة، فإن ما وقع من اجتهاد ابن مسعود لا مشكلة فيه، ولا يقال فيه: إنه خالف الحديث النبوي؛ لأن لفظة الدخان تحتمل ما ذكره ابن مسعود وتحتمل أن يكون الدخان الذي هو من أشراط الساعة.
وما ذهب إليه ابن مسعود ذكره الطحاوي في مشكل الآثار، فقد ذكر أثر ابن مسعود، ثم ذكر حديث (بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو القيامة)، ثم قال ـ معقبًا ـ: ( ... فكان جوابنا له بتوفيق الله عز وجل وعونه أن الدخان المذكور في حديث ابن مسعود غير الدخان المذكور في حديثي حذيفة، وأبي هريرة وذلك أن الله تعالى قال في كتابه في سورة الدخان: (بل هم في شك يلعبون) (الدخان: 9)، ثم أتبع ذلك قوله تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) (الدخان:10) أي عقوبة لهم لما هم عليه من الشك واللعب، ومحال أن تكون هاتان العقوبتان لغيرهم، أو يؤتى بهما بعد خروجهم من الدنيا وسلامتهم من ذلك الدخان. فقال هذا القائل: قد قال الله عز وجل في هذه السورة: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين والذي ذكره ابن مسعود في حديثه ليس هو دخانا حقيقيا، وإنما هو شيء كانت قريش تتوهمه أنه دخان وليس بدخان، وفيها أن إتيانه يكون من السماء، وليس في حديث ابن مسعود ذلك، وإنما الذي فيه أنهم كانوا يرون من الجوع الذي حل بهم وأصابهم في الأرض أن بينهم وبين السماء دخانا فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن المذكور في حديث ابن مسعود سمي دخانا على المجاز؛ لتوهم قريش أنه دخان في الحقيقة من الجهد الذي بها، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك).
وعلى قول ابن مسعود يكون لفظ (الناس) في قوله تعالى: (يغشى الناس) (الدخان: 11) من العام الذي أريد به الخصوص، فالمراد به أهل مكة فقط، وليس كل الناس الذين كانوا في عصرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[14 Feb 2010, 07:50 ص]ـ
و الغرض: أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن، قبل نزول بيانها
و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته.
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "
و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين
و كتبه
د. أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين
جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل على هذا البيان الشافي ونفع الله به من قرأه وهدانا جميعا للحق الذي يرضيه.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[14 Feb 2010, 03:28 م]ـ
عزيزنا د. أبو خليل ...
إذن عدي لا يخطئ في الاجتهاد وفق التخريج الذي جئت به. أما إذا قصدت الإخبار بما هو واقع فذاك. والذي أخشاه أن يظهر علم كعلم مختلف الحديث وعلم متشابه القرآن. ولا يبعد أن نجد غدا من يؤلف كتاباً بعنوان (درء تعارض أقوال الصحابة والتابعين).
إذا أمكن أن نجد تخريجاً لبعض الأخطاء في الاجتهاد فماذا سنفعل في استدراكات عائشة على اجتهادات الصحابة والتي بلغت في حجمها كتاباً. وماذا سنقول في فهم عمرو بن العاص للتيمم، وفهم الصحابة لآية "ولا تلقوا بأيديكم .. " حيث صوب فهمهم أبو أيوب الأنصاري، والأمثلة كثيرة كثيرة تعز على التخريج.
وطالما أنه لم يبلغنا عن الصحابة إلا أقل القليل في التفسير (على خلاف الأحكام الشرعية) فلماذا يزعم البعض أنهم فهموا كل آية.
قوله تعالى عن الظل:" ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً": كل كلمة في هذا النص الكريم مفهومة ولكن هل فهم المسلمون حتى اليوم حقيقة قبض الظل. ولماذا قال سبحانه (إلينا). ماذا يضر الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا هذا أن يجهل المعنى الحقيقي. وما الذي يمنع أي يفاجئنا بعض الدارسين بفهم أقرب إلى النص من فهم كل المسلمين عبر العصور؟.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[14 Feb 2010, 06:06 م]ـ
دكتورنا الفاضل
أبو بكر خليل
سجلني في قائمة المحبين لك في الله
المعجبين بسمو تفكيرك وحسن أدبك وتواضعك وسمتك ...
ثم لدي ملاحظة للأخ الكريم أبو حسان ...
قال: الرسول ص (صلى الله عليه وسلم)
وقال: علي كرم الله وجهه!!
ويقول الله عزوجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
فحبذا لو حرصنا على كتابة الصلاة عليه, واحتسبنا الأجر, فالأيدي تفنى بفناء أصحابها, ويبقى المكتوب شاهداً عليها.
أما عن قوله: كرم الله وجهه وتخصيص أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بهذه الجملة فلا يخفى كراهتها عند كثير من أهل العلم بل قال بعضهم ببدعيتها.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Feb 2010, 07:07 م]ـ
عزيزنا د. أبو خليل ...
...
إذا أمكن أن نجد تخريجاً لبعض الأخطاء في الاجتهاد فماذا سنفعل في استدراكات عائشة على اجتهادات الصحابة والتي بلغت في حجمها كتاباً. وماذا سنقول في فهم عمرو بن العاص للتيمم، وفهم الصحابة لآية "ولا تلقوا بأيديكم .. " حيث صوب فهمهم أبو أيوب الأنصاري، والأمثلة كثيرة كثيرة تعز على التخريج.
وطالما أنه لم يبلغنا عن الصحابة إلا أقل القليل في التفسير (على خلاف الأحكام الشرعية) فلماذا يزعم البعض أنهم فهموا كل آية.
قوله تعالى عن الظل:" ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً": كل كلمة في هذا النص الكريم مفهومة ولكن هل فهم المسلمون حتى اليوم حقيقة قبض الظل. ولماذا قال سبحانه (إلينا). ماذا يضر الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا هذا أن يجهل المعنى الحقيقي.
وما الذي يمنع أي يفاجئنا بعض الدارسين بفهم أقرب إلى النص من فهم كل المسلمين عبر العصور؟.
بخصوص السؤال المذكور في أول الاقتباس هنا: فقد كفيتنا أنت الجواب عنه؛ بما ذكرته من تصويب بعض الصحابة لِما هو غير مُرادٍ ببعض الآيات، مما فهمه بعضهم منها، مما هو محلّ اجتهاد
و هو يؤيد ما قاله ابن القيم و غيره من عدم خلوّ عصرهم من ناطقٍ بالصواب في الأحكام و في التفسير - و قد تقدم بيانه - فلا جديد في الاستدراك و التعقّب
- و بخصوص ما حكيته من (زعمٍ)؛ فخارجٌ عن المسألة، و لم أََحْكِه
- و دعوى جهل الجميع بالمعنى الحقيقي إلى يومنا هذا، جهالةٌ بالغرض من الرسالة
- و احتمال طروء فهمٍٍ جديد للنصوص: فدعنا حتى يأتي، ثم لينظر فيه أهلُ الذِكر و أولو العلم
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[14 Feb 2010, 08:26 م]ـ
عزيزنا د. أبو بكر ....
لم أفهم قولك حيث قلت: (و دعوى جهل الجميع بالمعنى الحقيقي إلى يومنا هذا، جهالةٌ بالغرض من الرسالة).
وهل لديك تفسير مقنع لقوله تعالى" قبضناه إلينا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:51 ص]ـ
الأخويْن الكريميْن: (محمد الشعباني)، و (أبي عبد الله)
أَحَبَكما اللهُ الذي أحببتاني فيه
و أشكر لكم طيب كلامكم و حسن ظنكم بأخيكم
وفّقنا الله جميعاً للعمل بما يُحِب و يرَضى
* * *
الأخ (سنان)
المعنى: أنه حاشا لله تعالى أن يُنزَل رسالةً إلى خلقه، يجهل جميع المخاطبين بها بعضاً منها؛ فهذا مما يتنافى مع الغرض من الرسالة الإلهية، المبعوثة إلى البشر
- و أما سؤالك عن (التفسير المقنع): فالتفاسير جميعها موجودة على شبكة المعلومات (الإنترنت)
و ما أشكل عليك فيما ذكرتْ، فاطرحه في مشاركة مستقلة؛ لكثرة تفريعاته و ردوده
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:01 م]ـ
عزيزنا د. أبوبكر
طرحت لك مسألة (قبضناه إلينا) لأقول إن هناك نصوصاً غامضة المعنى. وإن كنت تقول إن كل النصوص مفقوهة المعنى ففسر لي هذه الجملة. ويمكنك أن تقول إن معناها أن الله تعالى قبض الظل إليه. وهل نكون عندها قد فقهنا المعنى.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Feb 2010, 12:44 ص]ـ
عزيزنا د. أبوبكر
طرحت لك مسألة (قبضناه إلينا) لأقول إن هناك نصوصاً غامضة المعنى. وإن كنت تقول إن كل النصوص مفقوهة المعنى ففسر لي هذه الجملة. ويمكنك أن تقول إن معناها أن الله تعالى قبض الظل إليه. وهل نكون عندها قد فقهنا المعنى.
معنى الآية و معنى قبض الظل، ذكره المفسرون في تفاسيرهم بكل جلاء، و بهذا تكون الآية مفهومة المعنى
و لا أحسبك تسأل عن هذا؛ فكتب التفسير متاحة على " المواقع على الإنترنت "
و كذا تفصيل مدّ الظل و قبضه في المعارف العلمية الحديثة؛ كما في شرح د. زغلول النجار للآية الكريمة.
- و أما تفسير أو تأويل كلمة {إلينا} - في قوله تعالى: {ثم قبضناه إلينا} -: فلا أعلمه
و لذا أشرتُ عليك بطرحه على الإخوة في مشاركة مستقلة
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:52 م]ـ
رحم اللهُ امرأً عرف قدر نفسه
استهل صاحب المشاركة المعنونة بـ (الإغراق في السلفية، ومحاربة العقل والتجديد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18732) ) كلامه بقوله: (ما أريد أن أقوله: أن السلف [قال بعد ذلك إن مقصوده بالسلف جيل الصحابة و حسْب] بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.
- ومن حقنا أن نفهم نصوص الشريعة بعقولنا كما فهموها هم بعقولهم.
- ومن حقنا أن ننظر للقرآن نظرا مجردا من أي قول كما نظروه هم للوهلة الأولى.
- ومن حقنا أن نفهم النص وننزله على الواقع الذي نعيشه كما فهموه هم ونزلوه على واقعهم، إذ النص إلهي أزلي لم يُنزل ليُقصر في فهم أحكامه وتشريعاته على جيل دون جيل.
- ومن حقنا أن نبحث في مقاصد النص القرآني ونستخرج منه أحكاماً تناسب عصرنا وإن خالفت أحكام من سبقنا، إذ أحكامهم مستنبطة من القرآن وليست وحياً معصوماً، وهي قابلة للخطأ والصواب، ونحن نشاركهم في هذا الشيء.
فكيف يُقال بعد هذا أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم؟). انتهى
__________________
و قد تقدّم هنا بيان خطأ الأمثلة التي استشهد بها على ما ادعاه من أخطاء الصحابة - رضوان الله عليهم - في التفاسير، و أنّ عصرهم لم يَخْل عن ناطقٍ بالصواب، فيما فهمه البعض منهم على غير المراد به.
و بذا بطلت دعوى حاجة المعاصرين إلى مراجعة أقوالهم و تصحيحها!؛ فقد قام بها مَن هُم أهلٌ لذلك، مِن النبي صلى الله عليه و سلم في حياته، أو بعض الصحابة بعد وفاته.
و يُقال في مِثل هذه الدعوى - في حَقّ الصحابة الكرام -: (أَوَّل ما شطَح نطَح)!
فليْته قالها في غير الصحابة - صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم - و هُم مَن هُم فضلاً و علماً
* و أمّا ما ادعاه بعد ذلك مِن قوله: (و مِن حقنا ... ، و من حقنا ... ، و من حقنا ... )؛ فإغراق في الغرور، لا يتناسب مع ما بان منه
، و قد دعوته للإتيان بما عنده مما يصدق به دعواه بحقوقه تلك، فلمْ يفعل
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[17 Feb 2010, 06:55 م]ـ
الأخ د. أبو بكر خليل:
لم أرتح للطريقة التي تتم بها المحاورة العلمية، لذا قمت بكتابة موضوع مختصر أكرره هنا من أجل أن أقول إن هذه مسألة مطروحة من قبل العلماء قديماً وليست بدعة معاصرة حتى نشدد النكير على الأخوة. وإليك المقال المختصر المقتبس من كتاب أصول الفقه للخضري:
((ليس مذهب الصحابي حجة على صحابي مثله بلا نزاع، أما بالنسبة لغيره فقال الجمهور: ليس بحجة مطلقاً، وقيل حجة تقدم على القياس، وقيل حجة إن لم يخالف القياس. مختار الجمهور الأول، لأنه لا دليل على كونه حجة فوجب تركه.
والمختار للحنفية التفصيل: فإن كان مما لا يدرك بالرأي فهو حجة بلا خلاف عندهم، وكذلك إن كان يدرك بالرأي ولكن تلزمه الشهرة لكونه مما تعم به البلوى إذ لم ينقل فيه خلاف، فإنهم جعلوه إجماعاً كالسكوتي ......... والغزالي ممن انتصر لعدم الاحتجاج بقول الصحابي، والذين احتجوا به إنما قوى ذلك عندهم ظهور أن الصحابي لا يفتي إلا برواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يرجعون مذاهبهم إلى السنة.
والحق أن الأدلة التي أقاموها على هذه الحجية لا تفيد غلبة الظن فضلاً عن القطع اللازم في هذه الأصول ... )).
هل كان علماء الأمة يتشنّجون مثلنا ويتهم بعضهم بعضاً!(/)
محل المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فلا شكَّ أنه قد اشترك في العناية بالقرآن جميعُ علماء المسلمين، إذ هو المعين الأول، والنبع الصافي الذي يستقي منه الجميع في سائر العلوم والمعارف، وقد قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) [النحل: 89].
وقد تنوعت أبحاث العلماء المتعلقة بالقرآن، واختلفت باختلاف الفنون والمعارف، ومن تلك العلوم المهمة التي لها صلة بعلوم القرآن؛ علمُ أصول الفقه، الذي به تتكون ملكة الاستنباط والفقه، ولا يستغني عنه طالبُ العلم في غالب التخصصات الشرعية إن لم يكن في جميعها.
والناظر في مسائل أصول الفقه، يجد جزءاً منها خاصاً بالفقه، وكيفية استخراجه من الأدلة، وجزءاً آخر لا يختص بالفقه، بل له علاقة بعدد من الفنون والعلوم.
وأحببت في هذه الورقة المختصرة، أن أبين محلَّ الاشتراك بين علم علوم القرآن، وعلم أصول الفقه، ليسهل على دارس علوم القرآن معرفة المسائل المشتركة، فيسهل عليه مراجعة كلام الأصوليين فيها والاستفادة مما كتبوه.
ولكي يتم التصور لهذه القضية أودُّ أن أذكر تعريفاً مختصراً لعلم أصول الفقه، ومن ثمَّ أذكر محل تلك المسائل المشتركة باختصار.
تعريف أصول الفقه:
عُرِّف أصول الفقه باعتباره عَلَماً ولقباً على الفنِّ المعروف بتعريفات من أحسنها أنه:
(أدلةُ الفقه الإجمالية، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد) (1).
وعليه فإن مباحث علمِ أصول الفقه أربعة ـ ثلاثة منها مذكورة في التعريف ـ وهي:
1.أدلة الفقه الإجمالية:
وهي الأدلة الشرعية المتفق عليها ـ كالكتاب والسنة ـ والمختلف فيها ـ كقول الصحابي والاستحسان ـ.
2.وكيفية الاستفادة منها:
والمقصود طرق الاستنباط ودلالات الألفاظ، كالعام والخاص، والمطلق والمقيد، والأمر والنهي.
وفي هذا المبحث تكون المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه.
3.وحال المستفيد:
أي: المجتهد، ويدخل في حال المستفيد: مباحث التعارض والترجيح والفتوى، لأنها من خصائص المجتهد، ثم تدخل مباحث التقليد؛ لكون المقلد تابعاً للمجتهد.
وهذه المباحث الثلاثة هي التي اقتصر عليها التعريف، وبقي مبحث رابع وهو:
4.مبحث الأحكام:
وهذا المبحث لا يدخل في التعريف باعتبار أنَّ موضوع أصول الفقه هو الأدلة، فتكون الأحكام بهذا الاعتبار مقدمة من مقدمات علم أصول الفقه غير داخلةٍ في موضوعه (2).
وبهذا يتبين أن محل غالب المسائل المشتركة بين علوم القرآن وعلم أصول الفقه هي في مبحث كيفية الاستفادة من الأدلة.
وهذه الأنواع المشتركة والمدروسة في كلٍّ من عِلْمَي: أصولِ الفقه وعلومِ القرآن، أصيلةٌ في كلِّ علمٍ، فهي تشغل في علمِ أصول الفقه حيزاً كبيراً من المبحث المتعلق بكيفية المستفيد، وهو ربع مباحث علم أصول الفقه، وهي مؤثرة في استخراج الأحكام الذي من أجله وضع علم أصول الفقه.
كما أنها مؤثرة جداً في تفسير كتاب الله تعالى ـ من حيث الجملة ـ ولا يستغني عنها المفسِّرُ على وجه الخصوص، فدراستها في علوم القرآن أصيلةٌ أيضاً؛ لأن مقصود مباحث هذا العِلْمَ هو إعانة المفسر، كما قال الزركشي (ت: 794 هـ) في هدف تأليفه لكتابه: "ليكون مفتاحاً لأبوابه، وعنواناً على كتابه، معيناً للمفسِّر على حقائقه، ومطلعاً على بعض أسراره ودقائقه" (3)، وقال البلقيني (ت: 824 هـ) في بداية كتابه: "وأجعل ذلك مقدمة للتفسير" (4)، وقال السيوطي (ت: 911هـ) في بداية الإتقان: "وجعلته مقدمةً للتفسير الكبير" (5).
والله تعالى أعلم
24/ 2/1431هـ
ـــــــ
(1) انظر: شرح الكوكب المنير: (1/ 44).
(2) انظر: معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة: (21).
(3) البرهان: (1/ 9).
(4) مواقع العلوم: (147).
(5) الإتقان: (1/ 15).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2010, 07:07 ص]ـ
أحسنت وفقك الله ورعاك.
هذه فوائد مهمة جداً، والتنبيه عليها في غاية النفع.
ليتك في حلقات هذا الموضوع تشير على القراء بأفضل كتب أصول الفقه التي تناولت هذه المباحث المشتركة، وحررت مسائلها.
وبهذه المناسبة فإنني أنصح القراء الفضلاء والمتخصصين في الدراسات القرآنية بقراءة كتاب (أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله) للأستاذ الدكتور الأصولي عياض بن نامي السلمي، وهو في مجلد واحد محرر، قرأته عدة مرات وانتفعت به كثيراً في مراجعة مسائل أصول الفقه، ومؤلفه متخصص متقن لأصول الفقه، وهو يُدرِّسه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهو لمن لا يجد وقتاً للاطلاع على مطولات الأصول مُهمٌ وكافٍ في مراجعة أصول الفقه إن شاء الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:50 م]ـ
أحسنت وفقك الله ورعاك.
هذه فوائد مهمة جداً، والتنبيه عليها في غاية النفع.
ليتك في حلقات هذا الموضوع تشير على القراء بأفضل كتب أصول الفقه التي تناولت هذه المباحث المشتركة، وحررت مسائلها.
من الكتب المتميزة التي تناولت جزءاً مهماً من هذا الموضوع كتاب: (تفسير النصوص) للدكتور محمد أديب الصالح.
ولفضيلته كتاب مشابه له اسمه: (مصادر التشريع الإسلامي وأدلته).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:33 م]ـ
بارك الله لك هذا الطرح ..
لعل من تلك الكتب المفيدةِ في ذا الباب "أمالي الدلالات" لابن بيه ..
وكذا"الموافقات" للشاطبي فقد أشارالشيخ مساعد الطيار إلى مايحويه من عدة مباحث تتصل بعلوم القرآن (1) ..
----------------
(1) نسيت الموضع الذي أشار فيه الشيخ إلى ذلك
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Feb 2010, 03:34 م]ـ
بارك الله لك هذا الطرح ..
لعل من تلك الكتب المفيدةِ في ذا الباب "أمالي الدلالات" لابن بيه ..
وكذا"الموافقات" للشاطبي فقد أشارالشيخ مساعد الطيار إلى مايحويه من عدة مباحث تتصل بعلوم القرآن (1) ..
----------------
(1) نسيت الموضع الذي أشار فيه الشيخ إلى ذلك
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا عبد العزيز الشثري على هذه الإفادة، وللتتميم أنبه إلى أن الشاطبي ـ رحمه الله ـ قد قسَّمَ كتابه الموافقات إلى خمسة أقسام هي:
1 - المقدمات: وذكر فيها 13 مقدمة.
2 - الأحكام: وذكر فيها مسائل الأحكام التكليفية والوضعية.
3 - المقاصد: وذكر فيها مقاصد الشارع ومقاصد المكلف.
4 - الأدلة: وذكر فيها:
= الطرف الأول:
الأدلة على الإجمال: أ ـ النظر الأول: أحكام الأدلة عامة. ب ـ النظر الثاني: عوارض الأدلة.
وذكر في هذا النظر الثاني: الإحكام والتشابه، الإحكام والنسخ، الأوامر والنواهي، العموم والخصوص، البيان والإجمال.
وهذه المسائل المذكورة هنا مشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه إلا مسائل الأوامر والنواهي في الجملة.
= الطرف الثاني:
الأدلة على التفصيل: وتحدث هنا بالتفصيل عن الكتاب والسنة، وذكر مسائل مهمة جداَ في التفسير في مباحث الكتاب، منها:
- معرفة أسباب النزول.
- حكايات القرآن ومتعلقاتها.
- الترغيب والترهيب.
- تعريف القرآن الكريم للأحكام أكثره كلي لا جزئي.
- القرآن الكريم فيه بيان كل شيء.
- أقسام العلوم المضافة إلى القرآن.
- الزعم بأن للقرآن ظاهراً وباطناً.
- شرط الظاهر.
- فهم المعاني الباطنة بالاعتبار القرآني والسنة.
- المدني مبني على المكي.
- تفسير القرآن الكريم ربما أخذ على التوسط والاعتدال.
- رد أول الكلام على آخره وردِّ آخره على أوله.
- ذم القول بالرأي في القرآن الكريم وأن منه جائزاً وممنوعاً.
وهذه المسائل التي ذكرها الشاطبي ـ رحمه الله ـ لا يتحدث عنها غالب الأصوليين، وليست هي مشتركة بين علم أصول الفقه وعلوم القرآن، فلا تذكر في غالب كتب الأصول، وقد ذكرها الشاطبي رحمه الله في الموافقات وحرر فيها تحريراً نفيساً.
5 - الاجتهاد: وتحدث عن مسائل مهمة في الاجتهاد.
وقد ذكر ـ رحمه الله ـ في ثنايا الكتاب في مواضع غير ما ذكر بعض المسائل المهمة في علوم القرآن سواء كانت مشتركة مع أصول الفقه أو لم تكن.
والله أعلم
ـ[العيدان]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:31 م]ـ
وقد سجلت أختنا الباحثة: اسماء بنت حمود الخضيري رسالة الماجستير بعنوان: (المسائل المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن) في قسم أصول الفقه في كلية الشريعة بالرياض، ويشرف عليها شيخنا الأستاذ الدكتور/ أحمد بن عبدالله الضويحي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:52 م]ـ
وقد سجلت أختنا الباحثة: اسماء بنت حمود الخضيري رسالة الماجستير بعنوان: (المسائل المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن) في قسم أصول الفقه في كلية الشريعة بالرياض، ويشرف عليها شيخنا الأستاذ الدكتور/ أحمد بن عبدالله الضويحي
وقد كان هذا الموضوع: (المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه وأثرها في التفسير)، هو عنوان رسالتي للدكتوراه، وقد تم بحمد الله مناقشة الرسالة بتاريخ 28/ 11/1430هـ بجامعة أم القرى وأجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة ولله تعالى الحمد والفضل، كما في الرابط:
اضغط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17945&page=3)
وقد عرفت بها كما في الرابط:
اضغط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=96551#post96551)
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:08 م]ـ
عفواً أخي الحبيب د/فهد الوهبي حفظك الله ورعاك:
اسمح لي بهذه المداخلة، ولك أنت وحدك أن تسميها " مشاغبة " كما يجري بيننا في القسم معك ومع زملائنا المختصين في التفسير:
قلتم حفظكم الله ورعاكم:
عُرِّف أصول الفقه باعتباره عَلَماً ولقباً على الفنِّ المعروف بتعريفات من أحسنها أنه:
(أدلةُ الفقه الإجمالية، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد) (1).
والإشكال عندي هو:
هل " أصول الفقه" هي " أدلة الفقه الإجمالية "؟
الذي درسنا مبادئه هو التعبير ب " دلائل الفقه" لا " أدلة الفقه ".
وأيضاً فإن المعروف -حسب الاطلاع القاصر على كتب هذا العلم - هو أن عبارة:
وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد
هو وصف ل" الأصولي" وليس هو مذكور في التعريف.
فهل المداخلة هذه خطأ فأتراجع عنه، أو صواب ناقص أحتاج منكم إلى توضيحه وتكميله لي، فلا أشك في أنكم من أهل هذا الاختصاص، ورسالتكم للماجستير خير شاهد لي على ذلك.
محبكم الصادق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:52 م]ـ
عفواً أخي الحبيب د/فهد الوهبي حفظك الله ورعاك:
اسمح لي بهذه المداخلة، ولك أنت وحدك أن تسميها " مشاغبة " كما يجري بيننا في القسم معك ومع زملائنا المختصين في التفسير:
محبكم الصادق.
مرحباً بالشيخ الحبيب الدكتور السالم الجَكَني، حواراتنا في القسم أصبحت ضرورة بين أهل القراءات ـ وأنت رأسهم عندنا ـ وبين أهل التفسير الذين أشاغبك باسمهم دائماً في القسم، ونحن نُشْعِرُ الإخوة جميعاً بحبك في الله تعالى؛ حتى لا يُظنَّ من هذه الكلمات غير ما يراد .. فما سميته مشاغبات يورث علماً والحمد لله ...
وقد ذكرتني بقولك وفقك الله: (ولك أنت وحدك أن تسميها " مشاغبة " كما يجري بيننا في القسم معك ومع زملائنا المختصين في التفسير).
بقصة ذكرها فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ ـ حفظه الله ـ حيث ذكر أنه في إحدى جلساته مع الشيخ المحدث حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ جاء بعض الشباب (المتحمسين) والذين ينتقدون التقليد للمذاهب، فأصبحوا يقولون للشيخ حماد: (يا شيخ نحن رجال وهم رجال) ويقللون من الكتب المؤلفة في المذاهب، ويدعون إلى تركها والرجوع إلى الكتاب والسنة مباشرة.
قال الشيخ عبد العزيز القارئ ـ حفظه الله ـ: "وظننتُ أنني معني بهذا الكلام، فطلبت من الشيخ حماد ـ رحمه الله ـ أن أجيبهم، فسمح لي الشيخ، فقلت:
(هم رجالٌ وأنتم أطفالٌ، خِلافُهُم أَوْرَثَ عِلْمَاً وخِلافُكُم أَوْرَثَ جهلاً)
ونحن في القسم نستمتع بآرائك وفقك الله لأنها تورث علماً، والدليل ما تورده دائماً في ملتقى القراءات من الفوائد والنفائس، وفقك الله وسدد خطاك ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Feb 2010, 11:49 م]ـ
(1).
والإشكال عندي هو:
هل " أصول الفقه" هي " أدلة الفقه الإجمالية "؟
الذي درسنا مبادئه هو التعبير ب " دلائل الفقه" لا " أدلة الفقه "
شيخنا الكريم، ما تفضلتَ بذكره محلُّ خلاف بين الأصوليين:
- فذهب عدد من الأصوليين إلى أن أصول الفقه هو الأدلة الإجمالية، وهي التي لا تُعيِّن مسألة جزئية، كقاعدة مطلق الأمر والنهي، والإجماع والقياس والاستصحاب، والعام والخاص، وغير ذلك.
ومرادهم: التصديق بتلك القواعد، أي: العلم بثبوت المحمول للموضوع.
- وقيل: أصول الفقه معرفة دلائل الفقه، لأن الأدلة أنفسها ليست أصولاً لأنها موضوع الفن، وموضوع الشيء غيره ضرورة.
وبهذا عبر صاحب المراقي حيث قال:
أصوله دلائل الإجمال=وطرق الترجيح قيد ثاني
وما للاجتهاد من شرطٍ وضح=ويُطلق الأصل على ما قد رجح
- وقيل: إن الأدلة ليست أصولاً للفقه، وكذلك معرفتها ليست أصولاً له أيضاً.
وما ذكرته في التعريف هو من باب ذكر أوضح التعاريف، وأما التدقيق في التعريف فمحله كتب الأصول فهو مذكور فيها.
وما أشرتَ إليه رعاك الله متفق مع صاحب المراقي، وهو عمدة في الباب ..
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Feb 2010, 12:27 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب د/فهد، على ما تفضلتم به.
وقبل أن أذكر " مشاغبة ثانية " أقول:
إن مشايخنا الشناقطة رحم الله من مات منهم وأطال عمر الباقين، علّمونا على أن المرجع الأساس في علم " الأصول " هو " مراقي السعود " مع شروحه، وكتاب " الضياء اللامع " للعلّامة " حلولو " رحمه الله، فهذان الكتابان هما العمدة عندي وأبجديات علم الأصول عندي إنما هي منهما.
أما المشاغبة فهي:
ذكرتم حفظكم الله عبارة:
العلم بثبوت المحمول للموضوع.
ألا ترون أن هذين المصطلحين هما من مصطلحات " المناطقة " وليس " الأصوليين "؟
ودمتم للعلم وطلابه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:34 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب د/فهد، على ما تفضلتم به.
وقبل أن أذكر " مشاغبة ثانية " أقول:
إن مشايخنا الشناقطة رحم الله من مات منهم وأطال عمر الباقين، علّمونا على أن المرجع الأساس في علم " الأصول " هو " مراقي السعود " مع شروحه، وكتاب " الضياء اللامع " للعلّامة " حلولو " رحمه الله، فهذان الكتابان هما العمدة عندي وأبجديات علم الأصول عندي إنما هي منهما.
أما المشاغبة فهي:
ذكرتم حفظكم الله عبارة:
ألا ترون أن هذين المصطلحين هما من مصطلحات " المناطقة " وليس " الأصوليين "؟
ودمتم للعلم وطلابه.
نعم، ولكن لا بأس، فالأصوليون استعملوا لغة المناطقة في كتابة الأصول ..(/)
روعة التشبيه القرآني في قوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)
ـ[علي شهوان]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:34 م]ـ
قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) [البقرة: 187].
في هذه الآية شبه القرآن العظيم كلاًّ من الزوجين باللباس للآخر، وإذا تأملنا كلمة (لباس) وجدناها تحمل معاني عظيمة الدلالة على مدى الألفة التي أرادها الله للزوجين من خلال هذا التشبيه.
فمن أوجه تشبيه الزوجين باللباس:
1 - السَّتْرُ: فاللباس يستر السوأة ويغطيها، وسميت العورة سوأة؛ لأن الإنسان يستاء من ظهورها، فامتن الله على عباده بأن أنزل عليهم لباساً يغطي سَوْآتهم: (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف: 26]، والزوجان لباس لبعضهما، يغطي كل واحد منهما الآخر، ويستر عيوبه وسوآته، مما يزيد الألفة بينهما، فالحياة الزوجية مبنية على الستر، لا على الكشف والفضيحة، وفي الحديث: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» (1).
فما أجمل أن يتعامل الزوجان فيما بينهما بالستر، ليس في الفراش فقط، ولكن في كل شؤون حياتهما كلها، من مَطْعَم ومَلْبَس ومعيشة، حتى الخلافات الزوجية الأصل فيها الستر، وعدم النشر، وإلا صار حلها معقداً في الغالب.
والزوجان هما أعرف الناس ببعضهما البعض؛ فقد تنكشف لكل منهما أمور عن الآخر لا يَطَّلِعُ عليها سواهما، فمن الألفة بينهما أن تبقى مستورة (2).
2 - الوقاية والحماية: فإن الإنسان يتقي بلباسه الحرَّ والبَرْد؛ (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) [النحل: 81].
إن الحماية التي يقوم بها كلا الزوجين للآخر كلباس له أعظم من اللباس الذي يحمي من الحر والبرد، فهما يشكلان لبعضهما حصناً يحميهما من الفاحشة، فالزوجة لباس لزوجها تمعنه بإعفافها له أن ينكشف على غيرها بطريق الحرام، فتكون لباساً له، والزوج لباس لزوجته، يمنعها بإعفافه لها أن تنكشف على غيره بطريق الحرام؛ فيكون لباساً لها، وفي الحديث: «إذا رأى أحدكم من امرأة ما يعجبه، فليأت أهله، فإن ذلك رَدُّ ما في نفسه» (3).
ولا تقف الحماية عند منع الوقوع في الفاحشة، فهي تشمل -أيضاً- الحماية النفسية والصحية والخُلقيَّة و .. المترتبة على الوقوع في الفاحشة.
3 - الدفء: حيث يقوم اللباس بعملية التوازن والملاءمة للجو المحيط بالإنسان، ونعني به الجانب العاطفي عند الزوجين، فقد يَلْحَق بأحد الزوجين ما يُعَكِّرُ صَفْوَه، ويؤثِّر في نفسيته، فيجد عند الآخر من العاطفة والاحتضان لهَمِّه ما يُصَفِّي كدره ويؤْنِسُه، ولا أظن أحداً يَسُدُّ مَسَدَّ هذا الجانب العاطفي عند الزوجين غيرهما، لا الأبوين ولا الإخوة، ولا الأبناء: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) [الروم: 30].
4 - التكميل: حينما يكون الإنسان دون لباس يشعر أنَّ فيه نقصاً، فإذا لبس ما يستره سَدَّ ذلك النقص، والحال نفسه بالنسبة للزوجين، كل واحد منهما يُكَمِّل الآخر، وَيَسُدُّ نقصه، والرجل دون زوجةٍ فيه نقص، والمرأة دون زوج فيها نقص، فإذا تزوجا سُدَّ النقص الذي كان فيهما، فللرجال خُلِقَت النساء، ولهن خُلِقَ الرجال: (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف: 189].
5 - الجمال: ذكرت أن العورة سميت بالسوأة لأن الإنسان يستاء من ظهورها، فيغطيها باللباس، واللباس لا يستر العورة فحسب؛ بل يُجَمِّلُ الإنسان أيضاً، ولا يكون الإنسان جميلاً دون لباس عند العقلاء.
وبالنسبة للزوجين، فإن كل واحد منهما جمال للآخر، جمال لمظهره، وجمال لصفاته وتدينه، يرى نقصه من خلاله، فيسد نقصه ليزداد جمالاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - التَّكَيُّف: وأعني بذلك أن اللباس قابل للتعديل عليه، فإذا كان واسعاً عُدِّلَ عليه، وكذلك العكس، والزوجان لبعضهما لباسٌ، كل واحد منهما عنده القابلية للتعديل على صفاته نحو الأحسن، وهذا يكون بالتنازلات، فالحياة الزوجية تقوم على المعروف، تماماً كاللباس؛ فعند حياكته لا بد أن تكون هناك زوائد في القماش لا يحتاج إليها -مهما كان ثمنها-، وإذا أقحمناها في اللباس فإنها ستفسده وتشوهه، وكذلك بالنسبة للزوجين لا بد أن يستغني كلاهما عن صفات وتصرفات، وجودها يشوه الحياة الزوجية ويفسدها، حتى وإن كانت عزيزة عليهما.
7 - المطابقة: مما يتصف به اللباس أن يكون مطابقاً للجسم، مكان وضع الأرجل يختلف عن مكان وضع الأيدي، وجهة الكتف تختلف عن جهة الخصر، فلا بد أن يطابق كل جزء من اللباس الجزء الذي يقابله من الجسم، ونفس الشيء بالنسبة للزوجين، لا بد أن يكون بينهما تطابق يزيد الألفة بينهما، تطابق في الدِّين، والخُلُق، والنَّفْسية، جاء في الحديث: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (4).
8 - الالتصاق: فاللباس يلتصق بالجسد ويلازمه، والشيء نفسه بالنسبة للزوجين.
قال صاحب «التفسير الحديث»: «وفي الآية: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) [البقرة: 187] تنويه بعلاقة الزوجين ببعضهما، وما يجب أن تقوم هذه العلاقة عليه، من الصفاء والتواد، والتمازج، حتى يغدوا كشخص واحد، وروح واحدة، وقلب واحد» (5).
هكذا أراد القرآن العظيم أن تكون العلاقة بين الزوجين، علاقة نَقِيَّة لا تشوبها شائبة، ولا يعتريها ما يفسدها أو يُعَكِّر صفوها، فحري بالأزواج أن يستشعروا هذه المعاني السامية التي حَضَّ عليها القرآن العظيم.
الهوامش:
1. رواه مسلم في كتاب النكاح، باب تَحْرِيمِ إِفْشَاءِ سِرِّ الْمَرْأَةِ، رقم: 1437.
2. ذكر بعض المفسرين هذا المعنى، ينظر: «تفسير الرازي»، ج5 ص115. «في ظلال القرآن»، ج1 ص175.
3. رواه مسلم في كتاب النكاح، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فليواقعه، رقم: 1403.
4. رواه مسلم في كتاب البر والصلة والأدب، باب الأرواح جنود مجندة، رقم: 2638.
5. دروزة، محمد عزت، «التفسير الحديث»، ج7 ص286.(/)
معرض القاهرة الدولي تحقيق وتأليف وتهريج .......
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:14 ص]ـ
.
منذ عام 1420/ 2001م لم تكتحل عيني بجمال القاهرة وهي في زينتها الثقافية الرائعة وذلك بسبب السفر، وعندما عدت إلى معرض القاهرة مرة ثانية في هذه الأيام المباركة دب الرِّي في عروقي وعدت للضجيج الجميل والسير على الأقدام وسط الزحام، وذهبت مصافحا كتب العلم وما أفرزته المطابع فكانت هذه الجولة مع معرض القاهرة الدولي للكتاب.
أولا: شاهدت تقدما ملفتا في الجو العام لشوارع المعرض وسراياه " أجنحته " المختلفة.
ثانيا: كما هي العادة الكتاب الإسلامي أولا وثانيا وثالثا، والشباب من أصحاب الاتجاه الديني هم الأكثر على الإطلاق، ومن محاسن ما عرفته أن معظم قرى مصر أصبحت تنظم حملات جماعية بالباص تخرج من كافة بلاد مصر إلى المعرض وهذا لم يكن في سابق الأيام.
بل أصبح المعرض والذهاب إليه يعده الآباء جائزة للأبناء المتفوقين فقط، إذ هو سياحة جميلة محبوبة بالرغم من مشقتها.
ثالثا: وجدت كتبا لا تحصى كثرة لنقد السلفية للصوفية والعكس.
رابعا: وجدت من التفاسير ما لم أعرفها من ذي قبل مثل:" التذكير القويم في تفسير القرآن الحكيم " في ثلاثة مجلدات لـ وحيد الدين خان. ومصطلحات علوم القرآن في ثلاثة مجلدات ........
ويوم ذهابي مع وفد كليتي جمعنا تفاسير تطبع لأول مرة ـ حسب ظني ـ ولا يحضرني أسماء هذه التفاسير الآن ولعلي أردفها هذه المشاركة عند استئناف الدراسة بحول الله تعالى.
خامسا: وجدت تحقيقات ـ من خلال النظرة العجلى ـ لا تساوى المداد الذي كتبت به على الكتب التالية: روح المعاني للآلوسي، وعلى جامع البيان للطبري وعلى القرطبي وعلى مقدمة في أصول التفسير وعلى هلم جرا.
سادسا: من الكتب المطبوعة والتى كانت رسالة دكتوراه في قسم السنة بجامعة الأزهر وتكاد تصل ستمائة صفحة من القطع المعتاد وأعجبني العمل (الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن دراسة ونقد لأكثر من خمسمائة حديث وأثر) للدكتور إبراهيم عيسى.
سابعا: من المضحكات جنوحي إلى صاحب دار للنشر ورفعي لنسخة من كتاب لديه وضحكت معه قائلا:" ما هذا يا رجل " مستشعرا ضحالة العنوان وشحوبه ...... وقلت له بلهجتنا المصرية الباسمة:" مين يشترى الورد مني"؟؟
فقال: ماذا عن وردك فتجاذبنا أطراف الحديث وتعرف كل منا على الآخر واتفقنا على تنفيذ بعض الأعمال ثم أردف قائلا:
" يا دكتور المهم القبول " ثم قال: لقد طبعت لفلان ألف نسخة من كتابه وهو من هو ولكن الكتاب لم يلمسه أحد، ثم أشار إلى ولد ابنته الصغير الذي كان يعبث بجوار أمه في كتب جده المعروضة، وقال لي: هل هذا الصغير يحسن التأليف أو يعرف حروف التهجي؟
قلت: لا. قال: حسنا، هل تصدق أنني جمعت كتابا وجعلته باسمه وطبعته ولم يترك الناس منه نسخة واحدة وسأطبعه ثانية!!
فابتسمنا على وعد بلقاء قريب عقيب المعرض.
والله الموفق.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:28 م]ـ
عرض رائع ماتع لمجريات المعرض، بارك الله فيك يا دكتور عبد الفتاح.
قلت: لا. قال: حسنا، هل تصدق أنني جمعت كتابا وجعلته باسمه وطبعته ولم يترك الناس منه نسخة واحدة وسأطبعه ثانية!!
(ابتسامة)
هكذا الناس، وهل نحن إلا منهم:)؟(/)
نقاش جانبي مع الأخ أبي حسان
ـ[علي شهوان]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:57 ص]ـ
تعليقاً على هذا الموضوع
الإغراق في السلفية، ومحاربة العقل والتجديد ( http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=95982&postcount=1)
أقول
أخي الحبيب: بداية أسأل الله أن يلهمك رشدك وأن ينوِّر بصيرتك وأن يهدينا جميعاً إلى الحق والعمل به والدعوة إليه على بصيرة وبحكمة ورحمة.
أرى أن ما تفضلت به يحتاج إلى غير هذا المقام وإلى تطويل شرح للفكرة حتى تكون أنضج وأوضح، والمسائل التي تثير حسساسية من يقابلك تحتاج إلى دقة في الفكرة وتلطف في العبارة.
أرى مع احترامي الشديد أنك وقعت في الذي انتقدت به غيرك وهو التشنج والتصلب والحدة، إذ هنالك عشرات بل مئات العبارات الألطف والتي يمكن أن توصل فكرتك من خلالها ليقع تأثيرها في قلب القارئ إن أعجبته فكرتك، ويشكر لك أسلوبك إن هو خالفك.
ثم إن المنهجية تقتضي الدقة في الفهم كما تقتضي الدقة في النقل ويغلَّف ذلك كله بغلاف حسن الظن بالمسلمين؛ خصوصاً علماؤهم، وهنا أشير إلى عدم دقة قي نقلك عن شيخ الإسلام رحمه الله لا أنك قلت عنه ما لم يقله بل أخذت عنه عبارة دون ذكر الداعي لها وهو ما قاله قبلها، وهذا تمام ما قاله شيخ الإشلام رحمه الله تعالى: (و " تَفْسِيرُ ابْنِ عَطِيَّةَ وَأَمْثَالِهِ " أَتْبَعُ لِلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَسْلَمُ مِنْ الْبِدْعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الزمخشري وَلَوْ ذُكِرَ كَلَامُ السَّلَفِ الْمَوْجُودُ فِي التَّفَاسِيرِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ لَكَانَ أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَنْقُلُ مِنْ " تَفْسِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطبري " وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ التَّفَاسِيرِ وَأَعْظَمِهَا قَدْرًا ثُمَّ إنَّهُ يَدَعُ مَا نَقَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ السَّلَفِ لَا يَحْكِيهِ بِحَالِ وَيَذْكُرُ مَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَوْلُ الْمُحَقِّقِينَ وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمْ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الَّذِينَ قَرَّرُوا أُصُولَهُمْ بِطُرُقِ مِنْ جِنْسِ مَا قَرَّرَتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ أُصُولَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَقْرَبَ إلَى السُّنَّةِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ؛ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَيَعْرِفَ أَنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ التَّفْسِيرِ عَلَى الْمَذْهَبِ. فَإِنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةَ إذَا كَانَ لَهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ قَوْلٌ وَجَاءَ قَوْمٌ فَسَّرُوا الْآيَةَ بِقَوْلِ آخَرَ لِأَجْلِ مَذْهَبٍ اعْتَقَدُوهُ وَذَلِكَ الْمَذْهَبُ لَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ صَارُوا مُشَارِكِينَ لِلْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي مِثْلِ هَذَا. و " فِي الْجُمْلَةِ " مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ فَالْمَقْصُودُ بَيَانُ طُرُقِ الْعِلْمِ وَأَدِلَّتِهِ وَطُرُقِ الصَّوَابِ)، ورحم الله شيخ الإسلام، ما أجمل كلامه وما أدقه إذ هو المنهجية عينها، والصواب الذي لا يختلف عليه اثنان.
أنا أوافقك الرأي في بعض أفكارك؛ لكن ينبغي أن تكون النظرة لما جاء عن الصحابة والسلف خصوصاً فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم على غير ما عممت وأطلقت.
لا أظن أحداً قال أن نكتفي بهم السلف للقرآن دون الزيادة عليه أو قال بعصمة الصحابة ومن بعدهم، أرى حتى لا أطيل أننا ينبغي أن نتعلم الدقة في ذكر العبارة والحكمة في إيصالها، مستفيدين من منهجية القرآن أولاً، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثانياً، ومن سلف الأمة ثالثاً.
في الختام أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يُعَزُّ بهم الإسلام، ولا تنسونا جميعاً من صالح دعائكم.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:18 ص]ـ
أخي الحبيب: بداية أسأل الله أن يلهمك رشدك وأن ينوِّر بصيرتك وأن يهدينا جميعاً إلى الحق والعمل به والدعوة إليه على بصيرة وبحكمة ورحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى أن ما تفضلت به يحتاج إلى غير هذا المقام وإلى تطويل شرح للفكرة حتى تكون أنضج وأوضح، والمسائل التي تثير حسساسية من يقابلك تحتاج إلى دقة في الفكرة وتلطف في العبارة.
أرى مع احترامي الشديد أنك وقعت في الذي انتقدت به غيرك وهو التشنج والتصلب والحدة، إذ هنالك عشرات بل مئات العبارات الألطف والتي يمكن أن توصل فكرتك من خلالها ليقع تأثيرها في قلب القارئ إن أعجبته فكرتك، ويشكر لك أسلوبك إن هو خالفك.
ثم إن المنهجية تقتضي الدقة في الفهم كما تقتضي الدقة في النقل ويغلَّف ذلك كله بغلاف حسن الظن بالمسلمين؛ خصوصاً علماؤهم، وهنا أشير إلى عدم دقة قي نقلك عن شيخ الإسلام رحمه الله لا أنك قلت عنه ما لم يقله بل أخذت عنه عبارة دون ذكر الداعي لها وهو ما قاله قبلها، وهذا تمام ما قاله شيخ الإشلام رحمه الله تعالى: (و " تَفْسِيرُ ابْنِ عَطِيَّةَ وَأَمْثَالِهِ " أَتْبَعُ لِلسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَسْلَمُ مِنْ الْبِدْعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ الزمخشري وَلَوْ ذُكِرَ كَلَامُ السَّلَفِ الْمَوْجُودُ فِي التَّفَاسِيرِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ لَكَانَ أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَنْقُلُ مِنْ " تَفْسِيرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطبري " وَهُوَ مِنْ أَجَلِّ التَّفَاسِيرِ وَأَعْظَمِهَا قَدْرًا ثُمَّ إنَّهُ يَدَعُ مَا نَقَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ السَّلَفِ لَا يَحْكِيهِ بِحَالِ وَيَذْكُرُ مَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَوْلُ الْمُحَقِّقِينَ وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمْ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الَّذِينَ قَرَّرُوا أُصُولَهُمْ بِطُرُقِ مِنْ جِنْسِ مَا قَرَّرَتْ بِهِ الْمُعْتَزِلَةُ أُصُولَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَقْرَبَ إلَى السُّنَّةِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ؛ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَيَعْرِفَ أَنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ التَّفْسِيرِ عَلَى الْمَذْهَبِ. فَإِنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةَ إذَا كَانَ لَهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ قَوْلٌ وَجَاءَ قَوْمٌ فَسَّرُوا الْآيَةَ بِقَوْلِ آخَرَ لِأَجْلِ مَذْهَبٍ اعْتَقَدُوهُ وَذَلِكَ الْمَذْهَبُ لَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ صَارُوا مُشَارِكِينَ لِلْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي مِثْلِ هَذَا. و " فِي الْجُمْلَةِ " مَنْ عَدَلَ عَنْ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَفْسِيرِهِمْ إلَى مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ كَانَ مُخْطِئًا فِي ذَلِكَ بَلْ مُبْتَدِعًا وَإِنْ كَانَ مُجْتَهِدًا مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ فَالْمَقْصُودُ بَيَانُ طُرُقِ الْعِلْمِ وَأَدِلَّتِهِ وَطُرُقِ الصَّوَابِ)، ورحم الله شيخ الإسلام، ما أجمل كلامه وما أدقه إذ هو المنهجية عينها، والصواب الذي لا يختلف عليه اثنان.
أنا أوافقك الرأي في بعض أفكارك؛ لكن ينبغي أن تكون النظرة لما جاء عن الصحابة والسلف خصوصاً فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم على غير ما عممت وأطلقت.
لا أظن أحداً قال أن نكتفي بهم السلف للقرآن دون الزيادة عليه أو قال بعصمة الصحابة ومن بعدهم، أرى حتى لا أطيل أننا ينبغي أن نتعلم الدقة في ذكر العبارة والحكمة في إيصالها، مستفيدين من منهجية القرآن أولاً، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثانياً، ومن سلف الأمة ثالثاً.
في الختام أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يُعَزُّ بهم الإسلام، ولا تنسونا جميعاً من صالح دعائكم.
آمين وجزاك الله خيراً
ولي تعليق على ما فهمته من كلام ابن تيمية لعله يكون بعد إذن المشرف حيث يرغب بأن يكون الحوار بيننا نحن الاثنين(/)
الهُدى المنهاجي في القرآن الكريم - أ. د. الشاهد البوشيخي
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:26 ص]ـ
.
الهُدى المنهاجي في القرآن الكريم
مجلة حراء - العدد: 12 (يوليو - سبتمبر) 2008
أ. د. الشاهد البوشيخي / دراسات إسلامية
--------------------------------------------------------------------------------
أمتنا اليوم لها واقع ولها موقع، جعلها الله في موقع عَلِيٍّ هو الشهادة على الناس؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبيّ بعده، فمن يقوم بوظيفة البيان والبلاغ والإنذار والشهادةِ على الناس؟ ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا? (البقرة:143)، فقد شهد صلى الله عليه وسلم وأشهد الأمة في زمانه على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم فيما هو معلوم مشهور: "ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد" (متفق عليه).
إذن لابد أن تقوم الأجيال عبر العصور حتى تقوم الساعة بنفس وظيفته صلى الله عليه وسلم. هذا الموقع العلي ليست الأمة الآن فيه، فكيف تنتقل من هذا الواقع الأليم إلى ذلك الموقع العلي؟ ههنا أمامنا كتاب ربنا، فيه كل الهدى اللازم لهذا الانتقال الفردي والجماعي، على مستوى الأقطار وعلى مستوى الأمة جمعاء. ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ? (الإسراء:9)، هذا هو الهدى فيجب اتباعه ليحصل الاهتداء ?قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ? (المائدة:15 - 16)، أما الذي لا يتبع فلا هداية له.
الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الهدى لتنتقل على كل المستويات، -خاصة على مستوى التفكير- تفكير الأفراد وتفكير الجماعات وتفكير الأمة جمعاء. إنها في حاجة إلى هذا القرآن لتنتقل من مستوى الاهتمام بما هي خائضة فيه الآن من التفاهات، وترتقي إلى المستوى الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من حوله، فتجعل الآخرة هي المبتغى ?وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? (العنكبوت:64). فالدنيا ليست هي الحياة ?يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي? (الفجر:23 - 24)، يوم يستيقظ حقا. نحن هنا الآن في وضع السكرة، ولابد من الاستيقاظ، والاستيقاظُ يقتضي أن نعلم علم اليقين أن هذه ليست هي الحياة، لأن الحياة الحقيقية لا موت فيها ?لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى? (الدخان:56) فالآخرة هي الحياة، وهي التي ينبغي أن تحركنا في كل صغيرة وكبيرة.
وعندما شخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم وضْع الأمة في مثل حالنا اليوم، شخصها بمرض اسمه "الوهن"، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال:
"حب الدنيا وكراهية الموت"
(رواه أبو داود). الارتباط بالدنيا والاقتصار بالهم على الدنيا، ابتغاء الدنيا وحبس كل الهموم والطاقات في تحصيل الدنيا والارتفاع فيها .. ليس هذا هو الوضع الصحيح، المسلمون في حقيقتهم آخرويون وليسوا دنيويين، قال الله تعالى: ?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ? (القصص:77)، فيما آتاك وكل ما آتاك.
لكن، إذا أردت أن تسرف وأن تشتط وتسير على غير الهدى الرباني، فابتعدت عن الدنيا ابتعادا كليا، إذّاك يقال لك: ?وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا? (القصص:77)، أما الابتغاء فهو للدار الآخرة لا سواها.
هذه نقطة تصحيحية في التفكير الكلي الضخم، لابد أن يصبح "التفكير" في منتهاه واضحا، وفي مبتدئه واضحا، وفي ارتباطاته، في علاقتنا بالله جل جلاله وبهداه الذي جاءنا. لابد أن يكون في غاية الوضوح، ذلك تصحيح التفكير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابد أن يصحح أيضا "التعبير"، كما في حديث معاذ بن جبل المشهور حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: "كف عليك هذا"، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (رواه الترمذي وابن ماجه). لو تأملنا في الآيات المتعلقة بهذا المجال مثل قوله تعالى: ?وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ? (الإسراء:53)، أو في الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" (متفق عليه)، إذا تأملنا قليلا في مثل هذا، أدركنا بوضوح أن المسلم يمثل محطة تصفية للنفايات القولية. فالمسلم لا يمكن أن يرسل إلا الحق والخير، أما ما كان شرا وما كان باطلا وما لم نعلم هل هو شر أم خير، وهل هو باطل أم حق، فهو أيضا يلحق بالباطل والخطأ.
لنتصور أن هذه الحقيقة يعيشها الفرد، وتعيشها الأسرة والجماعة، ويعيشها الإعلام والتعليم وتعيشها الأمة، إلى أي حد يقل الشر في التداول ويكثر الخير.
إن المسلم محطة تصفية، لا يسمح للشر بالمرور، وإن استقبله فهو لضرورة؛ لأن الله جل جلاله جعل أجهزة الاستقبال لا تغلق، ولكن أجهزة الإرسال تغلق، فيجب التحكم فيها، فيمكن للمسلم أن يستقبل الخير والشر، ولكن لا يرسل إلا الخير.
نحن بحاجة إذن إلى هذا الهدى المنهاجي أيضا في "التعبير"، ومثل ذلك وأهم منه وأعظم، تحتاج الأمة إليه في "التدبير" لأمور ثلاثة مهمة، أولها: "تيسير الذكر". فلقد حملت هذه الأمة أمانة، ويجب أن تيسرها للناس، تحملها هي بجدارة ثم تبلغها للناس ميسرة، فقد يسر الله سبحانه وتعالى الذكر للذاكرين: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ? (القمر:17)، وذلك لينتشر الهدى. وثانيها: "تعمير الأرض" وفق هذا الذكر نفسه. وثالثها: "تسخير الكون" وفق هذا الهدى أيضا. كل ذلك هو صلب "التدبير". فأي فعل صدر من العبد يجب أن يحكمه هذا القرآن الكريم.
مفهوم الهدى المنهاجي"الهُدى" مداره على الدلالة والبيان والإرشاد؛ هَداه يهديه: دلَّه بلطف كما عبر الراغب الأصفهاني قال: "الهداية هي الدلالة بلطف"، وليس بعنف، وهي التي تلائم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتلائم المرسلين وأتباعهم. فهذه الدلالة بلطف أو هذا البيان الرفيق أو هذا الإرشاد الحكيم، كل ذلك من محتويات الهدى بصفة عامة.
أما "المنهاج"، فهناك ثلاثة ألفاظ تستعمل فيه: "النهج" و"المنهج" و"المنهاج"، وكلها يقصد بها الطريق، لكن "المنهج" أغلب استعماله في الطريق الفكري، وأغلب استعمال "النهج" في الطريق مطلقا، وأغلب استعمال "المنهاج" في الطريق العملي الذي له أصل فكري، ولكن الذي هو في البؤرة في لفظة المنهج هو الطريق الفكري، أي الكيفية النظرية التي يتم وفقها الوصول إلى حقائق معينة. وأما "المنهاج" فهو الطريقة العملية التي يسار عليها للوصول إلى مقاصد بعينها.
فإذا ركبنا الأمر وقلنا "الهدى المنهاجي"، يصير الأمر تلقائيا أن المقصود به هو الطريقة المُثلى في "التفكير" وفي "التعبير" وفي "التدبير". فإذا قلنا: "الهدى"، انصرف إلى هدى الله عز وجل ?قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى? (البقرة:120)، وحين نقول "الهدى المنهاجي في القرآن الكريم"، نقصد به "الطريقة المثلى في أداء الخلافة، وفي أداء العبادة، وفي أداء الشهادة". فنحن المسلمين مطلوب منا الأداء العام الذي لجميع البشرية، وهو أداء وظيفة الخلافة، ومطلوب منا أداء وظيفة العبادة داخل إطار وظيفة الخلافة، ثم أداءُ وظيفة الشهادة داخل إطار الخلافة. فالعبادة هي الأخص. هذه الشهادة لها طريقة معينة يمكن التأهل لها، ويمكن أداؤها تبعا لذلك التأهل. فالطريقة المثلى التي يرشد إليها كتاب الله عز وجل، وبيانه الذي هو السنة الصحيحة، تلك الطريقة المثلى التي ترشد المسلمين خاصة والناس عامة إلى الأفضل والأقوم في كل المجالات، سواء في مجال التفكير أو مجال التعبير أو مجال التدبير، وهذا الأخير بجميع مستوياته أيضا: تيسيرا للذكر أو تعميرا للأرض أو تسخيرا للكون وما فيه من طاقات ?أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً? (لقمان:20)، كل ذلك كامن في كتاب الله عز وجل، وعلى المسلمين استخراجه.
مصادر الهدى المنهاجي
وتتلخص في ثلاثة مصادر كبرى، وهي أولا: القرآن فهو الأصل لغيره، ثانيا: السنة التي هي بيان القرآن ?وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ? (النحل:44)، ثالثا: السيرة النبوية. فعندنا ثلاثة مصادر هي: القصص القرآني والقصص الحديثي ثم السيرة النبوية.
هذه المصادر الثلاثة فيها يتركز الهدى المنهاجي، وإلا فهو موجود في كتاب الله عز وجل كله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، وفي السيرة النبوية الصحيحة كلها كذلك. فالسيرة هي "الوجه العملي للقرآن مربوطا بالزمان"، أو هي "السنة المنظومة في الزمان"، فإذا كان ما في كتب الصحاح والسنن يمثل الإسلام في الوضع الأفقي، أي يستجيب للقضايا الفقهية والعقدية وغيرها، أي ما هو الإسلام؟ وما هو الإيمان؟ وما هو الإحسان؟ فذلك عرض للإسلام في الصورة التي انتهى إليها، لكن السيرة النبوية تعرض ذلك نفسه بطريقة تنمو وتتطور، منذ بدء نزول القرآن إلى اكتماله. فكل ما قاله صلى الله عليه وسلم بين ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ? (العلق:1) وبين ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? (المائدة:3)، قاله بين لحظة بعثته صلى الله عليه وسلم وبين آخر نزول للوحي. في تلك الفترة قال كل ما نجده في كتب السنة، لكن عبر زمان وعبر ظروف بعينها تطوَّر خلالها تطوُّرا؛ وكان يناظر إحلال القرآن الذي كان يتنزل ويجعله واقعا في الحياة، التي كانت إذّاك تتشكل بحسب الهدى المنهاجي الذي يأتي به القرآن.
لكن الهدى المنهاجي يتركز أولا في القصص القرآني. لأن الله عز وجل قال لرسوله وللأمة جمعاء: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه? (الأنعام:90)، نحن -ونحن نقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة- ليس لنا طلب غير طلب الهدى ?اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ? (الفاتحة:6) أيّ صراط؟ ?صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ? (الفاتحة:7) هؤلاء الذين أنعم الله عليهم، هم كما في الآية الأخرى: ?وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ? (النساء:69)، هؤلاء الذين أنعم الله عليهم، رأسُهم وأئمتهم هم الأنبياء عليهم السلام. ولذلك قال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ? (يوسف:111). من هنالك ينبغي أن يستفاد الهدى المنهاجي. ففي كل قصة فوائد غزيرة، وفي مجموع القصص فوائد أغزر، وحين يرتبط ذلك بما هو بعده -مما هو آت- يصبح أعظم فائدة.
أيضا القصص الحديثي، فالنصوص الحديثية كلها مجال للهدى المنهاجي، لأن الحديث بيان للقرآن، ولكن الذي فيه التركيز أكثر لهذا الهدى هو الحديث الذي يشتمل على القصص والأمثال.
وأما المصدر الثالث، فهو السيرة النبوية، التي هي الإطار الزمني للقرآن الكريم مفرقا ?وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً? (الإسراء:106)، وهي الإطار الزمني أيضا لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة الصحيحة. فالسيرة هي قصة النبي الخاتم، قصة أعظم رسول وأعظم نبي وأعظم بشر. فقصته الكبرى توجد في السيرة النبوية. وإذا كانت قصص الأنبياء توجد في القرآن الكريم، وتوجد إشارات إليها وبيانات في السنة الصحيحة أيضا، فقصته صلى الله عليه وسلم موجودة في السيرة النبوية التي هي "الصدى العملي الأعلى للقرآن الكريم". هذه الحقيقة تجعلنا ننظر إلى السيرة النبوية في علاقتها بالقرآن الكريم، نظرة جديدة مهمة في زماننا هذا، لأن واقع الأمة لابد من العمل على الانتقال منه إلى الموقع الذي يريد الله منها أن تكون فيه، وهو موقع الشهادة على الناس. هذا الانتقال أكبر مرشد له وأكبر هدى منهاجي يمكن أن نستخلصه له هو في تلك السيرة مربوطةً بالقرآن الكريم، أو من القرآن الكريم مربوطا بالسيرة؛ لأن كثيرا من وقائعها موجود في كتاب الله سبحانه وتعالى، فالحياة
(يُتْبَعُ)
(/)
الخاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والحياة العامة في المرحلة المكية والمرحلة المدنية كلها مفصلة في القرآن الكريم، وفي بعض الأحيان أكثر مما هي مفصلة في السيرة نفسها. فلا يمكن دراسة السيرة النبوية بمعزل عن القرآن، ولا يمكن دراسة القرآن -من هذه الزاوية- بمعزل عن السيرة النبوية.
لوازم استنباط الهدى المنهاجي
إن استنباط الهدى المنهاجي أمر يسير لمن يسره الله سبحانه وتعالى عليه، لكنه من حيث الإنجاز هو أمر متقدم، يأتي بعد قراءة القرآن وتلاوته وفهمه والعمل به، وبعد ذلك يأتي استنباط الهدى منه. وللقيام بهذا الاستنباط هناك شروط:
الشرط الأول: إتقان ما يلزم لفهم القرآن، بدءاً باللسان. واللسان في القرآن هو اللغة ?وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ? (الشعراء:192 - 195)، ففهمُ أيّ نص كان قرآنا أو غير قرآن يحتاج إلى التمكن من "المقام"، والتمكن من "المقال"، أي يحتاج إلى ما يلزم لفهم هذا النص من علوم المقام وعلوم المقال. لابد من إتقان اللغة العربية، فمن لا يتقن اللغة العربية محال بينه وبين استنباط هذا الهدى. فلابد من التمكين للغة العربية في مختلف المجالات، لابد من التمكين لها بقوة في التعليم وفي الإعلام وفي الإدارة وفي الحياة العامة، لابد من إيجاد مناخ لغوي، بل مستوى لغوي عربي عام يؤهل الإنسان لتلقي القرآن، ويحضره للمراحل القادمة لاستنباط الهدى من القرآن. هذه نقطة في غاية الأهمية والخطورة في الأمة اليوم. فعلى المسلمين أن يفقهوا الخطر وأن يكونوا في مستوى التحدي في المجال اللغوي، هذا عن المقال.
أما عن المقام فيجب أن نعلم أن الذي يتكلم بهذا القرآن هو رب العالمين، فالقرآن الكريم كلام الله عز وجل، وليس كلام أي أحد، وفيه دليله من مثل قوله سبحانه: ?أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ? (العنكبوت:51). اعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعرفوا القرآن، ستجدون بوضوح أنه لا يمكن أن يكون القرآن كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يكون كلام العرب جميعا شعراء وخطباء في ذلك العصر ولا فيما تلاه، ولا يمكن أن يكون كلام أمة أخرى بالأولى. فواضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق نطقين: ينطق نطقا اسمه القرآن، وينطق نطقا اسمه السنة، اقرأ هذا واقرأ هذا، وستجد الفرق كبيرا بين الكلامين. قارن القرآن بصحيح البخاري أو بصحيح مسلم، تجد أن هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه كلام الله عز وجل، له بناء خاص جزئي وكلي، فكتاب الله عز وجل من حيث البناء له مقدمة هي الفاتحة، وله خاتمة هي سورة الإخلاص والمعوِّذتين، وله بناء معين في أقسامه الأربعة: من السبع الطوال إلى المئين والمثاني فالمفصل، ولكل جزء منه وضع خاص. فهذا أمر لابد من اليقين فيه من أن الذي يتكلم هو الله جل جلاله، إذ لابد لفهم الخطاب فهما صحيحا أن يُعلم مَن الذي يتكلم به، من المخاطِب؟ وأن يُعلم أيضا من المخاطَب؟ سواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الفترة بكاملها، من هم العرب إذّاك؟ ما مكة؟ ما المدينة؟ ما أولئك الناس؟ كيف كان حالهم؟ وكيف هم؟ وكيف هي عادتهم في الخطاب؟ لابد من معرفة هذا المقام، ومن معرفة طبيعة العلاقة، وكل ما كانوا عليه. فهذه الأمور مما يدخل أحيانا في علوم القرآن بصفة عامة، خصوصا ظروف النزول وما يتصل بالنزول، وما يتصل بالتدوين، كل ذلك لابد من العلم به لتيسير هذه الخطوة.
والشرط الثاني: الإيمان وارتداء لباس القرآن، وقد عبرت باللباس لأن الله تعالى قال: ?وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ? (الأعراف:26). لأن القرآن خُلُق، "كان خلقه القرآن" صلى الله عليه وسلم، كما أجابت أم المومنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم). والتقوى لباس يُلبس، بمعنى أنه يجب أن يكون ظاهرا في لسان العبد وفي عينه وفي أذنه وفي قلبه، وفي كل شيء من جوارحه. فلابد من الإيمان، لأن الله تعالى قال: ?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ? (فصلت:44). فلا يسمعون إذ لا صلة لهم بالقرآن، فالذي لا يؤمن بالقرآن لا يمكن أن يفهم القرآن، ولذلك لا يمكن أن يؤخذ عنه علم القرآن. والذي لا يعمل بالقرآن أيضا لا يمكن أن يؤخذ منه لا القرآن ولا علم القرآن. هذا العمل هو الذي يعطي النور ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ? (الحديد:28). فهذا النور لا يكون بغير التقوى، ولذلك كان الإيمانُ بالقرآن والعمل بالقرآن شرطا في الفهم السليم للقرآن.
والشرط الثالث: هو فقه حاجة الأمة في هذا الزمان، فالذي يتصدى لاستنباط الهدى المنهاجي لا يكفيه أن يكون عليما بالعربية، عليما بعلوم القرآن، مؤمنا بالقرآن، بل لابد أن يكون مفقّها في ظروف زمانه، فقيها في حاجات الأمة اليوم، يعاني أحوال الأمة ويعرف وضعها أين هي؟ وما حالها؟ وما الذي تحتاج إليه الآن؟ لابد أن يفقه هذا. وهذا يقتضي "المعاصرة التامة والمعايشة التامة لزمانه"، لأن عملية تنزيل النص على الواقع تتأثر عمليا بذلك. فالواقع لابد أن يُعرف لينزَّل عليه القرآن التنزيل الصحيح. زيادة على أنه مهم ليكون حلا للمعضلات والمشكلات، وليكون طريقا فعلا إلى الصعود لتصبح الأمة -عمليا- واحدة، وتصبح شاهدة، وتصبح رائدة. هذا مطلوب منا اليوم، مطلوب أن نسير في هذا الطريق حتى تصبح الأمة واحدة. والأمة في أصلها واحدة، ويجب أن تعود يوما ما واحدة، لابد أن تعود بجهد المسلمين جميعا حكاما ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، لابد أن يتعاونوا على هذا البر وعلى هذا التقوى، لكي تعود الأمة واحدة، ثم لكي تعود شاهدة، أي مؤهلة فعلا للشهادة على الناس، ولكي تعود رائدة لسواها في كل المجالات.
التركيز في الدرس القرآني على الهدى المنهاجي
عندنا في الدرس القرآني ثلاث علاقات: علاقة بتراثنا القرآني، وعلاقة بحاضرنا اليوم، وعلاقة بمستقبلنا.
ففي الأولى: ينبغي أن نركز على هذا الهدى المنهاجي لدى علمائنا، سواء في التفاسير أو في غيرها، يجب أن نبحث هناك وننقب عن هذا النوع الذي يمكن أن نستفيد منه اليوم. ويدلنا الدلالة الصحيحة على كيفية النهوض من جديد، وكيفية العود إلى الصراط المستقيم، إلى الوضع الصحيح، إلى الموقع العلي. هذا الذي ينبغي أن يكون في البؤرة.
وفي الثانية: يجب أن يكون التركيز على الهدى المنهاجي في معالجة أدواء الحاضر ومعضلاته. فالذين يبحثون في الأمة، والذين يفكرون، والذين يجتمعون على الخير أو يتشاورون، كل مَن فكّر وحَمَل همّ الأمة واتجه إلى أن يحل معضلة من معضلاتها أو يعالج داءً من أدوائها، يجب أن يعالجه أولا في ضوء ما استخلصه من كتاب الله عز وجل، من هذا الهدى الذي يلزم لمعالجة هذا الداء، بمعنى أن لا نعالج أدواء الحاضر بالهدى الغربي أو الهدى الشرقي، يجب أن نعالج أدواءنا بالهدى القرآني الذي هو هدى الله أما ما جاء عن سواه من الفهوم التي للبشر -مهما بلغت منزلتهم ودرجتهم- فلا يستطيعون أن يصفوا الأدوية الكافية الشافية؛ لأنهم لا يعلمون كل شيء، لا يعلمون الغد ولا الحاضر ولا الماضي، بينما الله عز وجل يعلم السر وأخفى ?أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ? (الملك:14). ولذلك فالدراسات أو البحوث أو المؤتمرات وكل الجهود يجب أن تركز على هذا الأمر.
ونفس الشيء في علاقتنا بالمستقبل، وذلك إذا استشرفنا المستقبل لا نستشرفه بناء على أفكار وعلى تخرصات، وإنما نستشرفه بناء على هدى منهاجي استنبطناه من كتاب الله عز وجل لنبني غدنا على أساس متين، موصولا بحاضرنا وبماضينا، لا قطيعة فيه ولا انبتات، وهو على الهدى الرباني الذي أراد الله عز وجل؛ لأن عز هذه الأمة هو في دينها، فإذا فرّطت في دينها ضاع عزها كما نراه اليوم. وإن هذه الأشكال من الخلل التي نراها نحن، أو يراها غيرنا من الخارج، ويسمونها بأسماء، إنما هي نتائج لغياب هذا الهدى. فنحن الآن لا نعلِّم الأمة القرآن، أوَ نستطيع أن ندعي هذا الادعاء؟! التعليم عندنا اليوم لا يجاوز أربعة أحزاب فقط في المغرب، وهي تُعطى في المرحلة الابتدائية حيث الطفل لا يستطيع أن يستفيد شيئا من هذا الذي نتحدث عنه، فهل ستة وخمسون حزبا ليست من القرآن؟! هل يوجد شيء أهم في حياة الأمة من القرآن حتى نقدمه على القرآن؟! هل يوجد؟ كلا طبعا! .. فيجب أن يصبح القرآن هو الأساس في التعليم وفي بناء الشخصية في الأمة، هذه نصيحة لله تعالى، وحقيقة نعلنها ونسرها ونجهر بها، هذا عين الحق الذي يجب أن يتبع.
إن هذا الاستشراف لابد أن يسهم ويتعاون عليه التعليم بالدرجة الأولى، والبحث العلمي والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة. والطريق هو أن يتجه الجميع نحو قبلة واحدة، هي التركيز على القرآن الكريم لاستفادة ما ينبغي الاستفادة منه، والتركيز على الوحي جملة بما فيه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتركيز على الذين استنبطوا من ذلك الهدى ما استنبطوا، مما ينفعنا مما أشرنا إليه في علاقتنا بالماضي، كل ذلك نستفيد منه جميعا ونتجه إليه جميعا. فالإدلاجَ الإدلاج، وعند الصباح يحمد القوم السرى .. !
ــــــــــــــــــــــ
(*) الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) / المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Feb 2010, 09:34 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز على هذا النقل الموفق.
وقد سبق نقله قديماً للملتقى هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=90829
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Feb 2010, 12:46 م]ـ
و فيكم بارك الله أستاذنا الكريم ...
و أتساءل كيف السبيل إلى معرفة ما نشر سابقاً في الملتقى لكيلا يحدث التكرار ثانية إلا إن كان في الأمر فسحة تجعل الأمر واسعاً يغني عن بحث و ما شابه .. إذ كثيرا ما لا أوفق في البحث في بعض المنتديات لضعف تقني؟ إلا إن استخدمت غوغل مع اسم المنتدى!(/)
سؤال لكتاب التفسير العلمي ومؤيديه: ما هو الماء الذي كان قبل خلق السموات والأرض؟
ـ[جمال السبني]ــــــــ[10 Feb 2010, 07:08 م]ـ
أنا أعرف أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة متكاملة لتفسير القرآن. إنه تفسير انتقائي لا يتناول إلا ما سهل تناوله وأمكن ـ بوجه من الوجوه ـ التوفيق بينه وبين فكرة علمية حديثة. ولذا لم تستطع هذه المدرسة التفسيرية أن تفسر القرآن بمنهج متكامل فتتناولَ تفسير جميع القرآن أو ـ على الأقل ـ تتناولَ جميع الآيات التي تتحدث عن السموات والأرض.
وأهم هذه الآيات، هي الآية الكريمة التي تتحدث عن بدء الخلق: قال تعالى (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) (هود: 7). وأنا لا أريد هنا تفسير العرش، وإنما أريد من كتاب التفسير العلمي ومؤيديه والمروجين له، أن يقدموا شيئا عن تفسير هذا الماء، الماء مجردا وليس موضوع كون العرش عليه (فهذا لا أطالبهم به لأن ذلك لا قِبَل لهم به). ما هو هذا الماء بحسب التفسير العلمي؟ ماذا يفعل الماء قبل خلق الكون ـ بحسب العلم الحديث ـ برأيكم يا سادة التفسير العلمي؟ هل للماء موقع في بدء الكون بحسب نظرية الانفجار العظيم التي تفسرون بها قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)؟
إنني أتحدى كتاب مدرسة التفسير العلمي ومؤيديها أن يفسّروا هذا الماء بحسب منهجهم العلمي.
وأنا عارف بتفسير الآية والمقصود من الماء وكون العرش عليه، وأستند في ذلك إلى التفسير المأثور والسياق العام للنصوص، ولكن هذا دعوة مني لمؤيدي التفسير العلمي لمناقشة تفسير آية أهمل تفسيرَها كتاب مدرسة التفسير العلمي أجمعون.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:20 م]ـ
أخي الكريم: جمال.
الأسئلة التي تصب في صلب الموضوع لن تجد لها جوابا عند دعاة ما يسمى بالإعجاز بفروعه.
فلا تتعب نفسك في مناظرة من لا يريد المناظرة على الطريقة العلمية، وإنما ينتقي من الأسئلة كما ينتقي من كتاب الله تعالى ما يسهل تحميله ما لا يحمل، وتصح الفلسفة فيه بدون علم، هذا هو الذي ستجد له جوابا سريعا، وثرثرة خالية من الأدلة الشرعية ..
وإن لم تصدقني في هذه؛ فضع موضوعا جديدا آخر وضع فيه تساؤلات من النمط الذي قلت لك، وستجد عشرات الردود في أقل من ساعة زمانية، ولكن - أيضا - بنفس المواصفات التي قلت لك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:34 ص]ـ
الأخ جمال
الإعجاز العلمي موجود في كتاب الله وإنكاره مكابرة.
لقد ثبت أن في القرآن إشارات إلى سنن لله في الكون والأنفس لم يكن للعلم البشري القائم على البحث والتجربة علم بها في زمن التنزيل، ولم يكن لمن أنزل عليه القرآن من طريق إلى معرفتها إلا عن طريق الوحي.
هذه الإشارات جاءت في أسلوب بياني معجز، حيث إن هذه الإشارات جاءت في تراكيب لغوية مفهومة المعنى في جملتها ولكن حين تنظر إلى مفردات التركيب تتوقف عند بعضها لماذا أختيرت هذه المفردة دون غيرها؟ ثم لا تجد جواب على ذلك إلا الظن والتخرص.
ثم جاءت الكشوف العلمية الحديثة لتكشف لنا عن بعض سنن الله في الكون والأنفس ووجدنا أن هذه السنن تتوافق تماما مع ما جاء في القرآن من إشارات لم تكن في السابق مفهومة بشكل قطعي بحيث لا يوجد أي تسأؤل حولها.
اما المطالبة بتفسير القرآن كله تفسيرا علميا فلا أدري ماذا تقصد بذلك يا أخانا جمال ولعلك توضح ذلك؟
أما آية سورة هود فأنا أقلب عليك السؤال وأقول قلي أنت هل كان الماء فعلا موجودا قبل خلق الكون كما تزعم؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:54 ص]ـ
الأخ الكريم جمال،
1. مرّ العالم الإسلامي بمرحلة تخلف علمي، وهو الآن ينهض ويتصاعد وعيه العلمي. من هنا لا يتوقع أن يتنبّه المسلمون إلى المعاني العلمية في القرآن الكريم في مرحلة التخلف العلمي. والحديث في الإعجاز العلمي يتصاعد بتصاعد وعي المسلمين. من هنا يُتوقّع أن يحمل المستقبل مفاجآت إعجازية.
2. كيف تطلب من المسلمين أن يُلِمّوا بالمعاني العلمية دفعة واحدة وأنت تعلم أن الإنسان يتدرج في سلم المعرفة ويتكامل علمه طالما أنه في مرحلة الصعود، (على خلاف مرحلة الهبوط).
3. أما بالنسبة للآية التي ذكرتها:" وكان عرشه على الماء"، فقد قرأنا ونحن صغار وبعد أن كبرنا أن في الآية دلالة علمية؛ لأن العلم المعاصر يقول إن المادة في المراحل الأولى كانت تتألف من ماء، وأن الهيدروجين والأوكسجين هما البداية. هذا طبعاً على ذمة أهل الاختصاص.
4. فأنت عزيزي جمال تتحدى بشيء نعرفه ونحن أطفال. (أرجو أن تعذرني لأنني أتكلم عن واقع ولا أقصد الاستهزاء).
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:40 ص]ـ
أعتقد أنك إن كنت متحققا بمعنى هذه الآية الكريمة فستكون لا محالة من مؤيدي الإعجاز العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:52 ص]ـ
لا ينقضي عجبي من مثل هذا الطرح من الأخ الذي يكتب باسم جمال السبني والتأييد المطلق الغريب من الأخ إبراهيم الحسني لكل ما يعترض به على (الإعجاز العلمي).
ما هكذا تورد الأمور أيها الفضلاء النبلاء، ووجود ملاحظات على ما يكتب في الإعجاز العلمي لا يعني مثل هذا الجور والقسوة والتحدي غير العلمي الذي يدل على مكابرة ظاهرة، وأطلب من أخي إبراهيم الحسني الكف عن إشغالنا في الملتقى باعتراضاته التي تسيئ إلى المعترضين على الإعجاز العلمي كثيراً، فوجود ملاحظات لا يعني مثل هذا النقد اللاذع الشديد غير العلمي برأيي على الأقل، وقد قرأتُ لكم الكثير ولم أعلق وأجدني الآن مضطراً لإخبارك بأن أسلوبك في نقد الإعجاز العلمي غير مناسب إطلاقاً وغير علمي، وأرجو عدم تذكيري بشيء كتبتموه سابقاً فقد قرأته كله عدة مرات ولم يقنعني بشيء، والله يحفظكم.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:35 م]ـ
مرحبا بإخوتي الفضلاء الكرام ..
أعتذر عن الغياب، الذي كان بسبب تعطل خط الإنترنت الذي أشتغل عليه، ولحين أصلحه لا يكون لي مشاركات كاملة كما أتمنى.
وأعد بالإجابة على كل الاعتراضات والأسئلة في أقرب وقت ممكن (خصوصا اعتراضات الأخوين الكريمين أبي عمرو البيراوي وأبي سعد الغامدي).
وأنا سألت مؤيدي الإعجاز العلمي سؤالا، فلا وجه لقلب السؤال عليّ، كما تفضل بذلك الأخ أبو سعد الغامدي.
وإلى أن أعدّ جوابي وبياني، أطلب من الإخوة المعترضين أن يكتبوا ما يعلمونه ويرونه في تفسير الآية وخصوصا قوله تعالى (وكان عرشه على الماء)، ولا أطلب تفسير العرش، بل أريد فقط تفسير الماء الذي كان هو المخلوق قبل خلق السموات والأرض.
إخوتي!
هذا سؤال ملحّ.
كيف لكم أن تشتغلوا بالتفسير (وتفسير الآيات الخاصة بالكون خصوصا) ولم تفكروا بدرس هذه الآية التي تتحدث عن بدء الخلق؟
هذه الآية هي الأساس في عقيدة الخلق في القرآن.
أسألكم: كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن الكريم؟
ماذا هو المخلوق الأول بحسب ما يعلمنا القرآن؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ أعتقد أن هذه النقطة هي ما أخفقت فيه مدرسة التفسير العلمي تماما.
وهل يمكن للمفسر العلمي الحديث عن وجود ماء قبل خلق الكون بحسب ما يعلمه من حقائق ونطريات علمية حديثة؟
هل تُبقي هذه الآية الكريمة أملا للمفسر العلمي ليستمرّ في صناعته؟ أنا لا أعتقد.
لا زلتُ أتحدى مؤيدي التفسير العلمي بأن يفسروا هذه الآية بحسب التفسير العلمي الذي يعتمد على الأفكار العلمية الحديثة.
هاتوا ما عندكم، وأنا سآتي بما عندي. وسيكون حديثنا من أهمّ ما يدور حول التفسير من أحاديث وأكثرهها جدة وجدية.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:56 م]ـ
أخي جمال،
قد أجبناك وسعنا فهات ما عندك
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 03:07 م]ـ
أن العلم المعاصر يقول إن المادة في المراحل الأولى كانت تتألف من ماء، وأن الهيدروجين والأوكسجين هما البداية.
هنا لا اتمالك نفسي من الرد والتوضيح قبل أن أعدّ جوابي المفصل. فهذا القول خطأ علمي محض. بحسب نظرية الانفجار العظيم (وهي في طريقها إلى أن تكون حقيقة علمية وحظيت بموافقة أكثر علماء الكون ومنهم ستيفن هوكينج، وهي البديل العلمي عن النظرية الأخرى نظرية الحالة المستقرة أي أزلية الكون!)، لم يكن لأي من العناصر وجود في المادة الأولية للكون، بل لم يكن من وجود لأية ذرة، بل لم يكن وجود لأي مكون من مكونات الذرة المعروفة مثل الإلكترون والنيوترون وغير ذلك، بل كان كل ما هو موجود عبارة عن طاقة محضة تتألف من جسيمات أولية متناهية في الصغر والضآلة. ثم ـ والكلام لا يزال لنظرية الانفجار العظيم ـ تكونت الذرة في مرحلة لاحقة، وكانت ذرة هايدروجين، فالهايدروجين هو أقدم العناصر وهو أيضا أكثرها شيوعا في الكون. ثم تكونت العناصر الأخرى ومنها الأوكسيجين، وفي مرحلة متأخرة جدا ظهر الماء في بعض الكواكب (أعضاء المجاميع الشمسية) نتيجة اتحاد ذرات الهايدروجين والأوكسيجين.
ولذا فالقول بوجود الماء في بداية الكون خطأ علمي محض.
ولا يمكن إطلاق مفردة (الماء) كمفردة عربية قرآنية على شيء آخر غير السائل الشفاف (حين يكون نقيا) الذي يتكون من الهايدروجين والأوكسيجين، فلا يمكن إطلاقها على الماء الذي يكون مركبا مع العناصر الأخرى في معدن من المعادن. وحتى هذا الماء المركب لا يعود إلى بداية الكون بحسب العلم الحديث.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:09 م]ـ
قد أجبناك وسعنا فهات ما عندك
ليس قبل أن يدلي المفسرون العلميون بدلائهم ويفسروا الآية بتفسيرهم العلمي، أو يعترفوا بالعجز عن تفسير الآية بالتفسير العلمي، علما بأنها آية تتحدث عن خلق السموات والأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:38 م]ـ
الأخ الكريم جمال،
1. قلنا لك هذا وسعنا وانتظرنا تفسيرك للآية الكريمة. وعلى أية حال إليك وجهة نظري الشخصية:
2. علم الفلك أكثره فرضيات ونظريات. ومن هنا لا يسهل الجزم عند أهل العلم في مسألة خلق الكون، وأنت تصر على أنهم لابد أن يعلموا.
3. واضح أن الماء مكون من مكونات عالم المادة. ونفهم من الآية أن الماء سبق وجود السماوات والأرض.
4. إذا صحت نظرية الانفجار فهي مرحلة سبقت وجود الذرات وقبل وجود الماء. والآية تتحدث عن وجود الماء قبل تكوين السماوات والأرض.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:19 م]ـ
أعتقد أنك إن كنت متحققا بمعنى هذه الآية الكريمة فستكون لا محالة من مؤيدي الإعجاز العلمي.
الأمر يقترب مما قلتَ أخي الكريم، فالذي في ذهني يكون في النهاية نوعا من التفسير العلمي، بمعنى أن الموضوع الذي يتحدث عنه النص تحدث عنه العلم الحديث بشكل من الأشكال، وإن لم يكن اكتشافا علميا حديثا وعجيبا. ولكن الميل إلى نوع من التفسير يتوافق مع حقيقة علمية لا يعني أنني مؤيد لمدرسة التفسير العلمي ولا يعني أنني أفسر القرآن بالعلم الحديث. بل أنا أجتهد لفهم النص كما هو، ثم أذكر التوضيح العلمي الحديث للظاهرة الطبيعية، إن وجد مثل هذا التوضيح. وسيكون التفسير الذي أطرحه متوافقا مع التفسير المأثور والسياق العام للنصوص ومتوافقا مع العلم أيضا وإن لم يكن الأمر الثاني مقصودا ومبتغى.
وأنا لا أرفض التفسير العلمي إلا حين يكون مخطئا لا يتوافق مع النص ونظم الآيات واللغة والسياق والتفسير المأثور. أنا أؤمن بأنه يجب توضيح الأمور الطبيعية والكونية التي يلفت القرآن أنظار الناس إليها، بالاستفادة من مكتسبات العلم الحديث، لكن بشرط أن يكون التفسير المطروح للآية يمكن إثباته باللغة والسياق والأثر والشواهد، أي بشرط أن يكون التفسير بشيء قصده النص نفسُه وليس بمعنى يُفرَض على النص فرضا من أجل أن تتوافق الآية مع اكتشاف علمي حديث. وقد ذكرتُ ـ من قبل ـ مثالا لهذا وأعيده هنا: أنا أؤمن بأنه تجب الاستعانة بعلم البحار والأمواج لتوضيح المشهد الطبيعي الذي صورته الآية (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج .. ) وجعلته مثلا للظلام وعدم الإبصار، ولكنني أرفض التفسير المسمى بالعلمي، الذي ليس أكثر من سوء فهم وقصور في الذوق اللغوي، الذي يرى أن قوله تعالى (يغشاه موج) إشارة إلى الأمواج الداخلية .. هذا التفسير يتعارض مع نص الآية قطعا .. وقد وضحت الأمر من قبل. وشيوع هذا التفسير الخطأ بين المسلمين من الأمور المضحكة المبكية.
وبهذا أكون قد وضحت اتجاهي في تفسير الآيات الكونية والطبيعية من القرآن، فأنا لستُ ضدّ العلم الحديث، ولا ضدّ الاستفادة من العلم من أجل توضيح الصورة الطبيعية التي يعرضها القرآن، ولكنني ضد الخطأ في التفسير وإشاعة هذا الخطأ باسم الإعجاز وباسم الدعوة، ضد ردّ التفسير الذي تكون الأمة قد اتفقت عليه في أغلب الأحيان، والإتيان بتفسير ملتوٍ ــ فقط من أجل موافقة الاكتشاف العلمي، ومن آيات هذا أن هذا التفسير العلمي لا يظهر إلا بعد الاكتشاف العلمي!!
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:27 م]ـ
أخي جمال المسألة أيسر وأظهر مما تتصوروالإعجاز العلمي لا يفارق هذه الآية، دون أن يربطها أحد بنظرية الانفجار العظيم.
وأما قولك: وأنا لا أريد هنا تفسير العرش، وإنما أريد من كتاب التفسير العلمي ومؤيديه والمروجين له، أن يقدموا شيئا عن تفسير هذا الماء، الماء مجردا وليس موضوع كون العرش عليه (فهذا لا أطالبهم به لأن ذلك لا قِبَل لهم به).
فهو مردود عليك، فمن عرف معنى العرش عرف حقيقة الماء.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:50 م]ـ
لا ينقضي عجبي من مثل هذا الطرح من الأخ الذي يكتب باسم جمال السبني والتأييد المطلق الغريب من الأخ إبراهيم الحسني لكل ما يعترض به على (الإعجاز العلمي).
أخانا الكبير الدكتور عبد الرحمن الشهري
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن لا تعجب من الدفاع عن التفسير بالمأثور والتأكيد على هذا النوع الأصيل من التفسير. ومن القديم حذر علماؤنا من (التفسير بالرأي)، ويجب أن نحذر هذا النوع من التفسير، لأنه لا ينضبط ـ أولا، وثانيا لأنه يجعل القرآن نصا مقروءا كنص أدبي فيكون لكل قارئ قراءته الخاصة ويكون لكل قراءة نصيب من الوجاهة والإصابة لأن النص الأدبي يخرج من من ملكية المؤلف ويكون ملكا للقارئ الذي يقرؤه .. التفسير بالرأي، خصوصا برأي من أتى بعد ظهور الإسلام بقرون وبعد تغير الثقافات وظهور التحديات والتأثيرات الجديدة، يجعل القرآن قالبا لأفكار مختلفة دون أن يكون للنص نفسه جوهر ثابت.
إخوتي! القرآن موجود بنصه ومعناه، ولا داعي لأن ننتظر مفسرين علميين ليكوّنوا له معاني بالاعتماد على اكتشافات علمية وأفكار جديدة. أنا أركز على هذه النقطة: المعنى القرآني موجود وحاضر، وموجود وحاضر منذ أن أنزل هذا الكتاب من السماء، وما علينا إلا رؤية هذا المعنى، و لا نراه إلا بعد التخلص من النزعات الخاصة في التفسير ومن التأثيرات الأجنبية عن الثقافة الإسلامية الأصيلة، وإلا بعد التسلح بمعرفة اللغة والآثار والثقافة الإسلامية الأصيلة.
وأما عن توافقنا الأخ الكريم إبراهيم الحسني وأنا في نقد التفسير العلمي، فذلك إنما هو لأننا اختبرنا التفسير العلمي (أو ـ على الأقل ـ التفسيرات العلمية المطروحة) وتبين لنا زيف هذه التفسيرات، ولأننا نعرف الذين يطرحون هذه التفسيرات ونعلم أنهم ليسوا مفسرين حقيقيين ولا يهمهم من القرآن إلا الآيات التي يمكنهم أن يقارنوها باكتشافات علمية جديدة وعجيبة صارخة!
وحينما يكتب الأخ الكريم إبراهيم الحسني؛ فأنا أعرف وأعي ما يكتب، وحينما أكتب أنا فالأخ الكريم إبراهيم الحسني يعرف ويعي ما أكتب، ولذلك ترانا يصدق أحدنا الآخر!
ما هكذا تورد الأمور أيها الفضلاء النبلاء، ووجود ملاحظات على ما يكتب في الإعجاز العلمي لا يعني مثل هذا الجور والقسوة والتحدي غير العلمي الذي يدل على مكابرة ظاهرة
أرجو أن يكون صدرك رحبا، كما هو دائما، إزاءنا نحن معاشر نقاد التفسير العلمي، فالتعنيف والقسوة في النقد ليس إلا غيرة على علم التفسير وليس إلا محاولة لمنع غلبة هذه التفسيرات الخاطئة على الفكر الإسلامي.
وأما عن تعبير (التحدي) و (أتحدى) الذي استخدمتُه؛ فهو مجرد تعبير عن استحالة تطبيق التفسير العلمي على الآية المذكورة.
ومع كل هذا أنا أقبل بل وأشكر كل تصحيح وتنبيه، بشرط أن يكون مقرونا بالتدليل والتأصيل والاستدلال، ولا يكون ردا مجملا ورفضا عاما، فلا أحد يستفيد من هذا النوع من الرد.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:33 م]ـ
وأما قولك: وأنا لا أريد هنا تفسير العرش، وإنما أريد من كتاب التفسير العلمي ومؤيديه والمروجين له، أن يقدموا شيئا عن تفسير هذا الماء، الماء مجردا وليس موضوع كون العرش عليه ...
فهو مردود عليك، فمن عرف معنى العرش عرف حقيقة الماء.
يا أخي الكريم
طبعا، الذي يفسر الآية عليه أن يفهم العرش أيضا ومعنى كون العرش على الماء ..
ولكنني قصدت من ذلك أن أركز على موضوع الماء، لئلا يتملص مؤيدو التفسير العلمي بالقول إن الآية من المتشابهات بدليل ذكرها للعرش. وأنا أنتظر وأتوقع هذا. وأنا سبقتهم بالقول إنني لا أريد منهم تفسير العرش وحتى كون العرش على الماء، بل أريد منهم فقط تفسير الماء.
وقصدي من المشاركة وإثارة النقاش كله أن أثبت أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة تفسيرية احترافية حقيقية، بل هي تصيد لموافقات متوهمة مع اكتشافات علمية حديثة، وما عدا ذلك فلا يهتمون به الاهتمام الواجب اللائق، فهم لا يلتفتون في الأغلب الأعم ـ حتى ـ إلى مقاصد الآية وما قبلها وما بعدها!
وأريد أن أثبت لهم أن مدرسة التفسير العلمي لم تستطع حتى الآن، ولن تستطيع، أن تفهم وتقرر عقيدة الخلق القرآنية. لا تستطيع أن تفسر الآيات القرآنية الخاصة بالكون والطبيعة في نظام متكامل من بدء الخلق إلى النظام الكوني الحالي. وسأثبت لهم أنهم لا يعرفون ما هو الكون الذي يقصده القرآن الكريم ويصفه.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:03 م]ـ
المسألة أيسر وأظهر مما تتصور، والإعجاز العلمي لا يفارق هذه الآية، دون أن يربطها أحد بنظرية الانفجار العظيم.
ولكن كيف؟ كيف يمكن تفسير الآية؟ كيف وبأي وجه وأي معنى يكون في بداية خلق الخليقة ماء؟ ما هو التفسير الذي لا يخرج عن السياق العام للنصوص الإسلامية والتفسير المأثور ولا يتصادم ـ في الوقت نفسه ـ مع حقائق العلم الثابتة؟ هذا هو المنشود.
ودعني من موضوع الإعجاز هنا، فنحن حتى الآن لم نعرف أو لم نطرح ـ ضمن هذه المشاركة ـ التفسير، والإعجاز فرع عن التفسير، فلا إعجاز إلا بعد إثبات التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:06 م]ـ
تفسيرك اللغوي للغشية في قوله تعالى: (يغشاه موج) بأنها غطاء مجرد لسطح البحر= فيه نظر.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:23 م]ـ
علم الفلك أكثره فرضيات ونظريات. ومن هنا لا يسهل الجزم عند أهل العلم في مسألة خلق الكون، وأنت تصر على أنهم لا بد أن يعلموا.
صحيح أن بعضه فرضيات ونظريات، ولكن منه ما هو حقيقة ثابتة، ومن هذه الحقائق الثابتة أن الماء والعناصر الكيميائية الحالية لم يكن لها وجود في بداية الكون، وظهر الماء في الكواكب التي هي توابع الشموس (النجوم)، في مرحلة متأخرة من تاريخ الكون. وعلماء الكونيات يبحثون في موضوع خلق الكون ومراحل تطوره بشكل دقيق لا نتخيله. تصور أن بعضهم وضع معادلة لحساب تقريبي لجميع ذرات الكون! وهم الآن فتحوا نفقا في وسط أوربا، يجرون فيه التجارب ويقولون إنهم يحاولون محاكاة الانفجار العظيم في مختبرهم العملاق الذي صمموه وصنعوه في النفق!
3. واضح أن الماء مكون من مكونات عالم المادة. ونفهم من الآية أن الماء سبق وجود السماوات والأرض.
طبعا، (وجود الماء قبل وجود السموات والأرض) هو أوضح ما يمكن فهمه من الآية. وهذه بداية جيدة. فبعضهم يعاند هذا ويرفض التعرض لتفسير الآية بدليل أن الآية من المتشابهات.
ما أريده قوله ـ وسأبسط القول فيه ـ هو التساؤل التالي: هل (الكون) الذي يتحدث عنه العلم الحديث، و (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) اللتان يتحدث عنهما القرآن الكريم، هما شيء واحد؟ هل يقصد القرآن الكريم من (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) النظامَ الكوني بأكمله؟ أنا أريد أن أثير هذه النقطة، وأعتقد أنه مدخل ضروري لفهم الآيات الكونية من القرآن.
4. إذا صحت نظرية الانفجار فهي مرحلة سبقت وجود الذرات وقبل وجود الماء. والآية تتحدث عن وجود الماء قبل تكوين السماوات والأرض.
هنا نقترب بعضنا من بعض، أنا أيضا أريد أن أقول إن نظريات العلم عن أصل الكون شيء، ووصف القرآن الكريم لـ (السموات والأرض) والماء الذي كان موجودا قبلهما شيء آخر، وإن حديث القرآن الكريم عن خلق (السموات والأرض ووجود الماء قبلهما) ليس حديثا عن خلق النظام الكوني بأكمله. وأريد القول إن القرآن الكريم لم يحدث الإنسان عن (الكون) بمعناه العلمي (النظام الكوني) أبدا. وسأفصل القول في ذلك فيما بعد.
وما أريد قوله في النهاية، هو أن مدرسة التفسير العلمي تخطئ خطأ فادحا حينما تقارن بين القرآن والعلم، وحينما تفرض تصورات العلم عن (الكون) على آيات القرآن الكريم عن (السموات والأرض).
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:43 م]ـ
تفسيرك اللغوي للغشية في قوله تعالى: (يغشاه موج) بأنها غطاء مجرد لسطح البحر= فيه نظر.
مرحبا بك أخي العزيز. ومع أن مشاركتك هذه ليست في موضوعها، بل هي ضمن النقاش الدائر في موضوع (الإعجاز العلمي في القرآن .. تصويب الاتجاه للكاتب غازي التوبة). ولكن أردّ عليها بما يلي:
أولا؛ أرجو منك أن تطرح نظرك المشار إليه، فعبارة (فيه نظر) تفيد أن هناك المزيد من الكلام الذي لم تكتبه.
وثانيا؛ أنا لم أقل بأن عبارة (يغشاه موج) تعني أن الموج "غطاء مجرد لسطح البحر"، بل قلت إن معنى الغشيان معلوم، فانظر ـ مثلا ـ العبارة المشابهة في قوله تعالى (فغشيهم من اليم ما غشيهم)، ولاحظ المعنى في مفردة (غشيان) بمعنى الوطء. مختصر الكلام أن (الغشيان) تعني أن يكون شيء ما فوق شيء متمكنا منه بحيث يكون مثل غطاء عليه. والمهم في فهم عبارة (يغشاه موج) أن الموج (وهو الموج الأول = الأسفل) هو فوق البحر، وليس في أعماقه ـ كما فسرها بذلك الزنداني سامحه الله.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:12 م]ـ
مرّ العالم الإسلامي بمرحلة تخلف علمي، وهو الآن ينهض ويتصاعد وعيه العلمي. من هنا لا يتوقع أن يتنبّه المسلمون إلى المعاني العلمية في القرآن الكريم في مرحلة التخلف العلمي. والحديث في الإعجاز العلمي يتصاعد بتصاعد وعي المسلمين. من هنا يُتوقّع أن يحمل المستقبل مفاجآت إعجازية.
كيف تطلب من المسلمين أن يُلِمّوا بالمعاني العلمية دفعة واحدة وأنت تعلم أن الإنسان يتدرج في سلم المعرفة ويتكامل علمه طالما أنه في مرحلة الصعود، (على خلاف مرحلة الهبوط).
ولكن: كيف يمكن أن تتوقف دلالة النصوص القرآنية على عقول المتلقين وعلومهم؟ كيف أصدق أن القرآن لا يؤدي معانيه إلا بعد أن يعرف الإنسان الأمور التي يُفترَض أن القرآن أراد أن يبلغها للإنسان؟ هل يعجز القرآن الكريم ـ معاذ الله ـ عن الدلالة على معانيه الحقيقية؟ أليس هو الكتاب المبين؟
أنت عزيزي جمال تتحدى بشيء نعرفه ونحن أطفال
أنت تقول هذا ـ أخي العزيز ـ، وأنا أقول: إنه قد خلت الكتب والكتابات الإسلامية الحديثة ـ إطلاقا ـ من تفسير هذه الآية، إلا ما يكون نقلا عاديا لأقوال المفسرين أو الآثار الواردة في الباب. ولا أجد باحثا ولا مفكرا إسلاميا تعرض لتفسير هذه الآية. مع الأسف، لا أجد مساهمة لهذا النص في بناء الفكر الإسلامي الحديث. أليس هذا غريبا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:20 م]ـ
هذا سؤال ملحّ.
كيف لكم أن تشتغلوا بالتفسير (وتفسير الآيات الخاصة بالكون خصوصا) ولم تفكروا بدرس هذه الآية التي تتحدث عن بدء الخلق؟
هذه الآية هي الأساس في عقيدة الخلق في القرآن.
أسألكم: كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن الكريم؟
ماذا هو المخلوق الأول بحسب ما يعلمنا القرآن؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ أعتقد أن هذه النقطة هي ما أخفقت فيه مدرسة التفسير العلمي تماما.
وهل يمكن للمفسر العلمي الحديث عن وجود ماء قبل خلق الكون بحسب ما يعلمه من حقائق ونطريات علمية حديثة؟
هل تُبقي هذه الآية الكريمة أملا للمفسر العلمي ليستمرّ في صناعته؟ أنا لا أعتقد.
لا زلتُ أتحدى مؤيدي التفسير العلمي بأن يفسروا هذه الآية بحسب التفسير العلمي الذي يعتمد على الأفكار العلمية الحديثة.
هاتوا ما عندكم، وأنا سآتي بما عندي. وسيكون حديثنا من أهمّ ما يدور حول التفسير من أحاديث وأكثرهها جدة وجدية.
يبدوا من خلال أسئلتك أعلاه وطرحك بصورة عامة أنك وبكل تأكيد تجهل حقيقة القول:
"إن في القرآن إعجازا علمياً"
ولهذا أقول لك يا جمال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه،،،،، وجاوزه إلى ما تستطيع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:34 م]ـ
((يغشاه موج))
هذا النظر الذي طلبت بيانه يدفع إلى تبين أمرين:
1) تفسير (الموج) في القرآن.
2) تفسير هذا النوع من (الغشي).
1) الموج:
ذكر لفظ (الموج) ست مرار في خمسة مواضع:
(وجاءهم الموج من كل مكان) يونس.
(موج كالجبال) هود.
(وحال بينهما الموج) هود.
(موج من فوقه موج) النور.
(وإذا غشيهم موج كالظلل) لقمان.
تكرار ذكر لفظ (الموج) في سورة النور مرتين، فيه دلالة على معنى زائد عما ورد في بقية المواضع الأخرى التي ذكر فيها (الموج) مرة واحدة ..
وذلك يغري بتتبع معنى تلك الزيادة.
لا شك أن المواضع الأربعة التي ذكرت الموج مرة واحدة، إنما كانت تعني الموج المنظور سواء كان عالياً كالجبال وحائلاً بين نوح وابنه، أو غير منقطع من كل مكان، أو يعلوهم كالظلل. هو موج واحد في كل تلك المشاهد القرأنية .. وهي تصور الخوف الهائل من تلك العظمة الإلهية التي تكون بالموج في البحر.
2) الغشي:
الغشي فيه قدر زائد عن التغطية، من احتواء ودخول وإحكام.
ومنه غشيان النعاس، وغشيان الإغماء، وغاشية الجوف: داء يصيب الجوف، وفلان يغشانا أي يأتي إلينا في رحالنا أو بيوتنا ...
والتغشية تزيد عن التغطية بأنها أكثر إحكاماً وإطباقاً .. فقوله تعالى (فغشيهم من اليم ما غشيهم) تعني أنه ابتلعهم واحتواهم في جوفه .. (وهل أتاك حديث الغاشية)؟؟
قد يكون الموج (التيارات البحرية في المحيطات) الذي اكتشف في باطن البحر شيئاً آخر غير الوارد في سورة النور ..
ولكن من أعظم المكابرة أن ترى الآية المنظورة تتطابق مع الآية المنزلة .. ولا تقول: هذا هو هذا!.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:43 م]ـ
ولا يمكن إطلاق مفردة (الماء) كمفردة عربية قرآنية على شيء آخر غير السائل الشفاف (حين يكون نقيا) الذي يتكون من الهايدروجين والأوكسيجين ...
أخي جمال كلامك هذا بعيد عن الصحّة حيث يطلق الماء على غير السائل الشفاف، يقول الله سبحانه وتعالى:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (السجدة:8)
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (المرسلات:20)
(خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) (الطارق:6)
(مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) (ابراهيم:16)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:52 م]ـ
يبدو من خلال أسئلتك أعلاه وطرحك بصورة عامة أنك وبكل تأكيد تجهل حقيقة القول:
"إن في القرآن إعجازا علمياً"
يا أخي الكريم
أنا سألت هذه الأسئلة وطرحتها على نفسي وعلى آخرين، قبل سنوات عدة. ولا تقل لي إن السؤال وطرح السؤال ليس مهما، بل إن السؤال الجديد الذي لم يُطرَح أهم بكثير من الإجابات المكررة. ولا بدّ أن تلاحظ في أسئلتي بدايات ونهايات تفكير طويل، فأسئلتي ليست تقليدية.
ولا تستعجلني، فأنا أطرح الأسئلة لأنني أريد أن أثير الموضوع وأمهد لما أفصل القول فيه قريبا.
وأما (الإعجاز العلمي)، فهو فرع عن (التفسير العلمي)، ونحن نتحدث عن (التفسير العلمي). ومشكلة مؤيدي التفسير العلمي هي أنهم يدعون اكتشاف الوجه الإعجازي حتى قبل أن يلمّوا بتفسير الآية ومعاني مفرداتها، بل وأحيانا قبل أن يدققوا في تعبير الآية، كما حدث للزنداني حينما فسر قوله تعالى (يغشاه موج) بأنه حديث عن الأمواج الداخلية في أعماق البحار، مع أنه لو دقق في نص الآية لأدرك أن الآية تتحدث عن الموج الذي يغشى البحر وليس الموج الذي في عمق البحر!
ليس لأحد أن يتحدث عن (الإعجاز العلمي) إلا بعد أن يثبت تفسيره العلمي ويثبت أن تفسيره يصمد أمام كل انتقاد ويثبت أن تفسيره هو التفسير الصحيح المحتمل الوحيد، فالإعجاز لا يقوم على الاحتمالات.
وتتحدث عن معرفتي بـ (الإعجاز العلمي) كأنني لم أفكر بالموضوع!
أنتم معاشر المفسرين العلميين، تستغلون العاطفة الدينية للمسلمين لفرض تفسيراتكم الخاطئة على القرآن باسم الإعجاز! وأنا من الذين لا يمكن استغلالهم!
ولهذا أقول لك يا جمال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه، وجاوزه إلى ما تستطيع
إذا كنت لا أستطيع شيئا؛ أسكت، وأسكت إلى أن أستطيع تحقيقه ولو بعد سنوات. ولكن إذا طرحتُ الموضوعَ وأثرتُه فهذا يعني أن لدي ما ليس لدى غيري!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 09:59 م]ـ
أخي جمال كلامك هذا بعيد عن الصحّة حيث يطلق الماء على غير السائل الشفاف، يقول الله سبحانه وتعالى:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (السجدة:8)
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (المرسلات:20)
(خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) (الطارق:6)
(مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) (ابراهيم:16)
أخي العزيز
لاحظ القيد (ـ حين يكون نقيا ـ) في كلامي، فأنا لم أقل بأن الماء هو شفاف دائما، بل كلامي مقيد بـ (حين يكون نقيا). ألم تلاحظ هذا القيد؟ وإطلاق (الماء) على (المني) وعلى (الصديد) هو لأنهما سائلان مثل الماء، ويحتويان على الماء بنسبة كبيرة.
وأنا كنت أقصد أنه لا يمكن إطلاق (الماء) كمفردة عربية قرآنية على شيء غير سائل ولو اعتبره العلم ماءً! فالماء قد يكون موجودا في مركبات المعادن والصخور، ولا يعني أنها رطبة ويتقطر منها الماء! بل (الماء) في هذا الوصف العلمي يشير إلى مكون كيميائيّ بحت لا يظهر إلا في المختبر وبعد التحليل.
وكذلك لا يمكن إطلاق (الماء) كمفردة عربية قرآنية على الماء في حالة غازية مثلا.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:27 م]ـ
شكرا على الشرح اللغوي الذي لا يتعارض مع شيء مما ذكرتُه. ولكنني مضطر للتعليق على بعض توجيهاتك الخاصة:
تكرار ذكر لفظ (الموج) في سورة النور مرتين، فيه دلالة على معنى زائد عما ورد في بقية المواضع الأخرى التي ذكر فيها (الموج) مرة واحدة .. وذلك يغري بتتبع معنى تلك الزيادة.
أخي الكريم
أنا بينت سابقا أن الآية تصور مشهد (تراكم الأمواج)، ويحدث هذا في حالة هيجان البحر. فيأتي موج، ولكن قبل أن ينتهي تماما يأتي موج آخر ويركب السابق.
قد يكون الموج (التيارات البحرية في المحيطات) الذي اكتشف في باطن البحر شيئاً آخر غير الوارد في سورة النور ..
هو بالتأكيد شيء آخر، وليس على وجه الاحتمال. وأرجو أن تراجع كلامي في موضعه.
ولكن من أعظم المكابرة أن ترى الآية المنظورة تتطابق مع الآية المنزلة .. ولا تقول: هذا هو هذا!.
هذه مقولة مركزية في مدرسة التفسير العلمي: تطابق الآية المنظورة مع الآية المنزلة.
ولكنني أقول: ليس كل ما هو وارد؛ واقع. لماذا يجب على القرآن أن يذكر كل ما هو موجود في الكون المنظور؟
هذا إضافة إلى أن المفسر العلمي حينما يدلّ على (التطابق) المشار إليه، فإن الذي يقع في الحقيقة هو (مطابقة) من جانبه، فيبقى وجهة نظر فردية وقراءة شخصية.
ويمكن للمفسر العلمي أن يطرح تفسيره الذي يطابق فيه بين آية منظورة وآية منزلة .. فإن خلا تفسيره من الأخطاء اللغوية والنحوية والسياقية ومجانبة الذوق اللغوي وكان مطابقا تماما لتعبيرات الآية ونظمها؛ قبلنا منه على أنه تفسير صحيح محتمل! وإذا أردنا أن نتخذ تفسيره تفسيرا مقطوعا به وجب علينا أن نقارنه بالتفسيرات الأخرى، فإذا تبين أن التفسيرات الأخرى لا تتوافق مع اللغة والسياق والذوق اللغوي ورسالة النص، وأن هذا التفسير المطروح حديثا هو ـ فقط ـ يتوافق مع الأمور المذكورة؛ اتخذناه تفسيرا مقطوعا به ..
ولكن هاتوا المثال! لعلنا نستفيد ونهتدي إلى تفسير أحسن لآية من القرآن، أو لعلنا ننبه إلى مزيد من أخطاء مدرسة التفسير العلمي!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:36 م]ـ
شكرا على الشرح اللغوي الذي لا يتعارض مع شيء مما ذكرتُه. ولكنني مضطر للتعليق على بعض توجيهاتك الخاصة:
أخي الكريم
أنا بينت سابقا أن الآية تصور مشهد (تراكم الأمواج)، ويحدث هذا في حالة هيجان البحر. فيأتي موج، ولكن قبل أن ينتهي تماما يأتي موج آخر ويركب السابق.
هذا تفسيرك أنت وهو ليس يلزم أحداً سواك .. لأن حالة التراكم معبر عنها في الآيات الأخرى (موج كالظلل مثلاً) التي ذكر فيها الموج مرة واحدة.
ونعلم أن الظلل (السحب) التي شبّه بها هذا الموج منها سحب ركامية (يركمه جميعاً) .. والتراكم حاصل بذكر الموج مرة واحدة .. لماذا كرر موج فوقه موج فوقه سحاب .. الحديث عن ثلاثة أشياء .. ثلاث ظلمات .. بعضها فوق بعض .. ظلمة فوقها ظلمة فوقها ظلمة .. حفظك الله.
وليست متجاورة ولا متداخلة ولا متمازجة .. بل بعضها فوق بعض.
فلماذا تعطل لفظاً من الكتاب؟.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:36 م]ـ
الأخ الكريم: عبد الرحمن الشهري.
أخي الكريم: اسمح لي فأنا لا أكتب وجهة نظري من أجل أن أقنع فضيلتكم؛ بل الذي يهمني عندما أكتب - وخاصة فيما يتعلق بكتاب الله تعالى - أن تكون كتابتي ترضي رب العالمين حسب اعتقادي، وليست المسألة عندي تصويت انتخابي فالكثرة عندي مذمومة ..
وإني والله لأستغرب أكثر مما تستغرب أخي الفاضل، كيف لمشرف على ملتقى أهل التفسير أن يغضب، وتتلون كتابته لمجرد أن شخصا كتب يسأل أهل الإعجاز عن أدلتهم ..
أيها الفاضل: نحن نسأل علماء السلف، من أين لكم كذا، وما هو دليلكم على الحكم الفلاني، أفتريدنا أن نستحي من دعاة الإعجاز فلا نطالبهم بالدليل؟
هيهات هيهات ..
إن كنت تدافع عن الإعجاز العلمي فهات ما عندك، وأجب عن الأسئلة التي طرحت في مداخلاتي في الموضوع، أو أجب عن سؤال الأخ جمال ..
وإن كنت لا تناصره، ولكنك تريد ما يسمى بالوسطية، وما يدعى في الأعلام بالرأي والرأي الآخر، وتريد أن يتسع المتقى الذي تشرف عليه لكل تلك الآراء، فشأنك بذلك ..
أما أنا فأكتب ما أدين الله تعالى به؛ ولا أتحاكم إلا إلى الأدلة؛ فمن عنده منها شيء فليتحفني به،مشكورا مأجورا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Feb 2010, 10:41 م]ـ
نسيت أن أذكر فضيلة المشرف بالأسئلة التي يقول إنها جانبت الصواب، وأساءت إلى معارضي الإعجاز وهاهي فليتكرم فضيلته بالجواب عنها، وجزاه الله خيرا.
1 - ما هي ضوابط التفسير العلمي (أرجو أن تكون في نقاط ملخصة موضحة طلبا لا أمرا حتى يستفيد الجميع)
2 - إذا تعارضت أقوال السلف في آية معينة مع أقوال النصارى التي اجترها أصحاب الإعجاز (وهذا وصف للواقع تستدعيه الدقة العلمية) فما هو موقفكم حينذاك؟
3 - لماذا لم يستفد أصحاب الإعجاز من عقولهم التي يقدسونها فيكتشفوا لنا حقيقة علمية من القرآن الكريم؛ لم يكتشفها الآخرون من النصارى ونحوهم؟
4 - لماذا يظلون منتظرين حتى يقول النصارى إنه ثبت علميا أن الجنين يمر بمراحل كذا، وأن الرياح تلقح السحاب، وأن الأرض تنقص من الأطراف، وأن الجماع في فترة الحيض خطير صحيا؛ ثم يهللون ويقولون هذا تدل عليه الآية كذا؛ ثم يتكلفون في لي أعناق النصوص حتى توافق تلك "الحقيقة العلمية" وقد تكون لعبة علمية.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:23 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
تكرر الكلام في هذه المداخلة كثيراً. وقد وجدتك تكرر سؤالاً لم يجبك عنه أحد. وهو مِن أعجب الأسئلة التي يكررها المعارضون للإعجاز العلمي، ولستَ الوحيد في هذا الطرح، تقول: (((لماذا لم يستفد أصحاب الإعجاز من عقولهم التي يقدّسونها فيكتشفوا لنا حقيقة علميّة من القرآن الكريم؛ لم يكتشفها الآخرون من النصارى ونحوهم؟))، وإليك الإجابة عن سؤالك:
أولاً: كيف يمكن لغير المتخصص في الفيزياء مثلاً أن ينتبّه إلى إشارة تتعلق بعلم الفيزياء؟! وكيف يمكن لجاهل في علم الأجنّة أن يلحظ الإشارة العلمية في الآيات التي تتحدث عن تطور الجنين؟! ... وهكذا في كل علم.
ثانياً: شيء طبيعي ومنطقي أن ينتج عن انتشار العلم في بلاد المسلمين وجوه جديدة في الإعجاز، وسيلاحظ الناس أن ذلك سيتصاعد بتصاعد الوعي لدى المسلمين. ومن هنا لا يصح أن نقول: لماذا لم يكتشف المسلمون في عصور التخلف العلمي ما نكتشفه اليوم!!
ثالثاً: تقول مثلاً: (((وأن الجماع في فترة الحيض خطير صحيا؛ ثم يهللون ويقولون هذا تدل عليه الآية كذا)) أين الغرابة في ذلك؛ فالمسلمون كانوا يقرأون القرآن فيعلمون أن الجماع في الحيض فيه أذى، ولمّا درسوا وتعلمّوا وتبحّروا في العلم وجدوا مصداق ذلك في الواقع، فلماذا لا يهللون وهم يجدون صِدق المُخبر؟!!!
رابعاً: النسبة الأكبر من الأبحاث المتعلقة بالإعجاز العلمي لا تصمد أمام البحث الجاد، ولكن هذا لا يسوّغ إصدار الأحكام المطلقة. ويَصدُق كلامنا هذا أيضاً على الكتابات في كل وجوه الإعجاز عبر التاريخ الإسلامي، بما في ذلك الإعجاز البياني، ولكن لماذا؟!
خامساً: لأن الإناء بما فيه ينضح، وبالتالي سيتبين لنا أن هذا القرن هو القرن الذي سيتجلى فيه الإعجاز بأبهى صوره، لأن المؤشرات المتواترة تقول إن المسلمين اليوم باتوا أكثر معرفة وعلماً ووعياً، وأصبحوا يبادرون البحث والاكتشاف ولم يعودوا ينتظرون كما كانوا في بداية نهضتهم العلمية المتأثرة بالغرب.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:06 ص]ـ
هذا تفسيرك أنت وهو ليس يلزم أحداً سواك .. لأن حالة التراكم معبر عنها في الآيات الأخرى (موج كالظلل مثلاً) التي ذكر فيها الموج مرة واحدة.
ونعلم أن الظلل (السحب) التي شبّه بها هذا الموج منها سحب ركامية (يركمه جميعاً) .. والتراكم حاصل بذكر الموج مرة واحدة .. لماذا كرر موج فوقه موج فوقه سحاب .. الحديث عن ثلاثة أشياء .. ثلاث ظلمات .. بعضها فوق بعض .. ظلمة فوقها ظلمة فوقها ظلمة .. حفظك الله. وليست متجاورة ولا متداخلة ولا متمازجة .. بل بعضها فوق بعض.
فلماذا تعطل لفظاً من الكتاب؟.
أحسنت أخى عصام وأبليت بلاءا حسنا
كلامك فى الصميم، وقد أصبت به الهدف اصابة مباشرة
وفى المداخلات القادمة ان شاء الله سوف أكشف عن المزيد من الأخطاء التى وقع فيها هذا الباحث الهمام!!
مع مفاجأت واعدة لم تكن فى حسبان الأخوة الأفاضل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:17 ص]ـ
ومشكلة مؤيدي التفسير العلمي هي أنهم يدعون اكتشاف الوجه الإعجازي حتى قبل أن يلمّوا بتفسير الآية ومعاني مفرداتها، بل وأحيانا قبل أن يدققوا في تعبير الآية، كما حدث للزنداني حينما فسر قوله تعالى (يغشاه موج) بأنه حديث عن الأمواج الداخلية في أعماق البحار، مع أنه لو دقق في نص الآية لأدرك أن الآية تتحدث عن الموج الذي يغشى البحر وليس الموج الذي في عمق البحر!
حذارى، لا تتحدث مرة أخرى عن العلامة الزندانى حتى تعى ما تقول
تقول: " انه لو دقق فى النص لأدرك كذا وكذا "!!
ولك أقول: لو دققت أنت فى النص لأدركت أن الآية تتحدث عن الموج الذى يغشى (بحر لجى)، أى بحر عميق، وليس أى بحر والسلام أيها الباحث الهمام، ومن هنا فسرها العلامة الزندانى بأنها الأمواج الداخلية، وكان يجب عليك أن تتحرى الدقة فى كلامك، لأنك تزعم أنك تلتزم بالنص القرآنى وسياقه، فأين هذا مما ذكرته أنت؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:27 ص]ـ
وأنا أقول: إنه قد خلت الكتب والكتابات الإسلامية الحديثة ـ إطلاقا ـ من تفسير هذه الآية، إلا ما يكون نقلا عاديا لأقوال المفسرين أو الآثار الواردة في الباب. ولا أجد باحثا ولا مفكرا إسلاميا تعرض لتفسير هذه الآية. مع الأسف، لا أجد مساهمة لهذا النص في بناء الفكر الإسلامي الحديث. أليس هذا غريبا؟
كونك لم تجد لا يعنى حتما أنه لم يوجد!!
والا فاعلم أن التفسير العلمى لهذه الآية الكريمة كان هو - ويا للمفارقة العجيبة - أول تفسير علمى للقرآن أطلع عليه فى حياتى على وجه الاطلاق!!
نعم، ففى منتصف السبعينات من القرن الماضى تقريبا (وكنت وقتها غلاما) قرأت أول ما قرأت عن الاعجاز العلمى فى مجلة (منبر الاسلام) التى تصدر عن وزارة الأوقاف المصرية، وكان الموضوع هو هذه الآية على الخصوص ((وكان عرشه على الماء))، فكيف تزعم أنت بكل جرأة أن أحدا من الباحثين لم يتعرض لتفسيرها اطلاقا؟!!
مرة أخرى تنقصك الدقة والاطلاع الواسع، وأراك تلجأ كثيرا الى التعميم واطلاق الأحكام بغير موجب
ولقد أثبت علماء الجيلوجيا أن الأرض قديما كانت تغمرها المياه بشكل كامل، وذلك قبل أن يخلق الله عليها أى صنف من صنوف الأحياء، فكان سلطانه تعالى حينذاك على الماء، اذ لم تكن هناك حياة بعد
كان هذا ما قرأته قبل نحو ثلاثين سنة ونيف، وبصرف النظر عن صواب هذا التفسير من عدمه فان مجرد ذكره يبطل تعميمك السابق بلا شك
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:38 ص]ـ
جاء الحق وزهق الباطل
انظروا أيها الأخوة والأخوات: تلك هى حقيقة الادعاءات التى يتبناها العضو الذى اطلق على نفسه (جمال السبنى)، واعترف هو من قبل - فى موضوع آخر - بأن هذا ليس هو اسمه الحقيقى وانما هو اسم قد اختاره عشوائيا، وذلك دون أن يدرى - كما قال هو بالحرف الواحد - لماذا خطر له هذا الاسم!!
لقد خطر لى بالأمس أن أكتب تعليقا على موضوعه هذا عن الماء أقول فيه:
الأخ المدعو جمال، لماذا تحارب الله ورسوله؟!
لماذا تحرص باهتمام شديد فى أغلب موضوعاتك على نفى الاعجاز العلمى عن القرآن الكريم؟!!
وهل يضيرك شخصيا وجود هذا الاعجاز فى القرآن الكريم؟!!
وأيهما هو الأقرب لاهتمام المؤمن: اثبات الاعجاز أم نفيه؟
كان هذا ما خطر لى بالأمس وأردت تدوينه
لكن اليوم شاء الله تعالى أن أعثر على أحد المواقع العلمانية التى تحارب الاسلام بقوة على الشبكة العنكبوتية، وأن أجده يردد نفس المقولات التى ذكرها صاحب هذا الموضوع
بل الأعجب من هذا أنه يردد نفس الأمثلة التى ضربها لنا فى موضوعات سابقة فى هذا الملتقى المبارك، واليكم أمثلة منها:
1 - مثال العنكبوت ولماذا قال القرآن اتخذت بتاء التأنيث ومحاولة قطع صلة هذا بالاعجاز العلمى، وذلك تحت عنوان:
((كمثل العنكبوت اتخذت بيتا))
2 - حقيقة جريان الشمس لمستقر لها، ونفى الاعجاز العلمى للقرآن فى ذلك، وقد اختير له عنوان:
((كذبة ذكر القرآن (هكذا) لحركة الشمس فى المجرة))
3 - نفى الاعجاز العلمى عن قول القرآن عن السماء ((وانا لموسعون))
4 - الرد على تأويل نظرية (الانفجار العظيم) من القرآن
5 - قول القرآن (يخرج من بين الصلب والترائب) وبيان خطأه (هكذا)
وأخيرا وليس آخرا، هذا الموضوع الراهن، الموضوع القنبلة كما يتوهم، وقد اختير له هناك عنوان:
6 - (كيف يكون العرش على الماء قبل خلق الأرض)؟؟ وهو قريب جدا من عنوان الموضوع الحالى
كل هذه الترهات والأباطيل تجدونها محررة باسم (صلاح يوسف) على الرابط التالى:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=190754#
واسم الموقع ويا للعجب هو: مركز الدراسات والأبحاث العلمانية فى العالم العربى
فهو اذن مركز أبحاث، وأكيد يقف وراءه ممولون يدفعون بسخاء، اما بالشيكل اليهودى، أو بالدولار النصرانى
وأعتقد أنه حتى هذا الاسم الأخير لمحرر هذه الأباطيل (صلاح يوسف) ليس صحيحا، وانما الأقرب الى الحقيقة أن يكون اسم محررها من قبيل:
جلال ايليا، أو كنعان ارميا، أو يعقوب، أو جميل، أو اوشهيوض هلشوت!!
لا تتعجبوا، فتلك عينات حقيقية من أسماء المعلقين التى نجدها وردت بالفعل فى التعليق على مقالة مماثلة لزميلتهم المدعوة: الدكتورة نورا محمد، والتى تشاركهم نفس هذا الأفك اللعين
هذا غيض من فيض، وما خفى كان أعظم!!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:54 ص]ـ
لا ينقضي عجبي من مثل هذا الطرح من الأخ الذي يكتب باسم جمال السبني والتأييد المطلق الغريب من الأخ إبراهيم الحسني لكل ما يعترض به على (الإعجاز العلمي).
ما هكذا تورد الأمور أيها الفضلاء النبلاء، ووجود ملاحظات على ما يكتب في الإعجاز العلمي لا يعني مثل هذا الجور والقسوة والتحدي غير العلمي الذي يدل على مكابرة ظاهرة، وأطلب من أخي إبراهيم الحسني الكف عن إشغالنا في الملتقى باعتراضاته التي تسيئ إلى المعترضين على الإعجاز العلمي كثيراً، فوجود ملاحظات لا يعني مثل هذا النقد اللاذع الشديد غير العلمي برأيي على الأقل، وقد قرأتُ لكم الكثير ولم أعلق وأجدني الآن مضطراً لإخبارك بأن أسلوبك في نقد الإعجاز العلمي غير مناسب إطلاقاً وغير علمي، وأرجو عدم تذكيري بشيء كتبتموه سابقاً فقد قرأته كله عدة مرات ولم يقنعني بشيء، والله يحفظكم.
بارك الله فيك شيخنا الحبيب
كنت أنتظر منكم هذه الكلمة منذ زمان
لقد أدركت ببصيرتك الثاقبة أن وراء هذا التحدى أمر مريب
وأعتقد أن الأخ ابراهيم أصبح يعرف الآن الأثر الخطير لمحاربته الأعجاز العلمى، بل وباقى صور الاعجاز التى لا يتوانى عن مهاجمتها بكل ما أوتى من قوة!!
ولولا أننا نحسن الظن به لقلنا أنه هو الآخر لا يسمى ابراهيم، وانما ديفيد أو صموئيل مثلا، هداه الله للحق وأنار بصيرته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:00 ص]ـ
غرائب وعجائب
من أغرب دوافع صاحب هذا الموضوع في ردّه على التفسير العلمي أنه يرفض الإعجاز العلمي دفاعاً عن التفسير المأثور .. كأن التفسير العلمي هو خصم المأثور وعدوه الذي سينقلب عليه ويعتلي سدة الحكم ملكاً على التفاسير الإسلامية للقرآن!! .. ولا أدري كيف توهم هذا الوهم .. ولا كيف تعارضت عنده الحقيقة الشرعية مع الحقيقة العلمية وتعاندتا وتعاركتا وتدابرتا .. فلا سلام وكلام .. إلى الدرجة التي جعلته يتحكم تحكماً مضطرباً في إلغاء النظر فيما خلقه الله وأمر بالنظر إليه والتفكر فيه .. ولو استطاع أن يذهب يخطب في الناس .. أيها الناس ألا فلا تنظروا إلى الكون ولا تكتشفوا شيئاً .. ولا تقارنوا مكتشفاتكم بكتاب ربكم .. لئلا تسيئوا فهم كلام الله؟!!. إن مجرد المجرد المقارنة بين الكون والقرآن حرام في شرعة ( .. ) .. وإن التعبير عن أفكاركم لإخوانكم في المنتديات حرام عند ( .. ) لأن المنتديات لكبار طلبة العلم .. ولا تكتب بكفك غير شيء ...
وجدنا الله تعالى يمتدح الناظرين في هذا الباب من العلم بأنهم علماء يخشونه حق الخشية في تركيب لغوي مؤتلف ائتلافاً لا ينقضي عجبه وبهاؤه .. قبلها الكون البديع وبعدها الكتاب الخالد:
((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ? وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ?27? وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَ?لِكَ ? إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ? إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) فاطر.
ثم قال بعدها:
((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ?29? لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ? إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ?30?))
المعهود عند بعضهم من قصار النظر أن العلماء هم الحافظون لفروع المسائل الشرعية وأصولها .. أما علماء الكونيات المضبوطون بالنظر الشرعي أو الشرعيون المرتبطون بالكون .. فليسوا عند أولئك في شيء.
وهل يمتدح الله نظراً لا يسفر عن نتائج يا قوم؟ .. فإذا تظاهرت النتائج الناشئة عن التفكر والنظر أمرنا أن نناصبها العداء ونشبعها خصومة وسباباً؟ ..
إن الله تعالى أرشد الناس إلى النظر في ملكه وملكوته حتى يرجعوا إلى الإيمان .. أي هو نظر مطلوب قبل النظر في الكتاب العزيز .. ومعه ..
أين الخصام بين الكتابين؟. لا يوجد إلا في ذهنية متخلفة.
إن الدفاع عن التفسير المأثور إنما يكون في إثبات طلاقته وفي إحسان فهمه وفي جمع دلالاتها الواسعة وفي تحرير الأقوال المختصرة والوجيزة وفي تمحيص أسانيده ورواته .. وليس بالتحكم المتكلف بإلغاء أوجه وجيهة من بيانات الكتاب العزيز لا تتعارض مع المأثور بل تثريها وتثورها، وليس بالتصدي لطلاقة الألفاظ الخالدة والمعاني الكاملة بل تقويها وتزيل عنها ركام العصور والمعاصي وأغلال التقليد والتكلف، وليس بالسباب والطعن في الأعلام الرواسي الذين أفنوا أعمارهم في النظر والبحث والدعوة وليس باقتناص الزلات وإشاعة السقطات.
سيبقى التفسير المأثور هو الأصل .. وسيظل أصيله محفوظاً بحفظ الله تعالى لكتابه .. ولكن ستظل تسبح حوله أنظار المتفكرين وتأملات المتدبرين واكتشافات العلماء الذين هم من خشيته مشفقون ..
والنظر في كل العلوم مهما بلغ ما هو إلا جهد بشري يعتوره النقص وغيره من العوارض البشرية .. ولكنه في تطور ..
والأغرب الأعجب أنه يسمّي من يكتب عن التفسير العلمي: (مدرسة) .. فعل المستشرقين حين يتكلمون عن مناهج التفسير وتأثراً بثقافة ليست عربية أصيلة ولا شرعية في التخاطب مع قوم مشتغلين فرادى بكتاب الله وسنة رسوله .. أحسب والله أعلم أن سكينة تنزل عليهم.
فمن أيّة مدرسة هو .. أمن المدرسة التي تؤمن ببعض و و و و و تترك بعضاً .. إذا لم يكن من المدرسة التي تتفكر في خلق السماوات والأرض .. ليس فيها فطور ولا شُبه.
والله الهادي.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:17 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بخصوص سؤالك فهو سؤال تعجيزي للمفسر، عن أمور لما تستقرّ حقائقها بعد .. وخارج عن نطاق تخصص هذا المفسر ..
لأن المفسر يحقق النظر في الكشف العلمي ثم يرى مطابقه أو نظيره .. في نصوص الشريعة .. ثم يحكم حكماً صوابا أو خطأً.
وأنت بطلبك هذا الذي عنونت به موضوعك وأجلبت عليه بحق وباطل = عاملت المفسر معاملة المكتشف .. وهنا فرق بين المكتشف الذي يقول: ها قد وجدت شيئاً .. والمفسر الذي يقول: أنت وجدت هذا الذي يشبه هذا أو لا يشبهه ..
هل عرفت: هناك مكتشف .. وهناك مفسر ..
أليس هذا الذي طلبته تخليطاً وتخبيصاً.
وهذا ما دأب نصيرك في طلباته من المفسرين .. يطلب منهم أن يكتشفوا .. وهو لم يكتشف شيئاً ولم يفسر خردلة .. يا لله للجهل! ..
هم اكتشفوا لأن عندهم العلوم التجريبية، وهي أدوات الاكتشاف العلمية .. ومفسرونا فسروا لأن ثقافتهم دينية، وهذه أداة التفسير أو التحليل، لا تحظر عليهم النظر ولا التفسير ولا التعبير الذي قد يخطئ وقد يصيب.
كل تعامل مع الظاهرة بما عنده ..
وأحسن من التعجيز والمداورة والمكابرة وصنوف الهروب والتملص - يا أخ - أن تأخذ آية أخرى .. تتكلم عن قضية قريبة المتناول منك سهلة المأخذ عليك يسيرة الأدوات .. وليست من غيوب الماضي السحيق .. ولا من أعماق البحار .. ولا من أفلاك المجرات .. بل قريبة جداً منك، تراه وتراك، وتغشاها وتغشاك، وتؤذيها وتؤذيك .. وتستطيع أنت بنفسك أن تتحقق من صحة قول (المفسرين العلميين) فيها أو تثبت لنا فساده .. وخذ معك نصيرك ..
إنها ذبابة ..
وهي الواردة في قوله تعالى:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ? إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ? وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ? ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ?73?)) الحج.
قالوا: الذباب إذا حط على شيء أفرز عليه عصارة تغير تركيبه، فلا يمكن أن يستعاد كما كان .. وهذا هو السلب المذكور في صدر الآية وعسر استنقاذه المذكور في عجزها.
وهذا الكشف لم يكن معروفاً قبل عشرين سنة خلت .. ولا نص على عصارة أو تركيب كيمائي أو تغيرات في طبيعة المواد .. وهو النظر الحادث غير خارج عن دلالة الآية، ولا عن أقوال من سلف .. فاللفظ طليق يستوعب هذا الجديد بلا أدنى تعارض ..
أليست هذه القضية أسهل في إمكان التحقق من صحة الدعوى، من تلك التي تعيي الزمان وأهله؟.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:15 م]ـ
هذا تفسيرك أنت وهو ليس يلزم أحداً سواك .. لأن حالة التراكم معبر عنها في الآيات الأخرى (موج كالظلل مثلاً) التي ذكر فيها الموج مرة واحدة.
ونعلم أن الظلل (السحب) التي شبّه بها هذا الموج منها سحب ركامية (يركمه جميعاً) .. والتراكم حاصل بذكر الموج مرة واحدة .. لماذا كرر موج فوقه موج فوقه سحاب .. الحديث عن ثلاثة أشياء .. ثلاث ظلمات .. بعضها فوق بعض .. ظلمة فوقها ظلمة فوقها ظلمة .. حفظك الله.
وليست متجاورة ولا متداخلة ولا متمازجة .. بل بعضها فوق بعض.
فلماذا تعطل لفظاً من الكتاب؟.
أولا: لماذا تخلطون هذا الموضوع (موضوع قوله تعالى "وكان عرشه على الماء") بموضوع الموج (سورة النور)؟ فأنا أعتبر هذا تهربا من موضوعنا الأصلي وعجزا عن الإجابة على سؤالي.
ثانيا: لماذا تصرون على التفسير الخطأ؟ لماذا تسقطون أمام تحدي العلم الحديث؟ لماذا تحرفون القرآن تحريفا معنويا من أجل موافقة اكتشاف علمي جديد؟
لماذا تنبذون التفسير المأثور وراء ظهوركم؟ لماذا تتركون التفسير الذي اتفقت عليه الأمة وتتبعون تفسيرا جاء به مدع للتفسير كل همه هو تطويع نصوص القرآن للاكتشافات العلمية الحديثة؟
لست أنا من عطّل لفظا من الكتاب، بل الزنداني هو من ارتكب ذلك. الزنداني عطّل لفظة (يغشى) وركّز فقط على (لجي) بمعنى (عميق) وعلى (موج)،واستنتج من هذا أن الموج المذكور هو في عمق البحر!! فماذا يعني (يغشى) بحسب تفسيره؟ لا شيء! مع أن لفظة (يغشى) تعني أن الموج الأول (الأسفل) هو فوق البحر مباشرة.
فقولوا لي: من الذي عطّل لفظا من الكتاب؟
وقولوا لي: ما هي علاقة الأمواج الداخلية بالظلام الذي تصوره الآية؟ الأمر كله يتعلق بهيجان البحر وبوجود السحاب، وبهذا يكون الظلام الذي لا يمكن فيه إبصار اليد! وأما الأمواج الداخلية فهي موجودة سواء وجد الظلام في البحر أم لا، سواء وجد السحاب أم لا، وأما المشهد الذي تصوره الآية فهو هيجان البحر وتراكم الأمواج فيه وهذا مرتبط بالإعصار المصحوب بالسحاب والمطر.
أيها المسلمون! تبصروا، وانظروا ماذا يطرح عليكم من تفسيرات مغلوطة باسم التنفسير وباسم الإعجاز؟! وافعلوا هذا قبل أن نكون أضحوكة الناس.
وأما قولك (الحديث عن ثلاثة أشياء .. ثلاث ظلمات .. بعضها فوق بعض .. ظلمة فوقها ظلمة فوقها ظلمة .. )، فهو يدلّ على تحقيق ودقة في النظر. ولكنني لا أرتضي ما تقوله بعد ذلك: (وليست متجاورة ولا متداخلة ولا متمازجة .. بل بعضها فوق بعض)، فهذا الكلام لا يعنيني، لأنني لم أقل بأن الموجين يتمازجان، أنا عرضت المشهد وهو مشهد موجين متتالين متراكمين.
ما أطرحه من تفسير للآية يتوافق مع ما أجمعت عليه الأمة، ويتوافق أيضا مع العلم، ولكن مشكلته هي فقط أنه ليس تفسيرا باكتشاف علمي جديد وعجيب وصارخ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:25 م]ـ
أين نص إجماع الأمة أو جمهورها على ما كتبته أنت في هذه الآية وأين عباراتهم الصريحة التي خالفت ما جاء به العلم الحديث؟.
لا نص ولا إجماع ولا حتى قول صريح يخالف ما تجلى في الآفاق ..
السلف أجل من أن يقعوا فيما يقع فيه أمثالك من التسرع والخلط ..
فلا تكذب على سلف الأمة وجمهورها ..
أنت هنا تكذب عليهم كذباً صريحاً أبلق .. ولا كرامة.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:25 م]ـ
أحسنت أخى عصام وأبليت بلاءا حسنا
كلامك فى الصميم، وقد أصبت به الهدف اصابة مباشرة
وفى المداخلات القادمة ان شاء الله سوف أكشف عن المزيد من الأخطاء التى وقع فيها هذا الباحث الهمام!!
مع مفاجأت واعدة لم تكن فى حسبان الأخوة الأفاضل
أنا لست من الغباء بحيث أقول إنني لا أخطئ. وأنا أشكر من يصحح لي.
ولكن تصويبك للأخ عصام فلا يفيدني بشيء لأنه يشبه تشجيع أبطال الرياضة! إذ ليس فيه أي تأييد بالدليل والتوضيح.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:31 م]ـ
أين نص إجماع الأمة أو جمهورها على ما كتبته أنت في هذه الآية وأين عباراتهم الصريحة التي خالفت ما جاء به العلم الحديث؟.
لا نص ولا إجماع ولا حتى قول صريح يخالف ما تجلى في الآفاق ..
ولا تكذب على سلف الأمة وجمهورها.
طالع التفاسير، وسترى أن المفسرين أجمعوا على التفسير الذي ذكرته، وسترى أنهم كلهم فسروا الموج الأول (الأسفل) بالموج العادي المرئي على وجه البحر.
وإذا لم تقتنع فسأنقل لك ولسائر الإخوة عبارات المفسرين.
والحديث عن موج البحر المرئي وتراكم الأمواج على وجه البحر يوافق العلم ولا يخالفه بشيء.
يبدوأن الزنداني جعلكم تمتنعون عن مطالعة التفاسير الأصيلة وشغلكم تماما بتفسيراته الخاطئة.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:45 م]ـ
حذارى، لا تتحدث مرة أخرى عن العلامة الزندانى حتى تعى ما تقول
تقول: " انه لو دقق فى النص لأدرك كذا وكذا "!!
ولك أقول: لو دققت أنت فى النص لأدركت أن الآية تتحدث عن الموج الذى يغشى (بحر لجى)، أى بحر عميق، وليس أى بحر والسلام أيها الباحث الهمام، ومن هنا فسرها العلامة الزندانى بأنها الأمواج الداخلية، وكان يجب عليك أن تتحرى الدقة فى كلامك، لأنك تزعم أنك تلتزم بالنص القرآنى وسياقه، فأين هذا مما ذكرته أنت؟!
أولا؛ أنا لا آبه للألقاب وأحجام الشخصيات. بل يهمني فقط الدليل والبحث والعلم.
ثانيا؛ أقول:
حتى تفسير (لجي) بـ (عميق) ليس هو التفسير المقطوع به، فكثير من المفسرين فسروا لفظة (لجي) بـ (كثير اللج)، و (اللج) عبارة عن معظم الماء كما يقول أهل اللغة. فيكون (بحر لجي) إشارة إلى بحر عظيم متلاطم الأمواج هايج.
وأقول: ألا تعرفون العربية؟ أليست الآية قالت (يغشاه موج)؟ ألا يعني هذا أن الموج (الأول = الأسفل) يغشى البحر نفسه سواء كان عميقا أم ضحلا؟
هل يمكن أن يرجع الضمير في (يغشاه) إلى (لجي)؟ هل يمكن عود الضمير على الصفة؟ ََََ!!!
أين ذوقكم اللغوي؟!
يبدو أننا نتعب كثيرا حتى نصحح الخطأ الذي أشاعه الزنداني.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:48 م]ـ
طالع التفاسير، وسترى أن المفسرين أجمعوا على التفسير الذي ذكرته، وسترى أنهم كلهم فسروا الموج الأول (الأسفل) بالموج العادي المرئي على وجه البحر.
وإذا لم تقتنع فسأنقل لك ولسائر الإخوة عبارات المفسرين.
والحديث عن موج البحر المرئي وتراكم الأمواج على وجه البحر يوافق العلم ولا يخالفه بشيء.
يبدوأن الزنداني جعلكم تمتنعون عن مطالعة التفاسير الأصيلة وشغلكم تماما بتفسيراته الخاطئة.
اللهم صل وسلم على صاحب الخلق العظيم ..
اللهم جاز الشيخ الزنداني وكل علماء الأمة عن هذه الأمة خير الجزاء .. وبارك في عمره .. وتجاوز عنه .. وأسكنه عندك في الفردوس الأعلى .. مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ..
أما بعد
نعم .. انقل لنا الإجماع الذي تزعمه.
ويجب وأنت تنقل للقراء تلك النصوص التي أجمع عليها سلف الأمة كما قلت أن تلتزم الآتي:
- أن يكون النقل مصحوباً بما يشير إلى أنه (إجماع) أو (اتفاق) أو (قول طائفة منهم) .. أربعة مثلاً أو ثلاثة (والثلاثة أقل الجمع) .. ليغلب على الظن أنه محل اتفاق بينهم.
- أن تكون عبارهم صريحة في وصف الظاهرة الكونية.
- أن تثبت أن هذا النقل بألفاظه وكلماته ومعناه هو مخالف لما ظهر للعلماء من موج لجة البحر.
- تذكر أن قطعي القرآن لا يتعارض مع قطعي العلم (حقائقه) وذلك التعارض بين القطعيات لا يتصور بحال .. وأن ظنيات القرآن (ظنياته الدلالية) تُقدم على ظنيات العلم حتى يثبت أو يسقط .. وظني أحدهما يحمل على قطعي الآخر .. وأن الحكم في إثبات القطعي من الظني فيهما يرجع إلى أهل الاختصاص كل في محله.
- اعلم أنك إذا رجحت قولاً على قول من أقوالهم - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- فاعلم أنك بذلك الترجيح تناقض نفسك وتنفي صراحة الإجماع في تلك المسألة ..
- تعبك في تصحيح خطأ العلامة الزنداني يزيد القول ثباتاً إذا كان أصيلاً .. والخطأ إن كان لا يصحح بخطأ أفحش منه .. وإن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصاراً.
- أما سؤالك فقد قلت لك ما معناه: إنه مازال كشفاً ظنياً .. فلا يحمل عليه ظني الكتاب فضلاً عن قطعيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:05 م]ـ
كونك لم تجد لا يعنى حتما أنه لم يوجد!!
والا فاعلم أن التفسير العلمى لهذه الآية الكريمة كان هو - ويا للمفارقة العجيبة - أول تفسير علمى للقرآن أطلع عليه فى حياتى على وجه الاطلاق!!
نعم، ففى منتصف السبعينات من القرن الماضى تقريبا (وكنت وقتها غلاما) قرأت أول ما قرأت عن الاعجاز العلمى فى مجلة (منبر الاسلام) التى تصدر عن وزارة الأوقاف المصرية، وكان الموضوع هو هذه الآية على الخصوص ((وكان عرشه على الماء))، فكيف تزعم أنت بكل جرأة أن أحدا من الباحثين لم يتعرض لتفسيرها اطلاقا؟!!
مرة أخرى تنقصك الدقة والاطلاع الواسع، وأراك تلجأ كثيرا الى التعميم واطلاق الأحكام بغير موجب
ولقد أثبت علماء الجيلوجيا أن الأرض قديما كانت تغمرها المياه بشكل كامل، وذلك قبل أن يخلق الله عليها أى صنف من صنوف الأحياء، فكان سلطانه تعالى حينذاك على الماء، اذ لم تكن هناك حياة بعد
كان هذا ما قرأته قبل نحو ثلاثين سنة ونيف، وبصرف النظر عن صواب هذا التفسير من عدمه فان مجرد ذكره يبطل تعميمك السابق بلا شك
ما كنت أريد طرحه من تفسير للآية هو ـ تقريبا ـ ما قرأته أنت في مجلة (منبر الاسلام). وأشكرك على المعلومة. وأنا لم أر ذلك المقال. وأنا لدي اطلاع لا بأس به على كتابات مدرسة التفسير العلمي وعلى الكتابات الإسلامية الحديثة، ولم أر فيها تفسيرا أو محاولة تفسير للآية الكريمة. وكلامي لا يزال صحيحا على عمومه، فمن النادر جدا أن تجد حديثا أو مقالا أو نقاشا على تفسير هذه الآية. والأهم من كل شيء هو أن الذين يتعرضون لتفسير الآيات الكونية من القرآن لا يتعرضون عادة لموضوع (بدء الخلق) بحسب هدي القرآن، وإذا تعرضوا لذلك فلا يتعرضون إلا لتفسير آيات معينة مثل قوله تعلى ( .. أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .. ) ويهملون تفسير قوله تعالى ( .. وكان عرشه على الماء).
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:54 م]ـ
نعم انقل لنا الإجماع.
ويجب وأنت تنقل للقراء تلك النصوص التي أجمع عليها سلف الأمة كما قلت أن تلتزم الآتي:
أن يكون النقل مصحوباً بما يشير إلى أنه (إجماع) أو (اتفاق) أو (قول طائفة منهم) .. أربعة مثلاً يغلب على الظن أنه محل اتفاق بينهم.
أن تكون عبارتهم صريحة في وصف الظاهرة الكونية.
أن تثبت أن هذا النقل بألفاظه وكلماته ومعناه هو مخالف لما ظهر للعلماء من موج لجة البحر.
أخي الكريم
الإجماع الذي تحدثت عنه ليس من قبيل الإجماعات التي وقعت وحُكيت، على الأمور الاعتقادية والتشريعية. هذا الإجماع يعني أن جميع المفسرين بل وجميع الأمة، فسروا الآية (خصوصا موضوع الموج الأول = الأسفل) هكذا.
جميع المفسرين فهموا من قوله تعالى (يغشاه موج من فوقه موج) أنه يشير إلى الموج العادي المرئي على وجه البحر، وإلى الموج الثاني الذي يأتي بعد الموج الأول.
ويبدو أنك لم تقتنع، ولذا سأنقل لك عبارات المفسرين حتى يتبين لك الأمر.
وأكتفي الآن بعبارة ابن الجوزي والقرطبي ـ رحمهما الله ـ في تفسير الآية:
يقول ابن الجوزي:
(يغشاه) أي يعلو ذلك البحر (موج، من فوقه) أي من فوق الموج (موج)، والمعنى: يتبع الموج موج حتى كان بعضه فوق بعض. (من فوقه) أي من فوق ذلك الموج (سحاب).
ثم ابتدأ فقال (ظلمات) يعني ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الموج الذي فوق الموج وظلمة السحاب
والقرطبي يقول:
(يغشاه موج) أي يعلو ذلك البحر اللجي موج. (من فوقه موج) أي من فوق الموج موج، ومن فوق هذا الموج الثاني سحاب؛ فيجتمع خوف الموج وخوف الريح وخوف السحاب. وقيل: المعنى يغشاه موج من بعده موج؛ فيكون المعنى: الموج يتبع بعضه بعضا حتى كأن بعضه فوق بعض، وهو أخوف ما يكون إذا توالى موجه وتقارب ومن فوق هذا الموج سحاب. وهو أعظم للخوف من وجهين: أحدهما: أنه قد غطى النجوم التي يهتدي بها. الثاني: الريح التي تنشأ مع السحاب والمطر الذي ينزل منه.
وتأمل عباراتهما، تَرَ أنهما لا يفهمان من الموج الأول غير الموج العادي المرئي، وتأمل دقة ابن الجوزي في تبيين مراجع الضمائر ونظم الكلام عموما.
وماذا تتوقع من المفسرين غير ذلك؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 02:18 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم ارحم ابن الجوزي (597هـ) وارحم القرطبي (671هـ) لقد كانا كما قلت لك لا يفتاتان على كتاب الله ولا يجترئان عليه ..
إذن لا إجماع .. ولا تصريح .. ولا تلميح بالمخالفة ..
وحبذا لو تقرأ هذا المقال الذي نقله الأخ الفاضل أبو سعد الغامدي فهو مفيد لنا جميعاً في تصور المسألة:
http://www.uqu.edu.sa/page/ar/38028
ومما في المقال: (في الجانب النقلي)
( ..... )
· أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجى) ليعلم قارئ القرآن أن هذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي أي عميق،?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ? ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.
· وقد بين أهل اللغة والتفسير معنى لفظ (لجي):
فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين: لجي هو العميق.
وقال الزمخشري: اللجي العميق الكثير الماء.
وقال الطبري: ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق كثير الماء.
وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره واللجة معظم الماء، والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.
· وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق الإشارة إليها. قال تعالى?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ?.
قال الزمخشري: (بظلمات متراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب)،
وقال الخازن: (كظلمات في بحر لجي أي عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء)
وقال المراغي: (فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).
· وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.
قال تعالى:?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ ... ?.
· وذكرت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول قال تعالى:? يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ... ? …وهذه صفة للبحر وهي: وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.
· وتشير الآية إلى أن فوقية الموج الثاني على الموج الأول كفوقية السحاب على الموج الثاني. قال تعالى:? يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ... ?.
· ذكرت الآية وجود موج يغشى البحر العميق ويغطيه كما ذكرت وجود موج ثان فوق الموج الأول، وهذا يستلزم وجود بحر فوق (الموج الأول والبحر العميق) وهو البحر السطحي الذي يغشاه الموج الثاني الذي فوقه السحاب.
· وأثبت القرآن دور هذه الحوائل الثلاثة في تكوين الظلمات في البحار العميقة وأن بعضها فوق بعض كما قال تعالى: ?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) ? [النور:40]
وهو ما فهمه بعض المفسرين:
قال الإمام البغوي في تفسيره لهذه الآية: "ظلمة الموج الأول على ظلمة البحر، وظلمة الموج الثاني فوق الموج الأول وظلمة السحاب على ظلمة الموج الثاني".
وقال الإمام ابن الجوزي في تفسيره: "ظلمات يعني ظلمة البحر وظلمة الموج الأول، وظلمة الموج الذي فوق الموج، وظلمة السحاب".
· اشتملت الآية على ذكر ظلمات الأعماق (السبعة) في أولها وظلمات الحوائل (الثلاثة) في آخرها
?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ... ?.
· وذكرت الآية أن هذه الظلمات التي سبق ذكرها بسبب الأعماق أو الحوائل بعضها فوق بعض، وأستعمل القرآن لفظ ظلمات الذي تستعمله العرب للدلالة على جمع القلة، من الثلاثة إلى العشرة، فقبلها تقول ظلمة وظلمتان، وبعدها تقول إحدى عشرة ظلمة، ومن ثلاث إلى عشر تقول ظلمات كما هي في الآية، وهذا ما كشفه العلم كما سبق بيانه: سبع ظلمات للألوان متعلقة بالأعماق وثلاث ظلمات متعلقة بالحوائل (الموج الداخلي، والموج السطحي، والسحاب).
· وبينت الآية التدرج في اشتداد الظلام في البحار العميقة باستعمال فعل من أفعال المقاربة وهو (كاد) وجعلته منفياً. قال تعالى:? إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ? فدل هذا الاستعمال الدقيق على معنيين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن الذي يخرج يده في هذه الأعماق ليراها لايراها إلا بصعوبة بالغة، كما فهم ذلك بعض المفسرين، ومنهم المبرد والطبري.
الثاني: أن الذي يخرج يده في هذه الأعماق ليراها لايراها البتة، لأن فعل المقاربة كاد جاء منفياً، فإذا نفيت مقاربة الرؤية دلت على تمام نفي الرؤية، وهذا ما ذهب إليه بعض المفسرين، أمثال الزجّاج وأبو عبيده والفرّاء والنيسابوري. والآية استعملت تعبيراً يدل على المعنيين معاً.
( ...... )
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:12 م]ـ
الأخ: العليمي.
أولا: مسألة السب والشتم هذه ليست محور النقاش، وكل أحد يتقنها ولذلك قيل إن أبسط الأغراض الشعرية هو الهجاء؛ فلا تتعب نفسك في جمع ما تستطيع من عبارات فيها؛ فهي لا تزيدنا إقناعا بالإعجاز، اللهم إلا أن يكون إعجاز أهل الإعجاز فيها ..
ثانيا: قولك إن جمال ليس إسمه الحقيقي كما قال هو، وهل تعتبر العليمي المصري إسما، أم أن أبا عمرو كنية محددة للشخص وتعرفه وهلم جرا ..
أخي الكريم لا تجعل من نفسك أضحوكة أمام الجميع، ولا ترد على نفسك بنفسك ..
أما أنا فاسمي هو إبراهيم بن محمد عبد الله بن محمد حبيب الله بن محمد مولود، الحسني نسبا الشنقيطي وطنا، عمري 40 سنة، وقامتي مترا و75 سم، ووزني قبل أسبوع 78 كلع.
فهل هذا يقدم أو يؤخر في النقاش ..
هذه هرطقة وعجز أمام الأدلة، وبيان أن أهل الإعجاز لا يملكون من الأدلة على ما يسمونه إعجازا إلا دليلين:
1 - التفنن في السب والشتم لعل بعض أهل الحق يتعقد أو يغمز عليه من هنا أو هناك.
2 - التقليد الأعمى لكل ما يتساقط من شنب آينشتاين، أو ما تبقى من قشرة على صلعة انيوتن ..
أما مدحك للمشرف على ما ساندكم به؛ فهي سياسة لكم بينتها في موضوع: "أسلفني على أن أسلفك " وكذا في موضوع: "الربا والسلم والرهي في الحوار العلمي".
وهذه لا تخدع إلا من يحب المدح والثناء، وفي نفسه ما يكمله ذلك المدح، ولا أظنك ستصيب هذه المرة، فالمشرف ليس من ذلك النوع نحسبه كذلك والله حسيبه ..
ولعلمك فإن الذي يهمنا هو الأدلة لا غير ...
وإن كان أصحابك عجزوا عن الإجابة على الأسئلة؛ فلعلك تكون بطلا وتجيبنا عليها ..
وهذه هي أذكركم بها:
1 - ما هي ضوابط التفسير العلمي (أرجو أن تكون في نقاط ملخصة موضحة طلبا لا أمرا حتى يستفيد الجميع)
2 - إذا تعارضت أقوال السلف في آية معينة مع أقوال النصارى التي اجترها أصحاب الإعجاز (وهذا وصف للواقع تستدعيه الدقة العلمية) فما هو موقفكم حينذاك؟
3 - لماذا لم يستفد أصحاب الإعجاز من عقولهم التي يقدسونها فيكتشفوا لنا حقيقة علمية من القرآن الكريم؛ لم يكتشفها الآخرون من النصارى ونحوهم؟
4 - لماذا يظلون منتظرين حتى يقول النصارى إنه ثبت علميا أن الجنين يمر بمراحل كذا، وأن الرياح تلقح السحاب، وأن الأرض تنقص من الأطراف، وأن الجماع في فترة الحيض خطير صحيا؛ ثم يهللون ويقولون هذا تدل عليه الآية كذا؛ ثم يتكلفون في لي أعناق النصوص حتى توافق تلك "الحقيقة العلمية" وقد تكون لعبة علمية.
وقد حاول أبو عمرو الإجابة عن بعضها في وهن لا يستحق الرد فراجعه عله يعينك.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:29 م]ـ
الأخ المدعو جمال، لماذا تحارب الله ورسوله؟!
هذا الكلام الفارغ والهجوم المضحك، مردود في نحرك.
لماذا تحرص باهتمام شديد فى أغلب موضوعاتك على نفى الاعجاز العلمى عن القرآن الكريم؟!!
وهل يضيرك شخصيا وجود هذا الاعجاز فى القرآن الكريم؟!!
وأيهما هو الأقرب لاهتمام المؤمن: اثبات الاعجاز أم نفيه؟
أنا لم أكتب حول الإعجاز العلمي. أنا أصحح أخطاء كتاب التفسير العلمي. أنا أتحدث عن التفسير وأحذر من الخطأ في التفسير وإشاعة هذا الخطأ باسم التفسير وباسم الإعجاز.
شاء الله تعالى أن أعثر على أحد المواقع العلمانية التى تحارب الاسلام بقوة على الشبكة العنكبوتية، وأن أجده يردد نفس المقولات التى ذكرها صاحب هذا الموضوع
بل الأعجب من هذا أنه يردد نفس الأمثلة التى ضربها لنا فى موضوعات سابقة فى هذا الملتقى المبارك، واليكم أمثلة منها:
1 - مثال العنكبوت ولماذا قال القرآن اتخذت بتاء التأنيث ومحاولة قطع صلة هذا بالاعجاز العلمى، وذلك تحت عنوان:
((كمثل العنكبوت اتخذت بيتا))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - حقيقة جريان الشمس لمستقر لها، ونفى الاعجاز العلمى للقرآن فى ذلك، وقد اختير له عنوان:
((كذبة ذكر القرآن (هكذا) لحركة الشمس فى المجرة))
3 - نفى الاعجاز العلمى عن قول القرآن عن السماء ((وانا لموسعون))
4 - الرد على تأويل نظرية (الانفجار العظيم) من القرآن
5 - قول القرآن (يخرج من بين الصلب والترائب) وبيان خطأه (هكذا)
وأخيرا وليس آخرا، هذا الموضوع الراهن، الموضوع القنبلة كما يتوهم، وقد اختير له هناك عنوان:
6 - (كيف يكون العرش على الماء قبل خلق الأرض)؟؟ وهو قريب جدا من عنوان الموضوع الحالى
كل هذه الترهات والأباطيل تجدونها محررة باسم (صلاح يوسف) على الرابط التالى:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=190754#
واسم الموقع ويا للعجب هو: مركز الدراسات والأبحاث العلمانية فى العالم العربى
فهو اذن مركز أبحاث، وأكيد يقف وراءه ممولون يدفعون بسخاء، اما بالشيكل اليهودى، أو بالدولار النصرانى
وأعتقد أنه حتى هذا الاسم الأخير لمحرر هذه الأباطيل (صلاح يوسف) ليس صحيحا، وانما الأقرب الى الحقيقة أن يكون اسم محررها من قبيل:
جلال ايليا، أو كنعان ارميا، أو يعقوب، أو جميل، أو اوشهيوض هلشوت!!
لا تتعجبوا، فتلك عينات حقيقية من أسماء المعلقين التى نجدها وردت بالفعل فى التعليق على مقالة مماثلة لزميلتهم المدعوة: الدكتورة نورا محمد، والتى تشاركهم نفس هذا الأفك اللعين
هذا غيض من فيض، وما خفى كان أعظم!!!
كان الأولى لي أن آخذ بنصيحة الأخ (إبراهيم الحسني) إذ نصحني بترك إثارة النقاش مع هُواة التفسير العلمي، فهؤلاء اتخذوا التفسير العلمي دينا لهم أو جعلوه من دينهم، ولا فائدة من التصحيح لهم.
وما لاحظتَه ـ يا هذا ـ في المواقع العلمانية من نقد لمزاعم التفسير العلمي هو لأن هؤلاء يعرفون العربية ويشعرون بأخطاء مدرسة التفسير العلمي، وأنا أؤيدهم في انتقاداتهم لتلك التفسيرات العلمية:
فقوله تعالى (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) ليس إشارة إلى أنثى العنكبوت، ومن يقول بذلك أعتبره أميا!
وقوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها)؛ من فسره بدوران الشمس حول مركز المجرة فقد خالف تفسير النبي (صلى الله عليه وسلم) والأمة وجانب الذوق اللغوي وأهمل السياق ونظم الآيات.
وقوله تعالى ( .. وإنا لموسعون)؛ من فسره بتوسع الكون التدريجي بحسب الكونيات الحديثة؛ فقد أثبت أنه لا يفهم الكلام العربي جيدا.
وقوله تعالى ( .. أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .. )؛ من فسره بالانفجار العظيم أثبت على نفسه أنه لم يدقق في تعبير الآية، فالآية تقول إن الله تعالى فتق يعني شق السماوات والأرض، وهذا لا علاقة له بالانفجار العظيم الذي كان توسعا لمادة الكون البدائية بصورة متساوية.
وكذلك عن قوله تعالى (يخرج من بين الصلب والترائب)، توجد تفسيرات حديثة جانبت الصواب.
إضافة إلى أن هذه التفسيرات الحديثة مخالفة جميعُها لما اتفق عليه المفسرون.
وأخيرا، من ظن أن مدرسة التفسير العلمي بمقدورها أن تفسر قوله تعالى (وكان عرشه على الماء)؛ فهو واهم.
وأنا أقول: إن تفسيرات مصطفى محمود وعبد الرزاق نوفل وعبد المجيد الزنداني وزغلول النجار، لمجموعة من الآيات؛ جعلتنا أضحوكة الناس، فهؤلاء العلمانيون ليسوا واقعين تحت تأثير مدرسة التفسير العلمي وهم يشعرون بأخطائنا.
وأنت تتهمني بأنني منهم أو بأنني سرقت أقوالي منهم. وهذا الاتهام مردود عليك، و ـ بصراحة ـ لا يهمني ما تقوله عني، وبصراحة أكثر أنا لا أناقشكم أنتم هواة التفسير العلمي بل أنا أناقش علامتكم. بل أنا مستمرّ وماضٍ في التنبيه على أخطاء المفسرين العلميين. ولي كلام وملاحظات على كل ما طرحته مدرسة التفسير العلمي من تفسيرات للآيات الكونية والطبيعية من القرآن الكريم.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:15 م]ـ
اللهم ارحم ابن الجوزي (597هـ) وارحم القرطبي (671هـ) لقد كانا كما قلت لك لا يفتاتان على كتاب الله ولا يجترئان عليه ..
إذن لا إجماع .. ولا تصريح .. ولا تلميح بالمخالفة ..
وحبذا لو تقرأ هذا المقال الذي نقله الأخ الفاضل أبو سعد الغامدي فهو مفيد لنا جميعاً في تصور المسألة:
http://www.uqu.edu.sa/page/ar/38028
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما في المقال: (في الجانب النقلي)
( ..... )
· أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجى) ليعلم قارئ القرآن أن هذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي أي عميق،?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ? ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.
· وقد بين أهل اللغة والتفسير معنى لفظ (لجي):
فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين: لجي هو العميق.
وقال الزمخشري: اللجي العميق الكثير الماء.
وقال الطبري: ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق كثير الماء.
وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره واللجة معظم الماء، والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.
· وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق الإشارة إليها. قال تعالى?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ?.
قال الزمخشري: (بظلمات متراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب)،
وقال الخازن: (كظلمات في بحر لجي أي عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء)
وقال المراغي: (فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).
· وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.
قال تعالى:?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ ... ?.
· وذكرت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول قال تعالى:? يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ... ? …وهذه صفة للبحر وهي: وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.
· وتشير الآية إلى أن فوقية الموج الثاني على الموج الأول كفوقية السحاب على الموج الثاني. قال تعالى:? يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ... ?.
· ذكرت الآية وجود موج يغشى البحر العميق ويغطيه كما ذكرت وجود موج ثان فوق الموج الأول، وهذا يستلزم وجود بحر فوق (الموج الأول والبحر العميق) وهو البحر السطحي الذي يغشاه الموج الثاني الذي فوقه السحاب.
· وأثبت القرآن دور هذه الحوائل الثلاثة في تكوين الظلمات في البحار العميقة وأن بعضها فوق بعض كما قال تعالى: ?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) ? [النور:40]
وهو ما فهمه بعض المفسرين:
قال الإمام البغوي في تفسيره لهذه الآية: "ظلمة الموج الأول على ظلمة البحر، وظلمة الموج الثاني فوق الموج الأول وظلمة السحاب على ظلمة الموج الثاني".
وقال الإمام ابن الجوزي في تفسيره: "ظلمات يعني ظلمة البحر وظلمة الموج الأول، وظلمة الموج الذي فوق الموج، وظلمة السحاب".
· اشتملت الآية على ذكر ظلمات الأعماق (السبعة) في أولها وظلمات الحوائل (الثلاثة) في آخرها
?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ... ?.
· وذكرت الآية أن هذه الظلمات التي سبق ذكرها بسبب الأعماق أو الحوائل بعضها فوق بعض، وأستعمل القرآن لفظ ظلمات الذي تستعمله العرب للدلالة على جمع القلة، من الثلاثة إلى العشرة، فقبلها تقول ظلمة وظلمتان، وبعدها تقول إحدى عشرة ظلمة، ومن ثلاث إلى عشر تقول ظلمات كما هي في الآية، وهذا ما كشفه العلم كما سبق بيانه: سبع ظلمات للألوان متعلقة بالأعماق وثلاث ظلمات متعلقة بالحوائل (الموج الداخلي، والموج السطحي، والسحاب).
· وبينت الآية التدرج في اشتداد الظلام في البحار العميقة باستعمال فعل من أفعال المقاربة وهو (كاد) وجعلته منفياً. قال تعالى:? إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ? فدل هذا الاستعمال الدقيق على معنيين:
الأول: أن الذي يخرج يده في هذه الأعماق ليراها لايراها إلا بصعوبة بالغة، كما فهم ذلك بعض المفسرين، ومنهم المبرد والطبري.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن الذي يخرج يده في هذه الأعماق ليراها لايراها البتة، لأن فعل المقاربة كاد جاء منفياً، فإذا نفيت مقاربة الرؤية دلت على تمام نفي الرؤية، وهذا ما ذهب إليه بعض المفسرين، أمثال الزجّاج وأبو عبيده والفرّاء والنيسابوري. والآية استعملت تعبيراً يدل على المعنيين معاً.
( ...... )
أخي عصام!
أنا تعبت من التوضيح ..
إلى متى تتعامون عن تفسير مفسرينا، وتتبعون تفسير الزنداني الذي جاء به بعد اكتشاف الأمواج الداخلية في البحار!
أكتب لك ما يلي
ما ذكره الزنداني من طبقات امتصاص الألوان في البحر (ما سمّي في المقال بظلمات الأعماق السبع) لا علاقة له بالآية. فالآية لم تذكر سوى الظلمات الثلاث (موج ـ موج تال ـ سحاب). والزنداني لا يعلم أو تغافل عن أن مفردة (ظلمة) تعني في العرف اللغوي حاجزا للضوء، ولا تعني الظلام نفسًه. فتطلق المفردة على شيء أو طبقة تحجز الضوء كليا أو جزئيا. فمثلا: الظلمات الثلاث هي في آية أخرى (المشيمة وجدار الرحم وجدار البطن)، وهذا يعني أن الظلمة هي الشي نفسُه الذي يسبب الظلام. وكذلك في قوله تعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب: ظلمات بعضها فوق بعض .. ). فهي ظلمات محددة وعبارة عن حواجز للضوء، ومعروف أن الأمواج البحرية وهيجانات البحر تجعل الرؤية في البحر مستحيلة (حتى في النهار) خصوصا مع وجود السحاب الذي يحجز ضوء الشمس. وإذا لم يوجد السحاب فيكون البحر كله زبدا أبيض في حالة الهيجان، وتكون الرؤية مستحيلة تقريبا في هذه الحالة أيضا. وأما ما ذكره الزنداني فلا يمكن تسميته بـ (ظلمات)، بل كل ما هناك هو امتصاص لون من الألوان في طبقة من طبقات مياه البحر. والآية قصدت من (ظلمات) حواجز للضوء، وهذه الحواجز هي: الموج، الموج التالي، السحاب. وهي بعضها فوق بعض.
وأنا أسأل الزنداني سؤالا: إذا كان هناك سحاب فهل يكون ثمة ضوء للشمس حتى تمتص الطبقات الأولى من المياه بعضا من ألوانه؟!!!!!!!!!!!!!!!
وأنا بهذا أثبت بصورة قطعية أن ما يذكره الزنداني لا يمتّ إلى مشهد الآية بأوهى صلة.
ولا يتعين أن تكون فوقية السحاب على الموج التالي مثل فوقية هذا الموج التالي على الموج الأول، أي لا يتعين أن تكون فوقية مباشرة. المهم أن السحاب هو فوق الموج الثاني. بل أنا أقول إن الموج الذي هو فوق الموج الأول، وذكره الزنداني؛ ليس فوق الأمواج الداخلية! بل الأمواج الداخلية هي تحت مياه البحر العلوية التي هي تحت الموج الثاني لا محالة. بينما السحاب هو فوق الموج الثاني ولا يفصل بينهما فاصل إذ لا يوجد بينهما إلا الفضاء الخالي والهواء. وهكذا خالف الزنداني بتفسيره منطوق الآية من جهات متعددة.
ثم يا أخي!
أنت تقول ـ مثلي ـ إن الموج (الأول) يغشى البحر ويغطيه (إذ كتبتَ: ذكرت الآية وجود موج يغشى البحر العميق ويغطيه)، ثم تتبع تفسير الزنداني للموج (الأول) بأنه الموج الداخلي!! فهل الموج الداخلي يغشى البحر أو هو داخل البحر وفي أعماقه؟!
وأطلب من الزنداني وتلامذته أن يفرّقوا بين (البحر العميق) و (أعماق البحر)، فبين هذين فرق. فإذا قيل "إن هذا الشيء يغشى البحر العميق"؛ لا يعني هذا الكلام سوى أن ذلك الشيء هو فوق البحر نفسه. ولكن إذا قيل "إن هذا الشيء يغشى أعماق البحر"؛ ففي هذه الحالة يعني الكلام أن ذلك الشيء هو في أعماق البحر ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:17 م]ـ
راجعت بعض المداخلات للمدعو: العليمي فإذا هو ينتقد على الأخ جمال أنه - بحسب دعوى العليمي - أخذ بعض الأمور من موقع للعلمانيين ..
وكانت هذه مفاجأة كبيرة؛ فكما يقول المثل: إن الجمل لا يرى اعوجاج رقبته ..
كيف يمكن لمدعي الإعجاز انتقاد من يأخذ على العلمانيين، وهم يبتلعون كل جديد يكتبه الكفار الأصليون بقشوره ويهضمونه وتمتصه أجسامهم ويسري في عروقهم وأكثر من ذلك يحاولون تطويع كتاب الله تعالى ليوافق تلك النفايات التي لا تمت إلى العلم بصلة واستيعابها بالبطن أهون من فهمها بالعقل؟
إنه لشيء غريب حقا.
وهذه هي النت وعجائبها وغرائبها.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:20 م]ـ
أين الإجماع المخالف .. بلا كثرة كلام؟
ولا داعي لتشرح لي بليّ عنق الاكتشاف وكبح طلاقة النصوص ..
الكلام المختصر مفيد.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:35 م]ـ
أنا متابع أكثر مني مشارك في مداخلات ولعلي مكثر في المتابعة.
كلامي هنا للأخ إبراهيم الحسني.
قرأت مداخلاتك هنا وفي مواضيع أخرى. وقد عجبت لصبر الأخوة عليك. فقد أفلحت في اضاعة وقتهم واهداره. وأنت تكرر نفسك من غير أن تأتي بجديد. وأعجب لصبر الأخ البيراوي على الحديث معك وقد أجابك في كل مرة بما يشفي بكل أدب واحترام ثم أنت تتجاهل الاجابات وتعيد طرح المسائل التي تمت الاجابة عليها. وإني أناشد الأخ البيراوي أن يهمل مداخلاتك حتى لا يضيع وقته هدرا. وأنا لا أعجب من نفاد صبر بعض الأخوة وإني أنصحهم أن لا ينجروا إلى دائرة المهاترات. أما السلف فقد كنت أسوأ معبّر عنهم. أما المشرف الكريم ففي ميزان حسناته إن شاء الله صبره عليك. وكما قال البيراوي لا نشك في صدقك وإخلاصك وإنما هو منهج نشأت عليه ولا تعدم ثوابه فماذا نصنع نحن؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:37 م]ـ
الأخ: العليمي.
أولا: مسألة السب والشتم هذه ليست محور النقاش، وكل أحد يتقنها ولذلك قيل إن أبسط الأغراض الشعرية هو الهجاء؛ فلا تتعب نفسك في جمع ما تستطيع من عبارات فيها؛ فهي لا تزيدنا إقناعا بالإعجاز، اللهم إلا أن يكون إعجاز أهل الإعجاز فيها.
هذا أكبر دليل على أنك لم تفهم شيئا مما قلته وبينته لك، وهذا ليس بجديد عليك، فمنذ متى وأنت تفهم ما نقول حتى تفهمنا الآن؟!!!
أين هو السب والشتم أيها المفتر والمجادل بالباطل؟!
سبحان الله!!، هل تعتبر قولى أننى أحسن الظن بك سبا وشتما؟!!
ثم هل اطلعت على الرابط الذى ذكرته فى مداخلاتى ورأيت هول ما فيه؟!
كل ما يهمك هو شخصك فحسب، ابراهيم الحسنى ولا شىء سواه، أما القرآن ومحاولات العلمانيين المكشوفة لتجريده من اعجازه العلمى فانها لا تهمك فى شىء!!، بل أنت تهلل لها وتباركههم فى افترائهم على القرآن، أما أن يمس أحد شخصك المبجل بكلمة فالويل له!!!
ثانيا: قولك إن جمال ليس إسمه الحقيقي كما قال هو، وهل تعتبر العليمي المصري إسما، أم أن أبا عمرو كنية محددة للشخص وتعرفه وهلم جرا ..
أخي الكريم لا تجعل من نفسك أضحوكة أمام الجميع، ولا ترد على نفسك بنفسك
والله يا ابراهيم أنت الذى جعلت من نفسك اضحوكة للجميع وليس أنا
وكم نصحناك بالحسنى ولكن بلا جدوى
واعلم أنه كان فى مقدورى أن أفضح جهلك المطبق فى مناسبات عديدة، ولكنى أشفقت عليك وسترت عليك، فكان هذا هو جزائى منك!!!
أما أنا فاسمي هو إبراهيم بن محمد عبد الله بن محمد حبيب الله بن محمد مولود، الحسني نسبا الشنقيطي وطنا، عمري 40 سنة، وقامتي مترا و75 سم، ووزني قبل أسبوع 78 كلع.
فهل هذا يقدم أو يؤخر في النقاش
لا يهمنى لا اسمك ولا أصلك وفصلك، ولا أعبأ بوزنك ولا طولك ولا عمرك
كلك على بعضك، من أخمصك الى رأسك لا يهمنى ولا يعنينى فى شىء يا صاح
ثم عن أى نقاش تتحدث؟!!
دعنى اذن أبصرك بحقيقة نفسك:
هل تحسب أنك أهل للنقاش فى الموضوعات العلمية
للأسف يا ابراهيم، أنت لا تحسن غير أمر واحد، لا تحسن غير الهجوم بغير علم ولا تجيد غير شخصنة المسائل، ثم تهرول لتتهم الآخرين بالشخصنة
وأنت بارع فى أمر واحد أيما براعة!! فى المراوغة والخداع فى كل نقاش تخوضه، وكان بامكانى كما قلت أن أفضح الاعيبك هذه منذ زمان، ولكنى - كما قلت أيضا - أشفقت عليك، ولا زلت مشفقا عليك، الا اذا استفززتنى مجددا، وقد أعذر من أنذر
أما مدحك للمشرف على ما ساندكم به؛ فهي سياسة لكم بينتها في موضوع: "أسلفني على أن أسلفك " وكذا في موضوع: "الربا والسلم والرهي في الحوار العلمي".
هذه من جهالاتك وأوهامك، وأنا لا أعرف هذه السياسة الخبيثة التى تتحدث عنها، وموضوعاتك الخبيثة التى ذكرتها انما تنم عن قلب أسود حقود، ونفس يملؤها الغل والحسد أعاذنا الله منهما، وأنا ولله الحمد لست فى حاجة الى أن أستلف من غيرى أى شىء كان
ثم بالله عليك ألا تخجل من نفسك؟!!
هل هذه موضوعات جديرة بأن تكتب فى ملتقى دينى محترم، موضوعات عنوانها السوقى العامى ينضح بما فيها ويكشف عن عقد وأمراض كاتبها
اذهب فعالج نفسك أولا يا ابراهيم، ثم تعال لنا واكتب ما شئت بعد أن تكون قد شفيت باذن الله
ولعلمك فإن الذي يهمنا هو الأدلة لا غير ...
وإن كان أصحابك عجزوا عن الإجابة على الأسئلة؛ فلعلك تكون بطلا وتجيبنا عليها ..
هذا من أوهامك كما قلت، فان الذى يهمك هو شخص ابراهيم الحسنى لا غير
وأصحابى لم يعجزوا كما تتوهم، وانما هم لم يجدوا فى اسئلتك ما يستحق الجواب عنه، فانها اسئلة أطفال مبتدئين، لذلك لم يعيروها التفاتا، وكذلك أنا
أنت الذى بدأت بالعدوان يا ابراهيم، فتذكر ذلك جيدا
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:51 م]ـ
هذا أكبر دليل على أنك لم تفهم شيئا مما قلته وبينته لك، وهذا ليس بجديد عليك، فمنذ متى وأنت تفهم ما نقول حتى تفهمنا الآن؟!!! .............................................. ..........................
ما هذا الكلام؟ هل هذا هو كلام أهل التفسير؟
والله أنا أستحيي وأخجل حين أقرأ هذا الكلام.
والله أنا يئست من كل نقاش وكلام في هذا المنتدى.
ما هذه الحروب والمناوشات؟
لماذا تنضح الردود والاعتراضات بالحقد والضغينة؟
لماذا يشتد الأمر هكذا؟
لماذا لا يمكن أن نناقش الأمور بأعصاب باردة؟
لماذا ينتهي كل نقاش إلى تقاذف الاتهامات والشتائم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:02 م]ـ
كان الأولى لي أن آخذ بنصيحة الأخ (إبراهيم الحسني) إذ نصحني بترك إثارة النقاش مع هُواة التفسير العلمي،. . . وما لاحظتَه ـ يا هذا ـ في المواقع العلمانية من نقد لمزاعم التفسير العلمي هو لأن هؤلاء يعرفون العربية ويشعرون بأخطاء مدرسة التفسير العلمي، وأنا أؤيدهم في انتقاداتهم لتلك التفسيرات العلمية.
سبحان الله العظيم!!
الآن أصبحنا من هواة التفسير العلمى!
ومنذ قليل كنت تشكرنى على افادتى لك بمعلومة تخص التفسير العلمى!!
بل واعترفت بأن التفسير الذى جئتك به كنت تزمع أنت أن تذكره، وهذا هو نص كلامك حتى يشهد الجميع، لقد قلت - يا هذا - لى بالحرف الواحد ما يلى:
ما كنت أريد طرحه من تفسير للآية هو ـ تقريبا ـ ما قرأته أنت في مجلة (منبر الاسلام). وأشكرك على المعلومة. وأنا لم أر ذلك المقال
ثم تعترف بصراحة أنك تؤيد العلمانيين فى انتقاداتهم للاعجاز العلمى للقرآن!!!
فأين حمرة الخجل وأنت تكتب فى موقع أهل القرآن؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:02 م]ـ
أين الإجماع المخالف .. بلا كثرة كلام؟
ولا داعي لتشرح لي بليّ عنق الاكتشاف وكبح طلاقة النصوص ..
الكلام المختصر مفيد.
أخي الكريم عصام
ماذا تتوقع من المفسرين أن يقولوا عن الموج؟
هل ذكر واحد منهم الموج أو التيار الداخلي؟ بل هل تتوقع ذلك؟
من الواضح أنني لم أقل بأن واحدا من الأئمة قال ما نصه (وأجمعوا على أن الموج الوارد ذكره في سورة النور هو الموج العادي المرئي على وجه البحر)!!
بل هذا (الإجماع التفسيري) يُستفاد من مطالعة عبارات المفسرين كلهم في تفسير الآية. طالع التفاسير، فسترى ما أقول. أو اسأل مفسرا معاصرا غير واقع في هوى مدرسة التفسير العلمي.
وإذا لم يعلّق بعض المفسرين بشيء على موضوع الموج فلأن الموضوع لم يكن بحاجة للإيضاح بنظره، فمن يستشكل الحديث عن موج البحر؟!
هذا (الإجماع التفسيري) الذي أتحدث عنه، هو مثل إجماعهم على تفسير (العلق) بـ (الدم المتجمد) أو (الدم الغليظ) إذا لم يفكر واحد منهم باحتمال أن يكون المقصود هو (الدودة التي تعلق وتمتص الدم).
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:12 م]ـ
سبحان الله العظيم!!
الآن أصبحنا من هواة التفسير العلمى!
ومنذ قليل كنت تشكرنى على افادتى لك بمعلومة تخص التفسير العلمى!!
بل واعترفت بأن التفسير الذى جئتك به كنت تزمع أنت أن تذكره، وهذا هو نص كلامك حتى يشهد الجميع، لقد قلت - يا هذا - لى بالحرف الواحد ما يلى:
ثم تعترف بصراحة أنك تؤيد العلمانيين فى انتقاداتهم للاعجاز العلمى للقرآن!!!
فأين حمرة الخجل وأنت تكتب فى موقع أهل القرآن؟!!
أنا أؤيد من يظهر خطأ تفسير خاطئ، سواء كان باحثا مسلما أم مستشرقا أم أيا كان.
التفسير الخاطئ لا يستحق أي احترام. وأنا مستعد للتعاون مع أي إنسان لاكتشاف وإظهار خطأ كل الآراء والأقوال الخاطئة.
وأما عن شكري لك على المعلومة المذكورة؛ فقد كنت أقصد أن ورود تفسير كذلك في مجلة (منبر الإسلام) كان معلومة جديدة لي. ولكنك تستغل هذا الشكر لاعتراض لا يسمن ولا يغني من جوع.
وقد قلت من قبل: أنا لا أعارض التفسير العلمي إلا إذا كان خاطئا. فأنا مع التوضيح العلمي لماذا ذكره القرآن الكريم نفسُه. فأنا أستعين بعلم البحار والأمواج لتوضيح مشهد الأمواج في تفسير آية سورة النور، ولكنني أجتهد وأتعب نفسي ـ بلا فائدة فيما يبدو ـ في إظهار خطأ التفسير الذي جاء به الزنداني وحاول فيه تفسير النص باكتشاف طبيعي جديد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:20 م]ـ
أخي عصام!
أنا تعبت من التوضيح ..
إلى متى تتعامون عن تفسير مفسرينا، وتتبعون تفسير الزنداني الذي جاء به بعد اكتشاف الأمواج الداخلية في البحار!
أكتب لك ما يلي
ما ذكره الزنداني من طبقات امتصاص الألوان في البحر (ما سمّي في المقال بظلمات الأعماق السبع) لا علاقة له بالآية. فالآية لم تذكر سوى الظلمات الثلاث (موج ـ موج تال ـ سحاب). ..
قولك الآية لم تذكر إلا الظلمات الثلاث جهل واضح ودليل على عدم معرفتك باللغة فضلا عن فهم الآية وأقوال أهل العلم فيها فدع عنك التعالم.
الله يقول " أو كظلمات في بحر لجي" وهذه الظلمات غير الظلمات في قوله " ظلمات بعضها فوق بعض"
وعلى فهمك يا أستاذ جمال الظلمة واحدة فقط هي الظلمة الناتجة عن السحاب أما ما يعرف بتراكب الأمواج السطحية فلا يحدث أي ظلمة إذا لم يكن هناك سحاب فأفهم تفلح أو استرح وأرح.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:26 م]ـ
كان الأولى لي أن آخذ بنصيحة الأخ (إبراهيم الحسني) إذ نصحني بترك إثارة النقاش مع هُواة التفسير العلمي،. . . وما لاحظتَه ـ يا هذا ـ في المواقع العلمانية من نقد لمزاعم التفسير العلمي هو لأن هؤلاء يعرفون العربية ويشعرون بأخطاء مدرسة التفسير العلمي، وأنا أؤيدهم في انتقاداتهم لتلك التفسيرات العلمية.
سبحان الله العظيم!!
الآن أصبحنا من هواة التفسير العلمى!
ومنذ قليل كنت تشكرنى على افادتى لك بمعلومة تخص التفسير العلمى!!
بل واعترفت بأن التفسير الذى جئتك به كنت تزمع أنت أن تذكره، وهذا هو نص كلامك حتى يشهد الجميع، لقد قلت - يا هذا - لى بالحرف الواحد ما يلى:
ما كنت أريد طرحه من تفسير للآية هو ـ تقريبا ـ ما قرأته أنت في مجلة (منبر الاسلام). وأشكرك على المعلومة. وأنا لم أر ذلك المقال
ثم تعترف بصراحة أنك تؤيد العلمانيين فى انتقاداتهم للاعجاز العلمى للقرآن!!!
فأين حمرة الخجل وأنت تكتب فى موقع أهل القرآن؟!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:34 م]ـ
كان الأولى لي أن آخذ بنصيحة الأخ (إبراهيم الحسني) إذ نصحني بترك إثارة النقاش مع هُواة التفسير العلمي،. . . وما لاحظتَه ـ يا هذا ـ في المواقع العلمانية من نقد لمزاعم التفسير العلمي هو لأن هؤلاء يعرفون العربية ويشعرون بأخطاء مدرسة التفسير العلمي، وأنا أؤيدهم في انتقاداتهم لتلك التفسيرات العلمية.
سبحان الله العظيم!!
الآن أصبحنا من هواة التفسير العلمى!
ومنذ قليل كنت تشكرنى على افادتى لك بمعلومة تخص التفسير العلمى!!
بل واعترفت بأن التفسير الذى جئتك به كنت تزمع أنت أن تذكره، وهذا هو نص كلامك حتى يشهد الجميع، لقد قلت - يا هذا - لى بالحرف الواحد ما يلى:
ما كنت أريد طرحه من تفسير للآية هو ـ تقريبا ـ ما قرأته أنت في مجلة (منبر الاسلام). وأشكرك على المعلومة. وأنا لم أر ذلك المقال
ثم تعترف بصراحة أنك تؤيد العلمانيين فى انتقاداتهم للاعجاز العلمى للقرآن!!!
فأين حمرة الخجل وأنت تكتب فى موقع أهل القرآن؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 07:44 م]ـ
قولك الآية لم تذكر إلا الظلمات الثلاث جهل واضح ودليل على عدم معرفتك باللغة فضلا عن فهم الآية وأقوال أهل العلم فيها فدع عنك التعالم.
الله يقول " أو كظلمات في بحر لجي" وهذه الظلمات غير الظلمات في قوله " ظلمات بعضها فوق بعض"
وعلى فهمك يا أستاذ جمال الظلمة واحدة فقط هي الظلمة الناتجة عن السحاب أما ما يعرف بتراكب الأمواج السطحية فلا يحدث أي ظلمة إذا لم يكن هناك سحاب فأفهم تفلح أو استرح وأرح.
أنا شرحت ووضحت كل شيء، ولكن يبدو أن من المعترضين من لا يقرأ جيدا.
ألم أوضح أن (الظلمة) في العربية والعرف اللغوي العربي هي (حاجز الضوء) وليس الظلام نفسه؟
المشيمة التي هي إحدى الظلمات الثلاث التي تلفّ الجنين، هي غشاء رقيق شبه شفاف وليست مظلمة ظلاما أسود في نفسها. ومع ذلك فهي (ظلمة) لأنها حاجز من شأنه أن يحجز بعضا من الضوء.
وكذلك الموجان المتتاليان المتراكمان في البحر هما حاجزان يمنعان من الإبصار، ولهما كتلة من شأنها أن تعتبر حاجزة. وفي حالة هيجان البحر وحتى في النهار وبدون السحاب تقرب درجة الرؤية من الصفر، فلا ترى إلا زبدا أبيض في تلك الحالة العصيبة، وإذا صاحب ذلك وجود السحاب فذلك يعني الظلام المطبق الذي صورته الآية. والمهم أن الموج الأول والموج الثاني والسحاب، كل هذه تجتمع فتكوّن ذلك الجوّ المظلم.
واعلم أن الظلمات المذكورة في الآية والموصوفة بأنها (بعضها فوق بعض)، هي الظلمات نفسُها التي وصفت في الآية بأنها (في بحر لجي). فيقول تعالى ( .. كل كظلمات في بحر لجي ... ظلمات بعضها فوق بعض .. ) والكلام مترابط متكامل، فقوله (ظلمات بعضها فوق بعض) إخبار عن الأمور / الظلمات المذكورة التي هي (الموج ـ الموج التالي ـ السحاب). وأما البحر فهو المكان الذي توجد فيه هذه الظلمات.
ووَهِم من قال بأن (البحر) في العربية هو الماء مجردا، بل البحر هو المكان قبل كل شيء. وإذا وصفنا شيئا بأنه (في البحر) فلا يتعين ولا يجب أن يُفهَم من هذا أنه داخل في ماء البحر. وقد قال تعالى (وله الجوار المنشآت في البحر)، مع أن السفن ليست في المياه إلا أسافلها.
وأعرف أنه من المفسرين من عدّ البحر نفسَه من الظلمات، وهذا ممكن أن يكون مقصودا، ولكنني أرجح وجهة نظري إذ أقول إن الظلمات هي الثلاث المذكورات، وليس البحر منها، لأنه يقول ـ تعالى ـ: (في بحر لجي)، وهذا يُفهَم منه بسهولة أن البحر هو المكان الذي توجد فيه هذه الظلمات، وإذا لم توجد الأمواج والسحب فالبحر في النهار هو أكثر المواضع إشراقا وبهاءً.
وهكذا أزيدكم ـ يا معشر مؤيدي التفسير العلمي ـ توضيحا وإفادةً. فأرجو أن لا ترفضوا كلامي وتكفّوا عن الاعتراض بدون دليل وتأمل.
وأنا أصبر على اتهامي بالجهل باللغة وغيرها، ولكن يجب عليكم أن تعرفوا قدر العلم والتحقيق والجهد إذا رأيتموه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Feb 2010, 11:22 م]ـ
الأخ الكريم: العليمي.
كلامك لا يحتاج عندي إلى رد؛ وقد وصفت فيه نفسك وعلمك وورعك ..
ولكن مسألة واحدة أقضت مضجعي وهي أنك لا تهتم باسمي ولا طولي ولا عرضي.
هذه تزعجني كثيرا؛ بل تسقط علي السماء كسفا؛ لأن من لا يهتم العليمي المصري به، فهو منبوذ ومطرود، وهذه طامة كبرى ..
فرجاء اهتم باسمي حتى يكون له معنى، واهتم بأصلي حتى لا أكون دعيا بلا أب، واهتم بطولي حتى لا أكون قزما ..
ثم رجاء أشفق علي فلا تظهر جهلي في هذه المناسبة ولا في غيرها، وارحمني فلا تبين عوراتي؛ فأنت أفضل من ذلك، وقد حلمت عني - كما قلت - في الماضي، فاحلم عني الآن ومستقبلا، واترك عيوبي طي الكتمان رجاء، وهذا قليل من كرمك، ومن حلمك عن محاوريك، فما اعتدنا منك إلا هذا ..
ثم زدني نصحا، فأسلوبك ومستواك العلمي يوضح أنك أهل للنصح، وأهل للعفو ..
جزاك الله خيرا على هذا النصح الجميل، وعدم السب والشتم، فقد ظلمتك حين اتهمتك أنك لا تحسن إلا السب والشتم، وبان لي في المداخلة السابقة لك، أنك رجل علمي بارع في عرض الأدلة ومناقشتها، ومنقطع النظير في أساليب المحاورة ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Feb 2010, 11:37 م]ـ
الأخ الكريم: العليمي.
..
ثم رجاء أشفق علي فلا تظهر جهلي في هذه المناسبة ولا في غيرها، وارحمني فلا تبين عوراتي؛ فأنت أفضل من ذلك، وقد حلمت عني - كما قلت - في الماضي، فاحلم عني الآن ومستقبلا، واترك عيوبي طي الكتمان رجاء، وهذا قليل من كرمك، ومن حلمك عن محاوريك، فما اعتدنا منك إلا هذا ....
لك ما تريد يا أخى الكريم
قد عفوت عنك
بل وسوف أستغفر لك ربى، انه سميع قريب
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 11:59 م]ـ
أنا شرحت ووضحت كل شيء، ولكن يبدو أن من المعترضين من لا يقرأ جيدا.
ألم أوضح أن (الظلمة) في العربية والعرف اللغوي العربي هي (حاجز الضوء) وليس الظلام نفسه؟.
أنت لم تشرح شيئاً
أنت تكشف عن جهل مطبق.
إذا كان الظلمة في زعمك هي حاجز الضوء فالموج السطحي عن أي شيء يحجب الضوء؟
المشيمة التي هي إحدى الظلمات الثلاث التي تلفّ الجنين، هي غشاء رقيق شبه شفاف وليست مظلمة ظلاما أسود في نفسها. ومع ذلك فهي (ظلمة) لأنها حاجز من شأنه أن يحجز بعضا من الضوء.
وكذلك الموجان المتتاليان المتراكمان في البحر هما حاجزان يمنعان من الإبصار، ولهما كتلة من شأنها أن تعتبر حاجزة. وفي حالة هيجان البحر وحتى في النهار وبدون السحاب تقرب درجة الرؤية من الصفر، فلا ترى إلا زبدا أبيض في تلك الحالة العصيبة.
هذا كشف جديد يا سي جمال
يبدوا أنك تجهل البحر وتجهل الآية.
واعلم أنك تحاور من يعرف البحر تماما.
ووَهِم من قال بأن (البحر) في العربية هو الماء مجردا، بل البحر هو المكان قبل كل شيء. وإذا وصفنا شيئا بأنه (في البحر) فلا يتعين ولا يجب أن يُفهَم من هذا أنه داخل في ماء البحر. وقد قال تعالى (وله الجوار المنشآت في البحر)، مع أن السفن ليست في المياه إلا أسافلها.
.
وهذا كشف آخر يسجل لك.
وبهذا تبين لي أنك تتكلم على غير بصيرة ولن أضيع الوقت بعد في الرد عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:04 ص]ـ
لك ما تريد يا أخى الكريم
قد عفوت عنك
بل وسوف أستغفر لك ربى، انه سميع قريب
هذه قطرة من بحر جودك، وأنت أهل لهذا وأكثر ...
ـ[ Amara] ــــــــ[13 Feb 2010, 03:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سسلم تسليما
أخي الحبيب جمال
جاء في كلامك
أنا أعرف أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة متكاملة لتفسير القرآن. إنه تفسير انتقائي لا يتناول إلا ما سهل تناوله وأمكن ـ بوجه من الوجوه ـ التوفيق بينه وبين فكرة علمية حديثة. ولذا لم تستطع هذه المدرسة التفسيرية أن تفسر القرآن بمنهج متكامل فتتناولَ تفسير جميع القرآن أو ـ على الأقل ـ تتناولَ جميع الآيات التي تتحدث عن السموات والأرض.
.
و أنا أقول لك مادام الأمر سهل التناول فأتحفنا مما سهل و غاب عن الباحثين أمره فبينه لنا .. أم أنه سهل عليهم و حزن عليك ..
لا علينا .. فأنا علمت من كلامك أنك تعرف، و ما شاء الله ..
غير أنك استطردت لتقول أنك تعرف أن مدرسة التفسير العلمي ليست مدرسة متكاملة لتفسير القرآن، لذلك سأسحب طلبي أن تتحفنا مما سهل، لأن ذلك بعيد عليك فمعرفتك لا تتعدى كون التفسير العلمي ليس مدرسة متكاملة .. و الحمد لله تعالى أنك لم تقارنه بمدارس التفسير الأخرى و إلا كنا أمام سؤال كبير و عميق هو: هل توجد مدرسة تفسيرية متكاملة لتفسير القرآن الكريم؟ فإن قلت نعم فقد أثبت جهلك و إن قلت لا فقد دفعت عن التفسير العلمي النقص الذي رميته به ..
ثم تعود لتوضح معنى التكامل عندك، و تصفه بتناول القرآن كله .. و لك أن تسال نفسك: كيف تناولت مدارس التفسير التي تعنيها موضوع تفسير القرآن؟
و لو نظرنا في القرآن لوجدنا تحدي الله بينا واضحا، و كان ان تحدانا بالقرآن جملة، ثم بعشر سور و بسورة .. كما يتبين لكل قارئ للقرآن و لكنك أيها المسكين، بل أيها العبقري و لأنك تعرف كما قلت تحديتنا بكلمة واحدة .. لا بسورة و لا كتاب .. بكلمة .. ما شاء الله ..
وأنا لا أريد هنا تفسير العرش، وإنما أريد من كتاب التفسير العلمي ومؤيديه والمروجين له، أن يقدموا شيئا عن تفسير هذا الماء، الماء مجردا وليس موضوع كون العرش عليه (فهذا لا أطالبهم به لأن ذلك لا قِبَل لهم به). ما هو هذا الماء بحسب التفسير العلمي؟ ماذا يفعل الماء قبل خلق الكون ـ بحسب العلم الحديث ـ برأيكم يا سادة التفسير العلمي؟ هل للماء موقع في بدء الكون بحسب نظرية الانفجار العظيم التي تفسرون بها قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)؟
إنني أتحدى كتاب مدرسة التفسير العلمي ومؤيديها أن يفسّروا هذا الماء بحسب منهجهم العلمي
.
و لأنه لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا و رجل آتاه الله علما كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد حسدتك على هذا العلم، أعني غبطك عليه .. و أنا لن أقول لك مثلما قال الاخ الفاضل إبراهيم الحسني
الأسئلة التي تصب في صلب الموضوع لن تجد لها جوابا عند دعاة ما يسمى بالإعجاز بفروعه.
فلا تتعب نفسك في مناظرة من لا يريد المناظرة على الطريقة العلمية، وإنما ينتقي من الأسئلة كما ينتقي من كتاب الله تعالى ما يسهل تحميله ما لا يحمل، وتصح الفلسفة فيه بدون علم، هذا هو الذي ستجد له جوابا سريعا، وثرثرة خالية من الأدلة الشرعية ..
.
و لكن باعتباري مازلت طالبا للعلم و سابقى بإذن الله تعالى، أقول لك زدنا من هذه اللمع يا ألمعي عل الله يفتح علينا على يديك ..
ثم تعود لتقول
وأنا عارف بتفسير الآية والمقصود من الماء وكون العرش عليه، وأستند في ذلك إلى التفسير المأثور والسياق العام للنصوص، ولكن هذا دعوة مني لمؤيدي التفسير العلمي لمناقشة تفسير آية أهمل تفسيرَها كتاب مدرسة التفسير العلمي أجمعون
.
فما دمت عارفا اذهب فعلم الناس .. فإن الباحثين في إعجاز القرآن العلمي لا يعلمون من يعرف، و لكنهم يعلمون من لا يعرف، و هم أحوج أن يتعلموا ممن يعرف ..
ثم ما دمت مصرا أن تسمع إجابة من مؤيدي التفسير العلمين فإني كمؤيد و باحث في هذا الباب أقول لك: إن الله تعالى أمرنا أن ننظر في أشياء و غيب عنا أشياء فلا يصح أن ننظر فيها ..
لذلك لا يصح أن نفسر كل آية من القرآن بمقياس العلم .. بل نستند إلى كل آية في القرآن لتحصيل العلم من خلالها .. فكل ما يخص الله تعالى لا يجوز أن نبحث فيه أصله ما هو لأنه سيكون تفكير في ذات الله تعالى، و هذا ليس فقط بعيد المنال بل مستحيل و كل من رام أن يفكر في الله لم يقدره قدره، و قد جاء النهي على ذلك، و أظنك تعرف هذا ..
و لكن أن ننظر في ترتيب هذه الصفات مثلا و ترابطها كقوله تعالى: سميع عليم، حكيم عليم ... ما الرابط بين العلم و السمع و لماذا ورد أولا .... الخ، أو أن نثور من الآية أسئلة نجيب عنها بالعقل .. كأن نسال في المطلق كيف يكون العرش على الماء؟ فإن كان القصد بالعرش عرش الرحمن وقفنا عند هذا الحد، و التزمنا قول المفسرين أن العرش هو السلطان و هذا أمر مخصوص به الله عز و جل، و مع ذلك يمكننا أن نسأل:
هل يمكن للهيأة ان تكون على الماء .. ذلك أن عالمنا هو عالم الهيأة و فكرنا مقرون بالنظر في الهيأة لا في الغيب، فإن الغيب نؤمن به و نسلم كما أخبرنا عنه الله تعالى في كتابه .. يجيبنا القرآن أن سفينة نوح كانت تجري على الماء .. و هنا نسأل مالذي أجراها فوقه .. هل خفة وزنها أم شكلها، أم طبيعة الماء الذي صب لأجلها .. و من هذه الآية يمكنك أن تتعلم عن الديناميكا و عن علم صناعة السفن إن كنت حقا تعرف .. أما أن تمر باللفظ لتفسره بلفظ واحد فتقول ذهب يعني مشى .. فإنه مهما اقترب اللفظان في المعنى فإن دلالة أحدهما لا بالضبط تفيد معنى الثاني ..
ثم إني أسألك ما دامت اللغة قد جمعت القرآن، أن تشرح لي معنى عين حمئة المذكورة في سورة الكهف، و أن تعربها، فإن ذلك أسهل للعاقل من السؤال عن معنى الماء الذي كان عليه عرش الله ..
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[13 Feb 2010, 04:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل العليمي المصري
جاء في كلامك
لكن اليوم شاء الله تعالى أن أعثر على أحد المواقع العلمانية التى تحارب الاسلام بقوة على الشبكة العنكبوتية، وأن أجده يردد نفس المقولات التى ذكرها صاحب هذا الموضوع
!!!
فإن كانت نيته كما ظننت أجبناه عما ضاع عن عقله أن يهتدي إليه ..
و إن كان طيب النية فلعله يريد علما يواجه به من يشككه من الناس، و إن كان طيب النية كنت ظننت فيه ظنا باطلا و الأولى أن نحسن الظن ..
ثم أن الرسول صلى الله عليه و سلم سئل في أكثر من هذا: سئل عن ذات الله فقالوا له: أمن ذهب ربك أم من فضة؟ و سئل عن أمر من أمور الله تعالى فقالوا له مالروح؟
فكيف وهو قدوتنا نرد سائلا و نتهمه بسؤاله ..
إن دفعنا عن الإسلام، ليس فقط أن ندعو إلى الحق فيه، و لكن أيضا أن نبعد الشبهات عنه ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2010, 07:14 ص]ـ
الأخ الكريم: عبد الرحمن الشهري.
أخي الكريم: اسمح لي فأنا لا أكتب وجهة نظري من أجل أن أقنع فضيلتكم؛ بل الذي يهمني عندما أكتب - وخاصة فيما يتعلق بكتاب الله تعالى - أن تكون كتابتي ترضي رب العالمين حسب اعتقادي، وليست المسألة عندي تصويت انتخابي فالكثرة عندي مذمومة ..
وإني والله لأستغرب أكثر مما تستغرب أخي الفاضل، كيف لمشرف على ملتقى أهل التفسير أن يغضب، وتتلون كتابته لمجرد أن شخصا كتب يسأل أهل الإعجاز عن أدلتهم ..
أيها الفاضل: نحن نسأل علماء السلف، من أين لكم كذا، وما هو دليلكم على الحكم الفلاني، أفتريدنا أن نستحي من دعاة الإعجاز فلا نطالبهم بالدليل؟
هيهات هيهات ..
إن كنت تدافع عن الإعجاز العلمي فهات ما عندك، وأجب عن الأسئلة التي طرحت في مداخلاتي في الموضوع، أو أجب عن سؤال الأخ جمال ..
وإن كنت لا تناصره، ولكنك تريد ما يسمى بالوسطية، وما يدعى في الأعلام بالرأي والرأي الآخر، وتريد أن يتسع المتقى الذي تشرف عليه لكل تلك الآراء، فشأنك بذلك ..
أما أنا فأكتب ما أدين الله تعالى به؛ ولا أتحاكم إلا إلى الأدلة؛ فمن عنده منها شيء فليتحفني به،مشكورا مأجورا ..
أسأل الله لكم التوفيق أخي الكريم إبراهيم الحسني، فأنا أقدر لكم صدق نيتكم، ورغبتكم في الوصول إلى الحق، وكتابتكم بالاسم الصريح، وانتسابكم هذا النسب الشريف الكريم.
ولكنَّ المشكلة أخي العزيز في العقلية التي تكتب بها وتناقش. فلا ينفع معكما دليل ولا تعليل ولا حسن أدب في الخطاب.
وأنا في حيرة من أمري تجاهك أنت والأخ جمال السبني:
- إن تركتكما تكتبان ما تريدان فكما ترى، دعاوى لا دليل عليها، وخروج عن حدود الأدب والعلم، حتى أوقعتم من ليس هذا طبعه من الزملاء في ذلك.
- وإن منعتكما حفاظاً على الوقت والملتقى سوف تدعيان أنني ظلمتكما وأنني أوافق كل ما يقوله أهل الإعجاز العلمي الذي لا دليل عليه ... الخ. وأنا لا أمنع أحداً لمخالفته لوجهة نظري، فليس هذا من أخلاقي، ولكنَّ القراء الكرام يضجون ويتذمرون من مثل هذه الأساليب والكتابات في موقع يفترض فيه أن يكون أكثر المواقع تخلقاً بأخلاق أهل القرآن وآدابهم، وليس من اللائق أن نترك الحبل على الغارب فإن هذا يزهد القراء في الملتقى.
فما رأيكم دام فضلكم؟
ـ[جمال السبني]ــــــــ[13 Feb 2010, 02:13 م]ـ
أنت لم تشرح شيئاً
........
أنت تكشف عن جهل مطبق.
........
إذا كان الظلمة في زعمك هي حاجز الضوء فالموج السطحي عن أي شيء يحجب الضوء؟
.......
هذا كشف جديد يا سي جمال
يبدوا أنك تجهل البحر وتجهل الآية.
واعلم أنك تحاور من يعرف البحر تماما.
.......
وهذا كشف آخر يسجل لك.
.......
وبهذا تبين لي أنك تتكلم على غير بصيرة ولن أضيع الوقت بعد في الرد عليك.
هذا مجرد استفزاز .. ولا شيء غير الاستفزاز.
وسأرجع إلى ما عاهدت نفسي عليه من ترك مناقشتك.
أنا أستحيي من أكتب مثل تلك السطور الهزيلة التي لا تفيد أي علم ومع ذلك تتهم المقابل بالجهل!
ما كتبته لك من التوضيح والشرح سابقا أكاد أضنّ به أحيانا. والمحققون يعلمون ماذا أقصد ولماذا أقول هذا.
وسوف لن أردّ عليك أبدا.
وأرجو أن لا تكتب لي شيئا. وما تكتبه سوف أتجاهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا إذا غيّرت أسلوبك.
وسوف يظهر زيف تفسيرات مدرسة التفسير العلمي للمسلمين جميعا، في مستقبل قريب أو بعيد، ولكنه آتٍ. أنا أعدك بذلك.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:27 م]ـ
أخي الكريم إبراهيم الحسني
أنا في حيرة من أمري تجاهك أنت والأخ جمال السبني:
- إن تركتكما تكتبان ما تريدان فكما ترى، دعاوي لا دليل عليها، وخروج عن حدود الأدب والعلم، حتى أوقعتم من ليس هذا طبعه من الزملاء في ذلك.
- وإن منعتكما حفاظاً على الوقت والملتقى سوف تدعيان أنني ظلمتكما وأنني أوافق كل ما يقوله أهل الإعجاز العلمي الذي لا دليل عليه ... الخ. وأنا لا أمنع أحداً لمخالفته لوجهة نظري، فليس هذا من أخلاقي، ولكنَّ القراء الكرام يضجون ويتذمرون من مثل هذه الأساليب والكتابات في موقع يفترض فيه أن يكون أكثر المواقع تخلقاً بأخلاق أهل القرآن وآدابهم، وليس من اللائق أن نترك الحبل على الغارب فإن هذا يزهد القراء في الملتقى.
فما رأيكم دام فضلكم؟
أخي الكبير عبد الرحمن الشهري
أنا أقدر موقفك، وكلنا يعلم حيادك وروحك العلمية في تعاملك مع النقاشات الدائرة في الملتقى.
ولكنني مثلك متحير من أسلوب بعض الأعضاء في الرد والحوار والنقاش. هذه هي المشكلة. فنحن نبدأ نقاشا علميا ونثير نقطة مهمة، فيأتي من يفسد علينا النقاش ويستفزنا بالاتهامات وما يقرب من حدود الشتيمة والسباب، أو يشغلنا بالأمور الجانبية ويأتي بنقاشات المواضيع الأخرى ليتمّها هنا. وكما ترى فهمّ هؤلاء الأعضاء ينحصر في الاستفزاز واستدراجنا إلى كلام غير جميل، يريدون أن نشتطّ، لا يريدون أن نكمل النقاش كما ينبغي، بل يهدفون إلى أن يتعرض الموضوع للحجب ولا يتمّ، فهم يخافون من انكشاف شيء.
وإذا كان العلاج يتمّ بأن أترك إثارة هذا المواضيع وأكفّ عن انتقاد مدرسة التفسير العلمي؛ فأنا أكفّ عن ذلك نهائيا. فهم نجحوا فعلا في استفزازي وترك الأمل في إصلاح ما أفسدته مدرسة التفسير العلمي. أنا مصاب باليأس حقيقةً. أنا مصدوم من هول غلبة مدرسة التفسير العلمي هكذا وإلى هذه الدرجة على الفكر الإسلامي الحديث. وأنا غير مستعدّ لأن أستمرّ في صرف وقتي وجهدي ومالي في نشر أبحاثي التفسيرية وملاحظاتي وتحقيقاتي في التفسير في هذا الملتقى، ثم يأتي من اقتصرت همّته على تقليد تفسيرات الزنداني وزغلول النجار وغيرهما فيتهمني بالجهل من دون أن يفيدني بأي علم ويتهمني بسوء النية.
وأنا أنتظر إشارتكم، رعاكم الله. هل أستمرّ، أم أترك كل نقاش؟ ....
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:28 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق أخي الكريم إبراهيم الحسني، فأنا أقدر لكم صدق نيتكم، ورغبتكم في الوصول إلى الحق، وكتابتكم بالاسم الصريح، وانتسابكم هذا النسب الشريف الكريم.
ولكنَّ المشكلة أخي العزيز في العقلية التي تكتب بها وتناقش. فلا ينفع معكما دليل ولا تعليل ولا حسن أدب في الخطاب.
وأنا في حيرة من أمري تجاهك أنت والأخ جمال السبني:
- إن تركتكما تكتبان ما تريدان فكما ترى، دعاوى لا دليل عليها، وخروج عن حدود الأدب والعلم، حتى أوقعتم من ليس هذا طبعه من الزملاء في ذلك.
- وإن منعتكما حفاظاً على الوقت والملتقى سوف تدعيان أنني ظلمتكما وأنني أوافق كل ما يقوله أهل الإعجاز العلمي الذي لا دليل عليه ... الخ. وأنا لا أمنع أحداً لمخالفته لوجهة نظري، فليس هذا من أخلاقي، ولكنَّ القراء الكرام يضجون ويتذمرون من مثل هذه الأساليب والكتابات في موقع يفترض فيه أن يكون أكثر المواقع تخلقاً بأخلاق أهل القرآن وآدابهم، وليس من اللائق أن نترك الحبل على الغارب فإن هذا يزهد القراء في الملتقى.
فما رأيكم دام فضلكم؟
أولا: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
رأيي يمكن تلخيصه في نقاط محددة هي:
1 - تراجع المواضيع التي اشتركت فيها من مواضيع الإعجاز وغيره، وسوف تجد فيها ما يلي:
أ - أني لست من أهل السب والشتم، وإنما - وبعد صبر طويل - ربما تنتابني حدة الصحراء فأرد بالمثل على من بدأ بالعدوان، وغالبا ما يكون بأقل من اعتدائه، وإن زاد فبمثله.
ب- أني دائما أحذر الإخوة من شخصنة الحوارات، ومن الهمز واللمز، ولكن دون جدوى ..
وهذا كله مسجل، فإن شئت تابعه بنفسك، وإن شئت تفرغت له، ولخصته لك ولا مانع.
أما قول فضيلتكم بأن دعاوانا لا تقوم على دليل، فدليلنا الأول أن هذا النوع من التفسير دخيل لم يكن معروفا في الأسلاف، فمن أثبته فهو مطالب بالدليل عليه؛ فلتلخص لنا الأدلة التي استدلوا بها غير ما ينهجون من إطلاق الأحكام جزافا.
أما المنع من الكتابة وعدمه، فهو كما ترى، ليس مهما بالنسبة لي، وإنما اشتركت في هذا الملتقى ظنا مني أن فيه الفائدة، وأن الحوارات فيه متزنة وقائمة على الدليل، وأن المشرفين عليه لا يحكمون في مسألة إلا ببيان واضح؛ فيقولون مثلا قلت كذا لفلان في موضوع كذا، وكنت أنت السابق حيث إن مداخلته التي أجبت عنها هي كذا وليس فيها ما لا ينبغي فأنت البادئ ..
عند ذلك أعرف أني أخطأت وأعتذر عن الخطأ والأمر في غاية البساطة.
وأتحدى أي واحد يأتيني بمداخلة لي فيها ما لا ينبغي إلا وكنت مجيبا فيها على قدر السابق والمداخلات مسجلة ومحفوظة فلماذا نختلف حتى على رأي العين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل العليمي المصري. . . . فإن كانت نيته كما ظننت أجبناه عما ضاع عن عقله أن يهتدي إليه .. وإن كان طيب النية فلعله يريد علما يواجه به من يشككه من الناس، و إن كان طيب النية كنت ظننت فيه ظنا باطلا و الأولى أن نحسن الظن .... يغفر الله لي و لكم
أشاطركم الرأى، فالله عز وجل هو وحده الأعلم بالنيات وما تخفى الصدور
ولكن أود أن اؤكد بأنى لم أتهم الأخ جمال بشىء مباشر، ولم أقل ما قلته الا بعد أن لاحظت التشابه الكبير الذى وصل أحيانا الى حد التطابق التام بين الموضوعات التى أثارها هو، والشبهات الباطلة التى أثارها العلمانيون كى يجردوا القرآن العظيم من اعجازه العلمى بالكلية وبشكل تام ونهائى، فهذا هو ما لفت نظرى اليه بقوة فأثارنى، ولكنى (وأكرر) لم أتهمه هو شخصيا بشىء، وليس بينى وبينه الا كل خير ان شاء الله، وغفر الله لنا جميعا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:50 م]ـ
السلام عليكم
الأخ جمال
هات ماعندك تفسيرا لمدلول الماء فى الآية
لقد قلت
ولا يمكن إطلاق مفردة (الماء) كمفردة عربية قرآنية على شيء آخر غير السائل الشفاف (حين يكون نقيا) الذي يتكون من الهايدروجين والأوكسيجين، فلا يمكن إطلاقها على الماء الذي يكون مركبا مع العناصر الأخرى في معدن من المعادن. وحتى هذا الماء المركب لا يعود إلى بداية الكون بحسب العلم الحديث.فأرجو أن تبين لماذا لايمكن ذلك ... ما الأصل اللغوى لكلمة ماء؟
هل الماء الذى وصفت نزل من السماء خارج الغلاف الجوى أم من السماء "السحاب" فيكون فى أصله ودورته من الأرض " أخرج منها ماءها "
ومالدليل من الآية أن العرش كان على الماء قبل خلق السموات .... هل هى قبل فقط .. ما دليل القبلية من الآية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:51 م]ـ
الأخوين الكريمين
إبراهيم الحسني
جمال السبني
لا بأس رعاكم الله جميعاً، ونفعنا جميعاً بالعلم.
اسمحوا لي إذن أن أعود لاحقاً للموضوع مرة أخر وأتأمل فيه، وأكتب لكما رأيي في ذلك.
وأرجو من كل من مر من هنا مشاركاً أو قارئاً قبول الاعتذار عن أي إساءة وجهت إليه أو شعر بأنها كذلك.
وغايتي هي أن يكون الملتقى صافياً مما يكدر على أحد من القراء والأعضاء الكرام صفوه وطمأنينته، وقبل ذلك مما يخالف العلم وأدبه.
وليس لكوني مشرفاً أحب أن أتسلط على أحد منكم أو أكرهه على غير ما يراه من الآراء العلميَّة وأنا أحسبكم جميعاً من الزملاء الفضلاء الذين نتشرف بهم في هذا الملتقى. فلا تجعلوا للشيطان علينا سبيلاً وفقكم الله ونفع بكم العلم وأهله.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:27 م]ـ
الأخ المشرف الشهري أعانه الله،
أنا من المتابعين لما يكتب في هذا الملتقى المبارك. وأود أن أدلي بشهادتي في موضوع الأخ إبراهيم الحسني. ليس لي ولا لغيري أن يلزمه برأي ولكن آراءه في غاية الغرابة. وليست المشكلة هنا، وإنما لي عليه الملاحظات التالية: عندما لم يعجبه الاجتماع على رفض آرائه ذهب فأنشأ مقالاً تحت عنوان (سلفني على أن أسلفك) يعرّض فيه بالأخوة. ولما وجد أنه لم يشف غليله ذهب فأنشأ مقالاً آخر بعنوان (الربا والسلم والرهن في الحوار العلمي) يعرّض فيه أيضاً بالأخوة، ليعزز وهماً أن الأخوة يجاملون في العلم. كل ذلك لأن بعضهم وافق بعضاً في رفض آرائه الغريبة. هو يريد أن يحمل الكل على رأيه الغريب. ثم يغلب في مداخلاته في مواضيع شتى أن يفتعل كلاماً ليعرّض بالقائلين بالإعجاز العلمي. والأمثلة كثيرة ومنها المقال الذي أحدثه تحت عنوان (نمط آخر من الحرية في البلاد الأجنبية) ثم عقب عليه فغمز ولمز ثم تجده يلوم الذين يلمزون. ثم تجده يتبرم فينشئ مقالاً تحت عنوان (دكتاتورية الحوار وسياسة الإغلاق). ثم هو قد أفلح باستفزاز بعض الأخوة وتبادل معهم الغمز واللمز ثم السب والتسفيه. ثم هو يكرر نفسه ولا يمل من ذلك وكم أهدر من أوقات وهويعيد اثارة القضايا نفسها بعد أن تشبع بحثاً.
هذه شهادة متابع انضم إلى ملتقاكم الكريم حديثاً نسبيا. فليت هذا الرجل يدرك أن هذا ملتقى لأهل التفسير وأن كتابة الملاحظة مرة ومرتين وثلاث يكفى، فللناس عقول تميز ولسنا أطفالاً. لقد فهمنا وجهة نظره في الإعجاز العلمي والعددي، فهل بإمكانه أن يتحفنا بأشياء جديدة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 06:48 م]ـ
الشيخ الفاضل: المشرف حفظه الله تعالى.
هذا هو يقيننا بكم وهو ما سمعنا عنكم، ولمسناه من فضيلتكم في هذا الملتقى من رحابة الصدر ..
وأنتم مشرفون على هذا الملتقى؛ فدوركم - وأنتم أدرى وأعلم - أن تجلسوا مجلس القاضي، والمرشد، والموجه، وتسمعوا رأي المتحاورين ..
ثم إن بدا لكم شيء فمكانتكم العلمية تقتضي أن تبينوه بالأدلة وتضعوا النقاط على الحروف، فلا شيء مخفي في العلم ..
ووالله ثم والله - وليس في قاموسي ما يسمى بالمجاملات - إني لأكن لشخصكم الكريم كل الاحترام والتقدير وأنتم أهل له ..
ولكني استغربت من بعض الأمور البسيطة، وهي لا تنقص مكانتكم عندي، وأعتبرها نصيحة أخ أكبر، وتوجيه شيخ لتلميذه ..
حفظكم الله ورعاكم، ونفع بجهودكم وعلومكم.
أما الأخ سنان الأيوبي فأشكره على مروره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[14 Feb 2010, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أما بعد
تحت عنوان: كبير مفتشي فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية لـ «الشرق الأوسط»: اعتناقي الإسلام فاصل في حياتي .. وربطه بالإرهاب يحبطني، نقرأ جوابا عن السؤال
* متى اعتنقت الإسلام؟
ما يلي:
- أنا أتذكر التاريخ بدقة، فقد أصبحت مسلما في أغسطس (آب) 1993.
* ما الذي جذبك إلى الدين الإسلامي؟
- لقد دخلت إلى الدين بعد قراءة وتمعن، فأنا خريج الجيولوجيا من جامعة إكستر البريطانية، ومن زملائي في الجامعة نفسها فرانك غاردنر مراسل «بي بي سي» الذي كان يدرس اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط. وأنا أيضا من هواة العلوم والتعمق فيها، ولكني وجدت آيات نزلت قبل 14 قرنا تتحدث بعمق عن الانفجار العظيم وأخرى عن تمدد الكون وثالثة تصف مهمة الجبال في الحفاظ على الكرة الأرضية. وهناك 3 آيات قرآنية قلبت حياتي رأسا على عقب وفتحت قلبي إلى الهداية والنور وعمق الإيمان. وهي «والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» (الذاريات رقم 47)، وآية أخرى في سورة الأنبياء تقول «أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما»، وآية كريمة أخرى بسورة النبأ تقول «ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا». لا يمكن أن تمر هذه الآيات مرور الكرام. لا يمكن لأي كتاب كريم أن يكتشف هذه الحقيقة قبل 1400عام، وأن وراءها قدرة إلهية بلا شك. لقد قادني اكتشاف هذه الحقائق للغوص في أعماق القرآن الكريم، وكنت أتمعن جزءا كاملا من القرآن في كل ليلة، إلى أن وصلت إلى اكتشاف جملة من الحقائق أنارت أمامي الطريق.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11400&article=557024&search= كبير%20مفتشي%20فرقة%20مكافحة%20الإرهاب%20ال بريطانية& state=true
و الجماعة مازالوا منساقين في تقديم آرائهم حول موضوع الإعجاز العلمي ..
و رسول الله يقول ما معناه: لئن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Feb 2010, 03:47 م]ـ
مسألة الإعجاز، ودخول كثير من الخبراء الغربيين في الإسلام عن طريقه كتبت حوله كثير من الكتابات ..
ولكن هنا ملاحظات يغفل عنها كثير من الناس:
1 - أننا في زمن تنهج فيه المخابرات الغربية كافة السبل؛ وهي تحارب الإسلام عن خبرة في الإسلام نفسه؛ ففيهم علماء يعلمون من العلوم الشرعية ما لا يعلمه كثير من أهل الإسلام؛ ثم هم خبراء في المجتمعات المستهدفة، ويعرفون كيف يبررون مواقفهم لها، وما هو الرائج عند تلك المجتمعات، وكيف تنطلي عليها الشبه، وما هو أهم عنصر في الإسلام، ثم إنهم لا يخططون ليوم وليلة، ولا لعصر؛ بل يريدون أن يصلوا إلى هدم الإسلام، ولو بعد مضي ألف سنة أو أكثر ..
2 - أن دخول الناس في الإسلام عن طريق غير شرعي لا يجعل تلك الطريق شرعية، وتكثر مثل هذه القصص في بعض الحركات الإسلامية؛ فقد شافهني واحد منهم بهذه القصة، قال: إنه وجد في الهند مجموعة من عباد الأصنام يطوفون حول معبودهم؛ فطاف معهم حتى يطمئنوا له ويسمعوا منه؛ ثم بعد ذلك بدأ في دعوتهم واستجابوا ..
فهل هذا يجعل الطواف بالأصنام مشروعا.؟
إن الفيصل الحقيقي في قضية الإعجاز وغيره - في نظري والله تعالى أعلم - إنما هي في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة المشهود لهم بالخير ..
وأي شيء آخر لا يجعلها شرعية ..
فمن عنده أدلة على أن السلف فهموا من القرآن الكريم ما فهم أهل الإعجاز فليأتنا به، ومن يدعي أن تفسيرهم لكتاب الله تعالى خاطئ وأن أهل الإعجاز هم المصيبون فليقلها ..
أما ما كان من الإعجاز موافقا لفهم السلف فلا يوجد معترض عليه.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[14 Feb 2010, 05:32 م]ـ
أحب أن أذكر الإخوة والقراء بكلام سابق لي في هذا الموضوع (وأبدأ فيه بالسؤال):
هل (الكون) الذي يتحدث عنه العلم الحديث، و (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) اللتان يتحدث عنهما القرآن الكريم، هما شيء واحد؟ هل يقصد القرآن الكريم من (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) النظامَ الكوني بأكمله؟ (وجوابي أنا بالنفي). أنا أريد أن أثير هذه النقطة، وأعتقد أنه مدخل ضروري لفهم الآيات الكونية من القرآن.
أريد أن أقول إن نظريات العلم وبحثه عن أصل الكون شيء، ووصف القرآن الكريم لـ (السموات والأرض) والماء الذي كان موجودا قبلهما شيء آخر، وإن حديث القرآن الكريم عن خلق (السموات والأرض ووجود الماء قبلهما) ليس حديثا عن خلق النظام الكوني بأكمله. وأريد القول إن القرآن الكريم لم يحدث الإنسان عن (الكون) بمعناه العلمي (النظام الكوني) أبدا.
وما أريد قوله في النهاية، هو أن مدرسة التفسير العلمي تخطئ خطأ فادحا حينما تقارن بين القرآن والعلم، وحينما تفرض تصورات العلم عن (الكون) على آيات القرآن الكريم عن (السموات والأرض).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
هل يقصد القرآن الكريم من (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) النظامَ الكوني بأكمله؟ (وجوابي أنا بالنفي).
مادليلك على هذا النفى
أرى أن السموات والأرض وما بينهما .. = ما اصطلحنا على تسميته الكون ... إذ لاكون غير هذه السموات والأرض وما بينهما
ولا تنس أصل موضوعك: الماء
ما الماء المقصود فى آية هود .. وما دليل القبلية من الآية؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:08 ص]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
بإمكان الأخ جمال أن يستدل بالحديث الصحيح:" ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم
مادليلك على هذا النفى
أرى أن السموات والأرض وما بينهما .. = ما اصطلحنا على تسميته الكون ... إذ لا كون غير هذه السموات والأرض وما بينهما ولا تنس أصل موضوعك: الماء
ما الماء المقصود فى آية هود .. وما دليل القبلية من الآية؟
هذا كلام حسن جدا منك أخى مصطفى
لقد وضعت يديك على مربط الفرس بسؤالك عن دليل القبلية فى الآية
وأنا مثلك أرى نفس ما تراه
وفى المداخلات القادمة سوف أوضح بتفصيل أوسع هذه النقطة الهامة جدا
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:43 ص]ـ
هل يقصد القرآن الكريم من (السموات والأرض) أو (السماء والأرض) النظامَ الكوني بأكمله؟ (وجوابي أنا بالنفي). . . . أريد أن أقول إن نظريات العلم وبحثه عن أصل الكون شيء، ووصف القرآن الكريم لـ (السموات والأرض) والماء الذي كان موجودا قبلهما شيء آخر، وإن حديث القرآن الكريم عن خلق (السموات والأرض ووجود الماء قبلهما) ليس حديثا عن خلق النظام الكوني بأكمله. وأريد القول إن القرآن الكريم لم يحدث الإنسان عن (الكون) بمعناه العلمي (النظام الكوني) أبدا. .
هذا كلام غريب جدا وفى غاية العجب!!
ولا أدرى كيف سولت لك نفسك أن تقول هذه الجملة الجريئة: ((ان القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون أبدا))!!!!!
أو أن تقول: ((ان حديث القرآن عن خلق السموات والأرض ليس حديثا عن خلق النظام الكونى بأكمله))!!!!!
فهل أنت مدرك لما تقول وللمعنى الخطير المترتب عليه؟؟؟
هل تدرى أن كلامك هذا يعنى - من ضمن ما يعنى - أن القرآن الكريم (والذى من المفترض أنه هو كلام رب العالمين وخالق الكون كله) لا يعرف شيئا عن نشأة الكون، وبالتالى فمن الممكن ألا يكون كلام الخالق المبدع، وانما قد يكون من قول البشر!!!
سوف تقول لى: أنا لا أقصد هذا المعنى أبدا
وسأقول لك: حتى وان كنت لا تقصده - ولا نتهمك حتى هذه اللحظة بشىء - فان كلامك يسير فى هذا الاتجاه ويؤدى اليه كما تؤدى المقدمات المنطقية الى النتيجة القطعية المترتبة عليها
سوف تقول - بل لقد قلتها بالفعل -: أنا أستدل على كلامى بالنص القرآنى وبعلوم اللغة، والنص يقول أن الماء كان موجودا قبل السموات والأرض، وهذا لا يمكن أن يحدث الا اذا كانت السموات والأرض لا تشكلان الكون كله، وانما جزءا محدودا منه، وأنتم معشر التفسير العلمى لا تفهمون اللغة (وقد قلتها لنا من قبل أكثر من مرة)
ولكن اسمح لى أن أقول: ان كلامك هذا مردود فى نحرك
فأنت - لا نحن - الذى لم يحيط بأسرار اللغة واللسان العربى
ولو كنت أنت عالما بأساليب اللغة حقا لما استدللت بهذا الكلام الذى يزعم أسبقية وجود الماء على وجود السموات والأرض
فلقد فات عليك - أيها اللبيب - أن العرب تطلق (كان) بمعنى (صار) أيضا
وهذا هو موضوع الدرس القادم ان شاء الله
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:02 ص]ـ
أريد أن أقول إن نظريات العلم وبحثه عن أصل الكون شيء، ووصف القرآن الكريم لـ (السموات والأرض) والماء الذي كان موجودا قبلهما شيء آخر، وإن حديث القرآن الكريم عن خلق (السموات والأرض ووجود الماء قبلهما) ليس حديثا عن خلق النظام الكوني بأكمله.
تابع ما سبق
(كان) بمعنى: (صار)
فى تفسير أضواء البيان للعلامة الشنقيطى وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة الواقعة ((وكنتم أزواجا ثلاثة)) قال يرحمه الله:
((قوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـ?ثَةً}. أي صرتم أزواجاً ثلاثة، والعرب تطلق كان بمعنى صار
، ومنه {وَلاَ تَقْرَبَا هَـ?ذِهِ ?لشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ?لْظَّـ?لِمِينَ} أي فتصيرا من الظالمين.
ومنه قول الشاعر: بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها))
وأضيف الى الشاهدين المذكورين بكلام العلامة الشنقيطى شاهدين آخرين على مجىء كان بمعنى صار:
الأول: هو قوله تعالى يصف ما ستكون عليه الجبال يوم القيامة: ((وبست الجبال بثا، فكانت هباءا منبثا))
الثانى: قوله تعالى حكايةً عن إبليس اللعين: ((أبى واستكبر وكان من الكافرين)) أي صار من الكافرين
تلك أربعة شواهد من القرآن على مجىء (كان) بمعنى (صار)
وعلى هذا النسق يمكن أن نفهم (كان) فى قوله تعالى ((وكان عرشه على الماء)) بمعنى صار عرشه تعالى - بعد أن خلق السموات والأرض - على الماء، دون الحاجة الى أن نتأول السموات والأرض بأنهما يعنيان شيئا محدودا من الكون لأن هذا يعد تأويلا غريبا جدا ولا يقول به أحد!!
وعلينا أن نقول دائما: والله أحكم وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:37 ص]ـ
والآن اذا أضفنا ما انتهينا اليه فيما سبق الى التفسير الذى سبق لك أن وافقتنى عليه وهو قولى:
لقد أثبت علماء الجيلوجيا أن الأرض قديما كانت تغمرها المياه بشكل كامل، وذلك قبل أن يخلق الله عليها أى صنف من صنوف الأحياء، فكان سلطانه تعالى حينذاك على الماء، اذ لم تكن توجد حياة بعد
أقول اذا أضفنا هذا التفسير - الذى أقررت أنت بصحته - الى ما ذكرته فى مداخلتى السابقة لما وجدنا أى اشكال فى فهم الآية على الاطلاق
فلماذا نضطر الى تأويلك الغريب بأن القرآن حين تحدث عن السموات والأرض لم يكن يعنى الكون كله؟ والذى ينتج عنه أن القرآن لم يحدثنا اطلاقا عن الكون بأسره وانما عن جانب منه، وما يترتب على هذا القول من نتائج خطيرة أشرت الى بعضها من قبل
والله أعلى وأعلم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:30 ص]ـ
تابع ما سبق
(كان) بمعنى: (صار)
فى تفسير أضواء البيان للعلامة الشنقيطى وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة الواقعة ((وكنتم أزواجا ثلاثة)) قال يرحمه الله:
((قوله تعالى: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـ?ثَةً}. أي صرتم أزواجاً ثلاثة، والعرب تطلق كان بمعنى صار
، ومنه {وَلاَ تَقْرَبَا هَـ?ذِهِ ?لشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ?لْظَّـ?لِمِينَ} أي فتصيرا من الظالمين.
ومنه قول الشاعر: بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها))
وأضيف الى الشاهدين المذكورين بكلام العلامة الشنقيطى شاهدين آخرين على مجىء كان بمعنى صار:
الأول: هو قوله تعالى يصف ما ستكون عليه الجبال يوم القيامة: ((وبست الجبال بثا، فكانت هباءا منبثا))
الثانى: قوله تعالى حكايةً عن إبليس اللعين: ((أبى واستكبر وكان من الكافرين)) أي صار من الكافرين
تلك أربعة شواهد من القرآن على مجىء (كان) بمعنى (صار)
وعلى هذا النسق يمكن أن نفهم (كان) فى قوله تعالى ((وكان عرشه على الماء)) بمعنى صار عرشه تعالى - بعد أن خلق السموات والأرض - على الماء، دون الحاجة الى أن نتأول السموات والأرض بأنهما يعنيان شيئا محدودا من الكون لأن هذا يعد تأويلا غريبا جدا ولا يقول به أحد!!
وعلينا أن نقول دائما: والله أحكم وأعلم
اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح:
"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:
كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ
وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)
أما موضوع السماء. فقد قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى:
"قال أبو جعفر: وإنما سميت السماء سماءً لعلوّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماءٌ. ولذلك قيل لسقف البيت سماؤه، لأنه فوقه مرتفع عليه، ولذلك قيل: سما فلان لفلان: إذا أشرف له وقصد نحوه عاليا عليه، كما قال الفرزدق:
سَمَوْنَا لِنَجْرَانَ اليَمانِي وأهْلِهِ
وَنَجْرَانُ أَرْضٌ لَمْ تُدَيَّثْ مَقاوِلُه
وكما قال نابغة بني ذبيان:
سَمَتْ لي نَظْرَةٌ فَرأيْتُ مِنْهَا
تُحَيْتَ الخِدْرِ وَاضِعَةَ القِرَامِ
يريد بذلك: أشرفت لي نظرة وبدت، فكذلك السماء: سُميت للأرض سماءً، لعلوّها وإشرافها عليها. كما:
حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: وَالسَّماءَ بِناءً، فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة، وهي سقف على الأرض.
وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة في قول الله وَالسَّمَاءَ بِنَاءً قال: جعل السماء سقفا لك."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:37 ص]ـ
قال في لسان العرب:
"سما السُّمُوُّ الإِرْتِفاعُ والعُلُوُّ تقول منه سَمَوْتُ سَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب
سَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوًّا فهو سامٍ ارْتَفَعَ
سَمَا به أَسْماهُ أَعلاهُ
ويقال للحَسيب وللشريف قد سَما
وإِذا رَفَعْتَ بَصَرَك إِلى الشيء قلت سَما إِليه بصري وإِذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت سَما لي شيءٌ
سَما لِي شخصُ فلان ارْتَفَعَ حتى اسْتَثْبَتّه
سَما بصرُه علا
وتقول رَدَدْت من سامي طَرْفه إِذا قَصَّرْتَ إِليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته
ويقال ذَهب صيتُه في الناس سُماهُ أَي صوته في الخير لا في الشر؛ وقوله أَنشده ثعلب
إِلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه
وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ
فسره فقال سَوامٍ إِلى كَرائِمِها فَتَنْحَرُها للأَضْياف
سَاماهُ عالاه
وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ ساماهُ
وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا
وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ وإِن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَعَ وعلا على جُلَسائه
وفي حديث ابن زِمْلٍ رَجُل طُوال إِذا تكلم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إِذا تكلمَ
وفلان يَسْمُو إِلى المَعالِي إِذا تَطاوَلَ إِليها
وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإِفْكِ إِنه لم يكن في نِساءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم f> امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمَها اللَّه تعالى ومعنى تُسامِيِها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها
وقال أَبو عمرو المُساماةُ المُفاخَرَةُ
وفي الحديث قالت زينبُ يا رسولَ اللَّه أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِيني منهنّ أَي تُعاليني وتفاخِرُني وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُني في الحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ أَنهم خَرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أَي يَتابرَوْنَ ويَتفاخَرُون ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب
باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا
سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نوَّرا
فسره فقال سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إِليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله أَنشده ثعلب
فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا
فسره فقال سامِ الحَنْجَرَ ارفع يدَيْك إِلى حَلْقِه
سماءُ كلِّ شيء أَعلاهُ مذكَّر
السَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ
والسمواتُ السبعُ سَمَاءُ والسمواتُ السبْع أَطباقُ الأَرَضِينَ وتُجْمَع سَماءً سَمَواتٍ
وقال الزجاج السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو
وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قيل للحسابِ السماءُ لأنها عاليةٌ، والسماء: كلُّ ما عَلاكَ فأَضَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفُ البيت سماءٌ
السماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها
السماءةُ أَصلُها سَماوةٌ وإِذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ
ومنه قول اللَّه تعالى {السماء {مُنْفَطِرٌ به}؛ ولم يقل مُنْفَطِرة
الجوهري السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري في التذكير
فلَوْ رفَعَ السماءُ إِليه قَوْماً
لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابُ
وقال آخر
وقالَتْ سَماءُ البَيْتُ فَوقَك مُخْلقٌ
ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائبِ
والجمع أَسْمِيةٌ سُمِيٌّ سَمواتٌ سَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْت
له ما رأَتْ عَيْنُ البَصَير وفَوْقه
سَماءُ الإِلَه فَوقَ سَبْعِ سَمائِيا
قال الجوهري جَمَعه على فعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب ثم ردَّه إِلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ ثم نَصَبَ الياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصرف كما تقول مررت بصحائف وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً على فعائل حيث كان واحداً مؤنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بِشمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحاد المؤنَّثة التي كُسِّرت على فَعائل حيث كان واحداً مؤنثاً والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ فجمْعُه على فُعول إِذا كان على مِثالِ عَناقٍ في التأْنيثِ هو المستعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاء به هذا الشاعر في سَمائِيَا على غير المتسعمل والآخر أَنه قال سَمائي وكان القياس الذي غلب عليه الإِستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطَّر على القياس المتروك فقال سَمائي على وزن سَحائبَ فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسروٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إِذا قُلِبَت فيما ليس فيه حرفِ اعتِلالِ في هذا الجمع وذلك قولهم مداري وحروف الاعتلالِ في سَمائي أَكثر منها في مَداري فإِذا قُلِبت في مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا (وقعت) الهمزة بين أَلفين وهي قريبة من الأَلف فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا وهذا الإِبدال إِنما يكون في الهمزة إِذا كانت معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ فكان جمع سَماءٍ إِذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا لكنم هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قالجوارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الإِخراج عن الأَصل المستعمَل والردِّ إِلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ ثم حرَّك الياءَ بالفتح في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله
أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ
فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإِخراج عن الأَصل المستعمل وإِنما لم يأْتِ بالجمع في وجهه أَعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إِلى الضرب الثالث من الطويل وإِنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن لا على الثالث الذي هو فعولن
وقوله عزّ وجلّ {ثم استَوى إِلى السَّماءُ؛ قال أَبو إِسحق لفظُه الواحد ومعناهِ معنى الجمع قال والدليل على ذلك قوله {فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ فيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ سَماوَة وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدِي الناس
السماء السَّحابُ
السماءُ المطرُ مذكَّر
يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتى أَتَيْناكُم أَي المطر ومنهم من يؤَنِّثُه وإِن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإِن كانت مؤنَّثة كقوله تعالى السماءُ {مُنفَطِرٌ به}؛ قال مِعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍإِذا سَقَطَ السماءُ بأَرضِ قوْمٍ
رَعَيْناه وإِن كانتوا غِضابا
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة
أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي
إِذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا
ويجمع على أَسمِيَة سُمِيَ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة
تَلُفُّه الأَرواحُ والسُّمِيُّ
في دِفْءِ أَرْطاةٍ لها حَنيُّ
وهذا الرجل أَورده الجوهري
تلُفّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ
والصواب ما أَوردناه وأَنشد ابن بري للطرمَّاح
ومحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ
كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماءِ الذي هو المطر كما سَمَّوا النبات ندًى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر ويسمَّى الشحمُ ندًى لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر
فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم
أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها
أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إِبلَه فيه
وفي الحديث صلّى بنا إِثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إِثْر مطرٍ سمِّي المطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء
وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماءِ التي تُظِلُّ الأَرض
السماءُ أَيضاً المطَرة الجديدة
يقال أَصابتهم سَماءٌ سُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيَ وقال الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ
السماءُ ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي
وأَحْمَر كالدِّيباجِ أَما سَماؤُه
فرَيَّا وأَما أَرْضُه فمُحُولُ
سَماءُ النَّعْلِ أَعلاها التي تقع عليها القدم
سَماوةُ البيتَ سَقْفُه؛ وقال علقمة
سَماوَتُه من أَتْحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال ابن بري صواب إِنشاده بكماله
سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ
وصَهوَتُه من أَتْحَمِيَ مُعَصَّبِ
قال والبيت لطفيل
سَماءُ البيت رُواقُه وهي الشُّقة التي دونَ العُليا، أُنثى وقد تذكَّر
سَماوَتُه كسمائِه
سَماوةُ كلِّ شيءٍ شخْصُه وطلْعتُه والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ سَماوٌ وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَقَسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ
تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا
هكذا أَنشده بتصحيح الواو
اسْتماهُ نظر إِلى سَماوَتِهِ
سَماوَةُ الهِلالِ شَخْصه إِذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج
ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمًّا وجَفا
طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا
سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا "
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:59 ص]ـ
أود أن أذكر ملاحظة مهمة: وهي أن بعض ما ورد باسم" ثبت علميا " ليس كذلك بل هي نظريات قد تكون غير صحيحة كليا أو جزئيا. وقد تكون صوابا.
والفصل في النظريات العلمية هي برهنة النظرية وثبوتها.
وللأسف بعض النظريات التي يستشهد بها يستشهد بها على أنها حقائق علمية مسلم بها , وهذا ما تكرر في أكثر من مرة في هذا الموضوع. ككون السماء متمددة بشكل دائم. أو كون ما يسمى الانفجار العظيم هو البداية لكل شيء أو كون الأرض كانت مغمورة كلها بالماء (سطحها).
وهذه النظريات انما اشتهرت لأنها تعلم في المدارس والجامعات.وهذه النظريات بشكلها الحالي عليها اشكالات علمية. وكذلك وإن كان بعضها يتفق مع القران في بعض الوجوه فإن تفصيلاتها التي يقولونها لا تتفق معه.
وهنا يجب أن لا ننساق خلف كل ما يقال , فجعل النظرية العلمية مثل الحقيقة العلمية إنما هو خروج عن المنهج العلمي. أما استخدامه من حيث دعوة الناس فيجب أن ننتبه أن نوضح النقطة التي تتفق فيها النظرية مع القران , لا أن نقبل النظرية بكاملها لمجرد موافقة أصلها أو جزئية منها مع القران.
والأسوء ما يفعله بعض الناس بتفسير القران تبعا للنظريات العلمية , وهذا الأمر من الخطورة بدرجة جعلت البعض يفسر بعيدا عن لسان العرب وكلامهم ,والبعض يبحث عن معنى قريب ليؤيد تلك النظرية , وقد ناقشت أحد المدرسين في الجامعة يوما في ذلك وكان من مؤيدي هذا الاسلوب. فقلت له لو ثبت فيما بعد خطأ النظرية , ماذا ستفعل بعده؟ فأجاب بلا تردد ووثوق نغير التفسير. فهو غفر الله لي وله ,وإن كان قصده الخير فإنه جعل تفسير القران تبعا لتلك النظريات ليرغب الناس في الاسلام. وهذا الأمر قد يكون له ردة فعل عكسية لو ثبت خطأ هذه النظرية.
لذلك يجب تقيد الذي يبحث في التفسير العلمي بالحقائق العلمية لا بالنظريات. وأن يذكر فقط النقطة التي تتفق أو تختلف مع القران قيقبلها أو يرد عليها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:57 ص]ـ
وأريد القول إن القرآن الكريم لم يحدث الإنسان عن (الكون) بمعناه العلمي (النظام الكوني) أبدا.
وما أريد قوله في النهاية، هو أن مدرسة التفسير العلمي تخطئ خطأ فادحا حينما تقارن بين القرآن والعلم، وحينما تفرض تصورات العلم عن (الكون) على آيات القرآن الكريم عن (السموات والأرض).
الأخ جمال وفقك الله
أقول: بل إن القرآن تحدث عن نظام الكون بأدق ما تحدثه العلم المادي الحديث والذي توصل إليه العلم بخصوص الكون إنما هو جزء يسير من الحقيقة التى تحدث عنها القرآن.
أما المقارنة بن القرآن والعلم بمعنى عرض الكشوفات الإنسانية على القرآن فليس خطأ بل هو الواجب وهو ما يحث عليه القرآن.
وأما فرض تصورات نتاج العلم المادي الحديث على آيات القرآن فلا شك أنه عمل غير مقبول والمشكلة ليست هنا وإنما المشكلة إذا صدق القرآن الكشف العلمي ثم يرفضه البعض بالحجة السابقة.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:20 م]ـ
أيها الإخوة
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام تفضلوا بمشاركات ثرية وأثاروا نقاطا وجوانب مهمة. ومنهم الأخ أبو سعد الغامدي الذي يريد ـ فيما يبدو ـ أن يقول لي أنه غيّر أسلوبه معي، وهذا ضروري لاستمرار النقاش.
ولكنني أنتظر إشارة الشيخ المشرف ـ حفظه الله ـ، فقد وعدنا بإبداء رأيه وتقييمه لمشاركاتنا الأخ إبراهيم الحسني وأنا، ثم توجيهه لي بالمضيّ فيما بدأتُه أو بالكفّ عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن الإخوة فهموا أنني فعلا أبحث عن معالجة جذرية لموضوع العلاقة بين القرآن الكريم والعلم الحديث. فالمسلمون اليوم منقسمون ـ على الأغلب ـ إلى فئتين: فئة تفسر النصوص بمضامين الاكتشافات العلمية الحديثة ومن أجل ذلك ترفض التفاسير الأصيلة وقسرت النصوص على تقبل المعاني والدلالات الجديدة، وهذا من أجل خلق جوّ من التناغم بين النصوص وبين العلم الحديث ومن أجل إثبات إعجاز القرآن في هذا المجال الحديث أعني مجال اكتشاف الظواهر الطبيعية. وهذه الفئة ـ مع احترامي لحسن نواياها ودوافعها ـ هي في الحقيقة تقوم ـ في أغلب تفسيراتها المقترحة ـ بتحريف معنوي للنصوص وتقوم برفض التفسير الذي عرفته الأمة منذ الجيل الأول إلى يومنا هذا وترتكب أنواعا من الأخطاء العلمية في تفسيراتها المفترحة وفي الوقت نفسه تطرح وتقترح تفسيراتها على أساس أنها تفسيرات قطعية يجب على المسلم أن يؤمن بها وإلا فهو لا يؤمن بإعجاز القرآن!! والفئة الثانية تفسر النصوص بالمأثور ولكنها تتخذ من معاني النصوص الظاهرية ذرائع لرفض حقائق العلم الحديث الثابتة، وهذا الفئة ـ مع احترامي وتبجيلي لرموزها وأقلامها ـ تكرّر ـ من دون وعي ـ ما ارتكبته الكنيسة يومها من معارضة العلم.
وبين هذين الاتجاهين، هل من اتجاه آخر وَسَط يحرص على التفسير المنضبط الملتزم باللغة والمأثور و ـ في الوقت نفسه ـ لا يضع النصوص على خط معارضة حقائق العلم الثابتة؟ أنا أبحث عن أسس هذا الاتجاه، لأنني أعتقد بضرورة تأسيس هذا الاتجاه وتثبيته. ولا أقول إن هذا الاتجاه مفقود ولم يؤسَّس له، بل هو ما عليه أغلب (إن لم أقل: كل) المفسرين المحترفين المعاصرين والعلماء الفقهاء والمفكرين المسلمين العظام. ولكنه اتجاه لم يستطع أن يجلب الأنظار ويقنع الغالبية المسلمة ويقرر المسائل بوضوح ويبدي موقفه الحازم تجاه الاتجاهين الآخرين المتطرفين المتناقضين.
وقبل أن أمضي في موضوع قوله تعالى (وكان عرشه على الماء)؛ فأنا أطلب من السادة المشرفين، وفي مقدمتهم المشرف العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري، وكذلك السادة المشرفين الآخرين، وأخص بالذكر منهم: أحمد البريدي، مساعد الطيار، الجكني .. أطلب منهم إبداء تقييمهم ورأيهم فيما وقع الاختلاف فيه بيننا نحن نقاد التفسير العلمي والإخوة المؤيدين للتفسير العلمي .. خصوصا ما يتعلق بتفسير قوله تعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض .. ). فهل التفسير الحديث الذي جاء به عبد المجيد الزنداني الذي يقتضي أن الموج الأول (الأسفل) الوارد ذكره في قوله (يغشاه موج) عبارة عن الموج أو التيار الداخلي الذي اكتشف وجوده في عمق البحر، وأن الظلمات المذكورة في أول الآية هي عبارة طبقات من مياه البحر العلوية التي ينفذ ضوء الشمس إليها لكن كل طبقة تمتص لونا أو لونين أو ألوانا من الضوء إلى أن يصل الأمر إلى الظلام التام ... هل هذا التفسير هو الصحيح، أم التفسير الذي أنقله من التفاسير جميعها وشرحته (وبيّنتُ توافقه مع العلم الحديث أيضا) أكثر من مرة ومرتين، الذي يقتضي أن الظلمات المذكورة هي (الموج ـ الموج التابع ـ السحاب) أو (البحر ـ الموج ـ الموج التابع ـ السحاب) وأن الموج الأول (الأسفل) المذكور في قوله (يغشاه موج) هو الموج العادي المرئي على وجه البحر ... هو الصحيح؟
أفتونا مأجورين مشكورين .. فما أحوجنا إلى إرشاداتكم في هذه المسائل العويصة. وسنتخذ توجيهكم حَكَما بيننا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:17 م]ـ
الإخوة الكرام: لماذا تهملون ما كتب الأخ مجدي مع أنه يصب في صلب الموضوع، وقد بين فيه ضعف قول بعضكم إن كان هنا بمعنى صار ..
واستدل على ذلك بأدلة واضحة صريحة وصحيحة، ومنها حديث البخاري وهو صريح في تفسير الآية ..
أما استشهاد البعض بكلام الشنقيطي رحمه الله تعالى على أن كان قد تكون بمعنى صار؛ فهو عجيب حقا؛ لأن كان عند أهل اللغة تعني اتصاف المبتدأ بالخبر في الماضي، هذا هو الأصل ..
نعم قد تدل على اتصافه به على الدوام، ولكن بقرينة؛ فأين القرينة هنا؟
ينبغي أن يتفق الجميع على الأقل على معنى كان في هذه الآية وخاصة بعد حديث البخاري الصحيح الصريح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:33 م]ـ
والأسوء ما يفعله بعض الناس بتفسير القران تبعا للنظريات العلمية , وهذا الأمر من الخطورة بدرجة جعلت البعض يفسر بعيدا عن لسان العرب وكلامهم ,والبعض يبحث عن معنى قريب ليؤيد تلك النظرية , وقد ناقشت أحد المدرسين في الجامعة يوما في ذلك وكان من مؤيدي هذا الاسلوب. فقلت له لو ثبت فيما بعد خطأ النظرية , ماذا ستفعل بعده؟ فأجاب بلا تردد ووثوق نغير التفسير. فهو غفر الله لي وله ,وإن كان قصده الخير فإنه جعل تفسير القران تبعا لتلك النظريات ليرغب الناس في الاسلام. وهذا الأمر قد يكون له ردة فعل عكسية لو ثبت خطأ هذه النظرية.
لذلك يجب تقيد الذي يبحث في التفسير العلمي بالحقائق العلمية لا بالنظريات. وأن يذكر فقط النقطة التي تتفق أو تختلف مع القران قيقبلها أو يرد عليها.
بارك الله فيك على هذا الطرح المتزن المعتدل الجميل ..
وهذا الاتجاه في التفسير العلمي هو الذي خفنا منه؛ وحذرنا من أن يجعل كتاب الله تعالى ألعوبة لنظريات ربما سيقت على أنها حقائق وصدق بها من لا يفرق بين النظرية والحقيقة، ومن ليست عنده آلية علمية للتثبت من الحقيقة العلمية؛ فيصبح كتاب الله تعالى - والحالة هذه - قابلا للتكذيب والتصديق ..
أما الحقيقة العلمية؛ فقد قلت مرات عديدة إنه يشترط لها في نظري والله تعالى أعلم ما يلي:
1 - أن تثبت عن طريق علماء مسلمين عدول مؤهلين علميا وشرعيا.
2 - أن توافق نص القرآن الكريم الظاهر في مدلوله اللغوي.
3 - أن يمكن الجمع بين تفسير الآية بها وتفاسير السلف، وإلا اضطررنا إلى أمرين كل منهما في غابة الخطورة شرعا:
الأول: أن في القرآن الكريم ما لم يعرف السلف معناه؛ وبالتالي أن الله تعالى تعبدهم بما لا تصله أفهامهم ولو تعقلا.
الثاني: أن نلغي تفسير السلف جملة وتفصيلا؛ ومن أسس مذهب أهل السنة التزام فهم سلف الأمة للكتاب والسنة.والله تعالى أعلم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:36 م]ـ
أنا من مؤيدي الإعجاز العلمي المنضبط. وأرجو من الأخوة أن لا يغلظوا الكلام للأخ جمال، لأنه لم يشط في نقاشاته.
لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين. وهذا الحديث يبين أن السموات صغيرة جداً بالنسبة للكرسي، وأن الكرسي صغير جداً بالنسبة للعرش مما يعنى أن الكون أوسع من السموات بكثير. والحديث هو: (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة).
أما قول الأخ العليمي إن كان تأتي بعنى صار فصحيح، ولكن ذلك يكون واضحاً في السياق. والاصل أنها ليست بمعنى صار. والأخ جمال فهم ما فهمه أهل التفسير من أن السماوات خلقت بعد أن كان العرش على الماء وهذا هو ظاهر النص، لأنه لا يوجد ما يصرف كان إلى معنى صار. ثم لو نظرنا إلى نص الآية الكريمة: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ... )، لوجدنا أن النص غير مفهوم بالمعنى العلمي المنوه إليه من قبل الأخ العليمي، لأن ما خلق في ستة أيام هو السماوات والأرض بما فيها أقواتها ونظامها القائم.
أما مسألة الموج الذي يغشاه موج، فظاهر في الآية الكريمة أن البحر مياهه ضخمة وأن هناك موجاً فوقه موج. وفهم القدماء أن الموج الثاني يتبع الأول فلأنهم لا يملكون معرفة الواقع فخالفوا المتبادر من النص، وهو أن هناك موج يغشى مياه البحر العظيمة وأن فوق هذا الموج موج آخر. أما لفظة البحر فتطلق على المكان الواسع الذي فيه ماء، ولو قصد الماء فقط لقيل يم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:03 م]ـ
اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح:
"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:
كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ
وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)
أخي بارك الله فيك ..
ما وجه إيراد هذه الآثار على الآية وعلى النظرية ..
الموضوع نقاش وليس نقولاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:21 م]ـ
أخي بارك الله فيك ..
ما وجه إيراد هذه الآثار على الآية وعلى النظرية ..
الموضوع نقاش وليس نقولاً ..
وجه الاستدلال في الحديثن أن الله عز وجل خلق الماء (المذكور في الآية) قبل أن يخلق السموات والأرض.
وأضيف لك حديثا آخر وهو:
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"صحيح مسلم - (ج 13 / ص 117)
وبعد الحديث الصحيح ينقطع الجدل في أن الله خلق ماء والذي كان عرشه عليه قبل أن يخلق ما في السموات والارض.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:43 م]ـ
اما مسألة الموج الذي يغشاه موج، فظاهر في الآية الكريمة أن البحر مياهه ضخمة وأن هناك موجاً فوقه موج. وفهم القدماء أن الموج الثاني يتبع الأول فلأنهم لا يملكون معرفة الواقع فخالفوا المتبادر من النص، وهو أن هناك موج يغشى مياه البحر العظيمة وأن فوق هذا الموج موج آخر. أما لفظة البحر فتطلق على المكان الواسع الذي فيه ماء، ولو قصد الماء فقط لقيل يم.
قال ابن جرير رحمه الله تعالى:
" (يغشاه موج} يقول يغشى البحر موج , {من فوقه موج} يقول: من فوق الموج موج آخر يغشاه , {من فوقه سحاب} يقول: من فوق الموج الثاني الذي يغشى الموج الأول سحاب "
ونقل القرطبي القولين بموج فوقه موج وموج يتبعه موج. قال رحمه الله تعالى:
يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ
"أي يعلو ذلك البحر اللجي موج. " من فوقه موج " أي من فوق الموج موج , ومن فوق هذا الموج الثاني سحاب ; فيجتمع خوف الموج وخوف الريح وخوف السحاب. وقيل: المعنى يغشاه موج من بعده موج ; فيكون المعنى: الموج يتبع بعضه بعضا حتى كأن بعضه فوق بعض , وهو أخوف ما يكون إذا توالى موجه وتقارب , ومن فوق هذا الموج سحاب. وهو أعظم للخوف من وجهين: أحدهما: أنه قد غطى النجوم التي يهتدى بها. الثاني: الريح التي تنشأ مع السحاب والمطر الذي ينزل منه."
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:47 م]ـ
وجه الاستدلال في الحديثن أن الله عز وجل خلق الماء (المذكور في الآية) قبل أن يخلق السموات والأرض.
وأضيف لك حديثا آخر وهو:
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"صحيح مسلم - (ج 13 / ص 117)
وبعد الحديث الصحيح ينقطع الجدل في أن الله خلق ماء والذي كان عرشه عليه قبل أن يخلق ما في السموات والارض.
ما الجديد الذي أضفته هنا .. وعنوان الموضوع يقرر هذه الحقيقة ويبني عليها سؤالاً تعجيزياً يعيي الزمان واهله؟.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:50 م]ـ
ثم هناك مسألة خطيرة
لماذا يفترض صاحب السؤال أن هذا الماء المذكور في الآية والحديث والذي عليه العرش هو من مخلوقات الكون (السموات والأرض) الحادث الزائل؟
ما علاقة الماء الذي عليه العرش بالدخان الذي خلقت منه السموات والأرض؟
أليس هذا خلطاً عجيباً؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 05:02 م]ـ
ثم هناك مسألة خطيرة لماذا يفترض صاحب السؤال أن هذا الماء المذكور في الآية والحديث هو من مخلوقات الكون الحادث الزائل؟ أليس هذا خلطاً عجيباً؟.
الماء والعرش والكرسي والقلم كلها من مخلوقات الله في هذا الكون.
أخي عصام .. أنا رددت الخلاف الى الرسول. وهو يخبرنا بأن الماء الذي كان عليه عرشه عز وجل كان قبل خلق السموات والأرض.
ولكن الذي أعجب منه ما علاقة معرفة هذا الماء بالإعجاز العلمي وجودا أو عدما!!!!
فالسؤال خطأ من الأساس والغريب متابعتكم للسؤال كأن الإجابة عليه تعني وجود الإعجاز من عدمه.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 05:05 م]ـ
أما الماء الذي كان فهو من جنس الماء الذي علمه الصحابة عندما أخبرهم النبي عليه السلام. ونفس الماء الذي يفهمه من يسمع الأية. وسأفسر الماء بعد الجهد بالماء ليُعرف!!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 05:30 م]ـ
أنا من مؤيدي الإعجاز العلمي المنضبط. وأرجو من الأخوة أن لا يغلظوا الكلام للأخ جمال، لأنه لم يشط في نقاشاته.
لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين. .
أخي الكريم
تجاهلت الرد على إيراد الحديث لأني غير مقتنع بالأسلوب والمسار الذي أخذه النقاش. المسألة الأصلية مدارها على قول جمال:
"ما هو هذا الماء بحسب التفسير العلمي؟ ماذا يفعل الماء قبل خلق الكون ـ بحسب العلم الحديث ـ برأيكم يا سادة التفسير العلمي؟ هل للماء موقع في بدء الكون بحسب نظرية الانفجار العظيم التي تفسرون بها قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)؟ "
وأنا سألته هل فعلا الماء كان قبل خلق الكون؟
ثم سألته ماذا يعني بالتفسير العلمي المتكامل؟
وأزيد على ذلك:
من قال إن الإنفجار العظيم حقيقة علمية؟
أرجو أن أجد عند الأخ جمال إجابة شافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 05:53 م]ـ
ما الجديد الذي أضفته هنا .. وعنوان الموضوع يقرر هذه الحقيقة ويبني عليها سؤالاً تعجيزياً يعيي الزمان واهله؟.
الأخ الكريم مجدي أضاف جديدا إلى الموضوع، إذ قام بعرض السياق العام للنصوص الإسلامية في موضوع بدء الخلق، فمن مجمل النصوص يتبين أن وجود الماء سبق خلق السموات والأرض. والحقيقة أن هذا واضح من الآية أيضا، ولكن مشكلة البعض هي أنهم ينكرون ما هو واضح ما داموا يناقشون مَن لاحظ الأمر الواضح فيجب أن يخالفوه كأنهم يحسدونه على ملاحظته! ووجه دلالة الآية على سبق وجود الماء لخلق السموات والأرض، هو أن الآية تحدثت عن خلق السموات والأرض ثم تحدثت عن كون العرش على الماء فأفادت بهذا أن الماء كان موجودا قبلا.
وأما سؤالي فليس تعجيزيا إلا لكتاب التفسير العلمي الذين فرضوا تصورات العلم الحديث عن النظام الكوني على نصوص القرآن الكريم. وأما بالنسبة للمفسر بحسب المأثور فتفسير الآية سهل جدا ولا يقتضي من المفسر إلا مطالعة الآثار الواردة في الباب، ومطالعة روايات الطبري في تفسير الآية تكفي في هذا المضمار.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:34 م]ـ
هل فعلا الماء كان قبل خلق الكون؟
الكون، بمعنى النظام الكوني المعقد، الذي يكتشفه العلم الحديث، والمنقسم إلى نوعين غير متكافئين من المادة: (المادة السوداء) أو (المادة المظلمة) المجهولة تقريبا التي تؤلف أكثرية مادة الكون، و (المادة المضيئة) التي هي الجزء المرئي من الكون وتتألف من المجرات والنجوم والكواكب .. هذا النظام الكوني هو أكثر تعقيدا من أن يخاطب القرآن الكريم بوصفه الناس أجمعين وهو كتاب هداية للناس في جميع العصور من جميع الطبقات والأصناف.
ومن البديهي أن الماء لم يكن موجودا في بداية خلق هذا النظام الكوني بأي معنى من المعاني.
ماذا يعني بالتفسير العلمي المتكامل؟
أعني بـ (مدرسة تفسير متكاملة) أن تهتم بتفسير جميع الآيات ومقاصدها وتفسر القرآن بالقرآن (أي تلاحظ السياق العام للآيات في القرآن) ولا تهمل تفسير آية واحدة. أعني أن يكون من يتكلم في التفسير قد درس التفسير كعلم له أصوله وضوابطه، وأن يكون قد درس القرآن الكريم كوحدة متكاملة ولا يتعامل مع النص كمن يبحث عن شيء معين. أعني أن يكون مفسرا بمعنى الكلمة، لا أن يكون متخصصا في حقل علمي تجريبي ثم يقدم على تفسير آيات معينة من وجهة نظر العلم التجريبي الذي درسه هو.
وبالنسبة لموضوع الكون والخليقة وبدء الخلق، يجب على المفسر أن يعرّف قراءه بقصة الخلق في القرآن بصورة مترابطة، بأن يجمع بين الآيات والنصوص المتعلقة بالموضوع، ويفسر مجموعة الآيات والنصوص تفسيرا موضوعيا، ويهتم بالسياق ولا يهمل التفسير المأثور من أحاديث وروايات. وهكذا يؤلف من الآيات قصة الخلق القرآنية المتكاملة المترابطة. وهذا ما لم أجده في كتابات المفسرين العلميين.
ولكننا نرى المفسرين العلميين يفسرون آيات معينة، وهي الآيات التي أمكن لهم مقارنتها باكتشافات علمية حديثة مدوّية. فلا يهتمون بالسياق العام للنصوص وتكسل همتهم عن رسم ملامح الخليقة التي وصف القرآن الكريم خلقها ونظامها. فلم يبينوا لنا: كيف كان بدء الخلق بحسب القرآن؟ ثم كيف خلقت السموات والأرض؟
وهم ـ أعني المفسرين العلميين ـ يفسرون (السموات والأرض) بالكون (النظام الكوني) عادة (ومن الدلائل الكثيرة على هذا أنهم فسروا فتق السموات والأرض بالانفجار العظيم الذي خُلِق به النظام الكوني)، ولكنهم ـ مثلا ـ لم يبينوا لنا ما هو الشيء الذي بينهما؟ فقد قال تعالى ( ... السموات والأرض وما بينهما ... ) .. فما هو هذا الذي بينهما إذا كانت (السموات والأرض) عبارة عن النظام الكوني بأكمله؟
من قال إن الإنفجار العظيم حقيقة علمية؟
نظرية الانفجار العظيم حازت اليوم على تأييد أكثرية العلماء الكونيين. وقد اكتشفوا الغبار الكوني الذي تخلف من الانفجار. حتى أنهم التقطوا ترددات وموجات تبين لهم أنها صوت الانفجار وقد وصلنا الآن! أي أننا على الأرض ابتعدنا عن مركز الكون بسرعة تفوق سرعة صوت الانفجار بشكل خيالي!
وتوجد نظريات أخرى، ولكنها تدور كلها حول نظرية الانفجار العظيم.
ولذا فنظرية الانفجار العظيم هي ـ الآن ـ أنجح نظرية لتفسير كيفية خلق الكون.
وأما بالنسبة لموضوعنا، فعدم وجود الماء في بداية خلق الكون (النظام الكوني) هو من الحقائق العلمية البسيطة الواضحة وليس الثابتة فحسب.
ومن هنا فمن المحتم أن نبحث عن تعريف (السموات والأرض) في القرآن ولا نفرض تعريف النظام الكوني بحسب العلم الحديث على المفهوم القرآني.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 07:01 م]ـ
ولكن الذي أعجب منه ما علاقة معرفة هذا الماء بالإعجاز العلمي وجودا أو عدما!!!!
فالسؤال خطأ من الأساس والغريب متابعتكم للسؤال كأن الإجابة عليه تعني وجود الإعجاز من عدمه.
أخي الكريم
المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني). وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض)؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني! وهذه نتيجة خاطئة.
ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[15 Feb 2010, 07:22 م]ـ
لماذا يفترض صاحب السؤال أن هذا الماء المذكور في الآية والحديث والذي عليه العرش هو من مخلوقات الكون (السموات والأرض) الحادث الزائل؟
هل تفترض ـ يا أخي ـ أن ذلك الماء هو غير الماء المعروف؟ بل هل تجازف بافتراضك أن ذلك الماء كان غير حادث كما قال بذلك ابن رشد في (فصل المقال) واستدل بالآية على قول الفلاسفة بقدم العالم؟
ما علاقة الماء الذي عليه العرش بالدخان الذي خلقت منه السموات والأرض؟
أليس هذا خلطاً عجيباً؟
اسمح لي قبل كل شيء بأن أصحح لك خطأ وقع فيه المفسرون العلميون قبلك. وهو ما تقوله من أن (الدخان) المذكور قد خلقت منه السموات والأرض جميعا. بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط. والمفسرون العلميون فسروا هذا الدخان بالمادة الكونية البدائية بحسب نظرية الانفجار العظيم، بينما لا يقول القرآن الكريم بأن الدخان خلقت منه الأرض أيضا. وبهذا خالفوا النص القرآني وفرضوا عليه فكرة غريبة أجنبية عنه.
وأما الماء والدخان، فهما مترابطان، ويجب على مفسر القرآن أن يعرف كيف يربط بينهما في قصة الخلق القرآنية. فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور.
وما تسميه خلطا هو التفسير القرآني للقرآن، هو التفسير الموضوعي المترابط للقرآن.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 08:30 م]ـ
تسجيل حضور ومتابعة
ولى عودة قريبا جدا ان شاء الله لأرد على اسئلة بعض الأخوة
وحتى هذا الحين، أتوجه بكلمة للأخ جمال فى المداخلة القادمة
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 08:40 م]ـ
وأما بالنسبة لموضوعنا، فعدم وجود الماء في بداية خلق الكون (النظام الكوني) هو من الحقائق العلمية البسيطة الواضحة وليس الثابتة فحسب.
أتفق معك أخى الفاضل فى هذه النقطة كل الموافقة
ثم تقول:
ومن هنا فمن المحتم أن نبحث عن تعريف (السموات والأرض) في القرآن ولا نفرض تعريف النظام الكوني بحسب العلم الحديث على المفهوم القرآني.
وهذا هو بيت القصيد
فما هو تعريف (السموات والأرض) فى القرآن كما تراه؟
سؤال أطلب الجواب عنه تفضلا لا أمرا
والسلام عليكم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 08:56 م]ـ
هل تفترض ـ يا أخي ـ أن ذلك الماء هو غير الماء المعروف؟ بل هل تجازف بافتراضك أن ذلك الماء كان غير حادث كما قال بذلك ابن رشد في (فصل المقال) واستدل بالآية على قول الفلاسفة بقدم العالم؟
اسمح لي قبل كل شيء بأن أصحح لك خطأ وقع فيه المفسرون العلميون قبلك. وهو ما تقوله من أن (الدخان) المذكور قد خلقت منه السموات والأرض جميعا. بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط. والمفسرون العلميون فسروا هذا الدخان بالمادة الكونية البدائية بحسب نظرية الانفجار العظيم، بينما لا يقول القرآن الكريم بأن الدخان خلقت منه الأرض أيضا. وبهذا خالفوا النص القرآني وفرضوا عليه فكرة غريبة أجنبية عنه.
وأما الماء والدخان، فهما مترابطان، ويجب على مفسر القرآن أن يعرف كيف يربط بينهما في قصة الخلق القرآنية. فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور.
وما تسميه خلطا هو التفسير القرآني للقرآن، هو التفسير الموضوعي المترابط للقرآن.
أخي جمال
السلام عليكم
أشكر لك هدوءك وصبرك في الحوار .. جعله الله في ميزان حسناتك.
لا يلزم من الكلام قدم العالم إلخ .. اللهم غفراً إن أسأت التعبير .. سبحانك.
كلامي عن الكون أعني به هنا (السموات والأرض) .. وهي مسبوقة بمخلوقات غيرها .. وإدخالك العرش في السموات غريب .. ألا ترى أنك أدخلت العرش هنا في السموات ..
ولو عبرت كما قال الله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) لكان أبلغ.
وقولك:
فالدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور
وجعلك لهما مترابطين ..
أغرب وأعجب ..
أنت تقول إن ذلك الماء هو الماء نفسه الذي نراه اليوم والدخان هو الدخان .. فأي دخان يتصاعد من ماء؟ .. الدخان يتصاعد من نار أو انفجار أو نحوه ..
وقد استبعدتّ فيما سلف من مشاركاتك أن يكون المقصود من الماء هو بخاره وسحبه .. فهل هذا رجوع عن ذلك؟.
ما الدليل هنا على أن ذلك الدخان متحول من ذلك الماء؟. أين الدليل على هذا الربط بين الماء والدخان؟.
النظرية الحديثة - التي قلت عنها: إنها أكثر النظريات العلمية وضوحاً - ترى إن هذا الدخان ناشئ عن الانفجار العظيم.
الدخان لاحق للانفجار .. وليس سابقاً على الماء .. بل هو لاحق بعده بآماد بعيدة .. لا يعلمها إلا الله.
وقولك:
بينما نصت الآية (في سورة فصلت) على أن الدخان خلقت منه السماء فقط
غير صحيح ..
فسورة فُصلت لم تذكر خلق السماء هنا من دخان .. بل ذكرت حال السماء بعد خلق الأرض .. وهي سماء .. والمذكور أنه قضاهن سبع سموات في يومين .. وزين السماء ...
قال تعالى:
(ثم استوى إلى وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها ... )
وقد قلت إن الراصدين اكتشفوا هذا الدخان في أرجاء الكون وسمعوا أصوات ذلك الانفجار ..
بل هذا قد يبين أن الأرض خلقت أولاً من الانفجار ثم بنيت السموات السبع بعد بالدخان الذي مازالت آثاره في الأرجاء ..
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:20 م]ـ
الأخ جمال: بارك الله في جهودك.
وأرى أنه يجب تسجيل نقاط الاتفاق التي توصلت لها بعد جهد جهيد حتى لا تضيع في خضم النقاش.
وبحسب قراءتي لهذا الموضوع يظهر لي والله تعالى أعلم أنكم إلى الآن متفقون على ما يلي:
1 - أن كان في قوله تعالى: "وكان عرشه على الماء" على طبيعتها.
2 - أن الماء في الاية كان قبل خلق السماوات والأرض.
وهذه الأخيرة كانت بجهد الأخ محدي بارك الله فيه؛ وأدلته فيها مقنعة ولا إشكال فيها.
3 - أنه بحسب نظرية الإنفجار العظيم فالكون يعني الموجود المادي مطلقا، وليس فيها ذكر لهذا التدرج الخلقي الذي بينته الأحاديث التي ذكرها الأخ مجدي.
من هنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل ما ثبت الآن من أدلة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقضي على نظرية الإنفجار العظيم، أو على الأقل على أجزاء منها؟
وبالتالي يغير نظرتنا للكون من الناحية العلمية.
هذا ما أرجو منك إفادتي فيه ولك الأجر والشكر.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:29 م]ـ
أخي الكريم
المفسرون العلميون يفسرون الآيات التي تحدثنا عن (السموات والأرض) بنظريات العلم وحقائقه عن الكون (النظام الكوني). وما دمنا نعلم من مجمل النصوص أن وجود الماء المذكور في آية سورة هود سبق خلق (السموات والأرض)؛ فإن هذا يلزم منه أن وجود الماء سبق وجود الكون بمعنى النظام الكوني! وهذه نتيجة خاطئة.
ومن هنا فأنا أرى أننا إذا ألزمنا كتاب التفسير العلمي بترك فرض التصور العلمي عن النظام الكوني على (السموات والأرض) المذكورتين في الآية؛ أعتقد أننا جعلناهم على الدرب الصحيح الذي يؤدي إلى التفسير الصحيح للآيات الطبيعية من القرآن الكريم، لأن هذا يجبرهم على ترك تعريف المصطلحات القرآنية في وصف الخليقة بالتصورات العلمية الحديثة عن الظام الكوني.
أخي الكريم. لا يلزم شيء مما ذكرت. لأن العلم لا ينفي أن يكون اصل الموجودات من الماء أو من شيء أخر.
وبصورة أوضح فارق كبير بين كون الشيء من الممكنات او كونه من الموجودات.
فكونه من الممكنات يعني أن العقل لا يحيل إمكانية وجوده بوجود أسبابه. وقد يكون من الممكنات ولكن حقيقة غير موجود لعدم وجود أسبابه.
أما كونه من الموجودات فهذا يعني أنه من الممكنات التي تحققت.
فإذا كانت النظريات العلمية تقول أن السموات والارض كانتا شيئا واحدا فأصبحت ما نراه.فهذا يعني إمكانية تحول كل شيء أي موجود.
وقد بين القران هذا الشيء بجلاء في قوله تعالى: "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا " [الإسراء/49] وذلك أنهم قالوا إذا بليت الأجسام ورمت العظام ايعقل أن نبعث بهذه الاجسام كما كانت قبل ان تبلى؟
فبين لهم عز وجل ذلك بقوله:
"قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا " [الإسراء/50 - 52]
ومدار إتفاق أصحاب الإعجاز العلمي على موضوع واحد وهو أن أصل السموات والأرض كانتا شيء واحدا ثم كانت السماءوالارض بعد ذلك.
وتفاصيل ذلك لا يتفق أحد من أهل القبلة مع أصحاب نظرية" الانفجار العظيم " وأهم تلك النقاط هي:
بينما يؤمن أهل القبلة أن الله خلق السماء والأرض بقدرته وعلمه يقول أصحاب تلك النظرية أن شيء حدث في اللاشيء فأحدث كل شيء!!!! وهذا الأمر لا يقبله عاقل بكون شيء يحدث في اللاشيء من غير شيء. بل عندنا أن الله عز وجل خلق السموات والأرض من مادة أخرى هي مخلوقة أيضا. فقد كانتا رتقا. والله جعل الفتق في ذلك الرتق.
أما كون القران فيه من الآيات الواضحات التي يكشف العلم صحتها. فهذا حق لا يجادل به أحد علم القران. ومن اللطائف في ذلك اصرار المفسرين على أن ماء النهر والنبع من ماء السماء. في وقت كان الفلاسفة والطبيعيون يقولون إنها من البحر.
والأمر لم يعرف إلا حديثا. فانظر كيف سبق المفسرون أهل الطبيعة في هذه المعرفة قبل أن يعلم العلم تلك الينابيع التي سلكها الماء.
وكذلك فإن من التعسف البحث عن الصاق اي نظرية بالقران. ولا حتى الحقائق العلمية لأن الله أنزل القران كتاب هداية للناس ينهل منه الجميع كل على قدره وطاقته وما علمه الله.
وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن المُبلغ قد يعي من الكلام أكثر مما وعاه السامع فقال في حجة الوداع:
" فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ"صحيح البخاري - (ج 1 / ص 118)
وقد بين الله عز وجل ذلك أيضا ذلك بقوله جل وعلا:
" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [فصلت/52، 53]
فانظر كيف أن تلك الأيات ستبين أن القران هو من عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Feb 2010, 12:21 م]ـ
الإخوة الكرام ..
التركيز على الاتفاق جيد هنا .. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي ..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟ ..
وأن الدخان تصاعد من الماء؟؟؟؟ ...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة؟؟ ..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:16 م]ـ
الإخوة الكرام ..
التركيز على الاتفاق جيد هنا .. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي ..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟ ..
وأن الدخان تصاعد من الماء؟؟؟؟ ...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة؟؟ ..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
لم هذا التعجب؟
أصل الدخان من كلمة دخن ... وهي من الإرتفاع والسطوع.
"وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وهو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض"تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 166)
"وقد جاءت الآثار عن السلف بأن السماء خلقت من بخار الماء وهو الدخان."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 380)
" قال ابن جريج: قال سعيد بن جبير: فقال ابن عباس: فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الانهار، فاستصبر، فعاد صبيرا"مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 90)
"كل دخان يسطع من ماء حار، فهو بخار وكذلك من الندى" فقه اللغة - (ج 1 / ص 2)
"وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار".تهذيب اللغة - (ج 2 / ص 485)
"وكذلك بُخَار الدُّخَان وكلُّ دُخَانٍ يسَطَعُ من ماءٍ حارٍّ فهو بُخَارٌ وكذلك من النَّدَى وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ منه كالدُّخان" تاج العروس - (ج 1 / ص 2490)
"البَخْرُ فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ، بَخِرَ، كفَرِحَ، فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ، وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ بَخَرٌ. وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ بُخارٌ. القاموس المحيط - (ج 1 / ص 352)
"قال: كان يَصَعَدُ بُخَارٌ من المَاءِ إلى السَّماءِ فاستَصْبَر فعادَ صَبِيرا فذلك قوله [ثم استَوى إلى السَّماءِ وهي دُخَانٌ] "النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 9)
وهل فسر أحد الدخان هنا بما يصعد من دخن النار؟
لذا أخي الكريم لا يجوز أن تجعل المشهور بين الناس من معان هو المقصود. بل إن القران نزل بلسان العرب. فكل ما يستخدمه العرب في لسانهم يجوز التفسير به إن كان مناسبا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:03 م]ـ
الأخوة الأفاضل المتحاورون:
هل اتفقتم على معنى لفظ " ماء "؟
هل هو الماء الذي نشربه أم هو شيء آخر؟
ـ[جمال السبني]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:04 م]ـ
بعض روايات الحديث تصرّح بالترتيب بـ (ثم).
فمن رواية البخاري:
6982 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال
: إني عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال (كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء). ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم
ومن رواية ابن حبان
6142 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال: حدثنا حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال:
: إني لجالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم) قالوا: قد بشرتنا يا رسول الله فأعطنا فدخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم) قالوا: قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ فقال: (كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء) قال: ثم أتاه رجل فقال: يا عمران بن حصين راحلتك أدركها فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت ولم أقم
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري
ومن رواية النسائي
17479 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال: إني لجالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا يا رسول الله قال فدخل عليه أناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله عز و جل ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء قال وأتاه رجل فقال يا عمران بن حصين راحلتك أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت في طلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت وأني لم أقم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:15 م]ـ
الأخوة الأفاضل المتحاورون:
هل اتفقتم على معنى لفظ " ماء "؟
هل هو الماء الذي نشربه أم هو شيء آخر؟
أكيد أنه لم يكن صالحا للشرب!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:20 م]ـ
أكيد أنه لم يكن صالحا للشرب!
حقك علي ..
أقصد هل هو سائل H2O ، بغض النظر عن صلاحيته للشرب.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:29 م]ـ
الأخوة الأفاضل المتحاورون:
هل اتفقتم على معنى لفظ " ماء "؟
هل هو الماء الذي نشربه أم هو شيء آخر؟
هل تفيدنا في شيء؟
يوجد ماء عذب وآخر أجاج ومياه أخر:
"وسمى ساعدة بن جؤية الهذلي الدم ماء اللحم، فقال يهجو امرأة:
شَرُوبٍ لماءِ اللَّحْمِ في كلِّ شَتْوَةٍوإنْ لمْ تَجِدْ مَنْ يُنْزِلِ الدَّرَّ تَحْلُبِ"المحكم والمحيط الأعظم - (ج 2 / ص 244)
"والمُهْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرانِ، إلاّ أنّه ماء رقيق يُشبه الزّيت، وهو يَضْرِب إلى الصُّفْرة من مهاوته، وهو دَسِمٌ تُدْهَنُ به الإِبلُ في الشِّتاء، وسائرُ القَطِران لا يُدهنُ به، لأنّه يَقْتل."
العين - (ج 1 / ص 273)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:59 م]ـ
هل تفيدنا في شيء؟
يوجد ماء عذب وآخر أجاج ومياه أخر:
273)
قال تعالى في سورة النور / الآية 45:
(والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)
يعني بلغة بسيطة الانسان مخلوق من ماء كما تنص الآية، والآن نعرف بالتحليل أن مادة هذا المخلوق مركبة من العديد من العناصر، وقد عبر عنها بلفظ ماء ..
فلماذا لا يكون الماء على صورة أخرى غير الصورة التي تتبادر إلى الذهن؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:01 م]ـ
قال تعالى في سورة النور / الآية 45:
(والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)
يعني بلغة بسيطة الانسان مخلوق من ماء كما تنص الآية، والآن نعرف بالتحليل أن مادة هذا المخلوق مركبة من العديد من العناصر، وقد عبر عنها بلفظ ماء ..
فلماذا لا يكون الماء على صورة أخرى غير الصورة التي تتبادر إلى الذهن؟
نعم لأن الماء هو الغالب على تلك العناصر. وقد أوردت لك أمثلة أخرى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:16 م]ـ
اخي هذه الأية ورد فيها حديث صحيح:
"عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ:
كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ
وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا"صحيح البخاري - (ج 10 / ص 464)
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ"صحيح البخاري - (ج 14 / ص 263)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الفاضل أبا عيشة
الآثار التى أوردتها من صحيح البخارى لا علاقة لها بتفسير آية سورة هود، ومعرفة مناسبة ذكرها تؤكد ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صدق أخونا المجريسى حين سألك مستنكرا:
ما وجه ايراد هذه الآثار على الآية وعلى النظرية؟!
ومع ذلك فسوف أبين لك من شرح صحيح البخارى ما يدل على صدق ما نقول
قال الامام ابن حجر فى شرحه على صحيح البخارى:
((قوله: (كان الله ولم يكن شيء غيره) في الرواية الآتية في التوحيد " ولم يكن شيء قبله " وفي رواية غير البخاري " ولم يكن شيء معه " والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى , ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - " أنت الأول فليس قبلك شيء " لكن رواية الباب أصرح في العدم , وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما , لأن كل ذلك غير الله تعالى))
وجاء بصحيح البخارى كذلك: ((حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
جاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بني تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن فقال يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل فقال يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم)) "
وجاء التعليق عليه فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري هكذا:
((قوله: (فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش) أي عن بدء الخلق وعن حال العرش , وكأنه ضمن " يحدث " معنى يذكر , وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر , ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات , فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض , وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك))
فها أنت تراه قد رجح المعنى الأول القائل بأن أول شىء خلقه تعالى من العالم هو السموات والأرض (راجع شرح الحديث فى فتح البارى).
وجاء بفتح البارى أيضا: ((وقال الكرماني: قوله (وكان عرشه على الماء) معطوف على قوله كان الله ولا يلزم منه المعية إذ اللازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثبوت وإن كان هناك تقديم وتأخير))
فتأمل أخى فى قول الكرمانى عن الواو العاطفة لتدرك منه أنها لا تقتضى ترتيبا أو تدرجا على النحو الذى فهمه البعض فظن أن هذه الراوية تشرح معنى الآية فطار بها فرحا، وأغلق فهمه على ذلك دون تدبر
ولتتذكر أخى ما نقلته عن الامام ابن حجر فى صدر كلامى من قوله أن تلك الرواية وقعت بالمعنى، فكيف نجعل لألفاظها قدسية مثل قدسية النص القرآنى فنقول كما قال الأخ جمال منذ قليل: بعض روايات الحديث تصرح بالترتيب ب (ثم)
وردا عليه أقول: فلماذا لم تذكر هذا باقى الروايات؟
ان هذا يؤكد مرة أخرى ما قاله الامام ابن حجر من أن الرواية قد وقعت بالمعنى، ومن ثم فلا حجة لمن استشهد باحداها من دون الأخريات ليؤيد بها نظريته، وهذا ملحظ هام علينا أن نضعه فى الاعتبار
وفى مداخلات قادمة ان شاء الله سوف يتبين بتفصيل أوسع أن القرآن ذاته قد فسر آية هود السابعة وفقا لقاعدة (القرآن يفسر بعضه بعضا) وكذلك قاعدة (رد المتشابه الى المحكم)، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:22 م]ـ
الأخ جمال وفقك الله
أقول: بل إن القرآن تحدث عن نظام الكون بأدق ما تحدثه العلم المادي الحديث والذي توصل إليه العلم بخصوص الكون إنما هو جزء يسير من الحقيقة التى تحدث عنها القرآن.
أحييك أخى الكريم على تلك الكلمة
وأوافقك تماما على ما جاء فيها
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:27 م]ـ
والفئة الثانية تفسر النصوص بالمأثور ولكنها تتخذ من معاني النصوص الظاهرية ذرائع لرفض حقائق العلم الحديث الثابتة، وهذا الفئة ـ مع احترامي وتبجيلي لرموزها وأقلامها ـ تكرّر ـ من دون وعي ـ ما ارتكبته الكنيسة يومها من معارضة العلم ..
برغم اختلافى معك فى الموقف العام من الاعجاز العلمى، فاننى لا أملك الا أن أحييك على كلمتك الواردة بالاقتباس أعلاه
ـ[جمال السبني]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:28 م]ـ
الإخوة الكرام ..
التركيز على الاتفاق جيد هنا .. وهو تقدم في الحوار إلى النتيجة أيةً كانت هي ..
ولكن هذا لا يلغي أنكم تمررون ربطاً كونياً ما أنزل الله به من سلطان ..
وهو أن الماء والدخان مترابطان؟؟؟؟؟ ..
وأن الدخان تصاعد من الماء؟؟؟؟ ...
بأي كتاب كان ذلك أم بأية سنة؟؟ ..
هل صار المعارضون مفسرين علميين أيضاً؟.
أخي الكريم عصام
ألم تسأل نفسك يوما ما العلاقة بين الماء والدخان في الخلق؟
ألم تقرأ الروايات والمأثورات التي تقرر هذه الأمور؟
ونحن نريد أولا أن نحيط علما بمجمل النصوص الدالة على ترتيب الخلق.
ثم إذا وجدنا توضيحا علميا أوردناه لتقريب الأمر إلى أفهامنا، وإلا فليس التوضيح العلمي مهما بقدر فهم السياق العام لقصة خلق السموات والأرض في القرآن الكريم والأحاديث والآثار الواردة في الباب. ولجوئي إلى بعض التوضيحات العلمية بعد الفهم الصحيح للنصوص، لا يعني أنني صرت مفسرا علميا، بل غاية الأمر أننا نريد أن نفهم النصوص من آيات وأحاديث وآثار، وبعد تقرر الفهم الصحيح لا يكون ذكر التوضيح العلمي إلا محاولة لتقريب الصورة من الأفهام.
وأنا مشكلتي أنني أتصل من مركز إنترنت ولا أجد الوقت الكافي لتوضيح فكرتي التي أريد عرضها. ولا أدعي أنني يمكنني توضيح جوانب الموضوع كلها، لكنني أؤكد على الفهم الصحيح للآيات والأحاديث ذات العلاقة بالموضوع، هذا هو الأهم، ثم يأتي التوضيح العلمي في المرتبة الثانية.
وقد تفضل الأخ الكريم مجدي ببعض ما أردت إيراده. فجزاه الله خيرا.
وأعتذر عن أنني لا أجد الوقت الكافي للإجابة على الردود والاعتراضات الوجيهة للإخوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:32 م]ـ
الإخوة الكرام: لماذا تهملون ما كتب الأخ مجدي مع أنه يصب في صلب الموضوع، وقد بين فيه ضعف قول بعضكم إن كان هنا بمعنى صار ..
واستدل على ذلك بأدلة واضحة صريحة وصحيحة، ومنها حديث البخاري وهو صريح في تفسير الآية .. [/ color]
ليت الأخ ابراهيم يوضح لنا - مشكورا - كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية؟!!!
وهل يرى أن الحديث - أو بالأصح: الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية؟؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:44 م]ـ
لا أدري لماذا تجاهل العليمي والغامدي الحديث الذي أشار إليه بعض المداخلين.
أخى الكريم سنان
أولا: أحييك على موضوعيتك ووقوفك الى جانب الحق ونصرتك له فى العديد من المشاركات التى قرأتها لك فى مواضيع متنوعة، وأدعو الله تعالى أن يثبتك على الحق ويجعلك نصيرا له على الدوام
ثانيا: فيما يخص الحديث الذى أشرت اليه، والذى كان الأخ البيراوى أول من ذكره، اؤكد لك بأنى لم أتجاهله، لا أنا ولا الأخ الغامدى كذلك، ومعاذ الله أن نفعل ذلك، وكل ما فى الأمر أنى لم أجد لهذا الحديث الشريف صلة بالموضوع محل النزاع
فهذا الحديث - أخى الكريم - يتحدث عن (السموات السبع) تحديدا وعلى وجه التخصيص، بينما الآية موضع النقاش تذكر السموات على اطلاقها ودون تخصيص، والعلماء - حتى الآن - لم يتفقوا على قول واحد يقطع بمعنى (السموات السبع)، وهل هى تعنى كل السموات التى أبدعها الخالق جل وعلا؟ أم أن لها دلالة محددة؟ ذلك أن السموات السبع توصف فى القرآن بأنها (طباقا) وقد وصفتها سورة نوح بأن (القمر فيهن نورا) مما يعنى أن لها خصائص محددة تميزها عما عداها من السموات، والله أعلم
ولا نريد أن نستطرد الى قضايا فرعية تجنح بنا بعيدا عن محل النزاع، فلنولى اهتمامنا بأصل الموضوع ونركز أنظارنا عليه
أما عن باقى كلامك، فكما ذكرت من قبل للأخ أبى عيشة: من الممكن أن نفسر آية هود السابعة بآيات أخرى من القرآن ترد متشابهها الى المحكم، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله، ولك تحياتى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:51 م]ـ
فما هو تعريف (السموات والأرض) فى القرآن كما تراه؟
سؤال أطلب الجواب عنه تفضلا لا أمرا
الأخ الفاضل جمال
أذكركم بسؤالى هذا قبل أن يضيع فى غمرة المشاركات، وذلك نظرا لأهميته الفائقة لموضوع النقاش
والسلام عليكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:38 ص]ـ
ليت الأخ ابراهيم يوضح لنا - مشكورا - كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية؟!!!
وهل يرى أن الحديث - أو بالأصح: الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية؟؟
الأخ: العليمي.
لا أعرف من أين استقيت هذا الأصح عندك في تسمية الأحاديث بالرواية.
واستشكالك لتفسير الآية بالحديث، ولو لم يكن واردا أصلا في تفسيرها بعينها أغرب من ذلك.
لقد نص علماء التفسير في أبجديات هذا العلم أن خير ما يفسر به القرآن هو القرآن ثم بعده الأحاديث الصحيحة ... إلخ.
ولا يقصدون بذلك ضرورة أن يكون الحديث ورد أصلا لتفسير الآية أو جوابا عن سؤال متعلق بها أو نحو ذلك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:34 ص]ـ
لم هذا التعجب؟
أصل الدخان من كلمة دخن ... وهي من الإرتفاع والسطوع.
"وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وهو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض"تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 166)
"وقد جاءت الآثار عن السلف بأن السماء خلقت من بخار الماء وهو الدخان."جامع الرسائل - (ج 1 / ص 380)
" قال ابن جريج: قال سعيد بن جبير: فقال ابن عباس: فكان يصعد إلى السماء بخار كبخار الانهار، فاستصبر، فعاد صبيرا"مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 90)
"كل دخان يسطع من ماء حار، فهو بخار وكذلك من الندى" فقه اللغة - (ج 1 / ص 2)
"وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار".تهذيب اللغة - (ج 2 / ص 485)
"وكذلك بُخَار الدُّخَان وكلُّ دُخَانٍ يسَطَعُ من ماءٍ حارٍّ فهو بُخَارٌ وكذلك من النَّدَى وبُخَارُ الماءِ يَرْتفعُ منه كالدُّخان" تاج العروس - (ج 1 / ص 2490)
(يُتْبَعُ)
(/)
"البَخْرُ فِعْلُ البُخارِ، بَخَرَتِ القِدْرُ، كمَنَعَ، وبالتحريكِ النَّتْنُ في الفَمِ وغيرِهِ، بَخِرَ، كفَرِحَ، فهو أبْخَرُ، وأبْخَرَهُ الشيءُ، وكُلُّ رائِحَةٍ ساطِعَةٍ بَخَرٌ. وكُلُّ دُخانٍ من حارٍّ بُخارٌ. القاموس المحيط - (ج 1 / ص 352)
"قال: كان يَصَعَدُ بُخَارٌ من المَاءِ إلى السَّماءِ فاستَصْبَر فعادَ صَبِيرا فذلك قوله [ثم استَوى إلى السَّماءِ وهي دُخَانٌ] "النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 9)
وهل فسر أحد الدخان هنا بما يصعد من دخن النار؟
لذا أخي الكريم لا يجوز أن تجعل المشهور بين الناس من معان هو المقصود. بل إن القران نزل بلسان العرب. فكل ما يستخدمه العرب في لسانهم يجوز التفسير به إن كان مناسبا.
قرأت في تفسير الجواهر للشيخ طنطاوي جوهري (ت: 1358=1940م): أن الدخان هو البخار .. وأن السموات والأرض مخلوقة من البخار الذي هو الدخان ...
وعلى نحو قوله اعترض المعترضون .. أليس الشيخ طنطاوي جوهري رحمه من أكثر المفسرين مغالاة في هذا الجانب؟.
وها نحن الآن نعود إلى المربع الأول .. ولكن مع زيادة تفصيل قدرها الله بسبب من التأمل في الآثار الكونية والقرآنية والنبوية.
وأحاول إعادة النظر من جديد ..
المعنى الأول للدخان هو المستصحب للهيب .. أياً كان دخان ماء أو دخان جدب أو دخان نار .. وأرجع إليه قوله تعالى: (يوم تأتي السماء بدخان مبين) ..
والذي أورد البخار معنىً للدخان ربطه بالحرارة لزوماً ..
ولم يذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" والراغب في "مفردات القرآن" .. مادة: (دخن) .. لم يذكرا البخار بلفظه ولم يذكراً ماء ولا بخار ماء.
والدلالة اللغوية وحدها هنا لا تغني شيئاً كثيراً لأنها محتملة جداً ..
ولعل هذا النقل عن ابن جرير يزيد الأمر وضوحاً ..
روى ابن جرير عن السديّ، قال: استوى إلى السماء وهي دخان من تنفس الماء حين تنفس، فجعلها سماء واحدة، ففتقها، فجعلها سبع سموات في يومين، في الخميس والجمعة. وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض".
فهو نص - على ما فيه من عموم وشك- على أن الدخان كان من تنفس الماء، وهذا أول ربط مأثور (على التوسع في كلمة مأثور) بين الدخان والماء.
وعليه يكون ترتيب آماد الخلق بحسب رواية السُّدّيّ الذي لا يحتج به في التفسير:
ماء .. ثم تنفس الماء .. ثم دخان .. ثم ( ... ) .. ثم خلق الأرض والسماء (وهي دخان) .. ثم بناء السموات السبع العلى من الدخان ..
هو نص عام لأنه لم يذكر أي ماء ذلك الذي تبخر منه فلعله ماء تصاعد من الأرض التي خلقها الله في يومين .. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، وهو يذكر بخار ذلك الماء الدخاني والسماء مخلوقة، وهو مشكوك فيه لأنه من رواية السديّ.
ويجوز مع ذلك أن نتفكر ونمعن في التفكر وننهل من الأجر ونعل من الحسنات .. في وصل المعلومات بما انقطع من المجهولات .. ونقول: ما الذي بخّر الماء إلى دخان (أقصد ما السبب الكوني) .. وما السبب الكوني الذي حول الدخان إلى السموات والأرض (الكون المشهود: الكرة الكونية التي سقفها العرش) ..
والذي يصر عليه المعارضون أن الانفجار العظيم: ( ... ) أكذوبة العصر أو شيء نحوها .. ويجعلونه نقيضاً لبدء الخلق من الماء .. وليس هو بنقيض .. بل هو جزء من أطوار الخلق البديع .. ومرحلة من مراحل الخلق اللا حقة على خلق الماء ..
...
وبالنسبة للحديث الذي ساقه الأخ البيراوي آنفاً فقد سمعت الدكتور النجار يقول في بحث له يصف بنية الكون في حالته الحاضرة لا تاريخه: إن الأرض هي مركز الكون، وأن السموات محيطة بها .. أنه أخذ هذا من البينية المذكورة في قوله: (وما بينهما) .. ومن قوله (أقطار السموات والأرض) .. وعارضه علماء غربيون كثيرون.
لعل هذه النظرة إلى الكون تفسر لنا الحديث: ما السموات والأرض إلى الكرسي كحلقة في فلاة إلخ.
فالأرض هي المركز مركز الكرة السماوية، وهناك آثار تساند ذلك، وتفسير لابن تيمية، وهي كحلقة في فلاة بالنسبة إلى السموات (الكرة الهائلة التي مركزها الأرض) وأن السموات والأرض إلى الكرسي الذي وسع السموات والأرض والذي هو فوقها ومحيط بها .. كحلقة في فلاة .. وأن الكرسي إلى العرش كحلقة في فلاة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يلزم من أنها مركز السموات أنها لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس .. فالأرض لا تزال في مركز كرة السماء الدنيا .. وهي فيها كحلقة في فلاة ..
والرحمن الرحيم العلي العظيم الملك المهيمن سبحانه على العرش استوى.
هذا التفكر مطلوب ..
ولعله يكون موضوع محاورة أخرى إن شاء الله: (النظام الكوني في القرآن) أو (البناء الكوني) .. هذا فتح للباب.
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) ..
والله أعلم.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:07 م]ـ
كيف كان الحديث صريحا فى تفسير الآية؟!!!
وهل الحديث - أو بالأصح: الرواية - قد سيقت أصلا فى تفسير الآية؟؟
أخي الكريم
الأحاديث تفسر الآية، وهي ضرورية لفهم الآية، فالآية إشارة، وهذه الإشارة كانت مفهومة، ولكننا في هذا العصر في قطيعة ثقافية عن الثقافة الإسلامية الأصيلة. وتبيّن هذا بوضوح من المداخلات التي استغربت أن يكون وجود الماء المذكور في آية سورة هود قد سبق خلق السموات والأرض واستغربت أن يكون الدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور. وفي ظل هذه القطيعة الثقافية استطاعت مدرسة التفسير العلمي أن تطرح تفسيراتها الجديدة المنقطعة الصلة بالنصوص ومقاصدها وارتباطاتها.
ولماذا يجب أن يكون كل شيء صريحا؟ لماذا يجب على النص أن يذكر كل صغيرة وكبيرة ويبيّن جوانب الموضوع كلها كأنه تقرير مطلوب من جهة فاحصة؟!
وكما تفضل الأخ الكريم مجدي أبو عيشة ببيانه، ليس من الواجب أن يكون الحديث قد سيق أصلا وخصيصا لتفسير الآية. بل يجب أن نجمع ونؤلف بين كل النصوص والآثار، حتى نفهم الصورة متكاملة.
وهذه الأحاديث التي سقناها، الأخ أبو عيشة وأنا، قد سيقت بعضها في سياق تفسير الآية، فبعض المحدثين أوردوها في باب تفسير قوله تعالى (وكان عرشه على الماء) .. وهي صريحة تماما ـ على الأقل ـ في تبيان قبلية وجود الماء وكون العرش عليه وأسبقية ذلك على خلق السموات والأرض. خصوصا الروايات التي تفيد الترتيب بأداة العطف (ثم): (ثم خلق السموات والأرض).
ـ[جمال السبني]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:01 م]ـ
هذا كلام غريب جدا وفى غاية العجب!!
ولا أدرى كيف سولت لك نفسك أن تقول هذه الجملة الجريئة: ((ان القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون أبدا))!!!!!
أو أن تقول: ((ان حديث القرآن عن خلق السموات والأرض ليس حديثا عن خلق النظام الكونى بأكمله))!!!!!
فهل أنت مدرك لما تقول وللمعنى الخطير المترتب عليه؟؟؟
هل تدرى أن كلامك هذا يعنى - من ضمن ما يعنى - أن القرآن الكريم (والذى من المفترض أنه هو كلام رب العالمين وخالق الكون كله) لا يعرف شيئا عن نشأة الكون، وبالتالى فمن الممكن ألا يكون كلام الخالق المبدع، وانما قد يكون من قول البشر!!!
أخي الكريم
لماذا تحذف التخصيصات والاحترازات في كلامي؟
أنا قلت إن القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون بالمعنى العلمي الحديث وهو (النظام الكوني). وأنت تروي عني أنني قلتُ (ان القرآن الكريم لم يحدث الانسان عن الكون أبدا)! هذا خطأ في الرواية!
فأنا بينت ما أعنيه بـ (الكون)، وهو هذا النظام الكوني المعقد الذي يحاول علماء الكونيات الحديثة اكتشافه عن طريق المعادلات الرياضية والتلسكوبات العملاقة. والقرآن الكريم يلفت نظر الإنسان إلى الكون المنظور، والمنظور من خلال بيئة الإنسان ومن خلال نظر الإنسان. ولذا فيوجد فرق بين الكون كنظام كوني كامل، وبين (السماء والأرض) اللتين يذكر القرآن الكريم الناسَ بآيات الله فيهما. وهما: الأرض ـ المهاد المذلَّل، والسماء ـ السقف المحفوظ.
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون. فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه. وقد أحسن الشاطبي في (الموافقات) الرد على الذين زعموا أن القرآن الكريم قد ذكر كل شيء، استنادا إلى الفهم السطحي لعبارة (كل شيء).
هل كان من المناسب أن يذكر القرآن الكريم أشياء عن الكون لا تناسب فهم الناس في عصر التنزيل؟ هل كان من المناسب أن يذكر لهم البعد الرابع (الزمن) أو (الزمكان) أو عن الثقوب السوداء أو المادة المظلمة التي تؤلف حوالي (90%) من الكون أو أسرار الذرة ... ؟
هل تريد مني أن أعدّد لك مئات الاكتشافات العلمية والحقائق العلمية عن الكون والمادة، لم تُذكَر في القرآن؟ وهل هذا يضير القرآن؟
ولماذا يجب أن يذكر الله تعالى كل شيء عن المادة في القرآن؟ لماذا تنتظر أن يكون العلم الكلي المطلق لله تعالى منزلا كلُّه في القرآن؟ (قل: لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:24 م]ـ
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون. فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه. وقد أحسن الشاطبي في (الموافقات) الرد على الذين زعموا أن القرآن الكريم قد ذكر كل شيء، استنادا إلى الفهم السطحي لعبارة (كل شيء).
.
يا أخ جمال
سلام الله عليك
لم نقل إن القرآن حوى كل شيء عن الكون، وإنما قلنا إن في القرآن عن الكون أكثر مما توصل إليه العلم الحديث.
بارك الله فيك.
ثم إذا تكرمت هل تجيب عن سؤالي:
من تعامل مع نظرية الإنفجار العظيم على أنها حقيقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:20 م]ـ
إدخالك العرش في السموات غريب .. ألا ترى أنك أدخلت العرش هنا في السموات ..
ولو عبرت كما قال الله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) لكان أبلغ.
لم أفهم الكلام. أرجو التوضيح يا أخي. كيف ذلك؟ كيف أدخلتُ العرش في السموات؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:28 م]ـ
لم أفهم الكلام. أرجو التوضيح يا أخي. كيف ذلك؟ كيف أدخلتُ العرش في السموات؟
الجواب عليك ..
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:03 م]ـ
ونحن في انتظار إنجاز وعدك ..
= النظرية المتكاملة ..
أرحنا بها .. بارك الله فيك ..
ـ[جمال السبني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:40 م]ـ
أخى الفاضل أبا عيشة
الآثار التى أوردتها من صحيح البخارى لا علاقة لها بتفسير آية سورة هود، ومعرفة مناسبة ذكرها تؤكد ذلك
ومع ذلك فسوف أبين لك من شرح صحيح البخارى ما يدل على صدق ما نقول
قال الامام ابن حجر فى شرحه على صحيح البخارى:
((قوله: (كان الله ولم يكن شيء غيره) في الرواية الآتية في التوحيد " ولم يكن شيء قبله " وفي رواية غير البخاري " ولم يكن شيء معه " والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى , ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - " أنت الأول فليس قبلك شيء " لكن رواية الباب أصرح في العدم , وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما , لأن كل ذلك غير الله تعالى))
وجاء بصحيح البخارى كذلك: ((حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:
جاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بني تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن فقال يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل فقال يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم)) "
وجاء التعليق عليه فى فتح الباري بشرح صحيح البخاري هكذا:
((قوله: (فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش) أي عن بدء الخلق وعن حال العرش , وكأنه ضمن " يحدث " معنى يذكر , وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر , ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات , فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض , وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك))
فها أنت تراه قد رجح المعنى الأول القائل بأن أول شىء خلقه تعالى من العالم هو السموات والأرض (راجع شرح الحديث فى فتح البارى).
أنا لا أرى أن ابن حجر رجح شيئا، بل أرى أنه وضع احتمالين: 1 (أنهم سألوا عن أحوال هذا العالم)، 2 (أنهم سألوا عن أول جنس المخلوقات). وعلى الاحتمال الأول يقتضي السياق أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبر أن أول شيء خُلِق من العالم هو السموات والأرض. وعلى الاحتمال الثاني يقتضي السياق أن العرش والماء تقدم خلقهما. وقوله (وهو الظاهر) ليس ترجيحا، بل يعني أن ذلك هو أول ما يتبادر إلى الفهم. والاحتمالان ليسا متناقضين، بل غاية الأمر أن جواب النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بحسب سؤالهم، فإذا كانوا سألوه عن أحوال هذا العالم؛ فلا بدّ أن جوابه (صلى الله عليه وسلم) كان أن هذا العالم الموجود الآن خُلِق منه أولا السموات والأرض. وإذا كانوا قد سألوه عن أول مخلوق على الإطلاق؛ فلا بدّ أن جوابه (صلى الله عليه وسلم) كان أن الماء والعرش خُلِقا أولا.
وهذا الحديث مجمل جدا، حيث قال فقط (يحدث بدء الخلق والعرش) اهـ. وهذا نص الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
3190 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا بَنِي تَمِيمٍ أَبْشِرُوا قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ يَا أَهْلَ الْيَمَنِ اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَبِلْنَا فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ.
وهذا مجمل ومبهم، لا يُستفاد منه شيء معين. ولذا أورد ابن حجر احتمالين، وأما بالنسبة للروايات الأخرى المبيّنة فليس فيها احتمالان إذ كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء فيها صريحا وليس مبهما كما في قوله (يحدث بدء الخلق والعرش).
وأما ما تنقله ـ يا أخي ـ عن ابن حجر من شأن الرواية بالمعنى، فلا علاقة له إلا بأول الحديث وهو قوله (كان الله ولم يكن شيء غيره) فقال ابن حجر: (قوله "كان الله ولم يكن شيء غيره" في الرواية الآتية في التوحيد "ولم يكن شيء قبله"، وفي رواية غير البخاري "ولم يكن شيء معه"، والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه و سلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء لكن رواية الباب أصرح في العدم وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما لأن كل ذلك غير الله تعالى) اهـ.
فأنت ترى هنا أن الاختلاف وقع في قوله (كان الله ولم يكن شيء غيره) وحدثت الرواية بالمعنى بهذا الخصوص. وأنتَ تعمّم الأمر ليشمل الحديث كله. وهذا لا يُسلَّم لك. وإذا افترضنا أن رواية الحديث وقعت كلها بالمعنى؛ ألا يمكننا أن نأخذ بالمعنى الإجمالي الذي يُستفاد من الروايات والألفاظ المتعددة؟ هل الرواية بالمعنى تسقط الاستدلال بالحديث؟!
وجاء بفتح البارى أيضا: ((وقال الكرماني: قوله (وكان عرشه على الماء) معطوف على قوله كان الله ولا يلزم منه المعية إذ اللازم من الواو العاطفة الاجتماع في أصل الثبوت وإن كان هناك تقديم وتأخير))
فتأمل أخى فى قول الكرمانى عن الواو العاطفة لتدرك منه أنها لا تقتضى ترتيبا أو تدرجا على النحو الذى فهمه البعض فظن أن هذه الراوية تشرح معنى الآية فطار بها فرحا، وأغلق فهمه على ذلك دون تدبر
تنبيه الكرماني على كون الواو في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) عاطفة تعطف الجملة على جملة (كان الله .. ) وأن العطف يفيد الاجتماع في أصل الثبوت ولا يفيد المعية .. أقول: تنبيهه إلى هذا الأمر إنما هو احتراز من توهم أن وجود العرش والماء ووجود العرش على الماء كان مع وجود الله!! إذ ربما يُتوهَّم أن الواو بمعنى (مع)، أو ربما يتوهَّم أن الواو العاطفة تفيد هنا الاجتماع الزماني. ودفع الكرماني هذا الوهم بقوله إن الواو العاطفة هنا تفيد (الاجتماع في أصل الثبوت) فقط.
وأنت تستغلّ قول الكرماني هذا لتقول لنا إن الواو لا تفيد الترتيب بل هي عاطفة فقط!
وهذا مع أن موضع خلافنا ليس هو الواو في قوله (وكان عرشه على الماء)، بل هو الواو في قوله (وخلق السموات والأرض). وأنت تنقل لنا القول الكرماني المتعلق بالواو الأولى!
ونحن لا نقول بأن الواو في قوله (وخلق السموات والأرض) في نفسها تفيد الترتيب. بل نقول: نعلم الترتيب من الأدلة الأخرى ومنها الأحاديث التي تصرّح بالترتيب بـ (ثم)، والنظم نفسه فيه ترتيب، إذ قال (وكان عرشه على الماء ... وخلق السموات والأرض) ولم يقل (وخلق السموات والأرض ... وكان عرشه على الماء). فالنظم يفيد الترتيب.
ولتتذكر أخى ما نقلته عن الامام ابن حجر فى صدر كلامى من قوله أن تلك الرواية وقعت بالمعنى، فكيف نجعل لألفاظها قدسية مثل قدسية النص القرآنى فنقول كما قال الأخ جمال منذ قليل: بعض روايات الحديث تصرح بالترتيب ب (ثم)
وردا عليه أقول: فلماذا لم تذكر هذا باقى الروايات؟
ان هذا يؤكد مرة أخرى ما قاله الامام ابن حجر من أن الرواية قد وقعت بالمعنى، ومن ثم فلا حجة لمن استشهد باحداها من دون الأخريات ليؤيد بها نظريته، وهذا ملحظ هام علينا أن نضعه فى الاعتبار
أما بشأن الرواية بالمعنى فقد بيّنته أمرها آنفا، وبينتُ أن ابن حجر لم يعلّق بهذا الكلام على أمر الترتيب وأسبقية خلق العرش والماء على خلق السموات والأرض أو العكس، بل قال هذا الكلام عن أول الحديث (كان الله ولم يكن شيء غيره). والرواية بالمعنى لا تُسقط قدسية الحديث ومعناه الإجمالي.
وأما عن سؤالك لماذا لم أورد أنا باقي الروايات؛ فذلك لأنني أضفت الروايات التي تصرّح بالترتيب إلى الروايات التي أوردها الأخ مجدي أبو عيشة، فلم أكرر ما أورده هو. هذا أولا. وثانيا، ما اعتدنا عليه هو تفسير المجمَل بالمبيّن، ونحن نفسر الروايات المجملة أو التي لا تصرّح بالترتيب، بالروايات المفصلة المبيّنة التي تصرّح بالترتيب.
وفى مداخلات قادمة ان شاء الله سوف يتبين بتفصيل أوسع أن القرآن ذاته قد فسر آية هود السابعة وفقا لقاعدة (القرآن يفسر بعضه بعضا) وكذلك قاعدة (رد المتشابه الى المحكم)، وسيأتى بيانه قريبا ان شاء الله
ننتظر ذلك. ولكن أتمنى أن تبيّن قصة الخلق وتؤلفها من جميع الآيات، بما فيه آية سورة هود (وكان عرشه على الماء) و آيات سورة فصلت ( .. وهي دخان .. ) وآيات سورة النازعات (أأنتم أشدّ خلقا أم السماء .. والأرض بعد ذلك دحاها .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:41 م]ـ
الأخ: العليمي.
لا أعرف من أين استقيت هذا الأصح عندك في تسمية الأحاديث بالرواية.
اذا كان الحديث الواحد قد ورد بروايات عديدة، فبماذا نسمى كل واحدة منها؟
فأنا كنت أعنى أنك تتحدث عن رواية بعينها من جملة روايات عديدة زاعما أنها كانت صريحة فى تفسير الآية
واستشكالك لتفسير الآية بالحديث، ولو لم يكن واردا أصلا في تفسيرها بعينها أغرب من ذلك
يبدو أنك نسيت أنك أنت الذى ادعيت أن هذا الحديث كان صريحا فى تفسير تلك الآية، فما الذى يعنيه قولك (صريح فى التفسير) الا أنه جاء مفسرا لها؟!
وأنا هنا أتحدث عن آية محددة وعن حديث بعينه، ولكنك عممت الأمر فجعلتنى أبدو كمن يعترض على تفسير الآيات بالأحاديث بوجه عام!!!
فلنكن أكثر دقة فى كلامنا أخى الكريم، غفر الله لى ولك
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:50 م]ـ
ولا تجعلوا الخطاب الإسلامي في موقف حرج أمام الناس بادعاء أن القرآن قد حوى كل شيء عن الكون. فهذا ادعاء لا يمكن إثباته ولا حاجة لنا فيه. . . هل كان من المناسب أن يذكر القرآن الكريم أشياء عن الكون لا تناسب فهم الناس في عصر التنزيل؟ هل كان من المناسب أن يذكر لهم البعد الرابع (الزمن) أو (الزمكان) أو عن الثقوب السوداء أو المادة المظلمة التي تؤلف حوالي (90%) من الكون أو أسرار الذرة ... ؟.
لا، ليس من المناسب، ولا أختلف معك فى هذا
ولكن من المناسب، بل من الضرورى جدا أن يذكر القرآن كيف نشأ الكون، أو بعبارة أخرى: كيف بدأ الخلق
ولا تنس أن هذه العبارة (كيف بدأ الخلق) انما هى عبارة قرآنية قد وردت بنفس النص فى القرآن
وأعتقد أنه من غير المناسب على الاطلاق أن ينزل الى الناس وحى من الخالق المبدع جل فى علاه يحدثهم فيه عن مظاهر قدرته وآيات عظمته فيما خلق، ثم يهمل رأس تلك الآيات وسنامها، ألا وهى كيف أبدع هذا الوجود، فهذا هو مبدأ الأمر كله، فكيف يهمله؟!
وكيف نقول أن هذا الأمر من قبيل الأمور التى لا ضرورة لذكرها كالبعد الرابع والثقوب السوداء وغيرهما؟
لا يا أخى الكريم، ليس الأمر هكذا قطعا، ويجب أن تفرق بين الأمور الجوهرية الهامة فى علوم الطبيعة والحياة وبين الأمور الثانوية غير الجديرة بالذكر، فالقياس مع الفارق يا أخى
فكيف يهمل القرآن حديثا حيويا وهاما كهذا؟ حديث شغل العقل الانسانى منذ القرون الأولى، وشغل كافة الحضارات والثقافات الانسانية بطول التاريخ كله
حديث بتلك الأهمية البالغة لا يمكن للقرآن الكريم أن يغض الطرف عنه أو يعتبره من فضول العلم
وأعتقد أنك اذا راجعت نفسك بصدق فسوف توافقنى على هذا الرأى، وفقك الله وهداك للحق
ـ[جمال السبني]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:10 ص]ـ
لم نقل إن القرآن حوى كل شيء عن الكون، وإنما قلنا إن في القرآن عن الكون أكثر مما توصل إليه العلم الحديث.
لماذا يجب أن يكون في القرآن عن الكون أكثر مما توصّل إليه العلم الحديث؟! هل هذا كلام يجب أن يؤمن به كل مسلم أو هو كلام لكم ترجون به زيادة في الأجر فقط؟!
هل كان القرآن الكريم في عصر التنزيل يخاطب الناس بما توصّل إليه العلم الحديث؟ أم يخاطبهم بما يعرفون وما يتأثرون به وما يرونه وما يفهمونه؟ وهل تقوم الحجة بالأمور غير المفهومة والغريبة؟
أذكرك بكلام الشاطبي في الموافقات، إذ قال في (المقدمة الثالثة) من مقدماته:
(هذه الشريعة المباركة أمية؛ لأن أهلها كذلك، فهو أجري على اعتبار المصالح، ويدل على ذلك أمور:
أحدها: النصوص المتواترة اللفظ والمعنى ... وما أشبه هذا من الأدلة المبثوثة في الكتاب والسنة، الدالة على أن الشريعة موضوعة على وصف الأمية لأن أهلها كذلك.
والثاني: أن الشريعة التي بعث بها النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى العرب خصوصا وإلى من سواهم عموما، إما أن تكون على نسبة ما هم عليه من وصف الأمية أو لا، فإن كان كذلك، فهو معنى كونها أمية، أي: منسوبة إلى الأميين، وإن لم تكن كذلك، لزم أن تكون على غير ما عهدوا، فلم تكن لتتنزل من أنفسهم منزلة ما تعهد، وذلك خلاف ما وضع عليه الأمر فيها، فلا بد أن تكون على ما يعهدون، والعرب لم تعهد إلا ما وصفها الله به من الأمية، فالشريعة إذا أمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث: إنه لو لم يكن على ما يعهدون لم يكن عندهم معجزا. ولكانوا يخرجون عن مقتضى التعجيز بقولهم: هذا على غير ما عهدنا، إذ ليس لنا عهد بمثل هذا الكلام، من حيث إن كلامنا معروف مفهوم عندنا، وهذا ليس بمفهوم ولا معروف، فلم تقم الحجة عليهم به، ولذلك قال سبحانه: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44]، فجعل الحجة على فرض كون القرآن أعجميا، ولما قالوا: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]، رد الله عليهم بقوله: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]، لكنهم أذعنوا لظهور الحجة، فدل على أن ذلك لعلمهم به وعهدم بمثله، مع العجز عن مماثلته، وأدلة هذا المعنى كثيرة). اهـ.
ثم يقول في (المقدمة الرابعة) ولاحظ انتقاده لمدرسة الإعجاز العلمي وحتى الإعجاز العددي:
(ما تقرر من أمية الشريعة، وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب، ينبني عليه قواعد: منها: أن كثيرًا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحد، فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات، والتعاليم، والمنطق، وعلم الحروف، وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح، وإلى هذا، فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شيء من هذا المدعى، سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض ونظر، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة) اهـ.
من تعامل مع نظرية الإنفجار العظيم على أنها حقيقة؟
المفسرون العلميون فسروا قوله تعالى (أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .. ) بنظرية الانفجار العظيم. وهذا يعني أنهم جعلوا من النظرية حقيقة دينية أيضا وليس علمية فقط.
وأما نحن فنقول إن نظرية الانفجار العظيم هي أكثر ما توصل إليه العلم الحديث من نظريات عن أصل الكون نجاحا وأدلة. ولا يزال علماء الكونيات يبحثون أكثر، والبحث مستمرّ.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:12 ص]ـ
أخي الكريم
ليس من الواجب أن يكون الحديث قد سيق أصلا وخصيصا لتفسير الآية. بل يجب أن نجمع ونؤلف بين كل النصوص والآثار، حتى نفهم الصورة متكاملة ..
ان الحديث الذى تشير اليه لا يصلح لك دليلا على ما تقول لأنه قد ورد بروايات مختلفة العبارة حتى جعلت الامام ابن حجر العسقلانى يقول أن رواية الحديث قد وقعت بالمعنى، وقد أبنت عن هذا فى مشاركة سابقة (انظر المداخلة رقم 120) ويبدو أنك فى مداخلتك الأخيرة لم تفهم كلامى جيدا، فقد كنت أقصد أن الروايات اختلفت ما بين ذكر الواو العاطفة فى بعضها وما بين ذكر ثم فى الأخرى، وكنت أتسائل لماذا لم تورد كافة الروايات ثم بدلا من واو العطف، ولكن يبدو أن عبارتى لم تكن واضحة لك
ثم دعك من هذا كله، فالأهم من ذلك هو أن تلك الروايات لم تفسر لنا ماهية الماء الذى جاء عنوان موضوعك هذا متسائلا عنه، ولهذا فان استشهادك بها فى غير محله، وهى لن تضيف جديدا الى صلب الموضوع
ثم لتكن صادقا مع نفسك، فمن الواضح أن طرحك فى أساسه يصطبغ بصبغة نقدية وعلمية ويعد طرحا علميا لا علاقة له بالنقول والأحاديث والآثار، ويدل على هذا كلامك ذاته حين قلت لى أنك توافقنى على التفسير العلمى الذى قرأته فى مجلة منبر الاسلام وأنه يعد قريبا جدا من التفسير الذى كنت ستطرحه علينا، فمن كلامك هذا يتبين لنا أن توجهك الأساسى كان علميا وليس نقليا، فلماذا يا أخى تخلط الأموربعضها ببعض وتستشهد بأحاديث لا تجيب عن أصل السؤال المطروح، ولا تحل الاشكال القائم؟
ومن الواضح جدا أن استشهادك بها قد جاء فى مرحلة متأخرة، وبعد أن نبهك بعض الأخوة الى وجودها
ويبدو الأمر كما لو كنت قد وجدت فى هذه الأحاديث فرصة سانحة لتدعيم موقفك ولكسب بعض الأنصار من اخواننا السلفيين، مع أن اتجاهك كما هو واضح ليس سلفيا خالصا منذ البداية، ولم يتخذ من النقل منطلقا له
أخى الكريم: ليكن كل منا صادقا مع نفسه، ولا داعى لأن نخلط الأمور، فأرجو أن تستمر فى طرحك وفقا للمسار الذى كنت تعتزم أن تسلكه، وبعيدا عن تشجيع الجمهور المصطف على جانبى الطريق، أو عن محاولة كسب مزيد من المشجعين!!
فلتستمر فى طرحك الذى طال انتظارنا له، وكفانا ردودا وتعقيبات، فقد وصلنا الآن الى المشاركة رقم 139 دون أن نطلع على طرحك بعد، فمتى اذن نطلع عليه؟!
وللعلم فانى سوف أتوقف مؤقتا عن المشاركة ولن أضيف جديدا حتى تبدأ أنت فى طرحك
وأدعو باقى الأخوة الأفاضل الى التوقف مثلى، لأن الموضوع قد طال كثيرا دون أن نجنى شيئا من ثماره الموعودة
فلتبدأ أخى الكريم - تكرما لا أمرا - والله يوفقك لما فيه الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:47 ص]ـ
أخي العليمي حياك الله والإخوة جميعاً ..
أوافق على اقتراحك .. بالتوقف .. إلى حين نسمع النظرية المتكاملة من الأخ الكريم جمال وفقه الله ..
والله ولي التوفيق.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:13 ص]ـ
ان الحديث الذى تشير اليه لا يصلح لك دليلا على ما تقول لأنه قد ورد بروايات مختلفة العبارة حتى جعلت الامام ابن حجر العسقلانى يقول أن رواية الحديث قد وقعت بالمعنى، وقد أبنت عن هذا فى مشاركة سابقة (انظر المداخلة رقم 120) ويبدو أنك فى مداخلتك الأخيرة لم تفهم كلامى جيدا، فقد كنت أقصد أن الروايات اختلفت ما بين ذكر الواو العاطفة فى بعضها وما بين ذكر ثم فى الأخرى، وكنت أتساءل لماذا لم تورد كافة الروايات ثم بدلا من واو العطف، ولكن يبدو أن عبارتى لم تكن واضحة لك
لكن ابن حجر لم يسمّ اختلاف الروايات في أمر الترتيب والعطف بـ (و) أو (ثم) روايةً بالمعنى. بل ما يُعتبَر رواية بالمعنى هو أن يكون الراوي صاغ الحديث بشيء من عنده يتوافق ـ على وجه الإجمال ـ مع معنى الحديث. تأمل قول ابن حجر: (فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه و سلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء) اهـ.
ثم لتكن صادقا مع نفسك، فمن الواضح أن طرحك فى أساسه يصطبغ بصبغة نقدية وعلمية ويعد طرحا علميا لا علاقة له بالنقول والأحاديث والآثار، ويدل على هذا كلامك ذاته حين قلت لى أنك توافقنى على التفسير العلمى الذى قرأته فى مجلة منبر الاسلام وأنه يعد قريبا جدا من التفسير الذى كنت ستطرحه علينا، فمن كلامك هذا يتبين لنا أن توجهك الأساسى كان علميا وليس نقليا، فلماذا يا أخى تخلط الأموربعضها ببعض وتستشهد بأحاديث لا تجيب عن أصل السؤال المطروح، ولا تحل الاشكال القائم؟
ومن الواضح جدا أن استشهادك بها قد جاء فى مرحلة متأخرة، وبعد أن نبهك بعض الأخوة الى وجودها
ويبدو الأمر كما لو كنت قد وجدت فى هذه الأحاديث فرصة سانحة لتدعيم موقفك ولكسب بعض الأنصار من اخواننا السلفيين، مع أن اتجاهك كما هو واضح ليس سلفيا خالصا منذ البداية، ولم يتخذ من النقل منطلقا له
أخى الكريم: ليكن كل منا صادقا مع نفسه، ولا داعى لأن نخلط الأمور، فأرجو أن تستمر فى طرحك وفقا للمسار الذى كنت تعتزم أن تسلكه، وبعيدا عن تشجيع الجمهور المصطف على جانبى الطريق، أو عن محاولة كسب مزيد من المشجعين!!
أنا قلتُ في مشاركتي الأولى التي بدأتُ بها الموضوع: (وأنا عارف بتفسير الآية والمقصود من الماء وكون العرش عليه، وأستند في ذلك إلى التفسير المأثور والسياق العام للنصوص .. ) ولم أقل أنا أطرح تفسيرا علميا للآية. وكرّرتُ القول إنني أستند في تفسير الآية والآيات المرتبطة إلى المأثور وإلى العلاقات والارتباطات بين النصوص القرآنية نفسها، وبعد تقرير الفهم الصحيح فإذا وجدتُّ توضيحا علميا للفكرة أذكره وإلا فلا يهم ذلك، مع الحرص على عدم الخلط بين مصطلحات العلم في وصف النظام الكوني ومصطلحات القرآن الكريم في وصف السموات والأرض، وعدم الخلط بين نظريات أصل الكون أي النظام الكوني في العلم الحديث وقصة الخلق في نصوصنا الإسلامية أي خلق السموات والأرض.
المهم هو فهم النصوص كما هي. وتوجيه المسائل بحيث لا يكون التفسير برأي يُفرَض على النصوص فرضا، وبحيث لا يُتخذ من النصوص ذرائع لمعارضة العلم الحديث، فإن النصوص تتناول السماء والأرض التي تكوّنان بيئة الإنسان، والعلم الحديث يتناول نظاما معقدا من المادة.
ويحزنني كثيرا أن تظنّ أنني أستشهد بالأحاديث والآثار بعد أن نبّهني ـ كما تقول أنتَ ـ بعض الإخوة إلى وجودها!!! وأنا اشتغلتُ بالموضوع منذ حوالي 10 أعوام. إذا كان بعض الإخوة سبقني في إيراد بعض الأحاديث عن الموضوع؛ هل يعني هذا أنني لم أطّلع عليها إلا الآن؟ إذن لماذا كنتُ قد كتبت أن (الدخان المذكور قد تصاعد من الماء المذكور) ـ مع أن هذا كان له وقع القنبلة على بعض الإخوة ـ إن لم أكن مستندا إلى الآثار والروايات التي تبين لنا العلاقات والارتباطات بين النصوص؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فلتستمر فى طرحك الذى طال انتظارنا له، وكفانا ردودا وتعقيبات، فقد وصلنا الآن الى المشاركة رقم 139 دون أن نطلع على طرحك بعد، فمتى اذن نطلع عليه؟!
لم أعِدْ بشيء في مشاركتي الأولى بل سألتُ سؤالا وجهتُه إلى مؤيدي التفسير العلمي أعتقد أنه لا يمكنهم الإجابة عليه ما داموا يعرّفون الخليقة (السماء والأرض) في القرآن بالكون أي النظام الكوني في العلم الحديث. وبعد أن رأيتُ أن موضوع بدء الخلق وقصة الخلق وترتيب الخلق بحسب الآيات والأحاديث، هو من المواضيع الغريبة على الفكر الإسلامي الحديث المنقطع عن التفسير الأصيل والثقافة الإسلامية الأصيلة، وأن الموضوع مجهول تقريبا وغير مطروق إلا قليلا .. ؛ رأيت أن أبين قصة الخلق القرآنية معتمدا على الربط بين الآيات والتأليف بين النصوص جميعها، ثم أورد التوضيح العلمي لبعض الفقرات، دون أن أدّعي أنني أستطيع أن أقارن بين كل فقرة وبين حقيقة علمية. وسأطرح ما فهمته من قصة الخلق من مجمل النصوص، وأذكر بعض التوضيحات العلمية أو بعض الحقائق العلمية التي يمكن مقارنتها ببعض فقرات قصة الخلق، مع الحذر وعدم القطع بالمقارنة.
وتكمن صعوبة طرحي في أنني ملتزم بفهم النص كما هو وبالاستناد إلى التفسير المأثور، وملتزم بحقائق العلم الحديث الثابتة. والآخرون ليسوا كذلك، فإما يلتزمون بالعلم الحديث ويقيسون النصوص عليه ويفسرونها بشكل يوافق ما في أفكارهم الحديثة، وإما يلتزمون بالتفسير المأثور ولا يلتفتون إلى الجانب العلمي أي العلاقة بالعلم الحديث، وهذا سهل جدا لا يتطلب إلا قراءة تفسير من التفاسير القديمة أو الاطلاع على الأحاديث والآثار الواردة في تفسير الآيات. ولكن مسلكي صعب، إذ يتطلب الجمع بين التفسير المأثور المستقيم الملتزم باللغة والمأثور والفهم الأصيل، وبين موافقة العلم الحديث بصورة إجمالية، وهذا ـ كما ترون ـ صعب. ومن يحاول أن يسلك هذا الطريق الصعب؛ يجعل نفسه هدفا لسهام الطرفين الآخرين!
وعلى أي، سأكتب ما فهمته في مشاركة ستكون مشاركتي الرئيسة النهائية.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:48 ص]ـ
ثم دعك من هذا كله، فالأهم من ذلك هو أن تلك الروايات لم تفسر لنا ماهية الماء الذى جاء عنوان موضوعك هذا متسائلا عنه، ولهذا فان استشهادك بها فى غير محله، وهى لن تضيف جديدا الى صلب الموضوع
تأتي أهمية الروايات والآثار من أنها تفيد أن الماء كان موجودا قبل النظام الثنائي المكون من (السماء) و (الأرض) وأنه يوجد ارتباط بين هذا الماء والدخان الذي خُلِقت السماء منه وبينه وبين خلق الأرض أيضا، فهذا الماء كان أساسا لخلق السماء وخلق الأرض أيضا.
والأهم أن الروايات تفيد أن هذا الماء كان بداية الخلق، ومن هنا لا تستطيع مدرسة التفسير أن تفسّر النص بمنهجها الذي يعرّف (السموات والأرض) بالنظام الكوني.
والروايات مهمة جدا في تبيان ماهية الماء أيضا، إذ أفادت أنه هو الماء الذي يمكن أن يتبخّر. وهذا يعني أنه الماء الموجود على الأرض نفسُه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:30 م]ـ
اذا كان الحديث الواحد قد ورد بروايات عديدة، فبماذا نسمى كل واحدة منها؟
فأنا كنت أعنى أنك تتحدث عن رواية بعينها من جملة روايات عديدة زاعما أنها كانت صريحة فى تفسير الآية
أخي الكريم: دعك من عبارات لا فائدة منها علميا في الحوار مثل: زاعما، ونحوها.
أنا لم أتكلم عن رواية؛ بل تكلمت عن حديث صحيح، صريح في تفسير الآية؛ وهو أمر لا يحتاج إلى نقاش عند مبتدئ في علم التفسير؛ فضلا عن طلاب علم كبار من أمثالك.
فلنتركه جانبا؛ وإذا كنت لا تراه مفسرا لهذه الآية، فراجع كلام أهل العلم في المسألة؛ فإن وجدت فيه ما يزيل الإشكال فبها ونعمت وإلا فهات الاعتراضات التي تمنع عندك من تفسير الآية بهذا الحديث.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:34 م]ـ
يبدو أنك نسيت أنك أنت الذى ادعيت أن هذا الحديث كان صريحا فى تفسير تلك الآية، فما الذى يعنيه قولك (صريح فى التفسير) الا أنه جاء مفسرا لها؟!
وأنا هنا أتحدث عن آية محددة وعن حديث بعينه، ولكنك عممت الأمر فجعلتنى أبدو كمن يعترض على تفسير الآيات بالأحاديث بوجه عام!!!
فلنكن أكثر دقة فى كلامنا أخى الكريم، غفر الله لى ولك
وهذه العبارة الأخرى: ادعيت كسابقتها.
وأنا لم أدع؛ وليست دعوى؛ بل الحديث صريح في تفسيره لهذه الآية.
علمنا الله وإياك العلم النافع.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 05:07 م]ـ
السلام عليكم
لنطرح جديدا فى الموضوع
إن عبارة " وكان عرشه على الماء " تفيد أنه هكذا كان طوال الأيام الست وليس قبل اليوم الأول
هذا هو المستفاد من نص الآية
والروايات الحديثية لم تقطع بكون العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض ... وإلا لسألنا وعلى أي شيء كان فى الأيام الست وعلى أي شيء هو الآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[18 Feb 2010, 09:26 م]ـ
إن عبارة " وكان عرشه على الماء " تفيد أنه هكذا كان طوال الأيام الستة وليس قبل اليوم الأول. هذا هو المستفاد من نص الآية
أخي العزيز
مرحبا بك
لو قال (خلق السموات والأرض في ستة أيام وعرشه على الماء) لأفاد المعنى الذي تذكره، ولكنه قال (وكان عرشه على الماء) وهذا يعني أنه كان عرشه على الماء من أول الخلق وقبل أن يبدأ خلق السموات والأرض. وهذا مثل أن تقول (سافرتُ وكنتُ مقيما) أي كنتُ مقيما فسافرتُ. فـ (كان) يدل على وقوع خبره في الماضي، ويدلّ هنا أيضا على أنه لم يستمرّ، مما يعني أنه لم يبقَ عرشه على الماء بعد أن خلق السموات والأرض، كما في مثالنا (سافرتُ وكنتُ مقيما) فهنا لم يبق مقيما بعد أن سافر.
الروايات الحديثية لم تقطع بكون العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض ...
بل عندنا من الروايات ما أفاد الترتيب صريحا، وهو الروايات التي تقول (وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض). وهذه الرواية المفصَّلة تُفسَّر بها الروايات المجملة والمبهمة.
على أي شيء كان العرش فى الأيام الستة وعلى أي شيء هو الآن؟
يظهر لي من تأمل النصوص، أن العرش هو دائما فوق كل المخلوقات الأخرى، فقوله تعالى (وكان عرشه على الماء) هو ـ في جانب منه ـ يُفيد أن الماء كان هو المخلوق أو الموجود قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فما عليه العرش هو أعلى مستوى من المخلوقات (الأخرى). وتفيد النصوص أن العرش هو الآن فوق السماء السابعة .. لماذا؟ لأن السماء السابعة هي أعلى مستوى.
ولذا نستطيع القول ـ كفهم لمجمل النصوص وسياقاتها ـ بأن العرش كان ـ خلال الأيام الستة ـ على أعلى شيء مخلوق من الخليقة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 09:39 م]ـ
(مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) سورة الكهف (51)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[18 Feb 2010, 09:55 م]ـ
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 191)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت: 20)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 10:10 م]ـ
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 191)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت: 20) [/ size]
هل غيرت رأيك في قضية الإعجاز يا جمال؟
إن كنت فعلتَ فأنا لم أغير رأيي وإنما أوردت آية سورة الكهف لأني رأيت النقاش ومن البداية أخذ طريقا لا يصلح لتقرير المسائل العلمية بصورة صحيحة.
إن هناك من القضايا ما لا يمكن للعقل البشري أن يصل إليها وهذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار.
أنا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
أخى جمال
حياك الله
لو قال (خلق السموات والأرض في ستة أيام وعرشه على الماء) لأفاد المعنى الذي تذكره، ولكنه قال (وكان عرشه على الماء) وهذا يعني أنه كان عرشه على الماء من أول الخلق وقبل أن يبدأ خلق السموات والأرض. وهذا مثل أن تقول (سافرتُ وكنتُ مقيما) أي كنتُ مقيما فسافرتُ. فـ (كان) يدل على وقوع خبره في الماضي، ويدلّ هنا أيضا على أنه لم يستمرّ، مما يعني أنه لم يبقَ عرشه على الماء بعد أن خلق السموات والأرض، كما في مثالنا (سافرتُ وكنتُ مقيما) فهنا لم يبق مقيما بعد أن سافر. المثل الذى سقته (سافرتُ وكنتُ مقيما) لا ينطبق لأنها أحوال نفس الشخص أو يجب أن تقول " سافرت وقد كنت مقيما " أو هو مثل فيه ركاكة لأن من سافر لابد أنه كان مقيما قبل السافر فلا داعى للقول وكنت مقيما
أما إن أردت التمثيل فتقول -أقمت عندك وكان الحارس بالبيت - كان الحارس يحرس البيت مدة اقامتى عندك
- سافرت بالقطار وكان القمر بدرا - فهل تقول أنه كان بدرا قبل خروجى للسفر ولم يك كذلك أثناء السفر؛ أقمت عندك وكان الجو باردا .. إلخ
الآية تتكلم عن السموات والأرض خلقتا فى ستة أيام والجملة الثانية تتكلم عن العرش وأين كان وقت خلق السموات والأرض
أما كون خبر كان يقع فى الماضى لايمنع كونه مستمر فى الحاضر مع الحدث المستمر أو للحال الدائمة " وكان بالمؤمنين رحيما " ... " بِمَا ?سْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ?للَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ .. " فهم لازالوا شهداء وقت الخطاب
"كان ذلك فى الكتاب مسطورا " فهو لايزال مسطورا
بل عندنا من الروايات ما أفاد الترتيب صريحا، وهو الروايات التي تقول (وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض) " ثم "بعد الكتابة فى الذكر ... لكن لادلالة أن الكتابة تمت حال كون العرش على الماء
ولذا نستطيع القول ـ كفهم لمجمل النصوص وسياقاتها ـ بأن العرش كان ـ خلال الأيام الستة ـ على أعلى شيء مخلوق من الخليقة.
هذا يستتبع سؤالا هاما .. وأين ذهب الماء؟ هل كان المادة الخام التى خلقت منها السموات والأرض؟ إذن ظل العرش فوقه أو فوق آخر شيء منه حتى نهاية اليوم السادس .. حيث تكاثف كله إلى الكون ومادنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[19 Feb 2010, 12:38 ص]ـ
هل غيرت رأيك في قضية الإعجاز يا جمال؟
إن كنت فعلتَ فأنا لم أغير رأيي وإنما أوردت آية سورة الكهف لأني رأيت النقاش ومن البداية أخذ طريقا لا يصلح لتقرير المسائل العلمية بصورة صحيحة.
يا أخي، أنا أيضا لم أغير رأيي في موضوع الإعجاز العلمي، ورأيي أن الإعجاز العلمي فرع عن التفسير العلمي، ويجب أن يكون كلامنا أساسا يتوجه إلى التفسير وصحة التفسير المطروح، فإذا ثبت التفسير كان ذلك شرطا أول لشروط تحقق الإعجاز العلمي، ثم تأتي الشروط الأخرى. وربما أكتب عن شروط تحقق الإعجاز العلمي في موضوع مستقل (وهي شروط تسقط كثيرا مما سمي بـ "الإعجاز العلمي" من الاعتبار).
وأما "أن النقاش أخذ من البداية طريقا لا يصلح لتقرير المسائل العلمية بصورة صحيحة"، فذلك ليس ذنبي، بل ذلك هو طبيعة المسائل المشكلة، خصوصا حينما تُناقَش لأول مرة. اطرح أي موضوع مشكل تجدْ أن النقاش يأخذ منحى غريبا لا يخلو من صراع ونزاع!!
وأنا فهمت من استشهادك بآية سورة الكهف، أنك تعترض على شرحي ووصفي لفوقية العرش على الأشياء الأخرى خلال أيام الخلق. وأنا استشهدتُ بآيتين تحثان على التفكير في الخلق وبدء الخلق.
إن هناك من القضايا ما لا يمكن للعقل البشري أن يصل إليها وهذا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار.
أنا كتبتُ ما أفهمه من النصوص. ولا شيء غير ذلك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Feb 2010, 12:57 ص]ـ
...
تأتي أهمية الروايات والآثار من أنها تفيد أن الماء كان موجودا قبل النظام الثنائي المكون من (السماء) و (الأرض) وأنه يوجد ارتباط بين هذا الماء والدخان الذي خُلِقت السماء منه وبينه وبين خلق الأرض أيضا، فهذا الماء كان أساسا لخلق السماء وخلق الأرض أيضا.
والأهم أن الروايات تفيد أن هذا الماء كان بداية الخلق، ومن هنا لا تستطيع مدرسة التفسير أن تفسّر النص بمنهجها الذي يعرّف (السموات والأرض) بالنظام الكوني.
والروايات مهمة جدا في تبيان ماهية الماء أيضا، إذ أفادت أنه هو الماء الذي يمكن أن يتبخّر. وهذا يعني أنه الماء الموجود على الأرض نفسُه
هل هذا هو ملخص نظريتك يا أخي جمال .. أن العرش كان على الماء الذي هو على كوكب الأرض؟؟
أسألك للاستيضاح
لأني رأيت قفزاً هائل المسافة من المقدمات المبتسرة إلى النتيجة القطعية المدعاة
لم أر الروابط التي حكيتها منسجمة مع فصول النظرية
ولأنها أي الروابط غير واضحة في الدلالة على ما تريد إقامة صرحه في مقابلة صرح نظرية الانفجار
لم تبين نوع الربط بين الماء والدخان
انتقلت من ماء عليه العرش إلى ماء الأرض مباشرة
أيْ أنك
قفزت قفزة ضوئية قدرها (ستة أيام) من عالم ما قبل خلق السموات والأرض إلى عالم الكون الحاضر
ومن غير تفصيل
وتركت تفاصيل في القرآن الكريم لم تنتظمها نظريتك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
أخى جمال
نحاول أن نفسر الآية
أنا أؤيدك فى قولك
تأتي أهمية الروايات والآثار من أنها تفيد أن الماء كان موجودا قبل النظام الثنائي المكون من (السماء) و (الأرض) وأنه يوجد ارتباط بين هذا الماء والدخان الذي خُلِقت السماء منه وبينه وبين خلق الأرض أيضا، فهذا الماء كان أساسا لخلق السماء وخلق الأرض أيضا.بتعديل بسيط أنه - الماء -كان المرحلة الأولى من مراحل خلق السموات والأرض وليس كشيء منفصل عنهما أو خلق قبلهم
أي يمكنك القول أن السموات والأرض كانتا فى مرحلتهما الأولى ماءا وكان العرش على هذا الماء
وإذا ما اتفقنا على هذا ... يجب أن نتطرق إلى ماهية الماء
حسب ما اتفقنا عليه فإن الماء يفترض أن ازداد لزوجة وغلظ و ... و .. ليتحول إلى المكونات الصلبة فى الكواكب والأقمار والنيازك ... الخ وهذا يصدمنا بحقيقتين
الدخان .. الذى يفترض أنه أخف من الماء المعروف وحسب ما نقول يفترض أنه قبله وهو ما يعارض النصوص كما أن بخار الماء ليس دخانا بل غمام
الحقيقة الثانية التى تصدمنا هى وجود الطاقة والنار
والفرض الوحيد الذى يسير معنا فى هذا الاتجاه هو أن يكون الماء المقصود فى الآية غير الماء المعروف
فهل يمكن قبول هذا؟
ـ[جمال السبني]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:20 ص]ـ
إخوتي
أنا الآن منهمك في كتابة ما وعدتُّ به ..
فلا تستعجلوني ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[19 Feb 2010, 04:22 ص]ـ
المثل الذى سقته (سافرتُ وكنتُ مقيما) لا ينطبق لأنها أحوال نفس الشخص أو يجب أن تقول " سافرت وقد كنت مقيما " أو هو مثل فيه ركاكة لأن من سافر لا بد أنه كان مقيما قبل السافر فلا داعى للقول وكنت مقيما
أما إن أردت التمثيل فتقول - أقمت عندك وكان الحارس بالبيت - كان الحارس يحرس البيت مدة اقامتى عندك
- سافرت بالقطار وكان القمر بدرا - فهل تقول أنه كان بدرا قبل خروجى للسفر ولم يك كذلك أثناء السفر؛ أقمت عندك وكان الجو باردا .. إلخ
الآية تتكلم عن السموات والأرض خلقتا فى ستة أيام والجملة الثانية تتكلم عن العرش وأين كان وقت خلق السموات والأرض
أما كون خبر كان يقع فى الماضى لا يمنع كونه مستمر فى الحاضر مع الحدث المستمر أو للحال الدائمة " وكان بالمؤمنين رحيما " ... " بِمَا ?سْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ?للَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ .. " فهم لازالوا شهداء وقت الخطاب، "كان ذلك فى الكتاب مسطورا " فهو لايزال مسطورا
أخي الكريم مصطفى سعيد
أنا أستبشر بنقاشك الهادئ
المثال (سافرتُ وكنتُ مقيما) مصنوع صنعتُه بنفسي! ودَعْ عنك أنه كلام يحتوي على نوع من التكرار المعنوي، فإنما سقتُ هذا المثال من أجل توضيح هذا الأسلوب، الذي أظن أن منه قوله تعالى (وكان عرشه على الماء)، فهذا النظم ـ كما أفهمه ـ ينطلق من أن العرش هو الآن فوق السموات، والآية تتحدث عن خلق السموات والأرض، وتستأنف القول (وكان عرشه على الماء) أي: في بداية الخلق لم تكن سموات وأرض بل كان الماء هو أعلى مخلوق ولذا كان العرش على الماء.
وأما أسلوب (سافرتُ وقد كنتُ مقيما) فهو الأسلوب نفسُه، ولكن فيه توكيدا. وإلا فإن أسلوب (سافرتُ وكنتُ مقيما) أسلوب قويم إلا أننا اعتدنا أسلوب ( .. وقد .. ) ولذا نشعر ببعض الركاكة في أسلوب (سافرتُ وكنتُ مقيما)، وذلك لأننا ننتظر شيئا جديدا بعد (كنتُ) والحال أن جملة (كنتُ مقيما) توضيح وتأكيد للجملة السابقة لأنها تعني أن الإقامة مضت. ولا ركاكة، لأن الجملة الثانية (وكنتُ مقيما) توضيح ضروري لبعض الحالات، كأن يكون المتكلم مسافرا حين التكلم، فإذا قال (سافرتُ) وجب عليه أن يوضح أنه كان مقيما قبل ذلك ولم يكن مسافرا كما هو الآن. وورد هذا الأسلوب في نصوص كثيرة، منها الحديث الآتي:
(عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَجَلَسَتْ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأُمُّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ قَالَتْ فَجَاءَتِ الْوَلِيدَةُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ فَنَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ أُمَّ هَانِئٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَفْطَرْتُ وَكُنْتُ صَائِمَةً. فَقَالَ لَهَا «أَكُنْتِ تَقْضِينَ شَيْئًا». قَالَتْ لاَ. قَالَ «فَلاَ يَضُرُّكِ إِنْ كَانَ تَطَوُّعًا»).
لاحظ جملتَي (أفطرتُ وكنتُ صائمة)، فهما على الأسلوب نفسه وتشبه جملتَي (سافرتُ وكنتُ مقيما) تماما. فقالت (وكنتُ صائمة) لأنها كانت يُظَنُّ أنها مفطرة.
وأما أن جملتَي (سافرتُ وكنتُ مقيما) تتحدثان مرتين عن أحوال الشخص نفسه، فهذا ليس إشكالا، فإنه كذلك في قوله تعالى ( .. خلق السموات والأرض .. وكان عرشه على الماء) وردت النسبة إلى نفس الذات مرتين، فالنسبة الأولى أنه خلق السموات والأرض، والنسبة الثانية أنه كان عرشه على الماء. فإنه لم يقل (وكان العرش على الماء) بل قال (عرشُه).
وأما المثالان (أقمت عندك وكان الحارس بالبيت) و (سافرت بالقطار وكان القمر بدرا)، فالواو فيهما ليست عاطفة أو استئنافية، بل الواو هنا حالية، بمعنى: والحال أن الحارس كان بالبيت، والحال أن القمر كان بدرا. فهما ليسا من قبيل مثالنا السابق. والأنسب أن تقول (أقمت عندك والحارس بالبيت) و (سافرت بالقطار والقمر بدر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقول بأن الواو في قوله تعالى (وكان عرشه على الماء) حالية، وهذا ما لم يقل به أحد، وإذا كانت الواو حالية فالأنسب أن يقول ( .. وعرشُه على الماء). بل اتفقت كتب التفسير وإعراب القرآن على أن الواو عاطفة عطفت جملة على جملة سابقة. ومنهم من قال إن الواو اعتراضية لأن جملة (كان عرشه على الماء) اعتراضية بين الفعل (خلق) ومتعلَّقه (ليبلوكم .. ). ومنهم من وضع الاحتمالين (أن تكون عاطفة أو اعتراضية).
وأما عن "كون خبر كان يقع فى الماضي لا يمنع كونه مستمرا فى الحاضر"، فهذا أسلوب آخر وارد في نصوص كثيرة، مثل قوله تعالى (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) وقوله (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) ... وكذلك قوله (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) وقوله (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) .. والسياق والقرينة هما ما يدلّ على جريان الكلام على هذا الأسلوب، فنحن نعلم أن الله عليم حكيم لم يزل ولا يزال، وأن أمر الله مفعول دائما، وأن الإنسان عجول دائما، وأن المبذرين إخوان الشياطين أبدا وأن الشيطان كفور لربه أبدا. وأما في قوله تعالى (وكان عرشه على الماء) فالأمر ليس كذلك، فنحن نعلم من النصوص (القرائن) الأخرى أن العرش الآن فوق السماء السابعة ..
" ثم " بعد الكتابة فى الذكر ... لكن لا دلالة على أن الكتابة تمت حال كون العرش على الماء
أولا؛ يجب أن نعلم أن ما ورد في أكثر الروايات هو كما يلي: (وكان عرشه على الماء. ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء). فجاءت جملة (كتب في الذكر كل شيء) بعد جملة (خلق السموات والأرض). وهذا يُفيد أنه بعد أن كان العرش على الماء فقط تم خلق (السموات والأرض)، وكُتِب في الذكر كلّ ما قدّر، وبعض الروايات تعبر عن هذا بـ (خلق القلم).
ويبدو أنك تعتمد على الروايات الأخرى التي جاءت بصورة (وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض) وهذه صياغة واردة في بعض طرق الحديث لكنها صياغة نادرة وشاذة. وهنا نجد أن جملة (كتب في الذكر كل شيء) معطوفة على جملة (كان عرشه على الماء)، فالواو في قوله (وكتب في الذكر كل شيء) ليست حالية، بل هي عاطفة، والعطف يقتضي الجمع .. ولذا ترى أنه وقع نقاش بين العلماء حول أسبقية العرش والماء أو القلم، والآثار والروايات الواردة تختلف في هذه النقطة. ولكن هذا لا يهمنا هنا، فقوله (ثم خلق السموات والأرض) معطوف بأداة العطف (ثم) التي تفيد الترتيب، وسواء كان (الماء والعرش عليه) هما الأول وجودا أو كان (القلم) و (كتابة كل شيء في الذكر) هما الأول حدوثا؛ المهم أن (خلق السموات والأرض) كان بعد ذلك كله.
هذا يستتبع سؤالا هاما .. وأين ذهب الماء؟ هل كان المادة الخام التى خلقت منها السموات والأرض؟ إذن ظل العرش فوقه أو فوق آخر شيء منه حتى نهاية اليوم السادس .. حيث تكاثف كله إلى الكون ومادته
هذا ما أؤجل الحديث عنه إلى كتابة تفسيري المطروح للآية ولمجموعة الآيات المرتبطة.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم
ننتظر ياأخ جمال ولا نستعجلك
إلا أن أريد أن أنوه إلى بديهيات أولية حتى يكون منطلقنا صحيحا
** النحويون قالوا ماقالوا فى الواو حسب تصورهم للأحداث وترتيبها. والأمثلة التى سقتها أنت تؤكد أنها ليست لمجرد العطف أو الاعتراض بين جملتين
** الآية ذكرت الخلق أولا والعرش كان على ما خلق .. والخلق ليس لحظة بل ستة أيام كان العرش فيها على ما خلق سابقا وقررته الآية أنه الماء
** جرت سنة الله فى الخلق أن يكون من الأبسط إلى الأعقد؛وكذلك من المفرد إلى المركب فإن قلت الماء المعروف هو المقصود فى الآية فسنقول لابد أنه سبقه هيدروجين وأكسجين وتوفرت أسباب اتحادهم لتكوين مركب الماء .. ويبطل القول أن الماء المعروف هو الذى فى الآية
** الماء المذكور فى الآية هو مرحلة كاملة من أيام الخلق بدأت بها الأيام الست
** قبل هذه المرحلة لم يكن هناك شيء ... فهذه بداية الخلق .. ؛ أى أن الماء فى الآية هو أبسط شيء يمكن تصوره ثم كان التعقيد والتركيب
** السموات والأرض - ما اصطلحنا على تسميته علميا الكون - من نفس الطبيعة .. ظل بعضا منها على حالة الفطر الأولى وتعقد البعض حتى كان كواكب وزاد التركيب والتعقيد حتى كانت الحياة على الأرض(/)
امتثالا لرجاء الدكتور فهد الرومي في كتابه (مسالة خلق القرآن وموقف علماء القيروان منه)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 07:45 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد، فقد قال الدكتور فهد الرومي في ختمة بحثه "مسالة خلق القرآن وموقف علماء القيروان منها" الآتي: أما الرجاء، فأوجهه إلى كل من وجد في بحثي نقصا أن لا يكتمه، وأن يكتب لي ما يراه صوابا، فالمسلم مرآة أخيه المسلم." (ص55)
فمن باب الامتثال لهذا الرجاء، وقبل ذلك من باب أداء واجب النصيحة في الدين أقول:
أخي المسلم د. فهد الرومي:
البحث فيه نقص كبير من ناحية تحرير محل النزاع، أقصد النزاع بينكم وبين أتباع الأئمة الأربعة (وهم جمهور علماء المسلمين والسواد الأعظم منهم)، وأقصد تحديدا تحرير ما المقصود بخلق القرآن؟ هل المقصود حدوث الأصوات والحروف بذات الله تعالى، وهو ما ينفيه جمهور علماء الأمة: أقصد أتباع المذاهب الأربعة، أو المقصود حدوث وخلق الكلمات الدالة على كلام الله القديم (الذي هو صفة ذاته) وهذا ـ أقصد حدوث الحروف الدالة على الكلام الإلهي القديم ـ لا ينفيه من له مسكة عقل، بله جمهور علماء الأمة.
هكذا كان ينبغي تحرير محل النزاع، فالمسألة عظيمة كبيرة، لا ينبغي أن يتصدى فيها شخص بمفرده لدعوة جمهور علماء الأمة ـ وهم أتباع المذاهب الأربعة ـ إلى مراجعة عقائدهم بناء على أنهم أخطأوا فيها، وأنهم خالفوا أئمتهم ـ أبو حنيفة ومالك وأحمد والشافعي رضي الله عنهم ـ إذ مجرد تصور هذه الدعوة قد يحكم على بطلانها ممن صدرت منه، فكيف للسواد الأعظم من خيرة علماء المسلمين أن يتواطؤوا على مخالفة أئمتهم؟؟؟
وعلى كل حال، فقد وجدت للدكتور فهد الرومي غرضا واحدا في هذه الرسالة وهو تمرير فكرته واعتقاده، حتى وإن كلف ذلك تخطئة هذا الجم الغفير من العلماء، والبديهة قاضية بالعكس، والدليل أيضا.
ولعلي أعطي مفتاحا للدكتور الرومي من مفاتيح أبواب الحق، حتى إذا فتحه بصدق وإخلاص نية طلب الحق فتح الله عليه ونور عقله وفهمه وجعله يبصر بنور الإنصاف الحقَّ في هذه المسألة العظيمة وهي خلق القرآن.
وهذا المفتاح هو قول الإمام ابن ابي زيد القيرواني:
في الرسالة: القرآن ـ كلام الله ـ ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد.
لاحظ دقة الإمام القيرواني عندما قال: ـ كلام الله ـ فإنه يقصد بذلك الصفة القائمة بذات الله سبحانه وتعالى.
وإذا علمت هذا، فاقرأ عقيدة القيرواني في الصفات القائمة بذات الله تعالى ومنها القرآن كلامه تعالى القائم بذاته:
فقد قال في الرسالة: "وله الأسماء الحسنى والصفات العلى. لم يزل بجميع صفاته وأسمائه. تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثة."
فهذا تصريح بقدم الصفات، ومنها القرآن كلام الله القائم بذاته، والقدمُ نقيض الحدوث.
وقال في «الجامع»: لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، له الأسماء الحسنى والصفات العلى. «كتاب الجامع» بتحقيق عبد المجيد التركي, نشر دار الغرب الإسلامي, ط2, 1990.
فهذه النصوص القواطع كفيلة ببيان عقيدة الإمام القيرواني وهي استحالة الحدوث والمخلوقية على صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله تعالى، وهذه هي عقيدة الأئمة الأربعة وجمهور أتباعهم واحدا واحدا، إلا من شذّ ـ
كما أن الدكتور الرومي أهمل نصا ثمينا يبين عقيدة الإمام ابن ابي زيد القيرواني وموقفه تحديدا من ابن كلاب ومن أبي الحسن الأشعري، فلم يكن القيرواني غافلا عن جميع ذلك، وقد وردت هذه النصوص بنقل الإمام الحافظ ابن عساكر في تبيينه، مبينا دفاع القيرواني عن العقيدة ابن كلاب والأشعري في كلام الله تعالى القديم القائم بذاته، قال:
ثم قال ابن أبي زيد في الرد على البغدادي: والقارىء إذا تلا كتاب الله لو جاز أن يقال أن كلام هذا القارىء كلام الله على الحقيقة لفسد هذا لأن كلام القارىء محدث ويفنى كلامه ويزول، وكلام الله ليس بمحدث ولا يفنى، وهو صفة من صفاته، وصفته لا تكون صفة لغيره. وهذا قول محمد بن اسمعيل البخاري وداود الأصبهاني وغيرهما ممن تكلم في هذا وكلام محمد بن سحنون إمام المغرب وكلام سعيد بن محمد بن الحداد وكان من المتكلمين من أهل السنة وممن يرد على الجهمية. اهـ
فهذه عقيدة الإمام القيرواني في صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله تعالى: ليس بمحدَث، ولا مخلوق. وهي عقيدة جمهور علماء الأمة أتباع المذاهب الأربعة إلا من شذّ.
وبهذا يتبين أن جمهور علماء الأمة وعلى رأسهم القيرواني هم على خطى أئمتهم، فأي دعوة توجَّه إليهم؟ هل يتركوا هذا المعتقد الراسخ ويقولوا بأن الله تعالى يحدث في ذاته أصواتا حادثة يتكلم بها، وأنها أفراد حادثة يحدثها ـ أي يخلقها فلا فرق ـ في ذاته متى أراد الكلام؟؟ أو يقولوا بأن الحبر الذي يكتب به ما بين دفتي المصحف قديم غير مخلوق؟؟
كلى الأخيرين باطل، وما صح إلا الأول وهو أن كلام الله الصفة القائمة بذاته قديمة لا محدثة ولا مخلوقة، وأنه يستحيل على الله السكوت كما نص الإمام ابن جرير الطبري، وعليه جمهور علماء الأمة.
هذا واجب النصيحة، فإن الدين النصيحة .. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:00 م]ـ
هذا القرآن القديم غير المخلوق القائم بالله تعالى ما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل والزبور؟!
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 08:34 م]ـ
هذا القرآن القديم غير المخلوق القائم بالله تعالى ما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل والزبور؟!
إذا كنت تسأل متعلما مسترشدا متواضعا للفهم فلا مانع عندي أن أرشدك وأعلمك وآخذ بيدك للحق إن شاء الله، فقط خذ ـ إن شئت ـ بريدي الإلكتروني من فضيلة المشرف الأول، ويكون ذلك بإذن الله.
أما إذا كنت على غير ذلك، فليس هذا محل الكلام، والموضوع في الأصل نصيحة موجهة لفضيلة الدكتور فهد، لا لغيره.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 09:22 م]ـ
بل أسألك مناظراً، لنرى إن كان نقدك لكلام الدكتور فهد صحيحاً أم غير صحيح.
وإن كنت تحجر على غير الدكتور أن يرد عليك، فراسله فيما بينك وبينه بما تنتقده ولا تنشر نقدك هنا.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 09:36 م]ـ
يكون ذلك إذا فوضك الدكتور للمناقشة الهادئة، وليس المناظرة بالمعنى المقصود المعروف عندك وهو الهمز واللمز والعناد لمجرد العناد، كما حكم عليك الحكم.
علما أني لست مناظرا للدكتور فهد الرومي، ولكني ناصح بما أراه حقا طبق الأدلة التي ذكرتها، واستجابة لرجائه.
ولا أخفيك أني بتتبع مقالاتك الضعيفة التي كتبتها ولم يلتفت إليها أحد هنا خصوصا، لا أراك أهلا للمناظرة، فإنها علوم تجهل أصولها، وتصدر نفسك قبل أن تتعلم، وهذا لا يليق بالعاقل، ولهذا اقترحت أن أرشدك وأجيبك لعلك تعي هذه المسائل أصولا وفروعا، وليس هنا لأن الموضوع نصيحة أخوية خالصة للدكتور فهد الرومي، لعلها تفيد في بحوثه القادمة، وإقحامك نفسك بلا استدعاء منه غير لائق.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 09:53 م]ـ
لو كنت تنتقد قولاً انفرد به الدكتور لما تدخلت، لكنك تنتقد عقيدة أهل السنة في المسألة وتقرر عقيدة الكلابية الأشعرية فيها، فمن حق كل سني أن يرد عليك.
فجوابك عن سؤالي واجب عليك.
وأنا أنتظره.
وأرجو أن تجيب على قدر السؤال.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:10 م]ـ
لكنك تنتقد عقيدة أهل السنة في المسألة.
كيف تريد المناظرة وأنت تصادر على المطلوب منذ البداية؟؟
إذا كنت لا تعلم آداب المناظرة فكيف تريد المناظرة؟؟
وتقرر عقيدة الكلابية الأشعرية فيها
لست أنا من فعل ذلك، بل الإمام السني السلفي الحقيقي ابن أبي زيد القيرواني بنص كلامه منطوقه ومفهومه.
ألم أقل إنك لست أهلا للمناظرة، ولا حتى الاسترشاد وطلب العلم لأنك أغلقت نوافذهما فيك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:24 م]ـ
وهل ذكرتُ هذه العبارة: "لكنك تنتقد عقيدة أهل السنة في المسألة وتقرر عقيدة الكلابية الأشعرية فيها " مقدمة لحجة احتججت بها حتى تكون مصادرة عن المطلوب؟
وإنما ذكرتها علة لردي عليك، وليست هذه العبارة ضمن حجة أصلاً.
إنما مطلوبي - وهو بيان فساد قول الأشعرية الكلابية الذي انتقدت كلام الدكتور بناء على اعتقادك له - بدأت بالمناظرة عليه بسؤالي: هذا القرآن القديم غير المخلوق القائم بالله تعالى ما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل والزبور؟!.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:43 م]ـ
إذا ادعيت أنك تمثل أهل السنة فقد صادرت على المطلوب.
فالمطلوب ـ فرضا ـ بيان كونك هل توافق من ثبت أنه من أهل السنة (كابن أبي زيد القيرواني رحمه الله) أو تخالفه، وظاهر أنك تخالفه، فادعاؤك أنك تمثل أهل السنة مجرد دعوى في حاجة إلى برهان، لا مجرد أن تنسب نفسك إلى أهل السنة (الذين يمثلهم القيرواني هنا) كما تفعل متوهما أنه صحيح.
وإذا كان مطلوبك بيان فساد عقيدة ابن ابي زيد القيرواني كما هو واضح فلماذا توجه الكلام وكأني أسست هذه العقيدة؟؟!
كان المفروض أن تحاول بيان فساد رأي الإمام ابن ابي زيد القيرواني، لا أن تتوجه لي وكأنه كلامي.
والذي يحاول المناظرة لا يأتي بسؤال ويشترط أن يكون منطلق المناظرة كما تفعل، بل عليك أن تنطلق من حيث ابتدأ الكلام وهو نقاش رأي أهل السنة عند الإمام ابن ابي زيد القيرواني.
وكل هذا على فرض أن تكون أهلا للمناظرة، ولست كذلك قطعا، وإنما أجيبك من باب عدم احتقارك، ولا أريد تطويل الكلام معك لأني أرى الموضوع ليس موجها لك، كما اراك كما بينت لست أهلا للمحاورة العلمية الراقية.
ودعني أفيدك بأمر لعلك تراجع نفسك فيه:
في مقالاتك الضعيفة جدا التي حاولت فيها إلزام العلماء بما لا يلزمهم، كنت تفعل أشنع مما انتقده ابن عاشور على بعض المتأخرين، فكنت تحاول إلزام العلماء (الذين لا تساوي قشة في جنبهم) بأمور لا تلزمهم لا من بعيد ولا من قريب، فكنت كمن قال الله تعالى فيهم: (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) بل أمقت حيث فعلت نقيض ما تقول.
هداك الله وأصلح حالك، والله إني أتأسف لأمثالك وأدعو لهم بصلاح الحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:58 م]ـ
طيب، سأسلم لك تنزلاً أنني صادرت على المطلوب - وهذا لم يحصل -، لكنها ليست بتلك النقطة الهامة بالنسبة للمسألة الأصلية.
لذلك سأغير عبارتي من:
" لكنك تنتقد عقيدة أهل السنة في المسألة وتقرر عقيدة الكلابية الأشعرية فيها فمن حق كل سني أن يرد عليك ".
إلى:
" لكنك تنتقد عقيدة (س) في المسألة وتقرر عقيدة (ص) فيها فمن حق كل من يعتقد العقيدة (س) أن يرد عليك ".
فهل تنتقد هذه العبارة؟.
إن لم يكن عندك نقد فأجب عن سؤالي.
وقد سألتك هذا السؤال لأنك قلت: " فهذه عقيدة الإمام القيرواني في صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله تعالى: ليس بمحدَث، ولا مخلوق. وهي عقيدة جمهور علماء الأمة أتباع المذاهب الأربعة إلا من شذّ ".
فأوردت على هذه العقيدة سؤالاً: هذا القرآن القديم غير المخلوق القائم بالله تعالى ما الفرق بينه وبين التوراة والإنجيل والزبور؟!
- لنرى أولاً إن كانت هذه العقيدة صحيحة أم فاسدة.
- وبعد ذلك نرى هل نسبتها للإمام ابن أبي زيد صادقة أم كاذبة.
فهما قضيتان أرجو أن تدور المناظرة حولهما.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:23 م]ـ
- لنرى أولاً إن كانت هذه العقيدة صحيحة أم فاسدة.
- وبعد ذلك نرى هل نسبتها للإمام ابن أبي زيد صادقة أم كاذبة.
أولا هي ليست مناظرة.
ثانيا أمامك كلام الإمام القيرواني.
وأمامك كتبه المأخوذ منها كلامه.
وأمامك كلام الإمام الطبري من قبله، وغيره من الأئمة.
فصحح وأبطل وصدق وكذب كما شئت.
ودعني أسبقك هذه المرة وأقول: إنك أفحمتني وأسكتني.
ولعل المشرف الفاضل يحذف كل هذه المداخلات الزائدة على أصل المداخلة الأولى، وإن رأى أن الموضوع قد وصل للدكتور فهد الرومي فلا باس أن يحذف الموضوع أصلا.
ولا فائدة ترجى في حوارك بالنسبة لي، حيث أرى كما قلت لك مرارا أنك في حاجة للتواضع للتعلم، لا للمناظرة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Feb 2010, 11:58 م]ـ
وإن رأى أن الموضوع قد وصل للدكتور فهد الرومي فلا باس أن يحذف الموضوع أصلا.
ما دام قصدك أن يصل نقدك للدكتور فقط، فلماذا لم تستخدم الرسائل الخاصة؟ أم هو الخوف من إظهار العقائد المناقضة للحقائق؟.
وقد ذكرتني بنكوصك عن إظهار عقيدة الأشعرية في القرآن بعد أن أوردت عليك ذاك السؤال، بكلمة قالها الإمام الفقيه أبي محمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في المناظرة في القرآن- أي في مسألتنا هذه عينها -: " ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية".
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:01 ص]ـ
عودا إلى إبداء بعض الملاحظات المنهجية على كتاب الدكتور فهد، أقول:
إن ثمرة تحرير محل النزاع ـ وهي الحلقة الأساسية المفقودة من الرسالة ـ تظهر عندما قال الدكتور في (ص37): بل صرح بعض المعاصرين منهم ـ يقصد الأشاعرة ـ صراحة بخلق القرآن. اهـ
ثم ذكر الدكتور وهبي الغاوجي والدكتور البوطي كمثالين على من صرح من الأشاعرة بخلق القرآن.
وأحسب أن المذكورَين قد صعقا عندما قرءا هذا الكلام المنسوب إليهما، ويحق لهما ذلك لأن الكلام غير محرر.
والسؤال المطروح هنا: هل المقصود بالقرآن الذي صرحوا بكونه مخلوقا هو القرآن الذي هو الصفة القائمة بذات الله سبحانه وتعالى؟ أم هو الحروف الدالة عليه الكائنة بين دفتي المصحف المكونة من الحبر المكتوبة على الورق في المطابع؟
إن العبارة التي استعملها الدكتور الفاضل فهد الوهبي مجملة غامضة ليس فيه تعيين للعبارة التي هي محل النزاع، وهذا يخالف المنهج العلمي الذي يقتضي تعيين محل النزاع بحيث لا يبقى ريب في المراد ويتحقق النفي أو الإثبات على موضوع واحد.
ومما أريد أن أوجه إليه عناية الدكتور الفاضل فهد الرومي هو أن كلام الإمام ابن أبي زيد القيرواني في دفاعه عن أبي الحسن الأشعري ورأيه في صفة الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله سبحانه على نحو قيام علمه وقدرته وإرادته وغيرها من صفاته به، كان مسبوقا باطلاعه ونظره، وقد سبق الإمام القيرواني في رأيه بقدم القرآن القائم بذات الله سبحانه وتعالى أئمة عظام أخص بالذكر منهم الإمام ابن جرير الطبري الذي حرر دليل قويا متينا دالا على استحالة حدوث الكلام الإلهي ومنه القرآن العظيم القائم بذاته سبحانه وتعالى، وهذا الدليل الذي صاغه الإمام الطبري اعتمده ابو الحسن الأشعري بعينه ورضيه بعد التأمل والنظر وإثبات صحته، وهذا هو الدليل:
قال الأشعري في اللمع:
«ودليل آخر على أن الله تعالى لم يزل متكلما: إن الكلام لا يخلو أن يكون قديما أو مُحدَثًا، فإن كان محدثا لم يخل أن يحدثه الله في نفسه، أو قائما بنفسه، أو في غيره، ويستحيل أن يحدثه في نفسه لأنه ليس بمحل للحوادث، ويستحيل أن يحدثه قائما بنفسه لأنه صفة، والصفة لا تقوم بنفسها. ويستحيل أن يحدثه في غيره لأنه لو أحدثه في غيره لوجب أن يشتق ذلك الجسم الذي فيه الكلام من أخص أوصاف الكلام اللازمة له لنفسه اسما، وللجملة التي المحل منها اسما، فإن كان أخص أوصاف الكلام أنه كلام وجب أن يكون ذلك الجسم متكلما، وإن كان أخص أوصافه أنه أمر وجب أن يكون ذلك الجسم آمرا، وكذلك إن كان أخص أوصافه أنه نهي وجب أن يكون ذلك الجسم ناهيا، فلمّا استحال أن يتكلم بكلام الله غيره ويأمر بأمره غيره وينهى بنهيه غيره استحال أن يحدث كلاما في غيره فيكون متكلما به، وإذا فسدت الوجوه التي لا يخلو الكلام منها لو كان محدثا صحّ أنه قديم، وأن الله تعالى لم يزل متكلما. اهـ.
فخلاصة القول أن الإمام ابن ابي زيد القيرواني كان ملما بقواعد العقائد الثابتة عن أئمة كانوا أعرف الناس في زمانهم بأقوال السلف الصالح كالإمام الطبري، بل قد ثبت امتداح القيرواني لتفسير الطبري مما يدل على اطلاعه عليه، وهو من منطلق مقامه الديني لا يزكي الأشعري وابن كلاب بغير علم بحالهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:08 ص]ـ
ما دام قصدك أن يصل نقدك للدكتور فقط، فلماذا لم تستخدم الرسائل الخاصة؟ أم هو الخوف من إظهار العقائد المناقضة للحقائق؟.
وقد ذكرتني بنكوصك عن إظهار عقيدة الأشعرية في القرآن بعد أن أوردت عليك ذاك السؤال، بكلمة قالها الإمام الفقيه أبي محمد ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في المناظرة في القرآن- أي في مسألتنا هذه عينها -: " ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية".
والحمد لله رب العالمين.
ألم أقل إنك لست أهلا للمناظرة.
وأنك لا تحسن إلا الغمز واللمز والعناد كما حكم فيك من رضيت حكمه.
ثم أليس من المكابرة أن تنقل كلاما يخالف المحسوس والواقع؟؟
هل ترى عاقلا يوافق أن الأشعرية يكتمون آراءهم وتراثهم هو الأكبر على الإطلاق منذ 10 قرون أو يزيد؟؟ وقد بينوا الحق في التفسير وشروح الحديث والكتب المستقلة والرسائل وغيرها وتكلموا في كل الدقائق والتفاصيل وحرروا جميع أقوالهم وفصلوها .. وما ابن أبي زيد القيرواني علينا ببعيد، وما الإمام الطبري ببعيد.
لا أقول إلا هداك الله، وأصلح حالك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:14 ص]ـ
ثم أليس من المكابرة أن تنقل كلاما يخالف المحسوس والواقع؟؟.
ما دام كلام ابن قدامة غير صحيح، بل يخالف المحسوس والواقع، فلماذا لم تجب عن سؤالي؟
وإن أردت الإجابة فأرجو أن تجيب على قدر السؤال كما هو شأن المناظرات - إن أردت المناظرة -.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:47 ص]ـ
لدي عدة نقاط حول هذا الموضوع:
1 - كنتُ أتمنى أن تكون هذه المشاركة في رسالة خاصة لأستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله كما قال الأخ محمد براء.
2 - أما وقد رأيتم نشرها فعلاً، فليت الأخ محمد براء خلى بينها وبين الدكتور فهد الرومي فهو موجود ويقرأ في الملتقى بشكل مستمر حفظه الله، وهو أقدر على بيان وجهة نظره فيما كتبه في كتابه.
3 - وليت الأخ أبا عبيدة لما نشرها على الملأ دون أن يخبر بذلك الدكتور فهد الرومي من قبل تقبل النقاش بصدر رحب، وأجاب على تساؤلات الأخ محمد براء.
وأنا أحب أن أبين رأيي في ما يكتبه أخي محمد براء مع اعتراضي على قسوته التي لا أجد لها مبرراً، وحدته التي تلازمه في أغلب موضوعاته رعاه الله. وهو أن الأخ محمد يدرك تماماً ما يكتب في عقيدة السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم، واطلاعه واسع على هذه الكتب التي نقلت لنا عقائدهم، وقد قرأت له كثيراً ووجدته يجيد ما يكتب، فليس من اللائق بكم يا أبا عبيدة أن تتعاملوا معه بهذا الازدراء واللامبالاة، فهذا لا يليق بكم أخي الكريم ولا به.
والدليل العلمي هو أقوى سلاح وحجة في ملتقى أهل التفسير، وما سوى ذلك فهو ينقص ولا يزيد من قيمة المشاركة.
وإشغالنا يا أبا عبيدة بمنهج الأشاعرة في كل موضوع تشاركون فيه بمناسبة وبغير مناسبة يوحي بالضعف الشديد في الحجة، وأمور العقائد أخي العزيز لا تؤخذ بالعصا هكذا، وإنما بالحجج والبيان العربي السهل وليس بأدلة الفلاسفة التي عافها أهلها، وتبرأ منها متبعوها وأنت تشد عليها بالنواجذ حفظك الله، فأرح أعصابك أولاً وتأمل الكتب فلستُ أنا ولا أنت أوصياء على أحد ندافع عنه بحق أو بباطل، واتباعنا لمنهج السلف ليس تشهياً واتباعاً للهوى ولكن الأدلة والبراهين هي التي ساقتنا سوقاً لاتباعه كما ساقت أبا الحسن الأشعري نفسه للرجوع له في آخر أمره رحمه الله.
فأرجو عدم التشعب في الكلام، وترك المجال للأستاذ الدكتور فهد الرومي ليجيب على ما تفضلتم بإيراده متى تيسرت له الفرصة لذلك إن شاء الله، حتى نستفيد جميعاً مما يكتب في هدوء وسكينة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:54 ص]ـ
والسؤال المطروح هنا: هل المقصود بالقرآن الذي صرحوا بكونه مخلوقا هو القرآن الذي هو الصفة القائمة بذات الله سبحانه وتعالى؟ أم هو الحروف الدالة عليه الكائنة بين دفتي المصحف المكونة من الحبر المكتوبة على الورق في المطابع؟
.
أخانا الفاضل
طرحت سؤالاً وأظتك تعرف الإجابة فهل تتكرم علينا ببيان الفرق مشكورا مأجورا؟
وأذكرك أن الله قال:
(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) سورة التوبة 6
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره:
"الرَّابِعَةُ: قَالَ الْعُلَمَاءُ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسْمُوعٌ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقَارِئِ، قَالَهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْقَلَانِسِيُّ وَابْنُ مُجَاهِدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْإِسْفِرَايِينِيُّ وَغَيْرُهُمْ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فَنَصَّ عَلَى أَنَّ كَلَامَهُ مَسْمُوعٌ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقَارِئِ لِكَلَامِهِ. وَيَدُلُّ عَلَيْهِ إِجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْقَارِئَ إِذَا قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَوْ سُورَةً قَالُوا: سَمِعْنَا كَلَامَ اللَّهِ. وَفَرَّقُوا بَيْنَ أَنْ يَقْرَأَ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَيْنَ أَنْ يَقْرَأَ شِعْرَ امْرِئِ الْقَيْسِ. وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ (الْبَقَرَةِ) مَعْنَى كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا صَوْتٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ."
أوردتُ الآيةَ وكلامَ القرطبي رحمه الله تعالى لأقول هذا يكفي في فهم معنى كلام الله وما زاد عليه فهو في نظري من التكلف وقد نهينا عن التكلف لأنه يفضي إلى الخوض في مسائل إدراك حقيقتها فوق مقدور عقولنا وأفهامنا، فلماذا لا نقف عند ماهو ظاهر ومباشر من كلام ربنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 11:02 ص]ـ
حتى نستفيد جميعاً مما يكتب في هدوء وسكينة.
هذا هو المرجو فعلا.
شكر الله لكم هذا التدخل الرشيق
والفكرة التي أرجو من فضيلة المشرف تدبرها هو أني أشاركه نفس الإحساس بالانتماء للسلف الصالح عقيدة ومنهجا وأدلة وبرهانا، وأرى إخواني الذين يحاولون الانفراد بهذا الانتماء في حاجة إلى تنبيه وإرشاد.
فمثلا في المبحث الذي نتكلم في الآن قدوتي فيه هو الإمام الطبري وابن ابي زيد القيرواني وغيرهما رحمهما الله تعالى، فهل يستطيع أحد اليوم التشكيك في كونهما على عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان؟؟
وأنا عندما شاركت في هذا الموضوع بينت حقيقة رأي هذين الإمامين، وأنهما يعتقدان استحالة حدوث الكلام ـ القرآن ـ القائم بذات الله تعالى، وأن الله تعالى لم يزل متكلما قبل كون الخلق جميعا كما ينص الإمام الطبري، وأنه يستحيل التغير والحدوث على الكلام القائم بذات الله تعالى، كما يستحيل عليه السكوت، ولم أذكر الأشاعرة إطلاقا.
وهذا ما أريد من إخواني كالمشرف الذين يعتقدون انفرادهم باتباع السلف دون غيرهم، فإن الأمر على خلاف ذلك، فإما أن تخرجوا الإمام الطبري مثلا بهذه الآراء الواضحة الصريحة من دائرة السلف، وتوجهوا له تهم الضلال، معاذ الله، وإما أن تتواضعوا لمراجعة أنفسكم وحقيقة اعتقادكم، حيث إنكم تنصرون عقيدة تناقض ما عليه الإمام الطبري والقيرواني مناقضة تامة باعتقادكم حدوث القرآن في ذات الله تعالى وأنه يتكلم بالصوت في ذاته متى شاء بعد أن لم يكن متكلما بأفراد تلك الحروف والصوات الحادثة القائمة بذاته.
وأريد أن أنبه إلى أن كلام الإمام الطبري في قدم القرآن القائم بذات الله تعالى هو عقيدة جمهور علماء الأمة أتباع الأئمة الأربع، لا الفلاسفة كما يريد البعض إيهام نفسه، وسأذكر لكم الآن كلام إمام حافظ من أئمة علوم القرآن وهو الحافظ السخاوي الذي قال في جمال القراء:
قال الشيخ السخاوي في جمال القراء: كلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء، ثم بالإنزال كان مقراءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال، كما أن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا، وإنما عبد بعد إيجاد العباد، ولم يوجب ذلك له تغيّرا سبحانه. (ج1/ص246 تحقيق د. علي حسين البواب. مكتبة التراث، مكة المكرمة ط1 1408هـ/1987م)
وقال السخاوي في جمال القراء أيضا: والدليل على أن القرآن غير مخلوق قوله الله عز وجل (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) فلو كان القرآن مخلوقا لكان مخلوقا بقول آخر، وأدى ذلك إلى أن لا يوجد منه سبحانه فعل أبدا؛ إذ لابد أن يوجد قبل ذلك الفعل أفعال هي أقوال ليس لها غاية، وذلك محال.
ثم إن المخلوقات قسمان: جسم، وعرض. فلو كان القرآن مخلوقا كان إما جسما وإما عرضا، والجسم يقوم بنفسه، فلو كان القرآن جسما لكان قائما بنفسه، ويلزم من ذلك وجود كلام غير قائم بمتكلم.
ولا يصح أيضا ان يكون عرضا مخلوقا؛ لأنه لو كان كذلك لم يخل أن يقوم بنفس الباري عز وجل، أو بغيره، أوْ لاَ في محلٍّ، والله عز وجل ليس بمحل للحوادث فاستحال أن يخلقه في نفسه.
وكذلك لا يصح أن يخلقه في غيره؛ لأنه كان يكون كلاما للذي خلق فيه وصفة له كالعلم والإرادة المخلوقين في الأجسام ألا ترى أنهما صفتان لمن قامتا به دون الخالق لهما. وكذلك أيضا يستحيل أن يخلقه لا في شيء كما استحال فعل حركة ولون لا في شيء، وأيضا فإنه لو كان عرضا لوجب أن يفنى في الثاني من حال حدوثه، ويلزم من ذلك أن يكون الباري عز وجل في وقتنا هذا لا آمرا بشيء ولا ناهيا عنه ولا مخبرا بشيء، وذلك خلاف ما عليه الأمة. ((ج1/ص48،49 تحقيق د. علي حسين البواب. مكتبة التراث، مكة المكرمة ط1 1408هـ/1987م)
فهذه هي الأدلة التي مشى عليه الأئمة كالطبري إلى هلم جرا، وهي ليست أدلة فلسلفية معاذ الله، بل هي أدلة قرآنية أصالة، وقد اعتمدها جمهور علماء الشريعة الإسلامية التي لا يسعنا إلا احترام رأيهم إن لم تعتبره إجماعا تحرم مخالفته.
وختاما أرجو من المنصفين البحث والتحري في هذه المسألة الدينية الاعتقادية، وأن لا يتخذوا كلامي وكأني من أنشأه أو اختلقه معاذ الله، بل هو كلام الأئمة الجهابذة بدءا من الإمام الجبل ابن جرير الطبري الإمام السلفي الذي لا يشكك أحد في سلفيته الصحيحة، مرورا بكل العلماء الذين كان لهم دور في وصول هذا الدين سليما لنا، ووصولا إلى كل من أراد اتباع الحق في عصرنا.
وأقول كنصيحة من القلب:
ما يضر لو قام بعض أعلام المدرسة السلفية المعاصرة من المعتدلين المتنورين بنور العلم بمراجعة الذات، ومراجعة هذه المسائل التي ظهور مخالفتهم فيها لجمهور علماء الأمة واضح وضوح الشمس؟؟
إن مراجعة هذه المسائل وغيرها كفيل بتقليص الخلاف بين المسلمين، فإنا مثلا إذا اتفقنا على مرجعية الإمام الطبري مثلا وتحاكمنا إلى فهمه وعقيدته، بناء على اعتباره إماما يقتدى به، فسينعدم الخلاف في هذه المسألة مثلا، وسيكون الجميع متبعين لللسلف الصالح في هذه المسألة الخطيرة، لا للأشعري ولا لابن تيمية ولا للماتريدي حيث جاؤوا بعده وهم أعلم منهم بعقيدة السلف الصلاح.
أما إذا اختار إخواننا عدم اتباع الإمام ابن جرير الطبري، واعتباره مخطئا معطلا مبتدعا حاشاه ثم حاشاه، فتلك هي المصيبة التي لا تعزز إلا الفرقة والشقاق إلى أن يأتي الله بأجيال تدرك قيمة الإمام الطبري حق الإدراك، لا تتخذخ فقط شعارا وتخالفه في الأصول.
اللهم اهدنا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Feb 2010, 03:22 م]ـ
أخي أبا عبيدة (نزار حمادي)
أرجو أن تكون قد عقلت عني رسالتي لك قبل سنة ويزيد، وقد أخبرتك أنه لا فائدة من هذا الجدل.
وأنت تدور حول نصرة الأشعرية ـ كما تفهمها أنت ـ وتريد كل من يقرأ كلامك أن يقتنع بها.
وقولك: (ما يضر لو قام بعض أعلام المدرسة السلفية المعاصرة من المعتدلين المتنورين بنور العلم بمراجعة الذات، ومراجعة هذه المسائل التي ظهور مخالفتهم فيها لجمهور علماء الأمة واضح وضوح الشمس؟؟).
سيأتيك من يخالفك بالكلام نفسه، ويرد عليك به.
لذا أدعوك أن تتركنا من هذا الكلام، فليس جدالك بجاعلنا نترك ما نعتقد، ولا نرى نحن جدالك في هذا الموقع، فالجدل العقدي له مواطن أخرى.
وأنا أقرأ لك في غير هذا الموقع، وأراك ـ مع ما في عباراتك من حدَّة هنا ـ شديد الوقع على من ينتمي (للسلفية)، وأرجو أن لا تجر معاركك هنا، فيكفينا أننا قد قلنا مرارًا: إننا موقع لا نرضى بمثل هذا الجدل، والجدل العقدي له مواقع أخرى.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:54 م]ـ
وأنت تدور حول نصرة الأشعرية
لا أبدا .. بل إن قلت أني "طبري" لكنت أقرب (:
أتذكر جيدا الرسالة، وثق أن هذا الحوار لا يخرجنا عن كوننا إخوانا في الله مسلمين دينا وعقيدة.
وهذه المسائل لها وقع كبير في تفريق الأمة كما يعلم كل عاقل، وتجاهلها أصبح أمرا مستحيلا، وأيضا تناولها من غير أهلها ـ كما في المواقع التي تدعي تخصصا فيها ـ يزيد الطين بلة والهوة اتساعا.
وما اخترت الحوار في هذا الموقع إلا لما يتضمنه من أفاضل وعلماء من كل الاتجاهات.
وإني لا أدعو إلى الجدال العقيم، لكن إلى الحوار بالحكمة، والأدب، طالما غابت العصبية المذمومة والتعصب الأعمى.
وفي هذه المشاركة نقد قويم فيما أرى موجه إلى الدكتور فهد الرومي، وليس محاولة للجدال، وكل منصف يعلم أن نقدي هنا موضوعي لا علاقة له بنصرة عقيدة على غيرها، ولو أخذ الدكتور فهد بالنقد فسيفيده ذلك مستقبلا في تحرير الأقوال وتوثيق نسبتها إلى أصحابها، وإن بقي على قناعاته الشخصية.
ختاما، إنني أدعو للاتحاد على فهم الإمام ابن جرير الطبري الذي يعترف الكل بفضله وعلمه ودقة فهمه لأقوال الصحابة وعقيدتهم، لا الأشعري، ولا ابن تيمية، ولا غيرهما، وإذا حصل هذا فسيتقلص الخلاف أو ينعدم أو يكاد.
فإن الإمام ابن جرير الطبري لم يترك في تفسيره أساسا أو في تبصيره أصلا من أصول الدين إلا صرح فيه برأيه الذي أخذه عن التابعين والصحابة الذي أخذوه من النبي عليه الصلاة والسلام ومن القرآن العزيز، وهو عندكم إمام من أئمة أهل السنة، وهو عندنا إمام من أئمة أهل السنة، أفليس هذا كفيلا بجمع الكلمة ونبذ الفرقة التي تأخر وتأخر اتحاد المسلمين.(/)
وقفة مع الآية 18 من سورة النمل
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[10 Feb 2010, 09:50 م]ـ
ذكر السيوطي في كتاب {الإتقان في علوم القرآن} في النوع (السادس والخمسون) في "الإيجاز والإطناب " بعض الآيات القرآنية وما فيها من بلاغة ومنها هذه الآية
وهي قوله تعالى {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} الآية
قال: جمع في هذه اللفظة أحد عشر جنسًا من الكلام: نادت وكنت ونبهت وسمعت وأمرت وقصت وحذرت وخصت وعمت وأشارت وعذرت.
فالنداء (يا) والكناية (أيّ) والتنبيه (ها) والتسمية (النمل) والأمر (ادخلوا) والقصص (مساكنكم) والتحذير (لا يحطمنكم) والتخصيص (سليمان) والتعميم (جنوده) والإشارة (وهم) والعذر (لا يشعرون) فأدت خمس حقوق: حق الله , وحق رسوله , وحقها , وحق رعيتها , وحق جنود سليمان.
ٌالإتقان ص: 531 طبعة: مؤسسة الرسالة ناشرون
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Feb 2010, 08:29 م]ـ
ومن أروعِ ما سمعتُهُ في برنامجِ التفسيرِ المباشرِ ما تفضَّل بهِ الدُّكتور زيد العيص حفظه الله حين ذكرَ هذه الآيةَ وقال ما معناه:
إنَّ على المُسلمِ في الأزماتِ والمَِحَنِ ألا تكُونَ النَّملةُ أبصرَ منهُ وأحزمُ , فهي تعلمُ يقيناً ألا طاقةَ لها بسليمانَ وجُنودهِ , ولكنَّ هذا العجزَ لم يمنعها من بذلِ أقصى ما تملكُهُ وهو الصَّوتُ والتحذيرُ , خلافاً لمن يحملُ الأمَّةَ على المقارنةِ مع الأعداءِ والتَّحطيمِ الذي يمنعُ العملَ والبناءَ والتقدُّمَ.
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمود والله إني لأبحث عن هذه اللطائف في هذه الآية
فأرجوا أن أجمع الكثير من اللطائف الدعوية والبلاغية وغيرهما
وجزى الله كل من يعينني على ذلك(/)
ذكر لفظ (استوى) في قصة موسى ولم تذكر في قصة يوسف
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[10 Feb 2010, 10:26 م]ـ
قال الغرناطي:
الآية الثانية من سورة يوسف عليه السلام، قوله تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف: 22) وفي سورة القصص: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (القصص: 14)، للسائل أن يسأل عن ثبوت قوله: ((واستوى)) في سورة القصص ولم يثبت ذلك في سورة يوسف؟ وهل كان يمكن ورود العكس في الآيتين؟
والجواب عن ذلك: أن الأشد مختلف فيه من البلوغ إلى استكمال أربعين سنة، وقد قيل بالزيادة على الأربعين، وظاهر القرآن أن الأشد يقع على دون الأربعين لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) (الأحقاف: 15)، فلو كان الأشد الأربعين لأدى إلى عطف الشيء على نفسه، فإنما الكلام في قوة أن لو قيل: حتى إذا بلغ أشده واستكمل وتم بالزيادة، والله أعلم، وإذا كان وقوع الأشد على ما ذكرنا، ولا يكون إلا على حال من العمر يحسن في الضبط والتدبير، والإحكام للأمور، والفهم للخطاب، وتحقيق مقادير الأمور، وهذا بجَرْي العادة إنما ابتداؤه عند البلوغ أو قبل البلوغ، ثم يستحكم إلى الغاية التي إليها انتهاء تمام القوة واستحكام العقل، وتلك الأربعون، وعلى رأس الأربعين سنة بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم أن الله سبحانه قال في قصة يحيى بن زكريا، عليه السلام: (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (مريم: 12)، وهذا ولابد في غير (سن) الأربعين، وقال تعالى في قصة يوسف، عليه السلام، (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) وهذا حال ابتداء الوحي من الله سبحانه إنما يكون بعلم وحكمة , وموسى عليه إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء: 21) وأفصحت آي القرآن أن ذلك كان بعد رجوعه وإنكاح شعيب عليه السلام إياه ابنته، ولم يخرج من مصر حتى ائتمر به للقتل وبعد وكز الذي كان من عدوه وقضائه عليه، ومجموع هذا إنما هو بخروجه، عليه السلام، عن سن الابتداء إلى استكمال الأشد وهو الاستواء، فقيل في قصته: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) (القصص: 14) أي استكمل وانتهى إلى أحسن الحالات في السن، وأما يوسف، عليه السلام، في الوحي إليه في الجب فحاله وإن بلغ ما يسمى أشداً غير حالة الاستواء، فامتنع مجيء
الاستواء في قصته وورد في قصة موسى، وكلام المفسرين إذا تؤمل وإن لم يكن إفصاحاً مشعر بهذا، فجاء كل على ما يجب، والله أعلم.
ملاك التأويل (2/ 676) للإمام أحمد بن إبراهيم الغرناطي طبعة: دار الغرب الإسلامي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:32 ص]ـ
شكر الله لك يا أخانا الكريم وأضيف قولا للعلامة ابن عاشور:
" إن الاستواء: كمال البنية كقوله تعالى في وصف الزرع {فاستغلظ فاستوى على سوقه} [الفتح: 29]، ولهذا أريد لموسى الوصف بالاستواء ولم يوصف يوسف إلا ببلوغ الأشد خاصة لأن موسى كان رجلاً طوالاً كما في الحديث «كأنه من رجال شنُؤة» فكان كامل الأعضاء ولذلك كان وكزه القبطي قاضياً على الموكوز. " والله الموفق
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:50 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. قول الغرناطي:"وموسى عليه السلام إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون"، هذا القول غير دقيق لأن هناك إشارة قرآنية تشعرنا بأن الله تعالى أوحى لموسى عليه السلام قبل فراره من مصر، يقول سبحانه في سورة القصص:"قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ": ففي هذا إشارة بالوحي لموسى عليه السلام، وإلا كيف عرف أن الله قد ستجاب دعاءه وغفر له؟! وهذا الأمر مألوف في عائلة موسى فقد أوحى الله إلى أمه من غير تكليف بالنبوة.
2. هناك خلط بين الوحي والنبوة؛ فالنبوة اختيار رباني وتكليف رباني ووظيفة ربانية تؤيّد بالوحي المتواصل. أما الوحي فقد يكون لغير مكلف بالنبوة كما هو الأمر بالوحي إلى أم وموسى ومريم ويوسف عليه السلام وهو في البئر وقد كان غلاماً صغيراً.
3. الاستواء اكتمال حال وتمامه. ولا مانع من إيتاء الحكم والعلم قبل الاكتمال، أما النبوة والرسالة فيبدو أنها لا تكون إلا بعد الاكتمال.
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:08 م]ـ
أخي الكريم قولك:
قول الغرناطي:"وموسى عليه السلام إنما ابتدئ بالوحي وسماع الكلام بعد فراره خوفاً من فرعون"، هذا القول غير دقيق لأن هناك إشارة قرآنية تشعرنا بأن الله تعالى أوحى لموسى عليه السلام قبل فراره من مصر
وجدت كلاما للقشيري لطيفا وهو قوله: قوله {قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين} ولم يقل بما أنعمت عليّ من المغفرة , لأن هذا قبل الوحي , وما كان عالماً بأن الله غفر له ذلك القتل.
وأرجوا من الدكتور عبدالرحمن الشهري والدكتور الخضر أن يشاركوننا في هذا الحوار للفائدة.
وأسألهما سؤالا: هل يكون الوحي يختلف معناه في الوحي قبل التكليم وبعده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:31 م]ـ
واضح أن المغفرة هي ما أنعم الله بها عليه. ونقول هذا لأنه لابد من أخذ السياق بعين الاعتبار. ويبدو أن البعض لا يتصور الوحي إلا بنبوة ومثل هذا التصور يجعلنا نقول بنبوة أم موسى ومريم وحتى النحل (وأوحى ربك إلى النحل). وإذا كان للوحي الذي هو الإخبار الخفي صور فيكون الوحي الذي للأنبياء له خصوصية من جوانب مختلفة.
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[13 Feb 2010, 02:00 م]ـ
شكرا لك أخي سنان:
هل من الممكن أن تساعدني أنت كذلك في معرفة أنواع الوحي في القرآن؟
وسأبحث إن شاء الله عنها لتكون لي ضمن الكليات التي أعتمد عليها في فهم الآيات.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 06:14 م]ـ
من صور الوحي التي تبتت في القرآن والسنة:
نزول حبريل عليه السلام في صورته الملائكية يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تشخّص جبريل عليه السلام في صورة إنسان يحدث الرسول عليه السلام كحديث عمر:"بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجل ... ".
صوت في أذن الرسول عليه السلام كصلصلة الجرس فيفصم عنه وقد وعى ما أوحي إليه ....
الإلقاء في الروع:" ألقي في روعي أنه لن تموت نفس ... ".
ما يكون للنبي من رؤيا صالحة:" أول ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة ... ".
الإلهام الفطري:" وأوحى ربك إلى النحل ... ".(/)
موضوع مقترح: الآيات التي قوي خلاف العلماء في معناها
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[11 Feb 2010, 03:34 ص]ـ
هناك العديد من الآيات اختلف العلماء في معناها خلافا قويا،
ينبغي لطالب العلم أن يكون على علم بها، ولا يكفي أن يعرف
فيها قولا واحدا، أو يقتصر على ما رجحه فلان أو فلان من
أهل العلم، فأقترح أن تذكر الآية متبوعة بأقٌوال العلماء
فقط لتحفظ.
وإن كان هناك كتاب اعتنى بهذا فليحل إليه.
و (زاد المسير) لابن الجوزي، لا يغني عما أردت.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:26 ص]ـ
(زاد المسير) لابن الجوزي من أجود كتب التفسير التي تحاول استقصاء الأقوال في تفسير الآية وترتيبها ونسبتها لأصحابها كما تفضلتم، ولكنه لا يفي بغرضك لأنه لا يستقصي الأقوال في بعض المواضع، ولا يختص بالآيات التي قوي الخلاف فيها كما شرطتم. فالفكرة التي تفضلتم بها فكرة نافعة لو نفذها أحد الباحثين. جزاك الله خيراً.(/)
أو كظلمات في بحر لجي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:21 ص]ـ
قول الله تعالى:
"أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها"
فيه صورتان:
صورة داخلية وصورة خارجية ودلالة الآية على الصورتين صحيحة وواضحة.
الصورة الأولى: هي الصورة الداخلية ويدل عليها قول الله تعالى: " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج" وهذه الجملة وحدها تدل على أن هناك ظلمات في داخل مياه البحر ولا تكون هذه الظلمات إلا في بحر عميق وهو الموصوف باللجي.
الصورة الثانية: الصورة الخارجية وهي صورة الموج الذي فوق الموج الذي فوق الموج الذي يغشى البحر والسحاب الذي فوقه.
وهنا نسأل:
كيف نتصور موجا يغشى البحر وهو جزء منه؟
وكيف نتصور موجا فوقه موج آخر؟
ثم ما علاقة الموج بإحداث الظلمة إذا كان المراد بالموج الذي من فوقه موج هو تتابع الموج السطحي؟
إن الصورة الظاهرية والتي يستطيع أن يدركها العارفون بالبحار من خلال طبيعة عملهم أو من خلال ركوبهم البحر هي بحد ذاتها معجزة حيث إن تصويرها جاء على لسان رجل عربي أمي لم يعرف البحر في حياته.
ولكن الصورة الكاملة التي تدل عليها الآية هي الصورة التي تجيب على الأسئلة أعلاه.
وجواب الأسئلة نجده في الرابط التالي:
http://www.uqu.edu.sa/page/ar/38028
أتمنى على الإخوة أعداء الإعجاز العلمي أن يتحفونا باعتراضتهم على مقال الدكتور: حسام الدسوقي، ولكن بطريقة علمية لا طريقة خطابية.
مع الدعاء لهم بالتوفيق إلى الصواب في هذه المسألة وغيرها من المسائل.
وأكثرو من الصلاة على الحبيب محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أزواجه وذريته.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم
كلام وجيه، وواقع ملموس، ووصف دقيق.
وهذه ليست نظرية يمكن أن تتغير إنما هي من الثوابت .. بخلاف إنزال الآيات علي نظريات تحتمل الصواب والخطأ، أو تحتمل التغير كما نُقدت نظريات كثيرة من قبل ... بخلاف الثوابت.
وهذا هو الحد الفاصل في قبول القول بالإعجاز من عدمه فيما يبدوا لي والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم
كلام وجيه، وواقع ملموس، ووصف دقيق.
وهذه ليست نظرية يمكن أن تتغير إنما هي من الثوابت .. بخلاف إنزال الآيات علي نظريات تحتمل الصواب والخطأ، أو تحتمل التغير كما نُقدت نظريات كثيرة من قبل ... بخلاف الثوابت.
وهذا هو الحد الفاصل في قبول القول بالإعجاز من عدمه فيما يبدوا لي والله أعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي عبد الحكيم من الضوابط التي وضعت للبحث في إعجاز القرآن هو أن يكون في الحقائق العلمية.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:26 م]ـ
مشكلة إخواننا معارضو الإعجاز العلمي أنهم لا يريدون الاعتراف بهذا اللون من الإعجاز والسبب في ذلك أن فيه نقضاً لأصولهم التي ظنوا أنها صواباً، وهو اعتقادهم الجازم بأن ما قاله السلف في التفسير فهو في حكم الوحي المنزل وأنه لا يمكن أن يقع فيه الخطأ، وهذه ما نحاول إقناعهم به بأن تأصيلهم هذا خاطيء، وأن السلف بشر مثلهم مثل غيرهم يجتهدون واجتهادهم قابل للخطأ والصواب.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:58 ص]ـ
بارك الله فيكم أخى أبا سعد ونفع بكم
وليت الأخوة من معارضى الاعجاز العلمى للقرآن يراجعون أنفسهم على ضوء ما ذكرت
والله هو الهادى الى سواء السبيل
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم
العلم عند الغرب الآن أبلغ في واقعه من قصيدة: فقا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... في واقع العرب .. والتي لم يعد كثير منا نحن العرب اليوم يدرك أسرار جمالها التي جعلتها معلقة؟.
إذا شعر رجل من الغرب غير متدين عالم في البحار أو الآثار .. أنه سمع شيئاً من القرآن له حلاوة وعليه طلاوة .. وهزت تلك الحلاوة والطلاوة وجدانه .. وهذه الحلاوة والطلاوة كانت تنزلت على الأرض منذ 1500 سنة .. وهذا الذي تنزل منذئذ ضم إشارة أو عبارة عن حقيقة علمية كامنة في عمق البحر أو أفق السماء .. لم يطلع عليها بشر قبل 100 عام .. أي بقيت 1400 سنة لا يمكن أن يعرفها بشر ...
إذا شعر هذا الرجل بعظمة القرآن وإعجازه في هذا الباب .. وأعجب به .. وانقاد له .. وأسلم .. وأسلم عن اقتناع .. وكان الإيمان قد دخل إلى قلبه من باب واسع .. باب النظر في هذا الباب .. الذي جعله يخشع خشوع الأرض من ماء السماء .. ويخشى خشية العلماء .. ماذا يحصل في نظر هؤلاء المعارضين ..
انتبه: رجل انتقل من دين إلى دين .. من ولاء إلى ولاء .. من رؤية إلى رؤية .. وقد يكون من بلد إلى بلد .... قرار مصيري ..
يأتي إليه رجل متفيهق منهم .. ويقول له مهلاً مهلاً .. إن الوجه الإعجازي الذي ظهر لك وللنصارى الذين أسلموا مثلك من مشاهد عظمة القرآن والذي بهركم وأسكتكم .. غير صحيح .. ومردود .. وغير وجيه .. ولا دليل عليه من الكتاب والسنة .. ولا من لغة العرب .. وعندي ما ينسف نظرية الإعجاز العلمي في القرآن .. وعندي وعندي .. وأخرج لهم كل ما في جعبة الحاوي ... عندئذ!!! ... ماذا تكون النتيجة؟ ..
وما الأمر كذلك .. وما هو إلا صدّ لباب فتح الله في تابه العزيز .. وصد عن سبيل الله بغير علم ..
الباب مفتوح الدليل على الذي يريد أن يغلقه ..
سؤال للمعارضين بلا علم ..
لماذا سجد الأعرابي الخبير بالنخل .. حين سمع قوله تعالى:
((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) ..
أيها الإخوة تفقهوا قبل أن تتصدروا ..
وهذا معنى قول بعض الإخوة الأفاضل المدعو له بالخير: لا تضحكوا الناس علينا!.(/)
ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة الخامسة)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة عَمْ رمضان
الخميس 28 آذار 1974 = 4 ربيع الأول 1394هـ
حضرت إلى الكلية لأشهد محاضرة الدكتور محمد سالم الجرح، ليس هناك من طلاب المجموعة سواي وطالب ليبي [لعله: عبد الله أسود]، وباقي الطلاب يدرسون اللغة الفارسية , حضرت واتجهت إلى غرفة ضابط الوقت (!) لأسأل عن الأستاذ هل حضر، بحثت عن المسؤول عن توقيع حضور الأساتذة (عم رمضان)، رجل طيب طويل ضعيف أسمر، قد زَيَّنَ الشيب وجهه المتجعد وعينيه الغائرتين، وسألت عن عم رمضان وكنت بالأمس القريب قد رأيته معافى، قالوا: (مات) لا حول ولا قوة إلا بالله، تذكرت قول الشاعر:
كُلُّ امرئ مُصَبِّحٌ في أهلهِ * والموتُ أدنى من شِرَاكِ نَعْلِهِ
كان بالأمس قد أنهى الدوام وعاد إلى أهله، وحلت ساعة الموت، وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وتوفي إلى رحمة الله , كانت هناك لوحة في وسط ساحة الكلية يُدَوَّنُ عليها بالطباشير الإعلانات والوفيات , وكان المسؤول عنها (العم رمضان)، وحدث أن كان قريب لأحد الأساتذة قد توفي قبل أيام، ونُعِيَ إلى هيئة الكلية على اللوحة، وجاء العم رمضان ليمحو النعي بعد أن مضى على ذلك وقت طويل وأبقى كلمة (انتقل إلى رحمة الله) لم يمحها من السبورة، وسُئِلَ عن سبب إبقائها، فقال: لعل أحداً يموت فلا يضطر لإعادة كتابتها، واليوم دُوِّنَ على السبورة اسم الراحل فإذا هو العم رمضان الذي نعى نفسه منذ الأمس إلى الناس، رحمه الله.
محاضرة
الخميس 4 نيسان 1974 = 11 ربيع الأول 1394هـ
كانت لدينا اليوم محاضرة في اللغة العبرية، ولكن الأستاذ اعتذر عن الحضور، وهو كثيرا ما يعتذر، ومع ذلك فإني ذهبت إلى الكلية، كانت هناك محاضرة خاصة , حول الفكرة الجديدة التي تحدث عنها الباحث المصري المستغرب ولسون بَشَّاي , كان هذا مصرياً قبطياً قد غادر مصر قبل عدة سنوات إلى أمريكا وتخصص بدراسة اللغة العربية، وحصل على درجات عليا، وصار أستاذاً في جامعة هارفود، وجاء في إجازة سنوية له إلى بلده مصر، وهو يحمل معه دعوة جديدة لدراسة النحو العربي أو اللغة العربية، كان قد ألقى محاضرة قبل أسبوعين تقريباً في كلية الآداب في جامعة القاهرة، ونُوقِشَتْ هذه المحاضرة وأفكارها بعد ذلك , يُرْوَى أن عباس حسن قال له ما معناه: إنه مدفوع من قبل دوائر استعمارية , المهم أني حضرت اليوم محاضرة دارت في مكتب عميد كلية دار العلوم، وحضرها بعض أساتذة اللغة في الكلية , ولكني حضرت متأخراً ولم أفهم كثيراً مما قيل , كما لم يفهمه الكثيرون، وكان أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين يلح في القول إن هذا مدسوس من قبل الدوائر الأمريكية الاستعمارية وإنه خليفة لويس عوض وسلامة موسى و ...
الشيخ حافظ سلامة
السبت 6 نيسان 1974 = 13 ربيع الأول 1394هـ
عند الغروب ذهبت أنا والأخ خليل لأداء صلاة المغرب في مسجد في العباسية في الفلاة في ميدان مكشوف (مسجد النور غير المشيد) , ومن المؤمل أن يُبْنَى في المستقبل، وهو الآن أرض فلاة تغطيه شجيرات، والأرض مفروشة بالحصران وازدحم المصلون، هناك حفل صغير بمناسبة المولد النبوي، والذي دعانا لحضور هذا الحفل هو أن بعض العلماء الذين يحسن الاستماع إلى كلامهم سيحضر، وكان من ضمن الحاضرين الذين تكلموا الشيخ حافظ سلامة الذي رَوَّجَ له الإعلام المصري في الداخل، فعلاً يبدو أنه رجل صالح ذو لحية ووجه وضاء، وهو أحد الذين قادوا المقاومة الشعبية في حرب السويس يوم 22 أكتوبر وما بعدها حين حاولت قوات اليهود اقتحام المدينة , كان حافظ سلامة في صفوف المقاتلين أو هو الذي كان ينظم تلك المقاومة، وتكلم وكلامه ليس فيه ضجة كالتي نسمعها من الراديو ونقرأها في الصحف، قال إننا لو عدنا عودة صادقة إلى الإسلام لما تخلى الله عنا سبحانه ولجعل النصر حليفاً لنا دائما. كان ضمن المتكلمين بل على رأسهم الشيخ أبو زهرة، لأول مرة أبصره , وقد استفز الحاضرين بحدته وصراحته، سأله أحدهم عن الاشتراكية الإسلامية، فقال: لَعَنَ الله الاشتراكية وكُلَّ من دعا إليها!
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b75559a90eec.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
صورة حديثة للشيخ حافظ سلامة من الإنترنت
دعوة الاحتياط
الأحد 7 نيسان 1974 = 14 ربيع الأول 1394هـ
أثار في نفسي مشاعر القلق على المستقبل البيان الذي سمعت أنه أعلن في العراق باستدعاء كافة قوات الاحتياط، أولاً لأن ذلك يعني أن شيئاً ما سيحدث، ولا شك أنه حدث عظيم أي أنه فظيع ودموي يحتاج إلى مزيد من الدماء لا تكفيه دماء هذه الأعداد من القوات النظامية الموجودة فعلاً في الخدمة، بل لا بد من استعداد قوات إضافية، وهي قوات الاحتياط كافة, وثانياً يعني أن بعض أحبتي سيشملهم هذا البيان، أو ربما يشملهم , الأخ سفر ضابط احتياط، وهو إذا عاد إلى الجيش فإن المكان الذي ربما يذهب إليه هو بنجوين في أقصى الشمال الشرقي من العراق على حدود إيران، المكان الذي قضى فيه شتاء 67/ 1968 عندما كان ضابط احتياط , الأخ سالم ربما يشمله هذا، وأخي صالح كان جندياً، ربما يشمله هذا الاحتياط، وأنا أيضاً هنا من بعيد ربما يشملني، ولكني على ما يبدو بعيد، ماذا لو تم ذلك وخلا البيت من رجاله، لا يقلقني إلا حال الوالدة التي قد تفجع ببنيها الأربع وهم ينأون عنها , إن الموت لا يخيف المسلم، ولكن الموت في سبيل الباطل خسارة ربما في الدنيا والآخرة، وعلى كل فأنا أدعو الله تعالى أن يجنبنا شر هذه الفتنة ويجنب كل مسلم شرها، وأن يجعل بؤسها على من سعى في إيقاد جذوتها.
مشكلة في المطبخ
الأحد 28 نيسان 1974 = 6 ربيع الثاني 1394هـ
كان من المتوقع ألا تجيء اليوم الشغالة , وعلى هذا فقد اتفقنا على أن نشتري دجاجة مشوية للغداء من الجمعية , كانت لدي اليوم محاضرة في الساعة الرابعة عصراً , على هذا مكثت في الصباح في البيت لمراجعة بعض الموضوعات , وخرجت وقت صلاة الظهر إلى الجامع القريب، ومن هناك ذهبت إلى الجمعية الاستهلاكية لشراء دجاجة مشوية، ولكن وجدتهم قد فككوا الفرن الخاص بِشَيِّ الدجاج، وقالوا إنه ليس هناك دجاج إلا بعد الظهر , رجعت إلى البيت , وفكرت في عمل غداء , وقلت في نفسي لو انتظرت الأخ خليل حتى نعمل شيئاً يمكن أن نسد به الرمق , وضعت البطاطا على النار، وأخرجت اللحم من الثلاجة , وقد عاد الأخ خليل في الساعة الواحدة والنصف , وحين فهم الأمر وعلم أني لم أفعل شيئاً للغداء , كرر نفس المشهد الذي رأيته منه عدة مرات في العهود السابقة , عَبَسَ وأخذ يتكلم بكلام لا يخلو من غلظة، ورَدَّدَ أكثر من مرة " كم مرة غديتك وكم مرة عشيتك"، فكانت هذه الكلمات مُدًى تخترق صدري , ماذا لو أنه عشاني فعلاً أو غداني فعلا من جيبه؟ مجرد أنه كان يقف بالطبخ، وأنا واقف إلى جانبه في المطبخ، وأنا أنظف المواعين غالباً، وأنا أقوم بالأعمال الصغيرة، وأنا أجلب هذا وذاك، ولا أرى في ترديد مثل هذه الأمور إلا جهالة وقصوراً، وأخيرا بدأت تستقر في نفسي حقيقة أرجو إلا تكون هي الحقيقة, وهي أن علاقتي بخليل عادية، وأنني وإياه إنما نسكن سوية ليخفف بعضنا عن بعض المصاريف، ويا لها من خيبة أمل، ولكن ربما كنت واهماً.
هزة أرضية
الاثنين 29 نيسان 1974 = 7 ربيع الثاني 1394هـ
زارنا الأخ هاشم، صديق الأخ خليل، وهو من بغداد ولديه دورة هنا للتدريب، وهو يوشك أن يسافر عائداً إلى العراق بعد إكمال الدورة، ووعدنا أن يزورنا قبل سفره , وقد حضر الليلة، وبعد أن جلس عندنا ساعة أو أكثر أخذ ما كتبنا من رسائل ليوصلها هو في بغداد إلى من أرسلت لهم , وعندما قام من مجلسه وفتحنا له الباب، كان هو واقفاً أمام المصعد والأخ خليل قريب منه، وأنا واقف بباب الشقة , وما شعرنا إلا والأرض تظلم في أعيننا، وشعرت بأن قلبي قد انخلع، البناء يهتز هزات عنيفة، وكأني كنت أنتظر في تلك اللحظات تداعى الجدران على رؤوسنا، ولم أملك إلا أن أردد يا ستار يا ستار ما شاء لي الموقف, وبعد لحظات انجلى الموقف وتبين أنه زلزال ضرب القاهرة، وكان قوياً بحيث يوشك الواقف على الأرض أن يسقط، وظهرت أخبار هذا الزلزال الذي ضرب الوجه البحري مما فوق القاهرة إلى الإسكندرية على صفحات الجرائد. وقد ذُكِرَ أنه لم يُحْدِثْ أضراراً تُذْكَرُ سوى تصدع جدران ثلاث منازل , ولكن كم كان هلع الناس عظيماً، خرجت أنا والأخ خليل إلى الحديقة أمام العمارة لفترة ثم عدنا، وقد ترك هذا الحادث في نفسي إدراكاً قوياً
(يُتْبَعُ)
(/)
لصور الآيات القرآنية في عذاب الكفار حين أتى العذاب بنيانهم من القواعد فَخَرَّ عليهم السقف، وكأن هذا البلد يوشك أن يصيبه ما أصاب الأوائل لِمَا ظهر فيه من الشرور.
احتقان الغدة اللعابية
الثلاثاء 30 نيسان 1974 = 8 ربيع الثاني 1394هـ
في الصباح ذهبت إلى الكلية إذ كانت لدينا محاضرة في اللغة الانكليزية , في الساعة الحادية عشرة، الأستاذ الذي بدأ يحاضر لنا في أول السنة انقطع عنا منذ فترة، وحضر بدله الدكتور أمين العسلي , وهو أكثر شباباً من سلفه د. عبد العظيم درويش الذي يقال إنه مَرِضَ على شيخوخة فأقعده المرض , والعسلي يبدو أنه متدين في أعماقه حين تحدث عن المعاني الإسلامية، خاصة نحن ندرس سيرة النبي - ? - باللغة الإنكليزية , واختتم المنهج اليوم تقريبا، وهو حوالي 7 صفحات ترجمة وعشر صفحات أو أقل دراسة لغوية , بعدها خرجتُ من المحاضرة مسرعا وركبت في تكسي إلى مستشفى طلبة جامعة القاهرة في الجيزة حيث كنت قد أخذت أشعة يوم الثلاثاء الماضي، وقالوا إنها ستظهر اليوم، وبعد وقوف هنا وإسراع هناك حصلت على الأشعة من غير أن يكتبوا عليها التقرير , وعرضتها على الطبيب الذي كان يهم بالخروج , ولكنه تفحصها وطلب إلي الحضور يوم السبت القادم حتى يتم التشخيص النهائي، وقد تأكد لي من قوله أن الغدة اللعابية تحت الفك ملتهبة , وقصة هذه الغدة طويلة معي منذ سنة 1969 إلى الآن، وقد فحصت قبل أيام عند دكتور مختص في عيادته الخارجية وأخبرني أن الغدة تحتاج إلى استئصال لأنها كما وصفها (بارزة)، ولكن العملية في المستشفى الأهلي تحتاج إلى 100 جنيه على الأقل، واتجهت أخيراً إلى مستشفى الجامعة حيث أراجع منذ أيام.
عيد العمال
الأربعاء 1 مايس 1974 = 9 ربيع الثاني 1394هـ
في الصباح دفعنا عقارب الساعة إلى الأمام ساعة كاملة، إذ يبدأ اليوم توقيت القاهرة الصيفي وأصبح توقيتنا هو نفس توقيت العراق لكن الشمس تشرق في العراق قبل ساعة عن مصر، المهم كان ذلك مبعثاً لبعض المشاعر حول الوقت , اليوم كان عيد العمال العالمي، في العراق هذا اليوم عطلة أما هنا فإنه عطلة للعمال فحسب على ما يبدو دون الطلبة وبقية الموظفين، ذهبت في الصباح إلى مكتبة معهد البحوث والدراسات العربية لمحاولة جمع المادة المتبقية حول الأبجدية.
كان الرئيس السادات بعد الظهر يلقي خطاباً طويلاً في حفل أُقِيمَ في حلوان لمناسبة عيد العمال , وفي الإسكندرية يجلس كيسنجر الذي وصل أمس إلى مصر لإجراء محادثات مع السادات ووزير خارجيته إسماعيل فهمي، قبل أن يطير إلى إسرائيل وسوريا في جولته الخامسة في الشرق الأوسط في محاولة لفك الارتباط بين القوات كخطوة لتحقيق الحل السلمي، وفي هذه الأيام تتصاعد الحملات الإعلامية بين بعض الدول العربية والبعض الآخر، فليبيا تشدد من تصريحاتها ضد مصر، ومصر ضد العراق ... ومنذ حوالي شهرين والمعارك مستمرة على الجبهة السورية بعد تجددها، وهي تأخذ شكل صراع دائم على قمم جبل الشيخ للسيطرة على نقاطه الإستراتيجية.
بطاقات البحث
الأحد 5 مايس 1974 = 13 ربيع الثاني 1394هـ
بدأت اليوم أعمل في كتابة بحث (الكتابة العربية) أو الأبجدية فقد كنت أجمع المادة منذ زمن بعيد وجمعت مادة لا بأس بها، ولو أن هناك مقالات لم أطلع عليها , بلغ عدد المصادر أكثر من خمسين , وحاولت أن أترجم بعض الفقرات من اللغة الانجليزية، ولو أن تلك الترجمة جاءت سقيمة ولكن لتطعيم البحث بما يهواه الأساتذة , كنت قد اتبعت طريقة الأوراق في جمع المادة، أفكك الدفتر العادي ورقة ورقة وأحاول أن أكتب فكرة في كل ورقة، ولكن بعض الأوراق حوت أفكاراً عديدة , طريقة مشوهة لطريقة (الدوسيه أو الملف) ولكن يبدو أني سأستفيد من هذا البحث فائدة مناسبة , فقد ترك عندي قناعة أن الورقة التي تحوي أكثر من فكرة لا يمكن الاستفادة منها عند الكتابة لا في هذه الفكرة ولا في تلك , فالطريقة الفضلى هي أن تكتب كل فكرة حتى ولو كانت سطراً واحداً في ورقة واحدة , حتى يمكن جمعها بسهولة إلى الأوراق الأخرى التي تحمل نفس الفكرة، وكذلك فاني أوشكت أن أقتنع أن طريقة البطاقات، مع أني سمعت من يذمها، هي الوسيلة الناجحة في البحوث العلمية التي تبعث في البحث الدقة وحصر الأفكار وترتيبها بحيث لا تضيع فكرة من البحث ,
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم لم أكتب شيئاً وإنما حاولت أن أقرأ كل الأوراق المجموعة التي تزيد عن (300) ورقة على ما أقدر، ودونت ملاحظات لمحاولة التبويب , كنت قد وضعت خطة البحث وحاولت تقسيم الأوراق على الخطة بعد إعطاء رقم لكل فصل.
حادثة سرقة
الاثنين 6 مايس 1974 = 14 ربيع الثاني 1394هـ
بعد أن نمت قليلاً وقت الظهر جلست إلى الأوراق أحاول أن أكتب شيئاً في البحث , قبل صلاة العصر طُرِقَ الباب فإذا بالحاج توفيق رشيد التكريتي واقفٌ بالباب: تفضل أبو سعد , كان يبدو عليه الإرهاق والتعب , قلت: (إشلونكم) فأجاب ببرود، كررت عليه السؤال فإذا هو يتحدث عن حادثة قد وقعت له، خرج في الصباح من الشقة، وفي الشارع قريباً من شقتهم في شارع كامل محمد مرسي (13) في حي المهندسين حدث أن تعرض له بعض المحترفين بالنشل ونصبوا له كميناً أو حيلة استطاعوا بها أن يسلمهم مئة وخمسة جنيهات ثم هربوا , وذهب هو على أثر ذلك إلى مركز الأمن في الدقي والأمن العامة، وتَعَرَّفَ على أشكال الجناة ووعدوه بالسعي في القبض عليهم، المهم عاد إلى البيت وهو يسكن مع أخيه مجيد (أو عبد المجيد) الذي يحضر رسالة ماجستير في الاقتصاد، أما هو فعنده دورة تدريبية في أعمال الفنون , عاد إلى البيت وحين أخبره بالأمر ثار عليه مجيد وهو الأخ الأصغر الذي تربى في بيت أخيه واتهمه بتهم وقحة، وبعد أن استيقظ الأخ خليل عرض على أبي سعد أن نذهب إلى مجيد حتى يرضيه، لأنه جاء قد ربط أمتعته، وطلب منا أن نسكنه معنا وإلا ذهب إلى الفندق، ذهب الأخ خليل فلم يجد مجيد، وذهبت أنا أبحث عن مجيد ووجدته وجئت معه بسيارة (أبو هادي) ولم يكن لجلب مجيد أي معنى سوى اللغو الفارغ، المهم ذهب مجيد وذهب الحاج توفيق، بعد أن تعشينا سوية، إلى البيت راضياً، ولكن القلوب مملوءة.
كتابة بحث
الثلاثاء 7 مايس 1974 = 15 ربيع الثاني 1394هـ
لا أزال منكباً على أكوام الأوراق المتناثرة أحاول أن أخرج منها بشيء , ولا أزال أكتب في بحث الكتابة العربية ولَمَّا أتجاوز أول الشوط , بعد أن نظمت الأوراق حسب الفصول وعزلتها أخذت كل مجموعة على حدة , أقرأ كل أوراق الفصل ثم أحاول أن أصنف الأفكار , وهنا تظهر أهمية طريقة الكتابة بالبطاقات، المهم يبدو أني جمعت مادة كثيرة إن لم تكن كل ما كُتِبَ عن الموضوع بالعربية فهي تضم أغلب ما كُتِبَ , وظهرت مشكلة غزارة المادة ولكني حاولت أن أعزل بعضها وأختصر البعض الآخر , وبدأ العمل رغم إرهاق الكتابة يسيراً , وخاصة بعد توزيع الأوراق على الفصول , ومع أني قضيت فترة طويلة في جمع المادة ومراجعتها والآن وأنا أكتب البحث فإني لا أتوقع أن يكون بحثا رفيعاً، لأنني من الآن أعرف كثيراً من مواطن الضعف فيه، وأنا الآن حريص على إكمال بحث مناسب كي أقدمه إلى الأستاذ محمد سالم الجرح حتى يمكن أن يضع على ضوئه الدرجة التي أستحقها، ومع هذا فإنه سيبدو أكثر تناسقاً من بحث الأصوات العربية , الذي سلمته للدكتور بشر منذ زمن , لا شك أن في كتابة مثل هذه البحوث فائدة جيدة حيث ستضعنا في بداية المرحلة إلى بحث الماجستير إن يسر الله وكَتَبَ لي النجاح في السنة التمهيدية , بالنسبة لهذا البحث أرجو بعون الله أن أنتهي منه يوم الخميس مسودة فقط، حتى أعرضه على الدكتور الجرح كي يوافق على كتابة المبيضة.
الانتهاء من كتابة البحوث
الخميس 9 مايس 1974 = 17 ربيع الثاني 1394هـ
كأني كنت أحمل ثُقْلاً على ظهري منذ زمن طويل حتى أتعبني وارتحت اليوم برميه عن كاهلي , إنه البحث الخاص بالأبجدية العربية , لقد أنهيت اليوم كتابة مسودته , وقد بلغ أكثر من سبعين صفحة , ولم يبق إلا أن ينظر فيه الأستاذ وأستنسخ نسخة مبيضة له حتى يتم على ضوئها تقدير الدرجة , وفعلا التقيت اليوم بالدكتور محمد سالم الجرح في الكلية كانت لدينا محاضرة كالعادة , لكنه ومنذ ثلاثة أسابيع يعتذر كل مرة , لا أدري ما يشغله , وقد وعدني أن نلتقي في مكتبة المركز البريطاني القريبة من سكننا حتى أقرأ عليه البحث , الحق أني شعرت براحة بدنية وراحة نفسية إلى حد ما بعد أن خط القلم آخر كلمات البحث , لقد تعبت من هذا البحث وكنت أصرف له كل جهدي حتى أن المحاضرات والدروس كنت أهملها أحياناً , كي أتمه لأتفرغ بعد ذلك إلى دراسة المحاضرات , وقد قاربتُ والحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
الهدف , لقد رسمتُ خطة لمواجهة البحوث قلت أركز العمل على كل بحث لفترة حتى أنهيه ثم أتفرغ للآخر , أول بحث تفرغت له كان البحث الخاص بقراءة جزء من لسان العرب واستخراج الظواهر اللهجية وأنهيت ذلك البحث منذ الشهر الثاني، في حين لم يتقدم أحد من الطلبة إلى الأستاذ ببحثه إلى الآن، كذلك بحث الأصوات أنهيته في آخر الشهر الثالث , واليوم يكتمل والحمد لله آخر البحوث.
كابوس الكابسة
السبت 11 مايس 1974 = 19 ربيع الثاني 1394
الوقت بعد صلاة المغرب، كنت في الشقة منهمكاً في الكتابة أحاول أن أنقل بحث (الأصوات عند ابن يعيش) للاحتفاظ بنسخة منه عندي وتقديم نسخة للأستاذ، بعد أن أكملته منذ مدة , كان الأخ خليل يعمل أيضاً في أوراقه , ورفعت رأسي عن الورق لأنظر نظرة فارغة (برئية) تجاهه لا تحمل أي معنى سوى محاولة الاستراحة لأعود من جديد , كان في تلك اللحظة يحاول تدبيس بعض الأوراق , بآلة التدبيس (الكابسة) العائدة لي، كنت قد وضعتها حيث يمكن أن نستعملها جميعاً , لا بل هو أكثر مني استعمالاً لها , واستعمالها لا يكلفني شيئاً لأن الألف (مسمار) بستين فلسا، وحتى لو كانت بثمن أغلى فهي لا تساوي شيئاً بجانب العلاقة الطيبة والحفاظ عليها , ولكنه يبدو حين نظرت إليه فكر أني أعاتبه أو أني استكثرت استعماله لها , فقال " لا دِّير بال أبو , أنا راح أشتري وحدة " وربما بضع كلمات أخرى، وأنا حين سمعت هذا الكلام أسقط في يدي، وبدأت الفكرة السابقة تلح علي وتنادي أني على حق , لم يكن مني إلا أن أعتذر إليه بأن لا مجال لقول مثل هذا الكلام وقلت" هبني احتجت استعمال بعض حاجاتك هل ستمنعني " المهم عدت إلى الكتابة ولكن القلم كان يرتجف في يدي , وتذكرت قصة الأمس حين قال لي: " والله حق تدفع ثمن اللحم هذا الأسبوع أنت "، وملخص القصة أننا الأسبوع الماضي لم نتمكن من شراء لحمة جيدة، فذهبت أنا واشتريت لحمة من غير نظر إلى ماهيتها، ولكن مع ذلك لم تكن رديئة جداً، وتذكرت قصصاً أخرى.
هموم
الأحد 12 مايس 1974 = 20 ربيع الثاني 1394هـ
كان هذا اليوم يوم عمل , فقد أمضيت كل هذا اليوم في البيت أحاول أن أكمل استنساخ بحث الأصوات الذي بدأت به يوم أمس , وقد كنت أحاول أن أغرق في هذا العمل حتى أنسى كل شيء مما يحيط بي من مشاكل , ولم أقف حتى أنهيت البحث في الليل , وإذا بيدي لا تكاد تقوى على مسك القلم , ومع هذا التعب الجسمي هناك تعب بل أتعاب نفسية قديمة وجديدة منذ يوم أمس وما حدث مع الأخ خليل فقد انطوى اليوم كل على نفسه لا بل انطويت أنا على نفسي أما هو فقد كان يتحدث إلى الشغالة , لا أدري متى يتم وضع حد لهذه الأتعاب التي يكاد يخلقها الأخ خليل خلقاً , فأنا إذا ما أخطأت خطأ صغيراً أو عملت عملاً لا يعجبه فهو يثور، وبدأ الحقائق المخيبة للآمال تنكشف لي، والحقيقة الأولى التي أدعو الله أن أكون مخطئاً في تصورها , حقيقة العلاقة بنا أنها بدت لي مادية مئة في المئة، أنا أسكن مع خليل وهو يسكن معي لأننا نحاول أن نخفف من الأتعاب المالية على كل منا , وليس بعد ذلك من رابطة إلا هذه الرابطة , كان هناك صديق لخليل اسمه هاشم كان في دورة في القاهرة كان يسكن مع مسيحي يعمل معه، وأنا أقدر أن علاقتي بخليل – وأستغفر الله – لا تختلف كثيراً عن علاقة هاشم بصاحبه، بل ربما كانوا أكثر تسامحاً , وتمنيت لو أن الأمور توقفت عند هذا الحد , أخشى أنها تتدهور إلى أبعد وتطغى على الأهداف التي جئت من أجلها إلى القاهرة.
مناقشة بحوث
الاثنين 13 مايس 1974 = 21 ربيع الثاني 1394هـ
في الصباح مكثت في البيت حتى ما بعد العاشرة والنصف، ثم ذهبت إلى مكتبة المركز البريطاني القريبة منا، فقد كان الدكتور محمد سالم الجرح قد وعدني أن نلتقي هناك وأجلب معي البحث الخاص بالأبجدية حتى ينظر فيه , ويبدي ملاحظاته , وبعد أن سلمته البحث خرجنا من المكتبة أنا عدت إلى البيت وهو ذهب إلى بيتهم القريب أيضاً في 15 شارع المنتصر، المتفرع من الشارع الموازي لشارع النيل , ومكثت مرة أخرى برهة وجيزة في البيت ثم ذهبت إلى الكلية على أساس أن لدينا محاضرة عند الدكتور بشر، كنت رأيته يوم السبت الماضي وقال إن المحاضرة صارت يوم الاثنين , وجئت إلى الكلية اليوم , وكعادته كان مشغولاً , وأخيراً دخلت إلى مكتب
(يُتْبَعُ)
(/)
سيادته! لم يكن أحد من الزملاء قد حضر , فاستغل الفرصة حتى يناقش بحثي، كان قد قرأه وسَلَّمَنِيه , وقال إنه بحث جيد لولا أن أكثر النصوص منقولة من غير تصرف , وقال إنه أحسن بحث قُدِّم إليه من الطلاب هذه السنة، فحمدت الله كثيراً , ولكنه قال لا يستحق أكثر من سبعة من عشرة , وبدأ يبدي ملاحظاته , وقلت: لو أعطيتني تلك الملاحظات قبل الكتابة , قال: هذه هي الطريقة أن ندع الطالب يخطئ ويصلح خطأه، فقلت له: إن هذه مسألة مهمة من حيث الدرجة، فقال أنا أقدر الدرجة على البحث والحضور والمناقشة , والإجابة التحريرية , المهم أني الآن أوشكت على إنهاء أعمال البحوث ومناقشتها، بل أنهيتها فعلاً، ولم يبق إلا بحث الأبجدية أستنسخه أو أصلح به بعض الشيء قبل ذلك.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b75559a4b48f.jpg
صورة مع الدكتور محمد سالم الجرح أمام مبنى رئاسة جامعة القاهرة
مايس 1974
السلام عليكم فقط
الثلاثاء 14 مايس 1974 = 22 ربيع الثاني 1394هـ
لا تزال السحب القاتمة نسبياً تغلف سماء البيت رغم بعض الفجوات الصاحية التي أخذت تظهر، ولكن حتى تلك فإنها مشوبة بغبار , بعد الفطور انصرفت للقراءة على طاولة الطعام التي اعتدنا أن ندرس عليها والأخ خليل أوشك أن يخرج من البيت , وأثناء ذلك طُرِقَ الباب , بعد التاسعة والنصف صباحاً كان الحاج جاسم الذي يدرس في الأزهر في قسم التاريخ الإسلامي في الدبلوم الثاني للماجستير , كان أثر الإرهاق عليه بادياً , وعرفنا بعض ما عنده , فقد كانت زوجته حاملاً وكان يتوقع أن يجيئه مولود قريباً , وفعلاً فقد قضوا الليلة في المستشفى ورزقهم الله بمولود، هو أول ولد يرزقانه هو وعقيلته , هم من ديبكة من محافظة أربيل من الأكراد , وهو رجل سمح صريح كان كثيراً ما يدعونا لتناول الغداء عنده ويأخذنا بسيارته، لم يكن قد تناول الفطور فعملنا له فطوراً، ودعوناه للغداء وحضر وتغدينا سوية، المهم من كل هذه الأمور أن الجو المتلبد قد انكشفت بعض جوانبه بوجود الأخ جاسم، ولكنه عاد من جديد على أول عهده , ليس هناك من حديث إلا السلام عليكم , البارحة خاصة , لا أعتقد أننا تكلمنا في البيت أكثر من السلام عليكم ثلاث مرات: في الصباح وعند عودتي الظهر وعند عودة خليل في المساء، مشاكل جانبية أدعو الله أن يخلصنا من همها.
عملية جراحية
الأربعاء 15 مايس 1974 = 23 ربيع الثاني 1394هـ
ربما أصبحنا هذا اليوم ونحن أحسن حالاً من الأمس وما قبله، وربما كنت مبالغاً في بعض ما كتبته، ولكن لاشك في أن تلك الأيام ستترك في النفس بعض مرارة أتجرع ذكرياتها بين الحين والآخر، مكثت هذا الصباح في البيت أحاول مراجعة بعض الموضوعات في اللغات السامية , وبعد الثانية عشرة خرجت إلى مستشفى الطلبة حيث كنت قد أخذت موعداً للفحص عند دكتور اسمه محمود خيري كان الموعد يوم الأربعاء الماضي، ولكنه لم يحضر إلى المستشفى، كنت أراجع في مستشفى الطلبة منذ أكثر من شهر وبعد أن وصلت إلى طبيب مختص (د. شريف) أحالني إلى الأشعة، وبعد رواح ومجيء خرجت الأشعة وعرضتها عليه، فاقترح أن يفحصني دكتور محمود خيري، يبدو أنه أكبر أطباء المستشفى لا بل يقال إنه مدير مستشفى جامعة القاهرة، بعد الظهر حضر د. محمود ودخلت عليه وشاهد الأشعة (وافتح فمك) وبعد ذلك كتب ورقة بالإحالة إلى العمليات , راجعت قسم العمليات ولكن (الدوام) كان قد انتهى، فقلت أرجع غداً إن شاء الله , عند الغروب فكرت بالذهاب إلى الطبيب الذي ذهبت إليه قبل شهر حيث أخذت بعض الأدوية لتنظيف جهاز الهضم , ووعدني بالعودة إليه بعد أخذ الدواء , د. شوقي متري، ولم أمكث عنده إلا دقائق , وكنت أشكو من زمان من مفصل الفك الأيمن (1)، وعرضت نفسي على طبيب في العراق، وقال لي أنه يحتاج إلى عمل قالب معدني يستعمل عند النوم، ذهبت اليوم مساء من أجل هذا الموضوع إلى طبيب اسمه نصر الله ناشد رئيس قسم طب الأسنان في عين شمس وأعطاني دواء وطلب أن أراجعه بعد أسبوع.
تحديد موعد العملية
الخميس 16 مايس 1974 = 25 ربيع الثاني 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهبت في الصباح إلى مستشفى الطلبة لأخذ موعد إجراء العملية , وعند الحاج حسين تم تحديد يوم الحضور إلى المستشفى، وهو يوم الاثنين القادم 20/ 5 وربما يكون إجراء العملية يوم الثلاثاء , بعدها كنت على موعد مع محاضرة الدكتور الجرح فذهبت من هناك من ميدان الجيزة إلى الكلية , كان في الكلية هذا اليوم صخب وغبار متطاير حيث يقام مهرجان جوالة الكلية , استمرت المحاضرة إلى الثانية وقد أخذت البحث من الأستاذ الجرح بعد أن اطلع عليه وأبدى بعض الملاحظات مع الإطراء المبالغ فيه للبحث من قبله , أخذته على أمل استنساخ نسخة جيدة لتقديمها للأستاذ، وقد رأيت أن أحتفظ أنا أيضا بنسخة، بدأت بنقل البحث بنسختين بواسطة الكاربون , وقد بدأت أشعر الآن أني في ضيق من الوقت , لابد من إكمال البحث وتقديمه، وكتابة البحث تحتاج إلى جهد جهيد، والعملية على الأبواب ولا أدري لعل الله يرحم وتمر بسلام , هذا من جانب ومن جانب آخر فقد اتفقت مع الأخ خليل على الذهاب إلى الإسكندرية سوية يوم السبت بعد غد، ونقضي يوم السبت هناك ونعود الأحد، هو لديه عمل للحصول على مصدر علمي يحتاجه في بحثه، وأنا أحاول أن أرى المدينة الشهيرة ومناطق من مصر أخرى , بالإضافة إلى أني أفكر بالذهاب إلى كلية آداب الإسكندرية، والاطلاع على رسائل مسجلة في موضوع علم اللغة , وأنا متردد الآن بين الإقدام على السفر وبين الانصراف إلى موضوع البحث والاستعداد للعملية، والله المستعان.
الفراغ من البحوث الفصلية
الأحد 19 مايس 1974 = 27 ربيع الثاني 1394هـ
سافر الأخ خليل يوم أمس إلى الإسكندرية وعاد في نفس اليوم، وقد كان سفره خاتمة للجو المكفهر الذي ساد البيت طوال الأيام السابقة، وأنا لم أسافر كان هناك ما يمنعني، كنت راغباً أشد الرغبة في ذلك لرؤية الإسكندرية والأجواء المفتوحة في الإسكندرية، ولكن كان علي أن أكمل نسخ بحث الأبجدية أو تاريخ الكتابة العربية، فقد كنت قد أكملته يوم الخميس الماضي، وعرضته على الأستاذ محمد سالم الحرج ووافق على ما فيه بعد أن كان قد أخذه من يوم الاثنين وأعاده يوم الخميس مبديا بعض الملاحظات على ذكر المصادر في الهامش وأموراً شكلية مثل هذه، وقد أشاد بالبحث إشادة أعتقد أنه يستحقها، حتى إنه قال الذي يعمل هذا البحث يهون عليه بحث الماجستير , المهم أنا كنت حبيس البيت منذ يوم الخميس وهذا اليوم أيضاً حيث استطعت بحمد الله أن أكمل البحث وأرتبه في ملف , كنت أكتب نسختين بالاستعانة بالكاربون , واحتفظت لي بنسخة منه , وبهذا أكون بحمد الله قد أتممت كتابة البحوث الثلاثة التي كُلِّفْنَا بها في السنة التمهيدية للماجستير، البحث الأول الخاص بلسان العرب واستخراج كل ما قال عنه أنه ظاهرة لهجية، وكان نصيبي الجزء الثاني من طبعة بيروت، وقد اشتريت لسان العرب وانقطعت أدرس الجزء الخاص بي حتى أكملته بما يقرب من شهر منذ الشهر الثاني , وقدمته حين لم يكن أحد قد بدأ فقط بداية في بحثه , وفي الشهر الثالث أكملت بحث الأصوات العربية عن ابن يعيش، وقد بدا لي أنه لو رجعت أكتب ذلك البحث لكتبته بصورة أجود، ولكن كل عمل يعمله الإنسان ويعادوه يقول لو عملت كذا ولو أضفت كذا، والحمد لله.
مناقشة رسالة
الاثنين 20 مايس 1974 = 28 ربيع الثاني 1394هـ
كان هذا اليوم موعد مراجعتي مستشفى الطلبة (جامعة القاهرة) فقد كنت قد أخذت موعداً من منذ يوم الخميس الماضي على أن أدخل المستشفى هذا اليوم وأعمل العملية غداً , وجئت اليوم والتقيت بالدكتور شريف الذي قام هو بفحصي أولاً ثم أحالني على الدكتور محمود خيري، وقد غَيَّرَ الموعد وطلب مني أن أراجع المستشفى يوم الأحد القادم حتى أكمل الفحوص في ذلك اليوم ثم أقضي الليل في المستشفى ثم تُجْرَى لي العملية يوم الاثنين , ووافقت على ذلك، وإن كان قد قال لي أنه يمكنني أن أؤجل العملية إلى ما بعد الامتحان، ولكني أجد مجالاً من الوقت شهرين تقريباً، وإذا يسر الله ونجحت العملية وقضيت فترة النقاهة يمكنني أن أراجع الدروس والموضوعات وأكون مستعداً للامتحان الذي يرجح أن يكون يوم 20/ 7/1974 , إن التهاب هذه الغدة قد مضى عليه أكثر من خمس سنوات وبدأت أخشى من عواقبه، وتوكلت على الله لإجراء العملية، مع أن الأهل لا يعلمون بذلك، وقررت ألا أعلمهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بذلك إلا بعد العملية، فإن عدت إليهم جثة هامدة فذلك قدر الله، وأظنهم سيحتملونه، وإن نجحتْ أخبرتهم بعد تحسن حالتي الصحية , والله المستعان.
بعد أن خرجت من المستشفى لانتظار يوم الاثنين القادم ذهبت إلى الكلية وحضرت مناقشة رسالة الماجستير (قضية فلسطين في الشعر العراقي الحديث) المقدمة من قبل السيد رشيد نعمان التكريتي أبو مجاهد , وهو خريج كلية الشريعة من قديم، ودخل الجيش ضابط احتياط، وهو الآن رائد يعمل في مديرية التجنيد وقد حصل على الماجستير بتقدير جيد جداً، وربما مكث هنا أياما ليسجل على الدكتوراه.
أزمة الدولاب
الجمعة 24 مايس 1974 = 2 جمادى الأولى 1394هـ
كان الوقت بعد الثانية عشرة منتصف الليل , كنت أحاول أن أكمل بعض الأمور التي كنت قد بدأت بقراءتها، وكان الأخ خليل قد ذهب إلى غرفته لينام , ولكنه عاد مرة أخرى ليقول لي ما معناه إنك تحاول أن تضيق علي في الدواليب , وهي في غرفتي، واستغربت من الأمر، فإذا هو غضبان من اشتراكنا في وضع بعض المواد في دولاب واحد أنا وضعت (اللحاف) بعد أن حَرَّتِ الدنيا في زاوية من الدولاب الذي يضع فيه حقائبه , ولكن ما يثير في الأمر أنه قبل عدة أيام استضافنا أحد الإخوة من العراق وهو أحمد الراوي، على معرفة الأخ خليل، فاستضفناه ونزل في غرفتي لأن فيها سريرين , مكان الأخ صباح رشيد شلال الذي عاد إلى العراق وترك الدراسة , وكان في الغرفة دواليب في الجدار يمكن أن أقول إنها خمسة أبواب: باب وضعت فيه الكتب، أي جعلته مكتبة لهذه الكتيبات التي أملكها، واثنان مشتركان لحقائبي وتعليق الملابس، والاثنان الباقيان وضع فيهما الأخ خليل حقائبه وهما على شكل رفوف، وهناك رفان اثنان فارغان وهو يشغل بالإضافة إلى هذا دولاباً آخر ذو بابين في الممر وشيء يشبه البوفيه في غرفته، لأن غرفته ليس فيها دولاب، المهم أني لا أريد أن أرسم صورة للشقة، ولكني أريد أن أرسم أبعاد مشكلة خُلِقَتْ خلقاً , عندما نزل عندنا الأخ أحمد (لمدة وجيزة لحين ما يؤجر شقة وتأتي زوجته من العراق، وهو مهندس لديه دورة ستة أشهر) وضع حقيبته وبعض أمتعته في الرفين الفارغين في دولاب الأخ خليل، وعلق ملابسه في الدولاب الذي أعلق فيه ملابسي، الأخ خليل يبدو أنه زعلان على مضايقة حقائبه في الدولاب.
لا أدري ماذا كان يقصد بعد أن انتصف الليل فانفجر ذلك الانفجار المدوي، كان الأخ أحمد نائماً , قال: الدولاب ما فيه مكان، والأغراض مكدسة والأوراق أهم شيء عندي أخشى أن تروح، فقلت اللحاف اليوم وضعته في زاوية فقال (لا آني مُوعَلِّحَاف) ولكن ليس عندي بعد اللحاف شيء في الدولاب , وقد بدا لي في تلك الساعة أن أتجاذب أطراف الكلام فقلت: المكان واسع ونحن لا نريد أن نعرض الأغراض، فغضب وقال: (ليش إغراضك منظمة في الدواليب) أخيراً قلت: له ماذا تريد؟ قال: " ما أريد شعرة وحدة موليه إتكون بدولابي " وفعلا ليس هناك إلا اللحاف فأخذته ووضعته بعد ليه في قاع الدولاب الذي أعلق فيه ملابسي إلى جانب الحقيبة , وبقيت أمتعة الأخ أحمد ويبدو أنها كانت الفتيل المحرق الذي فجر البركان , وانصرف ولم أستطع أنا أن أكمل ما كنت أريد إكماله، وانصرفت أنا أيضاً واستلقيت على السرير لأنام وأنا أردد (متى الله يخلصنا من هذا الغم المتجدد) وفي الصباح بدت الأمور طبيعية من جانبه ولم أحاول التعقيب , وبمناسبة ذهابي إلى المستشفى، قلت أريد أن أقول كلمة اعتذار إلى الأخ خليل مجاملة، رغم أني لم أذنب يوماً ولم أعمل أذية بحقه , وبعد حديث من هذا القبيل أعترف هو بأنه يغضب بسرعة ولكنه بعد عشر دقائق يزول غضبه، على كل حال فإني تعلمت مع الأخ خليل كيف يجب وزن كل حركة، ثم تعلمت أنه لا يمكن كشف شخصية أي إنسان دون المعايشة، ورغم ذلك فإن هذه الأمور لن تطغى على الرابطة التي تربطنا والتي لولاها لمضى كل لسبيله منذ زمن بعيد.
الفرار من المستشفى!
الأحد 26 مايس 1974 = 4 جمادى الأولى 1394هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كان هذا اليوم خاتمة رحلة عبر مستشفى جامعة القاهرة، رحلة مادية ومعنوية، فقد راجعت المستشفى منذ يوم 17/ 4/1974 ومنذ ذلك الحين إلى اليوم لا يمر أسبوع إلا ذهبت مرتين أو أكثر، ويوماً الطبيب غير موجود، ويوماً الأشعة لم يكتب تقريرها , كان المفروض أن أدخل المستشفى يوم 20 أي قبل أسبوع، ثم أُجِّلَ إلى هذا اليوم، ومنذ الصباح الباكر رحت أجمع نفسي وتركت في البيت الحقيبة مملوءة بما أحتاجه لكي أرجع بعد الظهر وآخذها , وصلت المستشفى قبل وصول الأطباء , وجدت د. شريف وكيل المدير على ما يبدو , قال: اذهب إلى الدكتور عمر , وهذا: روح للاستقبال، وفي الاستقبال: روح إلى د. أشرف في السكن، وانتظر هذا الدكتور حتى يخرج من السكن، وبعد وقفة هنا وجلسة هناك التقيت بالدكتور أشرف، وضم إلى الورقة التي أحملها ورقتين، وقاس الضغط والحرارة والنبض وأمور شكلية , وقالوا لي اصعد الدور الأخير , وهناك بحثت عن المسؤول فإذا هي مسؤولة , ممرضة ضخمة قد عَرَفَتْ كل ما يحتاج إليه عملها، وكل ما يمكن أن يتيح لها ذلك العمل من استغلال، وعَيَّنَتْ لي المكان غرفة 3 سرير2 , وسألتني إن كنت قد جلبت أمتعتي , فطلبت إذناً بالذهاب إلى البيت لأعود بها وذهبت , الساعة بعد الواحدة عدت من البيت إلى المستشفى، وإذا بأول خبر أن المكان صار غرفة 9 سرير 1 ودخلت , غرفة صغيرة فيها سريران، ورجل ممدد أو شاب أسمر أهلب اللحية، مرسل شعر الرأس على طريقة الخنافس، وجلست على طرف السرير أردد النَّفَس لأستريح , وما راعني إلا هذه الملاية (الغطاء) التي تزين السرير، بقع سوداء ووساخة تكرب الأرواح، طلبت تبديلها، قالوا أمسِ بُدِّلَتْ، وبعد أخذ ورد رفضوا تبديلها , وما يفيدها أنها أمس بُدِّلَتْ وهي لا تصلح إلا أن ترمى في مزبلة , وجلست مرة أخرى أفكر في الأمر سألت هذه المريض الممد قريباً مني , ما بك يا أخي , فقال: مصاب بالتيفو , التيفو! كالصاعقة سمعت وبدأت أسترجع ذكرياتي عن مرض التيفو ومن أصيبوا به , وكان بادياً عليه أنه يتألم من رجله , سألته ما أمر ساقك , قال: ألم في رجلي نتيجة انتكاسة من أثر التيفو , وكم مضى لك مع مرض التيفو , خمسة عشر يوما , وبدأت الأرض تدور بي، وجئت لأستشفي من مرض لأقع في آخر، هكذا تصورت الأمر وما ذاك فراراً من قدر الله , أستغفر الله , ولكن أخذ يرن في أذني الحديث الشريف (فِرَّ من المجذوم) , وخرجت من الغرفة وسألت الممرضة عن وجود مكان آخر فقالت إنه المكان الوحيد، فقلت لها ائذنوا إلى أن أذهب لأجلب ملاية للسير من البيت إذا لم تغيروها، فقالت لك ذلك , وفكرت في ترك الحقيبة لأعود فعلاً , ولكن تجمعت في نفسي ظلال الموقف فسحبت الحقيبة، وقد قررت ألا أعود إلى المستشفى، وعدت إلى البيت وقررت ألا أفكر في هذا الموضوع، لأنه مرض قديم وهو أحسن حالاً الآن من بعض حالات مضت , ولكني لن أهمله ولكن أرجئه , وكان الطبيب قد طلب مني أن أرجئ إجراء العملية إلى ما بعد الامتحان ولكني قلت أستفيد من الوقت , عدت إلى البيت وكأني قد رميت عن ظهري ثقلاً فاسترحت منه , وارتاحت نفسي لهذا الأمر، وبدأت أفكر من جديد بالدروس وما يجب أن أفعله , وبعد أن عدت إلى البيت واسترحت قليلاً كان علي أن أذهب إلى ثلاثة نفر أخبرهم بالأمر، منهم الأخ د. حسام الذي طلبت منه أن يحضر العملية، والأخ جاسم الذي أخبرني أنه سُيحْضِرُ بسيارته الأخ حسام والأخ خليل، وبعد ذلك الأستاذ توفيق رشيد أبو سعد , وفعلاً فقد قضيت عصر الأحد بل حتى العاشرة مساءً وأنا أدور عليهم لأخبرهم أن العملية تأجلت، ولم أحدثهم بهذا الذي جرى لي، وما قررت في شأن ذلك، وأدعو الله أن ييسر، وأن يسترنا بستره الجميل (2).
انتهاء المحاضرات
مذكرات آخر شهر مايس 1974
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ أكثر من عشرة أيام توقفنا عن الحضور إلى الكلية أي انقطعنا عن حضور المحاضرات , كان مدرس الانجليزية الدكتور العسلي قد ختم المنهج بإعطاء صورة أو نموذج للأسئلة، ثم وعدنا بالحضور مرة أخرى، ولكنه مضى لسبيله ولم نلقه مرة أخرى، وصار كل ما مطلوب منا أن ندرسه في امتحان الانجليزية أكثر من اثنتي عشرة صفحة، بعضها ترجمة وبعضها دراسة , أما الدكتور بشر العميد فقد (نَاوَلَنا) منذ أول السنة محاضرات مطبوعة منذ سنة 1970 - 1971 في معهد الدراسات العربية، وكنا نحضر في الشهر مرة لأنه مشغول كل أسبوع نحضر وننتظر ويقول انصرفوا اجتماع أو انفضاض , هكذا تمت لنا دراسة المحاضرات ببضع ساعات، أما البحوث فقد كان يعدنا أننا سنجلس لمناقشتها ومضت السنة , أعاد لنا البحوث مع بضع كلمات في نهاية كل بحث، كان قد وعدنا أن ندرس بعض المواضيع بالإنجليزية فإذا نحن لا نكاد ندرس المحاضرات بالعربية , إنه مشغول بإدارة الكلية، أما الدكتور عبد الصبور شاهين فلم يتخلف عن محاضراته مرة واحدة، وقد استطاع أن يدرس معنا جانباً من كتابه " القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث " إضافة إلى دراسة جدول رموز الكتابة الصوتية الدولية , وكلفنا بكتابة بحث في لسان العرب , كان أحرصهم مع أن طريقة تدريسه لم تكن المثلى , أما الدكتور الجرح فقد كان حريصاً على المحاضرات رغم أنه كثيراً ما يتخلف، وهو في محاضراته يتبع أسلوباً أكاديمياً كالذي تعلمه في أمريكا، مع أنه لم يقدم لنا الكثير , واليوم لم يبق أمامي إلا أن أدرس كل ما أخذناه خلال السنة، سواء حضرت أم لم أحضر، فإنني يمكنني أن أراجع المحاضرات، إذا يسر الله.
اتفاقية فك الارتباط
السبت 1 حزيران 1974 = 10 جمادى الأولى 1394هـ
منذ أكثر من شهر كانت هناك في منطقتنا العربية المنكوبة (الشرق الأوسط) حركة دبلوماسية واسعة يقودها اليهودي د. هنري كيسنجر تهدف إلى الوصول إلى حل أو اتفاق بين سوريا وإسرائيل يشبه الذي تم الوصول إليه بين إسرائيل ومصر , وكان كيسنجر منذ نهاية شهر نيسان قد وصل إلى المنطقة وظل يتنقل بين دمشق وتل أبيب والقدس , إضافة إلى زيارته لبعض العواصم العربية وخاصة القاهرة حيث يلتقي مع الرئيس السادات، وكان لمصر دور بارز في الوساطة حيث قادت حملة محمومة للضغط على سوريا على ما يبدو باسم التنسيق، كل يوم يذهب مسؤول مصري إلى سوريا: الجمسي، أشرف مروان , محمود رياض , وكانت سوريا تبدو قد وقعت في مشكلة أو حيرة هل تتقدم بالتنازلات المطلوبة للوصول إلى الاتفاق , أم تظل عند تصلبها الظاهري الذي لا يرضي مصر؟ كان غروميكو الروسي اليهودي حامل لواء نصرة إسرائيل عام 1947و1948 في الأمم المتحدة أو عصبة الأمم , كان له دور أيضا في تلك المباحثات، فقد وصل أكثر من مرة إلى دمشق , كان الشهر المنصرم , شهر مايس (أو مايو بتعبير أهل مصر) كان ميدانا لنشاط واسع وجهود بذلها كيسنجر بذهابه وإيابه بين سوريا وإسرائيل , وقد انتهت تلك الجهود يوم الخميس الماضي إلى التوصل إلى الاتفاق بفك الارتباط بين القوات وإيقاف إطلاق النار , وتسليم الأسرى أو تبادلهم، ثم يكون هذا تمهيداً لمباحثات جنيف , وظهرت الصحف اليوم تحمل أخبار توقيع الاتفاق في جنيف بين الجانبين، بينما باركت مصر هذه الخطوة.
الأستاذ رشيد نعمان التكريتي
الأحد 2 حزيران 1974م = 11جمادى الأولى 1394هـ
حضر السيد رشيد نعمان إلى القاهرة قبل أيام بل ربما أسابيع، وناقش رسالة الماجستير التي أعدها عن القضية الفلسطينية في الشعر العراقي الحديث , وهو تكريتي من أهل (بيجي) أصلا، ولا يزال أخوه عايد (أبو صبحي) يسكن بيجي، ولا يزال بيت عمه على ما أظن (سليمان اليوسف) يسكنونها أيضاً , أما أخوه ثابت فإنه كان مدرساً في بيجي، والآن هو منتدب إلى اليمن الجنوبي , والأستاذ رشيد كان قد تخرج من كلية الشريعة بجامعة بغداد منذ سنين عديدة ودرَّس أيضا في بيجي، وحين وصلتُ إلى مرحلة الدراسة المتوسطة كان هو قد ذهب إلى دورة احتياط في الجيش، أي أنه انخرط في سلك الجيش بصفة ضابط تجنيد , والأهل والإخوة أكثر اتصالا به هو شخصياً بالإضافة إلى العائلة (والحقيقة لا أستطيع أن أعرف أصول عائلتهم الأولى بالضبط) وهو الآن يعمل في مديرية التجنيد العامة في بغداد، وقد زرته
(يُتْبَعُ)
(/)
في بغداد قبل أن ألتحق بالجندية واستفسرت منه عن الأمور التي تتعلق بالتجنيد، ولكن تلك الزيارة لم تعمق العلاقة إلى حد الصداقة , وكان هو قد سَجَّلَ لدراسة الماجستير في دار العلوم منذ سنة 1969 أو قبل ذلك، وحضر هذه الأيام لمناقشة الرسالة والتسجيل للدكتوراه , وفعلاً ناقش قبل أيام وحصل على درجة الماجستير بتقدير جيد جداً , وهو الآن ينزل في بنيسيون (بيد منهوس) في الزمالك , وقد فكرت بدعوته لتناول الغداء عندنا في الشقة، وأخيراً كان هذا اليوم موعداً للدعوة، لا شك أنها بسيطة تستمد بساطتها من بساطة حياتنا، وكان لابد من دعوة بعض الأصدقاء وخاصة أصدقاء الأستاذ رشيد ومن بينهم الحاج توفيق الذي حضر إلى القاهرة في دورة منذ ستة أشهر، في القضايا التربوية، وهو زميل للأستاذ رشيد في التدريس والحياة العملية رغم أنه مدرس وتوفيق معلم، وهو الآن مفتش في التربية، وكان أيضا من المدعوين مجيد رشيد أخو توفيق، ولكنه من معدن آخر وله مشرب أو طريق آخر في الحياة، وكاد يفسد الجلسة بأحاديثه غير المنضبطة إلى حد ما وشكوكه التائهة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b75559a8e7aa.jpg
صورة الدكتور رشيد نعمان التكريتي
منقولة من غلاف كتاب (علوم القرآن الكريم) تأليف الشيخ عبد الرحيم فرغلي
تحقيق الدكتور رشيد، طبع بغداد 2002م
وهو في الأصل محاضرات ألقاها الشيخ فرغلي على طلبة كلية الشريعة ببغداد سنة 1954
مؤتمر جنيف
الاثنين 3 حزيران 1974م = 12 جمادى الأولى 1394هـ
منذ يوم السبت انعقد المؤتمر الفلسطيني لمناقشة قضايا الساعة، ويضم فصائل المقاومة وعدداً من قياديي وسياسيي الحركة الفلسطينية، وتركز البحث على موقف الفلسطينيين من مؤتمر جنيف، وموقفهم من الأرض التي ربما تتخلى عنها إسرائيل مما احتلته في حرب حزيران 1967 بعد أن ينعقد مؤتمر السلام في جنيف، وخاصة بعد أن تم فصل القوات أو الاتفاق على فصل القوات في جبهة الجولان , وقد أذاع راديو العراق في نشرته الإخبارية في الثانية والنصف من بعد الظهر بياناً من الرفيق شبلي العيسمي الأمين العام المساعد لحزب البعث حَذَّرَ فيه من الحلول الاستسلامية والمؤامرات التي تحاك ضد الثورة والقضية الفلسطينية والعربية , ولا شك في أن هذا البيان يمثل وجهة نظر العراق من الأحداث المتتالية فيما يتعلق بقضية فلسطين وما حولها (على حد تعبير راديو ليبيا)، وموقف العراق كان واضحاً من هذه القضية قبل الحرب وبعدها بعد أن تم إيقاف القتال، وفي مصر يصرح المسؤولون أن مصر لن تذهب إلى مؤتمر جنيف وحدها، وإنما ستكون ضمن أربعة أطراف: مصر وسوريا والأردن وفلسطين ومن يمثلها , ولكن إذا كان هذا موقف مصر فإن رئيس وزراء إسرائيل الجديد إسحاق رابين قد أعلن في بيانه الوزاري بمناسبة استلامه رئاسة الوزارة الإسرائيلية بعد مائير يقول إنه لن يسمح لممثلي الثورة الفلسطينية بالحضور إلى مؤتمر جنيف، وكذلك فإن إسرائيل كما يقول لن تنسحب من كل الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران عام 1967 , وهكذا فإن فلسطين كشعب وفلسطين كأرض تتعرض في الماضي القريب وتتعرض الآن لمساومات عنيفة ولمؤامرات ستكفل لإسرائيل في الآخر اعترافاً بحدودها الحالية، وإذا رضي الشعب الفلسطيني المشرد بالحدود التي ستكون تحت رحمة إسرائيل فإنها قد تسمح له بإقامة كيان هزيل، وإلا فلينطح صخور الجبال!
الساعات الحزينة
الثلاثاء 4 حزيران 1974م = 13 جمادى الأولى 1394هـ
منذ أن نزلت القاهرة في 28/ 11/1973 وأنا أحس بين فترة وأخرى بنوبات من الضيق من الحزن الداخلي، من الأسى من الغربة , ولا أدري في معظم الأحيان سببها , مرة أقول إن تذكري الأهل هو السبب في ذلك، ولكني دائم التذكر لهم ولا أجد ذلك في كل وقت، ربما كان ذلك بعض السبب ولكنه ليس هو كل الأسباب , أجد نفسي وقد ضقت بالحياة وأجدها قد فقدت معناها، لماذا نحيا هكذا بانعزال تام تفرضه طبيعة المجتمع اليوم، سواء هنا أو في العراق أو في بلاد العرب والمسلمين أو غيرهم , يعيش المسلم وخاصة في هذه السنين الأخيرة منفرداً منطوياً على نفسه , وليس كل المسلمين ولكن هذا واقعهم , يسيطر على سلطة البلاد وعلى عقول الناس طواغيت يحكمون في ظل راية الشيطان ويدعون للأفكار الظالمة الملحدة القاتلة لبواعث الحياة المقيتة
(يُتْبَعُ)
(/)
في نفوس الناس تنتشر بينهم , ولا يَدَعُون الدعاة يتحركون لإيصال كلمة الحق إلى النفوس , وأنا منذ أن شببت أجد نفسي في ظل هذه العزلة المحببة إليَّ حين تقسو الأيام، الحق أنها ليست عزلة لأن المسلم لا يشعر في يوم ما أنه وحيد في عصره وحيد في حياته إنه يستمد قوة من الله سبحانه، وهو الذي يقول: {إن الله مع الذين اتقوا} , حين تنتابني ساعة من ساعات الضعف تلك أجدني مدفوعاً إلى قراءة القرآن والحرص على حضور صلاة الجماعة في المسجد , ثم أجد راحة تغمرني أو أتحسسها أكثر لأننا نعيش ونعم الله لا نكاد نحصيها بل لا نحصيها , ولكن تبقى هذه الساعات الحزينة تزورني، وربما لو كنت في بلادي التي أحببتها لَقَلَّتْ، ولكنها كربة المسلم أينما حل , والله هو وحده المسؤول أن يفرج الكرب.
ذكرى نكبة حزيران
الأربعاء 5 حزيران 1974م = 14 جمادى الأولى 1394هـ
كانت الساعة تقارب الثانية عشرة ظهراً , كنت أسير في ساحة الشهداء في بغداد بعد أن أديت امتحان مادة التاريخ، كان ذلك في الخامس من حزيران سنة 1967 كنت في بغداد لأداء الامتحان الوزاري (امتحان البكلوريا) في نهاية مرحلة الإعدادية، كنا نؤدي الامتحان منذ مطلع ذلك الشهر , وكانت الامتحانات الوزارية تجري في مراكز المحافظات، كنت أسير وهجير الشمس يلوذ منه الناس إلى الظلال، وإذا بصوت مُكَبَّرٍ من بوق يدوي بالبشرى الحزينة المخيبة للآمال بشرى يا عرب مدفعيتنا أسقطت سبعين طائرة للعدو، كان ذلك أول علمي ببداية هجوم إسرائيل على الدول العربية بادئة بمصر، وقد صَوَّرَ المُهَرِّجُون الأمر في ذلك اليوم أن الجيوش العربية تكاد تعصر قلب إسرائيل، والبشرى بإسقاط الطائرات تَصُمُّ آذان الناس , ماذا لو أسقطنا آلاف الطائرات لإسرائيل وهي في الختام تسيطر على الأراضي وتحطم الجيوش، المهم النصر أولاً وآخراً , والنصر لا يجيء بدون تضحيات، وإذا كانت إسرائيل قد خسرت حقاً سبعين طائرة في ضربتها القاضية للطيران المصري في صباح يوم 5 حزيران فإن مصر خسرت طائراتها وخسرت الحرب هي والدول العربية الأخرى المشاركة في الحرب. وانتهت الحرب (قبل أن تبدأ) واحتلت إسرائيل ما احتلت من أراضٍ في سيناء والضفة الغربية لنهر الأردن والجولان , ومضت على ذلك السنوات، وجاء العاشر من رمضان وفعلا حقق العرب فيه تجاوزاً لهزيمة 5 حزيران، ولا أقول نصراً كما يقول المهرجون أيضاً , حقق العرب فيه مكاسب سياسية ومعنوية وعسكرية إلى حد ما , ولكن النصر لم يتحقق وقد أخذ طريقاً ملتوياً بعد أن توقف القتال بعد سبعة عشر يوماً , وإلى اليوم والمفاوضات تدور وفصل القوات أول مرحلة على الطريق، والاتفاقات تنهب وحدة العرب.
نُشِرت هذه الحلقة يوم الجمعة 28/ 2/1431هـ
ــــــــ الحواشي ــــــــــ:
(1) كنت قد تعرضت لإصابة قديمة في أثناء لعب كرة القدم.
(2) أجريت العملية في بغداد في يوم 23/ 12/1984، والحمد لله.
الحلقات السابقة:
1 - ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الأولى) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18525)
2- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثانية) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18581)
3- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الثالثة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18636)
4- ذكريات غانم قدوري الحمد ........ (الحلقة الرابعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18711)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[14 Feb 2010, 03:40 م]ـ
ما شاء الله،،،،
هذه الذكريات الرائعة، وها هي نفسي تروادني لكي أدون على مفكرتي الشخصية الأحداث اليومية التي أجدها في حياتي،،،
بارك الله بك على هذه الذكريات ....
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[18 Feb 2010, 10:38 م]ـ
بارك الله فيكم أخي فضيلة الشيخ محمود، ووفقكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.(/)
محاضرة مرئية: تأملات في سورة النازعات/ عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 Feb 2010, 02:44 م]ـ
http://www.4shared.com/file/220418555/d0a50e83/___.html
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:35 م]ـ
بارك الله في شيخي وأستاذي المفسر وابن المفسر
الشيخ د.عبد الله بن الشيخ العلامة محمد الأمين
أسأل الله تعالى أن يبارك فيه ويطيل في عمره في طاعة الله(/)
سيرة الشيخ علي الحذيفي
ـ[الورشان]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:34 م]ـ
هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من العوامر _ والنسبة إلى العوامر: العامري ـ والعوامر من بني خثعم، وتقع ديار العوامر بالعريضة الشمالية جنوب مكة المكرمة بثلاثمائة وستين كيلاً، وقد تولى آل حذيفة مشيخة العوامر منذ عدة قرون حتى العصر الحالي.
ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.
تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة.
وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.
واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.
حصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر عام 1395هـ، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها ـ قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية ـ وكان موضوع الرسالة "طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية".
عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وهو عند تاريخ إعداد هذه الترجمة 1418هـ يقوم بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم ـ قسم القراءات.
وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/ 6/1399هـ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ واستمر بها إلى الآن.
له مشاركات في عدد من اللجان والهيئات العلمية ومنها:
رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية.
عضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
عضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
كما شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
ويعد صاحب الترجمة أحد القراء في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها، وقد أجيز في القراءات من عدد من كبار القراء وهم:
الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ـ إجازة في القراءات العشر.
الشيخ عامر السيد عثمان ـ إجازة برواية حفص وقرأ عليه بالسبع ولم يكمل سورة البقرة بسبب وفاة الشيخ.
الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ قرأ عليه ختمة برواية حفص.
كما نال إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري.
وله حلقة في المسجد النبوي الشريف يدرس فيها الحديث والفقه حتى الآن.
وله أيضاً بعض الكتب وما زالت بخط يده
للأمانة .... منقول
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:10 م]ـ
أسال الله كما رفع قدره في الدنيا
أن يرفع قدره في الآخرة
ـ[أبو إياد]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:39 ص]ـ
وما زال حتى الآن -طيب الله أنفاسه- يدرس الدرة المضيئة لطلاب السنة الرابعة من طلاب كلية القرآن بالجامعة الإسلامية.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[14 Feb 2010, 12:00 ص]ـ
حفظه الله
وبارك في عمره
وهو من مجاهدي هذا العصر
وما تزال خطبته التي ألقاها غيرة على الخليفتين أمام رفسنجاني
شاهدة على ذلك.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[14 Feb 2010, 05:26 م]ـ
جزيت الخير أخانا الحبيب
على هذا النقل المبارك
وجزى الله الشيخ الدكتور علي الحذيفي خيراً
وأمد في عمره على العمل الصالح
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[14 Feb 2010, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات الطيبة
ونسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا الفاضل خيرا على جهوده الكثيرة الكبيرة الموصولة في خدمة كتاب الله وفي خدمة العلم وأهله وأن يزيده من فضله وأن يكثر من أمثاله.
وهو بحق شخصية نادرة في تواضعه وعلمه وقد شهدت له عدة مواقف تؤكد ذلك بارك الله فيه وفي ما قدّم.(/)
المأثور والتأويل في قول ابن عباس رضي الله عنه
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 05:35 م]ـ
المأثور والتأويل في قول ابن عباس رضي الله عنه
((أجل رسول الله))
قال البخاري: حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس.
فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمرُ ابنَ عباس عن هذه الآية:
{إذا جاء نصر الله والفتح}.
فقال: أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه.
قال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
رواه البخاري في صحيحه: (أبواب: المناقب / المغازي / التفسير)، ورواه الترمذي في سننه: (أبواب التفسير).
السؤال هل هذا التفسير من فهم ابن عباس الي شاركه عمر .. وغاب عن كبار الصحابة على جلالتهم في الإسلام من أمثال عبدالرحمن بن عوف؟.
أم هو رواية لها حكم الرفع إلا النبيء؟.
أم هو مأثور اجتهادي تتوافق فيه الأنظار؟.
وإذا كان فهماً للصحابة في الكتاب .. فهل يجوز أن نعتبر هذا منهجاً يقاس عليه في سور أخرى تحت عنوان فوائد مستفادة من السورة؟.
أعرض هذا الموضوع بوجازة ليكون النقاش أكثر فاعلية.
وبارك الله فيكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Feb 2010, 07:44 م]ـ
أخي الكريم عصام المجريسي وفقه الله، نعم يُعدُّ هذا المثال من فهم الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، من هذه السورة الكريمة، وقد أدخل عددٌ من العلماء هذا المثال في دلالة الإشارة الأصولية، وهذا الفهم منه رضي الله عنهما له قرائن تدلُّ عليه منها:
- أن الله لم يعلق الاستغفار بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل بعمل الله عز وجل وذلك ليس بسبب الاستغفار، فعلم أن سبب الاستغفار غيره وهو حضور الأجل إذ العبد مطالب بأن يتطهر للقاء سيده فيقدم عليه وهو أهل لنواله.
- ومنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تسبيحاً واستغفاراً فلا يكون الأمر في: (فسبح بحمد ربك واستغفره) [النصر: 3] على النحو الذي هو حاصل منه من قبله بل هو ترقية في مقام العبودية تهيئة لانتقاله إلى الرفيق الأعلى.
ومنها: أن بقاءه صلى الله عليه وسلم مقرون بكمال الدين وحياً واستقرار أمره دعوة، وقد جاء نصر الله والفتح، فيلزمه اقتراب انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
- ومنها: أن الاستغفار مشروعٌ في خواتيم الأعمال الصالحة كالوضوء والصلاة والحج، فيُعلم من ذلك أنَّ أمره به وهو الملازم له إنما هو آية على خواتيم عمله، وأعلاها التبليغ وقد كمل بدخول الناس في دين الله أفواجاً.
- ومنها: أن السورة قد نزلتْ في حجة الوداع أيام التشريق فدل على أن الأمر بالاستغفار إنما جاء من بعد يوم المغفرة ـ يوم عرفة ـ فلا يبقى له إلا التهيئة للقاء (1).
قال السعدي (ت: 1376هـ) في وجه الاستنباط: " ووجه ذلك: أن عمره عمرٌ فاضل، أقسم الله به، وقد عهد أن الأمور الفاضلة، تختم بالاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى" (2).
قال ابن عطية (ت: 542 هـ): " وهذا المنزع الذي ذكره ابن عباس (ت: 68هـ) ذكره ابن مسعود (ت: 32 هـ) وأصحابه، ومجاهد (ت: 104 هـ) وقتادة (ت: 117 هـ) والضحاك (ت:102هـ)، وروت معناه عائشة (ت: 58 هـ) عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه عليه السلام لما فتحت مكة وأسلمت العرب جعل يكثر أن يقول (سبحان الله وبحمده اللهم إني أستغفرك) يتأول القرآن في هذه السورة (3)، وقال لها مرة (ما أراه إلا حضور أجلي) (4) وتأوله عمر والعباس بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقهما (5) " (6).
ومما ينبغي الإشارة إليه أن من الاحتمالات في مأخذ ابن عباس (ت: 68هـ) رضي الله عنهما أن يكون بنى استنباطه من الآية على ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من فهمه حضور أجله عليه الصلاة والسلام من السورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شكَّ أن هذا الاستنباط وغيره من الاستنباطات الكثيرة تؤسس منهج الاجتهاد في استخراج الفوائد والأحكام والمعاني من كتاب الله تعالى بالطرق المنضبطة الصحيحة، القائمة على الأسس العلمية المعروفة، ومثل هذه الاستنباطات هي أثر من آثار تدبر القرآن المأمور به في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، وقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) ...
والله أعلم،،،
ـــــــ
(1) انظر هذه الأوجه في: إعلام الموقعين: (1/ 266 ـ 267)، ونظم الدرر للبقاعي: (8/ 562 ـ 564)، وفتح القدير للشوكاني: (1986)، والموافقات للشاطبي: (3/ 287)، وسبل الاستنباط من الكتاب والسنة لمحمود توفيق: (197 ـ 198).
(2) تيسير الكريم الرحمن: (866).
(3) انظر صحيح البخاري (مع الفتح) مع الفتح كتاب التفسير باب تفسير سورة إذا جاء نصر الله: (8/ 605) برقم (4968)، وصحيح مسلم بشرح النووي في الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود: (4/ 168) برقم (484).
(4) روى الدارمي (1/ 51) رقم (79) عن ابن عباس قال: ثم لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: " قد نعيت إلي نفسي " فبكت. فقال: " لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقاً بي". فضحكت. فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. فقلن: يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت!. قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي: " لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي ". فضحكت ...
وروى الإمام أحمد في المسند: (1/ 217) رقم (1873) والطبراني في المعجم الكبير: (11/ 330) برقم (11907) عن ابن عباس قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعيت إلي نفسي بأنه مقبوض في تلك السنة ". قال الهيثمي: وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير. ووثقه ابن حبان وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عطاء بن السائب وقد اختلط. انظر: مجمع الزوائد (7/ 147).
(5) الوارد أن ابن عباس رضي الله عنهما تأولها بذلك بحضرة عمر رضي الله عنه وجمع من الصحابة فأيده عمر رضي الله عنه. انظر: صحيح البخاري مع الفتح في التفسير باب قوله: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً): (8/ 734) برقم (4970).
(6) المحرر الوجيز: (2009).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:37 ص]ـ
- ومنها: أن السورة قد نزلتْ في حجة الوداع أيام التشريق فدل على أن الأمر بالاستغفار إنما جاء من بعد يوم المغفرة ـ يوم عرفة ـ فلا يبقى له إلا التهيئة للقاء (1).
.
الأخ الفاضل فهد
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره:
"القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا).
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش، والفتح: فتح مكة (ورأيت الناس) من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم، وقبائل نزار (يدخلون في دين الله أفواجا) يقول: في دين الله الذي ابتعثك به، وطاعتك التي دعاهم إليها أفواجا، يعني زمرا، فوجا فوجا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ما قلنا في قوله: (إذا جاء نصر الله والفتح):
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (إذا جاء نصر الله والفتح): فتح مكة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: (إذا جاء نصر الله والفتح) النصر حين فتح الله عليه ونصره.
حدثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي حازم، عن ابن عباس، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، إذ قال: " الله أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن "، قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: " قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية ".
حدثنا ابن المثنى، قال: ثني عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه ; قالت: فقلت: يا رسول الله أراك تكثر قول: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه، فقال: " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده، وأستغفره وأتوب إليه، فقد رأيتها (إذا جاء نصر الله والفتح) فتح مكة (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) "
هذا أمر.
الأمر الآخر إذا كان الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة نزلت بنعيه صلى الله عليه وسلم وأن بن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إن هذا من استنباط بن عباس رضي الله عنهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:47 ص]ـ
أخي الدكتور فهد السلام عليكم
بارك الله فيك لاهتمامك وأحسن الله إليك لفتح الباب بفهمك الكريم ونقلك الطيب.
الملاحظ أن المنتشر في كتب التفسير هو أقوال ابن عباس الموقوفة أو المرفوعة (المأثور) ..
ولكن الغائب هو منهج ابن عباس الذي تفضلت ببيانه في مشاركتك هذا ..
ولا شكَّ أن هذا الاستنباط وغيره من الاستنباطات الكثيرة تؤسس منهج الاجتهاد في استخراج الفوائد والأحكام والمعاني من كتاب الله تعالى بالطرق المنضبطة الصحيحة، القائمة على الأسس العلمية المعروفة، ومثل هذه الاستنباطات هي أثر من آثار تدبر القرآن ...
منهج ابن عباس المنبثق من أقواله ومآخذه ومسالكه .. الذي توافق فيه مع عمر رضي الله عنهم ..
وهو مروي عن فاطمة وابن مسعود: (نعيت إليه نفسه).
هل دائرة ابن عباس منهجاً تأويلياً أوسع بكثير من دائرته ناقلاً أثرياً .. أم أقل .. أم هما سواء؟.
أرجو منك البيان حفظك الله ورعاك.
ولو توفر لديكم مثال آخر ليكون المقال أوضح.
والمجال مفتوح.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:11 ص]ـ
أخي الدكتور فهد السلام عليكم
بارك الله فيك لاهتمامك وأحسن الله إليك لفتح الباب بفهمك الكريم ونقلك الطيب.
الملاحظ أن المنتشر في كتب التفسير هو أقوال ابن عباس الموقوفة أو المرفوعة (المأثور) ..
ولكن الغائب هو منهج ابن عباس الذي تفضلت ببيانه في مشاركتك هذا ..
منهج ابن عباس المنبثق من أقواله ومآخذه ومسالكه .. الذي توافق فيه مع عمر رضي الله عنهم ..
وهو مروي عن فاطمة وابن مسعود: (نعيت إليه نفسه).
هل دائرة ابن عباس منهجاً تأويلياً أوسع بكثير من دائرته ناقلاً أثرياً .. أم أقل .. أم هما سواء؟.
أرجو منك البيان حفظك الله ورعاك.
ولو توفر لديكم مثال آخر ليكون المقال أوضح.
والمجال مفتوح.
أخي الكريم عبد الله المجريسي وفقه الله ...
ملحوظاتك جديرة بالاهتمام وهي دقيقة، ومسألة هل تفسير ابن عباس المذكور في كتب التفسير كان أثرياً أو اجتهادياً؟؛ مسألةٌ جديرةٌ بالبحث والنقاش، وليت أحد الباحثين يجمعون تفسير ابن عباس وينظرون في هذه المسألة ويخرجون بنتيجة إحصائية دقيقة، وإن كان ابن عباس رضي الله عنهما قد عُرف بقوة الاجتهاد والاستنباط والفهم، وقد كان عمر رضي الله عنه يجلسه مع كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لتميزه وفهمه، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المعروف بالفقه بالدين ومعرفة التأويل، كما عُرِفَ رضي الله عنه بالتتلمذ على كبار علماء الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ..
وأما بالنسبة للأمثلة على استنباطاته فهي كثيرة ومن أمثلتها:
1 - قوله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [البقرة: 187].
فقد استنبط منها رضي الله عنه صحة صوم من أصبح جنباً، قال ابن العربي: " وبهذا احتج ابن عباس عليه، ومن ها هنا أخذه باستنباطه، وغَوْصِه والله أعلم" (1).
وقال ابن كثير (ت:772هـ): " وهذا مذهب الأئمة الأربعة وجمهور العلماء سلفاً وخلفاً" (2).
2 - قوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) [الأحقاف: 15]، وقوله: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) [البقرة: 233] (3).
استنبط منها علي وابن عباس رضي الله عنهم أن المرأة قد تلدُ لستة أشهر (4).
قال ابن كثير (ت:772هـ): " وهو استنباط قويٌّ وصحيح " (5).
هذه بعض الاستنباطات الواردة عنه رضي الله عنه، والحقيقة أنه بحاجة إلى إفراد دراسة مستقلة في استنباطاته، ولا شكَّ أنها تكتسب قوة ومتانة وتفتح الباب لعدد من القواعد الاستنباطية التي سلكها رضي الله عنه في استخراج المعاني من النصوص، وأشكرك على إثارة هذا الموضوع وفقك الله وسدد خطاك ...
ــــــ
(1) أحكام القرآن لابن العربي: (1/ 136ـ137).
(2) تفسير القرآن العظيم: (145).
(3) ذكر ابن كثير والشاطبي والزركشي والسيوطي أن الآية الثانية هي قوله تعالى: (وفصاله في عامين) [لقمان: 14]. انظر: تفسير القرآن العظيم: (1251)، والموافقات: (3/ 279)، والبرهان: (2/ 5)، الإكليل: (1/ 284). وما أثبته هو من كلام ابن القيم رحمه الله.
(4) انظر: جامع البيان: (2/ 504). حيث ذكر قصة هذا الاستنباط برقم (4955)، ومصنف عبد الرزاق: (7/ 350) رقم (13444)، وإعلام الموقعين لابن القيم: (1/ 267)، والتفسير الكبير للرازي: (28/ 15) وقال: " واعلم أن العقل والتجربة يدلان أيضاً على أن الأمر كذلك"، والبحر المحيط لأبي حيان: (8/ 61) وقال: " وقد كشفت التجربة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر كنص القرآن". وروح المعاني للآلوسي: (13/ 175) وقال: " وبه قال الأطباء ".
(5) تفسير القرآن العظيم: (1251).
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:04 ص]ـ
....
الأمر الآخر إذا كان الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة نزلت بنعيه صلى الله عليه وسلم وأن بن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إن هذا من استنباط بن عباس رضي الله عنهما؟
أخي أبا سعد
أين هذا الخبر الصحيح؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 10:32 ص]ـ
أخي أبا سعد
أين هذا الخبر الصحيح؟.
وعن ابن عباس، قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح؛ دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة، قال: نعيت إلي نفسي، فبكت، قال: لا تبكي؛ فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت، فرآها بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلن: يا فاطمة! رأيناك بكيت ثم ضحكت؟! قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه؛ فبكيت، فقال لي: لا تبكي؛ فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت وإذا جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن: هم أرق أفئدة، والإيمان يمان، والحكمة يمانية.
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5915
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح. . .} إلى آخر السورة قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت فأخذ في أشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك جاء فتح الله وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن فقال رجل يا رسول الله وما أهل اليمن قال قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/ 1108
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} علم النبي صلى الله عليه وسلم أن قد نعيت إليه نفسه فقيل {إذا جاء نصر الله} السورة كلها
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/ 72
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن فلما انصرف تنفس فقلت: ما شأنك فقال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/ 144
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
المصدر موقع الدررالسنية.
والذي أفهمه مما سبق أن بن عباس رضي الله عنهما إنما أخبر عمر رضي الله عنه حين سأله بما علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل إن هذا فهم فهمته من السورة، وعليه فلا يصلح في نظري مثالاً على موضع النقاش.
والذي دفعني إلى التعليق على الموضع هو أنه يجب في نظري عند تقرير قضية ما أن يضع المقرر في اعتباره عدم وجود ما يشكل على تقريره، وإذا كان يعلم أن هناك ما يشكل على البعض ولكنه لا يراه مشكلاً فليبين وجهة نظره حتى تتم الفائدة.
هذه وجهة نظري وقد لا يوافقني عليها الآخرون.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 10:58 ص]ـ
أخي أبا سعد بارك الله فيك
ليس فيما أوردته ما يدل على أن ابن عباس تلقى تفسير السورة بذلك النص الذي ذكره في حضرة كبار الصحابة عن النبيء عليه الصلاة والسلام ..
وقد أورد البخاري رواية أخرى للحديث عن عطاء بن السائب مرفوعاً إلى النبيء.
وقد قال ابن حجر (الفتح 8/ 736): إن عطاء وهم في نسبته إلى النبيء .. بدليل مخالفته لغيره من الثقات. فهو حديث منكر من هذا الوجه.
وهناك أدلة أخرى تقوي القول أن ابن عباس فهم تأويل الآية فهما موافقاً لفهم النبيء صلى الله عليه وسلم ولفهم عمر رضي الله عنه.
منها أن فهمها على ذلك النحو غاب عن كبار الصحابة ..
وأن عمر كان يدني ابن عباس منه لتلك الملكة التي كانت تتبدى منه ..
وأنه كان يثني عليه بأنه فتى الكهول ..
وأنه دعاه إلى مجلسه مختبراً فظهر نجاحه وفضله ..
وأن عمر أظهر للحاضرين موافقته بأنه ما يعلم منها إلا ذلك ..
وأن ذلك المأخذ الذي أبداه ابن عباس كان سبب تقديمه عن أنداده ونزوله في منزلة الكبار .. إلخ.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:50 ص]ـ
انظر المبحث الثاني من هذا البحث:
معالم الاستنباط في التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14563)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع قيم فعلا الذي أشار إليه الدكتور الكريم.
وللفائدة:
قال البيهقي في كتابه دلائل النبوة:
" باب ما جاء في نعيه نفسه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها، وإخباره إياها بأنها أول أهل بيته به لحوقا، فكان كما قال .....
3093 - أخبرنا علي بن محمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال: حدثنا الأسفاطي قال: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها فقال: «إنه قد نعيت إلي نفسي» فبكت، ثم ضحكت قالت: وأخبرني أنه نعي إليه نفسه فبكيت فقال لي: اصبري. فإنك أول أهلي لاحقا بي فضحكت"
3094 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر يسألني مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتسأله، ولنا بنون مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث تعلم قال: فسألهم عن إذا جاء نصر الله والفتح (1) قال: فقلت أنا: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ السورة إلى آخرها إنه كان توابا (2) قال فقال عمر: والله ما أعلم منها إلا ما تعلم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عرعرة عن شعبة.
قلت: مجموع هذه الأخبار الصحيحة تدل على أن الله تعالى أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم هذه السورة فكانت علامة لاقتراب أجله وعارضه جبريل عليه السلام بالقرآن في ذلك العام مرتين، فكانت علامة أخرى لأجله، وأخبره بعمر عيسى عليه السلام، فكانت علامة أخرى لأجله، وخيره بين الدنيا والآخرة فيما روينا، وفيما نرويه إن شاء الله فاختار الآخرة. فكانت علامة أخرى لأجله، فأدى كل واحد من الرواة ما سمع " أهـ
هذا بالنسبة لقضية:
هل الأثر مرفوع أم لا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:57 م]ـ
أخي أبا سعد بارك الله فيك
ليس فيما أوردته ما يدل على أن ابن عباس تلقى تفسير السورة بذلك النص الذي ذكره في حضرة كبار الصحابة عن النبيء عليه الصلاة والسلام ..
.
الأخ الفاضل عصام
هذا النص كما أورده البخاري:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر إنه من قد علمتم فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال ما تقولون في قول الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذاك تقول يا ابن عباس فقلت لا قال فما تقول قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تقول.
والنصوص التي ذكرتها تدل على أن بن عباس قد علم أن هذه السورة نزلت بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها لا يصعب على الفهم على بن عباس ولا غيره أن مجيء النصر والفتح هو علامة الأجل.
فإما تقبل الروايات الأخرى وهنا يمكن الجمع بينها وبين رواية البخاري أو تردها وحينها يكون الكلام حول بقية الموضوع وما توجهتَ به من أسئلة إلى الدكتور فهد.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:45 م]ـ
الأخ الفاضل عصام
والنصوص التي ذكرتها تدل على أن بن عباس قد علم أن هذه السورة نزلت بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها لا يصعب على الفهم على بن عباس ولا غيره أن مجيء النصر والفتح هو علامة الأجل.
فإما تقبل الروايات الأخرى وهنا يمكن الجمع بينها وبين رواية البخاري أو تردها وحينها يكون الكلام حول بقية الموضوع وما توجهتَ به من أسئلة إلى الدكتور فهد.
أخي أبا سعد
قولك لا يصعب على فهم ابن عباس ولا غيره أن مجيء النصر والفتح هو علامة الأجل .. قولك هذا محجوج بصعوبته المأثورة عن كبار الصحابة .. فلم يعرفه منهم أحد سوى عمر رضي الله عنهم أجمعين.
وأما الرواية فقد تكلم ابن حجر أن رفعها من ابن عباس إلى النبيء منكرة لمخالفتها لرواية الثقات .. كما سلف بيانه.
وأما ما أثر عن ابن عباس هنا فهو يبين دراية ابن عباس أكثر من بيان روايته ..
وليس علينا من حرج أن نطلب من أهل الحديث أن يفيدونا في هذا الباب.
وهذا لا يقف حجر عثرة أمام التقدم في النقاش بناء على هذا الحديث .. فإن هناك آثاراً أخرى عنه- رضي الله عنه- تزكي مأخذه هذا وتذكر فضيلته فيه وتلمح إلى منهجه التأويلي المدعو له به ....
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 04:08 م]ـ
أخي أبا سعد
قولك لا يصعب على فهم ابن عباس ولا غيره أن مجيء النصر والفتح هو علامة الأجل .. قولك هذا محجوج بصعوبته المأثورة عن كبار الصحابة .. فلم يعرفه منهم أحد سوى عمر رضي الله عنهم أجمعين.
وأما الرواية فقد تكلم ابن حجر أن رفعها من ابن عباس إلى النبيء منكرة لمخالفتها لرواية الثقات .. كما سلف بيانه.
وأما ما أثر عن ابن عباس هنا فهو يبين دراية ابن عباس أكثر من بيان روايته ..
وليس علينا من حرج أن نطلب من أهل الحديث أن يفيدونا في هذا الباب.
وهذا لا يقف حجر عثرة أمام التقدم في النقاش بناء على هذا الحديث .. فإن هناك آثاراً أخرى عنه- رضي الله عنه- تزكي مأخذه هذا وتذكر فضيلته فيه وتلمح إلى منهجه التأويلي المدعو له به ....
أخي الكريم
أنا قلت إذا كان بن عباس قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نعيت إليه نفسه حين نزلت السورة وأخبر فاطمة رضي الله عنها بذلك وبن عباس هو الذي روى الحديث
فهل يصعب عليه أن يقول هو أو غيره ما قاله بن عباس لعمر رضي الله عنهما؟
أما دراية بن عباس رضي الله عنهما فلا أناقش فيها فهي من المسلمات عندي.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 04:31 م]ـ
علم الرسول بالنعي المفهوم من السورة = مسلّم ..
وتحديث الرسول أنه قد نعيت إليه نفسه من غير أن يشير إلى السورة = مسلم أيضاً ..
وعلم الصحابة بذلك النعي من الرسول من غير إشارة إلى السورة = مسلم أيضاً .. كعلمهم بنزول السورة ..
ولكن .. أن تكون هذه السورة هي من نقلت إلى الرسول ذلك النعي = فهذه هي المنقبة العباسية - بالنسبة إلى الصحابة عدا عمر .. وهذه هي التي غابت عن كبار الصحابة أو نسيت .. وكل ربط ورد بين السورة والنعي فهو من إخبار ابن عباس .. فيما يظهر والله أعلم ..
وهذا هو مثار النقاش.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:36 م]ـ
ولكن .. أن تكون هذه السورة هي من نقلت إلى الرسول ذلك النعي = فهذه هي المنقبة العباسية - بالنسبة إلى الصحابة عدا عمر .. وهذه هي التي غابت عن كبار الصحابة أو نسيت .. وكل ربط ورد بين السورة والنعي فهو من إخبار ابن عباس .. فيما يظهر والله أعلم ..
وهذا هو مثار النقاش.
وماذا تفعل بهذا الحديث:
وعن ابن عباس، قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح؛ دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة، قال: نعيت إلي نفسي، فبكت، قال: لا تبكي؛ فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت، فرآها بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلن: يا فاطمة! رأيناك بكيت ثم ضحكت؟! قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه؛ فبكيت، فقال لي: لا تبكي؛ فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت وإذا جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن: هم أرق أفئدة، والإيمان يمان، والحكمة يمانية.
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5915
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:41 م]ـ
المخبر هو ابن عباس، والرابط بين السورة والحدث هو ابن عباس.
ولو قارنت بين رواية ابن عباس ورواية عائشة لهذا الموقف بعينه (مسارّة النبيء لفاطمة) لبان الفرق بين الروايتين.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Feb 2010, 01:56 م]ـ
الإخوة الكرام
هل نستطيع أن نعتمد هذا الأثر عن ابن عباس مثالاً لتأويل ابن عباس أم نختار مثالاً آخر .. ليستمر النقاش.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[14 Feb 2010, 02:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت بحث أبا بيان (معالم الاستنباط في التفسير)، وبحثه نافع جزاه الله خيرا.
ولقد ظفرت من خلاله بهذا المثال:
قال صاحب الدر المثور:
وأخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: لا تتكلم حتى يتكلموا، فدعاهم فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر وتراً أي ليلة ترونها؟» فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع. فقالوا: وأنا ساكت. فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا. فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم فقال: إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الأرض مثلهن، وخلق الإِنسان من سبع، ونبت الأرض سبع. فقال عمر رضي الله عنه: هذا أخبرتني بما أعلم أرأيت ما لا أعلم؟ فذلك نبت الأرض سبع. قلت: قال الله عز وجل {شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهة وأباً} [عبس: 26] قال: فالحدائق غلباً الحيطان من النخل والشجر {وفاكهة وأبا} فالأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والأنعام ولا تأكله الناس. فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه، والله إني لأرى القول كما قلت، وقد أمرتك أن لا تتكلم معهم." أهـ
وقال البيهقي رحمه الله في كتابه شعب الإيمان معلقا على هذا الأثر، ومقررا بأن ابن عباس استنبط ما قاله:
«وهذا أيضا إنما قال استدلالا» " أهـ
والله أعلم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت بحث أبا بيان (معالم الاستنباط في التفسير)، وبحثه نافع جزاه الله خيرا.
ولقد ظفرت من خلاله بهذا المثال:
قال صاحب الدر المثور:
وأخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: لا تتكلم حتى يتكلموا، فدعاهم فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر وتراً أي ليلة ترونها؟» فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع. فقالوا: وأنا ساكت. فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا. فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم فقال: إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الأرض مثلهن، وخلق الإِنسان من سبع، ونبت الأرض سبع. فقال عمر رضي الله عنه: هذا أخبرتني بما أعلم أرأيت ما لا أعلم؟ فذلك نبت الأرض سبع. قلت: قال الله عز وجل {شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهة وأباً} [عبس: 26] قال: فالحدائق غلباً الحيطان من النخل والشجر {وفاكهة وأبا} فالأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والأنعام ولا تأكله الناس. فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه، والله إني لأرى القول كما قلت، وقد أمرتك أن لا تتكلم معهم." أهـ
وقال البيهقي رحمه الله في كتابه شعب الإيمان معلقا على هذا الأثر، ومقررا بأن ابن عباس استنبط ما قاله:
«وهذا أيضا إنما قال استدلالا» " أهـ
والله أعلم.
هذا هو المثال الذي كنت أعددته مع المثال الأول
بوركتِ وجوزيت خيراً ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:09 م]ـ
الإخوة الكرام
هل نستطيع أن نعتمد هذا الأثر عن ابن عباس مثالاً لتأويل ابن عباس أم نختار مثالاً آخر .. ليستمر النقاش.
أخي الكريم عصام
ما أود التنبيه إليه هو أنني انتهز كل فرصة في كل مشاركة أستطيع أن أراجع فيها معلوماتي والتثبت من القول الراجح في المسائل التي فيها إشكال ومثال على ذلك:
ما ورد في تعقيب الدكتور فهد على مشاركتك بخصوص زمن نزول سورة النصر وتفسير بن عباس لها.
وأما الأثر إذا ثبت أن ابن عباس رضي الله عنهما قاله عن اجتهاد فهو من أفضل الأمثلة على التأويل الصحيح القائم على القرائن الصحيحة.
فلو لم يكن هذا التأويل من بن عباس رضي الله عنهما لجاز الوقف عند هذه السورة وطرح حولها أكثر من سؤال منها:
ما هو غرض هذه السورة؟
ما هي العلاقة بين مجيء النصر والفتح وبين التسبيح والاستغفار؟
ولماذا خُص النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب في السورة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Feb 2010, 04:18 ص]ـ
الإخوة الكرام
هل نستطيع أن نعتمد هذا الأثر عن ابن عباس مثالاً لتأويل ابن عباس أم نختار مثالاً آخر .. ليستمر النقاش.
الشيخ عصام وفقه الله ...
نعم دعونا من مناقشة هذا المثال بعينه، فإن نقاشه وإن كان مفيداً إلا أن الموضوع أوسع من ذلك، وفي نظري أن البحث في استنباطات الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وجمعها ومعرفة طرق الاستنباط التي سلكها، أمرٌ مفيدٌ جداً.
أما مسألة استنباطه أجل النبي صلى الله عليه وسلم من سورة النصر؛ فالآراء فيها متقاربة ولكلٍّ دليله، ودعونا نعدُّ هذا المثال أثرياً مرةً، وأن ابن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا الاستنباط نبوياً، ويبقى السؤال بعد ذلك عن علاقة سورة النصر بوفاته صلى الله عليه وسلم، فالاستنباط متفق عليه، سواءً كان نبوياً أو عباسياً (إن صحت العبارة كما سماها الأخ أبو سعد الغامدي)، فالميدان الذي يجري البحث فيه هو طريق هذا الاستنباط ووجهه.
هذا من جهة، ثم دعونا نعدُّ هذا الاستنباط من ابن عباس رضي الله عنهما مرة أخرى، ونضع الاحتمالات التي سلكها رضي الله عنهما في الوصول لهذا الاستنباط.
والنتيجة في نظري لا تختلف في معرفة طريق الاستنباط، فمرجع الاثنين اجتهاديٌّ على الأرجح وليس أثرياً ...
والله تعالى أعلم،،،
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Feb 2010, 07:38 ص]ـ
الشيخ عصام وفقه الله ...
نعم دعونا من مناقشة هذا المثال بعينه، فإن نقاشه وإن كان مفيداً إلا أن الموضوع أوسع من ذلك، وفي نظري أن البحث في استنباطات الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وجمعها ومعرفة طرق الاستنباط التي سلكها، أمرٌ مفيدٌ جداً.
أما مسألة استنباطه أجل النبي صلى الله عليه وسلم من سورة النصر؛ فالآراء فيها متقاربة ولكلٍّ دليله، ودعونا نعدُّ هذا المثال أثرياً مرةً، وأن ابن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا الاستنباط نبوياً، ويبقى السؤال بعد ذلك عن علاقة سورة النصر بوفاته صلى الله عليه وسلم، فالاستنباط متفق عليه، سواءً كان نبوياً أو عباسياً (إن صحت العبارة كما سماها الأخ أبو سعد الغامدي)، فالميدان الذي يجري البحث فيه هو طريق هذا الاستنباط ووجهه.
هذا من جهة، ثم دعونا نعدُّ هذا الاستنباط من ابن عباس رضي الله عنهما مرة أخرى، ونضع الاحتمالات التي سلكها رضي الله عنهما في الوصول لهذا الاستنباط.
والنتيجة في نظري لا تختلف في معرفة طريق الاستنباط، فمرجع الاثنين اجتهاديٌّ على الأرجح وليس أثرياً ...
والله تعالى أعلم،،،
شيخ فهد الوهبي حياك الله
وصلت هنا إلى نقاط مهمة وأسئلة أدق لمواصلة هذا النقاش إن وافقتم عليها:
1) لا بد هنا من تحرير مصطلح (مأثور) ومصطلح (تأويل) .. ولو اصطلحنا على مدلول ثابت وفارق هنا بين الكلمتين فإن النقاش سيكون مثمراً أكثر من التجوز والتوسع في اللفظ.
أ- المأثور في اقتراحي: هو ما كان مرفوعاً إلى النبيء أو ما له حكم الرفع ..
ب- التأويل هو الموقوف على الصحابي أو التابعي، وهو الذي قد يصرح فيه بلفظ (الرأي) .. أي الرأي المحمود المبني على العلم .. وهذا قريب من اصطلاح ابن جرير رحمه الله.
وووجدت من يقول بذلك التفريق بين هذا الاصطلاحين أيضاً في كتب علوم القرآن.
2) أين نضع هذا الأثر من هذا الاصطلاح؟ ..
من وجهة نظري هو من قبيل الموقوف على ابن عباس أي هو تأويل وليس أثراً (والدكتور فهد موافق هنا على أنه اجتهادي أيضاً) ..
3) لو قابلنا تأويل ابن عباس وعرضناه على علوم القرآن وقوانين التأويل لظهرت لنا أبواب كثيرة استند عليها ابن عباس منها:
أ- أسباب النزول وهذا يتجلى بوضوح في ربطه بين السورة والحدث بكماله.
ب- فقهه بمقاصد التشريع واللغة المعبرة عنه، على حداثة سنه، فقد عرف أن طلب الاستغفار ممن شأنه دوام الاستغفار يعني هناك إخباراً زائداً عن الطلب.
4) كل تأويل (عباسي) يستند إلى قواعد ليس بالضرورة أن تكون هي هي المستند إليها في كل استنباط .. ففي حالة ليلة القدر استند إلى الاستقراء والسبر لرقم (7) في القرآن وقياس ليلة القدر المجهولة على السباعيات القرآنية المعلومة، واستند إلى جمع الآيات في الموضوع الواحد في أقل مدة الحمل مع علم الحساب.
(يُتْبَعُ)
(/)
5) وجدت مجموعاً لمرويات ابن عباس رضي الله عنه رسالة دكتوراه، من تأليف الدكتور الحميدي (في أكثر من ألف صفحة)، وكان جمعها بإشراف العلامة أبي شهبة؛ لعلها تفيد في تتبع منهج حبر الأمة في التأويل .. وهو موجود على الشبكة.
هذه نقاط قد تفيد في الوصول إلى نتائج أفضل.
مع الشكر للشيخ أبي سعد حفظه الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه دفعني للبحث والتقصي، ولا أدري هل أديت حق هذا الأمر من البحث أم لا، ولكن توصلت للآتي:
الأثر الذي رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه وهو:
عن ابن عباس قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس.
فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمرُ ابنَ عباس عن هذه الآية:
{إذا جاء نصر الله والفتح}.
فقال: أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه.
قال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تعلم." أهـ
فيه استنباط من ابن عباس رضي الله عنه،
حيث أن الآثار الواردة والتي سيقت فيما سبق دلت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى أنه قد نعيت إليه نفسه في هذه السورة، لكن أين نعيت له نفسه بالضبط لم نجد هذا من خلال ما قاله صلى الله عليه وسلم.
وبسبب ورود الأثر كما ورد في البخاري، أي القصة، والتي وضح من خلالها أن الأمر عبارة عن استنباط من ابن عباس رضي الله عنه، فلو كان الأمر مقتصرا على طلب العلم وحفظ الحديث من دون استنباط لكان هناك حفاظ كثر، لكنه قد وجد أمر زائد، ولذلك في ظني عمد ابن عمر إلى قراءة السورة بكاملها، وانتظر أن يعمل الغلام الصغير عقله أمام الأشياخ، ليجدوا منه ما وجد، وهذه الرواية الأخرى في البخاري تجلي الأمر أكثر:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَعَانِي مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ مِنِّي فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نَدْرِي أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا فَقَالَ لِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لَا قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
فَتْحُ مَكَّةَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ
وأعتقد أنه إذا حقق الأثر أكثر سنجد أنا أمام عقلية فذة، وربما أفرد الأثر بالدراسة حتى أستفيد أكثر وأفيد بإذن الله.
وجزا الله خيرا صاحب الموضوع مرة أخرى.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيمن أدلى بدلوه في هذا الموضوع ..
انتقلت سورة النصر بهذا البعد التفسيري العباسي العمري إلى أفق جديد لم ينكره أحد من الصحب الكرام ..
واتفاق عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - على هذا النظر ووصف عمر أنه يعلم ذلك قبلاً .. يعطي نتيجة مفادها أن التأويل القرآني له أصول ثابتة إذا استجمعت آتت فوائد جمة من مراد الله لا يحسنها عموم الناس، ولكنهم يتفقون على نتائجها النورانية (إن للحق نوراً) ..
تساءل بعض الإخوة:
فلو لم يكن هذا التأويل من ابن عباس رضي الله عنهما لجاز الوقف عند هذه السورة وطرح أكثر من سؤال حولها منها:
ما هو غرض هذه السورة؟
ما هي العلاقة بين مجيء النصر والفتح وبين التسبيح والاستغفار؟
ولماذا خُص النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب في السورة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل السؤال المهم هو لماذا اختارها عمر دون غيرها؟ .. ليعرضها مختبراً على أشياخ بدر ..
وقد أحاول الإجابة:
الغرض: إعلام بأجل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
سبب توجيهها إلى النبيء: لأنه أفضل أفراد هذه الأمة ونهاية أجله معلم بارز في منهج الإسوة والتطبيق ..
ولعله سؤال ملحّ عند كثير من الناس من أتباعه وغيرهم الذين لم يروه ولم يسمعوه: (كيف انتهت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإلى أي مدى كانت عناية الله تعالى بنبيئه الأمين في حياته ومماته).
المطلوب: إذا بدت لك بوادر انتهاء مهمتك فلا يفوتنك أن تكون نهاية أجلك في أفضل أحوالك مع ربك الأعلى لتكون أفضل من عاش لله ومات لله.
العلاقة بين النصر والفتح وانتشار الدعوة .. والتسبيح والحمد والاستغفار والتوبة: الربط بين التوفيق الإلهي للعبد .. وانقطاع العبد لربه في كل شؤونه.
موقع سورة النصر في ترتيب المصحف مع الاستفادة من هذا البعد:
سورة النصر تقع بين الكافرون والمسد.
سورة الكافرون سورة الولاء والبراء في أوضح صيغه .. وبعدها مثالان للموالي لله (النصر) ثم المعادي له (المسد).
سورة النصر فيها صورة من أوضح الصور على تولي الله لعبده الصالح حتى النهاية.
وسورة المسد فيها صورة من أوضح الصور على براء الله من عبده الفاسد حتى النهاية.
والعجيب أن هذه السور من خواتيم المصحف.
والعجيب الآخر أنها سور متباعدة التنزل فالكافرون والمسد مكيتان .. والنصر آخر ما نزل من السور.
وأظن أن سبب اختيار عمر لهذه السورة الكريمة أنها كانت آخر السور نزولاً .. وجميع الصحابة عاصروا نزولها .. وهم في هذا الامتحان ذوو فرص متكافئة سواء بسواء .. وتحقق الأفضلية بينهم في معرفة علوم السورة لا يخفى حينئذ ..
الانطباع العام من سماع السورة: احترام غامر من الإنسانية لهذا الرسول الأمين وهو يطوي صفحة أجله وهو يلهج بالتسبيح والحمد والاستغفار والتوبة .. وقبل ذلك وهو يفتح مكة مطرقاً في تواضع منطع النظير .. لا أهواء ولا شهوات ولا أغراض شخصية ..
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:44 ص]ـ
كلام جميل يا عصام
وفقك الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Feb 2010, 10:36 ص]ـ
2 - قوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) [الأحقاف: 15]، وقوله: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) [البقرة: 233] (3).
استنبط منها علي وابن عباس رضي الله عنهم أن المرأة قد تلدُ لستة أشهر (4).
قال ابن كثير (ت:772هـ): " وهو استنباط قويٌّ وصحيح " (5).
.
السلام عليكم
لي استنباط آخر يختلف عما استنبطه ابن عباس وعلي رضي الله عنهم.
قال تعالي:
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ...
الآية تتكلم عن الإنسان مطلقا (أي إنسان) يولد من أم باستثناء آدم الذي لم يولد من أم، والمسيح عليه السلام إنسان،فهو كأي إنسان حمله وفصاله ثلاثون شهرا، وبما أن مدة الرضاعة فصلها القرءان في آية أخرى، قال تعالى:
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ...
فإن مدة الحمل تساوي: 30 شهر ناقص عامين = 6 أشهر.
هل نفهم من الآية أن مدة حمل أي إنسان هي 6 شهور وليس 9؟
نعم، فالآية لا تتكلم عن المرحلة الأولى لخلق الإنسان في بطن أمه والتي تستغرق مدة 3 أشهر، ففي هذه المدة لم يكن للإنسان وجود إلا مني صار علقة ثم مضغة ثم غظاريف أو عظام كسيت بعد ذلك لحما،
لا يصح أن نطلق على مجموعة عظام ولحم اسم (إنسان)، فالإنسان جسم فيه روح، إذا صار هذا الكائن حي بالروح عندئذ فهو إنسان يصح أن نتكلم عنه باسمه (إنسان) أو بالضمير المتصل في آخر الكلمات التالية: (حَمَلَتْهُ)، (أُمُّهُ)، (حَمْلُهُ)، (فِصَالُهُ).
إذا مرت جنازة أمامنا ورجال يحملون نعشا فإننا لا نقول: إنهم يحملون فلانا بل نقول: إنهم يحملون جثة فلان، أو جسد فلان، فالإنسان جسد وروح، إذا غادرت الروح الجسد فإن الجسد وحده لا يصح أن يسمى إنسانا.
إذا مرت أمامك شاحنة تحمل كل المواد التي تصنع منها السيارة (حديد، قصدير، زجاج، كاوتش ... ) فإنك لا تقول لي إن الشاحنة تحمل سيارة، كذلك مدة ال3 شهور الأولى، أما بعدها فالحال يتغير،يصبح إنسانا يحيى بالروح.
المسيح عليه السلام لم يمر بمرحلة الخلق الذي مر بها خلق أي إنسان وهي (3 أشهر)، فنفخ الروح نتج عنها حياة جنين في حينها وبعد ذلك أخذ نفس الزمن الذي ينمو فيه أي إنسان جنين (6 أشهر).
وبما أن المسيح آية للناس فهو آية لهم في كل مراحل حياته وآية لهم في موته أيضا.
أما حمل أمه له 6 شهور في بطنها فآية لنا في أنفسنا، فنحن بعد أن نفخ فينا الروح ونحن أجنة خرجنا إلى الوجود بعد 6 شهور أميين لا نعلم شيئا فتعلمنا بالقراءة (ترديد ما يسمع، وترديد ما يرى مكتوبا بالقلم).
هذا هو الإنسان، والله تعالى إذا أراد أن يضرب للناس هذا المثل من الواقع فإن وحدة قياس الزمن للأمم هي القرن، فما بين نفخ الروح في الجنين إلى أن يولد يعبر عنها للناس بالقرون، أي أنه بعد ستة قرون من مجيء الروح (المسيح) سيخرج إلى الوجود (يولد) أميا فيتعلم (محمد). وهكذا نرى ذلك وقع فعلا، فما بين المسيح ومحمد عليهما السلام ستة قرون (600 سنة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:19 ص]ـ
أبو علي
سلام الله عليك
تغيب ثم تأتي بالغرائب
لا أظن أنه يستقيم لك ما ذكرت لأننا نرى الإنسان يولد لستة أشهر من وقت الحمل ويعيش.
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:36 ص]ـ
أبو علي
سلام الله عليك
تغيب ثم تأتي بالغرائب
لا أظن أنه يستقيم لك ما ذكرت لأننا نرى الإنسان يولد لستة أشهر من وقت الحمل ويعيش.
وعليك السلام ورحمة الله.
لا يولد طفل لستة شهور حسب أقوال الأطباء،وإذا ولد فإنه يكمل باقي مدته في أنبوبة، لأنه يكون لا زال خديجا في حجم ضب تقريبا.
كما أن الله تعالى إذا تكلم عن الإنسان فإنه يذكر الفطرة التي فطر الناس عليها وليست الحالات الشاذة.
قال تعالى عن الإنسان: ألم نجعل له عينين، ويوجد من يولد أعمى.
وقال تعالى عن الإنسان: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، ويوجد من الناس من يولد بدون حاسة السمع.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:00 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله.
لا يولد طفل لستة شهور حسب أقوال الأطباء،وإذا ولد فإنه يكمل باقي مدته في أنبوبة، لأنه يكون لا زال خديجا في حجم ضب تقريبا.
كما أن الله تعالى إذا تكلم عن الإنسان فإنه يذكر الفطرة التي فطر الناس عليها وليست الحالات الشاذة.
قال تعالى عن الإنسان: ألم نجعل له عينين، ويوجد من يولد أعمى.
وقال تعالى عن الإنسان: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، ويوجد من الناس من يولد بدون حاسة السمع.
أخي أبا عليّ بارك الله فيك
هذا الفقه من ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما مثال على أن الشريعة الإلهية الغراء قد تلتفت إلى بعض الأحوال الشاذة وتراعيها كل الرعاية لما قد يترتب عليها من سلامة النسل وبراءة الأعراض وطهارة الأرحام .. مسائل العرض يتحفظ فيها ما لا يتحفظ في غيرها ..
أين نحن من ابن عباس في هذا الشأو الذي لا يبارى فيه ولا يجارى ..
اللهم ارض عن حبر الأمة وترجمان كتابها.
وأظن أن النسبة الصحيحة لهذا الأثر هي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولاً.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:44 م]ـ
وأما ولادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فمعجزة من أولها إلى آخرها .. لا يقاس عليها بحال ..
والخبر الذي أورد أن حمل أمه به كان ستة أشهر - إن صح - فلا يحمل أكثر مما يحتمل ..
وظاهر الآيات من سورة مريم أن الفصل الزماني بين إرسال الملك إليها وإتيانها إلى قومها به ليس ببعيد يستغرق ستة أشهر! .. بل هو سريع جداً سرعة معجزة أيضاً ..
فكل الجمل التي قصت علينا مراحل ولادة المسيح عليه السلام متعاطفة بفاءات الترتيب والتعقيب (تسع فاءات):
فأرسلنا إليها روحنا ...
فتمثل لها بشراً سويا ...
فحملته،
فانتبذت به ...
فأجاءها المخاض ...
فناداها من تحتها أن لا تحزني ...
فكلي واشربي ...
فإما ترين من البشر أحداً ...
فأتت به قومها تحمله ...
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:02 ص]ـ
أخي أبا عليّ بارك الله فيك
هذا الفقه من ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما مثال على أن الشريعة الإلهية الغراء قد تلتفت إلى بعض الأحوال الشاذة وتراعيها كل الرعاية لما قد يترتب عليها من سلامة النسل وبراءة الأعراض وطهارة الأرحام .. مسائل العرض يتحفظ فيها ما لا يتحفظ في غيرها ..
أين نحن من ابن عباس في هذا الشأو الذي لا يبارى فيه ولا يجارى ..
اللهم ارض عن حبر الأمة وترجمان كتابها.
وأظن أن النسبة الصحيحة لهذا الأثر هي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولاً.
أخي الكريم عصام، السلام عليكم ورحمة الله.
أتفهم وأقدر الأثر المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو عمل بهذا الحديث:
ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة رواه الترمذي مرفوعا وموقوفا.
تصرف علي رضي الله عنه حل مشكلة لم يكن لها حل إلا درءها بالشبهات، وطبقا للحديث فإن الإمام قد يخطئ في العفو مستندا على شبهة ليست صحيحة ولكن مادامت حلت المشكلة فلا بأس بها، فالخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فهذا التصرف ليس منزها عن الخطأ، فهو تصرف محمود حتى لو كان خاطئا.
نحن يهمنا الحق في هذه المسألة وليس التقييم، فالحق يعرف بالدليل الواقعي والفطري.
وأما ولادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فمعجزة من أولها إلى آخرها .. لا يقاس عليها بحال ..
والخبر الذي أورد أن حمل أمه به كان ستة أشهر - إن صح - فلا يحمل أكثر مما يحتمل ..
وظاهر الآيات من سورة مريم أن الفصل الزماني بين إرسال الملك إليها وإتيانها إلى قومها به ليس ببعيد يستغرق ستة أشهر! .. بل هو سريع جداً سرعة معجزة أيضاً ..
فكل الجمل التي قصت علينا مراحل ولادة المسيح عليه السلام متعاطفة بفاءات الترتيب والتعقيب (تسع فاءات):
فأرسلنا إليها روحنا ...
فتمثل لها بشراً سويا ...
فحملته،
فانتبذت به ...
فأجاءها المخاض ...
فناداها من تحتها أن لا تحزني ...
فكلي واشربي ...
فإما ترين من البشر أحداً ...
فأتت به قومها تحمله ...
أما فاءات الترتيب والتعقيب فهي ليست دليلا على سرعة الحدث والولادة في نفس اللحظة، فكل مرحلة أخذت زمنها الذي قدر الله لها، قال تعالى: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ.
هل الفاءات هنا تدل على اختصار الزمن في لحظة!!
قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.
هل تصبح الأرض مخضرة بمجرد أن تبتل بالماء أم تستغرق زمنا!
إذن يا أخي عصام لا يوجد دليل على مدة حمل مريم عليها السلام أقوى من هذا:
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ...
الآية تتكلم عن الإنسان (على الإطلاق): كل إنسان مولود من أم، وعيسى عليه السلام إنسان مولود من أم، الآية لم تستثن عيسى بل عممت وجعلتها قدرا عل كل إنسان حملته أمه.
ودمت بخير.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[20 Feb 2010, 11:31 ص]ـ
أخي أبا علي حياك الله
وأنا يا أخي مثلك أحاول الفهم وإحسان التوجيه ..
الولادة بعد ستة الأشهر:
أعتقد أن استفراغ الجهد في فهم الأثر أولى من الحكم بتخطئته.
وقبل الحكم بالخطأ لابد من الآتي:
- أن نحكم بأن المدد المختلفة المذكورة في هذا الموضوع: (حولين) (عامين) (ثلاثون شهرا) = غير مراده لله تعالى: وخلاف هذا تحكم يحتاج دليلاً.
- أن نتأكد أن الحكم صادر لدرء شبهة فقط .. وهذا غير صحيح .. فلم تكن الشبهة وحدها هي الدافع إلى هذا الاستنباط .. : وخلاف هذا مصادرة عن المطلوب.
- أن نثبت استحالة ولادة أي مولود في ستة أشهر مستهلاً صارخاً أي حياً يتنفس: وخلاف هذا وهم مخالف للواقع (النادر).
ولادة عيسى:
في الحالة الطبيعة نجد القرآن يذكر (ثم) التي للتراخي:
(قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شا أنشره) ..
(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
فأين هي يا أخي في قصة ولادة المسيح عليه السلام.
ودمت بخير ..
والله من وراء القصد.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:18 م]ـ
جاء في الدر المنثور (3/ 356):
أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله:
((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام))؛ يقول: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به.
(ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا)؛ يقول: ; شاكا.
(كأنما يصعد في السماء)؛ يقول: كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه.
هل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما هذا لقوله تعالى:
((كأنما يصعد في السماء))
= هل هو متوافق مع الكشف العلمي الحديث تماماً أم أشمل دلالة أم أضيق؟.
أم هو متناقض لا يلتقي معه بحال؟.
وهل التصعد في السماء مذكور في مواضع أخرى من القرآن؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل تعرفه العرب في شعرها.
وما أنواعه إذا كان؟.
وما هو منها؟.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:30 ص]ـ
ليس السكوت عن هذه الأسئلة مما يليق ..
وليس فيما قيل كفاية .. في شبيهين عظيمي الأهمية والدقة في الآية، وهما الإيمان والكفر من ناحية وامتناع التصعد في السماء أو جوازه من ناحية ثانية ..
فما زال هنا متسع للكلام المتأتي من التدبر ..
وأضع السؤال الآنف وجوابه هنا تحت هذا الموضوع (المأثور والتأويل) مثالاً على جواز القياس على مذهب التأويل عند السلف الكرام أو عدمه ..
وللإجابة لابد من قراءة هذه النقاط مجتمعة، وهي:
- تفسير ابن عباس وعمر تفسيرٌ ليس فيه تقصير عن فهم مراد الآية من جهة الهداية للمؤمن والإضلال للكافر والأجواء المصاحبة لهما .. فالتفسير مفهوم واضح ..
- واضح أن ابن عباس هنا يتأوّل ولا يأثر، وأما عمر فرجع إلى الراعي المدلجي اليماني .. (ما تقولون أو ما تكون الحرجة؟) .. ؛ لاستكمال الفهم المطلوب .. ولعله مما أخذه ابن عباس عن عمر.
- والذي يقول فيما نقل عن ابن عباس برفعه إلى المعصوم = مطالب بالدليل.
- فهم ابن عباس وعمر رضي الله عنهم لا يتعارض مع الفهم الحاضر .. إلا إذا قلنا بتعارض السماء في زمنهم مع السماء في زمننا، ولا تعارض بينهما .. مازال التصعد فيها محرجاً مكلفاً كما كان أو قريباً، وما زال الضيق يلاحق وسائل الصعود ويعنت الآلات ويتلف الأموال والأنفس والثمرات ..
- وإذا شئت التنظير بينه وبين تحد آخر- وهي لم ترد بصيغة تحد هنا وإن كانت تستلزمه- فأقول:
هو مثل أن يقال لك في التحدي: إنك لن تخرق الأرض، فإذا أنت تجوب بالآلات حفرة ضخمة تجاوز الكيلومترات عمقاً .. ثم تعجز عن ذلك الخرق إلى منتهاه .. والذي هو محل التحدي .. والذي هو هو العجز ..
أليس هذا إعجازاً؟. هو إعجاز كما أن القرآن بكل ما فيه معجز كل الإعجاز .. أحسب أنه لا أعظم من قول بعضهم: هذا ليس إعجازاً .. وأكبر منه قول من يقول: هو ليس معجزاً ..
- خلاصة التفاسير السابقة = (امتناع الحصول) .. والتصعد لا زال ممتنعاً على كل إنسان من جهة أنه مجرد من أدوات الصعود .. ومن جهة أنه لن يبلغ غاية السماء ..
- في التفسير المعاصر لا زلنا مع معهود العرب في تفهم التراكيب .. فما هو إلا تخصيص عام أو تفصيل مجمل .. ولا نكير في هذا .. أما المفردات ودلالاتها فهي هي.
- تمثيلات القرآن المفردة أو المركبة إثباتاً أو نفياً – ومنها تشبيهاته- عميقة الدلالة على المعنى وذات خصوصية في الدلالة عليه، وهي داخلة في الأمثال القرآنية في قوله تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) .. وإخراجها من مدلول هذه الآية الكريمة رهن بالحجة.
- والأغلب في الأساليب العربية البليغة حذف وجه الشبه لأن المشبه به واضح في توصيل العلاقة بين الشبيهين .. كآية الأنعام هنا (كأنما يصعد ... ) .. بل كل حذف بلاغي يدفع الذهن البشري إلى تطلب أوجهه المحتملة ..
- حذف وجه الشبه هنا يأذن للذهن أن يذهب في تقديره كل مذهب .. وليس أحد بأولى من أحد - في الجملة - في اكتشافه، ما كان ذلك الاكتشاف في دائرة السياق العام ولم يبعد عن دائرة النص، ولم يتناقض مع معناه .. ومحاولة استبعاد أوجه شبه محتملة للأسلوب وسائغة ورائعة أحياناً = تحكم جامد لم يألفه ذوق العرب .. ونعوذ بالله منه.
وهذا هو محل النزاع (إخراج أوجه شبه محتملة) .. وبسببه تنقلب الدعوى على صاحبها .. ويطالب بالجواب عن: لماذا تقيد طرائق البحث في أوجه الشبه؟ وقد أطلقها الله عز وجلّ؟.
- فهم العرب لأوجه الشبه المحتملة بين الشبيهين وارد؛ لأنه الأصل في إقامة الحجة عليهم، وإن غابت عنّا الآن لبلادة حسّنا البلاغي، ولم يؤثر عن العرب لاستغنائهم عن التعبير عنه .. بخلاف عدم فهمهم لها .. والوجه المعبر عنه منها، وهو الامتناع، هو أيسرها وألصقها بالآية وأعونها على فهم المثل .. وهذا لا ينفي ورود الأوجه الأخرى .. كيف والقرآن حمال أوجه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- هل يجوز لنا أن نعمل مفهوم المخالفة هنا، بأن التصعد في السماء امتنع لأن أسبابه لم تتوفر للصاعد كما لم يتوفر سبب السعادة للكافر بامتناعه عن تقبل الهداية، في حين أنه يجوز لمن أخذ بأسبابه كأخذ المؤمن بأسباب الهداية التي تجعل الضنك فسيحاً والكرب فرجاً والفقر غنى .. وهذا المفهوم المخالف لازم قد يرد على هذا التشبيه المجمل؟. ونعلم أن التشبيه اقتصر على وصف حال صدر الكافر الضيق الحرج .. ولم يعرض لصدر المؤمن المتسع بل قال: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) فذكر سعة الصدر فحسب، ولو طردنا التشبيه عليه لقلنا: (فكأنما ينطلق في السماء الواسعة بلا قيد) .. كما يصعد الكلم الطيب ويرتفع العمل الصلح .. والله أعلم. ألا يمكن هذا؟.
غير أنها لم تذكر لأن صورة الانطلاق المطلق في السماء غير ممكن على إطلاقها هذا .. فحذفت لتكون بلاغة من بلاغة القرآن أيضاً فيما يذكر وفيما يحذف ..
- ليس الصعود إلى السماء ممتنعاً امتناع استحالة .. بل هو وارد بأنواعه في القرآن والسنة ووارد في الشعر العربي الجاهلي (مع استثناء حالة المعراج لأنها معجزة خارقة ولا أريد أن أقحمها في القياس هنا والطرد):
* (فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية) الأنعام.
* (أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه) الإسراء.
* (فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى .. ) القصص.
* (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى) غافر ..
* (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان).
* (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) المعارج.
* وجاء في تفسير قوله تعالى: (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم): قوله عليه الصلاة والسلام: " والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجالٌ من فارس ". والثريا: نجم في السماء المنظورة بالغ العلو. ولا حاجة إلى تأويل التناول هنا لأنه ورد في بعض الروايات: " لذهب .. ".
أخرجه الترمذي (فضل العجم) وحسنه، وأحمد في المسند (لو كان العلم) والحاكم في المستدرك وابن حبان في الصحيح وأبو يعلى في مسنده.
* وقال زهير بن أبي سلمى:
من هاب أسباب المنايا ينلنه .. ولو رام أسباب السماء بسلمِ.
ولو كان الامتناع مستحيلاً من كل وجه (والامتناع لا يعني الاستحالة) لما أقسم عليه النبيء صلى الله عليه وسلم .. ولا أخال النبيء صلى الله عليه وسلم يغرق في المبالغة إلى حد مبالغات الشعراء.
- العبرة بطلاقة اللفظ لا بخصوص التفسير الزمنيّ المرتبط بالرأي .. وهي قاعدة قوية من قواعد فهم القرآن وفهم كل كلام .. والخطاب القرآني (هنا) آنيّ طليق متجدد الإفادة في كل تلاوة .. يجادل صاحبه كما يجادل عنه .. وليس كتاباً تاريخياً مقيداً، وإن كان ذلك التاريخ الموافق لتنزل القرآن ليس ككل تاريخ .. هو تاريخ منظور إليه بكل عناية في فهم القرآن ..
- يجب أن نقر أن الآية ذكرت أن الصعود في السماء يسبب ضيقاً كضيق الكافر من تقبل الهداية .. وأن الصعود في السماء أوضح في الدلالة على الضيق من دلالة ضيق صدر الكافر وحرجه من الهداية؛ لأن المشبه به أوضح للمخاطب من المشبه، هكذا ينبغي أن يكون.
- لا نلتفت - في بدء الأمر - كثيراً إلى سبب ذلك الضيق .. إلا إذا قارنا بين سبب الضيق والحرج في الصدر من الكفر، وهو مرحلة متأخرة عن حصول الضيق، وهو عدم دخول نور الهداية بسبب ضيق الكفر .. وسبب الضيق والحرج من التصعد، وهو بسبب قلة ضغط الهواء الذي يضيق أسباب النفس.
- لو رتبنا النظر في وجه الشبه على درجات بحسب الأهمية للمخاطب لكانت كالآتي:
= الدرجة الأولى (المتبادرة): هي الامتناع.
= والدرجة الثانية: نوع الامتناع. وهو ليس امتناع استحالة ..
= الدرجة الثالثة: أسباب ذلك الامتناع. وهو مقيد بالطاقة البشرية ..
وهي شبيهة بالعلل الأوائل والثواني والثوالث .. والمعول على الأولى ولا شكّ .. ولا إلغاء إلا بشهادة شرعية تلغي مصلحة الإثبات.
وكلها - والله أعلم - داخلة في عموم ألفاظ كلام الله ولوازمه، لأن لوازم الكتاب مقصودة، بخلاف لوازم كلام الناس.
- لا زالت كتب التفسير لا تنتهي عن إيراد ما يستملح من معان قريبة من دلالة الآية أو بعيدة عنها .. ولا نكير ولا تهمة ولا تحكّم ..
- وكل يعرف أن القرآن فيه من المعاني المكنوزة أضعاف ما يظنه قراؤه العقلاء .. فلا داعي لحجر الواسع عليهم فيما دعاهم الله إليه من التدبر والاعتبار وإنعام النظر فيه حالّين مرتحلين ..
والله أعلم ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2010, 01:43 ص]ـ
مدارسة علمية جميلة فتحت أبوابا عديدة من العلم والفهم ..
ومثّلت أنموذجا لأدب النقاش ..
وفقكم الله جميعا.(/)
الإجماع في التفسير
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Feb 2010, 11:17 م]ـ
اذا نقل الإجماع في تفسير كلمة أو أية وثبت الإجماع فكيف يسع من علم الإجماع الخروج عليه؟
الإن هذا الإجماع إن كان متعلق بأصل من أصول الدين كان الخروج عنه هدما لذك الأصل. وقد خرج أناس من هذا الدين بمخالفتهم لهذا الإجماع:
-فالأحمدية "القاديانية" خالفوا الإجماع المتعلق بختم النبوة والرسالة بتأويلات باطلة للآيات والأحاديث. فأحدثوا في الدين فتنة عظيمة.
-ومن يتبع بعض الأفكار الهدامة أمثال الشحرورية ومن أمثالهم خرجت منهم طوام أغلبها مكفرة. كإنكار الصلاة المعلومة بالدعاء وبعضهم جعلها بالحركات والخضوع وانكار الزكاة والجن والملائكة. بل وصل الأمر ببعضهم أن أنكر ان العرب هم العرب وقال أننا بنوا اسرائيل!!!!.
ولا شك أن كل فتنة حصلت في أيات الصفات كان سببها خرق إجماع في تفسير كلام الله أو إحداث بدعة لا زالت الأمة تإن من أثرها.
-فالجهمية خالفوا الصحابة في فهم الأيات فابتلوا بإنكار الصفات حتى أصبحوا يصفوا الخالق بما لا ينطبق الا على العدم.
-والأشاعرة قالوا مذهب السلف أسلم وزعموا أن مذهبهم أحكم ومع هذا وجدنا حيرتهم واختلافهم. فلم يكن هذا من الإحكام لأن الإحكام يتطلب الفهم الدقيق الخارج عن الإختلاف والبعيد عن التردد الذي أصله الحيرة.
-والإمامية زعموا ان القران لا يفسر كما فسره الصحابة. ولكنهم زعموا أن القرآن لا يعلمه الا المعصوم. ثم خرجوا بمقالة المعصوم كلامه صعب مستصع .. ثم قالوا الراد على الفقيه المتبع لأهل البيت إنما هو على حد الشرك بالله تعالى!!!!.
-وبعض المعاصرين فسروا الخالق بأنه الطبيعة نفسها جريا على آثار خطى الملحدين من الطبيعيين والفلاسفة
ثم إن كان هذا الإختلاف يتعلق بفرع من فروع الدين فإنه:
-إما يتعلق بالعبادات: فيكون الخارج عن قولهم تعبد الله بما لم يتعبد به أحد من أهل القبلة فيكون محدثا في دين الله ما لم ينزل به سلطانا.
-وإما أن يتعلق بمخصوص معلوم فهموا المراد منه ولم يحدث خلاف فيه.فإحداث قول يخرج عن إجماعهم انما هو خلاف وصف الله عز وجل للقران:
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ " [آل عمران/7] فأغلب الكتاب محكم يفهم بسهولة ويدخل المعنى المتحصل ذهن السامع ويخرج منه بالفهم المطلوب منه:
"وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ " [البقرة/99] ولم يكن كفرهم إلا بعد فهمهم ما يخاطبهم هذا القران "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس/15] وما طلبوا تبديله الا بعد أن علموا ما يطلبه منهم. وبعد ذلك أحدث هؤلاء وسيلة جديدة وهي اللغو: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت/26] فلذلك أمرنا الله بخلاف فعلهم:"وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف/204]
وقد حذرنا نبينا عليه الصلاة والسلام من هؤلاء:
"سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ"صحيح مسلم - (ج 1 / ص 23)
واغلب من يدعي العقل والتجديد حقيقة يذهب عن ذهنه أمور:
-أن التجديد هو اعادة القديم بإزالة الرواسب المتراكمة على أصل الشيء والتجديد لا يعني الإبتداع.لذلك يسمى كل عالم ممن أحيا السنة وأمات البدعة مجدد بينما يطلق على من ظن أن القديم لا يناسب الحديث وزعم أن من قبله من الصحابة والتابعين على باطل أنه مبتدع.
-أن العقل لا يعني الفهم المحدود للشخص. لأن العقل هو ما يتفق عليه العقلاء دون خلاف أنه من الممكنات أو المستحيلات أو الموجودات.والخلط يكون عند من يظن أن فهمه المتعلق برواسب تعليمية هو العقل.
-ان العقل قد يدرك حكمة في الشيءوقد يغفل عنها. وأن مجاله هو إدراك أن الخالق واجب طاعته.قبل أن يدرك الحكمة من الشيء:"وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ" [الأنعام/121] فالشياطين تأتي أوليائهم وتقول لهم ما الفارق بين لحم من ذكر اسم الله عليه ومن لم يذكر اسم الله عليه؟ فمن أطاعهم فقبل أكل ما حرمه الله أشرك بحكمه تعالى. والعقل يدرك أن طاعة الخالق هي الأصل لا تغير صفة المأكول.
-أن العقل يحيل أن يكون اللاحق اذا خالف السابق على صواب الا اذا كان السابق على خطأ. فان كان الخالق عز وجل كفل بحفظ الدين استحال ان يحدث ذلك الا وأن تكون طائفة محافظة على الشرع. وانتفاء هذه الطائفة ينفي حفظ الدين , وبذلك ينفي العقل أن يكون المخالف للسابق فيما كانوا عليه إلا مخالفا لهم لذلك بين الله هذ القاعدة عندما أخبر نبيه أن يقول للمشركين:
"وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" [سبأ/24]
أما فيما لم يثبت فيه إجماع للصحابة ومن بعدهم فلا يخلوا من معرفة لكل الأقوال أو عدم المعرفة بذلك. وعند المعرفة لا يجوز الخروج على الأقوال المنقولة والتي لا يعلم خلافها لان الخروج عن هذه الأقول هو خروج عن الاجماع ان التفسير لا يحتما الا هذا أو ذاك ....
والحال الثاني الأسلم هو أن يتبع المشهور الذي تلقته الأمة ويطرح الذي اندثر من أقوال. لأن اندثار هذه الأقوال دليل على فسادها لأن الله كفل بحفظ الدين.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:22 ص]ـ
هذا الطرح العلمي الرصين نادر، وقل من يتذوقه ..
جزاك الله خيرا ونفع بك.
وحبذا لو كنت أضفته إلى موضوع من مواضيع ما يسمى بالإعجاز، وموضوع: الحق لا يخرج عن قول السلف، وما شابه ذلك من المواضيع.(/)
ملتقى أهل التفسير (الواقع والمأمول)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[13 Feb 2010, 06:24 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
وبعد:
فمن الملحوظ في هذه الأيام أن ملتقى أهل التفسير أصبح يعج بالموضوعات (الساخنة) وإن شئت فقل: (المُحرِقة)، وكثر في بعضها شتام وسباب صريحان، وبعضها اتهام للمنتدى ورائديه ومشرفيه بالضعف العلمي أو المداهنة أو سوء الطوية!!!.
وأين ذلك من إخبات أهل القرآن وورعهم وحلمهم.
والمأمول أن يكون المنتدى بمنأى عن هذه المهاترات التي لا تفيدنا فائدة علمية نرجوها من الاطلاع على هذا المنتدى وأمثاله.
والمأمول من كل كاتب (ومنهم أنا) الترفق في العبارات، واختيار أنسبها، وأوفاها بالمقصود، مع احترام القراء الكرام.
كما أن المأمول من كل قارئ (ومنهم أنا) الإغضاء عما يسوء، وحمل المقال على أحسن وجوهه.
وإذا وجَّه أحد إليك أخي القارئ نقداً لاذعاً فالذي ينبغي عليك -في نظري- أمران:
1 - حمل الكلام على أحسن وجوهه.
2 - أن لا ترد عليه إلا بقدر ما تنفي التهمة عن نفسك (إذا اتهمك بأمر عظيم). أما خلاف ذلك فأستحسن ألا ترد عليه؛ لأنك بذلك تحسم النقاش، ولو رددت عليه لعاد فرد عليك، ولن يتنهي الأمر إلا بشحناء، وهذا ما لا ينبغي.
وأختم قولي هذا بوصفين وصف الله تعالى بهما عباده المؤمنين:
ألم يصف الله تعالى المؤمنين بأنهم (أذلة على المؤمنين)، ما معنى (أذلة)؟؟؟
وألم يصف الله المؤمنين بأنهم (إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً).
وأملي، بل أمنيتي التي أتمناها أن يصبح هذا المنتدى أبحاثاً علمية منتقاة في صميم التخصص، يطرح فيها كل باحث ما وصل إليه، أو حرره، أو معلومة قيمة وقف عليها، أو نسخة فريدة من مخطوط وقعت بيده. أما ما خلا ذلك من نقاشات تنتهي بما لا يسر النفوس فأمر أعتقد أنه ليس من مطالب مؤسسي هذا الملتقى المبارك، فليس التكثر بالموضوعات أو بالردود مطلبَهم، ولكن الجِدةَ والتحرير والتنقيح هي مبتغانا ومبتغاهم.
وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Feb 2010, 02:15 م]ـ
أيد الله بك الحق وبالحق أيدك، وكسر بك شوكة الباطل وعن الباطل صرفك، مع أني لا أخالفك في قولك بل أشد على يديك، إلا أن لي رأيا لا يبعد عن رأيك كثيرا، وإن كنت أشرت إليه في صفحة سابقة، فأنا أعيد بعضه هنا وأضيف إليه:
(بأن الذي يصطاد السمك لا يقصد الماء الراكد، وإنما يتجه إلى الجداول والأنهار أو البحار، وحقيقة فإن المخالف لك في الرأي، لن تعدم منه فائدة، فإما أن يؤكد الحق الذي لديك، وإما أن يكشف لك جوانب كانت خافية عليك، وإما أن يأذن الله فتكون هدايته على يديك ... ، ولو لم يكن إلا إثارته في نفسك دوافع البحث والمذاكرة لكفى، فابحث عن الثراء دائما في الاختلاف العلمي فما هو إلا من آثار الرحمة، ولنبتعد جميعا عن الخلاف لمجرد الخلاف).
وظني أن مثل هذه الموضوعات الساخنة التي أشرت إليها تحرك ماسكن، وتحيي روح النقاش والفائدة، مع خلقها جوا علميا يحبذ المار أن يجلس إليه ويرى، وهي وإن كان بعضها ليس عليه آثارة من علم، أو مسكة من حلم، إلا أنه ربما كان هذا هو الوسع والطاقة، والجود من الموجود.
والتحرير الذي أشرت إليه لا أظنه يسهل تقصيه في مثل هذه الصفحات، لضيق الوقت الذي تستنزفه الكتابة لمثل هذا، فحسب الكاتب أن ينصف من نفسه، ويبين عن مراده، ويبحث عن الفائدة هنا وهناك، وهو متى كان مطلبه الحق سهل الأمر، وقصر الطريق واستفاد الجميع.
وأما إن كان غير ذلك فأول خاسر من دخل معه في حوار، أو مد له في شبهة لا يعلم مبلغ تفريخها ومنتهى مداها أحد من الناس، ورحم الله من سبق من سلف هذه الأمة، فقد قطعوا الطريق على كثير من أهل الزيغ والضلال، لا بترهيب من سلطان أو بتخويف من سجان، وإنما بردود علمية تنسف الباطل وتلجم المبطل، ولعلك تنشئ هنا بفضل علمك ما لا يخفى من قيامهم في ذلك خير قيام، فلن أستطيع أن آتي على تعدادهم فضلا عن الوقائع التي بينوا فيها أو ناظروا أو ردوا أو جلسوا وناقشوا، من لدن الصحابة الكرام رضي الله عنهم مرورا بالتابعين ومن تبعهم بإحسان حتى يوم الناس هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن لم يكن لي في هذا الملتقى أكثر من رأيي، إلا أني أتشوف دائما لسماع الرأي (العلمي) الآخر مهما كان، مهما كان، فلا بأس بذلك حين يكسر بعض مالديك من تقاليد علمية موروثة، إن كانت لديه مكنة، أو حجة تكشف شبهة، وإلا فحلتك عليك، ولن ينازعك ضعيف في أخذها، فإن رأيت حلة أبهى وأنقى، أو أعدت حياكتها لتكتسيها حلة بهية من جديد.
وهذا لا يعني أن يتتبع المرء مواطن الفتن معاذ الله، أو يفرح بقول مبتدع نبرأ إلى الله، أو يسوغ للعامة سماعه، فضلا عن الدخول فيه، فليس هذا من علم العامة فيما قل منه أو كثر، بل هو يفسد منهم ما أصلحه المصلحون، ويثير منهم ما رام المبطلون، ولكن ليس من آمن إيمانا مفصلا كمن آمن إيمانا مجملا، وليس من ادعى علما وفهما، كمن صدق دعواه بدفع الشبهة عن علمه وفنه، وهي خصلة اشترطها الشاطبي رحمه الله في العالم وأضاف لها أربع خصال، ليراجعها من شاء في الإفادات.
وهذا كله يجب أن لا يقبل إلا بمحكمات من أهمها:
أساس / أن يكون هناك أصلا يحتكم إليه، ويذعن لحكمه، فمتى كانت الشبهة باطلة من أصلها بحكم الأصل قصر الطريق.
شكل / أن يكون نقاشا علميا يلتزم فيه المناقش بآداب النقاش العلمي، والتي صنفت فيها المصنفات، أما أن يأتي بكبر وزهو وتسفيه للآخر ولرأيه، فهذا أول دلالة على أنه طالب شهرة لا طالب حق، فلا يجعل له المناقش من رقبته سلما يرتقي عليها في مبتغاه وباطله، فيكون في الإثم شريكه وفي نشر بدعتة وزيره.
وبعد فلا بأس أخي الكريم فلي مدة عن الملتقى وأراه يجدد نفسه، فدعه ينشد طريقه ويستعيد بريقه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وهي فرصة للقائمين على الملتقى، كي ينتهزوها ويوظفوها في التجديد والتطوير، وإن كنت لا أشعر إلا بأخي الدكتور عبدالرحمن وفيه الخير والبركة، إلا أن الأمر يستدعي حراكا من الجميع، فاختراف الثمر أو نقش الشوك في النهاية قسمة الجميع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2010, 02:26 م]ـ
كفاني أخي أبو عبدالرحمن بن الشجري المؤنة وقال ما أريد وزيادة، والرأي ما ذكره وعَرَضَه. والاختلاف العلمي باب من أبواب العلم والإتقان لم نتدرب عليه كما ينبغي، ولذلك أصبحنا نؤثر السلامة في الهدوء، ونحن مستمرون فيما ذكرتم أخي العزيز أمين من تلك الفوائد التي ذكرتموها، وهذه معها تحكم البناء، وتدعو للتحقق من الأدلة، وإنما نمنع ما خرج عن حدود الأدب واللياقة بقدر وسعنا وبالتعاون فيما بيننا والمحبة الصادقة للوصول للحق نستمر ونترقى بإذن الله.(/)
كلمة صوتية قصيرة: قبل أن تستدرك على الأئمة الكبار
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:39 م]ـ
http://www.4shared.com/file/215288964/826b3d9a/_____.html(/)
هل ترتضون ذلك المسلك في التفسير؟ (للنقاش)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:44 م]ـ
يسلك بعض المفسرين مسلكا لا أتسرع بالحكم عليه فأضيع فائدة البحث؛ وإنما أطرحه للنظر من قبل طلاب العلم، والمتأملين في كتابالله سبحانه. وأعرض أولا هذا المنهج من خلال استلالي لكلمات للشيخ المفسر عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله، حيث يقول في كتابه قواعد التدبر الأمثل دار القلم ط 2009:
ولما كان من المقطوع به أنه لا يمكن أن تتعارض دلالة قرآنية صحيحة مع حقيقة ثابتة، كان من الواجب متى ثبتت حقيقة ما ثبوتا قطعيا فهم النص القرآني الذي تحدث عنها أو أشار إليها بما ينسجم معها. وبعد هذا فمن الخير أن تشطب الاحتمالات المخالفة التي أوردها المفسرون، هذا بشرط الوصول إلى الحقيقة النهائية علميا. أما ادعاء الوصول إلى الحقيقة النهائية دون برهان قطعي فإنه لا يلغي الاحتمالات المخالفة، بل يظهر الفهم النهائي للنص غير مجزوم به. ص 235
ويقول:
قال أهل التفسير: دحا الأرض بمعنى بسطها وأوسعها.
وقد بحثت في معاني هذه المادة في لغة العرب، فوجدت أن البسط والتوسيع من معاني الدحو، هو الذي أخذ به أهل التفسير، ويمكن حمله على ما يظهر من الأرض لأعين الرائين من الناس، إلا أنني وجدت أيضا من معاني الدحو ما هو أقرب إلى واقع حال الأرض الذي يقرره علماء الهيئة، وبهذا المعنى تظهر إحدى الروائع القرآنية. ص 322
وهو قبله قرر فقال:
ومن الأمور المهمة التي على المتدبر لكتاب الله مراعاتها، اعتماد دلالات الكلمات القرآنية في عصر نزول القرآن، لا وفق ما تطورت إليه الكلمة بعد ذلك في العصور الإسلامية، ولا وفق المصطلحات التي تمت بعد عصر التنزيل، كمصطلحات الفقهاء، وكم يقع بعض المتدبرين في الخطأ لأنه يغفل عن هذا الأمر الأساسي المهم. ص 319
وكما قاله قبل، فقد قاله بعد:
وأؤكد أنه ينبغي الحذر من أن يتأثر المتدبر لكلام الله بمعنى اصطلاحي متأخر عن عصر التنزيل، اصطلح عليه الفقهاء أو الأصوليون أو غيرهم من العلماء في مختلف العلوم الإسلامية، أو أن يتأثر بمعنى شاع في العرف العام بعد عصر التنزيل، فيفهم معنى الكلمة القرآنية على هذا الأساس.
إن من يتأثر بمثل هذا يخرج الكلمة القرآنية عن دلالتها الأصلية، وعن معناها المقصود عند التنزيل.
وينجم عن ذلك الانحراف في الفهم عن المعنى المراد. ص 323
فكيف تقولون في كلام الشيخ المفسر عبد الرحمن الميداني؟ هل ترون فيه تعارضا؟
وهذا المسلك في التفسير قد استعمله الشهيد سيد قطب رحمه الله في ظلاله على سورة الزلزلة، فقال:
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}. .
ذرة. . كان المفسرون القدامى يقولون: إنها البعوضة. وكانوا يقولون: إنها الهباءة التي ترى في ضوء الشمس. . فقد كان ذلك أصغر ما يتصورون من لفظ الذرة
. . .
فنحن الآن نعلم أن الذرة شيء محدد يحمل هذا الاسم، وأنه أصغر بكثير من تلك الهباءة التي ترى في ضوء الشمس، فالهباءة ترى بالعين المجردة. أما الذرة فلا ترى أبداً حتى بأعظم المجاهر في المعامل. إنما هي «رؤيا» في ضمير العلماء! لم يسبق لواحد منهم أن رآها بعينه ولا بمجهره. وكل ما رآه هو آثارها!
فهذه أو ما يشبهها من ثقل، من خير أو شر، تحضر ويراها صاحبها ويجد جزاءها!. .
ألا ترون الصواب أن يقال: بل الذرة هي تلك الهباءة التي كانت معروفة للعربي الذي نزلت عليه الآية، حتى لو اصطلحنا نحن على معانا جديدة لتلك اللفظة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Feb 2010, 08:01 م]ـ
الأخ الكريم محمد رشيد،
1. طالما أن الألفاظ ظنية الدلالة فيمكن اعتبار الحقيقة العلمية مرجحاً لمعنى من المعاني التي يحتملها النص الكريم.
2. دحاها: لا تأتي بمعنى بسطها حتى يضاف إلى ذلك التسوية والتمهيد. فالمعنى أن الله تعالى جعل الأرض ممهدة ومسهلة للعيش. وقد تأتي بمعنى إزالتها عن موقعها. وعليه يمكن أن يكون المقصود: والأرض بعد ذلك أزالها من مكانها ومهدها لتصلح للعيش. وقد يرى البعض إن في ذلك إشارة إلى انفصال الأرض عن الشمس ثم جعلها صالحة للعيش.
أما القول إن دحاها تعني أنه سبحانه وتعالى جعلها كالدحية أي البيضة فغير مُسلَّم، لأن عش الطائر سمي بذلك لأن الطائر يمهده ثم هو يدفع البيض ويُقلِّبه.
3. أما القول:" اعتماد دلالات الكلمات القرآنية في عصر نزول القرآن" فعين الصواب.
4. الذرة: هي صغير النمل، أو هي الهباءة. والأصل في معنى ذرّ النشر في دقة وصِغر، ومن هنا سمي صغير النمل ذر لأنه ينتشر مع صغر، وكذلك الهباء. ولم يصرح القرآن الكريم بأن الذرة هي أصغر شيء في المادة، بل قال:"ولا أصغر من ذلك ... ". أما التعبير المعاصر في كلمة الذرة ــ والتي تتألف من بروتون ونيوترون وألكترون ــ فمجرد مصادفة في الترجمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:20 م]ـ
أخي الكريم محمد رشيد:
لا تعارض في كلام العلامة الشيخ عبد الرحمن حبنكة رحمه الله، فمن المعروف في الأصول أن المعاني لغوية واصطلاحية وعرفية، والاصطلاحية منها الشرعية وهي المعنية في الأصول، ومنها خاصة في كل علم فالطهارة الشرعية تختلف في الاصطلاح عن الطهارة الطبية، وفي التفسير فإن اللغة أصل في تفسير القرآن، وقد تتفق المعاني اللغوية مع الاصطلاحات الخاصة، وهذا لا يعني الانجرار نحو هذه الاصطلاحات، ولكن عندما يلوي المفسر عنق اللغة لتوافق فكرة في ذهنه ويلوكها بقلمه يمينا ويساراً ليطوع اللغة لهذا الاصطلاح فهذا ما يحذر منه الشيخ رحمه الله، وتطبيق هذا الكلام ستجده في كتابه هذا الذي نقلت منه كثيراً لو دققت ومنه هذا المثال الذي طرحه والله أعلم.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:37 م]ـ
الفاضل محمد رشيد جزاكم الله خيرا على هذا الطرح فلعل لي ملاحظة في الموضوع
للشيخ المفسر عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله، حيث يقول في كتابه قواعد التدبر الأمثل دار القلم ط 2009:
(ولما كان من المقطوع به أنه لا يمكن أن تتعارض دلالة قرآنية صحيحة مع حقيقة ثابتة، كان من الواجب متى ثبتت حقيقة ما ثبوتا قطعيا فهم النص القرآني الذي تحدث عنها أو أشار إليها بما ينسجم معها. وبعد هذا فمن الخير أن تشطب الاحتمالات المخالفة التي أوردها المفسرون، هذا بشرط الوصول إلى الحقيقة النهائية علميا. أما ادعاء الوصول إلى الحقيقة النهائية دون برهان قطعي فإنه لا يلغي الاحتمالات المخالفة، بل يظهر الفهم النهائي للنص غير مجزوم به.) ص 235
نقول: أين هي الحقيقة الثابتة والعلم كله نسبي. وإذا كان الأمر كذلك فكيف لنا أن نشطب الاحتمالات المخالفة التي أوردها المفسرون، ونحن لا نتوفر على البرهان القطعي.
ويقول:
(قال أهل التفسير: دحا الأرض بمعنى بسطها وأوسعها.
وقد بحثت في معاني هذه المادة في لغة العرب، فوجدت أن البسط والتوسيع من معاني الدحو، هو الذي أخذ به أهل التفسير، ويمكن حمله على ما يظهر من الأرض لأعين الرائين من الناس، إلا أنني وجدت أيضا من معاني الدحو ما هو أقرب إلى واقع حال الأرض الذي يقرره علماء الهيئة، وبهذا المعنى تظهر إحدى الروائع القرآنية.) ص 322
ولنا مثال واضح على ما أشرنا إليه سابقا، فإذا كان هذا هو رأي الأستاذ المفسر فكيف يرد على هذا الكلام:
يقول الأستاذ عبد الرحيم الشريف - موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة:
( ... وقال بعدها: " يقول تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). وهى آية يتعمد كل (باحث إسلامي أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) فى قاموس هؤلاء (الباحثين) تعنى جعلها كالدحية (وهى بيضة النعامة).
هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة.)
فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها. وقد أطلق العرب اسم (الأدحية) على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها. لأن هذا الطائر لا يبنى عشاً، بل (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه).
ويقول الدكتور زغلول النجار:
(ومنذ أيام ثار بركان في احدي جزر الفلبين فغمرت المياه المتكونة أثناء ثورته قرية مجاورة آهلة بالسكان بالكامل.
وقد يصاحب الثورات البركانية خروج عدد من الينابيع , والنافورات الحارة وهي ثورات دورية للمياه والأبخرة شديدة الحرارة تندفع إلي خارج الأرض بفعل الطاقة الحرارية العالية المخزونة في أعماق القشرة الأرضية.
ويعتقد علماء الأرض أن وشاح كوكبنا كان في بدء خلقه منصهرا انصهارا كاملا أو جزئيا , وكانت هذه الصهارة هي المصدر الرئيسي لبخار الماء وعدد من الغازات التي اندفعت من داخل الأرض , وقد لعبت هذه الأبخرة والغازات التي تصاعدت عبر كل من فوهات البراكين وشقوق الأرض ـ ولا تزال تلعب ـ دورا مهما في تكوين وإثراء كل من الغلافين المائي والغازي للأرض وهو المقصود بالدحو.)
إذن فكيف نشطب الاحتمالات المخالفة التي أوردها المفسرون، شريطة التوصل إلى الحقيقة النهائية علميا، والعلم البشري نسبي، والعلم النهائي عند الله.
يقول المفسر: عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأؤكد أنه ينبغي الحذر من أن يتأثر المتدبر لكلام الله بمعنى اصطلاحي متأخر عن عصر التنزيل، اصطلح عليه الفقهاء أو الأصوليون أو غيرهم من العلماء في مختلف العلوم الإسلامية، أو أن يتأثر بمعنى شاع في العرف العام بعد عصر التنزيل، فيفهم معنى الكلمة القرآنية على هذا الأساس.
إن من يتأثر بمثل هذا يخرج الكلمة القرآنية عن دلالتها الأصلية، وعن معناها المقصود عند التنزيل.
وينجم عن ذلك الانحراف في الفهم عن المعنى المراد). ص 323
هذا كلام جميل، لكن علينا أن نحذر مما تتضمنه كلمة - المتدبر لكلام الله –
لأن المتدبر لكلام الله لا بد له أن يمر من التفاسير السابقة، وهو ما نسميه بالتفسير بالمأثور: تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ثم تفسيره بأقوال التابعين.
وفي اعتقادي يكون التفسير بالمأثور هو الأساس لكل التفاسير مهما تكن منهجيتها حتى نقارب المعنى القرآني ما أمكن إلى ذلك سبيلا. فإن كان هناك خلاف في المعنى فنتصرف كما تصرف المفسرون السابقون، يقول ابن جزي في مقدمته:
(الثالث: اختلاف المعنى، فهذا هو الذي عددناه خلافا، ورجحنا فيه بين أقوال الناس). وبالتالي فعند ظهور معنى جديد نثبته بعد سرد المعاني السالفة لأئمتنا، مع الإشارة إلى الأدلة الجديدة التي ظهرت حديثا بدون أي تشطيب للمعاني السابقة حتى يتبين التطور الحاصل في التفسير وذلك حسب تطور الآليات الجديدة في البحث العلمي.
وبهذه المناسبة ومن هذا المنبر أتقدم بتحية إكبار وإجلال لكل الذين يساهمون في هذه المرحلة التأصيلية للتفسير وعلوم القرآن في العالم الإسلامي، وأخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر، الدكاترة الباحثين والرواد منهم: عبد الرحمن الشهري، مساعد حمد الطيار، احمد بزوي الضاوي، خالد السبت، حسين الحربي وغيرهم كثير ... الذين يسهرون على أن يكون لهذا العلم مكانته اللائقة به حتى نكون ألصق بكتاب ربنا ونأخذ المشعل من جديد في عالم بعيد عن كلام الله، مما جعله لا يزيد إلا خسارا وتدهورا فضلا عن حال المسلمين الذين نرجو أن يرد الله بهم إلى الطريق القويم، طريق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
إن الصحوة الحقيقية تبدأ بفهم كتاب الله والعمل به، ولا يكون ذلك إلا بالمنهجية العلمية الصحيحة التي علينا أن نحرص عليها بكل الوسائل الممكنة.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 10:43 م]ـ
لماذا لا يكون قول الله تعالى:
(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)
هو عينه تفسير قوله تعالى:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:14 م]ـ
ولماذا لا يكون ذلك المترجم الذي ترجم اسم ذلك الجُسَيْم المتناهي الصغر عالماً حاذقاً فتح الله عليه في ساعة صفاء؟.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Feb 2010, 04:11 م]ـ
لماذا لا يكون قول الله تعالى:
(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)
هو عينه تفسير قوله تعالى:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)؟
وجهة نظر جديرة بالتأمل، وأرى أن السياق يوحى بذلك بالفعل
فتح الله عليك أخى حجازى الهوى
عفوا، بل أخى أبو سعد الغامدى
ومعذرة، فلا يزال الاسم القديم عالقا بذهنى!!
وسعداء بالتعرف عليك أخانا الحبيب
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Feb 2010, 04:20 م]ـ
ولماذا لا يكون ذلك المترجم الذي ترجم اسم ذلك الجُسَيْم المتناهي الصغر عالماً حاذقاً فتح الله عليه في ساعة صفاء؟.
هذا هو ما أراه أنا أيضا
وقد سبق وأن عبرت عن ذلك بالتفصيل فى موضوع: ((قول متوازن فى مسألة الاعجاز العلمى)) الذى كتبه الأخ البيراوى منذ بضعة أشهر، وقد شاركت فيه بأكثر من مشاركة أبنت فيها عن رأيى فى لفظ (ذرة) وهذا هو رابط احداها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=87988&postcount=8
ـ[جمال السبني]ــــــــ[14 Feb 2010, 05:40 م]ـ
قال الشيخ المفسر عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله
وجدت من معاني الدحو ما هو أقرب إلى واقع حال الأرض الذي يقرره علماء الهيئة، وبهذا المعنى تظهر إحدى الروائع القرآنية
تُرى ماذا قصد الميداني من هذا الكلام؟ ما هو المعنى الذي وجده لمفردة (الدحو) ويقرب من واقع حال الأرض الذي يقرره علماء الهيئة؟
يبدو لي كلاما ضبابيا.
ولا نجد لمفردة (دحا) وكذلك (طحا) إلا المعنى القريب من (البسط) و (التسوية).(/)
ماهو دليل التنبيه للصلاة.؟!
ـ[سعد العتيبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 06:02 م]ـ
((بسم الله الرحمن الرحيمـ))
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن المسلم يتعبد الله تعالى بماشرعه نبيه صل الله عليه وسلم , ليس بما يستحسنه بعقله ,وفكره , فالعبادات توقيفية, إلاأن بعض الناس يحدث في دين الله تعالى من البدع ما يزعم أنها عبادة , قد دل عليها الدليل , ولكن لما يتأمل الفقيه في دين الله يجد أن تلك العبادة لا أصل لها في الدين ,والبدع إ نما تنشأ عن الجهل , واستحسان من عقول اصحابها, وأهل الأهواء قد يقولون عن بعض السنن التي تخالف أ هواء هم بدعة, يجب منعها ,يقولون ذلك حتى يلبسوا على الناس دينهم , فيصدق ذلك من لاعلم عنده , ولافقه , ومن ذلك مايكتب في بعض الصحف والمنتديات , بقولهم التنبيه للصلاة بدعة, وهذا الغعل لا أصل له , هكذا هم يقولون , يتجاهلون سنة النبي صل الله عليه وسلم , وسنة خلفاءه من بعده ,واليك اخي الكريم بعض الأحاديث الداله على مشروعية التذكير بالصلاة, حتى يتضح لك الحق ,
فقد اخرج ابن جرير بسنده عن انس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان يمر بيت فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر, إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول (الصلاة يا أهل البيت – إنما يريد الله ليذ يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صل الله عليه وسلم, لما كان رديف النبي? حين إفاضته إلى مزدلفة قال جابر (الصلاة يارسول الله) فقال صلى الله عليه وسلم (الصلاة أمامك) واخرج ابن عبد الرزاق أن ابن عمر رضي الله عنه: كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال ابن عمر (فيهم نزل قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) , من هذه الآثار وغيرها مما لم نذكره خشية الإطالة, يتبين للمسلم حرص النبي صلى الله عليه وسلم, وحرص أصحابه رضي الله عنهم, على الصلاة, و عظم شأنها في نفوسهم, وتأكيدهم على فعلها في أوقاتها, ويمكن توضيح ذلك بما يلي:
أولاً: قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالتنبيه والتذكير بالصلاة بنفسه كما فعل مع فاطمة.
ثانياً: قيام أصحاب النبي صل الله عليه وسلم بالتنبيه والتذكير بالصلاة, بدليل تذكير أسامة النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في أول وقتها لعلمه بان الصلاة في أول وقتها من أحب الأعمال إلى الله , ولم ينكر عليه النبي صل الله عليه وسلم ذلك ,وهذا فيه دليل على أن للمحتسب القيام بالتنبيه والتذكير بالصلاة.
ثالثاً: كان الصحابة يغلقون حوانيتهم و يذهبون يؤدون الصلاة في الساجد يقومون بذلك لعظم شأن الصلاة في نفوسهم ,
هذه النصوص دليل على مشروعية التذكير بالصلاة , فالرجل عليه أن يذكر أهل بيته , وجيرا نه , والمحتسب يذكر الناس في أسواقهم ,وطرقهم , وبناء على هذه النصوص فقد اقراء علماءنا في هذه البلاد المباركة من قديم الزمان والى عصرنا التذكيربالصلاة, ولم يقل أحد منهم أنه بدعة, فأين دليل من يبدع ذلك.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته ......
اخوكم ... سعد العتيبي ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:48 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم سعد
قال الله تعالى:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة (71)(/)
تفسير الشيخ المغامسي حفظه الله _ وكلمة حول حال التفسير معاصرا -
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 Feb 2010, 04:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..
خربت هذا التفسير، فألفيته مفيدا جدا بحيث أنصح المهتم عموما بالاستماع إليه .. وإن يحتاج إلى معرفة لغوية في كثير من المواضع.
ومما هو جدير بالذكر أن النصيحة ببرنامج ما أو مادة لا يلزم منه أن تكون تلك المادة هي الأكمل وعلى الصورة الأفضل، وإن كان ذلك من اعتبارات التوجيه إلى تلك المادة، ولكنه غير لازم. فقد نوجه أحيانا إلى ما يتوفر، وإلى حصول أوجه للإفادة يصعب الحصول عليها في غيرها، أو يمتنع الحصول لو بحث عن الأفضل.
والناظر في واقعنا لا يكاد يجد تفسيرا كاملا للقرآن. وفي اتصال قريب مع أحد إخواني من المهتمين بالدراسات الفقهية والأصولية وممن يشاركوني هم الطلب والدراسة، طرحت عليه السؤال:
" نحن يا فلان نشتكي عادة ندرة الفقهاء، بل عن انعدامهم، وعن تلك الفوضى في علمي الفقه والأصول، ولكن هناك - عموما - نوع نشاط يحافظ على وجود جنس هذه العلوم .. ولكن .. أين الآن من يسمى مفسرا؟ .. أين هناك من يجلس في المسجد ويفسر القرآن كاملا؟ .. ولا أقصد به ما قد يتواجد من أن يفسر ويعلم نقله عن تفسير ابن كثير مثلا مع إعادة صياغته، أو يكون شرحا لتفسير مكتوب، كتفسير السعدي أو غيره. وإنما المقصود هو إنتاج من كملت لديه الآلة، من اللغة، والعلم بصحيح المنقول في الآيات وأقوال السلف فيها وأسباب النزول وأحواله والناسخ والمنسوخ .. إلخ، فيجلس للناس يفسر كلام الله لا يشرح تفسيرا لغيره."
هذا أكاد أقول إنه معدوم، ولولا مساحة تركتها احتياطا لضعف إحاطتي وعلمي لجزمت بانعدامه.
فلا نكاد نجد تفسيرا كاملا للمصحف، ولكن نسأل الله تعالى أن يغير هذا الحال.
هذا على خلاف ما نجده في علوم القرآن - كعلوم آلة - فيغزر فيها التصنيف والتدريس، ويستسيغه المدرسون والطلاب. فهل للسوغ النفسي دخل في ذلك الواقع؛ حيث التفسير الكامل والمنتج للتدبر، لكتاب الله كاملا، لا تقدر عليه إلا نفس صبورة، هادئة، متأملة، غير متعجلة القواعد الجاهزة، والتي تحصل سهل جاهزة في علوم الآلة .. الله أعلم، هذا محل نظر وتأمل لعلي أقف على أسبابه إن فتح الله عليّ بذلك.
وفي فعاليات بحثي عن تفسير مناسب، وجدت تفسير الشيخ المغامسي، والذي وقفت عليه بعد ثناء الشيخ الدكتور الطيار، وقلد ألفيته بالفعل جميلا رائقا، وقد استمعت به، وفيه تدبرات رائقة من الشيخ حفظه الله وأكرمه، ولا أقول مثلا غن ما يذكره من التفسير يتميز بكونه اجتهادا خاصا عن التفاسير المكتوبة، أو أن الطالب يحصل منه ما لا يحصله من تفسير مكتوبن ولكنه تفسير، وفيه تدبرات رائقةن بل رائعة، وأرى ضرورة أن يوسع الطالب مسالك تلقيه ومعايشته كتاب الله تعالى، فيجمع بين الاستماع لأهل العلم، وبين القراءة؛ فهو يربي الفكر والروح جميعا، ويرفع عن تفسير كلام الله صفة العلمية التحصيلية، أو الجفاف الكتبي، وينقله خارجا في دروس ومذاكرات وتحاور.
وأنصح كثيرا بالاستماع لهذا التفسير من الشيخ صالح المغامسي، والذي ما عرفته إلا من خلال هذا التفسير وقبله من خلال لقاءات له وقفت فيها على ما يشير إلى دينه وحسن سيرته. والله تعالى يتولى عباده وهم أعلم بهم.
عنوان التفسير على موقع طريق الإسلام - وهو في أصله يبث من خلال قناة المجد العلمية -:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=323&group_id=121
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:56 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ....
ولى سؤال عن تفسير صوتى آخر -للأسف صار مهملاً ولا أجد من يتكلم عنه أو ينصح به (الشيخ متولى الشعراوى)،
فهل هذه المادة ضعيفة من كل وجه؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:19 م]ـ
تصحيح:
خربت هذا التفسير ...
خبرت ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً ....
ولى سؤال عن تفسير صوتى آخر -للأسف صار مهملاً ولا أجد من يتكلم عنه أو ينصح به (الشيخ متولى الشعراوى)،
فهل هذه المادة ضعيفة من كل وجه؟
لا تجد مادة ضعيفة من كل وجه إلا لو كانت عن أشر الخلق! وحتى من تلك صفته يأتي منه الخير ويترك الشر ..
الشيخ الشعراوي رحمه الله عالم لغوي بليغ، وأحسبه من الصالحين رحمه الله ولا أزكي على الله أحدا. ومن يشتط عليه ويقع فيه من المعاصرين لأجل الخلافات في أمور كلامية - عقيدية - فهم لا يقدرون الناس أقدارهم، ولا ينزلوهم منازرلهم، ولا يعلمون قواعد الكلام في الناس، ولا تأدبوا بأدب السلف.
أما تفسيره، أو ما كان منه على القرآن، مما يقال هو ليس بتفسير، فالمسجل منه يختلف عن المطبوع فيما عرفت، حيث يستفيض في المسجل عن المطبوع، وقد شعرت هذا خلال تعاملي مع المطبوع.
على أني أبدي ملاحظة بخصوص ما يتعلق بالتفسير والخواطر والتدبر .. إلخ. وهو أن وجود قدر التفسير ضروري كشرط أساسي لتحقيق الغرض من اي كتاب، سواء كان التدبر أو ما يسمى بالتفسير العلمي .. إلخ.
ومن هنا نعلم أن (التفسير) يختلف عن بقية الأبواب بضرورة تحقق القدر الرئيس منه - الحد الأدنى - وهو الشرط لصحة ما يكون بعده مما يؤلف لأجله الكتاب.
ومن هنا ظهر تنبيه المنتقدين على قضية التوسع المفرط في الإعجاز العلمي، بضرورة التزام أقوال المفسرين وعدم إطلاق العنان للتصورات الكشفية البحتة.
وعليه فيمكن أن نطلق على كلام الشعراوي تفسيرا، من باب احتوائه على قدر التفسير بكل حال.
وإما أن نرد إطلاق الغالب أو الهدف الرئيس، فهنا - كذلك - يجب ألا نغفل عن احتوائه على قدر التفسير، وليس كما يتصور ويشيع أن تخلوا الخواطر أو التدبرات من التفسير كلية. ثم يعتبر ذلك مذمة من وجه للكتاب.
وعلى كل حال .. فمساحات الاستفادة لطالب القرآن مفتوحة، والرياض واسعة، وفي النهاية ملجأه إلى هذا الكتاب المعيّن يحكم به ولا يحكم عليه .. القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 Feb 2010, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ومن الناحية التربوية أيهما أفضل للاستماع؟ تفسير الآيات من شيخ نحسبه من الخاشعين أم دروس الوقفات والخواطر؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:30 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ومن الناحية التربوية أيهما أفضل للاستماع؟ تفسير الآيات من شيخ نحسبه من الخاشعين أم دروس الوقفات والخواطر؟
اعلم أنهما بناء واحد، أحدهما الأساس والآخر ما يؤسس عليه، والثمرة إنما يباشرها ما يؤسس وليس الأساس.
يعني؛ التفسير هو الفهم للمعاني، أي أنك تكشف فقط عن المعنى المراد .. يبين لك المعنى .. تفهم الآيات .. ثم تختلف من بعد التفاسير طولا واختصارا بناء على اختلافهم في حد التفسير .. ولكنه لن يخرج عن كشف معاني الآيات، ولو دخلت فيه بعض علوم القرآن أو حتى علوم القرآن كافة كما هو عند بعض المتقدمين فهو غير مؤثر في بابنا هنا.
ويحصل التفسير - الفهم والكشف والبيان - ولا يكون السبب المباشر للهداية أو الاعتبار.
وحينما كنت أتأمل التفريق بين التفسير والتدبر وقفت على آيات تدلنا على استيعاب المعاندين لمعاني القرآن، بل إن فهم (القرآن العربي) من قبل (العرب الأقحاح) لم يكن هو أبدا مشكلتهم مع الدعوة الإسلامية. ودونك في ذلك الآيات الدالة على نزول القرآن بلسان عربي مبين على عرب يعلمون اللغة، وتيسيره للذكر.
ثم وقفت على ذم الله تعالى للكفار عدم تدبرهم الكتاب! على الرغم من أنهم قد فهموه واستوعبوا معانيه - فهم لا يحتاجون إلى تفسير كما نحتاج نحن، بل هو حجة بنصه عليهم، تقوم الحجة بمجرد تلاوته -.
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
فالتدبر هو السبب المباشر - الملاصق - للهداية، وإن كان الفهم أساسا وسببا بديهيا للتدبر. فالتدبر الصحيح هو ما يؤسس على فهم (تفسير) صحيح.
لذا فالذي أراه - والله تعالى أعلم - أن سؤالك غير وارد؛ ذلك أنه لا تدبر صحيح بلا تفسير صحيح، ومجالس التفسير لا تغنيك عن التدبر الذي هو السبب المباشر للهداية والاعتبار دون التفسير المجرد.
والله تعالى أعلم
وأنصحك مبدئيا بتفسير الشيخ المغامسي .. وأنصحك بالاستغال به حاليا قبل الاشتغال بتفسير الشعراوي رحمه الله ورضي عنه، فهو أقيم وأنفع لك حاليا.(/)
إحداث قول ثالث عند الآمدي وابن الحاجب ــ مساهمة لعلها تفيد
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[14 Feb 2010, 09:21 م]ـ
أمثلة مقتبسة تعين على الفهم ....
هذه الأمثلة مقتبسة بتصرف من كتاب أصول الفقه للخضري، وتتعلق بإحداث قول ثالث:
المثال الأول: توريث الجد مع الأخوة:
اختلف فقهاء العصر الأول فقال قوم يرث الجد ويُحجب الأخوة، وقال قوم يرث الجد مع الأخوة؛ فالقائل بتوريث الأخوة دون الجد محدث قولاً ثالثاً يرفع ما اتفق عليه أهل العصر الأول من توريث الجد. (وهذا غير جائز عند الآمدي وابن الحاجب، لأن هناك إجماعاً على توريث الجد).
المثال الثاني: النية في الطهارات:
افترق فيها فقهاء العصر الأول فرقتين: فرقة تقول بلزومها في جميع الطهارات من تيمم ووضوء وغسل. وفرقة تقول بلزومها في التيمم وحده؛ فالقائل بعدم لزومها في الجميع محدث قولاً ثالثاً يرفع ما اتفق عليه من لزومها في التيمم. (وهذا غير جائز عند الآمدي وابن الحاجب).
المثال الثالث: فسخ النكاح بالعيوب الخمسة: الجنون، الجب، العنّة، الرتق، والقرن، من أهل العصر الأول من قال يفسخ النكاح بها كلها، ومنهم من قال لا يفسخ بشيء منها. فالقائل بالفرق (أي يفسخ النكاح ببعضها دون بعض) محدث قولاً ثالثاً ولكنه لا يرفع ما اتفق عليه، لأنه لم يحصل الاتفاق على أحد هذه العيوب. (وهذا جائز عند الآمدي وابن الحاجب).
المثال الرابع: توفي ــ أو توفيت ــ وترك أم وأب وأحد الزوجين:
قيل للأم ثلث المال كله. وقيل لها ثلث الباقي؛ فالقائل بأنها تأخذ ثلث المال كله مع أحد الزوجين وثلث الباقي مع الآخر محدث قولاً ثالثاً لا يرفع شيئاً مما اتفق عليه لأنه يكون موافقاً كل فريق في مسالة. (وهذا جائز عند الآمدي وابن الحاجب).
وهذا كما نلاحظ في الأحكام الشرعية العملية، والشأن في التفسير أيسر وأوسع.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[14 Feb 2010, 09:50 م]ـ
والشأن في التفسير أيسر وأوسع.
آلتفسير الذي يتحاشى من القول فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ويتورعون من تفسير بعض الألفاظ؟
لعل صواب العبارة (والشأن في التفسير أعسر وأضيق)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:47 ص]ـ
آلتفسير الذي يتحاشى من القول فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ويتورعون من تفسير بعض الألفاظ؟
لعل صواب العبارة (والشأن في التفسير أعسر وأضيق)
أخي الكريم ابا هاجر حياك الله ..
لعل مقصود الأخ سنان - بارك الله فيه - من يسر التفسير هو ما كان مما سوى الأحكام ..
لأن القرآن إما إحكام تكليفية (أوامر ونواه) وإما أخبار ..
أما الأحكام بصيغها المختلفة التي قد تكون محتملة لأوجه فتقتضي العمل .. وهذا يستلزم الانضباط بالقواعد الأصولية واللغوية .. مما يعنى به الفقيه.
واما الأخبار - ولا تكون هنا إلا صادقة- فتقتضي التأمل والتصديق .. ونسب الاحتمال فيها قد تكون قليلة في الغالب أو غير واردة .. وهو مما يعنى به المفسّر ..
ومن هنا كان الفرق في نوع الوظيفة المطلوبة .. ومن هنا تُرى سعة المفسر وضيق الفقيه.
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:44 م]ـ
الأخ الفاضل سنان
المهم هو مأخذ من يحدث قولا ثالثاً.
وليس مجرد إمكانية القول بقول ثالث.(/)
هل هناك إجماع لا يستند إلى نص؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:46 م]ـ
الأخوة الأفاضل
أعلم أن من يقول إن الإجماع حجة وأصل من أصول الفقه يقول أيضا إن أي إجماع لا بد أن يستند إلى نص من كتاب أو سنة وحكاية الإجماع تغني عن معرفة النص.
وسؤالي:
هل هناك إجماع معتبر لا يعرف مستنده؟
ـ[سعد العتيبي]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:44 م]ـ
الاخ ((ابوسعدالغامدي))
جزاك الله خيراً
وارجوا من الاخوان افادتكـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد ..
الشيخ الكريم، جزاكم الله خيرا ووفقكم لعلم نافع وعمل صالح.
اعلم ابتداء أن أصول الشرع هي النصوص من كتاب الله تعالى، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وإلى هذين الأصلين يرجع الأصلان؛ الإجماع والقياس، وهما يذكران في مصنفات أصول الفقه مع الأصلين الأولين، فيقال: (اصول الشرع الكتاب والسنة وإجماع الأمة والقياس) ثم يرجع القياس إلى الأصلين من خلال الإلحاق بالعلة فيتم توسيع مدلول النص بإخراجه من القصور على المنطوق إلى تعدية مناطه.
وأما الإجماع فيذكرون كذلك مسألة (مستند الإجماع) وهي مسألة شهيرة في علم أصول الفقه.
ثم اعلم أن ما ذكرته في سؤالك فهو يحتمل أحد معنيين:
- إما أن يراد به عدم الرجوع إلى النص من كل وجه. فيبنى على محض الرأي، وهو الرأي الذي يتمحض عن غير هدي من كتاب أو سنة. فاعلم أن هذا لا يتحقق بحال، ولا يتصور إجماع هذا أصله.
- وإما أن يراد به عدم الرجوع إلى منصوص النص أو منطوقة؛ وإنما يرجع إلى النص من وجه آخر هو (القياس) فهذا متصور تحققه. وهي المسألة التي تعرض في علم أصول فقه بعرضهم مستند الإجماع وهل يصلح أن يكون هو القياس.
وهذا جائز تحققه، فيكون إجماعا عن قياس؛ لأنه ليس استنادا إلى غير نص، وإنما هو استناد إليه من وجه القياس.
ومن هنا فينبغي أن نؤكد في شروحنا لعلم الأصول على ضرورة تفهم القياس جيدا؛ لأنه سينبني عليه فهم مسالة مستند الإجماع. فإن لم يتفهم الطالب القياس، وأنه ليس خروجا عن مدلول النص، وإنام هو توسيع لمدلوله، فإنه سوف يقع في إشكالية كبيرة في مستند الإجماع؛ حيث يتصور أن استناد الإجماع إلى القياس هو استناد إلى غير نص، فيشكل عليه تصور المسألة ويحير.
ومما سبق تعلم أنه يتصور عدم معرفة نص الإجماع، ضرورة إمكان ابتناء الإجماع على قياس، ولا يعلم أصل هذا القياس. بل الغالب في المسائل المنقول فيها الإجماع عدم الوقوف على مستندها. وهنا تظهر قيمة الإجماع.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:38 م]ـ
[ align=center] ومما سبق تعلم أنه يتصور عدم معرفة نص الإجماع، ضرورة إمكان ابتناء الإجماع على قياس، ولا يعلم أصل هذا القياس. بل الغالب في المسائل المنقول فيها الإجماع عدم الوقوف على مستندها. وهنا تظهر قيمة الإجماع.
والله تعالى أعلم.
بارك الله فيك أخي الفاضل محمد
كيف يكون قياس دون أن يعرف الأصل المقيس عليه؟
قولك:"بل الغالب في المسائل المنقول فيها الإجماع عدم الوقوف على مستندها" ربما يصح في الإجماعات الوهمية.
وإليك هذا المبحث لعله يثري النقاش في المسألة:
"لمسألة الخامسة: مستند الإجماع
والكلام على هذه المسألة في نقاط ثلاث:
أ- اتفق جمهور الأمة على أن هذه الأمة لا تجتمع إلا بدليل شرعي، ولا يمكن أن يكون إجماعها عن هوى، أو قولاً على الله بغير علم، أو دون دليل.
ذلك لأن الأمة معصومة عن الخطأ، إذ القول على الله بدون دليل خطأ.
ب- الأكثر على جواز أن يستند المجمعون في إجماعهم إلى الكتاب والسنة، بل إن هذا هو الصواب كما قرر ذلك ابن تيمية بقوله: "ولا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها نص"، فلا يجوز عنده أن يوجد إجماع لا يستند إلى نص.
وقد بنى ابن تيمية هذا الحكم على مقدمات عامة وقواعد كلية:
أولاها: أن الرسول قد بين أتم البيان فما من مسألة إلا وللرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها بيان.
ثانيها: شمول النصوص الشرعية وعموم دلالتها على المسائل والوقائع، فإنه ما من مسألة إلا ويمكن الاستدلال عليها بنص خفي أو جلي.
ثالثها: أن بعض العلماء قد يخفي عليه النص فيستدل بالاجتهاد والقياس، وبعضهم يعلم النص فيستدل به.
رابعها: ثبت باستقراء موارد الإجماع أن جميع الإجماعات منصوصة.
جـ- اختلف العلماء في جواز استناد الإجماع إلى الاجتهاد أو القياس، فمنعه البعض وأجازه البعض.
وبناءً على ما قرره ابن تيمية فإن هذا الخلاف يمكن إرجاعه إلى اللفظ؛ إذ كل مستدل يتكلم بحسب ما عنده من العلم، فمن رأى دلالة النص ذكرها ومن رأى دلالة القياس ذكرها، والأدلة الصحيحة لا تتناقض، إلا أنه قد يخفي وجه اتفاقها أو ضعف أحدها على البعض، ومن ادعى أن من المسائل ما لا يمكن الاستدلال عليها إلا بالرأي والقياس فقد غلط، وهو على كل حال مخبر عن نفسه.
وقد استدل من قال بالجواز بوقوع ذلك وذكر أمثلة على استناد الإجماع إلى الاجتهاد، إلا أن جميع هذه المسائل يمكن إرجاعها إلى دلالة النصوص العامة فتكون من قبيل المنصوص عليه، وهذا مما يعزز القول بأن الخلاف لفظي إذ الجميع متفق على ضرورة استناد الإجماع إلى دليل، وهذا الدليل - في مسألة ما - قد يعتبره البعض اجتهادًا، ولكن البعض يعتبره نصًا."
المصدر:
معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة
المؤلف: محمَّد بنْ حسَيْن بن حَسنْ الجيزاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:40 م]ـ
الاخ ((ابوسعدالغامدي))
جزاك الله خيراً
وارجوا من الاخوان افادتكـ
وجزاك الله خيرا ووفقك لكل خير
وشكر لك مرورك
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:58 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك الشيخ الكريم أبا سعد
- أما القياس، فالمقيس عليه هو النص الذي يستند إليه الإجماع فعليا أو يؤول إليه، من حيث كون القياس توسيعا لمدلول النص لا انتقالا عنه. وهنا تظهر إمكانية حدوث الإجماع غير معروف المستند، فربما كان المستند قياسا، ويكونالمقيس الذي يستند إليه الإجماع غير معلوم، فهنا يكون النص غير معلوم من باب أولى. أي كأني أقول للباحث عن النص الذي يستند إليه الإجماع: لا تشترط أن تجد (نصا) فربما كان مقيسا، فإذا وقفت على هذا المقيس، فهل يشترط أن تعرف النص الذي يثبت به المقيس عليه؟ .. محل تأمل - وربما كانت افتراضات نظرية -
لكن يظهر أثر هذا الإجماع في عصرنا إذا انعقد الإجماع على ناتج قياس. ولا يحضرني للتو مثال في ذلك.
- أما ما تفضلتم به في الكلام حول مستند الإجماع فهو صحيح جزاكم الله خيرا وزادكم علما وبركة. علما أن المراد هو مسائل الإجماع التي ينقل فيها الإجماع للاستدلال، وما ينقل فيه الإجماع آحادا، وهو أكثر ما ينقل، وهذا يلتقي فيما تفضلتم بذكره فعلا من الإجماعات المتوهمة. أما الإجماعات التي لا يختلف فيها، فربما تجد أدلتها ظاهرة أو قاطعة في دلالتها على أحكامها.
كأن ننقل الإجماع على اشتراط الطهارة للصلاة، وعلى وجوب الزكاة .. إلخ.
ولعلي أطرح مع فضيلتكم مثالين للإجماع المقابل: ما ينقل آحادا من إجماع السلف الفعلي على تغطية النساء للوجوه.
وكذلك: ما ينقل آحادا من إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة. فحتى النصوص في كفره نحل تأويل ونظر.
فهذه - والأمر ظني - أمثلة على الإجماع المراد، والذي يورد ليستدل (به) مما يعني استنفاذ دلالة النصوص أو ضعفها أو فقدها وهما قريبان في هذا الباب.
أما الإجماعات التي نستند إلى أدلتها البينة والواردة فنجد مستنداتها من الظهور والقطعية بحيث يكون ذكر الإجماع فيها تحصيلا لحاصل، ولا يجلب في سياق الاستدلال والاحتياج إليه.
هذا والله تعالى أعلم. إنما نناقش المسألة معكم ونتجنب القطع بشيء.(/)
حديث مشكل في نزول قول الله تعالى: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:54 م]ـ
روى البخاري في صحيحه بكتاب الجهاد والسير في باب قول الله تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين):
عن مروان بن الحكم: أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله".
قال فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز و جل (غير أولي الضرر)
والمعنى: أن الآية قد نزلت بشكل معين وهو: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين { ... } والمجاهدون في سبيل الله"فلما شكا ابن أم مكتوم تم تعديلها فزيدت فيها عبارة "غير أولي الضرر".
وقد ذهب بعض أعداء الإسلام إلى أن هذا التعديل "المحمدي" يدل على أن القرآن ليس من عند الله بل هو من عند محمد الذي يعدّل لأصحابه آيات القرآن حسب الظروف والمواقف.
وهذا قول باطل متهافت جاء باعتباره رد فعل على اعتقاد المسلمين بتحريف التوراة والإنجيل، ولسنا هنا بصدد مناقشة هذه الفرية، ومعلوم أن أكاذيب هولاء - مهما بذل فيها من جهود - من الضعف بحيث يسهل الرد عليها جدا، ولكننا بصدد مناقشة هذا الحديث المشكل حقا
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:56 م]ـ
وقد كان قولي من قبل في هذا الحديث هو: أن التعديل لم يقع من محمد صلى الله عليه وسلم وإنما من الله الذي يبدل آية مكان آية حسب ما يشاء ومتى ما شاء، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يملك هذا الحق أبدا؛ قال تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ويفهم من قوله (مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي) أن الله تعالى يبدل منه ما شاء بما شاء. فالذي له الحق في التبديل هو الله وحده لا غيره، ولو فعل محمد ذلك – وحاشاه- لانتقم الله منه؛ قال تعالى: (ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) وهذا القول رغم وجاهته الظاهرية إلا أنه فطير جدا. وإذا كان هذا الحديث الصحيح قد ضبطه رواته - وهم ثقات - كل الضبط كما وقع تماما فإنه لا يبقى إلا قولي هذا الذي كنت أقول به من قبل؛ رغم أني أشك في وجاهته شكا عظيما.
وإذا كان ابن مكتوم قد شكا قبل نزول الآية فلا إشكال
وإذا كان قد شكا بعد نزول الآية كاملة فلا إشكال أيضا
وإذا كان قد شكا أثناء نزول الآية قبل أن يتم إنزالها كاملة فلا إشكال أيضا
وإذا كان قد شكا أثناء إملاء النبي صلى الله عليه وسلم إياها لزيد بعد نزولها كاملة فلا إشكال أيضا
أما إذا كان ابن مكتوم قد شكا بعد نزولها بشكل معين ثم تعدلت لأجل شكواه كما يفيده ظاهر الحديث السابق فالإشكال قائم
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:56 م]ـ
وقد تبين لي عند مقارنة روايات الحديث الصحيحة ببعضها أنه ليس هنالك من تعديل قد وقع في القرآن أصلا لا بسبب ابن أم مكتوم رضي الله عنه ولا بسبب غيره. ثم إن قوله تعالى (ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي) لا تعني بحال أن الله يبدل بعض القرآن أو يغيره وإنما المعنى الذي تحكيه الآية هو أن المشركين قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم - لكي يرضوا عنه- أن يأت بقرآن آخر من الله ليس فيه سب آلهتهم، وإذا لم يفعل ذلك فليبدل تلك الآيات التي فيها السب على الأقل؛ فأمر الله نبيه أن يقول: إن ذلك لا يمكن أن يكون منه إطلاقا وإنما هو يتبع وحي الله لا غيره، ولا تعني الآية إطلاقا أن الله قد يغير شيئا في القرآن بعد إنزاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن قد يقول قائل: إن هذا التغيير والتبديل والتعديل من الله قد وقع فعلا؛ ودليل ذلك قوله تعالى في سورة النحل: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) والآية تدل على النسخ والتغيير والتبديل والتعديل.
والإجابة على ذلك كالآتي:
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:57 م]ـ
- سياق قول الله تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ) وسياق قوله (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ) ليس واحدا؛ فالآية الأولى تصور طلب المشركين بعدم سب آلهتهم والآية الثانية تصور تعجب هولاء الذين تحكي عنهم الآية من تغيير أوامر الله ونواهيه.
- الآية الثانية تحكي عن قوم بأعينهم فمن هم؟ ذهب العلماء إلى أنهم هم المشركون وحكى القرطبي عن بعضهم أنهم اليهود وذكر الواحدي أنهم هم اليهود والمشركون معاً. وأنا أميل إلى هذا القول الأخير ميلاً شديدا؛ وذلك لأن سورة النحل مكية وهذه الآية مع آيات معها في السياق تتعلق باليهود تعلقا كبيراً كما سيأتي
- آية النحل هذه فيها دليل واضح جدا على النسخ والتغيير والتبديل والتعديل، ولكنه نسخ ماذا وتغيير ماذا وتبديل ماذا و تعديل ماذا؟
هل هو نسخ التلاوة في القرآن؟ أم نسخ الأحكام في القرآن؟ أم نسخ شريعة بشريعة؟
وأنا أميل ميلا شديدا إلى أنه نسخ شريعة بشريعة وتغيير شريعة بشريعة وتبديل شريعة بشريعة وتعديل شريعة بشريعة؛ وذلك – ببساطة - لأن اليهود داخلون في هذا القول.
إذ إن المشركين واليهود لما رأوا أن القرآن يشابه التوراة والإنجيل في بعض الأمور قالوا كما حكت آيات سورة النحل: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) فأفحمهم الله بذكر بلاغة القرآن العالية فقال: (لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)
ولكن سرعان ما اكتشف اليهود أن القرآن يخالف كتابهم في أحكامه ويحلل الأطعمة المحرمة عليهم فقالوا: كيف يختلف ذلك إذا كان الكل من عند الله؟! وبذلك أنكر اليهود النسخ؛ فقالوا (إنما أنت مفتر) أي: كذاب، وتشير الآية إلى نسخ شريعة موسى؛ فرد الله تعالى بقوله: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ثم ذكر الله في سياق ذلك ما وقع من تحريم للطيبات عند اليهود بسبب ظلمهم فقال: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ثم ذكر اعتداءهم في السبت فقال (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ)
وبهذا يبدو واضحا جدا أن الآية لا علاقة لها إطلاقا بتغيير آيات القرآن وتبديلها وتعديلها، وإنما تعالج مسألة أخرى هي نسخ القرآن لشريعة موسى وتبديله لأحكامها
وإذا كان الأمر كذلك فإن الآية لا علاقة لها بموضوعنا. أما الحديث الذي هو موضوعنا فإنه عند فحص رواياته الصحيحة ومقارنتها ببعضها يتبين أنه ليس هنالك من تعديل قد وقع أصلا في آيات القرآن، وتفصيل ذلك كالآتي:
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:59 م]ـ
صحة قصة ابن أم مكتوم في أصلها:
إن تضافر الروايات على قصة ابن أم مكتوم هذه ووردها في كافة كتب الحديث الصحيحة يؤكد وقوعها، لكن أقوال الرواة فيها قد اختلفت اختلافا بينا مما يؤكد أن شيئا دقيقا لم يتم الضبط فيه
فقد ذهبت بعض الروايات إلى وجود ابن أم مكتوم مع النبي صلى الله عليه وسلم عند نزولها
وروايات أخر تذكر أنه جاء من الخارج
وروايات ثالثة تذكر أنه كان جالسا فقام
كما اختلف الرواة في العبارة التي قالها ابن أم مكتوم وهو يشكو اختلافا كبيرا؛ وإن كانت تدور كلها حول معنى واحد
فقد جاء في البخاري (أنا ضرير)
وفي البخاري أيضا (لو أستطيع الجهاد لجاهدت)
وجاء في البخاري أيضا وابن حبان: (بما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟)
وفي ابن حبان (إني أحب الجهاد في سبيل الله وبي من الزمانة ما ترى قد ذهب بصري)
وجاء في ابن حبان أيضا (ما ذنبنا؟)
وفي البيهقي (كَيْفَ بِمَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ؟)
وفي النسائي (فكيف وأنا أعمى)
وفي المعجم الكبير للطبراني (إن بعيني ضررا)
وفي المعجم الكبير أيضا (أما لي رخصة؟)
في المعجم الكبير أيضا (اللهم إني ضرير فرخص لي)
وفي البزار (فَاعْذُرْنَا)
وجاء في النسائي والبيهقي أن الشاكي لم يكن ابن أم مكتوم وحده بل معه عبد الله بن جحش.
وذكر مقاتل في تفسيره أن الذين شكوا كانوا ثلاثة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:59 م]ـ
متى شكا ابن مكتوم؟
المهم في الأمر كله هو: متى شكا ابن مكتوم بالضبط؟
هل قبل نزول أي جزء من الآية؟
أم في وسطها عند قوله تعالى "من المؤمنين " قبل أن يصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوله "غير أولي الضرر"؟
أم بعد تمام الآية وهي خالية من قوله "غير أولي الضرر"؟ أم بعد نزولها تامة لا نقص فيها؟
وكل هذه الأسئلة فيها من الروايات ما يؤيد الإجابة وذلك كالآتي:
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:59 م]ـ
شكوى ابن أم مكتوم كانت قبل نزول أي جزء من الآية:
ما يدل على أن شكوى ابن أم مكتوم كانت قبل نزول أي جزء من الآية ما روى النسائي والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما: (قَالَ (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ لَمَّا نَزَلَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الأَسَدِىُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَيْحٍ أَوْ شُرَيْحُ بْنُ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ضِبَابٍ هُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِنَّا أَعْمَيَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ لَنَا رُخْصَةٌ فَنَزَلَتْ (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ)
وسورة النساء التي فيها الآية قد نزلت بعد بدر – أي بعد الشكوى - بزمان طويل
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:00 م]ـ
شكوى ابن أم مكتوم كانت بعد تمام تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآية وهي خالية من قوله "غير أولي الضرر":
ما يدل على أن شكوى ابن أم مكتوم كانت بعد تمام الآية وهي خالية من قوله "غير أولي الضرر" - وهي الروايات التي يكمن فيها لب هذه المشكلة- ما روي مسلم وأحمد (عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ "لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْدًا فَجَاءَ بِكَتِفٍ يَكْتُبُهَا فَشَكَا إِلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ضَرَارَتَهُ فَنَزَلَتْ (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ))
وروى البيهقي (عن البراء، قال: لما نزلت: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا، فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم، فشكا ضرارته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: (غير أولي الضرر)
وإذا افترضنا أن الآية قد كتبت من بواسطة زيد دون قوله "غير أولي الضرر" فذلك لا يعني بالضرورة أنها لم تنزل؛ إذ أن زيدا كان عندما يكتب ينسى بعض العبارات - كما هي عادة البشر – فيأمره النبي بقراءة ما كتب، ثم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم بالعبارة التي نسيها فيلحقها زيد في موضعها؛ وذليل ذلك ما روى الطبراني في المعجم الكبير أن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يشتد نفسه ويعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم يسري عنه فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى يثقل فإذا فرغت قال: اقرأ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه
وفي البخاري والنسائي روايات للحديث - الذي هو موضوعنا - ليست فيها عبارة "غير أولي الضرر" لكن فيها أن ابن مكتوم جاء وهي تملى على زيد
ففي البخاري عن زيد (فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي)
وفي البيهقي (فَجَاءَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَأَنَا أَكْتُبَهَا)
وفي البيهقي أيضا (قَالَ فَمَا قَضَى ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كَلاَمَهُ)
وتتفق هذه الروايات على أن الآية قد نزلت كاملة بدون قوله (غير أولي الضرر) ثم شكا ابن أم مكتوم، ولكن الخلاف في أن إحدى الروايتين قد ذكرت أن الآية كتبت هكذا " أي بدون تلك العبارة"، وتذكر الرواية الأخرى أنها لم تكتب بشكلها الأول بعد عندما شكا ابن أم مكتوم
لكن الملاحظ في رواية البخاري النسائي قول زيد: (وهو يملها علي)
وقوله في البيهقي (وَأَنَا أَكْتُبَهَا)
وذلك يؤكد أن شكوى ابن أم مكتوم كانت قبل تمام تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآية
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:02 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكوى ابن مكتوم كانت قبل اكتمال تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآية" وهو الأرجح":
هنالك روايات كثيرة تؤكد بصورة صريحة أن ابن مكتوم شكا قبل اكتمال تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآية فقد جاء في النسائي عن البراء قال: (لما أنزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" جاء بن أم مكتوم وكان أعمى فقال يا رسول الله فكيف وأنا أعمى قال فما برح حتى نزلت غير أولي الضرر)
وجاء في الترمذي (عن البراء بن عازب قال: لما نزلت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني؟ إني ضرير البصر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية "غير أولي الضرر" الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة
وفي الدارمي وابن حبان قريبا من ذلك
وفي البخاري (عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول: لما نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر")
وفي مسلم عن أَُبي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) كَلَّمَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَنَزَلَتْ (غَيْرُ أُولِى الضَّرَرِ)
وفي مسند أبي عوانة (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) أتى ابن أم مكتوم النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت (غير أولي الضرر)
ومما يؤكد أيضا أن الشكوى كانت قبل اكتمال الآية ما في النسائي (فما برح حتى نزلت)
وفي البيهقي (فما قضى ابن أم مكتوم كلامه)
وفي مسند أحمد (قال زيد فوالله ما مضى كلامه)
وفي مسند أبي عوانة أنه جاء فحسب دون أن يتكلم
وكل ذلك يؤكد أن ابن مكتوم سمع الجزء الأول من الآية فشكا فنزل باقيها وهو في مكانه وليس معنى ذلك أنها نزلت لأجل شكواه، وعبد الله بن أم مكتوم رجل قرشي فصيح بليغ أعمى يعتمد على السمع ويعرف كيف يكون نظم الكلام البليغ المتماسك فإذا سمع قائلا يقول (ليس واحدا القاعدون ....... ) عرف أن تمام الكلام (وغير القاعدين) وهذا يسير على من هو مثله ومن هو أدنى منه بكثير.
ويقع من الصحابة مثل ما وقع لابن أم مكتوم من توقع المعنى؛ بل وأكثر من ذلك؛ إذ أتم عمر بن الخطاب جزءا من آية بلفظها قبل تمامها وذلك لجودة سبك القرآن؛ إذ روي عنه أنه لما سمع صدر الآية (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) إلى قوله: (خَلْقًا آخَرَ) قال عمر: (فتبارك الله أحسن الخالقين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت
وهذه الرواية رغم أنها تذكر عن عمر وغيره إلا أنها تدل على معرفة الصحابة بانسجام القرآن وتماسكه، وعبارة: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) شديدة الارتباط بما ذكر قبلها من مراحل تطور الجنين، ويسمى ذلك في البلاغة بالتوشيح؛ وهو أن يكون أول الكلام نفسه يدل على آخره ويعلم هذا الآخر قبل ذكره؛ فينزل المعنى عندئذ منزلة الوشاح، ويسمى أيضاً بالمطمع.
ولهذا فإن عبد الله بن أم مكتوم قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع قوله تعالى:
(لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
فعلم أن تمام المعنى:
"وغير القاعدين من المؤمنين"
فشكا فمضى النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوته فقال (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) أي أنه لم يكمل الآية عندما شكا ابن أم مكتوم
ولهذا جاءت رواية البراء في مسند ابن الجعد وفيها بقية الآية قبل الشكوى بشكل غير يقيني عنده: (فقال اكتب "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" أحسبه قال "والمجاهدون" قال فقال بن أم مكتوم .......... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا ترى أن الراوي قد قال: "أحسبه قال "والمجاهدون". وموقع عبارة "والمجاهدون" في الآية بعد قوله تعالى " غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ". أي أن الراوي لا يعلم إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل قوله (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بقوله (وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) متجاوزا قوله (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) أم لا؟ وهذا ما يجعل الباحث يعول على عدم ضبط ألفاظ الحديث في حل هذا المشكل.
ومما يقوي أن النزول لم يتأثر بشكوى ابن مكتوم أنه حين شكا همس إليه الصحابة رضوان الله عليهم بأن يكف فخاف؛ إذ جاء في ابن حبان (فقام الأعمى فقال: رسول الله ما ذنبنا؟ فأنزل عليه فقلنا للأعمى إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن ينزل عليه شيء من أمره فبقي قائما ويقول أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وفي مسند أبي يعلى أن ابن مكتوم شكا لحظة النزول فنزلت الآية كاملة بما فيها عبارة (غير أولي الضرر) ثم لما ذهب الوحي قال النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا للكاتب: اكتب (غير أولي الضرر) ليجبر خاطر ابن مكتوم وقد خاف، وهو الذي عاتبه فيه ربه من قبل
ورواية أبي يعلى هي: (قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال: فكنا نعرف ذلك منه فقال للكاتب: اكتب: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله" قال: فقام الأعمى فقال: يا رسول الله ما ذنبنا؟ فأنزل الله فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن يكون ينزل على شيء من أمره فبقي قائما يقول: أعوذ بغضب رسول الله: قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب: اكتب: (غير أولي الضرر)
ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه القرآن فيسمعه ويحفظه ثم يذهب الوحي فيدعو النبي صلى الله عليه وسلم من يكتبه فيكتبونه من حفظ النبي صلى الله عليه وسلم؛ ودليل حفظه أنه كان في بداية الوحي يحرك شفتيه مع الوحي ليحفظه فنهي عن ذلك ووعده الله بتحفيظه كما جاء في القرآن، ولكن كثيرا من الروايات السابقة التي تذكر قصة ابن أم مكتوم بخلاف ذلك؛ إذ تجعل النزول والكتابة في لحظة واحدة، وإذا كانت هذه الآية قد نزلت كاملة ثم كتبت فإن هذا يؤكد ما ذكر سابقا من أن ابن مكتوم شكا عند نزولها قبل تمامها ثم لما نزل العذر في تمامها – أكد النبي للكاتب ذلك؛ ليطمئن ابن مكتوم وتقر عينه، ومعلوم أن لابن مكتوم رضي الله عنه مكانة وتقديراً كبيرًا عند النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن عاتبه الله فيه بمكة، وقد كانت عائشة رضي الله عنها تقطع له الأترج و تطعمه إياه بالعسل إكراما له كما روى الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والطبراني في المعجم الأوسط
ومن العجيب أن الروايات التي تذكر الآية كاملة مع قوله "غير أولي الضرر " في المرة الأولى تذكر نزول قوله "غير أولي الضرر " في المرة الثانية كأنما تتكرر عبارة"غير أولي الضرر "
ففي رواية الحاكم وأبي داود وابن حبان عن زيد بن ثابت (فقال: اكتب فكتبت في كتف: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله" إلى آخر الآية فقام ابن أم مكتوم ........ فقال " أي النبي صلى الله عليه وسلم ": اقرأ يا زيد فقرأت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غير أولي الضرر" الآية كلها) مما يدل على أنه قالها تأكيدا قبل أن يتم زيد قراءتها، وجاء في بعض الروايات "اكتب" بدلا عن "فنزل" مما يدل على تأكيدها عند الكتابة. وقد يدل هذا الحديث أيضا على أن زيد عندما قرأ الآية تجاوز قوله تعالى " غير أولي الضرر" فصححه النبي صلى الله عليه وسلم فأعاد زيد كتابتها من جديد؛ فإن كان هذا المعنى صحيحا فإنه يحل المعضلة الآتية وهي قول زيد عن الآية "فألحقتها و الذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف" هذا وإن كنت أرى أن المعنى الأول أقوى وأولى وهو: أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى " غير أولي الضرر" كانت تأكيدا لا تصحيحاً لزيد
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:03 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
معضلة رواية الحاكم وأبي داود وأحمد والبيهقي والطبراني وسعيد بن منصور:
جاءت في المستدرك وسنن أبي داود وسنن سعيد بن منصور ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي الكبرى والمعجم الكبير للطبراني عبارة ملحقة بآخر هذا الحديث وهي شديدة الإشكال وهي (قال زيد: أنزلها الله وحدها فألحقتها و الذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف)
وهذه العبارة الزائدة - سواء عند الحاكم أو أبي داود – هي عن سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد،أي أن الحاكم و أبا داود قد أخذا الرواية عن سعيد بن منصور وسعيد أخذها من عبد الرحمن بن أبي الزناد
ورواية الطبراني عن يحيى الحماني ورواية أحمد عن سليمان بن داود، ورواية البيهقي عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وكلهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد أيضا
أي أن هذه الروايات جميعها تجتمع في رجل واحد هو عبد الرحمن بن أبي الزناد الذي قال عنه علي بن المديني (ما حدث عبد الرحمن بن أبي الزناد بالمدينة فهو صحيح وما حدث ببغداد فأفسده العراقيون لقنوه وهو ضعيف فيه)، وقال أحمد بن حنبل (مضطرب الحديث) وقال النسائي (ضعيف) وقال يحيى والرازي (لا يحتج به) وقال عنه ابن حبان (كان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات، وكان ذلك من سوء حفظه وكثرة خطئه، فلا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات يحتج به) وهذا الزيادة في الحديث لم يروها أحد غيره قط؛ وإنما انفرد بها دون سواه؛ ولهذا لا يجوز الاحتجاج بها حسب كلام ابن حبان السابق.
ومن الممكن أن يكون زيد قد ألحق عبارة " غير أولي الضرر" بعد أن نسيها وصححه صلى الله عليه وسلم، فكتبها عند الشق الذي في كتف البعير أو الشاة الذي كتب عليه. ولكن الذي يجعلنا نعول على كلام ابن حبان في عبد الرحمن بن أبي الزناد ما قاله زيد "أنزلها الله وحدها"
وقد يعني قوله "أنزلها الله وحدها" أن الله تعالى قد أنزل هذه العبارة بعد نزول قوله (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وانقطاع الوحي قليلا، لكن سياق قول زيد "أنزلها الله وحدها" مع ذكره لإلحاق العبارة الأخرى عند الصدع الذي في الكتف يجعلنا نستبعد هذا المعنى الذي يقدح فيه سياق الكلام.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:04 م]ـ
لم يتقيد ابن أم مكتوم بالعذر الذي أنزل لأجله:
ابن أم مكتوم لم يمثل في الآية شيئا غير أنه كان نموذجا من نماذج "أولي الضرر" الذين عناهم الله في الآية ومثل ذلك كثير في أسباب النزول عند الصحابة؛ إذ يجعلون المثال -كما ذكر ابن تيمية - سبباً للنزول أي يجعلون بعض المواقف التي تتناولها الآية سببا لنزول الآية لتوضيح معناها؛ ولا يعني ذلك أن الآية قد نزلت بسبب ذلك الموقف الذي ذكروه بصورة مباشرة، وقوله تعالى: (لاَ يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .......... ) ذو معنى عام لا يقتصر على حالة واحدة؛ وهو كقوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)، وابن أم مكتوم كان من الصحابة العظام فرغم أنه كان أعمى قد عُذر إلا أنه لم يقف عند العذر بل كان يخرج في الغزوات قال أنس بن مالك كما روى أحمد وأبو يعلى: (ولقد رأيته يوم القادسية معه راية سوداء) وقيل أنه استشهد بهذه المعركة كما ذكر ابن حجر في الإصابة وليس ذلك فحسب بل شهد ابن مكتوم رضي الله عنه مواطن كثيرة وكان يحمل فيها لواء المسلمين
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:07 م]ـ
ما يستفاد من الحديث:
لا يصلح هذا الحديث كدليل لدعوى "التاريخانية " عند أهل القراءات المعاصرة؛ فما يستفاد من الحديث ليس تعديل القرآن لأجل أحد؛ إذ إن هذا ما لا يمكن أن يحدث أبدا، ولكن ما يستفاد من الحديث هو تثبيت أن أولي الضرر هم أمثال ابن مكتوم الأعمى ونحوه وبيان مناقب هذا الصحابي الجليل وحرصه على تطبيق أمر الله والتمسك بمنهجه وبيان جبر النبي صلى الله عليه وسلم لخواطر أصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:08 م]ـ
المراجع والمصادر:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - البخاري: محمد بن إسماعيل: صحيح البخاري "الجامع الصحيح المختصر"، تحقيق مصطفى ديب البغا ط/ ط/3 دار ابن كثير، بيروت، سنة 1407هـ - 1987م.
2 - البوصيري: أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، ط/1 دار الوطن، الرياض1420 هـ
3 - البيهقي: أحمد بن الحسين:
(أ) سنن البيهقي الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا، ط/ مكتبة دار الباز، مكة المكرمة،سنة 1414 هـ - 1994م.
(ب) شعب الإيمان، تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول، ط/1 دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1410هـ.
4 - الترمذي: محمد بن عيسى: الجامع الصحيح "سنن الترمذي"، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت، (د. ت).
5 - ابن الجعد: علي بن الجعد: مسند ابن الجعد، تحقيق عامر أحمد حيدر، ط/ مؤسسة نادر، بيروت 1410 – 1990م
6 - الجوزجاني: إبراهيم بن يعقوب: أحوال الرجال، تحقيق صبحي البدري السامرائي، ط/ مؤسسة الرسالة،بيروت، سنة 1405هـ.
-7الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط/ دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1990م.
8 - ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد:
(أ) ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، ط/ 2 مؤسسة الرسالة، بيروت، سنة 1414 – 1993م.
(ب) المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، تحقيق محمود ابراهيم زايد (د. ت).
9 - ابن حنبل: مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنؤوط، ط/ مؤسسة قرطبة، القاهرة، (د. ت).
10 - ابن خزيمة: محمد بن إسحاق: صحيح ابن خزيمة، تحقيق محمد مصطفى الأعظمي، ط/ المكتب الإسلامي، بيروت،سنة 1390 هـ - 1970م.
11 - الدارقطني: علي بن عمر: سنن الدارقطني، تحقيق السيد عبد الله هاشم يماني المدني، ط/ دار المعرفة - بيروت، 1386هـ - 1966م.
12 - أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني: سنن أبي داود، ط/ دار الكتاب العربي (د. ت)
13 - الزركشي:بدر الدين محمد بن عبد الله: البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،ط/1 دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي، عام 1957م.
14 - الزمخشري: محمود بن عمر: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت، (د. ت).
15 - سعيد بن منصور بن شعبة: سنن سعيد بن منصور، تحقيق سعد بن عبد الله، ط/1دار العصيمي الرياض 1414هـ
16 - الطبراني: سليمان بن أحمد:
(أ) مسند الشاميين، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، ط/1 مؤسسة الرسالة، بيروت، سنة 1405هـ - 1984م.
(ب) المعجم الأوسط، تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد , عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، ط/ دار الحرمين، القاهرة، 1415هـ.
(ب) المعجم الكبير، تحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي، ط/2 مكتبة العلوم والحكم، الموصل، سنة 1404هـ - 1983م.
17 - الطبري: محمد بن جرير بن: جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق أحمد محمد شاكر، ط/ 1مؤسسة الرسالة، عام 2000م.
18 - الطيالسي: سليمان بن داود: مسند أبي داود الطيالسي، ط/ دار المعرفة، بيروت
19 - ابن عاشور: محمد الطاهر: التحرير والتنوير، ط/ دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، سنة 1997 م.
20 - ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي: الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، ط/1دار الجيل، بيروت، سنة 1412م.
21 - القرطبي: محمد بن أحمد بن أبي بكر: الجامع لأحكام القرآن، تحقيق هشام سمير البخاري، ط/ دار عالم الكتب، الرياض، سنة 1423 هـ/ 2003 م.
22 - ابن كثير: إسماعيل بن عمر: تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي بن محمد سلامة، ط/2 دار طيبة للنشر والتوزيع سنة 1420هـ - 1999 م.
23 - مسلم بن الحجاج القشيري: صحيح مسلم "الجامع الصحيح"، ط/ دار الجيل (د. ت).
24 - مقاتل بن سليمان: تفسير مقاتل، ط/ دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1424 هـ - 2003 م.
25 - النسائي: أحمد بن على بن شعيب:
(ا) سنن النسائي الكبرى، تحقيق عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن، ط/1دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 1411هـ - 1991م.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ب) الضعفاء والمتروكين، تحقيق محمود ابراهيم زايد، ط/ دار المعرفة، بيروت، سنة 1986م.
26 - الواحدي النيسابوري: علي بن أحمد: أسباب النزول، ط / مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، سنة 1968 م.
27 - أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى: مسند أبي يعلى، تحقيق حسين سليم أسد، ط/1 دار المأمون للتراث، دمشق، سنة 1404هـ - 1984م.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:11 م]ـ
أدعو الأخوة المختصين في علوم الحديث وعلوم القرآن لزيادة هذا الأمر إيضاحا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:45 م]ـ
وقد كان قولي من قبل في هذا الحديث هو: أن التعديل لم يقع من محمد صلى الله عليه وسلم وإنما من الله الذي يبدل آية مكان آية حسب ما يشاء ومتى ما شاء، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يملك هذا الحق أبدا؛ قال تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ويفهم من قوله (مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي) أن الله تعالى يبدل منه ما شاء بما شاء. فالذي له الحق في التبديل هو الله وحده لا غيره، ولو فعل محمد ذلك – وحاشاه- لانتقم الله منه؛ قال تعالى: (ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) وهذا القول رغم وجاهته الظاهرية إلا أنه فطير جدا. وإذا كان هذا الحديث الصحيح قد ضبطه رواته - وهم ثقات - كل الضبط كما وقع تماما فإنه لا يبقى إلا قولي هذا الذي كنت أقول به من قبل؛ رغم أني أشك في وجاهته شكا عظيما.
وإذا كان ابن مكتوم قد شكا قبل نزول الآية فلا إشكال
وإذا كان قد شكا بعد نزول الآية كاملة فلا إشكال أيضا
وإذا كان قد شكا أثناء نزول الآية قبل أن يتم إنزالها كاملة فلا إشكال أيضا
وإذا كان قد شكا أثناء إملاء النبي صلى الله عليه وسلم إياها لزيد بعد نزولها كاملة فلا إشكال أيضا
أما إذا كان ابن مكتوم قد شكا بعد نزولها بشكل معين ثم تعدلت لأجل شكواه كما يفيده ظاهر الحديث السابق فالإشكال قائم
أين الإشكال هنا يا دكتور جمال؟
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[18 Feb 2010, 10:57 م]ـ
حياك الله أخي الغامدي محب القرآن حجازي الهوى وشكر لك تعليقاتك القيمة دوما وجعلنا جميعا محبين للقرآن حجازيي الهوى.
إذا قلت إن ابن مكتوم قد شكا بعد نزول الآية بشكل معين ثم تعدلت لأجل شكواه فلك الحق في ذلك، ولك من الأدلة ما يؤيد دعواك كالحديث نفسه (موضع النزاع) والآية التي ذكرت كما يمكن أن يؤيد دعواك القول بنسخ التلاوة وأدلته؛ إذ أنه أيضا شكل من أشكال التعديل.
- وإذا قلت إن ابن مكتوم قد شكا قبل نزول الآية فلك من الأدلة ما يؤيد دعواك أيضا
- وإذا قلت إنه قد شكا بعد نزول الآية كاملة فلك من الأدلة ما يؤيد دعواك أيضا
- وإذا قلت إنه قد شكا أثناء نزول الآية قبل أن يتم إنزالها كاملة فلك من الأدلة ما يؤيد دعواك أيضا
- وإذا قلت إنه قد شكا أثناء إملاء النبي صلى الله عليه وسلم إياها لزيد بعد نزولها كاملة فلك من الأدلة ما يؤيد دعواك أيضا
فهذه خمسة أشكال لهذه الحادثة وكل واحدة منهن لها أدلتها، ولا شك أن الحادثة قد وقعت بشكل معين واحد ولم تكرر فلا يمكن إطلاقا نقبل فيها شكلين أو ثلاث؛ وإنما هي وقعت بشكل واحد؛ ولهذا لا يمكن يقول قائل بغير شكل واحد فحسب، وإذا صح أي شكل من هذه الأشكال سقطت معه الأشكال الأخرى بداهة
ولهذا يمكن أن نقول: إن هذه الروايات في ذلك متعارضة.
ومعلوم أن الأحاديث إذا تعارضت - عند علماء الحديث - فإنه ينبغي الجمع إن أمكن أو اعتبار الناسخ والمنسوخ وإلا فالترجيح أولى.
وقد بَيَّنَ ابن القَيِّم أنَّ الأحاديث التي يقع فيها التعارض لا تخرج عن أحد ثلاث حالات هي:
- فإما أن يكون أحد الحديثين ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتاً، والثقة يغلط.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أو يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر إذا كان مما يقبل النسخ.
- أو يكون التعارض في فهم السامع، لا في نفس كلامه صلى الله عليه وسلم.
فلابد من وجه من هذه الوجوه الثلاثة.
وحديث البخاري السابق معارض (لسرده الواقعة بشكل معين) بالروايات الأخرى ومنها روايات للبخاري نفسه ولهذا لزم الجمع والتوفيق بين هذه الروايات وإلا فالترجيح أولى. ولا مدخل للنسخ فيما نحن بصدده كما هو واضح، وهنالك احتمال آخر وهو أنني لم أفهم الحديث ولا أظن هذا صحيحا لأن الحديث واضح كل الوضوح.
أما قولك: أين الإشكال؟ فهو يعني أنك ارتضيت الشكل الأول ولك الحق ولك الأدلة التي تسند دعواك، وقد يؤيدك الكثيرون، وهو قولي الذي كنت أقول به زمنا، لكنه لا يلزمني الآن بعد أن وجدت أدلة أعمق وأحسن تخرجني من مسألة "التعديل" هذه، وإذا كان نسخ التلاوة قد أخذ الشكل نفسه فإن نسخ التلاوة ليس مسلّما به عندي وإنما هو مجرد نظرية أخذت أدلتها الشكل التالي:
- أحاديث صحيحة فهمت بشكل معين (ونماذج هذا الشكل قليلة جدا)
- روايات واهية ضعيفة لا ثبوت لها عند أهل العلم
- روايات تسربت من قبل الروافض الذين يقولون بنسخ القرآن الذي بأيدي المسلمين كله.
أما آية سورة النحل فقد تبين لي أنها لا علاقة لها بالتعديل والتغييير "الذي نقصده" ولا علاقة لها بنسخ التلاوة أيضا، وإنما تدل – حسب أقوال العلماء - على أمرين:
- تبديل أحكام القرآن لأحكام التوراة والإنجيل كما يفيد السياق وأنا أميل إلى هذا الرأي
- تبديل آيات القرآن ببعضها وهنا اختلفت الأقوال فقيل هو نسخ التلاوة وهذا قول ضعيف جدا وقيل هو نسخ الأحكام فحسب وهذا القول أكثر قوة من القول الأول؛ ولهذا ذهب ابن عاشور إلى أن المراد بالآية هنا حكم؛ لأن المقصود بيان حكمة إبطال الأحكام لا إزالة ألفاظ القرآن. أما أحسن الأقوال - في القول بتبديل آيات القرآن ببعضها – فهو تبديل مقامات الآيات؛ وذلك لأن قريشا تعمدت الاختلاق والتّمويه لما رأت اختلاف المقتضى والمقام والمغايرة باللين والشدّة واختلاف الأغراض والأحوال التي يتعلّق بها - اتخذوا ذلك مغامز يتشدّقون بها؛ فقد روي عن ابن عباس أنه قال: (كان إذا نزلت آية فيها شدّة ثم نزلت آية ألين منها يقول كفار قريش: والله ما محمد إلا يسخر بأصحابه، اليوم يأمر بأمرٍ وغداً ينهى عنه، وأنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه. ولهذا قال ابن عاشور (هذه الكلمة أحسن ما قالهُ المفسّرون في حاصل معنى هذه الآية. فالمراد من التبديل في قوله تعالى " بدلنا" مطلقُ التغاير بين الأغراض والمقامات، أو التغاير في المعاني واختلافها باختلاف المقاصد والمقامات)
ولسنا هنا بصدد مناقشة أمر نسخ التلاوة. وإنما أردنا أن ننفي أن الآية قد دلت على تعديل القرآن.
أما ما يتعلق بالحديث الذي هو موضوعنا: فإذا كان لديّ مخرج - لا بالعقل المجرد - بل بالروايات الصحيحة فلماذا أقول بالتعديل والتغيير مع إنه بإمكاني أن لا أقول بذلك أصلا؟
وفي قصة ابن مكتوم السابقة لديّ أربعة مخارج أخرى لي أن اختار منها ما شئت حسب الأدلة فلماذا ألزم نفسي بالرواية التي هي محل الإشكال مع أن الروايات الأخرى ليست بمشكلة إطلاقا. ووجه الإشكال عندي في التعديل.
والآن أمامك أخي الروايات فاجمع بينها ووفق وإلا فرجح.(/)
(والنخل باسقات لها طلع نضيد) الأعرابي يسجد
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Feb 2010, 04:27 م]ـ
لماذا سجد هذا الأعرابي، الذي لم يكن مسلماً، حين سمع هذه الآية؟
والنخل باسقات لها طلع نضيد
هو قال: "سجدت لبلاغته".
ما معنى تلك البلاغة التي أوقعت جبهة الأعرابي المشرك الجلف على الأرض؟
هل على هذا الأعرابي أن يشرح للناس أسرار الإعجاز ومدى المطابقة بين الآية المقروءة والآية المنظورة؟.
ولماذا حملت شهادته - وهو الخبير في شؤون النخل- على أنها من أمارات الإعجاز؟. ولم يعترض عليه أحد؟.
هل هو إعجاز علمي (في نظر الأعرابي) أم بياني لفظي؟ ..
أليس كل القرآن بليغاً؟.
أليس مثل هذا الذي جرى للأعرابي هو الذي يجري لكثير من الخبراء الذين تطرق أسماعهم آيات تصف لهم مواطن خبرتهم بما يعجزون عن ملاحقته فضلاً عن الإتيان بمثله؟.(/)
أثر العقيدة على الشيخ ابن تيمية في توجيهه للآيات القرآنية
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:40 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
أثر العقيدة على الشيخ ابن تيمية في توجيهه للآيات القرآنية
هذا هو العنوان الذي اخترته لهذه المشاركة، وهو جدير أن يكون عنوان رسالة علمية موضوعية يتم فيها اكتشاف أثر العقيدة في ابن تيمية في توجيهه وتفسير لبعض الآيات القرآنية التي خالف فيها جمهور المفسرين فيما سيتبين.
وأرجو من الباحثين الجادين التعامل مع هذا الموضوع بطريقة علمية، لا بطريقة التعصب المذموم والعصبية، فإن الحق أحق أن يتبع، وإن النقاش الجاد لا يثمر إلا الخير للمتحاورين، فإما التصميم على الحق، وإما الرجوع إلى الحق.
مقدمة مهمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.
قال ابن حجر: وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به، أو حملوه على ما لم يدل عليه ولم يرد به، في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى، فهم مخطئون في الدليل والمدلول. اهـ
وقال بعض العلماء: إن النهي عن التفسير وارد في حق من يكون له في الشيء رأي وميل من طبعه وهواه، فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ليحتج على تصحيح رأيه. اهـ
* * *
جاء في كتاب الاستقامة لابن تيمية:
قوله: "لا يقابله حد ولا يزاحمه عند:
قال ابن تيمية: ظاهره باطل؛ إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات، ولا تنتهي إليه المحدودات، ولا يكون عنده شئ من المخلوقات، وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ فإن الله تعالى يقول (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) وقال (وله من في السماوات ومن في الأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) اهـ
ــــــــ
هذا التفسير الذي ذكره ابن تيمية لهتين الآيتين، وحمل فيه العندية على العندية المكانية، بحيث يتبادر لكل قارئ أن ثمة مسافة معينة تقطعها المخلوقات المحدودات لتكون عند الله قريبة من ذاته بعد أن كانت بعيدة عنها، تفسير مخالف لما عليه جماهير مفسري الأمة المحمدية قاطبة، وأهل السنة عامة، فكيف جعل الشيخ ابن تيمية إجماع سلف الأمة والكتاب والسنة دليلا على ما يخالف الكتاب والسنة وإجماع مفسري الأمة؟؟
فلا يبقى بعد هذا إلا أمر من أمرين:
1 ـ إما أن يكون جمهور مفسري أهل السنة قد خالفوا الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، فليسوا إلا أصحاب بدع وأهواء يصدق فيهم الوعيد الذي جاء في الحديث الشريف، وفيه أصلا طعن في الأحاديث التي تدل على أن الأمة ـ جمهور العلماء ـ لا تجتمع على ضلالة.
2 ـ وإما أن يكون جمهور مفسري أهل السنة الآتي ذكر بعضهم على حق، ومن خالفهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
وفيما يلي بعض أقوال أئمة التفسير في تفسير العندية المذكورة في الآيتين:
قال أبو حيان في البحر المحيط:
هم الملائكة عليهم السلام، ومعنى العندية: الزلفى والقرب منه تعالى بالمكانة، لا بالمكان، وذلك لتوفرهم على طاعته وابتغاء مرضاته. (ج4/ص450)
القرطبي: هو عبارة عن قربهم بالكرامة لا بالمسافة (الجامع، ج9/ص436)
الواحدي: يعني الملائكة، قال الزجاج: يعني أنهم بالقرب من رحمة الله تعالى ومن فضله. (الوسيط، ج2/ص441)
الزجاج: تأويله أنه قرب من رحمة الله ومن تفضله وإحسانه. (معاني القرآن، ج2/ص398)
البغوي: يعني الملائكة المقربين بالفضل والكرامة. (معالم التنزيل، ج3/ص321)
ابن عادل: المراد بالعندية القرب والشرف. (اللباب ج9/ص442)
قال الثعلبي في الكشف والبيان: (إن الذين عند ربّك) يعني الملائكة والمراد هو عند قربهم من الفضل والرحمة لا من حيث المكان والمعاقبة.
ومثال هذه التناقضات بين تفسير جمهور مفسري الأمة المحمدية وبين تفسير ابن تيمية متكررة، وهي أمر يدعو إلى البحث وراء هذا التباين الشديد، وما ينجر عنه من الأمور.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 06:56 م]ـ
أبو عبيدة
لماذا بدأت بالنتيجة قبل تحقيق المسألة وتأصيلها؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Feb 2010, 08:44 م]ـ
أين هو تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لهذه الآية؟ هو لم يفسر الآية. ولكنه استدل بها لقوله، دون أن يخالف ظاهر لفظ الآية، ولم يخرج عن ألفاظ الآية الكريمة، ولم يذكر "مسافة معينة" ولا "العندية المكانية" ولا "قريبة من ذاته" التي تنسبها له، فلعلك أخي تعيد صياغة ما كتبته هنا وما نسبته -خطأ فيما يظهر لي- إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وهو رَدّ على مَن أنكرَ أَن عندَ الله شيء، وقد أثبت الله تعالى لنفسه في هذه الآية العظيمة أن عنده من يسبحه ويسجد له ولا يستكبر عن عبادته ولا يستحسر.
ولو ذكرتَ لنا -بارك الله فيك- الجزء والصفحة لكلام شيخ الإسلام بارك الله فيك
وهذا يدل -فيما يبدو- على أثر توجيه القرآن الحكيم على عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لا العكس ..
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 Feb 2010, 08:52 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سبحان الله، والله إن هذا مما يفاد من قوله تعالى: (واجعل لي لسان ذكر في الآخرين)
لك الله يا شيخ الإسلام كم رفع الله مكانك وأعلى قدرك، فاللهم اجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
أقول هذا رغم أنوف الأصاغر الأغمارالمتطاولين على هذا الجبل الأشم من الجهلة والمرتذقة والمبتدعة، نعوذ بالله من الخذلان.
عوداً على بدء:
يا أخي الكريم .. اسمح لي أن أُعقِّب على بعض أمور في موضوعك الذي شرعته، ولكن خذ قولي بلطف تستفد وإلا ....
أولاً: العنوان خطأ؛ لأنه يفيد أن الشيخ الإمام رحمه الله يعتقد ثم يوجه الآيات وفق ما اعتقده
وبالعربي الفصيح: أن الاعتقاد سابق وتوجيه الآيات لاحق
وبالعربي الأفصح: دخول للنص القرآني بمقررات سابقة (كحال كثير من أهل البدع)
وأنا أقول لك: لا وألف لا، بارك الله فيك، شيخ الإسلام يستمد العقيدة النقية الصحيحة من الكتاب والسنة، ومنهما ينطلق، فهما الأصل عنده النقل لا العقل وإذا أردت برهان هذا فغص وحلق في كتبه ستجدهبكل وضوح ناصعا، بل هو يردُّ على كثير من أهل البدع الذين كان حالهم ما ذكرته لك. ونسبته انت خطأ له غفر الله لك.
فأدرك هذا بارك الله فيك
لذا إذا كان العنوان باطلا فما بني عليه غالبه سيكون باطلاً. هذا أولاً.
وثانياً: نصحي لك بارك الله فيك، أن لا تنسب حديثاً إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم تعِ درجته.
فكيف تحاكم عالم إلى حديث لا يثبت؟ وهو إمام في الحديث.
وكيف لا تميز بين قول مفسر أصالة، وبين ناقلٍ، وتجمع بُعَيْض أقوال وتقول ((جمهور))
لذا أنصحك بمراجعة موضوعك ونفسك في التعامل مع أهل العلم.
وثالثاً: اعتن بنفسك يا أباعبيدة في الدربة على الحوار الناجح المنضبط بالكتاب والسنة، وروِّض النفس عليها؛ تنل وإلا ..
ومتى ما أحسنت هذه الأصول الأولية فحياك الله، وستجد من هو خير مني من يتناول معك هذه المسائل العلمية وتستفيد وتفيد، ولكن شريط أن تأتي البيوت من أبوابها وبالإنصاف، والإنصاف عزيز، وفهمك كاف.
وأشد على يد اخي الغامدي
ورحمك الله يا شيخ الإسلام كم أحبك
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:16 م]ـ
أشكر للمشاركين حرصهم العاطفي.
وأرجو أن يكون حرصهم العلمي على قدر عاطفتهم.
ولذا، فأطلب من الإخوة المشاركين تفضلا أن يفسروا لي مراد الشيخ بقوله: (ظاهره باطل؛ إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات، ولا تنتهي إليه المحدودات)
فإني لا أفهم منها سوى إثبات مقابلة المخلوقات لذات الله تعالى، وأن المخلوقات المحدودات تنتهي إليه بمعنى تصير قريبة منه مسافة بعد أن كانت بعيدة، فالملائكة تكون عنده قريبة مسافة، ثم تنزل فتصير بعيدة، ثم تعرج فتصير قريبة.
فإذا فهم الإخوة شيئا غير هذا فليشرحوه بلسان عربي مبين.
وليشرحوا لي مدى توافق أو تناقض ما نقلته من كلام بعض المفسرين ـ ومثلهم كثير ـ مع كلام الشيخ، وأن يبينوا لي من تفسير السلف لهذه الآية إن وجد ما يكون حجة لأحدهما.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:23 م]ـ
وهو رَدّ على مَن أنكرَ أَن عندَ الله شيء،
أخي بارك الله فيك: هذا الكلام الذي نقلته مجمل، يحتمل أن يكون المنكر قد أنكر أن يكون عند الله شيء بالشرف والزلفى والمكانة، وهذا لم ينكره المفسرون كما نقلت بعض أقوالهم، فإن لديك خلافها عنهم فاذكرها تفضلا.
ويحتمل أن يكون المنكر قد أنكر أن يكون عند الله شيء بالقرب المكاني والمسافي بحيث يكون تعالى محدودا في ذاته بحيث تكون المخلوقات بعيدة عنه وقريبة مكانا. وهذا فعلا قد أنكره جمهور المفسرين من أهل السنة كما نقلت بعض أقوالهم وهي اكثر بلا شك.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 09:55 م]ـ
وتجمع بُعَيْض أقوال وتقول ((جمهور))
في الحقيقة القائمة طويلة، غير أني اقتصرت على البعض، وإليك المزيد:
قال ابن عطية: (الذين) يريد الملائكة. وقوله: (عند) إنما يريد في المنزلة والتشريف والقرب في المكانة، لا في المكان، فهم بذلك عنده. (ج4/ص125) الطبعة القطرية.
قال أبو السعود: ومعنى كونهم عنده سبحانه وتعالى: قربهم من رحمته وفضله لتوفرهم على طاعته تعالى. (ج3/ص310)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البقاعي في نظم الدرر: هم الملائكة الكرام وألو العصمة. والقرب: دنو مكانة، لا مكان. (ج8/ص212)
قال العلامة ابن عاشور: (عند) مستعمل مجازا في رفعة المقدار والحظوة الإلهية. (ج9/ص243)
وقال الثعالبي في الجواهر الحسان: وقوله: (عند) إنما يريد به المنزلة والتشريف والقرب في المكانة، لا في المكان، فهم بذلك عنده. (ج3/ص110)
والقائمة أطول بلا شك، فهم ليسوا "بُعَيْض".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:03 م]ـ
أشكر للمشاركين حرصهم العاطفي.
وأرجو أن يكون حرصهم العلمي على قدر عاطفتهم.
ولذا، فأطلب من الإخوة المشاركين تفضلا أن يفسروا لي مراد الشيخ بقوله: (ظاهره باطل؛ إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات، ولا تنتهي إليه المحدودات)
فإني لا أفهم منها سوى إثبات مقابلة المخلوقات لذات الله تعالى، وأن المخلوقات المحدودات تنتهي إليه بمعنى تصير قريبة منه مسافة بعد أن كانت بعيدة، فالملائكة تكون عنده قريبة مسافة، ثم تنزل فتصير بعيدة، ثم تعرج فتصير قريبة.
فإذا فهم الإخوة شيئا غير هذا فليشرحوه بلسان عربي مبين.
وليشرحوا لي مدى توافق أو تناقض ما نقلته من كلام بعض المفسرين ـ ومثلهم كثير ـ مع كلام الشيخ، وأن يبينوا لي من تفسير السلف لهذه الآية إن وجد ما يكون حجة لأحدهما.
أولاً: نحن لا نتكلم بالعاطفة، فدع عنك هذه.
ثانياً: كلام الشيخ واضح فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، وقوله تعالى:"عند ربك" هو على ظاهره والقول إن العندية هو قرب الكرامة لا قرب المسافة نوع تأويل بلا دليل.
فالملائكة عند الله وتعرج إليه وإليه يصعد الكلم الطيب كما قال هو تبارك وتعالى ولا يلزم من هذا القول لوازم باطلة كما تظن حتى يفسر بألفاظ تحتمل الحق والباطل وهذا ما قاله شيخ الإسلام بن تيمة:
"وأما قوله لا يقابله حد ولا يزاحمه عند فظاهره باطل إذ ظاهره أن الله لا يقابله شئ من المخلوقات ولا تنتهي إليه المحدودات ولا يكون عنده شئ من المخلوقات وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع سلف الامة
فإن الله تعالى يقول إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون [سورة الأعراف 206]
وقال وله من في السماوات ومن في الأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون [سورة الأنبياء 19]
وقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [سورة فاطر 10]
وقال تعالى يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [سورة آل عمران 55]
وقال تعرج الملائكة والروح إليه [سورة المعارج 4] "
كتاب الاستقامة، الجزء 1، صفحة 130.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 10:28 م]ـ
القرآن نزل بلسان عربي مبين [/ color]
هذه مقدمة متفق عليها بين جميع المفسرين، وفيمن ذكرت من هم أعلم الناس بلغة العرب كالثعلبي وأبي حيان وغيرهما.
، وقوله تعالى:"عند ربك" هو على ظاهره [/ color]
هذا محل الإشكال أو التنازع، بين الشيخ وبين من ذكرت من المفسرين.
والقول إن العندية هو قرب الكرامة لا قرب المسافة نوع تأويل بلا دليل. [/ color]
وهذه أيضا دعوى كبيرة، فكيف يتفق ذلك الجمع الكبير من المفسرين وغيرهم على القول في كتاب الله بغير دليل؟؟ مع أن الدليل واضح وهو استعمال العرب كلمة (عند) للدلالة على العندية بالشرف والمكانة، وحتى اليوم بعد اندراس لسان العرب الفصيح يقول أحدنا: فلان عندي من المقربين، وهو بعيد عنه أميالا وأميالا. وتجد أقرب الناس إليه مكانا أبعدهم عنه مكانة وشرفا. وإضافة إلى ذلك فالدليل المانع من حمل العندية على عندية المكان قائم عند أولئك الجم من المفسرين، وهو استحالة أن يكون الله محدودا بحيث تكون ثمة مسافة بينه وبين خلقه، مهما طالت تلك المسافة أميالا. فكيف يقال بعد ذلك بأنهم لا دليل لهم، واللغة معهم، والشرع (ليس كمثله شيء) معهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:11 م]ـ
فلان عندي من المقربين، وهو بعيد عنه أميالا وأميالا. وتجد أقرب الناس إليه مكانا أبعدهم عنه مكانة وشرفا. .
ألا تلاحظ أنك قيدت الكلمة؟
وإضافة إلى ذلك فالدليل المانع من حمل العندية على عندية المكان قائم عند أولئك الجم من المفسرين، وهو استحالة أن يكون الله محدودا بحيث تكون ثمة مسافة بينه وبين خلقه، مهما طالت تلك المسافة أميالا. فكيف يقال بعد ذلك بأنهم لا دليل لهم، واللغة معهم، والشرع (ليس كمثله شيء) معهم.
قلتُ لا يلزم من إطلاق ما أطلقه القرآن اللوازم الباطلة التي ذكرتَ إلا في ذهن الممثل أو المعطل.
ثم ألا تلاحظ أن عبارتك متناقضة؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:20 م]ـ
قلتُ لا يلزم من إطلاق ما أطلقه القرآن اللوازم الباطلة
نعم لا يلزم من إطلاق القرآن اللوازم الباطلة.
لكن المشكلة ما هي تلك اللوازم الباطلة؟
المفسرون الذين نقلت قولَهم يرون القول بالقرب بالمكان معنى غير مراد من الآية، ويرون حمل العندية على القرب بالمكان تحكما، وهم منزهون عن التمثيل والتعطيل كما لا يخفى على من عرف سيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:31 م]ـ
نعم لا يلزم من إطلاق القرآن اللوازم الباطلة.
لكن المشكلة ما هي تلك اللوازم الباطلة؟
المفسرون الذين نقلت قولَهم يرون القول بالقرب بالمكان معنى غير مراد من الآية، ويرون حمل العندية على القرب بالمكان تحكما، وهم منزهون عن التمثيل والتعطيل كما لا يخفى على من عرف سيرهم.
اللوازم الباطلة هو ما ذكرته أنت من محدودية وغيرها.
إذا كان القرب المكاني غير مراد فما تقول في قول الله تعالى:
" إن المتقين في جنات ونهر* في مقعد صدق عند مليك مقتدر"؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:35 م]ـ
نعم لا يلزم من إطلاق القرآن اللوازم الباطلة.
لكن المشكلة ما هي تلك اللوازم الباطلة؟
المفسرون الذين نقلت قولَهم يرون القول بالقرب بالمكان معنى غير مراد من الآية، ويرون حمل العندية على القرب بالمكان تحكما، وهم منزهون عن التمثيل والتعطيل كما لا يخفى على من عرف سيرهم.
أخي الكريم: لمذا نزهتهم عن التمثيل والتعطيل، ولم تنزه شيخ الإسلام عن التشبيه والتجسيم؟
المسألة أرى أنها - عند حسن النية - في منتهى البساطة؛ فأهل السنة يذهبون في هذه الآيات وأمثالها إلى إجرائها على ظواهرها، والإيمان بمعانيها، مع التنزيه لله تعالى.
ومسألة العندية فرع من فروع مسألة الجهة، وناتجة عنها.
وقد أشبعها العلماء بحثا؛ فلا حاجة لذكرها هنا.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:56 م]ـ
اللوازم الباطلة هو ما ذكرته أنت من محدودية وغيرها.
هذا محل النزاع، وأنا لم أذكر شيئا، بل التفاسير العديدة التي ذكرتها هي التي قررت أي اللوازم هو الباطل.
ا عند مليك مقتدر"؟
قال ابو حيان في تفسير هذه الآية: (عند) تدل على قرب المكانة من الله. (البحر ج8/ص182) فالمسألة نفسها.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Feb 2010, 11:59 م]ـ
أهل السنة يذهبون
لقد نقلت عن تفاسير أهل السنة ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:15 ص]ـ
لقد نقلت عن تفاسير أهل السنة ..
نقلت عن قلة من تفاسير أهل السنة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:44 ص]ـ
للتوضيح للإخوة المشاركين؛ فإن هذا الموضع الذي نقله الأخ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان يرد فيه على كلام منقول عن الحلاج - وكلنا نعرف من هو الحلاج -
وهذا هو نص الكلام المنقول عن الحلاج:
ألزم الكل الحدث لأن القدم له فالذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه والذي بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه والذي يؤلفه وقت يفرقه وقت والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه ولذي الوهم يظفر به فالتصوير يرتقى إليه ومن آواه محل ادركه أين ومن كان له جنس طالبه بكيف
إنه سبحانه لا يظله فوق ولا يقله تحت ولا يقابله حد ولا يزاحمه عند ولا يأخذه خلف ولا يحده أمام ولم يظهره قبل ولم يفنه بعد ولم يجمعه كل ولم يوجده كان لم يفقده ليس وصفة لا صفة له وفعله لا علة له وكونه لا أمد له تنزه عن أحول خلقه ليس له من خلقه مزاج ولا في فعله علاج باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم
إن قلت متى فقد سبق الوقت ذاته وإن قلت هو فالهاء والواو خلفه وإن قلت أين فقد تقدم المكان وجوده
فالحروف آياته ووجوده إثباته ومعرفته توحيده وتوحيده تمييزه من خلقه
ما تصور في الأوهام فهو بخلافه كيف يحل به ما منه بدأ أو يعود إليه ما هو أنشأ لا تماثله العيون ولا تقابله الظنون قربه كرامته وبعده إهانته علوه من غير توقل ومجيئه من غير تنقل
هو الأول والآخر والظاهر والباطن والقريب البعيد ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
ثم بدأ شيخ الإسلام يفند ما كان مخطئا من هذا الكلام، إلى أن قال ما نقل الأخ، وزاد عليه ما لم ينقل الأخ مع أهميته في الموضوع وهو استدلال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بهذه الآيات:
وقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
وقال تعالى يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى
وقال تعرج الملائكة والروح إليه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المستفيضة إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر.
وقد استدل علماء السلف بهذه الأدلة على نفس ما استدل به شيخ الإسلام عليه أعني أهل السنة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:57 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي أمر يدعو إلى البحث وراء هذا التباين الشديد، وما ينجر عنه من الأمور.
اكتشاف عجيب .. ابن تيمية يخالف الأشعرية في تفاسيرهم .. حقاً أمر يدعو إلى البحث، مع عدم نسيان تسجيل براءة الاختراع للتونسي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 07:38 ص]ـ
أشكر أخي الكريم أبا عبيدة الهاني على طرحه لهذا الموضوع القيم، وفيه لفت للانتباه لقيمة توجيه شيخ الإسلام ابن تيمية لكثير من الآيات القرآنية على وفق معتقد السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم وعن أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد كتبَ عددٌ من الباحثين في جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير وطُبع بعضُها ولم يُطبع بعضها. (1)
وأبعدُ الناس عن تحكيم العاطفة في كلامه هو ابن تيمية وأتباع المنهج الذي ينصره، وليتنا حقاً نكتب في العلم بعيداً عن تأثير الهوى يا أخي العزيز فإن الهوى يعمي ويصم عن الحق، ولا يخفى عليك ما ورد من الآيات والأحاديث في ذم الهوى واتباعه.
وألاحظ على طرح أخي أبي عبيدة الهاني للموضوع ما يلي:
1 - الاستعجال في ذكر النتيجة قبل دراسة المسألة، وقد تفضل بذكر هذه الملاحظة الزميل أبو سعد الغامدي مشكوراً.
2 - عدم نقل كلام ابن تيمية كاملاً، واقتطاعه من سياقه، وهذا يفقد القارئ القدرة على تصور الكلام بتمامه، وقد نبَّه إلى ذلك الزميل إبراهيم الحسني مشكوراً. وهذا الخلل يقع فيه كثير من الباحثين فيقع الخلل في فهم القراء. والمنهج العلمي الصحيح يقتضي نقل الكلام بتمامه والتنبيه على سياقه ليكون القارئ على بينة من أمر قائله.
3 - إطلاق مصطلح (أهل السنة) على الأشاعرة في هذا الموضوع محاولة من أخي أبي عبيدة للتلبيس على القارئ الكريم. وقد سبق لعدد من العلماء قديماً وحديثاً تحرير المقصود بأهل السنة والجماعة، ومن ذلك قول العلامة الجليل الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي حفظه الله وشفاه:
إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
[أ] المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة، فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عَنْوَنَ شَيْخ الإِسْلامِ كتابه في الرد على الرافضي "منهاج السنة "، وفيه بيَّن هذين المعنيين، (2). وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة [هي] من أهل السنة بالمعنى [الأعم].
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة، وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة.
[ب] المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء وهو الأكثر استعمالاً وعليه كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل: إنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً؛ بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب بل التلقي والاستمداد منها (3). فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.
والأشاعرة تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج، فكيف يكونون من أهلها. وإذا كانت كتب الأشاعرة تتبرأ من "الحشوية والمجسمة والنابتة والمشبهة " وغير ذلك مما يلقبون به أهل السنة والجماعة، فكيف يكونون وهم سواء؟). (4)
ولا بدَّ في مسائل العقيدة من العلم والبرهان حتى يكون الاتباع عن بينة وليس عن عاطفة وهوى، وكلام علماء الأمة الكبار من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن سار على منهجهم يؤيد هذا القول الذي ذهب إليه ابن تيمية وغيره. وأدعو أخي الكريم أبا عبيدة لمراجعة كلام المفسرين من الصحابة والتابعين وأتباعهم لهذه الآيات ونظائرها في القرآن الكريم، وسوف يجد أن ابن تيمية لم يأت بشيء من عنده، فإن القارئ لكتب ابن تيمية لا يقرأ فيها علم ابن تيمية فقط، وإنما يقرأ فيها علم السَّلف الذين سبقونا بالإيمان والعلم والاتباع الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نقله أبو عبيدة عن كثير من أهل التفسير صحيحٌ ولم أراجعه في مظانِّه، لكنه معلوم من منهجهم في تفاسيرهم. والذين نَقَل أقوالهم مِمَّنْ يسيرُ على منهج التأويل المنسوب لأبي الحسن الأشعري رحمه الله، وهذا مما ينبغي التنبه له لقارئ هذه الكتب في التفسير، فإنها تأويل للصفات التي أثبتها الله لنفسه دون دليل صحيح، مع حفظنا لمكانة هؤلاء المفسرين، والثناء عليهم وعلى كتبهم في مجملها، ولكنَّ الكمال عزيز. وبعضهم وافق الأشاعرة في بعض أقوالهم وبعضهم من الأشاعرة الذين لا ينكرون انتسابهم لهذا المنهج.
وأنا أؤكد على مقولة أخي أبي عبيدة الهاني: (وأرجو من الباحثين الجادين التعامل مع هذا الموضوع بطريقة علمية، لا بطريقة التعصب المذموم والعصبية، فإن الحق أحق أن يتبع، وإن النقاش الجاد لا يثمر إلا الخير للمتحاورين، فإما التصميم على الحق، وإما الرجوع إلى الحق) فهي مقولة رائعة حقاً.
وقد أعجبني هذا النقل عن ابن حجر، وهو ما نقله أخي أبو عبيدة بقوله:
مقدمة مهمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.
قال ابن حجر: وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به، أو حملوه على ما لم يدل عليه ولم يرد به، في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى، فهم مخطئون في الدليل والمدلول. اهـ
وأحب الإشارة إلى أن هذا من الفوائد التي استفادها الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني من كتب ابن تيمية، وقد فصل ابن تيمية مثل هذه العبارة في مقدمته (مقدمة في اصول التفسير) وهي من أجود المؤلفات - على وجازتها - في أصول التفسير. وهي جديرة بالمراجعة والفهم.
وفق الله الجميع لمرضاته، والله أعلم.
ــــ الحواشي ــــــــــ:
(1) انظر: محاولات جمع تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية للدكتور إبراهيم الحميضي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=90875).
(2) منهاج السنة النبوية 2/ 221، تحقيق محمد رشاد سالم.
(3) انظر: شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، تحقيق الأخ أحمد بن سعد بن حمدان (1/ 157، 165).
(4) انظر: منهج الأشاعرة في العقيدة للدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي، وهو كتاب قيم جدير بالقراءة. وتجده هنا ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=350).
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:39 ص]ـ
أشكر أخي الكريم أبا عبيدة الهاني على طرحه لهذا الموضوع القيم، وفيه لفت للانتباه لقيمة توجيه شيخ الإسلام ابن تيمية لكثير من الآيات القرآنية على وفق معتقد السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم وعن أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين. [/ url].
أشكركم على التعامل مع هذا الموضوع بجدية.
في الحقيقة لسنا ننشد سوى الحق، وإني مع ما أطرحه من استشكالات فيبقى المجال مطروحا ـ طالما تجنبنا أهل التعصب والهمز واللمز ـ لإعادة النظر فيما أعتقده وأفهمه، أو العكس؛ فليس فينا من هو معصوم لا يقبل كلامه النقاش.
وأقل ما يمكن أن يثير اهتمام الباحث هو تكرر التباين الشديد بين توجيهات الشيخ ابن تيمية لبعض الآيات كالتي ذكرتها، وتوجيه عدد كبير ممن عَرَفوا أنفسهم وعرفناهم وعرفهم أهل عصرهم ـ قبل ولادة الشيخ سفر بقرون ـ بأنهم أهل السنة.
فأما إذا كان المطلوب تصحيح هذا "الخطأ" التاريخي الذي استمر قرونا طويلة وهو سلب اسم أهل السنة عن أهله وإلصاقه بغيرهم، فهذه مسألة أخرى أكبر وأكبر.
ومع ذلك، فأرجو من فضيلة المشرف الذي دائما يوجه القارئ للتأمل والتفكر والتدقيق واتباع الدليل أن يجلي لي أمرا شديدا لم أجد له توجيها لكي أعتبر أن الشيخ ابن تيمية يفسر القرآن على وفق السلف الصالح:
فضيلة المشرف: عندما أرى أن الشيخ ابن تيمية يوجه قول الله سبحانه وتعالى {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ليقول بالحرف الواحد أن الأصح أن يقال بأن الله تعالى أحدث القرآن في ذاته كما في مجموع الفتاوى، ثم أراجع أقوال السلف أئمة أهل السنة، وأجد نقيض ذلك كقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284) وأراجع أقوال مفسري أهل السنة ومن هم أعلم الناس بأقوال السلف كقول الإمام البغوي: الذكر المحدث: ما قاله النبي ? وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب تعالى لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306) وقوله الإمام القرطبي: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ}: يريد: في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق. (الجامع، ج14/ص172)
فكيف بعد كل ذلك يمكنني أن أعتقد أن الشيخ ابن تيمية يوجه الآيات على وفق معتقد السلف الصالح؟؟؟
أرجو منكم التأمل والكلام بالدليل، لا سيما في هذه المسألة الأساسية التي تبين لي من خلال سنوات بحث أن السلف الصالح عندما قالوا بأن القرآن غير مخلوق كانوا يقصدون أن القرآن ـ صفة الله تعالى ـ غير محدث، فلا فرق بين المخلوق والمحدث لا لغة ولا عرفا، وتبين لكل باحث أن الشيخ ابن تيمية يرى حدوث القرآن ـ صفة الله أو فعله ـ في ذات الله تعالى، وهذا معروف مسطور. فكيف الجمع مع هذا التصادم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 12:24 م]ـ
فأما إذا كان المطلوب تصحيح هذا "الخطأ" التاريخي الذي استمر قرونا طويلة وهو سلب اسم أهل السنة عن أهله وإلصاقه بغيرهم، فهذه مسألة أخرى أكبر وأكبر.
هذه دعوى مقلوبة وإذا كنت تعتقد ذلك فعليك الدليل.
أما كلام شيخ الإسلام فأنت فهمته بناء على تصورك المسبق ولهذا أتيت بكلام الشيخ رحمه الله تعالى مبتورا عن سياقه، وهذا هو كلام الشيخ الإسلام:
"وَأَمَّا الْكَلَامُ الْمُعَيَّنُ " كَالْقُرْآنِ " فَلَيْسَ بِمَخْلُوقِ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا خَارِجًا عَنْ ذَاتِهِ؛ بَلْ تَكَلَّمَ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَهُوَ حَادِثٌ فِي ذَاتِهِ. وَهَلْ يُقَالُ: أَحْدَثَهُ فِي ذَاتِهِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَصَحُّهُمَا أَنَّهُ يُقَالُ ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {إنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ} " وَقَدْ بَوَّبَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ لِهَذَا بَابًا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَاب وَالسُّنَّة.
وَهَذَا بِخِلَافِ الْمَخْلُوقِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي عَقْلٍ وَلَا شَرْعٍ وَلَا لُغَةٍ: أَنَّ الْإِنْسَانَ يُسَمِّي مَا قَامَ بِهِ مِنْ الْأَفْعَالِ وَالْأَقْوَالِ خَلْقًا لَهُ وَيَقُولُ: أَنَا خَلَقْت ذَلِكَ بَلْ يَقُولُ: أَنَا فَعَلْت وَتَكَلَّمْت وَقَدْ يَقُولُ: أَنَا أَحْدَثْت هَذِهِ الْأَقْوَالَ وَالْأَفْعَالَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {إيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة} " وَقَالَ: {الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إلَى ثَوْرٍ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". وَإِنْ كَانَ مَقْصُودُهُ " بِالْإِحْدَاثِ " هُنَا أَخَصّ مِنْ مَعْنَى الْإِحْدَاثِ بِمَعْنَى الْفِعْلِ وَإِنَّمَا مَقْصُودُهُ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا بِدْعَةً تُخَالِفُ مَا قَدْ سُنَّ وَشُرِعَ وَيُقَالُ لِلْجَرَائِمِ: الْأَحْدَاثُ وَلَفْظُ الْإِحْدَاثِ يُرِيدُونَ بِهِ ابْتِدَاءَ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ: " إنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ " {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}. وَلَا يُسَمُّونَ مَخْلُوقًا إلَّا مَا كَانَ بَائِنًا عَنْهُ كَقَوْلِهِ: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} وَإِذَا قَالُوا عَنْ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِ: إنَّهُ مَخْلُوقٌ وَمُخْتَلَقٌ فَمُرَادُهُمْ أَنَّهُ مَكْذُوبٌ مُفْتَرًى كَقَوْلِهِ: {وَتَخْلُقُونَ إفْكًا}."
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:39 م]ـ
أرجو منكم التأمل والكلام بالدليل، لا سيما في هذه المسألة الأساسية التي تبين لي من خلال سنوات بحث أن السلف الصالح عندما قالوا بأن القرآن غير مخلوق كانوا يقصدون أن القرآن ـ صفة الله تعالى ـ غير محدث، فلا فرق بين المخلوق والمحدث لا لغة ولا عرفا، وتبين لكل باحث أن الشيخ ابن تيمية يرى حدوث القرآن ـ صفة الله أو فعله ـ في ذات الله تعالى، وهذا معروف مسطور. فكيف الجمع مع هذا التصادم؟
إن الخلط في هذه القضية ناتج عن عدم الوقوف عند ما ثبت عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فنصوص القرآن والسنة واضحة في هذه القضية لا لبس فيها.
ومن أوضح الأمثلة الذي يزيل الإشكال في المسألة قول الله تعالى:
(وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) سورة سبأ (23)
قال بن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره:
القول في تأويل قوله تعالى: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير (23))
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول - تعالى ذكره -: ولا تنفع شفاعة شافع كائنا من كان الشافع لمن شفع له، إلا أن يشفع لمن أذن الله في الشفاعة، يقول تعالى: فإذا كانت الشفاعات لا تنفع عند الله أحدا إلا لمن أذن الله في الشفاعة له، والله لا يأذن لأحد من أوليائه في الشفاعة لأحد من الكفرة به وأنتم أهل كفر به أيها المشركون، فكيف تعبدون من تعبدونه من دون الله زعما منكم أنكم تعبدونه ليقربكم إلى الله زلفى وليشفع لكم عند ربكم. ف " من " إذ كان هذا معنى الكلام التي في قوله (إلا لمن أذن له): المشفوع له.
واختلفت القراء في قراءة قوله (أذن له) فقرأ ذلك عامة القراء بضم الألف من (أذن له) على وجه ما لم يسم فاعله، وقرأه بعض الكوفيين (أذن له) على اختلاف أيضا عنه فيه، بمعنى أذن الله له.
وقوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) يقول: حتى إذا جلي عن قلوبهم وكشف عنها الفزع وذهب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) يعني: جلي.
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: كشف عنها الغطاء يوم القيامة.
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: إذا جلي عن قلوبهم.
واختلف أهل التأويل في الموصوفين بهذه الصفة من هم؟ وما السبب الذي من أجله فزع عن قلوبهم؟ فقال بعضهم: الذي فزع عن قلوبهم الملائكة، قالوا: وإنما يفزع عن قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم الله بالوحي.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية، عن داود عن الشعبي قال: قال ابن مسعود في هذه الآية (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إذا حدث أمر عند ذي العرش سمع من دونه من الملائكة صوتا كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم، فإذا ذهب الفزع عن قلوبهم تنادوا: (ماذا قال ربكم)؟ قال: فيقول من شاء: قال الحق وهو العلي الكبير. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا المعتمر قال: سمعت داود، عن عامر، عن مسروق قال: إذا حدث عند ذي العرش أمر سمعت الملائكة صوتا كجر السلسلة على الصفا قال: فيغشى عليهم، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال: فيقول من شاء الله: الحق وهو العلي الكبير.
حدثنا ابن المثنى قال: ثني عبد الأعلى قال: ثنا داود، عن عامر، عن ابن مسعود أنه قال: إذا حدث أمر عند ذي العرش. ثم ذكر نحو معناه إلا أنه قال: فيغشى عليهم من الفزع، حتى إذا ذهب ذلك عنهم تنادوا: ماذا قال ربكم؟
حدثنا ابن حميد قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إن الوحي إذا ألقي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان قال: فيتنادون في السماوات: ماذا قال ربكم؟ قال: فيتنادون: الحق وهو العلي الكبير.
وبه عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، مثله.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد قال: ينزل الأمر من عند رب العزة إلى السماء الدنيا ; فيفزع أهل السماء الدنيا، حتى يستبين لهم الأمر الذي نزل فيه، فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق وهو العلي الكبير، فذلك قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية.
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: ثنا أبو هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله إذا قضى أمرا في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها جميعا، ولقوله صوت كصوت السلسلة على الصفا الصفوان فذلك قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).
حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية قال: ثنا أيوب عن هشام بن عروة، قال: قال الحارث بن هشام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يأتيك الوحي؟ قال: " يأتيني في صلصلة كصلصلة الجرس، فيفصم عني حين يفصم وقد وعيته ويأتي أحيانا في مثل صورة الرجل، فيكلمني به كلاما هو أهون علي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني زكريا بن أبان المصري قال: ثنا نعيم قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن جابر بن حيوة، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوف أمر الله فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبرائيل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول [ص: 398] جبرائيل: قال الحق وهو العلي الكبير قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبرائيل، فينتهي جبرائيل بالوحي حيث أمره الله ".
حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ قال: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية قال: كان ابن عباس يقول: إن الله لما أراد أن يوحي إلى محمد، دعا جبريل، فلما تكلم ربنا بالوحي، كان صوته كصوت الحديد على الصفا، فلما سمع أهل السماوات صوت الحديد خروا سجدا، فلما أتى عليهم جبرائيل بالرسالة رفعوا رءوسهم، فقالوا: (ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) وهذا قول الملائكة.
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) إلى (وهو العلي الكبير) قال: لما أوحى الله - تعالى ذكره - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - دعا الرسول من الملائكة فبعث بالوحي، سمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله، فقالوا الحق، وعلموا أن الله لا يقول إلا حقا وأنه منجز ما وعد، قال ابن عباس: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوه خروا سجدا، فلما رفعوا رءوسهم (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) ثم أمر الله نبيه أن يسأل الناس (قل من يرزقكم من السماوات) إلى قوله (في ضلال مبين).
حدثنا ابن بشار قال: ثنا أبو عامر قال: ثنا قرة، عن عبد الله بن القاسم في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية قال: الوحي ينزل من السماء، فإذا قضاه (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).
حدثنا ابن حميد قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إن الوحي إذا قضي في زوايا السماء قال: مثل وقع الفولاذ على الصخرة قال: فيشفقون لا يدرون ما حدث فيفزعون، فإذا مرت بهم الرسل (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).
وقال آخرون ممن قال: الموصوفون بذلك الملائكة، إنما يفزع عن قلوبهم فزعهم من قضاء الله الذي يقضيه حذرا أن يكون ذلك قيام الساعة.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم) الآية قال: يوحي الله إلى جبرائيل فتفرق الملائكة، أو تفزع مخافة أن يكون شيء من أمر الساعة، فإذا جلي عن قلوبهم وعلموا أنه ليس ذلك من أمر الساعة (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).
وقال آخرون: بل ذلك من فعل ملائكة السماوات إذا مرت بها المعقبات فزعا أن يكون حدث أمر الساعة.
ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية، زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى الأرض يكتبون أعمالهم، إذا أرسلهم الرب فانحدروا سمع لهم صوت شديد، فيحسب الذين هم أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة، فخروا سجدا، وهكذا كلما مروا عليهم يفعلون ذلك من خوف ربهم.
وقال آخرون: بل الموصوفون بذلك المشركون، قالوا: وإنما يفزع الشيطان عن قلوبهم قال: وإنما يقولون: ماذا قال ربكم عند نزول المنية بهم.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: فزع الشيطان عن قلوبهم وفارقهم وأمانيهم، وما كان يضلهم (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) قال: وهذا في بني آدم، وهذا عند الموت أقروا به حين لم ينفعهم الإقرار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي ذكره الشعبي، عن ابن مسعود لصحة الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتأييده. وإذ كان ذلك كذلك، فمعنى الكلام: لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له أن يشفع عنده، فإذا أذن الله لمن أذن له أن يشفع فزع لسماعه إذنه، حتى إذا فزع عن قلوبهم فجلي عنها، وكشف الفزع عنهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: الحق، (وهو العلي) على كل شيء (الكبير) الذي لا شيء دونه. والعرب تستعمل " فزع " في معنيين، فتقول للشجاع الذي به تنزل الأمور التي يفزع منها: هو مفزع، وتقول للجبان الذي يفزع من كل شيء: إنه لمفزع، وكذلك تقول للرجل الذي يقضي له الناس في الأمور بالغلبة على من نازله فيها: هو مغلب، وإذا أريد به هذا المعنى كان غالبا، وتقول للرجل أيضا الذي هو مغلوب أبدا: مغلب."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:41 م]ـ
فضيلة المشرف: عندما أرى أن الشيخ ابن تيمية يوجه قول الله سبحانه وتعالى {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] ليقول بالحرف الواحد أن الأصح أن يقال بأن الله تعالى أحدث القرآن في ذاته كما في مجموع الفتاوى، ثم أراجع أقوال السلف أئمة أهل السنة، وأجد نقيض ذلك كقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284) وأراجع أقوال مفسري أهل السنة ومن هم أعلم الناس بأقوال السلف كقول الإمام البغوي: الذكر المحدث: ما قاله النبي ? وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب تعالى لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306) وقوله الإمام القرطبي: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ}: يريد: في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق. (الجامع، ج14/ص172)
فكيف بعد كل ذلك يمكنني أن أعتقد أن الشيخ ابن تيمية يوجه الآيات على وفق معتقد السلف الصالح؟؟؟
أرجو منكم التأمل والكلام بالدليل، لا سيما في هذه المسألة الأساسية التي تبين لي من خلال سنوات بحث أن السلف الصالح عندما قالوا بأن القرآن غير مخلوق كانوا يقصدون أن القرآن ـ صفة الله تعالى ـ غير محدث، فلا فرق بين المخلوق والمحدث لا لغة ولا عرفا، وتبين لكل باحث أن الشيخ ابن تيمية يرى حدوث القرآن ـ صفة الله أو فعله ـ في ذات الله تعالى، وهذا معروف مسطور. فكيف الجمع مع هذا التصادم؟
أخي الكريم: نعم ما بين الأخ المشرف؛ وهو أن استعجال الأحكام ليس من أساليب البحث العلمي.
وأزيد على ذلك أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة يتميز عن غيره من أهل العلم بسعة الباع؛ فمن استعجل كلامه فقد يحكم عليه بما لم يقل؛ ذلك أنه يستطرد أحيانا في ذكر أدلة المخالف؛ فيظن الذي لم ينه كلامه أنه ينتصر لذلك القول؛ وليس الأمر كذلك؛ بل لأنه رحمه الله تعالى يريد أن يستقصي أدلة المخالف ثم يفندها واحدا تلو الآخر .. ولعل هذا ما وقع لك أخي الكريم: فإن نص قول شيخ الإسلام في هذه المسألة بينه بعد بحثه المطول للفرق بين المحدث والمخلوق فقال: والإطلاقات قد توهم خلاف المقصود فيقال: إن أردت بقولك محدث أنه مخلوق منفصل عن الله كما يقول الجهمية والمعتزلة والنجارية فهذا باطل لا نقوله؛ وإن أردت بقولك: إنه كلام تكلم الله به بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه - وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك مع أنه لم يزل متكلما إذا شاء فإنا نقول بذلك. وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو قول السلف وأهل الحديث؛ وإنما ابتدع القول الآخر الكلابية والأشعرية مجموع الفتاوى (الباز المعدلة) - (6/ 161)
ولا شك أن هذا هو مذهب أهل السنة في هذه المسألة ..
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 03:28 م]ـ
أخي أبا عبيدة، كان الأولى أن تعنون لهذا الموضوع بعنوان "الصفات الاختيارية لله تعالى بين التأويل والإثبات".
ومذهب السلف -أعني الصحابة والتابعين، دون من احتفلتَ بذكر أقوالهم من المتأخرين (وغالبهم من الأشاعرة) - أقول: ومذهب السلف في ذلك بين واضح.
والذي فوجئتُ به حقاً النقول الكثيرة التي أغلبها عمن رفع لواء الأشعرية (بغض النظر عن كون التمشعُر صواباً أو خطأً) وقليل من هذه النقول هي عن أهل السنة والجماعة، ولكنها عن أشخاص دخلت إلى تفاسيرهم مقولات من مقولات أهل البدع كالشوكاني (مثالاً وإن لم تذكره).
وكان الأولى بك أن تعود إلى تفاسير السلف (أعني الصحابة والتابعين)، لا أن تنقل عن المتأخرين.
وكم وددت لو لم يُفتح هذا الموضوع (أعني موضوع القول في صفات الله تعالى) الذي لن ينتهي الخلاف فيه، والذي كان وما زال يجر على أتباع السلف محناً وبلايا كثيرة، ابتداء من إمام أهل السنة في زمنه "أحمد بن حنبل" ثم بناصر مذهب السلف في زمنه "ابن تيمية" وانتهاء بعصرنا الحالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكم شعرت بالأسى حين حدثني أحد إخواننا من إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً -ولا أريد أن أسميها- أنهم يسجنون كل من يقول: إن (الرحمن على العرش استوى)، وقد وصلت فترة سجن أحدهم ثماني سنوات على هذه المقولة النكراء؟؟؟
وفي أي بلد هذا؟ إنه في بلد لم يتعاف من ويلات ستالين وأتباعه إلا قبيل سنوات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Feb 2010, 03:47 م]ـ
أخي أبا عبيدة
أرى أن لا هم لك إلا تخطئة (السلفية)، ورفع ذكر (الأشعرية)، وتتلون في خطاباتك هذه مرة بعد مرة.
وأنت ترى أن كل مشاركة لك على هذا النمط لا تحظى بالقبول في هذا الملتقى، ولا أدري لمذا تحشر هذه القضايا في هذا الملتقى.
فإن كان لك اعتراضات على (السلفية) فياحبذا لو ذهبت إلى مواقع معتنية بعقيدة السلف، وناقشتها هناك.
ولسنا هنا في مجال الحديث عن مثل هذه القضايا التي تطرحها مرة بعد مرة.
ثم لو أردنا أن ننتقد مثل انتقادك لما عجزنا، لكننا لا نرى هذا الأسلوب الذي تنتهجه ـ غفر الله لي ولك ـ أسلوبًا علميًا، ولا هو الذي يوصل إلى نتائج مرضية.
ونحن لسنا متعبدين بقول ابن تيمية ولا يقول غيره، وإنما ارتضيناه لاتباعه لمنهج السلف، ولو خالف في ذلك لخالفناه، فهو ممن علِمنا منه أن مخالفة منهج السلف مردودة، حتى لو كانت منه.
والنزاعات العلمية في بعض القضايا التي طرحها ابن تيمية معروفة منذ زمن، ولا حاجة لنا في هذا الملتقى أن نعيدها مرة أخرى.
والنزاع بين الأشعرية والسلفية معروف كذلك، ولسنا بحاجة ـ أيضًا ـ إلى أن نعيد تلك النقاشات، فإنها لا فائدة فيها في هذا الملتقى.
وأقول بكل صراحة: أرى أن الموضوعات التي على هذه النمط مشغلة، وليس وراءها طائل، فلسنا صغارًا جهلاً لا نعرف، ولسنا أصحاب عاطفة فقط، بل نقول ما اعتقدناه، ونبتعد عن الجدل العقيم الذي لا يثمر.
وأتمنى أن تتوقف عن طرح كل ما يتعلق بهذا الموضوع وغيره مما هو على شاكلته؛ لأنه لا يورث إلا خلافًا.
وإن كنت تظن أنك على حق، فإننا نظن كذلك أننا على حق، لكننا لا نريد هذه الأسلوب الذي تنتهجه، فياحبذا لو اتجهت إلى الإفادة فيما عندك من المخطوطات التونسية، وأبنت لنا عن هذه الكتب ليستفيد منها الدارسون، وتكون لك ثمرة ظاهرة يشيد بها قراء الملتقى.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 05:08 م]ـ
الشيخ الفاضل مساعد بارك الله فيكم
ثق أن هذه القضايا إذا طرحت بميزان العلم والأدب فلن يخرج منها إلا الخير، لا الجدل العقيم.
ثم إنها مسائل كما قلت سابقا لم يعد يمكن تجاهلها .. فإن وزنها كبير في تفريق الأمة ..
فاعتبرني مثلا يا شيخ مساعد تلميذا من تلاميذك مثلا، وأنت تفسر قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} وفي الدرس استشكلت كلام من يفسر هذه الآية بأن القرآن حادث قائم بذات الله، وُجِد بعد عدم نفسه، وإن كان مسبوقًا بكلام آخر ليس قرآنا، وبغض النظر عن قائل هذا القول ابن تيمية أو غيره، ووجدت ذلك التفسير مصادما لقول جملة من السلف الصالح كقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284)
فكيف توجه لي هذا الإشكال وكيف تحله؟؟
هذا هو الأمر المطلوب، فلسنا والحمد لله بالنصارى الذي يؤمنون دون فهم وسؤال، بل ديننا قائم على الفهم والبحث والعلم؛ والعلماء مطالبون بتبليغ العلم للطلبة، وكتم العلم معلوم عاقبته.
نعم، هذه المسائل لا ينبغي أن يتكلم فيها من لا يحسن إلا القص واللزق، ولا ينبغي أن يتكلم فيها من تحركه العواطف المجردة عن التحليل العلمي والتوجيه البحثي، ولا ينبغي أن يتكلم فيها المتعصبون الذين يقدسون الأشخاص غير الأنبياء والرسل، أو يقدسون منهجا بغير علم.
ولهذا نتوجه بهذا الكلام في مثل هذا الملتقى الراقي بالمقارنة بالملتقيات التي لا تحسن إلا السب والشتم والإقصاء والتهميش.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:53 م]ـ
فاعتبرني مثلا يا شيخ مساعد تلميذا من تلاميذك مثلا، وأنت تفسر قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} وفي الدرس استشكلت كلام من يفسر هذه الآية بأن القرآن حادث قائم بذات الله، وُجِد بعد عدم نفسه، وإن كان مسبوقًا بكلام آخر ليس قرآنا، وبغض النظر عن قائل هذا القول ابن تيمية أو غيره، ووجدت ذلك التفسير مصادما لقول جملة من السلف الصالح كقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284)
.
يا أبا عبيدة
القول يحكم عليه من خلال الكتاب والسنة، فالقرآن والسنة يحكم بها على الأقوال لا العكس.
ونحن نحكم على الأقوال من خلال فهمنا ونرى أن كلام شيخ الإسلام رحمه الله أقرب إلى الحق ممن ذكرت أقوالهم.
ثم إن مشكلتك أنك تضيف لوازم على أقوال من تورد أقوالهم ربما لم تخطر لهم على بال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:04 م]ـ
مشكلتك يا أبا عبيدة أنك تجعل كلمة (محدث) تساوي كلمة (مخلوق)، ولا ريب أنها تحتملها، ولكنها لا تقتصر عليها، فقد يكون المحدث مخلوقاً، كالبشر وسائر المخلوقات، وقد يكون محدثاً لا مخلوقاً كالقرآن، وهذا ما قرره أئمة أهل السنة والسلف.
واقرأ إن شئت كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، ففيه إيضاح ما أجملتُه.
ـ[بلال بن حسن آل علي]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:29 م]ـ
أخي أبا عبيدة
أرى أن لا هم لك إلا تخطئة (السلفية)، ورفع ذكر (الأشعرية)
............
فياحبذا لو اتجهت إلى الإفادة فيما عندك من المخطوطات التونسية، وأبنت لنا عن هذه الكتب ليستفيد منها الدارسون، وتكون لك ثمرة ظاهرة يشيد بها قراء الملتقى.
ليس همي الدخول في هذاالنقاش! ولا الاعتراض على الاخ ابي عبيدة، ولا الرد، ولكن:
اعجبتني كلمة الشيخ الدكتور مساعد الطيار-حفظه الله- فأحببت التذكير بها
ولا أظن ان المشايخ وطلبة العلم هنا في غنىً عن تراثنا الإسلامي القديم!!!!
فما رأيكم اخي؟؟؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:46 م]ـ
مشكلتك يا أبا عبيدة أنك تجعل كلمة (محدث) تساوي كلمة (مخلوق).
بل هي مشكلة من يفرق بين المترادفين: المحدَث، والمخلوق.
المحدث: الموجود بعد العدم.
المخلوق: الموجود بعد العدم.
وأي فارق بعد ذلك فهو مجرد هوى وتحكم لا يشهد له الشرع ولا العقل ولا اللغة.
واين نذهب بقول الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284)
هل تراه فرق بين المخلوق والمحدث؟؟؟
لا، ولن يجد اي عاقل فرقا بين المحدَث والمخلوق.
ونقيض المحدَث هو القديم: ولهذا بوب الإمام اللالكائي بإثبات قدم القرآن، واستشهد بهذا اللفظ (قدم القرآن) بحديث شريف، وغيره من الحفاظ كالبيهقي وغيرهم نفوا الحدوث عن القرآن صفة الله تعالى.
فلماذا التلاعب بالمصطلحات وتزييف الحقائق:
الكلام خطير جدا، وهو في قدم القرآن الذي هو صفة الله تعالى.
فلا يسع العاقل التلاعب بالألفاظ وإهمال كلام كبار علماء السلف الصالح الذي ساووا بين المخلوق والمحدث، وإحداث تفريق مبتدع لا يشهد له الشرع ولا العقل ولا اللغة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:51 م]ـ
لو راجعنا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لعلمنا أن للقران أثر على عقيدته فلذلك تجده يستشهد بالآيات. بينما أهل البدع تجد صفحات لهم لا يذكر فيها آية ولا حديث وإنما استشكال وأوهام. واتباع هوا ...
يوجد كتاب جميل اسمه أثر القران على ابن تيمية أو بعنوان نحوه هو كتاب جميل قرأته قبل أكثر من خمس عشرة سنة , والكاتب فيه يبين أثر القران على فكر ابن يمية رحمه الله تعالى.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:31 م]ـ
يا أبا عبيدة، قد أحلتك إلى مليء بارك الله في وفيك، ولا مزيد لي على ما فيه، والكلام فيه غاية في الوضوح.
وهذا المبدأ الذي تتحدث عنه هو ما قدمته لك أولاً، مذاهب الناس في الصفات الاختيارية لله تعالى، وهي صفات الأفعال، فالأشاعرة ينفونها، والسلف يثبتونها، وإنما أنكرها الأشاعرة لأنها يلزم منها -على ما قرره لهم الفلاسفة (هذا الكلام لا أقوله على سبيل التهكم، بل هو محض الحقيقة) - قلت: لأنها يلزم منها على أصولهم التي أصلها الفلاسفة على حدوث الله تعالى، وهذا مرفوض عند جميع المسلمين، وخروجاً من هذا المحذور فقد أولوا جميع صفات الأفعال.
وزيادة للإيضاح فإن هذا الأصل الذي أصَّله الأشاعرة وقد أخذوه من أهل الكلام هو تقسيم العالم إلى قسمين: حادث وقديم، والحادث هو جائز الوجود، والقديم هو واجب الوجود، وكل ما اتصف بصفة فعليَّةٍ ككلام وحركة ورؤية ... إلخ فإنه حادث، ولذا نفوا عن الله تعالى كل الصفات الفعلية التي أثبتها سبحانه لنفسه وأثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم، وظنوا أن الفلاسفة أعلم بالله من الله!!!
وقررتُ هذا الكلام هنا لا لأعلمك إياه، فإني أعلم أنك أعلم به مني، وأظنك قد درستَ -على مذهبك- أن أول واجب على المكلف هو النظر والاستدلال، وعلموك أن دليله ما قصه الله تعالى من قصة إبراهيم عليه السلام وأبيه آزر، وإنما قررت هذا الكلام لأن في باطن كلامك ما لا يجليه إلا تقرير هذه المسألة حين استشكلتَ إطلاق لفظ الحادث، وظننت أنها لا تكون إلا بمعنى (مخلوق).
ولأن هذا الملتقى يرده ويطلع عليه من أهل العلم وغيرهم من أنصاف المتعلمين، ومن عوام الناس، الذين هم على البديهة في فهم الآيات، ولا يحسنون الغوص في مسائل غائصة في الاعتقاد، وإذا سمعوا للوهلة الأولى لفظ (حادث) وأنك أكبرت إطلاقها على القرآن ظنوا ذلك هجراً من القول ومنكراً وزرواً، ولو أنك بينت المراد منها على ما قرره أهل السنة لزال الإشكال الذي استشكلته.
وهذا الأصل المشار إليه قد نقضه أهل الكلام أنفسهم قبل غيرهم، ورد بعضهم على بعض فيه، ثم رد عليهم أهل السنة
وكما تقدم: فقد أحلتك على مليء مليء، وأرجو ألا يطول الكلام حول هذه المسألة، لما قدمه الشيخ د. مساعد الطيار من أن الخلاف في هذه المسألة لن ينتهي، وإذا كنت ترى أنك على صواب فيها = فنحن نرى أننا على صواب، وأظن أننا أسعد باتباع الدليل من أهل الكلام.
واعذرني أخي الكريم في شيء من القسوة التي أبديتها، وما ذاك إلا لأنك قد تلاعبت ببعض الألفاظ الموهمة التي تحمل على أكثر من معنى، وقصرتها على معنى واحد فقط من هذه المعاني، ثم أجلبت بخيلك ورجلك تشنع على أتباع السلف الصالح، وهو ما لا ينبغي من أهل العلم.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:41 م]ـ
يا ابا إياد
ما دخل الأشاعرة هنا؟
أنا طبري.
والطبري ليس فيلسوفا.
بل هو إمام من أئمة أهل السنة.
وهو القائل بأن أول واجب على الإنسان النظر.
وبالمناسبة، لمعلوماتك؛ فإن الخلاف في أول واجب على المكلف ما هو إلا خلاف فقهي. وكثير من المتعصبين يجعلونه خلافا عقديا، وهذا الخلاف الفقهي مرجعه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ولو أردت بسطت لك القول فيه لكي لا تدخل في زمرة المتعصبين الذين يرفضون الخلاف الفقهي المشروع.
عودا على مشاركتك، فإنك صرحت أني أعلم هذا الكلام الذي قلته، وأزيدك أني أعلم أنك ما فعلت شيئا إلا تكراره من غيرك وكأنك أخذته مسلما، وهذا عليك مراجعته.
بيانه أنك لم تبين الفرق بين المحدث والمخلوق.
مع أن المقام يقتضي أن تبين ذلك.
ودعني أعلمك الشبهة التي يمكن أن تقولها في التفريق بينهما.
فستقول حتما تقليدا لغيرك أن المحدث هو الحادث بذات الله، وأن المخلوق هو الحادث منفصلا عن ذات الله.
هذه خلاصة الفلسفة التي يمكنك أن تأتي بها، وهي مردودة بكلام الإمام الطبري وابن الجراح واللالكائي والبيهقي وغيرهم لأنهم ينفون أن يتصف الله تعالى بحادث يقوم بذاته مطلقا، دون النظر إلى التفريق المزعون بين المحدث والمخلوق.
وأعتقد أنك كمحاضر وفي مرحلة الدكتوراه يجب أن لا تكون مجرد مردد لكلام عليه إيرادات ومناقضات من كلام السلف الذين ذكرت بعضهم، وهذا الملتقى محل نقاش علمي، فلا يليق بنا إلا النقاش العلمي.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:49 م]ـ
ا الأصل الذي أصَّله الأشاعرة وقد أخذوه من أهل الكلام هو تقسيم العالم إلى قسمين: حادث وقديم
يا أبا إياد حفظك الله.
إنك محاضر وفي مرحلة الدكتوراه .. فأنت تمثل مستوى أساتذة المسلمين.
فهل يليق بك أن تنسب هذا الكلام أعلاه إلى الأشاعرة؟؟؟؟؟
من من الأشاعرة يقول بأن العالَم (كل ما سوى الله تعالى) ينقسم إلى حادث وقديم؟؟؟؟
أرأيت تكرار الكلام بلا فهم إلى أين يؤدي؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:57 م]ـ
أولاً: ما ذكرته عن الطبري فإذا كنت تقصد تفسيره لقصة إبراهيم وأبيه آزر فقد رد عليه فيه الأئمة، (راجع تفسير ابن كثير وفتاوى ابن تيمية). ودع عنك أخبار بني إسرائيل التي رواها كثير من السلف، فمن المقرر عند أهل العلم بأصول التفسير أن الصحابي أو التابعي قد يروي خبر بين إسرائيل وهو لا يقول به، وإنما من باب "لا تصدقوا بني إسرائيل ولا تكذبوهم" (وبالمناسبة فللشيخ مساعد الطيار كلام جميل حول هذا الموضوع).
ثانياً ما ذكرته عن الفرق بين المحدث والمخلوق فقد أحلتك فيه مرتين على كتاب الحيدة، وأشرت في ثنايا كلامي إلى الفرق بينهما، وإنما أحلتك على كتاب الحيدة لأن الكلام فيه واضح غاية الوضوح، ولأني لو طرقت بابها هنا لما وفيتها حقها، لأني أعلم من نفسي أني لست ممن بسط الله له في قلمه ما يستطيع أن يوضح المسألة غاية الوضوح، ولذا آثرت إحالتها إلى من اتصف بهذه الصفة.
وكأني بك تقول: لقد حدتَ عن جوابي مراراً، وايم الله ما هي بالحيدة، ولا هو بالجهل، وليس عن عي، وإنما الأمر ما ذكرت لك.
أما الشبهة التي قلتها أنت على لساني فما خطرت لي على بال.
قد قلت ما أردت قوله، وأوضحتُ ما أريد إيضاحه، وأحلت على مليء فيما لم أصرح به، وليس لي وراء ذلك مقال، وحديثي بعد ذلك أعده عبثاً؛ ولذا فلن أرد بعدها في هذا الموضوع إلا أن يشاء الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:01 م]ـ
أصولهم التي أصلها الفلاسفة على حدوث الله تعالى،
يا استاذ أبا إياد حفظك الله.
هل الفلاسفة يقولون بحدث العالم؟
يا أستاذ إياد إنك من أهل التفسير، فهلا اطلعت على مقدمة تاريخ الإمام الطبري ورايته كيف يقرر البرهان على حدوث العالم؟؟ هل ستتهمه بالفلسفة وغير ذلك من التهم التي جهزتها لمن يقيم الدليل على حدوث العالم؟؟
حدوث العالم أصل قرره القرآن العظيم، فاقرأ إن شئت آيات بدأ الخلق وكلام الإمام الطبري فيها.
والإشارات التي أشار إليها القرآن العظيم للدلالة على حدوث العالم وهي الإمكان والحدوث قد أحسن الإمام الطبري فهمها، وبسطها في أول تاريخه وفي تبصيره، فهل هو فيلسوف أو مبتدع أو غير ذلك من الألقاب الشنيعة معاذ الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:04 م]ـ
أما الشبهة التي قلتها أنت على لساني فما خطرت لي على بال.
يا أستاذ أبا إياد إنك أستاذ، فكيف تكتب ما لا يخطر على بالك؟؟
لقد جعلت الأشاعرة قسموا العالَم (أي المخلوقات) إلى حادث وقديم.
ألم تع إلى الآن ماذا قلت؟؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:07 م]ـ
لن أرد على أصل الموضوع -كما وعدت-، ولكني أشير إلى ناحية جانبية، وهي ما كان يسميه شيخ الإسلام (قرمطة النصوص)، فلما قرأتُ النص الذي اقتبستًه من كلامي استغربت العبارة، فلما قرأت النص المكتوب في مشاركتي كاملاً فهمت الخلل الذي وقعتَ فيه، فعد إلى الكلام من أوله فاقرأه بتمعن، ولا (تقرمطه).
غفر الله لي ولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:11 م]ـ
الأصل الذي أصَّله الأشاعرة وقد أخذوه من أهل الكلام هو تقسيم العالم إلى قسمين: حادث وقديم، والحادث هو جائز الوجود، والقديم هو واجب الوجود
ألا من رجوع إلى الحق من الأستاذ حتى يكون قدوة، ويقول بأن العالم عند الأشاعرة ينقسم إلى الأجرام والأعراض، لا إلى الحادث والقديم.
فإن القديم ليس من قسم العالم عند الأشاعرة، بل من قسم الموجودات، والقديم عندهم هو الله وصفات ذاته.
إنك قدوة يا أستاذ .. والرجوع إلى الحق فضيلة.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:17 م]ـ
أما الرجوع فنعم، قد رجعت، ولكني لم أكتبه لأني أولاً لا أؤمن بأن هذا التقسيم يوجبه العقل كما زعموا، فلا حاجة -بعد بيان المقصود- لتحرير الألفاظ لقوم لا أؤمن بقاعدتهم وبأصلهم هذا (وإن كان لفظ العالمين لفظاً شرعياً وقد فسره السلف بأنه كل ما سوى الله) إلا أن هذا التقسيم -أعني تقسيم الموجودات إلى حادث وقديم- لا يلزمني.
وثانياً لأني كنت قد وعدت أني لن أعود إلى الموضوع.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:34 م]ـ
ولكني لم أكتبه لأني أولاً لا أؤمن بأن هذا التقسيم يوجبه العقل كما زعموا
ما هذا الرجوع يا أستاذ ابا إياد، إنك تمثل الأساتذة يا سيدي فكيف تقول مثل هذا الكلام؟؟؟
هل كونك لا تؤمن بذلك التقسيم العلمي يوجب عليك أن تحرفه؟؟ ومن الذي كتب ذلك التقسيم المحرف أليس أنت الكاتب؟؟ أو من الذي نقلت عنه هذا التقسيم المحرف؟؟
أما عدم إيمانك بذلك التقسيم، فسأترك الشيخ ابن تيمية يرد عليك لعلك تعيد النظر في معلوماتك:
معلوم بصريح العقل أن الموجود إما واجب بنفسه، وإما غير واجب بنفسه، وإما قديم أزلي، وإما حادث كائن بعد أن لم يكن، وإما مخلوق مفتقر إلى خالق، وإما غير مخلوق ولا مفتقر إلى خالق، وإما فقير إلى ما سواه، وإما غني عما سواه.
وغير الواجب بنفسه لا يكون إلا بالواجب بنفسه، والحادث لا يكون إلا بقديم، والمخلوق لا يكون إلا بخالق، والفقير لا يكون إلا بغني عنه، (المنهاج، ج2/ص117)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:57 ص]ـ
الأخ: أبو عبيدة.
أريد أن أعرف من أين أتيت بقولك إن كلمة: محدث، وكلمة "مخلوق" مترادفتان؟
وإذا ثبت أنهما مترادفتان؛ فهل تقول في تفسير الآية: إن القرآن مخلوق، بدليل قوله تعالى: "ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث" وقوله تعالى: وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث؟
أرجو جوابا صريحا مختصرا، حتى لا تضيع جهودكم سدى، وحتى تحرروا نقطة النزاع.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:05 ص]ـ
فهل تقول في تفسير الآية: إن القرآن مخلوق، بدليل قوله تعالى: "ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث" وقوله تعالى: وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث؟
لو كنت تعلم جواب أهل العلم لما سألت هذا السؤال.
ومع ذلك أجيبك:
قال الحافظ البخاري في كتاب خلق الأفعال: وأما تحريفهم: مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ، فإنما حدث عند النبي ? وأصحابه لما عَلَّمَهُ اللهُ ما لم يكن يعلم.
قال الحافظ المفسر البغوي: الذكر المحدث: ما قاله النبي ? وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب تعالى لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306)
وقال الإمام الطبري في سورة الشعراء: ما أتيتهم به يا محمد من عند ربك من تذكير وتنبيه على مواضع حجج الله عليهم على صدقك وحقيقة ما تدعوهم إليه مما يحدثه الله إليك. اهـ
فالذكر المحدث المخلوق في ذات النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو القرآن القديم القائم بذات الله تعالى.
قال الإمام وكيع ابن الجراح: "من قال أن القرآن مخلوق فقد زعم أن القرآن محدَثٌ، ومن زعم أن القرآن محدَثٌ فقد كفر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص284)
أين أنتم يا أهل العلم؟ لماذا تتركون الناس على جهلهم. ألا تخافون حساب الله؟؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:37 ص]ـ
قال الحافظ المفسر البغوي: الذكر المحدث: ما قاله النبي ? وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب تعالى لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306)
قال البغوي في تفسيره:
" {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به.
قال مقاتل: يحدث الله الأمر بعد الأمر قيل: الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب"تفسير البغوي - (ج 5 / ص 306)
فهذا كلام البغوي كاملاً فلماذا بترته وأتيت به ناقصاً.
وقال الإمام الطبري في سورة الشعراء: ما أتيتهم به يا محمد من عند ربك من تذكير وتنبيه على مواضع حجج الله عليهم على صدقك وحقيقة ما تدعوهم إليه مما يحدثه الله إليك. اهـ
وكلام الطبري عليك لا لك.
فالذكر المحدث المخلوق في ذات النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو القرآن القديم القائم بذات الله تعالى.
هذا تفسيرك أنت وحدك، وهو كلام فاسد لو تأملته فهو عين القول بأن القرآن مخلوق.
أين أنتم يا أهل العلم؟ لماذا تتركون الناس على جهلهم. ألا تخافون حساب الله؟؟؟؟
أخي الكريم أخشى أنك تنعق على نفسك بما يعرف بالجهل المركب.
فتأمل الموضوع بعلمية وانصاف وتجرد.
هدانا الله وإياك للحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:48 ص]ـ
يا أبا سعد، كونك طيبا وعلى نيتك لا يعطيك الحق لتتكلم فيما لا تفهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:20 م]ـ
يا أبا سعد، كونك طيبا وعلى نيتك لا يعطيك الحق لتتكلم فيما لا تفهم.
أنا أفهم من ردك هذا أنك عاجز عن الإجابة عن ما طرحته عليك من الأسئلة.
فإن كنت تظن أني لا أفهم فمن حقي عليك أن تفهمني وتبين لي الخطأ في استفساراتي.
أما السخرية ورمي الناس بالجهل فهو في نظري دليل العجز.
أنت تريد أن تجرنا إلى الويقعة في السلف أو نقر لك بما تزعم ولكن هيهات.
فاتق الله في نفسك وفي إخوانك واشتغل بما فيه الفائدة كما نصحك الدكتور مساعد وبقية الإخوان.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:44 م]ـ
أنا أفهم من ردك هذا أنك عاجز عن الإجابة عن ما طرحته عليك من الأسئلة.
نعم بعد ذلك البيان: أنا عاجز.
فابق على هذا الاعتقاد.
ولست عليكم بمسيطر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:16 م]ـ
ولست عليكم بمسيطر.
بارك الله فيك
هذا من أحسن ما قلت
وبهذا وصلت إلى ما قاله لك الدكتور مساعد:
"وأقول بكل صراحة: أرى أن الموضوعات التي على هذه النمط مشغلة، وليس وراءها طائل، فلسنا صغارًا جهلاً لا نعرف، ولسنا أصحاب عاطفة فقط، بل نقول ما اعتقدناه، ونبتعد عن الجدل العقيم الذي لا يثمر.
وأتمنى أن تتوقف عن طرح كل ما يتعلق بهذا الموضوع وغيره مما هو على شاكلته؛ لأنه لا يورث إلا خلافًا.
وإن كنت تظن أنك على حق، فإننا نظن كذلك أننا على حق، لكننا لا نريد هذه الأسلوب الذي تنتهجه، فياحبذا لو اتجهت إلى الإفادة فيما عندك من المخطوطات التونسية، وأبنت لنا عن هذه الكتب ليستفيد منها الدارسون، وتكون لك ثمرة ظاهرة يشيد بها قراء الملتقى."
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:18 م]ـ
بارك الله فيك
[/ color]
وفيك بارك وفي جميع الإخوة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:13 م]ـ
الأخ الكريم: أبو عبيدة الهاني، والأخ الكريم: أبو سعد.
ما هكذا يكون النقاش؛ لنترك الكلام خارج المسألة المحددة في الحوار، ولنترك الكلام خارج عرض الأدلة وكلام أهل العلم عليها.
وإني لأستغرب من الأخ أبي عبيدة مسائل:
1 – كونه يبتر نصوص أهل العلم في الموضوع الذي يعرضه؛ فينقص منها شيئا كان ينبغي له أن لا ينقصه.
2 – كونه لا ينقل إلا عن طائفة معينة من أهل العلم؛ بينما الواجب هو جمع كلام أهل العلم في المسألة، وعرض أدلتهم، ومناقشتها، ثم بعد ذلك الترجيح بالمرجحات المستفادة من خلال ذلك.
3 – أنه لم يجب على الأسئلة الموجهة له، والتي تصب في صلب الموضوع.
فعندما سألتك – أخي الكريم – عن قولك في تفسير قوله تعالى: "ما يأتيهم من ذكر من ر بهم محدث" لم تجب بشكل واضح.
وأنا لا أريدك أن تنقل لي كلام البغوي أو غيره؛ لأني لم أسألك عن قول البغوي ولا غيره، وإنما سألتك عن قولك في المسألة والذي ينبغي أن تكون بنيته على تصور واضح للمسألة ناتج عن جمع أقوال العلماء فيها ..
وتفسير قوله تعالى:"من ذكر" بالسنة، قول ضعيف وإن قال به بعض أهل العلم.
والله الموفق وهو الهادي إلى سوء االسبيل
ـ[حمود العمري]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:49 ص]ـ
هذا الموقع في التفسير والموضوع في عمق المسائل الكلامية ومثل ما ذكر الدكتور مساعد لو كان مِنْ هَمِّ الإخوان في هذا الملتقى التنقيب عن غرائب الأشاعرة في كتب التفسير لضاق الموقع، بها لذلك قَلَّ مَن يعرض لذلك في هذا الموقع.
وإن أراد احدٌ من الأشاعرة النقاش فما هذه بطريقةٍ سديدةٍ؛ إذ الخلاف مع الأشاعرةٍ قديمٌ. فدعونا من ابن تيمية والأشعري، وهات الكتاب والسنة والقرون المفضلة.
وأنت أخي أبا عبيدة إن أردت أهل السنةٍ فرأسهم الصحابة ثم التابعون إلى الإمام مالك وسفيان بن عيينة والثوري وابن الماجشون وابن مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وابن المبارك والليث وإسحاق وابن معين وابن المديني ومحمد بن نصر وأبوحاتم وأبو زرعة الرازيان والطبري والدار قطني وأمثالهم من القرون الاولى.
ثم إن هذه المسائل لا تنتهي في مثل هذه المشاركة ولا تكاد وإن أردت أن تحرر فيها شيئاً ذا بال فخذ كتاباً جوهرياً من الكتب التي تولت نقض مذهب الأشاعرة وناقش مافيه بعلميَّة واحترافٍ، وبعد ذلك تدلنا عليه ونناقش أو نُسلِّم.
وأنا أرشح لك ثلاثةَ كتبٍ:
1 - إن ترد كتاباً مختصراً فكتابُ سفر الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة) المختصر من هنا ( http://www.4shared.com/file/102058620/6fee1cd5/____-__.html) أو الموسع من هنا ( http://www.4shared.com/file/102056572/1e0e40d6/____-__-__.html) .
2- وإن ترد أوسعَ منه فكتاب المحمود (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) رسالة الدكتوراة، من هنا ( http://www.archive.org/download/mtamta/mta.pdf) أو هنا ( http://www.4shared.com/file/102056134/9408883b/____-_____.html) .
3- وإن ترد أوسعَ منهما فالتسعينية لابن تيمية من هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0788/0788.rar) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي حمود
وهذا الموضوع طوته الأيام ولا نحب بعثه .. وأرجو إن شاء الله أن يكون الأخ أبو عبيدة قد أخذ بنصيحة إخوانه من ذلك الوقت فلله الحمد.(/)
سؤال عن تفسير الشيخ محمد حامد الفقي
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Feb 2010, 12:31 ص]ـ
ذكر الأستاذ الباحث محمد خير رمضان يوسف:
أن الشيخ محمد حامد الفقي فسر القرآن من سورة الرعد إلى سورة الإسراء من خلال
مجلة (الهدي النبوي) ...
فهل أحد الأفاضل يفيدنا عن جمعه أو طبعه أو ما يتعلق به؟(/)
أدلة تقديم العقل وتفضيله على قول السلف
ـ[المشارك7]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أثار موضوع الدكتور أبي حسان الإغراق في السلفية ومحاربة العقل والتجديد اهتمام كثير من الإخوة وطالت الصفحات وأبو حسان لم يصل بعد الى ما يريد والأخوة يردون عليه.
ولي وجهة نظر لاخينا ابي حسان لعله ينظر فيها ويفيدنا برأيه:
الموضوع في أصله تدور فكرته حول الدعوة الى التجديد وإعمال العقل وهذه الدعوة تجد صدودا لدى السلفيين لاغراقهم في السلفية وتقديسهم للسلف.
حاول ابو حسان سعيا لتاييد هذه الفكرة الى بيان بعض الاخطاءعند السلف.
وهذا في نظري لايجدي مع من يحاول دعوتهم الى فكرته واني اتكلم بلسانهم حتى ينظر في ذلك ولا يخاطبهم في شيء لا يعتقدونه فيكون كلامه معهم لا يؤثر فيهم:
1 - الغلو المذكور في مقال الدكتور افتراء علينا نعم نحن نعظم السلف لكن ليس تقديسا لهم ولكن تعظيم له موجباته:
ومن اهمها:
انهم عاصروا التنزيل فهم اعرف بمعانيه بخلاف من جاء بعدهم مهما كان عقله وذكاؤه.
وانهم اعرف باللغة ممن جاء بعدهم لانها لغتهم بخلاف المتاخرين فليست لغتهم وانما تعلموها اذ قد دخت العجمة فافسدت الالسن.
وأنهم افضل واصلح ممن جاء بعدهم بشهادة القران ولاشك ان للصلاح اثرا في تاييد الله تعالى وتيسير القول الصواب للمرء.
وهذه النقاط لا اظن احدا يخالف فيها.
وبقي نقطة اخرى قد يخالف فيها ابو حسان وهي انهم اذكى وأدق فهما واوسع علما فالسلفيون يرونهم كذلك ويقولون هذا عن خبرة بهم وما رأوه من دقة استنباطهم في كثيرمن المسائل ويقولون من لم يعرف ويتعمق في علم السلف لن يعلم مقدار علمهم على الحقيقة
ولاشك ان تعظيم الشخص لانسان مبني على معرفته به وبسيرته.
ولا نبعد بعيدا انظر يا دكتور حسان الى من درست عليهم و خبرت علمهم وقوة فهمهم تجد انك اذا رايت قولا لهم وانت في نظرك انه خطا تحسب لهم الف حساب وتعيد النظر وتكرره لعلك اخطات لعله غاب عنك بعض الادلة
والسبب في ذلك انك يوما ما اعترضت عليهم في مسالة او اعترض عليهم غيرك في مسالة وانت ترى رايه ثم بينوا له او لك فساد هذا القول وصحة قولهم بادلة كثيرة فاصبحت اذا اردت الاعتراض تحسب لهم الف حساب.
طبعا هذا افتراض قد يكون حصل معكم او مع غيركم.
وكما قلت لك انظرالى من قويت حجته واوتي لسانا وحجة وعلما واسعا ممن حولك فكونك تنتقدهم صعب الا فيما كان ظاهرا جليا بخلاف غيرهم فانك تجد انك تنتقدهم ولو بما ظهر لك بادئ الرأي انهم اخطاوا فيه.
ليست صعوبته من تقديسك لهم ولكن لمعرفتك بسعة علمهم وقوتهم ودقة فهمهم.
وشاهد ذلك - اعني تقديم قول المعاصر المشاهد للواقعة الخبير بلغته - ظاهر في واقع الناس:
أرأيت لو حصلت واقعة ثم نقل الناس لنا قولا لاحد الاطراف في الواقعة وكان هذا الكلام محتملا
ففسره شخصان احدهما ممن حضر الواقعة وممن عايش وعرف اصحاب الواقعة
والاخرمن بلد اخر بعيد لكنه ذكي اذكى من الأول فاي التفسيرين اقرب؟
لاشك ان تفسير الذي عرف اصحاب الواقعة وله بهم خبرة اقرب ويعرف من مقاصد كلامهم اكثر من الاخر ولو كان اذكى منه فكيف لو كان متساويين في الذكاء.
فكيف لو كانوا اذكى كما هو في نظر السلفيين.
ويقولون أما أن السلف يخطئون فنعم يخطئون وهذا ظاهر جدا وإن أتيتنا بمثال أتيناك بعشرات الأمثلة ومن أقرب الأمثلة:
- إذا اختلفوا على قولين او ثلاثة اختلاف تناقض فأحدهم هو الحق فهذا يعني أن الاخر خطا.
- ردود بعضهم على بعض ولك ان تنظر في رسالة محاورك نايف الزهراني استدراكات السلف وهي مطبوعة وموجودة كذلك على النت فمن استدرك على الاخر سواء صحابي اوتابعي فانه يرى انه اخطا.
ويقولون نحن نتبع العقل والتجديد الذي تدعون اليه ولكن بشرط ان لا يكون عرضة للخطأ.
فان كان عرضة للخطا فمالفرق بينه وبين قول السلف
مالفرق الا انه غرور وزهو بالعقل وهذا قبيح غير جيد.
ومن طرف الذاكرة لعلك تذكر قصة غزوة حنين وانظر الى فعل المشركين وايهما اقوى رأيا بالنسبة للمشركين راي دريد بن الصمة الشجاع الخبير الشيخ الكبير ام راي مالك قائدهم الشاب؟
ويقولون ابو حسان يتهمنا بالتحجر والتقديس وان اراد فهناك مئات بل ألوف الامثلة مما فيه اعمال للعقل ودعوة الى التجديد من السلفيين ولكن اعمال للعقل فيما يصح اعماله فيه.
حتى في نقد كلام الائمة والسلف السابقين نعمل فيها العقل وننقدها وهذه كتب التفسير بين ايديكم شاهدة على ذلك.
لكن ذلك فما يصح عندهم اعمال العقل فيه.
لكن مسالة ارى فيها رايا ثم ارى لمجموعة من السلف رايا فيها وليس بينهم خلاف فيها فاننا نهاب من مخالفتهم لان راينا اصلا محتمل للخطا لايقيني.
ويقولون ابو حسان لا يفهم كلام السلف كما نفهمه ونقد السلف بناء على فهمه لكلامهم وارد.
ولكن نقد السلف بناء على معنى كلامهم وحقيقته غير وارد.
ومن امثلة فهم ابي حسان فهمه المذكورلقول السلف في تفسير غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
وما نقله الاخ نايف من فهم ابن كثير وهو سلفي يعظم السلف.
ويقولون ليكن النقاش في مسالة اجمع السلف عليها.
او نقل ذلك عن اكثرهم هذا القول ولم ينقل عن غيرهم من السلف خلاف فيها.
او نقل ذلك عن كثير منهم ولم ينقل عن غيرهم من السلف خلاف فيها.
حتى يظهر الفرق بين قولنا وقولك.
فخرجنا من هذا ان كلام ابي حسان لن يؤثر في السلفيين لانه يتكلم عن شيء هم لا يعتقدونه.
واني في هذه المشاركة ارى لاخي ابي حسان رايا:
ما رايكم ان تعودوا للاصل وهو فضل العقل وقوته ووجوب تقديمه على قول السلف وتذكروا ادلته مفصلة هنا.
وليكن هذا الموضوع خاصا بذلك.
ولننظر راي السلفيين في هذه الادلة.
ومن كلامهم يظهر هل هم فعلا لايرونها ام انهم يردون على ردودك بردود تدل على ضعفهم.
نحن ورواد الملتقى يا ابا حسان بانتظارك حتى تذكر الادلة هنا لان الموضوع مع الاخ نايف قد يتشعب ولعل الادلة هنا تضبط الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 08:51 ص]ـ
أفكار جيدة، لعل الزميل أبا حسان يجد متسعاً من الوقت لجوابكم.
وليتكم تكتبون بالاسم الصريح أو على الأقل تبينون المؤهل العلمي في التوقيع، وقد طلبت ذلك من قبل من أبي حسان.
بارك الله فيكم.
ـ[المشارك7]ــــــــ[19 Feb 2010, 07:43 ص]ـ
للرفع ليجيب عليها ابو حسان
وسيرى ان شاء الله في الاجوبة مايتضح له به اننا نفهم جيدا ما يقول.
واجابته الاخيرة المفصلة على ابي بيان دليل اخر على ان الاشكال ليس في قول من سماهم السلفيين وانما الاشكال في فهمه لقولهم.
ـ[المشارك7]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:22 م]ـ
الموضوع يظهر في صفحة الموضوعات يظهر انه مغلق فما ادري مالسبب؟(/)
لم العجب؟
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:50 ص]ـ
طلب سيدنا زكريا الولد من ربه ولما بشر بالغلام تعجب كيف يرزق الولد وهو
كبير السن وامرأته عاقر. ومحل السؤال / لماذا تعجب وهو من سأل الله الذرية يقول الله تعالى في سورة مريم بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 01:15 م]ـ
التعجب من الكيفية.
ولاشك أن زكريا عليه السلام يعلم أن الأمر معلق بقدرة الله تعالى، ولكنه في نفس الوقت يعلم أن هذا الأمر مرتبط بسنة الله المعتادة في خلقة وهو أن العاقر لا ينتظر منها الإنجاب وكبير السن مظنة العجز في الغالب ولهذا جاء تعجبه أن يأتي الولد مع عدم توفر الأسباب.
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"و {أنى} استفهام مستعمل في التعجب، والتعجب مكنى به عن الشكر، فهو اعتراف بأنها عطية عزيزة غير مألوفة لأنّه لا يجوز أن يسأل الله أن يهب له ولداً ثمّ يتعجب من استجابة الله له. ويجوز أن يكون قد ظن الله يهب له ولداً من امرأة أخرى بأن يأذنه بتزوج امرأة غير عاقر، وتقدّم القول في نظير هذه الآية في سورة آل عمران.
وجملة {امرأتي عاقراً} حال من ياء التكلّم. وكرّر ذلك مع قوله في دعائه {وكَانَتتِ امرأتي عاقِراً}. وهو يقتضي أنّ زكرياء كان يظن أن عدم الولادة بسبب عقر امرأته، وكان الناس يحسبون ذلك إذا لم يكن بالرجل عُنّةٌ ولا خصاء ولا اعتراض، لأنهم يحسبون الإنعَاظ والإنزال هما سبب الحمل إن لم تكن بالمرأة عاهة العُقر."(/)
بعض محاضرات شهر ربيع الأول في تفسير القرآن الكريم
ـ[إيمان]ــــــــ[16 Feb 2010, 02:29 م]ـ
- سيقام بمشيئة الله -تعالى - في جامع الكبير بالرياض يوم الخميس (4/ 3) الساعة 6:20مساءً محاضرة بعنوان: (الوصايا العشر كما جاءت في سورة الأنعام)، سيلقها فضيلة الشيخ: صالح المغامسي، رابط البث:
http://www.liveislam.net
- وفي جامع الكوثر بجدة سيقام يوم الإثنين (8/ 3) الساعة 8:30مساءً محاضرة بعنوان: (منهج تدبري لحقات تحفيظ القرآن الكريم)، سيلقيها فضيلة الدكتور: عصام العويد، رابط البث:
http://www.liveislam.net
- وفي جامع الشيخ ناصر الناصر بالرياض سيقام يوم الثلاثاء (9/ 3) الساعة: الرابعة مساءً محاضرة بعنوان: (تفسير آية الكرسي)، سيلقيها فضيلة الشيخ: عبدالله الغنيمان، رابط البث:
http://www.liveislam
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 05:44 م]ـ
بارك الله فيكم أختي الكريمة على هذا التنبيه لهذه المحاضرات التي تحمل عناوين قيمة ويلقيها علماء فضلاء وفقهم الله وتقبل منهم ما يقدمونه لخدمة العلم وطلابه.
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:34 م]ـ
يسر المكتب التعاوني بالخبيب ببريدة دعوتكم لحضور:
تفسير قوله تعالى (الحمد لله) لفضيلة للشيخ/ د. خالد بن عبد الله المصلح، مغرب الأحد (7 - 3) في جامع/ محمد بن عبد الوهاب بحي الخليج.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:21 م]ـ
بارك الله بك، سدد الله خطاكم ...(/)
مدارسة حول وقوع تصحيفٍ في متنِ تفسيرٍ رواه الطبري عن قتادة
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[16 Feb 2010, 03:12 م]ـ
وقوع تصحيفٍ في متنِ تفسيرٍ رواه الطبري عن قتادةقال الطبري: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً}. "لاَ تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلاً، وَلاَ شَاتِمًا".
وحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ. [ط دار هجر: 24/ 335] , وكذا طبعة دار الفكر (30/ 179).
قلت: الذي يبدو والله أعلم أنَّ هاهنا تصحيف وقع في متن هذا التفسير.
والذي دعاني للقول بذلِك:
أنَّ الطبري رحمه الله عند هذه الآية يحكي تفسير الفراء للاغية: بالنَّفس الحالفةِ على الكذبِ, ثُمَّ يقول بعد ذلك: "ولهذا الذي قاله مذهبٌ ووجهٌ، لولا أن أهل التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه، وغيرُ جائزٍ لأحدٍ خلافهم فيما كانوا عليه مجمعين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل", وذكر قول قتادة.
والنَّاظِرُ إلى هذا القول المروي عن قتادة بهذا اللفظ, يجد أنَّه قد اشتمل على القولين معاً: أعني تفسير اللاغيةِ بكلمةِ اللغو, وهذا في تفسيره للاغية بالباطل (وهو ما رجحه الطبري) , أو بالنَّفس اللاغيةِ وذلِك في قوله (ولا شاتما) (وهو ما ردَّه الطبري).
فهل وقع من الطبري رحمه الله سبق نظرٍ عن هذا اللفظ الذي نقله هو عن قتادة؟ أو يكون قد وقع تصحيف في هذا اللفظ المنقول من النَّاسخِ أو الطابعِ؟ ويكون قوله (ولا شاتماً) تصحيفٌ من (إثما ً) أو (مأثماً).
والثاني ما أرجحه لأمورٍ:
الأول: أنَّ مقام الطبري هاهنا مقام محاجة وردِّ لقولٍ من الأقوال, وهذا يستلزم مزيداً من التنبه والاحتراس.
الثاني: أنَّ أبا جعفر النحاس ردَّ قول الفراء لهذه العِلة أيضاً ـ في تأثرٍ واضحٍ بتفسير الطبري ـ بعد أنَّ نقل قول قتادة لكن بلفظ: "وقال قتادة: لاغية باطل وتأثم". انظر إعراب القرآن (5/ 212).
الثالث: أنَّ الطبري روى هذا التفسير عن قتادة من طريقين, الأول من طريق سعيد عن قتادة, وذكر هذا اللفظ المتقدم, ثُمَّ ساق بسنده عن معمر عن قتادة وقال: مثلُهُ.
ولما رجعتُ إلى تفسير عبد الرزاق (3/ 368) وجدتُهُ روى التفسير من طريق مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , بلفظ: "لاَ تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلاً , وَلاَ إِثْمًا".
الرابع: جاء في الدر المنثور للسيوطي (15/ 386) قوله: "وأخرج عبد الرزاق، وعَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير، وَابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {لا تسمع فيها لاغية} قال: لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما".
الخامس: ما نقله الطبري رحمه الله ـ عند قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} ـ قال: "حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (لَغْوًا وَلا كِذَّابًا) قال: باطلا وإثمًا".(/)
( ... مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ... )
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[16 Feb 2010, 05:46 م]ـ
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) 0
ما ألصق هذه الأية بكل من يناظر عن بدعة! 000
ألا فليكن هذا فاعتبار كل يناظر صاحب بدعة , أنه متى َبيّن الحق وأزال الشبهة فليمسك , فإن الوقت أثمن من أن يهدر مع صاحب بدعة قد عُلِم أنه لايفيء إلى الحق 0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:07 م]ـ
أخي العزيز أبا هاجر حفظكم الله ووفقكم لكل خير
ألا ترى أن وظيفة طالب العلم هي البيان ونشر العلم بكل وسيلة يمكنه الله منها، وهي فرص تسنح بين الحين والآخر في هذا المنبر العلمي أو في غيره. وأعلم أنك تشير بكلامك هذا إلى بعض الموضوعات التي تطرح في ملتقى أهل التفسير من عدد من الزملاء، ويكثر فيها الجدل والأخذ والرد.
ولكنني أحب لفت نظري ونظر عدد من الزملاء في ملتقى أهل التفسير إلى أن هذه فرصة ثمينة لنا جميعاً لنتعلم أموراً:
1 - أدب الجدل والمناظرة والمحاورة تطبيقاً عملياً وليس تنظيراً فحسب، وهذا يكسب طالب العلم ملكة مهمة جداً قل من يتقنها من طلبة العلم لعدم الممارسة الحقيقية لها، ومثل هذه الموضوعات - لو أحسنا استثمارها جميعاً - فرصة سانحة لذلك.
2 - نحن نقرأ كثيراً عن أدب الحوار وأخلاق طالب العلم، ولكننا عندما نوضع على المحك الحقيقي للتطبيق يظهر الخلل في أفعالنا وأخلاقنا والله المستعان.
3 - الضيق بالحوار العلمي المقرون بالدليل ليس من سمات طالب العلم الذي يزعم أنه يتبع منهجاً علمياً سلفياً صحيحاً، فمنهج السَّلف في العلم والعقيدة والأدب والأخلاق منهج قوي واضح لا يضيره من يناظره ناشداً للحقيقة، وإلا فليس منهجاً جديراً بالاتباع ما دام لا يملك الدليل الصحيح، والبرهان الناصع.
4 - ديننا الحنيف دين الوضوح والحجة، فلا ينبغي المبالغة في التخوف من هذه الحوارات العلميَّة ما دامت منضبطة، ونحن في الإشراف نقرأ كل ما يكتب ونحاول بقدر الاستطاعة المحافظة على جو الأدب، وإن كنا ندع شواهد على أساليب بعض الزملاء تدل على شخصيته ومستواه العلمي فيما يكتب، فليس من المعقول أن أمسح كل لفظة يكتبها عضو من الأعضاء في الملتقى، فلسنا أوصياء على الآخرين، ولا سيما من يكتب باسمه الصريح فإنه يتحمل مسئولية ما يكتبه.
5 - معظم قراء ملتقى أهل التفسير وأعضاؤه من طلبة العلم الذين قطعوا شوطاً طيباً في طلب العلم، وهم يستفيدون - ولا سيما الأغلبية الصامتة - من هذه الحوارات، ويتأدبون بأدب الحوار الذي يراعيه المتحاورون، وتضيق صدورهم من الخروج على هذه الآداب وإن كانوا لا يتكلمون بذلك، فالذين يشاركون في الحوارات لا يتجاوزون 4% ممن يتابعها ويستفيد منها. ولذلك فإنني أعتب على المتحاورين الذين لا يراعون حقوق هؤلاء وأذواقهم فيما يكتبون.
6 - ليتك يا أبا هاجر تتبعت كلام المفسرين حول هذه الآية التي استدللت بها، وهل سبقك أحد لمثل هذا الاستدلال اللطيف بالآية، حتى ننتفع بالموضوع أكثر. وفكرة الإمساك بعد بيان الحجة فكرة جيدة حقاً، وفيها توفير للجهد والوقت، والقارئ الحصيف يعرف أين ينتهي الحوار.
والحديث في هذا الموضوع ذو شجون، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وهدانا للحق والصواب فيما نقول ونكتب ونفعل.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[16 Feb 2010, 06:22 م]ـ
ليت جميع أتباع المدرسة السلفية، وحتى المدارس الأخرى، كانوا في مستوى أخلاق هذا المشرف الفاضل أو حتى نصفها أو ثلثها .. فلو كان الأمر كذلك لكان المسلمون اليوم بخير ..
قال الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:
أما بعد، فإن أوجب ما على المرء: معرفة اعتقاد الدين، وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلائل واليقين، والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين. (ج1/ص7)
فانظروا رحمكم الله قول هذا الإمام، الذي يبين أن المطلوب هو التوصل إلى معرفة عقائد الدين بالاستدلال والحجج والبراهين، في حين تجد الكثير اليوم يقول: هذه المعرفة فطرية غير محتاجة إلى نظر وتأمل، والقرآن لغته عربية بسيطة يفهمها العامي والأعرابي وكل من هب ودب.
ألم يحن الوقت لمراجعة الذات؟؟
إن الأمل قائم ما دام وجود بعض الأفاضل كالمشرف الفاضل.
وفي كتاب رياض النفوس عند تعرضه للتعريف بالإمام سعيد بن الحداد، نقل المؤلف مناظرة الإمام ابن الحداد لعالم شيعي في مسألة خلق القرآن، فظهر عليه الإمام سعيد وبين له أن القرآن يستحيل أن يكون محدثا في ذات الله ولا في شجرة أو غيرها من المخلوقات.
وانتهت المناظرة بأدب راق بين الشيخين، فقال له الشيخ الشيعي: أنت لا تلزمني بمذهبك وأنا لا ألزمك بمذهبي.
وهذا في حد ذاته أدب راق من آداب المناظرة، فما يضرنا لو تحاورنا بأدب وعلم وبقي كل منا على اعتقاده إن لم يهتد لاعتقاد محاوره؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Feb 2010, 09:02 م]ـ
قال الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:
أما بعد، فإن أوجب ما على المرء: معرفة اعتقاد الدين، وما كلف الله به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدلائل واليقين، والتوصل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين. (ج1/ص7)
فانظروا رحمكم الله قول هذا الإمام، الذي يبين أن المطلوب هو التوصل إلى معرفة عقائد الدين بالاستدلال والحجج والبراهين، في حين تجد الكثير اليوم يقول: هذه المعرفة فطرية غير محتاجة إلى نظر وتأمل، والقرآن لغته عربية بسيطة يفهمها العامي والأعرابي وكل من هب ودب.
القرآن كله حجج وبراهين وخاطب الله به قريشا ولا أظنهم كانوا خريجي جامعات ولا تتلمذوا على علماء ودخل أكثرهم في دين الله بناء على ما فهموه من كتاب الله بفطرتهم السليمة وأصبحوا يعلمون الدنيا وهم الذين نقلوا لنا القرآن ولم نر في كلامهم من التكلف ما نراه في بطون الكتب التي تريد أن تجعلها حكما على كتاب الله.
أخي الكريم تزويق الكلام وتنميقه لا يغير من الحقائق، والأمر سهل وميسر وقد قال الله:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".
فصفات الله في كتابه نفهمها من خلال فهمنا للغة القرآن التي هي لغتنا فما أثبته الله لنفسه نثبته له كما قاله هو دون زيادة أو نقص:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
فلماذا نعسر المسألة ونعقدها بعد أن يسرها الله؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:08 م]ـ
أخي العزيز أبا هاجر حفظكم الله ووفقكم لكل خير
آمين
ألا ترى أن وظيفة طالب العلم هي البيان ونشر العلم بكل وسيلة يمكنه الله منها
ولهذا قلت: (أنه متى بين الحق وازال الشبهة)
2 - نحن نقرأ كثيراً عن أدب الحوار وأخلاق طالب العلم، ولكننا عندما نوضع على المحك الحقيقي للتطبيق يظهر الخلل في أفعالنا وأخلاقنا والله المستعان
الله المستعان6
- ليتك يا أبا هاجر تتبعت كلام المفسرين حول هذه الآية التي استدللت بها
أفعل إن شاء الله
يتضح وجه الاستدلال بالأية إلى ضُم إليها قوله صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) , والله أعلم 0
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:35 م]ـ
يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الأية: (وكذلك إذا تبين الحق بأدلته اليقينية لم يلزم الإتيان بأجوبة الشبه الواردة عليه , لأنه لاحد لها , ولأنه يعلم بطلانها للعلم بأن كل مانافى الحق الواضح فهو باطل , فيكون حل الشبه من باب التبرع) أهـ 0(/)
لماذا اختلف السلف في هذه الاية
ـ[سعد العتيبي]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:27 م]ـ
قالى تعالى: [يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجودفلايستطيعون)
لماذا اختلف السلف في هذه الاية؟ هل هي من ايات الصفات ام لا؟؟
ارجوا من الاخوه الرد ...........
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:12 م]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13149(/)
تنبيه حول ما يذكر سببا للنزول/ عبد الرحمن الميداني
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد ..
فتلك كلمة قابلتني أثناء قراءتي لقواعد التدبر الأمثل للشيخ المفسر عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله، يذكر فيها حول كثير مما يذكره المفسرون على أنه سبب للنزول، في حين أنها قد تصل إلى ما ذكره رحمه الله من ظهور البطلان. فرأيت نقلها للإفادة؛ حيث هو موضع غلط من قبل الممارسين.
يقول رحمه الله:
وكثير مما يذكره المفسرون على أنه سبب لنزول آية من الآيات ليس له سند صحيح يثبت، كما أنه قد يكون غير صالح لإلقاء الضوء على المعنى المراد، بل قد يحوّل فكر المتدبر لكلام الله عن الفهم الصحيح المتسق مع جملة ما جاء في كتاب الله. وقد يصادف المطالع في كتب التفسير حادثة مكية ذكر بعض المفسرين أنها سبب لآية مدنية، أو العكس ...
لذلك لا يصح اعتماد جميع ما ذكره المفسرون على أنه من أسباب النزول، واعتباره أساسا لتحديد معاني النصوص، إلا أن ثيبت بسند صحيح، ولا يتنافى مع تاريخ نزول النص أو يكون منسجما مع دلالات النص الواضحة دون أن يكون فيه ما يخدش اعتباره سببا لنزول النص الموضوع للتدبر.
ص 205
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:17 ص]ـ
ليسمح لي أخي الحبيب مع كامل احترامي للشيخ الفاضل عبد الرحمن حبنكة ولناقل الفائدة الحبيب محمد رشيد
أقول: كثير مما يفهمه المتأخرون من كلام السلف على أنه سبب لنزول آية من الآيات ليس مراد المفسرين به أنه سبب نزول بل مرادهم به اندراج المعنى المعبر عنه بالنزول في حكم الآية أو في جزء منها، ولهذا شواهد كثيرة لكني أكتفي بهذا المثال، ففي قوله تعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71))
ذكر قتادة - رحمه الله - أن هذه الآية نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح فعلق ابن عطية - رحمه الله - قائلا: قال القاضي أبو محمد: وأما تفسير هذه الآية بقصة عبد الله بن أبي سرح فينبغي أن يحرر، فإن جلبت قصة عبد الله بن أبي سرح على أنها مثال كما يمكن أن تجلب أمثلة في عصرنا من ذلك فحسن، وإن جلبت على أن الآية نزلت في ذلك فخطأ، لأن ابن أبي سرح إنما تبين أمره في يوم فتح مكة، وهذه الآية نزلت عقيب بدر.
وحبيبي ممن يفهمون اللمحات ومثله لا يحتاج إلى تطويلات، وقد هممت أن أذكر مثالا آخر على إطلاق النزول على بعض الإسرائيليات لكني سأفرده بموضوع مستقل
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ أبا صفوت
ولكن ألا ترى من الممكن أن يقال: إن الذي عناه الميداني هو خارج أو زائد عما أوردتموه؟ أي بأن يعني الميداني ما يذكره المفسرون على أنه سبب للنزول ابتداء، لا أنه نزل في مثله.
ويدل على ذلك قوله: (ليس له سند صحيح يثبت) فتكون المسألة سندية تحقيقيةلا معنوية.
ويدل عليه كذلك قوله: (كما أنه قد يكون غير صالح لإلقاء الضوء على المعنى المراد) وهذا على عكس ما ذكرته مما يورده المفسرون كنزول في مثله لا نزول به لأجله ابتداء.
تأمل(/)
إهداء إلى الدكتور مساعد الطيار، مثال عزيز بخصوص مقالة له عن الإسرائيليات
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:34 ص]ـ
في مقال قديم للدكتور مساعد بعنوان:
رأي آخر في الإسرائيليات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?threadid=150)
قال - حفظه الله - ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية ـ خصوصًا الصحابة ـ لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل،ومرادهم بها بيان مجمل ما ورد في القرآن بمجل ما ذُكِرَ في القصة، دون أن يلزم ذكرهم لها إيمانهم بهذه التفاصيل التي تحتاج في نقلها إلى سند صحيح، وذلك عزيز جدًّا فيما يرويه بنو إسرائيل في كتبهم [/ b] اهـ.
وقد علقت ساعتها على الموضوع باستغرابي لهذه الجزئية، ولكني وقفت على مثال في تفسير ابن كثير يصدق ما قال الشيخ، والشاهد فيه في صنيع ابن كثير - رحمه الله- قبل حكايته وبعد حكايته
ففي تفسير قوله تعالى (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) سورة سبأ: 54
قال ابن كثير - رحمه الله - وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا أثرًا غريبا [عجيبا] (3) جدًا، فلنذكره بطوله فإنه قال: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا بشر بن حجر السامي (4)، حدثنا علي بن منصور الأنباري، عن الشَّرَقيّ ابن قُطَامي، عن سعيد بن طريف، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} إلى آخر الآية، قال: كان رجل من بني إسرائيل فاتحًا -أي فتح الله له مالا-فمات فورثه ابن له تافه -أي: فاسد-فكان يعمل في مال الله بمعاصي الله. فلما رأى ذلك إخوان أبيه أتوا الفتى فعذلوه ولاموه، فضجر الفتى فباع عقاره بصامت، ثم رحل فأتى عينا ثجاجَة فسرَح فيها ماله، وابتنى قصرًا. فبينما هو ذات يوم جالس إذ شمَلت عليه [ريح] (5) بامرأة من أحسن الناس وجهًا وأطيبهم أرَجا -أي: ريحًا-فقالت: من أنت يا عبد الله؟ فقال: أنا امرؤ من بني إسرائيل قالت: فلك هذا القصر، وهذا المال؟ قال: نعم. قالت: فهل لك من زوجة؟ قال: لا. قالت: فكيف يَهْنيك العيش ولا زوجة لك؟ قال: قد كان ذلك. فهل لك من بَعل؟ قالت: لا. قال: فهل لك إلى أن أتزوجك؟ قالت: إني امرأة منك على مسيرة ميل، فإذا كان غد فتزوّد زاد يوم وأتني، وإن رأيت في طريقك هولا فلا يَهُولنَّكَ. فلما كان من الغد تزود زاد يوم، وانطلق فانتهى إلى قصر، فقرع رتاجه، فخرج إليه شاب من أحسن الناس وجهًا وأطيبهم أرَجًا -أي: ريحًا-فقال: من أنت يا عبد الله؟ فقال: أنا الإسرائيلي. قال فما حاجتك؟ قال: دعتني صاحبة هذا القصر إلى نفسها. قال: صدقت، قال فهل رأيت في طريقك [هولا؟] (6) قال: نعم، ولولا أنها أخبرتني أن لا بأس عليّ، لهالني الذي رأيت؛ أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل، إذا أنا بكلبة فاتحة فاها، ففزعت، فَوَثَبت فإذا أنا من ورائها، وإذا جراؤها ينبحن في بطنها. فقال له الشاب: لست تدرك هذا، هذا يكون في آخر الزمان، يقاعد الغلام المشيخة في مجلسهم ويَبُزّهم حديثهم.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل، إذا أنا بمائة عنز حُفَّل، وإذا فيها جَدْي يمصّها، فإذا أتى عليها وظن أنه لم يترك شيئًا، فتح فاه يلتمس الزيادة. فقال: لست تدرك هذا، هذا يكون في آخر الزمان، ملك يجمع صامت الناس كلّهم، حتى إذا ظن أنه لم يترك شيئًا فتح فاه يلتمس الزيادة.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا بشجر، فأعجبني غصن من شجرة منها ناضر، فأردت قطعة، فنادتني شجرة أخرى: "يا عبد الله، مني فخذ". حتى ناداني الشجر أجمع: "يا عبد الله، منا فخذ". قال: لست تدرك هذا، هذا يكون في آخر الزمان، يقل الرجال ويكثر (1) النساء، حتى إن الرجل ليخطب المرأة فتدعوه العشر والعشرون إلى أنفسهن.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا برجل قائم على عين، يغرف لكل إنسان من الماء، فإذا تَصَدعوا عنه صَبّ في جَرّته فلم تَعلَق جَرته من الماء بشيء. قال: لست تدرك هذا، هذا يكون في آخر الزمان، القاص يعلم الناس العلم ثم يخالفهم إلى معاصي الله.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا بعنز وإذا بقوم قد أخذوا بقوائمها، وإذا رجل قد أخذ بقرنيها، وإذا رجل قد أخذ بذَنَبها، وإذا رجل (2) قد ركبها، وإذا رجل يحلبها. فقال: أما العنز فهي الدنيا، والذين أخذوا بقوائمها يتساقطون من عيشها، وأما الذي قد أخذ بقرنيها فهو يعالج من عيشها ضيقًا، وأما الذي أخذ بذنبها فقد أدبرت عنه، وأما الذي ركبها (3) فقد تركها. وأما الذي يحلبها فَبخٍ [بخٍ] (4)، ذهب ذلك (5) بها.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل، وإذا أنا برجل يمْتح على قَليب، كلما أخرج (6) دلوه صبَّه في الحوض، فانساب الماء راجعًا إلى القليب. قال: هذا رجل رَدّ الله [عليه] (7) صالح عمله، فلم يقبله.
قال: ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل، إذا أنا برجل يبذُر بذرًا فيستحصد، فإذا حنطة طيبة. قال: هذا رجل قبل الله صالح عمله، وأزكاه (8) له.
قال: ثم أقبلت حتى [إذا] (9) انفرج بي السبيل، إذا أنا برجل مستلق على قفاه، قال: يا عبد الله، ادن مني فخذ بيدي وأقعدني، فوالله ما قعدت منذ خلقني الله فأخذت بيده، فقام يسعى حتى ما أراه. فقال له الفتى: هذا عمْر الأبعد نَفَد، أنا ملك الموت وأنا المرأة التي أتتك ... (10) أمرني الله بقبض روح الأبعد في هذا المكان، ثم أصيره إلى نار جهنم قال: ففيه نزلت هذه: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} الآية.
هذا أثر غريب (1)، وفي صحته نظر، وتنزيل [هذه] (2) الآية عليه وفي حقه بمعنى أن الكفار كلهم يتوفون وأرواحهم متعلقة بالحياة الدنيا، كما جرى لهذا المغرور المفتون، ذهب يطلب مراده فجاءه الموت فجأة بغتة، وحيل بينه وبين ما يشتهي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[29 Mar 2010, 10:26 م]ـ
وهذا من الأمثلة التي تبين أن المحررين من المفسرين كان لهم منهجية بحاجة أن تستجلى في إيراد الإسرائيليات، وأنهم لم يكونوا يوردونها اعتباطا، فأرجو ممن وقف على أمثلة أخرى تبرز تلك المنهجية أن يتحفنا به
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2010, 06:39 ص]ـ
وهذا من الأمثلة التي تبين أن المحررين من المفسرين كان لهم منهجية بحاجة أن تستجلى في إيراد الإسرائيليات، وأنهم لم يكونوا يوردونها اعتباطا، فأرجو ممن وقف على أمثلة أخرى تبرز تلك المنهجية أن يتحفنا به
بارك الله فيكم أخي العزيز ونفع بكم، وما أحوجنا إلى التأمل والتأني في الحكم على صنيع المفسرين المتقدمين.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Apr 2010, 11:09 ص]ـ
بورك فيكم شيخنا الكريم
وهاهو مثال آخر يجلي شيئا من المنهجية في إيراد الغرائب:
قال ابن عطية - رحمه الله -
وأما هل دام أهل الكهف وبقيت أشخاصهم محفوظة بعد الموت فاختلفت الروايات في ذلك فروي عن ابن عباس أنه مر بالشام في بعض غزواته مع ناس على موضع الكهف وجبله فمشى الناس إليه فوجدوا عظاما فقالوا هذه عظام أصحاب الكهف فقال لهم ابن عباس أولئك قوم فنوا وعدموا منذ مدة طويلة فسمعه راهب فقال ما كنت أحسب أن أحدا من العرب يعرف هذا فقيل له هذا ابن عم نبينا فسكت وروت فرقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليحجن عيسى ابن مريم ومعه أصحاب الكهف فإنهم لم يحجوا بعد.
قال القاضي أبو محمد وبالشام على ما سمعت من ناس كثير كهف كان فيه موتى يزعم محاويه أنهم أصحاب الكهف وعليهم مسجد وبناء يسمى الرقيم ومعهم كلب رمة وبالأندلس في جهة غرناطة بقرب قرية تسمى لوشة كهف فيه موتى ومعهم كلب رمة وأكثرهم قد انجرد لحمه وبعضهم متماسك وقد مضت القرون السالفة ولم نجد من علم شأنهم إشارة ويزعم ناس أنهم أصحاب الكهف دخلت إليهم فرأيتهم سنة أربع وخمسمائة وهم بهذه الحالة وعليهم مسجد وقريب منهم بناء رومي يسمىالرقيم كأنه قصر محلق قد بقي بعض جدرانه وهو في فلاة من الأرض حزنة وبأعلى حضرة غرناطة مما يلي القبلة
آثار مدينة قديمة رومية يقال لها مدينة دقيوس وجدنا في آثارها غرائب في قبور ونحوها.
قال القاضي أبو محمد وإنما استسهلت ذكر هذا مع بعده لأنه عجب يتخلد ذكره ما شاء الله عز وجل
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Jun 2010, 12:09 م]ـ
و هذا المثال الذي نقله ابن كثير عن ابن أبي حاتم يثير مسألة جديرة بالبحث وهي: التعبير بالنزول ودلالاته ومواطن استعماله عند المفسرين، ومدى اتساع ذلك المصطلح لديهم، وأثر تقييد من بعدهم لمصطلح النزول بالسبب أو إخراجه عنه إلى التفسير في حدود ضيقة جدا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:45 م]ـ
بارك الله فيك ..
فائدة جميلة كصاحبها وكالمرسلة إليه وكالمحتفين بها .. (ماعداي حتى لا أزكي نفسي)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:43 ص]ـ
ازدادت جمالا بإطلالتك لا حرمني الله من نصحك ورؤيتك يا أبا فهر(/)
الحقيقة والمجاز وترجيح مذهب السلف.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2010, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد النبي الامي وآله وصحبه اجمعين وبعد:
فان موضوع الحقيقة والمجاز واستخدامها في معرفة الاسماء والصفات ,قد اخذ حد الفرقة بين المسلمين, ولما كان المجاز والكناية والتشبيه من شبه المعطلة لاسماء والصفات ,كانت حجتهم متوقفة على استخدام المجاز في القران في هذه المواضع , ولقد بين شيخ الاسلام ابن تيمية ان ما يسمونه مجازا انما هو من استخدام العرب للالفاظ , اي انها الفاظ يستخدمها العرب ولم يكن الله تعالى قالها بها في كتابه على سبيل المجاز, ولما تشبثت الاشاعرة ومن وافقهم بالمجاز احببت ان ابين ان استدلالهم على نفي الصفات غير جائز في كلام العرب ان يخبر الله عن صفاته بمجاز اصله فعل العبد او صفته, وذلك ان المجاز لو نظرنا اليه , وتمحصنا اسرار البلاغة فيه فاننا نجد فيه من اسلوب المدح والذم. وهذا كله وفقا لقاعدة معينة اتبعها العرب في كلامهم , تفهم من فعلهم ,لما فهمناها علمنا ان المجاز لو اجريناه فانه لا يجوز استخدامه لنفي الصفات , بل يكون على اثباتها بعكس غرض النفاة.
ففي هذا المبحث دلالة على صحة مذهب من السلف من الصحابة والتابعين , وفساد رأي المبتدعة من بعدهم , يكفيفيك لفساد القول في الدين انه محدث وهو في اساس الدين , اذ ان معناه ضلال المهتدين ,حتى جاء المبتدعة , والحق غير ذلك. فاساس الدين متين , بينه الله ولم يجعل للمضلين فيه سبيل, والله الهادي نسألأه ان يهدينا الى سواء السبيل, انه مولانا نعم المولى , نسأله ان يكون ذلك خالصا لوجهه الكريم, وان يهدنا ويهد بنا الى دينه القويم.
والمبحث يتركز على كون المجاز اصله من الحقيقة , وان استخدام المجاز له اسس , فغير محسناتها البديعية فان للمعاني اسرار. وللدلالة اخبار, فلما نظرت في كلام العرب في سبيل المجاز وجدت ان علاقة المجاز بالحقيقة له مستويات وهي:
-ان تكون الصفة في الحقيقة المستعار منها من المستعار افضل من الصفة المستعار لها في المستعار اليه.
فلما قال الشاعر
اسد ولكن موفرون بزادهم ... والاسد ليس تدوم بالايثار
اما استعار من الاسد القوة والشجاعة دون غيرها من الصفات التي يفوق بها الانسان الاسد فلم يستعر من الاسد فهمهم ولا جمالهم ولكن قوة وشجاعة.
-ان تكون الصفة في الحقيقة المستعار منها من المستعار اقل قيمة. الى مستعار له لا يملك تلك الصفة بل يملك ما هو افضل منها او لا يملكها.
كقولك فلان ذنب لفلان
فالذنب من الحيوان لا يملكه الانسان وهو صفة غير مرغوب بها للانسان ومعناها يكون على التبعية من غير تفكير ولا تدبير.
وكل مثال قد يختلف المستعار منه عن المستعار له في الجنس وانما الصفة هي التي تبين هل المستوى هو ادنا ام اعلى
فالقوة الاسد يستعار للانسان
والمكر يستعار من الثعلب للنسان
والضياء والجمال يستعار من القمر للانسان
والنور يستعار من الشمس للانسان
والوحشية تستعار من الذئب للانسان
وجمال عين المها يستعار لجمال عين المرأة
والحاصل ان ما انطوى تحت الحالة الاولى كانت في سبيل مدح المستعار له
اما الثانية فهي تدلل على الذم والنقص في الصفة.
ولله المثل الاعلى في السموات والارض فلا صفة للعبد الا وهي ضعيفة ولا للرب عزوجل الا وهي كاملة سبحانه.
ففي الحالتين لا يجوز استعارة صفة من العبد لله عز وجل شانه لا من الاولى ولا من الثانية.
بل لو استعيرت فهي اثبات للصفة دون ولو لم نخبر عنها
فقوله تعلى "يد الله فوق ايديهم " هي اثبات لصفة ذات لله عز وجل وان كان المعنى العهد.
وقوله "تجري باعيننا " هي اثبات لصفة ذات وان كان المعنى الرعاية.
وفقا لما جرى عليه العرب من استخدام الالفاظ والله اعلم
والغريب أن المجاز والكناية تحمل التشبيه في طياتها فكيف يهرب هؤلاء من الظاهر الى التشبيه بعينه؟
وهذا اجتهاد مني , فما كان فيه من خير فانما بتوفيق الله تعالى له الحمد في الاولى والاخرة ,وما كان فيه من غير ذلك فمني وحدي ومن الشيطان والله ورسوله بريؤون منه اتوب الى الله منه.والله تعالى اعلم.(/)
هل مذهب الصحابي حجة؟ أين الدليل؟
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[17 Feb 2010, 06:47 م]ـ
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع المختصر هو التشنج الملحوظ في مداخلات بعض الأخوة، وكذلك التهم المتبادلة، وكأن الأمر من المسائل المعاصرة المبتدعة. ومن حق غير المختص بعلم الأصول أن يعلم حقيقة الأمر. ومن هنا اخترت أسطراً من كتاب أصول الفقه للخضري، يقول:
((ليس مذهب الصحابي حجة على صحابي مثله بلا نزاع، أما بالنسبة لغيره فقال الجمهور: ليس بحجة مطلقاً، وقيل حجة تقدم على القياس، وقيل حجة إن لم يخالف القياس. مختار الجمهور الأول، لأنه لا دليل على كونه حجة فوجب تركه.
والمختار للحنفية التفصيل: فإن كان مما لا يدرك بالرأي فهو حجة بلا خلاف عندهم، وكذلك إن كان يدرك بالرأي ولكن تلزمه الشهرة لكونه مما تعم به البلوى إذ لم ينقل فيه خلاف، فإنهم جعلوه إجماعاً كالسكوتي ......... والغزالي ممن انتصر لعدم الاحتجاج بقول الصحابي، والذين احتجوا به إنما قوى ذلك عندهم ظهور أن الصحابي لا يفتي إلا برواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يرجعون مذاهبهم إلى السنة.
والحق أن الأدلة التي أقاموها على هذه الحجية لا تفيد غلبة الظن فضلاً عن القطع اللازم في هذه الأصول ... )).
هل كان علماء الأمة يتشنّجون مثلنا ويتهم بعضهم بعضاً!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:34 م]ـ
والغزالي ممن انتصر لعدم الاحتجاج بقول الصحابي، والذين احتجوا به إنما قوى ذلك عندهم ظهور أن الصحابي لا يفتي إلا برواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يرجعون مذاهبهم إلى السنة.
والحق أن الأدلة التي أقاموها على هذه الحجية لا تفيد غلبة الظن فضلاً عن القطع اللازم في هذه الأصول ... )).
!
الأخ سنان حفظك الله
يبدو أننا سنحول الملتقى إلى ملتقى أصول الفقه بدلا من ملتقى أهل التفسير، ولكن لا بأس ما دام أنه في سبيل فهم كتاب الله تعالى.
قول الخضري رحمه الله تعالى محل نظر، وما دام أنك فتحت الباب فدعنا نرى المسألة بشيء من التفصيل:
" المبحث الثاني: قول الصحابي
والكلام على هذا المبحث في النقاط الآتية:
1 - قول الصحابي فيما لا مجال للرأي فيه.
2 - قول الصحابي إذا خالفه غيره من الصحابة.
3 - قول الصحابي إذا انتشر ولم يخالف.
4 - قول الصحابي فيما عدا ذلك.
5 - تحرير محل النزاع.
6 - قول الصحابي لا يخالف النص.
7 - قول الصحابي إذا خالف القياس.
8 - الأدلة على حجية قول الصحابي.
1 - قول الصحابي فيما لا مجال للرأي فيه:
قول الصحابي فيما لا مجال فيه للرأي والاجتهاد له حكم الرفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستدلال به والاحتجاج، أو يكون ذلك في حكم المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن من باب الرواية بالمعنى؛ فإن الصحابة يروون السنة تارة بلفظها وتارة بمعناها.
ولا يصح بناءً على ذلك أن يقال فيه: هذا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
2 - قول الصحابي إذا خالفه غيره من الصحابة:
إذا اختلف الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم لم يكن قول بعضهم حجة على بعض، ولم يجز للمجتهد بعدهم أن يقلد بعضهم، بل الواجب في هذه الحالة التخير من أقوالهم بحسب الدليل -عند الأكثر- ولا يجوز الخروج عنها.
قال ابن تيمية: "وإن تنازعوا رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول، ولم يكن قول بعضهم حجة مع مخالفة بعضهم له باتفاق العلماء".
3 - قول الصحابي إذا انتشر ولم يخالف:
قول الصحابي إذا اشتهر ولم يخالفه أحد من الصحابة صار إجماعًا وحجة عند جماهير العلماء.
قال ابن تيمية: "وأما أقوال الصحابة فإن انتشرت ولم تنكر في زمانهم فهي حجة عند جماهير العلماء".
4 - قول الصحابي فيما عدا ذلك "وهذا هو المقصود بحثه في هذا المقام":
قول الصحابي إذا لم يخالفه أحد من الصحابة ولم يشتهر بينهم، أو لم يُعلم هل اشتهر أو لا؟ وكان للرأي فيه مجال، فقول الأئمة الأربعة وجمهور الأمة: أنه حجة خلافًا للمتكلمين.
قال ابن تيمية:
"وإن قال بعضهم قولاً ولم يقل بعضهم بخلافه ولم ينتشر فهذا فيه نزاع، وجمهور العلماء يحتجون به كأبي حنيفة ومالك وأحمد - في المشهور عنه - والشافعي في أحد قوليه، وفي كتبه الجديدة الاحتجاج بمثل ذلك في غير موضع، ولكن من الناس من يقول: هذا هو القول القديم".
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - تحرير محل النزاع: يمكن تحرير محل النزاع في قول الصحابي من خلال النقاط الماضية فيما يأتي:
أ- أن يكون في المسائل الاجتهادية، أما قول الصحابي فيما لا مجال للاجتهاد فيه فله حكم الرفع.
ب- ألا يخالفه غيره من الصحابة، فإن خالفه غيره اجتهد في أرجح القولين بالدليل.
جـ- ألا يشتهر هذا القول، فإن اشتهر -ولم يخالفه أحد من الصحابة- كان إجماعًا عند جماهير العلماء.
يضاف إلى ذلك شرطان:
(أولهما: ألا يخالف نصًا.
(ثانيهماً: ألا يكون معارضًا بالقياس.
بتلك الضوابط وبهذين الشرطين ذهب الأئمة إلى الاحتجاج بقول الصحابي.
6 - قول الصحابي لا يخالف النص:
قول الصحابي الذي ذهب الأئمة إلى الاحتجاج به لا يكون مخالفًا للنص، إذ من المستبعد أن يخالف الصحابي نصًا ولا يخالفه صحابي آخر.
قال ابن القيم: "من الممتنع أن يقولوا -أي الصحابة- في كتاب الله الخطأ المحض؛ ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به، وهذه الصورة المذكورة وأمثالها [يعني قول الصحابي المخالف للنص] قد تكلم فيها غيرهم بالصواب.
والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطق بالصواب، واشتماله على ناطق بغيره فقط، فهذا هو المحال".
فلدينا إذن أمران متلازمان، وهما شرطان وقيدان للاحتجاج بقول الصحابي:
الأول: ألا يخالف الصحابي نصًا.
والثاني: ألا يخالف الصحابي صحابي آخر.
فإن خالف الصحابي نصًا فلا بد أن يخالفه بعضُ الصحابة، فلا يكون حينئذ قول بعضهم حجة؛ إذ كلا القولين يحتمل الصواب.
- قول الصحابي إذا خالف القياس:
قول الصحابي الذي اتفق الأئمة على الاحتجاج به لا يكون مخالفًا للقياس.
أما إن كان مخالفًا للقياس:
فالأكثر على أنه يحمل على التوقيف؛ لأنه لا يمكن أن يخالف الصحابي القياس باجتهاد من عنده.
وقول الصحابي المخالف للقياس - عند هؤلاء - مقدم على القياس؛ لأنه نص والنص مقدم على القياس، وقد تعارض دليلان والأخذ بأقوى الدليلين متعين.
وذهب بعض الأئمة إلى أن قول الصحابي لا يكون حجة إذا خالف القياس؛ لأنه قد خالفه دليل شرعي وهو القياس، وهو لا يكون حجة إلا عند عدم المعارض.
8 - الأدلة على حجية قول الصحابي:
من الأدلة على ذلك:
(الدليل الأول: ما ورد من النصوص الدالة على عدالتهم وتزكية الله تعالى لهم وبيان علو منزلتهم، كقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
(الدليل الثاني: أن الصحابة -رضي الله عنهم- انفردوا بما جعلهم أبر الأمة قلوبًا وأعمقهم علمًا وأقلهم تكلفًا، فقد خصهم الله بتوقد الأذهان وفصاحة اللسان، فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم، ولا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين، بل قد غنوا عن ذلك كله.
فليس في حقهم إلا أمران:
أحدهما: قال الله تعالى كذا، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا.
والثاني: معناه كذا وكذا.
وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، وأحظى الأمة بهما، فقواهم متوفرة مجتمعة عليهما؛ لذلك كان قولهم أقرب إلى الصواب وأبعد عن الخطأ؛ فإنهم حضروا التنزيل، وسمعوا كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، وهم أعلم بالتأويل وأعرف بالمقاصد، وأقرب عهدًا بنور النبوة، وأكثر تلقيًا من المشكاة النبوية.
(الدليل الثالث: أن فتوى الصحابي لا تخرج عن ستة أوجه:
الوجه الأول: أن يكون سمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الثاني: أن يكون سمعها ممن سمعها منه - صلى الله عليه وسلم -، فإن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يهابون الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعظمونها، ويقللونها خوف الزيادة والنقصان.
الوجه الثالث: أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهمًا خفي علينا.
الوجه الرابع: أن يكون قد اتفق عليها ملؤهم، ولم ينقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
الوجه الخامس: أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنا، أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهمها على طول الزمان من رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومشاهدة أفعاله، وأحواله، وسيرته، وسماع كلامه، والعلم بمقاصده، وشهود تنزيل الوحي، ومشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فهم ما لا نفهمه نحن.
وعلى هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب اتباعها.
الوجه السادس: أن يكون فهم ما لم يرده الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأخطأ في فهمه، والمراد غير ما فهمه.
وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجة.
ومعلوم قطعًا أن وقوع احتمال من خمسة أغلب على الظن من وقوع احتمال واحد معين."
****
المصدر:
معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة
محمَّد بنْ حسَيْن بن حَسنْ الجيزاني
بعد هذا العرض إذا لم يكن هناك اعتراض أو مناقشة، فلماذا لا نحاول عرض هذا النتيجة على أقوال الصحابة في كتب التفسير ونرى مدى موافقة القواعد الأصولية لواقع كتب التفسير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:05 ص]ـ
يبدو أن هناك خلافاً حول موقف الجمهور، لذلك سأختار نصاً آخر من كتاب آخر وهو الوسيط في أصول الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي، والكلام حول فتوى الصحابي بالاجتهاد، يقول:
((أنه ليس بحجة مطلقاً، وهو مذهب الجمهور من الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والشافعي في قول وأحمد في رواية عنه واختاره بعض متأخري الحنفية والمالكية، وأما ابن حزم فهو منكر للأخذ بفتوى الصحابي ..... )). وما يهمني هنا أن لا يظن ظان أن قول من يقول بحجية مذهب الصحابي سلم له ذلك من غير معارضة من كبار العلماء.
أما الأدلة التي طرحها الأخ الغامدي فهي الأدلة التي يكررها من يقول بحجية اجتهاد الصحابي. ولي هنا الملاحظات التالية:
عندما نتحث عن مصادر التشريع يجب أن تكون الأدلة نصيّة وجليّة.
أن القائلين بذلك قد عجزوا عن الإتيان بنص من القرآن أو السنة فذهبوا يستخدمون أدلة الفلاسفة وعلماء الكلام.
هم يريدوننا أن نصدق أن الشهادة بالخيرية لمجمل الصحابة تعني العلم والقدرة على الفهم. وعندما يعجز الإنسان عن الإتيان بالدليل نراه يفر إلى الخطب العاطفية ويشهر بوجوهنا سيف محبتهم رضوان الله عليهم. ولم يدركوا خطورة أن يضيفوا إلى مصادر التشريع مصدراً ما أنزل الله به من سلطان. وما علينا إذا صارحناهم أن هذا تحريف لدين الله تعالى باستحداث مصدر لم يقل به الله ولا رسوله، بل لم يقل به الصحابة رضوان الله عليهم. لا والله لا نقول في دين الله إلى عن بينة.
والعجيب أنهم جعلوا الصحابة درجة واحدة، ولو أنهم اقتصروا على الصحابة الذين طالت ملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهروا بالعلم لهان الخطب. وعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، لا شك أن الحديث هنا موجه إلى الصحابة. فهناك من الصحابة من لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد صحابي آخر ولا نصيفه.
ثم ما علاقة الفصاحة بالقدرة على الاجتهاد والاستنباط وإقامة الحجة، فكم من فصيح لا تغني فصاحته أمام العباقرة والمبدعين. (ولا يظنن ظان أننا لا نقول بضرورة اتقان اللغة العربية كشرط للاجتهاد ولكنه شرط من عدة شروط).
ثم من أين لهم أن الصحابي لا يخالف نصاً ولا قياساً إلا وجد من يرده إلى الصواب. أما علموا أن الصحابة ساحوا في الأرض ولم يبقوا متجاورين في المدينة بل سكنوا الأمصار المتباعدة. فقد يجتد صحابي في البصرة لأنه لم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يجتهد وهو يذهل عن القياس الصحيح.
أما أعجب العجب فالدليل الثالث الذي عرضه الأخ الغامدي ناقلاً عن غيره وهو أن يؤخذ الدين بحساب الاحتمالات ويبنى على ذلك أساس من أسس التشريع!! وما علموا أن الله قد حفظ دينه وأننا لم نكلف إلا بما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه ما لا يمكن أن يقوله الصحابي إلا نقلاً عن رسول الله كأداء الصلاة مثلاً. نعم يجب أن يقوم الدليل على أنه ناقل. ولا يليق بنا أن نقول: يحتمل أن يكون اجتهاده نقلاً، فأي ظن يقام عليه صرح التشريع الإسلامي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:02 ص]ـ
الأخ الفاضل سنان تقول:
"وما يهمني هنا أن لا يظن ظان أن قول من يقول بحجية مذهب الصحابي سلم له ذلك من غير معارضة من كبار العلماء"
أقول:
معروف أن المسألة خلافية ولم يقل أحد بأن القائل بحجية مذهب الصحابي سالم من المعارض.
تقول:
"عندما نتحث عن مصادر التشريع يجب أن تكون الأدلة نصيّة وجليّة"
أقول:
مصادر التشريع قد تقرر أن منها ما هو متفق عليه وما هو محل خلاف فلا حاجة أن نشترط ما هو خلاف الواقع.
تقول:
"أن القائلين بذلك قد عجزوا عن الإتيان بنص من القرآن أو السنة فذهبوا يستخدمون أدلة الفلاسفة وعلماء الكلام"
أقول:
القائلون بحجة مذهب الصحابي أبعد الناس عن طرق الفلاسفة وعلماء الكلام.
تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"هم يريدوننا أن نصدق أن الشهادة بالخيرية لمجمل الصحابة تعني العلم والقدرة على الفهم. وعندما يعجز الإنسان عن الإتيان بالدليل نراه يفر إلى الخطب العاطفية ويشهر بوجوهنا سيف محبتهم رضوان الله عليهم. ولم يدركوا خطورة أن يضيفوا إلى مصادر التشريع مصدراً ما أنزل الله به من سلطان. وما علينا إذا صارحناهم أن هذا تحريف لدين الله تعالى باستحداث مصدر لم يقل به الله ولا رسوله، بل لم يقل به الصحابة رضوان الله عليهم. لا والله لا نقول في دين الله إلى عن بينة."
أقول:
أخي الحبيب كلامك هذا هو أقرب للخطابة من قول من تنتقدهم.
الصحابة هم الذين نقلوا لنا الدين
هم الذين نقلوا لنا مصادر التشريع
وهم أولى الناس بفهم ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم
وهم أفضل من طبق تعاليم الوحيين في واقع الحياة
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم فقال:
"أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ" رواه أبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.
ودعا لعبد الله بن عباس فقال: "اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ"
ثم إن الشهادة لهم من الله بالفضل والإذعان للحق وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم تدل على أنهم أولى الناس بتحري الحق ومعرفته ومن ثم وجب أن ينظر لأقوالهم بعين الاعتبار.
تقول:
"والعجيب أنهم جعلوا الصحابة درجة واحدة، ولو أنهم اقتصروا على الصحابة الذين طالت ملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهروا بالعلم لهان الخطب. وعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، لا شك أن الحديث هنا موجه إلى الصحابة. فهناك من الصحابة من لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد صحابي آخر ولا نصيفه."
أقول:
صحيح أن الصحابة يتفاضلون في الفضل والعلم، ولكنهم في نفس الوقت أفضل ممن أتى من بعدهم، ومتى ثبتت الصحبة لشخص وقال قولاً في دين الله فالعقل يدعو إلى النظر في قوله بحكم هذه الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقول:
"ثم من أين لهم أن الصحابي لا يخالف نصاً ولا قياساً إلا وجد من يرده إلى الصواب. أما علموا أن الصحابة ساحوا في الأرض ولم يبقوا متجاورين في المدينة بل سكنوا الأمصار المتباعدة. فقد يجتد صحابي في البصرة لأنه لم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يجتهد وهو يذهل عن القياس الصحيح."
أقول:
لو تأملت تحرير محل النزاع في المسألة لما سطرت عبارتك هذه. والصحابي لا يمكن أن يخالف نصا وهو عالم به، وأما مخالفة القياس فأقول: إذا كانت دلالة قول الصحابي على الحق ظنية فدلالة القياس كذلك.
تقول:
"أما أعجب العجب فالدليل الثالث الذي عرضه الأخ الغامدي ناقلاً عن غيره وهو أن يؤخذ الدين بحساب الاحتمالات ويبنى على ذلك أساس من أسس التشريع!! وما علموا أن الله قد حفظ دينه وأننا لم نكلف إلا بما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه ما لا يمكن أن يقوله الصحابي إلا نقلاً عن رسول الله كأداء الصلاة مثلاً. نعم يجب أن يقوم الدليل على أنه ناقل. ولا يليق بنا أن نقول: يحتمل أن يكون اجتهاده نقلاً، فأي ظن يقام عليه صرح التشريع الإسلامي."
أقول:
الدين لا يؤخذ بحساب الاحتمالات، ولكن طرق الفهم والاستنباط ترجح قول الصحابي على قول غيره وفهم الصحابي على فهم غيره.
وختاما أقول لنضع أقوال الصحابة وأقوال مخالفيهم على المحك وننظر من هو الأقرب إلى الحق فيما وقع فيه الخلاف من أصول الفقه.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:20 م]ـ
- قول الصحابي إذا خالف القياس:
قول الصحابي الذي اتفق الأئمة على الاحتجاج به لا يكون مخالفًا للقياس.
أما إن كان مخالفًا للقياس:
فالأكثر على أنه يحمل على التوقيف؛ لأنه لا يمكن أن يخالف الصحابي القياس باجتهاد من عنده.
وقول الصحابي المخالف للقياس - عند هؤلاء - مقدم على القياس؛ لأنه نص والنص مقدم على القياس، وقد تعارض دليلان والأخذ بأقوى الدليلين متعين.
وذهب بعض الأئمة إلى أن قول الصحابي لا يكون حجة إذا خالف القياس؛ لأنه قد خالفه دليل شرعي وهو القياس، وهو لا يكون حجة إلا عند عدم المعارض.
هذه النقطة تحتاج إلى توضيح فيما يبدو لي، فالذي أعلمه:
1 - أن بعض الائمة رأوا أن قول الصحابي حجة مقدمة على القياس.
والمصود هنا القياس الأصولي المعروف.
2 - وذهب البعض إلى أن قول الصحابي ليس بحجة مطلقا.
3 - وذهب البعض إلى أن قول الصحابي حجة إذا خالف القياس، وقصدوا بذلك، إذا ما قال الصحابي قولا لا يدرك بالعقل.
أما بالنسبة لقضية مخالفة الصحابي للقياس الأصولي الصحيح، فلا أجد مثالا عليها، فإذا تكرم أحد فاليأتي بمثال من خلال الفروع الفقهية علما بأن شيخ الإسلام ابن تيمية قال ما يلي:
"وَإِلَى سَاعَتِي هَذِهِ مَا عَلِمْت قَوْلًا قَالَهُ الصَّحَابَةُ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ إلَّا وَكَانَ الْقِيَاسُ مَعَهُ لَكِنَّ الْعِلْمَ بِصَحِيحِ الْقِيَاسِ وَفَاسِدِهِ مِنْ أَجَلِّ الْعُلُومِ وَإِنَّمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ خَبِيرًا بِأَسْرَارِ الشَّرْعِ وَمَقَاصِدِهِ؛ وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ شَرِيعَةُ الْإِسْلَامِ مِنْ الْمَحَاسِنِ الَّتِي تَفُوقُ التَّعْدَادَ؛ وَمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ مَصَالِحِ الْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ؛ وَمَا فِيهَا مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَالرَّحْمَةِ السَّابِغَةِ؛ وَالْعَدْلِ التَّامِّ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ."
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 05:40 م]ـ
بعض الإخوة الأفاضل يعيب على البعض ذكر ما ورد في فضائل الصحابة رضي الله عنهم في مورد الاحتجاج على اعتبار أقوالهم لكونه لا يصلح دليلا وهذا في نظري لا يسلم لهم فقد فعل هذا أئمة كبار، يقول بن القيم في إعلام الموقعين:
" [لَيْسَ مِثْلَ الصَّحَابَةِ أَحَدٌ] وَالْمَقْصُودُ أَنَّ أَحَدًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ لَا يُسَاوِيهِمْ فِي رَأْيِهِمْ، وَكَيْفَ يُسَاوِيهِمْ وَقَدْ كَانَ أَحَدُهُمْ يَرَى الرَّأْيَ فَيَنْزِلُ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ؟ كَمَا رَأَى عُمَرُ فِي أُسَارَى بَدْرٍ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ، وَرَأَى أَنْ تُحَجَّبَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ، وَرَأَى أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلَّى فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِمُوَافَقَتِهِ؛ وَقَالَ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا اجْتَمَعْنَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ {عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ} فَنَزَلَ الْقُرْآنُ
بِمُوَافَقَتِهِ، {وَلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}}.
{وَقَدْ قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لَمَّا حَكَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ: إنِّي أَرَى أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّاتُهُمْ، وَتُغْنَمَ أَمْوَالُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ}.
وَلَمَّا اخْتَلَفُوا إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ شَهْرًا فِي الْمُفَوَّضَةِ قَالَ: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي، فَإِنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنْ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَمِنِّي وَمِنْ الشَّيْطَانِ، وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ بَرِيءٌ مِنْهُ، أَرَى أَنَّ لَهَا مَهْرَ نِسَائِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، فَقَامَ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا بِرْوَعَ بِنْتُ وَاشِقٍ مِثْلَ مَا قَضَيْت بِهِ، فَمَا فَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُ بِذَلِكَ.
وَحَقِيقٌ بِمَنْ كَانَتْ آرَاؤُهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ أَنْ يَكُونَ رَأْيُهُمْ لَنَا خَيْرًا مِنْ رَأَيْنَا لِأَنْفُسِنَا، وَكَيْفَ لَا وَهُوَ الرَّأْيُ الصَّادِرُ مِنْ قُلُوبٍ مُمْتَلِئَةٍ نُورًا وَإِيمَانًا وَحِكْمَةً وَعِلْمًا وَمَعْرِفَةً وَفَهْمًا عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَنَصِيحَةً لِلْأُمَّةِ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ نَبِيِّهِمْ، وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، وَهُمْ يَنْقُلُونَ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ غَضًّا طَرِيًّا لَمْ يَشُبْهُ إشْكَالٌ، وَلَمْ يَشُبْهُ خِلَافٌ، وَلَمْ تُدَنِّسْهُ مُعَارَضَةٌ، فَقِيَاسُ رَأْيِ غَيْرِهِمْ بِآرَائِهِمْ مِنْ أَفْسَدِ الْقِيَاسِ."
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:07 م]ـ
يبدو أن هناك خلافاً حول موقف الجمهور، لذلك سأختار نصاً آخر من كتاب آخر وهو الوسيط في أصول الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي، والكلام حول فتوى الصحابي بالاجتهاد، يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
((أنه ليس بحجة مطلقاً، وهو مذهب الجمهور من الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والشافعي في قول وأحمد في رواية عنه واختاره بعض متأخري الحنفية والمالكية، وأما ابن حزم فهو منكر للأخذ بفتوى الصحابي ..... )). وما يهمني هنا أن لا يظن ظان أن قول من يقول بحجية مذهب الصحابي سلم له ذلك من غير معارضة من كبار العلماء.
.
وهذا كلام بن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في المسألة:
"فَصْلٌ: [رَأْيُ الشَّافِعِيِّ فِي أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ] وَإِنْ لَمْ يُخَالِفْ الصَّحَابِيُّ صَحَابِيًّا آخَرَ فَإِمَّا أَنْ يَشْتَهِرَ قَوْلُهُ فِي الصَّحَابَةِ أَوْ لَا يَشْتَهِرُ، فَإِنْ اشْتَهَرَ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إجْمَاعٌ وَحُجَّةٌ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: هُوَ حُجَّةٌ وَلَيْسَ بِإِجْمَاعٍ، وَقَالَتْ شِرْذِمَةٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ الْمُتَأَخِّرِينَ: لَا يَكُونُ إجْمَاعًا وَلَا حُجَّةً، وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِرْ قَوْلُهُ أَوْ لَمْ يُعْلَمْ هَلْ اُشْتُهِرَ أَمْ لَا فَاخْتَلَفَ النَّاسُ: هَلْ يَكُونُ حُجَّةً أَمْ لَا؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْأُمَّةِ أَنَّهُ حُجَّةٌ هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْحَنَفِيَّةِ، صَرَّحَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَذَكَرَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَصًّا، وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، وَأَصْحَابِهِ، وَتَصَرُّفُهُ فِي مُوَطَّئِهِ دَلِيلٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَهُوَ مَنْصُوصُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ عَنْهُ وَاخْتِيَارُ جُمْهُورِ أَصْحَابِهِ، وَهُوَ مَنْصُوصُ الشَّافِعِيِّ فِي الْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ، أَمَّا الْقَدِيمُ فَأَصْحَابُهُ مُقِرُّونَ بِهِ، وَأَمَّا الْجَدِيدُ فَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يُحْكَى عَنْهُ فِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَفِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ عَنْهُ نَظَرٌ ظَاهِرٌ جِدًّا؛ فَإِنَّهُ لَا يُحْفَظُ لَهُ فِي الْجَدِيدِ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَنَّ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَغَايَةُ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ نَقْلِ ذَلِكَ أَنَّهُ يَحْكِي أَقْوَالًا لِلصَّحَابَةِ فِي الْجَدِيدِ ثُمَّ يُخَالِفُهَا، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدَهُ حُجَّةٌ لَمْ يُخَالِفْهَا، وَهَذَا تَعَلُّقٌ ضَعِيفٌ جِدًّا، فَإِنَّ مُخَالَفَةَ الْمُجْتَهِدِ الدَّلِيلَ الْمُعَيَّنَ لِمَا هُوَ أَقْوَى فِي نَظَرِهِ مِنْهُ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَرَاهُ دَلِيلًا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، بَلْ خَالَفَ دَلِيلًا لِدَلِيلٍ أَرْجَحَ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَقَدْ تَعَلَّقَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ يَرَاهُ فِي الْجَدِيدِ إذَا ذَكَرَ أَقْوَالَ الصَّحَابَةِ مُوَافِقًا لَهَا لَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا وَحْدَهَا كَمَا يَفْعَلُ بِالنُّصُوصِ، بَلْ يُعَضِّدُهَا بِضُرُوبٍ مِنْ الْأَقْيِسَةِ؛ فَهُوَ تَارَةً يَذْكُرُهَا وَيُصَرِّحُ بِخِلَافِهَا، وَتَارَةً يُوَافِقُهَا وَلَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا بَلْ يُعَضِّدُهَا بِدَلِيلٍ آخَرَ، وَهَذَا أَيْضًا تَعَلُّقٌ أَضْعَفُ مِنْ الَّذِي قَبْلَهُ؛ فَإِنَّ تَظَافُرَ الْأَدِلَّةِ وَتَعَاضُدِهَا وَتَنَاصُرِهَا مِنْ عَادَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَلَا يَدُلُّ ذِكْرُهُمْ دَلِيلًا ثَانِيًا وَثَالِثًا عَلَى أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ قَبْلَهُ لَيْسَ بِدَلِيلٍ.
وَقَدْ صَرَّحَ الشَّافِعِيُّ فِي الْجَدِيدِ مِنْ رِوَايَةِ الرَّبِيعِ عَنْهُ بِأَنَّ قَوْلَ الصَّحَابَةِ حُجَّةٌ يَجِبُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ، فَقَالَ: الْمُحْدَثَاتُ مِنْ الْأُمُورِ ضَرْبَانِ، أَحَدُهُمَا: مَا أُحْدِثَ يُخَالِفُ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً أَوْ إجْمَاعًا أَوْ أَثَرًا فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ الضَّلَالَةُ، وَالرَّبِيعُ إنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ بِمِصْرَ، وَقَدْ جَعَلَ مُخَالَفَةَ الْأَثَرِ الَّذِي لَيْسَ بِكِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ وَلَا إجْمَاعٍ ضَلَالَةً، وَهَذَا فَوْقَ كَوْنِهِ حُجَّةً، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ مَدْخَلِ السُّنَنِ لَهُ: بَابُ ذِكْرِ أَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ إذَا تَفَرَّقُوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَقَاوِيلُ الصَّحَابَةِ إذَا تَفَرَّقُوا فِيهَا تَصِيرُ إلَى مَا وَافَقَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْإِجْمَاعِ إذَا كَانَ أَصَحَّ فِي الْقِيَاسِ، وَإِذَا قَالَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ الْقَوْلَ لَا يُحْفَظُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْهُمْ فِيهِ لَهُ مُوَافَقَةٌ وَلَا خِلَافَ صِرْتُ إلَى اتِّبَاعِ قَوْلِهِ إذَا لَمْ أَجِدْ كِتَابًا وَلَا سُنَّةً وَلَا إجْمَاعًا وَلَا شَيْئًا فِي مَعْنَاهُ يُحْكَمُ لَهُ بِحُكْمِهِ أَوْ وُجِدَ مَعَهُ قِيَاسٌ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ فِي كِتَابِ اخْتِلَافِهِ مَعَ مَالِكٍ: مَا كَانَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مَوْجُودَيْنِ فَالْعُذْرُ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ مَقْطُوعٌ إلَّا بِإِتْيَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ صِرْنَا إلَى أَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ أَوْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ كَانَ قَوْلُ الْأَئِمَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ إذَا صِرْنَا إلَى التَّقْلِيدِ أَحَبَّ إلَيْنَا، وَذَلِكَ إذَا لَمْ نَجِدْ دَلَالَةً فِي الِاخْتِلَافِ تَدُلُّ عَلَى أَقْرَبِ الِاخْتِلَافِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَنَتْبَعُ الْقَوْلَ الَّذِي مَعَهُ الدَّلَالَةُ؛ لِأَنَّ قَوْلَ الْإِمَامِ مَشْهُورٌ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ النَّاسَ وَمَنْ لَزِمَ قَوْلُهُ النَّاسَ كَانَ أَشْهَرَ مِمَّنْ يُفْتِي الرَّجُلَ أَوْ النَّفَرَ وَقَدْ يَأْخُذُ بِفُتْيَاهُ وَيَدَعُهَا، وَأَكْثَرُ الْمُفْتِينَ يُفْتُونَ الْخَاصَّةَ فِي بُيُوتِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ وَلَا يَعْتَنِي الْعَامَّةُ بِمَا قَالُوا عِنَايَتَهُمْ بِمَا قَالَ الْإِمَامُ، وَقَدْ وَجَدْنَا الْأَئِمَّةَ يُنْتَدَبُونَ فَيُسْأَلُونَ عَنْ الْعِلْمِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِيمَا أَرَادُوا أَنْ يَقُولُوا فِيهِ وَيَقُولُونَ فَيُخْبِرُونَ بِخِلَافِ قَوْلِهِمْ، فَيَقْبَلُونَ مِنْ الْمُخْبِرِ، وَلَا يَسْتَنْكِفُونَ عَنْ أَنْ يَرْجِعُوا لِتَقْوَاهُمْ اللَّهَ وَفَضْلِهِمْ، فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ عَنْ الْأَئِمَّةِ فَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ فِي مَوْضِعِ الْأَمَانَةِ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِمْ، وَكَانَ اتِّبَاعُهُمْ أَوْلَى بِنَا مِنْ اتِّبَاعِ مَنْ بَعْدَهُمْ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَالْعِلْمُ طَبَقَاتٌ، الْأَوْلَى: الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، الثَّانِيَةُ: الْإِجْمَاعُ فِيمَا لَيْسَ كِتَابًا وَلَا سُنَّةً، الثَّالِثَةُ: أَنْ يَقُولَ صَحَابِيٌّ فَلَا يُعْلَمُ لَهُ مُخَالِفٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، الرَّابِعَةُ: اخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ، الْخَامِسَةُ: الْقِيَاسُ، هَذَا كُلُّهُ كَلَامُهُ فِي الْجَدِيدِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ هَذَا: وَفِي الرِّسَالَةِ الْقَدِيمَةِ لِلشَّافِعِيِّ - بَعْدَ ذِكْرِ الصَّحَابَةِ وَتَعْظِيمِهِمْ - قَالَ: وَهُوَ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ، وَأَمْرٍ اُسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ، وَآرَاؤُهُمْ لَنَا أَحْمَدُ، وَأَوْلَى بِنَا مِنْ رَأْيِنَا، وَمَنْ أَدْرَكْنَا مِمَّنْ تُرْضَى أَوْ حُكِيَ لَنَا عَنْهُ بِبَلَدِنَا صَارُوا فِيمَا لَمْ يَعْلَمُوا فِيهِ سُنَّةً إلَى قَوْلِهِمْ إنْ اجْتَمَعُوا أَوْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ إنْ تَفَرَّقُوا، وَكَذَا نَقُولُ، وَلَمْ نَخْرُجْ مِنْ أَقْوَالِهِمْ كُلِّهِمْ.
قَالَ: وَإِذَا قَالَ الرَّجُلَانِ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ قَوْلَيْنِ نَظَرْت، فَإِنْ كَانَ قَوْلُ أَحَدِهِمَا أَشْبَهَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَخَذْت بِهِ، لِأَنَّ مَعَهُ شَيْئًا قَوِيًّا؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ دَلَالَةً بِمَا وَصَفْت كَانَ قَوْلُ الْأَئِمَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ أَرْجَحَ عِنْدَنَا مِنْ وَاحِدٍ لَوْ خَالَفَهُمْ غَيْرُ إمَامٍ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْقَوْلِ دَلَالَةٌ مِنْ كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ كَانَ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ قَوْلِ غَيْرِهِمْ، فَإِنْ اخْتَلَفُوا صِرْنَا إلَى الْقَوْلِ الَّذِي عَلَيْهِ دَلَالَةٌ، وَقَلَّمَا يَخْلُو اخْتِلَافُهُمْ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنْ اخْتَلَفُوا بِلَا دَلَالَةٍ نَظَرْنَا إلَى الْأَكْثَرِ، فَإِنْ تَكَافَئُوا نَظَرْنَا أَحْسَنَ أَقَاوِيلِهِمْ مَخْرَجًا عِنْدَنَا، وَإِنْ وَجَدْنَا لِلْمُفْتِينَ فِي زَمَانِنَا أَوْ قَبْلَهُ إجْمَاعًا فِي شَيْءٍ تَبِعْنَاهُ، فَإِذَا نَزَلَتْ نَازِلَةٌ لَمْ نَجِدْ فِيهَا وَاحِدَةً مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ فَلَيْسَ إلَّا إجْهَادُ الرَّأْيِ، فَهَذَا كَلَامُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ بِنَصِّهِ، وَنَحْنُ نَشْهَدُ بِاَللَّهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ، بَلْ كَلَامُهُ فِي الْجَدِيدِ مُطَابِقٌ لِهَذَا مُوَافِقٌ لَهُ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُ لَفْظِهِ، وَقَدْ قَالَ فِي الْجَدِيدِ فِي قَتْلِ الرَّاهِبِ: إنَّهُ الْقِيَاسُ عِنْدَهُ، وَلَكِنْ أَتْرُكُهُ لِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ تَرَكَ الْقِيَاسَ الَّذِي هُوَ دَلِيلٌ عِنْدَهُ لِقَوْلِ الصَّاحِبِ، فَكَيْفَ يَتْرُكُ مُوجِبَ الدَّلِيلِ لِغَيْرِ دَلِيلٍ؟ وَقَالَ: فِي الضِّلَعِ بَعِيرٌ، قُلْتُهُ تَقْلِيدًا لِعُمَرَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: قُلْتُهُ تَقْلِيدًا لِعُثْمَانَ، وَقَالَ فِي الْفَرَائِضِ: هَذَا مَذْهَبٌ تَلَقَّيْنَاهُ عَنْ زَيْدٍ."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:34 ص]ـ
الآن اطمأننت وأدركت أن ما كان يدور بخلدي ولا اصرح به صحيحاً، لأنني بحث طويلاً عن دليل يجعل اجتهاد الصحابي حجة فلم أجد، وها أنا أجد أن كل من كتب في مداخلات عدة مواضيع منتميه لم يقدموا الدليل النصي، بل ذهبوا يستخدمون المنطق الفلسفي أو العاطفي. وعندما جاء بعضهم بنص وجدناه يقول:"فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"، نعم عليكم بنهج الخلفاء الراشدين وسيرتهم التي لا يزال المسلمون يتغنون بها. وحتى لا نخوض طويلاً بعرض سيرتهم ونهجهم يكفي أن نقول: هل النص الكريم يتحدث عن الصحابة أم عن الخلفاء الراشدين؟
أما دعاء الرسول عليه السلام لابن عباس فلا علاقة له بما نحن فيه. ثم هو عليه السلام لم يدع لغيره بمثل هذا، ونحن نتكلم عن الصحابة وليس عن ابن عباس.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Feb 2010, 05:23 ص]ـ
أدلة من قالوا بحجية قول الصحابي:
1 - {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (آل عمران110)
2 - {اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ} (يس21)
3 - {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (لقمان15)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 05:38 ص]ـ
لقد قلنا إن المسألة خلافية ولا نحجر على أحد أن يختار ما يترجح عنده من الأقوال
ولكن الذي نرفضه دعوى أن الجمهور على عدم حجية قول الصحابي
والأمر ياتباع سنة الخلفاء الراشدين من أعظم الأدلة على حجية أقوال الصحابة للذي يريد أن يراه دليلا.
أما بن عباس رضي الله عنهما فأين نضع قوله في التفسير إذا ثبت وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال غيره من غير الصحابة؟(/)
هل أتخصص في التفسير؟
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الكرام، طالب على مشارف التخرج من مرحلة البكالريوس بمعدل يقارب الامتياز، ويرغب في التخصص في علم التفسير، فما المواصفات المطلوبة، وما رأيكم في ذلك.
- أجيبوني فتح الله لكم أبواب الخير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:12 ص]ـ
المواصفات المطلوبة: أن يكون مثلك.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:37 ص]ـ
اعقلها وتوكل
استخر واستشر
وفكر وقدر
لا أنصحك بالتعجل
والتفسير من أجل العلوم والحاجة إليه ماسة لاسيما في وقتنا هذا
لكن لا بد من الاستشارة والاستخارة
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:07 ص]ـ
توكل على الله الأخ الكريم، وأخلص النية لله، وكن من أهل القرآن.
فما حزنت على فقد مختصين أشد من حزني على فقد الفقهاء إلا الترجمانيين. وما حزنت على علم أشد من حزني على الفقه إلا علم التفسير والتدبر.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Feb 2010, 04:19 م]ـ
أخي الكريم ....
بداية عليك أن تحدد ما ترغب، فإذا كانت رغبتك علم التفسير فعليك به، أمّا إذا كانت رغبتك غيره من العلوم، فلا، فعليك أخي بداية أن تحدد ما ترغب من العلوم، فإذا تحققت الرغبة، فسيكون طلبك للعلم على شغف وحب وستتميز بإذن الله تعالى ....
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Feb 2010, 10:33 م]ـ
التخصص في علم التفسير شريف لشرف المعلوم وهو كلام الله تعالى، ولا شكَّ أنه من أنفع العلوم لصاحبها لاتصاله المباشر بكتاب الله تعالى، وقربه من أقوال العلماء فيه، وفهم معانيه ..
اتكل على الله، أسأل الله لك الإعانة، واستخر الله ولا تتردد ...
ـ[عماد الدين]ــــــــ[19 Feb 2010, 08:51 م]ـ
يبدو أنك غير متردد
وفقك الله .. وسهل طريقك لعلم التفسير
وما من وصية إلا:
أولا: الإخلاص لله تعالى
ثانيا: اتباع السنة قولا وعملا
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[20 Feb 2010, 03:11 م]ـ
بارك الله فيكم، وهل هناك منهج علمي يبدأ من الصفر؛ لأنني متخصص في قسم الشريعة، وكما تعلمون لم ندرس التفسير إلا في أربع مستويات فقط بمقدار 3 ساعات كل مستوى، والتفسير متعلق بآيات الأحكام فقط، ولم ندرس أي شيء من علوم القرآن.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2010, 09:29 م]ـ
انظر مشاركات: (بداية المفسر) في الملتقى , وفقك الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 Feb 2010, 11:41 م]ـ
من أهم الأمور ـ في نظري ـ أن يكون لديك رغبة،
مع وجود القدرة
وتهيؤ الفرصة،
فهذه العناصر الثلاث (الرغبة + القدرة + الفرصة)
إذا توفرت في أي عمل، فهي تعني النجاح بإذن الله،
مع صدق التعلق بالله، والتوكل عليه.
مع دعائي لك بالتوفيق والسداد في القول والعمل.(/)
شرط غريب "أن يكون النص قطعي"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه وبعد:
فقد وجدت في المنتديات الكثير من الناس يطلب شرطا كي لا يخرج عن تفسير ما وهو شرط أن يكون النص قطعي.
وهذا الشرط غريب من عدة وجوه. فلو كان قطعيا أصلا لما احتاج التفسير.وكم من تفسير يوجب القطع به للقرائن الشرعية لا باجتماع شرطي القطعية.
والأغرب من ذلك أن بعض السخفاء استخدموا هذا الأمر في تحريف الشريعة. كإسقاط الصلاة المخصوصة بصلاة أخرى والزكاة والحج ,وهلم جرا.
فلو كان التفسير قطعيا لكان من يخرج عنه يخالف القطعي ومخالف القطعي من الشرع هو حقيقة كافر بالله لتكذيبه الشرع , فكيف يشترط مثل هذا الشرط؟.
أظن أن الكثير من الناس يتجرأ على كتاب الله وإلا فالمفسر حقيقة لا يكون جامعا لصفاته إالا إذا علم المنقول والمعقول ونظر في الفقه.ومن جمع ذلك لم يخرج بقول شاذ ولا تفسير جديد لما هو معروف ومألوف أو متفق عليه.
من أين أتوا بهذا الشرط؟ ومن سبقهم فيه؟.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:23 ص]ـ
1. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والتكليف مناط بالوسع. وعندما يكون لدي ظن وغلبة ظن أكون ملزماً بغلبة الظن. وعندما يكون لدي اليقين لا يُقبل مني غلبة الظن، لأن الظن لا يغني من الحق شيئاً.
2. وهذا المسلك نجده في حياة الناس كل الناس وليس عند الأخذ من النصوص الكريمة فقط. وإلا تعطلت الحياة.
3. ما قلناه لا فرق فيه بين عقيد وشريعة، ومن اشترطه في العقيدة لا يملك الدليل.
4. وهذا أيضاً يشمل تفسير القرآن بالنظريات العلمية، فليس هناك ما يسوّغ أن نطلب الحقيقة العلمية عندما تصلح النظرية العلمية في ترجيح ظني على ظني. ونستمر على ذلك حتى يأتينا اليقين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:45 م]ـ
هذا توسع في العبارة .. وستلحظ مخالفة قائليها لظاهر ما يقولون .. فالالتزام بها صعب، بل هو تعطيل للقرآن .. وهم لا يقعون في هذا من الصورة العملية ..
سبب هذه المشكلات - والله تعالى أعلم - هو ما يقوم به المتحمسون والوعاظ القاصرين في وعظهم إلى مجرد التأثير - ولو كان على فهم مغلوط - حيث يوردون بعض نقولات عن السلف في رفضهم القول بشيء في كتاب الله، وتولي البعض عمن يسألهم في كتاب الله، وأنهم كانوا إذا جاء السؤال في كتاب الله أمسكوا .. إلخ.
فحملوا السذج على القول بمثل ما استنكرته في مشاركتك. وغفلوا في وعظهم عن قتادة الذي ما ترك آية في كتاب الله إلا وأوقف عليها ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عنها .. وما تواتر واجتمع عليه السلف من البيان والشرح والتعليم لكتاب الله.
وهذه دائما تكون آفة من ينظر إلى الأمور من زاوية واحدة (النظرة الأحادية) وهي آفة انتشرت مؤخرا بصورة كبيرة، ونشبت بسببها خلافات لا رصيد لها من الواقع.
وصدق الشافعي: من سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.
والله تعالى يصلح الأحوال.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:19 م]ـ
أظن أن الكثير من الناس يتجرأ على كتاب الله وإلا فالمفسر حقيقة لا يكون جامعا لصفاته إالا إذا علم المنقول والمعقول ونظر في الفقه.ومن جمع ذلك لم يخرج بقول شاذ ولا تفسير جديد لما هو معروف ومألوف أو متفق عليه.
هذه الفقرة أصابت لب الحقيقة، وإن كان بتفاوت ..
فمعرفة المفسر للمنقول شرط أساسي، وإلا فإنه قد يخرج عن إجماع من سبقه ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Feb 2010, 05:41 م]ـ
تصحيح:
قتادة الذي ما ترك آية في كتاب الله إلا وأوقف عليها ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عنها
مجاهد ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:24 ص]ـ
1. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والتكليف مناط بالوسع. وعندما يكون لدي ظن وغلبة ظن أكون ملزماً بغلبة الظن. وعندما يكون لدي اليقين لا يُقبل مني غلبة الظن، لأن الظن لا يغني من الحق شيئاً.
ما يفيد القطع وما يفيد الظن ليس له علاقة بالظن الذي لا يغني من الحق شيئا.
لأن الظن الذي لا يغني من الحق شيئا يكون من غير علم ولذلك تجد الآيات واضحة في ذلك:
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا [النساء/157]
(يُتْبَعُ)
(/)
وبما أنك تتكلم عن الأدلة الظنية فأريد منك أن تجيب على هذا السؤال:
عندما يكون عندك دليل ظني. فترده لأنه ليس قطعي. اليس ردك اياه هو أمر ظني؟
وهذا أمر مستغرب من بعض من يرد خبر الآحاد ولا يقبله بحجة أنه ظني الثبوت. وهو حقيقة إتبع الظن في رده!!!!!!
فلذلك يجب التفريق بين الظن من حيث أصله.
فالظن المبني على العلم إنما استند صاحبه على علم فلا يكون مذموما وكل ما ليس قطعي فهو ظني. فهل تعتبر كل الأحكام التي لا تستند على دليل قطعي لا تغني من الحق شيئا؟
واليك أيات يكون الظن فيها هو التصديق المطلق:
" إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ " فهل ظنه لا يغني من الحق شيئا.
إذا لا يمكنك أن تلصق معنا لغويا لكلمة الظن على المعنى الاصطلاحي. بل العكس هو الصحيح المعنى الاصطلاحي هو معنا لغوي مخصوص.
ثم إن التفريق بين الظن وغلبة الظن لا مكان له عند من قسم الأخبار الى قطعي وظني. بل هي كما قسم أهل الحديث الحديث الضعيف والصحيح الى أقسام ولكن أقسام الصحيح كلها صحيح والضعيف كلها ضعيف.
ثم لاحظ أمرا مهما وهو أن القرينة تكون ملازمة للخبر الظني فتجعله قطعيا. مع أن نقله إنما هو بطريق الآحاد. ومثال ذلك النبوة. فالنبي واحد ولو سألنا هؤلاء عن نسبة الخبر الى الآحاد أو الى المتواتر سيكون لأحاد. ولكن وجود قرينة تثبت صدق النبي جعلت التصديق به أمرا لازما.
2. وهذا المسلك نجده في حياة الناس كل الناس وليس عند الأخذ من النصوص الكريمة فقط. وإلا تعطلت الحياة.
أولا ليس من السهولة إثبات قطعية الدلالة عند العوام. ولم تأتي آية واحدة تطلب من الناس هذا المسلك ..
ثانيا إن سلم الأول فليس من السهولة الإحاطة بدلالة الألفاظ. فقد يغيب عنا بعض دلالاتها.
لم يشترط القطعي في شيء من الدين إلا في الأصول. ذلك لأن الفروع تبنى عليها
ثالثا الذين ردوا خبر الأحاد المجرد ردوه بظن مساو للظن الذي فروا منه. فإن كانوا ردوا صفة للخالق عز وجل لأن الاية ظنية الدلالة بزعمهم أو أن الحديث ظني الثبوت. فانهم ردوا الصفة بظنية عقولهم التي إختلفوا فيها. ولو كان العقل هو سبب ردهم لذلك لما إختلفوا في ذلك.
3. ما قلناه لا فرق فيه بين عقيد وشريعة، ومن اشترطه في العقيدة لا يملك الدليل.
QUOTE] بل الشرع تعبد الناس بأن يجتهدوا في طاعته عز وجل ولم يتعبدهم في وصفه ما لم يصف نفسه.
فلا مسوغ للخلاف إن كان النص قطعيا أصلا. بينما تعبدنا الله بالظني في أية واضحة:
"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " [التوبة/122]
فهل هؤلاء النفر الا متفقهين يصيبوا ويخطؤا؟
ثم إن قطعية النص والدلالة لا تستلزم إمعان العقول والتدبر لأن القطعي لا يحتمل الخلاف أصلا. وإنما يجتهد الناس بالظني ولذلك كان الفقيه فقيها.
[ QUOTE= أبو عمرو البيراوي;97376] 24. وهذا أيضاً يشمل تفسير القرآن بالنظريات العلمية، فليس هناك ما يسوّغ أن نطلب الحقيقة العلمية عندما تصلح النظرية العلمية في ترجيح ظني على ظني. ونستمر على ذلك حتى يأتينا اليقين.
هذه مشكلة. فكيف ترجح الظني بدلالة ظني مثله؟
بل النظرية العلمية هي تفسير مقترح لمشكلة علمية قد تسقط وقد يثبت فروضها فتصبح قانون علمي.
لاحظ تأيد الظني بظني لا يجعله يقينا غالا إذا أزال سبب كونه ظني. كتواتر أخبار الآحاد بما يحيل العقل الكذب فيها. بينما لا تغني عدد الطرق إن لم تحقق ذلك. بل إنه من المقرر أن الحديث الضعيف الذي مداره على كذابين يزاد ظلمة كلما التصقت طرقه بهؤلاء.
الآن اريد منك أن تخبرنا ما قيمة أخبار الآحاد في التفسير وأقوال الصحابة والتابعين إن اشترطت القطعي؟
حقيقة لن يبقى لك ما تقول أنه تفسير لهم أو للرسول وفق شرطك هذا.
وتكون رددت الخبر الظني بظن من غير علم!!!.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:28 ص]ـ
هذا توسع في العبارة .. وستلحظ مخالفة قائليها لظاهر ما يقولون .. فالالتزام بها صعب، بل هو تعطيل للقرآن .. وهم لا يقعون في هذا من الصورة العملية ..
سبب هذه المشكلات - والله تعالى أعلم - هو ما يقوم به المتحمسون والوعاظ القاصرين في وعظهم إلى مجرد التأثير - ولو كان على فهم مغلوط - حيث يوردون بعض نقولات عن السلف في رفضهم القول بشيء في كتاب الله، وتولي البعض عمن يسألهم في كتاب الله، وأنهم كانوا إذا جاء السؤال في كتاب الله أمسكوا .. إلخ.
فحملوا السذج على القول بمثل ما استنكرته في مشاركتك. وغفلوا في وعظهم عن قتادة الذي ما ترك آية في كتاب الله إلا وأوقف عليها ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عنها .. وما تواتر واجتمع عليه السلف من البيان والشرح والتعليم لكتاب الله.
وهذه دائما تكون آفة من ينظر إلى الأمور من زاوية واحدة (النظرة الأحادية) وهي آفة انتشرت مؤخرا بصورة كبيرة، ونشبت بسببها خلافات لا رصيد لها من الواقع.
وصدق الشافعي: من سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.
والله تعالى يصلح الأحوال.
جزاك الله خيرا.
وعندي سبب آخر وجدته مع بعض الناس وهو أنهم يريدوا أن يزيلوا عن أنفسهم أي قيد قد يحول دون أهوائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:32 ص]ـ
هذه الفقرة أصابت لب الحقيقة، وإن كان بتفاوت ..
فمعرفة المفسر للمنقول شرط أساسي، وإلا فإنه قد يخرج عن إجماع من سبقه ..
نعم أخي وإنما يكون الأمر مستقيما حتى يتكلم من لا علم له ويجد له أتباع.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:07 ص]ـ
الأخ الكريم مجدي،
لا أدري ما تريد، أرجو أن تعود وتقرأ المداخلة لأنني كتبت تعزيزاً لما تريد أن تقوله أنت. ويبدو أن البعض في هذا الملتقى همهم اصطناع معارك!!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 09:13 ص]ـ
الأخ الكريم مجدي،
لا أدري ما تريد، أرجو أن تعود وتقرأ المداخلة لأنني كتبت تعزيزاً لما تريد أن تقوله أنت. ويبدو أن البعض في هذا الملتقى همهم اصطناع معارك!!!!
ليس الأمر ما أريد وتريد ولكن الصواب.
والذي بينته هو ما أخالفك فيما كتبت من نقاط.
بعض النقاط التي ذكرتها يوجد مواضيع في الملتقى عنها وما رددت عليك فيه هنا نفس ما رددت هناك. فالأمر ليس شخصي كما تظن ولا اصطناع معرك وانما تنقيح أفكار.
ولكن جعل الحكم الظني مساو للظن الناتج عن عدم العلم لا أتفق معك بها.وتقديم القطعي على الظني لا أختلف فيه معك.
أما أن الناس يستخدموا هذه القاعدة فان قصدت العلماء اوافقك وأما العوام فلا.
وانه لا فرق بين تقديم بين ذلك في الشريعة لا أختلف معك الا في الأصول التي لا يقبل فيها الظني لأن الفروع تبنى على القطعي دون الظني.
والنقطة الأخيرة أثيرت أكثر من مرة. فالنظرية لا ترجح شيء على شيء.
لا تأخذ الامر بحساسية ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Feb 2010, 05:07 م]ـ
الأخ الكريم مجدي،
معذرة إنما هو الضجر من كثرة ما أجد في المداخلات من جدل والمعظم مقيم على فهمه وفهم شيخه. وقد سررت بهذا الملتقى عندما وجدته بعنوان (ملتقى أهل التفسير)، ثم ما لبثت أن اكتشفت أن التفسير فيه مجرد باب من أبواب كثيرة. وقد آن لي بعد التجربة أن أغادر فلا أشارك في المداخلات.
وأعود لتوضيح وجهة نظري لتكتشف أن الخلاف شكلي:
1. الظن مراتب، وكلما تقلصت دائرة الظن اقتربنا من الحقيقة حتى يتلاشى الظن ونظفر بالحق. ولا نفرق بين ظن وظني، لأن الظني في ثبوته أو دلالته فيه مساحة من الظن.
2. السياق هو الذي يبين لنا إن كان الظن محموداً أو مذموماً. وعندما تكون مساحة الظن هي السائدة يكون مذموماً.
3. الحديث الصحيح ظني الثبوت وكذلك الحديث الحسن، ولكننا نُقدّم الصحيح على الحسن لأن مساحة الظن في الحسن أكبر. ونُقدم المتواتر على الصحيح، لأن الظن في المتواتر ينتفي. وكذلك نقدم قطعي الدلالة على ظني الدلالة لأن القطعي لا ظن فيه.
4. ما قلناه بدهيات عقلية عند كل البشر، فعندما يشعر شخص أن الطريق (أ) يحمل خطورة بنسبة 90% ويحمل الطريق (ب) خطورة بنسبة 60% فلا يشك عاقل أن سلوك الطريق (ب) لا مندوحة عنه.
5. ما رواه ثقة واحد أدنى مرتبة مما رواه عدة ثقات، لأن الظن عند الثقة أكبر مساحة. وما رواه ثقة هو دون ما رواه من هو أوثق منه. لأن الأوثق الظن عنده أضعف.
6. عندما لا نجد إلا الدليل الظني نُلزم به شرعاً، فإذا اكتشفنا أنه يتعارض مع قطعي يصبح اتباع الظني مذموماً لأنه أصبح في مواجهة القطعي.
7. تعدد طرق الحديث الضعيف تجعله حسناً لغيره لأن الظن يتقلص بتعدد الطرق، على الرغم من كون كل سند بذاته لا يصلح للاحتجاج.
8. النظريات العلمية تتفاوت في مساحة الظن إلى درجة أن يتقلص الظن في بعض النظريات فتلتبس عندنا بالحقيقة. ومن هنا لا يصح الخلط بين نظرية وأخرى. وعندما يحتمل النص أكثر من معنى نلجأ إلى مرجحات. ولا أدري لماذا لا تصلح النظرية العلمية كمرجّح من المرجحات بين المعاني المحتملة؟ والذي يشترط الحقيقة ليرجّح ليس لديه الدليل، بل هو نوع من التحكّم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 05:48 م]ـ
الأخ الكريم مجدي،
معذرة إنما هو الضجر من كثرة ما أجد في المداخلات من جدل والمعظم مقيم على فهمه وفهم شيخه. وقد سررت بهذا الملتقى عندما وجدته بعنوان (ملتقى أهل التفسير)، ثم ما لبثت أن اكتشفت أن التفسير فيه مجرد باب من أبواب كثيرة. وقد آن لي بعد التجربة أن أغادر فلا أشارك في المداخلات.
وأعود لتوضيح وجهة نظري لتكتشف أن الخلاف شكلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. الظن مراتب، وكلما تقلصت دائرة الظن اقتربنا من الحقيقة حتى يتلاشى الظن ونظفر بالحق. ولا نفرق بين ظن وظني، لأن الظني في ثبوته أو دلالته فيه مساحة من الظن.
2. السياق هو الذي يبين لنا إن كان الظن محموداً أو مذموماً. وعندما تكون مساحة الظن هي السائدة يكون مذموماً.
3. الحديث الصحيح ظني الثبوت وكذلك الحديث الحسن، ولكننا نُقدّم الصحيح على الحسن لأن مساحة الظن في الحسن أكبر. ونُقدم المتواتر على الصحيح، لأن الظن في المتواتر ينتفي. وكذلك نقدم قطعي الدلالة على ظني الدلالة لأن القطعي لا ظن فيه.
4. ما قلناه بدهيات عقلية عند كل البشر، فعندما يشعر شخص أن الطريق (أ) يحمل خطورة بنسبة 90% ويحمل الطريق (ب) خطورة بنسبة 60% فلا يشك عاقل أن سلوك الطريق (ب) لا مندوحة عنه.
5. ما رواه ثقة واحد أدنى مرتبة مما رواه عدة ثقات، لأن الظن عند الثقة أكبر مساحة. وما رواه ثقة هو دون ما رواه من هو أوثق منه. لأن الأوثق الظن عنده أضعف.
6. عندما لا نجد إلا الدليل الظني نُلزم به شرعاً، فإذا اكتشفنا أنه يتعارض مع قطعي يصبح اتباع الظني مذموماً لأنه أصبح في مواجهة القطعي.
7. تعدد طرق الحديث الضعيف تجعله حسناً لغيره لأن الظن يتقلص بتعدد الطرق، على الرغم من كون كل سند بذاته لا يصلح للاحتجاج.
8. النظريات العلمية تتفاوت في مساحة الظن إلى درجة أن يتقلص الظن في بعض النظريات فتلتبس عندنا بالحقيقة. ومن هنا لا يصح الخلط بين نظرية وأخرى. وعندما يحتمل النص أكثر من معنى نلجأ إلى مرجحات. ولا أدري لماذا لا تصلح النظرية العلمية كمرجّح من المرجحات بين المعاني المحتملة؟ والذي يشترط الحقيقة ليرجّح ليس لديه الدليل، بل هو نوع من التحكّم.
هذا الكلام لا أختلف معك في أغلب محتواه ولكن أخي ركز معي في أصل الموضوع.
ألا ترى أن الظني ظني عند من قسم الأخبار الى متواتر وآحاد , وأن من قسمه الى صحيح وضعيف لم يهتم بأقسام الآحاد سواء كان مشهورا أو خبر واحد؟
وموضوعي عمن اشترط لقبول الخبر أن يكون متواترا كي لا يخالفه.
وما تفضلت به يخالف هؤلاء فأنت تقبل الخبر الصحيح.
ثم أني أجد أن الملتقى يعطي مجالا واسعا للجميع ولا يتدخلوا بحذف المشاركات كما في باقي المنتديات.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Feb 2010, 07:48 م]ـ
الأخ الكريم مجدي،
إذن نحن متّفقون، ولكن العبارة أحياناً تختلف.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 10:41 م]ـ
الأخ الكريم مجدي،
إذن نحن متّفقون، ولكن العبارة أحياناً تختلف.
حياك الله أخي الكريم.(/)
رسالة إلى المشرف العام حفظه الله
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه الحروف متوجهاً بها أولاً إلى نفسي ثم أحبتي روّاد هذا الملتقى العلمي المبارك " ملتقى أهل التفسير " الذي أدعو الله تعالى أن يوفق القائمين عليه للمحافظة عليه والرفع من مستواه – ولاشك أنه الآن رفيع ولله الحمد – ومواصلة أداء رسالته والأمانة الملقاة على عاتقه على وجه يرضي الله تعالى قبل كل شيء.
منذ أن أكرمني الله تعالى بالتسجيل في هذا " الملتقى المبارك " وأنا بحمد الله تعالى أتصفحه وأتابع ما فيه كل يوم تقريباً إلا ما حال بيني وبينه ظرف طارئ كسفر أو غيره.
وإني منذ أن بدأت أكتب فيه، وأرد على غيري وغيري يرد علي وأنا أزداد فرحاً وسروراً لأنني وجدت مكاناً تُعرض فيه الآراء العلمية المبنية على النص أو الاجتهاد المقبول بين أهل التخصص دون " قلم مراقب" أو " مقص حلاق"، وكل ذلك بين أنظار المشرفين على المنتدى فلم يتدخلوا ولم يحابوا أو يجاملوا حتى وإن كانت فكرتي التي أعرضها تختلف مع علمهم وآرائهم، وما ذاك منهم إلا درس يقدمونه لطلاب العلم المبتدئين أمثالي: أن ليس بالضرورة إذا خالفتك أن أخطئك أو أسفّه رأيك وقولك طالما أنه قول لبعض العلماء وأنه لا يخالف صراحة النص من كتاب أو سنة، وأن مسألة " شخصنة " الخلاف إنما هي حبل من حبائل الشيطان، وذريعة من ذرائع النقص والجهل.
ولكن؛ وبكل أسف – وليعذرني الإخوة كلهم من مشرفين وروّاد – سجلت هذه الملحوظات:
1 - لاحظت في الآونة الأخيرة أن بعض الإخوة حاول ويحاول الخروج بنا من مجال " النقاش العلمي " إلى " النقاش الجدلي " المبني على " شخصنة الردود " وليس " علمية الردود "، فإذا قال " زيد " من الناس رأياً أو فكرة، أصبحت أرى أن الرد عليه ب" أنك كذا وكذا " وليس ب " قولك كذا وكذا "؟؟
2 - لاحظت أيضاً: أن أغلب الأطروحات كأنها موجهة لشخصية " زيد " من العلماء، في قول قاله أو في رأي رآه، ومن ثم التعامل مع هذا على أنه هو " منهج كل العلماء " و " كل المسلمين، ومن خلاله يأتي الحكم بتقسيم المسلمين إلى فريقين سلباً وإيجاباً بناء على هذا القول، وكأن الله ألزمنا بقول فلان وعلان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
3 - لاحظت التعمق الشديد الذي يصل إلى درجة مبالغة فيها في طرح بعض المسائل " الثالثية" - وليست " الثانوية إن صح التعبير"- وكأن الإخوة المتحاورين فيها لا همّ لهم إلا أن يسلّم الخصم بقولهم وإلا فالخطأ راكبهم راكبهم (مصطلح عامي).
4 - لاحظت أن المداخلات تكون بكل نشاط وحيوية في الموضوعات التي لا علاقة لها رأساً بالتفسير، وأنها تكون على العكس من ذلك إذا كان الموضوع من موضوعات الملتقى الرئيسية!
إلى غير ذلك مما أرى أن المذكور أولى بالذكر منه.
وإني أختم كلمتي هذه بعرض اقتراح على السادة المشرفين:
إذا عرض موضوع من الموضوعات المعروفة التي تختلف فيها الآراء اختلافاً مقيتاً، كالموضوعات المتعلقة بالعقيدة والفرق: أقترح أن لا يتولى أي شخص الرد و المداخلة عليه إلا بعد أن يكتب المشرف أو أحد المشرفين مداخلة مفادها سؤال صاحب الموضوع بتلخيص مراده من الموضوع في مداخلة آتية مع التزامه بعدم الخروج عنه إلى موضوع آخر، وبناء على ما سيكتبه سيعلم الجميع مدى أهمية الموضوع وهل هو نافع للمدارسة أم لا، وعندها يرد المشرف عليه بما يرى أنه سينهي الموضوع لأن المراد قد عرف من الطرفين، وبهذا نكون قد حافظنا على أوقاتنا، وتعلمنا الأقوال المختلفة في الموضوع، وما بعد ذلك فهو " مشاغبات " أرى أن لا يسمح بها ولا لأصحابها، لأنها ستؤدي كما لاحظنا كثيراً إلى لمز وغمز في علماء الأمة وتفريقها.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:19 م]ـ
وفقكم الله يا أبا إبراهيم، وقد وصلت رسالتكم الكريمة، وأعدك بأن نرتقي أكثر في التعامل مع مثل هذه الموضوعات، وأن نحرص على التطوير في أساليب تعاملنا مع بعضنا في هذا الملتقى العلمي المبارك.
أسأل الله أن يجمعنا على الحق في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب هذه الحروف متوجهاً بها أولاً إلى نفسي ثم أحبتي روّاد هذا الملتقى العلمي المبارك " ملتقى أهل التفسير ".
شكر الله لك أخانا الفاضل الدكتور السالم
حقيقة إن المسلم حين يرى بعض ما ذكره الدكتور السالم ويفكر في الموضوع ليعجب أن يقع مثل ذلك بين طلبة العلم الذين ينتظر منهم أن يكونوا أول المتحلين بما يدعو إليه العلم الذي يحملونه من أخلاق وآداب، ولكنها حظوظ النفس وكيد الشيطان أعاذنا الله جميعا من شرور أنفسنا ومن كيد الشيطان.
وأنا أكتب هذا الكلام لست أنزه نفسي من الوقوع فيما حذر منه الدكتور السالم، بل إني أقع فيه كثيرا وأرجو الله أن يغفر لي، واقول لماذا لا يكون بيننا ميثاق أدبي أن لا "نشخصن" النقاش وأن نلتزم أدب الحوار فيما بيننا، والله يقول:
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسان]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:04 م]ـ
لعل طبيعتنا الصحراوية له دور كبير فيما نعتقده ونقوله ونناقش فيه الآخرين
من طبع الإنسان العربي أنه صاحب أنفة ولا يقبل الخنوع والرجوع غالباً، فإذا انظم إلى ذلك بيئة صحراوية جلفة لا ترحم ولا تعرف اللين فإن هذا ولا شك سيزيد من المشكلة
سأحكي تجربتي
بدأت في طرح بعض الأفكار التي انا مقتنع بها وهي مما يخالفني فيها شريحة كبيرة من أبناء مجتمعي، بدأت بطرحها في أحد المنتديات، وكان طرحي مؤدبا لأبعد الحدود، ويختلف جذرياً عن أسلوبي الآن، فماذا وجدت؟
وجدت هجوما لاذعاً مفرطاً في الإقصاء والتصنيف وليس فيه أي منهجية علمية
حاولت الرد على هؤلاء بأسلوب مؤدب وعلمي فلم يجد شيئا
ثم انتقلت إلى منتدى آخر، وواجهت نفس المشكلة
ثم منتدى آخر وهكذا
في الأخير عرفت القوم ولغتهم
وعرفت أن قومي لا يحسن لهم إلا (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
ومتى ما واجهتم بنفس اللغة تنحو عنك وتركوا المجال لغيرهم ممن ينشد الحق أو يريد لك الخير بنصحه وتوجيهه وهذا قد يدلك على شي كنت تراه خطأ فتبين لك صوابه أو العكس
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:29 م]ـ
في الأخير عرفت القوم ولغتهم
وعرفت أن قومي لا يحسن لهم إلا (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
ومتى ما واجهتم بنفس اللغة تنحو عنك وتركوا المجال لغيرهم ممن ينشد الحق أو يريد لك الخير بنصحه وتوجيهه وهذا قد يدلك على شي كنت تراه خطأ فتبين لك صوابه أو العكس
إذا كان ما ذكرتَ مشروعاً فخير منه:
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)) سورة فصلت
فإن لم يجد فليكن:
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)) سورة الأعراف
ـ[أبو إياد]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:28 م]ـ
أشد على اقتراحك د. السالم، وقد وضعت يدك على الجرح، وقد كنت أشرتُ إلى شيء من هذا قبل أيام في موضوع بعنوان (ملتقى أهل التفسير- الواقع والمأمول).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 12:19 ص]ـ
شكر الله لك د. السالم هذا التنبيه الجيد.
وبودنا حقيقة أن لا يخرج الأخوة عن موضوع الملتقى , وأن نتجنب الدخول والسجال بكثرة في الجدل , وأن يكون الحق قصدنا لا الانتصار لذواتنا , رغبة في بقاء الود.
وهنا أنبه إلى أنه لا يلزم التنبيه والتعقب دائما لكل ما يكتب في الملتقى فأغلب رواده من المتعلمين , والذي يميزون بين غثه وسمينه , فلندع للقارئ فرصة للتمييز وأن لا نعطي لأنفسنا حق الوصاية عليه.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[19 Feb 2010, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا سالم الجكني ونحن في حاجة لمثل هذا منك ومن امثالك
اما بالنسبة لما قاله الاخ الكريم أبو حسان ففي النفس منه أشياء لعل فهمي لمراده هو الخطأ فما أدري ما مراده من قوله:
(لعل طبيعتنا الصحراوية له دور كبير فيما نعتقده ونقوله ونناقش فيه الآخرين
من طبع الإنسان العربي أنه صاحب أنفة ولا يقبل الخنوع والرجوع غالباً، فإذا انظم إلى ذلك بيئة صحراوية جلفة لا ترحم ولا تعرف اللين فإن هذا ولا شك سيزيد من المشكلة)؟
ثم ما تفسيرك لكثرة تنقلك بين المنتديات؟ هل أنت محق في كل منتدى والصواب معك؟
العدل في الخصومة مطلب عزيز.
وفقنا الله جميعا لك خير.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 09:45 ص]ـ
لعل طبيعتنا الصحراوية له دور كبير فيما نعتقده ونقوله ونناقش فيه الآخرين
من طبع الإنسان العربي أنه صاحب أنفة ولا يقبل الخنوع والرجوع غالباً، فإذا انظم إلى ذلك بيئة صحراوية جلفة لا ترحم ولا تعرف اللين فإن هذا ولا شك سيزيد من المشكلة
الله أصطفى العرب ليكون فيهم خاتم النبيين , وجعل لسانهم لسان خاتمة الرسائل.
هل ما ذكرت من صفة للعرب هي سبب إختيارهم للرسالة ولنشر الدين؟
أم أنك نقلت عصبية الشعوبية على العرب؟
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " [آل عمران/110]
"عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ"
صحيح مسلم - (ج 11 / ص 380)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كامل]ــــــــ[19 Feb 2010, 10:43 ص]ـ
أشكر للإخوة الكرام ما أسلفوه من طيب القيل، وزكي الفهم
لكني أضيف إلى ما سبق (وأنا ابن البوادي , وعاشق الروابي) ـ يا أبا حسان ـ في كثير من التعقيبات والتقاريظ في الملتقى يلحظ أنها (مجاملات) ....
وأي مقال يرد عليه ـ فضيلة المشرف العام , أو أحد فرسان الملتقى الأعلام ـ لابد أن يرد عليه الجميع بعبارات دعاء , وثناء , وتبجيل؟؟؟؟؟
بينما كثير من الاطروحات العلمية الصرفة، لا يلحظ الاقبال عليها؟؟؟؟؟
فما هو السبب في رأيكم، أو أن للعوامل الجيولوجية والمناخية والطبيعيةأثر في ذلك،
ودمتم سالمين .....
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:05 ص]ـ
الأخ الفاضل كامل
زينك الله بالإيمان وكملك بالفاضل من الأعمال
ما ذهبت إليه في هذه المشاركة بالذات غير صحيح
ما تحدث عنه الدكتور السالم أمر من الخطورة بمكان لو أننا تأملنا المسألة بجدية
هذا ملتقى أهل التفسير " تفسير القرآن" وأخلاق القرآن يجب أن تنعكس على أقوال وأفعال المشتغلين به، وهذا ما نفتقده في كثير من الأحيان.
ـ[عصماء]ــــــــ[26 Feb 2010, 11:08 ص]ـ
بارك فيكَ وبكَ شيخي الفاضل السالم الجكني وزادكَ شرفاً ورفعة
قد وفّقك الله في قولكَ
الشقاق لا يورث إلا النزاع!
ويجد الشيطان له مدخلاً إلا الرغبة في الانتصار للنفس على حساب الآخر وإن كان السبيلُ في ذلك الهمز والللمز والبعد عن جادة طلب العلم الحق!
دمتَ موفّقا من الله ..(/)
رد على أبي حسان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:54 م]ـ
يقول أبو حسان:
من الأدلة على بطلان القاعدة المزعومة. يقصد قول: (لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير)
1. أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أنه لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، كما أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أن الحق لا يخرج عن أقوال الصحابة في فهم وتفسير القرآن، والأدلة التي يذكرها من يعتقد ذلك كلها أدلة تدل على فضلهم لا على علمهم، وليس بين الفضل والعلم أي ارتباط"
وأتحدى – بلغة صاخبة - هؤلاء السلفيين أن يأتوا بدليل واحد من كتاب أو سنة يحرم الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، أو يوجب الأخذ بأقوالهم وطرح ما سواها.
أقول:
قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة" رواه الترمذي من حديث بن عمر وصححه الألباني.
والقول بأن الحق يمكن أن يخرج عن أقوال الصحابة يجوز أن تجتمع الأمة على ضلالة وهذا مصادم للنص.
2. أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم كانوا يحرمون الخروج عن أقوالهم.
أقول:
"قَالَ اللَّيْثُ عَنْ مُجَاهِدٍ: الْعُلَمَاءُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقُّ} قَالَ: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنُ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا، قَالَ أَجْلِسُونِي، إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، الْتَمِسْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ يَخَامُرَ: لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاذًا الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ؟ قُلْت: وَاَللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْك، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُمَا مِنْك، فَقَالَ: إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، اُطْلُبْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ، ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلَاءِ فَسَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَنْهُ أَعْجَزُ، فَعَلَيْك بِمُعَلِّمِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: فَمَا نَزَلَتْ بِي مَسْأَلَةٌ عَجَزْت عَنْهَا إلَّا قُلْت: يَا مُعَلِّمَ إبْرَاهِيمَ. إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 1 / ص 16)
"وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ." إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 2 / ص 308)
"وَكَتَبَ عُمَرُ إلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إنِّي بَعَثْت إلَيْكُمْ عَمَّارًا أَمِيرًا وَعَبْدَ اللَّهِ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنْ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَاب مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَخُذُوا عَنْهُمَا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا؛ فَإِنِّي آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّه عَلَى نَفْسِي" إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 2 / ص 355).
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أن الصحابة كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يفسرون بعض الآيات فيخطئون في تفسيرها فيصحح لهم النبي صلى الله عليه وسلم فهمهم، وهذا دليل على أن تفسيرهم مبني على الاجتهاد البشري المحض، وأنه قابل للخطأ والصواب فكيف يكون حجة يحرم مخالفته.
أقول:
لا شك أن اجتهادهم قابل للخطأ والصواب، ولكن لا يمكن أن لا يصيب ولا واحد منهم إذا اجتهدوا وإلا لزم منه اجتماعهم على ضلالة وهو مردود بالحديث السابق.
4. أن الصحابة يختلفون أحيانا في تفسير بعض الآيات اختلاف تضاد، فكيف تكون جميع أقوالهم حقاً، إذ الحق لا يتضاد ولا يختلف.
أقول:
لم يقل أحد إن جميع أقوالهم حق ولكن الحق لا يخرج عن أقوالهم.
5. أن المنع من إحداث قول خارج عن أقوالهم أوقع المانعين في حرج شديد أمام المعاني القرآنية التي لم تُفهم إلا في أزمنة متأخرة، وعلى سبيل المثال: هناك الإعجاز العلمي في القرآن والذي كشف معاني جديدة لبعض آيات القرآن لم يكن الصحابة يعلمون بها، لأن معطيات الزمن عندهم لم تساعدهم على فهم هذه الحقيقة التي أشار لها القرآن الكريم، وهذا من أكبر الأدلة الحسية على بطلان هذه القاعدة المزعومة، لذلك وجدنا هؤلاء السلفيين يقصون هذا العلم ويحاربونه أي محاربة لأن إقرارهم ولو بشيء يسير منه يعني إبطال قاعدتهم المزعومة، وهذه مشكلة التقعيدات التي ما أنزل الله بها من سلطان، كم أضرت بهذا الدين؟ وكم جنينا من الويلات بسبب تأصيلات سُلمت على أنها في مقام نصوص الوحيين فجرت الويلات على الأمة، وأكبر شاهد على ما أقول فتنة التكفير التي نصطلي بلظاها اليوم دون أن نجرأ على تحليلها أو محاولة معرفة أسبابها.
أقول:
لا يوجد ألفاظ قرآنية لم تفهم معانيها في زمن الصحابة، وإنما هناك إشارات ربما يحتملها اللفظ لم يكن هناك من سبيل إلى إدراك حقيقتها.
6. أن القول بأنهم يعلمون جميع معاني القرآن قول لا يستند إلى أي دليل من أثر أو معقول، بل الواقع يشهد بخلاف ذلك.
أقول:
بل الأدلة عليه من القرآن أوضح من الشمس في رابعة النهار.
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) سورة البقرة
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) سورة آل عمران من الآية (118)
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة يوسف (2)
وغيرها من الآيات الكثيرة
7. أن القول بتحريم الخروج عن أقوالهم في التفسير فيه إضافة قدسية وعصمة للصحابة، وهو نوع من الغلو الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول:
قدسيتهم من تقديس الله لهم حيث زكاهم ورضي عنهم، وعصمتهم من عصمة الأمة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
8. أن بعض معاني القرآن الكريم قد خفيت على الصحابة وفسروها تفسيرا فيه اختلاف كبير ولا ثمة دليل على ترجيح قول دون قول مما اضطر بعضهم للتوقف في تفسيرها، فكيف يُمنع بعد هذا أن يجتهد من جاء بعدهم في محاولة إيجاد تفسير جديد لم يهتد له الأوائل.
أقول:
هذه دعوى تحتاج إلى دليل.
9. أن الصحابة لم يتناولوا جميع القرآن بالتفسير، وإنما كانوا يفسرون ما يحتاج إلى تفسير دون توسع، وعليه فالقول بمنع الخروج عن أقوالهم يلزم منه ترك كثير من آي القرآن بلا تفسير، وهذا خلاف مقصد القرآن.
أقول:
سلمنا، ولكن الكلام فيما فسروه.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:40 ص]ـ
يقول أبو حسان:
من الأدلة على بطلان القاعدة المزعومة. يقصد قول: (لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير)
1. أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أنه لا يجوز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، كما أنه لا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أن الحق لا يخرج عن أقوال الصحابة في فهم وتفسير القرآن، والأدلة التي يذكرها من يعتقد ذلك كلها أدلة تدل على فضلهم لا على علمهم، وليس بين الفضل والعلم أي ارتباط"
وأتحدى – بلغة صاخبة - هؤلاء السلفيين أن يأتوا بدليل واحد من كتاب أو سنة يحرم الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، أو يوجب الأخذ بأقوالهم وطرح ما سواها.
أقول:
قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة" رواه الترمذي من حديث بن عمر وصححه الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بأن الحق يمكن أن يخرج عن أقوال الصحابة يجوز أن تجتمع الأمة على ضلالة وهذا مصادم للنص.
2. أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم كانوا يحرمون الخروج عن أقوالهم.
أقول:
"قَالَ اللَّيْثُ عَنْ مُجَاهِدٍ: الْعُلَمَاءُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقُّ} قَالَ: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنُ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا، قَالَ أَجْلِسُونِي، إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، الْتَمِسْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ يَخَامُرَ: لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاذًا الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ؟ قُلْت: وَاَللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْك، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُمَا مِنْك، فَقَالَ: إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، اُطْلُبْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ، ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلَاءِ فَسَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَنْهُ أَعْجَزُ، فَعَلَيْك بِمُعَلِّمِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: فَمَا نَزَلَتْ بِي مَسْأَلَةٌ عَجَزْت عَنْهَا إلَّا قُلْت: يَا مُعَلِّمَ إبْرَاهِيمَ. إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 1 / ص 16)
"وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ." إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 2 / ص 308)
"وَكَتَبَ عُمَرُ إلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: إنِّي بَعَثْت إلَيْكُمْ عَمَّارًا أَمِيرًا وَعَبْدَ اللَّهِ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَهُمَا مِنْ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَاب مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَخُذُوا عَنْهُمَا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا؛ فَإِنِّي آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّه عَلَى نَفْسِي" إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 2 / ص 355).
3. أن الصحابة كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يفسرون بعض الآيات فيخطئون في تفسيرها فيصحح لهم النبي صلى الله عليه وسلم فهمهم، وهذا دليل على أن تفسيرهم مبني على الاجتهاد البشري المحض، وأنه قابل للخطأ والصواب فكيف يكون حجة يحرم مخالفته.
أقول:
لا شك أن اجتهادهم قابل للخطأ والصواب، ولكن لا يمكن أن لا يصيب ولا واحد منهم إذا اجتهدوا وإلا لزم منه اجتماعهم على ضلالة وهو مردود بالحديث السابق.
4. أن الصحابة يختلفون أحيانا في تفسير بعض الآيات اختلاف تضاد، فكيف تكون جميع أقوالهم حقاً، إذ الحق لا يتضاد ولا يختلف.
أقول:
لم يقل أحد إن جميع أقوالهم حق ولكن الحق لا يخرج عن أقوالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. أن المنع من إحداث قول خارج عن أقوالهم أوقع المانعين في حرج شديد أمام المعاني القرآنية التي لم تُفهم إلا في أزمنة متأخرة، وعلى سبيل المثال: هناك الإعجاز العلمي في القرآن والذي كشف معاني جديدة لبعض آيات القرآن لم يكن الصحابة يعلمون بها، لأن معطيات الزمن عندهم لم تساعدهم على فهم هذه الحقيقة التي أشار لها القرآن الكريم، وهذا من أكبر الأدلة الحسية على بطلان هذه القاعدة المزعومة، لذلك وجدنا هؤلاء السلفيين يقصون هذا العلم ويحاربونه أي محاربة لأن إقرارهم ولو بشيء يسير منه يعني إبطال قاعدتهم المزعومة، وهذه مشكلة التقعيدات التي ما أنزل الله بها من سلطان، كم أضرت بهذا الدين؟ وكم جنينا من الويلات بسبب تأصيلات سُلمت على أنها في مقام نصوص الوحيين فجرت الويلات على الأمة، وأكبر شاهد على ما أقول فتنة التكفير التي نصطلي بلظاها اليوم دون أن نجرأ على تحليلها أو محاولة معرفة أسبابها.
أقول:
لا يوجد ألفاظ قرآنية لم تفهم معانيها في زمن الصحابة، وإنما هناك إشارات ربما يحتملها اللفظ لم يكن هناك من سبيل إلى إدراك حقيقتها.
6. أن القول بأنهم يعلمون جميع معاني القرآن قول لا يستند إلى أي دليل من أثر أو معقول، بل الواقع يشهد بخلاف ذلك.
أقول:
بل الأدلة عليه من القرآن أوضح من الشمس في رابعة النهار.
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) سورة البقرة
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) سورة آل عمران من الآية (118)
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة يوسف (2)
وغيرها من الآيات الكثيرة
7. أن القول بتحريم الخروج عن أقوالهم في التفسير فيه إضافة قدسية وعصمة للصحابة، وهو نوع من الغلو الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول:
قدسيتهم من تقديس الله لهم حيث زكاهم ورضي عنهم، وعصمتهم من عصمة الأمة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
8. أن بعض معاني القرآن الكريم قد خفيت على الصحابة وفسروها تفسيرا فيه اختلاف كبير ولا ثمة دليل على ترجيح قول دون قول مما اضطر بعضهم للتوقف في تفسيرها، فكيف يُمنع بعد هذا أن يجتهد من جاء بعدهم في محاولة إيجاد تفسير جديد لم يهتد له الأوائل.
أقول:
هذه دعوى تحتاج إلى دليل.
9. أن الصحابة لم يتناولوا جميع القرآن بالتفسير، وإنما كانوا يفسرون ما يحتاج إلى تفسير دون توسع، وعليه فالقول بمنع الخروج عن أقوالهم يلزم منه ترك كثير من آي القرآن بلا تفسير، وهذا خلاف مقصد القرآن.
أقول:
سلمنا، ولكن الكلام فيما فسروه.
هل تستطيع تحرير الخلاف بيني وبينك؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 05:24 ص]ـ
هل تستطيع تحرير الخلاف بيني وبينك؟
سأترك الحكم لأعضاء الملتقى
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:10 م]ـ
أوجه سؤالي لمن ينكر جواز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، من باب الاستفهام لا من باب المناظرة أو الإعتراض، فأنا ما زلت في طور التعلم:
هل اقوال التابعين في التفسير تعتبر خارجة عن أقوال الصحابة ويجب أن نرفضها؟
وماذا عن الآراء الفقهية التي بنيت على نظرات خاصة في بعض الآيات والتي نشأت بعد عصر الصحابة؟
وماذا عن التفسير بالرأي والترجيحات التي نجدها في تفاسير العلماء وخصوصا المتأخرين من مثل الشيخ السعدي والشنقيطي؟
وشكرا للجميع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:42 م]ـ
حياك الله أختنا حورية الجنة
تقولين:
أوجه سؤالي لمن ينكر جواز الخروج عن أقوال الصحابة في التفسير، من باب الاستفهام لا من باب المناظرة أو الإعتراض، فأنا ما زلت في طور التعلم:
هل اقوال التابعين في التفسير تعتبر خارجة عن أقوال الصحابة ويجب أن نرفضها؟
إذا قال التابعي قولا مخالفا لأقوال الصحابة فهو لا شك خارج عن أقوالهم.
أما رفض كلام التابعي إذا خالف قول الصحابة فلا حرج فيه لأننا إذا اختلف الصحابة على قولين أو ثلاثة أو أكثر فإنا لاشك نختار من أقوالهم الذي نرى أنه أقرب إلى الحق ونرفض الباقي.
وماذا عن الآراء الفقهية التي بنيت على نظرات خاصة في بعض الآيات والتي نشأت بعد عصر الصحابة؟
إذا لم تخالف قولا للصحابة فلا حرج، وإنما النقاش فيما خالف قول الصحابة.
وماذا عن التفسير بالرأي والترجيحات التي نجدها في تفاسير العلماء وخصوصا المتأخرين من مثل الشيخ السعدي والشنقيطي؟
وشكرا للجميع
التفسير بالرأي المجرد فلاشك أنه مرفوض، أما الرأي المبني على قواعد التفسير فهو محل نظر فما وافق الحق قبل وما عداه فهو مرفوض.
أما الترجيحات فهل رأيتي من ترجيحاتهم ما يخالف قول الصحابة؟
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا على سرعة الرد.
هل في استحداث قول جديد لم يرد عن الصحابة حرج؟ يعني قول لا يخالف قولهم، ولكنه لم يرد عنهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:26 م]ـ
إذا قال عالم قولا في آية لا يعرف للصحابة فيها قول فهو محل نظر فإذا لم يصادم نصا من نصوص القرآن أو السنة أو حكما مجمع عليه فلا إشكال إذا كان مبنى على قواعد اللغة والاستدلال الصحيحة.
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:56 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الغامدي، وأرغب بمعرفة رأي الأخ أبي حسان، حتى أوازن بين الرأيين، وأكرر أنني لست طرفاً في المناظرة، ولكنني أرغب بالوصول للصواب فيما طرحته من أسئلة، لنفسي فقط.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 01:07 ص]ـ
إذا قال عالم قولا في آية لا يعرف للصحابة فيها قول فهو محل نظر فإذا لم يصادم نصا من نصوص القرآن أو السنة أو حكما مجمع عليه فلا إشكال إذا كان مبنى على قواعد اللغة والاستدلال الصحيحة.
مثال على ذلك قول الله تعالى:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام (125)
قال بن كثير رحمه الله في تفسيره:
"وقال السُّدِّي: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} من ضيق صدره.
وقال عطاء الخراساني: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} يقول: مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء. وقال الحكم بن أبان عن عِكْرِمة، عن ابن عباس: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} يقول: فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه، حتى يدخله الله في قلبه.
وقال الأوزاعي: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما.
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضيقه إياه عن وصول الإيمان إليه. يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه؛ لأنه ليس في وسعه وطاقته."
وهنا نلاحظ أن السلف فهموا المعنى العام للآية فالسدي فسر الجملة بالعلاقة بين المشبه والمشبه به وهو ضيق الصدر.
وفسره عطاء بحال الإنسان أنه لا يستطيع الصعود إلى السماء لأن صدره سيكون ضيقا حرجا لو فعل، وكذلك القول المروى عن بن عباس إذا صح النقل عنه وبه فسر الآية بن جرير.
وابن عباس رضي الله عنهما وهو من هو في اللغة والفهم لا يجهل أن هناك علاقة بين المشبه والمشبه به، بين ضيق صدر الكافر وحرجه بالإسلام وأن الله شبهه بضيق وحرج صدر المصعد في السماء، ولكن بن عباس إذا صح النقل عنه فهو فسره بما يتوافق مع معطيات عصره.
وظهور سر هذا التشبيه على الحقيقة في هذا الزمن بعد أن كان صوره ذهنية متخيلة في الزمن السابق وعده من دلائل إعجاز القرآن وصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتصادم مع تفسير السلف على الإطلاق.
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 Feb 2010, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
فتعزيزا لما تفضل به الشيح الغامدي من رد علي أبي حسان أنقل لكم أثرا عن ابن عباس رضي الله عنه و هي أحد مناظراته للحرورية و لطولها سوف أنقل منها وجه الشاهد علي الموضوع فقط. . .
عن أَبُي زُمَيْلٍ الْحَنَفِى حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اعْتَزَلُوا فِى دَارٍ، وَكَانُوا سَتَةَ آلافٍ فَقُلْتُ لِعَلىٍّ: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلِّي أكلِّمُ هؤلاء القوم، قال: إني أخافهم عليك، قلت: كلا، فلبست وترجلت، ودخلت عليهم في دارٍ نصفَ النَّهار، وهم يأكلون، فقالوا: مرحباً بك يا بْنَ عَبَّاسٍ؛ فما جاءَ بكَ؟، قلت لهم:أتيتكم من عند أصحاب النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المهاجرين والأنصار، ومن عند ابن عَمِّ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون ... الأثر
أخرجه النسائى في الكبرى (5/ 165/8575) و خصائص على بن أبى طالب (190) من طريق عمرو بن علي ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ... الأثر وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10/ 160:157)، وأحمد (1/ 342)، والطبرانى (الكبير) (10/ 257/10598)، والحاكم (2/ 164)، والبيهقى (الكبرى) (8/ 179)، والضياء (الأحاديث المختارة) (438:432) من طرقٍ مختلفة عن عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ به ... الأثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[20 Feb 2010, 02:52 ص]ـ
أخي شهاب،
ما أتيت به من قول لابن عباس لا محل له هنا، فلا أحد ينكر أن المهاجرين والأنصار أعلم أهل ذلك العصر. ثم إننا بعد المهاجرين والأنصار ليس لنا قول. والموضوع المطروح يتعلق باجتهاد الصحابي، وليس بما يقوله المهاجرون والأنصار.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:45 ص]ـ
إنتبه لقول ابن عباس: .... وليس فيكم منهم أحد .... ألا يدل علي أنهم خرجوا برأيهم عن جملة أراء الصحابة رضي الله عنهم في فهمهم لقوله تعالى: و من لم يحكم بما أنزل الله ... الأية؟
ثم إن الموضوع لا يتعلق باجتهاد الصحابي بل هو متعلق بهل يمكن إحداث قول لم يقل به جملة الصحابة في تفسير آية ...(/)
بحوث مهمة مفقودة في دراساتنا المعاصرة (التاريخ والمنهجيات والمصطلحات) في العلوم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:04 م]ـ
لقد توجَّه البحث العلمي في الدراسات العليا في جامعاتنا إلى مسالك شتَّى، ولا يخفى على من يطلع عليها كثرة هذه المسالك.
ونحن بحاجة إلى أن نفتِّق عن أمور بحاجة إلى دراسة، ومن هذه الأمور المهمة ـ في نظري ـ ثلاثة مسارات:
المسار الأول: البحث في تاريخ العلوم، وعندنا في الدراسات القرآنية (التفسير، وعلوم القرآن، والقراءات، والتجويد ... إلخ).
المسار الثاني: منهجية العلوم، ويدخل فيها كيفية تلقي هذه العلوم، ومناهج المؤلفين فيها، والقواعد العلمية التي قامت عليها هذه المنهجيات.
المسار الثالث: المصطلحات، وفيها من الخطورة العلمية ما لا يخفى على الدارس لتراثنا الكبير، إذ قد نجد مصطلحات المغاربة تختلف عن مصطلحات المشارقة، وقد نجد بعض العلماء يستخدم مصطلحات خاصة به، وقد نجد مصطلحات علم آخر تؤثر على تطبيقات المفسرين، وتوجيهاتهم لأقوال بعض المتقدمين ... إلخ مما يتعلق بموضوع المصطلحات.
وأنا أقترح ـ بهذه الكلمة الموجزة ـ أن تتوجه بعض الدراسات العليا إلى البحث النقدي والتحليلي في هذه الموضوعات؛ لأنَّ جُلَّ ما طُرح من الدراسات العلمية في بعض موضوعات هذه المسارات لا يتعدى الجانب الوصفي، الذي يعطيك معلومة وصفية عامة لا تجد فيها سبرًا ولا تحليلاً لظاهرة ما، ولا تكاد تجد دراسات ناقدة في موضوع هذه المسارات قائمة على السبر والتحليل والتقويم.
ولا يخفى على الدارسين أن مثل هذه الدراسات تحتاج إلى دارسٍ مؤصَّلٍ علميًا، وقارئ مطلع، وعقل ناقد؛ لأنه ليس الهدف مجرد الجمع للمعلومات، وإنما الهدف ـ مع جمع المعلومات ـ التحليل والتقويم.
وإنما أقول هذا؛ لأنه لا يصلح لكثير من الدارسين، ولا يتناسب مع أسلوبهم العلمي، وطرائقهم في البحث؛ إذ كم من موضوع أخذه بعض الدارسين، وهو لا يتناسب معه فأماته.
الجمعة / 5: 3: 1431 هـ
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ...
بارك الله بك فضيلة الدكتور على هذا الكلام، فهذا ما نحتاجه للحقيقة في أيامنا هذه، وكم نجد من الأبحاث لطلاب العلم في الدراسات العليا التي تكرر بعضها البعض، ونجدها بعيدة كلّ البعد عن التحليل أو حتى عن منهجيات العلوم التي كتبها علماؤنا الأكابر ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Dec 2010, 01:09 ص]ـ
عود إلى الموضوع:
إن مما يجعل المرء في حيرة من أمره في المصطلحات أمور:
الأول: نشوء المصطلح من دون مشاركة أصحاب التخصص الأصل.
الثاني: كثرة المصطلحات المعاصرة التي ينشؤها قوم، ثم يسير بها ركب آخرون دون تمحيص ولا تدقيق.
وليس أدلَّ على ذلك من (إعجاز القرآن) الذي صار يتمطط حتى وصل عند أحدهم إلى أربعة عشر إعجازًا، وأكثر هذه الأنواع ناشئة في هذا العصر دون غيره، ولا أدري مالذي جعل هذه الأنواع تظهر لنا وتخفى على من سبقنا، مع أنها قريبة المدرك، وليست مما يخفى حتى يضلَّون عنه.
وإن مما ينبغي أن يُعرف:
ـ إن كل مصطلح ينشأ عند غير أهله، فإنه سيحمل من الخطأ ما يحمل.
ـ إذا كان المصطلح مشتركًا بين علمين، فليس أهل علم بأحق أن ينفردوا بتأصيله وتعريفه دون أصحاب العلم الآخر، وأي انفراد من أحد الطرفين سيوقع في الخطأ أيضًا.
ولك أن تنظر في بعض من فرَّق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي،فقال بأن الإعجاز مما اتفق عليه المسلمون بخلاف التفسير العلمي.
ولا أدري من أين له حكاية هذا الاتفاق؟!
والموضوع بحاجة إلى كتابة علمية تُحَرِّر ما وقع من لبس وخطأ في المصطلحات المتعلقة بأنواع علوم القرآن والتفسير، وألا تُترك هذه المصطلحات الحادثة حتى تكوِّن مسائل ومعلومات، وفيها ما فيها من الخطأ في الأصل الذي بُنيت عليه.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Dec 2010, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
جزى الله الخير الكثير شيخنا الكريم مساعد الطيار
إن مسألة الاصطلاحات باتت مسألة مخيفة، فقد أقدم على معالجتها أناس لغتهم غريبة عجيبة.
لقد سارعت لشراء كتاب عنوانه مشجع وكتبه أستاذ دكتور في التفسير وتجرأت على شرائه من ادون تصفحه حتى بصراحة لما سبق ولأن الكتاب صغير الحجم فهو بحجم كتيب مما جعله رخيص الثمن جدا قلت: اشتريه.
وكانت المفاجأه. عنوان الكتاب:
نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه، لـ أ. د طه جابر العلواني.
تناول المصطلحات السابقة بكلام عجيب، كمثال في الفصل الأول قال:
" والمتشابهات عندهم هي التي تشابهت على اليهود ... "
فقرأت ما تيسر فتذكرت شخصية أعتقد أنها من نفس مدرسة مصنف الكتاب وهي:
الدكتور محمد أبو زيد الفقي
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22664 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22664)
وقد أكتب مقالا عن الكتاب إذا يسر الله تعالى في الأيام القادمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:01 م]ـ
وفقك الله شيخنا الكريم والزملاء جميعا
وننتظر من الإخوة إسعافنا ببعض المسائل التي تحدد معالم هذه الموضوعات الهامة
ويمكنني الزيادة عليها وتحريرها أكثر
ومدارستها حتى تتحول إلى مشاريع بحثية رائدة بإذن الله تعالى
ولكم تحياتي
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[10 Dec 2010, 03:42 م]ـ
بارك الله فيكم، شيخنا المفضال.
إن تعجب فعجب زهد أهل هذا الملتقى - وهم من خيرة أهل الاختصاص والمهتمين بالبحث في هذا الشأن - في هذا الموضوع الذي يبدو لي مهما جدا، ليس في الدراسات القرآنية وحدها، ومع ذلك لا يجد من العناية ما يستحق.
وليس أدل على ذلك من بقائه عاما أو ما يقرب حتى عدت إلى بعثه من مرقده وحدك، وما ذلك فيما يبدو -والله أعلم - إلا لأن جل الباحثين والمؤلفين في العلوم الإسلامية والعربية اليوم ممن يبتغي ببحثه أو كتابه درجة علمية أو ترقية أكاديمية أو جائزة مالية دنيوية، وهذا الموضوع وأمثاله لا يخفى ما تحتاج إليه من جهد ذهني فكري علمي عملي وربما مالي خارق، ويمكن تحقيق تلك الأهداف بغيره مما يسهل فيه النسخ والقص واللصق دون كبير جهد في القراءة والتحليل والمقارنة والاستنتاج والتتبع والسفر والإنفاق أحيانا، وكذلك التفرغ، وقد روي عن الشافعي -رحمه الله -:"لو كلفت بصلة لما حصلت مسألة"،فكيف بمن يبحث عن رزقه بعلمه؟
أضف إلى ذلك أن معظم المتخصصين في هذا المجال اليوم ليسوا متفرغين له وإنما العلم والبحث جزء صغير ضمن هموم الحياة الكثيرة عندهم.
ولعلك -شيخنا الكريم - تولي الموضوع مزيد شرح من خلال أمثلة تطبيقية واضحة لكل مسار من مساراته الثلاثة؛ لتعين بذلك زملاءك وطلبتك على الفهم الجيد له ثم المشاركة في مناقشته.
والخلاصة أن الأمر يحتاج إلى مراكز بحث متخصصة تجد التمويل المناسب لتفرغ الباحثين لذلك وتوفر لهم الإمكانات المناسبة، ولعل هذا من الشرف الذي ادخره الله لمركز التفسير وأمثاله في العالم اليوم. والله المستعان.
أسأل الله أن يوفق أهل الشأن وفرسان الميدان في هذا الملتقى لإعطاء هذا الموضوع ما يستحق والتعاون على الخروج بتوصيات محددة يمكن تنفيذها من المؤسسات والأفراد كل بحسب إمكاناته وطاقته. والله الموفق.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 Dec 2010, 05:24 م]ـ
و أعجب من هذا كله من إذا قلت له " ينبغى أن نحرر المصطلحات " تذرع بـ " لا مشاحات في الإصطلاح " و لايدرى أن المصطلحات نوعان ... نوع تنبى عليها نتائج و تتفرع عليها ضوابط و فروق و هي المقصودة بالعبارة الأولى و نوع لا تنبنى عليها نتائج و لا تتفرع عليها ضوابط و لا فروق بل هي أشبه بالإصطلاح الفني الشكلي و هي المقصود بالعبارة الثانية ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Dec 2010, 05:43 م]ـ
الحمد لله وحده ..
وما يتحدث عن الشيخ مساعد، هو ما يسميه غيره: ((فلسفة العلوم)) ..
والعناية بهذا الباب لا تنفصل عن العناية بالعلم نفسه، ولا يفقه العلم حاق الفقه إلا من فقه تاريخ العلم ومناهج الكتابة فيه ومصطلحاته، ومرد جميع ذلك عندي إلى دراسة رجال العلم المؤثرين فيه فهم تاريخه وباختلافهم تختلف مناهجه وباختلاف ألسنتهم تختلف مصطلحاته ..
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[12 Dec 2010, 05:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لا زلنا ننتظر من الإخوة والمشايخ إثراء الموضوع لنستفيد ونفيد
فإن المسائل لاتتحرر بالقطع والعيب على الغير إنما بالمدارسة النافعة
فمن كان لديه شيئ فليدل به
ولا ينسى احتساب الأجر من الله الذي لاتخفى عليه مثاقيل الذر
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Dec 2010, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الحمد لله تعالى تمت قراءتي للكتاب الذي نويت أن أكتب مقالا عنه فيما سبق، وقد خرجت بفائدة تخص الموضوع هنا.
قراءة في كتاب: (نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه)
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23865
والفائدة هي:
لابد من الاهتمام بالمصطلحات التي لها علاقة بالقرآن الكريم أولا، التي انتشرت في كتب علوم القرآن الكريم كمصطلح " النسخ " " المحكم " " المتشابه " .... ، وبيان الفرق بين استخدام القرآن لهذا المصطلح واستخدام السلف ومن ثم علماء الأمة الربانيين، وبعد ذلك الطوائف الضالة ليحذر الناس، هذا والله أعلم وأحكم.(/)
ذكريات غانم قدوري الحمد .. (الحلقة السادسة)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[19 Feb 2010, 02:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مراجعة المحاضرات
السبت 8 حزيران 1974م = 17 جمادى الأولى 1394هـ
قَضَيْتُ الأسبوع الماضي في دراسة كتابَيِ الدكتور عبد الصبور شاهين: كتاب تاريخ القرآن وكتاب القراءات القرآنية , الذي فيه عدة فصول مقررة سنؤدي فيها امتحاناً , قضيت الأسبوع كله في قراءة ذلك الكتاب الضخم قراءة تقف عند القمم دون النزول إلى الوديان! لعلي أعود بعد ذلك إلى دراسة المادة المقررة فقط دراسة عميقة , وفي هذا الأسبوع بدأت أدرس المواد التي أخذناها مع الدكتور محمد سالم الجرح أيضاً، قراءة تمس القمم ولا تهبط إلى الوديان! تلك سُنَّةٌ اتبعتها في الدراسة أن أدرس الموضوع دراسة شاملة عامة ثم أعود بعد ذلك مرة أخرى وأخرى إلى التعمق والتركيز , وأنا قد أخذت نفسي بمنهج أو هو فرض نفسه علي أو طبيعة المرحلة فرضته علي، هو ليس بمنهج، وإنما هو نظام اتبعته في الدراسة السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء انصراف كلي للدراسة في المحاضرات المقررة , الاثنين والخميس أذهب فيهما إلى مكتبة أية مكتبة، وإن كنت مشغولاً الآن في جمع بعض المادة عن موضوع المقطع في اللغة العربية، هذا الموضوع أحاول أن أتعمق فيه لأنني - إن شاء الله - ربما جعلت هذه البدايات أساساً لموضوع الماجستير، فإني عرضت الفكرة على الدكتور محمد سالم الجرح فشجعني، وقال: إنه موضوع يستحق الدراسة، وأنا أحاول أن أستغل هذين اليومين لجمع بعض المادة، أما الجمعة فقد أردت أن أجعلها راحة، وإن كانت لا تخلو من قراءة كتاب أو صحيفة.
التفكير في اختيار الموضوع والمشرف!
الأحد 9 حزيران 1974م = 18 جمادى الأولى 1394هـ
مشكلة لا تزال بعيدة ولعلني لا ألقاها، ولكني أجد نفسي مدفوعاً للتفكير فيها، لأنها المرحلة التالية لما أنا فيه الآن , أنتظر الامتحان الذي يكون يوم 20/ 7 وإذا انقضى الامتحان فإني سأكون - إن شاء الله - وجهاً لوجه مع تلك المشكلة أو ربما كانت وقفة بعد الامتحان صغيرة، ألا وهي انتظار نتيجة الامتحان، فإذا نجحت فإن علي أن أحمل نفسي على اختيار موضوع لبحث الماجستير، وأن أختار أيضاً المشرف على ذلك البحث , المشكلة التي أفكر فيها والتي تزداد وضوحاً كلما تقدم الزمن هي مشكلة ذات وجهين الموضوع والمشرف , فكم من طلبة سجلوا موضوعات وكانت مبعث متاعب ومشاق، وكم من أساتذة مشرفين أذاقوا طلابهم الكثير من المتاعب وعدم العطف على الطالب، المشكلة التي أواجهها لابد أن أبحث عن جواب للأسئلة التي تثيرها من الآن، فإن مَدَّ الله في العمر كانت أجوبتها في ساعة الحاجة حاضرة، وإن كانت الأخرى فقد أديت الأمانة إلى آخر رمق، الموضوع الذي أريد أن أختاره مرة أقول أختار موضوعاً في القراءات القرآنية، ومرة أقول لأجعله في اللهجات، وأخرى أقول لأدرس في الأصوات العربية عند القدماء والمحدثين , وأخيرا تبلور في ذهني موضوع المقطع في العربية، ولو أنه لم يتبلور منهج دراسة هذا الموضوع إلى الآن، أما المشرف: فهم ثلاثة د. بشر العميد، وهو مشغول بشؤون الإدارة عن العلم , والدكتور عبد الصبور شاهين عالم ذو خلق ودين، ولكن يبدو أنه لا يعطي الطالب من وقته أكثر من الرسميات , و د. محمد سالم الجرح عالم لطيف يفتح صدره وبيته للطالب، ولكنه يبدو خفيف التدين، وأنا لا أرتاح إليه من هذا الجانب، ولابد من اختيار وسط، وأدعو الله أن يجعل نصيبي الأحسن.
الغرباء
الاثنين 10 حزيران 1974م = 19 جمادى الأولى 1394هـ
في القاهرة يعيش أكثر من سبعة ملايين من الناس، لكني اشعر أني أعيش وحيداً هنا , كأن كل هؤلاء بشر من نوع آخر، لا أستطيع أن أتبادل معهم مشاعر إنسانية أو معاملات حياتية، ورغم أني أشعر أن من بين أولئك أناساً يمكن أن أتعاطف معهم ويتعاطفون معي إلا أني لا أعرفهم ولا يعرفوني , ويعيش في القاهرة جمع من العراقيين، والعراقي بالنسبة للعراقيين هنا كأنهم جميعاً في بيت واحد، ولكني أشعر أني من بيت غير البيت الذي يشعرون أنهم ينتمون إليه , إلا عدداً محدوداً منهم , أيضاً يشعرون أنهم من بيت آخر غير البيت الذي يشعر العراقيون أنهم يستظلون بظله , وهؤلاء النفر يشعرون أيضاً أنهم غرباء في مجتمع
(يُتْبَعُ)
(/)